مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

146
ت�صالح ! ْ ت�صالح ْ لو منحوك الذهب وَ عينيك أ فقا أ ا ترى ح أ اكانهما.. م جوهرت ثبت أ ثم ا ى..؟َ رَ هل تى.. �صُ ت ُ �صياء أ هي ا �أمل دنقللوحة ال بري�صةان الفنراحل ال حامد العوي�صى جنيهات3 الثمن2008 ربيع)129( د العدA-PDF Merger DEMO : Purchase from www.A-PDF.com to remove the watermark

Upload: ahmed-serag

Post on 19-Jul-2015

335 views

Category:

Art & Photos


4 download

TRANSCRIPT

Page 1: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

ال ت�صالحال ت�صالح!

ولو منحوك الذهباأترى حني اأفقاأ عينيك

ثم اأثبت جوهرتني مكانهما..ى..؟ هل تر

هي اأ�صياء ال ت�صرتى..

�أمل دنقل

اللوحةبري�صةالفنان

الراحلحامد

العوي�صى

ت

يهاجن

3 من

الث

2008

يع رب

)129

د )عد

ال

A-PDF Merger DEMO : Purchase from www.A-PDF.com to remove the watermark

Page 2: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

25 عــــــــــامـاعـــلى رحيـــــل

مع العدد هديةكتابروائع ديوان املتنبى

حـلمى �ســـامل..ال�ســــــاعر املختـــلف

ملفات خا�سة :23 ق�سيدة من ال�سعر العــراقى فى ال�سـتات

اأمري �سعراء الــــرف�ض

ربيعالعدد )129 ( 2008

Page 3: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

� ربيع2008

العدد )�29( ربيــع 2008

دارة رئي�س جمل�س الإ

رئي�س التحرير

مدير التحرير

�سكرتري التحرير

لوحة الغالفThe Old Guitaristللفنان العاملي بابلو بيكا�سو

املدير الفنى

ذاعة والتليفزيون ما�سبريو ـ كورني�س النيل ـ جملة الإمبنى )�س( الدور ال�سابع ـ جملة ال�سعر تليفون : 25786285 فاك�س: 257863�8 www.alshir.comemail: [email protected]

ــم- دراه 8 مـــارات ـــالت-الإ ري 8 -ال�سعودية فل�س 750 ردن -الأ لــرية 60 �سوريا 1.50 لندن اأمريكي- دولر 1 )غزة/القد�س( فل�سطني بي�سة- 800 عمان �سلطنة ريال- 200 اليمنية اجلمهورية دينار- 1.500 تون�س فل�س- 500 الكويت جــك- درهما. 20 املغرب ــ ريــالت 8 قطر ــ فل�س 800 البحرين ــ لــرية 3000 لبنان

اأ�سعار املجلة باخلارج :

اأحـــمد اأنـيـ�س

فــار�س خـ�سـر

عبدالنا�رص عي�سوى

اأحـــمد املريخـى

مدحت عبدال�سميع

جملة ف�سلية ت�سدر عن ذاعة والتليفزيون احتاد الإ

عنوان املجلة :

Page 4: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 2

ن�ســو�سق�سائد ق�سرية

ح�سن عبداحلميد

ملف خا�س

هزة فى الكتففتحى عبدال�سميع

بع�سر قبالت فى الهواءعلى من�سور

مالك احلزينال�سماح عبداهلل

ق�سائدحممود خري اهلل

لو كنت �سغرياجمال الق�سا�س

اأح�سد املوتىيا�سر الزيات

نوثة �سارة الأعالء خالد

فى اآخر الليل�سيد جودة

�سخو�س املمالك الزائلةلقمان ديركى

مهاب ن�سراأغنية للحنانق�سيدتان

اأحمد دياب

املوت اأمى ل يقراأ الق�سيدةجاكلني �سالم

اأن تكون لجئا فى وطنكمنال ال�سيخ

مت�سع للحزنمنت�سر الدي�سى

حجر ال�ستياقاأحمد املال

اأم ب�سيف يبداأ الن�س�سامح حمجوب

املطرود منك.. اآب اإليكحزين عمر

ياأ�سى خالنى اأحلم بىعاطف ح�سن

فوتوغرافياالبهاء ح�سني

مثل فرعون ينق�سه �سوجلانفاطمة ناعوت

ل حتزنوا على �سىءرمية البعينى

ي�سمونه �ستاءوائل ال�سمرى

حلمى �سامل »ال�ساعر املختلف«عيد عبد احلليم

اأنا فتاح �سكك �سعريةحاوره: ع. ع

ق�ســـائدحلمى �سامل

حرية بغري حتديد ول حدودد. عبد املنعم تليمة

جيال �ساعر عابر لالأقا�سم حداد

الغرام امل�سلح بالثقافةد. حممد عبد املطلب

ال�سعر العراقى فى ال�ستاتتقــــدمي

منذر عبد احلرفى وطن النخيل

يحيى ال�سماوى )اأ�سرتاليا(العــــراق

عدنان ال�سائغ )لندن(الغـــزاة

حميد العقابى )الدمنارك(بالد ا�ستدار لها اجلميع

على حب�س )�سوريا(نهارات ياب�سة على �سطر ورقة زرقاءعبدالرزاق الربيعى )عمان(

�سدر الرتاب زجاجوفاء عبدالرزاق )لندن(

بالد حتت ال�سفر�سعد جا�سم )كندا(

ال�سحك للعامل اأجمعف�سل خلف جرب )اأمريكا(

الثلوج والوطنخال�س عزمى )النم�سا(

الع�ســــبو�سام ها�سم )الدمنارك(

الرباق ي�سل اإىل هريو�سيمابا�سم فرات )هريو�سيما(

مالمح �سيئة ال�سيتوديع �سامخ )اأ�سرتاليا(

اأج�ســــاد�سهام جبار )ال�سويد(

منـــازل اليدردن( عبود اجلابرى )الأ

هناك وطنى هناكقي�س جميد املوىل )قطر(

اإغـفــاءةاأحمد عبدالزهرة الكعبى )اأملانيا(

اإن�سان �سقائق النعمانن�سيف النا�سرى )ال�سويد(بلح ور�سا�س... وفالنتاين !كوللة نورى )اأوكرانيا(

بحرية الدمعبداخلالق كيطان )اأ�سرتاليا(

حديقة اآدممارات( يحيى البطاط )الإ

اأمام اجتاه مفتوحح�سن رحيم اخلر�سانى )ال�سويد(

نــوافـــذ�سالم �سرحان )لندن(

خلف اأ�سالك �سائكةمنذر عبد احلر )�سوريا(

الن�سيد

2

6

�7

�8

8

9

�9

20

�02�

�222

�323

�424

25

26

27

28

30

3�

32

34

36

940

42

43

44

52

55

56

58

59

60

63

64

66

67

68

6983

82

82

80

78

76

75

74

73

72

7�

70

Page 5: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

3 ربيع2008

العدد )�29( ربيــع 2008 فــى هــذا العــدد

تعال نحتف بطائراآخر يتوارى

د. حامت ال�سكرال�سعر التفاعلى

د. عبري �سالمةالف�سحى والعامية..

وما �سنع احلدادد. �سالح الراوى

ق�سائد تتدفق بعفويةد. عمار على ح�سن

�ساعرية الفقدكرمي عبدال�سالم

ننى اأجعل حممد اأبو دومة: اأنا مبتهج لأالناقد فى حرية

حاوره: اأ�سرف عوي�سنها تقرب فتحى عبداهلل: اأحب احلرب لأ

بني احل�ساراتحاوره: عبدالنبى فراج

ال�ساعر25 عاما على رحيل اأمري �سعراء الرف�س

د. ن�سار عبداهلل فى و�سف اأمل دنقلد. �سالح فاروق احلياة بني قو�سني�سعبان يو�سف اأمل دنقل واأقنعته املتعددةوفاء حلمى ماذا تبقى من اأمل

ر�س �ســاعر البحـــر والأترجمة وتقدمي: د. طارق الطيب

• النم�سا: جريهارد كوفلر..

هات ىل م�سباحا، اأهدنى نافذةترجمة: عماد اأبو �سالح

• اإيران: فروغ فرخ زاد..

كاأمنا فوق حجر �سخم نق�ست ا�سمىترجمة: عماد فوؤاد

• اأيرلندا: خريت كومراى..

احتفالية اإوزة النيلترجمة: عاطف عبد املجيد

• فرن�سا: مي�سيل لجراجن..

موال: حلو املعانىحممود احللوانى

�سيد ال�سهدام�سعود �سومان

�سخ�سى للغايةجمال حراجى

اأنــــــــــااأ�سرف عرتي�س

مراد عزيزفيلم.. قدمي..ومكررحممد فتحى خيــابـــة

القطر بيزمر فى ودون العيدحمدى ح�سني

قراءات فى ق�سيدة النرثطارق اإمام

مكتبة ال�سعر

الغنائيون املهرةفار�س خ�سر

اأ�سئلة ال�سعر

خارج احلدود

خارج ال�سرب

ديوان العامية

تاأويل

88

84

95

98

�00�00

�02

�06

�09

��0

���

��9

�22

�25

�28

�30

�32

�34

�36

�37

�38

�39

�40

�4�

�42

�44

Page 6: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 �

ماذا فعلت يف هذه احلياةكل هذه ال�سنوات

واأنت تنتظر اأن ين�سج اخلطاأ يف اأوانهاأو تقفز الكرة اأبعد من ظلها املعلوم .

لو كنت �سغريا�سابع لو مل تنبت لك هذه الأ

لو ظللت حم�ض افرتا�ض يف احللم !

اأ�سحك ..حني يقفز كلب فوق ظلك

ويتوهم راأ�سك طبقا من احل�ساءاأو حني تربك اأمعاء الليل

عر ب�سطرين من ال�ستدعي اأنك اأنفقت ن�سف عمرك

ف. يف و�سعهما فوق الر

يف مثل هذا اليوم

هل كان �سروريا اأن تولدهل كان العامل يف حاجة اإىل �ساعر؟!

ذئب اأعمى يف فروة فري�سة ..ور مل يكتمل الد

دت يف الفم خرزة النعناع جتمومل تعد قادرا على طي ورقة

ل ورطة مو�سيقية �سغرية . اأو حتم

با�سم خرافة ع�ستهابا�سم حلم مل ير�سخ يف القلب

كن �سريراب اأن تبحث عن حكمة مزيفة جر

لطة كراه ال�س عن حيلة لإمن دون اأن تغادر مقعدك مبكرا.

على حافة القوةدائما �سرتجتف قدماك

لن جتد حال لفقدان احلرية

لو كنت �صغريا ..!جمال الق�سا�ض

من ديوان جديد با�سم » فراغات» ي�سدر قريبا لل�ساعر

*

*

ن�صو�ص

Page 7: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

� ربيع2008

دائما �ستن�سى �سيئاوتتذكر �سيئا ..

لك اإىل نف�ض املتاهة ! يو�س

غري �ساق مربعك ال�سما من مكان لدمى جديدة

طباق ما يكفي ملنقار طائر يف الأهي درجة من الع�سق

من فطنة الفقدمن اأنني ال�سوؤال

كاأنك ورثت ثروة ا�سمها العط�ض.

اأخرج من فروة الفري�سةاأخرج بقوة الياأ�ض

ل زمن يل ل مكان

ل �سيء دوامة من املقادير

وموت ميازحني كل �سباح :

ـة روحك مل تعد تالئمني ! خف

ل اأعرف ماذا ينق�سني ؟حفنة من املال

ر فيها �سلوعي نومة ل تتك�سيجب اأن اأكت�سف �سروطا جديدة

كي اأبدو مثل الب�سراأو تنبت يل اأجنحة من دخان.

Page 8: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 �

الغطاء الثقيلبق�سوة يغمرين الذي الرتاب دفء اأتذكر الدفء، يف

وحنو.ويذكرين الثلج بربودة اأطراف �ستثقل اأطرايف غدا.

واأي اللذة. اإنها امل�ستمرة؟! الكتابة تلك يف تعا�سة اأية وجود يف ذلك الذوبان؟! اإنه �سورتي واأنا اأذوب، اأ�سئلتي كلما يخفق وهو وج�سدي اأبدي، �سكون يف اأمترغ واأنا

عربت حياة. اأتذكرينعندما كنت زهرة برية وقطفتني امراأة جميلة،

فاأحن- اأبدا- اإىل القطاف. ال تزال رائحتيعالقة يف قربها، وحوا�سها موغلة يف روحي.

وعندما كنت حبة رمل على ال�ساطئ ن�سيتني طفلةن اأدخن يف جيبها؛ األي�ست احلياة كذلك؟! واالآ

واأدخن، لعلني اأ�سري دخانا ميلأ الهواء، ولعلرئتي ت�سلحان مب�ساحبة ذاتي.

يف الليل، يف دفئه،غطية الثقيلة، اأتذكر ذلك الغطاء الثقيل. حتت االأ

ة اأ�صـياء خا�صكان كيف للم�سيبة، يا احلياة. نظارتي يف اأن�سى كدت

باإمكاينن اأن اأرقب هذا الذوبان؟! وحر�ست- اأي�سا- على االآ

تيان بقليل من النار، فمن ي�سمن تقلبات الطق�س االإهم كم ه��وؤالء: اجل��دد واأ�سدقائي ال���رتاب؟! حتت

�سامتونواأقوياء ي�ستحقون التحية. الورق- كذلك- �سروري

ائهم، اأو هكذا حب ا الأ هنا، فاإن ر�سائل املوتى مفيدة جديعتقدون. �ساعتي ن�سيتها- عامدا- حتت الو�سادة،

واحلذاء علقته مقلوبا على باب القرب، نعم هناكمن يح�سد املوتى.

حديقة فـلاأحتدث اأبكى وعندما املوت، عن اأحتدث اأحب عندما اأحتدث املتقطعة �سحكتي تتعاىل وعندما املوت، عن كثريا، �ساأحتدث اأم��وت عندما ولكنني ، املوت عن ا، عن احلياة. اأي فجيعة يف املوت؟ واأي موت كثريا جدفيه؟ �ساأكون هناك �ساملا اآمنا، ولن يزعجني تاآكل حلمى الت�ساقا اأكرث �ساأكون هناك الرمل. عظامي يف ذوبان اأو باحلياة، ورمبا ت�سبح مقربتي، بعد حني من الدهر، حديقة يف الفرق؟ ما البقر: فيها يرعى بر�سيم مزرعة اأو فل املوت �ساأكون يف قلب احلياة، ال جمرد جزء منها. �ساأكون �سادقا مبا يكفي لل�سحك ب�سوت عال على اأغبياء يبكون اأنف�سهم كلما م�سوا يف جنازة، اأو تذكروا موتا خمتبئا يف ب�سمة هادئة، ب�سمة �ساأبت�سم املوت ياأتي عندما الهواء. �سافية جميلة، مل اأرها على وجهي من قبل، �ساأن�سى كل

اأح�صـد املوتىيا�سر الزيات

طموحى اأن اأغر�ض موتى فى م�سام الورق

Page 9: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

� ربيع2008

حبائي، ا الأ �سبح م�ساملا وبريئا، حمب متردي وعنفواين؛ الأوحمبا ومتعط�سا للحياة، فكن رفيقا بب�سمتي اأيها املوت، �ساأموت نني ذاكرتك؛الأ يف ممكنة فرتة اأكرب واحفظها كثريا، واأبت�سم كثريا كثريا، عندما اأ�سبح زهرة اأو �سجرة،

�سمكة اأو دينا�سورا اأو حفنة رمل.

ثالثـة اأ�صـخا�صثلثة اأ�سخا�س ذهبوا اإىل النهر.

ذرفوا دموعا كثرية،ومتنوا اأن يرجعوا اثنني،

لكن النهر كان قد امتلأ باجلثث،الم. كما اأنه اأحب هذه االآ

ثلثة اأ�سخا�س عادوا من النهر،تركوا وراءهم دموعا كثرية.

ويف ال�سباحاأ�سبحت الدموع زهورا

طفال يدو�سها االأكلما ذهبوا اإىل النهر.

طفـالنكان يحمل كتابا،

وكانت حتمل وردة.وقررا اأن ي�سعا الوردة يف الكتاب،

ا الوردة، لكن طفلني عابرين اأحبفظل الكتاب خاويا.اأخذت ال�سماء متطر،

قدام تنظر اإىل احلديقة بح�سرة، واالأاأما الطفلن فكانا يبعرثان اأوراق الوردة،

يبعرثانها ب�سرعة، ورقة، ورقة.هذه الوردة القا�سية،

التي تركت نف�سها لطفلني عابرين.

يف اجلنــازةث رابطة العنق ال�سوداء اأحد

عن النع�س الذي تتبعه،فتحدثني عن الدموع املاحلة

التي تبلل خلياها.اأحدث النع�س

عن اجل�سد الذي يخفيه،فيحدثني عن الدماء اخلفيفة،

وعن الزهور التي �ستذبل بعد يومني.اأقول: »لو اأنني هنا«،

فيقوالن: »لو اأننا هناك«.ويف الطريق

ن�سم رائحة الرتاب.

Page 10: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 8

اترك اخليط ،دع الطائرة الورقية تطري اأبعد من اخليط

امل�سدود بينك و بينها .مل الأ

و هى يف يدك .تبتعد ،

ك�سرب طيور مهاجرة ،و لكنها ل تغيب .

كم تبقى ىل لكى اأعي�ض مبفردى ؛الن�سبة الغالبة من حياتى كانت منا�سفة

كحز يرتكه اخليط امل�سدودبعاطفة قا�سية

وهو ينفلت بعيداوهو يودعنى .

مل ؛ الأنوثة التى تخيم على الن�سبة الغالبة �سارة الأ

من حياتى ،اأى ن�سبة جديدة ميكن اأن تنال منى ،

مثل اخلوف من الفقد .دع الطائرة الورقية

تراك من بعيد وهى تعرب من �سماء ل�سماء

ك�سحابة طافيةتراك وتتجاهلك

ول تقول لك : �سباح اخلري.

نوثة �صارة الأ عالء خالد

Page 11: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

� ربيع2008

لعل الذي جاء يف اآخر الليل ي�سعىليطرق اأبوابنا يف انك�سار

لي�سحذ ك�سرة خبزو�سربة ماء

و�سال من ال�سوفيحميه من ل�سعة الربد

كان من اجلنيحمل يف جيبه

�سحر لعنتنا القادمة

لعل الذي جاء يف اآخر الليل كان كعا�سفة الريح

جاءت لتنذرنا بطيور�ستحملنا فوق اأجنحة ل نراها

ر�ض بعيدة لأبعيدة

يغيب بها احلا�سرونويح�سرها الغائبون

ويبكي على بابها احلائرون

آخـر الليـل يف ا

*�ساعر م�سرى مقيم فى هوجن كوجن

*

لعل الذي جاء يف اآخر الليللي�ض �سواه

اأتى هازئا من اإبائياأتى معلنا اأنني عن قريب

اأدور وحيدا على الطرقاتطرق باب الغريب لأ�سحذ ك�سرة خبز لأ

و�سربة ماءو�سال من ال�سوف

يف ليلة من ليايل ال�ستاء

لعل الذي جاءناكان رغم التخفي ..

اأنا!

�سيد جودة

Page 12: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 10

ال�صخو�صاأحوال واأودع كلها، املمالك اأ�ستظهر وحتى

�سعب يف خيام �سعوب اأخرى.م، ل �سيء ينحيني وحتى اأمتالك نف�سي.. اأتقد

عن امللهاة، ول اأقالم �ست�سطب ما لن اأكتبم حاجبا مادحي كالمي وحاجبا بال راأ�ض اأتقد

امللهاة بج�سدي اأنفرد بال�سرد ول اأدع للهواء رئة تتنف�سه

»لي�ست الرئات جمايل» قال الهواءثم ع�سف حتى ظننته الريح

الهواءل بني الرئات اأول ال�سخو�ض، بداية امللهاة، املن�س

ك�سهيقالهواء املرجوم برئة ثقيلة حتب�سه قليال ثم تفلته

والهواء اآ�سن يحتاج طواحني ترد خيالءه، دون رجال دون املن�سة، عن املهزلة يخرج �سجيج

يلوحون ب�سيوفهم يف الفراغالهواء الهواء..

الرتاباملاء خذلك بلهاثنا، فتغربت الريح خذلتك فوق دارت التي احلروب بعد بالدم، فاأوحلت

ذراتك، والوجوه التي اأخذت اأ�سكالك، ت�ستحق حياء، ت�ستحق اأيها اأيها الراقد اأبدا بني القبور والأ

املتل�س�ض على اجلبال اأن ن�سميك.اأنت من غبار ويا الريح، بعد اأنت من تراب، ويا

بعد املاءـ من عرفك عرف اآثامه وا�سرتاح ـ

من اأنت بعد الريح وجدوى الكالم عن عتباتككاأنك احلكمة املتخفية بني ال�سخور تعبث بنا كما ت�ساء

من اأنت بعد املاءكاأنه املتما�سك فينا واملتناثر حولنا، ذلك املوحل يف �ستاءات مل يباركها الرب، الهث قليال لنعرف حجم لنعرف قليال الهث الغام�ض، طعمك

كراد منك القوالب التي ي�سنعها الأ�سوى ماذا والق�ض، بار الآ مبياه ملوثة حكمة يا

ة و ب�سر ي�سردون كلما راأوا خريطة. بيوت ه�ساحيه، غائ�ض غابر امليدي، متعال على بكائيه ونوبالدم اخلليقة منذ ث وملو ال�سعوب تراتيل يف

وطعم املجازر.من اقرتب اأرتبها، التي الف�سيحة من اقرتب م�سرحي على واملقتتلني املنكوبني �سخو�سي

ال�سغري )يقرتب(

يا تراب لقد ا�ستدرجتك اإيل

�صخو�ص املمالك الزائلة لقمان ديركى

�ساعر من �سوريا *

*

Page 13: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

11 ربيع2008

اخرج قليال من كالمي اخرج اإذن.

لقد طمرتني.

املاءحتى لو كان حدوديا، حتى لو متوج قليال وركد، بداية املاء، فنحن �ستاء، الياب�سة اأكل لو حتى �سماك البع�ض وماأوى الأ ارتطام الذرات ببع�سها

دمي. والنقيق الآحني ياأخذ الرمل ع�سيقا اآخر وتبتعد ال�سواطئ عنا نحزن، ثم نبكي بفم مليء باحل�سى.. ونفي�ض، بدية، حليفنا احلائم زهونا الهواء، زهو رقدتنا الأ

واملن�سل بني الغال�سم معنا.كلها طراف الأ اإلينا تنت�سب وقريبا املاء، نحن

وفينا تنتحب.طراف كلها وفينا نحن املاء، وقريبا تقتل فينا الأ

تن�سق عن بع�سها وتنف�سل.طراف على الزبد. نحن املاء، ننفجر فتطفو الأ

وتبادلت ة املن�س على ــراف ط الأ جل�ست يوم دوار، فهتف الطرف للطرف وال�سق لل�سق الأ

كنا ن�سغي ومل تكن لزبدنا رائحة غرقى قريبني، مل جنف بعد ومل نتوقف، ها نحن نقطع احلدود مداورين على ال�سدود الكبرية ومقتلعني ال�سدود

وبع�سنا التعب هذا كل بعد نحن ها ال�سغرية، املهدور على ال�سفاف.. ن�سب يف البحار.

النارعراب كما رق�ض اليزيديون حولك، وحتلقت الأغريق خمورهم، حول ال�سي احليواين و�سرب الإواجلبال الهواء كوجر الذاهلون، الكوجر يقف

املائلة ، بردانني ينظرون.�ستاءات الراف�ض اأنا ويل، بردهم لك يعلنون اأطحت الذي اأنا كانون، مطار لأ وناهر عمر، املهزلة جدوى فما احرقينا، و�سحت بربدي

دون حريق

احت�سري على رقعتي ال�سغريةيا حوارنا املرتبك عند القرتاب، باأيدينا امل�سقوقة نعلنك تاج ملوكنا ، �سخو�ض اأهوائنا البائدة يف

التاريخا اأمامك اأقف مر

ل اأ�ستعيد �سارقيك ول حكايات ال�سعوب عنهم

كاأنني بوغت بك كاأنني �سممت ما ي�سبه احلريق.

Page 14: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 12

اأطاحت اخلمرة بع�سرة روؤو�ض يف املقابل .. مل نخ�سر اأرواحنا

دخلنا بيوتنا كغرباء �سهونا حتى �سارت حلى طويلة

وحني تو�سط القمر و اأ�سلح املغني اأوتاره

�سطونا على غ�سيل اجلريان اآهاتنا العارية

اأمنت ظهورنا يف العودةقدام دفعنا اأبوابا ، موائد وكرا�سي بالأ

اأعماقنا حجارة خفيفة وم�سطوفة نقذفها باجتاه البحر

مواج مل�سوعة و�ساحكة فتقفز على �سطوح الأنحن دببة ال�سعر الك�ساىل

جنل�ض على موؤخراتنا ونتطوح�سماء نتفلى .. ويلكز بع�سنا بع�سا مناديا بالأ

كي ل نن�سى نروح اإىل العامل

بجفون ثقيلة ، واأحذية قذرة - اأين م�سروفنا ؟

يا حنان: اآتنا بكتف املحب وعكوته اآتنا باملخا�سي

من عينيه ت�سقط حبات البازلء وعلى ل�سانه يختلط احلب باجلزر

يا حنان : اآتنا بحبيبته مالحمنا ترق وت�سفو

يا حنان : نحن اأي�سا اأبناء عائالت نحن اأبناء �سياطني وقتلة

كانوا ميرون من هنا كان با�ستطاعة اأحدهم اأن ي�سعل لنا �سجائر

ويتبادل معنا كلمات الكلمات ....الكلمات

نتكلم ، ولي�ست لنا كلمات نتكلم وبحة اأ�سواتنا ك�سكني �سدئة

رق ك�سحابة من الأحمرو�سة مبزاليج و اأقفال جتلجل

........ ......وداعا يا مانويل

ع�سرة جنيهات يف ثمالة الكاأ�ض ع�سرة اأخرى من اأجل �سليبك

حملناه على ال�ساحنة ود�س�سنا اأيادينا يف معاطف ال�سوف

نهبط املدن عند الفجر باأنوف تر�سح .. تلح�ض اأقفاءنا اأرواح باردة

ونكتب �سرينا يف املراحي�ض العامة من اأجلنا جرى الدم اأ�سود

ويف اجتماع الظهرية

اأغنية للحنان مهاب ن�سر

Page 15: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

13 ربيع2008

حل احلزب نف�سه القاتل كان منا

طوح بزجاجة وبكى عامل ريا�سيات وعا�سق فا�سل

وعلماء ريا�سيات قادمون من الغرف ال�سيقة للقرن التا�سع ع�سر

من احلجرات مق�سورة الطالء امل�سجل عليها ح�سابات القيامة ودوائر اجلحيم

ودائما بالبت�سامة نف�سها لفم يعجز عن اكتناه امل�سرات

يحلمون ب�سجون ذات اأ�سوار عالية و اأخرى مفتوحة على ال�سهد

يحلمون بكرات حديد جتر ظاللهم امل�سل�سلة بطرقات معول كوين

وداعا يا مانويل �سيء واحد معنا ....... اأفكارنا

ل ...لي�ست لنا اأفكار�سنتزوج حتى تكون لنا اأفكار

وبعدها اأي�سا .. �سنحمل اأخف احلقائبوبال حقائب... من يدري ؟

ك�سفارة باخرة متيل على الر�سيفكلفتة توديع من القرن

ك�سعار للفتة كن�سيد .

ق�صيدتان اأحمد دياب

دماغبروح هادئة

يفتح ال�سارع ركبتيه يلكي اأمر وحدي

اأقول: يف اخللف متامان.. ي�سم ركبتيه ال�سارع الآ

على اآخر خطوتي.

مالئكة املوكيتين اأقي�ض كل �سيء بنف�سي لأ

فالبد اأن اأبداأ من عندكن مع مالئكة املوكيت لعلك الآ

�سورتي اجلانبية هنا..اطرق بابك

قطتك التي �ستدخل معياأين ذهبت؟اأنت يا اآمال

�سف�سافة وبقايا �سهيلملا ل اأتل�س�ض

على اأ�سيائك القدميةمن طري حمامك

كان فاحتا اإىل غرب قلبيكنت اأ�سفر له اأن يدخل الوعد

�ساأقف هنا كثرياهل اأنت متعبة من هذا الرباط

اإنها احلرية التينحن نحبها.

Page 16: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 1�

بينما ال�صم�ص تغربقلت ل�ساحبي : اإين قد يئ�ست ، ثم اإين قد بي خارجا وترجل بيدي فاأم�سك ، يئ�ست ال�سم�ض بينما من�سي رحنا ، اجل�سر ناحية تغرب ، وملا مل تفلح اإحدى وخم�سون خطوة يف اأن تزحزحني عن �سكوتي قال �ساحبي : جميال يكون اأن ميكنه الذي ذا من انظر!! كلما جميل هو مثلما ، غروبه يف ، هكذا عر ، قال اأنا نت ال�س اأ�سرق ، قلت : اأء نك لأ

عر قد من اهلل على و جعلني �ساحبك . ال�س

البكاء على كتف ال�صعرمعي اأت�ستطيع وقال يدي من ال�سعر اأخذين جمعة، يوم اليوم وكان ، نعم قلت �سربا، �سوى لل�سالة النداء على باقيا يكن ومل م�سجد يف �سن�سلي قال ال�ساعة، اأرباع ثالثة اأن وقبل زينتنا، واأخذنا تو�ساأنا بالكوفة، نتخطى كنا معدودات بدقائق ذان الآ يرفع افتح ربنا : اأنف�سنا يف م�سرين امل�سجد عتبة ركعتني نوؤدي �سرعنا ثم رحمتك، اأبواب لنا غ�سينا ركــوع نحن وبينما امل�سجد(، )حتية يعد ال�سكينة ومل فتنزلت علينا املوؤذن �سوت

يف القلب من اأمور الدنيا اإل اللمم ، حتى اإذا قال املوؤذن)حي على الفالح( �سمعنا دويا خلته قيام �سالء تتطاير و�سرخات الهلع ال�ساعة، كانت الأتدوي يف باحة امل�سجد حني �سقطت مغ�سيا علي، وحني اأفقت يف امل�سفى �سمعت النا�ض يقولون من يرد امل�ساركة يف ت�سييع ال�سحايا فليتبعنا ، فتبعتهم اإىل القبور، هناك راأيت ال�سعر يهيل الرتاب على لي�ض كال : يتمتم بينما املاء وي�سكب املوتى، مبوؤمن، كال لي�ض مبوؤمن، وملا راآين اأخذين جلنبه �سامتا، قلت: �سمعتك تتمتم ، قال : كنت اأرد على املوتى، كلما �ساألني اأحدهم : اأموؤمن فعل فاألقيت ، مبوؤمن لي�ض : كال فاأجيب ؟ ذلك بنا

براأ�سي على كتفه ورحت اأبكي !!

حلم يقظة ق�صيدة نرثبكفني �سغريتني فاجاأين من اخللف، واأطبقهما اأ�ستن�سق رحت �سامتا، وظل عينيي، على الذي احلميم ذلك من اأعــرف على الرائحة ولد اإل ذلك يفعل ل ، �سرودي على اقتحم مرح اأو خل ياأتي بعد غياب ، دافئة اأ�سابع كفيه واأنفا�سه توقظ داخلي ذكريات �سبا، �سيئا ف�سيئا

بع�رش قبالت يف الهواء، يقول وداعاعلى من�سور

Page 17: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

1� ربيع2008

وتاأرجحه الداكن، جلبابه بخطوط اأم�سكت الوغد، اأيها ) التوت، )علي اأغ�سان �سجرة يف املو�سيقى، واأعطاف الكلمات ح�سان لأ تعال ، ال�سفح ح�سائ�ض على وغد يا بي تدحرج نعجتها التهمت التي غنام الأ لراعية واغفر �ساحمها ال�ست، �سابيع الأ ذات املاجنو نبتة دوخ الع�سب، على وراق�سني فتى يا جلي لأبذرة تن�سق البوح حتى واأوقد على تفا�سيلي احلنني عن نبتة اأخرى ، فاإذا ما تهياأت ل�سفتيك

فاعلم اأنني فتنة .

مل تكن بنت اخلال ، لكنه ال�صعر ابن خالة احلب

ادق قل يل يا علي : كيف تفرق بني احلب ال�ساأفيق اأن قبل باغتني هكذا ؟! الزائف واحلب اخلجلي، طراقة والإ املالمح، طيبة تاأثري من تركتا مهل على اللتني العينني والعينني، عيني، قلت : عفوا !! قال : اأتعرف الفرق بني اإذن احلب احلقيقي واحلب املغ�سو�ض ، قلت : ت على اأيها ال�سعر ، قال : كال ، ولكن �س تل�سوددت اأن يطمئن قلبي ، ثم تركني وم�سى !!

حينما انتبهت الق�صيدة على ن�صيج ال�صاعر

اأجلاأت ظهري لظهره ، واأغم�ست عيني ، لكن اخلم�ض دقائق فاتت دون اأن ي�ساألني عما بي ، حتى اأو�سكت على البكاء اإل اأن نحيبا مكتوما ف به فا�ستدرت واحت�سنته ، كانت عيناه ع�سحمراوين كاأن مل ينم ليلتني ، قلت هون عليك قال ، وعينيك قلبك على هون ، حبيبي يا اأيفلت القتلة يوم الدين ، قلت ل يفلتون، قال قلت املجون، البيان على ا�ستحوذ اإن اأراأيت رف الظ �سفه اإن اأراأيــت قال ، القرين فبئ�ض يفرتون، مما بريء اأنت قلت ، الطيبني فطرة

قال فا�سهدي قلت اأنا من ال�ساهدين .

ها ال�صعر ، اأنا لولك يتيم اأيالثالثاء باح �س من والن�سف العا�سرة يف ثمان �سنة رجب �سهر من والع�سرين الرابع وع�سرين واأربعمائة واألف من الهجرة ، وبعد اأمي ماتت ولدتها من �سنة و�سبعني خم�ض �ساقاي وخانتني ، رحمة بال اليتم فدهمني واأجل�سني ب�ساعديه تلقفني من ثمة اأن اإل بعد �سملهم مل اأيحزنك : وقال حجر على

Page 18: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 1�

، ــوك واأب واأختك ــك اأم ال�سنني، هذه كل مل اأنهم علي يا اأن�سيت : قال كال، قلت: يجتمعوا يف الدنيا، اإذ مات اأبوك قبل اأن تولد اأختك واأنت ابن خم�ض �سنني ، قلت : نعم على وربــت جــواري اإىل فجل�ض و�سكنت ركبتي فب�س�ست يف عينيه وهم�ست : لو مل

يقلها ر�سول حمزاتوف من قبل !!

ال�صعر يف الع�رشين ، ال�صعر يف اخلم�صني

قبل ثالثني �سنة ون�سف ال�سنة كتبت ق�سيدة وكان ، املادية يديولوجيا بالأ مولعة تفعيلية ابن جمجمة يف تــدور ــض ر� الأ ( عنوانها ثقافية دورية ن�سرتها اأن لبثت ما ) من�سور الثقافية الدورية اأن يف بلدة ا�سرتاكية، �سوى مل يعد لها ذرية ، والبلدة ال�سرتاكية مل يدم لها بريق ، وهاأنذا ما زلت اأحلم بكتابة ق�سائد لدى امل�ساكني يتخطفها التي طعمة الأ ت�سبه روح على ونور رحمة كاأنها متاما ، املقابر

�ساعر مغمور

منات الغافالت كاأنهن املوؤحزنت قد تكون اأن علي يا اإياك ال�سعر قال الدولة ــزة )جــائ ــني وب بينك حــالــوا ــوم يكنت ما اأين تعلم اأنت قلت الت�سجيعية(،

ي �سيء اأريدها اإل لق�سيدة النرث، قال اهلل اأعلم لأك كنت تريدها، لكنه هو اهلل ربك اأراد األ مي�سموال العامة ( التي هي حق اليتامى رج�ض )الأالثكاىل واملحرومني ، وحق وامل�سردين، وحق الفقراء وحق ، والكادحني ال�سوارع اأطفال وامل�ساكني، فقل احلمد هلل رب العاملني ، واإذا ما جاءتك الق�سائد كاأنهن املوؤمنات الغافالت فال

تكونن من الغافلني.

ه ل يزال هناك واأظنوال�سعر واأنا ، النا�ض بني ترتع ال�سحناء كانت نرقب من على ر�سيف ، نظرت اإليه ونظر اإىل وكاأمنا قراأ يف عيني ) اأين ذهب العفو ( فاأم�سك بيدي وقال: اآخر مرة �سادفت فيها العفو كانت هناك ، طي اأدبيات التعاليم ، ثم اأردف : واأظنه ل يزال هناكـ حزيناـ ل يجد من ياأخذ بيده ولو

خطوة واحدة اإىل ال�سارع .

ورقة بي�صاء يف غرفة ال�صاعرقال يل ال�سعر : تعال الليلة يا علي ن�ستمع ل�سورة ، احل�سري خليل حممود ال�سيخ من نعام الأاإذا اأمتها علينا حمدنا اهلل وان�سرفنا ، كل حتى حلال �سبيله ، اأنت حلزنك ال�سفيف ، واأنا لورقة

بي�ساء يف غرفة ال�ساعر .

Page 19: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

1� ربيع2008

هذا نهار لي�ض ي�سبه ليلك العريانوالدرج الذي يلتف

�سواق لي�ض ب�ساعد حلمائم الأفرق مقلتيك على بهاء النيل يا �سواف

وام�ض كاأن ترىواتل التوا�سيح التي تن�ساب مثل الناي يف

الليل اخلفيكاأن كل اخللق جوابون حول ن�سيدك الرقراق

واتبع حلظتني يتيمتنيفاإن اإمراأتني من تني وتفاح ورمان

تتبعتا حفيف خطاكيف فجر يهل على املدينة

طالعابحديقة الوجد ال�سفيف ير�سه �سوت املوؤذن

يف ف�ساء �سابح به�سي�ض اإمراأةربعني �ستاءة تلم الأ

وحتطهايام اإل �سهوة يف كف من ل يب�سر الأ

والع�سق اإل ملكا ذا �سوجلانيطعمان الوقت خبزته

ويحتطبان بني جدارة ريانة

وح�سي�سة عريانةوخيوط ليل ذاهبوظالل هذا الفجر

هذا الفجر يبدو يف حديقتهطريا

مثل طفل فجاأة تاأتيه اأحوال اليفاعةوا�ستداد العود

اإمراأتان�سوف حت�ض طول العمر نقرهما

على بابيكلكن

لن يتيح زمانك الظنان وقتاكي مت�سهما

فحط يديكاأو رجليكاأو عينيك

يف درجاإذا ما جئته يلتف

لي�ض ب�ساعد�سواق . حلمائم الأ

مالك احلــزيـنال�سماح عبد اهلل

براهيم اأ�سالن.. وحده لإ

Page 20: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 18

كذبطارت الق�سيدة منى

فانتظرتها ليلتني�ساهرا ل اأنام

بعينني مرعوبتنيو�سجائر م�ستعلة،

وحني حطت على ال�سباك دامعة�ساألتنى :

»جتل�ض اأنت هناابها والقطارات تاأكل رك

وال�سوارع غارقة فى الدموع..؟اأنا ق�سيدة رديئة

واأنت �ساعر كاذب ..»

مظاهــــرةذات مرة

اقتحم ال�سارع ثالثة هياكل عظميةل�سهيدوقتيل

ولرجل مات من اجلوع،اقتحموا ال�سارع منت�سبني و�سجعانا

و�سط �سراخ النا�ض من اخلوف،من دون اأن يفهم اأحد

ملاذا انك�سرت عظام »امليت جوعا»كاأنها زجاج �سفينة غارقة

حينما بداأت اجلماهري .. تهتف .

�صيل« »�صم�ص الأمثل النار

اأم مثل حديد لهب؟من بارود وقنابل

اأم من حطب يحرتق ك�سنوات املظلومني؟من �سديد ودموعاأم �سداأ الزنازين؟

مثل وباء ..�سفلت؟ اأم مثل روؤو�ض تتدحرج فوق الأ

ن من ال�سم�ض هذا الذى يهبط الآكاأنه يوم جديد.

ق�صـــائدحممود خري اهلل

من ديوان جديد بعنوان » كل ما �سنع احلداد» ي�سدر قريبا لل�ساعر.

*

*

Page 21: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

1� ربيع2008

ال�سيد املوت، اأفكر بك الليلة غدا عيد ال�سكر.. جر�ض املنبه يف اإجازة

زجاج البيت يلمع رغم العتمةل غبار فوق رفوف املكتبة و�سا�سة التلفزيون

بيتي مرتب، لن يربكني قدومك �سيفا على غفلةلبد اأن ت�سل جائعا .. قد تن�سرف اإىل الرباد،

من�سغال عن ج�سدي النا�سج الدروج مليئة بخ�سار طازجة، بطيخ ودجاج

قد يروقك مذاق اللنب املخلوط بالكرز، املعجون الكيك بقالب اأ�سابعك تلطخ رمبا

باجلبنة احللوةطباق اخلالية من الكولي�سرتول وال�سحوم الأ

قطرميز الع�سل على الرف الثاين بجواره زجاجة نبيذ معتق

باب غرفة النوم مفتوح.. اخلزانة بال اأقفالت�سرف كما لو اأنك يف بيتك

اأ�سرتق النظر اإليك، اأراكجترب قم�ساين، بيجامتي، وبنطال اجلينـز اجلديد

اأحذيتي، وتختال اأمام املراآة انتبه، احلذاء ذو الكعب امل�سمار لن يريح اأ�سابع

قدميك يف الرحالت الطويلةتفتح زجاجة عطر خمتومة ا�سرتيتها

قدمها حلبيبي حني ي�سل ذات �ستاء لأثم لتذهب زجاجات العطر كلها اإىل اجلحيم

فرائحة ج�سمه اأطيب من العطور املحلية وامل�ستوردة

تفرد طقم ال�سرا�سف البي�ساء التي مل اأمن فيها بعدزل تغفو وكاأنك بال �سرير منذ الأ

هناك ا�سطراب وخفقان عند بوابة قلبياأهي ق�سيدة حتاول النجاة

بينما اأعيد النظر يف هذه الدنيا والتاليةاأر�سم م�سارا جديدا حلياة

قد اأم�سيها مع زائر غريب، بل اأ�سد غرابة من خميلة �ساعر حاز على نوبل اأو

ما زال يفكر بهاال�سيد املوت،

اأنت �ساعر ل يعباأ باأ�سماء اجلوائز التي ح�سدهان اأكرث؟ ف بك الآ هل �ساأتعر

اأتراك اأ�سقر ال�سعر، اأخ�سر اأم اأحمر العينني،حمروق الب�سرة، على وجهك خدو�ض قدمية وجديدة

يح�سدون الذين الكتاب كاأ�سابع ه�سة اأ�سابعك �سهرة من الكتابة عن احلياة وعنك،

اإىل اأن تقتطفهم على غفلة!رجح اأنك اأعمى، وعلى الأ

خرين، ل مع الآ فقري يف مهارات التوا�سمعباأ بال�سكوك حول جن�سك، هويتك

ل هوية لك.. اأميال�سيد املوت، �ستقطف وردتي الالمرئية

ولن تقراأ الق�سيدة�سواء والكمبيوتر اأ�سع نقطة على ال�سطر اأطفئ الأ

ن هنا، ول حبيبي. ل اأنت الآ

املوت اأمي ل يقراأ الق�صيدةجـاكلني �سـالم

�ساعرة �سورية مقيمة فى كندا.

*

*

Page 22: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 20

من �سمائه القريبة ، اأقف لينظر اإيل -اأظنها كانت ال�سماء الثالثة ر�ض- خرية قبل الأ ورمبا الأ

م�سح له ب�سمات على ما �سنعت يداه، اأقف لأحزنه

اأذكره بلون الدم الذي تغريليلكيا �سار،

باتت العابرين جماجم على قنبلة ب�سوت تغني

بخريف مل يلفظ �ساعاته الوهمية ورداء ال�ستاء

وبيوم �سهقنا فيه ما تبقى لنا من كرامةما نحن �سوى نديف من ب�ساقه

ب�ساقه املليء باملاء والنبيذ واحلمىما نحن اإل مغازل عتيقة تهرم مع خيط غيابه

اأبناوؤه املن�سلون اإىل قائمة الالجئنيهو ل يحب املكان؛

لي�ض وطنا املكان لي�ض الوطن خرافة

الوطن جرميةجرمية خائفة من �سعف ب�سرها

واحديداب زوايا �سمعهاالقمر اأي�سا اأحدب

لكنه لي�ض وطنا، لي�ض جرمية خائفة، هو يعتلي اأحالمي كل ليلة

و يرزم حقيبة اأمنياتي فتحها يف ال�سباح على وجهك اجلميل، لأ

وهو يتمتم بكلمات ربترتع�ض احلروف على �سفاهك الهاربة من برد

ال�سمتهكذا هو الرب

يحب ال�سغار، اخلائفنيواأنا لجئة تخاف القوانني

اأحر�ض على اإر�ساء احلر�ض كل راأ�ض �سهر واأختم اأوراقي بع�سبة جبلية

كيما تفوح مني رائحة انتماء ترى، األ يحق يل اأن اأختار رايتي بح�سب لون

ب�سرتي واأن اأغري الن�سيد الوطني متى ما �سئت:

اأن تكون لجئا يف وطنكاأن تكون مطاردا مثل �ساعر الغار

اأن ترمي اإىل الكالب ا�سمك

اأن تكون لجئا فى وطنك!منال ال�سيخ

�ساعرة من العراق *

*

Page 23: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

21 ربيع2008

وجواز �سفرك يف معرب املوتىاأن تكون �سامتا مثل هذه ال�ساعة

التي تغفل اأن تدق يف اخلام�سة اإل يوماوعلى مقاعد النواب وال�سيوخ

تن�سى اأ�سنانك بني فكي �سطريتك الرخي�سةاأن تكون عبدا ودودا

مراء ينظف بقايا اللحم العالق بني اأظافر الأوينف�ض غبار الر�سوم عن اخلدمات

اأن تبتاع ملرة واحدة قفال ملرايا وجودكقفال حمكما مثل �سر اأمي

حني ماتت اجلارة ال�سمينة دون اأن تعرف من علق قطرة املاء

من اأذن الو�سوء لكن امل�سكلة عند دخول احلماموعندما نهم ب�سناعة قرار جديد

حتت اأغطية ال�سرير العمياءقفال اأمام اأمره تذوب الأ

ونحن اأوامره التي مت�سي على املاءر�ض. ول جنروؤ اأن ندو�ض على كبد الأ

ن .. اآخر ف�سل .. �ستكتبه الآاملتفرجون ح�سروا.. جل�سوا فى مقاعدهم

ب�سار اإليك �سخ�سوا بالأانتظروا اأن تبداأ م�سهدك الدامى

ما عاد فيك مت�سع للحزنما عدت تقدر اأن تبقى حم�سورا

ما بني ال�سيف وبني احلرف�سئمت تقم�ض هذا اخلوف

وجراحك تنزف ت�سج القاعة بالت�سفيقفتاأمل اأكرث

اأقنعهم مبوتك اأكرث قد يبكون قليالليح�سوا اأنهم مازالوا ب�سرا يحيونويحتفلون مبن ي�سنع فى كل يوم

ماأ�ساة .. لت�سليهموي�سمونك بطال وفار�ض هذا الكون

لكنهم فى اآخر الليلينف�سون من حولك وين�سون ..

وتبقى على خ�سبة م�سرحك تلملم اأ�سالءكوتعود لبيتك حتمل اأو�سمة ونيا�سني

فاإىل متى �ستبقى اأنت ي�سوعي�سلبك اليهود وغريك يلهون

خر ويهوذا .. هو ال�سيد فى الآفابحث عن دور اآخر

فما عادت جراحك حتركهموما عاد موتك يقنعهم

ح�سا�ض مثل مقاعدهم فقد فقدوا الإن احزم حقيبتك الآفهذا امل�سرح ممجوج

فاقني واجلرذان. لي�ض فيه مكان اإل لالأ

مت�صع للحزنمنت�سر الدي�سى

�ساعر من قطر *

*

Page 24: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 22

لل�سوء وهو نافذ كاأمنا عابر، ال�سمت واأكرثه كالم من بع�ض يف احلنني ي�سبه وما ـر خف قو�سه انحناء العا�سقني و�سهقة العا�سقة مل�سة له الغياب. ـات ـ�ض، له رائحة مند�سة يف طي يف امل�ض والنفالثياب والغامق يف عقدة اخليط، له البلل وهو ويتبدد، واطئة ب�سماء يلوذ بخار ين�سف،

ه ندى غائر يف عروق ال�سناديق. لف�سو�سـ�ض عما م�سى هائجا بال اأغ�سان ه وله يفت بع�سـر لتذك قلبه ـر ويق�س املكان يحفر ــره واآخ

القادمني. دخل ال�سوء ومل منيز اأين مي�سي بنا ول كيف هجرت �سالمل يف ذهبنا باأحالمنا، ير�سو وكانت حبال ، ذهبنا ومل يهداأ غبار املغادرين ـهم على نظراتنا. جئناهم بال اأماكن و�ساقت ـت خطى وارتبكت ظالل قمر يف اأيدينا. خفاملنتهى اإىل ذهبنا �سجار. الأ من نزلت للتو الغرق بنا عاد م�سابيحه ناع�سة نفق ومن

بزرقته. الذي البحر عل �ــســداف الأ لنطرق جئنا

مل. ن�سيناه يتعرف على ال�سيب والأ

�سمك بالوردة، ويلوذ خائف مطر لكنه

اختفت ـنادينا ت وملا الكفوف، يف ينتف�ض ـهنا ـنا يف ال�سباب، ومل يرتفع فجر لنا، ت اأ�سواتـينا قليال ثم غابت �سم�سنا عنا وما عدنا هنا. وغن

. .بواب اأن ت�سكو لنا ول على النوافذ لي�ض على الأغا�ست الكر�سي حن كلما الريح. ت�ساأل اأن واأو�سكت اخل�سب ونحل الهواء يف رجل الأ

النار. ينابيع من حتــدر ما �سم�ض ول م�سباح لي�ض غام�سة ول �سمعة حركها الليل اأو قلق لف البئر الهاوية منحنى عند النجم حتى ن�سوبه، يف

والربق تقدحه غيمتان.على ينفلت عنب يكن مل فرا�سات تكن مل

رخام ول خاطف املرايا. املغارات �سالف اجلن يف دمع مياه ول تكن مل

ولي�ست عيني مليحة يف مرفاأ اأو زجاجة تطفو.ه ذابت دومنا العط�ض الذي مي�سي امللح وف�سو�سمعنا، ي�سحبنا ون�سبح، يندهنا ون�سرح م�سرمنني ا�سطفاه ما ر نف�س ومل جنــواه على نقوى ول

واهتدينا به. يغو�ض،لمعا اأو ي�سعد جارحا رجح الأ على

وجافه الكف وي�سيل حارقا ؛ رجح تقب�س على الأ

حجر ال�ستياق.

حجر ال�صتياق اأحمد املال

�ساعر من ال�سعودية *

*

Page 25: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

23 ربيع2008

- اإىل نف�سي اأعود.. كما بداأتبال »اإ�سم».. بال ختم.. بال �سارة

ـا كاذبا يبتاعكم خبزا ونارا نبيـج ما طمرت من �سكون يوؤج

ح.. حني تنكفئ العبارة ويف�س***

اإىل نف�سي اأعود.. كما بداأتاأراقب ظلي امل�سلوب بني مناكب الوقت

اأباغت من اإىل قو�سي ت�سلل يف الظالماأغافل حكمة املوت

: وجدت القو�ض فاهرب يا �سديقي- �ساأحفر ما تبقى من جنوين فوق لوح من

غمام: مددت القو�ض فاهرب يا �سديقي

هنا ماتت على �سدري التخومـا وخباأت ال�سماء فتى �سقيـ

�سيخرج يف مظاهرة.. على كتف النجوم.. ليلثم �سال من قتلت فتاها

وحتت ال�سور يغفو كامل�ساءبداأت الكر فاهرب يا �سديقي؟ ب�سيف اأم بحرف يبداأ الن�ض

اأ�سائل يا بالد اخلوف عن بيت وغائبيف املبعرث الوطن جثة يحيي طفل.. وعن

احلقائبوعني حني ت�سبقني الطريق اإىل حماك

وفوق الباب ي�سلبني الل�سو�ضوت�سقط بني اأعيننا امل�سافة بني ثوبك وال�سياء

***

بداأت الفر فاهرب يا �سديقيتخريت النهاية

روب حني األقت بي على اأعتاب عينيك الدفمن درب.. اإىل درب.. اإىل منفى

اأبايع كلمة تعرى.. ول حتني اجلبينااأبايع من على اأوجاعهم وقفوا

وما تركوا احل�سوناا ن�سان حر اأبايع روعة الإ

بح بلدتنا ال�سجينا اأبايع �ساأبايعكم.. اأبايعني..واأبداأ غربتي وحدي

اإىل نف�سي اأعود.. ول اأعودباع.. نثار وقت م�سائي الط

اأفت�ض يف الوجوه عن احلقيقة والبالد.

اأم ب�صيف يبداأ الن�ص�سامح حمجوب

اإىل حممد ال�سهاوي.. �ساعرا متفردا.. واإن�سانا فردا

Page 26: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 2�

ن ي�سود .. ي�سود القحط الآي�سد منافذ هذا الكون

ويجمعه من اأطراف عباءته يرمي به

من حالق القحط يفور ويرغى ، يزبد

يت�سعب يف اأفق اهلل فال يبقى اأفقا ، اأو اآلهة

اأو حتى �سياطني !!

ق �سدري ، حلقي القحط ميزد اإ�سبعه تتمد

تنتف كل �سعريات اجل�سم ت�سد جميع م�سام اجل�سم

ب�سذرات من ليل ل فيه ، ول اآخر ل اأو

* * *

ن وحيدا ها اأنت الآر�ض تدب يف الأ

تدب على راأ�سك لعنات تنهال جبال الرمل

على راأ�سك لعنات يقتحمك في�ض من وجع الوحدة

ك مبخالبه رجع �سداه ي�سدي�سرخ فيك :

مطرود ، مطرود ، ملعون ل اأر�ض �ستحمل اأقدامك ل رمل ي�ستوعب خطوك

ل ماء يروي ظماأك ل �سهقة روح تنمى اأنفا�سك

ن ول �سيء ل اأنت الآ�سوى اللعنات ، احلرمان من اجلنة

�سفل درك تنحط لأمنحوتا ظال يف وهج النار

* * *

مطرودا، ل حواء معك ل اأر�ض تقلك ،

ل ظل غمام يفرت�ض �سماءك ل ريح ترفرف قرب رمو�ض عيونك

هل بقيت فيك �سكوك وظنون ملعون اأجدادك ، اأبناوؤك ، اأحفادك

ملعون من �سفت و�سافك بعد اليوم

آب اإليك !! املطرود منك .. احزين عمر

*من ديوان "�سرية �سعرية" ي�سدر لل�ساعر قريبا

*

�صرية �صعرية

Page 27: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

2� ربيع2008

ما كنت �سوى �سلة تني �سوكي باطنها �سم وعقارب

قذفوك وقذفتك اجلنة من اأطراف مالحمها

لن تغفر جنتك خطاياك اليوم ول بعد اليوم

ول حتى قبل اليوم طني �سفلي اأنت

ث اأزهار اجلنة تلو

خ�سئت كل خطاياك خ�سئت

ل موتا مت ول عي�سا حتيا

بل تعذيبا ي�ست�سرى اأبدا يف كل ثناياك

ل موتا مت ولن حتيا

اإل ملعونا مطرودا فاهبط

ل غفران ، ول �سفقه !!

ق�صائد ق�صريةح�سن عبد احلميد1- قمي�ص ملون

رق ا ملونا مثل الأ يخلع قمي�سا مثل العاطفة لكنه ينام يرتدى جلبابا ف�سفا�س

مع الفجركذبيحة عجوز.

2- كطفل مبلولفر�ست مالءة كبرية وظللت اأبكى بحرقة

وملا �سار دمعى كالقرةتكورت حتت اجلدار

لعنا كل �سىءمنزويا حزينا كطفل مبلول

3- املينى جيبترتدى قريتنا املينى جيبلكنها مل تتعلم القراءة بعد

تتفرج على موؤمترات امللوكلكنها تظن اأمني ال�سرطة

وليا من اأولياء اهللاأو فرعون

4- كالم طرىا كالمك الطرى جد

يا حمبوبتي ي�سبه خبز اأمىفامنحينى قبلة كى ل اأنام جائعا.

