بسم الله الرحمن الرحيم

الطائفية والثورة في

سوريةالدكتور محمد ناصح عبد اللهبقلم

19/01/2012

طالت المدة كما توقعت ولم يسقط النظام في سورية، ويوم--ا, بعد يوم يزداد قلقي على بلدي الحبيب وأمتي الغالي--ة، ويك--بر خ--وفي من المستقبل. يوما, بعد يوم تتصعد في سورية لهجة طائفي--ة مرعب--ة

تنذر بما ال يسر وال يرضي.

كثيرون يظنون أن أمريك--ا ليس-ت راغب--ة في الت--دخل العس-كريKفي س--ورية إلس--قاط النظ--ام، وأن--ه ال أم--ل للس--وريين ب--التغيير إال بمعونة دولية أمريكية بالدرجة األولى. وقد أصبح من الواض--ح للجمي--ع أن النظام الس--وري رغم ممانعت--ه الش--كلية للمخطط--ات اإلس--رائيلية واألمريكية ورغم تعاونه مع إيران تعاونا, مزعجا, لل--دول الغربي--ة فإن--ه يبقى في نظرهم أفضل من مستقبل مجهول وغير مضمون بالنسبة لهم وبالتالي هم ال يمانعون في بقائه لكن مع إجراء بعض اإلصالحات التي تهد\يء خواطر السوريين وتعيد االستقرار إلى المنطق--ة. لك--ني ما زلت ال أطمئن لنواي-ا أمريك-ا وإس-رائيل نح-و س-ورية، فهم ل-ديهم مخطط اس-تراتيجي يعتق-دون أن-ه من خالل-ه يمكن أن تنعم إس-رائيل

باألم--ان والرفاهي--ة والس--يطرة على المنطق--ة كله--ا ألجي--ال عدي--دةقادمة.

علين--ا الح--ذر, وأن ال نظن أن--ه ع--دو ع--دونا ص--ديقنا في جمي--ع األحوال، فقد يكون عدو عدونا ألد أعدائنا، وقد يتعاون معنا ضد العدو المش--ترك لكن--ه يبقى ع--دونا يخط--ط لإليق--اع بن--ا ويتحين الفرص--ة لإلنقضاض علينا، لذا حتى لو ك--انت أمريك--ا معادي--ة للنظ--ام الس--وري فإنها أبدا, لن تكون مخلصة للثورة والثوار إال بمق--دار م--ا يحق--ق ذل--ك

لها مصالحها، وأمن إسرائيل على رأس تلك المصالح.

ل--ذا إن تع--ذرت المحافظ--ة على النظ--ام الس--وري، أو إن ح--انت الفرص--ة المواتي--ة، ف--إن أمريك--ا وإس--رائيل س--ترجعان إلى خطتهم--ا القديمة وهي تفتييت سورية ولبن-ان إلى خمس دول طائفي-ة، وربم-ا إلحاق أكراد سورية بكردس--تان الع--راق. الخط--ة تقض--ي بإقام--ة دول--ة علوية تضم الساحل السوري وطرابلس لبنان وحمص وحماة، وإقام--ة دولة مارونية في وسط لبنان، ودولة شيعية في جن--وب لبن--ان ودول--ة درزي--ة تمت--د من الس--ويداء إلى المن--اطق الدرزي--ة في لبن--ان ويك--ون الجوالن بعد تحرره ج--زءا, منه--ا، وتبقى دمش--ق وحلب لتتك--ون منهم--ا

دولة أو دولتان سنيتان.

هذا التفتيت سيجعل إسرائيل دولة عظمى بالنسبة لما يحيط به--ا من دويالت ي--راد له--ا أن تك--ون دويالت متن--احرة تنش--غل بالص--راعاتلnح oصpم والمqك qوالحروب فيما بينها، وقد تمارس إسرائيل يومها دور الح بعد أن كانت هي العدو الغاصب. ال تحسبوا أن--ني واهم، فق--د أنج--زوا خطتهم في تقسيم العراق إلى ثالث دويالت كردية وش-يعية وس-نية.. وال يخدعنا بقاؤه متحدا, فيدراليا,، فالعراق أب--دا, لن يك--ون دول--ة قوي--ة

خطيرة على إسرائيل كما كان من قبل.

قد ال يبدو هنالك مؤشرات واض--حة على س--عي أمريك--ا وإس--رائيل إلى تقسيم س--ورية ولبن--ان قريب--ا,، لكن يجب أن ال يخ--دعنا ذل--ك فهم ينضجون طعامهم على نار هادئة كما يظنون. العراق لم يبدأ تقسيمه

، إنما ب--دأ من--ذ فرض--وا من--اطق الحظ--ر2003مع الغزو األمريكي عام ، لتترسخ فكرة الدولة لدى ك--ل1991الجوي فوق شماله وجنوبه عام

من أجزائه الثالثة.

وقد يقول قائل وما الضرر من تش--كيل أق--اليم متع--ددة تتح--د في دول--ة فيدرالي--ة، مثلم--ا هي الوالي--ات المتح--دة األمريكي--ة عب--ارة عن مجموع--ة دول متح--دة في--دراليا,؟ ل--و ك--ان التقس--يم س--يتم بالتراض--ي

والتفاهم ودون ضحايا وعذابات وتبقى الم--ودة بين الطوائ--ف قائم--ة لقلنا ال ضير من ذلك كبيرا,، وبخاصة أن الدول--ة المتح--دة إن--دماجيا, لم تحق--ق ش--يئا, أم--ام إس--رائيل. المش--كلة هي في حرص--هم على ملء نفوس طوائف السوريين بالحقد والعداء تج--اه بعض--هم بعض--ا, ليك--ون

التقسيم حقيقيا,، ال مجرد تقسيم إداري قد يفيد أكثر مما يضر.

حتى يتم التقسيم في العراق أفسحوا المج--ال للم--والين إلي--ران من الشيعة وللزرقاوي وغيره من التكفيريين كي يقتلوا ك--ل الم--ودة واإلخاء الذين كانا سائدين ما بين السنة والش--يعة في الع--راق. يق--ال إنه كان في العراق قبل الغزو مليون--ان من األس--ر مكون--ة من ت--زاوج سني ش--يعي, وه--ل م--ع ال--تزواج يك--ون هنال--ك طائفي--ة؟ لق--د أعطى األمريكان إيران الفرصة لتعبث بالعراق كما تش--اء ال عن ض--عف منهم أو غباء، إنما هم جاؤوا لتقس--يم الع--راق وتقس--يم الش--عب الع--راقي، وهذا الهدف مشترك مع إيران التي ع--انت من الع--راق م--ا ع--انت في حرب طويل--ة أرهقته--ا وب--ددت طاقاته--ا، ففي تقس--يم الع--راق أم--ان إليران، وفي إنشاء دولة شيعية في العراق ض--مان الس--تمرار النف--وذ

اإليراني في العراق إلى آجال ال يعلمها إال الله.

إذن التقت العدوتان اللدودتان على أهداف مشتركة في العراق، فكانت الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، وكان القتل على الهوي--ة من الط--رفين، ومارس--وا في ح--ق بعض--هما بعض--ا, أش--د مم--ا مارس--ه الص--رب م--ع المس--لمين في البوس--نة. ومن ال يص--دق م--ا علي--ه إال أن يسأل بعض الالجئين العراق--يين في س--ورية ليس--مع منهم حكاي--ات ال تخطر بالبال من الفظائع والعنف الطائفي ال--ذي وق--ع وم--ازال يق--ع في العراق. لم يكن العراقيون ط-ائفيين، ولم يكن حكم ص-دام حكم-ا, سنيا, يهمش الش--يعة، ب--ل ك--ان حكم--ا, قومي--ا, همش األك--راد م--ع أنهم عراق--ييون من آالف الس--نين لمج--رد أنهم ليس--وا عرب--ا,، وك--ان حكم--ا, اعتمد على عشائر معينة يضمن والءها وهمش الباقين س--نة ك--انوا أو شيعة، وقد كان الشيعة في حكومات صدام وفي جيشه يشكلون أكثر من النص--ف. نعم لم يكن العراقي--ون ط--ائفيين لكن قل--ة آثم--ة منهم استطاعت أن تضرب األسافين العميق--ة بين الس--نة والش--يعة هن--اك، وأن تخلق في النف--وس ع--داوات وأحق--ادا, ال يعلم م--داها إال الل--ه، وال يع--رف العراقي--ون كي--ف وم--تى س--يتجاوزونها ليع--ودوا ش--عبا, واح--دا,

متآلفا,.

من أجل تقسيم س--ورية ولبن--ان س--تدعم أمريك--ا بعض الحاق--دين الموت--ورين من أبن--اء الس--نة ومن العل--ويين وغ--يرهم من الطوائ--ف

لq الس--وريين في ح--رب أهلي--ة تط--ول الس--نين العدي--دة nخoدpتnالسورية ل وتقض--ي على األرواح الكث--يرة بحيث يص--بح التقس--يم أمني--ة الجمي--ع

ووسيلة الخالص الممكنة.

هذه ليس--ت أوه--ام.. نحن نواج--ه أع--داء, ال يرحم--ون، وم--تى ك--ان الص---هاينة رحم---اء؟ إن األم---ر بالنس---بة لهم مس---ألة وج---ود، وهم ال يتورع--ون عن ش--يء يض--من لهم البق--اء في أرض--نا والتمت--ع بخ--يرات بالدنا. أمريكا يتنافس رؤساؤها في إرضاء اللوبي الموالي إلس--رائيل هناك وال مانع عند الكث--يرين من سياس--ييها أن يكس--بوا تأيي--د اليه--ود وأموالهم وأصواتهم طالما أن الثمن سيكون من خيرات بالدن--ا وعلى

حسابنا نحن.

كث--يرون من الس--وريين من أبن--اء الطوائ--ف المختلف--ة يك--ررون تأكيدهم أن النظام لن ينجح في خلق فتنة طائفية يكون فيه--ا نجات--ه من الس--قوط. ل--و نجح النظ--ام في تحوي--ل ثورتن--ا إلى فتن--ة طائفي--ة سنية علوية فسيطول عمره وقد ينتصر على الث--ورة ويقض-ي عليه-ا. فلو نشبت الفتنة الطائفية على أساس ديني هل سينضم أبناء ب--اقي الطوائف السورية األخرى إلى الس--نة أم إلى العل--ويين؟ ال أعتق--د أن

الجواب صعب علينا معرفته.

