طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن...

96
1

Upload: murdi787351

Post on 28-Jul-2015

56 views

Category:

Documents


10 download

TRANSCRIPT

Page 1: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

1

Page 2: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

2

طبائع �ستبداد و

مصارع �سـتعباد

ويه لكمة حق و رصخة يف واد ان ذهبت اليوم مع الرحي لقد تذهب غدا -الو*د

عبد الرمحن الكواكيب

Page 3: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

3

بسم هللا الرمحن الرحميبسم هللا الرمحن الرحميبسم هللا الرمحن الرحميبسم هللا الرمحن الرحمي

فاحتة الكتابفاحتة الكتابفاحتة الكتابفاحتة الكتاب

السالم عىل انبيائه العظام، هداة امحلد O، خالق الكون عىل نظام حممك متني، والصالة و

االمم اىل احلق املبني، السـc مـهنم عـىل النـيب العـريب ا_ي ارسـ[ رمحـة للعـاملني لـريىق هبـم معاشـا .ومعادا عىل سمل احلمكة اىل عليني

اقول واq مسمل عريب مضطر لالكتتام شان الضعيف الصادع -المـر، املعلـن رايـه حتـت وتعـرف احلـق يف ذاتـه ال -لرجـال، انـين يف : رشق، الراz اكتفاء املطالعني -لقول معwن قالسامء ال

سـنة مثاين عرش وثالمثائة والف جهرية جهـرت د�ري رسحـا يف الرشـق، فـزرت مرصـ، واختـذهتا يل ) العبـاس الثـاين ( مركزا ارجع اليه مغت� عهد احلريـة فهيـا عـىل عهـد عزيزهـا حرضـة مسـيw مع النـيب

النارش لواء االمن عىل اكناف ملكه، فوجدت افاكر رساة القوم يف مرصـ كـام يه يف سـائر الرشـق خائضة عباب البحث يف املسا  الكربى، اعين املسا  �ج�عيـة يف الرشـق معومـا ويف املسـلمني

. . . . طــاط ويف مــا هــو ا­واءخصوصــا، امنــا مه كســائر البــاحثني، لك يــذهب مــذهبا يف ســبب �حنيايس ودواؤه دفعـه -لشـورى يايس ودواؤه دفعـه -لشـورى وحيث اين قـد متحـص عنـدي ان اصـل ا­اء هـو �سـتبداد الســ يايس ودواؤه دفعـه -لشـورى وحيث اين قـد متحـص عنـدي ان اصـل ا­اء هـو �سـتبداد الســ يايس ودواؤه دفعـه -لشـورى وحيث اين قـد متحـص عنـدي ان اصـل ا­اء هـو �سـتبداد الســ وحيث اين قـد متحـص عنـدي ان اصـل ا­اء هـو �سـتبداد الســ

◌◌◌◌ فكري عىل ذº ـكام ان للك نبا مسـتقراـ بعد حبث ثالثني عاما . . . . ا­سـتوريةا­سـتوريةا­سـتوريةا­سـتورية ... وقد اسـتقر½ فيه الباحث عند النظـرة االوىل، انـه حبثا اظنه ياكد يشمل لك ما خيطر عىل البال من سبب يتومه

ظفر باصل ا­اء او بامه اصوÄ، ولكن؛ ال يلبث ان يكشف Ä التدقيق انـه مل يظفـر بيشـء، او ان Çفرع ال اصل، او هو نتيجة ال وسـي ºذ.

سال نفسه ان اصل ا­اء الهتاون يف ا­ين، ال يلبث ان يقف حائرا عندما ي : فالقائل مثال ان ا­اء اخــتالف االراء، يقــف مهبــو* عنــد تعليــل ســبب : ملــاذا هتــاون النــاس يف ا­يــن؟ والقائــل

ســببه اجلهــل، يشــلك عليــه وجــود �خــتالف بــني العلــامء بصــورة اقــوى : فــان قــال. �خــتالفمـا يريـده هللا خبلقـه، هـذا: وهكذا؛ جيد نفسه يف حلقة مفرغة ال مبدا لها، فريجع اىل القول... واشد

...غري مكرتث مبنازعة عق[ ودينه Ä بان هللا حكمي عادل رحمي واين، اراحــة لفكــر املطــالعني، اعــدد هلــم املباحــث الــيت طاملــا اتعبــت نفيســ يف حتليلهــا،

ان اصل وخاطرت حىت حبيايت يف درسها وتدقيقها، وبذº يعلمون اين ما وافقت عىل الراي القائل ب

Page 4: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

4

يايس اال بعد عناء طويل يـرحج قـد اصـبت الغـرض وارجـو هللا ان جيعـل . ا­اء هو �ستبداد السـ :حسن ني½يت شفيع سيئايت، وهايه املباحث

يف ز�ريت هذه ملرص، نرشت يف اشهر جرائدها بعض مقاالت سـياسـية حتت عنـواqت ا­يـن، عـىل العـمل، عـىل الرتبيـة عـىل االخـالق، عـىل ما هو �ستبداد وما تاثريه عـىل : �ستبداد

.اىل غري ذº... اàد، عىل املالمث يف ز�ريت اىل مرصــ äنيــة اجبــت تلكيــف بعــض الشـــبيبة، فوســعت تــá املباحــث

خصوصا يف �ج�عيات اكلرتبية واالخالق، واضفت الهيا طرائق التخلæص من �ستبداد، ونرشت وجعلتـه هديـة مـين للناشــئة العربيـة ) طبائع �ستبداد ومصـارع �ســتعباد(اب مس½يته ذº يف كت

.وال غرو، فال شـباب اال -لشـباب. املباركة االبية املعقودة امال االمة بيمن نواصهيممث يف ز�ريت هذه، ويه الثالثة، وجدت الكتاب قد نفد يف برهة قليÇ، فاحببـت ان اعيـد

فيه، وازيده زيدا مما درسـته فضبطته، او ما اقتبسـته وطب½قتـه، وقـد رصفـت يف هـذا السـبيل النظر ـة خمصصـة، وامنـا ... معرا عزيزا وعناء غري قليل واq ال اقصد يف مباحيث ظاملا بعينـه وال حكومـة وام½

ه وميضـيه عـىل اردت بيان طبائع �سـتبداد ومـا يفعـل، وتشـخيص مصـارع �ســتعباد ومـا يقضـيويل هناك قصد اخر؛ وهو التنبيه ملورد ا­اء ا­فني، عىس ان يعـرف ا_يـن قضـوا حنـهبم، ... ذويه

اهنم مه املتسببون ملا حل½ هبم، فال يعتبون عىل االغيـار وال عـىل االقـدار، امنـا يعتبـون عـىل اجلهـل ...اة يسـتدركون شاهنم قبل املامتوعىس ا_ين فهيم بقية رمق من احلي.. وفقد اهلمم والتوالك

وقد ختريت يف االنشاء اسلوب �قتضاب، وهو االسلوب السهل املفيد ا_ي خيتاره كت½اب هــذا واين اخــالف اولئــك . ســائر اللغــات، ابتعــادا عــن قيــود التعقيــد وسالســل التاصــيل والتفريــغ

فني، فال امتىن العفو عن الزلل؛ امنا اقول :املؤلمفا اq اال فـاحت -ب صـغري مـن اسـوار . ûدي، وللناقد الفاضل ان يايت قومه خبري منه هذا

عه، وهللا ويلæ املهتدين. �ستبداد .عىس الزمان يوس

م1902 -هـ1320

Page 5: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

5

مقدمة

ياسة عمل واسع جـدا، يتفـرع اىل فنـون كثـرية ومباحـث دقيقـة شــىت وقلـام . ال خفاء ان السـ .انسان حييط هبذا العمل، كام انه قلام يوجد انسان ال حيتكæ فيه يوجد

ياســة و مباحهثــا ــون السـ ــوا يف فن ــامء سـياســـيون، تلكم ــة عل وقــد وجــد يف لك االمم املرتقيوال تعـرف لالقـدمني . اسـتطرادا يف مـدوqت االد�ن او احلقـوق او التـارخي او االخـالق او االدب

يس امجلهور�ت يف الرومان واليـوqن، وانـام لبعضـهم مؤلفـات كتب خمصوصة يف السـ ياسة لغري مؤسسـياسـية اخالقية كلكيÇ ودمنة ورسـائل غوريغوريـوس، وحمـررات سـياســية دينيـة كـهنج البالغـة

.وكتاب اخلراج فوا واما يف القرون املتوسطة فال تؤثر احباث مفصÇ يف هذا الفن لغري علامء االسالم؛ فهم ال

فيه ممزوجا -الخالق اكلرازي، والطويس، والغزايل، والعاليئ، ويه طريقة الفرس، وممزوجا -الدب اكملعري، واملتنيب، ويه طريقة العرب، وممزوجا -لتارخي اكبـن خـ�ون، وابـن بطوطـة، ويه طريقـة

.املغاربةــ رون مــن اهــل اورو-، مث½ امــرياك، فقــد توس½ عوا يف هــذا العــمل والفــوا فيــه كثــريا امــا املتــاخ

واشـبعوه تفصيال، حىت½ اهنم افردوا بعض مباحثه يف التاليف مبج�ات خضمة، وقد مزيوا مباحثه اىل . سـياسة معومية، وسـياسة خارجية، وسـياسة اداريـة، وسـياسـة اقتصـادية، وسـياسـة حقوقيـة، اخل

. وعوقسموا � مهنا اىل ابواب شـىت½ واصول وفر رون من الرشقيني، فقـد وجـد مـن الـرتك كثـريون الفـوا يف اكـرث مباحثـه تـاليف واما املتاخ

امحد جودة -شا، وكامل بك، وسلcن -شا، وحسن فهمي -شـا، واملؤلفـون : مسـتقÇ وممزوجة مثلا­يـن -شـا رفاعـة بـك، وخـري: من العرب قليلون ومقلون، وا_ين يسـتحقون ا_كـر مـهنم فـc نعـمل

.التونيس، وامحد فارس، وسلمي البسـتاين،واملبعوث املدينياســـيني مــن العــرب قــد كــرثوا، بــدليل مــا يظهــر مــن ولكــن؛ يظهــر لنــا ان احملــررين السـ

ذكـر حرضـاهتم عـىل . منشوراهتم يف اجلرائد واàالت يف مواضع كثرية ولهـذا، الح لهـذا العـاجز ان ا�ياسـية، وقل½ من طرق -بـه مـهنم اىل االن، لسان بعض اجلرائد ال عربية مبوضوع هو امه املباحث السـ

cـوهنم ـ الســ فادعومه اىل ميدان املسابقة يف خري خدمـة ينـريون هبـا افـاكر اخـواهنم الرشـقيني وينهبداء ما هو(العرب مهنم ـ ملا مه عنه غافلون، فيفيدوهنم -لبحث والتعليل ورضب االمثال والتحليل

).الرشق وما هو دواؤه؟

Page 6: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

6

ياسـة بانـه هـو يكـون » ادارة الشـؤون املشـرتكة مبقتىضـ احلمكـة«وملا اكن تعريـف عـمل السـياسة وامهها حبث ؛ اي الترصæف يف الشؤون املشـرتكة مبقتىضـ )�ستبداد(-لطبع اول مباحث السـ

.الهوىـــه ان ي م يف �ســـتبداد علي ـــتلك ـــف وتشـــخيص واين ارى ان امل ـــا هـــو ((الحـــظ تعري م

ولكæ موضـوع مـن ذº )) �ستبداد؟ مـا سـببه؟ مـا اعراضـه؟ مـا سـريه؟ مـا انـذاره؟ مـا دواؤه؟مـا يه طبـائع �سـتبداد؟ ملـاذا : يتحمل تفصيالت كثرية، وينطوي عىل مباحث شــىت مـن ا#اهتـا

؟ مـا تـاثري �سـتبداد عـىل يكون املستبدæ شديد اخلوف؟ ملاذا يسـتويل اجلـنب عـىل رعيـة املسـتبد ؟ عىل الرتبية؟ عىل العمران؟ يق ا­ين؟ عىل العمل؟ عىل اàد؟ عىل املال؟ عىل االخالق؟ عىل الرت½

من مه اعوان املستبد؟ هل يتحمل �ستبداد؟ كيف يكون التخلص من �ستبداد؟ مباذا ينبغي استبدال �ستبداد؟

كننا ان نشري اىل النتاجئ اليت تسـتقرæ عندها افـاكر البـاحثني قبل اخلوض يف هذه املسائل مي يف هذا املوضوع، ويه نتاجئ مت½حدة املدلول خمتلفة التعبري عىل حسب اخـتالف املشـارب واالنظـار

:يف الباحثني، ويه .املقاومة: القوة، وا­واء: ا­اء: يقول املادييقول املادييقول املادييقول املادي

يايس يايسويقول السـ يايسويقول السـ يايسويقول السـ .اسرتداد احلرية: وا­واءاسـتعباد الربية، : ا­اء: ويقول السـ .�قتدار عىل �ستنصاف: القدرة عىل �عتساف، وا­واء: ا­اء: ويقول احلكميويقول احلكميويقول احلكميويقول احلكمي .تغليب الرشيعة عىل السلطة: تغلب السلطة عىل الرشيعة، وا­واء: ا­اء: ويقول احلقوويقول احلقوويقول احلقوويقول احلقويقيقيقيق .يد هللا حقا توح : مشاركة هللا يف اجلربوت، وا­واء: ا­اء: ويقول الر-ينويقول الر-ينويقول الر-ينويقول الر-ين

:، و اما اهل العزامئوهذه اقوال اهل النظروهذه اقوال اهل النظروهذه اقوال اهل النظروهذه اقوال اهل النظر æفيقول االيب æفيقول االيب æفيقول االيب æالرقاب للسالسل، وا­واء: ا­اء: فيقول االيب æالشموخ عن ا_ل: مد. .ربطهم -لقيود الثقال: وجود الرؤساء بال زمام، وا­واء: ا­اء: ويقول املتنيويقول املتنيويقول املتنيويقول املتني .تذليل املتكربين: ، وا­واءالتعايل عىل الناس -طال : ا­اء: ويقول احلر ويقول احلر ويقول احلر ويقول احلر

. حبæ املوت: حبæ احلياة، وا­واء: ا­اء: ويقول املفاديويقول املفاديويقول املفاديويقول املفادي

Page 7: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

7

ما هو �ستبدادما هو �ستبدادما هو �ستبدادما هو �ستبداد

غرور املرء برايه، واالنفة عن قبول النصيحة، او �ســتقالل يف الـراي : �ستبداد لغة هو .ويف احلقوق املشرتكة

ستبداد احلكومات خاصة؛ الهنـا اعظـم مظـاهر ارضاره الـيت ويراد -الستبداد عند اطالقه اواما حتمك الـنفس عـىل العقـل، وحتـمكæ االب واالســتاذ والـزوج، . جعلت االنسان اشقى ذوي احلياة

ورؤســاء بعــض االد�ن، وبعــض الرشــاكت، وبعــض الطبقــات؛ فيوصــف -الســتبداد جمــازا او مــع .االضافة

ترصæف فرد او مجع يف حقوق قـوم -ملشـيئة وبـال : ياسـيني هو�ستبداد يف اصطالح السـ ــة ــام لكم ــدات عــىل هــذا املعــىن �صــطال- فيســـتعملون يف مق ــرق مزي ــد تط ــة، وق خــوف تبع

æط، وحتــمكæ : لكــامت) اسـتبداد( مســاواة، وحــس : ويف مقابلهتـا لكــامت. اســـتعباد، واعتسـاف، وتســلجبار، وطاغيـة، وحـامك : لكامت) مستبد (يف مقام صفة ويسـتعملون. مشرتك، وتاكفؤ، وسلطة عامة

. عـاد ، ومسـؤو ، ومقيـدة، ودســتورية: لكامت) حكومة مستبدة( ويف مقابÇ. بامره، وحامك مطلقــة ــام وصــف الرعي ــهيم(ويســـتعملون يف مق ارسى، ومسـتصــغرين، وبؤســاء، : لكــامت) املســتبد عل

.، واحياء، واعزاءاحرار، وا-ة: ومسـتنبتني، ويف مقابلهتاان : هذا تعريف �ستبداد باسلوب ذكر املرادفات واملقـابالت، وامـا تعريفـه -لوصـف فهـو

�ستبداد صفة للحكومة املطلقة العنان فعال او حكام، اليت تترصف يف شؤون الرعية كام تشاء بال فها وتفسري ذº هو كون احلكومة اما . خشـية حساب وال عقاب حمق½قني æيه غري ملكفة بتطبيق ترص

او يه مقيدة . عىل رشيعة، او عىل امثÇ تقليدية، او عىل ارادة االمة، وهذه حا  احلكومات املطلقةبنوع من ذº، ولكهنا متá بنفوذها ابطـال قـوة القيـد مبـا هتـوى، وهـذه حـا  اكـرث احلكومـات الـيت

. تسمي نفسها -ملقيدة او -مجلهوريةويكفـي هنـا االشـارة اىل . واشاكل احلكومة املستبدة كثرية ليس هذا البحث حملæ تفصـيلها

ان صفة �ستبداد، كام تشـمل حكومـة احلـامك الفـرد املطلـق ا_ي تـوىل احلـمك -لغلبـة او الوراثـة، منتخبـا؛ تشمل ايضا احلامك الفرد املقي½د املنتخب مىت اكن غري مسـؤول، وتشـمل حكومـة امجلـع ولـو

½ام قد يعدÄ �ختالف نوعا، وقد يكون عند االتفاق الن½ �شرتاك يف الراي ال يدفع �ستبداد، وانة . ارض من استبداد الفرد ة الترشـيع عـن قـو½ ي½ة قـو½ قة فهيا -للك ويشمل ايضا احلكومة ا­سـتورية املفر½

ة املراقبة؛ الن½ � سـتبداد ال يرتفـع مـا مل يكـن هنـاك ارتبـاط يف املسـؤولية، فيكـون الت½نفيذ وعن قو½ا صـاحبة ة اليت تعرف اهن½ ة، تá االم½ املنفذون مسؤولني ­ى املرشعني، وهؤالء مسؤولني ­ى االم½

.الشان لكه، وتعرف ان تراقب وان تتقاىض احلساب

Page 8: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

8

ذ هبا مـن الشــ يطان يه حكومـة الفـرد املطلـق، الـوارث واشد مراتب �ستبداد اليت يتعو½ولنا ان نقول لكام قل½ وصف مـن هـذه االوصـاف؛ . للعرش، القائد للجيش، احلائز عىل سلطة دينية

وكـذº خيـفæ �سـتبداد ـ . خف½ �ستبداد اىل ان ينهتـي -حلامك املنتخب املوقـت املسـؤول فعـال عية، وقل½ �رتباط -المالك الثابتة، وقل½ التفاوت يف الرثوة ولكام ترىق½ طبعاـ لكام قل½ عدد نفوس الر½

. الشعب يف املعارفان½ احلكومة من اي نوع اكنت ال ختـرج عـن وصـف �سـتبداد؛ مـا مل تكـن حتـت املراقبـة

ديدة و�حتساب ا_ي ال تسامح فيه، كام جرى يف صدر االسـالم يف مـا نقـم عـىل عـ3 ن، مث½ الش½عىل عيل ريض هللا عهنام، وكام جرى يف عهد هذه امجلهورية احلارضة يف فرنسا يف مسـائل النياشـني

. وبناما ودريفوسرة طبيعـة و*رخيـا ه؛ مـا مـن حكومـة عـاد  تـامن املسـؤولية واملؤاخـذة ومن االمور املقر½ ـ½ ان

æس بصـفة �سـتبداد، وبعـد ان تـمتك½ن بسبب غفÇ االمة او الت½مكæن من اغفالها اال وتسار ع اىل الت½لبمــة: فيـه ال ترتكــه ويف خــدمهتا احــدى الوســـيلتني العظميتــني ــة، واجلنــود املنظ½ وهــام اكــرب . ûـا  االم½

نة ـ نوعا ماـ مـن اجلهـا ، ولكـن؛ بليـت æمصائب االمم وامه معائب االنسانية، وقد ختل½صت االمم املمتدة اجلربية العمومية؛ تá الشدة اليت جعلهتا اشقى حيـاة مـن االمم اجلـاهÇ، والصـق عـارا بشدة اجلندي

½ام يصح ان يقال ان½ خمرتع هـذه اجلنديـة اذا اكن هـو : -النسانية من اقبح اشاكل �ستبداد، حىت½ ربيطان؛ فقد انتقم من ادم يف اوالده اعظم ما ميكنه ان ينتقم امت هذه اجلندية اليت نعم؛ اذا ما د! الشـ

ومن يدري مك . مىض علهيا حنو قرنني اىل قرن اخر ايضا تهنك جت�æ االمم، وجتعلها تسقط دفعة واحدةيا مقروq -شـتداد هذه املصـيبة الـيت ال يتعجب رجال �سـتقبال من تريق العلوم يف هذا العرص ترق

نة يف بناء االهرامات خسرة؛ الن½ تá ال تتجـاوز التعـب ترتك حمال السـتغراب اطاعة املرصيني للفراع وامــا اجلنديــة فتفســد اخــالق االمــة؛ حيــث تعلمهــا الرشاســة والطاعــة العميــاء وامــا اجلنديــة فتفســد اخــالق االمــة؛ حيــث تعلمهــا الرشاســة والطاعــة العميــاء وامــا اجلنديــة فتفســد اخــالق االمــة؛ حيــث تعلمهــا الرشاســة والطاعــة العميــاء وامــا اجلنديــة فتفســد اخــالق االمــة؛ حيــث تعلمهــا الرشاســة والطاعــة العميــاء ، ، ، ، وضــياع االوقــات

ºذ æـف االمـة االنفـاق ا_ي ال يطـاق؛ ولك ـف االمـة االنفـاق ا_ي ال يطـاق؛ ولكæ ذº شاط وفكرة �سـتقالل، وتلك ـف االمـة االنفـاق ا_ي ال يطـاق؛ ولكæ ذº شاط وفكرة �سـتقالل، وتلك ـف االمـة االنفـاق ا_ي ال يطـاق؛ ولكæ ذº شاط وفكرة �سـتقالل، وتلك و�تاكل، وتميت الو�تاكل، وتميت الو�تاكل، وتميت الو�تاكل، وتميت الننننشاط وفكرة �سـتقالل، وتلكة من ûة، واستبداد االمم : : : : بداد املشؤومبداد املشؤومبداد املشؤومبداد املشؤوممنرصف لتاييد �ست منرصف لتاييد �ست منرصف لتاييد �ست منرصف لتاييد �ست ة من ûة، واستبداد االمم استبداد احلكومات القائدة لتá القو½ ة من ûة، واستبداد االمم استبداد احلكومات القائدة لتá القو½ ة من ûة، واستبداد االمم استبداد احلكومات القائدة لتá القو½ استبداد احلكومات القائدة لتá القو½

....بعضها عىل بعض من ûة اخرىبعضها عىل بعض من ûة اخرىبعضها عىل بعض من ûة اخرىبعضها عىل بعض من ûة اخرىال يعهد يف *رخي احلكومات املدنية اســمترار حكومـة مسـؤو  : ولرنجع الصل البحث فاقول

ة اكرث من نصـف قـرن اىل غايـة قـرن ونصـف، ومـا شـذ½ مـن ذº سـوى احلكومـة احلـا رضة يف مد½انلكرتا، والسبب يقظة االنلكزي ا_ين ال يسكرمه انتصار، وال خيملهـم انكسـار، فـال يغفلـون حلظـة عن مراقبة ملوكهم، حىت½ ان½ الوزارة يه تنتخب للمá خدمه وحشمه فضال عـن الزوجـة والصـهر،

لـو تســىن االن الحـدمه �سـتبداد وملوك االنلكزي ا_ين فقدوا منذ قرون لك½ يشء ما عدا التـاج، .لغنمه حاال، ولكن؛ ههيات ان يظفر بغرة من قومه يسـتمل فهيا زمام اجليش

Page 9: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

9

½ف رعيهتا لكها او اكرثها من عشائر يقطنون الباديـة، يسـهل اما احلكومات البدوية اليت تتالــت حكــومهتم حــريهتم الشخصــ ية، وســامهتم ضــc، ومل يقــووا عــىل علـهيم الرحيــل والت½فــرق مــىت مس½

واقرب مثال _º اهل جزيـرة العـرب، . �ستنصاف؛ فهذه احلكومات قلام اندفعت اىل �ستبدادÇم ال ياكدون يعرفون �ستبداد من قبل عهد ملوك تبع ومحري وغسان اىل االن اال فرتات قلـي . فاهن½

ة -مجلـÇ عـن الوقـوع حتـت نـري �سـتبداد، وهـو ان½ نشـاة واصل احلمكة يف ان½ احلا  البدوية بعيـدالبدوي نشاة اسـتقاللية؛ حبيث لكæ فرد ميكنه ان يعمتد يف معيشـته عىل نفسه فقـط، خالفـا لقاعـدة رين، القـائلني بـان½ االنسان املدين الطبع، تá القاعدة اليت اصبحت خسرية عند علامء �ج�ع املتاخ

حليواqت اليت تعيش ارسا- يف كهـوف ومسـارح خمصوصـة، وامـا االن فقـد صـار مـن االنسان من ااحليوان ا_ي مىت انهتت حضـانته؛ عليـه ان يعـيش مســتقال بذاتـه، غـري متعلـق باقاربـه وقومـه لك

ر �رتباط، وال مرتبط ببيته وب�ه لك التعلæق، كام يه معيشة اكرث االنلكزي واالمـرياكن ا_يـن يفتكـالفرد مهنم ان½ تعلæقه بقومه وحكومته ليس باكرث من رابطـة رشيـك يف رشكـة اختياريـة، خالفـا لـالمم

.اليت تتبع حكوماهتا حىت فc تدينرساء يعيشون متالصقني مرتامكني، يتحف½ظ بعضهم ببعض الناظر يف احوال االمم يرى ان½ اال�

ها اذا ذعرها ا_ئب، امـا العشـائر واالمم احلـرة املـاº من سطوة �ستبداد، اكلغمن تلتفæ حول بعض .افرادها �سـتقالل الناجز فيعيشون متفرقني

رون مهنم ـ يف وصف �ستبداد ودوائه جبمل بليغة وقد تلك½م بعض احلكامء ـ ال سـي½ام املتاخا تقول Ä هذا عدو½ ر يف االذهان شقاء االنسان، Cهن½ ك فانظر ماذا تصنع، ومن هذه امجلل بديعة تصو

:قوهلميتحمك½ يف شؤون الناس -رادته ال -رادهتم، وحيمكهم هبواه ال برشيعهتم، ويعمل من : املستبد «

ها عن النطق -حلـق æي فيضع كعب رج[ عىل افواه املاليني من الن½اس يسد ½ه الغاصب املتعد نفسه ان .»والتداعي ملطالبته

عدو احلق، عدو احلية وقاتلهام، واحلق ابو البرشـ، واحلريـة امهـم، والعـوام صـبية : د املستب«ــوا، واال ــوا، وان دعــومه لب ايتــام ال يعلمــون شــيئا، والعلــامء مه اخــوهتم الراشــدون، ان ايقظــومه هب

.»فيت½صل نو#م -ملوتو راى الظامل عىل جنب املظلوم ســيفا يتجاوز احلد ما مل ير حاجزا من حديد، فل: املستبد «

.»�سـتعداد للحرب مينع احلرب: ملا اقدم عىل الظمل، كام يقالانسان مسـتعدD -لطبع للرش و-الجلاء للخري، فعىل الرعية ان تعرف ما هـو اخلـري : املستبد «

د الط½ لب اذا عمل احلـامك ان½ وراء وما هو الرش فتلجئ حامكها للخري رمغ طبعه، وقد يكفي لالجلاء جمر½ .»ومن املعلوم ان½ جمرد �سـتعداد للفعل فعل يكفي رش½ �ستبداد. القول فعال

Page 10: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

10

عيـة ان : املستبد « æال ومتلæقـا، وعـىل الر½ يودæ ان تكون رعيته اكلغمن درا وطاعة، واكلGب تذل، وعلهيا ان تكـون اكلصـقور ال تالعـب وال تكون اكخليل ان خدمت خدمت، وان رضبت رشست

طعمت او حرمت حىت½ مـن العظـام Hب اليت ال فرق عندها اGه، خالفا لل . يسـتاثر علهيا -لصيد لكهل خلقت خادمة حلامكها، تطيعـه ان عـدل او جـار، وخلـق هـو : نعم؛ عىل الرعية ان تعرف مقا#ا

عيـة العـاقÇ .. ام يه جـاءت بـه ليخـد#ا ال يســتخد#ا؟ ليحمكها كيف شاء بعدل او اعتساف؟ والر½تقي½د وحش �ستبداد بزمام تسـمتيت دون بقائه يف يدها؛ لتامن مـن بطشـه، فـان مشـخ هـز½ت بـه

.»الزمام وان صال ربطتهمن اقبح انواع �ستبداد استبداد اجلهل عىل العمل، واستبداد النفس عىل العقل، ويسـمى

اد املرء عىل نفسه، وذº ان½ هللا جلت نعمه خلق االنسان حرا، قائده العقل، فكفـر واىب اال استبدـا وا- يقومـان بـاوده اىل ان يبلـغ اشـده، مث½ جعـل Ä . ان يكون عبدا قائده اجلهل ر Ä ام½ خلقـه وخسـ½

خلـق Ä ادرااك لهيتـدي . تـه امـه وحامكـه ا-هاالرض اما والعمل ا-، فكفر وما ريض اال ان تكـون ام½ اىل معاشه ويتقي #لكه، وعينني ليبرص، ورجلني ليسعى، ويدين ليعمل، ولساq ليكون ترجامq عن مضريه، فكفر وما احب½ اال ان يكون اكالب[ االمعى، املقعد، االشل، الكذوب، ينتظـر لك½ يش مـن

خلقه منفـردا غـري مت½صـل بغـريه لـميá اختيـاره يف حركتـه وسـكونه، . بق لسانه جنانهغريه، وقل½ام يط فكفر ومـا اســتطاب اال �رتبـاط يف ارض حمـدودة مس½اهـا الـوطن، وتشـابك -لنـاس مـا اســتطاع

وليلجا اليه خلقه ليشكره عىل جع[ عنرصا حيا بعد ان اكن ترا-، ... اشتباك تظالم ال اشتباك تعاونعند الفـزع تثبيتـا للجنـان، وليسـتند عليـه عنـد العـزم دفعـا للـرتدæد، وليثـق مباكفاتـه او جمازاتـه عـىل

خلقه يطلب . االعامل، فكفر واىب شكره وخلط يف دين الفطرة الصحيح -لباطل ليغالط نفسه وغريهنفعة باي وجه اكن، فال يتعفف عن حمظور صـغري منفعته جاعال رائده الوجدان، فكفر، واسـتحل½ امل

م كبري ال ملحر½ æمواد احلياة، من نور ونسـمي ونبـات وحيـوان ومعـادن وعنـارص . اال توص Ä خلقه وبذلمكنوزة يف خزائن الطبيعة، مبقادير qطقة بلسان احلال، بان½ واهب احليـاة حكـمي خبـري جعـل مـواد

اكرث وجودا وابتذاال، فكفر االنسان نعمة هللا واىب ان يعمتد كفا  رزقه، احلياة اكرث لزوما يف ذاته، æه اىل نفسه، وابتاله بظمل نفسه وظمل جنسه، وهكذا اكن االنسان ظلوما كفورا ه رب . فولك½

½ته اىل ûـمن½ : �ستبداد عبوديـة يد هللا القوية اخلفية يصفع هبا رقاب االبقني من جنة عبوديين ا_ين يشاركون هللا يف عظمته ويعاندونه ûـارا، وقـد ورد يف اخلـرب الظـامل ســيف هللا «: املستبد

، وال »من اعـان ظاملـا عـىل ظلمـه سـل½طه هللا عليـه«: ، كام جاء يف اثر اخر»ينتقم به، مث½ ينتقم منهد االقامة عىل . ارضهشك½ يف ان½ اعانة الظامل تبتدئ من جمر½

هو qر غضب هللا يف ا­نيا، واجلحمي هو qر غضبه يف االخرة، وقد خلـق هللا : �ستبدادالنار اقوى املطهرات، فيطهر هبا يف ا­نيا دنس من خلقهم احرارا، وبسط هلم االرض واسعة، وبذل

.فهيا رزقهم، فكفروا بنعمته، ورخضوا لالسـتعباد والت½ظامل

Page 11: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

11

اعظم بالء، يتعج½ل هللا به �نتقام من عبـاده اخلـاملني، وال يرفعـه عـهنم حـىت½ : �ستبداد½ه و-ء دامئ -لفنت وجدب مسـمترD بتعطيل االعامل، . يتوبوا توبة االنفة نعم؛ �ستبداد اعظم بالء؛ الن

لب والغصب، وسـيل جارف للعمران، وخـوف يقطـع ا لقلـوب، وظـالم يعمـي وحريق متواصل -لس½ملاذا يبتيل هللا عبـاده : واذا سال سائل . االبصار، وامل ال يفرت، وصائل ال يرمح، وقصة سوء ال تنهتـي

ين؟ فابلغ جواب مسكت هو ان½ هللا عادل مطلـق ال يظـمل احـدا، فـال يـوىل½ املسـتبد اال : -ملستبدين رساء �سـتبداد مسـتبدا ولو نظر السائل نظرة . عىل املستبد ق لوجـد لك½ فـرد مـن ا� احلكمي املدق

½ه ا_ي خلقـه *بعـني يف نفسه، لو قدر جلعل زوجته وعائلته وعشريته وقومه والبرش لك½هم، حىت½ ورب .لرايه وامره

ون يتوالمه مسـتبد، واالحـرار يتـوالمه االحـرار، وهـذا رصحي معـىن æكـام تكونـوا «: فاملستبد .»وىل½ عليمكي

ل عهنا اىل حيث ميá حريته، فان½ اللكـب الطليـق خـري ما اليق -السري يف ارض ان يتحو½ . حياة من االسد املربوط

�ستبداد وا­ين�ستبداد وا­ين�ستبداد وا­ين�ستبداد وا­ين

ــىل ان½ �ســتبداد ــالد�ن، ع ــي ل ــارخي الطبيع ــاظرين يف الت ــامء الن ــرث العل تضــافرت اراء اكيايس متو يين، والبعض يقولالسـ ان مل يكـن هنـاك توليـد فهـام اخـوان؛ ابـوهام : ­ من �ستبداد ا­

الت½غلب وامهام الر�سة، او هام صـنوان قـو�ن؛ بيـهنام رابطـة احلاجـة عـىل التعـاون لتـذليل االنسـان، ام حاكامن؛ احدهام يف مملكة االجسـام واالخـر يف عـامل القلـ والفريقـان مصـيبان . وبواملشالكة بيهنام اهن½

حبمكهــام -لنظــر اىل مغــزى اســاطري االولــني، والقســم التــارخيي مــن التــوراة، والرســائل املضــافة اىل وخمطئون يف حق االقسام التعلميية االخالقية فهيام، كام مه خمطئون اذا نظروا اىل ان½ القران . االجنيل

يايس حنن ال ندرك دقـائق القـران نظـرا : لعذر يشء ان يقولواوليس من ا. جاء مؤيدا لالستبداد السـمات مـا ام نبـين نتيجتنـا عـىل مقـد ـ½ خلفاهئا علينا يف طي بالغته، ووراء العمل باسـباب نزول ا�تـه؛ وان

ين هيم -­ . نشاهد عليه املسلمني منذ قرون اىل االن من اسـتعانة مستبداموية تدعو البرش اىل خشـية قوة ان½ الت½ع: يقول هؤالء احملررون المي ا­ينية، ومهنا الكتب الس½

د االنسـان بـلك مصـيبة يف احليـاة فقـط، كـام عنـد البوذيـة عظمية ال تدرك العقـول كهنهـا، قـوة تهتـد½والهيودية، او يف احلياة وبعد املامت، كام عند النصارى واالسالم، هتديدا ترتعد منه الفـرائص فتخـور

لقوى، وتنذهل منه العقول فتستسمل للخبل وامخلول، مث½ تفتح هـذه الت½عـالمي ابـوا- للنجـاة مـن تـá ااUاوف جناة وراءها نعمي مقـمي، ولكـن؛ عـىل تـá االبـواب جحـاب مـن الربامهـة والكهنـة والقسـوس

Page 12: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

12

مومه مع التذلل وال صـغار، ويرزقـومه -مس نـذر او وامثاهلم ا_ين ال ياذنون للناس -­خول ما مل يعظـا مـا مل اب يف بعض االد�ن حيجزون فc يزمعـون لقـاء االرواح برهب مثن غفران، حىت½ ان½ اولئك احلج½

وهـؤالء املهمينـون عـىل . ياخذوا عهنا مكوس املرور اىل القبور وفدية اخلـالص مـن مطهـر االعـرافبون الناس من غضب هللا وينذر وهنم حبلول مصـائبه وعذابـه علـهيم، مث½ يرشـدوهنم اىل االد�ن مك يره

ان ال خالص وال مناص هلـم اال -اللتجـاء اىل سـاكن القبـور ا_يـن هلـم دا ، بـل سـطوة عـىل هللا .فيحموهنم من غضبه

ــون ــاس مــن هــذا القبيــل، فهــم : ويقول ياســـيني يبنــون كــذº اســتبدادمه عــىل اس ان½ السـلوهنم -لقهر والقوة وسلب االموال حـىت½ يسرتهبون الناس -لتعايل الشخيص والتشامخ احليس، ويذل

ـم نـوع مـن االنعـام الـيت يرشـبون الباهنـا، جيعلوهنم خاضـعني هلـم، عـاملني الجلهـم، يمتت½عـون هبـم Cهن½ .ويالكون حلو#ا، ويركبون ظهورها، وهبا يتفاخرونيايس، جعلهـام يف مثـل ويرون ان½ هذا الت½شالك يف بناء ونتـاجئ يـين والســ �سـتبدادين؛ ا­

ام يدان متعاونتان، وجعلهـام يف مثـل روســيا مشـتبكني فرنسا خارج -ريس مشرتكني يف العمل، Cهن½الن الشقاء عىل االمم ام اللوح والقمل يسج .يف الوظيفة، Cهن½

æبعـوام البرشــ ومه السـواد االعظـم ـ اىل نقطـة ويقررون ان½ هذا الت½شالك بني القوتني ينجران يلتبس علهيم الفرق بـني االÄ املعبـود حبـق وبـني املسـتبد املطـاع -لقهـر، فيختلطـان يف مضـايق اذهاهنم من حيث الت½شابه يف اسـتحقاق مزيـد الت½عظـمي، والرفعـة عـن السـؤال وعـدم املؤاخـذة عـىل

النفسهم حقا يف مراقبـة املسـتبد النتفـاء النســبة بـني عظمتـه ودqءهتـم؛ االفعال؛ بناء عليه؛ ال يرون ـفات، ومه : وبعبارة اخرى جيد العوام معبودمه وجب½ارمه مشرتكني يف كثري من احلاالت واالسامء والص

وغـري ) ا يفعلال يسال مع (، واحلامك بامره، وبني )الفع½ال املطلق( ليس من شاهنم ان يفرقوا مثال بني ـان) جل½ شـانه(وويل النعم، وبني ) املنعم(مسؤول، وبني مـون . وجليـل الش½ بنـاء عليـه؛ يعظ

ه حلـمي كـرمي، والن½ عذابـه اجـل غائـب، ـ½ اجلبابرة تعظميهم Z، ويزيدون تعظميهم عىل الت½عظمي Z؛ النا انتقـام اجلب½ـار فعاجـل حـارض كـام يقـال ـ عقـوهلم يف عيـوهنم، يـاكد ال يتجـاوز فعلهـم والعـوام ـ . وام½

ق حبيـاهتم : احملسوس املشاهد، حىت½ يصح ان يقـال فـهيم لـوال رجـاؤمه -Z، وخـوفهم منـه فـc يتعلـ½حوا قراءة ا­الئل واالوراد عىل قراءة القران، ا­نيا، ملا صلوا وال صاموا، ولوال املهم العاجل، ملا رج½

بني كام يعتقدون ـ عىل الميني -Zوال ر حوا الميني -الولياء ـ املقر½ .ج½ين االلوهية عـىل ة دعوى بعض املستبد وهذه احلال؛ يه اليت سه½لت يف االمم الغابرة املنحط½

عية، حىت½ يقال ½ه ما مـن مسـتبد ســيايس اىل االن اال : مراتب خمتلفة، حسب اسـتعداد اذهان الر½ انوال اقـل½ مـن ان يت½خـذ . خذ Ä صفة قدسـية يشارك هبا هللا، او تعطيـه مقـام ذي عالقـة مـع هللاويت½

اس -مس هللا، واقـلæ مـا يعينـون بـه �سـتبداد، تفريـق ين يعينونه عىل ظمل النـ½ بطانة من خدمة ا­ة االمـ ة ويـذهب رحيهـا، فيخلـو اجلـو االمم اىل مذاهب وشـيع متعادية تقاوم بعضها بعضا، فتهتـاتر قـو½

Page 13: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

13

ـدها يشء مثـل انقسـام لالستبداد ليبيض ويفـرخ، وهـذه سـياسـة االنلكـزي يف املســتعمرات، ال يؤي .االهايل عىل انفسهم، وافناهئم باسهم بيهنم بسبب اختالفهم يف االد�ن واملذاهب

ين مــن امثــال لــون ان½ قيــام املســتبد يــن بــني ) طنيقســطن(و ) ابنــاء داود(ويعل يف نرشــ ا­يـن، حـىت½ بتشـكيل ) هرني الثامن(االسـباين و ) فيليب الثاين(رعا�مه، وانتصار مثل االنلكـزيي ل�

وفية، ) انكزييسـيون(جمالس æالطني االعامج يف االسالم -النتصار لغالة الص وقيام احلامك الفاطمي والس½يــن وبــبعض اهــ[ املغف½لــني عــىل ظــمل وبنــاهئم هلــم الــتاك�، مل يكــن اال بقصــ د �ســـتعانة مبمســوخ ا­

املساكني، واعظم ما يالمئ مصلحة املستبد ويؤيدها ان½ الناس يتلقون قواعده واحاكمه -ذعان بدون حبث وجدال، فيودون تـاليف االمـة عـىل تلقـي اوامـرمه مبثـل ذº، ولهـذا القصـد عينـه، كثـريا مـا

ينحياولون بناء .اوامرمه او تفريعها عىل يشء من قواعد ا­يايس وا­يين مقارنة ال تنفكæ مىت وجد احدهام يف امـة : وحيمكون بان½ بني �ستبدادين السـ

. جر½ االخر اليه، او مىت زال، زال رفيقه، وان صلح، اي ضـعف االول، صـلح، اي ضـعف الثـاينويربهنـون عـىل ان½ ا­يـن اقـوى . جدا ال خيلو مهنـا زمـان وال مـاكن ان½ شواهد ذº كثرية : ويقولون

ياسـة اصـالحا وافسـادا، ويمثلـون -لسكسـون؛ اي االنلكـزي والهولنـديني واالمـرياكن تاثريا مـن السـيايس واالخـالق اكـرث مـن واالملان ا_ين قبلوا الربوتسـتنتية، فاثر التحـرر ا­يـين يف االصـالح الســياسـية يف مجهور الالتني؛ اي الفرنســيني والطليـان و�ســبانيول والربتغـال . تاثري احلرية املطلقة السـ

قون، -الستناد عىل التارخي و�سـتقراء، من ان½ مـا مـن امـة او ياسـيون املدق وقد امجع الكتاب السـد فيه اال واختل½ ع يف ا­ين اي تشد½ .نظام دنياه وخرس اوالده وعقباهعائÇ او خشص تنط½

ــني، ـــيان متاكتف ــن ميش ــة وا­ي ياس ــرون ان½ السـ ـــيني ي ياس قني السـ ــدق ــل ان½ لك امل واحلاصيايس .ويعتربون ان½ اصالح ا­ين هو اسهل واقوى واقرب طريق لالصالح السـ

يايس يــن يف االصــالح الســـ ؛ مه ورمبــا اكن اول مــن ســá هــذا املســá؛ اي اســـتخدم ا­ياسـة ين يف محلهـم عـىل قبـول �شـرتاك يف السـ حكامء اليوqن، حيث حتي½لوا عـىل ملـوكهم املسـتبد-حياهئم عقيدة �شرتاك يف االلوهية، اخذوها عن االشوريني، ومزجوها باساطري املرصيني بصـورة

وجعلوا الÄ االلهة حق ختصيص العدا  -Ä، واحلرب -Ä، واالمطار -Ä، اىل غري ذº من التوزيع،مث½ بعد متكæن هـذه العقيـدة يف االذهـان مبـا . النظارة علهيم، وحق الرتجيح عند وقوع �ختالف بيهنم

لبست من جال  املظاهر وحسر البيان سهل عىل اولئك احلكامء دفعهم الناس اىل مطالبـة جبـابرهتم ا�ــون اد ــان تك ــراد، وب ــام �نف ــن مق ــزنول م ــوكهم اىل ذº -ل ــامء، فانصــاع مل ارة االرض اكدارة الس

وهذه يه الوسـيÇ العظمى اليت مك½نت اليوqن اخريا من اقامة مجهور�ت اثينا واسـبارطة، . مكرهنيوهذا االصل مل يزل املثال القدمي الصـول توزيـع االدارة يف احلكومـات امللكيـة . وكذº فعل الرومان

.ا اىل هذا العهدوامجلهور�ت عىل انواعه

Page 14: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

14

½ام هذه الوسـيÇ؛ اي الت½رشيك، فضال عن كوهنـا -طـÇ يف ذاهتـا، نـتج عهنـا ردæ فعـل ارض½ انا فتحت للمشعوذين من سائر طبقات الناس -- واسعا ­عوى يشء من خصـائص كثريا، وذº اهن½

وحية، واك æفات الرæال يهتجم عىل مثلها غري افراد مـن االلوهية، اكلصفات القدسـية والترص ºن قبل ذـويف æعهيا الربمهي والبادري والص وملالمئـة هـذه . اجلبابرة، كمنرود وابراهمي وفرعون وموىس، مث½ صار يد½

املفسدة لطباع البرش من وجوه كثرية ـليس حبثنا هذا حملهاـ انترشت ومعت وجن½دت جيشا عرمرمـا ين .خيدم املستبد

فـوا هللا ½شاط، خفل½صهتم من مخـول �تـاكل بعـد ان بلـغ فـهيم ان يلك وقد جاءت التوراة -لنونبيه يقاتالن عهنم، وجاءهتم -لنظام بعد فوىض االحالم، ورفعت عقيدة الترشيك، مستبد  ـمثالـ

دة -ملالئكة، ولكن؛ مل يرض ملوك ال كوهني -لت½ مث½ جـاء االجنيـل . وحيد فافسـدوهاسامء االلهة املتعدبسلسبيل ا­عة واحلمل، فصادف افئدة حمروقة بنار القساوة و�ستبداد، واكن ايضا مؤيدا لنـاموس ة، ا_ين -دروا لقبـول الن½رصـانية لون عىل تفهمي تá االقوام املنحط½ التوحيد، ولكن؛ مل يقو دعاته االو½

½تـان يعـرب½ هبـام عـن معـىن ال يقـب[ العقـل اال تسـلc؛ قبل االمم املرتق ية، ان½ االبوة والبنوة صفتان جمازيت . مكسا  القدر اليت ورثت االسالمية التفلسف فهيا عـن اد�ن الهيـود واوهـام اليـوqن ولهـذا؛ تلقـ½

لبسـيطة اليت يصعب علهيا تناول تá االمم االبوة والبنوة مبعىن توا­ حقيقي؛ النه اقرب اىل مداركهم اـم ابنـاء هللا، فكـرب ما فوق احملسوسات، والهنم اكنوا قد الفوا �عتقاد يف بعض جبابرهتم االولـني اهن½

مث½ ملا انترشت النرصـانية . علهيم ان يعتقدوا يف موىس عليه السالم صفة يه دون مقام اولئك امللوكـعت برسـائل ودخلها اقوام خمتلفون، تلب½س ت ثو- غـري ثوهبـا، كـام سـائر االد�ن الـيت سـلفهتا، فتوس½

ومـان واملرصـيني مضـافة عـىل شـعائر االرسائيليـني æبولس وحنوها، فامزتجت باز�ء وشعائر وثنية للرـم . واشـياء من االساطري وغريها، واشـياء من مظـاهر امللـوك وحنوهـا وهكـذا صـارت النرصـانية تعظ

ة الت½رشـيع، وحنـو ذº ممـا رجال الكهنوت اىل درجة اعتقاد النيابة عن هللا والعصمة عـن اخلطـا وقـو½ .رفضه اخريا الربوتسـتان؛ اي الراجعون يف االحاكم الصل االجنيل

سـا عـىل احلمكـة والعـزم، هادمـا للترشـيك - للهيوديـة والنرصـانية، مؤس½ مث½ جاء االسالم #ذيــة، ومح ــس -للك ميوقراطيــة واالرســـتقراطية، فاس½ ياســـية املتوســطة بــني ا­ كــام لقواعــد احلريــة السـ

التوحيد، ونزع لك½ سلطة دينية او تغلبية تتحمك½ يف النفـوس او يف االجسـام، ووضـع رشيعـة حمكـة ومة كحكومة اجاملية صاحلة للك زمان وقوم وماكن، واوجد مدنية فطرية سامية، واظهر للوجود حك

اخللفاء الراشدين اليت مل يسمح الزمان مبثال لها بني البرش حىت½ ومل خيلفهم فهيا بني املسـلمني انفسـهم فـان½ هـؤالء . خلف؛ اال بعض شواذ؛ كعمر بن عبـد العزيـز واملهتـدي العبـايس ونـور ا­يـن الشـهيد

ذوه اماما، فانشؤوا حكومـة اخللفاء الراشدين فهموا معىن ومغزى القران النازل بلغهت م، ومعلوا به واخت½قضت -لتساوي حىت½ بيهنم انفسهم وبني فقراء االمة يف نعمي احليـاة وشـظفها، واحـدثوا يف املسـلمني عواطف اخوة وروابط هيئة اج�عية اشرتاكية ال تاكد توجـد بـني اشـقاء يعيشـون -عـا  اب واحـد

Page 15: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

15

عـىل ان½ هـذا . مهنم وظيفـة خشصـية، ووظيفـة عائليـة، ووظيفـة قوميـة ويف حضانة ام واحدة، للك دي ا_ي مل خيلفه فيه حقا غـري ايب بكـر ومعـر، راز النبوي املحم½ الطراز السايم من الر�سة هو الطمث½ اخذ -لتناقص، وصارت االمة تطلبه وتبكيه من عهـد عـ3ن اىل االن، وســيدوم باكؤهـا اىل يـوم