Page 28: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 2�

يد تدفع الظهرل اأعرف يا جدتي

اأين كان ابن �سليمة وملاذا جاء غري اأن مفا�سلي توؤملني

وريقي نا�سفيد خفية تدفعني

مثلما راح يدفعني اأبي اإىل البيتحني �سبط ابنه النجيب

يلعب القمار خلف �سور املدر�سة اأخاف اأن تكون اليد املعروفة

ملن وجد نف�سه فجاأة خارج اللحظةيعبث بل�سانه يف اأ�سنانه

ول ينال من ظالم .. علق بها مثل الدهن .ليتها ل تكون الرغبة الغام�سة

للنوم يف مكان حميمبج�سد ل يحلم .. ت�سقط يده كلما رفعوها

ول ي�ستجيب اأبدا لهزة يف الكتف .ال�صوارب يف غيابنا

ويل عرفت للوهلة الأكم ع�ست غريبا بال مربر

وكم �ساأبقى غريبا.. بني �سوارب وعكاكيزتت يف غيابي. نب

مل يكن يف ح�سبانى.. �سوى عتاب املوتىوتراكم الغبار واخلناف�ض

اأفكر منذ اأعوام .. يف جردل ومق�سةينتظران منذ ربع قرن

لتاأوي اأ�سباح اإىل خرابة اأخرىوينتظم ال�سهيق يف بيتنا .

لكن ابن العم .. فرد ذراعيه اأمام البابوراح ميجد و�سع اليد

طعن على اأوراق امللكية بالتزويرومل مينحني فر�سة

نك�ض حتت جذع جميزة لأعن �سندوق دفنته ع�سية الرحيل .

جمعت اأمة ل اإله اإل اهللميان لكنها تفرقت على اأ�سعف الإ

ول جدوى حقيبة على الكتفو�سط قطيع من النبابيت .

ع�صية احلربليلة يف العراء

كانت منا�سبة لرجليحمل جردل ومق�سة

لينظف الذاكرةبينما يخطط ملاليني اخلطوات

يف ممرات املحكمة وق�سم ال�سرطة

ة يف الكتف هزفتحي عبد ال�سميع

Page 29: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

2� ربيع2008

�سعيدا باأن اليد التي دفعتهب �سبط ابنه يلعب القمار كانت لأ

�سعيدا نام بال كوابي�ضلكنه مل ي�ستجب اأبدا

لهزة يف الكتفهام�ص ورمبا املنت

بجردل ومق�سةدمي ما اأف�سده ل ي�سلح الآ

بالرك�ض بعيدا عن بيته .ل �سيء يبقي �ساغراملجرد اأن يرتاح غباراأو تع�س�ض اخلناف�ض

حتي لو ربطناه ب�سل�سلةوو�سعنا قفال فوق الباب

هناك ما هو اأكرب.. ينتظر ثغرة ليقفزميد عرو�سا وجذورا

ل قبل جلردل بها اأو مق�سة دمنا نف�سه.. ل يعرفنا

حني يبيت ليلة.. يف عروق اأخرىجردل ومق�سة ؟

رمبا يك�سفان بالكادغطاء بالوعة

مل ننتبه ل�سقوطنا فيهاونحن نبارز العامل

يف اأزقة بعيدة .

ياأ�صى خالنى اأحلم بىعاطف ح�سن

وجهى يت�ساقط حلمهقلبى يخرج فيقبلنى.. ثم ينام

عيناى تطالن قلقامنده�سا اأ�سرخ فى وجهى

اأحاول اأن األتقط اللحم املت�ساقط منهفال اأقدر

ر�ض فتذبل يذوب فى الأويخرج اأ�سخا�ضي�سرقون مالحمى

يب�سقون فى وجهى .. ويختفونر�ض فال اأجدهم اأنب�ض فى الأ

اأرفع راأ�سى في�سفعنىيا اأنا .. ما لك بى

اتركنى واإل ف�سارحنىماذا عنى؟

مل يتكلم .. تركها ىل عائمة.. وان�سرفليتنى اأعرف ما يدور براأ�سه

اأتدرى ما �سعور الواحدعندما يرى نف�سه قبيحا

تنفر روحه منه.. تتاأذى منه اأع�ساوؤهبعدها

اأاأ�ستطيع النوم؟ياأ�سى خالنى اأحلم بى

حكيت لهاقالت :

»ذنبك ثقل ميزانك»اخلع ياأ�سك

حتلم باأنا�ض غريك.

Page 30: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 28

اأن �سورة وحدها ت�سنع اأعرف كيف مازلت ل ماأمتا

،،من زين ا ل�سور

،،�ست�سيعوننى بحزن خاطفقبل اأن اأنه�ض من ج�سدى

ر» قبل اأن اأنال »ح�ستى من عبارات التح�سكم متنيت اأن ي�سورنى اأحدكم

بينما اأنا ميتاأو نائم.

متاهة كل عنيحقل رماية

خ�سارة تلو اأخرىهى ال�سور.

رمبا خطرت للنائمني فيها كوابي�ضوجوهنا ن�سلم �ساعة حالتى بوا يجر مل لكن

للعد�ساتاإذ يفكر غري الو�سيمني مثلى

بعد عليه يكونون قد ــذى ال ال�سخ�ض فى التحمي�ض

بعد اأن تقولهم العد�سات بطريقتها املجحفةحتفرها التى الـــذات فــى يحدقوا اأن بعد

بد. الفوتوغرافيا لالأ

ى غر�ض حتتاج ال�سور لأفى كل مرة

اأدعو اأن ت�سوننى الفوتوغرافياغري اأننى كلما دعوت

بهتت ذكرياتىفى اآخر �سورة

اأردت اأن اأقول �سيئالكن الفال�سات عاجلتنى كعادتها

على كل.. ل�سنا من يختار الوقت املنا�سبول زاوية النظر.

العميان ت�سوير فى بارعون امل�سورين اأن غري املوتى احلياة، جتاعيد اجلنازات، احلظ، و�سيئى م�ستقلني �سرة، لالأ برمادهم اأو�ــســوا الذين بذكرياتهم، الذكريات نف�سها، الرماد، تلويحات مها الوداع، بارعون فى ت�سوير يدى التى يح�س الأعلى لهفة ــرث ك الأ �سياء الأ الــهــواء، طواحني واليقظة، الن�سيان بني العالقة النظرات اخللود، املطر، الوحل، ال�سوارع، املارة، التعا�سة، اجلثث، الدخان، البيوت التى يرتدد فيها �سدى اخلراب،

�سجار فى وحدتها. جذوع الأبارعون فى ت�سوير القبل،

ا�ستباك ال�سدور،ج�ساد التى على و�سك النت�سار الأ

النور الذى على احلافة.لكن وجهى هو ما اأبحث عنه

فوتوغرافياالبهاء ح�سني

*

Page 31: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

2� ربيع2008

عن �سخ�ض يثنى عليهملن نبت�سم ابت�سامة اأخرية

قبل اأن يحررنا الفال�ض من كتمة النف�ض.كخرقة مرقعة مالحمى

كلما جتاهلها الهواءتدحرجت لتبقى على قيد احلياة

لذلك ل اأحب �سورىل اأحب مالحمى

رغم اأننى اأفتح عينى ال�سيقتني قدر ا�ستطاعتى»اأحاول اإخفاء اأنفى الكبري

اأحاول اأن اأمل بنف�سى فى تنهيدة واحدةلكن لعنة، قبل اأن ينطلق الفال�ض من مكمنه

ت�سيبنى بكره الذات اإذ تنتابنى العد�سة.طفال ل تكرب معهم �سور الأ

اأقول لـ »نور»فى ال�سور

اأما زلت طفلةاأما زلت تلثغني، كاأنك اأول فم يجرب الكلمات

ملاذا تكربين بهذه ال�سرعةبد اأحيانا، اأمتنى اأن تبقى هكذا لالأ

�سغريةكى اآتى لك بالبحر

اأما اأنا فلم اأكرب

لي�ست ىل �سورة بني اأبويني�سعان اأيديهما على كتفى.

اأظن اأن امل�سورين ي�سعون خ�ساراتهم معنافى كل لقطة

لذلككلما اأعملوا كامرياتهم النهمة فى وجوهنا

نكرب.ال�سورة اجلديدة

لي�ست �سوى �سورة اأخرىت�ساطرنا مهنتنا اململة .. التذكر

ف�سائل ال�سخ�ضاأل تكون له ذاكرة

اأو �سور.نى لي�ض ال�سور بحد ذاتها ما يحري

بل الهالة التى تن�سرهااإىل هذا احلد تكون دليلنا ال�سخ�سى

رواح لكت�ساف طريقة الأفى العي�ض.

من غري حننيمومة لطفولتنا التى ندين لها بالأ

ت�سبح �سورنا اأف�سللذلك ل ت�سورى جنازتى يا "نور"طفولتى التى ارجتلت على عجل.

بولوك" "�ساندرا ل� فيلم التح�سر" من عبارات من "ح�ستى ابنة ال�ساعر فى اخلام�سة من العمر

*

*

**

*

Page 32: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 30

�سعرك الذي بني منزلتني�سعرك الذي بني منزلتني

ا اأنت اأي�سبني منزلتني

واأنـا!

مع اأنك حني تنام كطفلعلى �سريري،

ك كفك حتت خد

اأو ذراعاك معقودتان فوق �سدركمثل فرعون ينق�سه �سوجلان

اأو منكفئا حا�سنا و�سادتك كاأنها اأنثى،�سوتك

يكاديحمل ا�سمي!

اأنا يف البعيد يا حبيبيحتت �سجرة ال�سرو

يف قريتكاأجهز النار

لقهوة ال�سبح،

ن قل يل الآماذا ترى حني تغم�ض عينيك؟

وملاذا حني ت�سحو�سوتك ل يحمل ا�سمي؟

ا�سمي �سهلاأ�سهل من: ورقة

كرة برتقالة

جرب!

تعلمت اأن اأحمل �سوتكيف �سلتي اخلو�ض

اأخرجه يف خلوتياأدبلج حروف ا�سمي

بني ن�سيجههيا!

ا�سمي لي�ض �سعبامتحركان و�ساكنان:

5/5/فعـلن.

مثل فرعون ينق�صه �صوجلانـوت فاطمـة ناع

Page 33: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

31 ربيع2008

)1( ل تغ�سل القمر عن نافذتيفثمة ليل ينتظر على بابي

لي�سرق ملعة ال�سوق من عيني)2( يف الليل

يجرحني حزن عينيكفكيف اأعلم ال�سبح اأن ياأتي باكرا

)3( يف غفلة مني عوام �سقطت دمعة.. حب�ستها لأ

ل�سدة امللححفرت يف �سدري اأخدودا

فتنهد البحر)4( اللعنة ..

ن�سيت ظلي لديكلهذا اإذن اأ�سعر بالوحدة

م�ض منذ الأ)5( يف كل حلظات �سعفك.. اخرتتك

متنيت.. لو اخرتتني مرة.. يف قوتك)6( حني اأخطاأت

مل ت�ساأل ملاذا�سلمتني زمام اخلطيئة .. وم�سيت

)7( ذاك اخلنجرالذي غرزته بني �سلوعك

�سحذته اأنت .. بيديك)8( حني قررت دفنك

بعيدا عن قلبي

كان علي اأن اأتذكردفن ظلك.. اأي�سا

)9( اأخ�سى بعد موتياأن تاأكل الديدان كل �سيء

عدا قلبي الذي اأحرقته

)10( مل اأتعود املوت بعدفدعني اأرحل

)11( قبل رحيلياأكرث ما خ�سيته اأن اأتركك وحيدا

مل اأفكركم �ساأكون اأنا وحيدة

)12( يتذمر النا�ض كثريا من اأحزانهمدون اأن ينتبهوا اأنهم

مع الوقتقد وقعوا يف حبها

)13( لو مل تكن ال�سماء زرقاءحمر لطليتها بالأ

حينها �سندو�ض فوق برك الدمدون حرج

)14( عندما تنتهون من �سفر اآثامكمحاذروا اأن تعلقوها داخل حجراتكم

فتبدو لكم.. م�سانق)15( ل حتزنوا على �سيء

فما زال اأمامكم الكثريلتخ�سروه

.....................

ل حتزنوا على �صيءرمية البعيني

مارات �ساعرة �سورية تعي�ض يف الإ

*

*

Page 34: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 32

ق�سر مهيب بابه من �سفتني

مينى وي�سرى والنقو�ض على جبني الباب

بارزة وغائرة ووا�سحة وغام�سة ول تعمى القلوب

واإمنا تعمى النقو�ضاإذا راأتها خل�سة

ـ يف ال�سوء ـعني.

***

باب عجيبنق�سه من بني بني

واأنا تركتـ كاأي اأيلول مطيع ـ

موقفي ووقفت تف�سلني عن الباب املراهق

خطوتان ويا لبعد اخلطوتني .

***

من عادتي عدم الت�سرع باقرتاف اخلطو

ا ـ ـ اأي�ساأن بعد اإل �سياء الأ بداخل اأكون اأن اأحبذ ل

اأ�ستب�سر احلالت كي ل تعرتيني فجاأة

فاأ�سري مرتبكا وتهجرين الروؤى

وتفر من عيني ال�سكينةوالدموع

من عادتيتعداد ما اأحتاجه،

ما �سوف يلزمني اإذا قررت ـ دون حتفظ ـ�سفك اخلطى

من عادتي ا ـ ـ اأي�س

مغادرة التندموافتعال الـ »ما يربر»

كي اأمهدللرجوع .

ي�صمونه �صتاءوائل ال�سمرى

Page 35: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

33 ربيع2008

ال�شاعر املختلفحرية بغري حتديد وال حدود د. عبداملنعم تليمة

اأنا فتاح �شكك �شعرية حوار: عيد عبداحلليمق�شائد: التني والزيتون - نباتات - بلح

الغرام امل�شلح بالثقافة د. حممد عبداملطلب

حلمي �شامل

جيال قا�شم حداد �شاعر عابر للأ

الن�شيد

Page 36: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�هو اأي�سا ميدان مت�سع بالر�ؤية �الر�ؤيا: »مل يك يعرف �أن دمائي يف ر�ؤياي / �أن ثقوب حياتي حدقات تب�صر لتموت / �خطاي / مقل تتملي رقرقة �مللكوت«

��صت�صرت يف �صريان قتيلي / ��أنا من حتت مكنة »�لأ الق�سيدة: اأر�ض ال�سارخ يف اأي�سا �هو مكنة هنيهاتي ��لطرقات �صمائي«. بنية هم�صت: �لأ �لأ

يلب�ض - دائما - ثوب املجرب د�ن ح�ساب للتجربة اأ� النتائج، مغامر �سر�ض، �سرا�سة اللغة التي تنتجها التجربة، جمازف اإىل حد الذ�بان يف املجازفة، عاي�ض حر�با عدة على امل�ستوى ال�سخ�سي �على

امل�ستوى العام �يف كل حرب يخرج فائزا بديوان �سعر، رمبا لت�سميد جراحات عدة اأملت بالر�ح.»ثقافة حتت احل�سار«، املهم »�سرية بري�ت« �كتابه بديوانه اأرخ حل�سار بري�ت ا يف جرائد املقا�مة التي ليمة حني كان يعمل �سحفي �قد عاي�ض هذه التجربة الأ

�سرائيلي ملدينة بري�ت. كانت ت�سدر حتت الق�سف الإمثلما اأرخ لالنتفا�سة الفل�سطينية الثانية بديوانه »حتيات احلجر الكرمي« �هذان الق�سايا جتاه موقفه على يدلن فاإنهما اأعماله اأهم من يكونا مل اإن الديوانان ن�سانية. حني �سافر يف منت�سف الت�سعينيات اإىل اأمريكا مع اأ�سرته �اأقام - هناك الإ- لعدة �سهور كتب ديوانه املهم »يوجد هنا عميان« �ا�سفا الت�سيوؤ الذي اأتى على

مريكية املزعومة. ن�سانية بفعل ماكينة احل�سارة الأ خ�سر �الياب�ض يف الر�ح الإ الأ»الغرام عام كتب من كرث لأ هناك �اأقام عام 2002 باري�ض اإىل �سافر �حني

امل�سلح« �جاء لين�سد:

�إعد�د �تقدمي: عيد عبد �حلليم

حلمي �شامل.. املختلف

»�لق�صيدة متعة مقلقة« على حد تعبري »هرني د�لوي«، ��لق�صيدة عند »حلمي �صامل« يف �ل�صعر حلربة ��صرب مو�ج، �لأ متالطم بحر من للعبارة ���صطياد �قلق، �حياة متعة �صحر�ء غري ماأهولة. �ل�صعر عنده ميتلك ر�ح �ملفاجاأة قدر �متالكه للمفارقة، ��لك�صف عن

�مل�صكوت عنه.�ىل �أدرك �أن �حلياة �حلقيقية هي ما يوؤ�ص�صه �ل�صعر�ء فاأخل�ص لل�صعر ��أحب منذ ق�صيدته �لأ�حلياة فاأعطته �صبعة ع�صر ديو�نا، كل ��حد منها عامل خمتلف �ر�ؤية جديدة، �جتربة خمتلفة، فهو عازف �صنع �أ�تاره بيديه ي�صبه كثري� ذلك �لعازف �لذي ��صفه يف �إحدى ق�صائد ديو�نه »�ل�صغاف ��ملرميات« قائال: »�لعارف يتوحد يف �تره / يتد�خل يف �ملو�صيقى متئد� / خمرتقا

ي�صكن نربته / ليحط �لطري على كم قمي�صى«

Page 37: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

35 ربيع2008

»حقل �لقمح هناي�صبه حقل �لقمح بغيطان �لر�هب«

ن�ساين« اإىل اأن ي�سل الفرق اجلوهري بني احل�سارتني الفرن�سية �امل�سرية »�هل ثم فرق يف العذاب الإقائال: »لكن �لفرق �لفا�صل بينهما

�أن �لقمح هناذن �لي�صري لل�صيد فان جوخ مر�ي بدم �لأ

�قمح بالديمر�ي بدم فالحي كم�صي�ص

فهل �أنت �حلائر بني �لقمحني«.�حني مرت به »جلطة املخ« يف منت�سف عام 2005 كتب »مدائح جلطة املخ« �هو الذي يقول عنه د. جابر ع�سفور يف مقدمته له »�هو عنوان لي�ض مب�ستغرب من �ساعر كتب من قبل »الغرام امل�سلح«، بداعية �التجربة ��سعى اإبداعيا، د�ن اأقرانه من �سعراء ال�سبعينيات يف م�سر، اإىل اأن ��سل التجربة الإاحلياتية ��سال حميما ل يخلو من جمالياته اخلا�سة �مالحمه املائزة التي اأ�ساف اإليها حلمي تنظرياته نتاج. �قد �سبقني التي جعلت منه اأكرث �سعراء ال�سبعينيات تنظريا، اإىل جانب كونه من اأكرثهم يف الإحلمي �سامل اإىل معاناة حمنة »جلطة املخ« التي اأقلقتنا عليه، لكنه قا�مها ب�سرا�ة املبدع الذي يتعلق اإليوت باحلياة التي يعبها عبا، �ل يقي�سهما مبالعق القهوة كما يفعل �سلفه »الفريد بر�فر�ك - قناع

ال�سهري«.اأما عن لغة حلمي �سامل فهو من ف�سيلة احلفارين يف اأر�ض اللغة ل فرق - على مائدة الت�سريح ال�سعري - بني لفظ هجني �م�ستغرب �لفظ دارج، الفرق الوحيد يكمن يف ��سعية هذا اللفظ داخل

ار �امللتهب بدللت �سا�سعة. ال�سياق ال�سعري املواملتاأخرة« »املقالة عنوان له حتت مقالة عبداملعطي حجازي يف اأحمد ال�ساعر تعبري على حد اأ� هرام 10 يناير 2007، فاإن لغة حلمى �سامل هى النقي�ض للغة كما نعرفها، اللغة التي نعرفها هي الأالتي نف�سه لغة �سرية كاأنها لغة احلب، بها مع اللغة اجلامعة، �حلمي �سامل يبحث عن لغة يتحدث ا عنيفا �اأ�سقطت عنه كل خربة �سابقة �كل رد يرجتلها اجل�سد ارجتال، �قد هزته الن�سوة التي بلغها هز

حم�سوب.ا، اإنه على العك�ض يتجنب ن يكون �ا�سحا اأ� منطقي من هنا ل يجد حلمي �سامل نف�سه حمتاجا لأ

الو�سوح �املنطق �ي�سحي بهما يف مقابل احل�سول على لغة يخلقها لنف�سه«.فعلى ن�سانية، الإ رحابته ات�ساع توازي �سامل عند حلمي الق�سيدة رقعة فات�ساع اأعتقد ما �على ن احلب امل�ستوى ال�سخ�سي �على امل�ستوى ال�سعري قد تختلف معه، لكنك ل متلك اإل اأن حتبه، لأيكمن يف الختالف. �هذا اأحد اأ�سرار �سالبته �قدرته علي جتا�ز املحن الكثرية التي مر بها �اآخرها

»حمنة �سرفة ليلى مراد« التي برغمها فاإن �سرفات املحبة مل تزل مفتوحة على م�سراعيها.

Page 38: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

عاما، 35 من كرث لأ �متدت �لقاهرة �إىل �لكوم ب�صبني »�لر�هب« قرية من • �لرحلة كيف ترى حلمي �صامل �قتها؟

»برتقال موالح تاجر اأب كان �مي�سورة. م�ستورة اأ�سرة بني عادية. »الراهب« حياة طفولية - ع�ست يف فيه ي�سارك مزاد بعد - مالكها من الربتقال( )جنينة احلديقة ي�سرتي �غريه« �ماجنو �ليمون �يو�سفي خر�ن - �هي بعد زهر مل ي�سبح برتقال، �يبيعها للوكالت يف املدن. كانت هذه التجارة مغامرة التجار الآ»بل مقامرة« كربى، فقد ياأتي حر �سديد اأ� برد �سديد اأ� اآفة تاأكل الزرع كله اأ� معظمه، بعد اأن كان الرجل دفع ثمنه. تعلمت من اأبي هذه املغامرة »املقامرة« املعتمدة على �سيئني: الثقة يف النف�ض، �الثقة يف اهلل اأ�

يف احلظ اأ� يف الزمان.�الثانوية. كان عدادية املرحلة البتدائية �الإ الكال�سيكي يف دب األتهم معظم الأ القراءة جعلني حب دب الر��سي: تول�ستوي �ثورجنيف �د�ستوفي�سكي �ت�سيخوف �جوجول �جوركي ثمة ميل خا�ض لالأ�جنيب �املازين ح�سني طه العربي: دب �الأ البار�دي. خمتارات ثم �بو�سكني، حمفوظ �توفيق احلكيم �املدر�سة الر�مانتيكية يف ال�سعر �مدر�سة الديوان، �قبلهما

ال�سعر القدمي.دب لالأ اأجته جعلني الثانوية املدر�سة يف ال�سرتاكي ال�سباب ملنظمة ان�سمامي

ال�سرتاكي بالطبع.البتدائية مدر�ستنا ناظر النور اأبو فراج حممد د. قريتي �ابن �سديقي �الد كان »مدر�سة ال�سهيد �سبحي يو�سف«، �هو ما اأتاح لنا كتب مكتبة املدر�سة لننهل منها

يوميا.اإىل �سباب الثانوية ب�سبني الكوم« - الثانوية »مدر�سة عبداملنعم ريا�ض تعرفنا - يف ا�سرتاكيني ي�سبقوننا يف العمر عاما اأ� عامني. �سار�ا ميد�ننا بالكتب ال�سرتاكية �بداأنا

�ل�صاعر حلمي �صامل:

اأنا فتاح �شكك �شعرية

كرث من خم�صة حلمي �صامل �صاعر ميتلك �عي �لختالف من خالل جتربة �صعرية متتد لأ�ثالثني عاما، تاأ�ص�صت على �ملغايرة ��ل�صتباك ��ملعاي�صة، عرب لغة �إبد�عية متلك �آليات �لتجا�ز

��لتحا�ر، قادرة على �صرب �أغو�ر �لتفا�صيل ��صبكها يف بنية �خلطاب �ل�صعري.لغة توؤ�ص�ص �تهدم �تقيم ممالكها �خلا�صة، مما جعل ل�صاحبها مكانة خا�صة يف خريطة �ل�صعر

نه �ختار �ل�صعر قدر� �حياة، ��ختاره �ل�صعر كاأحد �لبنائني �ملهرة. �لعربي، لأ

حا�ره: ع. ع

Page 39: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

37 ربيع2008

التعرف - اخلفيف - على الفكر الثوري.الثانوية، �حيث الثانية ال�سنة قراأته يف تاأثريا جبارا حني اأثر علي »النبي« جلربان خليل جربان، كتاب �ساكر �بدر عبداملعطي حجازي �اأحمد �سر�ر �جنيب عبدال�سبور بد�ا�ين ال�سرتاكيون زمال�ؤنا اأمدنا ال�سياب �عبدالوهاب البياتي، اأدركنا اأن هناك �سعرا خمتلفا عن �سعر �سوقي �حافظ �البار�دي �الديوان

�الر�مانتيكيني.عدادية �الثانوية - كنت اأكتب �سعر العامية �ق�س�سا �ر�اية �كنت يف فريق التمثيل، يف تلك املرحلة - الإاألعب الكرة، �الك�سافة، �اأذهب اإىل موؤمترات اأر�سم »اأقمت معر�سا يف املدر�سة الثانوية«، �كنت �كنت داب« �سنة �سكندرية، �حني دخلت اجلامعة »كلية الآ اإعداد القادة التابعة ملنظمة ال�سباب يف املك�ض بالإن�سطة العامية �الر�اية �الر�سم �التمثيل... اإلخ. احلياة يف 1970، »�سفط« ال�سعر - �حده - كل هذه الأ�ىل، اأ�ل ثقافة، �اأ�ل تعرف على العامل، �اأ�ل حب، �اأ�ل ق�سيدة، �اأ�ل اأ�سرة، الراهب كانت احلياة الأحمر«، �كان �سعر تذكرة الرت�سو »ثالثة �اأ�ل فيلم يف �سينما »نادية« ب�سبني الكوم، �كان فيلم »القر�سان الأ

تعريفة«.�ل�صعرية، �لر�ؤية م�صتوى على �مل�صار حتديد يف �لفا�صلة �للحظة كانت �جلامعة • يف على تاأثري �جلامعة لفرتة كان حد �أي �إىل �لجتماعي، �لتوجه م�صتوى �على

�مل�صارين!ا، - نعم، كانت فرتة اجلامعة حا�سمة، »لكن لي�ض مبعنى خلق �سيء من عدم، لكنها كانت ا�ستمرارا كيفيفيه نقلة كبرية، لكن يف نف�ض ال�سياق. فقد كنت تركت منظمة ال�سباب بعد حرب 67 )كنت يف ثانية الفكر ال�سرتاكي. اأتعرف على بداأت زيفها �فراغ �سعاراتها. �كنت اكت�سفت اأن بعد ثانوي( ثالثة اأ� القاهرة. اآداب يف فوؤاد العابدين زين ال�ساعر على بتعريف الكيفية، النقلة حققت فعال اجلامعة لكن اأ�ائل امل�ستعلة يف الطالبية �بانخراطي يف احلركة بالكلية(، �ستاذ )الأ تليمة د. عبداملنعم �بتعريف على رن�ست ال�سبعينيات، �بقراءة كتاب »مارك�سية القرن الع�سرين« لر�جيه جار�دي، �كتاب »�سر�رة الفن« لأفي�سر، �بتعريف على �سعر حممد عفيفي مطر، �على �سعر �كتابات اأد�ني�ض، �بتعريف على الفكر املارك�سي، �بالنتقال من ال�سعر الر�مانتيكي، اأ� الر�مانتيكي الثوري اإىل �سعر »احلداثة«، �بالتعرف على �سعر نري�دا

�ناظم حكمت �اإيلدار �اأراجون. �كانت »حب�سة 73« الق�سرية »اأ�سبوعني« تد�سينا لهذا التحول.الفكر �بلورها يف اجتاه بوتقة �احدة، اإذن - م�سهرا �سهر كل الهتمامات �امليول يف كانت اجلامعة -

املتقدم اأ� التقدمي.�ىل »�لغربة ��لنتظار« 1972 مع �ل�صاعر رفعت �صالم، • جاءت �لتجربة �ل�صعرية �لأجمد ريان مع طلعت �صاهني من خالل ديو�ن م�صرتك �أي�صا �كانت هناك جتربة مماثلة لأر�ص« 1973، هل من �ملمكن �أن نعترب ذلك �إرها�صة مبا عرف هو.. »�أغنيات حب لالأ

- بعد ذلك - باجلماعات �ل�صعرية؟- طبعا ميكن اعتبارها كذلك، مع العلم باأن اجلماعات ال�سعرية مل تكن اأمرا غري م�سبوق يف حياتنا الثقافية،

فهناك جتربة »اأبوللو«، �جتربة »الديوان«، �بعد ذلك جماعة »جالريي 68« �جماعة »كتاب الغد«.

Page 40: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�مع العلم اأن الن�سر امل�سرتك كان حما�لة للتغلب على تكاليف الطباعة، اإذ كنا نطبع هذه الد�ا�ين على نفقتنا اخلا�سة، �قد ا�ستعرنا هذه الطريقة »الطبع على النفقة اخلا�سة، ببونات �سابقة الدفع من امل�سرتين

�سدقاء« من ال�ساعر زين العابدين فوؤاد، الذي كان قد اأ�سدر ديوانه »��ض م�سر« بهذه الطريقة. الأا ا ��سيا�سي كانت الرغبة يف التكاتف �التعا�سد �التجمع طاغية على ال�سعراء احلداثيني يف �اقع معاند �سعري

ا. �اجتماعي�صا�صيني جلماعة »�إ�صاءة 77«، كيف تقيم �لتجربة بعد �أكرث • كنت �أحد �ملنظرين �لأمن ثالثني عاما، �كيف ترد على من يقولون باأن »�إ�صاءة« نخبوية �أثرت بال�صلب �أكرث

يجابي على �حلركة �ل�صعرية؟ من تاأثريها �لإ- اأعتقد اأن جماعة »اإ�ساءة 77« �معها جماعة »اأ�سوات« �ال�سعراء ال�سبعينيون الذين مل يكونوا �سمن ال�سبعينيون ال�سعرية امل�سرية »مثلما فعل نقلة نوعية يف اإ�سهاما كبريا يف حتقيق اأ�سهمت اجلماعتني قد العرب يف ال�سعرية العربية«، من حيث ال�سكل �امل�سمون �الجرتاء اللغوي �الرمزي �املجازي. �ل�ست اأفهم ما معني »نخبوية«. فال�سعر كله نخبوي، مبا فيه �سعر الذين يتهموننا باأننا كنا نخبويني. �مع ذلك فقد كان لنا، �ما زال لنا، �سعر كثري لي�ض نخبويا باملعنى الذي يق�سده موجهو التهام، لكن اأ�سحاب التهام

يتجاهلونه لكي ي�ستمر�ا يف التهام. �يف ذلك التجاهل �سيء غري نزيه �ل اأمني.يجاب - فذلك ما مل اأفهمه اأي�سا. هل كممنا فم اأحد اأ� كبلنا يد اأحد عن اأما اأننا اأثرنا بال�سلب - ل بالإن باأمان �اطمئنان، اأن يكتب كما يريد. على العك�ض، لقد فتحنا طرقا غري معبدة، �سار�ا ي�سري�ن فيها الآبعد اأن ك�سرنا لهم حاجز ال�سوت. �هذا فعل اإيجابي ل مزيد عليه. اأظن اأن احلديث عن تاأثرينا ال�سلبي

هو »حجة« ال�سعفاء �اجلاحدين من اأ�سحاب هذا التهام الوهمي.• حا�لتم �إعادة �إ�صد�ر »�إ�صاءة 77« ��أ�صدرمت عددين �خلام�ص ع�صر ��ل�صاد�ص ع�صر، �صرطهما فقدت نها لأ هل ترى �لتاريخ، ذمة يف �لتجربة دخلت - بعدهما - لكن

�لتاريخي، �أم لتغيري �ملناخ �لثقايف؟- العمل اجلماعي �سر�رة يف كل ع�سر �يف كل مرحلة، �العمل اجلماعي »يف اجلماعات ال�سعرية مثال« ل يتناق�ض مع »فردية« ال�سعر �»ذاتية« ال�ساعر. لكن يبد� اأن جتربتنا يف »اإ�ساءة 77« كانت قد اأكملت د�رها عرب عقدين كاملني »77-97«. �كان �سعرا�ؤها قد �سار�ا كيانات فردية كبرية،

بع�سهم ا�ستمر �تطور، �بع�سهم تعطل �تباطاأ، �بع�سهم توقف متاما.�لذين �أحد ��أنت �ل�صبعينيات، ل�صعر�ء م�صتمرة مر�جعات • هناك �ملر�حل �صعر�ء بع�ص من �مو�قفهم �أفكارهم بع�ص عن تر�جعو�

مر؟ �ل�صابقة، كيف ترى هذ� �لأ- اأنا مل اأتراجع عن اعتقاد اأ� طريق، لكنني طورت بع�ض معتقداتي ���سعت بع�ض �سا�سية املبدئية، فبحكم ال�سنوات �اخلربة �الحتكاك اأفكاري، �سمن �سياق ر�ؤاي الأ�املعرفة �ميل الر�ح اإىل الن�سج �امل�سئولية تعدلت بع�ض مواقفي: مثل موقفي من ال�سعر املبا�سر الوا�سح ال�سيا�سي ال�سريح، الذي كنت اأعتربه فيما �سبق خارج ال�سعر

Page 41: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

39 ربيع2008

حيان. �كذلك موقفي من ال�سعر العمودي، �موقفي من احلق، ��سرت اأراه �سر�رة حيوية يف بع�ض الأحادية )فالأ الواحدية اأ� حادية الأ عن �ابتعدت عندي، ال�سعر فكرة تبلورت لقد الر�مان�سي. ال�سعر اإميانا اأ�من اآفات عانينا منها عرب التاريخ(. �سرت اأ�سل لال�ستبداد �الفا�سية، �غريهما من اأ� الواحدية حلان لت �الأ �رك�سرتا املتناغمة، فيها النغمات �الآ عميقا باأن »ال�سعر عديد �كثري..، �اأن ال�سعر ي�سبه الأ

املتعددة التي ت�سنع كلها جمتمعة املعز�فة الكلية الكبرية.خر - يف ال�سعر �الفكر - اأنقذاين من التجمد �الفا�سية �العتقاد بامتالك احلقيقة التعدد �احرتام الآمور �سواء عندي �اأنني غري منحاز، كما ير�ج عني بع�ض ال�سبية املطلقة. �لي�ض معنى ذلك اأن كل الأ�ال�سبايا. فاأنا منحاز ل�سعري �لفكري �للتيار الذي يج�سده �سعري �التيار الذي يج�سده فكري، �اأدافع عنهما بكل ثبات �مو�سوعية )�اإل ملا انتميت اإليهما(. لكنني ل اأرى اأن تياري ال�سعري اأ� تياري الفكري خرى »ال�سعرية �الفكرية« غري حقيقية �ت�ستحق هو احلقيقة الوحيدة التي ت�ستحق احلياة، �اأن التيارات الأخر، لكن خر - �سعريا اأ� فكريا - �اأخو�ض ال�سراع مع هذا الآ النفي اأ� القتل. عندي احرتام لوجود الآ

باأ�ساليب ال�سراع املحرتمة �تقاليده الرفيعة: اأي بال نفي اأ� �ستائم اأ� قتل اأ� اإنكار، اأ� خوف!لغة �أ� ��حد بناء على ت�صتقر ل قلقة« »�صاعرية باأنها �صاعريتك �لبع�ص ي�صف •��لب�صر �حلياة بع�صو�ئية �رتباطها قدر �لفل�صفية بالر�ؤية �رتباطها قدر �صعرية ��حدة، يديولوجيا، �أل �لعاديني، �قدر �رتباطها بالر�ؤية �جلمالية قدر �رتباطها - �أحيانا - بالأ

تخاف من هذه �لتناق�صات؟- نعم، �سعريتي ل ت�ستقر على بناء �احد اأ� لغة �احدة. لكنها لي�ست قلقة باملعنى املق�سود يف ال�سوؤال: ال�ستنامة عدم هو الذي للقلق، يجابي الإ اخلالق باملعنى قلقة اإنها ال�ستواء. �عدم �النتوء الرتباك اجلديد عن تبحث متجددة، متقلبة، ر�اغة، متنوعة، �سعرية ين�سب. حتى منه �الجرتار املنجز. اإىل �املختلف. اأما الثبات على طريق، �املتح منه، �التكرار فيه، فهو نوع من التقليد �اجلمود �الفقر �الفاقة

�قلة احليلة ��سيق ذات اليد �ذات الر�ح �ذات اخليال.ن هذه هي مهمة ال�ساعر، اأن ال�ساعر ل يقر على حال. قلت مرة »ال�ساعر فتاح �سكك« �مازلت اأقولها، لأ

فاق �اخليارات، ل اأن يظل يرا�ح يف نف�ض الطريق. ي�سق طرقا جديدة �مي�سي، لتت�سع الدنيا �الآاآلف امل�سي يف طريق معبد اإن �سق »مرت« �احد يف درب جديد غري م�سبوق، خري من دائما: �اأقول اجلمالية الر�ؤية �متناق�سات الع�سوائيني العاديني �الب�سر الفل�سفة متناق�سات بني اجلمع اأما ميال. الأفنية املتناق�سات يف جديلة هذه على جمع قادر ال�سعر ن لأ ال�سعر، فهذا عمل يديولوجية، الأ �الر�ؤية جتمع بني الوحدة �التنوع، �قادر على دمج هذه املتناق�سات يف �سبيكة �سعرية جتمع بني الذات �املو�سوع

�الداخل �اخلارج �النبيل �الرث.�لكن �سوؤايل هنا: هل هذه متناق�سات حقا؟

هل هناك تناق�ض حقيقي بني الر�ؤية الفل�سفية �الب�سر العاديني الع�سوائيني؟ �هل هناك تناق�ض حقيقي بني الر�ؤية اجلمالية �الر�ؤية الفكرية »اأ� حتى ال�سيا�سية«؟

األن نكف عن النظر بعني �احدة؟

Page 42: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

: ر�صالة �إىل �لتي حو�صها �ص�ص»تعطى للفقر�ء �خلبز

�تعطي للمحر�مني �ل�صلوى،�متد �لنهد على �لدنيا

فالنهد غني �عطي �كرميت�صطاد فر��صات باللمحةعيان: �ت�صنف طابور �لر

فهذ� عابد ليلهذ� طالب مكرمة �ل�صبح،

�هذ� خ�صم �غرمي«.�لناه�صان: �لتني ��لزيتون،

�ر�ءهما يطري �خل�صر عن كاهل �لفتاة يف غب�صة �لفجر،

من جلدها له �لإ ��صتق �لتي �لوحيدة بينما �خلمر،

ت�صم �لقطة �إىل �صجرة �لعائلة،ب �إىل �صحون �مل�صاجد، �ت�صم �إرث �لأ

من غري �أن تدري باأن �ملثقف �لثوري�صاهر �ملحت�صب،

فامتدت �أياد �إىل ق�صاع �لرثيد ��حلليب،يف مغر�زة �لب�صطامي خرقة كانت حني

�لوحل،لعب تركيز يف �ل�صكاكني �إىل ذ�ه��ب �ه��و

�ل�صطرجن.يا �صت هامن: قلبك ما�ص، ��لزمان خردة.

التني والزيتون

�صاعة �لفتاة كاهل على �خل�صر يهبط �لغر�ب،

فتوزع �ملاعز على ع�صب �ل�صهول.له جلدها من �خلمر ��ملر�أة �لتي ��صتق �لإ

تطعم �لقطط حني �نت�صاف �لليل،قبل �أن تتال�صي ر�ح �صندريلال،

�تقي�ص حديقة �لبيت باأكمام �لقمي�ص�صكندرية. كدليل على �أنه ل �أحد ينام يف �لإكانت ت�صكو �لو�صوليني ��ملتلمظني على �صمة،بينما �لفتى �مل�صبوه ميعن �لتحديق يف �أ�صابعها

�هي تبد�أ �لكون�صرتو،�يوجه �لعيون �إىل �خل�صر �لذي ي�صرتيح على

كاهل �صاعة �لغر�ب،كقرينة على �أن �ل�صوفيني يلثمون �خلد

ن�صوة لعبي �ملقا�صل يف �إىل يذهبو� �أن قبل �ل�صطرجن.

هذه هي �ل�صم�ص ��صحاها،�ملاعز تتوزع �أن �صل: ��لأ

على ع�صب �ل�صهول،��أن ت�صاأل �حيدة �حيدها:

من يرفع �ل�صكاكني؟فيجيبها �حيدها: �ملرتفون.بخد�ص �مل��د�ن يحفر ��أن

�ل�صما��ت �ل�صبع علىحو�ئط �لزنازين

حلمى �صامل

ق�ص���ائد

Page 43: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

41 ربيع2008

مو��صع فا�صتيقظت �لقلب على رياح مرت �لندبات،

�حط �لغريب يف جو�ر �لغريبة �لز�د ��لز��دطافت �صو�صنات على �لد�ر

من م�صتق �ل�صباح يقظان: بن حيي فقال ر�ص ��ل�صلوع. خطاك فوق �لأ

بني فانت�صى �صجر مرت رياح على �ملعذت نباتات �إىل ذ�تها �ب�ص

ف�صاهدت نور� على نور،: ��أ�صغت �إىل �صابئ ي�صيح يف �جلب

على �لفوؤ�د حننو� �لذين لل�صيوخ ��صكر� فو� �ل�صو�صنات على �لبيوت. �لفوؤ�د، �طو

من دقة �لرفاق يف �لت�صوب على �ل�صويد�ء.نباتات، �عندما ��صرت�ح �لكف يف �لكف

كان حمدي غيث يتمتم:كل حلفائك خانوك يا ريت�صارد؟

ت�صاءلت: ما �لذي يطري فوق هامتي؟��لبحارة عثمان م�صحف �أج����اب:

�ملجرحون.من هنا:

مل تكن �صدفة �أن يحتك �لنخيل بالنخيل،��أن يكتب �ملجرمون:

�ل�صباح ��صم من �أ�صمائك �حل�صنى،��ل�صم�ص ذيل �لثوب يا مليحة.

من �لنائمات �جلميالت ت�صخر �عندما مبالغات �ل�صتعارة،

�صوف لن ينطفي �جلمر يف ركوة،��صوف تو��صل �ل�صرفات ��صتد�رتها

باجتاه �حمر�ر �لبلح،�صيما �إذ� د�ر كهل حول �لبخور ��لدخان،

�هو ين�صد للز�ئر �حللو:بة �ل�ص ح��ول �صبعا خ��ط��و�ت »خ��ط��و�

��لفا�صوخة،ر�ص �لبذرة،. حتى تثمر يف �لأ

�ت�صب ف�صيلةخلو� م�صكنها �رد�،

ا، �مالءتها �أيك��صتارة غفوتها ظل خميلة

هل هي هلت كي ت�صنع من �صحر�ء �لأحد�ئق �رفاء ظليلة«.

البلحمل تكن �صدفة �أن يحتك �لنخيل بالنخيل،

�أ� �أن ت�صتدير �ل�صرفات باجتاه �حمر�ر �لبلح.عند معرب ت�صاءلت:

ماذ� ترى خلف ظهري يا مليح؟�ملهند�صني �صالح ظهرك خلف �أج��اب:

��لرماة يا مليحةفلم تكن �صدفة �أن تن�صاب جد�ئل مربوطة

كي ينام �صو�د على بيا�ص،�أ� �أن تبكي �صيدة

Page 44: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

ال�سعر ثمرة تعامل خا�ض مع اللغة.. اإنه - ال�سعر - ت�سكيل لغوى يتجا�ز فيه ال�ساعر امل�ستوى الدلىل العادى للمفردات �ال�سيغ �الرتاكيب اإىل امل�ستوى الرمزى الناه�ض على ال�ستعارات �املجازات �الرموز، املعانى لينقل �املادى �الدارج �املرئى �املاألوف املح�سو�ض بها يعادل رمزية موازاة اإقامة ال�ساعر يتغيا �موهبته ال�ساعر اقتدار ح�سب - يتحول ال�سعى هذا �فى �جواهرها، مغازيها اإىل القريبة �الدللت �سلى اإىل جمازى، �بدهى اأن ال�ساعر - �الفنان بعامة - يتو�سل باإجراءات - التقريرى اإىل ت�سويرى �الأبناء عمله �باأد�ات ت�سكيل جمة لتو�سيل موقف من املاثل �الواقع �الع�سرى �الكونى، �تن�ض البالغة احلديثة على اأن »املوقف« فى العمل الفنى ن�سق مركب ي�سم عنا�سر ذاتية �سعورية عاطفية فكرية ر�حية الواقع �البيئة �املجتمع �الع�سر �التاريخ، من هنا ينفتح العمل اإىل تتداخل مع عنا�سر مو�سوعية ترتد ال�سعرى - �الفنى بعامة - على دللت بغري غاية �بغري نهاية، �من هنا اأي�سا فاإن القراءة املدربة تقع فى العمل على عوامل ثرة فكرية �ر�حية �اأخالقية �دينية �اأ�سطورية ��اقعية �اجتماعية. حمال - فى القراءة املدربة - الوقوف عند عن�سر مفرد من عنا�سر املوقف �ل عند قرينة مفردة من القرائن الت�سكيلية، �املتلقى �سريك للمبدع مبعنى اأن املبدع ينتهى من عمله في�سطع - بالقتدار الت�سكيلى - موقفه. �ي�ستقبل املتلقى العمل، فيعيد اإنتاجه ح�سب ذائقته اجلمالية �ر�ؤاه الفكرية �ح�سب »طلبه« �من طلب �سيئا �جده: من املتلقني من يطلب متعة جمالية خال�سة، �منهم من يطلب »هدفا« اأ� »غاية« اإ�سالحية، �سيا�سية، اأخالقية، دينية تعليمية .. اإلخ، �لذلك فاإن للعمل الواحد متلقني بغري حد �لح�سر. كل منهم يعيد اإبداع العمل »على �سورته« هو ح�سب موقفه الجتماعى �الفكرى �ح�سب ر�ؤاه للذ�ات �العالقات، �ح�سب م�ستوى

تطوره الر�حى ��عيه الكونى �ح�سب معرفته بحقائق الت�سكيالت اجلمالية �دقائقها.يتاأ�س�ض على هذا كله: اأن حرية املبدع بغري حتديد �ل حد�د، �اأن حق القارئ ثابت بغري ح�سر �ل قيود. اإمنا »القراءة« التى تعتمدها الد�ائر العلمية هى التى ينه�ض بها اأهل الخت�سا�ض من طائفة فيه تتداخل املنهجى، بالدر�ض تتو�سل �النقاد: �املفكرين العلماء من

العنا�سر الذاتية �املو�سوعية �يحمله ت�سكيل لغوى له مقرراته �قواعده �قوانينه.اإن قراءة �ساعت لق�سيدة »�سرفة ليلى مراد« لل�ساعر حلمى �سامل، �هى - القراءة اأ�سلوبية، �هو اأ� اأية قرينة لغوية ال�سائعة - من ال�سرب املر�سل الذى لينه�ض على �سرب يقف عند حد �ساحبه �ل ي�ساأل عنه ال�ساعر، اإن مفردة »الرب« - التى �ردت فى ديان �العقائد �املور�ثات. مقطع بالق�سيدة - هى اأعم �اأكرث املفردات د�رانا فى كل الأ�معلوم اأن املفردة لتقوم بذاتها اإمنا تقوم بعالقاتها �فى �سياقها، �مدار ال�سياق الكلى للق�سيدة على اأن »الرب« منزه عن الق�سوة �املراقبة �املحا�سبة الظاملة، على اأن الب�سر

القاعدين املتواكلني ليحق لهم طلب ثواب عن �سعى مل يقوموا به.

د. عبد�ملنعم تليمةحرية بغري حتديد وال حدود

Page 45: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

43 ربيع2008

�سوات فى »اإ�ساءة« �سعر �سبعينيات منذ اأن �سارك حلمى �سامل فى قيادة كوكبة من اأجمل الأال�سعر امل�سرى، مل تتوقف �ر�سته ال�سعرية عن العمل.

فهو اأكرث �سباب ال�سعر امل�سرى املعا�سر حيوية �قدرة على التحول �النتقال فى لغته ال�سعرية من بنية الن�سيد الر�مان�سى الغامر اإىل بنية ال�سرد الفجائعى اجلارح، �فى هذه امل�سافة الفنية �الزمنية التى ا�ستغرقتها كتابته، �سوف حتافظ لغته على ح�ض ال�سخرية ال�سوداء التى لن يتخلى عنها فى

خرى. �سوات الأ جممل كتبه، �هى اخلا�سية التى �ستنقذ كتابته دائما من رتابة تعرثت بها الأن�سانى العربى �العاملى مل يغفل عن يقظته املعرفية �فيما كان حلمى �سامل ينهل من الرتاث الإالتى ت�سعد به نحو �سجالت ثقافية �فكرية تعمق انهماكاته ال�سيا�سية التى مل يتوقف عنها، �هى فلي�ض من غري الفنية، لته لقنديل خطواته �م�سعفا لآ زيتا اعتباره لنا ي�سح الذى احلياتى امللمح م�سر فى الور�سة هذه كانت اإذا خ�سو�سا اليومية، ال�سيا�سة �ر�سة فى �ساعر ا�ستغراق املحذ�ر

الراهنة.اأدبيا، كنت دائما اأرى حلمى �سامل بو�سفه نوعا من عابر اأجيال �سعرية بامتياز، فهو لي�ض �سديقا اجلديدة، ال�سعرية التجارب كرث لأ قدير حما�ر �لكنه م�سر، فى �فتيانه ال�سعر ل�سيوخ �سخ�سيا ي�سدر عن لغته القادمة من جماليات البالغة العربية �الذاهبة اإىل خميلة اجلملة الن�سطة، مقرتحا

اآفاقا طريفة ل يغفل عنها كل موهوب متحرر من الثوابت �القوالب.�فى جميع حتولته التعبريية يظل هذا ال�سعر فى �سلب التطلع النوعى للحداثة ال�سعرية العربية

بداعى. م�سهما فى تنوعها الإبقى اأن نعرف اأن حلمى �سامل هو اأحد اأكرث ال�سعراء امل�سريني، بكل اأجيالهم، قربا من جتاربنا فى البحرين، بل اأنه كان يعرف التفا�سيل التى تت�سل بحياتنا �كتابتنا �اآلمنا �جراحنا �اأحالمنا،

�هى خ�سي�سة كونية نادرة ل ت�سادفها عادة فى جممل الثقافة امل�سرية.لقد كان حلمى �سامل ين�سر ن�سو�سنا ال�سعرية فى جملة »اإ�ساءة« بو�سفنا اأقرانا لتجربتهم، فى �قت مل تكن اأ�سواتنا معر�فة فى البحرين، �احلق اأنه كان يفعل ال�سىء ذاته مع ن�سو�ض �سعرية

عربية اأخرى اأي�سا.ت�ساءل حلمى �سامل ذات ق�سيدة: )هل كان رجال �ملطبعة غز�ة؟(

فاإذا به يفاجاأ باأن ثمة رجال ��ساة فى املطبعة، يتعرث�ن بنوافذ ال�سوء فى غرفهم املعتمة �ل تر�ق لهم �سرفته على ليلى مراد.

قا�صم حد�دجيال �شاعر عابر للأ

Page 46: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

)1(بداعى خالل مدخله ال�سرعى الوحيد، لقد ا�ستقر فى اخلطاب النقدى اأن تكون قراءة الن�ض الإ�هو العنوان، �عنوان الن�ض الذى نقر�ؤه: )الغرام امل�سلح(، �قد �سبط املبدع مفردتى العنوان بالرفع

حتى ل يرتك جمال لالحتمال.�العالقة النحوية بني املفردتني، هى )الو�سفية(، �مبا اأن املو�سوف �ال�سفة كال�سىء الواحد، فاإن العنوان على هذا يكون ناق�سا من حيث ال�سياغة، مما يعنى اأن بنية العمق تطرح ا�ستكمال هو: )هذا هو الغرام امل�سلح( اأ�: )الغرام امل�سلح( �سائد، اأ�: حا�سر، اأ�: م�سيطر، �التقدير على هذا اأ� ذاك

ي�سري اإىل اأن هذا العنوان ميثل �اقعة ثقافية تعاينها الذات املبدعة اأ�ل، �تنبه اإليها املتلقى ثانيا.�قراءة العنوان تقت�سى تفكيكه، �متابعة كل مفردة فيه على حدة، �ر�سد �ظيفتها فى العنوان، ثم ك�سف عالقتها باملفردة امل�ساحبة لها، ثم ا�سطحاب املفردتني فى ترددهما داخل املنت ال�سعرى،

�نواجت هذا الرتدد.من بغرام معنى الن�ض اأن اإىل �سارة لالإ )باأل( معرفة ح�سرت �قد )الغرام( �ىل: الأ املفردة نوع خا�ض، �خ�سو�سيته تاأتى من تردده فى الواقع ترددا اأك�سب املفردة �سفة )العلمية( فمنطوقها

يح�سر دللتها فى ذهن املتلقى �سريعا.املفردة �سفة اأك�سبت التى دارجة �حمفوظة، �هى اإىل دللة تن�سطر تكاد الدللة لكن هذه ا: الولع �الع�سق �احلب الذى ي�سعب اخلال�ض منه، �بهذا املعنى تن�سرف العلمية، اإذ هى معجمي

الدللة اإىل املراأة مع ربطها بالد�ام �عدم القدرة على اخلال�ض.�اأما ال�سطر الثانى من الدللة فاإنه يربط املفردة بالعذاب �البالء الذى ميكن اأن يقود اإىل الهالك، �على هذا جاء قوله تعاىل: »ربنا ا�سرف عنا عذاب جهنم اإن عذابها كان غراما« )الفرقان: 65(. املفردة – اإذن - حتتوى – �سر�رة – جتربة بداع اإىل مع�سوقة اأكرب هى )الثقافة امل�ستنرية(، كما ع�سقية معذبة �دائمة تقود الإ

�سرنى عند ا�ستكمال قراءة هذا العنوان.فاإن )الو�سف(، هى نحويا �ىل الأ بالكلمة تربطها التى العالقة كانت �اإذا العالقة التى تربط بني املفردتني دلليا هى )التنافر(، اإذ اإن مفردة )امل�سلح( ترتبط �سلحة، �من ثم جاء قولنا باأن العالقة بني املفردتني قائمة باحلرب �معداتها من الأ

د.حممد عبد�ملطلبالغرام امل�شلح بالثقافة

Page 47: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

45 ربيع2008

على التنافر، لكن ميكن جرب هذا التنافر اإذا اأدركنا اأن ال�سفة قد حلقت مبو�سوفها لتحقق ناجتني على �سعيد �احد، �هما اأن هذا الغرام قد غادر دائرته الدللية الع�سقية ليلحق بالدائرة احلربية الع�سكرية،

�من ثم جاء احتياجه اإىل ال�سالح حلمايته من عد�انية الواقع.هو ال�سالح هذا اأن على تدل الديوان قراءة اإن الغرام؟ هذا يحمى الذى ال�سالح ما لكن

)الثقافة(، �هو ما يطرح علينا ا�ستكمال اآخر للعنوان هو: »الغرام امل�سلح بالثقافة«.�الالفت اأن العنوان بتكوينه الرتكيبى مل يرتدد فى املنت ال�سعرى، �اإمنا جاء تردده حال انف�سال �ل �سكلت �اقعة اجتماعية املفردتني، حيث ترددت مفردة )الغرام( مرتني فى املنت، فى الرتدد الأفى الفوارق الطبقية التى ازدادت حدة فى عامل النفتاح بظواهره التدمريية مع ال�سادة اجلدد، �مع

ثقافة الطعام الوافدة.بهجت، �ل�صرقيون، / �مرت جمموعة �لن�صاجون هنا مر قائال: طه ح�سني الن�ض يحا�ر

�صياد«. ��أباطرة �لفيديو، / مر �لكنتاكيون ��صناع غر�م �لأالتى فعى( )الأ اإىل باإ�سافتها التدمريى �سياقها على املفردة حمافظة ظلت خر الآ الرتدد �فى حذرنا منها هري�د�ت: �حتى ي�سدق هري�د�ت اإذا قال: هنالك هبة فى �لغرين �أ� �هابون، / ��إن

فعى / مبثوث برذ�ذ �ملاء �هبات �لطق�ص. حذر �أن غر�م �لأاأما مفردة )امل�سلح( فلم ترتدد ب�سيغتها، �اإمنا ترددت ب�سيغة اجلمل فى �سياق الواقع املاأ�سا�ى بتدع ��صائج ���صلة فريقيون، / لأ لل�ساعر الفرن�سى )رامبو(: ت�صرى غارغرينا �ل�صاق فيبرتها �لإ

�صلحة �بني �لرمز. بني �لأتردد مفردة )ال�سالح(، لكن كل تردد مفردة )الغرام( كان �سعف اأن العنوان �من مفارقات مفردة ا�ستدعت فقد املبا�سر، لرتددها كميا مفارقا اإليها ينتمى ا �سياغي حقال ا�ستدعت مفردة بينما �سغف(، ع�سق، هوى، )�لع، حب، مثل: من مفردة ع�سرة ت�سع من مكونا حقال »الغرام« ال�سابق تقريبا، من اأى �سعف احلقل اأربعا �اأربعني مفردة، ا�ستدعت مفردة )امل�سلح( حقال ي�سم

مثل: )حرب، قوات جوية، فر�سان، �سباط، ع�سكر، قنرب(.اأ� الذى اأ� الذى تردد مفككا فى املنت، الديوان، العنوان الذى احتل غالف اأن معنى هذا الغرام( نتاجية اجلامعة للتكوين )فى الثنائية الإ اإىل نوع من انحاز ا�ستدعى حقلني �سياغيني، قد

�التدمري فى )امل�سلح( �هى ثنائية كان لها ال�سيادة على �سعرية الديوان.)2(

اإن قراءة العنوان قد فتحت اأمامنا باب الدخول لديوان )الغرام امل�سلح(، �ما اإن مت الدخول حتى اإرها�سات مرحلة طارئة فى م�سرية ال�سعرية العربية، هذه امل�سرية التى مل تعرف اإىل قادنا الديوان

حوال. اجلمود اأ� التوقف بحال من الأ

Page 48: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

لقد كان هناك ما ي�سبه التفاق على اأن ال�سعرية تعتمد ثالث ركائز اأ�سا�سية حافظت عليها فى كل مراحلها �حتولتها الهادئة اأ� اجلاحمة.

