تسلط نظام الحكم

٠

جامعة بابل كلية القانون

النسق االجتماعي في بناء وتعثرتسلط نظام الحكم المجتمع

))دراسة اجتماعية تحليلية لواقع العراق الجديد((

إعداد موح عراك عليوي. د

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com

١

المحتويات

المقدمة عناصر البحث األولالمبحث

مشكلة البحث : أوال البحثأهداف: ثانياً النـسق –النظام الـسياسي ( التعريف بالمفاهيم : ثالثاً

)االجتماعي دور النظام السياسي في تشكيل نظام وبناء المجتمع المبحث الثاني

انحراف وتحيز نظام الحكم منذ تـشكيل الحكومـة : أوالً م ٢٠٠٣-١٩٢١العراقية

التوزيع غير العادل لمراكز النفوذ في الحكم بعـد : ثانياً م ٢٠٠٣ام ع

تردي النظام االجتماعي في المجتمعأسباب المبحث الثالث تخص الحاكم في قيادته للمجتمعأسباب: أوالً تخص البيئة االجتماعية التي يعيشها الحاكمأسباب: ثانياً

مهنية نظام الحكم في توظيف االنسقة االجتماعية المبحث الرابع محصالت ختامية

الهوامش لمصادرا



٢

المقدمة يعتمد المجتمع في بناء نظامه ودوام استقراره على مدى التزام واحتـرام شاغلي المواقع العليا في الهرم االجتماعي لمسؤولياتهم وواجباتهم والقيام بها

ما انشغلت قيادة المجتمع بكيفية فإذاوالعكس هو الصحيح . وجه أحسنعلى الحها الذاتية وقدمتها على واجباتها ، فان نهايتهـا الحفاظ على مواقعها ومص

انهيار إلى لم يود إنهذا . د عن قمة الهرم االجتماعي يكون السقوط واالبتعا ومصالح عامة الناس والمتـاجرة أرزاقالهرم نفسه بسبب تماديها في ابتزاز

.بها مجتمعات هذه الحالة لها ارتباط بالطبيعة البشرية فقد تكررت في أن وبحكم

قديمة وحديثة وكتب عنها الكثير من الفقهـاء والمفكـرين فـي االجتمـاع .وغيرهم .... واالقتصاد والسياسة

فقد تعم الفوضى ويزداد الفساد بين الناس عندما يتبهرج السياسيون بمقاالت المتفلسفين ويذكروا العدل ويعملوا بالجور ويـأمرون بـالمعروف ويركبـوا

. اهللا بالقول وينفروا عنه بالعمل إلىالناس المنكر ويدعون فـي خلـق التماسـك أساسـية ولكون الدين في أي مجتمع يمثل ركيـزة

تكـريس إلى السياسية األنظمة المجتمع فقد سعت اغلب أفرادوالتضامن بين التقاطع بـين أسباب تكون سبباً من إنسلطتها من خالل الدين ، مما جعلها

.جانب العملي الجانب العقائدي وال



٣

إالهـو يحدث في العراق ما وما اإلسالميحدث في العالم العربي ما أن السياسية التي جعلت الجماعات تكفر بعضها الـبعض اإلفرازاتامتداد لتلك

وارى المعتزلة فـي دهرنـا (( والتي يذكرها التوحيدي نقالً عن أبي الهذيل يبعثهم علـى منهل وما ادري ما ال إلى التكفير كتسارع الورد إلىيتسارعون

قذفاً لخصمه بـالتكفير أعقلهـم وأكثرهمذلك إالّ سوء النزعة وقلة المراقبة ).١ ()) الفسق والتهتك واهللا تعالى لهم ، ولكل من سلك سبيلهم بأسباب

المزاوجة بين النسق الديني ونظام القيم السائدة في المجتمـع يتطلـب إن االجتماعي ، ويكون بدل واإلطار الشخصي طاراإلرفض مبدأ المفاضلة بين

، ألن الـسلوك لإلنسانذلك استثمار العالقة بينهما لفهم طبيعة السلوك الكلي همـا أساسـيتين الكلي بجانبه المعرفي والعاطفي هو تحصيل حاصل لقوتين

واألخرى، القيم المستدخلة في نظام الشخصية التي تؤلف عامل ضبط النفس جتماعية التي يتكون منها النظام االجتماعي بما فيه من عناصـر العالقات اال

.ضبط وتنظيم من خالل إاليمكن فهمه ال اإلنساني السلوك أنواع أي نوع من إن بمعنى

وكذلك العالقات التي تعمل ) الشخصية ( معرفة القيم التي تدفعه من الداخل ).٢) (المجتمع ( على ضبط وتنظيم السلوك من الخارج

وتأسيساً على ذلك فقد ترتبط االنسقة االجتماعية مع بعضها الـبعض فـي للنظـام أساسـية أهمية عالقات وثيقة ، والدين كواحد من هذه االنسقة يحتل

.السياسي كما للنظام االجتماعي الموجـه اإللهيـة والذات اإلنسان كان الدين يهتم بالعالقة الروحية بين وإذا

انه يلعب دوراً كبيراً وفاعالً في العالقات االجتماعية مـن للحياة البشرية ، ف ولكـن . لكل االنسقة داخل البناء االجتمـاعي األساسيحيث كونه المحرك تقوم على الخضوع المطلق الفإنهابين الدين والمجتمع مهما تكن قوة العالقة

.لمعنوي هي عالقة تبادلية بجانبيها المادي واوإنما ، لألخرمن قبل احدهما



٤

وعليه فان العالقة بين الدين والسلوك الفردي والجمعـي عالقـة عميقـة فمن خالل تركيز الدين على الحالل والحرام والخير والشر والثواب . الصلة

والعقاب فانه يدخل بعمق في حياة المجتمع ، ولهذا حظـي الـدين باهتمـام .الدارسين في علم االجتماع والنفس وغيرهم

ويحقق التكامل بين المجتمعـات وينقـذ األجيالهو الذي يوحد بين ن فالديوالدين فوق ذلك هو الذي منع حدوث تفكك . الكبرى اإلخطارالحضارة من

كـان نهـوض حـضارة للمسيحية وما األولىل القرون اجتماعي كامل خال . دينية أسس إالّ على أورباالعصور الوسطى في

نه المذهب البروتستاني والذي عمل على انتشار كما ان الدين الذي تفرع ع الحريات السياسية واالقتصادية هو وحده الذي ساعد على استمرار التقدم في

األهدافولهذا كان الدين بمثابة الفكرة الرئيسية لتحقيق . المجتمعات الغربية على الدين المـسيحي قوما ينطب ) ٣( سياسية عادلة أنظمة في ظل اإلنسانية

الذي وحد بين مختلف الجماعات المتنازعـة اإلسالمي انطبق على الدين فقد .في الجزيرة العربية



٥

المبحث األول عناصر البحث

: مشكلة البحث : أوالً المجتمع العراقي منذ زمن بعيد منحتـه وضـعاً التركيبة التي تميز بها إن

.ه عن باقي المجتمعات اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً يختلف ب والطوائف المذهبية التـي واألديان فهناك العديد من المكونات االجتماعية

. المجتمع إفراد والمواقف لدى واألفكاربموجبها تشكلت وتداخلت االتجاهات والفـرس نالعثمانيي ( تدخل الجهات الخارجية في شؤون العراق بفعل إن

بية على واقع الحياة في المجتمع ، حيث اعتمد سل آثاراتركت ) نوالبريطانييالنظام السياسي في حينها على مكونات واديان ومذاهب معينة دون غيرهـا

شؤون المجتمع وذلك للمواقف المتباينة لتلك المكونات مـن تلـك أدارةفي التدخالت ، أو من خالل ما تحمله تلك الجهات من قيم ومعتقدات والتي كانت

مثـل هـذه إن . أخـرى مكونـات تالءم وقيم مكونات وال تالئم معتقدات سلبياً على واقـع النظـام أثرتالظروف صنعت بال شك مواقف واتجاهات

على في العراق بعد فترة االستقالل عندما اعتمد في نهجه السياسي السياسي .مكون اجتماعي معين في الوقت الذي همش فيه باقي المكونات

تفكك وانهيار العالقة بـين إلىناء المجتمع ونظامه ونتيجة لذلك تعرض ب الوجود مشكالت مرضية إلىاالنسقة القرابيية والدينية واالقتصادية ، وظهر



٦

على مستوى الثقافة االجتماعية مازالت مركبة ومستعصية تتطلب المزيد من . بر التقدم والسالم إلىالدراسات والتحليل للنهوض بواقع المجتمع

الهدف من البحث :ثانياً من التي يؤ واألفكارتوقف على القيم فلسفة ممارسة السلطة في المجتمع ت إن

. للدولة والمجتمع إدارتهبها النظام السياسي في األفكـار اعتمدت على النسق الشخصي في ترجمـة تلـك أنظمةهناك

ـ األنظمة ومثل هذه ،وتطبيقها في حكمها للمجتمع سلط عادة ما تـستخدم الت إلى تعرض العراق إن .واذها المستمر على مقدرات الشعب والظلم في استح

سياسية متعاقبة منـذ تـشكيل أنظمةسلسلة من التعسف واالستعباد في ظل وحتى يومنا الحاضر يتطلب منا الوقوف علـى نـوع ١٩٢١الحكومة عام

ن الحاكم العالقة التي تربط الحاكم بالمحكوم والخصائص التي يتمتع بها كل م وجماهيره بهدف الوقوف على حجم المسؤولية التي تفاعل بها االثنـين فـي

حالً لهذا الوضع اآلخرين والكيفية التي يجد بها أوالتعثر النظام االجتماعي .ثانياً

التعريف بالمفاهيم العلمية : ثالثاً بحـث هو الشرط المـسبق بكـل ألمعاشي بقيمة الواقع اإليمان إن : تمهيد

األخـذ وينبغي لنا إالّ نكون مقيدين بظاهر المـصطلحات دون .علمي جاد ، وان جديرة بـالعيش التمتحن غير التي الحياة إن الواقع حيث بتحليل ذلك

. ويفهمها األشياء يحلل أنيعيش واقعه ليس بمقدوره الذي الاإلنسان بالتعريفـات فهم المصطلحات هو البـدء إلى المسالك أفضلتكون فقد ال

الواقع الذي يجـسدها كـصورة حقيقيـة إلىالمجردة بقدر ما يكون النظر ولهذا السبب ظلت اغلب البحوث تدور حـول قوالـب . للظاهرة المدروسة



٧

والـشعارات شيئاً سوى التلميحـات الفـضفاضة األفكارنظرية التسمن من .بيقها تطأو كتابتها ويصعب العمل بها أوالرنانة التي يسهل نطقها

نمتلك إن صفة الموضوعية في البحث علينا أنفسنا ننمي في إن ومن اجل أي حدث في ضوء إلىرؤية تاريخية تمنحنا الدراية التي بموجبها يتم النظر

. المشابهة له في التاريخ اإلحداث خاصة تلك أشياء من ما قبله وبعده :النظام السياسي -١

ي البد من الفصل بينه وبين مفهوم الـسياسة في مستهل دراسة النظام السياس فالسياسة عند القـدماء تعنـي . الذي يكتنفه الغموض ومازال منذ زمن بعيد

ثالث لها عالقة بأمور تهتم السياسة اإلغريقفعند . وإصالحها األشياءتقويم بالمواطن كتحديد واجباته وحقوقه بالدولة من حيث دستورها وتنظيم قوانينها

ولكـن . لشؤون المجتمع إدارتهبرئيس الدولة ومجال صالحياته في ومن ثم مفهوم السياسة قد ارتبط من الناحية اللغوية والتاريخية بكل مـن المـواطن

النظـام فقد انعكس ذلك على معنى . ا الرئيس والدولة والسلطة التي يمارسه حيث الفقهاء والمفكرين من أوساطالسياسي الذي شابه نوع من الغموض في

).٤(وإبعادهماهيته ومجاالته متداخلـة أنمـاط على انـه مجموعـة النظام السياسي إلى ينظر البعض

ومتشابكة ذات مساس بعملية صنع القرارات والتي تجسد واقـع الخالفـات وبذلك يعني بالنظام الـسياسي . المجتمع أهدافوالصراعات التي تعترض

ى البقاء ككائن اجتماعي تـسييره مجموعة العناصر التي تساعد المجتمع عل ).٥(سلطة سياسية

ملزمة للمجتمـع النظام السياسي يتمتع بسلطة عليا وتكون قراراته إن وبما من تأثير أي نظام أكثر فهو قادر على التأثير في المجتمع ، األخرى وأنظمته

آخر وبذلك فان للبيئة االجتماعية واالقتصادية دور كبير في تحديد مـسارات



٨

فالنظام السياسي في المجتمع يقصد به إذن. واتجاهات حدوده داخل المجتمع ).٦( النظم السياسية هي نظم الحكم في المجتمعإننظام الحكم أي

الرئيسية في نظام الحكم وتمتلك قوة قسر هي احد المؤسسات الدولة ولكون قت نفـسه وسلطان يجتمع حوله شتات الجماعات االجتماعية ، وتمثل في الو

) . ٧( المجتمع معنى الحكم فيإطارقوة جذب وتوحيد للروح الجماعية تحت ما قلنا الدولـة فإذاتخدم استخداماً مرادفاً للنظام السياسي ، تس غالباً ما فإنها

.العراقية نعني بالضرورة النظام السياسي فيها قبـل فقد تمارس السلطة في الدولة مـن السلطة وعلى مستوى ممارسة