عن--دما تث--ار القض--ية ديني--ة طائفي--ة وتكفيري--ة وتخويني--ة، ه--ل سيطمئن المسيحيون على مستقبلهم م-ع الس-نة ال-ذين ق-د يس-عون إلى دولة دينية على النمط اإليراني أو الطالباني؟ أم سيكون أم--انهم مع النظام والطائفة العلوية التي لن تنشيء دولة إسالمية ولن تكون ق--ادرة على اض--طهادهم أو تهميش--هم، ال عن طيب أخالق ب--ل ألنه--ا

بحاجة إليهم للوقوف في وجه السنة؟

ه--ل س--يختلف موق--ف ال--دروز واإلس--ماعيليين وغ--يرهم من األقليات الدينية والكثير من السوريين الغير مؤم--نين باألدي--ان ال--ذين يعتبرون أنفس--هم علم--انيين أو يس--اريين، ه--ل س--يختلف عن موق--ف المسيحيين؟ لو كنت واحدا, منهم الخترت الوق--وف م--ع نظ--ام ض--عيف مس-تعد أن يق-دم لي االمتي-ازات والض-مانات ألق-ف مع-ه في معرك-ة البقاء بينه وبين السنة.. هل س--أكون مخطئ--ا, حينه--ا أم س--أكون ذكي--ا,

ومدركا, لمصلحتي؟

لو تحولت الث--ورة إلى ث--ورة طائفي--ة فسينقس--م الس--وريون إلى جبهتين أوالهما السنة في مقابل جبهة متحدة من العل--ويين وال--دروز والمسيحيين واالسماعيليين والالدينيين وغيرهم. عندها سيكون عن--د

النظام شبيحة من الطوائف كلها ولن يكون لديه أزمة رجال كم--ا ه--و الحال اآلن.. والنظام لديه من األس--لحة الثقيل--ة والخفيف--ة م--ا يكفي وقتها لسحق االنتفاضة السنية، ولن يأتي أح--د إلنقاذن--ا ب--ل س--يأتون

لتقسيمنا كما هو حلمهم الذي عندها سيصبح حلمنا نحن أيضا,.

إن أخطر غلطة وأثمن هدية يمكن للثوار أن يقدموها للنظام هي تحويل الثورة إلى نزاع ط--ائفي، فالنظ--ام من--ذ األي--ام األولى للث--ورة حاول جاهداp أن يثيرها حربا, طائفية بين السنة والعلويين. ألن الحرب الطائفية ستجعل الطائفة العلوي--ة ال ب--ديل ل--ديها عن االس--تماتة في الدفاع عن النظ-ام حيث وقته-ا يك-ون ال-دفاع عن النظ-ام دفاع-ا, عن الطائفة ذاتها، بينما اآلن ما يزال من الممكن أن تنقلب الطائفة كلها أو بعض--ها على النظ--ام وتت--برأ من--ه ، ه--ذا إن لم تش--ارك في الث--ورة مشاركة فعلية. النظام يخشى أن تتخلى الطائفة العلوية عن--ه ويب--ذل كل وسعه لربط مصيرها بمصيره، وإن أي توجي--ه لألم--ور في س--ورية

باتجاه طائفي يخدم النظام ألبعد الحدود.

قد يقول قائل دعها تنفج--ر طائفي--ة، أليس--ت النهاي--ة س--تكون لصالح السنة بحكم كثرتهم العددية وال--دعم المتوق--ع لهم من الخ--ارج

ألنهم سيقفون في وجه النفوذ اإليراني في المنطقة؟

إن كنا نريد تفتيت البالد كما تحلم إسرائيل فهذا هو الطريق إلىي�د على الناس، وه--و إن عج--ز qذلك. فالنظام تعو�د على الرئاسة والت�س عن االستمرار في السيطرة على جميع الس--وريين فس--يكون الب--ديل المفضل عنده البقاء في الحكم ولو على دويلة علوية تكون أق--ل من ربع سورية الحالية. حب الرئاس--ة ش--هوة بش--رية ومن لم يس--تطع أن يشبعها بالترؤس على عشرين مليون فسيرضى بإش--باعها ب--الترؤس عى ملي--ونين. عن--دها سيص--بح النظ--ام مجموع--ة من األبط--ال ال--ذين أنق--ذوا ط--ائفتهم من اإلب--ادة على أي--دي الس--نة وأق--اموا له--ا دول--ة مستقلة. إن كل من يتفوه بعبارة أو كلم--ة طائفي--ة في س--ورية إنم--ا هو يعين النظام ويعين إسرائيل وأمريكا على تف--تيت س--ورية ولبن--ان

دون أن يقصد ذلك ودون أن يشعر.

المس--تفيدون من الطائف--ة العلوي--ة قل--ة، أم--ا البقي--ة فيس--تغل, له يموت منهم من يموت في النظام فقرهم وجهلهم ليتخذهم جنودا سبيل حمايته. الجمي--ع اآلن يع--رف أن الش--بيحة يق--اتلون م--ع النظ--ام مقابل أجر يومي ألف وخمسمئة ليرة باليوم وألفان يوم الجمع--ة. ل--و كانت الطائفة غنية مرفهة لم--ا اس--تجاب للنظ--ام ك--ل ه--ذا الع--دد من الرجال الذين يعرضون أنفسهم للخطر من أجل المال. العلويون بشر

مثلنا وليسوا طائف--ة مهووس--ة بعقي--دة ديني--ة تري--د أن تفرض--ها على اآلخرين وتستبسل في سبيل ذلك. إنها الدوافع المعيش--ية هي ال--تي تحرك الغالبية العظمى منهم، ولو اطمئنوا على مستقبلهم المعيشي

من دون النظام لقل حماسهم للدفاع عنه كثيرا,.

العلويون طائفة استمدت اس-مها من عقي-دة ديني-ة خاص-ة لكنه-ا في هذا العصر آخر ما تفكر فيه هو العقيدة الديني--ة، وعلين--ا أن نم--يز بين العلويين من حيث هم أبن-اء منطق-ة واح-دة وعش-ائر معين-ة ومن حيث هم طائفة دينية ذات معتقدات معينة. وإن أي تحول في الث--ورة إلى الطائفية ال بد أن يلجأ إلى التح--ريض على أس--اس دي--ني ليض--من إقدام الش--باب من الط--رفين على الم--وت، وال ب--د من أن يق--وم على

تكفير الطرف اآلخر ثم استباحة دمه لمجرد أنه كافر.

النظام أقنع شبيحته أن الثوار عمالء لدول أجنبية وخون--ة ول--ذلك ال إثم في قتلهم أو تعذيبهم. اإلنسان دائما, بحاجة إلى أن يجد المبرر األخالقي ألفعاله وبخاص--ة إن ك--انت قت--ل اآلخ--رين وتع--ذيبهم، وليس

شبيحة العلويين استثناء, لهذه القاعدة.

وهذا يقودن--ا إلى الكالم على اس--تباحة دم الك--افر ال--تي س--تجعل أبناء السنة يقتل--ون العل--ويين وغ--يرهم من أبن--اء الطوائ--ف الس--ورية األخرى التى هي كافرة من منظورهم، يقتلونهم بضمير مرتاح وربما يتقربون إلى الله بقتلهم. كل األديان والملل تسمي من ال يؤمن به--ا,، لذا يجب أن ال نتحسس من هذه الكلمة. أنا مسلم س--ني لك--ني كافرا بالنس--بة إلى مس--يحي أو درزي أو غ--ير ذل--ك ك--افر. القض--ية نس--بية وبالت--الي ك--ل من أنك--ر عقائ--دنا ه--و ك--افر به--ا مثلم--ا نحن ك--افرون بعقائ--ده. كلن--ا م--ؤمن بعقي--دة وك--افر بغيره--ا في ال--وقت ذات--ه، لكن السؤال هو هل الكفر يبيح لنا قتل الناس لمجرد أنهم كف--ار بالنس--بة

لنا؟

سأجيب على هذا السؤال من منظ--ور اإلس--الم الس--ني لس--ببين، األول أنني سني وهذا المجال الذي أظن أنني أفهم فيه، والثاني ألن السنة في سورية هم من يمكن أن يقود البالد إلى الح--رب الطائفي--ة

وليس بقية الطوائف. بالطبع النظام أيضا, يريدها طائفية.

الطوائف األخرى وألنها أقليات ليس من مصلحتها تفجير الح--رب الطائفية في سورية، لكنها ستكون مضطرة إلى ذلك إن هي ح--وربت من منطلق طائفي، وال ل--وم على أح--د إن ه--و داف--ع عن نفس--ه. إذن السنة هم المرشحون في س-ورية الرتك-اب أك-بر غلط-ة وهي تحوي-ل

الثورة إلى ح--رب طائفي--ة، ال ألنهم أش--رار، إنم--ا ألنهم هم من ع--انوا من االستبداد والتهميش واإلساءات على م--دى أربعين عام--ا, من حكم آل األسد، وألنهم األكثرية، والكثرة تغري اإلنسان باللجوء إلى القوة،

ألنه يتوفع أن تكون له الغلبة.

سؤالي هو لشباب السنة في سورية: هل إذا تح--ولت الث--ورة إلى, ي--بيح لكم قت--ل العل--ويين وغ--يرهم دون حرب طائفية ستجدون مبررا

الشعور بالذنب والخطيئة؟

ستقولون هم كفار فهم يؤلهون عليا, بن أبي طالب، وهذا ش--رك ورnد�ة، وستخرجون فتوى ابن تيمية رحمه الله فيهم وتسمعونا إياه--ا. ابن تيمية هو شيخ اإلسالم وعبق--ري من عباقرت--ه، لكن ذل--ك ال يع--ني أنه ال يخطيء، وال يعني أن كل ما قال--ه علين--ا األخ--ذ ب--ه دون نق--اش. اإلمام مالك رضي الله عنه ذات مرة قال: ك-ل رج-ل يؤخ-ذ من كالم-هدK إال صاحب هذا القبر وكان يشير إلى قبر محمد صلى الل--ه علي--ه qرpوي وسلم. ستقولون دعنا من ابن تيمية وفت--اواه، ألم يق--ل الن--بي ص--لىهq إnال� q--لn دpوا أqنo الq إ qه o--شqت�ى ي qح qاس لq الن--� n--ات qقpأ oنqأ pت oر nمpالله عليه وسلم:( أ إnذqا q--ف ،qاة q--ك وا الز� p--ت oؤpي qو ،qةqال وا الص--� p--يم nقpي qو ،nالل--ه pول p--س qد,ا ر م� qحpن� مqأ qو pالله

oم pهpاب q--س nحqو ،nالم oسnق\ اإل qحnال� بnإ oم pهqال qو oمqأ qو oمpهqاء qمnن\ي د nوا مpم qصqع qكnلqوا ذpلqع qف

عqلqى اللهn تqعqالqى(؟ وسأجيبكم بلى قال ذلك وه--ذا ح--ديث ص--حيح رواه البخ--اري ومس--لم ال أش--ك في ثبوت--ه، لك--ني أش--ك في فهم أغلب

المسلمين بعد جيل الصحابة له.

qاألصل في اإلسالم أنه ال إكراه في الدين، فق-د ق-ال تع-الى: }ال nوتpاغ رo بnالط--� p--فoكqي oنqم qي\ فqغoال qنnم pد o--ش د ت�بqي�نq الر� q--ق nي ال--د\ينnف qاه qر o--كnإ

pه K--الل qا و q--هqل qام q--ص nانف qال qى qقoث pو o--ال nةqو oرpعoال n--ب qك q--سoمqت oاس nد q--ق qف nه K--اللnن بnمoؤpي qو يع� عqلnيم� { البق-رة nم q-واإلس-الم أول دين ع-المي ق-دس حري-ة256س ..

