مالحظة: م.1989 هـ1410 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع للكتاب مطابقا يكون هنا الصفحات * ترتيب

)) ((. هكذا قوسين بين جعلت المضافة * العناوين

الفقهوالتسعون التاسع الجزء

1

الثانية الطبعةم1989 ـ هـ1410

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دارالفرنسي اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

2

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دام كتاب

اإلسالم في الحكم

العلوم دارلبنان بيروت

3

))المقدمة((بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العــالمين، والصــالة والســالم على محمــد وآلــه الطيــبينالطاهرين.

وبعد هذا كتــاب )الفقــه: في شــؤون الحكم في اإلســالم( كتبتــه تبصــرةلمن أراد الطالع على بعض هذا الشأن.

ــالم ف يوالله المسؤول أن يوفقني للصواب، ويجعله مقدمة لحكم اإلسقبول حسن، وهو المستعان.بالبالد، وأن يتقبله

4

عزوجل(( لله ))الوالية: الوالية التكوينية((1))

الواليــة كلهــا للــه ســبحانه، وهي تســتعمل تــارة بمعــنى(:1)مســألة ــم األول، وهي ــريع، والكالم اآلن في القس ــنى التش ــرى بمع ــوين، وأخ التك

الوالية التكوينية.ــل ــد أي عاق ويدل على أنها لله سبحانه ضرورة العقول، فإنه ال شك عنــانع أن للكون إلها عالما قديرا، هو الذي أوجده، الستحالة المصنوع بدون ص

يصنعه. أمــا داللـة الكتــاب والسـنة واإلجمــاع على هــذه الواليــة، فهى غنيـة عن

الذكر، كما أنها مؤكدة لحكم العقل والفطرة والضرورة. ومن فذلكــة القــول أن يقــال: إن أهم الواجبــات على المتــدينين القيــام بحملة واسعة النطاق إلسقاط اإللحــاد وعبــادة األوثــان الــتي عمتــا في هــذا الزمان، فقد انضــوت تحت لــواء اإللحــاد أكــثر من ألــف مليــون إنســان في حكومــات شـيوعية تضــطهد الشـعوب باســم اإللحــاد، كمــا أن لبقايــا عبــادة األوثان في الهند وغيرها الشيء الكثير، ولو قامت حملة إيمانية منظمة في صفة عالمية أمكن إسقاط هذين األمرين الذين ال أساس لهما إطالقــا، ومــا

ذلك على الله بعزيز.

سبحانه(( الله والية ))أقساموكيف كان فالوالية التي هي لله سبحانه على أربعة أقسام:

))والية الخلق(( األول: والية الخلق، أي إنه هو الخــالق لكــل شــيء، ونســبة الخلــق إلى

pخلقغيره مجاز، كما في قوله )عليه السالم( حسب ما حكاه القرآن: pني أ أــر pة الطي pهpيئ pكم منp الطين ك أن اإلنســان ال يــأتى منــه إال الحركــة ، وذلك(1)ل

أن صــورة الــدار فقط، أما المادة وإفاضة الصورة فهما منــه ســبحانه حــتىليست من البناء وإنما منه سبحانه،

.49 عمران: اآلية آل سورة)?( 15

يفيضها على المادة، إذا تحركت عضالت البناء بهذه الكيفية الخاصة منالحركة، كما ثبت ذلك في علمي الفلسفة والكالم.

pعمpلــونpولعل معنى قوله سبحانه: pقpكم وpمــا ت ل pالله خpو(1)هــو هــذا، وإن كانت اآلية فسرت باألصنام، لكنها من باب المصداق.

))المادة ليست أزلية(( وتوهم وجود المادة األزلية، وإنما الله سبحانه يشكلها بأشكال ويصورها

أن يتصوروا خلق وإيجــاد بصور، كما زعمه بعض الفالسفة، ألنهم لم يتمكنوا المادة من العدم، توهم فاســد، ذكــر فســاده في علم الكالم، وأنــه ال يعقــل

وجود أزلي إال الله سبحانه. أن اللــه ومثل خلق المادة خلق الصور الذهنية بالنسبة لنا، منتهى األمر

قوي القدرة فيخلق المادة والصورة، واإلنسان ضــعيف القــدرة ولــذا يخلــقــة وإبقاءهــا وإفناءهــا الصورة الذهنية فحسب، وكما أن إيجاد الصورة الذهني

كلها بيد اإلنسان، فإنه يوجــدها ومــا دام يرعاهــا تبقى، ثم إذا صــرف النظــر عنها تفنى، كذلك المادة، فإن الله يوجدها وما دام يرعاها تبقى، وإذا صرف

النظر عنها يفنى.))والية اإلبقاء((

الثاني: والية اإلبقاء، ألنه كما تقدم في األمر األول بقاء األشــياء برعايــة أن ينقطع عنها لطفه وإبقاؤه تفنى، الله، وقيمومته على كل شيء، فبمجرد

ــد كما في الصورة الذهنية، ويشير إلى ذلك الشاعر الفارسي: )اگر نازي كندرهم فرو ريزند قالبها(.))والية اإلنماء((

وpهوp القاهر فpوقp عبادهالثالث: والية اإلنماء، فهو سبحانه رب العالمين (2)فكل شيء ينمو بإرادته ورعايته، ومن الواضــح أن اإلنمــاء غــير اإليجــاد ،

ــوع من التحويــل من حــال إلى حــال، ســواء كــان إلى واإلبقــاء، واإلنمــاء ناألفضل أو إلى األدون، أو إلى حالة أخرى مساوية للحالة األولى.

.96 الصافات: اآلية سورة)?( 1.18 االنعام: اآلية سورة)?( 2

6

))والية الجزاء(( الرابع: والية الجزاء، وقد اختلفوا في أن الجزاء هل هو نــوع من األثمـار حتى أن الكذبة في اآلخرة تكون عقربا، وكلمة التسبيح تكــون شــجرة، كمــا

pعمpلونpقال سبحانه: ونp ما كنتم ت pإنما تجز(1) . .(2)دإن الله يربي صدقة أحدكم حتى تكون كجبل أحوفي الحديث:

فحال الجزاء سواء في الدنيا أو اآلخرة، حال البيضة التي تكون دجاجة،وحال النواة التي تكون شجرة.

إذا أساء. أو أن الجزاء خلق المناسب والمتشابه، مثل ضرب األب ولده والذي يظهر من مجموع اآليات والروايــات األول، وال ينــافي ذلـك قولــه

إن من قال: ال إله إال اللــه غرســت لــه شــجرة في)صلى الله عليه وآله(: ، إذا النواة يغرسها المالئكة، كما ورد في خبر المعــراج أنــه )صــلى(3)الجنة

.(4)الله عليه وآله( رأى المالئكة يبنون أمــا اإلشــكال بأنــه كيــف يمكن أن يكــون الجــزاء المــادي نفس العمــل المعنوي، فالكالم والنظر مثال معنويان، مردود بأن الكالم طاقــة حــولت من

األكل، وكذلك النظر، والطاقة مادة خفيفة تتحول إلى مادة ثقلية.ــواة شــجرة، ثم ال يخفى أن الثالث غير الرابع، بل حالهما حال جعــل الن ثم إعطاء الشجرة البرتقال، هذا كله بعض الكالم في الواليــة التكوينيــة للــه

سبحانه.

: الوالية التشريعية((2)) أما القسم الثاني: من قسمى الوالية، وهي الوالية التشريعية، فال شــك

أنها لله سبحانه، وذلك بعد بيان مقدمتين:

.16 الطور: اآلية سورة)?( 1.7 ح7 الباب265 ص6الوسائل: ج)?( 2 إله ال قال من باب375 ص2الكافي: ج)?( 3 .2ح الله إال.292 ص18األنوار: ج بحار)?( 4

7

األولى: إن الله سبحانه له أحكام.الثانية: إنه ال يحق لغيره أن يحكم على خالف أحكامه سبحانه.

أما األولى: فلوضوح أن الله حكيم، والحكيم البــد وأن يكــون لــه غــرضفي عمله، وإال لكان عمله عبثا، وذلك خالف فرض أنه تعالى حكيم.

وهنا إيرادان:ــه ــاألغراض، إذ الغــرض مكمــل لمن ل ــل ب ــه ال تعل األول: إن أفعــال الل

الغرض، والله كامل فال غرض له. وفيــه: إن الغــرض على قســمين: الغــرض المكمــل لصــاحب الغــرض، والغرض المكمل لغــيره، واللــه لــه غــرض يكمــل غــيره الــذي هــو اإلنســانــه، ونحوه، فـ )فعل الله ال يعلل بالغرض( إن أريد من الغرض المكمل لنفســرض، فذلك مسلم، لكن ليس المقصود من غرض الحكيم هذا النوع من الغ وإن أريد الغرض المكمل لغيره، فـ )فعل الله ال يعلل بالغرض( غير صحيح،

بل فعله يعلل بهكذا غرض. الثاني: نسلم أن لله سبحانه غرضا في الخلــق، لكن من أين أن غرضــه

األحكام.وفيه: إن ذلك مبين في الكتاب والسنة.

pعبدونقال تعالى: pقت الجن وpاإلنسp إال لي ل pما خpو(1). كنت كــنزا مخفيــا فــأحببت أن أعــرف فخلقتوفى الحديث القدســي:

. والمراد بـ )أحببت( كون حب معرفته ألجل اإلنسان، إذالخلق لكي أعرف الحديث ساكت عن هذا، القائل )لماذا أحببت( والجــواب: )لفائــدة الخلــق(،

وإنما كان

.56 الذاريات: اآلية سورة)?(18

الجواب ذلك بقرينة أنه سبحانه غــني مطلــق، وغنــاه يقتضــي أن يكــونغنيا حتى عن المعرفة.

أما المقدمة الثانية: التي هي غير اللــه ال يحــق لــه أن يحكم على خالفــه، فلوضــوح أنــه تصــرف في حــق الغــير، وهــو قــبيح عقال، ممنــوع حكم الل

شرعا.لp الله فpأولئكp هم الفاسقونpقال سبحانه: pنزp pحكم بما أ pم ي .(1)وpمpن ل

.(2)هم الظالمونpوفي آية ثانية: .(3)هم الكافرونpوفي آية ثالثة:

فهــو خــروج عن الجــادة، وظلم للنفس، وســقوط، فــإن الفســق معنــاه الخروج، والظلم وضع الشيء في غير موضــعه، والكفــر الســقوط، كمــا أن

، ثم تأخــذ بــالتعثر في الطريــق الــوعرة، ثمالسيارة تنحرف عن الجادة أوال فاألصل عدم جواز التصرف في ملك الله إال بإذنه.تسقط في الهاوية، إذا

ــاأأما قولهم بأصالة ال باحة والحل، فهو أصل مستفاد من الشرع، وكالمناآلن في األصل األولي قبل ورود الشرع.

))إيرادان وجوابهما((وربما يتوهم أمران:

األول: جواز التصرف في ملك الله، ألنه غني مطلق، والغــني ال ينقصــهالتصرف.

ــود ــا اليع الثاني: إن الله ليس محتاجا إلى أعمالنا، فال يصح أن يأمرنا بمإليه بفائدة، فإنه أشبه بالعبث.

ويرد على األول: إن العقل يحكم بقبح التصرف في ملك الغــير، وإن لم.يضره ذلك التصرف شيئا

وعلى الثاني: ال شك بأنه ليس محتاجا إلى أعمالنا، إال أنا محتاجون إلى

.47 المائدة: اآلية سورة)?( 1.44 المائدة: اآلية سورة)?(2.45 المائدة: اآلية سورة)?(3

9

، ولــذاأعمالنا، ألنها تكملنا، فعدم أمره سبحانه والحال هذه يكــون ظلما كتب علىقال العلمــاء: اللطــف واجب على اللــه تعــالى، وهـذا هــو معــنى

ــبيح النفسه الرحمة أي إنها فريضة عقلية عليه تعالى، ألن تركه قبيح، والقيرتكبه سبحانه.

هذا تمام الكالم في الواليتين التكوينية والتشريعية لله سبحانه.

((السالم عليه للمعصوم لتكوينيةا ))الوالية من الواليــة التكوينيــة لألنبيــاء واألئمــةثم إن اللــه ســبحانه جعــل شــيئا

عليهم للصــالحين أيضــا، وهي في األنبيــاء واألئمــة )، وأحياناعليهم السالم()بمعنيين: السالم(

لمناألول: إنه سبحانه يجــري على أيــديهم التصــرف في الكــون تحــديا أنكــر ارتبــاطهم بالســماء، أو كرامــة لهم، مثــل المعجــزات والكرامــاتــار ــواترة من األخب المــذكورة في القــرآن الحكيم والســنة المطهــرة، والمت

والتواريخ.

((ين المعجزة والكرامة))بــرآن وقلنا إن الكرامة قد تكون للصالحين، كما يدل عليه ما ورد في الق

، وقــد اصــطلح(1)مهــا المالئكةالحكيم بشأن مريم )عليهــا الســالم(، حيث كلــالمعجزات،عليهم السالم( المتكلمون على تسمية خوارق األنبياء واألئمة ) ب

ــاء،لصدورها في كثير من األحيان لتعجيز المنكر وعلى تسمية خوارق األوليبالكرامات، ألنها تدل على كرامتهم على الله سبحانه.

بــل قــال بعضــهم: إن الكــون كلــه مخلــوق بــأمر اللــه ســبحانه ألوليائــه نحن صنائع ربنا، والناس بعد صــنائعبالخلق، كما ورد في الخطبة القاصعة:

فكما أن عزرائيل )عليــه الســالم( يميت بــأمر اللــه تعــالى، ولــذا قــد ،(2)لنالنانسبه سبحانه إليه وإلى أعوانه في قوله: pوpفته رســ كمــا نســب إلى،(3)ت

ــه: ــوفى األنفسنفســه عزوجــل بقول ــه يت ــاؤه يخلقــون،(4)الل كــذلك أوليويرزقون، كما قال في عيسى )عليه

.24 مريم: اآلية سورة)?( 1.28 البالغة: الكتاب نهج)?( 2.61 األنعام: اآلية سورة)?( 3.39 الزمر: اآلية سورة)?( 4

10

وأحــيي، وقــال ســبحانه: أخلق لكم من الطين كهيئــة الطــيرالسالم: pبرpصpءوpأبرى، الموتى pكمpهp وpاأل ، ولهذا المبحث تفصيل طويــل مــذكور(1) األ

في كتب الكالم والفلسفة. ،مرتبطا بــالكون)عليهما السالم( الثاني: إنه سبحانه جعل النبي واإلمام

لوال الحجة لساختبحيث إنه لوالهما النهدم الكون، ولذا ورد في الحديث: وبيمنهم ثبتت األرض والسماء. ، فببركاتهم رزقت الورى،(2)األرض بأهلها

فكما أن للجاذبية مكانة في الكون حــتى أنــه لــو ذهبت الجاذبيــة انهــدم الكون، وكما أن للنار والمــاء والــتراب والهــواء مكانــة في الكــون بحيث لــو

وماتت الحيــاة واألحيــاء، وكمــا أن للــروح مكانــة(3)ذهب أحدها انهدم الكونفي البدن بحيث لو خرج انهدم البدن، كذلك للنبي واإلمام )عليهما السالم(. وكما أنا ال نعــرف حقيقــة الجاذبيــة وال حقيقــة كيفيــة الربــط بينهــا وبين

وكيفية)عليه السالم( كذلك ال نعرف حقيقة مدخلية اإلمام ،استقامة الكون ولذا ورد: إن اإلمام الحســين )عليــه،ارتباط الرسول )صلى الله عليه وآله(

السالم( لما استشهد اضطربت الكون، كما أن القلب إذا خلع تضطرب اليد والرجل وسائر أجزاء البدن، هــذا كلــه في الواليــة التكوينيــة للنــبي واإلمــام

.عليهما السالم()

الية التشريعية للمعصوم عليه السالم(())الو أمـــا الواليـــة التشـــريعية لهم، فالتشـــريع بمعـــنى جعلهم القـــانون من

(4)أنفســهم ــا ـه ، ليس لهم إطالق ـ ــام ،(5)إن الحكم إال لل ــبي واإلم ــا للن وإنمر ، والتذكير(6)البيان)عليهما السالم( فpذpك

.49 عمران: اآلية آل سورة)?( 1.10 التخلو...ح األرض أن باب179 ص1الكافي: ج)?( 2.6 وص5 ص23البحار: ج أنظر)?( 3لهم. ذلك وجعل عزوجل الباري إذن بدون استقالال، أي)?( 4يذكره. لم لما والبيان بينه، لما فالتذكير عزوجل، الباري بأمر وجعله الحكم بيان ومنه)?( 5.40 يوسف: اآلية سورة)?( 6

11

ر pنتp مذpك pقاويل وقال سبحانه: ،(1)إنما أ pعضp األ pينا ب pقpولp عpل pو ت ــذنا وpل pخp pألpمين pقpطpعنا منه بالي .(2)ه الوpتينpعpنثم ل

فالمراد أنه،(3)إن الله أدب نبيه بآدابه ففوض إليه دينهأما ما ورد من لتحمــل هــذه المســألة،بعد التخرج عن مدرسة الله سبحانه، وكونــه مــؤهال

كما المهندس بعد صــالحيته يفــوض إليــه البنــاء، والطــبيب بعــد،عث رسوالبتخرجه يفوض إليه أمر المرضى، إلى غير ذلك من األمثلة.

هذا عpطاؤناولذا ورد في بعض األحاديث أنه يقال لهم )عليهم السالم(: pمسك بغpير حساب ،(4)فpامنن أو أ فلهم العطاء والمنع حسب ما يرون صالحا

في حال تطبيقهم التشريع اإللهي على الخارج.ــق عpن الهpــوىويدل على ما ذكرناه قوله ســبحانه: pنط إنوpمــا ي ــوp إال ه

.(5)وpحي يوحى

ية عدد األنبياء واألئمة(())خصوصفي ))عليهم الســالم( وفي المقام سؤال عن خصوصــية العــدد لألنبيــاء

.(12في ))عليهم السالم( ( ألف، ولألئمة 124 وينقض هذا السؤال بأنه مهما كان العدد لكان للتســاؤل محــل، كمــا إذا

، كمــا ينقض أيضــا بالســؤال لمــاذا بعث النــبيكان عــدد األئمــة عشــرة مثالالفالني في زمان كذا وبلد كذا ومن عشيرة كذا، إلى آخر األسئلة.

كما يحل اإلشكال بأنه إذا كان الكلي ذا صالح لم يكن تــرجيح فــرد على لم يهمفرد بحاجة إلى علة أخرى، كما إذا كان أكل اإلنسان لشــبعه مطلوبا

أن يكون هذا الخبز أو ذاك الخبز، وإنما الكلي ذو صالح، فالفرد من باب أنه ، وإذاأحــد األفــراد، باإلضــافة إلى أن الحكيم البــد وأن رأى في ذلــك صــالحا

علم اإلنسان حكمة شخص لم يكن يهم

.21 الغاشية: اآلية سورة)?( 1.46 و45 و44 الحاقة: اآلية سورة)?( 2.6 ح52 ب267 ص1والكافي: ج ،4 ص17البحار: ج)?( 3..39 ص: اآلية سورة)?( 4.3النجم: اآلية: سورة)?( 5

12

أن يعرف وجه الحكمــة أو ال يعــرف، والكالم في المقــام طويــل نكتفيمنه بهذا القدر.

))طيب جوهر المعصوم(( لم يصالعليهما السالم( ومن نافلة القول الكالم حول أن النبي واإلمام )

، وإنمــا لطيب جوهرهمــا، ويــدل على(1)إلى النبوة واإلمامة بالعمــل فحسبذلك األدلة األربعة:

pيناه الحكمp صpبيا من الكتاب، قوله تعالى: فمثال .(2)وpآتــه: كموقول pهرpيطpيت وp ــلp الب pه جسp أ ــر ــذهبp عpنكم ال ــه لي ــد الل ــا يري إنم

pطهيرا .(3)تم مpن كانp في المpهد صpبياوقوله سبحانه: pل pيفp نك ــه، ك ــد الل قالp إني عpب

pبياأ pني ن pينp ما كنت ،تانيp الكتابp وpجpعpل كا أ pني مبارpلpعpجp(4)«و.إلى غيرها.

ومن السنة متواتر الروايات: .(5) وآدم بين الماء والطينكنت نبيامثل قوله )صلى الله عليه وآله(:

وما دل على األنبياء اختارهم الله سبحانه قبل خلق الخلق. خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتىوقوله )عليه السالم(:

.(6)من علينا بكمإلى غير ذلك.

ومن اإلجماع: إنه ال شك في كــون المســألة من اإلجماعيــات القطعيــة،بل من أبده الضروريات.

وكذلك دل العقل على ذلك، إذا ما الحظ حــاالتهم من أول الــوالدة، بــل ،(7)قبل الوالدة، فقد كانت فاطمة )عليها السالم( تكلم أمها وهي في الرحم

العــوالم وســائر الــدنيا هــذه في مما أعم هو كما أشــبه، وما والفعل القــول من أعم هنا العمل)?(1وبعدها. قبلها التي

.12 مريم: اآلية سورة)?(2.33 األحزاب: اآلية سورة)?(3.33 ـ29 مريم: اآلية سورة)?( 4.200 ح121 ص4الغوالي: ج)?( 5الجامعة. الجنان: الزيارة مفاتيح)?(6.2 ص43البحار: ج في كما)?( 7

13

إلى غيرها مما دل عليه متواتر الروايات، فــإن فاطمــة ومــريم )عليهمــاالسالم( من جملة المعصومين كما هو واضح.

إشكال وجواب(()) وربما يستشكل بأنه كيف خلقهم الله ســبحانه كــذلك، وخلــق غــيرهم ال

وخالف العدل. ةكذلك، وأليس ذلك محابا:لكن هذا اإلشكال واه إلى أبعد حد

ــذب، ومنللنقض أوال ــالح وع ــاء م ــر، فمن الم ــات األخ ــل المخلوق : بك األرض أرض طيبة وأرض خبيثة، إلى غيرهما من األمثلــة الــتي ال تعــد، وفي نفس اإلنســان نــرى إنســانا أذكى من إنســان، وإنســانا أجمــل من إنســان، وإنسانا في طبعـه الكـرم والشـجاعة وغيرهمـا من الصـفات الحسـنة الـتيــوان ليست في نفس إنسان آخر، ثم قد فضل اإلنسان على الحيوان، والحي

على النبات، والنبات على الجماد، إلى غير ذلك. : بالحل بأن تطلب الممكنــات إلفاضــة الوجــود عليهــا، وكــون اللــهوثانيا

ــات مطلقاكريما ــه، والممكن ــذور في خلق ــل ممكن ال مح ــق ك يقتضــي خل الطيبة والمتوسطة والخبيثة كلها كذلك، فــإذا لم يخلقهــا اللــه سـبحانه كـانــق ــوع خل ــه، ومن التن ــي تنوع ــود يقتض ــال الوج ــة، ثم إن جم خالف الحكم

حتى أن في كل صــنف أيضــا مــراتب، كمــا،األقسام الثالثة بمختلف صورهاpعضقال سبحانه: pعضpهم عpلى ب .(1)تلكp الرسل فpضلنا ب

الناس معادن كمعادن الــذهبوقال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: .(2)والفضة

وليس خلق الفاضل واألفضل خالف العدالة بالنســبة إلى المفضــول، إذ خالف العدالــة أن ال يعطي المســتحق حقــه، ال أن يعطي غــير من يســتحق

شيئا من

.253 البقرة: اآلية سورة)?( 1.3152 ح635الفصاحة: ص نهج)?( 2

14

ثم،باب الفضل، فــإذا اســتأجر اإلنســان عــاملين أجــر كــل منهمــا دينــار ، واآلخر دينارا، لم يكن ظلم من أعطاه الــدينار،أعطى أحدهما دينارا ونصفا

ير منوإنما تفضل على اآلخر بنصف دينار، وفي اآلية الكريمة pدر خpة القp pيل لهر pلف شp .(1)أ

فتحقــق من ذلــك كلــه أن النــبي واإلمــام )عليهمــا الســالم( همــا أطيب جوهرا، وأن ذلك من الحكمة ال من خالف الحكمة، بل عــدم خلقهــا والحــال

هذه كان من خالف الحكمة. أما احتمال أن تفضيل األنبياء واألئمة )عليهم السالم( كان ألجل نطقهم وانقيادهم في عالم الذر قبــل غــيرهم، أو ألجــل أن اللــه علم أنهم يطيعــون

في عالم الدنيا أفضل من غيرهم فأعطاهم أفضل من غيرهم. فيرد عليه أوال: بأن ذلك ال يرفع اإلشكال، فلمــاذا خلــق الجن والمالئكــة والبهائم كذلك، فهل كان لهم عــالم ذر، وهــل أن اإلنســان في ذلــك العــالم أفضل من غيرهم، وهــل أن اللــه علم بإطاعــة اإلنســان في عــالم التكليــف

أفضل من غيره فخلقه إنسانا. وثانيا: إنــه إذا لم يرجــع األمــر إلى تنــوع الخلــق، ألنــه مقتضــى الحكمــة والجود، يأتي اإلشكال في أن الجواد لم يعط كــل ممكن حقــه وذلــك خالف

الحكمة.

))لماذا خلق الشقي(( بقي شيء، وهو أن يقال: دع أن خلــق الطيب واألطيب ليس من خالف الحكمـة، وال أن تفاوتهمـا في اآلثـار والجــزاء ليس من خالف الحكمـة، لكن أليس خلق الشقي خالف الحكمة، ألنه يعاني من شقائه ولو لم يخلــق كــان

أفضل. أقول: ال إشكال في أن اإلنســان ليس بمجبــور في عملــه، والشــقي إن

أريد به

.3 القدر: اآلية سورة)?( 115

من فيه علة تامة للشقاء، ففيه: إنا ال نسلم وجــود العلــة التامــة، وإنمــاــه، لضرورة العقل بأن فرعون مثال،مقتضيات ــا أتى ب لم يكن مجبورا في م

وكــان حالــه في مــا أتى بــه،ولو كان الطبع علة تامة لكان فرعون مجبــورا وحــال الثلج في إعطائــه الــبرودة، ولــذا،حــال النــار في إعطائهــا الحــرارة

لوجود القــرائن الداخليــة،حملت أخبار الطينة على المقتضي ال العلة التامة الــتي منهــا ضــرورة عــدم كــون األشــقياء مجبــورين، على عــدم،والخارجية

العلية.ــهأما االستدال للجبر بقوله تعــالى: لل الل pقpــد وبقولــه: ،(1)وpمpن يضــ وpل

pثير هpنمp ك pأنا لج pرpاإلنساذpالجن و pمن (2)،.إلى غيرهما كمــا يقــال أفســد الوالــد ولـده إذا،ففيه: إن المراد تركهم حــتى يضــلوا

تركه، فيما لو عصى الولد والده حــتى اســتحق الــترك، بالنســبة إلى الوالــدـه آلالحكيم، كما أن الالم للعاقبة ال للعلــة، كمــا في قولــه تعــالى: pطـpقp فpالت

نا pزpــدوا وح pهم عp ــونp ل pك ــونp لي pفرع(3) :ــالى ــه تع ــه قول ــدل علي ـذلكpو، وي ـ لpقpهم ل pخ(4)أي للرحم، ولذا قال المتكلمون: إن األقســام الممكنــة في بــاب ،

التكوين والتشريع خمسة: الخير المحض، والشر المحض، وما تساوى خيره وشره، وما كان خيره أكثر، وما كـان شـره أكـثر. والـذي يكونـه سـبحانه أو يشرعه قسمان فقط: ما كان خيرا محضا، وما كان خيره أكثر، وأمــا البقيــة فخلقه وتشريعه خالف الحكمــة، جــل عن ذلــك علــوا كبــيرا، وهــذه مبــاحث

الكالم ولذا لم نطرد حولها، وقد ذكرت في المقام استطرادا.وكيف فإن أريد بالطينة

.88 النساء: اآلية سورة)?( 1.179 األعراف: اآلية سورة)?( 2.8 القصص: اآلية سورة)?( 3.119 هود: اآلية سورة)?( 4

16

العلة فهو مما دل العقل والنقل بخالفه، وإن أريد به من فيــه المقتضــي فذلك مسلم ومشاهد، فحال من فيــه مقتضــى الســعادة ومقتضــى الشــقاء سواء من جهة الجوهر أو من جهة الزمــان والمكــان والمــؤثرات الخارجيــة، حال من فيه مقتضى الكــرم والبخــل، أو الشــجاعة والجبن، إلى غيرهــا من الصفات، لكن خلقة من فيه وجود المقتضي ليس إساءة بالنســبة إليــه، بــل

خلقه إحسان إليه، وإنما هو يسيء بنفسه إلى نفسه.قوpتناقالووقوله سبحانه: pينا شــ pت عpل pب بنا غpل pا ر(1)ليس دليال على كــون ،

الشقاء علة تامة، لوضوح أنه ال يأتي بعمل إال مختــارا، فهــو مثــل أن يقــال: غلب على زيد طبعه الكريم أو طبعه اللئيم، يــراد بــه أنــه انسـاق وراء ذلــك

باختياره.ال يقال: إنه باآلخرة إيالم بالنسبة إلى الشقي، فعدم خلقه كان أولى.

ألنه يقال: اإليالم بقــدر العمــل ال يــبرر عــدم الخلــق، ولــذا نــرى العقالء يختارون اإليالم بركوب األهوال وإعطــاء التضــحيات ألجــل أمــورهم، وإن لم تعد إليهم، كالطبيعي الذي يضحي بنفسه ألجل أمته مع أنه ال ينتفع بهم بعــد

أن مات. وكيف كان فالوالية التي كان الكالم فيها، هي لله أوال، وللرسول )صلى الله عليه وآله( ثانيا، ولإلمام ثالثا، ولكل منهم والية التكوين ووالية التشريع، لكن الوالية بالنسبة إليه تعالى ذاتية، وبالنسبة إلى أوليائه عرضــية مســتندة

إليه تعالى، كما أن المراد

.106 المؤمنون: اآلية سورة)?( 117

بالتشريع فيهم بيان شرع الله تعــالى ال تشــريع الحكم على حــد تشــريعالله تعالى.

))والية على اآلخرين(( وهناك والية ثالثــة للنــبي واإلمــام )عليهمــا الســالم(، وهــو تصــرفهم في األموال واألنفس، فتكون لهم الحكومة على الناس، وهذا ما ال إشــكال فيــه

وال خالف، ويدل عليه األدلة األربعة، بل هو من الضروريات، كما ال يخفى.

18

الفقيه(( ))واليةــامع(:2)مســألة ــه الج ــأتي دور الفقي ــه الســالم( ي ــام )علي ــد اإلم بع

للشرائط في الوالية، والضــرورة قــامت على واليتــه في الجملــة في أمــور الحسبة التي يؤتى بها قربة إلى اللــه ســبحانه، ولــذا ســميت بالحســبة، من

االحتساب له سبحانه رجاء ثوابه. وإنمــا الكالم في واليتــه العامــة في بــاب التنفيــذ كواليــة اإلمــام )عليــه السالم(، حتى يكون األصل العموم إال ما خرج، أو أن الفقيــه ال واليــة عامــة

له إال ما دل الدليل على حقه في التولي. والظاهر األول، وقد ذكرنا طرفا من األدلة فيه في كتــاب )الفقــه( بــاب التقليد من )شرح العروة(، وال بأس هنا باإلشــارة اإلجماليــة إلى ذلــك، فــإن

على الوالية العامة للفقيه األدلة األربعة:(1)الذي يدل

))دليل الكتاب((pعضأمــا الكتــاب: فقولــه ســبحانه: هم بب pعضــp ــاسp ب ــع اللــه الن ـوال دpف pـ وpل

دpت األرض pسpفp ، إذ من المعلوم أنه لوال الحــاكم المطــاع ذو النفــوذ لــزم(2)ل فساد األرض فسادا كليــا أو في الجملــة، بضــميمة أنــه ال حــق لغــير الفقيــه

التولي زمان وجود الفقيه بالضرورة واإلجماع.pوالوقوله: ـع وpل pـ وامع وبي pت صــpهــدمp pعض ل هم بب pعضــp ــاسp ب (3)دpفع اللــه الن

اآلية، ووجه االستدالل بها كاآلية السابقة.pعضــم عpلىبل ربما يستدل بقوله تعالى: pبغي ب pي pثيرا منp الخلpطــاء ل إن ك

pعض ، بضميمة أن الزم من يريد عدم الظلم أن ينصب من يدفع الظلم.(4)ب ، بضــميمة أن ظاهرهــا(5)إني جاعــل في األرض خpليفpــةوقولــه تعــالى:

الخليفة

به. يستدل أو)?( 1.251 البقرة: اآلية سورة)?( 2.40 الحج: اآلية سورة)?( 3.24 ص: اآلية سورة)?( 4.30 البقرة: اآلية سورة)?( 5

19

دائما ال في وقت دون وقت، وألن الخليفة غير المزاول ال يسمى خليفة، وإن كان خليفة شأنية، فتأمل.(1)فعلية

ة في األرضوبقولـه: pليفـpخ pلنــاكpعpـا ج لنــا، وقولـه: (2)يـا داود إن pنزp ـا أ إنpيكp الكتابp بالحpق ع pراكp اللــهفpال pينp الناس بما أ ، بضــميمة أن آيــات(3)حكمp ب

القرآن كالشمس تجري في كــل زمــان ـــ كمــا ورد بهــذا المضــمون حــديث عنهم )عليهم السالم( ـ فالالزم انطباق الخالفــة على إنسـان يــزاول الحكم،

.(4)وليس غير الفقيه باإلجماعـــاس أنبـــل يـــدل عليـــه قولـــه تعـــالى: pينp الن pمتم ب pحكمـــواوإذا حpك ت

، فإن إطالقه يشمل القضاء والحكم، وهذه اآلية تدل بالتالزم على(5)بالعpدلوجود الحاكم.

ــدلأن تؤدوا األمانات إلى أهلهاكما أن قوله سبحانه في صدر اآلية: ت أن تــؤدوا: (6)بــالتالزم على وجــود األمانــة واألمنــاء، وقــد ورد في الحــديث

خطاب عــامأطيعوا متعلق باألمراء، وأن إذا حكمتممتعلق باألئمة، وأن لجميع المسلمين.

لكن في داللة بعض هذه اآليات ولو بالضمائم المذكورة نظـر، وإن كـانفي المجموع كفاية.

))دليل السنة(( وأما السنة: فهي روايات كثيرة، كمقبولة عمر بن حنظلــة، عن الصــادق

ــديثنا)عليه السالم( في حديث قال: ينظرن من كان منكم ممن قد روى ح ونظر في حاللنا وحرامنا وعرف أحكامنا، فليرضوا به حكما، فإني قد جعلته عليكم حاكما، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبــل منــه، فإنمــا اســتخف بحكم اللــه

وعلينا رد، والراد

يزاول. من بمعنى المزوالة، بفعلية قام خليفة أي)?(1.26 ص: اآلية سورة)?( 2.105 النساء: اآلية سورة)?( 3 له حق ال الفقيه غير أي)?( 4 إجماعا. ومزاولتها الوالية في شرعا.58 النساء: اآلية سورة)?( 5.13 ح380 ص1البرهان: ج تفسير)?( 6

20

.(1)علينا كالراد على الله، وهو على حد الشرك بالله وعن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، قــال: ســألت

العمريوقلت: من أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل، قال )عليه السالم(: ثقتي، فما أدى إليــك عــني فعــني يــؤدي، ومــا قــال لـك عــني فعــني يقــول،

، قال: وسألت أبا محمد )عليه السالم(فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمونــان،عن مثل ذلك فقال: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤدي

ــان ــا الثقت ــا فإنهم ــا وأطعهم ــمع لهم ــوالن، فاس ــني يق ــك فع ــاال ل ــا ق وم .(2)المأمونان

وعن أبي خديجة، قال: بعثني أبو عبد الله )عليه الســالم( إلى أصــحابنا، قــل لهم: إيــاكم إذا وقعت بينكم خصــومة، أو تــدارى في شــيء منفقال:

األخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحــد من هــؤالء الفســاق، اجعلــوا بينكم رجال قد عرف حاللنا وحرامنا، فإني قــد جعلتــه عليكم قاضــيا، وإيــاكم أن يحــاكم

.(3)بعضكم بعضا إلى السلطان الجائروهذه الرواية تدل على الشورى في الحكم في الجملة كما سيأتي.

وعن إســحاق بن يعقــوب، قــال: ســألت محمــد بن عثمــان العمــري أن يوصل لي كتابا، قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط

أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتكموالنا صاحب الزمان )عليه السالم(: إلى أن قال

.1 ح11 الباب98 ص18الوسائل: ج)?( 1.4 ح11 الباب99 ص18الوسائل: ج)?( 2.6 ح11 الباب100 ص18الوسائل: ج)?( 3

21

وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حــديثنا،)عليه السالم(: .(1)فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله

ــال: اللهم ارحموكالمروي عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( إنه ق الــذين يــأتون من بعــدي، قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك، قــال: خلفائي

.(2)ويروون حديثي وسنتي ومثــل مــا ورد في صــحيحة القــداح، عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( في حديث، فإنــه بعــد أن ال يشــمل )إرث

.(3)إن العلماء ورثة األنبياءالمال( مطلق شامل إلرث العلم والمنصب: .(4)علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيلوما ورد من أن: .(5)علماء أمتي كسائر األنبياء قبليوما ورد من أن:

منزلة الفقيه في هــذا الــوقت كمنزلــة األنبيــاءوما في الفقه الرضوي: .(6)في بني إسرائيل

.(7)العلماء حكام على الناسوما ورد من قوله )عليه السالم(: مجــاري األمــورومــا ورد في روايــة اإلمــام الحســين )عليــه الســالم(:

.(8)واألحكام على أيدي العلماء

.9 ح11 الباب101 ص18الوسائل: ج)?( 1.7 ح11 الباب100 ص18الوسائل: ج)?( 2.2 ح8 الباب53 ص18الوسائل: ج)?( 3.30 ح11 الباب189 ص3المستدرك: ج)?( 4نسخه. بعض في ما على األخبار جامع رواه ،532األيام: ص عوائد)?( 5.89 الباب338الرضا: ص فقه)?( 6.33 ح11 الباب189 ص3المستدرك: ج)?( 7.169العقول: ص تحف)?( 8

22

وفي كتاب الحسين )عليه السالم( إلى أهل الكوفة: والله ما اإلمــام إال .(1)القائم بالقسط، الحاكم بالكتاب، الحابس نفسه على ذات الله تعالى

وفي حديث، عن أمير المؤمنين )عليه السالم( إنــه قــال لولــده محمــد:تفقه في الدين، فإن الفقهاء ورثة األنبياء(2).

الملـوك حكــام علىوفي رواية الكراجكي، قـال علي )عليـه السـالم(: .(3)الناس، والعلماء حكام على الملوك

كل حاكم يحكم بغير قولنــا أهــل الــبيت فهــووعنه )عليه السالم( قال: الحديث.(4)طاغوت

وما رواه العلل، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا )عليــه الســالم(، في فــإن قــال فلم وجب عليهم معرفــة الرســل واإلقــرار بهمحديث قال فيه:

واإلذعان لهم بالطاعــة، قيــل لــه: ألنــه لمــا لم يكن في خلقهم وقــولهم مــا يكملون بــه مصــالحهم، وكــان الصــانع متعاليــا عن أن يــرى، وكــان ضــعفهم وعجـزهم عن إدراكـه ظـاهرا لم يكن بـدا بينــه وبينهم معصـوم يـؤدي إليهم أمــره ونهيــه وأدبــه، ويــوقفهم على مــا يكــون فيــه إحــراز منــافعهم ودفــع مضارهم، إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون، وما يحتاجون إليه من منــافعهم ومضارهم، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعتــه لم يكن في مجيء الرســل منفعة وال سد حاجة ولكان إثباته عبثا بغير منفعة وال صــالح، وليس هــذا من صفة الحكيم الذي أتقن كل شيء، فــإن قــال: فلم جعــل أولي األمــر وأمــر

بطاعتهم،

.37 الباب334 ص44البحار: ج)?( 1.32 ح6 الباب216 ص1البحار: ج)?( 2.17 ح11 الباب188 ص3المستدرك: ج)?( 3.7 ح4 الباب173 ص3المستدرك: ج)?( 4

23

فقل: لعلل كثيرة، منها: إن الخلق لما وقفوا على محــدود وأمــروا أن ال يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فســادهم، لم يكن يثبت ذلـك وال يقــوم إال بــأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم عن التعدي والدخول في ما حظر عليهم، ألنه إن لم يكن ذلك كذلك لكان أحد ال يترك لذته ومنفعته لفساد غــيره، فجعــل عليهم قيما يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحــدود واألحكــام، ومنهــا: إنــا ال نجد فرقة من الفرق وال ملة من الملــل عاشــوا وبقــوا إال بقيم ورئيس لمــا البد لهم من أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يــترك الخلــق مما يعلم أنه البد لهم وال قوام لهم إال به، فيقاتلون به عدوهم ويقسمون به فيئهم ويقيم لهم جمعتهم وجماعتهم ويمتنع ظالمهم من مظلومهم، ومنهــا: إنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملــة وذهب الدين وغيرت السنة واألحكام ولزاد فيه المبتــدعون ونقص منــه الملحــدونــاجين غــير وشبهوا ذلك على المسلمين، ألنا قد وجدنا الخلق منقوصين محت كاملين مع اختالفهم واختالف أهوائهم وتشــتت أنحــائهم، فلـو لم يجعــل لهم قيما حافظا لما جاء به الرسول )صلى الله عليه وآله( لفسدوا على نحو مــا بينا، وغيرت الشرائع والسـنن واألحكـام واإليمـان، وفي ذلـك فسـاد الخلـق

.(1)أجمعينــروفي المروي عن أمير المؤمنين )عليه السالم( قال: ــير ب البد من أم

أو فاجر، يعمل في إمرته المــؤمن ويتمتــع فيهــا الكــافر ويقاتــل بهــا العــدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي حــتى يســتريح بــه ويســتراح

.(2)من فاجر أقول: حيث إن الفاجر غير مــأذون عن اللــه فــالبر هــو المــأذون، وليس

في زمان الغيبة إال الفقيه الجامع للشرائط.

.9 ح182 الباب252الشرائع: ص علل)?( 1.40 رقم البالغة: الخطبة نهج)?( 2

24

مــا زالت األرض إال وللــهوفي رواية، عن الصادق )عليه السالم(، قال: .(1)فيها الحجة، يعرف الحالل والحرام، ويدعو إلى سبيل الله

وحيث إن في زمان غيبة اإلمام )عليه السالم( ليس يوجد حجة معصوميدعو، فالبد وأن يكون الفقيه.

إنــه تبــاركومثله المروي عن إكمال الدين، عنه )عليه الســالم(، قــال: وتعالى لم يــدع األرض إال وفيهــا عــالم يعلم الزيــادة والنقصــان، ولـوال ذلــك

.(2)اللتبست على المؤمنين أمورهم إلى غيرهــا من الروايــات الــتي داللتهــا كســندها ال بــأس بهمــا، وإمكــان المناقشة في بعضها ال يضر، وقد ذكرنا جملة من المناقشــات وأجوبتهــا في

شرح العروة.

))دليل اإلجماع((وأما اإلجماع: فقد استدل به للوالية العامة، فقد نقل اإلجماع على ذلك. فعن المحقق الكركي إنــه قــال: اتفــق أصــحابنا على أن الفقيــه العــادل الجامع لشرائط الفتوى المعبر عنــه بالمجتهــد في األحكــام الشــرعية نــائب عن قبل أئمة الهدى )عليهم السالم( في حال الغيبة في جميع ما للنيابة فيه

مدخل، وربما استثنى بعض األصحاب القتل والحدود. أقول: لعل مقصــوده ببعض األصــحاب ابــني زهــرة وإدريس، كمــا حكي

عنهما. كما حكي اإلجماع عن الشيخ )مال كتاب(، وعن البلغة أن حكاية اإلجماع

على ذلك فوق حد اإلحصاء. وعن العوائد: إنه نص عليه كثير من األصــحاب بحيث يظهــر منهم كونــه

من

.3 ح136 ص1الكافي: ج)?( 1.11 ح203الدين: ص إكمال)?( 2

25

المسلمات، بل لعله الظاهر من المســتند في بحث القضــاء حيث ادعىاإلجماع على وجوبه، وعلله بتوقف نظام نوع اإلنسان عليه.

أقول: ويؤيد ذلك مؤيدان: األول: إن جمهرة كبيرة من العلماء كانوا يتصــرفون في شــؤون الدولــة والسياسة العامة، أمثال كاشف الغطاء الكبير، حيث أجاز للملــك القاجــاريــه، وحجــة اإلســالم ــة عن ــة بالنياب ــزاول أعمــال الدول )فتح علي شــاه( أن ي

والســيد المجــدد، والشــيخ مــيرزا محمــد تقي،الشــفتي، والســيد المجاهدــإخراج ــتى ب ــروة حيث أف ــاحب الع ــاظم ص ــد ك ــيد محم ــيرازى، والس الش

العثمانيين، واآلخوند صاحب الكفاية، والسيد الحبوبي )رحمهم الله(. أما مزاولة الكركي والمجلسي والبهائي والمير الــداماد وغــيرهم للحكمــار ممــا ال في أيام الصفويين فغني عن الكالم، إلى غيرهم من العلمــاء الكب يخفى على من راجع أحــوالهم )قــدس اللــه أســرارهم(، بــل لم نجــد عالمــا تسنى له ذلك فلم يقدم عليه، بل في كثير من القــرى واألريــاف في إيــران

والهند وباكستان وأفغان والعراق ولبنان وغيرها يحكم العلماء ووكالؤهم. الثاني: إنه يستفاد اتفاق الفقهاء على ثبوت الواليــة للفقيــه في مواضــع

ــون الحكم بالوالية ــه، ويعلل ــيرة من الفق ــع،كث ــا ال يخفى على من راج كمالفقه.

مثل قولهم: بوجوب دفع الزكاة إلى الفقيه ابتداء أو بعد طلبه.ــوله وقولهم: بوجوب دفع ما بقي من الزكاة في يد ابن السبيل بعد وص

إلى بلده إلى الفقيه..ومثل وجوب دفع الخمس بإجازة الفقيه، أو إلى نفس الفقيه

ومثـــل أن الفقيـــه مكلـــف بصـــرف الخمس والزكـــاة في مواضـــعهماالمقررة.

26

وقولهم: بوجوب استيجار األرض المفتوحة عنوة من الفقيه.وقولهم: ال يجوز الجهاد وال الدفاع إال بإذن الفقيه.

وقولهم: بواليته على ميراث من ال وارث له.وقولهم: بأنه ولي الصغير في زواجه.

وقولهم: في توقف إخراج الودعي الحقوق على إذنه. وجــبره طالق من ال يعاشــر،وقولهم: بطالق المــرأة الــتي غــاب زواجها

زوجته بالحسنى.وقولهم: بواليته في إجراء الحدود.

وقولهم: بواليته في أداء دين الممتنع من ماله.وقولهم: إنه المرجع في الهالل، وفي القضاء بكل شؤونه.

وقولهم: بأنه يقبض الوقف على الجهات العامة. وقولهم: بتوقف التقاص من مــال الغــائب على إذنــه، وكــذلك إذا امتنــع

الحاضر.وقولهم: بجواز إجازته لبيع الوقف، حيث يجوز بيعه.

مثلمــا إذا امتنــع،وقولهم: بأنه يقبض الحــق عن كــل ممتنــع لقبض حقه أو البــائع من، أو امتنــع المشــتري من قبض المثمن،الدائن عن قبض الدين

إلى غير ذلك.،قبض الثمنوقولهم: بأنه الذي يحجر على المفلس والسفيه والمجنون.

وقولهم: بأنه يضم إلى الوصي الخائن أو العاجز من يشرف عليه.وقولهم: بأنه يعزل الخائن إذا لم ينفع الضم.

وقولهم: بأنه يقيم الوصي لمن مات وصيه أو انعزل، وأنه يقيم الوصــيوالولي لمن ال وصى له وال ولي له إذا احتاج إلى ذلك.

27

وقــولهم: بأنــه يضــرب أجــل العــنين، وأنــه ييعث الحكمين من أهــلــزوجين ــع على أداء النفقــه لزوجته،ال ــه يجــبر الممتن أو ســائر واجــبي، وأن

النفقة، وأنه يجبر المظاهر على أحد األمرين.، بل إنا لم نجد مصــنفاإلى غيرها من الموارد الكثيرة جدا في الفقــه إال

ــاريخ وال فقيهــاوفيــه كــثرة من هــذه المســائل، كمــا لم نجــد فقيها في الت معاصرا إال كان يزاول هذه األعمال حتى إذا كان من أشــد المحتــاطين، بــل قد رأينا جملة منهم يــرون أنفســهم من أولي األمــر الــذي قــال اللــه عنهم:

أولي األمــر منكمpو pول pطيعــوا الرســ pطيعوا اللــه وpأ ، بمقتضــى أن ظــاهر(1)أ ــة إال اآلية وجود ولي األمر الظاهر في كل زمان، وليس ذلك في زمان الغيب

الفقيه الجامع للشرائط، ولذا يسمون بنائب اإلمام )عليه السالم(. فهــو من،(2)أما ما ورد في تفسيرها بأن المراد األئمــة )عليهم الســالم(

كمـا هــو الظـاهر من غــالب تفسـير اآليــات المطلقــةأول،باب المصــداق البمورد خاص.

))دليل العقل((وأما العقل: فمن وجهين:

األول: إنه من القبيح أن يــترك الحكيم أمتــه بــدون قائــد ينظم أمــورهم ويصلح فاسدهم ويرشـد ضـالهم ويقيم أودهم، ويأخـذ من غـنيهم لفقـيرهم، ويحارب أعداءهم ويسالم أولياءهم، ويرفع عوزهم، سواء كان الترك يسبب

ــاة،الفوضى والهرج والمرج أو يؤول إلى استبداد الظالمين وســيطرة الطغــرك، وهذا هو المشاهد في من ترك داره وعائلته،والمفسدين فكيف بمن ت

بلده، حتى ينتهي إلى من يترك كل البشر. وقتله الناسعليه السالم( ال يقال: ال يقبح ذلك بعد أن عين الله اإلمام )

أو سببوا اختفاءه.

.59 النساء: اآلية سورة)?( 1.173 ح252 ص1العياشي: ج تفسير)?( 2

28

ألنه يقال: بالنسبة إلى المسببين ال يقبح، أمــا بالنسـبة إلى غـيرهم فهـو فقتله أحدهم، فــإن تــرك له على عائلته إنساناقبيح، كما إذا عين األب خلفا

آخر بالنسبة إلى بقية األفراد قبيح.األب إنسانا وال ينقض ذلك بأنه لم يخلف الله إماما آخــر مــع أنــه البــديل من اإلمــام

المقتول أو الغائب، فحال عدم اإلخالف للفقيه حال عدم اإلخالف لإلمام. ألنه يقال: النقص غير وارد، ألن اإلمام الخلف أيضا كان يقتل أو يشــرد، لما جبل عليه المتكبرون من عدم تمكنهم رؤية اإلنســان المتصــل بالســماء المتصرف في الكون، بخالف من ليس كذلك وإنما يدير شؤونهم، ولذا كــان

الناس يحسدون األنبياء واألئمة بما ال يحسدون مثله الفقهاء والرؤساء. موجــودة في نصــب)عليهم السالم( الثاني: إن علة بعث األنبياء واألئمة

فإنهم ذكروا أن النصب واجب على اللــه لحفــظ البالد ونظم أمــور،الرئيسالمعاش والمعاد.

قال السيد الطباطبائي في )النجم الثاقب(:نصب اإلمام حافظ الزماملطف من الله على األنام

فإنه مقرب للطاعة وقائد الناس إلى اإلطاعة ،عليهمــا الســالم( بالنســبة إلى النــبي واإلمــام )فكما وجب النصب عقال

بالنســبة إلى القــائم مقامهمــا، ويؤيــد العقــل أن النــبيوجب النصــب عقال واإلمام )عليهمــا الســالم( ينصــبان الــوكالء والنــواب في مختلــف البالد عنــد

إلمكــان الوصـول، مع أن األمر حال الوجود أهون من حـال الغيبة،وجودهما إليهم )عليهم السالم( حال الحضور، بخالف حال الغيبــة، ومــع أن أمــر بعض البالد أهون من أمــر كــل البالد، فالنصــب لكــل البالد في حــال عــدم إمكــان

الوصول للغيبة أولى.

29

الناس(( عند الحكم ))أنواعالحكم عند الناس على أنواع: (:3)مسألة

: الملكية المطلقة الوراثية.1 : والملكية المطلقة االنتخاباتيــة، بحيث إذا مــات الملـك ال يرثــه وارثــه2

ليكون ملكا، بل ينتخب الشعب ملكا آخر، بخالف القســم األول حيث يكــونابنه أو ابن عمه أو ما أشبه ملكا مكانه.

: والحكومة األشرافية، بأن تحكم األشراف البالد، كما كان كذلك حكم3مكة قبل فتح اإلسالم لها.

: الحكومة االنتخاباتية من أهل الحل والعقد، كما نــرى مثــل ذلــك اآلن4ــل بالنسبة إلى )البابا( المسيحيين، حيث إنه إذا عزل البابا أو مات يجتمع أه الحل والعقــد عنــدهم لينتخبــوا مكانــه شخصــا آخــر، وعلى الشــعب الســمع

واإلطاعة بعد ذلك، ألنهم هم الذين قرروا هذه الكيفية في الحكم.ــعبية5 ــة الش ــة االنتخاباتي ــو المنتخب،: الحكوم ــعب ه ــون الش ــأن يك ب

.لرئيسههذه أقسام الحكم.

أمــا الحكومــة االنقالبيـــة الــتي تعــارف في هــذا الزمـــان بمســاعدة فهي حكومة دكتاتورية من النوع الثاني غالبا،المستعمرين ــما فال تكون قس

جديدا.

لحكومة اإلسالمية(())اأما الحكومة اإلسالمية فالكالم فيها في أمرين:

ــالحق األول: كيــف حكم الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وخلفــاؤه بأو الباطل.عليهم السالم( )

الثاني: ماذا يستفاد من األدلة. اما األول: فمن الواضح أن الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( جــاء إلى الحكم بواسطة أعوان جمعهم حــول نفســه بأخالقــه الكريمــة، وبانجــذامهم

إلى اإلسالم

30

ــق ــه من الح ــوا في ــدة ولمس ــالح والفائ ــه من الص ــا رأوا في ــبب م بس والحقيقة، ولما هاجمهم الكفار حاربوهم وانتصــروا عليهم وأخــذوا يوســعون

فلم تكن حرب من حروب الرســول،رقعة سلطانهم جراء العتداء المعتدي )صلى الله عليه وآله( حرب ابتداء، وإن كانت حرب االبتداء صحيحة ألمرين

pكم)في سبيل الله( و)في سبيل إنقاذ المستضعفين( كما قال تعالى: وpما لبيل الله ويال تقاتلونp ف pس ppفينpضعp .(1)المست

لكن الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( بحكمتــه الفائقــة المســتقاة من إرشاد الله سبحانه كان يعلم أنه ال يحتــاج إلى الهجــوم حــتى تشــوه ســمعة اإلسالم بأنه دين السيف، ويلتبس على النــاس العــوام أمــره، ويكــون ســببا لتنفير النــاس، بــل كــان يعلم أن الزمــان كفيــل بطغيــان الكفــار وهجــومهم عليهم، مما يعطي الرسول )صلى اللــه عليــه وآلــه( عنــد النــاس تــبرير فتح بالدهم، وكان كما رأى الرسول )صلى الله عليه وآلــه( فكــانت كــل حــروب الرسول )صلى الله عليه وآله( دفاعية حتى استولى على ما اســتولى عليــه

من البالد والعباد في أنظف حروب عرفها العالم قبله وبعده. ــو أن المســلمين اتخــذوا هــذه الخطــوة الحكيمــة في حــروبهم بعــد ول الرسول )صلى الله عليه وآلـه(، لمــا تمكن األعــداء أن يتهمــوا اإلسـالم إلى اليوم بأنــه دين السـيف، ولم يقــف ذلــك ســدا دون تقــدم المســلمين، ولــذا

اعترف الكاتب المشهور )العالئلي( بأن عمر أخطأ في أسلوب حروبه. هذا ولكن مع ذلك جــاء غــير واحــد من المنصــفين ليــبرؤوا اإلســالم عن كونه فتح البالد بالسيف، ومنهم الرجل الفاضل المسيحي في كتابه )الدعوة

اإلسالمية(، ونحن لسنا اآلن بصدد تفصيل الكالم في ذلك. ال يقال: إذا كان عمر قد أخطأ في أسلوب حروبه، فلماذا ساعده اإلمام

)عليه السالم( في توجيهه.

.75 النساء: اآلية سورة)?( 131

ألنه يقال: إنما فعل اإلمــام )عليــه الســالم( ذلــك تقليال للمشــكلة، فــإن الخطأ لو كان اثنين في سلوك الخليفة صار بسبب توجيه اإلمام خطأ واحدا مثال، فهو )عليه السالم( كما وجهه في األمور القضــائية واألحكــام الشـرعية وحل المشاكل السياســية، كـذلك وجهــه في األمــور العسـكرية والفتوحــات

والحروب. وكيف كان، فنوع من توسعة الرسول )صلى اللــه عليــه وآلــه( ألراضــي اإلسالم كان بــالحرب، ونــوع كــان بالســلم بعــد نقض المعاهــدة كفتح مكــة، ونوع كان بطلب أهلها كمـا في المدينـة المنـورة، وفي األراضـي الـتي جـاء أهلها ودخلوا في اإلسالم طوعا، ونوع كــان لتســليم أهلهــا للرســول )صــلى الله عليه وآله( ومصالحتهم له بدون حرب، كفدك والعوالي، وهكــذا أرســى الرسول )صلى الله عليه وآله( حكومــة اإلسـالم، فـإذا أخـذ بلـدا بالسـلم أو بالحرب جعــل لــه واليــا إمــا من نفس الجماعــة، وإمــا أحــدا من المســلمين

وأرسل إليهم إن أسلموا من يعلمهم الكتاب والسنة. هذا بالنسبة إلى حكم الرسول )صلى الله عليه وآله(، أمــا بالنســبة إلى حكم من بعد الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( فهنــاك تفصــيل بين عقيــدةــة وصــوله إلى الحكم، وبين عملهم ــو الحــاكم، وكيفي المســلمين في من ه خارجا، وبين األمرين عموم من وجه، فقد يكون الحاكم هو الــذي يعتقــد أن يكون حاكمــا ويكــون وصــوله إلى الحكم بــالطرق المشــروعة لــديهم، وقــد يفترقان. فبالنسبة إلى العقيدة وبالنسبة إلى ما وقــع خارجــا يمكن تفصــيل

الكالم هكذا: أهــل الســنة يعتقــدون على األغلب أن من جــاء إلى الحكم بأيــة كيفيــة

pطيعــوا اللــهاكانت، كان هو من )أولي األمر( الذين عناهم الله تعالى بوله: pطيعوا الرسولp وpأولي األمر منكم ، وهذا وإن لم يكن اعتقــاد كــل أهــل(1)وpأ

السنة، إال أنه اعتقاد رائج

.59 النساء: اآلية سورة)?( 132

فيهم، وقد رووا لتأييــد ذلــك روايــات مــذكورة في مصــادرهم ممــا ليسيهمنا اآلن نقلها.

والشيعة يعتقدون أن النبي )صلى الله عليه وآله( من بعده عين خلفاءهــد، ــين، وعلي، ومحم ــن، والحس ــر، وهم: علي، والحس ــني عش ــة االث األئم وجعفـــر، وموســـى، وعلي، ومحمـــد، وعلي، والحســـن، والمهـــدي )عليهم

السالم(، وذلك التعيين كان بأمر الله تعالى، فهم أيضا بالنص. واألئمة )عليهم السالم( عينوا الفقيــه ألمــور الــدين نائبــا عنهم، بقــولهم

ــه)عليهم الســالم(: ــاء على حالل ــه، األمن ــد العلمــاء بالل مجــاري األمــور بي .(1)وحرامه

أما من كان من الفقهاء صائنا لنفســه، حافظــا لدينــه، مخالفــا لهــواه،و .(2)مطيعا ألمر مواله، فللعوام أن يقلدوه

أما الحوادث الواقعــة، فــأرجعوا فيهــا إلى رواة حــديثنا، فــإنهم حجــتيو .(3)عليكم وأنا حجة الله

هذا كلــه بالنســبة إلى نظــرة الســنة والشــيعة إلى الحكومــة اإلســالميةالشرعية.

))الخالفة واألمارة((أما الخالفة واألمارة والسلطة التي حدثت في البالد اإلسالمية:

.(4)فإن أبابكر: انتخب بمبايعة جماعة من المسلمين كانوا في المدينةوعمر: عين بأمر خاص من أبي بكر.

وعثمان: انتخب بموافقة أربعة من أهل الشورى الذين عينهم عمر. وعلي )عليه السالم(: انتخب بمبايعــة جماعــة من أهــل المدينــة ومصــر

.(5)والكوفة من الثائرين على عثمان

.169 العقول: اآلية تحف)?( 1.12 ح14 الباب88 ص2 البحار: ج)?(2.9 ح11 الباب101 ص18 الوسائل: ج)?(3 الصريح النص خالفت فإنها شرعية، تكن ولم السقيفة أصحاب من مؤامرة البيعة هذه وكانت)?ـ( 4

ــلمين أكرهوا وقد السالم(، )عليه علي وآله( في عليه الله )صلى الله لرسول البيعة تلك على المسبيعتهم. عدم السالم( بحجة )عليها فاطمة دار على وهجموا السقيفية،

من وآلــه( خليفة عليه الله )صــلى الله رســول عينه الذي السالم( هو )عليه علي اإلمام وكان)?(ــ 5سبقه. ممن غيره دون شرعية بيعته وكانت بعده،

33

ومعاوية: أمره السيف، وسائر بني أمية ورثوا األمر حــتى عمــر بن عبــدالعزيز.

والسفاح أمره أبو مسلم الخراساني، وسائر بني العباس ورثوا األمر. والفاطميون والعثمــانيون والصــفويون والبويهيــون والزيــديون وغــيرهم

وغيرهم، قام أمرهم بالثورة أوال، والوراثة ثانيا. وإني ال أريــد القــدح في جميــع هــؤالء الخلفــاء واألمــراء، فبعضــهم كــان

.(1)جديرا بالحكم ثم إن في المقام أمرا يحسن اإلشارة إليه، وهو أن بعض علمــاء الســنة المعاصرين زعم أن الرسول )صلى الله عليه وآله( كان حكمــه اضــطراريا، حيت إنــه لم يكن هنــاك من يســد فــراغ الحكم، وإال فليس شــأن الرســول

pعpثp في)صلى الله عليه وآله( إال ماحدده القرآن الحكيم بقوله: ـذي ب هوp الـpةpالحكمpو pمهم الكتاب يهم وpيعpل ك pيزpيهم آياته وp pتلوا عpل سوال منهم ي pر pين .(2)األمي

وهذا النــوع من الفكــر نشــأ من الفكــرة الغربيــة من )فصــل الــدين منالسياسة( التابعة لزعمهم )دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر(.

وكيف كان منشأ هذه الفكرة، فإنها غلط كبير، فإن الرسول )صلى اللهــك، وفي ــير ذل ــريع وغ ــا زاول التنظيم والتش ــه( زاول الحكم، كم ــه وآل علي القرآن الحكيم آيات كثيرة تبين حكم األنبياء )عليهم السالم( وحكم الرسول

لتحكم بين، و(3)وأن احكم بينهم بمــا أنــزل الله)صــلى اللــه عليــه وآلــه(: .(4)الناس بما أراك الله

ثم هل الحكم إال :: تجهيز الجيوش وما يتبعه من حفظ البالد.1: وجمع المال وصرفه في المصالح.2

أشبه. ومن والبويهيين كالصفويين)?( 1.2 الجمعة: اآلية سورة)?( 2.49 المائدة: اآلية سورة)?( 3.105 النساء: اآلية سورة)?( 4

34

: وفصل الخصومات.3: وتقديم األمة والبالد إلى األمام.4

والكل كان يزاولها الرسول )صلى اللــه عليــه وآلــه(، وفي الكــل وردت آيات من القرآن الحكيم، كما وردت السنة المطهرة المتواترة، ومن أصــلح من الرسول )صلى الله عليه وآلــه( وخلفائــه الطيــبين )عليهم الســالم( من

مزاولة الحكم ونشر العدل.هذا كله في األمر األول.

))كيفية الحكم في اإلسالم((أما األمر الثاني: وهو ماذا يستفاد من األدلة في كيفية الحكم، فنقول:

قامت األدلة األربعة على أمرين:

))الحكم حكم الله((يكون الحكم حكم الله سبحانه.األول: أن

وقد اشــتهر بين بعض من ال خــبرة لــه أن حكم اللــه متطــور، يقصــدون بــذلك إمكــان تغــيره حســب الزمــان والمكــان، وهــذا غــير صــحيح إجماعــا

ــه ال،، إذ معنى ذلك عدم بقاء الحكموضرورة وكل مسلم يعلم بالضرورة أنيمكن تغيير حكم الله بأي اسم كان.

حالل محمــد حالل إلى يــومباإلضافة إلى قوله )صلى الله عليه وآلــه(: ، والمراد بــالحالل مــا يقابــل(1)القيامة، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة

الحرام من األحكام الثالثة: المندوب والمكروه والمبــاح، ألن كلهــا حالل مــع ترجيح في الفعل أو الترك، أو بدون ترجيح الذي هو المباح، فالحرام شامل

للواجب الحرام تركه، والمحرم الحرام فعله، ويشمل الحالل الثالثه األخر. وهــذا مــا ال يعقــل، فالتوحيــد والعــدل،ثم لنرى هل التطور في العقيدة

ال يعقــل تغيــير األربعــة األول، والمعــاد ال،والنبوة واإلمامة والمعــاد هي هييمكن تغييره، فإن الله سبحانه ال يخلف الميعاد.

أو في الفضيلة، وهل يعقل أن يتبدل الصدق

.47 ح12 الباب124 ص18الوسائل: ج)?( 135

ــرم رذيلة ــيلة، أو الك ــذب فض ــة، والك ــر،رذيل ــيلة، إلى آخ ــل فض والبخالقائمة.

، فــالخمر(1)أو في الحرام والحالل، فإنهما وضــعا حسـب النفــع والضــررضارة والماء نافع مهما تبدلت الزمان واألمكنة.

ــل أو في المعامالت والعبادات واألحوال الشخصية والحدود وغيرها، الك وضعت حسب حكمة دقيقة يصل العقل إلى بعضها مما ال مجال في المقام

إلى شرحه، وقد ذكرنا جانبا منها في كتاب )عبادات اإلسالم( وغيره. نعم ال إشكال في تغيــير بعض األحكــام لظــروف اســتثنائية، مثــل حليــةــل الخمر للمضطر، أو حرمة بعض المباحات لمن يضره ذلك كالمريض، ومث

وجواز الكذب لدى االضــطرار، لكن التطــور المزعــوم،حرمة الصدق الضارشيء، والحاالت االستثنائية شيء آخر.

نعم يــدخل التطــور في مصــاديق القواعــد العامــة، فــإذا تبــدل مصــداق شملته القاعدة العامة، أو دخل في الوجود مصداق لم يكن سابقا،بمصداق

ــة )عليهممثال الصحافة لم تكن في زمن النبي )صلى الله عليه وآله( واألئم النــاس مســلطونالسالم( ثم حدثت، فالحريــة اإلســالمية المبينــة بقاعــدة

تشملها، وكذلك القنبلة الذريــة لم تكن في زمــانهم )عليهم(2)على أنفسهمpطpعتمالسالم(، فلما تطورت السالح إليها شملته آيــة: ت pهم مpــا اســ pعــدوا ل وpأ

، إلى غيرهما من األمثلة.(3)من قوة

))كفاءة الحاكم(( ثم الالزم أن يكون الحاكم األعلى كفوءا إلدارة البالد، وهذا غير المرجــع للتقليد الذي ال يشترط أن يكون كفوءا، ويدل على عــدم اشــتراط الكفــاءة الدنيويــة في مرجــع التقليــد األصــل، ولــذا لم يــذكره الفقهــاء في شــرائط

المقلد، هذا إذا

الواقعية والمفاسد المصالح أي)?( 1.272 ص2البحار: ج)?( 2.60 األنفال: اآلية سورة)?( 3

36

كان لمجرد أخذ الفتوى ال اإلدارة مما يزاولها فقهاؤنا في أغلب األعصارواألمصار، أما إذا أراد اإلدارة فالالزم الكفاءة أيضا.

وكيف كان، فيدل على لزوم الكفاءة في رئيس الدولة أمران: األول: انصراف األدلة عن غير الكفوء، كمــا قــالوا بانصــراف األدلــة عن القاضي والشاهد والفقيه والراوي الذي غلب عليه النســيان والســهو ونحــو

ذلك. .(1)ال ضرر وال ضرارالثاني: إنه يوجب إضرار المسلمين، و

))التشريع لله عزوجل(( ثم إن الكتــاب والســنة واإلجمــاع بــل الضــرورة، دلت على لــزوم كــون

الحكم حكم الله، وكلها من الوضوح بحيث يستغني عن الذكر. وقد أشكل بعض المتجــددين على لــزوم مطابقــة حكم الــرئيس األعلى

لألحكام اإلسالمية، بل جعلوا له الحق في تشريع القانون بأمور: األول: ما ينقل عن بعض الكتاب من أن دين اإلســالم متطــور، والتطــور يجوز جعل القانون مع االحتفاظ بروح الشريعة، مثال الربــا كــان حرامــا ألنــه كان ضارا، أما حيث رفع ضرره وتوقــف االقتصــاد عليــه حــل، والبنت كــانتــاس تبلغ وعمرها عشر سنوات حين كان الناس بدائيون، أما حيث تحضر الن فبلوغها يكون في السادسة عشرة، وإنما جاز أربع نساء لكــثرة النسـاء أمــا حيث دلت االحصاءات على التساوي تقريبا فال يجوز إال امرأة واحدة، ولحم الخنزير كان محرما لشموله على الديدان، أما إذا عقم حل وهكذا، فــالالزم مالحظة روح الدين ال شكلياته، فالدين مثاله مثــال الطين الــذي يبقى طينــا

وإن تبدل أشكاله من لبنة إلى كوز إلى كاس إلى كوب، إلى غيرها.ــات ــه عــام في النب ــاني، من أن فيض الل ــا نســب إلى القادي ــاني: م الث

والحيوان

.93 ح200 ص1الغوالي: ج)?( 137

واإلنسان والجماد، فلماذا ال يكون فيضه عاما في النبوة، فكما أن سائر الموجــودات مســتمرة من أول الخلقــة إلى انقــراض العــالم فلتكن النبــوة

خاتم النبيين أي زينتهم، ال أنهصلى الله عليه وآله( كذلك، فرسول اإلسالم ) ال نبي بعده، وكل عبقري يأتي بعده هـو نـبي أيضـا ولـه التشـريع، وإن كـان

مسلما معترفا برسالة نبي اإلسالم. الثالث: ما ذكره بعض الكتاب الذين نسبوا أنفسهم إلى اإلســالم من أن محمدا )صلى الله عليه وآله( خاتم ال نبي بعده، إال أنه خاتم أي ال يأتي بعده نــبي، ال أنــه ال يــأتي العقــل بقــانون أفضــل من قانونــه وأكــثر انطباقــا على الزمــان، فال يحتــاج البشــر إلى رســول من بعــده، بمعــنى أنــه كمــل العقــل بتفجير الرسول )صلى الله عليه وآله( إيــاه، وبهــدي العقــل يتمكن اإلنســان أن يسير في الحياة ويضع القوانين المالئمــة لكــل زمــان ومكــان، وإن كــان خالفا للقوانين التي وضــعها الرســول )صــلى اللـه عليــه وآلــه(، ألنهــا كـانت

لزمانه ومكانه )صلى الله عليه وآله( فقط. أقول: هذه اإلشكاالت كلها خالف ضرورة المسـلمين، باإلضـافة إلى مــا

يرد على كل واحد واحد منها: أما أن المعيار روح الدين ال شكله فهو باطل، فإن األدلة المتواترة دلت

حالل محمد )صــلى اللــه عليــه وآلــه( حاللعلى أن حكم الله ال يتغير، وأن ، ولــو قيــل بــالروحإلى يوم القيامة، وحرام محمــد حــرام إلى يــوم القيامة

وعدم أهمية الشكل لكان باإلمكان تغيير كل حكم. هذا باإلضافة إلى أن األمثلة كلها غــير صــحيحة، فالربــا ضــار إلى األبــد، وقد ثبت في العلم الحديث ضــرره اآلن على الفقــراء، كمــا كــان ضــارا من قبل، وسيبقى ضارا إلى األبد، والبنت تبلغ اآلن كمــا كــانت تبلــغ قبــل ذلــك،

فـإن ولذا تظهر مواهبها عند الرشد، كمــا قــال تعـالى: دا تم منهم رشـ pسـ آنpهم pموال pيهم أ ، والنساء كثيرات إلى اليوم (1)فpادفpعوا إل

.6 النساء: اآلية سورة)?( 138

ألنهن أطول أعمارا وأكثر أفرادا، وألن الرجل تحصــده الحــرب ونحوهــا، ولحم الخنزير قذر في نفسه وإن عقمت المكروبات الــتي فيــه، وكــل هــذه

األمور مذكورة في كتب مفصلة ليس اآلن محل ذكرها.وأما اإلشكال الثاني، فيرد عليه:

: بــالنقص بالحيوانــات الــتي انــدثرت، والنباتــات الــتي هي كــانت ثمأوال واإلنسان )النسناس( الذي باد، وماذا يقول في الجمــاد )النفــط( بعــد،بادت

نضوبه، وكذا سائر المعادن. وبالنقض بانتهاء العالم، وبالنقض بأن الله كـان ولم يكن فيض إذ العــالمــراهيم ــراهيم، وبين إب ــوح وإب ــاذا لم يكن بين ن ــه لم ــالنقض بأن ــادث، وب حــه عليهم( وموسى، وبين موسى وعيسى، وبين عيسى ومحمد )صــلوات الل

أنبياء من طرازهم. : بأن الفيض بحاجــة إلى المقتضــي وعــدم المــانع، ومن أينوبالحل ثانيا

لفيض النبوة مقتض وليس له مانع، بل األدلة الدالــة على أنــه ال نــبي بعــده من عــدم المقتضــي ووجــود،)صلى الله عليه وآله( دليل على أحد األمــرين

المانع. وأما اإلشكال الثالث فيرد عليه، إن األدلة دلت على دوام حكم اإلسالم،

إال أن النــبي،وأنه يقــود اإلنســان خطــوة خطــوة إلى االســتقامة ومصــالحه )صلى الله عليه وآله( فجر الطاقة، والطاقة اإلنسانية تكــون هاديــه لــه في

طريقه الطويل. فهذه شبهات في قبال البديهة، وقــد قــامت الضــرورة على،وكيف كان

خالفها. هذا تمام الكالم في داللة الكتــاب والســنة واإلجمــاع على لــزوم العمــل

وأن الحاكم اإلسالمي ال يحق له أن يعمل بغــير حكم اللــه حــتى،بحكم اللهفي أصغر األشياء.

ففي صحيح أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزوجل فهو كافر بالله العظيم(1).

إلى غيرها

.2 ح5 الباب18 ص18الوسائل: ج)?( 139

من الروايات، والمراد إذا أنكر حكم الله فهو منكر للضروري، أو المرادــات إطالق الكفــر ــل بعض اآلي ــة من األحــاديث، ب الكفــر العملي، ففي جمل

وإرادة الكفر العملي. أما العقل فهو يدل على ذلك، بضــميمة أن اللــه ســبحانه أعلم بمصــالح

وحكمه خال عن األهواء والميول، فهــو أحــق األحكــام لصــالح البشــر،العبادوسعادتهم في الدنيا واآلخرة.

ط رضا الناس في الحاكم غير المعصوم(())شر الثاني: أن يكون الحاكم برضى الناس بعد توفره للشروط المقررة في

الشريعة من الفقاهة والعدالة وغيرهما. لدينــه، لنفســه، حافظامن كان من الفقهاء صــائناقال )عليه السالم(:

والتقليــد ليس في،(1) ألمر مواله، فللعوام أن يقلــدوه لهواه، مطيعامخالفا األمــور الفرديــة والعائليــة فقــط، بــل عــام لكــل األمــور الشــاملة للسياســة

واالقتصاد وغيرهما. ومن نافلة القول أن نقــول: إن الصــفات األربــع المــذكورة في الروايــة

من نــاحيتي الســلب واإليجــاب،،تشــير إلى صــفتي النفس، وصــفتي العمل فصيانة النفس حفظها بالملكــات الفاضــلة، ومخالفــة الهــوى طــرد الرذائــل عنها، وحفظ الدين عــدم االنســياق وراء المحرمــات، وإطاعــة أمــر المــولى

اإلتيان بالواجبات.

ائط وشورى الفقهاء(())الفقيه الجامع للشر للشــرائط، ألنــه هــو جامعاوكيف كان، فــالالزم أن يكــون الحــاكم فقيها

وإن،للحكم في زمــان الغيبةعليهمــا السـالم( الذي عينه الرسول واإلمــام ) كان يصـح إيكالـه إلنسـان الئــق بالقيــام بالتنفيـذ، كمـا عين كاشـف الغطـاء

فتح علي شاه، مما هو مذكور في كتابه كشف الغطاء.رحمه الله()فإذا اتحد الفقيه الجامع للشرائط كان هو الحاكم

.12 ح14 الباب88 ص2البحار: ج)?( 140

دون غيره، لكنه فرض نادر جدا. أو انتخــاب،وإن تعدد فاألمة مخيرة في جعــل الكــل شــركاء في الحكم

فحــال الحكم حــال التقليــد، حيث يتخــير العــامي،أيهم لتولي منصب الحكم في تقليــد جميعهم أو أيهم شــاء، كمــا ذكرنــاه في كتــاب التقليــد في شــرح

العروة.

واختیار الناس((ط الشرعية ))الشرو بيد األمة:(1)والدليل على أن ذلك

األول: األصل، حيث إن الشارع لم يعين أحدهم، فاألصل يقتضــي إباحــة.(2)كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهياختيار أي منهم، فـ

عويؤيده إنه األقرب إلى الحرية الممنوحة للمسلم، حســب قولــه: pضــp يpغاللp الت هم وpاأل pنهم إصرpيهميعp pت عpل وربما يستأنس له بما نشــاهده.(3) كان

فاإلنسان مخير في تقليد أي مرجـع، ومراجعـة أي قـاض،في سائر األحكامإسالمي، والصالة خلف أي إمام عادل، إلى غير ذلك.

ورالثاني: قوله سبحانه: pمرهم شــ ، بتقــريب أنــه لمــا كــان نصــب(4)ىpأ الحاكم واجبا لتوقف إدارة البالد عليه، وكــون عدمــه يــوجب الهــرج والمــرجــق واختالل النظام الذي هو من أشد المحرمات في اإلسالم، ولم يعين طري

خاص لنصبه، كان الالزم أن يكون من طريق الشورى. ثم لألمة أن تعين الحاكم األعلى باألصــوات كمــا ســيأتي تفصــيله، أو أن تعين أهــل الحــل والعقــد الــذين يعينــون هم الحــاكم األعلى، وبــذلك يــدفعــة ــة في الطريق ــات لم تكن معروف ــو أن االنتخاب ــوهم، وه ــا يت إشــكال ربم

اإلسالمية، فكيف تقولون به. إذ يرد عليه أوال: إن )طريقة أهــل الحــل والعقــد( كــانت معروفــة، وهي

نوع

الغيبة. زمن في والعباد البالد وإدارة للحكومة واحد من أكثر أو الفقهاء أحد تعيين أي)?(1.1 ح462 وص ،60 ح166 ص3الغوالي: ج)?( 2.157االعراف: اآلية سورة)?( 3.38 الشوري: اآلية سورة)?( 4

41

من االنتخابات، وتبدل المصداق حســب رضــى النــاس في إطــار الحكماإلسالمى غير ضائر.