قد تمارس مـن أو) دكتاتورياً ( شخص واحد فيسمى نظام الحكم فيها فردياً إلى تعد حلقة وسط تمهد لالنتقال بالحكم من الصيغة الفردية أقليةقبل جماعة

الصيغة الديمقراطية كتلك الحالة التي مرت بها انكلترا عندما انتقلت السلطة األقلية حكم إلى) في يد الملك التي تركز جميع السلطات ( من الحكم المطلق

حيث كان االنتخاب مقيد بنـصاب ) اللورداتمجلس ( البرلمان أعضاءمن الذي ) مجلس العموم ( إلى تلك الشروط انتقل الحكم وبإلغاء. مالي وطبقي

).٨(جعل الشعب مصدراً لجميع السلطات دي فئة محددة من بين ي أو وبهذا المعنى فالسلطة قد تكون بيد الحاكم الفرد

. المجتمع إفراد أغلبية تكون بيد إن أو اإلفراد ) Government by the one( على ذلك فان النظام الفـردي وتأسيساً

Government by(هي حكومة ديكتاتورية ويعني بالنظام االرسـتقراطي

the few ( ــة ــةحكوم ــة ( األقلي ــديمقراطي ) جماع ــام ال والنظ)Government by themany ( األكثريةتعني حكومة) ٩. (

انفراد الشخص بممارسـة الـسلطة أساس ينهض على فالحكم الفردي إذن . والمستـشارين نبالمساعدياطاً ها حقاً شخصياً له حتى وان كان مح بوصف

. أميـر ملكاً ، (ومثلما يتحقق الحكم الفردي عن طريق الوارثة كأن يكون



٩

فقد يتحقق عن طريـق القـوة فيـسمى ) ... قيصراً ، إمبراطوراسلطاناً ، المجتمع في إفراد يعني اشتراك الحكم الديمقراطي وبالمقابل فان . دكتاتوريا

ممارسة السلطة فقد يتولى المجتمع السلطة بنفسه مباشرة عندما يكون صغيراً يختار المجتمع ممثلين نيابة عنـه فتـسمى أوفتسمى بالديمقراطية المباشرة

يتم الجمـع بـين الـصورتين إن أو) غير المباشرة ( الديمقراطية النيابية ب ).١٠(فتسمى بالديمقراطية شبه المباشرة

: النسق االجتماعي-٢ اإلفـراد النسق االجتماعي على انه شبكة مـن العالقـات بـين إلى ينظر

يكون طبقـة إن الفاعلين داخل النسق االجتماعي يمكن إنوالجماعات ، أي ).١١(اجتماعية أو امة بمفهومها الواسع او قد يكون جماعة معينة

ن فـي مكفي نظر بارسونز ي االجتماعي وبين المجتمع النسق والفرق بين يتساوى مـع ان النسق االجتماعي هو وسيلة أو أداة لفهم الواقع غير انه ال

وفي يةراطوإمبر وأحياناالواقع ، بينما المجتمع يمكن ان يكون دولة أو امة يشمالن علـى الوقت نفسه يرى ان مفهومي النسق االجتماعي والمجتمع ال

الثقافة ، فهو يرى ان وظيفة النسق الثقافي تنحـصر فـي تزويـد النـسق فمـن خـالل ) Legitimation(االجتماعي بالقدرة على اكتساب الشرعية

ى خلق التـضامن يستمد الثاني مجموعة القيم والمعايير التي تساعد عل األول مما تساعد النسق االجتماعي على الثبـات النـسبي عبـر والوالء والضبط

).١٢(الزمن شروط البـد مـن أربعة الفعل االجتماعي ولذلك طالب بارسونز في كتابه

، التكامل ، األهداف التوافق وتحقيق (توافرها في نجاح أي نسق فعل ، هي .)المحافظة على النماذج

الصورة فان طبيعة البناء االجتماعي ونمط العالقات التي تحكم ذلك وبهذه فقد تأخذ العالقـة :البناء هي التي تحدد نوع العالقة بين االنسقة االجتماعية



١٠

عندما يميل نمط العالقات داخـل البنـاء عياصرابين انسقة المجتمع طابعاً بين االنسقة نـوع االجتماعي نحو الفردية ، وبالعكس عندما تتضمن العالقة

.ي يميل نحو االستقرار والتوازن من التضامن والتكامل فان البناء االجتماع



١١

المبحث الثاني

دور النظام السياسي في تشكيل نظام وبناء المجتمع :تمهيد

والرسل ، ومن األنبياء وأرض نزول اإلنسانية العراق هو مهد الحضارات .هرت المذاهب الفكرية والفلسفية الدينية رحم العراق ظ

ولكل هذا او ذاك تعددت وتباينت االتجاهات والمعتقدات التـي بموجبهـا . الطوائف والجماعات العرقية داخل العراق توترعرعتشكلت

السياسية دوراً كبيراً في تحديد نوع العالقة بين تلك األنظمةا ولقد لعبت ذ ه .أخرىجهة ، وبينها وبين الدولة من جهة الطوائف والجماعات من

وتأسيساً لتحقيق المصالح بين النظام السياسي والجماعات المختلفة كان البد محرومـة وأخـرى من وجود طوائف تتمتع بامتيازات كبيرة داخل الدولـة

فقد اقتـرن اإلنسانية في الحياة أصليةولكون الدولة ظاهرة اجتماعية . منها أيـدي الرساالت السماوية ،واتخذت شكلها الـسوي علـى ظهورها بظهور

.)١٣(الة والمساواة بين عموم الناس والرسل الذين حققوا العداألنبياء كلما كانت الدولة عادية في توجهاتها وقادرة على ترسـيخ نظامهـا إذن

. استقراراً وأمناً والعكس هو الصحيح أكثرالمؤسساتي كلما كان المجتمع خلفاء أنفسهميستحوذ الطغاة والجبابرة على قيادة الدولة وينصبوا اً ما فكثير

وغيرهـا .... تحت مسميات الخالفة والملوكية والـسلطنة أرضهاهللا على إلـى هذا الشكل من االستحواذ على السلطة ساعد على تحويل الدين . ١٤(

ة ويطيعون رسمية قادرة على خلق فقهاء وعلماء دين يحابون السلط أيدلوجيةالحاكم وان كان ظالماً بحجة اجتناب الفتنة او بحكم الطاعة ألولي األمـر ،

)) مـنكم األمـر ولـي أ اهللا ورسـوله و وأطيعـوا (( تبريراً لقوله تعـالى ).النساء /٥٩(



١٢

قد يلعب النظام السياسي دوراً مجدداً في البناء االجتماعي وآخر معوقاً إذن .ين من خالل توظيفه لمتغير الد إلـى ان بعض الجماعات السياسية عادة ما تلجـأ وعلى الصعيد نفسه نجد

الدين لحل مشكالتها االقتصادية ومعالجة الفتن واالنقسامات االجتماعية فـي .األجنبيمواجهتها لالحتالل

المنظور القريب رفع عبد القادر الجزائري راية الجهاد ضد االحتالل فعلى .)١٥( والسنوسيون في السودان وليبيا نيوالمهدالفرنسي وكذلك فعل

والحركات الـسياسية واألحزابا لعبته المؤسسة الدينية ذلك م إلى يضاف .(*) م١٩٢٠في العراق لطرد المحتل البريطاني

وبالمقابل فقد تدلنا الشواهد التاريخية على ان النظام السياسي قـد يـستغل .لدينية لصالحه النسق الديني ويستثمر الجماعات ا

إبان عهد أوربامثال على ذلك مواقف وادوار الجماعات الدينية في وخير حيث استطاع النظام السياسي ان يوظف بعـض اإلقطاعي –النظام الملكي

إليهـا الجماعات المسيحية ويمنحها امتيازات كبيرة داخل المجتمع ، ويـسند لنظام وهيمنتـه علـى مقـدرات المهام الكنسية بغية الحفاظ على استمرار ا

الشعب ، مما جعل الجماعات الكاثوليكية توصم بالتخلف والمناهـضة لكـل أصـبحت بفعل اتخاذها الدين وسيلة لخدمة النظام السياسي الذي وإبداعتغير

.أجزائههي احد وعلى العكس من ذلك استطاع النظام السياسي ان يعتمد على الجماعـات

أساسـي ظيف القيم الدينية توظيفاً ايجابياً ، يكون لها دور البروتستانية في تو

تمثلت ردود الفعل ضد المحتل بتحرك الزعامات الكردية في الشمال والعشائر بقيادة شيخ ضاري فـي الوسـط (*)

.في وسط وجنوب العراقوالحوزة العلمية والعشائر بقيادة الشيخ عبد الواحد السكر



١٣

تغيرات اقتـصادية إحداث والنجاح في (**)في القضاء على النظام االقطاعي .)١٦( في ظل الرأسمالية الحديثة واجتماعية وتقنية هائلة

ما استخدم العنف ضـد إذا صحيح قد تخف حدة المقاومة للنظام السياسي القهرية كالشرطة والجيش أجهزتهاعات المعارضة من خالل الجماهير والجم

واالستخبارات وفرض قوانين الطوارئ وكذلك قد يتقلص دور قوى المواجهة توجد مـسالك عندما ال األخرله لفترة وجيزة من الزمن ، ولكن على المدى

ة سليمة وفعالة للتغيير فان الحركات والجماعات السياسية والدينية وغير الديني ة العنف السياسي كوسـيل إال إمامهايجد استجابتها للغضب الشعبي قد ال عند

العنـف إلـى السيما وان الدين يبيح اللجوء لتغيير نظام الحكم في المجتمع بشرط مواجهة الحاكم الظالم وممارسة األمر بالمعروف والنهي عن المنكـر

ن الذين يفسدون في تطيعوا أمر المسرفي وال(( والدفاع عن حقوق المواطنين ).١٥٢-١٥١الشعراء ) ( يصلحون والاألرض

العنف والقـوة إلىتنكر اللجوء والى جانب الدين هنالك قوانين وضعية ال ).١٧(كرد فعل لمقاومة الفساد او االحتالل

على ذلك فان ما طرأ على المجتمـع العراقـي مـن انكـسارات وتأسيساًً األنظمـة يل على التعاقب الفاشـل لمختلـف داخلية وخارجية دل وإشكاليات

المجتمع وتـسخيرها لمـصالحها أفكار ان تهيمن على أرادتالسياسية التي .الذاتية

والكتل السياسية التي ظهرت في العراق بعد االحـتالل األحزاب ان مجمل . الـسيئ لم تتمكن من تجاوز محنة المجتمع وتخليصه من واقعه األمريكي

الفشل الذي تعرضت له التيـارات القوميـة أدركنا ما إذايب وليس ذلك بغر

الذين استخدموا الدين وسـيلة ) المشعوذين ( بعامة الناس ضد رجال الدين أوربا استعان النظام السياسي في (**) عندما تعاظم نفوذهم في المجتمع وأخذوا يزاحمون الملك فـي صـالحياته واإلقطاعيينللكسب المادي والمعنوي

استثمار القيم الدينية االيجابية لدفع العمليـة بإمكانيةتؤمن ) بروتستاتية ( ية ونفوذه مما ساعد على ظهور فئة مسيح .االقتصادية واالجتماعية في مشروع ما يسمى بالرأسمالية الجديدة



١٤

األصـولية جانب التيارات الدينية والى ) والماركسية البعثية –الناصرية ( المختلفـة ان بإيديولوجياتها ، والتي لم تتمكن اإلسالميفي المجتمع العربي

.ع تعالج واقع المشكالت االقتصادية والسياسية والثقافية في المجتم النظام السياسي المتمثل بالقيـادة وإخفاق المجتمع فان فشل إلى وبالرجوع

المؤسسات االقتصادية واالجتماعية من تحطم وانكسار إليههمة وما آلت لالمفقد نتج عن ذلك مواقف فكرية عند اغلب المثقفين والمتعلمين تجلـت فـي

األخـر وبعـضها اتجاهات عدة من بينها االنسحاب والتخلي عن الـسياسة .العزوف على كل االتجاهات وانتهاز الفرص تحقيقاً لمصالحها الخاصة

عامة الناس فقد رزحوا تحت وطأة الظلم والتسلط فمنهم من استساغ وإما الحيرة والتردد فكانت استجابته على أخذته ومنهم من إرادتهالوضع بمحض

وتي من قـوة وتحمـل مضض بينما اختار البعض مواجهة الوضع بكل ما أ .(*)أبعادهوزر الظلم واالستعباد بكل

واالقتصادي في اإلداري العراق بالمرتبة الثانية في الفساد إدراج ان حقيقة ظل ظروف منحت العراقيين فرصة التعبير واالختيار في اتخاذ القـرارات

عدة حقـائق ذات مـساس بواقـع إمامعلى المستوى العام والخاص يجعلنا حرافات واالنكسارات التي تعرض لها العراقيون في فترة ما قبل السقوط االن

بالـضرورة بعـض التـساؤالت أفـرزت تلك الحقائق . اوما بعده ٢٠٠٣ أنمـاط كان النظام السابق قد اجبر الكثير من العـراقيين علـى إذا. مفادها

ومصادر عيشهم أرواحهمسلوكية فيها خضوع واستكانة من باب خوفهم على على مرهبإجبا، فهل يعني بالضرورة ان النظام الجديد في ظل االحتالل قام

. ؟بأيدهمان يقتل بعضهم بعضا ويخربون بيوتهم

التي كـان ألقسري وحاالت التهجير ألمتعدفهناك الكثير من حاالت االعتقاالت وحاالت التعذيب وحاالت القتل (*)

وهذا ما كشفته المقابر الجماعية والوثائق الرسمية وشهود العيان من خالل وقائع المحاكمة . السابق يمارسها النظام .لرجال النظام السابق



