مقال حول ميزانية الدولة 2017 رضا السعيدي

6
2017 ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺴﻨﺔ ﺿﻐﻮط ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ إﺟﺮاءات اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وﻗﺮارات ﻋﺎﺟﻠﺔ رﺿﺎ اﻟﺴﻌﻴﺪي: وزﻳﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻠﺸﺆون اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ2016 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ29 ﺸﺮ ﻓﻲ اﳌﻠﺤﻖ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﳉﺮﻳﺪة اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺘﺎرﻳﺦُ ﻣﻘﺎل ﻧetudes.planifi[email protected] ﻋﺪاد ﻣﺸﺮوع ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺴﻨﺔ ٳ اﻧﻄﻠﻘﺖ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻲ. وﻫﻲ ﺗﻌﻜﻒ اﻵن ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻠﻤﺴﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﻟﻠﺠﺪاول اﳌﺎﻟﻴﺔ وﳌﺨﺘﻠﻒ أﺑﻮاب اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ2017 ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻮارد ﳌﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺒﻮق ﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﺘﺼﺮف، ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻛﺘﻠﺔ اﻷﺟﻮر اﻟﺘﻲ ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﻨﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﺘﻤﺜﻞ13000 ، ﻟﺘﺘﺠﺎوز2015 ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺴﻨﺔ15% ﺗﻨﺎﻣﺖ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﺿﻐﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﲤﺴﻚ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﲟﻄﻠﺐ اﻟﺘﺮﻓﻴﻊ ﻓﻲ اﻷﺟﻮر ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ% 62.5 ﺳﻘﻒ2016 اﻟﺜﻤﻦ. ﻫﺬا اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ اﻟﺬي ﺳﻴﺒﻠﻎ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﺜﻞ ذروة اﻟﺘﺰاﻣﺎت2017 اﻟﻨﺎﰋ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﳋﺎم وﺳﻴﺮﺗﻘﻲ اﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﻘﻠﻘﺔ ﻣﻊ ﺣﻠﻮل ﺳﻨﺔ أﺟﻠﻬﺎّ ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ﻣﻦ اﻟﻘﺮوض اﻟﺘﻲ ﺣﻞ5.5 ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺴﺪاد. 01

Upload: mohamed-trabelsi

Post on 25-Jan-2017

419 views

Category:

Economy & Finance


2 download

TRANSCRIPT

Page 1: مقال حول ميزانية الدولة 2017 رضا السعيدي

ميزانية الدولة لسنة 2017ضغوط عالية تستوجب إجراءات استثنائية وقرارات عاجلة

رضا السعيدي: وزير سابق للشؤون االقتصادية

مقال نشر في امللحق االقتصادي جلريدة الشعب بتاريخ 29 سبتمبر 2016

etudes.plani�[email protected]

انطلقت احلكومة منذ فترة، السيما على مستوى وزارة املالية، في ٳعداد مشروع ميزانية الدولة لسنة

2017. وهي تعكف اآلن على وضع اللمسات األخيرة للجداول املالية وملختلف أبواب امليزانية، خاصة على

مستوى املوارد ملجابهة التنامي غير املسبوق لنفقات التصرف، سواء على مستوى كتلة األجور التي

تنامت بحوالي %15 مقارنة بسنة 2015، لتتجاوز 13000 مليون دينار مع نهاية السنة، وبالتالي ستمثل

ضغطا على ميزانية الدولة خاصة أمام متسك املنظمة النقابية مبطلب الترفيع في األجور مهما كان

الثمن. هذا الى جانب تنامي حجم الدين العمومي الذي سيبلغ مع نهاية سنة 2016 سقف 62.5 % من

الناجت الداخلي اخلام وسيرتقي الى مستويات مقلقة مع حلول سنة 2017 التي ستمثل ذروة التزامات

.تونس مع املؤسسات املالية الدولية لسداد 5.5 مليار دينار من القروض التي حل أجلها

01

Page 2: مقال حول ميزانية الدولة 2017 رضا السعيدي

هذه الوضعية املالية الصعبة تزداد تفاقما اذا اخذنا بعني االعتبار األوضاع املتردية ألغلب

املؤسسات العمومية التي تعاني من غياب احلوكمة الرشيدة في التسيير ومن سوء التصرف

في املوارد املالية والبشرية مما زاد في تفاقم عجزها الذي تتحمله ميزانية الدولة في شكل

