األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشرتمهيــد :

إن االقتصاد يقوم أساســا على عمليــات اقتصــادية هامــة، حيث أن مزجها وربطها ببعضها البعض يؤدي إلى تطوير البنية

االقتصادية للدولة ومواكبة عجلة التقدم. ومن أبــرز العمليــات االقتصــادية الــتي توليهــا الدولــة اهتمامــا كبيرا هي عملية االستثمار الــذي أصــبح من المواضــيع الهامــة التي تحتل أو تتبوأ مكانا رئيســيا في مختلــف الــدول على حــد سواء النامية منها و المتقدمة و ذلــك من أجــل رفــع معــدالت تنميتها االقتصــادية و تحقيــق اســتقرارها االقتصــادي و العمــل

على إشباع احتياجاتها األساسية و تنمية ثروتها الوطنية. وفي هــذا الصــدد و كمحاولــة للتعــرف أكــثر على االســتثمار

تطرقنا في هذا الفصل إلى أهم النقاط التي من خاللها يمكن حيث تكلم المبحث األولتوضيح الرؤيا أمام قضــية االســتثمار

المبحث الثــاني يتكلم عن ماهيــة وجــاء ماهيــة االســتثمارعن كـان المبحث الثـالث وفيمـا يخضاإلستثمار األجنبي المباشـر

أشكال التدفقات لالسـتثمار األجنـبي المباشـر وفييتكلم عن اإلســتثمار األجنــبي المباشــرإلى المبحث الرابع تعرضاألخير

أهمية ودوافع وأثار

المبحث األول: ماهية االستثمار

1

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

وفي هذا المبحث سوف نستعرض ماهية االســتثمار من حيثــه عرض عدة مفاهيم واهميتة وأهدافه باإلضافة إظهــار مجاالت وكذلك أشكال االســتثمار )أنواعــه( من خالل الموقــع والمــدة

وملكية القطاعات االقتصادية وزاوية النظر إليه. حول االستثمارعامةالمطلب األول: مفاهيم

يمكن تعريف اإلستثمار اصطالحا كمايلي: - االستثمار لغة : مشتق من كلمة اســتثمر، يســتثمر معناهــا1

ينمي أي يزيد، أو النماء غالبا ما يكون في األموال، سواء كان في صورتها النقدية أو المالية أو التجارية أو أي صــورة أخــرى

سواء كان في شكل عقارات أو منقوالت .ــدمها2 ــاريف ق ــدة تع ــاك ع ــد هن ــطالحا : نج ــتثمار اص - اإلس

االقتصاديون والمفكرون نذكر منها : أ- اإلستثمار يقوم على التضحية بإشباع رغبة استهالك حاضرة

.1، وذلك أمال في الحصول على إشباع رغبة في المستقبل ب- االستثمار هو توظيف المال بهدف تحقيق العائد أو الدخل أو الربح أو المــال ، عمومــا قــد يكــون اإلســتثمار على شــكل

.2مادي أو ملموس أو شكل غير مادي ج- اإلستثمار هو توظيف األمـوال المتاحـة في اقتنـاء وتكـوين

.3أصول قصد استغاللها لتحقيق أغراض المستثمر د- اإلستثمار هو التخلي عن أمــوال يمتلكهــا الفــرد في لحظــة معينة ولفترة معينة من الزمن، قد تطــول أو تقصــر. وربطهــا بأصل أو أكثر من األصول التي يحتفظ بها لتلك الفترة الزمنية

بقصد الحصول على تدفقات مالية مستقبلية تعوضه عن : - القيمــة الحاليــة لتلــك األمــوال الــتي تخلى عنهــا في ســبيل

الحصول على ذلك األصل . - النقص المتوقــع في قــوة تلــك األمــوال الشــرائية بفعــل

التضخم.

.1999، ردنأعمان ال ، 2، ط مؤسسة الورق للنشر والتوزيع ، ،دارة االستثمارات،إمحمد مطر- 1.17ص:

، ص:1997- طاهر حيدر جردان : مبادئ االستثمار، دار المستقبل للنشر والتوزيع، عمان األردن ، 298.

- حامد العربي الحضري : تقييم االستثمارات، دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع ، القاهرة، مصر،3.20، ص: 2000

2

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــة - المخاطر الناشئة عن احتمال عدم حصول التدفقات المالي.4المرغوب فيها كما هو متوقع

ــد ــك قص ــاء مل ــه اقتن ــتثمار على أن ــوم اإلس ــدد مفه هـ : ويحالحصول على امتيازات مستمرة كالخدمات والنقود .

و- تعرف عملية اإلستثمار على أنها عملية إنشاء، إيجــاد ســلعــلع إنتاجية ويعتبرها بمثابة مجموع نفقات الشراء وإرسال الس التجهيزية المخصصة، إما للرفع من قدرات اإلنتاج في الســلع أو الخدمات أو التقليل من التكاليف أولتحسين ظروف العمل

.2والمعيشةــدخل و ز- االستثمار هو حيازة وسائل اإلنتاج وهو اســتخدام ال تحويلـه إلى سـلع تجهيزيـة. كمـا يمكن تعريـف اإلسـتثمار من

عدة وجهات :ــادة أو إضــافة - وجهة النظر اإلقتصادية : يقصد باإلســتثمار زي جديدة في ثروة المجتمع بإقامة المــزارع والمصــانع والمبــانيــد من الرصــيد والطرق ... ، وغيرها من المشروعات التي تزي

.3اإلقتصادي في المجتمع - وجهــة النظــر الماليــة : اإلســتثمار عبــارة عن توظيــف رأس

المال في وقت معين وانتظار التدفقات الناتجة عنه .ــادة في أصــول المؤسســة - وجهة النظر المحاسبية : هو الزي كشـراء التجهـيزات ومعـدات العقـارات واألسـهم فهـو أصـل

ثابت.تعريف شامل إعطاء يمكننا السابقة التعاريف من خالل

لالستثمار : التضحية بأموال يمتلكها الفرد أو األطــراف األخــرى في فــترة زمنية معينــة بقصــد الحصــول على تــدفقات ماليــة مســتقبلية

تعوضه على القيمة الحالية لألموال المستثمرة.المطلب الثاني : أهمية وأهداف اإلستثمار

الفرع األول : أهمية اإلستثمار :

. 13، ص: 1997- زياد رمضان، مبادئ االستثمار دار المستقبل للنشر والتوزيع، عمان، األردن، 4 . 300، ص :1995، سنة 73عبد الستار ابو عزة مجلة االقتصاد، دبي، العدد -2 بوزارة خديجة، االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر، مذكرة ليسانس )غير منشورة(، معهد -3

. 8، ص:2003العلوم االقتصادية و التسيير، المدية، 3

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

إن تطور الدول وتقدمها اليوم يقاس بحجم استثماراتها التي هي من أهم العوامل المالية لدفع الدخل الوطني ، ورفع

مستوى المعيشي .وعليه فإن األهمية االقتصادية واالجتماعية واإلستراتيجية .

ــة و تكمن هذه األهمية في الدور الحاسم الذي يلعبه في عملي النمو االقتصادي، فهو متغير هام جدا يدخل في تحديد الطاقة اإلنتاجية كما أنــه يــؤدي إلى زيادتهــا وهـو يعتــبر هـام ألنــه من

.1مكونات الطلب الكليالفرع الثاني: أهداف اإلستثمار

تكمن أهداف اإلستثمار فيما يلي: أ- تحقيق العائــد: هــو هــدف عــام لإلســتثمار فمهمــا يكن نــوع اإلســتثمار من الصــعب أن نجــد فــردا يوظــف أموالـه دون أن

يكون هدفه تحقيق الربح . ب- تكوين الثروة وتنميتها : يكون هــذا الهــدف عنــدما يضــحي الفـــرد باإلســـتهالك الجـــاري على أمـــل تكـــوين الـــثروة في

المستقبل وتنميتها. ج- تأمين الحاجات المتوقعــة وتوفــير الســيولة لمواجهــة تلــك الحاجات: وبذلك فــان المســتثمر يســعى وراء تحقيــق الــدخل

المستقبلي. د- تأمين الحاجــات المتوقعــة وتوفــير الســيولة لمواجهــة تلــك الحاجات: وبذلك فان المســتثمر يســعى وراء تحقيقي الــدخل

المستقبلي . هـ- المحافظة على قيمة الموجودات : يســعى المســتثمر إلى التنويع في مجاالت استثماره حتى ال تنخفض قيمــة موجوداتــه

.2مع مرور الزمن بحكم عوامل ارتفاع األسعار وتقلبها المطلب الثالث: مجاالت االستثمار

يقصد بمجاالت اإلستثمار نــوع أو طبيعـة النشـاط اإلقتصادي ســيوظف فيــه المســتثمر أموالــه بقصــد الحصــول على عائــد، وقســم المختصــون االســتثمار اســتنادا إلى عــدة

معايير )المعيار الجغرافي، المعيار النوعي(.أوال: المعيار الجغرافي

- خيرة صابور، بالمزيان فاطمة الزهراء، االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر و حوافزه، مذكرة1. 19 ،ص:2007لنيل شهادة ليسانس، معهد العلوم االقتصادية والتسيير، المدية،

.19- بوزارة خديجة، مرجع سابق، ص: 24

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

إلى المعايير من النوع هذا حسب االستثمارات استثمارات محلية وأخرى أجنبية.

أ- االســـتثمارات المحليـــة: وهي جميـــع الميـــادين والفـــرص المتوفرة على المستوى الوطــني أي جميــع الفــرص المتاحــة

لإلستثمار في السوق المحلية. ب- االســتثمارات األجنبيــة: يقصــد باالســتثمار األجنــبي قيمــة رأس المــال المحــول من بلــد آلخــر بــأي شــكل من األشــكال ويمكن تقســـيمه إلى االســـتثمار المباشـــر واالســـتثمار غـــير

المباشر – اإلســتثمار األجنــبي المباشــر : هــو اإلســتثمار في1ب-

مشروعات داخل بلد ما يسيطر عليـه القـانون في بلـد آخـر ،ــروع الشــركات ــالب شــكل ف ــذا اإلســتثمار في الغ ــذ ه ويأخ

األجنبية ومشروعات مشتركة.Gleyعــرف Bertinاإلســتثمار األجنــبي المباشــر هــو ذلــك :

اإلستثمار الذي يلتزم الســيطرة أي اإلشــراف على المشــروع ويأخذ هذا االستثمار شكل إنشاء مؤسسة من قبل المســتثمر وحده، أي بالمشاركة المتساوية أو غــير المتســاوية، كمــا أنــه يأخـذ أيضـا شـكل إعـادة الشـراء الكلي أو الجـزئي لمشـروع قـــائم، و يمكن للمنشـــأة على هـــذا النحـــو التمحـــور على

الشخصية القانونية . - اإلستثمار األجنبي غـير المباشـر : تمثـل ملكيـة األوراق2ب-

الماليــة على اختالف أنواعهــا كاألســهم والســندات وضــمانات القروض التي يتحصــل عليهــا المقرضـون مقابــل رأس المــال المستثمر، ويمكن أن يقترن هــذا النــوع من اإلســتثمارات في بعض األحيــان فينقــل الخــبرات أو التكنولوجيــا ، حيث التعطي هــذه اإلســتثمارات الحــق للمقــرض في الرقابــة على نشــاط

. 1المؤسسة ، فهو يبقى من اختصاص المستثمر--ثانيا: المعيار النوعي

يصنف االستثمارات حسب هذا المعيار إلى استثمارات .2حقيقية واستثمارات مالية

. 20بوزارة خديجة، مرجع سابق، ص : - 1.21 نفس مرجع سابق، ص : -2

5

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

أ- االستثمارات الحقيقية: تعني اإلنفاق على األصول اإلنتاجيــةــترتب عليــه أو السلع والخدمات اإلستثمارية الجديدة والذي ي إنتــاج إضــافي، وفــرض عمــل إضــافي وزيــادة المخــزون من

المواد األولية المختلفة. ب- االستثمارات المالية: وتشمل االستثمار في سوق األوراق الماليــة أي حيــازة المســتثمر ألصــل مــالي غــير حقيقي يتخــذ

.1شكل األسهم والسندات، بمعنى تداول األدوات االئتمانية ومنه نستخلص أن لالســتثمار دور كبــير في عمليــة اإلنتقــال

باالقتصـــاد الوطـــني من حالـــة التخلـــف إلى حالـــة التقـــدم واالزدهــار، ويســاهم في رفــع المســتوى المعيشــي وهــو مــا تسعى إلى تحقيقه مختلف الدول خاصة الناميــة منهــا، ونظــرا ألن األموال المحلية التكفي لوحدها لحاجات البالد وكان عليها اإلســتعانه بــاألموال األجنبيــة، ولكن يكــون ذلــك إال برســم السياســات الالزمــة لتوفــير الحــد األدنى من االســتثمار أيــدف ــك به ــه وذل ــتي تحكم ــة ال ــوط العريض البحث عن الخط

الوصول إلى معدالت النمو االقتصادي.المطلب الثاني: أشكال اإلستثمار

األشكال العديد من المباشر األجنبي االستثمار يأخذ ــني و ــور التق ــل التط ــدة في ظ ــروط الجدي ــا للش ــذا تبع وهــة و ــدولي و تفــاعالت األســواق الدولي لتصــورات االقتصــاد الإنطالقا من هنا نتعرض إلى أشكاله من خالل النقاط التالية :

- إنشاء مؤسسة أو فرع : 1 إن الشكل األكثر كالسيكية لالستثمار األجنبي المباشر

هــو إنشــاء مؤسســة أو إلى غايــة ســنوات الســبعينات و ذلــكــا في بإنشــاء الفــرع يجــبر المؤسســة أو تؤكــد وجودهــا دولي المجاالت التجارية كالسوق و مجال إنتــاج الســلع و الخــدمات وذلك بتجنيس منتجاتها و تكليفها دوليا مــع إســتعباد العراقيــل الــتي تعيــق ذلــك كاألعبــاء و الجمركيــة ... الخ ، وهــذا يــؤدي

بالمؤسسة أو الفرع إلى إقتحام األسواق الدولية .ــام ــني قي ــرع يع ــة أو ف ــاء مؤسس ــر إن إنش ــير آخ وبتعبــد المستثمر األجنبي بتأسيس شركة مملوكة بالكامل في البل

المضيف تقوم باستثمار أو تنفيذ مشروع معين .. 18- محمد مطر، مرجع سابق، ص: 1

6

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

- إكتساب الحيازة: 2 قيام المستثمر األجنبي بتملك كامــل حصــص رأس المــالــه المضــيف أي ــل في البل ــة بالفع ــا في شــركة قائم أو أغلبه إكتسـاب الحيــازة حيث أصـبح هـذا األخــير الشـكل المسـيطر

لالستثمار األجنبي المباشر منذ سنوات الثمانينات . نظـرا لنمـو االسـتثمارات مـا بين الـدول المتقدمـة خالل هذه الفترة ، في هــذا الشــكل تأخــذ المؤسســة المراقبــة من

% من رأس50مؤسسة أخرى عن طريق الحيازة على األقل المال

بالحصول على حصص الحيازة تسمح إكتساب إن ــذة جديدة في األسواق التي كانت تحتفظ بها المؤسسة المنف وذلك بــالرغم أن المســتثمر يلجــأ أحيانــا إلى تحديــد أو إعــادة تنظيم المؤسسة المنفذة ، و نشــير هنــا أن إكتســاب الحيــازة

و تظهــر في الــدول تجــري في اقتصــاديات الــدول المتقدمــةــعى النامية أو الدول التي تتميز باالقتصاد المخطط و التي تس إلى تكــييف اقتصــادياتها مــع التحــوالت الــتي يعرفهــا النظــام

العامي .- الشركات المختلطة : 3

العالقات إطار في السبعينات في سنوات تطورت الدوليــة بين الــدول المتقدمــة و الــدول الناميــة قبــل توســيع

العالقات الدولية بين الدول المتقدمة . وفي هذا الشكل يقوم المستثمر األجنبي بتأسيس شــركة مشتركة مع مستثمر وطني مقيم وفي البلد المضــيف بمعــنى آخــر تعاقــد مؤسســتين على إنشــاء مؤسســة جديــدة و الــتيــال ــا رأس الم ــم فيه ــة حيث تقس ــركة المختلط ــمى الش تس والمخاطر وتكون هذه المؤسسة مستقلة من حيث أنها تملك

رأس مال خاص بها و تسيير على سياسة إنتاج خاصة بها .ــدخول إلى ــة لل ــيلة فعال ــة وس ــركة المختلط ــبر الش تعت األســواق الدوليــة ، حيث لجــأت الــدول الناميــة إلى إنشــاءها باعتبارها وسيلة لمراقبة المؤسسة المتعددة الجنسـيات الـتيــتثمار ــنة لالس ــة الحس ــادة على الرقاب ــا زي ــل في إقليمه تعم

وكذلك توجهه.

7

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

إضــافة إلى هــذا فــإن الشــركة المختلطــة تعطي للــدولــل ــذ تحويـ ــة امتالك منفـ ــو قابليـ ــق النمـ ــائرة في طريـ السـ

التكنولوجيا و جمع الخبرات و التقنيات . إضــافة إلى وجــود أشــكال أخــرى لالســتثمار األجنــبي

المباشر و التي نشير إليها من خالل النقاط التالية : * الشــركات المختلطــة األخــرى بخالف الشــركات المختلطــةــائل في ــد الوس ــز على توحي ــه ترتك ــذكر حيث أن ــابقة ال الســير من ــور فهي في كث ــالبحث و التط ــة ب ــاالت المرتبط المج األحيان تقوم بين المؤسسات الكبرى التابعة للدول الصــناعية

خاصة في قطاعات عالية التكنولوجيا . * تنـــازل المؤسســـة األجنبيـــة للشـــهادات و الترخيصـــات للمؤسسة المحلية كحــق اكتســاب واســتعمال التكنولوجيــا أو

براءة االختراع أو عالمات المنتج ...الخ . * كــل اتفــاق يحــدث بين مؤسســتين األولى هي الــتي تصــدر األمر و الثانية هي التي تنتج هذا ما يعرف باإلنتاج من الباطن، بمعنى تفوض المؤسسة الصــادرة بــأمر المؤسســة الــتي تنتج من اإلنتاج من الباطن بإنجــاز جــزء من اإلنتــاج كلــه مــع بقــاء

المسؤولية تجاه الزبائن للمؤسسة األولى. اإلنتــاج من البــاطن يكــون على شــكلين همــا الشــكل الصــناعي يهتم بالتصــنيع و تحويــل المركبــات ثم تجميعهــا فيــذي ــاك الشــكل التجــاري ال المؤسســة الصــادرة لألمــر و هن بصناعة المنتجات التامة الــتي يتم تصــريفها مــع وضــع عالمــة

المؤسسة الصادرة لألمر . * تعاقد مؤسسة محلية مع مؤسسة أجنبية على أن تقوم هذه األخيرة بتــأمين تســيير المؤسســة المحليــة وذلــك خالل فــترة محددة وعند انتهائها تحــول القــدرات إلى الشــركاء المحلــيين مما يسمح لهم بتحقيق اإلنظالقة الفعليـة لمؤسسـاتهم وهـذا

ما يعرف بعقود التسيير . *العقود المبرمجة في مجــال البــترول و التعــدين يعــنى قيــامــة ــالح مؤسس ــاف و التنقيب لص ــة باالستكش ــة أجنبي مؤسس

محلية التي تبقى تتمتع بمزايا الملكية واإلدارة . باإلضــافة إلى وجــود أنــواع أخــرى لإلســتثمار األجنــبي المباشر قد ال تحتاج إلى تواجــد المســتثمر األجنــبي في البلــد

8

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

المستثمر فيه ومن صور ذلك اإلستثمار في المحافظة الماليةأو إيداع رأس المال في إحدى البنوك.

( القابضة الشركة يسمى جديد أجنبي فرع يوجد و HOLDING يتمثل مؤسسة مالية ( أو الشركة المحفظة هي

المســاهمات من المؤسســات اخــذ في نشــاطها األساســي .1إدارتها و قصد مراقبتها

المبحث الثالث : ماهية االستثمار األجنبي المباشر يعتبر االستثمار األجنبي المباشر من أهم أشكال تدفقات

رؤوس األموال الدولية و هو بذلك ســاهم في انتشــار ظــاهرةــدول ــا و تفضــيال من طــرق ال ــه يلقى اهتمام ــة ، لكون العولمــة المضيفة التي تجد فيه المنافع و المكاسب المرتبطــة بعملي التنميــة في االقتصــاد و بالتــالي فهــو يحتــل مكانــة كبــيرة فيــد أكــدت ــا ، وق ــات االقتصــادية خاصــة الرأســمالية منه األدبي االستنتاجات التي توصل إليها المؤتمر الذي ضم اقتصــاديين و ممثلين لكبار رجال األعمال في الواليــات المتحــدة األمريكيــة

ــاة1961في مــارس ــبي أصــبح القن على أن االســتثمار األجنالرئيسية للعالقات الدولية .

