الحوار بين الحضارات

88
رات ا ض ح ل ا ن ي ب وار ح ل ا ل بر ب ا17 th, 2006 ام ج ح و ب ر ص ا م ن س ا ق ن ب مد ح م د. مةّ د ق م ةّ ي ع ما ت ج ا ةّ ضادي; ت ق : ا دة عدن ات نّ جد ت ت ت ن ، ا رة يI ث ك راتّ ي غ ت م وم ي ل م ا ل عا ل اI ش عي ي اسّ ن ل ا ن م ن ي ن ع و م ح م ت ر ر ف ا ي لت ، ا; ةّ ي ق ا قّ I ت ل وا ةّ ري ك ق ل ا ات نّ جدّ ; ت ل ا رها ط خ ، وا ةّ ي س ا ن س و م ؛ ل عا ل ي ا عل ها ت ق ا قI ي رها و كi ق رض ف ق ب ر ط ن ع، طة ت س لب ي ا علّ دت ما نّ ل ك ي عل ها تّ و ق ها و تi من ت هسط ب جاول ت وعة م ح م: ت ع ر ي خ ، وا مة ظ ن ا رت ك ن ن ، وا ن ي ب وا ق لك لد تّ ن س ق. ة اف قّ I ت ل ا ها ووحدة ت ن ب و ك و ا ة اف قّ I ت ل ا ة ي م لار عا عI ش ن م ا لاق ط ن ا ن ا ها ت ع ت ق ي ن سات درا ت ج ر خ ، وا اI ون ح ت رت خ ، وا رها ي ع كة ل ن م ي ما مة ت ق ن مّ حط ت ها و ت اI س ن م ي عل ي، اتّ رن ط ن ها ت را وا رها كi ق ر ي ع يّ ت ن ب ها ، و ق ي ر ط ر ي ع ي ف ر يّ س ل و ا ، ا ها ت ر س ر ي ع ي ف ق ي جلّ ; ت ل ا ن م ها ل دة ان لا ق ت ن ت س ب ت ن كا . ف وف ح ل وا ة ي هّ ر ل ا رة ط ن و ، ا ات ج ع' لار وا ا ن ك' لا ا ن عي ي ى ل و لا ا وعة م ح م ل ى ا ل' ر ا ط ن ةّ يi ن اI ن وعة م ح م و ي ف وف ق و ل عدم اّ ل ق لا ي ا عل و ، ا ها ت طاّ ط ح م د ن ق ت; ن ها ، و ح ل ضا م ق ي ق ح ت ي عل رض ح ت ها ، و ت ها ت ج و ي ل ع ض ح ت رها ، و م وا لا ها ع م مطا ق ب ر ط. ها ح ل ضا م دّ هد ت ، و ف سّ لب ل ها ط ط خ ضّ ر ع ي د ر ، ق ه ق ل ا ن ة ي م ت ه لسط ا ب ، و ةّ و ق ل ا ر ن ك ق ل ا رض فّ ن ى ا ل و لا ا وعة م ح م ل ا ت را رة كi ق ي ه م ، و سّ الد ي فّ مّ س ل اّ ي دس عل وي ط ت; ن رةّ د ج م رة ك ما لة ن س و رت ك ن ن ا ، ق وت عّ I س ل ا ها علت تّ ل و ب د ل ، وق ن عطّ ت ل ا ن راتّ د ق م ي عل لاء ن سنلا ا ي ه ها ، و ف ى اهدا ل' ل ا ض ن ها ، و ت روعاI ش مالة ل ح ن م رّ ر م ت ل، رات ا ض ح ل ا ن ي ب وار ح ل ” ا ورة م ع م ل ي ا علّ دت ما نّ ل ك ي عل ة ق ل مط ل ا ها ت ر ط ت س رض ف ، و وت عّ I س ل ا. سا ب ر ك ن ون ك ن ل اّ م' ، ا رات ا ض ح ل ا ن ي ب وار ح ل ا ن عI ت ن جد ل د اّ د ج ت، مة ل و لع ا ورر ب و ةّ ي ب ط ق ل ا ى ئ ا ن ن ام ط وال ن عد ر ت ق مة ل و لع ا يّ ; جد ت ل و س ، ا ق ا ن م ل ا ت ط ق ل م ا ج ت ول ق عد ا ي م ل عا ل ي ا عل ة حادي لا ا رة ط تّ س ل وا ة ي م ت هل ل وح مّ ظ ل وا رة طّ ت ل ا

Upload: sarah0405

Post on 27-Jul-2015

332 views

Category:

Documents


4 download

TRANSCRIPT

Page 1: الحوار بين الحضارات

الحضارات بين الحوار

17أبريل th, 2006

  بوحجام. ناصر قاسم بن محمد د

مقد�مة عديدة : تحد�يات أنتجت ، كثيرة �رات متغي اليوم العالم يعيش

�ة الفكري �حد�يات الت وأخطرها ، �ة وسياسي �ة اجتماعي �ة اقتصاديتحاول : مجموعة �اس الّن من مجموعتين أفرزت التي ، �ة �قافي والث

طريق عن ، البسيطة على يدّب� ما كّل� على وقو�تها هيمّنتها بسطووحدة كونيتها أو �قافة الث عالمية شعار من انطالقا ؛ العالم على وثقافتها فرضفكرها

شأنها . من تعلي ، �ات نظري واخترعت ، أنظمة وابتكرت ، قوانين لذلك �ت فسّن �قافة الثال أن بها تقّنع ن دراسات وأخرجت ، بحوثا وأجرت ، غيرها يمتلكه ما قيمة من وتحط�

وآرائها فكرها غير �ي وتبّن ، طريقها غير في ير الس� أو ، سربها غير في �حليق الت لهامن فائدة…

هبة الر� نظرة أو ، واإلعجاّب اإلكبار بعين األولى المجموعة إلى نظر �ة ثاني ومجموعة . ، مصالحها تحقيق وتحرصعلى ، لتوجيهاتها وتخضع ، ألوامرها تستجيب فكانت والخوف

مطامعها طريق الوقوففي عدم األقّل� على أو ، مخط�طاتها . وتّنفيذ

يعر�ضخططها قد ، بالقهر الهيمّنة وبسط ، بالقو�ة الفكر فرض أن� األولى المجموعة رأتماكرة وسيلة فابتكرت ، عوّب الّش� عليها يؤل�ب وقد ، �عطيّل بالت مصالحها ويهد�د ، للّن�سف

ر ” لتمر� ، الحضارات بين الحوار فكرة وهي ، الد�سم في الس�م� دس� على تّنطوي مخد�رة ، عوّب الّش� مقد�رات على االستيالء وهي ، اهدافها إلى وتصّل ، مّشروعاتها خالله من

المعمورة على يدّب� ما كّل� على المطلقة . وفرضسيطرتها

، الحضارات بين الحوار عن الحديث تجد�د ، العولمة وبروز �ة القطبي ثّنائي نظام زوال فبعدأفول بعد العالم على األحادية يطرة والس� للهيمّنة والط�موح �ظرة الّن تكريسا ليكون إم�ا

التذعاون فرص ز يعّز� الذي كّل وبالّش� ، نفسها العولمة لتحد�ي أو ، المّنافس القطب نجمالحضارات بين الص�راع شبح ويبعد ، المختلفة �قافات الث . بين

عوّبن الّش� بين �عاون الت على وترد�ز ، بالحوار نادي وهّناك هّنا من أصوات تعالت وقدفرص . وإتاحة ، والص�دام �ر �وت الت مظاهر إلزالة سعيا ذلك كّل� �قافي الث �واصّل الت على وتحث�

وتقدير ، الخاص�ة �ة �قافي الث �ات الهوي واحترام لجسور ومد� �جاور، والت �آلف والت �قارّب التلتحقيق . �هج الّن هذا تأكيد إلى سعى من هّناك أخرى جهة ومن المتّنو�عة الحضارات

اآلخرين حقوق وتغتصب ، مصالحه تخدم ، خبثة اهداف وبلوغ ، خاص�ة . مكاسب

وأقيمت    ، تصريحات وأطلقت ، دراسات وكتبت ، مؤتمرات ذلك أجّل من عقدت وقدمن … كّل� تحقيقها إلى يرمي كان التي األهداف بصبغة اصطبغت جهود ست وكر� ، ندوات

األعمال هذه بأحد . قام

 

�ّنا . أن إلى نّشير الموضوع في إليه نوف�ق بما اإلدالء نحاول المتواضع المجهود هذا في نحن ، األمخاخ وأذابب ، الحبر أسالت التي المسألة هذه في معم�قة او شاملة دراسة النقد�م

أخذ … في تسهم �ما رب ، عام�ة مالحظات تقديم على �ّز أرك �ما إن الط�اقات واستّنفذتفي للعمّل الكامّل �خطيط والت واالستعداد �ؤ �هي والت ، عليه مقدمون نحن فيما االحتياطات

Page 2: الحوار بين الحضارات

فيه �حر�ك الت والصذعب الكبير المضمار . هذا

للموضوع . ان� وبما فقط الحضارات حوار عن الحديث المحاولة هذهى في اكتفيت وقدومّناقّشة للمسألة تحليال ؛ إليهما ق �طر� الت لّنفسي سمحت �ّني فإن والعولمة �قافة بالث عالقة

المفهومات لبعض وتعميقا ن . لها

 

حقائق

هذا يدي نضع أن نريد الحضارات بين الحوار موضوع إلى ق �الّت�طر قبلالحقائق بعض : الموضوع

�ّنو�ع – 1 الت أساسها فالحياة ، ثابت وناموس الكون �ة سّن الثقافي �ّنو�ع والت �عد�د الت إن�الفطرة عاكس ، القاعدة هذه غير على وعمله نّشاطه في تحر�ك من كّل� ، �عد�د فضّل�  والت

ومن . : { وتعالى تبارك الله فال الحياة هامش وعاشعلى ، المسيرة وأخطأ الط�ريقللعالمين }) آليات ذلك في إن� وألوانكم ألسّنتكم واختالف واألرض الس�موات خلق (1آياته

�ة . البّشري األجّناس تعد�د يعّني األلوان واختالف ، القوميات تعد�د يعّني األلسن اختالف إن�ولكن : {… واحدة أم�ة لجعلكم شاء ولو ومّنهاجا شرعة مّنكم جعلّنا لكّل� تعالى وقال

( {… الخيرات فاستبقوا أتاكم ما في وإذا( ” 2ليبلوكم ، واألديان رائع الّش� تعد�د يعّني وهذا والمعطيات الظ�واهر مجموعة الحضارة كانت وإذا ، �ة ديّني فكرة من تّنّشا الحضارة كانت

يفضي ) ( واألديان رائع الّش� بتعد�د اإليمان فإن� �ة ديّني فكرة ما تصو�ر أو ما أم�ة عن المّنبثقةالذي . فإن� ، الله آيات من �عد�د والت االختالف هذا كان وإذا الحضارات بتعد�د اإليمان إلى

يهد�د الذي كّل بالّش� ، الوجود في الله آيات طمس إلى ساعيا يعد� �عد�د الت هذا إللغاء يسعىالمحافظة ضرورة على �أكيد الت إلى بّنا يدفع مم�ا ، المعمورة سطح على اإلنساني الوجود

واجبا . أمرا أصبح واحترامه �ة اإلنساني الحياة يغّني لكونه �ة �قافي الث �ة الهوي تّنو�ع ال { على الد�ين } ) في �راث( 3إكراه الت في يسهم مجتمعي تراث وكّل� ، األجّناسمتساوية وجميع

(4اإلنساني.” )

�قد�م والت �طو�ر الت في تستثمرها أن �ة البّشري على يجب كبير مكسب �ة �قافي الث �عد�دية فالت�حد�يات ” للت مّناسبة أجوبة إبداء على اإلنسان لقدرة ضمانة أفضّل وهي واإلثراء

والمفهومات  (5المختلفة .” ) والقيم الفكر نمو� في تسهم �ها ألن ؛ �ة عالمي صرورة وهي أنواع . لمختلف باحتضانها ، �ة اإلنساني الحضارة إغّناء على وتساعد المّشتركة �ة اإلنساني

والعطاء . اإلبداع

�عاون – 2 بالت الحضارة صّنع الذي وهو ، �طو�ر والت �ّنمية الت محور هو اإلنسان أن� بماإليه : يّنظر أن يجب ، الحضارات حوار فإن� واألزمان الحقب عبر وآخر آخر مع واالشتراكاإلنساني” . وناموساالجتماع الكون �ة سّن تقتضيه الذي ، الط�بيعي الّن�سق مّنظور ضمن

فيه �م تتحك أن واحدة حضارة استطاعت العالم أن� قاطبة اإلنسان تاريخ لّنا يسج�ّل لم إذالحضاري . القطب ال ، المتعد�دة �ة الحضاري األقطاّب حاالت باستمرار نجد �ما وإن وحدها

بأسره “) العالم شؤون في تتحك�م التي هي على( 6الواحد يعمّل من اليوم وجدنا ولو حتى له نقول ، كل�هم �اس الّن على لفرضه نفسه يجهد ، موح�د نظام وتقديم ، واحد نموذج فرض

مستحيال أمرا وتّنّشد ، �ة مثالي �ة أمّني وتطلب ، تحلم �ك . إن

حيث – 3 من سواء ، الحضارات كّل� مارسته أسلوّب وهو ، قديم ثقافي� تقليد الحوار إن�وعقد ، لقاءات وإجراء ، والمساءلة �قاش الّن فتح حيث من أم ، فيها �أثير الت أو بغيرها �ر �أث الت

اآلخر : ” عّند ما معرفة تتطل�ب التي المسائّل بعض في �ظر الّن وجهات وتبادل مجالسوالحضارة اإلسالمية الحضارة بين دار الذي الحضاري الحوار ذلك على دليّل أبلغ ولعّل�

وكتب … … ورهبانهم نجران قساوسة وسل�م عليه الله صل�ى �بي� الّن حاور وقد �ة المسيحي

Page 3: الحوار بين الحضارات

… ، والكتابة بالمّشافهة الحوار هذا المسلمون وتابع وهرقّل �جاشي والّن المقوقس إلىفترة وأشد�ها ، الد�يّنين أتباع بين المؤسف الص�دام فترات �في إال عّنه يفترون اليكادون

عاما . أربعين ومّنذ ، الحديث العصر وفي الغربي االستعمار ثمّ فترة ، �ة الص�ليبي الحروّبمّنظ�مة وندوات لقاءات له وعقدت ، المسيحي اإلسالمي الحوار تجد�د �حديد الت وجه على

وساليبورج، وباريس، وجّنيف، الغرّب، وطرابلس والفاتيكان، ياض، والر� برمانا، فيعام ودان والس� ، وقرطبة كونغ، وهونغ وتونس، وليجون، وبيروت، م1994والقاهرة،

(7وغيرها .” )

كّل� – 4 على يجب هّنا من ، األخرى الحضارات إضعاف إلى حتما يؤد�ي ما حضارة سيطرة ، األخريات بمحاورتها حاضرة تكون وأن ، عليها حضارة �ة أي بهيمّنة تقبّل ال أن حضارة

عين . في الوضع مع �را وتأث تأثيرا غيرها مع �فاعّل وبالت ، احة الس� في وبفرضوجودهاأيضا أهم�ية يقّل� ال �واصّل الت وأن� ، مهم� أمر �ة الهوي على الحفاظ أن� . الحسبان

خطط – 5 لتمرير ذريعة يكون وقد ، خاص�ة مصالح لقضاء وسيلة الحوار �خذ يت قدقد لما نظرا ؛ يستغّل�  ومّشروعات دسائسومؤامرات من المبهم المصطلح هذا يحمله

�فط�ن الت حضارة كّل� على ، �ات والهوي �ات الخصوصي وإلغاء ، الص�غرى �قافات الث إذابة فيومّناهج ، مدروسة بخطط معه ك �حر� والت ، وتيق�ظ بحذر الحوار مع �عامّل والت ذلك إلى

ومحد�دة مرسومة بأهداف معه ير والس� ، . واضحة

على . – 6 المهيمن القوي� الط�رف فرض متكافئين غير طرفين بين الحوار آثار منوتوجيه ، مثال تعليمها مّناهج في �دخ�ّل بالت لها �ة �قافي الث يادة الس� اختراق �اني الث الط�رف

�دخ�ّل والت ، معيّشتها نمط وتحديد ، المجتمع بفئات عالقتها وترتيب ، �ة اإلعالمي مّنظومتهاالحياة . في �قافي الث نموذجه لّنّشر المكاني �قارّب الت تستغّل� قد كما قوانيّنها وضع في

له �ة �قافي الث �ة الخصوصي حساّب . على

على – 7 تعمّل وأمريكا ، قو�ة من يملك ما بكّل� العالم على يطرة الس� يحاول الغرّب إن�فقد . األخرى �قافات الث إلغاء ثم� ومن ، �ا ثقافي عليه للهيمّنة تمهيدا �ا اقتصادي العالم أمركة

وقال “ ” : . ” العالم أمركة هو قدرنا إن� العّشرين القرن من �ات األربعيّني في روزفلت قالأوائّل ” : . “ ” في األّب بوش جورج وقال العالم تقود أن أمريكا على يجب نكسون

. : ، أبيه دعوة يّنف�ذ اليوم ابّنه وهذا �ا أمريكي يكون أن يّنبغي القادم القرن إن� �ات �سعيّني الت ، البروز أو �هوض للّن محاولة �ة أي وضرّب ، العالم مقد�رات على الهيمّنة على ويعمّل

هي … األو�ل والمستهدف الد�اخّل من تفكيكها أو وهدمها �قافات الث ضرّب ومحاولة . �ة األمريكي �حدة المت والواليات عموما فالغرّب اإلسالمي العالم أو �ة اإلسالمي الحضارة

�ّنهم يمك �هوضما الّن أسباّب ومن ، القو�ة مقو�مات من يملكون المسلمين أن� ترى خصوصاضربهم يجب لهذا ، عليها األو�ل الخطر �لون يمث فهم بذلك ، �ة الغربي الحضارة مّنافسة من

إضعافهم وسائّل إحدى معهم الحوار فتح فكرة تكون وقد ، . وإضعافهم

، األخرى الحضارات مع الحوار إلى ندعو ونحن �ا عّن تغيب � أال يجب التي الحقائق بعض هذهعلى الفرصة نفو�ت ال �ى حت �دا جي نعيها ، العمّل نمارسهذا أو ، لدعواتها نستجيب أو

في �ة المصيري الهائلة الحركات هذه خضم في أنفسّنا نفقد وال ، �قارّب الت في أنفسّناصلبة . ” قديمة حضارة فوق تركب �ة طاغي �ة قوي حضارة أمام �ّنا أن ولّنعلم الغير مع عالقتّنا

بعد . ” ) الجديدة الص�دمة لتلق�ي مستعد�ة غير �ها ولكّن ، الجذور (8وعميقة

وهما     ، احة الس� في متداولين بمصطلحين عالقة للممارسة المعروض للحوار أن� بمافيه يدور الذي الميدان كونهما حيث ومن ، بهما الحوار �ر تأث حيث من ، والعولمة �قافة الث

الموضوع تحليّل من لمّزيد ؛ إليها اإلشارة ارتأيّنا �ّنا فإن ، �قاش . الّن

والعولمة   الّث�قافةأخطر .     �رات والمتغي �رات والمتغي والخصوصيات العموميات بين تتكو�ن أم�ة �ة أي ثقافة إن�

Page 4: الحوار بين الحضارات

توازنها أو �قافة الث تلك �ة استمراري كف�ة ترج�ح التي هي �ها أن باعتبار فيها يكون ما . ، وعقالنية بحكمة �رات المتغي هذه مع �عامّل الت أحسن فإن اضطرابها أو واضمحاللها

األصالة لمعّنى وفاقهة ، بها يحيط يدورأو الذي بالمحيط واعية �ّزة مت �ة شمولي وبّنظرةyقافة . – – . الث تلك صالح وفي ، مقبولة الله بإذن �تيجة الّن كانت كان  والمعاصرة وإن

ياق . الس� هذا في يّندرج �قافة الث بين يجرى الذي والحوار وخيمة عاقبة نالت . العكس

من : ”      مجموعة هي نبي بن مالك ذكره بعضما نأخذ ، �قافة للث كثيرة تعريفات هّناكشعوريا ال وتصبح ، والدته مّنذ الفرد في �ر تؤث التي �ة االجتماعي والقيم �ة الخلقي الص�فات

هذا على فهي ، فيه ولد الذي الوسط في الحياة بأسلوّب سلوكه تربط التي العالقة. �ته وشخصي طباعه الفرد فيه يّشك�ّل الذي هو  المحيط �قافة للث �مّل الّشا �عريف الت وهذا

نطاقه في يتحر�ك والذي ، �ّنة معي يعكسحضارة الذي المحيط فهي ، مفهومها يحد�د الذيالمتحض�ر ” ) خصائص( ” 9اإلنسان جميع فيه تتّشك�ّل الذي الوسط هي أيضا ويقول

للغاية تبعا جّزيئاته من جّزئية كلذ فيه تتّشك�ّل الذي الوسط وهي ، المتحض�ر المجتمعوهكذا . واإلمام والعالم اعي والر� �ان والفّن الحد�اد ذلك في وبما ، رسمها التي العليا

، متقاربة وعبقريات ، متجانسة عادات من تتضم�ّنه بما نفسها الكتلة تلك هي �قافة فالثما . : كّل� هي جامعة وبعبارة متّشابهة وعواطف ، متّناسبة وأذواق ، متكاملة وتقاليد

الخاص�ة ” ) سمتها الحضارة (10يعطي

يتحر�ك     الذي والمحيط الوسط وهي ، األم�ة أفراد تّشك�ّل التي هي �قافة الث كانت إذا ، عليها يّنّشؤون التي والخصائص القيم لهم ترسم التي وهي ، �قافة الث تلك أفراد فيهما

يّنتمون الذين أفرادها يسود أن يجب التي �آلف والت �وافق والت االنسجام توجد التي وهيهذه . على المحافظة على العمّل فإن ما أم�ة �ّز تمي التي الس�مات تعطي التي وهي ، إليها

مع متقاربة متعاونة ، فيه توجد الذي المحيط مع مّنسجمة ، �ّزها بتمي ألصيلة �قافة الثالط�ريق … . في سار إذا الحوار يوف�ره ما وهو �ا أساسي مطلبا يعد� بها تحتك� التي �قافات الث

ولم ، ليم األهداف  الس� إلى بيّل الس� يخطئ ولم المبادئ عن المّنسجمة  يبتعد المرسومة نبي بن مالك إليه اشار كما �قافة الث حقيقة . مع

هذا     في يقد�م ما بحقيقة العلم ، �قافات الث بين الحوار من يراد ماذا معرفة يّنبغي هّنا من ” : . إذا خاص�ة ، أمرا واقعا أو واقعا أمرا العولمة كانت إذا قيّل مثال كالعولمة المجال

> < ) عوّب ) الّش� تظهر ألن كبرى مّناسبة عّنذئد العولمة فلتكن حتمويا خطابا كذا �خذنا اتتكون ال �ى حت ، الد�فيّنة وإبداعاتها �ة الحضاري �اتها خصوصي تبرز وأن ، �ة �قافي الث تمايّزاتها

العولمة . تكون أن فيمكن لها وإفقارا ، األخرى �قافات للث واختراقا �ة ثقافي هيمّنة العولمة�قافة .” ) والث الحياة مجاالت مختلف في �ة الذ�اتي الموارد إلبراز (11مّناسبة

في .     ضرورية والعي والفطّنة والكياسة العولمة مع �عامّل الت في مطلوّب فالحذر إذن . ، كثيرة أبهادا تحمّل فالعولمة الحوار أثّناء في �ة أساسي المالحظات وهذه ، العمّل هذا

… فها عر� وقد �ة واالجتماعي �ة ياسي والس� �ة �قافي والث �ة االقتصادي كاألبعاد إليها �ه �ّنب الت يجب�قّني : ” والت والعسكري ياسي والس� االقتصادي مّل الّش� بمفهومها القو�ة �ها إن بقوله بعضهم

في . العالمي �ظام الّن شكّل نكون أو تصّنع سوف التي األساس وهي �قافي والث واإلعالميوالعّشرين ” ) الواحد (12القرن

يظفر     من تعطي التي الكاسحة القو�ة ، المجاالت لكّل� املة الّش� القو�ة �ّل تمث فالعولمة ، ويكتسح ويسيطر يهيمن كي الفرصة تعطيه ، ذلك على القادرين غير على بتسليطها

إلى . نظرنا وإذا يتحاور وهو معها يتعامّل كيف وليعرف يحاور، من الحقائق هذه فليع{سلعة �ة كأي والتحاكك �حاور والت �عامّل الت سوق تدخّل نجدها �قافي الث بعدها في العولمة

والمّزايدة والمقايضة والمساومة ، والط�لب العرض لقانون تخضع ، أخرى �ة تجاريوبين … �وحيد والت �آلف الت بين تجمع كثيرة تّناقضات بروز في تسهم والعولمة واالحتكار

هي ” ” ” ” : ” جيمسميلتلمان ويقول ، بوراني كارل يقول كما واالختراق المقاومة

Page 5: الحوار بين الحضارات

( ” . االستمرار �ّناقضعدم الت من الكثير يعتريها بيّنالحضارات، �ة ثقافي مقابلة �ة (13عملي

والس�يطرة     الهيمّنة لروح ، خطيرة تكون �قافي الث بعدها في العولمة أن� لّنا �ن يتبي هكذااختّزال على القادر القاهر القوي� مّنطلق من غيره يحاور من مّنه يّنطلق التي والقهر

} بين . وصراع ، الحضارات بين صام إلى د�ي ي ما وهو اختراقها بعد ، األخرى الحضاراتلحضارات . ” ” ” صدام مقاله في هّنتغتون صموئيّل يقول هذا وفي الحوار بدل �قافات الث

في” نّشره الجديد ”    الذي العالم هذا في للص�راعات الجوهري المصدر أن� فرضيّنا تفيد الجّنس بين الكبيرة فاالنقسامات ، �ا اقتصادي أو �ا أيديولوجي األولى بالد�رجة يكون لن

صاحبة �ة القومي الد�ولة وستبقى ، �ا ثقافي سيكون للص�راعات المهيمن والمصدر البّشريستحدث . �ة الكوني ياسات للس� �ة ئيسي الر� الص�راعات لكن �ة العالمي ؤون الّش� في دور أقوى

على . الحضارات صدام وسيهيمن مختلفة لحضارات المّنتمية ولمجموعات الد�ول بينمعارك خطوط هي الحضارات بين الص�دع خطوط وستكون ، �ة الكوني ياسات الس�

العالم في �ّزاعات الّن تطو�ر في مرحلة أحدث الحضارات بين �ّزاع الّن وسيكون ، المستقبّللتغليب( 13الحديث .” ) سا مكر� يكون العولمة مفهوم من يّنطلق الذي الذي فالحوار

�عاون . الت بدل للهيمّنة ويوّظ�ف للحوار ون يجر� للذين المساعدة تقديم على المصالح�فاهم والت �قارّب . والت

�قارّب    الت ومحاولة ، �قاش والّن الحوار من االستفادة �اسمن الي نقطع ال ذلك كّل� معهو�ة لتضييق الفرص وإعطاء ، الفهم سوء لّنّزع القويم بيّل الس� ألنذه ، �فاهم والت

” . �وافذ الّن من اإلنسان وأخيه اإلنسان بين والحوار الص�راعات فتيّل وإزالة ، الخالفات . ال فالحوار وعليه بدونها �ة سوي �ة اجتماعي تّنهضحياة ال التي المّشتركات لصّناعة �ة األساسي

وبلورتها المّشتركة المساحة الكتّشاف هو �ما وإن ، الط�بيعي موقعه مغادرة إلى اآلخر يدعو( ”. األمور إلى �ظر الّن في ومعا مجد�دا مّنها ،  (15واالنطالق الحوار �مّنا عل الحّنيف وديّنّنا

؟ الحوار إلى اإلسالم نظرة هي فما ، أحسن هي بالتي والمجادلة

الّث�قافات    بين الحوار تعزيز في ودوره اإلسالم

بين المّشتركة القواسم تطوير شريعة وهو ، باآلخر واالعتراف الحوار دين هو اإلسالم إن�العيش على يساغد بما ذلك يتحقيق الكفيلة بّل الس� وإيجاد ، اإلنسان وأخيه اإلنسان

لهذا . اآلخر ونكران واإلقصاء اإلبعاد حياة يحيا أن باإلنسان ويبتعد ، وطمأنيّنة وأمن بسالمالسليمة والط�رق ، الحسّنة األسليب وسلوك ، أحسن هي بالتي والد�عوة الحوار إلى دعا

} : . الحسّنة والموعظة بالحكمة �ك رب سبيّل إلى ادع تعالى قال اآلخر مخاطبة فيأحسن …} ) هي بالتي وحسن( 16وجادلهم ، المخاطبة حسن إلى تّشير اآلية هذه

أي ، الله سبيّل إلى الد�عوة عن نتازل أن من ولكن ، ونتقارّب نتعارف لكي ؛ الحوار( اإلسالم مبادئ عن يحاور( 17التّنازل وهو مّنها يّنطلق التي المبدئ يحاور من �دا جي فليفقه

يحاوره. أن ال ، المسلمين عّند ما يعرف لكي بالحسّنى الآلخر مخاطبة إلى تدعو فاآلية أحسن . : { هي بالتي � إال الكتاّب أهّل تجادلوا وال أيضا وقال مبادئه عن له يتّنازل كي

ونحن واحد وإلهكم وإلهّنا إليكم زأنّزل إليّنا أنّزل بالذي �ا آمّن وقولوا مّنهم ّظلموا �الذين إالمسلمون } ) �فاهم( 18له للت مجال وهّناك ، مّشتركة قواسم هّناك ألن� ممكن فالحوار

، الله وهو واحد فالمصدر ، وغيررهم المسلمين على أنّزل بما اإليمان وهي ، �قارّب والتومن . ، حميعا عّندهم بما وليعترفوا بعضهم وليعرفوا فليتعارفوا اإلسالم وهو واحد والصّل

. �قاء الل بدء أسلوّب يعطيّنا فالقرآن حميعا لهم صالح هو ما على وليتعاونوا فليتقاربا ثمذالتي . األصول �ن فيبي المتحاورين بين �القي الت نقط نستغّل� وكيف ، �فاق  يمكن  والحوار االت

} : � أال وبيّنكم بيّنّنا سواء كلمة إلى تعالوا الكتاّب أهّل يا قّل فيقول ذلك على �ّز ويرك عليهافقولوا �وا تول فإن الله دون من أربابا بعضا بعضّنا �خذ يت وال شيئا به نّشرك وال الله � إال نعبد

مسلمون } ) �ا بأن المسلمين( 19اشهدوا تسود أن يجب التي العالقة نوع اإلسالم �ن يبي ثم� والعالقة . الحضاري الحوار هو فهذا والعدل والبر� واإلحسان �عاون الت عالقة �ها إن ، وغيرهم

أن { دياركم من يخرجوكم ولم الد�ين في يقاتلوكم لم الذين عن الله اليّنهاكم ك �ة الس�ميالمقسطين } ) يحب� الله إن� إليهم وتقسطوا وهم (20تبر�

Page 6: الحوار بين الحضارات

القضية    في �فريط والت ، أصولهم عن �ّنازل الت المسلمين من لم نفسه الوقت في لكنوكيف . ، يكون أن يجب وفيما حقيقة عن القرآن يعلن هّنا من اإلسالم وهي األساسية

الخاسرين : { من اآلخرة في وهو مّنه يقبّل فلن ديّنا اإلسالم غير يبتغ ومن يدور أن يجبوعدم( 21} ) المبادئ على �بات الث على �د يؤك ولكن إليه ويدعو الحوار يقر� فاإلسالم إذن

هادف . حوار إلجراء توف�رها يجب التي روط الّش� عن ذلك بعد نتساءل �ة الهوي عن �ّنازل الت؟ �اء بّن مثمر

اآلخر – 1  وإلغاء �سل�ط الت عن واالبتعاد ، �ة �قافي الث �ات والخصوصي يادة الس� الحوار يحترم أن.