يقاع( املو�سيقى الذى ا�ستقر مع البدايات فى البحور اخلليلية التى اهتزت �سيئا ما اأ�لها: )الإالبحور من حتركت ثم �سريعا، )البحور( اإىل عادت لكنها �املخم�سات، �املربعات املو�سحات فى خرية فى هجرة �سبه جماعية اإىل ق�سيدة النرث. �ثانيها: الطاقة اإىل )التفعيلة(، ثم جاءت احلركة الأ

التخييلية �منتجاتها البالغية من املجاز �توابعه الت�سبيهية.�ثالثها: اللغة التى تخل�ست فى ال�سعر من قدر كبري من �ظيفتها التو�سيلية، بحيث اأ�سبحت

هدفا فى ذاته.فعل ممار�سة التوابع من متنع غريها من اأن ال�سعرية د�ن الركائز فى م�سرية ا�ستقرت هذه لقد يوافق نحو الثالثية على ترتب هذه �سعرية كانت اأن كل مرحلة املالحظ ال�سعرى، لكن نتاج الإيقاع(، على غريها من بداعية، حيث نلحظ فى املد�نة ال�سعرية الرتاثية تقدم ركيزة )الإ عقيدتها الإ

بر�ض: الركائز حتى اإن ال�سعراء اأنف�سهم كانوا على �عى بهذا التقدمي، يقول عبيد بن الأك�صبحى �صبحو� ه��ل �ل�صعر�ء �صل

مغا�صى غ��ا���ص��و� �أ� �ل�صعر ب��ح��ور �بالقو�فى ب��ال��ق��ري�����ص ل�����ص��ان��ى

�لغو��ص ف���ى �أم���ه���ر ���ص��ع��ار �ب��الأ�قد انتقل الوعى اإىل اخلطاب النقدى، فتنا�ل قدامة بن جعفر ال�سعر �رتب ركائزه فى اأق�سام غريبه اإىل علم ين�سب �ق�سم قوافيه، اإىل علم ين�سب �ق�سم ��زنه، اإىل علم عر��سه ين�سب »ق�سم

�لغته، �ق�سم ين�سب اإىل علم معانيه �املق�سد به، �ق�سم ين�سب اإىل علم جيده �رديئه.حياء، حتى جاءت املرحلة الر�مان�سية يقاع حمافظا على تقدمه فى الرتتيب مع مرحلة الإ �ظل الإ�عدلت هذا الرتتيب لتدفع باخليال �املخيلة اإىل املقدمة، ثم جاءت مرحلة )التفعيلة( لتحدث تعديال اآخر قدمت فيه اللغة على غريها من الركائز، �ملا جاءت مرحلة )ق�سيدة النرث( مل يقاع تعدل فى الثالوث، �اإمنا قامت بعملية حذف اأ� اإ�سقاط، حيث اأ�سقطت الإ

معلية من ركيزتى التخييل �اللغة.اإذ بالديوان الذى بني يدينا )الغرام امل�سلح( يخرج على ما �سبقه من ترتيب �نواجتها املخيلة على اخلناق ��سيق يقاع، الإ ا�ستعاد حيث جملة، للثالثية

املجازية، كما ا�ستعاد للغة بع�سا من طاقتها التو�سيلية.يقاع اعتمد الديوان )التفعيلة( اآلة رئي�سية يعزف عليها جملة فمن حيث الإفقد ا، �كيفي ا فاإنه حمد�د كمي البالغية، �توابعه )املجاز( ق�سائده، �من حيث �سافة اإىل احتوى الديوان على �سبع ��ستني ا�ستعارة، �ت�سع �ثالثني كناية، بالإ

Page 49: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

47 ربيع2008

كانت فاإذا �سكال، ��ستون �خم�سة مائة البالغية �سكال الأ هذه �جملة ت�سبيها، �خم�سني ت�سعة اأ�سطر الديوان تبلغ ثمامنائة �ثمانني �سطرا، فاإن معدل الرتدد يكون �سكال �احدا كل خم�سة اأ�سطر تقريبا، �هو معدل منخف�ض بالن�سبة لل�سعرية عموما، �ل�سعرية حلمى �سامل خ�سو�سا، �ينخف�ض هذا

نها تنتمى للحقائق، ��سلتها بالتخييل حمد�دة. املعدل اإذا ا�ستبعدنا بنية الت�سبيه لأيقاع �النز�ل باملجاز �مل يكن خر�ج الديوان عن ال�سائد فى ال�سعرية حم�سورا فى ا�ستعادة الإاإىل اأ�سعف معدلته، �اإمنا امتد هذا اخلر�ج اإىل )اللغة( حيث ا�ستعاد الديوان قدرا كبريا من طاقتها الوعى كان �اإذا اجلماعية، �ال�سخو�ض الفردية عالم الأ من �افر قدر على باعتماده التو�سيلية يكاد بال�سخو�ض اجلماعية الوعى فاإن ثقافته، اآخر ح�سب اإىل الفردية يختلف من متلق عالم بالأ

يكون فى قدرة املتلقى عموما.عالم الفردية، ترددت مائة �ثمانى ع�سرة مرة، نتيجة لقد ا�ستدعى الديوان، مائة �اثنني من الأاأما ال�سخو�ض اجلماعية، فقد ا�ستدعى الديوان منها مائة �اأربعا لرتدد العلم الواحد اأكرث من مرة، ا �ت�سعني مرة، �جملة الرتدد للق�سمني ثالثمائة �اأربعة ع�سر ترددا، ��ستني �سخ�سية، ترددت مائة ��ستماكن التى ا اأ� �سخ�سية جماعية كل ثالثة اأ�سطر، فاإذا اأ�سفنا اأ�سماء الأ مبعدل تردد يبلغ علما فرديتردد فى الديوان، �تبلغ مائة ��احدا �خم�سني ا�سما، فاإن املعدل �سوف يتغري اإىل ا�سم كل �سطرين �سماء هو الذى اأك�سب اللغة كثريا من طاقتها التو�سيلية عالم �الأ تقريبا، �هذا الرتدد الكثيف لالأ

الغائبة غالبا فى اخلطاب ال�سعرى على �جه العموم.)3(

�سماء قد اأعاد للغة بع�ض طاقتها التو�سيلية التى عالم �الأ �سحيح اأن هذا الكم الهائل من الأاإىل الديوان اأحال قد اللغوية البنية تردد هذه – اأن – اأي�سا ال�سحيح لكن ال�سعرية، منها تنفر اأفقني فاإنها تكاد تتجمع فى عمارة ثقافية متعددة الطبقات �امل�ستويات، لكن رغم تعدد الطبقات م�سحونة الديوان اإىل حت�سر كانت عالم الأ جمموعة اأن ذلك �التدمري، التكوين، هما: رئي�سيني التى العربية عالم الأ ذلك فى �سواء �احل�سارية، الثقافية بهوام�سها �حماطة ال�سخ�سى، ببعدها بو�ب بلغت �سبعة �خم�سني علما فى مثل قول ال�ساعر فى ق�سيدة: )الطنجا�يون(: »�خلف �لأ�لبحارة، فوق �صد�ر �لك�صك�ص �ير�صون / �ملتعة، / لطالب )�ملاألوف( يغنون �لطنجا�يون / مل يزجرهم بر�دة، / مل يلفتهم �بن خلد�ن �إىل حكمة د�ر�ت �حلقب: خر�ب فالعمر�ن،

�عمر�ن فخر�ب«.عالم غري العربية التى بلغت خم�سة �هنالك قرب اجلبل ابن زياد ممد�دا فوق الرمل، ��سواء الأ�اأربعني علما، فى مثل ق�سيدة )ف�سل املقال(: »تعالت �أل�صنة �للهب، / ليتدفاأ فى �جلبة طابور من ن�صل: يتدفاأ فولتري �ر�صو، / يتدفاأ �صارتر ��لرمزيون �مات�صاد�، / يتدفاأ فوكو �حو�ريو

مارك�ص«.

Page 50: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

عالم جملة يدل على اأن منها اأعالما مثلت قيما ثقافية تكوينية �اأخرى مثلت قيما �النظر فى الأمر مع )احلالج �ال�سهر�ردى عالم التكوينية لحقها التدمري مثلما هو الأ ثقافية تدمريية، �كثري من الأ

�املتنبى( فى القدمي، �مع )جميلة �عمر املختار �املهدى بن بركة( فى احلديث.مر مع ال�سخو�ض اجلماعية، فمنها ما مثل �اقعة ثقافية تكوينية، �منها ما كان �اقعة �هكذا الأتدمريية، فمن اجلماعية التكوينية: )التنويريون، الفالحون، عمال الرتاحيل، العمال، اأهل اخلرقة، ال�سرقيون، الن�ساجون )ال�سلفيون، التدمريية: اجلماعية �من طولكرم( اأطفال م�سر، �سبعينيو

ثار، نواب احلزب، ال�سما�سرة، امل�ساطيل، ال�سليبيون، الهك�سو�ض، النازيون(. الل�سو�ض، جتار الآماكن، فهناك اأماكن تكوينية لحقها التدمري الظامل مثل: )تل ثم متتد هذه الق�سمة اإىل اأ�سماء الأاأماكن �ظيفتها الزعرت، �طرابل�ض، �رام اهلل، �كم�سي�ض، �كابول، �بحر البقر �كفر الزيات( �هناك

الثقافية هى التدمري مثل: )اجلحيم، �اإ�سرائيل، �اأق�سام ال�سرطة، �البا�ستيل(.)4(

عالم تنا�لنا فى املحا�ر ال�سابقة اأبنية اإنتاج الثقافة فى ديوان )الغرام امل�سلح(، على م�ستوى الأ�ال�سخو�ض اجلماعية �املكان، �اأ��سحنا اأنها اأنتجت ثقافة تكوينية حينا، �ثقافة تدمريية حينا اآخر،

�هو ما يقت�سى اأن نتابع هذا املنتج الثقافى على نحو من التف�سيل.قدم الديوان �ستا �ثالثني بنية ثقافية، منها ثمانى ع�سرة بنية تكوينية، �اإحدى ع�سرة بنية تدمريية،

��سبع بنى جتمع بني التكوين �التدمري.�ازتها اإذ التكوينية بحقيقتها جديرة تكون التى التكنولوجيا( )بثقافة التكوين اأبنية �تبداأ

ن�سان فى احلرية( �جتنبت �سلطة املوؤ�س�سة بقهرها �خداعها. )حقوق الإيقول ال�ساعر فى ق�سيدة )الرابعة �سباحا(:

زر�ر �ل�صفرية لل�صقق �لعليا يرقد فى �ملدخل / حتت �لأحمميا برياح �لتكنولوجيا / �م�صانا باحلريات �ملكفولة للفرد

ثم يو�سع الديوان من اأفق الثقافة لت�ستوعب )ثقافة البحر املتو�سط( بو�سفها الفكر(، )ثقافة اإىل الديوان ي�سل ثم م�سر، منها �سعوب لعدة جامعة ثقافة ل�سانه �على املقال(: )ف�سل ر�سد فى ابن مع العتدال( )ثقافة لينفتح على

يقول الديوان:لالقيت / �لكاكا�يني / فخذيها كا�صفة �صيدة قبالة �صرت �أنى لو / مبحر�ث / يطاليني �لإ لغة حارث د�نتى �أ�لهم / �صفا �صفا �أحبائى �أ��صطهم جاليليو �مل�صنوق �إذ� هم�ص: تد�ر / ��آخرهم لوركا �ل�صارب من

ريق �لبد�.

Page 51: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

49 ربيع2008

�حتتل )ثقافة الباطن( م�ساحة �ا�سعة فى الديوان خالل ا�ستح�سار: )ابن عربى، �ال�سهر�ردى، نابليون، بقيادة الفرن�سية( اإىل )ثقافة احلملة انحاز بداع قد اأن الإ �احلالج، �التوحيدى( �الالفت �كاأن �جود املبدع فى فرن�سا خالل اإنتاج الديوان كان ذا اأثر من هذا النحياز، �اإن كان انحيازا حذرا

ل يتغا�سى عما �ساحب احلملة من جتا�زات تدمريية:�ل�صاب �لطامح �صاحب �أ�ل حكة �صرر / بني �لنائم ��مل�صتيقظ / ترك هديته فينا:

...........ا فى �ملا�صورة، / �»م�صا��ة« فى من�صور�ت �لطاعة، / �«�حلرية« خلخال �كان �إخاء مدموغ

فى �صنبك كل ح�صان.)5(

يبد� اأن �سلطة الثقافة فى الديوان مل تتح للذات املبدعة اأ� املتكلمة اأن حتتل امل�ساحة ال�سياغية نف�سها هذه التى �سيقت على الذات هى اإن القول: �فق الأ �رمبا كان ت�ستحقها، التى �الدللية ن�سانية اأن متار�ض تقدمي اأفقها الثقافى د�ن جتميل اأ� امل�ساحة لكى ترتك للوقائع الوطنية �القومية �الإ

تزييف.�من املوؤكد اأن انح�سار الذات فى الديوان مل يحجب ر�ؤيتها اخلا�سة، حيث ت�سللت هذه الر�ؤية

اإىل كل بنية ثقافية فى الديوان.�ابتعاد الذات عن احل�سور املبا�سر اأتاح لل�سخو�ض الثقافية اأن حت�سر اأ�ل، ثم تتكلم بل�سانها ثانيا، �)املتنبى( �)ابن عربى( �)احلالج( نوا�ض( �)اأبى ر�سد، املقال( لبن املقر�ء فى )ف�سل كما هو

�)رامبو( �)التوحيدى( �)الطهطا�ى( �)املعرى(.اإن ابتعاد الذات عن احل�سور املبا�سر انعك�ض على تردد �سمائرها، فلم يح�سر لها اإل �ستة �اأربعون �سمريا، تنوعت بني �سمري املتكلم )اأنا( الذى تردد ثالثا �ع�سرين مرة، ��سمري الغياب )هو( الذى

تردد اثنتى ع�سرة مرة، ��سمري اخلطاب )اأنت( الذى تردد اإحدى ع�سرة مرة.ثم جاء �سمريها �من الديوان، الذات عن �ساعد فى حجب النحو هذا ال�سمري على �تنوع املبا�سر منخف�سا فى تردده، �حمد�دا فى م�ساحات بعينها ح�سرت فيها مبا�سرة بو�سفها بنية ثقافية من باخلوف م�سوبا كان هذا، لكن ح�سورها �الرف�ض( املقا�مة )ثقافة ن�سميها اأن ميكن ذاتها فى دخولها فى نطاق )ثقافة ال�سلطة(. �سحيح اأن باطنها الثقافى مازال فى مكانه املحفوظ )املقا�مة(، لكن اخلوف من الظاهر، اأن ين�ساق فى طوفان التدمري الذى لحق الواقع الثقافى فى جملته. �مع

منة. ان�سياقه يدخل حظرية التدجني الآيتجلى كثري من هذا الذى نقوله فى ن�ض يعلن ح�سور الذات مبا�سرة حتت عنوان: )املت�سوف(، بداع اإحلاق ال�سم )باأل( التعريفية �املت�سوفة هم اأهل الباطن ال�سحيح كما هو املعر�ف، �قد تعمد الإ

حتى ل ين�سرف اإىل �سواه:

Page 52: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

)6(�سبق اأن اأ��سحنا اأن هذا الديوان يفتح ال�سعرية على مرحلة جديدة، �ن�سيف اإىل ما �سبق من مربرات لهذا الفرتا�ض، اأن الديوان يقدم تقنية اإ�سافية اإىل تقنيات ال�سعرية هى ا�ستثمار اخلطاب �اإمنا بعينها، اأن�ساق اإىل اأ� النحياز بعينها، ا�ستثمارا جماليا، د�ن النغالق على مناطق التاريخى

نارة �التنوير. النحياز كله ملناطق الإثري )املا�سى( �اإمنا نقله اإىل احلا�سر، بل �اأهمية هذا ال�ستثمار اأنه مل ي�ستبق التاريخ فى زمنه الأتى، تى، مما يعنى اأن التاريخ اأخذ طبيعة زمنية �احدة جتمع بني املا�سى �احلا�سر �الآ رمبا نقله اإىل الآفعندما نقراأ هذا احلوار اجلريح بني الطهطا�ى �نابليون نلحظ اختالط الزمن �امتداده الن�سيابى، فال

نكاد ندرك هل حدث اللقاء بني الرجلني فى املا�سى، اأم فى احلا�سر، اأم فيما ينتظرنا من جراح:�أذلهما �لقرنان / فما �أر�ك مثيلى: فرد�ن غريبان حزينان فيا �صنوى فى �لهو�ص مب�صر، / عدت �لفاحت ذ� �لغرة ��لتاج / �ما عدت �لناه�ص / طم�ص �حللمان: �لهيمنة ب�صيف، ��لهيمنة

�صمنت. / مبعر�ج / ل �أ�ص�صت �مللك، / �ل �أنقذت حفيد�تى من فقهات �لأمعنى هذا اأن التاريخ فى )الغرام امل�سلح( هو التاريخ املفتوح الذى ي�سقط كثريا من عالقات �سقاط يعتمد التداعى فى الزمان �املكان �الوقائع الثقافية، ال�سبب �ال�سببية، �قوانني املنطق، �مع الإبداع كما من ال�سخو�ض التى ل رابط بينها اإل التداعى الثقافى ففى ق�سيدة )املعرى( ي�ستدعى الإ

رغم التباعد املكانى �الزمانى، يقول الن�ض على ل�سان اأبى العالء:حقاب رفيقا: هذ� �أم�صى بالوطء خفيفا / �أتوكاأ ��أه�ص على غنمى / م�صطحبا من كل �لأع�صى / ذلك تريازيا�ص حكيم �صفنك�ص، ذ� / ب�صار، �هذ� طه ح�صني، بورخي�ص، عمار، / �لأ

�ذ�ك م�صخ�ص عطر �مر�أة.�قد يكون التداعى حمكوما بالوظيفة الجتماعية مع تفريغها من البعد القيمى، ففى ن�ض )طه

خرية: بداع حواريى طه ح�سني ليلقوا عليه النظرة الأ ح�سني( ي�ستدعى الإ��صابلة �أكادمييون �أطل / فئدة« �لأ ماء تلوث �ل�صدر، هو�ء »�عتكر ��أطل / �أم�صاط، ��صريحة تر�حيل �عمال حقوقيون �أطل / ��صحافيون،

�صنان. �ملحتجز�ن باأق�صام �ل�صرطة ��أطباء �لأي�ستدعى الن�ض ففىهذا فح�سب، الزمنى للتجا�ر التداعى يحتكم �قد بداع جمموعة اأخرى من مريدى طه ح�سني ليكونوا �سهودا عند التحقيق معه الإ

فيما �جه اإليه من تهم ثقافية �دينية.�لتحقيق فى ي�صتدعى / ��لبارئ �خلالق هو �ل�صك حمققه: �صوؤ�ل يجيب �صعدى �ي�صهد / �ع�صفور �دكر�ب مند�ر في�صهد مريديه: رهط من �صهود�

Page 53: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

فختل

املامل..

�سمى

حل

51 ربيع2008

هو�نى �تيزينى / ��لعامل، / تلخي�ص �صهادتهم: �إن �ملكفوف هو �ملب�صر. يو�صف ��لأاإن كل هذه اخلطوط التاريخية �غري التاريخية التى امتدت راأ�سيا �اأفقيا، تكاد تن�سئ مع املتلقى غرامك – اأحطت ال�ساعر – اأيها ملاذا املتلقى: هذا يطرحه مبدئى �سوؤال م�سمرا خالل حوارا

بال�سالح؟�من ثم يكون الديوان – فى جملته – اإجابة عن هذا ال�سوؤال التقديرى، فقد احتوت خطوط بنية الثقافية التكوينية التى حلقها التدمري، بجوار اأبنية اأخرى تدمريية الدللة على كم هائل من الأ

بطبعها، �من ثم احتاج هذا الغرام اإىل احلماية الثقافية.)7(

�برغم ما قلناه عن ا�ستثمار التاريخ فى ال�سعرية، فاإن هذا ال�ستثمار ارتبط اإىل حد كبري ب�سناع عالم الأ جمموعة ح�سرت ثم �من التاريخ، فى الثقافية عالم الأ مبجموعة لنقل اأ� التاريخ، هذا �اإمنا )�سفة( لواقعة اأكرث منها )علمية( �كاأن )طه ح�سني( مل يعد علما، م�سحونة بطاقة )��سفية( مر نف�سه مع ابن عربى �ابن ر�سد �احلالج �ر��سو �فولتري ��سارتر، �رمبا لهذا غابت كثري ثقافية، �هو الأ�سارات التو�سيحية التى حت�سر التلقى فى )ال�سفة( ل فى )العلم(، فلي�ض من احلتمى اأن يلم من الإاملتلقى بكل علم �رد فى الديوان اإملاما �ا�سحا، �اإمنا املهم اأن يدرك ال�سفة احلامل لها، على نحو ما

عالم الواردة فى ق�سيدة طه ح�سني بو�سفها اأعالما فوق م�ستوى العلمية ذاته. قراأناه من الأمقرتنا العلم ا�ستح�سار – اإىل – اأحيانا يدفعها التو�سيلية الطاقة ال�سعرية على لكن حر�ض فى ال�ساعر يقول املتلقني، عن ذكرها غاب التى عالم الأ تلك �بخا�سة املميزة، لواحقه ببع�ض ن�ض )العرب(: »منهم فرج �هلل �حللو �لذ�ئب فى �لكربيتيك / �منهم بوحريد �ملكوية ب�صجائر حيتان/ على حلم �لثديني، �منهم عمر �ملختار موؤ�ص�ص علم �خلدعة، / منهم ليلى خالد �صيدة

ميونخ، / منهم �صاحب مدن �مللح / �منهم قا�صم حد�د«.عالم منطقة الو�سفية خل�سها من طبيعتها العلمية �اأحلقها مبنطقة )التنكري(، حيث اإن دخول الأ�العامل فالعامل عموما، الرمز، اأفق اإىل ت�سعد ثم �من �العموم، ال�سمول من �افرا كما تكت�سب

العربى خ�سو�سا ي�سم اآلفا من )جميلة( �)عمر املختار( �)ليلى خالد( �)قا�سم حداد(.التى عالم الأ بجملة ال�سريع الوعى من �سىء اإىل املتلقى ي�سل رموز اإىل عالم الأ �مع حتول نه ما اإن يفرغ من علم حتى يلحقه علم اآخر، تالحقه، �جملة ال�سخو�ض اجلماعية التى تتواىل عليه، لأعالم �ال�سخو�ض �ما اإن ي�ستوعب �سخ�سية جماعية، حتى تالحقه �سخ�سية اأخرى، حيث حت�سر الأفق ماكن م�سحوبة بهوام�سها �توابعها املعر�فة �غري املعر�فة، �تكون مهمة املتلقى ا�ستح�سار الأ �الأ

الذى احتواها، �الوظائف التى اأدتها.اأى اأن الديوان كان مغامرة ذهنية �نف�سية اأكرث منه مغامرة لغوية، �لذا فاإن املتلقى احلق، هو الذى يتجا�ز املنطوق �املكتوب اإىل الغائب امل�سمر، اأى عليه اأن يتهياأ ذهنيا �نف�سيا ل�ستقبال هذه املغامرة

بداعية املفتوحة. الإ

Page 54: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 52

�أو �إ�ضمامة، مع �مللف هذ� فى نحن باقة م�ضتلة من ب�ضتان �ل�ضعر �لعر�قي، �إىل ي�ضري متنوعا منوذجا �لباقة هذه لت�ضكل �ملتو��ضل �ل�ضعري �لعطاء جو�نب من جانب �لذي �لوطن، عن بعيــد� �ل�ضتات، بلد�ن يف ترك فيه �ل�ضعر�ء �أ�ضر�ر نب�ضهم، و�أخذو� ينظرون من خلف �لق�ضبان �إىل هذ� �لوطن �لذي ماز�ل و�حلرية مل �لأ دو�مة يف هم وماز�لو� يت�ضدع، �لعو�مل هذه ورغــم و�حلنني، �لغربة وجــر�ح �أننا نالحظ معظم �إل �لوجد�نية �لعميقة �ملوؤثرة، لغة عن بعيدين ن�ضو�ضهم �أكرث ويف �ل�ضعر�ء، �لبوح، ومو�ضوعات �لتاأ�ضي يف �لبعد، و�ل�ضكوى �أ�ضبابه مر �لأ ولهذ� �لبديلة، �حلياة من و�لتذمر لها تعر�ض �لتي �حلادة، باملتغري�ت تتعلق �لتي لفتة �نعطافات ي�ضكل وهو �لعر�قي �ل�ضعر وجعلت و�لتمرد، �لثورة د�ئم جعلته لالنتباه، و�لتجديد، �ملغايرة بهاج�ض متم�ضكني �ضعر�ءه متنوعة قوية باأدو�ت �لهاج�ض هذ� �إىل �ضاعني �أجيال تيار فني قوي �ضاهمت ن�ضوء �إىل �أدت �لتي عالمية �لعزلة �لإ �إثر�ئه، ولعل متد�خلة يف عا�ضها �لعر�ق، جعلت هذ� �لتيار منكفئا غام�ضا، �ضوى ا، مهم �ضيئا �لعربي �لقارئ عنه يعرف ل على �لغالب يف ينطوي ب�ضكل، �إليه نقل ما لغر�ض معينة، ت�ضور�ت وتبنيهم ناقليه، نرج�ضية �أربعينيات ن �لعر�ق �ضهد يف قناعة ريادية ما، لأ�لقرن �ملا�ضي - كما هو معروف للجميع - ظهور رو�ده فيه تخل�ض �لذي �حلر(، �ل�ضعر ( حركة من نظام �ل�ضطرين يف �لق�ضيدة �جلديدة و�أ�ض�ضو� روؤية خمتلفة، عن �لروؤية �لتقليدية �ل�ضائدة، وقد �نت�ضرت هذه �لروؤية وجرت معها �ل�ضعر �لعربي

كله .يف جتديدية �أ�ضو�ت �لتطور، ذلك وتبعت كبرية، وثقافات مو�هب من �نطلقت �لعر�ق،

كل امللفات التي �صدرت – وت�صدر منظموها يعاين , العراقي ال�صعر – عن حاطة الكلية من عدم القدرة على الإبامل�صهد ال�صعري العراقي , ب�صبب ات�صاع رقعة امتداد منتجيه على ال�صعيدين فقي والعمودي , مبعنى تواجد الأال�صعراء العراقيني يف اأ�صقاع الدنيا كلها, ر�ض اإىل اأدناها , كذلك من اأق�صى الأجيال , مازال جميع ال�صعراء وعلى مر الأمتوا�صلني يف العطاء , بدءا من ال�صعراء الذين ينتمون اإىل جيل الرواد ممن عا�صروا ) ال�صياب ونازك والبياتي ( اأو من الذين جاءوا بعدهم ب�صنوات قليلة , وانتهاء باآخر �صاعر بعث بق�صيدته للن�صر هذا اليوم !

تقدمي: منذر عبد احلر

ال�شعر العراقى فى ال�شتات»ملف خا�ص«

Page 55: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

53

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

�لرو�د، حركة فيها �أثرت جديدة روؤية فاأ�ض�ضت هنا ول�ضنا مهمة، فنية مل�ضات �إليها و�أ�ضافت ب�ضدد �لتقومي، �أو �لفح�ض �لنقدي �لدقيق لهذ� م�ضلمات عن �حلديث يف نطيل ل كي مر، �لأ�ملتغري �إىل هنا، �أ�ضري لكنني و��ضحة، �أ�ضبحت �حلاد �لذي �ضهدته �لتجربة �ل�ضعرية يف �لعر�ق، �لقرن من �لثمانينات منت�ضف بعد وبالذ�ت، �حلو�ر يف �حتد�ما �ضهدت �لفرتة هذه �ملا�ضي، و�لتطلع �جلريء للخال�ض من كل �لثو�بت �لتي بال�ضعر�ء و�أم�ضكت طويال، �ل�ضعر �إليها �أ�ضغى كان وقد خيالتهم، ومقيدة ــم، روؤ�ه حمددة باجتاهني ي�ضري �آنذ�ك �لعر�قي �ل�ضعري �مل�ضهد متناق�ضني - حد �لنز�ع - وهما �ل�ضعر �لتعبوي كانت �لتي ير�نية، �لإ �لعر�قية باحلرب �خلا�ض لها �ملكتوب و�ل�ضعر �آنذ�ك، بق�ضوة رحاها تدور �ل�ضعبي �ل�ضعر غزو ب�ضبب ا، فني نكو�ضا �ضهد للق�ضية تناوله مبا�ضرة وب�ضبب مليد�نه، �لتعبوي دو�ت و�لأ لالنفعال و�إ�ضغائه عنها، �ملكتوب حد�ث �لأ ملجار�ة �ملــوؤدى �لن�ض يف �لتعبوية وبلغة، �جلمهور من عدد �أكرث �إىل و�لو�ضول باأجماد تذكره للنا�ض ماألوفة قريبة ومفرد�ت �ل�ضعر �لعربي �لقدمي. و�لجتاه �لثاين، هو �ل�ضعر �لذي �أ�ضميته يف بحث مطول يل بـ) �لن�ض �ليائ�ض عالمي ( منطلقا يف هذه �لت�ضمية، من �لهدف �لإمن ح�ضاباتهم �لنمط هذ� �ضعر�ء ي�ضقطه �لذي يف وقوة ذ�تية، و�ضجاعة ثقة بكل يوؤدونه، وهم �إىل �ل�ضعر هذ� خ�ضع وقد و�ملحاججة، �حلجة �ملقاهي، �ضعر�ء من هم �ضعر�وؤه، وبات ح�ضار، و�لن�ضو�ض �ل�ضغرية، �ملحددة م�ضيات و�لأبينهم، فيما �ل�ضعر�ء يتبادلها �لتي �مل�ضتن�ضخة بن�ضر ) دبية �لأ �لطليعة ( جملة بد�أت حتى، ن�ضو�ض وملفات وقر�ء�ت يف هذ� �ل�ضعر �خلا�ض

�لر�ضمية �لروؤية وعن �ملنابر عن حينها �لبعيد ) دبية �لأ �لطليعة ( جملة كانت و �لتقليدية، وهي عالم، و�لإ �لثقافة وز�رة عن �آنذ�ك ت�ضدر دباء �ل�ضباب، و كان رئي�ض حتريرها �لقا�ض تعنى بالأ�لتحرير هيئة �ضمت فيما مري، �لأ عبد خ�ضري �جلريء، �حليوي �ل�ضبعينيات، �ضعر�ء من جيل �جلديدة �ملوجة �ضعر�ء جانب �إىل وقف �لذي �جليز�ين ز�هر �ل�ضاعر�ن حرر فقد )وبالفعل وقد �جلديدة �ملوجة �أ�ضموه كتابا كاظم و�ضالم جميع مع �لثمانينات جيل �ضعر�ء معظم �ضم �ضعر�ء وجد لذلك �ل�ضبعينات(، جيل �ضعر�ء جيل �لثمانينات من تفاعل معهم، و�تفق معهم، ، �ل�ضبعيني �جليل �ضعر�ء �أن رغم وموقفا، روؤية وىل �لأ �ل�ضعرية جمموعاتهم �أ�ضدرو� قد كانو� �ضمن �لن�ضق �لطبيعي للتوجه �ل�ضعري �ل�ضائد، خزعل �ملاجدي �أ�ضدر جمموعته )يقظة دملون(، و)�أنا�ضيد �إ�ضر�فيل( و�ضالم كاظم �أ�ضدر جمموعته )دخان �ملنزل(، و�لر�حل رعد عبد �لقادر �أ�ضدر �جليز�ين وز�هــر �ضئلة(، �لأ )مر�يا جمموعته �أ�ضدر جمموعته ) تعايل نلعب يف �لربية( و)من كمال و�لر�حل �لق�ضد(، �لتبا�ض تو�ضيح �أجل ظل و) �لبحر(، )وردة جمموعته �أ�ضدر �ضبتي �ل�ضعر�ء هوؤلء جميع �ضعى �ملهم ،) ما �ضيء يف �جلديدة �لنرث ق�ضيدة م�ضروع د�عمني بقوة ففتحت �ضعر�ئها، ون�ضو�ضها، وجدية طروحاتها، دبية، لتتبعها بو�ب و��ضعة يف جملة �لطليعة �لأ �لأمنتدى ت�ضدر عن كانت �لتي ) �أ�ضفار ( جملة �أ�ضفار ( وقد كان ملف جملة �ل�ضباب، دباء �لأ(، �لذي �أ�ضدرته مطلع ت�ضعينيات �لقرن �ملا�ضي ت�ضمن و��ضعا، �ضامال، ا، غني �أظــن، ما على �نت�ضار رقعة تو�ضعت ذلك، بعد وق�ضائد، روؤى، �أم�ضياتها، لها و�ضارت ،) �لنرث ق�ضيدة ظاهرة (

Page 56: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 54

�إىل هنا، �أ�ضري �أن و�أود وفر�ضانها، و�إ�ضد�ر�تها، �ل�ضاعر حممد مظلوم، �أ�ضدره كتاب حديث وهو من �أبرز �ضعر�ء �لثمانينات يف �لعر�ق، عن يل �أن كما وتوجهاتهم، و�ضعر�ئه �جليل هذ� بعد، رغم �لنور ير ا يف ذلك، مل تف�ضيلي كتابا

�أنني �أجنزته منذ �ضنو�ت .وعقد ملتقى �ضعر�ء �لثمانينات يف �لعر�ق كبري�، ح�ضور� و�ضهد بغد�د، يف 1992 عام فعالياته ت�ضمنت حيث و��ضعة، وم�ضاركة �لق�ضائد يف نقدية ودر��ضات �ضعرية قر�ء�ت �أ�ضدر �مللتقى، وبعده بفرتة وجيزة �إىل �ملقدمة مع فيه، �أعمل كنت �لذي للن�ضر، مد �لأ د�ر ( �لر�حلة ردنية �لأ و�لكاتبة �لقا�ضة �ضاحبته �مل�ضهد : 92 �ضعر ( كتاب ،) جر�ر حكمية �لكتاب وكان ،) �لعر�قي �ل�ضعر يف �جلديد ول، يف �ضل�ضلة ظاهرة عر�قية لفتة لالنتباه، �لأ�أدب �ل�ضتن�ضاخ ( �لذي �ضهد وهي ظاهرة ) و�لق�ض�ضية، �ل�ضعرية �ملجموعات مئات ولدة طباعتها، يف و�ملتو��ضعة �لن�ضخ، �ملحدودة و�أحجامها �لغريبة، �لتي تدل على ق�ضوة �حل�ضار وكيفية تعامل �ملثقفني مع جوره وق�ضوته، وبعد ظاهرة �أدب �ل�ضتن�ضاخ، برزت ظاهرة جديدة، دباء (، �لذين بدءو� يهربون هي ظاهرة ) هجرة �لأعمان، فتلقفتهم �ضادم، قا�ض، موؤمل و�قع من وم�ضاريعهم و�ضحفها، مقاهيها، بني و�ضارو� ي�ضتقرون خمتارة مناف �إىل للو�ضول متطلعة، وبالتايل و�لر�حة، بال�ضتقر�ر لينعمو� فيها، بد�عي �حلر، وهكذ�، �لقدرة على �لتو��ضل �لإ�ضار م�ضطلح ) �أدب �لد�خل ( و) �أدب �خلارج و�ضاط �لثقافية �لعر�قية، وبد�أت ( �ضائعا يف �لأ�ل�ضعر�ء من كبري لعدد تتو�ىل �ضد�ر�ت �لإبلد�ن �إىل و�ضلو�، ثم �لبالد، تركو� �لذين

فيها، مو��ضلني جديدة، حياة ليبدءو� �أخرى �أما بعد دبية و�لثقافية ب�ضكل عام . تطلعاتهم �لأ�لهجرة، ظاهرة ت�ضخمت فقد �لعر�ق، �حتالل بالدهم، خارج �لعر�ق، �ضعر�ء معظم و�ضار

ي�ضكلون جتمعات، يطلقون فيها ن�ضاطاتهم .يف �جلديدة �ل�ضعرية �لتجربة مالمح �أما حاطة بها، �أو بال�ضعر ن �لإ �ل�ضتات، فال ميكن �لآ�ملكتوب خارج حدود �لوطن، و لكن ل باأ�ض من ا جمع �أ�ضو�ت منه يف كل منا�ضبة، كاأن تكون ملفن م�ضكورة، يف جملة متخ�ض�ضة، مثلما تفعل �لآيف م�ضاركة �أو �لعزيزة، �مل�ضرية �ل�ضعر جملة مهرجان عربي، �أو طباعة جمموعة �ضعرية ل�ضاعر، �أحد ير�ضدها و��ضحة ل�ضمة نقدية مالحقة �أو وتتو��ضل نتو��ضل، �أن �ملهم �لدءوبني، �لنقاد خر، كما �أننا ن�ضري جتاربنا، ويقر�أ بع�ضنا �لبع�ض �لآمن عدد �أخبار �نقطاع �إىل طاللة، �لإ هذه يف �ل�ضعري بن�ضاطهم يعرفون كانو� �لذين �ل�ضعر�ء �ل�ضاعر ومنهم �لد�ئم، و�لتنظريي و�لنقدي خزعل �ملاجدي، �لذي �أ�ضدر عدد� من �لبيانات بد�عية �ل�ضعرية �مل�ضاك�ضة، مع عدد من �لكتب �لإكرث �ملتنوعة و�ملجموعات �ل�ضعرية، ولعله كان �لأجر�أة و م�ضاك�ضة وعطاء بني �أبناء جيله �ل�ضبعيني �ضكالت، �ضئلة و�لإ ذي �حل�ضور �لقوي و�إثارة �لأ�ضالم و�ل�ضاعر �جليز�ين، ز�هر �ل�ضاعر وكذلك �ل�ضبعينيات، جيل �ضعر�ء من وغريهم كاظم �أنهم يظلون �إل �أم �ختلفنا، �تفقنا معهم و �ضو�ء رمو� �لذين وهم ون�ضاطا، �ضخبا كرث �لأ �جليل

�حلجارة يف �لربكة، ليحركو� ماءها ! .�إطاللة �مللف هذ� �أن �إىل ن�ضري �أخرى، مرة و�أمل، بلوعة، �ملكتوب �ل�ضعر من باقة على جتمع متقدمة فنية روؤية مع �ضادق، و�إح�ضا�ض ي�ضم جمموعة �أنه �مل�ضاركني وخ�ضو�ضا �ضعر�ءه

كبرية من �ل�ضعر�ء ميثلون كل �لتيار�ت.

Page 57: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

55

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

يف وطن النخيلالنا�ض �صنفان .. فاإما قاتل م�صتاأجر

اأونازف قتيل

****

يف وطن النخيلمن وال�صياده يحق للقائد– با�صم الأ

اأن مينع العبادهمام« اأن يختتم ال�صالة د »الإ اإل اإذا تعه

باحلديث عن مكارم »القيادة«****

يف وطن النخيلراده يحق للمحتل اأن ي�صادر الإ

ما دام اأن التابع الذليل ينوب عن كل املاليني التي

ها تبحث عن خال�صمن ع�صف الدخيل

****

يف وطن النخيليحق للخنـزير اأن يح�صد بالر�صا�ض

ع�صب اهلل يف املحرابيحق للمدفع اأن يطرق كل باب

ما دام اأن الع�صر ع�صر غابما دام اأن »�صاحب ال�صعاده«

الناطق الر�صمي با�صم »م�صلخ التحرير«باده« عمال يف »طاحونة الإ والقائم بالأ

يريد للقانت اأن ي�صتبدل:باء اخلنوع بالإ

واملزمار بال�صهاده !

يف وطـن النخيـليحيى ال�صماوي

*�ضاعر عر�قى مقيم فى �أ�ضرت�ليا.

*

خمتــارات

Page 58: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 56

غربة موجة,

اأو كتابقلبتني احلياة,

وقلبتها:ا....... غ�ص�ص

ورغاب

اأخذتني املدينة, لندن.....ما يل

اأمر على ج�صرهافاأرى نهر دجلة,

خمت�صبا والنخيالت مثقلة بالغياب

ول قمر.... – البيوت ثنايا – من

يرد لبن زريق بريد العتاب

ما يل اأ�صائل حاناتها:- هل لنا جرعة, عند بغداد,

قبل احت�صان الرتاب

).....(هذه املئذنة

ج�صد �صاعد من عذاباتنا يتو�صل للريح

اأن حتظنه * * *

كاأ�ض يف احلانة,

كانت بغداد, خيوط دخان

تت�صاعد من اأنفا�ض اجلال�ض

واأ�صابع عازفة, ترتاق�ض �صكرى,

بني الوتر املهمو�ض, وبني الكا�ض

واإىل طاولتي, يجل�ض قلبي

العــراقعدنان ال�صائغ

�ضاعر عر�قي مقيم يف لندن

*

*

Page 59: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

57

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

ملتحفا معطفه يرنو ولها للخ�صر امليا�ض

ووراء زجاج احلانة اأ�صباح ترت�صدين, نفا�ض حت�صي الأ

واأنا حمتار – ربي – يا

اأين اأدير القلب؟ واأين اأدير الرا�ض؟

العراق العراق الذي يبتعد

كلما ات�صعت يف املنايف خطاهوالعراق الذي يتئد

كلما انفتحت ن�صف نافذة..قلت: اآه

والعراق الذي يرتعدمر ظل

تخيلت فوهة ترت�صدين, اأو متاه ؟

والعراق الذي نفتقد ن�صف تاريخه اأغان وكحل..

ون�صف طغاه

ثالثة مقاطع للحرية)1(

قال اأبي:ل تق�ص�ض روؤياك على اأحد

ذان فال�صارع ملغوم بالآكل اأذن

خرى يربطها �صلك �صري بالأ حتى ت�صل ال�صلطان

)2(بعد اأن ي�صقط اجلرنال من امل�صنقة

بعد اأن ير�صم الطري دورته يف الهواء الطليق

ب راياتنا بالدماء.... بعد اأن تتخ�صما الذي نفعل؟

)3(جال�صا بظل التماثيل

اأقلم اأظافري الو�صخةواأفكر باأجمادهم الباذخة

هوؤلء املنت�صبون يف ال�صاحاتيطلقون قهقهاتهم العالية

على �صعب يطحن اأ�صنانه من اجلوعدعية. ويبني لهم اأن�صابا من الذهب والأ

Page 60: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 58

يف اأول الليل ياأتون,يف اآخر الليل,

يف الفجر..

ن قد و�صلوا الآ

ا تزل ترقب القادمني ) زرقاء ( لـمتقول :

» اأرى �صجرا ما�صيا«

ن مي�صون ما بيننا غري اأنهم الآ

من هنا مر قائدهمكان يبدو وديعا

وعيناه يف وجل ترقبان الرجال الذين تنادوا بثاأر قدمي

وخلف املتاري�ض كانواي�صفون طلقاتهم يف ال�صواجري

�صارة مرتقبني الإاأ�صطح على يقفن كن الالئي والن�صوة

ور الدمفتتنات

ب�صحر الغزاة الذيناأتوا �صامتني

ومرواومل يدركوا ما يخبئن حتت النقاب

ف�صاروا خفافا

ا تزل ترقب القادمني )وزرقاء( لـمتقول :

» اأرى �صجرا ميتا«

غري اأن الغزاة الذين اأتواكال�صحابة مروا

ومل يرتكوا....., مثال :ب�صمة,

�صرخة,اأثرا

غري ما تركوه على اأوجه احلائرين�صوؤال

» ملاذا اأتوا... ثم مل ميكثوا ؟«

..................» اآااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

لو مكثوا« قال �صيخ �صرير.

الغــزاةحميد العقابي

*�ضاعر عر�قي مقيم فى �لد�منارك

*

Page 61: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

59

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

نتنا�صل يف قنبلة ونلد اأخرىون�صحل اأبناءنا على جوازات ال�صفر ,

نتنا�صل بعيدا عن غرفة النوم ول ونب�صق على يوم زواجنا الأ

ولنلتفت للدموع ,وعرب �صا�صة التلفاز تقتحمنا بغداد باجل�صر

احلديدي** �صقطت اأ�صالوؤه يف نهر دجلةواختفى لجئا يف اخلليج

واأنا لجي يف احلافالت وال�صحفاأرجتف عند اأول خمفر للحدود

خبار واأرجتف حني اأ�صمع ن�صرة الأواأرجتف حني يرن علي الهاتف ,

فهل هناك نقالة تت�صع يل لعابر ا�صتبدل عا�صمة الر�صيد بالبحر ,

ابتعدنا عن عجالت املغول ,�صود .. وظالم بغداد وعن ال�صاي الأ

غري اأن املذيع مازال يطلق النار علينا بن�صرة الخبار .. ويبت�صم,

******

الغرباء ي�صاألونني عن احلرباقتحمت التي ال�صظايا عن احد ي�صاألني مل

النافذةعن اخلزانة التي جمعت بها اأحالمي

وبع�ض نقودي املعدنية ,******

بغداد تت�صلق مقربة اأخرى واأنا مثل �صيكارة بني ا�صبعني

اأقف بعيدا عن جدرانها اأتقياأ اأحالمي على ر�صيف يف دم�صق

وا�صم رائحة اأ�صدقاء قدامى,اأ�صدقاء ي�صتغلون باخليانة مبتهجني

واآخرون بالت عليهم ال�صحففهل الوطن

�صرقه دبابة تدو�ض ذكرياتي كل يوم يف �صارع الر�صيد

اأم الوطن عبوة نا�صفة

طفال ب�صماعها يبتهج الأ******

البالد ا�صتدار لها اجلميعتق�صم الغزاة باأنيابها كل يوم

وت�صرتيح على �صوت القنابل.

بالد ا�شتدار لها اجلميععلي حب�ض

�ضاعر عر�قى مقيم فى �لالذقية.�جل�ضر �حلديدي �أقدم ج�ضور بغد�د وقد فجر عام 2007

*

***

Page 62: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 60

1-تذكار وطن اأنتم

يا من دفنتم �صتالت ال�صم�ضحتت حوافر خيول اخلراب

يا من جئتم بجنائز الطاعونوقاطرات الدم واأرامل احلروب

وعبدمت الطريق للذبابكي ت�صل النهاية بنا

اىل خط النهايةاأن.......مت

ن جانبا األقوا الدمار الآوتعالوا نقت�صم الفجيعة:

خذوا حناجر املغننيطفال يف املدار�ض وقيام الأ

عند رفعة اخلمي�ضدعية خذوا القباب وال�صحاب والأو الف�صيلة النابتة يف تراب اجلحيم

خذوا عافية الرياح واملايكروفونات�صواء اخل�صراء وعناوين الن�صرات والأ

وىل ومن�صات الأ ال�صفحات خذوا �صور

التتويج والتاريخ وامل�صالتحمر و اذان اجلنود املهزومني من املوت الأو�صمة واأعناق الن�صاء والكرا�صي خذوا الأ

خذوا كل �صيء واتركوا لناقل جثة البالد يف الأ

تذكار وطنكان ي�صافحنا

عند رفعة اخلمي�ض آة 2- مـــــــــــــرا

ميمدال نون

وتقول املراآة: ندم�صطر غاط�صة مدن ما بني الأ

مدن بائ�صةمدن ت�صبح

بعد القلب : ندمندم مر

عوج ر�ض الأ يع�صر �صلع الأ ع�صرا

لرييق دميندم يطحنني كالعدم

نهارات ياب�شة على �شطر ورقة زرقاء عبدالرزاق الربيعى

�ضاعر عر�قى مقيم فى م�ضقط *

*

Page 63: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

61

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

اأم�صكه بيدي الدامعتني حذف منه ) النون ( لأ

ي�صيل من احلرف املبتور)دم (

اأطوي املراآةواأطوي يف اأقمطة )النون (

�صباحياأقلب طاولة )دم ( الريح

اجلارية بـ)عك�ض ( ال�صري ميد البحر ل�صانا

ليدون فوق ال�صاحل : جزرمدن من نافذة )الدال ( املعطوبة

تبدو )من (ت�صقط )فتحة ( �صني ال�صم�ض اخل�صراء

وتنبت فوق )النون ( �صكونعندئذ

ت�صاألني مدن املنفى - من ؟

ولذلك تذبحني )امليم (وتطعنني )الدال (

وتك�صرين )النون (وت�صخر مني املراآة

3- ثقب ابتداأ رق�ض الكلماتيف حلبة املليون زهرة

ت�صابكت احلروف نهار والنجوم والكواكب رق�صت الأ

لكن البيتظل يفتقر تفعيلة جنوبية

بني احللبة وبينهامطارات وكواكب واأنهار و�صرطة حدود

بيننا وبينها ذاكرة مثقوبة�صقط منها جواز ال�صفر

اأكان على �صندريال اليمانية اأن تن�صى احلكمة يف �صنعاء

فتجف يف حلبة الق�صيدةحديقة ال�صو�صن؟

4- بيا�ضبي�ض املتو�صط حبي الأ

ي�صهد عليه البحروال�صبح يف ت�صققه

Page 64: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 62

وخطى الربيع املتاآكلةخري �صفلت الأ على الإ

5- ترانزيتو�صط �صجيج الرتانزيت

تتخطىالوجوه الزوجية

وجهيتتخطاين احلقائب املنفوخة

والتاأ�صريات املحناةحبار ال�صينية بالأ

حت�ص�صت بوابة العاملحديقتي ع�صب اأجز مل اأنني تاأكدت

هذا ال�صباحن الطائرة لأ

كانت طائرةومكربات ال�صوت

تردد على م�صامع الغيمخري قالع الأ نداء الإ

6- مطباتحتت كعب الده�صة

عمق من نافذة الأ�صن من حلم والأ

تتجمهر الغيوم اجلديدة

بثيابها البي�ضملوحة

للطائر الذي اأفرد جناحيه لل�صماء....

يف ال�صقف ال�صفلييتجمهر الهواء

حيث ل مكان للحقولوالوردة

ل مطبات يف طريق القبلعن كاهلي

اأنف�ض غبار الغيميحط الطائر على راحتي

يعود الغيم اىل ع�صهويغلق النهار النافذة

7- برقو�صط العتمة

ملعت جنمةمل تغادر �صدفة الليل

ومل حتن راأ�صهال�صيف النهار

بل ظلت رابطة اجلاأ�ضمثل برق

ياب�ضعلى �صطر ورقة زرقاء.

Page 65: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

63

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

ــنات فلك ودائرة وامل�صناأ�صخر من دمها

من دفرتها امل�صجىـم جرحي اأقل

اأكتب على مرباة حدهـه �صغفي يحلب يا�صمين

ـد اجلارفة يرت�صـل يحيي اأمرية التخي

عفوك اأمريتيم�ض لن اأكتفي بالأ

ـه مازلت حد�صا يوؤاخي ظنونمازلت اأعار�ض املفرد

ـى واإن �صرت ان�صطار املثنوجزء ال�صوؤال

حائطي رحمي ـي النع�ض ظل

ـ�صه اأتلماأبني النائحات اأنا

اأم اأنا ال�صهيدة القاتلة؟اأم�صكونة باحلق الباطل؟

ــنات: ـجيبني امل�صن ت�صدر الرتاب زجاج

ر�صا�صة البوح عاقرة والتماع ال�صائبة.

مالء ـما م�صودة يف دفرت الإ ربـاأ �صربا تتنب

يعرج م�صندا راحتيكعلى زجاجه

ه يف�صي اإليك اأمر اأقفا�ص فحولة الدكاكني اأنت

اأبي... ـت ريحها مباهجي هودج

ولة مل تكن املو�صهي ال�صلة الفا�صلة

تعرف اأن حجارة النعو�ض نقو�ضـها ب�صقوقه نق�صت ثوبـها نقطة البدء و�صادت

وحلافها الدورانتلك متيمتي

�صاأخرب�ض كم�صودةواأنزل �صيفة ورقي

ملء ما لديك حاجتيوملء ما لدي ع�صب حاجتيك.

�شدر الرتاب زجاجوفاء عبد الرزاق

�ضاعرة عر�قية مقيمة يف لندن *

*

Page 66: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 64

الذي هنا ...................ل ي�صبه يف املعنى الذي هناك

ولكن الذي هنا...............والذي هناك..................

مت�صابهان مثل طائر اأعزليف جوهر احللم واحليلة والذلمل ) امل�صلفن ( باخلال�ض والأ

وال........................ هناكحمتل وحمتال

كالذي ثعلب اللعبةن املحنك واأ�صبح الآ

يف امتالك م�صيئة راأ�صه اللفظيكجالد �صفيف

اأو :ك�صحية قا�صية .

والهنا........... ك............مازال ي�صران على تبادل :

* اأ�صربين الر�صائل .* فاليوم ال�صتائم والذكريات .

وتبادل :هذ.... ا .... ك .... احلب

ن كبالد حتت ال�صفر . الذي يغلي الآ* هنا... ك .... من يحب الن�صاء

رامل واملطلقات وخا�صة الأوال�صبايا الهاربات من اخلدمة املنزلية .

* وهنا .... ك من يحب احلقولوهو ل ميلك منها

حتى ولو �صنبلة �صوداء .* وهنا ... ك .... من يحب الدماء

حتى لو كانت دماء اأطفالهلون الذين هرب وعافهم يت�صو

اخلبز يف ) الكاظمية ()ن�صب حتت ) والع�صرينات اخلم�صة ( و

احلرية(.�صلحة * وهنا .... ك ... من يحب الأ

لية منها و ) الربنو ( واأعني الآنها ب�صملة اخلال�ض واملاآمت لأ

يف ) الرميثة ( و ) �صرق الب�صرة ( .طفال * وهناك .... من يحب الأ

م�صتقبله تهدد التي ديكتاتوريتهم متنا�صيا الرث

ة بالعبودية واجلرائم املخلبزينة املال واحلياة املراوغة .

بالد حتت ال�شفر�صعد جا�صم

مكنة عر�قية �أي�ضا . ترد يف �لن�ض مفرد�ت من �لعامية �لعر�قية وتدوين لتفا�ضيل وت�ضخي�ض لأ�ضاعر عر�قى مقيم فى كند�

***

*

*

*

Page 67: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

65

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

برامج يحب من .... ك ......... وهنا التلفزيون

ول يحب برامج احلا�صوبكاذيب التالية : لالأ

- جرين دايزر اأول .- ثانيا ) كواده ( امل�صل�صالت املدبلجة

ا : اإعالنات الكباب وملح اليود - واأول اأي�صوجنازات مالئكة البالد الذبيحة .

اأو) هناك يف وهنا.... ك من يحب احلياة هنا مكان اآخر (

كما قال �صديقنا الكالمي )ميالن كونديرا(.باملنت �صلة واملنايف واخل�صارات ولل�صداقة

واحلا�صيةغنية. ولها حمبتي واحتفايل بهذا الن�ض - الأ

اأمهاتنا عيون يف دمــاء ن الآ ترتقرق التي ال�صائرات

نحو مزارات اأولياء النور واأ�صرحةاإخوتنا القتلى

ن اأرواحهم يف �صماوات بالد لأ الآ الذين تتالأمل تزل تئن حتت جحيمات ال�صفر

وكوابي�ض الهاوية . وهناك .... من يحب ق�صائد ال�صياب ...

