عربي (3.4 mb)

II شعوب متمكنة. صامدة.م أم2014 لعامعرفة العربي ل تقرير اعرفة اتوطاب و ال�شبلخ�شات = = ا

Upload: truongdung

Post on 08-Feb-2017

246 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: عربي (3.4 MB)

II

شعوب متمكنة.أمم صامدة.

تقرير املعرفة العربي للعام 2014ال�شباب وتوطني املعرفة

= امللخ�شات =

Page 2: عربي (3.4 MB)
Page 3: عربي (3.4 MB)

3

تالزمية املعرفة والتنمية

يؤكد التقرير على العالقة العضوية والدينامية بني املعرفة والتنمية، وهي التي تظل من املبادئ األساسية التي سبق أن بينا والثاني. وقد املعرفة األول أكد عليها تقريرا أن املعرفة أداة وناجت للتنمية، وربطنا احلق يف املعرفة والتنمية

بالنهضة والتنوير.

تناول أهمية على التقرير يؤكد ذلك، من وانطالقا موضوع نقل املعرفة وتوطينها كمدخل للتنمية، مع التركيز الشباب يف هذه البشري وبخاصة العنصر على محورية على الضوء لتسليط امللحة احلاجة ثم ومن التالزمية، التمكينية البيئات وفحص العربي الشباب قضية متكني على واملهتمني املسؤولني مساعدة بهدف لهم، املتاحة اندماج بتحقيق الكفيلة واالستراتيجيات اخلطط وضع

فاعل للشباب يف عملية نقل املعرفة وتوطينها.

الشباب وتوطني املعرفةملخص 1

قضية دمج الشباب وتوطني املعرفة يف العالم العربي هي قضية حياة ومستقبل. والتعامل مع هذه القضية يف هذا التقرير يقدم نقلة محورية يف رحلة البحث يف عمليات بناء مجتمع املعرفة املأمول التي ميثل الشباب العربي عمادها. إنها باألحرى رحلة البحث عن متكني الشباب العربي من املشاركة الفاعلة يف إيجاد تنمية إنسانية راسخة ومستدامة يف أوطانهم من خالل ارتياد

اآلفاق الرحبة ملجتمع املعرفة.وفيما تنطلق شعوب املنطقة قدما يف القرن الواحد والعشرين، فإن املجتمعات العربية لم تعد قادرة على االستمرار يف املناهج املتعاظمة على مختلف التحديات مع الناجع التعامل مبتكرة متكنها من تنموية مناهج بتبني التقليدية وهي مطالبة التنموية محاور التنمية االقتصادية واالجتماعية، وعلى الصعد احمللية واإلقليمية وأيضا الدولية. ونظرا القتران املعرفة بالقوة والتقدم، فإن بناء مجتمع واقتصاد املعرفة يف املنطقة العربية بات يشكل ضرورة للبناء واملنافسة يف عصر العوملة الذي نعيشه. ففي هذه احلقبة التاريخية التي دخلت فيها البشرية بكل قواها يف عصر العلم والتكنولوجيا، وما صحب هذه الثورة املعرفية والتقنية العالم، جتد وريادة املعرفة مصادر يف للتحكم باستمرار تتنافس مختلفة وأمم عوالم على هائل وانفتاح سكانية طفرة من الدول العربية نفسها أمام حتديات كبرى. ويف ظل هذا الوضع، لم يعد السؤال املطروح: كيف نتكيف مع هذا الواقع “املعولم” باطراد أو كيف نتعاطى مع آثاره وحتدياته بأقل قدر من اخلسائر والفوز مبا أمكن من املكاسب املتاحة، وإمنا كيف و”املتجدد” من رافعات متكن إلى ونحولها ونعظم فرصها كل حتدياتها، مع نتعامل من فرص وحتديات، فيه واقعنا، مبا معطيات نغير بناء عقول وسواعد قادرة على بناء مجتمعات املعرفة يف املنطقة العربية واملساهمة بفاعلية يف منظومة املعرفة العاملية وصنع

احلضارة اإلنسانية.يؤكد التقرير على أنه، ومع أهمية موضوع الشباب يف جميع املراحل، فإن طرحه حاليا يكتسب األهمية القصوى، ألن املرحلة تعتبر األكثر العربي وبروزهم ككتلة أساسية الشباب العربية تظهر بوضوح تعاظم وتنامي دور املنطقة بها التي متر التنموية عددا، واألكثر قوة وتأثيرا يف حتديد مجمل املسارات والتوجهات التنموية، ويف إيجاد التغيير والتطور يف واقع املستقبل العربي. ومبا أن عماد كل أمة شبابها، فإنه ال مناص من تركيز االهتمام واجلهد على هذه الفئة، باعتبارها أهم املوارد التي يتوجب االستثمار فيها من أجل إحداث تنمية متكاملة ومستدامة. إن "االستثمار يف البشر أهم من االستثمار يف احلجر"، وال بد من التفكير العميق ووضع استراتيجيات فعالة لتطوير طاقات الشباب وحتويلها إلى قوة إنتاج إيجابية ال تكتفي باالنتقاد والرفض، بل تتجاوز كل ذلك لتصبح طاقة إعمار تبني وتنمي املجتمع على جميع األصعدة، وعلى رأسها الصعيد املعريف باعتباره أساس

نهضة املجتمعات واألمم.ضرورتني متلي ومستدامة، شاملة تنمية إلى شعوبها فيها تتطلع والتي العربية املنطقة بها متر التي احلالية املرحلة إن بناء للشباب يف عمليات الفاعل اإلدماج وثانيهما ضرورة املعرفة، إقامة مجتمع أوالهما ضرورة حث اخلطى يف أساسيتني؛ التنمية يف هذا املجتمع، مع توفير البيئات التمكينية لهذا الدمج على أسس من العدل االجتماعي ودعم قيم ومبادئ املواطنة املستنيرة. ويرى معدو التقرير أنه على الرغم مما نعانيه من فجوة معرفية تفصلنا عن العالم، ومن حتديات إيجاد البيئات املمكنة املطلوبة، فإننا نرى يف األفق فرصة تاريخية لبناء مجتمع املعرفة تنطلق من زخم القوى الشبابية املتصاعدة مبا تختزنه

من طاقات ورغبة عارمة للتغيير ونيل األفضل، وصوال إلى حتقيق التنمية اإلنسانية املستدامة ورفاه اإلنسان العربي.

Page 4: عربي (3.4 MB)

4

فجوة معرفية متعددة املظاهر

إلى مجتمع الولوج إلى العربية املنطقة دول فيما تسعى إلى تدعو العالقة ذات واملؤشرات الواقع فإن املعرفة، يعدها التي واقتصادها املعرفة مؤشرات وتبني القلق. البنك الدولي تواضع التطور يف األداء العربي واستمرار العالم األخرى العربية ومناطق املنطقة الفجوة بني حدة يف مؤشري املعرفة واقتصاد املعرفة يف الفترة بني عامي 2000 و2012. وعلى الرغم من التقدم الذي حققته الدول اقتصاد مؤشر فإن املعرفة، مؤشرات بعض يف العربية )الذي احتسب من للعام 2012 العربية للمنطقة املعرفة قبل فريق التقرير بناء على بيانات البنك الدولي وشمل 17 دولة عربية( يقل كثيرا عن مؤشر اقتصاد املعرفة لدول املنطقة تقدم أن املتوفرة البيانات مجمل وتبني العالم. العربية نحو اقتصادات املعرفة ونحو ردم الفجوة املعرفية ما زال ضئيال، خصوصا إذا قورن بزيادة املتطلبات التنموية الناجمة عن تغيرات بنيوية، مبا فيها تزايد السكان وتغير يرافق ذلك الشبابية وما الكتلة املعيشة وتصاعد أمناط

من متطلبات وحتديات وطموحات.

ويعكس ترتيب الدول العربية يف تقرير التنافسية العاملية 2013-2014 األوضاع التنموية االقتصادية واالجتماعية، وإلى حد كبير األوضاع املعرفية، مبا تتسم به من فجوات وتباينات، سواء يف ما بينها من جهة، أو بينها وبني سائر دول العالم من جهة أخرى. فمن أصل 148 دولة أدرجت املنتدى عن الصادر العاملية التنافسية تقرير ضمن االقتصادي العاملي، يتبني أن دول اخلليج بشكل عام احتلت مراتب متقدمة نسبيا تعكس تقدمها االقتصادي من جهة،

وتقدمها على محاور املعرفة من جهة أخرى.

كما يفيد مؤشر االبتكار العاملي للعام 2014 بوجود فجوة يف تظهر املعرفة ومؤشرات االبتكار مؤشرات يف حادة قيمة وترتيب وتطور مؤشرات »االبتكار العاملي« يف املنطقة املؤشر يبني كما األخرى. العالم العربية مقارنة مبناطق التفاوت يف األداء يف بعض مؤشرات املعرفة عبر البلدان

العربية لفائدة بلدان اخلليج ذات االقتصاد النفطي.

الطفرة الشبابية يف املنطقة العربية

تعد املنطقة العربية من أكثر مناطق العالم منوا سكانيا. فقد قدر معدل النمو السكاني بنحو 2.4% للفترة املمتدة بني 1980 و 2010 ، و2.06% يف العام 2013، كما قدر بنحو 2012 يف العربية الدول يف السكان عدد إجمالي 370 مليون نسمة. وتشير البيانات املتاحة أن نسبة السكان النشاط سن يف العمرية الفئة من العربية املنطقة يف االقتصادي )15-64 سنة( بلغت عام 2013 نحو 63% من الوضع هذا االهتمام يف يثير ما السكان. عدد إجمالي الدميغرايف أن نسبة الفئة العمرية األقل من 15 سنة للعام 2015 ستبلغ نحو 33% وأن أكثر من نصف السكان يف املنطقة العربية تقع أعمارهم حتت سن 25 سنة، أضف إلى ذلك، وحسب بعض التقديرات، فإن واحدا من بني كل خمسة أشخاص يف املنطقة العربية يقع سنه بني 24-15

تطور مؤشر املعرفة ومؤشر اقتصاد املعرفة يف املنطقة العربية ومناطقالعالم لألعوام 2000 - 2012

0 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10

إفريقياجنوب آسيا

املنطقة العربيةالشرق األوسط وشمال إفريقيا

العالمأمريكا الالتينية

شرق آسيا واحمليط الهادئأوروبا ووسط آسيا

أمريكا الشمالية

مؤشراملعرفة ملناطق العالم 2000 - 2012

20002012

0 2 4 6 8 10

إفريقياجنوب آسيا

املنطقة العربيةالشرق األوسط وشمال إفريقيا

العالمأمريكا الالتينية

شرق آسيا واحمليط الهادئأوروبا ووسط آسيا

أمريكا الشمالية

مؤشر اقتصاد املعرفة ملناطق العالم 2000 - 2012

20002012 .World Bank 2012 ،املصدر: إحصائيات وبيانات البنك الدولي، كام

مالحظة: احتسبت إحصاءات املنطقة العربية بناء على بيانات الدول العربية املتوفرة يف قاعدة بيانات البنك الدولي (سامية الساتي، ورقة مرجعية للتقرير).

50

45

40

35

30

25

20

15

10

5

0

مؤشر االبتكار العاملي 2014 مؤشر االبتكار العاملي 2013 مؤشر االبتكار العاملي 2012

اإلمارات السعودية قطر الكويت األردن البحرين تونس لبنان عمان املغرب مصر سوريا اجلزائر السودان اليمن

تطور مؤشرات االبتكار العاملي يف البلدان العربية 2014-2012

.Cornell, INSEAD, & WIPO 2014 :املصدر

Page 5: عربي (3.4 MB)

5

سنة، وتعني هذه النسب أن هذه الكتلة الشبابية العربية ضاغطا قادمة لعقود رمبا أو قادمة لسنوات ستكون ما توفير أجل من العربية املنطقة يف املوارد يستنزف لم وإذا اجتماعية. وخدمات وعمل تعليم من حتتاجه تستوف هذه االحتياجات فسيؤدي األمر إلى تفشي األمية واجلهل مع زيادة معدالت البطالة والفقر وما يتبع ذلك من آثار اجتماعية سلبية وزيادة يف عدم االستقرار وتصاعد يف احلركات الراديكالية. وتنبىء أحداث احلراك الشبابي، أن ميكن مبا اآلن حتى 2011 وبداية 2010 نهاية منذ العربية لقضية الشباب من ينجم عن جتاهل املجتمعات تدهور وتعثر يف مجاالت التنمية الشخصية واالجتماعية الثقايف التالحم أسس تهديد إلى إضافة واالقتصادية،

واالستقرار االجتماعي يف هذه املجتمعات.

التفاؤل بني يتراوح العربي للشباب الدميغرايف الوضع إن الوطن يف الشبابي الواقع لهذا ناحية ميكن فمن والتشاؤم. جنحت لو التنمية، إلجناح سانحة فرصة يشكل أن العربي البلدان العربية يف دمج الشباب يف عملية التنمية بشكل ناجع. إال أن الوضع قد ينقلب حني تقل فرص العمل فيغدو هؤالء االجتماعي االستقرار تهدد قد لقوة خطرة الشباب مصدرا

وتعوق التنمية.

حتديات إدماج الشباب يف املعرفة والتنمية

إن فجوة املعرفة والطفرة الشبابية مؤشران مهمان يثيران العربية، املنطقة يف املعرفة مجتمع مستقبل على القلق ويشيران إلى ضرورة إجراء إصالحات اقتصادية وسياسية لدمجهم الشباب قدرات وتنمية النمو فرص لتوسيع كقوة منتجة يف عملية نقل وتوطني املعرفة لالنتقال إلى على قادرة وتنموية سياسية ونظم املعرفة اقتصادات االندماج يف احلضارة الكوكبية التي نعيش فيها، والتفاعل مع معطياتها تأثيرا وتأثرا من أجل رفاه اإلنسان العربي.

ويرى واضعو التقرير أن املنطقة العربية تواجه، إلى جانب فجوة املعرفة ودمج الشباب، جملة من التحديات لالنتقال وحدتها طبيعتها يف تختلف وهي املعرفة. اقتصاد إلى وفيرة املوارد غنية دول من املنطقة دول تنوع حسب العمالة، ودول غنية املوارد مستورد العمالة، ودول فقيرة.

يف املعرفة وتوطني نقل لعمليات األول التحدي ويتمثل ضعف مؤسسات التعليم والتدريب والبحث العلمي؛ املنوط بها إعداد رأس املال البشري القادر على هذه املهمة، مما

التكنولوجية، واألمية األبجدية األمية تفشي عن أسفر التعليم واملهارات بني مخرجات املعرفة ووجود فجوة يف

واحتياجات سوق العمل.

ويتجلى التحدي الثاني يف تضخم القطاع العام احلكومي ومبا العمل؛ طالبي من الشباب استقطاب يف وتوسعه الشهادة وحدها ال على أساس يتم على االستقطاب أن أساس الكفاءة، فقد ساهم ذلك يف افتقاد الشباب احلافز القتصاد املؤهلة اجلديدة واملعارف املهارات الكتساب املعرفة، طاملا أن القطاع احلكومي يضمن لهم وظيفة آمنة

وإن كانت أقل أجرا يف كثير من األحيان.

ويبرز التحدي الثالث يف ضعف القطاع اخلاص؛ إذ بينت الدراسات أن ضعف القطاع اخلاص ينعكس بدوره على أن غياب الدراسات وتؤكد التحويلية. الصناعات ضعف توطني يعوقان األعمال ريادة وضعف اخلاص القطاع

املعرفة والتكنولوجيا.

اخلاص القطاع دور بضعف املرتبط الرابع التحدي أما وتضخم القطاع العام احلكومي، فيتمثل يف ضعف سياسة

دول املنطقة يف خلق فرص ريادة األعمال.

أما التحدي اخلامس فيتمثل يف بطالة الشباب. فالطفرة يف األعلى النسب من هي العربية املنطقة يف الشبابية العالم، وهي تتسم بأعلى معدالت البطالة. ومن شأن هذا التهميش للشباب والشابات يف سوق العمل أن يؤدي إلى يفقد وهذا العامة. احلياة مجاالت جميع يف تهميشهم لنقل رافعة تشكل أن ميكن التي القوة العربية املنطقة املعرفة وتوطينها، واالنتقال بها إلى مجتمع املعرفة. ويف املتحدة االمنائي لبرنامج االمم يؤكد تقرير السياق هذا أن الدول العربية بحاجة إلى نحو 17 مليون فرصة عمل جديدة حتى العام 2020 من أجل احلفاظ على مستوى ثابت للبطالة، ويرتفع هذا العدد إلى حوالي 28 مليون إذا سعت املنطقة العربية إلى حتقيق العمالة الكاملة، ومن ثم يرتفع إلى حوالي 56 مليون فرصة عمل مطلوبة لتحقيق العمل. يف املرأة ملشاركة أعلى ومستوى الكاملة العمالة كما تذهب تقديرات أخرى إلى أرقام أعلى لفرص العمل املطلوبة على مستوى املنطقة. وقدرت إحدى الدراسات أن نسبة العمالة يف دول املنطقة هي أقل من 45% بالنسبة نصل حتى بأنه أخرى دراسة وأوضحت السكان. لعدد املنطقة إلى نسبة عمالة 64% عام 2020، فإنه يلزم خلق

Page 6: عربي (3.4 MB)

6

إلى العمالة نسبة تصل وحتى عمل. فرصة مليون 80عمل فرصة مليون 100 إلى حتتاج املنطقة فإن %70مستمرا مبعدل يتطلب منوا الزمنية، وهذا املدة لنفس

4.4 يف العام على األقل.

ويتمثل التحدي السادس يف هجرة الشباب أو نزيف العقول العربية. فاملنطقة العربية من أكثر املناطق تضررا يف ما اجلامعية واملهارات الكفاءات واستنزاف بخسارة يتعلق والعلمية. وتشير تقديرات الهجرة إلى أن هجرة الشباب تشمل بني 10% إلى 15% من الشباب، وأن معدل الهجرة مرتفع بني خريجي التعليم العالي يف الدول العربية حيث

قدر بـ35% يف لبنان، و17% يف املغرب على سبيل املثال.

