لعبادات األربع األسرار والحكم في التوقيت الزمني ل

في اإلسالم1

ملخص البحث

يقف هذا البحث وقفة متأنية مع اآلايت القرآنية واألحاديث النبوية

الصالة، )اليت حددت التوقيت الزمين للعبادات األربع يف اإلسالم احلكم وراء هذا ، يف حماولة الستخراج األسرار و (الصيام، الزكاة، احلج

. االرتباط بني العبادة والزمن، من خالل املنهج االستقرائي والتحليليوذلك انطالقا من اإلميان املطلق بسمو التشريع اإلهلي وإحكامه، وأن هللا سبحانه وتعاىل ال يشرع للناس إال ما فيه خريهم وصالحهم يف

.الدنيا واآلخرةادات أبوقات زمنية حمددة تتوزع عليها، وال شك أن ارتباط هذه العب

فيه توثيق للصلة ابهلل عز وجل، وتربية عملية لألمة اإلسالمية على االنضباط والدقة يف مراعاة األوقات، األمر الذي يعد عامال مهما يف حتقيق التضامن بني املسلمني، ويف احلفاظ على حقوق هللا والعبد من

.التهاون والتفريط

. م3002حاصوول علووى دكتوووراه يف التفسوري موون االامعووة اإلسووالمية العامليووة وواليزاي عووام )عبوود هللا عووودة عوودة عبوود . د 1موون " قوورآن والسونةال"م، بكوالوريوس يف أصووول الودين 9111ماجسوتري يف التفسوري موون جامعوة آل البيووت األردنيوة عووام

(.فلسطيين االنسية. م9111االامعة األردنية عام

3

:مقدمـة

تبطل إهنا قد ، بل تؤدى فيها اقتضت حكمة هللا تعاىل أن ترتبط عباداته أبزمان معينة .مت وقتها املعني هلا، أو أتخرت عنهإذا تقد

أن ، ارتبطت أبوقات معينة، تبطل إذا وقعت يف غريها، فليس لنا مثال فالصالة مثال هر قبل الزوال، أو العصر قبل أن يصري ظل نصلي الصبح قبل طلوع الفجر الصادق، أو الظ

. كل شيء مثله، أو املغرب قبل مغيب الشمس، أو العشاء قبل ذهاب الشفق األمحروكذلك الصوم، البد وأن يكون مرتبطا ابلزمن واألايم املعينة اليت حددها هللا سبحانه

.ه حبالوتعاىل، فمن صام غري شهر رمضان، فإن فرض صيام الشهر ال يسقط عنواحلج ال يصح لنا أن نؤدي مناسكه قبل حلول موعده، أو بعد فوات وقته، فال

اليوم الثامن من ذي احلجة أو قبله، وال يصح لنا أن حنرم يف يفنستطيع أن نقف بعرفات .غري أشهره احملددة

وكذلك الزكاة فإهنا جعلت واجبة يف املال كلما حال عليه احلول، ويف الزرع وقت .صادهح

العبادات هبذه األزمان، ال التشريع اإلهلي يتنوزه عن العبثية والفوضى، فإن توقيت هذه و إهلية، فإن وقوفنا على هذه احلكم واألسرار، فبفضل من رابنية، وأسرار بد وأن يكون حلكم

ن، الذي ال ينفي هللا ونعمة، وإن مل نتوصل إىل شيء منها أو إىل بعضها، فهو قصور اإلنساعن هذا التشريع حكمه وأسراره، وما علينا عندها، إال التسليم واالمتثال ألمر هللا تعاىل،

، سواء أكان مكتفني ابحلكمة اإلمجالية، وهي أنه تعاىل مل يشرع لنا إال ما فيه خريان وسعادتنا .ذلك يف الدنيا أو يف اآلخرة

وهي الصالة والصيام واحلج –زمين هلذه العبادات بيان التوقيت الفيما يلي سأحاول و األسرار واحلكم من خالل نصوص القرآن الكرمي والسنة النبوية، ومن مث بيان أهم -والزكاة .نت من الوقوف عليهااليت متك

2

المبحث األول

تحديد الصالة بخمسة أوقات في اليوم

دي كله، ويعد االلتزام هبا مؤشرا الصالة هي األساس العملي والنظري للجانب العبا

فال . على مستوى العالقة مع هللا من جهة، وعلى مستوى العالقة مع الناس من جهة أخرىتستقيم عبادة اإلنسان هلل إال إذا كان يقيم الصالة، وال تستقيم عالقته ابلناس ولن يكون

.ةلديه وازع للتعاون معهم والتحمل عنهم ما مل يكن يقيم الصال

.إىل قضية التوقيت يف الصالة -بعد األمر إبقامة الصالة–وقد نبه القرآن الكرمي تم الصالة فاذكروا الل قياما وق عودا وعلى جنوبكم فإذا :قال تعاىل فإذا قضي

.ى المؤمنني كتاب موقوت اطمأننتم فأقيموا الصالة إن الصالة كانت عل أي واجبة يف أوقات معلومة، ال جيوز إخراجها ": كتااب موقوت "ومعىن كون الصالة أي منجما يف أوقات حمدودة، : موقوت " :قال صاحب املنار. 3عنها يف شيء من األحوال

ا مقصورا منها بشرطه، خري من البد من أدائها فيها بقدر اإلمكان، وإن أداءها يف أوقاهت .4"أتخريها لقضائها تمة

الذي داوم والصلوات هي اخلمس املعروفة، يف أوقاهتا املعروفة؛ ببيان من رسول هللا

عليها مدة حياته، ونقلت عنه ابلتواتر العملي، فتوارثتها األمة جيال بعد جيل، من غري فرتة واحد، حىت يف أدق ساعاهت .اهتا، وأعظم حمنها وأزمايوم

. 902ية اآل :سورة النساء 2بوووووووريوت، : دار الكتوووووووب العلميوووووووة) 9ط، زيل الكش اا ع ا تن ا وام التن ،الزخمشوووووووري حمموووووووود: انظووووووور 3

بوووووريوت، : دار إحيووووواء الووووورتا العوووووري) 9ط، التفس ب الكب ب ،الووووورازي دمحم .111، ص9ج، (م9111/هوووووو9191دار الكتوووووب ) 9ط، وأس ران التأوي ل زيل أن وان التن ،البيضووووواوي عبووووود هللا. 302، ص1ج، (م9111/هووووو9191 .321، ص9ج، (م9122/هو9102 بريوت،: العلمية

.222، ص1ج ،(ت.د، بريوت: دار املعرفة) املنان ،رضا دمحم رشيد 4

1

واألحاديث يف ذلك كثرية، ويكفي للداللة على ذلك ما رواه مسلم عن عبد هللا بن إذا صليتم الفجر فإنه وقت إىل أن يطلع قرن الشمس األول، »: قال أن نيب هللا 5عمرو

أن مث إذا صليتم الظهر فإنه وقت إىل أن حيضر العصر، فإذا صليتم العصر فإنه وقت إىلتصفر الشمس، فإذا صليتم املغرب فإنه وقت إىل أن يسقط الشفق، فإذا صليتم العشاء فإنه

.6«وقت إىل نصف الليل

صراحة على عدد هذه الصلوات، وأمسائها وأوقاهتا، ما ينصوليس يف القرآن الكرمي وهذه ، الصلواتغري أن هناك آايت تدل عليها، وتشري إىل األوقات اليت تقع فيها هذه

:اآلايت هي .7تافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وقوموا لل قانتني :قوله تعاىل -1

حافظوا على : ألن قوله" فهذه اآلية دالة على أن عدد الصلوات مخس، وذلك والصالة : وله تعاىليدل على الثالثة من حيث أن أقل االمع ثالثة، مث إن ق الصلوات يدل على شيء أزيد من الثالثة؛ وإال لزم التكرار، واألصل عدمه، مث ذلك الزائد الوسطى

ميتنع أن يكون أربعة؛ وإال فليس هلا وسطى، فال بد وأن ينضم إىل تلك الثالثة عدد آخر لى وجوب حيصل به للمجموع وسط، وأقل ذلك أن يكون مخسة، فهذه اآلية دالة ع

.8"الصلوات اخلمس هبذا الطريق - قوله تعاىل: ي ئات سنات يذهب الس هان وزلفا ما الليل إن ال وأقم الصالة طرف الن

اكريا .9ذلك ذكرى للذ

ألنووه بون وائول القرشووي، أكثور موون الروايوة عوون رسوول هللا هوو الصوحاي االليوول أبوو دمحم عبوود هللا بون عموورو بون العوواص 5 ،الص حاب متيي زف اإلص اب أمحوود بوون علووي بوون حجوور العسووقال ،: انظوور. هووو 11كووان يكتووب، مووات ابلشووام سوونة

.913، ص 1، ج(م9113/هو9193بريوت،: دار االيل) 9طعلي دمحم البجاوي، : حتقيق، حووديث (بووريوت: دار إحيوواء الوورتا العووري)دمحم فووؤاد عبوود البوواقي : قيووق، حتالص حي مسولم بوون احلجوواج النيسووابوري، 6

.131، ص9، ج193رقم .322ية اآل :سورة البقرة 7 .123، ص3ج ،التفسب الكبب ،الرازي 8 .991يةاآل :سورة هود 9

1

هنما كالواقعتني على يفيد وجوب صاليت الصبح والعصر، أل طريف النوهار :هوفقولالطرفني، وإن كانت صالة الصبح واقعة قبل حدو الطرف األول، وصالة العصر واقعة

.10يفيد وجوب املغرب والعشاء وزلفا من الليل : وقوله. قبل حدو الطرف الثا :دوة هيوالغدوة والعشية، وصالة الغ: إىل أن طريف النهار مها 11وذهب الزخمشري

املغرب : وصالة الزلف. الظهر والعصر؛ ألن ما بعد الزوال عشي : جر، وصالة العشيةلفا .13ومنهم من قال غري ذلك. 12والعشاء

أقم الصالة لدلوك الشمس إل س الليل وق رآن الفجر إن ق رآن :وله تعاىلوق -3 .16هو ظلمة الليلوالغسق . 15ودلوك الشمس هو زواهلا .14الفجر كان مشهودا