االعتق--اد ال--ديني وح--رم اإلك--راه في ال--دين، وإن ك--ان ذل--ك ال يعفىدpمون على الل--ه. ق--ال تع--الى o--قqالن--اس من تبع--ة اختي--اراتهم عن--دما ي اء qش oوqل qمخاطبا, محمدا, صلى الله عليه وسلم ومخاطبا, لنا من بعده: }و oوا p--ونpكqت�ى ي qح qالن�اس pهnرoكpت qنتqأ qفqأ , يعا nم qج oم pل�هpك nض oر

qي األnن فqم qنqآلم qب�ك qر نnينq { يونس nم oؤ pك--ل البش--ر على اإليم--ان99م qهnر o--كpلو ش--اء الل--ه أن ي .

آلمنوا جميعهم، لكنه يري--د من--ا اإليم--ان ال--ذي يك--ون بمحض اختيارن--ا، حتى أنه جعل في الكون آيات تدل عليه، وأخفى نفس--ه، فال ن--راه وال نشعر بوجوده بشكل ال نستطيع معه إنكاره والكفر به، لذا استنكر أن يخطر بب--ال الن--بي أو غ--يره أن يك--ره الن--اس على اإليم--ان. ه--ذه آي--ة واض--حة الدالل--ة على حري--ة االعتق--اد م--ع تحم--ل المس--ؤولية عن ه--ذا

االعتقاد، لكnنo في الق--رآن آي--ات أخ--رى ق-د يظن البعض أنه-ا تن--اقض

pم pر p--حoال pر pه o--شqاأل qخqل q--ا انسqذnإ q--هذه اآلية أو تنسخها، مثل قوله تعالى: }ف oواpد p--ع oاقqو oمpوه pر p--صoاحqو oمpوهpذ p--خqو oمpوهpدت�م q--جqو pثoي qح qينnكnر o--شpمoال o تpلpوا oاق qف

oم pهqيلnب q--س oوا ل--� qخ qف qاةqك o الز� ا pوqآت qو qةqال o الص� وا pام qقqأ qو o إnن تqابpوا qد� ف qص oر qل� مpك oم pهqل يم� { التوب--ة nح ور� ر� pفqغ qهKن� اللnفه--ذه اآلي--ة ت--دعو لقت--ال المش--ركين5إ .

وقتلهم إال إن هم آمنوا وتحولوا إلى اإلس--الم، وه--ذ اآلي--ة م--ع ح--ديث أم--رت أن أقات--ل الن--اس، فهم منهم--ا كث--يرون، أن المش--رك بالل--ه ال حرمة في قتله طالما أنه مصر على شركه، وما علين--ا إال أن نثبت أن

العلويين أو غيرهم مشركون لنستبيح دماءهم.

النفس البشرية معصومة مؤمنة كانت أو كافرة، وحرية االعتق--اد حق لجميع البشر ال يجوز االعتداء عليه ولو من أجل إدخالهم في دين الله الذي فيه نجاتهم من النار. هذا هو األصل، لكن لضرورة م--ا ك--ان هنالك استثناء لهذا األصل. لم يكن بنوا إسرائيل أول أمة موح--دة في التاريخ المع--روف كم--ا يظن كث--يرون، ب--ل ك--ان الع--رب ال--ذين اتبع--وا إبراهيم وإسماعيل أول أمة موحدة لله بشكل جماعي ال مج--رد أف--راد مؤمنين، وبقي العرب ما شاء الله لهم أن يبقوا موحدين يعبدون الله على دين إبراهيم عليه الصالة والسالم، لكن مع القرون أش--ركوا م--ع الله آلهة غيره لتكون لهم واسطة تقربهم من الله زلفا, وصاروا بذلك مش--ركين. ومحم--د بعث فيهم بالدرج--ة األولى ليعي--دهم إلى التوحي--د اإلبراهيمي ال--ذي انحرف--وا عن--ه وليجع--ل منهم أس--اتذة البش--رية في التوحي-د ودعاته-ا إلى الل-ه. لم يكن الع-رب أم-ة وثني-ة كم-ا ه-و ح-ال القبائل الوثنية في مجاه--ل أفريقي--ا أو أس--تراليا أو غيرهم--ا. ص--حيح أنهم عبدوا األص--نام مثلهم لكنهم ك--انوا يعب--دون الل--ه الخ--الق الكب--ير,، إنما أشركوا معه غيره، بينما الوث--نيون في الثقاف--ات ويعرفونه جيدا

األخرى يعبدون آلهتهم وال يعرفون الله.

ص---حيح أن من يق---ول: إن لل---ه ول---د، ه---و مش---رك، لكن كلم---ة المشركين في القرآن ال تعنيه أبدا,، بل اليهود والمس--يحيون اس--مهم في الق--رآن أه--ل الكت--اب وليس--وا مش--مولين بكلم--ة المش--ركين. والمشركون المذكورون في القرآن هم "الذين أش--ركوا" أي أش--ركوا بعد توحيد وليسوا الوثنيين الذين لم يعرفوا الله من قبل، لذلك علين--ا أن نفهم من كلم--ة المش--ركين أو ال--ذين أش--ركوا كلم--ا وردت في القرآن الكريم أنها تع--ني المش--ركين الع--رب ال--ذين ك--انوا في زم--ان محمد صلى الله عليه وسلم وبعث فيهم ليص--حح لهم عقي--دتهم ال--تي

انحرفت، وال تعني مطلق المشركين في األزمان واألصقاع األخرى.

كان البد لحماي-ة اإلس-الم ولحف-ظ ال-ذكر من التحري-ف أن يك-ون لإلسالم دولة قوي--ة، ل--ذا ك--ان الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم رس--وال, ورئيس دولة، وكانت الغزوات والفتوحات. سيدنا عيسى عليه الس--الم جاء بالتوحيد في أمة موحدة، لكن بسبب ضعف أتباع--ه واض--طهادهم، تمكن أعداؤه من تحريف تعاليمه وإدخال م--اليس منه-ا فيه-ا، ول--و لم تقم لإلسالم دولة قوية لما نجا من التحري--ف ولم--ا بقي الق--رآن دون

أن تتبدل فيه كلمة واحدة إلى يومنا هذا.

من أجل أن تقوم لإلسالم دولة تحميه من التحريف كان ال بد من إكراه المشركين العرب الذين كانوا في زمن الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وسلم على دخول اإلسالم، وعلى العودة إلى التوحي--د الخ--الص ال--ذي كان عليه أجدادهم قبل أن يشركوا مع الله آلهة أخري م--ا أن--زل الل--ه به--ا من س--لطان. لق--د تم اس--تثناؤهم من مب--دأ ال إك--راه في ال--دين لض--رورة ال س--بيل لتجنبه--ا إال بتع--ريض اإلس--الم للتحري--ف والض--ياع،هqهpم على اإلس--الم وقبل--ه منهم qرoوكان ذلك محاباة لله لهم لهم أن أك رغم أنهم دخلوا فيه رغما, عنهم، إذ األص--ل أال يقب--ل الل--ه من العم--ل الصالح إال ما كان نابعا, من القلب وبحرية كاملة. كان العرب بذلك أمة محظوظة تماما, كما يك--ون الطف--ل الم--ريض ال--ذي يج--بره أب--واه على

تناول الدواء النافع رغما, عنه محظوظا,.

قد يجادل البعض ويقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم ق--ال:د,ا م--� qحpن� مqأ qو pال� الل--هnإ qه q--لn دpوا أqنo الq إ qه o--شqت�ى ي qح qاس اتnلq الن--� qقpأ oنqأ pت oر nمpأ ) مpوا q--صqع qك n--لqوا ذ p--لqع qا فqذnإ qف ،qاةqك تpوا الز� oؤpي qو ،qةqال يمpوا الص� nقpي qو ،nالله pول pس qر الqى( q--عqت nى الل--هqلqع oم pهpاب q--س nحqو ،nالم oسnق\ اإل qحnال� بnإ oم pهqال qو oم

qأ qو oمpهqاء qمnن\ي د nم تp أن أقات--ل الع--رب، وبالت--الي oر n--مpولم يق--ل أ . رواه البpخ--اري� ومس--لnم�

العبرة بعموم اللفظ، ولفظة الناس تعني البشرية كلها.

صحيح أن لفظة الناس يمكن أن تع--ني البش--رية كله--ا، ولكنه--ا ال تعني ذلك دائما,، فلو قلتq تكلم الناس على فالن ألنه فعل ك--ذا وك--ذادq معرك--ة o--يqعpفأنت بالتأكيد ال تعني أن كل البشرية قد تكلمت علي--ه، وب أحد، التي قتل فيها سبعون من المسلمين وجرح الكث--يرون، ج--اء من يق--ول لهم إن المش--ركين ق--د تجمع--وا يري--دون الع--ودة واالنقض--اض عليكم ليبيدوكم، فكان جوابهم أن ق--الوا: حس--بنا الل--ه ونعم الوكي--ل،

oمpكqل o وا p--ع qم qج oد q--ق qاس اسp إnن� الن--� مp الن--� pهqل qال q--ق qينnذ ق--ال تع--الى: }ال--�{ pي--لnكqوoال qمoعnن qو pه K--ا اللqنpب o--س qح oواpال q--قqان--ا, و qيمnإ oمpهqاد qز q--ف oمpهoو q--شoاخ q173ف}

nهKالل qانqو oضnر o ات�بqعpوا qوء� و pس oم pه oس qسoمqي oل� ل�م oضqفqو nهKالل qة� م\ن qمoعnنnب o لqبpوا qانق qف ل� عqظnيم�} oضqو فpذ pهKالل qإن كلم--ة الن--اس174-173{{ آل عمران 174و .

في هذه اآلية بالتأكيد ال تعني البشرية كله--ا، إنم--ا تع--ني بعض ال--ذين هم بالنسبة للنبي والصحابة "الن--اس" أي بعض ق--ومهم الع--رب، فهم الذين جمعوا لهم يريدون القضاء عليهم.. لذا كان من أس--اليب الكالم العربي أن يقول الرس--ول ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: أم--رت أن أقات--ل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال الله...إلى آخ--ر الح--ديث، وه--و يع--ني أن الله أمره أن يقاتل قومه العرب الذين أشركوا، وأن يكرههم على اإلسالم لضرورة ما، دون أن يكون ذلك نسخا, أو إلغ--اء لمب--دأ ال إك--راه في الدين الذي قررته آية قرآنية. نعم لم تكن نفوس مشركي العرب بعد نزول سورة التوبة، معص--ومة، إال ب--دخولهم اإلس--الم أو خ--روجهم

)أخرج--وامن أرض العرب، وكان أمر الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: وهو حديث متفق عليه.المشركين من جزيرة العرب(.