أما التحدي السابع فيتمثل يف ضعف احلوكمة، وبخاصة يف ما يتعلق بحركة املؤسسات، وضعف الشفافية. ويجمع الباحثون يف االقتصاد على أن الشفافية والنزاهة تلعبان األموال. رؤوس وحتفيز األسواق تشجيع مؤثرا يف دورا ويضعف فقدان هذه العوامل من العقلية االقتصادية. ويف هذا الصدد، يشير مؤشر الشفافية العاملي إلى انخفاض أو ثبات األغلبية الساحقة للدول العربية من حيث قيمة املؤشر بني عامي 2012 و2013، ال بل احتلت معظم الدول عدا ما األولى، اخلمسني املراتب دون مراتب العربية اإلمارات )مرتبة 26 من أصل 177( وقطر )مرتبة 28(، فيما سجلت 6 دول عربية مراتب ضمن العشرة األخيرة.

شك فال العربية. اللغة حتدي فهو الثامن التحدي أما دعائم ويثبت ويغذي يحضن الذي الوعاء هي اللغة أن

ما إذا وبخاصة املنظور، هذا وضمن واملعرفة. الثقافة للمعرفة، واملغذي احلاضن احملوري اللغة دور اعتبرنا والتطوير الرعاية تستدعي املعرفة مجتمع إقامة فإن املتحورة املتطلبات مع يتماشى مبا املستمر واإلصالح إغفال إن بل املعرفة، واقتصادات ملجتمعات واملتزايدة تيارات مع يتماشى مبا للغة املستمر والدعم اإلصالح اإلنسانية واحلياة اإلنتاج مجاالت ومتطلبات العصر ميكن أن يكون مكلفا جدا من النواحي املعرفية والثقافية

واالجتماعية واالقتصادية أيضا.

دمج معاجلة قضية أن على يؤكد التقرير فإن هنا، من الوضع املعرفة يف سياق وتوطني نقل الشباب يف عملية التنموي يف املنطقة العربية وما يحيط بها من عقبات وما يكتنفها من صعوبات يف سبيل بناء اقتصاد املعرفة ومجتمع املعرفة، إمنا تتطلب التصدي إلى ثالثة أبعاد:البعد األول يتمثل الثاني والبعد املعرفية؛ الفجوة يتمثل يف حتديات يف حتديات الطفرة الشبابية؛ أما البعد الثالث فيتمثل يف

حتديات البيئات احلاضنة.

وتشكل هذه األبعاد جوهر القضية التي يعاجلها التقرير احلالي، مستهدفا تعميق النظر يف وضع املعرفة العربي، والتفكير يف كيفية رفع رهان نقلها وتوطينها يف املنطقة العربية من خالل تفعيل دور الشباب واالرتقاء بجاهزيتهم لالندماج بفاعلية يف هذه املهمة احلضارية، وذلك إلرساء املعرفة، محرك إلى تستند جديدة عربية تنمية أسس االقتصادي والنمو املعريف األمن الوقت ذات يف وحتقق

والعدل االجتماعي والرقي احلضاري.

إن التعامل مع مهمة االدماج الفاعل للشباب يف عمليات نقل وتوطني املعرفة سيساعد الدول العربية على االضطالع مبسؤوليتها التاريخية، وتبني سياسات وطنية كفيلة بإحداث نقلة نوعية يف بنية التنمية العربية لالنتقال من تنمية قائمة على الريع واألنشطة االقتصادية التقليدية منخفضة القيمة املضافة إلى بنية تنموية جديدة تنطلق من اقتصادات املعرفة، مستهدفة بناء مجتمع املعرفة والعدالة الكرمي العيش مناخ وتوفير األجيال ورفاه تقدم أجل من العاملية، املنافسة حلبة للشباب يف القوي الفاعل واالندماج واحلرية لإلنسان يف املنطقة العربية. وهذا ما يجعل من مشروع دمج الشباب يف عملية نقل املعرفة وتوطينها قضية متعددة األبعاد

والتحديات.

Page 7: عربي (3.4 MB)

7

والعوملة والشباب والتنمية: عالقة املعرفة رباعية إشكالية مركبة

يرى واضعو التقرير أن العالقة املتضمنة يف موضوع »دمج عالقة ليست املعرفة« وتوطني نقل يف العربي الشباب خطية بسيطة، بل هي باألحرى عالقة مركبة ديالكتيكية تنطوي على إشكاليات عميقة. فثمة أطراف متعددة يف هذه القضية، وكل طرف منها له إشكالياته وفرصه وحتدياته. وتتمثل هذه اإلشكالية يف رباعية طرفها األول هو املعرفة من حيث نقلها وتوطينها وما حتيط بها من سياقات عاملية ومحلية هي أيضا إشكالية يف ذاتها. والطرف الثاني، وهو الواقعة العمرية بالفئة التقرير الذي حدده هذا الشباب سكانية تركيبة وسط تقع فئة وهي سنة. 29-19 بني حيث من فقط ليس بطبيعتها، إشكالية هي دميغرافية تنوعها واختالف سماتها جغرافيا واجتماعيا، بل أيضا من حيث احلاجة إلى جتهيزها بالسمات واملهارات واملعارف يف الفاعل االندماج من ومتكنها تؤهلها التي والقيم توطني املعرفة. ويتمثل الطرف الثالث يف العوملة وعالقتها باملعرفة والتكنولوجيا واالقتصاد والتنمية، وما يحيط بها من نقاشات خالفية كبيرة حول فرصها وحتدياتها بالنسبة النظر عن طبيعة اخلالفات حول للتنمية. ولكن بصرف احلضارة جوهر تشكل باتت العوملة فإن الظاهرة، هذه التي نعيشها وعلينا التعامل معها. أما الطرف الرابع فهو والثقافية االجتماعية سياقاتها يف العربية التنمية بنية والسياسية والتي يتم بها ومن خاللها التفاعل بني الشباب وعمليات نقل وتوطني املعرفة، ومدى ما يتيحه هذا الواقع للشباب من فرص وقدرات واختيارات، ومبا ينطوي عليه

من فرص وحتديات.

اقتصاد ومجتمع والتوطني النقل بني ما املعرفة: املعرفة

كما هو معلوم، نشأ مجتمع املعرفة نتيجة ثورات تاريخية واالتصال املعلومات وتقانة العلوم يف ومتعاقبة متعددة أعلت من قيمة العقل والتفكير العلمي، ومن قيم احلرية وأصبح والدميوقراطية. واملساواة االجتماعي والعدل اإلنسان ومهاراته وقيمه وإبداعاته هو احملور واملرتكز يف

تكوين مجتمع املعرفة.

االجتماع علماء من كثير بني اليوم واضح اتفاق وثمة واملعرفة والباحثني، على أن ما نعيشه اآلن هو حالة كلية العلوم ثورة مع وتأثرا تأثيرا جوانبه كل تتفاعل ملجتمع

مفاهيم وسياقات دمج الشباب يف نقل وتوطني املعرفة يف املنطقة العربية ملخص 2

املعرفة هي احملور الرئيس يف عناصر اإلنتاج الكلية يف االقتصاد احلديث، وهي أداة النمو االقتصادي وخلق فرص العمل وبناء االقتصاد املعاصر الذي يطلق عليه اقتصاد املعرفة. وتضاعفت أهمية املعرفة جراء العوملة والتطورات العلمية والتكنولوجية يف العقود األخيرة، ال سيما تقانة املعلومات واالتصال. وأصبح نقل املعرفة وإنتاجها وتوطينها وتتولى املعرفة، توظف فحينما التنمية. وركيزة النمو مفتاح هو واحلياة االقتصاد أنشطة كل يف واستخدامها املؤسسات إدارتها، ويتمكن الناس من استيعابها، يتوسع اإلبداع واالبتكار والتجديد، ويتم توطني املعرفة بإرادة فاعلة

من أجل مزيد من التنمية االقتصادية واالجتماعية.

رباعية املعرفة والشباب والعوملة والتنمية

العوملةالشباب

التنميةاملعرفة

قوة تنافسية

ثقافة - قيم - فرص

ماجواند

ص عمل فر

توسع وإسهام يف

املعرفة العاملية

صل بشريتواصل وفر

س ماتجرأ

مناح

فتوان

مل تكا

اتبك

شات

كارابت

د ودي

جت

تكنولوجيا - ابتكار وجتديد

إنفاق- بنية داعمة

ريفمع

ل ما

س رأ

نيمتك

Page 8: عربي (3.4 MB)

8

ثالثة بني التمييز ميكن اإلطار، هذا ويف والتكنولوجيا. عوامل متفاعلة على األقل. ويتمثل العامل األول يف أن النمو احلادث نتيجة التقدم الكثيف واالستثمارات املتزايدة يف تكنولوجيا املعلومات واالتصال وتفاعلها يف ميادين العلوم من الثورة هذه أحدثته ما هو الثاني والعامل املختلفة. االقتصاد وضعت عوملة إلى أفضت عاملية عالقات منو العاملي يف سوق جتاوز فضاء العالم وزمانه وامتلكت آليات دينامياته وهيمنته. أما العامل الثالث، فيشتمل على بزوغ وقيم نوعي جديد بخصائص شخصية رأس مال بشري ومعارف ومهارات وأمناط جديدة، مستندة على التدريب والتعليم والثقافة، ليشكل قوة الفعل احملركة لكل ديناميات

التغيير هذه، يف األسرة واملجتمع والعالم.

اقتصاد املعرفة ومجتمع املعرفة والعوملة

ويؤكد التقرير على أن مفهوم »مجتمع املعرفة« هو مفهوم أشمل من اقتصاد املعرفة ويتضمن تلك التأثيرات احلادثة ما وكذلك االقتصاد، مجال يف املتسارعة والتغييرات يرتبط بها من تبعات وتأثيرات يف الثقافة واالجتماع، بل وخصائص وقدرات اإلنسان نفسه. ووفقا ملفهوم مجتمع املعرفة هذا، يلعب االستثمار يف التعليم دورا محوريا يف وقدراتهم الشباب فرص وتوسيع البشرية املوارد تنمية التي التاريخية النوعية النقلة هذه يف املساهمة على أحدثت مجتمع املعرفة بهذا املعنى الواسع للمفهوم. ويف هذا اإلطار أصبح العاملون يف املعرفة هم األساس لتنمية املنتجة الرئيسية األنشطة تعد ولم االقتصادية، الثروة أو املال رأس أو اخلام املواد استخدام يف تكمن للثروة خالل من »تنتج املضافة القيمة صارت وإمنا العمالة

التجديد واإلبداع ومن خالل تطبيق املعرفة يف العمل.

تقع يف املعرفة اقتصادات أن التقرير على يؤكد واضعو القلب من مجتمع املعرفة، الذي يشكل ويتشكل يف سياق حضارة عوملية جديدة آخذة يف التعاظم، حضارة جوهرها اإلنسان: اإلبداع واملعرفة والتقانة والتجديد. واقتصادات واستخدام ونشر إنتاج على تقوم التي تلك هي املعرفة املعرفة يف جوهرها اقتصادات وتوصف للمعرفة. كثيف مجتمع إطار تنشأ يف التي االقتصادية البنى تلك بأنها املعرفة العاملي، حيث يعتمد جناح التنمية االقتصادية على إمكانية أو مدى االستفادة من الرصيد املتاح من املعرفة

واملهارات والقدرات اإلبداعية يف التطوير والتجديد.

املعرفة، القتصادات أساسية سمات ثماني وحددت وكثافة واإلتاحة؛ اإلنتاج حيث من املعرفة كثافة وهي: املعرفة املعلومات واالتصال؛ وظهور تكنولوجيا استخدام كمنتج اقتصادي؛ وتزايد نسبة العاملني يف املعرفة؛ وزيادة إدارة وظهور االقتصادية؛ القطاعات عبر املعرفة تأثير نظم وظهور األهمية؛ متزايدة وممارسات كنظم املعرفة والتطوير. ومن للنقل املعرفة والتجديد؛ وقابلية االبتكار عمليات تعترض التي املعوقات أبرز أن بالذكر اجلدير تقدم املعرفة ونقلها يف املنطقة العربية ترجع إلى ضعف التي متكن املعرفة إدارة واملهارات يف مؤسسات اآلليات من التوطني واإلنتاج والتوظيف للمعرفة املتاحة واملنقولة.

كما مييز التقرير بني نقل املعرفة وتوطني املعرفة والقدرة يتطلب التوطني أن حيث املعرفة، لتوطني االستيعابية إنتاج وتوظيف املعرفة داخليا، بينما ال يتطلب النقل ذلك بالضرورة؛ فالنقل وسيلة ضرورية لكن غير كافية إال حني وإنتاج توطني واستراتيجيات سياسات ويف مع/ يتكامل إلى والتلمذة، التنشئة أن على التقرير ويشدد املعرفة. منها وخاصة املعرفة، لنقل وسيلة هي التقانات، جانب اجلماعية واملمارسة والتوظيف املمارسة وأن املضمرة، القدرات أهمية هنا وتظهر توطينها. إلى الطريق هي املعرفية للفرد/األفراد داخل املنظمة املعنية بنقل وتوطني والتوطني، النقل فيها يتم التي الثقافية والبيئة املعرفة، ثم البنية التنظيمية للمؤسسة احلاضنة لعملية النقل وما تنطوي عليه من حوكمة رشيدة وقدرة معرفية على إدارة

عملية نقل املعرفة وتوطينها.

اقتصاد املعرفة ومجتمع املعرفة والعوملة

الوضع املأمول (ب)الوضع احلالي (أ)

العوملةالعوملة

مجتمع املعرفة

مجتمعاقتصاد املعرفةاملعرفة

اقتصاداملعرفة

(أ) يتقاطــع يف هــذا الشــكل مجتمــع املعرفــة مــع اقتصــاد املعرفــة. واالثنــان مشــموالن يف العوملــة. الربــح إلــى يســعى بطبيعتــه املعرفــة اقتصــاد بحريــة معنــي غيــر وهــو باالنتاجيــة لالرتفــاع االنســان والعدالــة االجتماعيــة. مجتمــع املعرفــة كامــل يتحقــق لــم الــذي املتكامــل املفهــوم هــو بعــد كمــا نتمنــى. وتســعى تقاريــر املعرفــة العربيــة

إلى العمل إلى الوصول إليه كما يف شكل (ب).

(ب) تتطلــع تقاريــر املعرفــة منــذ بدايتهــا، يف التقريــر األول، والثانــي، واحلالــي إلــى التأكيــد علــى العمــل علــى بنــاء مجتمــع املعرفــة كمفهــوم اقتصــاد منــه القلــب يف ويكــون متكامــل، الواســع مبفهومــه املعرفــة ومجتمــع املعرفــة. الشــاملة التنميــة حتقيــق يضمــن واملتكامــل واحلريــات والعــدل االجتماعــي واملواطنــة مــن

أجل رفاه االنسان العربي وتقدمه.

Page 9: عربي (3.4 MB)

9

العوملة: إشكالية وفرص ومخاطر

تضمنت تاريخية سيرورة هي العوملة أن التقرير يعتبر حتوالت عميقة ومتشابكة يف عالقات اجتماعية وسياسية تخطت احلدود اجلغرافية وصارت بهذا املعنى قوة الكوكبية مستندة إلى الشبكات القوية من املؤسسات العاملية، وإلى رؤوس حتريك جراء وتسارعت التقنية، العاملية الشبكة التنافسات وانفجار وأمان بسرعة الدول عبر األموال عليه تنطوي الرغم مما وعلى درجة. أعلى إلى العاملية العالم يف وبخاصة للبشرية مبشرة فرص من العوملة النامي، فإن ثمة كتابات كثيرة حتذر من مخاطرها احلادة.

التنمية: الهدف االسمى

متثل املضمار هذا يف التنمية أن على التقرير ويؤكد تفاعال بني مرتكزين، أولهما النمو بكافة أبعاده مبا فيها االجتماعية. العدالة وثانيهما واملعرفية، االقتصادية شامل مفهوم املنظور، هذا من االجتماعية، والعدالة يقوم على ثالثية: القدرات اإلنسانية الفاعلة، والترتيبات،

والبيئات التمكينية، واملواطنة اإليجابية.

االقتصادي املنظور والتقدم يف التنمية ينبغي حصر وال الشباب فرص توسيع على قدرتها يف أيضا بل فقط من حرية األفراد التي متكن اجلوهرية القدرات وتنمية حياة بناء يف الفاعلة للمشاركة املواتية الفرص اختيار كرمية. والتنمية احلقيقية هي التي متكن املجتمعات من خالل من الطبيعية ومواردها املادية إمكاناتها حتويل

تؤسس تنموية قاعدة إلى والتجديد واالبتكار املعرفة الفقر، اإلنسان، وحتد من لبيئات متكينية حتترم حقوق وتخلق فرص العمل الالئق، وترى يف االنفاق االجتماعي الهادف استثمارا حقيقيا للمستقبل وتوسيعا لفرص تنمية

قدرات الشباب.

الشباب

ويؤكد واضعو التقرير على أنه إذا كانت املعرفة هي محرك املعرفة مجتمع عصر يف الشعوب ثروة ومصدر التقدم القوة هم الشباب فإن املعاصرة، العاملية احلضارة يف املنوط بها نقل املعرفة وانتشارها وتوطينها واستخدامها السيكولوجية وتلعب جديدة. تنموية جهود وتوظيفها يف يتفاعل الفرد أن مبعنى كبيرا، دورا للشباب التاريخية إن وتأثرا. تأثيرا احمليطة البيئة مع تكوينه فترة طوال التأكيد على التاريخ النفسي أو االجتماعي أو كليهما معا للفرد إمنا يعني اإلقرار بتنوع خصائص الشباب وإن كان والنزعة احليوية، الطاقة أهمها مشتركة خصائص ثمة القيادية، والقدرة على اكتساب املعرفة واملهارات، والرؤية يف قيمة ذات أفعال إجناز يف والرغبة املستقبل، نحو

احلياة، واحليوية واملخاطرة.