ين اذا مل تنتبـه السـتعواضـه بطـراز ســيايس شـوري؛ ذº الطـراز ا_ي اهتـدت اليـه بعـض امم ا­ .الغرب؛ تá االمم اليت، لربام يصحæ ان نقول، قد اسـتفادت من االسالم اكرث مما اسـتفاده املسلمون

يف مشـحون بتعـالمي اماتـة �سـتبداد واحيـاء العـدل والتسـاوي حـىت وهذا القران الكروهذا القران الكروهذا القران الكروهذا القران الكرميميميمي

ـا املـال�ال�ال�ال� (: القصص منه؛ ومن مجلهتا قول بلقيس ملكة سـبا من عرب تب½ع ختاطب ارشاف قو#ا æـا املـ æـا املـ æـا املـ æا� ا� ا� اهيهيهيهي �ولوا باس شديد واالمر ولوا باس شديد واالمر ولوا باس شديد واالمر ولوا باس شديد واالمر **** افتوين يف امري ما كنت قاطعة امرا حىت تشهدون افتوين يف امري ما كنت قاطعة امرا حىت تشهدون افتوين يف امري ما كنت قاطعة امرا حىت تشهدون افتوين يف امري ما كنت قاطعة امرا حىت تشهدون �� قالوا حنن اولوا قوة واقالوا حنن اولوا قوة واقالوا حنن اولوا قوة واقالوا حنن اولوا قوة وا��

افسـدوها وجعلـوا اعـزة اهلهـا اذ  افسـدوها وجعلـوا اعـزة اهلهـا اذ  افسـدوها وجعلـوا اعـزة اهلهـا اذ  افسـدوها وجعلـوا اعـزة اهلهـا اذ  قالـت ان½ امللـوك اذا دخلـوا قريـة قالـت ان½ امللـوك اذا دخلـوا قريـة قالـت ان½ امللـوك اذا دخلـوا قريـة قالـت ان½ امللـوك اذا دخلـوا قريـة **** اليك فانظري ماذا تامرين اليك فانظري ماذا تامرين اليك فانظري ماذا تامرين اليك فانظري ماذا تامرين

.)وكذº يفعلونوكذº يفعلونوكذº يفعلونوكذº يفعلونعيـة، وان ال يقطعـوا فهذه القصة تعمل كيف ينبغي ان يستشري امللـوك املـال؛ اي ارشاف الر½هيم، وتشري اىل لزوم ان حتفظ القوة والباس يف يد الرعيـة، وان خيصـص امللـوك -لتنفيـذ امرا اال برا

.مر الهيم توقريا، وتقبح شان امللوك املستبدينفقط، وان يكرموا بنسـبة اال

قـال قـال قـال قـال (: ومن هذا الباب ايضا ما ورد يف قصة موىس عليه السالم مع فرعون يف قوÄ تعـاىل

؛ اي قـال )يريد ان خيرجمك من ارضـمك مفـاذا تـامرونيريد ان خيرجمك من ارضـمك مفـاذا تـامرونيريد ان خيرجمك من ارضـمك مفـاذا تـامرونيريد ان خيرجمك من ارضـمك مفـاذا تـامرون**** املاملاملاملالالالال من قوم فرعون ان½ هذا لساحر علمي من قوم فرعون ان½ هذا لساحر علمي من قوم فرعون ان½ هذا لساحر علمي من قوم فرعون ان½ هذا لساحر علمي

رجـه واخـاه وارسـل يف رجـه واخـاه وارسـل يف رجـه واخـاه وارسـل يف رجـه واخـاه وارسـل يف (: خطا- لفرعون وهو قـرارمه) قالوا(ماذا رايمك؟ : االرشاف بعضهم لبعض HH HHاااا

؛ اي )فتنازعوا امرمهفتنازعوا امرمهفتنازعوا امرمهفتنازعوا امرمه(: ؛ مث وصف مذاكراهتم بقوÄ تعاىل)ياتوك بلك ساحر علميياتوك بلك ساحر علميياتوك بلك ساحر علميياتوك بلك ساحر علمي**** املدائن حارشين املدائن حارشين املدائن حارشين املدائن حارشين

وا النججججوىوىوىوى(راهيم æوا النبيهنم وارس æوا النبيهنم وارس æوا النبيهنم وارس æ؛ اي افضت مذاكراهتم العلنية اىل الزناع فاجروا مذاكرة رسية طبق ما )بيهنم وارس .جمالس الشورى العموميةجيري اىل االن يف

بناء عىل ما تقدم؛ ال جمال لريم االسالمية بتاييد �ستبداد مع تاسيسها عىل مئات اال�ت

� ا� ا� ا� اهيهيهيهيـا ا_يـن ـا ا_يـن ـا ا_يـن ـا ا_يـن (: ؛ اي يف الشان، ومن قوÄ تعاىل)وشاورمه يف االمروشاورمه يف االمروشاورمه يف االمروشاورمه يف االمر(: البينات اليت مهنا قوÄ تعاىل

؛ اي احصاب الراي والشان منمك، ومه العلـامء )امنوا اطيعوا هللا واطيعوا الرسول واويل االمر منمكامنوا اطيعوا هللا واطيعوا الرسول واويل االمر منمكامنوا اطيعوا هللا واطيعوا الرسول واويل االمر منمكامنوا اطيعوا هللا واطيعوا الرسول واويل االمر منمكين، ومه االرشاف يف اصطالح السـياسـيني ـد هـذا . والرؤساء عىل ما ات½فق عليه اكرث املفرس وممـا يؤي

؛ »امـريي مـن املالئكـة جربيـلامـريي مـن املالئكـة جربيـلامـريي مـن املالئكـة جربيـلامـريي مـن املالئكـة جربيـل«؛ اي ما شانه، وحديث )وما امر فرعونوما امر فرعونوما امر فرعونوما امر فرعون(: املعىن ايضا قوÄ تعاىل .اي مشاوري

ويل االمـرويل االمـرويل االمـرويل االمـر(اع معـىن وليس -المـر الغريـب ضـي �� عـىل كثـري مـن االفهـام بتضـليل علـامء )واواواوا��

ـم عـن مواضـعه، وقـد اغفلـوا معـىن قيـد ؛ اي املـؤمنني منعــا )مـنمكمـنمكمـنمكمـنمك(�سـتبداد ا_ي حيرفـون اللك

Page 16: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

16

ج اىل معـىن ايـة æق افاكر املسلمني اىل التفكري بان الظاملني ال حيمكـوهنم مبـا انـزل هللا، مث½ التـدر æلتطر

، اي التساوي؛ )واذا حمكواذا حمكواذا حمكواذا حمكمتمتمتمت بني الناس ان حتمكوا -لعدل بني الناس ان حتمكوا -لعدل بني الناس ان حتمكوا -لعدل بني الناس ان حتمكوا -لعدل(، اي -لتساوي؛ ) يامر -لعدل يامر -لعدل يامر -لعدل يامر -لعدلان هللاان هللاان هللاان هللا(

ننننزل هللا فاولئـك مه الاكفـرونزل هللا فاولئـك مه الاكفـرونزل هللا فاولئـك مه الاكفـرونزل هللا فاولئـك مه الاكفـرون(:مث ينتقل اىل معىن اية مث½ يســتنتج عـدم وجـوب . ))))ومن مل ومن مل ومن مل ومن مل حيحيحيحيمك مبا امك مبا امك مبا امك مبا اواالغرب . حصدا طاعة الظاملني وان قال بوجوهبا بعض الفقهاء املاملئني دفعا للفتنة اليت حتصد امثاهلم

واذا اردq ان هنá قرية امرq مرتفهيا واذا اردq ان هنá قرية امرq مرتفهيا واذا اردq ان هنá قرية امرq مرتفهيا واذا اردq ان هنá قرية امرq مرتفهيا (: يف اية) امر(من هذا جسارهتم عىل تضليل االفهام يف معىن

رqها تدمريا رqها تدمريا ق½ علهيا القول فدم½ رqها تدمريا ق½ علهيا القول فدم½ رqها تدمريا ق½ علهيا القول فدم½ ... ؛ فاهنم مل يبالوا ان ينســبوا اىل هللا االمـر -لفسـق)ففسقوا فهيا ففسقوا فهيا ففسقوا فهيا ففسقوا فهيا حفحفحفحفق½ علهيا القول فدم½½ــه مبعــىن امــرq ) امــرq( معــىن تعــاىل هللا عــن ذº علــوا كبــريا، واحلقيقــة يف بكرســ املــمي او -هنــا ان

نـزل (حفـق علـهيم العـذاب؛ اي ) اي ظلموا اهلها(؛ اي جعلنا امراءها مرتفهيا ففسقوا فهيا -تشديدها ).هبم العذاب

Äم جعلوا للفظة العدل معىن عرفيا؛ وهـو احلـمك مبقتىضـ مـا قـا واالغرب من هذا وذاك؛ اهن½اصبحت لفظة العدل ال تدلæ عىل غري هذا املعىن، مع ان العدل لغة للتسـوية؛ فالعـدل الفقهاء؛ حىت

، وكـذº القصـاص يف )ان هللا يامر -لعدلان هللا يامر -لعدلان هللا يامر -لعدلان هللا يامر -لعدل(: بني الناس هو التسوية بيهنم، وهذا هو املراد يف اية

ىل اذهـان املتـواردة مطلقـا، ال املعاقبـة -ملثـل فقـط عـىل مـا يتبـادر ا ))))ولمك يف القصاولمك يف القصاولمك يف القصاولمك يف القصاصصصص حياة حياة حياة حياة (: ايةين غري الوقوف بني يدي القضاة رساء، ا_ين ال يعرفون للتساوي موقعا يف ا­ .اال�

وقد عدد الفقهاء من ال تقبل شهادهتم لسقوط عدالهتم، فذكروا حـىت مـن يـالك ماشــيا يف وقد عدد الفقهاء من ال تقبل شهادهتم لسقوط عدالهتم، فذكروا حـىت مـن يـالك ماشــيا يف وقد عدد الفقهاء من ال تقبل شهادهتم لسقوط عدالهتم، فذكروا حـىت مـن يـالك ماشــيا يف وقد عدد الفقهاء من ال تقبل شهادهتم لسقوط عدالهتم، فذكروا حـىت مـن يـالك ماشــيا يف قوا االمراء الظاملني فريدوا شهادهتم قوا االمراء الظاملني فريدوا شهادهتماالسواق؛ ولكن شـيطان �ستبداد انسامه ان يفس قوا االمراء الظاملني فريدوا شهادهتماالسواق؛ ولكن شـيطان �ستبداد انسامه ان يفس قوا االمراء الظاملني فريدوا شهادهتماالسواق؛ ولكن شـيطان �ستبداد انسامه ان يفس ولعل الفقهاء ....االسواق؛ ولكن شـيطان �ستبداد انسامه ان يفس

يعذرون بسكوهتم هنا مع تشنيعهم عىل الظاملني يف مواقع اخرى؛ ولكن، ما عـذرمه يف حتويـل معـىن

اىل ان هـذا ))))ولتكن منمك امـة يـدعون اىل اولتكن منمك امـة يـدعون اىل اولتكن منمك امـة يـدعون اىل اولتكن منمك امـة يـدعون اىل اخلخلخلخلـري ويـامرون -ملعـروف ويهنـون عـن املنكـرـري ويـامرون -ملعـروف ويهنـون عـن املنكـرـري ويـامرون -ملعـروف ويهنـون عـن املنكـرـري ويـامرون -ملعـروف ويهنـون عـن املنكـر((((: االيةبعضـهم عـىل بعـض؛ ال الفرض هو فرض كفاية ال فرض عني؟ واملـراد منـه ســيطرة افـراد املسـلمني

اقامة فئة تسـيطر عىل حاك#م كام اهتدت اىل ذº االمم املوفقة للخري؛ خفصصت مهنا جامعات -مس السـياسـية واملاليـة والترشـيعية، : جمالس نواب، وظيفهتا السـيطرة و�حتساب عىل االدارة العمومية

حتسـاب بـامه مـن الســيطرة اليست هذه الســيطرة وهـذا �. فتخلصوا بذº من شامة �ستبدادعىل االفراد؟ ومن يدري من اين جاء فقهاء �ستبداد بتقديس احلاكم عن املسؤولية حـىت اوجبـوا ــيح دمــاء هلــم امحلــد اذا عــدلوا، واوجبــوا الصــرب علــهيم اذا ظلمــوا، وعــدوا لك معارضــة هلــم بغيــا يب

!املعارضني؟ين ورشاكءمه قد جعلوا اللهماللهماللهماللهم ين ا_ي انزلت، فال حـول وال قـوة ؛ ان املستبد دينك غري ا­

!اال بك

Page 17: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

17

ال يكـون االمـري : كذº ما عذر الصوفية ا_يـن جعلـهتم االنعامـات عـىل زاو�هتـم ان يقولـواـف يف االمـور ظـاهرا، االعظم اال وليا من اولياء هللا، وال يـايت امـرا اال -لهـام مـن هللا، وانـه يترص½

!اال سـبحان هللا ما احلمه! -طنا ويترص½ف قطب الغوث نعم؛ لوال حمل هللا خلسف االرض -لعرب؛ حيث ارسل هلم رسوال مـن انفسـهم اسـس هلـم

Äست يف الناس، جعل قاعدهتا قو س ؛ اي »لكæمك راع ولكæمك مسؤول عـن رعيتـهلكæمك راع ولكæمك مسؤول عـن رعيتـهلكæمك راع ولكæمك مسؤول عـن رعيتـهلكæمك راع ولكæمك مسؤول عـن رعيتـه«: افضل حكومة ا�ـع ســيايس وهذه امجلÇ ال. لكD منمك سلطان عام ومسؤول عن االمة يت يه امسى وابلـغ مـا قـاÄ مرش

ف املعىن عن ظـاهره ومعوميتـه؛ اىل ان½ املسـمل راع من االولني واالخرين، جفاء من املنافقني من حر½

فوا معىن االيـة. عىل عائلته ومسؤول عهنا فقط )واملؤمنون واملؤمنات بعضهم اوليـاء بعـضواملؤمنون واملؤمنات بعضهم اوليـاء بعـضواملؤمنون واملؤمنات بعضهم اوليـاء بعـضواملؤمنون واملؤمنات بعضهم اوليـاء بعـض(: كام حر½يـن، وطمسـوا عـىل . العامـةعىل والية الشهادة دون الواليـة لوا ا­ وهكـذا غـريوا مفهـوم اللغـة، وبـد½

العقول حىت جعلوا الناس ينسون لغة �سـتقالل، وعزة احلرية؛ بل جعلـومه ال يعقلـون كيـف حتـمك .امة نفسها بنفسها دون سلطان قاهر

نان املشـنان املشـنان املشـنان املشـطططط، ال ، ال ، ال ، ال النـاس سواســية النـاس سواســية النـاس سواســية النـاس سواســية CCCCســ ســ ســ ســ «: وCن املسلمني مل يسمعوا بقول النيب عليه السالمجعجعجعجعمي اال -لتقوىمي اال -لتقوىمي اال -لتقوىمي اال -لتقوى ـا . »فضل لعريب عىل افضل لعريب عىل افضل لعريب عىل افضل لعريب عىل ا وهذا احلديث احصæ االحاديث ملطابقته للحمكـة وجميئـه مفرس

فان½ هللا جل½ شانه ساوى بني عبـاده مـؤمنني واكفـرين يف املكرمـة ))))ان½ اكرممك عند هللا اتقاان½ اكرممك عند هللا اتقاان½ اكرممك عند هللا اتقاان½ اكرممك عند هللا اتقامكمكمكمك((((االية

Äمنا بين ادم((((: بقو منا بين ادمولقد كر½ منا بين ادمولقد كر½ منا بين ادمولقد كر½ ومعـىن الت½قـوى لغـة لـيس . يف الكرامة للمت½قـني فقـط مث½ جعل االفضلية ))))ولقد كر½؛ )عنـد هللا(كرثة العبادة، كام صار اىل ذº حقيقة عرفية غرسها علامء �ستبداد القائلني يف تفسري

قاء؛ اي �بتعـاد عـن رذائـل االعـامل احـرتازا مـن اي يف االخرة دون ا­نيا؛ بل الت½قوى لغة يه االت

ان½ افضـل النـاس اكـرثمه ابتعـادا عـن االäم : كقـوÄ ))))ان½ اكرممك عنـد هللا اتقـاان½ اكرممك عنـد هللا اتقـاان½ اكرممك عنـد هللا اتقـاان½ اكرممك عنـد هللا اتقـامكمكمكمك((((: قوÄف. عقوبة هللا .وسوء عواقهبا

، æم ان½ االسـالمية مؤسسـة عـىل اصـول احلريـة برفعهـا لك ســيطرة وحتـمك وقد ظهر ممـا تقـد½ـها عـىل االحسـان والتحابـب د جعلـت اصـول وقـ. بامرها -لعدل واملساواة والقسط واالخـاء، وحبض

. الشورى االريسـتوقراطية؛ اي شـورى اهـل احلـل والعقـد يف االمـة بعقـوهلم ال بســيوفهم: حكومهتاوقـد مىضـ عهـد . الترشيع ا­ميقراطي؛ اي �شرتايك حسـn يايت فc بعـد: وجعل اصول ادارة االمة

مك) عليه السالم(النيب ومـن املعلـوم انـه . ل صورهاوعهد اخللفاء الراشدين عىل هذه االصول بامت واال يوجد يف االسالمية نفوذ ديين مطلقا يف غـري مسـائل اقامـة شـعائر ا­يـن، ومهنـا القواعـد العامـة ـعون مـن قبـل الترشيعية اليت ال تبلغ مائة قاعدة وحمك، لكæها من اجل واحسن ما اهتدى اليه املرش

احلكمي، السهل، السمح، الظاهر فيه اäر الريق عىل ولكن؛ وااسفاه عىل هذا ا­ين احلر، . ومن بعدا­يــن ا_ي ظلمــه . غــريه مــن ســوابقه، ا­يــن ا_ي رفــع االرص واالغــالل، وا-د املــزية و�ســتبداد

ا­يـن ا_ي فقـد االنصـار االبـرار واحلكـامء . اجلاهلون، فهجروا حمكة القران ودفنوها يف قبور الهوان

Page 18: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

18

ذوا وسـيÇ لتفريق اللكمة وتقسـمي االمة االخيار، فسطا عليه املستبد ون واملرتحشون لالستبداد، واخت½شـيعا، وجعلوه الهة الهواهئم السـياسـية، فضيعوا مزا�ه، وحريوا اه[ -لتقريـع والتوســيع، والتشـديد والتشويش، وادخال ما ليس منه فيـه كـام فعـل قـبلهم احصـاب االد�ن السـائرة، حـىت جعلـوه دينـا

½ه املتفنون بني دف½يت كتاب ينسب المس اساليم هو من ا­ين، حرجا ي تومه الناس فيه ان½ لك½ ما دونومبقتضاها ان ال يقوى عىل القيام بواجباتـه وادابـه ومزيداتـه، اال مـن ال عالقـة Ä -حليـاة ا­نيـا؛ بـل

ــل العمــر، العاطــل عــن لك معــل، ال ت ــاة االنســان الطوي ــا يه اصــبحت مبقتضــاها حي ــتعملæ م فــي باالسالمية جعزا عن متيزي الصحيح من الباطل من تá االراء املتشعبة اليت اطال اهلهـا فهيـا اجلـدال واملناظرة؛ وما افرتقوا اال ولكD مهنم يف موقفه االول يظهر انه الـزم خصـمه احلجـة واسـكته -لربهـان؛

.شاغبةواحلقيقة ان½ � مهنم قد سكت تعبا و�ال من امل وهبذا التشديد ا_ي ادخ[ عىل ا­ين منافسو اàـوس؛ انفـتح عـىل االمـة -ب التلـوم عـىل

وهذا االهـامل للمراقبـة، هـو اهـامل . النفس فضال عن حماسـبة احلاكم املنوط هبم قيام العدل والنظاموهبذا . داد وجتاوز احلدوداالمر -ملعروف والهنـي عن املنكر، وقد اوسع المراء االسالم جمال �ستب

لتـامرن -ملعـروف ولتهنـون عـن املنكـر او ليســتعملن هللا علـيمك رشارمك «: وذاك ظهر حـمك حـديث، واذا تتبعنا سرية ايب بكر ومعر ريض هللا عهنام مع االمـة، جنـد اهنـام مـع »فليسومونمك سوء العذاب

ة، مل ترتك االمة معهام املراقبـة واحملاســبة، ومل تطعهـام كوهنام مفطورين خري فطرة، وqئلني الرتبية النبوي .طاعة معياء

وقد مجع بعضهم مجÇ مما اقتبسه واخذه املسلمون عن غريمه، ولـيس هـو مـن ديـهنم -لنظـر :اىل القران واملتواترات من احلديث واجامع السلف االول فقال

ـانية مقــام البابويــة -مس الغوثيــة، ) اقتبســوا( يف االوصــاف واالعــداد ) ضــاهوا(ومــن النرصـمظـاهر القديسـني وجعـائهبم، ) حـاكوا(اوصاف واعداد البطارقة، والكردينالية والشهداء واالسـاقفة، و

والرهبنات ورسو#ا وامحلي½ة . وا­عاة املبرشين وصربمه، والرهبنات ورؤساهئا، وحا  االديرة و-دريهتاــ�وا(وتوقيهتــا، و ــاني) ق ــوثنيني الروم ــرقص عــىل انغــام النــاي والتغــايل يف تطييــب املــوىت ال ني يف ال

مرامس ) شالكوا(و. و�حتفال الزائد يف اجلنائز وترسحي ا_-حئ معها، وتلكيلها وتلكيل القبور -لزهورæامت واصـولها، واقامـة الكنـائس عـىل الكنائس وزينهتا، والبيع واحتفاالهتا، والرتحنـات ووزهنـا، والـرتن

) اخـذوا(و. وشد الرحال لز�رهتا، واالرساج علهيا، واخلضوع ­هيـا، وتعليـق االمـال بسـاكهنا القبور،اكلقدح واحلربة وا­سـتار، من احـرتام ا_خـرية وقدســية العـاكز، وكـذº امـرار اليـد : التربك -الäر

احلقيقـة مـن ) انزتعـوا(و. عىل الصدر عند ذكر الصاحلني، من امرارها عـىل الصـدر الشـارة الصـليبالرس، ووحدة الوجود من احللول، واخلالفة مـن الـرمس، والسـقيا مـن تنـاول القـر-ن، واملـو­ مـن رة -لنـداء امليالد، وحفلته من االعياد، ورفع االعالم من محل الصلبان، وتعليق الواح االسامء املصد½

مـن التوجـه -لقلـوب احننـاء امـام عىل اجلدران من تعليق الصـور وال�ثيـل، و�سـتفاضـة واملراقبـة

Page 19: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

19

ن½ة كحظـر الاكثوليـك الـتفهم مـن االجنيـل، ) منعوا(و. االصنام �سـهتداء من نصوص الكتـاب والســمـن اàوســية -ســتطالع ) جـاءوا(و. وامتناع احبار الهيود عن اقامة ا­ليل من التوراة يف االحـاكم

. اذ اشاكلها شعارا للمá، و-حرتام النار ومواقدهاالغيب من الفá، وخبشـية اوضاع الكواكب و-خت البــوذيني حرفــا حبــرف يف الطريــق والر�ضــة وتعــذيب اجلســم -لنــار والســالح، واللعــب ) قــ�وا(و

-حليات والعقارب ورشب السموم، ودق الطبول والصنوج وجعل رواتـب مـن االدعيـة واالqشــيد االسامء ومحل ال�مئ، اىل غري ذº ممـا هـو مشـاهد يف بـوذيي واالحزاب، واعتقاد تاثري العزامئ ونداء

ند اىل يومنا هذا جون وست، وسلطان : وقد قيل انه نق[ اىل االسالمية. الهند وجموس فارس والسـعيل منال، والبغدادي، وحاشـية فالن الشـيخ وفالن الفـاريس، عـىل ان اســناد ذº اىل اشـخاص

من االساطري واالرسائيليات انواعا مـن القـر-ت، وعلومـا مسوهـا ) قوالف½ (و. معينني حيتاج اىل تثبيت .­نيات

كذº يقال عن مبتـدعي النصـارى، مـن ان اكـرث مـا اعتـربه املتـاخرون مـهنم مـن الشـعائر ال اصل Ä فc ورد عن نفس املسـيح عليه السالم؛ امنا هو مزيـدات -حىت مشلكة التثليث -ا­ينية

وقـد اكتشـف العلـامء االäريـون مـن الصـفاحئ احلفريـة الهنديـة . ها مبتدع وكثريهـا مت½بـعوترتيبات قليل وكـذº . واالشورية ومن الصحف اليت وجدت يف نواويس املرصـيني االقـدمني، عـىل ماخـذ اكرثهـا

وجدوا ملزيدات التلمـود وبـدع االحبـار اصـوال يف االسـاطري واالäر وااللـواح االشـورية، وترقـوا يفالتطبيق والتدقيق اىل ان وجدوا معظم اخلرافات املضافة اىل اصول عامـة االد�ن يف الرشـق االدىن مقتبسة من الوضعيات املنسـوبة لنحـل الرشـق االقىصـ، وقـد كشـفت االäر ان �سـتبداد اخفـى

كـهنم ان *رخي االد�ن وجعل اخبار منشـهئا يف ظـالم مطبـق، حـىت ان½ اعـداء االد�ن املتـاخرين امينكروا اساسا وجود مـوىس وعيىسـ علـهيام السـالم، كـام شـوش �سـتبداد يف املسـلمني *رخي ال البيت علهيم الرضوان؛ االمر ا_ي تو­ عنه ظهور الفرق الـيت تشــي½عت هلـم اكالماميـة واالسـامعيلية

.والزيدية واحلامكية وغريمهشت االميان هت االد�ن تاكد لكæهـا تتسلسـل بعضـها مـن واخلالصة ان البدع اليت شو½ وشو½

.بعض، وتتو­ مجيعها من غرض واحد هو املراد، اال وهو �سـتعبادوالناظر املدقق يف *رخي االسالم جيد للمستبدين من اخللفاء وامللوك االولني، وبعض العلامء

ىل هللا ورسـوÄ تضـليال لالمـة عـن االعامج، وبعض مق�هيم من العرب املتاخرين اقـواال افرتوهـا عـسبيل احلمكة، يريدون هبا اطفاء نور العمل واطفاء نور هللا، ولكن؛ اىب هللا اال ان يـمت نـوره، حففـظ للمسلمني كتابه الكرمي ا_ي هو مشس العلوم وكزن احلمك مـن ان متسـه يـد التحريـف؛ ويه احـدى

½ه قال فهيا لنا ا((((: معجزاته الن لنا از½ لنا از½ لنا از½ كر واÄ ½q حلافظوناq حنن اq حنن اq حنن اq حنن ننننز½ كر واÄ ½q حلافظون_ كر واÄ ½q حلافظون_ كر واÄ ½q حلافظون_ مفا مسه املنـافقون اال -لتاويـل، وهـذا ))))_

Page 20: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

20

Äيف قو ºين يف قلوهبم زيغ فيت½بعـون مـا تشـابه منـه (((( :ايضا من معجزاته، النه اخرب عن ذ ين يف قلوهبم زيغ فيت½بعـون مـا تشـابه منـه فاما ا_½ ين يف قلوهبم زيغ فيت½بعـون مـا تشـابه منـه فاما ا_½ ين يف قلوهبم زيغ فيت½بعـون مـا تشـابه منـه فاما ا_½ فاما ا_½

.))))ابتغاء الفتنة وابتغاء تاوي[ابتغاء الفتنة وابتغاء تاوي[ابتغاء الفتنة وابتغاء تاوي[ابتغاء الفتنة وابتغاء تاوي[مثل للمطالعني ما فع[ �ستبداد يف االسالم، مبـا جحـر عـ ىل العلـامء احلكـامء مـن ان واين ا�

ل السـالفني قا، الهنم اكنوا خيافون خمالفـة راي بعـض الغفـ½ وا قسمي االالء واالخالق تفسريا مدق يفرسبني املعارصين، فيكف½رون فيقتلون وهذه مسا  اجعاز القـران، ويه امه مسـا  . او بعض املنافقني املقر½

ين مل يقدروا ان يوفوه ا حقها من البحث، واقترصوا عىل ما قاÄ فهيا بعض السلف قوال مجمـال يف ا­ا قصور الطاقة عن االتيان مبـث[ يف فصـاحته وبالغتـه، وانـه اخـرب عـن ان الـروم بعـد غلـهبم من اهن½

طلـق عنـان التخريـف . سـيغلبون مع انه لو فتح للعلامء ميدان التدقيق وحرية الراي والتـاليف، كـام ا�التاويل واحلمك، الظهروا يف الوف من ا�ت القران الوف ا�ت االجعاز، ولراوا فيه لك يوم ايـة الهل

Äن تربهن اجعازه بصـدق قـوäوال رطـب وال �بـوال رطـب وال �بـوال رطـب وال �بـوال رطـب وال �بـسسسس اال يف كتـاب مبـني اال يف كتـاب مبـني اال يف كتـاب مبـني اال يف كتـاب مبـني(((( :تتجدد مع الزمان واحلد(((( .وجلعلوا االمة تؤمن -جعازه عن برهان وعيان ال جمرد تسلمي واذعان

ºومثال ذºومثال ذºومثال ذºن½ العمل كشف يف هذه القرون االخـرية حقـائق وطبـائع كثـرية تعـزى لاكشـفهيا ا ::::ومثال ذوخمرتعهيا مـن علـامء اور- وامـرياك؛ واملـدقق يف القـران جيـد اكرثهـا ورد بـه الترصـحي او التلمـيح يف القران منذ ثالثة عرش قرq؛ وما بقيت مسـتورة حتـت غشـاء مـن اخلفـاء اال لتكـون عنـد ظهورهـا

ران شاهدة بانه �م رب ال يعمل الغيب سواه؛ ومن ذº اهنم قد كشفوا ان مـادة الكـون معجزة للق

وكشـفوا ان )مث½ اسـتوى اىل السامء ويه دخـانمث½ اسـتوى اىل السامء ويه دخـانمث½ اسـتوى اىل السامء ويه دخـانمث½ اسـتوى اىل السامء ويه دخـان((((: يه االثري، وقد وصف القران بدء التكوين فقال

DD يف يف يف يف ((((:يقولاىل ان ))))واية هلم االرض امليتة احييناهاواية هلم االرض امليتة احييناهاواية هلم االرض امليتة احييناهاواية هلم االرض امليتة احييناها((((:الاكئنات يف حركة دامئة دائبة والقران يقول DDولكولكولكولك

.)فá يسـبحونفá يسـبحونفá يسـبحونفá يسـبحون

ان½ السموات واالرض اكنتـا ان½ السموات واالرض اكنتـا ان½ السموات واالرض اكنتـا ان½ السموات واالرض اكنتـا (((( :وحققوا ان½ االرض منفتقة يف النظام الشميس، والقران يقول

....))))رتقا ففتقناهامرتقا ففتقناهامرتقا ففتقناهامرتقا ففتقناهام

افال يرون اq نايت االرض ننقصها من افال يرون اq نايت االرض ننقصها من افال يرون اq نايت االرض ننقصها من افال يرون اq نايت االرض ننقصها من ((((: وحققوا ان½ القمر منشقD من االرض، والقران يقول

.)شق½ القمرشق½ القمرشق½ القمرشق½ القمراقرتبت الساعة وان اقرتبت الساعة وان اقرتبت الساعة وان اقرتبت الساعة وان ((((: ويقول. . . . ))))اطرافهااطرافهااطرافهااطرافها

هللا ا_ي خلق سـبع مسوات ومن االرض هللا ا_ي خلق سـبع مسوات ومن االرض هللا ا_ي خلق سـبع مسوات ومن االرض هللا ا_ي خلق سـبع مسوات ومن االرض ((((: وحققوا ان½ طبقات االرض سـبع، والقران يقول

))))مثلهنمثلهنمثلهنمثلهنوحققوا انه لوال اجلبال القتىض الثقل النوعي ان متيد االرض؛ اي ترجت يف دورهتـا، والقـران

.)والقوالقوالقوالقىىىى يف االرض روايس ان متيد بمك يف االرض روايس ان متيد بمك يف االرض روايس ان متيد بمك يف االرض روايس ان متيد بمك((((: يقول

Page 21: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

21

هو ختالف نسـبة املقادير وضبطها، والقران -بل واملعنوي -cويوكشفوا ان½ رس الرتكيب الك

....))))ولكæ ولكæ ولكæ ولكæ يشيشيشيشء عنده مبقدارء عنده مبقدارء عنده مبقدارء عنده مبقدار((((: يقول

....))))وجعلنا من املاء لك½ وجعلنا من املاء لك½ وجعلنا من املاء لك½ وجعلنا من املاء لك½ يشيشيشيشء ء ء ء ----((((:وكشفوا ان½ للجامدات حياة قامئة مباء التبلور والقران يقول

د خلقنـا د خلقنـا د خلقنـا د خلقنـا ولقـولقـولقـولقـ(((( :وحققوا ان العامل العضوي، ومنـه االنسـان، تـرىق مـن امجلـاد، والقـران يقـول

....))))االنسان من سال  من طنياالنسان من سال  من طنياالنسان من سال  من طنياالنسان من سال  من طني

خلــق االزواج لكهــا ممــا تنبــت (: : : : وكشــفوا qمــوس اللقــاح العــام يف النبــات، والقــران يقــول

اهـاهـاهـاهـزتزتزتزتت وربـت مـن لك زوت وربـت مـن لك زوت وربـت مـن لك زوت وربـت مـن لك زوجججج ((((: ويقـول ،،،،))))فاخرجنا به ازواجـا مـن نبـات شــىت فاخرجنا به ازواجـا مـن نبـات شــىت فاخرجنا به ازواجـا مـن نبـات شــىت فاخرجنا به ازواجـا مـن نبـات شــىت ((((: ويقول )االرض

....))))ومن لك الومن لك الومن لك الومن لك المثمثمثمثرات جعل فهيا زوجني اثننيرات جعل فهيا زوجني اثننيرات جعل فهيا زوجني اثننيرات جعل فهيا زوجني اثنني((((: ويقول ....))))هبيهبيهبيهبيجججج

ل؛ اي التصوير الشميس، والقران يقولوكش ك كيـف ((((: فوا طريقة امساك الظ ك كيـف امل تر اىل رب ك كيـف امل تر اىل رب ك كيـف امل تر اىل رب امل تر اىل رب

ل½ ولو شاء جلع[ ساكنا مث½ جعلنا الشمسسسس عليه دليال عليه دليال عليه دليال عليه دليال ل½ ولو شاء جلع[ ساكنا مث½ جعلنا الشممد½ الظ ل½ ولو شاء جلع[ ساكنا مث½ جعلنا الشممد½ الظ ل½ ولو شاء جلع[ ساكنا مث½ جعلنا الشممد½ الظ ....))))مد½ الظــره ا­واب ــد ذك ــول، بع ــران يق ــر-ء والق ــات -لبخــار والكه ــفن واملركب وكشــفوا تســـيري الس

....))))من مث[ ما يركبونمن مث[ ما يركبونمن مث[ ما يركبونمن مث[ ما يركبونوخلقنا هلم وخلقنا هلم وخلقنا هلم وخلقنا هلم (: واجلواري -لرحي

وارسـل علـهيم طـريا وارسـل علـهيم طـريا وارسـل علـهيم طـريا وارسـل علـهيم طـريا ((((:وكشفوا وجود امليكروب، وتاثريه وغريه من االمراض، والقـران يقـول

اىل . اي مـن طـني املسـتنقعات اليـابس؛ ؛ ؛ ؛ ))))ترمهيم حبجارة من ترمهيم حبجارة من ترمهيم حبجارة من ترمهيم حبجارة من جسجسجسجسيـليـليـليـل((((اي متتابعة متجمعة ؛ ؛ ؛ ؛ ))))ا-بيلا-بيلا-بيلا-بيلو-لقياس عـىل . لطبيعيةغري ذº من اال�ت الكثرية احملققة لبعض مكتشفات عمل الهيئة والنواميس ا

هـا يف املســتقبل يف وقهتـا املرهـون، جتديـدا æم ذكره؛ يقتيض ان½ كثريا من ا�ته سينكشـف رس ما تقد½الجعازه معا يف الغيب مادام الزمـان ومـا كـر½ اجلديـدان؛ فـال بـد½ ان يـايت يـوم يكشـف العـمل فيـه ان½

ºومن لك ومن لك ومن لك ومن لك يشيشيشيشء خلقنا زوجنيء خلقنا زوجنيء خلقنا زوجنيء خلقنا زوجني(((( اية امجلادات ايضا تمنو -للقاح كام تشري اىل ذ((((.

Page 22: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

22

�ستبداد والعمل�ستبداد والعمل�ستبداد والعمل�ستبداد والعمل

ما اشـبه املستبد½ يف نسبته اىل رعيته -لويص اخلائن القوي، يترصف يف اموال االيتام وانفسهم كام هيوى ما داموا ضعافا قارصين؛ فكام انه ليس من صاحل الويص ان يبلغ االيتام رشدمه،

.ملستبد ان تتنور الرعية -لعملكذº ليس من غرض اال خيفى عىل املستبد، #ام اكن غبيا، ان ال اسـتعباد وال اعتساف اال مادامت الرعية محقاء ختبط يف ظالمة ûل وتيه عامء، فلو اكن املستبدæ طريا لاكن خفاشا يصطاد هوام العوام يف ظالم

واجن احلوارض يف غشاء الليل، ولكنه هو االنسان اجلهل، ولو اكن وحشا لاكن ابن اوى يتلقف د .يصيد عالمه جاه[

العمل قبسة من نور هللا، وقد خلق هللا النور كشافا مبرصا، يو­ يف النفوس حرارة ويف الرؤوس شهامة، العمل نور والظمل ظالم، ومن طبيعة النور تبديد الظالم، واملتامل يف حا  لك

.ؤوس يرى لك½ سلطة الرئاسة تقوى وتضعف بنسـبة نقصان عمل املرؤوس وز�دتهرئيس ومر املستبدæ ال خيىش علوم اللغة، تá العلوم اليت بعضها يقوم اللسان واكرثها هزل وهذ�ن

يضيع به الزمان، نعم؛ ال خياف عمل اللغة اذا مل يكن وراء اللسان حمكة حامس تعقد االلوية، او حسر æالمكيت : عقد اجليوش؛ النه يعرف ان الزمان ضنني بان ت� اال#ات كثريا من امثال بيان حيل

.وحسان او مونتيسكيو وشـيللرقة -ملعاد، اUتصة ما بني االنسان وربه، وكذº ال خياف املستبدæ من العلوم ا­ينية املتعل

ـى هبا املهتوسون للعمل، حىت اذا ضاع فهيا العتقاده اهنا ال ترفع غباوة وال تزيل غشاوة، امنا يتله æمعرمه، وامتالهتا ادمغهتم، واخذ مهنم الغرور، فصاروا ال يرون علام غري علمهم، حفينئذ يامن املستبد

عىل انه اذا نبغ مهنم البعض وqلوا حرمة بني العوام ال يعدم . مهنم كام يؤمن رشæ السكران اذا مخرتخدا#ا يف تاييد امره وجماراة هواه يف مقابÇ انه يضحك علهيم بيشء من املستبد وسـيÇ السـ

التعظمي، ويسدæ افواههم بلقcت من مائدة �ستبداد؛ وكذº ال خياف من العلوم الصناعية حمضا؛ الن اهلها يكونون مساملني صغار النفوس، صغار اهلمم، يشرتهيا املستبدæ بقليل من املال واالعزاز،

وال خياف من املاديني، الن اكرثمه مبتلون -يثار النفس، وال من الر�ضيني؛ الن غالهبم قصار .النظر

ترتعد فرائص املستبدæ من علوم احلياة مثل احلمكة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق االمم وحنو ذº من العلوم اليت وطبائع �ج�ع، والسـياسة املدنية، والتارخي املفصل، واخلطابة االدبية،

تكرب النفوس، وتوسع العقول، وتعرف االنسان ما يه حقوقه ومك هو مغبون فهيا، وكيف الطلب، واخوف ما خياف املستبد من احصاب هذه العلوم، املندفعني مهنم . وكيف النوال، وكيف احلفظ

: ن -لصاحلني واملصلحني يف حنو قوÄ تعاىللتعلمي الناس اخلطابة او الكتابة ومه املعرب½ عهنم يف القرا

Page 23: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

23

æك لهيá القرى بظمل واهلها (: ويف قوÄ )ان االرض ير�ا عبادي الصاحلون( وما اكن رب

ون مادة الصالح واالصالح بكرثة التعبæد كام حولوا )مصلحون ، وان اكن علامء �ستبداد يفرس .هللا اىل التشويش عىل املستبدينمن ختريب نظام : معىن مادة الفساد واالفساد

ان½ املستبد خياف من هؤالء العاملني الراشدين املرشدين، ال من العلامء : واخلالصةÇهنا مكتبات مقفC املنافقني او ا_ين حفر رؤوسهم حمفوظات كثرية!

ن لك كام يبغض املستبدæ العمل ونتاجئه؛ يبغضه ايضا _اته، الن للعمل سلطاq اقوى مو_º . سلطان، فال بد½ للمستبد من ان يسـتحقر نفسه لكام وقعت عينه عىل من هو ارىق منه علام

ال حيبæ املستبدæ ان يرى وجه عامل عاقل يفوق عليه فكرا، فاذا اضطر ملثل الطبيب واملهندس خيتار ، وهذه طبيعة لك )فاز املمتلقون(: وعىل هذه القاعدة بىن ابن خ�ون قوÄ. الغيب املتصاغر املمتلق

املتكربين، بل يف غالب الناس، وعلهيا مبىن ثناهئم عىل لك من يكون مسكينا خامال ال ير� خلري .وال لرش

م ان½ بني �ستبداد والعمل حر- دامئة وطرادا مسـمترا يسعى العلامء يف تنوير : وينتج مما تقد½ æومن مه العوام؟ مه اولئك ا_ين . يف اطفاء نورها، والطرفان يتجاذ-ن العوام العقول، وجيهتد املستبد

م مه ا_ين مىت علموا قالوا، ومىت قالوا فعلوا .اذا ûلوا خافوا، واذا خافوا استسلموا، كام اهن½هبم علهيم يصول ويطول؛ يارسمه فيهتللون لشوكته؛ ويغصب . العوام مه قوة املستبدæ وقوته

مواهلم فيحمدونه عىل ابقائه حياهتم؛ وهييهنم فيثنون عىل رفعته؛ ويغري بعضهم عىل بعض فيفتخرون ا بسـياسـته؛ واذا ارسف يف امواهلم يقولون كرميا؛ واذا قتل مهنم مل ميثل يعتربونه رحc؛ ويسوقهم اىل

.Cهنم بغاة خطر املوت، فيطيعونه حذر التوبيخ؛ وان نقم عليه مهنم بعض اال-ة قاتلهمواحلاصل ان½ العوام يذحبون انفسهم بايدهيم بسبب اخلوف الناشئ عن اجلهل والغباوة، فاذا

ر العقل زال اخلوف، واصبح الناس ال ينقادون طبعا لغري منافعهم، كام قيل العاقل : ارتفع اجلهل وتنو½ومك اجربت االمم برتقهيا . عتدالال خيدم غري نفسه، وعند ذº ال بد½ للمستبد من �عزتال او �

اىل وكيل امني هياب احلساب، ورئيس - رمغ طبعه–املستبد½ اللئمي عىل الرتيق معها و�نقالب وحينئذ تنال االمة حياة رضية هنية، حياة رخاء . عادل خيىش �نتقام، واب حلمي يت�ذ -لتحابب

س من ذº راس احلظوظ، بعد ان اكن يف دور ومناء، حياة عز وسعادة، ويكون حظ الرئي�ستبداد اشقى العباد؛ النه عىل ا­وام ملحوظا -لبغضاء، حماطا -الخطار، غري امني عىل

ر�سـته، بل وعىل حياته طرفة عني؛ والنه ال يرى قط امامه من يسرتشده فc جيهل؛ الن½ الواقف ان هيابه، فيضطرب -Ä، فيتشوش فكره، وخيتل رايه، فال بني يديه #ام اكن عاقال متينا، ال بد½

هيتدي عىل الصواب، وان اهتدى فال جيرس عىل الترصحي به قبل اسـتطالع راي املستبد، فان راه ½ه غري هياب فهو عي ان با فc يراه فال يسعه اال تاييده راشدا اكن او غيا، ولكæ مستشار غريه يد½ متصل

Page 24: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

24

اب؛ وا ان½ الصدق ال يدخل قصور امللوك؛ بناء عليه؛ ال يسـتفيد املستبدæ قطæ من : لقول احلقæ كذ½راي غريه، بل يعيش يف ضالل وتردد وعذاب وخوف، وكفى بذº انتقاما منه عىل اسـتعباده

.الناس وقد خلقهم رهبم احرارا خوفه ينشا عن علمه مبا ان½ خوف املستبد من نقمة رعيته اكرث من خوفهم من باسه؛ الن½

يسـتحقæه مهنم، وخوفهم qشئ عن ûل؛ وخوفه عن جعز حقيقي فيه، وخوفهم عن تومه التخاذل فقط؛ وخوفه عىل فقد حياته وسلطانه، وخوفهم عىل لقcت من النبات وعىل وطن يالفون غريه يف

.يسة فقطا�م؛ وخوفه عىل لك يشء حتت سامء ملكه، وخوفهم عىل حياة تع لكام زاد املستبدæ ظلام واعتسافا زاد خوفه من رعيته وحىت من حاشيته، وحىت ومن

الن املستبد½ ال خيلو من ) التام: (قلت. واكرث ما ختمت حياة املستبد -جلنون التام. هواجسه وخياالتهامحق فيسارعه املوت امحلق قط، لنفوره من البحث عن احلقائق، واذا صادف وجود مستبد غري

انه خياف من حاشيته؛ الن½ اكرث ما يبطش -ملستبدين : قهرا اذا مل يسارعه اجلنون او العته؛ وقلت حواشـهيم؛ الن½ هؤالء اشقى خلق هللا حياة، يرتكبون لك½ جرمية وفظيعة حلساب املستبد ا_ي

يف اسـتطالع ما يريد مهنم فع[ بدون جيعلهم ميسون ويصبحون خمبولني مرصوعني، جيهدون الفكر ح د اهنم ال يعلمون الغيب، ومن ذا ا_ي يعمل الغيب، . ان يطلب او يرص فمك ينقم علهيم وهييهنم àر½

، وال يدعي ! االنبياء واالولياء؟ وما هؤالء اال اشقياء؛ اسـتغفرك اللهم Dوال ويل Dال يعمل غيبك نيب

½ك اللهم قلت وقوº احلق ذº اال دجال، وال يظنæ صدق فال يظهر عىل غيبه (: ه اال مغف½ل، فان

.»لو علمت اخلري السـتكرثت منه«: وافضل انبيائك يقول )احدا خني املدققني ين كنريون وتميور مثال، : من قواعد املؤر ان½ احدمه اذا اراد املوازنة بني مستبد½

ر والتحفæظيكتفي ان يوازن درجة ما اكq عليه من التح æنو رشوان . ذC بني عادلني Çواذا اراد املفاض .ومعر الفاروق، يوازن بني مرتبيت امهنام يف قومهيام

ملا اكنت اكرث ا­�qت مؤسسة عىل مبداي اخلري والرش اكلنور والظالم، والشمس اجلهل، وارض وزحل، والعقل والشـيطان، رات بعض االمم الغابرة ان½ ارض½ يشء عىل االنسان هو

.اäر اجلهل هو اخلوف، فعملت هيG خمصصا للخوف يعبد اتقاء لرشه: اين ارى قرص املستبد يف لك زمان هو هيلك اخلوف عينه: قال احد احملررين السـياسـيني

س، واالقالم يه الساككني ، فاملá اجلبار هو املعبود، واعوانه مه الكهنة، ومكتبته يه املذحب املقد½مون قرابني اخلوف، وهو امه وعبارات التعظمي يه الصلوات، والناس مه االرسى ا_ين يقد½

النواميس الطبيعية يف االنسان، واالنسان يقرب من الكامل يف نسـبة ابتعاده عن اخلوف، وال بان وسـيÇ لتخفيف اخلوف او نفيه غري العمل حبقيقة اUيف منه، وهكذا اذا زاد عمل افراد الرعية

.املستبد½ امرؤ عاجز مثلهم، زال خوفهم منه وتقاضوه حقوقهم

Page 25: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

25

ان½ خري ما يستبدل به عىل درجة استبداد احلكومات؛ هو تغالهيا يف : ويقول اهل النظر ºة، وحنو ذ شـنان امللوك، وخفامة القصور، وعظمة احلفالت، ومراسـمي الترشيفات، وعالمئ االهب½

هبا امللوك رعا�مه عوضا عن العقل واملفاداة، وهذه المتوهيات يلجا الهيا من المتوهيات اليت يسرتهبدق للميني، وقليل املال لزينة ، وقليل العمل للتصوæف، وقليل الص æكام يلجا قليل العز للتكرب æاملستبد

.اللباس½ه كذº يسـتدلæ عىل عراقة االمة يف �سـتعباد او احلرية -ستن: ويقولون طاق لغهتا؛ هل ان

يه قليÇ الفاظ التعظمي اكلعربية مثال؟ ام يه غنية يف عبارات اخلضوع اكلفارسـية، وكتá اللغة !اليت ليس فهيا بني املتخاطبني اq وانت، بل سـيدي وعبدمك؟

واخلالصة ان½ �ستبداد والعمل ضدان متغالبان؛ فلكæ ادارة مستبدة تسعى ûدها يف اطفاء والعلامء احلكامء ا_ين ينبتون احياq يف مضايق خصور . وحرص الرعية يف حاº اجلهلنور العمل،

�ستبداد يسعون ûدمه يف تنوير افاكر الناس، والغالب ان½ رجال �ستبداد يطاردون رجال العمل علهيم -ظام وينلكون هبم، فالسعيد مهنم من يمتكن من #اجرة د�ره، وهذا سبب ان½ لك½ االنبياء الع

.تقل½بوا يف البالد وماتوا غر-ء -الصالة والسالم واكرث العلامء االعالم واالد-ء والنبالءان½ االسالمية اول½ دين حض½ عىل العمل، وكفى شاهدا ان½ اول لكمة ا�نزلت من القران يه