المطلب األول : مفه@@@@وم االس@@@@تثمار األجن@@@@بيالمباشر

الهيئات أو التعاريف وردت للمنظمات هناك مجموعة من الدولية وكذا الكتاب االقتصاديين نحــاول أن نــورد أهمهــا فيمــا

يلي : ــتركة - يعتبر االستثمار األجنبي المباشر حسب المنظمة المش للتنمية االقتصادية عن ذلــك االســتثمار القــائم قصــد تأســيســه يعطي ــط اقتصــادية دائمــة مــع المؤسســات ، حيث أن رواب الفرصـــة للقيـــام بـــاألثر الحقيقي على تســـيير المؤسســـات

المذكورة عن طريق : * إنشاء أو توسيع مؤسسة ، ملحقة ، فرع ... الخ ؛

* المساهمة في مؤسسة جديدة أو قائمة من قبل ؛* احتالل كامل المؤسسة قائمة ...

هند قدور،وسيلة جمات ، االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة ليسانس في1.18، ص: 2000 / 1999العلوم االقتصادية،جامعة باتنة،

9

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

- و يعتبر االستثمار األجنبي حسب صندوق النقد الدولي عن "ــدولي الــذي يعكس هــدف ــواع االســتثمار ال ــوع من أن ذلــك ن حصــول كيــان مقيم في اقتصــاد مــا على مصــلحة دائمــة في مؤسسة مقيمــة في اقتصــاد آخــر ، و تنطـوي هـذه المصــلحةــة األجــل بين المســتثمر المباشــر و على وجــود عالقــة طويل المؤسســة ، باإلضــافة إلى تمتــع المســتثمر المباشــر بدرجــة

.1كبيرة من النفوذ في إدارة المؤسسة - ويــرى" جيــل برتــان"االســتثمار األجنــبي المباشــر على أنــهــذا "يستلزم السيطرة )اإلشراف(على المشروع بحيث يأخذ ه االستثمار بشكل إنشاء مؤسسة من قبل المســتثمر وحــده أو بالمشاركة المتساوية ، كما أنه يأخذ شــكل إعــادة شــراء كلي

.2أو جزئي لمشروع قائمــب " ــر حس ــبي المباش ــتثمار األجن ــبر االس Rymand- و يعت

Bernardعن مســاهمة رأس مــال مؤسســة في مؤسســة " أخــرى ، يتم ذلــك بإنشــاء فــرع لهــا في الخــارج أو الرفــع من رأسمالها ،أو قيام مؤسسة أجنبية رفقة شركاء أجانب ، أو هو وسيلة تحويــل المــوارد الحقيقيــة و رؤوس األمــوال من دولــة

.3إلى أخرى ، وخاصة عند االبتدائية عند إنشاء المؤسسةــبي المباشــر على -و يرى " عبد العزيز هيكل" االستثمار األجن أنه " استثمار شركات مقيمـة في إحـدى الـدول في شـركات أخرى مقيمة في دول أخرى بشراء هذه الشركات ، أو بإنشاءــادة ــدها برأســمالها األساســي أو بزي ــدة و تزوي شــركات جدي

, ويتضــمن هــذا المعــنى4رأســمال شــركات موجــودة أصــال " إشراف المستثمر و تدخله في إدارة الشركات الــتي يســتثمرــوع من ــا مــا تفصــل الحكومــات هــذا الن ــه ، وغالب فيهــا أموالــد الشــركات ــالب تزوي ــه يتضــمن في الغ االســتثمار، حيث أن

المستثمر فيها بالمستلزمات )المدخالت( التكنولوجية .

1 Edition,1997,p:66 Manuel de la F-M- I 4 émeنقال عن تومي عبد الرحمان ، واقع آفاق- االستثمار األجنبي المباشر من خالل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر ، رسالة ماجستير ، كلية

.41 ، ص: 2001/ 2000العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير ، .11 جيل برتان ، االستثمار الدولي ، مرجع سابق ، ص: 2

3 Raymand Bernard , économie Financière International, Paris , EDPUF , 1997, P : 91.

.246هيكل عبد العزيز فهمي ، مرجع سابق ، ص: 4

10

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــالي ــف الت ــاريف نســتخلص التعري ــذه التع ومن خالل ه لالســـتثمار األجنـــبي المباشـــر : وهـــو قيـــام طـــرف أجنـــبي باالستثمار في الموجودات في دول أخرى و يكــون للمســتثمر دور فعال في إدارة موجوداته من خالل تأسيس الشــركات أو المشاركات أو اإلندماج مع شــركة وطنيــة ... الخ ، أي بمعــنى آخر هناك موجودات للشركة األم في الدول المضــيفة يــدخل أيضا ضمن هذا النشاط عملية الخوصصــة أي شــراء األجــانب

لشركات أو جزء منها في الدول المضيفة . فاالســتثمار األجنــبي المباشــر يكــون بواســطة الشــركات

المتعددة الجنسيات ألنها تمتلك البــنى و الهياكــل الــتي تقــومــذه ــل هـ ــد يتم تحويـ ــارج ، وقـ ــتثمار في الخـ ــة االسـ بعمليـــزة و ــاح المحتج ــة و األرب ــوال المملوك االســتثمارات من األمــركات األم أو ــواء من الش ــا س ــل عليه ــتي تحص ــروض ال الق المؤسسات األجنبية و المحليــة ، وعــادة مــا تقــوم الشــركات المتعددة الجنسيات باستثماراتها في دول نتوفر على المــوارد الطبيعية و السوق المناسبة و الموارد البشرية الكفـأة للقيـام بالعملية اإلنتاجية ومن خالل كل هــذه التعــاريف نستشــف أن

هناك خصائص تميز االستثمار األجنبي المباشر . المطلب الث@@اني : ض@@رورة التفرق@@ة بين االس@@تثمار

األجنبي واالستثمار المحفظيــدولي و ــتثمار ال ــف االس ــوص تعري ــابقا بخص ــرنا س ــد أش لق­خذ عد­ة أشكال من بينها تصنيفه ­ما يت أشكاله، أن­ هذا األخير إن إلى االسـتثمار المباشـر و غـير المباشـر و ذلـك وفقـا لمعيـارــا هي ــل عنه ــتي يجب أن ال نغف ــة ال ــة، و لكن­ الحقيق الطبيعــير من ــادفت الكث ــتي ص ــوعين و ال ــرقة بين الن ــعوبة التفـ ص الخبراء و المختص­ين في دراسته، و يعود ذلك ألسباب عديــدة قد تكون مرتبطــة بــالتقييم اإلحصــائي لــه أو بــالنمو التــاريخيــة أو ــك لمقتضــيات قانوني ــد ألشــكاله، أو قــد يعــود ذل المتزايق بين ­ه من الضرورة القصــوى أن نفــر­ محاسبية. لذلك نرى أنــائص و بعض ــان من حيث الخص ــا يختلف ­هم الشــكلين بحكم أن

الخصوصيات. إن­ معيار" الطبيعة " في حقيقته يبقى غير كــاف للتفرقــة بين الشكلين، فلذلك اســتوجب على البــاحثين و الخــبراء ضــرورة

11

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

­ى من ــن ــه يتس ــذي من خالل ــار الحقيقي و ال البحث عن المعي­ب احتمال تحقيق ذلك ومن ثم­ وضع الحد­ الفاصل بينهما و تجن

الوقوع في الخلط بينهما. في هذا الصدد, نحاول بلورة إجابة شافية للسؤال اآلتي:

ما مدى التباين الموجود بين الشكلين و هل ثم­ة معيار حقيقي­فق عليه للتفرقة بينهما ؟. و مت

التالي:إن النحو على شافية و واضحة اإلجابة فتكون التفرقة ما بين االستثمار المباشر، و االســتثمار غــير المباشــر تلــزم حتمــا اســتخدام معيــار مــا يصــطلح عليــه " الســلطة وــة " و هــذا األخــير يعــني بكــل بســاطة ووضــوح مــدى الرقاب اإلشــراف على المشــروع و إدارتــه و من ثم اتخــاذ القــراراتــة ــبي، إلى جــانب الرقاب ــة من طــرف المســتثمر األجن الفعليــروع ــتي تخص­ المشـ ــوانب الـ ــف الجـ ــة على مختلـ الحقيقيـ االستثماري الذي يقيمه مثل: الرأسمال المســتثمر، األهــداف، اإلســتراتيجية الــتي يفــترض أن تتبــع، النشــاط، العالقــات مــع

العمالء ، الموردين،....الخ(. ة مصطلحات في مختلف الكتب­قد نجد لهذا المعيار عد

لةالــتي تضــمنت بمختلف مشاربها و المراجع دراســات مفصــ­ حــول االســتثمار المباشــر األجنــبي و غــير المباشــر بحيثــال: ــة نجــد على ســبيل المث باإلضــافة إلى الســلطة و الرقابــيطرة، اإلدارة و ــ ــراف و الس ــ ــة، اإلش ــ ــيطرة و الرقاب ــ الس

­خــذ لخ , مــع اإلشــارةام ...­التحك إلى أن­ تلــك المصــطلحات تتــنى ــادينفس المع ــع االقتص ــار في الواق ــذا المعي ــذ ه ­خ .و يت

صيغتين أساسيتين: الصيغة الكيفية، و الصيغة الكميــة, فوفقــاد ميــدانيا و الــذي للصيغة الكيفية, فإن­ االستثمار الــذي يتجســ­­ن القائم األجنبي به من اإلشراف عليه و اتخــاذ القــرارات يمك بشأنه ومن ثم­ مراقبته وذلك إما بشكل كامل أو بشكل جزئيه ــ­ ــا بأنـ ـ المشـــاركة في ذلـــك ـ، فعنـــدها يمكن الحكم جزمـد ميــدانيا في ظــل استثمار مباشر, أما االستثمار الــذي يتجســ­­ع القائم األجنبي بتلك الخاص­ية, فذلك بال شك­ تسجيل عدم تمت

­ه استثمار غير مباشر. يفس­ر على أن أما الصيغة الكمية: فتعني تقدير نسبة من رأس المال

المملوك في مشروع استثماري خارج البلد األصل من طــرف12

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ستثمار مباشــرااالمستثمر األجنبي، و التي تسمح بأن يكون ال أو غير مباشر أي أن هذه النسبة هي التي تؤكد حق السيطرة

ضمنيا نجزم بأنه ال نكاد نجد اختالفا واضحا بين.و الرقابة أم ال قتصــاديين الــذين اســتخدموا المعيــارااب ال­المفكــرين و الكتــ

ــيز بين ال ســتثمارااألساســي وفقــا للصــيغة الكيفيــة في التمي ســتثمار غــير المباشــر األجنــبي كــونهماالمباشــر األجنــبي و ال

ــا­تا ــاه من خالل م جيء في فقوا على ذلك و نثبت نحن ما قلن التعاريف.هبعض هذ

د على أنه: " نشاط استثماري طويل­هم من أك بينفمن األجــل يقــوم بــه مســتثمر غــير مقيم في بلــد مضــيف بقصــد

ــاإلدارة و القــرار.... ــة و االســتقالل ب ــا,المشــاركة الفعلي وهن األجنــبي المباشــر واالســتثمارية تحديد الفــرق بين ­أهم تكمن

غير المباشر:االستثمار األجنــبي المباشــر يشــير إلى تحركــات رأس المال التي تتضــمن ملكيــة و نوعــا من اإلدارة و التحكم

مــا االســتثمار األجنــبيأ القرار من طرف المستثمر اتخاذفي ــمن ــة فال يتض ــتثمار في األوراق المالي ــر أو االس ــير المباش غ الملكية و اإلدارة و التحكم و إنمــا هــو نــوع من التــدفق الــذي يطلق عليه رأس المال التمويلي مثل شراء السندات و غيرها

.1وراق المالية "أمن ال ى التفرقة الكيفية وفق التعريف اآلتي:"يعــرف­تتجل

ه عملية تقوم من خاللها منشــأة­ستثمار األجنبي المباشر بأناال ستثمار في مشروعات تقــع خــارج موطنهــا األم بهــدفاما بال

و,على عمليــات تلــك المشــروعات ممارسة قدر من التــأثير (*) محافظ استثمارات عن األجنبي المباشر ستثماراال ختلفي

حيث أن­ األخير يهدف إلى شراء أصول لتحقيــق عائــدات دون. 2تحكم في األصول"

بالنظر إلى ما سبق ذكــره يمكن اســتخالص نتيجــة ­ه ليس بالضرورة أن تكون أي مساهمة أجنبيــة أساسية هي أن في مشـــروع اســـتثماري في الدولـــة المضـــيفة هي بمثابـــة

عمر مشهور حديثة الجازي: "دور الملكية الفكرية في استقطاب االســتثمار", منشــورات المجمــع 1.2003العربي للملكية الفكرية.غرفة عمان الفتية االقتصادية,

محافظ استثمارات يقصد به كمصطلح االستثمار المحفظي, استثمار المحفظة.(*) مشــتاق بــاركر, " االســتثمار المباشــر األجنــبي و تجربــة الشــرق األوســط ", المجلــة االقتصــادية 2

.123ه, ص 1419, 8السعودية، مركز النشر االقتصادي, الرياض, المملكة العربية السعودية, العدد

13

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

د اســتثمار مباشــر بــل يحتمــل أن تكــون هــذه األخــيرة مجــر­ــتثمر ــاهمة المس ــه يفهم إذن أن­ مس ــتثمار محفظي. ومن اس­نــه من حــق األجنــبي في أي مشــروع اســتثماري و الــتي تمكــا ــار أن­ م اإلشراف و اتخاذ القرارات بشأنه، عندها يمكن اعتب­نــه من قام به هذا األخير هــو اســتثمار مباشــر، أمــا إذا لم تمك

د استثمار محفظي. ذلك، عندها يفهم أن­ ما قام به هو مجر­ لكن في الحقيقة هناك نشاطات استثمارية استثنائية قد

ــيز و تجعل من هذا المعيار يفتقر للمصداقية و للدق­ة في التمي هذا ما تأكد من خالل ما أشار إليه جيل برتــان: "و هكــذا فــإن المشتريات المنعزلة ألسهم شركة ما من قبل مؤسسة أخرى و التي هي إذا أخــذت على حــدة، ذات مظهــر تــوظيفي يمكن

.1أن تؤدي إلى السيطرة الحقيقية على هذه الشركة "­ه يمكن أن­ تتحو­ل مساهمة المستثمر و يفهم من ذلك أن

د اســتثمار محفظي إلى اســتثمار مباشــر، ــبي من مجــر­ األجنــك ق ذل ــ­ ــة تحق ــاؤل عن كيفي ــدفعنا إلى التس ــذي ي ــر ال األم

ــالقول: يتم ذلــك.ميدانيا ؟ و لعله يحسن بنا أن نجيب مبدئيا بعن طريق استخدام المعيار ذاته و لكن بصيغته الكمية.

بالشكل " الرقابة و اإلشراف " معيار استخدام إن­ الكم­ي يدفعنا إلى طرح السؤال األتي: ماهي نسبة رأس مال المشروع االستثماري التي يجب أن يمتلكها المستثمر األجنبيد بــأن ذاك ــ­ والذي يراد إقامته في الدولــة المضــيفة حــتى يتأك المشروع االستثماري هــو اســتثمار مباشــر و من ثم يحــق­ لــهــل اإلشراف عليه و حرية التصرف و اإلدارة و ذلك بشكل كام

.أو بشكل جزئي؟ في البدايـــة يجب اإلشـــارة إلى أن­ هنـــاك تبـــاين واضـــح بين­ى الدول نفســها بخصــوص مختلف االقتصاديين و الهيئات و حتــا المســتثمر ــتي يجب أن يمتلكه تقــدير نســبة رأس المــال ال األجنبي في أي مشروع استثماري حتى تعطيه حق­ اإلشــراف

و الرقابة. إن­ حدود التفرقة بين االستثمار المباشر و غير المباشر

إنمــــــــــــا تكــــــــــــون على أســــــــــــاس معيــــــــــــار­خــذ " اإلشراف و الرقابة " بال شك­ عبر عتبــة الملكيــة الــتي تت

.11جيل برتان, ترجمة علي مقلد و علي زيعور, مرجع سبق ذكره, ص 114

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

­ل الحــد األدنى من الــرأس نسبة من رأس مال، و الــتي تشــك مال الواجب على المستثمر األجنبي مراعاتــه عــبر مســاهمته في المشروع االستثماري الــذي يــراد إقامتــه إذا مــا أراد فعال إدارته و مراقبته. فإن كانت نسبة مســاهمته تســاويها أو تزيــده يكـون غـير ـ­ عنهـا فاسـتثماره مباشـر، و إذا كـان العكس فإن

مباشر. إن عتبة الملكية-اإلشراف و الرقابة- في حقيقة األمر, ال

wladimirتحد­د ميدانيا بطريقة عشوائية و هذا ما أشـار إليـه andreffحيث أكد أن: "عتبــة المراقبــة ال نســتطيع تحديــدها ,

وجــود أســاس األمر الذي يفهم منه أنه يستوجب .1عشوائيا "­ن لـذلك، و هـذا األخــير يتجلى في السياسـة العامــة الـتي معي­بعها الدول بشأن ذلك و حتى الهيئــات ذاتهــا، و الــتي تتبــاين تت

فيما بينها. هناك من يرى: إقراض بسيط من الشركة األم لفرع, ال

يعد استثمارا مباشرا، و كذلك بنك األعمال الذي يشتري ســلةــة لـ ــو% 5من األســهم المعادل ــال مؤسســة ه من رأس م

توظيف محفظي و ليس استثمار مباشر ألنها ال تكســبه صــوتا.2حاسما في تسيير )إدارة ( العمل

تبقى مجرد التعريف النشاطات حسب هذا فمثل هذه ــر، ــتثمار المباش ــة االس ــرتقي إلى درج ــف محفظي ال ت توظي­ن الشخص القائم بها من حق­ التصويت أو اإلدارة كونها ال تمك

من رأس المــال المملــوك% 5و الرقابة حتى و لــو بلغت في حالــة شــراء األســهم, فهي نشــاطات إذن هــدفها تحقيــق

عوائد. غرار و فإنandreff - Wladimirعلى François-

chesnais يــرى أن " االســتثمار األجنــبي يكــون اســتثمارا %10مباشرا إذا كان المســتثمر األجنــبي يمتلــك على األقــل

(1.)من األسهم العادية في حقوق التصويت داخل المؤسسة.

1 wladimir- andreff , " Les multinationales globales, éditions: la de découverte, paris 1995, p :07. 2 Pierre- salle ,"problèmes économiques généraux" , édition :dunod , paris ,1986, p :224.

15

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

هذا ما يعني أنه في حالة امتالك األسهم...الخ يجب أن تقدر أو أكــثر من رأس مــال المؤسســة المســاهم% 10بنســبة

فيها. في حين قد­ر االقتصاديون اآلخرون عتبــة اإلشــراف و الرقابــة

على األقل من رأس المال المملوك، أي أن% 25في حدود ك المســتثمر في ــ­ ــون مباشــرا إذا تمل ــبي يك االســتثمار األجن

ــام %25المشــروع االســتثماري المق ــل من رأس على األق(2) .المال الذي يعطيه حق التصويت

الهيئــات الدوليــة و على رأســها صــندوق,خالف ذلــكعلى و ــا النقد الدولي و منظمة التعاون االقتصادي و التنميــة لهــا رأي

ــ ــذا الخصــوص. فالنســبة المامخالف ــبرئ في ه ــتي يعت ــة ال وي ستثمار مباشر هي نسبة تتراوحاستثمار إذا زاد عنها بمثابة اال

(3).%50 وبين % 25بين

األمــر نفســه ينســحب على الــدو­ل، إذ مثال ضــمن الــدول المنضــوية تحت لــواء منظمــة التعــاون االقتصــادي و التنميــة

من أربعــة وعشــرين(* )األوروبية نجد هناك سبعة عشر دولــةلة تضـــم­نت أخـــرى مكونـــة لهـــا نشـــرت إحصـــائيات مفصـــ­ بالخصوص التفرقة بين المؤسسات الـتي تعـرف اإلشـراف و الرقابة األجنبية و المؤسسات المحليــة الــتي تخلــو منهــا، مــعــاين من حيث ــر تتب اإلشارة إلى أن­ هذه األخيرة في واقع األم

و% 100 إلى % 10تقديرها لعتبة الملكية تــتراوح مــا بين ­ن من خالل الجدول األتي: هذا ما يتبي

(1) francois - chesnais, "la mondialisation du capital", édition: syrosscolle atèrnatives

économiques. paris, 1994 , P 40. غريب جمال، صلح الدين عقدة، مرجع ســبق ذكــره , ص(2)

175 . جبل برتــان, ترجمــة علي مقلــد و علي زيغــور, مرجــع(3)

.11سبق ذكره, ص و هي أستراليا , النمسا ,بلجيكا , كندا , الواليات المتحدة(*)

األمريكيــــة , الــــدانمارك , إســــبانيا , فلنــــدا , فرنســــا ,اليونان ,النرويج , هولندا , بريطانيا , السويد , سويسرا.