ويحدد تقرير املعرفة العربي الثالث احلالي فئة الشباب التي هدف إلى دراستها ميدانيا يف أربع دول عربية، بالفئة متثل الفئة هذه أن باعتبار سنة، و29 19 بني العمرية وبعد-اجلامعي، حيث اجلامعي، التعليم الشباب يف سن يفترض أن يكونوا مهيئني فعليا للمساهمة يف نقل املعرفة ونشرها وتوظيفها وإنتاجها وتوطينها. وباإلضافة إلى تلك األسباب العملية البحثية، فإن الدراسة امليدانية يف هذا الثاني التقرير بدأه ملا استكماال تعتبر احلالي التقرير للمعرفة 2011/2010، الذي تعامل يف دراسته امليدانية مع

الفئة العمرية دون 18 سنة.

من املفاهيم إلى منوذج حتليلي لوضعية الشباب يف نقل وتوطني املعرفة

هذه لديها وهي العربية، املنطقة أن على التقرير يؤكد فيه تبزغ عاملي تاريخي مبنعطف متر الشبابية، الثروة حولنا يف من العالم تشكل النمو متسارعة كقوة املعرفة تكنولوجيا تتقدم بسرعة هائلة وعلوم تتفجر يف كل مناحي والتعليم واخلدمات واالقتصادية االجتماعية احلياة

إدماج ومتكني الشباب يف توطني املعرفة

نحو عدالة اجتماعية داعمة لتمكني الشباب

ترتيبات وبيئات متكينية

تعليم وتدريب اجتماع - اقتصاد

ثقافة

كوادر تنمية

نظم وسياسات حماية

املواطنةقدرات وبناء ثقةمشاركة - حرية

مساواة

قدرات فرديةمعارف - مهارات

قيم - صحة

بيةجا

ة ايارك

مشعمة

ت داسياسا

م ونظ

نظم حافزة

ثالثية العدالة االجتماعية لتمكني الشبابقدرات فردية - ترتيبات وبيئات متكينية - مواطنة ايجابية

Page 10: عربي (3.4 MB)

10

التي الشبابية والثروة املالية الثروة إن حقائق والصحة. املعرفية الثورة حقائق عن فضال العربية، املنطقة متيز حولنا، من املتقدم العالم بها ميوج التي والتكنولوجية جتعلنا نؤكد أن الفرصة ما زالت متاحة أمامنا إلحداث انطالقة عربية نحو االندماج الفاعل يف احلضارة العاملية

ما ضوء ويف العربي. لإلنسان والرفاه التقدم وحتقيق سبق، تبدو عملية جتهيز رأس املال البشري لالندماج يف العربية سيرورة املنطقة وتوطينها يف املعرفة نقل عملية النموذج يف ميكن جتسيدها العناصر، ومتشابكة مركبة

التوضيحي التالي:

إن قدرة البلدان العربية على املنافسة احلضارية العاملية مرهونة بقدرتها على تأهيل شبابها وحتويل الطفرة الشبابية من كونها مشكلة وحتديا إلى رأس مال بشري ميثل أصوال معرفية لبناء اقتصادات املعرفة واملشاركة يف احلضارة العاملية واملساهمة يف

توجيه مسارها نحو مجتمع إنساني ينعم بالرفاهية والعدل والسالم.

النموذج املفاهيمي لنظامي توطني املعرفة ومتكني الشباب

توظيف املعرفة

نظام متكنيالشباب

نقل املعرفة

املعرفةتوطني

البيئاتالتمكينية

االنفتاح واالندماج

العاملياملهارات

االنتماء

القيم

الفاعلية الثقافيةواملعرفية

الفاعليةاالقتصادية

واالجتماعيةوالسياسية

إنتاج املعرفة

االجتماعياالجتماعيالعلميالعلمي االقتصادياالقتصادي

األبحاثالعلمية

اإلبداع الثقايفالنشر واإلصدار

احملتوىالرقمي

التواصلوالشراكات

البيئيالبيئيالسياسيالسياسي الثقايفالثقايف

النموذج املفاهيمي لنظامي توطني املعرفة ومتكني الشباب

توظيف املعرفة

نظام متكنيالشباب

نقل املعرفة

املعرفةتوطني

البيئاتالتمكينية

االنفتاح واالندماج

العاملياملهارات

االنتماء

القيم

الفاعلية الثقافيةواملعرفية

الفاعليةاالقتصادية

واالجتماعيةوالسياسية

إنتاج املعرفة

االجتماعياالجتماعيالعلميالعلمي االقتصادياالقتصادي

األبحاثالعلمية

اإلبداع الثقايفالنشر واإلصدار

احملتوىالرقمي

التواصلوالشراكات

البيئيالبيئيالسياسيالسياسي الثقايفالثقايف

Page 11: عربي (3.4 MB)

11

الفاعلية املعرفية للشباب العربي: املهارات والتأهيل

يؤكد واضعو التقرير على أن الشباب هم من الفئات املعنية أكثر من سواها بقضايا اكتساب املعرفة وإنتاجها والتمكني واالجتماعية. االقتصادية التنمية عمليات يف واإلدماج فهم ميثلون أكثر فئات املجتمع قدرة على التعلم والتدرب والعمل واإلنتاج. وهم القوة احملركة للتنمية داخل املجتمع. مبا والتأهيل باملهارات تسليحهم التمكني هذا ويقتضي من ونقلها التكنولوجيا استيعاب على قادرين يجعلهم املراكز العاملية املتقدمة إلى أوطانهم لتوظيفها وتوطينها.

حتصيل املعرفة والتدريب وتكوين رأس املال املعريف

خالل من املعرفة حتصيل أن التقرير واضعو يرى منظومات التربية والتعليم يشكل حجر الزاوية يف إعداد فإن ذلك، على وبناء وإنتاجها. املعرفة لنقل املواطنني واالنتظام املعرفة، بفاعلية يف عمليات حتصيل املشاركة يف املدارس واجلامعات التي تشكل البيئة احلاضنة لرأس املال املعريف التي تتخرج منها القوى الناشطة يف عمليات لتمكني األساسية الركيزة متثل واالبتكار املعريف اإلنتاج الشباب من نقل املعرفة وإنتاجها. وتتحدد وضعية التحاق املختلفة التعليم فئة 19-29 سنة( مبراحل )من الشباب مبؤشرات وممارسات تسبق دخولهم هذه الفئة العمرية.

فاعلية الشباب العربي يف توطني املعرفة، وبناء رأس املال البشري

ملخص 3

يكشف وضع فاعليات الشباب يف املنطقة العربية العديد من النواقص التي تؤكد حجم الفجوة املعرفية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية التي تفصلهم عن نظرائهم يف العالم املتقدم. ومع وجود اختالفات متفاوتة األهمية من بلد عربي إلى آخر ومن فاعلية إلى أخرى على مسار التقدم، فإننا نرى أن الشريحة الكبرى من الشباب لم متتلك بعد مقومات عصر مجتمع املعرفة. فعلى الرغم ما تشير إليه البيانات املتوفرة من تقدم يف بعض املجاالت، يف التعليم وتشغيل الشباب ومتكني املرأة، فإن األوضاع ال تزال تثير القلق حول فعالية الشباب وجاهزيتهم لالندماج يف مسيرة نقل املعرفة وتوطينها يف املنطقة العربية. وإذا لم يتم التعجيل بوضع سياسات واستراتيجيات فعالة لتجهيز الشباب بوصفهم قوة التقدم الرئيسية يف املجتمع، فستخسر دول املنطقة العربية فرصة تاريخية لتحويل »طفرتها الشبابية« إلى ثروة بشرية حقيقية، ورأس مال بشري قادر على حمل مشعل التنمية يف املنطقة وحتقيق

آمالها يف الولوج إلى مجتمع املعرفة على قدم املساواة مع الشعوب األخرى.

على الرغم من تقدم اجلهود يف محو األمية، ما زال عدد األميني يف املنطقة العربية كبيرا. واستنادا الى أحدث البيانات الصادرة عن اليونيسكو، قدرت هذه األعداد يف عام 2012 بنحو 51.8 مليون أمي )15 سنة وما فوق(، تبلغ نسبة اإلناث منهم 66%. وتبلغ نسبة القرائية بني البالغني يف املنطقة العربية )15 سنة فما فوق( وفق أحدث تقديرات لليونسكو، نحو 77.5%، مقارنة بنحو %95 يف شرق آسيا واحمليط الهادئ، و98.7% يف أوروبا الوسطى والشرقية، و84.3% املتوسط العاملي، متقدمة بذلك على جنوب غرب آسيا )62.6%( وافريقيا جنوب الصحراء )58.7%(. ويف العام 2012 بلغ عدد األميني من الشباب العرب )15-24( 6.9 مليون، نسبة اإلناث منهم 64%. كما تشير هذه اإلحصاءات أن نسبة القرائية بني الشباب )15-24( وصلت يف العام 2012 إلى %89.7، وترتفع هذه النسبة بني الذكور )92.8%( وتقل بني اإلناث )86.4%(. وعلى الرغم مما يبدو من ارتفاع هذه النسبة بني الشباب، فهي نسبة تدعو إلى القلق إذا قارناها بالدول املماثلة التي متر “مبرحلة انتقالية” حيث تفوق القرائية بني الشباب نسبة %99.7، وكذلك االمر بالنسبة للمقارنة مع معدل منطقة أوروبا الوسطى والشرقية )99.5%(، و98.9% لدول شرق آسيا واحمليط الهادئ. ويف التعليم االبتدائي، وعلى الرغم من التقدم احملرز يف معدالت االلتحاق والقيد، وتضييق الفجوة بني النوعني يف معظم الدول العربية فإنها ال تزال تقع على مسافة بعيدة من حيث قدرتها على تلبية االحتياجات التعليمية لألجيال الصاعدة. ويتبني من أحدث بيانات لليونسكو أن عدد األطفال غير امللتحقني باملدارس يف الدول العربية قد وصل إلى نحو 4.5 مليون طفل )4.467( يف نهاية العام الدراسي 2012، وتبلغ نسبة اإلناث من هذا العدد نحو 57.8%. أما فيما يتعلق مبعدل االلتحاق بالتعليم الثانوي يف املنطقة العربية، فتشير إحصاءات اليونسكو أنه بلغ 74.2% يف العام 2012، وهي دون النسب اخلاصة بشرق آسيا واحمليط الهادئ )84.5%( وأوروبا الوسطى والشرقية )93%( وآسيا الوسطى )98.6%( على الرغم من كونها قريبة من املعدل العاملي )%72.9(.

Page 12: عربي (3.4 MB)

12

كما تشير أحدث بيانات لليونسكو إلى أن متوسط سنوات قدر و2012 2011 العربية بني عامي الدول الدراسة يف بـ11.8 سنة. ويتفاوت هذا املعدل بالطبع بني الدول العربية، حيث يبلغ يف مصر واالردن )2012( 13.5 سنة ويف السعودية )2012( 15.6 سنة ، ويف تونس )2011( 14.6 سنة، ويف اليمن )2011( 9.2 سنة. وباملقارنة جند متوسط العالم من سنوات الدراسة 12، ويف شرق آسيا واحمليط الهادئ 13، .12.5 الوسطى وآسيا 14.7 والشرقية الوسطى وأوروبا

ويف الواليات املتحدة األميركية 16.4 سنة.

ويؤكد واضعو التقرير على أنه إذا كانت مستويات انتشار التعليم االبتدائي قد ارتفعت يف العقود األخيرة الرتباطها بالواقع السكاني، فاملستويات التعليمية املتوسطة والثانوية واجلامعية لم تسجل مستويات منو متشابهة، وبقيت فرص السكاني، وال سيما بالواقع التعليم فيها محدودة مقارنة بالنسبة للفئة العمرية 15 – 24 سنة. وأدى ذلك إلى تقلص فرص مواصلة تعليم أعداد واسعة من الشباب، وإلى بروز أول مكامن الضعف يف األنظمة التعليمية يف الدول العربية، للفئات وتدريبية تعليمية فرص توفير عن عجزها وهو

السكانية الشابة.

زالت ما الشبابية للفئة املعرفة حتصيل فرص محدودة

يبني التقرير أنه قد حدثت زيادة وتوسع يف التعليم نتيجة أعداد تضخم ونتيجة للتحديث العربية الدول سعي

الثانوي التعليم يف والتوسع السكاني الهرم يف الشباب لم ذلك، رغم العالي. التعليم يف املرأة مشاركة وزيادة التعليم اجلامعي إال حوالي 9 مليون طالب يف يستقطب العالي بالتعليم االلتحاق نسب متوسط ووصل ،2012 %32 مقابل %26.1 إلى العربية بالدول 2012 العام يف كمتوسط عاملي، و30.6% يف شرق آسيا واحمليط الهادئ، و70.9% يف أوروبا الشرقية والوسطى و24.5% يف آسيا العالي التعليم يف االلتحاق نسبة تصل بينما الوسطى. يف و%94.3 ،%76 إلى املتقدمة للدول عام( )كمتوسط الواليات املتحدة. ويف كوريا اجلنوبية تصل نسبة االلتحاق

من اإلجمالي %98.4.

تكاد العربية الدول جناحات أن على التقرير ويخلص تنحصر يف إجنازات كمية تتمثل باخلصوص يف االرتفاع التعليم، وإن مبستويات االلتحاق والقيد مبختلف مراحل بدرجات متفاوتة. ووفقا ملؤشرات األهداف التنموية لأللفية ال تزال إجنازات البلدان العربية دون املأمول، باستثناء عدد قليل منها، وبالتالي تظل بعيدة عن متطلبات بناء رأس املال املعريف للشباب الالزم لتحقيق متطلبات اقتصاد املعرفة.

تتسم العربية البالد يف والتدريب التعليم نظم بضعف اإلنتاجية

واستنادا الى العديد من التقارير والدراسات، يبني التقرير اتسمت قد العربية البالد يف والتدريب التعليم نظم أن بضعف اإلنتاجية، وهي ظاهرة بينة يف كل البالد العربية،

140

120

100

80

60

40

20

0

التعليم اإلبتدائي التعليم الثانوي التعليم العالي

ائرجلز

ا

قمرر ال

جزوتي

جيب صرم

ردناأل

نانلب

انياريت

موملغرب

ا

فلسطنيولة

دمان

ع

ديةسعو

ال

دانسو

الوريا

ستونس

منالي

بيةلعر

قة ااملنط

المالع

قيةشر

والالوسطى

وبا أور

الوسطىسيا

آ

هادئط ال

حمليا وا

سيق آ

شر

يبيكار

ر الوالبح

ية تين

ا الاليرك

أم

بيةلغر

ة واوبي

جلنيا ا

آس

بيةلغر

با اورو

ة وأالي

شما ال

يركأم

قيافري

اء أحر

جنوب ص

معدالت التسجيل اإلجمالي يف مراحل التعليم االبتدائي والثانوي والعالي للعام 2010 (%)

.UNESCO :2014 املصدرa

Page 13: عربي (3.4 MB)

13

حيث ال يفسر النمو يف التعليم أيا من أجزاء الزيادة يف املنطقة يف التعليم مناهج أن كما التنمية. مخرجات اإلنسان شخصية لتنمية كبيرة أهمية تولي ال العربية بقدر ما تهتم باحلفظ والتلقني وتركز على املعارف التي على تركز وال التقليدية، االمتحانات يف قياسها ميكن تزايد من الرغم على واالجتماعية الوجدانية املهارات الطلب عليها حاليا من قبل أصحاب العمل. فنظم التعليم اإلبداعية املهارات جتاهلت قد املختلفة مبستوياتها اإلمكانات أضعفت وقد والفنون. احلياة ومهارات اإلبداعية ألجيال متعاقبة يف املنطقة العربية. ولم تكتسب الواسع، باملعنى واملعارف املهارات خبرة األجيال هذه ومهارات التفكير واملهارات اللغوية يف التواصل واملهارات املعرفية العامة، وهي املهارات الداعمة للفاعلية املعرفية

واإلبداع واإلنتاجية.

يف الشباب توزيع كفاءة يف الضعف التقرير ويبني كما يحتاجها التي العلمية التخصصات على اجلامعات من اخلريجني من فائض وجود التقرير ويبني العمل. كليات وأقسام نظرية مختلفة ليس أمامهم آفاق حقيقية للعمل، بينما تفتقر أسواق العمل الداخلية إلى خريجني يف اختصاصات عدة يعزف الشباب عن االلتحاق بدراساتها ومتابعتها. ويترتب على ذلك ظهور خلل بنيوي يف العالقة بني اخلريجني وسوق العمل أدى بدوره إلى تفاقم بطالة التخصصات عن الشباب عزوف ويقترن اخلريجني. العوامل االجتماعية واالقتصادية احملفزة بغياب العلمية التنمية طبيعة الى ترجع والتي التخصصات لهذه

والهيكلية االقتصادية السائدة.

التفاوتات من الرغم وعلى أنه التقرير يظهر باملقابل، جميع يف العربي الشباب فإن أخرى، إلى دولة من مبوجة اللحاق يف عام بشكل قد جنحوا العربية الدول بقاء من الرغم على واستخدامها املعلومات تكنولوجيا يف العاملي املستوى من أقل مستويات يف منهم العديد )2014( الدولي البنك بيانات وتظهر املضمار. هذا معدالت أن العربية، الدول يف اإلنترنت استخدام حول النفاذ إلى شبكة اإلنترنت تصل يف بعض الدول إلى أقل والعراق وجيبوتي القمر )جزر مئة شخص لكل 10 من وموريتانيا والصومال(، فيما تصل إلى أكثر من 85% )يف قطر والبحرين واإلمارات(، وهي درجة استخدام مناسبة

تقارب النسب املسجلة يف الدول املتقدمة.