وثانيا: ال يضر عدم معروفية هذه الطريقة بعد أن دل عليه الــدليل، وكم لــه في التــاريخ اإلســالمي من نظــير، ويكفي أن نــذكر أن البــئر إلى زمــان المحقــق كــانت محكومــة بالنجاســة لــدى مالقــاة النجس، ثم قــال الفقهــاء بطهارتها، وأي مانع من أن تكون كنوز األحكام ككنـوز الكــون، فكمـا ال يمـر يوم إال ويظهر جديد من كنوز الكون، ال يمر يوم إال ويظهــر جديــد من كنــوز

األحكام.ــه(1)وثالثا: قد كانت الشورى في الجملة ، كما يدل عليه قــول علي )علي

، ومن المعروف أن العمرين وعثمــان، وعلي(2)السالم(: )فيا لله وللشورى( ، بــل(3))عليه السالم( جاءوا إلى الحكم بالشورى، ولو كــانت شــورى ناقصة

أخذ البيعة لبعض الخلفاء كان بمنزلــة الشــورى، وإاللم تكن حاجــة إلى أخــذ البيعة، وليس القصد تصحيح هــذه الشــوريات، وإنمــا القصــد وجــود الشــيء

الناقص. ورابعا: إن مجيء غالب الخلفاء واألمراء كان إما بالسيف وإما بالوراثة، وكالهما ال يقرره اإلســالم، كيــف وال شــك أن شــرط الفقاهــة والعدالــة من شــروط الحــاكم، وأولئــك لم يكن يتــوفر فيهم أي شــرط منهمــا، فالبــد وأن يكون لإلسالم طريــق آخــر، وليس ذاك إال الشــورى مــع مالحظــة الشــروط

المقررة في الحاكم. وقد تقدم أنه إذا رضيت األمة بشــكل الشــورى من أهــل الحــل والعقــد

.(4)كفى، وإن لم ترض فالالزم الشورى حسب نظرهم الثــالث: من األدلــة على أن التعــيين بيــد االمــة، روايــة أبي خديجــة

المتقدمة، حيث

في تصح ال الشورى فإن النص، قبال في كانت التي وهي مصاديقها بعض في باطلة كانت وإن)?( 1 الحــاكم انتخــاب في تجــوز وال بعـده، من وآلـه( واإلمـام عليه الله )صــلى الله رســول خليفة تعـيين

الغيبة. زمن في الحاكم الفقيه انتخاب في الشورى بل السالم(، )عليه المعصوم تقمصــهم لتصــحيح الشــورى يدعون كانوا أنهم على دليل القول . وهذا3 البالغة: الخطبة نهج)?(ــ 2

يخفى. ال كما باطلة الشورى هذه كانت وإن للخالفة، )عليه علي اإلمام وآله( في عليه الله )صلى الله لرسول الصريح النص خالفت حيث باطلة بل)?( 3

السالم(. المعصــوم اما للحكم، فقهــاء عــدة او فقيه كانتخــاب الســالم، عليه المعصوم غير في كله هذا)?(ــ 4

بالتعيين. عزوجل الله قبل من المنتخب فهو السالم عليه42

قــال: ، وداللتهــا على كــون االختيــار بيــد األمــة(1)اجعلــوا بينكم رجالظاهرة.

الرابع: أن التصرف في شؤون األمة من حقهم، بعد تساوي الفقهــاء، إذ اإلمام ال يعين إال الفقيه، وال ترجيح ألحدهما على اآلخر لــدى تعــدد الفقهــاء،

فالالزم أن يكون الذي ينتخبونه بعد أن لم يختاروا كلهم.إذ الطرق ثالثة:

إما حكم الكل باالشتراك، وذلك غير الزم، إذ ال دليل عليه. وإما حكم أحدهم، حسب اختيار الفقهاء بأنفسهم، وذلك غير الزم قبوله

على األمة، ألنه خالف حريتهم. وإمــا حكم من ينتخبونــه، وهــذا متعين، جمعــا بين دليــل الحريــة ودليــل

تعيين اإلمام الفقيه للحكم. أما احتمال القرعة ففيه: إنه ليس مشكال حتى يلجأ إليهــا، كمــا ال يقــال

بذلك فيما إذا تعدد المجتهد. ثم إذا اختــارت األمــة للحكم مجلســا فيــه فقهــاء متعــددون، فلألمــة أن تشترط عليهم األخذ برأي أكثرهم، أو رأي بعضهم المعين لدى االختالف، أو تارة هذا وتارة ذاك، أو أن يجعلوا مرجعا آخــر عنــد اختالفهم، وذلــك إلطالق

األدلة بعد أن لم يمكن هناك معين إلحد اآلراء لدى االختالف. الخــامس: مقبولــة عمــر بن حنظلــة، فقــد جعــل )عليــه الســالم( تعــيين

ينظـران من كـان منكم قــدالحاكم بيد المتخاصمين، قال )عليـه السـالم(: روى حديثنا، ونظر في حاللنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضــوا بــه حكمــا،

.(2)فإني قد جعلته عليكم حاكما السادس: ما رواه في )نهج البالغــة( من كتــاب لــه )عليــه الســالم( إلى

إنه بــايعني القــوم الــذين بــايعوا أبــابكر وعمــر وعثمــان على مــا :(3)معاويةبايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار

.6ح القاضي صفات أبواب من11 الباب100 ص18الوسائل: ج)?( 1.1 ح11 الباب198 ص18الوسائل: ج)?( 2.6 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 3

43

وال للغائب أن يرد، وإنما الشــورى للمهــاجرين واألنصــار، فــإن اجتمعــوا على رجل رسموه إماما كان ذلــك للــه رضــا، فــإن خــرج من أمــرهم خــارج بطعن أو بدعة ردوه إلى مــا خــرج منــه، فــإن أبى قــاتلوه على اتباعــه غــير

إلى آخر كالمه )عليه السالم(.سبيل المؤمنين وواله الله ما تولى وإنما جعل )عليه السالم( الشورى في المهــاجرين واألنصــار فقــط، ألن المسلمين ذلك اليوم كانوا راضين بفعلهم، وقد ذكرنا أن من حــق األمــة أن

.(1)تجعل األمر إلى أهل الحل والعقد السابع: قول أمير المؤمنين )عليه الســالم( كمــا في بعض شــروح )نهج

البالغة( يخاطب الخليفة قبله: فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم

فكيف بهذا والمشيرون غيبوإن كنت بالقربى حججت خصيمهم

(2)فغيرك أولى بالنبي وأقرب

دل على أن رئاسة األمة ال تكون إال بأحد أمرين: )قــربى الرســول(: أي.(3)اإلمام المعين من قبله )صلى الله عليه وآله( أو )شورى المسلمين(

إن المجمــع عليــه ال ريبالثــامن: التعليــل في قولــه )عليــه الســالم(: ، فإنه شامل لكل شيء إال إذا كان اجتهادا في مقابل النص.(4)فيه

التاسع: ربما اســتدل لــذلك بمفهــوم آيــة النبــأ: ــإ p pب ق بن إن جــاءpكم فاســــوا أن pين pب بحوا عpلى مــا فpعpلتم نــادمينpفpت ـة فpتصــ pـ ، فــإن(5) تصــيبوا قpومــا بجpهال

تعليل عدم جواز االنسياق وراء خبر الفاســق بإصــابة القــوم بجهالــة، يعطي أن االنسياق وراء شيء ال يعد في العرف جهالة ال بــأس بــه، ومن المعلــوم

أن االنسياق وراء رأى األكثرية في تعيين

بالنص. كان السالم عليه اإلمام فتعيين وإال الخصم، مع التماشي باب من هنا الشورى)?( 1.190 رقم البالغة: الحكمة نهج)?( 2ــنزيلي الشورى أما حصرا، بالنص وآله( يكون عليه الله )صلى النبي خليفة تعيين)?(ــ 3 حــتى أي فت

الخالفة. في لكم حق ال تزعمون، ما على.1 ح9 الباب75 ص18الوسائل: ج)?( 4.6 الحجرات: اآلية سورة)?( 5

44

الفقيه الجامع للشرائط ليس من العمل بجهالة عرفا. لكن ربما يورد عليه: ما أورد على االســتفادة من اآليــة لحجيــة الشــهرة

الفتوائية.ــاب ويجاب عنه: بالفرق بأن العمل بالشهرة الفتوائية ينافي العمل بالكت والسنة، ألن ما دل على العمل بهما رادع عن العمل بغيرهما، بخالف جعــل

الفقيه حاكما، فإن ذلك موافق للكتاب والسنة. من أن اإلمام هــو ،(1)العاشر: ما تقدم من رواية الحسين )عليه السالم(

الحاكم بالكتاب، فإذا اختارت األمة مثل هذا الشحص كان حريا بإدارة األمــةوحكومتهم.

ــو وقد تقدم وجه االستدالل بمثل ذلك للمطلب، في األول من األدلة وهاألصل.

الحادي عشر: ما في كتــاب لإلمــام الحســن )عليــه الســالم( وجهــه إلى إن عليا )عليه السالم( لما مضى لسبيلهمعاوية قبل نشوب الحرب بينهما:

)رحمة الله عليه( يوم قبض، ويوم من الله عليه باإلسالم، ويــوم يبعث حيــا، دخل فيمااو، إلى أن قال )عليه السالم(: والني المسلمون األمر من بعده

.(2)دخل فيه الناس أمــا إنــكوفي كالم آخر لالمام )عليــه الســالم(، حين قــال لــه معاويــة:

أما الخالفة فلمن عمل بكتاب، قال )عليه السالم(: تحدث نفسك بالخالفة. الله وسنة نبيه، وليست الخالفة لمن خالف كتاب الله وعطل السنة

.(3)ذكرهما األخ في كلمة اإلمام الحسن )عليه السالم( وهــو تصــرف في،الثاني عشر: إنه لو كان القاضي برضــا المتخاصــمين

بعض

.169العقول: ص تحف)?( 1.1 ح19 الباب40 ص44البحار: ج)?( 2 ص1الخــوارزمي: ج مقتل عن بــيروت، الوفــاء163الســالم(: ص )عليه الحسن اإلمام كلمة)?(ــ 3

125.45

شؤونهما، كان الوالي الذي يتصرف في كــل شــؤونهم أولى بــأن يكــون برضاهم، أما كون القاضي برضــاهم فبــالنص والفتــوى فيمــا إذا كــان هنــاك

قضاة متعددون. وأما األولية فهو واضح عند مالحظــة العــرف النســبة بين األمــرين، ولــو

أشكل في األولوية فال إشكال في صلوح ذلك أن يكون مؤيدا. الثالث عشر: إن النبي )صلى الله عليه وآله( كــان يأخــذ بالمشــورة في بعض األمور، كما في غزوة بدر وغزوة األحــزاب وغيرهمــا، وإذا كــان النــبي )صلى الله عليه وآله( على عظمتــه يأخــذ بالشــورى حســب مــا أمــره اللــه

ــتي كــانت أقــل خطــرا من(1)شــاورهم في األمروســبحانه في األمــور ال كان لزوم األخذ بالشورى لغير النبي )صلى اللـه عليــه وآلــه( الــذين،الوالية

هم دونه في العقل والدراية، في األمر األهم الذي هو الوالية بطريــق أولى،دفإنا مأمورون باالقتداء به )صلى الله عليه وآلـه(، حيث قـال سـبحانه: pقـp ل

pكم ف pةيكــانp ل ن pســpة حpو ول اللــه أســ ســ pر (2)ولــو نــوقش في األولويــة فال ، إشكال في كون ذلك من المؤيدات.

ــه، الرابع عشر: إنه ال إشكال في أن كل نظام كان أقرب إلى طاعة اللــازل وأبعد عن سيطرة الظالمين، وأنفع للمسلمين، فهو واجب ال يجــوز التن منه إلى نظام ليس كذلك، وال شك أن نظام الشورى فيه هذه الخــواص، إذ ليس في قبال الشورى إال الديكتاتورية، والمجتهد العادل وإن لم يكن مغيرا ألحكام الله بال شك لفرض أنه يفهم األحكام وأنـه عـادل ال يغـير حكم اللـه،ــاره إال أنه ال شك في كونه بشرا يخطئ ويصيب في تنفيذ األحكام ومن يخت

من المنفذين، فربما كانت

.159 عمران: اآلية آل سورة)?( 1.21 األحزاب: اآلية سورة)?( 2

46

المصــلحة الصــلح مــع األعــداء وهــو يحــارب، أو بــالعكس، وربمــا كــانت المصلحة اتخاذ فالن مستشارا ال فالن، فيتخذ مستشاره من ال صــالحية لــه، وال يـؤمن المجتمــع من هـذه األخطـاء إال باالنتخــاب، حيث تكــون صـالحيات المجتهــد حينئــذ محــدودة بزمــان خــاص، وحيث يجــد لــه الــرقيب يهتم أكــثر فأكثر، كما أن مستشــاريه يهتمــون في الضــبط أكــثر فــأكثر، وبــذلك يكــون الحكم مأمونا عن االنحراف الكثــير، وهــذا الــدليل صــغرى وكــبرى ضــروري لكل مطلع على الموازين اإلسالمية، وعلى ما يراه اإلنسان في الخــارج من

الواقع المعاشر لدى المجتهدين العدول. منالخامس عشر: ما رواه الدعائم، عن الصادق )عليه السالم(، قال:

ــأ في درهمين كفر ــتين فأخط ــل: حكم بين اثن ــه عزوج ــال الل pم، ق وpمpن لpهم الكافرون pأولئكpالله ف pل pنزp pحكم بما أ ــا بن(1)ي ، فقال رجل من أصحابه: ي

رسول اللــه إنــه ربمــا كــان بين الــرجلين من أصــحابنا المنازعــة في شــيء هــذا ليس من ذاك، الــذي يجــبر النــاس علىفيتراضيان برجــل منــا، قــال:

.(2)حكمه بالسيف والسوط وداللته على اشتراط الناس بالوالي ظاهرة من األولويــة، ومن أن ذيلــه شامل للوالى، فإن المفهوم منه أنه لو كان برضى الناس بدون اإلجبار كان

جائزا. السادس عشر: عن الدعائم، عنه )عليــه السـالم( أيضـا، إنــه قـال يومــا

إياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى أهل الجور، ولكن انظروا إلىألصحابه: رجل منكم يعلم شيئا من قضــايانا، فــاجعلوه بينكم فــإني قــد جعلتــه قاضــيا

.(3)فتحاكموا إليهووجه داللته ظاهر مما تقدم.

.44 المائدة: اآلية سورة)?( 1.3 ح5 الباب174 ص3المستدرك: ج)?( 2.4 ح1 الباب172 ص3المستدرك: ج)?( 3

47

واليــة أهــلالسابع عشر: عن الدعائم، عنه )عليه الســالم( أيضــا قــال: العدل الذين أمر الله بواليتهم وتوليتهم وقبولها والعمل لهم، فرض من اللـه

.(1)وطاعتهم واجبة، وال يحل لمن أمروه بالعمل لهم أن يتخلف عن أمرهمــد الثامن عشر: ما رواه الصدوق، عن سفيان بن خالد، قال قال: أبو عب

،يا ســفيان إيــاك والرئاســة، فمــا طلبهــا أحــد إال هلكالله )عليه السالم(: ــذكر ــا إال وهــو يحب أن ي ــا إذا، ليس أحــد من ــداك هلكن ــه: جعلت ف فقلت ل

ويقصد ويؤخذ عنه، فقال: ليس حيث تذهب إليه، إنما ذلك أن تنصــب رجال.(2)دون الحجة فتصدقه في كل ما يقول وتدعوا الناس إلى قوله

فإن المفهوم منه جواز نصب الحجة كالعالم الجامع للشرائط. التاسع عشر: ما روي عن علي )عليه السالم( إنه خطب بالكوفة، فقال في خطبته: بأن مثل معاوية ال يجوز أن يكــون أمينــا على الــدماء واألحكــام والفــروج والمغــانم والصــدقة، المتهم في نفســه ودينــه، المجــرب بالخيانــةــاب، اللعين ابن ــارك للكت ــاقض للســنة، المستأصــل للذمــة، الت ــة، الن لألمان اللعين، لعنه رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( في عشــرة مــواطن، ولعن أباه وأخاه، وال ينبغي أن يكون على المسلمين الحريص فيكون في أموالهم

الخبر.(3)نهمة، وال الجاهل فيملكهم بجهلهفإن الظاهر منه جواز جعل ذي الصفات المذكورة أمينا أي حاكما.

ومن المعلوم أن الناس هم الذين يجعلون أمانتهم عند األمناء، إلى غير

.5 ح1 الباب172 ص3المستدرك: ج)?( 1.7 ح10 الباب187 ص3المستدرك: ج)?( 2.14 ح5 الباب174 ص3المستدرك: ج)?( 3

48

ذلك، ويؤيده أن المعروف لدى المسلمين كان هو رضى األمــة بالحــاكم:(1)األعلى، ففد روى ابن األثير في الكامل بما نصه

ــالم( وابن ولما بلغ أهل الكوفة موت معاوية وامتناع الحسين )عليه الس عمــر وابن الزبــير عن البيعــة، أرجفــوا بيزيــد واجتمعت الشــيعة في مــنزلــة سليمان بن صرد الخزاعي، فذكروا مسير الحسين )عليه السالم( إلى مك وكتبوا إليه عن نفر منهم سليمان بن صــرد الخــزاعي، والمســيب بن نجبــة،

ورفاعة بن شداد، وحبيب بن مظاهر وغيرهم: )بسم الله الرحمن الرحيم، سالم عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي ال إله إال هو، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد، الذي انتزى على

هذة األمة فابتزها أمرها، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضى منها( إلخ. .(2)فإن ظاهره أن لزوم اختيار األمة كان شيئا مركوزا في أذهانهم

ويدل عليه أيضا جــواب الحســين )عليــه الســالم( لهم، كمــا في الكتــابالمذكور.

أنــه قــد ـ أي مسلم بن عقيــل )عليــه الســالم( ـ فإن كتب إليوفيه: اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به رســلكم أقــدم

، إلخ.(3)إليكم

.20 ص4التاريخ: ج في الكامل)?( 1 بالحــاكم النــاس رضا من وآلــه( البد عليه الله )صــلى الله رســول من بــالنص التعــيين لوال أي)?(ــ 2

الشرعية. الشروط إلى مضافا.21 ص4التاريخ: ج في الكامل)?( 3

49

به(( يسمى وما اإلسالمي ))الحكم تحقــق أن الحكم الــذي يــدل عليــه الــدليل هــو أســلوب(:4)مســألة

، ولذا فمن الجائز أن تشقق مادة منه الســم الدولــة كــأن يقــال:(1)الشورى)االستشارية اإلسالمية(.

كمـــا جـــاز أن تســـمى )بالدولـــة ..( و)الحكومـــة ..( و)الخالفـــة ..( و)الجمهورية ..( و)اإلمارة ..( و)الجماهيريــة ..( و)المملكــة ..( و)البلــدة ..(ــا المهم المســمى و)الرئاسة ..( وغيرها، ألنه ال مشاحة في االصطالح، وإنم

والمحتوى.وقد ورد بعض من هذه األسماء في اآليات والروايات:

pكم طالوتp مpلكالpعpجإن الله قpد قال تعالى: .p(2) ل.(3) األرضييا داود إنا جpعpلناكp خpليفpة فوقال:

.(4)اللهم ارحم خلفائيوقال )صلى الله عليه وآله(: إلى غيرها من اآليات والروايات، كمــا أنــه ليس المهم أيضــا أن يســمى )رئيس الدولة اإلسالمية( بأي اسم كــان، مثــل: )رئيس المســلمين( و)أمــير المسلمين( و)إمام ..(، وفي اآليــات والروايــات إطالق جملــة من العبــارات

على الرئيس. نعم ال يصح تسميته )أمير المؤمــنين( لمـا ورد من النهي عن ذلـك لغـير

.(5)علي )عليه السالم(

))حق التصويت حتى لألطفال(( ثم إنه ال شك في أن كل بالغ عاقل له انتخاب الــرئيس، إلطالق األدلــة، كمــا أن الظــاهر لــدي أنــه يحــق لغــير البــالغ والعاقــل أن يكــون لــه صــوت

بواسطة وليه لشمول اإلطالق له.ــا األول: فلقاعــدة ــا وجب، وإال لم يجــز، أم ــك حق ــان ذل ــال: إن ك ال يق

اليتوى(6).وأما الثاني: فألنه يكون حينئذ تصرفا في حق الكبار ، ألنه يقال: الحق موضوع عرفي إن وضع ثبت أحكامه، وإن لم يوضع لم

يثبت أحكامه، فإن الحكم تابع للموضوع. رســول من وبنص الله قبل من المعين فهو إليه بالنســبة أما الســالم، عليه المعصــوم غير في)?(ــ 1

وآله(. عليه الله )صلى الله.247 البقرة: اآلية سورة)?( 2.26 ص: اآلية سورة)?( 3.53 ح8 الباب66 ص18الوسائل: ج)?( 4.315 وص211 ص24األنوار: ج بحار في كما)?( 5.55 الباب308الرضا: ص فقه)?( 6

50

ومنه يعرف الحق بالنسبة إلى المجنون أيضا. والمرأة كالرجل في حق االنتخاب، كما أن لها حق انتخاب مرجع التقليد

والقاضي وإمام الجماعة وغير ذلك.ــاب ــاه في )كت ــة، لمــا ذكرن ــا في أن تكــون رئيســة الدول نعم الحــق لهــرأة ــوح أن الم ــرعية، ولوض ــة الش ــروة( من األدل ــرح الع ــد( من )ش التقلي عاطفية، ومثلها ال تصلح لألمــور العقالئيـة، كمـا أن الرجــل عقالني ومثلـه ال يصلح لألمور العاطفية، وقد أثبتت التجــارب عــدم اســتعداد المــرأة بنفســها لخــوض هــذا الميــدان، ففي البلــدان الــتي تــزعم أنهــا ســاوت بين الرجــل والمرأة لم تصل المرأة إلى هذا المنصب إال نــادرا نــدرة تلحقــه بالمعــدوم، مع أن التجــارب دلت على أن وقت تســنمها هــذا المنصــب اضــطربت البالد

ووقعت فيها المشاكل، كما في زمان )انديرا غاندي( في الهند وغيرها. أمــا مــدة بقــاء الــرئيس في منصــبه وســائر الخصوصــيات، فــترجع إلى

رضاية األمة. كما أن الرئيس يعزل بمجرد خروجه عن األهليــة، كمــا ذكــروه في بــاب

التقليد، وكذلك بانتهاء مدته لفقده حينئذ شرط رضاية األمة.

))إذا اختلف الناس في الرئيس المنتخب(( ولو اختلف األمة في الرئيس، بــأن انتخب جماعــة هــذا وانتخب آخــرون غيره، فإن كانا متساويين اشتركا في الحكم مــع رضــا األمــة باالشــتراك، أو

ــكل ــر مش ــل أم ــا لك ــة ألنه ــرئيس بالقرع ــرج ال ــة(1)أخ ــرض األم ، إذا لم تباالشتراك.

، يكون المرجع (2)وفي حالة االشتراك واختالفهما

.308 ح112 ص2الغوالي: ج)?( 1موضوع. في واختلفا الحكم إدارة في الرئيسان اشترك لو أي)?( 2

51

القرعة، أو مرجع آخر، إن رضي األمة بالمرجع األخر لدى اختالفهما.))دليل حجية األكثرية في االنتخابات((

اما إذا حدث في االنتخاب أكثرية وأقلية، فالرئيس هو منتخب األكثريــة،ويدل عليه أمور:

ــه تعــالى: ــه ظــاهر قول ورىاألول: إن ــرهم شــ pم يوpشــاورهم فو، (1)أ ، إذ الغالب الذي يندر خالفه أن ال ينتهي الشورى إلى إجماع الكــل،(2)األمر

بل الغالب انتهاء األمر إلى رأيين أو آراء، ويكون الغلبة لرأي األكثرية. الثاني: ما تقــدم من كتــاب اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( إلى معاوية، مع وضوح أنه لم يبايعه كل المسلمين وال كــل أهــل الحــل والعقــد، ــك إال ــيين ولم يكن ذل ــدر في التع ــذا الق ــة ه ــاب كفاي ــاهر الكت ــع أن ظ م

.(3)األكثريةالثالث: شعر اإلمام أمير المؤمنين )عليه السالم(: )فإن كنت بالشورى(

.(5)أمرهم شورى، ووجه االستدالل به ما تقدم في األمر األول (4) فــإن المجمــع عليــه ال ريبالرابع: التعليــل في قولــه )عليــه الســالم(:

، بعد كون المراد بــه الشــهرة الــتي هي عبــارة عن األكثريــة، بقرينــة(6)فيه.خذ بما اشتهر بين أصحابكقوله )عليه السالم(:

، فــإن االنســياق وراء األكثريــة(7)الخامس: ما تقدم من مفهوم آيــة النبأ ليس جهالــة، حــتى الجهالــة العرفيــة الــتي تحــدث من االنســياق وراء غــير

األكثرية.

.38 الشورى: اآلية سورة)?( 1.159 عمران: اآلية آل سورة)?( 2 عند من المعين فهو السالم عليه المعصوم أما المعصوم، غير تعيين في حجة األكثرية أن سبق)?( 3

عزوجل. الله.190 رقم البالغة: الحكمة نهج)?( 4.38 الشورى: اآلية سورة)?( 5.1 ح9 الباب75 ص18الوسائل: ج)?( 6التعليل. عموم في)?( 7

52

الســادس: مــا تقــدم من قــول اإلمــام الحســن )عليــه الســالم(: )والني ، فإن المراد به األكثرية المطلقة، أو األكثريــة من أهــل الحــل(1)المسلمون(

والعقد، وعلى كال التقــديرين لم يكن كــل المســلمين ممــا يــدل على كفايــة.(2)األكثرية

السابع: ما تقــدم من األولويــة الــتي ذكرناهــا في الــدليل الثــاني عشــر، يكون برأي الناس ورضاهم.(3)لبيان أن الوالي

الثامن: ما تقدم في الدليل الثالث عشر من أدلة اشتراط رضاية الناسفي اختيار الفقيه رئيسا للدولة.

إلى غيرها ممــا ظهــر فيمــا تقــدم من األدلــة، في المســألة الثانيــة ممــاالحاجة إلى تفصيله.

))كيفية انتخاب رئيس الدولة((ثم إن انتخاب رئيس الدولة يمكن بصورتين:

األولى: أن تنتخب األمة رئيس الدولة مباشرة، فيقــوم المرشــح ونوابــه بحمالت انتخابية، بشرط أن يكون المرشح الئقا لهذا المنصب، لكونه جامعا للشــروط الشــرعية، وبشــرط أن تكــون الحمالت من نوابــه حمالت نظيفــة

طبق أوامر الله سبحانه ودساتيره. الثانيــة: أن تنتخب األمــة النــواب مــع تخــويلهم أن ينتخبــوا هم الــرئيس،

فتكون هذه صورة أخرى عن انتخاب أهل الحل والعقد. ثم إنه إذا اختلفت األمة والبرلمــان حــول الــرئيس، فــأراد أحــدهم هــذا، وأراد اآلخر ذاك، كــان المرجــع رأي األمــة، ألن النــواب وكالء عنهم، وال رأي للوكيل مع مخالفة األصيل، أما الخصوصيات األخر فالمرجع فيها رأي األمــة

في إطار رضى الله سبحانه.

.1 ح19 الباب40 ص44البحار: ج)?( 1 )عليه اإلمام كون إلى باإلضافة هذا)?(ــ 2 نــوع اإلمــام واحتجاج عزوجل، الله قبل من السالم( معينا

عليه. الرد ثم الخصم مع مماشاةسبق. كما عزوجل الله قبل من معين فهو المعصوم أما المعصوم، غير في هذا)?( 3

53

))إشكاالت وأجوبة((وهنا إشكاالت:

وpإن تطع أكــثر مpناألول: إن الله في القرآن الحكيم ذم األكثرية، قال: بيل اللهيف pن سpع pاألرض يضلوك (1).إلى غيرها من اآليات ،

الثاني: إن في إعطاء حق التصويت لألمة يلزم تساوي العالم والجاهــل، بل على ما ذكرتم من حق التصويت لغير البــالغ يلــزم تســاوي البــالغ وغــير البالغ، كما يلزم تساوي العادل والفاسق، ومن الواضح لدى العقــل والعقالء

pمــونpأنه ال يســتوي العــالم والجاهــل، قــال تعــالى: pعل ــذينp ي pوي ال ت pســ هpــل يpمونp pعل .(2)وpالذينp ال ي

ثم إن المرأة نصف الرجل في األحكام، كاإلرث والديات ونحوها، فكيفجـال قpوامـونp عpلpىتجعلونها كالرجل في الحق، مع أن الله تعالى قـال: الر

ساء .(3)وللرجال عليهن درجة، وقال: النــاك ثالث الثالث: إن األكثرية قد تكون أقلية في الواقع، كما إذا كانت هن تكتالت اختارت خمس وثالثون من تكتل زيدا، وثالث وثالثون عمروا، واثنــانــه ــذ ب وثالثون بكرا، كان معنى بترجيح األكثرية أن رأي خمس وستين ال يؤخ

ألجل رأي خمس وثالثين.ــة المطلقــة في جــانب، فلمــاذا تســحق رأي ــو فــرض األكثري ــع: ل الراب

، وفي حــديث(4)ال يتــوى حــق امــرئ مســلماألقلية، وقد ورد في الحديث: وال تبطل حقوق المسلمين في ما بينهمآخر مذكور في باب نكاح األولياء:

(5).

.116 األنعام: اآلية سورة)?( 1.9 الزمر: اآلية سورة)?( 2.33 النساء: اآلية سورة)?( 3.55 الباب308الرضا: ص فقه)?( 4.9 ح6 الباب147 ص2المستدرك: ج)?( 5

54

لكن هذه اإلشكاالت كلها غير واردة. إذ يرد على األول: إن الله لم يذم األكثرية مطلقـا، بـل ذمهم في زمــان كون األكثرية منحرفة عن سبيل الله، ولذا لم يكن األمر كذلك فيما إذا كان هناك أكثرية نسبية، كما في )سبيل المؤمنين( إذا كانوا ذهبوا إلى شــيء، أو كــان أكثريــة مطلقــة إذا كــان أهــل األرض مؤمــنين، كمــا في زمــان اإلمــام المهدى )عليه السالم(، وكما في زمان نوح )عليــه الســالم( بعــد نجاتــه من

السفينة، حيت لم يبق في األرض إال المؤمنون. وpقpليـــل من عبـــاديpومنـــه يعلم الجـــواب عن ســـائر اآليـــات، مثـــل:

.(1)الشكور باإلضافة إلى أنه يمكن أن يقال: إن المراد الشــكر الكامــل، إلى غيرهــا

مما ال يخفى. ويرد على الثاني: إن هنــاك حقوقــا مشــتركة، وحقوقــا خاصــة بكــل منــكال، ــر في اإلش ــا ذك ــر م ــل إلى آخ ــالم والجاه ــذكورة، كالع ــام الم األقس

والحقوق المشتركة ال تفاوت فيها، واالنتخاب من هذه الحقوق. أما أن الحقوق المشتركة ال تفاوت فيها فواضــح، ولــذا نــرى أن رســول الله )صلى الله عليه وآله( كان يقسم الغنــائم بين الشــجاع وغــير الشــجاع، والعالم وغير العــالم، والعــادل والفاســق، على نهج واحــد، وكــذا فعلــه علي )عليه السالم(، بل هو الحكم اإلسالمي العام، ولهــذا الســبب نــرى أيضــا أن الحكم في المواريث والــديات والنكــاح والطالق وكثــير من األحكــام كــذلك، فإن العالم يرث كمثل الفاسق، وإن العادل القاتل يقتل كما يقتــل الفاســق قصاصا، وحقوق الزوجين ال فــرق في أصــولها بين الشــريف والوضــيع، إلى

غير ذلك. وأمــا أن االنتخابــات من قبيــل المــذكورات، فلوضــوح أن الــرئيس يــدير

شؤون

.13 سبأ: اآلية سورة)?(155

األمة، فلكل الحق في اختيار رئيسـه، كمـا لـه الحـق في اختيــار مقلـدهــه ال وإمام جماعته وقاضيه، ولعل وجه عدم التفاوت في األمور المذكورة أن ميزان معين للتفاوت، مثال إذا لوحظ ميزان العلم فأي قدر من العلم يوجب التميز، وأي علم هو الميزان، وهل للذكاء مــدخل إذا صــار العلم في طــرفــانب والذكاء في جانب، وهل للمكانة االجتماعية مدخل إذا كان العلم في ج والمكانة المسببة لقوة المكانة وثقلها في الترجيح لنفع المنتخب في جــانب

آخر، إلى غير ذلك. ثم إن كــون المــرأة نصــف الرجــل في بعض األمــور ال يلــزم أن يكــون نصفها في بعض، ولعل الشارع جعلها نصفا في مثل المــيراث والقتــل إنمــا كان لحكمة خارجية، مثل أن المرأة واجب النفقة للرجل، أما وبنتــا وزوجــة، فهي تأخذ بالنتيجة من مال الرجل فيكون لها الميراث مثــل مــا للرجــل في أخير المرحلة، وفي باب القتل ألن الرجل أكثر فائــدة للحيــاة، إذ يقــوم هــو بدور أهم في البناء والعمــران، ولــذا نــرى أغلبيــة المكتشــفين والمخــترعين وقواد الجيوش من الرجال، لخشونة طبعهم ولعقالنيتهم، إلى غــير ذلــك من

العلل المذكورة في محالها. وإن شــئت قلت: األصــل في الرجــال والنســاء التســاوي إال مــا خــرج، وليس ما نحن فيه ممــا خــرج، ولــذا نــرى تسـاويهما في العقائــد والعبــادات

والمعامالت والفضائل والمحرمات والرذائل وغير ذلك. ويــرد على الثــالث، أوال: إن صــيرورة األكثريــة أقليــة نــادرة، واألحكــام االجتماعية مبنية على غير النــوادر، ولــذا إذا قــالوا إن أصــحاب رســول اللــه )صلى اللــه عليــه وآلــه( كــانوا خــير أمــة، أو المدينــة الفالنيــة جميلــة، أو أن الطائفــة الفالنيــة كرمــاء، أو أن القبيلــة الفالنيــة شــجعان، أريــد بكــل ذلــك

األكثرية منهم ال الكل.

56

وثانيا: إن األكثرية تتراوح، فقد تكون لها أكثرية، وقد تكــون لــذاك، كمــا نشــاهد في األحــزاب الغربيــة، ويكــون الــرئيس تــارة من هــؤالء وتــارة من

هؤالء. وثالثــا: إن األقليــة تشــترك في التعــارف في الحكم، فــإن لم يكن منهم

رئيس كان منهم وزير، كما هو المشاهد في الحكومات الديمقراطية. ورابعا: إن األقلية هي التي رضيت بهذا النظام حسب الفرض، وإال فــإن لم ترض جاز أن يصافق الجميع على مشاركة رؤساء األقليــة واألكثريــة في

الحكم، وتكون القرعة فاصال في مورد الخالف. وخامسا: إن تقديم األكثرية هو من مســتلزمات المشــورة المقــررة في

الكتاب والسنة واإلجماع والعقل، كما عرفت جملة منها في ما تقدم. ويرد على الرابــع: مــا ظهــر في جــواب الثــالث من أنــه ال إبطــال لحــقــر بين األهم والمهم، واألهم ــاب دوران األم ــه من ب ــة، وإن بطــل فألن األقلي

مقدم على المهم دائما.

57

الرئيس(( تصرفات ))ضوابط الظاهر أنه يشترط في تصرفات رئيس الدولة اإلسالمية (:5)مسألة

أن تكون تابعة للمصــلحة، فال يصــح التصــرف الــذي ليس بمصــلحة، وإن لميكن مفسدة، ويدل عليه األدلة األربعة:

pتيم إال بالتي هيpاألول: الكتاب الحكيم، قال سبحانه: بوا مالp الي pقرp وpال تن pحسp فإنه يفهم منه باألولى عدم جواز التصرف في أمور األمــة بــدون،(1)أ

الصالح، ألنه ال شك في كونه أهم من مال اليتيم.ــام ــوال األيت ــرف في أم ــرفاته يتص ــه بتص ــافة إلى أن الفقي ــذا باإلض هــالتي هي أحســن، فكيــف وأنفســهم، وال يجــوز التصــرف في أمــوالهم إال ب

بالتصرف في أنفسهم.ــلبل يمكن أن يستدل لذلك بقوله سبحانه: pلواح من ك pه في األ pبنا ل pت وpك

ــذوا pأخ ــكp ي pومpــر ق ــوة وpأم يء فpخــذها بق pــل شــ pفصــيال لك ـة وpت pوعظـpيء م pشــ نها pحسp ، بضميمة استصحاب الشــرائع الســابقة، وأن األخــذ باألحســن ال(2)بأ

يراد به ما ليس بمفسدة، بل ما كان صالحا.ــل، و(3)ال يتوى حق امرئ مسلمالثاني: السنة المطهرة، مثل: ال تبط

، فإن عدم مالحظــة المصــلحة إبطــال لحــق(4)حقوق المسلمين فيما بينهم المسلمين، مثال إذا كان قيمة الطائرات في األسواق مليــون دينــار، وأمكنــه أن يشتريها بمليون إال خمسين ألفا فلم يفعل ذلك، فإنــه يصــدق عرفــا أنــه أبطل حق المسلمين، باإلضافة إلى أنه كثيرا ما يصدق عليه أنه أضــرهم فال

ونحوه، وفي الحديث المتقدم عن اإلمام الرضا )عليــهال ضرريجوز لدليل السالم( إلماع إلى ذلك.

.152 األنعام: اآلية سورة)?( 1.145 األعراف: اآلية سورة)?( 2.308الرضا: ص فقه)?( 3.9 ح6 الباب147 ص2المستدرك: ج)?( 4

58

الثالث: اإلجماع، الذي ادعاه بعضهم في شرحه للعروة في باب التقليــدفي مسألة والية الفقيه.

الرابع: العقل، فإن جعل الوالية إنما هو باعتبار المحافظة على مصــلحةــة ــدم المفســدة خالف الحكم ــول إلى ع ــا والتق ــدم رعايته المســلمين، فع المجعول ألجلها الوالية، وبذلك يظهر أن قول بعضهم بكفاية عدم المفسدة

لألصل محل منع. ثم الالزم على الرئيس مراعاة االحتياط بكل حزم ورؤيــة، فــإن منصــبه

أخطر من منصب القاضي، وقد ورد فيه روايات شديدة.من جعل قاضيا ذبح بغير سكينفعن النبي )صلى الله عليه وآله( قال:

(1). يــاوقال أمير المؤمــنين )عليــه الســالم( في روايــة إســحاق بن عمــار:

.(2)شريح قد جلست مجلسا ال يجلسه إال نبي أو وصي نبي أو شقيأقول: المراد بوصي النبي أعم من كل مأذون كما ال يخفى.

القضــاةوفي رواية الــبرقي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: أربعة، ثالثة في النار، وواحد في الجنة، رجل قضى بجور وهو يعلم فهــو في النار، ورجل قضى بجور وهو ال يعلم إنه قضى بجــور فهــو في النــار، ورجــل

بحق وهــو يعلم فهــو فيقضى قضى بحق وهو ال يعلم فهو في النار، ورجل .(3)الجنة

من حكم في درهمين بغــير مــا أنــزل اللــهورواية الصدوق في الفقيه: .(4)عزوجل فقد كفر بالله

.8 ح3 الباب8 ص18الوسائل: ج)?( 1.2 ح3 الباب6 ص18الوسائل: ج)?( 2.6 ح4 الباب11 ص18الوسائل: ج)?( 3.1 ح2 الباب3 ص3الفقيه: ج)?( 4

59

.(1)من حكم في درهمين فأخطأ كفروفي رواية أخرى: إذا كان الحاكم يقول لمن عن يمينه ولمن عن يسارهوفي رواية ثالثة:

.(2)ما ترى ما تقول، فعلى ذلك لعنة الله والمالئكة والناس أجمعين من حكم في درهمين بغير ما أنــزل اللــه فهــووفي صحيحة أبي بصير:

.(3)كافر بالله العظيمــي بينوفي رواية أنس، عن النبي )صلى الله عليه وآله(: لسان القاض

.(4)جمرتين من النار حتى يقضي بين الناس، فإما في الجنة وإما في النارــه الســالم( البن أبي ليلى ــد اللــه )علي ــو عب ــة ســعيد، قــال أب وفي رواي

مــا تقــول إذا جيء بــأرض من فضــة وســماء من فضــة ثم أخــذالقاضــي: رسول الله )صلى الله عليه وآله( بيدك فأوقفــك بين يــدي ربــك، فقــال: يــا

.(5)رب إن هذا قضى بغير ما قضيتإلى غيرها من الروايات الكثيرة.

عن علي )عليــه الســالم( وقد ورد في خصوص الحكم ما رواه الدعائم، كــل حــاكم يحكم بغــير قولنــا أهــل الــبيت فهــو طــاغوت. وقــرأ:إنــه قــال:

كفروا بهp pموا إلى الطاغوت وpقpد أمروا أن ي pحاك pت .)6((7)يريدونp أن ي

.5 ح5 الباب18 ص18الوسائل: ج)?( 1.1 ح4 الباب158 ص18الوسائل: ج)?( 2.2 ح5 الباب18 ص18الوسائل: ج)?( 3.2 ح12 الباب166 ص18الوسائل: ج)?( 4.9 ح4 الباب8 ص18الوسائل: ج)?( 5.60 النساء: اآلية سورة)?( 6.7 ح4 الباب173 ص3المستدرك: ج)?( 7

60

ثم إن المراد بالكفر في بعض الروايات السابقة الكفر العملي ال الكفــر.(2)، وأن النمام كافر(1)العقيدي، كما ورد أن تارك الحج كافر

أو المراد التشبيه من جهــة التخويــف والمبالغــة، لضــرورة أن المعصــيةبغير إنكار الضروري ليست سببا للكفر.

))رئيس الدولة واالستشارة(( كما أن الالزم على رئيس الدولة اإلسالمية االستشارة، كما كان رســول الله )صلى الله عليه وآله( يستشير أصحابه مع وفور رأيه وعصمته ورجحان عقله، وأن يأخذ حسب الظـاهر بــآرائهم، وإن كـان يطـابق رأيـه في الواقــعــه( آراءهم، فإن ذلك تسليما واستمالة، فإن رسول الله )صلى الله عليه وآل

كان يفعل ذلك لهذين األمرين، وإال لم يكن محتاجا آلرائهم كما هو واضح. وأن يتصف بالصفات التي تقدمت في الثامن عشر من المسألة الثالثة،

أي أن ينتخب المسلمون من له تلك الصفات.ــالم( إلى وأن يذاكر العلماء دائما، ففي نهج البالغة فيما كتب )عليه الس

واجلس لهم العصــرين فــأفت المســتفتي، وعلم الجاهــل،قثم بن العباس: . ودعوى السيد الرضي مــع نســبة )نهج البالغــة( إلى اإلمــام(3)وذاكر العالم

)عليه السالم( يكفي في حجية سنده، فحاله حال )من ال يحضره الفقيه(.

.49 ص74البحار: ج في كما)?( 1.435األخالق: ص مكارم)?( 2.67 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 3

61

(للشرائط( جامع هو لمن التصدي ))استحباب الظـاهر اســتحباب السـعي من العـالم الجــامع للشـرائط(:6)مسألة

لنيل منصب الرئاسة في الدولة اإلسالمية بقصد إقامة األحكام إذا كان يرى نفســـه أكفـــأ من غـــيره، أو أراد طلب الثـــواب، قـــال ســـبحانه في ذلـــك:

pنافسونp pنافpس المت pت .(1)فpلي أما إباء علي )عليه السالم( عن تقلد الحكم بعد عثمان، فقد كان ألجــل إتمام الحجة على الــذين يشــقون العصــا بعــد البيعــة، كمــا أتم عليهم بــذلك الحجة بعد ذلك، وقد أشار )عليه الســالم( إلى شــيء من ذلــك في الخطبــة

لوال حضــور الحاضــر وقيــام الحجــة بوجــودالشتشقية، قال )عليه السالم(: الناصر، وما أخذ الله على العلمــاء أن اليقــاروا على كظــة ظــالم وال شــغب

.(2 )مظلوم أللفيت حبلها على غاربها( مما يدل على وجوب القيام بــاألمر مــع المكنــة، فــإن كــان واحــدا وجب عليه عينا، وإن كان متعددا وجب عليه كفاية، فــإن في ذلــك أســوة باألنبيــاء واألئمة )عليهم السالم( حيث طلبوا الحكم، باإلضافة إلى أنه مقدمــة إقامــة

pقيموا الدينpالدين ونشر العلم وقطع دابر الظلمة، قال تعالى: pن أ .(3)أ كما أن إظهار اإلمام الحســين )عليــه الســالم( أن أصــحابه في حــل من

ــبب(4)بيعته ، كان ألجل أنه أراد هدم صروح األمويين ومن على شاكلتهم بس المظلومية، كما فعل ذلك بالفعل، ولذا وقف إلى اليوم )عليه السالم( خطا في قبــال الحكــام الجــائرين، وهــذه الغايــة ال تتــأتى إال بمــا يكــون في غايــة المظلومية، ومراده )عليه السالم( بحل البيعــة، البيعــة الــتي بــايعوه بهــا، ال البيعة التي في أعناقهم من الله سبحانه، حيث إنــه إمــام مفــترض، كمــا أن

إرساله الرسل إلى أهل البصرة وأهل الكوفة يستنجدهم

.26 المطففين: اآلية سورة)?( 1.3 رقم البالغة: الخطبة نهج)?( 2.13 الشورى: اآلية سورة)?( 3المفارقة. في الرخصة في ،86للمقرم: ص الحسين مقتل)?( 4

62

لنصرته كان ألجل إتمام الحجة، ومزيدا في إظهار المظلومية، كما يقالــرة إنه استنجد فلم ينصره أحد، وال تنافي المظلومية مع تلك الحروب المري التي خاضها هو )عليه السالم( وأصــحابه )عليهم السـالم(، وذلـك ألن يعطي طالب الحق درسا في الثبات وإيقــاع أكــبر الهــزائهم بأصــحاب الباطــل وإن

علموا أن المصير الموت. ومنه تعلم محــرر الهنــد غانــدي حيث قــال: تعلمت من الحســين )عليــه

السالم( أن أكون مظلوما فأنتصر. أما اإلمام الصادق )عليه السالم( فإنما لم يقبــل الرئاســة حيث عرضــها عليه أبو مسلم الخراساني فألنه كان أمامه خياران، إما أن يقبــل ويقــع آلــة بيد أبي مسلم وأتباعه، حيث إنه بحكم كونــه ثــائرا كــان بيــده القــوة، وكــان معنى ذلك أن يكون اإلمــام ســتارا لهــوى أبي مســلم وجماعتــه ال أن يكــون بيــده الحكم والســلطة، أو يقبــل الحكم ويكــون ديكتــاتورا يــزيح أبي مســلمــوجب ذلــك تحطم ــا مســلم، وي ــل أب ــه المنصــور حيث قت ــالقوة، كمــا فعل ب معنويات اإلمــام وإخراجــه عن كونــه أســوة صــالحة للمســتقبل، وهــذا كــان

أسوأ. واإلمام الرضا )عليه السالم( لم يقبل والية العهــد إال بــالقوة، ألنــه كــان يعلم كذب المأمون، وإنما قبل أخيرا ال لخوفــه من المــوت من أجــل تهديــد المأمون، بل إلرادته إسقاط شرعية حكم المأمون، حيت إن ولي العهــد إذا لم يتدخل في أي شأن من شؤون الدولة كان ذلك وصــمة عــار على جــبينــة الدولة، وداللة على عدم اعترافه بالشرعية، وبذلك هدم اإلمام أسس دول

المأمون. وهنا سؤال يفرض نفســه، وهــو أنــه ألم يكن بإمكــان األئمــة الطــاهرين

)عليهم السالم( أن يجمعوا أصحابهم وينظموهم ويثوروا ويأخذوا الحكم.

63

ــور والجواب: إنه كان بإمكانهم ذلك، إال أن ذلك كان يسبب لهم ثالثة أمكلها خالف المصلحة.

األول: عدم إمكانهم تثقيف األمة بالثقافة الفقهية اإلسالمية، ألن لــوازم الحكم من الحرب والسلم، وتقسيم المال واإلدارة وغيرها ال يدع لهم مجاال للتثقيف، ولذا نرى أن الرسول واإلمام )عليهما السالم( حيث كانا مشغولين بــذلك لم يتمكنــا من نشــر جميــع األحكــام بالقــدر الكــافي، ولم ينشــر من

آثارهما الفقهية إال القليل، مع أن وضع القانون من أهم األمور. الثاني: إن توسعة البالد اإلســالمية ودخــول الثقافــات األصــولية الغربيــة والشرقية كفلسفة الرومان والفرس في أذهان المسلمين كــان من أخطــر ما يكون على مباني اإلسالم وعقائدها التي هي سبب سعادة البشــر، وهــذا كان بحاجة إلى أكبر قدر من العمل والجهد والتثقيف لتقوية مباني اإلسالم، مما كان البد من أحد أمرين: إما الحكم، وإمــا بيــان أســس اإلســالم، وكــان الثــاني أرجح المتــداد ذلــك طــول األجيــال، ولــذا اختــار اللــه لألئمــة )عليهم

السالم( أن يقوموا بهذا الدور.وال يقال: كيف فpهم األصول سبب سعادة.

ألنه يقال: أما السعادة اآلخرة فواضح، وأما ســعادة الــدنيا فمثال عقيــدةــده، فال يكــون التوحيد أصل لتساوي الناس أمام الله سبحانه، ألن كلهم عبي هناك تفاضل إال بالتقوى، ومعنى ذلك أن الميزان هــو الكفــاءات، إذ التقــوى تفجير لكل كفاءات اإلنسان من صدق وأمانة ووفاء وتعاون وغيرهــا، وجعــل

الكفاءات ميزان اإلنسان هو إسعاد البشرية كلهم. ثم إن األئمــة )عليهم الســالم( في نفس الــوقت الــذي كــانوا يشــرحون القوانين اإلسالمية في أساس فقهية وكانوا يهيئون مقــدمات إســعاد البشــر

إلى األبد

64

كــانوا يعملــون األعمــال السياســية بواســطة أوالدهم وتالميــذهم، ولــذا قامت الثورات الشيعية في طول البالد وعرضها ابتداء من ثورة المختار، ثم ثورة طباطبا ووصولهم للحكم في العراق قبــل ســنة المــائتين من الهجــرة، ثم الداعي الكبير في إيران، وقبلــه األدارســة في المغــرب، إلى غيرهــا من الثورات الــتي وصــلت إلى الحكم، مــع الغض عن مثــل ثــورة زيــد وعيســى ويحــيى وغــيرهم، وبــذلك جمــع األئمــة )عليهم الســالم( بين السياســة وبين التثقيــف الفقهي وبين إرســاء دعــائم األصــول اإلســالمية الــتي هي أســباب سعادة البشر، وإذا كانوا يأخذون بزمام الحكم فاتهم األمران األوالن، ولهذه

األمور تفاصيل تاريخية لسنا بصددها اآلن. وكيف كان، فالمستحب لإلنسان الجامع للشرائط السعي لنيل الرئاســة إذا رأى نفسه أكفأ، أو أراد الثواب واألجر، أما إذا رأى توقف تطبيق اإلسالمــة على كال ــة األربع ــه، واألدل ــات علي ــذلك من أوجب الواجب على رئاســته ف

األمرين موجودة، وال بأس بالتبرك بذكر واحد من الروايات في هذا الباب. فقد روى تحف العقول، عن الحســين بن علي )عليــه الســالم(، ويــروى

اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله بهعن أمير المؤمنين )عليه السالم( قال: ــازل إلى أن قال: أولياءه وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من من

العلماء لو كنتم تسعون ذلك، بأن مجاري األمور واألحكام على أيدي العلماء بالله، األمناء على حالله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وما سلبتم ذلك إال بتفرقكم عن الحق واختالفكم في السنة بعــد البينــة الواضــحة، ولــو صبرتم على األذى وتحملتم المؤنة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد،

.(1) الخبروعنكم تصدر، وإليكم ترجع

.168العقول: ص تحف)?( 165

بل الظاهر أن ذنب العصاة يكون على من يقــدر ثم ال يقــدم، فقــد رويــه المفيد )رحمه الله( عن الحرث بن المغيرة، قال: لقيني أبو عبد الله )علي

، قلت: نعم، فقــال:يــا حــرثالسالم( في بعض طرق المدينة قبال، فقال: ألحملن ذنوب سفهائكم على حلمائكم :قلت: ولم جعلت فداك، قال ،ــا م

يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون مــا يــدخل علينــا منــه العيب ، قلت: إذا العند الناس واألذى أن تــأتوه وتعظــوه وتقولــون لــه قــوال بليغــا

ــالم(: ــه الس ــال )علي ــا، ق ــا وال يطيعن ــل من ــوايقب ــاهجروه واجتنب ــإذا ف ف .(1)مجالسه

.63 ح8 الباب22 ص2البحار: ج)?( 166

للشرائط(( الجامع الفقيه ))رئاسة الرئاسة للفقيه الجــامع للشــرائط واجب كفــائي إذا كــان(:7)مسألة

هناك أفراد متعددون صالحون لســد هــذا المنصــب، وإذا لم يكن إال شــخص واحد فرضا وجب عليه عينا بال إشــكال، وذلــك لألدلــة العامــة الــتي تقــدمت

بعضها. كما أن الناس يجب عليهم تعيين الواحد عينــا، وتعــيين أحــدهم إذا كــانوا

متعددين كفاية. ويجب على الناس معاداة أئمــة الجــور والتنقيض منهم واالســتمرار في ذلك حتى ســقوطهم، ورجــوع األمــر إلى من عينــه اللــه ســبحانه، كــل ذلــك لألدلة العامة في باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكــر، واألدلــة الخاصــة الدالة على وجوب كلمة الحق عند السلطان الجائر، وفعــل األنبيــاء واألئمــة

)عليهم السالم( مع الطغاة والظلمة. فقد روى الشيخ المفيد في قصة إخراج أبي ذر )رحمه الله( من الشام، قال: إن الناس خرجوا معه إلى دير المران فودعهم ووصاهم، إلى أن قال: )أيها الناس اجمعوا مع صالتكم وصومكم غضـبا للـه عزوجـل إذا عصـي في األرض، وال ترضوا أئمتكم بسخط الله، وإن أحدثوا ما ال تعرفــون فجــانبوهم وأزروا عليهم وإن عذبتم وحرمتم وسيرتم حتى يرضــى اللــه عزوجــل، فــإن

.(1)الله أعلى وأجل ال ينبغي أن يسخط برضا المخلوقين( الخبر وال يخفى أن ذلك إنما هو إذا لم يكن هنــاك أمــر أهم يقتضــى المــراودة وتقبل الوظيفة، كما ذكره الفقهاء في باب معونة الظالم، ولذا قبل يوســف )عليه السالم( وزارة ملك مصر، وكان في بالط فرعون عمران أبو موســى الكليم )عليه السالم(، ومؤمن آل فرعون، وكان أبوذر )رحمه اللــه( يحــاربــارتي في جيش معاوية مع الروم، وسلمان وحذيفة وعمار وأضرابهم في أم

البصرة والمدائن.

.7 ح7 الباب362 ص2المستدرك: ج)?( 167

وقــد ورد في األحــاديث جهــاد الحســن )عليــه الســالم( في فتح إيــران،وجهاد الحسين )عليه السالم( في فتح إفريقيا، إلى غير ذلك.

ــلح وكان من هذا الباب ما أظهره اإلمام الحسن )عليه السالم( من الص مع معاوية، مع أنه كان في الحقيقة ألجل تربية المجاهدين الــذين يفجرونهــا ثورة عارمة بقيادة اإلمام الحسين )عليه السالم( ال في وجه يزيد وبني أمية فحسب، بل في وجه كل ظالم إلى يوم القيامــة، ولــذا تمكنت هــذه الثــورة أن تقلــع جــذور تلــك االســتبدادات واالســتهتارات بحقــوق النــاس من قطــع الروؤس والطواف بها وإحراق الــبيوت ومــا أشــبه، ولــذا ال تجــد في عالمنــا اليوم من هذه األمور أثرا، وسوف تستمر ثورة اإلمــامين )عليهمــا الســالم( التربوية والمواجهية حتى يأتي يوم ال تجد لظلم الحاكم على المحكــوم أثــرا في كل الكرة األرضية بإذن الله تعالى، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في كــتيب

صغير بعنوان: )ثورة اإلمام الحسن عليه السالم(.

))تزاحم الفقيهين(( ثم إنه ال إشكال في جواز تــزاحم فقيهين أو أكــثر لنيــل مرتبــة الرئاســة للدولة اإلسالمية، لألصل بعد عدم الدليل على عدم جواز ذلك، وما دل على أنه إذا حكم بحكمهم )عليهم السالم( ال يجــوز رده ال يشــمل نيــل الرئاســة،

فحال ذلك حال تشاح إمامين على إمامة الجماعة. كما أنه ال دليل على لزوم تعيين الناس ألحدهما، بــل ظــاهر أدلــة جــواز

إرادة أحد الخصمين قاضيا والخصم اآلخر قاضيا آخر، جواز ذلك بالفحوى. لم يجــز لفقيــه آخــر مزاحمتــه ونقض(1)نعم إذا أشغل المنصب أحــدهم

حكمــه، كمــا أفــتى بــذلك غــير واحــد، ألنــه بإنصــابه يكــون من أولي األمــر،ولp وpأولي األمــر منكمفيشمله دليل pطيعــوا الرســ pطيعــوا اللــه وpأ ، ولمــا(2)أ

تقدم في كتاب اإلمام

وكان)?( 1 عزوجل. الله رضا إلى مضافا وانتخابه الناس رضا ومنها للشروط، جامعا.59 النساء: اآلية سورة)?( 2

68

أمير المؤمنين )عليه السالم( إلى معاوية، وألنه يوجب النزاع والخصــامعالذي ال يرضى به الشارع قطعا، وقــد قــال ســبحانه: pلى ســpـو pـ ى فيpوpإذا ت

دp فيها ، وذلــك شــامل للفســاد المــوجب من معارضــة ولي(1)األرض ليفســ.(2)األمر

.205 البقرة: اآلية سورة)?( 1األعم. بالمعنى)?( 2

69

مفتوح(( االجتهاد ))باب(:8)مسألة باب االجتهــاد مفتــوح في وجــه الفقيــه، إذ ليس معنــاه إال

ــذه المصــادر ــل ه ــل، وك ــاع والعق ــاب والســنة واإلجم فهم الحكم من الكت موجودة، وما دل على الرجوع إلى الكتاب والسنة واإلجماع والعقل لم يكن

وpلكنخاصا بزمــان دون زمــان، بــل مقتضــى أبديــة الــدين، كقولــه تعــالى: pين pمp النبي سولp الله وpخــات pر(1) :)وكقولــه )عليــه الســالم ،حالل محمــد حالل

، وغيرهمــا أبديــة(2)إلى يوم القيامة، وحرام محمــد حــرام إلى يــوم القيامةاالجتهاد.

pا القرآنp للذكر فpهpل من مدكرقال سبحانه: pسرن pقpد ي .(3)وpلــا لنوقال )صلى الله عليه وآله(: إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم بهم

.(4)تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله، وعترتىــرهم )عليهم الســالم(، كمــا أن ــالعترة قــولهم وفعلهم وتقري والمــراد ب العترة شاملة للرسول )صلى الله عليه وآله( إما باألولوية وإمــا بتقــريب أن اإلطالق يشمله، مثل: )آل إبراهيم( و)آل عمران( و)آل لوط( و)آل فرعون( المستعمالت في القرآن الحكيم حيث تشمل )إبراهيم( و)عمــران( و)لــوط( و)فرعون(، فال يشكل أن الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( خلــف أحاديثــه

فلماذا لم يذكرها في هذا الحديث. ، فــالمراد بالســنة أعم من العــترة،(5)أما من رواه )كتاب اللــه وســنتي(

ألنهم )عليهم

.40 االحزاب: اآلية سورة)?( 1.47 ح12 الباب124 ص18الوسائل: ج)?( 2.17 القمر: اآلية سورة)?(3.9 ح5 الباب19 ص18الوسائل: ج)?( 4الرواية. صحة فرض لو)?( 5

70

السالم( كالرسول )صلى الله عليــه وآلــه( قــوال وفعال وتقريــرا، بــل هم امتداد له، كما أن باقي األئمة )عليهم السالم( امتــداد لعلي )عليــه الســالم(ــة )عليهم ــا( حصــر فال يشــمل ســائر األئم ــال )إنم ــة، فال يق ــة الوالي في آي

السالم(، هذا بالنسبة إطالق أدلة الرجوع إلى الكتاب والسنة. وأما إطالق أدلة الرجوع إلى اإلجماع والعقل، فإن قوله )عليه السالم(:

فإن المجمع عليه ال ريب فيه(1) :)وقوله )عليه السالم ،إن لله حجتين(2)، فإنهما مطلقان شامالن لكل زمان ومكان، هذا باإلضافة إلى ضــرورة عــدم

غلق باب االجتهاد عندنا.أما العامة الذين غلقوا باب االجتهاد فكان له سببان:

األول: إنهم رأوا الفساد الناشي من انفتاح بــاب االجتهــاد، حيث إن كــل إنسان فعــل محرمــا قطعــا وقــال: إنــه اجتهــاده، وإن )المصــيب لــه أجــران

، فمعاوية حارب عليا )عليه السالم( ألنه مجتهد!،(3)والمخطئ له أجر واحد( ويزيد قتل الحسين )عليه السالم( ألنه مجتهد!، والمــأمون علــق رأس أخــاهعلى باب داره ألنه مجتهد، والمتوكل كان يشرب الخمر ألنه مجتهد، وهكذا.وإلى هذا أشار السيد محمد باقر الطباطبائي )رحمه الله( في قصيدته:

حتى رأيتم بلغ السيل الزبى جعلتم التقليد فيه مذهبا

الثاني: إن الحكام أرادوا أن يفعلوا كل شيء وال يكون لهم معارض منــام ــاد وفهم األحك العلماء، إذ لو كانت السلطة فقط بيد الحكام وكان االجته

بيد العلماء كان العلماء يعارضون الحكام في مناكيرهم.أما إذا انسد باب االجتهاد، وكان العالم ناقال عن األئمة األربعة، وهم لم

.1 ح9 الباب75 ص18الوسائل: ج)?( 1.288العقول: ص تحف)?( 2.16 ح63 ص4الغوالي: ج في وكما ،198 ص4حنبل: ج بن أحمد مسند)?(3

71

يقولوا في هذا الفرع المحرم الــذي يريــد الســلطان ارتكابــه، أو الفــرع الواجب الذي يريد السلطان اجتنابــه شــيئا، فال يحــق للعــالم أن يقــول بأنــه حرام فلمــاذا يــرتكب، أو واجب فلمــاذا يــترك، وبــذلك يســتريح الحــاكم من

مزاحمة العالم له.ولكن ال يخفى بطالن كال مستندي غلق باب االجتهاد.

إذ يرد على األول: إنه ال يحق ألحد أن يجتهد في قبــال النص، وقــول إن معاويـــة وأضـــرابه كـــانوا مجتهـــدين، لم يكن إال تـــبريرا تافهـــا لجـــرائمهم

ومنكراتهم، ولذا لم يقبله عقالء المسلمين من أول يوم. ويرد على الثاني: إن السطان إذا أراد ارتكاب المنكر لم يفرق أن قــال بذلك أئمة المــذاهب أم ال، فالعــالم الــورع عليــه أن ينهى وإن لم يجــد هــذا المصــداق في كالم أحــد من أئمــة المــذاهب، وغــير الــورع ال يهمــه عصــيان

السلطان وإن وجده في كلمات األئمة كلهم. وعلى أي حال، فباب االجتهاد مفتوح، وغلقه ســبب جمــود أهــل الســنة،ــول كما أن جعلهم األئمة األربعة دون سائر المجتهدين كان عمال سياسيا تح فيما بعد إلى مسلك ديني لهم، ثم جــاء دور الوضــاعين ليختلقــوا األســاطير

حول األربعة، كما يظهر ذلك من مطالعة كتاب )الغدير( وغيره.

))معنى االجتهاد(( وكيف كان، فاالجتهاد إنما هو في تطبيق األصول على الفروع، كما قـال

.(1)علينا األصول وعليكم الفروعاإلمام الرضا )عليه السالم(: ــرامين أو ــبين أو ح ــارض واج ــورة تع ــه فهم )األهم والمهم( في ص ومن واجب وحرام، ولذا أفتى الفقهاء بجواز قتل المسلم الذي تترس بــه الكفــار

إذا توقف الفتح

.152 ح6 الباب41 ص18الوسائل: ج)?( 172

ال يتــوى حــقعلى قتله، كفهم مــوارد ســائر القواعــد العامــة، كقاعــدة النــاس مســلطون، وقاعــدة (2)ال ضرر وال ضرار، وقاعدة (1)امرئ مسلم

، وقاعدة(4)ما ال يدرك كله ال يترك كله، وقاعدة (3)على أموالهم وأنفسهمالضرورات تقدر بقــدرها(5) وقاعــدة ،من ملــك شــيئا ملــك اإلقــرار به(6)،

، وقاعــدة(7)وأعدوا لهم مــا اســتطعتم من قــوة، وقاعدة ال حرجوقاعدة ، وغيرها، مما يحتاج إليه الفقيه خصوصا إذا كان رئيس الدولة.(8))الشورى(

.308الرضا: ص فقه)?( 1.93 ح220 ص1الغوالي: ج)?( 2.272 ص2البحار: ج)?( 3.207 ح58 ص4الغوالي: ج)?( 4.1640 رقم35 ص2الخفاء: ج كشف انظر)?( 5.225 ص9الكرامة: ج مفتاح)?( 6.160 األنفال: اآلية سورة)?( 7الشورى. سورة من38 واآلية عمران، آل سورة من159 اآلية من المستفادة)?( 8

73

اإلسالمية(( الدولة في المؤسسات دور))ــوف(:9)مســــألة ــ ــالمي يجب أن ينقلب إلى ألـ ــ ــع اإلسـ ــ المجتمـ

ــزام ــار واالنه المؤسسات، حتى يصبح دولة عصرية آمنة من التزعزع واالنهيأمام األعداء.

ولنفرض أوال أن يكــون هنــاك تكتالن أو ثالث مثال، لهمــا فــروع في كــل القرى واألريــاف بــل المــدن الكبــار، يبــدي النــاس نشـاطهم من خالل هــذه

.(1)يد الله مع الجماعةالتكتالت، وفي الحديث الشريف: والتكتل ألجل البناء والمنافســة في الخــير وتقويــة اإلســالم وبالده ليس

واعتصموا بحبل الله جميعا والتفرقا كي يقال: إنه مشمول لقوله سبحانه: ــذهpبp ريحكم، ولقوله سبحانه: (2)تفرقوا p لوا وpت pفشــp عوا فpت pنازp ، وذلــك(3)وpال ت

ألن المراد بالتفرق المنهي عنه ما كان من عداء وبغضاء وتفاخر وما أشــبه، أما ألجل التنافس في الخير وإيجــاد الحمــاس للتقــدم فــذلك محبــوب، قــال

ــبحانه: ونpسـ ــ pنافسـ pنـــافpس المت pت ــبق والرمايـــة(4)وpفي ذلـــكp فpلي ، والسـ والمصارعة، كما روي من إعزاء الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( للحســن

، إنما جعلت لتلك الغايــة، وإن(5)والحسين )عليهما السالم( للمصارعة بينهما كان في ذلك إيجــاد تكتلين أو أكــثر، وقــد كــان التكتــل منــذ زمــان الرســول )صـلى اللـه عليـه وآلـه( بين القبائــل من ناحيـة، وبين األوس والخـزرح من ناحية ثانية، وبين المهــاجرين واألنصــار من جهــة ثالثــة، وقــد كــان الرســول

)صلى الله عليه وآله( أقرها حيث كان يجعل لكل قبيلة رئيسا ولواء.

.3211 ح646الفصاحة: ص نهج)?( 1.103 البقرة: اآلية سورة)?( 2.46 األنفال: اآلية سورة)?( 3.26 المطففين: اآلية سورة)?( 4.7 ح262 ص43البحار: ج في كما)?( 5

74

ــبحانه: ــال س ــاكر، ق ــارف ال للتن ــون التكتالت للتع ـانعم يجب أن تك ـ إنفوا أن pعــارp عوبا وpقpبائلp لت pر وpأنثى وpجpعpلناكم شــ pقناكم من ذpك ل pخp ــد مpكم عن pــر pك أ

pتقاكم .(1)الله أ وحيث إن الزمان الحاضر ال يمكن فيه التكتل القبلي، ألن الثقافة واآللة الحديثة ونوعيــة الحيــاة ال تنحصــر في قبيلــة دون قبيلــة، بــل حســب المهن والثقافات ومــا أشــبه، فالكتلــة أصــحبت تحت وحــدات عصــرية، مثال وحــدةــك، المحامين، ووحدة المعلمين، وكتلة الفالحين، وكتلة العمال، إلى غــير ذل فإذا انحشــرت البالد تحت كتلــتين كبــيرتين مثال إلبــداء نشــاطات السياســة، تنقسم كل كتلة إلى فروع وكتــل صــغيرة الحتــواء مختلــف نشــاطات البنــاء والتقوية والتقدم، وال بأس أن نتعلم من الحضارة المعاصــرة أســباب قوتهــا

لنأخذ بها. .(2)أعقل الناس من جمع عقل الناس إلى عقلهففي الحديث:

.(3)الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أين وجدهاوفي حديث آخر: .(4)الحكمة كالجوهر يؤخذ ولو من فم الكلبوفي حديث ثالث:

.(5)الله الله.. ونظم أمركموقد قال علي )عليه السالم(: والحزب المحظور في اإلسالم هو الحزب الذي ينتهي إلى برلمان يكون بيده التشريع والتنفيذ، أما الحزب بمعنى الكتلة وإن انتهى إلى برلمان بيده

التنفيذ والتطبيق للقواعد

.13 الحجرات: اآلية سورة)?( 1.8 ص1الواعظين: ج روضة انظر)?( 2.80 رقم البالغة: الحكمة نهج)?( 3.81 ص1الخواطر: ج تنبيه انظر)?(4.47 رقم البالغة: الوصية نهج)?( 5

75

.حزب الله(ي )اإلسالمية على متطلبات األمة، فذلك داخل ف وال فرق بين أن تكــون المؤسســات مرتبطــة بالتكتــل الكبــير أم ال، وإن

كان األفضل االرتباط. في هــذه التكتالت هي الــتي تصــلح أن تقفــزةواألفراد المثقفة المجربــ

ســواء في مجلس الــوزراء، أو في مجلس،إلى اإلمــام ألجــل إدارة البالدــفارات ــدي، أو في الس ــة، أو في المجلس البل أو في اإلدارات، أو في،األمالمؤسسات الحكومية، أو الشعبية، أو في غير ذلك.

ــة ــدارس التجرب ــت إال م ــات ليس ــالتكتالت والمؤسس ــة ف وفي الحقيق الحيوية، لتصقيل المواهب وظهور الكفاءات وتبــيين المعــادن المختزنــة في

كل إنسان. الناس معادن كمعادنفقد قال الرسول األكرم )صلى الله عليه وآله(:

.(1)الذهب والفضة وقال اإلمام أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( في فلســفة بعثــة األنبيــاء:

)(2)وليثيروا لهم دفائن العقول. ثم إن الحريات اإلسالمية توفر لكل فرد ولكل كتلة كل أســباب نجاحهــا

أو بنايــة وتســهيالت، وكــل لكتلتــه أعطي أرضاوتقدمها، فكل من يريد مقراــد،من يريد جريدة أو مطبعة، أو مجلة، أو دار إذاعة، أو دار تلفزيون، أو يري

فتح مدرسة أو ناد، أو بناء مسجد أو حسينية أو مكتبة، أو غير ذلك، توفر له الدولة واألمة كل عون وخدمة وإمكانية، وفي مثل هذا الجو تظهر المواهب

وتخدم الكل ويكون التنافس الحر في التقدم والتقديم.

.197 ح177 ص8الكافي: ج)?( 1.1 رقم البالغة: الخطبة نهج)?( 2

76

والفرق في المؤسسات التي ذكرناها بين خارج بالد اإلســالم أو داخلهــا،ــة الســفارات اإلســالمية فتح ــون من مهم ــان من الضــروري أن يك ــذا ك ول

الطريق أمام اإلسالم بكل إمكانياتها. ومن المعلوم أنه إذا تبدلت البالد إلى المؤسسات وحــرض النــاس على إعمال طاقاتهم وتفجير إمكانيــاتهم، وكــانت كــل أقســام الحريــات متــوفرة

قفــز بلــد اإلســالم في أقــل مــدة ممكنــة إلى أعلى مــراتب االجتمــاع،لهم كمــا یظهــر،(1)اإلســالم يعلــو وال يعلى عليه مصــداق اإلنساني، وظهر ثانيا

ــبحانه: ــه سـ ــداق قولـ ـوا وpال وpالمصـ ــ pهن ـونp ت ــ p pعل pنتم األ ـوا وpأ ــ ن pحزp كنتمنإتpمؤمنين(2).

.118 ح226 ص1الغوالي: ج)?( 1.139 عمران: اآلية آل سورة)?( 2

77

اإلسالم(( في والفالح ))العامل للعامل والفالح أهميــة خاصــة في الشــريعة اإلســالمية،(:10)مسألة

فقد ندب اإلسالم إلى طلب الرزق بالعمل، وجعل له أجرا كبــيرا، وقــرر لــه حقوقا وواجبات، وإذا لم يكفه ما حصل وجب على الــوالي إعطــاؤه كفايتــه

من مسكن ومأكل وسائر الحوائج حتى يغنيه الله من فضله.pموالهم حpق والذينقال تعالى: معلوم في أ . (1)للسائل وpالمpحروم

من طلب الــدنياوعن أبي حمزة، عن أبي جعفر )عليــه الســالم( قــال: استعفافا عن الناس وسعيا على أهله وتعطفا على جاره، لقي الله عزوجــل

.(2)يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر وعن أيوب، قال: كنا جلوسا عند أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( إذ أقبــل عالء بن كامل، فجلس قدام أبي عبد الله )عليه السالم(، فقال: ادع الله أن

ال أدعو لــك، اطلب كمــا أمــرك اللــهيرزقني في دعة، قال )عليه السالم(: .(3)عزوجل

ــالم(: وعن موسى بن بكير، قال: قال لي أبو الحسن موسى )عليه السمن طلب هذا الرزق من حله ليعود به على نفســه وعيالــه كــان كالمجاهــد

.(4)في سبيل اللهــول وفي مرفوعة الكوفي، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: قال رس

.(5)العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحاللالله )صلى الله عليه وآله(: وعن كليب، قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: ادع اللــه لي في

الرزق فقد

.19 الذاريات: اآلية سورة)?( 1.5 ح4 الباب11 ص12الوسائل: ج)?( 2.3 ح4 الباب10 ص12الوسائل: ج)?( 3.4 ح4 الباب11 ص12الوسائل: ج)?( 4.6 ح4 الباب11 ص12الوسائل: ج)?( 5

78

.(1)ال، أخرج فاطلبالتاثت علي أموري، فأجابني مسرعا: اقرؤوا من لقيتم منوعن خالد، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:

أصحابكم السالم، وقولــوا لهم: إن فالن بن فالن يقــرؤوكم الســالم وقولــوا لهم عليكم بتقوى الله، وما ينال به ما عند الله، إني والله ما آمــركم إال بمــا نــأمر بــه أنفســنا، فعليكم بالجــد واالجتهــاد، وإذا صــليتم الصــبح فانصــرفتمــيرزقكم ويعينكم ــه س ــإن الل ــوا الحالل، ف ــرزق واطلب ــروا في طلب ال فبك

.(2)عليه أيعجــزوعن العالء، قال: سمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( يقــول:

.(3)أحدكم أن يكون مثل النملة، فإن النملة تجر إلى حجرها وعن الصــدوق، قــال: كــان أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( يخــرج في الهاجرة في الحاجة قــد كفيهــا، يريــد أن يــراه اللــه يتعب في طلب الحالل،

ــالم(: ــه الس ــنين )علي ــير المؤم ــال أم ــال: وق ــترفق ــه يحب المح إن الل .(4)األمين

وعن إسماعيل، عن الصادق )عليه السالم(، عن آبائــه )عليهم الســالم(، من بــات كــاال من طلبقال: قــال رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

.(5)الحالل بات مغفورا له وعن عمر، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: رجــل قــال ألقعــدن ألقعدن في بيتي وألصلين وألصــومن وألعبــدن ربي، فأمــا رزقي فســيأتيني،

.(6)هذا أحد الثالثة الذين ال يستجاب لهمفقال أبو عبد الله )عليه السالم(:

.7 ح4 الباب11 ص12الوسائل: ج)?( 1.8 ح4 الباب12 ص12الوسائل: ج)?( 2.9 ح4 الباب12 ص12الوسائل: ج)?( 3.13 ح4 الباب13 ص12الوسائل: ج)?( 4.16 ح4 الباب13 ص12الوسائل: ج)?( 5.2 ح5 الباب14 ص12الوسائل: ج)?( 6

79

وعن خنيس، قال: سأل أبو عبد الله )عليه السالم( عن رجل وأنا عنده، ، قيــل: فيفمــا يصــنع اليــومفقيل: أصابته الحاجة، قــال )عليــه الســالم(:

، قيــل: من عنــد بعضفمن أين قوتهالبيت يعبد ربه، قال )عليه الســالم(: والله للذي يقوته أشد عبادة منهإخوانه، فقال أبو عبد الله )عليه السالم(:

(1). ــه الســالم( عن ــد )علي ــر بن محم ــال: ســألت جعف وعن الواســطي، ق

هم الزارعون كنوز الله في أرضه، وما في األعمال شيءالفالحين، فقال: أحب إلى الله من الزراعة، وما بعث الله نبيا إال زارعا، إال إدريس فإنه كــان

.(2)خياطا وعن ابن علوان، عن الصادق )عليه السالم(، عن أبيــه )عليــه الســالم(،

كان أمير المؤمنين )عليه السالم( يقول: من وجد ماء وترابا ثم افتقرقال: .(3)فأبعده الله

وعن أبي حمزة، قال: رأيت أبا الحسن )عليه الســالم( يعمــل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت: جعلت فداك أين الرجال، فقــال:

يا علي قد عمل باليد من هــو خــير مــني ومن أبي في أرضهفقلت: ومن ، هــو، فقــال: رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وأمــير المؤمــنين )عليــه السالم(، وآبـائي )عليهم السـالم( كلهم كـانوا قـد عملـوا بأيــديهم، وهـو من

.(4)عمل النبيين والمرسلين واألوصياء والصالحين وعن الشيباني، قال: رأيت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( وبيــده مســحاة وعليه إزار غليظ يعمل في حائــط لــه، والعــرق يتصــاب عن ظهــره، فقلت:

إنى أحب أن يتــأذى الرجــل بحــرجعلت فــداك أعطــني أكفــك، فقــال لي: .(5)الشمس في طلب المعيشة

.3 ح5 الباب14 ص12الوسائل: ج)?( 1.3 ح10 الباب25 ص12الوسائل: ج)?( 2.13 ح9 الباب24 ص12الوسائل: ج)?( 3.6 ح9 الباب23 ص12الوسائل: ج)?( 4.7 ح9 الباب23 ص12الوسائل: ج)?( 5

80

إلى غيرها من الروايات الكثيرة. فعلى الدولة اإلسالمية واألمة المسلمة االهتمام بالعامل والفالح، ونذكر

ذلك في ضمن أمور:

كية(())ال لالشترا األول: ال اشــتراكية في اإلســالم بــالمعنى المســتورد، بــل اإلســالم قــرر

الملكية الفردية بكل ما في الكلمة من معنى، لكن حدد ذلك بأمور: ألــف: أن ال يكتســب المــال من غــير حلــه، كــالخمر والقمــار واألشــياء

الضارة.ــراف ــه اإلس ــات، ومن ــه، كالمحرم ــير حل ــال في غ ــق الم ب: أن ال ينف

والتبذير.ج: أن يعطي حق الله من خمس وزكاة ونذور وكفارات.