16

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

( عتب@ة الملكية حسب بعض الدول1ج@دول رقم ) عتب@@@ةالملكي

ة

%1020%25%50%100%

ال@@@@دول

ــدانمار الك

الواليــات المتحــدةــ األمريكي

ة

فنلندافرنساأسبانيا

أستراليااليابان

بريطانياألمانيا

النمساكنـدا

هولندا

Source : B. hugonnier, " investissements directs coopération international et firmes multinationales" édition: economica, paris,

1984, p26.­ن التباين الواضح بين من خالل بيانات الجدول أعاله يتبي

الــدول المــذكورة في تحديــد عتبــة الملكيــة و من تم التقــدير الكمي لمعيار اإلشراف و الرقابة الذي عنــدها تتحقــق اإلدارة و الرقابة و اتخاذ القرارات أم ال ميدانيا من طرف المســتثمر األجنبي، وبالتالي يالحظ أنه غير كــاف المســاهمة أو الملكيــة لرأس مال المشروع في حدود أقــل من عتبــة الملكيــة حــتىــرارات ـ التصــويت ــاذ الق ــة و اتخ يتســنى اإلشــراف، الرقاب­خــذ نســب مختلفــة تبعــا لتحقيق ذلك ـ ولــو أن هــذه العتبــة تت الختالف الدول الرأسمالية. فالمســاهمات أو الملكيــات الــتيــير د استثمار غ قيمتها أقل من العتبة ال تعدو أن تكون إال مجر­ مباشر غرضه ينحصــر في دائــرة تحقيــق العوائــد و مثــل هــذا النوع من االستثمارات ال يعطي للمستثمر من الحقوق إال بما

(1 )يتمتع به أي مساهم عادي في شركات المساهمة.

باإلضافة إلى ذلك وعلى غرار الدول السابقة فإن­ الدول ­نــا من االســتثمار االشتراكية كــانت تــؤمن و تشــج­ع شــكال معيــيطرة على ــ ــا من الس ــ ­نه ــذي يمك ــ ــبي و ال ــ ــر األجن ــ المباش المشروعات االستثمارية عند مشاركتها المستثمرين األجــانبــيير و ــتراتجية و التس ــا من حيث اإلس ــا و مراقبته في إقامته­ن ­د هؤالء عن التطلع للتمـك األبعاد...الخ، فهي بذلك كانت تقي

17

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

من السيطرة و الرقابة التامة بمعنى أخر كان الشكل الوحيد لالستثمار المسموح به هو عن طريق شــركات ذات االقتصــاد

% 49المختلط حيث تكون فيها المشاركة األجنبية ال تتعــدى ـ في حين تكــون ملكيتها الشــركة المختلطــةمن رأسمـــال

و لكن حاليا تخل­ت تلك(2) %.51ا هشتراكية ـ هي فياالدول ال الـــدول عن مثـــل ذلـــك الشـــكل, و يعـــزى ذلـــك لكـــون أن­ اقتصادياتها عرفت مع بداية عقد التســعينات مرحلــة انتقاليــةــة و من ثم التخلي عن المنهج للتكيــف مــع التحــوالت العالمي االشتراكي لغرض لبرلة اقتصادياتها و ذلــك بعــد ثبــوت فشــل التجربــة االشــتراكية و تســارع الكثــير منهــا نحــو التكتــل عــبر

االنضمام إلى اإلتحاد األوروبي.

( حامد عبد المجيد دراز, "دارسات في السياســات الماليــة1).180" ,الدار الجامعية للطباعة و النشر و التوزيع, مصر, ص

310 )Nations unies " les sociétés transnationales dans le développement

mondial", 3éme étude,new york,1983 p 2)

وعليه كتأكيد لما ذكر سابقا: "إن­ االستثمار بواسـطة ، عن طريق شراء األسهم في األســواق Portfolioالمحفظة

المالية ، يمثــل الحــد­ الفاصــل بين االســتثمارات األجنبيــة غــير المباشرة )القروض و التمويالت( و بين االسـتثمارات األجنبيـة

المباشرة وذلك بسبب:

ـ أن تشـــابهه مـــع االســـتثمارات المباشـــرة يشـــتمل على1 مساهمة في رأس المال )في شكل أسهم و ليس في شكلــركة ــيطرة على الش ــة دون الس ــة ( في البداي ــروض عام ق

الحائزة على الموارد.

ـ يمكن تحويله إلى استثمار مباشر إذا ما ازدادت مساهمته2 (1)وأصبحت كافية لتحم­له مسؤولية السيطرة على الشركة".

على ضوء ما سبق ذكره، يمكن القول أن االستثمار المباشــر و االســـتثمار المحفظي يتشـــابهان من حيث أنهمـــا يشـــكالنــل ــوال، أي تحوي ــرؤوس األم ــة ل ــات الدولي ــة من الحرك حرك

18

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــدول األصــلية لهــا إلى الــدول ــة من ال رؤوس األمــوال الدوليــا في هــذا المضــيفة. و تأسيســا على مــا تقــدم يستحســن بن

ــا ع به ــ­ ــتي يتمت ــائص ال ــف الخص ــر­ض إلى مختل ــأن التع الشــتثمار زه عن االس ــ­ ــتي تمي ــبي و ال ــر األجن ــتثمار المباش االس

المحفظي، هي:

االستثمار المباشر األجنبي هو الذي يتجس­د واقعيــا من خالل ­ع بحق اإلشراف و الرقابة و ليس سعي القائم به تحقيق التمت فقط تحقيق األرباح مقارنة باالستثمار المحفظي الذي يسعى

من وراءه فقط تحقيق األرباح.إن القائم باالستثمار المباشر و الذي يتمتع بحق اإلشراف و

ــائج المؤسســة ق من نت ل مســؤولية مــا يتحقــ­ ــة يتحمــ­ الرقاب المعنية بذلك سواء كانت أرباح أو خسائر و ذلك بشكل جزئي أو كلي تبعا للنسبة من الرأســمال الــتي ســاهم بهــا في تلــكــذي ال ــتثمار المحفظي ال ــائم باالس ــة بالق ــة، مقارن المؤسس يمكنه تحم­ل تلــك المســؤولية لكونــه ال يتمتــع بحــق اإلدارة و

اتخاذ القرارات...الخ.االستثمار المباشــر األجنــبي يمكن اعتبــاره وســيلة للتمويــل

الحديث كونه غير منشئ للمديونية فهو يحقق عالقـات دائمــة و متينة مع المؤسسة في البلد المضيف ال تقتصر على مجرد الحصول على األرباح بل تتعــداها إلى اإلســتراتيجية، و البحث عن نمو المؤسسة و استمراريتها...الخ و هو بذلك يختلف عند امتالك أوراق ماليــة االســتثمار المحفظي الــذي يخص­ مجــر­ــات من أجل الحصول على دخل مالي سريع يستجيب لمتطلبة من رأســمال مؤسســة د امتالك حصــ­ التوظيف، أو ربما مجر­

د تحقيق عائد. ما ، حيث يهدف من وراء ذلك مجر­االستثمار المباشر األجنبي هو بمثابة رؤوس أموال تمّ نقلها

و تحويلها لغرض تجسيدها في أصول حقيقية خالفا لالستثمارــوين ­خذ شكل المشاركة في تك المحفظي البسيط الذي قد يت

رأسمال ثابت للمؤسسة.

ــة ـ دور(1) ــة نقيص التنميـ ــايون, "العولمـ ــانو بينـ أدريـ الشركات عــبر الوطنيــة في تهميش البلــدان الناميــة من خالل االســتثمارات األجنبيــة المباشرةـ" , ترجمــة جعفــر

19

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

على حســن الســوداني, مراجعــة د.عمــاد عبــد اللطيــفــداد, ــة األولى , بغ ــة, الطبع ــر بيت الحكم ــالم ,الناش س

25, ص 2002العراق : خص@@@ائص االس@@@تثمار األجن@@@بيب الث@@@الثالمطل

المباشر ــذكر يتميز االستثمار األجنبي المباشر بالعديد من الخصــائص ن

: 1من بينها - االســتثمار األجنــبي المباشــر بطبيعتــه اســتثمار منتج ، فهــو بالضرورة اســتغالل أمثــل لمــا يســتعملها من مــوارد ، حيث ال يقدم المستثمر األجنــبي على اســتثمار أموالــه و خبراتــه في الدول المتبقية إال بعد دراسات معمقة عن الجدوى االقتصادية

للمشروع وكافة بدائله التكتلية والفنية المتاحة.ــة ــات التنمي ــبي المباشــر في عملي - يســاهم االســتثمار األجنــافع االقتصــادية ، وذلــك من خالل الــوفرات االقتصــادية والمن

واالجتماعية التي تحقق نتيجة لتواجده. - يعتــبر االســتثمار األجنــبي المباشــر كوســيلة لخلــق مناصــب الشغل وكذا توسيع نطاق الســوق المحليــة ومن جهــة أخــرى يساهم في نقل التكنولوجيا إلى البلــد المضــيف ، إضــافة إلى أنـــه يـــدعم مبـــادالت التجـــارة الخارجيـــة ، من خالل إتجـــاه االستثمار في صـناعات التصــدير خاصـة في تلـك الـتي يتمتــع

فيها البلد المضيف بميزة نسبية مقارنة ببلد المنشأ، ــيز ــالتغير ، حيث يتم ــر ب ــبي المباش ــتثمار األجن ــف االس يتص بتحركاته جزئيا وراء الربح و الفائــدة و بــذلك فهــو ينتقــل إلى األماكن التي توفر لــه أعلى األربــاح ، أين توجــد التســهيالت و

اإلعفاءات و اليد العاملة الرخيصة.ــروض ــل من الق ــبي المباشــر عن ك ــيز االســتثمار األجن - يتم

التجارية و المساعدات اإلنمائية الرسمية - التي أصبحت شــديدة المشــروطية – في أن تحويــل األربــاح المترتبة عليه يرتبط بمدى النجــاح الــتي تحققــه المشــروعات المحولة عن طريق هذا االستثمار ، بينمــا ال يوجــد أي إرتبــاط بين خدمة الديون و مــدى نجــاح المشــروعات الــتي تســتخدم

في.

20

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

- يتجه االستثمار األجنبي المباشـر إلى الدولـة المضـيفة الـتي يحقق فيها أكبر عائد صــافي بعــد طــرح أو خصــم المخــاطر وــاخ ــدول ذات من ــو يتجــه بكــثرة إلى ال ــذلك فه التكــاليف ، وب

االستثمار المالئم والمناسب .المطلب الرابع : مبادئ وأهداف اإلستثمار األجنبي

الفرع األول: المبادئ األساسية لإلس@@تثمار األجن@@بيالمباشر

ــدأ إلزاميــة- مبدأ الشفافية والتناسق1 : يقصد بهــذا المبتوافر المعلومات حول اإلستثمار بحرية مطلقة ودون تمييز

وبدون تكلفة لجميــع المســتثمرين األجــانب، وحــتى يتم تنفيــذ هــذه العمليــة يتطلب من الــدول ضــرورة تقــنين عمــل نظــام

اإلعالم المتعلق بترقية اإلستثمار في وثائق تشريعية.

مرجع ، اقتصاديات اإلدارة واالستثمار،عبد السالم أبو قحف- .21سابق، ص

ــدأ متعلــقمبدأ سيولة حرك@@ة رأس الم@@ال:- 2 وهــو مبــا ــة والمــوارد االســتثمارية فيه بحركــة رؤوس األمــوال بالدولسواء كانت رؤوس أموال داخلية أو خارجية ويتضمن مبدأين.

أ- مبــدأ حريــة التحويــل: هــذا المبــدأ يتضــمن لــرؤوس أمــوالــة وعوائدها المتعلقة باإلستثمارات األجنبية، وتحويلها بكل حري

وبدون تصريح مسبق. ب- مبدأ حريــة الــدخول لســوق العملــة الصــعبة: على الــدول

الداخلة في سوق العملة الصعبة القيام بمايلي:- وضع ميكانيزمات لتحديد سوق العملة الصعبة.

- تحرير التجــارة الخارجيــة للحصــول على تحــويالت ضــروريةإلنجاز واستغالل االستثمارات.

.1- وضع سوق مالية مفتوحة لرأس مال أجنبي

لنيل شهادة ة مذكر، االستثمار األجنبي في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر،أتشي سمير- 1.16.14ص . 2003 ، جامعة البليدة،ليسانس غير منشورة

- تشام فاروق، اإلستثمارات األجنبية المباشرة في الجزائر وآثارها على التنمية االقتصادية،2 محاضرات الملتقى الوطني األول حول اإلقتصاد الجزائري في األلفية الثالثة، كلية العلوم االقتصادية،

.17 ، ص 2002جامعة البليدة، 21

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــة العالقــات- مبدأ اإلس@@تقرار3 : يلعب دورا هامــا في ترقي اإلقتصادية والسياســية لدولــة مــا مــع العــالم الخــارجي وهــذا نتيجة لوجود عــدة أخطــار يمكن أن تهــدد االســتقرار وبالتــالي

تحول دون ترقية اإلستثمار األجنبي مثل:- أخطار النزعة الملكية واستيالء التأمين. - أخطار الحروب واالنتفاضات. - أخطار تحويل رأس المال.

الفرع الثاني : أهداف اإلستثمار األجنبي المباشر: إن الهدف العام لإلستثمار هو تحقيق العائد وذلــك مهمــا كــانــثروة وتنميتهــا ــوع االســتثمار، وكــذلك يهــدف إلى تكــوين ال ن وتأمين الحاجات وكذا المحافظة على قيمــة الموجــودات هــذا بصفة عامة، ولكن يهـدف اإلسـتثمار األجنـبي المباشـر بصـفة

خاصة إلى: - الحصول على المواد الخام من الدول المستثمر فيهــا ألجــل

استخدمها في صناعتها. - إيجاد أسواق جديدة لمنتجات وبضائع الشركة األجنبية.

- االســـتفادة من القـــوانين المتعلقـــة بتشـــجيع واإلعفـــاءاتالضريبية التي تمنحها الدول المستثمرة فيها.

- االستفادة من فــرص تحقيــق الــربح في الــدول المســتثمرةفيها.

- سهولة قيام الشركات األجنبية بمنافسة الشركة والصناعات المحلية من حيث الجودة واألســعار وذلــك لتملكهــا تكنولوجيــا

متطورة. - تقليــل المخــاطر الــتي تتعــرض لهــا اســتثمارات الشــركات

األجنبية إذ كلما توزعت وانتشرت .2اإلستثمارات على عدد كبير من الدول كلما قل الخطر

المبحث الثالث :أشكال التدفقات لالستثمار األجنبيالمباشر

المطلب األول :التباين@@@@@ات الخاص@@@@@ة بت@@@@@دفقاتاالستثمار األجنبي المباشر

في الواقــع، من خالل اضــطالعنا على الكثــير من ــة في الدراسات و األبحاث المختلفة الكالسيكية منها و الحديث

22

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــو­ع في ــاك تن ­ن أن هن ــبي ــبي ت شــأن االســتثمار المباشــر األجن­يهــا من ­قــة بــه و الــتي تم تبن التصــنيفات )التقســيمات( المتعلة تصــو­رات طــرف مختلــف االقتصــاديين، إلى جــانب ذلــك ثمــ­

مختلفة للمنظمات و الهيئــات الدوليــة فيمــا يخص هــذه التقســيمات و كــذلك األشكال التي يتخ­ذها، ويعزى ذلــك إلى تبــاين الظــروف الــتي عايشها هؤالء، إلى جانب األحداث المتسرعة و كذلك مختلــف التطورات التي شــهدتها الســاحة االقتصــادية العالميــة، األمــر

الذي كان له انعكاسا واضحا على ذلك. ­يهــا من من المهم أن نشير إلى بعض التصنيفات الــتي تم تبن

طرف بعض الخبراء، و بعض االقتصـاديين و كـذلك الهيئـات الدوليـة، و ذلـك إلبـراز­زهــا و مــدى حقيقة مدى وجود القواســم المشــتركة الــتي تمي

وجود التباينات فيما بينها. ومن جانب أخر: / ألجل تبيان أن األشــكال الــتي يتخــذها االســتثمار المباشــر1

األجنبي هي متعد­دة و كثيرة. / ألجل بلورة هذه التصورات، التباين فيما بينهــا و ذلــك كلــه2

من أجل إثراء هذا البحث.ــأن3 ــورات بش ــك التص ــف تل ــر­ض لمختل ــأن التع ــا ب / إليمانن

تقسيماته هــو االنطالقــة الحقيقيــة لبلــورة األشــكال الحقيقيــةلالستثمار المباشر األجنبي.

­يها من طــرف بعض ففيما يخص بعض التصنيفات التي تم تبن االقتصــــاديين و الخــــبراء, فإننــــا نجــــد مثال أن­ بهرمــــان

j.n.behrman:ى التصنيف األتي­ 1 تبن

االستثمار من النمط الكولونيالي, و الــذي يتجلى في ملكيــة ــاجم البوكســايت و ــوق النفــط و من ــبي لحق الرأســمال األجنــاد ــة االقتصـ ــة أين تتم تبعيـ ــزارع المتخص­صـ ــاس و المـ النحـ

الكولونيالي الكاملة للشركة األم.،ــد معين النوع الثاني يتجلى في إقامة طاقات إنتاجية في بل

ــد ــبيع في الســوق المغلقــة في إطــار البل ــاج منتجــات لل إلنتالمضيف فقط.

23

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

أما النــوع الثــالث، فيتجلى في الشــركات متعــد­دة الجنســيات التي تخدم الســوق العالميــة من خالل توريــد المنتجــات الــتي

تنتجها الفروع التابعة لها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد تقي عبــد الحســين(1) أ.أ. مــيرونوف, ترجمــة: علي مقلــ­

) القزويني(, مرجع سبق ذكره,ــرى أن­ ــو ي ــف، فه ــو قح ــالم أب ــد الس ــبة لعب في حين بالنسك الجــزئي أو االســتثمار المباشـر األجنــبي ينطـوي على التملـ­ــبي لمشــروع االســتثمار ســواء كــان ــق للطــرف األجن المطل مشروعا للتسويق أو البيع أو التصنع أو اإلنتاج أو أي نوع أخــر­فه إلى أربعة أنواع :من النشاط اإلنتاجي أو الخدمي و منه صن

(1) االستثمار المشترك؛االستثمار المملوك بالكامل للمستثمر األجنبي؛ ة؛ االستثمار في المناطق الحر­.مشروعات أو عمليات التجميع

و من جانبه اعتبر فريد النجار أن­ االســتثمار المباشــر الــدولي­خذ الصيغ البديلة: (2)يت

ــتركة, ــركات المش ــيات، الش ــد­دة الجنس ــركات متع ــا الش إم االســتثمار في إنشــاء فــرع للشــركة الدوليــة، االســتثمار فيــات ــع، االســتثمار في عملي ــروع الفرانشــايز، وكالء التوزي الف تسليم المفتاح، المحاصة الدولية و العقود المؤقتة, االستثمار في اإلنتاج الــدولي، عقــود اإلدارة، المعونــات الفنيــة و المنح،

الصفقات المتكافئة، االستيراد و التصدير المباشر. ه أدمج في ــ­ ما يالحظ مما أشار إليه فريد النجار بشأن ذلك، أن حقيقة األمر بين أشكال االستثمار المباشر و غير المباشــر, إذ مثال ال يمكن اعتبــار أن­ المعونــات الفنيــة أو المنح أو عمليــات­ن المســتثمر ــتي تمك ــة األشــكال ال ــاح هي بمثاب تســليم المفت

24

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

األجنبي من حــق اإلشـراف و الرقابــة بصــيغة تامــة أو جزئيــة,ل المعيــار ــ­ وحــق اإلشــراف و الرقابــة كمــا اشــرنا ســالفا يمث

الحقيقي للفصل بين النوعين. أما فيما يتعلق بأشــكال االســتثمار المباشــر األجنــبي الــتي تم­­يها من طرف المنظمات الدولية و من بينهـا صـندوق النقـد تبن الدولي, منظمـة التجـارة العالميـة, منظمـة التعـاون والتنميـة

في ظل الظروف التي تشهد الدور الهاماالقتصادية األوروبية المنوط بها في تجسيد العولمــة و تنظيم االقتصــاد العــالمي وــأن اجتــذاب التجارة العالمية خاصة و أن هذه األخيرة تــؤمن ب

المباشر األجنبي و تجســيده عــبر مختلــف األشــكال االستثمارــرى ــراءات األخ ــمن اإلج ــي من ض ــراء أساس ــة إج ــو بمثاب ه

ــارجي فياالنفتاح باقي ال المطلوبة قتصاديات على العالم الخ­فــق , قتصــاديةاظل التوج­ه نحو الليبراليــة ال فتكــاد تجمــع و تت

­نة. على أشكال معيــدولي ــد ال ــق بالصــندوق النق ــا يتعل ــ،ففيم ــد­دذ فه ــير ح ا األخ

"يجــري قصــد: على أنــه كمفهــومستثمار المباشر األجنــبياال الحصــول على فائــدة دائمــة في مؤسســة تمــارس نشــاطاتها

ا األخــيرذقتصاد المستثمر، وهدف ه اغير قتصاداداخل حدود (3)هو القيام بسلطة فعلية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــ عبد السالم أبو قحف, "اقتصــاديات األعمــال و االســتثمار(1)

.481الدولي ", مرجع سبق ذكره, ص ،25، 24( فريد النجار, مرجع سبق ذكره, أنظر صفحات 2)

26 ،27 ،28 ،29. .(3 )Denis- tersen , jean luc- bricout , op-cit,

p05.