العربية: املنطقة يف الشباب لثقافة العامة األطر والتراث الثقافية والهجنة األجيال بني الهوة بني

الثقافة املعاصرة

ال شك أن الدين واألسرة عامالن مهمان يف حياة البشر. لكن فهناك املجال: بارزين يف هذا تيارين بني التفريق من بد ال عن وتعزلها احلياة تضيق التي املتطرفة الدينية االجتاهات العالم اخلارجي، وال تتعامل مع مجتمع املعرفة إال باستخدام تكنولوجياته املتقدمة وفضاءاته ومواقع االتصاالت االجتماعية املاضوية يف التقدم وتكرس لتبث فتاوى وأيديولوجيات تكبح مجتمع يسعى إلى التطور يف املعرفة. وهناك، من جهة أخرى قيم لنا يقدم الذي السمح اإلسالمي الدين متثل اجتاهات العمل والتفاؤل والتفاعل مع احلياة ومع اآلخر املختلف بحب املعرفة وتطلب والعلماء العلم شأن من تعلي إنسانية وقيم إلى بالنسبة الشأن وكذلك والتقدم. للبناء كأساس العلمية األسرة؛ فهناك فرق بني األسرة البطريركية األبوية الذكورية املستبدة املرتبطة بوشائج القيم القبلية املستحوذة على الفرد الغية لهويته الفردية، واألسرة الراعية والرافعة ألبنائها التي تقدم تربية مواكبة للعالم ومعطيات املعرفة، أي أسرة متارس تنشئة تعلي من قيمة الفرد، باعتباره الوحدة األولى يف املجتمع، والتفكير واإلبداع. هذه مسائل حتتاج العقالنية وتنمي قيمة إلى دراسات، تزداد أهميتها اليوم أكثر من أي وقت مضى يف التاريخ العربي، ويف عصر ذلك النشاط السياسي اجلامح يف

أكثر من بلد عربي.

ويرصد التقرير، استنادا إلى الدراسات املتوفرة، مجموعة والهوية الثقافة بها اتسمت التي العامة اخلصائص من وأولى العربية. املنطقة الشباب يف لدى القيم ومنظومة )اآلباء األجيال بني ثقافية هوة وجود اخلصائص هذه واألبناء(. وثانيا، مشايعة الشباب لهويات مختلفة ووجود ما يسمى »هجنة ثقافية« متنوعة أفقيا بني األجيال، بحكم الواقع التاريخي الثقايف السياسي. وثالثا، أنه مهما تعدد اجلغرافية االختالفات بحكم العربي الشباب واختلف الثقافية، فإنه يقطع واملستويات االقتصادية واالنتماءات االقتصادية واملستويات اجلغرافية االختالفات هذه كل التراث من نابع قوي ثقايف خط الثقافية واالنتماءات العربية البطريركية ظاهرة عليه نطلق للمنطقة الثقايف التي ترتكز على الدين واألسرة والعرق أو الطائفة. وهو اجتاه قوي يحافظ على القيم العربية التقليدية، وما يزال تنموية هو االجتاه األقوى، وال سيما يف غياب سياسات بالعلم ترتبط ذهنية وتكون والقيم الثقافة ثقافية جتدد

Page 14: عربي (3.4 MB)

14

واحلداثة لدى الشباب. ورابعا بروز دوافع ثقافية جديدة املرأة، قضايا يف خصوصا العاملية احلركات من نابعة واملواطنة، اجلنسية، واحلرية والبيئة اإلنسان وحقوق تزايد مع باستمرار تتزايد دوافع وهي التجارة، وعوملة التواصل ومواقع احملمولة والهواتف الفضائيات تأثير االجتماعي على اإلنترنت، بل وبتأثير قوى عاملية منظمة

ومؤسسات فاعلة.

الفاعلية االقتصادية للشباب وبطالة الشباب

يبني التقرير، وحسب “التقرير االقتصادي العربي املوحد« قدر قد 2010 عام العاملة يف القوى أن حجم )2012(بنحو 122 مليون نسمة، أي ما يقارب 34.5% من إجمالي نفسه. وبحسب العام العربية يف الدول السكان يف عدد التقرير، فإن سبب انخفاض النسبة هو تزايد عدد السكان دون سن 15 سنة، باإلضافة إلى محدودية مساهمة املرأة العاملة القوى لنمو السنوي املعدل وبلغ العمل. يف سوق يف الدول العربية 3.1% يف الفترة 1995 إلى 2010، مما الدول بني املعدل هذا بالطبع ويتفاوت مرتفعا. يعتبر العربية. ومن املتوقع ارتفاع معدل منو العمالة ومعدل فئة السكان الناشطني اقتصاديا لعدة عقود قادمة نتيجة النمو يشكل مما املاضية، الثالثة العقود يف السريع السكاني

حتديا مستمرا يف مواجهة التنمية يف املنطقة العربية. املنطقة يف البطالة معدل متوسط أن التقرير ويظهر يظل وهو ،%16 بنحو يقدر متوفرة بيانات آخر حسب األعلى بني أقاليم العالم األخرى. ووفقا لتقديرات منظمة ،2012 األوروبي االحصاء ومركز ،2011 الدولية العمل و يف العربية %27 املنطقة الشباب يف بطالة تبلغ نسبة العالم 12.6%. واستنادا الى تقارير برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، فإنه وعلى الرغم من تراجع معدل بطالة الشباب من 30% يف تسعينيات القرن املاضي إلى 24% يف معدل من أكثر ميثل يزال ال فإنه ،2011 إلى 2005 السنوات ضعف املعدل العاملي البالغ 11.9%، إذ تبلغ نسبة الشباب بني السكان العاطلني عن العمل أكثر من 50% يف معظم

البلدان العربية.

ال العربية املنطقة يف التعليم أن إلى اإلشارة وجتدر %15 يقارب مبا تزداد فهي البطالة. ضد ضمانة يوفر مبقارنتهم جامعية مؤهالت على احلاصلني صفوف يف العاطلني نسب وتبلغ وتونس(. واألردن )مصر باآلخرين من خريجي التعليم العالي 43% يف السعودية، ونحو %32 يف البحرين، و24% يف دولة فلسطني، و22% يف املغرب

واإلمارات، و14% يف تونس، وأكثر من 11% يف اجلزائر. من اجلامعات خريجي نسبة فإن التقارير، أحد ووفق عن والعاطلني عالية مؤهالت على احلاصلني الشباب تونس و%24.8 بلغت 21.9% يف العام 2010 العمل يف يف مصر و17.8% يف املغرب و15.5% يف األردن، باملقارنة مع معدل االحتاد األوروبي )3.5%( وبالد منظمة التعاون

االقتصادي والتنمية )%3.3(.

البالد يف التشغيل بنية أن على التقرير واضعو ويؤكد العربية غير مواتية ملجتمع املعرفة، وهي تساهم بشكل قوي والنساء، وهم ضحايا غياب الشباب يف تهميش وإقصاء السياسات التنموية الفاعلة يف هذا املجال. وبغض النظر الشباب، بطالة حول واملتفاوتة املختلفة التقديرات عن راسمي أمام املتعاظم التحدي إلى يشير جميعها فإن السياسات واملخططني العرب لتوفير فرص العمل الكرمي واملنتج لألعداد املتزايدة من الشباب العربي الطامح إلى

الدخول يف سوق العمل واإلنتاج.

التطوعي والعمل املشاركة االجتماعية: الفاعلية واالنتماء

والعمل العامة احلياة يف املشاركة ارتباط التقرير يبني خبرة على يدالن مؤشران هما بل باملواطنة، التطوعي املواطنة النشطة بني الشباب. وميتد مفهوم املشاركة إلى ويرتبط واالقتصادية، واالجتماعية السياسية املشاركة بالعمل التطوعي الذي يحقق انتماء الفرد، ويؤسس لثقافة التسامح واالحترام املتبادل الذي يهيئ الشرط األساسي لفعالية الشباب يف نقل وتوطني املعرفة. ويركز التقرير أن ثغرات البنية الثقافية التي تؤثر يف الهوية ومفهوم املواطنة

الركائز األساسية لتفعيل املواطنة النشطة واملشاركة الفاعلة

فرصمتكافئة

تنمية قدراتاألفراد

نظم وحوافزداعمة

املناخ الثقايف والسياسي واالجتماعي

املواطنةالنشطة

Page 15: عربي (3.4 MB)

15

التقدم حتفيز على سلبي أثر لها العربية املنطقة يف واالجتماعية االقتصادية واملتطلبات املعرفة مجتمع نحو املشاركة أن التقرير واضعو ويرى املصاحبة. والسياسية والعمل التطوعي أساس تكوين الشعور باالنتماء واملواطنة، هي منظومة املتكاملة ميكن أن يطلق عليها اسم املواطنة

النشطة.

املرأة بني التهميش والتمكني

بقضية املرأة قضية ارتباط على التقرير واضعو يؤكد وتوفير احلريات بني تكامل من تتضمنه وما التنمية احلقوق اإلنسانية للجميع، كحق احلرية واحلياة الكرمية وإنصاف الفئات املهمشة يف مجتمعاتنا العربية. ولعل من هي العربية املنطقة يف جتسدا الالمساواة أشكال أكثر التمييز تتبدى يف قضية التي اجلنسني، بني الالمساواة كل يف املرأة حساب على للرجل الفرصة يعطي الذي مجالي يف صوره بأجلى ذلك ويتضح احلياة. مجاالت التعليم والتشغيل، مع عدم تهميش ما حتقق حتى اليوم من أوضاع تاريخية على صعيد حتسني تكون تكاد إجنازات املرأة يف املنطقة العربية، خاصة التعليم. لكن هذا التحسن املشاركة مجال يف املطلوب املردود له يكن لم النسبي والفاعلية االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية. من العمل سوق يف املرأة مشاركة معدل انخفاض ويعد العربية، وضعف املرأة بتهميش املرتبطة املهمة الظواهر املواطنة يف حلقوقها وإنقاص حتررها، وعدم متكينها، الكاملة يف املجتمعات العربية. وبذلك تفقد الدول العربية نصف املجتمع الشبابي، وحترم نفسها من فاعل يف حقل تنمية املعرفة وتوطينها وإحداث التنمية الشاملة والتقدم.

االنفتاح والتواصل... خط ناظم يف تقارير املعرفة العربية

إن االنفتاح والتواصل املعريف املنتج منهج اختطته تقارير املعرفة العربية كخط ناظم ومبدأ راسخ يف عمليات إقامة الثقافية جوانبه له شامل مفهوم وهو املعرفة. مجتمع واالجتماعية والسياسية وآلياته املعرفية والتقانية. ويدعو التقرير إلى اتخاذ إجراءات وسياسات متكن الشباب من االنفتاح احلقيقي على الثقافة العاملية ومتكني هذا القطاع وليس فاعال ليكون فيها، واملساهمة منها االستفادة من متلقيا فقط. ويظهر التقرير إلى أنه، وفيما يتعلق باحلركة أساسية قناة وهي العرب، للطالب والدولية االقليمية التي تساهم يف االحتكاك باآلخر يف من قنوات االنفتاح مجاالت الدراسة والبحث والتدريب والتفاعل مع ما لديه التحرك ازدياد إلى البيانات فتشير معرفة مضمرة، من الطالبي يف العشرين عاما األخيرة يف أنحاء العالم. وتفيد بيانات اليونسكو )2014( أنه يف سنة 2012 كان هناك أكثر من 314000 طالب عربي يدرسون يف خارج بالدهم. كما

أن البالد العربية تستضيف نحو 253000 طالب دولي.

مشاركة اإلناث والذكور يف القوى العاملة يف عدد من الدول العربية ومعدل منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا 15-64 عاما (%)

* التقديرات الرسمية للسكان من املواطننياملصدر: البنك الدولي (2013) تقرير عن التنمية يف الشرق األوسط وشمال أفريقيا: فتح األبواب، املساواة بني اجلنسني والتنمية يف الشرق األوسط وشمال أفريقيا

100

90

80

70

60

50

40

30

20

10

0

ماراتاإل

كويتال

يبوتيج

طر*ق

صرم

طقة املن

ط دولألردنتونسمتوس

ا

ة فلسطنيدول

لعراقا

ملغربا

دية*سعو

الاليمن

إناث ذكور

Page 16: عربي (3.4 MB)

16

وضعية البيئات التمكينية وفعاليتها يف نقل وتوطني املعرفة

ملخص 4

إن ما أنتجته الدول املتقدمة يف حضارة املعرفة، من معرفة وإبداع وابتكار وجتديد، إمنا حتقق بفضل ما متلكه هذه الدول من رأس مال بشري كثيف املعرفة، عالي املهارة، أعدته وجهزته بيئات تعليمية وتدريبية، ومراكز بحثية يف العلوم والتكنولوجيا ويف االبتكار والتطوير، تعاضدها بيئات اجتماعية وسياسية واقتصادية فعالة تكونت عبر مراحل طويلة من التغيير والتطوير االجتماعي. وثمة حقيقة مهمة أكدتها تقارير املعرفة السابقة، يف خصوص البيئات التمكينية التي يتم بها ومن خاللها إعداد رأس املال البشري لنقل

املعرفة وإنتاجها، وهي أن هذه البيئات وما تتسم به من خصائص ميكن أن تكون محفزة داعمة للتطوير أو تكون كابحة للتقدم.

الدور املطلوب من التعليم العالي يف املنطقة العربية لتحفيز إدماج الشباب يف نقل وتوطني املعرفة

يؤكد التقرير على الدور املهم الذي يلعبه التعليم العالي يف الفاعل األساسي العالي هي التعليم التنمية. فمؤسسات أنشطة من خالل وإنتاجها املعرفة ونشر نقل عملية يف العالي التعليم يتحمل كما العلمي. والبحث التدريب واملواطنة، القيم، تنمية يف فريدة اجتماعية مسؤولية واالنخراط يف سوق العمل واإلنتاج، واملشاركة يف أنشطة املال لرأس املنتج هي املؤسسات فهذه املدني. املجتمع العمل، وسوق الشاملة التنمية تتطلبه الذي البشري والذي يعتبر عامال حاسما ورئيسيا يف التقدم االقتصادي أنه التقرير واضعو ويرى مجتمع. أي يف واالجتماعي جودة حتقيق يف العالي التعليم مؤسسات تنجح حينما ومالءمة عالية مع متطلبات وحاجات املجتمع، فإن فرص اندماج الشباب يف سوق العمل واحلياة واملجتمع تتزايد، ويتسع فضاؤها يف نقل وتوطني املعرفة. وهي تساعد على حتقيق التكامل بني املؤسسات االقتصادية والقوى املنظمة للعمل، واملؤسسات الفاعلة يف حياة املجتمع املدني، ومن ثم تصبح آلية رئيسية يف إحداث التغيير املجتمعي املنشود نحو حتقيق األهداف واملرامي يف تأسيس مجتمع املعرفة. كما تعتبر مؤسسات التعليم العالي من أهم املؤسسات التي ميكن أن جتمع أطرافا مختلفة، من طلبة باحثني وأساتذة أجل من معا ليعملوا متنوعة، عريضة خلفيات يحملون

حتقيق اآلمال املستقبلية للوطن بأسره.

أصناف حيث من تنوعا العالي التعليم ساحة وشهدت اجلامعات واالختصاصات وتوزيع الطالب على املؤسسات احلكومية واخلاصة. وتشير بيانات اليونسكو )2010( إلى أن نسبة اجلامعات واملعاهد العليا احلكومية تبلغ %63.8 احلكومية اجلامعات نسبة وأن خاصة، %36.2 مقابل

تكاد تتساوى مع نسبة اجلامعات اخلاصة )51.5% مقابل القطاع الطالب، فإن بتوزيع يتعلق أما يف ما .)%48.5

احلكومي ما يزال الوجهة السائدة يف املنطقة.

ومع تأكيد التقرير على أهمية اجلهود املبذولة يف املنطقة تفرضها ضرورة باعتباره العالي التعليم لتوسيع العربية متطلبات مجتمع املعرفة من القوى العاملة عالية التأهيل، لم ما عقيمة ستظل اجلهود هذه أن إلى ينبه أنه إال اخلدمات بجودة لالرتقاء مماثلة مجهودات تعاضدها التعليمية ونوعية املخرجات. ويسلط التقرير الضوء على عدد من القضايا الهامة مبا يف ذلك املعدالت املنخفضة اللتحاق اشباب مبعاهد التعليم العالي يف البلدان العربية التي ما زالت دون ما هي عليه يف الدول املتقدمة، والقلق الشديد حول مالءمة وفعالية هذه النظم يف تهيئة الشباب عوائد يف املشاركة من متكنهم التي والقدرات بالفرص وبخاصة العربية، فاجلامعات االقتصادية. التنمية اجلامعات احلكومية العريقة التي تستوعب معظم الطالب العرب تعاني من طرق تدريس غير مالئمة، كما تعاني فقرا شديدا يف سياسات البحث العلمي، ومقررات أكادميية لم ث معظمها، وال تواكب متطلبات مجتمع املعرفة. كما يحداجلامعات دعوة يف التوسع حول التساؤل التقرير يثير طرائق إدخال على يساعد أن شأنه من الذي الغربية، مجتمع ملتطلبات مواكبة وتخصصات ومقررات حديثة، التناقضات بعض يخلق قد أيضا ذلك أن إال املعرفة، االجتماعية والسياسية. وتظل األخيرة يف جزيرة منعزلة يف فضاء ثقايف يف البلد املقامة فيه، ما لم يحدث تطور العوملة، اقتصادات نحو الدول هذه يف كبير اقتصادي آفاق إلى كله املجتمع ويرفع التناقضات، هذه تستوعب عاملية. وإن لم يحدث ذلك، فسوف تتفاقم املشكلة وتتحول إلى مشكلة متس شرعية هذه املؤسسات األجنبية املنعزلة. ويرى واضعو ا لتقرير أن هذه التناقضات يف الواقع هي

Page 17: عربي (3.4 MB)

17

وليدة هذا التأثير املتنامي للعوملة الذي انعكس يف الدول العربية يف ما يطلق عليه تسليع املعرفة، وليس توطينها.