١٥

بقي أسـير إذا وتأسيساً على ذلك فان الظلم واالستعباد يبقى مالزماً للفرد لمصالحه الذاتية ، وبالتالي ستسقط كل المسوغات التي يتحجج بها الناس ما

ومن الناس (( وئها س الظروف وأ أحسن السلوكية كما هي في أنماطهممت دافي قلبه وهو ألد الخصام من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد اهللا على ما

يحب ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واهللا ال األرض تولى سعى في وإذا، ).٢٠٥-٢٠٤البقرة ))( الفساد

اختيار أمام تبعاً لتغير ظروف المجتمع ، فنحن وبحكم ان المواقف تتغير يقول ان الحاكم الذي هو على رأس النظام يتحمل تلـك : األول : احتمالين

يتحمـل وإفـراده يفيد ان المجتمع بكل طبقاته ومكوناته : المسؤولية والثاني .ذلك -١٩٢١انحراف وتحيز نظام الحكم منذ تشكيل الدولة العراقية مـن : أوال م ٣٢٠٠

ان العدل ليس تحصيل حاصل للفكر المجرد كما جاءت به الفلـسفة : توطئة .اليونانية ، بل هو نتاج للتفاعل المستمرين الظالم والمظلوم

. لم يجد من يمنعه إذا لنفسه قبل كل شيء ، فهو بطبعه يظلم ظالم فاإلنسان الصواب يعرف طريق أي بمعنى ان يميز بين الخطأ والصواب ولكنه قد ال

) . ٣ اإلنسان))( كفوراوأما شاكراً هديناه السبيل إماإنا(( من الزمن جعلت الكثير من العراقيين أحقابا ان تعاقب الطغاة على العراق

بدافع الستر والنجاة ان يظاهروا الظالم ويجانبوا المظلـوم ، ممـا جعلهـم . السلطة ويأتمرون بهم ألصحابينزلقون

ذماً مباشراً فقد ظنوا ان السلطة دائمة اآلخرين لم يسمعوا من والن الطغاة .لهم



١٦

فان المجتمع الذي يشتد فيه النفاق والتزلف يكثر فيه األمر ومهما يكن من التي األشياءيستطيع التخلي عن بطبعه الاإلنسانالصراع واالنحراف ، الن

.استوعبها بنفس السرعة التي اكتسبها وتصادر حريته ليست اإلنسان لفرق هو ان الظروف التي تقهر قى ا ولكن يب

فالتراكمات السياسية التي . كتلك التي تمنحه مساحة من الحرية والديمقراطية عكست هزات واضطرابات كبيرة على المجتمع العراقـي اغلبهـا اتـسمت

الحلول بإنصافيؤمن بالعنف واالضطهاد ، وعليه فقد تجد الفرد العراقي ال عنـد شـعوره اإلنـسان يحبذ المناورة ومثل هذه الخصائص قد تجعل وال

.(*)بالضعف يتنازل عن كل شيء وفي حالة القوة يزهو ويظلم بكل شيء عند الحديث عن الحالة السياسية التي مر بها المجتمع العراقي البـد مـن

التحوالت التي طـرأت علـى طبيعـة النظـام أهمالعودة للوراء لتمحيص من كون ان التغييرات التي حصلت ومازالـت انطالقاي قبل السقوط السياس

تحصل مرتبطة مع بعضها البعض ، وان أي تغير يحصل في انسقة البنـاء . هو تحصيل حاصل للمراحل السابقة إنمااالجتماعي

عديدة من الصراعات الداخلية والخارجيـة بأنواع لقد مر المجتمع العراقي ية أي قبل فترة االستقالل على شكل صراعات اتخـذت والتي كانت في البدا

.الطابع العشائري بين الجماعات العراقية نفسها فـي ارتكـاز غير ان وبعد مجيء االحتالل البريطاني الذي اوجد له بؤرة

إقامة دولـة مـستقلة إلىة كان المجتمع العراقي بحاجة ماسة يالمنطقة العرب

في ممر شـط إليران والعراقي والتي بموجبها أقر العراق حقاً اإليراني بين الجانب ١٩٧٥الجزائر ان معاهدة (*)

. ة الكردية ن كانت تمثل حالة ضعف تنازل النظام في وقته عن حقـه دعمها للحرك إيرانالعرب مقابل ان توقف حينما ١٩٩١ ، وفي عام إيران قوياً نقض المعاهدة ودخل الحرب مع وأصبح عندما تمكن النظام ١٩٨٠وفي عام

دخل في حرب مع الكويت وشعر بالضعف عاد واعترف من جديد بحق لاليرانين في شط العرب وهو بـذلك قـد . الجماعية تعبيراً لفقدان سيطرته على شعبه اإلبادةوكيف ال وقد استهوته . حد الضياع لىإتنازل



١٧

بين مختلـف مكونـات وتحقيق المساواة والعدالة اإلخاء أساستنهض على . والعالمية اإلقليميةالمجتمع ، وبعيدة عن التناقضات والنزاعات مع القوى

دولة طائفية اعتمـدت إلى ظهورها أول والذي حدث هو تحول الدولة في واألكـراد في تشكيل مؤسساتها على الطائفة السنية مستبعدة بذلك الـشيعة

ادية فـي من المواقـع والمراكـز الـسي ماعية األخُر جتوباقي المكونات اال ).١٨(الحكومات المتعاقبة

كانت قائمة أنها وبذا انعدمت المساواة بين الناس في الواقع التطبيقي ، غير .واإلدارية العلمية األوساطنظرياً بين في عهد معاوية األمويةيذكرنا بالظروف التي تأسست فيها الدولة وهذا ما

ي خرج على القاعدة الديمقراطية التي تعارف عليهـا المجتمـع العربـي الذقون في الوالة علـى ويدق اإلماء أبناءيستخلفون ال األمويون فكان اإلسالمي

جامعة إسالميةلة عربية وليست دو إلىمما جعل الدولة تتحول عرقي أساس)١٩(.

م ١٩٦٨ها بعد عـام الدولة العراقية فقد ازداد ظلمها وتعسف إلى وبالعودة والـشيعة ، فكثـرت المطـاردات األكرادحيث تم الخناق بشكل علني على

.اإلنسانواالنتهاكات لحقوق المهمشين إالّ ان يكونوا جبهات قتالية كمـا فعـل إمام ونتيجة لذلك لم يبق

. معارضة تعمل بكل قواها لتغيير نظام الدولة وأحزاب أو تيارات األكراد من قبل الجماهير واألخرحاوالت واالنتفاضات التي حدثت بين الحين وما الم

ارسات السيئة التـي م وبعض الرموز العسكرية إالّ ردود فعل للم واألحزاب .مارستها الدولة

وتكتالت اتخذت من المهجر أحزاب هذا وقد تبلورت تلك الردود على شكل .ة نقطة انطالق في الوصول للحكم وتغيير نظام الدول



١٨

لحقوقها علـى الجاحد األموي للحكم مثلما اعتمدت المكونات المعارضة و الدولة ، وذلك الستحالة التغيير من إلسقاط) الفرس ( العناصر غير العربية

الداخل كذلك اعتمدت القوى المعارضة للنظام السابق على الواليات المتحـدة . لتغيير نظام الدولة كأداة

األسـاليب مكن ان يكـون العنـف الـسياسي كأحـد ومن هذا المنطلق ي ذي يكون رد فعـل وبهذا يكتسب صفة العنف المحرر ال . الضرورية للتغيير

).٢٠(للعنف القاهر تدهور الوضع االقتصادي واالجتماعي ما قبل عام أسباب أهم لقد كان من

ركزت الحكيمة لشؤون الدولة و الدارةم هو ابتعاد القيادة السياسية عن ٢٠٠٣ في تكريس الثروات وبناء القصور والسيطرة على اإلفراطجّل اهتمامها على

الزراعية التي تم استصالحها فـي الـشمال والوسـط والجنـوب األراضيقرابية لرمـوز الدولـة واقترنت ملكياتها بشخصيات محسوبة على الدائرة ال

. القيادة الحزبية والسياسية وأعضاءة خاصة في التسعينات مقارنة بالفترات السابقة ومع لقد تدهور دخل الدول

هذا التدهور فقد كان النظام ينفق الواردات المالية على بناء القصور الفخمـة وغير ذلك مـن وأجانب عرب وإعالميينوالمنح الكبيرة التي يهبها لفنانين

. والتبذير غير المسؤول اإلسرافمتنفذين سياسياً الذين لم يكونوا اقـل بالنسبة للوزراء وال األمر وهكذا كان

.وأقربائهثراء من عائلة الرئيس ما كـانوا يحـصلون عليـه مـن إلى األساس ويعود هذا الثراء بالدرجة المقاوالت والمـشروعات أصحاب على أنفسهمامتيازات وصالحيات بفرض

سرية من بـاب المـشاركة او كتـسهيل قالخاصة من خالل اخذ العموالت ال بأسعار بعض التجار بتهمة التالعب إعدام إلى األمر حتى وصل راءاتلإلج

.المواد الغذائية



١٩

غلوا الجنود في بناء قصورهم والرعـي فـي ت كبار العسكريين فقد اس إما من واجباتهم العسكرية ، وعلى المستوى نفسه كـان إعفائهممزارعهم لقاء زة النظـام وفي وقت جني المحصول يحـضر جـالو أرضهالفالح يزرع

مزروعة ، واالسوء من ذلك كـان ويحاسبونه على الناتج المثالي للمساحة ال مع القانون أصال ما يتقاطع وهذا . إنتاجهيحصل عل أي مقدار من ح الالفال ).٢١(رع والعرف شوال

إلـى أدى االجتماعية األدواري حصل من انشطار وانقسام ف وعليه فان ما المعنوية والخلقية فاتجه أهدافهجتماعي وانحرافه عن تحقيق يع النظام اال تصد

. نحو المادية بشكل سريع مما اثر على زعزعة وضعف البناء االجتمـاعي من السمات العامـة فـي أصبحتان شيوع بعض الظواهر االجتماعية التي

وازدياد الغالء والفقر وانتشار ظاهرة ألمعاشيالحياة اليومية كتدني المستوى الستغالل وغيرها من الظواهر انعكست سلبياً على العالقـات االجتماعيـة ا

.واألنانيةوطبعها بطابع الفردية .٢٠٠٣التوزيع غير العادل لمراكز النفوذ في المجتمع بعد عام : ثانياً

السلطة السياسية أخذت مرحلة جديدة إلى بعد فترة السقوط انتقل المجتمع . الصدارة في عملية الصراع االجتماعي في النظام الجديد مركز

فقد خالف النظام الجديد في العراق النظام السابق في عدة وجوه ففي الوقت الذي كانت القومية العربية تمثل وجهة النظام السابق فقد اتجه النظام الجديـد

.ئدية جديدة حيث ظهرت نزاعات وميول فكرية وعقاصوب االنفتاح إاليولي غير العرب مناصب قيادية وقـضائية ام السابق ال كان النظ وإذا

. أول من اتخذ الوزراء ورئاسة الدولة من غير العـرب األخيرما ندر فان قد اعتمد على جيرانه العرب في تثبيت دعائم األول كان إذاوفي الوقت نفسه

الحكم في وقت التحديات الخارجية والداخلية فقد انفـتح الثـاني علـى كـل . التجاهات وتعامل مع جيرانه غير العرب في مواجهة ظروفه الداخليةا



٢٠

كان من ابرز مالمح الحياة االجتماعية في المجتمع العراقي بعد السقوط طبقة خاصة من الـسياسيين المتنفـذين فـي : طبقتين إلىان انقسم الناس

واإلداريـين وطبقة عامة من الموظفين ، العليا واإلداراتالحكومة والبرلمان .بأنواعها الحرف وأصحاب

. (*) ذات جذور في المجتمـع أعضائها فالطبقة الخاصة هذه لم يكن بعض برزوا نتيجة سـيطرتهم علـى الجوانـب الـسياسية واالقتـصادية أنهم إال

.واإلعالمية هذه الطبقة في بيئات متعددة قبل فتـرة إفراد ان الفترة التي قضاها بعض

أثنـاء ان البد من ان يكون لهم مواالة للجهات التي دعمتهم فـي االحتالل ك معارضتهم للنظام السابق مما جعل بالضرورة ان يكون هناك تدخل مباشـر

تثميناً لمساعداتها المادية والمعنوية أميركا من قبل )**(في تركيبة نظام الحكم دول النظام ومن ثم تدخل غير مباشر مـن قبـل إسقاطلقوى المعارضة في .الجوار للسبب نفسه

في الواقع السياسي رغم تزايـد درجـة ا استمرت هذه الطبقة متنفذة وبهذ . الصراع القومي والطائفي بين مكونات المجتمع العراقي

الضغوط مـن اجـل أنواع هذه الطبقة كافة أعضاء وقد مارس العديد من لى المال والجـاه ومطامحهم التي كانت تتمثل في الحصول ع أهدافهمتحقيق

.)***(كان شكل بأيوالهيمنة على مقدرات المجتمع

م ارتباطات له لوما يزا أجنبياتالبعض هم من المهجرين الذين يحملون جنسيات مزدوجة او ممن تزوجوا من (*)

.تجارية بالبلدان التي منحتهم الجنسية عقارية ومصالح بأصولاعتمدت نهجـاً م ٢٠٠٣مجلس الحكم عام ( لة بريمر في تشكي األمريكي السفير أسسهاالسياسية التي التركيبة )**(

.)وليس وطنياًطائفياً والجماعات المـسلحة ومهـاراتهم تللمليشياالمساهمات التي افتعلتها في تأجيج نار الفتنة من خالل تبنيهم )***(