ــأن لم د: أن يعطي المال ألجل الضروريات اإلسالمية إذا توقف عليه» ب يكن للدولة مــورد آخــر، ومن ذلــك شــؤون الــدفاع والجهــاد، قــال ســبحانه:

pموال pنفسكجاهpدوا بأ .(1)مكم وpأ ه: ندب اإلسالم إلى الوقوف والصدقات والخيرات والمبرات، كما نــدب

أن ال يربح المؤمن من المؤمن إال بقدر.

))اإلصالح الزراعي المزعوم((ــرب ــا ســماه الشــرق والغ ــاني: ال إفســاد زراعي في اإلســالم، مم الث باإلصــالح الــزراعي كــذبا وزورا، فال يأخــذ اإلســالم أرض المــالكين ـــ الــتي

انتقلت إليهم بالطرق المشروعة ـ ليوزعها على الفالحين.ــ على الفالحين، ــا ـ ــا أكثره ــ وم ــائرة ـ ــوزع األراضــي الب ــل اإلســالم ي ب ويساعدهم بالبذر والتراكتور وسائر اللــوازم، في شــكل قــروض إن لم يكن لبيت المال مال، وفي مشكل منحات إن كان في بيت المال إمكانية، تصلح

كل األرضين وتزرع، وبذلك يكثر الزرع والضرع.

.88 التوبة: اآلية سورة)?( 181

))العامل ال يشارك صاحب المال((ــرك الثالث: ال اشتراكية للعامل مع صاحب المعمل ورب العمل، فال يشــك األرض في العامل مع رب العمل في معمله، كما ال يشرك الفالح مع مال أرضه، بــل لكــل من الجــانبين الحريــة في أن يتعاقــد مــع اآلخــر، فــإذا ظلم

أحدهما اآلخر تدخلت الدولة إلنقاذ المظلوم ومعاقبة الظالم. نعم الدولة يجب عليها أن تقوم بسد حاجــات كــل عامــل وفالح إذا كــان لهما نقص، بإعطائهما من بيت المال ما يسد به نقصهم، كما تساعد العامل

والفالح ألجل تدرجهما إلى حياة أفضل.

))إشكاالن والجواب عليهما((وهنا إشكاالن:

ألف: إن المالك يسرق عمــل الفالح والعامــل، ألنهمــا يجتهــدان وتكــون النتيجة في كيس مالك األرض ورب المعمل، ولــذا فمن حقهمــا أن يشــتركا

معه في األرض وفي المعمل. ب: أليس نظام األجير هو نظام العبيد لكن بصورة أكثر رقيــا، فكــل منــاس، فــإن التجــار وأصــحاب المجتمــع الرأســمالي والشــيوعي يســتعبد الن األراضي والمعامل يستعبدون الناس في المجتمع الرأسمالي، بينمــا الدولــة تستعبد الناس في المجتمع الشيوعي، وفي المجتمع االشتراكي يســتعبد كال الطرفين الناس، ولذا إذا أردنا أن نخــرج عن هــذا االســتعباد كــان الالزم أن تقوم الدولة بمراقبة العمل حتى يكون الــوارد لكــل العــاملين، كــل بحســب

عمله، فال تكون سرقة في البين.والجواب عن اإلشكالين:

إن اإلسالم يقرر )الرأسمالية االشــتراكية( في الجملــة، فمجتمعــه ليســة في ــة الفردي رأسماليا وال شيوعيا وال اشتراكيا، ألنه كما تقدم يقرر الملكي حال تقريره في نفس الوقت الخمس والزكاة ومــا إليهــا، فال يجعــل الملــك للدولة وحدها كالشــيوعيين، وال لألفــراد وحــدهم كالرأســماليين، وال يشــرك

بين العامل

82

والفالح وبين رب العمل كاالشتراكيين، بل يدع التجار وما إليهم يعملون ويستثمرون كيف ماشاؤوا، كما أنه مكلف لعــدم بطالــة العمــال وبســد كــل حاجاتهم لدى البطالة، وبما نقص من حاجاتهم لــدى عملهم ونقص أجــورهم

عن حاجياتهم. أما )الزيادة( التي تذهب في كيس التاجر والتي ســميتوها ســرقة، فهي أنه البد من أن تكون هناك تجمــع زيــادة، وذهــاب الزيــادة إلى كيس التــاجر

أحسن أقسام تجمع الزيادة.ــرين: أما المقدمة األولى: فإن شؤون الدولة من الحرب ومساعدة اآلخ كمساعدة دولة لدولة فقيرة، وعمران البالد بفتح المدارس والمستشــفيات وتبليط الطرق وما أشبه ذلك وغيرها وغيرها، كلهــا بحاجــة إلى تجمــع رأس المــال، وإال فمن أين يمكن القيــام بهــذه اإلنفاقــات، الــتي هي في مصــلحة

الناس كل الناس، ولتجمع رأس المال صورتان:ــه ــيوعية، وفي ــة الش ــا في الدول ــة، كم ــد الدول ــع في ي األولى: أن يتجم

ضرران: األول: دكتاتورية الدولة في هــذه الحالــة، إذ النــاس ال يرضــون بإعطــاء واردهم لها إال بالقهر والسجن واإلعدام ومصادرة كافة الحريــات، وبــاآلخرة إرجاع اإلنسان دابة مقهورة أو آلــة في معمـل، كمـا نشـاهد ذلــك في كافــة

الدول الشيوعية. الثاني: قلة اإلنتاج، ألن اإلنسان الذي يشتغل ويعلم أنه ال يملــك شــيئا ال شوق له في اإلنتاج، وهذا هو سر مــا نــراه من تــأخر الــدول الشــيوعية عنــا إلى ــيوعي محتاج ــيبقى الش ــط، وس ــول الخ ــمالية على ط ــدول الرأس ال

الرأسمالي إلى يوم القيامة، لو فرض بقائهما. الثانية: أن يتجمع في يد التجار ليكون التاجر مخزنــا موقتــا لألمــة، حيثإن الدولة تأخذ من التاجر ما يكفي إلدارة شئون الفرد واالجتماع، الخمس

83

في المخــزن ليــوم الحاجــة، ويكــونيوتدع البــاق شبههما، أوالزكاة وماــه إذا لمأ (1) إلى حين موت التاجر حيث تملك الدولةهذا المخزن موقتا موال

أو يفتت رأس،وارث له يكــون ســهم اإلمــام رث من الإن إف ،يكن له وارثذا كان للتاجر وارث كما هو الغالب.إالمال بين الورثة

ثم اإلنسان التاجر في جمعه المــال كاإلنســان الــذكی في جمعــه العلم، فهل يصح أن يقال: الذكي سرق علوم األخرين، إن ذكــاء التــاجر وتعبــه هــو

من غــيره، مــع وجــود تكــافؤ الفــرص للكــل حســب الــذي جعلــه أكــثر مــاال الفرض، كما أن ذكاء العالم الفائق وتعبه هو الذي جعله متفوقــا، مــع وجــود

تكافؤ الفرص للكل حسب الفرض. ، فهل يقال: إنــه ســرق قــوى(2)وكذلك مثل التاجر مثل صاحب السلطة

اآلخرين، ألن قوته من تجميع طاقاتهم، كال، بل ذكاء صاحب السلطة وتعبــههو الذي سبب تجميع طاقات الناس عنده.

وهذا الجمع )للمال وللعلم وللقوة( عند أفــراد يرجــع بالنتيجــة إلى خــير كل فرد، بحيث لو ال هذا الجمع عاش الكل ومنهم الفالح والعامــل في عــوز أشد ونقص أكثر، وال يمكن هذا التجميــع إذا جعلنــا الدولــة تــراقب العــاملين ليكون لكل حسب عمله كما تقدم في اإلشكال الثــاني، إذ تتبــدد الــثروة وال

.(3) حاجيات المجتمعييكون لها مخزن يمكن للدولة أن تأخذها لتصرفها ف باإلضــافة إلى أن الســرقة المزعومــة موجــودة حــتى في فــرض رقابــةــة الدولة ليكون لکل حسب عمله، ويظهر ذلك بهذا المثال، فنفــرض أن ثالث أشخاص يعيشون في صحراء ويــزرع أحــدهم بمــا ينتج مائــة دينــار في آخــرــار حســب ــة دين السنة، والثاني بما ينتج مائتي دينار، والثالث بما ينتج ثالثمائ كفاءاتهم الذهنية والبدنية، والدولــة تريــد شــق طريــق لهم ليســهل ذهــابهم

وكان يكلف ،ومجيئهم

أو للشرائط، الجامع الفقيه أو السالم، عليه المعصوم بإشراف تدار التي الشرعية الدولة أي)?ـ( 1الفقهاء. شورى

الناس. رضا ومنها المقررة بالشروط للسلطة وصل من أي)?( 2المشروعة. األطر ضمن)?( 3

84

ــة ثالثمائة دينار، فهل يأخذ الدولة منهم بالتفاوت أي خمسين ومائة ومائ خمسين، ومعنى ذلك أن كــل واحــد من األولين اســتفاد من الطريــق بــأكثر مما أعطى، والثالث استفاد من الطريق بأقل مما أعطى، أي سرق األوالن من جهد الثــالث، أو يأخــذ منهم بالتســاوي، أي من كــل مائــة، ومعــنى ذلــك

إفالس األول ونقص الثاني. فتحصل في جواب )السرقة( أنــه ليس بســرقة، بــل هــو جمــع مخــزون للحاجة االجتماعية، كجمع العلم وكجمع القوة، ولو فرضــنا أنــه ســرقة فهــو ســرقة البــد منهــا إلدارة االجتمــاع، وهــو أفضــل من بقيــة أقســام الســرقة: )ســرقة الدولــة في الشــيوعية( و)ســرقة الدولــة والفــرد في االشــتراكية(

و)سرقة الفرد في: من كل عمله وله ربحه(.

إثراء المجتمع(()) ثم من الممكن تقليــل ثــروة المخــزون عنــد التجــار، وتوزيــع أكــبر قــدر

ممكن من المال بين العامل والفالح وذلك بأمرين: األول: إعطاء الفرص الكافية لكل النــاس حــتى يســتمدوا من مــواهبهم ويصرفوا كل طاقاتهم، وبذلك ال يكــون األثريـاء عــدة معــدودة، بــل يكونـون

أكبر قدر ممكن، وذلك بإطالق كافة الحريات. وما تشاهده اآلن من الثروة الفاحشة في البالد الرأسمالية إنما هو وليد

عوامل متعددة.من جملتها: وجود القوانين الجائرة الكابتة للحريات.

ومن جملتها: الغش والربا واالحتكار والتالعب باألسواق. : القانون ال يسمح بفتح أكثر من جمعيــة في منطقــة، ولــذا يــثرونفمثال

)الناس مســلطون،المشرفون على الجمعية فقط، بينما لو أطلقت الحرية ،(1)على أنفسهم وأموالهم(

.272 ص2البحار: ج)?( 185

لفتح أناس آخرون جمعية أخرى، ولم تنحصر الثروة في األولين فقط. : الحكومة ال تقوم بالحاجات الضــرورية للمجتمــع، كالســكنى لكــلومثال

فرد، لعدم قانون )بيت المال( المساعد للفقير، ولعــدم قــانون )األرض للــه ولمن عمرها(، وهذان القانونـان كفيالن ببنــاء السـكنى لكـل فـرد، فيضـطر

، وفي كلتــاالفقــير إلى إيجــار دار الغــني أو القــرض منــه بالربــا ليبــني دارا.، ويزداد الثري ثروةالحالتين يزداد الفقير فقرا

الثاني: جعــل العامــل والفالح نفســه في منافســة عمليــة حــرة، بســببــهم(النقابات وما أشبه، انطالقا ، من )الناس مسلطون على أموالهم وأنفس

وحيث يكثر الطلب ويقل العرض يرتفع السعر، فيكــون العامــل والفالح قــد وجد كلما يريد، لكن في الدول الرأسمالية تقف القوانين أمام هذا الشــيء،

ــاه أن كال ــا ذكرن ــر بم ــد ظه ــمالية( وق ــورة من )رأس ــة المتص من األنظم و)شيوعية( و)اشتراكية( و)من كل عمله وله ربحه( إما سرقة مفضوحة كما في األنظمة الثالثــة األول، ففي الرأســمالية يســرق الفــرد، وفي الشــيوعية تسرق الدولة، وفي االشتراكية يسرق كالهما، وإما بالهة عن حاجيات الفرد والمجتمع كما في النظام الرابع، وإنما النظــام اإلســالمي في االقتصــاد هــو وحده يقدر على معالجة األمر معالجة ال تكون سرقة وال بالهــة، وال تتعطــل

حوائج الفرد وال المجتمع، وهذا بحث طويل اكتفينا منه بهذا القدر.

86

((التحسينية والجمعیات ))النقاباتــات (:11)مســألة ــات والتكتالت والهيئ ــاد النقاب ــرورى إيج من الض

يــد اللــهوالجمعيات لتحسين أوضاع الناس، وتقديم البالد إلى األمام، فــإن المسلمون كالبدن الواحد إذا اشــتكى عضــو اشــتكت لــه و،(1)مع الجماعة

.(2)سائر األعضاء بالسهر والحمى ومن األكيد تشكيل هــذه األمــور ليكــون لكــل إنســان )عمــل( و)زوجــة(

ــيارة( ــاث( و)س ــاه(،و)دار( و)أث وأن يتمكن من )تعليم أوالده( و)دواء مرض و)ضمان أوقات بطالته( لعدم العمل أو للمرض والهرم ومــا أشــبه )وســائر

وأن يتمكن من )تنميــة مواهبــه،مــا يحتــاج إليــه( كســفر التــنزه ومــا أشــبه موفور الحاجات، كما أراد اإلسالم. كريماوتفجير طاقاته( ليعيش حرا

ــني آدpمpقال سبحانه: p pرمنــا ب pقpد ك بجعــل النــاسإال وهــذا ال يمكن ،(3)وpل.ة متنافسة وجمعيات ونقابات حركتال

وهذا غير التيــار السياســي الحــر الــذي يجب أن يســود كــل البالد ألجــل.االنتخابات

الهتمام بالقرويين والضعفاء(())ا والالزم االهتمام الكافي بالقرى واألرياف وأصحاب البساتين والخيم وما أشــبه، فــإن هــؤالء قــد ظلمــوا في العصــر الحــديث أكــبر قــدر من الظلم،

مريعا، مع أنهم المعدن الصـافي ومحـل نبت الرجـال الشـهموتأخروا تأخرا فالالزم االهتمام المضــاعف بشــأنهم، اهتمــام إليصــالهم،األصفياء الشجعان

.حد المدينة، واهتمام كما يهتم للمدينة وال يكون ذلك إال بتنظيم حملة كبيرة من تكوين الجمعيات، ألجــل ايجــاد المــدارس والمستشــفيات واألطبــاء والقضــاة والمــاء والكهربــاء والتلفــون

كتعمير المدينة، وجعل والبريد لهم، باإلضافة إلى تعمير القرية تعميرا

.3211 ح646الفصاحة: ص نهج)?( 1.2712 ح561الفصاحة: ص نهج)?( 2.70 اإلسراء: اآلية سورة)?( 3

87

المساجد والحســينيات والمغتســالت والمكتبــات فيهــا، وتبليــط طــرقهمــة، والعنايـــة ــالهم إلى المدينـ ســـواء إليصـــال بعضـــهم إلى بعض، أو إليصـــة ألجــل ــار االرتوازي ــترع ألجلهم، وضــرب اآلب ــر وال ببســاتينهم وشــق األنه إروائهم، واالعتناء بشــأن عــالمهم لئال تخلــوا القريــة من القــدر الكــافي من المرشدين وأئمة الجماعة، وتنظيم األســرة فيهم بمــا يســبب زواج فتيــانهم وفتياتهم عند البلوغ والرشد الشرعيين، وبهذه األمــور وغيرهــا وهي كثــيره،

ويكثر المثقفون وتكثر الضرع،تكون السطوح بين المدينة والقرية متساوية والزرع، وال ينسحب أهــالي القــرى إلى المــدن حــتى تهــدم القــرى، وتحــرم

الناس من بركاتها، وال تسبب إزعاج المدن بما ال طاقة لها به. هــذا من ناحيــة تكــوين الجمعيــات والهيئــات والنقابــات إلصــالح القــرى

.واألرياف، حكومية وشعبية ومن ناحيــة ثانيــة يلــزم أن يكــون في الحكومــة المركزيــة جهــاز خــاصــام ــتطالع الع ــل االس ــوزارات، ألج ــل ال ــان من ك ــة أو لج ــون من لجن مك

لتــوزع األمــور،واإلشراف العام على خريطة القرى واحتياجاتهــا وإمكانياتها الممكنــة على تلــك القــرى، مثال تــوزع المعامــل، والمستشــفيات المناســبة كمستشفى المجذومين، والجامعات المناسبة على القرى المناسبة، ليتبادل

النفع بين القرى والمدن والحكومة المركزية وحكومات القرى واألرياف. كما أن من الضرورى دمج ما أمكن من القرى بعضها في بعض، لتقــوى كل قرية بالقريــة األخــرى أكـثر فــأكثر، فــإن االجتمــاع قــوة، و)يــد اللـه مــع

الجماعة(.ــه ويجب أن ال تنهك المدنية القرية باستدرارها، فقد ورد عن رســول الل )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إنــه كــان يــأمر بتوزيــع زكــاة كــل قريــة في أهلهــا

فإن زاد شيء أرسل إلى النبي )صلى الله عليه وآله(.،ومصالحها

88

ــة المركزية ــة في الحكومـ ــل اللجنـ ــروري جعـ ــذا من الضـ طـــرق،وكـ المواصالت بحيث تمر على القرى النائية كمرورها على القرى القريبة، مــع مالحظة أن ال يخل ذلك براحة المسافرين وأشغالهم، ولعل هذا هو مقصــود

جنتــان عن يمين وشــمال.. حيت يقــول: ،(1)القرآن الحكيم في قصة )سبأ( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظــاهرة وقــدرنا فيهــا الســير

.(2)سيروا فيها ليالي وأياما آمنين فإن تكوين القرى بين القرى المتباعــدة بمــا يربطهــا بشــبكة مواصــالت يجعـل تلـك القـرى مأهولـة بالسـكان وموفــورة بــالحوائج، كمـا يجعلهــا في متناول األيدي، فيخرجها من العزلـة والوحشـة واالنقطـاع، فتكــون مصـايف ومشاتي للمدن مما يحشرها ضــمن االجتمــاع المــدني العــام ويخرجهــا عن

pجدpر أن ا لآلية الكريمة: كونها مصداقا د كفرا وpنفاقا وpأ pشp pعراب أ ــواال أل pم pعل يسوله pلى رpالله ع pل pنزp .(3)حدودp ما أ

ــان ــواب خاصــون في البرلم ــرى ن ومن الضــرورى أيضــا أن تكــون للق يدافعون عن حقوقهم، ويهتمون بشــؤونهم، فــإن النــائب عن البلــد والقريــة معا ال ينفع القرية ألنه ينجذب إلى البلد بحكم كون البلد أقوى مركزا له في الدوائر االنتخابية، وبحكم كونــه أكــثر مثقفينــا ممــا يريــد إرضــائهم لتحصــيل المكانة والشهرة، فالالزم أن تنظم الدوائر االنتخاباتيــة بحيث تكــون للقــرى

نواب خاصون. وكــذلك من الضــرورى أن تخصــص للقــرى قســط عــادل من اإلذاعــة

والتلفزيون والمسارح واألفالم والصحف وما إليها.ــمول ــتحب، لش ــألة بين واجب ومس ــذه المس ــاه في ه ــا ذكرن ثم إن م

إطالقات األدلة من قبيل: ال يتوى حق امرئ مسلم(4) ،

اآليات. تفسير ،198 ص22 ج5 البيان: المجلد مجمع انظر)?( 1.18 ـ15 سبأ: اآلية سورة)?( 2.97 التوبة: اآلية سورة)?( 3.308الرضا: ص فقه)?( 4

89

، (1)اإلسالم يعلو وال يعلى عليه: و، (2)الناس سواسية كأسنان المشطو: pطpعتم من قوةو: pهم مpا است pعدوا ل ، (3)وpأpهمو: pين .(4)رحpماء ب

وغير ذلك.

.11 ح1 الباب376 ص17الوسائل: ج)?( 1.3149 ح635الفصاحة: ص نهج)?( 2.60 األنفال: اآلية سورة)?( 3.29 الفتح: اآلية سورة)?( 4

90

اإلسالمية(( الدولة في والمرأة الرجل ))مكانة لكل من الرجــل والمــرأة في الدولــة اإلســالمية مكانــه(:12)مسألة

الطبيعي، وذلك نابع عن مالحظة اإلسالم ألمرين: األول: إنها إنسانة كالرجــل، فلهــا حقــوق وواجبــات، كمــا أن لــه حقوقــا

وواجبات. الثاني: إنها جعلت عاطفيــة أكــثر من كونهــا عقالئيــة، الســتلزام الحمــل والرضــاع ومــا أشــبه من إدارة الــزوج جنســا وغــير ذلــك ألن يكــون جــانب العاطفة فيها أكثر، كما أنه جعل عقالنيــا أكــثر من كونــه عاطفيــا، الســتلزام

إدارة البيت والقيام باألعمال الخشنة كالحروب وما أشبه لذلك. وبهــذه المناســبة المزدوجــة تــارة يحكم اإلســالم بتســاويهما في غــالب األحكام كالعقائد والعبــادات والمعــامالت وغيرهـا، فكمــا يجب عليــه الصــالةــر، ــالمعروف والنهي عن المنك ــر ب ــاة والحج واألم والصــوم والخمس والزكــك، ويحق له البيع والشراء واإلجارة والرهن والمضاربة والمساقاة وغــير ذل

كذلك يجب عليها كل ذلك، ويحق لها كل ذلك. نعم الصالة والصيام ساقطان عنها حال العادة الشهرية، للــزوم إخالئهــاــارة أخــرى يحكم باختالفهمــا في الشــهادة إلى الراحــة، كمــا أن اإلســالم ت والميراث والنكاح والطالق واإلمارة ونحوها، فشـهادتها غالبـا نصـف شـهادة الرجل، ألنها عاطفية كما ذكرنا، والشــهادة تحتــاج إلى العقالنيــة، والمــيراثpل على الرجل غالبا، بنتا وزوجة وأمــا، فهي يأخذ الرجل ضعفها غالبا، ألنها ك تستهلك قسما كبيرا من إرث الرجل أيضا، ربما يتعدى الربع عن إرثه وربما

يساوي وربما يقل.ال يقال: لكن ربما تنفصل المرأة عن الرجل فال ينفق عليها.

ألنه يقال: الفصل غير مناسب للمــوازين، حيث إن معــنى ذلــك إيقاعهــا في العنت واإلرهاق بسبب العمل وحرمانهــا من الجــو العــاطفي واألســري،

ولذا كان تشريع اإلسالم حكيما

91

حيث قــرر األمــرين بقــاء الجــو األســري، وعــدم ايقاعهــا في العنت منناحية، وتقرير وجوب نفقتها وجعل إرثها النصف غالبا من ناحية ثانية.

والنكاح يحــق للرجــل اتخــاذ أربــع نســاء مــع العدالــة المفروضــة عليــه، وإمكانية إدارتهن جنسيا ورضاها الكامل بذلك، بينما ال يحق للمرأة أن تأخــذ أكــثر من رجــل، وذلــك ألنــه إذا تمكن الرجــل من القيــام بشــؤونها، ورضــيا بالزواج في األكثر من الواحدة، فلماذا يمنعــان عن ذلــك، خصوصــا والمــرأة غالبا ذات فــائض للحــروب، وألنهــا ترمــل كثــيرا وال يــرغب من يريــد امــرأة واحدة فقط بالزواج منها، ثم أليست هــذه المــرأة الثانيــة والثالثــة والرابعــة خلية، وأليس معنى ذلك أن الرجــل إذا لم يتزوجهــا تبقى على األكــثر بــدونــاني األلم النفســي ــا، أو تبقى تع ــة ونحوه ــا خــير أن تكــون ثاني زوج، فأيهم

واالنفراط العائلي واألسري أما المرأة فإنما ال يحق لها أن تتزوج بزوجين في حالة واحدة، ألن ذلك يفســد األنســاب ومــا يتبــع ذلــك من أنــواع المفاســد، ولــذا إذا لم يكن هــذا الشيء جاز لها أن تتزوج في اليوم بزيــد ثم تطلــق بــدون مالمســة وتــتزوج بعد ذلك مباشرة بزوج ثان، وكذا في باب المتعة، وهكــذا في بــاب اليائســة

وإن كان مع المالمسة. والطالق جعل ابتداء بيد الرجــل، ألنــه كمــا تقــدم عقالني فهــو أبعــد من هدم العائلة سريعا، لكن للمرأة أن تشترط عند النكاح أنها وكيلة عن الزوج في طالق نفسها، أو أن أباها وما أشبه وكيل عنه، إذا شاءا طلقا عند إساءة السلوك أو عــدم اإلنفــاق أو مــا أشــبه، كمــا أن للمــرأة الحــق في مراجعــة الحاكم وجــبر الرجــل على الطالق إذا لم يكن إمسـاك بمعـروف، كمـا قـال

pسريح بإحسانسبحانه: .(1)فpإمساك بمpعروف أو ت

.229 البقرة: اآلية سورة)?( 192

بينما،واإلمارة العامة التحق للمرأة من جهة ما تقدم من كونها عاطفيةاإلمارة بحاجة إلى عقالنية كبيرة.

كأن تكــون مدرســة وطبيبــة وســائقة ورئيســة قســم،أما سائر األعمال.وعاملة ومديرة معمل وغير ذلك، مع احتفاظها على شؤونها، فكلها جائزة

ــبب،حفظ شعرها وجسدها عن األنظار والحجاب ليس معناه إال لئال يس ذلك الطمع واالنــزالق واالنهيــار لإلســرة، كمــا هــو المشــاهد في البالد الــتي

حيث انتشر الفساد والفوضى.،حللوا كل ذلكــوية، ويكفي في ــة فوض ــؤولة ال حري ــة مس ــالم حري ــرأة في اإلس فللم

وال يلزم العباءة السوداء.،الحجاب لباس الحشمة وهناك في العقوبات يختلــف الرجــل والمــرأة في بعض األمــور انســياقا

م المعقولة.pوراء الحكمة التي ذكرناها سابقا، وغيرها من الحكـةقال سبحانه: pجـ pرpيهن دp جال عpل pيهن بالمpعروف وpللر pهن مثل الذي عpل وpل

(1).ــهمنكم مpن عpمل pوقال سبحانه: pن pنحيي ــوp مــؤمن فpل ــثى وpه ــر أو أن p من ذpك

pة ب .(2)حpياة طpيإلى سائر اآليات.

.228 البقرة: اآلية سورة)?( 1.97 النحل: اآلية سورة)?( 2

93

شرطا(( ليست ))البيعةــدم(1) ال تشترط البيعة(:13)مسألة في تولي الرئيس إدارة البالد، لع

الدليل على وجوبه.ــدل على وفعل الرسول )صلى الله عليه وآله( وعلي )عليه السالم( ال ي

pكم والوجوب، وإن جاز ذلك بل اســتحب للقــدوة، قــال ســبحانه: ولبل ســ pر pة ن pسpة حpالله أسو(2).

ــه ــي ب ــق إال إذا رض ــرئيس الالح ــابق لل ــرئيس الس ــح إخالف ال وال يص المسلمون، لما تقــدم من أن النصــب حــق للمســلمين في إطــار الشــرائط المقررة في اإلسالم، ومن اإلخالف والية العهد، أما كون ذلك إرثــا كمــا هــو الحال في بعض الرؤساء فذلك ما لم يعرفه اإلسالم وال يقر به، حتى أنه إذا

كان الخلف جامعا لكل الشرائط كان للمسلمين قبوله أو رفضه.

))السلطات في اإلسالم((ثم السلطات الموجودة في اإلسالم ثالثة، يضاف إليها سلطة رابعة.

ــانون، فقــد األول: ســلطة التشــريع، وليس المــراد بالتشــريع ســن الق عــرفت أنــه حــق اللــه ســبحانه وحــده، حــتى أن الرســول واإلمــام )عليهمــا السالم( ناقالن فقط، الرسول )صلى الله عليه وآله( ينقل عن الله، واإلمام )عليــه الســالم( ينقــل عن الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، بــل المــراد

بالتشريع أمران: ــتنباط ــول واس ــروع إلى األص ــدون من رد الف ــه المجته ــا يفعل ــف: م أل

األحكام من األدلة األربعة: الكتاب والسنة واإلجماع والعقل. ب: ما يفعله مجلس األمة من النظر في مصالح المسـلمين واألمــر بهــا

في إطار اجتهاد المجتهدين. ويصح أن يكون النائب هو مجتهــدا، كمــا يصــح أن يكــون المجتهــد نائبــا، وسيأتي الكالم حــول ربــط األمــور الثالثــة )الدولـة( و)المجتهـد( و)المثقفين

الزمنيين( بعضهم ببعض. الثــاني: ســلطة التنفيــذ، أي الــوزراء الــذين ينفــذون آراء مجلس األمــة،

ويطبقونها

أي)?(ــ 1 ال المعصــوم، غــير في النــاس واختيــار الســالم، عليه المعصــوم في الله تعيين إلى مضافاالبيعة. إلى ذلك بعد حاجة

.21 األحزاب: اآلية سورة)?( 294

على المجتمع.ــرعا، إذ من ــزم ش ــك ال يل ــع أن التفكي ــلطتين م ــا بين الس ــا فككن وإنم الممكن أن يكون النائب وزيرا وبالعكس، ألن مهــام كــل ســلطة كثــيرة، وال يتمكن إنسان واحد أو فئــة أن يجمــع بينهمـا عــادة، ولـو فــرض الجمــع لـزم

النقص وسرى الخبال إلى كلتا المهمتين. ثم إنه ال يحق إلحدى السلطتين أن تتدخل في شؤون السلطة األخــرى،

ألنه إذا تدخلت لزم خطر أن يستغل المنفذ السلطة التشريعية لفائدته. ويدل على االنفكاك الذي ذكرناه ما تقدم في الــدليل الثــالث عشــر من المسألة الثالثـة من كـون هـذا األسـلوب أقـرب إلى طاعـة اللـه وأبعـد عن

سيطرة الظالمين وأنفع للمسلمين. الثالث: سلطة القضاء، ويلزم أن تكــون مســتقلة لكــثرة مهامهــا ممــا ال تجتمع مــع الســلطتين الســابقتين، ولئال تســتغل إحــدى الســلطات الســلطة

األخرى في نفعها الشخصي. إن قلت: أال يكفي العدالــة المشــروطة في هــذه الســلطات في كونهــا

سدا أمام استغالل اإلنسان سلطته لنفع نفسه. قلت: أوال: ال إشكال في لزوم عدالة رئيس الدولة ـ أي الفقيه ـ وكذلك

ــو(1)ال إشكال في لزوم عدالة القاضي، أما لزوم عدالة المشرع والمنفذ فه محل نظر، الحتمال كفاية الوثاقة، كما هو ظاهر من قولــه )عليــه الســالم(:

إن كان مثلك ومثل عبد الحميد فالبأس(2)فــإن قرينــة الحكم والموضــوع ، تدل على كفاية الثقة، وإن كان اشتراط العدالة أحوط أو أقرب، لمــا تقــدممن أنه أقرب إلى طاعة الله وأبعد عن سيطرة الظالمين وأنفع للمسلمين.

.2ح وشروطه البيع عقد16 الباب270 ص12الوسائل: )?( 1سبق. الذي بالمعنى)?( 2

95

وثانيــا: مهمــا كــان اإلنســان عــادال فــإن غــير المعصــوم محــل االشــتباه والسهو والنسيان واالنزالق، كما هو المشاهد في بعض العــدول، وكثــيرا مــا يتمكن أصدقاء العادل وأقرباؤه أن يزينوا له خالف الواقــع فــيراه مشــروعا،

بينما هو غير مشروع. أمــا الســلطة الرابعــة، فهي ســلطة اإلعالم والمطبوعــات، فــالالزم أن تكون هي مستقلة أيضــا، كمــا يلــزم أن تكــون في غايــة النزاهــة، لئال تلبس الحق بالباطل، وتهتك االعراض بغير سبب، وتدعو ألجل المال، إلى ما ليس

بصحيح، وأحيانا يضر المجتمع.

))وزارة اإلرشاد والدعوة اإليمانية(( ثم إنـــه يجب أن تضـــاف إلى الـــوزارات المتعارفـــة في الدولـــة وزارة اإلرشاد، ألجل تبليغ اإلسـالم في الـداخل والخـارج، وليكـون لـه فـرع لألمـر

بالمعروف والنهي عن المنكر.ــالمpعروفقال تعالى: ــأمرونp ب p ــر وpي ي pإلى الخ pـدعون pـ pكن منكم أمــة ي وpلت

pهم المفلحون pر أولئكp pنهpونp عpن المنك ، فــإن اآليــة وإن كــان ال يبعــد أن(1)وpي يــراد بهــا كــل المســلمين، وتكــون )من( نشــوية بقرينــة )هم المفلحــون( إذ معناه أن ما عداهم ليس مفلحا، إال أن القدر المتيقن منها لزوم وجــود فئــة

هذا شأنهم. ثم إن من أهم الوزارات وزارة الدعوة واإلرشــاد، فيلــزم أن يكــون لهــا فروع بعدد البالد اإلسالمية وغير اإلسالمية، ويلزم أن يكون لهــا من الرصــيد

واألعوان ما يقوم بأربع مهمات رئيسية.األولى: مهمة مكافحة اإللحاد التي انتشرت في العالم بشكل مدهش.

ــه الثانية: مهمة مكافحة عبادة غير الله، سواء كان بشرا كالمســيح )علي السالم(، أو حجــرا كاألصــنام الـتي تعبــد إلى اآلن في قطاعــات واســعة من

العالم، كالهند

.104 عمران: اآلية آل سورة)?( 196

والهند الصينية، واليابان والصين وغيرها. الثالثــة: مهمــة مكافحــة الصــهيونية الــتي لهــا في قرننــا الحاضــر صـولة

وجولة. الرابعة: مكافحة األديان المزيفة والمحرفة كالبهائية والمجوسية.

هــذا باإلضــافة إلى مهماتهــا األخــر في ســبيل اإلنقــاذ ومكافحــة المنكــروالفساد.

بقي أمران: األول: ماتقدم اإلشارة إليه من النســبة بين الدولــة والفقهــاء والمثقفين

الزمنيين.الثاني: في أنه هل يلزم وحدة الدولة اإلسالمية أم ال.

))بين الدولة والفقهاء واألخصائيين الزمنيين((ــاء المشــتمل على ــون مجلس الفقه ــزوم أن يك ــا األول: فالظــاهر ل أم الرئيس األعلى للدولة وأعوانه ومستشــاريه من ســائر الفقهــاء، ويعضــدهم الخبراء، أعلى سلطة في الدولة، فاألمــة إنمــا تنتخب الــرئيس لهــا من هــذا المجلس، فهــو مجلس حــر يصــل إليــه الفقهــاء العــدول الــذين هم مراجــع التقليد في األمة، وهي سلطة منفصــلة عن الدولــة مشــرفة عليهــا، ويكــون

انتخاب الرئيس األعلى للدولة منها. ولألمة أن تقلد أي المراجع شاءت، ســواء كــان داخال في هــذا المجلس

أم ال، وسواء كان الرئيس األعلى للدولة أم ال. ــانتهم ألجــل وال يحق لرئيس الدولة وال ألفراد هذا المجلس استغالل مك

من كان من الفقهــاء صــائنا لنفســه، حافظــا لدينــه،تقليد الناس إياهم، بل .(1)مخالفا لهواه، مطيعا ألمر مواله، فللعوام أن يقلدوه

ــة ــة الجماع ــؤون أئم ــدخل في ش ــاد أن تت ــوزارة اإلرش ــق ل ــا ال يح كم والخطباء والمؤلفين، بل هم أحرار ما لم ينحرفوا عن جادة اإلسالم، فالدين إنما يحدد سلطة الدولة، ال أنه يحــق للدولــة أن تحــدد ســلطة الــدين، وإنمــا

يكون بينهما تعاون إلرشاد العباد وإصالح

.12 ح14 الباب88 ص2البحار: ج)?( 197

البالد. والالزم جعل صيغة مالئمة تبقى حرية الفقهاء والعلم والدين والشــعائر،

وتوجب التعاون بين مجلس الفقهاء والدولة.

))الدولة الواحدة أم عدة دول(( وأما الثاني: فالظــاهر أن وحــدة الدولــة أفضــل، ألنهــا قــوة ليس فوقهــا

قوة.pفpرقواوقد قال سبحانه: pصموا بحpبل الله جpميعا وpالت .(1)وpاعت

pطpعتم من قوةوقال: pهم مpا است pعدوا ل .(2)وpأإال أنه ال دليل على وجوب ذلك.

نعم إذا كانت دول متعددة فالالزم عليهم أمران: األول: عدم إقرار أي منهم ما يخالف اإلسالم من الحدود بينهما، إذ ذلك خالف اإلســالم الــذي يقــول بحريــة المســلم في ســفره وإقامتــه وتجارتــه

واشترائه األرض وبنائه وغير ذلك. الثــاني: لــزوم التعــاون بينهم في إنمــاء المســلمين داخال وخارجــا، وفي الوقوف صفا واحدا أمام أعداء اإلســالم، فيكــون بينهم شــبه )اتحــاد( إذا لم

تكن )وحدة(. لكن األفضــل بــل االحــوط، بــل يــراه بعض الفقهــاء الزمــا، توحيــد البالد اإلسالمية في حكومة واحدة مركزية، وإن كانت مقتسمة إلى واليات، ولكل

والية انتخابه ورئيسه، كما هو الحال في )أمريكا( مثال. أمــا الطريــق إلى توحيــد الحكومــة اإلســالمية، فهــو أن يعمــل فئــة من المخلصين المضحين بتشكيل نواة من جميع المدن اإلسالمية من إندونيسيا إلى باكستان، وتقوم تلك النواة بتنميــة نفســها، وتعمــل جاهــدة بكــل هــدوء وسالم وال عنف، ألجل إزالة الحواجز المصطنعة، وتحكيم حكم اإلســالم في

البالد، وتطبق اإلسالم على

.103 عمران: اآلية آل سورة)?( 1.60 األنفال: اآلية سورة)?( 2

98

ــدود، وال ــوانين الح ــل بق ــانون، فمثال ال يعم ــا ارتطم بالق ــها، مهم نفس بقــوانين الجنســية، وال بقــوانين القوميــة، وهكــذا، وتجعــل منهاجهــا في المعامالت والقضاء واألحوال الشخصية وغيرها اإلسالم فقــط، وتســتعد ألن

تتلقى كل إهانة واضطهاد في سبيل ذلك.ــقط ــل إلى حيث تس ــتى تص ــبر ح ــواة وتك ــبر الن ــبيعي أن تك ومن الط حكومات هذه المناطق، أو تنجبر النضمامها إلى الحركة، بــأن تبقى حكومــة محليــة خاضــعة لقــانون اإلســالم، كمــا كــان بعض رؤســاء القبائــل في زمن الرسول )صلى الله عليه وآله( يخضع لإلسالم ويقرره الرسول )صــلى اللــه

عليه وآله( في إمارته. والبد حينئذ أن تعطى هذه الحركة ثمارها الطيبة ولو بعد خمسين ســنة، وأمامنا في التاريخ عدة أمثلة، أولهــا حركــة رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه

وآله(، وفي زماننا حركة الصين، وحركة الهند بزعامة الغاندي. واألفضل اتباع حركة الرسول )صلى الله عليــه وآلــه(، إذ حركــة الصــينــاس ــات الن ــا، إذ هي بالد صــادرت حري لم تنجح بشــريا، وإن نجحت حكومي وقتلت الماليين، وحركــة اإلســالم للبشــر ال ضــد البشــر، وحركــة الهنــد وإن نجحت بشريا، إال أن عدم استعمال سالح الدفاع أخر من نجاحها، وإن كــان

لهم عذر في ذلك ألنهم واجهوا أطغى قوى االستعمار. أمــا الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( فقــد اســتعمل ســالح الالعنــف والســالم، إال إذا اضــطر فاســتعمل الســالح للــدفاع، كمــا هــو مشــهور في التواريخ، مثله مثل الطبيب الذي يستعمل السالم والدواء، فــإذا اضــطر بــتر

عضوا وأجرى عملية جراحية. وعلى كــل حــال، فهــذه مســألة ثانويــة، وإنمــا المهم الشــروع في هــذه الحركة، إلعــادة بالد اإلســالم تحت لــواء الوحــدة اإلسـالمية، ولــواء األحكــام اإلسالمية، ولواء االستقالل بعد أن صــارت ذيال للشــرق والغــرب وعمالئهم،

من حين تركوا

99

العمل بأحكام اإلســالم، وســادت فيهم األنانيــات والجهــل واألثــرة، ممــااكتوى الجميع بنارها من غير فرق بين الحكام والشعوب.

وليس إعادة اإلسالم إلى الحيــاة شــيئا مســتحيال أو بعيــدا، بعــد أن كــان اإلسالم دين العدالــة والحريــة والفطــرة، وكــان المســلمون مهيــئين نفســيا

لقبوله، والله المستعان.

100

باالقتصاد(( واالهتمام اإلسالمية ))الدولة من الضرورى اهتمام الدولة اإلســالمية باالقتصــاد، ففي(:14)مسألة

المثل: )الكرامة االقتصادية توجب الكرامة االجتماعية(.بناعن جميل، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في قول الله عزوجل: pر

pة ن pســpة ح pفي اآلخرpة وp ن pسpآتنا في الدنيا ح(1) :قــال ،رضــوان اللــه في الجنــة .(2)في اآلخرة، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا

وعن المعلى بن خــنيس، قــال: رآني أبــو عبداللــه )عليــه الســالم( وقــد .(3)اغد إلى عزكتأخرت عن السوق، فقال )عليه السالم(:

إلى غيرها من الروايات الكثيرة التي تحض على الغــنى والتجــارة وغــيرذلك.

))مقومات االقتصاد اإلسالمي((واالقتصاد في الدولة اإلسالمية تعتمد:

ألــف: على إطالق حريــات النــاس في التجــارة، والزراعــة، والصــناعة، والعمارة، وحيازة المباحــات، ومــا أشـبه ذلـك، حــتى إذا أثـرت األمــة أثـرت الدولة، إلعطائهم الضرائب اإلسالمية، وقلة ما تقع على الدولة من اإلرهاق،

لقلة الفقراء والمساكين.ب: على اتجار نفس الدولة.

ج: على ما تستفيده من المعادن وغيرها. د: على قلة موظفي الدولة، فــإن كــثرة المــوظفين الــتي نشــاهدها في الــدول الحاضــرة هي نتيجــة الــديكتاتوريات والجهــل، وقــد رأيت في تقريــر

دولي

.201 البقرة: اآلية سورة)?( 1.1 ح1 الباب2 ص12الوسائل: ج)?( 2. 2 ح1 الباب3 ص12الوسائل: ج)?( 3

101

إن جمال عبد الناصر كان بحاجة إلى موظفين قلة إلدارة شؤون مصــر، لكنه ضاعف العدد أضعافا كثيرة ألجل أنه كان يحتاج إلى المصفقين، وبهذه الخطوة أوجب إفالس مصر وإفقار أهلها، كما أن تكثير الدوائر ال وجه له إال الجهل، فإن الدوائر الكثيرة توجب كبت الحريات، وإضاعة الطاقات، وتكثير جيش العاطلين، إذ موظفو تلـك الـدوائر عـاطلون في الحقيقـة، يضـاعفونـل pـ ـل أنهم يســتهلكون وال يعلمــون عمال نافعــا لألمــة، وك pـ pل على األمة، ك الك أنهم يستنفذون طاقات الناس في مراجعة الدوائر، وصرف أموالهم فيما ال

يعود لهم إال بالضرر. فعلى الدولة اإلسالمية أن تبطل كل الــدوائر الزائــدة، كــدائرة الجنســية

واإلقامة والهوية والمباحث والجمارك وغيرها. كما أن الالزم على الدولة اإلسالمية إرجاع الدوائر الالزمــة على حجمهــا الطبيعي، كدائرة القضاء ونحوها، فإن دائرة القضاء الموجــود اآلن أكــبر من

دائرة القضاء الموجود في اإلسالم بمائة ضعف أو ما يشبه ذلك. ه: على عدم تبذير رؤساء الدولة في رواتبهم وفي شؤونهم الشخصــية، أو ما يسمى بشؤون الدولة، فالرسول )صلى الله عليه وآلــه( كــان يصــرف

لنفسه كأقل المسلمين في معيشته. فقد روي عن إحدى زوجاته: )كنا نعيش باألسودين( الماء والتمــر )وكنــا

نطعم الناس باألحمرين( اللحم والحنطة.ــا وكان )صلى الله عليه وآله( يشد حجر المجاعة على بطنه، إلى آخر م هو معروف من سيرته الطاهرة، وال شك أنه أسوة للحاكم، كمــا أنــه أســوة

لكل

102

مسلم ومسلمة. وعلي أمير المؤمنين )عليه السالم( كان يحتــاط لــبيت المــال حــتى أنــهــا حيث جــاءه أطفأ السراج الذي كان زيته من بيت المال، وأوقد سراجا ثاني طلحة والزبير يريدان التكلم معه، حيث لم ير أن كالمهمــا مربــوط بشــؤون

.(1)المسلمين وقصــة حديــده المحمــاة مــع أخيــه عقيــل مشــهورة، وفي نهج البالغــة

.(2)مذكورة وقد وقف )عليــه الســالم( كــل أمالكــه الــتي غنمهــا أو استصــلحها بيــده الكريمة، كما أنه لما تــوفي لم يــترك إال ســبعمائة درهم، فضــل من عطائــه أراد به اشتراء خادم ألهلــه، كمــا ذكــره المجلســي )رحمــه اللــه( في كتابــه

.(3)القيم )بحار األنوار( وكان )عليــه الســالم( يعجبــه من الطعــام مــا جشــب، ومن اللبــاس مــا

ءأقنــع من نفســي أن يقــال لي أمــير المؤمــنين والخشــن، وكــان يقــول: .(4)أشاركهم مكاره الدهر

وحيث فعل )عليه السالم( هذا كان لكل عائلة في مملكته الواسعة دار، كما يظهر من بعض األخبار، وكان شبح الفقر معدما حتى أنه لم يكن يقطــع

لعل هناك باليمامة أو الحجازبوجود فقير واحد في كل مملكته، حتى قال: أنظر كلمة )لعل(.(5)من ال عهد له بالشبع أو ال طمع له في القرص

ومن فذلكة القول أن يقال: إن اإلمام )عليه السالم( كان من الجائز لـه أن ال يطفئ الشمعة، ويعطي أخاه، لكنه أراد أن يكون مثــاال صــادقا لحفــظ أموال األمة إلى هذا القدر، وأن يعد جوع إنسان والحال أن الحاكم شبعان،

من أكبر األمراض:وحبسك داء أن تبيت ببطنة

وحولك أكباد تحن إلى القدر.وإذا قست هذا بما شاهدناه

.116 ص41األنوار: ج بحار انظر)?( 1.224 البالغة: الخطبة نهج)?( 2.93 ص2طالب: ج أبي آل ومناقب ،3 ح319 ص40األنوار: ج بحار)?( 3.45 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 4.45 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 5

103

من سرقة رئيس فيتنام ست أطنان من الذهب، وسرقة هيالسي السي ثالثمائــة مليــون دوالر، وســرقة الشــاه وحــده ثالثــة وعشــرين مليــار دوالر، وسرقة أخته ثالثة مليارات، وبناء ســارق عــربي دارا لنفســه بعشــرة ماليين

ته ثمانية عشــر دينــارا فقــط، وصــرف ســارقردينار، بينما كان راتبه قبل ثو عربي آخــر ثالثين مليــون دوالر على مائــدة قمــار واحــدة، وغيرهــا وغيرهــا،

تعرف لماذا افقترت الشعوب في عالم يعج بالمال. ثم إن الدولة اإلسالمية إلى جانب عدم تبذيرها وعدم ســرقتها ال تحتكــرــه، ولــذا تقــوم المال، بل المال مال الله، واألمة عباد الله، والدولة أمين الل بكل حوائج الناس، فال تجد في الدولــة اإلســالمية إنســانا ليســت لــه دار، أو محتاجا، أو فتى أو فتاة بال زواج، أو إنسانا عــاطال عن العمــل، ألنــه إذا كــان عطله بسبب عدم رأس المال زودته بــرأس المــال، وإن كــان بســبب عــدم

العمل فإنه حيث تطلق الدولة الحريات فال أحد ال يجد عمال. وقد حدث التاريخ أن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( ذات ليلــة كــان كاسف البال، فلما رؤي في غدها ســئل عن ســبب ذلــك، قــال )صــلى اللــه عليه وآله(: ألنه كان عندى البارحة أربعة دراهم، وقد صــرفتها في مصــرفها اليوم، ولذا زال ما بي من الهم، وكان يــرى بيت مــال المســلمين في إبــان حكم اإلمام أمير المؤمــنين )عليــه الســالم( تبعــد فيــه الســوائم، حيث كــان

اإلمام يوزع أموال المسلمين بينهم. أما اليوم فتجد كثيرا من الناس في أشد حاجــة إلى دار، وإلى زوجــة أو زوج، وإلى معاش، وإلى عمل، ثم ترى إلى جــانب ذلــك الســرقة وتكــديس

األموال في البنوك الداخليه والخارجية واحتكار األراضي وكبت الحريات.ــات وقد قلت ذات مرة: لو أني كنت اآلمر في العراق كنت أطلق الحري حتى يتمكن كل إنسان أن يعمر ويزرع ويحــوز ويبــني ويفعــل مــا يشــاء من

األعمال

104

ــه ــداره وزراعت ــة ل ــد األرض الكافي ــل من يري ــة، وكنت أعطي ك المحلل وسائر شؤونه، وكنت أسـاعد كـل محتــاج إلى أي شـأن من شـؤونه بالمـال الكافي لقيم أوده، حــتى ال تجــد بعــد ســنتين من تــاريخ تطــبيق هــذه البنــود اإلسالمية، إال وكــل إنســان لــه دار، وزوجــة أو زوج، وعمــل، ومعــاش بقــدر كاف، ولم أقل ذلك جزافا، وإنما بعد محاسبة دقيقة، ومالحظــة النســبة بين النفوس والوارد، وغير ذلــك، وإذا اخــذ اإلســالم بالزمــام خصوصــا في البالد

النفطية فسيرى اإلنسان بأم عينه صدق هذا الكالم.

))الدولة واألخوة اإلسالمية((بقي شيء:

وهي أن الدولة اإلسالمية ال تفرق بين مسلم ومسلم، فكــل مســلم في له كل الحقوق، وعليه كــل الواجبــات، فال تنظــر الدولــة إلىالبلد اإلسالمي

الجنسية، واللون، واللغة، وسائر الفروق التي جاء بها االستعمار.بكمبل تعمل بقوله سبحانه: pا رp pن .(1)إن هذه أمتكم أمة واحدpة وpأ

pتقاكموبقوله: مpكم عندp الله أ pكرp .(2)إن أ ال فضــل لعــربي على عجمي، وال ألبيضوبقوله )صلى الله عليه وآله(:

.(3)على أسود إال بالتقوىوالحديث في هذا المقام طويل نكتفي منه بهذا القدر.

))التطبيق التدريجي لإلسالم(( مع ضرورة اإللماع إلى أن الدولة اإلسالمية إذا قامت في مكان فليست الدولة تسبب الفوضى بتحطيم كـل مقومـات الدولــة السـابقة دفعــة، حــتى يسود الهرج والمرج، بل تطبيق اإلسالم تــدريجيا حســب اقتضــاء الظــروف،

فال مانع من عدم

.92 األنبياء: اآلية سورة)?( 1.13 الحجرات: اآلية سورة)?( 2.6 ح75 الباب340 ص2المستدرك: ج)?( 3

105

الهدم السريع إذا اضطرت إلى عدم الهــدم، ومن المعــروف أن رســول الله )صلى الله عليه وآله( تدرج حسب أمر اللــه في بيــان األحكــام، مــع أن الله سبحانه كــان قــد قــرر إنــزال كــل األحكــام من أول يــوم، قــال تعــالى:

ورتلناه ترتيال(1). نعم يجب أن يكــون عـــدم الهــدم حســب الضــرورة القصــوى، فــإن

الضرورات تبيح المحظورات، والضرورات تقدر بقدرها.

))الدولة اإلسالمية وتوفير النعم(( ثم إن ما تقــدم من اعطــاء اإلســالم لحاجــات الفــرد ليس خاصـا بــالبالد النفطيــة، كمــا ربمــا يــزعم، ففي بعض العهــود اإلســالمية الصــحيحة كــانت حاجات الناس موفــورة وإن لم يكن نفــط وال معــدن آخــر، بــل وإن لم يكن

لهذه المعامل الكبيرة الكثيرة اإلنتاج أثر، والسر يتلخص في كلمات: : الحريات الموفورة.1: األرض المباحة لكل أحد.2: اإليمان المحفز لصحة العمل.3: إشغال الناس كل طاقاتهم الفكرية والبدنية.4 : عدم سرقة األموال وعدم التبذير فيها، والدولة اإلســالمية إذا قــامت5

توفر كل ذلك.pغاللp الــتيففي صدد البند األول يقول سبحانه: هم وpاأل pر pضpع عpنهم إصــ ي

pيهم pت عpل .(2)كان .(3)األرض لله ولمن عمرهاوللبند الثاني ورد:

.39 ص: اآلية سورة)?( 1.157 األعراف: اآلية سورة)?( 2.5 ح1 الباب326 ص17الوسائل: ج)?( 3

106

.(1)وpقل اعمpلواوللبند الثالث يقول القرآن الحكيم: هينئكل امرويقول: pر pبpسp .(2) بما ك

.(3)الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل اللهوفي الحديث: فكرة ساعة خير من عبادة سبعين سنةوللبند الرابع ورد في الحديث:

(4).ومن المعلوم أن فكرة إصالح الدنيا داخلة في هذه الكلية. من وجــد مــاءوتقدم في حــديث عن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(:

.(5)وترابا ثم افتقر فأبعده اللهــئل وفي حديث: إن الرسول )صلى الله عليه وآله( كان إذا رأى أحدا س

ســقط منعن عمله، فإن قيل: ال عمل له، قال )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: .(6)عيني

وفي حديث آخر: إنه )صلى الله عليه وآله( رأى يدا عاملة قــد أثــر فيهــا.إن هذه يد يحبها اللهالعمل، فقال )صلى الله عليه وآله(:

وفي حديث ثالث: إنه )صلى الله عليه وآله( رآى فاطمة )عليها السالم( .(7)يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لحالوة اآلخرةفي عمل شاق، فقال لها:

أما البند الخامس: فهو من الوضوح بمكان.

.105 التوبة: اآلية سورة)?( 1.21 الطور: اآلية سورة)?( 2.1 ح23 الباب42 ص12الوسائل: ج)?( 3.2059 ح436الفصاحة: ص نهج)?( 4.13 ح9 الباب24 ص12الوسائل: ج)?( 5الجديدة. الطبعة4 ح2 الباب11 ص13المستدرك: ج انظر)?( 6.594 ص5الثقلين: ج نور)?( 7

107

pومp القيامpةوفي اآلية الكريمة: pأت بما غpل ي pغلل ي .(1)وpمpن ي إن الله أوحى إلى داود )عليه السالم(: نعم العبد أنتوفي حديث آخر:

لوال أنـك تأكـل من بيت المـال، فبكى داود )عليــه السـالم( وأخـذ يأكـل من.(2)كسب يده

إلى غيرها من األحاديث الكثيرة في كل بند بند.

.161 عمران: اآلية آل سورة)?( 1.3 ح9 الباب22 ص12الوسائل: ج)?( 2

108

اإلسالمية(( والعقوبات ))الدولةــريعة(:15)مســـألة ــة بالشـ ــالم الثابتـ ــات اإلسـ ــور في عقوبـ ال تطـ

المقدسة، ولبيان ذلك يجب أن يعلم أمور:

))ال عقاب على القوانين المجعولة(( األول: إن اإلسالم ال يعاقب على مخالفة القوانين المجعولة، سواء كــان جاعلهــا الملــك أو األمــير أو البرلمــان أو غيرهــا، بــل اإلســالم يعــاقب على مخالفة القوانين اإللهية فقط، وهي ما ذكرت في الكتب اإلســالمية، وبــذلك تحصر العقوبات في الجرائم فقط، أما العقوبة لمن خالف قــانون البنــاء، أو قــانون الــدخول في البلــد، أو قــانون الخــروج منــه، أو قــانون االســتيراد، أو قانون التصدير، أو قانون، أو قانون، فليست موجودة في اإلسالم، ألن هــذه القوانين غير موجودة في اإلسالم، وبذلك لعل العقوبــة تقــل إلى واحــد في

المائة بالنسبة إلى القوانين الموجودة اآلن.

))قلة الجرائم((ــدون الثاني: إن الناس تحت الحكم اإلسالمي تقل جــرائمهم، ألنهم يعتق باإلسالم، وألنهم يرون الله رقيبا عليهم، وألنهم يعتقدون بأن القانون اإللهي

في صالحهم.ــدواء في صــالحه فيشــربه، وإذ لم ــرى اإلنســان ال ــرق بين أن ي وكم ف يشربه كان ذلك شاذا نادرا، وبين أن يرى أن الشيء الذي يقدم إليــه باســم الدواء سم حيث إنه ال يهتم بالمنع، إال إذا خاف عقاب الدولــة، وكــذلك مثــلــا ال القوانين الوضعية واألحكام اإلسالمية، ولذا ترى المتدين تقل جرائمه بم نسبة لها مــع جــرائم غــير المتــدين، فهــل وجــدت متــدينا ســرق، أو زنى، أو شــرب الخمــر، أو قتــل النفس الـتي حــرم اللــه إال بــالحق، أو قطــع طــرف

إنسان، أو الط، أو ما أشبه. ويدل على ذلك داللة بسيطة ما إذا دخل اإلنســان الســجون الحاليــة، أو مستشفيات األمراض الزهرية، ومستشفى األعصاب، فإنه ال يجد من الذين فيها واحدا بالمائة من المتدينين، وإذا وجد متدينا في السجن البد وأنه عمل

مخالف القانون ال مخالف الشرع.

109

والحاصل: إن اإليمان الذي تبثه الدولة اإلسالمية يــوجب أن يكــون لكــلإنسان رادع داخلي يكفي إليقافه عن اإلجرام.

))تنظيف األجواء(( الثالث: الدولة اإلسالمية تنظف األجواء فال تجــد في بالد اإلســالم خمــرا وال قمارا، وال محل دعاوة، وال أحواض ومسابح ومدارس مختلطة، وال نساء خليعات، وال ســينماءات مســتهترات، إلى غيرهــا ممــا يغــوي اإلنســان قليــل اإليمان بالجريمة، ولذا فالجو ال يساعد على الجريمة، وإنما بالعكس فــالجو

يساعد على عدم الجريمة.

))تأمين الحاجات البشرية(( الرابع: الدولة اإلسالمية تعطي كل حاجيات الفرد، فكل فرد في الدولــة مكفي المؤونة، ال بمعنى أن الدولة تعطي كل حاجة مباشرة، بل بمعنى أن الطاقات اإلنسانية تتحرك في الدولة في كل األبعاد، لوجود المــال والحريــة واإليمان، كما تقدم بيانه في مسألة سابقة، والدولة تكون مساعدة ومكملة لألمة، وعليه ال تكون حاجة لإلنسان غير موفورة، وهــذا بــدوره يقــف أعظم

حاجز أمام اإلجرام. مثال جريمة السرقة تنشـأ غالبــا من الفقــر، واإلسـالم ال يــدع فقــيرا فيــف في الدولة، ولذا لما رأى اإلمام أمير المؤمنين )عليه السالم( فقيرا يتكف عاصمة دولته الكوفـة الوسـيعة، وربمـا قيـل إن نفوسـها كـانت ذلـك اليــوم

ــظ )من(،ما هذاأربعة ماليين، وقف اإلمام متعجبا قائال: ، بلفظ )ما( ال بلف مــاقيل له: إنه نصــراني كــبر وعجــز فأخــذ يتكفــف، قــال )عليــه الســالم(:

أنصفتموه، اسـتعملتموه حـتى إذا كـبر وعجـز تركتمـوه، أجـروا لـه من بيت .(1)المال راتبا

ولعـل هنــاك بالحجــاز أو اليمامــة من ال عهــد لــهوقال )عليه السـالم(: بالشبع

1 العدوح جهاد من19 الباب49 ص11الوسائل: ج)?( 1110

.(1)أو ال طمع له في القرص وجريمة الزنا تنشأ غالبا من فقد الزوج والزوجة، واإلسالم يــزوج الفتــاة إذا بلغت العاشرة ورشدت، ويزوج الفتى إذا أكمل الخامس عشرة، أو قبل ذلك، فال إنسان بالغ غير متزوج، وحتى أن البغية الــتي كــانت مهنتهــا البغــاء قبل اإلسالم فاإلسالم يزوجها، كما ورد بذلك رواية عن أمير المؤمنين )عليه

. وعليه فال يوجــد زنــا أو لــواط أو ســحق أو عــادة(2)السالم( ذكرها الوسائل سرية، وقد ورد: إن إنسانا استعمل )االستمناء( فجيء به إلى اإلمام )عليــه

.(3)السالم( فضربه حتى احمرت يده، وزوجه من بيت المال وجريمة القتل إنما يوجد في المجتمع ذي الطبقات واألحقــاد، واإلســالم ينظف المجتمــع عن الطبقــات وعن األحقــاد، ولــذا ال يكــون هنــاك قتــل وال مقدماتــه وال توابعــه وال جراحــات، وهكــذا وهكــذا، ولــذا تقــل الجــرائم في

المجتمع قلة ال مثيل لها.

))ال سجون في اإلسالم(( الخامس: ال سجون في اإلسالم إال نــادرا، فــإن النــاس الــذين يســجنون تراهم قليال جدا، كالمرأة المرتدة حتى تتوب، والواجد الــذي ال يعطي دينــه، ومن إليهما، ولذا كان سـجن اإلمــام في الكوفـة من )الخـوص( وشـرد منــه ــك عمال ــان ذل ــ )المحبس(، وك ــمي بـ ــا وس ــجنا عادي ــنى س ــجناء، ثم ب الس اضطراريا، حيث إن الكوفة ذات النفوس الكثيرة ارتطمت في الفوضى في أواخر أيــام عثمــان، ممــا كــان الالزم نــوع من التشــديد إلرجــاع األمــور إلى

نصابها، وحيث إنه لم يكن للنبي )صلى

.45 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 1.1ح البهائم نكاح من3 الباب574 ص18الوسائل: ج)?( 2.1 ح3 الباب574 ص18الوسائل: ج)?( 3

111

الله عليه وآله( اضطرار إلى ذلك لم يبن سجنا، بــل غــالب بالد اإلســالم لم تكن لها سجون حتى في بعض أزمنة الخلفاء بالباطل، واقرأ كتاب )عذر التقصــير إلى محمــد )صــلى اللــه عليــه وآلــه( والقــرآن( لــترى مــاذا يقــول

المسيحيون عن بالد اإلسالم في زمن العثمانيين.وبعد كل ذلك من:

( تنظيف الجو.1( وإمالء اإليمان.2( وإعطاء الحاجيات.3( وتحطيم الفوارق.4( ورفع القوانين الكابتة.5

يأتي دور اإلسالم في مطاردة الجريمة مطاردة شديدة: فيجلد الزاني، ولماذا الزنا ويجد اإلنسان الزوج، أليس هــذا اعتــداء على الفرد وعلى المجتمع، ويرجم الزاني المحصــن، ولمــاذا الزنــا المحصــن، إن امرأة لها زوج يغــدو ويــروح عليهــا ويقــوم بحاجاتهــا إذا زنت أال تســتحق أن تعاقب أشد العقــاب، حيث عبثت بــالمجتمع وجعلت المحصــنات بفعلهــا في

حافة الرذيلة وهددت األسرة. وقل لمن يقول بصرامة هذا العقاب: مــاذا جــزاء زوحتــك وأنت تشــبعها

في حاجاتها الجسدية والجنسية، إذا اختلطت بإنسان آخر وزنت معه. ويقطع يد السارق، ولماذا السرقة، وهو مكفول كل حاجاته، أليس مثــل

هذا اإلنسان يستحق أن يؤخذ بأشد النكال.

))صعوبة توفر شروط العقوبات(( السادس: اإلسالم ال يجري العقوبــة إال بعــد شــروط يصــعب توفرهــا إالــل في ــا كالمي نادرا، مثل شهادة شهود عدول رأوا بأم أعينهم، مثال رأى الزن المكحلة أربعة رجال عــدول، ورأى الســرقة شــاهدان عــادالن، مــع شــروط

أخرى، إلى غيرها

112

ممــا ذكــر في فقــه اإلســالم، ولم يكن في ارتكــاب الجريمــة جهــل، وال اضطرار، وال إكراه، وال شــبهة للمــرتكب وال للحــاكم، للقاعــدة المشــهورة:

.(1))الحدود تدرأ بالشبهات(

))وهل يترك المجرم(( السابع: وبعد كل ذلك فهل األفضــل صــرامة العقــاب، أو تــرك المجــرم بعقاب خفيـف يــوجب تماديــه في الغي، ويـوجب عــدوى مرضـه إلى غــيره، ويوجب إغراق المجتمع في الخوف والفوضى واإلرهــاب، كمــا نجــده اليــوم في البالد التي تسمى بالراقية، كفرنسا وبريطانيا وأمريكــا وألمانيــا الغربيــة واليابان، كما يعرف ذلك كــل من قــرأ الصــحف، واســتمع إلى اإلذاعــات، أو

عاش في تلك البالد. إن نسبة اإلسالم إلى قسوة العقوبة، أنمــا نشــأت من الجهــل بمــوازين اإلسالم، أو من الجهل بأنه إذا لم تكن صرامة أوجب الفوضى واالضــطراب

في البالد.

))جب اإلسالم واإليمان وقيام الدولة(( ، واالستبصار يجب مــا قبلــه،(2)اإلسالم يجب ما قبلهالثامن: الشك أن

كما ورد بكال األمرين متواتر الروايات المعمول بها قديما وحديثا، وقد ذكرنــاــاة والحج، وغيرهمــا من شــرح ــابي الزك ــك في كت ــا من الكالم في ذل طرف

العروة. لكن هل يجــري هــذا القــانون بالنســبة إلى مــا ســبق على قيــام الدولــة اإلسالمية أم ال، احتماالن، وإن كــان األرجح أن ذلــك بيــد الحــاكم اإلســالمي

الفقيه الجامع للشرائط، وذلك ألمور: األول: عفو النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه( عن جملــة من الكفــار ومنهم

، مــع(3)اذهبــوا فــأنتم الطلقــاءأهل مكة، حيث قال )صلى الله عليه وآله(: وضوح أنهم لم يسلموا، وأنهم كانوا أساؤوا إلى المســلمين بالقتــل والجــرح

ونهب األموال، وذلك بضميمة

.147 ح236 ص1والغوالي: ج ،4 ح24 الباب336 ص18الوسائل: ج في كما)?( 1.38 ح224 وص145 ح54 ص2الغوالي: ج)?( 2.1 ح72 الباب120 ص11والوسائل: ج ،181 ص19البحار: ج)?( 3

113

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حســنة(1)، وحيث إن النــبي )صــلى الله عليه وآله( من عليهم نقول بأن الفقيه له المن، كما أن له األخذ، وذلك

حسب ما يراه لصالح اإلسالم والمسلمين. واحتمال أن ذلــك كـان من واليــة رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلـه( الخاصة، مدفوع بأن األصل في أعماله )صلى اللــه عليــه وآلــه( كونــه لبيــان الحكم إال ما خرج بالدليل، ولذا لم يعد ذلك من اختصاصاته )صلى الله عليه

وآله(. الثاني: من اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( على من حاربــه في البصرة، مع أنهم كانوا قتلوا وجرحوا وفعلوا كل منكر، وقد قال رسول اللــه

، ومنه )عليــه الســالم( كــان(2)يا علي حربك حربى)صلى الله عليه وآله(: مننت على أهـلمثل من رسول اللـه )صـلى اللـه عليـه وآلـه( حيث قـال:

، وقــد ذكرنــا(3)البصرة كما من النبي )صلى الله عليه وآله( على أهــل مكةتفصيل ذلك في كتاب الجهاد )الفقه(.

وكونه )عليه السالم( فعل ذلك بالوالية الخاصة فهو خالف الظــاهر كمــاعرفت.

ال يقال: فلماذا خطب )عليه السالم( بعد مقتل عثمان، وقال: بأنه يأخــذ.(4)قطائع عثمان

يقال: قد تقدم أن ذلــك كــان لــه، فــإن رأى الصــالح أخــذ، وإن رأىألنه الفساد ترك، ولعل سر تفريقه )عليه الســالم( أن قتــل النــاس واالقتصــاص منهم يثير الناس كثيرا، ويطبـع الدولـة بطـابع القسـوة والوحشـية، ويسـبب

زحزحة أصول الحكم. أما أخــذ المـال فال يسـبب أي ذلـك، ولـذا نــرى في الحكومـات الثوريـة الحاضرة يأخذون أموال العهد المباد التي جمعوها من قوت الشــعب، بينمــا

يتركون غالب

.21 األحزاب: اآلية سورة)?( 1.190 و177 ص40األنوار: ج بحار)?( 26 ح25 الباب58 ص11الوسائل: ج انظر)?( 3.15 البالغة: الخطبة نهج)?( 4

114

الناس إال المجرمين الذين يتطلب عقالء الناس إجــراء عقوبــة القتــل أوالقصاص أو السجن بحقهم.

الثالث: دوران األمــر بين األهم والمهم، حيث إن قتــل النــاس وســجنهم فالبــد،والقصاص منهم ربما يــوجب تشــويه ســمعة اإلســالم وزعزعــة كيانه

للحاكم اإلسالمي أن يالحظ األهم والمهم من األمرين. وهذا هو سر أن النبي )صلى الله عليه وآلــه( لم يتعــرض ألذي للفــارين

د وحنين وغيرهما، وال للزاوين لحكمــه وحكم اللــه تعــالىمن الزحف في أح تقدير فســاقا يســتحقونأقل كما في متعة الحج وغيره، مع أنهم كانوا على

هذا كله بالنسبة إلى القتل والقصاص ونحوهما.،التعزيز كما إذا أخــذ اإلســالم بزمــام الحكم،أما بالنسبة إلى مرتكبي المنكرات

في أوحال األحكام الــتي لم يــنزل اللــه بهــا منفي بلد كان قبل ذلك غارقاــك،،سلطان، وفي أعمال كذلك كالزنا وشرب الخمر وتعاطي الربا ونحو ذل

فذلك أيضا إلى رئيس الدولة، ويدل عليه أمران:األول: األولوية بالنسبة إلى حقه في عدم قتل مستحقي القتل.

الثاني: ما ذكرناه في الدليل الثالث من األهم والمهم.ــك مــا ورد في الوســائل ــد ذل ــزوج،ويؤي ــاب أن على اإلمــام أن ي في ب

عن،الزانية بزوج يمنعها من الزنا، عن الشيخ بإسناده إلى محمد بن مسلم قضــى أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( فيأبي جعفر )عليه السالم( قــال:

امرأة زنت وشردت أن يربطها إمام المســلمين بــالزوج، كمــا يربــط البعــير .(1)الشارد بالعقال

((كومات تدعي اإلسالم))حالتاسع: في الحكومات التي تسمى باسم اإلسالم وهي ليست مسلمة

.1 ح44 الباب412 ص18الوسائل: ج)?( 1115

عن الضــرر،ال تجرى الحدود وإن كان المجــري مجتهــدا، أو كــان مأمونا ألنــه ال، ال يصح قطع يد الســارق وقتــل الــزاني الغاصــب إلى غــير ذلكمثال

إطالق لألدلة بحيث يشمل األمر في ظــل غــير الحكومــة العاملــة باإلســالم، فإذا قدر المجتهد بأن يقتل مستحق القتل خفيــة ال يصــح لــه أن يقتلــه، إلى

غيرها من الحدود. والقول بإطالق األدلة غير تــام، بعــد أن المــتيقن أو المنصــرف منهــا مــا كان في أجواء إسالمية، فإن الجو اإلسالمي يكمل النواقص ثم يأمر بعقوبــة صارمة للمجرم، أما في غير األجواء اإلسالمية فحيث ال تكميل للنواقص فال

يعلم بجريان األحكام، والمسألة بعد بحاجة إلى مزيد التتبع والتأمل.

((دع المنكر مطلقا))ر العاشر: ال إشــكال في لــزوم ردع المنكــر ولــو تحت ظــل حكومــة غــير

وعليه فالالزم الردع بما يمكن ولو بضرب المرتكب لما فيه القتــل،إسالمية والرجم، وذلك إلطالق أدلة رفع المنكر ودفعه، وال یقيده األمور الخاصة، لما

عرفت من أنها إنما تكون تحت حكم إسالمي صحيح. كاآلكــل في رمضــان أو،ومنه يعلم وجوب إخبار السلطة بفاعــل المنكر

أو ما أشبه، وإن كانت السلطة غير شرعية تعــاقب بغــير العقوبــاتيالزاناإلسالمية.

))الغرامات المالية(( الحادي عشر: الظــاهر جــواز جعــل الحــاكم الغرامــة الماليــة على بعض المحرمات إذا لم يتمكن من إجراء الحدود المقررة لما تقدم، وذلك إلطالق

أدلة ردع المنكر الشامل لذلك، وكذلك جعل السجن.ــطرار، ــد االض ــا إال عن ــار إليه ــتثنائية ال يص ــة اس ــرين حال لكن كال األم فاالضــطرار يســقط التكليــف األولي، وأدلــة النهي عن المنكــر يثبت حكمــا

استثنائيا فهــو مثــل أكــل الميتــة للمضــطر،، يراه الحــاكم اإلســالمي صــالحافتأمل.

116

))شرط تحديد بعض الصالحيات(( الثـاني عشـر: يجــوز للحـاكم اإلسـالمي التحديـد من صـالحيات النـاس،

إذا كــان ذلـك،(1)بتضييق دائرة )الناس مسـلطون على أنفسـهم وأمــوالهم(أ للصالحا مة، مثل جعل قوانين للمرور، إذا كان عــدم الجعــل يســبب فوضــا

لألنفس واألمــوال إلى الخطــر، فإنــه وان كــان تحديــداواضــطرابا وتعريضا للناس في حريتهم إال أنه ألجل أمر أهم، وألنه مقتضى الوالية المجعولة له،

فإن معنى كونه وليا أن يعمل حسب صالح األمة. بنــاء على شــمولها للنــوعي أيضــا،ال ضرروربما يستدل لذلك بقاعدة

كمــا أنهــا تشــمل الشخصــي، وهــذا وإن كــان غــير بعيــد إال أن المشــهور اليقولون به.

ــه إذا أما النقض على ذلك بأنه يستلزم أن يرفع الوضوء ممن ال ضــرر ل غــير وارد، إذ ال،، والحــال أنــه ال يقــول بــه أحد نوعياكان في الوضوء ضررا

، وبين غــير المتضــرر في اســتعمال المــاءال ضــرر بين يــرى العــرف ربطا بين األمرين، والسر أن كل إنســان فيبخالف مثل المقام حيث يرون ربطا

المقام محل الخطر المحتمل، والواجب على الولي رفع الخطر. ومن قبيل قواعد المرور جعل األنظمــة الصــحية كــتزريق النــاس بــاإلبر

لحــريتهم إال أن األدلــة المتقدمــةعند خــوف الوبــاء، فإنــه وإن كــان تحديــداشاملة له.

ثم في المقام أمران: ))وجوب اتباع الحاكم((

ــه إذا حكم الحــاكم اإلســالمي بأمثــال هــذه األمــور وجب على األول: إن فــإذاعليــه الســالم(: الناس اتباعه وحرم مخالفته، ألن أمــره أمــر اإلمــام )

حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد، والراد عليهم.(2)كالراد علينا، وهو على حد الشرك بالله

ال يقال: كيف يصبح حالل محمد حراما وبالعكس.ــرامألنه يقال: لم يصبح الحالل حراما وبالعكس، وإنما دخل كل من الح

والحالل تحت عنوان

.272 ص2البحار: ج)?( 1.1 ح11 الباب98 ص18الوسائل: ج)?( 2

117

آخر كعنوان االضطرار ونحوه، فهو من باب تبــدل الموضــوع ال من بـابتبدل الحكم.

ولذا استدل بالعنوان الثانوي في رد من أشكل على المجدد الشــيرازي فهــو حالل إلى يــوم)رحمه الله( بأنه كيف يحرم التنباك، فإنه إن كــان حالال

فلماذا استحله قبل ذلــك، وحاصــل الــرد: إنــه كــانالقيامة، وإن كان حراما لما لم يضر، أما إذا سبب الضرر فهو حرام.حالال

بمنووجــوب ســماع الحكم حين تحــريم الحــاكم اإلســالمي ليس خاصاــا أصاليرى الضرر، بل هو حرام ألجل النهي وإن لم ير فيه الفرد ضررا ، كم

إذا جاء إلى اإلشارة وكانت حمراء فإنه لم يجز لـه أن يتعـداها وإن علم أنـهال ضرر وال خوف اصطدام.

ال يقال: فأي فرق بين حاكم اإلسالم وحاكم الجور حيث تقولــون بجــوازالمخالفة في الثاني دون األول.

ألنه يقال: الفرق هو أن الثاني ليس وليا دون األول، فالحاكم اإلســالميمخول من قبل المالك سبحانه وتعالى.

))غرامات رادعة(( الثاني: حيث إن الناس ال يرتدعون في كثــير من األحيــان بســبب األمــر والنهي، كاألمر بالتزام قوانين المــرور، وكــالنهي عن اســتيراد األطعمــة عن

يحق للحاكم اإلسالمي جعل غرامة مالية أو نحوها،البلد الذي اجتاحه الوباء والحكم بذلك ثانوي.،ألجل الردع

والســجن في،فال يقال: كيف والحال أن الضــرائب اإلســالمية محــدودة اإلسالم ألفراد خاصين ليس منهم مخــالف المــرور ومســتورد األطعمــة في

أيام الوباء. لكن من الضــروري أن يكــون العقــاب الــرادع أقــرب إلى روح اإلســالم

وأوفــر ألكــبر قــدر ممكن من الحريــة ألنــه حالــة اضــطرارية،،والعدالةوالضرورات تقدر بقدرها.

ــات ال يقال: فكل ما تفعله حكام الجور في هذا الزمان من تحديد الحري والسـجن وأخــذ الغرامــة صـحيح في نفسـه، وإن لم يصــح من هـذا الحـاكم

الخاص.