ضعف جودة التعليم العالي يف البالد العربية

العربية الدول من العديد أن رغم أنه على التقرير يرى سعت إلى إنشاء هيئات لضمان اجلودة، فإن هذه الهيئات إلى الغالب يف تفتقد معظمها يف احلكومات تتبع التي جهودها توجه ولم محدودة، وإمكانياتها االستقاللية ويشير العالي. التعليم مؤسسات تقومي إلى بجدية التقرير الى الفجوة بني مخرجات التعليم العالي ومتطلبات معدالت وارتفاع اإلنتاجية تدني أن مبينا العمل سوق للعمالة التنافسية القدرة وضعف املتعلمني بني البطالة منه كبير جانب يف يعود األجنبية العمالة جتاه العربية ومتطلبات سوق التعليمي التأهيل بني الكبيرة الهوة إلى والتقني. املهني والتدريب التعليم برامج وضعف العمل املهني والتدريب التكوين نظم ضعف التقرير يبرز كما والتقني ضمن مؤسسات التعليم العالي كما يركز التقرير بني االرتباط بضعف ذلك وعالقة املهارات ضعف على اجلامعات والقطاعني اخلاص والعام مبينا أن عدم رضا أصحاب العمل عن مهارات خريجي اجلامعات يعد أحد التوظيف. وهذا األمر ال تتحمل مؤسسات أبرز معوقات التعليم العالي لوحدها مسؤوليته، بل كذلك ضعف مشاركة

القطاعني العام واخلاص.

وهجرة العالي التعليم قضية الى التقرير يتطرق كما العقول يف املنطقة العربية مبينا أنه وحسب البنك الدولي الشباب من العرب، املهاجرين من األكبر الشريحة فإن العالي )35%(. ويعرض التعليم والكبار، هم من خريجي العقول مساعدة القائل بأن ظاهرة هجرة الرأي التقرير وهي الغنية. البالد إلى الفقيرة البالد من معكوسة واملعرفة العلم مصادر من مهما مصدرا املنطقة تفقد والتكنولوجيا، ومقومات فكرية وخبرات تاريخية. صحيح األبواب خلبرات تفتح أنها ومنها إيجابياتها، للهجرة أن أموال رؤوس تكوين على وتساعد الشباب، أمام جديدة ما كانت تشكل مالية واجتماعية، وحتقق عوائد معرفية بعض يف احمللي الناجت إجمالي من %20 إلى %5 بني البالد املصدرة للعمالة. لكن كل ذلك ال يحجب ما لها من وخفض أبعاد سلبية تتمثل يف ظاهرة “استنزاف العقول”

اإلنتاج على املستوى الوطني.

ضعف منظومة البحث العلمي والتطوير يف املنطقة العربية

البحث وضع أن على الباحثني معظم مع التقرير يتفق العلمي يف املنطقة العربية ما زال أحد املعوقات األساسية إعاقة ثم ومن باملعرفة، املنطقة هذه لعالقة الكابحة اجلهود نحو إجنازات حقيقية لبناء مجتمع املعرفة. وتكمن فاعلة يف بحث منظومة بناء تواجه جهود التي املعوقات للبحث داعمة ثقافة غياب أهمها: املشكالت، من عدد العلمي واإلبداع، وضعف حوكمة مؤسسات البحث العلمي، للبحث متكاملة نظم لبناء الشاملة السياسات وغياب والتطوير، باإلضافة إلى ضعف التمويل واملصادر البشرية.ويبني التقرير أن اإلحصاءات املتاحة تشير إلى أن معدالت اإلنفاق على البحث والتطوير يف الدول العربية كنسبة من ال املاضية األربعة العقود اإلجمالي خالل احمللي الناجت تفي مبتطلبات هذا القطاع. إذ لم تخصص الدول العربية سوى األخيرة السنوات خالل والتطوير للبحث مجتمعة مبالغ ضئيلة ومتواضعة من ناجتها احمللي اإلجمالي تتراوح بني 0.03% و 0.73%. كما أن مخصصات الدول العربية تقل اإلجمالي الناجت احمللي من كنسبة والتطوير للبحث .%2.13 نحو إلى الذي يصل العاملي املتوسط عن كثيرا وتتبني الفجوة جليا إذا ما قارنا الدول العربية بدول االحتاد األوروبي الذي تصل معدالت إنفاقه على البحث والتطوير إلى 1.98% أو اليابان التي تصل نسبة إنفاقها على البحث العلمي نحو 3.39% من إجمالي الناجت احمللي. ولم يتجاوز على العاملي اإلنفاق من مجتمعة العربية الدول نصيب البحث العلمي ال 0.5% من جملة اإلنفاق العاملي يف العام 2009 مع أنها تضم أكثر من 5% من سكان العالم. أما يف ما يتعلق بإنتاج الدول العربية من أوراق األبحاث املنشورة، تشير الدراسات إلى أنها متواضعة باملقارنة مع غيرها من

دول العالم املختلفة.

رئيسا مكونا ميثل ال االبتكار أن التقرير واضعو ويرى من املشروعات العربية يف مجال العلم والتكنولوجيا. وقد يعزى ذلك إلى ضعف الترابط الكلي بني البحث والتنمية ذلك ضعف على يدل كما واخلاص، العام القطاعني يف املخرجات من البراءات املسجلة. وتشير البيانات املتوفرة إلى أن عدد براءات االختراع املسجلة للدول العربية تبقى السعودية عدا ما أخرى، بلدان بإنتاج مقارنة ضئيلة دوال 1963 العام منذ البراءات مبجموع تخطت )التي املسجلة يف 18 البراءات وبلغ مجموع واليونان(. كتركيا

Page 18: عربي (3.4 MB)

18

1821 بلغ 2013 اعام 1963 حتى العام منذ عربية دولة براءة اختراع، وميثل ذلك أقل من مجموع دولة واحدة مثل ينفي ال السابق أن على التقرير يؤكد باملقابل ماليزيا. التحليالت تظهر حيث املجاالت هذه يف تقدم وجود إلى االنتقال يف تقدما حققت العربية الدول بعض ان اقتصادات تتسم نسبيا بقدر أكبر من االرتكاز على املعرفة واالبتكار والتنوع االقتصادي ال سيما اإلمارات والبحرين عن فضال والكويت السعودية العربية واململكة وعمان

األردن وتونس ولبنان.

قضية هي املعرفة وتوطني لنقل الشباب جاهزية تنموية يف األساس األول

يؤكد واضعو التقرير أن إشكالية العالقة يف قضية الشباب العربية، التنمية مسألة يف تكمن ”إمنا املعرفة وتوطني ومدى جناحها يف توسيع فرص الشباب وتنمية قدراته«. فجاهزية الشباب لنقل وتوطني املعرفة هي قضية تنموية يف األساس األول. كما أن مطلب نقل وتوطني املعرفة ال ينفصل عن مطلب التنمية بأبعادها االقتصادية والسياسية واالجتماعية. ومن ثم فإن التنمية العربية مطالبة باالنتقال إلى معنى واسع جديد، يرتكز على املعرفة وعلى متطلبات من الشباب متكن التي االجتماعية والعدالة احلرية، عجلة ودفع املعرفة وتوطني نقل يف الفاعل االندماج

التنمية إلى األمام.

ويظهر التقرير تفاوت األداء بني الدول العربية حسب تقرير التنمية البشرية للعام 2014 حيث بلغ متوسط دليل التنمية عن يزيد ما وهو ،0.682 نحو العربية للدول البشرية نظيره على مستوى الدول ذات التنمية البشرية املتوسطة البالغ 0.614 والدول ذات التنمية البشرية املنخفضة البالغ 0.493، إال أنه يقل عن مؤشر دول العالم البالغ 0.702 ويقل عن مؤشر الدول ذات التنمية البشرية املرتفعة البالغ التنمية ذات الدول مؤشر عن كثيرا يقل وكذلك 0.735البشرية املرتفعة جدا البالغ 0.890. وتشير البيانات أنه اجلغرافية والعوامل الطبيعية املصادر توزيع تأثير حتت حدثت فجوة يف الدخل القومي بني البالد العربية. ويشير التقرير إلى أن املنطقة العربية ككل فشلت يف بناء آليات فعالة، وسياسات ناجزة، للحماية االجتماعية كفيلة بحماية قطاعات كبيرة من البشر من خطر الوقوع يف براثن الفقر. ويؤكد التقرير إلى أن من أهم التحديات التي تواجه نقل البنية توفير عدم العربية، املنطقة يف املعرفة وتوطني

املنطقة يف العامة االقتصادية الهياكل وضعف التحتية، العربية التي يتسم بها منط االقتصاد الريعي السائد يف دول املنطقة، والذي ال يحفز عمليات نقل وتوطني املعرفة،

واالندماج الفاعل للشباب يف هذه العمليات.

واملعرفة، التنمية اشكاليات مع التعامل معرض ويف يبني التقرير، أن املشكلة يف ضعف الصادرات ليست يف تكمن احلماية الزائدة يف حد ذاتها، لكن املشكلة أساسا التنافسية، حيث من التصديرية الصناعات ضعف يف وتركيز الصادرات على منتجات منخفضة القيمة املضافة، وفجوة املهارة لدى العمالة التي ميكن أن متكن من النهوض بصناعات تصديرية. وتكمن أهمية تزايد قطاع الصناعة ذات القيمة املضافة العالية، وما ينتجه من مردود اقتصادي ينعكس على معدالت تصدير هذه املنتجات، يف أنها تعتبر عملية محورية يف نقل وتوظيف وإنتاج املعرفة وتوطينها.

ويؤكد التمكينية، البيئات استعراض وضعية ويف معرض القانون حلماية التشريعات وسيادة بنية أن التقرير على ومكافحة السياسي، االستقرار وضمان الفكرية، امللكية واملساعدة املعرفة نقل لضمان فعالة آلية ميثل الفساد،

على توطينها.

فعالة أداة املباشر األجنبي االستثمار أن التقرير ويرى التنمية ودعم والتكنولوجيا املعرفة وتوطني نقل يف حالة حتسني وبالتالي العربية، املنطقة يف املستدامة تأثير أنه يالحظ ضعف إال للشباب. االقتصادية احلياة بسبب العربية، املنطقة يف املباشر األجنبي االستثمار تلك والعقارات، البتروكيماويات قطاعات يف تركيزه القطاعات التي قد تعتبر قواعد خصبة للنمو السريع يف توسيع فرص العمل للشباب، وليس يف نقل وتوطني املعرفة مجتمع بناء إلى الدول يف سعيها هذه إليها التي حتتاج

املعرفة، وتطوير العلم واالبتكار.

اجلاهزية املعلومات: لتقانة التحتية البنية والتوظيف

املعلومات تقانة يف التحتية البنية أن على التقرير يؤكد فهي املعرفة. اقتصادات يف أساسي مكون واالتصاالت احملدد األساسي لبنية ومستوى التنافسية لالقتصاد الكلي وكفاءة والتجديد. االبتكار وصناعة املعرفة على القائم الشفافية حتقيق يف أساسي عامل التكنولوجية البنية االقتصاد إدارة مناخ وحتسني املعلومات، وانسيابية

Page 19: عربي (3.4 MB)

19

األجنبية واالستثمارات اخلاصة االستثمارات وجذب املباشرة. األمر الذي يدعم عمليات نقل وتوطني املعرفة انتشار أن التقرير يبني املجال، الشباب. ويف هذا ودمج احلاسوب يف العالم العربي ال يزال أقل بكثير من الدول وقطر البحرين سيما ال اخلليج دول باستثناء املتقدمة، من تقدما األكثر الدول تناهز مبعدالتها التي واإلمارات حيث عدد احلواسيب لكل مئة من السكان. فقد سجلت املئوية النسبة بلغت حيث عربيا األولى املرتبة البحرين ،%92.7 شخصي حاسوب لديها يتوفر التي لألسر تليها قطر يف املرتبة الثانية مع 91.51%، ثم اإلمارات مع 85.2%. باملقابل، ال تعاني املنطقة العربية بشكل عام من حيث تغطية شبكات احملمول للعديد من املناطق، فهناك 13 دولة عربية تخطت فيها نسبة مشتركي الهواتف النقالة املئة باملئة يف العام 2013. واملالحظ أن هناك دول عربية ال تعد من الدول ذات الدخل املرتفع ولكنها حققت أسعارا

جيدة يف أسعار دقيقة احملمول مثل مصر.

اإللكترونية احلكومة خدمات أن التقرير يظهر كما دول فمعظم العربية املنطقة يف متجذرة غير زالت ما املنطقة العربية لم تتعد نصف املؤشر خلدمات احلكومة أهمية تولى التي الدول بعض هناك ولكن اإللكترونية. أولويات سلم على واالتصاالت املعلومات لتقانات كبرى

الصدد عامليا يف هذا متقدمة مراكز احلكومة، فحققت والبحرين وقطر. قد حققت اإلمارات كما هو احلال يف دول مجلس التعاون اخلليجي وتونس مراكز متقدمة على يف واالتصاالت املعلومات تقانات استخدام يف العالم

اخلدمات العامة األساسية كاملستشفيات.

إشكاليات وحتديات اللغة العربية والترجمة

يؤكد واضعو التقرير على أن القول بأن اللغة هي الوعاء احلاضن واملغذي والداعم للمعرفة والثقافة، إمنا يستدعي اللغة هذه وتطوير رعاية نحو اجلهود توجيه بالضرورة حتى تكون قادرة على حمل املضامني املستجدة واملتزايدة ملجتمعات واقتصادات املعرفة. ويرى التقرير أن الترجمة تعتبر من أهم القنوات التي تساعد على تطوير اللغة العربية املعرفة. ولتقاسم مكاسب للتواصل تفاعل معززة كعملية فهي تساهم يف تطوير املنتج الفكري احمللي، وجتعله ينفتح على ممكنات أخرى يف النظر إلى الظواهر واألشياء من زاوية جديدة. ورغم بعض املبادرات احملمودة، إال أنه ما زال هنالك حاجة الى مبادرات أوسع وأكبر تفتح مساحة إنشاء بهدف العربية اللغة ملراجعة البناء والنقد احلوار قواعد بديلة وأنساق لغوية جديدة تتماشى مع متطلبات اإلبداع وإنتاج املعرفة من جهة إضافة إلى نقلها وتوطينها إصالح أن على التقرير واضعو ويؤكد أخرى. جهة من اللغة، وبالتالي نظم التعليم باللغة العربية واالستفادة من أن من بد ال املجال، هذا املعلومات يف تقنيات مكاسب ينشأ ضمن رؤية اإلسهام يف بناء مجتمع املعرفة وحتقيق

التنمية اإلنسانية املستدامة.

ترجمة أن تظهر التي اإلحصاءات بعض التقرير ويظهر األعمال من اللغة العربية إلى اللغات األخرى يف املنطقة ال زالت ضعيفة، وإن كان قطاع الترجمة قد شهد زيادة. وتبني االحصاءات أن نسبة الكتب التي تترجم من العربية األلف، يف الواحد تتخطى ال األوروبي االحتاد دول يف اللغة من مجمل الكتب املترجمة. أما عن الترجمات إلى العربية، فتشير التقديرات إلى أن معدل الكتب املترجمة العشر خالل سنويا كتاب 2000 و 1500 بني يتراوح سنوات السابقة للعام 2012، وأن حصة املنشورات العربية من أصل النصوص املترجمة تشكل 6% فقط من املجموع

العاملي.

استخدام تقانات االتصاالت واملعلومات يف اخلدماتالعامة للمجتمع

على مؤشر من 1إلى7 (7 هي األعلى) وفقا الستطالعات رأي املستخدمني وأصحاب العالقة .World Economic Forum 2013 :املصدر

البلد

اجلزائرالبحرين

مصر األردنالكويتليبيالبنان

موريتانيااملغربعمانقطر

السعوديةتونس

اإلماراتاليمن

مدى استخدام الشركاتللتقنيات احلديثة

نفاذ املدارس إلىاإلنترنت

الترتيبالقيمة*(من أصل 148 دولة)

الترتيبالقيمة*(من أصل 148 دولة)

147

30

110

27

57

142

86

109

95

53

10

15

70

4

119

3.2

5.5

4.2

5.6

4.9

3.6

4.5

4.2

4.4

5.0

5.9

5.8

4.7

6.1

4.1

-

45

125

44

66

146

107

141

113

47

15

49

-

21

146

-

5.0

2.7

5.0

4.4

1.8

3.4

2.0

3.1

4.9

6.0

4.8

-

5.8

1.7

Page 20: عربي (3.4 MB)

20

احملتوى الرقمي العربي

أما من حيث انتشار اللغة العربية يف الفضاء اإللكتروني، يبني التقرير أن اللغة العربية حتتل املركز الرابع بني لغات بلغ عدد االنترنت حيث األولى على شبكة العشر العالم مستخدمي اللغة العربية على اإلنترنت يف عام 2011 نحو 135.6 مليون مقابل نحو 60 مليون مستخدم يف عام 2008. وقد سجلت اللغة العربية أكبر معدالت النمو على اإلنترنت خالل الفترة 2000-2013 حيث منت اللغة العربية بنحو ما معدله 5296%. باملقابل يرى التقرير أن إنتاج ونشر احملتوى الرقمي العربي تعترضه حتديات كثيرة ومتنوعة، تصبح أشـد وطأة عندما يتطلب األمر تخطي عقبة جديدة هي النفاذ إلى اإلنترنت. ذلك أن نشر احملتوى العربي عبر اإلنترنت يستوجب تطويع عدد من التقانات املتاحة لتتالءم تقانية حلول تطوير أيضا يتطلب كما العربية، اللغة مع لقضايا ميكن تصنيفها يف مجموعتني؛ تتصل األولى باللغة للمعاجلة العربي احملتوى بإعداد والثانية ذاتها، العربية

املعمقة. ويستنتج واضعو التقرير أن املسافة التي ال تزال تعزز واإلنترنت الرقمنة عصر عن العربية اللغة تفصل تزعزع اللغة وعزلها عن مجتمع املعرفة وتقدمه. وال يزال االفتراضي العالم يف ووجودها العربية اللغة استخدام ضئيال وضعيفا مقارنة بالوزن الذي تستحقه هذه اللغة من حيث وزنها السكاني وقدراتها التواصلية وقيمتها الثقافية

واجلمالية.