طفال ( �صلحة والأ باإ�صتثناء ) الأنها تذكره باحلروب وبالذين يتاجرون لأ

بدموع اأمهاتنا .وهنا .... ك .... من يحب الفرا�صات

ولذلك ) يوؤ�صنقها ( يف بطاقتهالتموينية

ويف دفرته ال�صحي املري�ض .وهناك ..... من يحب ق�صيدة النرث ...

ره بـ ) علي بن اأبي طالب ( نها تذك لأوجمعية ال�صعراء املوتى وبـ ) اجلباي�ض ( .

وهناك من يحب �صمال الروح�صى واحلنني مهات والأ وجنوب الأ

ومل يكرتث اأبدا حلماقات اخلنزيرومقابره اجلماعية وح�صاراته ال�صود .

وهناك من يحب ............وهناك من...

وهنا....... كل .... بل ..... هنا .....

حيث اأنا...................اأنت ..... اأنت ............

اأنتم .................�صروط اأو و�صاية بال احلرية نحب الذين

.....خ�صر الأ ال�صيد اأبانا .... الفرات ونحب

احلزينوكذلك نحب البالد

نها : لأخيمتنا ..... وخيبتناول ....... هواوؤنا الأ

عنقاء خيالنا ........

حانة مزاجنا ........

ودمعتنا الوحيدة ....ح اأجفاننا ر التي دائما جت

ب�صفرات ملوحتهاولكننا مل نكرتث اأبدا ل�صفرات امللح

حتى ل ت�صقط دمعتنايف وحل ال�صيطان .

Page 68: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 66

الباعة ف�صمعهن الــنــ�ــصــوة �صحكت واملتب�صعون

ال�صوق ف�صمعهم عون واملتب�ص الباعة �صحك كله

�صحك ال�صوق ف�صمعته القرى املجاورةقوافل ف�صمعتها املجاورة القرى �صحكت

امل�صافرين اىل املدينة�صحكت قوافل امل�صافرين ف�صمعتهم املدينة

�صحكت املدينة ف�صمعها البلد�صحك البلد ف�صمعته البلدان املجاورة

زعماء ف�صمعها املجاورة البلدان �صحكت العامل

الذي الزعيم ف�صمعهم العامل زعماء �صحك كان يهم بن�صف العامل

�صحك الزعيم ف�صمعه زعماء العاملالبلدان ف�صمعتهم العامل زعماء �صحك

املجاورة�صحكت البلدان املجاورة ف�صمعها البلد

�صحك البلد ف�صمعته املدينةامل�صافرين قوافل ف�صمعتها املدينة �صحكت

اإىل القرى املجاورةالقرى ف�صمعتهم امل�صافرين قوافل �صحكت

املجاورة

يف اأعماق عامل من�صييف قلب قرية نائية

يف بيت ب�صيطثاث على اأر�صية غرفة خالية من الأ

نة اهتز مهد فتدحرجت دمية ملوالطفل ف�صمعها امللونة الدمية تدحرجت

الذي كان يف اإغفاءةكانت التي اأمه ف�صمعته الطفل �صحك

تعد وجبة الغداءكان الذي زوجها ف�صمعها م الأ �صحكت

يحرث احلقلكان الذي اجلار ف�صمعه الــزوج �صحك

�ض ح�صانا يروالتي كانت ف�صمعته زوجته اجلار �صحك

جتلب املاء من البئرالتي تها كن ف�صمعتها الزوجة �صحكت

كانت تكلم بنت اجلريانف�صمعهما اجلريان وبنت ة الكن �صحكت

فتى كان مارا يف الطريق�صحك الفتى ف�صمعته ن�صوة كن يف الطريق

اإىل �صوق القرية�ضاعر عر�قى مقيم فى �أمريكا *

حـك للعالــــم اأجمــــع ال�ش*ف�صل خلف جرب

Page 69: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

67

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

ه �صحكت القرى املجاورة ف�صمعها ال�صوق كلعون والباعة �صحك ال�صوق ف�صمعه املتب�ص

ن�صوة ف�صمعتهم والباعة املتب�صعون �صحك كن يف الطريق اىل القرية

يف ا مار كان فتى ف�صمعهن الن�صوة �صحكت الطريق

كانت التي البنت ف�صمعته الفتى �صحك ة اجلريان م كن تكل

ف�صمعتهما ة والكن اجلــريان بنت �صحكت احلماة التي كانت جتلب املاء من البئر

كان الذي الزوج ف�صمعها احلماة �صحكت �ض ح�صانا يرو

�صحك الزوج ف�صمعه اجلار الذي كان يحرث احلقل

تعد كانت التي م الأ ف�صمعته اجلار �صحك وجبة الغداء

يف كان الذي الطفل ف�صمعها م الأ �صحكت اإغفاءة

�صحك الطفل فاهتز مهدهاهتز املهد فتدحرجت دمية ملونة

ثاث على اأر�صية غرفة خالية من الأيف بيت ب�صيط

يف قلب قرية نائيةيف اأعماق عامل من�صي.

يعاودين احلنني ول اأزيد...

فقد عز اخلطاب اأو الن�صـيد

غاين لقد ن�صب الفوؤاد من الأومات بلحنه الوتر الفريد

وهاجرت الطيور...لغري ماأوى

وتاه بق�صدها اأمر بعيد ماين... وغاب باأفقها بدر الأ

و�صار بركبه النجم الوحيد

حتا�صرين الثلوج بكل يوم فال نار تفيد ول وقود

ول دفء الفوؤادـا يعني �صاق

ميزقها نزول اأو �صعود يكاد العظم ينك�صر

اجنمادا ويهرب خائفا ذاك ال�صمود

على اأن الفراق اأ�صد هول على نف�ض تباعدها حدود

فيا حزين على وطن تهاوىتداعى بعده و�صل �صرودويا اأ�صفي على �صعر رقيق

توارى خلفه البيت الق�صيد.

الثـلوج والوطـنخال�ض عزمي

�ضاعر عر�قي مقيم يف �لنم�ضا *

*

Page 70: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 68

ر�ض, غطى مقابر الع�صب الذي ياأكل الأباأبنائها ذوي العظام والرءو�ض واآثار طعنات

ال�صكاكنيورماد احلروب العديدة

ا, ومن اأجل ذلك راأيت حياتي �صار مروحيدة تنام عليه, رطبا وحزينة.

الع�صب من نحاول احتمال اأن تعلكه اخلرافمل الوحيد. ينقر اأ�صالعنا م�صببا الأ

الع�صب- ل تاأخذيه اإىل البيتنه يف امل�صاء �صينه�ض من تربته ويلتف لأ

على اأبوابنا كالتننيالع�صب �صيجعل من منزلنا �صجنا لل�صنوات

و�صيق�صم ر�صائلنا لتتحول خ�صراءو�صيعود اأبناوؤنا على البهجة العجوز

الع�صب ل تاأخذيه اإىل البيتالبيت, دمرت حياتي من اأجله ودمرته من

اأجل ل �صيءالبيت ل اأحمل منه �صوى مفاتيحه وفاتورة

الكهرباءارتكبتها التي واأخطائي التموين وورقة

فوق �صرير هزيل

ن�صبناه منذ عمر ك�صيح ك�صاهدة.البيت والع�صب موؤامرتان على موؤامراتنا

التي يطلق عليها اآباوؤنا ت�صمية حياة.البيت والع�صب واحلياة

اأفزعتهن القنابلالبيت والع�صب واحلياة والقنابل

اأعني يف- ــع ــص و� الأ الثقب يرممن ــن وهاحلرب-

وهو �صيق الأ الثقب اإخفاء اأردت من اأنا ا. احلرب اأي�ص

حني كنت اأحتدث مع الزقاق الذي ظل يعرج منذ

ال�صاروخ, ي�صتمني الع�صب,وميزح بي كاأنني كرة.

يا يل من عاقليا لنا من نحن

يا للحياة من بيوتيا للبيوت من ع�صبويا للع�صب من نف�صه

الع�صب واحد يجثم على عظام قتلى الباباتالتي مل تاأت بال�صرقات بل باأوراق الطحني

�صمر وازدهار ال�صاي. الأ

الع�شـب*و�صام ها�صم

�ضاعر عر�قي مقيم يف �لدمنارك. *

Page 71: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

69

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

اأمام قلعة هريو�صيماوحيدا

يقف الرباق دون نبي ميتطيه

حامال اأحالمافقدت �صالحيتها

حتته يجري النهرنزقا ينب�ض باجلنون

كثريون مروا من اأمامهيتثاءبون اأحزانهم

ومل يرفعوا رءو�صهم بعدمتجاهلني الغبار وقد بنى م�صتعمرات على جناحيه

حتى الطري الذي اتخذ من راأ�صه ه مكانا لع�ص

ال�صور بالتقاط ال�صائحني يغري عاد ما التذكارية .

اليافطة وهي تئن حتت حوافرهو�صباق الزمن لو�صايات ا�صت�صلمت

ر�صة . الأمن فحولته ي�صخر املراهقون

قوائمه التي كان يخب بها طويالاإيحاء ملجاعات واأوبئة .

بينما الرباق منتظرا من يواريه الرتاب بعيدان�صي اأن يحلم بنبي ميتطيه.

الرباق ي�شل اإىل هريو�شيمابا�صم فرات

�ضاعر عر�قي مقيم يف هريو�ضيما. و�ضط هريو�ضيما، ومقابل قلعتها ينت�ضب متثال لفر�ض

رين بالرب�ق. جمنح، ذك

*

*

**

**

ن احلياة �صوداء ال�صاي يزدهر لأنها لي�صت كذلك, ال�صكر ي�صح لأ

ن قلبي اأخذته العا�صفة اأنا اأحدثك لأومل يبق �صوى اإ�صبع للرمي.

خرين« فيلم قلت لك: اإن »باري�ض والآيتحدث عن خالفاتنا متاما

وعن الب�صرة بالتحديداأنا اأجمد الع�صب ب�صبب ال�صحراء

وب�صبب زرقة البحر اأعلي �صاأن بيا�صكثت �صالك اخلرطو�صة احلمراء لو

الزيت علق بالطفولةوب�صببها اأجمد املذبحة

خرى املذبحة التي تزدهر هي الأب�صبب الع�صب

اأم�ض واأنا األهث حلمت بالدجاجتنيا بال�صبابيك الباردتني وحلمت اأي�ص

التي ت�صبهككنت اأع�صر املنزل فينـز هوياتنا

الع�صرة ل ت�صاوي ع�صر علب �صجائروالرز ينفد يا عاقلة

الرز لي�ض من الع�صبالرز من اأنواع القنابل

وال�صحيح, الرز طيارة تهدر اأول الليل.

Page 72: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 70

يـد , الكربون اأوك�صيد بثاين امل�صبعة الغرفة يف

والنوافذ مقفلة على اأبوابها..املنهوك ال�صعر لتعبث بخ�صالت اليد تت�صظى

اأمام راأ�ض م�صتباحتتلوى كاأفعى درداء خارجة من �صرنقة احلواة

يف قي�ض �صفاهة حناجرهم.نفا�ض الأ على ير�صم النايات, اأوك�صيد ثاين

بواب.. ويغمز للنوافذ.. �صورة.. يلوح لالأواليد كعادتها تقب�ض على ما ترمد من ف�صائل

اجل�صد............

اأنفمالح وعيونه مدفونة بدموع مل�صاء,

املوقد يف الغرفة التي ل باب لها ول ندماءمقامة على وي�صرب الل�صو�ض يتح�ص�ض

الغياب كاأ�صا مرتعة بالزبد..تنز واملكائد عاريا يطوف باأحد.. ي�صتجري ل

من خا�صرتيهيت�صلق اأن ... العادة جرت كما وحيد, اإنه

اللبالب نوا�صي ال�صرفات دون خطى..اأذن

النار.. كبد يت�صمع اأن وقبل , متاما امل�صاء يف ذن جذوة خلوتها اأطفاأت الأ

الغزلن ومن خفتها, القرود من وا�صتعارت دموعها, ومن ال�صقور �صهوة النق�صا�ض...

الغربان تو�صو�ض على جثث الغرفة ...الناجي ا�صتغاثة ال�صمع.. بخوامت ت�صد ذن والأ

من اأوك�صيد الرطانة..........

عـني ترتقرق على م�صارف الدخان.. والنار على مبعدة

طرفل ع�صا ته�ض بها اجلمر

ل جفون تغلق اأبوابها وتفتح النوافذمنحنية .. منك�صرة

لكن الرمال دائما جتد يف �صبواتها و�صائد اآمنةوالرعاة يت�صيدون ب�صهواتها, غزلن ال�صر

.......ل�شـان

يف الغرفة ذاتها .. املبللة مباء ال�صبهات يتدىل لريتق باللعاب فوهة النزوة..

النزوة التي تنبعث من ثنايا املطارق ..وك�صجني.. الداخلون مع الأم�صعلو املواقد التي ل ترتمد

نافخو ال�صواء على جم�صات الل�صان ..خر�ض اإل من الرنني الل�صان الأ.......................فـم بوابة البوق .. نافخ الكري

امللبدة املواقد على امل�صجى اجل�صد اأ�صرار حافظ باأوك�صيد الغياب..

مثل قرن غبي يكلل راأ�ض تنني حمنطمثل راأ�ض يرتهل من اللغو..

مثل و�صادة رخوة..لة بالكالم املباح يندلق على الغرفة املبل

باأكا�صيد املختومة الغرف يف ناموا الذين كالم املواقد

...........

مالمح �شـيئة ال�شيتوديع �صامخ

*�ضاعر عر�قي مقيم يف �أ�ضرت�ليا.

*

Page 73: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

71

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

زمنة اأج�صاد لكل الأمكنة اأج�صاد لكل الأ

اأج�صاد ميتة/ لهثة/ قابعة / غارقة/ منتظرةبي�ض/ �صمر/ �صود/ غ�صة/ هرمة/ ن�صرة/كاحلة

اأج�صاد لتبادل لوين الن�صر واخل�صارةاأج�صاد ملحو حركات احلظ البهلوانية

من وحي فلك مااأج�صاد للرك�ض امل�صتعل يف البالد

حلكمة احلرب املهيبةحلفل متاثيلها ال�صائرة بالنهايات

اأج�صاد باأ�صماء واأو�صاف ت�صغل تقاوميوبحبال مت�صللة من اجلماهري املتطلعة

اإىل احلرية توثق احلرية مبيتاتهاتتقلد عقابا دائرا باأرواحه فوق هاويات

يام العط�صى تتقد لتنرث برد الألتعطي وح�ض امل�صادفة فر�صته الثمينة

اأج�صاد للجنة واأبوابها / اأج�صاد للع�صي وفزاعاتها�صراب للم اخلوف من طرق الأ

ور�صم الزهو لرقيق م�صلوباأج�صاد ممتدة مع ال�صراب املنت�صر يف كل خطو

اأج�صاد مائية/ ترابية/ هوائية/ نارية / مهزومة رة من�صرفة / مر�صومة ممحوة / من�صية متذك

رة / م�صددة مللء حيز الرواية مقدمة موؤخمللء ال�صطر اأمام العني العابرة

فراغ �صطور اجلريدة ونكثها يف دلو لإويدلق الدلو نف�صه يف مكان

اأج�صاد لتدلق ممنوعة من اخلروجري اإيل مثقوبة للنظم يف هدف حمددة عن ال�صوي�صجل الهدف نف�صه لال�صطفاف يف رحم لتكون

للتفرق عن كل اآثاراأج�صاد اخلريطة ال�صارخة بال فم كاف

من لال�صتعمال الظاهر بباطنها الفراغ غار�صة جديد

من�صاة فمن يرتدي ؟مثل املن�صرب بع�صي تذكر ثملة �صاأجال�ض

تلميذ هارب يف حقل ن�صيان رحبرحابتي هذه / واأتــولــد ن�صياين �صاأعاقر

لت�صيقالقطيع هذا كل �صحل لأ اأ�صيق اأ�صيق/ و�صيغرق مبركب نف�صه �صحن يف املرتاكم ج�صاد املركب.. كل املراكب غارقة / كل الأبع�صها املرتبة الدقائق �صماعة حتت خمططة

فوق بع�ضها الندوب املميتة واملقذوف من كل عني جت�صمن كل يد من كل �صامولة من كل حديد من كل نار من كل داء كلب مري�ض / مزحومة والزمان: املكان يف املنا�صبة ت�صعها بة مقل

موتي موتي موتيج�صاد ميتة. كل الأ

اأج�شــــاد �صهام جبـار

�ضاعرة عر�قية مقيمة يف �ل�ضويد *

*

Page 74: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 72

اأب�صط يديحني تكونني على مقربة

واأغم�صهاــ متاما مثل عني ــ

عندما ي�صيل ظلك بعيدايدي املخ�صبة ب�صعرك

هي ذاتهارواح اليد املرق�صة برماد الأ

التي �صافحتني.. قا�صدة �صماء اهلليدي

التي تنف�ض عن قمي�صك�صماء رماد الأورذاذ العطر

وبلورات الدمع القدمييدي التي تفر مني اإىل قمي�صك

يدي التي تفر من قمي�صكخرى هاربة اإيل يدي الأ

يد يتيمةتعرف اأن الدعاء

يحلق بكفني �صارعتنيواأن العناق

تل�ص�ض اأ�صابعي على ت�صاري�ض جلدكيد مغرتبة

ترجتف بني اأ�صابع ال�صرطيواأ�صعها على �صفتي

عندما يف�صي بي الغناءاإىل املوتيد حانية

اأتلم�ض بها جبني البالدذات حمى

ويقراأ يل العرافونــ يف خطوطها ــ

اأيامي املر�صومة على حا�صية الرغيفيد حترتق

بجمرة ثدي

اأورق بني اأ�صابعها وتنطفئ

مباء التجلديد عارية

يتقاذفها الفقهاء وتتململ عند ارتعا�ض ال�صفتني

يد طويلةتبعرث املالءات

وت�صرق تفا�صيل اجل�صدعندما تق�صر قامة ال�صوء

يد ق�صريةتذبل يف التمني

و يف ماء العني الب�صريةيد تعد

�صابع ويفجعها �صح الأيادي التي بارحتها يف عد الأ

يد تبط�ضبواب والنوافذ بالهواء حني تغلق الأ

يد تطلق النار على ال�صم�ضحني ترخي �صتائر الغرف الرطبة

يد تطرد احلكمةبال�صجار

ومتنح الدليل على ما تقرتفيد ..

عمى يرى بها الأويتلم�ض بها العا�صق

يد..تكتب.. ومتحويد عليا....!!

بني اأ�صابعها تقبع النوا�صيوملك اليمني

واأياد �صفلى....تائهة

تبحث عن يد تطلع من بني الركام...

منازل اليــــــد *عبود اجلابري

ردن( �ضاعر عر�قي مقيم يف عمان )�لأ *

Page 75: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

73

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

كحيوان قار�ضتقر�ض روحي بج�صدي

هناكفات ك�صجرة م�صاب جذعها بالآ

روحي هناك

خرية كخيوط ال�صم�ض الأ قبل اأن يلفها الليل

روحي هناك

هناك التي بداأت من هناك هناك

حيث اأ�صابعي �صافحتوهناأت ووا�صت

وحفرت الرتاب لذويها هناك

فما بالك اأيتها املرارة�صطبل الب�صري وما بك اأيها الإ

الذي �صرعان ما تتعود روائح الن�صيان واأنت اأيتها ال�صور

التي بداأت تختفنيوحتقنني ذاكرتي

بخيوطك وم�صامريكواأنا اأم�صك بك من مالحقك

واأ�صطرع الغ�صةواأبطئ

اأبطئ يف غلق التابوت اأيها الرثاء

كحيوان قار�ض اأمل خملفاتك

كي اأ�صتطيع اإعادتي وجتميع نف�صي بدون حقيبتي ودفرت ذكرياتي

اأتهياأ واملتبقي من التمتمات

اأعود هناك

اأما اأنت اأيتها الغربة :�صجار الغيم الذي ل يداعب اأوراق الأعزل من العكازات والنهار الك�صيح الأ

القارورة التي ل ت�صماملاء الذي لميرق عرب البلعوم

احللم البطىء الذي ل ي�صتحي منيحييك ل اأرفع يدي لأ

واأنت تعبثني بيلن اأ�صرخ اأمامك ولن اأخادعك

واأبت�صم لك ولن اأ�صكرك من اأجل حمفظتي وبطني املنتفخة

�صئمت النظر لفزاعات �صفائرك وحاجبيك

وحلروفك امل�صطرة على ل�صانك البارد

اأيتها الغربة يا طوطم اخلرافات املاكرة

اأيها القدر الذي يقتل ول يعزي

اخر�صي ل جتادلينني : )ماذا لك هناك (

هناكيل

غري �صايكوغري قهوتك

وغري كرا�صيكوغري ليلك

وغرياأر�صكو�صماك

هناك.. هناك .. هناك.

هناك وطني هناك ...قي�ض جميد املوىل

* �ضاعر عر�قي مقيم يف قطر

*

Page 76: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 74

اإغفاءةمتنا عل

خان �صحب نف�ض الددمي ما هراأ الأ األتحف بي كل

لت جدراين اإىل اأوثان و ما حت وكل*

نهارك معتم..نهم املخيف ة تغني للوجع حل ج ر ب�ص يب�ص

الت ما ل تبلغه تو�صاحذر اأن تبلغ ج�صدك ه�صيمهم

هناك يف العزاء والدة اأخرىاأبنائها ــيــل ــرات ت ذرت

املنثورين؟احلني دونه؟ ه بالر من �صيخرب

اأنوقد �صموعهم حتت دجلةياااااااااه.. دجلة

تفتح من هم�ض الفراق موجا..قائلة ...

دهة املجاورة! ل تخف.. اإن الوطن يف الرمت... �ص

ل اأم مفجوعة رغم موتها و يف امل�صهد الأ

ل... و و يف ما قبل الأد مذ اأخذوا بالده برفقة اأبنائه رجل ممد

ياة كوالي�ض �صتى والعاطلون عن احلمنهم من يرفع ج�صدا منه وهو بال ج�صد

ه يبكي ن و منهم من يبكي لأة غرب ترتق وجها ما بدموع الأ

علك تزورهم دون نومى م اب باحل لم يف البالد م�ص فاحل

معة نع الد و اأنت من جاهد ل�ص�ض.. قبل اأن يكون املفرت

وح نلتقي مبجاهيل الرننحني قرب ريا�ض مت�صخةاأ بودائع األيفة البن الذي تنبيغزل من وح�صته وحو�صا,

ظفار تنادمه يف حفل الأليفتح عزلة اأخرى

*مت تعابريهم اإىل جنائز ظة ق�ص اأبلغ حل

ثاء وقح معذرة..فالروقح

ن من فرط اللطم و نحن رثاء تعف*

إغـفاءة ااأحمد عبد الزهرة الكعبي

�ضاعر عر�قي مقيم يف �أملانيا *

*

Page 77: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

75

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

اقد بيننا اأيها الريف ردهتك

مت ل تكن حذرا مع ال�صدران ق بنحيب اجل ل تلت�ص

وقف

غري و منزل ـ ذكرى �ص نا نبكي ل علمااااااااااااااااااااااااااتوا

�صى بابا هل نفتح من جريان الأ�صع ل�صقوط الهوى؟ يتمااااااااااااااااااااااااااتوا

..�ض مبوت الورق تنتهي الق�ص

بناء غادروه ا�صر لأ ب اخل يعود الأعياد تختفي بني ثيابهم لأ

لت قطرات و حكات حت ل�صثاء دتني بالر راأة عم جل

*معذرة اأني�صي

�ض هكذا تنتهي الق�ص. مل اري�ض الأ مبوت العودة على ت�ص

املتقلبة العرثات ويف مة املتور نومي �صنبلة يف للطريق ومكان العمل

وعلى احلافة احلادة للهاوية الن�صمة اإدامة على احلر�ض من الكثري يلزمني

ال�صجرة حلياتي .من الولدة اإىل النهاية

ن�صان املقطوعة , وحديقته التي بال ثمار يد الإات �صقيع العامل واأ�صراره املتطايرة عرب ممر

التي احلرجة اللحظة على يحافظ اأن تلزمه يد�صن فيها موته .

اإن�صان الفو�صى والندثار امل�صت�صلم للرمادة . والربوق املت�صاد

اإن�صان �صقائق النعمانوالدم يف ن�صغ الوردة .

ن�صان من اأجل اأخوة الإمن اأجل حمبته

اأتخلى عن كل حم�صول تثمره نار حياتياجلن�ض كل اإىل للمعونة الدائم مداد الإ واآمل

الب�صري .ن�صان ل اأود روؤية ال�صاأم واخلوف يف وجه الإ

ول الربد يف اجلذور ال�صعيفة ل�صرارة حياته .يف الوحيد ن�صان الإ اأجل من بنف�صي اأ�صحي

كهف اأحزانهخري الأ قنديلي عن جوهرية بلحظة واأتخلى

لقلبه النبيل .اإن�صان املحبة

ن�صان اجلميل الإاإزاحته يف بدية الأ و�صفرتها الطبيعة اإن�صان

والت�صحية به .

اإن�شان �شقائق النعمانن�صيف النا�صرى

�ضاعر عر�قى مقيم يف �ل�ضويد *

*

Page 78: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 76

�صتجدون هناكقادة لكل اجلهات.

لكن البلح مل يزل واحدوىل. منذ اأيام اهلل الأ

البلح مفتاح ال�صباح للمراأة املعطوبة يف احلياة..

البلح ن�صاء جمهولتورجال من كهنة اأور واآ�صور وبابل.

ورثت من اأبي الكردي تعاريف البلح!: ))لفتة اأنت مثل طعم البلح

كتمر واأليفة النخلة..رقيقة مثل عنيدة الكليجة(( !

واأحيانا حلــاح- الإ تعلمت الر�صا�ض ومن الطي�ض

�صدقاء(! وعرفت معنى )اخللب من الأواأن العوائق حم�ض اخرتاق!!

الر�صا�ض ,

جمازفة غري مق�صودة حللزون �صغري يح�صر نف�صه

يف قوقعة الوفيات واملفقودين. يف رواية حديثة :))الر�صا�صة م�صار غايته

رءو�ض ترف�ض التطابق(( ويف رواية عراقي :

الرءو�ض التي توؤمن بقو�ض قزح ))ل تغ�صل بالر�صا�ض بل يف النهر!((

******

بلح ور�صا�ض...ر�ض اأر�صيف امراأة بال بطاقات تدخلها جنان الأ

اأو ال�صماء !ل غــم نوبات اليومي طــبــاق الأ غ�صل جتد

تنتهي.تغادر ــي وه طفلتها �ــصــرقــوا اأم حكاية

جنازاتهم..توابيت وترتكنا �صديد ب�صرب تغادر )كيف

بلح ور�شا�ض...وفالنتاين!كوللة نوري

�ضاعرة عر�قية تقيم فى �أوكر�نيا.�لكليجة: لفظة عر�قية تطلق على نوع من �ملعجنات �أو �حللويات �ل�ضغرية �حلجم- ي�ضتخدم يف بع�ض �أنو�عها �لتمر �لناع�ض �للني �أو

عياد . �جلوز مع �ل�ضكر جتهز عادة يف �لبيوت �لعر�قية �أيام �لأ

***

**

*

اإىل اأبي....

Page 79: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

77

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

تربة!!( تواجه الأاأمهات ت�صمرن طويال

اهلل غياب وبني ال�صراديب اأبــواب على الطويل

قبل ح�صور رجال من جزر بعيدة .زمنة اأمهات ينتظرن طويال على اأبواب الأ

قليال ولو مل الأ حلفظ اقرتاحا يلتقطن قد خارج ال�صغاف!

ن�صاء عامرات منتظرات دائما كاملطارات ,خوة من هراء. لإ

حبيبات حلفاري القبور!!اأو زوجات لهراوات املخ�صيني!

اأو مهدورات من ملثمني !**

للمرارة وثائق تنهل من العيون الثابتة على جدار الوقت,

رواح نخيل اأ�صابها امللل والأو حني متل النخيل

اأر�صها على ظالل بال ال�صمو�ض ترتك

والربتقالة بال اأب!Happy Valentine

اأقول له ,ثم اأ�صيف : ) يف مراآب البالهة طماأنينة

واأ�ص�ض الزينة بيت للح�صرات اأي�صا (!ي يغط متهرئا �صال م�صتهزئا يــهــدين

اخلطواتو كفوفا �صوداء

وب�صال..ولفافة ورق �صفراء!

))اقتلي نخيلك امللولة ,BecauseLife is beautiful! wonderful Be happy, and))!!!! Feel freeee

يتقن عمليا كل ما يقولنه يعرف بيا�ض الثلج لأ

واحلب املنا�صب للوقت املنا�صبوقتل املا�صي يف حا�صر منا�صب

لكن من اأين له اأن يفهم تعابري اأبي!؟اأو جثثا جمهولة الهوية!!؟؟؟

Page 80: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 78

�صالء؟ هل تـرى هذه الأعندما ت�صطبغ �صوارع املدن كل نهار بالدم

التليفزيون �صا�صات يف العجائز وتظهر لطمات

عون اأكبادهم واحدا واحدا باء يود بينما الآ�صالء؟ هل ترى اأيها ال�صيخ هذه الأر باحلكمة من وراء ذلك وهل تفك

م احلكمة من الدواجلفاف

واجلوع؟؟؟****

هذه البالد اأيقونة عذابمير بها الطغاة والزناة

ة امل�صهد املتكرر ة ثم ويف كل مر****

كنت اأختبئ خلف ال�صباكعندما دهم ال�صارع جنود م�صتفزون

بية �ص على الكثيف الر�صا�ض اأطلقوا يرتاك�صون

هايل من البكاء ثم منعوا الأ****

املدينة عدت حدوديةهكذا كانت اجلثث تتوافد على م�صت�صفياتها

يف كل �صاعةمر, كانت ال�صاحنات معدة بعناية اأول الأ

وعاما بعد عامها جتر عربات على تاأتي اجلثث �صارت

احلمريجبهة �صارت حدودية عدت التي املدينة

حربحياء واحلرب اأكلت ما ل يعد من الأ

هل �صاهدت ذلك؟ هل كنت هناك؟

ة حاف على اجلرحى عويل �صمعت هل موت؟****

وجاء اآذاربي وانتظمت اجلموع يف رحلة ال�ص

ي اء يحملون ال�صياط والع�ص دون اأ�صد جالفيما اجلموع تتقافز جهة النهر

النهر الذي ابتلع ح�صوداتيه ح�صود اأكرب قد دفنت وعلى �صف

بحـرية الدمعبد اخلالق كيطان

�ضاعر عر�قي مقيم يف �أ�ضرت�ليا *

*

Page 81: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

79

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

اأيها النهر اجلميليا اأني�ض القرى واحلقول

هل تتذكر اأ�صدقاءك ال�صرعى؟****

ناث يذبلن عوام مت�صي, والإ الأمرا�ض تفتك بالفقراء الأ

ن ي�صرتي وكنا نبحث عمفلقد بعنا املنزل وخرائبه

بعنا اللنب والف�صةبعنا وبعنا

وبعنا اأخريا راأ�صا من هذا اجل�صدويدا من ذاك وقلبا وكلية وعينا...

بعنا وبعنانا فزعة: حتى �صرخت اأم

مل يبق يف احلو�ض �صوى اجلثثال�صوارع واملقاهي واملعامل

ت باجلثث. غ�ص****

اأو مل تكن ترى كل ذلك؟****

وجاء ني�صانوحزيران

واأفواج من ق�صار القامة تفتك بالبقيةمل يكن اأكرب اآبائنا

ول اأعرق ن�صائناول اأكرث جمانيننا

بقادر على فك طل�صم ما يحدثرادة ر م�صلوبو الإ فقر

الفقراء يف هذه البالد العري�صةهوا اإليك اأن يتوج

وكنت وحدك من ي�صرونك ب�صر اأ�صرارهميا اأيها ال�صيخما و�صفتك؟

تعبنا من كل ما يجريمل نعد بقادرين على البكاء اأو النحيب

عت اأ�صواتنا تقطعت اأو�صال رجالنا يف ال�صوارع مثلما تقط

تعبنا من الفرجة املباحة****

تنا نحن ن�صنع ق�صمتاما مثل نهر

ا اأنت اأمر يف ال�صاعة اخلطاأ فتقر

متى يفي�ضاأو يجف!

Page 82: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 80

ـك,… تعفن الوقت يف ماعوناتركي الدود للطني,

خطاء جلمجمة املا�صي, اتركي الأوتقدمي اإىل النهر,

ـر بالورد قليال, ارفعي ثوبك املزنمل, �صتلوح التماعة فخذيك حتت �صم�ض الأوت�صوق الرباعم اإىل �صرعيك �صهواتها اخل�صر.

بني ده�صة املرايا, وح�صرة العط�ض,عايل. هناك ينك�صف وجهك يف الأ

تقدمي اإىل املاء خطاء, ـها الالهية بذكرى الأ ــت اأي

يا قمر ال�صكارى املدجج بالقهقهات, يا اأم اخلوف وال�صعال والطواعني,

يا وريثة اأجماد الق�صب,.. يا خرثة اللنب, وخمرية اخلبز,

و�صهقة التنور,تقدمي اإىل املاء,

فالك, اأريني وجهك الذي تبدده الأويزفره الرمل يف اأنني القوافل,

ووح�صة الراحلني.

تقدمي اإىل املاء,اأريني وجهك املنحوت يف وهمي

يام اأريني يديك املهرولتني على قفا الألياليك تن�صج اأحالم املوتى,

وموتاك يجرون نعو�صهم احلجرية, ومي�صون وراءك اأينما رحلت,

وقذف الدم, �صبات من اهلل اأيقظك اأن منذ بك اإىل وح�صة الوجود.

اأريد اأن اأراك.* * *

مل تهجرين ع�صاقك اآخر النوم, وترمني بهم اإىل ظلمة النايات؟

ملاذا تد�صني يف فم الليل اأ�صماءهم, وتدلقني خمورهم,

وتن�صينهم يئنون يف دفاتر الذكرى؟* * *

من ي�صرق الــربق ة ف�ص مــن قــمــرا اأرى نهديك…

اجلوابني لهة الآ اأحابيل يف نطفة تكوين اأمل قذفوك هباء, حتى النور ذات على حافات

من ظلمة الن�صيان اإىل �صحوة الفكرة؟

آدم حديقة اـاط يحيى البط

مار�ت *�ضاعر عر�قى مقيم فى �لإ

*

Page 83: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

81

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

اأمل ي�صمك اإنليل الذي مل ت�صم املدن من قبله ول من بعده…

ـة من بنانه؟ ومل ي�صف حجر على حجر اإل برفواأورورو, وع�صتار و�صم�ض اآنو يباركك اأمل

والبقرة اجلليلة؟الذين من دونهم لن يفي�ض الغمر املبارك فوق

بي�صني, كتفيك الأفوق املهاجرة الطيور حتلق لن دونهم ومن

بطاحك العارية, ولن تفتح الغيوم احلبلى ثغورها على ثغرك,

ولن تزهر ال�صهوب بني فخذيك, ولن تلد البقرات عجالنها يف زرائبك,

واخلنازير والنمور ــود ــص � الأ ترعى ولــن والكالب جراءها,

ومن دونهم,... والن�صاء الرجال من العاجة اجلموع هذه

طفال لن حتج اإليك. والأ* * *

عماق ينبثق النبع البارد. من الأ* * *

اأمل يهبط يف اأزقتك ثور ال�صماء,وحاراتك اأ�ــصــواقــك, يف ف�صادا ويعيث

املن�صوجة من غبار الذكريات.الثور ذو القرنني, الثور املقد�ض,

اأمل يحطم عربات ال�صادة, وهوادج ال�صم�ض نا�صيد املبللة بالأ

اأمل يبعرث برف�صاته املجنونة �صمتك, ويلقي باأقفا�ض التمر والدجاج والبي�ض اإىل

املزابل, ويرعب بخواره ال�صيدات البا�صقات,

التمعت نهودهن املهتزة من فرط اخلوف.لهي مائتني من لقد خبط ب�صربة من ذيله الإ

اأبنائك املرتفنيولوث بخرائه املبجل وجوه مائة من اأبطالك

تقياء, الأفنذرت له �صهمك احلارق

فتاك القوياحلكيم العارف بكل �صيء

�صرار وك�صف اخلبايا املكتومة الذي اأب�صر الأابن البقرة اجلليلة,

الذي عرب البحر اإىل حيث مطلع ال�صم�ضربع. وجاب جهات العامل الأ

Page 84: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 82

�صارقا �صوارعي اخل�صراءيف الليل

تقذف جنوده جنازتي باملدفعية.ـ اأيتها ال�صيدة البي�صاء ـ

مثقل بنوافذيمثقل بحب�ض املطر

اأمـ�ضكان الفرا�ض متعبا

واأنا دون ج�صداأ�صابعي �صدى.

ـ اأيتها ال�صيدة البي�صاء ـيتيم حزن النجوم

يتيمة تلك ال�صماءعيناك

ت�صتدرجني للبحر .. واأناـ يف الليل ـ

اأتدحرج اإىل الداخلالداخل وطن اأمرياته اأرامل

.USA نع يف جداره اأخطبوط �صـ اأيتها ال�صيدة البي�صاء ـ

كثريا ما اأحلم بان�صهارياأجدد احللم على ر�صيف

دون ر�صا�ضوحني اأنزل اإىل الراأ�ض

اأكت�صف جمزرة ممهورةبفحيح اجلدار.

اأمام اجتـاه مفتوحح�صن رحيم اخلر�صاين

�ضاعر عر�قى مقيم فى �ل�ضويد. *

*

نافذة!من بعيد

اأمد يداتلم�ض كي تكون...!

تفتح نافذة: اإليكرمبا... رمبا اإيل اأي�صا.

خـال�ض!ا�صتديري

مل ...! لنقفز �صخرة الأنبداأ حرية تبداأ من �صطوة اجل�صد.

رهـبة!

الوجوه؛ التي تتقاطع يف الزحام

ل تخفي خ�صيتها ...!من �صقوط مالحمها.

دقــة!يخطئني الر�صا�ض ...!

فاأبحث عن بو�صلة واجتاه اآخر.

اقرتاح!يف جيبي ر�صا�صة اأخرية

تكفي لقرتاح قفزة اأخرية...!اإىل مدار اآخر.

نوافذ�صالم �صرحان

�ضاعر عر�قى مقيم فى لندن *

*

Page 85: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

83

تشتا ال�

فىى

راقالعر �شع

ال

ربيع2008

لقد تغرينا جميعا....الدوائر التي كانت لعب اأطفال

نرمي �صهامنا على اأرقامها�صارت م�صائر حملتنا على �صطحها

ودارت بنا بانتظار الرماةندور

وتدور..ل اأحد يدري اأي �صهم ي�صطاده

اأ�صلحتنا .... ال�صربوالنزف والرتقب

نفد عتادهاوبدل اأن نفتتح �صباحاتنا بالغناء �صرنا نهرب اإىل ظهريات قاحلة

تقول لنا الطرق : قفوا مكانكم

هاهي عربات اخلوف مترجندي فقد ذراعا يف حرب ما

ي�صتوقفني : اأعطني حقي منك ! اأنت بكامل اأع�صائك

واأنا بكامل عطبي اأرك�ض خلف �صراب وطن ل يعرفني

اأرى كل �صيء عدوا مل اأعد لئقا باملوت

ر�صفة بيتي الأ وال�صجائر امراأتي اجلوع مو�صيقاي واحلزن زهوري

اأعطني ك�صرة من حياة

اأو.. كن �صديقا يل

ولنقف معا خلف اأ�صالك �صائكة

نب�صر �صمعة بالدنا وهي تذوي ...

األ�صت يف ار�ض حرام ؟ انظر هناك حقل األغام

هذه لي�صت مدينة هذا قنا�ض

تلك دورية هوؤلء جرحى

لقد حملنا احلرب معنا من طفولتنا نعم ....

لنا نيا�صني ... واأو�صمة هي خدو�ض يف الروح

و�صظايا متناثرة يف العقل وذكريات ظل دمها حارا

........لقد تغرينا جميعا ...

باء اإىل ظلماتهم ان�صرف الآمهات مزق اأدعيتهن وجمعت الأ

وم�صينا...جنودا عزل

نقاتل نهارات خائفة ونرحل يف الليل اإىل مدن مهجورة

فتحنا �صماداتنافبزغت جراحنا املن�صية

وان�صابت خيوطاتر�صم بالدم خارطة لوطن جديد !!

خلف اأ�شالك �شائكةمنذر عبد احلر

�ضاعر عر�قى مقيم فى دم�ضق. *

*

Page 86: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 84

�أيام �صيف 1993 حيث من و�حد �إىل �لذ�كرة بى عادت فقد �لطري�ن بعد �لتو�رى لتيمة و�كتماال �صلمه ن�صخا من �لديو�ن ذ�ته كان قد بعثها دباء ببغد�د الأ �لتقيت عقيل على مبوعد م�صبق بيننا فى �حتاد �الأعطيها لعقيل. كانت فرحته كبرية بالن�صخ ولكنه بعد قليل غاب فى �صمت �ل�صاعر خالد �ملعاىل على بريدى الأ�إىل مركز يوؤدى وتو�رى فى �صارع �صجرى ��صتاأذن من�صرفا �ل�صعر و�حلد�ثة, ثم مرتبك وتبادلنا كالما عن �لعا�صمة �لتى نزلها غريبا م�صبوقا ب�صعور عد�ئى, مل يخفه زمالء له وجمايلون - من �ل�صعر�ء خا�صة - كانت �ل�صائعة هى عماد �ملوقف من عقيل �لقادم من عمق �جلنوب - مدينة �لنا�صرية - حيث يعي�ش من �لعمل �صعاره مر حرمه طبعا فر�ش �لتعلم �لكافى, لذ� كانت قر�ءته الأ فر�ن. ذلك �الأ �ليدوى �ل�صاق فى �ملخابز و�الأ

�صدقاء �ملفرت�صون. �أحيانا باأخطائها وتلعثمها توقعه فى فخ �ل�صائعات حوله و�لكمائن �لتى يدبرها �الأننى �أرى فى �صعفه �لثقافى قوة لن�صو�صه �ملرب�أة من مل �أكن �أ�صارك �لكثريين قناعاتهم حول �صعره, الأ�حلذلقة و�لبالغات �مل�صتهلكة و�لهيجانات �للغوية و�ل�صورية. وتاأ�ص�صت له بتلك �ملز�يا نكهة خا�صة فى جو�ء �لر�ف�صة له د�خليا, فعاد �إىل �مل�صهد �ملحيط �ل�صعرى �لعر�قى نهاية �لثمانينيات, كما خدمته تلك �الأول »جنائن �آدم« فى �ملغرب مب�صاعدة �صديقه و�بن مدينته �ل�صاعر �ل�صعرى من �خلارج, فن�صر ديو�نه �الأ

كاظم جهاد �لذى كان قد هاجر �إىل فرن�صا منذ �صنني.وكذلك ن�صر �لديو�ن �لثانى �لذى بد�أنا به �حلديث عن موت عقيل فى كولن باأملانيا. كان ذلك نوعا

تعال نحتف بطائر اآخر يتوارى

)1(دعوة �الحتفاء هذه لي�ست مقدمة منا نحن �مللتمني حول �أ�سعار عقيل على ملنا�سبة غيابه بل هى حدى ق�سائده �ملبكرة غري �ملوؤرخة ولكن �ملن�سورة عام 1992 فى من �ملحتفى به نف�سه �لذى و�سع الإ

ديو�ن, عنو�نا الفتا هو: »مرحبا.. تعال نحتف بطائر �آخر يتو�رى«.نه و�سع جزء� من با�ستباق م�سريى غريب, الأ �لتو�رى كان �ساغطا على عقيل ولعل هاج�س

عنو�ن تلك �لق�سيدة عنو�نا للديو�ن نف�سه, مع حتوير �سغري فاأ�سبح: »طائر �آخر يتو�رى«.عنو�ن �لق�سيدة و�لديو�ن كانا مفتاح تقبلى لو�قعة موت عقيل على, فاأمدتنى �لذ�كرة ب�سورته �سار فقد �لديو�ن ذلك يعلو عقيل ��سم كان وملا �ملم�س. �لقدرى �لغياب فى يتو�رى �آخر طائر�

تى: �سدى غيابه جملة ميدنى بها غالف �لديو�ن �مل�سطف كاالآعقيل على

طائر �آخر يتو�رى

د. حامت �ل�سكر

ت�أويل

Page 87: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

85 ربيع2008

من عودة عك�صية للح�صور فى قلب �ل�صعرية �لعر�قية �لتى قاومت وجوده �أوال. لقد �صار ح�صور عقيل �ل�صعرى �صخ�صه من و�صائعات, جزء� �ل�صعرى من هو�ج�ش �أحاط خطابه وما �خلارج فى ون�صره على و�صياء - بال تفوي�ش دعياء و�الأ �لذى ز�ده غمو�صا غيابه عن �لعا�صمة و�صجيجها, و�متالئها باملنتفخني و�الأ- على؟ �ل�صعر �جلديد �ل�صاب فى �لعر�ق. لكن �حل�صور �لظلى �حليى لعقيل و��صتقر�ره فى �جلنوب �أهله

ليكون مو�صع �نتباه نقدى وقر�ءة خا�صة متتع بها كثري من �أبناء جيله �ملق�صيني وفى مدينته بالذ�ت.)2(

رغم ب�صعره نقدى �حتكاك �أى توؤجل �ل�صعرى ومكانه عقيل عن �ل�صخ�صية تد�عياتى �صت�صتمر قالم« �أيام عملى فى حتريرها. �هتمامى بتجربته ودعوته للن�صر فى »�الأ

�لديو�ن فهو به. �الحتفاء تد�عيات فى كرب �الأ �مل�صاحة �صيحتل يتو�رى« �آخر »طائر ديو�نه ولكن �لوحيد �لذى ت�صمه مكتبتى �ملوؤقتة فى مغرتبى ب�صنعاء حيث �أعمل منذ ع�صر �صنني. �أهى م�صادفة قدرية �أخرى توؤكد تو�ريه �ملمكن؟ ها �أنا �إذ �أكتب عنه �أعود �إىل هذ� �لديو�ن �لوحيد �ملتو�فر لدى. كما عدت �إليه و�أنا �أقر�أ خرب موته �لذى مل يفاجئنى كثري�, فقد ر�أيت عقيل وهو يتوكاأ على ع�صا وقد هزل ج�صده وفقدت �صتاء عام �لربملان ي�صتقبلنى فى مدخل مقهى وهو متاما �ملكان عن وغائبا وبات مذهوال بريقهما عيناه ن زيارتى ق�صرية, مل ت�صمح بروؤيته ثانية لكن حديثه عن غرفته �ملوؤجرة �لتى مل يدفع �إيجارها 2004, والأ�صدقاء. مل يعد عقيل ذلك �لطائر �لذى �أم�صك و�صكو�ه عن �عتالل �صحته جعلتنى �أف�صى مبخاوفى لالأ

ن�صخ ديو�نه وودعنى خمتفيا قبل �أعو�م, �إنه يتو�رى جزئيا ب�صباب ذ�كرة متعبة وج�صد منهك.ن يربره, الأ ما له �حتفاء بهذ� �الحتفاء, بهجة غام�صة �إىل �أي�صا ي�صري وديو�نه ق�صيدته لكن عنو�ن

خرين �صبقوه �إىل �لتو�رى وهو يلتحق بهم غري �آبه مبا �صيحل به. �الآ)3(

يوؤيد ما ذهبنا �إليه تاأكيده فى �لق�صيدة ذ�تها, حيث يوؤ�خى غائبا مفرت�صا يعطف عليه وجوده:�إنه ال ين�سى �أثره �ملقتفى, وال �أنا

�إنه يعك�س �أحر��س �سباه على قروح �ملوتى, و�أنا�إنه يقود قطيعا مندثر� �إىل �حلو�ف, و�أنا

�إنه فزع, و�أنا�لغياب �صدمة من يخفف وهذ� تو�ريه, ينجز �أن بعد نف�صه �ل�صاعر = �لقرين هو �لغائب يكون قد و�نتظاره �ملخيف. لذ� يرتفق �صوت �ل�صاعر وهو ي�صع كلمة �لرتحيب )مرحبا....( فى مطلع جملة �لعنو�ن. لفة ال حتجب عن �لقارئ �خلوف �لذى ي�صت�صعره خطاب �لق�صيدة كله. ولكن هذ� �لتب�صيط و��صطناع �الأمر �لذى يلى �لرتحيب )تعال( يعلن عن ج�صامة �ملهمة �أى �لتو�رى مع �ملحتفى به. وهذ� حاله كما فاالأ

وىل فى �لق�صيدة: بيات �الأ ت�صوره �الأ

Page 88: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 86

�إنه فزعفكار قد �غربت من وعثاء �ل�سفر وحافظة �الأ

قدميا.. ذ�ت يوم.. وعلى نحو ما متنى طق�سا جليال وقلبا يناجى �لفي�س.هذ� �ملر�سح للتو�رى هو �إن�سان غري مو�سوف, لعله �أى �إن�سان تناله قو�نني �ملوت

منية قدميا. نه متنى تلك �الأ ول الأ ن�سان �الأ و�لعدم. رمبا هو �الإكيد. لكنه فى �لنهاية ين�ساع لتو�ريه �ملمكن و�الأ

بعد مقطع �لتماهى باملتو�رى وعطف �صمري �ملتكلم عليه, ينهى عقيل ن�صه ببيتني يت�صدرهما �لزمن �حلا�صر: ن, ذ�ت يوم, وعلى نحو ما / طائر �آخر يتو�رى فى �ل�سهاد. �الآ

لقد كان بع�ش �لفال�صفة �لقد�مى يرون �حلياة حلما طويال حتمله �لب�صرية جمتمعة, وكان بع�صهم يرى �لنوم موتا موؤقتا, لذ� كان �ختبار �أوتونب�صتم حلفيده كلكام�ش من �أجل منحه �صر �خللود هو �أن يقاوم �لنوم, رغفة �لباردة �لتى كانت مو�صوعة كل �صباح قرب ر�أ�صه �أنباأته عن ف�صله فى مقاومة �ملوت �ملوؤقت لكن �الأن, تقول ق�صيدة عقيل, تو�رى طائر �آخر فى �ل�صهاد - �أى �لنوم - مما حرمه �لنجاة من �ملوت �لكبري. �الآ

به. نحتفى جعلنا �لذى لالختفاء وتهياأ - بالت�صاد للنوم غيابى ح�صور هو – �لذى )4(

�لنهايات تفزع �ل�صاعر وهى تبدو فى ق�صائد عقيل حال كتابيا �أى تفر�صه حلظة �لكتابة ال �خلطط �مل�صبقة للن�ش, وهى تذكرنا �إىل حد كبري بنهايات ق�صائد جان دمو �لتى در�صتها فى كتابى )كتابة �لذ�ت(, فهى ت�صى مبز�ج ملول و�صيق �ل�صدر, ال يحتمل �لرتهل و�ال�صتفا�صة. ولنالحظ �أن كثري� من ق�صائد عقيل �ل�صعرى �لهاج�ش و�إحلاح �لتجربة ينهيها من خارجها.. من زمن كتابتها ال زمن فهو لذ� على ق�صرية. عالن عن و�لوالدة �لـ)قبل - ورقية(. وهذ� ينعك�ش فى جمل �صعرية من بيت �أو �ثنني متثل �خلروج و�الإح�صا�ش بالتو�رى نف�صه. و�صاأورد بع�ش تلك �لتوقف, هكذ� ككل �صئ فى �حلياة. وهى نهايات توؤكد �الإ

�لنهايات من ق�صائد �لديو�ن لتاأكيد فر�صيتى:نع من �أظالف �ملوت / �أحدق بك وال �أنطق... )�أع�ساب �آ�سيا( جتل�سني قبالتى, وغارك قد �س

�لرب�ءة �لناجعة �أدبرت / و�أ�سدل �لغناء �لندى )مطارق �ل�سبات(لقد �نطفاأ �لرب / وماتت رغبتى )�لنوم فى �ل�سمت(

فاأ�سمع ح�سرجات, و�أرى �أنقا�سا / وحجر� ينوح )ذ�كرة للحجر(مرتنحا ياأتى على �أكتاف ذكر�ه / حم�سو� بال�سنني �لتى ذبلت )�أيام(

�أعر��س �ل�سنة �أمام طائر �أ�سفر / حتى يحني / �لوقت �لذى �ختفى )مدن(ب�سبب هذ� �ليم �لذى يبتلع كل �سئ / ول�ست بناج منه �أنا. )ج�سد ينطق باأطر�فه(

Page 89: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

87 ربيع2008

)5(�لنرث. لكن حذفها من ن�صر دو�وينه �ملكر�صة لق�صيدة �إذ� كانت لعقيل جتارب وزنية قبل �أدرى ال �ملتمرد مع موقف عقيل و�صكلها �مل�صاك�ش �إيقاعها يتو�فق �لتى �لنرث لق�صيدة �ن�صر�فه يوؤكد �لدو�وين �ليومية و�نعكا�صها �لو��صح فى حياته �لتو�رى عليه, و�صقائه وروؤيته للحياة. فهو ف�صال عن هيمنة فكرة

ة فى �صعره, يح�ش باأنه خمذول فى �صميم �أحالمه. ك�صكوى مري�صكو فى ق�صيدة عنو�نها )موؤكد�( من �أ�صياء كثرية:

ننى مل �أنته بعد موؤكد�.. موؤكد� �أننى م�سحوق بفر�غ �لطموح الأكيدين.. �ألوذ بهم.. �أ�ستنجدهم, ومع ذلك �أهرع �إىل �أعد�ئى �الأ

فاإننى �أحلم و�أحلم لذ� �أتعذب.�صد�د ملتقى الأ بال�صرورة وق�صيدته �حللم جعلت عقيل مل مع �صرورة و�الأ بالفر�غ ح�صا�ش �الإ هذ� على �لبادى وتعقلها �لظاهرى بهدوئها �ملخاتلة �للغة تلك حروبهم تخفى وال �لعمق, فى يت�صارعون �صو�ت ورف�صها له, لذ� يختم �أي�صا بوحدته وباأنه عاجز عن �لتميز بني فو�صى �الأ �ل�صطح. يح�ش عقيل

ق�صيدته كما بد�أها:موؤكد� �أن �سوتى غري مميز و�سط هذه �ل�سو�ساء

مل �ملزمن. و�أننى م�ساب ب�سيالن �الأمل الزم عقيل حتى تو�ريه عن عاملنا �لقا�صى, وظلت �أ�صعاره عالمة على عزلته وبوؤ�صه و�صدقه هذ� �الأمعا. لقد �جتمعت فيه �لنقائ�ش, وكان �أ�صدها جماهرة موؤ�خاته بني �ل�صعر و�لفطرة. هذ� ما مل ينتبه �إليه وجودهم مرمز� منهم ��صتكى وقد ن�صية". - "خارج مري�صة بدعاوى جتربته �أعدمو� �لذين �صدقاء �الأ�صعريا, فهم ظالل كثيفة تدعوه للعي�ش فى �لوحدة د�ئما دون �لتفريط مبوقعه مر�قبا �لعامل. فهو كما ي�صف

فى �إحدى ق�صائده:قريب من �لكارثة �إىل حد �ل�سمو.. ل�سيق بها �إىل حد �لتال�سى.

هذ� �ل�صعور كان يكفى عقيل بعمر ق�صري و�إق�صاء ووحدة, ليكتب ق�صيدته �ملتخل�صة من �الدعاء �أو �حللم بتغيري �لعامل وقلبه, فهو يخو�ش معارك خا�صرة م�صبقا منتظر� دوره فى �لتو�رى, متعلال خالل ذلك بكتابة ق�صيدة ت�صتجيب لهاج�صها وحده دون �آباء �أو معلمني, لذ� ال ت�صتطيع �لقر�ءة �لنقدية �أن جتد ل�صعر عقيل مرجعيات حمددة كموؤثر�ت تدعو للتقليد, �صوى ما تقرتحه �حلد�ثة من جتنب �ملبا�صرة و�لغنائية

�لفجة.)فى حناياى �أغنية مل تكتمل( يقول عقيل فى �إحدى ق�صائده: طائر �آخر يتو�رى – ومن �لعجيب

�أننى �أقر�أ �أ�صعاره دوما بهذ� �لنق�صان �لذى كاأن �لتو�رى باملوت هو �كتماله �ملمكن �لوحيد.