.يةناصصة الطائفية واالثن السياسية تحت رداء المحومساوماتهم اإلعالمية



٢١

، ووسائلهم في البذخ والتـرف أساليبهم هذه الطبقة أفراد وقد كان لبعض نظـام ل االمتيازات في عهـد ا عليه هؤالء من امتيازات فاقت تلك فما حصل

ات المظللـة وكثرة الـسيار األمنيينالساق ، خاصة في مجال عدد الحراس وتجاوزهم لنظام السير واسـتفزازهم لعامـة النـاس أصوليةبدون لوحات

العامة بحجة حماية المـسؤولين وغيرهـا مـن اإلمكانومضايقاتهم لهم في والمالي األخالقيالمظاهر الغريبة التي عملت على تفشي ظواهر االنحراف

)****(. اعية واضطرابها واسـتمرار وتداخل القيم االجتم اإلداري ان تفشي الفساد

داخل البرلمان عملت جميعها علـى واألحزابالصراع السياسي بين الكتل ظهور شعوبية جديدة من نوعها ساعدت على إثارة الفتن واالضطراب فـي

.المجتمع منها اإلقليمية ان مصدر الشعوبية الجديدة هو تدخل الدول الخارجية السيما

االنفجارات والعبـوات وأخذت القتل والتدمير خاصة عندما تعاظمت حاالت وغيرها من التجمعـات واألسواق العبادة والمستشفيات أمكانالناسفة تطول

.الشعبية على المجتمع العراقي وان مصدر الـشر والن هذه الظواهر كانت غريبة

الطبقـة أفـراد وكما ان معظـم ن حدود دول الجوار بدون استثناء ، يأتي م المتنفذة لها ارتباطات ومصالح بتلك الدول فقد سقط الكثير منهم في السياسية

وحل الشعوبية الجديدة لسكوتهم واستثمارهم لتلك االختراقـات والتـدخالت .اإلقليمية

مجالس المحافظات التي تجـاوزت حـد المعقـول أعضاءالتشريعات الخاصة بتحديد مرتباتهم ومرتبات )****(

المجتمع أبناءوكذلك قانون التقاعد الخاص بهم في الوقت الذي تهمل فيه التشريعات الخاصة بعامة المتقاعدين من . الواجب تشريعهااألموراو غيرها من



٢٢

الظلـم والحرمـان إلى الذي يعيش ظروفاً سيئة ويتعرض فيها اإلنسان ان أكثـر يجعلـه سران ، ما مشبعة بالخيبة والخ أفكاروالمالحقة قد تتولد لديه

الشر مـنهم علـى إاليتوقع منها تشاؤماً وتردداً ، فهو يرقب الحوادث وال يهربـون منـه ولـذلك تجـد عكس المتفائلين الذين يواجهون الخـوف وال

).٢٢(ة عرضة للحوادث السيئالثرالمتشائمين بين وبهذا المعنى فقد كشفت هذه الصورة عن بدء مرحلة جديدة من النزاع

للحياة الجديدة مـن ةوالثقافياالنسقة المعاشية من جهة وبين االنسقة الفكرية .اهرىجهة

ان اختالف المصالح والرغبات في مجتمع يعاني من تحطم وانكسار فـي البد وان يحدث صراع بين الجماعات علـى مراكـز نفـوذ األساسيةبنيته

خلى الجماعات التي تكسب وقد تت . متقدمة ضمن بنائه االجتماعي والسياسي نحو ممارسة القهر في محاربة الظلم والتسلط وتسعى الصراع عن شعاراتها

معها في عملية الصراع وتحقيـق لفت ستحواذ بمساندة الجماعات التي تآ واال ألجـل لف والتساند بين الجماعات المتضررة من عمليات صراع سـابقة التآ

.)٢٣(ا ها والحفاظ على مراكز نفوذهحماية وجودعنـدما اسـتعانت ) البينـي ( وهذا ما حصل فعالً على مستوى التضامن

األمريكيجماعات المعارضة في صراعها مع النظام السابق بقوى التحالف بين الجماعات الشيعية والكردية ) الضمني ( ، وكذلك الحال بالنسبة للتضامن

.ي المجتمع في استحواذها على مراكز النفوذ والمواقع المتقدمة فسيساً على ذلك يمكن ان نجد مقاربة تاريخية بين التدهور الذي حـصل وتأ الدولـة أليهـا التي آلـت األوضاعها وبين طو الخالفة العباسية وسق أواخر

.م وحتى يومنا الحاضر ٢٠٠٣العراقية عام أسـلوب هـو ، بين كال المـرحلتين المشتركة كان من جملة الخصائص

. المجتمع إدارةاستخدمته الدولة في التطرف الذي



٢٣

فبخصوص العباسيين فان عدم اتعاظهم من المحاوالت التـي قامـت بهـا منذ نشأة الدولة مـن جهـة ، وتغافلهـا ) البرامكة ( المكونات غير العربية

التي قامت على تعزيز المكون العربي في القيـادة األمويةلمخاطر التجربة ر من جهة ثانية جعلها خُع وتجاوزها للمكونات األ في المجتم ومراكز النفوذ

بالنـسق عندما تمـسكت األمويةعت فيه الدولة تقع في الخطأ نفسه الذي وق ثر العباسـيون النـسق على حساب النسق الديني حيث آ ) مي القو( القرابي

.الديني وجعلوه ممراً على النسق القرابي فوقع كالهما في التطرف لدولة العراقية في ظل النظام السابق والنظام الحـالي فـان ا إلى وبالعودة

الخصائص التي يمكن اعتبارها قاسماً مشتركاً بين النظامين ، هـو كونهمـا الدولـة لمهامهـا وفـي أداءتعامال بتطرف فوق العادة في نظرتهم لكيفيـة

.ترجمتهم لفلسفة الحكم ؤسـساتها ة على الدولة وم فبعد ما كان النظام السابق يشد بقبضته المركزي

لف على المستوى الفردي والجماعي ، ويشيع فكرة ويقتل روح المبادرة والتآ ) نفذ ثم نـاقش ( من باب األوامر الواجبات وتنفيذ أداءاالتكالية والعجز في

نفـوذاً أعطـى ويستعين بمكون دون آخر ، كان النظام الجديد بالمقابل قـد من نفوذ الدولة نفـسها ، مـن أكثر) لمحافظات ا( الدولة وملحقاتها ألجزاء

المجتمع أفرادباب المشاركة في اتخاذ القرارات وتقسيم السلطة والثروة بين ).الفيدرالية ( تحت شعار الالمركزية

مـا ) فردية ( وبهذه الصورة انتقل المجتمع العراقي من سلطة مونقراطية .منفلته) شعبية( سلطة ديمقراطية إلى م ٢٠٠٣قبل

ان خلق فراغ في النسق يسبقه ترهل في العالقات االجتماعات االجتماعية مع التحطم الكامل للبنى التحتية في ظل وجود فجوة بين النـسق الـسياسي والنسق الديني حصل نوع من الشرخ الكبير في النسق االجتمـاعي ، ممـا

ـ المواقع ال أمامهمقادة سياسيين فرغت الوجود إلىأفرز . سلطة عليا فـي ال



٢٤

طنية تعمل علـى اسـترجاع عافيـة المجتمـع وبدل ان يشغلوها بادوار و حـرب أمـراء الـبعض مـنهم أصبح بالعدل والمساواة ، أبنائهوتعويض

يتاجرون بخيرات الشعب عن طريق نهب وتهريب موارد الدولة ، مستعنين .بذلك على جماعات من المنحرفين والفاشلين في المجتمع

ان الطموح عندما يتجـاوز إلى يشير أمريكيوبرت ميرتن عالم اجتماع ر خطيئة قيميـة ، حيـث ان إلىالحدود الشرعية والقانونية يؤدي بالضرورة

إلـى يلجئـون بالوسائل المعياريـة أهدافهمعون بلوغ ياغلب الذين اليستط ف لوك المنحـر الـس إلى مكانة ونفوذاً مما يجعلهم يتجهون األقلالجماعات

.)٢٤(لتحقيق طموحاتهم من المعروف ان النفوذ االجتماعي داخل المجتمع عادة ما يتقاسمه رجـال

.الدين ورجال العلم ورجال المال ورجال السياسة كما ان جميع ثقافات المجتمعات تشترك فـي احترامهـا لقيمـة النجـاح

أ المراكـز يتبـو واحتقارها لقيمة الخسران والفشل ، وان الناجح هو الذي االجتماعية سواء عن طريق كفاءته وخبرته المكتسبة مـن التعلـيم او عـن

.طريق ما جمعه من ثروة او جاه في المجتمع المجتمع في فئات يكون بعضها عـاٍل أفراد وبناءاً على هذا القياس يصنف

.واطئ متوسط وبعضها واألخر أي من تلك إلىالنتماء ا أساسه ولكن ما حصل في المجتمع العراقي لم يكن

المعيشية المتباينة على وجـه األنماطالقياسات بقدر ما كان اختالفاً يكمن في .شرعي غير

يتبعها من تكالب على الـسلطة ففي ظل استمرار االنقسامات الداخلية وما ولم تعد تؤدي أخالقهاوالثروة سيطرت على المجتمع جماعات طفيلية انحلت

كانت تمتهن التزوير والتخريب واالعتداء على أنهابية سوى وظيفة ايجا أية . والقتل ومرة بالخطف واالبتزاز الناس وممتلكاتها مرة بالتهديدأموال



٢٥

. وبهذه الصورة انعكست الظروف سلبياً على الطبقة العامة مـن النـاس يحكمها قـانون وال وسياسية ال إدارية فوضى إمام العراقي اإلنسان وأصبح

ألسبابحتى شرع حيث فقد الكثير من الناس لدرجاتهم الوظيفية منطق وال سياسية ، وفي الوقت نفسه حصل العديد على فرص وظيفية زوراً وبهتاناً

( *). ت العراق حتى يومنا هذا ، اد ان الصراعات والنزاعات التي س جملة القول

وجماعات معينة أفرادا وانحرافية تبناه إجرامية الوجود ظواهر إلى أفرزتتحت ذريعة ان الظلم يستوجب التحدي والمقاومة والتصدي للظالم والمتسلط

وهذه كثقافة يعبر عنهـا . بكل الطرق حتى ولو قتل البريء بجريرة الظالم ومرة تحت ذريعة خيـار الديمقراطيـة ) أقتله وأقتل أبوه ( باللهجة العراقية

لتحقيـق مـصالحهم األفراد تصرف إمامان العن إطالقالتي يفهم من ورائها بكيفي هاي ( كأن لسان الحال يقول . وان كانت على حساب المصلحة العامة

. ) عندهم وأني ما عندي اآلخرينهية ليش سوء توزيع مراكز إلى أدت واآلن بعد ان تعرفنا على بعض الظروف التي

ة العراقية حتـى يومنـا النفوذ والقوة في المجتمع العراقي منذ تأسيس الدول . التي قامت بتجسيد تلك الظروف واختزالها األدوارالحاضر علينا مناقشة

ولما كانت فلسفة ممارسة السلطة تعتمد على نوع العالقة التي تربط الحاكم بالمحكوم والخصائص التي يتمتع بها كل من القائد وجماهيره كان البد مـن

من خـالل حـل ) عسكرية ومدنية ( فقدان وظائفهم وفي مختلف المجاالت إلى تعرض الكثير من العراقيين (* )

معاناة كبيرة في ظـل ظـروف وأسرهم هؤالء لوقد تحم . وقانون اجتثاث البعث األمنيةالجيش العراقي والقوى الجامعات ممن شملتهم وأساتذة والفنين إلداريينوامعيشية ونفسية مضنكة فهناك العديد من المعلمين والمدرسين

األخرالخمس سنوات الماضية ، وبالجانب اعدية طيلة حيث لم يحصلوا على حقوقهم المدنية او التق اإلجراءاتتلك فحـصل . حق تحت باب تعويض المتضررين من النظام السابق عديد على فرص وةظيفية بدون وجه حصل ال

من دون شهادات تخصصية بل ان لجنة النزاهة في البرلمان كشفت عن بعـض وامنيسكرية البعض على رتب ع .الشهادات والوثائق المزورة والتي تخص وزراء ومدراء عامون ونواب



٢٦

تفاعل بها الطرفان في النظـام الـسياسي الوقوف على حجم المسؤولية التي .نحن عليه ماإلى وصول المجتمع إلى أدتوالتي

المبحث الثالث تردي النظام االجتماعيأسباب

تخص الحاكم في قيادته للمجتمع أسباب: أوالً ير وسفكها بغ والدماءإياك (

لّها فانه ليس شيءح لتبعة أعظم أدعى بنقمة وال

نعمةوال أحرى بزوال وانقطاع مـن سـفك

)الدماء بغير حق علــي اإلمــام

)كرم اهللا وجهه( إسـاءة اسـتعمال إلى ميال بطبيعته اإلنسان أنالبشرية أثبتت التجربة إن

تحقيق مصالحه الذاتية على حـساب إلىوانه يسعى . السلطة التي تعطى له إلـى لذا فان دمج وتركيز السلطات في يد واحدة يـؤدي . المصلحة العامة

.اآلخرينقوق وحريات استبدادها وتعسفها بح انفراد الشخص بممارسة أساس وبهذه الصورة ينهض الحكم الفردي على

السلطة بوصفها حقاً شخصياً لـه حتـى وان كـان محاطـاً بالمـساعدين فـي اإلنسان حب الملك والخلود يدفعان أن والسبب في ذلك (*)والمستشارين