صالة الظهر، والعصر، : ويدخل يف الفرتة الزمنية املمتدة من الدلوك إىل الغسق .17يدل على صالة الصبح وقورآن الفجر :وقوله. واملغرب، والعشاء

نب ك ق بل طلوع الشمس وق بل فاصب على ما ي نولون وسب بمد :وله تعاىلوق -4 .18 روبا وما آنء الليل فسب وأطراا الن هان لعلك ت رضى

.301، ص1ج، التفسب الكبب ،الرازي: انظر 10 الزخمشوري، يلقوب وار هللا ألنوه جواور كوة زمواان، ولود يف زخمشور قريوة هو العالموة أبوو القاسوم حمموود بون عمور بون دمحم11

كووان وون بوورع يف األدب والنحووو واللغووة، وكووان متظوواهرا ابإلعتووزال، صوونف التصووانيف . موون قوورى خوووارزم، وقوودم بغوودادأمحود بون : انظور. وهو122تويف سونة . الكشاف يف التفسري، والفائق يف غريب احلديث، وأساس البالغة: البديعة، منها

املدينوووة املنوووورة، : مكتبووة العلووووم واحلكووم) 9سووليمان بووون صووا اخلوووزي، ط: ، حتقيوووقطبن ات املفس ريادمحم األدنووه وي، (.912 -913)، ص ص(م9111

.192، ص3ج، الكشاا ،الزخمشري: انظر 12، بوووووووريوت: ا العوووووووريدار إحيووووووواء الووووووورت )ر .د، اجل ام لتك ا الن رآن ،القووووووورطيب دمحم: انظووووووور هوووووووذه األقووووووووال يف 13

.(990-901)، ص ص1ج ،(م9121/هو9101 .12ية اآل: سورة اإلسراء14 .311، ص(دلك ) مادة ، (ت.، داستانبول :املكتبة اإلسالمية)ر .د، املعجم الوسيط ،وآخرون إبراهيم مصطفى: انظر15 : دار القلوووم) 3وان داوودي، طصوووف: ، حتقيوووقمف ردات ألف اآ الن رآناحلسوووني بووون دمحم الراغوووب األصوووفها ، : انظووور 16

.101، ص (م9111/هو9192بريوت، : الدار الشامية/ دمشق .123، ص3ج ،التفسب الكبب ،الرازي: انظر 17 . 920ية اآل :سورة طه 18

1

صالة قبل طلوع الشمس .هذه إشارة إىل الصلوات اخلمس" :19قال القرطيبظهر؛ ألن الظهر يف آخر املغرب وال وأطراف النهار .العتمة ومن آانء الليل .الصبح

طرف النهار األول وأول طرف النهار اآلخر؛ فهي يف طرفني منه، والطرف الثالث غروب .20"الشمس وهو وقت املغرب

هذه اآلية تدل على الصلوات اخلمس؛ ألن الزمان إما أن يكون قبل طلوع : وقيل .21الشمس أو قبل غروهبا، فالليل والنهار داخالن يف هاتني اللفظتني

وله المد ف السماوات * فسبحان الل تني متسون وتني تصبحون :ه تعاىلوقول -5

.22والنض وعشيا وتني تظهرون ويروى يف ذلك أنه قيل البن . 24"وهذه اآلية أبوني آايت املواقيت: "23قال الرازي

نعم، وتال هذه : هل جتد الصلوات اخلمس يف القرآن؟ قال: -رضي هللا عنهما– 25عباس .26اآلية

هو دمحم بن أمحد بن أي بكر بن فرح األنصواري اخلزرجوي املوالكي القورطيب، مصونف التفسوري املشوهور الوذي سوارت بوه 19، ص ص طبن ات املفس ريااألدنوووه وي، : انظووور. هوووو119، توووويف سووونة «االوووامع ألحكوووام القووورآن»ملسووومى الركبوووان، وا

(311- 311.)

.319، ص99ج، اجلام لتكا النرآن ،القرطيب 20 .123، ص3ج ،التفسب الكبب ،الرازي: انظر 21 (.92، 91) اآليتان :سورة الروم 22هوو، وهوو 111ولود سونة . ، اإلمام فخر الدين الرازي القرشي البكوريهو دمحم بن عمر بن احلسني بن احلسن بن علي 23

و « التفسوري الكبوري»وتصانيفه يف علم الكالم واملعقوالت سائرة، وله . فريد عصره، وشهرته تغين عن استقصاء فضائله، س رياطبن ات املفجووالل الوودين عبوود الوورمحن السوويوطي، :انظوور .هووو 101تووويف سوونة .«احملصووول يف أصووول الفقووه»

.991ص ،(هو9211القاهرة، : مكتبة وهبة) 9علي دمحم عمر، ط: حتقيق .123، ص3ج ،التفسب الكبب ،الرازي 24

هو الصحاي االليل عبد هللا بن العبواس بون عبود املطلوب بون هاشوم بون عبود منواف القرشوي اهلواري، ابون عوم رسوول 25 ووعب قبوول اهلجوورة بووثال سوون. هللا أن يعلمووه هللا التأويوول، فكوووان وات، دعووا لوووه رسووول هللا ولوود وبنووو هاشووم يف الش

، ص ص 1ج ،اإلص اب ابوووون حجوووور،: انظوووور. هووووو 12تووووويف سوووونة . يلقووووب حبووووت األمووووة وترمجووووان القوووورآن لسووووعة علمووووه(919- 919.)

.91، ص91ج ،اجلام لتكا النرآن ،القرطيب. 111، ص2ج، الكشاا ،الزخمشري: انظر 26

1

ه حني متسون، وأراد به وأي صلوا ل فسبحان الل حني متسون :ولهوأن ق :وبيان ذلك .أراد به صالة العصر وعشيا. صالة الصبح وحني تصبحون . صالة املغرب والعشاء

رون وحني تظه 27صالة الظهر.

هي احلكمة يف توقيتها بتلك األزمان هذه هي األوقات اخلمسة للصلوات، ولكن ما .املعلومة؟ وما السر يف تكرارها مخس مرات يف اليوم؟

: يظهر يف هذا التوقيت جمموعة من األسرار واحلكم، أمهها

من غفالت قلبه، وأدران خطاايه، يف تكرار الصالة مخس مرات يف اليوم، تطهري للمسلم -1 » :هذا املعىن يف حديثه الشريف، فقال وقد مثل النيب هنرا بباب أحدكم أرأيتم لو أن

. ال يبقي من درنه شيئا : قالوا «يغتسل فيه كل يوم مخسا، ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ .28«اخلطاايفذلك مثل الصلوات اخلمس، ميحوا هللا هبن » :قال

واملسلم قد تغلبه الشهوة، ويستفزه الغضب، وجيذبه تراب األرض الذي خلق منه، فيقع يف األخطاء، فتكون هذه الصلوات فرصة يف كل وقت يثوب فيها إىل رشده، ويرجع إىل ربه، ألنه ابلصالة توتحات الذنوب، مثلما يتحات الورق عن الغصن اليابس، كما جاء

؛ أنه كان معه حتت شجرة -هنع هللا يضر -29الذي يروي عنه سلمان الفارسي، عن املصطفى سلمان، أال تسألين مل أفعل اي» :فأخذ منها غصنا ايبسا، فهزه حىت حتات ورقه، فقال

إن املسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، مث صلى الصلوات » :ومل تفعله ؟ قال: قلت" هذا

.123، ص3ج ،التفس ب الكب ب، الوووووووورازي. 91، ص91و ج 111، ص2ج قني،املصوووووووودرين السووووووواب: انظووووووور 27 .392، ص3ج، زيل أنوان التن، البيضاوي

، 3، ج(م9111/هووووو9191، بووووريوت: دار الفكوووور)ر .د ،الص حي م الف ت البخوووواري، : انظوووور. رواه البخوووواري 28 .132 ، حديث رقم1 ، كتاب مواقيت الصالة، ابب رقم913ص

أبوو عبوود هللا سولمان الفارسووي هنع هللا يضر، مون أصووبهان سوافر يطلووب الودين مووع قووم فغوودروا بوه فبوواعوه هوو الصوحاي االليوول 29لليهود، مث إنه كوتب فأعانه النيب يف كتابته، أسلم مع مقدم النويب املدينوة ومنعوه الورق مون شوهود بودر وأحود، وأول غوزاة

.132، ص9، جاإلصاب ابن حجر، : انظر. غزاها مع النيب اخلندق وشهد ما بعدها، وواله عمر املدائن

2

وأقم الصالة طرف :مث قرأ قوله تعاىل «تحات هذا الورقاخلمس، حتاتت خطاايه كما ياكريا ي ئات ذلك ذكرى للذ سنات يذهب الس هان وزلفا ما الليل إن ال .30الن

- يف الليل إن توزيع الصالة على ساعات اليوم، جيعل العبد دائم الصلة ابهلل، متذكرا له .والنهار، ويف أوقات دورية، لئال حتمله الغفلة على الشر، أو التقصري يف اخلري

… فحينما يتصدع الليل، ويسفر نقابه عن وجه الفجر، يقوم داعي هللا ميأل اآلفاق"فتجيبه األلسنة الذاكرة، … أن يقوموا ليتلقوا الصباح الطهور من يد هللا: موقظا للنائمني

.قد الشيطان، حيث تقوم بسرعة إىل الصالةوحتل كل عوحني يقوم قائم الظهرية، وتزول الشمس عن كبد السماء، ويغرق الناس يف الج

وهناك ينتزع الناس من … املشاغل الدنيوية، واملتاعب اليومية، يعود املنادي ينادي مرة اثنيةقائق معدودات، خيففون فيها د… براثن أعماهلم، وروتني حياهتم، ليقفوا بني يدي خالقهم

: من غلواء التصارع على املادة، واالستغراق يف طلب الدنيا، وذلك يف صالة وسط النهار .صالة الظهر

وحني يصري ظل الشيء مثله، وتبدأ الشمس متيل للمغيب، ينادي املنادي مرة اثلثة، .داعيا إىل صالة العصر