أن هيئــة صــندوق إذن, هــو من ذلــك التعريــفهفهمــما يجب ــاول ــدولي ح ــد ال ــ أن تالنق ــة ­برت ــة معين كمن في أنتر حقيق

ــاســتثمار اال ي يســتوجب أن يكــون مباشــرا، هــو مرهــونذل­ن يتجل­ى في السلطة الفعلية التي يجب أن عمتيبأساس معي ــ­ ت

25

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

بــالرغم من أن­ ذلــكبهــا المســتثمر األجنــبي. إلى جــانب هــذا ­خــذها التعريف لم يشير صراحة إلى األشكال التي يمكن أن يت

ه ــ­ ­ أن يتفــق مــع مــا أشــارت إليــهاالستثمار المباشر األجنبي إال فيما يخص العمليات التييةقتصادامنظمة التعاون و التنمية ال

ستثمار المباشر األجنــبي واقعيــا، و تلــك العمليــاتأيتضمنها الا األخير.ذها هذخ­هي التي يقصد بها األشكال المختلفة التي يت

لقد استطاعت منظمة التعاون و التنميــة االقتصــادية األوربيــة أن تحد­د مفهوما لــه، أين اشــترطت حــتى يكــون أي اســتثمار أجنبي استثمارا مباشرا وجــود التــأثير أي اإلشــراف و الرقابــة أو­ال واألشكال التي يأتي ذكرها ضــمن هــذا التعريــف: "تجــري االستثمارات المباشرة األجنبية قصد تأسيس روابط اقتصــادية دائمة مع مؤسســة، و خاصــة منهــا االســتثمارات الــتي تعطي إمكانية ممارسة التأثير على تسيير المؤسسة بواسطة: إنشاء أو توسيع مؤسسة أو فــرع في الخــارج أو ملحقــة؛ المشــاركةــل ــة؛ امتالك كام ــة قائم ــدة أو في مؤسس ــة جدي في مؤسســدى ــتراض على الم ــة(؛ اق ــودة )قائم ــانت موج ــة ك لمؤسس

(1) سنوات أو أكثر (."5الطويل ) أي

ــتي بحسب تعريف المنظمة إذن له, فإن األشكال المختلفة اليجري من خاللها االستثمار المباشر األجنبي تتجل­ى في:

ــد على أن تكــون ملكيــة إنشاء مؤسسة جديدة، أو فرع جديــوك %رأس مال بالكامل للمستثمر األجنبي )الرأسمال الممل

100.) اقتناء مؤسسة هي في األصل كانت موجــودة ـ قائمــة ـ في

ــاء برأســمال ــة المضــيفة، على أن يكــون االقتن 100%الدول.مملوك للمستثمر األجنبي

ن المســتثمر األجنــبي من أجــل إنشــاء­ المســاهمة الــتي تمك مؤسسة جديدة مستقلة و ذلك من خالل مشـاركة المسـتثمر

بموجب اتفاق, هذا األخير يجب أن يشــير أحــد بنــودهالمحليللحص­ة التي يساهم بها كل من

.الشريك األجنبي و المحلياإلقراض على المدى الطويل و المتمثل في العمليات الــتي

رفــعللكتتاب إتجري بين الشركة األم و فروعها المختلفة )كال الــتي،لخ(ا...التســبيقات، القــروض رأس المــال,من حجم

26

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــا لمــدة ­تتجســ ــوقد كله ــأكثر.تف إن هــذه خمســة ســنوات فالعمليات ـ مصادر التمويل الداخلي ـ

تسمى بعمليات تمويل الفروع في الخارج بحسب ما تقتضيه ظروفهــا و اســتراتيجيتها. و في الواليــات المتحــدة األمريكيــة

من% 70بلغت مســاهمة المصــادر الداخليــة مــا يقــرب من احتياجات الفــروع األجنبيــة التابعــة لشــركات أم في الواليــات

المتحدة، منهاـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1 )Pierre- jacquemot , op-cit, p 11.)

أربــاح محتجــزة و إهالك و غــيره من المخصصــات و% 75% 25هكذا يتبقى من احتياجات الفروع يتم تغطيتهــا من

مصادر خارجية، من أبرزها ـ بالنســبة للشــركات األمريكيــة ـالقروض المصرفية،

(1) و القروض من سوق الدوالر األوربي، و السندات الدولية.

لهــا وجهــة نظــرلمنظمة العالمية للتجارة, او على غرار ذلك سـتثمار المباشـراأن­ ال, إذ تــرى في هـذا الشـأنخاصـة بهــا

(2)ف إلى ثالث مجموعات رئيسية و هي:­األجنبي يصن

ــال: لمجموعة األولى ا من , تتمثل في المشاركة في رأس المالعمليات التالية:خالل

من رأس المال المؤسسة )األسهم العادية (% 10متالك ا أو أكثر ألن أقلها ال تسمح للمســتثمر أو )حقوق التصويت (

متالك سـلطة قــرار فعليــة في تسـير و إدارةااألجنــبي من المؤسسة.

خلق وحــدات جديــدة لإلنتــاج من خالل إمــا إنشــاء فــرع أو Ex مؤسســة...الخ و تعــرف هــذه الوحــدات دوليــا باســم "

Nihilo".عمليــات االنــدماج و التملــك بأخــذ المراقبــة من مؤسســة

ــال تلـــك% 50عن طريـــق امتالك أخـــرى من رأس مـ .المؤسسة

عــة:المجموعة الثانية , و المتمثلة في توظيف أربــاح غــير موز­ ففي هذا الشأن تعمد فروع الشركات العمالقة المنتشرة في

27

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

أنحاء العالم إلى اقتطاع حصة من األرباح المحققة من طرفها.ستثمارها في نفس الفروعاو من ثم تندفع إلعادة

الخمس ســنوات األخــيرة و يالحظ في هذا الشأن أنــه خالل ــوالي ــا ح ــتثمارات الموجالخمستقريب ــوع االس ــة­ من مجم ه

مارها منثللدول النامية أصلها أرباحا محققة و التي أعيد إســت(3).قبل فروع الشركات العالمية

تدفقات رأس المال األخـرى و الـتي تتجل­ى:المجموعة الثالثة الشــركة األم وطــرف من ىفي مختلف العمليات الــتي تجــر

.لخا تسبيقات...،فروعها في شكل إقراض ســتثمار المباشــر في الســوقاباإلضــافة إلى ذلــك فــإن ال

يتخــذ أحــد األشــكال باعتبارها أكبر سوق في العالماألمريكية(4)التالية:

انفــراد المســتثمر األجنــبي بالمســؤولية الكاملــة إلنشــاء المشروع، حيث يتحمل هذا األخير مســؤولية كــل مــا يتعلــق

بهذا المشروع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( منير إبراهيم الهندي، الفكر الحــديث في مجــال مصــادر1) التمويل، سلسلة الفكــر الحــديث في مجــال االدارة الماليــة ،

. 474، ص 1998توزيع منشأة المعارف باالسكندرية، مصر، (2 )OMC / commerce et investissement

direct étranger /un panorama théorique et empirique de la relation, problèmes

économiques n°2512 , mars 1997 , p30.(3 )CNUCED , la production

internationale ,moteur de la mondialisation tad/inf/2820, p03.

،60حكمت شريف النشابشي, مرجع سبق ذكره , ص (1) 61 ،62.

المشاركة مع الشريك األمــريكي عــبر االتفــاق على أنســب طريقــة إلنجــاز المشــاركة و كــل مــا يخص أســاليب اإلدارة و

المراقبة و المواءمة بين أوضاع الشريكين و أهدافهما.28

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

امتالك مشروع قائم من خالل قيام المستثمر األجنبي بعقد صفقة القتناء مشروعا قائما.

امتالك حصة في مشــروع قــائم، أين عنــدما ال يكــون بمقــدور­خــذ األشــكال ــام باالســتثمار الــذي يت ــبي القي المســتثمر األجن السابقة.بعــدما تطرقنــا لبعض التصــنيفات الــتي تم تبنيهــا من طرف بعض االقتصاديين، والهيئــات الدوليــة، نــأتي إلى طــرح الســؤال الجــوهري األتي: هــل ثمـــة معــايير مختلفــة لتحديــد

أشكال االستثمار المباشر األجنبي فاإلجابــة بال شــك تكــون: نعم، هنــاك عــد­ة معــايير

مختلفــة لتحديــدها، و نشــير إليهــا على ســبيل الــذكر و ليس:الحصر فيما يلي

هنــاك:معيــار طبيعــة توجــه النشــاط الــوظيفي للشــركة 1/ استثمار مباشر موجه للتصــدير أو لتغطيــة احتياجــات السـوق المحلي، أو موجه لتجســيد برنــامج خــاص بتطــوير الصــادرات

(2)من طرف الدول المضيفة.

­ف االستثمار المباشــر: معيار الهدف/ 2 وفق هذا األخير يصن:األجنبي إلى ثالث أنواع رئيسية و هي

ــة, أين ــثروات الطبيعيـ ــه للبحث عن الـ ــتثمار الموجـ االسـد ميدانيا من خالل االستكشاف والتنقيب يتجس­

و اإلنتاج و التصدير و مختلف النشاطات األخــرى وذلــك فيمــاــاز، ــترول الغ يخص مختلف الموارد الطبيعية و على رأسها الب

الماس...الخ.ه للبحث عن األسواق, أين نجد االســتثمار االستثمار الموج­

المباشر األجنبي هــو وســيلة من وســائل اخــتراق األســواقمثله مثل التصدير.

ــاءة في األداء، حيث ه للبحث عن الكفـ ــ­ ــتثمار الموجـ االسـ بموجبه يتجس­د االســتثمار المباشــر األجنــبي ألجــل تحقيــقــاليف ــ ــل من تك ــ ــة، التقلي ــ ــة كالربحي ــ ــداف المختلف ــ األه

اإلنتاج...الخ.­خــذ:معيار النظام/ 3 و هنا نجد االستثمار المباشر األجنبي يت

أشكاال مختلفة و ذلك تبعا ألنظمة الحوافز المقدمة الضريبيةو الجمركية ...الخ و مختلف المزايا األخرى.

29

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

بحســب المنــاطق الــتي يجــري فيهــا، وهــذه أي بمعنى أخــر المناطق تحكمها نصوص قانونية خاصة بها، فمثال في الجزائــر جاء في قانونها المتعلق بتطوير االستثمار أحكام تخص تنظيم و تحفيز االستثمار وفقا للنظام العام و النظام االستثنائي، أما في تونس نجد أن هذه األخيرة قــد تــدفقت إليهــا اســتثمارات مباشــرة أجنبيــة أنجــز بعضــها في المنــاطق العاديــة و بعضــها األخر في المناطق الالمركزية أو مناطق التنميـة. وعلى غـرار الجزائر و تــونس، يســجل لمصــر إصــدارها لنظــام لالســتثمار وفقا للمناطق العادية والمناطق الصناعية الجديدة و المناطقة. في حين بالنسبة لدولة ماليزيا، هذه النائية و المناطق الحر­د بهــا االســتثمار المباشــر األجنــبي في المنــاطق األخيرة تجس­

ة. الصناعية و المناطق الحر­

(2 )Elias - gannage, op- cit, P 12. : فوفق هذا األخير، تتعد­د أشكال االســتثمارمعيار الملكية/ 4

المباشر األجنبي، إذ يتخذ هذا األخير إمــا إقامــة فــرع جديــد أوــة شــركة ــاء مؤسســة موجــودة، إقام ــدة، اقتن مؤسســة جدي

مشتركة أو شركة مختلطة، اكتساب الحيازة. و يبقى أن نشير هنا، إلى أننا ســنلتزم بمعيــار الملكيــة لكونــه­ننا من البلورة الجوهرية لمختلف األشكال التي يجري من يمك خاللهــا االســتثمار المباشــر األجنــبي ميــدانيا و بشــكل كبــير و

واسع مقارنة بالمعايير التي ذكرناها أنفا.المطلب الثاني :أنواع االستثمار األجنبي المباشر

ينطوي االستثمار األجنبي المباشر على عدة أنواع هي: " koldeيرى كولدي "-االستثمار األجنبي المشترك:1

أن هـذا االسـتثمار هـو عبــارة عن مشـروعات األعمــال الـذيــتين يمتلكه أو يشارك فيه طرفان أو شركتان أو أكــثر من دول

مختلفتين بصفة دائمة, و المشاركة هنا ال تكون على أساس الحصــة من رأس المــال بل يتعدى إلى اإلدارة,و الخبرة و براءات االختراع أو العالمات

التجارية...الخ. "يــرى أنــه ينطــوي على عمليــات terpstraأما تيربســترا "

إنتاجية أو تسويقية تتم في دول أجنبية,30

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــا في و يكون أحد أطرافه فيه شركة دولية تمــارس حقــا كافي.(1)إدارة المشروع بدون السيطرة الكاملة عليه

: (2)و من خالل هاذين التعريفين نستنتج الخصائص التالية -إن االستثمار المشــترك يكــون عن اتفــاق طويــل األجــل بين طرفين اســتثمارين أحــدهما وطــني و ألخــر أجنــبي لممارســة

نشاط إنتاجي داخل الدولة المضيفة.-إن الطرف الوطني قد يكون تابعا للقطاع العام أو الخاص.

-شراء المستثمرين األجانب لحصــة في شــركة وطنيــة يــؤديإلى تحويل هذه الشركة إلى شركة استثمار مشترك.

-لكل طرف من أطراف االســتثمار الحــق في المشــاركة فيالمشروع.

- مزايا و عيوب االستثمار األجنبي المشترك من1-1:(3)وجهة نظر الدول المضيفة

المزايا: أنــه يســاهم في زيــادة تــدفق رؤوس األمــوال األجنبيــة و

التنمية التكنولوجية..خلق فرص جديدة للعمل و يرتبط بها من منافع أخرىتحسين ميزان المدفوعات عن طريق زيادة فرص التصدير

أو الحد من االستيراد.تنمية قدرات المديرين الوطنــيين و خلــق عالقــات التكامــل

االقتصادية .

العيوب:ــر ــابقة إذا أص ــا الس ــيفة من المزاي ــدول المض ــان ال حرم

الطرف األجنبي على عدم مشــاركة أي طــرف وطــني فياالستثمار.

ــوفر في ــذكر,يجب أن تت ــابقة ال ــا الس ــق المزاي لكي تتحقالدول المضيفة االستعداد الجيد و توفر القدرة الفنية

.482-481 –عبد السالم أبو قحف,مرجع سابق,ص (1) –بوخزنة يحي و آخرون,االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر,دراسة حالة مؤسسة(2)

,ص2002-2001سونطراك,مذكرة لنيل شهادة الليسانس,قسم علوم التجارية,فرع تجارة دولية,28 .

.484-483 –عبد السالم أبو قحف,نفس المرجع أعاله,ص (3)31

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

واإلدارة المالية على المشاركة في مشروعات االســتثمار المشترك.

نظرا الحتمال انخفاض القــدرة الماليــة للمســتثمر الوطــني فقد يــؤدي هــذا إلى صــغر حجم المشــروع ممــا يصــبح من المحتمل جدا أن تقل إسهامات هــذا المشــروع في تحقيــق أهداف الدولــة الخاصــة:زيــادة فــرص التوظــف,و التحــديث

التكنولوجي,و إشباع حاجة السوق المحلي من المنتجات. - مزايا و عيوب االس@@تثمار المش@@ترك من وجه@@ة1-2

:(1)نظر الشركة متعددة الجنسياتالمزايا:

يســاعد االســتثمار المشــترك في تســهيل حصــول الشــركة على موافقة الدولة المضيفة على إنشاء

و تملك مشروعات استثمارية تملكا مطلقا. يعتبر االستثمار المشترك من أكثر أشكال االستثمار تفضيال

لدى الشركة في حالة عدم سماح الحكومة المضيفة لهــذه الشـركة بالتملـك المطلـق لمشـروع االسـتثمار خاصـة في بعض المجاالت النشاط االقتصادي:البترول,الزراعة,صــناعة

الكهرباء أو التعدين.يساعد هذا الشكل على سرعة التعرف على طبيعة السوق

المضيف,و إنشاء قنوات للتوزيع,و حماية مصادر المواد الخام و األولية للشركة األم.

إن وجود طرف وطني في مشروع االســتثمار يســهل أمــام ــة الشركة المتعددة الجنسيات حل المشكالت الخاصة باللغ و العالقات العماليــة,و غيرهــا من المشــكالت االجتماعيــة وــة الثقافية األخرى التي تواجه انجاز كافة األنشــطة الوظيفي

للشركة المعنية.العيوب:

احتمــــال وجــــود تعــــارض في المصــــالح بين طــــرفي االســتثمار,خاصــة في حالــة إصــرار الطــرف الوطــني علىــروع ــال في مش ــرأس الم ــاهمة ب ــة في المس ــبة معين نس االســتثمار.هــذه النســبة قــد ال تتفــق مــع أهــداف الطــرف

األجنبي..487-484 –عبد السالم أبو قحف,مرجع سابق,ص ص(1)

32

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

قــد يســعى الطــرف الوطــني بعــد فــترة زمنيــة معينــة إلى إقصاء الطرف األجنبي من مشروع االســتثمار,و هــذا يعــني ارتفاع درجة الخطر غير التجاري,و هذا يتنــافى مــع أهــدافــتقرار في ــتثمر األجنــبي في البقــاء و النمــو و االس المس

السوق المعين.

ــدما يكــون الطــرف الوطــني متمثال في الحكومــة فمن عنــارمة على ــودا ص ــروطا أو قي ــع ش ــدا إن تض ــل ج المحتمــالطرف ــاح الخاصــة ب ــل األرب التوظــف,و التصــدير,و تحوي

األجنبي للدولة األم..يحتاج إلى رأس مال كبير نسبيا االس@@@@@تثمار الممل@@@@@وك بالكام@@@@@ل للمس@@@@@تثمر-2

يتمثل في قيام الشركات متعددة الجنسيات بإنشاءاألجنبي: فروع لإلنتاج أو التســويق أو أي نــوع أخــر من أنــواع النشــاطــذه ــيطرة ه ــع س ــيفة,م ــة المض ــدمي للدول ــاجي أو الخ اإلنت

. (1)الشركات على هيئة و إدارة المشروع - مزايا و عيوب االستثمارات المملوك@@ة بالكام@@ل2-1

للمستثمر األجنبي بالنسبة للدول المضيفةالمزايا:

يؤدي إلى زيــادة حجم تــدفقات النقــد)زيــادة رأس المــال األجنبي إلى الدول المضيفة(.

ــدة ــاهمة الجي ــؤدي إلى المس ــروع ي ــبر حجم المش إن كإلشباع حاجة المجتمع المحلي من السلع

و الخدمات المختلفة. يؤدي إلى تحسين ميزان المدفوعات,و ذلك بوجود فــائض

للتصدير أو تقليل ا لواردات للدولة المضيفة.ــروعات ــورنت بالمشـ ــروعات إذا قـ ــبر حجم المشـ إن كـ

المشــتركة,و بــافتراض وجــود جهــاز جيــد يقــوم باختيــار التكنولوجيا الذي يتناسب مع متطلبات و خصائص التنمية بالدولة المضيفة فانه يساهم مساهمة بناءة في التحديث

التكنولوجي على نطاق كبير و فعال للدولة المعنية.

,بالتصرف.487 –عبد السالم أبو قحف,مرجع سابق ص(1)33

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

كــبر حجم المشــروع يــؤدي إلى خلــق فــرص للعمالــة ــه ــل بنائ ــواء في مراح ــرة,س ــير المباش ــرة و غ المباش

المبدئية أو مراحل التشغيل.العيوب:

ــار و التبعيـــة ــيفة تخشـــى من أخطـــار االحتكـ الـــدول المضـ االقتصادية و مــا يــترتب عليهــا من أثــار سياســية ســلبية على المستوى المحلي و الــدولي في حالــة ظهــور أي تعــارض في

المصالح بينها و بين الشركات المعنية. - المزاي@@ا و العي@@وب من وجه@@ة نظ@@ر الش@@ركة2-2

متعددة الجنسيات:المزايا:

ــاط ــة في اإلدارة,التحكم في النشـ ــة الكاملـ ــوافر الحريـ تـ اإلنتــاجي و سياســة األعمــال المرتبطــة بمختلــف أوجــهــة,و ــة,مالي ــويقية,إنتاجي ــركة )تس ــوظيفي للش ــاط ال النش

السياسة الخاصة بالموارد البشرية كــبر حجم اإلربــاح المتوقعــة الحصــول عليهــا و الــتي ينجم

الجزء الكبير منها من انخفــاض تكلفــة مــدخالت أو عوامــلاإلنتاج بأنواعها المختلفة في الدول النامية.