�قارّب ) ( . – 2  الت سبيّل في مّنها يّنطلق واالعتراف �عارف والت المعرفة قاعدة �ى يتبّن أن�عارف . والت تصو�ره عن فرع ئ الّش� على الحكم ألن� ؛ �دة جي معرفة اآلخر عّند ما معرفة

عّند . ما يثم�ن الذي واالعتراف الص�راعات مظاهر ويبعد ، الخالفات أسباّب يّزيّل الذي�عاون . والت �قارّب الت على يعين ما وهو يملكه ما ويقد�ر ، . اآلخر

   ، ألسباّب هم�ّشت أو ، بها االهتمام قّل� التي �قافات والث بالحضارات �عريف الت إن� مثالالد�راسات . في الخبراء لجّنة فإن� اإليجابي القطب إلى الحوار �ة عملي دفع في يسهم

آذار شهر في اجتمعت التي للحضارات �فاهم ” 1949المقارنة الت مّشكلة بأن� ت أقر� م مجتمع . يّنّشأ أن البد� العالقات هذه ومن �قافات الث بين العالقات مّشكلة هي اإلنساني

جديد .  عالمي شكّل �خذ يت أن يّنبغي المجتمع وهذا المتبادل واالحترام الفهم على يقوم جديد إنساني �ة )new humanism( مذهب للعالمي فيه يمكن تتحق�ق universalism( والتي أن

( ”. الحضارات بين المّشتركة بالقيم االعتراف خالل أعدذذت( 22من �وج�ه الت لهذا تطبقا كبار ” ذكرى وإحياء �ة األدبي وائع الر� بترجمة الخاص� البرنامج مّنها ، كثيرة برامج اليونسكو

الحضارات …” ) لمختلف يّنتمون الذين األدباء أو العلماء أو (23الفالسفة  

نبي بن مالك عند األفكار

13أبريل th, 2006

نبي بن مالك عند األفكار

- للمصطلح مالك اسّتعمال في :عموميات

” يحرص “ ممن نبي بن يكن مختلفة،فلم بطرق األفكار مصطلح نبي بن مالك يستعمّلقارئ كان يستعملها،وإن التي للمفاهيم المضطردة الدقيقة الواضحة التعاريف وضع علىولو وأصيلة، مجملها في واضحة نظرية بمّنظومة اعتقادي في الّنهاية في يخرج أعماله

اللغة الغموضوسوء من ألوان تفاصيلها .اعترت

Page 7: الحوار بين الحضارات

قارئه يقود مما الّشائعة المفاهيم مع لها مفهومه يتوافق ال نبي بن مصطلحات من وكثيربن استعمال من أساسية جوانب تبيان في أشرع أن فهم،وقبّل سوء إلى المتمرس غير

(” “ ” الفكري “ الصراع مصطلح اآلن سأذكر األفكار لمصطلح (1نبي

” صراع “ الذهن، إلى يتبادر قد ،كما الفكري الصراع بمصطلح نبي بن يعّني العّند الوعي لتّشويه االستعمار يّنفذه الذي المّنظم الّنهج يعّني هو بّل األيديولوجيات،

للتخلصمن يقودها الذي الصحيح الوعي امتالك من المستعمرات،ومّنعها شعوّبالّنفسية واآلليات وحيله الّنهج هذا لوصف � كامال � كتابا يكرس االستعمارية،وهو الظاهرة

غيره خاضها تجارّب ومن هو خاضها خاصة تجارّب من � مّنطلقا إليها، يرتكّز التي والماديةوجماعات أفراد .من

”: األفكار المقال هذا موضوع إلى :”وألعد

” “ ” ”: أشخاص و أشياء مركبات ثالثة من يتألف الفرد عالم أن نبي بن مالك يرى” “ .” األشياء” على � أوال فيها يتعرف متالحقة ثالث بمراحّل طفولته في يمر والفرد أفكار و

” “ ” المجتمع “ يمر وكذلك ، األفكار على � أخيرا يتعرف ثم األشخاص على بعدها يتعرف ثم . بعكسالطريق فيعود يّنكصوعيه الفرد يّشيخ وحين المراحّل بهذه الحضاري تطوره في

تّشيخ حين الحضارة تفعّل وكذلك أوال،� سلكه .الذي

-” الحقائق” “ بمعّنى :”األفكار

“ ” “ ” الطابع” “ ذات الكبرى الحقائق سيما ،وال الحقائق بمعّنى نبي بن يستعملها قد األفكارالغربية الحضارة تميّزان مختلفتين طريقتين �عن مثال يتحدث حين ،وهذا الّشامّل الكوني

الكوني “ الفراغ مّلء في اإلسالمي الّشرق :”وحضارة

“ نحو بصره يرفع أن ،وإما األرض نحو أي قدميه حول اإلنسان يّنظر أن إماالمتسلطة. نظرته أن بأشياء،أي اإلنسان فراغ شغّل إلى تؤدي األولى والطريقة السماء

أن باألفكار،أي الفراغ هذا شغّل إلى تؤدي الثانية بيّنما أشياء، على تستحوذ أن تريد(” الحقيقة عن دائب بحث في ستكون المستفسرة (2نظرته

فراغه مّلء في كروزو روبّنسون طريقة هو األولى الطريقة على يضربه الذي والمثّلعلى مثله كان حين مادية،على انّشغاالت في وقته وتقسيم والصيد أشياء لصّناعة بالعمّل

” البحث “ في وقته يقضي يقظان بن حي اإلسالمي كروزو روبّنسون نظير الثانية الطريقةالمطلقة الحقيقة .عن

بتركيب يهتم الذي اآلري األوروبي الطبع مع تّنسجم األولى الطريقة أن على يصادر وهوتّنسجم حين ،على الغيبي العّنصر ويفتقد والجمالي التقّني والتركيب واألشكال األشياءبالمّشاغّل يّنّشغّل وال الديّني العّنصر لديه يطغى الذي السامي العّنصر مع الثانية الطريقة

”: بين. يؤلف اإلسالمي الّشرق فكرتين بين يؤلف بّل األشياء اليؤلف هو األرضية – ” "” ص: األفكار مّشكلة الخير وفكرة الحق فكرة 142فكرتين (

يثبت الذي االستّشراقي الفكر من المأخوذ التعميم هذا صوابية مّناقّشة هّنا وليسبوديإلى حتى والتسلّل التغلغّل يستطيع أنه المعاصرة العربية الثقافة تاريخ في للباحث

( المستّشرقين مع كثيرة مّناقّشات له بالذات نبي بن ونقدية ذكاء المفكرين أكثر كتاباتتفلت إن يقول أنه � الحقا وسّنرى المسلمين تأخر سبب هو اإلسالم أن زعمهم دحضفيها

)! به وليستمسكهم تأخرهم سبب هو اإلسالم من المسلمين

“ جماعية” حضارية كخبرة :األفكار

Page 8: الحوار بين الحضارات

– ” عقلية “ جماعية بّنية شكّل على متموضعة خبرة � غالبا عّنده يعّني األفكار مصطلح ولكنتعرضت لو حتى بسرعة، بّناءه ويعيد للحضارة المادي الهيكّل يبّني المجتمع تجعّل نفسية

� مثال كالحرّب كارثة بفعّل .للتدمير

حالة في العالمية الحرّب بعد كانا اللذان واأللماني الياباني المجتمعان هو المفضّل ومثاله ” “ ” الهيكّل “ بّناء إعادة من مكّنهما مما ، باألفكار غّنيين كانا ولكّنهما ، األشياء في هائّل عوز

بالموارد � غّنيا كان الذي � مثال األندونيسي المجتمع بخالف قياسية، بسرعة لهما الماديالحرّب بعد ألمانيا لبّناء شاخت الدكتور وضعها التي الخطة ولكن للبّناء، المطلوبة المادية

الحكومة استدعت حين أندونيسيا في تّنجح لم ،� باهرا � نجاحا فيها األولى،ونجحت العالميةاألندونيسي، الواقع في ذاتها خطته تطبيق على لإلشراف بالذات شاخت األندونيسية

. ” للمجتمع “ عّنده نموذج هو األخير وهذا األندونيسي المجتمع في األفكار في للعوز وذلك � عموما .اإلسالمي

“ “ ” الموضوعة األفكار و المطبوعة :”األفكار

تختلفمن وهي ، ميالده عّند الفرد يحملها أسطوانة تّشبه األفكار أن نبي بن مالك يرىاألنغام مع تردداتها تتوافق التي الخاصة أنغامهم يعّزفون واألجيال آلخر،واألفراد مجتمع

المثالية الّنماذج أو األسطوانة )archetypes القوالب( األساسية .لتلك

” التي “ الموسيقية التوافقات وأما المطبوعة األفكار نبي بن مالك يسميها األنغام تلكالموضوعة “ األفكار فيسميها واألجيال األفراد .”تخص

“ ” التي المطبوعة األفكار على وقالبها شكلها اتخذت يقول كما اليونانية المطبوعة األفكارالموضوعة األفكار وعلى وأمبدوكّل وسقراط وفيثاغورث وإقليدس هوميروس أبرزها

� بديعا � لحّنا كونت األفكار هذه مع توافقات التالية األجيال أخرجت ثم وأرسطو ألفالطونالمعاصرة الحياة في أثر له يّزل .لم

الطاقة فعدلت السماء من الوحي بها جاء التي المطبوعة الرسالة هو كان والقرآنالمجتمع هذا تفكير طريقة وغيرت جديدة، وجهة ووجهتها الجاهلي للمجتمع الحيوية

األخالقية .ومّنظومته

المطبوعة لألفكار األساسية التوافقات مع كله انسجم الذي المجتمع حماس غمرة وفيإلى ويسارع اللحن في نّشاز أو خروج أي ضد حساسية فرد كّل عّند صار الجديدة

وفي تبوك غّزوة في الثالثة المخلفين حالة في كما عّنده من الّنّشاز كان تصحيحه،ولويطهرها أن السالم عليه الّنبي من تطلب وجاءت زنت التي المرأة .حالة

جالبة بالتدريج األساسية التوافقات تلك تسكت المجتمع يّنحط حين أنه نبي بن ويقول - األفكار- تختفي معها،أي المّنسجمة التوافقات صمت الفيّزياء من نعلم كما معها

ويختفي للّنّشاز فعّل رد أي يظهر فال الحساسية وتختفي الصمت ويحّل � أيضا الموضوعةذرات إلى ويتحول ويفّنى المجتمع من الجماعية الدوافع وتختفي الروحي . العّنصر

القاتلة واألفكار الميتة :األفكار

“ “ ” المثالي نموذجها عن وانحرفت أصولها خذلت فكرة بأنها نبي بن يعرفها الميتة الفكرةاألصلي ثقافتها محيط في جذور لها يعد .”ولم

“ ” فقدت” أن بعد الثقافية وقيمتها فقدتشخصيتها فكرة عّنده هي القاتلة الفكرة واألصلي الثقافي عالمها في مكانها في ّظلت التي .”جذورها

Page 9: الحوار بين الحضارات

( ” عالم “ أي الحضارة بعد ما عالم في جّنب إلى � جّنبا تعيّشان اللتان الفكرتان هاتان ) � انعكاسا وتّشكالن جديدة فتية حضارة أنقاضها على بعد تّنّشأ لم التي المّنتهية الحضارة

: ووجه لالستعمار القابلية وجه باالستعمار المبتلى المجتمع مأساة لوجهي � فكريا.االستعمار

“ ” إلى المّنحط الحضاري الوضع في اإلنسان تّشد التي األفكار تلك هي إذن الميتة األفكار ” نفسه “ اإلنسان هذا يستوردها أفكار هي القاتلة األفكار ،و الّنهوض من وتمّنعه انحطاطهمن الّنوعين أن إلى قارئه انتباه لفت على نبي بن �،ويحرص ساما � اجتماعيا � تأثيرا لتحدث

األفكار األخرى الحضارة من تختار التي هي الميتة األفكار إذ بعضهما مع يرتبطان األفكار ”: ! لماذا نتساءل أن يجوز ال ،يقول أخرى أفكار فيها األخرى الحضارة أن ،مع � تحديدا القاتلة

الصفوة تقصد لماذا نسأل أن يجب قاتلة،وإنما عّناصر على الغربية الثقافة تّنطويمطروحة المّشكلة تكون الّنحو هذا مّنها،وعلى وتأخذ بالذات العّناصر هذه المسلمة

-”.. ”(” ص األفكار مّشكلة سليمة (202بطريقة

“ ” االنحطاط ،ولكن سطحه على تطفو اآلخر للمجتمع فكرية نفايات هي القاتلة األفكارجوهر “ غيرها وال هي أنها ونعتقد السطحية العّناصر هذه نأخذ يجعلّنا عّندنا االجتماعي

”:” “ ( ” هي باالستالّب تسميته على أصطلح ما حال بلسان لّنتكلم أو الغربية الحضارة ! ” الغربية“ الحضارة أن يرى المستلب إذ واإلطالق العموم وجه على أي الحضارة جوهر

” رؤية “ عن هوعاجّز ،إذ للحضارة المّشروع بّل المعياري الوحيد الّشكّل أي الحضارة هيخيارات من واحد وخيار العالم حضارات من حضارة وكونها الغربية الحضارة نسبية

) بها تأخذ أن للبّشرية يمكن كان كثيرة .حضارية

للسمية بمضادات تواجه فيه فهي بالذات مجتمعها في سامة القاتلة األفكار كانت وإذاالكامّل إطارها معها يستورد ال مجتمعّنا إلى تستورد حين ولكّنها تّزيله أو أثرها من تخفف

في ) العائلة أفراد بين التضامن انهيار � مثال ذلك على نضرّب قد تأثيرها من يحد الذيأما االجتماعي، الضمان أشكال في � مخففا السلبية آلثاره وجدوا هّناك فالقوم الغرّب،

نقّل بإمكانّنا ،وليس للتفكك عّندنا العائلي التضامن تقود التي القيم نستورد عّندماتحت االنمحاق لخطر معرض عّندنا الفرد أن يعّني هذا فإن الغربي، االجتماعي الضمان

) معه ويتكافّل يحميه من يجد أن دون الصعبة الظروف ضغط

” في “ جرى الذي التثاقف لطبيعة نبي بن مالك رؤية هّنا نرى أن يمكن أنّنا اعتقادي وفيالجوانب يأخذ لم المجتمع والغرّب،فهذا المسلم المجتمع بين الميالدي العّشرين القرنالتعبير،ولك جاز إن المتعفّنة،نفاياتها نتاجاتها أخذ بّل الغربية الحضارة من القوية السليمة

واألدبية الفّنية المدارس استيراد بّل العائلي االنحالل استيراد في هذا على أمثلة ترى أنوتحلّل األخالقي انحالله تعكسجوانب بّل وفاعليته اإلنسان قوة تعكسجوانب ال التي

. وعيوّب المسلمة الّشخصية تعكسهّشاشة هذه االستيراد آلية االجتماعية شخصيته- العقلي الّنفسي .تركيبها

” الّنموذج “ وهو الغرّب مع التثاقف في الياباني الّنموذج بين بمرارة نبي بن ويقارنوما الفعالة جوانبها وهو الغربية الحضارية التجربة من اليابانيون استورده مما المؤلف

المجتمع به قام الذي للتثاقف المقابّل الّنموذج ،وبين الحضارية شخصيتهم من استبقوهشخصيته من الميتة الجوانب واستبقى السامة الجوانب استورد حيث .المسلم

“ ” لألفكار األصلي المثالي،القالب الّنموذج فارقت أفكار هي نبي بن عّند الميتة األفكارالعهد قريب كان الذي عّنده به،ومثالها الصلة للحضارة،وفقدت الباني العامّل كانت التي

. ويستطيع إسقاطه في ومّشاركتهم مصدق من إيران في الدين بعضعلماء مواقفإلى نفسها تّنسب التي األفكار من � كبيرا � عددا هذا زمانّنا في يرى أن اعتقادي في القارئ

الحضاري واالنبعاث التجديد أمام � مانعا � سدا وتقف .اإلسالم

التثاقف :في

Page 10: الحوار بين الحضارات

” موضوع “ في مركّزة مالحظات اإلسالمي العالم في األفكار مّشكلة كتابه في نبي لبنفقد هو بالده سيما وال اإلسالمية البالد ثقافة في البارزة الظاهرة هو الذي اللغة ازدواج

: مع الصلة وصّل وتحاول العربية تتكلم طائفة طائفتين ّظهور إلى االزدواج هذا قادالعربية مع الصلة قطع يريد من وفيها الفرنسية تتكلم وطائفة اإلسالمية األصول

يمثّل: “ أحدهما متراكبان مجتمعان وإنما فحسب نخبتان الواحد البلد في يعد لم واإلسالمفاألفكار الصفر، من � مبتدئا تاريخه يصّنع أن يريد والثاني والتاريخي، التقليدي البلد

عالم تتعايشفي أن تستطيع ال اآلخر للفريق الموضوعة واألفكار الفريق لهذا المطبوعةالمذياع في يقال كان فما مختلفتين بلغتين يتحدثان المجتمعان كان فقد واحد ثقافي

عن يعبر أن استطاعته في كان إذا المدرسية الكتب بعض في وحتى الصحافة وفيالمطبوعة لألفكار بالّنسبة معّنى أي له يكن لم المجتمعين، أحد عّند الموضوعة األفكار

-” ”( ” ص األفكار مّشكلة اآلخر بالمجتمع (190الخاصة

الجّزائرية الثورة صفوف الّنقاشفي � مثال نبي بن يضرّب االنسجام عدم عالمات ومن . التي األمثلة ومن مكانه الجّندي مصطلح ووضع المجاهد مصطلح إلغاء إلى دعا الذي

“ : المهّندس على يطلق كان الجّزائر في العمارة فن عن كتاّب في ورد ما يضربهاوالكّنائس والمعابد القصور لبّناء يدعى وكان البّناء معلم اسم الماضي في المعماري

” أهم من هو بيّنما المسجد أغفلت القائمة هذه أن بسخرية � مالحظا الدفاعية واألبّنيةألمانيا أو انكلترا أو فرنسا تدرسفي التي تلك حتى العمارة .!معالم

تقريظ في كانت الحكيم لتوفيق لمسرحية نقده العربي لألدّب الوجيهة انتقاداته ومن ” وليس “ القانون مصطلح يستعمّل الحكيم توفيق جعله الذي السالم عبد بن العّز القاضي

“ : ” جانبه“ إلى مصطلح كّل ويحمّل مصطلحاتها لها الّشريعة نبي بن ويعلق الّشريعة مّشكلة ” )” الثقافة تاريخ عبر فيه ترسم واألخالق العاطفة من � قدرا والبالغي اللغوي

ص” – (195األفكار

التي التأصيلية بالّنّزعة � كليا الصلة ليسمبتوت نبي بن مالك أن نرى الموضع هذا وفيلهذه � واعيا كان اآلخر،بّل المجتمع من الثقافية المكونات استيراد مساوئ على تركّزالمجتمع نهوض مّشكلة لبحث الفكري جهده أغلب كرس الحقيقة في المساوئ،ولكّنه

الّنهوض هذا دراسة سبيّل وفي مّنها، يعاني التي الحضارية الهوة من المسلمالمطلوّب أن الهوية،وأعتقد على الحفاظ مّشكلة على االهتمام يركّز وشروطه،لم

الهوية عن الدفاع فكرة حول المتمركّزة التأصيلية الطريقة بين خالق تركيب إحداثعلى كثر مفكرون يتبعها التي الّنهضة هدف على المركّزة والطريقة الخاصة، الثقافية

” فقط “ هّنا وأكتفي الفاعّل التأصيّل التركيب هذا أسمي نبي،وأنا بن مالك رأسهمالله شاء إن آخر مقال إلى مّناقّشتها � تاركا الّنقطة هذه إلى .باإلشارة

في الحركة تفجير في إيجابي بدور تقوم قد المستوردة الغريبة اللغة فإن تقدم ما كّل معكبير، “ حد إلى بإخالص والمترجمة أخرى ثقافة من الواردة فبالمعاني راكد ثقافي عالممع حوار وبغير صدى بغير كانت أن بعد الكالم على قدرتها المطبوعة األفكار تستعيد

من � قدرا تتضمن قد موضوعة أفكار إنتاج في وتّشرع عليها، سيطرة وبغير الحياةالّشيخ كان فعّندما األولى األفكار ركاّب في تظّل ولكّنها المّزدوج أصلها الغموضبسببالذي الكالسيكي شبه االتجاه شك بال يستلهم كان العقيدة في بحثه يكتب عبده محمدالتعبير وفي الصياغة في الجديدة بطريقته ولكن عصره في األزهرية الثقافة عليه كانت”( ” مّشكلة الكالسيكي المذهب في � جديدا � عهدا التوحيد برسالة عبده محمد الّشيخ افتتح

ص”- (186األفكار .

األساسية األصول على الخروج إلى يؤدي وقد التجديد في يساعد قد � إذا اللغة ازدواج ) شق) إلى � أخيرا يؤدي وقد الرازق عبد علي مثال نبي بن يضرّب األخيرة الحالة هذه على

الجّزائر في كما متّناقضين مجتمعين إلى المتعلمة .الّنخبة

وانتقامها المخذولة :األفكار

Page 11: الحوار بين الحضارات

: أن نبي بن يرى األفكار األشخاص، األشياء، بالفرد المحيط للعالم المكون الثالثي فيعليها وحكمّنا األفكار هذه نوعية عن الّنظر بغض العالم تقود التي هي .األفكار

أن حاول الذي الوحيد بوصفه الفلسفة تاريخ في الفريد مكانه يّشغّل هيغّل أن أعتقد : المّنطق األفكار تغير مّنطق يتبع وتغيرها أفكار أنها على وتغيرها االجتماعية الوقائع يصف

.الجدلي

اإلنساني االجتماع فيلسوف هو هيغّل إن نقول أن لّنا الفريدة الّنظرة هذه من � وانطالقانظر فقد المثاليين الفالسفة أكمّل هو هيغّل إن نقول أن بإمكانّنا أخرى جهة ومن بامتياز

الجدلي المّنطق وفق تتغير أفكار أنها على كافة بمكوناته بأسره .للكون

أفكار إلى يتحول الواقع أن كما واقع إلى تتحول األفكار أن في هيغّل مع يتفق نبي بن– ” ص)” األفكار من( “ 95مّشكلة سّند لها ليس التي األنظمة أن على � مثال بالرق ويضرّب

” المفكرين عّند األفكار عالم في بدأ الرق إلغاء أن إذ الفّناء إلى طريقها في هي األفكاريقض لم لو عليه ستقضي كانت العّشرين القرن آالت أن ولو عّشر التاسع القرن في

-” ”( ! ص األفكار مّشكلة الفكر في( 211عليه المثالي للمبدأ مّناصرته بوضوح مالك ويقرر هي “ الّنفسية الصبغة ذات التغييرات إن االجتماع علم ميدان في يطبقه الذي الفلسفة

فالجانب االجتماعية الحياة سطح على وسياسية اقتصادية تغيرات ّظهور إلى تؤدي التينصّل نسلكها التي الطرق كّل ومن االجتماعي الجانب يّنظم و يسبق الذي هو الّنفسي

“ : بقوم ما يغير ال الله إن تقريري حكم شكّل على القرآن قرره الذي المبدأ إلى � دائما- ” الرعد بأنفسهم ما يغيروا الخروج. 11حتى يمكّنّنا التي الّنتائج خالصة اآلية تضمّنت لقد

-” ”( ” ص األفكار مّشكلة المخذولة األفكار انتقام عن (212بها .

: بن يقول لّنفسها المخذولة الفكرة هذه تّنتقم المثالية فكرته مع السلوك يّنسجم ال حيناألصلية،:” القوالب في كانت التي المطبوعة األفكار عن تختلف الموضوعة األفكار نبي

طرف من لالنتقام الّنّشاط ويعرضهذا نّشاطّنا كّل في يدوي الغدر هذا أو االختالف وهذاتّنتقم عّندما السياسي الصعيد على العّنف في غاية � أحيانا يكون � انتقاما األصلية األفكار

. عّندما التقّني المجال في االنتقام هذا تصور األيسر من يكون وقد المخذولة األفكارالحالة هذه في االنتقام ألن فيّنهار الجسور أحد أو وتّنفجر الماكيّنات إحدى � خطأ تصمم

. الطريقة بّنفس � أيضا هي تّنهار قد والممالك والحضارات المجتمعات ولكن � فوريا يكوناألفكار انتقام من لّنوع مباشرة � آثارا إال األحيان غالب في التاريخ كوارث وليست

– ” ص” )” األفكار مّشكلة (76المخذولة .

“ : اإلسالمي العالم بأن القول نستطيع الهامش على الصفحة نفس في نبي بن يعلقالسذج بعض يظن وليسكما عّنه اللتفاته اإلسالم، من مستحقة عقوبة اليوم يواجه

به ”لتمسكه

باألفكار صلتها فيها انبتت مرحلة إلى المجتمع في الموضوعة األفكار وصلت إذا . بن ويضرّب لفعاليته المجتمع فقدان شكّل على لّنفسها األخيرة هذه انتقمت المطبوعة

المطبوعة القرآن لفكرة المسلمون به قام التاريخ في خذالن أول في � مثال لذلك نبيلله) ( “ ومماتي محياي و ونسكي صالتي إن الكريمة اآلية عّنها تعبر التي المثالي الّنموذج

– ” األنعام له شريك ال العالمين، يتوافق. 162- 161رّب أن الواجب من كان والتي بطلب المتعلق سلوكهم بين فصلوا حين وذلك معها وسلوكهم شخصيتهم في المسلمون

” عّند وطعامي لديّني أصلح علي وراء صالتي يقول بعضهم فصار التعبدي وسلوكهم الدنيا ”! المرض بداية كان الذي صفين في المرير الّشرخ ذلك هذا عن ونتج لبدني أقوم معاوية

. الحضاري

جديدة فكرة المّنفصّل السلوك عن تّنتج المطبوعة الفكرة عن السلوك يّنفصّل وحينالمرض تّنقّل التي الجرثومة كأنها آخر إلى جيّل من تّنتقّل المثالي للّنموذج مفارقة

. الحضاري

Page 12: الحوار بين الحضارات

الفعالة واألفكار الصادقة :األفكار

صادقة � دائما ليست الفعالة والفكرة فعالة � دائما ليست الصادقة الفكرة أن نبي بن !يرى

. تظّل وقد فاعليتها تفقد قد صحتها رغم الفكرة هذه ولكن باطلة، أو صحيحة هي الفكرةالفاعلية إلى تخرج زمان يأتي حتى وجودها، رغم الالفاعلية عالم في كامّنة طويلة فترةلم فهي الصغرى، الدموية الدورة الّنفيسعن ابن بفكرة � مثال لهذا نبي بن ويضرّب

) هارفي ) إلى ونسبوها األوروبيون أخذها حين قرون بعد إال تستخدم

التاريخ وغيرت األحداث قلبت التي بذاتها الباطلة األفكار أكثر ما المقابّل !وفي

في نّشك ال عقيدة هي المعاصرة الحضارة عليها تقوم التي المادية الدهرية العقيدة إن : ( بعض في تستطيع هي بّل فحسب، وليسذلك أضيف وقد فاعلة، عقيدة ولكّنها بطالنها،رماد عليها وتهيّل المهّزومة الحضارات من صادقة أفكار جذوة تطفئ أن بالقوة الحاالت

الّنسيان!(

: لهم يقال إذ إسالمهم، في المسلمين لتّشكيك يستخدم والصدق الفاعلية بين والخلطعقيدة خاطئة وتكون الحضاري، السلم درجات أسفّل في أهلها عقيدة صحيحة أتكون

القمر؟ تغّزو

لروحه لهجرهم بّل باإلسالم لتمسكهم فعاليتهم يفقدوا لم المسلمين أن يرى نبي بنالمطبوعة “ أفكاره و .”الحقيقية

” ” أفكاره “ و المطبوعة أفكاره بين الصلة تّنبت عّندما فعاليته يفقد المجتمع : وسلوكه” معتقداته بين أخرى بعبارة نقول ،وقد !الموضوعة

”: وبالتالي الحديثة باألشياء يفتّنون اليوم المسلمين المفكرين من كثير نبي بن ويقوليّنهض أن المجتمع يريد التي المهام مع توافقها حدود بين تمييّز غير من الفعالية بمّنطق

“ : لكّل الكامّل االنفتاح بين أمرين بين يخلطون المفكرون فهؤالء أصالته، يفقد أن دون بها - ” الخائن الجيش يفعّل كما للمهاجمين القلعة تسليم وبين الرياح به تأتي ”-فكر

فاعليتهم انعدام مصيبة عن أفكارهم بصدق يتعّزوا أن للمسلمين يّنبغي :وال

“ القرن بمجتمعات والخاصة الفعالة األفكار تقاوم لكي اإلسالمية الفكرة على يّنبغيالتي األفكار بين من مكانها تأخذ أن بمعّنى الخاصة فعاليتها تسترد المتحركة،أن العّشرين

– ” ”(” ص األفكار مّشكلة التاريخ (144تصّنع

والوثن :الفكرة

مع وإنما أفكار مع المقدسة عالقاتها تكن لم ألنها وثّنية كانت إنما الجاهلية أن نبي بن يرى!أوثان

عن ) تخليه األثير نبي بن بتعبير أو مجهود كّل عن تخليه مع يترافق بالوثن الفرد وإيمان) ” “ ” ما “ خارجي طرف من لواجبه أداء بال لحقوقه وانتظاره بالواجب .القيام

عام حركة 1936في في تجلت التي الجّزائر في الّشاملة االجتماعية الّنهضة تحولت ” فيها “ غير نهضة ورافقتها اإلسالمي المؤتمر إلى الدعوة في ذروتها وبلغت العلماء

) ( � مرارا نبي بن ذكره اتجاه في � �خاطئا تحوال بواجباتهم قاموا أي أنفسهم في ما األفراد : وكفعن انحطاطها، فترة في الصوفية أوثان الّشعب نبذ أن بعد لّشعبه وتقريع بغضب

لجّني وهب مّنها، البركات و الخيرات والتماس الّنذور لتقديم أوليائها قبور إلى الذهاّب

Page 13: الحوار بين الحضارات

الّنهضوي ) عّنه الله رضي عمر مبدأ وهو بواجبه وقيامه وعرقه عمله من الخيرات “ : ” “ � ذهبا تمطر ال السماء إن الحقيقي التوكّل عن المطبوعة اإلسالم فكرة إلى المستّند

)”! اإلسالمي المّنظور هذا من تحولوا سياسيين زعماء وراء ليسير يّنحرف به إذا فضة والالحكومة من الحقوق طلب نغمة على يعّزف سقيم انتخابي مّنظور إلى األصيّل

.االستعمارية

” شكّل “ على انحطاطها مرحلة في الصوفية زردة ورجعت الفكرة، على الوثن انتصر لقدوإنما “ ونعيمها والجّنة والبركة الحروز تبيع ال جديدة دروشة ونّشأت انتخابية، زردة

. عن … غاّب ولقد االنتخابات بأوراق القمر و المواطن وصفة السياسية الحقوق تّشتريو االجتماعي وقانونه ميثاقه يخلق الذي هو الّشعب وأن الواجب صّنو هو الحق أن األذهان

– ” ”( "” ص “ األفكار مّشكلة بّنفسه ما يغير عّندما (131-130السياسي

العمّل وانقلب انتخابي، سرادق إلى تحولت للعمّل ورشة البالد تصبح أن من � وبدال - . �من وبدال األوثان باألشخاص الفكرة استبدلت لقد خطابة إلى الفعال المّنتج االجتماعي

� مّشخصا العمّل صار الفكرة بهدي .العمّل

الّشخصمّنها إلى الفكرة من الوالء انتقال على أخرى بالد من أمثلة نبي بن ذكر وقداالستقالل “ وال زغلول بيد الحماية العّشريّنات في القاهرة شوارع في المتظاهرين صياح

.” أن وهو واضح لسبب التوثين و للتّشخيص الّنّزعة هذه يّشجع واالستعمار عدلي بيدشخصوهذا بيد مصيره � تاركا دوره أداء عن ويتوقف الّشعب يّنام أن يحب االستعمار

إفساد أو موته انتظار أو قتله يمكن فهو يفسد لم لو وحتى إفساده، يمكن الّشخص . التي األمثلة ومن مجتمعه مع االتصال ويفقد فاعليته تّشّل بحيث حوله هي التي الحاشية � أيضا الّناصر عبد يعّني كان أنه وأعتقد وسوكارنو، نيكروما الوضع هذا على نبي بن يذكرها

بعد � مكتفيا االسم بهذا التصريح من مّنعته الّناصرية مصر مع الطيبة عالقاته كانت إن و– ” األفكار “ ” )” مّشكلة كثيرة حاالت بين من حالتان وهما بقوله نيكروما و سوكارنو ذكر

(167ص .

