المهدي المنتظر

Create PDF files without this message by purchasing novaPDF printer (http://www.novapdf.com)

http://www.novapdf.com


للباحثین الكاتبین

األستاذ نور الدین عبد الحق-الدكتور التھامي محمد الوكیلي الریشة الذھبیة

مؤسسة دار األعماق الرباط




)3،2،1اآلیة ( من سورة اإلنسان

باسم اهللا الرحمن الرحیم ھل أتى على اإلنسان حین من {إنا خلقنا اإلنسان من نطفة * الدھر لم یكن شیئا مذكورا

إنا ھدیناه السبیل *أمشاج نبتلیھ فجعلناه سمعیا بصیرا}*إما شاكرا وإما كفورا




طلوع الشمس من المشرق شيء تأكد منھ الناس وكأنھ أمر طبیعي ، ومادامت الشمس تشرق كل یوم إال واإلنسان مطمئن الستمراریة الوجود ، ویرتاب اإلنسان في قول من یقول لھ إن

إن الشمس ستطلع یوما : كل شيء سیفنى یوما وإن الساعة قائمة ، وینعدم التصدیق إذا قیل إن ظلمات كدخان كثیف ستغطي األرض لمدة شھرین ، وقیل إن ذاك الیوم من مغربھا ، أو

. ھو یوم یظھر فیھ المھدي قیل في ھذا الكثیر والحقیقة قیل منھا القلیل ، ونجد أشد الناس اھتماما بھذا األمر ھم

صوفة ، وادعى منھم الكثیر أنھم مالي الساعة ، والمعنى أنھم ھم المھدي المنتظر، ولم المتیتحقق شيء من قولھم واكتفى البعض بذكر بعض ما ورد في ھذا الشأن معتمدا على كالم

ال وجود لعلم یثبت ھذا ، وال وجود ألحد : منتشر قد یكون بعضھ صحیحا ، وقال آخرون وة ختمت عند النبي محمد صلى اهللا علیھ والسلم تسلیما وكذا الرسالة ، یسمى بالمھدي ألن النب

واتجھ التفكیر إلى عیسى علیھ السالم على أنھ ھو المھدي ألن عیسى رفع وبإمكانھ الرجوع . إلى األرض لیثبت أنھ لم یصلب ولیحكم بین الناس بالعدل

إلنسان ، لم یوجد عصر عم في السلم ، ولم تعرف فیھ الحرب ، فھذا من أول ومنذ بدایة ا

األسباب التي جعلت اإلنسان یصدق نوعا ما أن البد من وجود شخص معین ذي قوة لیبدل كذب , كل شيء عن أصلھ أو تغیر في حكمھ ، مستعمال كل المعجزات لتعذیب كل من طغى أ

ألن المؤمنین كانوا فألنھ یتمنى أن یكون الدین مسیطرا ، بالھدى ، والمؤمن إن فكر في ھذا األرض ، ولم یجد ملجأ أو اطمئنانا أو بھدائما في محنة ، فالمھدي ھو أمل كل من ضاقت

قوة ، إلظھار الحق وإلبطال الباطل ، ولھذا یعتقد أن ظھور المھدي البد منھ ألنھ وسیلة ص اإلنسان من الظلمات حتى یتمكن من العیش انتقام كل من باهللا ، وكأنھ ھو وسیلة خال

. تحت سقف من نور یعطي كل بھاء للحیاة الدنیا ومتعة في ما استخلف فیھ الناس إن ھذا األمر یھم المتدین بصفة خاصة ، وغیر المتدین بصفة أخرى ، مخافة منھ أن یتحقق

ورة ، ثم البد من سرد أغلب ما ورد في ھذا ، والبد من إیجاد حل مظھر لھذه الحقیقة المستھذا الموضوع ، فقد أتى الكثیر بتفاسیر مختلفة قد تكون بلیغة ، إذ قیل إن محمدا علیھ السالم،

لتوراة كاھــو خاتــم النبـیـیـن والمرسلین وأن اسمھ أحمد ، وذكر ھذا االسم في الكتب المنزلة




4 واإلنجیل ، وردا على سؤال إذا كان اسمھ الحقیقي أحمد فلم سمي بمحمد؟ فقال البعض إن أحمد اسم باطني سماوي ، وإن محمدا اسم ظاھري ، ولكن ھناك من فسر اسم محمد على أنھ

من فسر ھذا أن النبوة والرسالة أتت على ره ظاھر في نطقھ ، فكأن اسم ثان مخفي في سوجھین للنبي محمد علیھ السالم ، وھو حامل لھا في صفتیھا لوجود ختم النبوة ، ومعنى ھذا أن القرآن أنزل على أحمد وفي نفس الوقت على محمد علیھ السالم ، فكان أحمد اسما للنبي

، اسما للمھدي فسمي المھدي بمحمد المھدي ، وللزیادة في محمد علیھ السالم ، بینما محمد الفھم فإن عیسى ، علیھ السالم ، بعث حامال لرسالتین ، في كتابین ، التوراة واإلنجیل في آن واحد ، رغم أن التوراة أنزلت على موسى علیھ السالم ، فكما وجد دوران عند عیسى علیھ

لیھ السالم ، فالقرآن أنزل على محمد علیھ السالم السالم ، كان نفس الشكل عند محمد عوأنزل للمھدي أي عندما یظھر یجد القرآن ، فیسأل الناس عما فعلوا بھ ، كما قیل إن ھذا ھو السبب الحقیقي الذي من أجلھ لم یكن باإلمكان تغییر القرآن ، ألن المھدي سیجده ، فبدال من

ة ، السیما أنھ كما سبق القول إن المھدي لن أن یكرر النزول مرتین ، كان في مرة واحدیكون ظھوره بصفة نبي أو رسول ، بل معذب للكافرین وإنھ یبعث بدلیل وجوده قبل محمد علیھ السالم ، إذ قیل إنھ عیسى علیھ السالم ، وسئل كثیر ممن تأكدوا من بعض التفاسیر، عن

عنھ كان على صیغة كالم موجھ كون القرآن ال یحمل آیة مظھرة لوجوده فقیل إن الكالم . للنبي محمد علیھ السالم

بواسطة أالعتقاديفالمفھوم من كل ھذا أن األمر غیر مفھوم في مجملھ ، ولنترك االحتمال

معرفة ما اعتبر أنھ غامض لم یظھر علیھ مقال منھاج دیني لنرى أن القدماء أیضا حاولوا منزل ككالم موضح لألمر في الكتب المنزلة األخرى غیر القرآن ، فنجد أن كل الشعوب كان لھا اعتقاد فطري عن إمكانیة ظھور رجل یكون وسیلة خالص اإلنسان من الشر، إال أن اسم

باألمر، فاعتبر الھنود أنفسھم المھدي لم یستعمل كنطق عربي لیفھم بالضبط أنھ ھو المعنيأنھم ساللة علم ومعرفة وقوة ، فقالوا إن الشخص المجھول یظھر عندھم ویكون منھم ، كما أن بني إسرائیل قالوا أنھم فضلوا على العالمین ، وال یمكن أن یبعث من یعذب الكافرین إال

ي كما أن النبي محمدا من أصلھم ، وقال العرب أنھم خیر أمة أخرجت للناس ، فالمھدي عربعلیھ السالم عربي ، وقال آخرون كأنھم أذكى من فكر، إن المھدي شخص حامل لألجناس كلھا ، لذا بإمكانھ تعذیبھا إن كفرت ، وقد ألح الیھود على النبي محمد علیھ السالم لیجیبھم

الحقیقي عما كانوا فیھ مختلفین ، فسألوه عن ذي القرنین علیھ السالم لیظھر لھم اسمھ ومكانتھ ودوره ، ألنھم تأكدوا بما عرفوا أن ذا القرنین لم یمت ، وأنھ مازال حیا یعیش في الحجب األرضیة ویمكنھ الظھور متى أذن لھ ، وطرح نفس السؤال عن الخضر، وذلك لوجود أحبار، كان بإمكانھم االتصال باطنا أو باطنیا ظاھریا مع رجل یعطي علما ، ویذكر

، نصارى قالوا إن عیسى علیھ السالملخضر، فقیل إن الخضر ھو المھدي ، ولكن الأن اسمھ اھو الذي سیبعث ویخرج للناس لینتقم ، ولم یعرف لدیھم اسم آخر كالمھدي ، واعتبر عیسى

، األمر لیس ن لھ ظھور غیره ـد یمكــھ السالم أنھ ھو مخلص الناس من الفتنة ، وال أحــلیــع




5 بھین لإلیضاح ، وكأن الناس یتنافسون بحرب نفسانیة دینیة إلظھار امتیاز بین األجناس

ظھر یتیح فرصة لالعتقاد أن المھدي أو الرجل المجھول سیبعث بین قوم دون آخرین ، ولوالمھدي لعذب الناس على ھذا القول ألنھم فرقوا بین الرسل ، كما زكوا أنفسھم ، وفضلوا بعضھم على بعض دون علم ، وتروي قصص كثیرة یذكر فیھا رجل مجھول یأتي على الناي فجأة ، وأن ھذا الرجل قد عاش في القدیم ، ویبعث في آخر الزمان ، وحیاتھ في القدیم كان

األرض في مشارقھا ومغاربھا ، فقیل أن ذاك ھو المھدي ، وقیل إنھ ذو كرجل یجول فيالقرنین نفسھ إذ بلغ إلى مغرب الشمس ثم إلى مطلعھا ، وقال الیھود إن ذا القرنین ھو الرجل المجھول ألنھ تمكن من سجن یأجوج ومأجوج ، وتوفرت لدیھ قوة یمكنھ بھا أن یسیطر على

طال الباطل ، وقیل إن المھدي ھو الذي بإمكانھ عند ظھوره أن العالم كلھ إلرجاع الحق وإبیطلق سراح یأجوج ومأجوج ، فیھجمون على الناس ، وألنھ ھو الذي بإمكانھ ھذا ، فلن یكون غیر ذي القرنین ، ألنھ ھو الذي سجنھم ، وذكر أن سلیمان علیھ السالم ، في ھذا الموضوع ،

كروا اسم الرجل المجھول على أنھ سلیمان ، ألنھ ھو لھ نفس الصبغة ، ألن بني إسرائیل ذوحده الذي ملك األرض ، وسخرت لھ الریاح والجن والطیر والشیاطین ، وقوة مثل ھذه

كالما یمكن بھا التغلب على من كفر لیرجع الملك هللا بما یملكھ سلیمان علیھ السالم ، ونجد ل من السماء إلى األرض لیعذب آخر مضمونھ أن المھدي لیس ببشر وال جن بل ملك یرس

الكافرین ، وذلك ألن الناس كانوا یقولون إذا كانت الرسالة من عند اهللا ، فلم ال یرسل ملكا بدال من رجل عاش بینھم ، واتجھت بعض األقوال إلى أن المھدي ال یعتبر من جنس واحد

مصدر ظاھري یظھر بل ھو مخلوق شمل الملك والجن واإلنس ، واختلط األمر ألنھ ال یوجدن كان باإلمكان وقوعھ ، فالجانب الدیني على حسب ما یبدو للسائل أن الجواب ھذا الواقع إ

غیر موجود ، ویتھرب منھ الجمیع ، لعدم وجود إثبات في القرآن على حسب اعتقاد ، . مفسري القرآن

إن البحث ال یجدي شیئا إن كانت وسائل البحث في ھذا الموضوع منطلقھا من أقوال أسسھا ظن أو احتمال ، وقد اختص الكثیر في البحث بوسائل باطنیة عرفت منذ القدیم ، فالھنود مثال

رة ، ال یعطي لنفسھ یؤكدون أنھم یتصلون باطنیا بشخص ذي قوة كبیالیوغابتطبیقات طرق نسبا وال یبد اسما ، ویرى وجھھ مغطى بلثام یترك العینین ظاھرتین ، وكأن فیھما أعینا كثیرة ، أما الكالم فال یكلمھم إال صوریا أو بلغة حسیة یفھمونھا بلغتھم ، وھم یسمونھ

. صاحب اللثام ، دون أن یعطوه اسما ممیزا ونجد الصینیین في تطبیقاتھم كذلك ، ولھا طرق مختلفة تمكن اإلنسان من اتصال باطني مدرك بقوى العقل ، یقولون إنھم یرون بالعین الثالثة الباطنیة رجال وجھھ كأن فیھ أوجھا

یعرفون كثیرة ، وال یمكن تحدید صفة فیھ فتغیر وجھھ بصفة ملحوظة ومستمرة جعلھمالرجل بالمجھول ، فبدال من اللثام الظاھري ، كان تغیر الوجھ لھ نفس الشكل ، كأنھ لثام

إن من عرف معرفتھم القدیمة یقول إنھم كانوا یلتقون باطنیا ـیرة ، أما الفراعنة فــھ كثــأوجــب 6




برجل عرف عندھم بالرجل الثالث ، وذلك یعني أنھم لم یستطیعوا أن یحددوا لھ نسبا جنسیا غیر اإلنس والجن فقیل أنھ الرجل الثالث ، وكم من متصوف تحدث في ما كتب عن رجل

وجھ ، ألنھ یشتبھ بأحد من یلتقي بھ سواء باطنیا أم ظاھریا ، یعطي العلم وال یعرف لھ معارفھم ، فھذا الرجل یظھر في صفة أي رجل كان ، أي أننا بدال من اللثام أو من التغییر المتتابع في األوجھ ، نجد التشابھ بینھ وبین الناس كلھم ، وقد ذكر آخرون أن الرجل

ھذا األمر فكل من یتحدث عن . المطلوب یرى باطنیا إال أن ضبابا یحول دون رؤیة وجھھ أو مدرك ، ودون العلوم الباطنیة ال نجد فإن مورد حدیثھ یكون ذا أصل باطني بعلم معطى

أثرا یدل على إمكانیة وجود رجل مجھول قد یبعث لیؤكد للناس أصول موانع الخیر، وأسس . انتشار الشر

اھتم المنجمون قدیما بما وصوال إلیھ من معرفة إلیجاد منطلق مفھوم یدرك بھ واقع الرجل المجھول ، أو كما یقال نبي آخر الزمان ، ففي كل زمان كان یقال إنھ آخر الزمان ، فاكتشف

ك بظھور نجم لھ سحرة فرعون أن تغیرا وقع في األجواء الفلكیة المحیطة باألرض ، وذل، فقالوا إن نبي آخر الزمان سیظھر عندھم ، فقتلوا أبناء لون أخضر، ولھ سیرة شرقیة غربیة

بني إسرائیل خوفا من وقوع تغیر جذري بظھور رجل یحطم ما أقاموا من أسس سحریة أو مبان لجلب قوى الظلمات ، ولكن األمر كان على غیر ما توقعوه ، فعاش موسى علیھ السالمبینھم ، دون أن یعرفوا من ھو، وعند ظھور نبوة موسى علیھ السالم ورسالتھ ، تبین لفرعون أن موسى لم یكن ھو المھدي ألن نبي آخر الزمان ال یحمل رسالة ، بل یأتي بالعذاب ، ولما التقى موسى علیھ السالم بالخضر كما قیل ، ظھر علم فوق علم كما ھو مذكور في القرآن

ناس أن الخضر ھو المھدي ألنھ توفر لدیھ علم لم یكن موسى علیھ السالم یعلمھ ، فاستنتج الواسم الخضر لم یذكر في القرآن ، فالرجل الذي التقى بموسى لم یكن لھ اسم ، وفي القرآن نجد آیات كثیرة یذكر فیھا رجل یأتي القوم ، وال یذكر اسمھ ، وقیل إنھ ھو المھدي ، فالخضر

اعنة ألنھ عند ظھوره قالوا إنھ ھو الرجل الذي ظھر بظھور النجم األخضر، اسم أطلقھ الفر أصفر فقال الیھود إن ھذا نجم نبي آخر ضوءهوعند والدة عیسى علیھ السالم تمت رؤیة نجم

أب ، ولكن عیسى علیھ السالم ، كان رسوال بوجود الزمان السیما لما عرف أنھ لیس لھ یكن المھدي ، فالخضر لقب لرجل لم یعرف لھ اسم ، والمھدي الرسالة استنتج الناس أنھ لم

رة أشد خوفا من ظھور الرجل المجھول ألنھ حوكان الساسم لرجل لم یعرف عنھ شيء ، یھدد بتحطیم أسس الظلمات ، فسعوا إلى جعل طالسم ضده وذلك منذ القدیم ، السیما بعد

الكثیر أن المھدي ھو في األرض في ظھور أھل الكھف ، ألنھم ظنوا أنھ من بینھم ، وظن مكان ما ینتظر وقتا معینا لیخرج ، وفي القرآن نجد آیة تثبت خروج دابة من األرض تكلم الناس ، فقال من كان یسعى في البحث إن الدابة سخرت لنبي آخر الزمان وإنھا من أول

مھدي ال یكلم أحدا ، وال ولماذا ھذه الدابة تكلم الناس ، فكان الجواب أن ال: معجزاتھ ، وقیل ینطق بشيء ، فالدابة تتكلم مكانھ ، وقد ذكرنا أن الھنود قالوا إن الرجل الملثم ال یكلمھم إال صوریا أو بلغة حسیة ، تفھم باللغة السریانیة ، فھنا یكمن تشابھ في الفھم ، ولو دون تشابھ في

7




الكالم ، ویفھم من الدابة أن الوحوش والطیر مسخرة للمھدي ، وقیل كذلك إذا كانت مسخرة لھ ویكلمھا ، فلن یكون سوى سلیمان علیھ السالم ، ألن الوحوش والطیر سخرت لھ ، ولكن

ن اسمھ دانیال ، كلم السباع وعاش بین الوحوش المفترسة ، ھناك من فكر أیضا في نبي قیل أواسم دانیال لم یكن إال مبھما لنبي لم یذكر في القرآن ، فالذین فكروا في ھذا األمر قالوا إن دانیال ھو المھدي ، وحقا لم یذكر في القرآن كل األنبیاء لكثرة عددھم من جھة ، ومن جھة

ھم الناس فقط ممن یأتون بعد نزولھ ، واألسماء المبھمة التي أخرى ألن القرآن ، ذكر فیھ ما یتعطى لألنبیاء ، فألجل أن یعرفوا ویفرز بینھم ، مع تحدید وقت زمانھم ، أو انتساب أمم إلیھم ، ومن الغریب أن نجد أن التاریخ ال یعتني بھذه األمور أو یبحث فیھا ، وكأن التاریخ ال

أشیاء أخرى ال تھم المتدین الذي یعتني بقصص األنبیاء ، لعلھ دخل لألنبیاء فیھ ، ألنھ یشملیعرف شیئا من واقع المجھول ، ویعتقد أن كل ما روي عن األنبیاء ما ھو إال خرافات ، السیما األنبیاء والرسل الذین كانوا في زمن بعید ، وقد وجدت في بعض الكتب التاریخیة

حرب وكان شاعرا من بني إسرائیل ، وھذا األمر یھم مثال أن إبراھیم علیھ السالم كان زعیمأئمة الدین الذین من واجبھم أن یردوا على أشیاء تفسد عقول من یمس ھذه الكتب التي ذكر

فإبراھیم علیھ السالم وكما ھو معروف ، كان لھ ابن اسمھ إسماعیل ، وھذا . فیھا ما ذكرم قالت الیھود إنھ ھو الرجل الملثم أو نبي في القرآن ، ولما افتدي إسماعیل بذبح عظیمذكور

آخر الزمان ، ولكن وجود رسالة عند إبراھیم علیھ السالم نفى إمكانیة وجود المھدي في زمانھ ، ألن الناس یرون منذ القدیم أن ظھور الرجل المجھول ال یعني ظھور رسالة بل یعني

. ظھور عذاب لمن كفر بالرسل والرسالة لیتصور اإلنسان الیوم أن الشمس طلعت ، وتأتي ظلمات یظھر بعدھا شخص ال یعرف لھ مثل ، فأول سؤال قد یطرح أنھ من أین أتى ، ھذا األمر قد یعجز الغیر المتدین ، أما المتدین

م عدم وجود أدلة ظاھریة بالنسبة لھ ، وأن الحقیقي ، فإنھ یعلم أن ظھور المھدي باإلمكان رغ الموجودة في جالمعا رالفجاج في األرض ھي وسیلة انتقال في الحجب األرضیة ، وكذلك

ھي كالمصعد الذي یعرفھ جفالمعا راألرض ھي نزول مباشر من السماء إلى األرض ، فاألنبیاء والرسل الناس یصل بالصعود أو النزول بین الطابق األرضي والعلوي في عمارة ،

لھم اتصال مع مالئكة رسل ، ولم یكن اتصالھم ھذا كما یقال عقلیا أي بقوى العقل ، بل ھو اتصال ظاھري ، بظھور ملك حقیقي ، إنما یرتدي لباسا صوریا بشریا ویتكلم بلغة اإلنس ،

ن یظھر رجل لھذا ممكن حقا أ . جالمعا رفھؤالء المالئكة ھم المنزلون ، ووسیلة نزولھم ھي وحین یذكر ھذا ، نجد أن ھناك من فكر أو شخص دون أن نعرف مكانا معینا یخرج منھ ،

أنھ بھذه الوسیلة سیبعث عیسى علیھ السالم بین الناس ، بنزول من السماء إلى األرض ، وھذا ما یؤكد إمكانیة ظھور المھدي ، نھ لم یصلب ، بل رفعھ اهللا إلیھ ، ألجالمعا ربواسطة

مھدي ھو اسم لشخص مجھول ، وقد یكون اسمھ الحقیقي اسما آخر أو أسماء كثیرة كما فالیعتقد كثیر من الباحثین أن اسمھ محمد ، وقد سبق تفسیر أن المھدي ال یمكن أن تكون لدیھ

الــتــھ فیــأتــي رســر بـرسالة ، ألنھا إن وجدت فالبد لھ من بقاء على األرض حتى یكثر الكف 8




العذاب ، ومن أجل ھذا ختمت الرسالة والنبوة لیتخصص المھدي بالعذاب ألن القرآن لم

.یغیر، وقد قیل كذلك إن القرآن سیرفع متى یظھر المھدي فال توبة بعد ذلك ملحوظ أن الموضوع مجالھ دیني محض ، ألن الدین ھو الذي یذكر وجود أنبیاء أو رسل ، وفیھ ذكر لمن یأتي من بعد ، كما ذكر في اإلنجیل أن بعد عیسى علیھ السالم یأتي نبي اسمھ

. غریب أي آیة في القرآن تدل على إمكانیة ظھور لشخص : أحمد ، وحقا إن وضع السؤال السائل ال یجد جوابا ، فالقرآن قد فسره المفسرون ، ولم یذكروا شیئا من ھذا القبیل ، ربما ألن المفسرین مخطئون في شيء ، على كل حال فاسم المھدي غیر موجود في القرآن ، ولكن ھناك من قال إن اسم المھدي لیس اسما كامال ، وإنما ھو تعریف لشخص مجھول ،

كما ذكر ، وقیل إنھ لیس باإلمكان أن یكون اسم المھدي ، ھو محمدا لوجود وإن اسمھ محمد، إال أن یكون المھدي رسول ))وما محمد إال رسول قد خلت من قبلھ الرسل((: آیة تقول

العذاب لیثبت أن المھدي ھو محمد ، وقیل إن ھذا ال یمكن فالمھدي اسم لنبي آخر الزمان ، والنبوة وسیلة ظھور علم فال یمكن ھذا ، ، دي نبیا فالنبوة ختمتلمھوفكر البعض أنھ إذا كان ا

ول ، بل ھو ملك یأتي لیعذب فاستنتج الذین فكروا في ھذا أن المھدي لیس بنبي وال رس، فقیل في ھذا الصدد إن إسرافیل ھو الذي سینفخ في الصور، وألنھ ھو الذي سینفخ في الناس

یكون ھو المھدي ، ولكن قال آخرون إنھ لو كان ھذا لما الصور لتقوم الساعة إذا فالبد أن ذكر اسم المھدي بل یذكر اسم إسرافیل ، وقیل كذلك إن ملك الموت عزرائیل ھو وحده الذي

ملك الموت ، واكتفى البعض بأن قالوا إن كل ھذا ما ھو بكائن وما بإمكانھ تعذیب الناس ألنھ بھم بوجود شخص ینتقم من المشركین ، ولكن ھل ھو إال خرافة أعطیت للمسلمین لتطمئن قلو

أحادیث نبویة یذكر فیھا ھذا أم ال؟تھذا إثبات نفي أو إثبات حقیقة؟ ثم قیل ھل وجدفاألحادیث النبویة الشریفة ال یوجد منھا حدیث یدل بدلیل قاطع على ظھور المھدي ، ولكن

ل ال یسمى بالمھدي بل نجد أحادیث مشھورة یعرفھا جل الناس فیھا إشارة لظھور رجبالمسیح الدجال وأن فتنتھ ھي أكبر فتنة ، فالدجال إذا ھو رجل ینسب لنفسھ األلوھیة ولكن ما عالقة المھدي بھذا؟ ذلك ألنھ قیل إن بعد ظھور الدجال یظھر قوم یأجوج ومأجوج ، فیظھر

: طاغوت ، فقیل المسیح عیسى بن مریم فیقتلھم أجمعین ، وھذا الحدیث یشیر إلى ظھور الوكیف ھذا ؟ فأجاب الكثیرون أن ھذا صحیح لوجود معجزة إحیاء الموتى عند عیسى علیھ السالم ، فالمفھوم من ھذا ھو أن كل األولین یبعثون بمعجزة إحیاء الموتى فیعذبون ، وحقا إذا كان من عذاب للكفار، فإنھ ال یمكن أن یكون عذابا ألھل الزمان فقط ، دون عذاب

ألولین ، ولیتصور اإلنسان وضعھ إن ظھر األولون والتقوا مع اآلخرین كیف یكون األمر، لفقال بعض من یعتقد أنھ فكر، إن ھذا ال یمكن ألن الناس ال یجمعون إال في یوم الحساب ،

دال المتصوفة عنیفا عندما كانوا یتحدثون في ھذا األمر، ولكن الغریب ھو عندما وكم كان ج المتصوفة إنھ المھدي ، وربما ھذا لیس بغریب ألن ھناك من ادعى النبوة من یقول أحد من

قبل ، وفي عھد وجد فیھ األنبیاء والرسل ، وما كان ادعاء الناس ھذا إال أنھم كانوا یظنون أن درجة المھدي یمكن الوصول إلیھا ، ویطمع اإلنسان السیما إن كان في إمكانھ تنفیذ كرامات،

9




والكرامات ال تكفي لقلب وضع من ظلمات إلى نور، وقیل إن المھدي ھو بین الناس یجول

ن ھذا في األرض ، ویرى ما یفعلھ اإلنسان من خیر أو شر، أما خطأ المتصوفة فھو أكبر مفمنھم من ال یكتفي بأن یقول إنھ المھدي فقط بل یقول إن اهللا في جسمھ ، فكال األمرین مجرد

من أجل ھذا وجب ظھور المھدي لیعذب من یقول إنھ المھدي أو من یدعي : اعتقاد ، فقیل الربوبیة على السواء ، وقد وجد من قال لم وجوب المھدي كمعذب للناس ، واهللا ھو المنتقم

عذب من یشاء ، وذلك یوم الحساب فأعطي جواب للسائل ھو أن المھدي یعذب من كفر ویوآذى المؤمنین واألنبیاء والرسل مع ادعاء بقوة ، فھذا یلزم إظھار قوة من عند اهللا تكون

إلظھار إرادة اهللا ، وأن من یعبد اهللا ھو أكثر لشخص یقضي على كل من كانت لھ قوة بكفر وما ظن من : ، واهللا یعذب من كفر یوم القیامة ، ألنھم كفروا باهللا ، فقیل قوة ممن یكفر باهللا

یقول إنھ المھدي ، ثم ما ھي أسباب الخطأ ھذا ؟ والكثیر شرح الوضع بأن أسباب الخطأ ھي من أصل اتصالي بقوى العقل مع قوى الطبیعة ، وھناك أخطاء االتصال الباطني ، وذلك أن

، لھ رؤیا بالعین الباطنیة ، وشعور حاسي بالقوة ، فالمتصوف یرى من كان لھ اتصال باطنينفسھ باطنیا أنھ عمالق ، وھذا ما ھو إال كبر للجسم الثاني لإلنسان ، ثم إن االتصال الباطني یظھر شخصا لھ أوجھ كثیرة ، فقد یرى المتصوف وجھ الشخص المجھول یشبھ وجھھ فیظن

. لرجل المرآة أنھ ھو المھدي لذا سمي المھدي با إنھ ال یھمنا قائل قول ما لیذكر اسمھ ولكن القول ھو المھم ، نذكر من بین األقوال قوال بأن

فاستنتج . من یقول إن المھدي لن یظھر فھو خطأ ، ومن یقول إن المھدي كان موجودا فخطأ یخلق ، فقیل وكیف یعذب الناس وھو ال یعرف ما فعل الناس ، ازال لم القائل أن المھدي م

وال یعرف من فعل ؟ ولھذا فكر كثیرون أن المھدي البد أن یكون موجودا بین الناس حتى یتمكن من معرفة كل من ینشر الظلم وقد یظھر في رجل فقیر أو سائل محروم ، وحقا توجد

السائل ملكا ولكن ھناك من الفقراء من یعرفھم الناس أحادیث تنبھ إلى ھذا ، ألنھ قد یكون وقیل ربما المھدي یولد كالناس ، وال یعرف نفسھ إلى أن یأذن اهللا ، : معرفة جیدة ، فقیل

كیف یمكن ھذا بأن یخلق المھدي كباقي الناس فیعذب في األرض ھو كذلك ، بینما ظھوره ما ناقض فكري ، وقد ال یخلو من وجود حقیقة ھو إال لتعذیب الكفار؟ نعم قد یظھر في ھذا ت

فیھ ، ألن كثیرین أكدوا أن ظھوره في رجل مسكین سائل ال یكون حقیقیا ، بل المھدي یتشبھ في أي صفة كانت لرجل معروف بین الناس ، فإن كان األمر كذلك ھل یمكن بتشبیھ كامل

لیس برجل وال امرأة أي نعم ألن المھدي: أن یظھر المھدي في صورة امرأة ، فقیل وبإمكانھ أن یظھر في أي صورة كانت ، وأكد الباحثون في ھذا األمر أن المھدي تكمن فیھ كل قوة ظاھرة في ذكورة أو أنوثة أو جن أو ملك ، وقیل ھل یظھر في الحیوان أیضا ، فقیل

. إن ھذا باإلمكان ولم ال وھو معروف أن بإمكان السحرة أن یتشكلوا في صفة حیوان فالمھدي لھ دور باطني وظاھري كما یبدو على أساس كل ما وضع من سؤال وجواب ، فــبــاطنیا یرى ، ولھ اتصال باإلنسان ، وكذلك الجان ، فقال البعض إن اتصالھ باإلنسان لیس 10




ظاھریا وال باطنیا ، بل من مكان غیر معروف وال مدرك بقوى العقل ، وأعطي المثل بأن الشیطان یوسوس لإلنسان دون أن یراه اإلنسان ، فكیف ال یمكن للمھدي أن یعرف ما یفعلھ

، فالمھدي إذا رجل بھذا سمي المھدي بالمخفيالناس بنفس الشكل ، إنما بصفة أخرى ،، فإن رآه من أحد باطنیا ، فإنھ یراه مثلما وإن رآه مخفي ال یعرف في الباطن وال في الظاھر

. ظاھریا فإنھ یراه متشبھا في صفة شخص معروف قد یخطىء اإلنسان تجاھھ

اآلیة في ھذا الشأن وقیل إن األعمى الذي جاء النبي علیھ السالم ، ھو المھدي ، لذا نزلتلیظھر اهللا للنبي علیھ السالم أن ھناك رجال أخفاه اهللا بین الناس لیكون شھیدا علیھم ، وقال الكثیر إن القوم الذین لم تصلھم رسالة الدین اإلسالمي ، فإن العلم یصلھم بواسطة المھدي ،

. لغھم رسالة من عند اهللا وذلك باإللھام الباطني ، ألنھ كما قیل ال یعقل أن یعذب قوم لم تب أما قول المتصوفة إن اإلنسان متصل مع اهللا بانفصال ، ومنفصل معھ باتصال ، فقد أوضح ذلك من كان لھ علم باطني دیني ، وأنھ ال یمكن ، وما كان ذلك إال اتصاال بالمھدي بانفصال،

كلھا ، ولو لم تكن مسخرة لھ وانفصاال معھ باتصال ، لكون المھدي سخرت لھ قوة الطبیعة لما أمكنھ تعذیب الناس السیما أن كل من كانت لھ قوة ظاھریة ما كانت إال قوة طبیعیة ، لذا ذكر للناس في القرآن أن السحرة اتبعوا ما تتلوا الشیاطین على ملك سلیمان ، وأن سلیمان لم

وسلیمان علیھ السالم ، ألن یكفر، ولكن الشیاطین كفروا فھناك فرق بین اإلنسان العادي ، سلیمان سخرت لھ الریاح ، وإن حاول اإلنسان االتصال مع قوى الطبیعة فإنھ یكفر، طبقا لما ذكر في مفھوم اآلیة ، فلذا قیل إن سلیمان ھو المھدي ، فسلیمان علیھ السالم بإمكانھ استعمال

ألحد من بعد ، وقال آخرون القوى الطبیعیة من دون الناس ، فذاك مما ملك من ملك ال ینبغيإن المھدي یرث ما كان لسلیمان علیھ السالم ، ولكن وجود ملك ال ینبغي ألحد غیر سلیمان

، وأثبت أن سلیمان ھو المھدي ، وسلیمان وجد في عصر كان في ھو جعل حاجزا للفھم على كل من الحاكم ، فعذب المردة من الجن والعفاریت والشیاطین ، وسیطر باألحكام الدیني

وجد من الناس ، ولم تعرف لھ رسالة ألنھ ورث ما أنزل على داوود علیھ السالم ، وھناك فھم آخر اعتبر فیھ أن سلیمان ھو جزء من المھدي ، وذلك معناه أن المھدي ھو شخص واحد

، ھو أنھ بإمكانھ غیر مشخص في شخص موحد ، بل فیھ أشخاص عدیدون والمعنى المجمل صا في أي صورة في أماكن عدیدة بین الخلق ، ویسمى ھؤالء األشخاص أن یكون مشخ

باألجزاء ، وھذه األجزاء إذا ما التقت تكمل شخصا یسمى بالمھدي ، ومن ھنا فسر الكثیرون في الذي یرى باطنیا لھ عدة أوجھ ال یثبت في صورة واحدة ، بل المعنى الكامن في الشخص

عاشوا أو یعیشون في األرض وھم أجزاء من صور عدیدة ھي صور األشخاص الذین المھدي ، كما یتضح من ھذا التفسیر أمر الرجل المجھول والملثم فلثامھ دلیل على وجود

ھل ھذا باإلمكان ؟ یقال نعم ألن السحرة أنفسھم یعرفون أن : صور عدیدة ، وإن قیل ین یتمكنون من ھذا بإمكانھم التشخیص في شخصین فیروا ھنا وھناك ، وقیل إن ھؤالء الذ

استمدادا من القوى الطبیعیة ھم الھدف األول للتعذیب ألنھم كأنھم أخذوا شیئا من ملك سلیمان

11




. والذي ال ینبغي ألحد من بعده

إن أخذت كل األفكار الموجودة والمتحدثة في ھذا الموضوع قد ال نجد حصرا لھا السیما االختالف كثیر، وقد نالحظ أن الناس ال یھمھم ھذا األمر وال یدعوھم إلى بحث لمعرفة

وا لوجود النبوة ، وقد ختمت ، وكأنھ ال وجود ألحد یدعوھم الحقیقة ، ربما ألن الناس اطمأنكثیر ممن كان لھ االتصال الباطني، ، ووى روایات كثیرة عن الخضر وإلیاس وتر.إلى الدین

الكثیر أن الحدیث عن المھدي یجلب یقول أنھ یتصل بھما ظاھریا فیأخذ العلم منھما ، ویعتقد خطرا ما ، أو كأنھ یجلب تابعة شبھ لعنة على الباحث فیھ ، أو الباحث عنھ ، وقیل إن ھذا إنما

كفروا ، أما الذین آمنوا ، فیعلمون الحلق ویكتمون ، وفي أغلب الظن أن الذین ھو على الذین، إال أنھم ھم معرفة شيء ما عن حقیقة المھديتمكنوا من االتصال الباطني ، قد یكون بإمكان

، ئك الذین یعتبرون أنفسھم متدینینال یتكلمون عن ھذا مخافة صراع دیني یجدونھ من قبل أولإن باإلمكان االتصال : ة لقول إال ظاھره وذلك لتغطیة الحقیقة اإلسالمیال یقبلون من ا

فإنھ ال یمكن للمؤمن باهللا أن یقول إن االتصال الباطني ال یمكن ، ألن ھذا حصر . الباطنيلقدرة اهللا ، ومن آیات اهللا منام الناس باللیل والنھار ، ولم یكن المعني ھو النوم ، فالنوم كان

ھار، إال من اضطر إلیھ ، ألن اللیل یسكن في اإلنسان ، وراحتھ موجبة باللیل ، ینھى عنھ بالنوالنھار یبتغي فیھ اإلنسان من فضل اهللا ، فالمنام ھو رؤیا باطنیة ، واالتصال الباطني

كل متدین حقیقي أن یؤكد ھذا ، ومن الجانب اآلخر الغیر الدیني نجد كذلك موجود وبإمكان باطني ، إال أنھ مغایر لالتصال المعروف دینیا ، ولننظر مثال قول إمكانیة االتصال ال

مستعملي طرق الیوغا وقولھم في شأن المھدي ، فأوال اسم المھدي ال یعرف عندھم ، ولكن أمر الرجل الملثم فمعروف ، وإن قیل لھم ما یقال ، فإن األغلب یعتقد أنھ الشیطان ، ألنھ

تصال بقوى الطبیعة ، إال أن مطبقي طرق الیوغا ، یلحون ینھاه عما یفعل ، ویمنعھ من االفي تطبیقھم ، فیفتح لھم المجال للمعرفة الباطنیة ، ومن ھذا األساس فسر بعض أئمة الدین ، أن المھدي ھو ھاروت وماروت كشخصین في شخص واحد ، وقد سبق أنھ باإلمكان وجود

حتى یقوال إنما دراك قوى الظلمات أجساد عدیدة ، وھاروت وماروت ما یعلمان من أحد إلھما فتنة ویأمران الباحث المطبق باجتناب ما یسعى إلیھ ، حتى ال یكفر، واإلنسان حین یلح في طلبھ یمدانھ ألنھ یرید الكفر، وقیل من ھنا یعرف المھدي كل أوالئك الذین تمكنوا من

. سلب قوى الطبیعة ، واستعملوھا ألغراض مختلفة بقوى العقل إن بابل قطعة أرضیة مجاورة للقطع السبع األخرى الموجودة في األرض ، والتي بینھا حجب تمنع اإلنسان من الدخول إلیھا جسدیا ، ولكن باإلمكان الدخول إلیھا لقوى العقل ،

الظلمات ورسمھا كما وذلك باتصال باطني لھ طرقھ ، فبابل دائرة محاطة بنور فیھا أصول : یلي

12




الباب األول یجلس فیھ ھاروت ، والباب الثاني یجلس فیھ ماروت ، وھما ملكان أنزلت علیھما الكتب المعرفة لطرق السحر، واإلنسان یتصل بھما لیستمد من قوى الطبیعة ، والتي

شبھ مغناطیسیة ، لھا أسس أصلیة في بابل ، ومنھا جبل الظلمات الذي تستمد منھ القوة الومثلث الشیطان وتستمد منھ القوة الخضراء ، أما نقطة السواد فتستمد منھا قوى عقل من یختص بإدراك قوى الطبیعة ، وبحر الظلمات تستمد منھ قوى الجسم الممدود من القوى

ور بال ، أما جبل النالطبیعیة ، فالشیطان یرى اإلنسان من حیث ال یراه اإلنسان ألنھ موجود بكل كتاب أخذ الناس محتواه وبھذا یكون الفرق فھو محل نزول جبریل علیھ السالم ، ألخذ