لق-د فهم الص-حابة أم-ر الن-بي ص-لى الل-ه علي-ه وس-لم وح-اربوا مشركي العرب حتى أدخلوهم في اإلسالم، ثم حاربوا من ارت--د منهم بعد وف-اة الن-بي ومن امتن-ع عن الزك-اة، لكنهم أب-دا, لم يج-بروا أح-دا, خارج المنطقة التي ك--انت تس--مى جزي--رة الع--رب على اإلس--الم، ولم يجبروا يهوديا, وال مسيحيا, من الع-رب على اإلس-الم، ب-ل ك-ان لهم أن يأخ--ذوا ض--ريبة من الق--ادرين منهم إن أص--روا على دينهم اس--مها الجزية. ثم عندما فتح المسلمون بالد المج--وس والهن--دوس وغ--يرهم من الوثنيين وأشباه الوثن--يين طبق--وا عليهم حكم اليه--ود والنص--ارى، حيث ال إك--راه في ال--دين، واكتف--وا بف--رض الجزي--ة عليهم، وترك--وهم أحرارا, في عقائدهم وعباداتهم. أي لم يpبnحo الصحابة ومن ج--اء بع--دهم ألنفسهم قتل رجل واحد ألنه غير مسلم، إال إن ك--ان من المش--ركينكnل األمر على الصحابة كم--ا oشpالعرب الذين كان لهم حكم خاص، ولم ي

أشكل على بعض الشباب المسلم في زماننا.

إنه باستثناء المشركين العرب زمن النبي صلى الله علي--ه وس--لم ك--ل البش--ر نفوس--هم معص--ومة ال يج--وز االعت--داء عليه--ا مهم--ا ك--انت عقائدها ومذاهبها، وال يجوز إكراهها على اإلسالم مع أن في اعتناقه

خير لها.

وقد يجادل مجادل فيقول:لكن النبي صلى الله عليه وسلم ق--ال من بدل دينه فاقتلوه، أال يعني ذلك اس--تحقاق من يرت--د عن االس--الم

أو ينحرف بحيث يخرج من الملة القتل؟

في البداية كان االس--الم دين--ا, ناش--ئاq وك--ان ال ب--د من حمايت--ه من المشككين الذين تظاهروا باإلسالم ليرتدوا عنه ويوهموا الن--اس أنهم

ارتدوا عنه ألنهم لم يجدوا فيه خيرا,، فيك-ون ب-ذلك تنف-ير للن-اس عنالqت q--قqاإلس--الم. ق--ال تع--الى عن بعض يه--ود المدين--ة زمن الن--بي: }و

nار q--الن�ه qه oجqو o نpوا qآم qينnى ال�ذqلqع qلnنزpأ qيnال�ذnب o نpوا nآم nابqتnكoال nلoهqأ oة� م\ن qفnط�آئ { آل عمران qونpع nج oرqي oم pل�هqعqل pه qر nآخ o وا pر pفoاك qالناس يتأثرون ببعضهم72و ،

بعضا,، وقد بينت العلوم النفسية المعاصرة ذلك، وسبقها النبي ص--لى الله عليه وسلم، عندما قال إنه لو آمن ب--ه من يه--ود المدين--ة عش--رة، آلمن به كل يهود المدينة. وكلنا يذكر كيف أبطل أبو لهب تأثير اإلنذار الذي وجهه النبي صلي الله عليه وسلم لقومه، يوم أن أم--ره الل--ه أن يصدع بما يؤمر وأن ينذر قومه وعشيرته األقربين، فقال له أب--و لهبqلnهذا جمعتنا؟. لذا ك--ان الب--د لحماي--ة الن--اس من أمام الحضور: تبا, لك أ

ن� pسqهذا المكر، الهادف إلى تشكيكهم وإبعادهم عن اإلسالم، من أن ي النبي صلى الله عليه وسلم قانونا,، يعاقب فيه بالقت--ل، من يرت--د عن اإلسالم في تلك األيام الحرجة، حتى ال يدخل في اإلسالم إال الجادون المخلصون، ثم كان قتل من يرتد من العرب الذين تم اس--تثناؤهم من مب--دأ ال إك--راه في ال--دين. وعلين--ا أن نفهم التش--ريعات في إط--ار ظروفه--ا التاريخي--ة لنع--رف ه--ل هي تش--ريعات أبدي--ة عام--ة، أم هي

تشريعات لضرورات معينة وفي أزمان معينة.

دqر الدم الذي على أساسه يستبيح البعض قت--ل oه pويبقى موضوع م من يعتبره مرتدا, أو مشركا,. صحيح أن النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أه-در دم-اء س-تة من المش-ركين عن-دما فتح مك-ة، وأم-ر بقتلهم ول-و تعلقوا بأستار الكعبة، لكن الذي يجب االنتباه له أن ذل--ك لم يكن من--ه صلى الله عليه وسلم بمثاب--ة فت--وى ديني--ة، إنم--ا ك--ان حكم--ا, قض--ائيا,، بوصفه صلى الله عليه وسلم الح--اكم األعلى، وبوص-ف ه-ؤالء الس-تة رعاي--ا تحت س--لطته، بع--د أن فتحت مك--ة وص--ارت ج--زءا, من دول--ة المس-لمين. الج-رائم ال-تي اس-تحق أولئ-ك أن ته-در دم-اؤهم بس-ببها جرائم قديمة وسابقة على فتح مكة، ومع ذلك لم يص-در الن-بي ص-لى الله عليه وسلم حكمه عليهم إال عندما صاروا من رعايا دولته وض--مندqرq دم أح--د إال o--هpس--لطته كح--اكم ال كمش--رع ومف--تي، ل--ذا يجب أن ال ي بحكم قضائي يستوفي شروط القضاء العادل النزيه، فمن المع--روف لكل متفقه أن المسلم مأمور إن هو رأى مسلما, آخر ي--زني أن يس--تر عليه وأن ينصحه، ال أن يقتله، مع أن الحكم ال--ذي علي--ه الفقه--اء ه--و قتل الثيب الزاني. هؤالء الفقهاء أنفسهم، ال يرون اس--تحقاق ال--ثيب ال--زاني للقت--ل بمج--رد الزن--ا، ب--ل ال ب--د ل--ه من المج--اهرة واإلق--رار المتك--رر، أو أن ي--رتكب الفاحش--ة أم--ام أربع--ة رج--ال ي--رون الفع--ل الجنسي ب--أعينهم، ثم يش--هدون علي--ه أم--ام القاض--ي. ال--دم البش--ري

, محرم وال يهدر بفتوى عالم أو ط--الب علم، إنم--ا إه--داره يع--ني حكم--اباإلعدام ال يحق ألحد إصداره إال القاضي المختص.

بعد هذه المالحظات ال أجد عذرا, لمن يقتل غيره بحجة الشرك أو الردة أو غير ذلك، وعلينا الحذر من الت--ورط في اله--رج وه--و فوض--ى القتل وإزهاق األرواح دون حق. وعلى من أراد الجهاد من الشباب أن يتقي الله فال يرتكب الجرائم التي سيحاسبه الله عليها وه--و يظن أن إنم--ا يجاه--د في س--بيل الل--ه، وعلين--ا الح--ذر من أن ت--دفعنا مش--اعر الكراهية والحقد والرغبة في االنتقام إلى أن نتبنى فت--اوى ت--بيح لن--ا قتل الناس بسبب معتقدهم فإنن--ا نس--تطيع أن نخ--دع أنفس--نا لكن ال نس-تطيع أب--دا, أن نخ--دع الل--ه، وأول ش--يء يقض-ى في--ه ي--وم القيام--ة الدماء، ولئن كان األصل في ش--ريعتنا في ك--ل ش--يء اإلباح--ة، إالK م--ا ثبت تحريمه، ف--إن األص--ل في ال--دماء الحرم--ة إالK م--ا ثبت اس--تحقاقهدoرأ p--فإن--ه ح--تى الح--دود ت Kللقتل، والبد من ثبوت ذلك ثبوت--ا, قوي--ا,، وإال بالشبهات، فتعطل، وال تقام على شخص إن كان هنالك ذرة شك في أنه استحقها، رغم ما للحدود من أهمية وتعظيم، فكيف بقتل الن--اس

عند الفتنة والفوضى؟

من أحالم بعض الش--باب المس--لم أن يعيش في دول--ة إس--المية، تكون أخالق الناس فيها إسالمية، وقوانينها إسالمية، والس--يادة فيه--ا للمسلمين. وال يمكننا أن نصادر أحالم الناس، فهم لهم الح--ق في أن يتمن--وا م--ا يحب--ون وم--ا يعتق--دون أن في--ه س--عادتهم، لكن ال--ذي على الش--باب المس--لم أن ينتب--ه ل--ه، ه--و أن الظ--روف حالي--ا, مختلف--ة عن الظ-روف ال-تي عاش-ها المس-لمون، إب-ان ع-زة اإلس-الم والمس-لمين وتغلبهم على غيرهم من الشعوب، وفتحهم لبلدانهم، حيث ص--ار ك--ل ما في تلك البالد المفتوحة غنيم--ة للمس--لمين الف--اتحين، وك--ان على أصحاب األرض األصليين الذين يزرعونها أن ي--دفعوا أج--ر تل--ك األرضراج, في تل--ك الظ--روف qإلى خزينة الدولة اإلسالمية، وكان يسمى الخ فرض المسلمون المنتصرون على غيرهم شروطا, يرويها لنا الت--اريخ، كانت من منطلق الغلبة واالنتصار على المغل--وبين والمه--زومين، م--ع أن المؤرخين المنصفين يشهدون أن التاريخ م--ا ع--رف ف--اتحين أرحم

من العرب.