Page 90: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 88

نرتنت, غري �أن �لتقنية ذ�تها مل ي �صعر من�صور على �الإ متثل تقنية �لن�ش �ملت�صعب �صرط وجود, وبقاء, الأ�أو�صعها �أ�صكاال متعددة, ت�صمل مادة �لكتابة يف معظم ذلك �ل�صعر, ما جعل ح�صوره على �ل�صبكة يتخذ لكرتوين, وي�صمل كل �أمناط �ل�صعر �ملكتوب, و�ملق�صود منه �أن يقر�أ يف بيئة �إلكرتونية �أولية, �نت�صار� �ل�صعر �الإيليه �ل�صعر �لب�صري �لذي تندمج فيه �لعنا�صر �ملرئية مع �لكلمات لت�صكيل �لق�صيدة, ويقاربه �ل�صعر �ل�صوتي لكرتوين )عنا�صر م�صموعة(, �ل�صعر �حلركي )عنا�صر متحركة(, و�جتماع بع�ش هذه �لعنا�صر ينتج �ل�صعر �الإ�لت�صعبي, وهو �صكل �ل�صعر لل�صعر فنجدها يف لكرتوين �الإ �أ�صكال �حل�صور �أ�صعب �أما �لو�صائط. متعدد ي�صتخدم نظام ربط غري خطي ينقل �لقاريء من دور �مل�صتهلك �إىل دور �ل�صانع �مل�صارك يف �ل�صيطرة على �لن�ش وتوجيهه, و�صو�ء كان �ل�صعر �لت�صعبي ب�صريا/ �صوتيا/ حركيا, �أو كان ن�صيا- كلمات فح�صب- يقت�صي م�صاك هذ� �ل�صكل �تخاذ قر�ر�ت جمالية كثرية, تناأى بالق�صيدة عن �أن تكون جمموعا متما�صكا, ي�صهل �الإباأطر�فه, وحتيلها �إىل تد�خل هجني, ت�صاري�ش ممتدة من عنا�صر ديناميكية, و�أجز�ء متنا�صبة- �أو غري متنا�صبة-

تعد باإمكانات/ قر�ء�ت متعددة, وتوؤلف ��صتمر�رية ن�صية عرب ما تن�صجه ممار�صات �لكتابة �لتفاعلية. منط �قت�صار مع قارئها, مع تتفاعل �لتي �ملطبوعة �لن�صو�ش لتقييم عربيا »�لتفاعلية« مفردة ت�صتخدم مع �ال�صتخد�م هذ� وتعار�ش تامة. منجز�ت ب�صفتها عليها �لتعليق �أو غالبا, بها, �النفعال على �لتفاعل نطاقه حتديد �أو مر�جعته, ي�صتدعي لكرتوين- �الإ بالو�صط جذريا �ملرتبط - Interactive م�صطلح

قل, حتى تو�صف �لن�صو�ش وتقيم مبا ت�صتحق. �ملق�صود, على �الأنا �ملوؤلف وحده, نا« �لديكارتي وتبعرثه بالكامل, ما يعني �أن �لن�ش لي�ش نتاجا الأ تتحدى �لتفاعلية »�الأو�أنه يف عملية تعريف م�صتمرة, يقرتح وعيا متعدد�, وال يد�فع ب�صهولة عن حدوده �ملمتدة �صوب �لالنهاية. يوجد �لن�ش �لتفاعلي يف و�صط �إلكرتوين, وال ميكن �أن يوجد يف غري هذ� �لو�صط, يوجد حني يعر�ش, يف

طرق للعر�س.. طرق للوجودال�شــعر التفــاعــلي

لكرتوين لل�شعر 1 - احل�شور الإنرتنت »حالة كتابة«, لي�س �أن لكرتوين على فر�سية �أن �سبكة �الإ تعتمد �لكتابة يف �لو�سط �الإ�لن�س بلغة تو�سيف �ل�سفحات نف�سها مكتوبة �إن �ل�سبكة تت�سمن كتابة, فح�سب, بل �سفحات بلغة �جلافا �أي�سا, تفاعلية- مكتوب �أكرث �ملت�سفح �ملت�سعب, وما مينحها �حليوية- وبالتايل يجعل و�سط تن�سط يف عندما ت�سبح وماذ� ��ستغالها, كيفية مبعرفة مادية ورموز �أو�مر �سكريبت, جمرد دبية, فلم تعد حم�سلة نهائية ملطاردة وحي غام�س, يف عزلة �إلكرتوين, �ختلفت فكرة �لكتابة �الأ

وهدوء, بل �أ�سبحت �إلهاما متاحا, قريبا قيد �أمنلة, و�آلية تفكري تتك�سف بالتز�من مع �لعمل.

د. عبري �سالمة

Page 91: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

89 ربيع2008

�لتو كالعر�ش �مل�صرحي �أو �ملو�صيقي, وطرقه للعر�ش هي طرقه للوجود, لذلك ت�صبح »�ملالحة« يف �صفحات نرتنت- ب�صفتها مقابال لقر�ءة �ملطبوع- غاية لذ�تها, �أكرث من كونها و�صيلة لغاية. وتنطلق جاذبيتها من �الإمكانات �لبديلة و�حلقائق �ملباغتة �لتي توفرها و�صالت �لن�ش �ملت�صعب, من �أجل تلبية �الهتمامات تلك �الإ�لفورية للمت�صفح, كاأن »يعدل« �لن�ش, يبحث عن خلفية موؤلفه, ي�صتوثق من معلوماته, ي�صتعر�ش �أجز�ء قد��صته وبالتايل �لن�ش �صلطة تفككت وهكذ�.. �أخرى, بن�صو�ش يقارنه �أو متز�من, ب�صكل منه خمتلفة

�مل�صتمدة من كونه »ن�صا« فح�صب, مل يعد �الت�صال به فعال من خارجه, بل فعال فيه ومعه. ن يدعونا هذ� للت�صاوؤل عن �ل�صعر �لعربي, �أال ميثل �لن�ش �لت�صعبي ثغرة ممكنة يف �حلائط �لذي يقف �الآ�صباب من خارج �ل�صعر, مثل قلة �لن�صو�ش �ملتخ�ص�صة باإز�ئه؟ ملاذ� تاأخر �إنتاج �صعرنا ت�صعبيا؟! �إذ� ��صتثنينا �الأدبية, فال مفر من �ال�صتناد �إىل مالحظات �صخ�صية, مكانات �لتقنية لرب�مج �ملوؤ�ص�صات �الأ بالعربية, ونق�ش �الإحجام عن مقاربة هذ� �ل�صكل �ل�صعري. �حلاجة �إىل وقت طويل وتركيز, للتمكن من وتخمينات قد تف�صر �الإتقنيات �مليديا �حلديثة, �صبب مهم, فاأكرث �لكتاب يف�صلون عدم �لدخول يف منحنى تعلم جديد, و�لرتكيز نرتنت. �صبب �آخر, �أن هذه �لتقنيات على مر�كمة �إنتاجهم �أو �لرتويج له بطرق خمتلفة, منها- للمفارقة- �الإعلى �ل�صيطرة فقد�ن من �خلوف �لتعاون ويعوق ومربجمني, وفنانني �صعر�ء بني تعاوين عمل �إىل حتتاج

�لعمل, و�ل�صعور باأنه يقتحم ب�صيء خمتلف قد ي�صتاأثر بالتاأثري يف �لقاريء.نرتنت ما متنحه من �صبب �أخري, �خل�صية من �لتورط يف تفاعلية حقيقية وتعطيل �لعمل, فمن �أهم كنوز �الإحرية يف �لن�صر و�لتو��صل مع �لقر�ء, هناك ��صتجابات خمتلفة تقت�صي �لتفاعل معها, �أحيانا بانغما�ش ذ�تي يف حالة عقلية م�صتقرة, وبعيدة عن �صرط �إبد�ع �جلديد, لذلك يف�صل بع�ش �لكتاب �أن يقفزو� �إىل �مل�صروع

�لتايل بدال من �لتوقف مع عمل منجز, من �أجل »حتديثه« �أو �لرد على �أ�صئلة �لقر�ء ومناق�صة مالحظاتهم.�إىل م�صاندة م�صاعر �صعبة, من نوع �لتفاعلي ي�صطرنا �ل�صعر �أن �صباب, �لو��صح, ومهما كانت �الأ من �أية مقارنة »نظرية« بينه و�ل�صعر �ملطبوع ورقيا, ح�صد �لثنائيات �ملتباعدة مثال- للمفا�صلة ما يتك�صف عند بينهما- يدعم م�صاعر منت يف �لعزلة, حتت وطاأة �ل�صر�ع مع �آخر م�صاد, يف حني �أن ما بني �لنوعني لي�ش

يجابي. ت�صاد�, بل �ختالفات �عتبارية ميكن �لتاأليف بينها يف ظل حالة من �لتعاي�ش �الإظهرت �لدعوة لهذ� �لتعاي�ش يف مقابل �حلما�صة لل�صعر �لتفاعلي, �إىل حد �إعالن موت �ل�صعر �لورقي, من �متد�ه وم�صار�ت �لن�ش بني بالتوحيد تاأثري خمتلفة, ملناطق يتجه ول �الأ ن الأ م�صاعفة, مفارقة وهذه جانب, وبينهما و�لعنا�صر �لتفاعلية من جانب �آخر, بحيث ال يتحقق �أي منهم بخ�صائ�صه �لذ�تية, بل يكون م�صروطا بخ�صائ�ش غريه. ومن جهة �أخرى, ما ز�ل �ل�صعر �لتفاعلي يف بد�يته, ولن ير�صخ وجوده موت �ل�صعر للعر�ش/ طرقه �لنوعي, ت�صنيف طرقه ��صتقالله �إدر�ك به, �لنامية لفة �إن كان موته ممكنا, بل �الأ �لورقي,

للوجود, وحتليل مفرد�ت تاأثريه, مع �لنظر �إليها جمتمعة لتقدير �صعريته.2- طرق للعر�ض طرق للوجود

ن�صتطيع تعريف �لق�صيدة �لتفاعلية Interactive Poem, كخطوة �أوىل, باأنها: ق�صيدة ميكن �ال�صتباك مع ن�صها بفعل, وال يعترب فعال مع �لن�ش كل من �لتعليق عليها/ مر��صلة موؤلفها/ كتابة مقال عنها, و�صوى ذلك من �أفعال تقع خارج �لن�ش. �لفعل مع �لن�ش يفرت�ش عدم �كتماله, لذلك ي�صبح �لتعريف كما يلي:

Page 92: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 90

ق�صيدة قيد �لت�صكيل ميكن �ال�صتباك مع ن�صها بفعل. و�حد�- ت�صتخدم �لو�صائط متعددة �أو فح�صب, كلمات قو�مها ن�صية, �لتفاعلية �لق�صيدة تكون قد ت�صعبية, لكنها يف جميع �أو �لبناء, �ملتحركة, قد تكون خطية �ل�صوتية/ �لب�صرية/ �لعنا�صر �أكرث- من �أو �لن�ش, ت�صكيل �إىل: �لت�صكيل خيار�ت وتنق�صم ت�صكيلها. يف �مل�صاركة خيار�ت �لقاريء متنح �حلاالت وت�صكيل م�صار�ت �متد�د للن�ش. ال تهدف �ملقاربة �لتالية �إىل ح�صر جميع �أ�صكال �لق�صيدة �لتفاعلية, �إمنا تقدم �أبرز �لطرق �مل�صتخدمة بالفعل, حلث �لقاريء على جتاوز دور م�صتقبل �لن�ش, �أو وكيله �لذي يدعم

وجوده »�ملكتمل« بطرق خمتلفة, ال تت�صمن تعديله. �أوال: ت�سكيل �لن�س

تختلف مو�قع �ل�صعر �لتفاعلي يف طرق منح هذ� �خليار, وتتفاوت درجة �لتفاعلية يف �لطرق نف�صها, لكن �مل�صهور تقدمي »مولد ق�صيدة« ع�صو�ئي, على ثالثة م�صتويات متدرجة..

بالتفكري �أبيات متفرقة, تتحرك ب�صرعة ال ت�صمح للمت�صفح ول ب�صع كلمات/ 1- يت�صمن �مل�صتوى �الأفيما �صيختار, وال بالن�صخ �أكرث من مرة و�حدة, رمبا ملنع �ملحاوالت �لك�صولة �لتي تهدف �إىل تركيب �لق�صيدة على مهل يف ف�صاء تقليدي. ويحظى »مولد �لق�صيدة« �لذي �بتكره �ل�صاعر �ال�صرت�يل كومنينو�ش زيرفو�ش, نرتنت, �إذ يتميز بتعدد �صفحاته وتنوع درجات تركيبها, �لتي حتر�ش �صنة 1995, بتقدير و��صح على �صبكة �الإم�صتهلك �ل�صعر على �الرتباط �أوال, ثم تاأخذه يف رحلة ملعان متعددة تتولد من درجة �رتباطه ومن �لن�ش �لذي ي�صنعه. جند يف �صفحة �لق�صيدة �ل�صوريالية, على �صبيل �ملثال, �صبع كلمات تتبادل �لظهور و�الختفاء برتتيب �إعادة زر �صغط ثم حلظة, �أية يف �لتوقف زر ب�صغط �أكرث- �أو بيت- ت�صكيل �ملت�صفح وي�صتطيع ع�صو�ئي,

�لتحميل لتكر�ر �ملحاولة, وهكذ� حتى تت�صكل ق�صيدة ال تخلو من معنى, و�إن كان �صورياليا. طريقة �أخرى جندها يف �صفحة �لهايكو, حيث تت�صارع ع�صو�ئيا كلمات ثالثة �أ�صطر, منوذجية من �صعر �لرت�كيب �حتماالت تنتهي �أن �إىل خمتلفة, ق�صيدة تت�صكل �لتوقف زر على �صغطة كل ومع �لهايكو,

�ملقيدة بعدد �لكلمات, وتبلغ يف �لنهاية 3375 تركيبا. 2- ياأتي �مل�صتوى �لثاين من »�ملولد« يف �إطار ق�صيدة منجزة, ت�صتمل على كلمات مميزة تتغري بالنقر عليها �إىل كلمات �أخرى, ما يغري �ملعنى متاما, وي�صنع خطا جديد� للق�صيدة, على �لنحو �لذي جنده يف ق�صيدة

)لطاملا فكرت يف �أن �أكون مو�صيقيا( لبادريج ماكنامار�. �أبعد �إىل �خلطوط �ملختلفة �لتي تن�صاأ با�صتخد�م وىل ب�صيطة جد�, لكن نظرة تبدو �لق�صيدة للوهلة �الأ»�ملولد« �صتك�صف جانبا �أكرث عمقا حتت هذه �لب�صاطة, فهي تتكون من 48 مقطعا ت�صعبيا, بدون »ق�صيدة مركز« ينطلق �لقاريء منها ويعود �إليها. يتعلق �أكرث �ملقاطع باحتماالت �مل�صتقبل �أمام ذ�ت منعزلة تتناوبها

مل, �لغ�صب, و�لتناف�صية. م�صاعر �لقلق, �الأكان �ختيار �ملوؤلف �لكلمات �ملطروحة للتغيري موفقا, فقوتها حا�صمة يف تبديل �ملز�ج �لعام و�إيحاء�ته, مثال: تغري كلمة »لطاملا«, �إىل »غالبا«, �صياأخذ �لقاريء من مالحظة �إيجابية عن رغبة قدمية, ونربة �طمئنان �أو �لعجز, مل/ �الأ بخيبة �صعور وبالتايل �لرغبة, ��صتمر�ر زمن عن موؤكد غري تقرير �إىل بتحققها, توحي

�لذنب/ �لف�صل, نتيجة عدم حتققها.

Page 93: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

91 ربيع2008

�لعفوي �إنتاج ق�صيدة كاملة, عن طريق �الختيار �ملولد �لثالث من �مل�صتوى �لقاريء يف 3- ي�صتطيع لوحد�ت رمزية توفر بالنقر عليها ن�صو�صا �صعرية/ نرثية جمازية. توجد مناذج خمتلفة لهذ� �مل�صتوى, وبع�صها

ي�صكل يف جممله �صورة �صعرية موؤثرة, ك�صورة �لعر�ف يف مولد )د�ئرة حقيقة( لروبرت كيند�ل.ي�صم )�آي�صينج(, قدمي �صيني كتاب من م�صتلهمة تفاعلية �آليات على حقيقة( )د�ئرة مولد ي�صتند يبد�أ �مل�صتقبل. عن نبوء�ت تقدم مما �أكرث خمتلفة, مو�قف عن ب�صائر منح ت�صتهدف وتكهنات حدو�صا

�لقاريء �لتفاعل بطرح �أي �صوؤ�ل )�ختياري(, ثم �لدخول �إىل �صفحة �ملولد. مقاوم, هو�ئي, م�صباح, )بطارية, كهربائية وحد�ت ثماين �ليمني( )جهة �ل�صفحة �أعلى وتوجد �لريح, �ل�صجرة, �جلبل, �ل�صماء, �لنار, )�ملاء, لعنا�صر طبيعية يرمزون �صبع �صماعة, مكثف(, تر�نزي�صتور,

ن�صاين. ر�ش( يف حني ميثل �ملكثف غياب �لعنا�صر �لطبيعية من خالل رمزية )�لبيت( للج�صد �الإ �الأباهتماماته �ل�صخ�صية, وبالنقر عليها تت�صكل د�ئرته �خلا�صة, ثم �أربع وحد�ت, مرتبطة يختار �ملت�صفح خرين, ما يخفيه/ تظهر مقاطع �صعرية حتيط بالد�ئرة, يف �صورة تكهنات بحقيقة �لقاريء, عالقته بنف�صه و�الآ

يظهره, ما يك�صبه/ يخ�صره, �إلخ.مثال, مثل: �ملاء يت�صرب يف كل بيت, �لنار ترى على وتظهر د�خل �لد�ئرة عبار�ت لها طابع �حلكم و�الأجز�ء �صجار تظلل �لبيت, �إلخ. �لعبار�ت ت�صف �لعالقة بني عنا�صر �لطبيعة �لتي متثلها �الأ �جلبل من بعيد, �الأ

�ملختارة, وتعك�ش �لعالقة �لداللية بني �ملقاطع �ل�صعرية, وبالتايل تبني نظام قر�ءتها.ن الأ نف�صها, �لوحد�ت �ختيار عند حتى خمتلفة, ن�صو�ش على للح�صول �لعملية هذه تكر�ر ميكن �ملولد/ �لعر�ف يتذكر ما قاله, وال يكرر نف�صه. �لق�صيدة �لناجتة ميكن مقاربتها �إما ب�صفتها ق�صيدة تفاعلية, �لثالثة بامل�صتويات �لقاريء, ي�صارك �لقاريء. طرحه �لذي �ل�صوؤ�ل على مبا�صرة �إجابة غري ب�صفتها و�إما من �ملولد, يف كتابة ن�ش �لق�صيدة, لكنه ال ي�صتطيع �ل�صيطرة عليه متاما, حريته يف �الختيار حمدودة, كما �صافة �إىل مادة �لن�ش, نالحظ, حتى يف حالة ربط »�ملولد« مبعجم كامل �أو ن�صو�ش متعددة, ال ي�صتطيع �الإ

وال �حلذف منها, �إال يف �صياق مقرر �صلفا, ليعمل ب�صفته ن�صا ر�ئد� �أو م�صودة ملهمة.�صافة توجد فكرة �مل�صودة يف جميع �لطرق �مل�صتخدمة لت�صكيل �لن�ش, ومنها ما مينح �لقاريء خيار �الإ�أمناطا �آن كانتيلو, حيث تت�صمن �ل�صفحات مرييكية من »مولده« �خلا�ش, مثلما نرى يف موقع �ل�صاعرة �الأ�صافة �صطر �إليها, مع خمتلفة من �ل�صعر, يف كل �صفحة ق�صيدة قيد �لكتابة, خطية �لطابع, و�لقاريء مدعو الإ

خرين. �إمكانية »�إغالقها« �إذ� �صعر باأنها مكتملة, و�لتعليق على �إ�صافات �الآ�ل�صعر �لقدمي, وتت�صمن مثله مو�جهة ذ�ت جازة, �ملعهود يف �لتذييل/ �الإ �أ�صلوب ت�صبه هذه �لطريقة �صعرية �أخرى, تبدو مطمئنة للتحدي, �عتماد� على �صبقها يف �ختيار �ملو�صوع و�لنمط �لتعبريي, و�أمال يف ن, ثم لهام �جلربي, باعتبار �أن حلظة �ل�صعر �الآ د�ء. م�صاركة �لقاريء تعني قبول هذ� �لتحدي, �أو �الإ كفاءة �الأن�صاين ح�صا�ش باحل�صور �الإ �ملر�هنة على �أن ك�صف �إمكانات �للحظة و�لذ�ت �صوف ي�صاعف �لتفاعل, و�الإ

�لفائق �لذي يكمن ور�ءه. ثانيا: ت�سكيل م�سار�ت �متد�د للن�س

�لتفاعلية ت�صعبية, �أي عند ربط جمموعة من �لق�صائد معا يف يتوفر هذ� �خليار عندما تكون �لق�صيدة ف�صاء �إلكرتوين, مبفهوم �لديو�ن ال �ملجموعة �ل�صعرية, وبطريقة مبتكرة ت�صيف للداللة �مل�صتفادة منها يف

Page 94: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 92

زرق عادة وحتتها حال �نفر�دها. يتم �لربط بني �لق�صائد بو��صطة و�صالت, )كلمات/ جمل مميزة باللون �الأخطوط(, فتمثل كل ق�صيدة من �ملجموع �ملرت�بط �حتماال مل�صار خمتلف.

�صافة تعتمد موؤقتية/ ��صتمر�رية �مل�صار على �خليار�ت �لتي يوفرها �ملوؤلف, و�أهمها م�صاركة �لقاريء يف �الإ�صافة �إىل نهاية �لن�ش- تذييله- ال يخلق م�صار� جديد�. تعتمد �أي�صا على للق�صيدة, مع مالحظة �أن قيد �الإمدى ��صتقالل �لو�صالت, فارتباطها بق�صيدة مركزية يجعل وجودها متطرفا, عار�صا وموؤقتا, مثل هو�م�ش �خلطي, �ل�صعر قر�ءة يف �ملعهود �اللتز�م يلغي �لرت�تبية, هذه فيمحو �لو�صالت ��صتقالل �أما منت, على ومينحها قابلية جذرية للحركة و�المتد�د, ما يوؤدي �إىل �صعوبة حمتملة يف �أن يفقد �لقر�ء ف�صاء �ال�صتطر�د حيان, وبدون �لعودة �إىل يف �مل�صار�ت, حيث يدورون معها حول �لن�ش, بدون �إدر�كه كامال, يف كثري من �الأ

.Home Poem نقطة �لبدء/ �لق�صيدة �لبيتق�صيدة )مالحظات طبية لطبيب غري �صرعي( منوذج لق�صيدة مركز ت�صعبية, ن�صرها �ل�صاعر �لربيطاين �أليك�صي�ش كريك يف �صنة 1995, وتبد�أ �أوىل �ملالحظات فيها باإمكانية �مل�صاهمة يف كتابتها: »ميكن للقاريء تعديل هذه �لق�صيدة �لت�صعبية«, مع متييز كلمة »تعديل« ب�صفتها و�صلة, فاإذ� �تبعها �ل�صاعر �الفرت��صي يجد

ر�صاد�ت �لتالية: �الإلكرتوين, ثم �أدخل �صافة �إىل �لق�صيدة �أو تغيريها �أدخل ��صمك وعنو�ن بريدك �الإ »لكي تتمكن من �الإول �أ�صفله. �إذ� رغبت يف �إعطاء تعليمات عن مو�صع �إ�صافة هذ� �لن�ش �لذي تريد �إ�صافته يف �ل�صندوق �الأ�لن�ش لل�صكل �لت�صعبي يف �لق�صيدة )�نظر: حترير( ثم �أدخل تعليماتك. و�إذ� تركت �ل�صندوق �لثاين فارغا, �صوف ي�صاف ن�صك �إىل نهاية ق�صيدة �لبيت يف )مالحظات طبية(. ��صغط زر »م�صاهمة« عندما تنتهي, على

�أمل �أن حتدث �لق�صيدة �لت�صعبية كل �صبعة �أيام«. ي�صتطيع �لقاريء يف هذ� �لنموذج, وما ي�صبهه, �أن يتبع و�صالت �لق�صيدة, لكن �مل�صار�ت �لتي تنفتح �إذ� �صيجد, �ل�صفحة هذه نهاية ويف �لبيت, �ملنت/ ل�صفحة �لعودة« »زر على ي�صغط �أن البد م�صدودة, �نتظر قليال, جميع �لق�صائد/ �مل�صار�ت على هيئة هو�م�ش ختامية, ما ي�صتدعي �لت�صاوؤل عن معنى وجود

�لو�صالت, ما د�م �ال�صتغناء عنها ممكنا فما �حلاجة �إليها؟! عن �النتباه ت�صرف �أنها �ل�صعر يف �لت�صعبية �لو�صالت ��صتخد�م على �ل�صائعة �العرت��صات من �لق�صيدة, وت�صجع �رتباطا غري نقدي بها, لكن فل�صفة �لو�صالت تكمن حتديد� هنا, يف عملية �صرف �النتباه عن �لق�صيدة وتاأويلها, حتى ال يظل �ل�صعر �صيحة يف �لوجود, ح�صب �ملعني �ليوناين �لقدمي ملفردة »�صعر«, بل �صيحة للوجود, للبقاء برغم �الختالف, الكت�صاب معايري جديدة, و��صتخد�م هذه �ملعايري بدقة و�نفتاح �أكرب مما تتيحه �لثنائيات �لتب�صيطية. كيف ننفتح ملعايري جديدة, وكيف نثق بطريقة خمتلفة للوجود يف �لعامل,

هذ� ما جتيب �لو�صالت عنه باأ�صاليب تتفاوت و�صوحا وكثافة. �لو�صالت �آلية عر�ش الختالف �لن�ش �ملت�صعب, ويف �لوقت نف�صه و�صيلة يدرك بها هذ� �الختالف, ال يوجد معنى �أ�صلي, كلي, نهائي ور�ءها, نظام �ملعنى ياأتي بالنظر �إليها جمتمعة, و�ملعنى يف حد ذ�ته �نعكا�ش لتاأثري�ت عملية �لو�صل. �إذ� تتبعنا �لو�صلة �لثالثة يف )مالحظات طبية( كمثال, �صتتو�ىل عناوين �لو�صالت

لكرتوين لهام �الإ كما يلي: �مل�صتقبل / �أعماق / حمرتقة يف �صبكية عيني / بالكاد �أ�صتطيع مل�ش / �الإ�أي�صا ق�صيدة م�صتقلة, هذ� �عرت��ش و�رد, �ملطبوعة ورقيا ت�صكل �لق�صائد �لفرعية يف بع�ش �لعناوين

Page 95: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

93 ربيع2008

لكننا ال ن�صتطيع �ال�صتمر�ر يف مو�صعة �ل�صعر �لورقي كمرجع, و�إال حتول �إىل هام�ش, ومن ثم �صيوجد �إغر�ء جز�ء �ملقتطعة يف باأن ناأخذ منه ق�صيدة جاهزة, نقتطع منها �أجز�ء قليلة لت�صكيل ق�صيدة بيت, ثم ن�صع �الأنف�صه, كريك يقول كما منت�صرة, لكنها �جلدوى, منعدمة مقاربة هذه م�صار�ت. ق�صائد لتكون و�صالت

و�صوف تكون بال قيمة عندما ميوت عامل �جلدة يف �ل�صعرية �لتفاعلية. تقنية �القتطاع/ �لت�صظية مثال لق�صيدة طفيلية, تتغذي من مظهرها �لت�صعبي لتح�صل على �مل�صد�قية, ما يحتاج �ل�صعر �إليه حقا هو �لتعاي�ش �لتعاوين بني ت�صعبية �لق�صيدة و�ملظاهر �خلطية �ملختلفة, و�لعثور على هذ� �لتعاي�ش هو ما يجعل �لق�صيدة �لت�صعبية �صعبة جد�, بخا�صة عندما تكون ال مركزية, متعددة �الجتاهات وبدون ق�صيدة بيت, كما نرى يف )متاهة �ملر�يا(, وهي ق�صيدة م�صرتكة لكينيث بايان وجورج �صيمرز ن�صرت

لكرتونية. �صنة 1998يف جملة Snakeskin �الإت�صتخدم )متاهة �ملر�يا( تركيب لعبة قدمية, لتاأخذ �لقاريء �إىل �صل�صلة مو�جهات مع �صور متعددة من وهام �لتي تن�صاأ بتاأثري �خلوف و�حلركة �مل�صطربة, ذ�ته, بغر�ش �أن ي�صعر بال�صياع موؤقتا, فيو�جه �ختيار�ته و�الأ�لنظر �أو بقربها �لوقوف �ملر�يا, يختلف هذ� عن للمتاهة ي�صبح �صخ�صية يف ف�صائها, وجزء� من بالدخول

�إليها, عليه �أن يكون د�خلها, و�أن يجد طريقه بدون �أن ي�صطدم بها, �أو بال�صور �ملختلفة لذ�ته.يتكون ن�ش �لق�صيدة من مقطوعات �صعرية تقليدية, ذ�ت د�فع �صردي قوي, ينتهي كل مقطع بو�صلتني, بد�عية, يف ت�صكيل م�صار�ت متثالن خيارين خمتلفني, و�أي خيار يدعو �لقاريء لتحمل جزء من �مل�صئولية �الإ�متد�د للن�ش, عن طريق �تباعه و�صالت معينة وترك �أخرى بدون فتح/ �كت�صاف, يدعوه �أي�صا �إىل مر�جعة فكرة �لغاية, �أو �لنهاية, حني ي�صاأل يف نقطة حمددة: »هل �كتفيت؟ ميكنك نقر �لنهاية«, ثم ال تختم �لن�ش �لق�صيدة ت�صنيف يبدو قد �حلياة(. ت�صعب �إىل ليحيل جديد, من مت�صعبا ي�صتمر بل »�لنهاية«, و�صلة ن �لقاريء �صيبد�أ يف �أي حال من �صفحة »بيت«, غري �أن �لفرق �لت�صعبية, �إىل مركزية والمركزية, تع�صفيا, الأيكمن يف �أنه لي�ش م�صطر� مع �لت�صعبية �لالمركزية �إىل �لعودة حتى يكمل �لق�صيدة, وال ي�صتطيع ذلك �إال با�صتخد�م زر �لعودة يف مت�صفحه �خلا�ش, ما يقت�صي �أحيانا جتاوز �لد�فع �ل�صردي يف �لن�ش, ب�صرف �لنظر

عن �عتماد �لق�صيدة عليه كليا, مثلما مر يف )متاهة �ملر�يا(, �أو جزئيا كما نرى يف ق�صيدة )�أرق(.ديفيد �ل�صاعر �إبد�عها يف ��صرتك �لو�صائط, ومتعددة ت�صعبية, تفاعلية, لق�صيدة مثاال )�أرق( ت�صلح جيويل, �ملخرج �صتيف ويل�صون, و�لفنانة �أنيتا بانتني, يف �صنة 1995. وت�صتخدم فيها عنا�صر ب�صرية و�صمعية رق, لدى رجل معني بو�صوح, من خالل لقطات له, من زو�يا خمتلفة, تبني ح�صا�ش باالأ مع �ل�صعر, لنقل �الإ

مدى �إرهاقه, مظهره �مل�صطرب, �صعره �ملهو�ش, �نتفخات جفونه, ونظر�ته �حلزينة. يرتك ذلك كله للمخيلة يف �لن�ش وحده, لكن �لن�ش هنا لي�ش �لق�صيدة, �إنه عن�صر فيها, م�صروط بغريه, �أخطاء �ملا�صي/ �أفكاره بني �لتي �صيطرت على �لرجل, فوزعت ي�صاعد على تقلبها يف حالة )ماذ� لو؟(, �إمكانات �مل�صتقبل, مثلما ت�صاعد على ذلك �لو�صلتان �لغام�صتان يف نهاية كل �صفحة, �إىل مقاطع خمتلفة

يف �لق�صيدة.ت�صعبية �لن�ش يف ق�صيدة )�أرق( ذ�تية �ملرجعية, تتعلق و�صالت �لن�ش به وحده فال تقود �إىل خارجه, �أو بها من جانب تتعلق ن�صو�ش خمتلفة, �إىل تت�صعب �ملرجعية, ذ�تية ق�صائد غري �ملقابل توجد يف لكن غر��ش �آخر, ويغلب على �لنماذج �حلالية من هذ� �ل�صكل �أن تكون ببليوجر�فية �لطابع, جتميعية و�صارحة, الأ

ليز�بيث بي�صوب, بت�صعيب توين تريجيليو. تعليمية, كما نرى يف ق�صيدة )فن و�حد( الإ

Page 96: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 94

خري )جغر�فيا 3(, وقدمت فيها �صل�صلة من �خل�صار�ت )مفاتيح, �صاعة, �لق�صيدة من ديو�ن بي�صوب �الأ�أ�صماء, بيوت, مدن, �صديق(, منتقلة بهدوء مما ميكن �حتماله �إىل ما ت�صكل خ�صارته كارثة, ومعتمدة على تكر�رية بحر �لفيالنيل, يف تاأكيد نربة �طمئنان ظاهري, وت�صعيد �لتوتر بني �ل�صيطرة و�لفقد, �أو �التقان وفن

خري �إىل �أن �لكتابة/ �خل�صارة فن و�حد. يرف�ش �أن يتقن, لت�صل مع �ل�صطر �الأ�أمام �عرت��ش وجيه, �لو�صالت تغري دبي ت�صع �لن�صخة �لت�صعبية من )فن و�حد( تفاعلية �لن�ش �الأقبل به. يوجد يقو�ش �الرتباط �صا�ش �الأ �لن�ش �ملتكرر عن �لبديلة, و�البتعاد �مل�صار�ت �لقاريء بفح�ش ن�ش �لق�صيدة خم�ش و�صالت �إىل: تعريف بال�صاعرة )ميكن �أن تو�صع يف �صفحة �لبيت(, �إر�صاد�ت/ �أ�صئلة �لتي بي�صوب لر�صائل مر�جعة �لبيت(, �صفحة موجودة يف نها الأ عنها �ال�صتغناء )ميكن �لق�صيدة لقر�ءة ن�صرت بعنو�ن )فن و�حد( يف �صنة 1993)و�صلة كاذبة, تنفتح على �مل�صار �ملحدد لكن �ملادة �لتي وعدت بها خرية يف �لن�ش(, و�صالت ل�صعر �لفيالنيل مفقودة(, ��صتجابات نقدية للق�صيدة )تتكرر مع �لو�صلة قبل �الأ

)ميكن و�صعها يف �صفحة �لبيت(.قو��ش �عرت�صات جزئية- حمتملة- على تاأخري �ل�صعر نف�صه, �إ�صباع �لقاريء مبا ميكن تاأجيله, ما بني �الأ

و�مل�صادرة على حكمه �لنقدي قبل �أن ي�صل �إىل �لن�ش ومطلعه �لتايل.. لي�ش �صعبا �إتقان فن �خل�صارة

حيث يجد على )فن �خل�صارة( و�صلة ببليوجر�فيا ت�صعبية, ملقاالت وكتب عن هفو�ت �لذ�كرة, �صرود و�صالت �صيجد �إليها, وعاد ل�صاعات, بعد جولة �لق�صيدة, �لقاريء تذكر فاإذ� �لكالم, و�أخطاء �لذهن, �أخرى حمرية, مالعالقة مثال بني قول بي�صوب »�خ�صر �صيئا كل يوم« وم�صاألة ريا�صية تت�صمن فقد�ن مفاتيح؟ �أو بني مفردة »بيوت«, يف �ملقطع �لر�بع, وق�صة لكاتب مغمور بعنون )�ملنزل �ملفقود(, هل توجد عالقة بني

�لق�صيدة و�لقارة �ملفقودة �أو �لفردو�ش �ملفقود, كما تقرتح �لو�صالت؟دب, القرت�ح حتويل �نتباه �لقاريء عن �لو�صالت نف�صها �إىل داللة وجودها جدل �أ�صا�ش يف تفاعلية �الأ�أن �لعالقة بني �لن�صو�ش �أكرث �أهمية من ن�ش بذ�ته, حتى �إذ� كانت �لعالقة �عتباطية, �صيبقى على �لقاريء نرتنت �إىل منط �إبد�عي, بانتقاله من دور �ملغمور, و�لوكيل, �إىل دور �ملبدع, وحده �أن يحول ت�صفحه ملو�قع �الإ�أي بعدم �ل�صماح للو�صالت �لت�صعبية باأن متت�صه �صوب �أطر�فها �لالنهائية, تنمية �إح�صا�ش بال�صيطرة على �ملو�د �لتي يت�صفحها, ثم ��صتخر�ج معنى منها, و�ال�صتفادة باملعنى يف �إبد�ع �صيء خا�ش, �أي �صيء.. بد�ية

فكار, ولي�ش �نتهاء بت�صكيل ن�ش �أدبي �أو فني(. من ربط جديد بني �الأ�لو�صالت �لت�صعبية تقنية للنظر خالل �لن�ش, ال �إليه, ت�صبه �ل�صورة �لفوتوغر�فية و�للقطة �ل�صينمائية, دب �لورقي يطمح �إليه: مغادرة �لقاريء ف�صاء �جل�صد, ن�صيانه ت�صحب �مل�صاهد �إىل عمقها, وتنجز ما كان �الأن عامل »كا�صتاليا«, �إطار �ل�صفحة, �جنذ�به �إىل �لعامل �ملتخيل, و�حتالل �أي موقع فيه. حققت هذه �لتقنية �الآماج�صرت بدون �حلالية �للعبة كانت و�إن �لزجاجية(, �لكريات )لعبة رو�ية هي�صه يف هريمان تخيله �لذي

لودي, �صيد ي�صرف عليها من بعيد, ويوجه �ملغامرين يف متاهتها من مد�خل خمتلفة. �أن تعني �آخر, بعد يوما تتعقد تتز�يد/ �لتي فاأ�صكاله للمغامرة, مدخال كونه �لتفاعلي �ل�صعر جتاوز هم, عمق �ملتاهة حيث يقبع �لوح�ش, وبدون خيط �أريادن, ما د�م �لالعبني �جلدد �صيتجهون �إىل �لتحدي �الأ»قطع« �خليط �صلتهم بف�صاء �صعرية رحب, حيث �لو�صالت ��صتعار�ت, منف�صلة عن �ملجال �لداليل للن�ش,

بجدية و�أنظمة رموزها. وحيث �لتمثيل �لب�صري بالغة, من خارج �الأ

Page 97: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

95 ربيع2008

نعم �ل�صر�ع بني �لف�صحى و�لعامية , فما بالنا بنقا�ش مو�صوعه ق�صية تقوم على �ل�صر�ع ! �إن هذ� �مل�صطلح مر �صمت �لعر�ك وجترى على �لفور عملية ��صتقطاب ع�صابى فى ما �إن يقتحم حديث �ملتجاورين حتى يتخذ �الأجممله ينتظم فريقني �أو على �لدقة طرفى خ�صومة عنيفة . ولعلـه من �لطريف �أن �أدو�ت �حلو�ر تختلــط حتى لتجد هذه �ل�صورة �ملده�صة : �أن�صار �لف�صحى �أو �ملكا�صرون ب�صاأنها و�لذين يريدونها لغة �أو �صورة وحيدة �صائدة قناع �أو ينبغى �أن تكون كذلك ولو على �لرغم من �لو�قع �ملو�صوعى �حلى , هم فى جدلهم �لعنيف �مل�صتعلى الإجمال , مة وحا�صرها وم�صتقبلها وح�صارتها على �الإ خ�صومهم بخطر دعو�هم بل ورمبا خيانة موقفهم ملا�صى �الأهوؤالء �ملكا�صرون - وما د�م �للقاء وجها لوجه و�حلو�ر �صفهيا على طاولة ندوة �أو مقهى - ي�صتخدمون �لعامية قناع خ�صومهم �صباب عديدة – الإ قل عنفا الأ �أن�صـــار �لعامية وهم فى جدلهم – �الأ , بينما كثري� ما ترى بتع�صف موقفهم ومبالغتهم فى حتديد دو�فع ومر�مى ��صتخد�م �لعامية ي�صتخدمون �لف�صحى رمبا حر�صا على تاأكيد در�يتهم بهذه �للغة �لتى يتهمهم �خل�صوم مبعاد�تها و�لتاآمر عليها حلد �لتورط فى خمططات ��صتعمارية !! فاإذ� ما �تخذ �جلدل �صيغة �خلطاب �ملكتوب فى جملة �أو �صحيفة �أو ما �أ�صبه ��صتخدم �لطرفان لغة موحدة �أنها كذلك . هذه �ملفارقة �لعجيبة ال يكاد يلتفت لها �لطرفان �أو يلمحون هى �لف�صحى �أو ما ��صطلح على د�ة بالتوقف عندها وفح�صها : ملاذ� فى ق�صية و�حدة نتفق فى �الأ �إنها فى حد ذ�تها ظاهرة جديرة مغز�ها , عندما نكتب ونختلف عندما نقول �أو هكذ� يبدو ؟! وعندما تكون �أد�ة �خلطاب هى نف�صها مو�صوع �خلطاب مر وقفة ؟! �حلقيقة هى �أن �ملت�صارعني يحرفهم �الحتد�م عن وقفة �ملتاأمل �لذى �أو �مل�صكل �أال ي�صتحق �الأجابات فى ثبات ورباطة جاأ�ش وطماأنينة �صئلة – فى جترد – على مو�صوعه وعلى ذ�ته ويتلقى �الإ يطرح �الأ�أو �إن�صانية �أن نف�صه على حقيقة يوطىء �لذى �ملجتهد تو��صع , وفى ق�صيته و�صرعية ب�صالمة موقفه �ملوؤمن

الف�شحى والعامية .. وما �شنع احلداد

كان �لتى �لعربية« يام �الأ « فى كتبنا نوفمرب من �لثانى فى وحتديد� 1999 �لعام نهاية قرب ى متابع حلركة �لثقافة ي�سدرها �ساعر �لعامية وغري �لعامية �أ�سرف عامر ما ن�سه : » يبدو و��سحا الأ , دورية م�ساألة و�ستظل كانت و�لعامية �لف�سحى ق�سية �أن �حلديث تاريخها �متد�د على �لعربية �أى �إنها �أزمة تطل بر�أ�سها �أو يدفع بر�أ�سها لتطل على نحو دورى يلت�سق �لت�ساقا حميما مبنحنيات زمات. ومن �ساأن �لطبيعة �لنوعية للفرت�ت �لتاريخية �ملاأزومة وما يتخلق فى رحمها من دو�فع �الأثارة هذه �مل�ساألة �أن ت�سفى على �جلدل �لد�ئر �أو �لثائر ب�ساأنها �سبغة �ال�ستباك �لع�سو�س �لذى تتوه الإفيه حقائق وتغيم فيه وقائع وتلتب�س حدود . وح�سبنا �أن ن�سري �إىل م�سطلح و�حد كا�سف بذ�ته عن كل ذلك , وهو م�سطلح – للده�سة �ملوؤ�سفة – يغلب على كل نقا�س ويفقده من �لبد�ية �سمات هذ� , و�لهدوء �ملنطق �إىل و�الحتكام بالر�سانة بطبيعته يتميز �لذى �ملو�سوعى �لعلمى �حلو�ر

�مل�سطلــح هو ) �ل�سر�ع ( ..

د . �سالح �لر�وى

Page 98: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 96

ول – حتتم �حتماالت �خلطاأ ب�صرية �لبحث �أو �لنظر فى م�صائل �لعلوم – و�صاأن �للغة �صاأن علمى فى �ملقام �الأو�ل�صو�ب بل ولعلها ترجح �حتمال �خلطاأ و�إال ما كان �صاأن �لبحث و�كت�صاف �حلقائق وقو�نني �لظو�هر �لطبيعية ميان على �ل�صو�ء . و�الجتماعية و�لثقافية �صاقا , وال كانت �حلقيقة �صالة �ملوؤمن , باملعنى �لعري�ش للحقيقة ولالإم هى �أن �ملجادل من هوؤالء يتخلى فى غلو�ئه عن تو��صع �ملجتهد وحترزه ليلب�ش عدة �ملجاهد لكن �مل�صكلة �الأجهاز على غرمي مفرت�ش وفى مبارزة و�حدة , �إذ �ملندفع �إىل ميد�ن حرب ال يلوى فيها على �صىء �صوى �الإي�صيق �صدره حتى عن تفهم طبيعة �حلرب وهى فى تر�ث �لف�صحى �ملتو�تر ) كر وفر ( وكاأنه وهو يقاتل طلبا للح�صنيني معا فى �صبيل لغة �مرىء �لقي�ش قد ن�صى و�صـــفه �ل�صهــــــري ) �ملثال ( جلو�ده ) مكر مفر مقبل مدبر معا ( مكتفيا بتمثيل �ل�صطرة �المروؤية �لثانية متثيال حرفيا فاإذ� بك خالل �حلو�ر �أمام جلمود �صخر حطه �ل�صيل من عل , وليته كان جمرد جلمود و�حد بل هى جالميد متتابعة ال ت�صدها �إال جالميد مثلها حيث ال يجد �صاحب �لعامية �مل�صارع �إال مناذج من �أزمنة �نحطاط �لفاعليات �لبالغية �لعربية فى ع�صورها �ململوكية و�لعثمانية وغريها , يربزها �أمام خ�صمه مذكر� �إياه بها ليفل عزمه ويفت فى ع�صده , وال يبقى حينئذ ثمة من حو�ر وال متحاورين بل خيمة من غبار كثيف ما �إن ينق�صع حتى ينعقد من جديد حيث تبد�أ �ملعركة مبفرد�ت �إنها نقائ�ش جرير و�لفرزدق دون بالغتها ودقة ت�صكيلها �لتقليدية , �لتهار�ش نف�صها �لتى تبد�أ بها �ملنازالت �جلماىل �لرفيع �لذى رمبا ��صتفز فريقا من �ملقاتلة فى مع�صكر �لف�صحى ��صتفز�ز� عنيفا مبعايري �أخالقية �صرف بينها وبني معايري �لفن ) خرط �لقتاد ( �أو بالتعبري �ل�صعبى ) ما �صنع �حلد�د ( وهو تعبري يتد�وله �لنا�ش بكرثة بالغة وهم على وعى عميق مببناه ومعناه ومرماه دون �أن يناق�ش �أحد ف�صاحته �أو عاميته �إذ ال معنى ملناق�صة دبى �ملحكم �لذى بيزنطية بينما �حلياة ولغتها جتريان جريانا هينا لينا . نعم مل يناق�ش �أحد هذ� �لت�صكيل �الأمل يفرط فى معنى ومل يفرط فى مر�كمة لغوية جمانية , مل ي�صغل �أحد نف�صه باإجر�ء حتقيق ق�صائى ملعرفة ما �إذ� كان هذ� �لت�صكيل قد مت �صبطه متلب�صا وهو يهبط من قمة �لهرم �للغوى �ملعتمدة ليجد له وجد�ن ول�صان ن�صانى , ف�صاح عن مكنون �لنف�ش وحتديد مربط فر�ش �ملوقف �الإ م�صتخدم و�ع مبنطقه وم�صمونه وغايته فى �الإقد�م على �صفـــح �لهرم حتى �لقاع �ملنب�صط , �أم مت �صبطه متلب�صا م�صتخدم يقف عند �أى نقطة من مو�قع �الأبال�صعود �إىل �لقمة �ل�صاهقة �لبعيدة تكاد تالم�ش �صفحة �ل�صماء , كما يحلو لبع�ش �أبو�ق علم �لفولكلور �أن يتحدثو� عن فولكلور �صاعد وفولكلور هابط !! باهلل علينا كم من معلمى وباحثى �لف�صحى يدرك ) خرط �لقتاد ( �إدر�كا لغويا دقيقا يتجاوز حدود �ملعرفة بال�صفعة من خالل �صياق �ال�صتخد�م �حلى وما �أندره بالن�صبة

لهذ� �لتعبري وبقية �ل�صندوق �لذى ��صتخرج منه , وهذه ق�صية �أخرى ؟�لنبطى ( �لبدوى �ل�صعر وحتديد� �ل�صعبية �لثقافة فى ومتخ�ص�ش م�صرية ) عامية ( �صاعر و�أنا �أنذ� ها – �مللحون ... �إلخ ( �أكتب مقاىل بهذه �للغة ) �لف�صحى ( و�أنا مدرك �أن �لنقا�ش لو كان �صفهيا التخذت لغة �صباب هذه �ملفارقة �لتى �أدعو �إىل تاأملها �خلطاب دربا – �أو �صربا – �آخر خمتلفا ولو نوعا ما . ولكننى مدرك الأخرين �صباب �إىل حني قريب �إذ ال �صك فى �أن تاأمل �الآ و�حلو�ر حولها مرجئا ت�صجيل حدود معرفتى بهذه �الأ

و�جتهاد�تهم �ملو�صوعية ملما ي�صىء ىل جو�نب مل تكن لتخطر لنا على بال.ومر ما يقرتب من عقد كامل من عقود �لقرن �ملا�صى – و�كت�صب كلنا �صفة �ملخ�صرم ولو مبعنى من �ملعانى – دون �أن ي�صتوقف ذلك �حلديث �أحد� . و�ال�صتيقاف �مل�صئول ال يعنى قط جمرد �لقر�ءة , و�إمنا هو يعنى

عندنا �لت�صدى باملناق�صة �ختالفا و�تفاقا ومقاربة �ملو�صوع مقاربة جادة جمتهدة وعميقة . يام �لعربية عن �ل�صدور .. و�لدعوة للحو�ر مل تكن – بد�هة – مق�صورة على �ل�صحيفة �لتى توقفت �الأن�صرت �أو فتحت للحو�ر بابا �أو نافذة �أو حتى ثقبا . وها نحن فى جملة متخ�ص�صة لل�صعر وق�صاياه ومو�صوعاته

Page 99: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

97 ربيع2008

نعيد طرح �ملو�صوع / �لق�صية للنقا�ش . ون�صيف فى هذ� �ل�صياق بع�ش مالحظات / حقائق / روؤى / �صروط / �صو�بط / معايري , �أو �أى ت�صمية تر�ها , لي�ش عن قبول منا لفكرة �لرت�دف بني �مل�صطلحات وهو ما ن�صدد فى كل جماالت �لبحث على �أنها فكرة خاطئة متاما وال �أ�صا�ش لها من �ل�صحة بل هى بالغة �لتهافت ونرى عمى �الأ ي�صتوى ) ال فاإنه وقطعا , �لعلم فروع بع�ش تامة فى ونقمة �صديد تخليط �أو ��صطر�ب �أنها م�صدر

و�لب�صري(:�أوال : �إنه ما من ق�صية من �لق�صايا �إال وهى �أطروحة مبعنى �أنها �إ�صكالية يطرحها �لطارح – �أو تطرح نف�صها هلية , - للنقا�ش , وهى بهذ� �ملعنى ت�صتدعى مناق�صني من �أهل �الخت�صا�ش ولو على تفاوت فى درجة �الأتناديهم �لق�صية �إىل معاجلتها , ومن �ملفرت�ش �أن غايتهم – �أى غاية كل منهم ودون ��صتثناء بال�صرورة – هى �لو�صول �إىل �حلقيقة �أو قطع �صوط �أو حم�ش خطوة فى �صبيلها �ل�صائك وهو �صاأن �صبل �حلقائق , كل �حلقائق . وفور �أن يتوفر �صرط �لغاية بتمامه فاإنه ي�صتدعى بذ�ته �صرط �ملو�صوعية �أى �لتجرد و�نتفاء �لذ�تية و�لهوى

من رحلة �لبحث عن �حلقيقة . لية �لوحيدة �لتى توؤ و�لغر�ش , فاملو�صوعية هى �الآخطاء �ل�صائعة �لد�رجة و�لتى ثانيا : �إننا نتحفظ منذ قر�بة ربع قرن على م�صطلح ) �لعامية ( ونر�ه من �الأول من علماء �لعرب وفى مقدمتهم ب�صر بن �ملعتمر �ملتوفى فى �لعام تخالف روؤية عميقة لبع�ش من �لرعيل �الأدق عندنا فما �أكرث ما قلنا 210 هـ و�لذى و�صع �لعامى فى مقابل �خلا�صى ولي�ش فى مقابل �لف�صحى وهو �الأعجمية ) �نظر ن�ش �صحيفة جحاف �أن تعادل �لعامية �الأ �إن مقابل �لف�صحى هو �لعجمة و�إنه من �لتع�صف و�الإ, �ش 135 هارون �ل�صالم : عبد , حتقيق و�لتبيني �لبيان لنا �جلاحظ فى كتابه نقلها �لتى �ملعتمر بن ب�صر -136 من طبعة �لهيئة �لعامة لق�صور �لثقافة �صل�صلة �لذخائر 2003 ( . ونرى �أن ��صتخد�م م�صطلح �لعامية فى مقابل �لف�صحى - و�طر�د ��صتخد�مه - قد �أدى �إىل قيام خطاأ جوهرى �أم�صك ويظل مي�صك بخناق �لنقا�ش بل يحوله �إىل �صر�ع بحكم �أ�صباب عديدة من بينها - فى ر�أينا - قيام هذ� �مل�صطلح فى حد ذ�ته على حكم بد�عية �لنوعية �ملتميزة �مل�صماة معيارى / قيمى / �أخالقى . ينطلق من �لبد�ية من �إر�دة �إد�نة هذه �لظاهرة �الإد�نة بل هو يتجاوز هذ� �حلد �إىل مدى �أعمق هو تخوين �لظاهرة مر عند حد �الإ » �صعر �لعامية« , ومل يقت�صر �الأد�نة / �لتخوين ( قد �نح�صر �أو تر�جع , �إذ تظل له جتلياته و�أ�صحابها . وال يظنن �أحد �أن هذ� �ملوقف �ملركب ) �الإى تب�صط �صائد فى بناء �أية �لظاهرة و�لكامنة . ومن �أجل هذ� كله - وبع�صه كاف وزيادة , ولكرهنا �ل�صديد الأم�صطلحات ثم �لفو�صى فى ��صتخد�مها عن جهالة �أو قلة معرفة , عن �صوء نية �أو ح�صن نية ال فرق- �آثرنا منذ زمن بعيد ��صتخد�م م�صطلح » �صعر �لعربية �مل�صرية« علما على ما يبدعه �ل�صعر�ء فى �صياق �لتجلى �مل�صرى مر ذ�ته بالن�صبة للتجلى �للغوى �لعربى �لتون�صى و�لعر�قى و�ل�صورى و�للبنانى و�ليمنى ... للغة �لعربية , و�الأ�لخ وبحيث ترتفع - �أى تغيب وتنتفى - م�صطلحات : �لعامى و�لنبطى و�مللحون و�حلمينى وما فى حكمها

من م�صطلحات منعدمة �لدقة عندما تطلق على ظاهرتنا �ل�صعرية .ثالثا : �إن �لق�صية �ملطروحة للنقا�ش رزحت حتت وطاأة �ال�صطر�ب لعقود طويلة من جر�ء غلبة �خلطاب �أو �صبه �لعلمى ف�صاع كثري من �لفاعليات �لتوثيق �لعلمى �أوىل , وعدم ��صتيفاء �صرط ن�صائى من ناحية �الإر�ء بحيث ي�صعب – و�أحيانا ي�صتحيل – على �لباحث �جلاد �أن يرجع �إليها ر��صد� فاح�صا و�الجتهاد�ت و�الآمن ناحية ثانية , ناهيك - من نــاحية ثالثة - عن غياب �لد�أب �ملنهجى فى طرح هذه �لق�صية �أو بروزها على كرب . وهو ما ناأمل �أن تفلت من قب�صتها حماولتنا �لر�هنة بحيث �ل�صطح بحيث توؤدى �ل�صدفة دور �لالعب �الأ

ر�د�ت �جلادة و�ملخل�صة لتتناول هذه �لق�صية تناوال علميا عميقا . حتت�صد �الإ

Page 100: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 98

�ختارها �لتي �ملقطوعة مع تر�فق �إذ لقر�ءته, �ملفتاح هو يكون ديو�نه عطا به ��صتهل �لذي هد�ء �الإ ولعل �ل�صاعر لتكون على �لغالف, ومقطوعة �أخرى يف ق�صيدة متاأخرة: »�إىل �مر�أة كنت �أينما وليت وجهي �سدتني ��ستد�رتها �ملحكمة: بعدك وقعت عمد� يف حب كل �مر�أة �سادفتني«. �أما �ملقطوعة فتقول: »ما �لذي جعلني �ل�ساي/و�لوجوه ح�سان وحتى فنجان و�لورود و�لقبالت و�الأ بارد كجثة/ ثري �الأ فيما �أدعوها حبيبتي/ مر و�صوحا يف مطلع ق�صيدة »ح�صنا فعلت« �ملبت�سمة/و�حلزينة و�خلجولة/ جمرد �سور حتركها فاأرة«. ويزد�د �الأقبل ما �سعر�ء قل/ من �الأ �ألهمت/ ثالثة على �لتي �ملر�أة »تلك تقول: �لديو�ن, حيث �آخر تاأتي يف �لتي ق�سيدة �لنرث/ ليتها تغو�س يف �سوك �سدري/ فاأجاريها: يف �ل�سيارة, وعلى �لهاتف,/ ويف و�ملقهى, ود�خل

�مل�سعد, /ثم يحل �ل�سمت فجاأة/ ونتبادل كالما تافها,/ يليق مبجرد �سديقني«.�لرئي�صي �ملو�صوع ي�صكل �حلب عن يبحث لرجل بالن�صبة وعالقاته درجاته �ختالف على �لن�صاء فعامل غلب ق�صائد هذ� �لديو�ن, ت�صاحبها �ألو�ن متعددة من حياة �لب�صطاء, ويف �لطريقني يطرح �ل�صاعر �صوره و�أفكاره الأب�صر�حة �صديدة وتدفق عذب, و�حتفاء �صديد باملو�صيقى �لد�خلية, و�عتماد و��صح على »�ملفارقة« يف كثري من �لق�صائد, ورغبة جلية يف جذب �نتباه �ملتلقي من �ملن�صاأ وحتى �ملنتهى, عرب �لعفوية و�لتدفق �أحيانا, ومن خالل

»�لق�صيدة/ �حلكاية« �أحيانا. �لذي »�أنا فاأرة«: بـ»�صور حتركها و�صمها �لتي وىل �الأ ق�صيدته �ل�صاعر يف قول ذروتها يف �ل�صر�حة وبلغت

يكذب متعمد�/ ويكاد من فرط تاأنيب �سمريه/�أن يقول: �نتبهو� �أمامك كاذب«. وتنتهي هذه �لق�صيدة مبفارقة م�صتخل�صة من �صميم حياتنا حني نكت�صف �أن �حلبيبة جمرد �مر�أة من عامل نرتنت �الفرت��صي, �أو »جمرد �صور حتركها فاأرة«. وت�صتمر �ملفارقة مع �لق�صيدة �لثانية »حتى لو كان لها غري هذ� �الإ�أعارت �لتي �لق�صيدة »مرمي« يف مبقطوعة �صماء �الأ تكتمل ثم و»ماريا« »رمي« مقطعني تتكون من �لتي �ال�صم«, �صماء �لثالثة جند �أنف�صنا �أمام �صاعر يبحث عن �لع�صق على عتبات �جلميالت, وهو عنو�نها للديو�ن كله. ومع �الأ

ق�شائد تتدفق بعفوية عن عوامل اإن�شانية رحبة

�ل�سادر �حلائط« �إىل »ظهرها �لثاين ديو�نه مع ومتكنا ر�سوخا �ل�سعرية عطا علي جتربة تزد�د �سبيل »على ول �الأ ديو�نه ج�سدها �لتي �لبد�يات وفيه به فارق �إذ �سرقيات« »د�ر عن موؤخر� �أكرث توهجا, و�أ�سل�س تلقيا, �ل�سعرية هنا �لنور قبل �سنو�ت خم�س. فال�سور �لتمويه« �لذي ر�أى و�أقرب �إىل �لوجد�ن, ال�سيما �أنها تدور حول حالة �إن�سانية, تنطلق من �خلا�س �إىل �لعام, وتعر�س يف �أغلبها طقو�سا مت�س �سغاف �لروح بقدر ما تهز خاليا �جل�سد, وتر�وح بني �لعاطفة �خلال�سة و�ل�سبق

�مل�ستعر.