بین األمم ، والفرق في تغییر الكتب المنزلة ، فبابل ھي أرض ملكھا سلیمان علیھ السالم وفیھا استقر حكمھ ، لذا ال وجود ألثر لقصوره أو ملكھ ألن ذلك في حجاب ، واتبع السحرة

لشیاطین على ملك سلیمان وكذا ما أنزل على الملكین ببابل ، فالرجل الملثم على ما تتلو احسب ما أعطي من تفسیر إنما یمنع من دخول قوى عقل اإلنسان إلى بابل حتى ال یستمد من

ومادام یمنع من ذلك ، فمعناه أن ذاك ملكھ ، لھذا قیل إن المھدي : قوى الظلمات فیكفر، وقیل معنى ذلك أن المنع إنما ھو واجب ، حتى ال یكفر : السالم ، وقال آخرون ھو سلیمان علیھ

وحقیقة بابل ھي كما رسمت وینقص منھا ما ال یھم في ھذا الموضوع ، وكل . اإلنسان متصل بالباطن یعرف ھذا بدقة في المجال الدیني ، حتى یعرف أسباب خطأ كمن كفر، أو

فبابل لھا دور أساسي أكثـر مما یتصـوره اإلنســان ، أسباب استمداد قواه من قوى الظلمات ،

13

الباب األول

جبل النور الباب الثاني

بحر الظلمات

نقطة سواد جبل الظلمات

مثلث الشيطان

لــابــب




ظھر والرجل الملثم یظھر دائما عندما یقترب الباحث باطنیا من بابل ، أما الرجل الذي ی

للمتصوفة والذي لھ أوجھ عدیدة فإنھ یرى باطنیا عندما یقترب اإلنسان باطنیا من أرض : الظلمات ، ورسمھا كما یلي

فأرض الظلمات لھا خاصیة أخرى بالنسبة للذین یتصلون بالباطن فإنھم یجدون فیھا صور األشخاص الذین اكتسبوا أكبر قوة ممكنة من قوى الطبیعة ، وإرم ذات العماد بنیت في أرض

ناس وتستمد منھا قوة المباني الضخمة الموجودة حالیا الظلمات وذلك قبل أن تحجب عن الوالتي وجدت من قبل ، والھرم األول ھو ھرم أكبر من الھرم الموجود بمصر والذي بناه لیس فرعون بل ھبیل قاتل قبیل ، وھما ابنا آدم ، أما صخرة الوادي فإنھا جرفت بمیاه الوادي

األرض كلھا ، وقوى المرآة ھي قوة یرى وكان أساس وضعھا إنما ھو للتمكن من سجن قوى اإلنسان نفسھ فیھا ویدعي اإلنسان األلوھیة بعد أن یتم االتصال بھا ، فھي قوة غرور جعلت

.لمن یریدھا 14

إرم ذات العماد

صخرة الوادي

قوى المرآة

الھــرم األول

أرض الـظـلـمـات




إن أرض الظلمات ھي األرض الثانیة ، وھي قطعة مجاورة للسبع قطع األخرى الموجودة

. في األرض ، وھي في حجاب كذلك ، توجد فیھا صور أجسام عاد وثمود وفرعون مثال اإلنسان الشر على نفسھ ، ذو األوجھ الكثیرة یمنع من الدخول إلیھا حتى ال یجلب والرجل

ویمنع االتصال بقوى عقول أولئك األشخاص حتى ال یعتمد علیھم ویتخذوا آلھة ، ألنھم ادعوا األلوھیة ، فأرض الظلمات لھا دور مھم وأساسي بالنسبة للباحثین في القوى الباطنیة ،

نجد أن دوره ھو المنع من دخول أرض السد ، وھي أرض وسطیة أما الرجل المخفي للثماني قطع األخرى والمحجوبة عن اإلنسان ، وباطنیا قال من لھ اتصال تام بالباطن أنھا أرض سمیت بأرض السد ألن یأجوج ومأجوج سجنوا فیھا ، وذلك بواسطة ذي القرنین علیھ

: السالم ورسمھا ھو كما یلي

السور شكلھ مربع ، سجن فیھ یأجوج ومأجوج ، وھم قوم تمكنوا من كسب أكبر قوة طبیعیة ، وسجنوا ، والمنع الموجود باطنیا أساسھ أن ال یتمكن المتصل بالباطن ، أن یستمد من قواھم ،

فة أن یعاد في األرض شر مثل شرھم ، وباب السد الذي سده ذو القرنین كما ذكر وذلك مخافي القرآن ، وھو عبارة عن كھف ھو فج كان یأجوج ومأجوج یخرجون منھ ، ولوجود ھذا األساس قیل إن المھدي ھو ذو القرنین علیھ السالم ، أما الرجل المجھول والذي یرى باطنیا

إلى قطعة أرض تعتبر نورا ، وفسر كثیرون أنھا ھي األرض كذلك فھو یمنع من الوصول المباركة المذكورة في القرآن ، وأن الذین یموتون في سبیل اهللا ینتقلون إلیھا فیعیشون فیھا ، ولذلك قیل إنھم لیسوا أمواتا بل أحیاء ، والتفسیر في ھذا المیدان مجالھ موضوع آخر دیني

ل المجھول أعطي لھ اسم الخضر علیھ السالم ویمنـع محض ، والمھم ھو أن نعرف أن الرج

15

يأجوج ومأجوج

باب السد

أرض الســد




الدخول إلى تلك األرض حتى ال یمكن االستمداد منھا أو تغییر القوى الموجودة فیھا بواسطة

. العقل قوى فاألرض المباركة ھي قطعة مجاورة للسبع قطع األخرى كذلك والموجودة كلھا باألرض

ك قطعة من محجوبة بعضھا عن بعض ، أما قطعة األرض المسماة بأرض الجن فھي كذلالسبع قطع األخرى یسكنھا الجن وھم ظاھرون فیھا یعیشون كاإلنس ، إنما ھم أكثر تطورا ومنع من دخولھا سلیمان علیھ السالم ، ألنھ حكم الجن وقیل كیف یمكن لسلیمان علیھ السالم أن یظھر باطنیا وھو قد مات كما ذكر في القرآن ؟ فقیل إنما سلیمان جزء من المھدي ،

مھدي موجود في الحجب األرضیة وھذا ھو دلیل ظھور سلیمان علیھ السالم باطنیا ، وال: ودائرة أرض الجن كالباقي

16

األرض المباركة

أرض الجــن




فالمھدي إذا لھ دور ھام بالنسبة للباطن ، وكل من تحدث عنھ إنما یكون ذلك بواسطة العلوم

الباطنیة ، ولكن ھل ظاھریا یمكن إیجاد شيء یدل على وجوده أو یثبت ظھوره ، فإن وجدت تحدث عن ظھوره ، وإن لم تكن ھناك ثقة فال ریب ثقة في ما قیل في ھذا الصدد فكثیر ممن

أن أول ما یمكن للمتدین أن یثق بھ فھو ما ذكر في القرآن ، ومما یفھم منھ أن تأذن اهللا لیبعثن على الذین كفروا إلى یوم القیامة من یسومھم سوء العذاب ، وقد استدل كل متصل باطنیا بھذا

كفروا من یعذبھم من آخر الزمان إلى أن تقوم الدلیل ، وعلى أن اهللا سیبعث على الذینالقیامة ، فھذا دلیل بعثة رسول العذاب ، ولكن دون أن یذكر اسم معین ، واستدل كثیر بمفھوم آخر في القرآن الستخراج اسم رسول العذاب وذلك في كالم عن عیسى علیھ السالم ، إذ ذكر

وذلك معناه ، أن كل من كذب برفع عیسى أن ما من أھل الكتاب إال لیؤمنن بھ قبل موتھ ، علیھ السالم ، سیتأكد من ذلك فیرى عیسى علیھ السالم قبل موتھ ، وقال البعض كیف یكون ذلك ، وكثیر ممن كذب بذلك قد ماتوا ، فنجد أن كل من أجاب عن ھذا بما ذكر في القرآن في

ى الرحمن عتیا ، ومعناه كما مفھوم آخر، أن اهللا سیحشر من كل أمة فوجا ممن كانوا أشد علآخر الزمان ، یظھر رسول العذاب ، فیحیي بإذن اهللا كل أولئك الذین ، أن في تابقیل بإث

كانوا أشد على الرحمن عتیا ، فیؤمنوا بكل ما كذبوا بھ قبل موتھم ، وإحیاء ھؤالء ظاھر بنا أمتنا اثنتین ، كذلك في ما ذكر في القرآن ، أن الذین كفروا یوم القیامة یقولون أن ر

وأحییتنا اثنتین واعترفنا بذنوبنا فھل إلى مخرج من سبیل ، والمفھوم أن الذین كفروا قد عاشوا مرة ، ثم ماتوا ثم یبعثون مرة أخرى ، فیعذبون في الحیاة الدنیا ، ثم یموتون فكان ذلك

ومأجوجوھم من حیاتین وموتتین ، فالحشر األول ھذا ثابت ال ریب فیھ ، یخرج فیھ یأجوجكل حدب ینسلون ، ثم یحشر فیھ من كان أشد على الرحمن عتیا فیعذبون ، فھذا سمي بالحشر

یكون ، فالبد أوال من إحیاء الموتى ، وھذا من معجزات عیسى علیھ األول ، ولیمكن أن السالم ، ولیخرج یأجوج ومأجوج البد من فتح السد ، وھذا مما أعطي لذي القرنین ،

المردة من الجن المقرنین في األصفاد ، فالبد من وجود سلیمان علیھ السالم ، واآلیة ولیخرجالتي ذكر فیھا أن أن اهللا یبعث من یسوم الكافرین سوء العذاب ، لم یذكر فیھا أشخص واحد أم كثیرون ، لذلك قال البعض أن المقصود ھم أشخاص كثیرون ، وھم عیسى علیھ السالم ،

القرنین علیھما السالم ، والكثیر أرجح أن ھذا ال یمكن ، بل شخص واحد وسلیمان ، وذو الشخص ھو المھدي ، وقیل كذلك إن الثالثة الذین ذكروا ھم شخص یختص لذلك ، وھذا

واحد عاش في كل فترة ، فالثالثة یسمون بالمھدي ، فاسم المھدي ألسماء كثیرة ، وخروج وجود عذاب للكفار قبل یوم القیامة واألرض التي دابة من األرض تكلم الناس ، دلیل على

من األرض ، نوجد فیھا الدابة ھي أرض في حجاب ، فما ذكر من أن الدابة تخرج للناس معناه إثبات أن ھناك أراضي محجوبة عن اإلنسان ، وعندما تفتح فجاجھا یخرج من فیھا ،

فیھجمون على من من األرض ون یخرجكیأجوج ومأجوج ، ألنھم لن ینزلوا من السماء ، بلوجد من الكفار، فالحشر األول ھو جمع الكفار، ومھما أنھم یجمعون فدلیل الحدیث على وجود الدجال صحیح ، ألنھ شخص ممن كانوا أشد على الرحمن عتیا ، ولن یبعث وحده بل

. مع كل من كان یعرف بالطغیان ، كعاد وثمود وفرعون وغیرھم

17




إن الحشر األول ال جدال فیھ ، وفي القرآن دلیل واضح ، ألنھ ذكر فیھ أن اهللا یحشر من كل

القیامة ، ألن یوم القیامة ال یحشر فیھ فوج من كل أمة فوجا ، ولم یكن القول إشارة إلى یوم أمة ، بل یبعث الناس كافة ، وخروج الدابة دلیل وكذا یأجوج ومأجوج ، فالحشر األول ال

ل ، ولنذكر ما نجد فیھ اختالفا ، إنما االختالف في من سیعذب الذین كفروا في الحشر األوعن ذي القرنین وألحوا في سؤالھم ، یھ السالم ، فإن الیھود سألوا النبي علقیل عن ذي القرنین

وذلك ألنھم كان منھم من یعرف أن ذا القرنین أمره معروف بالتمام ، فكان الجواب على أن أتلى علیھم منھ ذكرا بأن اهللا مكن لھ في األرض وآتاه من كل شيء سببا ، ومن : سؤالھم

مسبقا وال یمكن التفسیر باإلیضاح في بین األراضي التي بلغ إلیھا ذو القرنین ، ما ذكر ھناھذا ، ألن األمر یھمنا من جانب آخر، ھو أن الیھود كانوا یقولون إن ذا القرنین ھو رسول العذاب ، ألن اهللا مكن لھ في األرض وآتاه من كل شيء سببا ، وھذا دلیل وجود قوة كافیة

إال من كانت لھ قوة كبیرة ممن لتعذیب من یبعث في الحشر األول ، السیما أنھ لن یبعث فیھ كفروا باهللا ، وال یمكن لرسول عاد أن یواجھ أفواج األمم المحشورة إال إن كانت لدیھ قوة كافیة لذلك ، ولم تكن تعرف قوة كبیرة إال عند ذي القرنین ، ألنھ تمكن من سجن یأجوج

عند سلیمان علیھ ومأجوج ، وقد عرفوا بفساد في األرض لیس لھ مثیل ، وعرفت قوة أخرى السالم ، وذلك بأن تحكم في الجن واإلنس ، وسخرت لھ الشیاطین ، أما عیسى علیھ السالم

. فرفع ، فالرفع كان دلیل عدم إمكانیة موتھ ، فقیل أنھ ھو الذي سیبعث مھما أنھ رفع

إن الخضر ھو ومما أحي من تاریخ األنبیاء ، أن الخضر نبي كان في زمان الدجال ، فقیل المھدي الختصاصھ بالحرب ضد الدجال ، ولم یثبت ھذا ، ألن الخضر یجھل عنھ الناس كل شيء إال ما ذكر في القرآن قصتھ مع موسى علیھ السالم ، وممن نقلوا األحادیث النبویة ، نجد من قال إن النبي محمدا علیھ السالم حدث الناس عن الحشر األول وما یكون في آخر

ن وعن بعثة رسول العذاب ، إال أن الذین نقلوا األحادیث لم یتمكنوا من إحصاء كل ما الزماحدثھم عنھ لكثرتھ ، وقیل لصعوبتھ وتفرق أصولھ ، ولنذكر ما قیل عن سلیمان علیھ السالم أیضا ، فلقد فتن سلیمان وألقي على كرسیھ جسدا ثم أناب ، وقد ذكر أولوا العلم الباطني

، أن الجسد الذي ألقي على كرسي سلیمان لم یكن إال جسدا من سلیمان علیھ المحكم دینیا السالم نفسھ ، فقیل وكیف ذلك ، فكان الجواب ، أن سلیمان علیھ السالم جزء من المھدي كما

والمھدي ھو رجل فیھ شركاء متشاكسون ، فكان التشاكس معناه ، أن رجال سبق ذكر ذلك ، ال كثیرون ، وھذا ال یمكن أن یستغرب منھ كل مؤمن باهللا ، واحدا یمكن أن یكون منھ رج

واهللا أخرج من قبل من نفس واحدة أخرج منھا زوجھا ثم جعل منھا رجاال كثیرین ونساء ، ولكي یظھر لسلیمان علیھ السالم ھذا األمر، ألقى على كرسیھ جسدا ، ھو رجل من سلیمان

ل ألقى على الكرسي ، فأصبح جسدا ، ألن فإن الرجنفسھ ، وعندما ألتقي سلیمان بنفسھ العقلین اجتمعا في رجل واحد فأصبح الرجل األول ھو سلیمان علیھ السالم ، وفھم سلیمان أنھ ھو ذاك الرجل ، ففتن وأناب ، فھذا النوع من التفسیر ھو الذي صعب على الذین نقلوا

ك ، ــفي الفھم ، واألمر لیس كذلاألحادیث النبویة ، وانصرفوا عن نقل ھذا حتى ال تكون فتنة 18




وقد سبق أن ذكرنا أن . ألن المؤمن مادام یؤمن بقدرة اهللا ، فإنھ یتقبل ما أعطي من علم

ن جسدان في مكانین مختلفین ، فالثاني شبھ لألول ، وقد یكون الثاني باإلمكان أن یكون لإلنسامجرد صورة أن یكون وجودیا ، وذلك ظاھر في الشبھ الذي صلب مكان عیسى علیھ السالم ، فالمصلوب لم یكن إال مجرد صورة شبھت للناس بعیسى علیھ السالم ، لذلك لم

بھ لھم فإنھ قد رفع ، وألنھ رفع فمعناه أنھ حي یصلبوه ، وما قتلوه ولكن شبھ لھم ، ومادام ش. یرزق ، لذلك قیل أن عیسى علیھ السالم ھو رسول العذاب یبعث لیعذب الكافرین

وذو القرنین علیھ السالم ، لم یعرف أنھ مات ، بل كان یجول في األرض إلى أن اختفى ، لذا

لیھ السالم مھما أنھ جزء من المھدي ، وذلك كثر السؤال عنھ من قبل الیھود ، وسلیمان عبظھور الجسد الملقى على كرسیھ دلیل أنھ لم یمت ، بل رحل من جسده إلى جسد آخر كما

كذلك ، أن لذا قیل . رحل الرجل الملقى على كرسیھ من جسده إلى جسد سلیمان علیھ السالم لك ذا القرنین ، ثم إدریس سلیمان ھو عیسى علیھ السالم ، إذا فھو المھدي ، وذكروا كذ

واعتبروھم كذلك أجزاء من المھدي ، وأنھم شركاء متشاكسون في ولقمان ، وذا الكفل ، رجل واحد ، فالمھدي لن یكون مھدیا بشخصھ إال إذا اجتمع فیھ كل من ھم منھ ، فتتوفر لدیھ

إن عیسى من كل قوة تكون كافیة لتعذیب من یبعث في الحشر األول ، فیكون قول من قالھو المھدي صحیحا أو ذا القرنین أو سلیمان كذلك ، أو كل األجزاء ، فقیل إن ھذا ھو الذي یفسر ما یراه المتصل باطنیا ، إذ یرى رجال لھ أوجھ متعددة ، ال یعطي اسما لنفسھ بل أسماء

ون اسما كثیرة ، وقیل إنھ الرجل المجھول أو الملثم ، وال یمكن أن یعرف لھ اسم ، إال أن یكشامال لألسماء كلھا ، فالمھدي شخص أعطي لھ ھذا االسم لتعریفھ بأنھ الرجل المجھول أو رسول العذاب الذي تتوفر لدیھ كل قوة ، ففیھ قوة ذي القرنین مكن لھ اهللا في األرض وآتاه من كل شيء سببا ، وفیھ قوة عیسى علیھ السالم یحیي الموتى ، كما أن فیھ قوة سلیمان الذيسخرت لھ الریاح والجبال تسبح معھ بالعشي واإلبكار، فیصبح المھدي جامعا لكل المعجزات ، الالزمة من أجل تعذیب كل من كان أشد على الرحمن عتیا ، فیؤید بروح القدس لكون عیسى علیھ السالم ، أیده اهللا بروح القدس ، ثم یفتح السد ، فیخرج یأجوج ومأجوج ،

ن بإمكانھ ذلك ، والخالصة أن ھذا ما استقر علیھ كثیر ممن بحث ، السیما وذلك ألن ذا القرنی. باالتصال الباطني

عمر الناس األرض أكثر ما عمروھا ، إذ لم یسبق أن ملئت األرض قبل الیوم ، وكل أمةعاشت إال ونجد أنھا مختصة في فساد ما ، فقوم لوط علیھ السالم أتوا الفاحشة ما سبقھم إلیھا من أحد ، ألن األمم قبل لوط لم تكن تعرف مثل ھذا في فسادھا ، ومدین قوم شعیب علیھ السالم أبخسوا أشیاء الناس وأنقصوا الكیل والمیزان ، فھم أول من فعل ذلك ، ومن األمم من

المھم أن كل أمة . مصانع لعلھم یخلدون ، وإرم ذات العماد التي لم یخلق مثلھا في البالد اتخذكان لھا نوع من الفساد مختلفا عما كان عند األمم األخرى ، أما الیوم فقد اجتمع كل شيء ، فكثرت المباني ، وكأن الفساد كلھ اجتمع بأنواعھ المختلفة ، فعرف ھذا الزمان بآخر الزمان ،

19




وأثبت ذلك بختم النبوة والرسالة ، وآخر األنبیاء والرسل ھو محمد علیھ السالم ، وقد اطمأن

الدجال ، كما سمي ھذا العھد بعھد الناس إلى ما ھم علیھ ، وسمي ھذا العصر بعصر فتنة أي عصر الشیطان ، وحقا لو فكر المھدي ، ویعرف الھنود ھذا العصر بالكالي یوغا ،

اإلنسان ملیا ، لوجد كثرة الفساد تبعث في نفس اإلنسان خوفا من شر قد یصیب الناس في یوم المنتظر منذ القدیم یكونون فیھ غافلین وقد ال یصیب الذین ظلموا خاصة ، فكان أمر المھدي

وسیلة بعث اطمئنان في قلوب الخائفین ، أن ھناك أمال حقیقیا بظھور المھدي یعزل بین المؤمنین والكافرین ، فقیل إن حكمھ في األرض یدور أربعین یوما أو أربعین سنة ، وذلك

ود ألن من نقل الحدیث لم یذكر جیدا أصل القول ، على كل حال معنى ذلك ، أن العدل یساألرض مشارقھا ومغاربھا ، وتعرف حیاة أخرى یظفر فیھا الدین بما لم یظفر بھ قبل الیوم عند أي أمة من األمم ، وعلى حسب ما ذكر فإن المھدي لن یولد بین الناس ، بل یبعث وقیل

ل ، قال أن بیإن مكان ظھوره إما بمكة المكرمة أو بالقدس ، فكل من فسر شیئا من ھذا الق بالقدس أولى ، ألن الفساد یشیع فیھا وأنھا كانت قبلة لعیسى علیھ السالم ، ثم یذھب ظھوره

بعد ذلك إلى مكة للمقام فیھا ، وقیل أم مقامھ یكون بقصر سلیمان علیھ السالم ، ألن ھذا مھجور، ولكن بقي على ما كان علیھ منذ أن بناه القصر موجود في األرض في حجاب وھو

، ومن ھذا القصر یخرج للناس ، وقیل كذلك إذا كانت مدة حكمھ أربعین م سلیمان علیھ السالیوما ، فال حاجة لمقام في مكان ، ولكن األغلب قال أنھ لن یكون لھ حكم أو ملك ، بل بعثتھ أمرھا خاص بالعذاب ، وھناك تفسیر آخر، أن نزولھ یكون بمكة لكونھا أول بیت وضع

نھا تعتبر كباب للسماء ، وأن محمدا علیھ السالم حامل عبة ألكوسط الللناس ، ویخرج من فاألمر على حسب األقوال لیس ببسیط لفھم واضح مرتب ، وكل من الرسالتین بعث بمكة ،

. قال شیئا فإنھا یرجح فھم مستنتج من كل األقوال ، وذلك بجعل قانون احتمال فقط

للناس فتكلمھم ، إنھا دابة عظیمة ال یمكن إعطاؤھا وقیل عن الدابة التي تخرج من األرض صفة حیوان ، بل ھي أیضا جامعة لكل أجساد الوحوش والطیر، وقد نجد أن ھذا النوع تخیلھ اإلنسان منذ القدیم وعرفت ھذه الصفة بالتنین ، والدابة ھذه ترم على الناس ، فمن كان مؤمنا

یسود ، وقیل إن الدابة ھي التي تظھر أوال قبل تلقي علیھ نورا أبیض ، ومن كان كافرا فإنھظھور المھدي وذلك ألنھا تجعل فرقا بین المؤمن والكافر، فحین یظھر الكافر بسواده ، یظھر بعد ذلك المھدي لیعذب من كفر فقط ، دون أن یحتاج إلى جعل الفرق بإعطاء النور، وقد نجد

ن أن یكون المھدي ظاھرا ، وعندما في كتب عدیدة أن یأجوج ومأجوج یخرجون للناس دویجتمع الكفار للحشر األول ، یظھر فجأة فیعذب كل من وجد ، بینما المؤمنون یكونون كلھم قد ماتوا تدریجیا ، وذلك حتى ال یحضروا ألمر فیھ عذاب ، وقد قال البعض اآلخر، إن

لبس من خلق جدید تجمع خلقي أول فيالحشر األول ال یكون بوسیلة إحیاء الموتى ، بل ھو یقوم على أساس الحیاة الثانیة المتكلم عنھا ، أما الخلق الجدید لخلق كان قدیما فباإلمكان ، ألن اهللا غیر مسبوق أن یبدل أمثال الناس فینشئھم فیما ال یعلمون ، وال غرابة في ھذا ، ألن اهللا

أھم فیما ال یعلمون ، فقیل جعل من الذین كفروا القردة والخنازیر وعبدة الطاغوت ، فقد أنش 20




حیاة جدیدة ، ویعمرون إن الحشر األول یكون دون شعور الناس ، فیعاد الكافرون في

. األرض في تجمع كثیف یأتي بعده العذاب وھناك من كذب بالحشر األول ، ولكن ھؤالء إنما أرادوا تغطیة أمر دیني ثابت في القرآن ،

ذب بقیام الساعة ، والساعة ال وھذا أیضا لیس بغریب أن یصدر منھم ، مھما أ، ھناك من یكریب فیھا ، یؤمن بھا كل مؤمن باهللا ، ونجد فئة تعتقد أن ال وجود لحشر أفواج من كل أمة

ھي التي یمكن اعتبارھا حشرا ، وذلك یوم البعث ، فانصرف ممن كفروا ، بل الساعة وحدھا ل ثابت ، إنما ال یعرف الكثیر في أمر المھدي المنتظر، وما كان ذلك إال تغطیة وتغییرا لقو

بكاملھ كما ال تعرف أصولھ ، ولم یكن البحث في ھذا األمر من اختصاص أمة دون أخرى ، بل القدماء أیضا كان عندھم نفس االعتقاد ، وعرف المھدي بأسماء أخرى وبحثوا في أمره ،

. كأنھ مغطى بالشك دون الیقین ولكن السر كان

كثرة البنیان وفیض الناس في الشعر وھجر القرآن ، : ذكرت إمارات الساعة أن منھا وكثرة الفساد ، إلى غیر ذلك ، وحقا عرفت ھذه اإلمارات قدیما كذلك ، إنما الفرق الیوم ھو

أنھ آخر الزمان ، تجمع أنواع الفساد وكثرة الخلق ، مما یثبت أن ھذا العصر یمكن اعتباره ووجود أحادیث كثیرة ، جعلت القرن الخامس عشر الھجري یكون محور ظھور كل شر یظھر فیھ المھدي ، وعدم التصدیق بھذا ، إنما أساسھ خوف من ظھور حق یزعج الناس ، السیما أنھم الیوم اطمأنوا لعدم وجود أنبیاء یظھرون بعد أن ختمت النبوة ، وقد اطمأن

ن قبل ، وقالوا أن ال نبي أو رسول بعد یوسف علیھ السالم كان مجال حدیث الفراعنة موسمي بذي القوتین ، ألنھ رأى في . الكثیرین ، ألنھ اعتبر قدیما كأنھ ملك في صفة بشر

فالقوة األولى ھي القوة الصفراء منامھ أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رآھم لھ ساجدین ، أساس أعظم المعجزات ، وشمل القوة البیضاء كالقمر، والقوتان كالشمس ، والقوة الثانیة ھي

یوسف علیھ السالم ، جمال الرجل والمرأة في آن واحد ، ثم رجل شبھ ملك ، لذا اعتبره الفراعنة أنھ الرجل المجھول المكلف بالعذاب ، فلما مات ، اطمأنوا لموتھ وتأكدوا على

خذوا حذرھم ، واختص السحرة في البحث عن حسب ظنھم ، أنھ لیس بالرجل المقصود ثم أقبل ظھوره ، وحین ظھر النجم األخضر، قتلوا أبناء بني الرجل المجھول ، والقضاء علیھ

إسرائیل ظنا منھم أن النبي المعني بھ األمر، لن یظھر إال من صلبھم لوجود أغلب األنبیاء لفراعنة على حسب ما یبدو لم أمم كثیرة ولم یظھروا من بین الفراعنة ، فاظھروا من بین

یبعث من بینھم نبي وال رسول ، ولكن ھناك من قال إن الرجل الذي كان بین الفراعنة والذي قال لھم أن یسمعوا لقول موسى علیھ السالم ، لعلھ یكون على حق كان ھو المھدي في صفة

لقول إن المھدي لھ رجل من الفراعنة ولد بینھم ، وھذا باإلمكان السیما بعدما سبق من اأجزاء متفرقة في األرض بین األمم كلھا لیكون علیھم شھیدا یوم القیامة ، وذكر أن ھؤالء األجزاء یعرفون بأصحاب األعراف یوم القیامة ینادون رجاال یعرفونھم بسیماھم ، وذلك ر ألنھم وجدوا معھم ، وأصحاب األعراف ال یعرف لھم مبدأ دیني ظاھر یخفون بین الكفا

21




والسحرة وكأنھم منھم ، وذكر في القرآن كذلك أن الكافرین سوف یبحثون عن أناس كانوا

. ألشرار، فھؤالء ھم أصحاب األعراف یعدونھم من ا

لم یكن لذي القرنین قرنان بمعنى القول ، بل الحیاة في القرون األولى إلى یوم الحشر األول ا تسمى بقرن ، وبعد الحشر األول إلى یوم القیامة یسمى بالقرن الثاني ، فسمي ذو القرنین بھذاالسم ألنھ یتحكم في الحالتین في كل قوة وجدت من قوى الظلمات المنتشرة ، لذا تأكد

أن ذا القرنین ھو المھدي لكون اسم ذي القرنین لقب یعرف بھ فقط بینما اسمھ المفسرون الحقیقي فمجھول ، وكما نذكر ذا النون فإن اسمھ یونس علیھ السالم ، بینما ال یوجد اسم

كفل ، لذا قیل كذلك إن ذا الكفل ھو ذو القرنین ، وھو كذلك سلیمان ، واالسم یعرفنا بذي الالشامل لھؤالء فھو المھدي ، ولم یقتصر البحث في األنبیاء والرسل فقط ، بل اتجھ التفكیر والبحث كذلك في میدان معرفة المالئكة ، فأول ما قیل أو ما فسر بواسطة العلوم الباطنیة أن

الم ھو رسول العذاب ألنھ ملك رسول ینزل بالوحي ویعرفھ كل األنبیاء جبریل علیھ السكان متلبسا بصفة البشر ولم یكن والرسل ، ولم یعرف لھ وجھ ملك أو جسم ملك ، بل

الصحابة رضي اهللا عنھم ینتبھون لھ إال بعد ذھابھ ، كان النبي علیھ السالم یقول لھم إنھ ما عرفھ من أحد ومعنى ھذا أنھ بإمكانھ أن یكون بین الناس جبریل ، فلوال النبي علیھ السالم ل

فینظر ما یفعلونھ دون أن ینتبھ لھ من أحد وذلك وسیلة حجة على كل من كفر وطغى ، وألن جبریل علیھ السالم ینزل إلى األرض فقد أرجح الكثیرون فھم القول أنھ ھو رسول العذاب

الكفار ألنھ تتوفر لدیھ قوة ملك ، وقد نجد كذلك ألنھ یعرف كل الناس كما أن بإمكانھ تعذیب أن عیسى علیھ السالم أیده اهللا بروح القدس ، وروح القدس ملك ، وقیل إن روح القدس ھو

لدیھ قوة جبریل ، وألن روح القدس لھ اتصال بعیسى علیھ السالم فمعناه أن عیسى قد تتوفر مسؤول فیھا مالئكة غالظ شداد ال ملك تستعمل في التعذیب ، وقد فكر البعض أن جھنم

یرحمون ، بھذا فكروا أنھ لن یكون من معذب للكافرین إال ملك من ھؤالء ، وإن كان المھدي رسول العذاب ، فقد یكون شخصا شامال للملك والجن واإلنس تتوفر لدیھ كل قوة كافیة للبعث

ظھر للناس الملك والجن وكل في الحشر األول ، ویكون ھذا انتقام اهللا بعذابھ ممن كفر، فیالمعجزات في شخص واحد شاھد علیھم عاش بینھم وأرسل إلیھم ویعرف كال بسیماھم ومسؤول في جھنم كذلك ، وما ھذا على اهللا بعزیز وھو یخلق ما یشاء ویزید في الخلق كیف

األمر یشاء ولھ المشیئة ، ولم یكن ما ذكر ھنا موضوعا كوسیلة استنتاج للبلوغ إلى حل في بإیضاح قد ال یثبت بكثرة ما قیل ، والھدف األول من كل قول ھو أن الدین فیھ ما یكفي من كل علم ولم یترك للقول المجرد من الصحة مكان لتدخلھ الشبھات ، والناس ھم الذین تناسوا أمرا كھذا ، بینما المسلمون قدیما كان ھذا واضحا لدیھم یعرفون صحة القول فیھ بإیمان

خرافة كما یظن البعض ، وقد ادعى بھ دیق ألمر اهللا وعدا مفعوال ، فأمر المھدي لیسوتصالكثیر وما كان االدعاء بھ إال خطأ المتصل باطنیا ألنھ أوال یرى الشخص المجھول لھ شبھ

المجھول یعتبر ھو المرآة لمعرفة النفس ، فالرائي یراه كأنھ ھو، بینما بھ وذلك ألن الرجل ي ــكن إال تفسیرا صوریا لم یدرك معناه المتصل باطنیا ، وقد یكون االتصال الباطنك لم یــذل

22




فال تدرك حقیقة األمر، غیر واضح فیعجز اإلنسان عن التمییز، وتختلط األشیاء في الباطن

ویخاف كل متصل بالباطن أن یتكلم في ھذا الموضوع ، ألنھ لم یفھمھ ، السیما إذا ما رأى الرجل المجھول یتغیر من صورة ألخرى ، وال یعطي اسما مبینا نسبھ ، واعتبر الكثیرون

كل إنما ه خلط صوري ألشخاص عدیدین ، فإنھ إن سئل عن اسمھ ال یجیب وھو یدخل جسم متصل بالباطن لیرحل بھ من علم آلخر أو من درجة ألخرى وعندما تدخل قواه قوى

اس ، بل المتصل بالباطن یدعي المتصل بأنھ المھدي ، وھذا خطأ ألن المھدي لن یولد بین النیبعث إذ ال یمكن المرأة أن تحمل مثلھ لوجود قوة كبیرة فیھ ، فاالدعاء بالمھدي ما ھو إال

االتصال الباطني المنحرف عن الحقیقة أو شعور بقوة طبیعیة قد تعطي نفس خطأ ظاھر في اإلحساس ، ونجد أن المتصوفة وحدھم ھم الذین یدعون بھذا وذلك ألن المھدي أو الرجل المجھول لھ دور ھام باطنیا ، وھو الحارس فیھ ودونھ ال یمكن البلوغ إلى شيء دیني علمي ،

ذا ما ادعى بھ في فترة یرجع عن قولھ بعدما یتبین لھ صدق وھناك من لم یدع بھ أو حتى إالحقیقة وثباتھا واختالف واقعھا مع واقعھ على أن المھدي لیس برجل عاد یكون أمره احتمالیا ، وصحة العلوم الباطنیة تظھر للمتصل بھا عندما یرجع العلم الذي یأخذه باطنیا إلى

ك زیادة في التفصیل كما أن األحادیث النبویة یمكن العلم الذي یوجد في القرآن ، إال أن ھنا. أخذھا باعتبارھا صحیحة إذا ما رجع القول فیھا إلى ما ھو موجود في القرآن كذلك

لم یكن التصدیق بالمھدي إجباریا ألنھ ال إكراه في الدین وأمره حقیقة انصرف عنھا الناس

ان ، وما كانت آیات اهللا لتغطى وإن كان من كأنھم یغطون ما بقي من حق یظھر لإلنسمجرفین للكلم الصحیح یعتقدون أنھم توصلوا إلى إطفاء نار العلم المحرقة بما كتبوا في ھذا األمر بإثبات خرافات اعتقدت صحتھا ، وعلى أن أمر المھدي خرافة ، فإنھم مخطئون ، ألن

مما تعلم من الناس ویرجع إلى القرآن المسلم عندما تكثر الفتنة في المعرفة یتخلى عما عرفلیدرس ما فیھ ، وحقا أن مفھوم اآلیات المذكورة إثبات لظھور من یسوم الكافرین إلى یوم القیامة سوء العذاب ، ویبقى التفصیل لكل ما ذكر وھذا التفصیل ال یمكن إال بوسیلة واحدة

لم صوري أو نطقي أو إلھام فقط وھي االتصال الباطني ، واالتصال الباطني ما ھو إال عفكري یتمكن بھ المتدین من معرفة صحة ما یصل إلیھ من علم حتى ال تكون حجة للناس أن اهللا لم تكن لھ وسائل معرفة یتم بھا فرز ما خلط من فھم في المعرفة المستوردة من علم

من اتصال یسمى القرآن ، فالقرآن ھو الوسیلة األولى للبلوغ وقراءتھ كما یجب تمكن اإلنسان باطنیا وتكون درجتھ على حسب االجتھاد الفردي أو الجماعي ، وأول من یوضح أمر المھدي لنا ھم المتصلون بالعلوم الباطنیة التي لزم التصدیق بوجودھا دینیا ، السیما بالنسبة

، مةأرفع قی، وأولى في ھذا المجال، والدین طرق الیوغا والتي تثبت وجود ھذاللذین یعرفونلوجود القرآن مازال بین أیدي الناس لم یغیر، بینما ما یستنتجھ الھنود أو غیرھم ما ھو إال تجارب عقلیة تزعم إمكانیة خالص الروح ، وأسسھا ال ترجع إلى دین مع أن كل قوة یبلغ إلیھا المطبق لتلك الطرق ما ھي إال اتصال بقوى الطبیعة أساسھا وأصلھا عبادة النفس

ة ، ـقـیـقـحـأللوھیة ، ولننصرف عن أقوال الذین ادعوا بالمھدي ألنھم انحرفوا عن الوادعاء ا

12




علوم باطنیة دینیة ترجع وذلك التصالھم بقوى الطبیعة التي غرت بھم ، ولیكن االتجاه نحو

صدق القول بالرجوع لما في القرآن بإثبات إمكانیة ظھور المھدي ، وكل من كانت لھ علوم دینیة باطنیة یقول نفس الشيء ال خالف فیھ كما أن كل قرآن موجود ال تغییر فیھ ، فإن أول

ا فشیئا كلھا ما یراه المتصل باطنیا دائرة صفراء كأنھا شمس تكون بعیدة ثم تقترب شیئفیظھر وسطھا فجأة وجھ یتغیر من صفة ألخرى بسرعة كبیرة فكأنھ صیني وكأنھ صفراء ،

األجناس ، ال یمكن إثبات لون لعیینة ، ثم یختفي كما ظھر فجأة ، وتمر عربي وكأن فیھ كل توان ال تظھر خاللھا الدائرة الصفراء وكأن الرائي یشعر بنفسھ في الفضاء ، وبعد قلیل

ھر دائرة بیضاء تقترب شیئا فشیئا وكأنھا قمر، ویظھر فیھا وجھ یتغیر من صفة ألخرى ، تظوھذه األوجھ في الدائرة البیضاء ، تشبھ أوجھ نساء وكأن الشخص لھ شعر طویل ویتغیر في ألوانھ ثم تبتعد الدائرة البیضاء وتختفي ، وبعیدا تظھر الدائرتان في آن واحد وكأنھما اختلطتا

تا واحدة فیھا صفرة وبیاض ، ثم یتغیر اللون فتصبح دائرة وردیة اللون یظھر فیھا فأصبحشخص ملثم وما لثامھ برداء على الوجھ ، بل ال یعرف معنى اللثام ، فتبقى أعین ظاھرة تتغیر في حجمھا ولونھا وكأن فیھا أعین الرجال والنساء في آن واحد ، ثم یتساءل الرائي

یوسف علیھ السالم ، ثم بعد ذلك تبتعد الدائرة الوردیة لیظھر في فیسمع صوتا یذكر اسماألمام عرش یجلس فیھ رجل بیده منساة ال یتكلم ، وال یلتفت وكأن جسمھ ال یتحرك ، وراء ھذا العرش تظھر الدائرة الصفراء كأنھا شمس ساطعة ال تمكن اإلنسان من رؤیة الجالس في