قروض وتعهدات وضمانات مالية. فقد بلغ عجز هذه املؤسسات أكثر من 4500 م.د يضاف

(فقط CNRPS) ٳليه عجز الصناديق االجتماعية الذي سيتجاوز 1000 م.د في 2017

وتتعقد األمور أكثر مع تواصل حالة التباطؤ االقتصادي بعد تسجيل اقتصادنا لنسب منو

ضعيفة لن تقدر، ال على تنمية الثروة وال على خلق مواطن الشغل املطلوبة. فبعد االنتعاشة

%4.1 حسب آخر عملية بلغت بتحقيقه نسبة منو 2012 التونسي سنة االقتصاد التي سجلها

حتيني للبنك املركزي التونسي وعودة االستثمارات (%15+) وخاصة اخلارجية (%80+) ، تتالت

األزمات السياسية واألمنية على البالد منذ صيف 2013، ليتراجع األداء االقتصادي تباعا من

%2.8 الى %2.3 2014 مع حكومة "التكنوقراط" ليتدحرج 0.8 %مع حكومة السيد احلبيب

الصيد سنة 2015 وينتظر أن ال تتجاوز هذه النسبة 1.5 % سنة 2016

ويعود ذلك أساسا الى تراجع مستويات اإلنتاج في أغلب القطاعات االقتصادية، السيما

منذ منكوبا قطاعا أصبح الذي السياحي والقطاع الكيماوية، واألسمدة الفسفاط

حادثتي باردو وسوسة وسجل تراجعا ب%25 مقارنة بالثالثي االول لسنة 2015. ولوال حاالت

االنتعاش التي مت تسجيلها في قطاعات الفالحة (زيت الزيتون في 2015) واالتصاالت وفي

بعض الصناعات املعملية لكان الوضع أكثر سوءا

يتفق اجلميع تقريبا في التشخيص ولكن االختالف يكمن في حتديد أسباب تردي األوضاع

االقتصادية واملالية واالجتماعية وفي اقتراح السياسات املناسبة وحتديد اإلجراءات املالئمة

لتجاوز هذه األوضاع الصعبة وإنقاذ ماليتنا العمومية من السقوط ال قدر الله في منحدر

العجز املتفاقم ونفق املديونية املفرطة

.

.

.

.

02

Page 3: مقال حول ميزانية الدولة 2017 رضا السعيدي

لو توخينا تشخيصا موضوعيا لتبني لنا حتمل اجلميع ألقدارا من املسؤولية في النتائج

املسجلة، بعضها تتحملها الدولة باعتمادها أحيانا لسياسات غير مالئمة وأخرى "شعبوية"

وجتنبها اإلجراءات املستوجبة لإلصالح وإرجائها للقرارات "املؤملة" كما هو شان حكومة

"التكنوقراط" التي رحلت بعض اإلجراءات الى حكومة احلبيب الصيد (إصالحات، زيادات

في األجور واملنح) وفشلت في إجناح احلوار االقتصادي الوطني الذي كان اجلميع بأمل أن

يفضي الى الوفاق حول اإلصالحات واإلجراءات الضرورية لتحقيق االنتقال االقتصادي، األمر

الذي يصعب حتقيقه مع حكومات سياسية تغلب عليها احلسابات والتحسب ورمبا اخلالفات

بني مكوناتها في التقديرات والسيما في ضبط جدول األولويات احلكومية

كما تتحمل عديد األطراف السياسية مسؤولية تغذية االحتقان والرفع من منسوب التوتر

لزعزعة األوضاع وتوظيف املطالب املشروعة إلرباك املنافسني السياسيني واضعاف احلكم

واألنانية التصرف وسوء الفساد وتفشي املوروثة املنظومات خلل جانب الى والدولة،

والتمركز على الذات وضعف الوازع الوطني وتردي قيمة العمل. كما ابتليت البالد بآفة

االرهاب الذي زعزع استقرارها وضرب قدراتها االقتصادية

كما تتحمل األطراف االجتماعية، السيما الطرف النقابي، جزءا من املسؤولية مبمارستها

لضغوط عالية ومتواصلة على احلكومات املتعاقبة ورفعها لسقف املطالب، خاصة في

يتحقق لم بعضها ملنظوريها، هامة مكاسب لتحقيق النقابية، االنتخابية املناسبات

السابق. وبرغم مشروعية أغلب هذه املطالب فقد كان طيلة سنوات طويلة من احلكم

من املمكن االكتفاء بالتحسني التدريجي لألوضاع االجتماعية ومراعاة حساسية األوضاع

السياسية واألطراف األعراف مع واملساهمة البالد. بها متر التي واملالية االقتصادية

واملجتمع املدني في اخلروج بالبالد من املأزق

.

.

.