واألفكار واألشخاص األشياء بين التوازن :اختالل

يرى ذلك مع ولكّنه الثالثة، المكونات بين متميّز موقع في األفكار يضع نبي بن أن صحيحأوقات في أنه إال للتوافق، تخضع أن يجب جدلية عالقة المكونات هذه بين العالقة أن

تدور بحيث غيره على مّنها واحد ثقّل فيها ويّزيد العّناصر هذه بين التوازن يختّل معيّنةاألفكار أو األشخاص أو األشياء فلك في المجتمع .حركة

بالطغيان “ الحالة هذه يسمي :”وهو

- األشياء :طغيان

أحكام إلى خلسة الّنوعية األحكام وتتحول القيم سلم قمة األشياء تحتّل الحالة هذه وفيللّنجاح المعيار هو األشياء هذه عدد ويصبح األشياء، مراكمة إلى الّنّزعة فتظهر كمية

: أليس ) بالي على خطر ولكّنه التالي المثال يضرّب لم نبي بن الفعلي وليساستخدامهاولو القادة بال على يخطر أن دون لألسلحة العربية الجيوش مراكمة ذلك على مثال خير

بأي تقم لم أنها التجارّب أثبتت المليارات فيها بذلت التي األسلحة هذه أن واحدة لمرة)! الحاكم مصلحة مستوى أو القطرية المصلحة مستوى على كان ولو حتى إيجابي .دور

نجدها الكمية األحكام إلى الّنوعية األحكام من االنّزالق عن الوجيهة نبي بن ومالحظةالخوض على قدرتها وعدم الفكري، بالعجّز شعورها قادها التي البالد بعض في بالفعّل

التوقفعن إلى زيوانه، عن حبه وفصّل المعاصر للفكر الّناجحة المعالجة غمار فينتاجاتهم، من � انطالقا والقيمة المبدعة األفكار أصحاّب قيمة اكتّشاف على القدرة

قيمة تحدد مّنها � انطالقا التي الخارجية الكمية للمعايير الخرافية العبادة إلى واالنتقال

Page 14: الحوار بين الحضارات

أنه يالحظ ومما األفكار، أصحاّب فيها يوضع أن يجب التي المواضع في الّشخصويوضعباأللقاّب احتفاله زاد المعاصر الفكر تجاه بالدنا من بلد الّنقصفي عقدة زادت كلما

ما ليسبمفكر فالمفكر األصالء، المبدعين اكتّشاف على قدرته وقلت الجامعية، العلميةمع ) حصّل كما عالمية جائّزة يّنال حتى � مبدعا يكون ال واألديب ما، بلقب اسمه يسبق لم

” األوساط “ فاطمأنت نوبّل جائّزة نال حتى ورد أخذ بين مكانته ّظلت الذي محفوظ نجيب) المكانة هذه إلى وغيرها مصر في المتّنفذة .اإلعالمية

- األشخاص :طغيان

قادرين غير أنّنا وهي أال بالفعّل تواجهّنا فادحة كبرى مّشكلة على هّنا يده نبي بن يضع . نبي بن بمصطلحات أو ويجسدونها يمثلونها الذين واألشخاص المبادئ بين الفصّل على

“ ” المجسدة “ الفكرة و المجردة الفكرة بين الفصّل على القدرة .”عدم

“ : جميع أن أولهما خطران شخصيظهر في األعلى المثّل يتجسد عّندما نبي بن يقولأن وثانيهما األعلى مثله فيه جسم الذي المجتمع عاتق على الّشخصتحسب هذا أخطاء

األعلى للمثّل تّنحية صورة في إما وتظهر المجتمع، على � أيضا وزرها يقع انحرافاته جميعجديد أعلى مثّل باعتّناق يكون الحرمان تعويض أن يعتقد عّندما باالرتداد وإما هوى، الذي

األفكار لمّشكلة خفي استبدال حدث أنه إلى الحاالت هذه كّل في أحد يفطن أن دوناألشخاص .بمّشكلة

في تجسمت عّندما اإلسالمية بالفكرة كبيرة أضرار إلحاق إلى االستبدال هذا أدى ولقد . بدون ما لمجتمع � أفكارا يجسد أن يستطيع الذي ذا فمن لحملها � أهال يكونوا لم أشخاص

أخطاء؟

يجسدها؟ الذي الّشخص موت مع تموت الفكرة تترك وهّل

: قال عّندما صراحة الخاطئ الموقف هذا من المسلمين جماعة الكريم القرآن حذر لقد” أعقابكم؟“ على انقلبتم قتّل أو مات أفإن الرسّل قبله من خلت قد رسول إال محمد وما

- عمران ”- 144آل ص “)” األفكار (103مّشكلة

من المجتمع بهذا فيعفى مّشروع إخفاق شخصعّند على المسؤولية تلقى وقدعاتق على مصر عن سورية انفصال مسؤولية كّل القاهرة إذاعة ألقت كما المسؤولية

الكّزبري هو محدد سوري . ضابط

“ : بالقيمة � اقتّناعا الّناس أقّل الذعة بعبارة المسلم المثقف المّناسبة بهذه نبي بن يصف � أعدادا أن في السبب لّنا يوضح وهذا المسلم، المثقف الغالب في هو لألفكار االجتماعية

� بدال � عاما ثالثين نحو مّنذ األوثان بعض فلك في يدوروا أن فضلوا الجّزائر في المثقفين من– ” ”( ” ص األفكار مّشكلة األفكار بعض لخدمة جهودهم يكرسوا أن (105من

- األفكار :طغيان

بهذا أفكاره عالقة وانقطاع المجتمع عن االبتعاد إلى المثقفين ببعض األمر يصّل قدالفلسفة ركاّب في ساروا الذين األوروبيين المثقفين بعض حالة في كما المجتمع

الكتب ويضع الواقع المثقف فيها يلغي الّنامي العالم بلدان في حاالت نجد وقد الوجودية،.مكانه

ووقائع أخرى حاالت على هذه نبي بن مالحظات نعمم أن بإمكانّنا أن اعتقادي فيمعاصرتين حالتين وسأذكر الله رحمه مالك يدركه لم الذي هذا زمانّنا في مستجدة

األهمية غاية في أراهما :خطيرتين

Page 15: الحوار بين الحضارات

-� مطلقا � رفضا الواقع ورفض األيديولوجية لألفكار المطلق الطغيان � :أوال

أن واعتقدت � تاما عداء المجتمع عادت التي السياسية الحركات عّند الحالة هذه ونجدبّنائه وإعادة بالعّنف ولو المجتمع تفكيك في الحق تعطيها التي المطلقة الحقيقة لديها

� أيضا بالعّنف .ولو

عّند بدأ بّل المتديّنة الحركات المرضعّند هذا يبدأ لم اإلعالم وسائط في للّشائع � وخالفابوت بول كّنظام العالم من أمثلة وفي كثيرة عربية أمثلة في رأيّنا كما العلمانية الحركات

وغيرهما روسيا في ستالين ونظام كمبوديا .في

حين � أيضا المطب هذا في وقعت اإلسالم على المحسوبة الصغيرة الحركات بعض ولكن “ ” من “ جماعة وليس المسلمين جماعة نفسها وعدت بأسره المجتمع يكفر � نهجا اتبعت

”المسلمين

: البّندقية- وثّنية األشياء طغيان من خاصة حالة � :ثانيا

إلى الّنّزوع تّزايد األخيرة السّنوات في والعرّب بالمسلمين حاق الذي العظيم اإلذالل بعد . أن اعتقادي وفي والبّندقية العّنف هو وحيد ببعد اإلسالمي الحضاري المأزق حّل حصر

البّندقية خيار اختاروا إن المسلمين أن إذ االنحراف، هذا في عّندها مانع ال الظالمة القوىسياسي إصالح من تتضمّنه بما الّشاملة، الحضارية الّنهضة خيار وأهملوا لوحدها

مليء مرصوصفاعّل بّنيان إلى المجتمع فيحول والسياسة بالمجتمع يّنهض واجتماعيوتقسيمه الّنحّل جدية فيها نحّل خلية إلى يحوله أي الجاد، والعمّل والّنّشاط بالحركة

متماسك، كبير وحدوي بّنيان إلى السياسي البّنيان ويحول كسله، وعدم ونّشاطه للعمّل ” مّزمّنة، “ أنانية من بالّنفوس ما ويغير الداخلية، الفرقة عوامّل ويّزيّل التجّزئة يلغي

بهذا فإنهم سافلين، أسفّل وجعلتها أمتّنا أهلكت الداخلي والصراع للّشرذمة ونّزعةالتي الساحة اختاروا أنهم إذ بسهولة، فيه يهّزمون موضع في أنفسهم وضعوا قد االختيار . يمكن ال � دورا له أن شك ال والمجتمعات الدول بين العالقات في والعّنف أضعف فيها هم

. العامّل يكون ال قد بّل الوحيد العامّل ليس ولكّنه يّنكره أن االجتماع عالم أو للمؤرخالطويّل المدى على للمجتمع يكفّل ال معيّنة عسكرية مّنازلة في الّنصر وحتى الحاسم،

من مأساوية أعظم � مثاال نجد ال ولعلّنا الخارجية، الهيمّنة خطر عن مّنأى في سيبقى أنه : وإن الجّزائر ّظلت شهيد مليوني فبعد الجّزائر، نبي بن مالك بلد البطّل البلد مثال

جانب في الثقافية تبعيتها بّل االقتصادية وتبعيتها الداخلية مّشاكلها في تتخبط استقلتالمستعمر مع الحروّب في األلوف مئات فقدت كانت وإذا للخارج، � أيضا سكانها من

نستبعد أن يفيدنا ال داخلي عّنف في البريئة الضحايا من األلوف عّشرات تفقد ذي فهاهيفي معين طرف أو الداخّل، في معيّنة فئة عاتق على بوضعه عّنه المجتمع مسؤوليةنفسه تّنظيم على والقادر حركته، على المسيطر ،� حقا السليم المجتمع أن إذ الخارج،

نبي بن مالك عبقرية أن لي ويبدو بهذا ليسمح كان ما رقابته، تحت الحكم جهاز ووضععن يميّزه الذي الحدس وهو بالذات، الّنقطة هذه في يكمن كان الّنفاذ وحدسه الكبرى

: إن هؤالء نسيه بما �ر يذك � دوما كان فقد وسياسيين، مفكرين من عصره رجال كافةمقاومته على قادر غير المجتمع ألن موجود هو بّل ،� عرضا � ليسموجودا .االستعمار

المخلصين المؤيدين أحد تّنظيرات من نبي بن مالك سخرية هّنا نرى أن الطريف ومنالمعذبون “ األشهر كتابه في نظ�ر الذي فانون، فرانتّز الّشهير الثائر وهو الجّزائرية، للثورة

” الذي هو أنه على العّنف تمجد نتيجة تجربتها من � مستخلصا الجّزائرية للثورة األرض في: . ) ( فانون كتاّب عن نبي بن مالك يقول بّنفسه ثقته الميم بفتح المستعمر لإلنسان يعيدقد“ يدري أن بدون المؤلف ولعّل العّنف، أعمال من عمّل مجرد في الثورة معّنى يحصر

األفكار تجاه الذنب عقدة من � وخصوصا التفكير، هم� من الّزعماء وصغار الّزعماء خلص” اإلسالمي العالم في للعيان ّظاهر وانتقامها تّنتقم المخذولة األفكار ولكن المخدوعة،

– ” ص)” األفكار (171مّشكلة

Page 16: الحوار بين الحضارات

نبي بن مالك عند النهضة شروط

10أبريل th, 2006

. العسكري: عبود د *بقلم

هدف، له يكن لم كأن � طويال � دهرا التاريخ خارج العربي العالم ّظّل لقدالمرضصار كأن حتى باأللم شعوره وفقد للمرض، المريض فاستسلمبمرضه، . يذكره من سمع العّشرين القرن ميالد وقبّل كيانه من � جّزءا يؤلف

أن يلبث فلم وسادته، على استقرت التي اإللهية العّناية عن يحدثه ومنللعالم . بالّنسبة تبدأ الخافتة الصحوة وبهذه باأللم الّشعور ولديه العميق سباته من خرج

الّنهضة : عليها يطلق جديدة تاريخية حقبة والعربي . اإلسالمي

) بالمصطلح ) المرض أعيّنّنا نصب نضع أن الواجب من إن ؟ الصحوة هذه مدلول ما ولكنيعّني ال به الّشعور أو المرض عن الحديث فإن سليمة، فكرة عّنه لديّنا تكون لكي الطبي

) الدواء ) . بداهةفيها يوجد التي الراهّنة الحالة لّنا تفسر الماضية � عاما الخمسين أن هي اإلنطالق ونقطةناحية : : من فهي متعارضتين بطريقتين تفسر أن يمكن والتي اليوم، العربي العالم

الّنهضة أجّل من الّزمان من قرن نصف طوال المبذولة للجهود الموفقة . الّنتيجةتّشترك : أن دون الحقبة هذه خالل استمر لتطور الخائبة الّنتيجة أخرى ناحية من وهي

اتجاهاته أو أهدافه تحديد في . اآلراءوالدراسات الوثائق من كثير ففيها الحقبة، هذه سجالت نفحصاآلن أن الممكن ومن

تعالج الدراسات هذه الّنهضة بموضوع تتصّل التي والمؤتمرات الصحف ومقاالتأو االقتصاد واختالل التّنظيم وانعدام والبؤسهّناك، والفقر هّنا، والجهّل االستعمار

مرضية دراسة أعّني للمرض، مّنهجي تحليّل ليسفيها ولكن أخرى، مّناسبة في السياسةقرون مّنذ مّنه يتألم الذي المرض حول للظن � مجاال تدع ال دراسة العربي، . للمجتمع

مهّنته . أو مّزاجه أو لرأيه � تبعا الراهن الوضع وصف قد مصلح كّل أن نجد الوثائق ففيسياسية، بوسائّل تحّل سياسية المّشكلة أن األفغاني الدين كجمال سياسي رجّل فرأى

العقيدة بإصالح إال تحّل ال المّشكلة أن عبده محمد كالّشيخ دين رجّل رأى قد بيّنماالمرضبّل … … الحقيقة في يتّناول ال التّشخيص هذا كّل أن حين على الخ والوعظ

أعراضه عن . يتحدثوكانت األعراض، يعالجون وإنما المرض، يعالجون ال عام مائة مّنذ أنهم هذا عن نتج وقد

يهتم فال بالسّل، مريض حالة يواجه طبيب عليها يحصّل التي تلك من قريبة الّنتيجةالمريض عّند الحمى بهيجان يهتم وإنما الجراثيم، . بمكافحة

عام - - مائة ومّنذ يريد نفسه ونتائجه، :  والمريض االستعمار من كثيرة آالم من يبرأ أن والقهر الظلم من األولية، بالمادة البالد غّنى رغم الفقر من بأشكالها، األمية من

ما كّل بّل يعرفه، أن يحاول ولم مرضه حقيقة يعرف ال وهو ومن، ومن، من واالستعباد،آالف من يأخذ الصيدلية، نحو فجرى يّشتد، األلم يّزال وال باأللم، شعر أنه األمر في

اآلالم آالف ليواجه . الّزجاجاتعلى القضاء فإما المرضية، الحالة لهذه نهاية لوضع طريقتين سوى الواقع وليسفيالمرضية . الحالة هذه استمرار في مصلحة له من هّناك لكن المريض إعدام وإما المرض

الداخّل في يمثلونهم ممن أو الخارج في هم ممن أكان . سواء�وبأي مرض؟ أي من ولكن الّشفاء، � طالبا الغربية الحضارة صيدلية إلى المريض دخّل لقد

تحت هكذا تطرد التي الحالة ولكن كهذا، عالج مدة عن � شيئا نعرف ال أنّنا وبدهي ؟ دواءوفي . وتحليّل تأمّل موضع تكون أن يجب اجتماعية داللة لها قرن، نصف مّنذ أنظارناالتاريخية الحقبة لتلك الواقعي المعّنى نفهم أن يمكّنّنا التحليّل بهذا به نقوم الذي الوقت

إليها يضاف أن يّنبغي الذي التعديّل نفهم أن � أيضا ويمكّنّنا نحياها، . التي

Page 17: الحوار بين الحضارات

التراّب، : ومّشكلة اإلنسان، مّشكلة أولية مّشكالت ثالث إلى تتحلّل الّنهضة مّشكلة إننحّل بأن وإنما المّنتجات، نكدس بأن ذلك يكون ال نهضة بّناء نقيم فلكي الوقت، ومّشكلة

أساسها من الثالث المّشكالت . هذه

اإلنسان : مّشكلة � … أوال

التراّب : مّشكلة � … ثانيا

الوقت : مّشكلة � … ثالثا

: اإلنسان -�1

بالتّنظيم ثم الجماعة في اإلنخراط بتعليمه ثم اإلنسان، بتغيير يبدأ اإلصالحي المّشروع إنالبّناء . فالّنقد

البّناء، حركة قيادة على القادر الوحيد المخلوق ألنه اإلنسان من التطور عملية وتبدأقفّزات وتحقيق

فإنها . وزيادة، � تكديسا أمرها من يكن فمهما المادة أما الحضارة لظهور � تمهيدا نوعية،استخدام بسالمة إال ،� نوعيا � كيفيا معّنى يعطي ال كمي تجميع ) تبقى له 201اإلنسان 200:8،)

.لن العربي فإن وإال أنفسّنا �في أوال يتحقق أن يجب محيطّنا في التغير يتحقق فلكيوالتغيير التغيير، يقتضي الرسالة مّنهج كان إذا ثم اآلخرين، إنقاذ وال نفسه إنقاذ يستطيع

تعالى … لقوله � أوال الّنفوس في ما تغيير ما “  يقتضي يغيروا حتى بقوم ما يغير ال الله إن اآلية” ) : الرعد، سورة �( 11بأنفسهم شروطا بمفرده يحقق أن العربي على يجب وعّندها ،

: ثالثة

نفسه   -1 يعرف . أن

يتجاهلهم )   -2 ال وأن عليهم يتعالى ال وأن اآلخرين، يعرف 59أن 58:8،)

المحببة، -3 بالصورة ولكن بّنفسه اآلخرين يعرف أن الثالث الّشرط في عليه ويجبرواسب كّل من والتصفية التّنقية بعد التغيير عمليات كّل عليها أجريت التي بالصورة

التقهقر وأصّناف والتخلف لالستعمار القابليةتحديثية محاوالت جرت ومهما والبّناء، التغيير في البدء نقطة وهو الهدف هو فاإلنسان

بوساطةعقيمة، ستكون المحاوالت هذه فإن التقّنية، ومّنتجات للمصّنوعات الّشراء أو اإلستعارة،

في لرسالته الحامّل الفرد بتكوين مّنوط الوحيد فالحّل يجب، حيث من تبدأ لم أنها طالمااشيائه حساّب على بأفكاره والغّني التاريخ،

فهذه المادية العلوم من ضرورة أكثر اليوم تعد والّنفسية واالجتماعية األخالقية العلوم إنومعرفة يتجاهلونها أو أنفسهم حقيقة فيه يجهلون الّناس مازال مجتمع في � خطرا تعتبر

له يؤسف ومما متطورة، تقّنية أو محرك صّنع من � كثيرا أشق وإعداده، الحضارة إنسانالمتخلفة البلدان في � عددا األكثر هم االختصاصات هذه في العليا الّشهادات حملة ان

�على ثقيال � عبئا فصاروا الّنظري، اختصاصهم فيها يذكر أوراق حملة إال يكونوا لم لكّنهمعجّزهم من الرغم على المتخلفة المجتمعات في القادة فهم واإلصالح، التّنمية مسيرة

حتى الّنهضة تخلفمّشروع لما وإال عملية، علمية بطريقة المّشكالت أبسط حّل عنعملّنا مستويات سائر في العمّل مّنهجية دروسفي إلى بحاجة ونحن الحاضر، . الوقتتبادل يقتضي اجتماعي عمّل كّل ألن المجرد، الحديث مستوى في � اوال المّنهجية فلتبدأ

االشخاص من عدد بين . أفكارلكّل البسيطة التمهيدية المرحلة بذلك وهو األفكار، لتبادل صورة أبسط هو الحوار إن

من رئيسي جّزء هي بّل فقط، اآلداّب تخصحسن ال إذن الحديث فقواعد مّشترك عمّل: يقصعليّنا . عّندما القديم العهد في رمّزية، بصورة الصلة، هذه نجد ونحن العمّل تقّنية

Page 18: الحوار بين الحضارات

هذه ففي ألسّنتهم، اختلفت عّندما بابّل، برج تّشييد �في مستحيال القوم عمّل اصبح كيفبالكالم األفكار تبليغ تعطّل ما بمجرد العمّل يتعطّل كيف نرى . القصة

والمؤتمرات المّنتديات في السلوك وحسن الحديث تخصقواعد ال إذن فالقضيةفحيث الفعالية، زاوية من العمّل تقّنية تخصمباشرة بّل فحسب، والمقاهي والصالونات

بداية ليسفي الذي العمّل، لقواعد يخضع أن يجب التسلية، لمجرد الحديث يكون الهذا وفي األفكار، وبعض الكلمات بعض محتوى في مّشروع سوى تحضيرة، ومرحلة

العمّل أو الفعال العمّل � معا ليكونا المّنطقي والجانب األخالقي الجانب يتداخّل المستوى،الثاني( 40:8التافه) المستوى في كأمة نّزال ال أنّنا وأّظن .

كي - - الذهب من المليارات فقير، لمجتمع يكون أن الممكن من وال الضروري فليسمنالرصيد ،� شيئا قيمته يّنقصمن ان الدهر يستطيع ال الذي بالرصيد يّنهض وإنما يّنهض،

والتراّب، : اإلنسان، يديه بين اإللهية العّناية وضعته )         الذي ال( 60:2والوقت فالثورة ، والمراحّل بعدها وما نفسها، والثورة الثورة قبّل ما يحتوى طويّل، إطراد إنها ترتجّل،

� تاريخيا � وتطورا � عضويا � نموا فيه تمثّل بّل زمّنية، إضافة بمجرد فيه تجتمع ال هذه الثالثزهيدة الّنتيجة تكون فقد التطور هذا وفي الّنمو هذا في خلّل أي حدث وإذا ،� مستمرا

( اآلمال 12تخيب 11:2،) . ” “ ” واألمر “ خفية، واضحة بطريقة الثورة ضد تصبح قد بّل ثورة ال إلى تتغير قد فالثورة

طبيعته بمقتضى ما � مجتمعا أن هو الصدد هذا في أذهانّنا عن يغيب أن يجوز ال الذي - - � تّناقضا التّناقض لمبدأ � طبقا الثورة ضد ما روح من خمائر على يّنطوي البّشرية

أن. . يغّني ال بحيث الثورات كّل تاريخ في آثاره تتبع نستطيع ثورية فترة في حتى � مستمرابعد ورقابتها حركتها نتتبع أن يجب بّل ما، وطن في الثورة عجلة ) ندفع 14ذلك 13:2،) . 

بتصوراتّنا المستبد التلقين عصر إزاء فإنّنا الفكرة طوع الحضارية اإلرادة كانت وطالماالفكري والصراع المصير، احتضان على تقوى ال حتى اإلرادة هذه انهيار نواجه ومفاهيمّنا

االستعمار، مراصد بها تدلي اإليحاءات، من بّشبكة المحكومة البالد في األوسع إطاره يجدواإلسالمي العربي عالمّنا في فاعلة نهضة كّل حيال مّنقلبها وسوء األحداث متقلب لتصّنع

.طاقتّنا وندفع األديم، ثبات في خطانا نّنظم بها ألنّنا الّنهاية، في أفكار مّشكلة فالمّشكلة

اإلنجاز وثيق في وسائلّنا ونحّشد العّزيمة، مضاء . فيالرومانية . األصول ذي الغربي العالم وخيار وخيارها وأسلوبها نمطها حضارة لكّل إن

العربية : الحضارة بيّنما االشياء، نحو به يحيط مما حوله ما إلى بصره جّنح قد الوثّنيةوراء وما الغيبي التطلع نحو خيارها سبح قبلها بالرسّل المتصّل التوحيد عقيدة اإلسالمية

األفكار : نحو . الطبيعةيتحرك فإنه انبثاقها، في الفكرة بوحي االجتماعية عالقاته شبكة يّنظم حيّنما واإلنسان

إنجاز في إطاره الثقافي العالم فيتخذ به المحيطة واألشياء األشخاص عبر مسيرته فياألشياء، : المتحركة الثالثة العّناصر بين للعالقة � تبعا طابعه ويأخذ المسيرة هذه

األفكار . األشخاص،اإلنجاز قوالب في مّزيجها يسكب الثالثة العّناصر هذه بين مّنه البد توازن فهّناك

اآلخرين العّنصرين حساّب على وطغى العّناصر هذه من واحد استبد ما فإذا الحضاري،أو الّشيء طغيان فريسة التاريخ خارج بها تلقي الحضارة مسيرة في حقيقية أزمة فثمة

الّشخص . طغياننحو والميّل الكبت عقد فيه تّنّشأ ندرته، بسبب طغيانه الّشيء يفرض متخلف بلد ففي

. � وطبقا المتقدم البلد في أما � محضا � إسرافا االقتصادي اإلطار في يصبح الذي التكديسيفرض إنه اإلشباع، من � نوعا ويّنتج وفرته بسبب يسيطر الّشيء فإن تقدمه، لدرجة

إلى الهروّب نحو � ميال فيولد حوله، يرى ما رتابة من البادي الّشؤم من يحتمّل ال � شعوراالموضة صرعات وفق الحياة إطار تغيير إلى � دائما المتحضر اإلنسان يدفع الذي األمام

حوله شيء كّل . فيالفكرة بّنيان تهدم والجتماعي السياسي اإلطار في نتائج إلى يؤدي الّشخص طغيان لكن

هذا . دفع إلى الثالث العالم حركة في الرقابة مراصد تعمد ما � وكثيرا فيه تتجسد حيّنماسقوط وراء من البّناءة الفكرة لتحطم الجماهير عقول في نهايته إلى المرضي االتجاهاالصلية للفكرة بديّل عن للبحث الجماهير وتدفع الّنهاية، في يمثلونها الذين األشخاص

جديد بطّل عبر والغرّب الّشرق . من

Page 19: الحوار بين الحضارات

العربي والمجتمع المجتمع، انهيار على بّنا يفضي الثالثة العّناصر في التوازن فعدملم نهضته ألن االتجاهات، هذه من خاصة بصورة الحاضر الوقت في يعاني اإلسالمي

على . سواء والتعويق التبديد عوامّل بإعتبارها تأخذ بطريقة بها yفكر ي ولم لها yخطط ي � معا االثّنين األغلب وعلى الخارجي، أو الداخلي . المستوى

بوصفها : تؤثر ان إما فهي صورتين في تتجلى معين مجتمع حياة في األفكار أهمية إنممرضة، عوامّل بوصفها عكسذلك على تؤثر أن وإما االجتماعية، بالحياة نهوض عوامّل

� مستحيال أو � صعبا االجتماعي الّنمو . تجعّلالتاسع : القرن ففي الحديث العالم في األفكار ألهمية آخر جانب ذلك عن � فضال وهّنالك

بعدد يقدر األمة مركّز وكان قوة، عالقات والّشعوّب األمم بين العالقات كانت عّشرقد العّشرين القرن ولكن الذهب، من ورصيدها البحرية، واساطيلها ومدافعها، مصانعها،

قومية قيمة باعتبارها الفكرة من أعلى قد أنه هو ،� معلوما � تطورا الصدد هذا في سجّلنصبت . قد ذاتها تخلفها عقدة ألن المتخلفة، البلدان � كثيرا به تّشعر لم التطور هذا ودولية

على القائمة بالمقاييس أي القوة بمقاييس السقيم الغرام من � ضربا طريقها في) األشياء) .

نطاق إلى والتخلف التقدم بين المسافة يرد تخلفه عقدة وبسبب المتخلف فاإلنسان ) مدافع) من مالديه نقص في متمثّل تخلفه أن يرى آخر بتعبير هو أو ، األشياء عالم

… الخ ومصارف .  وطائراتإلى الّنفسية الوجهة من يّنتهي إذ االجتماعية، فاعليته لديه الّنقص مركب يفقد وبذلك

مركب يصبح فلكي تكديسالمّشكالت، إلى االجتماعية الوجهة من يّنتهي كما التّشاؤممستوى إلى ال األفكار مستوى إلى تخلفه اإلنسان يرد أن يّنبغي � مؤثرا � ف�ع�اال لديه الّنقص

الفكرية المقاييس على اعتماده يتركّز � دائما الجديد العالم تطور فإن . األشياء،كان ولذلك األفكار، توجيه مّشكلة جوهرها في هي التربوية الوجهة من الثقافة ومّشكلة

وتوافق األساس، في قوة عامة بصفة فهو التوجيه، لفكرة العام المعّنى نحدد أن عليّناكيف نعرف ال ألنّنا yستخدم؛ ت لم وقوى طاقات من فكم الهدف، في ووحدة السير، فيصادرة أخرى قوى زحمتها حين هدفها تحقق فلم ضاعت وقوى طاقات من وكم �لها، yكت ن

( نفسه الهدف إلى ومتجهة نفسه، المصدر (67:3عنالعاملة السواعد ماليين فهّناك الوقت، وفي الجهد في اإلسراف تجّنب هو فالتوجيه

أن هو والمهم وقت، كّل في تستخدم ألن صالحة اإلسالمية البالد في المفكرة والعقولالّزمّنية ّظروفه أحسن في والعقول، السواعد ماليين من المكون الهائّل الجهاز هذا ندير

المّنّشود. الهدف نحو التاريخ مجرى يحدد يتحرك حين الجهاز وهذا . واإلنتاجيةنريد التي االجتماعية لمهمتها � طبقا نوجهها أن يجب بّل ،� أفكارا نّنتج أن � مطلقا يكفي فال

(67:3تحقيقها)مّنها كبير جّزء يذهب إذ أعمالّنا، في فاعلية الال من � كبيرا � جانبا اليومية حياتّنا في نرى إنّنا

الهازلة المحاوالت وفي العبث . فييربط الذي الضابط افتقادها في األصيّل سببها نرى فإنّنا القضية لهذه � حصرا أردنا ما وإذا

ال وفكرتّنا العليا مثلها تعرف ال فثقافتّنا وأهدافها، األشياء وبين ووسائلها، األشياء بيننخطوها ) خطوة كّل وفي نعمله عمّل كّل في ليتكرر كله ذلك وإن التحقيق، (87:3تعرف

يفكر ال وهو والحركة، العمّل مّنطق ولكن الفكرة، ليسمّنطق العربي نقص الذي إن � تفكيرا يفكرون الذين أولئك يبغض ذلك من أكثر إنه بّل ،� مجردا � كالما ليقول بّل ليعمّل

ونّشاط عمّل إلى الحال في يتحول أن شأنه من � مّنطقيا � كالما ويقولون � . مؤثرامن العديد حصر نستطيع فإنّنا ثقافية أزمة يعيش الذي المجتمع مستوى في أما

االقتصادية حياته في يدور ما المجردة بالعين نرى أن لذلك ويكفيّنا المالحظات.والسياسية

أن � مبدئيا لقررنا االجتماعي السلم مع جّنب إلى � جّنبا الثقافية للقيم � سلما وضعّنا لو إنّنااالجتماعية المراكّز أن أي األعلى إلى األسفّل من نفسه االتجاه في يتجهان السلمين

الثقافية الدرجات حسب موزعة � تلقائيا . تكونعلى الثقافية األزمة بعض يواجه كان ولو مجتمع كّل حياة في نمارسها حقيقة وهذهالسلمين فإن الدرجة، هذه بلغ الذي المجتمع في أما الالرجوع، درجة تبلغ لم أنها شرط

األقّل - على الّشعبية القاعدة معه تصبح � إنعكاسا لآلخر بالّنسبة الواحد يّنعكسان،مكانه – ويأخذ السلم درجات يرقى فمن قيادتها، من � ثقافيا أثرى األخالق على بمحافظتها

Page 20: الحوار بين الحضارات

من بّل الثقافية، العلمية الدرجات أهّل ليسمن المتخلف العالم في االجتماعي ودوره( السلطة في األمر أولو عليه (94:3يرضى

االستعمار استمرار معّناه والذي ؟ الثقافي االستعمار من اإلنسان نخلص كيف لكنالبّناء عملية تّنّشيط أجّل من تغييره المطلوّب اإلنسان إن واالقتصادي السياسي

له هيأنا إذا إال المستعمر، اآلخر باتجاه الدونية من وتخليصه تغييره يمكن ال الحضاريبالّشخصية . � متعاليا � وشعورا � أصيال � ثقافيا � وجوا االستعماري الّنفوذ من � متحررا � تربويا � مّناخا

حوار في معها يعتبر واألشياء األفكار من عالم في والدته مّنذ الفرد فإن حال أي وعلىالتي والصورة ويصحو، ثّناياه في اإلنسان يّنام الذي الداخلي الثقافي فالمحيط دائم،

فيه تفصيّل كّل يخاطب الذي الثقافي إطارنا الحقيقة في yو�ن� yك ت اليومية حياتّنا عليها تجريعّندما ولمعاصريّنا، لّنا مفهومة بعضعباراتها تصبح ما سرعان ولكن مل�فّزة، بلغة روحّنا

وعالم األشياء وعالم األفكار بعالم واحدة مرة تتصّل استثّنائية ّظروف لّنا تفسرهاالجاذبية سر عن لّنيوتن التفاحة كّشفت كما � تماما مضمونها عن تكّشف بها فإذا العّناصر،

(55:3) االشياء عالم خفايا حّل� يحاول أن األفكار لعالم نترك عّندما إال يكونا لن والعطاء فاإلبداع

إذا أما ما، مجتمع في العلمية الّنهضة تقوم وبذلك تترى، الحلول تتوالى الحالة هذه فيالعلمية األمور وتراوح الكّشف، في قصور عّنده فسيكون � مستعارا األفكار عالم كان

. مكانها

ذلك فيقتضي واإلسالمي، العربي العالم في اليوم إلنسان جديدة � ذاتا نّنّشئ أن أردنا وإذااإلستعارات من العام، واالجتماعي والمدرسي، األسروي، المحيط تّنقية شيء كّل قبّل

واإلنحراف والتجهيّل التفقير زرع يحاول ،� تخريبيا � إستعماريا � هدفا طياتها في تحمّل التيغفلتّنا ) استغالل وأهمها الوسائّل، بّشتى مجتمعاتّنا الفرد    (222:8في ومكانة دور ويتحدد

إلى اإلشارة يمكن إذ باألفكار، أم باألشخاص أم باألشياء المجتمع لعالقة � تبعا أمته فياالجتماعي – الّنفسي والتطور الفرد، عّند العقلي الّنمو بعضمظاهر بين التّشابه أوجه

الثالثة باألعمار � أيضا هو يمر األخير وهذا للمجتمع،

1- الّشيء . مرحلة

2- الّشخص . مرحلة

3- الفكرة . مرحلة

الفرد . عّند نراه الذي بالوضوح ليس أخرى مرحلة إلى مرحلة من هّنا االنتقال أن بيدنّشاطه ففي المعقد، الثقافي عامله له التطور من مستواه كان مهما مجتمع فكّل

يظّل : ولكن واألفكار، واألشخاص، األشياء الثالثة العوالم بين تّشابك هّنالك المتّناغمسلوك في يظهر الذي الرجحان وبهذا الثالثة، العوالم هذه ألحد رجحان � دائما هّنالك

( المجتمعات من سواه عن مجتمع كّل يتميّز وفكره (36:4المجتمع . ) وإنما ) ، األشياء المادية الوسائّل بّنقصفي � حتما � ليسموسوما المتخلف فالمجتمع

لديه، المتوفرة للوسائّل استخدامه طريقة في خاصة بصفة ويتجلى لألفكار، بافتقارهفي أسلوبه األخصفي وعلى غيرها، إيجاد عن عجّزه وفي الفاعلية، من متفاوت بقدر

مترددة ولو رغبة أي عن يتخلى عّندما اإلطالق، على طرحها عدم أو مّشاكله طرح � وثّنا مّنه فيجعّل الّزعيم شخص حول يدور فإنه األشخاص، عالم مع حاله أما لها، بالتصدي

yعبد . ياألفكار، عالم حول يدور وأشخاصه أشياءه عالم كان إذا إال تخلفه من لمجتمع خالص والثم أخطائها من خطأ اكتّشفت هي وإذا بثورة، ليست أخطاءها تخّشى حين فالثورة

وأمر أدهى فاألمر عّنه . التفتت( تلتهمّنا : ال حتى نكتّشفها عّندما الفضيحة نكّشف أن � دائما يجب ماركس يقول هذا وفي

16 15:2،) .