س فیسمع صوتا یذكر اسم سلیمان علیھ السالم ، ثم یختفي العرش ، ویتساءل الرائي عن الجالالمشھد بكاملھ لتظھر عن الیمین الدائرة الصفراء من جدید ، إال أنھا جانبا ، ویظھر كرسي یجلي علیھ شخص تبد علیھ قوة كبیرة وبیده الیمنى رمح لھ ثالثة رؤوس وأمامھ ثعبانان

لس بنفسھ أنھ ذو القرنین علیھ السالم ، فیعطي یتصارعان ، فیتساءل الرائي كذلك فیجیب الجاعلما عن القرون األولى ، وعلما عن القرون الثانیة ، ثم یختفي في وسط الدائرة الصفراء ، ویختفي كل شيء ، ویظھر بعیدا كأن الناس حشروا وفوقھم الدائرة الصفراء ، یظھر فیھا

ال عمن ھم ھؤالء فیسمع قائال یذكر الرجل الملثم وكأنھ یعذب الناس ، فیضع اإلنسان السؤقوم نوح علیھ السالم ، ثم یختفون ، وتظھر أرض أخرى ، وكاألول فیھا خلق كثیر وبنفس

األخرى ، وذلك لمدة ثالثة الشكل ، ویقال للرائي أنھم قوم عاد ، ثم تمر األمم كلھا واحدة تلو ابا فیھ شخص جالس وینظر نحو أیام ، ال یرى فیھا المتصل غیر ھذا ، وفي النھایة یرى محر

المتصل بالباطن فیأمره بقراءة القرآن ، وبالذكر والصالة ویثبت لھ أصول الدین ، ویدوم ھذا األمر سنة كاملة بدایتھا تكون دائما من أول یوم شھر رمضان إلى آخر یوم من شھر رمضان

دون أن یعرف شیئا عن السنة األخرى ، قد تمر سنین یتعلم فیھا اإلنسان العلوم الباطنیة المھدي ، وبعد خمس سنین یظھر الرجل الملثم مرة ثانیة لیقول إنھ سیبعث دون أن یذكر اسمھ ، فیرى باطنیا كأن الشمس عربت ویسود ظالم دامس ، فیؤمر الرائي بقراءة سورة

، الدخان ، وقیل أن ارتقب یوم تأتي السماء بدخان مبین ، وعندما ینتھي من قراءة السورةیرجع إلى اتصالھ الباطني فیقال لھ إن ھذا الدخان الذي یغشى الناس یدوم شھرین كاملین بما نعده ، وھو عالمة عذاب ألیم ، ثم ینكشف الدخان وإذا بالناس یؤولون ما رأوا أن ذلك ما كان

24




إال أمرا فلكیا ، فیعودون إلى ما كانوا علیھ والشمس أشرقت من المشرق فیطمئن الناس ، ثم في وسط النھار یأتي دخان أخضر اللون یحجب الشمس ولذلك الدخان رائحة كریھة ال

وال قمر، فتظھر دائرة یطیقھا اإلنسان ، وذلك في مدة ثالثة أیام ال تظھر خاللھا ال شمسصفراء من قبل المغرب وكأنھا شمس ، فنجد بعد ھذا أن من قال إن الشمس تطلع من مغربھا قال شیئا قریبا لما ذكر ھنا ، وما تلك بشمس بل الدائرة الصفراء التي ترى باطنیا في البدایة

بھا من أحب ، وذلك إثبات لعلوم أعطاھا اهللا وكذبوكأنھا خرجت للظاھر لترى حقیقة التكذیب ، ومن الدائرة الصفراء ، یخرج شخص لھ جناحان وكأنھ ال یمشي فوق األرض وسیره لیس ببطيء بل تطوى لھ األرض ، فظھوره ھي أول معجزة تثبت للناس أن وجود المالئكة حق ، وأن النزول حق ، ألن ھذا الشخص لم یولد بین الناس ، ثم طي األرض

كل معجزة أظھرھا اهللا ، فیمشي الرجل المجھول بین الناس دون أن معجزة ، تثبت للناس كأنھم من قبل ، وما ظنوا أبدا أنھ ھو، ولكن من ھو؟ كم تساءل یؤذیھم فیراه الكل ویعرفونھ

الناس ھن ھذا وكم یتساءل المتصل بالباطن عمن یكون فیقال لھ ال تعجل ، إنك تعرفھ وسوف تراه كذلك في اآلخرة ، إنھ لشاھد على كل وسوف تعرفھ فترى أنك عرفتھ من قبل ،

األمم ، وإنھ لرسول العذاب ، یعذب من كفر وطغى فاستقم كما أمرت واذكر اهللا یذكرك وال یعذبك ، ثم بعد أن یتعرف علیھ الناس ، یختفي ، وفي الیوم التالي تظھر دابة لم یر اإلنسان

، فإذا بھم تجیبھم أنھا دابة من األرض تكلمھم من قبل شكال مماثال لشكلھا ، ویتساءل الناس فیسألونھا عن كل ما یریدون وتجیبھم ، لھا جواب لكل سؤال ، ولكنھا ال تنطق بفمھا وال حركة للسانھا ، بل بقوة اتصالیة مع كل العقول السائلة لھا ، وبذلك یفھم كل سائل من الناس

ه المعجزة یصدق الوحي أنھ موجود ، على حسب لغتھ ، وبالكیفیة التي یفھم بھا ، وبھذوالدلیل أنھم یفھمون دون وجود نطق ظاھري عند الدابة ، أنھا دابة ال توصف ولیس لھا اسم إنھا دابة وكفى ، والشخص الذي معھا ھو شخص كما یراه الناس وكفى ، أما االسم فغیر

یمكننا أن نعرف موجود ، ولكن الناس عرفوه وإذا ما عرفوه فقد عرفوا اسمھ ، ونحن الاسمھ مادمنا لم نره ومادمنا اآلن ال نعرفھ على حقیقتھ ، فلیكن لقبھ بصاحب اللثام نبي آخر

.الزمان أو المھدي المنتظر

25




كم ھي مساحة األرض وكم سمكھا ومحیطھا ؟ ھل اإلنسان أحاط بھذا العلم حقا أم توھم ذلك؟ وھل اإلنسان یحیط بكل شيء حتى یعرف كل ما یحیط بھ ، بلى إن في األرض قطعا

قطارا ، وقد ذكر للناس أنھم إن سعوا إلى النفوذ إلیھا یرسل علیھم شواظ من متجاورات وأسیركب طبقا عن نار ونحاس ، فلم القول بإلحاد ، إذ قال بعض من فسر بغیر حق أن اإلنسان

طبق في مفھوم لیس لھ معنى ، إنھ باإلمكان عبور الفضاء إلى ما فوق األجواء الكونیة أن یقول اإلنسان ما لیس لھ بھ علم ، بل األطباق ھي الحجب األولى ، إنھ لحمل ثقیل

األرضیة یستدرج بھا اهللا الذین كفروا من حیث ال یعلمون ، وما ظھور الدابة المذكورة في القرآن إال إظھارا لواقع دیني لھ أصلھ أن األرض تخرج منھا دابة تكلم الناس ، ولعل الذي

ود الحجب األرضیة حقیقة ، كذلك الفجاج ، فإنھ بعدما قال القول المذكور یسألھا إن كان وج وتبیض وجوه أخرى قد آمنت بربھا ، تخرج تمر الدابة بین الناس تسود وجوه كل من كفر،

الوحوش والطیر من كل مكان ، ولعل القائل أن الطیر األبابیل غیر موجودة ، یجد جوابا في ویظھر بشر آخر لم یكن في ھذه األرض بل ھذا أن األرض ملیئة بخلق اهللا وأنھا ملك هللا ،

في قطع أخرى ، ولعل السائل عن الصحون الطائرة یجد جوابا ھنا أن بشرا آخر من بني آدم یعیشون في القطع األرضیة المحجوبة كما نعیش نحن ، ولم تكن ھناك حیاة أخرى في

من أرضھا ویستدرج الكواكب والنجوم أو في الدائرة العلویة لألرض ، وتظھر الجن تخرج الناس من حیث ال یعلمون ، ثم یخرج یأجوج ومأجوج ، وإذا باألرض ملئت ، فتعرف

ھذا ، وما دوره مساحة األرض وكم ھي حاملة من خلق ، ولوال ظھور رجل ملثم لما عرف األصلي إال ألجل ھذا الغرض یظھر ما خفي عن الناس ویظھر خطأ معرفتھم ویثبت أن

بشيء من علم اهللا إال بما شاء اهللا ، وینفذ كذلك ما شاء اهللا ، فیعذب من كفر اإلنسان ال یحیط . بعذب اهللا ، ألیس اهللا بفعال لما یرید وأنھ ذو بطش شدید

و إن مثل المھدي كمثل ذي القرنین ، مكن لھ اهللا في األرض وآتاه من كل شيء سببا ، وھ

كذلك كمثل عیسى بن مریم ، أیده بروح القدس وكمثل سلیمان حكمھ في الجن واإلنس ، وسخر لھ الطیر والوحوش ، وكذلك مثلھ كمثل یوسف علیھ السالم ، خلقھ في أحسن صورة إظھارا للجمال الحقیقي الذي یعطیھ لمن آمن ، فیرى الناس سوادھم وما سار إلیھ حالھم ،

لمؤمنون فیدخلون قصر سلیمان علیھ السالم ویعیشون فیھ ما بقي من السیما عندما یؤخذ اعمرھم ومن القصر یخرج الرجل المجھول إلى الناس فیعذبون بكل ألوان العذاب فذاك قبل

ل ــیـیوم القیامة وذاك ھو خزي الحیاة الدنیا ، وتفتح األرض المباركة ، وإذا بمن جاھد في سب 26




اهللا حي یرزق ولم یمت فتلك آیة أخرى ظاھریة إلثبات صدق اهللا في قولھ ، ثم ألم یكن شرط اإلنسان لإلیمان باهللا أن یظھر قول اهللا في حقیقتھ ، فتلك ھي مھمة الرجل الملثم

لتھ ھي العذاب لیس الكالم ، ألن ما أنزل في الكتب السماویة كذب بھ الناس ، وأما ورساالعذاب إذا ما أتى فإنھم یؤمنون بھ ، وما أصدق قول اهللا إن اإلنسان لظلوم كفار، وكذلك اإلنسان ظلوم لنفسھ مبین ، وعرف اإلنسان بكثرة الجدل ، وحقا البد أن یقف كل ھذا یوما

أمل المؤمنین أن یظھر المھدي كحل لكل مشكل عقلي أو علمي ، ولكن متى كان ما ، لذا ظھوره ؟ إن ھذا األمر لم یكن لھ أحد بعالم ، وال یثبت القول في ھذا بأي أساس أو منطلق ،

.وال باطني وال بعلوم ظاھریة إن ظھور المھدي یعني كثیرا بالنسبة للدین وللمسلمین ، وتعذیبھ للكافرین یعتبر كانتقام األنبیاء كلھم ، والمھدي معزز بكل معجزة ظھرت على وجھ األرض ، والمصائب الكبرى

العاتیة ، إلى غیر ذلك من كل بالء رالصر صالتي أصیب بھا اإلنسان كالطوفان أو الریح فالناس لم یصدقوا بما أصیب بھ األولون ، فیصابون بمثل مصیبتھم ، ولم یكن یعتبر عذابا ،

ونحن تجاه . الحدیث ھذا یشمل الناس كافة ، بل الذین كفروا ھم الذین خص لھم اهللا العذابھذا العلم ال یمكننا أن نزكي أنفسنا ونعتبر أننا لن نصاب بعذاب ، ومعرفة علم ال تعني

إلنسان أن یعرف ویتعلم ، وبالعلم یسعى أن یتفادى كل ما قد یصاب ولیكن ھدف ا. الخالص .بھ بنكران أمر حقیقي موجود یوجب التصدیق

لم یكن المھدي یحمل رسالة یدعو بھا للھدى ، لذا سمي بالمھدي ، فإن اهللا ھداه ، وتسد

الرحمة ترفع بعد أن ال تكون توبة ، لذا سمي ظھوره ، فھو رسول العذاب ألن أبواب التوبة ببرسول العذاب أرسلھ اهللا كعذاب للكافرین ، فھو نفسھ رسالة مرسل حامل لما یرسلھ اهللا من

فاهللا أرسل دائما رسال حاملین لرسالة ھي وسیلة للھدى ، وبالمھدي یرسل شیئا آخر . عذاب فكان ذلك تحدیا . أن إن كان قول الرسل حقا فلیعذبھم اهللا بما یقولون . طلبھ الناس من قبل

. من الكافرین ، والمھدي تحد للكفر وللطاغوت

ألن ذلك اختیاري بالنسبةأمدھا، بعد ظھور المھدي یعذب الناس في مدة لم یعرف تلك المدة یحطم المباني فتصبح األرض خرابا ، فال مأوى للناس وال أكل وال وفي . للمھدي

شراب ثم یجمعھم ككتلة واحدة ، فینفخ فیھم فیصبحوا جاثمین ، وبعد مدة یرجع مرة ثانیة وما في األرض من أحد إال إبلیس یخصص لھ عذابا خاصا بھ ، ثم یحیي الموتى من كل أمة فوجا

أشد عتیا ، وذلك الحشر األول یحشر فیھ مثل عاد وثمود وفرعون ممن كانوا على الرحمن . ذي األوتاد ، فھؤالء ھم أئمة الكفر، وكل من ادعى األلوھیة أو ادعى بالمھدي یحشر كذلك

فال یرحمون وال یخفف عنھم العذاب وینادى باسم الشخص المجھول ، فیعرف اسمھ الحقیقي . ولن یكون اسمھ المھدي

27




. لرشدي ، والثالث أشدي لرسول العذاب ثالثة أسماء تعریفیة ، األول المھدي ، والثاني افاسم المھدي معنى للھدى ، إذ ھداه اهللا ، والثاني معناه كاإلرشاد ألنھ یرشد الناس ، فبدال أن یقال لھ المرشد قیل لھ الرشدي ، ألن المرشد من أسماء اهللا الحسنى ، واالسم الثالث ھو

اهللا الحسنى ، فرسول أشدي بمعنى الشدة ، ولن یقال لھ الشدید ألن الشدید اسم من أسماءأما . العذاب یدعو للھدى ویرشد إلى الصراط المستقیم ، ومن یبتغي غیر ذلك یواجھھ بالشدة

وسیلة دعواه للھدى فباطنیة وإرشاده باطني أیضا ، لذا كان كل من تمكن من االتصال میدان الباطن وال ینحصر الكالم عنھ في . الباطني یلتقي بھ ویراه كما ذكر األغلب أنھم رأوه

إنھ لم یعرف . فقط أو یوم ظھوره ، بل لرسول العذاب مكانة أخرى وحدیث آخر منذ وجوده لھ یوم خلق فیھ ، ووجد قبل آدم علیھ السالم ، ولم یكن من المالئكة وال من الجن وال من

في ، لم یسكن الجنة وال األرض بل في كون آخر، یملك اإلنس ، بل خلقا آخر من خلق اهللا ال یعرف عن كونھ شيء وال . كونھ ملكا ال ینبغي حد غیره ، لذا قیل إنھ سلیمان علیھ السالم

. عن ملكھ ، وحتى لو كان اإلنسان في الجنة ال یمكنھ الدخول إلى ذلك العالم اآلخر

وعند نزول آدم إلى األرض دخل. ولذا خلق آدم علیھ السالم كانت صورتھ من صورتھ فنام فیھ ولوال نومھ لما . المھدي إلى كھف ال یعرف مكانھ ، ھل في األرض أم في السماء

فكانت األمانة . كانت الظلمات ، ألن اتصالھ بالكون یمحوھا ، فھو من نور شامل لكل نوروحمل اإلنسان . عبارة عن ظلمات ، أبت السماوات واألرض أن یحملنھا فأشفق منھما اهللا

وخیانة . ت ھي الظلمات ، حملھا اإلنسان وكان العھد والمیثاق أن ال یستعملھا األمانة وكانوتستعمل ھذه الظلمات بقوى العقل وتغییر أسماء اهللا . اإلنسان معناھا استعمال قوى الظلمات

فكان الملك الذي ال یبلى .واإللحاد فیھا ، ثم باالستمداد من قوى الطبیعة واستعمال السحرما تتلو واتبع الناس . إبلیس غرورا آلدم علیھ السالم ، ھو ملك المھدي الذي أدلى بھ

ة ووق. وأنزلت قوة السحر على الملكین ببابل ھاروت وماروت . الشیاطین على ملك سلیمانالسحر علم لكیفیة التغییر، وما یعلمان من أحد حتى یقوال إنھما فتنة لكي ال یكفر اإلنسان ،

وكان علم السحر منزال لمن أراد أن یطغى ، واهللا یمد الكافرین في فھذا ھو مفھوم اآلیة ،فھذا العلم فتنة وبغي بین الناس ، لذا . فتعمى أبصارھم فال یبصرون . طغیانھم یعمھون

اختلف الذین أوتوا الكتاب من بعد ما جاءھم ھذا العلم بغیا بینھم ، واهللا یحكم بینھم فیما ھم فیھ فئة تغطي ھذا األمر وفئة : من اختالف في أمر المھدي فلوجود فئتین وإن كان . مختلفون

وما كان علینا إال أن نجمع ما یقال ظاھریا وباطنیا ، رغم كثرتھ واختالف . ترید إظھاره یعتمد في ھذا على الموارد العلمیة الدینیة الباطنیة ، ألن كان من األصح أن . اآلراء فیھ

ن ھذاــھ ھذا ، والمتدین وحده ھو الذي یسعى أن یعرف كثیرا مالدین وحده ھو الذي نجد فی 28




ن فیھ فجمع ھنا ما قالھ العدیدون ممن تمكنوا من االتصال الباطني الدیني ، ولم یك. األمر

. اختالف ألن الرجل المجھول ھو نفسھ المظھر لھذه الحقیقة ، بعدما یتم بھ االتصال باطنیا من وھنا . والذین لم یوجد عندھم أكثر مما ذكر فإن ذلك راجع إلى بلوغھم إمكانیاتھم الباطنیة

من اإلنس إن الخلق . ھذا ثم یزید أكثرارتفع بھ العلم إلى قمة المعرفة ، فیذكر ما قیل قبل والجن كل صورھم ما كانت إال من صورة المھدي ، وإن جسم اإلنسان شيء ، والصورة المركب فیھا شيء آخر، فالكافر تنزع منھ الصورة ویبقى الجسم ، وإن المھدي لھ اتصال مع كل ما خلق اهللا من شيء ، متصل بالطبیعة وباألشیاء كلھا ، ومتصل بالعقل یلھم الحق للناس

إلى الصواب وذلك دون إدراك أي شخص وتعتبر تلك بالرسالة اإللھامیة ، تبلغ ویرشدھموكل متصل بالباطن أو الباحث عن الدین إال ویھدیھ سبل اهللا ، . لكل فرد منا لیصلح أمره

لحقیقیة بإثبات ما أنزل في القرآن واإلیمان یأخذ بناصیتھ ویوصلھ إلى العلم والمعرفة الذا فھو یعرف كل . بینھم ، فیعتبر المھدي أنھ رسول الزمان كلھ بالرسل دون جعل الفرق

الناس ، ویظھر في الظاھر في أي صورة شاء اهللا ، ویكلم اإلنسان ویرشد دون أن ینتبھ إلیھ وال یعتبر . فھو موجود بین الناس لیجعل الحجة على من كفر، ویبشر الذي آمن . من أحد

. ثم لم یكن نبیا بمعنى النبوة ، وال رسوال بمعنى الرسالة المھدي ملكا وال بشرا وال جنا ،. وسمي برسول العذاب ، ألن الذین اتصلوا بھ عرفھم على أنھ یظھر للناس لیعذب من كفر

وسمي بالرجل الملثم ألن وجھھ ال تظھر لھ صورة بارزة یعرف بھا ، وسمي بالرجل وكل حدیث عنھ ما . ال وقت وجوده لم تعرف خلقتھ و. المجھول ألنھ مجھول في كل أمره

ھو إال مجازي ال یعني ذكر كل شيء عنھ ، والذین یریدون االنصراف عن البحث أو الفھم ، أو أكدوا عدم وجوده بخرافات نقلت ممن یسعى إلى تغییر العلوم الدینیة ، أو إدحاض علم

ذلك لكانوا مرغومین الباطن الدیني ، فإنما ذلك الخوف كامن في صدورھم ، ألنھم لو قبلواعلى إصالح أنفسھم ، وقول الحسنى للناس ألنھ قد یكون المھدي بین الناس ، ونجد أحادیث نبویة شریفة تحذر المسلم من الجھر بالسوء وباإلحسان ، ألنھم لعلھم یلتقون بأحد ممن كلف

كان حاضرا في اهللا على الشھادة القصوى ، فیشھد على الناس یوم القیامة بإثبات أن الشاھد لو جمعت صور الناس كلھا وتجمعت في شخص لكان . ویم ما عندما أذنب اإلنسان ذنبا ما

وما كانت الظواھر . ذلك الشخص ھو المھدي ، ألنھ كما قیل یظھر باطنیا في أوجھ عدیدة . الباطنیة إال تعریفا لشخص مجھول وجوده لن یفھم عنھ اإلنسان شیئا

وكل قول فإنھ ال یجبر على اإلیمان والتصدیق ، وما رغبنا في الحدیث عنھ ، إال ألن كثیرا

وكل ما یقال لن یكفي أبدا لوجود أسرار محیطة بھذا األمر، . أحبوا االستطالع ورغبوا فیھ یوم وكل ما ھو ثابت أن رسول العذاب موجود ، إذ تأذن اهللا لیبعثن على الذین كفروا إلى

القیامة من یسومنھم سوء العذاب ، والحشر األول ثابت ، إذ یحشر اهللا من كل أمة فوجا ممن وتخرج دابة من األرض تكلمھم ، ویأجوج ومأجوج من كل . كانوا أشد على الرحمن عتیا

وقد جعل . وما اهللا بمسبوق على أن یبدل أمثال الناس وینشئھم فیما یعلمون . حدب ینسلون مــن إن دراسة القرآن لواجبة على كل. كفروا القردة والخنازیر وعبدة الطاغوت من الذین

29




مھ ، ویسأل أھل الذكر إن وعلى من یتناول القرآن أن یقف عند كل ما ال یفھ. أسلم وجھھ هللا

كان ال یعلم ، لعلنا نفھم أشیاء تخصنا وفیھا إصالح ألمرنا وثباتنا ، فالمھدي رجل فیھ شركاء لرجل ، وال یعتبر أن المھدي لھ جسم واحد بل عدة متشاكسون وال یستوي مثلھ برجل سلما

لتدمیر كل طاغیة أجسام مجتمعة في بعضھا جاعلة شخصا أو بمعنى آخر مخلوقا قوتھ كافیة وكان حقا على اهللا أن یخرج للناس من یسومھم سوء العذاب مظھرا . أو الطاغوت جمعا

ولكن اهللا سریع الحساب باهللا،والرسل وعذبوا من آمن آلیات اهللا بعد أن أھان الكفار األنبیاء ي ھو فالمھد.التالقي كان ذلك یوم المنادي، ویوم ینادي .ومیعاداجعل لكل شيء أجال

المنادي ، فیظھر یوم التالقي ، ھو من أصحاب األعراف یعرف كال بسیماھم ، ألم یكن معھم؟ فشاھد ومشھود ، إنھ الشاھد ، ألم یكن یرى ما یفعلھ اإلنسان ، فكان نبي آخر الزمان أول خلق خلقھ اهللا دون أن نعلم في أي كون ، ودون أن یعرف لھ اسم أو وصف ، وسئل

ب الكھف ، فقیل لھ أن ال یماري فیھم إال مراء ظاھرا ، وأن عددھم ال یعلمھ النبي عن أصحافالمھدي من أصحاب الكھف ، فكیف یعرف عدد أھل الكھف وھو من بینھم وتتعدد . إال قلیل

فكان واجب من یتحدث عن أھل الكھف أن یقول . أخرى فیھ األجسام ویتغیر من صفة إلى ستعمل الجمع في الحدیث عن المھدي لتعدد األجسام فیھ ، فال وی. إن عددھم علمھ عند اهللا

ما من أحد . وإن وضع السؤال من ھم ؟ یقال أنھ ھو ، ذلك سر اهللا . یقال عنھ ھو بل ھم یعطي دلیال واضحا وما كان علم عنھ إال نوعا من التثبیت للسائل ، لیطمئن قلب المؤمن أن

أنھ المھدي ، وما المھدي ، أرجل ھو أو رجال ؟ ھناك وعدا مفعوال ، فلیسأل كل من ادعىأملك ھو أو بشر؟ فما من جواب یعطى إال ونفھم منھ ما ال یفھم ، واالدعاء بھ ما ھو إال جھل من بعد جھل ، ولنذكر أمرا عن الذي یتصل بالباطن إن سأل عن المھدي یقال لھ أنھ أنت ،

أنت ، فالمھدي في كل شخص بمعنى فھنا یكمن خطأ المتصل بالباطن حین یقال لھ أنھاالتصال بھ بالعقل ، وجود صورة منھ في اإلنسان ، ولكن ذلك ال یعني أن المتصل ھو

. المھدي 30




قلما یجد اإلنسان قوال یعرفھ عما یرید أن یعرفھ عن المھدي المنتظر، وكل باحث یسعى في بحثھ إال ویجد أقواال مختلفة یستنتج منھا أن األمر لیس لھ أھمیة قصوى وال داعي لمعرفتھ

وقد یھتم اإلنسان بكل ھذا . أو اتخاذه كعلم دیني یرتبط ارتباطا أصیال بما وجب اإلیمان بھ ى باحثا في صحة مضمونھ عندما یرید أن یبلغ بلوغا في درجات العلوم الدینیة فیسع

واكتساب المعرفة الباطنیة ، وقد یخیب ظن اإلنسان عندما یتصل بشیخ متصوف یعتبر نفسھ وإن قیل . أنھ باب الجنة والسیما إذا قال أن اهللا یحل فیھ ویعانقھ أو إن قال أنھ المھدي المنتظر

ا إن كنت المھدي یقول إنما أنتظر أمر رب العالمین ، كأن اهللا یكلمھ كل یوم ، لھ ما بك ساكتفكان المتصوفة ال یعرف أن اهللا ال یشرك في حكمھ أحدا ، وأنھ ما كان اهللا لیكلم بشرا إال وحیا أو من وراء حجاب ، فكل باحث عن أمر المھدي إال ویجد من یقول لھ أنا ھو ،

إثبات رسالة أو نبوة لشخص فإن أول آیة رادأائل ال یعلم أن اهللا إن والغریب في ھذا كأن القھي أن یبدي للشخص معجزات تثبت كل قول ھو من عند اهللا ، فإن ما یعانقھ المتصوف ما

في القوى الباطنیة ولم یكن اهللا ھو صلوھو إال قوة یرجع أصلھا إلى المھدي ألنھ ھو المال عنھ باتصال ، بل المھدي ھو الذي لھ الدور األساسي المتصل مع اإلنسان بانفصال ومنفص

بصلة الخالق مع المخلوق ، فھو یوصل القوى ویفصلھا ویدرك اإلنسان ذلك متى اتصل باطنیا ، فكل شخص أراد االتصال الباطني إال ولزم لھ أن یعرف أن المھدي ھو أول متصل

ألن الوحي من اختصاص األنبیاء بھ یعلمھ باطنیا ما یھمھ من علوم ، فھو عوض عن الوحيحجاب یحجب الباحث في الباطن عن والرسل ، خصھم اهللا بذلك ، واعتبر المھدي كأنھ

البلوغ إلى درجة االدعاء بالربوبیة ، فكان وسیلة إرشاد الزمة ، فالمتصل بالباطن بوسیلة علیھ نزول آدم دینیة یصبح مرغوما أن یعرف ما یھم عن المھدي وذلك منذ البدایة من یوم

وأول ما یتعلمھ اإلنسان باطنیا ھي العلوم عن وسائل التغییر واإللحاد . السالم إلى األرض التي تعاطى لھا اإلنسان والتي تستلزم العقاب ثم بعد ذلك یأتي دور العلوم الدینیة التي

الخاصة بواسطتھا یفھم أن اإلنسان لم یكن جزءا من اهللا ، ثم بعد ذلك تعطى الترتیبات بأصول الدین كمعرفة الصالة والوضوء ودلیل حركات اإلنسان مع إظھار ألسرارھا ، ثم یعرف المھدي كل متصل بالباطن عن أسباب الحشر األول وما یكون فیھ ، وفي النھایة یعرف البالغ إلى ھذه المرتبة ما یھم في أمر المھدي ، وكذلك یتعرف على العلوم الكونیة

وكل ھذا وسیلة لخالص اإلنسان . ستمداد من القوى الطبیعیة أو استعمال لھا من االبالتحذیرمن كل شر، ویمكن استشارتھ في األمور كلھا لمعرفة نتائجھا ، فسمي المھدي باإلمام ، فھو وســیــلــة المعــرفـة الصحیحة بالنسبة للعلوم الدینیة الباطنیة ، وكل منطبق للدین بالطریقة

32




الصحیحة یمكنھ االتصال بھ دون أن یتطلب ذلك خلوة أو انعزاال عن الناس ، ألنھ ال

التصال الباطني ولم رھبانیة في اإلسالم ، أما الذین یتعاطون للتطبیقات المختلفة سعیا وراء ایتمكنوا من االتصال بالمھدي فال یقال عنھم إال أنھم في خطأ وضالل ، فھؤالء ھم الذین غیروا أصول الدین بإدخال وسائل مختلفة كالذكر المنحرف أو الغیبوبة المدركة أو االعتماد

سان كالجلب على قوانین التنجیم التي من جملتھا وضع األوفاق والجداول ، وتغییر قوى اإلنوكل ھذا باإلمكان لوجود قوى عقل اإلنسان یمكنھا . أو الطرد أو التفرقة بین الزوج وزوجھ

االتصال بقوى الطبیعة واستعمالھا في شتى األغراض ، ودینا یعرف ھذا بالسحر، وحقا قد یقول اإلنسان أن ھؤالء األشخاص نراھم یذكرون أسماء اهللا الحسنى ویصلون ثم یقرأون

الكلم عن مواضعھ رآن ، وباطنیا یوجد جواب عن ھذا بعد إظھار أصول التغییر وانحراف القواإللحاد في أسماء اهللا الحسنى ، فالمھدي وسیلة من یرید طریق الصواب وتفادي الخطأ ،

ھو المھدي ، وفي ھذا الحال یصبح كل مرید ھوما كان شیخ مرب على صواب إال كان إمام مستقال في كل ما یبلغ إلیھ من علم دون أن یتخذ الشیخ كوسیلة خالص ، كما یقال منفردا أو

فلفظ الشیخ المربي ال وجود لھ أصال ، وكل إمام في الدین ھو الذي یعتبر إماما إن كانت لھ إمكانیة فتح أبواب سبیل الرشاد أمام كل من یرید البلوغ في العلوم الدینیة بالطرق الباطنیة ،

البد لھ من اتصال باطني دون السعي وراء الكرامات التي تغر باإلنسان وكل متدین مجتھد والتي أساسھا اتصال بقوى الطبیعة ، فالصحابة رضي اهللا عنھم ، لم تعرف لھم كرامات وحتى لو وجدت آیات ظاھریة فإن اهللا سبحانھ وتعالى ھو الذي ینعم بھا على من یشاء دون

اء ، ونجد أن األنبیاء كذلك والرسل لم یستعملوا ما كان أن تكون ملكا ألحد یستعملھا متى شلھم من معجزات على حسب ھواھم بل كان ذلك بإذن اهللا في وقت تكون فیھ مشیئة اهللا في

ولیتبین اإلنسان الفرق في ھذا فما كانت الزوایا الموجودة في كل مكان إال انحرافا دینیا ذلك ، دوده وإرادتھ ، وما كانت طاعة الشیخ توصل إلى شيء یدعو الناس إلى معرفة اهللا ومعرفة ح

بترك طاعة اهللا وال یمكن خلطھما ، ویسمع لكالم كل إمام باحترام إذا ما كان لھ علم یوضح خطأ اآلخرین ، وإثبات وجود علم دیني لھ طرقھ الواضحة والموصلة للھدى دون اتباع أي

وایا كانت منذ القدیم وسیلة عیش مستمر دون انحراف للھالك أو للتدھور العلمي الدیني ، فالزللمال دون شقاء ، ولم تعرف زوایا في الدین بل عرفت المساجد ولم تكن ملكا عناء وجلب

ألحد یتخذھا كمقام لھ ، بل المساجد هللا ال یدعو فیھا اإلنسان غیر اهللا ، وكل إمام یھتم بأمور أن یكون نصوحا ویعلم الناس الخطأ المسلمین البد أن یكون على بینة من ربھ ، ویجب

على كل من یسألھ في شيء لتطمئن قلوب المؤمنین أن الدین اإلسالمي والصواب ، ویجیب نقصان ، فیصبح اإلنسان ال یطبق طرق الیوغا من أجل االتصال الباطني ألن ھذا لیس فیھ

قلي فكري أو موجود دینا ولھ أصل ممیز كامل في أصولھ ثابت في علومھ دون انحراف عاعتقادي ، ففكرة اتصال الخالق بالمخلوق ما كانت إال مستوردة من الشعوب المتمردة والمطبقة للطرق الموصلة لالتصال الطبیعي بقوى العقل ، وقد یأخذ الشیخ مكانة المھدي أو ا اإلمام حین یقول للمرید أنھ عند الذكر وجب علیھ أن یتخیل شیخھ حتى یمده بقوة منھ یتم بھ

ان ألحد أن یأخذ مكانة المھدي إال ظلما لنفسھ ، بل الذاكر اهللا ال ـني ، وما كـــاطـــالصعود الب

33




صال الباطني ما علیھ إال أن یغمض عینیھ دون یجب علیھ أن یتخیل شیئا ، وإذا ما أراد االت

أن یذكر اهللا بذكر معین أو یدعوه بأسمائھ الحسنى ولیستعمل الصمت والھدوء في جلوسھ حتى یتم االتصال ، وإن أراد ذكر اهللا فلیفتح عینیھ ویذكر اهللا بما علم اهللا ، وبھذا یمكن

بل ا ھذا ال یمكن أن یتخذ إماماإلفراز ومعرفة طریق الصواب ، وكل مشعوذ ال یمیز فيوما كان لجوء الناس إلى استعمال عدوا للدین إذا لم یرجع عن أقوالھ وعما یسعى إلیھ ،

طرق العقائد ، إال ألنھم لم یجدوا إقناعا من أئمة الدین یرشدھم إلى الصواب بقول ثابت وأن ھدى بدل الضاللة والخروج من ، بل یعطیھ لمن یریده ویرید الما یریدونھ لم یمنعھم اهللا عنھ

. الظلمات إلى النور فال عتاب على من ال یعلم ، ولكن بعد العلم وجب فرض ما جعل اهللا بالحق ، أن اهللا جعل

فیھ یھده سبلھ ، ولم یكن الحدیث عن المھدي في كل شيء سبیال یدعو عبادتھ ومن یجاھدوسیلة لتخویف الناس ألن اهللا أنذرھم في كتبھ ، فكان الھدف األساسي من كل قول ھو إظھار ألصول العلوم الباطنیة ومبادئھا الدینیة األصلیة حتى یتجنب اإلنسان االنحراف عن الصواب

دور المھدي بإظھار للذین تمكنوا من أنواع في ما یسعى إلیھ ، والذي یھمنا نحن ھو معرفة مختلفة في االتصال الباطني ، أما ما یكون في الحشر األول وفي العذاب األول قبل عذاب

یتیقن منھ كل سائل في وقتھ حین یشاء اهللا ، والمفسرون الذین یوم القیامة فإن ذلك أمر وا ال یعلمون ، وإن قیل ما البینة یغطون أمر الحشر األول ما كان لھم أن یفسروا شیئا مادام

لمعرفة صحة ما قیل ھنا یطلب منھم بینة ما یقولون وقولھم ھو الذي یدعو إلى قول ضد قولھم ، فالحشر األول موجود بإثبات آیة في القرآن أن اهللا لھ یوم یحشر فیھ من كل أمة فوجا

حشر والبعث تحشر فیھ األمم ممن كانوا أشد على الرحمن عتیا ، أما یوم القیامة فھو یوم الكلھا ولیس فوجا فقط ، ثم إن اهللا تأذن لیبعثن على الكافرین من یسومھم سوء العذاب ، وذلك من یوم الحشر األول إلى یوم القیامة ، وال نقول أن المھدي ھو الشخص المعین ألنھ ال وجود

ذا حق ، إال أن اسم المھدي لھذا االسم في القرآن ، ولكن ذكر أن أحدا یعذب الذین كفروا وھیعطى وأعطي منذ القدیم ألجل تعریف الشخص المجھول ألنھ كلما سئل عنھ قیل أن قل ھو

. المھدي

كانت دلیال على وجود عذاب أول للكافرین ، ونجد أن خروج دابة من األرض تكلم الناس وإذا ما خرج یأجوج ومأجوج فإنھم من كل حدب ینسلون وھذا أمر آخر مظھر لفتنة عظمى قد ال یطیقھا اإلنسان ، ألن ھؤالء القوم عرفوا بالطغیان وما سجنوا إال بواسطة رسول

دجال ھي باإلمكان إذا ما حشر توفرت لدیھ قوة كافیة لجعل ردم بینھم وبین الناس ، ففتنة المن كل أمة فوج ، وعرف الدجال بقوة كبیرة وبكرامات ادعى بھا األلوھیة ومثلھ كمثل عاد وثمود إال أنھ أقوى منھم ، وذكر الدجال في معنى مظھر ألقصى قوة ظلمات تمكن اإلنسان

وطور طرق من البلوغ إلیھا ، وعاش الدجال ھذا بعد الطوفان ، ظھر بعده بخمس سنین رة مقدسة في الھند ، كما جعل الصنم المعروف في نفس ـنار المعتبــالیوغا المعروفة وجعل ال

34




لتطور أصول السحر بعد ذلك ، واتخذ المكان وجعل كذلك أربعة كتب سحریة كانت أساسا

إلھا للنار، وقتلھ نبي لم یعرف لھ اسم ولم یذكر اسمھ في القرآن ، ولكن أطلق علیھ اسم توفرت لدیھ قوة كافیة قضى بھا على الدجال وما سمي الخضر، فقیل أنھ المھدي ألنھ

طنیة ، وقد ذكر بالخضر إال ألنھ یظھر باطنیا في دائرة خضراء ومختص في العلوم الباكثیرون أنھم اتصلوا بھ ظاھریا ، وذلك لیس حقیقیا ألنھ إن وجد من اتصال فھو اتصال بالمھدي نفسھ ، أما الدابة المتكلم عنھا في القرآن فإن الذین یرونھا باطنیا لم یستطیعوا وصفا

نھم اتخذوھا لھا ، وأطلق علیھا القدماء اسم التنین ونجد رسما لھا خیالیا عند الصینیین أل. رمزا للحرب

خروج الدابة من األرض تكلم الناس ، دلیل اآلیة في ھذا ، أنھا لن تنزل من السماء بل

ألرضیة وترى باطنیا ، تخرج من األرض وھذا یوضح أنھا في األرض وعرفت الحجب افالدابة تخرج من أرض تسمى بأرض الحیوانات ، وما كان ھذا االسم إال تعریفا لھا یمیزھا بھ الذین لھم االتصال الباطني ، فھي دائرة أرضیة وقطعة مجاورة للسبع قطع األخرى

: والمذكورة بعضھا مسبقا ، ورسمھا كما یلي

35

أرض محجوبة عن اإلنسان مليئة

بالحيوانات من الوحوش مساحتھا ھي -والطير

نفس مساحة األرض التي نعيش فيھا وعلى

سطحھا




إن ھذه األرض المحجوبة جامعة ألنواع مختلفة من الحیوانات ال یمكن حصرھا في كالم ،

وفیھا كل الحیوانات التي اختصت للعذاب األول والحشر األول ، ومنھا خرجت الطیر األبابیل التي ھجمت على أصحاب الفیل ، وھذه المجموعة من القطع المتجاورة كلھا محجوبة