118

،ألنه يقال: ليس كذلك، إذ الغـالب أن حكــام الجـور يغرقـون في الكبت في بعض البالد اإلســالمية إذا أرادبينما اإلسالم يحدد األمــر بالضــرورة، مثال

بينمــا نــرى عــدم االحتيــاج في،اإلنسان تعمير داره يلزم عليه أخذ الموافقة وكذلك بالنسبة إلى االستيراد والتصدير والمكوس وغيرها.،بلد آخر

ــه ــبين أن ثم مما ذكرناه من صالحية الحاكم اإلسالمي لألمور المذكورة ت لمحــرم ذاتي، كمــا رأى لحريــة ذاتيــة، أو تحليالال فرق بين أن يكون تحديدا

ــوجب تحطيم ــة ي ــائع األجنبي ــع المكس من البض ــالمى أن رف ــاكم اإلس الحــار ــأخرهم عن الكف ــرر المســلمين وت ــة تض ــة وبالنتيج ــناعة الوطني أو،الص

، فإنــه يحــق لــه الــردع بــأي اقتصاديااستعمار الكافر لبالد اإلسالم استعماراــان،شكال ولو بجعل المكوسأشكل من ال إذا لم يكن العالج إال بذلك، أو ك

مر الواحد إذا اضطرأنه يبيح االضطرار للأ إذ كما ،هو أحد العالجات الممكنة خذأ كل من السجن وليه يبيح االضطرار لعدة محرمات ذاتية متساوية، مثالإ

ــطراراالغرامة وحرمان المستورد للبضاعة المستوردة محرم ذاتا ويحل اض ذا دار األمــر بين العقوبــات الثالثــة جــاز أي منهمــا إذا كــانتإفــ. مــر أهمأل

.متساوية في قدر االضطرار نمــا تــوجب التعزيــرإهذا ولكن ظاهرهم في كتاب الحدود أن المخالفــة

فقط، فالالزم مالحظة هذا األمر بأن يكون الرجــوع من التعزيــر إلى عقــابهم والمهم إذا كانت هناك جهة مرجحة.أآخر من باب ال

أدلة جواز الغرامات(())ثم إنه يمكن أن يستدل لجواز الغرامة والسجن حال االضطرار بأمور:

شــتر حين والهأاألول: قول علي )عليه السالم( في عهــده إلى مالــك ال فمن قــارف حكــرةلى أن قال )عليه الســالم: إ فامنع من االحتكارمصر:

ياه إبعد نهيك

119

فإن إطالق )نكل وعــاقب( شــامل،(1)سرافإفنكل به وعاقب في غير للغرامة والسجن.

، فــإن(2) الواجد يحــل عقوبتــه وعرضهيلالثاني: قوله )عليه السالم(: العقوبة يشمل الغرامة.

ــلإالثالث: ما رواه الدعائم عن علي )عليه السالم(: نه قضــى فيمن قتــئرا، أو هدم بيتا، أو أفسد زرعا، أو قطع شجرادابة عبثا ــرا، أو غور ب ،، أو نه

ن أخطــأ ولمإ، وأن يغرم قيمة مــا اســتهلك وأفســد، وضــرب جلــدات نكــاالــه وال أدب ــرم وال حبس علي ــه الغ ــك فعلي ــد ذل ــة(3)يتعم ــه أثبت الغرام ، فإن

ن لم يكن له مالك إلطالق الموضوع، كمــا جعــل الحبس لــه فيإفساد، وإلل صورة العمد.

نــه قضــىإصبغ، عن علي )عليه الســالم(: أالرابع: ما رواه الشيخ عن ال فالسه والحاجة فيخلى ســبيله حــتىإ فإن تبين ،نه يحبس صاحبهأفي الدين

.(4)يستفيد ماالينقســم،نــه يحبس ثم يــؤمر بهأ على غرائمه يوقضى في الرجل يلتو

.(5) فإن أبى باعه فقسمه بينهم،ماله بين غرمائه بالحصصــه،ســناده إلى زرارةإالخــامس: مــا رواه الشــيخ ب عن أبي جعفــر )علي

ــالم( قــال: ــدين الس ــالم( ال يحبس في ال ــان علي )عليــه الس ، ثالثةالإك نإ و،الغاصب، ومن أكل مال اليتيم ظلما، ومن ائمتن على أمانة فذهب بها

.(6) كان أو شاهداوجد له شيئا باعه، غائبا

.53 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 1.4 ح8 الباب90 ص13الوسائل: ج)?( 2.7 ح34 الباب272 ص3 المستدرك: ج)?(3.3 ح25 الباب47 ص3االستبصار: ج)?( 4.1ح الحجر أحكام أبواب من6 الباب146 ص13الوسائل: ج)?( 5.1 ح25 الباب47 ص3االستبصار: ج)?( 6

120

نــه )عليــه الســالم( مــا كــان يحبس حبساأأقول: من المحتمل أن يــراد إال الثالثة الذين استثناهم، كما احتمله الشيخ.طويال

الســادس: مــا في بعض الروايــات من أن اإلمــام )عليــه الســالم( كــان سناده عن طلحــة، عن جعفــر )عليــهإيعاقب بغير التعزير، فقد روى الشيخ ب

عليه السالم(نه رفع إلى أمير المؤمنين )إالسالم(، عن أبيه )عليه السالم(، هل رأيتم غير فقال )عليه السالم(: ،رجل وجد تحت فراش امرأة في بيتها

ة فمرغوه عليه ظهرا لبطن ثمأفانطلقوا به إلى مخر قالوا: ال، قال: ،ذلك .(1)خلو سبيله

ــذيأالسابع: ما في بعض الروايات من نه )عليه السالم( صفع الرجل ال نــه )عليــه الســالم( صــفع ظالمــا فيأكان ينظر إلى امــرأة في الطــواف، و

نه حق السلطان، والصفع غير التعزيــر الــذي هــو بالســوط،إالكوفة، وقال: .(2)نه كان يؤدب بالدرة وهي غير السوطأكما ورد

الثامن: ما رواه الوسائل في باب جواز منع اإلمام من الزنا والمحرماتــه ــد، عن الصــدوق، عن ابن ســنان، عن الصــادق )علي ــالحبس والقي ــو ب ول

ــال: قال: ،السالم( ــه( فق نإجاء رجل إلى رسول الله )صلى الله عليه وآل فقال: )صلى اللـه عليـه وآلـه(: فاحبسـها، قـال: قـد، ال تدفع يد المسيأم

ــه فعلت، فال: فامنع من يدخل عليها، قال: قد فعلت، قال )صــلى اللــه علي نــك ال تبرهــا بشــيء أفضــل من أن تمنعهــا من محــارم اللــهإوآله(: قيدها ف

.(3)عزوجل

.2 ح40 الباب410 ص18الوسائل: ج)?( 1.1 ح4 الباب578 ص18الوسائل: ج)?( 2.1 ح48 الباب414 ص18الوسائل: ج)?( 3

121

التاسع: مارواه الوسائل في بــاب من يجــوز حبســه من كتــاب القضــاء، يجب على اإلمــام أن يحبس الفســاق من قــال: ،عن علي )عليــه الســالم(

.(1)كرياءأ والمفاليس من ال،طباءأ والجهال من ال،العلماء في بــاب شــاهد الــزور،العاشر: ما رواه الوسائل في كتــاب الشــهادات

ن علياإ عن أبيــه )عليــه الســالم(: ، عن الصــادق )عليــه الســالم(،يضــربــه إلى حيه)عليه السالم( كان إذا أخذ شاهد زور فإن كان غريبا نإ و، بعث ب

ــوقيا ــان س ــوقهك ــه إلى س ــه أياما، بعث ب ــه ثم يحبس ــف ب ثم يخلي فطي.(2)سبيله

ممــا يــدل في،إلى غيرهــا من الروايــات المتفرقــة الــتي يجــدها المتتبعــد للمخالفــة، و ــر ليس هــو العقــاب الوحي ــة على أن التعزي ــانتإالجمل ن ك

عالم.أالمسألة بحاجة إلى تتبع تام، وتأمل في كلمات ال

.3 ح32 الباب221 ص18الوسائل: ج)?( 1.3 ح15 الباب244 ص18الوسائل: ج)?( 2

122

اإلسالمي(( الحاكم ))شروط قــد تــبين ممــا ســبق اشــتراط العلم الــديني والعدالــة (:16)مسألة

على للدولة، والظــاهر أن لــه توكيــل إنســان كفــوءأوالكفاءة في الرئيس الــام بالمهمــات ــير بالنســبة إلى،ألجــل القي ــه كاشــف الغطــاء الكب كمــا فعل

)فتحعلي شاه(. ،أما نواب المجلس فيشترط فيهم: العلم الديني ولو بدون حــد االجتهـاد

كفايــة الوثاقــة،كما أن الظاهر اشــتراط العدالــة فيهم، وإن احتملنــا ســابقاويشترط فيهم أيضا الكفاءة.

وعملهم منحصر في تطبيق القوانين اإلسالمية على مرافق الدولة، منباب تطبيق الكبرى الكلية على الصغريات الجزئية.

ــان ــك ألن مجلس األعي ــة اإلســالمية، وذل ــان في الدول وال مجلس لألعي ليسوا منتخبي األمة وال مرشحي الفقيه الرئيس األعلى، بل هم كما يلخصه )منتسكيو( المقنن الغربي المشهور في كتابه )روح القــوانين( وأن في كــل دولة توجد عدة من األشــراف والعلمــاء واألثريــاء، هــؤالء لهم األولويــة على

سائر الناس، ولذا يجب أن يكونوا ممثلين عن الناس. إذ األشراف واألثرياء،وهذا الكالم كما يراه كل عاقل فارغ عن الصواب

ال تؤهلهم شرافتهم وثروتهم أن يتكلمــوا باســم النــاس بــدون رضــاهم، أمــا العلماء فإن اختارهم الناس فلهم الحق في أن يتكلموا عن النــاس، وإن لم

يخترهم الناس فبأي حق يتكلمون عن الناس. والحاصـل أن الـذي يتكلم عن النــاس يجب أن يكــون ذا صـفتين: صـفة

واألولى تتحقــق،)رضاية الله( بشخصه ومنطقه، وصفة )اختيار النــاس لــه( ويتكلم في اإلطار اإلسالمي، والثانية تتحقق بانتخاب الناسبأن يكون عادال

ولــذا فمجلس،لــه، فــإن لم يتــوفر فيــه مــا ذكــر لم يكن لــه حــق أن يتكلم العموم البريطاني وما أشبهه، ال اعتبار له من ناحية العقــل والمنطــق، وكم نرى في العالم الغربي ما ال اعتبار له، والتي من جملتها جعل حق )الفيتــو(

فإن معنى ذلك أن القوة تحكم ال العقل ،لمثل أمريكا وروسيا

123

والمنطق والبرهان.إذن في الدولة اإلسالمية:

: حوزة علمية دينية، تستمد منها الدولة فقه اإلسالم وطهارة الضمير،1ومنه يتكون الرئيس األعلى للدولة اإلسالمية.

: الجامعات الحديثة التي تستمد منها الدولة المثقفين الزمنيين.2 حــتى،وتكون النسبة بينهما أنه البد من دراسة الدين والــدنيا لكــل فــرد

إذا أكمل المقدار الالزم دخل دائرة التخصــص، فكــل رجــل دين يطلــع على الثقافة الزمنية بقدر الالزم، كما أن كل مثقف زمــني يتعلم مــا يجب تعلمــه

هوp الذيمن الدين ويكرع القدر الالزم من الطهارة اإليمانية، قال سبحانه: pمهم الكتــاب يهم ويعpل ك pــز ــه وpي pيهم آيات ــوا عpل pتل وال منهم ي ســ pر pين pعpثp في األمي ب

.(1)وpالحكمpةp وpإن كانوا من قpبل لpفي ضpالل مبين : مجلس أمــة ينتخب أعضــاءها األمــة ممن تتــوفر فيهم علــوم الــدين3

والدنيا، باإلضافة إلى اشتراط العدالة. أمــا ســائر كيفيــات الحكم وخصوصــياته فليس مــا يهم كتابنــا هــذا، بــل

يالحظ بشأنها األصلح بحال األمة.

.2 الجمعة: اآلية سورة)?( 1124

اإلسالمية(( الحكومة في ))الطوائف في البالد اإلسالمية: (:17)مسألة

( طائفتــان إســالميتان هم الشــيعة والســنة، ولعــل كــل واحــدة منهم1 قريب نصف المسلمين، كما دل على ذلــك بعض اإلحصــاءات، ويلحــق بهمــا الفــروع المتفرعــة منهمــا، مثــل الزيديــة واإلســماعيلية والبهــرة، والخــوارج

والظاهرية وما أشبه.ــابت، كــاليهود والنصــارى2 ــني ث ــة الــتي لهــا أصــل دي ( األقليــات الديني

والمجوس.ــل،3 ــدينها أص ــدين، وإن لم يكن ل ــها بال ــط نفس ــتي ترب ــات ال ( األقلي

كالبهائية والقاديانية.( من ال دين له أصال، كالمشركين الملحدين ومن إليهم.4

هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية في البالد اإلسالمية )لغــات( و)قوميــات(و)إقليميات( و)ألوان( وما إلى ذلك.أما بالنسبة إلى الناحية األولى:

: فالدولة اإلسالمية تؤاخي بين كل المسلمين أصوال وفروعا، والمعيار1 في معاملتهم األخوة اإلسالمية، مع جعل حرية البحث والنقاش والنقد البناء لكل طائفة، ليظهر ما عنده من األدلة للتوصل إلى الحقيقــة، فــإن الحقيقــة واحــدة واالختالفــات ال تــوجب تصــدع الوحــدة اإلســالمية، كمــا أنهــا تحفــز

األطراف ألجل تحقيق الحق واتباع سبيل الحقيقة. : واألقليـــات الدينيـــة الـــتي لهم كتـــاب، فهم محـــترمون في الدولـــة2

، ولهم واجبــات(1)ألزمــوهم بمــا الــتزموا بهاإلســالمية، وقــد ورد فيهم وحقوق، والالزم عليهم أن يعملوا بواجباتهم وأن يؤدوا حقوقهم، وقــد ذكرنــا

تفصيل ذلك في كتاب )الفقه( القسم الخاص بالجهاد.

.5 ح20 الباب321 ص15الوسائل: ج)?( 1125

ــالم3 : واألقليات األخر، ال يتعرض اإلسالم لهم بسوء، بل إن تمكن اإلسكp بالحكمpــةأقنعهم باعتناق اإلسالم حسب قوله سبحانه: ب pبيل ر pادع إلى ســ

ن pحســp ــالتي هيp أ pة وpجــادلهم ب ن pســpـة الح pوعظـpالمpو(1)وأجــرى عليهم الحكم ، الذي ذكره اإلمام أمير المؤمنين )عليه السالم( في عهده إلى مالك االشتر:

الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق(2)ومنــه يعلم ، حكم القسم.

: والجزيــة الــتي تؤخــذ من أهــل الكتــاب إنمــا هـو في مقابــل الخمس4والزكاة التي تؤخذان من المسلم.

كما أن القسمين الثالث والرابع تؤخذ منهم أيضا الحقوق المالية حسب نظر الدولة اإلسالمية بما ال يكون مجحفا، ويكون مقتضى العدل واإلنصاف،

p وpالقال سبحانه: ن pنكم شpجرمp pعدلواال ن قpوم عpلى أن آي ب،ت pــر pق ــوp أ اعدلوا ه.(3)للتقوى

واحتمال أن يخير هاتان الطائفتان بين اإلسالم والســيف غــير تــام، كمــا ذكرناه في كتاب الجهاد، ولم يعهد من رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وال من علي أمير المؤمــنين )عليــه الســالم( عمــل ذلــك، بــل فتح الرســول )صلى الله عليه وآله( بالد الكفار كمكة وكان أهلها مشركين، ومــع ذلــك لم

يعمل الرسول )صلى الله عليه وآله( السيف فيهم حتى يسلموا. وكذلك كان في الدولة اإلسالمية إبان حكم اإلمام )عليــه الســالم( كثــيرمن غير أهل الكتاب ولم يخيرهم علي )عليه السالم( بين اإلسالم والسيف.

د منp الغpي البــل شــعار اإلســالم: pينp الرشــ pب ــراهp في الــدين قpــد ت .(4)إكروقال سبحانه: pنتp مذpك ر إنما أ pيهم بم، فpذpك .p(5)يطرسلpستp عpل

.125 النحل: اآلية سورة)?( 1.53 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 2.8 المائدة: اآلية سورة)?( 3.256 البقرة: اآلية سورة)?( 4.21 الغاشية: اآلية سورة)?( 5

126

نعم الواجب على غير المسلمين أن ال يظهروا المناكير، كما أن لهم أن يرجعوا إلى أحكام أنفسهم عند المنازعة أو يرجعوا إلى حكم اإلسالم، فقــد

لحكمت بين أهــل التــوراة بتــوراتهم، وبين أهــلقال علي )عليــه الســالم(: .(1)اإلنجيل بإنجيلهم

ــذي يختلــف عن مــيراث وقــد قــرر في اإلســالم مــيراث المجوســي الالمسلمين.

والحكم الــذي قــرره اإلســالم لألقليــات أفضــل من الحكم الــذي قــررهــور ــات في األم ــام األقلي ــان أحك ــا ال يحترم ــإن كليهم ــرب، ف ــرق والغ الش

القضائية، بل الالزم عليهم مراجعة محاكم الدولة.

))الفروق اللغوية والعرقية(( أما بالنسبة إلى الفروق اللغوية والعرقية وماأشبه فاإلسالم لم يعتبر أيا من تلك الفروق، بــل قــانون اإلســالم تســاوي المســلمين، والمفاضــلة إنمــا تكون بالتقوى فقط، ولذا فالدولة التي تشتمل على ألوان من هذه الفــروق ال تهتم بأي فرق، بل كل إنسان له الكفاية يصل إلى مرتبة علمية أو عمليــة في الدولة، من دون أن يكون للونه وللغته ولقوميتــه وإلقليميتــه أي مــدخل في رفعته أو ضعته، فإن اإلسالم أذاب كل هذه الفوارق، وصهر المســلمين

كلهم في بوتقة واحدة.ــا ولــذا فكــل مســلم في أي بلــد إســالمي فهــو مــواطن، لــه كــل مزاي

من تعــزىالمواطن، كما أن عليــه كــل واجبــات المــواطن، وفي الحــديث: ــه والتكنــوا ــة فــاعظوه بهن أبي ، فــإن من يخــرج عن الهن البعــزاء الجاهلي

يفتخر، فإن الفخر فخر األحساب ال فخر األنساب.

.29 ح93 الباب136 ص40البحار: ج)?( 1127

والشيوعية(( للقومية ))ال لقد جــاء الغــرب إلى المســلمين بالقوميــات، وقــد جــاء(:18)مسألة

الشرق إلى المسلمين بالشيوعية، وكال المبدأين باطالن بالنظرة اإلنســانية،بله اإلسالمية.

فإن القومية ترى ترجيح القوم على غيره وإن كــان الغــير أكــثر كفــاءة، مع أن العقل والمنطق يقوالن بأن الكفاءة هي المعيار، فاألكثر كفاءة أولى وإن لم يكن قوما، واألقل كفاءة ليس لـه أولويـة وإن كـان قومـا، فـإذا أراد اإلنسان أن يبني دارا فهل يأتي ببناء من قومــه ال كفــاءة لــه، أم يــأتي ببنــاء من غير قومه له الكفاءة، وكذا لو مرض هل يراجــع طبيبــا أكــثر كفــاءة منغير قومه، أو يراجع طبيبا أقل كفاءة من قومه، وكذا قل في سائر األمور.

pتقــاكموقد قرر اإلسالم الكفاءة، قال تعالى: مpكم عندp اللــه أ pكرp ،(1)إن أــقوط ــع الس ــاء مواض ــه اتق ــاءة، ألن ــنع الكف ــوى تص ــوم أن التق ومن المعل واالنحطاط سواء في األمــور الدينيــة أو الدنيويــة، وقــد جــاء الغربيــون بهــذاــوي ــة، وبهل المبدأ لتحطيم الوحدة اإلسالمية، فأتاتورك نادى بالقومية التركي بالقوميــة الفارســية، وعبــد الناصــر بالقوميــة العربيــة، والــبرزاني بالقوميــة

الكردية، وهكذا وهلم جرا. كما إنهم جــاؤوا بمبــدأ اإلقليميــة، فجعلــوا لكــل إقليم حــدودا، وإن كــانــة، فللعــراق حــدود، ولســوريا حــدود، ولألردن كالهمــا شــريكين في القومي حدود، وهكذا، وبهذا األسلوب حطمــوا البالد وأســقطوها عن القــوة والعــزة

وسلبوا ثرواتها، إلى آخر ما هنالك. والعالج إلزالة هــذا الشــيء تــذكير المســلمين بــأن القوميــة تضــر دينهم ودنياهم، وأن المسلمين إنما تقدموا إلزالة هذه الفوارق، فالرســول )صــلى الله عليه وآله( كان تحت لوائه أبــوذر العــربي وســلمان الفارســي وصــهيب الرومي وبالل الحبشي، كما كانت تحت لوائه صفية اليهودية األصل، ومارية النصرانية األصل، وأم أيمن الحبشية األصــل، وســودة العربيــة األصــل. هــذا

بالنسبة إلى القوميات.

.13 الحجرات: اآلية سورة)?( 1128

))أخطاء الشيوعية(( أمــا بالنســبة إلى الشــيوعية، فقــد جــاء بهــا الشــرق، وإن كــانت منبتهــا الغرب أوال، وهي تعتمد على ثالثة أخطاء كبيرة، كلها ضــد العقــل والمنطــق

واإلنسان.ــه، وأن الطبيعــة األول: الخطأ في الفلسفة الكونية، حيث تزعم أن ال إل هي التي خلقت كل شيء من األزل وستبقى إلى األبد، وهذا منطق مفلوج، ال يرتضيه عقل طفــل، فكيــف بعقــول العقالء، إال أن شــأن اإلنســان اتباعــه لألخطاء إذا طبل لها وزمر، ألم يقع العالم من قبــل في خطــأ الوثنيــة، وألم

يقع قسم كبير من الناس في خطأ التثليث. الثــاني: الخطــأ في عالج االقتصــاد، حيث جعــل اقتصــادهم كــل النــاس فقراء، وجعل المال بيــد الدولـة، فـاجتمعت الدولـة والمـال في جــانب قلـة

قليلة، كما اجتمع الفقر والمحكومية في جانب الكثرة الكاثرة. الثالث: الخطأ في الحكم، وكــان ذلــك وليــدا للخطــأين األولين، كمــا أن الخطأ الثاني نشــأ من الخطــأ األول، فقــد جعــل من الحــاكم دكتــاتورا ليس فوقه دكتاتور، كما جعل من اإلنسان آلــة بســيطة في المعمــل، ال يقــام لــه

وزن، ولذا هددوا كرامة اإلنسان بما لم يهدد مثله في أي تاريخ. والالزم على الدولة اإلســالمية عالج ذلــك ال في بالد الشــيوعيين ـــ فــإن ذلك سيأتي في مسألة أخرى ـ بل في بالد المســلمين، فقــد اعتــاد الشــرق الملحــد أن يكــون في بالد اإلســالم نــواة للشــيوعية في خفيــة وســرية، وتساعدها بالدعم المالي والفكري، فتأخذ النواة تنمو وتنمو حتى تأتي أبشع الثمــار، أو يقــع في لهيبهــا من كــان نــواة وغــيره، والمحــل الــذي تنمــو فيــه الشيوعية هو المحل غير اإلسالمي، فإذا قوي اإلسالم عقيدة وعمال، لم تجد

الشيوعية األرض الصالحة للنمو.

))مقومات تقوية اإلسالم((وتقوية اإلسالم بأمور:

129

األول: تعميم اإليمان وتقويته في النفوس، فإن اإليمان يمنع من خرافــةعدم اإلله.

ــديما الثاني: إزالة الحرمان، فإن الفقر محل خصب لنمو الشــيوعية، وققالوا: ــل(1)كاد الفقر أن يكون كفرا ، والشيوعية وإن لم تكن تزيل الفقر ب

تزيــده ســوءا، إال أن دعايــاتهم المضــللة تجعــل من الشــيوعية جنــة تســبب انحراف المغفلين، حتى إذا جاؤوهــا لم يجــدوها شــيئا، كالســراب ولكن قــد فات األوان، واستحكمت قبضــة الدولــة الشــيوعية على األمــة بمــا ال خالص

لهم منها.الثالث: إطالق الحريات، فإن الكبت يولد االنفجار.

ــل ــه يعمم اإليمــان ويزي ــة لهــا اإلســالم، فإن وكــل هــذه العالجــات كفيل الحرمان ويحد الطغيان، ولذا فالالزم على الدولــة اإلســالمية االهتمــام بكــلــامج خــاص مســتمر يقــع على طبــق الواقــع وبقــدر هــذه الشــؤون في برن االحتياج، ال أن تجعل ذلك من األمور الهامشية أو الروتينيــة، ويشــهد لصــدق ما ذكرنــاه أن الدولـة الغربيــة حيث وفـرت بعض هـذه األمــور الثالثــة ــ في الصورة الناقصة التي نعلم بها ـ تمكنت من إزالة الشيوعية عن بالدهــا، بمــا

لم يبق منها شيء يذكر. ثم يأتي بعد ذلـك كلـه لـزوم الدعايـة المنظمـة ضـد أباطيــل الشـيوعية بجوانبها الثالثة، جانب الفلسفة الباطلة، وجــانب االقتصــاد المنهــار، وجــانب الديكتاتوريــة الهائلــة، فــإن من أوجب الواجبــات على المســلمين االهتمــامــذين ــديكتاتوريين ال ــدي ال ــاس من أي ــاذ الن ــاد المنظم، وإلنق لتحطيم اإللح استعبدوا المسلمين والمستضعفين بما ال نظير له من اإلذالل واإلهانة طول

التاريخ المحفوظ، حتى في عصر

.2114 ح449الفصاحة: ص نهج)?( 1130

الفراعنة، فإنهم إنما كانوا قد استعبدوا جماعة خاصة من الناس، ال كــلــة من ــواجب أن جماع ــلطتهم، وإني أرى أن من ال ــذين تحت س ــاس ال الن العلماء يبــدؤون بتشــكيل منظمــة ألجــل القيــام بتحطيم الشــيوعية، ويكــون هؤالء كنواة مركزية لحركة واسعة النطـاق، لهـا فــروع في كـل بلـد ممكن، وينشرون أكــبر قــدر من الكتب واألشــرطة والمناشــير، ويتصــلون بمختلــف وسائل اإلعالم، وينشرون مبادئ اإلسالم في قبال المبادئ الشيوعية، وذلك

ألجل أمور: األول: إنقاذ الشعوب من الديكتاتوريات.

الثاني: إنقــاذ المســلمين الــذين يعيشــون في بالد الشــيوعية تحت أكــبرقدر من الكبت واإلرهاب والتصفيات الجسدية والسجون والتعذيب.

ــة إلى ــدعو بكــل قــوة وإمكاني ــذي ي ــالث: تحطيم اإللحــاد المنظم ال الثاإللحاد.

pضعpفينpقال سبحانه: بيل الله وpالمست pفي س pكم ال تقاتلونp .(1)وpما ل وال يخفى أن اإللحاد أخطر المبادئ على البشرية، بينمــا اإليمــان أفضــل المبادئ لرفاه البشر وسعادته ال في اآلخرة فحســب، بــل في الــدنيا أيضــا، وذلك لوضوح أن معنى )اإليمان بالله( تســاوي البشــر أمامــه، وأنــه ال يحــق ألحد أن يســتعبد أحــدا، وأن األفضــل هــو األكــثر كفــاءة علمــا وعمال، وهــذه المبادئ المنبثقة من اإليمان أحسن كفيل لرفاه البشر وسعادته بما ال مثيل

له في أي مبدأ.

))ال رخصة لألحزاب اإللحادية((بقي شيء:

وهو أنه هل يجوز إجازة األحزاب الشيوعية في الدولة اإلسالمية. والجواب: إنه ال يجوز إجازة حزب يــدعو إلى اإللحــاد وتحطيم الحريــات

وإلى استعباد الناس، فإنه ال حرية ألعداء الحرية.

.75 النساء: اآلية سورة)?( 1131

ثم هــل تجــوز البالد الشــيوعية أن يؤســس المســلمون فيهــا األحــزاباإلسالمية.

.(1)إكراهp في الدين الال يقال: إنه ينافي ألنه يقال: نعم ال إكــراه في الــدين، ال أنــه ال إكــراه في رفض الفســاد،ــرك الفســاد، كمــا يكرهــون على عــدم ــه يجب أن يكــره النــاس على ت فإن

السرقة وعدم قتل الناس وعدم البغاء، إلى غير ذلك.إن قلت: أليست األديان والمبادئ متساوية أمام القانون.

قلت: من الخطــأ أن نجعــل المفســد كالمصــلح، فهــل يجــوز أن تعطىــدعوة وزارة التجارة رخصة استيراد البضائع الفاسدة، والعقيدة الفاسدة وال

الفاسدة أضر من الطعام الفاسد.ــل وهنا سؤال يفرض نفسه، وهو أنه: إذا أخذ اإلسالم بالزمام فماذا يفع

بالشيوعيين.ــاخ المالئم لســعادة والجواب: قد ألمحنا سابقا إلى أن اإلسالم يهيؤ المن الناس، وبذلك تختفي الشيوعية تلقائيــا، كمــا تختفي الجريمــة تلقائيــا حينمــا

يوفر اإلسالم جو الفضيلة. ال يقال: إن لم يجز إجازة األحزاب الشـيوعية فلمـاذا تـرك اإلمـام أمـير المؤمنين )عليه السالم( ابن كوا، وترك اإلمام الصــادق )عليــه الســالم( ابن

أبي العوجاء. ألنه يقال: الملحدون موجودون في كثــير من األزمنــة، وليس الكالم في وجود أفراد فاسدي العقيدة، وإنما الكالم في إجازة حــزب منظم يــدعو إلى

اإللحاد وينشر مبادئ يوجب الكبت والفقر.

.256 البقرة: اآلية سورة)?( 1132

السالم(( دين ))اإلسالم ال شك أن اإلسالم دين السالم، وأن الحــرب ضــرورة ال(:19)مسألة

يصير اإلسالم إليها إال كما يضطر اإلنسان إلجراء عملية جراحية. وقد كان من عادة الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أنــه يجعــل حروبــه دفاعية، حتى يكون المذنب الطرف المهاجم، وال ينافي ذلك وجــوب الجهــادــراد حتى االبتدائي منه، ألن المراد بالجهاد االبتدائي في قبال الدفاعي، والم بجعل الرسول )صلى الله عليه وآله( حروبه دفاعيــة، أنــه كــان يصــبر حــتى يهاجمـه العـدو فيهاجمـه ويـدخل معـه في حـرب، فإنـه ال شـك في أن كـل قوتين متجاورتين تتصادمان، والرسول )صلى اللـه عليـه وآلـه( كــان ينتظـر

خرق القوى اآلخرة للموازين فيجد المبرر العقالئي لخوض الحرب. ثم إن الرسول )صلى الله عليه وآله( إذا دخل الحرب، كان يقتنــع بأقــل قدر ممكن من االستفزاز، فيقتل من البد من قتله، ثم يعفو ويطلــق ســراح األســراء ومن أشــبههم، منــا أو في قبــال فــداء بســيط، ويكــرمهم ويقــول:

أكرموا عزيز قوم ذل(1).ــداري ــوبهم، وي وكان )صلى الله عليه وآله( يعطي لهم سهم المؤلفة قل

المنافقين أكبر قدر من المداراة.ــا عليوقد قال )صلى الله عليه وآله( لعلي )عليه السالم( ذات مرة: ي

من مكـــارم أخالق الـــدنيا واآلخـــرة أن تعفـــو عمن ظلمـــك، وتلين الكالم،، وقد نظمه الشاعر بقوله:(2)والسخاء

مكارم األخالق في ثالثة منحصرة لين الكالم والسخا والعفو عند القدرة

وقد سأل رجل اإلمام أمير المؤمنين )عليه السالم( في المنام عن أنهم كيف عفوا لما ملكوا، وأن أعداءهم لماذا انتقموا بأبشع انتقام لما تســلطوا،

فقال له

.262 ح51الفصاحة: ص ونهج ،16 ح10 الباب44 ص2انظر: البحار: ج)?( 1.14 ح6والمحاسن: ص ،435األخالق: ص مكارم انظر)?( 2

133

اإلمام )عليه السالم(: اسأل ابن الصيفي. ولما سأله الرجل غدا، قــال: لقــد قلت البارحــة شــعرا ولم يطلــع عليــه

أحد، ثم أنشد له هذه األبيات الثالثة الجميلة: ملكنا فكان العفو منا سجية

ولما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل األسارى وطالما

ظللنا عن األسرى نعفو ونصفحفحسبكم هذا التفاوت بيننا

وكل إناء بالذي فيه ينضح فإن تعقل اإلسالم ورؤيتــه للعــواقب وحكمتــه وحزمــه، أوجب أن يعمــل

عمال ال يكون له رد فعل سيء.

))من أخطاء الخالفة المغتصبة(( وقد وقعت بعد الرسول )صــلى اللـه عليــه وآلــه( أخطــاء كبــيرة ســببت

أبشع اآلثار التي يكتوي المسلمون بها إلى هذا اليوم. األول: الخطأ في ما سمي بحروب الردة، بينما لم تكن ردة عن اإلسالم بــل عــدم االعــتراف بخالفــة أبي بكــر، كمــا يــدل على ذلــك أصــح التــواريخ، وعوض أن تعالج ذلك بروح نبوية، عــولجت أبشــع معالجــة ممــا ســبب تنفــر

الناس عن اإلسالم. الثاني: الخطأ في الفتوحات، فإنهم غــيروا خطــة الرســول )صــلى اللــه عليه وآله( في الدفاع إلى الهجوم، ثم عاملوا البالد المفتوحــة وأهلهــا أســوأ معاملة، مما سبب أن يصبغ اإلسـالم بطـابع العنــف عــوض طابعـه الـواقعي

الذي كان الرفق. الثالث: الخطأ في زمن عثمان، حيث استبدت الدكتاتورية واألثرة وعدم الكفاءات بزمام المسـلمين، حيث أوجب االنشــقاق الــداخلي، وليس كالمنــا اآلن حول الخالفة بما هي خالفة، وإنما في األخطاء الكبــيرة الــتي رافقتهــا،

ومن جراء هذه األخطاء صارت النتيجة:

134

أوال: عدم نمــو المســلمين نمــوا حضــاريا، بــل جمــد المســلمون وتبــدل الحكم إلى أبشع دكتاتورية منذ زمان معاوية، وهذا كان من أسباب انحطاط

المسلمين وتقدم الغرب والشرق عليهم. ثانيا: نكوص العالم عن اإلسالم، فبينما أن ســيرة الرســول )صــلى اللــه عليه وآله( لو كانت السائدة بعده )صلى الله عليه وآلــه( لـدخل كـل العــالمــدا دون في اإلسالم، نرى أن قوى العالم تكالبت ضد المسلمين، ووقفت ص

نشر اإلسالم. ثالثا: االنشقاق الداخلي الذي قسم المسلمين إلى سنة وشيعة إلى هذاــذ فجــر اليوم، إلى ما جر كل ذلك من الويالت على اإلسالم والمسلمين، من

اإلسالم وإلى ما ال يعلم مداه إال الله تعالى.ــير ال يقال: إذا كانت الفتوحات كما ذكرت، فلماذا اشترك فيها اإلمام أم المؤمنين )عليه السالم( بمشورته وبــأوالده وبأصــحابه، كالحســنين )عليهمــا

السالم( وكسلمان وأبي ذر وعمار ومن إليهم. أنها خففت من غلــواء(1)ألنه يقال: سبب مشاركة اإلمام )عليه السالم(

االنفراط، فالحظ اإلمــام )عليــه الســالم( قاعــدة األهم والمهم، وفي المثــلالمشهور )كلما تداركت الخسارة فهو ربح(.

وكيف كان فهذا أمر يهم التاريخ.

))الدولة اإلسالمية والبناء على السلم(( أما ما نحن بصدده اآلن أن الدولة اإلسالمية يجب أن تبنى على مــا بــنىــدعو إلى عليه رسول الله )صلى الله عليه وآله( دولته الكريمة، ويجب أن ت

pافـةالسالم لم ك ـوا في السـ ـوا ادخل ـذينp آمpن pيهpا ال ، وأن تجنح للسـالم(2)يا أكلما جنحت الدولة غير

مشـاركة السـالم( وال )عليه اإلمـام مشـاركة عدم يرى البعض فإن المشاركة، أصل على بناء)?(ـ 1السالم(. )عليهما الحسنين

.208 البقرة: اآلية سورة)?( 2135

pهااإلسالمية إلى ذلك pح ل pحوا للسلم فpاجن ن pإن جpو(1). وإذا اضــطرت إلى حــرب خارجيــة أو إخمــاد ثــورة داخليــة، فــالالزم أن تراعي منتهى النظافة واإلنسانية، فإن الحرب مثالها مثال العملية الجراحية

تقدر بقدرها االضطراري.

))إيقاف الحروب والثورات وسباق السالح(( ثم إن هناك واجبا كبيرا ملقى على عاتق الدولة اإلسالمية، وهــو إيقــاف هذه الحروب والثورات وسباق التسلح، والذي وقع العالم في دركها الهائل، حتى اتصلت الثورات والحــروب وتتــالت االنقالبــات، والتهمت الســالح أكــبرــتي أكلت وارد العالم، فصارت البشرية بين جحيم الحروب، وجحيم الفقر ال

pكم ال وpمااألسلحة ثروتها، فأخذت تعاني األمرين، قــال ســبحانه: تقــاتلونp لpفينpع pضــ بيل الله وpالمست pفي س(2)فإيقــاف الدولــة اإلســالمية لهــذه األمــور ،

الفجيعة، يكون من أحسن سبل الله، ومن أحسن سبل إنقاذ المستضعفين.أما كيف تتمكن الدولة اإلسالمية أن تساهم في ذلك.

والجواب: إنه بأمور:ــانون األول: إيقاف االنقالبات الفجائية، التي من أخطاء األمم المتحدة ق االعتراف بها، باعتبار أنها أمر داخلي، إنــك إذا ســألت من أي عاقــل أنــه إذا تنازع زوج وزوجة في دار، وأراد الزوج قتل زوجته مثال، فهل يحق للجــيران السكوت باعتبار أنه أمر داخلي ال يرتبــط بهم، أم أن الــواجب عقال ومنطقــا

عليهم التدخل إلنقاذ الزوجة، إنه ال يشك عاقل في وجوب التدخل.ــبر األمــر إذا فلمــاذا يجب على الجــيران التــدخل إلنقــاذ زوجــة، وال يعت داخليا، وال يجب التدخل إلنقــاذ أمــة بحجــة أنــه أمــر داخلي، أال ينطبــق على

ذلك قول الشاعر:

.61 األنفال: اآلية سورة)?( 1.75 النساء: اآلية سورة)?( 2

136

قتل امرئ في غاية جريمة ال تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر

ــال درس أربعين طفال في ــافقون في أن إيكـ ــالم يصـ ثم إن عقالء العـ الصف األول االبتدائي، إلى مدرس يحتاج إلى صفين من الدراســة، وتجربــة حسن سلوك المدرس، ومدة سنة أو أكثر من التطــبيق، فهــل إيكــال قطــر بكاملــه إلى جماعــة من الضــباط ال يحتــاج إلى تجربــة ســابقة في العلم

والمؤهالت والسياسة. فكيف أيها العقالء ال تعــترفون بالمــدرس إال بعــد تلــك المــؤهالت، وهنــا

تعترفون بالضباط بدون أية مؤهالت. ثم أليس حكم نائب في مجلس األمة يحتاج إلى أصوات عدة كبيرة من النــاس، بينمــا ال يفــوض إلى النــائب إال أن يكــون جــزءا صــغيرا في مجلس األمة، وتراقبه الصحف، وتضغط عليه الجماعة التي انتخبته، إذا كــان كــذلكــباط لم فكيف يسمح قوانين مجلس األمن الدولي االعتراف بأناس من الض ينتخبهم أحد، وإنما جاؤوا فجــأة إلى الحكم بقــوة الســالح، أليس ذلــك مثــلــالقوة على االعتراف بلصوص دخلوا دار إنسان آمن وقتلوا أهلها وتسلطوا ب

ما في الدار وبقايا من في الدار.ــا هم وأين جمعيات ما يسمى بحقوق اإلنسان من هذا األمر البشع، بينم

يدافعون عن سجين واحد أو عن مشكلة صغيرة في حق إنسان إذا أهدر. هذا كله من الناحية العقلية، أمــا من الناحيــة الشــرعية فقــد عــرفت أن

)شــورى(، مــع تــوفر الشــرائط المتقدمــة(1)اإلســالم يــرى أن شــكل الحكمــه ذكرها في الرئيس وفي أعوانه، والتي من جملتها لزوم التقيد بأحكــام اللــه سبحانه حرفيا، فال االنقالبات الفجائية عقلية وال شرعية، وإنما شــيء جعل الشرق والغرب الجاهالن، منفذا إلى استعمار الشعوب الضعيفة، وصــافقت

عليه من سموا بعقالء األمم في مجلس األمن الدولي.وإذا جاء االنقالبيون إلى

السالم. عليه المعصوم غير في)?( 1137

الحكم ليس لهم هم إال القتل وسفك الدماء والتعذيب، وإمالء الســجون ومصــادرة األمــوال، وخنــق الحريــات، وتحطيم الصــناعة والزراعــة، وإبعــاد المثقفين عن مراكز الحكم، كما شاهدنا ذلك في أكثر من ثالثين انقالبــا في البالد اإلسالمية وغيرها في مــدة ثالثين سـنة األخـيرة بعـد الحـرب العالميـة

الثانية. فالالزم على الدولة اإلسالمية أن تعمل بكــل جــد وإخالص إلحبــاط هــذه المؤامرة االســتعمارية، حــتى يبطــل هــذا القــانون، قــانون أن االنقالب أمــر

داخلي ال يرتبط باألمم المتحدة، وإنما عليه االعتراف إذا حدث. الثاني: ايقاف حق )الفيتو( الذي أماله على األمم المتحدة السالح، فـأي معنى أنه إذا أخذت األمم المتحدة قرارا باألكثريــة، أن يكــون لمثــل أمريكــا

وروسيا حق )الفيتو( وإبطال رأي األكثرية. أليس هذا خالف العقل والمنطــق والشــرع الــذي يقــول بالشــورى كمــا

تقدم. فإنه في الحقيقــة لــون آخــر من أحكــام الغــاب، وتحكيم الســالح مكــان

العقل والمنطق، ويصدق عليه ما قال الشاعر: تلوا باطال وجلوا صارما وقالوا صدقنا فقلنا نعم

نعم إن المسلم ال يقول لهذا الشــيء )نعم(، بــل يقــف موقــف الــرفضويقول )ال(.

الثالث: وجوب أن يهتم الدولــة اإلســالمية بتحجيم الســجون والمعتقالت وإلغاء اإلعدامات االعتباطية، وإلغاء الفقر والمــرض والجهــل بكــل طاقتهــا،

فإنها هي مبعث الثورات والحروب. الرابـع: االهتمـام بالحـد من صـنع األسـلحة بكـل جـد وإخالص، وتحويـل تجــارة األســلحة ومعاملهــا إلى تجــارة األشــياء النافعــة، وإلى معامــل تفيــدــة بتعميم الســالم البشرية بدل أن تضرها، إلى غير ذلك من الوسائل الكفيل

وإبعاد شبح الحرب عن العالم.

138

صحيح أن ذلك كله ليس مقــدور دولــة إســالمية في حجم عــادي، إال أن من الصحيح أيضا أنه إذا سخرت الدولــة مــا أمكنهــا من الطاقــات البشــرية والمالية ألجل ذلك، بالدعوة والدعاية والجمعيات والمنظمــات والمعاهــدات الدولية وغير ذلك، فإنها تتمكن من الحد عن ذلك بقــدر ال يســتهان بــه، ومــا

ذلك على الله بعزيز.

139

اإلسالمية(( الدولة في اإلصالح ))خطوات الدولة اإلسالمية إذا قامت يجب أن تبدل األوضــاع بكــل(:20)مسألة

حزم وحذر، لئال يكون تبديلها رد الفعل، بل تشرع من أسهل الطرق، فتبدلأوال بأول، وتصلح ما أمكن إصالحه، فتصلح أوال الدوائر، بأمور:

األول: تقليلها، حتى تكون بقدر االحتيــاج، بــدون زيــادة عليهــا في أعــداد الدوائر، أو في أعداد أفــراد الــدائرة الواحــدة، وقــد تقــدم أن حجم الــدوائر

وحدات وأفرادا صارت أكثر من أضعاف القدر المحتاج إليها. الثاني: إعطاء الدوائر الممكنة بيد األمة، حتى تخفــف من كاهـل الدولـة أوال، وتشغل األمة باألعمال الحيوية ثانيا، فـإن الدولـة لم توضـع إال إلشـاعة العدل ولتقديم األمة إلى األمام، بمــا في ذلـك بنــاء نفسـياتهم على اإليمــان والفضيلة، وبناء اقتصادهم وسياستهم وغير ذلك، فال وجه لتدخل الدولة في

كل الشؤون. فمثال تفــوض الدولــة المطــارات والقطــارات والمواصــالت والشــركات والمعامــل ومــا أشــبه إلى أيــدي النــاس، وكــل حاجــة من حاجــات النــاس تحرضهم الدولة ببنائها، فإذا احتاجت البالد إلى معمل األدوية مثال، حرضتهم الدولة لبنائها وهكذا، وإذا كانت األمة ال تستطيع من البناء بفردها ســاعدتها، بطريق األسهم أو تبني الدولة بنفسها الشيء المحتاج إليه ثم تعرضه للبيع، تماما أو بعضــا، حســب تقبــل النــاس لالشــتراء والمشــاركة، فإنــه إذا فعلت

الدولة ذلك اشتغل الكل وظهرت الطاقات ولم تبق مصلحة معطلة. الثالث: تسليم األمور إلى الكفاءات، فتبدل الدولــة كــل غــير ذي كفــاءةــوفر فيهم ــذين يت من رؤساء الدوائر ومن أشبههم إلى أصحاب الكفاءات، الــف غــير العلم والفضيلة وفهم الدنيا، فإن الكفوء الواحد يفعل ما ال يفعله أل كفوء، مع مالحظـة إعطـاء كـل ذي حـق حقـه، فالمحسـوبية والمنسـوبية ال

مجال لهما في الدولة

140

اإلسالمية، وقد سئل عن شيخ من بني أمية بعد انقــراض دولتهم، كيــف انقرضت دولتكم مع العلم أنها كانت قوية ضاربة بأجزائها في األرض، قــال: من خطأ الحكام، فقــد أعطــوا المناصــب الكبــيرة ألنــاس صــغراء، وأعطــوا المناصب الصغيرة ألناس كبراء، فال الصغير تمكن من إدارة المنصب الكبير لعدم قدرته، وال الكبير قام بشأن األمر الصغير ألنفته ورؤية نفسه أرفع من

المنصب، وبين ذا وذا ضاعت الدولة. وقد تقدم سابقا وجوب إصالح القوانين، فإن وضع صيغة عمليــة للدولــة بمختلف شؤونها، ولألمة بمختلف حاجاتها، بحيث تكون تلك الصيغة مطابقــة لإلسالم أوال، ومطابقة للعصر ثانيا يحتاج إلى جمهور مكثفة من رجال العلمــة جــدا في الديني ورجال العلم الزمني، بحيث يكونون ذوي مستويات رفيعــاس ــات الن ــوا حاج ــتى عرف ــدة، ح ــدة مدي ــاع م ــوا االجتم ــد زاول العلم، وق

ومشاكلهم وطرق حلها. مثال: اإلسالم يحرم )الربا( ويحرم )المكس( ويحرم )تشــريح األمــوات(، فالدولة اإلسالمية إن أبقت على البنوك الربوية وعلى الكمــارك وعلى كليــة الطب بأسلوبه الحالي، كــان معــنى ذلــك هــدر قيم اإلســالم، وإن ألغى كــل ذلك تضعضع االقتصاد، ودخلت البضائع األجنبية البالد بحيث تحطم االقتصــاد

الوطني اإلسالمي، وذلك ضرر على المسلمين، وتأخر الطب. إذا فالالزم أن تضع عدة خبراء محنكين من رجال العلمين، مناهج لبنوك ال ربوية، ولحدود ال عشرية، ولكلية طب ال تشــريحية، بحيث يحفظــون علىــاد البالد والطب ــون على اقتص ــوقت يحفظ ــالم وفي نفس ال ــوانين اإلس ق

المتقدم، إلى غير ذلك من األمثلة.ثم من ناحية أخرى: الواجب على الدولة اإلسالمية أن تجد العمل

141

المناسب للذي تعطلهم الدولة عن العمــل الــذي كــانوا يزاولونهــا، ألنهــا عمل غير مشـروع، أو ألن الـدائرة زائــدة عن قـدر الحاجــة بــذاتها، أو بعـدد

أفرادها. مثال تلغي الدولة اإلسالمية البغاء، فالنساء الالتي كن يتعاطينها، يلزم أن تجــد لهن الدولــة ممــر رزق إذا كن فقــراء، كمــا أن من األفضــل بــل الالزمــنين أحيانا أن تجد لهن الدولة أزواجا، وقد تقدم حديث أن اإلمام أمير المؤم

.(1))عليه السالم( أمر بتزويج المومسة وكذا تجـد الدولـة العمـل المناسـب بالنسـبة إلى السـراق الـذين تـابوا، وبالنسبة إلى العشارين الــذين كــانوا يزاولــون أخــذ المكــوس من البضــائع،ــد ــق األصــوات وتحدي ــدفون خن ــانوا يه ــذين ك ــاحث( ال وبالنســبة إلى )المب

الحريات. وال يخفى أنه ال بأس بجعل الدولة )المحتسب( للنهي عن المنكر وإخبار السلطة بذلك، كما ال بأس أن تجعل الدولة اإلسالمية )العيون( على الكفار، وشأن هؤالء جمع المعلومات ال كبت الحريات وخنق األصوات، ومن الواضح

الفرق الشاسع بين الدائرتين. وبالنسبة إلى عمال إدارة السجون وما أشبه، حيث قد عــرفت أنهــا في الدولة اإلسالمية، صـغيرة إلى أبعـد حــد، وبالنسـبة إلى غيرهــا وغيرهـا ممـا

يطول تعدادها.

.1ح الزنا حد من44 الباب412 ص18الوسائل: ج)?( 1142

العالم(( في المظلومين المسلمين ))إنقاذ من الواجبــات على الدولــة اإلســالمية إنقــاذ المســلمين(:21)مسألة

الذين يعيشون في سائر الدول، سواء كــانوا تحت دولــة تســمى باإلســالمية وليست بإسالمية حقيقة، لعدم تطبيقها قوانين اإلسالم، أو كانوا تحت دولــة غــير إســالمية اســما وواقعــا ممــا يضــغط على المســلمين ضــغطا متزايــدا

كالدول الشيوعية، أو ضغطا غير متزايد كالهند ونحوها.بيلويدل عليه من الكتاب: قوله ســبحانه: pفي ســ pكم ال تقــاتلونp وpمــا ل

pفينpضعp ، فإذا وجب القتال وجب ما دونه بطريق أولى.(1)الله وpالمستpهموقولــه ســبحانه: pين داء عpلpى الكفــار رحpمــاء ب pشــ ، فإنــه كمــا تجب(2)أ

الشدة على الكافر يجب الرحم على المؤمن، بقرينة المقابلـة، في غـير مــاعلم استحبابه.

pعضوقوله سبحانه: pوليــاء ب هم أ pعضــ ، واآليـة(3)وpالمؤمنونp وpالمؤمنــات بفي مقام التشريع فتدل على أن هذا هو شرع الله.

ومن السنة: ما دل على وجوب إنقاذ المســلم، فقــد روى الكليــني، عن أيمــا مــؤمن منــعفرات بن أحنف، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال:

مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره، أقامــه الله يوم القيامة مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال:

.(4)هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثم يؤمر به إلى النار

.75 النساء: اآلية سورة)?( 1.29 الفتح: اآلية سورة)?( 2.71 التوبة: اآلية سورة)?( 3 منع من باب367 ص2الكافي: ج)?( 4 .1ح مؤمنا

143

إلى غيرها من الروايات المذكورة في باب األمر بــالمعروف والنهي عنالمنكر، وقد ذكرنا بعضها في كتاب )الفقه( فراجع.

))من مقومات اإلنقاذ((ثم إن انقاذ أولئك المسلمين يكون بأمرين أساسيين، وتتبعهما فروع:

األول: تنظيمهم في الداخل.والثاني: إيجاد العون لهم في الخارج.

أما تنظيمهم في الداخل، ولنفــرض ذلــك في بالد شــبه حــرة، فيشــتملعلى:

ألف: تنظيمهم سياسيا حتى يتدخلوا في مختلف مرافــق الدولــة، ســواء كانت دولة انتخاباتية أو دولة دكتاتورية، فإن التنظيم السياسي لكل أمة بدؤ إحيائها، وبدون السياسة ال ينفـع غيرهــا مطلقــا أو نفعــا يـذكر، وســنأتي إلى

تفصيل ذلك في مسألة آتية. ب: تنظيمهم اقتصـــاديا، فـــإن الكرامـــة االقتصـــادية تـــوجب الكرامـــة

ــر: ــالعكس، وفي األثـ ــة، والعكس بـ ــه فياالجتماعيـ ــواد الوجـ ــر سـ الفقـ .(1)الدارين

ج: تنظيمهم ثقافيـا بكال شـقي الثقافـة الدينيـة والدنيويـة، فـإن الثقافـةــدنيا، وفي ــال ال الدينية أساس السعادة، والثقافة الدنيوية توجب إمكان اهتب

، ولـذا قدمــه اللـه سـبحانه في قولـه:من ال معاش له ال معاد لهالحديث: pــذابpقنــا عpة وp ن pســpة ح pفي اآلخــرpة وp ن pسpبنا آتنا في الدنيا ح pقول رp وpمنهم مpن ي

بوا النار pسp pصيب مما ك pهم ن .(2)أولئكp ل

.26ح ذيل30 ص69البحار: ج)?( 1.201 البقرة: اآلية سورة)?( 2

144

ــات ــالتكتالت والهيئـ ــاع بـ ــة االجتمـ ــإن تقويـ ــا، فـ د: تنظيمهم اجتماعيـ والجمعيات والنقابات والنوادي وما أشبه توجب تقدم األمــة، وفي الحــديث:

يد الله مع الجماعة(1). إلى غــير ذلــك، ومن المعلــوم أن لكــل واحــد من هــذه االمــور فروعــا

وشؤونا. ثم إن كان السالح مباحا حملها في تلك الدولــة غــير اإلســالمية أو الــتي

باالسم فقط إسالمية، فالالزم أن يحمل المسلمون السالح وذلك بـ : ه: تنظيمهم سالحيا، فإن الخير كل الخير تحت ظالل السيف، وفي اآلية

pطpعتم من قوةالكريمة: pهم مpا است pعدوا ل .(2)وpأــالالزم دخــول ــة، ف ــانون الدول ــائزا في ق وإذا لم يكن حمــل الســالح ج المسلمين فيها في القوات المسلحة، فإن كل فئــة لهم ضــباط وقــواد البــد من أن يحترموا، مما يعكس احترامهم في كل مرافــق الحيــاة، والويــل كــل الويل ألمة يفقدون مثلث السعادة )السياسة واالقتصاد والسالح(، وقد رأينا في العراق كيف كانت الشــيعة لهم عــز واحــترام وكلمــة مســموعة مــا دام كانت العشائر الشيعية تحمل الســالح، وحيث خلعت بريطانيــا منهم الســالح على أيدي ما يسمى بالحكام الثــوريين الــذين ابتــدؤوا بعبــد الكــريم قاســم، ذهبت شوكتهم، وانــدثرت عــزتهم، وذهب ريحهم، وهكــذا في بعض البلــدان

األخر التي ال يهمنا ذكرها، وتفصيل الكالم حولها.ثم هذه األمور التي ذكرناها إن أمكن كلها علنا، قاموا بها علنا، وإن لم

.3211 ح646الفصاحة: ص نهج)?( 1.60 األنفال: اآلية سورة)?( 2

145

يتمكنوا من القيام بها علنا، يلزم أن يقوموا بهــا ســرا، وهــذا مــا يســمىpوليــاءp من دون البالتقيــة، وقــد قــال ســبحانه: ــونp الكــافرينp أ pتخــذ المؤمن ي

pتقــوا منهم تقــاة يء إال أن ت pالله في شــ pمن pيسp pفعpل ذلكp فpل المؤمنينp وpمpن يه pفسp .(2)التقية ديني ودين آبائي، وقد ورد في الحديث: (1)وpيحpذركم الله ن

فهو أمر عقالئي يعمل بــه كــل عاقــل في تمريــر مبادئــه، واإلبقــاء علىــبي نفسه، في قبال األعداء الذين يريدون اجتثاث جذورهم، وقد فعل بها الن )صلى الله عليه وآله( في أول اإلسالم، حيث أخفى دينه عن المناوئين، كما

ــه مطمpئن باإليمــاننزل في عمار ، وكمــا أخفى )نعيم((3)إال مpن أكرهp وpقpلب إسالمه وأوجد الوقيعة بين المشركين واليهود، إلى غيرها من قصص األنبياء )عليهم الســالم( وبــاالخص قصــة نبينــا )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وأصــحابه،

وتفصيل الكالم في ذلك في باب التقية. والحاصل: إن التقية لهــا دوران، دور ايجــابي ودور ســلبي، فال يــراد بهــا السلب فقط بل اإليجاب أيضــا، بــأن تخفى طريقتــك ألجــل تمشــية أمــرك،

، ممـا يفعلـه الفـدائيون في كـل زمــان(4)وهـذا هـو معـنى )الحــرب خدعــة( ومكان، وكان رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( يخفي بعض حروبــه حــتى

ينجح، وحتى ال يكثر القتلى. وكيف كـان، فـالالزم على المسـلمين في كـل بلـد كـابت للحريـات، أنــالبنود الســابقة في ســرية واختفــاء، ويســاعدهم المســلمون في ــوا ب يعملـل يقــع على عــاتق الدولــة pـ الخارج دولة وأفــرادا وجماعــات، لكن غــالب الك

اإلسالمية.هذا كله بالنسبة

.28 عمران: اآلية آل سورة)?( 1.3 ح24 الباب460 ص11الوسائل: ج)?( 2.106 النحل: اآلية سورة)?( 3.3 و2 و1ح العدو جهاد أبواب من53 الباب102 ص11الوسائل: ج)?( 4

146

إلى األمر األول الذي هو عبارة عن تنظيم المسلمين في الداخل. وأما األمر الثاني: وهو إيجاد العون لهم في الخارج، فالالزم على الدولة اإلسالمية ـ ونقول الدولة باعتبارها أكــثر إمكانيــة، وإال فهــو واجب كــل فــرد قادر ـ أن ينظم مسلمي خارج البالد المعنيــة، لمســاعدة مســلمى الــداخل،

ماليا وإعالميا وسائر خدمات. فتجعل لهم صناديق خيرية لمساعدتهم، والصناديق تستحصل المال من المساعدات ومن أرباح التجارات وما أشبه ذلك، كما تنشر الدولــة أحــوالهم في مختلف وسائل اإلعالم، سواء كانت ملكا للدولة اإلسالمية أو كان النشر

تبرعا أو بإيجار وما أشبه. وكــذلك توجــد الدولــة اإلســالمية الضــغط الكــافي على الدولــة الكابتــة للحريــات، بســبب المجتمعــات الدوليــة، والجمعيــات المدافعــة عن حقــوق البشر، وغير ذلك من أسباب الضغط، أمــا إذا لم ينفــع كــل ذلــك في إطالق حريات المسلمين فالالزم أن تهيئ الدولة اإلســالمية وســائل إســقاط دولــة

الديكتاتور، بما تراه الدولة اإلسالمية صالحا. وكل ما ذكرناه من األمرين بحاجة إلى الخبراء والمستشـارين والفقهـاءــريعة ــق للش ــحيح المواف ــق الص ــة الطري ــات العامل ــدون الهيئ ــذين يرش ال

اإلسالمية ولموازين العالم المعاصر.

147

اإلسالمية(( الفكرية ))الثقافة من الواجبات على الدولة اإلســالمية إخــراج المســلمين(:22)مسألة

من طرز الفكر الغربي والشرقي الــذي ســاد بالد اإلســالم في هــذا القــرن، فــإن هــذا الطــرز جــاء إلى البالد مــع االســتعمار العســكري أوال، ثم غــذاه االستعمار الفكري حــتى صــار المســلمون بأنفســهم حمــاة هــذا الطــرز من

الفكر، وويل للضحية إذا أخذ يفكر كما يفكر الجالد. وهذا التغيير وإن كان عمال شاقا، إال أنه البد منه، فإنه بدون ذلك تكــون البالد ألعوبة بأيدي المستعمرين، ويبتدئ انفصال الفكر اإلسالمي عن الفكر

الغربي في ثالث نقاط جوهرية: ( إن الله موجود، بينما طرز الفكر الغربي: إن الله ليس بموجود، فإن1

رد فعل الكنيسة باق إلى اآلن في أذهــان الغربــيين، ثم أخــذ هــذا في طــرزالفكر الشرقي الذي نفى الله نفيا قاطعا.

( إن الله له الحكم، كما أن الله له التكوين، بينما طرز الفكــر الغــربي2والشرقي أن البشر له الحكم، وهذا األمر الثانى انبثق من األمر األول.

( إن اإلنسان هو أهم شيء في الكون.3pني آدpمpقال سبحانه: pرمنا ب pقpد ك .(1)وpل

.خلقت األشياء ألجلك وخلقتك ألجليوفي الحديث القدسي: وال يخفى أن معــنى )ألجلي( ألن تعرفــني وتعبــدني فتصــل إلى الكمــال

وماالممكن الكامن فيك، ألن البشر كلما ازداد لله معرفة ازداد لله عبادة، .(2)خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون

فيظهر كامن معدنه النير أكــثر فــأكثر، كالمعــدن المخلــوط بــالتراب إذاوضع في البوتق.

هذا بينما الفكر الغربي إن المادة هي األصل، ال اإلنسان،

.70 اإلسراء: اآلية سورة)?( 1.56 الذاريات: اآلية سورة)?( 2

148

ولذا نرى اإلسالم يضحي بالمادة لإلنسان، بينما الغرب يضحي باإلنسانألجل المادة.

ــرب، ــالم وبين الغ ــراع بين اإلس ــوهر الص ــة هي ج ــود الثالث ــذه البن وهوالشرق ال استقالل له، وإنما هو إغراق في أسلوب الفكر الغربي.

))االستفادة من اإلنجازات البشرية(( ثم إنه من الواضح أن البشرية طــول هـذه القــرون تقــدمت إلى األمـام وأنجزت انجــازات مدهشــة في ميــادين العلم والصــناعة، وهــذا مــا ال يمكنــازات اإلنســانية، وبين ــالالزم الفصــل بين االنج ــال، ف ــأي ح ــه ب ــط ب التفري

الرواسب العالقة بهذه االنجازات، ليأخذ المسلمون الجيد ويدعو الرديء.ــاء ــدينيين والعلم ــاء ال ــدر من العلم ــبر ق ــاج إلى أك ــل يحت ــذا الفص وه الزمنيين، ويكون كال الجانبين قد ألم بما عند الثاني من معرفة في الجملــة،ــا الحضــارتين، بمــا يالئم ــاج وليــد شــرعي لكلت ليمكن التفــاهم بينهمــا، وإنت

الشريعة ويالئم العصر، وهذا بحاجة إلى توفير كال القسمين من العلماء. وال يخفى النقص الهائل في الجــانب األول، من ناحيــة الكم ومن ناحيــة

الكيف، كما ال يخفى النقص الهائل في الجانب الثاني من ناحية الكيف. كما أن من الضــروري إيقــاف العقــول المهــاجرة إلى الغــرب من أبنــاء

المسلمين، فإنهم يهاجرون ألجل أمرين: ألف: ألجل مايشاهدون هنــاك من الحريــة واالحــترام غــير المهيــئين في

البالد اإلسالمية.ب: ألجل زيادة المادة في الغرب من المادة في البالد اإلسالمية.

وبالهجرة تفتقر بالد اإلسالم لتعمــر بالد الشــرق والغــرب، فــالالزم عالجاألمر عالجا عمليا، إليقاف الهجرة.

ثم التقريب بين الجانبين، علماء الدين وعلمــاء الــزمن، وبعــد أن فصــل هذا األمر في قطر، البد وأن ينقل إنتاجه وتجاربه إلى سائر األقطار، وبذلك

تتساقط

149

الحكومات الغاصبة التي تمشي على طــراز الفكــر الغــربي والشــرقي، لتخلي مكانها إلى حكومات تفكر على طراز اإلسـالم، )وإذا تغـير السـلطان

تغير الزمان(. ومن بدء هذا التاريخ يأخذ المسلمون يستردون أنفاسهم، ليعيدوا الكــرةــرن ويكونوا أسياد أنفسهم، وثم أسياد العالم لينقذوا البشرية من ظلمات ق

العشرين إلى نور اإلسالم، الم بلp السـ pه ســ وان ــعp رضـ p ــه اللــه مpن اتب pهــدي ب يpهديهم و .(1)منp الظلمات إلى النورpي

.16 المائدة: اآلية سورة)?( 1150

اإلسالمي(( االقتصادي ))النظام لقد ألمحنــا في بعض الفصــول الســابقة إلى شــيء من(:23)مسألة

االقتصاد اإلسالمي، ونعــود لنقــول إنــه ليس مثــل االقتصــاد الرأســمالي، والمثل االقتصاد الشيوعي، وال مثل االقتصاد االشتراكي.

ــتثمار، فإن األول: يطلق يد رأس المال في عمل ما شاء من أنواع االسولو كان بالربا واالحتكار واالتجار بالمضار كالخمر واألفيون، إلى غير ذلك.

ــه أن والثاني: يكبت حريات اإلنسان في اقتناء الملك، حتى أنه ال يحق ل تكون له دار مملوكة، بل وأحيانا حتى دجاجة، بل الكل ملك الدولة، والناس عمال الدولة، فلكل أن يعمل حسب طاقته، وأن يســتفيد من أمالك الدولــة

حسب حاجته.ولهذا االقتصاد أضرار كثيرة:

منها: تقليل اإلنتـاج، فـإن اإلنسـان ليس لـه شـوق أن ينتج ليأكـل غــيرهثمره، فيقل اإلنتاج كما ونوعا.

ومنها: جبرية العمل، مما يسبب باإلضافة إلى قلة اإلنتاج الكآبة الدائمة، وعدم الثقة، وإخراج اإلنسان من إنسانيته إلى بهيمة مربوطــة ليس لــه من

االختيار شيء وهو أفضل الخلق. ومنها: انعدام العدالة االجتماعية، حيث تجمع األقلية في يدها كل المــال والقوة، بينما تحرم األكثرية المطلقة من أي قدر من المــال والقــدرة، ممــا

بدوره يهدم طاقات األكثرية.ــتي هي ومنها: تفويت الفرصة على المظلوم لرد ظالمته، ألن طرفــه ال الدولة هي التي تملك القوة، )وويل لمن شــفعائه خصـمائه(، إلى غــير ذلـك

من المفاسد. والثالث: يجمع بين سيئات النظام الرأسمالي حيث يعربــد المــال بقــدر، وبين سيئات النظام الشيوعي حيث ينقل قسما من ما للناس حق التصرف

فيه إلى الدولة. بل لإلسالم نظام اقتصــادي مســتقل، يمنــع من كــل أنــواع الكبت، وكـل

أنواع

151

ــاء وال يبقى ــاء أغني االستغالل، وكل أنواع عربدة المال، وفيه يبقى األغنيحتى فقير واحد، على ما فصلنا خطوطه العريضة في بعض كتبنا اإلسالمية.

))استثمار الموارد الطبيعية والعامة(( وهنــا ســؤال يفــرض نفســه، وهــو: هــل أن للدولــة المنــع عن اســتثمارــع على ــة أن تمن الموارد العامة الطبيعية والصناعية أم ال، مثل أنه هل للدولــاء األراضــي واســتمالك ــادن وإحي ــات من اســتخراج المع ــراد والجماع األف الغابات وما أشبه ذلك، وهل للدولة المنع عن انتقال الصناعات الثقيلة مثـلــد فــرد أو جماعــة، القطارات والمطارات والمعامل الكبيرة وما أشبه إلى ي

ليكون ثمرها له أو لهم.قد يقال بذلك ألمرين:

أوال: للحديث الوارد عن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( الــذي يفيــد ، يراد بها نــيران األحجــار واألشــجار القادحــة(1)اشتراكية الماء والكالء والنار

للنار، مما يفهم منه اشتراكية بقية الــثروات العامــة، طبيعيــة كــانت أو غــيرطبيعية.

وثانيا: ألن في إطالق الحريــات الســتثمار هــذه األمــور لفــرد أو جماعــة.(2)ال ضرر وال ضرارإضرارا باآلخرين، وقد ورد:

ــالمة لكن الظاهر عدم صحة هذا القول، إذ الحديث األول على تقدير ســل سنده ال يشمل بنفسه حيازة المباحات التي الناس فيها شرع سواء، ودلي

ال ضــررــازة ــة حي ــال: إن أدل ــل يمكن أن يق ــه، ب ــا ال ضــرر في ــع م ال يمن ال ضــررالمباحات ال تشمل ما فيــه ضــرر على عامــة النــاس، ال أن دليــل

يخصصها، وذلك النصراف أدلة الحيازة عن مثل ذلك. ويؤيد هذا االنصراف ما ورد من أن فقــر الفقــراء إنمــا هــو لســبب منــع

وإنهماألغنياء، ففي رواية محمد بن مسلم، عن الصــادق )عليــه الســالم(: لم الفقراء

.33 ح20 ص2الدعائم: ج في كما)?( 1.18 ح70 الباب147 ص3الفقيه: ج)?( 2

152

يؤتــوا من قبــل فريضــة اللــه عزوجــل، ولكن أوتــوا من منــع من منعهم الحديث.(1)حقهم ال مما فرض الله لهم

وإن الناس مــا افتقــرواوفي رواية معتب، عن الصادق )عليه السالم(: وال احتاجوا وال جاعوا وال عروا إال بذنوب األغنيــاء، وحقيــق على اللــه تعــالى

الحديث.(2)أن يمنع رحمته ممن منع حق الله في ماله إلى سائر الروايات، وهي وإن وردت في باب الزكاة إال أن عموم العلــه

فيها يشمل المقام.

))النظام االقتصادي في اإلسالم((وبناء على ما ذكرناه فإن لكل أحد:

: أن يستثمر ويحوز المباحات المطلقة كما يشاء.1: وعليه أن يؤدي حقوقه الواجبة من خمس وزكاة وما أشبه.2 : وال يحق ألحد أن يأخذ المال من غير حلــه، كالربــا واالحتكــار والغش3

ونحوها.ــذير4 ــه، من الســرف والتب ــير حل ــال في غ ــد أن يضــع الم : وليس ألح

والفساد. : وليس ألحد أن يستثمر المباحــات بمــا يضــر ســائر النــاس، ولــو أراد5

ذلك فإن أمكن الدولــة أن تمنعــه بالوســائل المنافســية فعلت، وإال تــدخلت لمنعــه، مثال إنســان اشــترى كــل حنطــة البلــد، ثم أراد أن يبيعهــا بمــا يضــر الفقــراء، فــإن أمكنت الدولــة أن تســتورد الحنطــة وتبيعهــا بقيمــة رخيصــةــا، وإن لم تتمكن ــاجر تلقائي فعلت، وذلــك يــوجب رخص الســعر لحنطــة الت

ــه الال ضررالدولة من ذلك منعت من احتكارها، ودليل وإن كان بناؤهم أن يتكفل األحكــام اإليجابيــة، لكنــه يمكن أن يســتدل بــه للمقــام على نحــو مــا

استدلوا به لخيار الغبن فراجع.

.2 ح1 الباب3 ص6الوسائل: ج)?( 1.6 ح1 الباب4 ص6الوسائل: ج)?( 2

153

ظافة االقتصادية(())الن ثم ال يخفى أن اإلسالم حيث ينقي الجو بإشاعة العدل، وينظف النفوس بحب الخــير واإليمــان، قلمــا نجــد غنيــا يفكــر في إضــرار النــاس باالحتكــار

الحيازي أو التجاري أو الصناعي أو ما أشبه. ــبط إال ــذي ال يض ــمالي ال ــالمجتمع الرأس ــالمي ك ــع اإلس فليس المجتم

سول الله وال تراحم فيه بين الناس، قال سبحانه: ،بفرض القوانين pمد رpمح pهم pين pشداء عpلpى الكفار رحpماء ب .(1)وpالذينp مpعpه أ

أما ما ورد من أن )األسعار بيد الله( و)أنه ال تسعير(:مpيتpفالمراد باألول: مثل اآليات واألحاديث التي تقول: pإذ ر pيتpم pما رpو

)2(، همp pل pقتلوهم وpلكن الله قpت pم ت pحن الزارعــون)3(، pل pم ن ــه أ p عون pزرp pنتم ت ،(4)ءpأ إلى غيرهــا من اآليــات الــتي تنســب كــل شــيء إلى اللــه، باعتبــار أن منــه

سبحانه اآللة. والمــراد بالثــاني: عــدم جــواز التســعير في نفســه، ألنــه خالف )النــاس

، وال ينــافي ذلــك جــواز التســعير ألمــر(5)مسلطون على أموالهم وأنفســهم( ونحوه.ال ضررطارئ لدليل

.29 الفتح: اآلية سورة)?( 1.17 األنفال: اآلية سورة)?( 2.17 األنفال: اآلية سورة)?( 3.64 الواقعة: اآلية سورة)?( 4.272 ص2البحار: ج)?( 5

154

الكافرة(( الحكومات دوائر في ))العمل وفيها فروع:(:22)مسألة

))تطبيق قانون الكفار عليهم((ــه1 ــائز للمســلم، وتطبيق ــافرة ج ــات الك ــر الحكوم ــدخول في دوائ : ال

.(1)ألزموهم بما التزاموا بهقوانينهم على الكافرين مباح له، وذلك لقاعدة لـو ثــنيت لي الوسـادة لحكمت بينقال علي )عليه الصــالة والســالم(:

أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل اإلنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم(2).

وفي صــحيح محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال:.(3)تجوز على أهل كل ذي دين بما يستحلونسألته عن األحكام، قال:

.(4)لكل قوم نكاحوفي الموثق: ــر ــال: ذك وللعلة في رواية الهيثم بن أبي مسروق، عن بعض أصحابه، ق عند الرضا )عليه الســالم( بعض العلــويين ممن كــان ينتقصــه، فقــال )عليــه

ــه،أما إنه مقيم على حرامالسالم(: ــف وهي امرأت ، قلت: جعلت فداك كي طلقها وذلك، قلت: كيف طلقها، قال )عليه السالم(: ألنه قد طلقهاقال:

.(5)دينه فحرمت عليه ظــاهر في إلــزام كــل ذي دينوذلــك دينهفإن قولــه )عليــه الســالم(:

بدينه، وال ينافي ذلك عدم الحرمة واقعا، إذ المراد التجري بعــد أن علم منالخارج أن األحكام الواقعية ال تتغير بأهواء الناس.

ومثله ما في تعليل رواية محمد بن عبد اللــه العلــوي، قــال: ســألت أبــا إنالحسن الرضـا )عليـه السـالم( عن تــزويج المطلقــات ثالثـا، فقـال لي:

طالقكم الثالث

.76 ح514 ص3الغوالي: ج)?( 1.28 ح93 الباب136 ص40البحار: ج)?( 2 من4 البــاب484 وص ،1ح المجــوس مــيراث أبــواب من3 البــاب598 ص17الوسائل: ج)?(ــ 3

.4ح األخوة ميراث أبواب.2 ح26 الباب59 ص11الوسائل: ج)?( 4.2 ح30 الباب320 ص15الوسائل: ج)?( 5

155

ــرون الثالث شــيئا وهم ال يحــل لغــيركم، وطالقهم يحــل لكم، ألنكم ال ت .(1)يوجبونها

إلى غير ذلك من الروايات التي نحن اآلن لسنا بصددها. وليس المراد بالدين الدين المنزل، لوضــوح أن أهــل الكتــاب لم يعملــوا بدينهم المنزل، بل حرفوا الكلم عن مواضعه، ونسوا حظا مما ذكروا به، بل دينهم المعمول به عندهم، ولذا ذكر جمهرة من الفقهاء القدماء والمتأخرين توارث المجوس بالسبب الصحيح عندهم، وإن كان فاسدا عندنا، كما ذكــرواجواز أخذ ثمن الخمر والخنزير منهم وإن لم يصح أخذ ثمنهما من المسلم.

ــل بل المفهوم من هذه الروايات والفتاوى أنه ال يلزم كون دينهم له أص منزل، بل يكفي كون ذلك طريقتهم المعترف بهــا لــديهم وإن كــانوا وثنــيين

مثال، ولذا ال يصح التزويج بزوجة الوثني وال أخذ ماله.

))الكفار وقانون اإلسالم(( : كما أن الظاهر جواز تطبيق الموظف الداخل في حكومــات الكفــار،2

أحكام المسلمين عليهم، مثال لو راجعه اثنان في قصة مال أو زوجة جاز لهpهمأن يطبق عليهم حكم اإلسالم، قال سبحانه: pين pن احكم ب pوpأ ل بما أ pاللهنز p

(2). واألدلــة الســابقة ال تــدل على وجــوب تطــبيق أحكــامهم، بــل تــدل على

جوازه. ويدل عليــه أيضــا: مــا عن هــارون بن حمــزة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قلت: رجالن من أهــل الكتــاب نصــرانيان أو يهوديــان كــان بينهما خصومة فقضى بينهما حاكم من حكامهمــا بجــور، فــأبى الــذي قضــى

يــرد إلى حكمعليــه أن يقبــل وســأل أن يــرد إلى حكم المســلمين، قــال: .(3)المسلمين

ثم إن جواز الحكم بحكم اإلسالم مطلقا إال

.9 ح30 الباب321 ص15الوسائل: ج)?( 1.49 المائدة: اآلية سورة)?( 2.2 ح27 الباب218 ص18الوسائل: ج)?( 3

156

ما علم بخروجه من نص أو إجماع أو ضرورة، مثل أنه ال يصح أن يطبق حكم الله الواقعي على زوجة رجل ليست زوجته لتحريم اإلسالم مثــل هــذا

الزواج، كما إذا كانت أخته من الرضاعة، إلى غيرها من األمثلة.

))الكفار والقانون الثالث(( : أما تطــبيق حكم آخــر ليس حكمهم وال حكم اللــه عليهم فــذلك غــير3

جائز قطعا، ألصالة العدم بعد عدم الدليل على الجــواز، كمــا إذا طبــق علىاليهودي أحكام المجوس، أو بالعكس.

))الكفار وترك التحاكم فيهم(( : كمـــا يجـــوز أن ال يحكم بينهم، ويـــتركهم وشـــأنهم، فـــيرجعون إلى4

حكامهم أو ما أشبه ذلك. إن الحاكم إذا أتــاهفعن أبي بصير، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال:

أهل التوراة وأهل اإلنجيل يتحاكمون إليه، كان ذلك إليه إن شــاء حكم بينهم .(1)وإن شاء تركهم

))المسلم وقانون الكفار((ين على5 pــافر ــا ســبق بالنســبة إلى تطــبيق المســلم حكم الك ــل م : ك

أنفسهم، أما تطبيق المســلم في دولــة الكفــار، حكم الكــافر على المســلم المراجع له الذي يعيش في دولة الكفر، فذلك غير جائز لألصل، بعد وجــوب

لp الله فpأولئكp هم الكافرونpوالحكم بما أنزل الله، pنزp pحكم بما أ pم ي .(2)مpن ل إال إذا اضــطر المســلم الحــاكم على ذلــك ألمــر أهم، ولم يكن إلى حــد الدم، ألنه ال تقية في الدماء، وهذه المســألة مــذكورة في محلهــا من كتــاب

القضاء والحدود.كما ال يجوز له أن يحكم بحكم ثالث ال حكم الحق وال حكم الكافر.

ــبيل ــان الحكم على س ــه أن ال يحكم إال إذا ك ــوز ل ــه ال يج ــاهر أن والظالوجوب الكفائي وكان يوجد من فيه الكفاية غيره.

.1 ح27 الباب218 ص18الوسائل: ج)?( 1.44 المائدة: اآلية سورة)?( 2

157

))حكومة المخالفين والوالية عنهم(( : والدخول في حكومات المخالفين جــائز للمــوالي، ويجــوز أن يطبــق6

ــل ــة في مث ــهم لألولوي ــام أنفس ــوراةعليهم أحك ــل الت ،(1)لحكمت بين أهولعموم العلة في بعض الروايات السابقة.