يساعد هذا النــوع في التغلب على المشــكالت الناجمــة من ــتراخيص, و ــل ال ــبي مث ــرى لالســتثمار األجن األشــكال األخ

التوكيالت,و االستثمار المشترك,و عقود اإلدارة و غيرها.العيوب:

. أنه يحتاج إلى رؤوس األموال ضخمةاحتمــــــال تعرضــــــه لألخطــــــار التجاريــــــة مثــــــل

التأميم,المصادرة,التصفية اإلجباريــة,التــدمير النــاجم عنــروب ــاعي أو الح ــي أو االجتم ــتقرار السياس ــدم االس ع األهلية في الدول المضــيفة الناميــة,أكــثر العوامــل إثــارةــة في هــذه ــق الشــركات متعــددة الجنســيات العامل لقل

الدول.مشروعات أو عمليات التجميع:-3

ــرف ــة بين الط ــكل اتفاقي ــروعات على ش ــذه المش ــون ه تكــد الوطــني و الطــرف األجنــبي حيث يقــوم هــذا األخــير بتزوي الطرف األول بمكونات منتوج معين لتجميعها كي تصبح منتجا

34

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

نهائيا,و في بعض الحــاالت و خاصــة في الــدول الناميــة يقــوم الطرف األجنبي بتقديم الخبرة أو المعرفة الالزمة و المتعلقــةــزين و الصــيانة,و ــداخلي للمصــنع و طــرق التخ بالتصــميم ال

.(1)التجهيزات الرأسمالية في مقابل عائد متفق عليه - أما عن مزايا و عيوب هذا النوع سواء من وجهة نظر الدول المضيفة أمــا من وجهــة نظــر المســتثمر األجنــبي فانــه تجــدر اإلشــارة إلى أن هــذه المشــاريع قــد تأخــذ شــكل االســتثمار المشترك أو شــكل التملــك الكامــل للمشــروع االســتثماري و بالتالي يترتب عليــه وجــود المزايــا و العيــوب الخاصــة بهــذين

.(2)الشكلين لالستثمار على مشاريع عقود التجميع-الشركات متعددة الجنسيات:4

ــيات من أهم ــددة الجنس ــركات متع ــو الش ــاهرة نم ــبر ظ تعت الظواهر السائدة في محيــط االقتصــاد الــدولي في الســنوات

من%80األخــــيرة حيث إنهــــا مســــؤولية عن أكــــثر من االستثمارات األجنبية المباشرة على مستوى العالم ككل.

فهي كل مؤسسة أو مشروع أو شركة تمتلك أو تســيطر على أصول إنتاجيــة ســواء المصــانع,أو المنــاجم,أو مكــاتب الــبيع و التســويق في دولــتين أو أكــثر خــارج الحــدود القوميــة لدولــة الموطن للشركة أو المؤسسة ,كما أنها تلــك الشــركات الــتي

(1)لها استثمارات في ستة أو أكثر من الدول األجنبية

تعتــبر الشــركات المختلطــة في-الش@ركات المختلط@ة: 5 الــدول الســائرة في طريــق النمــو أداة فعالــة للمشــاركةــيير ــذا تسـ ــاز و كـ ــل و إنجـ ــتثمر في تمويـ ــعة للمسـ الشاسـ المشروع,حيث يقوم هذا الشكل على أساس قيام المســتثمر األجنبي بتأسيس شركة مشتركة مع مستثمر وطني مقيم فيــاء ــين على إنش ــد مؤسس ــر تعاق ــنى أخ ــيف,بمع ــد المض البل مؤسسة جديدة و الــتي تســمى الشــركة المختلطــة الــتي يتمــذه المؤسســة ــون ه ــا تقســيم رأســمال المخــاطر,و تك فيه مستقلة من حيث أنها تملك رأس مال خاص بها,و تسيير على سياســـة إنتـــاج خاصـــة بهـــا,و تهـــدف إلى تطـــوير الرابطـــة االقتصــادية بين الدولــة عن طريــق تجــاوز العالقــة البســيطة

.29 –بوخزنة يحي و آخرون,مرجع سابق,ص(1).46,ص2005,األردن,دار النفائس,االستثمار األجنبي المباشر –محمد عبد العزيز عبد الله عبد,(2).47 –محمد عبد العزيز عبد الله عبد,مرجع سابق,ص(1)

35

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

المبنية على أساس عقد بين المورد و الزبون,إلى جــانب هــذا كله تتمتع الدول السائرة في طريق النمو بقابلية امتالك منفذ

لتحويل التكنولوجيا التي ستتحكم فيها مستقبال. كمــا تعتــبر الشــركة المختلطــة وســيلة فعالــة للــدخول في

ــا األسواق الدولية حيث لجأت الدول النامية إلى إنشائها كونه وسيلة لمراقبة الشركات المتعددة الجنسيات التي اقلينها كما

تسمح كذلك بمراقبة و توجيه االستثمار. و سنشــير إلى أن هنــاك أنــواع أخــرى من الشــركات متعــددة

الجنسيات تركز على:ÅÅئل في المجاالت المرتبطة بــالبحث والتطــوير- Åوحيد الوسا ت

فهي في كثير من األحيان تقوم بين المؤسسات الكبرى التابعة للدول الصناعية خاصــة في قطاعــات عاليــة

التكنولوجيا. - تنازل المؤسسة األجنبية للشهادات والترخيصات للمؤسســة المحليــة كحــق اكتســاب واســتعمال التكنولوجيــا أو بــراءة

االختراع أو عالمات المنتج... - كل اتفاق يحدث بين مؤسستين األولى هي التي تصدر األمرــاج من ــ ــرف باإلنت ــ ــا يع ــ ــدا م ــ ــتي تنتج ,ه ــ ــة هي ال ــ والثاني الباطن ,بمعـنى تفـوض المؤسسـة الصـادرة بـأمر المؤسسـة التي تنتج من الباطن بإنجاز جزء من اإلنتــاج أو كلــه مــع بقــاءــون المسؤولية اتجاه الزبائن للمؤسسة باإلنتاج من الباطن يك على شكلين همــا الشــكل الصــناعي يهتم بالتصــنيع أو تحويــلــكل المركبات ثم تجميعها في المؤسسة الصادرة و هناك الش التجاري الذي يهتم بصناعة المنتجات التامة التي يتم تصريفها

مع وضع عالمة المؤسسة الصادرة للرمز. - تعاقد مؤسسة محلية مع مؤسسة أجنبية على أن تقوم هذه

األخيرة بتامين تسيير المؤسسة المحلية و ذلك خالل فترة محددة و عند انتهائها تحــول القــدرات إلى

الشركاء المحليين مما يســمح لهم تحقيــق االنطالقــة الفعليــةلمؤسساتهم و هذا ما يعرف بعقود التسيير.

- العقود المبرمجة في مجال البترول و التعــدين بمعــنى قيــامــة ــالح مؤسس ــاف و التنقيب لص ــة باالستكش ــة أجنبي مؤسس

محلية التي تبقى تتمتع بمزايا الملكية و اإلدارة.36

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــبي المباشــر باإلضافة إلى وجود أشكال أخرى لالستثمار األجن قد ال تحتاج إلى تواجد المستثمر األجنبي في البلــد المســتثمر فيــه و متصــور ذلــك في االســتثمار في المحفظــة الماليــة أو

إيداع رأس المال في إحدى البنوك.

المطلب الث@@@@الث :تفض@@@@يالت ال@@@@دول المض@@@@يفةوالمستثمر األجنبي في مختلف األشكال

يصنف االستثمار المباشر األجنبي كما سبق اإلشارة إلى ذلكــير ­زه بالطبع عن االستثمار غ لعد­ة أنواع أو أشكال و التي تمي مباشر، و تبعا لذلك فال شك أن تفضيالت األطــراف المتعلقــة­زها التباين الواضح، فلذلك تبرز ربمــا اختيــارات الــدول به يمي

الشــركات(المضــيفة مغــايرة الختيــارات المســتثمر األجنــبي .)متعد­دة الجنسيات أو حتى الشركات الدولية األخرى

ــرفين إلى(التفضيالت)ويعزى التباين في االختيارات بين الط(1)عدد من العوامل التي يمكن تلخيصها في اآلتي:

درج@@ةال@@دول المض@@يفة من حيثاالختالف بين @ 1 التق@@@@دم االقتص@@@@ادي و االجتم@@@@اعي، و النظ@@@@ام السياسي المطبق، واألهداف التي تس@@عى لبلوغه@@ا

من وراء االستثمار المباشر األجنبي. االختالف في خص@@@@@ائص الش@@@@@ركات متع@@@@@دjدة@ 2

الجنسيات ) مثل حجم الشركة، مدى أو درجة دولية نش@@اطها و ع@@دد األس@@واق العالمي@@ة ال@@تي تخ@@دمها، أنواع المنتجات أو الخدمات التي تقدمها و مج@@االت

النشاط، وأهداف الشركة...الخ(. عوامل ترتبط باألرب@@اح و التك@@اليف المتوقع@@ة، و@3

متطلب@@ات االس@@تثمار المالي@@ة و الفني@@ة و األخط@@ارالتجارية و غير التجارية،...الخ.

@ خص@@ائص الص@@ناعة أو النش@@اط ال@@ذي تمارس@@ه4 الشركات متعدjدة الجنسيات، و درجة المنافس@@ة في

37

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

أس@@واق ال@@دول المض@@يفة.فيم@@ا يخصj الش@@كل األول ال@@ذي يتجلى في" إنش@@اء ف@@رع جدي@@د أو مؤسس@@ة جديدة "، فقب@@ل أن نش@@ير إلى حقيق@ة م@@دى تواف@ق الط@@رفين بش@@أن تفض@@يله أو عدم@@ه، يحس@@ن أوال أن نتع@@رض إلى مختل@@ف المزاي@@ا ال@@تي يتمت@@ع به@@ا ه@@ذا

األخير، و التي تعود على الطرفين. إذن في حال قيام المستثمر األجنبي بإنشــاء فــرع في دولــة

ــا يمكن أن يســتفيد من مضيفة ما, فإنه و هذه األخيرة, كليهم(2)مزاياه التي يمكننا حصرها فيما يلي:

ــة االنســجام و ــق عملي ــبي من تحقي ­ن المســتثمر األجن ـ يتمك التوافق بين مختلف األنشطة المتعلقــة بالمنتجــات المحققــة,

أي بين شروط إنتاجها و توزيعها...الخ.ــتخدام نفس ــ ــة باس ــ ــواق المحلي ــ ــاج لألس ــ ــال اإلنت ــ ـ في ح التكنولوجيا، يؤد­ي ذلك كله إلى احترام أنماط اإلنتاج المتعلقة

بتلك األسواق.ــد ­ن الدولة المضيفة من المراقبة الحقيقية لتشــغيل الي ـ تتمك

العاملة حتى ال تكون هناك تجاوزات أو سلوك غير قانوني.

عبد السالم أبو قحف" إقتصــاديات األعمــال و اإلســتثمار(1)ــره, ص ــبق ذكـ ــع سـ ــدولي " مرجـ .V, نقال عن : 474الـ

TERPCTRA. internatinnal marketing. tokuo Holt - sounders .

1981 p306 .-309. (2) Michel- delapiere et Christian- milelli, OP-

cit, p 68.

ـ يسمح للمستثمر األجنبي بحرية اختيار موقــع محــد­­د إلقامــة مشــروعه االســتثماري، و الــذي يســتجيب الحتياجــات الفــرع

المنشأ )المؤسسة(. ـ إمكانيـة تحقيـق ذلـك االسـتثمار في منـاطق معنيـة بـبرامجــتثمر ــتفادة المس ــة اس ــك إمكاني ــافة على ذل ــة، باإلض التنميــة المضــيفة. ففي ــا الدول ه ــة تقر­ ــبي من حــوافز مختلف األجن الجزائر مثال هناك مناطق استثنائية الكبير تسعى الجزائــر من

38

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

خالل تشجيع االستثمار المباشر األجنبي إلى تحقيــق اإلنعــاش االقتصادي فيهــا، إلى جــانب هنــاك الكثــير من الــدول الناميــةــاب تسارعت في السنوات األخيرة تماشيا مع إقرارها لـ " البــير المفتوح " أمام االستثمار المباشر األجنبي إلى إنشــاء الكث من المناطق الصناعية و ترتيب الكثير من المناطق التي يراد

تهيئتها و تعميرها. فرغم المزايا التي يتمتع بها هذا الشكل إال أنــه ســجل

تباين واضح فيمــا يتعلــق بتفضــيالته، حيث فيمــا يخص الــدول المضيفة فالكثير منها كانت تبدي الكثير من التحف­ظات بشأنه أين تم تجاوز تلك التحفظــات لتصــل إلى حــد إبــدائها للــرفض التام له، مما صرف توج­هها نحــو اجتــذاب االســتثمار المباشــرــوم على أســاس " االســتثمار المشــترك " ــذي يق ــبي ال األجن خاصة خالل سـنوات السـبعينات و ذلـك بسـبب نظرتهـا الـتي كــانت تســودها آنــذاك تجاهــه، وهي تكمن في اآلثــار الســلبية التي تنجر عنه والتي تتمثل على وجــه الخصــوص في التهديــدــادي، ــرار االقتصـ ــالي على القـ ــادياتها و بالتـ الحقيقي القتصـ وتغلغل النفوذ االقتصــادي في مراكــز صــنع القــرار السياســيد من طــرف الشــركات خاصــة إذا كــان ذلــك الشــكل مجســ­ متعد­دة الجنسيات، األمر الذي فسره الكثير من الخــبراء على أن ذلك كان من بين القيود الــتي كــانت تفرضــها هــذه الــدولــه، و على ــة ل إمام االستثمار المباشر األجنبي بعد كانت معادي الرغم من ذلك تم استثناء دول أخــرى مثــل الــدول الصــناعيةــيا و بعض دول ــرق أس ــوب ش ــة في دول جن ــدة الممثل الجديــانب بعض دول ــل وإلى ج أمريكا الالتينية كالمكسيك و البرازيــذاب إفريقيا مثل جنوب إفريقيا التي أبدت موقفا مشجعا الجت

هذا الشكل. ­د أن­ هذا النوع من و من جانب المستثمر األجنبي فالمؤك

االستثمار المباشر األجنبي يمثــل أكــثر األشــكال تفضــيال لــه و ذلك يعود لمختلف المزايا التي يحققها و التي تم ذكرهــا أنفــا،ر اندفاعــه بقــوة لتبنيــه بــالرغم من األخطــار األمر الذي يفســ­

.لخالتي قد تنجم عن ذلك مثل المصادرة, التصفية...ا وال بد أن نقول و نحن في معرض تحليلنا في هذا الشأن

­ه مؤخرا تماشيا مع بروز البوادر األولى للعولمــة االقتصــادية أن39

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

الــتي تعــزى إلى التكامــل بين الــدول المختلفــة في االقتصــاد العالم و بالتـالي االنـدماج التـام القتصـادياتها مـدفوعا بازديـاد حجم و تنو­ع المبادالت العـابرة للحـدود و السـلع و الخـدمات,ــدفق العــالمي لــرؤوس األمــوال في آن واحــد مــع كــذلك التراتها االنتشــار الشــامل للتكنولوجيــا، و مــع بدايــة بــروز مؤشــ­ كانخفاض القيود على التبادل التجــاري و االســتثمار، و تكامــلــة أسواق المال العالمية، والتقد­م التكنولوجي، وانخفاض تكلفــذلك ــادة الملحوظــة و ك ــانب الزي ــل واالتصــاالت، إلى ج النقــركات ــاميل و تعظيم دور الش ــة الرس ــل لحرك ــر الهائ التحري متعد­دة الجنسيات، أضحت تتسارع الكثــير من الــدول الناميــة في ظل التحديات الجديــدة عــبر حــرص حكوماتهــا على بــدل

ــدماج الحقيقي ــل االن ــود ألج ــد من الجه ــاد فيالمزي االقتصالعالمي

­ بضــرورة ­ب التهميش وإيمانهــا بــأن­ ذلــك ال يكــون إال و تجنــذلك ــبي وك ــر األجن ــتثمار المباش ــذابها لالس ــين أداء اجت تحسه و تعظيم حص­تها منه عبر اســتحداث تشــريعات جديــدة تخصــ­ االلتزام بالشروط االستباقية و التي من بينها فتح المجال أكثر أمام الشــركات األجنبيــة لالســتثمار في مختلــف المجــاالت، ود كذلك الحرية التامة في اختيار الشكل الذي من خالله تتجســ­ه ال مجــال لتحقيــق التفضــيل ــ­ ر أن استثماراتهم، األمر الذي يبر­

بشأن ذلك. الذي الثاني الشكل يخص فيما و ذلك غرار وعلى

"، فــبرغم من)قائمــة(يتمثل في "امتالك مؤسســة موجــودة مزاياه و التي سبق و أن أشرنا إليها عند معرض حديثنا حــول األنواع التي يجري من خاللها االســتثمار المباشــر األجنــبي، إال أنه سجل هناك اختالف في التفضيل ما بين الدول المضيفة و المستثمر األجنبي, حيث تندفع الدولـة المضــيفة بقــوة خارقــة الجتــذاب و تشــجيع هــذا األخــير وذلــك من خالل توفــير منــاخ

مالئم له، وتطبيق اإلجراءات المعنية مثل الخصخصة. إن الدولة المضيفة تسعى لتطبيق مثل هذه الخطوة ـ

ــف ــة مختل ــل لمعالج ــل األمث ــا الح ­ه ــا بأن ــة ـ لوعيه الخصخصــة المشاكل التي تعاني منها تلك المؤسسات كضعف في طاقــاج، عــدم المقــدرة على التســويق, عــدم المقــدرة على اإلنت

40

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

المنافســة، الــديون...الخ، ومن ثم تأهيلهــا من جديــد هــذا منــن من التخل­ص من العبء ـ­ جهة، ومن جهــة أخــرى حــتى تتمك الثقيل الذي تخل­فه وراءهـا تلـك المؤسسـات خاصـة في ظـل ظروف أضحت تتسم بــتراجع قــدرة حكومــات الــدول الناميــة بالخصوص عن تحمل مسؤولياتها الداخلية تماشيا مــع تطــبيق برامج التقويم الهيكلي و إفساح المجال أمام القطاع الخــاص وكذلك قوانين السوق...الخ، إلى جانب هذا هذه الخطــوة من أهــدافها أيضــا جــذب رأس المــال األجنــبي من أجــل دعمع في الخصخصة مشاريعها والمساهمة األجنبية التقنية والتوس­د الممتلكين األجـــانب مـــع أن­ ذلـــك يكـــون مشـــروطا بتعهـــ­ بالتزامــاتهم بإصــالح تلــك المؤسســات أو تحــديثها أو الحفــاظ

الكلي أو الجزئي على العمال. أما من جانب المستثمر األجنبي، فإن كل الدالئل تشير

­ه ال يفضل مثل هــذا الشــكل ألجــل تجســيد اســتثماره إلى أن المباشــر في الدولــة المضــيفة و يعــود ذلــك بمــا ال يســتدعي­ه من جهة يعي بأن­ المزايا التي يحق­قهــا من وراء الشك إلى أن إقراره ألشــكال االســتثمار المباشــر باســتثناء شــكل " اقتنــاء مؤسسة قائمة " أكبر بكثير بالمقارنة بتلك التي يحققها عند إقراره لهذا األخير و من جهة أخــرى لعــدم اســتعداده لتحمــل كل األعباء القديمة الخاصة بالمؤسسة التي كــانت قائمــة في

الدولة المضيفة. إن­ التباين الذي تم تســجيله بخصــوص تفضــيل كــل من

المستثمر األجنبي و الدولة المضيفة بشأن كل من الشكلينــما يخص­ الشــكل ــين ال ينطبــق في حقيقــة األمــر فيـ السابقـ الثــالث و هــو " الشركـــات ذات االســتثمار المشــترك "، هــذا األخـــير الـــذي عـــرف تطـــو­را ملحوظـــا بدايـــة من ســـنواتــتي ــة ال ــات االقتصــادية الدولي الســبعينات و في إطــار العالقـ شهدت التقارب في الحــوار االقتصــادي بـــين الــدول الغنيــة و الدول النامية ـ ما عرف دوليا آنذاك " الحوار شــمال ـ جنــوب

"ـ. أصبحت المشروعات المشتركة بين الشركات المحلية

في البلدان النامية, و الشركات األجنبية أداة واسعة االنتشار، تساعد كال من اإلدارتين على تحقيق أهدافها، فهي تقدم على

41

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

األقــل من حيث المبــدأ، الفــرص لكــل شــريك لالســتفادة من الميزات النسبية للطرف األخــر، فالشــركاء المحليــون تكــون لــديهم المعرفــة بالســوق المحليــة، و بــاللوائح و الــروتين الحكــومي، و الفهم لألســواق العمــل المحليــة، و ربمــا أيضــا

بعض اإلمكانيات الصناعية الموجودة بالفعل. ويستطيع الشركاء األجانب أن يقـد­موا تكنولوجيـا

الصــناعة و اإلنتــاج المتقــد­م، و الخــبرة اإلداريــة, و أن يــتيحوا فرص الدخول إلى أسواق التصدير، و بالنســبة لكال الطــرفينل من فإن­ المشاركة في مشروع جديد مع شــركة أخــرى تقلــ­ راس المــال المطلــوب إذا مــا قــورنت بإقامــة المشــروع من

(1)جانب أحد الطرفين بمفرده.