ى بأقطار األرض ال یستطیع اإلنسان أن ینفذ إلیھا ، أما أقطار عن اإلنس والجن وتسمالسماوات فال یمكن اجتیاز الحجاب األول ، وإذا ما بلغ إلیھ اإلنسان ، فإنھ یرسل علیھ شواظ

ونحاس كما وعد اهللا في القرآن ، وإنھ ال یخلف المیعاد ، فأقطار األرض یختص رمن ناھ السالم ، ألنھ دخلھا إذ آتاه اهللا من كل شيء سببا ، وإذا ما بمعرفتھا باطنیا ذو القرنین علی

بلغ اإلنسان باطنیا إلى معرفة العلم عن القطع األرضیة المحجوبة ترى لھ الشمس تغرب في عین حمئة ، وھذه كذلك في حجاب ومطلع الشمس مختلف عن مغربھا ، ویعیش قوم عند

بین مطلع الشمس ومغربھا ، فالكھف الذي نام فیھ مطلعھا ، أما بین السدین فھو سور لھ بابان أھل الكھف موجود في حجاب اآلن في ما بین السدین ، لذا كانت الشمس إذا طلعت تزاور عن كھفھم ذات الیمین وإذا غربت تقرضھم ذات الشمال ، وھم في فجوة منھ ، واألراضي

ل ھي شيء آخر ال یمكن الكالم السبع المذكورة في القرآن لم تكن ھي ھذه القطع المتجاورة بعنھ في ھذا الموضوع ، من الواجب أن نذكر أن أھل الكھف لم تكن مدة نومھم كما یقول الكثیر ثالث مائة سنین وازدادوا تسعا ، بل اهللا أعلم بما لبثوا ، ألنھم بعد رجوعھم إلى الكھف

نبي علیھ السالم ، لولى لم یعرف مصیرھم ، وذكر اهللا سبحانھ وتعالى أن لو اطلع علیھم المنھم فرارا ولملىء منھم رعبا ، ومن أجل وجود ھذه القوة عند النائمین ذكر أن المھدي كان من بینھم ، أما العدد واألسماء التي نجد في عدة كتب أنھا أعطیت لھم فال أساس لھا مطلقا ،

لذي نام فیھ لم یعرف وقد ذكر الكثیر أن المھدي یخرج للناس من ھذا الكھف ، ولكن الكھف اباطنیا لمعرفة ما فیھ أو من فیھ ، كما أنھ بالقوة لھ مكان بصفة نھائیة وال یمكن االتصال بھ

الباطنیة ال یمكن الدخول إلى الكھف الذي نام فیھ أھل الكھف وكذلك ال یمكن الدخول بقوى ھدي باطنیا لتوقیف كل العقل إلى األراضي السبع لمعرفتھا ، وھذه الحدود كلھا كلف علیھا الم

من لھ اتصال باطني ویسعى إلى معرفة ما لم یعرف بھ اهللا ، وإن من القطع األرضیة المتجاورة والمحجوبة ما یعیش فیھا بشر مثلنا لھ حضارة أخرى ومیزات أخرى ولھ اكتشافات كذلك ویظن كما ظننا أنھ ال یوجد في ملك اهللا من بشر غیرھم ، إن من یعتقد ھذا

یستصغر أمر اهللا وال یسعى أن یقدر اهللا حق قدره ، وقیل لإلنسان أن ال یقفو ما لیس لھ فھوأرضا صغیرة في بھ علم وأنھ ما أوتي من العلم إال قلیال ، أیعقل أن یقال أن اهللا ما خلق إال

حجمھا ال تسع لخلق كثیر، بلى ، لو علم اهللا أن في من یقول ھذا خیرا لفتح الفجاج وأظھر ما حجب من األرض ، ولكن مھما أن اإلنسان یفسد فیھا فإنھ لحق أن یخلق في مكان ضیق

والمؤمن یكتفي بالعلم والمعرفة واء الناس لفسدت السماوات واألرض،ألن اهللا لو اتبع أھكھذا،ویرجو من اهللا ما ال یرجوه الكافر، والكافر ال یرجو أن یظھر المھدي فیغطي ھذه الحقیقة

ولكنھ یوجد یوم تبدل فیھ األرض غیر التي علیھا اإلنسان ویستدرج اهللا الذین كفروا الدینیة ، ركبن طبقا عن طبق یجولون مشارقھا ومغاربھا ویرون فیھا ما كان یمن حیث ال یعلمون ول

مستورا ، ال تمتعا بل ھربا من عذاب یأتي من كل جانب ، فیوم تظھر الدابة من األرض تكلم 36




. الناس أال ینطق اهللا كل شيء بأي صفة شاء

قول الحق الزم بأن یقول اإلنسان على نفسھ ما ھو حق أن التصدیق صعب واإلیمان لیس

وسائل نكرانیة واالستقامة دعواھا الحق ، إن من یغطي سھال ، ولكن ال یدعو إلى بحث عن كل حقیقة حتى ال تظھر فإن اهللا مظھرھا ، ألم یكن وعد اهللا حقا وعذابھ واقعا ما لھ من دافع ،

الناس إن ذاك عذاب ألیم ، ألم یقل اهللا لإلنسان أن یرتقب یوم تأتي السماء بدخان مبین یغشىھل المھدي بعید أم قریب ، ھل ھو في . ثم من مكان بعید یوم ینادي المنادي من مكان قریب

األرض أو في أسماء ، فما خطب الذین یقولون أنھم ھم المھدي وھذا أمر أعجز كل عالم وأعجز أولي األلباب ، وإن كان من أحد یذكر من ھو بالتمام فلنطلب منھ بینة فإن قال بأنھ

أنھ إلھ ، إن اهللا لیس بظالم للعبید ، یقول إنھ ھو فال غرابة في ذلك وقد وجد من قال من قبلتأذن لیبعثن على الذین كفروا إلى یوم القیامة من یسومھم سوء العذاب ، وإعادة القول فیھ إفادة أن اسم المھدي ما أعطي إال لتعریف شخص مجھول لم یعرف عنھ أملك ھو أم بشر أم

. جن ، إن اهللا خلق ما ال نعلم ویخلق ما یشاء إن كان من منتظر فالمؤمنون منتظرون ، وما أمر اهللا ببعید ، وما ظھور المھدي بأمر

، ثم ما كان خلق السماوات واألرض عبثا ، لیكن كالم مستحیل وما خروج الدابة بخرافة لكل األفكار البالیة التي أھلھا في الھاویة ، الحق كبنیان مرصوص ومفھومھ كطوفان جارف

لیتوجھ اإلنسان إلى ربھ فیسألھ عن أمره ویصلح من حالھ قد یكون في األمر حقیقة فوق كل حیلة ، وما األفكار المنفردة والطویلة لمفھوم غیر حقیقي إال دخیلة لم یتغلب علیھا أھل الدین

ھوره إرجاعا لكل شيء إلى أصولھ ، یأتي لنقص علوم ثابتة ، لذا كان دور المھدي عن ظللناس بالطوفان ألنھ وجد من قال أنھ لم یكن ھناك طوفان ، فإظھاره للمعجزات إثبات لكل المعجزات على أنھا معجزات فوق طاقة اإلنسان وفوق إرادتھ ، ورسالتھ في الحشر األول

، ومن معجزات المھدي ، إظھار لكل الوقائع التاریخیة التي ھلكت فیھا أمم خلت من قبل إظھار الریح الصرصر العاتیة وإبطال كل قوة سحریة ، فاإلنسان یأتیھ العذاب كلما ظن أنھ ملك ما في األرض وظن أن لن یقدر علیھ ألیس اإلنسان الیوم بمطمئن لما ھو علیھ إذ ال أحد

، ألم یتخذ القرآن یرى أن الفساد كثر في البر والبحر بما كسبت أیدي الناسیزعجھ ، ثم أال مھجورا ، ألم یعمر اإلنسان األرض أكثر ما عمرھا ، ألم یكثر العلو في المباني ، لو سئل التاجر عن الفرق بین البیع والربا لما أجاب بشيء ، إن بني إسرائیل قالوا من قبل إنما البیع

ا كأنھ حالل ، ، إنھ لمعقول أن یبحث اإلنسان عن الفرق بینھما ، أصبح الرب مثل الرباوالتطھر كأنھ حرام ، والدین كأنھ شعوذة وكالم الحق كأنھ بالء ، وإن قیل ألحد یصحح أمره

37




باءنا یفعلون ، ال یعرف عنھم أھم مقلدون أم مقتدون ، تجاه أمر في الدین یقول ھكذا وجدنا آ

. ما ذكر ھنا إال ما قالھ األجداد األولون أن ما فیھ اإلنسان الیوم ، من عالمات العذاب إن كل من یقول قوال یرى فیھ حقا ما ھو إال إدعام وطلب إلثبات ما ھو ثابت في الدین ،

على الناس بل اهللا خیر الحاكمین ، إنما الظواھر الموجودة وما كان كل قول ھنا ھو حكما. الیوم تقلق اإلنسان والمؤمن یفكر ھل المھدي موجود

38




إن في أرض اهللا ما یعجز اإلنسان عن وصفھ ، فاألرض التي نعیش على سطحھا قد عرف

مما ھو سطحي ، بینما األراضي المحجوبة عنا فال ، وإن فیھا ما یذھل اإلنسان ، عنھا بعضولیكن أول كالم عن أرض الحیوانات وتسمى بسدى فیھا جبال وأنھار وودیان مختلفة ال بشر فیھا وال صراع بین كل ما حوت من وحوش وطیر، توجد فیھا الحیوانات الكبیرة والتي في

، فیھا البحر الحلو وبینھ وبین البحر المالح الذي نعرفھ برزخ فال االعتقاد أنھا اضمحلتیبغیان ، والبرزخ نور یفصل بین البحرین ، وفیھا مكان یعرف بمجمع البحرین وباب یؤدي

. إلى السدین ، وفج عمیق مخرجھ إلى األرض التي نعیش على سطحھا

یتغیر، فیھا مكان یعرف بسجیل فیھ حجارة من نور محرق إن ھواء أرض سدى نقي لملكل من فیھ ظلمات وفیھا الطیر األبابیل والنسور، ومن أنواع الطیر طیور أخرى لو خرجت إلى األرض لحجبت الشمس بكثرتھا ومن النمل ما كبره یخیف اإلنسان كأنھ نمل مرعب ،

كل من یوجد في طریقھ ، وفي ھذه بإمكان نملة واحدة أن تأخذ شخصا وبإمكانھ أن یمزقاألرض السباع والنمور ثم الثعابین وكل شيء مستعد لحرب بین النور والظلمات وذلك یوم الحشر األول ، ألم یؤذ اإلنسان الحیوانات والحشرات ؟ لعل انتقامھا یكون رھیبا ، وذكر أن

یقطع اإلنسان األشجار في أرض سدى أشجارا لھا رائحة زكیة تقتل الكافر إذا شمھا ، ألم على غیر حق ، قد یكون انتقامھا كبیرا ، رائحة زكیة تقتل الكافر، ألن الكافر لم یألف إال الخبیث فھو یعجبھ ویرضى بالحیاة الدنیا ، إن ظھور المھدي ھو ظھور حق مدفون وانتقام

ألول مخالفا لیوم لھذا كان یوم الحشر ا. كل ما خلق اهللا من شيء أفسده اإلنسان أو أفسد فیھ البعث ألن یوم القیامة ھو یوم انتقام اهللا من عباده الذین كفروا ، وأما الحشر األول فھو انتقام ما خلق اهللا بالحق ، فاألرض انتقامھا بالبراكین والزالزل ، والریح انتقامھ باإلعصار والریح

هللا حق أن الكافر یومئذ الصرصر العاتیة وإنھا لریح نورھا أصفر ال تبقي وال تذر، قول الیس لھ مفر، وانتقام السباع والنمور والثعابین شيء مفھوم ، ویعرف اإلنسان شر الذباب والنحل ، إن هللا حكمتھ واألرض ملكھ ، وإن كان من شك في األمر فإن العاقل یخاف

ذاب اهللا والجاھل ال یخاف ، وما قول اهللا إال تخویفا لعل اإلنسان یرجع إلى الصواب ، أما عالمحركات وتبطل فال یعرف لھ مثیل ، بظھور المھدي تنطفىء المصابیح الكھربائیة وتتعطل

كل قوة طبیعیة وتقف الحركة ویسود الصمت ویستفسر اإلنسان ، وحین ترى الدائرة ، ابتساما ، أو یبادر الناس بسالمالصفراء فیھا شخص كأن على وجھھ لثاما ال یتكلم وال یبدي

ال سالم على الكافرین وعندما یھمس الناس لبعضھم أھذا بشر أم ملك ، أخرج من فقل أناألرض أم نزل من السماء ، بلى ، وھل یعرف لھ مكان بل لھ سلطان یستحضر الجان إذ كذب بوجوده اإلنسان ، والجن كذلك كذبوا بوجود اإلنس ، وبعضھم یومئذ لبعض ظــاھـرون

39




متقابلون ، وأین الشیاطین ، إنھم قادمون ، ویأجوج ومأجوج ؟ لیسوا بعیدین ، یختلط من في

م تكن األرض ویجتمع الكل ربما لیتدارسوا األمر، ألم یكونوا لحل ھذا المشكل بقادرین؟ ألالوسائل الحربیة بسلطان مبین؟ أیمكن الدفاع عن النفس ، أو یمكن الفرار من الحق ؟ كال قد جاءھم رجل ذو بأس شدید ، جاس من قبل خالل الدیار، وال داعي لالستفسار إن اسمھ لیس

. بالمھدي

40




إن األرض التي نسكنھا تعتبر قطعة أرضیة مجاورة للسبع قطع األخرى الموجودة فوق األرض ، ومساحتھا كمساحة القطع السبع األخرى ، إال أن أرضا بین السدین مساحتھا تعادل مائة مرة مساحة القطع المتجاورة الثمانیة وھي الوسطى ، فعدد القطع المتجاورة تسع ، كلھا

ھا حجب تحجبھا عن بعضھا وال یمكن الدخول إلیھا إال إذا ما فتحت ھذه فوق األرض وبینالحجب لتكشف عنھا ، أما الكھف األول الذي نام فیھ المھدي أول مرة قبل ظھور الظلمات

فاألرض التي . فلم یعرف عنھ أنھ في الكون الظاھري لنا ، أو في العرش الكوني األول .ة أخرى یسكنھا بشر آخرین نعیش على سطحھا مجاورة لقطعة أرضی

فالقطعة الثالثة ھي للجن والكل في حجاب عن بعضھ البعض ، إال أن البشر اآلخرین وھم من بني آدم بإمكانھم أن یدخلوا قطعة األرض ھذه لتفوقھم في العلوم ، بما یسمى بالصحون

ھذه الصحون بالقراصي ، أما تفوقھم اإللكتروني واآللي على الطائرة ، وفي الباطن تسمى حسب ألفاظنا المستعملة فإنھا تفوق ما وصل إلیھ البشر الساكن في ھذه القطعة األرضیة التي .نــعــیــش على سطـحھا بخمسین مرة وكال االكتشافات مختلفة فیما بینھا في أشكالھا وقوتھا

41

قطعة أرض الجن

قطعة األرض األولى

قطعة أرض بشر

آخرين




والقراصي ال تستعمل فیھا الطاقة الشمسیة وال الذریة بل تستعمل فیھا الطاقة اإلشعاعیة

ب فحقیقیة ، والذین قالوا أنھم المستوردة من الفضاء وأما أشكالھا التي أعطیت في بعض الكتخطفوا أو التقوا بھؤالء فذاك أمر واقعي بالنسبة للمطلع على العلوم الباطنیة ال تستغرب في ذلك ، ودون ھذا الكالم فالعرش الكوني شامل للسماوات السبع واألراضي السبع المذكورة

شكل دائري في عروش علىفي القرآن بما في الكل من نجوم وكواكب ، وحولھ ثمانیة : الكون ویعطى لھا تمییز ورسم للفھم كما یلي

42

العرش العرش األول

العرش الثامن الثاني

العرش السابع

العرش السادس

العرش الرابع

العرش الثالث

العرش الخامس

المعارج المعارج



معارجال المعارج




. تعتبر ھذه المعارج وھي ثمانیة والمسافة بینھا خمسون ألف سنة مما نعد

اطنیة ال تجتاز ھذه العروش ، وبالتجوال فالثمانیة عروش تسمى جمعا بالكرسي ، فالحدود الب. الباطني لم یتمكن البالغون في ھذا أن یجدوا مكان الكھف األول

وھذه العلوم یعطیھا المكلف باطنیا حتى ال یبحث عنھ المتصل بقوى الباطن وبعلومھ ،

موت أم ال ؟ ویعرف دینیا أن كل نفس ذائقة فالمیدان محدود ، وسئل الناس عن المھدي ھل یالموت ، فالمھدي لم یكن بنفس ومنھ خرجت النفس األولى ، إذ خلق الناس من نفس واحدة ظاھرة في آدم علیھ السالم وآدم خلق على صورة من صور المھدي ، إن رسول العذاب لیس

، ونفخ في الصور ثانیة لھ موت وھو الذي ینفخ في الصور في النفخة األولى فتقوم الساعةفإذا بالناس قیام ینظرون ، فالنفخة الثانیة دلیل واضح أن النافخ في الصور یوجد في مكان بعید ، فالمنادي ینادي في المرة األولى بالنفخ األول من مكان بعید ، ثم ینادي في المرة الثانیة

ي لم یكن كوننا الظاھري ، بالنفخ في الصور من مكان قریب ، فالكون الذي یعیش فیھ المھدوما زلزلة الساعة إال في الكون األول حیث البشر الذي كذبوا باهللا ، أما باقي األكوان فلن یكون فیھا قیام الساعة ، واهللا سبحانھ وتعالى یقول في القرآن أن یوم قیام الساعة یصعق من

لمن الملك الیوم ، : فیقال في السماوات واألرض إال ما شاء اهللا ، ثم یحمل عرشھ ثمانیة ، م الساعة ال یخص إال الكون األول وه ثابت بما ذكر، إذ یترك اهللا ما افیرد أن الملك هللا ، إن قی

لم تكن لھا نھایة أبدا ولم یكن ھناك سبب لقیام الساعة في األكوان الباقیة ، شاء ، واألكوان سماوات فأكوان أخرى ال دخل فاألرض والسماوات ھي الكون األول ، وما بعد األرض وال

للمشكل فیھا ، فالمھدي ینفخ في الصور من مكان بعید یرى منھ الكون األول كلھ ، فتقوم الساعة والزلزلة ، وبعد النفخة الثانیة یقوم الناس ویبعثون فیجدون أنفسھم في أرض غیر

ھ ما ھو إال صورة التي كانوا علیھا بالساھرة ، فتظھر الجنة والنار، فالكون الذي نعیش فیللكون الحقیقي نفسھ ، وجعل اهللا الكون الصوري للكون الحقیقي ألن اإلنسان یفسد فیھ ، وبعد اضمحاللھ یرى الكون األول الحقیقي وفیھ جھنم والجنة فتلك األرض ھي الساھرة ، فالزلزلة

مس الحقیقیة إذا لن تكون إال في الكون الظاھري ھذا ، والذي ھو صورة لألصل ، فتظھر الشثم یعرف مطلعھا ومغربھا والعین الحمئة ، فالعالم الذي نعیشھ لم یكن ھو العالم الكوني األصلي ، ألن اهللا خیر الماكرین ، وال یمكن ألحد أن یعبث في ملكھ ، والقمر الحقیقي لم

.ثابت في معناه یصل إلیھ من أحد ، وھذا میدان تفسریھ شيء آخر لھ أصل دیني الصور عبارة عن شيء ینفخ فیھ ویوجد في االستواء الكوني وال یمكن رسمھ ، والناقور، نمثلھ من أجل الفھم فقط كالناقوس ، ولكن الناقوس جعل من قبل تغییرا لمعنى الناقور، فالمھدي یقوم من مقامھ حین ینقر في الناقور فیفیق من نومھ ، وألجل اإلیضاح نقول إن

ـدي بــعــد أن ینتھي مـن العذاب األول للكافرین یخرج من الكون الصوري ویدخل إلى الــمھـ

43




شون لمدة یجتمع فیھا كل األمم من الكون األصلي ، فیبقى فیھ بینما الناس ھنا في األرض یعی

الجن واإلنس ، فیرجع المھدي إلى كھفھ للعودة للنوم مرة أخرى ، وإذا ما كمل الخلق الذي كفر في األرض ویكونون في غفلة ، فینقر في الناقور فیقوم المھدي من نومھ وینادى باسمھ

افر كلھ في األرض إال ألنھ وما اجتمع الخلق الك. في الكون فینفخ في الصور فتقوم الساعة ال یمكن أن یحضر في قیام الساعة اآلخرون فقط ، واألولون ال یحضرون فیھا بینما ھم كذلك كذبوا بقیام الساعة ، ویسمى ھذا بیوم الجمع ، قبل یوم القیامة ، فكل كافر إال ویشھد قیام

ك یوم الحساب ، ویذكر اهللا الساعة ، ثم ینفخ في الصور ثانیة فإذا بالناس قیام ینظرون وذلیقوم الروح ، وھنا مشكل أعظم من أجل الفھم ، فالمثلث النوراني سبحانھ وتعالى یوم

: األصفر واألبیض نجد فیھ ما یلي

س لھ صورة فھو لیس كمثلھ شيء وال یعرف لھ إن اهللا سبحانھ وتعالى ال روح فیھ ولیسمي ، واسم اهللا ما ھو إال نطقیا فردیا ألجل العبادة ، إنھ ال یعرف هللا سمي ، ولم یكن لھ سمع وبصر، ولیكن ھذا أول منطلق الفھم للباحث ، خلق اهللا آدم من تراب فنفخ فیھ روحھ

أن هللا روحا ، بل من روحھ أي من شيء ولم یكن ھذا یعني أن ذلك من روح اهللا نفسھ بفھمدم صورة ، وأعطیت آلیوم یقوم الروح والمالئكة صفا : جعلھ ، وظاھر ذلك فیما ذكر بمعنى

من صورة المھدي ، ولم تكن صورتھ من صورة اهللا كما یقول الناس ، فإن اهللا لیس لھ ألن كثیرا ممن لھم صورة ولیس كمثلھ شيء ، وما أعطیت فھوم أخرى ضد ھذا الفھم ، إال

طرق تصوفیة قالوا إن اهللا یحل في أجسامھم ، فھذا الفھم لیس لھ أساس أصال ، إن العباد لم أن جعلوا من عباد اهللا جزءا ، فكل مفسر یكونوا من اهللا نفسھ ، وقیل للناس في آیة مفھومھا

م یقوم الروح لغیر ھذا ما ھو إال مستعمل لطرق اإللحاد یقول ما لیس لھ بعد علم ، ویووالمالئكة صفا یظھر للناس أن الروح من أمر اهللا ال یعرف عنھ شيء ، فنفخ اهللا في آدم من روحھ ، أي من الروح ، وروح القدس جزء من الروح ، والروح األمین جزء من روح القدس ، فالمثلث المذكور الذي فیھ الروح والروح األمین وروح القدس كما أظھرناه ، جعل

: لھ شبھا في األرض وكان كما یلي اهللا 44

الروح

الروح األمين

روح القدس




ا من الروح ، والرشدي جزءا من الروح األمین ، وأشدي جزءا من روح فكان المھدي جزء: القدس ، ثم مثلث آخر كما یلي

فقبیل جزء من المھدي ، وإدریس جزء من الرشدي ، وشیث جزء من أشدي ، وبعد الطوفان

: ر مثلث آخر كما یلي ظھ

45

المھدي

الرشدي أشدي

إدريس

قبيل

شیث




.ن جزء من قبیل ، وسلیمان جزء من إدریس ، وعیسى جزء من شیث فذو القرنی

:فالرسم من أجل اإلیضاح یصبح فیھ ثالث مثلثات ولكل مثلث عدد سابع والمثلث األول للسبعة األولى ، وھو أن الروح خرج منھ قبیل وإدریس

ة ، والروح ھو السابع ، وشیث وذو القرنین وسلیمان ، وعیسى علیھم السالم ، فكانوا ستفالوضع مفھوم ، وإن جمعنا الثالثة مثلثات نجد إثني عشر شخصا والمھدي ھو المجھول في

المنام اإلثني عشرة ودونھ یبقى أحد عشر، وھذا تفسیر رؤیا یوسف علیھ السالم ، إذ رأى في ا أنھا ظھور أحد عشر كوكبا والشمس والقمر، رآھم لھ ساجدین ، فالدائرة الصفراء فسرناھ

المھدي ، والدائرة البیضاء ظھور النافخ في الصور، فرؤیا یوسف علیھ السالم كانت لھا عالقة بھ ولم یظھر دوره للناس ، فقیل أنھ ھو المھدي نفسھ ، وأوتي جماال عظیما وقیل إن ھذا ما كان بشرا ، إن ھو إال ملك عظیم ، وألن یوسف علیھ السالم لم یظھر لھ دور ، جعل

المھدي ، والنافخ في الصور فكان : لھ مثلث بأكملھ مع جھل دوره كذلك ، وھم اثنان آخران : كما یلي

46

ذو القرنين

سليمان عيسى

الروح الروح القدس

الروح األمين




فأصبح أربع مثلثات ، وألجل ھذا الغرض بالضبط جعلت األھرام لھا أربعة أوجھ على شكل مثلثات وكان الھدف ھو جمع قوى الظلمات لجعل ضد الثنى عشر شخصا مجھولین في كل

ئل النبي محمد علیھ السالم عن الروح قیل لھ أن قل إنما الروح من أمر ربي شيء ، ولما سحتى ال یقع المسلمون في شقاق الفھم ولكنھم وقعوا فیھ بعد ذلك إذ سعوا إلى فھم ما یحیط بسر المھدي المنتظر، والبد من إظھار أمر عن سر األربع مثلثات ونعطي رسما لفھم ما

: یقصد بھ الكالم كما یلي

47

المھدي

النافخ في الصور

يوسف

األسد

الحوت ميزان

عنصر الماء

عنصر التراب

عقرب

حمل سرطان




وذلك كذلك باتصال مع األبراج اإلثني فاألربع مثلثات ھي لألربعة عناصر كما ھو ظاھر،عشر، والسحر منطلقھ ھو معرفة ھذا المیدان سعیا وراء اضمحالل النور وتغییرا للفھم األصلي الكامن في األربع مثلثات ، ومعرفة قوى العناصر األربع جعلت ضد النور الكامن

: لك برسم كما یلي في الكعبة ، ونظھر ذ 48

دلو

ثور سنبلة

عنصر النار

عنصر الھواء

جوزاء

جدي قوس

عنصر الماء

عنصر الھواء

عنصر التراب

عنصر النار

الكعبة




ى انفكاك قواھا في أربع مثلثات ومربع قائم علیھ وإذا أعطینا رسما لألھرام كالتالي بمعن

: األربع مثلثات

لھذا السبب كانت قوى األھرام ضدا لقوى الكعبة ، فاألھرام منبع للظلمات والكعبة منبع للنور، وما جعلت األھرام إال بعد أن حاول الفراعنة تأویل رؤیا یوسف علیھ السالم واھتموا

، لذلك اطمأنوا كما ذكر بعد وفاة یوسف علیھ السالم بوضع الطالسم حتى ال یظھر المھدي وأن ال رسول بعده وقد فسرنا ھذا من قبل ، فالسحر إذا یعتبر في أنھ لیس بالرجل المجھول ،

الدین عمال ضد النور وإن كان ضد النور فھو ضد المھدي ، لذا ظھور المھدي یستوجب في الحشر األول ، أما عذاب یوم القیامة فذاك انتقاما كامال ضد الذین استعملوا السحر، وذلك

عذاب اهللا األكبر یجمع فیھ للكافر كل شيء ، ویقوم الروح ألنھ شاھد على الناس وھذه اآلیة تثبت نومھ كما ذكرنا من قبل ، فالروح إذا ھو المجھول والمھدي منھ ومجھول أیضا ،

قتل ، وقبیل كما ذكرنا ھو جزء وظھور المھدي انتقام كذلك ضد كل مجرم وذلك لكون قبیل من المھدي ، فاألمر واضح وما على الباحث إال أن یقارن بین ما ذكر مع معرفة أن كل ما قیل ال یظھر المھدي أبدا ، السیما إذا أدخلنا فھما آخر على سلیمان علیھ السالم ، بعد أن

اس اتبعوا ما تتلو أوضحنا أن كل عمل سحري فھو ضد المھدي ، ومذكور في القرآن أن النالشیاطین على ملك سلیمان وما كفر سلیمان ولكن الشیاطین كفروا یعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكین ببابل ھاروت وماروت ، ونضیف أن سلیمان علیھ السالم لھ مثلث كامل

: مع الملكین كما نظھره ھنا

49

المثلث األول

المثلث المثلث الثاني

الرابع

المثلث الثالث

المربع األسفل لألھرام الذي أريد به سجن قوى الكعبة




.فالعالقة موجودة بین الثالثة ، السیما أن المشكل ھو مشكل معرفة أصول السحر

قرآن أن من كان عدوا لجبریل ومیكائیل ، فإن اهللا عدو للكافرین ، فھذه العداوة وذكر في الما كانت إال عدوة أولیة أصلھا استعمال السحر، واآلیة تظھر كذلك أن الملكین جبریل ومیكائیل لھما دور في األرض ، إذ لھما عداوة من الكافرین ومن ھنا نفھم بوضوح أن

وقد یلتقي بھما اإلنسان فال یعرفھما وقد یكزن لھ عداوة الملكین یظھران في األرض ، معھما ، أنما االتصال الموجود بین الملكین ھاروت وماروت ومستعملي قوى السحر، فإنھ یكون بواسطة قوى العقل ، فإن اإلنسان الباحث عن االستمداد من قوى الطبیعة یتصل بھما

ویأخذ اإلنسان منھما ما أراد من معرفة السحر بقوى عقلھ ، وذلك إما في حالة نوم أو یقظةوأصول التغییر، وھنا فرق بین األربعة مالئكة في دائرتین ، واحدة من نور وأخرى من

: ظلمات ، كما نظھره في الرسم التالي

، والثانیة ھي دائرة بیضاء ، وقد قال یعقوب علیھ السالم لیوسف فاألولى ھي دائرة صفراء أن ال یقصص رؤیاه على إخوتھ حتى ال یكیدون لھ كیدا ، وذلك مخافة أن یعرفوا عنھ شیئا السیما أن القدماء كانوا یبحثون بجد عن الرجل الملثم ، ولنذكر أن إبراھیم علیھ السالم ، قـال 50

سليمان

ماروت ھاروت

الملكين جبريل

وميكائيل

كين الملھاروت وماروت




إن الشمس ربھ ثم أن القمر ربھ ، فلما أفال قال إني ال أحب اآلفلین ، وھداه اهللا إلى الصواب،

بادة الشمس والقمر واهللا یھدي من یشاء وهللا األمر كلھ ، ولكن لنظھر أمرا أن الناس اھتموا بعباعتقاد أنھما رمز لأللوھیة ، ورمز للدائرة الصفراء والبیضاء المتحدث عنھما واللتین یكمن فیھما سر الخلق والروح وكل ما ذكر مسبقا ، أما الدائرة الصفراء فھي سدرة المنتھى ،

ء لیوسف علیھ والدائرة البیضاء فللمإل األعلى ، ولنذكر شیئا آخر أھم ، أن الدائرة الصفراالسالم ، ودون أن ننسى أن أبویھ خرا لھ ساجدین ، ثم أال یفھم من ھذا أن یعقوب كان نبیا ، فلم سجد لیوسف علیھ السالم ؟ ونحن ال نعرف سجودا ألنبیاء دون السجود لھ وحده ، ھل

ذكره ، یقول المفكر أن یعقوب علیھ السالم لم یكن یعرف معنى السجود ؟ وأمر آخر البد منھو أن المالئكة سجدوا آلدم علیھ السالم إال إبلیس أبى واستكبر وكان من الكافرین ، وآدم علیھ السالم نفخ اهللا فیھ من روحھ ، وجعل صورتھ من صورة الشخص المجھول ، كما یعرف بھ ، أال یكون ھناك أمر لھ معنى آخر ال یفھمھ اإلنسان ، ثم كیف ھي صالة اهللا

اهللا صل على : ى النبي ، وأمر المؤمنین أن یصلوا ویسلموا تسلیما ، فإن قلنا ومالئكتھ علالنبي وسلم تسلیما ، أال یفھم في ھذا أن المعنى أنما دعونا اهللا أن یصلي على النبي ، ویسلم علیھ تسلیما ، بلى إن في ھذا األمر ما ال یفھم منھ شيء ، وعلى الباحث أن یفكر، ما ھو

كعبة والمعابد ، فالكعبة من حجر، أال یكون الجاھل إنما یسجد لحجر، ألنھ قیل ما الفرق بین ال ھذا فلیفسر المفسرون ولیؤول المؤولون ، ولھذا حجر الكعبة ؟ ففيو حجرالفرق بین

الغرض یبعث المھدي لیظھر ما اختلف فیھ الناس ، وذلك بإذن اهللا ، ولیقول بصفة أخرى ما ، أن ال یسألون عن أشیاء إن تبد لكم تسوءكم ، والسؤال عن المھدي قال اهللا سبحانھ وتعالى

مما سیسيء الناس ، أما المتدین الذي یؤمن بالغیب ولم یتخذ دینھ لھوا ولعبا ولم یحاول تأویال لما لیس لھ بھ علم ، ویكتفي بما علم اهللا فإن اهللا وعد المؤمنین أن ال خوف علیھم وال ھم

. یحزنون

51




ن سفیھنا لیقول على اهللا شططا ، ویقول علیھ كذبا، جعلوا هللا من عباده یقال قول الحق أجزءا ، یقولون أن اهللا یحل في أجسامھم ویكلمھم تكلیما ، التف ھؤالء حول أئمة الدین ولم یتركوا لھم مجاال لفھم ما ھو أصلي ثابت في الكتب المنزلة ، وضرب اهللا من كل مثل للناس

یكن الكالم ھنا فتنة بل إظھارا لفتنة كاد اإلنسان یصدق اهللا ، ولم ومن أظلم ممن كذب على أن ال صدق في الدین بكثرة التفسیرات التي ال أساس لھا ، ویقول الكفار یوم القیامة ربنا أمتنا اثنتین وأحییتنا اثنتین واعترفنا بذنوبنا فھل إلى مخرج من سبیل ، وقال بعض المفسرین أن

أن یولد میتا ثم یحیا ویعیش ثم یبعث یوم القیامة فقالوا أن تلك میتتین اإلنسان یعتبر قبل وحیاتین ، إن اهللا سبحانھ وتعالى یقول إن اإلنسان لم یكن شیئا مذكور ، فالحیاتان والموتتان لیستا كما فسر، وقد أوضحنا ھذا من قبل ، وقال البعض كذلك أن اهللا یخشى العلماء ، وما

من عباده العلماء بمعنى أن العلماء ھم یخشون اهللا ، أما الجاھل فال ھذا بحق إذ یخشى اهللایخشى ، وقیل إن القطع المتجاورات من األرض ھن القارات ، فھذا لیس لھ أساس ، وقد ذكرنا وجود الدابة في األرض ، فعلینا أن نراجع قلیال ما دخل على الدین من فھم لیس لھ

أجل أن نرد علیھ ، وإنما ھذا النوع من التفسیر المغیر أصل ، وما كنا لنجمع ما قیل منلألصل ھو الذي كان دائما سبب اإلختالفات في الدین ، واهللا وعد الناس أنھ سیحكم بینھم فیما ھم فیھ مختلفون ، فلم یكن من واجبنا إال اإلشارة لما ھو ضروري ، لنفھم أمر المھدي

من فسر الموتتین والحیاتین كما ذكر إنما ھو سعي والحشر األول ، وما وعد بھ الناس ، ألنإلثبات خطأ اعتقادي في عدم وجود الحشر األول ، وأما الذین جعلوا هللا من عباده جزءا كان

أن اإلنسان خلق من روح اهللا أي من نفسھ ، وأن اإلنسان خلق من صورة اهللا ، وإن معناه ھذا ال یمكن لوجود ما فسر عن الروح ویوم اعتقد ھذا فمعناه أن اإلنسان جزء من اهللا ، و

ویقوم الروح ، واتخذ المھدي إلھا كما اتخذ عیسى علیھ السالم وأمھ إلھین ، ونھى اهللا الناس ن معناه ، عأن یقولوا أن اهللا ثالث ثالثة ، فمشكل المثلث ظاھر ھنا أیضا ألن الناس یبحثون

: وھو كما یلي 52

الروح

مريم عيسى




أید عیسى علیھ السالم بروح فقیل كفرا إن اهللا ثالث ثالثة السیما بعد أن ذكر للناس أن اهللا

القدس ، ومھما أن اهللا نفخ في مریم من روحھ ، كان نفس المشكل یطرح مرة أخرى بزیادة ظھور النفخ عند عیسى علیھ السالم ، إذ خلق من الطین كھیأة الطیر فكان طائرا بإذن اهللا ،

بإذنین ، فكان طائرا وفكر المؤولون أنھ مھما أن عیسى علیھ السالم بإمكانھ النفخ في الطاهللا ، فمعناه أن بإمكانھ أن ینفخ في الطین التي خلق منھا آدم علیھ السالم ، واعتقدوا أن الروح ھو عیسى علیھ السالم ، وأنھ ھو النافخ في الصور السیما بعد أن وجدت آیة إحیاء

لسالم إلھ خلق أول ولم یكن لھ أب ، لذا قیل أن عیسى علیھ االموتى عند عیسى علیھ السالم المثلث ، البشر، وخلق منھ البشر وإنھم جزء منھ ، وظنوا أنھم وجدوا الحل الكلي لمشكل

سى علیھ السالم كمثل آدم خلقھ من تراب فقال یولكن اهللا سبحانھ وتعالى قال للناس إن مثل عجزءا من لھ كن فیكون ، وأوضح اهللا أن اإلنسان لم یكن جزءا من اهللا ، ولم یكن الناس

ن اعتقدوا أن وجود الروح في اإلنسان تعني أن اإلنسان جزء من والمھدي كذلك ، ألن كثیرالمھدي وكل شيء منھ مھما أنھ أساس الخلق وأن اإلنسان خالد بخلود الروح إذ الروح ال

فكان ظھور المھدي الزم حتى یعذب الناس ویظھر أنھم لیسوا أجزاء موت لھ ألنھ روح ، أنھ ینفخ في الصور لیظھر اهللا أن ما في الطبیعة لیس من المھدي ، وأنھ منفصل منھ ، كما

. عنھا كل انفصال ولو لم یكن االنفصال لما عذب الناس ولما نفخ في الصور لم تعرف فتنة أعظم من ھذه والتي تحیط بأمر المھدي ، فالناس خاضوا فیھا كل الخوض

لھم االتصال الباطني الذي لیس لھ أصل دیني ، ھؤالء ھم الذین غیروا الفھم كلھ السیما الذین حتى یصبح على حسب ھواھم ، ومن الغریب أن نجد من یقرأ القرآن ویقول أن اهللا یحل فیھ

القدس یحل فیھ أو أنھ المھدي ، فمشكل المثلث إذا ھو أساس الفتنة ، لذا نھى اهللا أو أن روح روح وعن السؤال في أشیاء ، إن تبد لإلنسان تسؤه ألنھ لن یفھمھما أبدا كما عن البحث في ال

ھي على أصلھا ، وما القول ھنا إال إثبات لعدم وجود فھم واضح كل الوضوح عن أمر المھدي ، وقبل أن نتركھ مجھوال البد أن نقول ، فالغرابة إذا ھي أمر الذي یقرأ القرآن

توضح ما نھى عنھ اهللا في قول أن اإلنسان جزء من اهللا ، ویدعي بما ذكر ھو أن آیات اهللافالناس جعلوا من عباد اهللا جزءا حین یقولون أن اهللا یحل فیھم ویعانقونھ ویشعرون بھ