الذي كان احد القياديين في حزب البعث وقائداً عسكرياً في الجـيش نالسعد و في مقابلة مع اللواء الركن طالب (*)

المقربين في زيارة له وكان ذلك الصديق حذراً في كالمه وفي جلوسه فمـا أصدقائهكر انه كان احد العراقي ن يذ



٢٧

مساعيه الفردية ممـا وعدم استشارتهم في اآلخرين تخطي إلىظة غرور حل .يوقعه في الخطأ

باسـتثناء ( دم وزجـه اهللا آل أباحها فعلى الرغم من كل نعماء الجنة التي إليـه فوسـوس (( في الخطـأ أوقعتهمثروا تلك الشجرة مما فقد آ ) شجرة

طـه )) ( آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملـك اليبلـى االشيطان ، قال ي ١٢٠.(

للسيطرة والتجبير فقـد أداة إلىطة ل ما حول الس أذا الحاكم فاإلنسان وهكذا تجر وراءها دخـول والزهو والتصرفات الشاذة التي منتمنحه حالة الخيالء

تحـت مطرقـة بـأنهم الناس في متاعب ومشكالت مزمنة تجعلهم يشعرون .الحياة والموت

ومنحهـا ظلم جماعة وسـلب حقـوقهم إلى ولهذا فقد يعمد النظام المتسلط عندما يرفع الفقر والجوع عـن جماعـة فيجعلهـا تتبـوأ ، أخرىلجماعة

بالمناصب والمراكز االجتماعية والسياسية من خالل ما يوفره لها من فرص حركة في االنتقال االجتماعي والطبقـي داخـل أكثرتعليم وتوظيف فيجعلها

.المجتمع ضت له جماعات كثيـرة والتهميش الذي تعر اإلهمال وخير مثال على ذلك

. الدولة العراقية وحتى وقتنا الحاضر تأسيسفي المجتمع العراقي منذ النظام الـسابق إن ولو تفحصنا التاريخ القريب من حياة العراقيين لوجدنا

واالستخباراتية والعسكرية والمدنية على جماعـات األمنية أجهزتهاعتمد في يكون سبباً فـي إنتطاع النظام بالفعل ونتيجة لذلك اس . طائفية دون غيرها

.انتعاش حياة جماعات وطمس وحرمان جماعات أخر

وكذلك يـذكر .... كان مني إال ان انهض وأقول له اطمئن كفيلك اهللا التوجد شيء عندي لغرض التسجيل وغيره القادة العسكريين بتهمة ألحد التوسط إياهم فاضل البراك وعلي حسن المجيد وعدنان خير اهللا ملتمساً إلى ذهب بأنه

التدخل في ذلك زوال يجو يخص صدام ذاته أمر النكات عقوبة إن إجابتهمفكانت . الخوض بنكته على صدام حسين ). على قناة البغدادية ٤/٢/٢٠٠٩كانت المقابلة يوم (



٢٨

إجبـاره أو في الـسجون وإيداعه مالحقة كل من يعترض على النظام إن أضف . يجسد حالة الموت الفعلية لكثير من العراقيين إعدامهعلى الهجرة أو

راعية وتحريـف مجـاري الز األراضي وإماتة تجفيف االهوار إن ذلك إلى مياهها ثم العمل على لعبة الحصار والتحكم بالمواد الغذائيـة وإتالف األنهار

المجتمع وغيرها من التغيـرات التـي طالـت أفرادوطريقة توزيعها على ومناطق إحياءاق ، كاستحداث التركيبة السكانية للمدن والقرى في عموم العر

سكنية ومنح حـق الـشراء والتملـك ال األراضيداد من خالل توزيع في بغ الشمالية بوجه التحديـد – المحافظات الغربية ىغالللمواطنين الذين ينتمون

.(*)في حين حرمها على مواطني محافظات الوسط والجنوب عمر النظام والتمتع بالحياة مقابل موت وتهجير إطالة كلها صبت في أقول

هي طريقة يعتمـدها إماتتهم أولناس ا بإحياء فسياسة التلويح إذن . اآلخرينوما (( ، )٤٢-النساء )) ( يخادعون اهللا وهو خادعهم (( المتسلطون الذين

). ٩ البقرة ()) أنفسهميخدعون اال األمريكـي ومثلما استخدم النظام السابق تلك السياسات فقد استخدمها النظام

من المـوت ويعطـيهم للعراقيين انه سينقذهم أوحىفي غزوه للعراق عندما سابق إلىالحياة والحرية والديمقراطية ، وهو الذي سينعش االهوار ويعيدها

عهدها ويرفع الحصار ويوفر الدواء وسيضع الدسـتور ويقـيم االنتخابـات . وسيعوض المتضررين والمظلومين وغيرها

احواألر أزهقـت ما جاء به االحتالل كان االسوء حيث األمر وفي حقيقة .رم وبددت الثروات اهتكت المحو

جيدة على مستوى االختالط الـسكاني وبقدر ما كانت . بغداد لسكتة موازنة طائفية إيجاد كان الهدف من ذلك (*)

النظام كان الهدف أوجدها التجمعات السكانية التي إن أوضحت الظروف التي حصلت بعد سقوطها إن إالّ واإلنساني الدورة والعامرية والسيدية كواجهـات أفرزتها التي اإلحداثمنه كدرع سكاني يحمي سياسته ونظامه في بغداد وما

. دليل على ذلك إال العراق ضد التغيير الجديد في



٢٩

الشر ، الن النظام السابق مـا إاليجلب بغريب ما دام الشر ال وليس ذلك بتخطيطهم وتـدبيرهم خدمـة إال الحكم ويستمر طيلة الفترة إلىكان يصل

دليـل علـى إال في العراق ١٩٩١ عام إحداثوما . لمصالحهم في المنطقة . من جديد وكانت النتيجة ما كانت مساعدتهم له في استرجاع سيطرته

الخارجي أو الخالص من المتسلط الداخلي إمكانية وعدم اإلحباط عملية إن يكـون ذلـك خاصية الرضوخ واالستكانة ، وبقدر مـا اإلنسانتشكل لدى

.)*(الرضوخ ظاهري يوازيه بالمقابل تحدي باطني إيجـاد التسلط مـع وباستمرار عملية االنصياع وعدم الخالص من القهر و

ب تبعيته وخنوعه اضخ المقهور على بعضهم البعض فيص متنفس لسيطرة الر .)**( البيت أوعلى ممن هم في إمرته داخل العمل

لذلك ازدادت حالة االستسالم التي فيها ينهار اعتبار الفرد لذاتـه ويكبـر .تقديره للمتسلط واالعتراف به كواقع حال

افة في مثل كذا بيئة اجتماعية متخلفة قد اصطبغت بوحل عندها تكون الثق .اط والجمود الذي يسوغ استغالل المتسلط وعجز المقهورطاالنح

وجود مثل هذه الخصائص وتفاعلها مع الظروف التي يقرهـا النظـام إن أنهـا المتسلط تعطيه ذريعة في تحميل المقهور وزر مهانته وخضوعه على

بخصوص بيعة الشعب له دليل على مصادرته % ١٠٠ ان اصرار النظام السابق على ان تكون نسبة االستفتاء )*(

.للعقل العراقي والتدخل في حرية اختياراته جبها وجد المجتمع بعضهم على بعض من خالل درجة الرفيق في الحزب والتي بمو أفراد سلط النظام السابق )**(

تسلطه بحكم السالح الذي يحمله واللباس الزيتوني الذي يرتديه وعدم استدعائه لدوائر الشرطة إلظهارالكثير متنفساً الـشعبي ش المجتمع في الجيأفراد أغلبية خاصة في وقت انخراط اآلخرين بموافقة الحزب فجعل له سلطة على إال

فـي العائلـة واإلخوة اإلباءية ، بل ان ذلك التسلط لم يسلم منه حتى العراق – اإليرانيةوالمعسكرات ابان الحرب .الواحدة



٣٠

مما يجسد لذاته شرعية االستمرار في التعامل القهري حالة تكمن في طبيعته .)***( القوة هي المناسبة لهإناعتقاداً منه

زوالها يكون سببها اعتمـاد الحكـم أو ضعف الدولة إنقول فالواقع ي إذن .على سياسة العنف والتسلط

واألقربين يجعل نفسه إن القائد السياسي هو ملك المجتمع فال يجوز له إن ينصف للعدالـة بـان إنيستأثرون بمكاسب الحكم وثروات الدولة ، بل البد

علي اإلمامومثل هذا السلوك جسده . يأخذ حق الناس من نفسه ومن خاصته انصف اهللا وانصف الناس من نفـسك ومـن ( في قوله ) كرم اهللا وجهه (

عباد تفعل تظلم ومن ظلمأالخاصة اهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك فانك ).٢٥)( كان اهللا خصمه دون عباده اهللا

وبالمقابل فالقضاء على الظلم والفساد يتطلب تجاوز ما احتقن في النفوس يخلون من عيوب ، وعليه فان سالمة نفوس العامة من ثارات ألن الناس ال

مـن ذكـر اإلكثار إنتتحقق بعطف القائد عليهم والثناء على مآثرهم حيث على العمل اإلفرادم تنمي فيهم روح التسامح والتفاؤل وتحفز محاسن أفعاله

ظهور مودة الرعيـة إن) كرم اهللا وجهه ( علي اإلمامالجماعي وكما يقول في آمالهم وواصـل فـي فأفسحترك انقطاع مدتهم ، ( لواليتهم يعتمد على حـسن وتعديد ما أبلى ذوو البالء منهم فان كثرة الذكر ل . حسن الثناء عليهم

.)٢٦) ( اهللا شاءإن تهز الشجاع وتحرض الناكلأفعالهم المجتمع في تلك الفترة فقد انتقـل وأفراد ونتيجة النعدام الثقة بين الحاكم

إلى صراع داخلي ، فتحولت الحاجة إلى من صراع خارجي والنفوذالصراع تـصيد ، وكان همها الوحيـد هـو رقابة دائمة بين مكونات النظام السياسي

.األخرالفرص وتفويتها على

قيـون االعر( العـراقيين مـسامع والمقوالت التي كان يرددها النظام السابق ويطرقها على األمثالمن بين )***( . المذلة األمثالها من وغير) يعرفون النعال كان العراقيون حفاي ال) ( جوع كالبك تتبعك ) ( ماترهم لهم جارة



٣١

للعلمـاء أمثـال وإعدامه فمثلما بدأ النظام صراعاته مع الجماعات الدينية مـن ألبـدري والثاني من الطائفة الشيعية والـشهيد األولالشهيدين الصدر

نظامه الداخلي فاعدم عبد الخـالق إلىالطائفة السنية ، فقد امتدت مواجهاته أعـضاء وآخرين مـن ألحديثيعدنان الحمداني ومرتضى السامرائي وقبله

القيادة القطرية وما كانت من ظروف غامضة وراء موت حردان وعـدنان الظروف بقتل الرجل البارز في السلطة الـذي كـان إليهخير اهللا وما آلت ) .حسين كامل ( الدولة أسراريمتلك الكثير من المة كانت تواجه برد أفعال تساويها الظ األفعال مثل تلك إن وبطبيعة الحال

تلك الجماعـات إلى ينتمون أفرادبالقوة وتعاكسها في االتجاه ، تمثلت بتمرد وفيق السامرائي رئيس االستخبارات فـي حينهـا والـدكتور راجـي أمثال

.وغيرهم .... ق الجيش السابأركانالتكريتي ورئيس كـان اإلنـسان يرة لحرية حصل في العراق من انتهاكات خط ما أن أقول

حيث سيطر على موارد الشعب بشكل متعـسف األكبرالحاكم يتحمل وزرها وبالنتيجة سادت عالقات اجتماعية تمثلت بالحسد والرغبة الجامحة في االنتقام ، فتوالت االنتفاضات والمؤامرات وتوالى معها التدمير لكل مرافـق الدولـة

.ك ببناء المجتمع الصراع مرضاً عضاالً يفتأصبححتى الكثيرين مقصرين في مسؤولياتهم الوطنية فقد حملـت عمليـة إن وبحكم

عند اآلخرين المظلوم نوعاً من االنتقام والتشفي من األخر الذنب لدى إسقاط على العراقيين واشتبكت النوايا الحسنة األموروصوله للحكم ، حيث تداخلت

د ظهور مطلب التعدديـة لتحـل مفهـوم بالسيئة واختلط الخطأ بالصواب عن الـسياسية للعمـل بهـذا واألحزابالفردية ، فظهرت حينها مختلف الكتل

.االتجاه وعلى الرغم من فرصة التغيير فقد ازداد الواقع العراقي سوءاً في ظـل

القادرة على تحقيق التوحد والتكامل وذلـك اإلرادةيملكون قادة سياسيين ال



٣٢

يغير ما بقوم اهللا الإن(( يغير سواه إنيملك يملك تغيير ذاته ال الن الذي ال ).١١الرعد ))( حتى يغيروا ما بأنفسهم

ومخترقون بقـراراتهم بالـشكل بلواءاتهم مدينون أنهم والسبب يكمن في الذي جعلهم يصطفون خلف طوائفهم وقومياتهم كرأسمال لخضوعهم لشروط

ا جعلهم يسيرون باالتجاه المعاكس تطبيقاً للمقولة مم ، خارجية ال قوة لهم بها التوافق فيمـا بيـنهم يعنـي إنأي ) يتفقوا أالاتفق العرب على ( القائلة

الشر بتـوافقهم إلىمواالتهم في الرضوخ لتلك الشروط ولذلك كانوا يهربون .وليس منه

مـن األمـور العقلية المتخلفة من مرونة وقدرة على بحث إليه ما تفتقر إن التخلف إن المواقف القطعية والمتصلبة بحكم إلىجوانب متعددة يجعلها تميل