د. عمار علي ح�سن

يف ديو�ن علي عطا �جلديد »ظهرها �إىل �حلائط«

Page 101: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

99 ربيع2008

وىل, ورغبة فا�صلة يف تروي�ش �لثانية, وجتربة ج�صدية مع �لثالثة �لتي تعر�صت ع�صق عفيف ومن طرف و�حد مع �الألتجربة قا�صية يف �أول �لعمر حني »خلع �أخوها بر�ءته على باب طفولتها« وتتكرر �لتجارب مع »�ل�صديقة �لتي ال ت�صافح �لغرباء �إال بعد �أن ينام كل من يف �لبيت«. ثم تاأتي حالة من �لرتدد يف �لتعامل مع بنت �أخرى بق�صيدة باأنه مي�صك �لع�صا من �ملنت�صف, وحالة من �ال�صتباه يف �لق�صيدة �آذ�ن �لفجر بخم�ش دقائق«, تتهم فتاها »قبل نف�صها من جار يخ�صى على زوجته من جاره �لذي مل يرها �أبد�, وحالة �أخرى من �الكتفاء بالقليل مع �مر�أة عرب ح�صا�ش /باأنني رمبا �أخطر على بالك/ يف تلك �للحظة«, ثم �لهاتف �لذي يلوذ حبيبها بال�صمت »مرتاحا �إىل �الإخرية �لتي �أعطاها رغبة يف تكر�ر �ملحاولة من �أجل �لظفر ب�صيدة »لي�ش كمثل �صوء �صدرها �صوء« يف �لق�صيدة �الأ

�ل�صاعر عنو�ن »غناء«. ومن �لو�قع ينتقل �ل�صاعر �إىل »�ملر�أة يف �حللم« �لتي يعي�ش معها جتربة جن�صية ناق�صة, يف مقطع �أخذ عنو�ن جتارب مكثفة عن �صور� �ل�صاعر قدم خاللها �لذ�كرة«, تت�صكع يف »وجوه ��صم �صعرية حملت مبتتالية »�مر�أة« �ل�صرية »�أ�صد�ء �لر�ئع كتابه م�صعور« حمله »نرث يف لنا جنيب حمفوظ منحه مما �إبد�عها يف ��صتفاد رمبا خمتلفة

�لذ�تية«.قبل «ر�أيتها/ فيها: يقول �لتي تلك ثم �صناعته, �ل�صاعر يح�صن �صعيفا مل جاء �ملقطوعات هذه وبع�ش تقول: �لتي تلك ن�صبيا مثل �أف�صل وبع�صها نا�س �سقيل ي�سلمون عليك«. �ل�سالة تقول يل:/ �لدخول يف ناء/ �الإ �أناولها �أن �أ�سقيها/وقبل �أن مني تطلب �سهرين/كانت /قبل �لعامل عن رحلت �لتي/ »عمتي

تذوقت ما فيه/ فاإذ� به عطن«. ينزل »ر�أيته مطلعها: منذ ق�ص�صية, روح عليها ت�صيطر �لتي »زيارة« ق�صيدة مع مد�ها �لتجربة تاأخذ ثم �لق�صيدة على باحتو�ء �لق�ش ثم يكتمل �أو على كتفه«, �أذكر فوق ر�أ�سه/ من قطار/ حامال كرتونة,/ ال �صخ�صيات وحكاية متكاملة ور�وي, ومكان يتمثل يف »حمطة �لقطار«, وتطور زماين متنقل بني �ملا�صي و�حلا�صر, وحو�ر بني بع�ش �ل�صخ�صيات, وتفاعل و��صح بني �أطر�ف �حلكاية, ولغة يغلب فيها �لنرث على �ل�صعر, حيث ال

ركان. تفلح �ملقاطع �ل�صعرية �لق�صرية يف منع تو��صل عبارة �صردية متكاملة �الأوجهها منه, خرية �الأ بالق�صيدة وردت مبقطوعة هذ� ديو�نه �ل�صعرية يف جتربته عن عرب قد عطا على ولعل كالعادة �إىل �مر�أة »لي�ش كمثل �صموخ �نك�صارها �صموخ« لكنها تنطبق بالكلية على طريقة �ل�صاعر يف نظم ق�صائده و�صياغتها و�صبكها ور�صم خمتلف مالحمها. فاملقطوعة تقول: »و�أعرف �أنني ل�ست بارعا/ يف تثبيت ما ي�سمى/ فهذه حتتمل«. ما فوق مور/ �الأ حتميل وعدم ح�سل/ ما جتاوز �ساأحاول/ لكنني �لفا�سلة,/ باللحظات بناء �لفا�صلة« يف �للحظات »ثتبيت �أمام �ل�صاعر طويال �إذ ال يقف �لنظم, تناظرها عفوية يف �لعفوية يف �حلب, ق�صيدته, بل يطلقها دفقة و�حدة, من دون �أي ت�صنع, رمبا خوفا من �صياع �ل�صورة �لتي ي�صعى �إىل ر�صمها �أمام �أعيننا, و�ملعنى �لذي يريد �أن مينحه لعقولنا, وهذ� �صمت عام لق�صيدة �لنرث. �إال �أن �ل�صاعر ال يحفل طويال بتلوين �ل�صورة �ل�صعرية, وال ب�صحن عبار�ت ق�صائده ببالغة �صديدة �لوطاأة, �صاحرة �لبيان, وال باختيار عناوين عذبة لكل �صرة, و�لبوح �لو��صع, و�ملو�صيقى �لد�خلية للغة, و�ختيار ق�صائده, وي�صتعي�ش عن ذلك باالنحياز �إىل �لب�صاطة �الآ

م�صامني �إن�صانية عري�صة.

Page 102: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 100

بد�ية , نقف �أمام �لعناوين �لتى �ختارها �ل�صاعر لق�صائده , فهى بالرتتيب : »ثرثرة عن حفل زفاف ال تعنى �أحد� �صو�ها - رمبا - �صيوعيون كنا - على نحو ال يليق بقاطع طريق -كان �لفيلم رديئا فعال- مر �لل�صو�ش من هنا - ت�صبهني وردة بي�صاء �صغرية - حار�ش �لفنار �لعجوز - �مل�صتحيلة - �حلنني يا ز�هية �حلنني - فى منزل �صغري - ثالث طرق فى هجاء �لغريب - �لقتلة«, وجميعها عناوين د�لة على م�صتويات من �لفقد , �لفقد �لعام و�لوجد�نى و�الجتماعى , و ال يجد �ل�صاعر �أمام هذ� �لعامل �ملنح�صر �صوى �أيقونة �حلنني , طريقة ال�صتعادة �لزمن �ملفقود , و�حلفاظ على متا�صك �لذ�ت �أمام موجات �النك�صار

و�لت�صويه ملرتكز�تها.�أول م�صتويات �لفقد �لذى يتجلى فى �لديو�ن هو فقد�ن �لنف�ش , من حيث �صياع وتبدد �جلماع �لذى

كان مينحها وجودها �لنقى �ل�صالف, كما يتجلى فى ق�صيدة »�حلنني يا ز�هية �حلنني«:»تغريت كثري�/ مت لدرجة �أنك لن تعرفينى«

وىل لل�صاعر , و�لتى ��صتمد من وجودها ت�صوره عن �لعامل و�ل�صعر وعن لقد �صاعت وخربت �لنف�ش �الأ�لرب�ءة و�حلب , ومع خر�ب جميع �لعنا�صر �لتى تكنز هذه �لنف�ش خرب �لعامل و�أعلن �ل�صاعر موته.

يرتبط بفقد �لذ�ت عند �ل�صاعر فقد على م�صتوى �آخر هو فقد�ن �حللم �لرومانتيكى بتغيري �لعامل , ذلك �أ�صكال من �حلكم �ل�صموىل ن�صاء مثلما كان د�فعا ل�صعود �حللم �لذى مثل د�فعا للتح�صيل و�لثقافة و�الإحالم ماليني �لذو�ت ملجرد �أن كانت لها �أحالمها �ملختلفة. و�صوال �إىل �لفا�صية �لتى جرفت �أمام طوفان �الأ

يقول �ل�صاعر فى ق�صيدة »�حلنني« :�لرئا�سة ق�سر فوق / �حلمر�ء حالم و�الأ / �ل�سو�رع فى �لثورة حلم على ننام / �سيوعيني كنا �لتاجنو �ملقاهى / رق�سنا �لثورة / جل�سنا على �نتظار �إىل بيت / فى ) ........( فارحتلنا من بيت

)........( / ال �لثورة جاءت / وال ��سرتينا قمي�سا«.وىل �لتى �صكلت ذ�ت �ل�صاعر وحدها �لتى تعر�صت للموت و�خلر�ب , فاحللم �لكبري لي�صت �لعنا�صر �الأ�لذى مد �لذ�ت بن�صقها �حلى ووقود حركتها فى هذ� �لعامل �نك�صر وحتطم , فال �لثورة – ح�صب �لت�صور

�شـــاعرية الفقــد

»حار�س �لفنار �لعجوز« هو �لديو�ن �خلام�س لل�ساعر عزمى عبد �لوهاب , بعد دو�وينه : »�لنو�فذ ماكن – باأكاذيب �سود�ء كثرية – بعد خروج �ملالك مبا�سرة«, وميثل �سماء ال تليق باالأ ال �أثر لها - �الأخري , بق�سائده �لثالث ع�سرة , �متد�د� �أكرث �سفاء وتبلور� الجتاه �ل�ساعر نحو ق�سيدة هذ� �لديو�ن �الأ

�لفقد�ن و�حلنني كما جتلت فى ديو�نه » بعد خروج �ملالك مبا�سرة« .

كرمي عبد �ل�سالم

عزمى عبد �لوهاب وديو�نه »حار�س �لفنار �لعجوز«

Page 103: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

101 ربيع2008

حالم �لربىء �لرومانتيكى لها - قد حتققت وال ��صتطاع �حلامل �أن ي�صري فى �لعامل �ملادى �لذى ال يعرف �الأكما ينبغى .

وىل لل�صاعر , �لذ�ت �لثائرة �لربيئة و�نك�صر �حللم �لثورى �لرومانتيكى لها فى تغيري لقد ماتت �لذ�ت �الأ�لعامل , �إذن فاملح�صلة وفق �لت�صور �لرومانتيكى نف�صه هو خر�ب �لعامل �ملادى �لو�قع حتت وطاأة �لعجالت –�إذ� ياأتى �لفقد�ن �لعام �ل�صخمة لال�صتغالل , فمن فقد�ن �لذ�ت لرب�ءتها ومن فقد�نها للحلم �لثورى – و�لذى يتجلى فى �صورة �لعامل �لقبيح �لذى ال يحمل لل�صاعر �صوى عالقات �الغرت�ب جاز �لتعبري

و�لرف�ش .فى ق�صيدة »رمبا« نلم�ش جتليات هذ� �لفقد �لعام :

زقة / فى مبنى �لرئا�سة ووز�رة »�أبانا / �لفئر�ن فى �ل�ساحات / حتت �لكبارى / فى �ملقاهى و�الأ�لدفاع / و�جلثث متالأ �لعربات �لفارهة / هل ترى ؟ / �لطاعون فى عيوننا / حتت جلودنا«.

�إن »غبطة �لتكلم« �لتى حتدث عنها با�صالر بو�صفها مرتكز� �أ�صا�صيا من مرتكز�ت �لقول �ل�صعرى, يقابلها فى هذ� �لديو�ن »لذة �لنعى« �للذة �لتى ي�صتعذبها �ل�صاعر وهو ينعى ذ�ته وجيله وع�صره ومقومات �حلياة نف�صها , حيث ت�صبح »لذة �لنعى« من حيث هى �إقر�ر بخر�ب �لعامل و�صيادة �لعدمية فيه, هى نف�صها �ملفهوم �لذى يحفظ على �ل�صاعر متيزه و�صط هذ� �خلر�ب بو�صفه �ل�صاهد على حلظتني : حلظة �لرب�ءة وحلظة �لت�صوه,

ومنتقال بني عاملني :عامل �حللم و�لرب�ءة و�لثورة �ملمكنة وعامل �لقبح و�الغرت�ب و�لعجز و�لعدمية . �إن �ل�صاعر �لذى ينعى موت ذ�ته �لثورية وينعى خر�ب �لعامل �إمنا يفعل بعذوبة �صجية و�إيقاع خافت نيني �إىل قبح وخر�ب �فرت��صيني مثل م�صاهد �حلرب فى ن�صر�ت ولغة �صفيفة , حتيل هذ� �لقبح و�خلر�ب �الآيقاعية و�نحيازه �لغنائى خبار �لتى نطل عليها من �صا�صة �لتلفزيون , قد �كت�صبت مع �أ�صلوبية �ل�صاعر �الإ �الأرومانتيكية حمببة م�صحة �ل�صرد- لعالقات �ملتبنى �ملعا�صرة �لنرثية �لق�صيدة فى �ل�صائد �لتيار –عك�ش

وجاذبة .يرت�فق مع » لذة �لنعى« �لتى �أ�صرنا �إليها , »�أيقونة �حلنني«, �لتى يرفعها �ل�صاعر عاليا ,��صتح�صار� لزمن �صالف وعالقات ير�ها �أكرث جماال و�كتماال فى بر�ءتها , ما د�مت �لذ�ت بعيدة عن خو�ش �ختبار�تها �أو

حتمل تبعاتها . يرفع �ل�صاعر �أيقونة �حلنني عاليا فى مو�جهة ��صكال �الندياح و�حلذف و�لت�صويه �لو�قعة عليه , وكلما

��صتحكمت حوله عالقات �لو�قع �ملركب يغنى للرب�ءة �ل�صالفة م�صتح�صر� �أيقونة �حلنني .فى �أوىل ق�صائد �لديو�ن : »ثرثرة عن حفل زفاف ال تعنى �أحد� �صو�ها« يقول عزمى عبد �لوهاب :

»نحن �نتهينا / و�لذ�كرة �لتى ربيتها على �لن�سيان / ال جتيد �اللتفات �إىل �لور�ء«.�أيقونة �حلنني �لتى يرفعها �ل�صاعر فى مو�جهة خر�ب �لعامل تعيد للذ�كرة جوهرها من حيث هى �إن روؤية �حلا�صر عرب عالقات �ملا�صى , وجوهرها يخالف �ل�صاعر فين�صى �لن�صيان ويلتفت دوما �إىل �لور�ء , كما

يغنى �ل�صاعر, ال كما يقول.

Page 104: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 102

دنقل �أمل كتب �ملر�ض جتربة �أثناء •»�أور�ق �لغرفة 8 » �لتى جاءت مغايرة لكل �لتجربة هذه فى وكتب �ل�سابقة، �أعماله كثريون، فهل ننتظر ديو�نا جديد� يحمل

مالمح هذه �لتجربة؟�أكن مل مر�ضى �أثناء �أنه �أذكر جد�ل، بال -�أ�ضتطيع �لتنف�س، وكنت �أ�ضرخ �ضر�خا قاتال، وفى مل لكننى �أكتب، �أن �أردت �ل�ضر�خ هذ� �أثناء �أ�ضتطيع �أن �أكتب �ضطرين و�أنا �أتاأمل، كنت م�ضحونا مل كتبت جتارب كثرية بامل�ضاعر، لهذ� بعد زو�ل �لأ

وو�ضف لوطنى، عتاب بني ما حتى وعالجى مر�ضى لرحلة و�حد كل �أن و�أعتقد �لنهاية، منا مير بتجربة يكتبها، �أمل دنقل حممود وكذلك جتربته كتب من �أن�ضر مل لكننى دروي�س،

هذه �لتجربة غري ق�ضيدة و�حدة فى جملة بالعر�ق وهى بعنو�ن »قلب �أبو دومة.. �نتظر قليال �أرجوك»، ديو�ن فى �لتجربة �ضد�ر �أ�ضتعد لإ بالفعل لكننى �لعامة �مل�ضرية �لهيئة عن قريبا ي�ضدر كامل

للكتاب.غنية جنوبية بيئة فى مولود �أن��ت •و�جتماعيا »ثقافيا �ل�سعبية مبورثاتها هو �ل�سوفى �جلانب كان فلماذ� ودينيا»،

كرث تاأثري� فى ق�سائدك؟ �لأ�أنا ذكر، حلقة فى ولدت �إننى �أقول �أكاد -فى يقولون و�أم��ى.. �أبى وحيد رجل �أب��ى »ف��رد�ن��ى»، �ل�ضعيد �أبيه، وكان تقى ورث مكتبة عن �أبى كان دكتان بيتنا فى حديقة يجل�س على طرف و�حدة منهما على و�أم��ى �مل�ضحف فى يقر�أ

د. حممد �أبو دومة:نني �أنا مبتهج لأ

�أجعل �لناقد يف حرية

مي�سك �ملعانى، حمر�ب فى ونا�سك �لع�سق، �سحر�ء فى وتائه ذكر، حلقة فى دروي�ض هو ثم يعود بها، فيتباهى �لهو�ء في�ستق كلمات تخرج �ساخمة فى �للغة باأزميله وينحت فى �سخرة �لق�سائد فى �لفار�ض فتطري �بن �ملن�سد ويبحث عن يلب�ض عباءة فيدخل فى �حل�سرة من جديد، �لهو�ء تنادى على ليلى، �إنه حممد �أبو دومة.. �ل�ساعر و�لناقد و�أ�ستاذ �لبالغة، �لذى نلتقيه لن�ساأله دوره عن معه ونتحدث �لنا�ض، ومع �ملر�ض مع خرية �لأ جتربته �سعره وفى نف�سه فى تركته عما و�لع�سق لغته ي�سكن �لذى �لت�سوف �لكتاب، عن �حتاد فى �لثقافية وكع�سو �ل�ساحة �لغائب عن

�لذى ي�سكن ق�سائده.

حاوره: �أ�سرف عوي�ض

لبد �أن يتعب �لناقد فى قر�ءة ن�ضى مثلما

تعبت �أنا فى كتابته

اأ�شئلة ال�شعر

Page 105: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

103 ربيع2008

�ل�ضوفية خربو� خمى لكنهم �أمتعونى

خرى تقر�أ فى �جلاللني و�أنا مل �أكن �أعرف طرف �لأما هو �جلاللني �أ�ضال، فن�ضاأت وهذه �لعالمات هى كل عالقتى بالدنيا، كربت و�أبى دروي�س مت�ضوف رفاعى �لطريقة وكل �أ�ضبوع لدينا فى �لبيت ح�ضرة، �لفار�س �بن ق�ضائد يغنى من�ضد فيها و�حل�ضرة وغريه، عرفت و�أنا �ضغري ما هو �حلال وما هو �ملقام، �ضرت �لثانوية �ملرحلة �أول فى قليال كربت وملا �حل�ضرة فى �أنا �أن�ضد يتاأخر �أو �ملن�ضد يغيب حني مكانه فاأخذتنى �ملو�ضيقى �أي�ضا، وعرفت �بن عربى و�حلالج و�إخو�ن �ل�ضفا وغريهم ف�ضكننى �ل�ضوفى �أمى ماتت ثم ولغته، و�أخالقه و�ضفاته بعاد�ته »فرد�نى» و�ضرت بد�خلى، �ل�ضوفى هذ� فتعمق حقيقة.. �أبى يجوب �لبالد فى حلقات �لذكر ومل يعد فى �لبيت غريى ف�ضرت رجل �لبيت مبكر�، وهكذ� فاإن ن�ضى كله مهما كان مو�ضوعه لبد �أن كتب من كل ولي�س �ضوفية، بلغة بد�خله ت�ضعر تعرفه لكى �لت�ضوف ذق �ضوفيا، �ضار �لت�ضوف

فمن ذ�ق عرف.لغة �ل�سوفية ��ستخدمت �إنك يق��ال •فما ومعنى.. عمقا ��ستخدمتها مما �أكرث

ردك؟- �أول �أنا ل�ضت �ضوفيا مثل �أبى، �أنا متم�ضك بذيل �ل�ضوفيني و�أمت�ضح فى جالبيبهم، و�أنا �أعرف باللغة مغزول �ل�ضعرى ن�ضى فى �لت�ضوف �أن

وبالبعد وبالرتكيب وبال�ضورة �لجتماعى و�ملادى، �إننى �أعترب �لت�ضوف و�لع�ضق �ضمة من �أهم �بن قر�أت ولو �حلياة، �ضمات �أن ن�ضه �إليك �لفار�س �ضيخيل لي�س �ضوفيا خال�ضا، من �ملمكن

مثال و�ل�ضوفى �لع�ضق، فى عاديا ن�ضا تعتربه �أن و�إمنا �ملع�ضوقة ليلى يق�ضد ل »ليلى» يقول حني �إل �هلل».. هكذ� �إله �لتوحد »ل للفظ هى ت�ضغري

يف�ضرها �ل�ضوفيون. و�أنا �أمتعونى، لكنهم خمى »خربو�» �ل�ضوفية فى طريقة وله و�حد كل لغة، نحات باأننى �أقر �ل�ضنعة، و�أنا �ضنعتى �أن �أ�ضكل �لكلمة من د�خل �لكلمة.. و�جلملة من د�خل �جلملة كى تتحول �إىل �أقلد �أنا ىل ت�ضكيلى �خلا�س بى ول ق�ضيدة �ضعر، �أحد�، و�أرى �أننى لبد �أن �أعانى فى خلق �لكلمة، �إ�ضافة �إىل �أن ع�ضقى للبالغة وتعلقى بها - خا�ضة علم �ملعانى- قد �أ�ضاف �إىل �ضعرى �ضاعر� �آخر، و�أنا �أعرفه.. هذ� �أكتب ما �أنا �أكتب هذ�، �أن �أتعمد ل

جهدى، ولياأت غريى ويكتب ما يعرفه.د�خل ك�س��اع���ر ي�سغلك �لذى • م���ا

ق�سيدتك؟�أنى ذ�ت د�خل مكان ود�خل - �أغلب همى زمان، �أنا حماط بزمان ومكان، هذ� �لزمان مت�ضظى وعليه مكنة، �لأ فى مت�ضظى و�ملكان زمنة، �لأ فى قارئى ي�ضعر �أن ولبد عربية، ق�ضيدة �كتب فاأنا باأننى عربى من �ضعر ر�أ�ضى حتى قدمى، �أنا ل �أريد يتعرب ل فرجنى �لإ ن لأ �لن�س د�خل �أتفرجن �أن د�خل ن�ضه، �أنا �أن�ضئ ن�ضا يقال �إن هذ� �لن�س ن�س وفى �للغة نحت وفى �جلملة تركيبة فى عربى، �ملوروث، من ف��ادة �لإ همى و�لمتد�د.. �لوقف وعلى �للغة، فى �لتجديد وهمى هذه مع يتعامل �لذى �ل�ضاعر لتفهم �لكلمة يكتب �أن �للغة يجدد �أن لبد �لن�س، د�خ��ل �إنها يقال �لتى لغته كلمات فى

Page 106: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 104

�أنا لغوى ونحوى وبالغى وقارئ نهم

�أهملت، و�أنا �أنحت فى لغتى كما �أ�ضاء، ل يهمنى �أن يقولو� هذ� خطاأ �أو هذ� �ضو�ب، �أنا خالق لغة.. تركيباتى ول �لنحوية حدودى �أتعدى ل لكنى جديدة، لغة و�أن�ضئ لغتى �أ�ضتق لكن �لبالغية، �جلنوب، فى جذور بدون كلمات هناك ولي�س �أن تكون قد مرت على من �لكلمات دون �أكتب �أنا �ضحيحة، فاأجدها �ملعجم فى �أبحث ثم قبل �أجنبية ثقافة ومثقف وبالغى.. ونحوى.. لغوى.. و�ضامال و�جبا حتيز� و�أحتيز نهم.. وقارئ جيدة..

لعروبتى.تتكلم مثال، �إجنلرت� �أجنبيا، بلد� تزور حني مع �ملرء منهم بلغته جمرب�، وعندما ياأتى �إىل م�ضر معك هو يتحدث ول هو، بلغته �أي�ضا تتحدث عن �لتنازل ق��ررت �ل��ذى �أن��ت جم��رب�، بلغتك �للغة يتعلمون وكانو� �ملجر فى در�ضت �أنا لغتك. �لحتاد يتبعون كانو� نهم لأ مد�ر�ضهم فى �لرو�ضية �ل�ضوفييتى، لكنهم ل يتحدثون �إل بلغتهم �ملجرية، و�إذ� خاطبتهم بالرو�ضية ل يردون عليك رغم �أنهم

قادرون على �لرد بها.هل تعرف كم �مل�ضطلحات �لغربية �لنقدية �لتى �لنقدى �لن�س د�خل و�ضعها على نحن جمربون ول ميكن �لغنى عنها، وهذ� �أحد �أ�ضباب �أننا كعرب لي�س لدينا نظرية نقدية وكل ما لدينا نظريات غربية م�ضتوردة، و�إذ� فكر ناقد فى و�ضع نظرية عربية جتد عندى، �ضا�ضى �لأ �ملوؤثر يعادونه. �أنف�ضهم �لنقاد

دب و�لتاريخ غري ثقافتى فى �لأ�لقر�آنى، �لن�س هو و�لفل�ضفة، وكتب �للغويات �لقدمية، وهناك وكل �أقول، مبا مهتمون غريى و�حد منا يكتب ن�ضه على قدر

يخرج كل هذ� د�خل ق�ضد و�أنا عن غري معرفته، ق�ضيدتى �لتى �أكتبها.

بت�سنيف �أي�سا و�لقر�ء �لنقاد ولع • رغم �أنت تكون تكاد �أجيال، �إىل �ل�سعر�ء على يح�سب مل �لذى �لوحيد �ل�ساعر

�أى جيل.. ما تف�سريك لهذ�؟- �أنا مبتهج لهذ�، يكفى �أنى جاعل �لناقد فى لكى نهم لأ عنى يكتبون ل منهم وكثري حرية، كتبته �لذى ن�ضى يفهمو� �أن لهم لبد يكتبو� ثالثة فى �لق�ضيدة �كتب فاأنا نف�ضى، به و�أرهقت �أنا دقائق، خم�س فى يقر�أها �أن يريد وهو �ضهور ل�ضت هذ� �لن�س، لبد �أن تتعب فى قر�ءته مثلما لكى �للغة تعرف �أن لبد كتابته، فى �أنا تعبت تكتب نقد�، و�أنا ل �أح�ضب على جيل �ل�ضتينيات �أعترب �أنا �لثمانينيات، حتى ول �ل�ضبعينيات �أو و�لبحرتى متام و�أبو �لقي�س »�مروؤ نف�ضى من جيل جيل ومن �لفار�س، �بن جيل من �أنا و�ملتنبى»، �أحمد �ضوقى، �أنا متفرق دمى بني �لقبائل فاأنا �ضاعر �ل�ضعرى ن�ضى فى فت�ضت �إذ� �لربزخ. جيل من جتد عنرتة.. جتد »�مروؤ �لقي�س».. جتد �ملتنبى، كيف دون من �أعي�س كيف جميعا؟.. عنهم �أتخلى جذع؟، حينما ميوت جذع �ل�ضجرة ل فرع لها، و�أنا ما �إىل �أ�ضيف �أن �أحاول لكنى هوؤلء �إىل �أنتمى قدموه؛ مبعنى �أننى �أجدد فى هند�مى وفى مظهرى، فى ت�ضكيلى وفى زيى وفى لغتى، لكن كلهم فى د�خلى، �أ�ضري على حتى �أ�ضاتذتى، فهم خطاهم �لت�ضعينيات جيل من �أ�ضاتذتى �حلادى �لقرن جيل �أو�ئل ومن ن�ضا �أق��ر�أ حني فاأنا و�لع�ضرين،

Page 107: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

105 ربيع2008

�أنتمى جليل»�مروؤ �لقي�س»

و»�ملتنبى»

مل ما قال نه لأ �أ�ضتاذى �ضاحبه �أعترب يعجبنى ذنب ىل فال �لت�ضنيف �أما عدم �أقوله، �أن �أ�ضتطع �إىل �أنتمى �إننى �أقول �أن �أ�ضتطيع تاريخيا �أما فيه،

و�ئل. جيل �ل�ضبعينيات �لأدور له وهذ� باجلامعة �أ�ستاذ �أن�ت •كونك �إىل �إ���س��اف��ة �أخ���رى وتبعات �نتخابات فى جنحت وموؤخر� �ساعر�، �حتاد �لكتاب رغم وجودك خارج �لقاهرة عالمة هناك ذلك ومع �لنتخابات، �أيام ��ستفهام كبرية على دورك كنا�سط وفاعل

فى �حلركة �لثقافية.. ملاذ�؟كامال بدورهم يقومون من بني فرق هناك -ثم دورهم من بجزء يقومون من وبني هدوء، فى يروجون له وكاأنهم �أقامو� �لدنيا و�أقعدوها فيتحولون �إىل �أبطال، ي�ضاعدهم على هذ� عالقاتهم و�ضالتهم عالمية و»�ل�ضلة» �لتى ينتمون �إليها، �أما �أنا فقد �لإ�أ�ضتغل فلم ىل، �أتيح ما كل مع باحرت�م تعاملت مكانى وموقعى فى هيئة �لكتاب على مدى ثمانية بالر�حل �لقوية �ضد�قتى �أ�ضتغل ومل عاما، ع�ضر تن�ضر �أن منه �أطلب ومل �ضرحان �ضمري �لدكتور �لهيئة �أعماىل �لكاملة كما فعلت مع �لنا�س جميعا، عمرها مدى على �ضرة �لأ مكتبة ىل تقدم ومل �لطويل كتابا و�حد�، �إ�ضافة �إىل هذ� فاأنا �أوؤدى دورى

�أكتبه، فيما باإخال�س ك�ضاعر كاأ�ضتاذ باأمانه دورى و�أوؤدى و�لنقد �لبالغة يدر�س جامعى وعلم �ملعانى جليل باأكمله ولي�س

لل�ضعر�ء و�ملبدعني فقط.

�إىل جاهد� �أ�ضعى فاأنا �لكتاب �حتاد فى �أما عرب تر�كمت �لتى �خلاطئة �ملفاهيم ت�ضحيح �ضنو�ت طويلة و�أحاول جتاوز �لقو�نني �لتى تتعامل ي�ضرتط مثال وروتينى، كمى ب�ضكل بد�ع �لإ مع �أن ين�ضم �إ�ضد�ر كتابني حتى ميكن للمرء �لحتاد �إىل ع�ضويته، وهذ� �أمر غري �ضحيح فهناك من لهم عدة كتب فى حني �أنهم ل ي�ضلحون كتابا �أ�ضال، وهناك من ن�ضرو� ق�ضيدة و�حدة �أو ق�ضة ومع ذلك هم مبدعون حقيقيون ي�ضتحقون �لن�ضمام لع�ضوية

�لحتاد.قد �ل�سعر زمن �أن مقولة فى ر�أيك • ما

م�سى و�أننا نعي�ض زمن �لرو�ية؟�متدت بل قائمة، �ضوقه ماز�لت �ل�ضاعر -بد�ع �حلقيقى �ضو�ق فى كل مكان، و�لإ و�ت�ضعت فالأهذ� بانتهاء ينتهى حتى بعينه جيل على يقت�ضر ل وثقافته، وهمومه ولغته �إبد�عه جيل فلكل �جليل، لذلك �ضيظل جمهور �ل�ضعر موجود� د�ئما، ل �أقول �إن �أو �ل�ضبعينيات �أو �ل�ضتينيات �أو �خلم�ضينيات �ضعر�ء جيال، ففى كل جيل �ضعر�ء �لثمانينيات هم عظماء �لأجميلون، وفى كل نوع من �لق�ضائد هناك �ضاعر جميل، �أبد� ق�ضيدة �أنكر فاأنا �كتب ق�ضيدة �لتفعيلة، لكن ل �لعمود �ل�ضعرى، �أو من يكتب ق�ضيدة �لنرث، كل جيل ياأتى ي�ضيف �إىل من �ضبقه ول ينفيه، وهذ� لي�س قا�ضر� على �ل�ضعر �مل�ضرى، فالوطن �لعربى ملىء ب�ضعر�ء كبار �أحد�، �أ�ضمى �أن دون بلد كل فى �مل�ضرح ت�ضتوعب �لتى و�ل�ضاحة �لرو�ية ت�ضتوعب �لت�ضكيلى و�لفن يزيح لن هوؤلء من �أيا لكن �أي�ضا،

نه ل بديل له. �ل�ضعر عن موقعه لأ

Page 108: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 106

ديو�نك فى باحلرب �لحتفاء يظهر •مع تعاطف هو فهل �لبكاء« »�أثر خري �لأ�ل�سد�قة لك من عالقات متثله مبا �لعر�ق

و�ملحبة �أم هو �حل�ض �لقومى؟�لعنيفة فعال �لأ �أحد ىل بالن�ضبة �حلرب -ل�ضرياليتها �أحبها، و�أن��ا �ل�ضاعرية، تخلق �لتى �لنادرة وفو�ضاها �لتى ل حدود لها، وعندما تكون

وثقافات خمتلفة ح�ضار�ت من و�ضحرها، قوتها ت��زد�د متنافرة �ملنظومات �خ��ت��ب��ار يتم �إذ بعيد� مبا�ضر ب�ضكل �لقيمية و�لر�ضولية �لنبوية �خلطابات عن ول ىل فى للمتحاربني، و�ملثري �لأ

�لذى ح�ضني» »�ضد�م على �لقب�س كان �لتجربة لها حدود ل و�إر�دة رفيع، طر�ز من ماأ�ضاة ميثل ورغبة جمنونة فى �إثبات �لذ�ت، مهما كان حجمها مرب�طورية، دون �أن ينتبه للجماعات فى مو�جهة �لإفى مريكى �لأ بامل�ضروع �رتبطت �لتى �لكثرية �أحدثت قد �حلرب �إن و�ضط، �لأ �ل�ضرق منطقة بعيد� ح�ضارتني، بني ن�ضانى �لإ �لتقارب من نوعا عن �أهد�فها �لقت�ضادية. وفى هذ� �لديو�ن حماولة و�لعالقات �لر�وبط لكت�ضاف خا�ضة �لب�ضرية �جلماعات بني �أكرث م�ضرتك هو وما �ملتحاربة، هو فما خمتلف، هو مما بكثري خمتلف �ضطحى ول �أثر له �إل فى

�إطار حمدود.

فتحى عبد �هلل:نها �أحب �حلرب لأ

تقرب بني �حل�ضار�ت

�أر�د �لختالف �أوهام و�لتبا�سات حول نف�سها وكاأن فتحى ت�سعى �سعرية فتحى عبد�هلل خللق وهام هو �أنها �سعرية حتتفى بالهام�ض، بالعفوى وهذ� لي�ض �سحيحا حول هذه �ل�سعرية و�أول هذه �لأن هذه �ل�سعرية تفي�ض بالهو�ج�ض و�لظنون و�ل�سكوك، ومع كل ذلك ل حتى لو �أر�د فتحى ذلك لأول ي�ستطيع �ل�سيطرة على �سىء فتنفرط عو�مله �لد�خلية بح�سورها �خلا�ض و�ملتميز فمنذ ديو�نه �لأ»ر�عى �ملياه« �نحاز �إىل كل ماهو جوهرى و�أ�سيل ي�سرب فى عمق جمموعة �لب�سر �لذين ينتمى قل ظاهريا �إليهم من �لفالحني و�لرعاة، ثم خرج �إلينا بديو�نه �لثانى »�سعادة متاأخرة« مقاطعا على �لأول معرب� عن مدينة ي�سودها �لعنف و�لق�سوة و�لتلذذ بالقتل �لذى قد يكون غري مربر فى مع ديو�نه �لأدو�ر �سغرية« فقد حماولة منه لبناء مدينة فا�سلة، قو�مها »�حلرية«، �أما ديو�نه �لثالث »مو�سيقيون لأخري »�أثر �لبكاء« كانت �حلرب عالمية �جلبارة، وفى ديو�نه �لأ جاء متو�فقا مع منجز�ت �مليديا �لإنتاج هذ� �ل�سكل، حيث �أ�سبحت »�حلرب« كفعل �إن�سانى مدمر �إحدى كرب لإ و�لعر�ق هى �ملثري �لأ

�أدو�ت �لت�سال �ملزيفة بني �جلماعات �لب�سرية �ملتناق�سة و�ملختلفة.

حاوره:عبد �لنبى فر�ج

مل �أ�سع �إىل �لدور�ن حول جتربة

ول ديو�نى �لأ

Page 109: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

107 ربيع2008

�لد�عون لثقافة و�حدة ي�ضعون �إىل خلق منوذج و�حد

لال�ضتهالك

»مو�سيقيون دي����و�ن���ك ف�����ى •دو�ر �سغرية« حلظات مكثفة ميتزج فيها لأما هو بد�ئى مع ما هو حد�ثى خللق م�سهد فر�ط فى �لطق�سية ناجت طق�سى، هل هذ� �لإتقوم وما �ل�سوفية باجلماعات تاأثرك عن تاأثرك �أم وتطوحات و�إن�ساد ذكر من به

بالنزعة �ل�ستعر��سية؟- �أنا �بن جمتمع زر�عى قدمي، ملىء بالطقو�س و�لحتفاليات �جلماعية �ملتنوعة، بع�ضها ينتمى �إىل �ضالمية، م�ضر �لقدمية وبع�ضها ينتمى للح�ضارة �لإن�ضان من وكل هذه �لطقو�س و�لحتفاليات حترر �لإفعل �لغاية وجتعله ميار�س فعال لذ�ئذيا ل هدف من ور�ئه �إل �لتخل�س من �لت�ضيوؤ و�لدخول �إىل منطقة ن�ضان �لإ يتعرف وفيهما ن�ضانيني، �لإ و�للعب �للهو على ذ�ته وعلى حو��ضه �لتى حتاول عالقات �لعمل �أن تقمعهما وتهملهما وجتعل منه جمرد �أجري، ففى فر�د �لرق�س و�لهتز�ز كرد هذه �لطقو�س ميار�س �لأفعل للخوف من مل�س �جل�ضد �أو �حلديث عنه و�لغناء ليبوح مبا فى د�خله من �هتز�ز�ت �لروح، �أى يدخل جن�ضية غاية ل جتربة فى وروحه ج�ضده ن�ضان �لإ�جل�ضد بحركة �لفرح هو �لغر�س و�أمنا ور�ئها، من تتم عادة فى �لطقو�س د�ء، وهذه �لأ وتدريبه على �لعر�ء وب�ضكل جماعى دون رقابة �جلماعة �حلاكمة فر�ح و�ملاآمت وحلقات �لذكر وهذ� ما يحدث فى �لأ

وحلقات �ل�ضمر، �أما �ل�ضتعر��س كفعل حديث من حيث �ملفهوم �مل�ضرية فهو موجود فى �حل�ضارة هو فقط ز�د وم��ا �ضالمية و�لإ�أ�ضكال �ل�ضتعر��س �ملدينى فى �لحتجاج و�لتظاهر�ت �ضد قمع

ت�ضعى �لتى �لر�أ�ضمالية �ضد �ضح بالأ �أو �لدولة �إىل �أميل و�أنا ن�ضانية، �لإ فعال �لأ كل ت�ضيوؤ �إىل �ملز�وجة على تقوم �لتى �جلديدة �ل�ضتعر��ضات �لروحية �جلماعات مثل �ضطورى و�لأ �ليومى بني للمركزية قويا نقد� متار�س و�لتى للثقافات �لعابرة وروبية. وروبية وتعلن عن �ضيخوخة �حل�ضارة �لأ �لأن�ضانى بعيد� وحاجة �لب�ضر جميعا لكل �ملوروث �لإ

عن معيار �لقدم و�حلد�ثة.و�ل�سعى و�لقدم �لتجاوز من �خلوف •جعل �حلد�ثة بعد ما مقولت لتبنى �إىل �ل�سعرية يدفع عبد�هلل فتحى �ل�ساعر ك�سر �لتابو و�لتعبري عن �ملعي�سى و�ليومى �لكالم ه��ذ� يكون م��دى �أى �إىل ..

�سحيحا؟- �أنا ل�ضت معزول ول �أعي�س مفرد� ول �أكتب و�إمنا �حلد�ثة، �ضعر�ء بع�س يدعى كما لنف�ضى �حلديثة و�لت�ضالت �ملعلومات ع�ضر فى �أعي�س مدى �أى و�إىل �جلماعية �مل�ضاركة �أهمية و�أعرف ت�ضعى �جلماعات �لب�ضرية للتقارب وما هو �ملختلف بعد ما ن لأ �خلوف معناه لي�س فاإدر�كى بينها. �ملعرفية �ضكاليات �لإ بع�س من خل�ضنى �حلد�ثة �لتاريخية �لبلد�ن ملثقفى �حلد�ثة �ضنعتها �لتى �لثقافة و�إهمال �ل��رت�ث من �لعدمى كاملوقف ن�ضانية �لإ جن��از�ت �لإ و�تهام و�حتقارها �ل�ضعبية �ل�ضابقة �لتاريخية �حلقب فى و�لنحطاط بالتخلف للحد�ثة �أ�ضبح فقد ج��دو�ه��ا، وع��دم متييز دون كله ن�ضانى �لإ �لرت�ث ملكا �حلد�ثة بعد ما روؤي��ة فى �ل�ضيا�ضى، و�مل���وؤرخ للمبدع

Page 110: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 108

مل �أ�سع �إىل ك�سر �لتابوهات، لكنى

�أكتب ما �أريد

�لعتبار وردت جديد، �إطار فى ي�ضعه �أن �ضرط كذلك للثقافة �ل�ضعبية فى مو�جهة �لثقافة �لرفيعة ينتهى ل ن�ضانية �لإ �لعالقات �ضكل �أن و�عتربت �ضاحلة �لقدمية �ضكال �لأ بع�س وهناك يتطور بل فقط يخ�ضع ل ن�ضانى �لإ �لفعل ن لأ للتحقق، لل�ضو�ب و�خلطاأ و�إمنا يخ�ضع �أي�ضا ملا يحقق وي�ضبع رغباته. و�أنا مل �أ�ضع �إىل ك�ضر �لتابوهات ول �أحب ن هذ� فعل �أيديولوجى و�جتماعى بالدرجة ذلك لأوىل، ولكننى �أحب �أن �أكتب ما �أريد دون �لنظر �لأعر�ف و�لتقاليد و�لقو�نني �لتى حتكم جماعتى لالأبد�عية �لب�ضرية و�أرى �أن ما �أفعله يخ�س �لعملية �لإ

فقط.للقطيعة و�لنف�سى �جلماىل �ملربر ما •وملاذ� �ملياه« »ر�ع��ى ول �لأ ديو�نك مع يتجاوز �إن�سانى ن�ض بكتابة �سغوف �أنت مفرد�ت مع ويتماهى �ملحلية �ملفرد�ت

�لعامل؟تفارق حلظة فى جاء �ملياه» »ر�عى ديو�ن -من �أريده ملا وىل �لأ �ل�ضيغة وكانت ىل، بالن�ضبة �جلماعة و�حتفالت طقو�س وكانت �ل�ضعر، �لزر�عية م�ضيطرة وكان ىل هو�ضى �لذى ي�ضل �إىل حد �جلنون لك�ضف مركزية هذه �جلماعة، وجاءت و�لزيارة �ملر�ضى طق�ضية وهى - �ملنا�ضبة �للحظة �أحيانا. �ملوت ��ضتقبال وطق�ضية - �لغالب فى

فكنت �أقيم مع و�لدى �ملري�س فى »منوف» مبدينة �لعام �مل�ضت�ضفى ح�ضى ب�ضكل تعرفت وفيها و�نفعالت عو�طف على ومبا�ضر �أن و�أدرك��ت و�أقاربهم، �ملر�ضى بالن�ضبة لهم عابر ل يعطل �ملوت

عن يتحدثون �لزيارة �أثناء ففى �حلياة م�ضرية وجلري�نهم لهم يحدث وما و�أر��ضيهم حما�ضيلهم �مل�ضت�ضفى فى يحدث ما و�أن �حلياة، تقلبات من �إن�ضانية عالقات من و�ملمر�ضات �ملر�فقني بني على حمبة قاطعة دللة لهو مل �لأ تتجاوز حلظات ملحنة متجاوز خيالها و�أن للحياة �جلماعة تلك �لوجود، وهو خيال مادى يعلى من قيمة �ملدركات ومل �ملياه» »ر�عى جتربة كانت هنا ومن �حل�ضية. �لدور�ن حولها، وقد �ضاعدنى �أو �إىل جتويدها �أ�ضع ن�ضانى على مفارقتها بدرجة ما �أفق هذه �جلماعة �لإوخيالها �للني تارة و�ملتوح�س تارة �أخرى، �أما �ل�ضغف بد�ع كله نتاج حالة �إن�ضانية بكتابة ن�س �إن�ضانى فالإومن طبيعته �أنه يتجاوز �لهويات و�حلدود �جلغر�فية، للثقافات ول ينفى �لطبيعة �خلا�ضة وهذ� ل ينفى يديولوجيا �لأ و�إمنا �لتخيالت، بني �حلائرة �لفروق هى �لتى حتاول �أن ت�ضتغل هذه �لطبيعة، فاأ�ضحاب و�ملكان �للغة خ�ضو�ضية عن يد�فعون �لهويات خرين فى تناول �لهويات، وكاأن هناك رغبة لدى �لآخذ و�حلادث فقط هو �ل�ضر�ع، و�ل�ضر�ع ل يتم لأ�ل�ضيطرة �أجل من و�إمنا �ملكان �أو �خليال �أو �للغة �أ�ضو�ق وفتح �لرخي�ضة و�لعمالة �خلام �ملو�د على وح�ضارة و�حدة ثقافة �إىل و�لد�عون للب�ضائع، يخلقو� �أن يحاولون �أي�ضا �أيديولوجيون و�حدة كله �لعامل وجعل لال�ضتهالك و�ح��د� منوذجا �ملختلفة �لحتياجات متنا�ضني لب�ضائعهم �ضوقا لكل جماعة، وهذ� ل ينفى �لتقارب �ل�ضديد بني �لثقافات فى تلك �للحظة ب�ضبب و و�ملعلومات �لت�ضالت �ضرعة �لتاأثري�ت �ل�ضريعة، �إل �أن �ل�ضعر فى يحتفظان ماز�ل و�ملو�ضيقى كل �لثقافات بدرجة من �لروحية

�خلا�ضة باملبدع.

Page 111: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

109 ربيع2008

اأمري �شعراء الرف�ضفى و�شف اأمل دنقل د. ن�شار عبداهلل

�شناعة اجلمال فى �شعر اجلنوبى د. �شالح فاروقاأقنعة دنقل املتعددة �شعبان يو�شف

25 عاما على الرحيل

ماذا تبقى من اأمل ؟ وفاء حلمى

ال�شاعر

Page 112: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 110

مازال اإنه نقول اأن �صح فالأ ، ميوت ل �صاعر اإنه نقول اأن دنقل اأمل و�صف فى يكفى ل ن�صانية ويلتب�س نه ا�صتطاع اأن ينفذ اإىل اأعمق جراحنا العربية والإ يكرب حتى بعد املوت!! .. رمبا لأيزيد بالفقد الدائم ح�صا�س الإ ن لأ ..ورمبا ، معها هو كرب ، وكربت اجلراح تلك ات�صعت فكلما ، بها وهكذا ، فيها جوانب جديدة لنا تك�صفت رحيله فى فجيعتنا تاأملنا حجم فكلما ، املفقود من حجم اأمل دنقل عن عاملنا فى �صهر اأنه حني رحل تكرب الفجيعة ويكرب اإح�صا�صنا بقيمة ما فقدناه!! والواقع مايو1983اأح�ص�صت باأنى �صخ�صيا قد حلت بى فجيعتان ل فجيعة واحدة : اأولهما تلك الفجيعة العامة لف من ع�صاق �صعره ممن اأح�صوا مثلى اأنهم لن يعي�صوا حتى يروا �صاعرا التى �صاركنى فيها ع�صرات الآاآخر يعو�صهم عن اإبداعه املتفرد، )م�صتوى اأمل دنقل نادرا ما يتكرر فى حياة اجليل الواحد مرتني(،...بد �صديقا وندميا خرى فهى فجيعة على امل�صتوى ال�صخ�صى حني اأح�ص�صت اأننى قد فقدت اإىل الأ اأما الأ

حميما، نادرا ما يجود الزمان مبثله.�صياء، ومن كان اأمل ميتلك نوعا نادرا من القوة الروحية النابعة من الفهم العميق للحياة والنا�س والأعماق ، وحني كنا ـ نحن اأ�صدقاءه القريبني ـ حني كنا نعوده القدرة على النفاذ بغري عائق اإىل اجلوهر والأمر، بل اإننا كنا فى احلقيقة نزوره لكى يعودنا !!، كنا فى مر�صه مل نكن نحن الذين نعوده فى حقيقة الأ�صحاء، ن�صعى اإليه لكى ن�صتمد منه القوة والقدرة على ال�صمود، ..كنا ن�صعر دائما باأنه اأقوى منا: نحن الأحرى نحن الذين يخيل اإلينا اأننا اأ�صحاء!.. وقد جت�صد هذا اأكرث ما جت�صد قبيل رحيله ب�صاعات اأو بالأعندما راح ير�صم ترتيبات جنازته بهدوء �صديد وكاأمنا هو ير�صم ترتيبات جنازة �صخ�س اآخر ل تربطه ول ن على النفاذ، بنودى : �صهم اهلل يو�صك الآ اأية �صلة من ال�صالت،... قال لعبدالرحمن الأ تربطنا به وعندما ينفذ يا عبدالرحمن، احملوا اجلثة وادفنوها فى البلد ) يتكلم عن اجلثة وكاأنها ل تخ�صه ( ثم بنودى يحاول اأن يبدو متجلدا، وهو عودوا بعد ذلك لكى تقيموا العزاء فى جامع عمر مكرم !! ، كان الأيقول : اأى حاجة تانية يا اأمل ، قال له اأمل نعم : هناك اأغنية يغنيها لك حممد ر�صدى، اأريدك اأن حت�صر غنية التى تقول فيها : لل، ولله ىل ن�صخة من �صريطها ، اأ�صتهى اأن اأ�صمعها قبل اأن اأموت ..اإنها الأ... ما خال�س ، مابقا�س قواله .. امتقعت وجوه احلا�صرين وبدا عليهم جميعا اأنهم يبذلون جهدا خرافيا لكى مينعوا دموعهم من اأن ت�صيل ، فيما عدا �صخ�س واحد فقط ظل هادئا ومبت�صما ، كان هو بطبيعة اأمل دنقل الذى عا�س طيلة حياته مقتنعا باأن اإميان املرء بحقائق احلياة هو جزء من اإميانه باحلياة ، وها هو ذا يثبت مرة اأخرى اأن اإميان املرء بحقيقة معينة وتعامله معها ل ينف�صالن ، واأن احلقيقة اأيا ما كانت مرارتها لي�س بو�صعها اأن تخيف ع�صاقها احلقيقيني!! ، ومبثل هذه الروؤية التى يت�صق فيها املرء متاما مع نف�صه ومع اقتناعاته ا�صتطاع اأمل دنقل اأن يقهر اخلوف من املوت، بل اإنه مبثل تلك الروؤية قد ا�صتطاع اأن يقهر املوت

ذاته ، واأن يوا�صل النمو حتى بعد املمات.

د. ن�صار عبد اهلل

فى و�شف اأمل دنقل

Page 113: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

111 ربيع2008

)1(قوا�س الباهرة فى بنائها ، اأو تلك العبارات التى يربزها ال�صاعر بقو�س يحدها من اأمام هى تلك الأالعامة للق�صيدة . وفى البنية اأو عدول فنى يعرت�س م�صار انحراف ومن خلف ؛ لتكون عالمة على �صا�صى فى قوا�س متثل لفتة عابرة ـ لكنها عميقة ـ ي�صيفها ال�صاعر اإىل املكون الأ تقديرى ، فاإن تلك الأاأو مو�صوع الق�صيدة ال�صاعر من مو�صوع اإ�صافة تك�صف عن موقف ، وهى الق�صيدة ككل اأو املقطع املذكور فى للموقف تف�صريا بو�صفها اأو القو�س كتربير اإ�صافة تاأتى وبالتاىل . املقطع على اخل�صو�س

�صحاح ال�صابع« : املقطع ، كما فى مثل قوله من ق�صيدته » �صفر األف دال« ، املقطع املعنون بـ » الإن اأنى وحيد ، … / واأن املدينة فى الليل … / ) اأ�صباحها وبناياتها ال�صاهقة ( / �صفن اأ�صعر الآن بالروح فى ذلك العامل امل�صتكني / غري ما ين�صر املوج من علم.... غارقة / لي�ض ما ينب�ض الآ

ن يفرك كفيه فى هذه الرقعة ال�صيقة ! )كان فى هبة الريح ( / والآوال�صاعر فى هذه الق�صيدة، ير�صد عالقته باملدينة من زوايا عدة ، وكل زاوية يتناولها فى مقطع اأو اإ�صحاح م�صتقل، مع اللتفات للدللة الرمزية لذلك . ولقد نلحظ اأن هذا التناول ل يكتفى بتمثيل ومن زمنة الأ من ينتقى واإمنا ، ال�صخ�صى جانبه على يقت�صر ول ، �صاذج زمنى بتدرج تلك عالقته العام وال�صخ�صى، ، متداخلة بني اإىل منطلقات مت�صعبة الق�صيدة الق�صيدة املواقف ما ي�صرف دللة

�صناعة الق�صيدة فى �صعر اجلنوبىاحلياة بني قو�شني

يده�ض املرء عادة من قدرة اأمل دنقل ـ وهو واحد من جيل ال�صتينات ـ على اأن ي�صعرك بطزاجة جتربته ، كما يده�ض من قدرته على اأن ي�صنع عاملا موازيا للواقع )املعا�صر( . وقد �صاءلت نف�صى مرارا عن �صبب هذه الده�صة . وفى كل مرة ل اأظفر بجواب مقنع �صوى حت�صيل مزيد من الده�صة والوقوف اأمام مالمح بعينها ؛ تتكرر فى خميلة التلقى . هل

هذا �صبب الده�صة ؟ قلت لنف�صى ! اأعنى هل هذه املالمح هى امل�صئولة عن �صناعة اجلمال ننى ل اأملك جوابا حا�صما ؛ قررت اأن اأ�صائل هذه املالمح ال�صعرى فى ق�صيدة دنقل ؟ ولأ�صلوبية( بطريق مبا�صر ، اأى اأعقد بينى وبينها لونا من احلوار اأمال فى تبني حقيقة اأمرها )الأ

مر ـ على ت�صور وا�صح ملجمل التجربة من جتربة ال�صاعر . ورغبة فى اأن اأحت�صل ـ فى نهاية الأن احلديث عن جتربة )اأمل( يحتاج اإىل درا�صة مطولة ، ف�صوف اأكتفى وخل�صائ�صها املميزة . ولأ

فى هذه العجالة باحلديث عن واحد من اأبرز ظواهر ت�صكيل الق�صيدة لديه ؛ وهو ما ميكن اأن نعنونه باحلياة بني قو�صني .