األفق، ينادي داعي هللا مرة رابعة، وحني خيتفي قرص الشمس، ويغيب وجهها من .صالة املغرب: مؤذان لصالة آخر النهار، وأول الليل

: وحني يغيب الشفق، يرتفع الصوت الراب ابألذان األخري للصالة اخلامتة ليوم املسلم .صالة العشاء

ى الفجر والعشاء، عل: وهبذا يفتتح يومه ابلصالة، وخيتتمه ابلصالة، وهو بني الصالتني .31"موعد دائم متجدد مع هللا، كلما دار الفلك، واختلف الليل والنهار

:املكتووب اإلسوووالمي ودار صوووادر)ر .د ،س نداملابووون حنبووول، : انظوور .واحلوووديث رواه أمحووود. 991يووة اآل: سووورة هوووود 30رواه أمحووود والطوووتا يف األوسوووط والكبوووري، ويف " :وقوووال عنوووه اهليثموووي .121، ص1، ج(م9110/هوووو9211، بووريوت

علوووي بووون أي بكووور :انظووور". تلوووف يف االحتجووواج بوووه، وبقيوووة رجالوووه رجوووال الصوووحيحإسوووناد أمحووود علوووي بووون زيووود وهوووو خم، كتووواب الصوووالة، 312، ص9، ج(م9111، بوووريوت: دار الكتووواب) 3ط، جمم الزوا د ومنب الفوا داهليثمووي،

.ابب فضل الصالة وحقنها للدم .(99-90)ص ص ، (م9111/هو9191، القاهرة: مكتبة وهبة) 2ط، الوقت ف تياة املسلم ،يوسف القرضاوي31

1

فهذه الصلوات اخلمس، هي وجبات الغذاء اليومي للروح، كما أن للمعدة وجباهتا قلبه، ويشرح صدره، وأيخذ بيده إىل هللا، ما ينرياليومية، ففي مناجاة العبد لربه يف الصالة؛

لمه بال ترمجان، ويناجيه فيناجي قريبا غري بعيد، ويستعيذ ليقف بني يديه بال حجاب، ويك .32به فيستعيذ بعزيز غري ذليل، ويسأله فيسأل غنيا غري خبيل

:يف حكمة تكرار الصلوات، وتعاقبها يف كل يوم وليلة 33يقول الشيخ ويل هللا الدهلوي

من الزمان، حىت يكون تتم إال أبن يؤمر بتعهد النفس بعد كل برهة وسياسة األمة ال"للصالة، واستعداده هلا من قبل أن يفعلها، وبقية لوهنا وصبابة نورها بعد أن يفعلها يف انتظاره

حكم الصالة، فيتحقق استيعاب أكثر األوقات إن مل يكن استيعاب كلها، وقد جربنا أن وزع خاطره على ارتفاق النائم على عزمية قيام الليل، ال يتغلغل يف النوم البهيمي، وأن املت

.34"دنيوي، وعلى حمافظة وقت صالة أو ورد أن ال يفوته، ال يتجرد للبهيمية –يف توايل الصالة وختللها ألوقات اليوم واتصاهلا أبعماله، ما يوحي أبن احلياة كلها -3

خصوص ابلقداسة، مسرح للتدين، فليس التدين نشاطا يؤخر لوقته امل -مهما كانت صروفهافإن هذه الصلوات اخلمس عندما تتمازج مع صروف احلياة . ويتحلل منه املرء يف سائر أوقاته

فالصالة وظيفة تعبد حمض، توقظ يف املصلي . وأعمال اليوم، تنقل إليها روح الدين ومعانيها من روح أفاضت عليه اإلنسانمشاعر الدين اخلالصة، فإذا أحاطت طوال اليوم أبعمال

التعبد، واملصلي الذي ال ينفك يومه يتجدد مع تلك املعا ، يقبل على سائر شؤونه فيؤسس العهد، ابإلنسانولوال توايل الصلوات لبعد . أعماله مجيعا على نية خالصة مبتغيا هبا وجه هللا

جلة اليت تكتنف أعماله وطالت الفرتة، فأدركه النسيان والغفلة، وشغلته اهلموم واملصا العا .اليومية

.391ص، (م9111/هو9211، بريوت: مؤسسة الرسالة) 1ط ،العبادة ف اإلسال ،يوسف القرضاوي: انظر 32املعوروف بوويل هللا الودهلوي، ينتهوي نسوبه إىل اخلليفوة عمور بون ،هو الشيخ العامل الكبوري احملود أمحود بون عبود الورحيم 33

: انظوور ترمجتوووه يف". التفهيمووات اإلهليوووة" و "حجووة هللا البالغوووة" :مووون مصوونفاته( . هووو9911) تووويف سووونة. اخلطوواب هنع هللا يضرحيووودر آابد، : مطبعوووة دائووورة املعوووارف العثمانيوووة) 3ط، نزه اط واطر وبج املس ام والن وا ر ،عبووود احلوووي احلسوووين

.(191-212)، ص ص1ج، (م9111/هو9211 .11، ص9ج ،(ت.، دبريوت :دار املعرفة)ر .د، تج هللا البالغ الدهلوي، بن عبد الرحيم أمحد 34

90

ط معىن س ب يو ،ل وهلةفاختالط الصالة أبعمال اليوم اليت ال حتمل معىن الدين ألو "ومىت ابشر . الدينية، وإىل عنصر االبتالء واملسؤولية فيها ه إىل أبعادهاوينب ،العبادة فيها

واستقامت مآخذه ومسالكه، كلها هبذا الوعي، انصلحت نياته ومقاصده، أعماله اإلنسانوقيم الدين، األخالقألنه جيعل من ضمريه رقيبا على تكييف غاايته وضبط وسائله عايري

. 35"األايموتصاحبه تلك احلالة طوال يومه مث تدوم معه على مدى

مل يكن هلا وقت معني، األشياء إن ومن احلكم يف هذا التوقيت والتحديد الزمين؛ أن -4 .التقصري فيها، وعدم احملافظة عليها إىلن ذلك يؤدي فإ

فالعبادات إن تركت هكذا دون توقيت، ر ا تساهل فيها الكثريون، ولو جعلت الصالة ولكنه سبحانه وتعاىل بتحديده . هكذا دون حتديد، لر ا مل يصلها الكثري من املتكاسلني

فال جيوز أن يؤتى أبقل من ذلك، ألن من قصر ألوقات الصلوات الواجبة، يبني احلد األدىن، يف هذا القدر القليل، املوزع على هذه األوقات اخلمسة يف اليوم والليلة، فهو جدير أبن

من قوي إميانه وزكت نفسه، فال يرضى "ينسى ربه ونفسه، ويغرق يف حبر من الغفلة، وأما ما من النافلة، ومن أنواع الذكر األخرى، هبذا القليل من ذكر هللا ومناجاته، بل يزيد عليه

هللا أن يزيد، ويتحرى يف تلك الزايدة، أوقات الفراغ والنشاط، اليت يرجو فيها حضور شاء .36"قلبه وخشوعه

ويف هذا التوزيع، وهذا التوقيت، من الرتبية العملية لألمة اإلسالمية، ما يشبه الوظائف -5

أبداء هذه الصلوات يف أوقات معينة دون هوادة اللتزاماالعسكرية، وذلك من حيث ضرورة .37يف ذلك

ابلوقت وتنظيمه، فإن الصالة وهي عالقة االهتمامويف ذلك ما يعلم املسلمني ضرورة بني العبد وربه، مرتبطة ابلوقت، وحمددة يف أوقات معينة، ويف هذا إشارة إىل املسلم لكي

.11، ص(م9122/هو9102الكويت، : دار القلم) 1، طالصالة عماد الدياحسن الرتاي، 35 .221، ص1ج، املنانرضا، رشيد دمحم 36: املكتووب املصووري احلووديث)ر .د ،ف نت اا التفس بكشووك، عبوود احلميوود .221، ص1ج املرجووع السووابق،: انظوور 37

.9002، ص1ج ،(ت.دالقاهرة،

99

على احرتام الوقت، واالهتمام بتنظيمه، وعدم هدره فيما تكون عالقته أبخيه املسلم، قائمة .ال طائل من ورائه

وينتج االهتمام ابلوقت لدى املسلم جراء مراقبته ألوقات الصالة، ا جيعله يعيش يف يقظة دائمة مستشعرا مرور الزمن، ومستذكرا أنه مسؤول عن طاقات حياته فيم أفناها، وعن

مراحل الوقت وهي تطوي إىلففي الصالة وانتظام أوقاهتا املتوالية تنبيه . أايم عمره فيم قضاها .أجل احلياة شيئا فشيئا

ويف توزيع الصالة على مخس مرات يف اليوم، مع احلث على أدائها مجاعة، أكت األثر يف -6

عل منهم االحتاد واحملبة واإلخاء بني املسلمني، وجت تنشئفالصالة مجاعة . "تضامن املسلمنيكتلة مرتاصة، فإهنم عندما جيتمعون ويقنتون لرهبم ويسجدون لوه ويركعون معا أتتلف قلوهبم، وينشأ فيهم الشعور أبهنم أخوة فيما بينهم، مث إن الصالة يف مجاعة تدرهبم على طاعة أمري

نشئ ، وتاألوقاتينتخبونه من بني أنفسهم، وتربيهم على النظام واالنضباط واحملافظة على فيهم املواساة والرتاحم واملساواة واالئتالف، فرتاهم مجيعا غنيهم وفقريهم وكبريهم وصغريهم،

جنب، فال شريف فيهم وال د ء، وال رفيع وال إىلوأعالهم وأدانهم، يقومون جنبا .38"وضيع الذي يقوم على أسس اإلسالميفأي تضامن يف أي جمتمع أفضل من هذا التضامن

عبادة هللا عز وجل وينبع من صميم هذه العبادة وشعائرها، ويظهر هبذه الصورة املشرقة من والسنوي ويف املناسبات العامة واألسبوعيالصالة على املستوى اليومي إقامةاليت تتجلى يف