ل من½ة اجل½ها هللا وامنت½ هبا ½ه عل½مه -لقمل االمر -لقراءة امرا مكررا، واو½ عل½مه به ما . عىل االنسان يه انلف االول من مغزى هذا االمر وهذا �متنان وجوب تعملæ القراءة والكتابة عىل . مل يعمل وقد فهم الس½

، وبذº صار العمل يف االمة حرا æمع½ت القراءة والكتابة يف املسلمني او اكدت تعم ºلك مسمل، وبذال خيتصæ به رجال ا­ين او االرشاف كام اكن يف االمم السابقة، وبذº انترش العمل يف مباحا لللك

ولكن؛ قاتل هللا �ستبداد ا_ي اسـهتان -لعمل حىت جع[ اكلسلعة ! سائر االمم اخذا عىل املسلمنيرجع -المة يعطى ويمنح لالميني، وال جيرؤ احد عىل �عرتاض، اجل؛ قاتل هللا �ستبداد ا_ي

Z- ها، وال حول وال قوة اال .اىل االمية، فالتقى اخرها باولان½ اخوف ما خيافه املستبدون الغربيون من العمل ان يعرف الناس حقيقة ان½ : قال املدققون

ها، والرشف وعظمته، واحلقوق وكيف حتفظ، احلرية افضل من احلياة، وان يعرفوا النفس وعز½ .يرفع، واالنسانية وما يه وظائفها، والرمحة وما يه _اهتا والظمل وكيف

اما املستبدون الرشقيون فافئدهتم هواء ترجتف من صو  العمل، Cن العمل qر واجسا#م ، وملاذا اكنت )ال اÄ اال هللا(املستبدون خيافون من العمل حىت من عمل الناس معىن لكمة . من -رود

، ومعىن )ال اÄ اال هللا(بين االسالم، بل واكفة االد�ن عىل . ين علهيا االسالمافضل ا_كر، وملاذا ب ذº انه ال يعبد حقا سوى الصانع االعظم، ومعىن العبادة اخلضوع ومهنا لفظة العبد، فيكون معىن ال

رة اqء الليل وما افضل تكرار هذا املعىن عىل ا_اك". ال يسـتحق اخلضوع يشء غري هللا: "اÄ اال هللارا من الوقوع يف ورطة يشء من اخلضوع لغري هللا وحده æواحلا  هذه–فهل . واطراف الهنار حتذ -

Page 26: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

26

يناسب غرض املستبدين ان يعمل عبيدمه ان ال سـيادة وال عبودية يف االسالم وال والية فيه وال ال اÄ اال (مبا عدوا لكمة خضوع، امنا املؤمنون بعضهم اولياء بعض؟ �؛ ال يالمئ ذº غرضهم، ور

ك واعداء العمل - وال زالوا–ولهذا؛ اكن املستبدون ! شـ� هلم) هللا .من انصار الرشين واكال-ء اجلهالء، ان½ العمل ال يناسب صغار املستبدين ايضا كخدمة االد�ن املتكرب

½ه ما انترش نور العمل يف امة قط اال ا : واحلاصل. واالزواج امحلقى، وكرؤساء لك امجلعيات الضعيفة نت فهيا قيود االرس، وساء مصري املستبدين من رؤساء سـياسة او رؤساء دين .وتكرس½

�ستبداد واàد�ستبداد واàد�ستبداد واàد�ستبداد واàد

، ومبـىن ذº ان½ الباحـث "�سـتبداد اصـل لـلك داء: "من احلمك البالغة للمتاخرين قـوهلم

ع كشف ان½ لالستبداد اثرا سيئا يف لك واد، وقد ســبق ان½ املدقق يف احوال البرش وطبائع �ج�½ــه كيــف يغالــب �ســتبداد اàــد �ســتبداد يضــغط عــىل العقــل فيفســده، واين االن احبــث يف ان

.فيفسده، ويقمي مقامه المتجæدهو احراز املرء مقـام حـب واحـرتام يف القلـوب، وهـو مطلـب طبيعـي رشيـف لـلك : اàد

ع عنـه نـيبD او زاهـد، وال يـنحطæ عنـه دينD او خامـلانسان ة . ، ال يرتفـ½ ة روحيـة تقـارب _½ للمجـد _½ة امـتالك االرض مـع ة العمل عند احلكامء، وتربـو عـىل _½ العبادة عند الفانني يف هللا تعاىل، وتعادل _½

ة مفاجـاة االثـراء عنـد الفقـراء _ا؛ يـزامح اàـد يف النفـوس مـزن  و. مقرها عند االمراء، وتزيد عـىل _½ .احلياة

وقــد اشــلك عــىل بعــض البــاحثني اي احلرصــني اقــوى؟ حــرص احليــاة ام حــرص اàــد؟ وا هبـا ختلـيط ابـن خـ�ون يه التفضـيل؛ وذº ان½ اàـد رون ومـزي½ ل علهيـا املتـاخ واحلقيقة اليت عـو½

اد وظيفة، و ل عىل احلياة عند امللوك والقو½ عند النæجباء واالحرار محية، وحبæ احلياة ممتـاز عـىل مفض½الء طبيعة، وعند اجلبناء والنساء رضورة رساء واالذ وعىل هـذه القاعـدة يكـون امئـة ال . اàد عند اال�

ـم ملـا اكنـوا جنبـاء احـرارا، -علهيم السـالم–البيت معـذورين يف القـاء انفسـهم يف تـá املهـاº؛ الهن½لون املوت كراما عىل حياة ذل مثل حياة ابن خ�ون ا_ي خطا اجماد البرشـ يف حفميهتم ج علهتم يفض

د جمدمه، ذاهال عىل ان½ بعض انواع احليوان، ومهنا البلبـل، وجـدت فهيـا اقدا#م عىل اخلطر اذا هد½، وان½ اكـرث ســباع ا ل æ_صا مـن قيـود اæختل qت طبيعة اختيار �نتحار احيا رس لطـري والوحـوش اذا ا�

ة متوت وال تالك بعرضها، واملاجدة متوت وال تالك بثديهيا !كبرية تاىب الغذاء حىت متوت، وان½ احلر½اàد ال ينال اال بنوع من البذل يف سبيل امجلاعة، وبتعبري الرشقيني يف سبيل هللا او سـبيل

-املسـتحقæ التعظمي _اته–واملوىل تعاىل . سبيل االنسانية ا­ين، وبتعبري الغربيني يف سبيل املدنية او .ما طالب عبيده بمتجيده اال وقرن الطلب بذكر نعامئه علهيم

Page 27: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

27

وهذا البذل اما بذل مال للنفع العام ويسمى جمد الكرم؛ وهـو اضـعف اàـد، او بـذل العـمل ض للمشـاق واالخطـار يف سـبيل النافع املفيد للجامعة؛ ويسمى جمد الفضيÇ، او بـذل الـنفس -ل æتعـر

نرصة احلق وحفظ النظام؛ ويسمى جمد النبا ، وهذا اعىل اàـد؛ وهـو املـراد عنـد االطـالق، وهـو ومك Ä مـن عشـاق تـ�æ هلـم يف حبـه . اàد ا_ي تتوق اليه النفوس الكبرية، وحتنæ اليه اعناق النـبالء

ـدف مـن عيـون الظـاملني املصاعب واUاطرات، واكـرثمه يكـون مـن æدرة محهتـا الصq مواليـد بيـوت. املذلني، او يكون من جنباء بيوت ما انقطعت فهيا سلسÇ اàاهدين وما انقطعت جعائزها عن باكهئم

خلق هللا للمجد رجاال يسـتعذبون املوت يف سبي[، وال سبيل اليـه اال بعظـمي : ومن امثÇ اàد قوهلمر قمي الرجالاهلمة واالقدام وال .ثبات، تá اخلصال الثالث اليت هبا تقد½

من اشقى الناس؟ فاجابـه معرضـا : وهذا نريون الظامل سال اغربني الشاعر وهو حتت الن½طعواكن تـرا�ن العـادل اذا قـ�½ ســيفا لقائـد . من اذا ذكر الناس �سـتبداد اكن مثـاال Ä يف اخليـال: به

Ä نصـيب يف عنقـيهذا سـيف اال : "يقول Ä وخـرج قـيس ". مة ارجو ان ال اتعدى القانون فيكـوناتريـد ان تكـون جبـارا؟ وهللا؛ ان½ نعـال الصـعاليك الطـول مـن : "من جملـس الوليـد مغضـبا يقـول

مـا احـىل : "فقـال". ما فائدة سعيك غري جلـب الشـقاء عـىل نفسـك؟: "وقيل الحد اال-ة!. سـيفك". عـيل½ ان ايف بـوظيفيت ومـا عـيل½ ضـامن القضـاء: "وقـال اخـر!". ملنيالشقاء يف سبيل تنغيص الظا

ما اصنع فهيا واq املقمي عـىل ظهـر اجلـواد او يف : "فقال" ملاذا ال تبين º دارا؟: "وقيل الحد النبالءويه امـراة جعـوز ) اسامء بنت ايب بكـر ريض هللا عهنـا(، وهذه ذات النطاقني "السجن او يف القرب

ع وهـذا مكامهـون رئـيس ". ان كنت عىل احلق فاذهب وقاتل احلجاج حـىت متـوت: "ابهنا بقولهاتوداالمــر لالمــة ال اليــك، : "مجهوريــة فرنســا اســتبد½ يف امــر فــدخل عليــه صــديقه غامبتــا وهــو يقــول

!!فاعتدل، او اعزتل، واال فانت اUذول املهان امليتـ واحلاصل ان½ اàد هو اàد حمب½ب للنف وس، ال تفتا تسعى وراءه وترىق مراقيـه، وهـو ميرس½

يف عهد العدل للك انسـان عـىل حسـب اســتعداده ومه½تـه، وينحرصـ حتصـي[ يف زمـن �سـتبداد .مبقاومة الظمل عىل حسب االماكن

د æد، من حيث مبتناه، المتجàـد لفـظ . يقابل ا æوما هـو المتجـد؟ ومـاذا يكـون المتجـد؟ المتجاملعىن، ولهذا اراين اتعـرث½ -لـGم واتلعـمث يف اخلطـاب، وال ســc مـن حيـث اخىشـ مسـاس هائل

ان مل يكن من ûة انفسهم مفن ûة اجدادمه االولـني، فاqشـدمه الوجـدان . احساس بعض املطالعنيدوا دقيقتني من النفس وهواها، مث½ مه مثيل ومثل سائر اجلانني عىل االنسانية واحلق املهان، ان يتجر½

ل النفس بقبوهلم هتويين هذا، فانطلق واقول. ال يعدمون تاويال :وانين اعلة، وهـو القـرىب مـن املسـتبد -لفعـل اكالعـوان والعـامل، او المتجد خاص -الدارات املستبد½

ني -لقــوة اكمللق½بــني بنحــو دوق و-رون، واUــاطبني بنحــو رب العــزة ورب الصــو ، او املوســوم

Page 28: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

28

د هو ان ينال املرء جذوة qر من ûمن كـرب�ء æقني -محلائل، وبتعريف اخر، المتج -لنياشني، او املطو½ .املستبد ليحرق هبا رشف املساواة يف االنسانية

ه جـالد يف : وبوصف اجىل ـ½ هو ان يتق� الرجل سـيفا مـن قبـل اجلبـارين يـربهن بـه عـىل انق عىل صدره وساما مشعرا مبـا وراءه مـن الوجـدان املســتبيح للعـدوان، او دو  �ستبداد، او يعل

يزتين بسـيور مزركشة تن� بانه صار خمن½ثا اقرب اىل النساء منه اىل الرجال، وبعبارة اوحض واخرص، .هو ان يصري االنسان مستبدا صغريا يف كنف املستبد االعظم

ــت ــاصD -الدارا: قل ــد خ æــل ان½ المتج ــيت متث ــرة ال ــة احل ــتبدادية، وذº الن½ احلكوم ت �سىب لك½ اال-ء اخالل التساوي بني االفراد اال لفضل حقيقي، فال ترفع قدر احد مهنـا عواطف االمة تاــة، وذº تشــويقا Ä عــىل التفــاين يف ــاء قيامــه يف خــدمهتا؛ اي اخلدمــة العمومي اال رفعــا صــور� اثن

ا ال متزي احدا مهنا بوسام او ترشفه بلقب اال ما اكن علميا او ذكرى خلدمة #مـة وف½قـه اخلدمة، كام اهن½ .ومبثل هذا يرفع هللا الناس بعضهم فوق بعض درجات يف القلوب ال يف احلقوق. هللا الهيا

Äال ينـا ºوهذا لقب اللوردية مثال عنـد االنلكـزي هـو مـن بقـا� عهـد �سـتبداد، ومـع ذته خدمـة عظميـة، ويكـون مـن حيـث اخالقـه وثروتـه اهـال الن خيـد#ا عندمه غالبا اال من خيدم ام½

خدمات #مة غريها، ومن املقرر ان ال اعتبار للورد يف نظر االمـة اال اذا اكن مؤسسـا او وارä، او يقسم فيه برشـفه انـه اكنت االمة تقرا يف جهبته سطرا حمررا بقمل الوطنية ومبداد الشهامة مميض بدمه

.مضني برثوته وحياته qموس االمة؛ اي قانوهنا االسايس، حفيظ عىل رو�ا؛ اي حريهتاد ال ياكد يوجد Ä اثر يف االمم القدمية اال يف دعوى االلوهية وما معناها من نفـع النـاس æالمتج

وك واالمـراء، وامنـا نشـا -النفاس، او يف دعوى النجابة -لنسـب الـيت هيـول هبـا االصـالء نسـل امللـالمتجـد -اللقــاب والشـارات يف القــرون الوســطى، وراج سـوقه يف القــرون االخـرية، مث½ قامــت فتــاة احلرية تتغىن -ملساواة وتغسـل ادرانـه عـىل حسـب قوهتـا وطاقهتـا، ومل تبلـغ غايهتـا اىل االن يف غـري

.امرياكدون يريدون ان خيدعوا العامة، وما خيد عون غري نساهئم الـاليت يـتفحفحن بـني جعـائز املمتج

احلي باهنم كبار العقول؛ كبار النفوس؛ احرار يف شؤوهنم ال يزاح هلـم نقـاب، وال تصـفع مـهنم رقـاب، ل االسـاءات واالهـاqت الـيت تقـع علـهيم مـن قبـل املسـتبد، بـل æم هذا املظهر الاكذب لتحمûفيحو

هار عكسها، بـل عـىل مقاومـة مـن يـدعي خالفهـا، بـل عـىل حتوûم للحرص عىل كمتها، بل عىل اظ .تغليط افاكر الناس يف حق املستبد وابعادمه عن اعتقاد ان½ من شانه الظمل

وهكــذا يكــون املمتجــدين اعــداء للعــدل انصــارا للجــور، ال ديــن وال وجــدان وال رشف وال م ليمتك½ن بواسـطهتم مـن ان يغـرر االمـة عـىل رمحة، وهذا ما يقصده املستبدæ من اجيادمه واالكثار مهن

ارضار نفسها حتت امس منفعهتا، فيسوقها مثال حلرب اقتضاها حمض التجربæ والعـدوان عـىل اجلـريان، ½ه يريد نرصة ا­ين، او يرسف -ملاليني من امـوال االمـة يف م�اتـه وتاييـد اسـتبداده -مس فيومهها ان

Page 29: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

29

ة، او يسـتخدم االمة يف التنكيل باعداء ظلمه -مس اهنم اعداء لها، او حفظ رشف االمة واهبة اململك .يترص½ف يف حقوق اململكة واالمة كام يشاؤه هواه -مس ان½ ذº من مقتىض احلمكة والسـياسة

ان½ املستبد يتخذ املمتجـدين سـامرسة لتغريـر االمـة -مس خدمـة ا­يـن، او حـب : واخلالصةلكة، او حتصيل منافع عامة، او مسؤولية ا­و ، او ا­فاع عن �ســتقالل، الوطن، او توسـيع املم

واحلقيقة ان½ لك هذه ا­واعي الفخمية العنوان يف االسامع واالذهان ما يه اال ختييل واهيام يقصد هبـا ½ه ال يسـتثىن مهنا ا­فاع عن �سـتقالل؛ النه ما الفرق رجال احلكومة هتييج االمة وتضليلها، حىت ان

عىل امة ماسورة لزيد ان يارسها معرو؟ وما مثلها اال ا­ابة اليت ال يرمحها راكب مطمـنئ، مـالاك اكن .او غاصبا

املستبدæ ال يسـتغين عن ان يسـمتجد بعض افراد من ضعاف القلوب ا_ين مه كبقـر اجلنـة ال ال يســتعملهم يف يشء مـن #امـه، ينطحون وال يرحمون، يتخذمه Cمنوذج البائع الغشـاش، عـىل انـه

فيكونون ­يه مكصحف يف مخارة او سـبحة يف يد زنديق، ورمبا ال يسـتخدم احياq بعضـهم يف بعـض ½ه ال يعمتد اسـتخدام االراذل واالسـافل فقـط، ولهـذا يقـال دو  : الشؤون تغليطا الذهان العامة يف ان

.�ستبداد دو  ب[ واوغادب احياq يف املناصب واملراتب بعض العقالء االذكياء ايضا اغرتارا منه بانه يقوى املستبدæ جير

عىل تليني طينهتم وتشكيلهم -لشلك ا_ي يريد، فيكونـوا Ä اعـواq خبثـاء ينفعونـه بـدهاهئم، مث½ هـو عنـه املسـتبد ولهذا ال يسـتقر . بعد التجربة اذا خاب ويئس من افسادمه يتبادر ابعادمه او ينلك هبم

.اال اجلاهل العاجز ا_ي يعبده من دون هللا، او اخلبيث اخلائن ا_ي يرضيه ويغضب هللا Çا_ين يذوقون عســي ،Çه فكر املطالعني اىل ان½ هذه الفئة من العقالء االمناء -مجل وهنا انب

د ان½ بني اضلعهم قبسة من جمد احلكومة وينشطون خلدمة ونيل جمد النبا ، مث½ يرضب عىل يدمه àر½ االميان ويف اعيهنم -رقة من االنسانية، يه الفئـة الـيت تتكهـرب بعـداوة �سـتبداد وينـادي افرادهـا

وهذا �نقالب قـد اعيـا املسـتبدين؛ الهنـم ال يســتغنون عـن التجربـة وال يـامنون هـذه . -الصالحيف خدمة �ستبداد، الـوارثني مـن ا-هئـم واجـدادمه ومن هنا نشا اع�دمه غالبا عىل العريقني . املغبة

االخــالق املرضــية للمســـتبدين، ومــن هنـــا ابتــدات يف االمم نغمــة المتجـــد -الصــا  واالنســـاب، واملستبدون احملنكون يطيلون امد التجربة -ملناصب الصغرية فيسـتعملون قاعدة الرتيق مـع الـرتا�،

مث خيمتون التجريب -عطاء املمترن خدمة يكون فهيا رئيسا مطلقـا ويسمون ذº برعاية قاعدة القدم،ولو يف قرية، فان اظهر #ارة يف �ستبداد، وذº ما يسمونه حمكة احلكومة فهبا نعمت، واال قـالوا

.هذا حيوان، � ضيعة االمل فيه: عنهيال، مث½ نعـود ملوضـوع ان½ لالصا  مشالكة قويـة للمجـد والمتجـد فـال بـد½ ان نبحـث فهيـا قلـ

:املستبد واعوانه املمتجدين فاقول

Page 30: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

30

االصا  صفة قد يكون لها بعض املزا� من حيث االميال اليت ير�ا االبنـاء مـن اال-ء، ومـن حيث الرتبية اليت تكون مسـتحمكة يف البيت ولو ر�ء، ومن حيث ان½ االصا  تكـون مقرونـة غالبـا

عىل مظاهر الشـهامة والرمحـة، ومـن حيـث تقويهتـا العالقـة -المـة والـوطن بيشء من الرثوة املعينة خوف مذ  �غرتاب، ومن حيث ان½ اهلها يكونون منظـورين دامئـا فيتحاشـون املعائـب والنقـائص

.بعض التحايشبيوت عمل وفضيÇ، وبيوت مـال وكـرم، وبيـوت ظـمل : وبيوت االصا  تنقسم اىل ثالثة انواع

مطمـح -كـام ســبقت االشـارة اليـه–ذا االخري هو القسم االكرث عـددا واالمه موقعـا، ومه وه. وامارةنظر املستبد يف �سـتعانة وموضع ثقته، ومه اجلند ا_ي جتمتع حتت لوائـه بسـهو ، ورمبـا يكفيـه ان

:فلننظر ما هو نصيب اهل هذا القسم من تá املزا� املوروثة. يضحك يف وûهم حضكةث �بن عن جده املؤسس àده امياÄ يف العدا  ومل توجد؟ ام يدبæ ويشـبæ عـىل هل ير

ر للعقول، املميت للهمم؟ ام يرتىب عىل غري الوقار املضحك للباطل، السائد فc بني غري الرتف املصغالهبـة الطاووســية العائÇ يف بيهتم؟ ام يسـتخدم الرثوة يف غري املالذ اجلسمية ا­نيئـة الهبمييـة وتـá ا

الباطÇ؟ ام يمتث½ل بغـري اقـران السـوء املمتلقـني املنـافقني؟ ام ال يســتحقر قومـه جلهلهـم قـدر النæطفـة Çهـو قـامئ يف خمـي nرونه قـدره حســ امللعونة اليت خلق مهنا جنابه؟ ام ال يبغض العلامء ا_ين ال يقد

الـتحمكæ ومسـرتاح التـامر؟ ام يســتحي مـن النـاس؟ خيالئه؟ ام يرى جلنابه مقرا يليق به غري مقعد !ومن مه الناس؟ وما الناس عند حرضته غري اشـباح عندها ارواح خلقت خلدمته

وهذه حا  االكرثين من االصـالء، عـىل اننـا ال نـبخس حـق½ مـن qل مـهنم حظـا مـن العـمل –بـه شـاموخ انفـه، فـان½ هـؤالء واويت احلمكة واراد هللا به خريا فاصابه بنصيب من القهـر اخنفـض

م قد ورثوه قوة القلب يســتعملوهنا يف اخلـري ال -وقليل ما مه ينجبون جنابة عظمية، فيصدق علهيم اهن½ـ عـىل يف الرش، واسـتفادوا من انفة الكرب�ء اكجلسارة عىل العظامء، وهكـذا تتحـول فـهيم مـزية الرش

الوطن واه[، واالنني ملصابه، واالقـدام عـىل العظـامئ فائض خري وحسب شامخ من حنو احلنني اىليف سبيل القوم، وامثال هؤالء النوابغ النجباء اذا كرثوا يف امة يوشك ان يرتىق مهنم احاد اىل درجـة اخلوارق فيقودوا اممهم اىل درجة النجاح والفالح، وال غرو فان½ اجـ�ع نفـوذ النسـب وقـوة احلسـب

ب ه فعل املستبد العادل ا_ي ينشده الرشقيون، وخصوصـا املسـلمون؛ وان اكن يفعالن وال جعب شـالعقل ال جيوز ان يت½صف -الستبداد مع العدل غري هللا وحده، اال قاتل هللا اهلمة الساقطة اليت قـد

!تتسفل -النسان اىل عدم اتعاب الفكر فc يطلب هل هو ممكن ام هو حمال؟الن½ بــين ادم . اكرثيــهتم، مه جرثومــة الــبالء يف لك قبــيÇ ومــن لك قبيــلاالصـالء، -عتبــار

ـدفة بعـض افـرادمه بكـرثة النسـل، فنشـات مهنـا القـوات æت الص داموا اخـواq متسـاوين اىل ان مـزي½فاالصـالء يف . العصبية، ونشا من تنازعها متزيæ افراد عـىل افـراد، وحفـظ هـذه املـزية اوجـد االصـالء

رية او امة اذا اكنوا متقاريب القوات اسـتبدوا عـىل -يق النـاس واسسـوا حكومـة ارشاف، ومـىت عش

Page 31: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

31

وجد بيت من االصالء يمتزي كثريا يف القوة عىل -يق البيوت يستبدæ وحده ويؤسس احلكومـة الفرديـة .املقيدة اذا لبايق البيوت بقية باس، او املطلقة اذا مل يبق امامه من يت½قيه

ء عليه، اذا مل يوجد يف امة اصالء -للكية، او وجـد، ولكـن؛ اكن لسـواد النـاس صـوت بناغالب، اقامت تá لنفسها حكومة انتخابية ال وراثة فهيا ابتداء؛ ولكـن، ال يتـواىل بعـض متـولني اال ويصــري انســاهلم اصــالء يتنــاظرون، لكæ فريــق مــهنم يســعى الجتــذاب طــرف مــن االمــة اســـتعدادا

.البة واعادة التارخي االولللمغـة والعظمـة، سـرتهبون ومن اكرب مضار االصالء اهنم يهنمكون اثناء املغالبة عىل اظهار االهب½

مث½ اذا غلب غالهبم واسـتبد½ -المـر ال يرتكهـا البـاقون . اعني الناس ويسحرون عقوهلم ويتكربون علهيمواملستبدæ نفسه ال حيملهـم عـىل تركهـا، بـل يـدرæ علـهيم . اللفهتم _هتا وملضاهاة املستبد يف نظر الناس

æط عىل الناس ليتلهوا بذº عن تب وشيئا من النفوذ والتسل æاملال ويعيهنم علهيا، ويعطهيم االلقاب والرمقاومة استبداده، والجل ان يالفوها مديدا، فتفسد اخالقهم، فينفر مهنم الناس، وال يبقى هلم ملجا

.، فيصريون اعواÄ q بعد ان اكنوا اضدادا غري -بهويسـتعمل املستبدæ ايضا مع االصالء سـياسـة الشـد والرخـاء، واملنـع واالعطـاء، و�لتفـات واالغضاء يك ال يبطروا، وسـياسة القـاء الفسـاد واäرة الشـحناء فـc بيـهنم يك ال يتفقـوا عليـه، و*رة

لـون اذ�هلـم اســتكبارا يعاقب عقا- شديدا -مس العدا  ار ضاء للعوام، واخرى يقرهنم بافراد اكنـوا يقبفيجعلهم سادة علهيم يفركون اذاهنم اسـتحقارا، يقصد بـذº كرسـ شـوكهتم امـام امـام النـاس وعرصـ

واحلاصل ان½ املستبد يذلل االصالء بلك وسـيÇ حىت جيعلهم مرتامني بني رجليه . انوفهم امام عظمهتمذمه جلاما لتذليل الرعية، ويسـتعمل عني هذه السـياسة مع العلامء ورؤساء االد�ن ا_ين مـىت يك يت½خ

Äوالمثـا Ä المحـق اجلاهـل ايقاظـا- Äمش½ من احدمه راحئة الغرور بعق[ او علمه ينلك به او يسـتبدوهبذه . ئة املستبد من لك ظان من ان ادارة الظمل حمتاجة اىل يشء من العقل او �قتدار فوق مشي

ـف يف الرعيـة كـريش يقلبـه الرصـرص يف جـو السـياسة وحنوها خيلو اجلـو فيعصـف وينسـف ويترص½ .حمرق

qيف حلظة جلوسه عىل عرشه ووضع *جه املوروث عىل راسه يرى نفسه اكن انسا æاملستبده مـا qل مـا qل اال مث يرجع النظر فـريى نفسـه يف نفـس االمـر اجعـز مـن لك عـا. فصار الها ـ½ جز وان

Ä من العوان، فريفع نظره الهيم فيسمع لسان حاهلم يقول Äما العرش؟ وما التـاج؟ : بواسطة من حوهـل جيعـá هـذا الـريش يف راسـك طاووسـا وانـت . وما الصوجلان؟ مـا هـذه اال اوهـام يف اوهـام

م تتومه ان½ زينة صـدرك ومنكبيـك غراب؟ ام تظن االجحار الرباقة يف *جك جنوما وراسك سامء؟ ا اخرجتك عن كونك قطعة طني من هذه االرض؟ وهللا ما مك½نك يف هذا املقام وسل½طك عىل رقاب االqم اال شعوذتنا وحسرq وامهتاننا ­يننا ووجداننا وخيانتنا لوطننا واخواننا، فانظر اهيا الصغري املكرب½

!احلقري املوقر كيف تعيش معنا

Page 32: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

32

حني حبمـده، ومـهنم مث½ يلتفت اىل جامهري الرعية املتفـرجني، مـهنم الطائشـني املهللـني املســباملسحورين املهبوتني Cهنم اموات من حني، ولكن؛ يتجىل يف فكره ان½ خالل الساكتني بعـض افـراد

نـاك يف قضـ ة شؤوq معومية ولك½ اهئا عـىل مـا نريـد عقالء اجماد خياطبونه -لعيون؛ بان½ لنا معارش االم½فان وف½يت حق½ الواك  حق½ º �حرتام، وان مـرت مكـرq وحاقـت . ونبغي، ال عىل ما تريد فتبغي

.بك العاقبة، اال ان½ مكر هللا عظميــدنة اســلمهم القيــاد : وعندئــذ يرجــع املســتبدæ اىل نفســه قــائال االعــوان االعــوان، احلمــÇ الس½

الوغاد احارب هبم هؤالء العبيد العقالء، وبغري هذا احلزم ال يدوم يل مـá كـيفام واردفهم جبيش من اصا يف نعمي املá، ومن العار ان يـرىض بـذº مـن اكون، بل ابقى اسريا للعدل معرضا للمناقشة منغ

.ميكنه ان يكون سلطاq جبارا متفردا قهارا ة يف لك فروعهـا مـن املسـتبد االعظـم اىل الرشـطي، احلكومة املستبدة تكون طبعا مستبد

اىل الفراش، اىل كنائس الشـوارع، وال يكـون لكæ صـنف اال مـن اسـفل اهـل طبقتـه اخالقـا، الن االسافل ال هيمهم طبعا الكرامـة وحسـن السـمعة، امنـا غايـة مسـعامه ان يربهنـوا Uـدومه بـاهنم عـىل

الســقطات مــن اي اكن ولـو برشــا ام خنــازير، ا-هئــم ام شـالكته، وانصــار ­ولتــه، ورشهـون اللكوهـذه الفئـة املســتخدمة يكـرث عـددها . اعداهئم، وهبذا يامهنم املستبدæ ويامنونـه فيشـاركهم ويشـاركونه

ويقلæ حسب شدة �سـتبداد وخفتـه، فلكـام اكن املسـتبدæ حريصـا عـىل العسـف احتـاج اىل ز�دة ـاذمه مـن اسـفل اàـرمني جيش املمتجدين العاملني Ä احملافظني عليه، واحتاج اىل مزيـد ا­قـة يف اخت

ا_ين ال اثر عندمه ­ين او ذمة، واحتاج حلفظ النسـبة بيـهنم يف املراتـب -لطريقـة املعكوسـة؛ ويه ان يكــون اســفلهم طباعــا وخصــاال اعــالمه وظيفــة وقــر-، ولهــذا، ال بــد½ ان يكــون الــوزير االعظــم

مستبد هو اللئمي االعظم يف االمة، مث من دونه لؤمـا، وهكـذا تكـون مراتـب الـوزراء واالعـوان يف لل خني . لؤ#م حسب مراتهبم يف الترشـيفات والقـرىب منـه ورمبـا يغـرتæ املطـالع كـام اغـرت½ كثـري مـن املـؤر

هـرون مبالمـه، البسطاء بان بعـض وزراء املسـتبد يتـاوهون مـن املسـتبد ويتشـكون مـن اعـامÄ وجي –ويظهرون لو انـه سـاعدمه االمـاكن لعملـوا وفعلـوا وافتـدوا االمـة بـامواهلم، بـل وحيـاهتم، فكيـف

يكون هـؤالء لؤمـاء؟ بـل كيـف ذº وقـد وجـد مـهنم ا_يـن خـاطروا بانفسـهم وا_يـن -واحلا  هذه ؟اقدموا فعال عىل مقاومة �ستبداد فنالوا املراد او بعضه او هلكوا دونه

جفواب ذº ان املستبد½ ال خيرج قط عن انه خائن خائف حمتاج لعصابة تعينه وحتميه، فهـو ز العقـل ان ينتخـب رفـاق مـن غـري اهـل الوفـاق، . رئيس واعوان: ووزراؤه كزمرة لصوص فهل جيو

!وهو هو ا_ي ال يسـتوزر اال بعد جتربة واختبار معرا طويال؟ ظاهرا فيخدع املستبد باعامÄ، وال هل ميكن ان يكون الوزير قا -خلري حقيقة، و-لرش½ متخل

ه بلكمة يعزÄ ويذÄ؟ ½ه كام نصبه واعز½ !خياف من ان

Page 33: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

33

بناء عليه، فاملستبد وهو من ال جيهل ان½ النـاس اعـداؤه لظلمـه، ال يـامن عـىل -بـه اال مـن ½ه اظمل منه للناس، وابعد منه عىل اعدائ م بعض الوزراء عىل لوم املستبد فهو ان يثق به ان æه، واما تلو

م عليـه مـن هـو دونـه مل يكن خداعا لالمة فهو حنق عىل املستبد؛ النه خبس ذº املتلوم حقه، فقد½وكذº ال يكون الوزير امينا من صو  املسـتبد يف حصبتـه مـا مل . يف خدمته بتضحية دينه ووجدانه

فاق عىل خرية الشــيطان؛ الن الـوزير حمسـود -لطبـع، يتوقـع Ä املزامحـون لك½ يسـبق بيهنام وفاق واتكيـف يكـون . رش، ويبغضه الناس ولو تبعا لظاملهم، وهو هدف يف لك ساعة للشاك�ت والوشا�ت

عند الوزير يشء من التقوى او احلياء او العدل او احلمكـة او املـروءة او الشـفقة عـىل االمـة، وهـو لعامل بان½ االمة تبغضه ومتقته وتتوقع Ä لك½ سوء، وتشمت مبصائبه، فال ترىض عنه ما مل يتفـق معهـا ا

عىل املستبد، وما هو بفاعل ذº ابدا اال اذا يئس من اقباÄ عنده، وان يئس وفعل فال يقصـد نفـع . وزرهاالمة قط، امنا يريد فتح -ب ملسـتجد جديد عساه يسـتوزره فيؤازره عىل

. والنتيجة ان½ وزير املستبد هو وزير املستبد، ال وزير االمة كـام يف احلكومـات ا­ســتوريةكذº القائد حيمل سـيف املستبد ليغمده يف الرقاب بامر املستبد ال بامر االمة، بل هو يسـتعيذ ان

.ملث[ تكون االمة صاحبة امر، ملا يعمل من نفسه ان½ االمة ال تق� القيادةق بــه الــوزراء والقــواد مــن االنــاكر عــىل �ســتبداد بنــاء عليــه؛ ال يغــرتæ العقــالء مبــا يتشــد½والتفلسف -الصالح وان تله½فوا وان تاففوا، وال ينخدعون ملظاهر غريهتم وان qحوا وان بكـوا، وال

وسريهتم، وال دليل عىل اهنم يثقون هبم وال بوجداهنم #ام صلوا وسـبحوا، الن½ ذº لكه ينايف سريمهاصبحوا خيالفون ما شـبوا وشابوا عليه، مه اقرب ان ال يقصدوا بـتá املظـاهر غـري اقـالق املسـتبد

نعـم، كيـف جيـوز تصـديق الـوزير . وهتديد سلطته ليشاركهم يف اســتدرار دمـاء الرعيـة؛ اي اموالهـا½ه يرىض -­خول حتـت حـمك والعامل الكبري ا_ي قد الف معرا كبريا _ة البذ خ وعزة اجلربوت يف ان

اليس هو عضـوا ظـاهر الفسـاد يف . االمة، وخياطر بعرض سـيفه علهيا فتح[ او تكرسه حتت ارجلهاجسم تá االمة اليت قتل �ستبداد فهيا لك½ االميال الرشيفة العالية فابعدها عن االنس واالنسانية،

ا يؤخذ للجندية وهو يـبيك، فـال يـاكد يلـبس مك½ السـرتة العسـكرية اال حىت صار الفالح التعيس مهن½س برش االخالق، فيتمنر عىل امه وابيه، ويمترد عىل اهل قريته وذويه، ويكـظæ اســنانه عطشـا ويتلب

ان½ ااكبـر رجـال عهـد �سـتبداد ال اخـالق هلـم وال ذمـة، فـلكæ مـا ! ل�ماء ال ميزي بـني اخ وعـدو؟اهرون به احياq من التذمر والتالم يقصدون به غش½ االمـة املسـكينة الـيت يطمعهـم يف اخنـداعها يتظ

ر هتم قـد امعـى ابصـارها وبصـائرها، وخـد½ وانقيادها هلم علمهم بان½ �ستبداد القامئ هبم واملسـتعمر هبم½ة واالم، فتـنئæ مـن اعصاهبا، جفعلها اكملصاب ببحـران العمـى، فهــي ال تـرى غـري هـول وظـالم وشـد

ه، فتواسـهيا فئة من اولئك املتعاظمني -مس البالء وال تدري ما هو تداويه، وال من اين جاءها لتصد½� بؤساء؛ هذا قضاء من السامء ال مرد½ Ä، فالواجب تلقيه -لصرب والرضاء و�لتجـاء : ا­ين يقولون

واربطــوا قلــوبمك باهــل الســكينة وامخلــول، وا�مك اىل ا­عــاء، فــاربطوا الســنتمك عــن اللغــو والفضــول،

Page 34: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

34

اللهم انرص سلطاننا، وامنا يف اوطاننا، واكشـف عنـا الـبالء، : والتدبري فان هللا غيور، وليكن وردمكويغرر االمـة اخـرون مـن املتكـربين بـاهنم االطبـاء الـرحامء املهمتـون مبـداواة . انت حسبنا ونعم الوكيل

½ــام مه يرتق½ امـا ادنيــاء جبنــاء، او مه خــائنون -وهللا–بــون ســنوح الفــرص، و� الفــريقني املـرض، ان .خمادعون، يريدون التثبيط والتلبيد و�متنان عىل الظاملني

م ال يسـتصـنعون من دالئل ان اولئك االاكبر مغررون خمادعون يظهرون ما ال يبطنون، اهن½املمتلقـني املنـافقني مـن اهـل ا­يـن، كـام هـو شـان اال االسافل االراذل من الناس، وال مييلون لغـري

½ه قد يوجد فهيم من ال يتزن½ل لقليل الرشوة او الرسقة، ولكـن؛ لـيس صاحهبم املستبد االكرب، ومهنا انفهيم العفيف عن الكثري، وكفى مبـا يمتتعـون مـن الـرثوات الطـائÇ الـيت ال منبـت لهـا غـري املســتبيح

يف امتصاصه دم االمة، وذº باخذمه العطـا� الكبـرية، والرواتـب الباهظـة، الفاخر مبشاركة املستبد½ . اليت تعادل اضعاف ما تسمح بـه االدارة العـاد  المثـاهلم؛ الهنـا ادارة راشـدة ال تـدفع اجـورا زائـدة

ومهنا اهنم ال يرصفون شـيئا ولـو رسا مـن هـذا السـحت الكثـري يف سـبيل مقاومـة �سـتبداد ا_ي اهنم اعداؤه، امنا يرصف بعضهم منه شـيئا يف الصـدقات الطفيفـة وبنـاء املعابـد مسعـة ور�ء، يزمعون

وCهنم يريدون ان يرسقوا ايضا قلوب النـاس بعـد سـلب امـواهلم او اهنـم يرشـون هللا، اال سـاء مـا رون، فال تكفي احدمه الرواتب املعتد  اليت . يتومهون ميكـن ان ينالهـا ومهنا ان½ اكرثمه مرسفون مبذ

ا يف نفقاتـه؛ حبيـث خيـلæ يف رشف . اجرة خدمة ال مثن ذمة ومهنا انـه قـد يكـون احـدمه حشيحـا مقـرت½ه يقبضه زائدا عىل اجر مث[ الجـل حفـظ رشف املقـام، مقامه، فال يرصف نصف او ربع راتبه مع ان

ح يكون خائنا و#ينـا æان½ االاكبـر حريصـون عـىل ان يبقـى واحلاصـل. العائد لرشف االمة، وهبذا الش .�ستبداد مطلقا لتبقى ايدهيم مطلقة يف االموال

هذا وال ينكر التارخي ان الزمان اوجد qدرا بعض وزراء وازروا �ستبداد معـرا طـويال، مث½ طوا فتابوا واqبوا، ورجعوا نصف االمة واسـتعدوا بامواهلم وانفسهم النقاذ هـا مـن داء ندموا عىل ما فر½

ولهذا؛ ال جيوز الياس من وجود بعض افـراد مـن الـوزراء والقـواد عـريقني يف الشـهامة، . �ستبدادفيظهر فهيم رس الوراثة ولو بعد بطون او بعد االربعني ورمبا السـبعني من اعامرمه ظهـورا بينـا تـالال

ن يظهـر فهيـا امثـال هـؤالء، الن½ وال ينبغي المة ان تتلك عـىل ا . يف حميا صاحبه ثر� صدق النجابةدف اليت ال تبىن علهيا امال وال احالم æوجودمه من الص.

والنتيجة ان½ املستبد فرد عاجز ال حول Ä وال وقوة اال -ملمتجدين، واالمـة؛ اي امـة اكنـت، حىت اذا مـا ليس لها من حيكæ ج�ها غري ظفرها، وال يقودها اال العقالء -لتنوير واالهداء والثبات،

ت سامء عقول بيهنا قي½ض هللا لها من مجعهم الكبري افرادا كبار النفوس قـادة ابـرار يشـرتون لهـا اكفهر½السعادة بشقاهئم واحلياة مبوهتم؛ حيث يكون هللا جعل يف ذº _هتم، وملثل تـá الشـهادة الرشـيفة

فســبحان ا_ي . هم الشـهوات واملثالـبخلقهم، كام خلق رجال عهـد �سـتبداد فسـاقا فجـارا #ـالك .خيتار من يشاء ملا يشاء، وهو اخلالق العظمي

Page 35: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

35

�ستبداد واàد�ستبداد واàد�ستبداد واàد�ستبداد واàد

، ومبـىن ذº ان½ الباحـث "�سـتبداد اصـل لـلك داء: "من احلمك البالغة للمتاخرين قـوهلمواد، وقد ســبق ان½ املدقق يف احوال البرش وطبائع �ج�ع كشف ان½ لالستبداد اثرا سيئا يف لك

½ــه كيــف يغالــب �ســتبداد اàــد �ســتبداد يضــغط عــىل العقــل فيفســده، واين االن احبــث يف ان .فيفسده، ويقمي مقامه المتجæد

هو احراز املرء مقـام حـب واحـرتام يف القلـوب، وهـو مطلـب طبيعـي رشيـف لـلك : اàدæاو زاهـد، وال يـنحط Dع عنـه نـيب ة . عنـه دينD او خامـل انسان، ال يرتفـ½ ة روحيـة تقـارب _½ للمجـد _½

ة امـتالك االرض مـع ة العمل عند احلكامء، وتربـو عـىل _½ العبادة عند الفانني يف هللا تعاىل، وتعادل _½ة مفاجـاة االثـراء عنـد الفقـراء و_ا؛ يـزامح اàـد يف النفـوس مـزن  . مقرها عند االمراء، وتزيد عـىل _½

.احلياةوقــد اشــلك عــىل بعــض البــاحثني اي احلرصــني اقــوى؟ حــرص احليــاة ام حــرص اàــد؟ وا هبـا ختلـيط ابـن خـ�ون يه التفضـيل؛ وذº ان½ اàـد رون ومـزي½ ل علهيـا املتـاخ واحلقيقة اليت عـو½

اد وظيفة، وعند النæجباء واالحرار محية، وحبæ احل ل عىل احلياة عند امللوك والقو½ ياة ممتـاز عـىل مفض½الء طبيعة، وعند اجلبناء والنساء رضورة رساء واالذ وعىل هـذه القاعـدة يكـون امئـة ال . اàد عند اال�

ـم ملـا اكنـوا جنبـاء احـرارا، -علهيم السـالم–البيت معـذورين يف القـاء انفسـهم يف تـá املهـاº؛ الهن½لون املوت كراما عىل حياة ذل مثل حياة ابن خ�ون ا_ي خطا اجماد البرشـ يف حفميهتم جعلهتم يفض

د جمدمه، ذاهال عىل ان½ بعض انواع احليوان، ومهنا البلبـل، وجـدت فهيـا اقدا#م عىل اخلطر اذا هد½ت رس ، وان½ اكـرث ســباع الطـري والوحـوش اذا ا� ل æ_صا مـن قيـود اæختل qطبيعة اختيار �نتحار احيا

ة متوت وال تالك بعرضها، واملاجدة متوت وال تالك بثديهياكبرية تاىب الغذ !اء حىت متوت، وان½ احلر½اàد ال ينال اال بنوع من البذل يف سبيل امجلاعة، وبتعبري الرشقيني يف سبيل هللا او سـبيل

-التعظمي _اته املسـتحقæ –واملوىل تعاىل . ا­ين، وبتعبري الغربيني يف سبيل املدنية او سبيل االنسانية .ما طالب عبيده بمتجيده اال وقرن الطلب بذكر نعامئه علهيم

وهذا البذل اما بذل مال للنفع العام ويسمى جمد الكرم؛ وهـو اضـعف اàـد، او بـذل العـمل ض للمشـاق واالخطـار يف سـبيل æاو بـذل الـنفس -لتعـر ،Çالنافع املفيد للجامعة؛ ويسمى جمد الفضي

ق وحفظ النظام؛ ويسمى جمد النبا ، وهذا اعىل اàـد؛ وهـو املـراد عنـد االطـالق، وهـو نرصة احلومك Ä مـن عشـاق تـ�æ هلـم يف حبـه . اàد ا_ي تتوق اليه النفوس الكبرية، وحتنæ اليه اعناق النـبالء

ـدف مـن عيـون æدرة محهتـا الصq اطرات، واكـرثمه يكـون مـن مواليـد بيـوتUالظـاملني املصاعب وا. املذلني، او يكون من جنباء بيوت ما انقطعت فهيا سلسÇ اàاهدين وما انقطعت جعائزها عن باكهئم

Page 36: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

36

خلق هللا للمجد رجاال يسـتعذبون املوت يف سبي[، وال سبيل اليـه اال بعظـمي : ومن امثÇ اàد قوهلم .ر قمي الرجالاهلمة واالقدام والثبات، تá اخلصال الثالث اليت هبا تقد½

من اشقى الناس؟ فاجابـه معرضـا : وهذا نريون الظامل سال اغربني الشاعر وهو حتت الن½طعواكن تـرا�ن العـادل اذا قـ�½ ســيفا لقائـد . من اذا ذكر الناس �سـتبداد اكن مثـاال Ä يف اخليـال: به

Ä نصـ : "يقول Ä وخـرج قـيس ". يب يف عنقـيهذا سـيف االمة ارجو ان ال اتعدى القانون فيكـوناتريـد ان تكـون جبـارا؟ وهللا؛ ان½ نعـال الصـعاليك الطـول مـن : "من جملـس الوليـد مغضـبا يقـول

مـا احـىل : "فقـال". ما فائدة سعيك غري جلـب الشـقاء عـىل نفسـك؟: "وقيل الحد اال-ة!. سـيفك". ومـا عـيل½ ضـامن القضـاءعـيل½ ان ايف بـوظيفيت : "وقـال اخـر!". الشقاء يف سبيل تنغيص الظاملني

ما اصنع فهيا واq املقمي عـىل ظهـر اجلـواد او يف : "فقال" ملاذا ال تبين º دارا؟: "وقيل الحد النبالءويه امـراة جعـوز ) اسامء بنت ايب بكـر ريض هللا عهنـا(، وهذه ذات النطاقني "السجن او يف القرب

ع ابهنا بقولها وهـذا مكامهـون رئـيس ". اتل احلجاج حـىت متـوتان كنت عىل احلق فاذهب وق: "توداالمــر لالمــة ال اليــك، : "مجهوريــة فرنســا اســتبد½ يف امــر فــدخل عليــه صــديقه غامبتــا وهــو يقــول

!!فاعتدل، او اعزتل، واال فانت اUذول املهان امليتـ واحلاصل ان½ اàد هو اàد حمب½ب للنفوس، ال تفتا تسعى وراءه وترىق مراقيـه، وهـو ميرس½

يف عهد العدل للك انسـان عـىل حسـب اســتعداده ومه½تـه، وينحرصـ حتصـي[ يف زمـن �سـتبداد .مبقاومة الظمل عىل حسب االماكن

د æد، من حيث مبتناه، المتجàـد لفـظ . يقابل ا æوما هـو المتجـد؟ ومـاذا يكـون المتجـد؟ المتجعـمث يف اخلطـاب، وال ســc مـن حيـث اخىشـ مسـاس هائل املعىن، ولهذا اراين اتعـرث½ -لـGم واتل

ان مل يكن من ûة انفسهم مفن ûة اجدادمه االولـني، فاqشـدمه الوجـدان . احساس بعض املطالعنيدوا دقيقتني من النفس وهواها، مث½ مه مثيل ومثل سائر اجلانني عىل االنسانية واحلق املهان، ان يتجر½

. ال يعدمون تاويال :ل النفس بقبوهلم هتويين هذا، فانطلق واقولوانين اعلة، وهـو القـرىب مـن املسـتبد -لفعـل اكالعـوان والعـامل، او المتجد خاص -الدارات املستبد½-لقــوة اكمللق½بــني بنحــو دوق و-رون، واUــاطبني بنحــو رب العــزة ورب الصــو ، او املوســومني

قني -محلائل، وب د هو ان ينال املرء جذوة qر من ûمن كـرب�ء -لنياشني، او املطو½ æتعريف اخر، المتج .املستبد ليحرق هبا رشف املساواة يف االنسانية

ه جـالد يف : وبوصف اجىل ـ½ هو ان يتق� الرجل سـيفا مـن قبـل اجلبـارين يـربهن بـه عـىل انلوجـدان املســتبيح للعـدوان، او دو  �ستبداد، او يعلق عىل صدره وساما مشعرا مبـا وراءه مـن ا

يزتين بسـيور مزركشة تن� بانه صار خمن½ثا اقرب اىل النساء منه اىل الرجال، وبعبارة اوحض واخرص، .هو ان يصري االنسان مستبدا صغريا يف كنف املستبد االعظم

Page 37: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

37

ــت ــرة : قل ــة احل ــتبدادية، وذº الن½ احلكوم ــاصD -الدارات �س ــد خ æــل ان½ المتج ــيت متث الىب لك½ اال-ء اخالل التساوي بني االفراد اال لفضل حقيقي، فال ترفع قدر احد مهنـا عواطف االمة تاــة، وذº تشــويقا Ä عــىل التفــاين يف ــاء قيامــه يف خــدمهتا؛ اي اخلدمــة العمومي اال رفعــا صــور� اثن