- ( قوية أخالقية قاعدة لها تكن لم إن اإلنسان تغيير تستطيع لن ثورة، أي (21:2فإن .

Page 21: الحوار بين الحضارات

وليس - بالدولة، الّشعب يصّل الذي الجسر يعيد والجماهير المسؤولين بين الحوار إنمن � مّزيدا ثمّنها كان ولو المعجّزات، تتحقق أن المتبادلة الثقة من المّناخ هذا في � غريبا

( سحرية بعصا وضحاها عّشية بين تّزال ال الصعوبات ألن 24التقّشف أن( ،23:2 وعليّنا ، بالحقوق نطالب أن قبّل الواجب . نقدم

االنتفاعيين … ! - ويجتذّب الذباّب يجذّب كالعسّل إنها كلمة من أغراها فما الحق أماالذين الّنافعين غير تجتذّب ال الواجب كلمة بيّنما اإلنتهازيين واالنتفاعين والوصوليين

( مجتمعهم لّنهضة � حقا قبّل(. 29:2يسعون بحقوقه يطالب المتخلف المجتمع في فالفرد أردت فإذا الحقوق، على بالحصول الوحيد الكفيّل هو الواجب أداء بيّنما بواجباته، يقوم أن

( نفسك اصلح الدولة أمر تصلح (34:2أن .

2- مالك : فكر في والوقت اإلنسان مع الحضارة يّشكّل الذي الثاني العّنصر وهو التراّبنبي . ابن

حيث من التراّب عن يتكلم ولكن وطبيعته، خصائصه في يبحث ال التراّب عن يتكلم وحيثفحيّنما مالكيه، قيمة من مستمدة للتراّب االجتماعية القيمة وهذه االجتماعية، قيمته

تكون وحيث القيمة، غالي التراّب يكون متقدمة، وحضارتها مرتفعة، األمة قيمة تكونوذلك – - االنحطاط، من قدرها على التراّب يكون اليوم الحال هو كما متخلفة األمةالحقول بّشراسة تغّزو الصحراء رمال هي فها عليه، يعيّشون الذين القوم تأخر بسبب

( المقفرة . الصحراء يدي بين يتامى أهلها فتترك العربي الوطن امتداد على الخضراء140:1) .

أو الّشجرة لهذه الّزارع اإلنسان كان إذا لكن الّشجرة، غير األزمة لهذه حّل ال أنه وبدهيمرة األخضر اللون رؤية من أمّل فال داخلي، تصحر يعيشحالة رعايتها، على المؤتمن

نعتبرها . أن يمكن التصحر لوقف تجربة سورية في ولّنا كهذا إنسان ويد نظر تحت ثانيةعلى لكّنّنا الغراس، من الماليين غرسعّشرات تم أنه المسؤولون يعلن � فسّنويا متقدمة،

الرقم في الدقة لعدم أو المستمرة، العّناية لعدم سواء ذلك غير الحال واقع أن يقين.اإلحصائي

أو السطح في عليه مورست التي الّنهب أشكال كّل رغم ،� بكرا يّزال ال العربي ترابّنا إنعدواني وبّشكّل له إهمالّنا بسبب األغلب وعلى اآلخرين، قبّل من العمق              . في

 الحضارة : -3 تكوين في الثالث العّنصر وهو الوقت

يعيشفيها التي الرقعة ساعة وعّشرين أربع في ويروي العالم، يعبر قديم نهر الّزمن إنتصير قد ؛ هّناك و هّنا �� تاريخا تصبح التي الساعات وهذه به يعمّل الذي والحقّل شعب؛ كّل

التائهة الساعات بمقياس الّزمن قسّنا وإذا خريرها، تسمع رؤوسال فوق مرت إذا � عدما( � شيئا تساوي ال (59:2فالقرون .

نّشوة أو الغفلة ساعات في الحضارات وتّنسى ،� أحيانا نّنساه إنّنا حتى صامت نهر لكّنه( تعوض ال التي قيمته تحصيّل( 145:1الحظ أو اإلثراء أجّل من الوقت يكون ال وحيّنما ،

واالنتصار الخلود لتحقيق أو البقاء، على للمحافظة � ضروريا يكون حيّنما أي الفانية، الّنعمال التي قيمتها ويدركون الهاربة، الساعات صوت الّناسفجأة يسمع األخطار، على

الساعات وإنما األلم، أو السعادة أو الثروة الّناس تهم ال الساعات هذه ففي تعوض، ) ال . ) التي المصقلة الوحيدة العملة فهي ، العمّل ساعات عن حيّنئذ فيتحدثون نفسها

بعد المرء يجدها وأن تضيع، أن يمكن الذهبية العملة إن ضاعت، إذا تسترد وال تبطّل،( مضت إذا تستعيدها أن وال دقيقة، تحطم أن العالم في قوة أي تستطيع ال ولكن ضياعها،

146:1) .يدق عّندما ولكن متحضر، شعب أي كحظ الساعات من واإلسالمي العربي الّشعب وحظالمتحضرة … البالد في العمّل مجاالت إلى واألطفال والّنساء الرجال � الّناقوسمّناديا

نعرف .. اإلسالمي العالم في فّنحن المؤلمة المسألة هي تلكم ؟ الّشعب يذهب فأين . !) تجّزئته ) وال معّناه ندرك ال وألنّنا عدم، إلى يّنتهي الذي الوقت ولكّنه الوقت يسمى � شيئا

فكرة اآلن إلى نعرف ولسّنا وثانية، ودقيقة ساعة من أجّزائه قيمة ندرك ال ألنّنا ؛ الفّنية( ) بالتاريخ) � وثيقا � اتصاال يتصّل الذي التأثير( 146:7الّزمن معّنى يتحدد الّزمن فكرة وبتحديد

هو بعد، نكسبه لم الذي المعّنى هذا يّنقصّنا، الذي الحاضرة الحياة معّنى وهو واإلنتاج،

Page 22: الحوار بين الحضارات

واألشياء المعاني تكوين في والّنّشاط، الفكرة تكوين في الداخّل الّزمن  . مفهومملحة حاجة في فّنحن قطارهما، يفوتّنا يّزال وما كان للتوقيت الخاضعان والحياة فالتاريخ

التي . المّنطقة بتحديد ذلك ويكون تأخرنا نعوض لكي واسعة وخطوات دقيق، توقيت إلى( � يوميا أرضّنا على تمر التي والعّشرين األربع الساعات من معيّنة، ساعات (147:1ترويها . 

. خربة ساقية من الماء يهرّب كما هباء، يضيع أن يجب ال التاريخ، الّزاحفصوّب وقتّنا إنقيمة � تماما اإلسالمي العربي الّشعب تعلم التي الضرورية الوسيلة هي التربية أن شك وال

؟ . تربوية وسيلة بأية ولكن األمر  هذا( ! الهارّب الوقت لخطى الصامت الصوت ثرثار شعب يسمع أن الصعب من (147:1إنهالقانون تطبيق في حازمة قيادية، وطّنية، قدوة، إلى يكون ما أحوج حاله هذه � شعبا إناألفراد يعتاد ريثما تعلّنه التي الّنهضة مّشروع عن انحراف ألي تسمح وال الجميع، علىإنسان خالل ومن حقيقية العمّل ساعات فتصبح اليومية حياتهم في السلوك هذا على

علمية : عملية نهضة بدأنا أنّنا نقول أن نستطيع وجه أكمّل على الوقت استغالل يستطيعبأيدي إال تقوم ال الّنهضة و تّناسبّنا، التي اإلجتماعي التغيير خوارزميات وفق حقيقية

األذكياء و .األتقياءالظواهر متجاوزا المّزمّنة التخلف مّشكالت حول الحفر في نبي بن مالك أمعن وقد

والقوانين السّنن عن األعماق،وباحثا في المتغلغلة الجذور إلى السطوح على الطافيةاالستعمار مّشكلة ومن والفعالية، القدرة إلى العجّز حالة من الّشعوّب بتحول الكفيلة

المطالبة ومن البّناء، حالة إلى تكديساألشياء حالة ومن لالستعمار، القابلية مرض إلىعالم إلى واألشخاص األشياء عالم من واالنتقال أوال، بالواجب القيام إلى بالحقوق

مفاتيح بأن حتمية قّناعة إلى نصّل أن ويجب التخلف، مّشكلة بحّل نبدأ بها التي األفكاراآلخر عّند ال الذات في هي المّشكالت .حّل

الّثقافي البناء بين الجديد العربي اإلنسان مفهوماالجّتماعي والبناء

16أبريل th, 2006

شريط. األخضر د

الجزائر جامعة

كمفهوم اإلنسان بها yعرف ي أن يجب التي الكيفية إبراز هو الموضوع هذا الغرضمن إن . في العربي اإلنسان معّنى على نأتي ومّنه تّناولوه أن األولين والفلسفة العلم ألهّل سبق

– . نظرنا في تخضع أن يجب التي الصورة وهي المعاصر للوقت عّنده صورة أتم . التي: الثقافية للداللة بّناء وعملية الموحدين بعد ما عصر لرواسب تّنحية عملية لعمليتين

. تّنمية عملية في إال نراها ال التي الداللة تلك بها يسبغ أن .يجب

التاريخي:        لمحصوله .أوال

االجتماعي      لمحصوله .وثانيا

فإذا .  على   به يحيط الذي الراهن من والصالحة، الصحيحة األفكار يّنتقي أن اإلنسان هذا تطوير من يتمكن لم ومّنه الّنهضة إرهاصات يّشبه ما بدور قام قد اإلنسان هذا كان

. معقدة جد ثقافية عملية هو الجديد اإلنسان هذا به يقوم ما فإن العربي . المجتمع

   . عدم في السب هو فما للتّنفس واألوراق الجذور على يحتوي األخير هذا كان وإذاالثقافي؟ إقالعه

العربية      للذات مّنهجا الّنفسي التحليّل من نتخذ سوف الموضوع هذا إشكالية لمعالجة

Page 23: الحوار بين الحضارات

له عبيدا نكون أن .دون

أن    دون كّنموذج العربي المجتمع حللت التي االجتماعية بالدراسات نستعين أنّنا كما . إلى الولوج من األتّنوغرافيا تمكّنّنا سوف وعليه الجديد اإلنسان لهذا تصورنا من yمكّنها ن

اإلنسان هذا خفايا ومّنه المجتمع هذا .خبايا

لإلنسان      الكالسيكي المفهوم .في

الذي         الوحيد انه بذلك يعّنون وهم ناطق حيوان اإلنسان أن قديما الفالسفة قال لقدذلك ) اإلنسان أن على تؤكد المعاصرة والبحوث اللغة، وخاصية التفكير بخاصية تميّز

جملة[( 1المجهول ()] يكون أن الممكن من بّل وحسب، واحد لتعريف يخضع ال مفهوم هو . الفيّزيائي التعريف على نعثر كأن العلمية التخصصات مختلف فيها تّشترك يف تعاروالّنفساني واالجتماعي والبيولوجي له الكيميائي التعريف على نعثر أنّنا كما لإلنسان

مختلف … على كلها هذه التعاريف تظافر هو اإلنسان أن هّنا والمهم وإلخ واالقتصاديقال. حين العربي الّشاعر وصدق :موضوعاتها

  صغير جرم أنك األكبر      وتحسب العالم انطوى وفيك .

  . سّنتّناوله ما ذاك بالجديد المقصود ؟وما العربي اإلنسان مفهوم أو داللة هي ما هّنا ومنالموالية الّنقطة  .في

  الجديد العربي اإلنسان :مفهوم

لهذا      الثقافي بالتاريخ نستعين وأن بد ال التحديد هذا يضبط مفهوم إعطاء إلى نصّل كي . التي االجتماعية الدراسات بأهم نستعين سوف أنّنا كما له عبيدا نكون أن دون اإلنسان

. . بمعّنى واالقتصادية التربوية للدراسات بالّنسبة الحال وكذا الموضوع هذا حول أقيمتمّنها، يتّنحى ما تّنحية أجّل من هذه الدراسات لمختلف تحليّل بعملية نقوم سوف أنّنا

تصب . أيضا بّناء بعملية نقوم وسوف الجديد العربي اإلنسان مفهوم على الوقوف بغرض . العربي؟ لإلنسان الثقافي التاريخ عن ماذا أوال نفسه الغرض في

داللة      تفحصّنا كما عربي، وداللة معّنى أوال نتفحص أن بودنا هذا الخوضفي فبّلالسابق في .اإلنسان

وهذه     العرّب إلى نسبة أنها تعّني ما في تعّني نجدها الداللة هذه عن نتحدث عّندماالبادية لسكان اسما ذلك وصار األصّل في جمعه واألعراّب إسماعيّل ولد هم إنما األخيرة . . بالله) يؤمن من األعراّب ومن اآلية ونفاقا كفرا أشد واألعراّب اآلية آمّنا األعراّب قالت

: بإفك� ( فخر ذووا أعاريب الّشاعر قال أعاريب، األعراّب جمع في وقيّل اآلخر    واليوم المقال في لطاف� .وألسّنة�

المفصح والعربي، البادية، سكان إلى للمّنسوبين اسما صار التعارف في واألعرابي … . : الله قال الكالم من البين الفصيح والعربي نفسه عن أعرّب يقال البيان واإلعراّب

.… إليه، المّنسوّب كلفظ لفظه فيكون عربي قيّل إليه نسب إذا والعربي عربا قرآنا تعالى[(. فعله باسم فسمي العربية إلى السريانية نقّل من أول هو قيّل معّنى[(. 2ويعرّب ويقابّل

بان ” إذا الدار واستعجمت اإلبهام، واإلعجام اإلبانة، خالف والعجمة أعجمي لفظ عربي : بالد عن خرجت العرّب بعض قال ولذلك جوابا، يبين من أي عريب فيها يبق ولم أهلها

. في من واألعجم إليهم، مّنسوّب والعجمي فيها السكان وكون عمارتها عن كّناية تّنطق،العجم ….)] عن فهمهم بقلة اعتبارا عربي، غير أو كان عربيا عyجمة [(3لسانه

لكلمة     نفسها تقريبا الداللة يعطي نجده خلدون بن العالمة مقدمة تفحصّنا ما وإذا

Page 24: الحوار بين الحضارات

: في والفصاحة الكالم، في بالبيان األمم بين موسومين يّزالون ال العرّب إن يقول العرّب”: لقولهم اإلبانة من مّشتق فإنه االسم بهذا سموا ولذلك اللسان، في والذالقة المّنطق،

[( ”… عّنه أبان إذا ضميره في عما الرجّل [(4أعرّب .

  : وبيّنا بالتفكير متيّنة عالقة على أنها كيف وبيّنا اإلنسان خاصية الّنطق ان السابق في بيّنا : واضح بالسليقة أنه بمعّنى الكالم في البيان في األمم بين موسوم العربي أن كيف

تلك حضارة قاد أنه عّنه تحدث التاريخ أن كيف وسّنبين التفكير واضح ،أنه كما المعانيالحضارة بّناء في ساهم أنه عّنه يقال ما أقّل وتراثا إرثا لإلنسانية خلفت التي الحضارة

له )] اآلخرين بّشهادة من[( 5المعاصرة للعربي مّنها يّنظر كان التي الصورة وتغيرت الجغرافي الرحالة الفداء أبو هامة أنها اإلفرنجة قال هامة طلعت إذا كان التي الحالة

ما ) الهائّل االنقالّب هذا مسؤولية يتحمّل نظرنا في ولعله تماما مقلوّب وضع إلى العربي[( التاسع( القرن يتحمّل كما ، العربي هذا في االنحطاط عصر عبء[( 6فعله عّشر

:المسؤوليتين

التي  مسؤولية       -1 اآلليات يغير ولم االستعمار به فعله بما مكترث غير بقي العربي أن الحقيقية التّنمية في اإلقالع من تمكّنه

2- “ ” العجوز تلك له تعرضت الذي اإلنهاك فرصة يستغّل لم أنه المسؤولية وثاني - بحاجة” - كانت التي العربية الذات تلك وتطوير تّنمية لصالح استقالله بعد الّشمطاء . العربي اإلنسان وتّنمية تطوير مسألة أن رأيّنا هّنا ومن مضى وقت أي من أكثر ماسة

؟ ذلك وكيف ولكن العربية للذات وتطوير تّنمية شيء كّل وقبّل أوال هي مستدامة تّنميةالتالية الّنقاط في خيوطه عن نكّشف سوف التي المحاولة هي : تلك

والبّناء        التّنحية عمليتي في اآلن نّنظر المقصد يوضح ال أن يمكّنه لما تذليلّنا بعد : : . مفهوم المعاصرين المفكرين لّناأحد يحدد أوال الجديد العربي اإلنسان لمفهوم الثقافي

البيولوجية الصفات مجموع تكون أي الطبيعي شكله على يوجد نّشأته في فهو اإلنسان،أو كالطول جسمانية، صفات الصفات هذه أكانت سوء شخصيته سمات تصّنع التي هي

” . الصفات … هذه كانت أو إلخ الجسدية البّنية وضخامة والّنحافة، والسمّنة القصر،بالجانب الخاصة والصفات واألجداد اآلباء من السائدة الصفات كوراثة وراثية، صفات

اإلنسان في .الطبيعي

يختلف           لكّنه البيولوجية الخاصة حيث من الحيوان بعالم شبيه الحالة بهذه واإلنساناليوم اإلنسان عالم أن� البيولوجيا، علماء اليوم أكد إذ كليا، الحيواني العالم هذا عن

سوى توجد ال اإلنسان في الطبيعية الخاصية أن هو والمهم الحيوان عالم غير بيولوجيا . حاجياته يلبي أن فقط تؤهله ال اإلنسان عالم في الطبيعية الحياة فإن وهكذا الحيوان في

yمك�ن  البيولوجية، ت التي الفطرية االستعدادات مجموع أيضا فيه yوجد ت ذلك جانب إلى لكن . بيولوجيا هو كما به تأتي اإلنساني بالّنوع تأتي عّندما فالطبيعة التغيير عمّل من الفرد

- إلى – يتحول بّل فرد مجرد اإلنسان يبقى ال وحتى اإلنسان دور يكتمّل حتى بيّنما فقطوشحن – تغيير بعملية القيام هو العمّل هذا اإلنسان، هذا يّنتظر آخر عمّل هّناك شخص

جانبه في اإلنسان ترضي غايات ونحو نبيلة أهداف نحو يوجهها كي فيه، الفطرية للملكات . نفسي تغيير عملية من الفرد به يقوم ما هو العمّل هذا إن خاصة األخالقي القيمي،

. الحال بهذا واإلنسان به الخاصة واإليديولوجية الّشرائع له تحددها التي والوجهة تتماشى” : حالة من فيه، الذاتي الجانب أوال يغير شخصعّندما إلى فرد من يتغير أن له يمكن

التغيير ” ” “. عملية أن ثم به، المحيط الواقع يغير أن يمكّنه حيّنئذ العقّل حال إلى الطينهي شروط وفق تكون : هذه

الحياة : في لمّنهجه الموجهة بالفكرة اإلنسان يقتّنع أن .أوال

Page 25: الحوار بين الحضارات

[(. الفكرة: بهذه اآلخرين yقّنع ي أن [(7ثانيا

في           ما حد إلى مساهما يكون أن يستطيع فإنه الثّنائي، العمّل بهذا اإلنسان قام وإذا . الحضارة صّنع في شخصمساهم أنه عّنه نقول أن نستطيع وبالتالي التاريخ .صّنع

الذي           التغيير عمّل فردا  إن كونه من اإلنسان يحول ” INDIVUDU ” كونه إلىشروط ” PERSONNE ”       شخصا عدة أيضا : يقتضي

به: المحيط الواقع فهم ومن نفسه، فهم من يتمكن أن اإلنسان على .أوال

يحيط: الذي الواقع ذاك فهم وفي ذاته فهم في توجهه التي للفكرة متفهما يكون أن ثانيا.به

من   عليه يتوفر بما جديدا يكون هذا اإلنسان أن هو اللفظ هذا من المراد أن والحقيقةفي عليه نعثر أن بإمكانّنا الذي هو الثقافي المبرر هذا ، الجدة لهذه يؤهله ثقافي مبرر

صفة أي الصفة لهذا تؤهله أوال تؤهله والتي ، سابقا إليها أشرنا التي المعطيات جملةالمبررات. لهذه فقدان من أوروبا و�اقع إليه آل ما في عربي كمجتمع وقعّنا وإال الجدية ) ( الثقافة : ” مدعوا دعي احتقر لقد قفالت �دت أر{ن حّنه مثال عّنها عبرت التي الثقافية

كعملة الثقافة دعي التقفها أن إلى الفائدة عديمة ألنها األمر بادئ الثقافية الموضوعاتبالّنفسأي االعتداد من أعلى درجة بها يكتسب أو المجتمع في رفيعا مركّزا بها يّشتري

الثقافية . القيم اعتبرت العملية هذه وفي بمحتده أو بطبيعته يستحق أنه يعتقد مما أعلىبليت – يد إلى يد من وبتّنقلها للتبادل قيما القيم، كسائر فكانت األخرى القيم من كغيرها

. ، األصّل في الثقافية األشياء كّل بها تتميّز التي القدرة فقدت إنها القديمة الّنقود كقطعتخفيض . ” عن يتحدثون الّناس بدأ هذا حدث فلما عواطفّنا وإدارة انتباهّنا استرعت قدرةالقيم “. “ تصفية سوق بمجيء كلها العملية هذه نهاية وجاءت القيم Ausverkauf“ قيمة

der werte واألربعيّنيات ، ألمانيا في والثالثيّنيات العّشريّنيات في  في والخمسيّنيات بأكملها “)] معا والخلقية الثقافية القيم بيعت حين ، بالمبررات[( … 8فرنسا ونقصد

يمكّنها. التي والمعارف والفّنون والعلوم األفكار من الهائلة المجموعة تلك أي الثقافيةتحليلّنا . بصدد ونحن ولعلّنا المثال الفرد أو األنموذج الفرد إنتاج في تساهم أن يمكّنها أوال

العربي الفرد لدى بها المّنوط بالدور للقيام قابليتها مدى لّنا يتبين الكّل .لهذا

الثقافي االجتماعي والبّناء العربي اإلنسان :أوال

     . هو “ الطبيعة وهدف المجتمع يصّنع التاريخ ولكن الّنوع، توجد الطبيعة إن قلّناأشكال من شكّل نحو التقدم بركب يسير أن التاريخ غاية بيّنما البقاء على المحافظة

الحضارة “. اسم عليه نطلق مّنا هو الراقية العودة[( . 9 )] الحياة باتت هّنا ومن

يتوفر . أنه نجد العربي لإلنسان التاريخي للموروث بتحليّل قمّنا فإذا ضرورية التاريخ إلىالتالية المعطيات : على

التي : تلك تاريخه في لها تعرض التي األولى الهّزة ومّنذ بات العربي اإلنسان أن أوال[(” ”: الكبرى الفتّنة بـ تسميتها على إن[( 10اصطلح ما أو معاوية أتباع من ماهو بين يفرق

سّنة ) ( صفين معركة أيام على وبالضبط عّنه الله رضي علي أتباع من . 37كان إذن هـ . في لتأثر تكن لم الهّزة تلك أن إال المسلم ضمير لها تعرض التي الهّزة بداية تلك كانت

[( المسيحية والكّنيسة غاليليو حكاية افتعلتها التي بالسرعة أن[( . 11عقله رأيّنا هّنا ومن مثال باتت حيث خلدون ابن أيام إلى والتطور والّنمو االزدهار من له يليق بما تمتع العقّل

.- - نبي بن تعبير حسب الموحدين بعد ما رجّل أمام ميتة حروفا الذي  مقدمته الّشيء فال ثمة ومن االنحطاط عصر شوائب تّشوبها العصر هذا تلت التي المحاوالت من جعّلتارة وجامدا تارة مترهال أنذاك نراه كّنا الذي المجتمع هذا أمام التاريخ مهام لتقلد مكان

Page 26: الحوار بين الحضارات

. ) بمحطته) يعودن العربي الفكر ومؤرخو وجامد جاحد بين العقيدة ضاعت حيث أخرىالمدرستين : من كّل صيحات إلى تعود حسبهم كانت والتي الّنهضة في البداية نقطة إلى

. مكانها تراوح بقيت المدرستين هاتين من كّل وأن الحديثة والمدرسة اإلصالحية المدرسة . الذات فهم يجب انه إلى يعود والسبب هيهات لكن وللتطور للّنهوض المخرج إيجاد في

االجتماعي بّنائه بإعادة وذلك واإلسالمي العربي المجتمع ومّنها .العربية

  . من بد ال أنه بمعّنى أي الّنفسي البّناء من يتم إنما االجتماعي البّناء أن نقول وللحقيقة - - : إلى الفرد يتحول البّناء هذا بموجب والتي الفرد ذات نبّني أن أوالها عمليتين توفر

. فيا. ) االجتماعي البّناء هو والذي البّناء هذا مع تام تطابق في يتم الذي ذاك ثانيها شخصاالجتماعي البّناء مقومات هي ما ثم أوال؟ الّنفساني البّناء مقومات هي ما . .ترى

أن      يجب عمليتين من بد ال العربية للذات الّنفسي البّناء يتم كي أنه نقول للحقيقةما رجّل شوائب من بها علق لما تّنحية عملية وهي األولى العملية ، الذات هذه بهما تتمتع

تتطلب هذه التّنحية أن كما ، وأفكاره صوره يحمّل بيّنّنا يّزال ال الذي ذاك الموحدين بعداجتهاد ) ولعّل العصر ذاك من ورثّناها التي وللعادات لألفكار الجذري بالتغيير يسمى ما

العربي الفكر تجديد كتابه في بالمالحظة جدير الباّب هذا في محمود نجيب زكي المفكرطريقة في أي الموضوعات قبّل المّنهج في بتغيير متعلقا طرحه بات األخير هذا أن إال

األشياء ()] مع وتعاملّنا ليس[(. 12تفكيرنا فإنه جذريا كان وإن هذا التغيير أن نقول أنّنا إال [(” مصر “ في الثقافة مستقبّل قبيّل وأثبت[(. 13من كمّنهج جرّب أنه هو بسيط لسبب

.فّشله

غّنى      أي الغّنى أساسها قواعد على أي صلبة أرضية على مقام هو الذي التغيير انه ثمليس المفلسفقال عن سئّل لما وسلم عليه الله صلى الله رسول أن حتى الّنفس،

هذا شتم وقد القيامة يوم يأتي الذي المفلسهو وإنما ديّنار وال له درهم ال المفلسمن . .. يريد هذا بقوله كان الكريم الرسول أن نفهم الحديث هذا من قال كما أو و هذا وضرّبالبّناء : أوالها البّناء هذا مقدمة في تكون أخرى شروط جملة فإن هّنا ومن الفرد ذات بّناء

من : إفالسه وأن أفكاره غّنى من الفرد غّنى أن األجيال في نرسخ أن عليّنا الفكري ( . من بّل األشخاص من جيّل لي كون تقول التي بالقاعدة نسترشد كأنّنا أفكاره إفالس

. اآلخر( وهو للغاية، مهم العربية للذات الفكري التقويم إن أنت من لك أقول األفكار . الذي الوقت في عليّنا أنه أقول أن أردت الّنفسي واالطراد الجذّب لعاملي بّناء يتطلب

على العالقة بانعكاسهذه نهتم أن عليّنا غيره، مع الفرد عالقات وتوجيه بتصحيح فيه نهتم . . هذا في نبي بن مالك يقول التربوي العمّل مّنا يتطلبه ما وهو نفسه الفرد ذاتية

فإن” – – نفساالتجاه، في يعمالن العادية الظروف في والمجتمع الفرد أن فكما المعّنىنتوقع أن يّنبغي التبادل هذا وبفضّل االجتماعية والعالقة الفردي االنعكاس بين تبادال هّناك

[(”. المسالة من الجديد الجانب هذا في الديّني الواقع البّناء[(. 14تدخّل فإن هّنا ومن : تّنحية عملية جديد من بّناء وعملية تّنحية عملية أسلفّنا كما الحقيقة في هو الّنفسي

- على – األمثلة ومن بالية أنها تاريخيا أثبتت ولتقاليد، ولعادات ولسلوكات وألفكار لمفاهيمهذه : حّل ما أنى تطارده القمامة من بهالة محاطا الفرد تجعّل التي السلوكات ذلك

. الفرد يكدس كأن تكديساألشياء فكرة وكذلك يقومها جمالي توجيه من البد السلوكاتهذا مكتبه في الهواتف من مجموعة المرة هذه مثال وليكن األشياء من هائلة مجموعةالتوجيه عامّل فعلى ومّنه المتحضرة السلوكات وترفضه العقّل يتقبله ال المّشين السلوك

( يّزع الله ألن السلطان بقوة يتدخّل أن بّل يمارسمهامه أن أي ، محله يحّل أن الثقافي .) وفي المصانع في العمّل وتيرة تسيير مع الحال وكذا بالقرآن يّزع ماال بالسلطان

بلدانّنا من بلد ألي الكبر المؤسسات وحتى والثقافية واالجتماعية االقتصادية المؤسساتلما تّنحية عملية به الن شاق عمّل أيضا وهو الوقت استعمال حسن من فالبد ، العربية

وأصبحت العباسيين، أيام على تبّني كانت التي العربية بالذات على  لصق مترهلة ) المجهودات) إن المتقدمة البلدان تعرفها التي واإلنتاج العمّل بوتيرة مقارنة أيامّنا

” المطلوّب“ المستوى إلى تصّل لم التّنمية ميادين في بذلت التي الجبارة ) أن نعلم لماروتردام مجتمعة 10يصدر  Rotterdam ميّناء العربية الدول كّل تصدره ما مرات (.