.اليت تتعلق صلحة االماعة وحياهتا كاالستسقاء والكسوف واخلسوف وصالة االنازةاالجتماع على كل إىليها مخس مرات يف اليوم الواحد، هتدي املسلمني والصالة بتوال

أمر يهمهم، والتعاون على تدبري شؤوهنم كافة، ألهنم يف كل لقاء يتجدد يتعارفون ويتآلفون، ويقف بعضهم على أحوال بعض، فيصبحون بفضل الصالة إخواان متحدين يف بناء

ة واالنعزال، وتسود بينهم مظاهر الوحدة اليت وصفها النيب اجتماعي متني ال توهنه القطيع

، ص (م9123/هوو9103الورايض، : الدار السوعودية للنشور والتوزيوع) 3، طمبادئ اإلسال أبو األعلى املودودي، 38 (.901 -901)ص

93

اشتكى منه عضو إذااملسلمني يف ترامحهم وتوادهم كمثل االسد الواحد، ترى»: حني قال .39«تداعى له سائر األعضاء ابلسهر واحلمى

المبحث الثاني

تحديد الصيام بشهر في السنة

.3322، ص1، ج1111، حديث رقم اجلام الصحي البخاري، : انظر. رواه البخاري 39

92

شر احلقيقي على ضبط النفس، وكبح مجاحها، والتغلب على ؤ املعبادة الصوم هي .شهواهتا

جاء القرآن الكرمي بتعيني املدة الزمنية أو األايم اليت جيب فيها الصيام، وذلك يف وقد :نصني كرميني، مها

لى الذيا ما أي ها الذيا آمنوا كتب عليكم الص يا كما كتب ع ي : وله تعاىلوق -1ما معدودات * ق بلكم لعلكم ت ت نون .40…أيوهذا العدد املعلوم حتديدا هو شهر . 41تات بعدد معلومق ؤ أي م :ومعىن معدودات

:رمضان، والذي يدل عليه النص الثا وهو- قوله تعاىل: رآن هدى للناس وب ي نات ما الدى شهر نمضان الذي أنزل فيه الن

ة ما أي والفرقان فما شهد منكم الشهر ف ليصمه وما كان مريضا أو على سفر فعدوا الل على ما أخر يريد الل بكم اليسر وال يريد بكم العسر ولتكمل ة ولتكب وا العد

.42هداكم ولعلكم تشكرون فهذا االزء املعروف من السنة القمرية بشهر رمضان، هو الذي جعل زمنا ألداء فريضة الصيام املكتوبة يف الدين، فكلما حان وقت هذا الشهر من السنة، فقد وجب على املسلمني

.فريضة الصوم فيه أداءومن جهة أخرى فقد حدد القرآن الكرمي، الزمن الذي يبدأ فيه الصوم وينتهي، ابلنسبة

:لليوم الواحد من أايم رمضان، ويظهر ذلك جليا يف قوله تعاىل ل الص يا الرفث إل نسا كم ها لباس لكم وأن تم لب اس لا علم الل أتل لكم لي

غوا ما كتب أنكم كنتم تتانون أنفسكم ف تاا عليكم وعفا عنكم فاآلن بشروها واب ت لكم اطيط الب ي ما اطيط السود ما الفجر ث الل لكم وكلوا واشربوا تت ي ت ب ني

(.921، 922)اآليتان :سورة البقرة 40 .332، ص9ج ،الكشاا، الزخمشري: انظر 41 .921ية اآل: سورة البقرة 42

91

أمتوا الص يا إل الليل وال ت باشروها وأن تم عاكفون ف المساجد تلك تدود الل فال .43ت نربوها كذلك يبني هللا آيته للناس لعلهم يتنون

يام الرفث : ولهوفق لة الص فيه بيان أن الليل كله ظرف إىل نسائكم أحل لكم ليو لكم اخليط :وقوله. للمفطرات اليت منها الرفث؛ أي االماع وكلوا واشربوا حىت يوتوبونيفيه بيان جواز األكل والشرب طوال الليل، وبدء األبويض من اخليط األسود من الفجر

مث :وقوله. 44و أن يتبني اخليط األبيض من األسود؛ أي تويل الليل وجميء النهارالصوم هيام إىل الليل .بيان النتهاء وقت الصوم أمتوا الص

ما روته عائشة اهنع هللا يضر، أن : كما جاء هذا التحديد يف نصوص من السنة النبوية، ومنها

كلوا واشربوا حىت يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه ال يؤذن حىت »: بالال كان يؤذن بليل، فقاله أن أيكل ويشرب إىل وستفاد من هذا الباب أن الصائم لي ": 46قال العيين. 45«يطلع الفجر

طلع الفجر الصادق كف، وهذا قول االمهور من الصحابة فإذاطلوع الفجر الصادق، .47"والتابعني

أقبل الليل من إذا»: ، يدل عليه قول املصطفى اإلمساك وفيما يتعلق بوقت انتهاء .48«ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم

.921ية اآل: سورة البقرة43 عمودت " حوىت يتبوني لكوم اخلويط األبويض مون اخلويط األسوود"ملوا نزلوت : البخاري عن عودي بون حوا، هنع هللا يضر، قوال ىرو 44

ال يسووتبني يل، فغوودوت علووى إىل عقوال أسووود، وإىل عقووال أبوويض، فجعلتهموا حتووت وسوواديت، فجعلووت أنظوور يف الليول فوو ،الص حي م الف ت البخوواري،: انظوور" . إمنووا ذلووك سووواد الليوول، وبيواض النهووار: " فووذكرت ذلووك فقووال رسوول هللا

.9191 ، حديث رقم91، كتاب الصوم، ابب رقم 131، ص1ج .111، ص3، ج9291، حديث رقم اجلام الصحي البخاري، : انظر. رواه البخاري 45لقضوواة بوودر الوودين العيووين احلنفووي، تفقووه واشووتغل ابلفنووون وبوورع ومهوور وويل قضوواء احلنفيووة ابلقوواهرة، وكووان هووو قاضووي ا 46

إماما عاملا عارفا ابلعربية والتصريف وغريمهوا، ولوه شورح البخواري، والتواريخ املسومى ابلعيوين، وشورح معوا اآلاثر، وشورح ، حتقيووق أجب د العل و صووديق حسون خووان القنوووجي، : انظور. وهوو 211اهلدايوة، وخمتصوور تريوخ ابوون عسواكر، مووات سونة

.902، ص2، ج(م9112بريوت، : دار الكتب العلمية)ر .عبد االبار زكار، د .311، ص90، ج(بريوت: دار املعرفة) عمدة الناني شرح صحي البخانيبدر الدين العيين، 47 .119، ص3، ج9212، حديث رقم اجلام الصحي البخاري، : انظر. رواه البخاري 48

91

أما األسرار واحلكم اليت وقفت عليها يف توقيت فرضية الصوم على هذا النحو، فهي :كاآليتذلك .ن احلكمة ماال خيفىيف حتديد الصوم، وتعيني زمنه، وعدم تركه مفتوحا، م -1

أن بعض األداين والشرائع القدمية، جتردت عن تعيني أايم الصوم، وحتديدها ابلبداية والنهاية، ين يف األايم اليت يصوموهنا، ويف ري فكان األمر ابخليار، وكان الناس يف كثري من األداين خم

ته، فكان لإلنسان أضعف قو على الصوم وضيعه و جىن ذلك كانت النتيجة؛ أنف. حتديدهاأن يصوم مىت شاء، وما شاء، واألمر موكول إليه، فتطرق الوهن، وتسربت اخليانة إىل النفوس، وختطى الناس احلدود وصعبت احملاسبة، فرب مفطر إذا حوسب تعلل أبنه قد صام

.49فيما مضى : هللا الدهلوي بقولهوإىل هذه احلكمة الدقيقة يف التحديد والتعيني، يشري الشيخ ويل

وإذا وقع التصدي لتشريع عام، وإصالح مجاهري الناس، وطوائف العرب والعجم، "وجب أن ال خيري يف ذلك الشهر ليختار كل واحد شهرا يسهل عليه صومه، ألن يف ذلك

ملا هو اال مهفتحا لباب االعتذار والتسلل، وسدا لباب األمر ابملعروف والنهي عن املنكر، وإ .50"من أعظم طاعات اإلسالم

:مث يقول وهو يذكر احلاجة إىل تعيني املقدارمث وجب تعيني مقداره، لئال يفرط أحد فيستعمل منه ماال ينفعه وينجع فيه، أو "

نفسه، ويزيره القبور، وإمنا 51يفرط مفرط فيستعمل منه ما يوهن أركانه، ويذهب نشاطه ويونوفهستعمل لدفع السموم النفسانية، مع ما فيه نكاية طية اللطيفة اإلنسانية الصوم ترايق ي

.52"ومنصتها، فال بد من أن يتقدر بقدر الضرورة

3ط ،ال ، ف ض وء الكت اا والس ن -الص و –الزك اة -الص الة: النك ان النبع أبووو احلسون النوودوي، : انظور 49 .(912-911)ص ص ،(م9112/هو9222، بريوت: دار الفتح) .11، ص تج هللا البالغ الدهلوي، 50، (نوفووه ) مووادة ، (ت.د: بووريوت: دار صووادر)ر .د ،لس ان الع را ،بوون منظوووردمحم : انظوور. اإلتعوواب واإلعيوواء: التنفيووه 51 .111، ص92ج .11، صتج هللا البالغ الدهلوي، 52

91

. يف ارتباط فريضة الصوم بشهر واحد يف العام أكت األثر يف تضامن املسلمني ووحدهتم -3شهر واحد بعينه، ليصوموا مجيعا مل يفرتض الصيام على املسلمني مجيعا إال يف هللا تعاىل »فو

ويف ذلك أيضا كثري من املنافع، فإذا جاء شهر رمضان، أظل اجملتمع املسلم كله . ال متفرقنيجو من الطهارة والنظافة واإلميان وخشية هللا وطاعة أحكامه ودماثة األخالق وحسن