ا ال متزي احدا مهنا بوسام او ترشفه بلق ب اال ما اكن علميا او ذكرى خلدمة #مـة وف½قـه اخلدمة، كام اهن½ .ومبثل هذا يرفع هللا الناس بعضهم فوق بعض درجات يف القلوب ال يف احلقوق. هللا الهيا

Äال ينـا ºوهذا لقب اللوردية مثال عنـد االنلكـزي هـو مـن بقـا� عهـد �سـتبداد، ومـع ذته خدمـة عظميـة، ويكـون مـن حيـث اخالقـه وثروتـه اهـال الن خيـد#ا عندمه غالبا اال من خيدم ام½

خدمات #مة غريها، ومن املقرر ان ال اعتبار للورد يف نظر االمـة اال اذا اكن مؤسسـا او وارä، او اكنت االمة تقرا يف جهبته سطرا حمررا بقمل الوطنية ومبداد الشهامة مميض بدمه يقسم فيه برشـفه انـه

q موس االمة؛ اي قانوهنا االسايس، حفيظ عىل رو�ا؛ اي حريهتامضني برثوته وحياته. د ال ياكد يوجد Ä اثر يف االمم القدمية اال يف دعوى االلوهية وما معناها من نفـع النـاس æالمتج-النفاس، او يف دعوى النجابة -لنسـب الـيت هيـول هبـا االصـالء نسـل امللـوك واالمـراء، وامنـا نشـا

والشـارات يف القــرون الوســطى، وراج سـوقه يف القــرون االخـرية، مث½ قامــت فتــاة المتجـد -اللقــاب احلرية تتغىن -ملساواة وتغسـل ادرانـه عـىل حسـب قوهتـا وطاقهتـا، ومل تبلـغ غايهتـا اىل االن يف غـري

.امرياكدون يريدون ان خيدعوا العامة، وما خيدعون غري نساهئم الـاليت يـتفحفحن بـني جعـائز املمتجاحلي باهنم كبار العقول؛ كبار النفوس؛ احرار يف شؤوهنم ال يزاح هلـم نقـاب، وال تصـفع مـهنم رقـاب، ل االسـاءات واالهـاqت الـيت تقـع علـهيم مـن قبـل املسـتبد، بـل æم هذا املظهر الاكذب لتحمûفيحو

، بـل عـىل حتوûم للحرص عىل كمتها، بل عىل اظهار عكسها، بـل عـىل مقاومـة مـن يـدعي خالفهـا .تغليط افاكر الناس يف حق املستبد وابعادمه عن اعتقاد ان½ من شانه الظمل

وهكــذا يكــون املمتجــدين اعــداء للعــدل انصــارا للجــور، ال ديــن وال وجــدان وال رشف وال ىل رمحة، وهذا ما يقصده املستبدæ من اجيادمه واالكثار مهنم ليمتك½ن بواسـطهتم مـن ان يغـرر االمـة عـ

ارضار نفسها حتت امس منفعهتا، فيسوقها مثال حلرب اقتضاها حمض التجربæ والعـدوان عـىل اجلـريان، ½ه يريد نرصة ا­ين، او يرسف -ملاليني من امـوال االمـة يف م�اتـه وتاييـد اسـتبداده -مس فيومهها ان

ه -مس اهنم اعداء لها، او حفظ رشف االمة واهبة اململكة، او يسـتخدم االمة يف التنكيل باعداء ظلم .يترص½ف يف حقوق اململكة واالمة كام يشاؤه هواه -مس ان½ ذº من مقتىض احلمكة والسـياسة

ان½ املستبد يتخذ املمتجـدين سـامرسة لتغريـر االمـة -مس خدمـة ا­يـن، او حـب : واخلالصةو ، او ا­فاع عن �ســتقالل، الوطن، او توسـيع اململكة، او حتصيل منافع عامة، او مسؤولية ا­

واحلقيقة ان½ لك هذه ا­واعي الفخمية العنوان يف االسامع واالذهان ما يه اال ختييل واهيام يقصد هبـا ½ه ال يسـتثىن مهنا ا­فاع عن �سـتقالل؛ النه ما الفرق رجال احلكومة هتييج االمة وتضليلها، حىت ان

Page 38: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

38

معرو؟ وما مثلها اال ا­ابة اليت ال يرمحها راكب مطمـنئ، مـالاك اكن عىل امة ماسورة لزيد ان يارسها .او غاصبا

املستبدæ ال يسـتغين عن ان يسـمتجد بعض افراد من ضعاف القلوب ا_ين مه كبقـر اجلنـة ال ينطحون وال يرحمون، يتخذمه Cمنوذج البائع الغشـاش، عـىل انـه ال يســتعملهم يف يشء مـن #امـه،

يه مكصحف يف مخارة او سـبحة يف يد زنديق، ورمبا ال يسـتخدم احياq بعضـهم يف بعـض فيكونون ­½ه ال يعمتد اسـتخدام االراذل واالسـافل فقـط، ولهـذا يقـال دو  : الشؤون تغليطا الذهان العامة يف ان

.�ستبداد دو  ب[ واوغادء االذكياء ايضا اغرتارا منه بانه يقوى املستبدæ جيرب احياq يف املناصب واملراتب بعض العقال

عىل تليني طينهتم وتشكيلهم -لشلك ا_ي يريد، فيكونـوا Ä اعـواq خبثـاء ينفعونـه بـدهاهئم، مث½ هـو ولهذا ال يسـتقر عنـه املسـتبد . بعد التجربة اذا خاب ويئس من افسادمه يتبادر ابعادمه او ينلك هبم

.ده من دون هللا، او اخلبيث اخلائن ا_ي يرضيه ويغضب هللااال اجلاهل العاجز ا_ي يعب Çا_ين يذوقون عســي ،Çه فكر املطالعني اىل ان½ هذه الفئة من العقالء االمناء -مجل وهنا انبد ان½ بني اضلعهم قبسة من جمد احلكومة وينشطون خلدمة ونيل جمد النبا ، مث½ يرضب عىل يدمه àر½

اعيهنم -رقة من االنسانية، يه الفئـة الـيت تتكهـرب بعـداوة �سـتبداد وينـادي افرادهـا االميان ويف وهذا �نقالب قـد اعيـا املسـتبدين؛ الهنـم ال يســتغنون عـن التجربـة وال يـامنون هـذه . -الصالح

جـدادمه ومن هنا نشا اع�دمه غالبا عىل العريقني يف خدمة �ستبداد، الـوارثني مـن ا-هئـم وا . املغبةاالخــالق املرضــية للمســـتبدين، ومــن هنـــا ابتــدات يف االمم نغمــة المتجـــد -الصــا  واالنســـاب، واملستبدون احملنكون يطيلون امد التجربة -ملناصب الصغرية فيسـتعملون قاعدة الرتيق مـع الـرتا�،

يكون فهيا رئيسا مطلقـا ويسمون ذº برعاية قاعدة القدم، مث خيمتون التجريب -عطاء املمترن خدمةولو يف قرية، فان اظهر #ارة يف �ستبداد، وذº ما يسمونه حمكة احلكومة فهبا نعمت، واال قـالوا

.هذا حيوان، � ضيعة االمل فيه: عنهان½ لالصا  مشالكة قويـة للمجـد والمتجـد فـال بـد½ ان نبحـث فهيـا قلـيال، مث½ نعـود ملوضـوع

:املمتجدين فاقولاملستبد واعوانه االصا  صفة قد يكون لها بعض املزا� من حيث االميال اليت ير�ا االبنـاء مـن اال-ء، ومـن حيث الرتبية اليت تكون مسـتحمكة يف البيت ولو ر�ء، ومن حيث ان½ االصا  تكـون مقرونـة غالبـا

هتـا العالقـة -المـة والـوطن بيشء من الرثوة املعينة عىل مظاهر الشـهامة والرمحـة، ومـن حيـث تقويخوف مذ  �غرتاب، ومن حيث ان½ اهلها يكونون منظـورين دامئـا فيتحاشـون املعائـب والنقـائص

.بعض التحايشبيوت عمل وفضيÇ، وبيوت مـال وكـرم، وبيـوت ظـمل : وبيوت االصا  تنقسم اىل ثالثة انواع

مطمـح -كـام ســبقت االشـارة اليـه–موقعـا، ومه وهذا االخري هو القسم االكرث عـددا واالمه . وامارة

Page 39: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

39

نظر املستبد يف �سـتعانة وموضع ثقته، ومه اجلند ا_ي جتمتع حتت لوائـه بسـهو ، ورمبـا يكفيـه ان :فلننظر ما هو نصيب اهل هذا القسم من تá املزا� املوروثة. يضحك يف وûهم حضكة

لعدا  ومل توجد؟ ام يدبæ ويشـبæ عـىل هل يرث �بن عن جده املؤسس àده امياÄ يف ار للعقول، املميت للهمم؟ ام يرتىب عىل غري الوقار املضحك للباطل، السائد فc بني غري الرتف املصغالعائÇ يف بيهتم؟ ام يسـتخدم الرثوة يف غري املالذ اجلسمية ا­نيئـة الهبمييـة وتـá االهبـة الطاووســية

اقـران السـوء املمتلقـني املنـافقني؟ ام ال يســتحقر قومـه جلهلهـم قـدر النæطفـة الباطÇ؟ ام يمتث½ل بغـري Çهـو قـامئ يف خمـي nرونه قـدره حســ امللعونة اليت خلق مهنا جنابه؟ ام ال يبغض العلامء ا_ين ال يقد

اس؟ خيالئه؟ ام يرى جلنابه مقرا يليق به غري مقعد الـتحمكæ ومسـرتاح التـامر؟ ام يســتحي مـن النـ !ومن مه الناس؟ وما الناس عند حرضته غري اشـباح عندها ارواح خلقت خلدمته

وهذه حا  االكرثين من االصـالء، عـىل اننـا ال نـبخس حـق½ مـن qل مـهنم حظـا مـن العـمل –واويت احلمكة واراد هللا به خريا فاصابه بنصيب من القهـر اخنفـض بـه شـاموخ انفـه، فـان½ هـؤالء

م قد ورثوه قوة القلب يســتعملوهنا يف اخلـري ال -وقليل ما مه ينجبون جنابة عظمية، فيصدق علهيم اهن½ـ عـىل يف الرش، واسـتفادوا من انفة الكرب�ء اكجلسارة عىل العظامء، وهكـذا تتحـول فـهيم مـزية الرش

ىل العظـامئ فائض خري وحسب شامخ من حنو احلنني اىل الوطن واه[، واالنني ملصابه، واالقـدام عـيف سبيل القوم، وامثال هؤالء النوابغ النجباء اذا كرثوا يف امة يوشك ان يرتىق مهنم احاد اىل درجـة اخلوارق فيقودوا اممهم اىل درجة النجاح والفالح، وال غرو فان½ اجـ�ع نفـوذ النسـب وقـوة احلسـب

به فعل املستبد العادل ا_ي ينشده الرش قيون، وخصوصـا املسـلمون؛ وان اكن يفعالن وال جعب شـالعقل ال جيوز ان يت½صف -الستبداد مع العدل غري هللا وحده، اال قاتل هللا اهلمة الساقطة اليت قـد

!تتسفل -النسان اىل عدم اتعاب الفكر فc يطلب هل هو ممكن ام هو حمال؟Çالن½ بــين ادم . ومــن لك قبيــل االصـالء، -عتبــار اكرثيــهتم، مه جرثومــة الــبالء يف لك قبــي

ـدفة بعـض افـرادمه بكـرثة النسـل، فنشـات مهنـا القـوات æت الص داموا اخـواq متسـاوين اىل ان مـزي½فاالصـالء يف . العصبية، ونشا من تنازعها متزيæ افراد عـىل افـراد، وحفـظ هـذه املـزية اوجـد االصـالء

دوا عـىل -يق النـاس واسسـوا حكومـة ارشاف، ومـىت عشرية او امة اذا اكنوا متقاريب القوات اسـتبوجد بيت من االصالء يمتزي كثريا يف القوة عىل -يق البيوت يستبدæ وحده ويؤسس احلكومـة الفرديـة

.املقيدة اذا لبايق البيوت بقية باس، او املطلقة اذا مل يبق امامه من يت½قيهية، او وجـد، ولكـن؛ اكن لسـواد النـاس صـوت بناء عليه، اذا مل يوجد يف امة اصالء -للك

غالب، اقامت تá لنفسها حكومة انتخابية ال وراثة فهيا ابتداء؛ ولكـن، ال يتـواىل بعـض متـولني اال ويصــري انســاهلم اصــالء يتنــاظرون، لكæ فريــق مــهنم يســعى الجتــذاب طــرف مــن االمــة اســـتعدادا

.للمغالبة واعادة التارخي االول

Page 40: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

40

ـة والعظمـة، سـرتهبون ومن اكرب مضار االصالء اهنم يهنمكون اثناء املغالبة عىل اظهار االهب½مث½ اذا غلب غالهبم واسـتبد½ -المـر ال يرتكهـا البـاقون . اعني الناس ويسحرون عقوهلم ويتكربون علهيم

ل يـدرæ علـهيم واملستبدæ نفسه ال حيملهـم عـىل تركهـا، بـ. اللفهتم _هتا وملضاهاة املستبد يف نظر الناسæط عىل الناس ليتلهوا بذº عن تب وشيئا من النفوذ والتسل æاملال ويعيهنم علهيا، ويعطهيم االلقاب والرمقاومة استبداده، والجل ان يالفوها مديدا، فتفسد اخالقهم، فينفر مهنم الناس، وال يبقى هلم ملجا

.غري -به، فيصريون اعواÄ q بعد ان اكنوا اضدادا ويسـتعمل املستبدæ ايضا مع االصالء سـياسـة الشـد والرخـاء، واملنـع واالعطـاء، و�لتفـات واالغضاء يك ال يبطروا، وسـياسة القـاء الفسـاد واäرة الشـحناء فـc بيـهنم يك ال يتفقـوا عليـه، و*رة

لـون اذ�هلـم اســتكبارا يعاقب عقا- شديدا -مس العدا  ارضاء للعوام، واخرى يقرهنم بافراد اكنـوا ي قبفيجعلهم سادة علهيم يفركون اذاهنم اسـتحقارا، يقصد بـذº كرسـ شـوكهتم امـام امـام النـاس وعرصـ

واحلاصل ان½ املستبد يذلل االصالء بلك وسـيÇ حىت جيعلهم مرتامني بني رجليه . انوفهم امام عظمهتمه السـياسة مع العلامء ورؤساء االد�ن ا_ين مـىت يك يت½خذمه جلاما لتذليل الرعية، ويسـتعمل عني هذ

Äوالمثـا Ä المحـق اجلاهـل ايقاظـا- Äمش½ من احدمه راحئة الغرور بعق[ او علمه ينلك به او يسـتبدوهبذه . من لك ظان من ان ادارة الظمل حمتاجة اىل يشء من العقل او �قتدار فوق مشيئة املستبد

ـف يف الرعيـة كـريش يقلبـه الرصـرص يف جـو السـياسة وحنوها خيلو اجلـو فيعصـف وينسـف ويترص½ .حمرق

qيف حلظة جلوسه عىل عرشه ووضع *جه املوروث عىل راسه يرى نفسه اكن انسا æاملستبده مـا qل مـا qل اال . فصار الها ـ½ مث يرجع النظر فـريى نفسـه يف نفـس االمـر اجعـز مـن لك عـاجز وان

ما العرش؟ وما التـاج؟ : Ä من العوان، فريفع نظره الهيم فيسمع لسان حاهلم يقول Äبواسطة من حوهـل جيعـá هـذا الـريش يف راسـك طاووسـا وانـت . وما الصوجلان؟ مـا هـذه اال اوهـام يف اوهـام

غراب؟ ام تظن االجحار الرباقة يف *جك جنوما وراسك سامء؟ ام تتومه ان½ زينة صـدرك ومنكبيـك كونك قطعة طني من هذه االرض؟ وهللا ما مك½نك يف هذا املقام وسل½طك عىل رقاب اخرجتك عن

االqم اال شعوذتنا وحسرq وامهتاننا ­يننا ووجداننا وخيانتنا لوطننا واخواننا، فانظر اهيا الصغري املكرب½ !احلقري املوقر كيف تعيش معنا

حني حبمـده، ومـهنم مث½ يلتفت اىل جامهري الرعية املتفـرجني، مـهن م الطائشـني املهللـني املســباملسحورين املهبوتني Cهنم اموات من حني، ولكن؛ يتجىل يف فكره ان½ خالل الساكتني بعـض افـراد نـاك يف قضـاهئا عـىل مـا نريـد ة شؤوq معومية ولك½ عقالء اجماد خياطبونه -لعيون؛ بان½ لنا معارش االم½

فان وف½يت حق½ الواك  حق½ º �حرتام، وان مـرت مكـرq وحاقـت . تبغيونبغي، ال عىل ما تريد ف .بك العاقبة، اال ان½ مكر هللا عظمي

Page 41: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

41

ــدنة اســلمهم القيــاد : وعندئــذ يرجــع املســتبدæ اىل نفســه قــائال االعــوان االعــوان، احلمــÇ الس½بغري هذا احلزم ال يدوم يل مـá كـيفام واردفهم جبيش من االوغاد احارب هبم هؤالء العبيد العقالء، و

صا يف نعمي املá، ومن العار ان يـرىض بـذº مـن اكون، بل ابقى اسريا للعدل معرضا للمناقشة منغ .ميكنه ان يكون سلطاq جبارا متفردا قهارا

لرشـطي، احلكومة املستبدة تكون طبعا مستبدة يف لك فروعهـا مـن املسـتبد االعظـم اىل ااىل الفراش، اىل كنائس الشـوارع، وال يكـون لكæ صـنف اال مـن اسـفل اهـل طبقتـه اخالقـا، الن االسافل ال هيمهم طبعا الكرامـة وحسـن السـمعة، امنـا غايـة مسـعامه ان يربهنـوا Uـدومه بـاهنم عـىل

ر، ا-هئــم ام شـالكته، وانصــار ­ولتــه، ورشهـون اللك الســقطات مــن اي اكن ولـو برشــا ام خنــازيوهـذه الفئـة املســتخدمة يكـرث عـددها . اعداهئم، وهبذا يامهنم املستبدæ ويامنونـه فيشـاركهم ويشـاركونه

ويقلæ حسب شدة �سـتبداد وخفتـه، فلكـام اكن املسـتبدæ حريصـا عـىل العسـف احتـاج اىل ز�دة ـاذمه مـن اسـفل اàـرمني جيش املمتجدين العاملني Ä احملافظني عليه، واحتاج اىل مزيـد ا­قـ ة يف اخت

ا_ين ال اثر عندمه ­ين او ذمة، واحتاج حلفظ النسـبة بيـهنم يف املراتـب -لطريقـة املعكوسـة؛ ويه ان يكــون اســفلهم طباعــا وخصــاال اعــالمه وظيفــة وقــر-، ولهــذا، ال بــد½ ان يكــون الــوزير االعظــم

دونه لؤمـا، وهكـذا تكـون مراتـب الـوزراء واالعـوان يف للمستبد هو اللئمي االعظم يف االمة، مث من خني . لؤ#م حسب مراتهبم يف الترشـيفات والقـرىب منـه ورمبـا يغـرتæ املطـالع كـام اغـرت½ كثـري مـن املـؤر

البسطاء بان بعـض وزراء املسـتبد يتـاوهون مـن املسـتبد ويتشـكون مـن اعـامÄ وجيهـرون مبالمـه، –مـاكن لعملـوا وفعلـوا وافتـدوا االمـة بـامواهلم، بـل وحيـاهتم، فكيـف ويظهرون لو انـه سـاعدمه اال

يكون هـؤالء لؤمـاء؟ بـل كيـف ذº وقـد وجـد مـهنم ا_يـن خـاطروا بانفسـهم وا_يـن -واحلا  هذه اقدموا فعال عىل مقاومة �ستبداد فنالوا املراد او بعضه او هلكوا دونه؟

انه خائن خائف حمتاج لعصابة تعينه وحتميه، فهـو جفواب ذº ان املستبد½ ال خيرج قط عنز العقـل ان ينتخـب رفـاق مـن غـري اهـل الوفـاق، . رئيس واعوان: ووزراؤه كزمرة لصوص فهل جيو

!وهو هو ا_ي ال يسـتوزر اال بعد جتربة واختبار معرا طويال؟ ظاهرا فيخدع املستبد باعامÄ، وال هل ميكن ان يكون الوزير متخلقا -خلري حقيقة، و-لرش½

ه بلكمة يعزÄ ويذÄ؟ ½ه كام نصبه واعز½ !خياف من انبناء عليه، فاملستبد وهو من ال جيهل ان½ النـاس اعـداؤه لظلمـه، ال يـامن عـىل -بـه اال مـن

م بعض الوزراء عىل لوم املست æه اظمل منه للناس، وابعد منه عىل اعدائه، واما تلو½ بد فهو ان يثق به انم عليـه مـن هـو دونـه مل يكن خداعا لالمة فهو حنق عىل املستبد؛ النه خبس ذº املتلوم حقه، فقد½

وكذº ال يكون الوزير امينا من صو  املسـتبد يف حصبتـه مـا مل . يف خدمته بتضحية دينه ووجدانه-لطبـع، يتوقـع Ä املزامحـون لك½ يسـبق بيهنام وفاق واتفاق عىل خرية الشــيطان؛ الن الـوزير حمسـود

كيـف يكـون . رش، ويبغضه الناس ولو تبعا لظاملهم، وهو هدف يف لك ساعة للشاك�ت والوشا�ت

Page 42: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

42

عند الوزير يشء من التقوى او احلياء او العدل او احلمكـة او املـروءة او الشـفقة عـىل االمـة، وهـو Ä لك½ سوء، وتشمت مبصائبه، فال ترىض عنه ما مل يتفـق معهـا العامل بان½ االمة تبغضه ومتقته وتتوقع

عىل املستبد، وما هو بفاعل ذº ابدا اال اذا يئس من اقباÄ عنده، وان يئس وفعل فال يقصـد نفـع .االمة قط، امنا يريد فتح -ب ملسـتجد جديد عساه يسـتوزره فيؤازره عىل وزره

. زير املستبد، ال وزير االمة كـام يف احلكومـات ا­ســتوريةوالنتيجة ان½ وزير املستبد هو و كذº القائد حيمل سـيف املستبد ليغمده يف الرقاب بامر املستبد ال بامر االمة، بل هو يسـتعيذ ان

.تكون االمة صاحبة امر، ملا يعمل من نفسه ان½ االمة ال تق� القيادة ملث[ق بــه الــوزراء والقــواد مــن االنــاكر عــىل �ســتبداد بنــاء عليــه؛ ال يغــرتæ العقــالء مبــ ا يتشــد½

والتفلسف -الصالح وان تله½فوا وان تاففوا، وال ينخدعون ملظاهر غريهتم وان qحوا وان بكـوا، وال يثقون هبم وال بوجداهنم #ام صلوا وسـبحوا، الن½ ذº لكه ينايف سريمه وسريهتم، وال دليل عىل اهنم

لفون ما شـبوا وشابوا عليه، مه اقرب ان ال يقصدوا بـتá املظـاهر غـري اقـالق املسـتبد اصبحوا خيانعـم، كيـف جيـوز تصـديق الـوزير . وهتديد سلطته ليشاركهم يف اســتدرار دمـاء الرعيـة؛ اي اموالهـا

½ه يرىض -­خول حتـ ت حـمك والعامل الكبري ا_ي قد الف معرا كبريا _ة البذخ وعزة اجلربوت يف اناليس هو عضـوا ظـاهر الفسـاد يف . االمة، وخياطر بعرض سـيفه علهيا فتح[ او تكرسه حتت ارجلها

جسم تá االمة اليت قتل �ستبداد فهيا لك½ االميال الرشيفة العالية فابعدها عن االنس واالنسانية، السـرتة العسـكرية اال حىت صار الفالح التعيس مهنا يؤخذ للجندية وهو يـبيك، فـال يـاكد يلـبس مك½

½س برش االخالق، فيتمنر عىل امه وابيه، ويمترد عىل اهل قريته وذويه، ويكـظæ اســنانه عطشـا ويتلبان½ ااكبـر رجـال عهـد �سـتبداد ال اخـالق هلـم وال ذمـة، فـلكæ مـا ! ل�ماء ال ميزي بـني اخ وعـدو؟

دون به غش½ االمـة املسـكينة الـيت يطمعهـم يف اخنـداعها يتظاهرون به احياq من التذمر والتالم يقصر هتم قـد امعـى ابصـارها وبصـائرها، وخـد½ وانقيادها هلم علمهم بان½ �ستبداد القامئ هبم واملسـتعمر هبم½اعصاهبا، جفعلها اكملصاب ببحـران العمـى، فهــي ال تـرى غـري هـول وظـالم وشـدة واالم، فتـنئæ مـن

ه، فتواسـهيا فئة من اولئك املتعاظمني -مس البالء وال تدري ما هو تداويه، وال من اين جاءها لتصد½� بؤساء؛ هذا قضاء من السامء ال مرد½ Ä، فالواجب تلقيه -لصرب والرضاء و�لتجـاء : ا­ين يقولون

مك اىل ا­عــاء، فــاربطوا الســنتمك عــن اللغــو والفضــول، واربطــوا قلــوبمك باهــل الســكينة وامخلــول، وا�اللهم انرص سلطاننا، وامنا يف اوطاننا، واكشـف عنـا الـبالء، : والتدبري فان هللا غيور، وليكن وردمك

ويغرر االمـة اخـرون مـن املتكـربين بـاهنم االطبـاء الـرحامء املهمتـون مبـداواة . انت حسبنا ونعم الوكيل½ــام مه يرتق½بــون ســنوح الفــرص، و� الفــريقني مـا ادنيــاء جبنــاء، او مه خــائنون ا -وهللا–املـرض، ان

.خمادعون، يريدون التثبيط والتلبيد و�متنان عىل الظاملنيم ال يسـتصـنعون من دالئل ان اولئك االاكبر مغررون خمادعون يظهرون ما ال يبطنون، اهن½

و شـان اال االسافل االراذل من الناس، وال مييلون لغـري املمتلقـني املنـافقني مـن اهـل ا­يـن، كـام هـ

Page 43: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

43

½ه قد يوجد فهيم من ال يتزن½ل لقليل الرشوة او الرسقة، ولكـن؛ لـيس صاحهبم املستبد االكرب، ومهنا انفهيم العفيف عن الكثري، وكفى مبـا يمتتعـون مـن الـرثوات الطـائÇ الـيت ال منبـت لهـا غـري املســتبيح

� الكبـرية، والرواتـب الباهظـة، الفاخر مبشاركة املستبد½ يف امتصاصه دم االمة، وذº باخذمه العطـا. اليت تعادل اضعاف ما تسمح بـه االدارة العـاد  المثـاهلم؛ الهنـا ادارة راشـدة ال تـدفع اجـورا زائـدة

ومهنا اهنم ال يرصفون شـيئا ولـو رسا مـن هـذا السـحت الكثـري يف سـبيل مقاومـة �سـتبداد ا_ي يف الصـدقات الطفيفـة وبنـاء املعابـد مسعـة ور�ء، يزمعون اهنم اعداؤه، امنا يرصف بعضهم منه شـيئا

وCهنم يريدون ان يرسقوا ايضا قلوب النـاس بعـد سـلب امـواهلم او اهنـم يرشـون هللا، اال سـاء مـا رون، فال تكفي احدمه الرواتب املعتد  اليت ميكـن ان ينالهـا . يتومهون ومهنا ان½ اكرثمه مرسفون مبذ

ا يف نفقاتـه؛ حبيـث خيـلæ يف رشف ومهن. اجرة خدمة ال مثن ذمة ا انـه قـد يكـون احـدمه حشيحـا مقـرت½ه يقبضه زائدا عىل اجر مث[ الجـل حفـظ رشف املقـام، مقامه، فال يرصف نصف او ربع راتبه مع ان

ح يكون خائنا و#ينـا æواحلاصـل ان½ االاكبـر حريصـون عـىل ان يبقـى . العائد لرشف االمة، وهبذا الش .اد مطلقا لتبقى ايدهيم مطلقة يف االموال�ستبد

هذا وال ينكر التارخي ان الزمان اوجد qدرا بعض وزراء وازروا �ستبداد معـرا طـويال، مث½ طوا فتابوا واqبوا، ورجعوا نصف االمة واسـتعدوا بامواهلم وانفسهم النقاذهـا مـن داء ندموا عىل ما فر½

س من وجود بعض افـراد مـن الـوزراء والقـواد عـريقني يف الشـهامة، ولهذا؛ ال جيوز اليا . �ستبدادفيظهر فهيم رس الوراثة ولو بعد بطون او بعد االربعني ورمبا السـبعني من اعامرمه ظهـورا بينـا تـالال

وال ينبغي المة ان تتلك عـىل ان يظهـر فهيـا امثـال هـؤالء، الن½ . يف حميا صاحبه ثر� صدق النجابةدف اليت ال تبىن علهيا امال وال احالم وجودمه من æالص.

والنتيجة ان½ املستبد فرد عاجز ال حول Ä وال وقوة اال -ملمتجدين، واالمـة؛ اي امـة اكنـت، ليس لها من حيكæ ج�ها غري ظفرها، وال يقودها اال العقالء -لتنوير واالهداء والثبات، حىت اذا مـا

ت سامء عقول بيهنا قي½ ض هللا لها من مجعهم الكبري افرادا كبار النفوس قـادة ابـرار يشـرتون لهـا اكفهر½السعادة بشقاهئم واحلياة مبوهتم؛ حيث يكون هللا جعل يف ذº _هتم، وملثل تـá الشـهادة الرشـيفة

فســبحان ا_ي . خلقهم، كام خلق رجال عهـد �سـتبداد فسـاقا فجـارا #ـالكهم الشـهوات واملثالـب .ن يشاء ملا يشاء، وهو اخلالق العظميخيتار م

Page 44: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

44

�ستبداد واملال�ستبداد واملال�ستبداد واملال�ستبداد واملال

ـ، وايب الظـمل، وامـي : "�ستبداد لو اكن رجال واراد ان حيتسـب وينتسـب لقـال æالرش qال، وابـين الفقـر، وبنـيت البطـا ، æ_ـ، وخـايل ا æاالساءة، وا� الغدر، واخـيت املسـكنة، ومعـي الرض

".طين اخلراب، اما ديين ورشيف فاملال املال املالوعشرييت اجلها ، وويـن : املال يصحæ يف وصفه ان يقال القوة مال، والوقت مال، والعقل مـال، والعـمل مـال، وا­

ـهرة مـال، æمال، والثبات مـال، واجلـاه مـال، وامجلـال مـال، والرتتيـب مـال، و�قتصـاد مـال، والش .ياة هو مالواحلاصل لكæ ما ينتفع به يف احل

احلاجـة والعـزة : ولكæ ذº يباع ويشرتى؛ اي يستبدل بعضـه بـبعض، ومـوازين املعـاد  يهــات، وشـــيخ الســوق ــة، وســوقه اàمتع ــد والفضــة وا_هــب وا_م ــت والتعــب، وحمافظــة الي والوق

؛ يامر زيدا -لبيع، ويهنـى معروا عن الرشا... السلطان Dء، ويغصب فانظر يف سوق يتحمك فيه مستبد .بكرا ماÄ، وحيايب خا­ا من مال الناس

نـان، ولـنعم احلـامك فهيـا الوجـدان، املال تعتـوره االحـاكم، مفنـه احلـالل ومنـه احلـرام وهـام بيواملــال . فــاحلالل الطيــب مــا اكن عــوض اعيــان، او اجــرة اعــامل، او بــدل وقــت، او مقابــل ضــامن

.ملغصوب، مث½ املرسوق، مث½ املاخوذ اجلاء مث½ احملتال فيهاخلبيث احلرام هو مثن الرشف، مث½ اان½ النظام الطبيعي يف لك احليواqت حىت يف السمك والهوام، اال انىث العنكبوت، ان½ النوع

ومن غريزة سائر احليوان ان يلمتس الرزق . الواحد مهنا ال يالك بعضه بعضا، واالنسان يالك االنسانمن مورده الطبيعي، وهذا االنسان الظامل نفسه حريص عـىل اختطافـه مـن يـد اخيـه، من هللا؛ اي

!بل من فيه، بل مك الك االنسان االنسان

::::�ستبداد واالنسان�ستبداد واالنسان�ستبداد واالنسان�ستبداد واالنسان

ن احلكـامء يف ظ بدمائـه، اىل ان متكـ½ عاش االنسان دهرا طويال يـت�ذ بلحـم االنسـان ويـتلم½ا للباب، كام هـو داهبـم اىل االنالصني، مث½ الهند من ابطال الك الل مث½ جـاءت الرشـائع . حم لكيا، سد½

ا­ينية االوىل يف غـريب اســيا بتخصـيص مـا يـؤلك مـن االنسـان باسـري احلـرب، مث½ -لقـر-ن ينـذر ج . للمعبود، ويذبح عىل يد الكهان مث½ ا�بطـل الك حلـم القـر-ن، وجعـل طعمـة للنـريان، وهكـذا تـدر½

مـاء لـوال ابـراهمي شــيخ االنبيـاء االنسا ة حلم اخوانه، وما اكن لينىس عبادة اهراق ا­ ن اىل نسـيان _½½بعه موىس علهيام السالم، وبه جـاء االسـالم وهكـذا بطـل هـذا . استبدل قر-ن البرش -حليوان، وات

).النامنام(العدوان هبذا الشلك اال يف اواسط افريقيا عند

Page 45: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

45

يرض ان يقتل االنسان االنسان ذحبا ليـالك محلـه ا� كـام اكن يفعـل �ستبداد املشؤوم ملاهلمج االولون، بل تفنن½ يف الظمل، فاملسـتبدون يـارسون جامعـهتم، ويـذحبوهنم فصـدا مببضـع الظـمل، وميتصون دماء حياهتم بغصب امواهلم، ويقرصون اعامرمه -سـتخدا#م خسـرة يف اعامهلـم، او بغصـب

.وهكذا ال فرق بني االولني واالخرين يف هنب االعامر وازهاق االرواح اال يف الشلك. ممثرات اتعاهبمل القامئ يف فطرة االنسان، ولهـذا؛ رايـت æالعالقة -لظ æان½ حبث �ستبداد واملال حبث قوي

ºمات تتعل½ق نتاجئها -الستبداد السـيايس، مفن ذ :ان ال باس يف �سـتطراد ملقدر مجموعهم بالف ومخسامئة مليون نصـفهم لكD عـىل النصـف االخـر، ويشـلك ان½ ال برش املقد½

ومن النساء؟ النساء هن½ النوع ا_ي عرف مقامـه يف الطبيعـة . اكرثية هذا النصف اللك نساء املدن½ه يكفي لاللف منه ملقح واحد، وان½ -يق ا_كور ح ½ه هو احلافظ لبقاء اجلنس، وان ظهم ان يسـاقوا بان

للمخاطر واملشاق، او مه يســتحقون مـا يســتحقæه ذكـر النحـل، وهبـذا النظـر اقتسـمت النسـاء مـع ن بسن قانون عام؛ به جعلن نصيهبن½ هني االشغال بـدعوى ا_كور اعامل احلياة قسمة ضزيى، وحتمك½

لشجاعة والكـرم ســيئتني فـهين½ محمـدتني الضعف، وجعلن نوعهن½ مطلو- عزيزا -هيام العفة، وجعلن اني البنـات يف الرجال، وجعلن نوعهن½ هيني وال هيان، ويظمل او يظمل فيعـان؛ وعـىل هـذا القـانون يـربن امجل مهنم صـورة . والبنني، ويتالعنب بعقول الرجال كام يشان حىت اهنن جعلن ا_كور يتومهون اهن½

½ه قد اصاب من مس½ ومن املشاهد ان½ رضر النساء -لرجال يرتىق مع ! اهن½ -لنصف املرض واحلاصل انيق املضاعف فالبدوية تشارك الرجل مناصـفة يف االعـامل والمثـرات، . احلضارة واملدنية عىل نسـبة الرت½

وتعينه يف اعامل . فتعيش كام يعيش، واحلرضية تسلب الرجل الجل معيشـهتا وزينهتا اثنني من ثالثواملدنية تسلب ثالثة من اربعة، وتودæ ان ال خترج من الفراش، وهكذا تـرتىق½ بنـات العـوامص . بيتال

وما اصدق -ملدنية احلارضة يف اورو-؛ ان تسمى املدنية النسائية، الن½ الرجال فهيـا . يف ارس الرجالساء .صاروا انعاما للن

قسـمة ظاملـة ايضـا، فـان½ اهـل السـياسـة واالد�ن ومـن مث½ ان½ الرجال تقامسوا مشاق½ احلياةـد يف دم البرشـ او ز�دة، –وعددمه ال يبلغ امخلسة يف املائة –يلتحق هبم يمتتعون بنصف ما يتجم½

ºفه واالرساف، مثال ذ نون الشوارع مباليني من املصابيح ملرورمه فهيـا : ينفقون ذº يف الر½ م يزي اهن½وحني بـني املـاليه واملـواخري وال يفكـرون يف ماليـني مـن الفقـراء يعيشـون يف بيـوهتم يف احياq مرتا

.ظالمـهون احملتكـرون وامثـال هـذه الطبقـة –مث½ اهل الصـنائع النفيسـة والكامليـة، والتجـار الرش½

رون كذº خبمسة يف املائة من يعيش احدمه مبثل ما يعيش به العرشات او املئات او االلوف -ويقد½راع æناع والز æوهنـاك . وجرثومـة هـذه القسـمة املتفاوتـة املتباعـدة الظاملـة يه �سـتبداد ال غـريه. الص

اصناف من الناس ال يعملون اال قليال، امنا يعيشون -حليÇ اكلسـامرسة واملشـعوذين -مس االدب او رون خبمسة عرش يف املائة، او يزيدون عىل او .لئكا­ين، وهؤالء يقد½

Page 46: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

46

نعم؛ ال يقتيض ان يتساوى العامل ا_ي رصف زهوة حياته يف حتصيل العمل النافع او الصـنعة املفيدة بذاك اجلاهل النامئ يف ظل احلائط، وال ذاك التاجر اàهتد اUاطر -لكسـول اخلامـل، ولكـن

افل، فيقربـه مـن العدا  تقتيض غري ذº التفـاوت، بـل تقتيضـ االنسـانية ان ياخـذ الـرايق بيـد السـ .مزنلته، ويقاربه من مزنلته، ويقاربه يف معيشـته، ويعينه عىل �سـتقالل يف حياته

ال يطلب الفقري معاونة الغين، امنا يرجوه ان ال يظلمـه، وال يلـمتس منـه الرمحـة، امنـا ! ال! الل منه االنصاف، امنا يساÄ ان ال يميته يف ميدان م .زامحة احلياةيلمتس العدا ، ال يؤم

½ه وعبد -جلت حمكته–بسط املوىل سلطان االنسان عىل االكوان، فطغى، وبغى، ونيس رب½ه خلق خادما لبطنه وعضـوه فقـط، ال شـان Ä غـري الغـذاء املال وامجلال، وجعلهام منيته ومبتغاه، Cن

حرصـ اكـرب مه لالنسـان يف مجـع و-لنظر اىل ان½ املال هـو الوســيÇ املوصـÇ للجـامل اكد ين. والتحاكخ الرويس ان½ اكترينا شكت : املال، ولهذا يكىن½ عنه مبعبود االمم وبرس الوجود، وروى كريسكوا املؤر

ساء عـىل اخلالعـة، ففعلـت واحـدثت كسـوة املـراقص، كسل رعيهتا، فارشدها شـيطاهنا اىل محل النر-ت امجلـال، ويف ظـرف مخـس ســنني؛ تضـاعف فهب½ الشـبان للعمل وكسـب املـال لرصـفه عـىل

½سع لها جمال االرساف ½ام هيمهم املال. دخل خزينهتا، فات .وهكذا املستبدون ال هتمهم االخالق، انمـا جيـري فيـه املنـع والبـذل؛ : ما ينتفع به االنسان، وعند احلقوقيني: املال عند �قتصاديني

املال يســمتدæ . ما حتفظ به احلياة الرشيفة: وعند االخالقينيما تسـتعاض به القوة؛ : وعند السـياسـينيمن الفيض ا_ي اودعه هللا تعـاىل يف الطبيعـة ونواميسـها، وال ميـá؛ اي ال يتخصـص -نسـان، اال

.بعمل فيه او يف مقاب[حتصـيل _ة او دفـع امل، وفـهيام تنحرصـ : واملقصود من املال هو احد اثنني ال äلث هلام وهـام

æمقاصد االنسان، وعلهيام مبىن احاكم الرشائع لكها، واحلامك املعتدل يف طيـب املـال وخبيثـه؛ هـو لك الوجدان ا_ي خلقه هللا صبغة للنفس، وعرب½ عنه القران -لها#ـا جفورهـا وتقواهـا، فالوجـدان خـري½

.بني املال احلالل واملال احلرام. اسـتحضـاره املـواد االصـلية -1: ل ترجع اىل ثالثة اصـولمث½ ان½ اعامل البرش يف حتصيل املا

ويه االصــول الــيت تســمى -لزراعــة والصــناعة . توزيعهــا عــىل النــاس -3. هتيئتــه املــواد لالنتفــاع -2 .والتجارة، ولكæ وسـيÇ خارجة عن هذه االصول وفروعها االولية، فهـي وسائل ظاملة ال خري فهيا

خار املال، ل؛ اي اد æالمتو Ä ت ا­نيئة اكلمنل والنحـل، وال اثـرqطبيعة يف بعض انواع احليوال ­واعي احلاجة احملق½قة او املوهومـة، وال . يف احليواqت املرتقية غري االنسان æاالنسان تطب½ع عىل المتو

ضـة للقحـط يف حتقæق للحاجة اال عند سـاكن االرايض الضـيقة المثـرات عـىل اهلهـا، او االرايض املعر½بعض السـنني، ويلتحق -حلاجة احملق½قة حاجة العاجزين جسام عن �رتزاق يف الـبالد املبـتالة جبـور الطبيعة او جور �ستبداد، ورمبا يلتحق هبا ايضا الرصف عىل املضطرين وعىل املصـارف العموميـة

.يف البالد اليت ينقصها �نتظام العام

Page 47: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

47

شـرتاك العمـويم الـيت اسسـها االجنيـل بتخصيصـه عرشـ واملراد -النتظام العام، معيشـة �ن½ة ــوة اىل الفعــل، مث½ احــدث االســالم ســـ االمــوال للمســاكني، ولكــن؛ مل يكــد خيــرج ذº مــن الق�شرتاك عىل امت نظام، ولكن؛ مل تدم ايضا اكرث من قرن واحـد اكن فيـه املسـلمون ال جيـدون مـن

ºــارات، وذ ــدفعون هلــم الصــدقات والكف ــه – ان½ االســالمية ي ــة -كــام ســـبق بيان اسســت حكومان½ املـال هـو قميـة : ارسـتقراطية املبىن، دميقراطية االدارة، فوضعت للبرش قانوq مؤسسا عىل قاعـدة

.االعامل، وال جيمتع يف يد االغنياء اال بانواع من الغلبة واخلداععىل الفقراء؛ حبيث حيصل التعديل وال فالعدا  املطلقة تقتيض ان يؤخذ قسم من مال ويرد

وهذه القاعدة يمتىن ما هـو مـن نوعهـا اغلـب العـامل املمتـدن االفرجنـي، وتسـعى . ميوت النشاط للعملنة من ماليني كثرية وهذه امجلعيات تقصد حصول التسـاوي . وراءها االن مجعيات مهنم منتظمة مكو½

ســعى ضــد½ �ســتبداد املــايل، فتطلــب ان تكــون او التقــارب يف احلقــوق املعاشـــية بــني البرشــ، وت االرايض واالمالك الثابتة واالت املعامـل الصـناعية الكبـرية مشـرتكة الشــيوع بـني عامـة االمـة، وان½ االعامل والمثرات تكون موزعة بوجوه متقاربة بني امجليـع، وان½ احلكومـة تضـع قـوانني لاكفـة الشـؤون

.حىت اجلزئيات، وتقوم بتنفيذها :وهذه االصول مع بعض التعديل قررهتا االسالمية دينا، وذº اهنا قررت

انــواع العشــور والــزاكة وتقســـميها عــىل انــواع املصــارف العامــة وانــواع احملتــاجني حــىت -اوال وال خيفـى عـىل املـدققني ان½ جـزءا مـن اربعـني مـن رؤوس االمـوال يقـارب نصـف االر-ح . املدينني

. هنا مخسـة -ملائـة ســنو�، وهبـذا النظـر يكـون االغنيـاء مضـاربني للجامعـة مناصـفة املعتد  -عتبار ا ـة بـاخالق ة لالسـتبداد، واملرض½ وهكذا يلحق فقراء االمة باغنياهئا، ومينع ترامك الرثوات املفرطة املـو­

.االفرادفـرد مـن االمـة مـىت قررت احاكم حممكة متنع حمذور التوالك يف �رتـزاق، وتلـزم لك½ -äنيا

اشـتد½ ساعده، او مá قوت يومه، او الن½صاب عىل االكرث؛ ان يسعى لرزقه بنفسه، او ميوت الفرد : جوعا؛ اذا مل تكن حكومته مستبدة ترضب عىل يده وسعيه ونشاطه مبـدافع اسـتبدادها، وقـد قيـل

.ل عىل الغرييبدا �نقياد للعمل عند هناية اخلوف من احلكومة وهناية �تاكقررت االسالمية ترك االرايض الزراعية ملاك لعامة االمة، يســتنبهتا ويســمتتع خبرياهتـا -äلثا

العاملون فهيا بانفسهم فقـط، ولـيس علـهيم غـري العرشـ او اخلـراج ا_ي ال جيـوز ان يتجـاوز امخلـس .لبيت املال

بـاحاكم اكفـة الشـؤون حـىت جاءت االسالمية بقواعد رشعيـة لكيـة تصـلح لالحاطـة -رابعا عـىل ان½ هـذا . اجلزئية الشخصية، واqطت تنفيذها -حلكومة، كام تطلبه اغلب مجعيات �شـرتاكيني

½ه منوط بسـيطرة اللك ورضاء النفوس، والن½ النظام ا_ي جاء به االسالم، صعب االجراء جدا، النر حفظه بسـيطا، ويكون مع ضا للتاويل حسب االغراض، ولالخـتالف القانون الكثري الفروع يتعذ½ ر½

Page 48: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

48

يف تطبيقه حسب االهواء، كام وقع فعال يف املسلمني، فمل ميكهنم اجراء رشيعـهتم ببسـاطة وامـان اال عهدا قليال، مث½ تشع½بت معهم االمور بطبيعة اتساع املá واختالف طبائع االمم، وفقد الرجال ا_ين

االبـيض واالصـفر، واحلرضـي والبـدوي، بعصـا : يني من اجناس الناسميكهنم ان يسوقوا مئات مال .واحدة قروq عديدة

ره العقـل، ولكـن؛ مـع االسـف مل وال غرو اذا اكنت املعيشة �شرتاكية من ابدع مـا يتصـو½المم يبلغ البرش بعد الرتيق ما يكفي لتوسـيعهم نظام التعاون والتضـامن يف املعيشـة العائليـة اىل ادارة ا

بت االمم ذº فمل تنجح فهيا اال االمم الصغرية مدة قليÇ. الكبرية م هـو جمـرد . ومك جر½ والسبب كام تقـد½ــل يف عــدم انتظــام حــا  . صــعوبة التحليــل والرتكيــب بــني الصــواحل واملصــاحل الكثــرية اUتلفــة واملتام

ورين يف االمم الكبرية؛ ولهذا يكـون خـري العائالت الكبرية، يقنع حاال بان½ التاكفل والتضامن غري ميس :حل مقدور للمسا  �ج�عية هو ما يايت

.يكون االنسان حرا مسـتقالw يف شؤونه، Cنه خلق وحده - 1 .تكون العائÇ مسـتقC ،Çهنا امة وحدها - 2 .تكون القرية او املدينة مسـتقC Çهنا قارة واحدة ال عالقة لها بغريها - 3 الشعب او االقالمي يف اململكة Cهنا افالك؛ لكD مهنا مسـتقلD يف ذاتـه، تكون القبائل يف - 4

ال يربطها مبركز نظا#ا �ج�عي؛ وهو اجلنس او ا­ين او املـá غـري حمـض التجـاذب .املانع من الوقوع يف نظام اخر ال يالمئ طبائع حياهتا

كـر وبقـدرها ل الجل احلاجـات السـالفة ا_ æفقـط محمـودة بثالثـة رشوط، واال اكن مث½ ان½ المتو :المتول من اقبح اخلصالان يكـون املـال بوجـه مرشـوع حـالل؛ اي -حـرازه مـن بـذل الطبيعـة، او : الرشط االول

.-ملعاوضة، اي يف مقابل معل، او يف مقابل ضامن عىل ما تقوم بتفصي[ الرشائع املدنيةق عىل حاجيات الغري اكحتاكر الرضور�ت، او ان ال يكون يف المتول تضيي: والرشط الثاين

مزامحة الصناع والعامل الضعفاء، او التغلæب عىل املباحات؛ مثل امتالك االرايض اليت جعلهـا خالقهـا ممرحا لاكفة خملوقاته، ويه ا#م ترضعهم لنب ûازاهتـا، وتغـذهيم بمثراهتـا، وتـاوهيم يف حضـن اجزاهئـا،

–فهـذه ايرلنـدة . االولون ووضعوا اصـوال محلايهتـا مـن ابناهئـا وحـالوا بيـهنام جفاء املستبدون الظاملونقد حامها الف مستبد مايل من االنلكزي، ليمتتعـوا بثلـيث او ثالثـة ار-ع مثـرات اتعـاب عرشـة -مثال

وهذه مرص وغريها تقـرب مـن ذº حـاال وســتفوقها . ماليني من البرش ا_ين خلقوا من تربة ايرلندةال، ومك من البرش يف اور- املمتدنة، وخصوصا يف لندرة و-ريـس، ال جيـد احـدمه ارضـا ينـام علهيـا ما

ممتددا، بل ينامون يف الطبقة السفىل من البيوت؛ حيث ال ينام البقر، ومه قاعدون صفوفا يعمتدون .بصدورمه عىل حبال من مسد منصوبة افقية يتلوون علهيا مينة ويرسة