ة لقول قوبوجوده في كل األشیاء ، فالتفسیرات إذا التي لھا أصل من ھذا المنطلق نجدھا مطاب الشيء ، فأصبح الباحث عن أصول الدین ال یرى مستعملي طرق الیوغا ، إذ یقولون نفس

الفرق بین الھنود والمسلمین في اإلیمان واالعتقاد فیعتنق مبدأ العقائد ویترك الدین ، السیما وجود االتصال الباطني في الطرق األخرى ظاھرا في سھولتھ ال یتطلب شیئا فھو یجلب إلیھ

ل الباطني ، ولم یكن الدین مجرد مبدأ ، ولكن الدین فیھ أعظم الطرق لالتصاالكثیرین اعتقادي ال أصل لھ وال تطور فیھ بقوى العقل ، فعلى الباحث أن یمیز في ھذا كلھ ، فإن

. األمر لیس بھین وال بسھل ، ال في الفھم وال في التطبیق

53




كم من قائل قال إن الصبي إن مات فإنھ یدخل الجنة ، لو كان ھذا لكان للناس على اهللا حجة ،

آیاتھ أن أنھ میز بین الذین ماتوا صبیانا وبین الذین عاشوا ، وأظھر اهللا سبحانھ وتعالى في العبد الذي آتاه من لدنھ علما قتل صبیا ، وقال لموسى علیھ السالم أن ذلك الصبي كان كافرا

ولنذكر أن موسى علیھ السالم أراد اهللا أن یؤتي والدیھ خیرا منھ ألنھما كانا یؤمنان باهللا ، ین ، وقد سار في البحر مع فتاه لیبلغ مجمع البحرین أو یمضي حقبا ، یعني ما وراء البحر

ذكرنا موقع مجمع البحرین ، فوجدا عبدا من عباد اهللا آتاه اهللا رحمة من عنده وعلمھ من لدنھ علما ، فاتبعھ موسى علیھ السالم على أن یعلمھ مما علم رشدا ، والجدیر بالذكر ھو أن

وال ننسى أن موسى علیھ ویعرف أن لدیھ علما ، موسى علیھ السالم كان یعرف الشخص م كانت لھ میزة ، أن اهللا یكلمھ تكلیما ، ورغم ذلك فإن الذي التقى بھ موسى علیھالسال

السالم ، قال لھ ھذا فراق بیني وبینك ، وذلك بعد أن أنبأه بتأویل ما لم یستطع علیھ صبرا ، وأظھر لھ معنى مقتل الغالم ومشكل السفینة والجدار ، فكانت ھذه معنى لثالثة علوم ، بمعنى

: شكل المثلث المذكور ولنرسمھ كالتالي لیظھر الفھم بوضوح فھم م إن الذي التقى بموسى علیھ السالم علمھ ما ال یمكن أن نعرفھ عن المثلث في مراحلھ ، وأوتي ، موسى علیھ السالم بتسع آیات بینات للناس ومعناھا ظھور معجزات الثالث مثلثات

ونضیف من أجل الفھم أن تسعة مقسومة على ثالثة تعطي ثالث مثلثات ، وظھرت ھذه المعجزات عند موسى علیھ السالم ضدا لما جعلھ الفراعنة ألنھ كما سبق أن ذكر أنھم سعوا إلى تأویل مشكل المثلث ، ونشیر كذلك إلى وجود رجل یذكر في القرآن عدة مرات ال یذكر

ي الذي التقى بموسى علیھ السالم مھما أن علم المثلث توفر لدیھ فإنـھــم اسمھ ، وفكر الناس ف 54

السفينة

الغالم الجدار




فكروا بأنھ المھدي ، وكان یعتقد أن الرجل المجھول یخرج دائما من األرض المباركة وقبل

بحانھ وتعالى أرسل أن اهللا سأن نعرف عن األرض المباركة شیئا ، نذكر ما ذكر في الكتابإلى أصحاب القریة اثنین وعززھما بثالث بعدما لم یؤمن بھما أصحاب القریة وجاء من أقصى المدینة رجل یسعى ، فخاطب القوم لعلھم یؤمنون بما یدعو إلیھ المرسلون ، فكان الثالثة ھم أصحاب المثلث ولم یذكر لھم اسم ، ثم الرابع ذكر أنھ رجل جاء من أقصى

ینة ، فانطلقت األفكار حول ھؤالء األربعة وانطلق البعض بأن قالوا إن الرابع ھو المدالخضر، والمھم لدینا نحن ھو أن الثالثة كانوا أصحاب المثلث ، وأھل الكھف ھم كذلك أصحاب المثلث لذلك ال یمكن معرفة عددھم أو ھل مازالوا في الكھف أم ال ، والكھف ذكرنا

وباالتصال الباطني فإن الكھف ال . نا ھذه التي نعیش على سطحھا أنھ غیر موجود في أرضیدخلھ أحد ، أما األرض المباركة فھي قطعة أرضیة محجوبة من بین السبع قطع أخرى وھي

: الثامنة وكلھن بأرض ما بین السدین وبعدھا مطلع الشمس وھي كما یلي في الرسم

الرجل الرابع السابق ذكره من ھذه األرض التي أوضحنا من قبل ھذا ، أن وأرجح الكثیر أن الذین قتلوا في سبیل اهللا یسكنونھا وال یسكنون في السماء كما ظن الكثیر، وأنھم لیعیشون فیھا ویرزقون وتلك ھي حسنة الدنیا ، فھناك من قال أن حسنة اآلخرة معروفة ، أما حسنة الدنیا

ذا أن األرض المباركة ھي حسنة الدنیا وھي شبھ الجنة ، وكثیر ممن لھم فال ، كذلك یظھر بھاالتصال الباطني أكدوا أنھم یتصلون بمن فیھا ، وھي موجودة في حجاب ، واألنبیاء یدخلونھا إن أذن اهللا ، أما المھدي فال یوجد فیھا ، والرجل الرابع یبقى مجھوال لدینا مادام

. ر مذكور في القرآن ، فلعلھ ھو المھدي المنتظراإلثبات عن شخصیتھ واسمھ غی

55

األرض ةــاركــبــالم




، والمتصل لوحظ منذ القدیم أنھ كلما تفرعت أمة إلى فھم المثلث إال ویأتي العذاب بعد ذلك

بالباطن قد یختلط لدیھ األمر كلما سعى إلى الفھم إن لم یكن ھناك من یرشده للفھم ، ویتصل بمثلث الظلمات بدال من أن یتصل بمثلث النور، ومثلث الظلمات ھذا لھ أساس آخر، وناتج عن التطبیقات السحریة التي سعى بھا مستعملوھا على خلط ظنوا أنھم بھ یقضون على مثلث النور، فإن بعد مقتل قبیل ابن آدم علیھ السالم إذ قتلھ أخوه ھبیل ، فإن ھبیال استخرج ثالثة كتب كانت أساس للسحر وللوسائل التطبیقیة لالستمداد من قوى الطبیعة ، وسبب ذلك أن القربان لم یتقبل منھ فقتل أخاه ثم أراد أن یبدل قوى النور، فركب طرقا بتغییر الكتاب المنزل

لى آدم علیھ السالم ، فطبق قوى التغییر مع الشیطان ورجل من الجن ، فسمي المثلث ع، في البحر أطلق علیھ اسم البیرمودبمثلث الشیطان ، وقى ھذا المثلث نجد صفة لھا في مثلث

وكان المعنى في ھذا االسم یعني بھ القوى الشیطانیة التي ال نھایة لھا ، واستعمل الناس لھ مثیل قبل الطوفان ، أما بعد الطوفان فجاء دور الدجال فاستخرج كتابا سحرا لم یعرف

واحدا وأراد بذلك استرجاع ما كتبھ ھبیل في ما خطھ من قبل ، ولفظ الكتاب ھنا نستعملھ ألجل الفھم فقط ألن الكتب مثل ھذه تسمى أساطیر، وكل كتاب ال یسمى كتابا إال إذا كان

كتاب ، وطبق الدجال أصول المثلث واكتسب قوة لم یستطع أحد بعده منزال أو فیھ علم من الممن كفر أن یبلغ إلى مثلھا ، فبقیت قوة المثلث من ذلك الوقت تنفق منھا كل قوة سحریة

وظھور المھدي ھو نھایة العصر البشري كلھ . باتصال قوى عقل اإلنسان مع قوى الطبیعة لخط األول بدایتھ من یوم نزول آدم علیھ السالم إلى فا: والمنقسم كما ھو معروف إلى ثالثة

وقت الطوفان ، والخط الثاني ھو من بعد الطوفان إلى یوم والدة عیسى األرض ممتدا إلى علیھ السالم ، والخط الثالث ھو من بعد عیسى علیھ السالم إلى یوم ظھور المھدي ، فعصرنا

بل ظھور المھدي ، ھو كثرة الحروب الحدیث ھو العصر األخیر، ومما ذكر من عالمات قأوال ، واألرض یغشاھا ضباب لمدة سنة على األقل ثم یأتي بعده ضباب لونھ أصفر كریح صفراء ، وكل ھذا ال یضر شیئا ثم یأتي ضباب آخر لونھ أحمر وبعده یأتي ضباب لونھ

األول فبیعد ، أخضر، ویأتي بعد ھذا كلھ دخان یغشى الناس ، فذلك یوم العذاب ، أما الحشر وال شيء بعید في الحقیقة ألن كل شيء عند اهللا قریب ، ولكن ألجل الفھم فقط یستعمل لفظ

الحشر األول فیدون سبعة قرون بما نعده ، یعذب فیھ من كل أمة فوج ممن كانوا البعد ، أما ألن على الرحمن أشد عتیا ، ولكن كل یوم یشعر فیھ اإلنسان أنھ طویل فیھ سنین كثیرة ،

اإلنسان لم یصدق بوجود وقت طویل في مدة قصیرة كالوقت الذي كان لیلة اإلسراء والمعراج ، فإن النبي علیھ السالم في لیلة واحدة عاش فیھا ما ال یمكن عده من السنین ، وھذا على اهللا یسیر، وإنما اإلنسان یكذب بما لم یستطع أن یحیط بھ علما ، أما طلوع الشمس من

فال یذكر ذلك ، إنما ظھور الدائرة الصفراء من جھة مغرب الشمس ھو الذي أدى مغربھا بكثیر إلى فھم أن الشمس تطلع من مغربھا ، وحقا إن الدائرة الصفراء تضيء كالشمس ، فھي التي تضيء على الناس عندما یغشى الناس الدخان ، وذلك بعد مرور شھرین كاملین ،

ھدي كما ذكر مسبقا ، ونذكر مما لدیھ من معجزات ، أوال فكل ثم یرفع الدخان ، ویظھر الم آیــةاـــیھــمعجزة ظھرت عند األنبیاء والرسل ، إال وتوجد عنده ، ثم كل حركة یفعلھا إال وف

56




وإن نظر إلى أحد بشيء، وما كانت معجزاتھ كلھا إال آیات عذاب وھو ال ینطق عذاب،

. فعذاب ، وإن ابتسم فعذاب ، فھو رسول العذاب

عزرائیل ھو رسول العذاب ، ونجد ھذا فكر كثیرون أن إسرافیل ھو النافخ في الصور وأن في كتب عدیدة ولكن الواقع أنھ أكثر ممن ھذا ، فإن المھدي أو الرجل المجھول یعرف بقوة السبع الثالث ، ومعناھا المعروف لدى الناس ھي رمز لقوى النور التي ال نھایة لھا ،

عرفت لھ قوة األربع علیھ السالم عرفت لھ قوة الخمس الثالث أما ذو القرنین فوسلیمان : ذكرھا ونظھرھا كما یلي في الرسم آلنفالثالث ، فھؤالء مكلفون على ثالث مثلثات

57

7

7 7

5 5

5

المھدي

سليمان عليه السالم

ذو القرنين

عليه السالم




أما العدد السادس في ثالث فمكلف بھ ملك على الظلمات وال یعرف لھ اسم وھو ضد

. للشیطان ویضاد مثلث الظلمات كان الحدیث عن المھدي في كل زمان محور مواضیع مثیرة ومختلفة ، ى ندري أكان الحدیث استصغارا أم كان انتظارا لظھوره ، وقد یتساءل اإلنسان عما یمكن قولھ بعد كل ما

عنھ في صفحات كما یعرف ھذا في ذكر عن المھدي ، حقا ، ولكن المھدي لن یقتصر الكالمجل الكتب ، وقد رغب الكثیر في زیادة المعرفة عنھ وال نطرح الموضوع بما شمل كحل بل كلغز، واستعمل التنجیم كوسیلة لمعرفة یوم ظھور المھدي أو اقترابھ ، وقیل إنھ عندما تظھر

ذلك شيء مما ذكر سبعة نجوم في السماء لكل نجمة لون فذلك دلیل على قرب ظھوره وھو كصحیح ، وصحة ھذا لم تعرف عن طریقة التنجیم بل بالوسائل الباطنیة ، أن للمھدي دورا باطنیا ھاما وآخر ظاھریا ال یقل أھمیة عن األول ، فالدور الظاھري قد ذكرنا منھ الكثیر، أما

لباطن فیھ فاألھم فیھ ھو أن یعرف الذین لھم اتصال باطني باألخص ، أن ا الباطنيورالداتصال من نور، وآخر من ظلمات ، فالمتصل بقوى النور نجد أنھ یرى الرجل : اتصاالت

المجھول في الدائرة الصفراء ولھ وجھ یتغیر من وجھ آلخر باستمرار، وإن كان االستمداد الباطني من قوى الظلمات فإننا نجد أن المتصل بالباطن یرى شخصا مجھوال یتغیر كذلك من

خرى إال أنھ یقف عند بعض صور أوجھ كثیرة ثم إن استمر المتصل بالباطن على صورة ألتلك الحال نجد أن الرجل المجھول یتغیر من وجھ اإلنسان لیتغیر في صفات حیوان فیظھر وجھ حیوان كسبع ثم كنمر إلى غیر ذلك ، وھذا ھو الفرق بین الخطین ، وعند البالغ في

في النھایة أن صفة النمر ھي التي تستقر أمامھ كلما اتصل باتصال من ظلمات نجد المعرفةبالباطن ، وصورة الغالف كانت إظھارا لھذا القول ، كما أعطي القدماء رمزا ألصنامھم إن

. كانت حیوانیة كان یقصد فیھا الرجل المجھول ونجد ھذا كثیرا عند كل الشعوب

ودین ببابل ھاروت وماروت لھما دور في میدان االتصال ذكرنا قبل ھذا أن الملكین الموجبقوى الطبیعة ، فالرجل المجھول الذي یظھر للمتصل باطنیا باستمداد من قوى الظلمات ھو الملكان ، لذا قیل أن الملكین ھما المھدي ، والمھدي لھ دور في الباطن كلھ ، سواء أكان

قوى الظلمات ، وقد تجدر اإلشارة إلى أن االتصال من نوع استمدادي من قوى النور أو منالمتصل بقوى الظلمات قد یرى أشخاصا یقولون لھ إنھم أنبیاء ، ولكن ما ھم إال أشخاصا ادعوا النبوة واتصل بھم ألنھ یستمد منھم ، وقد یرى كذلك أشخاصا یقولون أنھ اهللا ، وما

یستمد منھم ، فمن قال أنھ رأى اهللا أولئك إال أشخاصا ادعوا األلوھیة وما اتصل بھم إال ألنھ في منامھ فقد كذب ، أو رأى الجنة فكذلك قد كذب ، ولن نلومھ نحن في شيء ، إنما نظھر الفرق الموجود بین الخطین ، ونقول إن الذي یقول إنھ اهللا في منامھ وكلمھ فإنما اهللا یعلمھ

مات ، وعلى ھذا فالبد لھ من البحث بالمنام أن وسیلتھ اتصالھ بالباطن استمدادھا ما ھو إال ظلعن الحق وتغییر ما ھو علیھ في طریقتھ الخاصة بالبحث واإلدراك الباطني ، وكل الكرامات الشبھ آیات التي تظھر عند كثیر من المطبقین إنما ھي استمداد من قوى األشخاص المتـصــل 58




بھم ممن كسبوھا من قبل ، ونجد أن الناس قد اغتروا بھؤالء ویحیطون بھم وینفضون إلیھم

. كأنھم المھدي

59




ما كان نبي یحل بجسم أحد من الناس أبدا ، وما كان ألحد من الناس أن یقول أنھ نبي أو حل

م إن اإلنسان لظلوم لنفسھ مبین إن أكد أن ملكا دخل جسمھ ، وما في جسمھ نبي أو رسول ، ثأظلم القائل أن اهللا حل في جسمھ ، ولكي بفھم األمر فإن المھدي لھ اتصال بقوى الطبیعة ألنھا من اختصاصھ ، وإذا ما اتصل اإلنسان بقوى الطبیعة فإنھ یشعر بقوة شخص آخر في

دي یظھر في صفة كل األنبیاء ألنھ متم رساالت اهللا جسمھ فتلك إذا قوة من المھدي ، والمھوموصلھا إلى الناس ماداموا فوق األرض ، فھو رسول الزمان كلھ ، والمھدي لم یعرف لھ جسم كباقي ما نعرفھ من خلق اهللا ، فھو خلق آخر، ویصبح ھباء لیس في مكان وھو في كل

لناس بالمھدي أن اهللا لیس بھباء وال مكان ، وبھذا نفھم الرداء الذي جعلھ اهللا حتى یظھر لفالمھدي ھو صورة الواقع األصلي الذي یجب أن نفھمھ تجاه اهللا سبحانھ بشيء في مكان ،

وتعالى ، إن اهللا ال یرى یوم القیامة ، وموسى علیھ السالم لم ینظر اهللا ، وقد خر صعقا لما اهللا أحاطت بالجبل ولما اھتز تجلى اهللا للجبل ، ولم یكن التجلي بمعنى الظھور، بل قدرة

الجبل خر موسى علیھ السالم صعقا ، فتاب إلى اهللا ، ولو كان اهللا یرى جھرة لما عذب بني إذ أخذتھم الصاعقة وھم ینظرون وذلك بقولھم لموسى أن یریھم اهللا جھرة ، أما یوم إسرائیل

ستطاعة البشر أن القیامة فالمھدي ھو الذي یرى في صورتھ األصلیة األولى والتي بایتحملھا ، والذي قالوا أن المھدي إلھ ھم الذین قالوا أن عیسى بن مریم ھو ابن اهللا ، وكذلك ھم القائلون أن اهللا یرى یوم القیامة ، وجعلوا الناس یطمئنون أنھم لو عذبوا فإنھم یعذبون

رائیل مثل ھذا على حسب ذنوبھم ثم یغفر لھم بعد ذلك فیدخلون الجنة ، كذلك قال بنو إسالقول ، إذ قالوا إن النار لن تمسھم إال أیاما معدودات ، واهللا سبحانھ وتعالى قال لھم ھل اتخذوا مع اهللا عھدا فإن كان عھدا ، فإن اهللا ال یخلف المیعاد ، وأثبت للناس أن من أحاطت

یكن اهللا شیئا بین بھ خطایاه ، فإن جھنم مثواه یخلد فیھا مھانا ، إن اهللا لم یتخذ ولدا ولم . شیاء وإنھ یرى یوم القیامة بل المھدي ھو الذي یرى لكونھ مسئوال وشاھدا على الناس األ

في األرض لن یظھر منھ إال صورة من حقیقتھ بجسم یكفي لتعذیب أصحاب وإن بعد ظھورهالحشر األول ومن بقي من الناس آخر الزمان ، ثم یظھر بصورة ثانیة في الكون خارج

كون األول في جسم آخر وبقوة كافیة للنفخ في الصور، ثم یظھر یوم القیامة إذ یقوم الروح الوالمالئكة صفا ، فالمشكل مشكل حقا لمن ال یسعى إلى الفھم كي یفرق بین األشیاء بإظھار

إن ظھور . حقیقتھا الكامنة فیھا ، وقد اختلطت األمور باختالط الفھم وكثرة االحتماالت س احتمالیا بل واقع ظاھري في أصول الدین وحتى لو لم یكن اسمھ مكتوبا في المھدي لی

القرآن فإن فیھ إشارات تشیر إلى وجود غموض البد لالنتباه فیھ حتى تفتح أبواب العلم لإلنسان ، وذكر الكثیر أن المھدي من الجان ولم یكن األمر كذلك ألن الجان أنفسھم ترسل

المھدي ھو رسول الجن والحقیقة أنھ رسول الزمان كلھ للجن إلیھم رسل ، فأكد كثیر أنواإلنس في آن واحد وعلى السواء ، وال یمكن أن یقال للناس كما قیل بأن یعتبر المھدي ھو صاحب الرسالة ، بل الرسالة الختمیة أنزلت على محمد علیھ السالم ، والمھدي لیس لھ

، وأما الذین قالوا إن الرسالة كانت ستنزل رسالة في آخر الزمان بل الرسالة ھي العذابعلى ابن عم الرسول علي ، فما قالوا ذلك إال بعد أن ظنوا أن علیا ھو المھدي ، وحیثما وجد 60




ھ أولى بالرسالة ، ولم یكن لھذا القول أساس واقعي دیني ، ألن الرسالة أنزلت المھدي فإن

على محمد علیھ السالم ، واهللا یعلم حیث یجعل رساالتھ ، وإننا بھذا لنرى ونجد بكل وضوح أن أمر المھدي كان لھ دور ھام ، واختالط األفكار التي وصلت إلینا بواسطة كتب كتبھا

نھ كما قالوا یغیبون في الفیض اإللھي ومھما كانوا غائبین فإن وعي ، ألأصحابھا دون الحقیقة غابت عنھم فما غابوا فیھ من خطأ ، وما أوصلوا إلینا اختالط األفكار ھذه إال ألنھم

. بفكرھم كانوا یسعون إلى حل مشكل المھدي لمعرفتھ

ال یرجون لقاء اهللا سیلتقون بالمھدي ، فھذا من وعد اهللا ، وكان وعد اهللا مفعوال ، إن الذین وال یمكن أن یقال أن واجب اإلنسان أن یتخذ حذره بل علیھ أن یتبع ما أوصى بھ اهللا ، وال نقول كذلك إن اإلنسان لم یتبع شیئا بل من التأكید أنھ اتبع أشیاء ، مالھي ألھتھ وأفكارا أضلت

، واعتقادات غرت بھ ، وأمواال فتنتھ ، وعلى اإلنسان أن یھتم بخاصیة نفسھ لترجع إلى بھ ربھا مطمئنة ، واإلنسان لن یعرف سر الحیاتین والموتتین إال إذا زوجت النفوس یوم القیامة فیعرف اإلنسان حینئذ أنھ خلق مرتین ومات مرتین ، فیرى العذاب أمامھ فیقول لربھ ھل إلى

سبیل ؟ ال یرى المھدي على حقیقتھ أبدا مادامت السماوات واألرض ، إنھ وراء مخرج من سدرة المنتھى وإنھ في المإل األعلى ، واهللا وعد الناس أن ال یعذب حتى یبعث رسوال ، فقال كثیر أن األمم كلھا جاءتھا رسل ، فأین رسول القرن العشرین ؟ فالجواب موجود إال أن

سیرسل العذاب كما وعد ، فإن قیل لماذا ؟ نجد الجواب أن وجود الرسالة تختلف ألن اهللا القرآن بین أیدي الناس ال یستلزم نبیا آخر أو رسوال أو رسالة أخرى ، فالقرآن یدعو إلى

. اهللا ، ولإلیمان بالغیب ، على أن اهللا حق وأن الساعة ال ریب فیھا

61




إن اهللا سبحانھ وتعالى أقرب إلینا من حبل الورید ، وھناك من سأل ما ھو حبل الورید ، فقیلت أشیاء في ھذا ، ونجد من لم یسأل عما ھو ، بل یسأل عمن ھو، وقد یستغرب اإلنسان

أنھ إن قیل لھ إن حبل الورید مخلوق خلقھ اهللا ، والسیما إن زدنا أننا ال نعرف عنھ شیئا ، إال وصل النور، والمعنى ھو أنھ مسؤول عن قوى االستمداد فھو قریب إلى الناس وفیھم ، لذا

ألن كثیر اعتقدوا أن حبل الورید كوذل أنھ أقرب إلینا من حبل الورید ،قال اهللا سبحانھ وتعالىر إلھ ولم یكن ھذا إال قول الذین ال یعلمون أن حبل الورید ھو وصل النور، یوصل إلینا النو

فتستمد األجسام البشریة منھ ألنھ لم یكن من بشر أن یعرف مورد االستمداد ومنبع النور، نجد من اعتقد منذ القدیم مبدأ كان أساسا للتطویر العقلي ، الكتساب القوى الطبیعیة ، وذلك بفھم أدى بالكثیر إلى خطأ صعب الخروج منھ ، إذ قیل إن اهللا سبحانھ وتعالى ھو نور

، ولم یكن اهللا هللا ال یرى فإن النور یرى بالعین واألرض ، وبما سبق مما ذكرنا أن االسماوات، ون في تماسكھ ویجعل قواه ومیزاتھنورا بل جعل في السماوات واألرض نورا یمسك الك

فاهللا سبحانھ وتعالى لیس نورا ألن النور یرى ، واهللا لیس كمثلھ شيء حتى یرى بصفة أو المنحرف عن الحقیقة بفھم أن اهللا نور ومذ اكتشف اإلنسان أن في بأخرى ، ومن المنطلق

جسمھ نورا كان االستنتاج أن اهللا في اإلنسان مادام النور في جسمھ واألمر لیس كذلك ، وفي ما ذكر في القرآن أن اهللا نور السماوات واألرض فإن الشرح أعطي بأن ذكر للناس أن مثل

المصباح في زجاجة والزجاجة كأنھا كوكب دري یوقد من نور اهللا كمشكاة فیھا مصباح ویتھا یضيء ولو لم تمسسھ نار، نور على زشجرة مباركة زیتونة ال شرقیة وال غربیة یكاد

ومن نفسھ ، وما أعطي عن المشكاة فھو نور، إن ھذا إال إظھار لوجود نور لم یكن من اهللا ینسب األلوھیة لنفسھ ، والفھم الحقیقي فھم حتى ال یقع اإلنسان في الخطأ المذكور بأن

الستدراج الخلق الكوني والمخلوقات لیس بسھل للفھم لذلك كان أن اهللا یھدي لنوره من یشاء وھو بكل شيء علیم ، إن فھم مضمون اآلیة كاف دون سعي للتفصیل ، والمھم أن نفھم أن

ور فقط على أساس أصلي النور یستمد بقوى العقل ، وجسم اإلنسان إن كان استمداد من نباستدراج من زیت دون أن تمسسھ نار، وأساس ھذا الزیت من شجرة مباركة زیتونة ال شرقیة وال غربیة ، وأساس الشجرة من كوكب دري مثل للزجاجة التي فیھا المصباح ، والزجاجة في المشكاة والمشكاة مثل النور الذي جعلھ اهللا في السماوات واألرض ، وخالصة

ھم في ھذا ھو أن یفھم أن النور یوقد من الشجرة المباركة ، فنورھا یلتقي بالنور األول الفالذي ھو كالمشكاة وكأن كل نور یھدي اهللا إلیھ من یشاء ، فالنور األول ھو الدائرة الصفراء التي تعبر فقط عن نور السماوات ، واألرض والشجرة المباركة فیھا نور أبیض والدائرة

عبر تعبیرا كامال عنھا ، وفي الوجود الكوني قوتان من نور تعرفان بدائرتین واحدة البیضاء تصفراء وأخرى بیضاء ، فالنور یستمد من الشجرة المباركة وھي الشجرة الطیبة المذكورة في القرآن أصلھا ثابت وفرعھا في السماء ، فكبرھا ال یمكن أن نقدره بشيء ألنھا مورد

نھى اهللا آدم الشجرة الملعونة في القرآن كانت أصل الظلمات ، لذا االستمداد ، ونشیر أنوزوجھ أن یأكال منھا ، ولكن بعدما أكال منھا أنزال إلى األرض وكانت بدایة الفتنة لإلنسان ،

ةـفقوى الظلمات تسعى إلى تغییر قوى النور ومنع االستمداد من الشجرة المباركة إال بواسط 62




حبل الورید الذي كلف على االستمداد ، والمھدي أو الرجل المجھول كلف على التمییز

، خط بینھما في األرض ، فحبل الورید ال یرى ولكن المھدي یرى باطنیا في كال الخطین بعد القول رسما بین النور وخط الظلمات ، إال أنھ ال یعرف على حقیقتھ ، والبد أن نظھر

: القوتین الكامنتین في الشجرتین والنور األصفر المستقل عن القوتین ، كما یلي

ذا ، وكان الزما وھنا نظھر مرة أخرى مشكل المثلث ولم یكن ھناك أعظم مشكل من ھإظھاره حتى یتبین الھدف من كل قول ، السیما أن الكثیر یعرفون أن المثلث ھو أساس كل قوة بإمكان اإلنسان أن یستمد منھا لیفعل بھا ما شاء من طالسم أو جداول ، ولكن المثلث

لث الحقیقي ال یمكن االستمداد منھ وكل مثلث یسعى اإلنسان أن یستمد منھ ما ھو إال مثالظلمات الذي ذكرنا عنھ ما لزم ذكره مسبقا ، أما القوتان الحقیقیتان والمعبر عنھما بالنور

: األصفر واألبیض فھما دائرتا كما یلي

63

الدائرة الصفراء لھا نور أصفر

الشجرة المباركة تحيط بھا الدائرة البيضاء

الشجرة لعونة في القرآن الم

وھي أساس الظلمات

الدائرة الصفراء

الدائرة البـيـضاء




ولنرجع إلى ما ذكرنا في األول ، أن الذي لھ اتصال باطني بالوسائل الدینیة الصحیحة یرى

الدائرتین ، وأما المنحرف عن األصل فإنھ ال یراھما بتاتا ، فھذا ھو الفرق بین النور من ذكره ، ھو أن الدائرة الصفراء یختص بھا الرجل وھناك شيء آخر البد . والظلمات

المجھول ، والدائرة البیضاء یستمد منھا كل مسلم مؤمن باهللا ، والذین غیروا موارد االستمداد ، فإنھم سعوا إلى االستمداد في الدائرتین في آن واحد حتى یكونوا في قمة المثلث ،

لشخص المجھول ولم یعرف لھ اسم ، ولیكن وھذا ال یمكن أبدا ، ألن المثلث الكامل ھو ل. األمر كما قیل أنھ ھو المھدي

وصل إلینا كثیر من المخطوطات ، وما بحث فیھا إال قلیلون ، وترجم العرب مخطوطات

الفینیقیین واإلغریق والھنود والصینیین ، وما كان شعوب كثیرة ، خطت بأیدي الفراعنة وسبب ذلك إال ألن الدین اإلسالمي لم یكن یعلم الناس وسائل معرفة التنجیم ، فاھتم العرب بھذه المعرفة وطورھا المتصوفة وكان شیئا نكرا ، وكثر اإللحاد في أسماء اهللا وسعى الناس

، وال في القرآن نفسھ ، بل في المخطوطات ، إلى تأویل ما جاء في القرآن ، وغیرت آیاتھ واعتمد علیھا الناس وأكدوا أن ذلك من الكتاب ، وما كان من الكتاب بل تلك طرق استعملھا

: األولون وغیروا بھا الكتب المنزلة وعلینا أن نطرح مثال للتغییر كما یلي

ووضعنا عنك وزرك یا فالنة بنت فالنة الذي ألم نشرح لك صدرك یا فالنة بنت فالنةأنقض ظھرك یا فالنة بنت فالنة ورفعنا لك ذكرك یا فالنة بنت فالنة فإن مع العسر یسرا یا فالنة بنت فالنة إن مع العسر یسرا یا فالنة بنت فالنة فإذا فرغت فانصبي یا فالنة بنت فالنة

. ة وإلى فالن ابن فالنة ارغبي یا فالنة بنت فالن

لم أظھروه ، ولكن اهللا خیر الماكرین وقادر أن یبعث لھؤالء من لم ظ إن ھذا لمنكر مھروه ویكن من النبیئین وال من المرسلین ، ورجال ذا بأس شدید ، یعذب الناس في سنین ، أال یعقل

مثال قد یكون عظیما لمن أراد فھما ، فإن السورة المذكورة أن نصدق ھذا ، بعد أن ذكرنا للتفرقة بین والمغیرة یستعملھا الناس لجلب المحبة بین اثنین وكذلك یجعل بنفس المثل

الزوجین ، وما الذي یفعلون ھذا بضارین بھ من أحد إال بإذن اهللا ، ثم ما كان علینا أن نكتب ذلك ، والمطلع على المخطوطات الكثیرة قد یعرف من ھذا لو لم تكن لھ أھمیة قصوى دفعت ل

أي مخطوط نقلنا ھذا ، وما كان علینا كذلك أن نذكر صاحب الفعل ، ألنھ ما كان من واجبنا إال أن نقول ما قیل دون أن نھتم بالقائل ألن حكمھ عند اهللا وھو أحكم الحاكمین ، وھدف كل

كل قوة سحریة وضعت في األرض ، وبلفظ أن المھدي اختص بھذا األمر كلھ ویحل : قول آخر فالقوة السحریة ھي القوة الطبیعیة المستمدة بمعرفة تقلب قوى النجوم والعناصر األربعة ولھذا طرق محكمة ھي أصل لجلب قوى الظلمات وقوى المثلث المذكور، بتغییر اآلیات

ساسي للكالم المتعلق بفھم واألصول الدینیة ، ولو فتحنا مجاال لھذا ابتعدنا عن الموضوع األ . أو الرجل المجھول ، أو المھدي كما یقال صاحب المثلث ، أو صاحب اللثام ،

64




وكل تغییر بقوى . والبیضاء ھما أساس المیزان الكوني الذي جعلھ اهللا إن الدائرتین الصفراء

الظلمات یجعل سوء توازن في كل ما یحیط بنا من قوة فرق األرض وفي الطبیعة كلھا الظاھرة لنا ، وما تغییر ھذا التوازن إال بقوى العقل إذ بإمكان اإلنسان أن یتصل بقوى عقلھ

عنھ المھدي باطنیا ، ویظھر حقیقتھ ، لذا كان قولنا إظھارا مع قوى الطبیعة وھذا ما ینھى لثقة في العلوم الباطنیة الدیني األصلیة ، ألنھا تظھر حقیقة غائبة عنا كما تعطي فھما الزما فھمھ فیما یتعلق بسر المثلث وسر المھدي ، وال تظھر أصول التغییر واإللحاد إال بواسطة

ل باطنیا أن االتصال األصلي یظھر المكلفین فیھ أصول االتصال الباطني ، فیظھر للمتصالتغییر، وإن یكن األمر كما ذكر فإن االتصال ما ھو إال استمداد من مثلث الظلمات ومن

. الشجرة الملعونة في القرآن ، ومثل الخبیث كشجرة خبیثة ما لھا من قرار

ھ تغییر، والكالم الخبیث ھو كل ما یغیر الكالم الطیب ، وإنھ ال فالكالم الطیب ھو ما لیس فیداعي لبحث آخر ننفي بھ الحق بعد أن یعرف الباطل ألن بحثنا سیكون كالما أو تفسیرا خبیثا نغیر بھ الكالم الطیب والحق ، وإن الذین قالوا إن ما یستعملونھ من المخطوطات ما فیھ إال

حقا ، ولكن بتغییر، فما تلك بطھارة ، وما ذلك بدین ، واهللا القرآن والدین والطھارة ، وصادق في قولھ أنھ ما یؤمن أكثرھم باهللا إال وھم مشركون ، إنھ ال یكفي أن یقال أن اهللا

اإلنسان تغییر فإن صالتھ تصبح مكاء فھذا إیمان باهللا حقا ، ولكن إن كان عند . موجود آن واحد ، كما ذكر في اآلیة المذكورة في القرآن وتصدیة ویكون مؤمنا باهللا ومشركا في

لم یأن للذین آمنوا أن تخشع قلوبھم والتي أعطینا مفھومھا ھنا ، ثم إن اهللا لیقول للناس أولذكر اهللا ، فاإلیمان باهللا قد یوجد عن اإلنسان ولكن وجب علیھ اإلسالم ، أما الذین خلطوا

. ء ویعذب من یشاء وإنھ لفعال لما یرید ذو بطش شدید الطیب بالخبیث فإن اهللا یغفر لمن یشا إنا بكالمنا لسنا منذرین وال مبشرین إنما نظھر ما نراه حقا ، وحق علینا أن نفھمھ كمسلمین فإن اإلسالم یفرق بین المحسنین والمجرمین ، وإنا كذلك ال ننذر من یفعل السوء بشيء ألن

ور المھدي أبدا ألننا ال نعلم وقتا لظھوره ، وما قلنا من اهللا أنذره في القرآن ، وال نبشر بظھشيء إال أن اآلخرین قالوا أشیاء ، وقالوا عن المھدي كثیرا على أنھ لم یكن إال خرافة وضالال بعیدا ، وقالوا إنھم بإمكانھم أن یكونوا مثلھ ویعذبوا الناس جمیعا ، كما قال الناس من

. ا قیل في القرآن وھل ھذا باإلمكان واهللا شدید المحال قبل إنھم لو شاؤوا لقالوا مثل م

65

الشجرة الطيبة

الشجرة الخبيثة




ك بعد نجد أن ھناك أشخاصا تحدوا المھدي أو الرجل المجھول السیما أن األولین عرفوا ذل

أن تكلم عنھ األنبیاء والرسل ، ولكي ال یقوم الرجل المجھول من نومھ جعلوا طالسم كثیرة ھو أنھ بعدما فتح بیت في في كل مكان ، ولنذكر على سبیل المثال فقط أمرا عرفھ كثیر،

، وجد في البیت المفلوق حجر مستطیل نحت كقبر ولم یكن فیھ ذالھرم من بعد اكتشاف المنف فإن ذلك البیت وشبھ القبر ما كانوا إال وسیلة استعمال قوى الطبیعة لسجن قوى النور أحد ،

حتى ال یقوم الرجل المجھول من نومھ ، وقد ذكرنا األھمیة التي أعطاھا الفراعنة للرجل فكان ذلك تحدیا لھ ، وكل شيء استعمل من قبل لمنع ظھور الملثم وخوفھم من ظھوره ،

ال أساس لھ وال منع لھ ، وأعطي ھنا مثل ما وجد في الھرم ألنھ قد تساءل الرجل المھول فإنھ الكثیر عن صفة القبر تلك ، وألنھ كذلك مثل مفھوم النتشاره ، بینما أن ذكر شيء آخر فإن

. الكثیر غیر مطلع علیھ یظھر المھدي بقوة لم تعرف من قبل ال یستطیع تحملھا أحد ، وحتى المؤمن فإنھ ال یستطیع التحمل ، ویوم ظھوره فإن األرض لن یوجد علیھا إال قلیل من المؤمنین یعزلون ، والدابة التي تخرج من األرض ھي التي توصل للمؤمن نورا یتحمل بھ رؤیة المھدي والسیر معھ ، إن القوة الصفراء كاملة لم تظھر عند نبي أو رسول من قبل والمعجزات لم تجمع عند أحد كذلك ، فالمھدي صورة أخرى لواقع آخر یظھر اهللا بھ وراء الكون الظاھري أكوانا أخرى مسكونة وفیھا خلق آخرون ، إن كثیرا قال أن اهللا سبحانھ وتعالى ھو بعد سدرة المنتھى ،

تكن الحقیقة كما قیل ألن سدرة المنتھى بلوغ اإلنسان في ولم . یوجد اهللا وأن وراء الحجابالصعود الكوني ، ووراءھا حجاب وھي دائرة عظیمة صفراء وسطھا البیت المعمور، وھو شبھ الكعبة تستمد منھ الكعبة النور الكامن فیھا ، إن سدرة المنتھى لھا اتصال ثالثي مع

: م ونظھره في الرسم التالي المسجد األقصى والمسجد الحرا

66

سدرة المنتھى

القدس الكعبة




إن اهللا سبحانھ وتعالى أسرى بالنبي علیھ السالم من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى ثم