بلغني أنكوعن معاذ بن مسلم، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: ، قلت: نعم، وأردت أن أسألك عن ذلك قبــلتقعد في الجامع فتفتي الناس

أن أخرج، إني أقعد في المسجد فيجيء الرجل فيســألني عن الشــيء فــإذا عرفته بـالخالف لكم أخبرتـه بمـا يفعلـون، ويجيء الرجـل أعرفـه بمـودتكم وحبكم فــأخبره بمــا جــاء عنكم، ويجيء الرجــل ال أعرفــه وال أدري من هــو فأقول جاء عن فالن كذا وجاء عن فالن كذا، فأدخل قولكم فيمــا بين ذلــك،

.(2)اصنع كذا، فإني أصنع كذافقال )عليه السالم( لي: ويؤيده عمل السيد بحر العلوم )رحمه اللــه( في مكــة حيث كــان يفــتي

كل مذهب حسب مذهبه. أما السيد قاضى نور الله )رحمــه اللــه( فــالمنقول عنــه أنــه كــان يفــتي بفتوى األئمة )عليهم السالم( لكن كان يخفي ذلــك في ضــمن فتــوى إحــدى المذاهب األربعة، فهو كان يعمل بما ذكرناه قبال من جــواز الفتــوى بمــذهب

أهل الحق لمن ال يرى ذلك وإنما كان مذهبه مخالفا، فتأمل. كما يؤيد جواز أعمال المؤالف في دولة المخالف، بل يــدل عليــه: تأييــد اإلمام )عليــه الســالم( لعلي بن يقطين وداود الــزربى وغيرهمــا في بقــائهم في حكم المخالفين، مــع وضــوح أن الحكم الــذي كــان يحكمــه الــوزراء في

دولة بني العباس كان حكم

.28 ح93 الباب136 ص40 البحار: ج)?( 1.36 ح11 الباب108 ص18الوسائل: ج)?( 2

158

المخالفين ال حكم أهل البيت )عليهم السالم(. ،(1)وكيف كان، فيجــوز للمــوالي في دولــة المخــالفين أن يحكم بحكمهم

وأن يحكم بالحق، وأن ال يحكم لألصل، إال إذا توقف الحــق على حكمــه ولميكن غيره.

pهم حيث إن الظاهر أن أدلة وجوب الحكم مثل pين pوpأن احكم ب لpبمــا أ pــز ن ونحوه يشمله.(2)الله

وهل يجــوز أن يحكم لمــذهب بــالفتوى من مــذهب آخــر، احتمــاالن: من، ومن انصرافه إلى مذهبه ال مذهب آخر.(3)ألزموهمإطالق

ال يقال: كيف تقولون بجواز الــدخول في حكومــة المخــالفين مــع أنــه التحق الوالية إال ألهلها.

ألنه يقــال: يــدل على ذلــك دخــول ســلمان، وأبي ذر، وعمــار، وعلي بن يقطين، وداود الزربي وغيرهم، فــإن األئمــة )عليهم الســالم( قــرروهم علىــاب دوران األمــر بين األهم والمهم، فــإنهم يخففــون من ــه من ب ذلــك، وألن

الظلم، وقد فعله من قبل يوسف الصديق )عليه السالم(.

))ال فرق بين حكومات المخالفين(( ( وال فرق بين المخالف الحاكم حسب مذهبه باسم اإلسالم، كما في7)

بني العباس ونحوهم، أو المخالف الحاكم حسب الموازين غير الدينية، مثــل المخالفين اليوم الذين يحكمون حســب قــوانين الشــرق والغــرب، للمنــاط، فإن الحكم حيث لم يكن لله سبحانه ال فرق بين أن كان باسم الله أو باسم غيره، فإجازتهم )عليهم السالم( بأن يكون اإلنسان واليــا عنــد بــني العبــاس يستفاد منه إجازتهم )عليهم السالم( الوالية عند غيرهم، بل ربمــا كــان هــذا أولى ألنه ال يهدم الدين باسم الدين، بخالف مثل بــني العبــاس الــذين كــانوا

يهدمون الدين باسم الدين، كالمنافق

منهم. راجعه لمن أي)?( 1.49 المائدة: اآلية سورة)?( 2.1 ح3 الباب598 ص17والوسائل: ج ،76 ح514 ص3الغوالي: ج)?( 3

159

الذي هو أشد ضررا من الكافر..(1)جاهد الكفارp وpالمنافقينpقال سبحانه:

pسفpل منp الناروقال في آية أخرى: .(2)إن المنافقينp في الدرك األ ووجه األشــدية أنهم ال يتخــذون أعــداء كمــا يتخــذ الكــافر فيهــدمون من الداخل، وسر قبولهم في صف المسلمين مع هذه الحالــة أنهم في صــفوف الكفــار أشــد ضــررا، فهم من ناحيــة أخبث نفســا، ألنهم جمعــوا بين الكفــر

والخداع، ومن ناحية البد لإلسالم منهم تقليال لجبهة الكفار ولو صورة.

))أدلة جواز الدخول في حكوماتهم(( ثم إنه يدل على الجواز في المقام وفيما قبله وفي مــا بعــده جملــة من

الروايات: مثــل مــا رواه الكليــني، عن الحلــبي، قــال: ســئل أبــو عبــد اللــه )عليــه السالم( عن رجــل في ديــوان هــؤالء وهــو يحب آل محمــد )عليهم الســالم(

.يبعثه الله على نيتهويخرج مع هؤالء في بعثهم، فيقتل تحت رايتهم، قال: قال: وسألته عن رجل مسكين خدمهم رجاء أن يصــيب معهم شــيئا فيغنيــه

هــو بمنزلــة األجــير إنــه إنمــاالله به فمات في بعثهم، قال )عليه الســالم(: .(3)يعطي الله العباد على نياتهم

من تولىوصحيحة زيد الشحام، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: ــور أمرا من أمور المسلمين فعدل فيهم وفتح بابه ورفع ستره ونظر في أم

.(4)الناس كان حقا على الله أن يؤمن روعته يوم القيامة ويدخله الجنة يا زيادورواية زياد بن أبي سلمة، عن موسى بن جعفر )عليه السالم(:

ألن أسقط

.73 التوبة: اآلية سورة)?( 1.145 النساء: اآلية سورة)?( 2.2 ح48 الباب146 ص12الوسائل: ج)?( 3.7 ح46 الباب140 ص12الوسائل: ج)?( 4

160

من شاهق فـاتقطع قطعـة قطعـة أحب إلي من أن أتـولى عمال أو أطـأ إال لتفــريج، قلت: ال أدري جعلت فــداك، قــال: بساط رجل منهم، إال لماذا

.(1)كربة مؤمن أو فك أسره أو قضاء دينهــدفع بهم عنورواية علي بن يقطين: إن لله تعالى مع الســلطان من ي

.(2)أوليائه.(3)أولئك عتقاء الله من النارقال الصدوق: وفي خبر آخر:

كفارة عمل السلطان قضاء حــوائجقال: وقال الصادق )عليه السالم(: .(4)اإلخوان

ــلمة: ــاد بن أبي س ــة زي ــل رواي ــالهموفي ذي ــيئا من أعم وإن وليت ش .(5)فأحسن إلى إخوانك يكون واحدة بواحدة

وعن المقنع: سئل أبو عبد الله )عليه السالم( عن رجل يحب آل محمــد )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وهــو في ديــوان هــؤالء يقتــل تحت رايتهم، قــال:

يحشره الله على نيته(6). ما من جبــار إال ومعــه مــؤمن يــدفع اللـه بـه عنوفي رواية أبي بصير:

.(7)المؤمنين، وهو أقلهم حظا في اآلخرة لصحبة الجبار وعن محمــد بن إســماعيل بن بزيــع، عن أبي الحســن الرضــا )عليــه

إن لله تعالى في أبواب الظلمــة من نــور اللــه بــه البرهــان،السالم(، قال: ومكن له في البالد

.9 ح46 الباب140 ص12الوسائل: ج)?( 1.1 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 2.2 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 3.3 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 4.9 ح46 الباب140 ص12الوسائل: ج)?( 5.6 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 6.4 ح44 الباب134 ص12الوسائل: ج)?( 7

161

ليدفع بهم عن أوليائــه، ويصــلح اللــه بهم أمــور المســلمين، إليهم ملجــأ المؤمــنين من الضــرر، وإليهم مرجــع ذوي الحاجــة من شــيعتنا، يــؤمن اللــهــه في روعة المؤمنين في دار الظلمة، أولئك المؤمنون حقا، أولئك أمناء الل أرضه، أولئك نور الله في رعيته، يوم القيامة يزهر نورهم ألهــل الســماوات كما يزهر نور الكواكب الدرية ألهل األرض، أولئك نور يــوم القيامــة، تضــيء منــه القيامــة، خلقــوا واللــه للجنــة وخلقت الجنــة لهم، فهنيئــا لهم، مــا على

يكــون. قلت: بمــاذا جعلت فــداك، قــال: أحدكم أن لو شاء لنــال هــذا كلهمعهم فيسرنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا فكن منهم يا محمد

(1). ــه مــعوعن المقنع، قال: روي عن الرضا )عليه السالم( إنه قال: إن لل

.(2)السلطان أولياء يدفع عن أوليائه وعن علي بن يقطين، إنه كتب إلى أبي الحسن موسى )عليه الســالم(:

إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان، وكان وزيرا لهارون، فــإن ــالخروج منأذنت جعلني الله فداك هربت منه، فرجع الجواب: ال آذن لك ب

.(3)عملهم واتق الله أو كما قالــه ــن )علي ــذاء إلى أبي الحس ــر الح ــو عم ــال: كتب أب ــدي، ق وعن العبي السالم(، وقرأت الكتاب والجواب بخطه، يعلمه أنــه كــان يختلــف إلى بعض قضاة هؤالء، وأنه صير إليه وقوفا ومواريث بعض ولد العباس أحياء وأمواتا،ــه أن وأجرى عليه األرزاق، وأنه كان يؤدي األمانة إليهم، ثم إنه بعد عاهد الل

ال يدخل لهم في

.46 ح82 الباب381 ص72البحار: ج)?( 1.5 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 2.16 ح46 الباب143 ص12الوسائل: ج)?( 3

162

عمل وعليه مؤونة، وقد تلف أكثر ما كان في يده، وأخــاف أن ينكشــف منه ما ال يحب أن ينكشف من الحال، فإنه منتظر أمرك في ذلك فمــا تــأمر

ال عليــك وإن دخلت معهم، اللــه يعلم ونحنبه، فكتب )عليه السالم( إليــه: .(1)ما أنت عليه

إلى غيرهــا من الروايــات، والــتي يســتفاد منهــا أن الواليــة الــتي بــذاتها محرمة عن الجائر، ألجل أنه ال والية له حتى يعطيها لغيره، فال يحق للــوالي التصرف في شيء من األمور، فإنه تصرف لم يأذن بــه اللــه، بــل إنمــا أذن في تصرف أوليائه فقط، أجيزت من قبلهم )عليهم السالم( ألجــل المعــاش

بشرط اإلحسان إلى اإلخوان. وقد تكون مستحبة إذا لم يقصد من دخوله في واليتهم إال اإلحسان إلى اإلخوان، وقد تكون واجبـة إذا توقـف الـذب عن المؤمـنين عليهـا، كمـا أنهـا تكون واجبة أيضا إذا توقف األمــر األهم عليهــا من األمــر بــالمعروف والنهيــة عن المنكر ودفع المنكر، وقد رأيت كيف أن إطالق األدلة يشمل كــل والي

عن كل جائر سواء كان الجائر كافرا أو مسلما مخالفا أو مؤالفا.

))الوالية عن المؤالف الجائر(( : ومنه يعلم حكم الوالية عن قبل المؤالف الجائر، وحيث إن الرســالة8

ــاب ــع إلى كت ــالب أن يرج ــائل، فعلى الط ــذه المس ــيل ه ــع لتفص لم توض)المكاسب( للشيخ المرتضى )رحمه الله( وغيره من الكتب المفصلة.

ولــذا دخــل نصــير الــدين الطوســى )رحمــه اللــه( مــع المغــول، ودخــل القاضي نعمان مع الفاطمية، وإن كان لم يعلم فسقهم، فإن بعضــهم كــانوا اثنى عشريا، كمــا يظهــر من التــواريخ، وقــد نشــروا العــدل كمــا يظهــر من تواريخهم، وليس كل حاكم حكم في التاريخ اإلســالمي جــائرا، وإن لم يأخــذ

بالشورى، لوضوح أنهم على ثالثة أقسام:

.14 ح46 الباب143 ص12الوسائل: ج)?( 1163

األول: من أخــذ الحكم بالســيف، وهــو يمكن أن يكــون أخــذه لألمــر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل ذلك، وكان في نفسه عادال، وال إشكالفي أنه حاكم بالحق إذا استأذن من العلماء النواب لألئمة )عليهم السالم(.

الثاني: من أخذ الحكم وراثة، وهــذا أيضــا يمكن أن يكــون عــادال جامعــاللشرائط.

الثالث: من أخذه بأحد الطــريقين ولم يكن جامعــا للشــرائط، فهــذا منــفوية على مصاديق الجائر، فتوهم جور الكل في غير محله، وجملة من الص أحد الطريقين األولين، كما يـدل على ذلـك دخـول العلمـاء الجهابـذة أمثـال الكركي والمجلسي والبهــائي والــداماد وغــيرهم في حكمهم، باإلضــافة إلى

كشف تاريخهم عن حسن سيرتهم، وكذلك بعض القاجارية إلى غير ذلك. فقد حكم الشيعة وأئمتهم )عليهم السالم( على طول التاريخ اإلســالمى بمــا ال يقــل عن حكم غــير الشــيعة بكثــير، فاإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه السالم( واإلمام الحسن )عليه السالم( حكما، كما دخــل في الحكم ســلمان وعمار وغيرهما، ثم حكم المختــار، ومــا نــرى حولــه من التشــويش ليس إالــراق، وحكم في ــا في الع ــو طباطب ــة، وحكم بن ــوال على التقي دخيال أو محم الحجاز واليمن الشرفاء من بني الحسن )عليه السالم(، كما حكم في ايران الدعاة، وخدابنده، والصفوية، والصــفارية، وغــيرهم، وحكم في العــراق بنــو بويه، كما حكم اسبهبد الذي تشيع على يدي ابن فهــد الحلى )رحمــه اللــه(، وفي سوريا بنو حمــدان، وفي مصــر الفــاطميون، وفي المغــرب األدارســة، وكذلك حكم الشيعة في كل من الهند وأفغان وإندونيسيا، إلى غير ذلك مماــه يقيض من يجعــل من هو كثير، والمتكفل بتفصيله كتب التواريخ، ولعل الل

همه كتابة تواريخ هؤالء مفصال، ومدى شرعية كل حاكم حاكم،

164

فإن ذلك بنظري يستوعب ما ال يقل من عشرين مجلدا. وعلماؤنـــا الكبـــار على األغلب، إمـــا دخلـــوا الحكم مســـتقيما أو غـــير مستقيم، بأن شاركوا في توجيه الحكــام، وإمــا حــاربوا الحكــام مقاطعــة أو تهجما عليهم باللسان أو حربــا بالســالح، ففي العصــر األخــير حــارب والــدي )رحمه الله( والسـيد الحكيم وابن العم وغـيرهم )قـدس سـرهم( حكومــات الملكــيين في العــراق، ثم قاسـم وعــارف وبكــر، حربــا بـالكالم والمقاطعــة

والقلم وما أشبه. وقبلهم حارب السادة القمي والسيد أبو الحســن والــبروجردي وغــيرهم )رحمه اللــه( حكومــتي الملكــيين والبهلــوي األول، وحــارب قبلهمــا اآلخونــدــوبي الخراساني االستبداد في ايران، كما حارب صاحب العروة والسيد الحب

وغيرهما العثمانيين في العراق. وكذلك حــارب قائــد الثــورة الشــيخ محمــد تقي الشــيرازى اإلنكلــيز في العراق، وقبلهم حارب الميرزا الكبــير اإلنكلــيز في إيــران في قصــة التنبــاك الشهيرة، وقبله حارب السيد محمد المجاهد، كمــا أن الســيد شــرف الــدين حارب فرنسا في األقطار السورية، إلى غيرها وغيرهــا ممــا تفصــيله يحتــاج إلى مجلــدات، وقــد ذكــر شــيئا منهــا الســيد األمين في )األعيــان(، والشــيخ

األميني في )شهداء الفضيلة(. وعلماؤنــا اآلن في حالــة حــرب مــع أســرة البهلــوي في إيــران، وحــزب

البعث في العراق، ونسأل الله أن ينصرهم بمحمد وآله الطاهرين.وكيف كان فقد ظهر مما ذكرناه في هذه المسألة أمران:

األول: حكم الدخول في حكومات الظلمة. الثاني: إن الداخل كيف يطبق القوانين على الكافر والمسـلم المخــالف

والمؤالف.

))حرمة تصرف الحكومات الجائرة(( ثم إن تصرفات الحكومات الجائرة، كافرة كــانت أو مســلمة، مواليــة أو

مخالفة

165

ــا ــة باإلســالم أو بقــوانين الشــرق والغــرب محرمــة، ألنه ــدة، عامل عقيتصرفات لم يأذن بها الله تعالى.

لكن هذه التصرفات أبيحت لنا، فإذا أعطوا إنسانا مــاال، أو اشــتروا منــهــه شيئا وأعطوا ثمنه، أو باعوا له أو ما أشبه ذلك من سائر المعامالت جاز ل

التصرف، وذلك لروايات جوائز السلطان وغيرها مما تقدم بعضها. وفي صحيحة أبي والد، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: ما تــرى في رجل يلي أعمال السلطان ليس له مكســب من أعمــالهم وأنــا أمــر بــه وأنزل عليه فيضيفني ويحسن إلي، وربما أمــر لي بالــدراهم والكســوة وقــد

كل وخذ منها، فلك المهنــاضاق صدري من ذلك، فقال )عليه السالم( لي: .(1)وعليه الوزر

ــه وصحيحة أبي المعزا: أمر بالعامل فيجيزني بالدراهم آخذها، قال )علي .(2)وحج بها، وقلت: أحج بها، قال )عليه السالم(: نعمالسالم(:

ــال: نعمورواية محمد بن هشام: أمر بالعامل فيصلني بالصلة أقبلها، ق :قلت: وأحج بها، قال ،نعم وحج بها(3).

جــوائزورواية محمد بن مسلم وزرارة، عن أبي جعفر )عليه الســالم(: .(4)السلطان ليس بها بأس

وقد دلت جملة من الروايات على أخذهم )عليهم الســالم( الجــوائز من السلطان، وكان يأخذ الجوائز ابن المســعود وعمــار وأبــو ذر وغــيرهم، كمــا أخذ اإلمام الصادق )عليه السالم( الجــائزة للشــقيري في نصــيحة مشــهورة

نصحه بها، لما أعطاه )عليه السالم(

.1 ح51 الباب156 ص12الوسائل: ج)?( 1.2 ح51 الباب156 ص12الوسائل: ج)?( 2.3 ح51 الباب157 ص12الوسائل: ج)?( 3.5 ح51 الباب157 ص12الوسائل: ج)?( 4

166

عطاءه من الخليفة، إلى غير ذلك. ومن ذلك كله تبين أن الدخول في مناصب الدولة ألجل اإلصــالح جــائز،ــك حــرام على نفس وأخذ أموالهم جائز، والتعامل معهم جائز، إال أن كل ذل السلطان، فتصديه باطل، وأخذه المال من الناس سواء كان بعنوان الزكــاةــلطانية، ال ــامالت س ــانت مع ــة إذا ك ــه باطل ــرام، ومعاملت ــك ح ــير ذل أو غ المعامالت الشخصية فإنها صحيحة، إذ ليست الحكومات الجــائرة مالكــة وال

مأذونة، وإنما أجاز الولي الحقيقي بالنسبة إلينا.ــدخول في ــع عن ال ــواردة في المن ــات ال ــر أن الرواي ــدم يظه ــا تق وممــدخل ال بقصــد ــذي ي ــوالي أو ال ــير الم ــة على غ ــاونتهم محمول واليتهم ومع

اإلصالح وحسن النية. ومن أراد االطالع على تفصيل ما ذكرناه فعليه بكتاب المكاسب للشــيخ

المرتضى )رحمه الله( في مبحث إعانة الظالم والوالية. ومن ذلــك كلــه ظهــر أن قــوانينهم ومعــامالتهم الــتي يجرونهــا بعنــوان السلطة ـ ال المعامالت الشخصية ـ ليست ملزمة إذا كانت في نفسها حالال، أما إذا كانت في أنفســها حرامــا، كجعلهم المكــوس وأخــذها، فــالالزم عــدم

التعاون معهم في تنفيذها إال في مقام االضطرار. نعم إذا كانت وظــائفهم تنفــع المســلمين، بحيث يضــرهم التخلــف عنهــا وجب ذلـــك، ال من حيث إنهم عـــاملون لهم، وإنمـــا من حيث لـــزوم عـــدم اإلضرار بالمسلمين، مثال المشــرف على امتحــان الطالب ال يحــق لــه تــركــأخير البالد اإلشراف من جهة أنه يسبب خروج الطالب جهلة، ويسبب ذلك ت

اإلسالمية وضرر المسلمين، وكالهما محرمان، إلى غير ذلك من األمثلة.إذا كانت وظائفهم بالنسبة إلى

167

الوفاء وعدمه على ثالثة أقسام: قسم يحرم الوفاء، لكونه محرما في نفسه.

وقسم يجب الوفاء، من حيث إنه واجب في نفسه.وقسم يجوز الوفاء، إذا لم يكن أحد القسمين السابقين.

168

الطواغيت(( ))إسقاطــه،(:25)مســألة الحكومــات الجــائرة الــتي تحكم بغــير مــا أنــزل الل

وتطبــق القــوانين الجــائرة على عبــاد اللــه، يجب إســقاطها بكــل الوســائلالممكنة.

عpفينpقال ســبحانه: pضــ بيل اللــه وpالمست pفي ســ pكم ال تقــاتلونp ،(1)وpمــا لوالله سبحانه وعد النصر.

pهمقال تعالى: pجعpل عفوا في األرض وpن ــ pمن عpلpى الــذينp استض وpنريد أن نـوارثينpةمئpأ ــ pهم ال pجعpل pهم في األ ، وpن نp ل ــانpضرpوpنمpك ــونp وpهامـ pفرعـ pـري ــ وpن

pرونpحذp ، ففرعون مثال الحاكم الظالم، وهامان(2)وpجنودpهما منهم ما كانوا يمثال الوزير الخائن، وجنوده مثال المرتزقة الذين ال يهمهم إال رزقهم.

))عدم إعانة الظلمة(( : أما عدم التعاون معهم، فلحرمة معاونــة الظــالم، في غــير مــا تقــدم1

في المسألة السابقة.pمpسكم النارقال سبحانه: pموا فpت pنوا إلى الذينp ظpل pرك .(3)وpالت

ــا رواه الصــدوق: ــه( فيم ــه وآل ــه علي ــبي )صــلى الل من عظموعن الن صاحب الدنيا وأحبه طمعا في دنياه سخط الله عليه، وكــان في درجتــه مــع

.(4)قارون في التابوت األسفل من النار أقول: المراد أنه مثله في أصل الظلم، ال أن له نفس الدرجة، كمــا أنــهــار ــإن األخي المراد في مثل: )كان في درجة محمد )صلى الله عليه وآله(، ف

في درجة

.75 النساء: اآلية سورة)?( 1.5 القصص: اآلية سورة)?( 2.113 هود: اآلية سورة)?( 3.14 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 4

169

واألشرار في درجة، كما يقال: فالن مثــل فالن في الســجن، وكثــيرا مــايكون بينهما فرق كبير.

من مدح سلطانا جائرا أووفي حديث آخر، عنه )صلى الله عليه وآله(: .(1)تخفف أو تضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار

نعم إذا مدح اضطرارا لم يضر. من مشـى إلى ظــالموعن الشيخ الورام، قــال: قــال )عليــه السـالم(:

.ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج عن اإلسالم إذا كــان يــوم القيامــة ينــادي منــاد: أينقــال: وقــال )عليــه الســالم(:

الظلمة، أين أعوان الظلمة، أين أشباه الظلمــة، حــتى من بــرأ لهم قلمــا أو .(2)الق لهم دواة، فيجتمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في جهنم

والمراد بأشباه الظلمة من تشبه بهم لإلخافة ونحوها، ال ألجــل تمــثيلهمليظهر دورهم السيء ألجل تنفير الناس عنهم.

من علــق ســوطا بين يــدي ســلطانوعن النبي )صلى الله عليه وآله(: جائر جعلها الله حية طولها سبعون ألف ذراع، فيسلطها اللــه عليــه في نــار

.(3)جهنم خالدا فيها مخلدا أقول: األعمال الدنيوية تنمو في اآلخــرة، فالصــدقة تكــون كجبــل أحــد،ــة تعطي والسوط يكون بطول سبعين ألف ذراع، كما في الدنيا فحبة حنظل ألوف الحنظالت، ونواة تمــرة تعطي ألــوف التمــرات، وال يكــون العقــاب إال

إنما بقدر العمل،

.1 ح43 الباب132 ص12الوسائل: ج)?( 1.16 و15 ح42 الباب131 ص12الوسائل: ج)?( 2.14 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 3

170

pـون pعمpلـ ــا كنتم ت ونp م pــز pها)1(، تج pة مثل ئ ي ــ ــاءp بالس ــون(2)وpمpن ج ، فال يك العقاب هناك أكثر من االســتحقاق، وإن كــان ربمــا يظهــر من ظــواهر بعض اآليات والروايات أنه أكــثر، فــإن أحكــام اآلخــرة تتفــاوت عن أحكــام الــدنيا،

وعلى كل حال فالمسألة كالمية خارجة عن محل البحث. .(3)ال تعنهم على بناء مسجدوفي رواية يونس بن يعقوب:

من ســودوفي رواية الكاهلي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال: ــنزيرا اسمه في ديوان ولد سابع )مقلوب عباس( حشره الله يوم القيامة خ

(4). ما اقترب عبد من سلطان جائر إال تباعد من اللهوقال )عليه السالم(:

(5). إياكم وأبواب الســلطان وحواشــيها،وعن النبي )صلى الله عليه وآله(:

.(6)فإن أقربكم من أبواب السلطان وحواشيها أبعدكم عند الله تعالىــه الســالم( وفي رواية ابن أبي يعفور، قال: كنت عند أبي عبد الله )علي إذ دخل عليه رجل من أصحابنا، فقال: جعلت فداك ربما أصــاب الرجــل من الضيق والشدة فيدعى إلى البناء يبنيه أو النهر يكريــه أو المســناة يصــلحها،

مــا أحب أن عقــدتفما تقول في ذلك، فقال أبو عبد الله )عليه الســالم(: ــدة بقلم، إن ــا ال والم ــا بين البيته ــاء وأن لي م ــدة أو وكيت لهم وك لهم عق

أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من

.16 الطور: اآلية سورة)?( 1.160 األنعام: اآلية سورة)?( 2.8 ح42 الباب129 ص12الوسائل: ج)?( 3.9 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 4.12 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 5.13 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 6

171

.(1)نار حتى يفرغ الله من الحساب يــاورواية محمد بن عذافر، قال: قال لي أبو عبد الله )عليــه الســالم(:

أنك تعامل أبا أيوب وأبا الربيــع، فمــا حالــك إذا نــودی بــك فيعذافر بلغني لمــا فقال له أبو عبد الله )عليه السالم(: ،، قال: فوجم أبيأعوان الظلمة

، قــال إنمــا خوفتــك بمــا خوفــني اللــه عزوجــل به،رأى ما أصابه أي عذافر .(2) حتى مات مكروبامحمد: فقدم أبي فما زال مغموما

ورواية صفوان بن مهران الجمال، قــال: دخلت على أبي الحســن األول يا صفوان كل شــيء منــك حســن جميــل مــا خال)عليه السالم(، فقال لي:

إكــراؤك قال )عليــه الســالم(: ، فقلت: جعلت فداك أي شيءشيئا واحدا وال، قلت: والله ما أكريته أشراجمالك من هذا الرجل يعنى هارون الرشيد

وال لصيد وال للهو، ولكن أكريته لهــذا الطريــق يعــني طريــق مكــة، والبطرا يا صفوان أيقــع كــراؤكأتواله بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني، فقال لي:

،أتحب بقاءهم حــتى يخــرج كــراءك، قلت: نعم جعلت فداك، قال: عليهم من أحب بقـاءهم فهـو منهم، ومن كـان منهم كـان ورودهقلت: نعم، قال:

، قال صــفوان: فــذهبت فبعت جمــالي عن آخرهــا فبلــغ ذلــك إلىإلى النار هارون فدعاني، فقال لي: يا صــفوان بلغــني أنــك بعت جمالــك، قلت: نعم،

فقــال:،قال: ولم، قلت: أنــا شــيخ كبــير وإن الغلمــان ال يقومــون باألعمــال هيهات هيهات إني ألعلم من أشار إليك بهذا، إنما أشار عليــك بهــذا موســى بن جعفر )عليه الســالم(، قلت: مــا لي ولموســى بن جعفــر، قــال: دع هــذا

.(3) لوال حسن صحبتك لقتلتك،عنك وأبقه

.6 ح42 الباب129 ص12الوسائل: ج)?( 1.3 ح42 الباب128 ص12الوسائل: ج)?( 2.17 ح42 الباب131 ص12الوسائل: ج)?( 3

172

ــأتي الســلطان وما ورد في تفسير الركون إلى الظالم من أن الرجــل ي .(1)فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده في كيسه فيعطيه

إسقاط الظلمة(())وجوب فألنهم من أعظم المنكــرات، والمنكــر يجب،: وأما وجوب إســقاطهم2

رفعه، وقد ورد بذلك متواتر الروايات: ففي روايــة الكليــني، عن جــابر وغــيره، عن البــاقر )عليــه الســالم( في

وال،فأنكروا بقلوبكم، وألفظوا بألسنتكم، وصــكوا بهــا جبــاههمحديث قال: تخافوا في الله لومة الئم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعــوا فال ســبيل عليهم، ،إنمــا الســبيل على الــذين يظلمــون النــاس ويبغــون في األرض بغــير الحق

أولئك لهم عذاب أليم، هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضــوهم بقلــوبكم غــيرــؤوا إلى، وال مريدين بالظلم ظفرا، وال باغين ماالطالبين سلطانا ، حــتى يفي

.(2)أمر الله ويمضوا على طاعته مــاوفي رواية يحيى الطويل، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:

ويكفــانجعل اللــه بسـط اللسـان وكـف اليــد، ولكن جعلهمــا يبســطان معا .(3)معا

ــه ــن )علي ــالم( للحس ــه الس ــام )علي ــية اإلم ــة، في وص وفي نهج البالغ وأمر بالمعروف تكن من أهله، وانكر المنكر بيدك ولسانك، وباينالسالم(:

ــة الئم،من فعله بجهدك وجاهد في الله حق جهاده، وال تأخذك في الله لوم(4).

إن،أيهــا المؤمنــونوعن أمير المؤمنين )عليه السالم( أيضا إنــه قــال: ــرئ، يعمل به، ومنكرامن رأى عدوانا يدعى إليه، وأنكره بقلبه فقد سلم وب

ومن

.1 ح44 الباب133 ص12الوسائل: ج)?( 1.1 ح3 الباب403 ص11الوسائل: ج)?( 2.2 ح3 الباب404 ص11الوسائل: ج)?( 3.31 رقم البالغة: الوصية نهج)?( 4

173

أنكره بلسانه فقــد أجــر وهــو أفضــل من صــاحبه، ومن أنكــره بالســيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصــاب

.(1)الهدى، وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين بسبب رضاه، و)أجــر( ألنــهأقول: )سلم وبرئ( أي عن أن يكون شريكا

)وأصاب الهدى( معناه أن األولين لم يصيبا الهدى.،أنكرــال: ــه ق من رأى منكموفي رواية، عن النبي )صلى الله عليه وآله(، إن

فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبــه، ليسمنكرا .(2)وراء ذلك شيء من اإليمان

.(3)إن ذلك أضعف اإليمانوفي رواية: إلى غيرها من الروايات الكثيرة المذكورة في كتــابي )الجهــاد( و)األمــر بـــالمعروف والنهي عن المنكـــر(، وقـــد ذكرنـــا جملـــة منهـــا في الكتـــابين

المذكورين من )الفقه(. أوحىوفي رواية جابر، عن أبي جعفر )عليه السالم( في حــديث قــال:

إني معــذب من قومــك مائــة ألــف،عليــه الســالم( الله إلى شــعيب النــبي ) وستين ألفا من خيارهم، فقال )عليه الســالم(: يــا،أربعين ألفا من شرارهم

رب هؤالء األشرار، فما بال األخيار، فأوحى الله عزوجــل إليــه: داهنــوا أهــل .(4)المعاصي ولم يغضبوا لغضبي

وإن قــال في حــديث: ،وعن أبي حمزة، عن أبي جعفر )عليه الســالم(الله ليعذب الجعل

.8 ح3 الباب405 ص11الوسائل: ج)?( 1.12 ح3 الباب406 ص11الوسائل: ج)?( 2.3010 ح614الفصاحة: ص نهج)?( 3.1 ح8 الباب416 ص11الوسائل: ج)?( 4

174

ــا من في جحرهــا بحبس المطــر على األرض الــتي هي بمحلتهــا لخطايــرتها ــل،بحض ــة أه ــوى محل ــبيل إلى مســلك س ــا الس ــه له ــل الل ــد جع وق .(1)المعاصي

إن اللهوفي رواية هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: فــاختلفوا فعملــوا إلى أن قــال: يقــال لــه إرميابعث إلى بني إسرائيل نبيا

بالمعاصي، فقال سبحانه: فألسلطن عليهم في بلــدهم من يســفك دمــاءهم ويأخذ أموالهم، وإن بكوا لم أرحم بكاءهم، وإن دعــوا لم أســتجب دعــاءهم،

إلى أنة عـامئـما أي بيت المقـدس فشـلوا وفشـلت أعمـالهم، ألخربنها ل لهم: إنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه فسلط عليهم بخت النصرأن ققال:

.(2)ففعل بهم ما قد بلغكأقول: الله الــذي وال ســ pر pين pعpثp في األمي رحمــة، بعث إلى العصــاة(3)ب

pيكم ع وقال: ،بخت النصر pعpثنا عpل ديدبب pأس شp pنا أولي ب .(4)ادا ل

))الطرق السلمية في تغيير الطغاة((ــير3 ــرق غ ــلم أوال، ألن الط ــرق الس ــري ط ــقاط تح : والالزم في اإلس

ــد ــة في األغلب ال يجــوز ارتكابهــا إال عن ــؤدي إلى محرمــات ذاتي الســلمية تالضرورة، فإن كان باإلمكان اإلسقاط بالطرق السلمية لم يجز غيرها.

ــذي أما إذا انحصر الطريق بالوسائل غير السلمية، تدرج من التخريب ال ال يضر اإلنسان مثل إحراق بنوك الدولة وقطع سكك الحديد وهدم السجون وما إلى ذلك، وهذه وإن كانت أمــوال المســلمين إن بــنيت من أمــوالهم، أوــل راجعة إلى حاكم الشرع إن كانت مجهولة المالك، والمال ال يجوز تلفه، ب

وإن كان من خالص مال الجائر أيضا لم يجز

.4 ح37 الباب500 ص11الوسائل: ج)?( 1.7 ح5 الباب412 ص11الوسائل: ج)?( 2.2 الجمعة: اآلية سورة)?( 3.5 اإلسراء: اآلية سورة)?( 4

175

أوال وبالذات ألنه إسراف وذلك غــير جــائز في نفســه، إال أن االضــطرارولزوم رفع المنكر وقانون األهم والمهم يبيحه.

بل ما ذكر يبيح التخريب وإن كان من أمــوال الشــخص المحــترم المــالمع لزوم تعويضه إن أمكن، جمعا بين الحقين، وإال سقط التعويض.

فإن لم يمكن إال بما يضر اإلنسان جاز، ولذا أفتى الفقهاء بقتل المسلم الذي يتترس به الكفــار لتوقــف النصـر عليــه، ومنــه حــروب العصـابات ضـد أعوان الدولة، وما يتلف فيه من مال ونفس فهو هــدر، لكن الالزم التحفــظ

مهما أمكن على نظافة الهدم والتخريب وحرب العصابات.

))إسقاط الجائرين وحكم القتيل من الطرفين(( : ثم إن الــذي يقتــل من طــرف الدولــة إن كــان مســلما يجــري عليــه4

ــه ــون الصــالة علي ــا، وفي ك ــيزات اإلســالم من الغســل والكفن وغيره تجهكالمنافق يلعن عقيب الرابعة للمناط أو كغير المنافق، احتماالن.

أمــا إذا كــان المقتــول مخالفــا، فالظــاهر جــواز إجــراء المراســيم عليــه كالمؤمن وكالمخــالف، إلطالق أدلــة األحكــام الشــامل للمــؤمن والمخــالف،

، فحالــه حــال الحكم لغــير المســلم أوألزمــوهم بمــا الــتزموا بهولقاعــدة للمخالف حيث يجوز الحكمان لكل منهما، كما ذكرناه في باب الحكم.

أما الذي يقتل من طرف المؤمنين الذين يحاربون إلسقاط حكم الجائر، فلــه حكم الشــهيد في عــدم الغســل والكفن، إلى آخــر مــا ذكــر في كتــاب األموات إلطالق األدلة، لكن بالشرائط المعتبرة هناك من كــون المــوت في

ساحة القتال وغير ذلك كما هو واضح. كما أن الذي يقتل صبرا من أي الجانبين يحكم عليه بأن يغتســل ويكفن بنفسه، كما ذكرناه في كتاب )الفقه( مع وجود الشــرائط المــذكورة هنــاك، وكــذلك من يصــلب من أي جــانب، لــه حكم المصــلوب المــذكور في كتــاب

األموات.

176

))اتهام الظلمة والجائرين((: ويجوز اتهام الجائر وأعوانه ألمرين: 5

األول: لمقابلة اعتدائه باالعتداء المماثل، فكما يتهم هــو المؤمــنين يتهمالمؤمنون إياه.

الثاني: لقانون األهم والمهم.pيكمقال تعالى: pدى عpل pيه بمثل مpا اعت pدوا عpل pيكم فpاعت pدى عpل .(1)فpمpن اعت

وفي بعض الروايات داللة عليه، باإلضافة إلى الفحــوى في قولــه )عليــه . والحروب الباردة كالحروب بالســالح، إن كــانت(2)الحرب خدعةالسالم(:

باإلطالق.الحرب خدعةالحرب بينهما باردة، وإال فيشمله ومن أقسام االتهام الدعاية الســوداء كمــا في المصــطلح الحــديث، وإذا تمكن الفئــة المجاهــدة من إنمــاء الــوعي في الشــعب بحيث علم الشــعبــف حطم السياســة ــه كي ــاد، وأن ــدار ضــرره للبالد والعب ــائر ومق ــع الج موقــا أن تحطيم السياســة واالقتصــاد من الرشــيدة واالقتصــاد المســتقيم، كم شؤون الجائر دائما، وتمكنوا من تجنيح اإلنماء التوعوي بجنــاج إنمــاء الكتلــة المجاهدة عدديا ونوعيا وبجناح التنمية المالية بسبب الصناديق التجارية ومــا أشبه، وقرروا ضوابط للحركــة والتقــدم، وخلفيــات صــلبة لكــل مرحلــة من التقــدم، واتســم قــادة المجاهــدين بالتواضــع الــذي تلزمــه الحركــة، لســهل

إسقاط الجائر وقصر الطريق.

))مقومات إسقاط الطغاة((والحاصل: إن أسهل الطرق وأقصرها إلسقاط الطغاة:

: فئة مجاهدة ذات تواضع الزم.1: جعل ضوابط وخلفيات للحركة.2: إنماء الكتلة المجاهدة بشريا ونوعيا.3

.194 البقرة: اآلية سورة)?( 1.3 و2 و1ح العدو جهاد أبواب من53 الباب102 ص11الوسائل: ج)?( 2

177

: جعل الصندوق المالي التنموي الذي يمول الحركة بالقدر الكافي.4ــه نفســيا وتعيش في وبهذا يمكن تمزيق الطاغية إعالميا، حتى تنهار فئت

جو من االزدراء والتحقير، مما يستسلم لألمر الواقع.ــرام، وجب5 ــال من الح ــع الم ــان جم ــد ك ــة وق ــقطت الطاغي : وإذا س

مصادرة أمواله وأموال فئته التي جمعتها من الحرام، وطــول بقــاء األمــوال تحت تصرف الطاغية ال يوجب أن تكون ملكا له، فإذا عــرف أصــحابها ردتــك النص ــا دل على ذل ــا، كم ــدق به ــك يتص ــول المال ــان مجه إليهم، وإال ك

واإلجماع. فعن ابن عباس: إن عليا )عليه السالم( خطب ثــاني يــوم من بيعتــه في

أال إن كل قطيعة أقطعها عثمــان وكــل مــالالمدينة، فقال )عليه السالم(: أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القــديم ال يبطلــه شيء، ولو وجدته قد تزوج به النساء وملك به اإلماء لرددته، فإن في العدل

.(1)سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق أقول: )القطائع( األراضي التي كانت للمسلمين وأقطعها عثمــان لبعض من كان يقوي به سلطانه، وذكــر تــزويج النســاء وملــك اإلمــاء من جهــة أن المهــر والثمن مقابــل الفــرج، يكــون للمــرأة حقــا ألنهــا أعطت أغلى شــيءــذا ــال، لكن ه عندها في مقابل المال، كما أن الله أحل فرجها في قبال الم

ال يسبب كون المال المغصوب لها أو لمالكها. ولعل معنى الجملة األخــيرة أن من عجــز عن تــدبير أمــره بالعــدل فهــو أكثر عجزا عن التدبير بالجور، ألن النــاقمين على العــدل أقــل من النــاقمين على الجور، وقد ورد في بعض الروايات إيجاب اإلمام )عليــه الســالم( على

بعض عمال

.15 رقم النهج: الخطبة وفي ،59 ص100البحار: ج)?( 1178

بني أمية التصدق بكل ما حصل في دولتهم.ــهم، ثم إن كان مال الطغاة وأعوانهم مختلطا من الغصب وأموال أنفس أو لم يعلم هــل هــذا مالــه الشخصــي أو مالــه الــذي غصــبه، جــاز مصــادرة

، ال ألن كلـــه حـــرام، بـــل ألن الحالل من أمـــوالهم يجـــوز للدولـــة(1)جميعه اإلسالمية أو النائب العــام لإلمــام )عليــه الســالم( إباحتــه، إذ ال احــترام لمن

يحارب المسلمين ال ماال وال نفسا. مننت على أهل البصرة كما من رســولولذا قال علي )عليه السالم(:

.(2)الله )صلى الله عليه وآله( على أهل مكة مع أنه كان له إجازة نهب أمــوالهم، كمــا كــان للنــبي )صــلى اللــه عليــه وآله( ذلك بالنسبة إلى أهل مكة، ولذا أجاز علي )عليه السالم( نهب أمــوال بني ناجية حيث ثاروا على الدولة اإلسالمية في زمان اإلمام )عليه السالم(، كما أن الرسول )صلى الله عليه وآله( أمر بــإحراق مســجد ضــرار، وأحــرق

علي )عليه السالم( بعض بيوت الظلمة، كما هو مثبوت في التاريخ. وقد ذكرنا في كتــاب األمــر بــالمعروف من )الفقــه( أن المــال في هــذا

الباب هدر فراجع. هذا باإلضافة إلى أن قــانون مقابلــة االعتــداء شــامل للمقــام، فكمــا أن الطاغية ينهب أموال الناس يجوز لإلسالم أن يأذن بنهب أمواله، وبهذا ظهــر

أنه ال وجه الحتمال اختصاص أخذ أموال الظالم بما جمعه من المظالم.

المسلمين. محاربة عنوان عليه صدق إذا)?( 1.6 ح25 الباب58 ص11الوسائل: ج انظر)?( 2

179

الحاكم(( في شرط الناس ))رضا قــد تقــدم أن مــيزان الحكم في اإلســالم رضــى النــاس(:26)مسألة

إطار رضى اللــه ســبحانه، ولــذا كــان كــل حكم ال يتــوفر فيــه في (1)بالحاكم هذان العنصران حكما غير إسالمی في غــير مــا اســتثني، وإن لبس الحــاكم

ألف ثوب من أثواب اإلسالم. فيولذا كان الوصــول إلى الحكم بطريــق االنقالبــات العســكرية بــاطال

ــاس، نظر اإلسالم، ألن الحاكم يستند إلى القوة ال إلى رضى الله ورضى الن وهذا الحاكم االنقالبي يبقى غير شرعي في بالد اإلســالم وإن بقي خمســين

وإن تزهــد في الــدنيا وطبــق كــل أحكــام اإلســالم، لكن لم يــرض بــه،ســنة الناس، أو رضي به كل الناس إال أنه لم يطبــق أحكــام اإلســالم، وكــذا حــال

الحكم الوراثي.فعلى المسلمين أمام هاتين الظاهرتين الشاذتين أن يعملوا أمرين:

وبيــان أن الســلطة الشــرعية هي،األول: التنديد بأمثال هذه الســلطاتالسلطة المرضية للناس في إطار رضى الله سبحانه.

لتسد مسدها السلطة الشــرعية المشــتملة على،الثاني: العمل إلزالتهاالشرطين السابقين.

ــاكم ــالمية في ذات الح ــاءة اإلس ــبر الكف ــالم يعت ــرى: اإلس ــارة أخ وبعب باإلضافة إلى رضى الناس بالكفوء، فكل سلطة ال تستمد شرعيتها من ذلك

فهي سلطة غير شرعية، وإن استمدت شرعيتها من الوراثة أو من القوة. وعلى الدول اإلسالمية إن كانت تؤمن بالله واليــوم اآلخــر أن ال تعــترف

إال بالسلطات الشرعية بالمعنى الذي ذكرناه. هذا باإلضافة إلى أن السلطة التي تستمد شرعيتها من قــوة الوراثــة أو

يجعل نفسه هــوقوة السالح البد وأن تكون سلطة مستبدة، والمستبد دائماالميزان في كل شيء.

بخالف الســلطة الــتي تســتمد شــرعيتها من اللــه ســبحانه، فإنهــا دائما تجعل المــيزان هــو اللــه في كــل شــيء، ولــذا يظهــر التنــاقض الكامــل بين

السلطتين في عدة أمور:

السالم. عليه المعصوم غير في هذا)?( 1180

طة الشرعية واالستبدادية(())فروق السلــه، وليســت األول: إن السلطة الشرعية ترى نفســها مســؤولة أمــام الل

كذلك السلطة االستبدادية. الثاني: إن الشرعية ترى أن الميزان لكل أحكامه هــو رضــى اللــه بينمــا

االستبدادية ترى أن الميزان السلطان نفسه.ــه، واالســتبدادية تــرى أن الثالث: إن الشرعية تــرى أن المشـرع هــو الل

المشرع السلطان. الرابع: إن الشرعية ترى لزوم الكفاءة في أعوانها وأجهزة الحكم، بينما

سواء كانت،االستبدادية ترى لزوم المواالة للسلطان في األعوان واألجهزةكفاءة ذاتية لهم أم ال.

ــتمداد الخامس: إن الشرعية ال تضر الدين واألخالق بل تنفعهما، إذ االســزة ــدين(1)لألجه ــر ال ــتبدادية تض ــا االس ــه ومن األخالق، بينم ــون من الل تك

واألخالق، إذ توجب شرك األجهــزة فــإنهم يجعلــون الســلطان مصــدر األمــر ويعتبرون رضاه ال رضى الله، وبذلك تفسد أخالقهم أيضا،،والنهي والقانون

ــاق والغش وتحطيم ألن األجهزة إلرضاء السلطان البد لهم من الكذب والنفالكفاءات وترفيع من ال كفاءة له.

ــالم(: ،فعن محمد بن مسلم ال دين لمن قال: قال أبو جعفر )عليه الس دان بطاعة من عصى الله، وال دين لمن دان بفرية باطل على الله، وال دين

.(2)لمن دان بجحود شيء من آيات الله قال: قال رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:،وعن جابر بن عبد الله

من

.وحاشيته وأعوانه الحاكم أيادي باألجهزة، دالمرا)?( 1.1 ح11 الباب421 ص11الوسائل: ج)?( 2

181

.(1) بسخط الله خرج من دين الله جائراأرضى سلطاناــه ــول الل ــالم(، في ق ــه الس ــه )علي ــد الل ــير، عن أبي عب وعن أبي بص

ــل: ــزاعزوج ــوا لهم ع ــة ليكون ــه آله ــذوا من دون الل ، كال ســيكفرونواتخ ليس العبــادة هي الســجود والركــوع، قال: ،بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا

ــد ــوق في معصــية الخــالق فق ــة الرجــال، من أطــاع المخل ــا هي إطاع إنم .(2)عبده

ــالى: ــه تع ــير قول ــك في تفس ــل ذل ــول: وورد مث همأق pــار pحب ــذوا أ pاتخ pربابا من دون الله pهم أ .(3)وpرهبان

إلى غيرها من الروايات الكثيرة التي هي بهذه المضامين.ــدع النــاس أحــرارا، بينمــا االســتبدادية تكبت الســادس: إن الشــرعية ت

وتصادر الحريات حتى ال ينفلت أحد من كونه متجها إلى السلطان. الســابع: إن الشــرعية تنعش االقتصــاد والسياســة، ألن إنعاشــهما فــرع الحريــة والكفــاءة، وهمــا متــوفران في الشــرعية، بينمــا االســتبدادية تحطم

االقتصاد والسياسة ألنها تحطم الكفاءة والحرية. الثامن: إن السلطة االستبدادية توجب تجميد الفكر، فإن تجميــد العمــل

الحر يؤثر على الفكر، بينما الشرعية بالعكس توجب انطالق الفكر.ــرام، ألن حاشــية الســلطة ــثرة اإلج ــوجب ك التاســع: إن االســتبدادية ت

مطلقو األيدي، بينما الشرعية تقلل اإلجرام. العاشر: وأخــيرا، فــإن الشــرعية تــوجب تقــديم البالد إلى األمــام، بينمــا

االستبدادية

.4 ح11 الباب421 ص11الوسائل: ج)?( 1.12 ح11 الباب423 ص11الوسائل: ج)?( 2.3 ح10 الباب90 ص18الوسائل: ج وانظر ،31 التوبة: اآلية سورة)?( 3

182

تــوجب تــأخير البالد، فــالبالد في ظــل الشــرعية عــامرة وأهلهــا علمــاء أصحاء في األمن واالستقرار والرفاه، بينمــا العكس من كــل ذلــك في ظــل

االستبدادية. وعليــه فاالســتبدادية تضــر الــدين والــدنيا، بينمــا الشــرعية تنفــع الــدين

والدنيا. ثم إن الشرعية الحقيقية هي التي تقــدم، من كونهــا مجمــع رضــى اللــه ورضــى النــاس، بينمــا مــا كــان حســب رضــى النــاس فقــط كمــا في

الديمقراطيات، ليست كذلك، ألمرين: ــد ــه إذا فق ــى الل ــيزان رض ــة، ألن م ــتبدادية في الجمل ــا اس األول: إنه فاألصوات تأتي من الرغبة والرهبة، مثال األثريــاء بضــغط أمــوالهم يشــترون األصوات، وكذلك األصوات تأتي من ضغط الكتــل الضــاغطة، فصــار مصــدراستمداد رئيس الدولة شرعيتها من المال والسالح، ال من الكفاءات البحتة. الثاني: إنها غير عارفــة بكــل المصــالح والمفاســد، فـإن ذهنيــة اإلنسـانــيات ــائر الخصوص ــط وس ــة والمحي ــتمدة من البيئ ــا مس ــان عبقري ــا ك مهم االجتماعيــة، ومن الواضــح أن مثــل هــذه الذهنيــة ال تســتوعب كــل المزايــا والخصوصيات لتضع القانون الصحيح، بينما شريعة اللــه موضــوعة من قبــل إله حكيم عالم عادل، لم تؤثر فيه الزمان والمكــان والعواطــف ومــا أشــبه،

بل وضع القانون لمصلحة البشر مائة في مائة.

))االستبداد والجهل(( ثم ال يخفى أن االســتبداد ال يتكــون وال يبقى إال في جــو الجهــل وعــدم

الوعي، مثال يبتدئ االستبداد بأحد أمرين:األول: االنقالب.

الثاني: تدرج السلطة من الشرعية إلى االستبدادية، إما بنفســها أو بــأنــرين ــون كال األم تجعل الحكم وراثة في أوالده أو عشيرته مثال، والناس يقبل في أول األمر، ثم يأخذ المســتبد في االســتبداد وتحريــف المنــاهج، فــالالزم

إيجاد

183

الوعي الكافي في األمة حتى تســتنكر جميــع األفــراد كال األمــرين، فــإذا حدث انقالب شجبوه كال، حتى ال يجد أنصارا ليســتولي على الحكم ثم يأخــذ

في االستبداد. وذات مرة حدث انقالب في إحدى البالد فقاطعهم النــاس ولــذا اضــطرــرب ال ــد أن في بالد الغ ــذا نج ــاتهم، ول ــون إلى االنســحاب إلى ثكن االنقالبي يحدث االنقالب، ألن المغامرين يعرفون ســلفا أنهم لــو قــاموا بــاالنقالب لميؤيدهم أحد، مما يكون مصيرهم الفشل ثم سوقهم إلى المحاكم وإدانتهم.

أمــا في بالد اإلســالم فــإن حــدث انقالب صــفق لهم أغلب النــاس ممــاــؤوا المعتقالت يوجب تقوية حكمهم، فإذا استقروا أخذوا في اإلعدامات ومل

والسجون وصادروا الحريات وأهانوا الكرامات. واالنقالبات كما شاهدت أنا ثالثين منها في بالد اإلسـالم فقـط، باسـتثناء انقالبات افريقيــا، كلهــا ظهــرت بعــد مــدة انتهــاء االســتعمار، فــأراد الغــرب والشرق تبديل عبد لهم سابق إلى عبد جديد، وهــذا غــير الثــورات الشــعبية

التي يشترك فيها أكثر الشعب، فإنها ثورات حقيقية ألهداف وطنية غالبا. أمــا كيــف نوجــد الــوعي في المســلمين حــتى يلفظــوا الثــورات، فــذلك بسبب الجرائد والمجالت واإلذاعــات والمنــابر والكتب والنــوادي والنشــرات

وسائر وسائل العلم والثقافة حسب الممكن.ــة يلــزم عليــه إن من أول البديهيات لدى العالم كله، أن المعلم لالبتدائي بعد دراسة اثنتي عشرة سنة وشهادة حســن الســلوك ســنتان من التطــبيق حتى يسلم له صف فيه ثالثون أو أربعون طالبــا، فكيــف يسـمح العـالم بـأن يأتي إلى الحكم ضابط غير مجرب فيستولي على مقدرات بلد بكامله، عدد أفراده خمسون مليون أو يزيد أو ينقص، أليس هذا من أبشع أحكام المدنية

الحاضرة، وأسوأ قرارات جاهلية قرن العشرين.هذا بالنسبة إلى االنقالب،

184

وكذا بالنسبة إلى االستبداد الوراثي، فــإن اإلســالم دين يؤيــد الكفــاءة ال الوراثة، واألئمــة الطــاهرون )عليهم الســالم( كــانوا أصــحاب كفــاءات، وقــد أثبتــوا ذلــك بجــدارة، ولــذا ال تجــد في التــاريخ اإلســالمي على طولــه عائلــة

ــذهبpمتسلسلة بهذه الجدارة، وهــذا مــا أراده اللــه لهم، إنمــا يريــد اللــه ليpطهيرا كم ت pهرpيطpيت وp pهلp الب جسp أ .(1)عpنكم الر

وكيف كان، فعلى المسلم أن يستنكر الحكم الوراثي مهمــا كــان شــكلهــرنا ــة في عص ــد وراث ــك ال تج ــات أن ــل الوراثي ــلوبه، وال أدل على فش وأس الحاضــر، أال تــرى الســلطة وأعوانهــا يســتبدون بــالحكم ويجعلــون أســاس حكمهم على الترغيب والترهيب، ويقربون العمالء والمهللين بحمد السلطة،

ويبعدون الكفاءات. وربما يعتذر للوراثة بأنا نرى أن االنقالب أسوأ، مثال كان العراق في أيامالملك الوراثي أحسن من العراق في أيام االنقالبيين، وكذا مصر وغيرهما.

والجــواب: إن العــراق االنقالبي أســوأ من عــراق الملكي، ومن مهــد لالنقالب غير الملكيين، فلو كان العــراق استشــاريا حقــا وعى النــاس، ومــع الوعي لم يحدث االنقالب، فإن الديكتاتور مهما كان اســمه، ملكــا أو رئيســا جمهوريا كعبــد الناصــر وعبــد الكــريم وأضــرابهما، البــد لــه من اإلبقــاء على

سلطته على تجهيل الشعب وإفقارهم وتحطيم الكفاءات وتقريب العمالء. وأول المشاكل اليوم لبالد اإلســالم هي حكوماتهــا، فــإنهم ســببوا تــأخير البالد، ولم يزرع إســرائيل في قلب البالد اإلســالمية إال هــؤالء الحكــام، ولم يبق على إسرائيل إال هــؤالء الحكــام، ألن في اســرائيل ثالثــة ماليين وعــاة، يقابله في كل بالد اإلسالم الحكام فقــط بمــا ال يتجــاوز عــددهم مائــة ألــف،

وهل مائة ألف يتمكن من مقابلة ثالثة ماليين.إن حكام

.33 األحزاب: اآلية سورة)?( 1185

المسلمين يعتذرون عن ذلك بأن مع إسرائيل أمريكا.ــلمين ــام المس ــع حك ــافة إلى أن م ــيا، باإلض ــواب: إن معكم روس والج أمريكا أيضا، وأي إنسان يجهل أن مع جملة من الدول النفطية أمريكا، كمــا أن )السادات( أيضا مع أمريكا، إن المشــكلة هي الديكتاتوريــة الــتي ســببت

( م وقبلها، والمشكلة باقية إلى اآلن.48ضياع أرض اإلسالم سنة )ــدل المســتعمرون بعض عمالئهم، فبينمــا كــان العميــل في ثــوب نعم ب

)فاروق( الملكي، صار في ثوب )ناصر( الجمهوري، إلى آخر القأئمة.رونpوهــل إســرائيل معجــزة، أليس قــد قــال اللــه: pكن منكم عشــ إن ي

pغلبوا م pينأصابرونp ي ، ومعــنى ذلــك أن ثالثمائــة ألــف صــابر فقــط كــافp(1)تلتحطيم إسرائيل ذات الماليين الثالثة.

نعم إن كــانت صــابرة، تصــبر على اإليمــان وعلى منــاهج الحكم، وعلى صنع السالح، وعلى إعداد ما استطاع من قــوة، فلمــاذا إلســرائيل الصــغيرة ستمائة قسم من السالح تصنعها إسرائيل بنفســها، وليس لكــل المســلمين

الثمانمائة مليون أو أكثر ستون قسما من السالح يصنعونها. ولماذا حكومة إسرائيل تأتي وتذهب برضــى الشــعب اليهــودي، بينمــا ال ــا تجد في كل بالد اإلسالم حكومة تأتي إال بالوراثة أو باالنقالب، وتذهب أيض

باالنقالب. ولماذا تهجر العقــول المفكــرة بالد اإلســالم إلى بالد الكفــر، حــتى خلت البالد من المفكـــــــرين والمثقفين، ومن بقي منهم في البالد يعيش الكبت

واإلرهاب. ولماذا في اسرائيل الصغيرة الصحف حرة في تكوينهــا وفي مــا تنشــر،

بينما استحصال إجازة الصحيفة في البلد اإلسالمي

.65 األنفال: اآلية سورة)?( 1186

أحيانا تكلف مليون دينــار، ثم ال تجــد حــتى صــحيفة واحــدة في كــل بالد اإلســالم تقــدر أن تقــول مــا تريــد. ولــذا تجــد في إســرائيل الصــغيرة عــدد الصحف أكثر من الصحف في كل البالد العربية بماليينها المائة والخمســين،

كما دل على ذلك بعض اإلحصاءات الرسمية. إنها أمراض العالج لهــا إال بتحطيم ديكتــاتورات هــذه البالد المتمثلــة في الحكام، بإرجاع األمر إلى رأي الشعب في إطار رضى الله سبحانه، وهذا ال يكون إال بالتضحية بعد الــوعي المتزايــد المســتوعب لكــل البالد اإلســالمية، حتى تتوقف االنقالبات وتتنحى الحكومات االنقالبية، ويعرفهم النــاس بصــفة

اللصوص وقطاع الطرق وعمالء االستعمار، ال بصفة المنقذين والوطنيين.ــعبية ــات ش ــل محلهم حكوم ــة، ليح ــات الوراثي ــذلك الحكوم وتتنحى ك استشارية انتخابية، لهم مواصفات مقــررة في الشــريعة اإلســالمية، وهنــاك تجد أن البالد تقفز في أقل من عشر سنوات إلى مصاف الدول الصــناعية، وال تجد من إسرائيل عينا وال أثرا، وال تجد سجونا ومعتقالت وتعذيبا، وال تجد سرقة أموال األمة وإيداعها في البنوك األجنبية، وال تجــد العقــول المهـاجرة

الهاربة بحريتها إلى خارج بالد اإلسالم، وهكذا وهلم جرا. ثم إنه ال شك في صعوبة إزالة أمثــال هــذه الحكومــات، لكن وعــد اللــه

سبحانه لمن تسلح باإليمان كاف في إزالتها.

))من أمثلة التغيير(( وأمامنا في التاريخ البعيــد والقــريب أمثلــة حيــة تــدل على أن الشــعوب

وضحت من أجل قضيتها.يتقدر على تقرير مصايرها إن نشرت الوع فهذه الهند التي تضاهي كل بالد اإلسالم مجموعة في عدد أفرادها، وقدــد نفض ــا، ق كانت أكثر تبعثرا واستبدادا من الحكام أيام استعمار اإلنكليز له شعبها عن أنفسهم غبار الجهل والجمــود فلم يمض نصــف قــرن إال وخلعــواــة نير اإلنكليز عن أعناقهم، ووحدوا بالدهم وأزالوا الحكومات الوراثية العميل

لإلنكليز.

187

نعم بقي مأســاة المســلمين في الهنــد، فإنهــا كــانت بالدا إســالمية، ثم أخذها الغــرب الصــليبي من أيــديهم وســلمها أخــيرا إلى حكم األصــنام، ولم

يتحرك المسلمون إلرجاعها إلى حضيرة اإلسالم كما كانت. كما أن حكام المسلمين قبل االستعمار البريطاني قد قصروا بحق الهندــانت ــا ك تقصيرا ال يغتفر، حيث لم يهتموا لجعل أهلها جميعا مسلمين مع أنه بأيديهم ألف سنة من أول الفتح اإلسـالمي إلى سـقوطها بيـد اإلنكلـيز تحت

شعار )الشركة التجارية للهند الشرقية(. وبالجملــة فــإن مآســي المســلمين الحاضــرة والغــابرة إنمــا هي وليــدة االستبداد والحكومات التي تستمد شــرعيتها من الوارثــة أو من القــوة، ومــا

دام هذا موجودا في بالد اإلسالم ال يتوقع خير منها أبدا. فالمهم الضروري نشر الوعي المسقط لهذه الحكومات أوال، ثم مجيء حكومات باختيار األمة المسلمة في إطار رضى الله، لتكــون نــواة لحكومــة إســالمية واحــدة تجمــع كــل المســلمين على غــرار الواليــات المتحــدة، وال

مناقشة في المثال.

188

دولية(( ومعاهدات ))اعتراف وفيها فروع:(:27)مسألة

))االعتراف بسائر الدول(( : ال يجوز لفرد مسلم أو دولة إسالمية أن تعترف بدولــة غــير إســالمية1

اسما كدول الكفار، أو واقعا كالبالد التي تسمي حكوماتها أنفسهم بحكومــة اإلسالم، لكنهم يخالفون اإلسالم عمال، وذلك لحرمة تأييــد الظــالم، والدولــة

غير اإلسالمية من أظهر مصاديقها، إال في موردين: األول: إذا انطبق على تلك الدولة عنوان المعاهدة أو الذمة، فإن رسول الله )صلى الله عليه وآله( كان يعاهد الكفار، كما أن مسائل الذمة معروفة

دليال وفتوى، وقد ذكرنا جانبا من ذلك في كتاب الجهاد. الثـــاني: إذا كـــانت الضـــرورة تقتضـــي ذلـــك، فـــإن الضـــرورات تـــبيح

المحظورات، ولقانون األهم والمهم. كما يجب االعتراف بالدولة اإلسالمية المشروعة لوجوب تأييــد المســلمــان في االعــتراف محــذور ــا، إال إذا ك ــدها على االعــتراف به إذا توقــف تأيي

خارجي.

))الحلف مع الكفار(( : ال يجوز عقد الحلف مع الكفار إذا كان في ذلك ضرر المسلمين، كما2

هو الغالب اآلن حيث إن األحالف تنتهي غالبا إلى االستعمار.ــاز، ــالف ج ــاذ بالد اإلســالم من خطــر أهم على التح ــف إنق نعم إذا توق

وأحيانا وجب. فأمثــال )ميثــاق بغــداد( وحلــف )ســنتو( وحلــف )وارســو( ال يجــوز لبلــد إســالمي الــدخول فيهــا، وإذا دخلت الحكومــة المســماة باســم اإلســالم في أحدها كان ذلك غير ملزم، ألن العقد المحرم شرعا ال أثر لــه، بـل هـو كــبيع الخمر والخــنزير، وتجب مقاومــة هــذه األحالف إلى أن تســقط، ومن قبيــلــتي غصــبها هذه األحالف الصلح مع إسرائيل، ولو ردت القدس وكل البالد ال

( م، إذ فلسطين كلها أرض إسالمية، وال يحق لفرد أو دولة أن يبيع76عام )أرض اإلسالم لألجانب.

189

))استرداد األراضي اإلسالمية((ــي3 ــترداد األراض ــعي الس ــرادا، الس ــلمين دوال وأف : ويجب على المس

اإلسالمية التي قطعها الكفار من أرض المســلمين، كالهنــد وبالد المســلمين في الصين وروسيا وأروبا وإسبانيا وغيرها، إذ الغصب بطول المدة ال تصــبح

يد الغاصب عليها شرعية. كما أن من الواجب شــرعا إيصــال مظــالم الكفــار على المســلمين في داخل بالد الكفر إلى سمع العالم حــتى يكــون ذلــك مقدمــة إلنقــاذهم، فــإن

إنقاذ المسلم المضطهد واجب باألدلة األربعة.عpفينpقال تعالى: pضــ بيل اللــه وpالمست pفي س pكم ال تقاتلونp . بــل(1)وpما ل

ظاهر من اآلية المباركة وجوب إنقــاذ المستضــعفين من أيــدي المســتغلين، ولو كان المستضعف كافرا والظــالم ليس مســلما، فــإن الظلم منكــر يجب

رفعه والنهي عنه.

))حرمة أنواع االستعمار(( : ثم إنه كما يحرم على المسلمين ربــط البالد باالســتعمار العســكري،4

ــا باالســتعمار الفكــري واالقتصــادي والسياســي كــذلك يحــرم عليهم ربطهوغيرها.

ــواع من ــذه األن ــاذ البالد من ه ــد إلنق ــلم أن يجاه ــل مس ويجب على ك االستعمار، فإن كل إضرار بالمسلمين محرم، وكل ســبب من أســباب علــو

ــه ــرام، فإن ــلم ح ــافر على المس ــالمالك ــرار في اإلس ــرر وال ض ،(2)ال ض.(3)اإلسالم يعلو وال يعلى عليهو

وإذا ربطت البالد بنوع من أنواع االستعمار يجب على كل مسلم الكفاح الستعادة الحقوق المغصوبة إلى المسلمين، وليس الواجب على أهــل ذلــك

القطر المستعمر فقط، بل هو واجب على كل مسلم.pهمقال سبحانه: pين pشداء عpلpى الكفار رحpماء ب .(4)أ

.75النساء: سورة)?( 1.93 ح220 ص1الغوالي: ج)?( 2.118 ح226 ص1الغوالي: ج)?( 3.29 الفتح: اآلية سورة)?( 4

190

.(1)من نادى يا للمسلمين فلم يجيبوه فليسوا بمسلمينوفي الحديث: وال يخص اإلنقاذ بأهل لغته ونحو ذلــك، فــإن المســلم أخــو المســلم من

غير فرق بين األلوان واألقطار واللغات والقوميات.

))ال للحدود بين الدول اإلسالمية(( : والــدولتان اإلســالميتان المجاورتــان المحــدودتان بحــدود دوليــة، ال5

اعتبار بهــذه الحــدود في نظــر اإلســالم، ألنــه ال حــدود بين بالد اإلســالم، فال حاجــة إلى إجــازة الدولــة في الــذهاب من بلــد إلى بلــد، والــذين يقومــونــون أبشــع ــباب الحراســة يفعل ــف أس ــدود المصــطنعة بمختل ــة الح بحراس

المنكرات، ألنهم يمزقون المسلمين، وذلك ما ال يجوز شرعا. فأمثال هذه الوظائف محرمة ذاتا، باإلضافة إلى حرمتها من جهــة واليــة الجائر، فمثال عمل مدير البريد ليس محرما ذاتــا، أمــا عمــل حافــظ الحــدود في وجه المسلمين حرام ذاتا، كمــا أن نقــل البضــائع من بلــد إلى بلــد ليس محرما، وإن منع عنه القانون وسماه تهريبا، وسمى المسافر بدون الرخصة

تسلال. نعم إذا كانت هناك دولة إسالمية شرعية، وجعل بعض األمور المــذكورة من باب مصلحة المسلمين لم تجز مخالفته من باب وجــوب إطاعــة أوامــر

رئيس الدولة اإلسالمية الصحيحة.

))الثائرون وحرية المطالبة بالحقوق(( : وال يجوز لمسلم قتل الثوار المسلمين المطالبين بحقوقهم إذا ثاروا6

على دولة غير إسالمية، كما إذا نادت العراق بالقومية العربيــة فثــار األكــرادــل يطالبون بالحقوق المشروعة لهم من تساويهم بسائر إخوانهم في ما جع اإلسالم المسلمين فيه متساوين، فإنــه ال يجــوز للعــراقي العــرب أن يقتلــوا

األكراد، بل الالزم إعطاؤهم

.1 ح7 الباب590 ص18الوسائل: ج)?( 1191

الحقوق المشــروعة، وال اضــطرار في قتلهم، فإنــه ال تقيــة في الــدماء، وقد نقل الشيخ المرتضى )رحمه اللــه( في المكاســب اإلجمــاع على ذلــك،

وسكت هو عليه مما يظهر منه قبوله اإلجماع. نعم إذا كانت دولة إســالمية شــرعية وثــارت فئــة يطــالبون بشــيء غــير مشروع، كانوا داخلين في البغــاة الــذين يقــاتلون حــتى تفيء إلى أمــر اللـه

على الموازين المذكورة في كتاب الجهاد. ومما ذكرنا يظهر أنه ال يجوز هجــوم مســلمي دولــة إلى مســلمي دولــةــه( أو أخــرى، إال إذا كــان الهجــوم تحت شــرائط اإلســالم وألجــل )ســبيل الل

)إنقاذ المستضعفين(.

192

والتواضع(( اإلسالمية ))الحركة من أهم مــا يجب أن يتســلح بــه العــاملون في الحقــول(:28)مسألة

ــه، وفي مقابــل عبــاده، وفي قبــال العلم، اإلسالمية: التواضع في مقابــل اللوفي قبال العمل، فإن التواضع سمة الناجحين، بينما التكبر سمة الفاشلين. وحكم اإلســالم وهدايــة النــاس إلى الطريــق المســتقيم فضــل من اللــه

يؤتيه من يشاء، وال يؤتيه للمتكبرين العصاة، قال الشاعر:شكوت إلى وكيع سوء حفظيفأرشدني إلى ترك المعاصي

وعلله بأن العلم فضل وفضل الله ال يؤتى لعاصي

أما التواضع في قبال الله، فهو بإطاعته في كل صــغيرة وكبــيرة، نفســاوجسدا، وقد تقدم تفسير قوله )عليه السالم(: من كان من الفقهــاء صــائنا

ــدوه لنفسه، حافظا الدينه، مخالفا لهواه، مطيعا ألمر مواله، فللعوام أن يقل(1).

وإن مراكز الطاعة اثنان: القلب والجسد، وعلى كل أن يــترك العصــيانوأن يأتي بالطاعة.

ي آتيكم بسلطان مــبينقال تعالى: pعلوا عpلpى الله إن pن ال ت ، فــالعلو(2)وpأ على اللــه أن يتكــبر على أحكامــه ويســتهين بهــا، ويــرتكب معاصــيه ويــترك

طاعاته.سوله الوفي آية أخرى: pرpي الله وpدp pينp ي .(3)تقpدموا ب

ويكفي في ذلك عبرة أقدم قصة في تــاريخ البشــر، والــتي ســتبقى إلى األبد ميزان التقدم والتأخر، وهي قصة آدم )عليه السالم( والشــيطان، حيث إن األول عصى الله في الطمع، والثــاني عصــاه في الكــبر، فطردهمــا اللــه

سبحانه كليهما من رحمته.pنــا:قــاالأمــا آدم وحــواء فقــد تابــا، pغفــر ل pم ت نا وpإن ل pنفســp pمنــا أ بنــا ظpل pر

pرحpمنا وpت

.12 ح14 الباب88 ص2البحار: ج)?( 1.19 الدخان: اآلية سورة)?( 2.1 الحجرات: اآلية سورة)?( 3

193

pرين pن منp الخاســ ـون ـ pك pن ه، فتــاب اللــه عليهمــا، (1)ل ب pم من رpقى آدp pل فpتpيه إنه هوp التواب الرحيم pلمات فpتابp عpل ، بينما الشيطان بقي على تكبره(2)ك

ـه من طينقائال: pـ pقت ل pخpــني من نــار و p pقت ل pير منه خ pا خp pن ، فطــرده اللــه إلى(3)أpملئواخرج منها مpذاألبد من رحمته، وقال: pبعpــكp منهم أل pمpن ت pنئما مpــدحورا ل

pعينpجمp هpنمp منكم أ p(4)«ج. ــه، فيكفي في ذلــك ســيرة رســول اللــه وأما التواضع في قبال عبــاد الل )صلى الله عليــه وآلــه( حـتى أمــام أعدائــه ومناوئيــه، كيـف كـان يعاشـرهم بلطف وتواضع وهو يملك إبادتهم، في عشرات القصــص الــتي من أظهرهــاــه قصة وروده )صلى الله عليه وآله( مكة بكل تواضع، ونسبته الفتح إلى الل

وحده وحده، وعفوه عن ألد أعدائه. وقد كان عيسى )عليه السالم( يغسل رجل تالميذه ليفعلوا بالنــاس من بعده مثله، وعلي )عليه السالم( غسل أيدي ضيفه وهو حاكم على خمســين دولة إسالمية حسب التوزيع الحالي، واإلمام الرضا )عليه السالم( دلك جلــد الرجل الخراساني وهو ولي عهد كل العالم اإلسالمي في الظــاهر، وخليفــة

الله في أرضه. وأمــا التواضــع في قبــال العلم، فعن لســان العلم قيــل: )أعطــني كلــك أعطك بعضي(، فإن العلم من المهــد إلى اللحــد، ومن قصــر فإنمــا أســقط نفســه وأخــر حظــه، وقــد ســئل أحــد كبــار العلمــاء من أين وصــلت إلى مــا

وصلت، قال: بعدم تكبري فقد كنت أسأل عن كل ما ال أعلم.ــلوأما التواضع في قبال العمل، فيكفي في ذلك دليال قولــه تعــالى: ك

ءامر

.23 األعراف: اآلية سورة)?( 1.37 البقرة: اآلية سورة)?( 2.76 ص: اآلية سورة)?( 3.18 األعراف: اآلية سورة)?( 4

194

هين pر pبpسp عى، وقوله سبحانه: (1)بما ك pلإلنســان إال مــا ســ pيسp pن ل *وpأوفp يرى pه سp عي pن سp ، والتــاريخ والتفســير مشــحونان بالقصــص والعــبر(2)وpأ

حول هذه األمور األربعة، فإن هذه األمور الزمة لكــل إنســان، بــاألخص لمن يريد إقامة دولة اإلسالم، أو صار في هيئة حكومة اإلسالم، لما يكتنف هذين األمرين من الصعوبات والمشاكل التي ال تحلها إال التوســل باللــه والتواضــعــد أحــد لعباده، والخبرة بالحل وعدم االستهانة حتى بصغائر األمور، ومن يري األمــرين )الوصــول إلى الحكم، أو البقــاء في الحكم(، وال يعمــل بمــا تقــدم

فالبد أن يكون مصيره الفشل، يقول الشاعر: ومن طلب العلى سهر الليالييغوص البحر من طلب اللئالي

وقال شاعر آخر: لوال المشقة ساد الناس كلهم

الجود يفقر واإلقدام قتال ثم إن التواضع إنما هو عنصــر من عناصــر التقــدم، وإال فاإلنســان الــذي يريد إقامة حكم الله في األرض وإنقاذ المظلومين من أيدي الظالمين، البــد له من إيجاد حالة المسؤولية في نفسه، وحالة المسؤولية ليست باألعمــال الشكلية، وال بالمظاهر التقدمية والتحررية، بل هي حالة توجب صــرف كــل الطاقات من المال والفكــر، بــل والنفس أحيانــا، بــل والشخصــية وهي أهم الجميــع، بــأن يســقط اعتبــاره في االجتمــاع، كمــا نشــاهد ذلــك في األنبيــاء واألئمة )عليهم السالم(، فإنهم كانوا يضــحون بكــل شــيء حــتى بســمعتهم،

فكان الناس ـ ال السلطة فقط ـ يقولون

.21 الطور: اآلية)?( 1.39 النجم: اآلية سورة)?( 2

195

عنهم: إنه مجنون، ساحر، كافر، كذاب، كاهن، مسحور، إلى غير ذلك. واإلمــام الحســين )عليــه الســالم( تحطمت ســمعته، فقــال النــاس: إنــه

خارجي، إلى غير ذلك من األمثلة.وإذا وجد في نفس اإلنسان حالة المسؤولية يجب أن يعمل ألمرين:

األول: إيجاد الــوعي السياســي واالقتصــادي واالجتمــاعي والثقــافي فيالقطاع العام حتى يشعر الناس بواقعهم الفاسد.

الثاني: إيجاد المواجهــة بين النــاس وبين المفســدين، وحيث إن الكلمــةاالخيرة دائما لألمة البد وأن يقسط الفاسدون ليأخذ مكانهم الصالحون.

pعــد الــذكر أنقــال ســبحانه: ــور من ب pبنــا في الزب pت pقpــد ك pرثهــاpض األروpل يpالصالحون pعبادي(1)،ــه الغلب ، وذلك سنة كونية، فإن الصالح أخيرا يكــون ل

يقول الشاعر: للمتقين من الدنيا عواقبها

وإن تعجل فيها الظالم اآلثم

.105 األنبياء: اآلية سورة)?( 1196

اإلسالمية(( الدولة اهتمامات ))من من األمور األساسية التي تهتم بها الدولة اإلسالمية:(:29)مسألة

))األخوة اإلسالمية((ــونp إخــوpة: األخوة، 1 ، فــالمؤمن أخــو المــؤمن، ال فضــل(1)إنمpا المؤمن

ألحدهم على اآلخر إال بالتقوى، فالمسلم في أي بلد حل هو بلــده، كمــا أنــه في أي بلد أراد الزراعة أو الصناعة أو التجــارة أو غــير ذلــك كــان لــه ذلــك، وليس هـو أجنبيــا في بلـد غــير بلـده، وتسـميته أجنبيــا محــرم في الشـريعة اإلسالمية، كما أن منعه عن دخول أي بلد إسالمي شاء، أو منعه عن اإلقامة

فيه، أو منعه عن مزاولة أي محلل فيه، محرم في الشريعة اإلسالمية. وحكام الدول اإلســالمية إذا كــانوا صــادقين في أنهم يلــتزمون باإلســالم يلزم عليهم االلتزام بما ذكرناه، وإال كان إسالمهم كذبا ونفاقا. قــال تعــالى:

نفسهمp pجدوا في أ pهم ثم الي pين جpرp ب pفيما ش pموك كp ال يؤمنونp حpتى يحpك ب pرpال وpف pسليما موا ت ل pويس pيتpضpجا مما ق pرpح(2).