Page 49: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

49

لصني اUتÇ النظام يف نظر املمتدنني، ال جتزي قوانيهنـا ان ميـتá الشـخص الواحـد وحكومة ااكرث من مقدار معني من االرض ال يتجاوز العرشين كيلومرتا مربعا؛ اي حنو مخسة افـدن مرصـية او

لواليهتا -اخريا –وروسـيا املستبدة القاسـية يف عرف اكرث االوربيني وضعت . ثالثة عرش دومنا ع3نيا ا منعت سامع دعوى دين مسـجل عـىل البولونية الغربية قانوq اشـبه بقانون الصني، وزادت عليه اهن½

وحكومات الرشق اذا مل تسـتدرك . فالح، وال تاذن لفالح ان يسـتدين اكرث من حنو مخسامئة فرنكمخسـني عامـا او قـرن عـىل االمر فتضع قانوq من قبيل قانون روسـيا، تصبح االرايض الزراعية بعـد

االكرث اكيرلندة االنلكزيية املسكينة، اليت وجدت لها يف مـدى ثالثـة قـرون خشصـا واحـدا حـاول ان Ä مـن يلـمتس qيرمحها فمل يفلح؛ واعين به غالدسـتون، عـىل ان½ الرشـق رمبـا ال جيـد يف ثالثـني قـر

محة .الر½اوز املال قـدر احلاجـة بكثـري، الن افـراط الـرثوة اال يتج: والرشط الثالث جلواز المتول، هو

، )ان راه اســتغىن*� ان½ االنسان ليطغـى(: #لكة لالخالق امحليدة يف االنسان، وهذا معىن االيةمت الر-؛ صيانة الخالق املرابني من والرشائع الساموية لكæها، وكذº احلمكة االخالقية والعمرانية حر½

هو كسب بدون مقابـل مـادي؛ ففيـه معـىن الغصـب، وبـدون معـل؛ الن½ املـرايب :الفساد، الن½ الر-ض خلسـائر طبيعيـة اكلتجـارة والزراعـة æلفـة عـىل البطـا ، ومـن دون تعـر يكسب وهو qمئ؛ ففيه اال�

ومن القواعد �قتصادية املت½فق علهيا ان ليس . واالمالك؛ ففيه ال�ء املطلق املؤدي الحنصار الرثواتكسب ال عار وال احتاكر فيه ارحب من الر- #ـام اكن معتـدال، وان½ -لـر- تربـو الـرثوات فيختـلæ من

.التساوي او التقارب بني الناس-، فقــالوا ان½ : وقــد نظــر املــاليون وبعــض �قتصــاديني مــن انصــار �ســتبداد يف امــر الــر

الجل ان½ النقود املوجودة : م املعامالت الكبرية، وäنيا الجل قيا: اوال . املعتدل منه qفع، بل ال بد½ منهالجــل ان½ كثـريين مــن : وäلثـا ! ال تكفـي للتــداول، فكيـف اذا امســك املكتـزنون قســام مهنـا ايضــا؟

املمتولني ال يعرفون طرائق �سرت-ح او ال يقدرون علهيا، كـام ان½ كثـريا مـن العـارفني هبـا ال جيـدون ــوال وال ــان رؤوس ام ــراد. رشاكء عن ــروات بعــض االف ــاء ث ــن وجــه امن ــذا النظــر حصــيح م ــا . فه ام

يف مجهـور السـياسـيون �شرتاكيو املبادئ واالخالقيون، فينظرون اىل ان½ رضر الـرثوات االفراديـة عبيـدا واســيادا، وتقـوي : الهنا متكن �ستبداد ا­اخيل، فتجعل الناس صـنفني. االمم اكرب من نفعها

�ســتبداد اخلــارz، فتســهل لــالمم الــيت تغــىن بغنــاء افرادهــا التعــدي عــىل حريــة اســـتقالل االمم - حترميا مغل½ظا وهذه مقاصد فاسدة يف نظر احلمكة والعدا ؛ و_º يقتيض حت. الضعيفة .رمي الر

ل، وهو الطمع القبيح، خيفæ كثريا عند اهايل احلكومـات العـاد  املنتظمـة مـا مل æحرص المتونة يف عهدq؛ الن½ فسـاد االخـالق يزيـد يف يكن فساد االخالق منغلبا عىل االهايل، Cكرث االمم املمتد

ل يف نسـبة احلاجة االرس æيف عهـد احلكومـة العـاد  امليل اىل المتو Çافية، ولكن½ حتصـيل الـرثوة الطـائعسري جدا، وقد ال يتاىت اال من طريق املرا-ة مـع االمم املنحطـة، او التجـارة الكبـرية الـيت فهيـا نـوع

Page 50: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

50

احتاكر، او �سـتعامر يف البالد البعيدة مع اUاطرات، عـىل ان½ هـذه الصـعوبة تكـون مقرونـة بـ�ة .نوع _ة من يالك ما طبخ، او يسكن ما بىن عظمية من

ة؛ حيـث يسـهل وحرص المتول القبيح يشـتدæ يف رؤوس الناس يف عهد احلكومـات املسـتبدفهيا حتصيل الرثوة -لرسقة من بيـت املـال، و-لتعـدي عـىل احلقـوق العامـة، وبغصـب مـا يف ايـدي

ي ن والوجـدان واحليـاء جانبـا ويـنحط½ يف اخالقـه الضعفاء، وراس مال ذº هو ان يرتك االنسان ا­ب اىل مالمئة املستبد االعظم، او احد اعوانه وعامÄ، ويكفيه وســيÇ ان يتصـل ببـاب احـدمه ويتقـر½ق æباشــياء مـن المتلـ ºذ Ä وعـىل شـالكته، ويـربهن Äه يف االخالق من امثا½ من اعتابه، ويظهر Ä ان

مث½ قـد يطلـع هـذا . ت، والتجسس، وا­ال  عـىل السـلب وحنـو ذºوشهادة الزور، وخدمة الشهوااملنتسب عىل بعـض اخلفـا� واالرسار الـيت خيـاف رجـال �سـتبداد مـن ظهورهـا خوفـا حقيقيـا او ومهيا، فيكسب املنتسب رسوخ القدم ويصري هو -- لغريه، وهكذا حيصـل عـىل الـرثوة الطـائÇ اذا

ـار . ات طويال ساعدته الظروف عىل الثب وهذا اعظم ابواب الرثوة يف الرشـق والغـرب، ويليـه �جت .-­ين، مث½ املاليه، مث½ الر- الفاحش، ويه بئس املاكسب وبئس ما تؤثر يف افساد اخالق االمم

رض كثريا مهنا يف احلكومات وقد ذكر املدققون ان½ ثروة بعض االفراد يف احلكومات العاد  اة؛ الن½ االغنياء يف االوىل يرصفون قوهتم املاليـة يف افسـاد اخـالق النـاس واخـالل املسـاواة املستب د½

ـة والتعـاظم ارهـا- واجياد �ستبداد، اما االغنياء يف احلكومات املستبدة فيرصـفون ثـروهتم يف االهب½ .موال يف الفسق والفجورللناس، وتعويضا للسفا  املنصبة علهيم -لتغايل الباطل، ويرسفون اال

بناء عليه؛ ثروة هـؤالء يتعجلهـا الـزوال؛ حيـث يغصـهبا االقـوى مـهنم مـن االضـعف، وقـد قبـل ان يـتعمل احصاهبــا او –وامحلــد Z –وتـزول ايضـا . يسـلهبا املسـتبدæ االعظـم يف حلظــة وبلكمـة

تعبادا اصـوليا مســتحكام، ورثهتم كيف حتفظ الرثوات، وكيف تمنو، وكيف يسـتعبدون هبا الناس اســ دة برشوط الفوضويني بسبب الياس من مقاومة �ستبداد املـايل كام هو احلال يف اور- املمتدنة املهد½

.فهياه ال يظهـر فيـه اثـر فقـر االمـة ظهـورا بيـاq اال جفـاة قريـب قضـاء ـ½ ومن طبائع �ستبداد ان

تصــدون يف النسـل، وتكـرث وفيــاهتم، ويكـرث تغــرهبم، واســـباب ذº ان½ النـاس يق . �سـتبداد حنبـهوبئست مـن ثـروة ونقـود . ويبيعون امالكهم من االجانب، فتتقلص الرثوة، وتكرث النقود بني االيدي

.تشـبه نشوة املذبوحان½ �سـتبداد جيعـل املـال يف : ولرنجع اىل حبث طبيعة �سـتبداد يف مطلـق املـال فـاقول

املستبد واعوانـه ومعـاÄ غصـبا، او حبجـة -طـÇ، وعرضـة ايضـا لسـلب ايدي الناس عرضة لسلبوحيـث املـال ال حيصـل . املعتدين من اللصوص واحملتالني الراتعني يف ظل امان االدارة �سـتبدادية

.اال -ملشقة، فال ختتار النفوس االقدام عىل املتاعب مع عدم املن عىل �نتفاع -لمثرة

Page 51: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

51

ملال يف عهد االدارة املستبدة اصعب من كسـبه؛ الن½ ظهور اثره عـىل صـاحبه جملبـة حفظ االنواع البالء عليه، و_º يضطر الناس زمن �ستبداد الخفاء نعمة هللا والتظاهر -لفقـر والفاقـة،

رساء ان½ حفظ درمه من ا_هب حيتاج اىل قنطار من العقل، وان½ ال عاقل من ولهذا ورد يف امثال اال� .خيفي ذهبه وذهابه ومذهبه، وان½ اسعد الناس الصعلوك ا_ي ال يعرف احلاكم وال يعرفونه

æهم ، يـذل ومن طبائع �ستبداد، ان½ االغنياء اعداؤه فكرا واو*ده معال، فهم ر-ئـط املسـتبدامـا الفقـراء فيخـافهم . افيئنون، ويســتدرمه فيحنـون، ولهـذا يـرخس ا_لæ يف االمم الـيت يكـرث اغنياؤهـ

ºخوف النعجة من ا_ئاب، ويتحبب الهيم ببعض االعامل اليت ظاهرهـا الرافـة، يقصـد بـذ æاملستبدوالفقـراء كـذº خيافونـه خـوف دqءة ونـذا ، خـوف . ان يغصب ايضا قلوهبم اليت ال ميلكون غريهـا

ـون ان½ داخـل البغاث من العقاب، فهم ال جيرسون عـىل �فـتاكر فضـال عـن اال نـاكر، Cهنـم يتومه½وقد يبلغ فساد االخالق يف الفقـراء ان يرسـمه فعـال رضـاء املسـتبد عـهنم . رؤوسهم جواسيس علهيم

.باي وجه اكن رضاؤهرون اسالفهم يف قوهلم، ليس الفقراء بعيب، فقالوا الفقـر ابـو : وقد خالف االخالقيون املتاخ

الفقر يذهب بعـزة الـنفس، ويفيضـ : ، والغناء اسـتغناء عن الناس، مث½ قالوااملعائب؛ النه مفتقر للغريان½ حلسن اللباس واالمتعة والتنعم يف املعيشة تاثريا #ـام عـىل نفـوس البرشـ، : اىل خلع احلياء، وقالوا

مـل هـو النـه حي) اخشوشــنوا، فـان الـنعم ال تـدوم(ليس املرء بطيلسانه، وحديث : خالفا ملن يقولان½ رغد العيش ونعميـه ملـن : فقالوا. عىل التعود جسام عىل املشاق يف احلروب واالسفار وعند احلاجة

.اعظم احلاجات، به تعلو اهلمم، والج[ تقتحم العظامئالقـوة اكنـت للعصـبية، مث½ صـارت . ان½ ما حيلæ املشGت الزمان واملـال: يقال يف مدح املال

ال . العمل واملـال يطـيالن معـر االنسـان؛ حيـث جيعـالن شــيخوخته كشــبابه. للامل للعمل، مث½ صارتوورد يف . وقد مىض جمد الرجـال وجـاء جمـد املـال. يصان الرشف اال -­م، وال يتاىت العزæ اال -ملال

ومل يكن قـدميا . وان½ الغين الشاكر افضل من الفقري الصابر. ان½ اليد العليا خري من اليد السفىل: االثرامهيـة للـرثوة العموميـة، امـا االن وقـد صـارت احملــار-ت حمـض مغالبـة وعـمل ومـال، فاصـبح للــرثوة العمومية امهية عظمـى الجـل حفـظ �ســتقالل، عـىل ان½ االمم املاسـورة ال نصـيب لهـا مـن الـرثوة

تعارض هذه القاعدة ثـروة الهيـود؛ العمومية، بل مزنلهتا يف اàمتع االنساين Cنعام تتناقلها االيدي، وال ثـروة راسـاملها النـاموس، ومرصـفها املـاليه : الهنا ثروة غري مزامحني علهيا، الهنا فc يقوÄ اعداؤه فهيا

واملقامرة والر- والغش واملضار-ت، وال خيلو هـذا القـول مـن التحامـل علـهيم حسـدا ممـن يقـدمون .اقدا#م وال ينالون مناهلم

الكثري افات عىل احلياة الرشيفة ترتعد مهنا فرائص اهل الفضيÇ والكـامل، ا_يـن هذا وللامليفضــلون الكفــاف مــن الــرزق مــع حفــظ احلريــة والرشــف عــىل امــتالك دواعــي الــرتف والرســف،

Page 52: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

52

وينظرون اىل املال الزائد عن احلاجـة الكامليـة انـه بـالء يف بـالء يف بـالء؛ اي انـه بـالء مـن حيـث .منائه، واما املكتفي فيعيش مطمئنا مسرتحيا امينا بعض االمن عىل دينه ورشفه واخالقه�فتاكر -

قرر االخالقيون ان½ االنسان ال يكون حرا متاما ما مل تكن Ä صـنعة مســتقلD فهيـا؛ اي غـري وعليـه تكـون اقـبح الوظـائف . مرؤوس الحد، الن حريته الشخصية تكون *بعة الرتباطه -لرؤساء

ان½ للصنعة تاثريا يف االخالق واالميال، ويه من اصدق ما يسـتدلæ به : وقالوا. يه وظائف احلكومةفـاملوظفون يف احلكومـة مـثال يفقـدون الشـفقة والعواطـف العاليـة تبعـا . عىل احوال االفراد واالقوام

العاجز جيمـع املـال -لتقتـري، ان½ : لصنعهتم اليت من مقتضاها عدم الشعور بتبعة اعامهلم، وقال احلكامء: ان½ اقل كسب يرىض به العاقل ما يكفـي معاشـه -قتصـاد، وقـالوا: والكرمي جيمعه -لكسب، وقالوا

وحـديث ) فـاز اUففـون(وهـذا معـىن احلـديث . خري املال ما يكفي صاحبه ذل القÇ وطغيان الكرثةت حاجتـه، والغـين مـن الغىن غىن الق: ويقال). اسالوا هللا الكفاف من الرزق( لب، والغـين مـن قلـ½

لكæ انسـان فقـري -لطبـع ينقصـه مثـل مـا ميـá، مفـن ميـá : وقال بعض احلكامء. اسـتغىن عن الناسوهـذا معـىن . عرشة يرى نفسه حمتاجا لعرشة اخرى، ومن ميá الفا يرى نفسه حمتاجا اللـف اخـرى

).ن يكون Ä واد�نلو اكن البن ادم واد من ذهب احب½ ا : (احلديثوال يقصد االخالقيون من الزتهيد يف املال التثبيط عن كسـبه، امنـا يقصـدون ان ال يتجـاوز

امـا السـياســيون فـال هيمهـم اال ان تســتغين الرعيـة بـاي وســيÇ . كسـبه -لطرائق الطبيعية الرشيفةيفتكرون يف غري سـلب اكنت، والغربيون مهنم يعينون االمة عىل الكسب ليشاركوها، والرشقيون ال

املوجود، وهذه من مجÇ الفروق بني �ستبدادين الغريب والرشيق، اليت مهنا ان½ �ستبداد الغـريب يكون احمك وارخس واشد وطاة، ولكن؛ مع اللني، والرشيق يكون مقلقال رسيع الزوال، ولكنه يكون

حبكومة عاد  تقمي ما ساعدت الظروف ان تقمي، اما ومهنا ان½ �ستبداد الغريب اذا زال تبدل . مزجعا الرشيق فزيول وخيلفه استبداد رشD منه؛ الن½ من داب الرشقيني ان ال يفتكروا يف مسـتقبل قريـب،

.Cن½ اكرب مههم منرصف اىل ما بعد املوت فقط، او اهنم مبتلون بقرص النظرن الـو-ء، اكـرث هـوال مـن احلريـق، اعظـم ان½ �ستبداد داء اشدæ وطاة مـ: وخالصة القول

يل، اذلæ للنفوس من السؤال داء اذا نزل بقوم مسعت اروا�م هاتف السـامء ينـادي . ختريبا من السـ�سـتبداد عهـد؛ اشـقى النـاس فيـه العقـالء . القضاء القضاء، واالرض تنـاz رهبـا بكشـف الـبالء

اء، بـل اسـعدمه اولئـك ا_يـن يتعجلـون املـوت فيحسـدمه واالغنياء، واسعدمه مبحياه اجلهالء والفقر .االحياء

Page 53: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

53

�ستبداد واالخالق�ستبداد واالخالق�ستبداد واالخالق�ستبداد واالخالق

�ستبداد يترص½ف يف اكرث االميال الطبيعية واالخالق احلسـنة، فيضعفها، او يفسدها، او وجيعـ[ ميحوها، فيجعل االنسان يكفر بنعم مواله؛ النه مل ميلكها حق املá ليحمده علهيا حق امحلـد،

½ــه غــري امــن عــىل حاقــدا عــىل قومــه؛ الهنــم عــون لــبالء �ســتبداد عليــه، وفاقــدا حــب وطنــه؛ النـم مـث[ ال ميلكـون �سـتقرار فيه، ويودæ لو انتقل منـه، وضـعيف احلـب لعائلتـه؛ النـه يعـمل مـهنم اهن½

تبداد ال ميــá شــيئا اســري �ســ . التاكفــؤ، وقــد يضــطرون الرضار صــديقهم، بــل وقــت[ ومه -كــونض لالهانـة ض للسلب وال رشفا غري معر½ ½ه ال ميá ماال غري معر½ وال ميـá . ليحرص عىل حفظه؛ الن

. اجلاهل منه اماال مسـتقبÇ ليتبعها ويشقى كام يشقى العاقل يف سبيلهابناء عليه؛ . يةوهذه احلال جتعل االسري ال يذوق يف الكون _ة نعمي، غري بعض امل�ات الهبمي

يكون شديد احلرص عىل حياته احليوانية وان اكنت تعيسـة، وكيـف ال حيـرص علهيـا وهـو ال يعـرف ـا االحـرار فتكـون مـزن  ! ايـن هـو مـن احليـاة �ج�عيـة؟! اين هو من احلياة االدبية؟! غريها؟ ام½

.هنم، او كشف عن بصريتهحياهتم احليوانية عندمه بعد مراتب عديدة، وال يعرف ذº اال من اكن مم عنـدما متيسـ حيـاهتم لكæهـا اسـقاما ومثال االرساء يف حرصهم عـىل حيـاهتم الشــيوخ، فـاهن½واالما ويقربون من ابـواب القبـور، حيرصـون عـىل حيـاهتم اكـرث مـن الشــباب يف مقتبـل العمـر، يف

.مقتبل املالذ، يف مقتبل االمالضين االجسام فوق ضناها -لشـقاء، فمتـرض العقـول، �ستبداد يسلب الراحة الفكرية، فيوالعـوام ا_يـن مه قليلـو املـادة يف االصـل قـد يصـل . وخيتلæ الشعور عىل درجات متفاوتة يف الناس

مرضهم العقيل اىل درجة قريبة من عـدم المتيـزي بـني اخلـري والرشـ، يف لك مـا لـيس مـن رضور�ت ـة والعظمـة الـيت يروهنـا عـىل املسـتبد ويصل تسفæل ادراكهـ. حياهتم احليوانية م اىل ان½ جمـرد اäر االهب½

واعوانه تهبر ابصارمه، وجمرد سامع الفاظ التفخمي يف وصـفه وحـاك�ت قوتـه وصـولته يزيـغ افـاكرمه، ــمن بــني ايــدي فــريون ويفكــرون ان½ ا­واء يف ا­اء، فينصــاعون بــني يــدي �ســتبداد انصــياع الغ

.ري عىل قدمهيا جاهدة اىل مقر حتفهاا_ئاب؛ حيث يه جتولهذا اكن �ستبداد يسـتويل عىل تá العقول الضعيفة فضال عن االجسـام فيفسـدها كـام يريد، ويتغلب عىل تá االذهان الضئيÇ، فيشوش فهيا احلقائق، بل البـدهييات كـام هيـوى، فيكـون

شد واالرشـاد، مثـل تـá الهـوام الـيت تـرتاىم عـىل مثلهم يف انقيادمه االمعى لالستبداد ومقاومهتم للر وال غرابة يف تاثري ضعف االجسـام عـىل الضـعف . النار، ومك يه تغالب من يريد جحزها عىل الهالك

يف العقول، فان½ يف املرىض وخفة عقوهلم، وذوي العاهات ونقص ادراكهـم، شـاهدا بينـا اكفيـا يقـاس رساء البؤساء -لنسـبة اىل االحرار السعداء، كام يظهر احلال ايضا باقل فرق بني عليه نقص عقول اال�

.الفئتني، من الفرق البني يف قوة االجسام وغزارة ا­م واسـتحاكم الصحة وجامل الهيئات

Page 54: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

54

رمبــا يســرتيب املطــالع اللبيــب ا_ي مل يتعــب فكــره يف درس طبيعــة �ســتبداد، مــن ان½ ه اذا دقـق النظـر يـتجىل Ä ان½ �سـتبداد �ستبداد املشؤوم كيف يقوم عىل ـ½ قلب احلقائق، مـع ان

½ه مك مكن بعـض القيـارصة وامللـوك االولـني مـن التالعـب -الد�ن . يقلب احلقائق يف االذهان يرى ان½بعهم الناس ويرى ان½ النـاس وضـعوا احلكومـات الجـل خـدمهتم، و�سـتبداد . تاييدا الستبدادمه فات

ويـرى ان½ �سـتبداد مـا سـاقهم اليـه مـن . ، جفعل الرعية خادمة للرعاة، فقبلوا وقنعـواقلب املوضوعاعتقاد ان½ طالب احلق فاجر، و*رك حقه مطيع، واملشـتيك املـتظمل مفسـد، والنبيـه املـدقق ملحـد،

½بع الناس �ستبداد يف تسميته النصح فضوال، وال. واخلامل املسكني صاحل امني غـرية عـداوة، وقد اتل æوالشهامة عتوا، وامحلية حامقة، والرمحة مرضا، كام جاروه عىل اعتبـار ان½ النفـاق سـياسـة، والتحيـ

.كياسة، وا­qءة لطف، والنذا  دماثةوال غرابة يف حتمكæ �ستبداد عىل احلقائق يف افاكر البسطاء، امنا الغريب اغفـاÄ كثـريا مـن

خني ا_ين يسمون الفاحتني الغالبني -لرجال العظام، وينظرون الهيم نظـر العقالء، ومهنم مجه ور املؤرم اكنوا اكـرث يف قتـل االنسـان، وارسفـوا يف ختريـب العمـران ومـن هـذا . االجالل و�حرتام àرد اهن½

خني قدر من جاروا املستبدين، وحازوا القبول والوجاهة . عنـد الظـاملني القبيل يف الغرابة اعالء املؤر .وكذº افتخار االخالق باسالفهم اàرمني ا_ين اكنوا من هؤالء االعوان االرشار

: وقد يظنæ بعـض النـاس ان½ لالسـتبداد حســنات مفقـودة يف االدارة احلـرة، فيقولـون مـثال فها، واحلقæ ان½ ذº حيصل فيه عن فقد الشهامة ال عن . فقـد الرشاسـة�ستبداد يلني الطباع ويلط

�ستبداد يعمل الصغري اجلاهل حسن الطاعة و�نقياد للكبري اخلـرب، واحلـقæ ان½ هـذا فيـه : ويقولونهو يريب النفوس عىل �عتـدال والوقـوف عنـد : ويقولون. عن خوف وجبانة ال عن اختيار واذعان

سـتبداد يقلـل الفسـق والفجـور، �: ويقولـون. احلدود، واحلقæ ان ليس هناك غـري انكـامش وتقهقـر½ه عن فقر وجعر، ال عن عفة او دين ه مينـع : ويقولون. واحلقæ ان ـ½ هو يقلل التعد�ت واجلرامئ، واحلقæ ان

.ظهورها وخيفهيا، فيقلæ تعديدها ال عدادهال االخــالق امثــار بــذرها الوراثــة، وتربهتــا الرتبيــة، وســقياها العــمل، والقــامئون علهيــا مه رجــا

.احلكومة، بناء عليه؛ تفعل السـياسة يف اخالق البرش ما تفع[ العناية يف امناء الشجرب : نعم االقوام اكالجام، ان تركـت #مـÇ تزامحـت اجشارهـا وافالذهـا، وسـقم اكرثهـا، وتغلـ½

شة زهوهـا وان صادفت بسـتانيا هيمـه بقاؤهـا و . قوهيا عىل ضعيفها فاهلكه، وهذا مثل القبائل املتوحواذا . فدبرها حسـn تطلبه طباعهـا، قويـت واينعـت وحسـنت مثارهـا، وهـذا مثـل احلكومـة العـاد 

بليت ببسـتاين جدير بان يسمى حطا- ال يعنيه اال عاجل �كتساب، افسدها وخرهبا، وهـذا مثـل لـيس Ä فهيـا خفـار وال ومىت اكن احلطاب غريبا مل خيلـق مـن تـراب تـá ا­�ر و . احلكومة املستبدة

يلحقه مهنا عار، انام مهه احلصول عىل الفائدة العـاجÇ ولـو -قـتالع االصـول، فهنـاك الطامـة وهنـاك

Page 55: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

55

فبناء عىل هذا املثـال، يكـون فعـل �سـتبداد يف اخـالق االمم فعـل ذº احلطـاب ا_ي ال . البوار .ير� منه غري االفساد

مل تكن ملكـة مطـردة عـىل قـانون فطـري تقتضـيه اوال وظيفـة ال تكون االخالق اخالقا مااالنســان حنــو نفســه؛ وäنيــا وظيفتــه حنــو عائلتــه؛ وäلثــا وظيفتــه حنــو قومــه؛ ورابعــا وظيفتــه حنــو

.االنسانية؛ وهذا القانون هو ما يسمى عند الناس -لناموساململـوك العنـان، يقـاد ومن اين السري �ستبداد ان يكون صاحب qموس، وهو اكحليوان

æالرحي، ال نظـام وال ارادة؟ ومـا يه االرادة؟ يه ام æحيث هيب ، æحيث يراد، ويعيش اكلريش، هيبيه ! لو جازت عبادة غري هللا الختار العقالء عبـادة االرادة: االخالق، يه ما قيل فهيا تعظc لشاهنا

فاالسـري، اذن، دون . فـه بانـه متحـرك -الرادةتá الصفة الـيت تفصـل احليـوان عـن النبـات يف تعريال نية للرقيق يف كثري مـن احـواÄ، : ولهذا قال الفقهاء. احليوان النه يتحرك -رادة غريه ال -رادة نفسه

وقد يعـذر االسـري عـىل فسـاد اخالقـه؛ الن½ فاقـد اخليـار غـري مؤاخـذ عقـال . امنا هو *بع لنية مواله .ورشعا

تبداد ال نظام يف حياته، فال نظام يف اخالقـه، قـد يصـبح غنيـا فيضـحي جشاعـا اسري �س كرميا، وقد مييس فقريا فيبيت جباq خسيسا، وهكذا لكæ شؤونه تشـبه الفوىض ال ترتيـب فهيـا، فهـو

ى، اليس االسري قد يرهق، وييسء كثريا فيعفى، وقليال فيشـنق، وجيوع يوما فيضو . يتبعها بال وûةـدف ان ! وخيصب يوما فيتخم، يريد اشـياء فيمنع، وياىب شيئا فريمغ؟ æوهكذا يعيش كام تقتضـيه الص

ولهـذا ! يعيش، ومن اكنت هذه حاÄ كيف يكون Ä اخالق، وان وجد ابتداء يتعذر اسـمتراره عليـه؟ .ال جتوز احلمكة احلمك عىل االرساء خبري او رش

ه يـرمغ حـىت االخيـار مـهنم عـىل الفـة الـر�ء اقلæ ما يؤثره �ستبد ـ½ اد يف اخالق النـاس، انئتان، وانه يعني االرشار عىل اجراء غي نفوسهم امنني من لك تبعة ولـو ادبيـة، والنفاق ولبئس السـيفال اعرتاض وال انتقاد وال افتضاح، الن½ اكرث اعامل االرشار تبقى مســتورة، يلقـي علهيـا �سـتبداد

ولهـذا، شـاعت بـني . خوف الناس من تبعة الشهادة عىل ذي رش وعقىب ذكـر الفـاجر مبـا فيـهرداء الـبالء : اذا اكن الGم من فضـة فالسـكوت مـن ذهـب، وقـوهلم: االرساء قواعد كثرية -طÇ كقوهلم

وقد تغاىل وعاظهم يف سد افواههم حـىت جعلـوا هلـم امثـال هـذه االقـوال مـن احلـمك . موكول -ملنطق

)ال حيـبæ هللا اجلهـر -لسـوء مـن القـول(: النبوية، ومك جهوا هلم الهجو والغيبة بال قيد، فهم يقـرؤون

.)اال من ظمل (: ويغفلون بقية االية، ويهاقوى ضابط لالخالق الهنـي عن املنكر -لنصيحة والتوبيخ؛ اي حبرص االفراد عىل حراسة

ور علهيا يف عهد �سـتبداد لغـري ذوي املنعـة وقليـل مـا مه، نظام �ج�ع، وهذه الوظيفة غري مقدوقليال ما يفعلون، وقليال ما يفيد هنهيم؛ النـه ال ميكـهنم توجهيـه لغـري املسـتضـعفني ا_يـن ال ميلكـون

Page 56: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

56

½ه ينحرصـ موضـوع هنـهيم فـc ال ختفـى قباحتـه رضرا وال نفعا، بل وال ميلكون من انفسهم شيئا، والنالرذائل النفسـية الشخصية فقط، ومع ذº فاجلسور ال يرى بدا من �ســتثناء اUـل عىل احد من

Äـقة قبيحــة اال اذا اكنــت اســرتدادا مهنــا، والكــذب حــرام اال للمظلــوم: للقواعــد العامــة كقــو . الرسـفون يف عهد �ستبداد للوعظ واالرشاد يكونون افقني ا_ين وال اقول غالبا، من املن -مطلقا –واملوظ½

qلوا الوظيفة -لمتلق، وما ابعد هؤالء عن التاثري، الن½ النصح ا_ي ال اخالص فيه هو بـذر عقـمي ال ينبت، وان نبت اكن ر�ء Cص[، مث½ ان½ النæصح ال يفيد شيئا اذا مل يصادف اذq تتطلب سامعه؛ الن½

لقـي يف ارض صـاحلة نبـت، : البـذر احلـي النصيحة وان اكنت عن اخالص فهـي ال تتجاوز حمك ان ا�لقي يف ارض قاحÇ مات .وان ا�

اما الهنـي عن املنكرات يف االدارة احلرة، فميكن للك غيور عىل نظام قومه ان يقوم به بامان ه سهام قوارصـه عـىل الضـعفاء واالقـو�ء سـواء، فـال خيـصæ هبـا الفقـري اàـروح واخالص، وان يوج

وان خيـوض يف لك واد حـىت يف مواضـيع ختفيـف . اد، بل تسـهتدف ايضا ذوي الشوكة والعنـادالفؤ مل ومؤاخذة احلاكم، وهذا هو النصـح االنـاكري ا_ي يعـدي وجيـدي، وا_ي اطلـق عليـه النـيب æالظ

".ا­ين النصيحة: "تعظc لشانه، فقال) ا­ين(عليه السالم امس ق الطبقــات العليــا مــن النــاس امه االمــور، اطلقــت االمم احلــرة حريــة ملــا اكن ضــبط اخــال

اخلطابة والتاليف واملطبوعات مسـتثنية القذف فقط، ورات ان حتمل مرض½ة الفـوىض يف ذº خـري ½ه ال مانع للحاكم ان جيعلوا الشعرة من التقييد سلسÇ من حديـد، وخينقـون هبـا عـدوهتم التحديد؛ الن

.)وال يضارæ اكتب وال شهيد(: وقد محى القران قاعدة االطالق بقوÄ الكرمي. ي احلريةالطبيعة، ا

::::ااااخلخلخلخلصال تنقسم اىل ثالثة انواعصال تنقسم اىل ثالثة انواعصال تنقسم اىل ثالثة انواعصال تنقسم اىل ثالثة انواعاخلصال احلسـنة الطبيعية، اكلصدق واالمانة واهلمة واملدافعة والرمحة، والقبيحة : االول

.افرت عليه لكæ الطبائع والرشائعالطبيعية اكلر�ء و�عتداء واجلبانة والقسوة، وهذا القسم تضاخلصال الكاملية الـيت جـاءت هبـا الرشـائع االلهاميـة، كتحسـني االيثـار والعفـو : والنوع الثاين

وتقبيح الزىن والطمع؛ وهذا القسم يوجد فيه ما ال تدرك لكæ العقول حمكتـه او حمكـة تعمميـه، فميـث[ .املنتسـبون ل�ين احرتاما او خوفا

اخلصال �عتيادية، ويه ما يكتسـبه االنسان -لوراثة او -لرتبية او -اللفة، : الثالث والنوع .فيسـتحسن او يسـتقبح عىل حسب امياÄ ما مل يضطر اىل التحول عهنا

مث½ ان½ التدقيق يفيد ان½ االقسام تشـتبك وتشـرتك ويـؤثر بعضـها يف بعـض، فيصـري مجموعهـا حبيث لكæ خصÇ مهنا ترخس او تزتلزل، حسـn يصادفها من اسـمترار االلفـة حتت تاثري االلفة املديدة،

ال يستنكر شنيعته يف املـرة الثانيـة كـام اســتقبحها يف نفسـه يف االوىل، -مثال –او انقطاعها، فالقاتل وهكذا خيفæ اجلرم يف ومهه، حىت يصل اىل درجة الت�ذ -لقتل، Cنه حقD طبيعي Ä، كـام يه حـا 

Page 57: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

57

اجلبارين وغالب السـياسـيني، ا_ين ال ترجتæ يف افئدهتم عاطفة رمحة عند قتلهم افـرادا او اممـا لغـا�هتم السـياسـية، اهراقا -لسـيف او ازهاقا -لقمل، وال فرق بني القتل بقطع االوداج وبـني االماتـة -يـراث

.الشقاء غري الترسيع واالبطاء اخلصـال، ويـرتىب عـىل ارشهـا، وال بـد½ ان يصـحبه اسري �ستبداد العريـق فيـه يـرث رش½

ويكفيـه مفسـدة لـلك اخلصـال الطبيعيـة ! بناء عليه؛ ما ابعده عن خصال الكـامل. بعضها مدى العمروالرشعية و�عتيادية تلبسه -لر�ء اضطرارا حىت ال يالفـه ويصـري ملكـة فيـه، فيفقـد بسـبب ثقتـه

½ه ال جيد خلقا مسـتقرا فيه، فال ميكنه، مثال، ان جيزم بامانته، او يضمن ثباتـه عـىل نفسه بنفسه، النامر من االمور، فيعيش سـ¡ الظن يف حق ذاته مرتددا يف اعامÄ، لواما نفسه عـىل اهـامÄ شـؤونه،

م اخل الق،واخلـالق شاعرا بفتور مه½ته ونقص مروءته، ويبقى طول معره جاهال مورد هذا اخللـل، فيـهت½م *رة دينه، و*رة تربيته، و*رة زمانه، و*رة قومـه، واحلقيقـة بعيـدة . مل ينقصه شيئا -جل½ شانه– ويهت½

.عن لك ذº، وما احلقيقة غري انه خلق حرا فا�رسس بشــائبة مــن اصــول القبــاحئ اخللقيــة ال ميكنــه ان يقطــع امجــع االخالقيــون عــىل ان½ املتلــب

لـيس مـن -مـثال –فـاملرايئ ". اذا ساءت فعال املرء سـاءت ظنونـه: "سالمة غريه مهنا، وهذا معىنب شانه ان يظن½ الرباءة يف غريه من شائبة الر�ء، اال اذا بعد تشابه النشاة بيهنام بعدا كبـريا، Cن يكـون

ومثـال ذº الرشـيق . لوك وامـري كبـريبيهنام مغايرة يف اجلنس او ا­ين او تفاوت #مD يف املزن  كصـعوكـذº . اخلائن، يامن االفرجنـي يف معاملتـه، ويثـق بوزنـه وحســبانه، وال يـامن ويثـق -بـن ج�تـه

وهذا احلمك صادق عىل عكس القضية . االفرجني اخلائن قد يامن الرشيق، وال يامن مطلقا ابن جنسه، ومك "الكرمي خيدع"اشـباهه يف النشاة، وهذا معىن ايضا؛ اي ان½ االمني يظنæ الناس امناء خصوصا

.يذهل االمني يف نفسه عن اتباع حمكة احلزم يف اساءة الظن يف مواقعه الالزمةاذا علمنا ان½ من طبيعة �ستبداد الفة الناس بعض االخالق الرديئة، وان½ مهنا مـا يضـعف

رساء الثقة -لنفس، علمنا سبب قÇ اهل العمل واهل العزامئ يف الرساء، وعلمنا ايضا حمكـة فقـد اال�رساء حمرومـون . ثقهتم بعضـهم بـبعض مـن مثـرة �شـرتاك يف اعـامل -طبعـا –فينـتج مـن ذº ان½ اال�

احلياة،يعيشون مساكني -ئسني متوالكني متخاذلني متقاعسني متفاشلني، والعاقل احلكـمي ال يلـو#م، رب ارمح قــويم، فــاهنم ال : ويتبــع اثــر احــمك احلكــامء القائــل. رجــا بــل يشــفق علــهيم، ويلــمتس هلــم خم

".اللهم اهد قويم، فاهنم ال يعلمون"، "يعلمونوهنا اسـتوقف املطالع واسـتلفته اىل التامل يف مـا يه مثـرة �شـرتاك الـيت حير#ـا االرساء،

بـه قيـام . ء مـا عـدا هللا وحـدهفاذكره بـان½ �شـرتاك هـو اعظـم رس يف الاكئنـات، بـه قيـام لك يشاالجـرام السـاموية؛ بــه قيـام لك حيــاة؛ بـه قيــام املواليـد؛ بـه قيــام االجنـاس واالنــواع؛ بـه قيــام االمم

نعم، �شرتاك فيه رسæ تضاعف القوة بنسـبة qموس . والقبائل؛ به قيام العائالت؛ به تعاون االعضاءـ لكæ . اليت ال تفي هبا اعامر االفـرادالرتبيع؛ فيه رسæ �سـمترار عىل االعامل æنعـم؛ �شـرتاك هـو الرس

Page 58: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

58

به امكلوا qموس حياهتم القومية، بـه ضـبطوا نظـام حكومـاهتم، بـه قـاموا . الرس يف جناح االمم املمتدنةرساء �سـتبداد ا_يـن مـهنم العـارفون بقـدر �شـرتاك بعظامئ االمور، به qلوا لك ما يغبطهم عليه ا�

ق ون اليه، ولكن؛ لكD مهنم يبطن لغنب رشاكئه -تاكÄ علهيم معال، واستبداده علهيم را�، حـىت ويتشو½ ".ما من مت½فقني اال واحدهام مغلوب لالخر: "صار من امثاهلم قوهلم

ورب½ قائل يقول ان½ رس½ �شرتاك ليس -المر اخلفي، وقد طاملا كتـب اليـا-نيني والبـوير، اب كتبـوا واكـرثوا واحســنوا فـc فصـلوا وصـوروا، ولكـن؛ قاتـل هللا مفا السب ب؟ فاجيبه بـان½ الكتـ½

�ستبداد وشؤمه، جعل الكتاب حيرصون اقواهلم يف ا­عوة اىل �شرتاك، وما مبعناه مـن التعـاون ض _كر اسـباب التفرق و�حنالل لك æيا، او اضطرمه و�حتاد والتحابب واالتفاق، ومنعهم من التعر

الرشق مريض وسـببه اجلهـل، ومـن : مفن قائل مثال . اىل �قتصار عىل بيان االسـباب االخرية فقطقÇ املدارس عار وسببه عدم التعاون عىل انشـاهئا : اجلهل بالء وسببه قÇ املدارس، ومن قائل : قائل

.من قبل االفراد او من قبل ذوي الشانــ æــا خيط ــق م ــذا امع ــي او وه ــانع الطبيع ــه وصــل اىل الســبب امل ــب الرشــيق Cن ــمل الاكت ه ق

.واحلقيقة، ان½ هناك سلسÇ اسـباب اخرى حلقهتا االوىل �ستبداد. �ختياريع : واكتب اخر يقول ه لـو تتبـ½ ـ½ الرشق مـريض وسـببه فقـد المتسـك -­يـن، مث½ يقـف، مـع ان

ان½ : واخـر يقـول. يـن اوال واخـرا qشـئ مـن �سـتبداداالسـباب لبلغ اىل احلمك بـان½ الهتـاون يف ا­ه الكسـل، واحلقيقـة ان½ املرجـع ـ½ السبب فساد االخالق، وغريه يرى انه فقـد الرتبيـة، وسـواء ظـن½ ان

.االول يف اللك هو �ستبداد، ا_ي مينع حىت اولئك الباحثني عن الترصحي -مسه املهيبم هللا تعـاىل بوظيفـة االخـذ بيـد االمم يف حبـهثم عـن املهلـاكت وقد ات½فق احلكامء ا_يـن اكـر#

واملنجيات، عىل ان½ فساد االخالق خيرج االمم عـن ان تكـون قـابÇ للخطـاب، وان½ معـاqة اصـالح االخالق من اصعب االمور واحوûا اىل احلمكة البالغـة والعـزم القـوي، وذكـروا ان½ فسـاد االخـالق

انه وعامÄ، مث½ يدخل -لعدوى اىل لك البيوت، وال سـc بيوت الطبقات العليا الـيت يعمæ املستبد½ واعو وهكذا يغشـو الفسـاد، ومتيسـ االمـة يبكهيـا احملـبæ ويشـمت هبـا العـدو، وتبيـت . تمتث½ل هبا السفىل

.وداؤها عياء يتعاىص عىل ا­واءخـالق، مسـá �بتـداء اوال وقد سá االنبياء علهيم السالم، يف انقاذ االمم مـن فسـاد اال

وذº بتقويـة حسـن االميـان املفطـور عليـه وجـدان . بفك العقول من تعظمي غري هللا واالذعان لسواهلكæ انسان، مث½ ûدوا يف تنوير العقول مببادئ احلمكة، وتعريف االنسان كيف ميá ارادته؛ اي حريته

.صون �ستبداد وسدوا منابع الفساديف افاكره، واختياره يف اعامÄ، وبذº هدموا حف بقـانون االنسـانية، ه ملكـ½ ـ½ مث½ بعد اطالق زمام العقـول، صـاروا ينظـرون اىل االنسـان بان

.ومطالب حبسن االخالق، فيعلمونه ذº باساليب التعلمي املقنع وبث الرتبية الهتذيبية

Page 59: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

59

½بعوا االنبياء يف سلوك هذا الطريق وهـذا -سالمعلهيم ال –واحلكامء السـياسـيون االقدمون اتالرتتيــب؛ اي -البتــداء مــن نقطــة دينيــة فطريــة تــؤدي اىل حتريــر الضــامئر، مث½ -تبــاع طريــق الرتبيــة

.والهتذيب بدون فتور وال انقطاعاما املتاخرون من قادة العقول يف الغرب، مفهنم فئة سلكوا طريقة اخلروج باممهم من حظـرية

سـية، اىل فضـاء االطـالق وتربيـة الطبيعـة، زامعـني ان½ الفطـرة يف االنسـان اهـدى ا­ين وادابه النف ل احلس½ -هلموم، مث سبيال، وحاجته اىل النظام تغنيه عن اعانة ا­ين، اليت يه اكUدرات مسوم تعط

.تذهب -حلياة، فيكون رضرها اكرب من نفعهام وجدوا اممهم قد فشا فهيا نـور العـمل، ذº العـمل وقد ساعدمه عىل سلوك هذا املسá، اهن½

ا_ي اكن منحرصــا يف خدمــة ا­يــن عنــد املرصــيني واالشــوريني، وحمتكــرا يف ابنــاء االرشاف عنــد بان املنتخبني عند الهنـديني واليـوqن، حـىت جـاء الغرqطيني والرومان، وخمصصا يف اعداد من الشـ

وا-حوا تناوÄ للك متعمل، فانتقل اىل اور- حـرا عـىل رمغ العرب بعد االسالم، واطلقوا حرية العمل،ت االمم يف النعـمي، وانترشـت رت بـه عقـول االمم عـىل درجـات، ويف نسـبهتا ترقـ½ رجال ا­ين، فتنـو½ب اللحـاق، ويبحـث عـن م ويتـنغ½ص مـن حالتـه، ويتطلـ½ ر مهنا يغبط املتقـد وختالطت، وصار املتاخ

حركة قوية يف االفاكر، وحركة معرفة اخلري والغرية عـىل نـواÄ، حركـة معرفـة فنشا من ذº. وسائ[اغتمن زعامء احلرية يف الغـرب . الرش واالنفة من الصرب عليه، حركة السري اىل االمام رمغ لك معارض

ريـة، قوة هذه احلركة واضافوا الهيا قوات ادبية شـىت، اكستبداهلم ثقا  وقار ا­ين بزهـوة عـروس احلم مل يبالوا بمتثيـل احلريـة حبســناء خليعـة ختتلـب النفـوس واكسـتبداهلم رابطـة �شـرتاك يف . حىت اهن½

æشـرتاك ا_ي يتـو­ منـه حـب� ºالطاعة للمستبدين برابطة �شرتاك يف الشؤون العموميـة، ذل السـياسـة وهكذا جعلـوا قـوة حركـة االفـاكر تيـارا سـلطوه عـىل رؤوس الـرؤوس مـن اهـ. الوطنالغاية تـربر (مث½ ان½ هؤالء الزعامء استباحوا القساوة ايضا، فاخذوا من #جورات ديهنم قاعدة . وا­ين

تثقيـل ا_مـة (، كجواز الرسقة اذا اكنت الغاية من رصف املـال يف سـبيل اخلـري، وقاعـدة )الواسطةل) يبيح الفعل القبيح عهنا خطيئهتا، ودفعوا الناس هبام اىل كشهادة الزور عىل ذمة الاكهن اليت يتحم½

ارتاكب اجلرامئ الفظيعة اليت تقشعرæ مهنا االنسانية، الـيت ال يســتبيحها احلكـمي الرشـيق ملـا بـني ابنـاء .الغرب وابناء الرشق من التباين يف الغرائز واالخالق

½ه مل يبق عنده ماديæ احلياة، قويæ النفس، شديد املعامÇ، حريص عىل �نتقام، : الغريب Cنجـاف : فاجلرمـاين مـثال . يشء من املبادئ العالية والعواطف الرشيفة اليت نقلهتا Ä مسـيحية الرشـق

الطبع، يرى ان½ العضو الضعيف من البرش يسـتحق املوت، ويـرى لك½ فضـيÇ يف القـوة، ولك½ القـوة وهذا الالتيين مطبوع . ، ولكن الجل املاليف املال، فهو حيبæ العمل، ولكن، الجل املال؛ وحيبæ اàد

عــىل العجــب والطــيش، يــرى العقــل يف االطــالق، واحليــاة يف خلــع احليــاء، والرشــف يف الــرتف، ة يف املائدة والفراش ½� .والكياسة يف الكسب، والعز يف الغلبة، وال

Page 60: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

60

، واالصــغ اء امــا اهــل الرشــق فهــم ادبيــون، ويغلــب علــهيم ضــعف القلــب وســلطان احلــبويرون العز½ يف الفتوة واملـروءة، . للوجدان، وامليل للرمحة ولو يف غري موقعها، واللæطف ولو مع اخلصم

والغىن يف القناعة والفضيÇ، والراحة يف االنس والسكينة، وال�ة يف الكرم والتحبب، ومه يغضبون، .ولكن؛ ل�ين فقط، ويغارون، ولكن؛ عىل العرض فقط

لرشـيق ان يسـري مـع الغـريب يف طريـق واحـدة، فـال تطاوعـه طباعـه عـىل ليس من شان اف تقليـده يف امـر فـال حيسـن التقليـد، وان احســنه فـال استباحة ما يسـتحسـنه الغريب، وان تلكـ½

!.. يثبت، وان ثبت فال يعرف اسـت3ره، حـىت لـو سـقطت المثـرة يف كفـه متـىن لـو قفـزت عـىل مفـهشان ظامله اىل ان يزول عنه ظلمه، مث½ ال يفكر فمين خيلفه وال يراقبه، فيقع يف فالرشيق مثال هيمتæ يف

فتكوا مبئات امراء : وCولئك الباطنة يف االسالم. الظمل äنية، فيعيد الكرة ويعود الظمل اىل ما ال هنايةـم مل يسـمعوا -حلمكـة النبويـة ، وال -حلمكـة "نيال يـ�غ املـرء مـن جحـر مـرت: "عىل غري طائل، Cهن½

اما الغريب اذا اخذ عىل يد ظامله فال يفلته حىت يشل½ها، بـل حـىت . )ان½ هللا حيبæ املت½قني(" القرانية .يقطعها ويكوي مقطعها

وهكذا بني الرشقيني والغربيني فروق كثرية، قد يفضل يف االفراد�ت الرشيق عىل الغـريب، الغربيـون يســتحلفون امـريمه عـىل : مثـال ذº. رشيق مطلقا ويف �ج�عيات يفضل الغريب عىل ال ! والسلطان الرشيق يسـتحلف الرعيـة عـىل �نقيـاد والطاعـة. الصداقة يف خدمته هلم والزتام القانون

مون عىل مـن شـاؤوا الغربيون يمنون عىل ملوكهم مبا يرتزقون من فضالهتم، واالمراء الرشقيون يتكر½الغريب يعترب نفسه مالاك جلزء مشاع من وطنه، والرشيق يعترب نفسـه ! صدقات-جراء امواهلم علهيم

الغريب Ä عىل امريه حقـوق، ولـيس عليـه حقـوق؛ والرشـيق عليـه ! واوالده وما يف يديه ملاك المريهالغربيون يضعون قـانوq المـريمه يرسـي عليـه، والرشـقيون يسـريون ! المريه حقوق وليس Ä حقوق

الغربيون قضاؤمه وقدرمه من هللا؛ والرشقيون قضاؤمه وقدرمه ما يصـدر ! مشيئة امراهئمعىل قانون . الرشيق رسيع التصـديق، والغـريب ينفـي وال يثبـت حـىت يـرى ويلمـس! من بني شفيت املسـتعبدين

الرشيق اكرث ما يغار عىل الفروج Cن½ رشفه لكه مسـتودع فهيا، والغـريب اكـرث مـا يغـار عـىل حريتـه ! الرشيق حريص عىل ا­ين والر�ء فيه، والغريب حريص عـىل القـوة والعـز واملزيـد فـهيام! سـتقالÄوا

!...ان½ الرشيق ابن املايض واخليال، والغريب ابن املسـتقبل واجلد: واخلالصةــاكن، وخصوصــية االحــوال، ــان وامل ــون ســاعدهتم ظــروف الزم ــاخرون الغربي احلكــامء املت

ــم اســتباحوا يف المتهيــد الســـيايس الختصــار الطريــق فســلك وه، واســتباحوا مــا اســتباحوا، حــىت اهن½تشجيع اعوان املستبد½ عىل تشديد وطاة الظمل و�عتسـاف بقصـد تعمـمي احلقـد عليـه، ومبثـل هـذه

qلوا املراد او بعضه، من حترير االفاكر وهتذيب االخالق وجعل االنسان انساq التدابري القاسـية. ء الغالة فئة ات½بعت اثر النبيني، ومل حتفـل بطـول الطريـق وتعبـه، فنجحـت وقد سـبق هؤال

ورخست، واعين بتá الفئة اولئك احلكامء ا_ين مل ياتوا بدين جديد، وال متسـكوا مبعـاداة لك ديـن،

Page 61: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

61

بوا، وسـه½لوا، وق بـوا، مكؤسيس مجهورية الفرنسيس، بل رتقوا فتوق ا­هر يف ديهنم مبا نق½حـوا، وهـذ½ ر½دوه، وجعلوه صاحلا لتجديد خليق اخالق االمة .حىت جد½

وما احوج الرشـقيني امجعـني مـن بـوذيني ومسـلمني ومســيحيني وارسائيليـني وغـريمه، اىل فيجـددون النظــر يف . حكـامء ال يبـالون بغوغــاء العلـامء املــرائني االغبيـاء، والرؤســاء القسـاة اجلهــالء

احلق الرصحي، نظر من ال يضيع النتاجئ بتشويش املقـدمات، نظـر مـن ا­ين، نظر من ال حيفل بغري ºـه ال اســ�  النـاس اليـه، وبـذ يقصد اظهار احلقيقـة ال اظهـار الفصـاحة، نظـر مـن يريـد وجـه رببونه من الزوائد الباطÇ مما يطرا عادة عـىل لك ديـن يتقـادم Ç يف ا­ين، وهيذ يعيدون النواقص املعط½

، فيحتاج اىل جمددين يرجعون به اىل اص[ املبني الربيء من حيث متليك االرادة ورفع البالدة عهدهمن لك ما يشني، اUفف شقاء �ستبداد و�سـتعباد، املبرص بطرائق التعلمي والـتعمل الصـحيحني،

نسـاq، وبـه ال -لكفـر امله¡ قيام الرتبية احلسـنة واسـتقرار االخالق املنتظمة مما بـه يصـري االنسـان ا qيعيش الناس اخوا.