عن--دما نق--رأ الت--اريخ والش--روط ال--تي فرض--ها المس--لمون على غيرهم، نظن أن ه--ذه الش--روط أحك--ام ال يج--وز مخالفته--ا، وبالت--الي نحلم، وبكل نية طيبة، أن نعيد هذا التاريخ، ليعود دين الل--ه ه--و ال--دين الظاهر على ال--دين كل--ه، لكن هنال--ك في الت--اريخ موق--ف أق--رب إلى

موقفنا هذه األيام، وهو عن-دما ه-اجر الن-بي ص-لى الل-ه علي-ه وس-لم وصحابته من مكة إلى المدينة. يومها لم يدخلوا المدينة غزاة ف--اتحين منتصرين، بل استقبلهم أهل المدينة كمه--اجرين يش--اركونهم العيش في المدينة، ويجدون فيها األمان الذي افتقدوه في مكة. يومها ك--ان في المدينة كث-ير من أهله-ا ال-ذين أس-لموا إم-ا إس-الما, مخلص-ا, وإم-ا نفاقا, من الخشية، وكان فيه--ا الكث--يرون من أهله--ا ال--ذين لم ي--دخلوا في دين الله وكانوا ما يزالون مشركين مث--ل ب--اقي الع--رب في ذل--ك الزمان، وك-ان في المدين-ة ثالث قبائ-ل يهودي-ة تعيش فيه-ا من زمن بعي-د، وانض-م المس-لمون المه-اجرون إلى ك-ل ه-ؤالء وتك-ونت دول-ة يرأسها النبي صلى الله عليه وسلم. يومها كتب النبي صلى الله عليه

اتف-ق فيه-ا أه-ل المدين-ة بكاف-ة أطي-افهم وأدي-انهم على م-اوثيقةوسلم يمكن اعتب---اره، أول دس---تور مكت---وب في الت---اريخ، ينظم حي---اتهم المش--تركة وي--بين حق--وقهم وواجب--اتهم. لم يكن في وثيق--ة المدين--ة المنورة أية شروط فيها تمييز للمسلمين على غيرهم سواء كانوا من المه--اجرين أو األنص--ار، وتجلت في تل--ك الوثيق--ة مف--اهيم العدال--ة والمس--اواة للجمي--ع، أي م--ا نع--بر عن--ه ه--ذه األي--ام بالمواطن--ة، حيث

للجميع حقوق متساوية في البالد.

واليوم بعد قرون من التخلف والهزيم--ة وج--دنا أنفس--نا في دول أكثرها كان نتيجة تقسيم المستعمرين لبالدنا، ح--تى أن البالد العربي--ة تتم--يز بالح--دود المس--تقيمة المرس--ومة بالمس--طرة ال ال--تي تتب--ع تضاريس طبيعي--ة متعرج--ة. في ه--ذه ال--دول ال--تي خلقه--ا االس--تعمار األوربي وجدت طوائف وأديان وقوميات، لكن ك--انوا جميع--ا, مغل--وبين بالتساوي أم--ام المس--تعمرين األورب--يين، ثم اس--تقلت كث--ير من تل--ك البالد استقالال, منقوصا, وأحيانا, كامال,، ووجدت الطوائف واألعراق في س--ورية نفس--ها ش--ريكة في دول--ة ليس إلح--داها الس--يادة فيه--ا على

األخرى.

قد ال يعجبنا الوضع الذي وجدنا أنفسنا فيه بعد ق--رون من الع--زة والغلب--ة، لكن ذل--ك ال يغ--ير من الواق--ع ش--يئا, وال يعطين--ا أي ح--ق في تجاوز حقوقنا، أو عدم إعطاء ب--اقي الس--وريين حقهم في المواطن--ة الكامل--ة معن--ا كس--وريين، لهم م--ا لن--ا وعليهم م--ا علين--ا. ص--حيح أن المس---تعمر األوربي ه---و ال---ذي رجح كف---ة بعض الطوائ---ف وأفق---د المس-لمين الس-نة الوض-ع الممت--از ال--ذي ك--ان لهم على م--دى ق-رون عديدة، وصحيح أن ذلك كان فيه نوع من الظلم للسنة، وربم--ا لم يكنب\ه q--شpمشروعا,، لكن ال بد من اح--ترام الوض--ع الجدي--د ال--ذي نتج عن--ه. أ

األمر بزواج تم باإلكراه ومش-كوك في ص-حته وش--رعيته، أو زواج بين رجل وامرأة يكتشفان بعد سنين طويلة وانجاب ذرية كث--يرة أنهم--ا أخ وأخته وزواجهما باط--ل، وم--ع ذل--ك تح--ترم حق--وق أوالدهم--ا بالنس--ب والميراث، وتحترم كل الحقوق كما لو كان الزواج شرعيا, تماما,. زواج ب--اإلكراه، آثم من فرض--ه على ام--رأة مس--كينة، لكن م--ا ينتج عن--ه من قرابات وحقوق وواجبات هي أمر واقع ال مجال إلنكاره. وهكذا علين--ا القبول بالوضع الجديد الذي يماثل وضع المس--لمين بع--د الهج--رة إلى المدينة، وأن نتقاسم الحياة بالعدل والمس--اواة م--ع ب--اقي الس--وريين

بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم.

سورية لكل الس--وريين، وس--تكون الدول--ة فيه--ا دول--ة الس--وريينك\م--وا بعض الق--وانين qحpجميعهم، ال--ذين، إن ارتض--وا دون إك--راه، أن ي الشرعية أو كلها، فهذا من حقهم، وإن رفض أكثرهم ذلك، وقع اإلثم على الذين رفض-وا، وب--رأت ذم--ة ال--ذين دع--وا وط-البوا، ولن يل--ومهم الله. وال يحق لبعض السوريين فرض وجهة نظرهم على اآلخ--رين، إال إن كانت فكرته أو رغبت--ه مقبول--ة من الغالبي--ة، بش--رط أن ال تن--اقض الدستور، الذي يضمن حقوق جمي--ع الس--وريين، ويعت--برهم مواط--نين متساوين، مثلما اعت--برت وثيق--ة المدين--ة أهله-ا مواط-نين متس-اوين، رغم اختالف معتقداتهم الدينية وأصولهم العرقية. ويجب أن ال نح--زن له--ذا الوض--ع الجدي--د فالبش--رية في عص--ر ص--ارت في--ه األرض قري--ة واحدة، وتداخلت الش--عوب والثقاف--ات، ولم يب--ق هنال--ك دول--ة واح--دة صافية عرقيا, أو دينيا,. وحتى إسرائيل التي تحلم بدولة يهودية عليه--ا أن تقبل أن غير اليهود فيها لهم الحق--وق ذاته--ا، ومواطن--ون تمام--ا,،

كما إن اليهود فيها مواطنون.

لن تنجح ثورتن--ا إال إن ك--انت ث--ورة ك--ل الس--وريين ومن أج--ل ك--ل السوريين، وسيكون مص--يرها اإلخف--اق والفش--ل إن هي تح--ولت إلى

ثورة طائفية.

وثيقة المدينةاقرأوا إن شئتم هذا الكتاب الرائع عن وثيقة المدينة: ،المضمون والداللة

� من /http://www.slideshare.net/muhammadnasehabdulla ويمكنكم تحميله كامًال

)ماهذه فقرات تتحدث عن الطائفية في سورية من المقال األول يحدث في سورية: إلى أين؟(

في سورية كان حاف--ظ األس--د رجال, قوي--ا, م--اكرا, ويمس--ك بزم--ام األمور بنفسه، ومتحكما, من خالل أجهزة أمنية متعددة تتجس--س على بعض--ها البعض، يس--اعده ب--ذلك اعتم--اده على الطائف--ة العلوي--ة ال--تي استطاع أن يربط رفاهها واستمتاعها بمم--يزات لم تح--ظ بمثله--ا في الت--اريخ ببقائ--ه ه--و وأس--رته في الس--لطة. ك--ان حاف--ظ األس--د يق--دم لفرنسا ما تريده من سياسات وتعاون وتحقيق أهداف، وإن ك--ان في الظاهر مستقال, وممانعا,. األمر ال--ذي أس--كتهم عن--ه وجعلهم يتركون--ه في الس--لطة دون أن يعين--وا علي--ه خص--ومه ودون أن يح--اولوا ج--ادين شراء والء الجيش واألمن في سورية.. فقد ك--ان معهم كم--ا يري--دون ابتداء, من تقديم الجوالن إلسرائيل إلى الوقوف مع التح--الف ال--دولي ضد العراق وإقناع إيران بالحياد وقته--ا، وذل--ك عن--دما ق--ررت فرنس--ا االنضمام إلى أمريك--ا في ح--رب تحري--ر الك--ويت، ورض--يت بحص--ة من الغنيمة، بعد أن كانت تحلم ببترول العراق والك--ويت من خالل دعمه--ا لصدام. مات حافظ األسد وجاء خير أبنائه ليحل محله، بعد أن رد الل--ه عن السوريين البالء الذي كان سيقع عليهم لو كان باس--ل - بم--ا في--ه من كبر وتجبر وعدوانية - مكانه. بشار ك--ان أطيب أوالد حاف--ظ، ومن طيبته قيل أنه كان يقال عنه في المدرس--ة الثانوي--ة األهب--ل. لم يكن أهبال, على الحقيقة، ف--ذكاؤه واض--ح، لكن--ه لم يكن ع--دوانيا, وال فاس--د الطباع مثل إخوته أو عمه س--يء الص--يت رفعت. ك--ان متوجه--ا, للطب والمعلوماتي--ة وليس ل--ه أي--ة طموح--ات سياس--ية، ولع--ل عيب النط--ق بح--رف الس--ين س--اعده على أن ال يك--ون متك--برا, متغطرس--ا, كبقي--ة العائل--ة. وك--ان من طيبت--ه مؤمن--ا, بم--ا ك--ان يعلن--ه وال--ده من قومي--ة ومقاومة لمشاريع االستعمار وإسرائيل في المنطقة، فصار يتص--رف بما يخالف مصالحهم، فأغضبهم إلى حد أصبحت فيه فرنسا ألد أعداء سورية ومتحالفة مع أمريك--ا ج--ورج ب--وش االبن في س--عيها إلس--قاط

النظام السوري وبخاصة بعد مقتل الحريري.

بشار الطيب أو األهبل كم--ا وص-فه من ك--ان مع--ه في المدرس--ة، ح--اول أن ينتق--ل بس--ورية إلى مرحل--ة من الحري--ة والديمقراطي--ة النسبيتين، فكان ربيع دمشق المعروف، الذي يقال أن خدام كان أشد المعارضين له واألكثر حرصا, على إنهائه. وانتهى ربيع دمشق، وأدخل الحرس القديم في نظام األسد والمنتفعون الجدد بش--ارا, في إحب--اط تل--و إحب--اط، ح--تى اقتن--ع بط--ريقتهم واستس--لم لهم، ورض--ي بجم--ع المال، فصار واجهة جميل--ة لنظ--ام ق--ائم على عص--ابة أمني--ة تس--يطر على المدنيين والعس--كريين في البالد، وال تفهم من السياس--ة ش--يئا,،

بل هي كالوحوش ال تعرف إال االفتراس والتعامل بالظفر والناب.