))المساواة(( : المســاواة، فالمســلمون متســاوون أمــام القــانون اإللهي، كمــا قــال2

النــاس سواســية كأســنان المشــط، الرسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(: ــالتقوى ،(3)فضــل لعــربيهم على عجميهم، وال ألبيضــهم على أســودهم إال ب

فأعلى رئيس في الدولة اإلسالمية متساو في الحقوق والواجبات الذاتية معأصغر مسلم.

))العلم والعمل((ءكل امــر: إن تفاوت القيم في اإلسالم بالعلم والعمل، قال سبحانه: 3

هين pر pبpسp .(4)بما ك

.10 الحجرات: اآلية سورة)?( 1.65 النساء: اآلية سورة)?( 2.6 ح75 الباب340 ص2المستدرك: ج)?( 3.21 الطور: اآلية سورة)?( 4

197

pيسp لإلنسان إال ما سpعىوقال: pن ل . (1)وpأــه الســالم(: قيمــة كــل امــرئ مــاوقــال اإلمــام أمــير المؤمــنين )علي

.(2)يحسن فالمال والقــوة البدنيــة والعشــيرة والســالح والســلطة ال تكــون موجبــة

لتفاوت أفراد المسلمين.وفي الشعر المنسوب إلى اإلمام )عليه السالم(:

الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم واألم حواء

وإن يكن لهم في أصلهم شرف يفاخرون به فالطين والماء

ما الفضل إال ألهل العلم إنهم (3)على الهدى لمن استهدى أدالء

))الحريات(( : الحرية، فاإلنسـان في منطـق اإلســالم حــر في إبــداء الــرأى، وفي4

الكتابة، وفي التجارة، وفي الزراعة، وفي العمــارة، وفي كــل شــيء، إال مــااستثني من األقوال واألعمال المحرمة.

ع عpنهمقــال ســبحانه في وصــف النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: pضــp يpيهم pت عpل pغاللp التي كان هم وpاأل pإصر(4).

وكل قانون يكبت حرية اإلنسان فهو قانون باطل في نظر اإلسالم، كما أن كـل حــاكم يكبت حريـة اإلنسـان فهــو حــاكم جــائر، تجب إزالتـه وإطالق حريات الناس، ولقد حــارب موســى )عليــه الســالم( فرعــون في أمــور من

pدوا إلأهمهـا مـا ذكـر في القـرآن الحكيم مكـررا: pن أ ـهيأ أن)5(، عبــادp اللpني إسرائيلp pرسل مpعيp ب .(6)أ

.39 النجم: اآلية سورة)?( 1.81 رقم البالعة: الحكمة نهج)?( 2المنسوب. الديوان)?( 3.157 األعراف: اآلية سورة)?( 4.18 الدخان: اآلية سورة)?( 5.105 األعراف: اآلية سورة)?( 6

198

))العدل واإلحسان(( : العدل واإلحسان، وهو فوق العدالة، فإذا أعطيتp العامــل حقــه فهــو5

pه على حقه فهو إحسان. عدل، وإذا زدتــدل وpاإلحســانقــال ســبحانه: pــأمر بالع p ، واإلســالم يــوجب(1)إن اللــه ي

مراعاة العدل حتى مع األعداء.pآن قpــوم عpلى أنقال ســبحانه: ن pنكم شــpجــرمp pعــدلوا اعــدلوا هــوpال وpال ي ت

ب للتقوى pقرp .(2)أpعفونp أوإال أنومن اإلحسان ما ذكره سبحانه: pده عقدpة ي pعفوpا الذي بي ي

كاح .(3)النpعرض عpن الجاهلينpوما ذكره بقوله: .(4)خذ العpفوp وpأمر بالعرف وpأ

))السلم والسالم(( : السالم، فإن اإلسالم دين السـالم، وشـعاره )السـالم عليكم(، وإلهــه6

، ومن أجــزاء صــالته الســالم:هو الله الملك القدوس الســالمإله السالم: )السالم عليك أيها النبي...، السالم علينا وعلى عباد الله الصالحين، الســالم

عليكم...(. بل يسلم اإلنسان على األموات بقصد أن يكونوا ســالمين في آخــرتهم:

)السالم على أهل ال إله إال الله(.pهاويضع قانون السالم مع األعداء: pح ل pحوا للسلم فpاجن ن pإن جpو(5).

pيهpا الذينp آمpنوا ادخلوا بل يدعو كل الناس إلى الدخول في السالم: يا أ

.90 النحل: اآلية سورة)?( 1.8 المائدة: اآلية سورة)?( 2.237 البقرة: اآلية سورة)?( 3.199 األعراف: اآلية سورة)?( 4.61 األنفال: اآلية سورة)?( 5

199

pتبعوا خطوات الشيطان pافة وpالت لم ك .(1)في الس

))إنقاذ المستضعفين((بيل الله: إنقاذ المستضعفين، قال سبحانه: 7 pفي س pكم ال تقاتلونp وpما ل

pفينpضعp ، مسلما كان المستضعف أو لم يكن مسلما.(2)وpالمست وألجل حفظ السالم وألجل إنقاذ المستضعفين يأمر اإلسالم بإعداد أكبر

يل ترهبونp بهقوة ممكنة: pمن رباط الخpعتم من قوة وpطp pهم مpا است pعدوا ل وpأ.(3)عpدو الله وpعpدوكم

))العلم واألخالق((pمــونp: العلم واألخالق والعقل، قـال سـبحانه: 8 pعل ــذينp ي pوي ال ت pسـ ل ي pهـ

pمونp pعل .(4)وpالذينp الي طلب العلم فريضة على كل مسلموقال النبي )صلى الله عليه وآله(:

.(5)ومسلمة .(6)إنما بعثت ألتمم مكارم األخالقوقال )صلى الله عليه وآله(:

إن لله حجتين، حجــة باطنــة هي العقــل، وحجــة ظــاهرةوفي الحديث: .(7)هم األنبياء

))التعاون((: التعاون،9

.208 البقرة: اآلية سورة)?( 1.75 النساء: اآلية سورة)?( 2.60 األنفال: اآلية سورة)?( 3.9 الزمر: اآلية سورة)?( 4.23 ح4 الباب14 ص18الوسائل: ج)?( 5.944 ح191الفصاحة: ص نهج)?( 6.288العقول: ص تحف)?( 7

200

pعـاوpنوا عpلpى اإلثم وpالعـدوانقال سبحانه: pعاوpنوا عpلpى البر وpالتقوى وpالت ت(1).

))اليسر((رp وpال: واليســـر، قـــال ســـبحانه: 10 يريـــد بكم يريـــد اللـــه بكم اليســـpالعسر(2).

رفع عن أمتي تسع: مــاوفي حديث رسول الله )صلى الله عليه وآله(: ال يعلمون، وما ال يطيقون، وما اضطروا إليه، وما استكرهوا عليه، والســهو، والنسيان، والطيرة، والحســد مــا لم يظهــر بيــد وال لســان، والوسوســة في

.(3)التفكر في الخلق

))النظام والنظافة((يء مpوزون: والنظام والنظافة، قال سبحانه: 11 pمن كل ش(4).

.(5)ونظم أمركموقال علي )عليه السالم(: pطpهرينpوقال تعالى: .(6)إن الله يحب التوابينp وpيحب المت

.(7)النظافة من اإليمانوقال )عليه السالم(:

))الفقهاهة واالجتهاد(( : االجتهاد واالستنباط، ألن يبقى اإلسالم صالحا لكــل زمــان ومكــان،12

.(8)علينا األصول وعليكم الفروعففي الحديث: للمصيب أجران، وقد اشتهر:

.2 المائدة: اآلية سورة)?( 1.185 البقرة: اآلية سورة)?( 2 56 الباب295 ص11والوسائل: ج ،35العقول: ص وتحف ،9ح التسعة الخصال: باب انظر)?ـ( 3.1ح.19 الحجر: اآلية سورة)?( 4.47 رقم البالغة: الوصية نهج)?( 5.222 البقرة: اآلية سورة)?( 6.3161 ح636الفصاحة: ص نهج)?( 7.52 ح6 الباب41 ص18الوسائل: ج)?( 8

201

.(1)وللمخطئ أجر واحد

))تفجير الطاقات(( : وتفجير الطاقات، فقد قال اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(13

.(2)وليثيروا لهم دفائن العقولفي وصفه لعلة بعثة األنبياء: كما ورد في جملة من اآليات والروايات التحريض على التفكر والتدبر.

،(3)فكــرة سـاعة خــير من عبــادة ســبعين ســنةوقد ورد في الحــديث: ــر إنمــا صــار خــيرا والوجه في ذلــك أن الفكــر بمنزلــة القائــد، فــإن كــل خي

لتفكيره، كما أن كل شرير إنما صار شريرا لتفكيره.

))تعمير األرض(( إن: وتعمير األرض واكتشاف ما في الكون من آيات، قال سبحانه: 14

ــل وpالنهــار ماوات واألرض وpاختالف اللي pلبــاب،في خpلق الســ آليــات ألولي األلـــق pفي خ pرون pفpك pت ـوبهم وpي ــ ـــذكرونp اللـــهp قيامـــا وpقعـــودا وpعpلpى جن p ذينp ي ال

ار pكp فpقنا عpذابp الن pقتp هpذا باطال سبحان ل pنا ما خ ب pرض، رp .(4)السماوات وpاألكم فيهاوفي آية أخرى: pرpعمp . (5)وpاست

إلى غيرها من اآليات والـخبار.

))استيعاب الحياة والمعنويات(( : واالستيعاب للحياة من مبدئها إلى منتهاها، فال يوقف اإلنسان على15

أعتاب المادة، وال يحصر الحياة في هذه القطعة الصغيرة من تاريخ البشــر، بل اإلسالم يرشد اإلنسان إلى الروح، باإلضافة إلى المادة، كما يرشده إلى

المبدأ والمعاد

.16 ح63 ص4الغوالي: ج)?( 1.1 رقم البالغة: الخطبة نهج)?( 2.4059 ح436الفصاحة: ص نهج)?( 3.164 البقرة: اآلية سورة)?( 4.61 هود: اآلية سورة)?( 5

202

بخالف المــاديين الــذين ال يتجــاوز علمهم المــادة المحصــورة في هــذهالقطعة من التاريخ.

pل هم قال سبحانه: ة ب pعلمهم في اآلخر pك pل ادارp pل هممنها ب ك ب pفي ش pمونpمنها ع(1).

pكp عpن الروحأويpسوقال سبحانه: بي،لون pمر رp .(2) قل الروح من أ ثم قد أســهب الكتــاب الكــريم والســنة المطهــرة في بــدأ الخلــق، وفي

الجنة والنار، وفي قضايا العقل والروح مما ال يخفى على متدين.

))التطور والتقدم((: والتقديم إلى األمام:16

من ساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان غده أســوأقال )عليه السالم(: .(3)من يومه فهو ملعون

وهذا يــدل على لــزوم التقــدم في العلم وفي المــال، وفي كــل شــؤونالحياة.

ــول: وكلما تقدم اإلنسان في جهة يظهر اإلسالم أمامه آفاقا أرحب، فيقالله أكبر.

pهpىويقول: ك المنت ب pن إلى رp .(4)وأ.(5)وpفpوقp كل ذي علم عpليمويقول: ب زدني علماويقول: pقل رpو(6).pدpينا مpزيدويقول: .(7)وpل

ما ال عين رأت، وال أذن سمعت، وال خطر على قلبثم يعد اإلنسان بـ .بشر

.66 النمل: اآلية سورة)?( 1.85 اإلسراء: اآلية سورة)?( 2.5 ح95 الباب376 ص11الوسائل: ج)?( 3النجم: اآلية. سورة)?( 4يوسف: اآلية. سورة)?( 5.114 طه: اآلية سورة)?( 6.35 ق: اآلية سورة)?( 7

203

))اإليمان واالطمينان(( : واإليمـــان الـــذي هـــو رأس كـــل الفضـــائل، ومن أقـــوى أســـباب17

pطمpئن القلوباالطمينان، pال بذكر الله ت .(1)أ

))الثقة وحسن الظن(( : والثقة، فإن اإلسالم يجعل المجتمع بحيث يثق كــل إنســان بــاآلخر،18

ولذا ينهى عن سوء الظن.pثيرا منp الظقال تعالى: pنبوا ك pعضp الظنن إنpاجت .(2)إثم ب

))أصالة الصحة((: وأصالة الصحة في عمل اإلنسان:19

ــه الســالم(: ــنين )علي ــير المؤم ــام أم ــال اإلم ــك علىق ــر أخي ضــع أم .(3)أحسنه

.(4)احمل فعل أخيك على سبعين محملوفي مضمون حديث: ــاه فهــووفي حديث آخر: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذن

إن الــذين يحبــون أن تشــيعp الفاحشــة في الــذينمن الذين قال الله فيهم: .)5((6)آمنوا لهم عذاب أليم

كذب ســمعك وبصــرك عن أخيــك، فــإن شــهد عنــدكوفي حديث آخر: ، والمــراد(7)خمسون قسامة أنه قال قوال، وقال لم أقلــه فصــدقه وكــذبهم

التكذيب العملي، وذلك في مورد غير الشهادة الشرعية.

))أصالة البراءة((: أصالة البراءة لكل إنسان ما لم يثبت إدانته.20

.28 الرعد: اآلية سورة)?( 1.12 الحجرات: اآلية سورة)?( 2.3ح التهمة باب269 ص2الكافي: ج أصول)?( 3.12 ح62 الباب196 ص72البحار: ج)?( 4.19 النور: اآلية سورة)?( 5الغبية. باب2 ح266 ص2الكافي: ج)?( 6.125 ح147 ص8الكافي: ج)?( 7

204

واألشــياء كلهــا على ذلــك حــتىففي روايــة الصــادق )عليــه الســالم(: .(1)تستبين أو تقوم به البينة

ــواه همــاوفي حديث آخر: كل مولود يولد على الفطرة، حتى يكــون أب .(2)اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

ة وزرpأمــا عــدم تحمــل إنســان وزر إنســان آحــر، بمقتضــى pـزر وازر pـ التــرى ــوانين(3)أخ ــان بعض الق ــذكر، وإن ك ــاج إلى ال ــديهي ال يحت ــذلك ب ، ف

الحاضرة تحمل مسؤولية إنسان إلنسان آخر، وذلك من أبشع الظلم. إلى غير ذلك من )األصول( الكثيرة التي تعتمــد اإلسـالم عليهــا في بنــاء اإلنسان والحياة والمجتمع، والتي من الالزم السعي إلشــاعتها في المجتمــع اإلنساني بله اإلسالمي، ألنها هي األصول اإلنســانية الــتي تحت ظلهــا يعيش اإلنسان في غاية السـعادة، فــإن اللـه خلـق اإلنسـان وأراد تكريمــه وكرمــه

ومنع عن إهانته بأي لون من اإلهانة.pة إني جاعل في األرض خpليفpةوإذقال تعالى: بكp للمpالئك pر pقال (4).

pني آدpمpوقال: pرمنا ب pقpد ك .(5)وpلpثيرا منp الظنوقال: pنبوا ك .(6)اجتpعضا الوpوقال: pعضكم ب pب ب pغت .(7)ي

فإذا منع حتى

.4 ح4 الباب60 ص12الوسائل: ج)?( 1.3 ح48 الباب96 ص11الوسائل: ج)?( 2.164 األنعام: اآلية سورة)?( 3.30 البقرة: اآلية سورة)?( 4.70 اإلسراء: اآلية سورة)?( 5.12 الحجرات: اآلية سورة)?( 6.12 الحجرات: اآلية سورة)?( 7

205

عن الغيبة وسوء الظن، فكيف بما فوق ذلك.

))حرمة التعذيب(( ولذا كان من أشد المحرمات لدى اإلسالم تعــذيب اإلنســان، بــل وحــتى تعذيب الحيوان، فقد شمل العذاب عابدا حيث رأى صبية يعبثـون بـديك فلم

ينجه من أيديهم، كما ورد في الحديث. ولـــذا كـــان من الطـــبيعي أن الالزم على كـــل مســـلم، وعلى الدولـــة اإلسالمية بصورة خاصة، السعي إلسقاط الحكومــات الــتي اعتــادت تعــذيب الناس في سجونها بمختلف أنــواع العــذاب، وإني أرى من الــواجب تشــكيل لجان ألجل هذا الشأن بالــذات تقــوم هــذه اللجــان بكــل الوســائل الممكنــة إللغاء أمثال هذه الحكومات بالفضح لها أوال، وتحريــك ضــمير العــالم ضــدها ثانيا، وتهيئة الوسائل الممكنــة إلســقاطها ثالثــا، فــإن هــؤالء المســاجين من

ــعفين ــاديق المستض ــر مص ــدونأظه ــة وال يهت ــتطيعون حيل ــذين ال يس ال .(1)سبيال

pكم لوقد قال سبحانه: pضعpفينpاوpما ل بيل الله وpالمست pفي س pتقاتلون(2).

.98 النساء: اآلية سورة)?( 1.75 النساء: اآلية سورة)?( 2

206

اإلسالم(( تطبيق في والهدوء ))التدرج إذا قامت الدولة اإلســالمية، فــالالزم أن يكــون االنتقــال(:30)مسألة

من األحكام غــير المشـروعة إلى األحكــام الشـرعية بالتــدريج والهـدوء، لئال يحدث رد الفعل الموجب إما تمكن األعداء من اإلطاحة بالدولــة اإلســالمية، وإما عدم قدرة األمة على استيعاب التغير المفاجئ ممــا يســبب الفوضــى، وإما سوء السمعة لإلسالم مما يوجب تنفر الناس عن اإلسالم وإيقاف المد

اإلسالمي. فإن كل ذلك محرم ومحظور، ومالحظتها أهم من مالحظة تطبيق بعضــذا ــتي ال تكــون إال قصــيرة، ه ــة ال ــترة االنتقالي ــام اإلســالمية في الف األحكــه( ــه وآل باإلضافة إلى قاعدة األسوة، فقد طبق رسول الله )صلى اللــه علي اإلسالم تدريجا، واحتمال أن ذلك ألن اإلسالم لم يكن نزل جملة غير تام، إذ

يأتي الكالم في أنه لماذا لم ينزل اإلسالم جملة واحدة.ـوالقال سبحانه: pـ pفpروا ل ـة واحـدpة وpقالp الذينp ك pـ ــه جمل pي لp القـرآن عpل ـز ن

pرتيال تلناه ت pرpو pكpبه فؤاد pت pب pذلكp لنث .(1)كفالتدرج كان المرين: األول: لتثبيت الفؤاد.

الثاني: ألن الالزم اإلنزال مرتال، لعدم قدرة الناس على االستيعاب مرةواحدة.

لوال قومك حديثوا عهد باإلســالم لهــدمت الكعبــة، وجعلتوفي النبوي: .لها بابين

كما أن في حديث سعد بن معاذ، حيث أرسله الرسول )صلى الله عليهوآله( إلى اليمن داللة على ذلك.

))الحفظ عن االنهيار(( : يجب تشكيل لجــان في كــل البالد ألجــل حفــظ الدولــة عن االنهيــار،1وهذه

.32 الفرقان سورة)?( 1207

اللجان تكــون مســيرة ألوامــر المركــز، ومراقبــة للــدوائر الرســمية عنالتخلف، ومشرفة على البالد عن التخريب الذي قد يقوم به المخربون.

وال يستشكل بأنه )ال تجسس في اإلسالم( ألنه فرق بين التجسس وبينجمع المعلومات، والقيام بمهمة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومن الالزم على الدولة اإلسالمية أن تكون له دائرة لجمــع المعلومــات، كما أن التجسس على المخرب جــائز شــرعا، ولــذا كــان يبعث رســول اللـه )صلى الله عليه وآله( بالعيون والجواسيس على الكفار، وكذلك فعلــه علي )عليه السالم(، وقال اإلمام الحسين )عليه السالم( ألخيه محمد بن الحنفية

)رضوان الله عليه(: كن عيني على المدينة. وبعد استقرار البالد تطعم الدوائر الرسمية ببعض األفــراد الصــالحة من

هذه اللجان، ويسرح المقدار الزائد الذي ال حاجة للدولة إليه.

))الجيش الشعبي((ــة2 ــة للدول ــون حافظ ــة البالد، لتك ــعبي في كاف ــكيل الجيش الش : تش

الفتيـــة، إذ ال يـــؤمن من الجيش الســـابق، حيث إن من الممكن أن يكـــون الطموح أو إغراء أعداء اإلسالم يوجب لهم القيام باالنقالب أو تقطيــع بعض البالد إلى دويالت أو القيام بأعمال التخريب إذا رأوا الساحة فارغــة لهم، ثم وبطول الزمان واستقرار الدولة يجعل هذا الجيش الشعبي قــوة احتياطيــة، بعــد تطعيم الجيش النظــامي بعناصــر صــالحة منــه، وتســريح آخــرين تنتهي

مهمتهم.

))المحاكم الشعبية(( : تشكيل محاكم شعبية في كــل بلــد للقيــام بمهمــة القضــاء الســابق،3

لكن على األسلوب اإلسالمي، يكون قوام كل واحدة منها بعض رجال الدين العدول، العــارفين باألحكــام اإلســالمية، اجتهــادا أو تقليــدا، فإنــا نــرى جــواز

إذا كان (1)ذلك

القاضي كون أي)?( 1 قضائه. في للشرائط جامع فقيه إلى يرجع مقلدا208

رجــل الــدين وكيال عن المجتهــد، وبعض القضــاة والمحــامين الســابقين ألجــل عرفــانهم بالمجــاري الطبيعيــة لســير الــدعاوي والمرافعــات، وبعض المعتمدين من أهل البلد الذين يعرفون الناس ويكونون سندا للمحكمــة في

حكمها.

))اإلبطال التدريجي(( : اإلبطــال التــدريجي بكــل ســرعة ممكنــة للمحرمــات المتفشــية في4

ــه من البالد، مثل إبطال محالت الخمر، مع تعويض أصحابها بمال يقــدرون ب التكســب الحالل، بمــا يكفــل لهم العيش المتوســط، وإبطــال المبــاغي مــعــة أي ــاد دور المتع ــيرهن وتعقيمهن، وإيج ــد تطه ــا بع ــاء البغاي ــزويج النس ت المحالت التي تقوم بالعقد واإلرشاد لتسد مســد المبــاغي، وإبطــال البنــوك الربوية وجعل قواعد المضاربة محلها بما ال يسبب عدم ربح المودعين، مما

يوجب سحبهم المال من البنوك المسبب إلفالسها.

))ضوابط الحدود(( : جعـل ضـوابط قويــة على الحــدود تــراعي كال من حريـة السـفر إلى5

البالد اإلسالمية، ومنها إلى سائر البالد، كما تراعي كال من اســتيراد وإصــدارــتيراد األموال بدون مكس، ومن عدم إيجاب ذلك تحطم االقتصاد بسبب اس كميات هائلة من البضائع ممــا يضــر االقتصــاد اإلســالمي، أو إصــدار كميــات هائلة مما يضر معيشة الناس، والحاصل يراعى )قانون الحرية( و)قــانون ال

ضرر( و)قانون حرمة المكوس(.

))ال لالختالط المحرم(( : فصل البنين والبنات عن بعضــهم البعض في المعاهــد والنــوادي ومــا6

أشبه، مع توفير الدرس والترفيه لكال الجــانبين، مثال يجعــل بعض المدرســةلهم، وبعضها لهن، وهكذا.

))المرأة وحقوقها(( : إعطاء المرأة حقها المهضوم، وإدخالها في مختلــف مجــاالت الحيــاة7

التي تليق بكرامتها، وأمر اإلسالم بها تــدريجيا بمـا ال يسـبب هـزة اجتماعيــةعنيفة تترتب عليها محاذير.

209

))حقوق العامل والفالح((ــة8 ــات المحروم ــائر الطبق ــا من س ــل والفالح وغيرهم ــاء العام : إعط

حقوقهم المغــدورة، وإرجــاع الكرامــة اإلســالمية إليهم، ليكــون لهم شــأنهماإلنساني في االجتماع.

))العفو التدريجي(( : العفو التدريجي عن مجرمي العهود السابقة، حســب جــدول زمــني،9

ــدأ أوال مع مالحظة أن ال يسبب ذلك فرصة تكرار اإلجرام في المجتمــع، فيب بإطالق سراح الذين ســماهم القــانون مجرمــا، مــع أنهم ليســوا في منطــق اإلســالم مجــرمين، ثم المجــرمين الحقيقــيين الــذين كــانوا حســب المنطــق اإلسالمي مجرمين، وليس ذلك تعطيال للحدود، فإن ولي المسلمين لــه هــذا

الحق. ولذا عفى رسول الله )صلى الله عليه وآله( عن مجرمي مكة وغيرهم، وعفى أمير المؤمنين )عليه السالم( عن مجرمي البصرة وغيرهم، وال شــك

أنهما )عليهما السالم( أسوة. ، و)اإليمــان(1)بل يمكن أن يستفاد من قاعدتي )اإلسالم يجب مــا قبلــه(

ــه يجب ما قبله( حكم عام في كل تغيير عام من االنحراف إلى اإلصالح، وأنبيد ولي األمر إن شاء عفى، خصوصا إذا كانت المصلحة في ذلك.

))العقوبات وعدم التسرع فيها(( : التدرج في تهيئة الجو اإلسالمي العام، فإن القدر المتقين من أدلــة10

العقوبات أنها إنما تجري في الجو اإلسالمي، فــإذا وفــر اإلســالم جــو الغــنى ورفع العوز عن الكل أجرى عقوبة القطع على السارق، وكــذلك إذا لم تكن حــوانيت خمــر يحميهــا القــانون أجــرى اإلســالم على شــاربها الحــد المقــرر

وهكذا. وقد ذكرنا في كتاب الجهـاد تفصـيل ذلــك، وأن مثــل االرتــداد العمـومي ونحوه ال يوجب إقامة الحدود عموما فراجع، وإن كانت المســألة فيمــا نحن

فيه بحاجة إلى مزيد التتبع والتأمل، والله العالم.

.230 ص40البحار: ج)?( 1210

))مؤسسات الدولة اإلسالمية((ــة(:31)مســـألة ــبه الدولـ ــالمية تشـ ــة اإلسـ ــرفت أن الدولـ ــد عـ قـ

الديمقراطية مع فروق شــرعية، فنقــول على هــذا، الدولــة اإلســالمية تبــنىعلى خمسة أجهزة:

األول: الســــلطة التطبيقيــــة، المســــماة بالتشــــريعية في الدولــــة الديمقراطية، وهي مجلس األمة المنبثقة عن اختيار األمة لوكالء تعتبر فيهم

العلم والعدالة والفقاهة والكفاءة.ــغريات ــالمية على الص ــد اإلس ــق القواع ــذا المجلس أن يطب ــأن ه وش المبتلى بها، وربما يقال بصحة أن يكون الوكيــل ثقــة ذا كفــاءة وإن لم يكن فقيها إذا كان في المجلس فقهاء عدول، ال ليسن القانون إال حسب نظرهم فالمجلس مكون من خبراء مختارين للناس مع توفر العدالة والفقاهة فيهم

في الجملة. الثاني: السلطة التنفيذية، وهي عبارة عن رئيس الدولــة الــذي يجب أن يكون جامعا لشرائط مرجع التقليد، باإلضافة إلى الكفاءة، كما تقــدم وجهــهــه يســاعدونه في في بعض المســائل الســابقة، وعن مستشــارين ووزراء ل

الدراية والتنفيذ، وحال الوزراء حال النواب في الشرائط المذكورة. أما الرئيس األعلى فتعيينه بيد األمة مباشــرة أو بواســطة النــواب، كمــا يحق لألمة أن تفوض تعيين مستشاري الرئيس ووزرائه بيــد الــرئيس أو بيــد

مجلس األمة أو بيد الشعب مباشرة، كل ذلك إلطالق األدلة.ــا الثالث: السلطة القضائية، وهي سلطة مستقلة يعتبر في القاضي فيه ما ذكر من الشروط في الفقه اإلسالمي، والكل حتى رئيس الدولة خاضعة لها، كما نجد أن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( اســتعد أن يتقاضــى في

، وقال )صلى الله عليه وآله(:(1)قصة ناقة األعرابي إلى علي )عليه السالم(أقضاكم علي(2)، وكذلك

.2 ح382 ص17ج والمستدرك1 ح18 الباب200 ص18الوسائل: ج انظر)?( 1.91 ب87 ص40األنوار: ج بحار)?( 2

211

في قصص أخرى مذكورة في كتب الفريقين. وكذلك اســتعد علي )عليــه الســالم( أن يتقاضــى إلى قاضــيه في قصــة

كما ذكرها كتاب الغارات وغيره، إلى غير ذلك. ،(1)الدرع ويحق لألمة أن يعين قاضــي القضــاة )وزيــر العــدل( بنفســها، أو يخــول

الرئيس أو مجلس األمة في تعيينه، إلطالق األدلة كما تقدم. الرابع: السلطة الصــحفية، وهي في الحقيقــة ســلطة األمــر بــالمعروف والنهي عن المنكــر والــدعوة إلى الخــير، بــل تشــتمل على إرشــاد الجاهــل وتنبيــه الغافــل وتقــويم الضــال، وتــدخل فيهــا ســلطة اإلعالم مطلقــا، وهي بمنزلــة الكتب والنــاس والشــعراء الــذين كــانوا يقومــون بهــذه المهمــة فيــبب رئيس األعصر اإلسالمية، وتعيين رئيسها إما بسبب األمة مباشرة أو بس

الدولة أو بسبب مجلس األمة كما تقدم.ــاحث(، وهي الخامس: ما يسمى بـ )الرتل الخامس( أو )األمن( أو )المب عبارة عن العيــون والجواســيس، الــتي تجعلهــا الدولــة اإلســالمية، لمهمــات

ثالث: األولى: مهمة التجسس على الكفار في الداخل والخارج، لتعرف الدولة

نشاطاتهم ومقدار قوتهم وما أشبه. الثانية: مهمة حفظ المــوازين والقــوانين في داخــل الدولــة، لئال تفشــوا

المنكرات وال يستهان بالقوانين.ــا ضــد الثالثــة: جمــع المعلومــات الــتي تهم الدولــة وتكــون ســورا واقيــاهلون اإلشاعات التي يطلقها أعداء الدولة أو الذين ال غرض لهم إال أنهم ج غافلون، باإلضافة إلى ترويج الدولة في مهامهــا، وفي إيصــال أغراضــها إلى

األمة، فإن المقابالت

طهران. ط124 ص1ج الغارات عن5 ح359 ص17المستدرك: ج)?( 1212

الفردية لها أثرها في تحقيق الحق وإزهاق الباطل.ــق األصــوات ــات وخن ــاحث( في اإلســالم ألجــل كبت الحري وليس )المبــدول ــالب ال ــاحث( في غ ــاس في التهلكــة، كمــا هي حــال )المب ــاء الن وإلق

المسماة باإلسالمية في الحال الحاضر. وهذه السلطة )المباحث( نجد في اإلسالم لها أمثلة، فقد جعل الرسول )صلى الله عليه وآله( بعض العيون على الكفار، كما جعل )صلى الله عليــهــدور في ــه الســالم( ي ــافقين، وكــذلك كــان علي )علي ــا على المن ــه( عين وآل األسواق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وقد أقيم هذا الشيء في أزمنة من الحكم اإلسالمي باسم )المحتسب(، وقد سمي بهذا االسم ألنه يحتسب

األمور، أو أنه من )الحسبة( أي يعمل عمله قربة وحسبة لله سبحانه. ثم إنك قد عــرفت لــزوم اقتصــار الدولــة اإلســالمية على أقــل قــدر منــات النــاس وإهــدار ألمــوال الدولــة ــدة كبت لحري الــدوائر، إذ الــدوائر الزائ وتعطيــل لطاقــات المــوظفين، وحيث تتقلص الــدوائر ال تحتــاج الدولــة إلى أموال كثيرة، ولذا تتوفر األموال في الدولة لتوزع ـــ بعــد رواتب المــوظفين وكفاية المشاريع ـ بين عامة المسلمين، كما كان يفعله الرسول )صلى الله

عليه وآله( وخلفاؤه حقا أو باطال.

213

عليهم(( الحكم أو المجرمين عن ))العفوــورة إســالمية أطــاحت بحكم الطغــاة جــاز(:32)مسألة إذا قــامت ث

للحاكم اإلسالمي األعلى العفو عن المجرمين الذين أجرموا بحــق األمــة إذارأى ذلك صالحا.

كما عفى رسول الله )صلى الله عليه وآله( عن أهل مكــة، وعفى علي )عليه السالم( عن أهـل البصــرة، فال يقتــل مسـتحق القتــل منهم، وال يأخــذ

أموالهم ويتركهم وشأنهم. كما يحق له إن رأى ذلك صالحا أن يأخذ منهم الفدية، كما أخذ الرســول )صلى الله عليه وآله( من كفار بدر الفدية، وكذلك يحق له قتل من يستحق

القتل منهم، ومصادرة أموالهم. واستحقاق القتل إما بأن قتلــوا أو مــا أشــبه ممــا نص في اإلســالم بأنــهــال ــا ق ــوا من مصــاديق المفســدين في األرض، كم ــأن يكون ــا ب ــل، وأم يقت

pسعpونp في األرض فpساسبحانه: pه وpي سول pرpالله و pيحاربون pزاء الذينpإنما ج داpرجلهم من خالف أو يصpلبوا أو يقpتلوا أوأن pيديهم وpأ ــوا منp األرض تقpطعp أ pينف (1)والمفسد ليس خاصا بقــاطع الطريــق فإنــه من مصــاديقه، وإال فالقائــد ,

الظالم الذي أمر بقتل األبرياء من مصاديق المفسدين إلى غير ذلك، ومثلــه معذب األبرياء في السجون، وهل للحاكم تعذيبه بما عذب بــه، احتمــاالن، ال

ـدىيبعد ذلك لقوله سبحانه: pـ ــا اعت pيه بمثل مp pدوا عpل pيكم فpاعت pدى عpل فpمpن اعتpيكم .(2)عpل

كما ال يبعد أن يكون للحاكم اإلسالمي حق السجن لما تقدم من المناط المستفاد من عدة مواضع في باب السجن، وقد سجن رســول اللــه )صــلى الله عليه وآله( أسارى بدر، وال فــرق في المــدة القليلــة والكثــيرة، وســجن علي )عليه السالم( بعض المنحرفين حتى شفع فيهم سيد شباب أهل الجنة

)عليه السالم( فأطلق )عليه السالم( سراحهم.ــة، منهم ــذ الفدي ــجنهم أو قتلهم أو أخ ــاره في س ــبة إلى خي ــذا بالنس ه

باإلضافة إلى حقه بالنسبة

.33 المائدة: اآلية سورة)?( 1.194 البقرة: اآلية سورة)?( 2

214

ــديهم وأرجلهم من خالف ونفيهم من األرض كمــا إلى صــلبهم وقطــع أيفي اآلية الكريمة، ولسنا اآلن بصدد التفصيل، بل هو موكول إلى محله.

))أموال الطغاة((أما بالنسبة إلى أموالهم فالظاهر أن له مصادرتها ألمرين:

ــانوا ــرة ال أنهم ك ــل البص ــالم( من على أه ــه الس ــا )علي األول: إن علي مستحقين ألموالهم، ولذا لم يمن على بني ناجية في قصة مذكورة في نهج

البالغة وشروحها. وكذلك من الرسول )صلى الله عليه وآله( على أهــل مكــة، كمــا يظهــر

من كالم اإلمام )عليه السالم(.ــدواالثاني: إنه مقابلة بالمثــل، قــال ســبحانه: p pيكم فpاعت ـدى عpل pـ فpمpن اعت

pيكم pدى عpل pيه بمثل مpا اعت فإذا كــانت السـلطة الجــائرة تصــادر أمــوال،(1)عpل األبرياء كما هي شأنهم، كانت للدولة اإلسالمية مصــادرة أمــوالهم، وال يلــزم أن يكون الذي تريد الدولة اإلسالمية مصادرة أموالــه قــد صــادر هــو أمــوال األبرياء، بل يكفي أن كان جزء نظام جائر، فإن من كــان جــزء نظــام يكــون محكوما بأحكام ذلك النظــام، كمــا ورد في قولــه ســبحانه في قصــة صــالح

، إنه تعالى نســب العقــر إلى جميعهم لرضــاهم(2)فpعpقpروها)عليه السالم(: بذلك، ولذا عمهم الله بالعقاب.

هذا ولكن الالزم مالحظة أمرين: ــوجب عمــل الحــاكم اإلســالمي مــا يســيء إلى األول: مالحظــة أن ال ي سمعة اإلسالم، حيث إن كل ما يســيء إلى ســمعة اإلســالم يجب تركــه من

باب قاعدة األهم والمهم. الثاني: مالحظة أن ال يسبب عمله التفكك في الدولة، مما يكــون ضــره أقرب من نفعه، فإنه يلزم تركــه أيضــا من بــاب األهم والمهم، وقــد ورد أن

اإلمام أمير

.194 البقرة: اآلية سورة)?( 1السالم(. )عليه صالح قصة370 ص11البحار: ج وانظر ،65 هود: اآلية سورة)?( 2

215

المؤمنين )عليه السالم( ترك بعض األحكــام خوفــا من انهــدام عســكرهفراجع.

ولعل ترك الرسول )صلى الله عليه وآلــه( لبعض األحكــام كــان بســبب ذلك، وإال فكل راد على الرسول )صلى الله عليه وآله( يجب تعزيــره، وكــل فار عن الحرب وجب تعزيره، وكذلك بالنسبة إلى من تجســس للمشــركين في قصة حاطب، ومن أراد قتل الرسول )صـلى اللــه عليــه وآلــه( في ليلـة العقبة، إلى غيرها من القصص الكثــيرة المــذكورة في الروايــات والتــواريخ

واآليات.ــة، والحاصل: إن األحكام اإلسالمية في باب الحكم ليست جامــدة حرفي بل يلزم جمع األحكام األولية باألحكــام الثانويــة، مثــل قاعــدة األهم والمهم،

وقاعــدة تقويــة المســلمين، (2)اإلســالم يعلو، وقاعــدة (1)ال ضــرروقاعدة pهموعدم جواز تضعيفهم أمام االعداء، المستفادة من قوله تعالى: pعدوا ل وpأ

pطpعتم من قوة .(3)مpا است بل يظهــر من أحــوال الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أنــه كــان يهتم لتــأليف القلــوب، ولــذا جمــع الطعــام لبعض محاربيــه حيث فقــدوا الطعــام، وأرسل ببعض غنائم خيبر إلى مكة تأليفــا لقلــوبهم، وكــذلك فتح المــاء علي )عليه السالم( لجيش معاوية، وكان يعطي جوائز الخوارج، وسقى الحســين )عليه السالم( الماء ألصــحاب الحــر، إلى غيرهــا من القصــص المبثوثــة فيــتفادة التاريخ اإلسالمي مما يجب على الدولة اإلسالمية مالحظتها جيدا لالس

واتخاذ العبرة منها. كما أن الالزم على أعضاء الدولة اإلسالمية مراعــاة بقـاء وحــدة الصـف واأللفة وتوحيد الكلمة، فإن قيام الدولة البد وأن يصادفها ردود فعــل عنيفــة في كثير من األحيان توجب تشتت الكلمة الموجب لضــعف الدولــة، ويــؤدي

أحيانا إلى سقوطها، وال يمكن

.93 ح220 ص1الغوالي: ج)?( 1.118 ح226 ص1الغوالي: ج)?( 2.60 األنفال: اآلية سورة)?( 3

216

وحــدة الصــف إال باالستشــارة وأخــذ آراء األكثريــة دائمــا، وجعــل العفــو والصفح والتواضع ومالحظــة األهم والمهم شــعارا عن كــل صــدق وإخالص،

وما ذلك على الله سبحانه بعزيز.

217

))المعرفة اإلنهاض(( ثم أوال يلزم على كل مســلم مثقــف يريــد إنهــاض اإلســالم من(:33)مسألة

جديد أن يعرف أمرين:ــتي األول: الهيكل األساسي للدولة اإلسالمية وسر قوتها، والمــؤثرات ال

سببت سقوط الدولة أو ضعفها حين كانت قائمة. الثاني: التاريخ اإلجمالي للزعماء الــذين قــام على أيــديهم اإلســالم، إمــا إقامة الدولة أو إقامة األرضية )الخلفية( الصــلبة الــتي بســببها بقي اإلســالمحيا كما أنزله الله، سواء في زمان قيام دولته، أو في زمان سقوط دولته.

ونحن تلميحا إلى األمرين نذكر موجزا عن المفصل بمقــدار مــا يقتضــيههذا الكتاب فنقول:

أما األمر األول فيظهر ببيان أمور:

))وحدة القانون وأسبابها(()األول(: إن هناك أمرين يسببان وحدة القانون في أمة أو أمم.

: وحدة الحاجة والهدف، فمثال إذا كان هناك ماء واحــد ومجموعــة من1 القرى كلهم محتاجون إليه، البد وأن يوحد هــذا المــاء قــوانين هــذه القــرى، انطالقا من أنه كيف يقسم هذا الماء، وكيف يكرى النهر مثال إذا احتــاج إلى

الكري، ومن يكريه، وعلى من المال، وكيف يقضى بينهم إذا حدث تنازع. وبحكم االختالط بين أهالي القــرى البــد وأن يفهم بعضــهم تــاريخ بعض،ــذا والبد وأن يحترم كل قرية تقاليد وعادات وعقائد القرى اآلخرين، والبد له االحترام المتبادل من ضوابط، والضــوابط بــدورها تحتــاج إلى جعــل قواعــد عامة، إلى غير ذلك مما ينتهي باآلخرة إلى وحدة القانون مطلقــا، أو وحــدة قــانون مشــترك بين الجميــع وإن كــانت لكــل قريــة قــوانين خاصــة بهــا في

الجملة. وهذا هو سر وحدة قوانين أهل بلـد واحـد، وأهـل قطـر واحـد، ومـا إلى

ذلك، هذا بالنسبة إلى وحدة الحاجة. أما بالنسبة إلى وحــدة الهــدف، فمثال إذا كــانت قــرى متشــتة ال ترتبــط

بعضها ببعض

218

هاجمها جميعا عدو واحد، فإن هذا العدو يسبب لهم قانونا واحــدا، حيث إن الدفاع المشترك يكون كالحاجة المشتركة في توحيد قوانين القرى، بــل

الهدف المشترك مصداق من مصاديق الحاجة المشتركة.ــة ــة واحــدة هي حكوم ــدنيا تســير إلى حكوم ــف أن ال ــر كي ــذا يظه وبه اإلسالم، إذ تقارب الدنيا بعضها من بعض ووحــدة الحاجــة والهــدف الناشــئة عن التقارب واالتصاالت البــد وأن ينتهي بهــا إلى وحــدة القــانون، وحيث إن قانون اإلسالم أفضل قانون يحل مشاكل البشر ويــوجب لهم الســعادة البــد

وأن تنتهي الدنيا إلى قانون اإلسالم. : وحدة الدين، فمثال في اإلسالم حيث إن المسلمين من مختلف البالد2

واللغات وغيرهما، يعترفون بإله واحد لهم جميعا، البد وأن ينخرط كلهم فيقانون هذا اإلله، الذي بدوره يسبب وحدة القانون للجميع.

وهذا هو سر المساواة بين المسلمين، وأنه ال فضــل ألحــد على أحــد إال بالتقوى، وأن كل امرئ بما كسـب رهين، وأنـه ال قوميـات وال إقليميـات والــارة غير ذلك من الوجوه الفارقة التي ال ترجع إلى الكفاءة، والكفائة هــو عب

أخرى عن التقوى.

))القانون والمبادئ السامية(()الثاني(: حيث عرف وجه وحدة القانون، نقول:

سر قــوة القــوانين وضــعفها اشــتمالها على المبــادئ الســامية وعدمــه، فكلما اشتمل القانون العــام على المبــادئ الســامية تكــون القــوانين قويــة،

والعكس بالعكس. وهــذا هــو ســر قــوة اإلســالم وأبديتــه، حيث إنــه مشــتمل على أســمى المبــادئ ســواء في العقيــدة أو في الشــريعة أو في النظــام، فمثال عقائــده )الله، الرســالة، اإلمامــة، المعــاد( خالــدة ال تقبــل تعــديال وتبــديال، وشــرائعه )العبادية، واألخالقية، واالجتماعية، والمعاملية، وغيرهــا( كلهــا أسســت على أسس إنسانية فطرية واقعية تكون مطابقــة للحقيقــة ولنفــع اإلنســان مائــة في مائــة، ونظامــه )كالشــورى في الحكم، واشــتراط عدالــة الحــاكم، وأن

األمة بيدها التنفيذ

219

والتطبيق، ال التشريع( أحسن نظام عرفه البشر في مسيرته الطويلة.

))الشورى والحكم المطلق((ــأتي الكالم حــول )الشــورى(، وحــول نقيضــه )الحكم ــا ي )الثــالث(: وهن

المطلق(. فإن اإلسالم )بعد اعترافه بأنه ال شورى في قبال النبي واإلمام )عليهما السالم(، ألنهما جعل من الله لألصلح بحال األمة في إدارتهم(، جعل أساس الحكم الشــورى من الرعيــة النتخــاب الــرئيس، المشــتمل على مواصــفات

خاصة مشروطة في الرئيس مما قرره اإلسالم. ورفض )الحكم المطلق( وراثيا كـان أو غــير وراثي، وبهـذا أمن اإلســالم من االنحراف في القيادة، كما أمن بجعله القوانين العامة من االنحراف في

القانون، فال التشريع ينحرف وال التنفيذ ينحرف.ــه الســالم( يعلمــان وقد كان الرسول )صلى الله عليه وآله( وعلي )علي المسلمين في خطواتهما: االستشارة، كما كانـا يعلمـانهم التسـاوي للحـاكم مع الرعية في سبل العيش، وكيفية السـلوك، بـل علمـاهم لـزوم أن يكــونالحاكم ذا سلوك أشق في العبادة والمعاملة، وذا معيشة أكثر جفافا وزهدا.

.(1)وpشاورهم في األمرففي القرآن الحكيم: ــالم(: ــه الس ــال علي )علي ــنين والوق ــير المؤم ــال لي أم ــع أن يق أأقن

أشــاركهم جشــوبة العيش ومكــاره الــدهر، أم أبيت مبطانــا وحــولي بطــونغرثى وأكباد حرى، أو أكون كما قال القائل:

وحسبك داء أن تبيت ببطنةوحولك أكباد تحن إلى القد

.(2)إلى آخر كالمه )عليه السالم(

))ما حدث في الزعامات اإلسالمية(()الرابع(: لكنه حدث في الزعامة اإلسالمية:

( استناد الحكم إلى السيف والوراثة، عوض استناده إلى الشورى.1

.159 عمران: اآلية آل سورة)?( 1.45 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 2

220

( ترفع الحكام عن مساواة األمة في المعيشة وفي العمل.2 ويجمــع هــذين األمــرين )الحكم المطلــق( الــذي فيــه مــا ال يحصــى من المأسى، مما قد أشرنا إلى جملة منهــا في بعض المســائل الســابقة، وهــذا )الحكم المطلق( هــو المســؤول األول واألخــير عن عــدم ســيطرة اإلســالم على العالم كله، وعن مأسي البشــرية )المســلمين وغــير المســلمين( على

طول التاريخ بعد اإلسالم، ولذا قال الشاعر: ولو قلدوا الموصى إليه أمورها

لزمت بمأمون عن الخطرات ولسار بهموقد أشار بذلك إلى قول الصديقة الطاهرة )عليها السالم(:

.(1)، إلى آخر كالمها )عليها السالم(سيرا سجحا

داد(())من عوامل االستبواالستبداد واالستئثار بالحكم المطلق انما انبثق عن عاملين:

: الهوى وحب الرئاسة.1 : تعلمته بنو أمية من الرومــان، حيث إن معاويـة تـأثر بــالروم في كــل2

مثــل،أفكاره وأحواله، حيث كان يقطن بالدهم ويقرأ كتبهم ويستشــير منهمــزوج فيهم ــد ت ــيره، وق ــة،ســرجون وغ ــه الخاصــة والعام ــف في حيات وتكي

بكيفيتهم، وسار على منواله بنو أمية.. وقــد،كما تعلمته بنو العباس من الفرس، حيث إن أعــوانهم كــانوا منهم

تكيفوا بكيفيتهم في كل شيء إال في اللــون الصــبغة الســطحية الــتي كــانواــا يتسترون تحتها، ولوال األئمة الطاهرون )عليهم السالم( لعصف باإلسالم م

عصف باألديان السابقة.

داد((االستبمآسي ))من )الخامس(: وقد سبب الحكم المطلق أمرين بارزين، في جملة مآســيه،

كان لهما أقوى األثر في تأخر البشرية ال المسلمين فحسب.

بيروت. الحداثة السالم( ط )عليه الزهراء خطبة في29طيفور: ص البن النساء، بالغات)?( 1221

فإن الــوالة نهجــوا،( الثورات الداخلية التي أثارها ظلم الحكام والوالة1 نهج الخلفاء في الظلم مما سبب الثــورات المتالحقــة الــتي أضــعفت القــوة اإلسالمية الهائلة التي كان من المقرر أن تصــرف في بنــاء عــالم جديــد في

كل أبعاده، بينما صرفت في تفتيت األمة وهدر طاقاتها. ( ضــعف معنويــات األمــة، حيث إن اشــتغال الخلفــاء واألمــراء بــاللهو2

)فــإن النــاس على،والخمر والنساء أوجب ابتعاد األمة عن المثــل الســامية ومن الواضح أن أية أمة ال تقدر من التماســك بلــه التقــدم إذا،دين ملوكها(

ضعفت معنوياتها، كما قال الشاعر: فإنما األمم األخالق ما بقيت فإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا

فإن اإلمة تتماسك بـ )الثقة المتبادلة( و)احترام بعضهم لبعض( )وتعاون بعضــهم لبعض( و)الوفــاء بالعهــد( و)الصــدق( )واالتقــان في العمــل( و)أداء االمانة( إلى غير ذلك، فإذا ضعفت المعنويات والخلفيات ضعفت كل شــيء في األمة، وبضعفها تتالشى األمة ويتسلط عليها األعداء، كما حدث كل ذلك

في األمة اإلسالمية مما نرى أثرها السيء في المسلمين إلى اليوم.ــدء ــه في ب ــذي أشــرنا إلي ــر األول ال ــوجزا في األم ــام الكالم م ــذا تم ه

.المسألة

اإلسالم(( زعماء أعمال ز))موج األمر الثاني: في موجز من أعمال زعماء اإلسالم الــذين هم عبــارة عن

فنقول: عليهم السالم( الرسول )صلى الله عليه وآله( وأهل بيته الكرام )

أعظم صلى الله عليه وآله((الرسول الدور )) ( أما الرسول )صلى الله عليه وآله( فقد كان من وفور العقل والحزم1

ــاح ف ــط للنج ــة التخطي ــيرة مني القمةوإمكاني ــدة قص ــذا تمكن في م ، ول تأسيس الدولة واألمة والــدين بمــا لم يتمكن من مثــل ذلــك أحــد ممن جــاء

قبله أو بعده سواء من األنبياء أو من المصلحين.والتساؤل أنه كيف أبقى على الذين أفسدوا اإلسالم من

222

بعده مع أن منطق األحــداث كـان يــدل على ذلـك، باإلضـافة إلى علمــه إذا عرف اإلنسان،(1)بالغيب بواسطة تعليم الله سبحانه له، يظهر غير حازم

أن الرسول )صلى الله عليه وآله( إنما كــان مشــرعا ولم يكن خالقــا ليغــيررطبيعة البشر، ولذا قال القرآن الحكيم: pنتp مذpك ر إنما أ pيهم، فpذpك لpستp عpل

، وهل الذين يحرفــون أفــراد قالئــل حــتى يقضــي عليهم الرســولpيطرسبم)صلى الله عليه وآله(.

فإذا لم يكن معاوية وأبوسفيان لكان اسم آخــر يقــوم بنفس أعمالهمــا، كما كان قبله أسامي أخر من قبيل فرعون ونمرود قام بنفس األعمــال، إن مهمة الرسول )صلى الله عليــه وآلــه( تبــيين الرشــد من الغي ليســاهم في إراءة الطريق حتى يأتي مر الزمان أللوف السنوات بالتعديل المرموق، كما

يكون ذلك في زمان اإلمام المهدي )عليه السالم(. فالتصــاعد اإلنســاني حالــه حــال التصــاعد الــزراعي والتجــاري والعلمي والعمراني وغيرها إنما يكون تصاعدا طبيعيا ال فجائيا حسب مــا قــرره اللــه في الكون، فالتغيير ال يمكن بالتشريع، وإنمــا بتغيــير الخلــق، وذلــك لم يكن بيد الرسول )صلى الله عليه وآله(، بل لو كان بيــده لمــا فعلــه )صــلى اللــه

عليه وآله(.ــو فــوض ينقل عن العالمة نصير الدين الطوسى )رحمه الله( أنه قال: ل الله الكون بيدي لما زدت وال نقصت مقــدار شــعرة، يريــد بــذلك أن الكــون خلق في كمال الصالح حتى أن كل زيـادة ونقيصـة فيـه خبــال وفسـاد، ولـو كان النقص أو الزيادة مقدار شعرة، إذ لو كان التغيير التكويني صالحا لفعله اللــه ســبحانه، ولــو أراد ســبحانه أن يغــير لكــان كــون آخــر ال هــذا الكــون، والمفروض أنه هذا الكون الذي له قابلية الوجود، فالفياض المطلق أوجده،

قال الشاعر الفارسي:

وجيه. غير سؤال فهو لقوله: )والتساؤل(، خبر)?( 1223

جهان چون چشم وخال وگوش وابرو استكه هر چيزى به جاي خويش نيكوست

ــا وتفصيل هذا الكالم مذكور في الفلسفة اإلسالمية، وكان المقصــود هناإللماع ال االستيعاب، فإنه خارج عن مهمة المبحث.

أمير المؤمنين عليه السالم(())دور ( وكالرسـول )صـلى اللـه عليـه وآلـه( فعـل علي )عليـه السـالم( من2

اإلصالح الميسور في اإلطار التكويني المقرر خلقــة، ولــذا ال تجــد أي مغمــز صــحيح في أي من أفعالــه )عليــه الســالم(، فحيث كــان يخشــى من ذهــاب اإلسالم بالتفرق بسبب انقضــاض الفــرس والـروم على الدولـة الفتيــة قعـد اإلمام )عليه السالم(، وحيث ذهب هذا الخــوف بقــوة اإلســالم نهض اإلمــام

)عليه السالم(. فكان دور الرسول )صلى الله عليه وآلــه( دور المؤســس، ودور اإلمــام )عليه السالم( دور المصحح، وهذا طبيعي لكل حركة، فلها دور التكــوين ثمــه( ــه وآل يأتي بعد ذلك دور الفرز والتميز، وهذا هو معنى أنه )صلى الله علي

كان يقاتل على التنزيل، وكان علي )عليه السالم( يقاتل على التأويل. وحيث إن االنحراف في اإلطــار يكــون على ثالثــة أقسـام، انحــراف إلى الدنيا كمعاوية، وانحراف إلى الــدين كــالخوارج، وانحــراف مــزيج من الــدنيا والــدين كأهــل الجمــل، كــان كــل مهمــة اإلمــام )عليــه الســالم( تبــيين هـذه االنحرافات الثالثة، ولذا لما بينها انتهى دوره )عليه السالم( وانتظـر أشـقاها

ليريحه من هموم الدنيا ومشاكلها. وإذا أردنا أن نمثل االنحرافات الثالثة بالســيارة الــتي تســير في طريــق جبلي مكتنف بارتفاع الجبل من ناحية، وهوة السفح من ناحية ثانية، كان لنا أن نقول: إن كال من ميل السيارة إلى المرتفع والســفح وتمايلهــا تــارة إلى ذاك وتارة إلى ذلك خطر عليها فالالزم تجنب الطرق الثالثة واالستقامة مماــون ــانوا يمثل ــروان ك ــل النه ــه الســالم(، فأه ــام )علي ــا دور اإلم ــان يمثله ك

االصطدام باالرتفاع، ومعاوية كان

224

يمثل السقوط في الهوة، وأهل الجمل كانوا يمثلون االنحرافين بتراوح، أما تشدد اإلمام )عليه السالم( فقد كــان ألجــل تمــيز المحــق من المبطــل،ــد فالرسول )صلى الله عليه وآله( كالغواص الذي يجمع كل شيء، وكان الب له أن يجمع كل مؤمن ومنافق لتكون جبهة عريضــة في قبــال جبهــة الكفــر العريضة، واإلمام )عليه السالم( كالتــاجر الــذي يمــيز بين الحصــى واللؤلــؤ،

وكان البد له أن يميز وإال اختلط الحق بالباطل. فال يقال: لماذا الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ســامح في العفــو عن المجــرمين وإعطــاء األمــوال الوفــيرة لكــل صــالح وطــالح، واإلمــام )عليــه

السالم( شدد فلم يبذل ولم يعف. لوضوح الجواب باختالف الــدورين، وهــذا هــو ســر أن لكــل نــبي وصــيا،

فالنبي يجمع والوصي يميز. أما أن اإلمام لم يبذل حــتى من مالــه الشخصــي ألخيــه مــع جــواز ذلــك شرعا، فألنه أراد أن يقطع الطريق على الحكام كي ال يبــذلوا أمــوال األمــة

ثم يدعون أنهم بذلوه من أموالهم الشخصية. ولما ذكرناه كان اإلسالم بــدون علي )عليــه الســالم( ناقصــا، ولــذا قــال

pكمسبحانه: pكم دين pكمpلت ل pومp أ ، حيث نصب الرسول )صلى الله عليــه(1)اليوآله( بأمره سبحانه عليا )عليه السالم( خليفة على األمة. لــوالك لمــا خلقتوعلى هذا المعنى يحمل الحديث الوارد عنه تعــالى: ، فإنه لــوال البشــراألفالك، ولوال علي لما خلقتك، ولوال فاطمة لما خلقتكما

المهتدين بسبب رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( كــان الخلــق ناقصــا، والخلق الناقص ليس من شأن الحكيم، ولــوال علي )عليــه الســالم( لم يكن مظهر لالنحراف ولعاد المحذور من الخلق النــاقص الــذي ال يليــق بــالحكيم، ولوال فاطمة )عليها السالم( التي تفضح األساليب الملتوية التي تهيء الدورــة لعلي )عليه السالم( من ناحية، وتنتج من يقوم االنحراف الذي يصيب األم

بعد

.3 المائدة: اآلية سورة)?( 1225

ــة )عليهم ــالم( واألئم ــا الس ــنين )عليهم ــالم( أي الحس ــه الس علي )علي السالم(، لم يكن لعلي )عليه السالم( دور في حياته، وال بقاء بعد مماته لما

صححه من االنحراف.

طمة الزهراء عليها السالم((فادور )) ( وبهذا ظهــر دور فاطمــة )عليهــا الســالم( في نشــر اإلســالم وإقامــة3

األحكام وهداية األنام وحفظ شريعة سيد األنام مدى الليالي واأليام.

عليهما السالم((اإلمامين الحسن والحسين دور )) ( كما ظهر دور اإلمامين )عليهما السالم(، وقد كنت ذكرت في مقــال4

بعض جوانب دورهما )عليهما السالم( نعيده هنا إلتمام الفائدة. فنقــول: كــل من اإلمــامين )عليهمــا الســالم( كــان ثــائرا ولكن بفــارق،

وبالنسبة لإلمام الحسن )عليه السالم( تطرح أسئلة:

))هل هناك فرق بين السبطين عليهما السالم((ــه الســالم( وبين السؤال األول: هل هناك فرق بين اإلمام الحســن )علي

اإلمام الحسين )عليه السالم( في العمل والحركة.الجواب: كال، ولكن كيف يكون ذلك.

ــان رجال موجز الجواب: إن كال من الحسن والحسين )عليهما السالم( ك ثائرا، والفرق هو أن اإلمام الحسن )عليه السالم( كان يعد للثــورة، واإلمــام الحسين )عليه السالم( قام بالثورة فعال، فــالثورة تحتــاج إلى إعــداد وتنفيــذــه وتفجير، فالرسول األعظم )صلى الله عليه وآله( في مكة كان ثائرا، ولكن

كان ثائرا إعداديا، وفي المدينة كان ثائرا فعليا تنفيذيا. فإنه ال يمكن للثورة أن تتم بدون إعــداد وتهيئــة، وكــذلك اإلعــداد بــدون

نهوض وتفجير خارجي ليس له جدوى. فقــد تعــد مدرســة مثال، وال تــأتي بــالطالب، أو تــأتي بهم ولكنــك ال تعــد المدرسة، كالهما غلط، أما إذا قمت بإعداد المدرسة ثم جلبت الطالب إليها

فإنك قد

226

ــام قمت بعمل متكامل، وكذلك فإن الثورة تحتاج إلى إعداد دائما، واإلم الحسن )عليه السالم( قام بهذا الدور، ولذا فالظاهر أنه لوال اإلمام الحســن

)عليه السالم( لم يتمكن اإلمام الحسين )عليه السالم( من الثورة أبدا.ــدون إعــداد، فإنه يستحيل أن تقوم ثورة لها مقومات الثورة الصحيحة ب والذي يؤيد ذلك أن الحسين )عليه السـالم( أيضـا لم يـثر ومكث بعـد مــوت أخيه الحسن )عليه الســالم( تســع ســنوات يــترقب تهيئــة الظـروف لتفجــير

الثورة. وإليك مثال يوضــح ذلــك في حيــاة األنبيــاء )عليهم الســالم(، فــإن قســما

منهم لم يحاربوا، وقسما آخر قد حارب، فلماذا هذا الفرق. إن الثورة عبارة عن البناء، والبناء يحتــاج إلى مقــدمات ومــؤهالت، وإذا لم يكن حديد وال إسمنت وال أبواب وال خشب وال عمال، فهــل يتمكن البنــاءمن البناء، بالطبع كال، وكذلك إذا لم يكن إعداد لم يتمكن التاثر من الثورة.

إن كال من اإلمام الحســن واإلمــام الحســين )عليهمــا الســالم( قــد أديــاــالم(، حيث رسالة واحدة، أدى نصف هذه الرسالة اإلمام الحسن )عليه الس أعد للثورة إعدادا متكامال ومحكما، بينما قـام اإلمـام الشـهيد أبـو عبـد اللـه الحسين )عليه الســالم( بــاألداء الجيــد للنصــف الثــاني، حيث قــام بــالتفجير الصاعق للثورة، وإني أظن أن مهمة اإلمــام الحسـن )عليــه السـالم( كـانت أكــثر وأهم وأثقــل من مهمــة اإلمــام الحســين )عليــه الســالم(، ألن مهمــة اإلعداد أصعب من مهمة التفجير التي قام اإلمــام الحســين )عليــه الســالم(

بها. فإن اإلنســان إذا أراد أن يــربي جيال ثــائرا البــد أن يهــان إهانــات بالغــة، ويحتــاج إلى تخطيــط ســليم، وإلى زمن طويــل، ويحتــاج إلى فكــرة طويلــةــدة حــتى يبقي على الجيــل ــة متزاي المــدى، وإلى طاقــات هائلــة، وإلى تقي

الناشئ، ويحتاج إلى

227

ــداد كثير من عوامل البقاء طوال عشرين سنة أو ثالثين، ويحتاج إلى إع نفســه ألن ال يمــدح، فــإن اإلنســان الــذي يثــور ســواء نجح أو ســقط، هــذا اإلنسان يجلب مدح الناس إلى نفسه ويستقطب قلوبهم إليه، أمــا اإلنســان الذي يخطط ويعد ويستعد، فإنه يعمــل بال مــدح، إنــه كالبــذرة تحت األرض، فالبــذرة الــتي تحت األرض تعمــل وتعمــل تحت األرض حــتى تنمي نفســها، وبعد النمو يظهر الرواء والجمال والخضرة والورد والثمرة، أمــا قبــل النمــو يظهر أي شيء، وإنما هي مجــرد بــذرة تحت األرض مخفيــة ال مــدح لهــا وال رائحــة وال لــون وال طعم وال رواء، لكن الــرواء والجمــال والخضــرة والــورد

والثمرة كلها مترتبة على تلك األعمال التي تعملها البذرة تحت األرض. فمهمة اإلمام الحســن )عليــه الســالم( هي مهمــة اإلعــداد، وهي مهمــة أصعب، إذا فرسالة اإلمام الحسن والحسين )عليهما السالم( رسالة واحــدة انقسمت جزءين، وإن كنــا نظن أن رســالة اإلمــام الحســن )عليــه الســالم(ــه كانت أصعب، ولعل سر أنه )عليه السالم( أفضل من اإلمام الحسين )علي

السالم( هو هذا.

لماذا حارب اإلمام الحسن عليه السالم(()) السؤال الثاني: إذا كــان اإلمــام الحســن )عليــه الســالم( بصــدد اإلعــداد للثورة دون تفجير الثورة، فلماذا حارب معاويــة حربــا فاشــلة في ظاهرهــا، مــع العلم أن دوره دور اإلعــداد واالســتعداد، مــع أن الحــرب انتهت على الظاهر بالفشل، ثم بالصلح على ما يقال، ثم انســحاب اإلمــام من الميــدان

كامال. والجواب: إنه دائما الثائرون يحتاجون إلى انتفاضة، وهذه االنتفاضة تهــز المجتمــع، وفائــدة االنتفاضــة اســتقطاب العناصــر الخــيرة وكشــف ســوءة الطرف اآلخر، وهي ضرورة لكل ثورة في العالم، فإن كل ثورة تقوم بحزم

يجب أن

228

تقوم بهذا العمل، فإن من يريد ثورة يحتاج إلى عملين: العمل األول: أن يستقطب العناصر الخــيرة حــول اإلنســان الثــائر حــتى يعرف الناس أن لهذا اإلنسان قابلية العمل والثــورة والحركــة فينتمــون إلى

جبهته.ــد ــتي يري ــاني: أن يكشــف عن ســوءات العــدو أو الجهــة ال والعمــل الث

محاربتها. انظر في قصة إبراهيم )عليه السالم( لماذا كسر إبــراهيم األصــنام، مــع العلم إنه كان يعلم أنه ال يقدر على أي شيء من تغيير تلــك العناصــر وتلــك البالد، لقد جاء إبراهيم )عليه السالم( وهو إنســان واحــد، وكــان يعلم أنــه ال يتمكن من التغيــير، لكنــه مــع ذلــك جــاء في ليلــة أو يــوم عيــد وكســر تلــك

األصنام.ــه، من الملــك هذا شيء واضح وطبيعي أن المدينة بأكملها تعبد غــير الل إلى أصغر رجل في ذلك البلد، وإنســان واحــد ال يتمكن من زحزحــة الواقــع الفاسد، وإنما كانت نتيجة هذا العمل الذي قام به أن يقضى عليه باإلعــدام، كما قضى عليه فعال، فكيف يقوم إبراهيم )عليه السالم( وهو نبي اللــه بهــذا

العمل. إنما قام إبراهيم )عليه السالم( بهذا العمل الجريء حــتى يهــز المجتمــع

هزا من أقصاه إلى أقصاه. ونفس العمل قام به اإلمام الحسن )عليه السالم(، فإنه عمل انتفاضــة، وهــذه االنتفاضــة اســتوجبت ظهــور معاويــة على واقعــه، ألن معاويــة كــان مستورا عن أعين المسلمين، وكــانوا يظنــون صــدقه وطهارتــه، ولكن مــتى وكيف استطاع اإلمام أن يكشف ويفضح معاوية على واقعــه، عنــدما حاربــه وظهر غدره وخيانته، وعندما صالحه اإلمام فصعد معاوية المنبر وقــال: كــل

شروط الصلح تحت قدمي، وقال:

229

.(1))ما حاربتكم لتصلوا وال لتصوموا(ــة ــف الالديني ــذه المواق ــال ه ــا تنكشــف أمث ــه إنم ــإن من الواضــح أن ف والالإنسانية أثناء الهزات التي تعصف بعدو الله المستتر برداء الصالح، وفي أثناء األزمات واالنتفاضات ينكشــف الصــديق من العــدو، وينكشــف أصــدقاء الجبهة وأعداء الجبهة، فاإلمام الحسن )عليه السالم( مع علمــه أنــه ال يــربح

الحرب حارب.فهل إن اإلمام لم يكن يعلم أنه سيخسر الحرب.

منــا، حــتى العلم العــادي بقطــع النظــر عن علموهل إنه كان أقل علما فخسارة اإلمام متوقعة، ومع ذلك حارب، فلماذا حارب.،اإلمام

ألنه أراد استقطاب العناصر الخيرة حول هذه الجبهة، سواء حوله هو أوحول خلفه، أو خلف خلفه، وأراد كشف الجبهة الثانية على واقعها.

هــاتينيــه الســالم( وبالفعل فقد أثمرت هذه الحرب لإلمام الحســن )علالثمرتين.

لقد ظهر معاوية على واقعه، وأنه إنسان دجال كذاب يخالف الشــروط، ال يقاتل الناس إال ألجل اإلمارة والملك، ويحارب الدين، كما انكشفت جبهــة اإلمام الحسن )عليه السالم( أنه إنسان يريد الــدين ويريــد الفضــيلة، ويريــد

ى اللــه عليــه وآلــه(التقوى ويريد الهداية، ويريد أن يسلك مسلك جــده )صلوأبيه )علیه السذم( وعلى هدى القرآن.

والخالصة: ــن والحســين ــام الحس ــل أن اإلم ــذا، فالســؤال األول: ه ــاء على ه وبن

في طريقتين.يهما السالم( )عل في طريق واحد هــو طريــقيهما السالم( جوابه: كال، فكال، اإلمامان )عل

الثورة، اإلمام

.5ح ذيل49 ص44والبحار: ج ،191للمفيد: ص اإلرشاد،)?( 1230

عليــهالحسن )عليه السالم( قـام بإعــداد الثــورة، أمــا اإلمــام الحسـين )مهمته تفجير الثورة والمواجهة الحاسمة مع العدو.السالم(

والسؤال الثاني: لماذا حارب اإلمام الحسن )عليه السالم(. والجواب: اإلمام الحسن )عليه الســالم( حــارب ألجــل كشــف الجبهــتين

حتى تنشكف جبهة الحق، وتتعرى جبهة الباطل على واقعها.

ى معاوية(())التغلب عل والسؤال الثــالث: أمــا كــان بإمكــان اإلمــام الحســن )عليــه الســالم( أن يتغلب على معاوية، ويقوم بنفس األعمال التي قــام بهــا معاويــة من شــراء

الضمائر بالمال وما أشبه. ال، بل نفس األعمال الــتي كــان يعملهــا رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه

ويتزوج من،، وللبعض اآلخر زوجةوآله(، فلقد كان يعطي لبعض الناس ماال ر قسما، فمن أجل تثبيت دعائم الحــق واإلســالم والهــدفقسم ثالث، ويؤم

أن)عليــه الســالم( عمل كل هذه الوسائل. ألم يكن بإمكان اإلمام الحســن يصنع مثل هذا الصنيع، بمعنى أن يستميل رؤساء الكوفــة، يأخــذ منهم بنــات ،ويعطي لهم بنات ويستقطبهم ويتقــرب إليهم ليعمــل جبهــة ويصــنع تنظيما

أما كان بامكان اإلمام الحسن )عليه السالم( أن يعمل ذلك حتى يتغلب.ذلك.عليه السالم( الجواب: لم يكن باستطاعة اإلمام الحسن )

عليهإن قيل: لماذا كان بإمكان معاوية ولم يكن بإمكان اإلمام الحسن )ــه( ولم يكنالسالم(، ــه وآل بل لماذا كان بإمكان رسول الله )صلى الله علي

بإمكان اإلمام الحسن )عليه السالم(؟ قسم من الناس يجيبون ألن هذا العمل خداع ومكــر، لكن هــذا الجــواب

كــل هــذه الوســائلصلى الله عليه وآله( غير صحيح، فلقد مارس الرسول )ولم تكن خداعا أو مكرا.

،(1)فإنه في سبيل الوصول إلى الحق» لــك أن تعطي بنتــك وتأخــذ بنتــا وأن

المقررة. الشرعية الشروط وضمن الشرعي دبالعق)?( 1231

، وقــد أعطى )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ألبي ســفيان الــذي التعطي ماال من اإلبل، إلى غير ذلك، فالرسول )صلى الله عليه وآله(ئةيستحق شيئا ما

عمل كل هذا. فإنا إذا أردنا الباطل تصبح كل هذه األمور غير جــائزة، أمــا،وبالنسبة لنا

ــرئإذا أردنا الحق فكل هذه األمور صحيحة، ألن األعمال بالنيات، ولكل ام.(1)ما نوى أن يقــوم بهــذهعليــه الســالم( فالســؤال: ألم يكن بإمكــان اإلمــام )إذا

األعمال.جوابه: ال.

إن قلت: وكيف كــان بإمكــان معاويــة ولم يكن بإمكــان اإلمــام الحســن)عليه السالم(.

الجــواب: جيش معاويــة هــو جيش الــروم، وقــد عــاش مــا يقــارب من خمسمائة سنة، مركزهم سوريا وتركيا وفلسطين، فمعاوية كــان على رأس

سـنة، جيش منظم مترابــط ذو جبهــة واحــدة،مائةجيش طول عمره خمسـ وعند ما جاء اإلسالم تغــير اللــون السـابق، فــاللون المســيحي أو البــيزنطي

إسالميا، فمعاوية كان على رأس جبهة مطيعــة غــير مفككــة، ولمأصبح لوناــدث،يكن هذا من صنع معاوية وإنما كان من قبل خمسمائة سنة،ـ والذي ح

أن معاوية جاء على رأس هذه الجبهة باسم اإلسالم. جاء على رأس جبهة مفككة، فالكوفــةعليه السالم( أما اإلمام الحسن )

مدينــة جديــدة اســتحدثت منــذ عهــد عمــر، ومن عهــد عمــر إلى عهــد أمــير لم يكن هنــاك خمس عشــرة ســنة، فالبلــد ململمعليه الســالم( المؤمنين )

جاء فيــه من الفــرس ومن العــرب، ومن أهــل الشــام ومن ســائر األمــاكن، والكوفة لم تكن صالحة ومؤهلة للحرب، ولهذا لم يتمكن اإلمام علي )عليــه

وال معاوية حارب بهم، وال الحسن )عليــه الســالم(،السالم( من الحرب بهمحارب بهم، وال المختار حارب بهم، وال التوابون حاربوا بهم، وال مصعب

و19 ح11 ص2والغــوالي: ج ،7ح العبادات مقدمة أبواب من5 الباب34 ص1الوسائل: ج)?(ــ 120.

232

فــإن الحــرب ليس،حارب بهم، وال األمويون استطاعوا أن يحــاربوا بهم معناها لملمة مجموعة من الناس واألعراب، بدو وغير بدو، ويحــارب القائــد بهم، فــإن الحــرب خطــط ونفســيات، وتفكــير وجبهــة وقرابــات وصــداقات

.ورواسب كانت تفتقد كل هذه الوسائل، ولهذا نقول:)عليه السالم( وجبهة اإلمام

إنه لم يستطع أحد أن يحارب بجيش الكوفة ال قبل اإلمــام وال بعــده، ويــدل المختــار حــارب بهم لكنهمعليــه الســالم( على ذلك أن بعد اإلمام الحسن )

دعــوهيــه الســالم( خانوه، ومصعب حارب بهم فخانوه، واإلمام الحسين )عل إليهم ثم خانوه، وكذلك حارب ابن زياد بهم فخانوه، والحجــاج أيضــا خــانوه،

ولذا اضطر الحجاج أن يحارب بجيش الشام كما ذكر في التاريخ. وعليــه فاإلمــام الحســن )عليــه الســالم( لم يتمكن أن یجعــل من جبهــة مفككة غير قابلة للحرب جبهــة حربيــة حــتى ولــو أعطى المــال أو تــزوج أو

إنزوج أو ما أشــبه، وإلى هــذا يشــير اإلمــام علي )عليــه الســالم( بقولــه: صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصــونه، وصــاحب أهــل الشــام يعصــي اللــه وهم

،ليت معاوية صارفني بكم صــرف الــدينار بالــدرهم، وكان يقول: يطيعونه .(1)يأخذ منكم عشرة ويعطيني واحدا

ــع ومنه يظهر أنه لم يكن باستطاعة اإلمام الحسن )عليه السالم( أن يتب التكتيكيــة إلحــراز النصــر، فــإنصــلى اللــه عليــه وآلـه( خطط رسول اللــه )

وقبله )عليــه الســالم( لم تكن قابلــة، وبعــده )عليــه،المنطقة لم تكن قابلة الســالم( أيضــا لم تكن قابلــة، وحــتى العباســيين عنــد مــا جــاؤوا إلى الحكم حاربوا بالخراسانيين من اإليرانيين وليس بأهل الكوفة، ألن خراســان كــانت

وهي في ذلك اليوم تمتــد إلى طهــران وإلى،أيضا قابلة وكانت جبهة واحدةأفغانستان.

والحاصــل: إن أهــل الكوفــة لم يكونــوا قــابلين ألن يحــارب الثــائر بهم،سواء

.97 رقم البالغة: الخطبة نهج)?( 1233

،عليهمــا الســالم( كأمير المؤمنين علي واإلمام الحسن ) محضاكان حقا محضــا كـابن زيــاد والحجــاج بن يوسـف ومن أشـبههما، فــإنأو كــان مبطال

هــؤالء كــانوا جبهــة مفككــة ملمومــة، والجبهــة المفككــة الملمومــة ال يمكنالمحاربة بهم.

اإلمام الحسن عليه السالم والتضحية(())ــه الســالم( لم وأخيرا نأتي إلى السؤال الرابع: وهو هل أن الحسن )علي

عليــه كاإلمــام الحســين )،يكن بإمكانه االنتحار ـ إن صح التعبير ـ والتضــحيةــذالسالم(، فلنسلم أنه لم يكن )عليه السالم( يستطيع أن يحرز النصر ويأخ

عليــهالزمــام من يــد معاويــة، ولكن هــل لم يكن بإمكــان اإلمــام الحســن ) ، كما فعل اإلمام الحسين )عليه السالم(، وذلك بأن يجمع(1)االنتحارالسالم(

ثم يصــطدم بــالجيش األمــوي ويقاتــل ويقتــل كاإلمــاماثــنين وســبعين رجالــه الســالم(عليه السالم( الحسين ) فإن هذا كان بإمكان اإلمام الحسن )علي

لماذا لم يفعله.إذا والجواب: نعم هذا كان بإمكان اإلمام الحسن )عليه الســالم(، فاالنتحــار

إذا كان يعمل هذا العمــلعليه السالم( بيد كل إنسان، لكن اإلمام الحسن ) بخالف عمــل اإلمــام الحســين )عليــه الســالم( في،كان معناه هدم اإلسالم

عهد يزيد، إذ كان معناه إحياء اإلسالم. إذا كــان يعمــل هــذا العمــل كــان)عليــه الســالم( أما أن اإلمام الحســن

معناه هدم اإلسالم، فألنه هناك فرق بين معاوية وبين يزيد، ولــذا فالحســينبنفسه لم يقم في زمن معاوية بالثورة.عليه السالم( )

، ولــه عقليــة خــداع متمرسة،إن معاوية كان خبــيرا بأســاليب شــيطانية ولديه جبهة ثقافية طائلة من علماء البالط الــذين يأخــذون المــال وينســبون

أمثال أبي هريرة،إلى رسول الله )صلى الله عليه وآله( كل حديث مكذوب ومغــيرة وشــرحبيل وســمرة بن جنــدب وغــيرهم، من الــذين كــانوا يــبيعون

يحــارب معاويــةعليــه الســالم( ضمائرهم بالمال، وإذا كان اإلمــام الحســن ) صــلى اللــه من األحــاديث الــواردة عن رســول اللــه )قتل لكنت ترى سيالوي

ــه( ــه وآل ــهعلي ــن )علي ــام الحس ــب اإلم ــالم( في س ــه الس وعن علي )علي وكانت تلك األحاديث تبقى إلى اليوم.،السالم(

قتله. فيه ما على اإلنسان يقدم حيث الظاهرية، الموازين حسب)?( 1234

كمـا هم،وكنت تـرى أن كثــيرا من المسـلمين يعملـون بتلــك األحــاديثعليه اآلن بالنسبة إلى األحاديث التي رواها هؤالء.