Page 27: الحوار بين الحضارات

     . سبب الذي الثراء هذا طبيعته ثراء رغم والغبن المسغبة يعيش العربي االنسان إن إذنمّشاكّل . )( له

     - -” نتمادى “ أن في المّشكّل وإنما يقال كما عرجاء شفيت أنها في وليسالمّشكّل هذهالمطالبة . قبّل بالواجبات القيام توفر أن هذه العربية الذات على وشانها تركها في

الذات هذه أن هو بسيط لسبب سياسييّنا تؤرق باتت التي المعادلة وهي بالحقوقعلى االقتصار أو بالحق المطالبة على سابق بالواجب القيام أن تّناست أو نسيت العربية،

- المجال – هذا في االنحطاط شوائب من الذات بهذه لحق لما طبعا فقط المطالبة هذهفعالة هذه العربية الذات أو الّنفسهذه تعد فلم الّنفسي االنطفاء سبب بدوره والذي . عليه الله صلى الرسول حديث إليه أشار قد مرضكان وهو مّنها المطلوبة بالكيفية

( .” “ : والقانون والفراغ الصحة آدم بّني فيهم مغبونان نعمتان قال حين ما يوما وسلم . فلكي ومّنه المرض األنفسهذا في دّب كلما كالصاعقة يّنّزل الّشأن بهذا الّشاقولي

بهذا العملي للمّنطق األجرومية مسايرة من بد ال العربية بالذات الوضع هذا من نتحول. الّشأن

  الجديد العربي لإلنسان المجتمع به يقوم أن يمكن ما به ونقصد االجتماعي البّناء عن وأما.هذا

وأنّشط ”     الدوافع أقوى يّنتج الذي الوسط في أقوى تكون والفاعلية تقول قاعدة هّناكالتوجيهات “) ] وأقوم بمثابة[(. 15الحركات الفرد من جعلت قد الماركسية كانت فإذا

المجتمع أي الكّل هذا أن نقول فإنّنا الجّزء، على للكّل تغليبها دافع من الجسم من الخلية : . مجاله في تحدي يواجهه العربي والمجتمع أفراده فعالية من انطالقا إال يقوم الذاك : مع للتمّزيق تعرضت قد االجتماعية عالقاته أن هو التحدي هذا االجتماعي

. ) تلك) فإن اليوم وأما الّشأن هذا في ترسباته من نعاني زلّنا ال الذي الّنحطاط عهد العهد “ . ” والمجموع“ للمجموع الفرد أن قيّل ومرة حللّنا ما أنى تطاردنا معّنا الزالت الحالة

-. ال”. حتى طبعا فيه باألفراد لعالقاته مد عملية في يكون المجتمع أن هذا ومعّنى للفرد …“ : المجتمع أن وبما قالت حيث رندت أ حّنة عّنها عبرت التي السحيقة الهوة تلك تخلق

” فقط، “ المال لديها يوجد لم التي السكان مجموعة على اشتمّل الصالح المجتمع بمعّنىفإن ، للثقافة يخصص الذي الوقت أي ، الفراغ أوقات ذلك جانب إلى لديها وجدت بّل

عبء من السكان جمهرة فيه تحررت جديد وضع على ريب بال يدل الجماهيري المجتمع” ،إذن “ للثقافة يكفي ما الفراغ أوقات من أيضا هي لديها فأصبح ، جسديا المضّني العمّل

المّشترك القاسم لكن ، مترابطتان ّظاهرتان الجماهيرية والثقافة الجماهيري فالمجتمع[( -”… . أيضا الجمهور فيه أدمج الذي المجتمع بّل الجمهور ليس [(16بيّنهما

وأقول   ومن  أعود قيم ومن أفكار من يملك بما المجتمع يّزودون الذين األفراد هؤالء . اإلنسان مساهمة إمكانية مدى لّنبين الكّل لهذا تحليّل على وسّنأتي اقتصادية مادة

التّنمية في .العربي

عملية       من له بد ال العربي اإلنسان ومّنه العربي المجتمع هذا يّنطلق كي أنه قلّنا بداية . بد ال بمعّنى االجتماعية عالقاته تمّزيق على تأتي ما غالبا التي االجتماعية للقوارض تّنحية

في يترهّل العربي اإلنسان أن نّشاهد فّنحن فيه لألفراد يعيش وكيف المجتمع تربية من . له يقدم بما مبال غير الغير هذا وأن للغير االقتصادية للمادة أو الخلقية للقيمة تقديمه

. واجب واجبان عليها التي األخيرة هذه االجتماعية للذات الّنكوص من نوعا يخلق مما : . هذه العالقة إن األفراد حماية بواجب ولّنبدأ المدني المجتمع انتقاء وواجب األفراد حماية

واجب من أنه فكما األسرة في باألبّناء اآلباء تربط التي العضوية العالقة ما حد إلى تّشبهبتوفير وذلك أفراده حماية المجتمع واجب من فكذلك أبّناءهم حماية األوالد على اآلباء

. متانة العالقات هذه تّزيد أخرى، قيم ومن توادد ومن تراحم من لهم الالزمة الرعاية . المادة لهم يقدم أن أعّني الدهر نوائب على العون لهم يقدم أن واجبه من وكذلك

Page 28: الحوار بين الحضارات

. التاريخي. للمجتمع مكونين يكونون وبهذا التّنمية على تساعد التي .االقتصادية

     : يرسم بلون يتميّز كأن به الخاص أفكاره عالم أيضا يبّني أن عليه العربي اإلنسان إن . تّشترك وأن القيمي وكذا والفّني والعلمي الثقافي نّشاطه تقود التي الفكرة خالله من

اللون هذا في السياسية الوحدات                    .كّل

إلى       يرتقي أن لّنفسه يسطر كأن استراتيجيته انطالقه قبّل يرسم مجتمع كّل إنإلى متطورا تجعله قد التي به الخاصة معالمه يرسم كأن أو ، المتقدمة الدول مصاف

.المّنتهى

  وارد غير االستراتيجية هذه تحديد مّشكّل زال ال العربي العالم في نحن لّنا فبالّنسبةاألسف . مع األفكار هذه لذلك تؤهلّنا التي األفكار امتالك عدم من نعاني زلّنا ال أنّنا بسبب

وال السياسي الوصف في اليسارية باألفكار تسميتها على اتفق التي لألفكار مّنمية هي الأن . هو ووحيد واحد لسبب وذلك اليميّنية باألفكار وصفها على اتفق التي باألفكار هي

. أن كما الفّشّل، سوى يّنتج ال الفّشّل أكده والذي فّشلها أكد والمعاصر الحديث التاريخ . فيه يفكروا أن العرّب واجب من الذي السؤال يطرح هّنا ومن العدم سوى يؤتي ال العدم

الثقافي البّناء في الّنظر بإعادة إذن تتعلق المسألة إن ؟ غيرنا نجح حين في فّشلّنا لماذاأمثلة نسوق وسوف ، أشرنا كما األفكار تصحيح يتطلب الذي البّناء هذا العربي للعالم

. وفي السياسي المجال في المتتالية هّزائمّنا نتذكر إنّنا الفكرة في فّشلّنا خاللها من نوضح . إليّنا سيقت لقد االجتماعي المجال في وحتى االقتصادي المجال وفي العسكري المجالأو الفكرة نملك ال ولكّنّنا البرامج األحيان من كثير في نملك أنّنا بسبب الهّزائم تلك كّلفهي بأسره الّشعب عمّل يقود الذي الّنّشيد هي اإليديولوجية أو فالمفهومية اإليديولوجيا

.… .… إنهاضمصيرها على تتظافر كي األمة مجهود إيقاع يضبط الذي الحيادي الصوت[ الّشعب روح إالمن يّنبعث أن يمكن ال الّنّشيد ومن[( 17فهذا تاريخه من تقاليده من إنها ،

ذاك “. هي المفهومية أن بذلك يعّني وهو ناّظريه في مقدسا نضاله أو عمله يجعّل ما. ولكي التاريخ في المّشترك للعمّل الجماعي القيام أجّل من الوّظيفية األفكار من الّنسق

وهي شرط توفر من بد ال األيديولوجية أو المفهومية هذه        :تتحقق

سياسة : ” ”        يميّز الذي الجوهري المقياس بالتالي هو اإلجماع ألن اإلجماع أوالمع[( 18ناجعة] الفرد تجانسعمّل إذا إال اآلخر هو مجديا يكون ال اإلجماع هذا أن غير

العكس فإن وإال حتما – –         الدولة يؤدي والدولة األفراد بين يقع الذي التضارّب أي الثالث العالم بلدان في حاليا يحصّل ما وهو ديكتاتورية السياسة تكون أن .إلى

إن: . والثقافي واالقتصادي االجتماعي الصعيد على والفرد الدولة بين التعاون ثانياوإذا الوطن واقع في المؤثرة للسياسة المحفّز هو المجاالت، هذه جميع في هذا التعاونما وهذا األمة مصير يأكّل الذي هو والتمّزق التّشتت فإن العكس، حدث أنه تصورنا ما

: أسف بكّل العربية البلدان بعض في … :  لبّنان،  يحدث عمّل ال أنه معه يعّني مما الجّزائر شعار ” يسودها شاملة فوضى في طاعّنة ومعارضات التّناغم وعدم االنسجام عدم سوى

نطاق” “. في والدولة الفرد بين التجانس أن نبي بن مالك ويضيف نفسك بخاصة عليك الضمير ” هذا ويجعّل الفرد ضمير في يتحقق األخير هذا أن هو آخر شرط له التعاون

” ” ” . كّشاهد الضمير المحكمة هذا وجود إن أخرى ناحية من وحكما ناحية، من موضوعاأبراهام ” ” عّنه يعبر ما قبيّل من يكون حين الحكم نظام في قلته يقوم الذي هو وممثّل

ممكن ” – بّشعب والتغرير دائما، ممكن بفرد التغرير إن المتحدة الواليات رئيس لّنكونيوم “. )] كّل ممكن غير أنه إال أيام [(19بضعة

السلم           شعارته يوقعن أن روسيا في كليّنين واحد على أملت التي هي الواقعية هذه” المال ” رأس الروسي للّشعب ليقدم يكن ولم للفالح، واألرض للعامّل، والخبّز للجّندي،

الّشعبي اإلدراك متّناول في هي صورة على فحواها، ترجم ولكّنه .كّنظرية،

Page 29: الحوار بين الحضارات

؟           الكلخوز ساعة دقت حين تبقى أن الّشعارات لتلك هيهات   !ولكن

موجهة ”           كأفكار تتضمن ال التي اإليديولوجية إن المعّنى هذا في نبي بن مالك يقولقصير– سياسة لغير الطريق تفتح ال سوف محترمة، كانت وإن فإنها عاجلة، مصالح إال

دفعتها “.)] التي الّشعارات قدر على المدى [(20محدودة

البحث نتائج

  الّشروط بأحد كذلك يكون أن يكّنه الجديد العربي اإلنسان أن القول :وخالصة

    - . الحضارة: سفح إلى أردته فكرية عادات من به لصق لما تّنحية بعملية يقوم أن أوالالعربي العالم في البّشرية للموارد تّنمية هي شيء كّل وقبّل أوال هي فالتّنمية هّنا ومن

به يقتدي الذي الّنموذج هذا إيجاد من نتمكن .حتى

     . ذاك: الثقافي عالمه في بّناء لعملية اآلخر هو يحتاج الجديد العربي اإلنسان أن ثانيابيّنه يحصّل الذي التعاون من الموجهة األخالقية معالمه بداية يرسم أن يجب الذي العالم

. الجوانب استثمار من بد ال أخرى جهة ومن جهة، من الفرد شؤون تدير التي الدولة وبينهي والتي العربي، اإلنسان في :األخرى

على: )      يتقدم الواجب أن اإلنسان هذا yعل�م ن أن يجب العملي التوجيه جانب ثالثايضمن أن أجّل ومن اقتصاديا الذاتي اكتفاءه بيدين يضمن أن أجّل من بالحق المطالبة

: الجمالي . التوجيه ثالثا هذا كّل مع مراعاة ضمان من البد أنه كما يداه عملته ما غيره أبلغ “ . الّناسأن نعلم ال أن وعليّنا أيضا الثقافي طابعها تأخذ هّنا والمسألة العربي لإلنسان

أن “ أعّني زمالئهم مع الحياة فن نعلمهم أن عليّنا وإنما جميلة أشياء يكتبوا أو يقولوا . الذي الجانب بهذا االعتّناء من بد ال لذ الوطن وجه هو الجمال ألن يتحضرون كيف نعلمهم

توجيه إلى اآلخر هو .يحتاج

صورته: نرى أن يمكّنّنا ال الذي البّناء ذاك العربي لإلنسان االجتماعي البّناء من البد ورابعا. الفرد ذات في االجتماعي والعالم السياسي العالم بين التعاون من الّشكّل ذك في إال

. تتألأل انفكت ما التي الذات تلك العربية للذات اإلنساني للجانب تّنمية نظرنا في وهي . التّنمية لمعالم إنّشاء عملية فإن ومّنه �حضارة بالال تتألأل اليوم لتصبح لها كانت بحضارةحلبة إلى يعود أن يمكّنه الجديد العربي اإلنسان أن حتى للغاية مهمة الذات هذه في

الخصيبة وحضارته به الخاص تاريخه سيبّني أنه نقول أن نستطيع وعليه .التاريخ

نبي - بن مالك فكر في اإلنساني -الّتغيير

21نوفمبر st, 2006

               بوعديلة/                                                 وليد األسّتاذ

سكيكدة                                                      جامعة:تمهيد

  شمولية، معرفية حلقة بتوفر إال إنساني، خطاّب أي خصوصية القبضعلى عملية تصعبمختلف مع وتتحاوران األخرى، البدائّل مع تتفاعّل ورؤاه الخطاّب تّشكيّل أن ذلك

معّنى سؤال القبضعلى إلى تطمح التي الورقة هذه تأسست هّنا ومن الخطابات،على المصطلحات، و المفاهيم عّند الطويّل الوقوف متجاوزين خطاّب، كّل في المرجع

الفضاءات ‘ كّل على يّنفتح لّنقاشمعرفي إثراء المرجع، أسئلة فتح إلى نطمح أنّنا أساس/"” ”“ : المعّنى الجواّب معرفة نحو السؤال شعارنا .و

Page 30: الحوار بين الحضارات

أو أداء كّل بأن يرى معرفي وعي من االنطالق الخطاّب، في البحث أبجديات من إنمرجعه حمّل إذا إال يكون ال األداء نجاح و ومرجعياته ته مّنطلقا عمقه في يحمّل سلوكفي ” يّنفصّل ال أنه إال للمرجع، القيمي المعّنوي الطابع ورغم الّنجاح، آليات و بدور

- – ” من الكثير أسفا لكن الواقعي، الحضور عن أو المادي الجانب عن السلوك فلسفة ).. اآلثار ) عّند و الّنتائج عّند مطوال تقف اجتماعية سياسية، معرفية، القراءات و التحاليّل

أبجديات و المرجع دالالت في الرحيّل سؤال أي الجدري، السؤال من متخوفة الماديةبمختلف و تجلياته بمختلف الحضاري، المّشهد تعقيد في ساهم ما وهو المّنطلق،

رؤية و تّشكيال والفراغ الخواء لجدليات حية صورة المدني المجتمع وكان .مستوياته،المرجع - 01 وسؤال الحداثة خطاب :اإلنسان،

في       االجتماعية أو السياسية المواقف عن السليم الفكري االنفصال دالالت منالذي الوعي ورفض فقط، واحدة مرجعية في الواحد الخطاّب حصر العربية، الخارطة

لبعض التوّظيف مستوى على سواء غيره، من يستفيد أن يمكن خطاّب كّل بأن يرىفي أو ثوابته، تلغي ال أو الواحد الخطاّب مع تتقارّب التي أو اإليجابية، المرجع عالمات

لمرجع التجسيد بعملية القيام عّند لآلخر اإلجرائية األدوات من االستفادة مستوى ) ألن) السياسي، الخطاّب عّند نقف أن السياق هذا في نريد وال ، الخطاّب مرجع الذات

الديموقراطي الفعّل أن رغم وأداءاتها، مرجعياتها بمختلف الخطابات أسئلة يفتح طرحّناالخطاّب عّند الوقوف اإلنسانية و االجتماعية العلوم في باحث كّل على يحتم العربيلضبابية نتيجة كانت وفتن، أزمات من العربية الخارطة تّشهده لما تجّنبا السياسي،

( الموقف عبثيه و الوعي سلبية و قلم(. 1المرجع يكتبها السطور هذه بأن القارئ ليعلم الخطابات – من الكثير ألن التصريح، هذا من ليحذر لكن الجمالي، األدبي التكوين بخلفية

البعض، بعضها عن تّنفصّل ال الحضارية المّنظومة أسئلة وتسائّل الراهن تحاور التي … لكّل مفتوح الفضاء فإن لذلك الديّني الفلسفي، اإلعالمي، الجمالي، فيها فيلتقي

معرفة إلى الوصول طموح ألجّل ومّنطلقها، مرجعها سياق في معرفية، مساهمةعقيدتّنا و بقيمّنا عالقته وفي الحداثي، الخطاّب بجوهر عميقة .شمولية

   : وماهي الحداثي؟ الخطاّب مرجعيات ماهي طرحّنا في البداية سؤال إلى نصّل هّنا ومنالخطاّب لمرجعيات يّنظر كيف اإلسالمية؟ الديّنية المرجعية من مواقفه

).… في) نبحث وأخرى األسئلة هذه ؟ الفلسفي الجمالي، السياسي، بحضوره اإلسالمي - نريده – واحدا، سؤاال عمقها في لتضع تلتقي لكّنها كثيرة أسئلة وهي وعالماتها، سرها

اإلجابة حضور غير من السؤال هذا يحضر وقد المرجع، و الحداثة سؤال إنه البداية سؤال.الّشافية

  محاصرا نفسه العربي لوعي وجدا الحداثة، الّنهوضووعي التأسيسالنطالق بدايات فيكان لو ،حتى اآلخر يحاور أن لّزاما فكان الوطّني، الخطاّب وبقداسة الديّني المرجع بقيود

للبحث الغربي المرجع إلى العودة أصوات فارتفعت لذات، ضميرا وعي حساّب على ذلكأن قبّل األكاديمي الخطاّب من البداية الحداثة،وكانت ومّنطلقات الّنهضة بواعث في

الثقافة أعالم بعض أراده جوهر الحداثي،وهو لفعّل جوهرا السياسي الخطاّب يلتقطفي حسين طه فعّل ما مثّل اآلخر، مع قويا و الهثا تفاعال بّل حميما، حوارا العربية

العربي الفضاء نحو الغربية المرجعية تصّل أن وفكره صدره يختلج الطموح مصر،وكان.كله

الخطابات ) نقصد العربي الخطاّب انفصال في ترى المعرفي األداء أبجدية كانت هكذا ) نحو األولى الخطوة تراثي، هو ما كّل عن المعرفي الخطاّب وبخاصة المختلفة العربية

( / سواء ، األخرى الخطوات تكن الحداثة،ولم الخطاّب بحر نحو اإلقالع سفيّنة على الوصولليسإال ( المادي العّنف بأن نرى األولى،فّنحن للخطوة نتيجة إال عّنيفة أو سلمية كانت

اإلقصاء، و اإللغاء روح يحمّل واحد، خطاّب تربة من يّنطلق وكالهما الفكري، للعّنف نتيجة) ( وماديا فكريا عّنيفة بطرق ولو األنا، جسد عن الحضاري االنفصال وعي يحمّل ذلك وقبّل

و البيولوجيا عالم إلى القراء يحيّل المّشهد فكأن اآلخر بجسد الحضاري االتصال قصدالتفاعّل انتظار في واألعضاء الخاليا بين الجامعة العمليات تّنجّز حيث راثية، الو الهّندسة

التّنافر .أو  الغربي المرجع مع الحوار و العربي المرجع رفض عّند الحداثي الخطاّب يقف ولم ) ( على دليّل ماهو لكّل وماديا قيميا التخريب و التهديم بعمليات يقوم أخد وإنما فحسب،

الوسائّل بمختلف الذاكرة و .التراث

Page 31: الحوار بين الحضارات

مرجعي خطاّب بين الصراع عالمات شهدت التي الوسائّل أكثر االتصالية الوسائّل وكانتالتي الجمالية الوسائّل نضيف أن ويمكن المرجع، هذا على يتمرد يرفضبّل وآخر عربي

) حساّب ) على ذلك كلن ولو رؤية و تّشكيال عالمي ماهو كّل في الدخول إلى أهلها طمحفيما قراءاتها كّل عاودت قد االنفصالية المواقف هذه أن ولو العربية، الجمالية المرجعية

فلسفية لمكاشفة محاولة في العربي الخطاّب ساحة إلى المرجع أسئلة وأعادت بعد،اآلخر مع الحوار قبّل والكون، .للذات

- السياسي الثقافي فالمّشهد االنفصال ومحاوالت المرجع، و الحداثة جدلية إلى نعودذلك يكون قد المتالحقة، االختالفات و الصراعات أفق ضمن العربي الّزمن في يتحرك

الهوية، وعي في الفصّل وغياّب إخفاق عالمة يكون وقد وجودي، ونّشاط صحة عالمة . ما كثيرا االنفصال في البحث و اإلنسانية التاريخية الحركية في السلبي الحضور ثمة ومن

انفصاال يريدونه من بين و نهائيا انفصاال يريدونه الذين أسئلة بين يتأرجح القارئ يجعّلالسياسي، االجتماعي، الميدان في الحضور طموح و القراءة وعى الختالف وهذا جّزئيا،

(2الثقافي)..( ) .الخطاّب متاهات المعرفية الذاكرة وإلى الوعي إلى تعيد الثقافية الفضاءات تلك كّل

نفتح أن اخترنا وقد الراهن، العصر و التراث في الفلسفية ورحلته العربي الفكريوقد خطاّب، كّل جوهر كّشف في المرجع ألهمية الحداثي، الخطاّب في المرجعي الجانب

البحث، و القراءة واصلّنا فإذا كثيرة، ألمور المعرفي الدخول عدم القارئ يستغرّب.)…( أدبية اجتماعية، سياسية، إعالمية، امتدادات ذات كثيرة أخرى مسائّل على النفتحّنا

فقط نبي بن مالك فكر عّند نتوقف أن نريد الورقة هذه في .ونحن2- / نبي بن مالك بدائل اإلنسان، تغيير الّثورة :فكر

  "” العميق “” بالبحث عّنوا الذين المفكرين أبرز من الّنبي بن مالك الجّزائري المفكر يعد” ”: ، الثقافة مّشكلة الكثيرة الفكرية كتاباته أله نقر أن ويكفي الحضاري، البّناء جذور  في

“ ” البالد” “ “ في الفكري الصراع ، األفروآسيوية الفكرة ، اإلسالمي العالم وجهة …” يخص” “ فيما الطرح وعمق التحليّل قوة لّنكّشف التيه و الرشاد بين ، المستعمرة

.. يّنظر وكيف الثورة أما الفكرية السيطرة طرق أو المجتمع، في الثقافي التغيير عمليةعلى نتائجها وماهي مّنها؟ تّنطلق التي األسس وماهي الّنبي؟ بن مالك المفكر لها

الفكري المّنظور في عّنها اإلجابة سّنحاول أخرى وأسئلة أسئلة هذه المجتمع؟ مستوى( الجّزائري المفكر (3لهذا .

  "” "” وعلى أسسصلبة، على ثورة أية تقوم أن على نبي بن مالك يحرص البداية في "”: إنها بّل العتاد، و العدد مع ريحها تدور الحروّب كإحدى ليست الثورة يقول متيّنة، مبادئ

"” فألساسفي المفكر، لهذا كثيرة كتابات في نجده ما وهذا والعقيدة الروح على تعتمداألفكار على ذلك قبّل يقوم ولكّنه فقط، المادية الوسائّل على يقوم ال الحضاري البّناء

هي ثورة أية غاية كانت لذلك الفلسفي، إطاره وتعطيه البّناء، لهذا تّنظر التي والرؤىشعورية حالة إلى سلبيين، فكري وموقف شعورية حالة من به واالنتقال اإلنسان، تغيير

** :"” "” إلى الوصول تستطيع ال الثورة نبي بن مالك يقول تحرري، فكري وموقف دافعةوأفكاره سلوكه حيث من فيها رجعة ال بطريقة اإلنسان تغير لم هي إذا أهدافها،

التراجع** من وتحفظها نتائجها تضمن كي الثورة لهذه يتوفر أن يجب ماذا ولكن وكلماتهالبطيء؟ الموت و

  امح مط تحقيق ألجّل عليها قامت التي المبادئ عن التّنازل عدم الثورة على أنه األكيد ** :"” "” يكون أن فإما بعدها، ما ثورة لكّل إن نبي بن مالك يقول آنية، أهداف أو مادية،أصحاّب صراع وإن يمسخها، و لها يتّنكر معاكس اتجاه في يكون أن وإما للثورة، مواصلة

.. إلى إضافة المبادئ هّشاشة و الّنيات، في ضعف دليّل إال ماهو ثورة كّل بعد المصالحأخالقيات عن دفاعا الّشرف، ميدان في سقطوا الذين للّزمالء وتّنكر للتضحيات، تجاهّلحفظ لعدم حتمية نتيجة هو الذي الثورية، الروح فقدان إلى يؤدي وهذا الثورة، هذه

.** تحقيق من تمكّنت الثورة أن فرضّنا وإذا الثورة ومسلمات لمقدمات الثائرة الذهّنيةلم إذا مبتورا، بّل ناقصا، يبقى االستقالل هذا فإن السياسي، االستقالل أي األول، هدفها **: ) ( أبّناء إلى يسّند وقد نبي بن مالك يقول ، اإلنسان تغيير للثورة الجوهري الهدف يتحقق

بالحروف مثال العربية البالد في تستبدل وقد يّشغلونها، المستعمرون كان وّظائف الوطنتصبح جميعها هذه التغيرات أن إال الحوانيت، والفتات واجهات على عربية حروف الالتيّنية ** يكاد تراجع مع لألسف وهذا اإلنسان يتغير لم إذا أمرها يستقر وال لألبصار، سحر مجرد

Page 32: الحوار بين الحضارات

االستعمار تصفية كانت لذلك الوطن، لهذا الذاتية وللثقافة الثقافية، للخصوصية كليا يكونتتحقق ال فهي الحضارة، ومفهوم الثقافة مفهوم يتضمّنها كثيرة أشياء تتطلب العقول من

. يحدثّنا و الدستور وتحرير االستقالل، إعالن ومجرد جيوشاالستعمار، انسحاّب بمجرد "” البالد“” في اإلنسانية شخصية على تسيطر التي لالستعمار، القابلية عن نبي بن مالك

- يقول – اإلنسان، لهذا الثقافي البّناء لهّشاشة طبيعية نتيجة وهي بالفتح المستعمرة ” :"” من“” تصفيته أصبحت حتى اإلنسان، يلوث كان االستعمار حّل أيّنما نبي بن مالك ” غير من مستقّل، وطن بّناء يمكن فال ، الثورة في ثوري عمّل أهم االستعمار، رواسب

وبثقافة تحرري، بفكر إال ، اإلنسان وهذا الوطن ذلك بّناء يتم وال مستقّل، إنسان بّناء ) ( ) ( تصفية كانت فقد لذلك ، العصرنة اآلخر على التفتح وغايتها الهوية الثقافي األنا أساسها

األرض في تصفيته على مفكرنا عّند مقدمة اإلنسان في .االستعمارتقوم أسسمتيّنة على قامت قد أنها فالمعروف الجّزائري، الّشعب لثورة وبالّنسبة

: الذي الحصن اإلسالم كان لقد نبي بن مالك يقول اإلسالمية، العقيدة باألساسعلىشخصيته الجّزائري الّشعب سلب استهدفت التي المحاوالت جميع أسواره تحت فّشلتجهده دعم الذي الرئيسي اإليديولوجي الحاضر كان كما الّزمان، من قرن مدى على

” لمواجهة العقدي الدافع الجّزائرية للثورة أعطى فاإلسالم ، الثورة خالل البطولي *** الذين تحسبن وال تعالى قوله يسمع أن الجّزائري لإلنسان كافيا كان فقد االستعمار،

*** العدو، نحو كاألسد يّنطلق حتى يرزقون ربهم عّند أحياء بّل أمواتا الله سبيّل في قتلواإذا يكفي ال الوطّنيون أولئك حققه ما لكن تحرري، وطّني إسالمية،وبفكر بثقافة متحصّنا - بّل ذكره سبق كما السياسي االستقالل عّند تقف ال فالثورة الدرّب، أبّناؤهم يواصّل لم

) األم ) بالّشدة تمّشيه التي اليد من أفلت وطن كّل وعلى استمرارية، هّناك تكون أن يجباالقتصادي الميدان في وحده المّشي ا أيضا يتعلم أن عليه تمسكه،بّل  طفلها، يد دون

- - - التربوية ) المّنظومة الرياضية الثقافية الميادين جميع في المّشي أيضا يتعلم أن عليه )… على يساعده و خصوصيته، يحفظ بما إال الغير، يد تمسكه أن دون ، الّنقدية المّنهج

حضاري إمحاء أو ثقافي، استالّب غير من .الّنهوض،   **:"” االجتماعي “ للقانون طبقا تسير أن لها البد ما، ثورة إن نبي بن مالك يقول وكما ” ”: نعي فهّل بأنفسهم ما يغيروا حتى بقوم ما يغير ال الله إن الكريمة اآلية إليه تّشير الذي

 .**الدرس؟اإلنسان -3 وهذا :الحضارة

.. .. نجد ال عّندما والهّزائم األزمات في نغرق عّندما الذيّل في وبقى التخلف نعيش عّندما .. .. و والهّشاشة بالرداءة يّنبض مأساوي مّشهد أمام أنفسّنا نجد عّندما بّل لمّشاكلّنا حلوال

.. الّزمن… هذا ففي ذاتّنا قراءة نعيد وأن أوراقّنا ترتيب نعيد أن عليّنا لّزاما يصبح الرثاثة .. في – البّشرية األنظمة حساّب على المعلوماتية اإللكترونية األنظمة فيه تتقدم الذي

.. بن مالك المفكر الفيلسوف عّند نقف أن يجب ذاته إال شيء كّل اإلنسان يعرف زمن.نبي

” األشياء- “ “ و األفكار بين الحضارة :”أالفكر،   من يّنطلق الحضاري البّناء جوهر أن على كتبه من الكثير في نبي بن مالك يؤكدحضارة “ مّنتجات بّشراء حضارة بّناء يمكن وال مّنتجاتها، تلد التي هي فالحضارة لذا

أي( . 4أخرى”) أفكارها، في ولكن أشياء من تملكه فيما تتجسد ال أمة كّل وقيمة .” “ ” األسواق“ في موجود هو وما المادي الرأسمال وليس ، المفاهيمي الرأسمال ) تملك) مجتمعات من شراؤه تم قد الحقيقة في وهو الثالث العالم أسواق وكّل العربية

األسواق تلك تعرضفي التي األشياء تكوين و صّناعة .أفكارحيث من أعّزل فهو لألفكار، يفتقد مجتمع هو اإلسالمي المجتمع أن نبي بن مالك ويرىوليس باألسلحة يحارّب مجتمع ألنه ولكن والمفاهيم، األفكار وجود لعدم ال المفاهيم،

”  باألفكار؟! األفكار “ محطة عّند نقف أن يجب الحضاري البّناء عوامّل في البحث وعّند(” ” ” المادي” التّشييد وليس الحضاري البّناء بمعّنى ، األشياء محاولة(. 5ال في وهذا

أفكار تمثلت قد مثال اليابان ألن أشيائها، من االستفادة مع الحضارة، أفكار لمضاعفةالغربية، :”  الحضارة ” ” إن يقول األشياء شراء في يغرق اإلسالمي المجتمع بقي وقت في

هذا في األشياء بمجموعة عّنها يعبر ال تاريخه، من ما فترة في معين مجتمع قيمة(” أفكاره بمجموعة ولكن لبيع( 6المجتمع، الغربية الحضارة أبّناء يسعى لهذا

) احتكار) إلى يسعون الذي نفساآلن في الثالث، للعالم الحضارية مّنتجاتهم أشيائهم

Page 33: الحوار بين الحضارات

األشياء هذه عّند تقف التي .األفكار       ” “ ، التلميذ موقف مّنه وقف ألنه الغرّب، مع تعامله في ذكيا كان قد اليابان إن ثم

نحن وقفّنا :”  بيّنما ” ” استورد إنه قائال مفكرنا يجيبّنا الّنتائج؟ ستكون فكيف ، الّزبون موقفإستوردنا ونحن خاصة، األفكار ) مّنها سّنوات خالل كان إنه خاصة األشياء —1868مّنها

حضارة( )1905 بضاعة نّشتري وكّنا حضارة البّناء( 7يّنّشئ عملية جوهر ألن ذلك وقع ” عالم “ حساّب على األفكار لعالم كبيرة أهمية المجتمع يعطي عّندما إال التتم الحضاري . ” الحضارة،“ مّشكلة ولحّل المادية المّنتجات تحرك التي الدوافع تقديم بمعّنى ، األشياء

( جّزئية مّشكالت ثالث حّل نبي بن (8يستوجبحسب .التاريخ -01 سير مع النسجامه الّشروط تحديد و اإلنسان، :مّشكلةاالجتماعية -01 العملية في استغالله وشروط التراّب، .مّشكلةالفرد -02 نفسية و المجتمع روح في معّناه وبث الوقت، .مّشكلة  ليست “ القضية أو المّشكلة أن وهو هام، بأمر آمّنا إذا إال يتحقق ال المّشكالت تلك حّل إن … المجتمع تحرك اإلنسان تحرك فإذا أنفسّنا في القضية إن إمكانيات، وال أدوات قضية

("” ) ( التاريخ و المجتمع سكن اإلنسان سكن وإذا (9والتاريخ، .المجتمع- ومّشكلة الثقافة أزمة  : ّب

” ليس “ ، الثقافة عن نبي بن مالك قاله ما تتبع إلى يدفعّنا الحضاري البّناء عن الحديث و .. - - المّشكلة ألن العملي البراغماتي بمفهومها ولكن فحسب، الفكري الفلسفي بمفهومها

.. الفكر هذا يرى هذا قبّل لكن عمليا تحقيقها في وإنما الثقافة، فهم في تّنحصر األساسال : المّنطق “ و والجمال، األخالق، هي أربعـة جّزئيـة لتراكيب العام التركيب هي الثقافة بأن

( والصّناعة الجمال( 10العملي، مقصود والصّناعة،فإن العملي والّنطق األخالق فهمّنا وإذاالجمال، بذوق اإلطار هذا يتصّل حيث لألمة، الحضاري باإلطار يرتبط نبي بن مالك عّند

("” حضارة” أي فيه تتكون الذي اإلطار هو الجمال إن (11بّل .       - - من الكثير مّنه تصاغ الذي المعدن هي نبي بن حسب الثقافية األزمة أن الحقيقة ” ثقافة، بال تاريخّنا نتصور أن لّنا يمكن فال هّنا ومن األخرى، الميادين في األزمات

(” تاريخه حتما يفقد ثقافته يفقد الذي اإلنسان( 12فالّشعب إلى يّنظر المجتمع كان وإذا ، ” الثقافي بالمجال صلته فقد إذا األمر فكذلك ماديا، موتا مات قد أنه على يتوفى الذي ” ” ” تقوم “. “ شيء ولكّل فكرة لكّل الثقافية القيمة وتبقى معّنويا ثقافيا موتا يموت فإنه . تختلف لهذا الثقافية، خصوصيته مجتمع لكّل أن العلم مع المجتمع، بأفراد عالقاتها على

ثقافتها باختالف .المجتمعات   ”- - أنفسّنا وجدنا نبي بن مالك يقول كما فإنّنا الثقافة، مّشكلة في البحث أردنا إذا ونحن ” على ذلك ، معها يّنسجم الذي السلوك ومّشكلة الحياة أسلوّب مّشكلة ضمّنا نواجهعامة بصفة الثقافي إطارها و تقاليدها و عاداتها تطهر أن الّنهوض تبغي التي المجتمعات ” ” .” تفسح ” كي وهذا ، مّنها فائدة ال التي المم و القتالة العوامّل نبي بن يسميه مما .” ” نبي “ “ بن وضعها التي التعاريف كثرة ورغم الحياة إلى الداعية و الحية للعوامّل المجال

” ” مثّل واحد فلك في تدور يف تعار أنها إال الثقافة مّشكلة كتابه في :للثقافةمّند  -1 الفرد في تؤثر التي االجتماعية والقيم الخلقية الصفات من مجموعة الثقافةولد الذي الوسط و الحياة بأسلوّب سلوكه تربط التي العالقة شعوريا ال وتصبح والدته،.فيهاإلنسان  -2 نطاقه في يتحرك والذي معيّنة، يعكسحضارة الذي المحيط هي الثقافة.المتحضرالحاجّز  -3 ذلك أيضا وهي التمدن، و الرقي إلى الّناس يعبره الذي الجسر هي الثقافة

الهاوية إلى الجسر أعلى من السقوط من اآلخر بعضهم يحفظ .الذي .. الثقافة تلك حضارة فيه تّنمو الذي اإلطار إلى يحيّل ما ثقافة مجال أن يتضح وهكذا .. إلى الجماهير عليها ترتفع التي القاعدة فهي المّشعّل تحمّل أن المثقفة الّنخبة وعلى .. ، البّناء حركية في شيء أهم الفاعلية تبقى لكن مفكرنا يقول كما الحضارة مستوى ”: و العمّل مّنطق الفكرة،ولكن ليسمّنطق المسلم يّنقص الذي إن نبي بن مالك يقول