دأ الصاحلون من عباد األعمال، وكسدت سوق املنكرات، وعم انتشار اخلريات واحلسنات، وبهللا يتعاونون فيما بينهم على أعمال الت واإلحسان، وبدأ يعرتي األشرار اخلجل من اقرتاف املنكرات، ونشأت يف األغنياء عاطفة املساعدة إلخواهنم الفقراء واملساكني، وبدءوا ينفقون

لك يكون فيهم الشعور أمواهلم يف سبيل هللا، وأصبح املسلمون مجيعا يف حالة متماثلة، وكل ذوتلك وسيلة انجعة لتنشأ فيهم عاطفة التحاب واإلخاء . العام أبهنم مجيعا مجاعة واحدة

.53«واملواساة والتعاون والوحدة ما يشري إىل قلة هذه األايم، ( أايما معدودات)يف وصفه سبحانه ألايم رمضان أبهنا -2

الذي خيفف وقع التكليف ابلصيام على النفوس األمر واليت تشكل شهرا واحدا يف العام،ويف هذا تذكري للناس برمحة هللا تعاىل، وتيسري شرعه، ألنه لو شاء أن يفرض عليهم صوم "

.54"العام كله أو معظمه لفعل، ولكنه تعاىل من رمحته اكتفى منهم ابلقليل : قال تعاىل. ميأما احلكمة من ختصيص الصوم بشهر رمضان، فقد نطق هبا القرآن الكر -1 شهر نمضان الذي أنزل فيه النرآن55 زول القرآنوفهو الشهر الذي شرفه هللا بن ،

. وأفيضت فيه على البشرية هداية الرمحنأن بني الصوم وبني نزول القرآن مناسبة عظيمة، فلما كان "ويدل هذا التخصيص على

.56"وجب أن يكون خمتصا ابلصومزول القرآن، وهذا الشهر خمتصا بن

(.901 -901)، ص ص مبادئ اإلسال املودودي، 53 القووواهرة،: دار الطباعووة احملمديوووة) 9ط ،التفس ب املوض وعا آليت الص و ف الن رآن الك رم ،عبوود العزيوووز موسووى 54

.29ص، (م9111/هو9191 .921ية اآل: سورة البقرة 55 .313، ص3ج ،التفسب الكبب ،الرازي 56

91

ومن مظاهر هذه الصلة املتينة بني رمضان والقرآن، ما ورد من مدارسة رسول هللا .57يف كل يوم من أايم هذا الشهر الفضيل -عليه السالم –القرآن الكرمي مع جتيل

إن : "يف إحدى رسائله عن العالقة بني رمضان والقرآن 58يقول الشيخ أمحد السرهندي .59"هلذا الشهر مناسبة تمة ابلقرآن، وهبذه املناسبة، كان نزوله فيه

فكان ختصيص هذا الشهر بفرضية الصيام ، تذكري للمسلمني بنعمته تعاىل إبنزال أن وقت أداء الطاعة، هو الوقت الذي " القرآن الكرمي عليهم، حيث اقتضت حكمته تعاىل

عليه –مثل يوم عاشوراء، نصر هللا تعاىل فيه موسى يكون مذكرا بنعمة من نعم هللا تعاىل، على فرعون فصامه، وأمر بصيامه، وكرمضان؛ نزل فيه القرآن، وكان ذلك ابتداء -السالم

.60"ظهور امللة اإلسالمية

أما السر يف التحديد الزمين هلذا الصيام من طلوع الشمس إىل غروهبا، واالمتناع إابن -5ل املفطرات، فال خيفى ما فيه من تربية عملية لألمة اإلسالمية على هذه الفرتة عن تناو

االنضباط وااللتزام، والدقة يف مراعاة األوقات واالنتباه هلا، وهو ما أشرت إليه يف احلكمة من أمر ملحوظ يف معظم -بشكل عام-وهو .توزيع الصالة على مخسة أوقات يف الليل والنهار

.مع هللا ومع الناس ومع نفسه اإلنساناليت جاءت لتنظم عالقة ،اإلسالميةالتشريعات :واحلكمة من جعل شهر رمضان شهرا قمراي، تظهر من وجهني -1

أجوود النواس، وكوان أجوود موا يكوون يف كوان رسوول هللا " :قوال -رضوي هللا عنهموا -البخاري عن ابن عبواس ىرو 57 خلوري مون الوريح أجوود اب فلرسوول هللا . رمضان حني يلقاه جتيل، وكان يلقاه يف كول ليلوة مون رمضوان فيدارسوه القورآن

.1، حديث رقم 1 ، كتاب بدء الوحي، ابب رقم11، ص9ج، الصحي م الفت البخاري، : انظر". املرسلة، وتووويف فيهوا سوونة (هوو119)هوو اإلموام الووراب ، الشويخ أمحوود بون عبوود األحود السوورهندي، ولود يف مدينووة سورهند سوونة 58-12)، ص ص1ج ،نزه اط واطرعبوود احلوووي احلسووين، :انظوور ترمجتووه يف. ، ولووه جمموعووة موون الرسوووائل(هووو9021)

11). جمموعوووة رسوووائل اإلمووووام "نقووووال عووون . 392، صالنك ان النبع ف ض وء الكت اا والس ن أبوووو احلسووون النووودوي، 59

.2، ص9ج" السرهندي .11ص ،تج هللا البالغ ،الدهلوي 60

92

ذلك أن هللا سبحانه . 61"لسهولة ضبط بدئه وهنايته، برؤية اهلالل والتقدير" -أيسهل معرفة أوائل وتعاىل جعل شكل القمر متغريا، حبسب الزمن الذي ميضي من الشهر، ا

.الشهور، وأنصافها، وأواخرهامث إن كون رمضان شهرا قمراي، جيعله يدور مع العام، يف مجيع أوقاته، من -ب

.صيف وشتاء وربيع وخريف، ويف هذا من احلكمة ماال خيفى

المبحث الثالث

تحديد الحج بأشهر معلومات

.913، ص3، ج(م9121تونس، : ة للنشرالدار التونسي)ر .د، التحرير والتنوير، بن عاشور دمحم الطاهر61

91

ار على مدى االلتزام ببذل االهد واملال يف سبيل هللا، كما أهنا األساس عبادة احلج معي .العملي والنظري للمنهاج السياسي اإلسالمي الذي يتجسد يف وحدة املسلمني وتضامنهم

بني القرآن الكرمي، أن أداء احلج مرتبط بفرتة زمنية معينة، ينبغي التقيد هبا، وذلك وقد :يف موضعني

يسألونك عا الهل قل ها مواقيت للناس وال، وليس ال ب أن أت وا :تعاىل ولهوق -9

لعلك م الب ي وت م ا هونه ا ولك ا ال ب م ا ات ن ى وأت وا الب ي وت م ا أب واب ا وات ن وا الل .62ت فلحون

اي رسووول هللا؛ إن : قووال –هنع هللا يضر - 63أن معوواذ بوون جبوول: جوواء يف سووبب نووزول هووذه اآليووة .64نزلتاليهود تغشاان، ويكثرون من مسألتنا عن األهلة، فأ

اي رسوول هللا؛ موا ابل اهلوالل يبودو دقيقوا، مث : نزلت يف رجلني من الصحابة؛ قواال: وقيل .65زلتو ال يزال ينقص ويدق حىت يعود كما كان، فنيزيد وميتلئ، حىت يستدير ويستوي، مث

ة مواقيوت لويس وا خيفوى عونهم حوىت يسوألوا عنوه؛ ألن ذلوك معوروف بيونهم، وكوون األهلو

قل هي مواقيت " :فيتعني بذلك أهنم يسألون عن احلكمة والسبب، وعليه يكون االواب بقوله، وإمنووا جواء علووى خوالف مقتضوى الظوواهر، وذلوك بصوورف غووري مطوابق للسوؤال" للنواس واحلوج

السووائل إىل غووري مووا سووأل، تنبيهووا علووى أن مووا صوورف إليووه هووو املهووم لووه، ألهنووم يف مبوودأ تشووريع ، عما يونفعهم يف صوالح دنيواهم وأخوراهم، وهوو معرفوة جديد، وكان املهم أن يسألوا الرسول

لعبادات، كاحلج والصيام والعدة، ولذلك صورفهم ة ترتبت عليها آجال املعامالت واكون األهل

.921ية اآل: سورة البقرة 62شوهد بودرا . هو الصحاي االليول، معواذ بون عمورو بون أوس األنصواري اخلزرجوي، اإلموام املقودم يف علوم احلوالل واحلورام 63

أربعوا وثالثوني هوو، وعوا 91توويف ابلطواعون يف الشوام سونة . علوى الويمن وهو ابن إحدى وعشرين سنة، وأموره النويب (.921 -921)، ص ص 1، جاإلصاب ف متييز الصحاب ابن حجر العسقال ، : انظر. سنة

مصوووور، : مكتبوووة اإلميوووان) 9طرضووووان جوووامع رضوووووان، : ، حتقيوووقزول أس باا الن ، الواحووودي علوووي بووون أمحوووود: انظووور 64 .19ص ،(م9111/هو9191

بوريوت، :املكتوب اإلسوالمي) ف عل م التفس باد املس بز ، بون االووزي عبود الورمحن. 19املصدر السابق، ص: انظر 65 .219، ص3ج، اجلام لتكا النرآن، القرطيب. 911، ص9، ج(م9121/ هو9101

30

عن بيان مسؤوهلم إىل بيان فائدة أخورى، والرسوول مل أيت مبينوا لعلول اخوتالف أحووال األجورام .66السماوية، والسائلون ليسوا على دراية بعلم اهليئة

ء بوه، ألن الوقوت فوذلك اعتنوا مواقيت للنواس واحلوج :أما إفراد احلج ابلذكر يف قولهأشد لزوما له من بقية العبادات، وذلك ألنه ال يصح فعلوه أداء وال قضواء إال يف وقتوه املعلووم،

.67وأما غريه من العبادات، فال يتقيد قضاؤه بوقت أدائه

- وله تعاىلوق: وال ال، أشهر معلوم ات فم ا ف رض ف يها ال ، ف ال نف ث و ال فس و وت زودوا ف إن خي ر ال زاد الت ن وى وات ن ون ي جدال ف ال، وما ت فعل وا م ا خ ب ي علم ه الل