­ن إذن، أن الدول المضيفة و خاصة الدول و بهذا يتبيــالطبع النامية منها، لها تفضيل كبير لهذا الشكل أين أصبحت ب تشـترط مشـاركة المسـتثمر األجنــبي في إنشـاء شـركة ذات

رأسمال مشترك و مختلط، و ذلك يعود للوعي الذي تكــو­ن لــدى هــذه األخــيرة

ــط ــز الرواب ــؤدي إلى تعزي ــذا الشــكل ي ــأن­ تجســيد ه بين(*)ب الشركات المحلية المنتسبة لها و الشركات األجنبية المنتســبة

ــار هــذه األخــيرة ــع مختلــفللــدول األصــلية باعتب ــاة لتوزي قن.التقنيات و المعارف و التكنولوجيا

إلى أنحة نور الدين بن فريأشارفي هذا الصدد، ــط من ــذا النم ــتي أدت إلى تطــوير ه ــل األساســية ال العوام

ــتركة ــركات المش ــات، الش -jointالمؤسس venture و تكمن في إرادة و société - mixteالشركات المختلطة

ــاديات الحجم économiرغبة الدول النامية في تحقيق اقتصes d'èchelle تسهل تطوير التقنيات لجعلها أكثر تكييفا و

قبوال مــع وضــعية الــدول الناميــة, و تســه­ل ترقيــة المنتجــات المصنعة بتمكين مساهمة معرفة المحيط, و تحسين عالقــات

المؤسسات األجنبية مع سلطات الدول المضيفة، اإلدارة أي المعرفة و الخـبرة إلى هياكـلknow-how و أيضا تحويل

مــع اإلشــارة إلى أن­ هــذا الشــكل(2)هذه األخيرة األساسية"،ة في الفــترة كانت تسمح به الكثــير من الــدول الناميــة خاصــ­ التي شهدت بداية إبدائها لمواقف شبه لينة بشــأن االســتثمار

42

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

المباشر األجنــبي، و ذلــك بدايــة من عقــد الســبعينات، األمــرر من طــرف الكثــير من الخــبراء بأنــه بدايــة بــروز الــذي فســ­ه نحــو إحالل سياســة عامــة اتجــاه البوادر األولى وقتها للتوجــ­­ق أمامــه ­سم بإفساح مجــال ضــي االستثمار المباشر األجنبي تت تصاحبه قيود مختلفة تخص­ النشاطات التي يفترض أن تخو­ل

له صالحية

,jack-glin و جاك جيلن robert- miller( روبرت ميلر 1) , يانيس كارموكولياس fred- jaspersen فريد جاسبرسن

yannis- karmoko liasــروعات ــوان " المش ــال بعن مقــل و ــة التموي ــة " مجل ــدان النامي ــة في البل المشــتركة الدولي

.24 , ص 01 العدد 34, مجلد 1997التنمية ,مارس ( سيأتي الحديث تفصيليا حول فحــوى الروابــط الــتي يجب*)

أن تقيمها الدول النامية عبر شركاتها المحليــة مــع الشــركات األجنبيــة كشــرط اســتباقي لتحســين أداء اجتــذابها لالســتثمار المباشــر األجنــبي و ذلــك ضــمن المبحث الثــالث من الفصــل

الموالي.) Nor eddine- benfreha ,op- cit , p 109,110.2 (

المعاملـــة والـــدخول و التجســـيد فيهـــا إلى جـــانب شـــروط­ســم بــالنفور شــبه الملكية...الخ، محل سابقتها الــتي كــانت تت التام. وأيضا اتجاه الكثير من نظم الحكم الوطنية إلى معاداته

عبر أساليب المصادرة، التأميم...الخ. أم­ا بالنسبة للمستثمر األجنبي، فقــد اقــترن تشــجيعه لتجســيد

هذا الشكل بمبررات إستراتيجية, و هي مبررات تختلف تبعــا الختالف أمــاكن التجســيد و القيــامــكل ــذا الش ــيد ه ــناعية مثال تجس ــدان الص ــه، بحيث في البل ب

(1)يستجيب في الواقع للمبررين األساسين التاليين و هما:

إيجاد طــرف في الدولــة المضــيفة، ألجــل تقاســم التكــاليف المرتفعة جدا و خاصة تلك المتعلقة بالبحث

و التطـوير فيمــا يتعلـق أساسـا بالقطاعــات ذات التكنولوجيــاالعالية.

.تعجيل سير عملية التدويل43

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

فهــذا الشــكل الشــك أنــه يعتــبر من بين تفضــيالت المســتثمر األجنبي و لكن بدرجة أقل مقارنة بالشــكل األساســي "إنشــاء

فرع أو مؤسسة" و يعود هذا لسببين رئيسيين و هما: : يكمن في أن­ الشكل " إنشاء فرع أو مؤسسة"السبب األول

­ع بعــد­ة مزايــا مثــل الملكيــة ­ن المستثمر األجنبي من التمت يمك التامة للمشروع, الحريــة في اإلدارة و اتخــاذ القــرارات...الخ، تعاظم معدل األربــاح المحققــة من ورائــه...الخ، على العكس من ذلك ففي حالــة تجســيد شــكل " االســتثمار المشــترك "،

فالمستثمر األجنبي يفتقر إلى تلك الحرية. ــاني ــبب الث ــدوث بعضالس ــاالت ح ــا في احتم : يتجلى أساس

المشاكل الوخيمة ومنها التعارض في المصــالح بين الطــرفينــه الطــرف ــذي يبدي ــود لإللحــاح ال ــذي يحتمــل أن يع مثال و ال الوطني حـول بعض األمـور مثـل نسـبة المسـاهمة...الخ، إلى جانب هذا بعض اإلجراءات التي تتنافى مع مصــالح المســتثمر األجنبي مثل اإلقصاء أو الشروط التي تفرض عليه و الخاصــة

بقضايا التوظيف...الخ. و على غرار ذلك، فإن الشــكل األخــير " االنــدماج والتملــك ", يحظى بالتفضـــيل المتوافـــق بين الطـــرفين, و يعـــزى ذلـــك لمختلف مزاياه التي يمكن أن يستفيد منهــا الطــرفين، والــتي سبق و أن أشرنا إليها في معرض حديثنا حولـه، فقــد أضــحى

ــط ــرا فق ــة ولم يبقى محتكـ ــد األهمي ــلوبا متزاي من حيث أسالتشجيع

و التجسيد ميـدانيا من طـرف الـدول المتقدمـة فحسـب، بـل أضحت الدول النامية أيضا تتسارع لتشجيع عملياتــه، و خاصــة منها تلك الدول الــتي كــانت تمتــاز باالقتصــاديات الموج­هــة، و

ف مــعالتي تتسارع حاليا لتنفتح أكثر ــ­ التحــوالتو من تم تتكي العالمية، من خالل التزامها بمجموعــة من اإلجــراءات إلنجــاح العملية من بينها الخصخصة كمــا ســبق و أن لمحنــا إلى ذلــك

في المطلب السابق.

) denis- tersen et jean-L- bicout, op cit, p 10. 1(

44

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

لقــد لوحــظ التزايــد المشــجع لمثــل هــذا الشــكل في الــدول النامية، و يعود ذلك لكون أن­ هــذه األخــيرة أضــحت تــدرك أن عملياته تدع­م إلى حــد مــا اإلســراع في اإلصــالحات المتعلقــةــال أســاليب بهيكلة الشركات فيها و تمويلها، إلى جانب و إدخ العمل الحديثة فيها و خلق التنافس وتسهيل عمليــة االنتعــاش االقتصادي، باإلضافة إلى أن هذا الشكل الذي يتم عــبر امتالك

من حقـــوق ملكيـــة الشـــركات المملوكـــة من طـــرف50%­ن هــذه الشــركات من أن تــرتقي حكومات الدول الناميــة يمكــك ــبرر تل ــذي ي ــر ال ــة األم ــة و ربحي ــثر فعالي إلى مســتوى أك اإلحصائيات التي ذكرناها سابقا بشأن تزايد حجم عملياتها في

الدول النامية عموما. و في هذا الصدد تضم­ن تقرير االستثمار العالمي لسنة الصــادر عن مــؤتمر األمم المتحــدة للتجــارة و التنميــة2002

cnucedــبر ــرائها ع ــركات و ش ــدماج الش ــات ان ــول عملي حالحدود، أن هذه األخيرة

ــترة ) (،1999-1987ارتفع حجمها في الدول النامية خالل الفــار74 من أكثر إلى1987 مليار دوالر سنة 1,7أكثر من ملي

، في حين سجلت في الدول أمريكا الالتينيـة1999دوالر سنة و في أوروبــا الوســطى و أكــبر نســبة من هــذه العمليــات

ــثر من ــد بلغت أك ــار دوالر ســنة 2,7الشــرقية فق 1992 ملي(1).2000 مليار دوالر سنة 17لترتفع إلى أكثر من

و من جانب أخر قد تكون عمليات اندماج الشركات عبر الحدود مفيـدة للدولـة المضـيفة عنـدما تحـول دون محـوــة. و نظــرا ــة المحلي األصول المربحة في خالل األزمات المالي لالنهيار الذي يحدث في قطاع التمويل في االقتصــاد المحلي، فقد يكون أمــام الشــركة الغارقــة في الــديون و الــتي تحقــق خســارة أي خيــار ســوى أن تعلن حالــة اإلعســار إال إذا تقــدم لتمويلها شريك خارجي ذو قدرة ثابتة على التمويل و يثق في

ــالي يفهم من(2)النهاية بمقدرة الشركة على االستمرار، و بالتــذا ــل ه ذلك، أن الدول النامية لها مبرر حقيقي في تفضيل مثــوع من ــذا الن ــون أن ه ــل في ك ــبرر يتمث ــذا الم ــكل، وه الش االستثمار المباشر األجنــبي لــه أثــر إيجــابي يعــود على الــدول المضــيفة لــه الــتي تعــاني من األزمــة الماليــة. و على ســبيل

45

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

المثال ارتفعت بشكل حــاد قيمــة عمليــات انــدماج الشــركات عبر الحدود في دول منطقة شرق آسيا التي عانت من األزمة

و هي أندونيســيا، تايلنــد،1997المالية الــتي وقعت في عــام 22 إلى 1996 مليــارات دوالر في عــام 3كوريا و ماليزيا من

و ذلــك قبــل أن تــتراجع قليال إلى1999مليار دوالر في عــام (3).2000 مليار دوالر في عام 18مبلغ

أم­ا بخصوص المستثمر األجنبي, فقد تبلورت أهمية هذا الشكل لديه، و خصوصا في تلــك العمليــات الــتي يجريهــا داخل الدول المتقدمــة, فمنــذ ســنوات الثمانينــات تطــور هــذا الشكل بشكل ملحوظ ما بين الــدول المتقدمــة نفســها، ومن الدالئل على ذلك البيانات الميدانية بشأن حجم عملياتــه الــتي

تحق­قت

(1 )UNCTAD , "world investment report – transnational corporations and export competitiveness-", new york and Geneva , 2002,

p 337. و شوكو نجيشي ashoka- mody أشوكا مودي (3(, )2)

shoko- negishiعمليــات انــدماج الشــركات و شــرائها " , ــة, مرجــع عبر الحدود في شرق أسيا", مجلة التمويل و التنمي

.07سبق ذكره, ص ــذا و التي سبق و أن أشرنا إليها، ويفض­ل المستثمر األجنبي ه الشكل ألنه عن طريقه يمكنه الدخول في قطاعات الخدماتــه ــانب إدارت و ليس فقط في قطاعات اإلنتاج السلعي، إلى ج

وسهولة الحصول على حص­ته من السوق...الخ. في ظل كل ما ذكرناه أنفا، ندرك إذن تعدد أشكال

االستثمار المباشر األجنبي، إلى جانب بــروز تبــاين بين الــدول المضيفة و المستثمر األجنـبي فيمـا يخص اختيـارات بين هـذه األشكال و ذلك كله يعود كما أشرنا إلى عوامل متعــد­دة، غــير­ه مؤخرا في ظــل بــروز البــوادر األولى للعولمــة االقتصــادية أن التي تعزى إلى الدمج المتزايد القتصــاديات دول العــالم، حيث

أضحى فيها االستثمار المباشر األجنبي مظهرا

46

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

و مؤشرا لها لم يعود أمام الدول النامية من خيار أخــر ســوىاالندماج في االقتصاد العالمي عبر تكثيف

ــا و من ثم ــتثماري فيه ــاخ االس ــين المن ــل تحس ــا ألج جهوده السماح بكل حرية للشركات األجنبية للــدخول إليهــا و إفســاح المجال أكثر أمام هذه الشركات األجنبية و رفع مختلف القيود التي يحتمل أن تعيقهــا، إلى جــانب ضــرورة إقرارهــا بمــوجب التشريعات القانونية تشجيع مختلف األشكال الـتي يجـري من

خاللها االستثمار المباشر األجنبي.المطلب الرابع :أشكال التدويل والتعاون الدولي

سبق و أن أشرنا في معــرض حــديثنا عن اإلســتثمار الــدولي, أن هذا األخير يجري ميــدانيا في صــيغة اإلســتثمار المباشــر و صيغة اإلستثمار غير المباشــر.و لكــون أننــا تعرضــنا لألشــكال األساسية التي يجري من خاللها االسـتثمار المباشـر، نـود­ في هذا الشأن أن نبلور بشــكل واضــح و جــوهري األشــكال الــتي يجري من خاللها االستثمار غــير المباشــر بصــرف النظــر عن إستثمار المحفظة والتي تعرف دوليا بأشــكال تــدويل اإلنتــاج، أو أشكال التعاون الدولي، أين يعرف على هــذه األخــيرة أنهــا

أكثر مرونة وبأقل صعوبات التي تواجه المستثمر األجنبي. و يجب أن نشير هنا إلى حقيقة جوهرية تكمن في أننا

حرصنا على الخــوض في هــذا المضــمار لســببين رئيســيينوهما:

ــبب األول ــاجالس ــدويل اإلنت ــية لت ــكال الرئيس ــورة األش : لبلوكذلك التعاون الدولي.

: إلزالة الخلط، خاصــة وأن هنــاك من يعتــبر أنالسبب الثانيــبي وهــذا هذه األشكال هي األشكال الجديدة لالستثمار األجن

بالطبع غير صحيح.ــذه ــذا الشــأن، أن ه ــير من الخــبراء في ه د الكث ــ­ ــد أك و لق

األشكال تبلورت و تجس­دت ميدانيا و ذلك بفعل عد­ة دوافع يمكن حصرها فيما يلي:

التخفيف من حد­ة الصراع بين الــدول المضــيفة والمســتثمر األجنــبي وخاصــة بين الــدول الناميــة والشــركات متعــددة الجنســيات, و الــذي كــان محتــدم بين الطــرفين خاصــة خالل

سنوات الستينات و السبعينات.47

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

،ــة تمكين الدول المضيفة من اكتســاب المعــرف التكنولوجيــرض وكذلك سلع وخدمات المستثمر األجنبي، في دون أن تف عليهــا الهيمنــة والســيطرة من طــرف الشــركات الدوليــة

المنسبة للدول األصلية.ــددة ــركات متعـ ــة الشـ ــبي وخاصـ ــتثمر األجنـ تمكين المسـ

الجنسيات من الحفاظ على توسيع نشاطاتها ومن ثم التوسعــل بعيدا كل البعد عن تلك المخاطر التي قد تنجم من ردة فع الدول المضيفة، ومن ثم يتسنى لها من مراقبة نشاطاتها عن

طريق تلك األشكال دون تغلغل أو خوف. تدويل أشكال أن الشأن هذا في اإلشارة وتجدر

ــتثمار ــتلزم االس ــع ال تس ــدولي في الواق ــاون ال ــاج والتع اإلنت المادي من خالل انتقال رؤوس األموال، بل عادة ما تأخذ في هذا اإلطار الصيغة غير المادية، وهي متعددة تتجلى فيما يلي: عقود الترخيص واالمتيــاز، عقــود التســيير واإلدارة، اتفاقيــاتــال ــة في مج ــود المبرم ــاطن، العق ــاج من الب ــاون، اإلنت التع البترول والتعــدين، عقــود مفتــاح في اليــد، عقــود منتــوج في اليد, وعقود التصنيع, إلى جانب مختلف األشــكال الــتي تخص التسويق مثل التراخيص الخاصة باستخدام الخبرة التسويقية،

تراخيص استخدام العالمات التجارية...الخ. و في هذا الصدد، سنركز على بعض هذه األشكال

الــتي تعتــبر األكــثر شــيوعا من حيث التجســيد من طــرف المستثمر األجنــبي في شــتى أنحــاء العــالم, وكــذلك من حيث القبــول من طــرف الــدول الــتي لجــأت الســتيرادها باعتبارهــاــة الكثير منها هي وسائل لنقل المعارف و التقنيات التكنولوجي

قبل أن تكون أشكال التدويل. - الشركة المشتركة المتعاقدة 1

يتجسد هذا النوع ميدانيا من خالل اتفاق وتحالف يتم بين مؤسستين بغرض توحيــد الوســائل لتحقيــق نشــاط معين وأهداف معينة، و يعرف دوليــا بمصــطلح أخــر هــو "اتفاقيــات التعاون"، أين بموجبهـا يتم التحـالف التعاقـدي بـدون الحاجـة­زهــا عن الشــكل للمســاهمة في الرأســمال، األمــر الــذي يمي السابق الذي يجري من خالله االستثمار المباشــر األجنــبي أي

الشركة ذات رأس المال المشترك.48

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

التعاون في اتفاقيات االتفاقيات هي أبرز هذه إن مجال البحث والتطـوير، حيث التعـاون بين مؤسسـتين يكـونــال، ومن ثم ــال دون المســاهمة في رأس الم ــذا المج في ه يرتكـــز على توحيـــد اإلمكانيـــات ألجـــل مواكبـــة التطـــورات التكنولوجية الســريعة هــذا من جهــة، ومن جهــة أخــرى ألجــلــل ــ ــوير، في ظ ــ ــاليف البحث والتط ــ ــد­ة تك ــ التخفيض من حز بالمنافســة الدوليــة الشــديدة ــ­ الظــروف الــتي أضــحت تتمي خاصة في السنوات األخــيرة، و حاجــة المؤسســة للمؤسســة أخرى تتعاقد معها بموجب هذا الشـكل لتقاسـمها على األقـلــة البحث و التطــوير ــا عملي ــتي تحتاجه ــاليف الباهضــة ال التك

خاصة في مجال التكنولوجية الدقيقة و العالية.

وال شك أن هناك شروط متعددة إلبرام هذه االتفاقيــة, تتمثــل(1)فيما يلي:

تعيين موضوع االتفاق وكــذلك الهــدف الــذي يمكن التوصــل إليه تحديدا.

تحديــد مــد­ة التعاقــد بين الطــرفين، على أن ال تتعــدى هــذه ــا ذلــك حــتى يتســنى من10المــدة ســنوات، ويفــترض هن

مواكبة التغيرات محتملة الحدوث، وتفادي المخاطر.تحديد اإلمكانيات المالية, التقنية والبشرية الضرورية إلنجــاز

المشروع وتنفيذ التزاماته بشكل دقيق.تحديد سبل إلغاء هذا االتفاق، وكذلك شروط مراجعــة بعض

بنوده عند اقتضاء أمر التعديل.ــان بين ــير من األحي ــذا الشــكل يتجســد في الكث هــة في ــناعية خاص ــدول الص ــة لل ــبرى التابع ــات الك المؤسس القطاعــــات ذات التكنولوجيــــة العاليــــة كــــاإلعالم، وعلم"الطيران.....وكمثال على ذلك مــا تم بين الشــركة األلمانيــة

49

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

SIEMENS" والشـــركة اليابانيـــة "TOSHIBA"في مجـــال المكونات اإللكترونية.