( ” مجردا كالما ليقول بّل ليعمّل، يفكر ال وهو إلى( 13الحركة، تعود المجتمع فمّشكلة لهذا . األمر هذا ندرك فهّل فاعليتها عدم إلى تعود الثقافة سلبية أن كما الثقافية، .أزمته

اإلنسان- على أثره و السياسي الوعي في : ج(” ” ” البوليتيك “ و السياسة بين تميّزه نبي بن مالك عن الصورة( 14معروف هي فاألولى

Page 34: الحوار بين الحضارات

الوقوف غاية إلى البحث مّنها يّنطلق التي القيم و المبادئ هي أي الّشعب، لخدمة المثلي ..” ليست “ فهي الثانية أما السياسية العلوم ”POLITIQUE“ عّند ، الفرنسية الترجمة أي

” مجرد قذف من فيها بما السياسة، لمعّنى الّشعبي المفهوم لكّنها العربية، للكلمة ..” من األفكار غياّب كان وإذا واستخدامه الّشعب لمغالطة وحركات وصرخات للكلمات،إال هي ما أخالق دون من السياسة فإن السقوط، نحو المجتمع أو باألمة يؤدي أن شأنهاألمة، مصالح خدمة في الدولة سياسة تكون أن على نبي بن ويحرصمالك األمة خراّب

التداول على نّزاهة بكّل الحرص اإلنسان،و حقوق وضمان العامة، الحريات بتحقيق وذلك ) ( وإذا ، ثوابتها هويتها على والحفاظ األمة، بضمير باالرتباط يتحقق هذا وكّل السلطة، على

الضمير عن انفصلت إذا الداخلي،أما المستوى على فعاليتها السياسة تفقد هذا يتحقق لم ” ” ثقافة انتّشار ولعّل تهدده التي األخطار فوق خطرا العالم إلى تضيف فهي العملي،التي السياسية فاعليته يحقق أن شأنه من بالحق المطالبة حساّب على بالواجب القيامالذاتية المصالح العكسفإن حالة وفي الّشعب، يخدم الذي االتجاه في األشياء وجه تغير

الهاوية نحو باألوطان .ستدفعهذه   خلف تقف التي المؤسسات كانت إذا كذلك فعاليتها تحقق أن السياسة ويمكنالمؤسسات هذه على محكوما كان وإال المعالم، واضحة أفكار إلى تستّند السياسة .. الواقع تجاوز وعدم المحكم، التخطيط فإن هّنا، ومن نبي بن مالك تعبير حد على بالفّناء،تجاوز يضمن األمام، إلى الهروّب غير من المّشاكّل عمق في البحث مع االجتماعي،جميع .. على عام لخلّل نتاج هي التي الصعوبات هذه السياسية الصعاّب من الكثير ) ( . لعلم سلطة و معارضة السياسة أهّل معرفة فإن لهذا الفكري الصعيد خاصة األصعدة،في تتحرك التي األمة بثقافة العلم فإن وباختصار األنثربولوجيا، الّنفسو و االجتماعأمة، كّل في األمن و االستقرار لضمان ضرورة من أكثر يصبح السياسية، الوجوه فضائهالكثرة نتيجة باستقراره تعصف التي األزمات نحو سيتجه المجتمع العكسفإن حالة وفي ”: … التي السياسة إن نبي بن مالك يقول الّشعب مخادعة و والكذّب التّزوير و التّزييف،األجهّزة و البّنى بيولوجيا علم يعتبر الذي االجتماع،وهو لعلم األساسية القوانين تجعّل

( غوغائية طّنطّنة و باأللفاظ عاطفية،ولعبا ثرثرة إال ليست نتجاوز( 15االجتماعية ولكييقترح والهّشة، السلبية السياسية األنظمة نتيجة االجتماعي الكيان تهدد التي األخطار ”: يصيب الذي القصور يعالج االجتماعية، لألمراض خاصا فصال نعقد أن نبي بن مالك

(” العضوية األمراض الطب في تعالج كما العامة، والمؤسسات االجتماعية و( 16األنظمةالّنامية الدول من الكثير تحتاجه ما .هذا

االقتصادية- المّنظومـــة فـــي :د “ - في – المسلم كتاّب وله االقتصادي، المّشروع حول ومواقف آراء كذلك نبي بن لمالك ” االرتباط بدرجة االقتصادي المستوى على الّنجاح يربط مرة كّل في وهو ، االقتصاد عالم ) و ) األدوات في ليست االقتصادية القضية ألن باإلنسان، ثمة ومن ، األفكار بالثقافة ”: في يّنحصر االقتصادية المّشكلة حّل يقول البّشرية الّنفس في لكّنها و اإلمكانيات،وفي عاداته، وفي للفرد، الّشخصي التكوين في يستتبعه ما بكّل اقتصادي وعي تكوين

(.. نّشاطاته االقتصادي( 17نسق الّنمو أن وهو نّنساه، ما كثيرا بأمر، مفكرنا ويذكرنا ”: اقتصاد مّشكلة نواجه أن الواقع في يتصور ال يقول فهو االجتماعي، األمن على يتوقفمع مالية شركة يّنّشئ ال المرء ،فإن نهائيا الحرّب خطر عّنها يّزل لم مّنطقة في موحد

(” الطريق من جّزءا إال معه يسير لن ) 18رفيق وطّني( االستثمار غياّب يفسر األمن فغياّب) أجّنبي .أو  . تغير عمقه في هو المستقبّل في االقتصادي المستوى على تغير من يحدث ما كّل إنفي البحث بالضرورة يقتضي االقتصادية المسألة في البحث و الحضاري المستوى علىتّشييد – - “ و بّنك إنّشاء ليسقضية االقتصاد ألن اإلنسانية، الثقافية الّنفسية المسألةكّل أمام الجديد سلوكه وإنّشاء اإلنسان تّشييد ذلك قبّل هو بّل فحسب، مصانع

أصاحبها( 19المّشكالت”) أفكار انهيار من إال لمصانع انهيارا وما .نحو االشتراكي االقتصادي الّنظام من االنتقال شهد اإلسالمي و العربي المجتمع كان وإن

يرى عميق، جد علمي تحليّل من يّنطلق حيث البديّل، يقترح نبي بن فإن السوق، اقتصادبين االقتصادية مّناهجه من يحد العربي المجتمع يجعّل الذي التفكير أن فيه ”) األقّل) على أو مذهبية أو فّنية، مّشكالت أمام يجعله رأسمالي أو اشتراكي مّنهجينكال في اختياره نطاق في حّل لها يجد ال ألنه الله، شاء ما متاعبه إلى تضيف أخالقية،

Page 35: الحوار بين الحضارات

(” هويته و شخصيته حساّب على األولية،وبالتالي مبادئه حساّب على إال ( 20االتجاهين،(: ” مّنها “ نذكر االقتصاد حول أخرى أفكار (21وهّناك .

-  ( أرضذات على الجراد زحف كارثة مثّل كارثة مختلفة بالد في السكان تّزايد بدأ إذا ) ذهّني بتخلف مبطن االقتصادي التخلف أن هو واحد لسبب فإنما ومرعى ..زراعة

ال  - للفّشّل معرض غيرنا بوسائّل إنجازه نحاول و اآلخرين بأفكار فيه نفكر مّشروع أي..محالةفي  - الدقيق نظامه له يكون أن يجب الخارج، في فعاليته الّنامية البالد القتصاد يكون كي..الداخّلوإن  - األخالقية، القيم قطب حول تدور فهي رحاها، تدور عّندما االقتصادية المعارك إن

: الثقافية القيم حول قلّنا المصطلح ..وسعّنا: الخاتمة

.. العربية الثقافة خارج حوله كتب ما بأن نجّزم أن يمكن عمالق مفكر مع سريعة وقفة إنهااألبحاث من الكثير حولها أنجّزت قد الفلسفية آراءه و فكره إن بّل داخلها، كتب مما أكثرلم.. ألنّنا الراهّنة، حضارتّنا في مظلوما يّزال ال نبي بن مالك فإن يكن ومهما األكاديميةبما العمّل إلى عّندنا الحكم مقاليد إلى وصلوا ممن الكثير يسع ولم كتبه، في نتعمقالراهن تتجاوز وبأنها تقدمية، بأنها عّنها، نقوله أن يمكن ما أبسط مواقف، من قدمه) ( الفكري.. جانبها في الغربية الحضارية اآللة وفقها تتحرك التي المواقف تلك …بكثير  للذات مراجعة الحقيقة في لكّنها و بالرجعية مفكرنا نتهم نحـن نبقـى حين .في ” إلى “ تضاف آراء وهي نبي بن مالك المفكر آراء بعض عن الّنقاّب لكّشف محاولة هذه .. لهذا الفكرية المّنظومة بها تّزخر الحضاري البّناء السياسة، الثقافة، االقتصاد، في أخرى ” ألنه “ ضروري من أكثر شيئا يعد الوقت، هذا في الثورة مسألة وطرح الجّزائري المفكر

يّشهد وقت الماضي،في في فعلّناه بما نتغّنى أن يكفي ال كما الّشعارات نرفع أن يكفي المقوما كانت ذلك وقبّل بالحرية، لتمتعّنا أساسا كانت مبادئ عن تراجعا حاضرنا فيه

الوطّنية .لوحدتّنااإلنسانية، العلوم كّل فيها تتحاور مّنظومة نبي بن لمالك الفكرية المّنظومة كانت لقدوالفلسفية الفكرية المعالم مع الديّني البعد يتفاعّل المسلم،ففيها اإلنسان خدمة قصدالعقلية الفلسفية البدائّل مع التراثية التاريخية القراءة أفقها في تتفاعّل كما الغرّب، لدىالتغيير وهو الوحيد، الهدف عن بحثا اإلنسان جوانب من جانب أي إقصاء عدم مع.اإلنساني

في واضح أثر لها كان التي الفكرية المدارس أكثر من ومدرسته نبي بن مالك يعتبرمن أكثر اهتمت المدرسة هذه أن خاصة الحديث، اإلسالمي الفكر مالمح وصّنع تحديدحضارية رؤية من انطالقا اإلسالمية؛ األمة مّشكالت بدراسة المدارساألخرى من غيرها . المّشكالت دراسة وفي الحديث اإلسالمي الفكر لبّناء جهوده كانت فقد ومتكاملة شاملةاعتمدها التي المّناهج أو تّناولها التي المواضيع حيث من سواء متميّزة؛ عموما الحضارية

التّناول ذلك .في

في ”  األساسية العّناصر ويحدد المّشكلة، أبعاد يحدد أن حاول باحث أول بذلك وكانبحث في محددا مّنهجا أودع من أول كذلك وكان العوارض، عن البحث في ويبعد اإلصالح،

” التاريخ وسّنة الّنفسواالجتماع علم أساسمن على المسلمين 1مّشكلة .

مؤلفاته،   تّناول من معظم عّند عليه المتعارف بالمعّنى إصالحيا مفكرا نبي ابن يكن ولم ” واضحة، “ مّنهجية رؤية عن تعبيرا باألساس كان ، الفكرة شخص جوهره في كان بّلبّنيتها وهو الداء، yس أ على مبضعه ووضع الفكرية، األمة أزمة أدرك معرفيا، ومفكرا ” “ - المعرفة - إسالمية مدرسة رواد أهم من واحد شك دون من إنه والمّنهجية، المعرفيةالمفاهيم مجال في توليدية قدرة تملك تّزال ال مالك مفاتيح وإن الفكر، مّناهج وإصالح” وتّنوعاتها امتداداتها بكّل الحضارية والعمارة 2والمّنابع .

Page 36: الحوار بين الحضارات

العصر خلدون ابن

نبي بن مالك عند الحضارة مفهوم

وتبعية تقليدا وليست وتميز إبداع الحضارة

منّتجاتها تلد الّتي هي  الحضارة

واإلبداع دونه وتحول المجّتمع تكبل لالسّتعمار القابلية

اليابانية   الّتجربة اسّتلهام وضرورة نبي ابن

نبي ابن عند الحضارية الدورة

العصر خلدون ابن

بن مالك يعّتبر من الحديث اإلسالمي للفكر الدارسين من نجد أن غرابة البالفكر عني عربي مفكر وأبرز الحديث، العصر خلدون ابن بمّثابة نبي

تمّثال الحديّثة الحضارة فلسفات تمّثل قد أنه ومع خلدون، ابن منذ الحضاريابن فإن الغربيين الفالسفة بعض أعمال كّثيرة أحايين في واسّتلهم عميقا،

” األكبر وملهمه األول أسّتاذه يظل بالذات 3خلدون .

العمران   حول ونظرياته خلدون ابن بفكر تأثره يخفي ال نفسه ومالكفي ذلك ذكر كما كّتبه، من شّتى مواضع في ذلك إلى أشار بل البشري، ” القرن “ شاهد حياته 4مذكرات .

” وعي “ في يهمس خلدون، ابن لعلم صدى وكأنه نبي بن مالك ظهر وهكذانهضة أسباب وصف مع األمة أمراض فأظهر العشرين، القرن بلغة األمةأساليبه ورصد نفسيّته، فحلل المجهر؛ تحت االسّتعمار ووضع المجّتمعات،ووضع المسلمين، وخاصة المسّتضعفة، األمم على السيطرة في الخبيّثة

الحضاري “ اإلقالع وقوانين معادالت  ..”لهم

أفرادها   بين الّتخلف حجم لّثقل إما وذلك حضاريا؛ تقلع لم األمة ولكنالجّتماع وإما بها، يقلع أن المقرر المحرك لضعف وإما ومؤسساتها، ” “ . نظريات والقوانين المعادالت هذه بقيت فقد ذلك ومع معا السببين

يهّتمون الذي للمحركين . مفيدة ” لألمة “ الحضاري المشروع 5بانطالق

نبي بن مالك عند الحضارة مفهوم

كل “   مشكلة بأن الراسخ اعّتقاده على نبي ابن عند الحضارة مفهوم ينبنييحل أو يفهم أن لشعب يمكن وال حضارية، مشكلة جوهرها في هي شعب

فهم في يّتعمق لم وما اإلنسانية، األحداث إلى بفكرته يرتفع لم ما مشكلّتهتهدمها أو الحضارات تبني الّتي .”العوامل

” حركّتها “ فقه وضرورة الحضارة بأهمية الراسخ االعّتقاد هذا من وانطالقاواسع تعريف إعطاء نبي ابن يحاول أفولها إلى األولى انطالقّتها منذاألخالقية “ الشروط مجموع توفر ضرورة في عنده يّتحدد للحضارة،كل في أفراده من فرد لكل يقسم أن معين لمجّتمع تّتيح الّتي والمادية

له الضرورية المساعدة الشيخوخة إلى الطفولة منذ وجوده أطوار من طور .” نموه أطوار من ذاك أو الطور هذا 6في

Page 37: الحوار بين الحضارات

وضمانات تّثقيفية وسائل من ألبنائه المجّتمع يوفره ما فكل هذا وعلىيريد الّتي للمساعدة مخّتلفة أشكاال جميعها تمّثل ضرورية وحقوق أمنية، . إليه ينّتمي الذي للفرد تقديمها على المّتحضر المجّتمع 7ويقدر

االرتباط شــديد نبي ابن عند الحضارة مفهوم أن هذا خالل من ويّتبينالرقي مدارج في صعوده في سواء أبنائه؛ وفاعلية المجّتمع بحركة

” فقه و عميق، فهم من بد فال وبالّتالي وتخلفه، انحطاطه في أو واالزدهار،ألن” وشاملة؛ واعية دراسة المجّتمعات دراسة يريد من لكل نافذ حضارياإلنسانية الظواهر من كغيرها تخضع ظاهرة الحضارية المجّتمعات حركة ” ” ” وإدراك“ بها، اإلحاطة من بد ال ثابّتة، وتاريخية اجّتماعية قوانين و لسننازدهارها لها ويحقق الحضاري، مجدها ألمّته يعيد أن يريد من لكل كنهها “ : حينما. فيه نفكر أن علينا يجب ما أول إن بقوله أكده ما وهذا المنشودعناصر في الكيماوي تفكير عناصرها في نفكر أن حضارة نبني أن نريدمن يّتكون أنه ويجد علميا، تحليال الماء يحلل فهو تكوينه؛ أراد ما إذا الماء

) يّتركب ) الذي القانون يدرس ذلك بعد ثم ، واألكسجين الهيدروجين عنصرينبّتكديس ليس بناء وهذا الماء، ليعطينا العنصران هذان ”به

- هي - مالك حسب الحضارات كل منها تّتشكل الّتي الضرورية والعناصر. الوقت: + + الّتراب اإلنسان 8ثالثة

وتبعية تقليدا وليست وتميز إبداع الحضارة

ومناهج فكرية بدائل إبداع ضرورة إلى كّتاباته جل في نبي بن مالك يدعومن هي كما اسّتيرادها بدل اإلسالمية البيئة مع تّتناسب مسّتقلة علمية . مشكالتنا دراسة في الفكري االسّتقالل ضرورة على ويلح األوربي الغربللحضارات - الدارسين من كغيره يعّتقد ألنه واالجّتماعية؛ الحضارية . غيرها- عن حضارة كل بها تّتميز كّثيرة خصوصيات هناك أن اإلنسانيةاألصول“ ذي الغربي العالم وخيار وخيارها، وأسلوبها نمطها حضارة فلكل

بينما األشياء، نحو به يحيط مما حوله ما إلى بصره جنح قد الوثنية الرومانيةنحو خيارها سبح قبلها، بالرسل المّتصل الّتوحيد عقيدة اإلسالمية الحضارة

.. األفكار نحو الطبيعة وراء وما الغيبي ”الّتطلع

نشوءها أن اإلسالمية الحضارة نشوء ميزت الّتي الخصوصيات أهم ومنالّتي والّتعاليم المبادئ خلود خالدة حضارة جعلها مما الرباني؛ الوحي سببه

.. إال “ القرآن نزول قبل بها يكن لم العرب فجزيرة إليها، وتدعو تحملهالذلك به؛ ينّتفع ال هباء وقّته يذهب مجدبة صحراء في يعيش بدوي شعب : وبعبارة خامدة، راكدة والوقت الّتراب، اإلنسان، الّثالثة العوامل كانت فقد

حراء: بغار الروح تجلت ما إذا حّتى الّتاريخ؛ في ما دورا تؤدي ال مكدسة أصح - هذه- بين نشأت األردن بمياه أو المقدس، بالوادي قبل من تجلت كما ) فكأنها ) + + جديدة؛ حضارة المكدسة الوقت الّتراب اإلنسان الّثالثة العناصر ” ” العالم “ وعليه معه وأثارت األمي، النبي أدهشت الّتي اقرأ كلمة 9ولدتها .

. ” كل “ اسّتيراد رغم آخر إلى بلد من اسّتيرادها يمكن ال فالحضارة ولهذا ” اسّتسالما “ أو تقليدا وليست إبداع، الحضارة ألن ومصنوعاتها؛ منّتجاتهاحضارات أنّتجّتها الّتي األشياء باسّتيراد يكّتفون الذين يظن كما وتبعيةبها “ يّتمّتع من حوزة في تكون وال تشّترى، وال تباع ال القيم فبعض أخرى؛الطاهرة، لألرواح الخلد يهب كما السماء، تهبها هبة أو مّتواصل جهد كّثمرة

األبرار قلوب في الخير تباع. 10ويضع ال الّتي القيم هذه بين من فالحضارة .. مّثقاال منها لنا يبيع أن المخلفات باعة من ألحد يمكن وال تشّترى وال

Page 38: الحوار بين الحضارات

الدبلوماسية حقيبّته من يعطينا أن بابنا على يدق زائر يسّتطيع وال واحدا،منها واحدة ”ذرة

منّتجاتها تلد الّتي هي الحضارة

ابن فإن يسّتورد؛ أو يشّترى أو يوهب أن يمكن ال إنجاز الحضارة أن وبماجوهر له بالنسبة يمّثل الذي المسلم اإلنسان لّتحريك اهّتمامه كل أولى نبي

” ” ” ” ” ؛ “ اإلنّتاج و العطاء و الفعالية مواقع نحو الرئيسي وعمودها الحضارةتلد “ الّتي هي الحضارة أن هو الحضارة عملية في العام المقـياس ألنالقاعدة،” هذه نعكس أن حّتما والسخرية السخف من وسيكون ، منّتجاتها

” منّتجاتها من حضارة نصنع أن نريد 11حين .

  .. للّتقدم سبيال بذلك واالكّتفاء ومنّتجاته، الغرب أشياء اسّتيراد وعمليةالظاهرة البارزة ونّتائجه المرض أعراض يعالج أن يحاول بالذي أشبهالمرض يظهر مما الباطنية؛ وأصوله العميقة، أسبابه يعالج أن بدل للعيان،المريض، صحة ينخر يزال ال الحقيقة في لكنه اخّتفى، قد كأنه الظاهر في - . أحد يرى كما تخلفنا معاجلة في علينا لهذا الباطن في قواه ويسّتنزف - الخارج من نصبغ أن فنحاول االسّتيراد؛ سبيل نّتبع أال نبي ابن تالميذه

كوسيلة بذلك ونقّتنع بأثاثها، ونملؤها الغربية الحضارة بلون المّتهدمة دارنا . النظرة فإن األركان شديدة قوية دارا المحطمة المّتهدمة دارنا تجعلالذي الخلل أسباب يدرس مهندسا تسّتدعي الدار أن إلى تشير البسيطة

” واألثاث باألدوات البيت يمأل تاجرا ال البناء، ينقض أن 12يوشك

الفكرية . البدائل إيجاد عن عاجزا اإلسالمي المجّتمع بقي وطالماما المجّتمع هذا أن يعني فهذا وواقعه؛ عقيدته مع تنسجم الّتي والمنهجيةاالسّتقالل درجة إلى uبعد أفكاره vترق ولم والّتخلف، الّتبعية من يعاني زالومسّتقبل حاضر على خطرا يشكل الذي هو وهذا الشاملين، والّتحررالرئيسية “ أفكاره يصنع ال الذي المجّتمع ألن نبي؛ ابن نظر في المسلمينوال السّتهالكه، الضرورية المنّتجات يصنع أن حال أية على يمكن ال

يّتشيد أن الّتشييد عهد في لمجّتمع يمكن ولن لّتصنيعه، الضرورية المنّتجات .. نكّتسب أن فعلينا الخارج من عليه المسلطة أو المسّتوردة باألفكارعلينا بكلمة، لنا تحدد بأن نسلم وأال تأملنا، موضوعات نحدد أن أي خبرتنا؛بذلك نحقق حّتى األفكار ميدان في واسّتقاللنا الفكرية، أصالّتنا نسّتعيد أن

” والسياسي االقّتصادي 13اسّتقاللنا

واإلبداع دونه وتحول المجّتمع تكبل لالسّتعمار القابلية

من ذلك وغير والغموض، والّتناقض والفوضى االضطراب أن نبي ابن يرىإنما اإلسالمي العالم في الفكرية النّتائج بعض بها تّتصف الّتي السلبيات ” نفوس “ تسكن الّتي لالسّتعمار القابلية تلك إلى منها كبير جانب في ترجعأشياء تمّثل إلى والّتقليد الدونية موقع من وتدفعهم المجّتمع، هذا أبناءالشاسع الحضاري بالّتمايز وواعية دقيقة دراسة أي دون وأفكاره الغرب

الغربية والمجّتمعات اإلسالمية المجّتمعات بين 14الموجود .

لألمة الحضاري البناء تشييد في المغّتربين أولئك كّتابات تساهم أن وبدل ” اإلكّثار “ إلى واالنجذاب ، المعارف تكديس إلى يلجئون نجدهم اإلسالمية،بمجرد الحياة فقدت الّتي الغربية المصطلحات وتلويك الرنانة، األلفاظ من . ال الّتكديس هذا أن وطبيعي الغرب في األصيلة الحضارية بيئّتها من قلعهاال “ بالحضارة يأتي الذي هو وحده البناء ألن حضارة؛ إنشاء إلى يؤدي

حسنة أسوة معاصرة أمم في ولنا .الّتكديس،

Page 39: الحوار بين الحضارات

  .. بالحضارة تأتي ال الغربية الحضارة منّتجات تكديس أن ندرك أن علينا إنتكون الّتي هي المنّتجات وليست منّتجاتها، تكون الّتي هي فالحضارةفإننا.. المحاولة هذه حاولنا لو ألننا تاريخي؛ هو ثم منطقي، فالغلط حضارة

بشيء نخرج ال ثم نكدس ونحن سنة ألف .”سنبقى

ينظرون   ال الغرب ألفكار تقليديا والمّتمّثلين المغّتربين هؤالء نجد وهكذايسميه ما إال منها ينقلون وال قشورها، خالل من إال الغربية الحضارة إلى ” “ ” الحضارة “ هذه إليهم بها ترمي الّتي القاتلة أو الميّتة باألفكار نبي ابنال منفعلين مبدعين، ال تابعين يظلوا حّتى الفكرية مراصدها طريق عن ” الّتي. “ مّثال اليابان في المّثقفة النخبة فعلّته ما عكس وهذا فاعلينبد ال لالقّتباس، صالح هو ما بين تفرق أن الغرب مع تعاملها في اسّتطاعتالّتي الغربية واألخالق بالقيم وخاص طالح هو وما منه، يخشى ضرر وال منه

وأخالقياته الياباني اإلنسان قيم مع 15تّتعارض .

اليابانية الّتجربة اسّتلهام وضرورة نبي ابن

الّتنمية بقضايا والمهّتمين المفكرين من لكّثير اليابانية الّتجربة شكلتينبغي الّتي الدروس من كّثيرا يخّتزل نموذجا اإلسالمي العالم في عمومافي نبي ابن نجد ولهذا المنشودة؛ الّتنمية وتحقيق للنهوض اسّتخالصهاالحديّثة االنطالقة كانت فقد الّتجربة؛ بهذه بدوره يشيد مؤلفاته من كّثير - اليابان؛ - في أخرى النطالقة معاصرة نظره في اإلسالمي للمجّتمعهاهي“ واليوم الغربية، الحضارة مدرسة في سويا تّتلمذا قد فالمجّتمعان

” “ . لم الغرب في الميّتة فاألفكار العالم في الّثالّثة االقّتصادية القوة اليابان .. .. لماضيها لّتقاليدها لّثقافّتها وفية بقيت فقد طريقها؛ عن .”تصرفها

المبذولة - الجهود رغم اإلسالمي المجّتمع أن األسّتاذ يرى هذا مقابل وفي - يسّتطع لم مجّتمع ألنه مّتخلفا؛ مجّتمعا يزال ما النهضة عصر رواد قبل من “ : أن الواضح يقول ونقديا، علميا تعامال الغربية الحضارة مع يّتعامل أنبالطبيعة بل الغربية، الّثقافة بطبيعة تّتعلق ال نفسها تطرح الّتي المشكلة . بين هو بمدرسّتها يلّتحق الذي المسلم فالطالب بها بعالقّتنا الخاصة ) ( . والسائح: المجد الطالبين وكال السائح والطالب المجد، الطالب نموذجينفيها تلقي أو فيها تّتفطر حيث إلى بل الحضارة، منابع إلى يذهبان ال

16نفاياتها” .

اإلنسان وتعامل الغرب، مع المسلمين تعامل بين إذن شاسع فالفرقمن فّتمكن بالجوهر، واهّتم القشور ترك األخير هذا إن حيث معه؛ الياباني . به يؤدي أن دون حضارتها شموخ سر تمّثل الّتي الغربية العلوم اسّتيعاب “ . اليابان كان فإذا والّتقليد الّتبعية في والسقوط هويّته، فقدان إلى ذلكاألشياء وطلب أبوابها، من األشياء دخل قد فهو مّتحضرا؛ مجّتمعا بنى قد . لشهواته بالنسبة وليس لحاجاته، بالنسبة الغربية الحضارة درس كحجة،نحن أما وأخالقه، أمواله لها يدفع الغربية الحضارة زبائن من يصبح فلمالّتي الطيبة األشياء بعض منها نأخذ وأحيانا رذيلة، كل منها أخذنا فقد

” لنا الله 17قدرها .

ال الّتي المغّتربة النخبة هذه على للرد عديدة مقاالت نبي ابن خصص وقدهو ما بين الغربية الحضارة ومناهج ألفكار واسّتلهامها اقّتباسها في تفرقحضارية بيئة ألي نقله يمكن ال معينة، بحضارة خاص هو وما لالقّتباس صالح

. مغايرة 18أخرى

نبي ابن عند الحضارية الدورة

Page 40: الحوار بين الحضارات

ولّتاريخ وفلسفّته، البشري للّتاريخ المّتعددة قراءاته من نبي ابن اسّتخلصتخضع والجماعات األمم مسيرة أن الخصوص وجه على اإلسالمية الحضارة . هو نظره في وهذا جريانه من األمم من أمة أي تنجو قلما دوري، لنـظام

عظيمة مآثر تسجل الحضاري تاريخها فّترات من فّترة في األمة يجعل الذيحولها، من البشرية وتاريخ تاريخها سجل في خالدة تبقى كريمة، ومفاخروعمرانية حضارية وهزائم انّتكاسات أخرى فّترات في عليها تسجل كمامهاوي إلى باألمة تهوي الّتي المرضية الحاالت من ذلك وغير وعسكرية،

الحضارية دورتها أطوار من طور آخر في واالنحطاط .الّتخلف

في حلقّته ليكون يبعث منها واحد وكل دورها، الشعوب تلعب وهكذاجديدة، حضارة قيام معلنة البعث، ساعة تدق حينما الحضارات، سلسلة

أخرى بزوال ”ومؤذنة

النواميس لنفس يخضع ألنه جدا؛ طبيعي القانون هذا أن نبي ابن ويرىبالشروق يبدأ فاليوم الكون؛ هذا في الله مخلوقات باقي لها تخضع الّتي

كذلك والشهر الكون، على الظالم يسدل الذي الغروب يّتبعهما ثم والزوال،الزوال إلى ذلك بعد لينّتهي دورته؛ تدريجيا يسّتكمل ثم الهالل، ببزوغ يبدأ . انطالقا مسّتمرة دورية سلسلة إطار في اآلخر بعد واحدا آخر، شهر ليبدأ “ : فإننا الكونية؛ الوجهة من األشياء إلى نظرنا إذا نبي ابن يقول هذا منمشرقة األرض حول تدور فكأنها الشمس؛ تسير كما تسير الحضارة نرى

” آخر شعب أفق إلى مّتحولة ثم الشعب، هذا أفق 19في

تنشر كما كان، ألي أمجاده يوزع أو هداياه، يفرق الّتاريخ أن هذا يعني والالسنن من كّتلة الّتاريخ لكن بالشروق، تؤذن حينما أشعّتها الشمسعلى والمجّتمعات األفراد توجيه في تّتحكم الّتي اإللـهية والنواميسهداها. على والسير اسّتيعابها، من بد ال والقوانين السنن وهذه السواء . يسّتوعبون وال يحّترمونها ال الذين أما الحضارية والريادة النهوض أراد لمنوال ضابط يحكمها ال مضطربة حركة تكون حركّتهم فإن ومراميها؛ عبرهافّترة في والدخول البناء إلى الهادية السنن مصادمة إلى يؤدي مما هدف؛ ” وإنما. نومها، في تغط الّتي لألمم يلّتفت أال الّتاريخ عادة من و الخمولفي ترى إذ تطربها آخر؛ حينا وتزعجها حينا، تطربها الّتي ألحالمها يّتركهاصاغرة تدخل حينما وتزعجها رسالّتهم، أدوا وقد الخالدين أبطالها نومها

” عنيد جبار سلطة 20في

بد ال وخذالن حضاري سبات من اآلن عليه هم مما المسلمون يخرج ولكياألفراد لها يخضع الّتي الكون في الّثابّتة الله سنن يسّتوعبوا أنفي حركّتهم تكون أن يمكن فقط االسّتيعاب بهذا ألنهم والجماعات؛عشوائية حركة اآلن عليه هي كما تبقى أن بدل وهادفة ثابّتة حركة الّتاريخ “ . ما فإذا الشخصية والنزوات الفردية األهواء وتوجهها الصدف، تحكمهاأو النهضة عوامل نعرف أن علينا سهل الّتاريخ، دورة من مكاننا حددنانجهل أننا الّتاريخ طريق عن وتنكبنا زيفنا أعظم ولعل حياتنا، في السقوطمن يسقطون أنهم القادة أخطاء أكبر ولعل تاريخنا، نبدأ منها الّتي النقطةقطارنا ويخرج الكارثة، تبدأ هنا ومن االجّتماعية، المالحظة هذه حسابهم

” عشواء خبط يسير حيث طريقه؛ 21عن

هذا لنفس خضعت اإلنسانية الحضارات كل أن الصدد هذا في نبي ابن ويرى . بدورها اإلسالمية الحضارة له تخضع الذي المّتحكم الدوري 22القانون

مالك بفكر تّتعلق الّتي المالحظات من جملة إلى اإلشارة من بد ال وخّتامانبي .بن

Page 41: الحوار بين الحضارات

ذلك: فإن ومشكالتها الحضارة بقضايا نبي ابن اهّتمام من الرغم على أوالاألمة هموم عن البعيدين والنظر الّتجريد منحى بّتحليالته ينحو يجعله لمالدوام على ظل بل والفكرية؛ واالقّتصادية االجّتماعية وقضاياها اإلسالمية

عليها تطرأ الّتي الّتحوالت لمخّتلف وراصدا األمة، بواقع .ملّتصقا

لم:   ظواهره لمخّتلف ورصده اإلسالمية األمة لواقع نبي بن مالك تّتب~ع ثانيابل الواقع؛ هذا لمعالجة ترقيعية أو جزئية حلول طلب في يّتيه فكره يجعلالحلول وليضع الظواهر، لّتلك الرابطة الخيوط ليكشف ببصيرته نفذ