إلى النبي عرج بھ إلى سدرة المنتھى وأرجعھ إلى الكعبة ، وھنا یظھر سر المثلث فأوحى اهللاما أوحى ، ولم تكن سدرة المنتھى یرى فیھا اهللا كما ذكر البعض ، وإنما فیھا سر المسجدین ، وشعر النبي علیھ السالم بوجود اهللا حقا وما رآه ، ولم یكن اإلسراء والمعراج بقوى العقل كما

لحرام لوجود زعم الكثیر، بل كان بالجسم ، وتحولت القبلة من المسجد األقصى إلى المسجد اسر المثلث ، وذلك أمر ما كان لإلنسان أن یبحث فیھ أو أن یقول لم تحولت القبلة ، والمھم

سدرة في من القول ھو أن الرجل المجھول یستقر بدائرتھ الصفراء في الكعبة ثم في القدس و وعند ظھور المھدي تضيء الكعبة بنور أصفر قوي والقدس بنور أبیض قوي المنتھى ،

، فسر الدائرتین یظھر في المسجدین فیصبح مثلث النور متصال مع المھدي ، فعذاب أیضاالناس یكون بالمثلث النوراني حتى یتحطم المثلث الظلماني ، وأول العذاب یكون بتسع آیات كبرى من ثالثة مثلثات من كل مثلث ثالث آیات معجزات ، وثاني عذاب یكون بالسبع الثالث

ات للعذاب ، ثم العذاب الثالث یكون بالخمس الثالث من كل مثل خمس من كل مثلث سبع آیآیات ، ورابع عذاب یكون باألربع الثالث من كل مثلث أربع آیات للعذاب ، وعند االنتھاء من عذاب المرحلة األولى یدخل الناس في المرحلة الثانیة بخروج ثالثة أشخاص من الدائرة

دا بل ثالثة رجال في رجل واحد ، والمرحلة الثانیة شاملة الصفراء ، فالمھدي لیس رجال واحلعذاب بثالثة مثلثات لكل شخص من أشخاص الدائرة الصفراء ثالث آیات للعذاب ثم یظھر

فیھ ثالث آیات فتلك تسع آیات كامالت ویظھر من كل عند كل شخص من ھؤالء مثلث إذ عرف ھذا مما شخص من الثالثة أشخاص شخص ، فتصبح ست دائرات صفراوات و

ذكره األنبیاء والرسل فإن المؤولین اتجھوا إلى تأویل اسم المھدي ، وذلك لوجود ستة حروف في اسمھ ، وظنوا أن الستة حروف ھي إشارة إلى أسماء األشخاص المعنیین باألمر، ونظھر . في ما یلي الرسم التالي والمظھر للستة حروف التي جعلت اسم المھدي في شمولھا

مثلث الدائرة : محاولة إلظھار سر المثلثین اإلثنین لھذا استعمل العدد السادس في السحر : الصفراء ، ومثلث الدائرة البیضاء ، ونظھر ھذا أیضا كما یلي

67

ھ د م ل ي ا




وقال الكثیر أن األلف إشارة آلدم علیھ السالم ، والالم إشارة للقمان ، والمیم إشارة لمحمد

لسالم ، لذا علیھ السالم ، ثم الھاء إشارة لھود ، والدال إشارة لداوود ، والیاء لیوسف علیھم انجد في كثیر من الطالسم السحریة أسماء األنبیاء ، وذلك إنما تغییر ألن أصحاب الدائرة

كثیر كذلك أن بھذا یمكن االستدالل على عدد أصحاب الصفراء غیر معروفین ، وظن الكھف ، فقالوا أن عددھم ستة لوجود ستة حروف في اسم المھدي ، فاسم المھدي غیر منزل

من الكتب السماویة ، إال أنھ بمحاولة التأویل بالوسائل المذكورة لفھم سر المثلثین في كتاب أعطي للرجل المجھول اسم المھدي ، إن رسول العذاب لم یعرف عنھ شيء ، أأشخاص

ن حقا یظھر بظھور كثیرون ھو، أن شخص واحد فیھ أشخاص متعددون ؟ وسر المثلثیوبیضاء ، وإذا ما اجتمعا یعطیان دائرة واحدة كاملة المھدي فإن كل مثلث في دائرة صفراء

بأصفر و أبیض وفیھا مثلث واحد ، أما المرحلة الثالثة التي یدخل فیھا الناس یوم العذاب فإن دائرة وردیة ھي التي تظھر ولھا شأن آخر غیر ما ذكر ألنھا تشمل ثالثة مربعات ال ثالثة

من كان لھ اتصال باطني علمي دیني إال ویقف مثلثات ، ویظھر فیھا صاحب اللثام ، وكل . عند ھذا الحد من الفھم ، ولنقل لعل الشخص الذي یظھر فیھا ھو المھدي المنتظر

68

ا

ل م

مثلث الدائرة

الصفراء

ھـ

د ي

مثلث الدائرة البيضاء




إن بعد المرحلة الثالثة والتي تشیر إلى المثلث تختفي الدائرة الوردیة اللون وال یظھر للناس

من أحد ، ویتركون مدة حتى یطمئنوا لعدم وجود من یعذبھم فیخفف عنھم العذاب وبغتة تأتیھم صیحة فإذا ھم خامدون ، وبعد ھذا یكون الحشر األول ، وقبل أن نضیف أشیاء أخرى

ذكر أن تفاصیل العذاب ھي صورة أصلیة لیوم القیامة والبعث ، وكانت للعذاب البد أن ناألول ھذه الصفة ألن الناس كذبوا بیوم القیامة ، فالصیحة مثل واضح للنفخ في الصور، والحشر األول لھ مراحل أربع في العذاب ، والمجموع سبع مراحل وتأتي بعد ذلك الساعة ،

. والساعة علمھا عند اهللا إن اهللا سبحانھ وتعالى ال یضرب مثال خیالیا ال وجود لھ ، وكل مثل ضرب في القرآن إال ولھ وجود في الكون إما في ما نراه أو في ما ھو خفي عنا ، وذكر في القرآن أن اهللا ال

یضرب مثال ما بعوضة فما فوقھا ، واعتمد القدماء بتأویل ھذه المثل باعتبارھا یستحي أنتفسیرا یكمن فیھ سر الكون كلھ وأسباب الخلق ، وكل ما غیر أو ما نجد معرفتھ في األرض ما وصل لإلنسان إال بواسطة الكتب المنزلة ، فما كان لإلنسان أن یعرف وجود المالئكة لو

تاب المنزل كلھ ، وكل ما نجده مبعثرا في ما یعرفھ اإلنسان الیوم إال ولھ لم یذكر ھذا في الكمنطلق علمي دیني صحیح ، وبالتغییر ال یفھم األصل ، وعلى اإلنسان أن یبحث في كل ما

فإن كل ما یجعلھ یسمعھ ویراه ویحاول أن یعرف األصل بدراسة ما في الكتاب المنزل ، الكون كلھ ، وبالتغییر فإن الكافر یصبح كافرا بكل ما جعل اإلنسان ما ھو إال صورة لما في

اهللا ومشركا باهللا ، ولو بحثنا في صنم رجل ظاھر كأنھ یحمل على كتفھ األرض ھل نجد أصال أم ال ؟ ، فاألصل أوال مغایر لوضع الصنم ألن التغییر ما كان إال منحرفا عن الحقیقة ،

نا أن فیھا كثیرا مما كان القدماء یفعلونھ بطرق سحریة والتقالید لوجدولو بحثنا في العادات ویعتبر ذلك الیوم مجرد عادات وتقالید ، بینما ھي لھا أثر عظیم ، ویحسب اإلنسان ھذه األشیاء ھینة وھي عند اهللا عظیمة ، وكان المثل في البعوضة فما فوقھا ، أن اهللا سبحانھ

قیقي لھ سر في وجودھا ، والكافر یخلد في وتعالى لم یجعل األشیاء صغیرة دون اعتبار حجھنم مھانا ، ولو فكرنا قلیال في إجباریة الخلود لوجدنا أن اإلنسان یعیش عمرا قلیال وحتى لو كان البد من عذاب للكافر یعذب حسب الفھم الظاھري سنینا مطابقة لعمره ، فقال بنو

من ھذا الفھم ، ولكن ى ننسى أن إسرائیل أن النار لن تمسھم إال أیاما معدودات انطالقاإجباریة الخلود حقیقتھا أن الكافر كفر بما ملك اهللا كلھ بزیادة الشرك باهللا واستصغار لما ھو عظیم عند اهللا ، ویظھر للناس أنھ ھین ، ولیكن الفھم واضحا ، إن ما یجعلھ اإلنسان مما

منھ ، وال یمكن أن یكون صنع بیدیھ قد یكون لھ أصل یؤدي بھ إلى كفر وشرك دون شعورلھ عذر لكون القرآن ذكر فیھ كل ما یخص اإلنسان في كل زمان ومكان ، ونھى األولین من اتخاذ مصانع لعلھم یخلدون ، ومثل االكتشافات اآللیة لم تكن من اختصاص المسلمین ألنھم

ھا في التغییر كانوا یرجون من اهللا ما ال یرجوه الذین كفروا ، والشعوب التي تأصلت معرفتبقیت على ما كانت علیھ وذلك برفضھا للدخول في اإلسالم ، فتقدموا في معرفتھم وطوروھا

ولما دخلت على األمة اإلسالمیة معرفة دخیلة ، غـیـر. بینما المسلمون كانوا عن ذلك غافلین

69




المسلمون ما كان بأنفسھم واتبعوا ما كان علیھ اآلخرون ، فأصبحوا متأخرین لم یبلغوا إلى شيء في الدین وال إلى شيء في المعرفة المنحرفة عن الحقیقة ، فما یخص الصنع اآللي ،

متأخرون ، ولم یعد ھناك فرق بین ، أن المسلمینلھذا وكما ھو ظاھر في العصر الحالي األمم الیوم ، المسلمون یظھرون في لبس المغیرین ، وأصبحت الضرورة كما ھي یصعب الرجوع إلى الدین ویصعب التقدم في المعرفة األخرى ، وما كان االعتماد على الشعوب

ح الصواب وأصب. األخرى الغیر المسلمة إال لفقدان أصل العلوم الحقیقیة عند المسلمین ال نتطرق والخطأ مختلطین السیما بكثرة ما كتب بعد ترك ما كان مكتوبا في الكتاب ، وإنا

الدین یوفر متأخرون ، بینما لوضع مشكل نسب بھ اآلخرون أن المسلمین في الموضوع إال لكل مسلم كل ما یحتاج إلیھ من معرفة ، وكان الكفار في عھد النبي علیھ السالم كلما سألوا عن أشیاء مبھمة إال وكان اهللا سبحانھ وتعالى یعطي أحسن تفسیر، وألن موضوع المھدي المنتظر كان من األشیاء المبھمة ھیأ الیھود جمعا للسؤال عن ذي القرنین علیھ السالم ، ثم سألوا عن األراضي المحجوبة ، فذكر لھم علیھ السالم ما أوحى إلیھ مما ذكر في القرآن ،

واب مقنعا فسألوا عن الروح ، وما كان الجواب لیقنعھم وتابعوا بحوثھم ، ولم یكن الجوترجمت إلى العربیة كثیر من أقوالھم وتفسیراتھم فاختلط األمر كما ھو علیھ اآلن ، وبعد ظھور المتصوفة زاد المشكل أكثر مما كان علیھ وخطت أساطیر تعتبر في الدین أساطیر

یر بتاتا مھما كانت وسائل التغییر السیما أن أئمة الدین كان األولین ، ولكن الحقیقة ال تغألغلبھم االتصال الباطني الدیني ، كلما قالوا قوال إال ویحرف كذلك ألن ھؤالء األئمة لم تكن لھم كرامات یظھرونھا للناس حتى یصدقوھم ، فالناس اتبعوا دائما أولئك الذین بإمكانھم

، وأشد تأثیرا على الناس كان من الذین یملكون الكرامات ، لاستعمال قوى الطبیعة بقوى العقالبسین لباس الدین ، فیقولون أن ما اكتسبوه ما ھو إال من الكتاب ، وما كان ذلك من وھم

الكتاب ، بل تحریفا لما جاء في الكتاب ، ولو كانوا على حق لما قالوا أن اهللا یحل في ي ، والتاریخ محصي فیھ أن كثیرا من أولئك قتلوا أجسامھم وما كانوا لیدعوا بأنھم المھد

بحكم دیني صارم حكم بھ أئمة الدین ، والزمان قد تطور وأصبحوا الیوم تحت ستار الدین الذي یدعون بھ ویدعون إلیھ ال یخافون أن یحكم علیھم من أحد لفقدان أصول الدین التي تثبت

إال حكم إلھي على الناس المنحرفین عن وسائل التغییر وما بعدھا ، وظھور المھدي ما ھو وحكم اهللا دائما یستوجب العذاب فال غرابة إن صدق الحق ، إذ لم یحكم علیھم من أحد ،

. اإلنسان بلزوم ظھور المھدي

كنھم أن یشھدوا على أحد من الذین ماتوا ویزورونھم لتكن شھادة الناس على أنفسھم ، أیمأنھم من أھل الجنة ؟ فإن كانوا یشھدون على ذلك فإنا ال نشھد ونعلم أن اهللا یغفر لمن یشاء ویعذب من یشاء ، والنبي علیھ السالم قال كما ذكر في القرآن أنھ ال یعلم ما یفعل بھ اهللا وال

ري أشرا أرید بمن في األرض أم أراد بھم ربھم رشدا ، وإنا كما قالت الجن ال ند. بالناس فإن كان المؤمن مسلما فإنھ ال یكذب أبدا بما ذكر في القرآن ، أن یأجوج ومأجوج سیفتح لھم ویخرجون للناس وال یكذب أیضا بأن دابــة مــن األرض تخرج للناس فتكلمھم ، وإذ تأذن اهللا 70




لیبعثن على الكافرین إلى یوم القیامة من یسومھم سوء العذاب ، ویوم یحشر من كل أمة فوجا ممن كانوا على الرحمن أشد عتیا ، كل ھذا یظھر أشیاء ، وما ظھور المھدي بشيء

ك من دلیل إال آیات ذكرت في القرآن ھي آیات اهللا وما نملك من كرامات مستحیل ، وما نملحتى یثق الناس بما ذكرنا وإن كل الذین ساھموا في ما ذكرنا مستدلین بالعلوم الدینیة الباطنیة لراغبون أنھ إن كان من أحد لھ علم آخر یقول أنھ حقیقي فلیأت بأحسن مما ذكر، وإن قیل أن

. فإنا ما سمعنا بھذا في ملة المسلمین من قبل المھدي غیر موجود

71




ما ختم الموضوع ، ولن یختم أبدا ، إال أن یقتصر فیھ ، ولن یختصر في الكالم مادام لم یبلغ

لناس لیعتقدون أنفسھم على ألن أكثر ا. إلى منتھاه ، وكل كالم ال یجبر وجوب االعتقاد صواب ، وما كان تعبیر قساوة الكالم إال وسیلة للفھم على أن المھدي رجل ذو بأس شدید ال یعرف الرحمة ، وما كان لیرحم القوم الكافرین ، فھو إمام مبین عمره ال یعد بالسنین ال یكبر

عظیم إذ لبث نوح علیھ وال یھرم ، وإن قیل كیف یمكنھ أن یعیش أمدا طویال ، فإن مثل اهللاوھل من أحد یعجز اهللا في شيء ؟ ولم یكن السالم فق قومھ ألف سنة إال خمسون عاما ،

المھدي شیطانا كما قیل بل كلف بالظلمات والنور، والذین قالوا إنھ الشیطان ما قالوا إال من ع المحشورین في بعدما اتصلوا بھ ولم یتبین لھم وجھھ على حقیقتھ ، لذا فإن إبلیس یحشر م

أجمعین ، ألم یكونوا من المعذبین ولم یكن لھم من سلطان مبین ، \الحشر األول والشیاطین وإن الذین ھادوا إلى اهللا سموا یھودا وھم من بني إسرائیل ، والذین نصروا المسیح عیسى بن

ون باهللا فإنھم مریم سموا نصارى ، والذین أسلموا وجھھم هللا سموا مسلمین ، أما الذین ال یؤمنال تعرف لھم ملة ، وما كانوا من أھل الكتاب بل ھم منفكین حتى تأتیھم البینة فیظھر لھم اهللا أن المسلمین لم یكونوا من أھلھم كما ذكر اهللا سبحانھ وتعالى لنوح علیھ السالم أن ابنھ الذي

لیس لھ بھ علم ، إن اعتصم بالجبل لم یكن من أھلھ ، وأمر نوح علیھ السالم أن ال یسأل ما المھدي یعرف كرجل من نور ووسائل تعذیبھ للناس كلھا بواسطة نور یرى ، وأسماء ھذه األنواع من النور والتي ھي وسیلة العذاب مذكورة في القرآن ، وملحوظ أن كل آیة یؤخذ

ھا ، منھا فھم ، ال تذكر على صفتھا الحقیقیة أو یعطى رقم لھا أو بیان للسورة المذكورة فیالقرآن واهللا قد أمر بدراستھ حتى یبحث اإلنسان وذلك حتى ال یستغني الباحث عن دراسة

فیما حوى من كالم لعلھ یھتدي إلى ما ھدى اهللا إلیھ بما ذكر في الكتاب ، وكل كالم ذكر لم یكن وسیلة دفاع عن المھدي ، بل دراسة للمشكل بكاملھ ، أما المھدي لم یكن وسائلھ للدفاع

ن نفسھ أو عن دین اهللا ، وعلینا نحن أن نعرف أن المھدي ال یوقفھ شيء عند ظھوره وال عیستعصي علیھ أمر ولو اجتمع الجن واإلنس على أن یؤذوه لما استطاعوا لذلك سبیال ، والحشر األول لھ صبغة بفھم منھا أنھ حشر للصراع بین قوى النور وقوى الظلمات ، واهللا

. ورسلھ وعد أنھ لیغلبن ھو إن أغرب حدیث لقول شیخ ھرم بعد أن رأى مشاھد كثیرة سینائیة لیطلع عما یعیش في

لم ، دور رجل عاش في عھد الرومان وفي فیلم آخر یالناس ، فسر أن ممثال حین یمثل في فعھد الفراعنة فیموت في فیلم ثم یعود ویمثل في فیلم آخر وفي دور آخر في دور عاش في

عصر مختلف ، فإن الممثل یمثل دور المھدي ، وبعد االستفسار قال إن المھدي عاش في كل وت على حسب الظاھر لنا ، ولكنھ یعود فیولد مرة أخرى في جسم مالعصور بین الناس وی

شھیدا وھو یعرف ذلك وھذا سر اهللا في أرضھ ، وقد سبق آخر وبین قوم آخرین لیكون علیھم لنا أن ذكرنا مثل ھذا من قبل إذ قالھ القدماء ، ولكن الحقیقة لم تعرف من ھذا الجانب ألن الرجل المجھول یتشكل في أي صورة كانت بدال من أن یولد ویموت ، وفسر الشیخ كذلك أن

ك كھربائیة تجمع القوى الطبیعـیـة ، ومــا ھي الوسائل اآللیة ما ھي إال طالسما وسحرا بأسال 72




إال مما طوره القدماء من اتصال مع قوى الطبیعة ولوال ما فعلھ الناس قدیما لما تمكن

لي من استعمال الوسائل اآللیة ، وكل استعمال من ھذا النوع إن لم یغیر فیصبح اإلنسان الحا. نورا یسأل عنھ اإلنسان

ابتساما وال وسألنا الشیخ عن المھدي فقال إنھ نبي آخر الزمان على وجھھ شبھ لثام ال یبدي

یبادر بسالم تھتز لھ األشجار، وبظھوره تمأل األرض غبارا ، وال یكون لیل وال نھار، ولن یعرف اإلنسان استقرار وتھدم الدیار، وما ألحد من قدرة على الفرار وتنطفيء النار، وتھیج

. البحار، یعذب األشرار، كذلك ھو أمر اهللا الواحد القھار

ونعطي مثاال آخر من قول شیخ أجاب بعد أن سئل عن المھدي أن ما شأنكم بھ ، إنھ رسول العذاب ال یعرف إال الصواب ، وال نعرف لھ وصفا ، ولم یكن صبیا وال شابا وال شیخا

ال یعرف شیئا ھرما ، وال ندري أمن الجن ھو، أم من اإلنس ، أم من المالئكة؟ ثم قال إنھ عن المھدي ، وبعد أن قیل لھ أو ال توجد أحادیث نبویة یذكر فیھا شيء؟ قال أن النبي علیھ السالم ما تكلم عن المھدي إال بصفة تطمئن بھا قلوب المؤمنین ، وكلما سئل إال ویقول عنھ

تطمئن ثم یسكت ، ولم یجمع ھذه األحادیث من اھتم بجمعھا خوف الفتنة ، ولكن الناس لم . قلوبھم ، وسعوا إلى فھم ما ال یحاط بھ فھم كلي إال أن یكون سطحیا

ذكرنا القول كما قیل ، وكما ھو ملحوظ نجد أن الناس لھم فكرة عن المھدي ، ما كان ھذا

دینیةدیا تسلط على الناس ، ولكن آثار معرفة توجب من قبل بعلوم وباء فكریا اعتقاصحیحة ، ونجد كذلك أن كبار السن یصدقون أن المھدي سیظھر، بینما الجیل الصاعد ال

قال شیخ أن ھذا یسمى باالنفصال ، یرى فائدة في ھذا ، ولما سألنا عن تفسیر لھذه البادرة وعصرنا كأن الذین ال یصدقون یكثرون فیھ ، والذین یؤمنون ینقصون حتى یبقى الجیل بعد

و جیل آخر الزمان ، ألن النبي علیھ السالم ، كما ذكر لنا بأحادیث صحیحة لم یتحدث ھذا ، ھ. قط على الجیل اآلتي بعد القرن الخامس عشر الھجري

نالحظ سرعة عصر السرعة وذلك ظاھر في االكتشافات التي تتضاعف یومیا ، وفي أقل

كأن شيء یجتمع ، ویكثر الفساد كأن ھذا تلبیة لنداء علمھ عند اهللا ، ونعرف أن اهللا من قرن ، األرض لیحق علیھم العذاب سبحانھ وتعالى عندما یرید أن یذھب قوما فإنھ یأمر المترفین في

ولكن ھل بإمكاننا أن نوقف ما نحن فیھ؟ بلى إن السفینة التي ركبھا اإلنسان والمركبة من أساس لھا ستتحطم یوما في بحر من ظلمات ، وإن من عذاب آخر الزمان أن المھدي أفكار ال

وى ، وما ذكر یعذب الناس في بحر الظلمات ، ویظھر جبل طور سیناء والوادي المقدس ط

73




فھو في حجاب ، فالكالم عن المھدي كثیر وكم من قصیدة شعریة نجد فیھا كالما كثیرا ، ال یعني شیئا إال إشارة لما یكون في آخر الزمان ، وظھور المھدي ، وكل ذلك بصفة غیر

ھو مطابقة للحقیقة ، وإن كان الناس الیوم محاطین بمشكل اختالط القوى ، فإن المطلوبتغییرھا من ظلمات إلى نور، وإن كان األمر كذلك فالمشكل قد ینفك مادام المھدي ال یحطم

. النور ولكن یحطم الظلمات

74




75




قد یكون التفكیر فیھ صواب ، وإن قیل كیف یكون حال المؤمنین عند ظھور المھدي ؟ وقبل

قدیم أن الكنائس تخصص جناحا للعذارى أن نعرف شیئا من ھذا نذكر أنھ عرف منذ ال أن األرض المباركة یوجد فیھا المسلمون بلیسمون بنساء عیسى علیھ السالم ، ذكرنا من ق

الذین ماتوا في سبیل اهللا ، وكما أظھرنا أن بعد مرور الدابة على الناس تكسوا المؤمنین بنور الحاجبة للقطع المتجاورة في أبیض والكفار یظھرون في سواد ، وذكرنا الحجب األرضیة

األرض ، ثم موقع بین السدین ومجمع البحرین ، وكل ھذا یجعل تساؤال عن كیفیة وجوده ، إن المؤمنین الذین یحضرون في ظھور المھدي یدخلون إلى قصر سلیمان علیھ السالم

ء شمل ویسكنون فیھ ، وإن من أعاجیب البنیان لقصر سلیمان علیھ السالم ، فیھ من كل شيما في الحیاة الدنیا مما یتمناه اإلنسان ، واألرض في كل طبیعتھا لم تغیر حیث یوجد القصر، فیبقى المؤمنون فیھ حتى ینتھي المھدي مما كلف بھ ، وما ینتھي المھدي حتى یكون آخر المؤمنین قد مات ، ویأتي دور الصیحة فإذا بالكفار ھم خامدون ، فیبقى المھدي في القصر

وقد تضاعفت قوتھ أكثر مما كانت علیھ ، ویفتح حجابا یتم الحشر األول فیخرج للناس حتىآخر في القطعة األرضیة التي فیھا القصر ویدخل قصرا آخر وفیھ أزواجھ ممن كان لھن دور في األرض كملكة سبإ وامرأة فرعون ، وما نذكر ھؤالء الناس إال كمثل فقط لما عرف

ا عدیدات قالوا إنھ من البشر ولم یكن األمر كذلك ألن الرجل البعض أن للمھدي أزواجالمجھول یتخذ أي صفة كانت وبإمكانھ أن یكون كبشر أو كجان ، أما حقیقة خلقتھ ال تعرف ، ولنرجع ألرض القصر فإنھا تنقسم إلى ثالثة في كل جناح منھا قصر ونظھر ذلك بالرسم

. التالي 76

القصر األول

القصر الثاني

القصر الثالث




وإن المتنبھ لكل ما ذكر یالحظ أن المثلث یعود مرة أخرى لیشمل ثالثة قصور، للقصر نور و وردي اللون ، وللثاني نور أبیض اللون ، وللثالث نور أصفر اللون ، لذا اتبع الناس ما تتل

الشیاطین على ملك سلیمان ، وذلك المتالك ملك شبھ لملك سلیمان والذي ال ینبغي ألحد من بعده ، ولنذكر أیضا أن إبلیس لما أدلى آدم وزوجھ بغرور قال لھما ، ھل أدلكما على ملك ال یبلى؟ فآدم علیھ السالم لم یكن مسئوال عن مشكل البشر كما ظن الكثیر، وألن الناس یسعون

الملك الذي ال یبلى أو أن یكونوا مالئكة أو من الخالدین ، وھذه األوصاف نجدھا عن إلى الرجل المجھول ، لذا كان استعمال السحر یجلب مشكال عظیما مباشرة ویمس المھدي ، ولو لم یكن كذلك لما بعث رجل یعذب الناس ، وإن قیل إن آدم علیھ السالم لم یعذب عندما أكل

نة في القرآن ، فألنھ أوال لم یخرج عن طاعة اهللا ، إنما أداله إبلیس بغرور من الشجرة الملعوفتاب علیھ اهللا ، ثم إنھ لم یستعمل السحر كوسیلة للبلوغ إلى ھدف أساس الغرور، والفرق

. ظاھر بما ذكر إن العلوم الباطنیة كلھا تستورد عن طریق المھدي ، ولم یكن ھناك علم لدنیا مصدره من شبھ

اتصالھا مباشرة مع الرجل المجھول ، وكل الوحي وكل قوة یكتسبھا اإلنسان ، إال ویرجع شيء مما یھم اإلنسان إال ومكلف علیھ ، فھو الوصل بكاملھ ، والمتصل بالقوى الباطنیة یتأكدمن ذلك ویؤكده أن العلم لم یوح إلیھ ، بل عرفھ عن طریق رجل مجھول یرشده إلى الحق وما كان اإلنسان لیھتدي بنفسھ ، لذا أعطي اسم المھدي للرجل ذي اللثام ، وھو وحده الذي بإمكانھ أن یرجع لإلنسان بالمنام الصوري االتصالي بالباطن ، أحداث في كل زمان ، كما أن

درجة عالیة في االتصال الباطني بإمكانھ تصحیح أصول الدین التي بلغت إلینا البالغ إلىمغیرة ، والرجل المجھول ھو الذي یعطي من الذكر ما یوصل بھ اإلنسان إلى درجة كافیة للبلوغ إلى العلم الدیني الحقیقي كما أنھ یظھر حدود المعرفة ویظھر األخطاء الدینیة ویحذر

نسان بھ علم ، ثم یعرف المؤمن المسلم المتصل بھ على قوانین السحر من اتباع ما لیس لإلالجتنابھا ، والذي لھ قوة من نور فإنھ ال یمكنھ أن یفعل بھا ما شاء أو یسخرھا ألغراضھ وذلك لوجود إجباریة احترام حدود اهللا ، والمتصل بالباطن على الطریقة األصلیة الدینیة فإنھ

ن اآلخرین إال إذا ما أذن لھ وبحجة الغرض وأھدافھ ، فبالباطن ال یمكنھ أن یعرف شیئا عكذلك تقام حدود اهللا كما ھي في الظاھر، ولكن من كان لھ اتصال بالباطن بصفة استمدادیة من قوى ظلمانیة فإنھ بإمكانھ أن یفضح الناس ویطلع على أمورھم كما أنھ یغیر القوى

علیھ الحجة على أنھ أفسد وتدخل فیما ال یھمھ في الموجودة دون أن یستأذن من أحد ، فتقامشيء ، فالفرق ظاھر بین الذي لھ اتصال بنور والذي لھ اتصال بظلمات ، ونالحظ أن

ال یستعمل طرقا خاصة لوضع جداول وأوفاق وطالسم اعتمادھا على معرفة المؤمن في ھذا وى الطبیعة فإنھ یعتمد على ذلك قوى النجوم والكواكب وذلك للتغییر، بینما الذي لھ اتصال بق

اعتمادا كلیا ، والقوة التي یكتسبھا تكون مھددة ، باالنھیار بدال من المؤمن فإن ما یعطى لھ من نور ال ینزع منھ ، وھذا فرق أیضا ، وإن كان المتصل بالباطن على حق فإنھ ال یستخرج

أن النبي علیھ السالم لم یعلم بالوسائل الباطنیة أشعارا وقصائد وذلك طبقا لما في القرآن الشعر وال ینبغي لھ ، وألن الشعر ال ینبغي للنبي علیھ السالم فإن المسلم كذلك ال ینبغي لــھ ،

77




ألوفاق تعتبر إلحادا في أسماء اهللا ، وأسماء اهللا الحسنى جعلت للدعاء الجداول واوأوضاع

بھا ، ولم تجعل لتأویلھا أو الستعمالھا بطریقة تجلب قوى الطبیعة ، وكل اتصال بقوى الطبیعة كان یسمى قدیما في الدین سحرا ، لذا ال نجد أحادیث نبویة شریفة تدل اإلنسان على

دین باالستمداد منھا أو استغالل قواھا بقوى العقل ، والذین أدلوا حركة الكواكب أو تلزم المتفي ما كتبوا على أسرار الحروف واألعداد وعلم التنجیم أو خط الرمل ، إنما یدلون الناس

إن المتدین یسمى مسلما ال . بغرور حتى یقعوا في مشكل یصعب الخالص منھ في وقتھ نى آخر أساس لتغییر أسس الدین ، وكثرة الزوایا متصوفا ، فالتصوف إذا ھو شعوذة أو بمع

ما ھي إال وسیلة للتفرقة ، والقصائد المأثورة ظاھریا لم تكن إال صبغة كأن لھا حقیقة بینما تدفع المتعلق بھا على أن یتعلق بالمشایخ وترتیباتھم ثم االبتعاد عن قراءة القرآن ، فكانت

حزب بما لدیھم فرحون ، فھؤالء فرقوا الدین مباديء التصوف كأنھا تقسم الناس شیعا كلوخلطوا األشیاء ، وكال یعزز نفسھ ویزكیھا فیقول أنھ ینتمي للطریقة الفالنیة ، بینما اإلسالم دین واحد ونبي األمة اإلسالمیة نبي واحد ھو محمد علیھ الصالة والسالم ، ومما یثبت

هللا في مواطن الكون بأن یرى اهللا شعوذة التصوف ھو أن المتصوف یسعى إلى االتصال بافي كل شيء ، ثم إن البالغ في ذلك یسعى كذلك أن تكون لھ أھمیة في الباطن ظنا منھ أنھ یمكنھ أن یرزق العباد أو ینقص من رزقھم ، وكم من شیخ متصوف یقول للمرید ال تخف إني

ال تنظر إلي نظرة سأزید لك في الرزق ، وما علیك إال أن تعظمني أكثر مما تعظم اهللا وبشریة وانظر إلي بنظرة ربانیة حتى تبلغ ، أن ھذا الكالم قیل ، وما زال یقال ، وسبحان اهللا

الذي اهللا یحل في بشر ولقد أظھرنا أن الرجل المجھول ھو نعما یشرك الناس ، وما كاذین أحبوا یعذبون وھم الیتصل بھؤالء ویمكنھم مما أرادوه حتى یحق علیھم العذاب ، ولم ال

. أنھم یحسنون صنعا الكفر على اإلیمان ، وألنھم ال یقولون إنھم مشركون بل یحسبون إن اهللا جعل للكون من كلفھ بمھمة الوصل واإلیصال في طریق الدین االتصالیة الباطنیة

لقدیم والظاھریة بالرجوع إلى الحق واعتبار األنبیاء والرسل دون جعل فرق بینھم ، ومنذ ااستعملت طرق في كل عصر كان ھدفھا االتصال اإللھي اإلنساني وأخذ مكانة األنبیاء والرسل ومن كلف برساالت اهللا ، ألن الناس أصروا أن ال یؤمنوا إال بما أنزل علیھم وما ینزل علیھم من شيء ، بل اهللا یخص برسالتھ من یشاء ، ومن الناس الذین اختصوا قدیما

لي األمر ممن جعل اهللا بالحق ، فإن ھبیال قتل أخاه قبیال على حجة واحدة ، أن ألخذ مكانة أواهللا سبحانھ وتعالى لم یتقبل قربان ھبیل وتقبل قربان قبیل ، وقد یضع اإلنسان سؤاال لم لم یتقبل قربان ھبیل ؟ إنھ لحق سؤال إن لم نفھم من بعد أن ھبیال كان یكن الشر ألخیھ ، بینما

یرد على ھبیل بشيء یؤذیھ ، فباء بإثمھ وإثم أخیھ ، وھذه الوسیلة ھي إظھار لسر اآلخر لم لو لم یكن القربان لما تبین أمر األخوین ، كذلك اهللا یجعل للناس فتنة حتى یظھروا ما بأنفسھم ، فكانت ناقة صالح علیھ السالم ، أظھرت كذلك ما بأنفس الناس وأظھرت أذاھم

، وكل ھذا مظھر لعدم وجود طاعة اهللا ، وما أرسل اهللا سبحانھ وتعالى وشرھم فعقروا الناقةبیاء وما أنزل الكتب السماویة إال لیزداد الكافر كفرا ، وال یتبین أمر أمة حتى ــل واألنــرســال

78




یأتي اهللا بأمر من عنده یكذب بھ الكافر ویصدق بھ المؤمن ، ألن الناس على حسب الظواھر فإنھم ینكرون أنھم یفعلون شرا أو أنھم ال یؤمنون ، ویؤكدون أنھم مصلحون ، فاهللا خیر

أضغان ما الماكرین ما مكره إال بحق یظھر ما یشاء ویخفي ما شاء كذلك ، ولو شاء ألخرجیشاء فیتبین عدم وجود اإلیمان ، وللنظر إلى الناس الیوم كأنھم مسلمون ولو ظھر أمر من

المھدي لن یكون بنفس الشكل المعھود بھ ألن عند اهللا لتفرقوا فیما بینھم ، ولكن ظھورزید الرسالة والنبوة ختمتا ، وظھور المھدي ال یعني إال اقتراب الساعة وعذاب الكافرین ، ولن

على القول األول أن ھبیال بعدما قتل أخاه تسرع إلى تغییر ما أنزل على آدم علیھ السالم واستخرج ثالثة كتب ، وذلك لتغییر المثلث النوراني والذي أظھرناه قبل ھذا ، وأراد ھبیل أن

سم یأخذ مكانة أصحاب المثلث المكلفین بما كلفھم اهللا بھ ، واستعمل طرقا تغییریة تغیر سر جاإلنسان وسر الكالم والكتابة ، وبالجسم غیر خط المثلث األول ، وبالكالم غیر خط المثلث الثاني ، وبالكتابة غیر خط المثلث الثالث ، فبدأ االتصال بالظلمات ألول مرة وعرف السحر وبدأ المشكل مشكل اإلنسان والعقل ومشكل المھدي المنتظر، ثم مشكل الفصل بین الخالق

مع رجل من الجن وطبقوا طرقا مدروسة لالتصال بالشیطان ، وق ، وتم اتصال ھبیل والمخلفظھر مثلث الظلمات ألول مرة ، ولم تؤخذ بھذه الطریقة مكانة المسؤولین واعتمدوا بعد ذلك

، قدست إلى أن جاء الطوفان فحطمھاعلى بحوث أخرى للبلوغ إلى ھدفھم فجعلوا نارا مقدسة التنور المذكور في القرآن حین فار التنور وكان الطوفان ، وكذلك كان ومكان النار ھذه ھو

إن انطفأت فإن ذلك یعني آخر الزمان وكان آخر الزمان ألولئك األمر ألنھم قالوا أن نارھم فقط ، ولنرجع قلیال إلى ما قبل الطوفان ، فإنھ بعد موت ھبیل والرجل من الجن والمسمى

اس تابعوا ما كان علیھم آباؤھم ، وجعلت أصنام ألناس بلغوا بلوغا باطنیا بالمورسلور فإن النكبیرا في القوى االتصالیة بالطبیعة واتخذوا آلھة ، وطبقت القوة الظلمانیة المضادة للنور، وذلك بالسعي إلى تغییر حقیقة النجمة الخماسیة بعد أن لم ینجح التغییر بالقوة الظلمانیة

لت األصنام على حسب خطوط النجمة الخماسیة ، فكان العدد لمثلث النور، وجعالمضادة خمسة وذلك ضدا للنور وسعیا ألخذ مكانة من كلف اهللا بالحق ، والمكلفون من عند اهللا عرفوا

من النور، بأصحاب المثلث الخماسي ، وقد سبق أن أظھرنا المثلث الحامل للقوى الخمس خمسات فإن النجمة الخماسیة إذا ما غیرت قد المثلث حامال لثالثوفكر المغیرون إذا كان

ینفك المثلث الثالثي والكامن فیھ سر النور كما فسرناه بوضوح ، وجعلت خمسة أصنام یسمون ودا وسواعا ویغوث ونسرا ، ولم یكن ھؤالء مؤمنین كما قال كثیر، بل ھم أشخاص

ھبیل من قبل ولیكون األمر عرفوا بالكرامات الكثیرة وغیروا كتاب اهللا وأتموا ما سعى إلیھ : واضحا دون جدال ، نظھر بالرسم التالي ما یلي

79




وظن ھؤالء أنھم بما طبقوه سیأخذون مكانة الرجل الملثم ، وظنوا أن المسؤولین الخمس ھم جبریل ومیكائیل وإسرافیل وعزرائیل وروح القدس ، كما ظن ھبیل أن أصحاب المثلث ھم

لى نفس الشيء بتطبیق الروح ، والروح األمین ، وروح القدس ، وجاء بعد ذلك من سعى إطرق أخرى غیر التي استعملت ضد النجمة الخماسیة وذلك بفھم نوضحھ ، فإن الذین فكروا في ذلك طرحوا مشكل المثلث والنجمة الخماسیة في آن واحد ، وألجل الفھم نحن كذلك

فنذكر أصحابھم كما ظنوا أنھم جبریل النجمة الخماسیة والمثلث كما فعلوا بالنور نجمع میكائیل وإسرافیل وعزرائیل وروح القدس ، فھؤالء كما اعتقد في النجمة ، والروح و

والروح األمین وروح القدس كما ظنوا فھم في المثلث ونالحظ أن روح القدس مكرر مرتینفظنوا أن روح القدس ھو صاحب الدائرتین الصفراء والبیضاء فعزلوه من الفھم وبقي ستة ،

: د النجمة السداسیة والمغیرون نذكرھم كذلك في الرسم التالي فاتجھوا إلى التغییر ض 80