.68أول اللباا ويدل هذا النص على أن للحج وقتا معلوموا، وأن وقتوه أشوهر معلوموات، وهوذه األشوهر

.ال، ذو القعدة، وعشر من ذي احلجةشو : هيألهنوووا كانوووت معلوموووة " :ومل يسوووم هللا هوووذه األشوووهر يف كتابوووه؛ وذلوووك كموووا يقوووول القووورطيب

.69"عندهم

هريووورة هنع هللا يضر، أيودلووت السووونة النبويووة علوووى وجوووب احلوووج موورة واحووودة يف العووام، حلوووديث وووواالنووواس اي أيهوووا »: ، فقوووال خطبنوووا رسوووول هللا : قوووال فقوووال «قووود فووورض علووويكم احلوووج فحجنعوم لوو قلوت »: أكل عام اي رسول هللا؟ فسكت، حىت قاهلوا ثوالاث، فقوال رسوول هللا : رجل

كم بكثورة السوؤال، كوان قوبل ن لوك موكم، فإمنوا ه ركت رو ما ت ذ »: مث قال «لوجبت وملا استطعتم

ف : انظوور. ولسوويد قطووب كووالم نفوويس يف ظووالل هووذا املعووىن. 911، ص3ج، التحري ر والتن وير ،ابوون عاشووور: انظوور 66 .911، ص9، ج(م9111/هو9191، بريوت: دار الشروق) 33ط ، الل النرآن

، (م9111/هوووو9191، بوووريوت: دار الكتوووب العلميوووة) 9ط ،الفتوت ات اإللي ، االمووول سوووليمان بووون عمووور: انظووور 67أمحوود اخلووراط، : ، حتقيووقال دن املص ون ف عل و الكت اا املكن ون ،السوومني احللوويب أمحوود بوون يوسووف. 332، ص9ج إنش اد العن ل الس ليم، أبووو السووعود العموواديدمحم . 201، ص3ج ،(م9121/هووو9102، دمشووق: دار القلووم) 9ط

.302، ص9ج، (ت.، دالقاهرة :دار املصحف) إل مزاي النرآن الكرم .911ية اآل: سورة البقرة 68 .101، ص3ج، اجلام لتكا النرآن ،القرطيب 69

39

منووه مووا اسووتطعتم، وإذا هنيووتكم عوون شوويء افووأتو بشوويء كمأموورت فووإذاعلووى أنبيووائهم، مواخووتالفه .70«فدعوه

:أما األسرار واحلكم اليت وقفت عليها يف توقيت احلج على هذا النحو، فهي كاآليتيف التحديد الزمين لوقت احلج من هللا سوبحانه وتعواىل، إهنواء للجودال يف مواقيتوه الزمانيوة، -1

دال يف اآلية أبنه املماراة يف الشهور، حسب ما كانت عليه وطائفة معه اال 71فقد فسر جماهدالعوورب موون النسوويء، فكووانوا يقوودمون احلووج سوونة، ويؤخروهنووا أخوورى، ور ووا جعلوووه يف غووري ذي

فأخت سبحانه .احلجة، ويقف بعضهم بعرفة، وبعضهم زدلفة، ويتمارون يف الصواب من ذلكاالميع إىل وقت واحد، ال جيوز اخلروج عنه، وليس وتعاىل أنه قد ارتفع اخلالف يف احلج، ورد

هلووم فيووه شوويء موون التقوودمي أو التووأخري، وهووو أموور اثبووت موون هللا عووز وجوول، فوواحلج شووأنه شووأن .72العبادات األخرى، مرتبط بوقته، وهو هذه األشهر، فال خيرج عنها

م ابحلووج إال إىل أنووه ال يصووح اإلحوورا -رمحووه هللا -وعلوى هووذا فقوود ذهووب اإلمووام الشوافعيوإن كوووان غوووريه يعتوووت اإلحوورام بوووه صوووحيحا علوووى مووودار السووونة، . 73يف هووذه األشوووهر املعلوموووات

إال أن مووا ذهووب . وخيصووص هووذه األشووهر املعلومووات ألداء شووعائر احلووج يف مواعيوودها املعروفووة .74الشافعي هنا هو رأي مجهور العلماء، وهو األصح كما يقول القرطيب إليه

- األسووورار يف ذلوووك، أن احتيووواج احلوووج للتوقيوووت أمووور ضوووروري، ذلوووك أن مووون ومووون احلكوووم و

مقاصد احلج، أن يكون مؤمترا سنواي، جيتمع فيه املسلمون على اختالف بالدهم، وأجناسهم، وألواهنم، ولغاهتم، ملا يف ذلك من األثر البالغ يف تربية النفوس، ويف تقوية أواصر احملبوة والوحودة

.111، ص3، ج9221، حديث رقم الصحي مسلم، : انظر. رواه مسلم 70ملكوي، مووىل عبود هللا بون السوائب، مون مشواهري التوابعني كوة، كوان مون العبواد الزاهودين، هو التابعي جماهد بن جوت ا 71

دار : بوريوت)فاليشوهمر . م: ، حتقيوقمش اهب علم اء المص اندمحم بن حبان البسيت، : انظر. هو903مات كة سنة .23، ص(م9111الكتب العلمية،

.190، ص3ج ،ام أتكا النرآناجل ،القرطيب. 319، ص9ج، الكشاا ،الزخمشري: انظر 72دار الكتوووب ) 9طكامووول عويضوووة، : ، حتقيوووقكفاي الخي ان ف ت ل اي االختص انتقوووي الووودين احلصوووين، : انظووور 73

.201، ص (م9111/هو9191، بريوت: العلمية .101، ص3ج ،اجلام لتكا النرآن ،القرطيب: انظر 74

33

مل يكن مثل هذا التوقيت والتحديد لزمن احلج، الاء الناس إليه متخوالفني، ولوبني املسلمني، .فلم حيصل املقصود من اجتماعهم

ن مكووة املكرمووة قوود جعلووت مركووزا للمسوولمني، هتوووي إ: "ن منووافع احلووجيقووول املووودودي متحووداث عوو

ون أهنوم أخووة فيموا بيوونهم نفوسوهم مون مجيوع نوواحي األرض، علوى اخووتالف سوالالهتم وأوطواهنم، فيشوعر إليوه أموووة واحووودة، فكوووأن احلوووج هوووو عبوووادة هلل تعووواىل يف جانوووب، وموووؤمتر عووواملي إالوأهنوووم ال يؤلفوووون جمووووعهم

، فهووو أكووت وسوويلة وأ ووح اآلخووراملسوولمون موون مجيووع نووواحي األرض وأقطارهووا يف االانووب إليووهسوونوي يفوود .75"الحتاد واحملبة والتعاونالعاملية على ا اإلسالميةطريقة لرتبية األخوة

الروحووي، وجيتمووع فيووه العووامل واإلشووعاعوعليووه فقوود أصووبح املسووجد احلوورام مركووزا للهدايووة

كل عام يؤدي خراجه من الطاعة وضريبته من احلب واالنقيواد، ويثبوت متسوكه هبوذا اإلسالميراء فيجتمعووون علوووى هووذا الووركن الوووركني، ويطوووف حووووله الزعمووواء والفقوو إىلاحلبوول املتووني والووووءه

.تفرق، ويلتقون على نقطة واحدة

يقول الشيخ ويل هللا الدهلوي عون هوذا املوؤمتر السونوي الوذي جيتموع فيوه املسولمون كول فووإن لكوول دولووة أو ملووة اجتماعووا يتوووارده األقاصووي واألدا ليعوورف فيووه بعضووهم بعضووا، : "عووام

عرضووة املسوولمني وظهووور شوووكتهم واجتموواع ويسووتفيدوا أحكووام امللووة ويعظموووا شووعائرها، واحلووج .76"جنودهم وتنويه ملتهم

سووريف يف حتديوود زموون أشووهر احلووج موون العووام، ذلووك أن هووذه األشووهر تبوودأ بعوود شووهر ةوثوو -3

ه األثر العظويم يف اسوتدامة التقوومي اخللقوي، والصوفاء الروحوي، الوذي حصول عليوه ورمضان، ا ل .، فيتصل احلج ابلصيام ليجعل املسلم دائما مع هللايف رمضاناملسلم ابلصيام والقيام

ه مون مقوموات وفإذا كان املوؤمن يف رمضوان، قود تعلقوت نفسوه بربوه، وامتنوع عموا أبويح لو"احليواة، فإنوه بودخول شووال؛ ميوأل قلبوه ابلشوعور ابسوتئناف رحلوة أخورى، تشورتك فيهوا الوروح موع

يتحمل يف سبيل حتقيقها عنواء الطريوق ومصواعب السوفر، البدن، ويرتك وراءه األهل والوطن، و

.993، صمبادئ اإلسال املودودي، 75 .11، ص9، جتج هللا البالغ ي، الدهلو 76

32

إنووووه يقطووووع أكثوووور وقتووووه؛ ذلوووويال خاشووووعا معرتفووووا ابلتقصووووري، ملتمسووووا العفووووو والغفووووران، واملعونووووة والرضوووووان، حووووىت إذا مووووا فوووورغ موووون مناسووووكه، واطمووووأن إىل حسوووون عملووووه، عوووواد إىل وطنووووه آمنووووا

.77"مطمئنا، قواي يف نفسه، سليما يف عقيدته

المبحث الرابع

بدوران الحول تحديد وقت الزكاة

،اإلسوووكندرية :مؤسسوووة شوووباب االامعوووة) العب ادات اإلس المي منانن عل ى امل ذاهب النبع بووودران أبوووو العينوووني، 77 .(921-922) ص ص، (ت.ط، د.د

31

الزكووووواة هوووووي األسووووواس العملوووووي للجانوووووب املوووووايل يف العبوووووادة، فاملوووووال موووووال هللا واإلنسوووووان مسووتخلف فيووه، وعليووه أن أيخووذه ابلطريووق الووذي حوودده هللا، وينفقووه ابألسوولوب الووذي حوودده