والرشقيون ما دامـوا عـىل حـارض حـاهلم بعيـدين عـن اàـد والعـزم، مـر*حني للهـو والهـزل تسكينا الالم اسارة النفس، واخالدا اىل امخلول والتسفæل، طلبا لراحة الفكر املضغوط عليه مـن لك

لبهتم -لوظائف، ينتظرون زوال العناد -لتوالك، او جمرد جانب، يتاملون من تذكريمه -حلقائق، ومطااو يرتبصون صدفة مثل اليت qلهتا بعض االمم، فليتوقعـوا اذن ان يفقـدوا ا­يـن لكيـا، . المتين وا­عاء

دهريني، ال يدرون اي احلياتني اشقى، فلينظروا ما حـاق -الشـوريني -وما مساؤمه ببعيد–فميسوا .مه من االمم املنقرضة املندجمة يف غريها خدما وخوال والفينيقيني وغري

واالمر الغريب، ان½ لك½ االمم املنحطة من مجيـع االد�ن حترصـ بليـة احنطاطهـا الســيايس يف ـك بعـروة ا­يـن متسـاك مكينـا، æهتاوهنا بـامور ديهنـا، وال ترجـو حتسـني حالهتـا �ج�عيـة اال -لمتس

دة، ولنعم �عتقاد لو اكن يفيد شيئا، لكنه ال يفيد ابدا؛ النـه قـول ال ميكـن ان ويريدون -­ين العبايكون وراءه فعل، وذº ان½ ا­ين بذر جيد ال شـهبة فيه، فاذا صدقت مغرسا طيبا نبت ومنـا، وان

هـا صادف ارضا قاحÇ مات وفات، او ارضا مغراقا هاف �ستبداد برصها وبصريهتا، وافسـد اخالق هام املرشـوع وديهنا، حىت صارت ال تعرف ل�ين معىن غري العبادة والنسك ال�ين ز�دهتام عـن حـد

.ارضæ عىل االمة من نقصهام كام هو مشاهد يف املتنسكنيا­ين يفيد الرتيق �ج�عي اذا صادف اخالقا فطرية مل تفسد، فيهنض هبا كام هنضـت ! نعم

.ضة اليت نتطلهبا منذ الف عام عبثا االسالمية -لعرب، تá الهنان½ اكرث الناس ال حيفلـون -­يـن اال اذا وافـق -مع االسف–وقد عل½منا هذا ا­هر الطويل

اغراضهم، او لهوا ور�ء، وعلمنا ان½ الناس عبيـد منـافعهم وعبيـد الزمـان، وان½ العقـل ال يفيـد العـزم وال يســتحي النـاس مـن ان . ورة او حيصـل -لسـائق اàـربعندمه، امنا العزم عندمه يتو­ من الرضـ

بناء عليه؛ ما اجدر -المم املنحطة ان تلمتس دواءها من طريق احيـاء . يلزموا انفسهم -لميني او النذر

Page 62: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

62

ان½ الصـالة تهنــى عـن الفحشـاء (: العمل واحياء اهلمـة مـع �ســتعانة -­يـن و�ســتفادة منـه مبثـل

.يت½لكوا عىل ان½ الصالة متنع الناس عهنام بطبعها، ال ان )واملنكر

�ستبداد والرتبية�ستبداد والرتبية�ستبداد والرتبية�ستبداد والرتبية

ــواه ــابواه يصــلحانه، واب ــق هللا يف االنســان اســـتعدادا للصــالح واســـتعدادا للفســاد، ف خلوقـد . يفسدانه؛ اي ان½ الرتبية تربو -سـتعداده جسـام ونفسـا وعقـال، ان خـريا خفـري، وان رشا فرشـ

�ستبداد املشؤوم يؤثر عىل االجسام فيور�ـا االسـقام، ويسـطو عـىل النفـوس، فيفسـد سـبق ان½ بنـاء عليـه؛ تكـون الرتبيـة و�سـتبداد عـاملني . االخالق، ويضغط عـىل العقـول فمينـع مناءهـا -لعـمل

æما تبنيه الرتبية مع ضعفها هيدمـه �سـتبداد بقوتـه، وهـل يـمت æبنـاء وراءه متعاكسني يف النتاجئ، فلك هاد؟

ـل . االنسان ال حد½ لغايتيه رقيا واحنطاطا وهذا االنسان ا_ي حارت العقـول فيـه، ا_ي حتم½امانة تربية الن½فس، وقد ابهتا العوامل، فامت½ خالقه اسـتعداده، مث½ اولكه خلريته، فهو ان يشا الكـامل يبلـغ

ذائــل حـىت احـط مــن الشــياطني، عــىل ان½ فيـه اىل مـا فــوق مرتبـة املالئكـة، وان شــاء تلـب½ س -لر½وكفى ان½ هللا مـا ذكـر االنسـان يف القـران، اال وقـرن امسـه بوصـف . االنسان اقرب للرش منه للخري

مـا ذكـر هللا تعـاىل االنسـان يف القـران اال وهجـاه، . قبيح كظلوم وغرور وكفار وجبار وûـول واثـمي

ان½ االنسـان (؛ )ان½ االنسـان لفـي خـس (؛ )ان½ االنسـان لكفـور (؛ )هقتل االنسان ما اكفـر (: فقال

ـل (؛ )واكن االنسان جعوال (؛ )ليطغى مـا وجـد مـن خملوقـات هللا مـن qزع . )خلق االنسان من جعهللا يف عظمته، واملستبدون من االنسان ينازعونه فهيا، واملتناهون يف الرذا  قد يقبحون عبثـا لغـري

.اجة يف الن½فس حىت وقد يتعمدون االساءة النفسهمحطب، فهو مسـتقمي ­ن بطبعه، ولكهنـا اهـواء الرتبيـة متيـل بـه االنسان يف نشاته اكلغصن الر½اىل ميني اخلري او شامل الرش، فاذا شب½ يبس وبقي عىل امياÄ ما دام حيا، بل تبقى روحـه اىل ابـد

ورمبـا اكن ال غرابـة . فائه حق½ وظيفة احلياة او يف حجمي الندم عىل تفريطـهاالبدين يف نعمي الرسور -يت Ä االحالم، او -àرم اجلـاين اذا qم يف تشبيه االنسان بعد املوت -ملرء الفرح الفخور اذا qم و_½

.فغشيته قوارص الوجدان هبواجس لكæها مالم واالمالقدوة و�قتبـاس، فـامهæ اصـولها وجـود املـرابني، وامهæ الرتبية ملكة حتصل -لتعلمي والمترين و

وجعلت ا­ين فرعا ال اصال؛ الن½ ا­ين عمل ال يفيـد العمـل اذا مل يكـن مقـروq . فروعها وجود ا­ينوهذا هو سبب اختالف االخالف من علامء ا­ين عند االسـالم عـن امثـاهلم مـن الربامهـة . -لمترين

Page 63: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

63

اقبال املسلمني يف القرن اخلامس، وفc بعده، عىل قبول اصول الطرائق اليت والنصارى، وهو سبب اكنت لبا حمضا ملا اكنت تعلc ومترينا؛ اي تربية للمريدين، مث½ خالطها القرش، مث½ صارت قرشـا حمضـا،

.مث½ صار اكرثها لهوا او كفرا الــنفس وولهيــا الشـــيطان اخلنــاس ملكــة الرتبيــة بعــد حصــولها ان اكنــت رشا تضــافرت مــع

فرخست، وان اكنت خريا تبقى مقلقـÇ اكلسـفينة يف حبـر االهـواء، ال يرسـو هبـا اال فرعهـا ا­يـين يف .الرس والعالنية، او الوازع السـيايس عند يقني العقاب

و�ستبداد رحي رصرص فيه اعصار جيهل االنسان لك ساعة شانه، وهـو مفسـد ل�يـن يف ولهـذا تبقـى االد�ن يف االمم . قسميه؛ اي االخالق، اما العبادات منه فال ميسها الهنا تالمئه اكرثامه

املاسورة عبارة عن عبادات جمردة صارت عادات، فال تفيد يف تطهري النفوس شيئا، وال تهنــى عـن تلجـا وتتلـوى بـني يـدي حفشاء وال منكر لفقد االخالص فهيا تبعا لفقده يف النفوس، اليت الفت ان ت

سطوة �ستبداد يف زوا� الكذب والر�ء واخلداع والنفاق، ولهـذا ال يســتغرب يف االسـري االليـف ه ومع قومه وجنسه، حىت ومع نفسه ه، ومع ابيه وام .تá احلال؛ اي الر�ء، ان يسـتعم[ ايضا مع رب

او احلاضـنة، مث½ تضـاف الهيـا تربيـة الرتبية تربية اجلسم وحـده اىل ســنتني، يه وظيفـة االمالنفس اىل السابعة، ويه وظيفة االبوين والعائÇ معا، مث تضاف الهيـا تربيـة العقـل اىل البلـوغ، ويه دفة، æمني واملدارس، مث½ تايت تربية القدوة -القربني واخللطاء اىل الزواج، ويه وظيفة الص وظيفة املعل

.ة، ويه وظيفة الزوجني اىل املوت او الفراقمث½ تايت تربية املقارنوال بد½ ان تصحب الرتبية من بعد البلوغ، تربية الظروف احمليطة، وتربية الهيئة �ج�عية،

.وتربية القانون او سري السـيايس، وتربية االنسان نفسههـور احلكومات املنتظمة يه اليت تتوىل مالحظة تسهيل تربية االمة مـن حـني تكـون يف ظ

اال-ء، وذº بان تسن قوانني الناكح، مث تعتين بوجود القابالت وامللقحني واالطباء، مث½ تفتح بيـوت االيتام اللقطاء، مث تعدæ املاكتب واملدارس للتعلمي من �بتدايئ اجلربي اىل اعـىل املراتـب، مث½ تسـهل

كتبـات واالäر، وتقـمي النæصـب املـذكرات، �ج�عات، ومتهد املسارح، وحتمي املنتـد�ت، وجتمـع امل وتضــع القــوانني احملافظــة عــىل االداب واحلقــوق، وتســهر عــىل حفــظ العــادات القوميــة، وامنــاء ن العاجزين فعال عن الكسب مـن املـوت االحساسات املللية، وتقوي االمال، وتيرس االعامل، وتؤم

ر الفضـيÇ جوعا، وتدفع سلميي االجسام اىل الكسـب ولـو يف . اقىصـ االرض، وحتمـي الفضـل وتقـدوهكذا تالحظ لك½ شؤون املرء؛ ولكن، مـن بعيـد، يك ال ختـل حبريتـه واســتقالÄ الشخيصـ، فـال

.تقرب منه اال اذا جىن جرما لتعاقبه، او مات لتواريهون وهكذا، االمة حترص عىل ان يعيش ابهنا راضيا بنصيبه من حياته ال يفتكر قط كيف تك

فلتحـي االمـة، : بعده حا  صبية ضعاف يرتكهم وراءه، بل ميوت مطمئنـا راضـيا مرضـيا اخـر دعائـه .فلتحي اهلمة

Page 64: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

64

اما املعيشة الفوىض يف االدارات املستبدة فهــي غنيـة عـن الرتبيـة؛ الهنـا حمـضæ منـاء يشــبه مهـا العواصـف وااليـدي وحتط . االجشار الطبيعية يف الغا-ت واحلراش، يسـطو علهيـا احلـرق والغـرق

ـف يف فسـائلها وفروعهـا الفـاس االمعـى، فتعـيش مـا شـاءت رمحـة احلطــابني ان القواصـف، ويترص½دفة تعوج او تسـتقمي، تمثر او تعقم æتعيش، واخليار للص.

يعيش االنسان يف ظل العدا  واحلرية نشـيطا عىل العمل بياض هنـاره، وعـىل الفكـر سـواد ½�ح وتريض؛ النـه هكـذا راى ابويـه واقـر-ءه، وهكـذا يـرى قومـه لي[، ان طعم ت ـى ترو½ ذ، وان تلهيرامه رجاال ونساء، اغنياء وفقراء، ملـواك وصـعاليك، لكæهـم دائبـني عـىل االعـامل، . ا_ين يعيش بيهنم

ه ه وجده، عىل ماº املليار ارä عـن ابيـه وجـد ش العامـل نعـم؛ يعـي. يفتخر مهنم اكسب ا­ينار بكده النجاح وال تقبضه اخليبة، انام ينتقل من معل اىل غريه، ومن فكر اىل اخـر، فيكـون æمع البال يرسqمت�ذا باماÄ ان مل يسارعه السعد يف اعامÄ، وكيفام اكن يبلـغ العـذر عـن نفسـه والنـاس مبجـرد ايفائـه

½ه بريء من عار العجز والبطا ويكون فرحا خفورا جنح او مل . وظيفة احلياة؛ اي العمل .ينجح، الناما اسري �ستبداد، فيعيش خامال خامدا ضائع القصد، حائرا ال يدري كيف مييت سـاعاته

½ه حريص عىل بلوغ اج[ ليسـترت حتت الـرتاب وخيطـئ، وهللا مـن . واوقاته ويدرج ا�مه واعوامه، Cنمسـتدال بـاهنم لـو اكنـوا يشـعرون . راء ال يشعرون باالم االرسيظنæ ان½ اكرث االرساء ال سـc مهنم الفق

لبادروا اىل ازالته، واحلقيقة يف ذº اهنم يشعرون باكرث االالم ولكهنم ال يدركون ما هو سـبهبا، ومـن ورمبـا ظـن½ . اين جاءهتم؟ فريى احدمه نفسه منقبضا عن العمل، النه غري امني عىل اختصاصه -لمثرة

مث½ يعمل *رة، ولكن؛ بـدون نشـاط وال اتقـان، . طبيعيا لالقو�ء فيمتىن ان لو اكن مهنمالسلب حقا فيفشل رضورة، وال يدري ايضا ما السبب، فيغضب عـىل مـا يسـميه سـعدا او حظـا او طالعـا او

جنـاح العمـل، واملسكني من اين Ä ان يعرف ان½ النشاط واالتقان ال يتاتيان اال مع _ة انتظار . قدرا ـا الـ�ة الكـربى، الســمترار زماهنـا مـن حـني العـزم اىل متـام العمـل، ر احلكـامء اهن½ تá ال�ة الـيت قـد½

.واالسري ال اطمئنان فيه عىل �سـمترار، وال تشجيع Ä عىل الصرب واجل�ب املنتسـب اىل ديـن يسـيل نفسـه -لسـعادة االخرويـة، فيعـدها جبنـان ذات االسري املعذ½

ه Ä الـرمحن، ويبعـد عـن فكـره ان½ ا­نيـا عنـوان االخـرة، وان½ رمبـا اكن خـارسا ا فنان ونعمي مقـمي اعـد½ا خاصة هبم يعطفـون مصـائهبم . الصفقتني، بل ذº هو الاكئن غالبا æولبسطاء االسالم مسليات اظهن

عبـدا ابـتاله، هـذا شـان ا­نيا جسن املؤمن، املؤمن مصـاب، اذا احـب½ هللا : علهيا، ويه حنو قوهلم، "ان½ هللا يكـره العبـد البطـال: "ويتناسـون حـديث. اخر الزمان، حسب املرء لقcت يقمـن صـلبه

، ويتغـافلون عـن الـنص "اذا قامت السـاعة ويف يـد احـدمك غرسـة فليغرسـها"واحلديث املفيد معىن واين ذº بعد؟. زينهتاالقاطع املؤجل قيام الساعة اىل ما بعد اسـتكامل االرض زخرفهتا و

ولكæ هذه املسميات املثبطات هتون عند ذº السم القاتل، ا_ي حيول االذهان عن ال�س معرفة سبب الشقاء، فريفع املسؤولية عن املستبدين، ويلقهيـا عـىل عـاتق القضـاء والقـدر، بـل عـىل

Page 65: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

65

رساء املساكني انفسهم ب[ اخلواص، ملا ورد يف التوراة مـن واعين هبذا السم، فهم العوام، و . عاتق اال�احلامك ال يتق� السـيف جزافا، انه مقام لالنتقام "، و"اخضعوا للسلطان وال سلطة اال من هللا: "حنو

ثومه مـن ذº قـوهلم"من اهـل الرشـ السـلطان ظـلæ هللا يف : "، وقـد صـاغ وعـاظ املسـلمني وحمـدهـذا ولكæ مـا ورد يف ". امللـوك ملهمـون"، و"تقم منـهالظامل سـيف هللا ينتقم به، مث½ ينـ "، و"االرض

هذا املعىن ان حص½ فهو مقيد -لعدا  او حممتل للتاويل مبا يعقل، ومبا ينطبـق عـىل حـمك االيـة الكرميـة

.)فال عدوان اال عىل الظاملني(، واية )اال لعنة هللا عىل الظاملني(: اليت فهيا فصل اخلطاب، ويهوليس من شان االمم اململوكة شؤوهنا، ان يوجد فهيا مـن يعـمل الرتبيـة وال . الرتبية عمل ومعل

حــىت ان½ الباحــث ال يــرى عنــد االرساء علــام يف الرتبيــة مــدفوq يف الكتــب فضــال عــن . مــن يعلمهــار وجوده بال سـبق عزم، وهو بـال ســبق يقـني، وهـو بـال ســبق . االذهان اما العمل، فكيف يتصو½

بناء عليه؛ ما ". انام االعامل -لنيات: "وورد يف احلديث". النية سابقة العمل"يف االثر وقد ورد. عملابعد الناس املغصوبة ارادهتم، املغلو  ايدهيم، عن توجيه الفكر اىل مقصـد مفيـد اكلرتبيـة، او توجيـه

.اجلسم اىل معل qفع كمترين الوجه عىل احلياء والقلب عىل الشفقةعد االرساء عن �سـتعداد لقبول الرتبية، ويه قرص النظر عـىل احملاسـن والعـرب، نعم؛ ما اب

وقرص السمع عىل الفوائد واحلمك، وتعويد اللسان عىل قول اخلري، وتعويد اليد عـىل االتقـان، وتكبـري النفس عن السفاسف، وتكبري الوجدان عن نرصـة الباطـل، ورعايـة الرتتيـب يف الشـؤون، ورعايـة

و�ندفاع -للكيـة حلفـظ الرشـف، حلفـظ احلقـوق، ومحلايـة ا­يـن، محلايـة . ري يف الوقت واملالالتوفالناموس، وحلب الوطن، حلب العائÇ، والعانة العمل، العانة الضعيف، والحتقار الظـاملني، الحتقـار

الرتبيتني العائليـة عىل غري ذº مما ال ينبت اال يف ارض العدل، حتت سامء احلرية، يف ر�ض . احلياة .والقومية

ل واخلـداع والنفـاق والتـذلل æالنـاس اىل اسـتباحة الكـذب والتحيـ æواىل . �ستبداد يضـطروينــتج مــن ذº ان½ �ســتبداد . مرامغــة احلــس واماتــة الــنفس ونبــذ اجلــد وتــرك العمــل، اىل اخــره

بناء عليه، يـرى اال-ء ان½ تعـهبم يف . عونةاملشؤوم هو يتوىل بطبعه تربية الناس عىل هذه اخلصال امللتربية االبناء الرتبية االوىل عىل غري ذº ال بـد½ ان يـذهب عبثـا حتـت ارجـل تربيـة �سـتبداد، كـام

.ذهبت قبلها تربية ا-هئم هلم، او تربية غريمه البناهئم سدى ـم مث½ ان½ عبيد السلطان الـيت ال حـدود لهـا مه غـري مـالكني انفسـهم ، وال مه امنـون عـىل اهن½

ويف احلقيقـة، ان½ االوالد يف . بل مه يربون انعامـا للمسـتبدين، واعـواq هلـم علـهيم. يربون اوالدمه هلم. عهد �ستبداد، مه سالسل من حديد يرتبط هبا اال-ء عىل او*د الظمل والهوان واخلوف التضـييق

: وقد قال الشاعر! �عتناء -لرتبية محق مضاعففالتوا­ من حيث هو زمن �ستبداد محق، و مل يبك ميت ومل يفرح مبولود ان دام هذا ومل حتدث Ä غري

Page 66: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

66

ـم حـىت رساء ال يدفعهم للزواج قصد التوا­، امنا يـدفعهم اليـه اجلهـل املظـمل، واهن½ وغالب اال�لعمل وتعلميه، و_ة اàد وامحلاية، و_ة االيثـار لكذة ا: االغنياء مهنم حمرومون من لك امل�ات احلقيقية

والبذل، و_ة احراز مقام يف القلوب، و_ة نفوذ الراي الصائب، و_ة كرب النفس عنـد السفاسـف، .اىل غري ذº من امل�ات الروحية

اما م�ات هؤالء التعسـاء فهــي مقصـورة عـىل _تـني اثنتـني؛ االوىل مهنـا _ة االلك، ويه ت، واال مفزابل للنبا*ت، او جبعلهم اجسا#م يف الوجود كام جعلهم بطوهنم مقابر للحيواqت ان تيرس½

والـ�ة الثانيـة يه الرعشـة . ، او جعلها معامل لتجهـزي االخبثـني)الكنيف(اqبيب بني املطبخ و: قيلاحلك ووظيفهتـا -سـتفراغ الشهوة، Cن اجسا#م خلقت دمامل جرب عىل ادمي االرض، يطيب لها

.وهذا الرشه الهبميي يف البعال هو ما يعمي االرساء ويرمهيم -لزواج والتوا­. توليد الصديد ودفعهض لهتـك الفسـاق مـن -زمن �ستبداد–العرض كسائر احلقوق غري مصون، بل هـو معـر½

رسون االوالد ويســتحيون املستبدين واالرشار من اعواهنم، فاهنم، كام اخرب القران عن الفراعنـة، يـا ومن االمور املشاهدة ان½ االمم اليت . النساء، خصوصا يف احلوارض الصغرية والقرى املسـتضعف اهلها

كسـواد : تقع حتت ارس امة تغايرها يف السـcء، ال مييض علهيا اجيال اال وتغشـو فهيـا ســcء االرسيـنوعدم �طمئنان عـىل العـرض يضـعف احلـب . العيون يف االسـبانيول، وبياض البرشة يف االفريقيني

ا_ي ال يـمتæ اال -الختصــاص، ويضــعف لصـقة االوالد بــازواج ا#ــاهتم، فتضـعف الغــرية عــىل حتمــل فاح م الس .مشاق الرتبية، تá الغرية اليت الجلها رش½ع هللا الناكح، وحر½

كـام ان½ النتظـام ! الرساء من السعة؟للسعة والفقر ايضا دخل كبري يف تسهيل الرتبية، واين ارساء اغنياء اكنوا او معـدمني، لكæهـا خلـل يف املعيشة ولو مع الفقر عالقة قوية يف الرتبية، ومعيشة اال�خلل، وضيق يف ضيق، وذº جيعل االسري هني النفس، وهذا اول دراكت �حنطاط، يـرى ذاتـه

- وملبسـا ومسـكنا، وهـذا äين ا­راكت ويـرى اســتعداده ال يسـتحقæ املزيد يف النعمي مطعـام ومرشـقارصا عن الرتيق يف العمل، وهذا äلهثا، ويرى حياته عىل بساطهتا ال تقوى اال مبعاونة غـريه Ä، وهـذا

!.رابعها، وهمل½ جرالـون مشـاق½ الرتبيـة رساء عـن النشـاط للرتبيـة، مث½ ملـاذا يتحم½ ، ومه ان بناء عليه؛ ما ابعد اال�

روا اوالدمه -لعمل جنوا علهيم بتقوية احساسهم، فزييدوهنم شقاء، ويزيدوهنم بالء، ولهذا ال غرو ان نو½ .خيتار االرساء ا_ين فهيم بقية من االدراك، ترك اوالدمه مهال جترفهم البالهة اىل حيث تشاء

½ه يلق½ح به، ويف الغالـب واذا افتكرq كيف ينشا االسري يف البيت الفقري، وكيف يرتىب½ ،جند انــه فتشـــمته، او زاد االم حياهتــا ك رشاســة ام ــا حــر½ ك جنين ــدان متشاكســان، مث½ اذا حتــر½ ــواه متناك ابفترضبه، فاذا ما ضي½قت عليه بطهنا اللفهتا �حنناء مخوال والترصـر صـغارا، والـتقلæص لضـيق فـراش

ت مفـه بثـدهيا، او الفقر، ومىت و­ته ضـغطت عليـه -لقـام ½م وبـىك سـد½ ط اقتصـادا وûـال، فـاذا تـالقطعت نفسه خضا او بدوار الرسير، او سقته خمدرا جعـزا عـن نفقـة الطبيـب، فـاذا مـا فطـم، ياتيـه

Page 67: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

67

الغذاء الفاسد يضيق معدته، ويفسد مزاجه، فاذا اكن قوي البنيـة طويـل العمـر وترعـرع، يمنـع مـن ت، فاذا سال واسـتفهم ماذا وما هذا ليتعمل، يزجر ويلمك لضيق خلق ابويه، ر�ضة اللعب لضيق البي

وان جالسهام ليالف املعارشة، وينتفي عنه التوجس يبعدانه يك ال يقف عىل ارسارهـام، فيسـرتقها منـه اىل اجلريان اخللطاء، فتمنى اعوان الظاملني وما اكرثمه، فاذا قويت رجاله يدفع به اىل خـارج البـاب،

مدرسة االلفة عىل القذارة، وتعمل صيغ الشـتامئ والسـباب، فان عاش ونشا وضـع يف مكتـب او عنـد فاذا بلغ الشـباب، ربطه اولياؤه عـىل وتـد . ذي صنعة، فيكون اكرب القصد ربطه عن الرساح واملراح

ه ابـواه، مث½ هـو الزواج يك ال يفر من مشالكهتم يف شقاء احلياة، ليجين هو عـىل نسـ[ كـام جـىن عليـيتوىل التضييق عىل نفسه بـاطواق اجلهـل وقيـود اخلـوف، ويتـوىل املسـتبدون التضـييق عـىل عقـ[

.ولسانه ومع[ وام[وهكــذا يعــيش االســري يف حــني يكــون نســمة يف ضــيق وضــغط، هيــرول مــا بــني عتبــة مه

ع سقام ويسـتقبل سقام اىل ان يفوز بنعمة املوت م ضيعا دنياه مع اخرته، فميـوت غـري ووادي مغ، يود .اسف وال ماسوف عليه

ملـاذا هيـمت هبـا : فالنظافـة مـثال . وما اظمل من يؤاخذ االرساء عىل عدم اعتناهئم بلـوازم احليـاةب جسـمه او ته وهـو املتـامل كـيفام تقلـ½ االسري؟ هل الجل حص½ته وهو يف مرض مسـمتر؟ ام الجل _½

لس او يؤالك، وهو من عف½ت نفسه حصبة احلياة؟نظره؟ ام الجل ذوق من جياوال يظنن½ املطالع ان½ حا  اغنياء االرساء يه اقـلæ رشا مـن هـذا؛ �، بـل مه اشـقى واقـل صات، تزيد فهيم مشاق التظاهر -لراحـة والرفـاه عافية، واقرص معرا من هذا، اذا نقصهتم بعض املنغ

قلـي[ فكثـريه الـاكذب محـل ثقيـل عـىل عـواتقهم اكلسـكران يتصـا§ والعزة واملنعة، تظاهرا ان حص½ .فيبتىل -لصداع، او اكلعاهرة البائسة تتضاحك لرتيض الزاين

حياة االسري تشـبه حياة النامئ املزعـوج -الحـالم، فهــي حيـاة ال روح فهيـا، حيـاة وظيفهتـا رشية، وبناء عىل هـذا؛ اكن فاقـد احلريـة متثيل مندرسات اجلسم فقط، وال عالقة لها حبفظ املزا� الب

½ــام هــو يشء ½ــه ال يشء يف ذاتــه، ان ال اqنيــة Ä النــه ميــت -لنســـبة لنفســه، -D -لنســـبة لغــريه؛ Cنومن اكن وجوده يف الوجود هبذه الصورة ويه الفناء يف املسـتبدين، حـق½ Ä ان ال يشـعر . -الضافة

ولـوال ان لـيس يف الكـون يشء غـري *بـع لنظـام حـىت . عيـةبوظيفة خشصية فضال عن وظيفـة اج�دف اليت يه مسببات السـباب qدرة، حلمكنا بـان½ معيشـة االرساء æامجلاد، حىت فلتات الطبيعة والص

.يه حمض فوىض، ال شـبه فوىضعىل ان½ التدقيق العميق، يفيدq بان½ لالرساء، قوانني غريبة يف مقاومة الفناء يصعب ضبطها وتعريفها، امنا االسري يرضعها مع لنب امه، ويرتىب علهيا، وقد يبدع فهيا بسـائق احلاجـة، ويكـون مـهنم ق يف ميـدان حـرب احليـاة مـع ا_ل، اكلهنـود احلاذق فهيـا علـام، املـاهر يف تطبيقهـا معـال، هـو املوفـ½

. والهيود باعه اكلعـرب مـثال، فـال خيـرج والعاجز عهنا، اما جاهل هذا القانون او العاجز فطرة عن ات

Page 68: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

68

عن كونه كرة يلعب هبا صبيان �ستبداد، *رة يرضـبون هبـا االرض او احليطـان، وامـا اذا اكن جعـزه كام يقال عن عرق هامشي، اي عن يشء من كرامة نفس او قوة احساس او جسارة جنان، فيكـون

.اكحلجارة تتكرس½ وال تلنيالشؤون احمليطة به، اليت تضـطره الن يطبـق احساسـاته قوانني حياة االسري يه مقتضيات

ر نفسه عىل موجهبا، وذº حنو مقابÇ التجـربæ عليـه -لتـذلل والتصـاغر، وتعـديل الشـدة علهيا، ويدبعليه -لتالين واملطاوعة، واعطاء املطلوب منه بعد قليل من المتنæع، ولو ان½ املطلوب هو ابنـه àـزرة

ه طالـب صـدقة، اجلندية او ابن ـ½ ته لفراش شــيخ رشيـر، واملطالبـة يف احلقـوق بصـفة اســتعطاف Cنوكسب املعاش مع شاكية احلاجة، وحفظ املال -خفائه عن االعني، والتعايم عن زالت املسـتبدين، ــة اكالفيــون ــه، والتظــاهر بفقــد احلــس او تعطــي[ -Uــدرات القوي ــان ب والتصــامم عــن ســامع مــا هي

تعطيل العقل -لتباÄ وسرت العمل -لتجاهل، و�رتداء -لتدين والر�ء، وتعويد اللسـان واحلشيش، و عىل الزالقة يف عبـائر التصـاغر والمتلـق، وعـزو لك خـري اىل فضـل املسـتبدين حـىت اذا اكن اخلـري

ن نــوع ويســند لك½ رش ولـو مـ. طبيعيـا حنـو مطـر السـامء، فعـزوه اىل يمـن احلـاكم او دعـاء الكهنـةæط عىل االعراض، عىل �سـتحقاق من جانـب هللا اىل غـري ذº مـن احـاكم ذº القـانون، . التسل .ا_ي رؤوس مسائ[ فقط متل القارئ فضال عن تفصيالهتا

ان½ اخوف ما خيافه االسري هو ان يظهر عليه اثر نعمة هللا يف اجلسم او املال، فتصيبه عني او ان يظهـر Ä شـان يف عـمل او جـاه او نعمـة #مـة، )! ابة العـنيوهذا اصل عقيدة اصـ(اجلواسيس

ذ منه(فيسعى به حاسدوه اىل املستبد وقد يتحيل االسـري عـىل )! وهذا اصل رش احلسد ا_ي يتعو½حفظ ماÄ ا_ي ال ميكنه اخفاؤه اكلزوجة امجليÇ، او ا­ابة المثينة، او ا­ار الكبرية، فيحمهيـا -ســناد

).وهذا اصل التشاؤم -القدام والنوايص واالعتاب(، الشؤم، وال يقـوون عـىل اســتعامهلم معـه البـاس رساء يبغضون املستبد½ ومن غريب االحوال ان½ اال�

فيعـادون مـن بيـهنم : الطبيعي املوجود يف االنسان اذا غضب، فيرصفون باسهم يف وûة اخرى ظلام ومـثلهم يف ذº مثـل الـGب االهليـة، . نساءمه وحنو ذº فئة مسـتضعفة، او الغر-ء، او يظلمون

اذا اريد مهنا احلراسة والرشاسة، فاحصاهبا يربطوهنا هنارا ويطلقوهنا ليال فتصري رشسة عقـورة، وهبـذا واحيـاq تكـون جسـارة . التعليل تعل½ل جسارة االرساء احياq يف حمار-هتم، ال اهنا جسارة عن جشاعة

ن التنايه يف اجلبانة امـام املسـتبد ا_ي يسـوقهم اىل املـوت، فيطيعونـه انـذعارا كـام تطيـع االرساء ع .الغمنة ا_ئب فهترول بني يديه اىل حيث يالكها

م ان½ الرتبية غـري مقصـودة، وال مقـدورة يف ظـالل �سـتبداد اال مـا قـد وقد ات½ضح مما تقد½وقـد امجـع . نوع يسـتلزم اخنالع القلوب ال تزكيـة النفـوسيكون -لتخويف من القوة القاهرة، وهذا ال

علامء �ج�ع واالخالق والرتبية عىل ان½ االقناع خري من الرتغيب فضال عن الرتهيب، وان½ التعلـمي ل ارخس مـن æمع احلرية بني املعمل واملتعمل افضل من التعلمي مع الوقار، وان½ التعلمي عـن رغبـة يف التمكـ

Page 69: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

69

ان½ املـدارس تقلـل : وعىل هذه القاعدة بنوا قوهلم. احلاصل طمعا يف املاكفاة، او غرية من االقران العملام يفيـدان يف زجـر الـنفس كـام قـال احلكـمي : اجلنا�ت ال السجون، وقـوهلم ان½ القصـاص واملعاقبـة قلـ½

:العريب ما مل يكن مهنا لها زاجر ال ترجع االنفس عن غهيا

مالحظـا ان½ )ولـمك يف القصـاص حيـاة � اويل االلبـاب(: جيدا يف قـوÄ تعـاىلومن يتامل هو التساوي مطلقا، ال مقصورا عىل املعاقبة -ملثل يف اجلنـا�ت فقـط، ويـدقق : معىن القصاص لغة

ســل العظــام æالر ºعلــهيم الصــالة –النظــر يف القــران الكــرمي وســائر الكتــب الســاموية، ويت½بــع مســايرى ان½ �عتناء يف طريـق الهدايـة فهيـا منرصـف اىل االقنـاع، مث½ اىل االطـامع عـاجال او -الموالس

.اجال، مث½ اىل الرتهيب االجل غالبا ومع ترك ابواب تديل اىل النجاةمث½ ان½ الرتبية اليت يه ضا  االمم، وفقدها يه املصيبة العظمية، اليت يه املسا  �ج�عيـة؛

ث االنسان يكون انساq برتبيته، وكام يكون اال-ء يكون االبناء، وكام تكون االفراد تكون االمـة، حي½بة عىل اعداد العقل للمتيزي، مث½ عىل حسـن التفهـمي واالقنـاع، مث½ عـىل والرتبية املطلوبة يه الرتبية املرت

حســن القــدوة واملثــال، مث½ عــىل املواظبــة تقويــة اهلمــة والعزميــة، مث½ عــىل المتــرين والتعويــد، مث½ عــىلــط و�عتــدال، وان تكــون تربيــة العقــل مصــحوبة برتبيــة اجلســم، الهنــام واالتقــان، مث½ عــىل التوسمتصاحبان حصة واعتالال، فانه يقتيض تعويد اجلسم عـىل النظافـة وعـىل حتمـل املشـاق، واملهـارة يف

وان تكـون . لعبادة، والرتتيب يف العمل ويف الر�ضة والراحةاحلراكت، والتوقيت يف النوم والغذاء وافـاذا اكن ال . تلكام الرتبيتني مصحوبتني ايضا برتبية النفس عىل معرفـة خالقهـا ومراقبتـه واخلـوف منـه

مطمع يف الرتبية العامة عىل هذه االصول مبانع طبيعة �ستبداد، فال يكون لعقالء املبتلني به اال ان وراء ازا  املانع الضاغط عـىل هـذه العقـول، مث½ بعـد ذº يعتنـوا -لرتبيـة؛ حيـث ميكـهنم يسعوا اوال

.حينئذ ان ينالوها عىل توايل البطون، وهللا املوفق

�ستبداد والرت�ستبداد والرت�ستبداد والرت�ستبداد والرتيقيقيقيق

ن½ة دائبة يف اخلليقة بني خشوص وهبوط فـالرتيق هـو احلركـة احليويـة؛ اي حركـة . احلركة سـ

.ب[ الهبوط وهو احلركة اىل املوت او �حنالل او �سـتحا  او �نقالبالشخوص، ويقانة كام يه عامÇ يف املادة واعراضها، عامÇ ايضـا يف الكيفيـات ومرك½باهتـا، والقـول æوهذه السـ

دا مـا مت½ امـر اال وبـ: "، وحـديث)خيرج احلي½ من امليت وخيرج امليت من احلـي (: الشارح _º اية .وحمكهم بان½ احلياة واملوت حقان طبيعيان". التارخي يعيد نفسه: "، وقوهلم"نقصه

Page 70: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

70

وهذه احلركة اجلسمية والنفسـية والعقلية ال تقتيض السري اىل الهناية خشوصا او هبوطا؛ بـل äـة الغالبـة، فـاذا راينـا اûساعة يف شان، والعربة يف احلمك للو æر حركـة يه اشـبه مبزيان احلرارة، لك .الرتيق يه الغالبة عىل افرادها، حمكنا لها -حلياة، ومىت راينا عكس ذº قضينا علهيا -ملوت

االمة يه مجموعة افراد جيمعها نسب او وطن او لغة او ديـن، كـام ان½ البنـاء مجمـوع انقـاض، ـ ت او احنط½ ت هيئهتـا حفسـn تكون االنقاض جنسا وجامال وقوة يكون البناء، فـاذا ترقـ½ ت االمـة ترقـ½

ت جحـرة . �ج�عية، حىت ان½ حا  الفرد الواحد من االمة تؤثر يف مجموع تá االمة كام اذا لـو اختلـ½من حصن خيتلæ مجموعه وان اكن ال يشعر بذº، كام لـو وقفـت بعوضـة عـىل طـرف سـفينة عظميـة

½ه يكفي االمـة : السـياسـيني بىن عىل هذه القاعدةوبعض . اثقلهتا وامالهتا وان مل يدرك ذº -ملشاعر ان .رقيا ان جيهتد لكæ فرد مهنا يف ترقية نفسه بدون ان يفتكر يف تريق مجموع االمة

الــرتيق يف اجلســم حصــة : الــرتيق احليــوي ا_ي جيهتــد فيــه االنســان بفطرتــه ومهتــه هــو اوال ذا، äنيا æ�الـرتيق : الرتيق يف الـنفس -خلصـال واملفـاخر، رابعـا : واملال، äلثا الرتيق يف القوة -لعمل: وت

الرتيق -النسـانية، : الرتيق -لعشرية تنارصا عند الطوارئ، سادسا : -لعائÇ اسـتئناسا وتعاوq، خامسا .وهذا منهتـى الرتيق

ن حيمـل نفسـا ملهمـة وهناك نوع اخر من الرتيق ويتعلق -لروح و-لكـامل، وهـو ان½ االنسـا–فاهل االد�ن . بان½ لها وراء حياهتا هذه حياة اخرى يرتىق هبا عىل سمل العدل والرمحة واحلسـنات

يؤمنـون -لبعـث او التنـاخس، فيـاتون -لعـدل والرمحـة رجـاء املاكفـاة او خـوف -ما عدا اهل التـوراةلالنسـانية حبفظهـا *رخي احليـاة الطبيعيـة، اàازاة، ومه من قبيل الطبيعيني يعتربون انفسـهم مـدينني

.فيلزتمون خبدمهتا اه�ما حبياهتم التارخيية حبسن ا_كر او قبحهوهذه الرتقيات، عىل انواعها السـتة، ال يزال االنسان يسعى وراءها ما مل يعرتضه مانع غالب

ـا هـو القـدر احملتـوم، املسـمى عنـد ا لـبعض -لعجـز الطبيعـي، او هـو يسلب ارادته، وهـذا املـانع ام½½ه . عىل ان½ القدر يصدم سري الرتيق حملة، مث½ يطلقه فيكرæ راقيا . �ستبداد املشؤوم واما �ستبداد فان

يقلب السري من الرتيق اىل �حنطاط، ومن التقدم اىل التاخر، من الـ�ء اىل الفنـاء، ويـالزم االمـة م وصف بعضها يف االحباث السابقة، مالزمة الغرمي الشحيح، ويفعل ف هيا دهرا طويال افعاÄ اليت تقد½

افعاÄ اليت تبلغ -المة حطة العجـاموات فـال هيمهـا غـري حفـظ حياهتـا احليوانيـة فقـط، بـل قـد تبـيح وال عار عىل االنسان ان خيتار املوت عىل . حياهتا هذه ا­نيئة ايضا �ستبداد ا-حة ظاهرة او خفية

ت كبرية قد تاىب الغذاء حىت املوتا_ رس .ل، وهذه سـباع الطري والوحوش اذا ا�وقد يبلغ فعل �سـتبداد -المـة ان حيـول ميلهـا الطبيعـي مـن طلـب الـرتيق اىل التسـفæل، لزمـت -حلريـة تشـقى، ½م االûـر مـن النـور، واذا ا� ½مت كام يتـال حبيث لو دفعت اىل الرفعة البت وتال

طلق رسا�او عندئذ يصـري �سـتبداد اكلعلـق يطيـب Ä املقـام عـىل . رمبا تفىن اكلهبامئ االهلية اذا ا� .امتصاص دم االمة، فال ينفكæ عهنا حىت متوت وميوت هو مبوهتا

Page 71: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

71

وتوصــف حركــة الــرتيق و�حنطــاط يف الشــؤون احليويــة لالنســان؛ اهنــا مــن نــوع احلركــة و�نقباض، وذº ان½ االنسان يو­ وهو اجعز حـرااك وادرااك مـن لك ا­ودية، اليت حتصل -الندفاع

وهـذا . حيوان، مث½ ياخذ يف السري، تدفعه الرغائب النفسـية والعقلية وتقبضه املوانع الطبيعية واملزامحة-خلـري وهو رسæ ما ورد يف القران الكرمي من ابـتالء هللا النـاس . رسæ ان االنسان ينتابه اخلري والرش

والرش، وهو معىن ما ورد يف االثر بان½ اخلري مربوط بذيل الرش، والرش مربوط بـذيل اخلـري، وهـو عىل قدر النعمة تكون النقمة، عىل قدر اهلمم تايت العزامئ، بني السعادة : املراد من اقوال احلكامء حنو

س من ي ســتفيد مـن مصـيبته ومصـيبة والشقاء حرب جسال، العاقل من يسـتفيد من مصيبته، والكي .غريه، واحلكمي من يبهتج -ملصائب ليقطف مهنا الفوائد، ما اكن يف احلياة _ة لو مل يتخللها االم

فاذا تقرر هذا فليعمل ايضا ان½ سبيل االنسان هو الريق، ما دام جناحا �ندفاع و�نقباض . ، وسبي[ القهقرى ان غلبته الطبيعة او املزامحةفيه متوازيني كتوازن االجيابية والسلبية يف الكهر-ئية

مث½ ان½ �ندفاع اذا غلب فيه العقـل الـنفس، اكنـت الوûـة اىل احلمكـة، وان غلبـت الـنفس العقـل، اما �نقباض؛ فاملعتدل منه هو السائق للعمل، والقوي منـه مهـá للحركـة، . اكنت الوûة اىل الزيغ

: نعـم. نبحث فيه هو قابض ضـاغط مسـكن، واملبتلـون بـه مه املسـاكنيو�ستبداد املشؤوم ا_ي .ارساء �ستبداد احقæ بوصف املساكني من جعزة الفقراء

ولو مá الفقهاء حرية النظر خلرجوا من �ختالف يف تعريـف املسـاكني ا_يـن جعـل هلـم ارات : هللا نصيبا من الزاكة فقـالوا فـك الرقـاب تشـمل هـذا الـرق مه عبيـد �سـتبداد، وجلعلـوا كفـ½

.االكربرساء �ستبداد حىت االغنياء مـهنم لكæهـم مسـاكني ال حـراك فـهيم، يعيشـون منحطـني يف ا�

ني يف االحساس، منحطني يف االخالق ومـا اظـمل توجيـه اللـوم علـهيم بغـري لسـان . االدراك، منحطرة، مفا اليق -لالمئـني ان يكونـوا مشـفقني الرافة واالرشاد، وقد ابدع من شـب½ه حالهتم بدود حتت خص

ة بعد ذرة .يسعون يف رفع الصخرة ولو حتا -الظافر ذر½ة، ا_ين فهيم نسمة مروءة وقد امجع احلكامء عىل ان½ امه ما جيب مع[ عىل االخذين بيد االم½

هنم العافيـة، ان يسـعوا ورشار محية، ا_ين يعرفون ما يه وظيفهتم -زاء االنسانية، امللمتسـني الخـوايف رفع الضغط عن العقول لينطلق سبيلها يف المنو فمتـزق غيـوم االوهـام الـيت متطـر اUـاوف، شـان : الطبيــب يف اعتنائــه اوال بقــوة جســم املــريض، وان يكــون االرشــاد متناســـبا مــع الغفــÇ خف½ــة وقــوة

ه الصـوت اخلفيـف، والنـامئ حيتـاج اىل صـوت . القـوى، والغافـل يلزمـه صـياح وزجـر اكلسايه ينهبفاالشخاص من هـذا النـوع االخـري، يقتيضـ اليقـاظهم االن بعـد ان qمـوا اجيـاال طـويÇ ان يسـقهيم النطايس البارع مرا من الزواجر والقوارس عل½هم يفيقون، واال فهم ال يفيقون، حىت يـايت القضـاء مـن

!.طر البنادق، حفينئذ يصحون، ولكن؛ حصوة املوتفتربق السـيوف، وترعد املدافع ومت: السامء

Page 72: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

72

ين يؤثر عىل الرتيق االفرادي، مث½ �ج�عي تـاثريا بعض �ج�عيني يف الغرب يرون ان½ ا­، او حاجبا اكلغمي يغىش نور الشمس ال كفعل االفيون يف احلس : وهناك بعـض الغـالة يقولـون. معط

امن يف الرؤوس، وان½ اول نقطة مـن الـرتيق تبتـدئ عنـد اخـر نقطـة مـن ا­ين والعقل ضدان مزتاحــن ــابرة . ا­ي ــراد او يف االمم الغ يق و�حنطــاط يف االف æــر ــة ال ــه عــىل مرتب لæ ب ـــتد½ ــا يس وان½ اصــدق م

.واحلارضة، هو مقياس �رتباط -­ين قوة وضعفا -لنظـر اىل االد�ن اخلرافيـة اساسـا او هذه االراء لكæها حصيحة ال جمال للـرد علهيـا، ولكـن؛

ر ان½ الواحـد ثالثـة والثالثـة æاليت مل تقف عند حد احلمكة، اك­يـن املبـين عـىل تلكيـف العقـل بتصـود االذعان ملا يعقل برهان عىل فساد بعض مراكـز العقـل، ولهـذا اصـبح العـامل املمتـدن . واحد الن½ جمر½

.ة من العار؛ النه شعار احلمقيعدæ �نتساب اىل هذه العقيداما االد�ن املبنية عىل العقل احملض اكالسالم املوصوف بـدين الفطـرة، وال اعـين -السـالم

½ام اريد -السالم دين القران؛ اي ا­ين ا_ي يقوى عىل فهمه مـن : ما يدين به اكرث املسلمني االن، انح ز æانسان غري مقي½د الفكر بتفص æمعروالقران لك æيد او حتمك.