03

Page 4: مقال حول ميزانية الدولة 2017 رضا السعيدي

فقد اشترت كل احلكومات املتعاقبة السلم االجتماعي بثمن غال مت على حساب التوازنات

املالية وحقوق األجيال خاصة الشباب العاطل عن العمل والباحث عن األمل

وإذ أن اجلميع يتحمل بتفاوت ألقدرا من املسؤولية: أفرادا وجماعات ومؤسسات، فٳن

اجلميع مطالب باملساهمة في جتاوز هذه األوضاع والتعاون في النهوض ببالدنا وانقاذها

من مزيد التردي، وذلك باحلوار البناء والتنازل عند اقتضاء املصلحة الوطنية العليا ذلك

وتقاسم التضحيات من طرف اجلميع واتخاذ اإلجراءات املناسبة واملستوجبة بكل شجاعة

ومسؤولية

بذلك فقط ميكن أن نحقق أهداف الثورة وأحالم شبابنا في الكرامة والتنمية والرفاه؛

لذلك نرى أن تتوجه عناية احلكومة وأنظار البرملان الى إعطاء األهمية القصوى لتوازن

ميزانية الدولة وذلك بـ

واالجتماعية االقتصادية األهداف مستوى على سواء وواقعية معقولة أهداف حتديد

والتنموية أو مستوى منوال النمو وأداء مختلف القطاعات االقتصادية

على مستوى املوارد

وتوظيف طموحة كمية أهداف وضبط اجلبائي االستخالص لتنمية األولوية إعطاء

كافة اإلمكانيات لتحقيقها واعتماد أعلى درجات الصرامة في مقاومة التهرب اجلبائي

والتالعب بالبيانات املالية

التطبيق الفعلي لبرنامج اإلصالح اجلبائي خاصة في مجال تقليص حجم النظام التقديري

باجتاه اعتماد النظام احلقيقي. وتبسيط النظام اجلبائي واجراءاته والسعي اجلاد لتحقيق

عبر املوازي لالقتصاد التدريجي واالدماج للضريبة اخلاضعني اجلبائي بني كافة العدل

اجراءات حتفيزية وشجاعة

تدعيم املوارد غير اجلبائية بتنمية مداخيل املصادرة والتخصيص والتفويت التدريجي

.

.

:

.

-01

-02:

.

.

*

*

*

O4

Page 5: مقال حول ميزانية الدولة 2017 رضا السعيدي

في املساهمات الهامشية للدولة في عديد املؤسسات املالية واالقتصادية وتركيز

املؤسسات حوكمة بإصالح واإلسراع االستراتيجية القطاعات في الدولة حضور

العمومية

على مستوى النفقات

ترشيد نفقات التصرف واحكام توزيعها بحسب احلاجة وأولويات البالد

والكفاءة احلاجة مراعاة مع األولوية ذات بالقطاعات وحصرها االنتدابات ترشيد

وتكافؤ الفرص

احملافظة على حجم نفقات التنمية وحسن متابعة تنفيذ املشاريع العمومية

وتفعيل لها أعلى سقف وضبط اخلارجية، السيما الدولة، مديونية في التحكم

الهبات خاصة لبالدنا، املالي الدعم من املزيد جللب االقتصادية الدبلوماسية

العمل على متديد آجال والودائع، وتيسير تدفق االستثمارات اخلارجية. كما يجب

إعادة الودائع املالية التي حصلت عليها بالدنا بعد الثورة

والتشغيل النمو الستحثاث واخلارجي الداخلي االستثمار دفع على املراهنة

وحتسني التوازنات املالية للبالد واعتماد إجراءات استثنائية لتنفيذ املشاريع الكبرى

العمومية منها أو اخلاصة؛

في تراجعا سجلت التي 2016 لسنة الدولة ميزانية تنفيذ نتائج من وانطالقا

التدابير إلعداد للنفقات، فانه يتعني اإلسراع باتخاذ املقابيض اجلبائية وتناميا

يتطلب وهذا ،2016 لسنة الدولة ميزانية توازن لتحقيق تكميلي مالية قانون

الى جانب التراتيب اإلجرائية واإلدارية فتح حوار مع األطراف االجتماعية، النقابات

واألعراف للوصول الى التوافقات املالئمة لغلق امليزانية والتوجه اجلاد نحو املستقبل

رضا السعيدي

.

-03

*

*

*

-04

-05

etudes.plani�[email protected]

Page 6: مقال حول ميزانية الدولة 2017 رضا السعيدي

etudes.plani�[email protected]

رضا السعيدي: وزير سابق للشؤون االقتصادية