طيبة بشار وتهذيبه أكسباه حب الكثيرين من جم--اهير الس--وريين والعرب الذي كانوا ال يحبون أباه، وبالت--دريج اس--توعب بش--ار ال--درس وبدأ يقدم لفرنسا وغيرها ما تريد، ف--انتهت حال--ة الع--داء ال--تي ك--انت بين سورية وفرنسا، وصار طالب الشهادة الثانوية في سورية مطالبا, بدراس--ة لغ--تين أجنبي--تين الفرنس--ية إح--داهما، رغم المي--ل الع--روبي الق--وي ل--دى الس--وريين بم--ا فيهم العلوي--ون، ولع--ل تل--ك المكاس--ب الثقافي--ة لفرنس--ا ك--انت بعض الثمن ال--ذي قدم--ه بش--ار ونظام--ه السترضائها. وعلينا أن نذكر أن الحكومة الفرنسية االستعمارية ال--تي كانت تحكم سورية أعلنت والءها أللمانيا عندما احتلت ألماني--ا فرنس--ا في الحرب العالمية الثانية، مما جعلها عدوة للحلف--اء، ف--دخل الجيش البريطاني ليحرر سورية من أتباع ألمانيا وليبقى فيها حتى تم إنه--اء االنتداب الفرنسي على سورية بق--رار أممي، فخ--رج الفرنس--يون من س--ورية مه--زومين، وك--انت المكاس--ب الثقافي--ة من نص--يب بريطاني--ا ولغتها اإلنكليزية رغم أن االس--تعمار ك--ان فرنس--يا,. وبع--د االس--تقالل استمر الصراع بين بريطانيا وفرنسا على س--ورية وك--انت االنقالب--ات, ل--ه، إلى أن الكثيرة التي عرفتها سورية بسبب هذا الص--راع ومظه--را جاء حافظ أسد وطائفته، وحpسمت الغلب--ة لص--الح النف--وذ الفرنس--ي،

وبدأت من وقتها فرنسا تحقق مكاسب ثقافية متزايدة في سورية.

ب--دأت االحتجاج--ات في س--ورية بهتاف--ات في الحريق--ة بدمش--ق اعتراض----ا, على غطرس----ة رج----ل ش----رطة وتعامل----ه المهين لبعض المواطنين، لكن وزي-ر الداخلي-ة وقته-ا ك-ان حكيم-ا, واس-تطاع تهدئ-ة الناس وامتصاص غضبهم، ولم أكن أتوقع أن يتجرأ أو قل يتهور غ--ير من تهور ويخرج في احتجاج--ات علني--ة أخ--رى، إلى أن ق--ام فتي--ة في درعا بالكتابة على الجدران )جاك ال--دور ي--ا دكت--ور( وم--ا ش--ابه، وب--دأ القمع الوحشي المستكبر الذي ال يحترم قيما, وال أديان--ا, وال مقام--ات، وال يرى أية خطوط حمراء أمامه.. مما استثار السوريين الذين خرجوا يرددون )الشعب السوري ما بينهان( و)الم-وت وال المذل-ة(.. وتفتقت عبقرية كبار رجال األمن عن خطة لمواجهة االنتفاضة، تسرب ملخص لها وكان محضر جلسة لهم، لكنه لم ينل حقه من االهتمام، ربما ظن-ا, أنه قد يكون مفبركا,، لكنني أعتقد أنه ك--ان حقيقي--ا,، واألح--داث ح--تى اليوم تؤكد أنه هو المتبع والمطبق في مواجهة النظام لثورة الشباب الس-وري. وت-بين من ه-ذا المحض-ر ومن س-لوك النظ-ام ولجوئ-ه إلى حثالة الطائف--ة العلوي--ة ال--ذين جمعتهم عائل--ة األس--د حوله--ا كعص--ابة إلره--اب الن--اس وف--رض س--يطرتها عليهم خ--ارج الق--انون واألجه--زة الرسمية وهم المس-مون "الش-بيحة"، ت-بين أن النظ-ام ليس في-ه من

أصحاب القرار من يفهم شيئا, في السياسة وفن التعامل مع الش--عب ومع أزمة مثل االحتجاجات الشعبية الس-ورية. فك--ان في ك--ل تص-رف أحم--ق من تص--رفاتهم، وتص--رفاتهم ك--انت كله--ا حمق--اء، اس--تفزاز لمشاعر السوريين وكش--ف لحقيق--ة النظ--ام ال--تي ك--انت خفي--ة على الكثير من السوريين الذين م--ا ك--انوا يتص--ورونه به--ذا الس--وء، وك--انوا مخدوعين به وبكالمه ويؤيدونه، ألنه يبدو لهم أحسن األنظمة العربي--ة موقف--ا, من قض--ايا األم--ة، وأكثره--ا حرص--ا على مص--الحها ومقاوم--ة للمؤامرات عليها. أحبوه لذلك، وغفروا له الكثير، وتغاضوا عن الكث--ير

من عيوبه، فالرمد أهون من العمى.

ج--اءت أح--داث س--ورية األخ--يرة وردود الفع--ل الهمجي--ة الحمق--اء للنظام عليه-ا، لتع-ري س-وأته للجمي-ع، ول-يراه الق-ريب والبعي-د على, حقيقته، وليتبين للكل أنه غير صالح لقيادة أم--ة تف--وقت علي--ه كث--يرا في الوعي واإلخالص واألخالق، وبالتالي ال يمكن أن تبقى راض--ية ب--ه يتحكم بمقدراتها ومصيرها ويرسم لها سياساتها. وهكذا فقد النظ--ام وعلى رأسه بشار الكثير من شعبيته إن لم يكن قد فق--دها كله--ا عن--د السوريين غير العل--ويين. لق--د س--قط النظ--ام أخالقي--ا, وفق--د اح--ترام الذين كانوا يظنون به خيرا,، وتبين للجميع جهل--ه وحمق--ه وعج--زه عن

القيام بشؤون الوطن في هذه المرحلة وفي قادم األيام.

النظام يستخدم الطائف--ة العلوي--ة ويق--وم عليه--ا ال من حيث هي طائفة دينية تربطه-ا وتحركه-ا معتق--دات مش-تركة، ب--ل من حيث هي أسر وعشائر مترابطة ويمكن أن يثق النظ--ام بوالئه--ا. والس--ؤال اآلن ما الفرق؟ الفرق هو أن العلويين طائفة محددة ومعرفة على أساس معتقدات دينية معين--ة، لكن ه--ذه الطائف--ة قليل--ة الت--دين وال تحركه--ا إيديولوجيا دينية، هم في الغالب األعم غ--ير مت--دينين ال وف--ق عقي--دة أجدادهم ) التي تؤمن أن الل--ه ن--زل إلى األرض واختل--ط بالبش-ر على هيئة رجل هو علي بن أبي طالب وبالتالي علي هو الله وليس مج--رد ولي الله كما هو عند الشيعة (، وال هم متدينون وفق عقائد إس--المية أخرى إال قليال, منهم. إنهم متسلطون على س--ورية ال من أج--ل تغليب معتقدهم، فكثير منهم قد ال يؤمنون به، وبخاص--ة أن أغلب المتعلمين منهم تعلم--وا اإلس--الم الس--ني معن--ا في الم--دارس، ولم يكن ل--ديهم تعليم دي--ني م--نزلي يع--اكس م--ا تعلم--وه في الم--دارس، اللهم إال في بعض األسر في قراهم، وهذا ناتج عن ضعف الت--دين عن--دهم عموم--ا,، مما كان له أث--ر إيج--ابي في بل--وغ دع--وة اإلس--الم غ--ير المحرف--ة إلى جميع من درس منهم في المدارس ونجا من الض--غوط العائلي--ة ال--تي

تصر على معتقدات غير التي تلقوها في المدارس.

أق--ول ه--ذا لننتب--ه إلى أن الطائف--ة العلوي--ة اآلن تش--كل مش--كلة للتغيير في سورية ال من منطلق ديني راسخ يصعب التعامل معه، ب-ل من منطلق والء قبلي وعائلي تقوي--ه المص--لحة المش--تركة والمن--افع المتبادلة والمكتس--بة من خالل ت--رابطهم ومحاب--اة بعض--هم بعض--ا, في الوظ--ائف الحكومي--ة والمناص--ب وغ--ير ذل--ك من ط--رق االنتف--اع من السلطة. أي بكل بساطة مشكلتنا معهم ليس--ت ديني--ة ، إذ ل--و تس--لط على الحكم أه--ل مدين--ة أخ--رى أو عش--يرة معين--ة لتص--رفوا بنفس الطريق--ة س--واء ك--انوا مس--لمين س--نة أو مس--يحيين أو غ--ير ذل--ك، فالمشكلة هي االستئثار بخيرات البلد، وهذا يق--ع في--ه من يغلب على حكم بلد ما أيا, كان معتقده، ما لم يكن في تقوى األنبياء أو الص--حابة، أو ما لم يكن نظام الحكم ال يسمح بذلك من خالل وجود رقابة شعبية

ومساءلة حقيقية.

العلويون في سورية تحركهم النزعة القومية العربية، وتح--ركهم مط--امعهم الحياتي--ة ال--تي تح--رك جمي--ع البش--ر، كالس--عي إلى ال--ثراء

والجاه والمتعة في إطار من ضعف الوازع الديني لديهم.

في وضع كهذا فإن الصراع مع الطائفة العلوية من منطلق ديني, للنظام ال ألحد سواه. فمعاداتهم من منطل--ق وطائفي سيكون مفيدا ديني سيدفعهم إلى العودة إلى معتقداتهم القديمة ال قناعة بها، ب--ل من منطل--ق التعص--ب لل--دفاع عن ال--ذات والتوح--د م--ع البقي--ة، وه--ذا سيكون تراجع--ا, في ح--التهم الديني--ة، ب--دل ال--ذي نتمن--اه لهم وه--و أن يثبتوا على العقيدة السليمة التي تلقوها في المدارس. إن مع--اداتهم على أساس المعتقد الديني سيجعلهم حريصين عليه بغض النظ--ر عن مدى اقتناعهم به، وهذا سيحولهم فعال, إلى طائفة دينية منغلقة على نفسها ووالؤها لنفس-ها، ويص-بح من الص-عب عليهم الش-عور ب-الوالء لس--ورية كك--ل، كبل--د ينتمي إلي--ه أهل--ه بغض النظ--ر عن معتق--داتهم الدينية، إنم-ا هم أس-رة واح-دة مترابط-ة وك-ل ل-ه دين-ه الخ-اص، لكن مصلحتهم هي في العيش المشترك، وهم ش--ركاء في ال--وطن، ولهم

حقوق متساوية فيه، وكلهم يحرص عليه ويسعى لخيره.

ثم إن مع--اداة العل--ويين على أس--اس المعتق--د ال--ديني يع--ني أن تتحول الثورة من ثورة سورية شعبية من أجل الحري--ة والديمقراطي--ة إلى ثورة طائفية سنية مخيفة لباقي السوريين من مس--يحيين ودروز وإسماعيلية وغ--ير ذل--ك، وه--ذا س--يجعل ه--ؤالء يفض--لون البق--اء تحت نظام فاسد وظالم لكنه يعاملهم كمواطنين متساوين -ول--و نظري--ا, - ال كأقلي--ات في بل--دهم، وس--يجعلهم يقف--ون م--ع النظ--ام ويح--اربون

الثورة، رغم أنهم غير راض--ين عن النظ--ام، وليس--وا مس--تفيدين من--ه كثيرا,. وهذا يفسر لنا س-بب ح-رص النظ-ام على تحوي-ل القض-ية إلى صراع سني علوي كال--ذي ك--ان في الس--بعينيات وأوائ--ل الثمانيني--ات، حيث كانت هنالك حركة إسالمية مسلحة ليس لها امتداد شعبي واسع تحارب النظام من منطلق أنه نظام طائفي كافر. ويرينا أهمي--ة أن ال نرجع إلى الوراء بعد أن نضج وعين--ا السياس--ي واقتنعن--ا أن مص--لحتنا جميعا, هي في العيش المشترك على أساس المواطنة ال على أساس

االنتماء الطائفي أو الديني.