دقيقة وقوانين رياضية معادالت شكل على األمة، لمشكالت .المناسبة

بعض: تقابلها لم اجّتهاداته وسمو نبي بن مالك فكر أهمية إن ثالّثاإلى يدعو ما وهذا مقاصدها، إلى النفاذ على القادرة والبحوث الدراسات

باآلتي وذلك الفكر، بهذا العناية من المزيد بذل :ضرورة

بعمق -1 ومدارسّتها بها والّتعريف مؤلفاته من كّثير نشر .إعادة

المجاالت، -2 مخّتلف في المفكر هذا اجّتهادات لّتّتبع منهجية مفاتح وضع ” ” ” ” ” ” ” القوانين “ و المعادالت و المفاهيم و المفردات في النظر وتعميقوتوليد لّتحليل وتوظيفها عليها، والبناء اسّتيعابها بقصد أبدعها الّتي

األمة واقع في المسّتجدة الحضارية المشكالت من لكّثير المناسبة .الحلول 

والغرب المسلمين بين العالقة إشكال

3مايو rd, 2009

إنساني مّشترك بّناء أجّل من

الفراك. أحمد د

إال إله ال أن وأشهد ونستغفره، ونستعيّنه نحمده تعالى لله الحمد إنورسوله، الله عبد محمدا سيدنا أن وأشهد له شريك ال وحده اللهنداء حامال للعالمين، هاديا الحق، ودين بالهدى تعالى الله بعثه

{ : ذكر من خلقّناكم إنا الّناس أيها يا المبين كتابه في قائال للّناسأجمعين، الخالد العالمية } . خبير عليم الله إن أتقاكم الله عّند أكرمكم إن لتعارفوا وقبائّل شعوبا وجعلّناكم وأنثى

اآلية الحجرات، بعد  .13سورة أما . : القرآني المّنهاج اكتّشاف المعاصر اإلسالمي الفكر تواجه التي الكبرى التحديات من . وعسكريا تقّنيا المتقدم الغرّب وخاصة اآلخر، مع التعامّل وأسس مفاتيح لفهم الّنبويالرسالة خصائص مستوى في حضارية رؤية بّناء كيفية عن يجيب مّنهاج اكتّشاف التحدي : كيف سؤال عن يجيب جديد تّنويري حضاري لتأسيسمحيط الخاتمة، العالمية القرآنية

الغير؟ على استعالء وال للذات استضعاف دون القرأن خيرية بسط من المسلمون يتحققالتجّزيء آفات من المتخلصة التكاملية الّشمولية الرؤية المسلمين تتأسسلدى كيف

التصدع من األصلي التداولي مجالّنا مقومات نحفظ كيف والتغريب؟ والجمود والسطحيةتداوليا تقريبا نقرّب كيف ولغته؟ وعقيدته اآلخر معرفة ونستعمّل نطالع ونحن والقلق

رسالة نبلغ كيف تداولّنا؟ مجال بمقومات نضر أن دون اآلخرون أنتجها التي المفاهيم تلكوأمانة؟ بقوة خلقه إلى الخالق

” هذه “ أطراف بتحديد أوال نبدأ والغرّب المسلمين بين العالقة إشكال العّنوان إلى استّنادامعّنى: وما المسلمون؟ معّنى وما اإلسالم؟ معّنى فما والغرّب، المسلمون العالقة

Page 42: الحوار بين الحضارات

هذه تاريخية إلى نّنتقّل ثم الثالث؟ المصطلحات هذه بين تجمع التي العالقة وما الغرّب؟: العالقة هذه في األديان مركّزية عن الحديث يأتي ثم وامتداداتها، أصلها حيث من العالقة،بّناء في الدين ودور األديان، وحوار الحضارات، حوار وعن واليهودية، الّنصرانية اإلسالم،

اإلشكال لهذا القرآني الحّل إبراز ثم العقّل، وتأثيث .اإلنسان

 

المّنسي المّشترك أو المّشترك الديندين –    باإلسالم يديّنون الذين الّناس مجموع فهم واإلسالم، السلم إلى نسبة المسلمون

“ : - صلى الّنبي به �تى أ لما والقبول الخضوع yإّظهار yاإلس�الم اللغة معاجم وفي جميعا األنبياء( ”. yالد�م yح�ق�نy ي وبه وسلم، عليه : 1الله “ : في( الدخول اإلسالم األصفهاني الراغب وعّند

: { : قال… أسلم، له الله قال إذ السالم عليه إبراهيم سيدنا عن تعالى الله قال كما السلم(”} العالمين لرّب البّشري(. 2أسلمت الوجود تّشمّل خاتمة، عالمية رسالة اإلسالم أن أي

“ : . الله، إلى ه أمر� �م� ل س�� أ للغة الصحاح معجم وفي نهائيا ختما ختمها إلى الّنبوة بداية مّنذ

. أي ،yم�ه� ل س�� وأ اإلسالم، من ل�م� س�

� وأ االستسالم، وهو ،} �م ل الس� في دخّل أي ، �م� ل س�� وأ �م� ل س� أي

: . : المصالحة. yم�ة� والمyسال التصالح yمy �سال والت ”.خذلهإلى yعث ب من مّنهم ولكن ،� متدرجا المرسلين جميع أيدي علي للعالمين ديّنا اإلسالم جاءشعيب سيدنا مثّل األقوام، من غيرهم مع بعضه في اشتركوا وإن يخصهم بما فقط قومهبرسالة كافة للّناس جاء من ومّنهم والسالم، الصالة عليهم عيسى يونسوسيدنا وسيدنا “ : . اإلصدار هو القرآن يعتبر لذلك وسلم عليه الله صلى محمد الخاتم الّنبي وهو عالمية،

(” لإلسالم وختم�( 3األخير للدين تجديد� هو وإنما للدين العام بالمعّنى جديدا ليسديّنا فهو ، ” جميع “ استوعبت التي األولى العالمية الدولة تأسست دعوته عالمية من وانطالقا له،

القومية والخصوصيات والثقافات .األديان { : من وتعالى سبحانه الله قول غيره، دين وال العالمين دين اإلسالم أن على يدل ومما } يعترض وقد ، الخاسرين من اآلخرة في وهو مّنه، يقبّل فلن � ديّنا اإلسالم غير يبتغييختلف الذي الخاص ديّنهم لهم أليس الّنصارى؟ ودين اليهود دين بال ما معترضفيقول

” ؟ “ دين ولي ديّنكم لكم معّنى وما اإلسالم؟ دين عنورازقه   خالقه الله إلى بالتسليم العبد يتوجه بمقتضاه جامعا عالميا ديّنا اإلسالم كان لماوصحف الّنصرانية والديانة اليهودية الديانة مyسمى فإن لرسله واتباعا برساالته تصديقابمعّنى عموما، اإلسالم مyسمى ضمن وتّندرج تّنسلك داود وزبور موسى وصحف إبراهيم . ” ففي “ المّشترك الدين ّب الله رحمه تيمية ابن يسميه ما أو سبحانه، لله الوجه إسالم { : {ه{ ب �ا �ّن و�ص�ي و�م�ا �ك� �ي {ل إ �ا �ّن ي و�ح�

� أ �ذ{ي و�ال � yوحا ن {ه{ ب و�ص�ى م�ا الد�ين{ م�ن� yم �ك ل ع� ر� ش� تعالى الله قول } الّشورى ف{يه{ قyوا �ف�ر� �ت ت و�ال� الد�ين� ق{يمyوا

� أ �ن� أ و�ع{يس�ى و�مyوس�ى اه{يم� �ر� {ب الدين 13إ أن نجد ،السالم عليه نوح سيدنا لدن من جميعا المرسلين دين هو لإلنسانية الله ارتضاه الذي } { : السالم عليه إبراهيم بسيدنا � ومرورا المسلمين من أكون أن yمرت أ لقومه قال الذي } { : األنبياء سائر وكذا مسلمين، سمانا الذي وهو المسلمين أول وأنا قال الذي

الّنبيين خاتم يدي على كلها للبّشرية وكماله تمامه الله أعلن الذي الدين وهو والمرسلين، { : نعمتي عليكم وأتممت ديّنكم لكم أكملت اليوم بقوله وسلم آله وعلى عليه الله صلى . } اإلسالم بدعوة الدرجة بّنفس �ين {ي معّن بموجبه الّناس فأمسى ديّنا اإلسالم لكم ورضيت

به أشرك أو كفر من ومّنهم بالله وآمن استجاّب من .مّنهم « : } {: اإلسالم وأما تفسيره في الرازي قال اإلسالم الله عّند الدين إن سبحانه الحق قال : : في أي اإلسالم في الدخول عن عبارة أنه األول أوجه ثالثة اللغة أصّل في معّناه ففي

} { : لكم � مّنقادا صار من أي السلم إليكم ألقى لمن تقولوا وال تعالى قال والمتابعة، االنقياد : : قولهم وأصّل وأقحط أسّني كقولهم السلم في دخّل أي أسلم من والثاني لكم، � ومتابعا : من عبادته في لله المخلص معّناه المسلم األنباري البن والثالث والسالمة، السلملله: والعقيدة الدين إخالص معّناه فاإلسالم له خلص أي لفالن الّشيء سلم قولهم

(4تعالى«. ) : « : االنقياد أحدهما معّنيين يجمع وهو اإلسالم عن تيمية ابن لها يّشير الداللة ونفس ) ( : : معّنيان وله الله إال إله ال قوله وعّنوانه وإفراده، إخالصذلك والثاني واالستسالم،األنبياء،: جميع به بعث الذي له شريك ال وحده الله عبادة وهو المّشترك الدين أحدهما

Page 43: الحوار بين الحضارات

وهو: والمّنهاج، والّشرعة الدين من وسلم عليه الله صلى محمد به اختص والثاني : : األركان المباني وهي والعمّل القول من إحداهما مرتبتان وله والطريقة، الّشريعة

( »} : للباطن. � مطابقا الظاهر ذلك يكون أن والثانية (5الخمسةهو القرآن وأن العالم دين هو اإلسالم كون بديهية على القائم االعتبار هذا من انطالقابين العالقة طبيعة في الّنظر مرجعية تتحرر الكتب من سبقه لما الملخص الخاتم الكتاّب . لتكون والمعرفية المّنهجية والمّزالق اآلفات من مجموعة من والغرّب المسلمينوالمصدر الثابت األصّل بمثابة سبقتها التي الرسائّل لجميع الجامعة الخاتمة الرسالة . بجميع آمن من كّل هم المسلمون وليكون إليه ونرجع مّنه نّنطلق الذي المطلق . أقوامهم من األنبياء جميع مطلب كان لذلك اإلسالم هو وذلك الرسّل، وبجميع الرساالت ” “ : يموتوا وأن مسلمين يعيّشوا وأن ، تفلحوا الله إال إله ال قولوا مسلمين يكونوا أن هو

{ : واألرضأنت السماوات فاطر السالم عليه يوسف سيدنا لسان على جاء فقد مسلمين، } اآلية يوسف، سورة بالصالحين وألحقّني مسلما توفّني واآلخرة، الدنيا في ، 101وليي

} { : مسلمين وآتوني علي تعلوا ال أن الرحيم، الرحمن الله بسم يقول سليمان وسيدنااآليات الّنمّل، : } 30.31سورة بي آمّنوا أن الحواريين إلى أوحيت وإذ المائدة سورة وفي ،

} اآلية مسلمون بأنّنا واشهد آمّنا، قالوا 111وبرسولي، .وثقافاتهم ولغاتهم وأعراقهم أجّناسهم بمختلف الّناسجميعا من إذن القرآن يطلب { : على أنّزل وما بالله آمّنا قولوا فيخاطبهم مسلمين، يكونوا أن وتاريخهم وجغرافياتهمأوتي وما وعيسى موسى أوتي وما واألسباط ويعقوّب وإسحاق وإسماعيّل إبراهيم } لكّل مستبطن � إذا فهو مسلمون له ونحن مّنهم أحد بين نفرق ال ربهم من الّنبيونما وهذا بإسالمها، واعتقاده برسلها إيمانها باعتبار الّشرائع وجميع السماوية الرسائّليحرف وهو إتباعهم، يدعي قد ممن واألنبياء الرسّل بهؤالء أحق القرآن رسالة يجعّل : تعالى يقول الرساالت، وارث هو بذلك والقرآن ويقتّل، يغدر أو ويؤله، يقدس أو ويبدل،

“ ( } اآلية} سبأ، سورة �اس{ {لّن ل �اف�ة� ك {ال� إ �اك� �ّن ل س� ر�� أ رسالة″( “ 28و�م�ا في األصّل ف لهذا ،

قيمها تكون وأن بّل المختلفة، ونحلهم بمللهم عليهم تّنفتح وأن للّناس تكون أن الّناسيحقق بما للتجدد والقابلية والمكان للّزمان االستيعاّب من ومعارفها وعلومها ومبادؤها

( .” والعالمية والختم الخلود صفة (6فيها

: القيم مّنظومة إلى الجغرافيا من الغرّب مفهوم

” الجغرافية “ الدالالت على تقتصر فهي اللغوية، المعاجم تحمله ال الغرّب بمفهوم المرادبالفلسفة العقيدة فيه تتداخّل معرفيا نظاما نقصد ونحن قديما، المتداولة واالجتماعية

معاصر كواقع الغرّب بالجغرافيا، .بالقانون : … “ : عن yّزوح� الّن ّب والغyر� yبة والغyر� الّشرق خالف الغر�ّب مّنظور البن العرّب لسان في

yم�س� �ل الـمyت قال ؛ yراّب} واالغ�ت :الو�ط�ن  yه� * ب ـ{ جان ّب{ الغyر� في صار قد م�ن ر{سالة� مالك� بن س�عد{ �فّناء� أ {غا �ل �ب أ �ال أ  … : شجرة والغ�ر�ّب yالدهر به غ�ر� وقد ، ّب� �ر� واغ�ت ، ّب� �غ�ر� ت مّنه تقول كذلك؛ والتغر�ّب yراّب} واالغ�ت : “ : ” ، yالم�غ�ر{ّب yّب الغ�ر� المحيط القاموس وفي ، الدلو والغ�ر�ّب yخ�ض�راء شاكة ض�خ�مة

yوح�د�ه يء{، الّش� yوأو�ل �ح�ي، �ّن والت ، yوالذ�هاّب…” ) . . حوالي ) في ّب ر غ مادة وردت فقد القرآن، في غرّب كلمة عن وبعدة 15أما مرة،

المغربين،: الغروّب، الغربي، غربية، تغرّب، غربت، مغارّب، المغرّب، مغرّب، تصاريف(. عديدة سور في (7وذلك

” على “ يطلق الّشرق وكان واألندلس، المغرّب أهّل على قديما الغرّب لفظ يطلق كان … في أمريكا على يطلق الغرّب مفهوم ليصبح التحديد هذا تالشى ثم ، والهّند الصينمعا هما ثم معا وأمريكا أوربا على yطلق لي جديد من yجyوو{ز ت ثم السوفييتي، االتحاد مقابّل

الّشرق أقصى في تقع وهي الغرّب، إلى اليابان أضيفت حيث واليابان .وروسياالذي” “ الّشكّل إلى وصّل أن إلى قرون، عبر تراكمية تدريجية بصورة تّشكّل إذن الغرّب

سّنة انطلق الحديث الغرّب تّشكّل أن يعتبر من وهّناك اآلن، إليه سّنة 1492آل وهي م، . الغرّب أن القول يمكن كما إسبانيا من واليهود المسلمين وخروج أميركا اكتّشاف

بعد أي الثانية، العالمية الحرّب انتهاء غداة تّشكّل الذي هو اليوم 1945المعاصر وتعّزز م،أحداث بعد أمريكا مع أوربا على 11بتضامن حربها في معها االنخراط أن مثلما سبتمبر،

Page 44: الحوار بين الحضارات

” كبير “ حد إلى ومتعاطف� �ا، وجداني موحد شبه غرّب بظهور سمح والعراق .أفغانستانبالضرورة وليس والتاريخ والثقافة الحضارة حيث من وأمريكا، أوربا هو باختصار الغرّب . مفهوم. أن أي واألمريكية األوربية القارتين خارج للغرّب امتدادات نجد قد إذ الجغرافيامتعددة دالالت يختّزل فإنه معيّنة، جغرافية إلى يحيّل اللغوي أصله في كان وإن الغرّبلتحدد تتضافر واالجتماعية، واالقتصادية والسياسية والديّنية الفكرية المستويات على

اإلسالمية الحضارة ومّنها األخرى الحضارات قيم مع تفاعله في الغرّب .ماهية : ” إغريقية، “ فلسفية مرجعية متداخلة مرجعيات ثالث على الغرّب أسسهذا وتّنبّني . العالم في والتوسع أميركا اكتّشاف ومع نصرانية ديّنية مرجعية رومانية، قانونية مرجعيةمفهوم لصالح مركّزيتها أوروبا فقدت وأستراليا أميركا إلى األوروبيين من الماليين ونّزوح

معيّنة حياة بّنمط ترتبط قيم كمّنظومة يتّشكّل العّشرين القرن بداية مع أخذ الذي الغرّبوالعولمة والديمقراطية والحداثة الليبرالية على .…قائمة

كبير فعدد المواقف، وتتباين األحكام وتختلف القيم تتعدد فداخله ليسواحدا، الغرّب لكنانسحبت ذلك مقابّل في فلسطين، واحتالل العراق، غّزو على موافق غير الغرّب فياأللغام حظر وعارضت األرض، حرارة ارتفاع لمواجهة كيوتو اتفاق بوشمن إدارةأمريكا تؤاخذ اليوم الغربية والدول الدولية، الجّنائية المحكمة قيام وعارضت األرضية،الدولي، القانون على وخروجها غوانتانامو، في لألسرى الالإنسانية معاملتها علىالمحاكمة من األميركيين الجّنود واستثّناء المتحدة، األمم على االنفرادية وضغوطها…وغيرها

: واالمتدادات الجذور والغرّب اإلسالمكتابا    اإلسالم، موقف في أصله يجد قديم موضوع والغرّب اإلسالم بين الحوار موضوع ” تثبته “ وتفاعّل� حوار� yموقف وهو وفكرا؛ عقيدة المخالف اآلخر من وسيرة�، وسyّنةالجّزيرة يسكّنون كانوا الكتاّب فأهّل للمسلمين، التاريخية التجربة وتؤكده الّنصوصكانوا واليهود الجّزيرة، اليوم تسمى التي المّناطق وفي نجران، في الّنصارى العربية، ) قرون ) سبعة قبّل بالذات الحجاز مّنطقة إلى نّزحوا وقد ، ومكة المديّنة الحجاز يسكّنون

. والتحالف المؤاخاة على التعايشقائما فكان وسلم عليه الله صلى الّنبي بعثة .منيتوجه أن الواجب من فإنه العالم هذا من جّزء الغرّب وكان العالم دين اإلسالم كان ولما . قاطبة للبّشرية العمرانية المهمة تحددت الخاتمة الّنبوية البعثة فمع الغرّب إلى اإلسالم

{ : من أنّشأكم هو تعالى الله قال واالستخالف، التعمير وهي الخلق من الكونية الغاية وفق } هود فيها واألمن 61األرضواستعمركم والعدل والحق بالخير جميعا تعمروها كي ،

عبر. الّنبوية السيرة جسدته ما وهذا كّل 23والسالم من اإلسالم الّناسفي فدخّل سّنة، . الله صلى الرسول أصحاّب كان وقد الّناس كافة إلى الهداية مّشعّل األجّناسوحملواالله صلى ورسوله بالله اإليمان جمعهم شتى، وألوان وأجّناس أعراق من وسلم عليهالجاهلية دعاوى من بأنها واللوني العرقي التعصب دعاوى الرسول ووصف وسلم عليه

ويستهجّنها اإلسالم يرفضها .التيسلطة   وال مyحجرا، وطّنا وال جغرافية حدودا خيريتها تعرف لم التي الراشدة الخالفة ثم . اإلسالمية الفتوحات وما اآلفاق في رحمتها وانتّشرت العالمين فضلها عم وإنما مغلقة، . الّناس عاد األولى الخالفة زمن بعد لكن العالمية القرآن لرسالة حضاري امتداد سوىوّظهرت خلدون، ابن تعبير حسب بالمجد واالنفراد والتسلط والفرقة العصبية زمن إلىعن وتخلت والمحضور، المقدور في وخاضت الحاد بالجدل انّشغلت التي الكالمية الفرق . تكرس دويالت واستأسدت للرسالة والعالمية التوحيد قيمة في ففرطت المأمور،

” على “ تسد فرق مبدأ وفق الحكم كرسي حفظ سوى يهمها وال الداخلي، والصراع الفرقةالعالمية التوحيدية ورساليتها ووسطيتها األمة وحدة .حساّبوضعفها فرقتها من الغربي االستعمار فّزاد هذا، يومّنا إلى والتسلط الّشتات األمة توارثت

المعاصرة. العربية الّنهضة لعصر األوائّل الرواد أطلقها التي الصيحات تلك رغم وتجّزئتهاأشد في ذلك بعد وأصبحت وغيرهم، رضا ورشيد عبده ومحمد األفغاني الدين جمال مع . ال إذ والتّنطع والجمود والتغرّب التأفف ّظلمات من يخرجها ونور بوصلة إلى الحاجة . استقّل البحر استقبّل ومن ونبّني نؤسسونوجه أن يّنبغي بّل وندافع، نرد أن يكفي.السواقي

Page 45: الحوار بين الحضارات

يوم إلى الّنبوية البعثة مّنذ نفسها هي أجمعين الّناس إلى القرآن بها يتوجه التي الغاية إنفهو ولذلك الحق، على وداللة الخير إلى هداية وداللة، هداية كتاّب القرآن إذ القيامة،وداللتهم بخالقهم ربطهم يجب حيث أفرادا للعالمين، يبلغه أن به آمن من على يوجبالقيم على االجتماع وجوّب إلى تّنبيههم يجب حيث وجماعات إليه، الطريق سلوك على

… : في االستخالفية العمرانية الغاية لتحقيق والرحمة والعدل والحق كالخير العليا العالمية.الكون

- ربانيا - إعدادا إلعداده مكلف مستخلف مخلوق باعتباره اإلنسان إلى القرآن يتوجه . إذ باآلخرين عالقته وفي ذاته في السوي، المسلم اإلنسان نموذج وبّناء متكامال، وسطيا . يهدف ذلك مع وبالموازاة بها ويتعاملوا ويقبلونها رسالته اآلخرون يفهم باستقامتهالّشعوّب، فيه وتتعاون األمم فيه تتعارف تّشاركي إنساني عمران بّناء إلى اإلسالمو�م�ا } والعدل، الرحمة على المؤسسة المطلق الّنص قواعد وفق األفراد، فيه ويّنتظم

آية { ) األنبياء، سورة �م{ين� �ع�ال {ل ل ح�م�ة� ر� {ال� إ �اك� �ّن ل س� ر�� إلى(. 107أ مّنهاجية  واستّنادا فكرية رؤية

أو يفترضونه كما الّناسال يعيّشه كما أي المّشهود، البّشري العمران واقع وإلى تجديدية،.يظّنونه ” حاجة “ تؤكدها بالغرّب المسلمين عالقة علم ّب تسميته يمكن ما إلى إذن ماسة الحاجةلعقله المؤسسة واألساطير بيديه صّنعها التي األزمة كونية من الخروج إلى الغرّبعن “ صادر معجّز كوني كتاّب باعتباره القرآن قيم فهم إلى حاجته وبالتالي الجمعي،شادت التي والعّنصرية العرقية األساطير على يقضي كيف يعرف متجاوز متعال مصدر

إيمانها لإلنسانية ليعيد عليها بّني وما األنواع وأصّل واللغويات اإلناسة علوم أساطير بّناءهاالعالقات بّناء وإعادة تعيشعليه، الذي الكون ووحدة اإلنسانية، بوحدتها ثم بخالقها

( ” كلها هذه بين (8الطبيعيةأن ويفرضعليهم المسلمين على المسؤولية يضاعف الغرّب في األجيال تعاقب إن

الراقية العالمية القيم تلك تبليغ في عاتقهم على تقع التي الرسالة لطبيعة رؤيتهم يجددوااستطاع إذا إال هي كما يجهلونها الذين هؤالء إلى القيم هذه تصّل أن يمكن وال العالم، إلى

السوداوية المواقف yصوره ت كما ال هو، كما الغربي الواقع يعرفوا أن المسلمونعليه “ هو ما على الواقع معرفة تتم وال اإلطرائية، الدعوات تّزيّنه كما وال المتّشائمةسواء وتلويّنه تكويّنه في والمؤثرة له والموجهة فيه الفاعلة العّناصر بمعرفة إال حقيقةوتاريخية جغرافية عّناصر ومّنها بّشرية، غير أم بّشرية معّنوية، أو مادية عّناصر أكانت

( ” وروحية وفكرية وسياسية واقتصادية (9واجتماعيةنظرتّنا تتجدد وال لذاتّنا نظرتّنا تتجدد لما إال لغيرنا نظرتّنا تتجدد أن إلى سبيّل ال أنه إالنظرتّنا بتجدد إال هذه تتجدد وال وترتيبا، تحديدا معرفتّنا لمصادر نظرتّنا تتجدد لما إال لذاتّنا

“ : الجديدة. األجيال تعيد بأن يأتي التجديد أن أعتقد الصدد بهذا هوفمان مراد يقول للقرآنكّل أن وأعتقد أمور، من يستجد ما على لتطبيقه دائما وتسعى باستمرار القرآن قراءة .. إعادة يعّني ما وهو لإلسالم اعتّناقه يعيد أن يجب سبقه الذي الجيّل بعد يأتي جديد جيّل : ” “ .. إنه فيها يقول حكمة جوتة المعروف األلماني وللّشاعر قراءته ويعيد لإلسالم فهمهأن عليك بّل اإلسالم ترث أنك يكفي ال يعّني تمتلكه؛ حتى إرثك على الحصول عليك يجب

( .” بجدارة وتكتسبه (10تمتلكهyم� } �ك �ي {ل إ �ه{ الل yولyس ر� �ي {ن إ yاس� الّن �ه�ا ي

� أ �ا ي قyّل� عالمية رسالة اإلسالم كون على نقف سبق ممااآلية { ) األعراف، سورة هذه(. 158ج�م{يع�ا معرفة في جميعا البّشر حق على ونقف

إبالغ وجوّب على كذلك نقف مثلما بتّشريعها، والعمّل بأخالقها والتخلق وقراءتها الرسالةشريطة العصر، هذا في المتاحة المّشروعة الوسائّل الّناسبكّل جميع إلى الرسالة هذه

. روح من رشدها مستلهمة الخاتمة العالمية الرسالة خصائص مع الوسائّل تلك تّنسجم أن { } { :yاد�ع و مّنيرا وسراجا بإذنه الله إلى وداعيا ونذيرا ومبّشرا شاهدا أرسلّناك إنا القرآنالّنحّل { ) سورة yح�س�ن� أ ه{ي� {ي �ت {ال ب �هyم� اد{ل و�ج� �ة{ ّن �ح�س� ال �م�و�ع{ظ�ة{ و�ال �م�ة{ �ح{ك {ال ب �ك� ب ر� {يّل{ ب س� {ل�ى إ

″(125اآلية: “ . .” “ : أن يعّني وهذا وأسود أحمر كّل إلى yعثت ب وسلم عليه الله صلى الله رسول يقولالمسلمين واجب ومن إليها، االستماع حقهم ومن بدعوته، المخاطبون أمته كلهم البّشرالكريم، القرآن في وردت التي اإلسالم قواعد ومن كلها، األرض نواحي في الدعوة إبالغ { : {ين� مyع�ذ�ب �ا yّن ك و�م�ا تعالى الله يقول واإلنذار، واإلعذار البالغ بعد يكون والجّزاء الحساّب أن

Page 46: الحوار بين الحضارات

“ ( } اآلية اإلسراء، سورة سyوال� ر� �ع�ث� �ب ن �ى وال″(. 15ح�ت كإنسان به متعلقة اآلدمي كرامة وأن ( } { : آية، اإلسراء سورة آد�م� {ي �ّن ب �ا م�ّن �ر� ك �ق�د� و�ل تعالى يقول عّنه، يّنّزعها أن ألحد (. 70يجوز

العرض وحرمة والسلم والعدل األمن وحق اإلنسانية، والكرامة الحياة، فحق لذلكآخر اعتبار أي دون آدم بّني لجميع مكفولة حقوق كلها .والمال،

العثمانية والدولة االستعمار وفترة إليها وما الفرنجة حروّب

المسلمين    لعالقة المعاصرة الرؤية على أثره للتاريخ فكذلك أثرها للظروف كماوالغرّب المسلمون فيها تالقى التي الكبرى المحطات تلك نتجاوز أن يمكن فال بالغرّب، . كيف األجيال عبر وتوارثوها للمسلمين الجمعي العقّل في صورتها فتركت لوجه وجهاالتاريخ قراءة نعيد أم الغرّب؟ مع لعالقتّنا جديد لّنؤسسمن التاريخ صفحة نطوي وهّلهي الماضي الّزمن عبر تّشكلت التي الّنمطية الصورة تلك وهّل وتجاوزه؟ الستيعابه

مّنه؟ ونّنطلق عليه نبّني الذي والمثال األنموذج

تّنافر    فترات عرف مثلما وتعاون تفاهم فترات بالغرّب المسلمين عالقة تاريخ شهدبحروّب يسمى ما سواء االستعمار، لحظات هي كانت للمواجهة األمثلة أبرز ومواجهة،الذين األوربيين الغّزاة على الفرنجة لفظ المسلمون المؤرخون يطلق حيث الفرنجة،

عام غارتهم بدأت وقد بالصليبيين، الغرّب في التي 498عyرفوا حمالتهم أولى في هـسمي ما المسلمين بالد في وأسسوا والبابا، وبريطانيا وألمانيا فرنسا فيها شاركت : مّنها إخراجهم يتم ولم طرابلسوالرها، أنطاكيا، المقدس، بيت األربع الالتيّنية باإلمارات

عام في( 11م )1292هـ/692إال الفرنسية الحملة مع بدأ الذي الحديث االستعمار أو ،19 لمصر )1798مايو البريطاني لالحتالل ومقدمة األوربي الغّزو (1930-1882وبداية .