التي احملاور مبختلف املتعلقة والتحليالت البيانات تشير ومنظومة العالي، التعليم )منظومة عليها الضوء تسليط مت أن إلى العربية( املنطقة يف التنمية ومنط العلمي، البحث لالرتقاء الكثيرة إجنازاتها من الرغم على العربية، الدول بفعالية هذه البيئات التمكينية، ما زالت مطالبة بحفز اخلطى والسعي لتطويرها لتكون داعمة لعمليات نقل وتوطني املعرفة بناء ولعل فاعل. بشكل العمليات هذه يف الشباب وإلدماج هذه البيئات ميثل اخلطوة األساس والقاعدة التي ال بد من

االنطالق منها نحو األهداف املرجوة.

Page 21: عربي (3.4 MB)

21

جاهزية الشباب العربي لإلندماج الفاعل يف توطني املعرفة

ملخص 5

متاشيا مع النهج امليداني الذي اعتمده تقرير املعرفة العربي للتواصل املباشر مع قضايا التقرير من خالل استقراء آراء وأوضاع ذوى العالقة األول أال وهم الشباب، أجريت دراسات واملسوح امليدانية على عينات استرشادية من الشباب العربي يف املراحل النهائية من التعليم اجلامعي يف أربع دول عربية )اإلمارات، واألردن، وتونس، واملغرب( شارك فيها أكثر من 3800 شاب عربي. وجاء استهداف جمهور الشباب اجلامعي باعتبارهم أهم أركان مجتمع املعرفة، ”رأس املال املعريف«. وتكمن أهمية هذه الشريحة يف كونها تشكل جزءا كبيرا من القوى العاملة واملنتجة عالوة على متتعهم بأهم متطلبات إقامة مجتمع املعرفة واملتمثلة يف الطاقة

والقدرة املطلوبة للتقدم واإلبداع.الهدف األساسي من هذه التقرير. ومتثل أدوات مبتكرة استعملت ألول مرة ألغراض إعداد هذا الغرض لهذا ولقد صممت األدوات يف االستطالع امليداني املباشر لواقع مهارات الشباب اجلامعي العربي األساسية املطلوبة إلدماجهم بشكل فاعل يف نقل وتوطني املعرفة وكذلك استقراء آرائهم املباشرة حو أهم املوضوعات ذات العالقة مبا فيها القيم واملمارسات وتصوراتهم حول البيئة التمكينية احمليطة. إن يف هذا النهج امليداني ما مييز هذا التقرير ويجعله أكثر اقترابا من الواقع من حيث التشخيص وبالتالي أكثر

دقة وواقعية من حيث التوصيات والتوجهات املقترحة.

وضع الشباب من حيث رأس املال املعريف

املهارات املعرفية: استنادا على نتائج البحث امليداني، يرى التقرير أن مستوى متلك الشباب العربي للمهارات املعرفية هو يف حدود املتوسط. وقد مت قياس عدد من املهارات التي يفترض أن ميتلكها طالب اجلامعات مبختلف تخصصاتهم لكونها بطبيعتها مهارات أفقية ال ترتبط بتخصص بعينه بقدر ما ترتبط باملعارف واملهارات الذهنية التي يحتاجها بصورة ومعرفة علم طالب وكل عامة، بصورة راشد كل مجتمع ملتطلبات االستجابة على قادرا ليكون خاصة املعرفة )نقال وتوطينا وإنتاجا ونشرا...(. يف ضوء ذلك مت وضع اختبار لقياس 5 مهارات هي: مهارة حل املشكالت ومهارة استخدام التكنولوجيا ومهارة البحث عن املعلومات ومعاجلتها ومهارة التواصل الكتابي باللغة العربية ومهارة

التواصل الكتابي بلغة أجنبية. وقد حصل الطالب على متوسط 55.81 ، فإذا افترضنا يف املهارات امتالك إلقرار املطلوب األدنى املستوى أن فإننا احلد األدنى هو احلصول على درجة 50 من 100 يعتبر االختبار املشاركة يف العينة أفراد أداء أن نستنتج منفردة دولة كل ألداء بالنسبة أما املتوسط. حدود يف الطلبة اإلماراتيني تقدموا على نظرائهم يف أن فنالحظ البلدان األخرى يليهم طلبة املغرب، ثم يف مرتبة ثالثة طلبة

تونس واألردن.

وبتحليل نتائج املهارات املعرفية مفصلة، تبني وجود تفاوت كبير يف مستويات متلك املهارات املعرفية مع ظهور ضعف وذلك التواصل، لغاية الكتابي اإلنتاج مهارات يف خاص الرغم وعلى السواء. حد على واألجنبية العربية باللغة مهارة أما املشكالت. حل مهارة النسبي يف التقدم من استخدام التكنولوجيا ألغراض البحث واملعرفة فقد جاءت

يف حدود املتوسط.

يف تسير والتي النتائج، هذه أن التقرير واضعو ويرى سابقة دراسات عنها كشفت التي نفسها االجتاهات محاور اختالف )مع والدولي اإلقليمي الصعيدين على اهتمامها ومنهجياتها(، باعثة على القلق، وبخاصة إذا ما

100-0

0 10 20 30 40 50 60 70

-6 -4 -2 0 2 4 6 8 10

64.01

55.8151.8351.25

61.21

الفاعلية الثقافية

الفاعليةاملجتمعية

الفاعلية االقتصادية

االنفتاحوالتواصل

املواطنةواالنتماء

الفاعليةالسياسية

مقارنة بني مختلف مكونات فاعلية الشباب

0

0.2

0.4

0.6

0.8

1

Page 22: عربي (3.4 MB)

22

نظرنا إليها من منظور بناء القدرات لنقل املعرفة وتوطينها. فهي تقيم الدليل مرة أخرى على ضعف جاهزية الشباب املعرفية للمشاركة بفعالية يف جهود امتالك ناصية املعرفة لألدوات امتالكهم عدم بسبب أوطانهم، يف واستنباتها الضرورية لذلك واملتمثلة باخلصوص يف املهارات اللغوية

والتكنولوجية.

وضع قيمي جيد

ويبني التقرير أن وضع الشباب القيمي يبدو أفضل بكثير من وضعه املعريف، فقد كشفت النتائج عن وجود اجتاهات إيجابية جتاه مجموعة من القيم املعرفية )مثل تقدير العلم، )التواضع، واالجتماعية واالجتهاد...(، العلمية، واألمانة والتعاون...(، الكونية عموما )احترام احلريات، والتسامح الديني...(. فقد بلغ متوسط درجات الطلبة يف سلم القيم 69.24 من 100. وقد حصل قرابة 92% منهم على 50 فما بينهم 46.3% حصلوا على 75 درجة فما فوق. فوق من امتالكهم جلل أظهروا الطلبة أغلب أن على يدل وهذا

القيم املدروسة.

بكثير الدول، جميع ويف النتائج هذه أخذ املهم من لكن من احلذر ألننا نتحدث هنا عما صرح به الطلبة وهو قد ال يطابق بالضرورة ما ميتلكونه أو ما ميارسونه فعال من قيم. ويف جميع األحوال، يرى التقرير أن هذا التعلق بالقيم السامية يعتبر، إن كان مستمدا حقا من قناعات راسخة ومجسدا يف سلوكات يومية، مؤشرا إيجابيا يتعني استثماره وتعزيزه ملزيد من نشر ثقافة مستنيرة وقيم إنسانية نبيلة كفيلة بخلق قوة ردع لقيم اجلهل والتواكل والعنف واإلقصاء.

فاعلية الشباب

يوضح التقرير أن املقصود بالفاعلية يف هذا التقرير هو املشاركة الفعلية واملسترسلة للمستجوبني يف املجاالت ذات العالقة. ومن هذا املنطلق فقد مت قياس الفاعلية الثقافية من خالل أسئلة استهدفت التعرف على ثقافة الطالب مثل تلك املتعلقة باألحداث التاريخية ببلده وباملنطقة، والطبيعة اجلغرافية وأسماء مؤلفات مت قراءتها سواء كانت عربية الثقافية األنشطة عن االستفسار إلى إضافة أجنبية أو من االجتماعية الفاعلية وقيست ونوعيتها. املمارسة املنطلق نفسه ومن خالل أسئلة مثل تلك حول املشاركة يف األنشطة التطوعية واملجتمعية وأنواع هذه األنشطة. كما قيست الفاعلية االقتصادية حول املشاركة والعمل مبقابل

مادي أو يف أي من املشاريع.

ويبني التقرير أنه، وباستثناء الفاعلية الثقافية، فلقد أظهر الطلبة املستجيبون ضعفا عاما يف مختلف الفاعليات مع الدرجات أضعف وكانت املجاالت، حسب نسبي تفاوت يف الفاعلية السياسية والفاعلية االجتماعية. وهي نتيجة جديرة باالهتمام نظرا ملا ميكن أن يكون لهذا الضعف من انعكاس سلبي على بناء رأس املال االجتماعي. إن املشاركة يف الشأن العام بشتى مظاهرها )أنشطة تطوعية، مشاركة، األساسية املقومات من تعد جمعيات...( يف انخراط

إلرساء أسس مجتمع املعرفة املأمول.

أما بالنسبة للمواطنة فلقد بينت النتائج أن مفهوم املواطنة لم ينضج بعد لدى أغلبية الطلبة املستجيبني باستثناء ما سجلته حالة اإلمارات من درجة أعلى نسبيا. إال أنه بصفة عامة، فإن إجابات العينة كانت متشتتة، حيث ربط البعض ربطه ومن بالتاريخ، ربطه ومن باملكان، املواطنة مفهوم باملعتقد. ويرى واضعو التقرير أن هذا التشتت يبعث على

مهارةالبحث عناملعلومات

مهارةاستخدام

لغة أجنبية

مهارة حل املشكالت

مهارة إستخدامالتكنولوجيا

مهارة التواصلالكتابي

نتائج الطلبة يف املهارات املعرفية

10

20

15

0

5

62

-4 -3 -2 -1 0 1 2 3

64 66 68 70 72 73 74

65.68

69.03

69.24

70.8

72.22

الفاعلية الثقافية

الفاعليةاملجتمعية

الفاعلية االقتصادية

االنفتاحوالتواصل

املواطنةواالنتماء

الفاعليةالسياسية

مقارنة بني مختلف مكونات فاعلية الشباب

0

0.2

0.4

0.6

0.8

1

Page 23: عربي (3.4 MB)

23

القلق حول ترسيخ هذا املفهوم يف عقول الشباب إلدماجهم ملحة حاجة تبرز وهنا املعرفة. وتوطني نقل عملية يف أوال، املفاهيم تصحيح أجل من التوعوية اجلهود لبذل

وجتسيدها يف شكل مواقف وأفعال يف الواقع.

نتائج أن إلى التقرير يشير العاملي، االنفتاح مجال ويف البحث احلالي كشفت عن تدني درجة االنفتاح لدى الطلبة إلى السعي أن على التقرير معدو ويؤكد املستجيبني. على االنفتاح عبر بالضرورة مير وتوطينها املعرفة نقل األطراف التي تنتج هذه املعرفة ومتتلك أسرارها وآلياتها. لذلك تعد القدرة على التواصل واالنفتاح على الغير وعلى الثقافات األخرى من املؤشرات املهمة التي ميكن أن تنبئ بقدرة الطالب على التفاعل إيجابيا مع املنتجات املعرفية لالستفادة منها واملساهمة يف تطويرها. ويظهر التقرير قضية اجلودة والنوعية كأحد أهم القضايا التي تستدعي االهتمام الفوري وهي وثيقة االرتباط مبا سبقت اإلشارة

إليه من نقائص.

املعرفة وتوطني نقل مسألة حول الشباب آراء والبيئات التمكينية الضرورية

الرضا عن من متفاوتة درجات على الطلبة عبر إجماال أسبقية ظهرت وقد لهم، املتوافرة التمكينية البيئات اإلماراتيني الطلبة لدى اخلصوص هذا يف ملحوظة ويليهم االستبيان، تناولها التي األبعاد مختلف شملت فقد واملغاربة التونسيون الطلبة أما األردنيون. الطلبة الغالب مبدين يف ”عدم الرضا“ مالت إجاباتهم يف اجتاه

املتعلقة املسائل يف ذروتها بلغت متفاوتة نقدية مواقف القطاع ومساهمة الشباب، دعم يف احلكومة مبساهمة اخلاص واملؤسسات االقتصادية يف متويل البحث العلمي

والنهوض به.

ويبني التقرير أن نسبة كبيرة من الطلبة املستجيبني عبرت عن عدم رضاها التام عن منظومة التعليم اجلامعي وعلى األكادميي سواء البحث ومنظومة التدريس، رأسها طرق املناسب، والتأطير املراجع توفر أو التمويل حيث من التقرير أن هناك التعليمية. ويرى والتجهيزات والوسائل بينها: من السلبي املوقف هذا إلى أدت عوامل عدة االكتظاظ الطالبي والذي يخلق ديناميته اخلاصة املؤثرة سواء ككل، التعليمي النظام ومخرجات مدخالت على إلى األستاذ يضطر مما اجلودة. أو النجاعة حيث من أية موضوعيا ويلغي الدروس، طبع أو والتلقني اإلمالء إمكانية إلشراك الطلبة والتفاعل معهم ومتابعة بحوثهم. هذا فضال عن غياب ألي إعداد أو تأهيل ملدرسي التعليم التدريس )طرق اجلامعية البيداغوجيا مجال يف العالي

اجلامعي(.

من عينة متثل ألنها كبيرة أهمية النتائج هذه وتكتسي العراقيل التي تواجه عملية نقل املعرفة وتوطينها وقابلية الشباب للمساهمة يف ذلك. ويدعو التقرير إلى أن توضع هذه النتائج أمام السلطات األكادميية، ومن ورائها السلطات السياسية، ملناقشة مدى جاهزية النظم اجلامعية القائمة املدى وقصير مباشر أولهما أساسيني، ملواجهة حتددين عالية جودة ذات نواجت توفير على النظام بقدرة متعلق استراتيجي، وثانيهما العمل، سوق ملتطلبات تستجيب بعيد املدى، يتمثل يف قدرة اجلامعة، باعتبارها احلاضنة األساسية للبحث واالبتكار، على توفير الشروط الضرورية لتحقيق قيمة مضافة ترسخ آليات نقل املعرفة وتوطينها، وتفسح املجال للشباب لينخرطوا يف هذه العملية بأقصى

درجات الفعالية.

الفاعلية الثقافية

الفاعليةاملجتمعية

الفاعلية االقتصادية

االنفتاحوالتواصل

املواطنةواالنتماء

الفاعليةالسياسية

مقارنة بني مختلف مكونات فاعلية الشباب

0

0.2

0.4

0.6

0.8

1

األردناإلمارات

تونساملغرب

العينة الكلية

فعالية ضعيفة %

25.55.850.641.733.4

فعالية مقبولة %

53.143.331.529.240

فعالية كبيرة %

16.548.3

29.215.1

فعالية منعدمة %

4.92.615.919.911.5

تصورات الطلبة حول منظومة التعليم العالي السائدة حاليا

Page 24: عربي (3.4 MB)

24

كبيرة فجوة وجود على اإلجماع يشبه ما اليوم وهناك العمل سوق ومتطلبات العالي التعليم مخرجات بني سابقة دراسات مع التقرير ويتفق التنمية. واحتياجات إغراق ناحية، من شكلني: تتخذ الفجوة هذه بأن تفيد سوق العمل بتخصصات ال عالقة لها باحتياجات املجتمع إلى كفاءات عالية جلعل االقتصاد مبختلف أوجهه يعتمد على املعارف احلديثة املوثوقة، ومن ناحية أخرى تخريج إطارات يف امليادين املطلوبة لكنها ال متلك أدنى املهارات

الالزمة للتخصص املدروس.

للتفاعل مع تقانة املعلومات واالنترنت حتديدا، وبالنسبة تفاوت وجود أظهرت الطلبة إجابات أن التقرير يبني إتاحة حيث من بالدراسة املعنية الدول بني ملحوظ فرص استخدام اإلنترنت، فقد جاء الطلبة اإلماراتيون يف املرتبة األولى بنسبة ناهزت 95%، يليهم الطلبة األردنيون بنسبة 77.5%، ثم الطلبة املغاربة بنسبة 42.5% وأخيرا الطلبة التونسيون بنسبة 31.9%. ويف ما يتعلق باستخدام االستخدام، هذا يف املعرفية اجلوانب ونصيب االنترنت يبني التقرير أن النتائج التي كشف عنها البحث امليداني أن تفيد التقرير لهذا اإلعداد سياق يف أجنز الذي بينما ،%19.4 تتجاوز ال باملعرفة العالقة ذات املواضيع املرتبة األولى بنسبة %29.4 املواضيع االجتماعية حتتل والعالقات الشخصية املرتبة الثانية بنسبة 26.3%، وتأتي

املواضيع السياسية يف املرتبة اخلامسة بنسبة %6.3.