ين اذا اكن مبنيا عىل العقـل، يكـون افضـل صـارف للفكـر عـن الوقـوع يف فال شك ان½ ا­مصائد اUرفني، وانفع وازع بضبط الن½فس من الشطط، واقوى مؤثر لهتذيب االخالق، واكرب معـني

ـة اخلطـرة ـط عـىل االعـامل املهم½ ـت عـىل املبـادئ . عىل حتمæل مشاق احليـاة، واعظـم منش واجـل½ مثبالرشيفة، ويف النتيجة يكون احص½ مقياس يســتدلæ بـه عـىل االحـوال النفســية يف االمم واالفـراد رقيـا

.واحنطاطا هـذا القـران الكــرمي اذا اخـذqه وقـراqه -لــرتوي يف معـاين الفاظـه العربيــة واسـلوب تركيبــه

ـ يف مقاصـده ا­قيقـة وترشـيعه القريش، مع تفهæم اسـباب نزول ا�ته ومـا æاشـارت اليـه، ومـع التبرصن½ة العملية النبوية او االجامع ان وجدا، وقل½ام يوجـدان، æالسايم، ومع اخذ بعض التوضيحات من السـحفينئذ ال نرى فيه من اوÄ اىل اخره غري حمك يتلقاهـا العقـل -الجـالل واالعظـام، اىل درجـة انقيـاد

او كرها لالميان اجامال بان½ تá احلمك حمك عزيـزة الهيـة، وان½ ا_ي انزلهـا هللا عـىل قلبـه العقل طوعا .هو افضل من ارس[ هللا مرشدا لعباده

ºـف االنسـان قـط -الذعـان : وتوضيح ذ ه ال يلك ـ½ ان½ الناظر يف القران حق النظـر يـرى انره ويهناه من باعا لراي الغري او تقليدا لال-ءليشء فوق العقل، بل حيذ ويراه طاحفا -لتنبيـه . االميان ات

اىل اعامل االنسان فكره ونظره يف هذه الاكئنات وعظمي انتظا#ا، مث½ �سـتدالل بـذº اىل ان½ لهـذه فات اليت يسـتلزم العقل ان يكـون هـذا الاكئنات صانعا ابدعها من العدم، مث½ �نتقال اىل معرفة الص

الصانع مت½صفا هبا، او مزن½ها عهنا، مث½ يرى القران يعمل االنسـان بعـض اعـامل واحـاكم واوامـر ونـوايه عـت لتكـون لكها ال تبلع املائة عددا، ولكæها بسـيطة معقو ، اال قلـيال مـن االمـور التعبæديـة الـيت رش

امه هبا او هتاونه فهيا اخالقـه، فيســتدلæ مـثال شعارا يعرف به املسمل اخاه، او يسـتطلع من خالل قي

Page 73: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

73

كر عىل غلبـة الـنفس æلتاكسل عن الصالة عىل فقد النشاط، وبرتك الصوم عىل عدم الصرب، و-لس-ºوالعقل وحنو ذ.

وكفى -السالمية رقيا يف الترشيع، رقهيا -لبرش اىل مـزن  حرصـها اسـارة االنسـان يف ûـة ، وعتقها عقل البرش عن تومهæ وجود قـوة مـا، يف غـري هللا، مـن شـاهنا ان )هللا(رشيفة واحدة ويه

فاالسالمية جتعل االنسان ال يرجو وال هياب من رسول . تايت لالنسان خبري ما، او تدفع عنه رشا ما .او نيب، او مá او فá، او ويل او جين، او ساحر او اكهن، او شـيطان او سلطان

ذا التعلمي ا_ي يريم االنسان عن عاتقـه جبـاال مـن اخلـوف واالوهـام واخليـاالت، واعظم هباو ليس . جباال اعتقلها منذ اكن يرسح مع الغيالن، او ور�ا من ابيه ادم ا_ي طغاه شـيطان النفس

العتيق من االوهام يصبح حصيح العقل، قوي االرادة، äبت العزمية، قائده احلمكة، سائقه الوجـدان، لهـا Ä . فيعيش حرا، فرحا صبورا خفورا ال يبايل حىت -ملوت لعلمه -لسعادة اليت يســتقبلها، الـيت ميث

القــران -جلنــان، فهيــا الــروح والرحيــان، واحلــور والغلــامن، فهيــا لك مــل تشـــهتـي االنفــس وتقــرæ بــه !العينان؟

العهـم عـىل ديـن واظنæ ان هؤالء املنكـرين فائـدة ا­يـن، مـا انكـروا ذº اال مـ ن عـدم اطواذا نظـرq يف ان½ هـؤالء . حصيح مع ياسهم من اصالح مـا ­هيـم، جعـزا عـن مقاومـة انصـار الفسـاديـن مـن ûـة، قـائلني ان½ رضره اكـرب مـن نفعـه، : انفسهم مه يف ان واحـد يشـددون الن½كـري عـىل ا­

انـه ال بـد½ منـه يف بنـاء االمم، وذº مثـل وهييجون من ûة اخرى مؤثرات ادبية ومهية حمضـا يـرون كـر التـارخيي ـمعة احلســنة وعكسـها، وا_ æحب الوطن وخيانته، وحب االنسانية واالسـاءة الهيـا والســ وحنــو ذº ممــا هــو ال يشء يف ذاتــه، وال يشء ايضــا -لنســـبة اىل تــاثري طاعــة هللا -خلــري او الرش½

) مـادة(وبـني ) هللا(ال ريب فهيا، بل وال خالف اال يف االسامء بني حقيقة ) هللا(واخلوف منه، الن½ ولوال ان½ املاديني والطبيعيني يابون �سرتسال يف البحث يف صفات مـا يسـمونه مـادة ). طبيعة(او

.مع االسالم يف نقطة واحدة، فارتفع اخلالف العلمي واسمل اللكZ æ -وال شك–او طبيعة، اللتقوا ر الـريق و�حنطـاط يف الـن½فس، وكيـف ينبغـي وعىل ذكر ا للوم االرشـادي الح يل ان اصـو

رب عـىل لالنسان العاقل ان يعاين ايقاظ قومه، وكيف يرشدمه اىل اهنم خلقوا لغري ما مه عليه من الص½فا ، فيذكرمه، وحيرك قلوهبم، ويناجهيم، وينذرمه بنحو اخلطا-ت االتية ل والس½ æ_ا:

ينــازعين وهللا الشــعور، هــل مــوقفي هــذا يف مجــع - فاحييــه -لســالم؟ ام اq : � قــوم "اخاطب اهل القبور فاحيهيم -لرمحة؟ � هؤالء، لسـمت باحيـاء عـاملني، وال امـوات مسـرتحيني، بـل

ــني ــني ب ــمت ب ــوم: ان ـح تشــبهيه -لن ــرزخ يســمى التنبæــت، ويرصـ اين ارى اشـــباح اqس: � ر-ه! يف ب ".يشـهبون ذوي احلياة، ومه يف احلقيقة موىت ال يشعرون، بل مه موىت؛ الهنم ال يشعرون

هدامك هللا، اىل مـىت هـذا الشـقاء املديـد والنـاس يف نعـمي مقـمي، وعـز كـرمي، افـال : � قوم"فـال ا ! تنظرون؟ وما هذا التاخæر، وقد سـبقتمك االقوام الوف مراحل، حىت صار ما بعد ورائمك اماما

Page 74: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

74

تتبعون؟ وما هذا �خنفاض والناس يف اوج الرفعة، افـال تغـارون؟ اqشـدمك هللا؛ هـل طابـت لـمك طول غيبة الصـواب عـنمك؟ ام انـمت Cهـل ذº الكهـف qمـوا الـف عـام مث½ قـاموا، واذا -­نيـا غـري

".ا­نيا، والناس غري الناس، فاخذهتم ا­هشة والزتموا السكون؟ من الرش، انمت بعيدون عن مفاخر االبداع ورشف القدوة، مبتلون بـداء وقامك هللا: � قوم"

مك خلقـمت للـاميض ال للحـارض : التقليد والتبعية يف لك فكر ومعل، وبداء احلرص عـىل لك عتيـق Cنـ½تشكون حارضمك وتسـخطون عليـه، ومـن يل ان تـدركوا ان½ حـارضمك نتيجـة ماضـيمك، ومـع ذº ارامك

ون وهنـم يف حمامـدمهتق� ايـن ! اجدادمك يف الوساوس واخلرافـات واالمـور السـافالت فقـط، وال تق�ا­ين؟ اين الرتبية؟ اين االحساس؟ اين الغـرية؟ ايـن اجلسـارة؟ ايـن الثبـات؟ ايـن الرابطـة؟ ايـن Dــمت مص املنعــة؟ ايــن الشــهامة؟ ايــن النخــوة؟ ايــن الفضــيÇ؟ ايــن املواســاة؟ هــل تســمعون؟ ام ان

"هون؟العافامك هللا، اىل مىت هذا النوم؟ واىل مىت هذا التقلæب عـىل فـراش البـاس ووسـادة : � قوم

الياس؟ انمت مفت½حة عيونمك ولكنمك نيام، لـمك ابصـار ولكـنمك ال تنظـرون، وهكـذا ال تعمـى االبصـار، لمك شبيه احلـس ولكـنمك ال لمك مسع ولسان ولكنمك مصD بمك، و ! ولكن؛ تعمى القلوب اليت يف الصدور

تشعرون به ما يه ال�ائذ حقا ومـا يه االالم، ولـمك رؤوس كبـرية ولكهنـا مشـغو  مبزجعـات االوهـام ".واالحالم، ولمك نفوس حقæها ان تكون عزيزة، ولكن؛ انمت ال تعرفون لها قدرا ومقاما

ن ال يشء، وخوفا من لك يشء، وتفعـم قاتل هللا الغباوة، فاهنا متال القلوب رعبا م: � قوم "مك الشـيطان، فتخافون من ظلمك . الرؤوس تشويشا وخسافة اليست يه الغباوة جعلتمك Cنمك قد مس½

وترهبون من قوتمك، وجتيشون منمك عليمك جيوشا ليقتل بعضمك بعضا؟ ترتامـون عـىل املـوت خـوف ماغ -طول العمر–املوت، وحتسـبون ونطقمك يف اللسان واحساسمك يف الوجـدان خوفـا فكرمك يف ا­

من ان يسجنمك الظـاملون، ومـا يسـجنون غـري ارجلـمك ا�مـا، مفـا -لـمك � احـالس النسـاء مـع ا_ل "ختافون ان تصريوا جال½س الرجال يف السجون؟

عيذمك -Z من فسـاد الـراي، وضـياع احلـزم، وفقـد الثقـة -لـنفس، وتـرك االرا: � قوم" دة ا�ـف يف مـاÄ واهـ[، æالترص Ä شد يف ان يـولك االنسـان عنـه وكـيال ويطلـق æللغري، فهل ترون اثرا للروالتحمكæ يف حياته ورشفه والتاثري عىل دينه وفكـره، مـع تسـليف هـذا الوكيـل العفـو عـن لك عبـث

نسـان نفسـه؟ هـل خلـق وخيانة وارساف واتالف؟ ام ترون ان½ هذا النوع من اجلنة به ان يظمل اال

ه ال يشء؟ ـ½ ان½ هللا ال يظـمل النـاس شـيئا ولكـن½ (هللا لمك عقوال لتفهموا به لك½ يشء؟ ام لهتملوه Cن

.)الناس انفسهم يظلمونشفامك هللا، قد ينفع اليوم االنذار واللوم، واما غدا اذا حـل½ القضـاء، فـال يبقـى لـمك : � قوم"

فاىل مىت هذا التخادع والتخاذل؟ واىل مىت هذا االهامل؟ هل طاب لـمك النـوم . غري الندب والباكء

Page 75: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

75

عىل الوسادة اللينة، وسادة امخلول؟ ام طاب لمك السكون وتودæون لو تسكنون القبـور؟ ام عاهـدمت بات قبـل صـباح يـوم النشـور، يـوم تعلـو æاحلياة -ملامت، فال تفيقوا مـن الســ Çانفسمك ان تصلوا غف

".رقابمك وتصمي املدافع اذانمك فمتسون االذالء حقا، وحق½ لمك ان تذلوا؟السـيوف مـا هـذا ! رمحمك هللا، مـا هـذا احلـرص عـىل حيـاة تعيسـة دنيئـة ال متلكوهنـا سـاعة: � قوم "

ـرب خفـر او لـمك عليـه ! احلرص عىل الراحة املوهومة وحياتمك لكæها تعب ونصـب هـل لـمك يف هـذا الص½مك مـا اجر؟ � كر بعـد املـامت؛ النـ½ ؛ وهللا ساء ما تتومهون، ليس لمك اال القهر يف احلياة، وقبيح ا_

الســمت � qس . بل اتلفمت ما ورثمت عن السـلف ورصمت بـئس الواسـطة للخلـف. افدمت الوجود شيئا ا اهال للمزيد فكونوا مديونني لالسالف بلك ما انمت فيه من الرتيق عن انسان الغا-ت؟ فاذا مل تكونو

".اخال للحفظ، وهذه العجاموات تنقل رقهيا لنسلها بامانةحـاممك هللا، قـد جـاءمك املســمتتعون مـن لك حـدب ينسـلون، فـان وجـدومك ايقاظـا : � قوم "

عاملومك كام يتعامل اجلريان ويتجامل االقران، وان وجدومك رقودا ال تشعرون سلبوا اموالمك، وزامحـومكذومك انعاما، وعندئذ لو اردمت حرااك ال تقـوون، بـل عىل ارضمك، وحتي½لوا تذليلمك، واوثقوا ربطمك، واخت½

".جتدون القيود مشدودة واالبواب مسدودة ال جناة وال خمرجن هللا مصابمك، تشكون من اجلهل وال تنفقون عىل التعلمي نصـف مـا ترصـفون : � قوم " هو½

م، ومه اليــوم مــنمك، فــال تســعون يف اصــال�م، تشــكون فقــد عــىل التــدخني، تشــك ون مــن احلــاك½هل . تشكون الفقر وال سبب Ä غري الكسل. الرابطة، ولمك روابط من وجوه ال تفكرون يف احاك#ا

الح وانمت خيـادع بعضـمك بعضـا وال ختـدعون اال انفسـمك؟ ترضـون بـادىن املعيشـة جعـزا . ترجون الص½ تسمونه قنا æتسـمونه تـو� qلـمك االســباب بقضـاء هللا ! عة، وهتملـون شـؤونمك هتـاوû متوهـون عـىل

!".وتدفعون عار املسببات بعطفها عىل القدر، اال وهللا ما هذا شان البرشامل خيلقـمك اكفـاء احـرارا . ساحممك هللا، ال تظلموا االقدار، وخافوا غرية املنعم اجلبـار: � قوم "لو ! يثقلمك غري النور والنسـمي، فابيمت اال ان حتملوا عىل عواتقمك ظمل الضعفاء وقهر االقو�ء؟طلقاء ال

ـل صـغريمك كـرة االرض حلـىن Ä ظهـره، ولـو شـاء ان يركبـه لطاطـا Ä راسـه مـاذا . شاء كبـريمك ان حيمعتـاب وخفـض اسـتفدمت من هذا اخلضوع واخلشوع لغري هللا؟ وماذا ترجون مـن تقبيـل االذ�ل واال

ه هو ضعف ثقتمك بانفسمك، Cنمك عـاجزون عـن الصوت ونكس الراس؟ اليس منشا هذا الصغار لكحتصيل ما تقوم به احلياة، وحسب احلياة لقcت من نبات يقمن ضـلع ابـن ادم، وقـد بـذلها اخلـالق

جل الضعف احليوان، وهذه الوحوش جتد فرائسها اي� حل½ت، وهذه الهوام ال ت فقد قوهتا؟ مفا -ل الر½æل والباكء، او موضع الشــيخ الفـاين ا_ي منمك يضع نفسه مقام الطفل ا_ي ال ينال حاجته اال -لتذل

عاء؟ æق وا­æال ينال حاجته اال -لمتل." رفع هللا عنمك املكروه، ما هذا التفاوت بني افرادمك وقد خلقمك ربمك اكفاء يف البنية، : � قوم"

ء يف القوة، اكفاء يف الطبيعة، اكف½اء يف احلاجات، ال يفضل بعضمك بعضا اال -لفضـيÇ، ال ربوبيـة اكفا

Page 76: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

76

ولـو درى الصـغري بومهـه، . بينمك وال عبودية؟ وهللا؛ ليس بني صغريمك وكبـريمك غـري بـرزخ مـن الـومه االمـر ا_ي فيـه العاجز بومهه، ما يف الـنفس الكبـري املتـاÄ مـن اخلـوف منـه لـزال االشـاكل وقيضـ

� اعزاء اخللقة، ûالء املقام، اكن الناس يف دور اهلمجية، فاكن دهاهتم بيهنم الهـة وانبيـاء، ! تشقونم مث½ ترىق الناس، فهبط هؤالء ملقام اجلبـابرة واالوليـاء، مث½ زاد الـريق فـاحنط½ اولئـك اىل مرتبـة احلـاك½

فاqشـدمك هللا . العامء، وانكشف الغطاء، و-ن ان½ اللك½ اكفـاءواحلكامء، حىت صار الناس qسا فزال ".يف اي االدوار انمت؟ اال تفكرون؟

جعلمك هللا مـن املهتـدين، اكن اجـدادمك ال ينحنـون اال ركوعـا Z، وانـمت تسـجدون : � قوم "بورمه مسـتوين اعـزاء، لتقبيل ارجل املنعمني ولو بلقمة مغموسة بدم االخوان، واجدادمك ينامون يف ق

جة رقابمك اذالء الهبامئ تودæ لـو تنتصـب قاماهتـا وانـمت مـن كـرثة اخلضـوع اكدت تصـري ! وانمت احياء معو½لفظتمك االرض لتكونوا عىل ظهرهـا وانـمت . النبات يطلب العلو وانمت تطلبون �خنفاض. ايديمك قوامئ

االرض بغيـتمك، فاصـربوا قلـيال لتنـاموا فهيـا حريصون عىل ان تنغرسوا يف جوفها، فـان اكنـت بطـن ".طويال

اهلممك هللا الرشد، مىت تسـتقمي قاماتمك وترتفع من االرض اىل السامء انظارمك، ومتيل : � قوم "اىل التعايل نفوسمك، فيشعر احدمك بوجوده يف الوجود، فيعـرف معـىن االqنيـة ليســتقل بذاتـه _اتـه،

ويثق بنفسه وربه، ال يتلك عىل احد من خلق هللا اتـاكل النـاقص يف اخللـق وميá ارادته واختياره عىل الاكمل فيه، او اتاكل الغاصب عىل مال الغافـل او الـلك عـىل سـعي العامـل، بـل يـرى احـدمك نفسه انساq كرميا يعمتد عىل املباد  والتعـاوض فيسـلف، مث½ يســتويف، ويســتويف عـىل ان يفـي، بـل

½ه هو االمة وحده، وما اجدر باحدمك ان يعمل ­نياه بنفسه لنفسه، فـال يـت½لك عـىل ينظر يف نفسه انغريه، كام يعمل االنسان ليعبد هللا بشخصه ال ينيب عنه غريه؟ فاذا فعلمت ذº اظهر هللا بيـنمك مثـرة

qالتضامن بال اشرتاط، والتقايض بال حمارشة، فتصريون بنعمة هللا اخوا." مك -لعواقب: قوم �" ت ايـديمك، وضـي½قت . ابعد هللا عنمك املصائب وبرص½ ان اكنت املظامل غلـ½

انفسمك، حىت صغرت نفوسمك، وهانت عليمك هذه احليـاة واصـبحت ال تسـاوي عنـدمك اجلهـد واجلـد ون فـيمك الظـاملني حـىت يف املـوت؟ وامسيمت ال تبالون اتعيشون ام متوتون، فهال اخربمتوين ملاذا حتمك

اليس لمك من اخليار ان متوتوا كام تشاؤون، ال كام يشـاء الظـاملون؟ هـل سـلب �سـتبداد ارادتـمك ان اq احببت املوت اموت كام احـب، لئـc او كرميـا، حتفـا او شـهيدا، : حىت يف املوت؟ � وهللا

، فلامذا اجلبانة؟ وان اردت املوت، فليكن اليو م قبل الغد، ولكن بيدي ال بيد فان اكن املوت وال بد½ :اليس. معرو

كطعم املوت يف امر عظمي وطعم املوت يف امر صغرياqشدمك هللا، اال اقول حقا اذا قلت ان½مك ال حتبæون املوت، بل تنفرون منه، ولكنمك : � قوم "

ان½ الهـرب مـن املـوت جتهلون الطريق فهتربون من املوت اىل املوت، ولو اهتديمت اىل السبيل لعلممت

Page 77: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

77

موت، وطلـب املـوت حيـاة، ولعـرفمت ان½ اخلـوف مـن التعـب تعـب، واالقـدام عـىل التعـب راحـة، ولفطنمت اىل ان½ احلرية يه جشـرة اخلـ�، وسـقياها قطـرات مـن ا­م االمحـر املسـفوح، واالسـارة يه

ت نفوســمك لتفــاخرمت بزتيــني جشــرة الزقــوم، وســقياها اهنــر مــن ا­م االبــيض؛ اي ا­مــوع، ولــو كــرب !".صدورمك بورد اجلروح ال بوسامات الظاملني؟

اين نشـات وشـبت واq افكـر يف شـاننا : اهيـا املسـلمون.. واعـين مـنمك املسـاكني،: � قوم "�ج�عي، عىس اهتدي لتشخيص دائنا، فكنت اتقىصـ السـبب بعـد السـبب، حـىت اذا وقعـت

ق فيه متحيصا واحل[ حتلـيال، فينكشـف :عىل ما اظنæه عاما، اقول لعل½ هذا هو جرثومة ا­اء، فاتعم½التحقيق عن ان½ ما قام يف الفكـر هـو سـبب مـن مجـÇ االســباب، او هـو سـبب فرعـي ال اصـيل،

وطاملا امسيت واصبحت اûد الفكر يف �سـتقصـاء، وكثـريا . فاخيب واعود اىل البحث والتنقيبت السـتطلع اراء ذوي االراء، عىس اهتدي اىل ما يشـفي صـدري مـن االم حبـث ما سعيت وسافر

ت عليه سفينة فكري هو. اتعبين به ريب :واخر ما اسـتقر½ان½ جرثومة دائنا يه خروج ديننا عن كونه دين الفطرة واحلمكة، دين النظام والنشاط، دين

يال واخلبال، دين اخللل والتشويش، دين البدع القران الرصحي البيان، اىل صيغة اq½ جعلناه دين اخل ر يف لك شـؤوننا، . والتشديد، دين االûاد وقد دب½ فينا هذا املرض منذ الف عام، فمتك½ن فينـا واثـ½

نظاما فc ات½صف، -جل½ شانه–حىت بلغ فينا اسـتحاكم اخللل يف الفكر والعمل اننا ال نرى يف اخلالق ظامـا فـc امـر، وال نطالـب انفســنا فضـال عـن امـرq او مـامورq بنظـام وترتيـب نظاما فc قىض، ن

راد ومثابرة .واطشــة، ومعيشــتنا ش، وسـياســتنا مشو½ ش، وفكــرq مشــو½ ــادq مشــو½ وهكــذا اصــبحنا واعتق

شة �عيـة، فاين منا واحلا  هذه؛ احلياة الفكريـة، احليـاة العمليـة، احليـاة العائليـة، احليـاة �ج. مشو½ !".احلياة السـياسـية؟

قد ضي½ع دينمك ودنيامك ساسـتمك االولـون وعلـامؤمك املنـافقون، واين ارشـدمك اىل معـل : � قوم "الـيس بـني جنـيب لك فـرد مـنمك وجـدان ميـزي اخلـري مـن الرشـ، : افرادي ال حرج فيه علام وال معـال

غمك قول معمل اخلـري نبـيمك الكـرمي عليـه افضـل الصـالة واملعروف من املنكر ولو متيزيا اجامليا؟ اما بلطن½ هللا علـيمك رشارمك فيـدعو خيـارمك فـال : "والتسلمي لتامرن½ -ملعروف ولتهنون½ عـن املنكـر او ليسـل

من راى منمك منكرا فليغريه بيده، وان مل يســتطع فبلسـانه، وان مل يســتطع : "، وقوÄ"يسـتجاب هلم !؟"االميان فبقلبه، وذº اضعف

ـمل ا_ي " æها عىل ان½ انكـر املنكـرات بعـد الكفـر هـو الظ وانمت تعلمون اجامع امئة مذاهبمك لكس ... فشا فيمك، مث½ قتل الن½فس، مث½، ومث½، وقد اوحض العلامء ان½ تغيري املنكر -لقلب هـو بغـض املتلـب

لفاسـق غـري مضـطر، او جيـام[ ولـو -لسـالم، بناء عليـه؛ مفـن يعامـل الظـامل او ا. فيه بغضا يف هللاZ- يكون قد خرس اضعف االميان والعياذ."

Page 78: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

78

وال اظنمك جتهلون ان½ لكمة الشهادة، والصوم والصالة، واحلج والـزاكة، لكهـا ال تغـين شـيئا "يع هبـا مع فقد االميان، امنا يكون القيام حينئذ هبذه الشعائر، قياما بعـادات وتقليـدات وهوسـات تضـ

".االموال واالوقاتفـمك ان كنـمت مسـلمني، واحلمكـة تلـزممك ان كنـمت عـاقلني" ان تـامروا : بناء عليه؛ فـا­ين يلك

-ملعروف وتهنوا عن املنكر ûدمك، وال اقل يف هذا الباب من ابطانمك البغضاء للظـاملني والفاسـقني، لمت قلــيال تــرون هــذا ا­واء الســه ل املقــدور لــلك انســان مــنمك، يكفــي النقــاذمك ممــا واظــنمك اذا تــام½

ولـو ان½ . والقيام هبذا الواجب متعني عىل لك فرد مـنمك بنفسـه، ولـو امهـ[ اكفـة املسـلمني. تشكونفهذا دينمك، وا­ين ما يـدين بـه الفـرد . اجدادمك االولني قاموا به ملا وصلمت اىل ما انمت عليه من الهوان

الـيس مـن قواعـد ديـنمك فـرض . مجلع، وا­ين يقني ومعل، ال عمل وحفظ يف االذهـانال ما يدين به ا !".الكفاية وهو ان يعمل املسمل ما عليه غري منتظر غريه؟

مك ديـن ال تعملـون بـه وان اكن خـري ديـن، وال تغـرن½مك : فاqشدمك هللا � مسلمني" ان ال يغـر½½مك امة خري او خري امة، و ال حـول وال قـوة اال -Z : انمت املتوالكون املقترصون عىل شـعارانفسمك بان

ة تعرف حقا معىن ال . العيل العظمي عار شعار املؤمنني، ولكن؛ اين مه؟ اين ال ارى امايم ام½ ونعم الشة خبلهتا عبادة الظاملني !".اÄ اال هللا، بل ارى ام½

غــري املســلمني، ادعــومك اىل تنــايس االســاءات واعــين بــمك النــاطقني -لضــاد مــن : � قــوم "مك مـن ان ال æعـىل ايـدي املثـريين، واجلـ ºواالحقاد، وما جناه اال-ء واالجداد، فقد كفى ما فعل ذ

اد وانمت املهتدون السابقون فهذه امم اوسـرت� وامـرياك قـد هـداها العـمل لطرائـق . هتتدوا لوسائل �حتــاد الــوطين دون ا­يــين، والوفــاق اجلنيســ دون املــذهيب، و�رتبــاط شـــىت واصــول راخســة لالحت

فيقـول . مفا -لنا حنـن ال نفتكـر يف ان نتبـع احـدى تـá الطرائـق او شــهبها. السـيايس دون االداريحناء من االعامج واالجانب ر شـاننا، نتفـامه -لفصـحاء، : عقالؤq ملثريي الش½ دعوq � هؤالء حنـن نـدب

اءونرتامح -الخاء .، ونتواىس يف الرضاء، ونتساوى يف الرس½دعـوq جنمتـع عـىل لكـامت . دعوq ندبر حياتنا ا­نيا، وجنعـل االد�ن حتـمك يف االخـرى فقـط

".فلتحي االمة، فليحي الوطن، فلنحي طلقاء اعزاء: سواء، اال ويهـ والتبصـري فـc ال اليـه املصـري" æجباء للتبرصæمنمك الن æالـيس مطلـق العـريب ادعومك واخص ،

اخف اسـتحقارا الخيه الغريب؟ هذا الغريب قد اصبح ماد� ال دين Ä غري الكسب، مفـا تظـاهره مـع ـم . بعضنا -الخاء ا­يين اال خمادعة وكذ- هؤالء الفرنسيس يطاردون اهـل ا­يـن، ويعملـون عـىل اهن½

ين يف ق، اال كام يغرد الصياد وراء االشـباكيتناسونه، بناء عليه؛ ال تكون دعوامه ا­ !الرش½لو اكن ل�ين تاثري عند الغريب ملا اكنت البغضاء بني الالتني والسكسون، بـل بـني الطليـان

.والفرنسيس، وملا اكنت بني االملان والفرنسـيني الغربيني

Page 79: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

79

. يادة الطبيعيـةالغريب ارىق من الرشيق علام وثروة ومنعة، ف[ عىل الرشقيني اذا واطهنم السـ .اما الرشقيون فc بيهنم، مفتقاربون ال يتغابنون

ع، وكيـف يـارس، وكيـف يســتاثر مفـىت راى فـيمك . الغريب يعرف كيـف يسـوس، وكيـف يمتتـ½اسـتعدادا واندفاعا àاراته او سـبقه، ضغط عىل عقولمك لتبقوا وراءه شوطا كبريا كام يفعل الروس مع

الغريب #ام مكث يف الرشق ال خيرج عـن . لتتار، وكذº شان لك املسـتعمرينالبولونيني، والهيود وا½ه *جر مســمتتع، فياخـذ فسـائل الرشـق ليغرسـها يف بـ�ه الـيت ال يفتـا يفتخـر بر�ضـها وحيـنæ اىل ان

.ار-ضهاقد مىض عىل الهوالنديني يف الهند وجزائرها، وعـىل الـروس يف قـاوزان، مثـل مـا امقنـا يف

س، ولكن؛ ما خـدموا العـمل والعمـران بعرشـ مـا خـدمناها، ودخـل الفرنسـاويون اجلزائـر منـذ االندلـل قديـد . سـبعني عاما، ومل يسمحوا بعـد الهلهـا جبريـدة واحـدة تقـرا نـرى االنلكـزيي يف بـالدq يفض

".؟فهال واحلا  هذه تبرصون � اويل االلباب. بالده، ومسك حباره، عىل طري محلنا ومسكنامـاذا دهـاك؟ مـاذا اقعـدك عـن مرسـاك؟ اليسـت . وانـت اهيـا الرشـق الفخـمي رعـاك هللا"

ارضك تـá االرض ذات اجلنـان واالقنـان، ومنبـت العـمل والعرفـان، وسـامؤك تـá السـامء مصـدر ومـاؤك ذاك . االنوار، و#بط احلمكة واالد�ن، وهواؤك ذاك النسـمي العـدل، ال العواصـف والضـباب

".، ال الكدر وال االجاج؟العذب الغدقل " رعاك هللا � رشق، ماذا اصابك فاخل½ نظامك، وا­هر ذاك ا­هر ما غري½ وضعك، وبد½

رشعه فيك؟ امل تزل مناطقك يه املعتد ، وبنوك مه الفائقون فطرة وعـددا؟ الـيس نظـام هللا فيـك عــىل عبــادة الصــانع الــوازع؟ عــىل عهــده االول، ورابطــة االد�ن يف بنيــك محمكــة قوميــة، مؤسســة

½دت هبا عز الـنفس، واحمكـت هبـا حـب½ اليست معرفة املنعم حقيقة راهنة ارشقت فيك مشسها، اي ".الوطن وحب½ اجلنس؟

رعــاك هللا � رشق، مــاذا عــراك وســك½ن منــك احلــراك؟ امل تــزل ارضــك واســعة خصــبة، "½يـهتم اقـرب ومعادنك وافية غنية، وحيوانك رابيا متناسال، ومعرا نك قامئا متواصال، وبنوك عىل مـا رب

؟ اليس عندمه احلمل املسـمى عنـد غـريمه ضـعفا يف القلـب، وعنـدمه احليـاء املسـمى للخري من الرش½-جلبانة، وعندمه الكرم املسمى -التالف، وعنـدمه القناعـة املسـماة -لعجـز، وعنـدمه العفـة املسـماة

مÇ املسماة -_ل؟ نعم؛ ما مه -لساملني من الظمل، ولكن؛ فـc بيـهنم، وال مـن -لبالهة، وعندمه اàا ".اخلدع، ولكن؛ ال يفتخرون به، وال من االرضار، ولكن؛ مع اخلوف من هللا

رعــاك هللا � رشق، ال نــرى مــن غــري ا­هــر فيــك مــا يســـتوجب هــذا الشــقاء لبنيــك، "½هم لبين اخيك صبحت اذا انقطع عنك مدد اخيـك مبصـنوعاته، يبقـى ابنـاؤك فلامذا قد ا . ويسـتلزم ذل

عراة حفاة يف ظالم، بل مينهيم فقـد احلديـد -لرجـوع اىل العرصـ النحـايس، بـل احلجـري املوصـوف ".بعرص التعفني؟

Page 80: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

80

رعاك هللا � رشق، بل راعى هللا اخاك الغرب، العائل بنفسـه والعائـل فيـك، وقاتـل هللا ". �ستبداد، املانع من الـرتيق يف احليـاة، املـنحط -المم اىل اسـفل ا­راكت�ستبداد، بل لعن هللا

".اال بعدا للظاملنيرعــاك هللا � غــرب، وحيــاك وبيــاك، قــد عرفــت الخيــك ســابق فضــ[ عليــك، فوفيــت، "

وكفيت، واحسنت الوصاية وهـديت، وقـد اشــتد½ سـاعد بعـض اوالد اخيـك، فهـال ينتـدب بعـض رك العانة اجناب اخيك عـىل هـدم ذاك السـور، سـور الشـؤم والرشـور، ليخرجـوا اىل شـيوخ احرا

".ارض احلياة، ارض االنبياء الهداة، فيشكرون فضá وا­هر ماكفاة؟دك " يـن غـري الرشـق ان دامـت حياتـه حبريتـه، وفقـد ا­يـن هيـد � غرب، ال حيفظ º ا­

ذا صـاروا جيشـا جـرارا؟ ومـاذا اعـددت ­�رك احلـبىل مفـاذا اعـددت للفوضـيني ا . -خلراب القريب-لثورة �ج�عية؟ هل تعدæ املواد املتفرقعة، وقد جاوزت انواعها االلـف؟ ان تعـدæ الغـازات اخلانقـة

".وقد سهل اسـتحضارها عىل الصبيان؟عيذمك: � قوم" من اخلـزي واريد بمك شـباب اليوم؛ رجال الغد، شـباب الفكر؛ رجال اجلد، ا�

عيــذمك مــن اجلهــل، ûــل ان½ ا­ينونــة Z، وهــو ســـبحانه ويلæ الرســائر واخلــذالن بتفرقــة االد�ن، وا�

æك جلعل الناس امة واحدة(والضامئر .)ولو شاء ربـل " اqشدمك � qشـئة االوطان، ان تعذروا هؤالء الواهنة اخلائرة قوامه اال يف السنهتم، املعط½

واسـالمك . تثبيط، ا_ين اجمتع فهيم داء �ستبداد والتوالك جفعالهام ا  تدار وال تـديرمعلهم اال يف ال م مرىض مبتلون، مثقلون -لقيود، ملجمون -حلديـد، يقضـون حيـاة عفومه من العتاب واملالم، الهن½

م ا-ؤمك !".خري ما فهيا اهن½اد مجال اكفية للتدبæر، فاعتربوا بنا قد علممت � جنباء من طبائع �ستبداد ومصارع �سـتعب"

:واسالوا هللا العافيةالفنا الثبات ثبات االو*د حتـت املطـارق، الفنـا . حنن الفنا االدب مع الكبري ولو داس رقابنا

ºق فصـاحة، واللكنـة رزا. �نقياد ولو اىل املهاæل لطفا، والمتلæ نـة، الفنا ان نعترب الت½صاغر اد- والتذلـمل طاعـة، ودعـوى �ســتحقاق غـرورا، æوترك احلقوق سامحة، وقبول االهانة تواضـعا، والرضـا -لظرا، وامحليـة حامقـة، æوالبحث عن العموميات فضوال، ومد½ الن½ظر اىل الغد امال طويال، واالقـدام هتـو

½ة القول وقاحة، وحرية الفكر كفرا، وحب½ .الوطن جنوq والشهامة رشاسة، وحرياما انـمت، حـاممك هللا مـن السـوء، فرنجـو لـمك ان تنشـؤوا عـىل غـري ذº، ان تنشـؤوا عـىل ك باصول ا­ين، دون اوهام املتفننني، فتعرفوا قدر نفوسمك يف هذه احليـاة فتكرموهـا، وتعرفـوا æالمتس

½بعوا سنن النبيني فال ا خا­ة تثاب وجتزى، وتت . ختافون غـري الصـانع الـوازع العظـميقدر ارواحمك واهن½، وال عـىل عظـام خنـرة وان تعلمـوا . ونرجو لمك ان تبنوا قصور خفارمك عىل معايل اهلمم ومـاكرم الشــمي½

ان½مك خلقمت احرارا لمتوتوا كراما، فاûدوا عىل ان حتيوا ذلكام اليـومني حيـاة رضـية، يتســىن فهيـا لـلك

Page 81: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

81

ال يف شؤونه ال حيمكه غري احلق، ومدينا وفيا لقومه ال يضنæ علهيم بعني منمك ان يكون سلطاq مسـتقاو عون، وو­ا -را لوطنه، ال يبخل عليه جبزء من فكره ووقته وماÄ، وحمب½ا لالنسـانية ويعمـل عـىل

يه االمـل، ان½ خري الناس انفعهم للناس، يعمل ان½ احلياة يه العمل وو-ء العمـل القنـوط، والسـعادةوو-ء االمل الرتدد، ويفقه ان½ القضاء والقدر هام عند هللا ما يعلمه وميضيه، وهام عند الناس السـعي والعمل، ويوقن ان½ لك½ اثر عىل ظهر االرض هو من معل اخوانه البرش، ولك½ معل عظـمي قـد ابتـدا

ع اال خـريا، وخـري به فرد، مث½ تعاوره غريه اىل ان مكل، فال يتخيل االنس ان يف نفسـه جعـزا، وال يتوقـ½ ".اخلري لالنسان ان يعيش حرا مقداما، او ميوت

بــاq½ كنــا ارىق مــن : وCين بســائلمك يســالين *رخي التغالــب بــني الرشــق والغــرب، فاجيــب"ة، فكن½ا Ä اسـيادا هر حلق بن! الغرب علام، فنظاما، فقو½ ا الغرب، فصارت مزامحـة مث½ جاء حني من ا­½

مث½ جـاء الـزمن . ان فقناه جشاعة فاقنـا عـددا، وان فقنـاه ثـروة فاقنـا -جـ�ع لكمتـه: احلياة بيننا جساال ة : äنيـا . قوة اج�عه شعو- كبرية : وانضم½ اىل ذº اوال . االخري ترىق فيه الغرب علام، فنظاما، فقوة قـو½

ة كشفه ارسار الكميياء واملياكنيك: äلثا . بطل الشجاعة وجعل العربة للعددالبارود؛ حيث ا : رابعـا . قو½ة الفحم ا_ي اهدته Ä الطبيعة ة النشاط بكرسه قيود �ستبداد: خامسا . قو½ ة االمـن : سادسا . قو½ قـو½ـق. عىل عقد الرشاكت املالية الكبـرية مـا يقابلهـا غـري فاجمتعـت هـذه القـوات فيـه ولـيس عنـد الرش½

áجح½ــة عليــه، والغــرور -­يــن خالفــا ل�يــن، فاملســلمون يقــابلون تــ ºفتخــار -الســالف، وذ�

، وخيالفون امر القران هلم بان يعـدوا مـا )حسبنا هللا ونعم الوكيل(: القوات مبا يقال عند الياس وهوة، ال ما اسـتطاعوا من صالة وصوم .اسـتطاعوا من قو½

ـق : وCين بسائلمك يقول هل بعد اج�ع هذه القـوات يف الغـرب واسـتيالئه عـىل اكـرث الرش½د وراس احلمكة فيه . ان½ االمر مقدور ولع[½ ميسور: من سبيل لنجاة البقية؟ فاجيب قاطعا غري مرتد

:وان يكتب الناشـئون عىل جباههم عرش لكامت، ويه. كرس قيود �ستبدادظه - 1 خفيديين ما ا� .ر وما ا� .اكون؛ حيث يكون احلقæ وال ا-يل - 2 .اq حرD وساموت حرا - 3 .اq مسـتقلD ال اتلك عىل غري نفيس وعقيل - 4 .اq انسان اجلد و�سـتقبال، ال انسان املايض واحلاك�ت - 5 .نفيس ومنفعيت قبل لك يشء - 6 .احلياة لكæها تعب _يذ - 7 .الوقت غال عزيز - 8ف يف العمل فقط - 9 .الرش½

.اخاف هللا ال سواه -10

Page 82: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

82

س يف القلوب، اليك حتنæ : وانت اهيا الوطن احملبوب" انت العزيز عىل النفوس، املقد½. عليك تبيك العيون، وفيك حيلو املنون: اهيا الوطن البايك ضعافه... االشـباح وعليك تنئæ االرواح

æون ذويك طاردون اجناº االحباب ي. اىل مىت يعبث خالº اللئام الطغام؟ يظلمون بنيك ويذلرق واالبواب، خيرجون العمران ويقفرون ا­�ر؟ æوميسكون عىل املساكني الط.

... هل ضاعت رحابك عن اوالدك؟ ام ضاقت احضانك عـن افـالذك؟: اهيا الوطن العزيز-ة، فقدت احلامة، فقدت االحرار ½ام فقدت اال� ت من سقيا اما روي: اهيا الوطن امللهتب فؤاده. �؛ ان

ماء؟ ولكن؛ دموع بناتك الثا�ت ودمـاء ابنائـك االبـر�ء، ال دمـوع النـادمني وال دمـاء ا­موع وا­اال فارشب هنيئا وال تاسف عىل الب[ اخلاملني، وال حتزن، مفا مه كرامئا وكرامـا، لسـن هـن½ . الظاملني

ة ½ام مه كرامئا -كيات محمسات، وليسوا مه كراما اعز½ مـن علمـت، قـل½ فـهيم -غفـر هللا هلـم–شهداء، ان .احلرæ الغيور، قل½ فهيم من يقول اq ال اخاف الظاملني

ن هللا عنـارص اجسـامنا منـك، وجعـل اال#ـات حواضـن، ورزقنـا : اهيا الوطن احلنون كـو½اجـزاءك وان حتـن½ الغذاء منك، وجعل املرضعات جمهزات، نعم؛ خلقنا هللا منك حفق½ º ان حتـب½

كام حيق لكفي رشع الطبيعة ان ال حتب½ االجنيب ا_ي ياىب طبعه حب½ك، ا_ي يؤذيك . عىل افالذكوال يواليك، ويزامح بنيك عليك ويشاركهم فيك، وينقل اىل ارضه ما يف جوفك من نفـيس العنـارص

!".يهوكنوز املعادن، فيفقرك ليغين وطنه، وال لوم عليه، بل -رك هللا ف ة الغـد، هـذا خطـايب الـيمك فـc هـو الـرتيق ومـا هـو : � قوم " جعلـمك هللا خـرية اليـوم وعـد½

�حنطاط، فان وعيمت ولو شذرات، فيـا برشـاي والسـالم علـيمك، واال فـc ضـياع االنفـس، وعـىل فاه السالم ".الر½

ــة اىل غايــة ان متــوت، وميــوت هــو معهــا، كثــري �ســتبداد ا_ي يبلــغ يف �حنطــاط -الم½الشواهد يف قـدمي الزمـان وحديثـه، امـا بلـوغ الـرتيق -المم اىل املرتبـة القصـوى السـامية الـيت تليـق ـة حمكـت ه اىل االن مل توجـد ام½ ـ½ ة تصلح مثاال Ä، الن -النسانية، فهذا مل يسمح الزمان حىت½ االن بام½

سـتبداد ولـو -مس الوقـار و�حـرتام، او بنـوع مــن نفسـها براهيـا العـام حكـام ال يشـوبه نـوع مــن �قاق ا­يين او اجلنيس بني الناس .االغفال ولو ببذر الش

لني لنوال سعادة االخوة العمومية -لتحابـب ف¬ن½ احلمكة االلهية مل تزل ترى البرش غري متاهرتيق القريـب مـن الكـامل بعـض نعـم؛ وجـد للـ. بني االفراد، والقناعة -ملساواة احلقوقية بني الطبقـات

امثــال قلــيÇ يف القــرون الغــابرة، اكمجلهوريــة الثانيــة للرومــان، وكعهــد اخللفــاء الراشــدين، واكالزمنــة ـهيد عة يف عهد امللوك املنظمني ال الفاحتني مثل انورشوان وعبد املá االموي ونور ا­ين الش½ املتقط

مان وكبعض امجلهور�ت الصغرية. وبطرس الكبري . واملامº املوف½قة الحاكم التقييد املوجودة يف هذا الز½واين اقترص عىل وصف منهتـى الرتيق ا_ي وصلت اليه تá االمم وصفا اجامليـا، واتـرك للمطـالع ان

.يوازهنا ويقيس علهيا درجات سائر االمم

Page 83: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

83

س احـوال االمم يف ورمبا يسرتيب يف ذº املطالع املولود يف ارض �سـتبداد، ا_ي مل يـدر ½ه اكملولود امعى ال يدرك للمناظر الهبية معىن .الوجود، وال عتب عليه فان

قد بلغ الرتيق يف �سـتقالل الشخيص يف ظالل احلكومـات العـاد ، الن يعـيش االنسـان رد حـىت ان½ لكw فـ. املعيشة اليت تشـبه يف بعض الوجوه ما وعدته االد�ن الهـل السـعادة يف اجلنـان

يعيش Cنه خا­ بقومه ووطنه، وCنه امني عىل لك مطلب، فال هو يلكف احلكومة شططا وال يه :هتم[ اسـتحقارا

امني عىل السالمة يف جسمه وحياته حبراسة احلكومة اليت ال تغفـل عـن حمافظتـه بـلك -1احاطـة الهـواء، ال احاطـة قوهتا يف حرضه وسفره بدون ان يشعر بثقل قيا#ا عليه، فهــي حتـيط بـه

.السور يلطمه كيفام التفت او سارقــة -2 ات اجلســمية والفكريــة -عتنــاء احلكومــة يف الشــؤون العامــة، املتعل ½�امــني عــىل املــ

ــة، ــات الب�ي ــرى ان½ الطرقــات املســهÇ، والزتيين ــة والعقليــة حــىت ي -لرتويضــات اجلســمية والنظريارس، واàـامع، وحنـو ذº، قـد وجـدت لكæهـا الجـل م�اتـه، ويعتـرب واملتزنهات، واملنتد�ت، واملد

.مشاركة الناس Ä فهيا الجل احسانه، فهو هبذا النظر و�عتبار ال ينقص عن اغىن الناس سعادة 3- cه خلق وحده عىل سـطح هـذه االرض، فـال يعارضـه معـارض فـ½ امني عىل احلرية، Cن

.ومعل وامل خيصæ خشصه من دين وفكر ½ه سلطان عزيز، فال ممانع Ä وال معاكس يف تنفيـذ مقاصـده النافعـة -4 امني عىل النفوذ، Cن

.يف االمة اليت هو مهناة يساوي مجيع افرادها مزن  ورشفـا وقـوة، فـال يفضـل هـو -5 ½ه يف ام½ امني عىل املزية، Cن

.طان الفضيÇ فقطعىل احد وال يفضل احد عليه، اال مبزية سل½ه القابض عىل مزيان احلقوق، فال خيـاف تطفيفـا، وهـو املـمثن فـال -6 امني عىل العدل، Cن

ه اذا اســتحق½ ان يكـون ملـاك صـار ملـاك، واذا جنـة جنايـة qل ـ½ حيذر خبسا، وهو املطمنئ عـىل ان .جزاءه ال حما 

7- ûن½ ما احرزه بوC ،áه املرشوع قليال اكن او كثريا، قد خلقه هللا امني عىل املال وامل½ه تقلع عينه ان نظر اىل مال غريه .الج[ فال خياف عليه، كام ان

امني عىل الشف بضـامن القـانون، بنرصـة االمـة، ببـذل ا­م، فـال يـرى حتقـريا اال ­ى -8 .وجدانه، وال يعرف طمعا ملرارة ا_ل والهوان

حز –اما االسري ½ه ال ميـá وال نفسـه، وغـري : فاكتفي -لقول -ن املطالع بوصف حالتهوال ا� انذ امني حىت عىل عظامه يف رمسه، اذا وقع نظره عىل املستبد او احد من جامعته عـىل كـرثهتم يتعـو½

Äواذا مر½ من قرب احدى دوائر حكومتـه ارسع وهـو يكـرر قـو ،Z- :» حاميتـك � رب، ان½ هـذا

Page 84: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

84

ان½ هذه ا­ار اكلكنيف ال يدخ[ اال . ا­ار، يه اكàزرة لكæ من فهيا اما ذاحب او مذبوحا­ار، بئس .»املضطر

وقد يبلغ الرتيق يف �سـتقالل الشخيص مع الرتكيب -لعائÇ والعشرية، ان يعـيش االنسـان العـائÇ، مث½ معتربا نفسه من وجه غنيـا عـن العـاملني، ومـن وجـه عضـوا حقيقيـا مـن جسـم - هـو

ة، مث½ البرش .االم½وينظــر اىل انقســام البرشــ اىل امم، مث اىل عــائالت، مث اىل افــراد، وهــو مــن قبيــل انقســام ه ال بـد½ لـلك مرفـق مـن وظيفـة معينـة ـ½ املامº اىل مدن، ويه اىل بيوت، ويه اىل مرافق، وكـام ان