نسرا

ود

يعوق

سواع

يغوث

عاد

توت عنخ

رع أمون

ثمود




ان وظنوا أنھم قد یتمكنون ، وبقي مشكل الدائرتین ، فاعتمد على تغییر قواھا فرعون وھام

السیما بعد أن ظھر یوسف علیھ السالم سر الدائرتین المعبر عنھما في المنام الذي رآه وقد : سبق لنا أن فسرنا ھذا ، وبالرسم ومن أجل الفھم فقط نشیر إلى الدائرتین

ال عن النور وكذلك على الرجل الملثم ، وكلما وظن الناس أنھم قضوا على كل من كان مسؤویأتي األنبیاء والرسل إال ویتحطم ما یفعلھ المغیرون ألسس النور، وجاء اإلسالم ونھى عن اتباع ما كان علیھ األولون ، ولم یظھر التغییر إال بعد مضي ثالثة قورن على وفاة النبي

ترجع للناس فھوما أخرى وكتب ما محمد علیھ الصالة والسالم ، فظھر أول متصوف واسكتب وقال ما قال فاتبعھ الناس بعد أن ظھرت لھ كرامات ، واتخذ كما اتخذ األولون أن اهللا یحل في جسمھ ولم یقل أنھ إلھ ألنھ متلبس بلباس دیني ولو قال أنھ إلھ البتعد عنھ الناس وألنھ

لم یعھده الناس ، وظنوا أنھ حق ألن قال أن اهللا یحل في جسمھ وكذلك األنبیاء فھذا فھما آخرالرجل یتطھر كما كان ظاھرا لھم ، وقتل الرجل ، ألن أئمة الدین كانت لھم العلوم الباطنیة ، واالتصال بالرجل المجھول ، وعرفوا السر، وظھر رجل آخر وآخر واختلط األمر، ولم

، ألن الخامس والسادس لم تستعمل الوسائل القدیمة بل وسائل جدیدة وفكروا في العدد السبعبھما شيء لتغییر المثلث فالعدد السبع ھو النھائي ، وخرج أبطال المتصوفة ممن ینجح

اكتسبوا الكرامات المختلفة ، وظھر األقطاب واألبدال والسالكون ، فاجتمعت الثالث طوائف :تالي من أجل تغییر المثلث النوراني ، وجعلت الدراري السبع وھي كما في الرسم ال

81

ونـفرع ھـامـان




وتسمى ھذه عند المتصوفة بالحضرة ، وتجمع كل مغیر من أول الزمان إلى الیوم وكأن كل

تمع في ھذه الدوائر، وتسمى بالدراري السبعة مجمع األقطاب واألبدال واألوتاد ، مغیر اجوالذین قالوا أنھم باستطاعتھم الزیادة في الرزق أو النقصان منھ ، وما ذكرنا ھذا إال بعد أن ذكرنا من قبل أن الرجل المجھول ذكر عنھ أنھ ھو صاحب العدد السابع والمشكل واضح ،

وفة بالمھدي ألنھم یغیرون أصول السبع قوات وعرفت بوجود سبع لھذا ادعى المتصسماوات وسبعة أراض ، ویغیرون الدائرتین الصفراء والبیضاء ألن السماوات لھا نور أصفر واألراضي السبع ، نورھا أبیض ، وقد یوضح السؤال ، لم لم نذكر المغیرین من

وفة في مخطوطاتھم ویقارن ما قلنا وما المتصوفة ؟ لعلنا ندفع الباحث أن یجمع قول المتصأھل الدراري السبعة ، ورغم كل ما فعل الناس فإن الرجل قالوا وبذلك سیعرف أسماء

المجھول بقي مجھوال غیر معروف ولم تؤخذ مكانتھ ، ورغم التغییر ضد المثلث بتغییر ى أصلھ محاطا بلغز النجمة الخماسیة والسداسیة والدوائر السبع ، فإن المثلث بقي كما ھو عل

الرجل المجھول صاحب اللثام نبي آخر الزمان ورسول العذاب والنافخ في الصور، ونظھر : المثلث كما یرمز إلیھ من أجل الفھم بالنور في الرسم التالي

األقصى في مربعین مجتمعین ونظھر بھذا أما النجمة الثمانیة فتعني المسجد الحرام والمسجدأن الذي لم یبلغ إلیھ أحد فھو تغییر القوة الثمانیة ومعنى ذلك أن النور الموجود بالكعبة والقدس لم یغیر ألنھما یضیئان بالنور كما ذكرنا وذلك عند ظھور المھدي ، فبقیت القوتان

من قبل ، فالناي یتممون عمل ھبیل ولو غیرتا لتمكن الناس من أشیاء كثیرة كانت ھدف ھبیل : فقط ، والقوة الثمانیة ھي ھذه

82




ولن یقوى أحد على السعي إلى أساس كل شيء في النور وسر الرجل المجھول فیھا تغییرھا ، ألنھا الحد األقصى لإلنسان ولن تغیر ألن أصحاب الكرامات نقص عددھم ، ولم یكمل ھدف األولین وبقي الدین اإلسالمي على أصلھ في نوره وعلمھ وحقیقتھ ، وألن اإلنسان

القوة الثمانیة وھي بلغ إلى التغییر في القوة السباعیة ، وبعد انتھاء قوى تغییرھا دخلتالمحطة لكل قوة ظلمانیة ، وھذا یفسر التجمع البشري ویثبت أن عصرنا ھو آخر الزمان ،

. وكل ھذا دلیل أن ھذا العھد ھو عھد المھدي




تسمى ھذه بالدائرة المبھمة ویعرفھا كل من كان لھ اتصال باطني دیني وال یعرف معناھا كلیا

. وال رموزھا أصلیا إن الرموز كلھا تعني تعبیرا عن قوة في الكون جعلھا اهللا ، فالرموز التي لھا أصل من نور

ثم فیھا نورھا الكامن فیھا ، أما الرموز التي ھي من ظلمات فكانت معانیھا في البدایة نورا ،بقوى العقل واالتصال بقوى الطبیعة أصبحت قوة تعبر عن ظلمات استخرجھا اإلنسان ، ولنوضح مثال أن المؤمن قد یرسم ھیأة نجمة خماسیة والمستمد من ظلمات قد یرسمھا ولكن لھا قوة ثانیة ، ألن المؤمن یستمد من نور والمغیر یستمد من ظلمات ، لذا وجب االستمداد ،

من قبل وجود تشابھ بین النور والظلمات ، وذلك ألن الظلمات ما ھي إال تغییر وقد أوضحناللنور، ومثال آخر فإن موسى علیھ السالم أعطیت لھ عصى تصبح ثعبانا یسعى ، ووجد من المغیرین من كانت لھ عصى ولكن اإلنسان یتخیل كأنھا أفعى تسعى ، فالمشكل فھمھ كامن

في اإلنسان والطبیعة ، فوجود الشبھ بین القوتین ھو الذي في فھم القوتین المتصارعتینیجعل اإلنسان في الوسط إن لم یكن لھ علم فیظن أن الكرامات من اآلیات الصحیحة بینما ھي شبھ معجزات ، والمعجزات اختص بھ األنبیاء والرسل علیھم السالم ، والمثل أعطي في

ور یلقف ثعبان الظلمات ، وھذا أظھره موسى علیھ ثعبانین ، ھما متشابھان ، إال أن ثعبان النالسالم في المعجزة التي أعطاھا لھ اهللا ، وقد سبق قبل ھذا أن قلنا أن المتصل بالباطن یرى في فترة على الجھة الیمنى الدائرة الصفراء یخرج منھا ذو القرنین علیھ السالم ، وأمامھ

نین یسمى بدلیل الثعبان ، ولنقل أن الرموز تختلف والعلم المظھر لحقیقة معنى الثعبا. ثعبانان في قواھا ، وإن باإلمكان أن رمزا حامال لقوى من ظلمات أن یبدل فیصبح نورا ألن أصل رمزه نور، وبرموز النور تحطم الطالسم والجداول واألوفاق ، أما التأویل فمعناه تحلیل ما

حتى یتم التمكن من تغییرھا ، وكذلك قیل في الكتب السماویة وإعطاؤھا صبغة قوى طبیعیةعنھا بالنور لتمكن اإلنسان من تغییر قواھا ، وقد نھى الناس عن ذلك تحل الرموز المعبر

بواسطة األنبیاء والرسل بإظھار األصل في الكتاب وبإظھار ما نھى اهللا عنھ ، ولنعطي مثاال یعرفون أن لكل حرف قوة ھو أن الذین اطلعوا على میدان معرفة بسط الحروف باألعداد

فأعطي كما ھو معلوم أللف معادلة یعطى لھا رقم أو عدد واسم اهللا كتابة ھو أول شيء غیر، من اسم اهللا العدد األول والالم یساوي ثالثین والالم الثاني یساوي ثالثین ، والھاء تساوي

هللا في حروفھ فیصبح خمسة وأعداد مقابلة لقوى الطبیعة ، ویظھر ذلك كما یلي بتفریق اسم ا : ھكذا

1= أ 30= ل 30= ل 5= ه

84

ه ل ل ا




إن جمعنا الحاصل من األعداد یكون المجموع ستا ، ولم یسبق لنا أن ذكرنا من قبل أن العدد

ظھر عند نبي أو رسول بل ذكرنا ظھور العدد الرابع والخامس والسابع دون السادس ، لذا ألن من الحروف قیل أن العدد السادس ھو تعبیر لقوى الظلمات ولمثلثھا ، وما قیل ذلك إال

األربع المظھرة السم اهللا استخرجت قوى طبیعیة تسمى بالعناصر األربع فكان الوضع كما : یلي

و عنصر الماءالعنصر األول وھ =

ر الثاني وھو عنصر الترابالعنص=

ر الثالث وھو عنصر الھواءالعنص =

ر الرابع وھو عنصر النارالعنص = وھكذا وجدت العناصر األربع ولم یكن لھ أساس ألن الكون لم یكن منھا ، والعناصر األربع

االثنى عشر وذلك بكیفیة ضربت فیھا العناصر األربع بالمثلث فكان استخرجت قوى األبراج العدد اثني عشر وسمیت األبراج كما ذكرناھا قبل ھذا ولم یكن لھا أصل دیني ، وإنما ھذا تأویل أسماء اهللا ، أما تأویل الرموز ، فكان بشكل آخر والمھم فیھا ھو أن الرمز یحل في

أخرى ثانیة أصلھا من ظلمات لوجود التغییر، ونظھر خطوطھ ویصبح شیئا آخر ویعني قوة: نفسھ وھو ھذا لھا مثال بالمثلث

:فإذا ما فكت خطوطھ یصبح ھكذا

:ثم تدرس احتماالتھ في كل األوضاع فیصبح ھكذا

85

أ

ل

ل

ه




:ثم تدرس احتماالتھ في كل األوضاع فیصبح ھكذا

ویظھر كما ھو ملحوظ أن عدد االحتماالت یصبح أربعا وھكذا یتم الخلط باالعتماد على العناصر األربع في قواھا ، ولھا شكل ثان ھو ھذا بفتح المثلث من جھة واحدة ال من ثالث

: جھات

86




87




وھذا االحتمال ھو إثني عشر احتماال على حسب عدد األبراج وتغییر الرموز كتغییر

كانت لھ دراسة قبل أن بجعل ، وفي الحروف ، وقد ذكرنا أن الحروف لھا عدد مناسب لھاالمثل الذي سبق في األعداد التي أعطیت لألحرف المظھرة السم اهللا ، فإن المغیرین یدرسون

. مثال عدد األلف بالنسبة للھاء ، إذا جمعت تكون ستة وإذا طرحت تكون أربعة

:ھكذا ، الھاء زائد ألف تساوي ستة

بادئإذا غیر ذلك ، ومن ھنا استخرجت الریاضیات الروحیة كما سمیت من قبل ، ولم تكن األمر إال فلسفة اختص بھا القدماء لجعل الطالسم السحریة والتأویل ، أما الحساب فموجود ، ھذا إذا لم تكن فیھ قوة طبیعیة مستعملة من قوى الطبیعة فإن كان ذلك فمعناه سحرا ، إن اهللا

عشر شھرا لنعلم عدد السنین والحساب ، ولم یكن أبدا ما جعل اهللا وسیلة للتأویل ، جعل اثني ألن الناس عینوا لألشھر قوة وللعناصر األربع قوة وللحروف قوة وكذلك للرموز نفس الشيء ، ونھي اإلنسان عن ھذا ، وسمي في الدین سحرا ، وكل ھذا یمس صاحب المثلث أو

یؤدي إلى شرك وكفر، أما الشرك فظاھر أن اإلنسان إن لم یكن استمداده أصحابھ كما أنھنورا فإنھ إن رسم شكال أو كتب حرفا أو رقما یصبح ما فعلھ مطابقا لما فعلھ القدماء ومتمما لھدفھم المنشود وھو اكتساب ملك ال یبلى وكذا الخلود ، وھذا لیس باإلمكان ، وما تمكن أحد

. وال وقت ظھور المھدي المنتظر أن یعرف صاحب اللثام 88

1= أ 30= ل 30=ل 5= ه

6 =أ + ھـ 60 =ل + ل

25 =ل - ھـ 35 =ھـ + ل 6 =ھـ : ل 30 = ھـ × 6




واألرض جعلھا اهللا موضع . وال إلفادة وال لعبادة لشيء،أصبحت األرض كأنھا ال تصلح

عبادة للبشر ولم یجعلھا مسرح فساد ، ألم یخلق اإلنسان لیعبد اهللا ؟ إن قیل أن األرض ملئت ا فقد قیل ھذا من قبل ، فما الفرق الیوم حتى یعتقد اإلنسان أن ھذا العصر ھو آخر جور

الزمان ، وما الدلیل والبرھان ، حقا نعرف أن كلما جاء األنبیاء برسالة إال ویطلب الناس ماھیة البرھان ودلیل االمتحان وكیف یصدق اإلنس بوجود الجان ؟ فالیوم ال أحد یقول شیئا

ا ، أنھ لو جاء أحد لیقول أمرا من عند اهللا لقیل لھ ھات البرھان ویكثر الجدل ، مذكورا ویقینفالصمت خیم على كل شيء وآیة العصر ویصبح األمر كما كان في كل العصور، لذا

الحدیث التي جعلھا اهللا ھي أنھ لن تكون ھناك من آیة إال أن جاب العذاب بغتة أو الساعة ، أال اآلیة الظاھرة الیوم ھي عدم وجود آیة ولم ال واهللا قادر على ذلك ، یصح أن نقبل ھذا ، أن

ولنفكر، فإن الناس قدیما لما جاءتھم البینات قالوا ما ھي إال سحر فطلبوا المعجزات ، ولما أظھرت لم یقبلوھا ونكثوا عھد اهللا ومیثاقھ ، أیمكن أن نقبل أن نكون كمثلھم فنقول أین

لقرآن حق وأنھ من عند اهللا ؟ فالكثیر لیقول أن القرآن ال لزوم معجزات إثبات أن ما في اللتصدیق بھ وما ھو ببرھان وما كنا حاضرین یوم نزولھ ، فھم ال یؤمنون بھ ویطلبون آیات إلثبات ما أنزل اهللا ، وكأن القرآن یحملھ رجل مجھول جعل استمراریة لرسالة اهللا مما أنزل

لسالم ، وكأن الناس یخاطبون أحدا ال یعرفونھ ویطلبون منھ على النبي محمد علیھ الصالة واإظھار ما ال یعرفون ، وإن كان بنو إسرائیل سألوا موسى بأن یظھر اهللا جھرة فأخذتھم الصاعقة وھم ینظرون ، فإن الناس الیوم كأنھم یخاطبون اهللا ویسألونھ أن یظھر لھم المھدي

مجتمعون ، فاإلنسان الیوم یتخبط في نفسھ وكأن العذاب وھمجھرة ألنھ كان مخفیا فیأخذھم شیئا ما وراءه یدفعھ لإلیمان فال یؤمن ، لذا نجد اسم المھدي في كل مكان ، وكم ممن یكره المھدي وھذا االسم ، دون سابق تعرف علیھ ، ذلك ألن الناس كان منھم من كره األنبیاء من

س الوضع قدیما بالنسبة لالعتقاد الدیني ، قبل ، تشابھت قلوب الناس ، والوضع الیوم ھو نفوال یختلف إال الفھم والطرق المستعملة ووسیلة العیش كما ھو شأن األمم كلھا ، مختلفة في أجناسھا ولغاتھا ووسائل عیشھا ومعرفتھا ، ولكن القلوب تشابھت ألن بالقلب المكن لإلیمان

الیوم كالمؤمن قدیما یجعل اهللا لھ المؤمنما بالتكذیب أو بالتصدیق ، وإیواجھ المخلوق خالقھ نورا یسیر بین الناس وحتى لو لم یستطع أن یؤدي أمانتھ ویعبد ربھ كما أمر، فإن اهللا وعد لیمكن للمؤمنین الدین الذر ارتضى لھم ، كذلك اهللا یعلم أن األرض ما كانت فیھا إفادة وال

طاعة اهللا ھي أساس كل شيء حتى یبلغ عبادة على أحسن حال ، وكل شيء جعلھ اهللا فتنة ، و . اإلنسان إلى عبادة اهللا

إن اهللا سبحانھ وتعالى وعد المؤمن لیمتعھ في الحیاة الدنیا وفي اآلخرة ،وحقا إن فكرنا كیف

یاة الدنیا وفیھا ا فیھا من شر، على اإلنسان بالصبر، فإن اهللا جعل للمؤمن أن یتمتع في الحاألرض المباركة یمتع فیھا المؤمن ویمكنھ الدین الذي ارتضى لھ ، ویدخلنھ مدخل صدق ویخرجنھ مخرج صدق ، وما اهللا بعاجز عن ھذا ، حینھا یعرف المؤمن حسنة الدنیا ، أما

ي الجنة كل شيء متشابھ ، ألن األرض المباركة ھيحسنة اآلخرة فشيء آخر یؤتى المؤمن ف

89




شبھ الجنة ، إن اهللا سبحانھ وتعالى ذكر أن ما یؤتى اإلنسان في الجنة ھو متشابھ لما في

ویقول للكافر أنھ قد أخذ متعتھ ، ولنفكر أن ما یؤتى المؤمن یكون متشابھا ، أال یمكن األرض أن یقال أن في الجنة كل شيء من كل ما نراه الیوم على وجھ األرض ؟ وبلغتنا المفھومة أال

ما ھي إال شبھ مما یمكن أن یقبل عقل اإلنسان أن التلفزة والسینما والطائرات والغواصات ؟ ھنا یكمن سر التغییر الذي یعاقب علیھ اإلنسان ، إن عصر الحدید ھذا وكل ما فیھ في الجنة

كان فیھ خیر لما سبق إلیھ من أحد وألنزل خیر من ھذا على األنبیاء والرسل وكیف ال لو والمؤمن یعلم أن اهللا سبحانھ وتعالى أالن الحدید لداوود علیھ السالم وزاد طالوت بسطة في

، ثم أال یعقل أن نفكر كمؤمنین بما أنزل اهللا ونفھم أن سلیمان علیھ السالم سأل العلم والجسماهللا سبحانھ وتعالى ملكا ال ینبغي ألحد من بعده وأوتي من كل شيء ولم یؤت سیارة أو دراجة ناریة أو غیر ذلك مما نملكھ الیوم ، كأننا سعینا وراء ملك ال یبلى ، ثم ألیس بالوسائل

ر اإلنسان في الخلود ؟ وإذا بالناس یستطلعون أخبار ما وصل إلیھ من یظنونھم الحدیثة یفكعما یشرك الناس ، وإنا ل فیھ إن اإلنسان ھو اإللھ ، سبحان اهللا قاعلماء ینتظرون یوما ی

بالقول كلھ ال نقول أن ال وجود لحل بالنسبة للمؤمنین ، وال ندعو أحدا أن یترك ما ھو علیھ ، كون فتنة اعتقادیة بل ھناك شيء مھم ، إن باإلمكان أن یغیر كل شيء وال نرغب أن ت

تركیبھ من ظلمات فیصبح أساسھ نورا ألن لھ أصل من نور، فلیغیر المؤمن ما غیر الكافر، حتى یخرب الكفار بیوتھم بأیدیھم وأیدي المؤمنین ، وھذا قول كل الباحثین إال أن أغلبھم

ي كتمان العلم جریمة ، وإن كان من عالم ذي علم یرى في الصمت حكمة ونحن نرى ففلیحكم بالحق ولیظھر ما ھو مبین یثبت خطأ القائلین ، وال یحكم علیھم بالقتل بل یرجعھم إلى

األمر من ھو المھدي أو اإلمام المبین ، وإنا لنرى أن ھذا ھو لغز بادئصواب ویقین ، ولیقل .القرن العشرین

90




أصل مما أنزل في كتاب اهللا ، إن العلوم الدینیة تتحدى كل مستھتر فارض لمعرفة لیس لھا

وكانت األمة اإلسالمیة خیر أمة ، رفع اهللا سبحانھ وتعالى درجتھا بالعلم ، وكان المسلمون خیر أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنھى عن المنكر، ویفقد الناس صبغتھم متى لم

ا ما بأنفسھم ، ولنترك یأمروا بالمعروف وینھوا عن المنكر، واهللا ال یبدل ما بقوم حتى یبدلوالذین ال یرون العلم الدیني بوضوح كالشمس حین شروقھا فلعلھم ینتظرون طلوع الشمس من مغربھا ، والدین كانت أحكامھ دائما صارمة ضد الذین یسعون إلى التفرقة ، أو أن یشیع

بحانھ وتعالى الفساد بین المؤمنین ، وما أظلم الذي یمنع العلم أن یصل إلى أھلھ ، إن اهللا سوعد أن إذا ما وقع القول على الناس أخرج لھم دابة من األرض تكلمھم ، ألن الناس كانوا بآیاتھ ال یوقنون ، وبعد ھذا وعد اهللا أن یحشر من كل أمة فوجا ممن كذب بآیاتھ ، برفع القرآن بظھور رسول العذاب ، وھذا ھو معنى أن یضرب اهللا عن الناس الذكر صفحا أن كانالناس قوما مسرفین ، والقرآن لن یغیر أبدا بل یرفع عند ظھور الدابة ، والباحث في ما ذكر

لن یجد غیر الذي ذكر، وعلیھ أن یفكر في قول اهللا إذا فتحت یأجوج ومأجوج فإذا في القرآن ھم من كل حدب ینسلون ، ویفكر في البدایة التي تخرج من األرض فتكلم الناس ، وكذلك

كیر في الحشر األول یوم یحشر من كل أمة فوج ممن كانوا على الرحمان عتیا ، وجب التفوإن كانت أقوال كثیرة تغیر الفھم حول ھذا فإن أصل الكالم في القرآن ، وإن وعد اهللا لحق ،

، أجل ھذا الغرضإذ تأذن لیبعثن على الكافرین من یسومھم سوء العذاب ، أما الذي یبعث من في حقیقتھ حتى تعرف شخصیتھ ولنقل كما قال المسلمون أنھ المھدي ، فال یعرف عنھ شيء

فظھور المھدي حق ، واهللا على كل شيء قدیر، والذین قالوا لو كان اهللا على كي شيء قدیرا لفم ال یقدر أن یخلق أكثر منھ ؟ إن اهللا سبحانھ وتعالى لیس كمثلھ شيء وھو اهللا ، وقدرتھ

ا قادر على كل شيء في عالم األشیاء ألنھ دونھا وال یمكن تنطوي فوق كي شيء ، فھو إذالمقارنة في ھذا ، وجوابا على سؤال ھؤالء فإن اهللا سبحانھ وتعالى خلق أكثر كل شيء قوة وأظھر ذلك في رسول العذاب ، وقد ال ینطق السفھاء بشيء أمام األمر الواقع ، ویجدون

لم الناس ، وإن اهللا سبحانھ وتعالى جعل الدابة الجواب عند الدابة التي تخرج من األرض فتكھذه لتجیب على كل سؤال یطرح علیھا ، وذلك دون نطق بلسان ، بل یسمع اإلنسان الجواب في نفسھ بوضوح فھي تكلمھ وذلك لیظھر اهللا اتصالیة المھدي باإلنسان وانفصالیتھ عنھ

ا فوق اإللھام ، واهللا سبحانھ باتصال ، ألن المھدي لھ اتصال باإلنسان یبلغھ كل شيء بموتعالى خاطب الناس قبل أن یخلقوا فقال لھم ألست بربكم قالوا بلى ، واإلنسان الیوم إن قیل لھ إن اهللا خاطبھ یقول متى أخذ منھ العھد والمیثاق ومتى حمل األمانة ، والدابة أعطاھا اهللا

عجز الناس عن الجواب حق القول جوابا على كل ھذه األسئلة وجعل لھا أسئلة أیضا ، إذا مابالعذاب وبعد ھذا یدخل دور المھدي ، أما الدابة فدورھا األساسي ھو الذي ذكرنا ثم تختفي بعد ذلك ، وبعد أربعین سنة من العذاب تظھر مرة أخرى ومعھا الوحوش والطیر، ومراحل

كما قیل ولن یحاول العذاب قد فسرنا منھا الكثیر، والمھدي المنتظر لیس لھ حكم في األرضأن یرجع العدل أو السلم بین الناس وھو ال یكلم أحدا ولكنھ رسول العذاب ، وھو صاحب الصیحة وذكر في القرآن أن أصحاب القریة لما كذبوا بالرسل ما كانت إال صیحة واحدة فإذا

91




انت مھمتنا إال ك ھم خامدون ، ورسول العذاب ھو النافخ في الصور یوم قیامة الساعة ، وما

أن جمعنا من كل قول فیھ حقیقة لتطویر المعرفة حول مشكل المھدي ، فكان أساس البحث الدینیة وبالرجوع إلى أصل العلم مع العلوم الباطنیةفي ھذا جمع أغلب ما قیل بالمقارنة

المذكور في القرآن ، وعلى الباحث أن یستنتج ما شاء مما ذكر إذا أعطیت لھ وسائل البحث یجب ، ویطور كل المواضیع التي لم نتطرق في بسطھا حتى ال یطول الموضوع فیأخذ كما

تصوفة الذین صبغة أخرى غیر الھدف األول من الكتاب ، وال یمكن أن نعتبر أقوال المخلطوا واقع العلوم الدینیة وغیروا األسس األصلیة ، وما ذكرنا أقوالھم إال لیتبین صحة ما نعطي من علم عن حقیقة غیر مدركة في أصلھا ، وحتى یتمكن اإلنسان من اجتناب كل

إن إعتقاد خلطي لم یكن لھ أصل في كتاب اهللا ، أما األسئلة الظاھرة كأنھا لم تكن لھا أجوبة فالجواب عنھا أخذ صبغة أخرى في أماكن مختلفة في كل ما ذكر، ولن یفھم القول كلھ إال جملة بدراسة ومقارنة ، أما األسئلة التي ال جواب لھا في ما ذكر فإن مواضیعھا للحدیث عنھا مختلفة كل االختالف عن ھدف القول ، وكان لزوم االنتباه فیھا ألن لھا صلة بالمھدي

، وعلى كل حال إنا لم نتھرب من أي تفسیر كان باإلمكان وضعھ ووجوب في شيء ما اجتناب الخوض في مواضیع كثیرة ألن لكل معرفة حدودا جعلھا اهللا ، والمؤمن یقدر حدود اهللا حتى یتمكن من تقدیر اهللا حق قدره ، وخالصة القول قبل خالصة الموضوع كلھ ، ھو أن

بعالم وجودي ظاھري وذلك لیثبت اهللا للناس أن ما وراء المھدي خلقھ اهللا في عالم لم یكنبالنسبة هللا وأن اهللا سبحانھ وتعالى ال یوجد في ما وراء الوجود ولو كان عدما فھو وجود

الوجود بل ھو دون الوجود كلھ ، ولیس كمثلھ شيء وھو السمیع البصیر، فالمھدي ھو وسیلة بین الخالق والمخلوق ، وھو في آن واحد وجھ إظھار للحقیقة الوجودیة والفصل في الفصال شيء والمھدي ، ألن اهللا سبحانھ قي بین كل لالتصال باالنفصال االنفصالي باالتصال الخل

وتعالى دون األشیاء كلھا ال ـاخذ منھ مكانا وال ـاخذ فیھ مكانا فھو دونھا مستغن عنھا وإن ل لمن الملك الیوم فیرد أن الملك قاستفنى ویكان الناس قالوا بأن اهللا في الطبیعة فإن الطبیعة

الواحد القھار، فحملة العرش الثمانیة لم یكونوا من الخلق الظاھري لإلنسان بل من الخلق هللاالوجودي الغائب في الخلق الغیبي للعدم ، والمھدي لم یكن من الخلق العدمي وال من الخلق

ي لألشیاء كلھا ، ویعتبر شیئا مخلوقا بل في ما وراء الوجود الوجودي الظاھري والباطنوخلقتھ دون اهللا أي ال یمس اهللا في شيء ولیس لھا اتصال خلقي بھ ، لھذا كان المھدي أساس الحلول التي جعلھا اإلنسان مشاكال ، وسعى إلى فھمھا بینما ھي تبد لإلنسان تسؤه ، وذلك

ن لم یؤت من العلم إال قلیال ، ولن یبلغ لعدم وجود إمكانیة الفھم الثالثي عند اإلنسان ، واإلنسا .إلى شيء آخر إن انصرف عن عبادة اهللا

إن المھدي كان أساس المواضیع كلھا في البحث الروحي والعقلي والوجودي وذلك قدیما

نھ یبحث عن أسباب الكون كلھ ، وإن مس وحدیثا وكل باحث في قوى الطبیعة إال وكأاإلنسان في ھذا البحث كثیرا فإن المواجھة تكون مباشرة مع المھدي ، إذ یعتبر كالحارس في ھذا ، واهللا سبحانھ وتعالى حراسا في كل شيء وال یترك ملكھ یصل إلیھ أحــد ، ولـــو كـــان 92




المجال مفتوحا للخلق البتغوا إلى ذي العرش سبیال ، ألن اإلنسان لن یكتفي بما یجده من شيء یرید البلوغ إلى ما وراء األشیاء باحثا عن الخالق نفسھ ومعرفة صفاتھ ، وجعل اهللا

اس وسائل الذكر بالحق وأظھر صفاتھ في أسمائھ الحسنى التي حدودا في ھذا وأعطى للنوا ھل وجب الدعاء بھا واالكتفاء بما فیھا دون البحث عن تأویلھا ، وما كان قول الذین قال

، واإلیمان باهللا، إال فتنة بین الناس حتى یتغیر االعتقاد الصحیح القرآن مخلوق أو غیر مخلوق وفي ما وراءھا فھو دون اهللا ، بمعنى أنھ لیس من اهللا وكل شيء موجود في األكوان كلھا

نفسھ وال یأخذ منھ مكانا وال یأخذ في مرتبة ، فالقرآن إذا ھو قرآن بمعنى كالم اهللا أنزلھ لمن في األرض ولم یكن ھو وسیلة عبادة المالئكة وتقدیسھم هللا ، بل القرآن یھم اإلنس والجن

للفھم أن اإلنسان حین یقول ال إلھ إال اهللا فھذا یعني أن ، ولنعطي مثالوحدھم دون المالئكة ولوال وجود من ادعى باأللوھیة لما لزم الذكر بقول ال إلھ ھناك من یقول أنھ إلھ دون اهللا ،

إال اهللا ألنھ إثبات ألوھیة اهللا وحده ونفي ألوھیة مزعومة خلقیة ، ولیكون األمر واضحا أن اإلنسان ال إلھ إال اهللا ولن یقبل منھ القول ألنھ سیقال لھ وھل من اهللا شدید المحال ، وقد یقول

إلھ غیر اهللا ؟ ولكن اهللا سبحانھ وتعالى جعل لنا سبیال للخالص وعلینا أن نأخذه بقوة دون لزوم للتأویل ، فیصبح ما أعطي لنا من عند اهللا بالء علینا یزید لإلنسان كفرا بدال من أن

أن یقال ھل القرآن محدث أو أولي ؟ إذ ال وجود لشيء أولي بالمعنى یزیده ھدى ، وال یمكن وكل شيء ینفى وال یقال لشيء ھذا ھل ھو محدث ، بلى ألن اهللا عالم الغیب والشھادة قد علم من قبل قول اإلنسان ، وكل شيء عنده وجد أو سیوجد لیس لھ وقت ، ألن اهللا سبحانھ وتعالى

متى واهللا ھو إلھ فھو ھو موجود دون أن یكون لھ سابق إیجاد ، لم یكن لھ وقت لنعرف بھ منذ وفھم معنى العدم الزمني ھو وسیلة الحل في ھذا ، والعدم األزلي لیس فیھ وقت ، والوقت والزمان ھو لنا ألننا نعیش فیھ ولوال وجود اللیل والنھار لما فھمنا معنى للوقت ، ونحن

ر، فالوقت یعتبر وقتا لوجود اللیل والنھار، والزمان نعرف الزمان بعدم وجود اللیل والنھایعتبر زمانا لعدم وجودھما ، واألزل یعنیھما باالثنین ، وظاھر ھنا مشكل المثلث كما ذكرنا وھو أساس كل كفر ألن اإلنسان یبحث في الفھم الثالثي وھذا یعني معاني المعاني في معنى

ذلك لیظھر اهللا أن المثلث لم یكن معناه معرفة الذات المعنى ، ولم یكن المھدي أزلیا ، بل غیراإللھیة إذ ال وجود لما یقال لھ بالذات اإللھیة بھذا اللفظ تعني أن اهللا مشخص في عدم التشخیص ، والمھدي یظھر ھذه الحقیقة أیضا ، ألنھ مشخص في غیر التشخیص ألننا إن قلنا

وجود ینعدم في ظھور وجوده ، فالمھدي ھو بأن المھدي غیر موجود وجدناه وإن قلنا أنھ مفوق ما یعتقد الناس ، والذین یبحثون في الذات الحل إذا إلظھار االعتقاد أن اهللا ھو دائما

اإللھیة كما قالوا ما ھم باحثین ، إال في ذات الشخص المجھول ألنھ ھو الفاصل بین معرفة ھو الحارس والموقف لكل ما یسعى الخلق والخالق ، فالمھدي لھ دور ھام في كل الفھوم و

إلیھ اإلنسان من معرفة ما وراء كل الظواھر، ولن یصل اإلنسان إلى شيء مھما بحث ، وفكر القدماء أنھم لو استطاعوا فھم المثلث أو إمكانیة تغییره قد یستطیعون إدراك ماھیة اهللا

وكفى ، إلھ في األرض ، وإلھ وكنھھ ، وما هللا من كنھ وال ماھیة وال أصالة ذاتیة ألنھ ھو اهللا في السماء ، وما استطاع الذین كفروا حتى أن یفھموا المثلث ، فھم بخــوضون ویلعـبــون

93




بتغاء الفتنة ، فیأخذون اآلیات المتشابھات من القرآن ویتركون ویلحدون في أسماء اهللا ا

اآلیات المحكمات ، وإنھم لفي شقاق بعید ، لذا فالمنادي سینادي من مكان بعید فال یعرف من أین ، وینادي من مكان قریب فال یعرف من أین ، فإذا بینھم فال یرونھ ، وإذا بھ بعید عنھم

ھو في الناس فال یصلون إلیھ ، وإن قالوا إنھ لیس فیھم إذا بھم فیرونھ ، والرجل المجھول إذایجدونھ ، وھذا ھو معنى االتصال بانفصال واالنفصال باتصال ، ولیكن االعتقاد كما ھو في

.الدین أن اهللا لیس كمثلھ شيء وھو السمیع العلیم

للثام ال یذكر أنھ في األرض أو في مقام ولم یكن من األقطاب وال من األبدال إن صاحب اوال من األوتاد ، وما جعلت األصنام إال لسجنھ ، وعبدت واتخذت آلھة دون اهللا ، ولكن اهللا بصیر بالعباد جعل من یرشد الناس ظاھرا وباطنا ، فإن كان اإلنسان في الظاھر یجد األنبیاء

مكن باالتصال باطنیا ، إذا بھ یجد شخصا آخر لم یعرف عنھ شيء من قبل ، والرسل ، وإن تویجد فیھ األنبیاء كلھم ویدعوه إلى معرفة الصواب ، فقوى عقل اإلنسان یأخذھا ویجول بھا في الباطن حتى یتعلم اإلنسان وكل متصل بالباطن لن یتمكن أبدا أن یظھر علوما أخرى غیر

من عند اهللا مباشرة ، ألن اهللا سبحانھ لدنيوال وجود لعلم كما یقال التي نزلت على األنبیاء وتعالى أنزل كل ما یخص اإلنسان بالوحي وأنزل ذلك على األنبیاء والرسل ، فما كان على المتصل بالباطن إال أن یعرف أنھ على خطإ إذا ما شعر أنھ یحس بنبوة فیھ أو أن اهللا یحل

ل في كل ادعاء ھل وجدت أحادیث نبویة شریفة ذكر فیھا أن فیھ ، ولیكن كالمنا كالم فصالصالة والسالم قال أنھ رأى اهللا جھرة أو أن اهللا حل في جسمھ أو أنھ المھدي النبي علیھ

المنتظر، بلى إن اإلنسان لیغفل عن أشیاء بسیطة ، إن النبي علیھ الصالة والسالم لم یذكر الحق على اهللا ، ولم یذكر شیئا مما یفتن المؤمنین ، وإنا شیئا من ھذا القبیل ألنھ ال یقول إال

على ھذا لشاھدون ولن نكون لألقوال األخرى مصدقین ، وإن قال أحد شیئا آخر فلیأت . ببرھان إن كان من الصادقین

ھدى من ربھ ولیعتني باعتقاده ، أیشھد من أحد على نفسھ أن النبي لیكون اإلنسان على

ألحد من الصحابة أو التابعین من المسلمین ؟ لو كان ذلك حقا لكان ) حجابا(علیھ السالم جعل أول الفاعلین ، وھل من أحد یشھد أن الصحابة رضي اهللا عنھم كانت لھم كرامات ؟ أكان

ر في الھواء أو تطوى لھ األرض طیا ، أو یبلغ مشارق أحد منھم یمشي على الماء أو یطیإن . األرض ومغاربھا ؟ وھل كان من علم لدني عندھم ؟ بل إنھم آمنوا وصدقوا بالھدى

كانت من آیات مثل ھذه كطي األرض والمشي على الماء والطیران في الھواء فإنھا من ك ألنھم سعوا وراء ملك ال یبلى معجزات المھدي المنتظر لذا ادعى ھؤالء أنھم المھدي ، ذل

ویمدھم اهللا في طغیانھم یعمھون ، إن نوحا علیھ السالم قال لقومھ أنھ ال یعلم الغیب وعلى أنھ لیس بملك ألن الناس منذ القدیم كانوا یبحثون عن ھذا سعیا وراء الفھم ، ومن المتصوفة من

ملكا وال بشرا وال جنا ، فھو خلق یقول أنھ شبھ الملك وما ذلك بصحیح ، وال یعتبر المھدي آخر لیظھر اهللا أنھ قادر على خلق ما فوق المثلث الخلقي المعروف عند اإلنسان لیكون تفكیر 94




ن اهللا سبحانھ وتعالى دون كل ذلك ، ولیفكر اإلنسان في قدرة اهللا یجد أن اإلنسان كما شاء فإ

اهللا یخلق ما یشاء ویزید في الخلق ما شاء ، وإن قیل النا أن المھدي لم یكن مخلوقا مما نعرفھ فال غرابة في ذلك ، ألیس اهللا بقادر على أن یخلق مثل ھذا ؟ بلى إن الناس استصغروا ملك

وا اهللا حق قدره ، واإلنسان فتن بكثرة المشاكل والسعي وراء الكسب في الحیاة اهللا ، ولم یقدرالدنیا دون أن یسعى إلى حل لمشكلھ ، بل یزیده تعقیدا ویكثر ضرورة حاجیاتھ حتى یصبح اإلنسان مثال للجھل ویصبح شر الدواب عند اهللا ، ویكون من شر ما خلق اهللا بدال من أن