البيئات بعض فاعليات حول الطالب تصورات التمكينية يف نقل وتوطني املعرفة

الهيئات قدرات يف الطالب ثقة حول التقرير، يبني عمليات يف الشباب إدماج يف املساهمة على واملنظمات عن عبروا قد العينة طالب أن املعرفة، وتوطني نقل ومن أخرى إلى دولة من الثقة، من متفاوتة مستويات

هيئة إلى أخرى. وعموما ظهر نوع من التقارب بني حالتي من جهة واملغرب تونس وبني من جهة واألردن اإلمارات إلى واإلمارات مييلون األردن أخرى. فاألغلبية من طلبة إبداء نصيب من الثقة )بدرجة مقبولة أو كبيرة( يف قدرة أو والنقابات اإلعالم ووسائل املدني املجتمع منظمات اجلمعيات املهنية على املساهمة يف نقل املعرفة وتوطينها، على عكس الطلبة التونسيني واملغاربة الذين اجتهت النسبة الغالبة منهم إلى التشكيك يف هذه الهيئات )ثقة ضعيفة أو منعدمة(. أما األحزاب واحلركات السياسية فقد أجمع عن التعبير على واملغاربة والتونسيون األردنيون الطلبة التوالي: على كانت بنسب فيها ثقتهم انعدام أو ضعف

66.8% و87% و%91.9.

الشباب أبدى عامة، وبصفة أنه التقرير ببني كما يف احلريات وضع جتاه إيجابية اجتاهات املستجيبون أو ”وضع دولهم، إذ انحصرت األغلبية بني ”وضع ممتاز“ لدى أعالها فكان النسب. يف تفاوت وجود مع جيد”،

الطلبة اإلماراتيني.

وباستثناء الطلبة اإلماراتيني الذين أكدوا وجود املساهمة اإليجابية )كبيرة أو كبيرة جدا( لعديد األطراف والعوامل يف ما يتعلق بالشباب، وبتطوير املعرفة، فإن سائر الشباب اجتاها اتخذوا واملغرب وتونس األردن من املستجيبني هؤالء مساهمة ضعف أو غياب عن معبرين معاكسا األطراف وتلك العوامل وبنسب مرتفعة ناهزت يف عدد من املواضيع 90%. فكل مكونات املشهد االقتصادي )املؤسسات االقتصادية، القطاع اخلاص، النمط االقتصادي، مشاريع االستثمار( تبدو يف نظر الشباب متخلفة عن أداء دورها يف متويل البحث العلمي ونقل املعرفة وتوطينها، وكما بدت

لهم احلكومات مقصرة يف عملية دعم الشباب.

40.714.343.425.233.4

8.834.83.7

22.214.9

34.046.422.425.230.4

16.54.5

30.527.421.3

األردناإلمارات

تونساملغرب

العينة الكلية

فعالية ضعيفة %

فعالية مقبولة %

فعالية كبيرة %

فعالية منعدمة %

آراء الطلبة حول ارتباط املعارف التي تقدمها اجلامعة مبتطلبات سوق العمل

تصورات الطلبة حول دور ومساهمات القطاع اخلاص واملؤسساتواألمناط االقتصادية واحلكومية (%)

0 10 20 30 40 50 60

مساهمة احلكومات يف دعم الشباب

مساهمة مشاريع االستثمار اخلارجييف نقل و توطني املعرفة

مساهمة النمط اإلقتصادي السائد يف بلدكيف نقل و توطني املعرفة

مساهمة املشاريع الصغرى يف عملية اإلندماجالفاعل للشباب يف نقل و توطني املعرفة

مساهمة املؤسسات اإلقتصادية يف متويلالبحوث

مساهمة القطاع اخلاص يف النهوضبالبحث العلمي

مساهمة كبيرة جدامساهمة كبيرةمساهمة ضعيفةغياب املساهمة

Page 25: عربي (3.4 MB)

25

بدت عام بوجه الشباب تصورات أن التقرير ويبني إيجابية جتاه موضوع نقل املعرفة وتوطينها، حيث صرحوا اإليجابية انعكاساتها وأقروا املسالة، بهذه باهتمامهم على االقتصاد واملجتمع، ودورها يف تنشيط حركة اإلبداع من واحلد احلدود وفتح االجتماعية الفوارق وتقليص أيضا لإلقرار األغلبية اجتهت الوقت ذات ويف البطالة. بإمكانية تأثير نقل املعرفة وتوطينها يف تغيير اخلاصيات الثقافية للبلدان العربية وتهميش املنتجات احمللية، بينما النقل انقسمت املواقف يف شأن إمكانية مساهمة عملية

والتوطني يف تكريس التبعية للغرب.

لطلبة جامعة كقضية والتشغيل العمل قضية وبرزت األردن وتونس واملغرب، أقر اجلميع بأنها مطلوبة ولكنها %78.7 التوالي: على كانت عالية بنسب متوفرة، غير العمل مسألة حتتل أن الطبيعي ومن و%89.8. و84.9 احلوافز من عداها ما عن ومتميزة جدا متقدمة نسبة املطلوبة وغير املتوفرة، ألن مسألة البطالة ومدى مطابقة التأهيل اجلامعي لسوق العمل هما من بني أهم التحديات التي يواجهها الشباب واملجتمع حاليا، ويقعان يف مقدمة

اهتماماته.

ومن النتائج امللفتة لالنتباه، نسب الطلبة الذين صرحوا بأن ”املساواة بني اجلنسني غير متوفرة“)بغض النظر إن كانت مطلوبة أو غير مطلوبة(: فقد وقفت يف حدود 18.8% يف اإلمارات بينما بلغت يف تونس 44%، ويف املغرب %50.4 ويف األردن 50.9%. وهذه مسألة ال بد من الوقوف عندها للبحث عن األسباب التي تدفع نحو نصف العينة يف 3 دول لنفي وجود املساواة على الرغم مما اتخذته هذه الدول من إجراءات أو تشريعات، متفاوتة األهمية، من أجل احلد من

التمييز بني اجلنسني.

التي واالختبارات( االستبيان أي ( األدوات هذه يف إن استحدثناها يف هذا التقرير، إضافة إلى األدوات التي استحدثت يف التقرير السابق )تقرير املعرفة العربي 2011/2010(، متثل ويفتقر العربي العالم يحتاجه ملا قوية وكمية نوعية إضافة املعرفة من حيث الشباب ملجتمع إليه من مقاييس جلاهزية الدراسات هذه مثل إجراء إن واملعارف. والقيم املهارات مرة يف واستعمالها رمبا ألول األدوات مثل هذه باستحداث املنطقة العربية محاولة مللء الفراغ والتصدي للحاجة امللحة يف قياس جاهزية النشأ والشباب العربي للتعرف على نقاط العالقة، والتي يجب أن تشكل األساس الضعف والقوة ذات يف مجمل العمليات التخطيطية والتنظيمية الهادفة إلى قيادة

املنطقة العربية نحو اقتصاد ومجتمع املعرفة.

Page 26: عربي (3.4 MB)

26

التحرك نحو دمج الشباب يف نقل وتوطني املعرفة

ملخص 6

يقدم تقرير املعرفة العربي للعام 2014 رؤية مقترحة حول منظومة التحرك املطلوبة إلدماج الشباب يف نقل وتوطني املعرفة يف املنطقة العربية. وانسجاما مع املبدأ الناظم يف تقارير املعرفة العربية، فإن طرح هذه التصورات ال يعني بأي حال من األحوال أنها كلية وبأنها جتيب عن األسئلة كافة. ذلك أنها، وبعد أن مت طرح املواضيع واإلشكاليات، تقدم إطارا لرؤية مقترحة للتحرك

املستقبلي لصانع القرار واملواطن العربي. وكما مت التأكيد، فإن سلسلة تقارير املعرفة العربية، تهدف إلى خلق حالة من احلوار املجتمعي حول هذه املوضوعات التي تطرحها التقارير وصوال إلى تشكيل رؤية عربية متفق عليها من األطراف ذات العالقة، ليصار من ثم إلى ترجمتها إلى سياسات معتمدة يف برامج ومشاريع على أرض الواقع. وستعني هذه البرامج على حتقيق هدف اإلدماج الفاعل للشباب العربي يف عمليات نقل وتوطني

املعرفة، وذلك ضمن الهدف األسمى املتمثل يف حتقيق التنمية اإلنسانية املستدامة يف املنطقة.

التنمية اإلنسانية وبناء مجتمع املعرفة يف املنطقة العربية

توصل هذا التقرير إلى استنتاجات مهمة مفادها أن التنمية اإلنسانية وبناء مجتمع املعرفة يف املنطقة العربية يواجهان ، املعرفية“ ”الفجوة مع التعامل أهمها كثيرة، حتديات وثانيها ”الطفرة الشبابية“وما تنطوي عليه من أبعاد تتعلق بفرص العمل والبطالة وبناء القدرات. أما التحدي الثالث من تشمله مبا الداعمة” التمكينية “البيئات إصالح فهو مبفهومها احلريات فيها ومبا والتدريب، التعليم نظم لعمليات واحلامية الناظمة والقوانني والنظم األوسع وتوطني نقل عمليات العربي يف للشباب الفاعل اإلدماج املعرفة. وعلى الرغم من اإلجنازات يف بعض الدول، فإن بشكل العربية املنطقة منها تعاني التي املعرفية الفجوة اقتصاد إلى للولوج الرئيس احملرك غياب تعني عام،

املعرفة ومجتمع املعرفة إلحداث تنمية حقيقية.

عالقة يف بالتنمية ترتبط املعرفة أن التقرير ويؤكد أن كما للتنمية، وناجت أداة فاملعرفة وديناميكية. عضوية النمو الداخلي املتوقع على املدى الطويل مرتبط بالعناصر ومنو والتطوير البحث أنشطة فاعلية فيها مبا املعرفية رأس املال البشري الذي يعد العمود األساسي واحملور يف

اقتصادات ومجتمعات املعرفة.

تتنوع حتديات البيئات احلاضنة سواء يف نوعها أو حجمها أو حدتها بني دولة عربية وأخرى. على أن السمة العامة ضعف يف عام بشكل تتمثل احلاضنة البيئات لتحديات مؤسسات بناء رأس املال البشري وعلى رأسها مؤسسات العام القطاع وتضخم العلمي، والبحث والتدريب التعليم احلكومي يف التشغيل غير املنتج الهادر لطاقات الشباب ناهيك عن قدرات الدولة املستندة على التوجهات الريعية املتبناة يف معظم الدول العربية، وما يرافق ذلك من تأثير القطاع وضعف التنمية، عمليات على مضاعف سلبي الصناعات ضعف على بدوره ينعكس الذي اخلاص التحويلية، وضعف قطاع ريادة األعمال، وبطالة الشباب، وأخيرا، فجوة العربية، العقول نزيف أو الشباب وهجرة املساءلة املشتمل على ضعف األوسع احلريات مبفهومها

والشفافية وضعف حوكمة املؤسسات.

ويرى واضعو التقرير أنه على الدول العربية أن تتعامل مع مرتكزات املعرفة جميعا، وهو ما يوفر ويخلق فرص العمل واالندماج الفاعل للشباب. وتلعب اإلصالحات الضرورية دورا الثقافة، وتنمية السياسات وبناء اإلنتاج، ملؤسسات كبيرا كبيئات متكينية حاضنة لكل هذه املتغيرات. فالثورة املعرفية التي نعيشها أبرزت أهمية رباعية املعرفة والشباب والتنمية والعوملة. وتوطني واستخدام املعرفة ودمج الشباب لضمان الفاعلية اإليجابية لعالقات االرتباط بني أطراف إدارة واستراتيجيات سياسات يتطلب الرباعية، هذه الرشيد احلكم نظم وتأسيس املؤسسات، وإدارة املعرفة والعدل االجتماعي. ويكمن النجاح يف بناء مجتمع املعرفة إلى الساعية الدول قدرة مدى يف العربية املنطقة يف وشبكات وآليات تنظيمات بناء يف الهدف، هذا حتقيق

إن نقل وإنتاج املعرفة، مبختلف أشكالها وجتلياتها، مبا فيها على والقدرة االنسانية، والعلوم والثقافية والعلمية التقانية استعمالها وتوظيفها قد أصبحت عوامل استراتيجية حاسمة للنمو وللنهوض االقتصادي لدول املنطقة العربية، وال سيما مع

زيادة العوملة واملنافسة االقتصادية.

Page 27: عربي (3.4 MB)

27

الستدامة نشر املعرفة املضمرة والصريحة، وبناء الشبكات وتقدمي مناذج اقتصادية متقدمة.

املنطقة دول كل أمام ثمة ضرورة أن التقرير يؤكد كما العربية إلحداث التنمية الثقافية املستنيرة الداعمة للحداثة وطرق التفكير العلمي والناقد واإلبداع، وكذلك بناء القواعد توسيع من الشباب متكن التي والسياسية االجتماعية فرص اختياراته واندماجه يف االقتصاد التنافسي العاملي. ومن شأن ذلك استكمال مشروع النهضة الذي سيكون من نقل عمليات وإجناح املعرفة، مجتمع بناء بدونه الصعب

وتوطني املعرفة لتحقيق هذا الهدف.

الشباب بفاعليات النهوض أن التقرير واضعو ويؤكد ومنظوماتهم القيمية هو مسؤولية جماعية، تلعب فيها البيئة حاسما. دورا واالجتماعية واجلامعية واملدرسية األسرية وينبغي أال نغفل هنا عن مساهمة مؤسسات املجتمع املدني من خالل ما تكرسه من أبعاد قيمية يف نشاطاتها وما تتخذه من مبادرات مختلفة تنمي مهارات الشباب وقدرتهم على يف واملساهمة بلدانهم اقتصاد خلدمة معارفهم توظيف النهوض مبجتمعاتهم. وال بد أن يدور ذلك يف إطار حياة وثقافة السمحاء األديان ومبادئ قيم إلى تستند مدنية على القائمة احلميدة واألخالق واملثل اإلنسان حقوق

االعتدال واالحترام املتبادل وقبول التنوع واالختالف.

يف املعرفة مجتمع إلقامة التاريخية الفرصة والثروة املالية الثروة ثالثية العربية: املنطقة

اإلنسانية-الشبابية والثورة املعرفية العاملية

يؤكد واضعو التقرير أن املنطقة متر حاليا مبنعطف تاريخي املالية. وهو الثروة إلى جانب الشبابية بالثروة تتمتع فيه منعطف يتميز أيضا بتصاعد الثورة املعرفية والتكنولوجية

بحكم واملتاحة حولنا، من املتقدم العالم بها ميوج التي إن إليها الوصول ميكن والتي للمعرفة العوملية الطبيعة وبحكم احلقيقية واملجتمعية السياسية اإلرادة توفرت الرغم من العالم على السائد يف الليبرالي الواقع طبيعة العديد من العوائق واملعيقات. وثالثية الثروة املالية والثروة اإلنسانية-الشبابية والثورة املعرفية العاملية تعني أن فرصة مطلوبة بل ال متاحة، انطالقته إلحداث العربي العالم اقتصاد املنطقة من لتنتقل فيها دول وبقوة، وهي فرصة ريعي تقليدي إلى اقتصادات املعرفة ومن طفرة شبابية إلى كنز دميوغرايف يف الشباب الفاعل اقتصاديا واجتماعيا مبا على أسس مبنية معرفية وفعاليات ميتلكه من جتهيزات املعرفة واملهارة والقيم، لبناء إنسان عربي جديد يف عالم

جديد، ينعم باحلرية والعزة والرفاهية.

باملقابل يقر التقرير بوجود مشكالت ومعضالت تعوق حركة وجهود التقدم، وتضع راسمي السياسات واالستراتيجيات أمام مسؤولية جسيمة تتمثل يف ضرورة العمل على مواجهتها قبل أن تتفاقم وتهدد معها االستقرار والنمو. وتستدعي هذه احلقائق ضرورة التحرك على محاور واضحة إلحداث واستراتيجيات تترجم يف شكل سياسات عميقة حتوالت

ناجزة ميكن أن تشمل ما يلي:

بناء مؤسسات وطنية لدمج الشباب: فعملية دمج الشباب يف مجال إنتاج املعرفة ونشرها تقتضي بالضرورة، إلى جانب مؤسسات التدريب والتأهيل، إنشاء مؤسسات تنموية تتوافق مع قطاعات اإلنتاج واخلدمات احلكومية والقطاع اخلاص يف شتى مجاالت احلياة )الصحة والتعليم والغذاء والعمل والتشغيل والتقانة والفنون، والبيئة والعلم والتكنولوجيا...(. وينبغي أن متنح هذه املؤسسات الشباب فرص التعامل مع منظومة تعليم وتدريب غير رسمية، متكنهم من احلصول على شهادات وخبرات تعترف بها احلكومة والقطاع اخلاص، اإليجابية. واملشاركة لالندماج حافزة نظم مبثابة وتكون كما أن الدول العربية مطالبة بالعمل على جتهيز وبناء برامج يف الشروع من متكنهم التي للشباب الوطنية اخلدمات مشاريعهم اخلاصة احمللية، وبرامج تعمل على تنمية ريادة األعمال وتستجيب لالحتياجات احمللية للشباب ومتكنهم من فرص التدريب الرسمية وغير الرسمية، وإكسابهم اخلبرات واملعارف الواسعة واخلبرات واملهارات النافعة. يضاف إلى ذلك برامج تتيح املعلومات عن سوق العمل، وأدلة إرشادية للمسارات املهنية، ومعرفة فرص العمل املتاحة وخاصة يف القطاع اخلاص، ومتطلبات احلصول على هذه الفرص. كما

تشكل والتواصل االنفتاح مسألة أن التقرير واضعو يرى الساعية النشاطات مجمل يف ناظما وخطا رئيسا متطلبا إلى الدمج الفاعل للشباب يف عمليات نقل املعرفة وتوطينها. عوامل عدة حول الشباب بني والتواصل االنفتاح ويتمحور منها: عامل االنفتاح الثقايف على معطيات العصر من معرفة وثقافة وعلوم وفنون، وقبول اآلخر املختلف واملساهمة الفاعلة يف إنتاج احلضارة العاملية، وعامل قدرة الشباب العربي على من يعيشه ما مع التواصل يف احلديثة التقنية استخدام ذلك عامل إلى تفاعالت حضارية يف عامله احمليط. يضاف

حرية الهجرة والتنقل الداخلي واخلارجي.