- عقود الترخيص و االمتياز 2الثنائية, وهذه الصيغة العقود ذات هي مجموعة من

العقود تتضمن نوعين رئيسيين هما: عقــود الــترخيص و عقــود االمتياز، تجمع بين طــرفين و همــا الطــرف األول الممثــل في مؤسســة أجنبيــة مــا و الطــرف الثــاني الممثــل في مؤسســة محلية مــا، حيث الطــرف األول فيهــا هــو المتنــازل، والطــرف الثاني المتنازل له، بمقتضاها يقوم الطرف األول )المؤسســة األجنبية( بالمتنازل عن األصول غير الملموســة الــتي تمتلكهــا، ومن ثم تمنحها للطرف الثاني وهو )المؤسسة المحلية(، هذه

األخيرة يكون لها الحق في استخدامها. إن هذه األصول غير الملموسة تتضمن مجموع التقنيات

والمعارف المختلفة التي تخص­ إمــا اإلنتــاج أو التســويق الــتيــددة، و يحق للمؤسسة المحلية من استعمالها لمدة زمنية مح هـذه التقنيـات والمعـارف بـدورها تتمثـل في حقـوق الملكيـة المختلفة، وحقـوق العالمـات التجاريـة وحقـوق المنتج، سـرية المنتجات غــير المجــازة، مــع اإلشــارة إلى انــه يمكن أن تمنحــة من ــذا تســتفيد المؤسســة المحلي ــة واحــدة، وبه ــا جمل كلهــة قيمــة التطورات التكنولوجية مقابل دفعها للمؤسسة األجنبي مالية جزافية أي نسبة معينة من المبيعات، أو جزء من اإلنتاج

على سبيل المثال. ــازل عن ــة التن ــترخيص، فهي تخص عملي ــود ال ــوص عق بخص تكنولوجيا معينة و حـق اسـتعمال و لكن لمـد­ة معينـة أيضـا و وفقا لشروط معينــة، و بغض النظــر عن تلــك الشــروط فــإنــة و وســيلة ســهلة لنقــل ــة حقيقي ــل هــذه العقــود هي آلي مث

(2)التكنولوجيا و ضمان حق استعمالها.

)1( Anne- deysine et Jacques-duboin, "S’internationaliser:stratégies et

50

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

techniques" , édition: DALLOZ, Paris ,1995, p 673.

(2) Anne-deysine et jacques duboin , op –cit ,p 596.

أما فيما يتعلق بعقود االمتياز فهي تجــري من خالل حصول مؤسسة محلية ما على حق اســتعمال عالمــة صــنع أو

بعض الخدمات مثل اإلشهار، المساعدات الفنية...الخ. عند المقارنة بين الشــكلين يمكن اســتخالص االختالف بينهمــا من حيث األصول غير الملموسة المتنــازل عنهــا و الــتي يحــقــد ز عق ــ­ ــانب تمي ــه، إلى ج ــازل ل اســتعمالها من طــرف المتن االمتياز عن عقــد الــترخيص في كــون أن المؤسســة المانحــة لالمتياز يحق لها فسخ عقده في حــال إدراكهــا أن المؤسســة اإلمتيازية لم تحترم بعض بنود العقــد، األمــر الــذي يفتقــر في إطار عقد الترخيص، في حين ال يحق لها ذلــك في حــال عقــد

الترخيص. -عقود التسيير: 3 ويعنى بها تعاقد مؤسســتين، األولى أجنبيــة والثانيــة محليــة،

مبـــني على أســـاس أن المؤسســـة األجنبيـــة تـــؤم­ن تســـيير المؤسسة المحلية أو إنجاز مشروع معين وذلك لفترة محددةــه للشــركاء ــدرات المشــروع بأكمل ــد انقضــائها تحــو­ل ق وعن

المحليين حتى يتسنى لهم اإلشراف عليه. - عقود اإلدارة 4

عقد اإلدارة هو اتفــاق بين الحكومــة و طــرف خــاص لتشـغيلمشروع في مقابل أتعاب،

و الحكومة ال تحصل على مبلغ ثابت ) كما في حــال التــأجير(،ــة ) و هــو مــا ال ــا مســؤولة عن اســتثمارات ثابت و لكنه يحدث في حالة عقد االمتيــاز(، و هي تملــك أغلبيــة المشــروع

(1))وهو ما يتميز عن المشروع المشترك(.

بمقتضاها، يتم توكيل المؤسسة األجنبيــة من طــرف ــروعها ــة لمشـ ــة أو كليـ ــإدارة جزئيـ ــة بـ ــة المحليـ المؤسســـك محلي )المؤسســة ــود بين مال ــذه العق االســتثماري. تتم ه المحلية ( للمشروع وشــركة أجنبيــة لتوفــير الخــدمات الفنيــة

51

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

الالزمـة لتشـغيله في مجـال اإلدارة، وعـادة مـا تتضـمن هـذه العقــود توكيــل المالــك المحلي للشــركة األجنبيــة حــق اتخــاذ القرارات في مجال اإلدارة الكليــة و التخطيــط وبنــاء التنظيم واالســـتخدام واإلدارة الفنيـــة والموازنـــة والمحاســـبة وإدارة

(2)اإلنتاج، الرقابة والصيانة، المشتريات، التسويق.

ــيرلي ( 1) ــاري م. ش -maryم m. shirleyــود ، "عقــل و ــة التموي ــق لإلصــالح ؟ "، مجل ــل هي طري المنشــآت: ه

.08، ص 1996، سبتمبر 3، العدد 33التنمية، المجلد عادل أحمد حشيش ومجــدي محمــود شــهاب, "االقتصــاد(2)

.324الدولي" , الدار الجامعية, بيروت, بدون تاريخ, ص وتجدر اإلشارة هنا إلى أن مثل هذه العقود تتجس­د

في إطار نشاطات السياحة و الفندقة ــظ في ــال يالح ــبيل المث ــة، و على س ــورة عام ــحة بص و الص السنوات األخيرة بالخصــوص الكثــير من الفنــادق الكــبرى فيــير من ــا الكث الكثير من الدول و خاصة منها النامية، و من بينه الدول العربية في إطار استراتيجية تحسين القطاع الفندقي و

تحسين خدماته اندفعت إلى إبرام الكثير من هذه العقود. - العقود المبرمة في مجال البترول و التعدين 5

بموجبها تقوم مؤسسة أجنبية بدور المنف­ذ لعمليات االستكشــاف والتنقيب إمــا عن البــترول أو الغــاز أو المعــادن األخرى وحــتى التنفيــذ الفــني لإلنتــاج وذلــك لصــالح مؤسســة

محلية، هذه األخيرة تبقى تتمتع بحق الملكية واإلدارة العليا. ومثــل هــذه العقــود يتفــق فيهــا الطرفــان على أنــه في حالــة­ن المؤسسة األجنبية من إيجاد واستكشــاف تلــك النجاح وتمك المعادن، فإنها تستحق جزء من اإلنتاج لتعويض مصاريف تلكــة لجعــل هــذه ــات، ومن ثم تســعى المؤسســة األجنبي العملي

52

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

الخطوة كوسيلة لتحقيق شكل الشركات المشــتركة في هــذا المجال، أما في حالة الفشل فإن المؤسسة األجنبيــة ال يحــق

لها الحصول على التعويض. ــر في الســنوات ــه الجزائ ــامت ب ــا ق ــال م و على ســبيل المث األخيرة، حيث أبرمت مجموعة من العقود في هذا المجال مع بعض الشــركات البتروليــة العالميــة و على رأســها الشــركات

األمريكية و البريطانية.

- اإلنتاج من الباطن 6 يعني عامة اتفاق يحدث بين مؤسستين األولى هي

المؤسســة الــتي تصــدر األمــر والثانيــة هي الــتي تنتج من الباطن، ومنه المؤسســة المصــدرة لألمــر تفــوض المؤسســة التي تنتج من البــاطن القيــام بإنجــاز جــزء من اإلنتــاج أو كلــه عوضا عن أن تقوم به هي بنفسها، مع بقاءها ـ أي المؤسسـة

(1)المصدرة لألمر ـ هي المسؤولة اتجاه زبائنها.

ويعتـــبر هـــذا الشـــكل من أقـــدم أشـــكال التعـــاون بين الشركات، بالرغم من أنــه يتمــيز بنــوع من هيمنــة المؤسســة اآلمرة )التي تصدر األمر(، ويتجلى هذا الشكل في النشاطات

( 2)القائمة على صناعة األقمشة و الميكانيك والعمران...الخ.

ــر د هذا النوع من االستثمار غير المباش إلى جانب ذلك، يتجس­في الميدان من خالل شكلين أساسيين وهما:

: في هــذا اإلطــار توكــل للمؤسســة المحليــةالشكل الصناعيــية ــع األساس ــاج، أو بعض القط ــزء من اإلنت ــنيع ج ــة تص مهمــات ــار ورش ــا في إط ــائي، على أن يتم تجميعه ــوج النه للمنت

المؤسسة الصادرة لألمر.

) Jacques- perrin, « les transferts de technologie », édition: le

découverte-,paris ,1983 p 52.1(

53

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

: بموجبــه توكـل للمؤسسـة المحليــة مهمــةالشـكل التجــاري صناعة المنتجات التامة، مــع مراعــاة وضــع عالمــة المؤسســة

الصادرة لألمر. -عقود المفتاح في اليد 7 هي عبــارة عن اتفــاق بين الطــرف األجنــبي )المســتثمر

األجنــــبي( والطــــرف الوطــــني )الحكومــــة، المؤسســــة الوطنية...الخ(، مبني على أساس قيام الطرف األجنبي بإنجاز مشــروع اســتثماري إلى غايــة االنتهــاء منــه و بدايــة تشــغيله،ــغيله ــني - لتش ــرف المحلي – الوط ــليمه للط ــدها يتم تس عن

واإلشراف عليه. وتجنبا للخلط الذي يحتمل الوقوع فيه بين عقــود المفتــاح في

ــيي ــار هيقونـ ــإن برنـ ــيير، فـ ــود التسـ ــد وعقـ Bernardاليـhugonnier ق ­د على التــالي: " في عقــود التســيير يتحقــ­ أك

التــدخل األجنــبي ميــدانيا و يســتقر بعــدها بمجــرد تحقيــق االستثمار المبدئي، في حين في إطار عقود المفتــاح في اليــد فــإن التــدخل األجنــبي ينتهي بمجــرد إتمــام إنشــاء المشــروع االستثماري من خالل وحــدة اإلنتــاج، مــركب صــناعي، هياكــل

(3)قاعدية".

و بموجبهــا، يتعهــد الطــرف األجنــبي بتنفيــذ كــل بنودهــا وــي ــميم الهندسـ ــذكر التصـ ــبيل الـ ــا على سـ ــروطها، منهـ شـ للمشروع، توفير المعــدات الالزمــة، وتزويــد الطــرف المحلي

بكل المعلومات التقنية....الخ. - عقود المنتوج في اليد 8 هي في الواقع امتداد وتكملــة لمضــمون عقــود المفتــاح في

اليد، حيث إلى جانب مــا ذكرنــاه في عقــود المفتــاح في اليــد يعمــد الطــرف األجنــبي إلى إجــراء التجــارب المختلفــة حــول صحة التشغيل واإلنتاج، إلى جــانب هــذا عنــد اإلنجــاز النهــائي للمشروع تتجلى هناك صعوبات إنتاجية وتنظيمية بسبب نقصــبي اإلطارات واليد العاملة المؤهلة، وعليه يقوم الطرف األجن بتكوينهـــا و تأهيلهـــا، وبتقـــديم حـــتى المســـاعدة التقنيـــة

والتسويقية. - أشكال أخرى 9

54

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

هي مختلــف أشــكال التصــدير و التســويق، و من بينهــا عقــود المتكافئــة في مجــالالوكالة, الموزعين, إلى جانب الصفقات

(*)التجارة الخارجية, المساعدات الفنية والمنح.

­د أن هذه األشكال إنما هي وأخيرا في هذا السياق نؤك تــدخل في ســياق نقــل التكنولوجيــا، إلى جــانب أنهــا اصــطلح عليها بـ" أشكال تــدويل اإلنتــاج والتعــاون الــدولي" المجســدة خصوصا من جانب المستثمر األجنبي كخطوة أساسية لتدويل اإلنتــاج، واخــتراق األســواق الدوليــة مــع تجنب المخــاطر،ــة ــو إقام ــة نح ــية و تمهيدي ــوة أساس ــا خط ــافة إلى أنه باإلض مشاريع تكون مملوكة بالكامل لبعض المستثمرين األجانب أو مشتركة، وفي هذا الصدد ذكــر عبــد الســالم أبــو قحــف: " أن

االستثمارات غير المباشرة )مثل التصدير، أو عقود اإلدارة،

(2) Christian – gavada , « la sous traitance du marché des travaux et services », édition :

economica, paris, 1988. p 20.) Bernard –hugonnier , op- cit, P 19. 3(

أو التوكيالت....الخ( قد تستخدمها الشركات المعنيــة كوسـيلةــرتقب ــوق المـ ــة السـ ــدى ربحيـ ــاس مـ ــرف على وقيـ للتعـ واستقراره، فقد يتوافر فرص تمنحهــا الـدول المضــيفة لمثــل هذه الشـركات لالسـتثمار المباشـر وبـالرغم من هـذا تفضـل االســتثمار غــير المباشــر كبدايــة، ومــا أن تتأكــد الشــركة من ربحية واســتقرار الســوق قــد تقــرر الــدخول في مشــروعاتــا استثمارية مباشرة سواء تمتلكها بصفة مطلقة أو جزئية، أمر إذا كان العكس هو الموقف السائد في هذا السوق فقد تقر­ الشركة إما االســتمرار في االســتثمار غــير المباشــر أو تــترك

أما من جـانب الـدول المضـيفة فإنهـا تعتـبر(1)السوق نهائيا". بمثابة وسائل نقل التكنولوجيا، وهي أشكال ربمــا كمــا تعتقــد­بها تحمل اآلثار السلبية التي يمكن أن يلحقها هذه األخيرة تجن بها المستثمر األجنبي في حــال تجســيده لالســتثمار المباشــرــكال األجنبي، األمر الذي فسر من طرف الخبراء على أن أش االستثمار غير المباشر كانت الوسيلة الــتي تم االتفــاق عليهــا

55

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــد­دة من طرف الشركات الدولية و على رأسها الشركات متع­ب المخــاطر كــانت والــدالئل الجنسيات و الــدول الناميــة لتجن أثبتت أن األشكال المباشرة وغير المباشرة هي على الســواء محفوفة بالمخــاطر، وعليــه يســتوجب على الطــرفين الحــوارالجاد، والتعاون الحقيقي ألجل تجنب كل المخاطر المحتملة.

ــبر(*) ــتي تعت ــكال ال ــك األش ــاهيم تل ــة مف ــل معرف من أج استثمار غير مباشر بشكل تعمقي, أنظــر كتــاب: "االســتثمار الدولي و التنسيق الضريبي", للمؤلف: فريــد النجــار, مرجــع

29,28سبق ذكره, ص عبد السالم أبو قحــف, اقتصــاديات األعمــال و االســتثمار(1)

.475الدولي, مرجع سبق ذكره, ص

المبحث الرابع: االس@تثمار األجن@@بي المباش@@ر أهمي@@ةودوافع وآثار

المطلب األول: أهمية اإلستثمار األجنبي المباشرالعديد على تنطوي المباشرة األجنبية االستثمارات إن

ــا على ــود في معظمه ــافع تع ــذه المن ــير أن ه ــافع غ من المن الشركات المتعددة الجنسية إلى الحــد الــذي جعلهم ينظــرون

56

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

إليها بمثابة مباراة من طرف واحد يكون الفائز محــداد ســلفا، وهي الشركات المتعددة الجنسيات وليست الــدول المضــيفة، وأستند أنصار هذه النظرية إلى عدد من المبررات الحظها أبو

( فيمايلي:2004قحف )ــدول ــة المتدفقــة إلى ال - صــغر حجم رؤوس األمــوال األجنبيالمضيفة بدرجة التبرر فتح الباب لهذا النوع من اإلستثمارات.

- تميل الشركات المتعــددة الجنســيات إلى تحويــل أكــبر بقــد ممكن من األرباح المتولدة من عملياتها )إلى الدولة األم( بدال

من إعادة إستثمارها في الدول المضيفة. - قيام الشــركات متعــددة الجنســيات بنقــل التكنولوجيــا الــتي تتالئم مســتوياته مــع متطلب التنميــة اإلقتصــادية واإلجتماعيــة

والثقافية بالدول المضيفة. قد يترتب على وجود شركات المتعددة الجنسيات إتساع الفجوة بين أفراد المجتمع فيما يختص بهيكــل توزيــع الــدخول

ويترتب على هذا خلق الطبقية اإلجتماعية. - وجود الشركات المتعددة الجنسيات قد يؤثر بصورة مباشرة

على سيادة الدولة المضيفة وإستغاللها من خالل: أ- إعتماد التقــدم التكنولــوجي في الــدول المصــنفة على دول

أجنبية ب- خلق التبعية اإلقتصادية.

ــغوط على ــ ــير من الض ــ ــركات الكث ــ ــارس الش ــ ــد تم ــ ج- ق المؤسسات السياسية في الدول المضــيفة لتحقيــق أغراضــها

الخاصة.ــة اإلقتصــاديات الضــغيرة يصــعب الســيطرة على ج- في حال السياســة التقديــة والماليــة في الــدول المضــيفة لمقــدرة الشركات األجنبية على توقير أمــوال طائلــة من الخــارج تــؤثرــدالت ــرف ومع ــعر الص ــدغوعات وس ــيزان الم ــلبا على م س

.1التضخم المطلب الثاني: واق@@ع اإلس@@تثمار األجن@@بي المباش@@ر

ومحدداته الرئيسيةأوال: دوافع اإلستثمار األجنبي المباشر

.19- خيرة صابور، بن مزيان فاطمة الزهراء، مرجع سابق، ص 157

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــة إلى - تتعدد وتتنوع وتختلف دوافع اإلستثمار األجنبي من حال أخرى وحسب طبيعة اإلستثمار والجهة الـتي تعـود لهــا ملكيــة هذا اإلستثمار والبلــد والمجــال الــذي يتم فيــه، ومن بين هــذه

:1الدوافع مايليــركة - حالة وجود فروق أو إختالفات جوهرية في منتجات الش

المستثمرة والشركات الوطنية بادو المضيفة. - حالة توافر مهارات إداريـة وتسـويقية وإنتاجيـة..الخ متمـيزة

لدى الشركة المستثمرة عن نظيرتها بالدول المضيفة. - كبر حجم الشركات متعددة الجنسيات وقــدرتها على اإلنتــاج بحجم كبير بحيث تستطيع في هــذه الحالــة تحقيــق وفــورات

الحجم الكبير.- تفوق الشركات المستثمرة تكنولوجيا.

- تشدد إجــراءات وسياســات الحمايــة الجمروكيــة في الــدول المضيفة، والتي قد ينشأ عنها صــعوبة التصــدير لهــذه الــدول، ومن ثم تصبح اإلستثمرات األجنبية المباشرة األسلوب المتــاح

أو األفضل لغزو مثل هذه األسواق. - قيــام حكومــات الدولــة المضــيفة بمنح إمتيــازات تســهيالت جمروكيــة وضــريبية وماليــة للشــركات المســتثمرة أو وســيلة

لجذب رؤوس األموال األجنبية. - الخصائص اإلحتكارية المختلفة لشركات المستثمرة.

ثاني@@@ا: المح@@@ددات الرئيس@@@ية لإلس@@@تثمار األجن@@@بيالمباشر

: 2وتتكون من - وتشير الدرسات في مجال اإلستثمار األجنــبي المباشــر إلى أن وجودة هذه اإلستثمار ذو عالقة باقتصـاد الدولـة المضـيفة، ال يجب أن يكون الحافز لإلســتثمار األجنــبي المباشــر للتــدفق لدولة مضيفة ما مجرد حاجــة تلــك الدولــة لالقــتراض إلصــالح الخلل في ميزان المدفوعات أو تغطية أعباء الديون الدوليــة،ــة ولكن يرى البعض أن حجم اإلستثمار األجنبي المباشــر لدول

ما يجب أن يساند اإلصالحات الملكية إلقتصاد تلك الدولة.

عبد السالم أبو قحف، نظريات التدويل وجدوى اإلستثمارات األجنبية، دار الجامعة، اإلسكندرية- 1 .55 ،ص 2001

.27- عبد السالم أبو قحف، إقتصاديات األعمال واالستثمار الدولي ، مرجع سابق،ص 258

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

- يجب أن تؤدي مرحلة التفاوض على اإلستثمار الدولي بين1 الدولة المضيفة والمستثمرة الدولي إلى عملية تعلم وثقافيــة استثمارية دوليــة راقيــة تــؤدي في النهايــة إلى نجــاح وكفــاءة

المشروع اإلستثماري وتحقيق المصالح المشتركة بعدالة. - يجب على الدولة المضيفة لإلستثمار الــدولي التفرقــة بين2

اإلستراتيجيات المختلفة للتصنع ومجاالتــه المتاحــة للمســتثمر1الدولي:

أ – استراتيجية إحالل إلنتاج الصناعي المحلي محل الواردات.ب- إستراتيجية التصنيع يفرض التصدير.