زة عن استخدام المـنهج في العمل السياسي يعد تحصيل حاصل للعقلية العاج .)٢٧(الجدلي

ولو امتثل الجميع لالحتمال الثاني من المقولة لكانت مـذاهبهم وطـوائفهم ختالف كنسق طبيعـي فـي الحيـاة يـؤدي التعدد واال إنتدخل تحت باب

من ألكثر التوحد والتكامل استجابة لحياة مجتمعية شاملة تتسع إلىبالضرورة يتفقوا في خضوعهم لمـا ال إنمكون أو نظام ، عندها يفسر التوافق على

إلىيملى عليهم من شروط وان بمقدورهم الهروب من خطر الذل والخضوع .حياة حرة كريمة

موحداً على المستوى العملي الصعب وقد حقق الهنود مجتمعاً ليس ب وهذا في مجال المجالس النيابية والممارسات الديمقراطيـة عنـدما شـعر القـادة

أاليمكن تحقيقه التكامل والتماسك الوطني لمجموع المجتمع ال إنالسياسيون ثنية والعرقية من خالل القفز على واقع التناقضات واالختالفات الطائفية واال

.)٢٨(التي يتصف بها المجتمع الهندي



٣٣

يعني تجاهله بل اعتباره نسقاً طبيعياً يـالزم وعملية القفز على الواقع ال . وجدت أينماالطبيعة البشرية

وكلما ازداد ) األسرة( بناء اجتماعي فاالختالف موجود ومتأصل عند أول ولكونها واقع حال فان الوالء تبايناتوالحجم البناء ازدادت معه االختالفات

من االنتماء أولىالوطني الذي تفرضه ظروف مكانية واقتصادية وثقافية هو األفـراد االشمل في تحقيـق مـصالح اإلطار بحكم كونه أالثني أوالمذهبي

إنوجعلناكم شعوباً وقبائـل لتعـارفوا (( ضمن حدود مكانية وزمانية معينة ).١٣الحجرات )) ( اهللا عليم خبير إن عند اهللا اتقاكم أكرمكم تخص البيئة االجتماعية التي يعيشها الحاكم أسباب:/ ثانياً ))يصلحون والاألرض المسرفين الذين يفسدون في أمر اوال تطيعو ((

) ١٥٣-١٥١ /الشعراء(

ثقافية تؤثر على النفسية وال األغاللتتراكم عليها البيئة االجتماعية التي إن من الناحية األقوياء الخطرة على حياة الناس الفيروسات كتأثير إفرادهاعقول

.الجسمية في أونفسه يكون سبب الفساد متأصالً في شخصية الحاكم إن وعليه يمكن

. طبقة أوالبيئة التي احتضنته وهيأته كأن تكون جماعة أو حزب كفيروسـات الذي يكون وجـوده ) بفساد الخلق ( ما نسميه إمام فنحن إذن

الجماعة أو العكس ، وقد يتوقف إلىمادية لها القدرة على االنتشار من الفرد .ذلك على درجة المناعة لكال الطرفين

االجتماعية في المجتمع تساعد على تفشي الروح السلبية مراضاإل كثرة إن إعمالهم أداء المجتمع وتجعل الكثير منهم يتكاسلون ويتقاعسون في إفرادبين

يؤدي دوره بالكامـل والطبيـب والعامل ال ألرضه، فقد تجد الفالح مهمل .هنته وكذلك المدرس والمهندس يتاجر بم



٣٤

اً وراء طاولته والقلق يساوره في جميـع أوقـات فقد تجد هناك موظفاً قابع تعابير وجهه تتالطم تضجراً بينما قـد أخذت ما راجعة مواطن وإذا ، دوامه

المبادرة لخدمة يتمتع بخاصية تعثر على آخر ذات نفسية منبسطة ومنشرحة . سيء الخلق والثاني لطيفاً بخلقه األولوالفرق بين االثنين كون . اآلخرين يحقد إن إلى كثيرة أحيان قد يؤدي في لإلنسانل الرضوخ الظاهري ففي ظ الفئات المتهورة على النظام السياسي القائم ويعبر عن هذا الحقد إفرادبعض العمل وقد يعمد الـبعض إثناء مختلفة منها التباطؤ في تأدية واجباتهم بأشكال

ماديـة تمتلكاللم بالممتلكات العامة في صورة تخريب معتمد اإلضرار إلى .ةالمباالوقد تأخذ بعض أنماط هذا السلوك نوعاً من االتكالية وعدم

اإلفـراد درجـة االعتـداء الشخـصي علـى إلى أحيانا وقد يصل الحقد .)٢٩(م بالضرب واالختطاف أو القتل نظاأوالمحسوبين على فئة

تـؤجج و األفكار الظروف السياسية الشديدة االضطراب عادة ما تحرف إن بين عموم الناس الذين امتألت نفوسـهم اإلحباطاالنفعال وتساعد على زيادة

.ذالً ومهانة اإلنسان لذلك يستخدم العنف في مجابهة الظالم المتسلط خاصة عندما يشعر

حالة انتصار قد ال إلى حالة قلب المعادلة من كونها حالة رضوخ وسكينة إن وسيلة إشكالهاائج مستعجلة تكون القوة بكل تتحمل التأجيل ، وعليه يلتمس نت

.)٣٠( خالص سريع إلىقوانينهـا فالحالة التي عاشها العراقيون في ظل دولة قويـة ظالمـة فـي

ب ال قانون يحكمه جعلتهم في حالة مـن التنـاقض نظام متسي إلىوانتقالهم اع عهـد االسـتعباد والظلـم ط ، فبقدر فرحتهم بسقوط النظام وانقش والتخب

فان ما جلبه لهم التغيير من ظلم واستعباد خارجي لم يكن من السهل ،الداخلي . عن المجتمع أبعاده أوالتعامل معه



٣٥

لذلك تولدت لدى عامة الناس حالة نفسية تمثلت بسلوك جمعـي شـحنته بعض الشعارات الدينية والوطنية انتهت بمغامرات غير محسوبة حيث اختلط

.(*) رهابباإلفيها معنى الجهاد إمام الشخصية تجعلنا وبين قيمه اإلنسانتالل بين قدرات وبالتالي فان االخ

يوماً بعـد واإلمكاناتفبالوقت الذي تتعاظم فيه القدرات . قيم ومفاهيم أزمة .األخالقييوم تشح القيم الشخصية في سلم االعتبار

رك المجتمع يعـيش وت اإلداري الدولة على الحد من الفساد عدم قدرة أن عامة النـاس أصبح ، والنوازع الشخصية لألهواءبعيداً عن الضبط خاضعاً

وأفكـارهم ولهذا اختلفت اتجاهـاتهم .يعيشون في جو من الفقر والحرمان األمـر بدافع سياسي حتى وصل اآلخرينوأخذ البعض يخوض بسب وشتم

.بتكفير البعض وقتلهم كعاطفة تأجيج الصراع هو تدخل العاطفة فيه التي تساهم في األمور ومن

توحد الشعور عند الجماعة فإنها ما تدخلت العواطف هنا فإذاالحب والكره ، عدم أو مشروعية الفعل إلى الطائفة الواحدة لفعل سلوك معين دون النظر أو

.)*(مشروعيتهيخلو من بعض المكابرة والمغالطة ، وبقدر ذلـك صاحب التعصب ال إن .صير له مدخل فيما يراد تحقيقه من باب الحجة أو قصورها ي

وتأجيج العنف والعنف المضاد بذرائع شـتى كمقاومـة المحتـل او محاربـة اإلرهاب في ترويج الكثير تورط (*)

جماعـات العناصر الدخيلة القادمة من الخارج لتدنيس المقدسات وبمباركة وتشجيع العديد من السياسيين تـشكلت جانـب إلى . األفعال وردود لألفعالشروع القتل على الهوية كتبرير بمظلة طائفية اعتمدت م إرهابيةوعصابات

العامة والخاصة في ظل انشغال األموال تتاجر بسلب وخطف ونهب أخذتهذا النوع من العصابات هناك عصابات .السياسيين بتوطين مصالحهم

ت ،وجسدت التعامل الحقيق لعموم م هادئة وخالية من االضطرابا ٢٠٠٣ بعد سقوط الدولة األولى كانت السنة )*( الخارج حدثت ظواهر وجرائم ترتب عليهـا ردود من اإلرهابيةوبقدوم العناصر . ية العراقيين مع الظروف الطبيع

. في سامراءاإلمامين عاطفية بدوافع عقائدية ، خاصة بعد تفجير ضريح أفعال



٣٦

ألنهـا الدين والدنيا وال مطمع من زوالهـا أمور وهذه آفة معترضة في ).٣١(ع المختلفة والعادات السيئة ناشئة من الطبائ

أمراض اجتماعية تسببت من وما سبقها معاناة الخمس سنوات الماضية أن العراقي الذي لم يعد آمناً على اإلنساننتهاك لحرمة جرائم قتل وا في ظهور

. ومستقبله فهاجر الكثير بحثاً للسالمة واالطمئنان أسرته انفلت البعض من كل الضوابط والمثل والقيم فـي األوضاع وفي مثل هذه

وقت أصبح المطلوب منه هو الالعقالنية والالتسامح وكأن المراد هو الكفاح ظل تخلي النظام السياسي عـن مـسؤولياته والتزاماتـه في من اجل البقاء

.الميدانية مختلفة من التفكك وألوان إشكال هذا الواقع السلبي قد شجع على ظهور إن

داخل المجتمع وظهرت نماذج مختلفة يغلب على بعضها الطابع االستسالمي ـ إضافة بالحالة القدرية األموروربط ل مـا لمن غلب عليهم طابع التمرد بك

.تعنيه الكلمة يشوبها التباين وإنما التركيبة السياسية لنظام الدولة حالياً لم تكن موحدة إن

ت خمسة سنوا تجاهات الطائفية والقومية وتجربة واالختالف في المواقف واال إكمـال لهـا الماضية من عمرها لم تتوصل بعد لمشروع ستراتيجي يضمن

.دورها الوطني في البناء والتقدم منظومة القيم االجتماعية وبـدأت إلى دخل التحلل إن ولقد ترتب على ذلك

تبرز على السطح ظواهر منافية تماماً لما سار عليه المجتمع في وقت الرخاء باسـم الـوطن الـذين ر المتاجرون باسم الدين والمتشبثون واالستقرار فظه

.هم استجابة لرغباتهم ومصالحأخريقولون شيء ويعملون شيء ومثل هذا التحلل في المجتمع وضعف وسائل الضبط االجتماعي والروحي

المجتمـع إلـى أدخلت الشعوبية الجديدة التي إلى باألساسعند البعض تعود .عادات غريبة عليه ساهمت في انتشار السلوك السلبي



٣٧

إلشاعة ومثلما عملت الشعوبية القديمة على خلق فئات الشطار والعيارين واالستقرار وتفكك النظام وكل ما مـن األمنلفوضى واالضطراب وانعدام ا

الظروف للشعوبية الـسياسية أتاحتفقد ). ٣٢(شأنه تدمير النظم االجتماعية أوجـدت ية والجمعيـات التـي الجديدة دوراً بارزاً من خالل الحركات السر

الحكـم دينية تعمل على تفكيك السلطة السياسية وسلب مقدرة رجال جماعات .األمورفي التأثير على مجريات

وهذا ما نجده في بعض التنظيمات والجماعات التي ظهـرت حـديثاً فـي العراق فوجدت لنفسها غطاءاً دينياً توجه به عقول الناس البـسطاء وبعـض

ت والممارسات المتعلمين مستغلة بذلك رموزاً دينية الهدف منها نشر الخرافا شكيك بالمراجع الدينية التي ر على العقائد الدينية والت ثيالغير موضوعية والتأ

.(*) في المجتمعاألمانهي بمثابة صمام بذور هتـك وتالعـب أحداث من ومرافقها ويمكن اعتبار تلك التوجيهات

أبـي إلتبـاع حدث من دور تخريبي بالسلطة الزمنية والدينية على غرار ما مسلم أبيمن وجعلوا من المنصور الهاً مسلم الخرساني الذين قالوا بالتناسخ ف

).٢١(نبياً

دليالً على غياب الوعي الـسياسي للمـسؤولين م وما تالها في البصرة ٢٠٠٧ الزركة في النجف أحداثجاءت (*)

من جهة ودليل على تدني الوعي الديني لدى العديد األحداث الحكم والقيادة واستثمارهم لمثل تلك بأموروانصرافهم ..أخرىمن الناس المتعلمين وغير المتعلمين من جهة



٣٨

المبحث الرابع مهنية نظام الحكم في توظيف االنسقة االجتماعية

الدولة ظاهرة اجتماعية أصلية فـي حيـاة أن من األول بينا في المبحث ورساالت الـسماء واتخـذت صـيغتها األنبياء وقد نشأت على يد اإلنسان

الحق والعدل الـذي جـاء بهـا أساست دورها السليم على السوية ومارس ).ص( والرسل ، كدولة داود وسليمان والنبي محمد األنبياء

الحد إلى المعاصر اإلسالمي فقد تصل ضرورة الدولة في طروحات الفكر الجور علـى بعـض أنواعالذي يوجب التقيد بنظمها ، وإن مثلت نوعاً من

المـشروعة التـي عية وتناقضت مع بعض القواعد الحقوق الفردية واالجتما ).٣٤(ترتكز عليها

السليمة هي التي تستطيع الوقوف بوجه كل التحديات األركان فالدولة القوية ر هو تجريد أخُ أغراضيريده الغرب من العولمة فضالً عن ما أنلذلك نجد