  المسلمين بين المّشتركة الحياة أنموذج شهدت التي األندلس للتعايشنذكر األمثلة وأبّز . وكانت واليهود وتعايّشا،  والّنصارى وثقافة وعلما حضارة� أوروبية عاصمة أكبر قرطبة

قاطبة العالم مكتبات أعظم قرطبة مكتبة ..وكانتوفي دائم اختالف في فكالهما الحوار، يعدم التّنافر وال االختالف يلغي التفاهم ال لكنالمسيري الوهاّب عبد الدكتور يرى كما اإلسالمية الحضارة فمقومات مستمر، حوار ” ) رقعة ) اتساع كان التاريخ عبر و ، خاصة الّنصرايّنة الغربية الحضارة لمقومات مجاورة . والعكسصحيح المسيحي، الغربي الحضاري التّشكيّل حساّب على يتم اإلسالمي العالم ) العالم ) حساّب على السادسعّشر القرن من ابتداء� الغربي العالم رقعت اتسعت فقد.”اإلسالمي

: وإشكاالت تساؤالت والغرب اإلسالم

3مايو rd, 2009

المغرّب. الفراك، أحمد د

عليّنا yطرح ت الحاضر وشهادة الماضي وذاكرة التاريخ ثقّل من : أن للمسلمين يمكن معّنى وبأي حد أي إلى مثّل الكبيرة األسئلة

واألمن السلم للطرفين يوفر تعاقد وفق الغرّب مع يتعايّشواللمسلمين الغرّب ّظلم بّنار ونعيشونكتوي نقرأ ونحن والعدل؟

وغيرها؟ والصومال والّشيّشان وأفغانستان والعراق فلسطين فيوتتضح رشده إلى الغرّب فيه يعود نستّشرفمستقبال أن أيمكّنّنا

واألفعال؟ األقوال زورتها كما ال هي كما الخالدة اإلسالم رسالة له

والمتعة المادة وتقديس الذهبي العجّل عبادة قيم يتلخصفي اليوم الغرّب واقع كان وإذاأو�ليسممكّنا الصراع؟ في تصاعديا خطيا اتجاها التاريخ هذا يتخذ أن الضروري من فهّلالصراعي الوضع يتجاوز والغرّب المسلمين بين للعالقة جديد نموذج بّناء في yجتهد ي أن

Page 47: الحوار بين الحضارات

مع الحقيقي الحوار أوليس واالنسجام؟ والتعاون التكامّل وضع إلى الحربي القتاليباستصّناع وذلك الّنبيلة، اإلنسانية الغاية هذه تحرير على يّنصب أن يّنبغي الذي هو الغرّب

ألم البعض؟ بعضها من اإلفادة من اإلنسانية تمكن تجديدية استيعابية تقريبية آليات وإبداععمق تّشكّل التي السماوية الديانات بين المّنسي المّشترك لتذكر الوقت يحنوبأي والغرّب؟ المسلمين مصالح تلتقي أن يمكن والغربية؟هّل اإلسالمية الحضارتينللكون الثقافات بعض تكّنه الذي المدمر العداء تخطي عن الحديث يمكّنّنا معّنى

لالستخالف  واإلنسان؟ جامعة فكرية لكليات جماعيا تأسيسا اليوم نؤسس أن يمكّنّنا أالعلى كلية المّنغلق الفهم نتجاوز كيف اإلنساني؟ العمران وتحقيق األرض في التّشاركيللفكر يمكن أال الغرّب؟ من المستلب الفهم نتجاوز كما المتخفي المؤامرة وفهم التراث

مع وكوني خاتم كدين اإلسالم لعالقة الجديد البّنائي نموذجه yدشن ي أن المعاصر اإلسالميهّل جانبه؟ إلى تحديدها إلى اآلخر مقابّل في هويتّنا تحديد من نّنتقّل أن يمكن أال الغرّب؟أن يمكّنّنا أال وتفوقه؟ الغير لفضّل المّنكرة والعدائية االستعالئية الّنظرة نتجاوز أن يمكن

ونتجاوزه؟ الغربي التفكير نمط نستوعب

إنسانية قيما تحمّل خاتمة نبوية رسالة من مستمدا فكرا باعتباره اليوم اإلسالمي الفكرفيها خاض التي الماضية المعارك تلك مع بالقطع مyطالب به ورفيقة باإلنسان رحيمةنهضة أية وجه في عقبة يّشكّل الذي الص{دامي التقليدي العقّل مع والقطع القدامى،ويؤدي المّشترك دائرة يوسع تجديدي قرآني لمّنهج والتأسيس اإلسالمية، لألمة جديدة . ” يتم “ الله، رحمه المسيري الوهاّب عبد د تعبير حد على دولي اجتماعي عقد إبرام إلىالمتبادل االحترام أساسمن على والغرّب المسلمين بين العالقة تّنظيم بمقتضاه

والتعايش والعدل .والحرية طوائف الغرّب إنما واحد، وواقع موحد كعقّل الغرّب إلى نّنظر أن يّنبغي ال ذلك معواحد، رجّل قلب أتقى على ليسوا اليوم المسلمين أن مثلما وتفترق، تّشترك ومواقف،القاسطون الغرّب في كما لّنفسه، الظالم وفيهم المقتصد ومّنهم المجتهد فمّنهم . . فال والفهم التعرف إتمام قبّل التهم تعميم عن نكف أن يجب لذا والظالمون والعادلونوالدين والتاريخ والحياة الكون عن الغربي اإلنسان يحمله الذي التصور معرفة مّناصمن

وقراراته سلوكه األمر نهاية وفي ومصالحه، وأولوياته اختياراته تحدد التي فهي .واآلخر،

الدين إلى الحاجة

استثمرنا لو إذ الّشرائع، بين المّشترك على الغرّب مع تعايّشّنا في نركّز أن ويّنبغيالتي الدعوات تلك تحقيقه عن عجّزت ما لحققّنا السماوية التّشريعية الرسائّل مضمون ” إلى “ تدعوا السماوية الّشرائع فجميع ، التاريخ على القفّز ّب التجديدي الخطاّب تتهمالعاجّل في له خير فيه لما هدايته والحرصعلى اإلنسان حرمة حفظ وإلى بالله اإليمانالحق وإحقاق الّناس بين الخير ونّشر البّشر بّني بين العدل إقامة إلى تدعوا كما واآلجّل،

. القيم تقديس تتعارضمع أخالقية مّنظومات وتحمّل المّنكر عن والّنهي بالمعروف باألمرالمتعة تّشتهي دودة سوى البّشري الكائن في ترى ال التي الّشهوانية الّنفعية المادية . وكلها يفّنى حتى والّشراّب الطعام يلتهم جسم قيمة، وال نهاية بال تستهلك آلة واللذة،

واالستبداد والفساد والبغي والظلم الكفر .تّنكر

نظرته وتهذيب ويقيّنياته أحكامه بمراجعة اآلخر هو يقوم كي الدين إلى حاجة في الغرّبباعتبارها الذات إلى الّنظر حول وتتمركّز والّنرجسية، بالتفوق تتغّنى التي االستيهاميةطالبا للتعايشمعه، رافض للغير كاره� بوجه أّظهره مما الرحى، يستدير الذي القطبمواقع الّناسعن أعمى حتى والكون، اإلنسان على قاس� األخر، عبودية في لسيادته

. الحداثة عن حديثه سياق في شبار سعيد الدكتور هذا على أكد وقد حضارته وإشعاع قوتهوالحرية: “ » الفردانية الّنّزعة ك السلبية الغربية القيم من حمّل المفهوم هذا أن بقوله … واألخالق والقيم والمطلقات المقدسات وتجاوز وتحطيم األداتية، والعقالنية المطلقة،انتبه« وقد عقالنية، وأنها عالمية أنها تدعي حضارة توافق ال والقيم المعاني وهذه ، إلخللعقّل المفهومية للبّنية نقدهم في أنفسهم الغربيين المفكرين من مجموعة هذا إلى

Page 48: الحوار بين الحضارات

الحداثة: العولمة، الديمقراطية، …الغربيحتى “ الدين أمر يتجدد لن فكذلك أوله، به صلح بما إال األمر هذا أخر يصلح لن أنه وبما . وما أقوم هي للتي الفهم مّنهج في yهتدى ي حتى الدين، فهم يتجدد ولن الدين، فهم يتجددمّنهجية !! ترسبات من فكم األسباّب، وقلة الموانع لكثرة اليوم األمة في ذلك أشق(”! التأثير مستمرة تّزال ال األمة في واالنحطاط الضعف قرون وراكمتها أفرزتها فاسدة1)  

مجال    أنها األرضعلى وإلى ممتدة بّشرية أسرة أنها على اإلنسانية إلى الدين يّنظر . والعمّل باإليمان الكون تعمر مستخلفة مستأمّنة لتكون فرشحها والتعمير االستخالف

ومّزق رسالته حرف ما الدين على طرأ لكن للّناسكافة، أنها على الرسالة وإلى الصالح، . ضيقة وسلطوية ومدرسية مذهبية أطر في الرؤية وانكمّشت الّنسق فانغلق وحدته

القومية الّنّزعات �ت وح�ي فرق إلى والجماعة تعدد إلى والوحدة صراع التعايشإلى وتحول . بفعّل استحالت حتى والفرقة واالنكماش االنغالق هذا األجيال فتوارث والقبلية والعرقية

إليه يستّند ومرجع عليه يقاس أصّل إلى الّزمن .عامّل { : وال الله إال نعبد � أال وبيّنكم بيّنّنا سواء كلمة إلى تعالوا الكتاّب أهّل يا قّل تعالى الله قال

: } اآلية عمران، آل سورة الله دون من أربابا بعضا بعضّنا يتخذ وال شيئا به فهذا. 63نّشركالتي الجامعة الكلية األسس يضع الذي المّشترك الدين في  هو تقيم أن شأنها من

. والّنحّل والملّل األهواء أهّل من غيرهم دون الكتاّب فأهّل وجه أتم على إنسانيته اإلنسانعلى والعمّل تحقيقها إلى والسعي الخمس، الكليات مراعاة في المسلمين مع يّشتركون

. ما. وهو الكتاّب أهّل محاورة عّند لالحتكام ومرجعا أساسا يّشكّل القدر وهذا حفظهابين . التمييّز وجب لذا األخرى الطوائف محاورة عّند ألنهم  يغيب وغيرهم، الكتاّب أهّل

ونبوة كتاّب . أهّلالّشرائع نصت التي الخمس، المقاصد لمراعاة دعوة السواء، الكلمة إلى الدعوة . الكلمة تكون وبهذا غابت إن بها المطالبة وعلى وyجدت، إن حفظها على السماويةالخالف نقط من كثيرا يحسم الذي المّشترك واألساس الجامع، األصّل هي السواء، . يحتاط أن المعاصر اإلسالمي الفكر على يجب لهذا إنساني مّشترك لبّناء أرضية yجعّل وي / وبين الوحي الكتاّب بين التعليق، وبين الّنص بين الصورة، وبين األصّل بين الخلط من . لمضمون المفسرين فهم وهو بّشري، عمّل التفسير الفقهاء وفقه المفسرين تفسيروقدرته ثقافته إطار في يقرأ أو يؤول أو يفسر إنما قارئ أو مؤول أو مفسر وأي الكتاّب، . أوضاع من عاشه ومما معرفة من حصله مما نابع ذلك وكّل وّظروفه، وعلمه وذكائهمن خليط عن عبارة الثقافة هذه أن ومعلوم الّشفوية بالثقافة المفسر تأثر عن ناهيك … الّنصو فهم على يّنعكسسلبا مما القديمة والحكايات واألساطير المعتقدات .. فّنقلوا. .. الّشفوية الثقافة تلك خالل من تأثيرهم لهم كان هّناك الكتاّب فأهّل تفسيره ” “ .. في موجودة فكرة إناث المالئكة أن وفكرة ، إناثا المالئكة جعلوا مثال كثيرة ا أفكار�والكالم التفسير إلى ومّنهم العرّب، إلى الّشفوية الثقافة من فانتقلت اليهودي، العقّل

والفلسفة .والفقهالتأويّل أن نذكر مغرضة تارخية وقراءات تحريف من األصّل على طرأ ما أمثلة ومن

بكلمة اليهود غير األجّناس جميع إلى يّشير للتوراة Gentiles اليهودي ، مصطلح وهوإلسرائيّل، خدم وتعتبره لآلخر تحقيرية نظرة كتبهم وتّنظر واحتقار، دونية نظرة يتضمنعلى يحرصون كانوا إذ ضعفهم فترة في حتى اليهودية الثقافة في متّشعبة فكرة وهذه

. حتى دنس اآلخرين فيما مقدسين أنهم مّنهم ّظّنا المّنعّزلة واألماكن المالحات العيشفيالكلب مع كتّناوله اليهودي، غير مع الطعام تّناول أن يرون .أنهم

السياق يّنكر ال هذا فإن اليهود، لدى اآلخر صور تكوين في دور والتلمود للتوراة كان وإذاككتاّب للتلمود نظرنا إذا خاصة الّنصوص، تلك فيه ّظهرت الذي واالجتماعي التاريخيهو وهذا األشخاص، من العديد خالل ومن قرون، مدى على اليهودية التجربة حوى تراثي

اآلخر مفهوم حول التلمود وأفكار تأويالت التّناقضفي .سببعّنصرية عقيدة تبّني في يتمثّل الذي األكبر العائق ّظهر الصهيونية، فكرة بروز ومعمحاولة في مقدسة، أنها فيها يدعى بّنصوص وإلصاقها اآلخر، تجاه وتدميرية وعدائية .. المعاصرين أو المحافظين سواء اليهود لدى فإن وبذلك والحاضر الواقع على إلسقاطهاالتاريخية الظروف أو التلمود أو التوراة من سواء اآلخر عن الّنمطية نفسالصورةالتلمود. مراجعة إلى تدعوا التي اليهودية بعضاألصوات اليوم برزت وقد واالجتماعية

Page 49: الحوار بين الحضارات

! وتصحيحهالكّنائسعلى تحافظ تكاد بحيث اليهودي، الفكر خطورة درجة في تكن فلم الّنصرانية أما

المقدسأن الكتاّب يرى حيث المقدس، الكتاّب من مستقاة وهي الغير، عن موحدة رؤيةالضطراّب أدت التي هي الخطيئة ولكن الموجودات، من غيره عن اإلنسان ميّز اللهلذلك قريب، األعداء حتى الموجودات كّل واعتبر اآلخر، اإلنسان بأخيه اإلنسان عالقاتأحبوا “ مّنها والتي وأفعاله، السالم عليه المسيح بأقوال يرتبط اآلخر من الموقف فإن - .” كما اإلنجيّل لّنص التأويالت تعددت تاريخيا أنه إال مضطهديكم أجّل من وصلوا أعداءكم . - على يوجب مما المسيحية على الصليبية هيمّنت حتى األديان جميع تاريخ في األمر طرأ

التي أصوله يوافق بما ذاته يجدد أن المعاصر الّنصراني وقبول  الفكر بالتفاهم تتسم.اآلخرومخلوقيته فطرته اإلنسان في فيخاطب التحريف من نصه حفظ الذي القرآن أماعمق وyجد أيّنما البّشري الكائن فعمق لذلك دين، اإلنسان وفطرة وإنسانيته، . الدين إن والحوار والسلوك للتفكير مصدر فيها الدين بيئة� في وyلد من ديّني،فباألحرىكائن اإلنسان أن أي اإلطالق، على اجتماعية ّظاهرة أقدم هو دوركايم إميّل يذهب كما . الدين، من أخالق اإلنسان في الفاضلة األخالق وجميع حضارة أو فردا أكان سواء متدين . : الطبيعة رغم الغرّب إن الرحمن عبد طه الدكتور يقول كما دين بال أخالق ال قّل أومسيحية - ديّنية مّنطلقات من يصدر للحوار المسلمين دعوته ففي ألنظمته العلمانيةّب{- يعرف بات فيما الديّني yعد الب أهمية على التأكيد إلى الغرّب عاد كما واضحة، يهودية

” ” ” ” الثقافات“ حوار و الحضاري الحوار و الحضاري الصراع ”….

األصّل “ إذ للعّنف، نبذها ذلك مثال التعايشوالبّناء، في أصّل األديان بين فالمّشترك لهذاوزجر وردع العدواني اإلنسان سلوك وتّشذيب وتهذيب تّشريعه، ال العّنف نبذ األديان فيال وتعمير بّناء أداة أي مجتمعه، في ومصلحا نفسه في صالحا يجعله بما األنانية، نوازعه . إلى ذلك من شيئا نسب ومن األديان، من ال اإلنسان من إذن فالعدوان وتدمير هدم أداة

. فالقرآن الدين من سيئا فهما فهمه بما أو الدين، من اإلنسان هذا وبدله حرفه فبما الدينالبعض يفهم وليسكما لعدوان ردا الّنفسأو عن دفاعا إال القتال يّشرعا لم مثال والسّنة » الحقوق » من كثيرا تجب السيف آية اسمها آية راية تحت له أساس ال فهم على اعتمادا . هو ما دائرة في فعال األديان تكاملت ولو الدين عماد هي التي واألخالق والحريات

( ”. الهدر من كثيرة دماء لصيّنت القتّل، تحريم رأسه وعلى كثير وهو بيّنها ،( 2مّشترك} الدين } في إكراه ال ّب القرآن عّنه يعبر ما .وهذالتقارّب وسيلة بذاتها هي بّل والمجابهة للصد{ام وسيلة بذاتها تكون أن يمكن ال األديان . خير هي � أيضا الحضارة فإن للتفاهم وسيلة الدين أن وكما اإلنسان أخيه من اإلنسانلغة إلى اللجوء دون الهانئ العيش في اإلنسان ورغبات احتياجات عن للتعبير وسيلة

والكراهية واالستضعاف والتحريض .العّنفوالّنّزعة المتوحّشة كالعولمة اإلنسان تجتاح التي اآلفات ضد واحد تقفصفا كلها األديان

العبثية الّشهوانية و األنانية والفردانية الهمجية والبراغماتية المصلحية .…المادية : : ووحدة المدبر، الخالق سبحانه الله وهو الواجد وحدة العالمي اإلنساني المّشترك : نعيش: الذي الكون وحدة أي والمكان الّزمان ووحدة ، السالم عليه آدم من كلّنا الوالد

. والحرية والعدل واألمن السلم إلى الحاجة ووحدة أسأنا أو أحسّنا إن عّنه yسأل ون .فيهالبّشرية لوحدة الكريم القرآن وضعها التي األسس

األمة القرآن، مع إال مستقبّل وال هوية وال لهم ذات وال القرآن، من إال للمسلمين قوة الالمصدر “ هي والسّنة المّنّشئ المصدر هو القرآن ألن القرآن، فقه إلى حاجة في اليومال كما اآلخر حساّب على أحدهما بإسقاط تسمح ال تكاملية عالقة إطار في له المبين

( ” بيّنهما بالفصّل الغرّب؟( 3تسمح مع العالقة إلشكال القرآني الحّل أسس هي فما ،عربي   بين فرق ال الكون، في مّنتّشرة واحدة أسرة أنها على البّشرية إلى اإلسالم نظر

هّناك تعد ولم والمقاييس، الموازين الّنظرة بهذه فتغيرت وأبيض، أحمر بين وال وأعجمي،يعيش التي الجغرافية البقعة وال اللون وال العرق فال حصري، طابع ذي شيء ألي قيمةالتعارف غايتها ممتدة واحدة أسرة هي وإنما إليها، يّنتمي التي القبيلة وال اإلنسان، فيهاالقيم تتحقق وبالتالي التعاون، إلي يؤدي والتآلف التآلف، إلي يؤدي والتعارف والتعايش،

Page 50: الحوار بين الحضارات

. عّنها الحديث سبق وقد القرآن، عالمية فهذه تتحقق أن الله أراد التي .اإللهيةواألزمان واألماكن العقول اختالف على كاملة البّشرية تستوعب كونية رحمة اإلسالمتوصيّل في جديدة وسائّل يبدعوا أن ودعاة ومفكرين علماء المسلمين على وجب لذلك . يسعى القرآن عليه العّنف وليس الغرّب مع الجهاد رأس وهذا الغرّب، إلى القرآن روح “ . لي جyعلت أمة بّناء الّنبوي والهدف القرآني الهدف دويلة مجرد لبّناء وليس أمة لبّناء ” الملوك وسلم عليه الله صلى الّنبي �ب� كات ذلك أجّل ومن ، وطهورا األرضمسجدااألقلية وليسدين الخالد الله دين �عرضعليهم ي والتعايش، لإلسالم يدعوهم والحكام.المستضعفة

} اإلمام } قال وقوة، رفعة والوسطية ، وسطا أمة جعلّناكم وكذلك الوسطية دين واإلسالم ” “ : فال ، التالي به ويلحق الغالي إليه يرجع األوسط بالّنمط عليكم وجهه الله كرم علي

تبعية وال انغالق وال تغريب وال جمود ال تسيب، وال قعود ال تفريط، وال …إفراطشواهد بضع الكريم القرآن من تلتقط التي االختّزالية القراءات تلك وراء نّنجر أن يصح الابتداء االنصراف يّنبغي بّل مسبق، تقليدي بّشكّل أغراضمحسومة على للتدليّل مّنتقاةوحدته في الكريم القرآن تقرأ تلمذة حواجّز، ودون مباشرة الوحي نص على التلمذة إلى

المتكاملة .البّنائيةالمطلقة والعداوة الصراع التدافع سّنة من المسلمين بعض فهم القراءات لتلك ونتيجةالتدميري الصراع يعّني ال التدافع ألن ذلك غير والصواّب غرّب، هو ما لكّل والقتالواألقوى واألجود األفضّل عن والبحث الخير في التّنافسوالمسابقة يعّني وإنما الحاقد،

الّنفسوالكون في والمادة، الروح في والدنيا، دين في .…واألنفعمعاصرا فكريا اجتهادا لتّنتج القرآن إلى كلية نظرة إلى حاجة في اليوم اإلسالمية األمةاليوم، المطروحة واإلشكاالت المفاهيم يستوعب مثلما والمصادر األصول يستوعبمّشروعا مجموعها في تّشكّل التي االجتهادات من مجموعة اإلطار هذا في ونذكرالروح بين والحكمة، الرحمة بين تجمع كلية وعقلية شرعية أصول بّناء يحاول حضاريا : مّنهاج بّناء مختصرة بعبارة قّل أو والعقّل، الوحي بين والّشهادة، الغيب بين والمادة،أمة إلحياء المّنّشود المقاصدي االستخالف تحقيق بغية والكون، والعقّل الوحي بين جامعالتوجه بين تجمع التي اإلسالمية للّشريعة الكبرى الكلية المقاصد على بّناء واستمرارها “ : على التلمذة مختصرة بعبارة قّل أو الكون، إلى والتوجه الّنفس إلى والتوجه الله إلى .” والله فساد، فهو الكبر المصادر بهذه مخّل عمّل وكّل الواقع في العقّل إلعمال الوحي

: ( ” “ : العّنكبوت األرضمفسدين في تعثوا وال يقول عبادي( } 36تعالى يرثها األرض إن: األنبياء{ ) (4،( )105الصالحون

.. “ : من كلي تجديدي قرآني مّنهاج بلورة هو شبار سعيد الدكتور يقول كما فالحّل إذنالهداية قيم واستصحاّب تكاملها، في اإلسالمية المعرفة مصادر قراءة على العمّل خالل؛عالمية توحيدية خصائص على القراءة هذه تقوم وأن القراءة، هذه في والرحمةوالقراءة”. الفلسفية القراءة وهي والعلم، للحق مّناوئة قراءات ثالث من حذرة وسطية

االستّشراقية والقراءة .اإليديولوجية

القرآن ضوء في اإلسالمي الفكر تجديد إلى الحاجةآليات تجديد الّنصومّنه قراءة آليات تجديد عبر يمر أن بد ال اليوم الدين تجديد إنال فم متجددة عملية التجديد فمادام الغرّب، مع المسلمين عالقة إشكالية مع التعامّل . وأجوبتها وأسئلتها وإشكاالتها وقضاياها بمفاهيمها متجددة أيضا الغرّب مع العالقة تكون

“ : األمة لهذه يبعث الله إن هريرة أبي عن وغيره داوود أبو رواه الذي الصحيح الحديث في ” “ : ” ، ديّنها أمر لها يج�دد من رواية وفي ديّنه لها يج�دد من سّنة مائة رأسكّل على “ : . يوجب القرضاوي يوسف الدكتور يقول بطبيعته ومرتبط الدين صميم من فالتجديد … وبيئتّنا .. زمانّنا نراعي وأن حياتّنا لتّنظيم بعقولّنا نفكر وأن لعصرنا نجتهد أن عليّنا … وأن اآلخرين، مع أو أنفسّنا مع تعاملّنا أو بحثّنا أو قضيّنا أو أفتيّنا إذا عيّشّنا وأحوال

( ” … ابتكروا كما دنيانا أمور في نبتكر وأن يّنفعّنا ما غيرنا (5نقتبسمن { : يهدي القرآن هذا إن تعالى قوله المكّنون القرآن إلى التامة المخلصة الصادقة بالعودة

.} أقوم هي الّشاملة  للتي وانطالقتها الكبرى اإلسالمية األمة مسيرة تبدأ أن يمكن ” فالقرآن “ والحق، الهدى على القائم العالمي اإلسالمي الحضاري البديّل لتأسيسوبإمكانه اليوم، عالم في المطروحة المّناهج سائر على الهيمّنة باستطاعته بخصائصه

Page 51: الحوار بين الحضارات

قرآنية، معرفية مّنهجية إلى التوصّل خالل من وذلك الكوني، مّنهاجه ضمن صياغتها إعادةالفكرية وأزماته اإلنساني الوجود مّشكالت تستوعب قراءة على قائمة مّنهجية.والحضارية : االستعجال، التقليد، أزمات عدة من يعاني المعاصر العربي اإلسالمي الفكر يّزال ال .. الوضع هذا من التحول وجب لذلك التجّزيئية الّنظرة والطائفية، الحّزبية التعصب،التعصب، والتسامح االستعجال، والتريث التقليد، التجديد فيه يعوض وضع إلى األزماتيالفرقة، والتوحيد الذرية التجّزيئية الّنظرة التكاملية والّنظرة الحّزبية، واإلنسانية

الغلو .والوسطيةيلفه الذي اللحظي السياسي التفكير على المعاصر اإلسالمي الفكر يعول أن يّنبغي الالمظروفة السابقين اجتهادات على يعول أن يّنبغي ال مثلما لألحداث، اليومي الحريق . yقسم ت التي التقليدية الّنظر تجاوز تكاد ال والتي واجتهادهم بمعرفتهم والمقيدة بظروفهم . عين اثّنتين، بعيّنين يرى أن مّزدوج، بّنقد يقوم أن يّنبغي حرّب ودار إسالم دار إلى العالموواقعه، األخر تراث على وعين وواقعّنا تراثّنا على عين الغير، على وعين الذات، علىأنانيتّنا تهذيب من للتمكن التكاملية المّنهجية العyyدة إعداد مدى على متوقف الجهاد وهذاالغرّب فردانية ونقد اآلخر، تجاه اإلسالمي الوعي صياغة وإعادة جهة، من المتعالية

ثانية جهة من .العّنصريةالملحة، المعاصرة القضايا في إبداعي جماعي اجتهاد إلى حاجة في اإلسالمية األمةوتجاوز طويّل، زمن مّنذ األمة فيه دخلت الذي الفكري الجمود تجاوز على قادر اجتهادكامال اشتغاال ببعضها فاشتغلت اإلسالمية المعرفة بعضت التي المائلة التجّزيئية الّنظرة . تفضيّل اإلسالمي الفكر فيها وقع التي التّناقضات من إذ قيمة بال وكأنها بعضها وهمّشت ” التي “ األخرى العلوم حساّب على عبادة فيها الّنظر واعتبار شرعية المسماة العلوم . ” “ ” “ ” ّظهر “ لما ثم العبادة عن ملهاة وكأنها الكونية أو اإلنسانية أو الحقة العلوم تسمىاعترف وتفوقه تقدمه سر فكانت الغرّب فيها أبدع التي العلوم هذه في األمة تفريط

فيها؟ واإلبداع وإتقانها تعلمها بوجوّب المعاصر اإلسالمي الفكرواآلخرة، اإليمان عن تلهي باعتبارها المادية العلوم في الطعن سبقه وقد ذلك يتم فكيف “ . والحضارة الثقافة إضعاف إلى شبار سعيد د نظر في أدى وهذا نافع، غير علم أنها أوواالجتماعية اإلنسانية العلوم في العلمي اإلنتاج قلة ذلك على والدليّل اإلسالمية،االنفتاح”. “ اإلسالمية الحركة رواد كتابات في المحتّشمة العبارة نجد ما فغالبا والطبيعية

” االنغالق يفيد انفتاح وهو ، الغرّب .على

والغرّب المسلمين بين معاصرة قضايا  : ” نذكر “ بالغرّب المسلمين عالقة الكبير اإلشكال ضمن تتأطر التي القضايا من … لها غربية فلسفية ومفاهيم لغوية مصطلحات وهي العولمة الحداثة، العلمانية، . مخاض عبر الغرّب أنتجها حياة ونمط وثقافة وفلسفة بتاريخ ترتبط حضارية حموالتوالتقّنية العلومية الّنهضة في فضلهم yّنكر ي ال إذ فيه، كبير حظ للمسلمين كان طويّل

اليوم الغربية الحضارة تعيّشها التي .والفكريةالسياسي ونفوذه العسكرية وقوته واقتصاده وعلومه وتقانته بتقّنيته غالب اليوم الغرّبالمختلفة، بسلعه يغرقّنا مثلما وقضاياه بمفاهيمه عليّنا يهجم واإلعالمي، والثقافي . مخلوق هو حيث من اإلنسان فيه يخاطب القرأن لكن واالنقياد التبعية عليّنا ويفرض . يلغي نديا حوارا نحاوره كيف بّل ؟ الرسالة بهذه نقّنعه فكيف ومسؤول مستخلف . هو؟ كما تلقفyه أو yلية ك رفضه سوى حّل من يوجد أفال التفاهم أجّل من المادية الفروق

” عاجّزة؟ “ بذاتية التدتر أو بالغرّب الممسوخ االلتحاق سوى خيار من لّنا أليسوشكوى المتغربين حماسة بين الواقعي، الوسطي القرآني الحّل يكمن بيّنهما بلى،السواء. الله خلق بين مّشتركة والمصلحة الله دين والدين الله، األرضأرض العاجّزين

. تعالى الله بإذن البحث هذا موضوع سيكون ما ذلك الله أمام آدميتهم .فيالمعاصرة الّنتائج جراء واختفائه اإلنسان، موت فلسفة من المعاصر الغربي الفكر يعانيالكائن تحول حيث اإلنسانية، الظاهرة في المتخصصة الدراسات عّنها كّشفت التي

فاقد كائن شبه إلى حولها ما وتعي وجودها تعي ذاتها مع متطابقة ذات من المفكر العاقّل : والبيولوجية الوراثية الحتميات من سلسلة في تذويبه تم والمسؤولية، والحرية للوعي . … ذات دون عالما أضحى حتى والسياسية واللغوية واالقتصادية واالجتماعية والّنفسية

Page 52: الحوار بين الحضارات

سارتر بول وجان ديكارت ريّنيه أنف .رغمضعفه عن وأبانت الغرّب إيديولوجية فضحت العوا عادل يسميها كما العولمية أو العولمة ” أخطائها “ ونقد وأدواتها، ووسائلها آلياتها حيث من قيمتها نستثمر فكيف قوته، معيكفي فال للعالمين؟ رسالته وتوصيّل اإلسالم قيم تقديم أجّل من أزماتها من واالستفادة . . ليست نفعّل وال بّنا لتفعّل لها نّنبطح أن يّنبغي وال الظّل إلى نتولى ثم مثالبها نعدد أنالتبّشير يّنبغي ال مثلما مّنها التخويف يّنبغي ال كريما، ملكا وليست لعيّنا شيطانا العولمة

“ : الدين رابطة هّنتغتون باعترافصمويّل حتى رابطة أقوى لّنا ألن العولمة نخّشى ال ”بها،عولمة   من تحويلها يمكن أال الرأسمالية؟ العولمة على � إنسانيا � وجها نخلع أن يمكن أال

إنساني؟ وجه ذات عولمة إلى ّظالمة متوحّشة“ ” الغالب أثر باقتفاء مولعة الضعيفة األمم كون خلدون ابن بها يفسر مقولة الغالب نحلةإيقاع إلى توفقها ال وفرقة ضعف حالة في فهي اليوم، األمة وضع وكذلك سّنّنه، واتباع

القوي الموقف وإبداء .التأثيرحدود ” “ خارج كتابه ففي عّنها المّنبثق والتفكير المادية الفلسفة بمراجعة مطالب الغرّب

وجه Out Of Control  ”السيطرة على وأمريكا عامة بصفة الغرّب برجّنسكي يدعوعلى ويؤكد الغربية، السياسات عليها تقوم التي المادية الفلسفة مراجعة إلى الخصوصإفّناء إلى ستؤدي فإنها وإال واستعمالها القوة الكتساّب أخالقية ضوابط إيجاد ضرورة

( ” وإنهائه البّشري تقلص( 6الجّنس التي الدوابية الدارويّنية الّنظرة مع بالقطع مطالب ، . ومطالب غاية وال مبدأ بال طور بعد طورا الصدفة ساقتها حّشرة حجم في اإلنسان قيمة : الدول ودعم الغرّب، في الصهيونية العقيدة تجدر المسلمين مع األكبر العائق بمعالجة

إلسرائيّل .الغربيةخاتمة

ومعالجته تّناوله حيث من لّنا معاصرا يكون أن اإلسالمي الفكر من نريد سبق ما على بّناءالعقّل عن الغائب شبه االهتمام وهو اليوم، المسلم يعيّشها التي القضايا لمختلف : االنحراف تاريخيا اإلسالمية األمة عرفتها التي االنحراف لظروف نتيجة المسلمالمسلمون انصرف حيث المعرفي الفكري واالنحراف الحكم، فسد حيث السياسيالكبيرة مرتكب المستفيضفي الحديث قبيّل من وهمية معارك الخوضفي إلى أشتاتا

الحلّزون .…وذكاةبين العالقة إليه آلت وما وسياسي، وثقافي فكري تصدع من اليوم العالم يّشهده ما

الحضارة إدبار مقابّل بالغرّب، المسلمين ماليين عدد تّزايد مع المسلمين وغير المسلمينللموقف ومراجعة الديّني للوعي تجديد من اليوم العالم يعرفه وما اإلنجاّب، عن الغربية

الالئيكي العلماني للمد وتراجع الدين .منبين العالقة أصول في الّنظر بإعادة مرورا إال تتم أن يمكن ال اإلسالمية األمة نهضة أن ثمهو البّشرية العالقات في الّنموذج أن مستحضرة الغرّب، وبين خاتمة كّشريعة اإلسالم

.  الذي فال الواقع وأصّل العقّل أصّل من كّل الكريم القرآن أصّل إلى باإلضافة يستوعبمعيّنة فترة الّنصفي على طرأ لفهم� ح�رفية رؤية حبيسة اإلسالمية األمة تبقى أن يصح

” “ . يسميها كان كما الّزائفة الثّنائيات تلك بّنية على للقضاء األوان آن وقد تارخها عالل  من / / / / : غرّب إسالم دولة، دين معاصرة، أصالة تجديد، تراث الله رحمه …الفاسي

أن لألمة يمكن الذي األصيّل الركن لهي وتداخلها تكاملها في الثالث المصادر هذه إنكمخلوق وللكون عامّل كمخلوق لإلنسان االعتبار يعيد إنساني مّشترك بّناء في به تسهم

والواقع. والعقّل الوحي .مس�خرإنّزال كيفية وإدراك الواقع، وإدراك الّنص، إدراك من يمكّنّنا قرآني مّنهاج إلى اليوم نحتاج

… وبين والحكمة، الرحمة بين تجمع عالمية لرؤية نؤسس حتى الواقع الّنصعلى هذاإشكاالتّنا يعالج yلي ك تغييري مّنهاج إلى نحتاج والتعاون، التعدد وبين والتسامح، االختالفإشكاالتّنا يعالج مثلما فحصية، تمحيصية نقدية تجديدية بّنظرة الموروثة التاريخيةعلى عرضها بعد قواعد من المسلم العقّل أثله ما بين يجمع الموجودة، المعاصرةالباطّل. يأتيه ال الذي المرشد الهادي الّنص باعتباره المطلق بالّنص مؤيد مّنهاج القرآنوثقافتهم، وتأويلهم الّناسوّظروفهم بفهم المقيد بالتاريخ ال خلفه، من وال يديه بين منوالحّل الفردي الحّل وبين والعمّل، العلم وبين والّشهادة، الغيب بين جامع مّنهاج . يعكسعالمية مّنهاج األكوان األنفسوحّل حّل وبين واآلجّل، العاجّل وبين الجماعي،

وإنسانيته وواقعيته ووسطيته وربانيته وشموليته .اإلسالم

Page 53: الحوار بين الحضارات