كما إن استعداء الطائفة العلوية على أساس طائفي ال تس--تطيع الطائفة تغييره، فهي لن تغير مذهبها لترض--ي الس--نة مثال,، وبالت--الي تصبح الطائفة أم--ام تهدي--د وج--ودي، يجعله--ا ت--دافع عن نفس--ها وعن النظام الذي س-تتوحد مع-ه بش-كل كام-ل دفاع-ا, مس-تميتا,، ب-ل لنق-ل مميتا,، ألن القوة العس--كرية في س--ورية مرك--زة بي--د ض--باط عل--ويين،

وهذا يعني اضطرار الطائفة إلى مذابح تسحق ثورة الشباب سحقا,.

يجب على الث--ائرين الح--ذر من أي ان--زالق نح--و الطائفي--ة، ألن--ه س--يجعل البل--د جبه--تين: الس--نة مقاب--ل اتح--اد العل--ويين م--ع ال--دروز والمس--يحيين واإلس--ماعيلين والعلم--انيين بكاف--ة توجه--اتهم الفكري--ة والسياسية، وهو ما يتمن--اه النظ--ام ألن--ه ب--ذلك س--يتغلب على الث--ورة

ويقضي عليها قضاء ال تقوم بعده في ثالثين سنة أخرى.

كما إن تحول الثورة إلى طائفية سيفقدها كل تأيي--د دولي اللهم إال تعاطف السعودية، ألنها ال يمكن أن تصطف ضد الطائف--ة الس--نية، لكنها لن تدعم ثورة طائفية ول-و ك-انت س-نية إال دعم-ا, ض-عيفا, لرف-ع العتب والمالم--ة ال أك--ثر. الث--ورة اآلن وألنه--ا ث--ورة وطني--ة وش--عبية تطالب بحقوق جميع السوريين في حي--اة ح--رة كريم--ة وليس--ت ث--ورة أصولية إسالمية وال ثورة معادية للغ-رب ق-د اكتس-بت تع-اطف وتأيي-د

أغلب الدول والشعوب.

س--معت الش--يخ العرع--ور يق--ول إن الث--ورة إن نجحت س--تعامل العلويين وغيرهم من األقليات بالحسنى كما عامل عم--ر بن الخط--اب اليه--ود في المجتم--ع المس--لم، وه--ذا رأي غ--ير موف--ق، ألن عم--ر بن الخط--اب تس--لم الس--لطة بع--د انتص--ار المس--لمين وتغلبهم على من سواهم بالسالح، أما الوض-ع المماث-ل لوض-عنا اآلن فه-و وض-ع الن-بي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لما هاجر إلى المدينة وأسس دول--ة فيها كان لليه--ود فيه--ا وض--ع المواطن--ة الكامل--ة، لهم م--ا للمس--لمين وعليهم ما على المس--لمين، فهم أص--حاب البالد والمس--لمون مثلهم،

إضافة إلى المهاجرين من مك--ة وأع--دادهم مح--دودة، وعلين--ا في ه--ذا العصر تذكر أننا لسنا غزاة فاتحين، بل نحن أبناء وطن واحد نتش--ارك أرض--ه وس--ماءه وخيرات--ه م--ع إخ--وة لن--ا ق--د يختلف--ون عن--ا بال--دين أو المذهب لكن لهم علينا حق البر كما آلبائن-ا وأمهاتن-ا علين-ا ح-ق ال-بر، وليس ذل--ك كرم--ا, وال تس--امحا, من--ا معهم، فنحن لس--نا أح--ق ب--البالد منهم ، أما اختالف ال--دين وال--رأي، فاألص--ل أن--ه ال إك--راه في ال--دين، ومن حقن--ا وحقهم أن تك--ون لن--ا ولهم حري--ة االعتق--اد وممارس--ة المعتقد في إطار ق--انون ينظم عالقتن--ا ببعض فال يطغى ج--انب على جانب. ولنتذكر أنه لو ك--ان هنال--ك مس--لم وأم--ه أو أخ--وه مش--رك -وال أقول كتابيا,، حيث ألهل الكتاب وضع مفضل في اإلس--الم- ف--إن علي--ه بره أو برها، وال يح--رم ح--تى الش--رك أو اإللح--اد أهلن--ا من حقهم في

نا، وهو ليس تفضال, منا عليهم، بل حق لهم، علينا أداؤه بال من�ة. بر\

رغم اختالف الدين والمعتق--د بين الرس--ل وأق-وامهم ال--ذين قص علينا ربنا في القرآن قصص--هم، ورغم معان--دة ه--ذه األق--وام لل--دعوة واعتدائها على رسل الل--ه ح--تى اس--تحقت من الل--ه اإلهالك وال--دمار، يصر القرآن الكريم على أن الرسل هم إخ--وان ألولئ--ك ال--ذين كف--روا وعاندوا، وحتى لوط الذي أرسل إلى قوم غ-ير قوم-ه، فق-د وص-فهم

الخالق أنهم إخوان لوط.

نحن في حاجة إلى إعادة فهم عالقتنا بأبناء أمتنا ال--ذين نش--ترك معهم في وطن واحد، لنتخلص من أفك--ار غ--ير ناض--جة انتش--رت عن--د بعض المتدينين وجعلتهم يحلمون بدولة إس--المية خالص--ة للمس--لمين، كالدول--ة ال--تي يحلم به--ا اليه--ود ويري--دون أن يع--ترف لهم الع--الم أن إسرائيل دولة يهودية، ليكون العرب فيه--ا ض--يوفا, وهم أص--حاب البالد األصليين. علينا نحن الذين ننتمي لألكثرية الدينية في سورية أن نضع أنفسنا مكان باقي أبناء وطننا الذين ينتمون ألديان أو م--ذاهب أخ--رى وال يشكلون أكثريات عددية، لنحس بأحاسيسهم ونفهم مخاوفهم وال

نستغرب إصرارهم على حق المواطنة المتساوية معنا.

أما النظام الذي يتصرف بمنتهى الغباء السياس--ي، والمتوق--ع ل--ه أن يستمر في غبائه المتأصل فيه، فقد خسر الكث-ير من رص-يده عن-د أغلب السوريين من جميع الطوائف وعن--د بعض العل--ويين أنفس--هم ، وهو باستمرار أخطائ--ه وجرائم--ه ال--تي يق--ع فيه--ا ك--ل ي--وم سيخس--ر ش--عبيته عن--د الطائف--ة العلوي--ة، ال--تي س--يأتي ي--وم تخش-ى في--ه على مصيرها مع تورط بعض أفرادها في جرائم بشعة ضد باقي السوريين ال يبرره--ا ش--يء، بخاص--ة إن نجحت الث--ورة في البق--اء ث--ورة ال عن--ف

وثورة سلمية مئة بالمئة، ال تمسك وال حتى حجرا, أو عص--ا,، ب--ل ث--ورةKالتزام بكف\ األيدي، كما التزم المسلمون في مكة قب--ل الهج--رة ك--ف أيديهم رغم ك--ل األذى والتع--ذيب ال--ذي تعرض--وا ل--ه، لكنهم لم يم--دوا

أيديهم وال حتى للدفاع عن أنفسهم.

العلوي--ون هم اآلن األم--ل وط--وق النج--اة الوحي--د للنظ--ام، م--ا لم تتحول الثورة إلى مسلحة أو طائفية )س--نية ض--د علوي--ة(، والعلوي--ون هم من س--ينقذ س--ورية من نظ--ام تغ--و�ل ومس--تعد أن يض--حي بهم جميعهم ليبقى في الحكم. النظ--ام ليس فئ--ة ذات عقي--دة حقيقي--ة تدافع عنها وتموت في سبيلها، سواء كانت عقيدة صحيحة أو فاس--دة من المنظور الديني، إنه عصابة ممن يستأثرون بخيرات البالد والع--زة فيها لتكون لهم الكبرياء في األرض من دون الناس، وللكبرياء ل--ذتها، ولل--ثروة إغراؤه--ا، وهم مس--تعدون للتض--حية ح--تى بأبن--اء ط--ائفتهم، ألنهم ال يهمهم إال أنفسهم، ولو كان لديهم خلق أو ضمير لما ارتكبوا

ما يرتكبونه كل يوم من جرائم بشعة أذهلت البعيد والقريب.

أنا على يقين وإن كان ال يعلم الغيب إال الل--ه ، أن--ا على يقين أن الطائفة العلوية سوف تتخلى عن النظام ولو بع--د حين، ألن الطائف--ة بشر مثل باقي السوريين لهم آم--الهم ومخ--اوفهم وتهمهم أنفس--هم ومس--تقبل أجي--الهم ويفك--رون بمنط--ق كم--ا نفك--ر، ويوم--ا, بع--د ي--وم سيتكشف للعل--ويين ك--ذب النظ-ام وزي--ف ادعائ--ه أن--ه يواج--ه م--ؤامرة خارجية وأن جماعات إرهابية هي التي تقتل المتظ--اهرين الس--لميينل، وستراه الطائفة على حقيقت--ه عص--ابة من القتل--ة واللص--وص العز� والدجالين، وستش-عر ب-الخوف على مص-يرها إن تركت-ه مرتبط-ا, به-ذا النظ--ام ال--ذي يورطه--ا ك--ل ي--وم بمزي--د من الج--رائم يرتكبه--ا حثال--ة

الطائفة ويتحمل وزرها كل الطائفة.