ج- إستراتيجية اإلنتاج الدولي في المناطق األفشور. - يجب أن تحدد الدولة المضيفة للمســتثمر الــدولي الغــرض3

والمنــاخ المناســب للتطــبيق اإلقتصــادي التكنولوجيــا الجديــدةــك واإلستخدام الفعال لنتائج البحوث والتطوير ، واذ لم يتم ذلــائم على ــدولي الق سوق يصعب في النهاية جذب اإلستثمار ال

تقنيات متقدمة - تــوفر الشــركات الدولــة خــيرات إداريــة في المجــاالت4

ــد يأخــذ المتنوعة إلدارة اإلستثمارات الدولية المضيفة ، كما قذلك شكل عقود إدارة لفترات مستقبلية كما ذكرنا من قبل .

ــناعي أو5 ــز الص ــة التمرك ــة درج ــركات الدولي ــع الش - تراج النشاط الذي تفضله الدول المصنعة وعادة مايميل المسـتثمرــتي الدولي الى تفصيل الصناعات ذات المنافسة اإلحتكارية ال

تتمتع بفروع ذات إستثمار دولي ومركز تنافسي. - وتعتــبر دوافــع الموقــع أو مكــان اإلســتثمار أحــد محــددات6

اإلستثمار األجنبي المباشر، فقد يسعى المستثمر الــدولي إلى فتح أســـواق جديـــدة في دولـــة مـــا إلعتبـــارات سياســـية أوــة ــذ الدول ــذلك يجب أن تأخ ــا، ل ــة أو غيره اقتصــادية أو ثقافيــات ــة واتفاقي ــات التجاري ــد في المفاوض ــذا البع ــيفة ه المض

اإلستثمار . - يجب قياس درجة حساسية كل نوع من اإلستثمار الــدولي7

للحوافز الضريبية حتى يمكن أن تحقق تلــك الحــوافز العائــدةــق الحــوافز ــه ال يجب أن تطب ــك أن ــا، ويعــني ذل ــع منه المتوق

112 - عبد السالم ابوقحف ، اقتصاديات االعمال واالستثمار الدولي، مرجع سابق،ص159

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

الضريبية بشكل عام على جميــع اإلســتثمارات الدوليــة بنفسالدرجة.

- تشــير الدراســات أن المخــاطر السياســية ليســت المــؤثر8ــة ــل المكان ــة ولكــل تحت األول في إتجــاه اإلســتثمارات الدولي الثانية بعد تأثير اإلعتبارات اإلقتصادية ومـع ذلـك يمكن القـول أن عدم اإلستقرار السياسي من أهم المؤشــرات على اتجــاه

تدفق اإلستثمار الدولي - يتم النظر إلى كل من سياســة البــاب المفتــوح لإلســتثمار9

الدولي أو سياســة التقييــد على أنهــا مؤشــرات لعــدم جاذبيــةــتثمار ــاخ اإلس ــة من ــة، يجب برمج ــتثمار في الدول ــاخ اإلس من الدولي بشـكل واضـح على تحقـق الدولـة المضـيفة األهـداف

.1المخططة لها المطلب الث@@@@الث : األث@@@@ار اإليجابي@@@@ة والس@@@@لبية

لإلستثمار األجنبي المباشر أوال: األثار اإليجابية لإلستثمار األجنبي المباشر

ــار اإليجابيـــة نتيجـــة يمكن أن تحقـــق العديـــد من األثـ اإلستثمار األجنبي المباشر، وهو أمر يتوقــف على طبيعــة هــذا اإلســتثمار والمجــاالت الــتي يســتخدم فيهــا والجهــة المصــدر والمستقبلة لإلستثمار األجنبي المباشر واألهداف والسياسات التي تحكم عمله ويمــارس نشــاطه من خاللــه، ومن بين هــذه

:2األثار اإليجابية التي يمكن أن ترتبط بعمله ما يليــير ــبي المباشــر يمكن أن يشــاهم في توف أ- اإلســتثمار األجنــة ــروعات في الدول ــة المش ــة إلقام ــة الالزم ــوارد المالي الم النامية والتي تعجز فيهــا مصــادر التمويــل المحليــة عن تلبيــة الحاجة لمثل هذه التمويل، بسبب فجوة التمويل المحليــة فيــة نتيجــة هذه الدول، والتي تتمثل في نقص اإلدخارات المحلي انخفــاض الــدخول، وبــذلك يحقــق حــد أدنى مطلــوب من

اإلستثمار من أجل التخلص من حالة التخلف. ب- إن اإلستثمار األجنـبي يمكن أن يسـاعد على توفـير النقـدــل في ــتي تتمث األجنبي الالزم إلقامة المشروعات اإلنتاجية وال

.28- عبد السالم أبو قحف، اقتصاديات األعمال واالستثمار الدولي، مرجع سابق،ص 1 خليفة محمود الزيبدي االستثمار األجنبي المباشر في العولمة بحث في إطار الملتقى الدولي - 2

األول حول العولمة وانعكاسها على البلدان العربية معهد علوم اقتصادية مركز الجامعي سكيكدة.54 ص2001سنة

60

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــتي يتم ــائن ال ــا من اآلالت و المك ــل الحتياجاته ــير التموي توف اإلعتماد في الغالب على إسترادها ومن الخارج، وذلك بســبب

ندرة النقد األجنبي في الدول النامية. ج- اإلسهام في زيادة فرص العمل عن طريق استخدام عمال محلــيين في مشــروعات اإلســتثمار األجنــبي المباشــر، وهــذاــذه ــ ــوم بعض ه ــ ــتثمار حيث تق ــ ــة اإلس ــ ــف عن طبيع ــ يتوقــع ــه م ــتورد يتم جلب ــل مس ــاد على عم ــروعات باإلعتم المشــرص ــير ف ــؤدي إلى توف ــذا ال ي ــذه، وه ــة ه ــركات األجنبي الش

العمل . د- زيادة استخدام الموارد المحلية وتشجيع نشاطات مكملـة

ومغذية لعمل مشروعات اإلسـتثمار األجنـبي المباشـر، سـواءــتخدم التي توفر لها مستلزمات عملها وإنتاجهاأو تلك التي تس منتجات مشروعات اإلســتثمار األجنــبي المباشــر، وهــو األمــر الذي يؤدي إلى زيادة النشاطات اإلقتصــادية وتوســيعها نتيجــة الترابط بين مشروعات اإلستثمار األجنبي المباشر، وهو األمر

الذي يؤدي إلى زيادة النشاطات اإلقتصادية . ــاع ــتهالك وارتف ــادة اإلس ــدخول وزي ــاج وال ــادة اإلنت هـ - زي

مسـتويات المعيشـة واإلسـهام في رفاهيـة السـكان وبالـذات عندما يتسع نشاط هـذه المشـروعات ويرتبـط بتحقيـق هـذه

الجوانب. ــدول من خالل ــة لل ــرادات مالي ــق إي ــة فرصــة تحقي و- إتاح

الضرائب والرسوم المفروضة على المشروعات األجنبية، ــز في ــة العج ــاعد على معالج ــذي يمكن يس ــر ال ــو األم وه

الموازين العامة للدول النامية. ز – المســاعدة على تحقيــق من الضــغوط التضــخمية الــتي

تعاني منها اقتصاديات الدول النامية عن طريق إسهامها في تحقيق زيادة عرض السلع والخدمات نتيجة زيادة

.1اإلنتاج وبذلك تنخفض األسعار ح – تحقيق العديد من الوفرات الخارجية المتمثلة في تطــويرــز روح ــة، وتعزي المهارات والقدرات اإلدارية والفنية والتنظيمي المبادرة والطموح وتوفير الخبرة، ومن خالل ذلك إيجاد نســبة

55- خليفة محمود الزيبدي، مرجع سابق، ص 161

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

ــدفع األفــراد والجهــات المختلفــة نحــو اســتثمارية يمكن أن ت.1االنخراط فيها

الف@@رع الث@@اني: األث@@ار الس@@لبية لإلس@@تثمار األجن@@بي المباشر

إلى جانب األثار اإليجابيــة تم ذكرهــا يــرى عــدد كبــير من الباحثين أن اإلستثمار األجنبي المباشر يمكن أن يقود إلى أثار

سلبية والتي من بينها مايلي: ــة أ – اإلستثمار األجنبي ال تتجه غالبا إلى المجاالت األكثر أهمي في اإلقتصاد، والتي يمكن أن تحقــق األثــار اإليجابيــة الــتي تم التطرق إليها، بحيث ال يتم إحــداث تــوتر حقيقي في اإلقتصــاد بســبب اتجاهنــا إلى المجــاالت الــتي تحقن أكــبر ربح وبأســرعــيين ــكان المحل ــع والس ــدم المجتم ــالي فهي ال تخ وقت وبالت

بصورة ملموسة. ب- استنزاف المــوارد المحليــة وبالــذات المنتوجــات المحليــةــة من ــاح عالي األولية والمعادن والثروات الطبيعية وتحقيق أرب خالل نشاطها، وعدم العمل على إعادة اسـتثمار هـذه األربــاحــوير ــ ــؤدي إلى تط ــ ــتي يمكن أن ت ــ ــة وال ــ ــدول النامي ــ في ال

اقتصادياتها. ج- إن االســتثمار األجنــبي المباشــر وخاصــة في تتوجهــه نحــو مراحا اإلنتاج األولي في الدول النامية والــتي تنخفض القيمــةــا ــاج فيه المضافة المتحققة من هذه المراحل التي تقوم باإلنت مشروعات اإلستثمار األجنبي المباشر، والذي يرافقــه تصــدير المنتـــوج األولى إلى الخـــارج ، ويتم تحويلـــه الى ال منتجـــات أخرى والحصول على القيمة المضافة الــتي تولــدها المراحــل الالحقة والتي تفوق عدة أضعاف القيمة المضافة التي تتحقق في مرحلة اإلنتاج األولى التي تحصل عليها هي، وتحــرم منهــا الـــدول الناميـــة، والـــتي يمكن أن تســـتخدمها في تطـــوير

.2اقتصادياتها

.56- نفس المرجع السابق، ص 1 قندوزي راضية زايدي جميلة ،الشراكة األجنبية في الجزائر واقع وتحديات، مذكرة مقدمة من ضمن 2

متطلبات نيل شهادة ليسانس في علوم التسيير - فرع المالية- المركز الجامعي بالدية يحيى فارس .20 ،ص2003-2002الدفعة

62

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

د- تتعــد مشــروعات االســتثمار األجنــبي المباشــر في الغــالب على تكنولوجيا غير مناسبة للدول النامية ودرجة تطويرها، وال

تتناسب مواردها وال تلبي احتياجاتها حيث أنها تعتمد في الغالب على فن إنتاجي مكثف لرأس المال ال يوفر فرص عمل كافية لتشغيل فائض العمل في هذه الدول وال يتيح قـدر

.1مناسب من إمكانيات تدريب وتطوير نوعية العامين هـ - زيــادة حــدة التفــاوت في الــدول من خالل الزيــادة الــتي تتحقق في دخول بعض فئات المجتمــع وعــدم انتفــاع الفئــات األخرى في المجتمع، وهذا يخلق فئات في المجتمــع مرتبطــةــه ــدعم ل ــير ال ــا اإلســتثمار وتعمــل على توف في مصــالحها بهــؤدي إلى حــدة الصــراع ــذي يمكن أن ي وتحقيــق مصــالح، والــذه اإلجتماعي والسياسي في الدول النامية التي تعمل فيها ه

المشروعات. و- إن مشروعات اإلســتثمار األجنــبي المباشــر قــد تــؤثر على مـــيزان المـــدفوعات ســـلبا وبالـــذات عنـــدما ال تـــوفر هـــذه المشروعات قــدرة على التصــدير أو ال تــوفر إمكانيــة لإلحاللــذا ــدما تفــوق التحــويالت المرتبطــة به ــورادات، وعن محــل ال اإلســتثمار، أي عوائــد اإلســتثمار وأربــاح الحجم األصــلي لهــذا اإلســتثمار وهــذا يجعــل تيــار التــدفق الــذي يخــرج من الــدول النامية المستقبلية لهذا اإلستثمار ونتيجة له يفوق تيار التدفق الذي يصــل اليهــا عن طريقــة ومن ثم زيــادة حــدة العجــز في

ميزان المدفوعات.ــارس في ــر يمكن أن يمـ ــبي المباشـ ــتثمار األجنـ ي- إن اإلســـأثير على اإلســتقبال اإلقتصــادي ــق الت ــالب دور عن طري الغ والسياسي، والتحكم في مقدرات الدول والخيــارات لشــعوبها وتوجيهها الوجــه الــتي يتالئم ومصــلحة مشــروعات اإلســتثمار األجنــبي المباشــر، والدولــة الــتي تتعــارض في معظمهــا مــعــامي مصلحة المجتمع وهو ما يزيد من درجة تبعية اإلقتصاد الن

2إلى الدول المتقدمة. المطلب الرابع: واق@@ع اإلس@@تثمار األجن@@بي في ظ@@ل

الشراكة األجنبية

. 75. ص 1976، 1سمير كرم، الشركات متعددة الجنسية، معهد االنماء العربي، لبنان، ط - 1.76مرجع سابق، ص - سمير كرم،2

63

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

زيادة كبيرة من حركة اإلســتثمارات تحقق تطور واضح و العولمــة، حيث أدت األجنبية المباشر في ظل التوجيهات نحــو

العديــد من العوامــل ذات الصــلة بــذلك في اإلســهام بتحقيــقالتطور بالزيادة ومن هذه العوامل ما يلي:

أ- تحرير اقتصاديات الدول بشكل عام واقتصاديات الدول النامية بشكل خاص

ب-تحرير التجارة وحركة رؤوس األموال وأسعارالصرف. ج – تحقيق القيود واإلجراءات التنظيمية والرقابية وتحرير

األسواق وإزالة العقبات. د- التوجه نحو خصصة المشروعات وتحويلها إلى القطاع

مليــار دوالر38الخــاص حيث أدت هــذه الخصصــة إلى تــدفق ــترة ــة في الف من اإلستثمار األجنبي المباشر إلى الدول النامي

. 1995 -1988مابين هـ - التطــور المتســارع في وســائل اإلتصــال والنقــل

والمعلومات والتي أدت إلى تكامل متزايــد لألســواق العالميــة الخاصة بالسلع والخدمات ورؤوس األموال، وهو ما أسهم في

عولمتها. و- أسهمت الشــركات متعــددة الجنســيات من خالل

ــام ممارســتها ونشــاطها في التوجــه نحــو العولمــة وفي القيباإلستثمار األجنبي المباشر الذي يتم في إطارها.

الدول وعدم قدرتها على العديد من ز- إعالن إفالس السداد مع بداية الثمانينــات وهــو األمــر الــذي أدى إلى تراجــعــراض من ــذات اإلقـ ــرى وبالـ ــوال األخـ ــادر رؤوس األمـ مصـ

ــدول رقم ــة والج ــاريف التجاري ــاص باالســتثمار04المص الخ مليــون8631األجنــبي المباشــر يــبين أن هــذا االســتثمار بلــغ

مليـــون دوالر ســـنة13509 وأرتفـــع إلى 1970دوالر ســـنة 1980 مليــون دوالر سـنة 5493 وعاد باإلنخفــاض إلى 1975

13225تم عادة لإلرتفاع مرة أخــرى حيث تضــاعفت وأصــبح حيث1990 وتضــاعف كـذلك سـنة 1985مليــون دوالر سـنة

مليــون دوالر وتضــاعف بــأكثر من ثالث مــرات26725بلغت مليون دوالر، وهــذا يؤكــد مــدى95370 حيث بلغ 1995سنة

64

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

التطور السريع في اإلســتثمار األجنــبي المباشــر الــذي رافــق.1التوجيهات نحو العولة

تدفقات اإلستثمار األجنبي01جدول رقم: المباشر

المبل@@غ )ملي@@ونالسن@@@@@ة دوالر(

1970863119751350919805493198513225199026725199595370

المص@@در: مؤسس@@ة التموي@@ل ال@@دولي، االس@@تثمار98، ص1997األجنبي المباشر، ــة إلى02أما الجدول رقم فيبين الموارد المالية الخارجي

والــذي أصــبح يوضــح أن اإلســتثمار1996الدول النامية سنة من إجمــالي تــدفقات40األجنبي المباشر شكل نسبة تقارب

ــير في الموارد المالية هذه، وهو األمر الذي يؤكد التطــور الكبــبية ــاهمة النس ــر من خالل المس اإلســتثمار األجنــبي المباش

المرتفعة لمضمون مكونات هذا التدفق للموارد المالية.رقم لسنة : 02جدول النامية الدول الى األموال رؤوس 1996تدفقات

النسبة المئويةشكل التدفق 39اإلستثمار األجنبي المباشر

31الديـــون الخـاصة 16 اإلستثمار غــير المباشــر )إســتثمار

. 82 ، ص1982- القيومي محمد، الشركات الدولية، دار المطبوعات الجامعية، اإلسكندرية، 165

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

الحافظة(14التمويل اإلنمائي الرسمي

100المجموع المصدر: مؤسسة التموي@@ل ال@@دولي، مرج@@ع س@@ابق ،

.15ص يوضح صافي التدفق الوافد من03كما أن الجدول رقم

اإلستثمار األجنبي المباشر بين الدول النامية والذي كان سالبا بحكم التــدفقات1984-1970بصــورة واضــحة خالل الفــترة

المحدودة لالستثمار األجنبي المباشر وهو األمر الذي يؤكد أن ما تحصلت عليه الدول النامية من مــوارد الماليــة أقــل بكثــير مما يخرج منها نتيجة االستثمار األجنبي المباشر وهو مــا يــؤثر سلبا على اقتصادياتها، واسـتمر صـافي التــدفق السـالب هـذا

-1985للفترة رغم األنقاض الواضح فيه، وأصبح هــذا1989 -1990الصافي موجبا وبصورة واضحة ومتزايدة خالل الفترة

ــد التطــور1999-1995 والفترة 1994 وهو األمر الذي يؤك المتسارع لإلستثمار األجنبي المباشر في ظل التوجهات نحــو

.1العولمة : االستثمار األجن@@بي المباش@@ر ال@@دول03جدول رقم

النامية )مليار دوالر(. ص@@@@@@@@افيالسنة

الت@@@@@@@@دفق ال@@@@وارد من االس@@@@تثمار االجن@@@@@@بي الى ال@@@دول

النامية

تح@@@@@@ويالتاإلرباح

التحوي@@@@@@لالصافي

70-7410.239.929.7-75-79

29.769.740-

80-8442.184.942.8-85-8963.4662.6-90-94161102.558.5-

.83- القيومي محمد، المرجع السابق، ص 166

األجنبي لالستثمار النظرية : الخلفية الثاني الفصلالمباشر

95-99309.8114.6195.2 المص@@در: م@@ؤتمر التج@@ارة والتنمي@@ة، تقري@@ر التج@@ارة

194، ص 1999والتنمية ومما يالحظ على حركة اإلستثمار األجنبي المباشر خالل

هذه الفترة ما يلي:ــبي المباشــر إلى أ ــدفقات االســتثمار األجن – إرتفعت نســبة ت

ــة ــدول النامي إجمالي تكوين رأس المال الثابت المحلي في ال1995 عام % 4خالل العقدين األخيرين حتى وصلت إلى

ب- زيادة نصيب الدول النامية من اإلستثمار األجنبي المباشـر . 1995 عام % 36 إلى 1990 عام % 12من

ج- زيــادة األهميــة النســبية لتــدفقات المــوارد الماليــة من من% 85المصادر الخاصة إلى الدول الناميــة إلى أكــثر من

فقــط عــام% 44 مقابــل 1996المجمــوع الكلي لهــا عــام 1990.

من إجمالي% 17د- بلغ متوسط اإلستثمار األجنبي المباشر الناتج القومي للدول النامية ككل وهي نسبة مرتفعة تفوق ما

كان يمثله هذا االستثمار األجنبي المباشر قبل ذلك. - إتجــاه اإلسـتثمار األجنــبي المباشـر إلى الـدول محــدودة هــ

يتســع فيهــا الســوق واالقتصــاد وتحقــق فيهــا قــدرا معينــا من التطور واتخاذها بعض السياسات المناسبة بحيث أن أكثر من

من اإلستثمار األجنبي المباشر إتجه إلى الدولـة فقـط% 80.1خالل هذه الفترة

و – تم توجه اإلستثمار األجنبي المباشر إلى مجاالت الصــناعة التحويلية والتجهيزية والخدمات وهذا يعتبر تطورا في توجهاتــز على مشــروعات االستثمار األجنبي المباشر الذي كان يرتك

إنتاج المواد الخام والثروات الطبيعية والمعدنية األولية. ز- شـــكلت الـــدول المتقدمـــة المصـــدر األساســـي لتـــدفق اإلستثمارات األجنبية المباشرة إلى الدول النامية الــتي تتــوفر فيها رؤوس األموال الفائضة والتي تفوق الحاجــة الســتخدامها

.2من الدول المتقدمة هذه

.82- خليفى حمود الزبيدي، مرجع سابق، ص 1.83- نفس المرجع السابق، ص21

67