د. �صالح فاروق

Page 114: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 112

�صارة اإىل موقف ال�صاعر �صواء ب�صواء. ورمبا كان املقطع الذى اأوردت طرفا منه اأكرث املقاطع مبا�صرة فى الإاأنى ن الآ »اأ�صعر املذكور املقطع بداية ت�صريحه فى الذى يجمله املوقف منه، وهو املدينة وموقفها من املوقفني »�صفن غارقة«. وبني ن�صانية الإ الوحدة لهذه املقابل املوقف تتخذ املدينة فهى اأما وحيد...«، ول ميثل متييزا من يتعاظم �صعور الذات ال�صاعرة بالعزلةوالنفراد.ومن الناحية اللغوية ، فاإن القو�س الأقوله : »واأن املدينة فى الليل«، اأما القو�س الثانى فيقع موقع ال�صفة من قوله : »من علم«. ومعنى ذلك اأن القو�صني يقومان بوظيفة )التعيني( اللغوية، اأو ت�صييق الدللة وحتديد م�صارها. لكنهما يخرجان من هذه ال�صفة ال�صيقة لطبيعة الوظيفة اللغوية اإىل ما ميكن اأن نعده ا�صتبدال يك�صف عن وجه اآخر للدللة، يناف�س بح�صوره امل�صار املبا�صر حلدودها . وبعبارة اأو�صح، ميكننا اأن نحذف القو�صني ونقراأ املقطع دون اأن

�صا�صى للدللة، على هذا النحو: يتاأثر ال�صياق الأـ )اأ�صعر اأنى وحيد، واأن املدينة فى الليل ... �صفن غارقة(

ن بالروح فى ذلك العامل امل�صتكني ... غري ما ين�صر املوج من علم ... ـ ) لي�ض ما ينب�ض الآن يفرك كفيه فى هذه الرقعة ال�صيقة ( والآ

اإل اأننا بهذا النحو من احلذف نفقد ملمحا اأ�صا�صيا من مالمح املدينة )�صفن غارقة(، كما نفقد �صورة قوا�س مر الذى يلفتنا اإىل اأهمية هذه الأ املا�صى امل�صرق بالن�صبة لذلك العلم : )كان فى هبة ريح(، الأقوا�س فى �صناعة عامل مواز؛ يناف�س بح�صوره العامل الظاهر للن�س . وبلغة ثانية، ميكننا اأن نرى فى هذه الأاإ�صارات اأو ر�صائل ق�صرية، ي�صعها ال�صاعر لري�صدنا اإىل الوجه اخلفى ملوقفه من املدينة اأو من العلم اأو من غريهما. وقد نلحظ اأن امل�صابهة الظاهرة للمدينة فى الليل: )�صفن غارقة( حتتاج اإىل تاأمل خا�س حتى ندرك ال�صلة بني هيئتها وهيئة ال�صفن الغارقة : )بنايات �صاهقة واأ�صباح(، واأن ال�صاعر بتعيينه لهذه الهيئة

دراك وجه امل�صابهة بني املدينة وال�صفن. اأعفانا من تاأويالت �صخمة لإعلى اأننا ينبغى األ نظن اأن وظيفة القو�س تن�صرف فح�صب اإىل تعيني )وجه �صبه(؛ اإذ اإن هذه الوظيفة اإبراز تقوي�صاته املتكررة، وبالتاىل ل ت�صيف قيمة فنية حقيقية اإىل اإحلاح ال�صاعر على وحدها ل تف�صر �صلى للدللة. وعلى وجه الدقة، حني نتاأمل نقرتب كثريا من موقف ال�صاعر من تلك املدينة، امل�صار الأمر الذى يعنى فهى ل متثل بالن�صبة له اأكرث من بنايات �صماء ، و�صاكنوها لي�صوا اأكرث من اأ�صباح. وهو الأ

وىل. اأن ال�صاعر يتخذ موقفا معاديا من هذه املدينة ؛ اإذ مل تقدم له دفئا بديال لدفء القرية الأمر نف�صه فى قو�س العلم : )كان فى هبة ريح(، فهو دال على تلك النظرة املتاأملة فى ما�صى والأ�صياء، النظرة املقرتنة بالتح�صر على ذلك املا�صى املجيد، حيث احلرية والتفاعل مع الريح املطلقة . الأقوا�س فى تاأ�صي�س القافية املركزية فى الق�صيدة ، فقو�س واإىل جانب هذا ميكننا اأن ن�صيف ما تقوم به الأاملدينة )وبناياتها ال�صاهقة( يتماهى فى هيئة املدينة )�صفن غارقة(. وهى القافية التى تتبادل املواقع مع قواف اأخرى ، بع�صها اأ�صا�صى ، يتكرر . وبع�صها عابر ، يظهر ويختفى �صريعا . على اأن املقطع كله ينتهى يتنهد اأو ر�ض، الأ اأو يرى ثانية، الريح يلثم اأن )دون : العلم توؤكد م�صري التى �صا�صية الأ بالقافية من �صم�صها املحرقة !(. وميكننا اأن نرى فى هذا التماهى بني داخل القو�س وخارجه بوا�صطة القافية �صباب والنتائج ، حتى اأننا ل ن�صتطيع اأن نقرر بو�صوح، ـ نراه اإ�صارة اإىل تبادل املواقف واإىل اختالط الأخر ، واأيها يتاأخر . واملعنى من ذلك وا�صح ، فال�صاعر بدوره يعانى من هذا اخللط، اأيها يتقدم على الالآوبالتاىل ل ي�صتطيع اأن يقرر مثلنا اأيا من ذلك يعد �صببا ، واأيا يعد نتيجة . وكل ما ي�صتطيع عمله اأن ي�صف

Page 115: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

113 ربيع2008

العالقة املختلطة باحلد�س على النحو الذى ميثله القو�س، اأو على النحو الذى ي�صري اإليه تاأ�صي�س القافية داخل القو�س على وجه التحديد .

)2(قوا�س تقوم ب�صناعة ق�صيدة موازية ، اأو خلفية من هنا ، فاإن هذه الأالذى مر الأ . الق�صيدة دللة لت�صكيل الظاهر امل�صار على متحركة

اإليها بعدا ثالثا ، هو نتيجة اجلمع بني يخلق مناف�صة ظاهرة بني امل�صتويني ، يجذب القراءة ، وي�صيف الت�صكيلني املتوازيني فى الن�س . وهذا ما نراه فى مثل قوله من ق�صيدته » �صفر اخلروج«: دقت ال�صاعة املتعبة / رفعت اأمه الطيبة / عينها ... ! / )دفعته كعوب البنادق فى املركبة !(/ دقت ال�صاعة املتعبة / نه�صت ؛ ن�صقت مكتبه .. / )�صفعته يد ... ـ اأدخلته يد اهلل فى التجربة!( دقت ال�صاعة املتعبة / جل�صت اأمه ؛ رتقت جوربه .... )وخزته عيون املحقق ... حتى تفجر من جلده الدم جوبة !( ........................... / دقت ال�صاعة املتعبة! / دقت ال�صاعة املتعبة ! والأقوا�س هنا ، فهو دور وا�صح من حيث �صناعة مكان وزمان ول اأح�صبنا فى حاجة اإىل تاأكيد دور الأم الطيبة . وبعبارة ثانية ، فاإن دقات ال�صاعة هنا متثل خطوات اإجرائية منظمة ، تنتقل موازيني لزمن الأباحلدث من حلظة اإىل حلظة . وفى الوقت نف�صه ، تنقل احلدث من مكان اإىل مكان . وبني ذلك كله م اإىل ال�صاعة لت�صتبني ، تظل ـ ال�صاعة ـ هى الرابط الوحيد بني احلدثني املتوازيني ، فبينما تتطلع الأفى ملحة �صبب تاأخر ابنها ال�صاب ، فاإن البنادق تدفع ذلك البن الغائب فى مركبة ال�صرطة . واإذ يزيد م بتن�صيق مكتب ابنها الطالب، وتهيئ له جو التاأمل الفكرى املعتاد التاأخر وتتكرر الدقات، تت�صاغل الأبالن�صبة اإىل الطالب، بينما تبداأ اأيدى معاونى التحقيق فى �صفع ال�صاب، اإىل اأن ي�صل احلدث اإىل ذروة

جوبة من ال�صاب امل�صكني . تناق�صه وماأ�صاويته ، فوخزة واحدة من عيون املحقق تفجر الدم والأمن جهة اأخرى ، فاإن التقوي�س فى ق�صيدة اأمل دنقل يقوم مبا ي�صبه التعليق الداخلى على احلدث �صلى للق�صيدة ، اأو اإي�صاح ال�صياق اخلطى لدللتها النامية ،كما فى قوله من ق�صيدته »يوميات كهل الأاأ�صمع قهقهاتها اأ�صمع خطوها فى روحة وجيئة / املجاورة / الغرفة حبيبتى فى ال�صن«: �صغري تهم .. مكانها فى تدور وهى ، ثوبها حفيف حتى / املحاذرة متتماتها اأ�صمع / الربيئة اخلافتة

باملغادرة !فريز / )يومان ، وهى اإن دخلت ؛ ت�صاغلت بقطعة التطريز/ بالنظر العابر من �صباكها اإىل الإاألقت وراء ظهرها حتية ان�صرافها اإن �صاألت !( .. وعندما مرت على بقعة م�صيئة ، / بال�صمت اأذناى ، واختباأت فى اأعمدة الوظائف ال�صاغرة / حتى تال�صى خطوها فى الفاترة / فاحتقنت

اآخر الدهليز! ال�صاعرة الذات ال�صمت بني اإي�صاح طبيعة املحدد فى القو�س به يقوم ما نلحظ اأن الي�صري ومن وحبيبتها، فهذه العالقة الفاترة بني احلبيبني متر مبرحلة توتر ، و�صلت ذروتها فى اتخاذ ال�صمت و�صيلة وحيدة للحوار، وعلى وجه الدقة ، جاء القو�س ليوؤكد هذا ال�صمت مبا ير�صمه من م�صهد عابر اأو لقطة ، احلجرة فى جو ال�صائد ال�صمت القو�س يرتجم ، ثانية وبعبارة . اليومية لقطات حياتهما عابرة من وميهد اإىل اخلطوة التالية ، حيث تخرج احلبيبة اإىل عملها ، بينما تت�صاغل الذات ال�صاعرة ـ اأو كما تقرر

Page 116: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 114

ـ تختبئ فى اأعمدة الوظائف ال�صاغرة . واإذا اأح�صنا التاأمل ، �صنلحظ اأن �صياق احلدث يت�صل فى قوله )حتى حفيف ثوبها وهى تهم باملغادرة / ... وعندما مرت على بقعة م�صيئة ..( . وما اأعنيه هو اأن عبارة ال�صاعر تت�صل ات�صال طبيعيا قبل القو�س وبعده ، واأننا اإذا حذفنا القو�س ـ جدل ـ ف�صوف ل

نفقد ات�صاق احلدث.نقطة فى للدللة ال�صاعد امل�صار على داخلى تعليق حقيقته فى هو القو�س اأن اإىل يلفتنا وهذا �صلى لنمو احلدث . وهذا اأي�صا يعنى اأن بعينها، يختارها ال�صاعر لتكون تعليقا اأو اإي�صاحا على امل�صار الأحمو التقوي�س، اأى حمو اأثر الو�صع اخلا�س ملا بني القو�صني ، ومن ثم اإدماجه فى امل�صار الطبيعى لدللة ح�صا�س مبا يقوم به القو�س من وظيفة التنبيه اإىل �صياقه املوازى . احلدث �صيفقدنا ـ اإىل حد كبري ـ الإوهذا يتاأكد بالنظر اإىل مو�صع اآخر من الق�صيدة ، حيث يقول: يريح عينيه على املنحدر الثلجى فى اأن تنام ـ مرتني ! ( / اآثارهما عن ج�صمها ـ قبل انزلق الناهدين ! ) عينيه هاتني اللتني تغ�صل وعندما تر�صقه بنظرة كظيمة / في�صرتد حلظة عينيه ، يبت�صم فى نعومة / وهى ت�صد ثوبها الق�صري

فوق الركبتني ! �س التل�ص نثى من نظرة القو�س فى هذا املقطع عمل على حتديد موقف تلك الأ اأن اأعنيه هو وما مر الذى يبني بو�صوح اأن ما دخل فى التقوي�س هو ـ بالن�صبة اإىل ال�صاعر على على عريها البادى ، الأقوا�س على هذا النحو ، ل تقدم فح�صب قل ـ انحراف جانبى موؤقت عن امل�صار اخلطى للدللة . والأ الأول لت�صكيل الق�صيدة ، واإمنا يخرج بها ال�صاعر لتكون عالمة على تعليقات م�صاحبة عى امل�صتوى الأاإىل جاءت موقف عام للمجتمع . ويت�صح هذا فى الق�صيدة عينها ، حيث يقول فى مو�صع لحق: وهى ت�صكو الغثيان والدوار ) .. اأنفقت راتبى على اأقرا�ض منع احلمل ! ( / ترفع نحوى وجهها املبتل / ت�صاألنى عن حل ! .................... / هناأنى الطبيب حني ا�صطحبتها اإليه فى مر .. فثار ) .. وا�صتدار يتلو قوانني العقوبات على كى اأكف نهاية النهار / رجوته اأن ينهى الأ

القول ! (هام�س :

اأفهمته اأن القوانني ت�صن دائما لكى تخرق / اأن ال�صمري الوطنى فيه ميلى اأن يقل الن�صل / اأن �صجار / لكنه كان يخاف اهلل وال�صرطة والتجار ! ن اجلدب اأهلك الأ �صا�ض �صار غاليا لأ الأ

على هذا النحو ميكن اأن نرى كيف اأن القو�صني امل�صار اإليهما فى املقطع ، يعمالن على ا�صتح�صار �صرة واقرتانها بحملة قومية موقف عام فى املجتمع ، فال�صاعر يعتمد على ما �صاع عن ق�صية تنظيم الألت�صويغ ا�صتعمال و�صائل منع احلمل . وهى الو�صائل التى جلاأت اإليها الذات ال�صاعرة من منظور خمتلف مر ، بعيدا عن �صرعية الزواج . ومن هذا املوقف العام يتخذ ال�صاعر دفاعه فى مطالبة الطبيب باإنهاء الأ، حيث ال�صمري الوطنى امللتزم باإقالل الن�صل . وهكذا نلمح �صدى ملا يدور فى املجتمع من عالقات مت�صابكة ، ومرجعيات متداخلة ، وم�صالح متوازية ) اهلل وال�صرطة والتجار ( . وهذا امللمح اإمنا برز فى املقطع بوا�صطة التقوي�س الذى يعد فى قوله حتديدا : )اأنفقت راتبى على اأقرا�ض منع احلمل !( اإ�صارة قوا�س من اإىل جهود ما�صية، حت�صبا للم�صتقبل وللغثيان والدوار . وهكذا مرة اأخرى، نرى ما تقوم به الأ

�صناعة توتر فنى ، يعود اإىل ا�صتح�صار اأحداث اأو اأزمنة معار�صة مل�صار احلدث املبا�صر فى الق�صيدة .

Page 117: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

115 ربيع2008

)3(بوظيف تقوم قوا�س الأ هذه اإن : القول لنا ي�صيغ قد ، بالتاىل كما ـ لكنها . للعبارة التقليدى الرتكيب فى العرتا�صية اجلملة ثر املبا�صر للدللة اأو�صحت ـ تلون العرتا�س بوظائف فنية ، تعمق الأقوا�س فى ق�صيدته »احلزن ل . ويت�صح هذا اأكرث فى ت�صكيل بارز لالأ

يعرف القراءة« ، حيث يحولها ال�صاعر فى مو�صعني من الق�صيدة اإىل منولوج داخلى ، يعك�س �صراعه اخلارجى . وهو ال�صراع الذى عرب عنه فى املقطع ال�صابق على التقوي�س . اأما فى املو�صع الثانى ، فهو يجعل القو�س مبثابة منولوج )عام( ـ اإذا �صح التو�صيف ـ ليعك�س به الو�صع الداخلى للمجتمع . يقول: .. ف�صيئا �صيئا / املختار مكانى فى اأذوب ، ال�صمت طاحونة فى اأدور / الغبار دوائر تاأكلنى قنعة / اأعمدة الربق التى تطل من نوافذ القطار / كاأنها اأ�صراب اأوز اأ�صود يختفى وجهى وراء الأعناق / يطلق فى �صكينتى �صرخته املروعة / ويختفى متابعا رحلته مع التيار ! ) �صوتك كان الأ؟ / اأم نعا�ض ال�صهوة املاكر ما بني انفراج ال�صفتني ؟ / هذا الذى ي�صبك قلبى خامتا حتت نعومة لفاظ / تخبئينه على نافذة احلمام القفاز / حتى اإذا اغت�صلت ـ فى نهاية ال�صهرة ـ من لزوجة الأ

... ي�صتعيد ذكرياته / وي�صرتد الزمن ال�صائع بني ال�صورتني ! ؟ (واملقطع الذى ذكرته ـ كما هو وا�صح ـ مكون من حركتني ، حركة التقرير :

)تاأكلنى دوائر الغبار..( ، وحركة املنولوج الداخلى الذى يتخذ �صيغة ال�صتفهام : )�صوتك كان؟ اأم نعا�ض ال�صهوة املاكر بني انفراج ال�صفتني ؟(. واإذا حلظنا اأن جزء التقرير اأو حركته تعمل على اإبراز ح�س العزلة واخلوف والفراغ فى احلا�صر ، فاإن احلركة الثانية ـ حركة القو�س ـ تعمق هذا احل�س نثى املخاطبة فى ب�صوؤاله النافذ: )�صوتك كان ؟...( ، �صيما اإذا حاولنا ت�صور العالقة بني ال�صاعر والأنثى القو�س . ونحن على وجه الدقة ل نعرف طبيعة هذه العالقة ، ولي�س لدينا ما يقطع اإن كانت هذه الأزوجا للذات ال�صاعرة . وبالتاىل ، فالت�صاوؤل يعرب عن ن�صاأة هوة عميقة بينهما ، يغلفها ال�صمت وحركة نثى هى لفاظ . وكذا لي�س لدينا ما يرجح اإن كانت تلك الأ العنف الظاهر فى الغت�صال من لزوجة الأحبيبة بعيدة ، تتطلع اإليها الذات ال�صاعرة دون اأن ت�صتطيع اللحاق بها . ومن ثم فالت�صاوؤل )�صوتك كان ؟..( يعرب عن هذا الياأ�س من اإمكانية حتقيق اأمل الت�صال ، واإ�صباع رغبة الروح فى الركون اإىل دفء احلبيبة . وعلى اأية حال ، فاإن كال الحتمالني يوؤكد ح�صور ح�س التمزق الداخلى ، احل�س الذى تعانى منه الذات ال�صاعرة . وهذا يجعل )طاحونة ال�صمت( ـ على نحو ما قال ـ تغلف حياته اخلارجية فى تعامله املبا�صر مع الواقع )اأعمدة الربق التى تطل من نوافذ القطار( ، كما تغلف حياته الداخلية فى نثى التى تتالعب بقلبه ، حيث جتعله خامتا ، ثم تعود فتتخل�س منه بق�صوة نثى البعيدة ، الأ تعامله مع الأ

فى نهاية ال�صهرة على نافذة احلمام .قوا�س فى الق�صيدة ، اأما املو�صع الثانى ، فهو حيث يقول : ول من موا�صع الأ هذا هو املو�صع الأ

�صدتها الطريق / وحني ت�صري فى ال�صخرية / وهى تثري املرتخية / ظلت ال�صيدة )جوارب ال�صائد فى �صباك اأ�صقطها ال�صحك ، ووارت وجهها م�صتخذية / وهكذا فانفجر ؛ متزقت.. /

�صيارته املفتوحة / فارتبكت وهى ت�صوى �صعرها الطليق / واأ�صرقت بالب�صمات الباكية !(.اإن املقطع اأو التقوي�س ل ميثل فى ظاهره �صوى م�صهد من امل�صاهد املتكررة فى حياتنا اليومية . ومن

Page 118: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 116

الي�صري اأن نلمح فيه اأثر الفقر فى التمييز بني طبقتني؛ طبقة تركب ال�صيارات ، وطبقة ت�صري على قدميها. غري اأن امل�صافة بني الطبقتني تنهار مبجرد اأن تقبل الطبقة الفقرية الن�صمام اإىل ف�صاء ال�صيارة للرتفيه عن وىل التىمتثل العالقة املاألوفة بني الطبقتني. اأ�صحابها. ومن الوا�صح اأن القبول مل ميح اأثر ال�صخرية الأعمق اأن الفقر، اأو عدم القدرة على توفري املتطلبات الي�صرية للظهور مبظهر لئق، كان هو وال�صخرية الأ

حلاح ال�صائد ؛ �صاحب ال�صيارة ، والقبول بوظيفة الرتفيه له . ال�صبب فى اخل�صوع لإولعلنا نلحظ هذا احل�س ال�صاخر ، لكن املرير ، فى و�صف ) ال�صائد ( ؛ اإذ ي�صري ـ الو�صف ـ اإىل ن�صانية بني من ميلك ومن ل ميلك . وكاأن النا�س فى هذا انق�صموا ق�صمني : �صائد طبيعة العالقة غري الإوفري�صة . وال�صائد ل يكتفى من فري�صته بال�صخرية ، في�صيف اإىل ذلك التمتع بها ، اأو التمتع ب�صببها ، ن�صانية بينهما مفقودة . وهنا ينبغى اأن ن�صري اإىل املقطع لتبقى الهوة بينهما كما هى ، ولتبقى الطبيعة الإ�صرطة البي�صاء . الذى ي�صبق هذا التقوي�س ، فهو مقطع يت�صم بالتجريد ال�صديد : )توقفى اأيتها الأفقد نرى اخليط الذى خلفه الثعبان فوق ال�صحراء . وقد نرى عظام من ماتوا من الظماأ . قد نرى

�صياء ... يدب فيها نب�صها الوح�صى ، نب�صها املكبوت(. وقد نرى ، لكنما الأوبالتاىل ، فقد نفهم مايقوم به مقطع التقوي�س ، حيث يحول الروؤية املاأ�صاوية املجردة اإىل م�صهد مادى ملمو�س ، م�صهد عابر من اآلف امل�صاهد املمكنة فى حياتنا اليومية . اإل اأن القو�س ل ينح�صر فح�صب فى ترجمة املجرد اإىل مادى ملمو�س ، فهو يقومـ من جانب خفىـ بتربيره ، اإذ ن�صتطيع القول : اإن مبعث الت�صاوؤم فى تقرير ال�صاعر ، على النحو الذى ي�صى به قوله : ) فقد نرى اخليط الذى خلفه الثعبان فوق ن�صانية ال�صائدة بني طبقات املجتمع . اأو ال�صحراء .. ( يعود هذا املبعث اأو ال�صبب اإىل العالقة غري الإبعبارة اأخرى ، يعود الت�صاوؤم اإىل �صعف البنية الداخلية للمجتمع ، من حيث انق�صامه وت�صارعه واختفاء املودة والعطف بني اأفراده . واإذ قد نرى فى التجريد املذكور اإ�صارة اإىل ق�صايا عامة اأو مواقف كلية ، فاإن املقطع الذى يرتجم هذا العموم ين�صرف بدللته اإىل التخ�صي�س اأو تعيني جزء من كل . وقد يقال اإن يجاز فى تو�صيح الكل باجلزء ، اأو تو�صيح اجلزء بالكل ، غري اأن ما هذه طريقة عامة مقبولة على �صبيل الإينبغى اللتفات اإليه اأن هذه ال�صبيل املجازية فى التعبري عن املواقف الذاتية لدى ال�صاعر يهتم اهتماما خا�صا بالك�صف عن طبقات اجلمال اخلا�صة حتت مظاهر القبح العام . وباإ�صارة عامة ، قد نقرر اأن هذا م�صلك عام لدى ال�صاعر . وهو بالتاأكيد يحتاج اإىل وقفة خا�صة ، لي�س هذا مو�صعها ، لكننى اأكتفى �صارة اإليه واإىل دوره ، �صيما فى اإعطاء ت�صكيل الق�صيدة لدى- اأمل دنقل- ملمحها ال�صخ�صى ن بالإ الآ، حيث يعنى عناية خا�صة بتاأكيد العالقة بني القبح واجلمال . وهو ناجت عن موقفه من املدينة ، اإذ يرى فيها هذين امل�صتويني من م�صتويات التقييم ـ قبحا وجمال ـ متداخلني ، حا�صرين معا فى كل حني ،

حتى واإن يكن املوقف العام للمجتمع غري منتبه اإل اإىل ال�صطح الظاهر القبيح . )4(

يبدو اأن �صبب اإحلاح ال�صاعر على و�صع تقوي�صات بارزة فى ج�صد ق�صيدته يعود اإىل طبيعة التعبري ق�صيدة مالمح من اأ�صا�صيا ملمحا كان الذى بالتجريد عادة يت�صم التعبري فهذا ، التقوي�س خارج ال�صتينيات عامة، فرواد التفعيلة بوجه عام ـ اخلم�صينيات وال�صتينيات ـ اعتمدوا فى ت�صكيل ق�صائدهم تثوير اإىل ، وتعرب عن تطلعهم ، تو�صح موقفهم من املجتمع اأ�صا�صية اإنتاج مفاهيم اإعادة الدلىل على

Page 119: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

117 ربيع2008

التى والكلمة واحلزن النبل املفاهيم هذه ومن . الداخلية منطلقاته اأن ذلك ومعنى . الق�صيدة هذه �صناعة فى �صا�صى الأ املتكاأ كانت التقوي�صات ـ كما عر�صتها ـ تقوم فى جانب مهم من وظائفها املتعددة بتخفيف ح�س التجريد وحتويله اإىل مظاهر مادية اأو م�صاهد حية ، تفك �صفرة املجرد وت�صوغ قبوله لدى القارئ . ومن الق�صائد التى تعرب عن

هذا امل�صلك فى �صعر اأمل دنقل ، ق�صيدته »بكائية الليل والظهرية« ، فهو ي�صتهلها باحلديث عن الذكرى فى كل ليلة .. / تخلع الذكرى مالب�صها املغربة القدمية / التى تعود اإىل �صدارة احلا�صر ، يقول:

لوان واملرح القدمي . ت�صتحم بر�صا�صات ال�صوء ، تغ�صل فيه وعثاء الطريق / وت�صرتد ن�صارة الأاإن�صانية اإىل اكت�صابها �صفات ال�صاعر ملفهوم الذكرى من حيوية ؛ تعود ولعلنا هنا نلحظ ما مينحه بارزة: )تخلع ، ت�صتحم ، ت�صرتد ..( . غري اأن ال�صاعر بعد اأن ي�صتوفى حديثه عنها ، يعود فري�صم �صورة

حية للحا�صر، ليظهر بالت�صاد الفرق بني زمنني : ما�س حتييه الذكرى ، وحا�صر ي�صيئه النهار: فا�ض النهار بنا ، فمزق عن ت�صوفنا معاطفنا ، / واألقانا على اأعتاب مملكة النميمة ، والذباب وال�صمت / ! الروؤى جترحت .. لثمناها اإذا / .. احلواف مك�صرة اأقداح : والكلمات يطن/ ناء ، وعامل الربق ال�صغري يدق باب البيت ؛ / ».. ق�صبان حمماة على وهج البكاء . / )فا�ض الإفعى على كتف الع�صيق / وت�صتزيد اآه» وت�صقط ال�صم�ض ال�صغرية عن رداء النوم / تبكى املراأة الأمن البكائيات ، تلقم �صدرها العارى يديه ـ لعله يبنى بها بعد احلداد ـ تدير عينيها اللتني تندتا ..

فاأذابتا الطالء ؟ (.فبعد اأن يوؤكد ال�صاعر ح�صور النهار فى مملكة النميمة ـ اإ�صارة اإىل طبيعة احلياة اليومية القائمة على الهام�صى والعار�س ـ ، وبعد اأن ي�صع هذه احلياة الهام�صية فى ظل الكلمات التى هى اأقداح مك�صرة احلواف ـ اإ�صارة اإىل كونها طعاما �صعبيا اأو �صرابا ين�صرف به العامة عن �صيق حيواتهم ـ يعود فيوؤكد هذه احلياة بلمحة عابرة ، تر�صم �صورة لعامل الربق ال�صغري ولع�صيقته التى ت�صتزيد من البكائيات تعبريا عن قوا�سـ من هذا املنظورـ جو احلزن ال�صائد فى هذا البيت الب�صيط من بيوت العامة . وبالتاىل تتجاوب الأقوا�س نف�صها طابع التجريد مع جتريد الدللة فى ال�صياق العام للق�صيدة . ول باأ�س هنا من اأن تكت�صب الأفعى ـ ت�صتزيد من البكائيات( تاأكيدا لعالقة التماهى بني داخل القو�س اأو جزءا منه : )تبكى املراأة الأناء( وخارجه ، خا�صة اإذا حلظنا امل�صاكلة اللفظية بني كل من املقطعني : )فا�ض النهار بنا .. / فا�ض الإ. وهى امل�صاكلة التى متنح في�س النهار ح�صا اإ�صافيا بالتوتر ، ناجتا عن ت�صور الفي�س فى �صوء غليان القدر

امل�صاحب لفي�س املاء .)5(

قوا�س فى النماذج ال�صابقة تقوم بوظيفة الرتجمة احلية للمفاهيم املجردة فى املقاطع غري اإذا كانت الأاملقو�صة ، فاإنها فى موا�صع اأخرى تتجاوز الرتجمة املبا�صرة اإىل تبني الن�صقاقات اخلفية فى هذه املفاهيم

، على النحو الذى يظهر خا�صة فى ختام ق�صيدته »ميتة ع�صرية« ، يقول: / البالبل.. وتبقى ال�صنابل.. )�صتبقى �صاعة: ن�صف فى / الدر�ض مقطوعة املعلم ويلقى

تغرد فى اأر�صنا .. فى وداعة..( .......................ويكتب كل ال�صغار ب�صدق وطاعة : )�صتبقى القنابل وتبقى الر�صائل نبلغها اأهلنا .. فى بريد

ذاعة(. الإ

Page 120: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 118

ول حاجة بنا اإىل تاأكيد ما يقوم به هذا املقطع من �صناعة مقابلة بني موقفني : موقف ر�صمى من جهة ، وموقف �صعبى اأو عملى من جهة ثانية . واملوقفان يظهران فيما نعلمه لل�صغار ـ على نحو مثاىل ـ من �صا�صى اإىل موقف ناقد �صرورة الحتفال باحلياة واحلفاظ على وجهها النا�صر ، بينما يتحول الدر�س الأللمجتمع ، ير�صد فيه مظاهر الدمار واحلزن . وهذا املقطع على وجه التحديد يذكرنا مبقطع �صهري ل�صالح عبدال�صبور من اأوليات �صعره ، حيث يقول فى ق�صيدته »رحلة فى الليل«: يهب ثلة الرفاق ، ف�ض جمل�ض ال�صمر / »اإىل اللقاء» ـ وافرتقنا ـ »نلتقى م�صاء غد» / »الرخ مات، فاحرت�ض ، ال�صاه مات

! »/ »مل ينجه التدبري ، اإنى لعب خطري» / »اإىل اللقاء ـ وافرتقنا ـ نلتقى م�صاء غد».ووجه ال�صبه بني املقطعني ل يتجلى فى التعبري عن املوقف ذاته ، اإذ يختلف �صياق الق�صيدتني ، واإمنا الت�صابه يتجلى فى الوظيفة املحورية للتقوي�س . وهى الوظيفة التى ابتدعها رواد التفعيلة ، ونقلوا بها الق�صيدة العربية نقلة نوعية من حيث ا�صتح�صار اأ�صوات احلياة ، اأو حركة النا�س فى اأيامهم املتكررة . وهذا ما فعله اأمل دنقل فى هذا املقطع . وهو يفيد يقينا من م�صلك �صلفه فى تطوير الق�صيدة العربية ، لكنه ي�صيف اإىل ذلك متثيل التناق�س بني املواقف املتباينة فى هذه احلياة . وميكننا اأن نتاأكد من هذه

�صافة بالنظر اإىل ق�صيدته »ال�صحك فى دقيقة احلداد« ، حيث يقول: الإجترت وهى / القردة فوق / القمح حقل فى نباء الأ يقراأ / الببغاء وكان ، املقهى فى كنت ـ القطط الن�صاء �صمدة (......... اأثمان جميع الأ ـ رفع ( للن�صاء......... الرناجيل، وترنو ـ رفع �صعر املواء...........) باأ�صداء تبتل الفئران الرغبة الع�صاء / وعيون ـ �صمان فرا�ض الأال�صوف.. (........ ما من فائدة ! / كادت ال�صيارة احلمراء اأن تق�صم ظهر ال�صيدة / والن�صاء

م�ض ـ رئي�ض الوزراء(. زياء يخلعن الرداء.......... ) ـ ثائر يقتل فى طهران بالأ القطط ـ الأوهكذا مت�صى الق�صيدة فى ا�صتح�صار حركة احلياة ، ل اأ�صوات النا�س فح�صب . وبالتاىل تتحول قوا�س فى مثل هذه املوا�صع اإىل خلفيات بانورامية ، ت�صلط ال�صوء على الغام�س فى منت الق�صيدة ، الأم�صيفة اإىل هذا املنت تو�صيحا اأو تاأكيدا اأو مل�صة �صاحرة ، تدعو اإىل ال�صحك ، اأو اإىل البكاء . وميكننا اأن

�صافة فى ق�صيدته » رباب« ، حيث يقول: نرى مثل هذه الإلها حقيبة مدلة ، و�صعر غجرى ! )عرفت عنها الق�ص�ض الكثرية : على اأريكة القطار .. / �صاجعها اثنان ، / وخلف �صاتر الغارات فى امليدان .. فى الظهرية / .. و�صاجعتها امراأة على

لئ ال�صغرية !(. البالج الذهبى / وج�صمها اخلارج من حمارة البحر / مندى بالالآوما اأعنيه هنا اأن القو�س املعني ، لي�س جمرد اإ�صافة مو�صحة ل�صياق التعبري قبله وبعده ، واإمنا جاء العطف نلمح ح�س القو�س فنحن من خالل هذا ، املو�صوفة العالقة فى اأ�صا�صيا طرفا ليكون بهيئته نثى / ال�صحية ، وبالتاىل فهذه الذات ـ كما تدل والتواطوؤ الذى جعل الذات ال�صاعرة متيل اإىل هذه الأنثى فى حياتها ، بل اإنها تفقد اإح�صا�صها بالوجود حني تفقدها ، الق�صيدة ـ حتر�س على وجود هذه الأوتظل تبحث عنها اإىل نهاية العمر . وكاأن الر�صالة التى تعلن عنها الق�صيدة ـ بتاأكيد دللة القو�س ـ اأن و�صاع خارجية ، ل ذنب لها فى وجودها ، واأن كثريا من الوجوه فى حياتنا، هى فى حقيقتها �صحية لأهذه الوجوه املدانة هى جزء من حياتنا التى ل تخلو من اإدانة . بل اإننا ـ نحن الذين نبدو فى �صورة ا�صتقرار واأن ل ، املذنبة الوجوه تلك ن�صتغنى عن واأننا ل ما، بطريقة مدانون اأننا �صنجد ـ الف�صالء

حليواتنا بغري احت�صان اأ�صباب اإدانتنا ومظاهرها معا .

Page 121: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

119 ربيع2008

ن �صهم النبل بع�س ال�صعراء الذين روجوا لهذه ال�صائعة واأخواتها، تراجعوا عما اأ�صاعوه، لي�س لأال�صاعر، قرب البي�صاء على ورودهم ينرثون وراحوا القدمية، مواقفهم فتنازلوا عن قلوبهم، اأ�صاب قد ن غفلة من الزمان قد اأ�صابتهم، ليت�صلل العرتاف باأمل دنقل و�صعره من خالل هذه الغفلة، ولي�س لأ�صباب كثرية .. بل جاء هذا التنازل عن املواقف القدمية، والعرتاف بـ »�صالحية« ال�صعر وال�صاعر لأاأولها: اأن �صعر اأمل دنقل �صمد اأمام الزمن ب�صراوة، واأمام كل هذه ال�صائعات بقوة، وراح يكت�صب بل قليمى، الإ طار الإ على اجلماهريية هذه تقت�صر ومل بعد جماهريية، وجماهريية دفعة، بعد دفعة ر�س العربية جميعها، ليواجه جميع اخلطابات النهزامية، والتى تتخفى حتت اأقنعة ات�صع لي�صمل الأنظرية وفنية ثقيلة، وتتذرع بادعاءات ثورية مزيفة، ومقولت نقدية عرجاء، ولذلك كان من ال�صعب للمقاومة اأ�صبح رمزا ال�صعر ن هذا اأمل دنقل كال�صيكى، وتابع لل�صلطان« الآ »اإن �صعر اأغنية ترديد الوعى وميلك على، ينطوى كان ذاته دنقل اأمل ن لأ ال�صعارات، ترفع التى املقاومة ولي�س �صعرا، ميثل كان ولكنه الفارغة، احلما�صية ال�صعارات ودرك الهتاف، هوة فى ال�صقوط من ينقذه الذى ول، لعقدى احلياة الجتماعية وال�صيا�صية - فنيا - خطوة خطوة .. ولذلك فهو ال�صمري ال�صعرى الأ

ال�صتينيات، وال�صبعينيات.�صاو�س لالعرتاف بـ �صعر اأمل دنقل - اأخريا -، اأما ال�صبب الثانى الذى دفع هوؤلء ال�صعراء الأهو اكت�صاب بع�س من �صوئه، بعد اأن هاجمتهم العتمات هنا وهناك، فالوقوف فى �صوء اأمل دنقل، ، بعد رمبا يعطيهم قدرا من قب�صه، وتبدى ذلك فى ق�صائد دبجها هوؤلء ال�صعراء، ون�صروها على املالأاأن يئ�صوا من تقزمي ال�صاعر، ووجدوا اأنف�صهم خارج احللبة الوا�صعة .. يرق�صون فى عزلة �صبه كاملة، وهم اأحياء، اأما اأمل دنقل فراح �صعره يقف بني النا�س، وراحت ق�صائده ت�صرئب وتتطاو�س، رغم اأن �صاحبها رحل منذ زمن طويل ... وهذه مفارقة من املفرت�س اأن ت�صل اإىل درجة العظة واحلكمة ..

اأمل دنقل واأقنعته املتعددة

هناك �صائعة قوية راحت تروج وترت�صخ فى ال�صبعينيات، ووجدت هذه ال�صائعة من يوؤكد مر اإىل اإ�صدار بيانات ملتهبة، وتدبيج مقالت عليها، وميد لها يد التنظري النقدى، وو�صل الأ

وحوارات �صاخنة، وملخ�ض هذه ال�صائعة: »اإن �صعر اأمل دنقل �صعر مبا�صر، واأ�صوىل، مر اإىل و�صف �صعر اأمل دنقل باأنه وكال�صيكى، ويغازل اجلماهري بفجاجة» .. وو�صل الأ

نه ي�صتعري خطابه الفنى، هذا اخلطاب الذى يندرج حتت اأغرا�ض قدمية مثل خادم لل�صلطان، لأالهجاء والرثاء والغزل، وغري ذلك من اأغرا�ض.

�صعبان يو�صف

Page 122: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 120

اإبداع بقادرين على ولي�صوا .. والوقوف الثبات، بقادرين على لي�صوا ال�صو�س فيهم نخر ولكن من اأى نبل، بعد كل هذه ال�صنوات من العداء ال�صافر واملبا�صر لل�صعر ولل�صاعر..، والنيل منه حيا وميتا، للدرجة التى جتعله موجودا دائما فى ذاكرة هوؤلء كفزاعة لهم، يحاولون ن�صفه، اأو اإبعاده، اأو اإزاحته باأى

ن�صانى عموما .. طريقة عن امل�صهد، رغم جتذره بقوة فى امل�صهد ال�صعرى امل�صرى والعربى والإومن نافل القول اأن اأمل دنقل كان يوؤكد على هويته الثورية واملتمردة والعربية، هذه الهوية التى مل ترتكن على منوذج معني، يتخذه ال�صاعر، ويظل ثابتا يتق�صاه دوما، لكن اأمل كان يتجاوز دوما، ويهدم يقاعات التى ويبنى طوال جتربته، ويبث روحه ومعارفه وثقافته ومواقفه عرب اإيقاعاته ال�صعرية، هذه الإمل تثبت على حال، بل راح اأمل - بخربته الفنية واملو�صيقية العالية - ينوعها، ويقلب فيها، ح�صب �صهر، والتى لفتت النظر اإليه، وهى املوقف اجلماىل الذى يت�صكل مع التجربة .. وكانت ق�صيدته الأخرية« مبثابة اإعالن قوى عن �صاعر كبري، ول لب�س فى �صاعريته ال�صاطعة، هذه »كلمات �صبارتاكو�س الأالق�صيدة ال�صاخبة، رغم اإيقاعاتها املحكمة، وحتكم �صانعها فى بنائها، كانت تعلن عن مترد، واحتجاج على املناخ غري الدميقراطى، وانعدام احلرية متاما، كانت الق�صيدة فى عام 1962، اأى فى ظل اأجواء �صوار، فجاءت الق�صيدة متقاطعة �صيا�صية كابو�صية، وكان الي�صار كله حتت قب�صة ال�صلطان، وخلف الأمع احلدث، ولكن عرب اأقنعة متعددة، و�صفافة، ي�صتطيع القارىء اأن يعي�س احلدث ويراه ويتفاعل معه قنعة كانت جزءا اأ�صا�صيا من خطة الق�صيدة عند اأمل قنعة ال�صفافة، بل اإن هذه الأ من خالل هذه الأ

دنقل، الذى ين�صد:�صارع فى / امل�صاء نهاية فى منحدرين / مطرقني امليدان فى يعربون الذين اإخوتى »يا نكم معلقون جانبى .. على م�صانق كرب: لتخجلوا .. ولرتفعوا عيونكم اإىل / لأ �صكندر الأ الإالفناء يبت�صم عينى: فى باملوت عيونكم التقت اإذا .. لرمبا / اإىل عيونكم فلرتفعوا القي�صر/

ة!» نكم رفعتم راأ�صكم .. مر داخلى .. لأال�صاعر الفناء داخل ابت�صامة فالقي�صر معروف، ودللة ال�صاعر، اإليه يرمز ما وبالطبع لن يخفى نهم رفعوا الروؤو�س مرة واحدة، جلية للعني، هنا نربة وا�صحة، والعقاب الذى ي�صقط على الرجال لأيحاءات ... لذلك فاأمل دنقل كان اأ�صد ال�صعراء بعدا قنعة، والرموز والإ الحتجاج عالية، رغم كل الأقنعة عند اأمل دنقل تخدم غر�صني، اأول غر�س هو البتعاد عن املبا�صرة والتقريرية املقيتة، وكانت الأعن النرثية، واإعطاء الق�صيدة بعدا جماليا خا�صا، والغر�س الثانى هو ا�صتنها�س بع�س الرموز الثورية واملتمردة، والتى كانت تتوزع بني رموز اإن�صانية عامة، اأو م�صرية فرعونية، اأو عربية، وكان اأمل يخرج كثريا بني املوقف التاريخى امل�صتلهم، وبني احلياة املعا�صرة دوما، لذلك مل يخل ديوان، ول مرحلة من قنعة املتعددة، والرموز ال�صفافة والكثرية، والتى اأ�صبحت تتناثر مراحل اأمل الفنية، من اإيراد تقنية الأمل دنقل منذ فى ق�صائده، كاإحدى ال�صخور القوية فى بناء الق�صيدة .. وهذه التقنية كانت داأبا لأخري« .. ثم ق�صيدة »البكاء �صطع - كما اأ�صلفنا - فى ق�صيدته »كلمات �صبارتاكو�س الأ جتليه ال�صعرى الأ

بني يدى زرقاء اليمامة«، ومن هنا لي�صتطيع اأن يفك رموز هذه الق�صيدة مبتعة وب�صهولة وي�صر.معاطف فى اأزحف / والدماء بالطعنات مثخنا .. اإليك جئت .. املقد�صة العرافة »اأيتها

Page 123: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

121 ربيع2008

القتلى، وفوق اجلثث املكد�صة / منك�صر ال�صيف.. مغرب اجلبني ع�صاء..... اأ�صاأل يا زرقاء / عن فمك الياقوت، عن نبوءة والأبالراية مم�صكا يزال ما وهو .. املقطوع �صاعدى عن العذراء/

املنك�صة».فى والطاعنة احلادة، املرثية هذه .. »اأيلول« ق�صيدته تاأتى ثم

يقاعى واملو�صيقى فيها .. مبا يتنا�صب دانة .. ول اأحد يفكر اأن اأمل دنقل قد بلغ ذروة التجريب الإ الإمع املوقف .. وقد اأفا�س النقاد فى �صرح وحتليل هذه الذروات عند اأمل، عندما ا�صتخدم ال�صوت .. ثم اأردف معه جوقة خلفية .. وقد اتبعها �صعراء كبار بعد ذلك .. وكانت اجلوقة اخللفية مثل �صوت مر جديدا فى ال�صعر عموما، م�صريا وعربيا .. فال�صوت الندابات عندنا فى ال�صعيد .. وكان هذا الأ

يقول:عدام / ت�صقط من �صرتته ال�صجن قلن�صوة الإ العام / يخلع عنه فى الباكى فى هذا »اأيلول اأن وقف على درجات ليلة الدموية / بنبوءته يب�صر �صواق: الأ رقام / مي�صى فى الأ الزرقاء .. الق�صر احلجرية .. ليقول لنا: اإن �صليمان اجلال�ض منكفئا / فوق ع�صاه / قد مات! ولكنا نح�صبه

يغفو حني نراه!!»وفى موازاة هذا املقطع متاما، جند اجلوقة تندب:

»ها نحن يا اأيلول / مل ندرك الطعنة / فحلت اللعنة / فى جيلنا املخيول»..وهكذا جند اأمل دنقل ي�صرب فى اأ�صكال عديدة م�صتخدما خربته ومعرفته وح�صه الفنى، فى اأبنية تى«، جند اأمال يق�صم الديوان اإىل اإ�صحاحات، هذا ال�صكل كثرية، ففى ق�صيدته اأو ديوانه »العهد الآاأن يبحث عن �صلة بني الت�صور الدينى للكون، امل�صتعار من التوراة، واأراد من خالل هذا ال�صكل ن�صانى، وبني الت�صور الثورى لل�صراع املعا�صر، وكان اأمل يتنقل ب�صهولة بني الرموز التوراتية وال�صراع الإنه انقطع والقراآنية والعربية واليونانية، هذا بحكم قراءته املو�صوعية، فقد �صرح اأمل فى اأحد حواراته، لأمتاما للقراءة فقط ملدة اأربع �صنوات، اأى من عام 1962 اإىل عام 1966، ا�صتطاع اأن ي�صتوعب الرتاث عموما، لذلك كان اأمل ي�صرب مبعانيه و�صوره فى كل اجتاه، ويعرف جيدا الفروق التى كانت تف�صل جيله عن جيل �صالح عبدال�صبور وحجازى، فاإذا كان جيل عبدال�صبور وحجازى راح ي�صتخدم اللغة فى اأب�صط �صورها، واأي�صر معانيها، كان جيل اأمل ي�صتعيد اللغة العربية بف�صاحتها القدمية، ناف�صا عنها ما علق بها من غبار العامية، وجتلى ذلك قويا عند اأمل دنقل، وعفيفى مطر، واإبراهيم اأبو �صنة، وفاروق خرى التى كان يدركها اأمل دنقل، والتى تف�صل جيله �صو�صة، وح�صن توفيق وغريهم .. اأما ال�صمة الأقنعة والرموز بكثافة، واعتمادها تقنية اأ�صا�صية فى بناء الق�صيدة، عن اجليل ال�صابق، فهى ا�صتخدام الأوهذه التقنية جزء من التاأكيد على الهوية العربية، والتى مل تكن موجودة بهذه الغزارة والتاأكيد فى

اجليل ال�صابق.اأمل دنقل بهذه ال�صمات، واأ�صبحت تالزمه فى كل �صعره تقريبا، وهذا ينفى متاما هذه ا�صتاأثر الفرية، وتلك ال�صائعة، التى ت�صم �صعره باملبا�صرة، وتتهمه بالتقريرية، وهو اأبعد مايكون عن هذه، وعن

تلك، ورمبا يحتاج �صعره اإىل قراءة اأعمق، واأكرث ات�صاعا من الدرا�صات التى تناولته.

Page 124: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 122

دب العربي بجامعة القاهرة: �صيبقى من يف البداية يقول الناقد د.عبد املنعم تليمة اأ�صتاذ الأن وبا�صتمرار وحتى اآخر الزمان ق�صية التجديد.. حيث ليوجد �صاعر دخل مدخل الطالئع، اأمل الآالتجديد.. مظاهر والكثري من الكثري لديه واأمل اإذا كان جمددا.. اإل وىل، الأ ال�صفوف واأ�صبح يف فلديه ال�صوت اخلطابي دون مبا�صرة.. ولديه �صوت ال�صتنفار الذي تتطلبه النه�صة ملواجهة العدوان لديه فدائما ال�صعبة.. املعادلة دنقل اأمل ولقد حل الهمم.. وا�صتنفار املحلي وال�صتبداد اخلارجي �صوت ال�صتنفار يف �صعره مع قدرة فريدة يف الت�صوير واملجاز وتوظيف الرموز، وبالتايل اأبدع فنا �صعريا ممتلكا اأمل كان كما ال�صعرية.. موهبته على متكاأ ذلك فعل واأمل ول خطابة.. مبا�صرة بال خال�صا دواته موغال يف ديوان ال�صعر العربي من اجلاهلية اإىل وقت رحيله، كما كان لدى اأمل موهبة حفظ لأكل ما تقع عينه عليه من اأ�صعار متميزة.. واأمل مثل كبار ال�صعراء يف كل زمان ومكان.. فال�صعراء الكبار دائما لهم ق�صائد يعرفون بها.. قد يكون لل�صاعر ق�صيدة اأو اثنتني يعرفون بها.. اأما اأمل دنقل فيعرف بثالث ق�صائد هم: )البكاء بني يدي زرقاء اليمامة(، و)الكعكة احلجرية( و)ل ت�صالح(، هذه الق�صائد ليوجد موؤرخ اأدب ميكن اأن يغفل عنها، كلنا نتوقف عند هذه الق�صائد.. وبهذا يكون بقى من اأمل

دنقل الكثري والكثري واإىل م�صتقبل غري منظور..ويقولالناقد اأحمد عبد الرازق اأبو العال: اإن معظم اأعمال اأمل دنقل اأن مل تكن كلها تعك�س الهم القومي العام، وحتت�صن اأ�صد الق�صايا ال�صيا�صية تعقيدا، لذلك حني كتب اأحد النقاد عن اأمل �صعار التي كتبها اأمل كانت حتت�صن الق�صية واعطاه لقب )اأمري �صعراءالرف�س( فقد اعتمد على اأن الأال�صيا�صية ب�صكل مبا�صر.. فديوان )البكاء بني يدي زرقاء اليمامة( الذي ن�صر بعد هزمية 1967 معظم ق�صائده تدور يف فلك التعبري عن الهزمية لي�س ا�صت�صالما لتداعاياتها بل ا�صتنها�صا للهمم مبعنى اأن اأمل دنقل منذ بداية اأعماله يرف�س ال�صت�صالم للهزمية، وقد جاءت ق�صيدته ال�صهرية )لت�صالح( لتعرب عن ذلك املاأزق الذي وقعت فيه ال�صيا�صة امل�صرية يف ال�صبعينات نتيجة اإتفاقية كامب ديفيد، علما باأن هذه الق�صيدة كتبت قبل التفاقية.. ا�صتطاع اأمل ذلك با�صتقرائه للواقع الذي كان ي�صي باأن ثمة ال�صبعينات م�صمونها تاريخى( كتبت يف اأخرى )خطاب غري واأذكر ق�صيدة اتفاقا �صوف يحدث..

ماذا تبقى من اأمل ؟

رحل اأمل دنقل تاركا خلفه �صتة دواوين. ورغم قلة اإنتاجه ال�صعري، اإل اأنه وب�صهادة كبار النقاد وال�صعراء واحد من كبار ال�صعراء امل�صريني والعرب..

كيف حدث ذلك؟.. هذا هو ال�صوؤال، ومن هذا ال�صوؤال تتخلق اأ�صئلة منها: ما �صر بقاء جيال �صعر اأمل دنقل بكامل وهجه بعد مرور كل هذه ال�صنوات؟ وماذا بقي منه لالأ

اجلديدة؟

وفاء حلمى

Page 125: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

123 ربيع2008

اأمل دنقل كان �صاحب اأن تية، مما يدل على يتوافق مع اللحظة الآروؤية م�صتقبلية يقول فيها:

»ها اأنت ت�صرتخي اأخريا / فوداعا / يا �صالح الدين / يا اأيها يا / املجنون اإيقاعه على املوتى/ تراق�ض الذي البدائي الطبل قارب الفلني / للعرب الغرقى الذين �صتتتهم �صفن القرا�صنة /

واأدركتهم لعنة الفراعنة»هذا يوؤكد باأن ق�صيدة اأمل دنقل لها موقف.. ولل�صاعر روؤية، واأن املوقف والروؤية ينبغي اأن يكونا لدي جيال.. ول متوت وينتهي دورها كما حدث مع الكثري من ال�صعراء برغم اأي �صاعر يريد اأن ت�صتمر جتربته لأاأ�صمائهم الطنانة.. ويبقى من اأمل اأنه كتب ال�صعر ال�صيا�صي الذي ميكن اأن نقول اأن فيه مبا�صرة، اإل اإنها ل تعترب نقطة �صعف لديه مثلما حدث يف ق�صائد معظم من كتبوا الق�صيدة ال�صيا�صية وذلك ل�صببني هما ا�صتناد اأمل علي الرتاث وتطويع اأدوات ال�صعر اأثناء املعاجلة خللق �صورة جديدة تعك�س تلك الثقافة التي

ا�صتلهمها من الرتاث، وعندما ي�صتطع اأي �صاعر خلق هذه املزاوجة فاإنه يكون قد اأمتلك نا�صة ال�صعر.اأما ال�صاعر عبد املنعم عواد يو�صف فيقول: بعد جيل الر يادة لق�صيدة ال�صعر احلر امل�صرية ياأتي جيل اآخر، ي�صتقر اأمل دنقل على راأ�صه. واأمل �صاعر كبري ميثل عطاء ر�صينا منا يف حقل الق�صيدة عماله ميكنني القول اإنه بداية من ديوان )البكاء بني يدي زرقاء اجلديدة بكل املقاي�س، ومن متابعتي لأاليمامة( وما تاله من دواوين، اأكد مكانته بني �صعراء ق�صيدة التفعيلة.. كذلك ل �صك اأن ق�صيدة اأن ا�صتطاعت اأخرى ق�صيدة اأن اأعتقد �صعرنا احلديث، ول املقاومة يف ق�صائد اأهم )لت�صالح( من

ت�صل مل�صتواها، ولو مل يكتب اأمل �صوى هذه الق�صيدة الرائعة لكفاه ذلك.ويقول ال�صاعر د.حممد �صيد اإ�صماعيل: اأمل ينتمي اإىل تيار �صعري رئي�صي يوؤمن بوجود بداع غايته.. وترتكز قيمة اإبداع اأمل على مردوده على دور للق�صيدة، يف مقابل تيار اآخر يرى يف الإوا�صتمراره اأمل �صعر بقاء وراء قيم مهمة وهناك تالث والقومي.. والجتماعي ال�صيا�صي امل�صتوى التي القناع اإحياء ق�صيدة القيم للق�صيدة، وثاين العروبي الوجه اإعادة القيم هو اأول هذه طويال.. فهي الثالثة القيمة اأما الب�صو�س، وحرب اليمامة، زرقاء �صرية كتوظيف للرتاث، رجوعه يف متثلت التوا�صل مع اجلمهور.. فاأما هو من اأكرث �صعراء جيله ا�صتح�صارا للمتلقي ال�صمني يف الق�صيدة وهذا جعله يبتعد عن الطفرات احلادة يف الق�صيدة التي ت�صدم ذائقة القارئ، على خالف �صعراء اآخرين مثل اأن�صي احلاج ويو�صف اخلال والعددين غريهم.. واأمل حاول املزاوجة مابني الهم الذاتي والهم العام، كما يف ق�صيدة )مقابلة خا�صة مع ابن نوح(، وكذلك جند عند دنقل النف�س امللحمي كما يف ق�صيدة )اأقوال جديدة يف حرب الب�صو�س( كذلك اأمل من ال�صعراء الذين جعلوا الق�صيدة ال�صيا�صية

نه جعلها قريبة من النا�س. ذات قراءة عالية لأمل، يف ديوانه اأما ال�صاعر ال�صماح عبد اهلل فيقول: �صيبقى من اأمل دنقل تاأريخه ال�صعري لالأخري والفريد )اجلنوبي( حيث يقف ال�صاعر على حافة املوت ل �صارخا ول متو�صال، واإمنا رائيا لعمق الأاللحظة الفا�صلة بني وجودين، و�صوافا لذلك البوح اخلفيف املرتا�صل بينه واملح�صو�صات حوله زهورا كانت اأم �صريرا اأم طيورا اأم خيول، اإىل احلد الذي جعله اأقرب للفيل�صوف الذي ل ميلك احلكمة بقدر

Page 126: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 124

اأمل يعي�صه.. �صيبقى من بقدر ما امل�صتقبل يقراأ يعي�صها، ول ما العربي احللم راأى �صاعر كاآخر والقومي، العروبي تاأريخه دنقل، ال�صيف نخز ب�صاعر يليق انك�صاره كله، وبكاه كما كامال وعا�س ا�صت�صراف على الفائقة قدرته اأي�صا منه و�صيبقى واأدماه، قلبه وان بال تي عندما امتلك قدرة ي�صرخ يف وقت �صابق على الأ الآ

ت�صالح وكاأنه كان يج�صد فكرة ال�صاعر النبي يف اأمت �صورها وهو يحذرنا مرتديا ثياب كليب واليمامة، واأخريا �صيبقى لنا منه حاجتنا الدائمة لال�صت�صهاد باأ�صعاره يف اأزماتنا الكربى، واإحباطاتنا املتوالية.