علين--ا ترس--يخ قناعتن--ا بقض--ية المواطن--ة لك--ل الس--وريين على اختالف أديانهم، وأنه ح-تى ل-و وص-ل إس-الميون إلى الس-لطة عن-دما تع--ود س--ورية ديمقراطي--ة ف--إنهم لن يفرض--وا الحج--اب على أح--د.. فالت--اريخ والفق--ه اإلس--المي يؤك--دان أن بالد المس--لمين في عص--ور الخالف--ة اإلس--المية ك--انت تخ--رج فيه--ا ماليين النس--اء وكث--ير منهن سافرات، فما ال يعرف--ه كث--يرون أن اإلس--الم ال يف--رض الحج--اب على المرأة إن كانت مملوكة وليست حرة، جميلة كانت أو غير جميل--ة، وال يحمي الرجال من فتنة النس--اء بتحجيبهن ب--اإلكراه، ب--ل على الرج--ال غض أبص--ارهم . ألم يكن في الج--واري الجميالت من ك--ل الجنس--يات

السافرات فتنة لمن ال يغض بص--ره من الرج--ال المس--لمين؟ الحج--اب يحمي المرأة المس--لمة من أن ينظ--ر إليه--ا الرج--ال كجس--د وينس--ون اإلنسان فيها، لذا ترك وجهها تكشفه للجمي--ع ألن--ه موض--ع اإلنس--انية حيث تلتقي األبصار باألبص--ار، أم--ا الجاري--ة ال--تي تش--ترى بالم--ال فالي�م qقpمع--نى لتكليفه--ا بحج--اب يص--ونها من أن تعام--ل كجس--د وهي ت بالم--ال وت--ورث كم--ا ت--ورث األش--ياء، أم--ا إن تح--ررت، فعن--دها يك--ون. تركيا اآلن تحكمها فئة مؤمنة غ--ير ق--ادرة على ف--رض لحجابها معنى, أي قيود دينية إجتماعية على الناس حتى لو أرادت، لكنها وألنه--ا فئ--ة من الناس الذين ال يسرقون مال األم--ة وال يخونونه--ا، اس--تطاعت أن توصل تركيا إلى مرتب--ة الدول--ة العش--رين عالمي--ا, في االقتص--اد خالل بضع سنوات ال غير. علينا أن نطمئن غير المتدينين وغ--ير المس--لمين أن الث--ورة ليس--ت كث--ورة إي--ران ديني--ة متعص--بة، ب--ل هي ث--ورة األم--ة الس--ورية كله--ا ومن أج--ل جمي--ع أبنائه--ا، فإن--ه ب--دون ه--ذا التطمين س--تبقى الطوائ--ف األخ--رى م--ترددة في المش--اركة، والث--ورة ب--دون مشاركة الجميع فيها لن تحقق التغيير المنشود، ولن يتحقق أي تغيير مهم ما لم تنضم الطائفة العلوية للثورة ممثلة بجماهيره--ا وض--باطها

وزعمائها.

علين--ا أن ال نتص--ور ك--ل العل--ويين أش--رار ألن منهم الش--بيحة وعناص--ر المخ--ابرات فه--ؤالء ليس--وا ك--ل العل--ويين، والعلوي--ون هم األكثرون في األمن ال ألنهم أشرار إنم--ا ألن النظ--ام ال يث--ق بغ--يرهم، ولو وثق لوجد الكث-ير من أبن-اء الس-نة والطوائ-ف األخ-رى مس-تعدين للقيام بم--ا تق--وم ب--ه الش-بيحة والمخ--ابرات. كم--ا علين--ا أن ال نتص-ور العلويين شياطين أو مستكبرين ألنن--ا تص--ادف أن واجهن--ا إس--اءة من أح-دهم أو س-معنا كي-ف أس-اء بعض-هم األدب، أو أك-ل حق-وق الن-اس, أنه عل--وي لدي--ه الق--درة على إي--ذاء الن--اس من خالل األمن. ل--و معتزا كانت سورية تحكمها قبيل-ة أو عش-يرة أو أه-ل بل-دة من أي دين آخ-ر لظهر من كثير من هؤالء نوعيات ال تقل حقارة ونذالة عم--ا ظه--ر من بعض العل--ويين ال--ذين غ--رتهم ق--درتهم على إي--ذاء الن--اس فطغ--وا وتجبروا. إن الطغيان والظلم ال دين له والبشر يقعون فيه على تنوع قومي--اتهم أو أدي--انهم أو ط--وائفهم. القض--ية قض--ية أخالق قب--ل ك--ل شيء.. ألم يقل النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم خي--اركم في الجاهلي--ة خي--اركم في اإلس--الم إذا فقه--وا. وال--ذي يع--رف العل--ويين عن ق--رب يع--رف أن أك--ثرهم أن--اس طيب--ون ويري--دون أن يعيش--وا مث--ل ك--ل السوريين، وأننا لو كنا مكانهم نتمتع بوضع متم--يز على اآلخ--رين في البل---د، من من---ا ك---ان س---يترفع عن المن---افع أو الوظ---ائف أو المنح

الدراسية أو غيرها ألنها ال تعطي للجمي-ع بالع-دل؟ أعتق-د أن القلي-ل القلي--ل من ك--ان س--يفعل ذل--ك، وبخاص--ة أن م--ا يص--ل إلى جم--اهير العلويين من المن--افع ليس من قبي--ل المن--افع غ--ير العادي--ة، ب--ل هي غالبا, مما يستحقه أي مواطن سوري، اللهم إال أكابر مجرميه--ا ال--ذين يستأثرون بخ--يرات البالد ويحجبونه--ا عن ب--اقي الس--وريين بم--ا فيهم العلويون. هل س--معتم أن رامي مخل--وف وأمثال--ه يب--ذلون ملي--اراتهم

للنهوض بحال المناطق العلوية وفقرائهم؟

كل امريء� بما كسب رهين، ويوم القيامة يفصل الله بين الن--اس فيخبرهم من كان منهم على حق ومن كان على باطل، أما في الدنيا فنحن السوريين عائل--ة واح--دة تتعام--ل ب--البر والمع--روف فيم--ا بينه--ا وتتع--اون من أج--ل حي--اة أفض--ل لجمي--ع أبنائه--ا أي--ا, ك--انت أدي--انهم أو

قومياتهم.

)ماوهذه فقرات تتحدث عن الطائفية في سورية من المقال الثاني لنا غيرك يا الله(

لن تنجح ثورتن--ا إال إذا ك--انت ث--ورة جمي--ع الس--وريين بم--ا فيهم العلويون. يجب أن ال يقف استعمال النظام آلالف من العلويين الذين غسل عقولهم وأقنعهم أن مؤامرة تجري ضده ألن--ه ق--ومي ومم--انع، واستغل فقرهم واستخدمهم في قمع المتظاهرين، يجب أن ال يق--ف حائال, بيننا وبين إخوتنا العل--ويين. فه--ذا ه--و م--ا يري--ده النظ--ام لتبقى الطائفة العلوية أسيرة له ومرتبط--ة ب--ه، والق--وة العس--كرية واألمني--ة في سورية مركزة في أيدي ضباط منه-ا، وال أم-ل بتغي-ير من دونهم، إال عن طريق الحرب األهلية والغزو الخارجي. يجب أن تحرص الث--ورة على اجت--ذاب العل--ويين وب--اقي الطوائ--ف والقومي--ات الس--ورية وأن نتناس--ى الماض--ي من أج--ل مس--تقبل أفض--ل نش--ارك كلن--ا في بنائ--ه

العلوي منا وغير العلوي.

صدقوني ليس العلوي--ون أق--ل فق--را, من ب--اقي الس--وريين، إنم--ا يلهيهم النظام بالش--عور بالتس--لط على الن--اس وخ--وف الن--اس منهم, له، ليستمر في نهب خ--يرات البل--د ه--و ومن مع--ه من ليتخذهم جنودا المنتفعين، ولتبقى الطائف--ة فق--يرة وقليل--ة الثقاف--ة بحيث يك--ون

التطوع في الجيش واألمن مصدر الرزق الرئيسي لشبابها.

النظام ال يحترم العلويين وال غيرهم وال يحرص حرصا, حقيقي--ا, ال على العل--ويين وال على غ--يرهم، إنم--ا ه--و نظ--ام من أن--اس فاس--دين

يجمع----ون الم----ال من حالل ومن ح----رام وال يفك----رون ب----أكثر من اس--تمرارهم في الس--لطة لي--دوم تمتعهم باالمتي--ازات ال--تي أعطوه--ا ألنفس--هم، وم--ا الطائف--ة العلوي--ة إال مطي--ة لهم مس--خرة لخ--دمتهم وحمايتهم، وهي بحاجة مثل ب--اقي الس--وريين لتتح--رر من--ه ولتش--ارك في بناء سورية بحيث تكون للجميع وتتك--افيء فيه--ا الف--رص ويس--ود العدل ويتقدم األص--لح. العلوي--ون بش--ر مثلن--ا، عن--دهم ض--مائر مثلن--ا، ولهم آمال ومخاوف مثلنا، وهم شركاؤنا في هذا ال--وطن، وال يمكنن--ا المسير من دونهم، وبخاصة بعد أن تركزت القوة العس--كرية واألمني--ة

بأيديهم.

ثم علينا كس--ب الطوائ--ف األخ--رى للث--ورة من خالل تطمينهم أن ثورتنا ال تسعى إلى حكم ديني يتحكم فيه علماء ال--دين بالن--اس، إنم--ا نريد حكما, م--دنيا, ال يع--ادي األدي--ان ويس--تطيع في ظل--ه العس--كري أن يؤدي صالته عالنية دون أن يقع تحت المراقبة والتحقيق، حكم يش--جع على مكارم األخالق ويح-ترم ش-رائع ك-ل طائف-ة أو دين في األح-وال الشخصية، حكم يطلق الحريات ويسمح للجميع بالمشاركة في صياغة سياسة البلد بالوسائل الديمقراطية، وال يسمح باضطهاد أي فئ--ة من السوريين بسبب دينها أو قوميته--ا أو غ--ير ذل--ك.حكم يتس--اوى أمام--ه جميع السوريين فيكون لهم الحقوق ذاتها وعليهم الواجب--ات نفس--ها لمج--رد أنهم س--وريون بغض النظ--ر عن من--اطقهم أو م--ذاهبهم أو أديانهم أو لغاتهم أو قومياتهم. السوريون عائلة كبيرة واحدة تتعاون

من أجل حياة كريمة لهم وألجيالهم القادمة.

ح--تى تنجح ثورتن--ا ال ب--د له--ا من الح--رص على الءاته--ا الثالث: ال للعن--ف بجمي--ع أش--كاله، وال للطائفي--ة والح--رب األهلي--ة، وال للت--دخل العسكري األجنبي، فإن بقاء النظام على عالت--ه أرحم للس--وريين من أي من هذه الخيارات الثالث، وكما يقول فقهاء اإلسالم: الشر خي--ار، أي العاقل يختار أهون الشرين وال يزيل المنكر بمنكر أك--بر من--ه. وإن االستمرار في ثورة سلمية تضم جميع السوريين وتتقب--ل من ال--دول األخرى العون الذي ال يمس استقالل البالد، وتترفع على أية أحقاد أو نعرات، هو كفي--ل إن ش--اء الل--ه بس--قوط ه--ذا النظ--ام ومجيء نظ--ام أحسن منه وأرحم، لكن علينا أن ال نستعجل وال نتثبط إن تأخر الفرج

فإنه قادم وحتمي إن تواصلت ثورتنا ولم تفتر عزيمتنا.

) ما يحدث في سورية: إلى أين( و )ما لنا اقرأ المقالين السابقين: على أحد هذين الرابطينغيرك يا الله(

http://www.slideshare.net/muhammadnasehabdulla/ss-11220568

/http://drmuhammadnasehabdullah.blogspot.com/