).٣٥(وفي مقدمة ذلك الدولة من مصادر قوتها األمم إلـى عند غزوه للعراق األمريكي حدث فعالً عندما عمد التحالف وهذا ما

. والعسكرية والصناعية األمنية أجهزتهاتحطيم الدولة العراقية وتسريح كل والجماعات مما األفراد فبغياب الدولة عادة ما تتصاعد وتتأجج رغبات أذن

ضطرابات الفتن واال بروز عدد من الظواهر التي تتمثل في شيوع إلىيؤدي التي تفكك البناء االجتماعي وتفاقم االنقسامات المذهبية التي تؤطر جماعات

مرحلة جديدة وهي ميـل إلىتقل هذه المذاهب وبعد ذلك تن إطارمعينة تحت الجماعة وبشكل متطرف غير عقالني أهداف إلى كل جماعة للتعصب أفراد



٣٩

أقـصى إلـى ع وهذا التعصب بطبيعة الحال قد يسهم في وصول الـصرا ، .(*)درجاته

فهي مسألة عامة التختص بفرد دون آخر ، حب الجاه والرئاسة والمال إن .محرك دائم للصراع وذلك لعدم توفرها للجميع في وقت واحد وبقدر متساوٍ

فـي وميولهم في التدافع للحصول على مراكز النفـوذ فراداأل رغبة أنأي الفـتن ( حيان التوحيـدي قامـت أبوهي التي بموجبها كما يقول المجتمع ،

والسياسة والمقـامع األنبياء إلى وحارت العقول واحتيج األحوالواستحالت ).٣٦) (عظ والموا

العالقـة بـين وتحت رداء الدولة عادة ما تحدد الظروف السياسية شـكل تكامل ونضج أي نسق يتحدد بمدى قدرته أنفالمعروف ،االنسقة االجتماعية

تكون فاعلية االنسقة على ولذلك فقد ال. ك داخل البناء االجتماعي على التحر .درجة واحدة من القوة والتأثير

الدولة للعالقة بين أدارة كان البد من وجود نسق يتقدم بقية االنسقة في وإذا نلقي نظرة على الظروف التي جعلـت إنفعلينا ) الشعب ( الحاكم والرعية ية في السيطرة على البناء االجتماعي خالل فتـرات فعال أكثربعض االنسقة

بهدف المقاربة بينها وبين الواقـع اإلسالميمعينة مر بها المجتمع العربي .العراقي الجديد

الظروف الطبيعية والبيئية التي كان المجتمع البدوي يـرزح إلى فلو رجعنا اجات والمتطلبات التي الحأكثر إن ، لوجدنا اإلسالمتحتها في مجتمع ما قبل

لذلك كان النسق القبلـي . األخطاريجب تحقيقها للفرد تتمثل في الحماية من قدرة على التحرك والفاعلية في مناشط الحياة االجتماعية األكثر) القرابي (

من قتـل هوما تبع في سامراء ) ع (اإلمامينماحدث من تطرق بين الجماعات السنية والشيعية بعد تفجير مرقد (*)

.الهويةعشوائي على



٤٠

التي دخلت في فلكه ولـم األخرى يلقي بظالله على االنسقة نالهذا استطاع .تخرج عن دائرته

فقد احتل النـسق اإلسالم له دولة بمجيء وأصبحتكامل المجتمع ت وعندما موقعاً متقدماً في البناء االجتماعي ، نظراً لقدرته علـى اسـتيعاب مختلـف

كـل بإلغائـه ومهاجرين ويهود ومشركين أنصارالمكونات االجتماعية من وبهذا .المجتمع أفراد والتآخي بين التآلف محلها الفوارق الطبقية فأحلّ شكالأ

. ويتحكم بفاعليتها األخرىاستطاع ان يوجه مسار االنسقة وبتوسع الدولة ومؤسساتها في عهد الخالفة الراشدة طرأت على المجتمـع العربي ظروف سياسية واقتصادية وقيمية لم يألفها من قبل فحدثت تغيـرات

ة والقيادة بنائية ووظيفية على واقع البناء االجتماعي بظاهرة الملك والسياس . وغيرها

كن من توظيف العـصبية ابي من جديد فعاليته وتم ولذلك استعاد النسق القر . األموي خاصة في فترة الحكم األخرىثير على باقي االنسقة القبلية للتأ

لـسياسي صاغية من قبل النسق ا أذنا من ذلك ان العصبية وجدت واألخطر سق الـسياسي لـيعمال سـوية علـى رابي والن فحصل امتزاج بين النسق الق

).٣٧( عن الصدارة بعادهإو الديني النسقضعافإبيـة وأخـذت تمهـد األمر الذي رفضته المكونات االجتماعية غيـر العر

العباسـيين إلـى في آخر المطاف بتحـول الحكـم لحركات رافضة توجت .بمؤازرة المكون الفارسي لهم

حيـث بين مختلف االنسقة منحى آخـر ، راعم العباسيين اخذ الص و وبقدكشف الصراع عن جانب ظاهري وآخر مستتر لم يكن مألوفاً في المراحـل

.السابقة



٤١

ترتيب هيمنة االنسقة ، فقد أخذ العباسيون بعين االعتبـار إعادة ومن اجل اإلشهارفكان البد من . واقع المكونات االجتماعية التي يتألف منها المجتمع

.لديني بالنسق القدر الذي كان النسق القبلي عند األمويين مكشوفاً فقد اسـتتر عنـد ا فب إذن

األخرىالعباسيين تحت غطاء ديني مرحلي من اجل كسب التأييد من االنسقة .في عملية الصراع

هو الفاعل وأصبح ومع هذا الواقع تفاعل النسق السياسي مع االنسقة األخر غلغل العنصر غير العربي وتأثيره في مرافق الدولة الحقيقي على الرغم من ت

الـسياسة فـي المجتمـع والثقافة واإلدارةبحيث ظلت اللغة العربية هي لغة ).٣٨(العباسي

علـى المجتمـع طـرأت مجمل الظروف والظواهر التي إلى وبالرجوع العراقي فقد نجد ان النظام الجديد في العراق قد استثمر النسق الـديني فـي

. وغايات النسق السياسي أهدافحقيق ت ان تبقى الدولة على سباتها وتجيـر فقد حاولت بعض الجماعات السياسية

.العامل الديني للحصول على مكاسب سياسية وطائفية سيطرة إعادةكان الهدف وراءه ) بقيادة القاعدة ( فالذين تبنوا النسق الديني

محاربـة إلىحة العراقية ، حيث عمدوا على السا ) القومي ( النسق القرابي .(*) م ٢٠٠٣الدولة ومؤسساتها ونادوا بسقوط الحكومات المتتالية بعد عام

فقـدوا وظـائفهم أبنـائهم تضرروا من انهيار الدولة وان معظم بأنهم عندما شعر الكثير من المناطق الغربية (*)

ات ولم يـساهموا لهم في المجتمع ، فقاطعوا االنتخاب إسناد بقبول القاعدة كقوة أال أمامهمومراكزهم القيادية ما كان وواجهـوا القاعـدة بأوضـاعهم النظـر أعـادوا في العملية السياسية ، ولكن عندما اكتشفوا حقيقة نوايا القاعدة ،

تجسد ذلك في الصيحات الوطنية لجماعات الصحوة في الرمادي وفوزها . واستعادوا وضعهم الطبيعي في المجتمع .م٢٠٠٩في انتخابات مجالس المحافظات



٤٢

وعلى المستوى نفسه ان الذين استثمروا الشعارات والرموز الدينية خـالل الدولـة مـن خـالل منـاداتهم إضـعاف الخمس سنوات الماضية حاولوا

.(**)بالفيدراليةرغم مما تحمله التركيبة السياسية من تعدد وتباين فكري وقـومي وعلى ال

اً بدفة الحكم بفعل سيطرته كوديني في المجتمع فسيظل العنصر العربي متمس ستساعده على استخدام اآلليةوهذه ) بالكبح والموازنة ( الخاصة اآلليةعلى

وفـق وذلـك علـى . مبدأ التساهل والتسامح والتشدد والحسم في آن واحد :اعتبارين

من اإلسالميتميز به هو اعتماد سياسة التساهل الديني تمشياً مع ما :األول .تسامح في رسمه لصورة المجتمع الجديد

حريـة إطـالق هو االستفادة من العملية الديمقراطية القائمة على :والثاني ص من تجارب وخصائ خريناآلالفكر في مختلف الميادين واستثمار ما عند

.فضيلة من باب المشاركة في بناء الوطن والدولة العادلة المجتمع العراقي ، وان آمـن أغلبية وعليه فان المكون العربي الذي يمثل

واالنفراد بالسلطة ، ائدها كبديل للدكتاتورية والتسلط التعددية وفو إلىبالحاجة قرارات حاسـمة اتخاذ إلىجأ وسيل األخرى المكونات فانه يبقى متفاعالً مع

تميل لصالح أخذتفي الحاالت التي يرى فيها ان الموازنة في تركيبة الحكم .(*)تلك المكونات

للدولـة نالزاخـري ن توجه الكثير من مناطق الوسط والجنوب نحو العملية السياسية كان خوفاً من استعادة ا (**)

مبدئياً مشروع الفيدرالية ، وحينما اكتشفوا ان بعض تياراتهم السياسية ايدو وعليه. واستئثارهم بالسلطة من جديد ٢٠٠٧ ةشعبا نياخل الروضة الحسينية والعباسية في غير قادرة على حماية مقدساتهم وان ما حصل من مواجهات د

النظر بالعملية السياسية وتجسد ذلك في انتخابات مجـالس إعادةم مردها اختالف النفوذ بين تلك التيارات ، قرروا بأخالقهاكشخصية مستقلة عرفت ) ألحبوبييوسف ( كربالء لصالح أهالي والتي صوت اغلب األخيرةالمحافظات

. البصرة إقليم البصرة لمشروع أبناء للمجتمع وكذلك رفض غالبية ووالئهاوعندما صوت عليـه . الدستور الذي وضع بشكل سريع من قبل المكونات السياسية جاء في فترة انتقالية قلقة (*)

. وغيرهـا ١٤٠الشعب لم يتعرف بعمق على بنوده التي لها مساس بوحدة العراق ومركزيته كالفيدرالية ومـادة



٤٣

كردستان إقليم فاالحتجاجات الشعبية والحكومية على القرارات التي اتخذها بخصوص التفرد برسم السياسة النفطية في المناطق الخاصة به ، وكـذلك

موافقة المركز ىغال دون الرجوع أمريكيةواعد ق إنشاءبخصوص رغبته في خـانقين أحـداث كـشفتها وغيرها من الطموحات السياسية والعسكرية التي

ان تعتـرض علـى اإلقليم م عندما حاولت سلطات ٢٠٠٨والمقدادية أواخر لية الكـبح ي لتلك المناطق ، دليل على حضور آ دخول عناصر الجيش الوطن

.والموازنة في المجتمع والذي يفسر واقع التكتالت السياسية التي ارتبطت بالنظام السياسي الجديـد

تـأثير حالة عامة يفهم من ورائها ان الدولة العراقية وقعت تحـت إنهاعلى .الجانب السلبي لهذه التعددية فهذا غير صحيح

فعلى مستوى المنهج العلمي والمنطقي ان تشكيل الدولة العراقية كظـاهرة تابعة يـشكل فيهـا المكـون ى تفاعل عدة متغيرات مستقلة وأخُر علقامت

).نتيجة ( متغيرات معتمدة ابتاً بينما تشكل المكونات األخُرالعربي متغيراً ث من حيث االسم كشكل تأسيسها أول ويعني ذلك ان الدولة العراقية قامت في

العربيةة الجمهوري أووالرمز كمضمون على غرار جمهورية مصر العربية السورية مع ماتشتمل عليه تلك الدول من عناصر غير عربية فـي تكوينهـا

.االجتماعي وعليه فالواقع يقول ان الدولة العراقية كائن اجتماعي عربي حالهـا حـال

حالة تكميلية أال األخرىوما المكونات . والتكوين التأسيس من حيث األسرةالة التفاعل بين الرجل والمرأة وتقاسـمهما لبناء الدولة العراقية مثلها مثل ح

. والمجتمع األسرة شؤون وإدارة في تنظيم األدوار

ان بعض المكونات السياسية تعاملت معها وكأنها واقـع إالوعلى الرغم لم يحدث تشريع خاص بتلك الموضوعات

وتـستخدم لغـة المـساومة ) في ظروف الم وجراح المجتمع ( الخاصة توجهاتهاحال ،، مما جعلها تتسارع في .اهرى واستخدام القوة او االنفصال مرة باالصطفاف السياسي أو التلويح باالنسحاب من العملية السياسية مرة



٤٤

بحكم أدوارها وينظم األسرة وتأسيساً على ذلك فمثلما يحق للرجل ان يقود ولة العراقية، كذلك يحق للد ) االقتصادية ( اقيةفاالتبايلوجية والقدرة ل ا أهليته

السياسية والدينية واالقتصادية عليها ان انسقتماهض بكل لها ان تن أريد ما إذا .(*)تفرط بموقع المكون العربي في ذلك ال

فعلى مستوى الواقع الفسيولوجي والبيئي قد يصح ان يتحد عنـصر مـن من جنسه ليكـون مركبـاً يخـصه يطلـق عليـه أفرادالكائنات الحية مع

).بالهجين ( الجديد التي تجمع بين خصائص الـشجرة األم المركب أجزاء أهمية وبقدر

ومقومات التربة التي تـستمد منهـا والساق الملتحم بها ، يبقى دور الشجرة .الغذاء هي التي تحدد سالمة ونكهة الثمرة الهجينة