ويقول ال�صاعر عماد الغزايل: يف ت�صوري اأن هناك �صروطا ثالثة تتوفر يف نتاج اأي �صاعر كبري اأول: اأن تتمثل يف �صعره ال�صمات التي توؤكد ت�صربه للتجارب ال�صابقة عليه بدرجة تتجاوز التاأثر العادي لكنها توؤكد مبداأ التوا�صل اجلمايل والتاريخي واملعجمي، فال ينبت ال�صاعر الكبري من فراغ وليكون اأبدا بال اآباء يتوا�صل معهم ويختلف اأو يتمرد عليهم، على اأن يوؤدي هذا التمازج اإىل توليد ما ي�صمى بال�صوت اخلا�س اأو بالنربة املميزة لل�صاعر التي يعرف بها، وكلما حتددت هذه النربة يف اأذهان واأ�صماع جمهور �صوات ن يكون ممثال لأ نتاجه لأ اأن ي�صلح ثانيا: فاأكرث.. اأكرث ال�صاعر ال�صعر كلما تر�صخ ح�صور جتربة ال�صفاء بدرجة عالية من وال�صيا�صية املجتمعية وق�صاياهم الفكرية واجلمالية جيله ومرحلته وهمومهم التجارب والمتداد يف والتاأثري التخلق على قادرة بذور خ�صبة نتاجه تظل يف اأن وثالثا: والتجلي..

�صوات التالية. الالحقة له اإىل احلد الذي ي�صمح بر�صد هذه املالمح واخلطوط التي تت�صربها الأنوا�س واأبي واملتنبي القي�س كامرئ قدامى �صعراء جتارب الثالثة لختبار ال�صروط هذه ت�صلح ح�صن وحممود و�صوقي البارودي مثل املحدثني ال�صعراء جتارب لختبار اأي�صا وت�صلح وغريهم

اإ�صماعيل وناجي وعلي حممود طه وال�صابي وعبد ال�صبور وال�صياب، اإىل اآخر هذه القائمة. الكبار ال�صعراء من الطائفة هذه �صمن ت�صنيفه باطمئنان ن�صتطيع دنقل اأمل جتربة اإىل وبالنظر الذين توفرت لتجربتهم الفعالية يف حياتهم ومل تتوقف برحيلهم بل ازدادت رونقا وعنفوانا. نعم تظل ن�صان امل�صري والعربي، ق�صائده عالمات دالة على مرحلة الق�صايا الكربى وعلى اأ�صواق ومواجع الإاإن�صانية عامة ت�صلح دائما لالمتداد وبث روح التاأمل وحب احلياة اأي�صا بتجارب ولكن ديوانه ي�صع والبحث عن اجلوهر واحلقيقة، خا�صة جتربته النادرة يف مواجهة املوت ق�صائد )اأوراق الغرفة 8 ( ونهجه �صطوري، وكل را�صد من�صف ي�صتطيع اأن دبي والديني والأ الفني الفريد يف التعامل مع الرتاث الأي�صع يده على جماليات �صعرية اأمل التي ت�صربت ومنت يف اإبداعات جمايليه وال�صعراء الالحقني عليه حتى �صعراء ق�صيدة النرث، فقد اهتم بال�صورة وبالتفا�صيل وبتطوير جمازاته و�صول اإىل تخوم امل�صهدي والب�صري، واأي�صا قدم ق�صيدة ال�صوت اخلافت مثلما قدم ال�صوت املن�صد واجلهري، واهتم باللغة التي تقرتب من اليومي واملتداول مثلما قدم اللغة الرفيعة التي تنا�صبت اأحيانا مع جتارب ق�صيدة القناع �صطوري، وكما قلت فاإن جتربته متثل مرحلة فنية بكاملها يف ال�صعر امل�صري والتقاطع مع التاريخي والأ

العربي، لكنها متلك فعالية احل�صور اجلمايل والتاأثري والمتداد.

Page 127: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

125 ربيع2008

ر�ض �شاعر البحر والأترجمة: د. طارق الطيب

وروبية والعاملية، وقد ن�شاأ هذا بالتاأكيد من خالل متازج وتالقح الثقافات دب النم�شاوي له باع طويل يف الثقافة الأ الأثنيات العديدة التي ان�شهرت يف بوتقة الن�شيج النم�شاوي خا�شة يف ع�شر النم�شا الذهبي. وقد فرح واللغات والإداب. لت�شيف جمدا اإلفريده يلينيك على جائزة نوبل يف الآ ديبة النم�شاوية النم�شاويون عام )2004( بح�شول الأ

دب النم�شاوي. جديدا للثقافة النم�شاوية ولالأديبات والفنـانني والفنانات النم�شـاويني والنم�شاويات ي�شافون- دباء والأ لكن هناك خطاأ �شـائعا باأن كثريا من الأملانية ولي�شت النم�شاوية دون دراية- اإىل اأملانيا واآداب اأملانيا، وهذا يرجع اإىل لغة البالد، فاللغة يف النم�شا هي اللغة الأ

ملانيا. ملانية اأن النم�شا تابع لأ كما يخطئ البع�ض. ويف الوقت نف�شه ل تعني اللغة الأن- م�شاحة و�شكانا. فم�شاحة النم�شا ل تزيد ا تاريخ ثري وعظيم رغم �شغر هذا البلد- الآ وتاريخ النم�شـا اأدبيا وفنيعن اأربعة وثمانني األف كيلو مرت مربع، وعدد �شكانها ل يتجاوز الثمانية ماليني بعد. لكنها اأخرجت للعامل فطاحل داب، بل يف كافة جمالت العلوم التطبيقية والنظرية، ون�شع املو�شيقى هنا يف وعظماء، لي�ض فقط يف الفنون والآ

حمل رفيع ملا تتمتع به النم�شا من تفوق عظيم ما زال ي�شري.بع�ض نذكر اأن بالذكر جدير لكن فيها، للتبحر ن الآ النطاق يت�شع ل ال�شعر جمال يف لمعة كثرية اأ�شماء هناك �شماء قد و�شلتنا مثل ن�شاين، رمبا تكون بع�ض الأ �شماء الهامة والتي اأثرت ومازالت توؤثر عامليا يف ن�شيج ال�شعر الإ الأدبية اإجنبورج باخمان )1926-1973( وبع�شها بالتاأكيد يف الطريق. فالنم�شا احلالية مازالت تن�شاأ فيها اجلماعات الأدبية املحرتمة مثل مان�شو�شكريبته )املخطوطة(، بوديوم )املنتدى(، واملنتديات وتظهر فيها املجالت والدوريات الأفي�شنب ني�شت )ع�ض الدبابري(، ليرتاتور اأوند كريتيك )اأدب ونقد(، وغريها عدد ل يح�شى، بل لو حاولنا اإح�شاء العرو�ض املو�شيقية اإليها بالتـاأكيد، ي�شاف اأدبيا لقاء الع�شرين دبية يف فيينا يوميا ف�شوف تتجاوز اللقاءات الأ عدد

عمال الفنية والنحتية.. اإلخ. وامل�شرحية و�شالت عر�ض الأ�شاعر وهو )2005 -1949( عاما وخم�شني �شتة عن كوفلر جريهارد ال�شاعر غادرنا العام، ون�شف عامني ومنذ من ويعد يطالية، والإ ملانية الأ بلغتيه الغالب يف كانت التي اأي�شا قراءاته ويف كتابته يف خا�ض �شوت له مبدع، خرية كانت من ال�شخامة العالمات البارزة يف ال�شعر احلديث. وهو كاتب ن�شط ومثابر، بع�ض اأعماله يف ال�شنوات الأملانية، ثم يطالية والأ ر�ض« ال�شادر يف عام 2000 يف 1066 �شفحة باللغتني الإ ب�شكل مثري مثل ديوان »�شعر البحر والأ

ملانية. يطالية والأ ر�ض وال�شماء« ال�شادر يف عام 2003 يف 754 �شفحة باللغتني الإ ديوان »�شعر الأاإىل مدينة انتقل يف عام 1952 )اإيطاليا( بولزانو العام 1949 يف مدينة وهو من مواليد احلادي ع�شر من فرباير من

بري�شاناو )اإيطاليا(.دب ملانية والرومانية يف مدينتي اإن�شربوك و�شالت�شبورج. حا�شل على الدكتوراه الفخرية يف الأ در�ض علوم اللغة الأاأدباء جلماعة العام مني الأ وظل وناقد كاأديب عا�ض لل�شعر. وروبية الأ كادميية الأ يف مرا�شل ع�شو .1999 عام جمموعة ع�شرة اإحدى له و�شدرت ملانية. والأ يطالية بالإ واملقالة ال�شعر كتب رحيله. حتى فيينا يف »جرات�ض«

�شعرية. وتويف يف الثاين من نوفمرب 2005.

خارج احلدود

Christian Forcher شورة كوفلر مهداة من دار�

النم�شاوى جريهارد كوفلر

Page 128: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 126

طفولة ال�شعرـا كنت خائف

اأن اأنع�ضول اأ�شحو

اأو اأن اأ�شحوـالم يف الظ

هكذا بداأتاأحلم

. مفتوحتنين ـنين بعيننخـطـة

ة كل خطمتاهة

عليك اأننه تتنب

ملحاولة الطرياناإىل ال�شم�ضن

اعتقادا منكبوجوه اأخرى

. للقمرنمت�شية يف اخلريف

ـمطر- اإنها تالطيور

ل تطريخلف

ال�شبابـرى ت

ـريد ما تتعود

من ال�شـينماة اأخرى وتعود مر

لنف�شك

ت�شتن�شقالهواء املنع�ض

يف الرمادي.ليـال

ال�شماء �شوداءالقلم اأزرق

حقيقة احلرباءفكار يف اأر�ض الأ

املرء يغريرحتى يبقى.

بقع حربة اأخرى مر

تعودبقع احلرب

للورق

قدمياكان علي

اأن اأغ�شل يدي

اليومبحر�ض

اأبعد اإ�شبعي

اأم�شحالقلم احلرب

يلمععقله

ل اأتذكر�شاعة

ول اأتذكروىل ذهب املالحظات الأ

Page 129: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

127 ربيع2008

الة املالحظات املمنكانت حبي�شة

كاأنهامن�شية.

بي�ض مناق�شة بالأما زلت

اأبي�ض اإىل حد مالذا مبقدورهم

قل ـا على الأ يف فيينمن اإ�شراكييف حديث.

ال�شماء اخلالية يف املدن

يعتقدـه النا�ض اأن

بالنت�شار علىـمة ال�شوارع عت

يفقدونـجوم ن

. ـماءن ال�شطلنطي املتع على الأ

ر املد واجلزننطان للوجود

طلنطي على الأد لعبة هنا )هما جمر

بني قالع الرمال(

ـر العائلة اأتذكلء بالدر

يبحثونعن القواقع وال�شرطانات

الفرن�شيونركون يدن

ـم العالك�شيء يوؤكل.

للذكرىيوجد مكانفيه يختفي

رنا به كل ما فك

خطاء كل الأوالرجاءات

)حيث كل فكرة) ح�ض

مع الريحـا ـن غالبا ما ي�شل

هذا املكان الغريبالذي يحوطنابهبات الرمال

اآخر ق�شيدة لكوفلراملر�ض

يوما ما �شيكونقد اأغلق

كل اأبواب احلياةفقط

ذاك احلب الكامن�شيبقى م�شرعا

مثل معجزةكان

اأن اأحبكوكانت

احلياةالتي ل تزال

حتيا.

ت�شلمت هذه الق�شيدة من اأ�شرة ال�شاعر حني كان يو�شع حتت الرثى

Page 130: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 128

الطائر زقزق: يا لل�شم�ض ال�شاطعة!اآه، يا للعبري! الربيع اأتى

واأنا يجب اأن اأبحث يل عن وليفة...

الطائر ب�شط جناحيه يف الهواء مثل ر�شالة طائرة.

الطائر كان �شغريا.الطائر كان غرا.

الطائر ل يقراأ ال�شحف.حد. الطائر لي�ض مدينا لأالطائر مل يعا�شر النا�ض.

الطائر يف الهواء�شواء احلمراء ال�شاطعة عاليا فوق الأ

مبتهجا حلق يف الن�شيان،جمنونا �شكن حلظات ال�شماء الزرقاء.

الطائر، اآه،

كان جمرد طائر.

الطائر، كان فقط طائرا

هات يل م�شباحا، اأهدين نافذة

قلبي منقب�ض.قلبي مغموم.

خرجت اإىل البلكونة،دلك جلد الليل املق�شعر. لأ

الفواني�ض مطفاأة.

الفواني�ض مطفاأة.

ل اأحد �شيعطيني ال�شم�ض.ل اأحد �شياأخذين اإىل عيد الع�شافري.

حافظ على الطريان يف ذاكرتك.كل طائر �شيموت ذات يوم.

ترجمة : عماد اأبو �شالح

يرانية فروغ فرخ زاد ال�شاعرة الإ

الطائر �شيموت ذات يوم

ير�ين �حلديث، رغم حياتها �خلاطفة. �صينمائية �أي�صا ، عملت يف �صناعة �صو�ت يف �ل�صعر �لإ فروغ فرخ ز�د )1935- 1967( و�حدة من �أهم �لأيطايل برتولوت�صي فيلما ق�صري� عنها عام 1965 . توفيت يف حادثة �صري ملغزة ) ق�صاء وقدر ، �نتحار، �أو فالم ، متثيال وتاأليفا وتوليفا، و�أخرج �لإ �لأ

تدبري( عن 32 عاما . من �أعمالها �ل�صعرية : "جد�ر" ، "مع�صية"، "ولدة �أخرى" و " لنوؤمن ببد�ية ف�صل �لربد".جنليزية عن �لجنليزية )من خمتار�ت �صدرت عن مطبوعات جامعة �أركان�صي�س- 2007 بعنو�ن Sin- ترجمتها عن �لفار�صية �إىل �للغة �لإ

: �صوليه ولبي(.

**

*

**

*

Page 131: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

129 ربيع2008

يجيء الليلبعده ياأتي الظالمبعد ظالم الليل ،

عيوناأيد

تدخل/ تدخل/تخرج اأنفا�ض اإيقاع بعده تخرج

ونقطة ت�شقط نقطة ت�شقط

نقطة ماء ت�شقطمن�شكبة من ال�شنبور

بعده �شيجارتانحمر بقعتان تربقان بالأ

تكتكات �شاعةوقلبان

يغو�شان يف العزلة...

اأتكلم من نهاية العمق عن الليل.عن النهاية عن العتمة اأتكلم.

اأتكلم عن عمق نهاية الليل.

اآه يا �شديقي الطيب، لو زرت بيتي،هات يل م�شباحا، �شق يل نافذة،

حتى ميكنني اأن اأفت�ض يف الزقاق ال�شيق عن ال�شعادة.

�شبيهان

الهدية

قرب فروغ .. �شورة �شخ�شية ، �شموع ، ورد ، تورته، تفاح ، و�شيوف .. املوت حي.

)عد�شة: رو�شان نوروزي(

Page 132: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 130

كل �شيء يبقىترجمة : عماد فوؤاد

يرلندىخريت كومراى ال�شاعر الأ

باندورا

ا فوق حجر �شخم نق�شت ا�شمى كاأن

م ة حائط مل�شته فتهد كان ثمجاءوا و�شنعوا من بقاياه

اأ�شا�شا ملبنى جديد.

زرعت �شجر فاكهة يف حديقتي القدميةوجاءوا فيما بعد

�شفلت. ليفر�شوها ب�شجادة طويلة من الأ

ر�ض خم�شة اأمتار حتت الأومل يزل جذر يزجمر هناك

ت�شميمه لن يذبلولو بعد خم�شة قرون.

�شبانية �شت�شل يوما ما نفلونزا الإ الإاإىل املريخ

ملجرد اأنني �شعلت.ة �شديق كتبت اإليه كان ثم

ا فوق حجر �شخم نق�شت ا�شمي: كاأناأنت جزء من كل �شيء

عندما حتياوكل �شيء يبقى موجودا

بعد موتك!

مر اهدئي انتهي الأخري �شود اأكمل حول ج�شدك كفنه الأ الأ

بعد قليل �شت�شعد اأدخنةمن جبال القمامة

ا�شربي فقط.

تعرفني)هل هذا هو كل ما تعرفني؟(

يدك تخط هذه الكلماتواملكتوب يرقبك

ل هو بالبارد ول هو بامللتهبكاأنه برميل مفرغ من الهواء.

ل �شيء �شوف ي�شركفلي�ض هناك �شيء كامن

بني احلقيقة واخلداعل �شيء يف الربميل

اأعرتف - بينما تكظمني غيظك -:�شاعر اأنا األفق لك الكلمات!

�لربتغال �لقر�ء، ولد يف لدى �نت�صار� و�أكرثهم �ملعا�صرين �أ�صهر �صعر�ء هولند� Gerrit Komrij من �ل�صاعر خريت كومر�ي يعد �أقر�نه من جمايليه �لذين �أول جمموعاته �ل�صعرية يف �لعام 1968، و�لتي و�صعته يف م�صاف �ل�صعر�ء �لكبار وميزته عن �أ�صدر يف �لعام 1944، ن 23 جمموعة �صعرية، وعدد� من ن ذ�ته. قدم حتى �لآ كانو� يخو�صون حينها �ألعابا لغوية �بتعدت بهم عن جوهر �ل�صعر �لب�صيط و�لعميق يف �لآجنليزية، وكتبا عديدة ت�صمنت مقالته و�آر�ئه �لتي �إىل �لعديد من �ملختار�ت �ل�صعرية و�لرتجمات �لتي قام بها عن �للغة �لإ �إ�صافة �مل�صرحيات،

ين�صرها منذ �ل�صبعينيات يف �ل�صحف �لهولندية و�لبلجيكية.

*

*

Page 133: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

131 ربيع2008

مراآة طويلة معلقة يف املمرليكن.. �شاأنظر اإىل نف�شي من جديد

متنبئا بالرجفة التي �شتعرتينيحني يطالعني ذلك الوح�ض يف املراآة

كم هو بغي�ض هذا الرجلعلي اأن اأميته

ولو ب�شربة تطحنه متامافهو لي�ض اإل دهونا خملوطة بتجاعيد

ا غريبا. نعم.. لي�ض اإل �شخ�ش

- يا للم�شيبة - ها اأنا اأفكر:ها اأنا اأكرر كل كلي�شيهات النظر يف املراآة.

جاج زجاجا يظل الززجاجا ميتا

ن يف �شورة رجل اأراه اأمامي الآلكن يف اللحظة التي اأفكر فيها

على هذا النحويقفز هيكل عظمي من املراآة

ويهجم علي!

هبوط فى الهواء

»رجل يلعب بقناعه �شعيداحتى ياأتي وقت

يلتحم فيه وجهه احلقيقيبقناعه متاما«.

كنت طفالتتملكني الثورة كلما اأن�شت

اإىل هذه الكلمات؛ا هذه احلكاية ة جد مر

مر عندما اأكرب �شاأبرهن على اأن الأمل يكن بهذه الق�شوة

بل �شاأقدم دليال على اأن خامتة الق�شةميكن اأن تكون اأكرث رحمة:كل قناع ت�شتطيع اأن تخلعه

من فوق وجهك دون اأملكاأنه قبعة خنوعة.

لزمن طويل�شة اآمنت بفكرتي هذه وكاأنها مقد

ودون اأن اأفكر يف �شيءخ�شية كنت اأخفي طبيعتي ال�ش

جل اأن تظل روحي نقية لأر�ض كما اأول فجر على الأ

بعد انطفاء نار اللعبة.ن.. اأنا عجوز مبا يكفي الآ

كي اأمتلك �شجاعة العرتاف:احلكاية كانت �شحيحة

القناع ل يغيبا كتب عليك كاأن

اأن تتاآلف مع وجود اجلحيما كتب عليك كاأن

اأن ت�شاهد مقربة فارغة.

اأقنعة

Page 134: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

اأبريل 2008 132

ديوجني امل�رصى

مارى امل�رصية

ماكن �لتى ذهب �إليها بدء� من �ل�صاعر �لفرن�صى »مي�صيل لجر�جن« من مو�ليد عام 1941 و ز�ر م�صر فى ثمانينيات �لقرن �ملا�صى، فانبهر بالأماكن �لتى و�صلت �إليها �أهر�مات �جليزة مرور� بنهر �لنيل وحتى معبد �أبو �صمبل فى �أ�صو�ن، كما �أعجب بامل�صريني �لذين �لتقى بهم فى خمتلف �لأ

قدماه. �أثمرت - تلك �لزيارة - ديو�نا �صعريا خا�صا وكامال عن م�صر، �صماه �ل�صاعر »�حتفالية �أوزة �لنيل« �صدر فى فرن�صا عن د�ر ن�صر »�آرماتان«.

ة النيل احتفالية اإوزال�شاعر الفرن�شى مي�شيل لجراجن

ترجمة: عاطف عبداملجيد

مل يكن ذات يوم �شوى ظل نف�شهيقاوم اأثره ثم يتال�شىورغم اأن حياته �شاردة

اإل اأنه ينتظر عرب م�شاحة من التاأمل دربه فى مفرتق الطرق

النوم بالن�شبة لهعني عودة اإىل طفولة الأ

ج�شاد امتداد فى ح�شن يطمئن الأوارتقاء باحلقيقة ك�شجرة من اإخال�ض

احللم .. كائن معرتف به فى وادى امللوكاإ�شراق وحيد ل�شلطة ل تكافاأ فى مدينة للوجود

فاقة فهى .. اأن يذهب الوهم �شدى اأما الإبد ويعرث على رفات رجال غام�شني اإىل الأ

هو ذا ديوجنيبدل من ال�شرب.. يتح�ش�ض

يبحث عن فانو�شه.. يت�شاءل :»لو مل تكن نهاية الظل �شياء فما جدواه؟«

قد بات مهما اأن ينجو بنف�شه.

*

*

حركات حرفتهاعطورها النفاذة جدا

تاأهب مراياهاوا�شتجداء يثري امل�شاعر

عن كل هذا تخلت ذات يوم ..عارية .. تقبع فى منت�شف العمر،

تفرح �شاعة اأن تلبىالتيارات التى ل تعفو عنها مطلقا

يجتاح رفيع طــراز من داخلى �شعور ثمة روحها

ت�شرتيح املرايافي�شمح لرجل بالدخول

�شواء. رجل ل يوؤذى هذى الأ

Page 135: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

133 ربيع2008

كرب الهرم الأفى زى اأ�شود تقف الن�شوة هناك

على �شاطئ احل�شناواتوبحركاتهن امل�شيئة

ينت�شرن منطلقات بني مياه النهرحياء حطام مركب فوق الرمل كميت و�شط الأ

اأيلزمنى اأن اأح�شى هذا الورق الباقى؟وقد كتبت قدميا خطابات للموتى ..

كع�شفور ن�شف خمنوقيرتع�ض القارب فوق املاء

غري اأن �شراعه يبقى منت�شباوهكذا اأت�شبث بال�شالة

ثمني و�شط مناجاة الآوهناك على ظهر املركب

عر�ض �شوب تتجه التى التماثيل اأرى البحر

حيث املاء.. قريب جدا من ال�شماء .

على �شاطئ النيل

عمى النهراأحيانا.. تفيد الرياح املاء

كى يعطى قليال من ال�شماء للعابريناأيها النهر

لقد اعتمد عليك م�شافر ماكى ين�شى ركاما

من ظماأ قا�ض ي�شكنه كما ابتهج بك �شائحوهو يريد املاء اجلارى ..

لكنه مات على حافة نهر اأعمىحيث ل يتعذب ماء قط.

حجر �شخميزن اأطنانا هائلة

فى نهارات ثقيلةويبدو �شريا

لهة املنقو�شة فوق اجلدران. بالن�شبة لالآثمة منحدر طبيعى

من رمل يتحرك فوق الرملاأ�شبح �شلما من جنون

ولعبة نتوءات ت�شبه هرماتتقاطع بال حدود

ن�شان كى ي�شبح اأبديا ي�شعى الإبنذر يوجه ناحية جهنم من عل

وي�شبه فعال تزينه الرياحغ�شت داخل ممرات

لهة حتى القاع تتجمع فيها الآ�شياء حيث تبداأ الأ

ن�شان ذابال وميوت زمن الإوحيث تنبت ذرة اإلهيةعلى �شيقان اأروقة ممتدة

هناك .. تعلمت اأن كل هرم هو راأ�ض منقو�ضمبعوث �شوب ال�شم�ض من دهليز اأر�شى

منغر�ض فى الرتابلئة وهناك قمته املتالأ

التى تثري الهواء الطليق ومتزجه بالف�شاء.

Page 136: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 134

ل� كان اآخرها امل�ؤبدكان زماين طليق

ل� كنت نلت الرباءهكان زماين طليق

ل�ا اأوراقي لف�ضيلته ل� ح�كان زماين طليق

ل� كنت ميكن ح�ضرت اجلل�ضهو�ضمعت حكم القا�ضي ب�داين

كان زماين طليقل� كان علي ..

كنت �ضلمت النمر من بدريوكان زماين طليق ..

......احلنني وال .. الل�ح ف هناك مكت�ب

كاديندين ورماين طري مدب�ح .. وبدمه عم

مكت�ب هناك ف الل�ح .. وال احلنني كيادف وطلقني .. �ضقاين زاد وال ميه ال

عياد االأ

ورد ال�ضبابه �ضجاين .. رماين �ضهم البعاديت بالد وبالد .. ورجعت اق�ل: ياين لف

يا روح ما بعدك روح ..وانا روحي وجعاين

حل� املعاين �ضقاين الراح .. و�ضلمب�س راح تاين

يت ل�ضاين .. وطعم احلل� مر .. طليق! ع�ض......

دي �ضقاالت من�ض�به بني البحر وخياميحمر الدامي به باالأ ودي خيمه زرقا م�ضر

ده ال�ضعي من�ض�ب ف قلبيو�ض�ك ف اأقدامي

امي اأ�ضيادي بالكرابيج بتجلد �ضهر خدتراحيل بت�ضعى ف جتتي

وف نف�س هنداميبي�ضدوا عني ال�ضم�س ده مرمي وده راميرين للهدم والت�ضييد من غري اأ�ضامي م�ضم

عمال مناجم .. غ�ا�ضني .. مطاريدبني املحاجر عرق .. ف املينا رجل واإيد

موال: حلو املعانىحمم�د احلل�اين

ديو�ن �لعامية

Page 137: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

135 ربيع2008

�ضايلني وقيد اجلبل وال�ضهر متهالكوال�ضيخ على كر�ضيه قاعد ومتهالك

لكنه باملر�ضاد عافقهم عفقة املالكايل يهزه الغرام مي املقام هالك

يبن�ا له ف ممالك وه� مكفي ع العكازمتثال ف هيئة ملك .. وحتته عر�س اإزاز

انظر تالقي احلياه وامل�تاالتنني �ض�ا ف برواز

ر�س ك�ضر اإزاز .. وانا �ضارح باأنعامي ! االأاأح�ضبها بالن�ر اللي �ضفته هناك ..

وال بال�ضلمه ..بامليه ف اخلزانات ..

اأم ال��ضي�س .. والدلع .. والنهنهاتذنات وال مبجاري ال�ضرف ودفرت االأ

بالبحر �ضرع امل�جوال تل�ل الرمل وم�ضدات

ول .. اأح�ضبها م االأخر وال م االآ

عمال مناجم ..

وال عمال ب�اخروال عمال م�ضاخر

وال عمال هجنيواخدينها فحت وردم ..

�ضج� واأنني وحننييا حرية املبتلى من جن�س ميه وطني

يح�ضبها بالطري واجلناح وال بالقب�ضه

عتاب جمروح بذكر اجلالله مالزم االأى مل وايام بتتق�ض وال يتيم االأ

......خرق ال�ضفينه ال�ضيخ .. والغالم قتله

قام اجلدار واندار على املرار �ضتلهوالنجم قايد طفاه وال�ضالم فتله

حريان رماين باعاين وال�ض�ؤال ف احللقاأنده وال من جميب والدمع زي الطلق

يا حرية املبتلى ملا القمر ين�ضقويطل حل� املعاين تاين يف مقاتله.

Page 138: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 136

مل�ا جروحى وروحى ومللم�ا ع�ضمى وخل�ا باقـى التـراب نامي على قدمى

»ماذا تق�لـ�ن اإن قـال النـبى لكـم مـم« ـر االأ مـاذا فعـلتـم واأنتـم اآخ

ر قالتها »زينب« والدم�ع بتمطوبت�ضرب احل�ضره وروحها ت�ضب

�ضاهد يا ليل ع اجلراح وال�ضما �ضاهده

ر على ال�ضي�ف اللى من دم احل�ضني بتقط�ضاهد يا واحد حمرم

ع الليل فى �ضرتة »يزيد« كان ال�ضجر زعالن ومتاخد

والرمل نازل عديد ملعت �ضي�ف الليل بغدر وخ�ضه

ودبلت العناقيد اأكلمك يا �ضلمه ب�س اإزاى ؟

والن�ر عياطه بينقط على را�س ال�ضهيد الرمل يلطم واحل�ضى يتنهد

والدم بيق�ل للنبى �ضاهد بيلم �ضال احل�ضني

يد ويب��س ب�اقى االإيا مني يح��س الدمع من عينى واقف على العتبه و�ضايف طري

اأخ�ضر وقلبه بيحمد امل�ىل

وال�ضلمه �ضايله الفان��س وبت�ضلم على الظامل

الرا�س �ضال�ها وهى بت�ضبح كل الطي�ر حاوطتها باجلناحات ل��س ال�ضجر قال احل�ضني ما تزع

وانت� كمان ما تزعل��س دى م�س دم�ع .. ده مطر

ر�س نازل والرتاب حنان ع االأاإيدى هنا ورجلى متمدده فى اخلال

ظ ق�ضار ال�ض�ر ورا�ضى بتحفلكل حبة رمل قاعده فى ع�ضقالن

وفى كل ليله بلف ع املجاريح غ�ضان برف زى الطري على االأ

واآخد باإيد الطي�ر اللى منىعارف دوا روحهم ما انا زيهم جمروح

وب�ضتكى حبة وجع اآملنىهنا اأو هناك دمنا واحد

جنب الفرات زارع تلت �ضجرات بي�ضل�ا ليل ونهار وبيعبدوا ال�احد

زهر وفى م�ضر جنب اجلامع االأريحة النبى �ضاكنه حيطان البي�ت

ف�ق ال�ضجر فى النيل

�شيد ال�شهدا م�ضع�د �ض�مان

Page 139: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

137 ربيع2008

فى ح�ضن اجلبل فى ي�م عا�ض�را الدم بيزهر

ما حت�ضب��س احلق ي�م ها مي�ت فى ي�م عا�ض�را والدم�ع من�ض�ره ....

ايه على ال�ضيالن والهدوم �ضكبتق�ل حكايه عن فر�س مظل�م

جاله النبى ن�ضفه و�ضد جلامه و�ضحيت انا م الن�م

�ضاحى مالينى الن�ر وفى اإيدى ورده وفى عينى دمعه ع ال�طن �ضاهده

يا �ضيد ال�ضهدا يا �ضاكن م�ضر اأنا من هنا لكن بالدى بعيده

بلح�س فى جرحى الغربه عن خالنى �ض�تك نادانى

وجيت اأزورك وا�ضتكى لروحى ج�عى وفقرى وقهرتى وعدمى

مل�ا جروحى وروحى ومللم�ا ع�ضمى وخل�ا باقـى التـراب نامي على قدمى

»ماذا تق�لـ�ن اإن قـال النـبى لكـم مـم«. مـاذا فعـلتـم واأنتـم اآخـر االأ

اأنا قلت للمحقق كل حاجهو�ضلمته متعلقاتك ال�ضخ�ضيه

بطاقتك و خامت زواجك و�ض�رة بنتك ودم�ع حبيبتك

و�ضهاده من اأ�ضحابكبيق�ل�ا فيها اإنك �ضاعر

�ضحيح املحقق قعد ي�ضحكويب�س ىل ب�ضماتهلكن اأنا ماهمني�س

طلب ملى ا�ضمك رباعىوتاريخ ميالدك

واملهنه قبل احلادث�ضاورت له ع ال�ضهاده

�ضحك تانى000 و�ضتمنىه� فيه مهنه بال�ضكل ده

ما عرفت�س اأردكان قا�ضد يهينى

ب�س هى دىالطريقه ال�حيده لك�ضب االعرتافات

وملا ق�لت له اإنك �ضاحبىما �ضدقني�س 0000000

احتايلت عليه كتريكان يهمنى اإنه ي�ضدقنى

وملا ب�س فى ال�رقه اللى معاهقرر اإنه يقفل املح�ضر وبدون ت�قيع

واآدينى قدامك.جمرد جته فى نع�س

ونا�س بت�ض�ت بحرقهونا�س بتق�ل ي�ضتاهل

م�س عارف اأ�ضدق منياأ�ضدقك وال اأ�ضدقهم

وال اأ�ضدق نف�ضى.

�شخ�شى للغايةجمال حراجى

Page 140: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 138

امبارح �ضفت �ضباحك جاى بيلهد..ال�ض�ت بيعيط والل�ن خمط�ف..

يا �ضتار..مني اللي بياخدك مني

بعد ما كنت يف �ضفي.. جني وع�ضيقي كل �ضرب من ج�ضمك عليها ب�ضمة يد

كل �ضرب من ج�ضمك مده�نه بل�ينكل حته فينا عارفه اإمتى بالظبط هنم�ت!!

فني البحر اللي دابت فيه القمرهوغرقت فيه ال�ضم�س

جلل ما يلح�س جرحكويحرق فيه ال�ضحر والباطل

ياللي قلبك كان زي احل�ضان يرمحما يح�ض�س بالتعب غري ملا ال�ضبق ينف�س

اإيه اللي فا�ضل منك دل�قتغري ال��س املطفي و�ضل متاكل

يا عي�ن وح�ضاها ال�ضحكه من زمان�ضايفك بالعني دي حقيقه

وبعيني التانيه باتخيلك..ب�س يك�ن اجل� رايق

والقل�ب رقيقه زي الندى

من زمن العز والبغددهتطبطب ع العيال الفقرا وامليتني باحليا،..

تلم�س جراح بال�ضفا زي الن�ضيم،..ن�ضم ريحة البي�ت..

نتنف�س بع�س!!***

تهم�ين فيك..والنا�س اإجتنت زيي

مانا واعي للدنيا ل�ضه قريبزي خايل الطيب اللي مات عا�ضق

وقدر ينفد من بابها املردودع الدنيا التانيه اللي بجد

من غري ما ينادي عليا وال ينده عليك

اأنا..اأ�ضرف عرتي�س

Page 141: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

139 ربيع2008

تهم�ين فيك بالكدب!!على بال ما يطيب جرحك

هطلع اأجيب اللي حمد�س جابهاإكمني قلبي ال�ضقي واقف مت�ضدر

م�س خايف م الليل يطلع لهقالت من حتت باط جده

ما يعرف�س الربايه وال�ضرب على خدهم�س خايف م الليل.. �ضدقني

لكن يرع�ضني البكال� طالع من قلب عيل بدمه

ل� بانت من ج�اه احلته العتمهو�ضفت بعيني مقا�ضها

ل� طبطبت عليه وما حتمل�سملا اأمل�س خده األقاه.. م�س ناعم

اأح�ضك مني بتتاخد وبتكرب عن �ضنكزي ما يك�ن حمد�س غرينا

يقدر ي�ضتحمل اأذيهفندوق ال�ضحر وننزف خطيه

ننزف خطيه..ننزف وب�س!!

)�ضبح وليل وليل و�ضبح ..(يرت�س امللح ماينزل�ضى ..من تعب الي�م/ الداير ..

دايره حزينه ف حلمق�ضدى ف فيلم قدمي ومكرر ..

دوار الثابته نف�س االأ�ض�اء على نف�س البطل واالأ

املجروح اإح�ضا�ضهوبي�تنا امل�س واقفه على عمدان،

ون�س القهاوى،وكحة اأب�يا اللى ال�ضجاير ..

هزمت الباقى منهوالبحر ه� البحر

واحلياه نف�س احلياهنف�س الت�هم واحلذر واالنتباه

نف�س ال�طن ..اللى �ضايل ع الكتاف قربه خمرومه

وما�ضى يجر خط�اتهواأنا .. وعنيك

و�ضباكني ف القلب با�ضني لل�ضما بعتابوالطيبني قاميني لل�ضال

�ضئله من ده�ضة االأع الباب.

فيلم .. قدمي .. ومكررمراد عزيز

Page 142: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 140

)1(اأوقات بتح�س بحرقه فى حلقك واأنت بتبكى

ح�ضا�س بيزيد ملا االإوحت�س باإنك حما�ضر بعي�ن من جن�ضيات خمتلفه

اإيه اللى ح تقدر تعملهوالنا�س؟

ح تعرب عن حالهم؟طب ما اللى �ضايبهم طايلك .. ومتبت فيك

خففت م�اجعك!!اأنت نف�ضك ..

اأب�ك م�س ح ير�ضى اإنك تبيعه بال�ضاهلعل�ضان ما ر�ضي�س يـ ....

واإخ�اتك اللى اأنت مبكيهم قبل ما تطلعم�س ح يعدوهالك

فخ واتن�ضب لكزيك زى العج�ز اللى �ضارب ك�ع ...ع امل�ضطبه

رافع رجل ... والتانية حتتما�ضك من�ضه فى عز ال�ضتا ونازل ن�س

من اأول النهار حلد ما يخ�س ينامحلد ما يطلع ي�ضرب ك�ع ... ع امل�ضطبه

اإيه اللى تقدر تعمله لنف�ضك والراجل ده؟غري البكا اللى ما عد�س بيحرق

اأي�ه ن�ضيتبعد الدبح )مابيحرق�س( - ق�ضدى -

ما بياأمل�س ال�ضلخ.)2(اإزاى قادر تتلذذ بك�نك

م�س قادر ... نف�ضك ... وبتحلمول� .... تدخلنى؟

اأنا من ج�ه غيطانتقدر تدارى ومتد ل�ضانك ليك.

)3(اإيه يعنى م�س قادر

واإيه اللى معجزك اأ�ضال؟!�ضاند اإيدك على همك

ومتبت فى احللم اللى م�س عايزه ي�ضيعماحد�س ح ي�ضيعه غري قعدتك جنبه

وخ�فك عليه خ�فك ده ...تفطمه ح يق�ضر

واحللم ت�ضده لف�ق ح يباناللى �ضابك من بدرى

كان ق�ضده يخلى الدنيا براح ف عنيك.وحت�س باإنك راجل

خيبانة ال�ضحكة اللى بتف�ضح همك.

خيابةحممد فتحى

Page 143: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

141 ربيع2008

القطر .. �ضبك م�ض�اره فى جالبيتى�ضديتها �ضبك.. عن الكتف رميته ومللمت بقيتى

ورجعت لبيتى ف اآخر الليل .. مرتاح البالالرزق قليل .. لكنه حالل

ل� اأغم�س عني اأغرق ف الن�مل� اأفتح عني اأفرد دراعاتى وهاتك ع�م ط�لك يانهار

ويه�ن امل�ض�ار امل�ض�ارمع اأول خيط اأبي�س م الفجر

لفيت الدنيا ف منديل على كتفى رميتهناديته .. اإب�ضطها يا با�ضط

النا�س عريانه وامل��ضم عيدواأنا حا�ض�س ل�ضه بعيد العيد

وبعيد الت�ب و�ضط الهالهيلاخللق يادوب �ضايلني قر�ضني جلل الع�اييل

وال قادرة النا�س ت�ضرتى حاجة، مع اإن بلدنا بقت حاجة وم�س حمتاجة ... لكن بتبيع

مابقت�س بت�ضرتى وال حاجة لكن بتبيع .......ويق�ل�ا قال اإيه الدنيا ربيع ... يا�ضالم .......

فر�ض� لنا الدنيا غناوى كالمم�س بر�ض� حرام اأرجع مك�ض�ر ..

ف القلب عياط والنا�س بتح�ض�ا ف ح�اديتىوبدال ما اأبيع من جيبى اقطع للخياط..

رقعة يرقعها ف جالبيتى.- "اأنا �ضامه �ضياط".. اأنا �ضامع اأمى هناك

فى بلدنا هناك.. بتق�ل: اأنا �ضامه �ضياطالقطر اأه� داخل على العياط

واأنا ريتك ماليه العني يا امايا ف قلب الداربالطرحة البي�ضا، عماله تر�ضى العي�س ف الفرن نهار

.. نار خمدت وال بيخل�س امايا يا العي�س ال �ض�يه و�ضرحت �ض�يه، اأمى يا عينيا غم�ضت �ضريع، والقطر النار، قلب ف لقيتنى فتحت

والنا�س عماله تنط �ضراروكاإن ده ي�م احل�ضر يا اأمى، وحمد�س القى لنف�ضه فرار

والقلب الـ "كان" بيحن لـ "اأمه" لـ "اأب�ه" لـ "�ضغار"اإتفحم مات على دكة قطر امل�ت/ التنني. التن�ر

وكاإن نفري القطر يا اأمى دعا �ض�ت )ال�ض�ر(كل ما القطر بي�ضرخ ت�ت ع�ضرات بتم�ت

وبي�ت وبي�ت نزفت بدم�ع تغ�ضل مكه،لفظت اأوالدها على ال�ضكه

اأف�اج اأحزان ونف�س مقط�ع،بيغن�ا بالدى والدى ن�ضيد

وح�ضانى يا اأمى يا �ضاكنه بعيد.وخال�س هانت .. خالاااااااا�س هانت

والقطر بيزمر ف ودن العيد.

القطر بيزمر ف ودن العيدحمدى ح�ضني

Page 144: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

�أبريل 2008 142

كراكيب الكالم :ذات ت�سائل وجودها

»لن يتبعنى النهرلن ت�سحبنى فى الرحيل �سحابة.

الغرفة ال�سفراء بني جدرانها �ستبقى.املقهى فى زاويته

�سجار حيث جذورها الأ�سالك الع�سافري على الأ

والقمر الذى من ورقلن يكون بو�سعى �أن �أ�سعه ر�سالة فى جيبى«.

تقدم �لكالم« »كر�كيب �ل�سعرى كتابها فى نرثية ق�سيدة عليو�ن« »�سوز�ن �للبنانية �ل�ساعرة طويلة، تقوم على ��ستفهام �لذ�ت �ل�ساعرة عن جميع �ل�سك حيال كل رمبا كان .. �لتى حتياها �ملوجود�ت �إجابة �أحد مفاتيح قر�ءة باأى �مل�سلمات وعدم �ليقني تلك �لق�سيدة .. و�مل�ساءلة هنا ت�سمل كل �لبديهيات عن و�نف�سالها �لذ�ت �غرت�ب على دالليا لتوؤكد ..

معطيات وجودها �لرئي�سية:»من ك�سر م�سباح القمر؟ / اأى مطر هذا الذى يطفئ النجوم بحذائه؟ / اأين نافذتى اأيتها اجلدران؟

/ من اأبكى ال�سف�سافة على �سفة روحى؟«تعتمد �لق�سيدة لغة �سعرية تتكئ على �ملخيلة فى �سياء تخليق �ملجاز�ت، وتعمل بد�أب على »�أن�سنة« �الأبا�ستنطاقها ومنحها دينامية متكنها من �حل�سور �لكثيف بامتد�د �لن�ص على جانب �آخر متثل �لذ�كرة �مل�سهدية �لكوالج ي�سبه فيما �لعابرة �للحظات تكوين لتعيد �سخمة بجد�رية �أ�سبه �لق�سيدة معه تبدو �لذى قو�مها تفا�سيل متناهية �ل�سغر كا�سفة حتوالت �لذ�ت حم�سوب �تكاء من �أي�سا �لن�ص اليخلو �ل�ساعرة. على »�ل�سرد« و��ستخد�م لتقنيات »�لق�ص« يجعل من

و�أخرجته �لن�ص �إيقاع �أثرت ات �ملقاطع حمكي بع�ص �ل�سديد �لتجريد مع بالتقاطع وذلك �سكونيته، من �أخرى. �لق�سيدة تقدم روؤية و��سعة للعامل فى مقاطع بالذ�ت: �لل�سيقة �ملفرد�ت من خالل جتريب جميع رمبا طر�ئق تنفى وال .. خرون �الآ - �ملدينة - �لبيت ��ستبعدتها ق�سيدة �لنرث �ملعا�سرة من متنها، كاملنحى �لذ�ت ليعرى خر يلوح بني �حلني و�الآ �لذى �لغنائى ومينحها ف�ساء للت�سريح و�إمكانيات للتد�عى �ل�سجى.

قراءات فى ق�صيدة النرثطارق اإمام

�سرار على احلياة مقاومة املوت بالإ

الديوان: كراكيب الكالمال�ساعرة: �سوزان عليوان

النا�سر: املوؤلفة،طبعة خا�سة وحمدودة

رائحة احلياة تغرق العامل!ريان« »�أجم��د �ل�ساعر قدم طريف، بت�سدير »طبعت �حلياة«: »ر�ئحة �جلديدة �ل�سعرية جمموعته مائة منها ون�سخت �لكمبيوتر، على �لق�سائد هذه �سدرت �إذن �ملجموعة �لعامل«. بها �ساأغرق ن�سخة، فى طبعة حمدودة جد�، وهو �ختيار اليخلو من داللة.. خا�سة �إذ� كان يخ�ص �ساعر� �أ�سدر من قبل عدد� من

�ملجموعات، بع�سها �سدر عن هيئات ن�سر ر�سمية.�لطول، متو�سطة ق�سائد« »ثالث �ملجموعة ت�سم تتكئ على لغة تد�ولية، تو��سلية، متثل قطيعة و��سحة مع لغة �ل�ساعر �لتى و�سمت �أعماله �ل�سعرية �ل�سابقة �لدو�ل ومتنح �لثقيلة باملجاز�ت حتتفى كانت و�لتى �ل�سل�ص مبجرد �لدالىل �الت�سال �أمامية على ح�ساب �ل�سروع فى �لقر�ءة .. �سيت�سح �عتماد �لذ�ت �ل�ساعرة �سبه �لكامل على �ملفارقة فى تفجري �للحظات �ل�سعرية على تعمل �لتى �ل�سهلة، للغة �ملتو��سل وجتريبها ..

مكتبة �ل�شعر

Page 145: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

143 ربيع2008

�لتقاط �لتفا�سيل �ليومية و�مل�ساهد �لعابرة لتجعل منها منت �لن�ص �ل�سعرى:

وديع / الن�سيط اجلر�سون على اخلري »�سباح اأن يح�سر الذى طلبت منه / الوجه، / اجلر�سون اخلري �سباح / امل�سبوطة. قهوتى مع اجلريدة، ىل ال�سوؤال من الرغم على حوىل، من الوجود على / فعلى الوجود هذا : هل راأ�سى يلح على الذى

اأم حمتمل؟�ملجموعة رهان يتحقق �لثالث، �لق�سائد عرب للذ�ت �لوجودى �لهم �إب��ر�ز �إمكانية فى �ل�سعرية �ل�ساعرة، وتعالقها بروؤيتها �لكونية للعامل من خالل ن�ص

�حلياة �ملعا�ص و�ملتاح.

الديوان: رائحة احلياةال�ساعر: اأجمد ريان

النا�سر: املوؤلف . طبعة خا�سة.

خرى، فى نحوله و�سموره وه�سا�سته تتخفى �لدعوة �الأيلتقطها �لوح�ص وميرن ع�سالت �لفتك على مر�أى من

�ليد �لتى ترتكها �حليلة«.الديوان: جنازة الغريب

ال�ساعر: عبداهلل ال�سفردبى. النا�سر: نادى املنطقة ال�سرقية الأ

»اإبريل كاذب .. حتى يف الق�سيدة!»عندما اأذهب اإىل هناك

واأ�سهد رائحة عز قدميواأرى عباءات اأولياء

قدماءواأنق�ش ا�سمي كالراحلني

على جدران القلعة، قلعتنااأعتب على هذا الرجل الذي

حتدرت من بني فقار ظهرهومل يكن يعلم حينها اأين �ساأعي�ش

غريبا دائما«يقدم �ل�ساعر »�سامح قا�سم« يف جمموعته �ل�سعرية �ملر�سم كتاب عن �ل�سادرة - �إبريل« يف ذلك »كان �لذ�ت تعرية �إىل تعمد �لنرث.. ق�سيدة يف جتربة -�لتي �لثو�بت من �لعديد ظل يف حتوالتها وق��ر�ءة �سورة من تبد�أ �لثو�بت �نفالتها. وتعوق تكبلها، �لتي �لفوقية �مل�سلمات كل �إىل لتتجاوزها ب �الأتفر�ص �سروطها �ل�سالفة ويقينياتها �ملتحققة لتئد طاقة ��ستقر�ء عامل �سو�ها يف �لذ�ت �لتي ال متلك �ل�سك نثى حت�سر يف �لن�سو�ص كاآخر غري ترف�ص جاهزيته. �الأ�سوؤ�ال بالذ�ت عالقتها وت�سري ومفارق، ناء مكتمل،

د�ئبا ال يبحث عن �إجابة.

جنازة الغريب على تخوم املجاز�لثانية �ل�سعرية �ملجموعة هى �لغريب« »جنازة �سدرت و�لتى �ل�سفر« »عبد�هلل �ل�سعودى لل�ساعر دبى �ل�سرقية �الأ نادى �ملنطقة �أخري� �سمن مطبوعات يو��سل �جلديد، ن�سه فى �ل�سعودية. �لدمام مبدينة جمموعته فى بد�أها �لتى �ل�سعرية مغامر�ته �ل�ساعر نرث ق�سيدة بتحقيق ويرحل«، �لنافذة »يفتح وىل �الأ�ل�سردى �ل�سكل على - طباعيا - تعتمد .. خا�سة »�مل�سطلح« لتقريب حماولة فى �لتقطيع من �خلاىل فى و��سحا يبدو نف�سه. للن�ص �لطباعى �ل�سكل من على كبري ب�سكل �ل�ساعرة �لذ�ت �عتماد �لن�سو�ص �التكاء وكذلك خطابها، �إنتاج فى �حلر �لتد�عى ال دو�ل �سياق فى �لدالالت تكرثر لغة جمازية على تخلو من عتمة، مبا يقرب �لن�سو�ص من منجز�ت �لن�ص ميهر �لوح�ص »ذلك مو�سع: من �أكرث فى �ل�سريياىل دعوتنا، عن يغيب نحب، من ج�سد �لنارية باأ�سابعه �خلطاأ، �جل�سد �إىل لعبوره �مللوحة بد�ياتنا ي�ستخف كاأمنا حماية. قل �الأ �ملرمى �ل�سامر؛ �لناحل �جل�سد

كان ذلك يف اإبريل�سامح قا�سم

كتاب املر�سم

Page 146: مجلة الشعر - ربيع 2008 - عدد 129

عميت حتى خة، املدو الراق�صة باإيقاعاتهم م�صاعرنا طوقوا املهرة، الغنائيون خدعنا اعت�صر قد توهمناه ال�صاذجة اأحدهم احلكمة قال ال�صعر، كان كلما روؤية الذائقة عن الكون واختزنه فى �صطرة اأو بيت، واإذا اأمعن فى اأالعيبه اللغوية وقفنا م�صحورين اأمام فتنة

البالغة وبراعة ال�صانع. ذان االآ على عب و�ص الغناء، �صجيج و�صط املرهفة ال�صفيفة ال�صعرية رواح االأ �صاعت تية �صوات الفتية، االآ يقاعات اخلليلية اأن ترهف ال�صمع ولو للحظة لالأ املعتادة على تق�صى االإزمنة املنتهية. حتى �صارت من رحم احلا�صر، واملتخففة من جماليات املا�صى وزخارف االأيقاع اخلليلى وبني قبوله كن�ص �صعرى. هكذا خربت الذائقة العالقة �صرطية بني وجود االإ

يقاع انتفت ال�صعرية!! نها امتثلت للقانون القائل: اإذا انتفى االإ الأفذاذ عمائر �صعرية �صاهقة، مازلنا نتاأملها بده�صة وحمبة، نعم .. لقد بنى لنا املعماريون االألكن الزمن دار دورته، وما كان ي�صلح للع�صور ال�صفاهية البدائية، ما عاد كافيا وال م�صبعا وال

�صاحلا ليحمل اأمل اللحظة الراهنة. اأعرف اأن وقع حوافر اخليل حمفور فى الكلمات، ولي�ص �صهال وال جمديا اأن ننزل من قرب لروح عماق، لكن االأ فوق كواهلنا املتعبة هذا املرياث الغنائى ال�صارب بجذوره فى االأال�صعر اأن تبتكر الق�صيدة اإيقاعاتها اجلديدة، املن�صجمة مع �صياق هذه اللحظة ال�صعرية ، فهذا

اأ�صرف لل�صاعر واملتلقى من جمرد اإعادة اإنتاج اإيقاعات املا�صى.الكلمات، كتف على تربت احلياة، جوهر تتح�ص�ص وهى للق�صيدة ال�صاقة الرحلة اإنها ن�صانية، اإنه وت�صكل من العوامل املرئية عاملا جديدا فاتنا وقادرا على �صخ الدماء فى ج�صد االإ

عامل ال�صعر بطاقاته وعنفوانه وقدرته على جعل هذه احلياة قائمة ومربرة بل وحمتملة اأي�صا.الغنائيني؛ ق�صائد لي�صت اأنها رجح االأ اجلربوت؟ هذا كل متلك التى هذه ق�صائد اأية باأنينها اخلافت؛ املزهوة الق�صائد املتاأملة؛ الرائية الق�صائد اإمنا هى ال�صفاهيني، ورثة اخلطباء ته نبو من بال�صاعر نزلت التى الق�صائد ن�صانى؛ االإ بال�صعف واملعرتفة احلكيمة الق�صائد الكاذبة، وطافت به فى حقول القتل الب�صرية لريى، وقد كان اأعمى ف�صار ب�صريا؛ الق�صائد

املرتقة جلروحه واحلافظة لروحه واإن�صانيته.اإنها الق�صائد التى تقف على كتف املا�صى،

لتكون اأقرب اإىل �صماء الفن.

الغنائيون املهرةخارج ال�سرب

فار�س خ�رض

اأبريل 2008 144