.ابلزكاة فلن يستسلم له يف بقية جوانب مجع املال وإنفاقههللا، وما مل يستسلم اإلنسان هلل

حودد الشورع القوومي الوزمن الوذي جتووب فيوه الزكواة، وبوني أهنوا جتوب يف املوال إذا حووال وقود .78«ال زكاة يف مال حىت حيول عليه احلول» :عليه احلول، ويف ذلك يقول املصطفى

رتاط احلووول هووو قووول مجهووور الفقهوواء، إال أن اشوو 79وإن كووان هووذا احلووديث قوود تكلووم فيووهلثبوت ذلك عن اخللفاء األربعة، والنتشاره يف الصحابة مهنع هللا يضر، والنتشار العمل بوه، والعتقوادهم

.80أن مثل هذا االنتشار من غري خالف ال جيوز أن يكون إال عن توقيف

يظهوور يف -وران احلووولوهووي د -وابلنظوور يف املوودة الزمنيووة الوويت جعلووت الزكوواة مرتبطووة هبووا :ذلك حكمة رابنية، وسريف إهلي

ذلووك أن هووذه املوودة الوويت عينهووا الشوورع، ليسووت ابلقصوورية، حبيووث يسوورع دوراهنووا، فيتعسوور وإمنوا هووي . وليسوت ابلطويلوة، حبيوث ال توردع البخيول، وال تسود حاجوة الفقوري. أداء الزكواة فيهوا

ل الووذي حيوورص علووى مالووه، وإىل الفقووري الووذي موودة معقولووة، روعووي فيهووا النظوور إىل صوواحب املووا .ينتظر ما يسد رمقه

اجنتووووأن جعوووول أمووود زكووواة األموووووال عاموووا، لوووودوران مواسوووم اإلهللا تعووواىل كوووان مووون رمحووووة فوكذلك . الصناعي اإلنتاججزء كبري من هوالذي يرتبط بواألثار فيه، وال سيما إنتاج الطبيعة، موال فرصة التنمية وحتقق الوربح أو اخلسوارة، أموا إذا فرضوت جعل أمدها عاما لتكون لذوي األ

، بووووووووووريوت: دار املعرفووووووووووة) 9طخليوووووووووول شوووووووووويخا، : ، حتقيوووووووووقس ناالدمحم ابوووووووووون ماجوووووووووه، : انظوووووووووور. رواه ابووووووووون ماجووووووووووه78 : انظوور. ه األلبووا صووححو . 9113، حووديث رقووم 1، كتوواب الزكوواة، ابب رقووم 211، ص3، ج(م9111/هووو9191

، حوديث (م9121/هوو9101، بوريوت: املكتب اإلسالمي) 9ط، صحي سنا ابا ماج دمحم انصر الدين األلبا ، .9111رقم

، عبود هللا املود : حتقيوق، ف ت ري، أتادي ث الرافع ا الكب ب تلخ يص الب ب ،ابون حجور العسوقال : انظر ذلوك يف79 بووووووريوت،: دار إحيوووووواء الوووووورتا العووووووري)ر .د، الس نا ،الرتمووووووذي دمحم. 911، ص3ج، (م9111، ط.د: م.د)ر .د

. 31، ص2، ج(م9111/هو9191، بوووووريوت: دار ابووووون حووووزم) 9طماجوووود احلموووووي، : ، حتقيوووووقوهناي املنتص د بداي ا ته د ،ابوووون رشووووود دمحم: انظوووور80

.129 ، ص3، ج(م9111/هو9191

31

يكوون إرهاقووا وظلموا، والوواز فقدانوه أو فقوودان ذلوك زكواة املوال عنود بدايوة احلصووول عليوه، فوإن .81جزء منه يف حاجات الضرورة أو اخلسائر اليت حتل به عند املداولة والعمل يف أثناء العام

:يف هذا التوقيت الزمين للزكاة هو مصلحة االميع، فيقولويبني ابن القيم أن السر كوول مجعووة يضوور أبرابب األموووال، ووجوهبووا يف العموور موورة يضوور أووجوهبووا كوول شووهر إذ "

.82"ابملساكني، فلم يكن أعدل من وجوهبا كل عام مرة

ومل يورد يف القورآن الكوورمي شويء عون اشوورتاط احلوول، أموا مووا ورد فيوه فهوو بيووان وقوت زكوواةوهو الذي أنشأ جنات معروش ات و ي ر معروش ات : الزروع والثمار، وذلك يف قوله تعواىل

ه إذا أ ر والنخل والزنع متلف ا أكل ه والزي ت ون والرم ان متش ابا و ي ر متش ابه كل وا م ا ر 83. تنه ي و تصاده وال تسرفوا إنه ال يب المسرفني وآتوا

يوم " وحدد القرآن الكرمي يف ذلك، الزمن الذي جتب فيه زكاة الزروع والثمار وهو ".حصاده

ب يكووون موع أن ذلوك متعوذر، ألن احلو -والسور يف حتديود يووم احلصواد لتأديوة الزكوواة فيوهوإذا كوان ذلوك كوذلك، يكوون . لداللة على تعلق حق الزكاة به يف ذلك الزمنهو ا -يف سنبلهواعزموا على إيتاء احلق، واقصدوه، واهتموا به، يووم احلصواد، حوىت ال توؤخروه عون أول " :املعىن

.84"وقت ميكن فيه اإليتاءاحلكمة يف ذكر وقت احلصواد، إمنوا هوي التخفيوف علوى أصوحاب الوزروع، وذلوك : وقيلحيسوووب علووويهم موووا أكلووووا مووون زرعهوووم قبووول يووووم احلصووواد، فيكوووون ذلوووك موقعوووا هلوووم يف حوووىت ال .85احلرج

.992ص، (م9129، بريوت: دار العلم للماليني) 3ط، أسران العبادات ف اإلسال عبد العزيز سيد األهل، : انظر 81 1شوعيب األرانؤوط وعبود القوادر األرانؤوط، ط: ، حتقيقزاد املعاد ف هدي خب العباددمحم بن أي بكر، ابن القيم، 82 .1، ص3، ج(م9121/هو9101الكويت، : الميةمكتبة املنار اإلس/ بريوت: مؤسسة الرسالة) .919 يةاآل: سورة األنعام 83

.10، ص3ج، الكشاا ،الزخمشري 84 .911، ص1، ج(ت.دالقاهرة، :دار املعارف)ر .د ،للنرآن الكرم التفسب الوسيطسيد طنطاوي، : انظر 85

31

ويلحووظ هنووا أن إجيوواب الزكوواة يف الووزروع والثمووار، كووان جوورد احلصوواد، ومل يشوورتط فيهووا :حوالن احلول كباقي األموال، وأما السر يف ذلك فهو

اشية، مرصدة للدر والنسل، وعروض التجارة ه احلول مرصد للنماء، فاملوأن ما أعتت ل"ه احلول، ألنه مظنة النماء، ليكون إخراج الزكاة من ومرصدة للربح، وكذا األثان، فاعتت ل

.الربح، فإنه أسهل وأيسر، وألن الزكاة إمنا وجبت مواساةمل يلتفوت عتت حقيقة النماء، لكثرة اختالفه، وعودم ضوبطه، وألن موا اعتوتت مظنتوهومل ت

إىل حقيقته، كاحلكم مع األسباب، وألن الزكاة تتكرر يف هذه األموال، فال بد هلا من ضوابط، .كي ال يفضي إىل تعاقب الوجوب يف الزمن الواحد مرات، فينفد مال املالك

أمووا الووزروع والثمووار فهووي منوواء يف نفسووها، تتكاموول عنوود إخووراج الزكوواة منهووا، فتؤخووذ الزكوواة ينئذ، مث تعود يف النقص ال يف النماء، فال جتب فيها زكاة اثنية، لعدم إرصوادها للنمواء، منها ح

.86"زلة الزرع والثمروواخلارج من املعدن مستفاد خارج من األرض، ن

:خاتمـة

تبني وا ال يودع جمواال للشوك، أن يف التوقيوت الوزمين للعبوادات األربوع يف اإلسوالم حكوم عظيمووة، والوويت إن دلووت علووى شوويء فإمنووا توودل علووى عظمووة هووذا الوودين، وحرصووه علووى وأسوورار

.االرتقاء ستوى اإلنسان يف عالقته مع هللا ومع الناس بل وحىت مع نفسه :وميكن تلخيص أهم هذه األسرار واحلكم فيما يلي

ألهنوا جتعلوه تطهوري للمسولم مون غفوالت قلبوه،: يف توزيع الصالة على مخس مرات يف اليوم .9كمووا أن يف هووذا التوقيوت مووا يوودعو إىل احلفوواظ علوى هووذه العبووادة وعوودم . دائوم الصوولة ابهلل

، القووووواهرة: هجوووووردار ) 3طفتووووواح احللوووووو، عبووووود هللا الرتكوووووي وعبووووود ال :، حتقيوووووقاملغ ياملقدسوووووي، بووووون قداموووووة عبووووود هللا 86 .11، ص1، ج(م9113/هو9193

31

التهوواون يف أدائهووا يف أوقاهتووا احملووددة، ويف ذلووك تربيووة عمليووة لألمووة اإلسووالمية علووى احوورتام ق الوقوووت وضووورورة العمووول علوووى تنظيموووه واحلفووواظ عليوووه، ويعووود ذلوووك عوووامال مهموووا يف حتقيووو

.التضامن بني املسلمني

حفاظ على هذه العبادة من الضياع كموا حصول لودى : ويف توقيت الصوم بشهر يف السنة .3األمم األخرى، وأثور واضوح يف تضوامن املسولمني ووحودة املشواعر فيموا بيونهم، وتربيوة لألموة

.اإلسالمية كلها على االنضباط والدقة يف مراعاة األوقات

إهنواء للجوودال الوذي كوان دائورا يف االاهليوة حوول مواقيتووه : لوقوت احلوج ويف التحديود الوزمين .2مث إن جميء احلج بعد الصوم جيعل املسلم دائم الصلة ابهلل، ا يسوهم يف اسوتدامة . الزمانية