Page 28: عربي (3.4 MB)

28

أن مهارات التواصل، والتسويق هي من املهارات األساسية ومبجتمعهم بأنفسهم ثقتهم دعم من التي متكن للشباب يطرح هذا كما املستقبل. نحو والتحفيز االنتماء وتعميق التقرير املسؤولية االجتماعية لرأس املال يف تقدمي برامج تدريبية مستمرة مهيئة للعمل من ناحية، وإصالح مستمر التعليم أن يصبح بد أخرى. فال ناحية التعليم من لنظم يف السياسات تنظمها دائمة فلسفة املستمر والتدريب

الدول التي تسعى إلى مجتمع املعرفة.

الضروري من بات أنه التقرير ويرى اجلامعات: إصالح تكون حتى العالي التعليم نظم إلصالح إجراءات اتخاذ العالية اجلودة شروط وتضمن العاملية، للمعايير مواكبة وإجراءات االعتماد من أجل رفع نوعية رأس املال البشري التركيز على فلسفة ونظم إلى جانب التنافسية، وقدراته لهذه التصدي ويتطلب احلياة. مدى املستمر التعليم التحديات بالضرورة زيادة يف امليزانيات املخصصة للتعليم العالي والبحث العلمي، ووضع أهداف استراتيجية وخطط وذات دقيقة بيانات قواعد وإنشاء للتنفيذ، قابلة عمل باإلضافة عالية، قدرات ذات ربط وشبكات مصداقية، إلى تشجيع القطاع اخلاص للمساهمة يف البحث العلمي

والتعليم اجلامعي.

تفعيل وإعادة هيكلة منظومة البحث العلمي: ويرى التقرير القوي يف الدولة ارتبطت بدور التي النشأة احلكومية أن هذه وارتباط املنطقة، يف العلمي البحث أنشطة إدارة العربية، الدول غالبية احلكومية يف باجلامعات األنشطة قد فتح الباب أمام سيطرة البيروقراطية ومركزية اإلدارة، وهرمية البناء التنظيمي على مؤسسات البحث العلمي وهذا ال يتالءم مع متطلبات بناء املجتمع، ويحول دون إدارة املعرفة إدارة علمية تتيح التواصل مع العالم، ووضع أطر التعاون مع جامعات ومراكز بحوث عاملية متقدمة. وتتطلب اإلدارة الناجعة للمعرفة بالضرورة التحول من البيروقراطية والبنية الهرمية إلى حوكمة قائمة على املعرفة الكثيفة. فمؤسسات البحث العلمي ومراكز البحث والتطوير واالبتكار والتجديد ينبغي أن تعمل يف عالم مفتوح، وأن متارس التفاعل احلي نظم ترتبط وأن ناحية، من علمية ومعايير بأخالقيات

املعرفة ببرامج وخطط التنمية الوطنية من ناحية أخرى.

تشجيع ودعم االستثمار األجنبي: ويؤكد التقرير على أهمية املعرفة. وثمة املباشر يف نقل وتوطني االستثمار األجنبي دروس مستفادة ينبغي أخذها يف االعتبار من خبرات الدول

املعرفة، اقتصادات بناء نحو تقدما التي حققت املناظرة خالل من املباشر األجنبي االستثمار مع تعاملت والتي احلد من سلبياته، وتعظيم إيجابياته، وبناء معايير واعية للتكامل والتعاون بني االستثمار األجنبي املباشر واجلهود احمللية يف التنمية وبناء صناعات تكنولوجية متقدمة حتفز على توظيف الشباب، ونشر تقانة االبتكار والبحث العلمي

والتطوير.

أنه التقرير معدو ويرى اخلاص: القطاع وتشجيع دعم من الضروري تشجيع القطاع اخلاص ودعمه وحتفيزه يف خلق فرص عمل للشباب، ونقل وتوظيف املعرفة واالنتقال التحول يف التوظيف احلكومي إلى التدريجي من سياسة تنمية القدرات الذاتية للشباب وتشجيع ريادة األعمال، وبناء اآلليات التي تدمج الشباب يف سوق العمل. ويتطلب ذلك من دول املنطقة حتسني بيئة العمل، وحوكمة القطاع احلكومي إضافة إلى تخفيض حجم القطاع احلكومي وتشجيع القطاع اخلاص يف اإلنتاج وتنمية االقتصاد. وال بد أن يتزامن ذلك مع بناء آليات الربط بني الشباب وسوق العمل والتعليم من خالل أطر اجلدارة الوطنية التي ينبغي العمل على بنائها، ومع إقامة مؤسسات لدعم الشباب يف االستفادة من نظم التعلم املستمر الرسمية وغير الرسمية املرتبطة بشكل وثيق

بالقطاع اخلاص واحتياجاته املتطورة.

دعم برامج التدريب وبناء القدرات: ويرى التقرير أنه من الضروري أن يكون التعليم والتدريب املستمر للتأهيل للعمل، والتدريب أثناء العمل ومدى احلياة شعارا اجتماعيا يتبناه املجتمع بأسره. ومن شأن هذه البرامج أن تضمن مواصلة إعادة التأهيل وجتديد وبناء املعارف والقدرات للفرد تكيفا متسارعة تغيرات وهي املهني، العمل سوق متغيرات مع

بحكم ثورة املعرفة والتكنولوجيا.

بناء أطر عربية للجدارة: ويرى معدو التقرير أن على العالم وسيلة الوطنية اجلدارة أطر من أيضا يتخذ أن العربي لاللتحاق بأسواق التنافسية العاملية. ذلك أن أطر اجلدارة الوطنية هي اآللية التي تربط بني مستويات املعرفة واملهارة التي تقدمها مراحل ومستويات وبرامج التعليم املختلفة، من جهة، ومستويات املعارف واملهارات املطلوبة يف سوق العمل وفق أخرى، جهة من واخلدمية اإلنتاجية املؤسسات يف املعايير العاملية يف اقتصاد املعرفة. وينبغي بالتالي أن تكون عنصرا مهما يف عمليات التوظيف ملا تتضمنه من معايير ناظمة للمهارات واملعارف الالزمة لسوق العمل يف مستوياته

Page 29: عربي (3.4 MB)

29

املختلفة، ولقدرتها على املساهمة يف تطوير التعليم والتدريب وأدوات التقومي. فضال عن دورها احملفز لتفعيل اإلنتاج يف القطاع اخلاص وتشجيع بناء الثقة يف الشباب وما يكتسبونه

من قدرات ومعارف ومهارات.

التحول إلى تنمية ترتكز على املعرفة: يؤكد واضعو التقرير تنموية دولة منوذج بتبني مطالبة العربية الدول أن على واستبعاد املعرفة، مجتمع بناء وركائز أسس على تقوم منوذج الدولة التي تقوم على االقتصاد الريعي، حتى متتلك القدرة على حتويل اإلمكانيات الهائلة واملوارد الطبيعية يف املنطقة إلى قاعدة لتنمية االندماج والتماسك االجتماعي، املعرفة هو من املعرفة. فتوطني وتعمل على نقل وتوطني أبرز الروافع يف النمو االقتصادي الذي يكفل حقوق اإلنسان العربي ورفاهه، ويحد من الفقر، ويخلق فرصا للعمل الالئق، للمستقبل، ويرى يف اإلنفاق االجتماعي استثمارا حقيقيا وإنفاذا حلقوق املواطنني يف التعليم والصحة والعمل. وال بد أن تصبح الدولة داعمة ملؤسسات فاعلة، وحوكمة رشيدة، القانون، تطبيق يف قوة وأشد للمساءلة، خضوعا وأكثر ومساندة ملشاركة األفراد، وتأكيدا على املواطنة اإليجابية. الفاعلة التنافسية حتقق املعنى، بهذا التنمية، أن كما واالندماج اإليجابي يف احلضارة العاملية، مبعناها الكوكبي

الذي نعيشه.

التماسك على واحلفاظ واملواطنة االجتماعية، العدالة االجتماعية العدالة مفهوم أن التقرير ويرى االجتماعي: محور أساسي يف التنمية التي تسعى إلى بناء مجتمع املعرفة. اقتصاد إقامة على يقتصر ال املجتمع هذا بناء أن كما املعرفة، بحكم الرغم من أهميته. فاقتصاد املعرفة، على طبيعته، معني أساسا بالنمو االقتصادي، ويعنيه الربح، كأي اقتصاد رأسمالي، أكثر مما تعنيه قضية املساواة واملواطنة. ومن هنا جاء التركيز على بعد العدالة االجتماعية وجتاوز اقتصاد املعرفة مبعناه الضيق، والسعي إلى إقامة مجتمع املعرفة الذي هو” حالة “متكاملة من التقدم وحتقيق الرفاه

اإلنساني.

الضرورة ومن للمؤسسات: الرشيدة واحلوكمة اإلدارة إلى احلوكمة التي تستند إلى إصالح املؤسسات االنتقال والقدرات باخلبرة حتتفي مرنة بنية وتطوير الرشيدة، املعرفة ثورة يف التغيرات أن كما والتعددية. الفردية ترتكز مؤسسية إصالحات تفرض والعوملة والتكنولوجيا على البحث العلمي والتطوير واالبتكار والتجديد، إلى جانب

الفساد، وإدارة املعرفة، واالنفتاح على الشفافية ومحاربة هذه فاعلية وتتأكد املتبادل. االعتماد أسس على العالم املؤسسات يف زيادة اإلنتاجية، واالنفتاح على العالم ثقافيا

وعلميا واقتصاديا.

ملجتمع بها واالرتقاء العربية اللغة إصالح برامج دعم املعرفة: إن إصالح استعمال اللغة ودورها يف مجتمع املعرفة ضرورة ملحة كما أن اصالح اللغة يوفر فرصة الزدهار وجه آخر من التعاون والتكامل اإلقليمي ولتمتني أواصر التعاون خالل من املختلفة، األصعدة على املعنية املؤسسات بني تنوعها داخل املعنية على التخصصات واخلبرات إشراك البلدان العربية ويف ما بينها. كما تشكل الترجمة وإصالح اللغة مجال للشراكات خارج املنطقة العربية أيضا، إذ قد إلعادة فرصة والتوزيع والترجمة النشر شراكات تكون إحياء حركة الترجمة من منظار نقل وتوطني املعرفة ومن منظار التعاون العاملي وكذلك من حيث دعم مجاالت النشر

والثقافة يف املنطقة العربية.

العالم: مع البناء للتفاعل كبوابة األجنبية اللغات تعلم ويؤكد واضعو التقرير أنه ال ميكن ألحد أن ينكر أو يتجاهل األهمية القصوى لتعليم اللغات األجنبية يف هذا العصر ملا يتيحه تعلم هذه اللغات من معرفة العلوم األخرى والتواصل

معها وحتقيق التواصل والتثاقف مع العالم.

التنمية الثقافية: ويؤكد التقرير على ضرورة إحداث تنمية ثقافية مستنيرة تدعم التفكير العلمي الناقد، وروح البحث والتجديد واإلبداع، وقيم االجتهاد واإلتقان والتميز، وكذلك بناء القواعد االجتماعية والسياسية التي متكن الشباب من توسيع فرص اختياراتهم واندماجهم يف االقتصاد التنافسي العاملي، الستكمال مشروع احلداثة الذي بدونه سيكون من الصعب إجناح عمليات نقل وتوطني املعرفة وبناء مجتمع

املعرفة.

ويرى العربية: املنطقة يف االقتصادي التكامل حتقيق قد اإلقليمي االقتصادي التكامل حتقيق أن التقرير العربية، مما املنطقة لبلدان مهمة تنموية أصبح ضرورة يستدعي تسريع اجلهود وتعظيمها يف هذا االجتاه. ويرى معدو التقرير أن حتقيق االندماج االقتصادي يف املنطقة العربية يتطلب بناء استراتيجيات وسياسات شاملة، تدعمها بنية حتتية وشبكة طرق، وخطط حماية مدنية لربط دول أوروبا، مثل األخرى، وبالتكتالت ببعض بعضها املنطقة

Page 30: عربي (3.4 MB)

30

وبناء خطط داعمة للمشروعات الصغيرة وريادة األعمال للشباب. كما يستند هذا التكامل إلى اهتمامات مشتركة االستقرار عوامل وترسيخ املنطقة يف السالم إلقرار والرخاء وحقوق اإلنسان، وإدارة الهجرة وانتقال العمالة بني البلدان. كما يقتضي تقومي مشروعات العمل واملؤسسات يف ربوع املنطقة العربية وفقا ملا توفره نظم التدريب والبحث أن على القادر هو االندماج وهذا املتقدم. التكنولوجي التنوع على تقوم مستدامة تنمية العربية للدول يضمن االقتصادي وتنوع مصادر النمو، وبناء اقتصادات تقوم على املعرفة والبحث العلمي، وتفتح الباب أمام احلداثة، وتأسيس مجتمع املعرفة، وحتقيق نهضة شاملة تؤمن لإلنسان الرفاه

والكرامة يف ربوع املنطقة العربية.

نحو منوذج مجازي للتحرك إلى املستقبل:

نحو املستقبلي التحرك أن على بالتأكيد التقرير يختتم الفاعل للشباب يف عمليات نقل وتوطني حتقيق االندماج املعرفة يعتمد على توفر عناصر رئيسة أربعة؛ وأولها تعزيز توطني نظم تقوية وثانيها العربي، الشباب متكني نظم املعرفة مبا يف ذلك عمليات نقلها وإنتاجها وكذلك توظيفها بشكل ناجع لتعزيز التنمية اإلنسانية. أما العنصر الرئيس لكل والداعمة البيئات احلاضنة توفير فيتمثل يف الثالث من العنصرين السابقني. ويتمثل العنصر الرابع واألخير يف اآلليات املطلوبة على أرض الواقع لتحقيق التفاعل اإليجابي بني النظم الثالثة السابقة للتحرك الفاعل املؤثر من جانب

التحرك نحو االندماج الفاعل للشباب يف عمليات نقل و توطني املعرفة

الشباب العربي

املهاراتالقيم

الفاعليةاالجتماعية

الفاعليةاالقتصادية

االنتماءواملواطنة

الفاعليةالثقافية واملعرفية

اإلنفتاحواالندماج

آلياتاالندماج الفاعلللشباب

االنفتاحوالتواصل الشركات

العامليةاالقليمية

املتابعةوالتقومي

التحفيزوالدعم

منةلرق

ا

احلوكمةالرشيدة

التخطيط

جمةالتر

غة والل

احلريات

إنتاج املعرفةتوظيف املعرفةتوظيف املعرفة

ماليةأدوات

أدوات

مؤسسيةتشريعيةأدوات

الهيكليةالتمكينيةالبيئاتاإلقتصادية احلريات

الدعم و التمكني املجتمعي

أدواتمعرفية

توطني املعرفة

Page 31: عربي (3.4 MB)

31

وتوظيفها، وصوال وتوطينها املعرفة لنقل العربي الشباب إلى الهدف األسمى وهو بناء مجتمعات واقتصادات املعرفة وحتقيق التنمية الشاملة املستدامة يف أرجاء املنطقة العربية.

املعرفة بحار عباب متخر سفينة املوضح، الشكل وميثل تعمل متينة ومحركات وقاعدة قوية، بنية مبا متتلكه من بانتظام، وشراع يقود السفينة إلى شواطئ التقدم والنهضة. مسيرة يصور مجازي تشبيه يف الشكل هذا ونستخدم واإلقليمية التحديات احمللية العربية يف غمرة املجتمعات والعاملية. أما بنية السفينة، فهي البيئات التمكينية القوية احلاضنة والداعمة لكل مفردات النهضة التي نتطلع إليها. ومتثل قاعدة السفينة منظومة البنى والعمليات واملؤسسات على ويرتكز وتوظيفها. وتوطينها املعرفة لنقل األساسية مبثابة أيضا وهم الشباب، ميثله شراع السفينة قاعدة الربان يف هذا التصور املجازي. أما محركات السفينة فهي اآلليات التي متكن الشباب من املهارات واملعارف والقدرات

املؤهلة يف هذه السيرورة املعرفية.

إن الشباب هم الشراع يف سفينة املجتمعات العربية، واآلليات هي احملركات التي تضمن التناغم وتؤمن فاعلية الشباب وتيسر اندماجهم يف عمليات نقل وتوطني املعرفة. وبذلك

بفضل تنافسية ميزات العربية املجتمعات سفينة متتلك اإلبحار على قادرة سفينة وهي الشباب. أبنائها سواعد واالجتماعية واالقتصادية الثقافية التحديات ومواجهة والسياسية تشق البحار بفضل املعرفة واالمكانات، وتتوجه برؤى وسياسات واستراتيجيات سليمة يف مسارها بفضل سفينة ومهارات. قدرات من الشباب أبناؤها ميتلكه ما قوية بجسمها وشراعها، وقاعدتها من نظم العلم واملعرفة والبحث والتطوير. سفينة حتقق الرخاء لإلنسان يف املنطقة

العربية على مرتكزات املعرفة وأسس العدالة االجتماعية.

العربي املعرفة تقرير يف املتبناة اإليجابية النقدية الرؤية إن لدمج السانحة الفرصة الغتنام ملحة دعوة هي هذا الثالث للتنمية، رافعة التكنولوجي بوصفها والتقدم املعرفة واالبتكار زالت فما الناشئة. واألجيال الشباب قطاع على التركيز مع دمجا ودمجه وتكوينه الشباب إلعداد وقوية قائمة الفرصة فاعال يف توطني املعرفة، واملساهمة يف بناء التقدم. فاملعرفة هي الرافعة يف بناء مجتمع جديد يسهم بفاعلية يف حركة تقدم العالم يف إطار العوملة اجلديد. وامتالك الشباب معارف العوملة ومهاراتها وقيمها يف إطار رؤية عربية للولوج إلى مجتمع املعرفة، هو الطريق الصحيح لتحقيق أهداف دمج الشباب يف سيرورة النقل والتوطني، مبا يحقق تقدم دول املنطقة العربية يف اجتاه إرساء التنمية اإلنسانية املستدامة القائمة على أسس املواطنة

اإليجابية والعدالة االجتماعية.

Page 32: عربي (3.4 MB)

32