ذº افـراد االنسـان ال بـد½ ان يعـد½ لكD مـهنم نفسـه يصلح لها واال اكن بناؤه عبثا يسـتحقæ الهـدم، كـ .لوظيفة يف قيام حياة عائلته اوال، مث½ حياة قومه äنيا

qحقـريا #ـا ،Ä مـن . ولهذا يكون العضو ا_ي ال يصلح لوظيفة، او ال يقوم مبا يصلح æولك، يسـتحقæ املوت رن يف اجلسم يريد ان يعيش w� عىل غريه، ال عن جعز طبيعي ال الشفقة، النه½ اك­½

مت الرشائع الساموية املـاليه الـيت فر يسـتحقان االخراج والقطع، ولهذا املعىن حر½ æاو اكلزائد من الظ- الهنـام ليسـا مـن نـوع ل عن العمل عقال وجسـام، واملقـامرة والـر كر املعط æليس فهيا ترويض، والس

عر؛ الن½ صـنعهتام وقد فض½ . العمل والتبادل فيه ام وصانع اخلزب عىل qظم الش ل هللا الكن½اس عىل احلج½ .انفع للجمهور

ة مالاك لنفسه متامـا، ومملـواك وقد يبلغ تريق الرتكيب يف االمم درجة ان يصري لكæ فرد من االم½ة اليت يكون لكæ فرد مهنا مسـتعدا الفتداهئا بروحه . لقومه متاما ـة فاالم½ ـة حبج½ ومبـاÄ، تصـري تـá االم½

.هذا �سـتعداد يف االفراد، غنية عن اروا�م وامواهلمالرتيق يف القوة -لعمل واملال يمتزي½ عىل -يق انـواع الرتقيـات السـالفة البيـان متـزيæ الـراس عـىل

متـزي عـىل -يق -يق اعضاء اجلسم، فكام ان½ الراس -حرازه مركزيـة العقـل، ومركزيـة اكـرث احلـواس،االعضاء واسـتخد#ا يف حاجاته، فكذº احلكومات املنتظم يرتىق افرادها ومجموعها يف العمل والرثوة، فيكون هلم سلطان طبيعي عـىل االفـراد او االمم الـيت احنـط½ هبـا �سـتبداد املشـؤوم اىل حضـيض

.اجلهل والفقرثرة، وحبث الرتيق ا_ي يتعلق -لروح؛ اي بقي علينا حبث الرتيق يف الكامالت -خلصال واال

محـة واحلســنات، فهـذه احبـاث طـويÇ ا_يـل، مبا وراء هذه احلياة، ويرىق اليه االنسان عىل سمل½ الر½qت االخالق، وترامج مشاهري االمم .ومنابعها حمكيات الكتب الساموية ومدو

½ــه يبلــغ -النســان مر : واكتفــي -لقــول يف هــذا النــوع تبــة ان ال يــرى حلياتــه امهيــة اال بعــد انه، مث½ امتالك حريته، مث½ امنه عىل رشفـه، مث½ حمافظتـه عـىل عائلتـه، مث½ : درجات، فهيæمه امال حياة ام

ـه، Cن½ قومـه البرشـ ال ... وقايته حياته، مث½ ماÄ، مث½، ومث½ وقـد تشـمل احساسـاته عـامل االنسـانية لك

Page 85: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

85

ض ال ب�ه، ومسكنه؛ حيث جيد راحته، ال يتقي½د جبدران بيت خمصوص يسـترت قبيلته، ووطنه االر رساء .فيه ويفتخر به كام هو شان اال�

وقد يرتف½ع االنسان عن االمارة ملا فهيا مـن معـىن الكـرب، وعـن التجـارة ملـا فهيـا مـن المتويـه ل، فريى الرشف يف احملراث، مث½ املطرقة، مث½ القمل، وير æة يف التجديد و�خـرتاع، ال يف والتبذ ½�ى ال

.احملافظة عىل العتيق، Cن½ Ä وظيفة يف تريق مجموع البرشـف احليسـ : وخالصة القول ها لتبديد استبدادها، تنال مـن الرش½ æان½ االمم اليت يسعدها جد

رساء �سـتبداد هتـا، فهـذه بلجـياك ابطلـت التاكليـف ا. واملعنوي ما ال خيطر عىل فكـر ا� المرييـة برم½وهـذه سويرسـا يصـادفها كثـريا ان ال يوجـد يف جسوهنـا . مكتفية يف نفقاهتا ب�ء فوائـد بنـك احلكومـة

وهـذه . وهذه امرياك اثرت حىت اكدت ختـرج الفضـة مـن مقـام النقـد اىل مقـام املتـاع. حمبوس واحدزات اخرتاعاهتـا وطبـع تـرامج اليا-ن اصبحت تسـتزنف قنـاطري ا_هـب مـن اور- وامـرياك مثـن امتيـا

½فاهتا .مؤلة العـمل رساء، لكـذ½ ات احلقيقية، اليت ال ختطر عىل فكر اال� ½�وقد تنال تá االمم حظا من املة نفـوذ الـراي ة احراز �حرتام يف القلوب، و_½ ة االثراء والبذل، و_½ ة اàد وامحلاية، و_½ وتعلميه، و_½

ة احلــب ات الروحيــة الصــائب، و_½ ½�ــ اهتــم . الطــاهر، اىل غــري هــذه امل ½�ــا االرساء واجلهــالء مف وام½مقصورة عىل مشـاركة الوحـوش الضـارية يف املطـامع واملشـارب واســتفراغ الشـهور، Cن½ اجسـا#م

.ظروف تمال وتفرغ، او يه دمامل تو­ الصديد وتدفعهول احلكومات املنتظمة ببناهئم سدا متينـا يف وانفع ما بلغه الرتيق يف البرش؛ هو احاك#م اص

ع ع، والرش½ وجه �ستبداد، و�ستبداد جرثومة لك فساد، وجبعلهم اال قوة وال نفوذ فوق قوة الرش½ـة ال جتمتـع عـىل ضـالل. هو حبل هللا املتني ة، واالم½ ة الترشيع يف يد االم½ وجبعلهـم احملـامك . وجبعلهم قو½

لطا æواء، فتحايك يف عدالهتا الكربى االلهيةحتامك الس علوك عىل الس½ æوجبعلهم العامل ال سبيل هلم . ن والصـة يقظـة سـاهرة عـىل مراقبـة عىل تعدي حدود وظائفهم، Cهنم مالئكة ال يعصون امرا، وجبعلهم االم½

.لظاملونال يغفل مع½ا يفعل ا -عز½ وجل –سري حكومهتا، ال تغفل طرفة عني، كام ان½ هللا ه مل يقـم دليـل اىل االن ـ½ هذا مبلغ الرتيق ا_ي وصلت اليه االمم منذ عـرف التـارخي، عـىل انعىل تريق البرش يف السعادة احليوية معا اكنوا عليه يف العصور اخلالية حىت احلجرية، حىت منذ اكنـوا

يق العـمل والعمـران؛ وهـام التـان كـام عراة يرسحون ارسا-، واالäر املشهودة ال تدلæ عىل اكرث من تـرن½ة الكـون الـيت ارادهـا هللا تعـاىل لهـذه هيـا هـو مـن ســ يصلحان لالسعاد، يصـلحان لالشـقاء، وترق

حىت اذا اخذت (: االرض وبنهيا، ووصف لنا ما سيبلغ اليه تريق زينهتا واقتدار اهلها بقوÄ عز½ شانهم قادرون علهيا ا*ها امرq ليال او هنارا جفعلناها حصيدا Cن مل االرض زخرفها واز½ينت وظن½ اهلها اهن

وهذا يدلæ عىل ان½ ا­نيا وبنهيـا مل يـز� يف مقتبـل الـرتيق، وال يعـارض هـذا ان½ مـا . )تغن -المس

Page 86: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

86

مىض من معرها هو اكرث مما بقي حسـn اخربت به الكتب الساموية، الن½ العمر يشء، والـرتيق يشء .اخر

�ستبداد والتخلæص منه�ستبداد والتخلæص منه�ستبداد والتخلæص منه�ستبداد والتخلæص منه

ليس لنا مدرسة اعظم من التارخي الطبيعي، وال برهـان اقـوى مـن �ســتقراء، مـن تتـب½عهام ى ل حـول "دور �فـرتاس"يرى ان½ االنسان عاش دهرا طويال يف حا  طبيعية تسـم½ ، فـاكن يتجـو½

ناس كبـريا، ويعمتـد يف رزقـه عـىل النبـات املياه ارسا- جتمعه حاجة احلضـانة صـغريا، وقصـد �ســتئ الطبيعي وافرتاس ضعاف احليوان يف الرب والبحر، وتسوسه االرادة فقط، ويقوده من بنيته اقوى اىل

.حيث يكرث الرزقفـاكن عشـائر ": دور �قتنـاء"مث ترىق½ الكثري من االنسان اىل احلـا  البدويـة الـيت تسـمى

خار الفرائس اىل حـني احلاجـة، فصـارت جتمعـه حاجـة الـتحفæظ عـىل وقبائل، يعمتد يف رزقه عىل اد -وال يقـال تـرىق –املال العام واالنعام، وحامية املسـتودعات واملراعي واملياه مـن املـزامحني، مث½ انتقـل

فسـكن القـرى يســتنبت االرض اخلصـبة يف معاشـه، : قسم كبري من االنسان اىل املعيشـة احلرضـيةه خلقـه حـرا فاخصب، ولك ـ½ ى قـانون اخلـالق، فان ½ه تعد½ ن؛ يف الشقاء، ولع[½ اسـتحق½ ذº بفع[؛ الن

ل، وخلــق هللا االرض æ_اال، يســري يف االرض، ينظــر االء هللا، فســكن، وســكن اىل اجلهــل وا جــو½½ط هللا عليه من يغصهبا منه ويارسه جامعة، حتمكه وهذا القسم يعيش بال . مباحة، فاسـتاثر هبا، فسل

.ان يكون ظاملا او مظلوما : اهواء اهل املدن وقانونهـا يف النظـر�ت ومه ـناع، وام½ æف امـا يف املـادة ومه الصæمث½ ترىق قسم من االنسان اىل الترص

وهؤالء املترصفون مه ساكن املدن ا_ين مه ان جسنوا اجسا#م بني اجلـدران، . اهل املعارف والعلومعوا يف احلاجات، ولكـن½ اكـرثمه مل لكهنم عوا يف الرزق كام توس½ اطلقوا عقوهلم يف االكوان، ومه قد توس½

وهــذا هــو ســبب تنــوæع اشــاكل . هيتــدوا حــىت االن للطريــق املــثىل يف سـياســة امجلعيــات الكــربىة عىل شلك مرض عام ام لكæ االمم يف تقلæبـات سـ . احلكومات وعدم اسـتقرار ام½ ـ½ ياســية عـىل سـبيل ان

.التجريب، وحبسب تغلæب احزاب �جهتاد او رجال �ستبدادوتقريـر شــلك احلكومــة هــو اعظــم واقــدم مشــلكة يف البرشــ، وهــو املعــرتك االكــرب الفــاكر الباحثني، وامليدان ا_ي قل½ يف البرشـ مـن ال جيـول فيـه عـىل فيـل مـن الفكـر، او عـىل مجـل مـن

فراسة، او عىل حامر من احلمق، حىت جاء الزمن االخري جفال فيه انسان اجلهل، او عىل فرس من الفقرر بعـض قواعـد اساســية يف هـذا البـاب . الغرب جو  املغوار املمتطي يف التدقيق مراكب البخار

تضافر علهيا العقل والتجريب، وحصحص فهيا احلق اليقني، فصارت تعـدæ مـن املقـررات �ج�عيـة

Page 87: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

87

ملرتقية، وال يعارض ذº كون االمم مل تـزل ايضـا منقسـمة اىل احـزاب سـياســية خيتلفـون عند االمم ا .شـيعا؛ الن½ اختالفهم هو يف وجوه تطبيق تá القواعد وفروعها عىل احواهلم اخلصوصية

وهذه القواعد اليت قد صارت قضا� بدهيية يف الغرب، مل تـزل جمهـو  او غريبـة، او منفـورا ا عند االكرثين مهنم مل تطـرق مسعهـم، وعنـد الـبعض مل تنـل التفـاهتم وتـدقيقهم، مهنا يف الرشق ؛ الهن½

م ذوو غرض، او مرسوقة قلوهبم، او يف قلوهبم مرض .وعند اخرين مل حتز قبوال؛ الهن½ــا احليــاة ــق هب ــث الــيت تتعل½ ــض املباح ــالعني رؤوس مســائل بع ــدقيق املط ــرح لت واين اط

½هوقبل ذº اذك . السـياسـية ½ه قد سـبق يف تعريف �ستبداد بان هو احلكومة الـيت ال يوجـد : "رمه بانة رابطة معينة معلومة مصونة بقانون qفذ احلمك ه ال يوثـق ". بيهنا وبني االم½ ـ½ كام اسـتلفت نظـرمه اىل ان

لطة ا� اكن، وال بعهده وميينه عىل مراعـاة ا­يـن، والتقـوى، واحلـق، و æالرشـف، بوعد من يتوىل السوالعدا ، ومقتضيات املصلحة العامة، وامثال ذº من القضا� اللكية املهبمـة الـيت تـدور عـىل لسـان

وما يه يف احلقيقة اال �م مهبم فارغ؛ الن½ اàـرم ال يعـدم تـاويال؛ والن½ مـن طبيعـة . لك بر وفاجر .القوة �عتساف؛ والن½ القوة ال تقابل اال -لقوة

::::فلفلفلفلرنرنرنرنجع للمباحث اليت اريد طرجع للمباحث اليت اريد طرجع للمباحث اليت اريد طرجع للمباحث اليت اريد طر����ا لتدقيق املطالعني، ويها لتدقيق املطالعني، ويها لتدقيق املطالعني، ويها لتدقيق املطالعني، ويه مث½ مث½ مث½ مث½ عب ----1111 ة؛ اي الش½ عبمبحث ما يه االم½ ة؛ اي الش½ عبمبحث ما يه االم½ ة؛ اي الش½ عبمبحث ما يه االم½ ة؛ اي الش½ ::::مبحث ما يه االم½

هل يه راكم خملوقات qمية، او مجعية، عبيد ملاº متغلب، وظيفهتم الطاعة و�نقياد ولـو سـياســية كرها؟ ام يه مجع بيهنم روابط دين او جنس او لغة، ووطن، وحقوق مشـرتكة، وجامعـة

اختياريــة، لــلك فــرد حــقæ اشــهار رايــه فهيــا توفيقــا للقاعــدة االســالمية الــيت يه امســى وابلــغ قاعــدة ته: "سـياسـية، ويه ". لكæمك راع، ولكæمك مسؤول عن رعي

::::مبحث ما يه احلكومةمبحث ما يه احلكومةمبحث ما يه احلكومةمبحث ما يه احلكومة ----2222

دته ما يشاء؟ هل يه سلطة امتالك فرد مجلع، يترص½ف يف رقاهبم، ويمتت½ع باعامهلم ويفعل -راة الجل ادارة شؤوهنا املشرتكة العمومية؟ .ام يه واك  تقام -رادة االم½

::::مبحث ما يه احلقوق العموميةمبحث ما يه احلقوق العموميةمبحث ما يه احلقوق العموميةمبحث ما يه احلقوق العمومية ----3333

هــل يه احــاد امللــوك، ولكهنــا تضــاف لــالمم جمــازا؟ ام -لعكــس، يه حقــوق مجــوع االمم، ــة والنظــارة عــىل مثــ ــة االمان ل االرايض واملعــادن، واالهنــر وتضــاف للملــوك جمــازا، وهلــم علهيــا والي

والسواحل، والقالع واملعابد، واالسـاطيل واملعـدات، وواليـة احلـدود، واحلراسـة عـىل مثـل االمـن

Page 88: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

88

ـار، اىل غـري العام، والعدل والنظام، وحفـظ وصـيانة ا­يـن واالداب، والقـوانني واملعاهـدات و�جتة ان يمتتع به وان يطمنئ عليه؟ ذº مما حيقæ للك فرد من االم½

::::مبحث التساوي يف احلقوقمبحث التساوي يف احلقوقمبحث التساوي يف احلقوقمبحث التساوي يف احلقوق ----4444

هل للحكومة الترصف يف احلقوق العامة املادية واالدبية كام تشاء بـذال وحرمـاq؟ ام تكـون عــة عــىل احلقــوق حمفوظــة للجميــع عــىل التســاوي والشـــيوع، وتكــون املغــامن واملغــارم العموميــة موز½

اد ، ويكون االفراد متساوين يف حق �ستنصاف؟الفصائل والب�ان والصنوف واالد�ن بنسـبة ع ::::مبحث احلقوق الشخصيةمبحث احلقوق الشخصيةمبحث احلقوق الشخصيةمبحث احلقوق الشخصية ----5555

هل احلكومة متá السـيطرة عىل االعامل واالفاكر؟ ام افراد االمة احـرار يف الفكـر مطلقـا، م ادرى مبنافعهم الشخصية، واحلكومـة ال تتـداخل اال ويف الفعل ما مل خيالف القانون �ج�عي؛ الهن½

شؤون العمومية؟يف ال ::::مبحث نوعية احلكومةمبحث نوعية احلكومةمبحث نوعية احلكومةمبحث نوعية احلكومة ----6666

هــل االصــلح يه امللكيــة املطلقــة مــن لك زمــام؟ ام امللكيــة املقي½ــدة؟ ومــا يه القيــود؟ ام الرئاسة �نتخابية ا­امئة مع احلياة، او املؤق½تة اىل اجل؟ وهل تنال احلامكيـة -لوراثـة، او العهـد، او

دفة، ام مع وجود رشائط الكفـاءة، ومـا يه تـá الرشـائط؟ الغلبة؟ وهل يكون ذº كام تشاء ال æص .وكيف يصري حتقيق وجودها؟ وكيف يراقب اسـمترارها؟ وكيف تسـمترæ املراقبة علهيا؟

::::مبحث ما يه وظائف احلكومةمبحث ما يه وظائف احلكومةمبحث ما يه وظائف احلكومةمبحث ما يه وظائف احلكومة ----7777

ــدة بقــانون موافــق هــل يه ادارة شــؤون االمــة حســب الــراي و�جهتــاد؟ ام تكــون مقي½ة يف اعتبار الصـاحل واملرضـ، فهـل لرغائب االمة وان خالف االصلح؟ واذا اختلفت احلكومة مع االم½

عىل احلكومة ان تعزتل الوظيفة؟ ::::مبحث حقوق احلامبحث حقوق احلامبحث حقوق احلامبحث حقوق احلامكمكمكمكيةيةيةية ----8888

ـص بنفسـها لنفسـها مـا تشـاء مـن مراتـب العظمـة، ورواتـب املـال، هل للحكومة ان ختصـه اعطـاء وحتديـدا وحتايب من تريد مبا تشاء من حقوق االمة واموالها؟ ام يكون الت½ رصف يف ذº لك

ومنعا منوطا -المة؟

Page 89: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

89

::::مبحث طاعة االمة للحكومةمبحث طاعة االمة للحكومةمبحث طاعة االمة للحكومةمبحث طاعة االمة للحكومة ----9999ـة الطاعـة؟ وهـل ة، وعىل احلكومة العمل؟ ام لالرادة للحكومـة وعـىل االم½ هل االرادة لالم½

ة طاعة معياء بال فهم وال اقتناع؟ ام علهيـا �عتنـاء بوسـائل التفهـمي واالذعـان للحكومة تلكيف االم½ لتتاىت½ الطاعة -خالص وامانة؟

::::مبحث توزيع التلكيفاتمبحث توزيع التلكيفاتمبحث توزيع التلكيفاتمبحث توزيع التلكيفات ----11110000

ـة تقـرر النفقـات الالزمـة وتعـني ضـا لـراي احلكومـة؟ ام االم½ هل يكون وضع الرضـائب مفو½ .موارد املال، وترتب طرائق جبايته وحفظه؟

::::مبحث اعداد املنعةمبحث اعداد املنعةمبحث اعداد املنعةمبحث اعداد املنعة ----11111111

سليح اسـتعدادا ل�فـاع مفوضـا الرادة احلكومـة اهـامال، هل يكون اعداد القوة -لتجنيد والت ـة وحتـت امرهـا؛ ة؟ ام يلزم ان يكون ذº براي االم½ او اقالال، او اكثارا، او اسـتعامال عىل قهر االم½

حبيث تكون القوة منفذة رغبة االمة ال رغبة احلكومة؟

::::مبحث املراقبة عىل احلكومةمبحث املراقبة عىل احلكومةمبحث املراقبة عىل احلكومةمبحث املراقبة عىل احلكومة ----11112222سال عام تفعل؟ ام يكون لالمـة حـقæ الســيطرة علهيـا؛ الن½ الشـان هل تكون احلكومة ال ت

الع عىل لك يشء، وتوجيه املسؤولية عىل اي اكن، شاهنا، فلها ان تنبت عهنا و�ء هلم حقæ �ط ويكون امه وظائف النواب حفظ احلقوق االساسـية املقررة لالمة عىل احلكومة؟

: : : : مبحث حفمبحث حفمبحث حفمبحث حفظظظظ االمن العام االمن العام االمن العام االمن العام ----11113333ل يكون الشخص ملك½فا حبراسة نفسه ومتعل½قاته؟ ام تكون احلكومة ملك½فة حبراسـته مقـc ه

ومسافرا حىت من بعض طوارئ الطبيعة -حليلو  ال -àازاة والتعويض؟

لطة يف القانون ----11114444 æلطة يف القانون الس æلطة يف القانون الس æلطة يف القانون الس æمبحث حفمبحث حفمبحث حفمبحث حفظظظظ الس:::: القانونيـة؟ ام هل يكون للحكومة ايقاع معل اكرايه عىل االفراد براهيا؛ اي بـدون الوسـائط

لطة منحرصة يف القانون، اال يف ظروف خمصوصة ومؤق½تة؟ æتكون الس

::::مبحث تامني العدا  القضائيةمبحث تامني العدا  القضائيةمبحث تامني العدا  القضائيةمبحث تامني العدا  القضائية ----11115555هل يكون العدل ما تراه احلكومة؟ ام ما يراه القضـاة املصـون وجـداهنم مـن لك مـؤثر غـري

الرشع واحلق، ومن لك ضغط حىت ضغط الراي العام؟

Page 90: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

90

::::ا­ين واالدابا­ين واالدابا­ين واالدابا­ين واالدابمبحث حفمبحث حفمبحث حفمبحث حفظظظظ ----11116666

سـلطة وســيطرة عـىل العقائـد والضـامئر؟ ام تقترصـ -ولـو القضـائية–هل يكون للحكومـة وظيفهتا يف حفظ اجلامعات الكربى اك­ين، واجلنســية، واللغـة، والعـادات، واالداب العموميـة عـىل

حرمتـه؟ وهـل اسـتعامل احلمكة ما اغنت الزواجر، وال تتداخل احلكومة يف امر ا­يـن مـا مل تنهتـك السـياسة االسالمية سـياسـة دينيـة؟ ام اكن ذº يف مبـدا ظهـور االسـالم، اكالدارة العرفيـة عقـب

الفتح؟

::::مبحث تعيني االعامل -لقواننيمبحث تعيني االعامل -لقواننيمبحث تعيني االعامل -لقواننيمبحث تعيني االعامل -لقوانني ----11117777من يطلق Ä عنان الت½رصف برايه وخربته؟ -من احلامك اىل البوليس–هل يكون يف احلكومة

زئياهتـا، بقـوانني رصحيـة واحضـة، ال تسـوغ خمالفهتـا ولـو ملصـلحة ام يلزم تعيني الوظائف، لكياهتـا وج #مة، اال يف حاالت اخلطر الكبري؟

::::مبحث كيف توضع القواننيمبحث كيف توضع القواننيمبحث كيف توضع القواننيمبحث كيف توضع القوانني ----11118888

هل يكون وضعها منوطا براي احلامك االكرب، او راي جامعة ينتخهبم _º؟ ام يضـع القـوانني ات قــو#م ومــا يــالمئ طبــائعهم ومــواقعهم مجــع منتخــب مــن قبــل الاكفــة ليكونــوا عــارفني حــ� حباجــ

وصواحلهم، ويكـون حمكـه عامـا او خمتلفـا عـىل حسـب ختـالف العنـارص والطبـائع وتغـري املوجبـات واالزمان؟

ته ----11119999 تهمبحث ما هو القانون وقو½ تهمبحث ما هو القانون وقو½ تهمبحث ما هو القانون وقو½ ::::مبحث ما هو القانون وقو½هل القانون هو احاكم حيتجæ هبا القـوي عـىل الضـعيف؟ ام هـو احـاكم منزتعـة مـن روابـط

ض، ومالحظ فهيا طبائع اكرثية االفراد، ومن نصـوص خاليـة مـن االهبـام والتعقيـد الناس بعضهم ببعوحمكها شامل لك الطبقات، ولها سـلطان qفـذ قـاهر مصـون مـن مـؤثرات االغـراض، والشـفاعة، ة فيكون حمرتما عند الاكفة، مضمون امحلاية والشفقة، وبذº يكون القانون هو القانون الطبيعي لالم½

بل افراد االمة؟من ق ::::مبحث توزيع االعامل والوظائفمبحث توزيع االعامل والوظائفمبحث توزيع االعامل والوظائفمبحث توزيع االعامل والوظائف ----20202020

ع كتوزيــع بيــه؟ ام تــوز½ هــل يكــون احلــظæ يف ذº خمصوصــا باقــارب احلــامك وعشــريته ومقر½ة عىل اكف½ة القبائل والفصائل، ولو مناوبة مع مالحظـات االمهيـة والعـدد؛ حبيـث يكـون احلقوق العام½

Page 91: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

91

ة ـة مصـغ½رة، وعـىل احلكومـة اجيـاد الكفـاءة واالعـداد ولـو رجال احلكومة امنوذجا من االم½ ، او مه االم½ -لتعلمي االجباري؟

لطات السـياسـية وا­يننننية والتعلميية والتعلميية والتعلميية والتعلمي ----22221111 æلطات السـياسـية وا­يمبحث التفريق بني الس æلطات السـياسـية وا­يمبحث التفريق بني الس æلطات السـياسـية وا­يمبحث التفريق بني الس æمبحث التفريق بني الس::::

ـص لكæ وظيفـة مـن السـياسـة هل جيمع بني سلطتني او ثـالث يف خشـص واحـد؟ ام ختص½اتقان اال -الختصـاص، ويف �ختصـاص، كـام جـاء يف احلمكـة وا­ين والتعلمي مبن يقوم -تقان، وال

.، و_º ال جيوز امجلع منعا السـتفحال السلطة)ما جعل هللا لرجل قلبني يف جوفه(: القرانية ::::مبحث الرتمبحث الرتمبحث الرتمبحث الرتيقيقيقيق يف العلوم واملعارف يف العلوم واملعارف يف العلوم واملعارف يف العلوم واملعارف ----22222222

ة علهيـا؟ ام حت غط عىل العقول يك يقوى نفوذ االم½ مـل عـىل هل يرتك للحكومة صالحية الض½توسـيع املعارف جبعل التعلمي �بتدايئ معوميا -لتشويق واالجبار، وجبعـل الكـاميل سـهال للمتنـاول،

وجعل التعلمي والتعملæ حرا مطلقا؟ ع يف الزراعة والصنائع والتجارة ----23232323 æع يف الزراعة والصنائع والتجارةمبحث التوس æع يف الزراعة والصنائع والتجارةمبحث التوس æع يف الزراعة والصنائع والتجارةمبحث التوس æمبحث التوس::::

ة؟ ام تلزم احلكومة -الجهتاد يف تسهيل مضاهاة االمم هل يرتك ذº للنشاط املفقود يف االم½ة -حلاجة لغريها او تضعف -لفقر؟ ائرة، وال سـc املزامحة واàاورة، كيال هتá االم½ الس½

عي يف العمران ----24242424 عي يف العمرانمبحث الس½ عي يف العمرانمبحث الس½ عي يف العمرانمبحث الس½ ::::مبحث الس½

اكن، او الهنامكها فيه ارسافـا وتبـذيرا؟ æة نفس الس هل يرتك ذº الهامل احلكومة املميت لعز½باع �عت دال املتناسب مع الثورة العمومية؟ام حتمل عىل ات

عي يف رفع �ستبداد ----25252525 عي يف رفع �ستبدادمبحث الس½ عي يف رفع �ستبدادمبحث الس½ عي يف رفع �ستبدادمبحث الس½ ::::مبحث الس½

هل ينتظر ذº مـن احلكومـة ذاهتـا؟ ام نـوال احلريـة ورفـع �سـتبداد رفعـا ال يـرتك جمـاال لعودته، من وظيفة عقالء االمة ورساهتا؟

طويـل، وتطبيـق هذه مخسة وعرشون مبحثا، لكD مهنا حيتاج اىل تـدقيق معيـق، وتفصـيل

اب ذوي االلبـاب . عىل لك االحوال واملقتضيات اخلصوصـية وقـد ذكـرت هـذه املباحـث تـذكرة للكتـ½باعا حلمكة اتيان البيوت مـن ابواهبـا واين اقترصـ عـىل . وتنشـيطا للنæجباء عىل اخلوض فهيا برتتيب، ات

عي يف رفع �ستبداد، فاقولبعض الGم فc يتعلق -ملبحث االخري مهنا فقط؛ اعين مبح :ث الس½ة اليت ال يشعر لكæها او اكرثها باالم �ستبداد ال تسـتحقæ احلرية - 1 .االم½

Page 92: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

92

ج - 2 æدة امنا يقاوم -للني والتدر .�ستبداد ال يقاوم -لش .جيب قبل مقاومة �ستبداد، هتيئة ما يستبدل به �ستبداد - 3

قواعد تبعد امال االرساء، وترسæ املستبدين؛ الن½ ظاهرها هذه قواعد رفع �ستبداد، ويه م عىل استبدادمه ال يفرحن½ : "ولهذا اذكر املستبدين مبا انذرمه الفياري املشهور؛ حيث قال. يؤمهن

ته ومزيد احتياطه، فمك جبار عنيد جند Ä مظلوم صغري ر مك من جبا: ، واين اقول"املستبدæ بعظمي قو½ .قهار اخذه هللا اخذ عزيز منتقم

ة اليت ال يشعر اكرثها باالم �ستبداد ال تسـتحقæ احلرية هو :مبىن قاعدة كون االم½ áالقرون والبطـون، تصـري تـ ºواملسكنة، وتوالت عىل ذ ½  ة اذا رضبت علهيا ا_ ان½ االم½

باع حســn ســبق تفصـي[ يف االحبـ ة سافÇ الط ـا تصـري اكلهبـامئ، او دون االم½ ـالفة، حـىت اهن½ اث الس½الهبامئ، ال تسال عن احلرية، وال تلمتس العدا ، وال تعـرف لالســتقالل قميـة، او للنظـام مزيـة، وال ترى لها يف احلياة وظيفة غري التابعية للغالب علهيا، احسن او اساء عىل حد سـواء، وقـد تـنقم عـىل

طلبا لالنتقام من خشصه ال طلبا للخالص من �ستبداد، فال تسـتفيد شيئا، املستبد qدرا، ولكن، .امنا تستبدل مرضا مبرض؛ مكغص بصداع

½ه اقوى شوكة مـن املسـتبد االول، فـاذا وقد تقاوم املستبد½ بسوق مستبد اخر تتومس½ فيه انتفيد ايضا شيئا، امنـا تسـتبدل مرضـا جنحت ال يغسل هذا السائق يديه اال مباء �ستبداد، فال تسـ

ـا ال تعـرف طعمهـا، مزمنا مبرض حديث، ورمبا تنال احلرية عفوا، فكذº ال تسـتفيد مهنا شـيئا؛ الهن½ش اشـدæ وطـاة فال هتمتæ حبفظها، فال تلبـث احلريـة ان تنقلـب اىل فـوىض، ويه اىل اسـتبداد مشـو½

ر احل. اكملــريض اذا انــتكس ــة يه الــيت حتصــل علهيــا بعــد ولهــذا؛ قــر½ كــامء ان½ احلريــة الــيت تنفــع االم½ا اليت حتصل عىل اثر ثورة محقاء فقلام تفيد شيئا؛ الن½ الثورة تكتفـي -غالبا –�سـتعداد لقبولها، وام½

.بقطع جشرة �ستبداد وال تقتلع جذورها، فال تلبث ان تنبت وتمنو وتعود اقوى مما اكنت اوال ة امليتة من تدفعه شهامته لالخذ بيدها والهنوض هبـا فعليـه اوال فاذا و ان يبـث½ : جد يف االم½

½ام -المـاكن تبـديلها خبـري مهنـا، فـاذا يه علمـت فهيا احلياة ويه العمل؛ اي علمها بان½ حالهتا سيئة، وانة، وينهتـي ...بطبعه من االحاد اىل العرشات، اىل اىل س ويبلغ بلسـان ، حىت يشمل اكرث االم½ æلتحم-

:حالها اىل مزن  قول احلكمي املعري فنحن عىل تغيريها قدراء اذا مل تقم -لعدل فينا حكومة

ة يف واد ظاهر احلمكة يسري اكلسـيل، ال يرجع حىت يبلغ منهتاه . وهكذا ينقذف فكر االم½ـهامة، امنـا ل مث½ ان½ االمم امليتة ال يندر فهيـا ذو الش½ االسـف ان ينـدر فهيـا مـن هيتـدي يف او½

واين . نشاته اىل الطريق ا_ي به حيصل عىل املاكنة اليت متكنه يف مســتقب[ مـن نفـوذ رايـه يف قومـهه فكر الناشـئة العزيزة ان½ من يرى مهنم يف نفسه اسـتعدادا للمجد احلقيقي فليحرص عـىل الوصـا� انب

:االتية البيان

Page 93: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

93

ترقية معارفه مطلقا ال سـc يف العلوم النافعة �ج�عية اكحلقوق والسـياسـة ان جيهد يف -1و�قتصـــاد والفلســـفة العقليـــة، و*رخي قومـــه اجلغـــرايف والطبيعـــي والســــيايس، واالدارة احلربيـــة،

ر فباملطالعة مع التدقيق .فيكتسب من اصول وفروع هذه الفنون ما ميكنه احرازه -لتلقي، وان تعذ½ان يتقن احد العلوم اليت تكســبه يف قومـه موقعـا حمرتمـا وعلميـا خمصوصـا؛ كعـمل ا­يـن -2

.واحلقوق او االنشاء او الطب .ان حيافظ عىل اداب وعادات قومه غاية احملافظة ولو ان½ فهيا بعض اشـياء خسيفة - 3وحتفæظـا مـن ان يقلل اختالطه مع الناس حىت رفقائه يف املدرسـة، وذº حفظـا للوقـار -4

Ä رتباط القوي مع احد كيال يسقط تبعا لسقوط صاحب�. ان يتجن½ب لكيا مصاحبة املمقوت عند الناس ال سـc احلاكم ولو اكن ذº املقت بغري - 5

.حق ان جيهتد ما امكنه يف كـمت مزيتـه العلميـة عـىل ا_يـن مه دونـه يف ذº العـمل الجـل ان -6

.، امنا عليه ان يظهر مزيته لبعض من مه فوقه بدرجات كثريةيامن غوائل حسدمهان ال يكرث الرتدد عليـه، وال : ان يتخري½ Ä بعض من ينمتي اليه من الطبقة العليا، برشط -7

.يشاركه شؤونه، وال يظهر Ä احلاجة، ويتكمت½ يف نسبته اليه .ه تبعة راي يراه او خرب يرويهان حيرص عىل االقالل من بيان ارائه واال يؤخذ علي -8ان حيــرص عــىل ان يعــرف حبســن االخــالق، ال ســـc الصــدق واالمانــة والثبــات عــىل -9

.املبادئ .ان يظهر الشفقة عىل الضعفاء والغرية عىل ا­ين والعالقة -لوطن -10مه اذا ان يتباعد ما امكنه من مقاربة املستبد واعوانه اال مبقدار مـا يـامن بـه فظـا -11 ئع رش

º_ ضا .اكن معر½مفن يبلغ سن½ الثالثني مفا فوق حائزا عىل الصفات املذكورة، يكون قد اعد½ نفسه عـىل امكـل وجه الحـراز ثقـة قومـه عنـدما يريـد يف برهـة قلـيÇ، وهبـذه الثقـة يفعـل مـا ال تقـوى عليـه اجليـوش

فات ينقص من ماكن . والكنوز ته، ولكن؛ قد يسـتغين مبزيد كامل بعضـها عـن وما ينقصه من هذه الصفات االخالقية قد تكفي يف بعـض الظـروف عـن الصـفات . فقدان بعضها االخر او نقصه كام ان½ الص

العلمية لكها وال عكس، واذا اكن املتصدي لالرشـاد الســيايس فاقـد الثقـة فقـداq اصـليا او طارئـا، .جلسارة واهلمة والصفات العلميةميكنه ان يسـتعمل غريه ممن تنقصه ا

: واخلالصة ان½ الراغب يف هنضة قومه، عليه ان هي¡ نفسه ويزن اسـتعداده، مث½ يعزم متو� .عىل هللا يف خلق الن½جاح

ان½ الوســيÇ : ومبىن قاعدة ان½ �ستبداد ال يقاوم -لشدة، امنـا يقـاوم -حلمكـة والتـدرجي هـوـة يف االدراك واالحسـاس، وهـذا ال يتـاىت اال الوحيدة الفعـا  ل قطـع دابـر �سـتبداد يه تـريق االم½

Page 94: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

94

مث½ ان½ اقتناع الفكر العام واذعانه اىل غري مالوفه، ال يتاىت اال يف زمن طويل، الن½ . -لتعلمي والتحميسالـرتوي املديـد، ورمبـا العوام #ام ترقوا يف االدراك ال يسمحون -ستبدال القشعريرة -لعافيـة اال بعـد

عـاة اال الغـش æم الفوا ان ال يتوقعوا مـن الرؤوسـاء وا­ اكنوا معذورين يف عدم الوثوق واملسارعة؛ الهن½رساء املسـتبد½ االعظـم اذا اكن يقهـر معهـم -لسـوية الرؤسـاء . واخلداع غالبا ولهذا كثـريا مـا حيـبæ اال�

رساء م يـرون ظـاملهم واالرشاف، وكثريا ما ينتقم اال� من االعوان فقط وال ميسون املستبد½ بسوء؛ الهن½، ومك احرقوا من عامصة الجل حمض التشفي -رضار اولئك االعوان .مبارشة مه االعوان دون املستبد

cمث½ ان½ �ستبداد حمفوف بانواع القوات اليت فهيا قوة االرهاب -لعظمة وقوة اجلنـد، ال ســاكن اجلند غريب اجلنس، وقوة املال، وقوة االلفة عـىل القسـوة، وقـوة رجـال ا­يـن، وقـوة اهـل اذا

الرثوات، وقوة االنصار من االجانب، فهذه القوات جتعل �ستبداد اكلسـيف ال يقابل بعصـا الفكـر ه اذا فـا ـ½ ل نشاته يكون اشـبه بغوغاء، ومن طبع الفكر العـام ان ر يف ســنة يغـور العام ا_ي هو يف او½

بناء عليه؛ يلزم ملقاومة تá القوات الهائÇ مقابلهتـا مبـا يفعـ[ . يف سـنة، واذا فار يف يوم يغور يف يوم .الثبات والعناد املصحو-ن -حلزم واالقدام

ــاس حصــدا ــة حتصــد الن ــاوم -لعنــف، يك ال تكــون فتن ــي ان يق ــم؛ . �ســتبداد ال ينبغ نعـة عقـالء �ستبداد قد يبلغ من ال ة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجـارا طبيعيـا، فـاذا اكن يف االم½ شد½

يتباعدون عهنا ابتداء، حـىت اذا سـكنت ثورهتـا نوعـا وقضـت وظيفهتـا يف حصـد املنـافقني، حينئـذ س يكـون -قامـة حكومـة ال يسـتعملون احلمكة يف توجيه االفاكر حنو تاسيس العدا ، وخري ما تؤس½

.الها -الستبداد، وال عالقة هلم -لفتنةعهد لرج :العوام ال يثور غضهبم عىل املستبد غالبا اال عقب احوال خمصوصة #يجة فورية، مهنا

.عقب مشهد دموي مؤمل يوقعه املستبدæ عىل املظلوم يريد �نتقام لناموسه - 1 .التغلæب خبيانة القوادعقب حرب خيرج مهنا املستبدæ مغلو-، وال يمتك½ن من الصاق عار - 2ة العوام - 3 .عقب تظاهر املستبد -هانة ا­ين اهانة مصحوبة -سـهتزاء يسـتلزم حد½ .عقب تضييق شديد عام مقاضاة ملال كثري ال يتيرس½ اعطاؤه حىت عىل اواسط الناس - 4 .يف حا  جماعة او مصيبة عامة ال يرى الناس فهيا مواساة ظاهرة من املستبد - 5ضـه لنـاموس العـرض، او حرمـة - 6 æالغضـب الفـوري، كتعر æعقب معـل للمسـتبد يســتفز

.اجلنائز يف الرشق، وحتقريه القانون او الرشف املوروث يف الغرب .عقب حادث تضييق يوجب تظاهر قسم كبري من النساء يف �سـتجارة و�ستنصار - 7ة - 8 .عدوا لرشفهاعقب ظهور مو�ة شديدة من املستبد ملن تعتربه االم½

ــاس يف الشــوارع ــوج الن ــدها مي ــيت عن ــذه االحــوال ال ــÇ له ــور املامث ــن االم ــري ذº م اىل غاحلق احلق، �نتصار للحق، : والساحات، ومتال اصواهتم الفضاء، وترتفع فتبلغ عنان السامء، ينادون

.املوت او بلوغ احلق

Page 95: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

95

ق، و#ام اكن عتيا ال يغفل عن اتقاهئـا، كـام ان½ املستبدæ #ام اكن غبيا ال ختفى عليه تá املزال .هذه االمور يعرفها اعوانه ووزراؤه

رونه عىل الوقوع يف احداها، ويلصقوهنا به خالفا فاذا وجد مهنم بعض يريدون Ä الهتلكة هيوين ان½ رئيس وزراء املستبد او رئيس قو½ . لعادهتم يف ابعادها عنه -لمتويه عىل الناس اده، او رئيس ا­

را مـن ذº، واذا اراد اسـقاط احـدمه فـال æعنده، مه اقدر الناس عىل االيقاع به، وهو يـدارهيم حتـذ .يوقعه اال بغتة

ـ، والـبطء، يســتقرون حتـت ملثريي اخلواطر عىل �ستبداد طرائق شـىت يسـلكوهنا -لرسومك يلهـون . رات يسقوهنا بدموعهم يف اخللواتسـتار ا­ين، فيسـتنبتون غابة الثورة من بذرة او بذو

ـونه عـىل ـة عنـه، وجيرس هوات، ومك يغرونـه برضـاء االم½ املستبد½ بسوقه اىل �شـتغال -لفسوق والش½شـد، ومك يشوشـون فكـره -ر-كـه مـع æمزيد التشديد، ومك حيملونـه عـىل اسـاءة التـدبري، ويكمتونـه الر

امثاÄ الجل غاية واحدة، يه ابعاده عن �نتباه اىل سـد الطريـق الـيت يفعلون ذº و . جريانه واقرانها اعوانه، فـال وســيÇ الغفـاهلم عـن ايقاظـه غـري حتريـك اطامعهـم املاليـة مـع تـركهم فهيا يسلكون، ام½

.يهنبون ما شاؤوا ان يهنبوا½ه جيب قبل مقاومة �ستبداد، هتيئة مـاذا يسـتبدل بـه �سـت ان½ : بداد هـوومبىن قاعدة ان

معرفة الغاية رشط طبيعي لالقدام عىل لك معل، كام ان½ معرفة الغاية ال تفيد شيئا اذا ûل الطريـق املوصل الهيا، واملعرفة االجاملية يف هذا الباب ال تكفي مطلقا، بل ال بد½ من تعيـني املطلـب واخلطـة

، او االكرثية اليت يه فوق الثالثـة ار-ع عـددا او قـوة بـاس واال فـال تعيينا واحضا موافقا لراي اللكيمت االمر، حيث اذا اكنت الغاية مهبمة نوعا، يكون االقـدام qقصـا نوعـا، واذا اكنـت جمهـو  -للكيـة ، فتكون فتنـة شـعواء، واذا اكنـوا عند قسم من الناس او خمالفة لراهيم، فهؤالء ينضمون اىل املستبد

.ار الثلث فقط، تكون حينئذ الغلبة يف جانب املستبد يبلغون مقدمث½ اذا اكنت الغاية مهبمة ومل يكن السـري يف سـبيل معـروف، ويوشـك ان يقـع اخلـالف يف

و_º جيــب تعيــني الغايــة برصــاحة . اثنــاء الطريــق، فيفســد العمــل ايضــا وينقلــب اىل انتقــام وفــنتاقنـاعهم واسـتحصـال رضـاهئم هبـا مـا امكـن ذº، بـل واخالص واشهارها بني الاكفـة، والسـعي يف

وىل محل العوام عىل النداء هبا وطلهبا من عند انفسهم Hوهذا سبب عـدم جنـاح االمـام عـيل ومـن . االوليه من امئة ال البيت ريض هللا عهنم، ولعل½ ذº اكن مهنم ال عن غفÇ، بـل مقتىضـ ذº الزمـان

.ت املنتظمة والنرش�ت املطبوعة اذ ذاكمن صعوبة املواصالت وفقدان البوسـتاواملراد ان½ من الرضوري تقرير شلك احلكومة اليت يراد وميكن ان يستبدل هبـا �سـتبداد، وليس هذا -المر الهني ا_ي تكفيه فكرة ساعات، او فطنـة احـاد، ولـيس هـو باسـهل مـن ترتيـب

جيوز ان يكون مقصورا عىل اخلواص، بـل ال وهذا �سـتعداد الفكري النظري ال. املقاومة واملغالبة .بد½ من تعمميه وعىل حساب االماكن ليكون بعيدا عن الغا�ت ومعضودا بقبول الراي العام

Page 96: طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد _ عبد الرحمن الكواكبي(2)

96

ة باالم �ستبداد، مث½ يلزم محلها عىل البحث ½ه يلزم اوال تنبيه حس االم½ وخالصة البحث انها؛ حبيث يشغل ذº افاكر لك طبقاهتا، واالوىل ان يبقى يف القواعد االساسـية للسـياسة املناسـبة ل

ذº حتت خمض العقول سـنني، بل عرشات السـنني حىت ينضج متاما، وحىت حيصل ظهور التلهف احلقيقي عىل نوال احلرية يف الطبقات العليا، والمتين يف الطبقات السفىل، واحلذر لك احلـذر مـن ان

ر الشديد، والتنكيل -àاهدين، فيكرث الضجيج، فزييغ املستبدæ يشعر املستبد -خلطر، فياخذ - æلتحذد االرس عـىل العبـاد ويتاكلب، حفينئذ اما ان تغتمن الفرصة دو  اخرى فتسـتويل عـىل الـبالد، وجتـدة يف دور اخر من الرق املنحوس، وهـذا نصـيب اكـرث االمم الرشـقية بقليل من التعب، فتدخل االم½

لـت يف ال ـة قـد تاه½ ا ان يساعد احلظ عىل عدم وجـود طـامع اجنـيب، وتكـون االم½ قرون االخرية، وام½فوا املستبد½ ذاته لرتك اصول ة ان يلك للقيام بان حتمك نفسها بنفسها، ويف هذه احلال ميكن لعقالء االم½

ئر القوى ال يسعه عند ذº اال واملستبدæ اخلا. �ستبداد، واتباع القانون االسايس ا_ي تطلبه االمةوان ارص½ املسـتبدæ عـىل القـوة، قضـوا -لـزوال عـىل دولتـه، . االجابة طوعا، وهذا افضل ما يصادف

واصبح لكD مهنم راعيـا، ولكD مـهنم مسـؤوال عـن رعيتـه، واحضـوا امنـني، ال يطمـع فـهيم طـامع، وال ـ العقـالء، يغلبون عن قÇ، كام هو شان لك االمم اليت حت يا حيـاة اكمـÇ حقيقيـة، بنـاء عليـه؛ فليبرص½

ر الصعوبة ال يسـتلزم القنوط، بل يثـري مهـم æوليت½ق هللا املغرون، وليعمل ان½ االمر صعب، ولكن تصو .الرجل االمش

ت حمكتـه–ونتيجة البحث، ان½ هللا ـه -جلـ½ قـد جعـل االمم مسـؤو  عـن اعـامل مـن حتمكة اخـرى حتمكهـا، كـام تفعـل الرشـائع . حقD وهذا . علهيا ½ها هللا الم½ فاذا مل حتسن امة سـياسة نفسها اذل

ة رشـدها، وعرفـت للحريـة قـدرها، . -قامة القمي عىل القارص او السفيه، وهذه حمكة ومىت بلغت ام½ها، وهذا عدل .اسرتجعت عز½

æك احدا، امنا هو االنسان يظمل نفسه ، كام ال يذلæ هللا قـط امـة عـن قـÇ، وهكذا ال يظمل رب ½Çامنا هو اجلهل يسبب لك½ ع.

واين اخمت كتايب هذا خبامتة برشى، وذº ان½ بواسق العمل وما بلغ اليه، تدلæ علىان½ يوم هللا ذº اليوم ا_ي يقلæ فيه التفاوت يف العمل وما يفيده من القـوة، وعندئـذ تتاكفـا القـوات بـني . قريب

البرش، فتنحلæ السلطة، ويرتفـع التغالـب، فيسـود بـني النـاس العـدل والتـوادد، فيعيشـون برشـا ال هـل يه حيـاة اجلسـم وحرصـ : شعو-، ورشاكت ال دوال، وحينئذ يعلمون مـا معـىن احليـاة الطيبـة

ـ½ ه عـامل اهلمة يف خدمته؟ ام حياة الروح وغـذاؤها الفضـيÇ؟ ويومئـذ يتســىن لالنسـان ان يعـيش Cن½ه مá، وظيفته تنفيذ اوامـر الـرمحن ½ه جنم خمتصD يف شانه، مشرتك يف النظام، Cن مسـتقلD خا­، Cن

.امللهمة للوجدان

متمتمتمت½ الكتاب بعونه تعاىل½ الكتاب بعونه تعاىل½ الكتاب بعونه تعاىل½ الكتاب بعونه تعاىل