وأما يزيد فلم تكن عنده جبهة ثقافية، ولم تكن لــه هــذه العقليــة، وإنمــاعقلية يزيد عقلية حرب وأكل وشرب وجنس وافتخار وسيادة وسلطة.

ويمكن االصطدام به.ومثل هذا الرجل ينكره اإلسالم قطعاــة ــه عقلي أما أن يصطدم اإلنسان بشخص وراءه جبهة ثقافية عريضة ول الخداع والمكر والتمويه فذلك انتحار معنوي وهــدم لإلســالم، فــإذا اصــطدم

ــانعليه السالم( اإلمام الحسن ) بمعاوية كان معاوية يضع األحاديث عن لس رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( وعن لســان أصــحابه )صــلى اللــه عليــه

( كذا وكذا.يه السالموآله( حول أن الحسن )عل والحديث الذي يقرؤه بعض وهــو من وضــع معاويــة، عن لســان رســول

إن الحســن ســيد وسيصــلح اللــه بــه طــائفتينلى الله عليه وآلــه(: الله )صــديث أراد أن موضوع قطعا،(1)عظيمتين من أمتي ، فإن الذي وضع هذا الح

أن معاويــة وعصــابته طائفــةصلى الله عليه وآله(يبين من لسان الرسول ) وعلي )عليه السالم( وأصحابه طائفــة عظيمــة من األمــة،عظيمة من األمة

هو الذي تمكن من اإلصالح بينهما.عليه السالم( تحاربا، واإلمام الحسن ) وهذا الحديث كذب مرتين، مــرة ألن معاويــة وجماعتــه اعتــبرت طائفــة

صـلى اللـه عليـه وآلـه(عظيمة من أمة رسول الله ) ، ومــرة ثانيــة ألن عليـا مــا تمكن من اإلصــالح وتمكن من الحــرب، وإنمــا الحســنيــه الســالم( )عل

عليــهتمكن من ذلــك، وكــان من الضــروري أن يقــوم علي ))عليه الســالم( بهذا العمل، ولكنه لم يقم وإنما قام به ابنه.السالم(

عليــهفظهر مما ذكرناه جواب السؤال الرابع، وهو: أن اإلمام الحســن )كان السالم(

.20 ص4المناقب: ج انظر)?( 1235

بإمكانه التضحية واالنتحار ـ إن صح التعبير ـ كمــا فعلــه اإلمــام الحســين )عليــه الســالم(، لكن انتحــاره وتضــحيته كــان معنــاه هــدم اإلســالم بعكس

الــتي كــانت تضــحيته تعــني إحيــاءعليــه الســالم( تضــحية اإلمــام الحســين ) اإلسالم، ألن اإلمام الحسين )عليه السالم( اصطدم بباطل غير مثقف، بينما

ــحعليه السالم( إذا اصطدم اإلمام الحسن ) مع معاوية فإن األخير كان يكسويصفي اإلمام عسكريا وثقافيا.

وحــولعليــه الســالم( هذا موجز عما أردنا بيانه حــول اإلمــام الحســن )وحول هذه النهضة.عليه السالم( اإلمام الحسين )

ما يستفاد من نهضة اإلمام الحسن عليه السالم(())بقي شيء:

وهو ماذا نستفيد من نهضة اإلمام الحسن )عليــه الســالم( ومن إعــدادهللثورة، لكي نرتفع إلى مستوى المواجهة.

ــه، وهذا السؤال، وإن كان خارجا عن البحث، لكن ال بــأس باإلشــارة إلي فنقول: إذا قاوم اإلنسان بالسيف فقط فإنه ليس بصـحيح، كمــا أن الـذي ال يقاوم نهائيا ليس عمله بصحيح أيضا، فإن اإلنسان الذي يقوم بالسيف ليس

ــلبأسوة، واإلنسان الذي ال يقوم أصال ــل الالزم أن يعم ليس بأسوة أيضا، ب اإلنسان عمل رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( ويطــوره حســب الزمــان

.الحاضر وتوضيح كلمة )تطويره( يظهر بهذا المثــال: إنســان ال يــذهب إلى الحج،

لم يــذهب بالطــائرة، وإنســان يــذهبصلى الله عليه وآله( ألن رسول الله ) كــانى اللــه عليــه وآلــه( إلى الحج بالفرس والجمــل، ألن رســول اللــه )صل

كالهما خطأ، ألن الرسول )صلى الله عليه وآله( لم يقل إن بعــد،يفعل ذلك ألف سنة أيضا يجب عليك أن تركب الخيل والبغال والحمـير، فـالالزم علينـا

أن نفكر ونعمل، كما كان يفكر ويعمل اإلمام الحسن )عليه السالم(. ،ألننا نحن اآلن في زمان تكالبت علينا قوى الكفر من كل جانب ومكان قــوى الشــرقيين وقــوى الغربــيين وقــوى اليهــود وقــوى المســيحيين وقــوى

، الخمر والقمــار والســفور والزنــا و... و...الفساد، والفساد ليس شيئا قليالهذه قوى الشر

236

التي شكلت جبهة عريضة بأهول ما تكون، ومجموع هذه القــوى طويلــة فنحن في الحقيقة بحاجة إلى أكــبر قــدر من العلم والــوعي،عريضة عميقة

والعقلية حتى نتمكن أن نبقي على أنفسنا ثم ننمي أنفسنا حــتى نصــل إلىمستوى المواجهة.

فإن هناك ثالثه أشياء: : إبقاء نفسك.1: إنماء نفسك.2: ثم تكسح وتأخذ مكان أولئك الذين ملؤوا الدنيا فسادا.3

فنحن بحاجة إلى ممارسات اإلمام الحســن )عليــه الســالم( في العصــر ، وهــذا بحاجــة إلى أكــبر قــدر منالحاضــر الــذي أصــبح اإلســالم فيــه غريبا

العقلية الناضجة والفكــر والتخطيــط واالستشــارة والــوقت والخلــق والدقــةواالستقامة، وإال ال نتمكن أن نفعل شيئا، والله المستعان.

((سائر األئمة عليهم السالمدور )) من علي بن الحســين )عليــه الســالم( إلى،( أما دور األئمة الطاهرين5

فكان دور األساس لبناء اإلسالم.عليهم السالم(، اإلمام الحادي عشر ) ومن المعلــوم أن دور األســاس مثــل دور البنــاء في األهميــة، فلــوال

كما أنه لوال البناء لم يظهر لألساس ثمر.،األساس انهار البناء وتفصيل ذلك أن الحضارة االجتماعية أي لون كانت البد لهــا من أســس

واألسس عبارة عن األخالقيــات والقــوانين والضــوابط،تقوم الحضارة عليها أن المادة لها كــل تبنى الحضارة على أحياناالتي ترتكز الحضارة عليها، مثال

القيمة وإنما اإلنســان مســخر للمــادة، وأحيانــا تبــنى الحضــارة على العكس تبــنى الحضــارة علىالمحور والمادة خادمة لــه، وكــذلك أحياناوأن اإلنسان

أسـاس الكفــاءة، ففي تبــنى الحضـارة على أسـاس احــترام القـوم، وأحيانا القومية يكــون القــريب ذا حــق في المنصــب وإن لم يكن كفــوءا،الحضارة

وفي الحضارة الكفائية

237

تكون الكفاءة معيارا فهي التي تتقدم وإن لم يكن الكفوء قوما وهكذا. وهذه الحضارة ذات وجهين:،وإذا ظهر ذلك قلنا: إن اإلسالم له حضارة

عليهم الســالم(وجه األساس ووجه المظهر أو الحكم، واألئمــة الطــاهرون ) ألنــه لــواله لم تكن حضــارة،،اشــتغلوا باألســاس وهــو أهم وجهي الحضــارة

واألساس للحضارة اإلسالمية أمور:

أسس الحضارة اإلسالمية(())األول: األخالقيات، كالصدق واألمانة والوفاء والحياء وغيرها.

الثاني: األصول، كالمبدأ والمعاد والرسالة واإلمامة وما أشبه.الثالث: الشريعة، كأحكام المعامالت، واألحوال الشخصية، وغيرهما.

الرابع: موازين الحكم، ومواصــفات الحــاكم، وارتبــاط الحــاكم بالشــعبوما أشبه، مما يتبع ذلك من الحرب والسلم والمعاهدات وغيرها.

الخامس: العبادات الرابطة لإلنسان بالخالق، والتي تلطف المشاعر.ــارف العامة ــاة،الســادس: المع ــاحوال الكــون والحي وقصــص األمم، ك

اشتغلوا طيلة مدتهمعليهم السالم( وأنبيائها وغير ذلك، واألئمة الطاهرون ) بهذه األمور التي لو لم تشيد لذهبت الحضارة اإلسالمية كمــا ذهبت حضــارة

بال روح.األديان السابقة وبقيت هيكالصنعوا أمورا: عليهم السالم( فاألئمة )

ما قام به األئمة عليهم السالم(()) كما في الصحيفة السجادية.،األول: بينوا ربط اإلنسان بالخالق

الثاني: أوضحوا الشريعة والعبادة. الثالث: نسفوا األسس الباطلة للكون والحياة، التي جاءت من حضارتي

لــذهبت حضــارة اإلســالمعليهم الســالم( الفارس والروم، حتى أنه لوالهم ) الفكرية أدراج الشبهات والفلسفات المنحرفــة، وقــد قــام بهــذا الــدور على

أكمل وجه األئمة الثالثة: الباقر والصادق والرضا )عليهم السالم(.

238

الرابع: بينوا األسس األخالقية للحضارة. جنواالخــامس: جاهــدوا مــع المنحــرفين من الحكــام والعلمــاء، ولــذا ســ

تلوا.وق السادس: قـدموا للمجتمـع المثــال الصـحيح لإلســالم في شخصــهم، وال شك في أن المثال من أهم أدلة استقامة الحضــارة أو انحرافهــا وصــالحيتها

يمارســون الحكمعليهم السالم( لإلنسان أو عدم صالحيتها، ولو كان األئمة ) وقد كــان بمقــدورهم ذلــك لكنهم تركــوه، لم يبــق لهم وقت لبنــاء األســس، وكانت الحضارة اإلسالمية تبقى صورة فقط يؤدى بها الحضارة القائمة قبل

اإلسالم. ولذا نجد أن الرسول )صلى الله عليه وآله( وعلي )عليــه الســالم( حيث

، فــإن(1)مارســا الحكم لم يمکنهمــا بنــاء األســس وتعمیقهــا بالقــدر الكــافي مشاكل الحكم ال تدع لإلنسان الفراغ الكافي لما يتطلبه األساس، ولذا نجــدــة اإلســالم الشــفتي والمرتضــى ــل حج ــذين مارســوا الحكم مث ــاء ال العلم ،والرضــي ليس لهم من اآلثــار األسســية بقــدر العلمــاء الــذين لم يمارســوا

كالمحقق والشيخ األنصارى وأضرابهما. وما ذكرناه ال يدل على أن دور الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وعلي

، بــل كــانليهم الســالم()عليه السالم( كان أقل من دور األئمــة التســعة )ع البناء لــيراه النــاس ويلتفــوا حولــه، ثم تعميــق األســس لئال ينهــارالالزم أوال

ألنــه لــون ومظهــر، ومــا ذكــراه )عليهمــا(2)صــبغةالبناء، ولذا ســماه اللــه ــه ــدين بعلي )علي السالم( من األسس فإنما كان بمقدار ال يكفي، وإكمال ال

عليهم الســالم(السالم( معناه اإلكمال بعلي ومن يــأتي بعــده ) ، أي إن عليــا )عليه السالم( رأس طريق اإلكمال، كما أن ليس المراد إكمال الــدين بعلي

، بل وما يأتي منه )عليــه الســالم( بعــده من(3))عليه السالم( في ذلك اليوماأليام.

من إنجــاز المهمــة الملقــاة علىيهم الســالم( ثم إنــه بتمكن األئمــة )عل عواتقهم فقد كان الله نصرهم، فما استشــكل بــه بعض الســنة على حــديث

الغدير بأنه لو كان

الدين. وترسيخ المسيرة السالم( لتكميل )عليهم األئمة وجود من البد كانف)?( 1.138 البقرة: اآلية سورة)?( 2 السالم( واألئمة )عليه اإلمام حياة طيلة استمر فإنه والمعارف األحكام سائر بيان حيث من أي)?( 3

)عليه بنصــبه الكبــير اإلعالن كــان نعم الســالم(، )عليهم بعده من ذلك في وخليفــة، الســالم( إمامــا.الغدير يوم وهو اليوم

239

اللهم انصــر من الستجيب دعاء الرسول )صلى الله عليه وآلــه(: صدقا مع وضوح أن دعــاء الرســول )صــلى اللــه عليــه،(1)نصره واخذل من خذله

إلى آخــر كالمــه غــيردم صدقه، وآله( مستجاب، وحیث لم یستجب عرفنا عوارد.

فقط، بل أداء المهمة، وإال فماذا يعني(2)إذ ليس المراد بالنصرة الحكمpقــومقوله سبحانه: ــومp ي p يــاة الــدنيا وpي pــوا في الح pنا وpالذينp آمpن pنصر رسل pن إنا ل

هاد pشــ ، فينقض على المستشــكل: كيــف نصــرهم اللــه وقــد قتــل كثــير(3)األــلمنهم، كما قال سبحانه: pنبياءp اللــه من قpب pقتلونp أ كمــا قتــل،(4)قل فpلمp ت

كثير من المسلمين، كما في قصة أصحاب األخدود وغيرهم.وحاصل الجواب: إن النصرة إمكان القيام بالدور الملقى عليه.

هذا مع أن النصرة تالحظ من األول إلى األخير، ولذا نقول: نصر رسول الله )صلى الله عليه وآله( مع أنه اضطهد في أول األمر، فالرســول )صــلى

الله عليه وآله( والمؤمنون به نصروا وإن قتل حمزة وجعفر وغيرهما.ــوفرت الشــروط ــالث، وهــو: إن المــراد النصــرة إذا ت ــاك جــواب ث وهن

ــد أي مع توفر األسباب، ومثــل (5)اإلسالم يعلوواألسباب، فمثله مثل وpنريذينp استضعفوا pمن عpلpى ال وإذا أي مع تــوفر األســباب، وكــذا معــنى (6)أن ن

pشفين أي مع توفر األســباب، إلى غــير ذلــك، فــالمعنى إن(7)ىمpرضت فpهوp ي الله ينصــر من ينصــر عليــا )عليــه الســالم( إذا وفــروا في أنفســهم أســباب

النصر، فينصرهم على أعداء

األميني. )الغدير( للعالمة انظر وللتفصيل ،52 ب149 ص37األنوار: ج بحار)?( 1حاكما. يصبح وأن الحكم مزاولة أي)?( 2.51 غافر: اآلية سورة)?( 3.91 البقرة: اآلية سورة)?( 4.118 ح226 ص1الغوالي: ج)?( 5.15 القصص: اآلية سورة)?( 6.80 الشعراء: اآلية سورة)?( 7

240

علي وإن وفروا في أنفسهم أسباب النصر أيضا. هذا باإلضافة إلى أن األئمة )عليهم السالم( مارسوا الحكم والجهــاد من خالل أوالدهم وأقربائهم وخواصهم، كما نجد تفصيل ذلــك في ثــوراتهم ضــد

الباطل حتى قوضوه، والله سبحانه العالم المستعان.

241

الجائرة(( الحكومات مقاومة)) الواجب على المسلمين المخلصين مقاومــة الحكومــات(:35)مسألة

الجائرة، سواء كانت إســالمية أو غــير إســالمية، فــإن كــل حكومــة ال تعمــل بأحكام الله سبحانه فهي جــائرة، وإن كــانت ديمقراطيــة حقيقــة، فــإن كــل

حكم ما عدا حكم الله سبحانه فهو جور، كما حقق في محله.والمقاومة سلبية تارة، وإيجابية أخرى.

))المقاومة اإليجابية(( أمـــا المقاومـــة اإليجابيـــة: فهي أن يـــدخل اإلنســـان في الحكم ألجـــل اإلحسان إلى المسلمين والحد من نشاط الجائرين، كما دخل يوسف )عليهــام السالم( وعمران والد موسى )عليه السالم( ومؤمن آل فرعون في أحك

الجائرين. وكما دخــل اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( والحســنان )عليهمــا

.(1)السالم(، وسلمان وأبوذر وعمار في أحكام الثالثة في الجملة ودخل علي بن يقطين في وزارة هارون، وكذلك داود الزربي وكــان من ثقاة موسى بن جعفر )عليه السالم(، وكـذلك كــان محمــد بن إسـماعيل بن بزيــع في الــوزارة، وكـان من ثقــاة الكــاظم )عليــه السـالم( والرضــا )عليــه

السالم(. وكان عبد الله بن ســنان خازنــا للمنصــور والمهــدي والهــادي والرشــيد، وكان ثقة من أصحاب الصادق )عليه السالم(. وكان عبد الله النجاشي واليا على األهواز من قبل المنصــور، وهــو ثقــة كتب إليــه اإلمــام الصــادق )عليــه

السالم( رسالة معروفة.ــل ــيرين بقم من قب ــده أم ــد بن علي ول ــى ومحم ــان علي بن عيس وك السلطان، وهما ثقتان من ثقاة الهادي )عليه الســالم(، وكــان ابن الســكيت مؤدبا البن المتوكل، وقد جره تجاهره بحب أهل البيت )عليهم الســالم( إلى

قتله في قصة مشهورة. وكــان جعفــر بن محمــد بن األشــعث مربيــا لمحمــد األمين ابن هــارون

العباسي. ودخل اإلمام الرضا )عليه السالم( حكم المأمون، والظــاهر أنــه لم يكن خائفا من القتل، فإن القتل لهم )عليهم السالم( عادة، بل ألجل هدم حكمه

كان السالم عليه اإلمام فإن مر، تفصيل على)?( 1 أشبه. وما بريء قتل من ليمنع يرشدهم أحيانا242

وإظهار اغتصابه وبيان جهله وعدم استحقاقه للخالفة، ولذا شــرط على المأمون أن ال يأمر وال ينهى وال يفتي وال يقضي وال يولي أحدا وال يعــزل والــالحكم، يغير شيئا مما هو قائم، مما كان معناه أنه )عليه السالم( ال يرتبط بــه ــدخول لئال يقــال إن ــه الســالم( جمــع بين تعــززه أوال عن ال فاإلمــام )علي حــريص، وليملي عليــه هــذه الشــروط، وبين دخولــه ثانيــا ليهــدم الحكم من

.(1)داخله كما فعل مثل ذلك اإلمام أمير المؤمنين )عليه السالم(، فإنــه تعــزز أوال عن قبول اإلمارة لئال يتهم بالحرص على الحكم، وليتبين أنه إنما كان يطلب الحكم في زمن الثالثة ألجل إقامة الحــق ال حرصــا، كمــا اتهمــه بــه معاويــة

لـوالوالمنافقون، ثم قبل الحكم إلقامة الحـق، حيث قـال )عليـه السـالم(: إلخ.(2)حضور الحاضر..

))فذلكة((وهنا فذلكة ال بأس باإلشارة إليها:

ــة )عليهم الســالم( وهي أن الظاهر لدى التتبع والتأمل أن األنبياء واألئم كانوا ال يعملون حسب علمهم باألشياء، بل لم يكن العلم يؤثر في ســلوكهم واحساساتهم، وإنما كانوا يعملون حسب المــوازين البشــرية، ولــذا لم يــؤثر علم يعقوب )عليه السالم( بحياة يوسف )عليه السالم( وأنه يصبح ملكا في

حفظه عن البكاء. ولم يؤثر علم اإلمام الحسين )عليه السالم( ورؤيتــه دخــول علي األكــبر )عليه السالم( في الجنة في عدم بكائه، مع أن أحــدنا لــو رأى ولــده يــدخل

مكانا حسنا يفرح، ال أنه ال يحزن فحسب. وكذلك لو كان علمهم )عليهم الســالم( يــؤثر في أعمــالهم يــوجب أن ال يأتي الرسول )صلى الله عليه وآله( بأنــاس يعلم أنهم لــو حضــروا المعــاركــير من المســلمين استشهدوا إلى المعارك، وأن ال يبقى جائعا هو وأهله وكث وقد كان يعلم مكان الكنوز، وكان يقدر على تبديل الحصى جوهرا، إلى غير

الشرعية. عنه ويسلب)?( 1.3 رقم البالغة: الخطبة نهج)?( 2

243

ذلك من الموارد الكثيرة التي تدل على أنهم )عليهم الســالم( مــا كــانوا يتبعــون علمهم الخــارق وقــدرتهم الخارقــة في تمشــية أمــورهم، بــل كــانوا يعملون حسب علمهم وقدرتهم العاديين، إال في أماكن قليلة، ألجل التحدي

واإلعجاز وما إلى ذلك. وهذا هو سبب عدم اتباعهم )عليهم الســالم( لعلمهم في وقت وفــاتهم، فإنهم وإن علموا غيبيا سبب استشهادهم، ما كانوا يتجنبونــه، كمــا أنــه كــان بقدرتهم غيبيا أن يرفعوا أثر السم والسيف من أنفسهم بعد تجرعهم للســم وتعرضهم للسيف، لكنهم لم يكونوا يفعلــون ذلــك، ألن األصــل في أفعــالهم

هو المتعارف. أما القول بأنهم ما كانوا يعلمــون وقت قتلهم، أو كــانوا يرجحــون القتــلــة ــوا بشــيء أشــد، فــذلك خالف األدل ــاب أن ال يبتل بالســم والســيف من ب القطعية، فمثال رسول الله )صلى الله عليه وآله( إذا لم يتنــاول الســم مــاذا كان االبتالء األشد له الذي رجح )صلى اللــه عليــه وآلــه( تناولــه الســم على ذلك، وكذلك اإلمام )عليــه الســالم( إذا كــان أوقــف ســيافا عنــد مصــاله لئال يغتاله ابن ملجم، فماذا كــان ابتالؤه األشــد الــذي رجح أن يقتــل بســيف ابن ملجم لئال يبتلى بذلك األشد، وكذلك تجــرع اإلمــام الحســن )عليــه الســالم(

السم من يد جعدة، إلى غير ذلك. كما أن إخباراتهم )عليهم السالم( بــوقت وســبب مــوتهم فــوق التــواتر، مما ال يمكن أن يقال إنهم ما كانوا يعلمون بهــا، والكالم في المقــام طويــل ليس هنا مورده، وإنمــا ألمحنــا إلى ذلــك فذلكــة واســتطرادا لقبــول اإلمــام

الرضا )عليه السالم( بالحكم.

))نماذج من مباشرة الصلحاء للحكم(( وكيف كان، فالشيعة الذين دخلــوا الحكم الجــائر ألجــل إنقــاذ المؤمــنين وهدم الجور كثيرون، تقدم جملـة منهم، كمـا أن منهم أيضـا، وإن لم نحقـق

بعد أحوال بعضهم: أبو سلمة الخالل الكوفي، وزير السفاح أول ملوك بني العباس.

ومحمد بن األشعث الخزاعي، من قبل المنصور وهارون.ويعقوب بن داود، من قبل

244

المهدي. وفضل بن سهل وأخــوه حســن بن ســهل من قبــل المــأمون، وان كــان

فيهما كالم.وجعفر بن مجحول اإلسكافي، من قبل المعتز والمهتدي.

ومحمد بن الحسين الهمداني، من قبل المقتدي.وهبة الدين، من قبل المستظهر.

ومحمد بن عبد الكريم، من قبل الناصر والظاهر والمستنصر.ومحمد بن أحمد العلقمي، من قبل المستعصم ثم هوالكو.

كما قبل الوزارة من قبله نصير الــدين الطوســي، ودعايــة الســوء الــتيــت إال جهال أو ــية ليسـ ــة العباسـ ــول تحطيم ابن العلقمي للخالفـ روجت حـ تجاهال، فإن ابن العلقمي لو كان هــو ســبب مجيء هوالكــو، فهــل يعقــل أن يقتل هوالكو الشيعة إلى جانب السنة، وإنما دخــل ابن العلقمي والطوســي

الوزارة للتقليل من مآسي المغول حسب الممكن. وقد جمع الطوسي األوقاف والعلماء والكتب حول نفسه باسم التنجيم،ــل، والكتب عن الحــرق، فحفظ بذلك األوقاف عن النهب، والعلماء عن القت

كما يجد المتتبع تفصيل ذلك في التواريخ المفصلة. والتهجم على الطوسـي وعلمـاء زمن الصـفوية بـأنهم كـانوا من علمـاء البالط، حالــه حــال مــدح خالــد بن الوليــد وصــالح الــدين األيــوبي بــأن األولــاني أنقــذ المســلمين من الصــليبين، فكال ــردة، والث اشــترك في حــروب ال

األمرين باعثه الجهل أو التجاهل. أمــا األول: فقــد عــرفت حــال الطوســي، وأنــه المنقــذ الوحيــد لإلســالم

والمسلمين في أحلك ظروفهما. وأما علماء الصفوية، فقد سببوا إقامــة األحكــام ونشــر اإلســالم وتعميم العدل وتقويم الحكام، واإلشكال عليهم بأنهم كانوا يؤيدون الحكــام الظلمــة يحتاج إلى دليــل شــرعي، شــاهدين عــادلين، أن كــل حكــام الصــفوية كــانوا ظلمة، والتــاريخ يثبت خالف ذلــك، وعلى تقــدير ثبــوت ظلم بعضــهم يحتــاج

األمر إلى دليل أنهم )رحمهم الله( كانوا

245

يؤيدونهم ولم يكونــوا من قبيــل ابن يقطين وغــيره ممن تقــدم ذكــرهم،بينما التاريخ أثبت ذلك، والكالم حول ذلك خارج عن مهمة الكتاب.

))حروب الردة ومآسي صالح الدين((ــدين عن ــارب المرت ــابكر لم يح ــا أن أب ــد ثبت تاريخي ــاني: فق ــا الث وأم اإلسالم، لعدم وجودهم أصال، وإنمــا حــارب الــذين لم يرتضــوا خالفتــه، فمــا يسمى بحــروف الــردة هي أقــذر حــروب عرفهــا التــاريخ، وبطلهــا خالــد بن

الوليد، كما يظهر ذلك للمتتبع في التاريخ.كما أن صالح الدين هو السبب لبقاء الصليبين في فلسطين، فإنه:

: سبب تفتيت الدولــة اإلســالمية، حيث فصــل ســوريا عن مصــر، ممــا1ضعف الدولة أمام الصليبين.

: وبدل أن يحارب الصليبين حارب المسلمين في حرب طائفية بشعة،1ــوف من المســلمين الشــيعة، وشــرد علمــاءهم، وأحــرق ــات األل ــل مئ فقت مكتباتهم، ومن الواضح أن مثــل هــذه الحــرب الطائفيــة األهليــة كم تضــعف

الدولة من مقاومة الصليبي المحتل، كما حدث بالفعل. : ولما حضرته الوفاة قسـم البالد بين أبنائـه كأنهـا إرث، وذلـك بـدوره3

أضعف الدولة ضعفا متزايدا. ولذا بقي الصــليبيون في بالد اإلســالم يعيثــون كــل فســاد إلى عشــرات

السنوات من بعده، وكل ما ذكرناه يجده المتتبع في التواريخ الصحيحة. وكذلك دخل في الحكم ألجل مــا ذكرنــاه: الشــريف الناصــر، والشــريف

المرتضى في إبان الحكم العباسي.ــان الحكم ــدعائم إب ــان صــاحب ال ــا دخــل في الحكم: القاضــي نعم كم

الفاطمي. ومن فذلكة القـول أن نقـول: إن الفـاطميين كـان بعضـهم شـيعة اثـنى

عشرية ـ

246

على خالف المشتهر عند من ال خبرة له بأن كلهم كانوا إسماعيلية. وأن نقول: إن ما اتهموا به ـ خصوصا الحاكم بأمر الله ـ كــان من نســج خيال بني العبــاس المنافســين لهم في بغــداد، حيث جنــدوا المرتزقــة مثــل )ابن حجلة( وأضرابه للوقيعــة فيهم واتهــامهم بتهم رخصــية متهافتــة تشــهد

بنفسها على كذبها، كما ال يخفى على من راجع التاريخ. هــذا كلــه إلمــاع إلى كيفيــة المقاومــة اإليجابيــة الــتي قــاوم بهــا األنبيــاء

واألئمة والعلماء والصلحاء ومن إليهم الحكام الجائرين.

))المقاومة السلبية((ــذكر، والقــرآن والســنة وأمــا المقاومــة الســلبية، فهي أظهــر من أن ت المطهــرة والتــواريخ المدونــة تزخــر بــذلك، ومقاومــة علي )عليــه الســالم( وفاطمة )عليها السالم( والحسنين )عليهما السالم( لغاصبي الخالفــة شــيء

معروف. كما أن من الواضح مقاومة الحسين )عليه السالم( ليزيد، ومقاومة بقية

األئمة الطاهرين )عليهم السالم( لملوك بني أمية وبني العباس. كمــا قــاومهم من أوالد األئمــة )عليهم الســالم( وأوليــائهم، المختــار، والتوابون، وزيد بن علي بن الحسين، ويحــيى بن زيــد، وعيســى، والحســين صاحب فخ، ويحيى بن عبد الله، ومحمد بن إبـراهيم، وغـيرهم ممن يجـدهم

المتتبع في التواريخ، أمثال )مقاتل الطالبيين( وغيره. وال يخفى أن األنبيــاء واألئمــة )عليهم الســالم( ومن حــذى حــذوهم، قــد نجحوا نجاحا باهرا في تحطيم عــروش الظــالمين وإقامــة العــدل وتأســيس الحكومات الصالحة، والحكومات التي كانت أقل ظلما، وبعض العـدل الـذي نراه في جملة من بالد العالم اليــوم إنمــا هــو ثمــرة كفــاح أولئــك الصــفوة، وسيستمر الكفاح بإذن الله تعالى حتى يمأل العــالم عــدال وإيمانــا، ومــا ذلــك

على الله بعزيز.

247

تتمة: من الالزم االهتمام ألجل تأليف كتاب مفصل في الحكم، يجمع فيه فقه آيـــات الحكم في القـــرآن الحكيم، إلى فقـــه ســـيرة المعصـــومين )عليهم السالم( في الحكم عمال، باإلضافة إلى أقوالهم )عليهم الســالم( كــالتي في كلمات الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وفي )نهج البالغــة( وملحقاتــه، كـ

)نهج السعادة( وغيره. هذا مضافا إلى الروايات الكثــيرة الـواردة في بــاب الحكم المبثوثــة في أبواب العشرة والجهاد واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتجارة )بحث الوالية( والقضاء والحدود والديات والقصاص، فإن مــا ال يقــل من ألــف آيــة ورواية وسيرة مبثوثة في الكتاب والسنة والتاريخ بشأن الحكم، فإذا جمعت على أسلوب فقه اســتداللي كــان زهــاء كتــاب صــالة الجــواهر، يكــون شــيئاــالم الحاضــر في ــا في الع ــل م ــدا في أســلوب الحكم، بالنســبة إلى ك فري

أسلوب الحكم. ثم إنا قد ألحقنا بالكتاب جملـة من الروايـات الـواردة بشـأن الحكم من الرسول األعظم )صلى الله عليــه وآلــه(، ومن أمــير المؤمــنين علي )عليــه السالم( في عهده إلى األشتر )رضوان الله عليه( وعن سائر األئمــة )عليهم

السالم( تتميما للفائدة.ونسأله سبحانه القبول واألجر والفائدة، وهو المستعان.

248

فصلومدحهم معهم والكون الظالمين إعانة حرمة في

محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبــوب، عن مالــك بن عطيــة، عن أبي حمــزة، عن علي بن الحســين )عليهمــا الســالم( في حــديث قــال:

ياكم وصحبة العاصين ومعونة الظالمينإ(1). وعن محمد بن عذافر، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله )عليــه الســالم(:

يا عذافر نبئت أنك تعامل أبا أيــوب والربيــع، فمــا حالــك إذا نــودي بــك في ، قال: فوجم أبي، فقال له أبو عبد الله )عليــه الســالم( لمــاأعوان الظلمة

، قــالأي عذافر إنما خوفتك بمــا خوفــني اللــه عزوجــل بهرأى ما أصابه: .(2)محمد: فقدم أبي فما زال مغموما مكروبا حتى مات

اتقــوا اللــهوعن حريز، قال: سمعت أبا عبد الله )عليه السالم( يقــول: وصونوا دينكم بــالورع، وقــووه بالتقيــة واالســتغناء باللــه عزوجــل عن طلبــه الحوائج إلى صاحب سلطان، إنه من خضع لصاحب السلطان ولمن يخالف

على دينه طلبا لما

.1 ح42 الباب128 ص12الوسائل: ج)?( 1.3 ح42 الباب128 ص12الوسائل: ج)?( 2

249

في يديه من دنياه أخمله الله عزوجل ومقته عليه، ووكله إليه فإن هــو غلب على شيء من دنياه فصار إليه منه شيء نزع الله جــل اســمه البركــة

.(1)منه، ولم يأجره على شيء منه ينفقه في حج وال عتق وال بر وعن أبي بصير، قــال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن أعمــالهم،

فقال لي: يا أبا محمد ال وال مدة قلم، إن أحدهم ال يصيب من دنياهم شــيئا ، الــوهم من ابن(2)إال أصابوا من دينه مثلــه، أو حــتى يصــيبوا من دينــه مثله

أبي عمير. وعن ابن أبي يعفور، قــال: كنت عنــد أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: جعلت فداك )أصلحك اللــه خ ل( إنــه ربما أصاب الرجل منا الضــيق أو الشـدة فيــدعى إلى البنــاء يبنيــه، أو النهــر يكريه، أو المسناة يصلحها، فما تقول في ذلك، فقــال أبــو عبــد اللــه )عليــه

مــا أحب أني عقـدت لهم عقـدة، أو وكيت لهم وكـاء، وأن لي مــاالسالم(: بين البتيها، ال والمدة بقلم، إن أعوان الظلمة يــوم القيامــة في ســرادق من

.(3)نار، حتى يحكم الله بين العباد أمــا تغشــىوعن جهم بن حميد، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:

ــؤالء ــلطان ه ــال: س ــال: قلت ال، ق ــال:ولم، ق ــديني، ق ــرارا ب ، قلت: فوعزمت على ذلك :قلت: نعم، قال لي ،اآلن سلم لك دينك(4).

الوعن يونس بن يعقوب، قال: قال لي أبو عبــد اللــه )عليــه الســالم(: .(5)تعنهم على بناء مسجد

.4 ح42 الباب128 ص12الوسائل: ج)?( 1.5 ح42 الباب129 ص12الوسائل: ج)?( 2.6 ح42 الباب129 ص12الوسائل: ج)?( 3.7 ح42 الباب129 ص12الوسائل: ج)?( 4.8 ح42 الباب129 ص12الوسائل: ج)?( 5

250

وعن ابن بنت الوليـــد بن صـــبيح الكـــاهلي، عن أبي عبـــد اللـــه )عليـــه من سود اسمه في ديوان ولد سابع حشره الله يوم القيامةالسالم(، قال:

.(1)خنزيرا أقول: )سابع( مقلوب )عباس(.

وعن الحســين بن زيــد، عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائــه )عليهم السالم(، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(، في حــديث المنــاهي قــال:

أال ومن علق سوطا بين يدي سلطان، جعل الله ذلك السوط يــوم القيامــة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا، يسلطه اللــه عليــه في نــار جهنم وبئس

.(2)المصير وعن السكوني، عن جعفر بن محمــد )عليـه السـالم(، عن آبائــه )عليهم

إذا كان يوم القيامــةالسالم(، قال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: نادى مناد: أين أعوان الظلمة ومن الق لهم دواة، أو ربط كيسا، أو مــد لهم

.(3)مدة قلم، فاحشروهم معهم مــا اقــتربوبهذا اإلسناد، قال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآله(:

عبد من سلطان جائر إال تباعد من الله، وال كــثر مالــه إال اشــتد حسـابه، وال.(4)كثر تبعه إال كثرت شياطينه

أقول: أي كثرة المال والتبع لغير الحق.ــوابوباإلسناد، قال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: ــاكم وأب إي

السلطان وحواشيها، فإن أقــربكم من أبــواب الســلطان وحواشــيها أبعــدكمــه من الله عزوجل، ومن آثر السلطان على الله أذهب الله عنه الورع وجعل

.(5)حيرانا

.9 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 1.10 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 2.11 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 3.12 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 4.13 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 5

251

ــه ــه علي وبإسناده السابق في عيادة المريض، عن رسول الله )صلى الل من تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل بــه ملــكوآله( في حديث قال:

الموت بالبشرى بلعنه ونار جهنم وبئس المصير، ومن خــف لســلطان جــائر في حاجة كان قرينه في النار، ومن دل سلطانا على الجور قرن مع هامان، وكان هو والسلطان من أشد أهل النار عذابا، ومن عظم صاحب دنيا وأحبه لطمع دنيــاه ســخط اللــه عليــه، وكــان في درجتــه مــع قــارون في التــابوت األسفل من النار، ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعلهــا اللــه حيــة طولها سبعون ألف ذراع، فيسلط الله عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلــدا، ومن سعى بأخيه إلى ســلطان ولم ينلــه منــه ســوء وال مكــروه أحبــط اللــه عمله، وإن وصل منه إليه ســوء ومكــروه أو أذى جعلــه اللــه في طبقــة مــع

.(1)هامان في جهنم منوعن ورام بن أبي فــراس في كتابــه، قــال: قــال )عليــه الســالم(:

.(2)مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من اإلسالمــةقال: وقال )عليه السالم(: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلم

،وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة، حــتى من بــرى لهم قلمــا، والق لهم دواة .(3)فيجتمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في جهنمقال:

وعن صفوان بن مهــران الجمــال، قــال: دخلت على أبي الحســن األول يا صفوان كــل شــيء منــك حســن جميــل مــا خال)عليه السالم( فقال لي:

إكــراؤك جمالــك من هــذا، قلت: جعلت فداك أي شــي، قــال: شيئا واحدا، يعني هارون، قال: الرجل

.14 ح42 الباب130 ص12الوسائل: ج)?( 1.15 ح42 الباب131 ص12الوسائل: ج)?( 2.16 ح42 الباب131 ص12الوسائل: ج)?( 3

252

والله ما أكريته أشرا وال بطرا وال للصــيد وال للهــو، ولكــني أكريتــه لهــذا الطريق، يعني طريــق مكــة، وال أتــواله بنفســي، ولكن أبعث معــه غلمــاني،

، قلت: نعم جعلت فــداك، قــال:يا صــفوان أيقــع كــراؤك عليهمفقال لي: من أحب، قلت: نعم، قــال: أتحب بقاءهم حــتى يخــرج كــراؤكفقال لي:

، قــال صــفوان: فــذهبتبقاءهم فهو منهم، ومن كــان منهم كــان ورد النــارــا فبعت جمــالي عن آخرهــا، فبلــغ ذلــك إلى هــارون فــدعاني، فقــال لي: ي صفوان بلغني أنك بعت جمالك، قلت: نعم، قال: ولم، قلت: أنا شــيخ كبــير، وإن الغلمان ال يفون باألعمـال، فقـال: هيهـات هيهـات إني ألعلم من أشـار عليك بهذا، أشـار عليـك بهـذا موسـى بن جعفـر، قلت: مـالي ولموسـى بن

.(1)جعفر، فقال: دع هذا عنك، فوالله لوالحسن صحبتك لقتلتك وعن الحسين بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيــه، عن آبائــه )عليهم السالم(، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( في حديث المناهي:

إنه نهى عن المدح وقال: احثوا في وجوه المداحين التراب. من تولى خصومة ظــالم أو أعــان عليهــا ثم نــزل بــه ملــكقال: وقال:

.الموت قال له: أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير من مدح سلطانا جائرا وتخفف وتضعضع لهقال: وقال )عليه السالم(: .طمعا فيه كان قرينه في النار

وال تركنــوا إلى الــذينقال: وقال )عليــه الســالم(: قــال اللـه عزوجــل: ظلموا

.17 ح42 الباب131 ص12الوسائل: ج)?( 1253

من ولي جــائرا على جــور، قال: وقال )عليــه الســالم(: فتمسكم النار .(1)كان قرين هامان في جهنم

وعن سهل بن زياد، رفعه عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في قــول هــو، قــال: (2)وال تركنــوا إلى الــذين ظلمــوا فتمســكم النــارالله عزوجل:

.(3)الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده إلى كيسه فيعطيه وعن محمد بن هشام، عمن أخــبره، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

إن قومــا ممن آمن بموســى )عليــه الســالم( قــالوا: لــو أتينــا عســكرقال: فرعون فكنا فيه ونلنا من دنياه حتى إذا كان الذي نرجوه من ظهور موسى )عليه السالم( صرنا إليه، ففعلوا، فلمــا توجــه موســى )عليــه الســالم( ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابهم وأسرعوا في الســير ليلحقــوا موســى )عليــه الســالم( وعســكره فيكونــوا معهم، فبعث اللــه ملكــا فضــرب وجــوه

.(4)دوابهم فردهم إلى عسكر فرعون، فكانوا في من غرق مع فرعونــه ــه )عليـ ــد اللـ ــحابنا، عن أبي عبـ ــة، عن بعض أصـ وعن علي بن عقبـ

حق على الله عزوجل أن تصــيروا مــع من عشــتم معــه فيالسالم(، قال: .(5)دنياه

وعن مهران بن محمــد بن أبي نصــر )بصــير(، عن أبي عبــد اللــه )عليــه ما من جبار إال ومعه مؤمن يدفع الله عزوجلالسالم(، قال: سمعته يقول:

به عن المؤمنين، وهو أقلهم حظــا في اآلخــرة، يعــنى أقــل المؤمــنين حظــا .(6)بصحبة الجبار

.1 ح43 الباب132 ص12الوسائل: ج)?( 1.2 ح43 الباب132 ص12الوسائل: ج)?( 2.1 ح44 الباب133 ص12الوسائل: ج)?( 3.2 ح44 الباب134 ص12الوسائل: ج)?( 4.3 ح44 الباب134 ص12الوسائل: ج)?( 5.4 ح44 الباب134 ص12الوسائل: ج)?( 6

254

ومنوعن عياض، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( في حــديث قــال: .(1)أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله

من ســود اســمهوعن الكاهلي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: .(2)في ديوان الجبارين من ولد فالن حشره الله يوم القيامة حيرانا

.5 ح44 الباب134 ص12الوسائل: ج)?( 1.6 ح44 الباب134 ص12الوسائل: ج)?( 2

255

256

فصلاستثني(( ما إال الجائر من الوالية ))حرمة

في تحريم الوالية من قبل الجــائر إال مــا اســتثني، ممــا تقــدم في بعض المسائل السابقة، كما إذا كان تقية، أو كان فيه نفع المؤمــنين أو مــا أشــبه

ذلك، ووجوب رد المظالم إلى أهلها. عن الوليد بن صــبيح، قــال: دخلت على أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

يافاستقبلني زرارة خارجا من عنده، فقال لي أبو عبد الله )عليه السالم(: وليد أما تعجب من زرارة، سألني عن أعمــال هــؤالء، أي شــيء كــان يريــد،

يا وليد متى كانت الشيعة، ثم قال: أيريد أن أقول له: ال، فيروي ذاك علي تسألهم عن أعمالهم، إنما كانت الشيعة تقول: يؤكل من طعــامهم ويشــرب

.(1)من شرابهم ويستظل بظلهم، متى كانت الشيعة تسأل من هذا وعن محمد بن مسلم، قال: كنا عند أبي جعفر )عليه السالم( على باب داره بالمدينــة، فنظــر إلى النــاس يمــرون أفواجــا، فقــال لبعض من عنــده:

حدث بالمدينة أمرفقال: أصلحك الله ولي المدينة وال فغدا الناس إليــه ، يهنئونه، فقال:

.1 ح45 الباب135 ص12الوسائل: ج)?( 1257

إن الرجل ليغدى عليه باألمر يهنأ به، وإنه لباب من أبواب النار(1). ــه ــه )علي ــد الل ــاجر، قــال: قلت ألبي عب ــراهيم بن مه وعن يحــيى بن إب

، قلت:وعليهم السالمالسالم(: فالن يقرؤك السالم، وفالن وفالن، فقال: ، قلت: حبسهم أبــو جعفــر، فقــال:وما لهم، وما لهيسألونك الدعاء، قال:

وما لهم، وما له :فقلت: استعملهم فحبســهم، فقــال ،،ومــا لهم، ومــا لــه ــار ــار، هم الن ــار، هم الن ــال:ألم أنههم، ألم أنههم، ألم أنههم، هم الن ، ثم ق

اللهم اجدع عنهم سلطانهمقال: فانصرفنا من مكــة فســألنا عنهم، فــإذا ، .(2)هم قد أخرجوا بعد الكالم بثالثة أيام

ــا ــولى لعلي بن الحســين )عليهم ــبرنى م ــال: أخ وعن داود بن زربي، ق السالم(، قال: كنت بالكوفة فقدم أبو عبد الله )عليه السالم( الحيرة فأتيته، فقلت: جعلت فداك لو كلمت داود بن علي أو بعض هؤالء فأدخل في بعض

، إلى أن قال: جعلت فداك ظننت أنكما كنت ألفعلهذه الواليات، فقال: إنما كرهت ذلك مخافة أن أجور أو أظلم، وإن كــل امــرأة لي طــالق، وكــل مملـوك لي حـر علي وعلي إن ظلمت أحـدا أو جـرت عليـه وإن لم أعـدل،

، فأعــدت عليــه األيمــان فرفــع رأســه إلى الســماء فقــال:كيف قلتقال: تناول السماء أيسر عليك من ذلك(3).

وعن حميد، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: إني وليت عمالــرفهل لي من ذلك مخرج، فقال: ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعس

.(4)أرى أن تتقي الله عزوجل وال تعد، قلت: فما ترى، قال: عليه

.2 ح45 الباب135 ص12الوسائل: ج)?( 1.3 ح45 الباب135 ص12الوسائل: ج)?( 2.4 ح45 الباب136 ص12الوسائل: ج)?( 3.5 ح45 الباب136 ص12الوسائل: ج)?( 4

258

وعن الحســين بن زيــد، عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائــه )عليهم السالم(، في حديث المناهي، قال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(:

من تولى عرافة قوم أتي به يوم القيامة ويــداه مغلولتــان إلى عنقــه، فــإن ــه، وإن كــان ظالمــا هــوى بــه في نــار قام فيهم بأمر الله عزوجل أطلقه الل

.(1)جهنم وبئس المصير وفي )عقاب األعمال(، عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( في حــديث،

من أكرم أخاه فإنما يكرم اللــه عزوجــل، فمــا ظنكم بمن يكــرم اللــهقال: عزوجل أن يفعل به، ومن تولى عرافة قوم )ولم يحســن فيهم خ ل( حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة، وحشر ويــده مغلولــة إلى عنقــه، فــإن كان قام فيهم بأمر الله أطلقها الله، وإن كان ظالما هوى بــه في نــار جهنم

.(2)سبعين خريفا من نظــروعن مفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله )عليه الســالم(:

.(3)في الله كيف كان هلك، ومن طلب الرياسة هلك وعن محمــد بن إدريس في آخــر )الســرائر( نقال من كتــاب )مســائل الرجال(، عن أبي الحســن علي بن محمــد )عليهمــا الســالم(، إن محمــد بن علي بن عيسى كتب إليه يسأله عن العمــل لبــني العبــاس وأخــذ مــا يتمكن

مــا كــان المــدخل فيــه بــالجبر والقهــرمن أموالهم هل فيه رخصة، فقــال: فالله قابل العذر، وما خال ذلك فمكروه، وال محالة قليله خير من كثيره، وما يكفر به ما يلزمه فيــه من يرزقــه ويســبب على يديــه مــا يســرك فينــا وفي

، قال: فكتبت إليه في جواب ذلك: اعلمه أن موالينا

.6 ح45 الباب136 ص12الوسائل: ج)?( 1.7 ح45 الباب137 ص12الوسائل: ج)?( 2.8 ح45 الباب137 ص12الوسائل: ج)?( 3

259

مذهبي في الدخول في أمرهم وجود السبيل إلى إدخـال المكـروه على عدوه، وانبساط اليــد في التشــفي منهم بشــيء أتقــرب بــه إليهم، فأجــاب:

.(1)من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراما، بل أجرا وثوابا وعن مسعدة بن صدقة، قال: سأل رجل أبا عبد الله )عليه السالم( عن قوم من الشــيعة يــدخلون في أعمــال الســلطان يعملــون لهم ويحبــون لهم

، ثم قرأ أبــو عبــدليس هم من الشيعة، ولكنهم من أولئكويوالونهم، قال: رائيلp عpلىالله )عليه السـالم( هـذه اآليـة: ــني إســ p روا من ب pفـp ـذينp ك لعنp ال

pمp ى بن مpــري pعيســpو pلسان داود :إلى قولــه pقون pثــيرا منهم فاســ ،(2)وpلكن ك كــانواالخنــازير على لســان داود، والقــردة على لســان عيســى قــال:

pلــونpفعp pبئسp ما كــانوا ي pر فpعpلوه ل pناهpونp عpن منك pت كــانوا يــأكلون، قــال: (3)الي لحم الخنزير ويشربون الخمور ويــأتون النســاء أيــام حيضــهن، ثم احتج اللــه

ــال: ــار، فق ــوالين للكف ــنين الم ونp الذينعلى المؤم pوpل pت ــيرا منهم ي pث ى ك pـر pـ تpنفسهم pبئسp ما قpدمpت لهم أ pفpروا ل pثيرا منهم فاسقونp، إلى قوله: ك وpلكن ك

( 4)فنهى الله عزوجل أن يوالي المؤمن الكافر إال عند التقية ،(5). مــا ذئبــانوعن معمر بن خالد، قال: قال أبو الحســن )عليــه الســالم(:

ضــاريان في غنم قــد غــاب عنهــا رعاؤهــا بأضــر في دين المســلم من حب .(6)لكن صفوان ال يحب الرئاسة، ثم قال: الرياسة

وعن سليمان الجعفري، قال: قلت ألبي الحسن الرضا )عليــه الســالم(:ما تقول

.9 ح45 الباب137 ص12الوسائل: ج)?( 1.81 ـ78 اآلية المائدة: من سورة)?( 2.79 المائدة: اآلية سورة)?( 3.81 ـ80 المائدة: اآلية سورة)?( 4.10 ح45 الباب138 ص12الوسائل: ج)?( 5.11 ح45 اباب138 ص12الوسائل: ج)?( 6

260

يا سليمان الــدخول في أعمــالهم والعــونفي أعمال السلطان، فقال: ــد من ــر، والنظــر إليهم على العم ــديل الكف ــوائجهم ع لهم والســعي في ح

.(1)الكبائر التي يستحق بها النارــر ــى بن جعف ــن موس ــو الحس ــال لي أب ــال: ق وعن علي بن يقطين، ق

إن لله تبارك وتعالى مــع السـلطان أوليــاء يـدفع بهم عن)عليهما السالم(: .(2)أوليائه

.(3)أولئك عتقاء الله من الناروقال الصدوق في خبر آخر: كفارة عمل السلطان قضــاء حــوائجقال وقال الصادق )عليه السالم(:

.(4)اإلخوانــعوفي )المقنع( قال: روي عن الرضا )عليه السالم( إنه قال: إن لله م

.(5)السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه قال: وسئل أبو عبد الله )عليه السالم( عن رجل يحب آل محمد )صــلى

يحشــرهالله عليه وآله( وهو في ديوان هــؤالء فيقتــل تحت رايتهم، فقــال: .(6)الله على نيته

وعن زيد الشحام، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السالم يقول: من تولى أمرا من أمور الناس فعــدل وفتح بابــه ورفــع ســتره ونظــر في أمور الناس كان حقا على الله عزوجل أن يــؤمن روعتــه يــوم القيامــة،

.(7)ويدخله الجنه ما تقولوعن علي بن يقطين، قال: قلت ألبي الحسن )عليه السالم(:

في أعمال

.12 ح45 الباب138 ص12الوسائل: ج)?( 1.1 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 2.2 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 3.3 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 4.5 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 5.6 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 6.7 ح46 الباب139 ص12الوسائل: ج)?( 7

261

، قــال: فــأخبرنيإن كنت البد فاعال فــاتق أمــوال الشــيعةهؤالء، قال: .(1)على أنه كان يجبيها من الشيعة عالنية ويردها عليهم في السر

وعن زياد بن أبي سلمة، قــال: دخلت على أبي الحســن موســى )عليــه ، قــال: قلت أجــل،يا زياد إنك لتعمــل عمــل الســلطانالسالم( فقال لي:

، قلت: أنــا رجــل لي مــروة وعلي عيــال وليس وراء ظهــريولمقال لي: يا زياد لئن أسقط من حالق فــانقطع قطعــة قطعــة أحبشيء، فقال لي:

،إلي من أن أتــولى ألحــد منهم عمال، أو أطــأ بســاط رجــل منهم، إال لمــاذا إال لتفريج كربة عن مؤمن، أو فك أسره،قلت: ال أدري جعلت فداك، قال:

أو قضاء دينه، يا زياد إن أهون ما يصنع اللــه جــل وعــز بمن تــولى لهم عمالــه من حســاب الخالئــق، يــا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الل زياد فــإن وليت شــيئا من أعمــالهم فأحســن إلى إخوانــك فواحــدة بواحــدة، والله من وراء ذلك، يا زياد أيما رجل منكم تولى ألحد منهم عمال ثم ســاوى بينكم وبينه فقولوا له: أنت منتحل كذاب، يــا زيــاد إذا ذكــرت مقــدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليــك غـدا، ونفــاد مــا أتيت إليهم عنهم، وبقــاء مــا

.(2)أتيت إليهم عليك وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: ذكر عنــده رجــل

، قــال:كيــف صــنيعه إلى إخوانهمن هذه العصــابة قــد ولى واليــة، فقــال: أف يــدخلون فيمــا ال ينبغي لهم وال يصــنعونقلت: ليس عنده خــير، قــال:

.(3)إلى إخوانهم خيرا

.8 ح46 الباب140 ص12الوسائل: ج)?( 1.9 ح46 الباب140 ص12الوسائل: ج)?( 2.10 ح46 الباب141 ص12الوسائل: ج)?( 3

262

وعن رجل من بني حنيفة من أهل بســت وسجســتان، قــال: وافقت أبــا جعفر )عليــه السـالم( في السـنة الـتي حج فيهـا في أول خالفــة المعتصـم، فقلت له وأنا معــه على المائــدة، وهنــاك جماعــة من أوليــاء الســلطان: إن والينــا جعلت فــداك رجــل يتــواالكم أهــل الــبيت ويحبكم، وعلي في ديوانــه خراج، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه باإلحسان إلي، فقــال لي:

ال أعرفه،فقلت: جعلت فداك إنه على مــا قلت من محبتكم أهــل الــبيت ، بسم اللــه الــرحمن الــرحيم،وكتابك ينفعني عنده، فأخذ القرطاس فكتب:

أما بعد: فإن موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميال وإنمــا لــك من عملــك ما أحسنت فيه، فأحســن إلى إخوانــك، واعلم أن اللــه عزوجــل ســائلك عن

. قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسينمثاقيل الذر والخردل بن عبد الله النيسابورى وهو الوالي، فاستقبلني على فرسخين من المدينة، فدفعت إليه الكتــاب فقبلــه ووضــعه على عينيــه وقــال: مــا حاجتــك، فقلت: خراج علي في ديوانك فأمر بطرحه عني، وقــال: ال تــؤد خراجــا مــا دام لي عمــل، ثم ســألني عن عيــالي فأخبرتــه بمبلغهم، فــأمر لي ولهم بمــا يقوتنــا وفضال، فما أديت في عملــه خراجــا مــادام حيــا وال قطــع عــني صــلته حــتى

.(1)مات وعن يونس بن عمار، قال: وصــفت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( من

إذا ولــوكم يــدخلونيقول بهذا األمــر ممن يعمــل عمــل الســلطان، فقــال: ، قال: قلت: منهم من يفعــل ذلــكعليكم المرفق وينفعونكم في حوائجكم

من لم يفعل ذلــك منهم فــابرأوا منــه، بــرئ اللــهومنهم من ال يفعل، قال: .(2)منه

.11 ح46 الباب141 ص12الوسائل: ج)?( 1.12 ح46 الباب142 ص12الوسائل: ج)?( 2

263

وعن ابن جمهور، وغيره من أصحابنا، قال: كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عامال على األهواز وفارس، فقال بعض أهل عملــه ألبي عبــد اللــهــدين ــو ممن ي ــا، وه ــي علي خراج ــوان النجاش ــالم(: إن في دي ــه الس )علي

بســم اللــهبطاعتك، فإن رأيت أن تكتب له كتابــا، قــال: فكتب إليــه كتابــا: ، فلمــا ورد عليــه وهــو في مجلســه،الرحمن الرحيم، سر أخاك يسرك الله

فلما خال ناوله الكتاب وقال لــه: هــذا كتــاب أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،ــك، فقــال: علي خــراج في ــه، ثم قــال: مــا حاجت ــه ووضــعه على عيني فقبل ديوانك، قال لــه: كم هــو، قلت: هــو عشــرة آالف درهم، قــال: فــدعا كاتبــه فأمره بأدائها عنه، ثم أخرج مثله فــأمره أن يثبتهــا لــه لقابــل، ثم قــال: هــل سررتك، قال: نعم، قال: فأمر له بعشرة آالف درهم أخرى، فقـال لـه: هـل سررتك، فقال: نعم جعلت فداك، فأمر له بمركب ثم أمر لــه بجاريــة وغالم وتخت ثياب، في كل ذلك يقــول: هــل ســررتك، فكلمــا قــال نعم زاده حــتى فرغ قال له: احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالســا فيــه حين دفعت إلي كتاب موالي فيه، وارفع إلي جميع حوائجك، قال: ففعل وخرج الرجل فسار إلى أبي عبد الله )عليــه السـالم( بعـد ذلــك، فحدثــه بالحــديث على وجهتــه،ــد ســرك فجعل يستبشر بما فعل، فقال له الرجل: يا بن رسول الله كأنه ق

.(1)أي والله لقد سر الله ورسوله )صلى الله عليه وآله(ما فعل بي، قال: وعن محمد بن عيسى العبيــدي، قــال: كتب أبــو عمــرو الحــذاء إلى أبي الحسن )عليه السـالم(، وقــرأت الكتــاب والجــواب بخطـه، يعلمــه أنـه كـان يختلف إلى بعض قضاة هـؤالء، وأنـه صـير إليـه وقوفـا ومـواريث بعض ولـد

العباس أحياء وأمواتا،

.13 ح46 الباب142 ص12الوسائل: ج)?( 1264

ــه وأجرى عليه األرزاق وأنه كان يؤدي األمانة إليهم، ثم إنه بعد عاهد الل أن ال يدخل لهم في عمل، وعليه مؤونة، وقـد تلـف أكـثر مـا كـان في يـده، وأخــاف أن ينكشــف عنــه مــا ال يحب أن ينكشــف من الحــال، فإنــه منتظــر

ال عليك، وإن دخلتأمرك في ذلك فما تأمر به، فكتب )عليه السالم( إليه: .(1)معهم الله يعلم ونحن ما أنت عليه

وعن أبي حمزة، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال: ســمعته يقــول:من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظالمين فهــو لــه حالل، ومــا حرمنــاه

.(2)من ذلك فهو له حرام وعن علي بن يقطين، إنه كتب إلى أبي الحسن موسى )عليه الســالم(: إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان، وكان وزيــرا لهــارون، فــإن

ــالخروج منأذنت جعلني الله فداك هربت منه، فرجع الجواب: ال آذن لك ب .(3)عملهم، واتق الله أو كما قال

وعن مفضل بن مــريم الكــاتب، قــال: دخلت على أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، وقد أمرت أن أخــرج لبــني هاشــم جــوائز، فلم أعلم إال وهــو على

ــال: ــا أرىرأسي، فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، فق م ، فقلت: هذا الذي خرج إلينا، ثم قلت: جعلت فداك قدإلسماعيل ههنا شيئا

انظر ما أصبت فعد بــه على أصـحابك،ترى مكاني من هؤالء القوم، فقال: .(4)فإن الله تعالى يقول: إن الحسنات يذهبن السيئات

.14 ح46 الباب143 ص12الوسائل: ج)?( 1.15 ح46 الباب143 ص12الوسائل: ج)?( 2.16 ح46 الباب143 ص12الوسائل: ج)?( 3.17 ح46 الباب143 ص12الوسائل: ج)?( 4

265

ــاب بــني أميــة، وعن علي بن أبي حمــزة، قــال: كــان لي صــديق من كت فقال لي: استأذن لي على أبي عبد الله )عليه السالم(، فاستأذنت له عليه، فأذن له، فلمــا أن دخــل ســلم وجلس، ثم قــال: جعلت فــداك إني كنت في ديوان هؤالء القوم فأصبت من دنيــاهم مــاال كثــيرا، وأغمضــت في مطالبــه،

لــوال أن بــني أميــة وجــدوا لهم من يكتبفقال أبو عبد الله )عليه السالم(: ويجــبي لهم الفيء ويقاتــل عنهم ويشــهد جمــاعتهم لمــا ســلبونا حقنــا، ولــو

، قــال:تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا إال مــا وقــع في أيــديهم ،إن قلت لــك تفعلفقال الفتى: جعلت فداك فهل لي مخــرج منــه، قــال:

فاخرج من جميع مــا كســبت )اكتســبت( في ديــوانهم،قال: افعل، قال له: ــمن فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، ومن لم تعرف تصدقت به، وأنا أض

، فأطرق الفتى طــويال ثم قــال لــه: لقــد فعلتلك على الله عزوجل الجنةجعلت فداك.

قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فمــا تــرك شــيئا على وجه األرض إال خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه، قال: فقسمت لــه قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا إليه بنفقة، قال: فما أتى عليه إال أشهر قالئل حتى مرض، فكنا نعوده، قال: فــدخلت يومــا وهــو في الســوق، قــال: ففتح عينيه ثم قــال لي: يــا علي وفى لي واللــه صــاحبك، قــال: ثم مــات فتولينــا أمره، فخرجت حتى دخلت على أبي عبد الله )عليه السالم(، فلما نظر إلي

، قــال: فقلت: صـدقت جعلت فــداكيا علي وفينا والله لصـاحبكقال لي: .(1)والله، هكذا والله قال لي عند موته

ــه ــا )علي ــن الرض ــاري، عن أبي الحس ــين األنب ــن بن الحس وعن الحسالسالم(، قال:

.1 ح47 الباب144 ص12الوسائل: ج)?( 1266

ــان في كتبت إليه أربع عشرة سنة استأذنه في عمل السلطان، فلمــا ك آخر كتاب كتبته إليه أذكر أني أخاف على خيط عنقي، وأن السلطان يقــول لي: إنك رافضي، ولسنا نشــك في أنــك تــركت العمــل للســلطان للــرفض،

فهمت كتابك وما ذكرت من الخوففكتب إلي أبو الحسن )عليه السالم(: على نفســك، فــإن كنت تعلم أنــك إذا وليت عملت في عملــك بمــا أمــر بــه رسول الله )صلى الله عليه وآله(، ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتــك، وإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحــدا منهم كــان ذا

.(1)بذا، وإال فال وعن الحلبي، قال: سئل أبو عبد الله )عليــه الســالم( عن رجــل مســلم وهو في ديوان هؤالء، وهو يحب آل محمد )صلى الله عليه وآله( ويخرج مـع

ــال: ــل تحت رايتهم، ق ــه على نيتههــؤالء في بعثهم فيقت ــه الل ــال:يبعث ، قــه وسألته عن رجل مسكين خدمهم رجاء أن يصيب معهم شيئا فيعينه الله ب

هو بمنزلة األجير، إنــه إنمــا يعطي اللــه العبــاد علىفمات في بعثهم، قال: .(2)نياتهم

وعن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، سئل عن أعمال السلطان ال، إال أن ال يقــدر على شــيء يأكــل وال يشــرب واليخرج فيه الرجل، قال:

يقدر على حيلة، فإن فعــل صــار في يــده شــيء فليبعث بخمســه إلى أهــل .(3)البيت

وعن الحسن بن موسى، قال: روى أصحابنا، عن الرضا )عليه السالم(، إنه قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليــه من المــأمون،

يــا هــذافكأنه أنكر ذلك عليه، فقال له أبو الحسن الرضــا )عليــه الســالم(: أيما أفضل،

.1 ح48 الباب145 ص12الوسائل: ج)?( 1.2 ح48 الباب145 ص12الوسائل: ج)?( 2.3 ح48 الباب145 ص12الوسائل: ج)?( 3

267

أيهمــا أفضــل مســلم أو، فقــال: ال بــل النــبي، فقــال: النبي أو الوصي، فقال: ال بل مسلم، قال: مشرك فــإن العزيــز عزيــز مصــر كــان مشــركا

وكان يوسف )عليه السالم( نبيا، وإن المأمون مســلم وأنــا وصــي، ويوســفpرض إني حpفيــظسأل العزيــز أن يوليــه حين قــال: ــني عpلpى خpــزائن األ اجعpل

.(2) الحديث وأنا أجبرت على ذلك(1)عpليمــه وعن الريان بن الصلت قال: دخلت على علي بن موسى الرضــا )علي السالم(، فقلت له: يا بن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، إن النــاس يقولون: إنك قبلت والية العهد مع إظهــارك الزهــد في الــدنيا، فقــال )عليــه

قــد علم اللــه كراهــتي لــذلك، فلمــا خــيرت بين قبــول ذلــك وبينالسالم(: ــه ــل، ويحهم أمــا علمــوا أن يوســف )علي ــول على القت ــل اخــترت القب القت السالم( كان نبيا رسوال، فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيــز قــال

pرض إني حpفيــظ عpليمله: ، ودفعتــني الضــرورة إلىاجعpلني عpلpى خpزائن األ قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد اإلشراف على الهالك، على أني مــا دخلت

.(3)في هذا األمر إال دخول خارج منه، فإلى الله المشتكى، وهو المستعانــالم(: وعن أبي الصلت الهروي، قال: إن المأمون قال للرضا )عليه الس يا ابن رسول اللــه قــد عــرفت فضــلك وعلمــك وزهــدك وورعــك وعبادتــك،

بالعبوديــة للــهوأراك أحــق بالخالفــة مــني، فقــال الرضــا )عليــه الســالم(: عزوجل أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شــر الــدنيا، وبــالورع عن

المحارم أرجو الفوز بالمغانم

.55 يوسف: اآلية سورة)?( 1.4 ح48 الباب146 ص12الوسائل: ج)?( 2.5 ح48 الباب147 ص12الوسائل: ج)?( 3

268

ــأمون: ــه الم وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزوجل، فقال ل فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخالفة وأجعلها لك وأبايعــك، فقــال لــه

إن كانت هذه الخالفة لك وجعلها اللــه لــك فال يجــوزالرضا )عليه السالم(: أن تخلع لباسا ألبسك الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخالفة ليست لــك فال

. فقال له المـأمون: يـا ابن رسـول اللـهيجوز لك أن تجعل لي ما ليس لكالبد لك من قبول هذا األمر، فقال: .لست أفعل ذلك طائعا أبدا

فما زال يجهــد بــه أيامــا حــتى يئس من قبولــه، فقــال لــه: إن لم تقبــل الخالفة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهــدي لتكــون لــك الخالفــة بعــدي،

واللــه لقــد حــدثني أبي، عن آبائــه، عن أمــيرفقال الرضا )عليــه الســالم(: ــرج المؤمنين )عليه السالم(، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(، إني أخــة الســماء واألرض، من الدنيا قبلك مقتوال بالسم مظلوما، تبكي علي مالئك

.وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد فبكى المأمون وقال له: يا ابن رســول اللــه ومن الــذي يقتلــك أو يقــدر

أمــا إني لــو أشــاءعلى اإلساءة إليك وأنا حي، فقال الرضا )عليه السالم(: ، فقال المــأمون: يــا ابن رســول اللــه إنمــاأن أقول من الذي يقتلني لقلت

تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا األمــر عنــك، ليقــول النــاس:إنك زاهد في الدنيا.

واللــه مــا كــذبت منــذ خلقــني اللــهفقــال لــه الرضــا )عليــه الســالم(: ــال المــأمون:عزوجل، وما زهدت في الدنيا للدنيا، وإني ألعلم ما تريد ، فق

ــول، قال: لك األمان، قال: األمان على الصدقوما أريد، قال: تريد أن يق الناس: إن علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهــدت الــدنيا فيــه،

، قــال: فغضــب المــأمونأما ترون كيف قبل والية العهد طمعا في الخالفة ثم قال: إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وقد أمنت ســطوتي، فباللــه أقســم لئن قبلت واليــة العهــد وإال أجبرتــك على ذلــك، فــإن فعلت وإال ضــربت عنقــك،

فقال الرضا

269

قد نهــاني اللــه أن ألقى بيــدي إلى التهلكــة، فــإن كــان)عليه السالم(: األمر على هذا فافعل ما بدا لك، وإنما أقبل ذلــك على أن ال أولي أحــدا، وال ،أعزل أحدا، وال أنقض رسما وال ســنة، وأكــون في األمــر من بعيــد مشــيرا .(1)فرضي بذلك منه وجعله ولي عهده على كراهية منه )عليه السالم( لذلك

وعن محمد بن عرفة، قال: قلت للرضا )عليــه السـالم(: يــا ابن رســول مــا حمــل جــدي أمــيرالله ما حملك على الــدخول في واليــة العهــد، قــال:

.(2)المؤمنين )عليه السالم( على الدخول في الشورى وعن عبد السالم بن صالح الهروي، قال: واللــه مــا دخــل الرضــا )عليــه السالم( في هذا األمر طائعا، ولقــد حمــل إلى الكوفــة مكرهــا، ثم أشــخص

.(3)على طريق البصرة إلى فارس ثم إلى مرو أقول: لم يقصد المأمون الواقع وإنمــا قصــد جلب العلــويين إلى جانبــه، حيث كان يحارب األمويين والعباسيين، واإلمام الرضا )عليــه الســالم( دخــل كارها، وقد حطم )عليه السالم( المــأمون بعــدم تدخلــه في الشــؤون، فــإذا قيل له لماذا، كان الجواب الطــبيعي إنــه ال يريــد الــدخول في حكومــة غــير

شرعية.

.6 ح48 الباب147 ص12الوسائل: ج)?( 1.7 ح48 الباب148 ص12الوسائل: ج)?( 2.8 ح48 الباب148 ص12الوسائل: ج)?( 3

270

فصل ومع أصحابه ومع نفسه في به العمل للوالي ينبغي ما في

رعيته

ــة(، بإســناده عن روى الشهيد الثاني الشيخ زين الدين في رسالة )الغيب الشيخ الطوسي، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيــه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيســى، عن أبيــه، عن محمــد بن

عيسى األشعري، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، قال: كنت عند جعفر بن محمد الصادق )عليهمــا الســالم(، فــإذا بمــولى لعبــد الله النجاشي قد ورد عليه، فسلم وأوصــل إليــه كتابــه، ففضــه وقــرأه، وإذا

أول سطر فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. إلى أن قال: إني بليت بوالية األهواز، فإن رأى ســيدي ومــوالي أن يحــدــل وإلى لي حدا أو يمثل لي مثاال ألستدل به على ما يقربني إلى الله عزوجــع رسوله، ويلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به، وفيما أبتذله وأين أضــق وآمن ــتريح، وبمن أث ــرفها، وبمن آنس وإلى من أس ــاتي وفي من أص زك وألجأ إليه في سري، فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجــة اللـه على

خلقه وأمينه في بالده، ال زالت نعمته عليك. بسـمقال عبد الله بن سليمان: فأجابه أبــو عبـد اللـه )عليــه الســالم(:

الله الرحمن الرحيم، حاطك الله بصنعه، ولطف بــك بمنــه، وكالك برعايتــه،ــا فإنه ولي ذلك، أما بعد فقد جاءني رسولك بكتابك فقرأته وفهمت جميع م

ذكرت وسألته عنه، وزعمت أنك بليت

271

بوالية األهواز فسرني ذلك وســاءني، وســأخبرك بمــا ســاءني من ذلــك، وما سرني إن شاء الله، فأما سروري بواليتك، فقلت: عسى أن يغيث اللــه بك ملهوفا خائفا من آل محمد )عليهم السالم(، ويعز بك ذليلهم، ويكسو بك عاريهم، ويقوى بك ضعيفهم، ويطفئ بك نــار المخــالفين عنهم، وأمــا الــذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فال تشم حظيرة القدس، فإني مخلص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به ولم تجاوزهــه، عن علي ــه أبي، عن آبائ رجوت أن تسلم إن شاء الله، أخبرني يا عبد الل بن أبيطالب )عليهم السالم( عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( إنه قال:

من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه.واعلم أني سأشــير عليــك بــرأي إن أنت عملت بــه تخلصــت ممــا أنت

ــاء متخوفه، واعلم أن خالصك مما بك من حقن الدماء وكــف األذى عن أولي الله، والرفق بالرعية، والتأني وحســن المعاشــرة مــع لين في غــير ضــعف، وشدة في غير عنف، ومداراة صــاحبك، ومن يــرد عليــك من رســله، وارتــقــه، وإيــاك فتق رعيتك بأن توقفهم على ما وافق الحــق والعــدل إن شــاء الل والسعاة وأهل النمايم، فال يلتزقن بك أحد منهم، وال يراك اللــه يومــا وليلــة وأنت تقبل منهم صرفا وال عدال، فيسخط الله عليك، ويهتــك ســرك، واحــذر مكر خوز األهواز، فــإن أبي أخــبرني عن آبائــه، عن أمــير المؤمــنين )عليهم

ــول:السالم( إنه قال: إن اإليمان ال بثبت في قلب يهودي وال خوزي أبدا أقالمراد الكفرة منهم.