تفضیل اهللا على أن اهللا فضل البشر على كثیر ممن خلق یكون في أحسن خلق وینالتفضیال ، وال یجب أن یسعى اإلنسان أن یكون ھو كل شيء في ملك اهللا ولیترك الملك كما ھو هللا الواحد القھار، فال یتدخل فیما منع عنھ وال یبحث فیما لم یجعل لھ اهللا جوابا ظاھریا

و المھدي المنتظر ؟ولیبقى الجواب عن المھدي سؤاال من ھ

95




شيء مجھول ، وھذا المجھول لن یعرف حتى إن بحثنا عن المھدي المنتظر كأننا نبحث عن

یظھر فیعرف عن نفسھ ، وإن كان اإلنسان یبحث عن نفسھ منذ القدیم ، فإن الرجل المجھول یعرف الناس ویجیبھم عن أنفسھم بواسطة الدابة ، ویعرف كل من یؤمن باهللا أن المالئكة

وكان من الكافرین ، وإن لق اإلنسان إذ المالئكة سجدوا آلدم إال إبلیس استكبر خشھدوا الكثیر لیقولون إن إبلیس كان ملكا ومن المقربین ، بل اهللا سبحانھ وتعالى یثبت في القرآن أن إبلیس كان من الكافرین ، والجن خلق من نار، وإن كان الناس قدیما فكروا في أسباب الخلق

هللا سبحانھ وتعالى خلق في الكتب المنزلة أن افإنھم أخذوا نمطا من الفھم من بعد ما جاء اإلنسان من ساللة من طین ، والجان من مارج من النار، وكل شيء حي خلق من ماء ، ولم یذكر شيء مفھوم ومعلوم أنھ خلق من ھواء ، وفكروا أن أسس الخلق ھي التراب أوال ثم

بحثوا عنھ فلم أما الھواء ففكروا أن المھدي خلق من الھواء ألنھم . النار ثانیا ثم الماء ثالثا التراب ، والنار والماء ، وطبق المثلث الظلماني بھذه : واستخرجت العناصر الثالثة یجدوه ،

: الثالثة عناصر، وفكروا أن الھواء شامل للثالثة وأصبح المثلث ھكذا

القوى الترابیة جعلت أجل سجن وبالعناصر الثالثة بدأ التطبیق لسجن قوى الھواء ، ومناألصنام ، ومن أجل السیطرة بالقوى جعلت نار مقدسة قبل الطوفان ، ولما أراد الناس سجن قوى الماء جاء الطوفان واعتقد القدماء أن الھواء فیھ قوى الروح لذا یعتبر الھنود في طرقھم

في اإلنسان ، ولم یكن ھذا أن التنفس فیھ قوى الروح وأنھم بإمكانھم معرفة الروح الكامنةألن رسول العذاب لم . باإلمكان ألن التنفس تنفس فقط ولم یكن في الھواء الروح وال المھدي

ونشیر إلى ھذا كلھ ألن الناس استعملوا طرقا لتغییر القوى حتى ال یقوم یخلق من الھواء ، ویكون المالئكة صفا ، في القرآن أن الروح یقوم یوم القیامة والبعث ،الروح ، ولما ذكر

اعتبر الكثیر أن الروح ھو رسول العذاب ، وقد فسرنا من قبل أن الرجل المجھول نام قبل نزول آدم علیھ السالم إلى األرض ، وألن ھذه المعرفة موجودة وھي حق ، فلم یكون الروح

ـي الصـور حاضرا یقوم یوم القیامة ؟ بینما یكون النافخ فـدائما في كھفھ الغیر المعروف ، ثم 96

التراب

الـنار الـماء

الھواء




واختلط األمر في ھذا ولم تعرف الحقیقة ، واعتمد الكثیر سعیا وراء البحث في قیام الساعة ،

م لتمكنوا من حل مشكل المثلث الحقیقي ، وفكر في أھل الكھف ظنا أنھم لو عرفوا عددھالكثیر كذلك في مفھوم مضمونھ ، أن اهللا سبحانھ وتعالى یعطي في األرض مثال لكل ما عنده في الكون الغیر الظاھري لنا وأ، أصحاب الكھف ھم مثل ألصحاب المثلث عند اهللا في

البدایة ، وقیل أن الكلب كان معنى الغیب ، لذا قالوا أنھم ثالثة ورابعھم كلبھم ، وذلك في كامنا للدابة التي تخرج من األرض وتكلم الناس ، وأصبح المشكل ھو مشكل فھمین شاملین لكھفین ، وذلك طبقا للدائرة الصفراء والدائرة البیضاء ، فالكھف األول فیھ أصحاب الكھف

معھم الدابة ، ولم یقبل النائمین وكلبھم معھم ، والكھف الثاني ھو كھف نائم فیھ آخرون والكثیر ھذا الفھم بل قالوا أن الكھف كھف واحد فیھ الدائرة الوردیة اللون وأن أصحاب الكھف الذین معھم كلبھم ھم معذبو الناس یوم الحشر األول وعلى أن الكلب یمكنھ التشكل فیصبح ھو

لحیوانات كلھا فیھا كما الدابة ، وقد ذكرنا قبل ھذا أن الدابة ال یعرف لھا شكل وكأن شكل اھو الشأن عند الرجل المجھول كأن الخلق كلھ فیھ ، وأكد كثیر أن عدد أھل الكھف لم یعرف ألنھم لم یخرجوا منھ كلھم ، وعلى أن الذین اتخذوا علیھم مسجدا لم یستطیعوا دخول الكھف

لكھف في حتى یعرفوا العدد بالضبط وذلك بعد أن رجع أھل الكھف إلى كھفھم ، وستر امازالوا نائمین ومن الكھف تخرج حجاب ولم یبق لھ ظھور، وقال الكثیر أن أھل الكھف

وذكر في القرآن في مفھوم اآلیة أن اهللا تأذن لیبعثن الدابة ومعذبو الناس یوم الحشر األول ،على الذین كفروا إلى یوم القیامة من یسومھم سوء العذاب ولم یذكر أشخص واحد أم

أما بعض المتصوفة فقد اعتمدوا على حسب ما ذكر أم معذبي الناس یوم الحشر كثیرون؟ األول ھم أشخاص ، على حسب عدد حروف اسم المھدي وقالوا كذلك ھو عدد أصحاب الكھف وسابعھم كلبھم ، وما ھذا بصحیح ، وقد ذكرنا قبل ھذا أن العدد السادس لم یظھر

ولكن لن نتوصل أبدا في فھم مثلثي الكھفین ولم نبلغ حاملھ في قواه ، أما الكھفان فحقیقة ، والعدد السادس مجھول في كلیتھ ، وكل ،فھم مثلث واحد ، فالمثلثان شامالن لعدد السادس

متصوف یشیر في كل أقوالھ وإعطاء أوراده إلى تكرار سورة أھل الكھف ، وكذا آیة النور النور المتحدث فیھا عن المشكاة من سورة النور، وقد سبق أن تكلمنا في مشكل آیة

والمصباح ، وبما سبق من القول تكلمنا عن الكھف ، وھذا كان الزما العتماد الناس على المسألتین ، وفي كال األمرین فإنھ ال داعي لكل باحث أن یبحث في الرجلین المجھولین

جاه حل مشكلة صاحبي المثلثین ، ولم نفھم بعد أمر رجل واحد مجھول فكیف یكون األمر ترجلین مجھولین ؟ وضرب اهللا مثال رجل فیھ شركاء متشاكسون ورجل سلما لرجل وأكد اهللا سبحانھ وتعالى أنھما ال یستویان مثال والحمد هللا ، ونؤكد لكل باحث أن األمر ھو أكثر

النائمین في الكھفین عالقة وصلة بصاحب صعوبة مما یعتقد ، ألن للرجلین صاحبي المثلثین :للثام ، ونظھر المثلث في الرسم التالي ا

97




لیكن األمر كما ھو لغزا ، أو شیئا غریبا ، وإنھ للغز العصور كلھا ، والبحث في سره ھو

لخالي وفي بالدنا منطلق أصول السحر كلھا دون استثناء ، وسماه القدماء بالمثلث الخیالي ایسمى بمثلث الغول ومثلث الغول ھذا لم یكن إال إشارة لمثلث الظلمات ، ولھ صیت مشھور أفنى قوى العقول واسھر الكثیر، وما ذلك إال سحر حتى لو كان ھؤالء الذین یبحثون عنھ لھم

ل فإشارة للدابة لباس دیني ، فإن األمر ال یخلو من واقعھ ، والنیة لن تغیر أعمالھم ، أما الغوالدابة وسیطر علیھا ، ولكن أمر اهللا لواقع ، وإنا بكل وقد ظن الدجال من قبل أنھ سجن قوة

قول ال نعطي حال أبدا ، وال نثبت اسم المھدي كلیا ولكن قد ثبت لدینا بكل فھم واضح ، أن في كتاب اهللا ، اهللا سیبعث للكافرین من یعذبھم في آخر الزمان وفي الحشر األول ، وذلك مما

كما ثبت أمر دابة تخرج من األرض فتكلم الناس ، وتفتح یأجوج ومأجوج فإذا ھم من كل حدب ینسلون ، وإن كل ما بلغنا إلیھ واستنتجناه ، ھو أن حل المثلث یعرف بظھور مثلث

: العذاب وھو ظاھر في الرسم التالي حتى یفھم القول

98

صاحب امـثـلال

الرجل الذي ھو سلما لرجل

الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون

المثلث المجھول




وكل ما نعلمھ ھو أن المثلث الخاص للعذاب فیھ السبع الثالث ، ونظن أن بعد كل ما أعطي

. ل ومفھوم من آیات ھي في ھذا األمر من فھم وأقوا . إن الفائدة معطاة بأكملھا بكل ما ذكر، ولن تبلغ المعرفة حول ھذا األمر أكثر من ھذا

الخلق كلھ ، مشكل المھدي ، ھو مشكل المثلث وال شيء أكثر من ھذا المشكل الذي أفشل مؤمنین علمھ ، فالمثلث معناه سر لھ أصل من نور ولم یكن المثلث أصلھ ظلمات فھو وحیر ال

: ھكذا

99

الرجل المجھول

يأجوج الـدابـة ومأجوج

مــثلــث العـذاب




واكتفى المؤمنون بأن یعرفوه بھذا الرمز دون تأویلھ ، وقد سبق لنا أن ذكرنا أن سبب البحث في ھذا الذي أدى إلى قول الطینیین إذ قالوا أن اهللا ثالث ثالثة ونھاھم اهللا عن ذلك القول ،

نھ وتعالى أنھ خلق اإلنسان في ظلمات ثالث ، وما كان علینا أن نسعى في وقال اهللا سبحا البحث حتى نصل إلى معنى الظلمات الثالث ألن الباحث في ھذا تتصل قواه بمثلث الظلمات ، ولنشیر أ كل من یحاول أن یعرف من ھو المھدي لن یصل إلى شيء أبدا إال أن

ب الكون والخلق ، وقد سبق كذلك أن ذكرنا أن آدم یكفر، وما كان المثلث إال سرا من أسباعلیھ السالم ، خلق في صورة من صور الشخص المجھول والذي یعتبر أول الخلق كلھ ولم

بھا ، تكن صورة آدم علیھ السالم من صورة اهللا نفسھ ، ألن اهللا ما كانت لھ صورة یعرف : جھول كما یلي ونظھر المثلث االتصالي الخلقي آلدم وحواء مع الشخص الم

إن الذین فسروا القرآن على غیر حق لمستھزؤون ، ولكن اهللا یستھزىء بھم ویمدھم في طغیانھم یعمھون ، والحقیقة ال تغیر أبدا ، وتبقى في كتاب اهللا ظاھرة إال أن یغطیھا

من لم یعبد اهللا اختیارا عبد العبد الملحدون بتفاسیر أخرى ، ولنقل ما قالھ األولون أن اضطرارا ، ألن من لم یثق بالحقیقة الدینیة المنزلة من عند اهللا ویؤمن بھا یضطر إلى العباد ویعتبرھم كأنھم أولي األمر في الدین ویذكر أسماءھم ، وما كانت ألسمائھم من سلطان

ا أسماء من عرفت لھ كرامات ، إن الذین یعرفون السلسلة الذھبیة والتي یذكرون فیھ. مبین فإنھم مخطئون ، ألن تلك السلسلة ال تؤدي أبدا إلى مثلث النور، بل إلى مثلث الظلمات ، وقد

ریجیا في الكالم حتى ال تقام حجة على غیر حق ، فسرنا عن الدراري السبعة ، وذلك تد علــیــھ الســالم رزق ولیكن اعتبار الحق كما ھو دون سعي إلى التغییـر بجھالة ، إن زكریاء

100

الرجل المجھول

آدم حواء




وقیل أن سالم على بغالم اسمھ یحیى وجعل لزكریاء آیة ، أال یكلم الناس ثالث لیال سویا ،

: یبعث حیا ، وقال عیسى علیھ السالم كما ذكر في القرآن یحیى یوم ولد ویوم یموت ویوم سالم علي یوم ولدت ویوم أموت ویوم أبعث حیا ، والذین بحثوا في أنبیاء اهللا ومكانتھم ما كان لھم أن یفعلوا ذلك إال ظلما ، وال ننسى أن اهللا سبحانھ وتعالى أرسل إلى مریم روحھ

المھدي بین الناس قد ال یكونون مخطئین ، ومن تبین فتمثل لھا بشرا سویا ، والذي أكدوا أنبعدم العلم أنھ في ظلمات فإن اهللا وعد المؤمنین لیخرجنھم من الظلمات إلى النور، فكل من لم یكن استمداده من نور فھو من ظلمات وال شيء بینھما إال أن یخلط الطیب بالخبیث فیصبح

. المثلث واضحا لذا فإن اهللا یغفر لمن یشاء ویعذب من یشاء ، وإن قیل لماذا یذكر مشكل المثلث ھذا ؟ فألن المثلث ھو أساس مشكل المھدي ، ونحن كبشر خلقنا في ظلمات ثالث فإن األمر مھم ألجل

تمكن من الخروج من الظلمات إلى النور بإذن اهللا ، وإن كان خالص اإلنسان وإعانتھ للبعض من یسعى أن یرشد الناس یكسب ثقة الناس ألنھ البس للباس دیني یظھر في صالتھ وذكره هللا ، فلیعرف كل باحث أن ھناك تغییرا في األذكار یمكن لإلنسان أن یجلب بھا

إن بإذن اهللا : إن یفعل من شيء یقول الظلمات بدال من النور، وال ننسى أن الكافر أیضاوقد لفاعل لذلك الشيء ، وإن قیل كیف ؟ فلنذكر أن الشیطان أظھره اهللا كعدو مبین لإلنسان

قال إبلیس مخاطبا اهللا سبحانھ وتعالى أن بعزة اهللا لیغوین الناس أجمعین إال عباد اهللا أن الشیطان نفسھ استأذن اهللا الصالحین ، وذلك ألنھ لیس لھ علیھم من سلطان ، ولنالحظ

سبحانھ وتعالى فأذن لھ وأخره إلى الیوم الموعود ، ولیتبین األمر في ھذا ، ألنھ لم یكن أمرا سھال ، والباحث عن المثلث فإن اتصالھ یكون مع الشیطان مباشرة لذا سمي مثلث الظلمات

وجھھ إلى أوجھبمثلث الشیطان ، ویظھر الشیطان باطنیا للمتصل بھ كرجل یتغیر فيحیوان ، أما الشیطان كثیرة ، والفرق بین كال األمرین ھو أن الرجل المجھول ال یتشكل في

فیظھر في صفة حیوانات كثیرة ، ورغم كل ھذا فإن الرجل المجھول ھو الذي یظھر في بكثرة الظلمات والنور، وال ننسى أن المثلث كانت لھ أھمیة قصوى منذ القدیم استعملھ القدماء

في الحروب وال یخفى ھذا على كل مطلع على تاریخ األمم والشعوب ، ولعل القول في ھذا یذكر حربا معینة وال نذكر الوقائع حتى یتمكن الباحث في البحث في كل معرفة محیطة بھ ویقارن ، فقد یجد ثبات القول ، وقدیما كان الجنود في الحروب الصعبة یجعلون مثلثا بأنفسھم

لثات كثیرة ، وقد بنیت أبنیة على شكل ثالثي من التغییر، ولكن إن كان االستمداد من أو مثالنور شرطا فإن كل بنیان ثالثي یجلب النور ویضاد الظلمات ، ولیعرف كل مؤمن أن الصراع ضد الظلمات مستمر حتى یظھر اهللا الحق ویحق كلماتھ والذین استقروا في بیوتھم

. ورضوا بھا فإنھم ال یعلمون واطمأنوا للحیاة الدنیا ما أشد خوف الناس من حرب عالمیة ثالثة ، وما أشد خوف المؤمنین من أن یكونوا حاضري حرب ثالثیة ، یجتمع فیھا اإلنس والجن والشیاطین ، یـبـدون بـادي األمــر كأنــھــم

101




یحاولون مضادة المثلث المجھول ، صراع بین النور والظلمات ، حرب لم یسبق لھا مثیل ،

ة هللا جمیعا ، كذا فاهللا ھو الغالب یومئذ بأمره ، والذین كفروا إذ یرون العذاب یعرفون أن القوإن السؤال لھو كیف وجب . یعتقد المؤمنون إذ ینتظرون من اهللا ما ال ینتظره المجرمون

علینا أن نفكر الیوم ؟ أنحن على صراط قویم ؟ وھل لنا على ھذا من یقین ؟ وكم من قائل قال فقال قائل إن كنا كذلك ، فلم نعذب بذنوبنا إن كنا صادقین ؟ كم من سؤال بقي دون جواب ،

إذا ما فتحت : لعل الدابة التي تخرج من األرض تكلم الناس بإمكانھا أن تجیب ، وقال آخریأجوج ومأجوج إنا لقادرون على أن نحاربھم بما لنا من وسائل حربیة وقنابل ذریة ، ولكن

نبي ربما یكونون مسالمین ، فبأي لغة یتحدثون ؟ ثم إذا ما جاء المھدي إنما یكون مثلھ كمثل لم یكن ذا بأس ولن یتمكن السیطرة على الناس أجمعین ، قد ال یصدق اإلنسان حین یقال لھ إن كل ما تراه من آلة وأسلحة تتوقف عند ظھور المھدي ، ولكن من یعرف الطرق المستعملة لجلب قوى الطبیعة یعرف أن لكل قوة ، قوة أخرى تضادھا وتوقف حركتھا ، وأن

الطبیعة ، وقد ذكرنا من قبل ، أن الرجل المجھول لھ نھا تستمد من قوىفھا ألااآللة سھل إیقاتصال بقوى الطبیعة ، ولعل ھذا یفید في شيء إن ذكرناه ، وال نحاول أن نقنع أحدا ، وقد

عتنى بكل كالم واستنتاج ، ولم ال ؟ وقد اتخذ الناس القرآن مھجورا وكان أعظم مثال ی ھو أن الذین بحثوا من قبل عن المھدي نفسھ قد خسروا أشیاء وحكمة ، إنما الذي نعرفھ

كثیرة ، وانطالقة البحث من األول ھو البحث عن المثلث الخلقي بعدما قیل لإلنسان أنھ خلق في ظلمات ثالث ، وما قیل لھ ذلك إال ألنھ كان یبحث ویسأل عن كیفیة خلقتھ وخالقھ ، وكم

ة كن بین الكاف والنون ، إذ عندما یرید اهللا أمرا إنما من قائل قال أن سر الخلق ھو في كلمیقول لھ كن فیكون ، فالذي قال ھذا یشیر إلى المثلث الغیبي الكامن فیھ سر الخلق كلھ ، وھذه

البد من الطرق التأویلیة لن تمكن اإلنسان أبدا أن یعرف سر األشیاء كلھا ، ولتظھر الحقیقةإمكانھ أن یعطي كل فھم ، إنما العذاب ، وتساءل الكثیر ظھور المھدي ألن لھ صلة بھذا وب

عن صمت المھدي ألنھ إن كلم أحدا باطنیا فإنما یكلمھ صوریا أو إلھامیا ، والذین اتصلوا بھ باطنیا لم یعرفوا لھ لغة وھم یفھمون قولھ إلھامیا بكل لغة ، فمن كان عربیا یخاطبھ بالعربیة

المتصل بھ إذا لم یھتد ، وھذا االتصال الباطني ال یخص وال یفرض علیھ جداال ، وقد یعذبالمؤمنین وحدھم ، ألن للمھدي اتصاال بالخطین النور والظلمات ، ولكنھ بالمؤمنین رحیم

.وعلى الكافرین شدید

نسان حال ما عن المھدي ومن ھو ؟ معرفة المھدي غیر ممكنة ، فھو علم قد یستوجب اإلغیبي كالساعة ال نعرف أیان مرساھا والروح كذلك من أمر اهللا ، فالمھدي والساعة والروح

أما المعرفة عن المھدي بشكل ما غیر كلي ، فھو . اهللا یعني بھم مثلث الغیب ، والغیب عند جھول أو بصاحب اللثام ، واألصح في القول أن یقال كما قال رجل مجھول ویعرف كذلك بالم

كل من بحث في األمر أن المھدي المنتظر ھو صاحب اللثام ، وقد ال یكتفي المرء بھذا ، وال غرابة في األمر ألن القدماء لم یكتفوا كذلك ، واألمر جد بسیط ، فمن لم یكتف فما علیھ إال

ن أنھ سیجد نفس الذي وجدنا ، إنھ غیر معـروف ومعـروفأن یبحث عنھ بنفسھ ، وإنا لواثقو 102




كل المعرفة ، وأنھ لیس بیننا ولكنھ معنا ، وال نراه ویرانا ، متصل بنا ومنفصل عنا ، ال

كلم ویسمع كالمھ ، ونالحظ أن ھذا ھو الذي أدى باألولین بأن ینسبوا لھ األلوھیة ، ولكن یتعلم الیقین ثابت في الدین أنھ ال إلھ إال اهللا ، ولتفادي المشكل ذكر كل ما ذكر، لعل اإلنسان

القرن یھتدي ویصبر حتى یعرف المھدي فإنھ یرى في الحیاة الدنیا وفي اآلخرة ، فلغز شرین كان نفس لغز األولین ، والمثلث أساس القول والحل والمشكل فھو غیر معروف الع

ألن المثلث ینقسم إلى ثالثة ثم تنقسم الثالث مثلثات إلى تسعة ، والتسع مثلثات تنقسم إلى سبع وعشرین ، والسبع والعشرین مثلثات تنقسم إلى واحد وثمانین مثلثا ، وواحد وثمانین معناھا

سعة ، فاعتمد المتصوفة على التخلق بأسماء اهللا الحسنى في تسع وتسعین اسما ، تسعة في توالتخلق باالسم مخالف للدعاء بھ ، واهللا سبحانھ وتعالى جعل أسماءه الحسنى لندعوه بھا ال لنتخلق بھا ، فأصول الذكر غیرت ، ألن الذاكر یذكر اهللا حین یذكر ویسبح بتردد كلمة ھو،

فیقال لھ من ھو، وإن كان الجواب ھو اهللا ، یطرح السؤال ھو اهللا ، ولكن ألن السؤال یوضحماذا بعد ، فیكون الجواب ھو اهللا أحد ، اهللا الصمد ، وبقي االسم الصحیح للذكر بأن یذكر اهللا بصفة دعاء ال تخلق ، وذلك حین تردد اهللا الصمد ، وھكذا یجب أن نضیف لكل اسم من

اهللا حتى ال یبقى القول مبھما ، فأسماء اهللا الحسنى كلھا ترجع إلى اسم أسماء اهللا الحسنى اسم واحد ھو اهللا ، فنقول من ھو الصمد ؟ یكون الجواب ھو اهللا ، وإن قیل كذلك من ھو األحد ،

اهللا األحد ، اهللا الصمد ، حتى : فالصحیح بما صح في الذكر ھو أن نقول یكون الرد ھو اهللا ، دون تغییر، وال یمكننا أن نكرر كلمة ھو أو أحد ألن لھذا معنى آخر یؤدي یتم المعنى كامال

إلى شرك ملحوظ ، واتصال بالمھدي في الظلمات ال في النور، وإن كان الذكر فإن االتصال بقوى النور یتم دون تغییر، ولم یكن الموضوع إظھارا ألصول الذكر، بل إثباتا لصلة مع

صل الذكر، وإن كان من أحد ممن یخوض في مجال الذكر، الرجل المجھول إذا ما تغیر أویصعب علیھ أن یغیر ما ھو علیھ فإنا نؤكد أنھ إذا ما كان الذكر مثال بتردید كلمة األحد دون أن یضاف اسم اهللا ، فإن المعنى یصبح ذكرا لألیام السبعة ، وما علیھ إال أن یتم الذكر بتردید

ى آخره ، ألن األحد اسم لیوم من األیام السبعة ، وإن اهللا سبحانھ االثنین والثالثاء واألربعاء إل نوتعالى فرق بین األشیاء ومیزھا ولم یجعلھا مختلطة ، والذین غیروا أصول الذكر إنما كا

بحثھم سعیا وراء معرفة المثلث واالستمداد من قوتھ الكامنة فیھ والتي لھا أصل من ظلمات ، ل وألوفاق على معرفة ثالث مثلثات ھامة وھي كما یقال لھا ویعتمد في الطالسم والجداو

: مثلث بطد ومثلث زھج ومثلث واح وھكذا

مجال یعرفون بالتمام ھذه ویعتمد كذلك على المثلث الغزالي ، والذین یخوضون في ھذا ال

103

و ا ح

ز ھـ ج

ب ط د




األوفاق والمھم ھو أن نعرف نحن إلى أي حد یبلغ السعي وراء معرفة المثلث المجھول

حظ ھنا أن مثلثات بطد ، زھج ، واح ، جعلوا في ثالث مربعات وكان وصاحب اللثام ، ونالاألصلیة ، وذلك في كل مربع تسع خانات حتى یتم الثالث المثلثات القصد ھو تحلیل قوى

فصل القوى ، أما بطد وزھج وواح فھم أشخاص عرفوا قدیما واتخذوا آلھة بعدما تمكنوا من لكل شخص ، وكل قوة كامنة في عمل ما سواء طلسم أو البلوغ إلى قوة شاملة لكرامات ثالث

كذلك بالمباني فإن تلك القوة أصلھا من الكرامات التي اكتسبھا أھلھا لذا جدول أو وفق أوكانت الكرامات فتنة ، والباحث قد یفھم اآلن لماذا أصحاب الكرامات یعتر استمدادھم من

یعیة الستعمالھا بقوى العقل یعتبر ظلمات ، والذي یسعى إلى معرفة أصول القوى الطبكشخص في شرك إال أن یرجع عما ھو علیھ ، وال نقول أن المؤمنین لم تكن ھناك آیات ظاھریة تحیط بھم إنما نقول أنھم لم یكونوا لھا مستعملین بطریقة إرادیة إدراكیة في كل وقت

ذا الحال فإن اهللا یحبونھ ، وقد یختفي مؤمن من مكان معین لیظھر في مكان آخر، وفي ھسبحانھ وتعالى ھو الذي أخفاه دون أن یتمكن المؤمن فیستعمل تلك القوة بنفسھ وھذا ھو الفرق بین القوتین ، وھناك أشیاء أخرى في ھذا المیدان إنما المراد من القول ھو أن الكرامات لھا أصل من ظلمات وتؤخذ من الملكین ببابل ھاروت وماروت ومعنى ھذا أن

امات یمدھا الرجل المجھول ألن لكل قوة اتصاال مباشرا معھ ، وكل مستعمل للكرامات الكر القوة ، ولكنھ یضل بذلك ألن یسعى إلى معرفة الشخص المجھول بواسطتھا ألنھ یستمد منھ

صاحب اللثام غیر معروف ، وبھذا قد أعطینا مثال للذي یسعى إلى معرفة المھدي دون أن أن یعتبر حدود المعرفة ، والعلم البالغ لإلنسان ، أن صاحب اللثام یقتصر في مجھود ودون

فتنة یفتن بھ اهللا من ال یعتبر مثال ما إذا ضرب لھ ، ألن الذین في قلوبھم زیغ یقولون ماذا أراد اهللا بھذا مثال ، والذین یریدون الفتنة والتأویل یأخذون ما تشابھ في الكتاب ، فالمھدي إذا

ن مثال لكل ما یجھلھ اإلنسان ، ولم یعرف من المؤمنین باهللا من یقول أنھ اعتبره المؤمنوحبیب اهللا ، أو یدعي بالوالیة ویزكي نفسھ ، وعیسى علیھ السالم قال للناس أنھ عبد اهللا آتاه

والمؤمن یعد ، فھذه األلفاظ كلھا ھي مما یقولھ المتصوفة اهللا الكتاب ولم یقل أنھ حبیب اهللا صوفا ، وال وجود لطرق مختلفة في الدین ، بل الدین طریقة واحدة یدعو إلیھ مسلما ال مت

اإلسالم ، وھي عبادة اهللا وحده ال عبادة النفس أو معرفتھا لیعرف اهللا ، واهللا سبحانھ وتعالى عرف عن نفسھ بما في القرآن فقط ، وال یمكن بمعرفة أنفسنا أن نعرف اهللا ألنھ لیس لنا

ال اتصالي كما یزعم من یدعي بھذا األمر، ویعتبر الرجل المجھول مرآة اتصال بھ أو انفصاإلنسان ، لذا كان من یسعى إلى معرفة نفسھ فإنما یعبد نفسھ ، وفي ھذا یصبح للباحث اتصال بصاحب اللثام في الظلمات ألنھ مرآة لإلنسان ، ویصبح المتصل عابدا لخلق من خلق

الطبیعیة باتصال مع قوى العقل ، إن األمر لیس بھین وال اهللا ممن تمكنوا من اكتساب القوىفعلى اإلنسان أن یمیز في كل قول حتى یكتشف أمورا خاصة . سھل ، وكل فھم إال وصعب

باإلنسان وتھمھ كلیا لكونھ متصال بصاحب اللثام بطریقة ثابتة ال إرادیة ، بل مجبرة ، والذي إلى إبعاد كل شرك عنھ ألن اهللا سبحانھ وتعالى ال یسعى إلى عبادة اهللا ، البد لھ أن یسعى

یغفر أن یشرك بھ ویغفر ما دون ذلك لمن یشاء ، وكما نرى فإن مشكـل المھــدي أمـر دیـنـي

104




ض إن أردنا الفھم ، أما الغیر المتدین فال یخلو أمره من مشكل یشكل صراعا مباشرا مع مح

رسول العذاب ، ال یظھر اآلن ولكن یظھر من بعد بظھور صاحب اللثام ، وإن كل مستعمل للقوى الطبیعیة یشكل خطرا على نفسھ باستغاللھا ألن اهللا سبحانھ وتعالى سخر لنا ما في

ر قواھا ، ونجد أن اإلنسان ال یكتفي بما یعرف من أجل تطویر عیشھ فقط الطبیعة ولم یسخبل یحاول السیطرة ومعرفة خالق الكون ، ومثل العصر الحدیث كالعصور القدیمة تماما إنما الطریقة مختلفة ، واألولون بادي األمر بدأوا باستعمال قوى الطبیعة لتطویر قواھم ، وعلى

مكان تغییر كل ما یصل لألمة اإلسالمیة من الشعوب إلرى أن باكل حال فكل من لھ معرفة یالغیر المتدینة وتبدل قواھا لتضعف حدة قوى الظلمات ، ومن أجل ھذا الغرض طرق معینة

األصول الدینیة إلى وبدایتھا ھو إفراز كل ما ھو صحیح على كل ما ھو خطأ ، وإرجاعما یرغبھ اإلنسان ، والشك أن ھناك من صحیحا فیھ كل أساسھا األول واعتبارھا منھاجا

یسعى إلى ذلك حقا ، وال یمكن أن یقال أن المتصل بالباطن بوسیلة دینیة ھو وحده الذي بإمكانھ التغییر، بلى إن ھذا بإمكان كل مؤمن مسلم ، وذلك بطرق شتى واسعة في كل

سھ ألنھا علیھا ما مجال ، ال یتطلب فرضا جماعیا بل فردیا ، واإلنسان علیھ بخاصیة نفاكتسبت ولھا ما كسبت ، والدین ال یعترف بشیع متفرقة وال بأحزاب دینیة حتى یصبح كل حزب بما لدیھم فرحون ، بل الدین اإلسالمي واحد واألمة اإلسالمیة واحدة ، وال یمكن أن

عھم إلى نقبل داعیا یدعو إلى شيء بدون بینة ، إال أن یكون جامعا لمسلمین یدلي بھم حین جم . أولي األمر من المؤمنین

إن الذین یدعون إلى المھدي ما ھم إال أناس اختلط بھم األمر فاصبحوا ال یعرفون ، وإنھم

ف لھ رسالة وال كتاب ، بل ھو ال یعلمون كذلك أن المھدي لم یكن نبیا وال رسوال ، وال تعررسول العذاب ولھ مھمة أخرى ، وال یمكن أن یسمع الناس إلى من یدعو إلى المھدي ، وما

والداعي إلى المھدي إنما یدعو – صلى اهللا علیھ وسلم –أمر اهللا إال أن نؤمن بھ وبرسولھ ویجعلون لھ حبیبا الناس إلى شيء مجھول یشكل انحرافا تاما عن الدین ، والذین یدعون اهللا

إنما ھم مشركون ، وما كان علیھم إال أن یؤمنوا باهللا ورسولھ ویكتفوا ، ولم یكن من الالزم أن یذكر اسم المھدي ، ألنھ مجھول ، وكل من یعطي علما دینیا ما كان من واجبھ إال أن

لكافرین سوء یظھر للناس أن اهللا سبحانھ وتعالى تأذن لیبعثن إلى یوم القیامة من یسوم االعذاب ، وأنھ مخرج دابة من األرض تكلم الناس ، وأن یأجوج ومأجوج یفتح لھم فإذا بھم من كل حدب ینسلون ، ثم إن اهللا سبحانھ وتعالى وعد بأن یحشر من كل أمة فوجا ممن یكذب بآیات اهللا فھم یوزعون ، وإنما اإلنسان الیوم مفتون وكثر الشغب والملحدون ، والناس عن

یغیروا أحوالھم ، الحق منصرفون ، وال یمكن ألحد أن یغیر الحال ، إال إذا أحب الناس أن والكالم عن الناس قد ال یفید شیئا ، إال إن عرفت الحقیقة ، أما المھدي فأمره لیس ببسیط ، ولیستقر الفھم بصفة أجمالیة فإن اهللا سبحانھ وتعالى سیبعث من یعذب الناس في یوم علمھ

اهللا ، والفرد أو العدد فإنھ لیس باإلمكان معرفتھ ، والذین یرجحون القول دون جدال أو عند فـي شــيء نظنھ معقوال ، أن اإلنسان لن یعرف شیئا بعقلھ إال أن یرشد في أمره ، وإناث ــبح

105




إن اھتممنا بما حولنا قد نستطیع أن نغیر أحوالنا ، وإن راجعنا كل الكتب التي تصل إلینا قد

. یتبین فیھا الخطأ والصواب ، وذلك استعانة بما في الكتاب المنزل من عند اهللا

باإلمكان الزیادة ، إال أن ما بعد ھذا لھ أبعاد لیس باإلمكان أن نزید أكثر من ھذا رغم أنھأخرى منطلقھا علوم دینیة كثیرة ، ال یمكنھا أن تنحصر في شيء ، وقد جعل اهللا سبحانھ وتعالى األشیاء فساوى بینھا ، وجعل لألشیاء كلھا أصوال لھا ، وأشیاء أخرى أساسا لألصول

إن اإلنسان حامل لألمانة وكان . إلى عبادتھ نفسھا ، وكل باحث قد یكتفي بطاعة اهللا ، لیبلغ. لھ مع اهللا سبحانھ وتعالى عھد ومیثاق والبد لإلنسان أن یجتنب الخیانة




اإلنسان عزيزي

قد تبینت خیوطا عنیناھا ، وبھدف – وأنت تعالج ھذا الكتاب ، وتغوص في أفكاره –لعلك

. إلى ما وراء الفكر المجرد ، لتكون حاجزا واضحا بین الواقع وبین الظن واالحتمال

المھدي (ة وإننا لنبتعد عن اآلراء الفردیة والجماعیة ، وال نعتمد شیئا مما یتعلق بحقیق، وقصدنا أن یستمر الموضوع تحت غطاء من الغموض الشامل ، اتكاال على تمییز )المنتظر

. القارىء المدقق ، وذكائھ الموصل إلى الجالء والوضوح

عزيزي اإلنسان

ولنا اقتصاره على القلیل كتاب ضخم في حد ذاتھ ، وقد حا) المھدي المنتظر( إن كتاب . المفید ، تجنبا لإلطالة والتعقید

ورغم ذلك ، فقد كلفنا خمس سنوات من الكد واالجتھاد ، وألزمنا االتصال من أجل البحث

المسلمین المتصلین بالباطن ، والبالغین إلى والتحقیق ، بنحو مائة وثمانیة وأربعین من . الدرجة الثامنة ، بل إن خمسة منھم وصلوا إلى المرتبة السبعین من الدرجة الثامنة

ثم إننا اتصلنا بھم على انفراد ، دون إشعار بعضھم ببعض ، والحقیقة أنھم یستقرون في

. جھات متباعدة ، ومنھم أجانب مسلمون

المھدي ( من كل ذلك ، ومن وسائلنا الخاصة ، ألفنا ھذا الكتاب الذي بین یدیك حول ، وأتینا فیھ بأعلى ما اكتمل من إمكانیات االتصال الباطني ، حتى یكون ھذا الكتاب )المنتظر

خصوصا وأن المتصلین ر الوقوع في انحراف باطني مرجعا یغني عند الحاجة ، ویقي من ش. بالباطن في المغرب وحده ، یقدر عددھم بأربعمائة ألف متصل

وأغلب الناس ، اھتموا بطرق الیوغا اعتمادا على طریقة راما كریشنا للخروج من الكالي

. یوغا

عزيزي اإلنسان لقد أعطینا لھذا الكتاب أھمیة ، جعلت أقوالھ تحت فعالیة الدرجة الخامسة من قوى ة االستمداد ، حتى یكتسي المطبق لتلك الطرق الخرافیة ، لباسا دینیا حقیقیا یعود بھ إلى جاد

. الصواب





نا ألتقینا أثناء التنقیب واالستقراء ، بنحو خمسة وأربعین شخصا ممن یزعمون ال نكتمك أن

، وأنھ اعترض سعینا إلى إیجاز ھذا الكتاب كثیر ممن استشرناھم ، )المھدي المنتظر(أنھم . وأغلبھم من الذین یستعملون الطالسم السحریة ودعواھم أن تلك الطالسم من العلوم الدینیة

وھو الكتاب الخامس من ھذه ) اإللحاد(ر أخطاءھم ، سنصدر قریبا عنوانھ ونحن لكي نظھ

. السلسلة

معاني في معنى معاني ال( أما أوالئك الذین یھتمون بالعلوم اللدنیة ، فإننا نوجھھم إلى كتابنا .، ألن كتب ھذه السلسلة كلھا ، بعضھا مراجع للبعض اآلخر )المعنى


، حتى إذا احتج على الفھوم المتعلقة ) المھدي المنتظر( لقد ابتعدنا عن الجدل في موضوع

ن أشكال الفھم فقط ، ونترك التحلیل بسلیمان علیھ السالم ، أو بذي القرنین ، یكون ذلك مواإلھتداء إلى الصواب ، لمن یمارس المقارنة مع كل ما جمعناه من المتصلین بالباطن الذین

. إلتقینا بھم ، وأملنا أن نكون قد أخرجنا فكرة للباحث ینطلق منھا في اتجاه سلیم

ا قد یفضي إلى االنحراف الكلي ، ثم إننا أتینا إن ھدفنا األول من الكتاب ھو التنبیھ إلى مبأقوال متفرقة ، تبین أن الموضوع لھ أھمیة ، وأنھ ال یخلو من التعقید لیدرك كل متصل أن

. األمر قد یؤدي إلى انحراف علمي ، وقد یعطي أفكارا لغیر المتصلین بالباطن




المهدي المنتظر

Documents