مث إن هذا التوقيت جعل من احلج مؤمترا سنواي جيتمع فيه . التقومي اخللقي والصفاء الروحي .اختالفهم يتبادلون فيه أفكارهم وختاهتم املسلمون على

حفاظ على حقوق أصحاب املال مون جهوة، وعلوى : ويف حتديد وقت الزكاة بدوران احلول .1وور أداء . حقوووق الفقووراء موون جهووة أخوورى ذلووك أن هووذه املوودة ليسووت ابلقصوورية حبيووث يتعس

.فقريالزكاة فيها، وليست ابلطويلة حبيث ال تردع البخيل وال تسد حاجة ال

اإلفووادة موون هووذه التوجيهووات السووامية، و ارسووتها يف احليوواة العمليووة، ال شووك أبنووه يوونعكس .1على الواقوع املعاصور لألموة اإلسوالمية، ألن ذلوك ميثول دافعوا أخالقيوا وسولوكيا حنوو االرتقواء

عويش ابملستوى احلضاري للفورد املسولم، ابعتبواره عنصورا أساسويا يف تشوكيل اجملتموع الوذي ي .فيه

قائمة المراجع

دار املصوحف، :القواهرة)، إل مزاي الن رآن الك رم إنشاد العنل السليم: ، دمحم العماديأبو السعود .9 .(ت.ط، د.د

مؤسسووة :اإلسووكندرية)، العب ادات اإلس المي منانن عل ى امل ذاهب النبع : بوودران أبووو العينووني، .3 .(ت.ط، د.دشباب االامعة،

، 2، طاملكتووووب اإلسووووالمي :بووووريوت) ،ف عل م التفس ب زاد املس ب: الوووورمحن، عبوووود ابوووون االوووووزي .2 .(م9121/ هو9101

32

شوعيب األرانؤوط وعبود القوادر : ، حتقيوقزاد املعاد ف هدي خب العب اد: ابن القيم، دمحم بن أي بكر .1، 91مكتبووووووووووووة املنووووووووووووار اإلسوووووووووووووالمية، ط: الكويوووووووووووووت/ مؤسسووووووووووووة الرسووووووووووووالة: بووووووووووووريوت)األرانؤوط،

.1، ص3، ج(م9121/هو9101

. م: ، حتقيووووقمش اهب علم اء المص ان: ابوووون حبووووان، أبووووو حووووا، دمحم بوووون حبووووان بوووون أمحوووود البسوووويت .1 (.م9111دار الكتب العلمية، : بريوت)فاليشهمر،

: ، حتقيوقف ت ري، أتادي ث الرافع ا الكب ب تلخ يص الب ب :العسوقال ، أمحود بون علويابن حجر .1 .(م9111ر، .د، ط.د: م.د)، عبد هللا املد

.(م9111/هو9191، ر.ددار الفكر، : بريوت) ،فت الباني بشرح صحي البخاني: وووووووووو .1 .(م9110/هو9211، ر.داملكتب اإلسالمي ودار صادر، : بريوت) ،أمحد مسند: ابن حنبل، أمحد .2 ،9طدار ابون حوزم، : بريوت)ماجد احلموي، : ، حتقيقوهناي املنتصد بداي ا تهد :، دمحمابن رشد .1

.(م9111/هو9191 .(م9121ر، .د ،الدار التونسية للنشر: تونس)، التحرير والتنوير: ، دمحم الطاهرابن عاشور .90دار : القواهرة)عبود هللا الرتكوي وعبود الفتواح احللوو، :، حتقيقاملغي: املقدسي، عبد هللا ابن قدامة .99

.(م9113/هو9193، 3طهجر،

، 9طدار املعرفوووووة، : بوووووريوت)يووووول شووووويخا، خل: ، حتقيوووووقاب ا ماج ه س نا: ابووووون ماجوووووه، دمحم .93 .(م9111/هو9191

.(ت.ر، د.ددار صادر، : بريوت)، لسان العرا :، دمحمابن منظور .92

: املدينوة املنوورة)سوليمان بون صوا اخلوزي، : ، حتقيقطبنات املفسريا: األدنه وي، أمحد بن دمحم .91 (.م9111، 9مكتبة العلوم واحلكم، ط

، 9ط املكتوووب اإلسووووالمي،: بوووريوت)، حي س نا اب ا ماج ص : األلبوووا ، دمحم انصووور الووودين .91 .(م9121/هو9101

، 9ط املكتوووووووب اإلسوووووووالمي،: بوووووووريوت) ،البخ انيص حي : البخووووووواري، دمحم بووووووون إمساعيووووووول .91 .(م9121/هو9101

دار الكتووب العلميووة، : بووريوت)، وأس ران التأوي ل زيل أن وان التن :، عبوود هللا بوون عموورالبيضوواوي .91 .(م9122/هو9102، 9ط

(.م9122/هو9102، 1دار القلم، ط: الكويت)، الصالة عماد الديا: ، حسنالرتاي .92 .(م9111/هو9191، ر.ددار إحياء الرتا العري، : بريوت)، سنا الرتمذي :، دمحمالرتمذي .91

31

، 9طدار الكتووووووب العلميوووووووة، : بووووووريوت) ،الفتوت ات اإللي : ، سووووووليمان بوووووون عموووووووراالموووووول .30 .(م9111/هو9191

مطبعة دائرة املعوارف : حيدر آابد)، اطواطر وبج املسام والنوا ر نزه :عبد احلي ،احلسين .39 . (م9111/هو9211، 3طالعثمانية،

: بوريوت)كامول عويضوة، : ، حتقيوقكفاي الخيان ف تل اي االختصان :تقي الدين احلصين، .33 .(م9111/هو9191، 9طدار الكتب العلمية،

.(ت.ر، د.ددار املعرفة، :بريوت)، بالغ تج هللا ال :بن عبد الرحيم أمحد الدهلوي، .32

صووووفوان داوودي، : ، حتقيووووقمف ردات ألف اآ الن رآن: الراغووووب األصووووفها ، احلسووووني بوووون دمحم .31 (.م9111/هو9192، 3الدار الشامية، ط: بريوت/ دار القلم: دمشق)، 9طدار إحيووووووواء الووووووورتا العووووووووري، :بوووووووريوت)، التفس ب الكب ب :، دمحم بووووووون عمووووووورالووووووورازي .31

.(م9111/هو9191، 9طدار الكتب العلمية، :بريوت)، زيل الكشاا عا تنا وام التن :، حممودالزخمشري .31

. (م9111/هو9191أمحووود : ، حتقيوووقال دن املص ون ف عل و الكت اا املكن ون :، أمحووود بووون يوسوووفالسووومني احللووويب .31

. (م9121/هو9102، 9طدار القلم، : دمشق)اخلراط، مكتبة : القاهرة)علي دمحم عمر، : ، حتقيقطبنات املفسريا: السيوطي، جالل الدين عبد الرمحن .32

(.هو9211، 9وهبة، ط

(.دار املعرفة: بريوت)، عمدة الناني شرح صحي البخاني: العيين، بدر الدين .31

، 1طمؤسسووووووووووووة الرسووووووووووووالة، : بووووووووووووريوت) ،العب ادة ف اإلس ال :يوسووووووووووووف ،القرضوووووووووووواوي .20 .(م9111/هو9211

.(م9111/هو9191، 2طمكتبة وهبة، : القاهرة)، الوقت ف تياة املسلم :وووووووو .29، ر.ددار إحيوووووووواء الوووووووورتا العووووووووري، : بووووووووريوت)، اجل ام لتك ا الن رآن :، دمحمالقوووووووورطيب .23

.(م9121/هو9101، 3الووودار السوووعودية للنشووور والتوزيوووع، ط: الووورايض)، مب ادئ اإلس ال : املوووودودي، أبوووو األعلوووى .22

(.م9123/هو9103ال ، ف ض وء -الص و –الزك اة -الص الة: النبع النك ان :النوودوي، أبوووو احلسوون علوووي .21

.(م9112/هو9222، 3طدار الفتح، : بريوت)، الكتاا والسن

20

، 3طدار الكتوووواب، : بووووريوت)، جمم الزوا د ومنب الفوا د: اهليثمووووي، علووووي بوووون أي بكوووور .21 .(م9111

بوووة مكت: مصووور)رضووووان جوووامع رضووووان، : ، حتقيوووقزول أس باا الن : ، علوووي بووون أمحووودالواحووودي .21 .(م9111/هو9191، 9طاإلميان،

.(ت.د، 3طدار املعرفة، : بريوت)، املنان :رشيد دمحم ،رضا .21، 3طدار العلووم للماليووني، : بووريوت)، أس ران العب ادات ف اإلس ال :عبوود العزيووز سوويد األهوول، .22

.(م9129 (.ت.د، ر.ددار املعارف، :القاهرة) ،للنرآن الكرم التفسب الوسيط :سيد طنطاوي، .21 .(م9111/هو9191، 33طدار الشروق، : بريوت)، النرآن اللف :سيد، قطب .10

دار الكتوووب : بوووريوت)، حتقيووق عبووود االبوووار زكووار، أجب د العل و : القنوووجي، صوووديق حسوون خوووان .19 (.م9112العلمية،

.(ت.ر، د.داملكتب املصري احلديث، : القاهرة)، ف نتاا التفسب :عبد احلميد كشك، .13

دمحم فؤاد عبد الباقي، : ، حتقيقصحي مسلم: بن احلجاج النيسابوريمسلم، أبو احلسني مسلم .12 .131، ص9، ج193، حديث رقم (دار إحياء الرتا العري: بريوت) .(ت.ر، د.ط، د.، داملكتبة اإلسالمية: استانبول)، املعجم الوسيط :إبراهيم وآخرون ،مصطفى .11دار : القوووواهرة) ،ن رآن الك رمالتفس ب املوض وعا آليت الص و ف ال :عبوووود العزيوووز ،موسوووى .11

.(م9111/هو9191، 9طالطباعة احملمدية،