فأما من تــأنس بــه وتســتريح إليــه وتلجي أمــورك إليــه، فــذلك الرجــل الممتحن المستبصر األمين الموافق لــك على دينــك، ومــيز عمالــك وجــرب الفريقين، فإن رأيت هناك رشدا فشــأنك وإيــاه، وإيــاك أن تعطي درهمــا أو

تخلع ثوبا أو تحمل

272

على دابــة في غــير ذات اللــه لشــاعر أو مضــحك أو ممــتزح إال أعطيتــواد والرســل ــك للق ــاك وخلع ــوائزك وعطاي ــه، ولتكن ج ــه في ذات الل مثل واألجنــاد وأصــحاب الرســائل وأصــحاب الشــرط واألخمــاس ومــا أردت أنــرب ــدقة والحج والمش ــرة والص ــاح والفط ــبر والنج ــوه ال ــرفه في وج تص والكسوة التي تصلي فيها وتصل بها والهدية التي تهــديها إلى اللــه عزوجــل وإلى رسوله )صلى الله عليه وآله( من أطيب كسبك، يا عبد اللــه اجهــد أن

ــزونp الــذهpبpنإال تكنز ذهبا وال فضة، فتكون من أهل هذه اآلية: pكن الذينp ي وpالفضةp وpال pليم رهم بعpذاب أ pش بيل الله فpب pها في سp ــغرن(1)ينفقون ، وال تستص

من حلو وال من فضــل طعـام تصــرفه في بطـون خاليــة تسـكن بهـا غضــب.الرب تبارك وتعالى

واعلم أني سمعت أبي، يحــدث عن آبائــه، عن أمــير المؤمــنين )عليهم السالم(، إنه سمع عن النبي )صلى الله عليه وآله( يقول ألصحابه يومــا: مــا آمن بالله واليوم اآلخر من بات شبعانا وجاره جائع، فقلنا: هلكنــا يــا رســول اللــه، فقــال: من فضـــل طعــامكم ومن فضــل تمــركم ورزقكم وخلقكم

وخرقكم تطفؤون بها غضب الرب.ــلف ــى من الس ــرفها على من مض ــوان ش ــدنيا وه ــوان ال ــأنبئك به وس

والتابعين.ــه فقد حدثني محمد بن علي بن الحسين، قال: لما تجهز الحســين )علي الســالم( إلى الكوفــة أتــاه ابن عبــاس فناشــده اللــه والــرحم أن يكــون هــو المقتول بالطف، فقال: أنا أعرف بمصرعي منــك ومــا وكــدي من الــدنيا إال فراقها، أال أخبرك يا بن عباس بحديث أمير المؤمنين )عليه السالم( والدنيا، فقال لي: بلى لعمري إنه ألحب أن تحدثني بأمرها، فقال أبي: قال علي بن

الحسين )عليه السالم(: سمعت أبا عبد الله )عليه السالم( يقول:

.34 التوبة: اآلية سورة)?( 1273

حدثنى أمير المؤمنين )عليــه الســالم(، قــال: إني كنت بفــدك في بعض حيطانها وقد صارت لفاطمة )عليها السالم(، قــال: فــإذا بــامرأة قــد قحمت علي وفي يدي مسحاة وأنا أعمل بهــا، فلمــا نظــرت إليهــا طــار قلــبي ممــا تداخلني من جمالها، فشبهتها ببثنيــة بنت عــامر الجمحي وكــانت من أجمــل نساء قريش، فقالت: يا بن أبي طــالب هــل لــك أن تــتزوج بي فأغنيــك عن هــذه المســحاة، وأدلــك على خــزائن األرض، فيكــون لــك الملــك مــا بقيت ولعقبك من بعدك، فقال لها علي )عليه السالم(: من أنت حتى أخطبــك من أهلك، فقالت: أنا الدنيا، قال لها: فارجعي واطلبي زوجا غيري وأقبلت على

مسحاتي وأنشأت أقول: لقد خاب من غرته دنيا دنية

وما هي أن غرت قرونا بطائل أتتنا على زي العزيز بثنية

وزينتها في مثل تلك الشمائلفقلت لها غري سواي فإنني

عزوف عن الدنيا ولست بجاهل وما أنا والدنيا فإن محمدا

بين تلك الجنادلأحل صريعاوهبها أتتني بالكنوز ودرها

وأموال قارون وملك القبائل للفناء مصيرهاأليس جميعا

ويطلب من خزانها بالطوائلفغري سواي إنني غير راغب بما فيك من ملك وعز ونائل

فقد قنعت نفسي بما قد رزقته فشأنك يا دنيا وأهل الغوائلفإني أخاف الله يوم لقائه

غير زائل دائماوأخشى عذابا فخرج من الدنيا وليس في عنقه تبعة ألحد حتى لقي الله محمــودا غــير

من بعــده بمــا قــدعليهم الســالم( ملوم وال مــذموم، ثم اقتــدت بــه األئمــة )ــا، عليهم الســالم أجمعين، وأحســن،بلغكم لم يتلطخــوا بشــيء من بوائقه

وقد وجهت إليك بمكارم الدنيا ،مثواهم

274

واآلخرة عن الصادق المصدق رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(، فــإن أنت عملت بمــا نصــحت لــك في كتــابي هــذا ثم كــانت عليــك من الــذنوب والخطايا كمثل أوزان الجبال وأمواج البحار رجوت الله أن يتجافى عنك جل

.وعز بقدرتهمحمد بن علي حــدثني عن، فإن أبي،يا عبد الله، إياك أن تخيف مؤمنا

إنه كــان يقــول: من نظــر،أبيه، عن جده علي بن أبي طالب )عليه السالم( وحشــره في،إلى مؤمن نظرة ليخيفه بهــا أخافــه اللــه يــوم ال ظــل إال ظله

. لحمه وجسده وجميع أعضائه حتى يورده مورده،صورة الذرــه،وحدثني أبي عن آبائه، عن علي )عليه السالم(، عن النبي )صلى الل

من المؤمنين أغاثه الله يوم ال ظل إال ظلهعليه وآله( قال: من أغاث لهفانا وآمنه يوم الفزع األكبر وآمنه من سوء المنقلب، ومن قضى ألخيــه المــؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة من إحداها الجنة، ومن كسى أخاه المؤمن

ولم يزل يخوض،من عري كساه الله من سندس الجنة واستبرقها وحريرها في رضوان الله ما دام على المكسو منه سلك، ومن أطعم أخــاه من جــوع أطعمه الله من طيبات الجنة، ومن سقاه من ظمأ ســقاه اللــه من الرحيــق المختوم ريه، ومن أخدم أخاه أخدمه الله من الولــدان المخلــدين، وأســكنه

جلـة حملـه اللـه علىمع أوليائه الطاهرين، ومن حمـل أخــاه المــؤمن من ر ناقة من نوق الجنة، وبــاهى بـه المالئكــة المقــربين يـوم القيامــة، ومن زوج أخاه المؤمن امرأة يأنس بها وتشـد عضـده ويسـتريح إليهـا زوجـه اللـه من الحــور العين وآنســه بمن أحبــه من الصــديقين من أهــل بيت نبيــه وإخوانــه وآنسهم به، ومن أعــان أخــاه المــؤمن على ســلطان جــائر أعانــه اللــه على إجازة الصراط عند زلة األقدام، ومن زار أخاه إلى منزله ال لحاجة إليه كتب

. على الله أن يكرم زائرهمن زوار الله، وكان حقيقا

275

ــا عبــد الله إنــه، وحــدثني أبي، عن آبائــه، عن علي )عليهم الســالم(،ي : معاشر النــاسسمع رسول الله )صلى الله عليه وآله( يقول ألصحابه يوما

ــثرات ــوا ع ــه، فال تتبع ــؤمن بقلب ــانه ولم ي ــؤمن من آمن بلس ــه ليس بم إن وفضــحه،المؤمنين، فإنه من تتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراتــه يــوم القيامة

.في جوف بيتهوحدثنى أبي، عن آبائه، عن علي )عليهم الســالم( إنــه قــال: أخــذ اللــه

ميثاق المؤمن أن ال يصدق في مقالتــه، وال ينتصــف من عــدوه، وعلى أن الــة قصــيرة، يشفي غيظه إال بفضيحة نفسه، ألن كل مؤمن ملجم، وذلك لغاي وراحة طويلة، وأخذ اللــه ميثــاق المــؤمن على أشــياء أيســرها عليــه مــؤمن

يبغيه ويحسـده، والشـيطان يغويـه ويضـله، والسـلطان، يقول بمقالته،مثله ،يقفو أثره، ويتبع عثراته، وكافر بالله الذي هو مؤمن به يرى سفك دمه دينا

.، فما بقاء المؤمن بعد هذاوإباحة حريمه غنماالســالم(، عنم عن آبائــه، عن علي )عليه،يــا عبــد اللــه، وحــدثنى أبي

ــه النبي )صلى الله عليه وآله( قال: نزل علي جبرئيل فقال: يا محمد إن الل من أســمائي ســميتهيقرؤ عليك الســالم ويقــول: اشــتققت للمــؤمن اســما

. فقد استقبلني بالمحاربة، فالمؤمن مني وأنا منه، من استهان مؤمنامؤمناــد الله ــا عب ــه، عن علي )عليهم الســالم(، عن،ي وحــدثنى أبي، عن آبائ

حتى تنظر فييا علي ال تناظر رجال: النبي )صلى الله عليه وآله( قال يوما فإن كانت سريرته حسنة فإن الله عزوجــل لم يكن ليخــذل وليــه،،سريرته

وإن تكن سريرته ردية فقد يكفيه مساويه، فلو جهدت أن تعمل به أكثر مما.عمل من معاصي الله عزوجل ما قدرت عليه

ــد الله ــا عب ــالم(، عن،ي ــه، عن علي )عليهم الس ــدثنى أبي، عن آبائ وح أدنى الكفـر أن يسـمع الرجـل منالنبي )صلى الله عليـه وآلـه( إنــه قـال:

أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها، أولئك

276

.ال خالق لهموحدثنى أبي، عن آبائه، عن علي )عليهم السالم( إنه قــال:،يا عبد الله

من قال في مؤمن ما رأت عيناه وسمعت أذنــاه مــا يشــينه ويهــدم مروتــه ــونp أنفهو من الذين قال الله عزوجل: ة فيإن الذينp يحب pالفاحشــ pشــيعp ت

pليم pهم عpذاب أ .)1(الذينp آمpنوا ل:يا عبــد اللــه، وحــدثنى أبي، عن آبائــه، عن علي )عليهم الســالم( قــال

من روى عن أخيه المؤمن رواية يريــد بهـا هــدم مروتــه وثلبــه، أوبقــه اللـه بخطيئته حتى يأتي بمخرج مما قال، ولن يأتي بالمخرج منه أبدا، ومن أدخل على أخيــه المــؤمن ســرورا فقــد أدخــل على أهــل الــبيت )عليهم الســالم( سرورا، ومن أدخل على أهل البيت )عليهم السالم( سرورا فقد أدخل على رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( ســرورا، ومن أدخــل على رســول اللــه )صلى الله عليه وآله( سرورا فقد سر الله، ومن سر الله فحقيق على الله

.عزوجل أن يدخله جنتهــه، وإيثــار طاعتــه، واالعتصــام بحبلــه، فإنــه من ثم أوصــيك بتقــوى الل

اعتصم بحبل الله فقد هدي إلى صراط مستقيم، فــاتق اللــه وال تــؤثر أحــدا على رضاه وهواه، فإنه وصية الله عزوجل إلى خلقه، ال يقبــل منهم غيرهــا، وال يعظم ســواها، واعلم أن الخالئــق لم يوكلــوا بشــيء أعظم من التقــوى،ــه فإنه وصيتنا أهل البيت، فإن استطعت أن ال تنال من الدنيا شيئا تسأل عن

.غدا فافعل قال عبد الله بن سليمان: فلما وصل كتاب الصادق )عليه الســالم( إلى النجاشي نظر فيه وقال: صدق والله الذي ال إله إال هــو مــوالي، فمــا عمــل

.(2)أحد بما في هذا الكتاب إال نجا، فلم يزل عبد الله يعمل به أيام حياته أقول: لعل نظر أمير المؤمنين )عليــه السـالم( إلى المــرأة كـان لعلمــه

أنها ليست من النساء، أو أن العبارة من باب الكناية، والله العالم.

.19 النور: اآلية سورة)?( 1.1 ح49 الباب150 ص12الوسائل: ج)?( 2

277

278

فصلالظالم(( جوائز ))في

ــه مكســب إال من ــه حالل وإن لم يكن ل ــوائز الظــالم وطعام في أن ج أو خراجا.الوالية، إال أن يعلم حراما بعينه، وكذا ما يأخذه زكاة

قلت ألبي عبــد اللــه )عليــهعن الحسن بن محبوب، عن أبي والد، قال: السالم(: ما ترى في رجــل يلي أعمــال الســلطان ليس لــه مكســب إال من

بــه فــأنزل عليــه فيضــيفني ويحســن إلي، وربمــا أمــر لي وأنا أمر،أعمالهم كل وخذ منه، فلكبالدرهم والكسوة وقد ضاق صدري من ذلك، فقال لي:

.(1)المهنا وعليه الوزر ، قال: سأل رجل أبا عبد الله )عليه السالم( وأنا عنــده،وعن أبي المعزا

، قلت:نعم بالعامل فيجيزني بالدرهم آخذها، قال: فقال: أصلحك الله أمر .(2)نعموأحج بها، قال:

قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(:،وعن محمد بن هشام أو غيرهمر بالعامل فيصلني بالصــلة أقبلهــا، قــال: أنعم:قلت: وأحج منهــا، قــال ، نعم وحج منها(3).

وعن يحــيى بن أبي العالء، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، عن أبيــهأن : يه السالم()عل

.1 ح51 الباب156 ص12الوسائل: ج)?( 1.2 ح51 الباب156 ص12الوسائل: ج)?( 2.3 ح51 الباب156 ص12الوسائل: ج)?( 3

279

.(1)الحسن والحسين )عليهما السالم( كانا يقبالن جوائز معاوية جوائز العمال ليسوعن محمد بن مسلم وزرارة، قاال: سمعناه يقول:

.(2)بها بأس قال: دخلت على أبي عبد الله )عليه الســالم(،وعن أبي بكر الحضرمي ما يمنع ابن أبي الســمال )الســماك، الشــمالوعنده إسماعيل ابنه، فقال:

خ ل( أن يخرج شباب الشيعة فيكفونه ما يكفيه الناس، ويعطيهم مــا يعطي مــا قال: مخافة على ديني، قال: ،لم تركت عطاءك، ثم قال لي: الناس

منع ابن أبي السمال )السماك، الشمال خ ل( أن يبعث إليــك بعطائــك، أمــا .(3)علم أن لك في بيت المال نصيبا

ني أخالطإ قال: قلت ألبي الحسن )عليه السالم(: ،وعن داود بن رزينــة الفارهــة فيبعثــون الســلطان فتكــون عنــدي الجاريــة فيأخــذونها، أو الداب

ــل ذلــك والفيأخذونها، ثم يقع لهم عندي المال، فلي أن آخذه، قال: خذ مث .(4)تزد عليه

ة درهم أو ســبعمائةئوعن عمر أخي عذافر، قال: دفع إلي إنسان ستما درهم ألبي عبد الله )عليه الســالم(، فكــانت في جــوالقي، فلمــا انتهيت إلى ،الحفيرة شــق جــوالقي وذهب بجميــع مــا فيــه، ورافقت عامــل المدينــة بها فقال: أنت الذي شق جوالقك فذهب بمتاعك، فقلت: نعم، قــال: إذا قــدمنا

قال: فلمــا انتهيت إلى المدينــة دخلت على أبي،المدينة فائتنا حتى نعوضكيا عمر عبد الله )عليه السالم( فقال:

.4 ح51 الباب157 ص12الوسائل: ج)?( 1.5 ح51 الباب157 ص12الوسائل: ج)?( 2.6 ح51 الباب157 ص12الوسائل: ج)?( 3.7 ح51 الباب157 ص12الوسائل: ج)?( 4

280

ما أعطاك خير ممــا، فقلت: نعم، فقال: شقت زاملتك وذهب بمتاعك فائت عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك، فإنما هــو إلى أن قال: أخذ منك

.(1)شيء دعاك الله إليه لم تطلبه منه قــال: دخلت على أبي عبــد اللــه )عليــه،وعن محمد بن قيس بن رمانة

يــا جاريــة هــاتي ذلــك الكيس، هــذهالسالم( فذكرت له بعض حالي، فقال: الحديث.(2)ة دينار وصلني بها أبو جعفر فخذها وتفرج بهائأربعما

وعن الفضــل بن الربيــع، عن أبي الحســن موســى بن جعفــر )عليــه ال في حديث: إن الرشــيد بعث إليــه بخلــع وحمالن ومــال، فقــال: ،السالم(

، فقلت:حاجــة لي بــالخلع والحمالن والمــال إذا كــان فيــه حقــوق األمة .(3)اعمل به ما أحببتناشدتك بالله أن ال ترده فيغتاظ، قال: في حديث: إن الرشيد أمــر بإحضــار،وعن عبد الله بن الفضل، عن أبيه

موسى بن جعفر )عليه السالم( يوما فأكرمه وأتى بها بحقة الغالية، ففتحهــا بيده فغلفه بيــده، ثم أمــر أن يحمــل بين يديــه خلــع وبــدرتان دنــانير، فقــال

واللــه لــوال أني أرى من أزوجــه بهــا منموسى بن جعفر )عليــه الســالم(: .(4)عزاب بني أبي طالب لئال ينقطع نسله ما قبلتها أبدا

في حــديث: إن المــأمون حكى عن الرشــيد أن،وعن ســفيان بن نــزار فأكرمه، ثم ذكر أنه أرســلموسى ابن جعفر )عليه السالم( دخل عليه يوما

.(5)إليه مائتي دينار

.8 ح51 الباب158 ص12الوسائل: ج)?( 1.9 ح51 الباب158 ص12الوسائل: ج)?( 2.10 ح51 الباب158 ص12الوسائل: ج)?( 3.11 ح51 الباب159 ص12الوسائل: ج)?( 4.12 ح51 الباب159 ص12الوسائل: ج)?( 5

281

وعن الحســين بن علــوان، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه )عليهمــاــةالســالم(: ــا يغمــزان معاوي إن الحســن والحســين )عليهمــا الســالم( كان

.(1)ويقعان فيه ويقبالن جوائزهــاج( ــالب الطبرســـي في )االحتجـ عن،وعن أحمـــد بن علي بن أبي طـ

الحسين )عليه السالم(، إنه كتب كتابا إلى معاوية، وذكر الكتاب وفيه تقريع عظيم وتوبيخ بليغ، فما كتب إليه معاوية بشيء يسوؤه، وكان يبعث إليه في

.(2)كل سنة ألف ألف درهم سوى عروض وهدايا من كل ضربــه، عن أبي جعفــر،وعن أحمد بن محمد بن عيسى في )نوادره( عن أبي

.(3)ال بأس بجوائز السلطان قال: ،)عليه السالم( قــال: قــال لي أبــو،وعن ابن أبي عمير، عن عبــد الــرحمن بن الحجــاج

ما لك ال تدخل مع علي في شــراء الطعــامالحسن موسى )عليه السالم(: ، قـــال: قلت: نعم، فـــإن شـــئت وســـعت علي، قـــال:إني أظنـــك ضـــيقا

اشتره(4). قال: اشــترى ضــريس بن عبــد الملــك،وعن علي بن عطية، عن زرارة

ة ألف، قال: فقلت لــه: ويلــك أو ويحــك انظــرئ بثالثماوأخوه من هبيرة أرزا إلى خمس هذا المال، فابعث بــه إليــه، واحتبس البــاقي، فــأبي علي، قــال: فأدى المال وقدم هؤالء، فذهب أمر بــني أميــة قــال: فقلت ذلــك ألبي عبــد

، فقلت له: إنه قــدهو له، هو لهالله )عليه السالم(، فقال مبادرا للجواب: .(5) فعض على إصبعه،أداها

.13 ح51 الباب159 ص12الوسائل: ج)?( 1.14 ح51 الباب159 ص12الوسائل: ج)?( 2.16 ح51 الباب160 ص12الوسائل: ج)?( 3.1 ح52 الباب161 ص12الوسائل: ج)?( 4.2 ح52 الباب161 ص12الوسائل: ج)?( 5

282

وعن محمد بن أبي حمزة، عن رجــل، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــهاشترهالسالم(: أشتري الطعام فيجيئني من يتظلم ويقول: ظلمني، فقال:

(1). ــتري وعن معاوية بن وهب، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: أش

.(2)اشتر منهمن العامل الشيء وأنا أعلم أنه يظلم، فقال: وعن أبي عبيدة، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: ســألته عن الرجــل منا يشــتري من الســلطان من إبــل الصــدقة وغنم الصــدقة وهــو يعلم أنهم

مــا اإلبــل إاليأخذون منهم أكثر من الحق الــذي يجب عليهم، قــال: فقــال: ، قيــلمثل الحنطة والشعير وغير ذلك ال بأس به حتى تعرف الحــرام بعينه

،له: فما ترى في مصدق يجيئنا فيأخــذ منــا صــدقات أغنامنــا فنقــول: بعناها إن كان قــد أخــذها وعزلهــا فالفيبيعناها، فما تقول في شرائها منه، فقال:

، قيل له: فما ترى في الحنطة والشــعير يجيئنــا القاســم فيقســهم لنــابأس حظنا، ويأخذ حظه فيعزله بكيل فما ترى في شراء ذلك الطعام منه، فقال:

ن كــان قبضــه بكيــل وأنتم حضــور ذلــك فال بــأس بشــرائه منــه من غــيرإ .(3)كيل

ــأردت أن،وعن جميل بن صالح قال: أرادوا بيع تمر عين أبي ابن زياد ف فــأمرت مصــادفا،أشتريه، فقلت: حتى استأذن أبا عبد الله )عليــه الســالم(

.(4)قل له: فليشتره، فإنه إن لم يشتره اشتراه غيرهفسأله، فقال له: قال: سألته عن الرجل يشتري من العامل وهــو،وعن إسحاق بن عمار

يظلم،

.3 ح52 الباب161 ص12الوسائل: ج)?( 1.4 ح52 الباب161 ص12الوسائل: ج)?( 2.5 ح52 الباب161 ص12الوسائل: ج)?( 3.1 ح53 الباب162 ص12الوسائل: ج)?( 4

283

قال: .(1)يشتري منه ما لم يعلم أنه ظلم فيه أحدا قال: سألته عن الرجل أيشترى من،وعن عبد الرحمن بن أبي عبد الله

.(2)يشتري منهالعامل وهو يظلم، فقال: إن رسولوعن مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن أبيه )عليهما السالم(:

الله )صلى الله عليه وآله( أمر بالنزول على أهل الذمة ثالثة أيام، وقال: إذا إن لي أرض خــراج وقــد، وقــال: قام قائمنا اضمحلت القطــائع فال قطــائع

.(3)ضقت بها

.2 ح53 الباب162 ص12الوسائل: ج)?( 1.3 ح53 الباب163 ص12الوسائل: ج)?( 2.1 ح54 الباب163 ص12الوسائل: ج)?( 3

284

(1)السالم( بصفين )عليه المؤمنين أمير لإلمام خطبة

فقد جعــل اللــه لي عليكم حقــا بواليــة أمــركم، ولكم علي من،أما بعد الحق مثل الذي لي عليكم، فـالحق أوسـع األشـياء في التواصـف، وأضـيقها

جرى لــه، ولــو وال يجري عليه إال،جرى عليه في التناصف، ال يجري ألحد إال كان ألحد أن يجري له وال يجري عليـه لكـان ذلـك خالصـا للـه سـبحانه دون

ولعدله في كل مــا جــرت عليــه صــروف قضــائه،، لقدرته على عباده،خلقه ولكنه جعــل حقــه على العبــاد أن يطيعــوه، وجعــل جــزاءهم عليــه مضــاعفة

منه وتوسعا بما هو من المزيد أهله. تفضال،الثواب ثم جعل سبحانه من حقوقه حقوقــا افترضــها لبعض النــاس على بعض،

، في وجوههاؤفجعلها تتكاف ويــوجب بعضــها بعضــا، وال يســتوجب بعضــها إال ببعض. وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية، وحــق الرعيــة على الــوالي، فريضــة فرضــها اللــه ســبحانه لكــل على كــل،

وعزا لدينهم.،فجعلها نظاما أللفتهم فليست تصلح الرعيــة إال بصــالح الــوالة، وال تصــلح الــوالة إال باســتقامة

الرعية.

.216 رقم البالغة: الخطبة نهج)?( 1285

فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه، وأدى الــوالي إليهــا حقهــا، عــز الحــق بينهم، وقامت منــاهج الــدين، واعتــدلت معـالم العــدل، وجــرت على إذاللهـا

فصــلح بــذلك الزمــان، وطمــع في بقــاء الدولــة، ويئســت مطــامع،الســنناألعداء.

، اختلفت هنالك الكلمة،وإذا غلبت الرعية واليها، وأجحف الوالي برعيته وتركت محاج السنن، فعمل،وظهرت معالم الجور، وكثر اإلدغال في الدين

بالهوى، وعطلت األحكام، وكثرت علل النفوس، فال يســتوحش لعظيم حــق عطل، وال لعظيم باطل فعــل، فهنالــك تــذل األبــرار وتعــز األشــرار، وتعظم تبعات اللــه عنــد العبــاد، فعليكم بالتناصــح في ذلــك وحســن التعــاون عليــه،

وطال في العمل اجتهاده، ببالغ،فليس أحد وإن اشتد على رضا الله حرصه حقيقة ما الله أهله من الطاعة له. ولكن من واجب حقوق الله على العبــاد النصيحة بمبلغ جهدهم، والتعاون على إقامــة الحــق بينهم، وليس امــرؤ وإنــاون على عظمت في الحق منزلته، وتقدمت في الدين فضيلته بفوق أن يع ما حمله الله من حقه، وال امرؤ وإن صغرته النفوس واقتحمته العيون بدون

.أن يعين على ذلك أو يعان عليه فأجابه )عليه السالم( رجــل من أصــحابه بكالم طويــل يكــثر فيــه الثنــاء

عليه ويذكر سمعه وطاعته له. إن من حق من عظم جالل الله في نفسه، وجــلفقال )عليه السالم(:

أن يصغر عنده لعظم ذلــك كــل مــا ســواه، وإن أحــق من،موضعه من قلبه كان كذلك لمن عظمت نعمة الله عليه ولطف إحسانه إليــه، فإنــه لم تعظم

وإن من أســخف حــاالت،نعمة الله على أحد إال ازداد حق الله عليــه عظمــاالوالة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ويوضع

286

ــون جــال في ظنكم أني أحب ــرهت أن يك ــد ك ــبر، وق ــرهم على الك أم.اإلطراء واستماع الثناء، ولست بحمد الله كذلك

ولو كنت أحب أن يقال ذلك لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول مــا هو أحق به من العظمة والكبرياء، وربما استحلى الناس الثناء بعد البالء، فال تثنوا علي بجميل ثناء إلخراجي نفسي إلى الله وإليكم من التقية في حقوق لم أفرغ من أدائها، وفــرائض البــد من إمضــائها، فال تكلمــوني بمــا تكلم بــه الجبابرة، وال تتحفظوا مني بما يتحفظ به عنــد أهــل البــادرة، وال تخــالطوني

في حــق قيــل لي وال التمــاس إعظــامبالمصــانعة، وال تظنــوا بي اســتثقاال لنفسي، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعــرض عليــه كــان العمل بهما أثقل عليه، فال تكفوا عن مقالــة بحــق أو مشــورة بعــدل، فــإنيــه لست في نفسي بفوق أن أخطى، وال آمن ذلك من فعلي إال أن يكفي الل

.من نفسي ما هو أملك به منييملك منــا مــا ال نملــك،فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب ال رب غيره

من أنفسنا، وأخرجنا مما كنا فيه إلى ما صــلحنا عليــه، فأبــدلنا بعــد الضــاللة.(1) وأعطانا البصيرة بعد العمى،بالهدى

ــوار: ج وبحــار السالم، عليه المؤمنين ألمير خطبة352 ص8الكافي: ج ظران)?(ــ 1 251 ص27األن.216 البالغة: الخطبة ونهج ،13ب

287

288

األشتر(( السالم( لمالك )عليه اإلمام د))عه

عهد اإلمام أمير المؤمــنين )عليــه الســالم( كتبــه لمالــك األشــتر النخعي لما واله على مصر وأعمالها، وهــو أطــول عهــد کتبــه وأجمعــهرحمه الله(،)

.(1 ) كما قاله السيد الرضي )رحمه الله(،للمحاسن حيم حمpن الر ه الر .بسم الل

pرp ت pشـ ــكp بنp الحpــارث األ pمــير المــؤمنينp مpال ه عpلي أ pمpرp به عpبد الل ،هpذpا مpا أــا pهلهp حp أ pال ــ اجهpا وpجهpادp عpدوهpا وpاستص pرpخ pةp pاي ه مصرp جب pيه حينp وpال في عpهده إل

دهpا pبال pة pارpعمpابه من،وp pمpرp به في كت pاع مpا أ ب pار طpاعpته وpات ه وpإيث pقوpى الل ه بت pرpمp أpنه ن ائضه وpســ pرpا،فpاعهp ب pحpــد إال بات عpد أ pســ تي الp ي قpى إال مpــعp جحودهpــا، ال pشــ وpالp ي

انه،وpإضpاعpتهpا pلســpــده و p pه بقpلبه وpي ان pسبح pه pنصرp الل pن ي مه قpــد، وpأ ه جpــل اســ فpإنه ــز pعp از مpن أ pــز ه وpإع pر pــ pص ر مpن ن ــ pص pفلp بن pك ه منp،ت pــ pفس رp ن ــ pكس pن ي ه أ pــر pمp وpأ

هpوpات ه،الش حمp الل pا رpوء إال م ة بالس pمارp فسp أ عpهpا عندp الجpمpحpات فpإن الن pزp . وpي

.53 رقم البالغة: الكتاب نهج)?( 1289

pــكp من ــا دوpل قpبل pيهp ت عpل pرpد جpد ق pى بالp ي قpد وpجهتكp إل pن pا مpالك أ pم ي ثم اعلــه من،عpدل وpجpور pنظر في pنظرونp من أموركp في مثل مpا كنتp ت اسp ي pن الن وpأ

pكp ة قpبل pقــول فيهم،أمور الوالp pقولــونp فيــكp مpــا كنتp ت pدpل عpلpى، وpي ت مpــا يســ وpإنــاده p pلسن عب pهم عpلpى أ ه ل ــكp،الصالحينp بمpا يجري الل pي ائر إل pب الــذخpحp pكن أ فpلي

ة العpمpل الصالح pخيرpذ،pاكpــوpــك ه pــكp، فpامل pحــل ل كp عpما الp ي pفســ ح بن فpــإن، وpشــpرهpت pو ك ت أ ب pحp فس اإلنصpاف منهpا فيمpا أ ح بالن .الش

ــفp بهم pهم وpاللط ةp ل ب pحpالمpة و عي ــةp للر pحم ــكp الر p عر قpلب ــ pش pن،وpأ ـون ـ pك وpالp تpهم pكل pنم أ pغت اريا ت pبعا ضــ pيهم ســp pــكp في الــدين وpإما،عpل pخ ل نفpان إما أ هم صــ فpــإن

pظير لpكp في الخpلق .نpفرط pل ي ل ــل،منهم الز p pهم العل pعرض ل ــديهم في العpمــد، وpت pي pى عpلpى أ ــؤت وpي

ــكp،وpالخpطpإ p pن يعطي ى أ pرضــp ذي تحب وpت ــل ال pعطهم من عpفوكp وpصpفحكp مث فpأه من عpفوه وpصpفحه ه فpــوقp،الل ــكp فpوقpــكp وpالل pي pمــر عpل كp فpوقpهم وpوpالي األ فpإن

pك كp بهم،مpن وpال pالp هم وpابت pمرp pكفpاكp أ . وpقpد استه كp لحpــرب الل pفســp pن ن pنصب ــه،وpالp ت pــكp بنقمpت p ل ــد p ه الp ي ــكp عpن، فpإن pى ب وpالp غن

ــه حمpت pرpفــوه وpـة،ع pـ pبجpحpن بعقوب ــدpمpن عpلpى عpفــو وpالp ت pن pى، وpالp ت رعpن إل وpالp تســة pندوحpا مpمنه pدتpجpة و pادرp ي مؤpمر آمر فpأطpاع،ب pن إن pقول فpإن ذpلكp إدغpال، وpالp ت

pر ب منp الغي pقpر pة للدين وpت ــه من،في القpلب وpمpنهpك pنتp في ــا أ pم pكp pحدpثp ل pا أ وpإذــكp عpلpى ته من pقدرpو pكpوقpه ف pى عظpم ملك الل pة فpانظر إل pو مpخيل هpة أ pانكp أب سلط

pفسكp pيه من ن pقدر عpل ــكp،مpا الp ت ــف عpن pك pيكp من طمpاحكp وpي فpإن ذpلكp يطpامن إلpقلكpمن ع pنكpع pب pزpا عpبم pيكp pفيء إل .من غpربكp وpي

ــه pروت ب pــه في ج هp ب ب pش امpاةp الله في عpظpمpته وpالت pمسpو pاك ــذل،إي هp ي فpــإن اللpال ار وpيهين كل مخت ب pكل ج.

290

pــكp فيــه ــكp وpمpن ل pهل ة أ كp وpمن خpاصـ pفسـ اسp من ن pنصف الن هp وpأ pنصف الل أpتك عي pوى من رpظلم،هp pفعpل ت كp إال ت مpه، فpإن ه خpصــ pانp الل ه ك pادp الل وpمpن ظpلpمp عب

ــاده p ـه،دونp عب pـ ت pدحpضp حج ه أ مpه الل pاصــpن خpمpو وp ــزعp أ pن ى ي ت pربــا ح pه ح ــانp لل p وpكpتوبp .ي

ــه من إقpامpــة عpلpى pعجيــل نقمpت pغيير نعمpــة الله وpت pى ت pدعpى إل يء أ pش pيسp وpل ميع دpعوpةp المضطpهpدينp وpهوp للظالمينp بالمرصpاد،ظلم pس pه . فpإن الل

pوسpطهpا في الحpق pيكp أ pحpب األمور إل pكن أ pعpمهpا في العpدل،وpلي pجمpعهpا، وpأ وpأة عي ى الر pــ ة،لرض ى الخpاصــ pــ ــف برض خطp العpامة يجح ــإن ســ pف ،pخط وpإن ســ

ى العpامة pرضــ pــعpر مpفp ــوpالي،الخpاصة يغت pثقpــلp عpلpى ال ة أ عي pحpــد منp الر pيسp أ وpلpلp باإللحpاف pسأ هp لإلنصpاف وpأ pكرp ء وpأ pالp pه في الب pة ل pقpل مpعون اء وpأ pخ pة في الر مpئونــدp ملمات برا عن pصــ pفpع pضــ p عذرا عندp المpنع وpأ pأ pبط pقpل شكرا عندp اإلعطpاء وpأ وpأ

pهل الخpاصة ــدpاء،الدهر من أ pع مpا عمpاد الدين وpجمpاع المسلمينp وpالعدة لأل وpإنpهم وpمpيلكp مpعpهم،العpامة منp األمة pكن صغوكp ل . فpلي

اس pبهم لمpعpايب الن pطل pهم عندpكp أ pأ pشن تكp منكp وpأ عي pر pدpبعp pكن أ فpإن في،وpليهpا pرp ت pن سpق مpحp اس عيوبا الوpالي أ pكشفpن عpما غpابp عpنكp منهpا،الن ــا، فpالp ت pم فpإن

pكp pطهير مpا ظpهpرp ل pيكp ت pحكم عpلpى مpا غpابp عpنكp،عpل ه ي ــا، وpالل pم pة pــور pاستر العpف pعتpطp تكp،است عي pه من ر pتر pا تحب سpم pه منك pستر الل . ي

اس عقدpةp كل حقد pطلق عpن الن ــر،أ ــل وت pبp ك ب pســ pــك pغpــابp، وpاقطpع عpن وpتpكp pضح ل اع،عpن كل مpا الp ي pصديق سp pى ت لpن إل pعجp اعيp غpاش وpإن، وpالp ت فpإن الس

pاصحين هp بالن ب pشp .تpقــرpالف pعــدكp ل وpي ــكp عpن الفpضــ pعدل ب pخيال ي تكp ب pشورpن في مpتدخل pالpو،pالpو

pانا يضعفكp عpن األمور ب pور،جpــالج هp ب pر pــكp الشــ ن ل ي pريصا يزpح pالpو ،pــإن البخــل pف pالجبنpو

291

ه pجمpعهpا سوء الظن بالل ى ي ت pائز ش pرpغ pالحرصpو. ــام p pهم في اآلث رك pن شــpمpزيــرا وpو pــكp ار قpبل pشرp pانp لأل ائكp مpن ك pر pر وز pإن ش،

pة pان pكp بط pن ل pكون pنتp وpاجــد منهم،فpالp ي ــة وpأ pمp pمpة وpإخوpان الظل pث pعوpان األ هم أ فpإنــاذهم pفp ائهم وpن pــل آر ـه مث pـ ــف ممن ل p ل pالخ pــر ي pارهم،خ pــ ــل آص ــه مث pي pيسp عpل وpل

ــامهم p ارهم وpآث pوزp pم يعpــاون ظpالمــا عpلpى ظلمـه وpالp آثمــا عpلpى إثمــه، وpأ ،ممن لpيركpل لغpقp pيكp عpطفا وpأ pى عpل pحن pة وpأ ن لpكp مpعون pحسp pة وpأ pيكp مpئون pخpف عpل pئكp أ أول

تكp،إلفا pالpفpحpو pاتكpوp ل pاصة لخpخ pئكp خذ أول . فpاتpــكp pهم بمــر الحpــق ل pقــوpل ــدpكp أ ــرهم عن p pكن آث اعpدpة فيمpــا،ثم لي pهم مســ pقpل وpأ

pائه pولي ه أل pرهp الل pكون منكp مما ك ــكp من هpــوpاكp حpيث وpقpــعp،ي ق، وpاقعا ذpل pالصــpو pم ــل ل pاط pبجpحــوكp بب pال يطــروكp وpالp ي هم عpلpى أ دق ثم رضــ ع وpالصــ pرpــو ــل ال pه بأ

pفعpله ة،ت هوp وpتدني منp العز اء تحدث الز pاإلطر pة pثرp . فpإن كوpاء pة سp pن المحسن وpالمسيء عندpكp بمpنزل pكون فpإن في ذpلكp،وpالp ي pزهيــدا ت

ان pان في اإلحس pهل اإلحسp اءpة،أل pى اإلسـpلpة عpاء pهل اإلسp pدريبا أل ــزم كال»، وpت pل وpأه pفسp مp ن pلزp .منهم مpا أ

ــه ت عي pاع بر pن رpن ظ pى حســ pدعpى إل ــأ يء ب pش pيسp ه ل pن pم أ انه،وpاعل pمن إحســ ـه pـ pيسp ل ــا ل pى مpلpاهم ع اهه إي pتكر ـرك اســ pـ pيهم وpت ـات عpل pـ pخفيفــه المpئون pيهم وpت إل

pهم pل ــكp،قب ت عي pن الظن بر ــه حســ ــكp ب p pمع ل pجت pمر ي pكن منكp في ذpلكp أ ــإن، فpلي pف ـويال pبا طـ pصـp ــكp ن ـع عpن pقطp نp الظن ي pمpن،حسـ ــه ل كp ب نp ظpن ق مpن حpسـ pحـp وpإن أ

ؤكp عندpه pالp ؤكp عندpه،حpسنp ب pالp اءp ب pن سpمp كp به ل اءp ظpن pن سpق مpحp . وpإن أــة pــا األلف pت بهpعpمp ــذه األمة وpاجت pدور ه ة عpملp بهpا صــ pالحpة ص pنقض سن وpالp ت

ة عي pيهpا الر pن،وpصpلpحpت عpل ن ــكp الســ يء من مpاضي تل pضر بشp ة ت pن سن ، وpالp تحدثpقpضتp منهpا pيكp بمpا ن هpا وpالوزر عpل ن pن سpجر لمp pكونp األ .فpي

pمــر ــه أ pي لpحp عpل pــا صــpثبيت مp pمpاء في ت ةp الحك pشpاقp pمpاء وpمن ةp العل pس pارpكثر مدp وpأpدك pبال،pكp اس قpبل pقpامp به الن . وpإقpامpة مpا است

292

pعض pعضهpا إال بب pصلح ب pقpات الp ي ةp طpب عي pن الر pم أ هpا عpن،وpاعل ــ pعض pى بب وpالp غنpعض ه،ب ة، فpمنهpا جنود الل اب العpامة وpالخpاصــ اة العpــدل، وpمنهpــا كت pــا قضــpمنهpو ،

فق ــل الذمة،وpمنهpا عمال اإلنصpاف وpالر pه اج من أ pــر pالخpـة و pـ ــل الجزي pه وpمنهpا أاس pاعpات،وpمسلمpة الن pهل الصن ار وpأ ج فلpى من، وpمنهpا الت ــة الســ pقp ــا الطب pمنهpو

pة pن ك ده،ذpوي الحpاجpة وpالمpسـ pى حـpلpع pع pضـpوpه وpهم pـه سـ p ه ل مى الل pد سـ pـل قـ وpكه pبي ة ن ن pو ســ ــه أ pاب ة في كت pريضــpالى اللــه عليــه وآلــه()صــفp ــدpن ــه عن ــدا من عpه

.مpحفوظاة pين الوال pزpة و عي pمن،فpالجنود بإذن الله حصون الر بل األ ــ ، وpعز الدين وpس

ة إال بهم عي pقــوم الر pيسp ت pهم منp،وpل ه ل ــا يخــرج الل pــود إال بم ــوpامp للجن ثم الp قpقوpونp به عpلpى جهpاد عpدوهم ذي ي اج ال pرpلحهم،الخ ــه فيمpــا يصــ pي pمــدونp عpل pعت ، وpي

تهم pاجpاء ح pرpكون من وp .وpياة وpالعمال pــ الث منp القض نف الث ــ نفpين إال بالص ــ ــذpين الص pله pامpــو ثم الp ق

اب ــه،وpالكت pي ــونp عpل pمpن ــافع وpيؤت p pجمpعــونp منp المpن لمpا يحكمونp منp المpعpاقــد وpيpاعpات،من خpوpاص األمور وpعpوpامهpا ن جار وpذpوي الصــ pهم جpميعا إال بالت وpالp قوpامp ل

pهم منp pكفــون وpاقهم وpي pســ ـه من أ pـ افقهم وpيقيمون pــر pــه من م pي pمعــونp عpل pجت فيمpا يpبلغه رفق غpيرهم pيديهم مpا الp ي فق بأ pر .الت

ــدهم pحــق رف ذينp ي pة ال pن ك ــة وpالمpســ pاجpــل الح pه فلpى من أ ــة الســ pقp ثم الطبpتهم عpة،وpمpعون pه لكل س لحه، وpفي الل ــوpالي حpــق بقpــدر مpــا يصــ ــل عpلpى ال ، وpلك

ـام pإال باالهتمـ pلــكpه من ذ ـه الل pمـ pلزp ـا أ pـة مـ pقيقـpالي من حpـو ـ pخــرج ال pيسp ي وpله pة بالل ــه فيمpــا خpــف،وpاالستعpان pي بر عpل pفسه عpلpى لزوم الحpــق وpالصــ pوطين ن وpت

pقلp pو ث pيه أ .عpلpامــكpإلمpوله و ســ pلرpه و كp لل pفســ pنصpحpهم في ن ــاهم،فpوpل من جنودكp أ pنقp وpأ

pهم حلمــا pفضpل يبا وpأ pف، جp ــرأ p pى العــذر وpي pريح إل ت pســ ب وpي pضــpن الغpممن يبطئ ع pاء pقوي pنبو عpلpى األ ،بالضعpفpاء وp ي

293

pقعد به الضعف .وpممن الp يثيره العنف وpالp ياب pحســp ـذpوي المــروءpات وpاأل ـ ق ب pة،ثم الصــpالح ـات الصــ pـ pهــل البيوت وpأ

pة ن pسpابق الحpو مpاحpة،وpالس اء وpالســ pخ جpاعpة وpالســ جدpة وpالشــ pهل الن هم، ثم أ فpــإنم وpشعpب منp العرف pرp .جمpاع منp الك

ـدهمpا pـ ــدpان من وpل pفpقد الوpال pت ــا ي pقد من أمــورهم مpفp ــاقpمpن في،ثم ت pفp pت وpالp يpهم به يء قpويت pش pفسكp ــل،ن pإن قpهم به وp pعpاهpدت ن لطفا ت pحقرp ـة، وpالp ت pـ ه دpاعي فpإن

pــك pكp وpحسن الظن ب صيحpة ل pذل الن pى ب pهم إل pفpقدp لpطيــف أمــورهم،ل ــدpع ت p وpالp تpاال عpلpى جpسيمهpا ك ــه،ات pفعــونp ب pنت pسير من لطفكp مpوضعا ي ، فpإن للي يم وpللجpســ

pغنونp عpنه pست .مpوقعا الp يpر ر pكن آث pتهؤوpلي اهم في مpعون pاسpن وpم pكpعند pيهم،وس جندكp لp عpل pفضــp وpأ

pهليهم اءpهم من خلــوف أ pرpن وpع م pســp عهم وpي pســp ــا ي pــه بم ــونp،من جدpت pك ى ي ت pح pيكp،هpمهم هpما وpاحدا في جهpاد العpدو pهم عpل pعطف قلوب pيهم ي . فpإن عpطفpكp عpل

د pــدل في البالpة العpامpتق ة اســ pــوال ة عpين ال pفضpلp قــر وpظهــور مpــوpدة،وpإن أة عي دورهم،الر مpة صــ pال pدتهم إال بســpــوpر مpظهp ه الp ت تهم إال، وإن pيح pصــ ح ن pصــ وpالp ت

ـرك pـ تثقpال دوpلهم وpت ة اســ ــور وpقل ة األم pى والpلpتهم عpـاع بحيط pاء انقطـpتبط اســpى،مدتهم pبل ــا أ pــد م pعدي pيهم وpت ـاء عpل pـ ن ح في آمpالهم وpوpاصل في حسن الث pافسpف

ء منهم pالp ض،ذpوو الب جpاعp وpتحpــر pهــز الشــ pفعpــالهم ت ن أ ةp الــذكر لحســ pــر pث فpــإن كه اءp الل pإن ش pاكل .الن

pى pبل ـره،ثم اعرف لكل امرئ منهم مpا أ ـ pى غpي ءp امرئ إل pالp pضمن ب وpالp، وpالp تئه pالp pة ب ن به دونp غpاي pصرpئه،تق pالp pن تعظمp من ب pى أ ــرئ إل ف ام pر pش pك pدعوpن وpالp ي

pانp صpغيرا ،مpا ك pانp عpظيما ئه مpا ك pالp pصغرp من ب pست pن ت pى أ . وpالp ضpعpة امرئ إللعكp منp الخطــوب ــا يضــ pوله م ســ pرpه و pى الل ــكp منp،وpاردد إل pي pبه عpل ت pشــ وpي

ادpهم،األمور pب إرشpحp pعpالpى لقpوم أ ه ت pطيعوا : فpقpد قpالp الل ذينp آمpنوا أ هpا ال pي يا أpطيعوا هp وp أ الل

294

ه pى الل ــردوه إل pيء ف pعتم في شــ pــاز pن ــإن ت pــر منكم ف pم ولp وpأولي األ ســ الرسول ــه،وpالر pاب pم كت pخذ بمحك ه األ pى الل د إل ول ، فpالر ســ pى الر د إل صــلى) وpالــر

قpةالله عليه وآله( امعpة غpير المفpر pته الج pخذ بسن .األــه يق ب pضــ كp ممن الp ت pفســ ــكp في ن ت عي pر pلpفضp اس أ pينp الن pر للحكم ب ثم اخت

ة، وpالp تمpحكه الخصوم،األمور ل pمpادpى في الز pت pى، وpالp ي ر منp الفpيء إل pحصــp وpالp يفpــه pرpا عpق إذpــع،الحpمpى طpلpه ع pفســ رف ن pى فpهم دونp، وpالp تشــ pدن ــأ pفي ب pكت وpالp ي

اه pقصــp ــالحجpج،أ ــذpهم ب pآخpات وpبه pوقpفpهم في الشــ ــة، وpأ pع pاج pمــا بمر pر pب هم ت pقpل وpأ ف األمور،الخpصم pش pك هم عpلpى ت pرp pصب ، وpأ اح الحكم pضــ ــدp ات مpهم عن pصرp ممن، وpأ

اء pميله إغرp pست اء وpالp ي pهيه إطرpزدp pئكp قpليل،الp ي . وpأولpعpاهدp قpضpائه pكثر ت pقــل مpعpــه،ثم أ ـه وpت pـ ت ـذل مpــا يزيــل عل pـ pه في الب ح ل pافسpو

اس pى الن ــه إل ت pاجpــره من،ح pطمpــع فيــه غpي ــا الp ي pم pيكp ـد pـ ـة ل pـ pعطــه منp المpنزل وpأpاصتكpخ،pكpه عندp ال ل pج pالp الر pأمpنp بذpلكp اغتي ، لي pليغــا ـرا ب pظـp ــكp ن ، فpانظر في ذpل

pب به ار يعمpل فيه بالهpوpى وpتطل pشرp pيدي األ pسيرا في أ pانp أ فpإن هpذpا الدينp قpد كpا .الدني

pثم انظر في أمور عمالك، pارا pعملهم اختب ة، فpاست pــر p pث ــاة وpأ p اب pهم مح ، وpالp توpلpة pان همpا جمpاع من شعpب الجpور وpالخي pاء من،فpإن ي pالحpة وp جرب pهلp الت pوpخ منهم أ وpت

pقpدمpــة م المت pال pات الصالحpة وpالقpــدpم في اإلســ pهل البيوت ،أ قــا pخالp م أ pــر pك هم أ فpــإن اقا pامع إشرpطpل في المpقp اضا وpأ pعرp pصpح أ ،وpأ ـرا pظـp ـغ في عpــوpاقب األمــور ن pـ pبل ، وpأ

pاق pرزp pيهم األ pسبغ عpل هم،ثم أ pنفســ ح أ pال pهم عpلpى استصــ ــوة ل وpغنى، فpإن ذpلكp قــديهم pي pحتp أ ــا ت pـاول م pـ pن pهم عpن ت ــوا،ل pم pل pو ث كp أ pــر pم pفوا أ ــال pيهم إن خp ة عpل وpحج

pكp pت pمpان .أpهم pعمpال pفpقد أ pيهم،ثم ت ــاء عpل pفpالوpدق و pهل الصــ ــإن، وpابعpث العيونp من أ pف

ر pعpاهدpكp في الس ت

295

ة عي فق بالر pة وpالر pمpان pهم عpلpى استعمpال األ .ألمورهم حpدوpة لــا pت بهpعpمp ـة اجت pـ pان pى خي ـدpه إل pـ طp ي pســp pحpــد منهم ب pعوpان فpإن أ pحpفظ منp األ وpت

pار عيونكp pخب pيه عندpكp أ ـةp في،عpل p ـه العقوب pي طتp عpل pسـp اهدا فpب pشـ pلكpبذ pيتpفp اكتpدpنه pصpابp من عpمpله،ب pه بمpا أ pخpذت ـة، وpأ pـ pان pه بالخي مت pسpوpة و pه بمpقpام المpذpل pصpبت ثم ن

هpمpة pه عpارp الت دت .وpقpلpه pهل اج بمpا يصلح أ pرpالخ pمرp pفpقد أ حا لمpن،وpت pالpحهم ص pالpصpحه و pالpإن في صpف

حp لمpن سوpاهم إال بهم،سوpاهم pالpص pالpاج، و pــر pى الخpلpـال ع pـ هم عي اسp كل pن الن ألpهله .وpأ

اج pــر pب الخ pتجال pظpركp في اســ pغp من ن pبل pرض أ ة األ pارpفي عم pركpظp pكن ن ،وpلية pارpك إال بالعم pيدر pال pلكpن ذp دp،أل pالبال pب pخــرp ة أ pــار pــر عم اجp بغpي pرpالخ pبpلpن طpمpو

pادp pكp العب pهل pمــره إال قpليال،وpأ pقم أ pست pم ي ـاعp، وpل pو انقطp ة أ pو عل pوا ثقpال أ ك pــإن شـpف pففتpش خpطpــا ع pبه pــف pجحp pو أ ق أ pــر pــا غ pه pرpمp pرض اغت ـةp أ pـ ال pو إحp ة أ pال pو ب رب أ شــ

pمرهم pصلحp به أ pن ي pرجو أ pةp،عpنهم بمpا ت يء خpففتp به المpئون pش pيكp pثقلpن عpل وpالp يــكp،عpنهم pت ي pـزيين وال pـ دكp وpت pة بال pــارpفي عم pــك pي ــه عpل pعــودونp ب ه ذخــر ي مpــعp، فpإن

ة العpــدل فيهم pاضــpباستف pجحــكp pب ــائهم وpت p pن نp ث بكp حســ pتجال لp،اســ pمــدا فpضــ معتــةp منهم pق pهم وpالث ــدpهم من إجمpامــكp ل pهم من،قوتهم بمpا ذpخpرتp عن ــودت pــا ع pبم

pيهم وpرفقكp بهم pيهم،عpدلكp عpل ــه عpل ــولتp في pا عpــا إذ pاألمور م pمن pثpدpا حpم فpربpنفسهم به pة أ ب pمpلوه طpي pعد احت ــه،من ب p pمــل مpــا حpملت انp محت pإن العمــرpــا، فpم وpإن

pرض من إعوpاز اب األ pرpى خp pهلهpا يؤت ة،أ pـوال ـ pنفس ال اف أ pا إلشرpهلهp مpا يعوز أ وpإنpقpاء هم بالب مع وpسوء ظpن pى الجpلpر،عp ة انتفpاعهم بالعب . وpقل

pابك هم،ثم انظر في حpال كت pـر ي pخ pى أمـوركpلpل عpوpف ،pكp ائل pسـ pص ر وpاخصـق pخالp الح األ pعهم لوجــوه صــpجمp ــأ كp ب pار pسرp pايدpكp وpأ تي تدخل فيهpا مpك ممن الp،ال

pإلpة م pر pــكp بحpضــ ف ل pفي خال pيكp pرئp بهpا عpل pجت امpة فpي pرp ــه،تبطره الك ر ب pقصــ وpالp تpة عpن الغpفل

296

pيكp pات عمالكp عpل pب pات اد مك pإير،pــك pاتهpا عpلpى الصوpاب عpن ــا، وpإصدpار جpوpاب pفيم pيعطي منكpو pكp pأخذ ل pقpدpه لpكp،ي ـا، وpالp يضعف عpقدا اعت pق مـ pن إطالpعجز عp وpالp ي

pيكp pفسه في األمور،عقدp عpل pغp قpدر ن pجهpل مpبل ه، وpالp ي pفســ ــدر ن pبق pــل فpإن الجpاهpلpجهp pكون بقpدر غpيره أ .ي

pــك ن الظن من pامpتكp وpحســ تكp وpاستن pاس pى فرpلpاهم ع pاركp إي pكن اختي ،ثم الp ين خــدمpتهم عهم وpحســ ن pصــp ة بت pــوال ات ال pاســ pلفر pضون pعpر pت جpالp ي pيسp،فpإن الر وpل

يء pــة شــ p pمpان صيحpة وpاأل اءp ذpلكp منp الن pرpو،pالحين وا للصــ ــرهم بمpــا ول pب pكن اخت وpلpكp ،قpبل ــرا p pث pانp في العpامة أ نهم ك pحسp ، فpاعمد أل ــة وpجهــا p pمpان فهم باأل pعــرp فpــإن، وpأ

ه pمرp يتp أ ه وpلمpن ول pصيحpتكp لل .ذpلكp دpليل عpلpى نpالpــا و pبيرهp ــره ك pقهp أســا منهم الp ي pر pــورك pمــر من أم ــل أ أس ك pــر ــل ل pاجعpو

pثيرهpا pيه ك ت عpل ت pشp pت pه،ي pيتp عpنه ألزمت pغpاب ابكp من عpيب فpت pانp في كت . وpمpهمpا ك ـرا ــ ي pوص بهم خp pاعpات وpأ ن ــ جار وpذpوي الصـ pوص بالت ت ــ المقيم منهم،ثم اسـ

pدpنه فق بب pرp افــق،وpالمضطpرب بمpاله وpالمت pرpاب المp ب pســ ــافع وpأ p ــوpاد المpن pهم م فpإنpاعد بهpا منp المpب pحركp،وpجال كp وpب pر ــكp، وpالمpطpارح في ب pل ب pجpو pهلك pســpو ،pيث الpحpو

pائقpته هم سلم الp تخpاف ب pيهpا فpإن pرءونp عpل pجت اس لمpوpاضعهpا وpالp ي pئم الن pلت وpصلح،يpته ى غpائل pتخش pال،pدك pاشي بالpوpفي حpو pتك pضرpهم بح pقد أمورpفp . وpت

pثير منهم ضيقا فpاحشا pن في ك pم مpعp ذpلكp أ ،وpاعل حا قpبيحــا ، وpشــ ــارا p وpاحتكpافع pاعpات،للمpن ما في البي pحpك ة للعpامة، وpت pاب مpضpر ة، وpذpلكp ب pى الوالpلpيب عpعpو ،

pار pع منp االحتك ه ،فpامن سولp الل pإن رpــهصلى الله عليه وآله() ف ــعp من p pكن، مpن وpليمحا بمpــوpازين عpــدل pيعــا ســp ــع ب pي ــائع،الب p ــالفpريقpين منp الب عpار الp تجحــف ب pســ وpأ

pاع اف،وpالمبت pير إسرpاقبه في غpعpل به و pك اه فpن pهيكp إي pعدp ن ة ب pحكر pف pارpن قpمpف .اكين pســpالم pهم منp ـةp ل pـ ذينp الp حيل فلpى منp ال pقpة الســ هp في الطب هp الل ثم الل

pاجينp pهل ،وpالمحت وpأ

297

منpى ،البؤسpى وpالز ـرا pـ ــة قpانعــا وpمعت pقp ــا، فpإن في هpذه الطب pه م ــظ لل pاحفpو pحفpظpكp من حpقه فيهم ت ما من،اســ ــك وpقســ pيت مpال ما من ب pهم قســ ــل ل pاجعpو

ـد pـ pل ــل ب م في ك pافي اإلسالpوpت ص pى،غpال pدن ذي لأل ــلp ال ى منهم مث pقصــp ــإن لأل pف ، ترعيتp حpقه ــل قpــد اســ ـر،وpك pطـp كp عpنهم ب pن غpل pشــ ييعكp، وpالp ي pضــ كp الp تعــذpر بت فpإن

pثيرp المهم pامكp الك افهp إلحك pهم،الت . فpالp تشخص هpمكp عpنهم وpالp تصpعر خpدكp لــكp منهم pي ل إل pصــ ــورp مpن الp ي pفpقد أم ــون،وpت ــه العي pحم pقت ــره، ممن ت pحق وpت

ــال pج ع،الر وpاضــ pة وpالت ي ــل الخpشــ pه ــكp من أ p pئكp ثقpت غ ألول ــر pفpف ،pــك pي ــع إل pرفp فpليهم pــاه،أمورpلقp ـومp ت pـ ه ي pى الل pين، ثم اعمpــل فيهم باإلعــذpار إل ء من ب pــؤالpــإن هpف

pى اإلنصpاف من غpيرهم pحوpج إل ة أ عي ـة حpقه،الر pـ pأدي ه في ت pى الل ــذر إل pع وpكل فpأpيه .إل

ن قة في الســ ــلp اليتم وpذpوي الر pه pعpهد أ ب،وpت ــ pنص ـه وpالp ي pـ ـةp ل pـ ممن الp حيله pفسp pة ن pل pقيل،للمpسأ ة ث pى الوالpلpع pلكpذpقيــل، وp ه ث ه، وpالحpق كل ففــه الل pــد يخpقpو

pهم ه ل هم وpوpثقوا بصدق مpوعود الل pنفسp روا أ pةp فpصpب pبوا العpاقب pقوpام طpل .عpلpى أpك pــ خص pهم فيه شp غ ل pهم،وpاجعpل لذpوي الحpاجpات منكp قسما تفpر pجلس ل وpت

لpقpكp،مpجلسا عpاما pذي خ ه ال pوpاضpع فيه لل pت pكp من، فpت pعوpان وpتقعد عpنهم جندpكp وpأpطك pشرpو pاسك pحرp pعتع،أ pت مهم غpيرp مت pل pك مpكp مت pل ى يك ت pح ،pول ســ pمعت ر pي س فpإن

ــر مpــوطنى الله عليه وآله()صلالله pقول في غpي pن تقpــدسp أمة الp يؤخpــذ : ي لpعتع pت .للضعيف فيهpا حpقه منp القpوي غpيرp مت

pمــل الخــرقp منهم وpالعي يقp،ثم احت pح عpنهم الضــ pــفp وpن pن ه،وpاأل ط الل pبســ يحمpته pر pافp pكن pيكp بذpلكp أ pوpابp طpاعpته،عpل pكp ث ، وpيوجب ل pعطpيتp هpنيئا pعط مpا أ ، وpأpع في إجمpال وpإعذpار .وpامن

تهpا pر pاشp pكp من مب ــا،ثم أمور من أموركp الp بد ل p pعي ــا ي pبم pــك pة عمال اب pا إجpمنه pابك ،عpنه كت

298

دور ــه صــ ج ب pحــرp ــكp بمpــا ت pي ــومp ورودهpــا عpل p اس ي دpار حpاجpــات الن وpمنهpا إصــpانكpعوp pه،أ pوم عpمpل pمض لكل ي pوم مpا فيه، وpأ كp فيمpــا، فpإن لكل ي pفســ وpاجعpــل لن

pفضpلp تلكp المpوpاقيت ه أ pينp الل pكp وpب pين ،ب ام pقسـp لp تلكp األ pجزp ا، وpأ pهـ pت كل ـان p وpإن كة ي pحpت فيهpا الن ه إذpا صpل ة،لل عي لمpت منهpا الر pسpو .

ـه pـ تي هيp ل ه ال ائضــ pرpــة ف pامpإق pــكp ه دين ــه لل ــا تخلص ب pة م pكن في خpاصــ وpليpهpاركp،خpاصة pيلكp وpن pدpنكp في ل هp من ب pعط الل ه، فpأ pى الل ــه إل بتp ب ــر pقp وpوpف مpا ت

pامال غpيرp مpثلوم وpالp مpنقوص ـغp،من ذpلكp ك pـ pل pدpنكp مpا ب pالغا من ب وpإذpا قمتp في، ب عا pفرا وpالp مضpي pن من pكون اس فpالp ت تكp للن pالpـه،ص pـ ة وpل ــه العل اس مpن ب فpإن في الن

ه ،الحpاجpــة ولp الل ســ pلت رp أ pــد ســpقpىى اللــه عليــه وآلــه()صل وp حينp وpجهpني إلpيفp أصpلي بهم pمpن ك ــالمؤمنينp : فpقpــالp،الي عpفهم وpكن ب pضــ ة أ pال pصــp ل بهم ك pصــ

حيما pر. ــد pع pما ب ــكp،وpأ ت عي pن رpع pــك p اب pن احتجpـول pـ ة عpن، فpالp تط pالــوال pــاب pــإن احتج pف

pة منp الضيق ة شعب عي ــاألمور،الر ة علم ب ـع عpنهم، وpقل pقطـp ــاب منهم ي pاالحتجpو pه pجpبوا دون غير،علمp مpا احت pعظم الصــ pبير وpي pصغر عندpهم الك ن، فpي pســpقبح الحp وpي

pحسن القpبيح pاطل،وpي اب الحpق بالب pيشpى، و pارpوp pعرف مpا ت ر الp ي pشp مpا الوpالي ب وpإناس به منp األمــور روب،عpنه الن ف بهpــا ضــ pات تعــرpم ت عpلpى الحpــق ســ pيســp وpل

pذب pين،الصدق منp الك جل pد رpحp pنتp أ مpا أ ـذل، وpإن pـ كp بالب pفســ خpت ن pإما امــرؤ ســ pو،في الحpق ديه أ ــريم تســ p pو فعــل ك ــكp من وpاجب حpــق تعطيــه أ اب pاحتج pفيمpف

pلى بالمpنع ــذلكp،مبت p وا من ب pيســ pا أ pتكp إذ pل أ اس عpن مpســ pف الن عp ك pسرp مpــعp، فpمpا أpــك pي pةp فيــه عpل pيكp مما الp مpئون اس إل pرp حpاجpات الن pكث pن أ pو،أ pاة مpظلمpــة أ ك pمن شــ

pة pب إنصpاف في معpامpل .طpلـة pـ pان ة وpبط اف في،ثم إن للوpالي خpاصــ pة إنصــ ــاول وpقل pطp pار وpت تئث فيهم اســ

pة pحوpال،معpامpل pاب تلكp األ pسب pئكp بقpطع أ . فpاحسم مpادةp أول

299

ــة pطيعpق pــك pتكp وpحpامت ي ــد من حpاشــ pحp ــكp في،وpالp تقطعpن أل pطمpعpن من وpالp ياس ــا منp الن pليهp ر بمpن ي ــ pض ــدpة ت ــاد عق pك،اعتق pرp ت ــ ــل مش pمpو عp رب أ ــ في ش

pه عpلpى غpيرهم pت pحملونp مpئون ــكp،ي p pهم دون pأ ذpلكp ل pكونp مpهن ــكp في، فpي pي ــه عpل وpعpيبة pاآلخرpا وp .الدني

ــد pعي ــريب وpالب pالق pــه من pزمp ــق مpن ل pـزم الح ـ pل ،وpأ ابرا pــ ــكp ص وpكن في ذpل pسبا pتكp وpخpاصتكp حpيث وpقpعp،محت اب pرpمن ق pلكpاقعا ذpثقــل، وp ـه بمpــا ي pـ pت pغ عpاقب وpابت

pيكp منه ةp ذpلكp مpحمودpة،عpل . فpإن مpغpبpهم بعــذركp حر ل pصــ يفا فpأ pح pة بك عي ت الر pهم،وpإن ظpن ــون ــكp ظن وpاعــدل عpن

pاركpبإصح،pفسكp pاضpة منكp لن تكp، فpإن في ذpلكp ري عي pرفقا برpبلغ به، وp وpإعذpارا تpقويمهم عpلpى الحpق pكp من ت ت pاجpح.

ه فيه رضا pيه عpدوكp ولل pدفpعpن صلحا دpعpاكp إل ــة،وpالp ت pعpلح د ــإن في الصــ pف pــودك ــة من همومــكp،لجن pاح pرpو ،pدك pــا لبال pمن ــذpر من، وpأ pــل الح ــذpرp ك pكن الحp وpل

pعدp صلحه pغpفلp،عpدوكp ب pت بp لي pــارpــا قpم هم في، فpــإن العpــدو رب ــالحpزم وpات فpخــذ بــكp ذمة،ذpلكp حسنp الظن pه من ت pســ pلب pو أ pينp عpدوكp عقــدpة أ pكp وpب pين وpإن عpقpدتp ب

ــاء pفpبالو pكpــد ـة،فpحــط عpه pـ pمpان ــكp باأل p ــا، وpارعp ذمت pم pة دون كp جن pفســp ــل ن pاجعpو pيتpعطp ــعp،أ pاعــا مpــه اجتم pي د عpل pشــp اس أ يء الن pه شــ ائض الل pــر pمن ف pيسp ه ل فpإن

ــالعهود pعظيم الوpفpــاء ب ائهم من ت pت آر ت pشــp pهــوpائهم وpت ق أ pفpــر ــكp،ت ـزمp ذpل pـ وpقpــد لpالمسلمين pهم دونp pين pلوا من عpوpاقب الغpدر،المشركونp فيمpا ب pوب . لمpا است

pن بذمتك pغدرp pخيسpن بعpهدكp،فpالp ت ــدوكp، وpالp ت pن عp pختل ـرئ، وpالp ت pـ pجت ه الp ي فpإنقي pاهل شpه إال ج ـاد،عpلpى الل pـ pينp العب pفضpاه ب pمنا أ pه أ ه عpهدpه وpذمت وpقpد جpعpلp الل

حمpته pى،برp pسكنونp إل pعpته وpحpريما ي pى جوpاره،مpن pفيضونp إل pست فpالp إدغpالp وpالp، وpي pالpو pة pسpالpمد

300

.خدpاعp فيهpــل p pعقد عpقدا تجpوز فيه العل أكيــد،وpالp ت ــدp الت pع ــول ب pحن قp pن عpلpى ل ــول pتع pالpو

وثقpة اخه بغpير،وpالت pب انفسpلpى طp ه إل pزمpكp فيه عpهد الل pمر ل كp ضيق أ pدعوpن وpالp يير من غpدر،الحpق pته خp ه وpفpضلp عpاقب pاج pرجو انفرp pمر ت كp عpلpى ضيق أ pبرpإن صpف

pه pبعpت pخpاف ت ــاكp وpالp،ت p pقبل فيهpــا دني ت pســ ــة الp ت p ــكp منp الله فيــه طلب pن تحيــطp ب وpأpكp ت pآخر.

هpا pهpا بغpير حل فك pسpو pاءpالدمpو pاك pعظpمp،إي pدعpى لنقمpة وpالp أ يء أ pش pيسp ه ل فpإنفك الدمpاء بغpير حpقهpا pاع مدة من سpانقطpة وpال نعمpو pى بز pحرp pبعpة وpالp أ ه،لت وpالل

pامpــة ــومp القي p افpكوا منp الدمpاء ي pسp pاد فيمpا ت pينp العب pدئ بالحكم ب pه مبت ان pسبح،pالpف ام pرpم حpفك د pبس pكp pن سلطpان ــه،تقpوي عفه وpيوهن ــكp مما يضــ pــل يزيلــه، فpإن ذpل ب

pنقله ه وpالp عندي في قpتل العpمد،وpي pكp عندp الل pن، وpالp عذرp ل ــد p pن فيــه قpــوpدp الب ، ألـة فpــإن في pـ pدكp بالعقوب pو ي يفكp أ pو سp وطكp أ pس pيكp طp عpل pفرp وpإن ابتليتp بخpطpإ وpأ

pة pل ة فpمpا فpوقpهpا مpقت pكزpى،الوp ــؤpديp إل pن ت لطpانكp عpن أ pخوpة ســ pطمpحpن بكp ن فpالp تpاء المpقتول حpقهم pولي .أ

اء pحب اإلطرpا وpمنه pا يعجبكpبم pةpق pفسكp وpالث اكp وpاإلعجpابp بن فpإن ذpلكp،وpإيه ــ pفس يطpان في ن ــ ص الش pــر ــق ف p pوث ان،من أ pــ ـون من إحس ـ pك ــا ي pم pــق pمحp لي

pالمحسنين.pانك pبإحس pتك عي pى رpلpن عpالمpو pاك pانp من فعلكp،وpإي دp فيمpا ك ي pز pو الت pن، أ pو أ أ

pبخلفك pكpوعدpم pتتبعpهم فpعدp انp،ت pن يبطل اإلحسpإن المpـور، ف ـ pذهpب بن دp ي ي pز وpالتاس،الحpق ــالpى، وpالخلفp يوجب المpقتp عندp الله وpالن pعp ه ت : قpالp الل ــرp مpقتــا pب ك

pلونpفعp pقولوا ما ال ت pن ت ه أ .عندp اللpوpانهpا ــلp أ ــاألمور قpب ـةp ب pـ ل pجpالعpو pاك pانهpا،وpإي ــدp إمك ــا عن pفيه pقط pســ pو الت pو، أ أ

ت pر pك pن pا ت ــا إذ pفيه pــة pاجpت،اللجpح pوضــp pا است ــا إذ pنهpع pهنpــو pو ال pمــر، أ ــل أ ع ك pضــpف pمر مpوقعpه،مpوضعpه pوقع كل أ . وpأ

301

وpة اس فيــه أســ pارp بمpا الن اكp وpاالستئث p،وpإي غpــابيp عpما تعن ــه مما قpــدي وpالت بــركp،وpضpحp للعيون ــكp لغpي ه مpــأخوذ من ـة، فpإن pـ pغطي ــكp أ ف عpن pشــ pنك وpعpما قpليــل ت

،األمور pصpف منكp للمpظلوم طوpةp، وpينت pســpو pــدك pح pة pور pســpو pنفــكp ةp أ مي pــك ح املpدكp انكp ي pلس pربpغpة،وpطو ـأخير الســ pـ ة وpت pـادر pـ ــف الب p pرس من كل ذpلكp بك ، وpاحت

pـار pـ pملكp االختي pسكنp غpضpبكp فpت ى ي ــرp،حpت ى تكث كp حpت pفســ ــكp من ن pحكمp ذpل pن ت وpلpك ب pى رp .همومpكp بذكر المpعpاد إل

pكpــدم pقp ى لمpن ت pضــpا مpم pر pذpك pت pن ت pيكp أ pو،وpالوpاجب عpل ـة أ pـ ــة عpادل pمن حكوم pا ن pبي pر عpن ن pث pو أ pة أ ة فpاضل هى الله عليه وآله()صلسن ـاب الل pـ ة في كت pريضــpو فp أ

pا به فيهpا اهpدتp مما عpملن pا شpبم pديp pقت ــدت،فpت ــا عpه pاع مp ب pفسكp في ات pهدp لن pجت وpتpيكp في عpهدي هpذpا pيكp،إل pفسي عpل pقت به منp الحجة لن pوث pكp، وpاست pكونp ل pيالp ت لك

pى هpوpاهpا pفسكp إل ع ن ر pسp ة عندp ت .علحمpته pة رpع pبس pه pل الل pسأ pا أ pن ـة،وpأ pـ غب pــل ر ـاء ك pـ ته عpلpى إعط pظيم قدرpعpن، وp أاه pــا فيــه رضـpلم pاك ـوpفقpني وpإي pى،ي ـه وpإل pي ح إل ة عpلpى العـذر الوpاضـ pامـpاإلق pمن

لقه pـاد،خ p ــاء في العب p ن ن الث د، مpــعp حسـ pــر في البال p pث ميــل األ pجpــة، وpعم pمpــام الن وpتامpة pرp pضعيف الك هpادpة،وpت عpادpة وpالش pكp بالس pختمp لي وpل pن ي ــونp، وpأ pيه راجع ا إل ، إن

ه سول الل pى رpلpم ع pال بينp الطاهرينp ،وpالس مp الطي ل pســpآلــه وpــه و pي ه عpل ،صpلى اللم pال pثيرا وpالس pسليما ك لمp ت pسpو.

هذا آخر ما أردنا ايراده في هذا الكتاب والله الموفق للصواب.الكويت

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

302

المحتويات

303

304

المحتویات

4........................................................................................................... المقدمة 5.............................................................................................. عزوجل لله الوالية 5.............................................................................................. التكوينية : الوالية1 5....................................................................................... سبحانه الله والية أقسام 5....................................................................................................... الخلق والية 6.............................................................................................. أزلية ليست المادة 6....................................................................................................... اإلبقاء والية 6...................................................................................................... اإلنماء والية 7...................................................................................................... الجزاء والية 7............................................................................................ التشريعية لوالية: ا2 9................................................................................................ وجوابهما إيرادان 10.................................................................... السالم عليه للمعصوم لتكوينيةا الوالية 10....................................................................................... والكرامة المعجزة ينب 11.................................................................. السالم عليه للمعصوم التشريعية اليةالو 12............................................................................... واألئمة األنبياء عدد يةخصوص 13........................................................................................ المعصوم جوهر طيب 14................................................................................................. وجواب إشكال 15............................................................................................. الشقي خلق لماذا 18............................................................................................ اآلخرين على والية 19..................................................................................................... الفقيه والية 19.................................................................................................... الكتاب دليل 20..................................................................................................... السنة دليل 25................................................................................................... اإلجماع دليل 28..................................................................................................... العقل دليل 30....................................................................................... الناس عند الحكم أنواع 30............................................................................................ اإلسالمية لحكومةا 33............................................................................................... واألمارة الخالفة 35..................................................................................... اإلسالم في الحكم كيفية 35............................................................................................... الله حكم الحكم 36.................................................................................................. الحاكم كفاءة 37.......................................................................................... عزوجل لله التشريع 40.............................................................. المعصوم غير الحاكم في الناس رضا طشر 40.................................................................. الفقهاء وشورى ائطللشر الجامع الفقيه 41.......................................................................... الناس اریواخت الشرعية طالشرو 50.............................................................................. به يسمى وما اإلسالمي الحكم 50................................................................................. لألطفال حتى التصويت حق 51.................................................................... المنتخب الرئيس في الناس اختلف إذا 52.......................................................................... االنتخابات في األكثرية حجية دليل 53.................................................................................. الدولة رئيس انتخاب كيفية 54............................................................................................... وأجوبة إشكاالت

305

58.................................................................................... الرئيس تصرفات ضوابط 61.................................................................................... واالستشارة الدولة رئيس 62.................................................................للشرائط جامع هو لمن التصدي استحباب 67.............................................................................. للشرائط الجامع الفقيه رئاسة 68................................................................................................ الفقيهين تزاحم 70........................................................................................... مفتوح االجتهاد باب 72.................................................................................................. االجتهاد معنى

74...................................................................... اإلسالمية الدولة في المؤسسات دور78.................................................................................. اإلسالم في والفالح العامل 81................................................................................................... كيةلالشترا ال 81................................................................................... المزعوم الزراعي اإلصالح 82............................................................................. المال صاحب يشارك ال العامل 82.................................................................................... عليهما والجواب إشكاالن 85.................................................................................................. المجتمع إثراء 87............................................................................. التحسينية اتیوالجمع النقابات 87................................................................................ والضعفاء بالقرويين الهتماما 91............................................................... اإلسالمية الدولة في والمرأة الرجل مكانة 94........................................................................................... شرطا ليست البيعة 94........................................................................................ اإلسالم في السلطات 96............................................................................ اإليمانية والدعوة اإلرشاد وزارة 97................................................................ الزمنيين واألخصائيين والفقهاء الدولة بين 98................................................................................. دول عدة أم الواحدة الدولة 101..................................................................... باالقتصاد واالهتمام اإلسالمية الدولة 101............................................................................... اإلسالمي االقتصاد مقومات 105................................................................................... اإلسالمية واألخوة الدولة 105................................................................................. لإلسالم التدريجي التطبيق 106............................................................................. النعم وتوفير اإلسالمية الدولة 109............................................................................... اإلسالمية والعقوبات الدولة 109......................................................................... المجعولة القوانين على عقاب ال 109.................................................................................................. الجرائم قلة 110............................................................................................... األجواء تنظيف 110.................................................................................... البشرية الحاجات تأمين 111....................................................................................... اإلسالم في سجون ال 112............................................................................ العقوبات شروط توفر صعوبة 113.......................................................................................... المجرم يترك وهل 113....................................................................... الدولة وقيام واإليمان اإلسالم جب 115.................................................................................... اإلسالم تدعي كوماتح المنكر دعر 116........................................................................................... مطلقا116............................................................................................ المالية الغرامات 117............................................................................. الصالحيات بعض تحديد شرط 117......................................................................................... الحاكم اتباع وجوب 118............................................................................................... رادعة غرامات 119......................................................................................... الغرامات جواز أدلة 123................................................................................... اإلسالمي الحاكم شروط 125......................................................................... اإلسالمية الحكومة في الطوائف

306

127................................................................................... والعرقية اللغوية الفروق 128....................................................................................... والشيوعية للقومية ال 129............................................................................................ الشيوعية أخطاء 129..................................................................................... اإلسالم تقوية مقومات 131................................................................................ اإللحادية لألحزاب رخصة ال 133......................................................................................... السالم دين اإلسالم 134.............................................................................. المغتصبة الخالفة أخطاء من 135...................................................................... السلم على والبناء اإلسالمية الدولة 136................................................................ السالح وسباق والثورات الحروب إيقاف 140................................................................... اإلسالمية الدولة في اإلصالح خطوات 143.................................................................. العالم في المظلومين المسلمين إنقاذ 144......................................................................................... اإلنقاذ مقومات من 148.................................................................................. اإلسالمية الفكرية الثقافة 149......................................................................... البشرية اإلنجازات من االستفادة 151............................................................................... اإلسالمي االقتصادي النظام 152........................................................................ والعامة الطبيعية الموارد استثمار 153............................................................................ اإلسالم في االقتصادي النظام 154.......................................................................................... االقتصادية ظافةالن 155..................................................................... الكافرة الحكومات دوائر في العمل 155................................................................................ عليهم الكفار قانون تطبيق 156...................................................................................... اإلسالم وقانون الكفار 157..................................................................................... الثالث والقانون الكفار 157................................................................................. فيهم التحاكم وترك الكفار 157..................................................................................... الكفار وقانون المسلم 158.......................................................................... عنهم والوالية المخالفين حكومة 159........................................................................... المخالفين حكومات بين فرق ال 160......................................................................... حكوماتهم في الدخول جواز أدلة 163................................................................................. الجائر المؤالف عن الوالية 165......................................................................... الجائرة الحكومات تصرف حرمة 169.......................................................................................... الطواغيت إسقاط 169........................................................................................... الظلمة إعانة عدم 173..................................................................................... الظلمة إسقاط وجوب 175........................................................................ الطغاة تغيير في السلمية الطرق 176........................................................... الطرفين من القتيل وحكم الجائرين إسقاط 177.................................................................................... والجائرين الظلمة اتهام 177................................................................................... الطغاة إسقاط مقومات 180............................................................................. الحاكم في شرط الناس رضا 181................................................................... واالستبدادية الشرعية طةالسل فروق 183............................................................................................ والجهل االستبداد 187............................................................................................. التغيير أمثلة من 189.................................................................................. دولية ومعاهدات اعتراف 189..................................................................................... الدول بسائر االعتراف 189............................................................................................ الكفار مع الحلف 190................................................................................ اإلسالمية األراضي استرداد 190...................................................................................... االستعمار أنواع حرمة

307

191............................................................................ اإلسالمية الدول بين للحدود ال 191....................................................................... بالحقوق المطالبة وحرية الثائرون 193................................................................................ والتواضع اإلسالمية الحركة 197........................................................................... اإلسالمية الدولة اهتمامات من 197............................................................................................. اإلسالمية األخوة 197..................................................................................................... المساواة 197................................................................................................. والعمل العلم 198...................................................................................................... الحريات 199............................................................................................. واإلحسان العدل 199.............................................................................................. والسالم السلم 200.......................................................................................... المستضعفين إنقاذ 200............................................................................................... واألخالق العلم 200........................................................................................................ التعاون 201.......................................................................................................... اليسر 201............................................................................................. والنظافة النظام 201.......................................................................................... واالجتهاد الفقهاهة 202.............................................................................................. الطاقات تفجير 202................................................................................................. األرض تعمير 202............................................................................... والمعنويات الحياة استيعاب 203.............................................................................................. والتقدم التطور 204.......................................................................................... واالطمينان اإليمان 204.......................................................................................... الظن وحسن الثقة 204................................................................................................. الصحة أصالة 204................................................................................................ البراءة أصالة 206............................................................................................... التعذيب حرمة 207....................................................................... اإلسالم تطبيق في والهدوء التدرج 207.......................................................................................... االنهيار عن الحفظ 208.............................................................................................. الشعبي الجيش 208............................................................................................ الشعبية المحاكم 209........................................................................................... التدريجي اإلبطال 209............................................................................................... الحدود ضوابط 209.......................................................................................... المحرم لالختالط ال 209.............................................................................................. وحقوقها المرأة 210...................................................................................... والفالح العامل حقوق 210.............................................................................................. التدريجي العفو 210.............................................................................. فيها التسرع وعدم العقوبات 211............................................................................... اإلسالمية الدولة مؤسسات 214.................................................................... عليهم الحكم أو المجرمين عن العفو 215................................................................................................ الطغاة أموال المعرفة 218................................................................................... اإلنهاض ثم أوال218..................................................................................... وأسبابها القانون وحدة 219................................................................................. السامية والمبادئ القانون 220.................................................................................. المطلق والحكم الشورى 220......................................................................... اإلسالمية الزعامات في حدث ما 221........................................................................................ داداالستب عوامل من

308

221........................................................................................ داداالستب مآسي من 222............................................................................... اإلسالم زعماء أعمال زموج 222............................................................... وآله عليه الله صلى أعظمال الرسول دور 224........................................................................... السالم عليه المؤمنين أمير دور 226......................................................................... السالم عليها الزهراء طمةفا دور 226......................................................... السالم عليهما والحسين الحسن اإلمامين دور 226............................................................ السالم عليهما السبطين بين فرق هناك هل 228................................................................. السالم عليه الحسن اإلمام حارب لماذا 231......................................................................................... معاوية ىعل التغلب 234.................................................................... والتضحية السالم عليه الحسن اإلمام 236....................................................... السالم عليه الحسن اإلمام نهضة من يستفاد ما 237............................................................................ السالم عليهم األئمة سائر دور 238.................................................................................. اإلسالمية الحضارة أسس 238............................................................................ السالم عليهم األئمة به قام ما 242................................................................................ الجائرة الحكومات مقاومة 242........................................................................................... اإليجابية المقاومة 243......................................................................................................... فذلكة 244....................................................................... للحكم الصلحاء مباشرة من نماذج 246........................................................................ الدين صالح ومآسي الردة حروب 247............................................................................................ السلبية المقاومة

248.............................................................................................................تتمة249...............................................ومدحهم معهم والكون الظالمين إعانة حرمة في فصل257........................................................ استثني ما إال الجائر من الوالية حرمة يف فصل271..............................رعيته ومع أصحابه ومع نفسه في به العمل للوالي ينبغي ما في فصل279.................................................................................... الظالم جوائز في فصل285.....................................................السالم( بصفين )عليه المؤمنين أمير لإلمام خطبة

289................................................................. األشتر السالم( لمالك )عليه اإلمام دعه 305.....................................................................................................اتیالمحتو

309