من مكونات تزيده غنى وتكامالً وبالوقت إليه وكذلك العراق فكل ما يضاف فعت في الحيز المكاني والزمـاني عنـدها ما تكاثرت العناصر وتدا إذانفسه أذا أخرى الخروج من الدار والبحث عن دار لألبناء كما يصح لألجزاءيصح

وبعكـسها ل . ما توفرت لهم شروط االستقالل المالي واالقتصادي والمكاني ان يتصدروا مسؤولية والدهم ما لم يكن قـد لألبناء كما كما لألجزاءيحق ال

.قيادة في الأهليتهفقد فطالما هناك تفاعل وتمازج يسير وفق ثوابت مادية وفكرية تحرسـها إذن

تكفل مراقبة وموازنـة فإنها ] اللغة والدين والقيادة [مقومات راسخة نسبياً ).٣٩(ماعية والثقافية في المجتمع جميع االنسقة االجت

األسـرة العقل والحكمة والعدل ، وبغير ذلك يمكن للمرأة ان تقود بأهلية مشروط األسرة ان تولي الرجل لقيادة (*) األمـة وكذلك يمكن للمكون غيـر العربـي ان يقـود . من الرجل في ظرف من الظروف أكثر كانت مؤهلة إذا

. القيادية أهليتهن المراحل عندما ينحرف المكون العربي عن في مرحلة ماإلسالمية



٤٥

محصالت ختامية ومز المظلمقومات كبح الظالم وتحفي

ان ظلم وتعسف الدولة العراقية منذ تأسيـسها وحتـى يومنـا الحاضـر عنها من مواجهات ونكسات جسدت جوما نت ، أخرىومحاباتها لجماعة دون

بالضرورة خصائص سلبية عكست ظلم وطغيان الحـاكم وجهـل وتعنـت .المحكوم

وف ومثلما تشكل الخصائص السلبية لكليهما تحدياً لنظام المجتمع فـي ظـر التي يستطيع بها القائـد اكتساب الخصائص االيجابية باإلمكانمعينة ، كذلك

. واالستقرار في المجتمع األمن تحقيق وشعبه عـاملين إلـى ان ما موجود من سمات ايجابية وسلبية بين البشر يعـود

في استخدام العقل نالكانسا فطري والثاني يستند على قدرة األول : أساسيينير من اجل البحث عما يكون مالئماً في المحافظة على تواصل وبقاء في التفك

.كل من الفرد والمجتمع يمكن اعتبـار وال لناس مشتركون في الفضائل والنقائص لذلك فان جميع ا

أخـر التبـديل أي بمعنـى أوتقبل التحـوير الفوارق بينهم فوارق ثابتة ال



٤٦

صائص حكـر علـى هـذا النستطيع القول بان الخصائص الفالنية هي خ ، وهذا ما. ذاك دون ان يكون لها وجود في غيره من المجتمعات أوالمجتمع

باضـطرار كلها تقاسمت الفضائل والنقـائص مماألان (( يؤكده التوحيدي ما يتنازعه الناس بينهم بالنسبة إالالفطرة واختيار الفكرة ، ولم يكن بعد ذلك

)٤٠))( العادة المنشئية أورابية قال هو قدرته على الـتحكم فـي األخرى عن المخلوقات اإلنسان ان ما يميز

.سلوكه والتمييز بين النافع والضار له الرذائل فـي أي مجتمـع أوخص الفضائل ي وعليه فان حالة التعميم فيما

يمتاز به أي مجتمع من رذائل تحدده الظروف البيئية واالجتماعية ، وان ما . بنفس القدر أبنائهرورة ان يمتلكها جميع يعني بالض قد ال

نؤمن بان العراقيين كيان اجتماعي ذو ميزات يختلف عـن الكيانـات أننا ، فهم يتميزون بتركيبة نفسية اجتماعية معقدة وفي الوقت واإلسالميةالعربية

.نفسه يتمتعون بعناصر قوة تصلح ان تكون حالً لتلك العقد يخية المركبة التـي وصـمتهم بـالتزلف التار وعلى الرغم من الظروف نزعات خيرة تصلح بذوراً لتطورات أصحابهم والتلون وصعوبة االنقياد ، ف

(*)كم تأصل الدين والحضارة في نفوسهم حايجابية هائلة ب واقع الحياة االجتماعية لعموم العراقيين خالل تعاملهم إلى وبنظرة واحدة

حنـون ن ي أنهمكويناتهم الطائفية واالثنية ، نجد التي اعترضت ت األحداثمع أنفـسهم الحدث وحدتـه ، ولكـنهم سـرعان مايتمـالكون لفترة ما لشدة

.ويسترجعون ثباتهم من جديد

دليالً على ان أعطت في مجالس المحافظات خاصة في االنبار وكربالء والبصرة األخيرة االنتخابات فرازات ا (*)

. التوازن في المجتمع إلعادةالعراقيين يمتلكون الوعي الحضاري الالزم



٤٧

ففي التاريخ هناك مقتضيات تساعد على المواجهة والتحدي والجهاد ضـد االستجابة سلطة ظالمة لشعوبها ، وبالمقابل هناك ظروف تستوجب المهادنة و

. ما وجد في تلك الظروف صالحاً لها إذا بالهدف الذي ينشدونه إال الفساد أويوصف بالصالح أي ان عمل الناس ال

عبادة ذاتها بهدف الرياء عمـل طـالح فالعبادة بهدف الطاعة عمل صالح وال وبالنية وحدها يتقرر . كذلك سلوك الناس وتذبذب تصرفاتهم مقرونة بنياتهم

قل كل يعمل على (( مفيداً كما جاء في قوله تعالى أو كان العمل ضاراً ذاإما لكل امرئ مـا ( ، وما جاء في الحديث الشريف ) ٨٤ اإلسراء)) ( شاكلته

).نوى األمن الذي يوفر الطمأنينة وبتوفر االطمئنان يمكـن إلى بحاجة فاإلنسان

قالوا (( كما يقول اهللا تعالى للجماهير ان تتطلع بروح ايجابية نحو من يقودها نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكـون عليهـا مـن

).١٣المائدة )) ( الشاهدين فـي تجـاوز نالسياسيي وتصميم قادتهم إرادة كذلك يعول العراقيون على

ما تمكنوا مـن وإذا مأساوية ، أوضاع من وإنقاذهمالعقبات ومساعدة الناس والقتل على الهوية وتعاملوا مع الجوع والظلم واألسر عمليات الخطف يقافإ

العقبات أال وهي عقبة النفس بشيء من الموضوعية فهم بذلك قد اقتحموا أول ي يـوم إطعام ف أو ما العقبة فك رقبة أدراكوما (( التي يقول فيها اهللا تعالى

).١٤-١٢البلد ))( ة ذي مسغب مطيـع واألخـر البشرية تحمل وجهين احدهما متمرد وبحكم ان الطبيعة

عدمها ، فالذي أو مسالم فان الحديث عن احدهما له ارتباط بتحقيق المصالح تغليـب ىغال ومصالحه دون وجود عقبات تمنعه من ذلك يميل أهدافهيحقق

التماسك والتعاون والذي يعجز عن ذلك يميل باتجاه الرفض إلىالقيم الدافعة .ار بكل الوسائل واالستنك



٤٨

من المحنة وانسفهم الساسة العراقيون ان يخلصوا العراق أراد ما إذا أقول ذي يزن الذي اسـتعان التي هم فيها عليهم ان يتخلصوا من عقدة سيف بن

الـيمن إلـى حيث دخل الفرس األحباشبكسرى الفرس لتخليص اليمن من .)٤١( ألهله وتركوا الشر ألنفسهمم واستأثروا بالحك

قد تزكمت برائحة الحرب غير قادرين علـى نالسياسيي كانت خياشيم وإذا شاعرنا الكبير إليهان يتوقعوا المصير الذي آل مراقبة غراب البين ، فعليهم

دره قيصر الروم ليستعين به على قومه ، فبـا إلىامرئ القيس عندما ذهب ت جـسمه وهـو فـي برد الصحراء فنهش جبة مسمومة تقيه وأهداهالقيصر والفرق بين الحالتين ان القيصر حـصر .. قومه يشدو قفا نبك إلىطريقه

وأخذ الكل بجريرة األولالشر بصاحبه وترك العرب بخيرهم في حين بادر . الجميع خير وصالح المجتمع أرادالجزء ولنا من التاريخ عبرة وتجربة ان

مة الناس يتطلب وعيـاً جماعيـاً وبالمقابل فان اجتياز العقبات من قبل عا الفرد لنفـسه كعـضو فـي إدراكوالوعي الجماعي في علم االجتماع يعني

جماعة والمطلوب هو الوعي االنعكاسي وليس الوعي المشارك الذي بموجبه عاالته حيـث يتمـسك بعاداتـه فيستجيب الفرد لعالمه من خالل غرائزه وان

. مراجعة أووتقاليده دون تفكير على تقريب وجهات النظـر ان يعمل اإلنسانلوعي االنعكاسي يستطيع فبا

التقـدم فـي كـل إلـى الموضوعية بما يؤدي من خالل المناقشة المختلفة .)٤٢(االتجاهات

شهد صراعاً بين اإلسالمية يدلنا التاريخ على ان تكوين الدولة العربية ختلفة واستمر هـذا الـصراع والرؤى الدينية الم ألمعاشيالواقع االجتماعي

ومضامين أهداف حركات اجتماعية ومحاوالت تغيير ذات إفرازيحمل على نفسها اإلسالمية ان تجذر الصراع تارة بين الطوائف إلى تاريخياً أدتمتعددة . بين القبيلة والدين أخرىوتارة



٤٩

من تطور أي مجتمع يكـون هـو الغايـة األولى فموقع الدين في المراحل ما تقاطعت الـسلطة مـع وإذالسلطة هي الوسيلة في النظام االجتماعي ، وا

السلطة ، ومن هنا يحصل التقـارب إلىالدين فان القوة والتفرد هي الطريق فقـد . (( على حساب النـسق الـديني األخرى االنسقةبين النسق السياسي

ركنـه آل النبي ولكن لما ضعف الدين وتحلل إلى بعد مدة األمروصل هذا ).٤٣....)) (لناس بالغلبة والقهر وتداوله ا

بدل الجمعية فـي واألنانية ومن هذا المنطلق فان التفكك وشيوع الفردية .المجتمع دليل على انفصال العالقة بين الدين والدولة

إخوان عقلية مثلما نهج أدلة فمن البشر من يمزج بين الدين والفلسفة بدون فصل الدين عن إلىكالم وغيرهم من الجماعات التي تميل ال وأصحابالصفا

ومثل هذه الصيحات تساهم بدون شك . السياسة تحت باب العولمة والتحرر دخلت اآلفة مـن قـوم وإنما. (( في تعاظم الصراع الفكري داخل المجتمع

... صب الشغب بالتع إلىل والجهل ومالوا دهريين ملحدين ركبوا مطية الجد وا الـى جهلهـم واسـتجر الضاللةطاحوا في أودية .. ئفة معروفة وهذه طا .)٤٤)( الخالعة والمجون أصحاب

الحقيقيـة التـي األزمـة ع حول السلطة في العراق يخفي والءه ان النزا . الوظيفية االيجابية التي يطرحها النسق الديني وأبعادها أسبابهاتتجاوز في

وله دين يكون بمثابـة إالمع في الوجود ولما كان الواقع يقول ما من مجت الناس أحوال ، فان الناظر في لتوازن وتطور نظامه االجتماعي أمانصمام

الشريعة حامالً للـصغير بأحكامينبغي ان يكون قائماً (( كما يقول التوحيدي ـ والكبير على طرائقها المعروفة ألن الشريعة سياسة اهللا ك في الخلـق والملُ

لسياسة كانـت ناقـصة للناس على ان الشريعة متى خلت من ا سياسة الناس .)٤٥)) (يت من الشريعة كانت ناقصة روالسياسة متى ع



٥٠

والذي ينظر الى الدين كمسألة اعتقاد فردي تكون نظرته احادية الجانب ال على الواقع االجتماعي مما يبعد الناس عـن واألفكارتضمن اختبار المفاهيم

مارسة روحية جماعية تعرفهم على مـا يـصلح ومـا ال الطقوس الدينية كم .األشياءيصلح من

ـ وتأسيساً على ذلك فالدين كنظام موحد للمع دات يمثـل مجموعـة مـن تق حيال اإلنسانيالظواهر العقائدية والممارسات التي تعمل على تنظيم السلوك

. للحياة البشرية إنسانيا مما يعطي معنى العالم الفوقيفقد مارس الدين وظيفة هامة في دعم التماسك االجتمـاعي وضـبط ولهذا ولذلك نجد ان ممارسة المعتقدات الدينية بالطقوس الجماعية . األفرادسلوك

هي عملية تعبوية المراد منها االرتقاء والسمو الخلقي بما يساهم في تحقيـق .(*)التضامن والتكامل االجتماعي

في مجتمعه ولكنـه اإلقليميةيحبذ فكرة الوطنية في حركته ال فاإلسالم إذن وهو معنـى التجمـع والتـآخي . يبقى على المعنى الطيب من تلك الفكرة

.والتعاون والهدف الذي تلتقي من اجله جماعة من الناس الرحم تمثل صلة الفرد المباشرة بالنسق القرابي حيـث ان انتـسابه فعالقة

واالستقرار وهـي بـذلك األمنحالة من لجماعه من الجماعات تضمن له . من كونها عالقة معنويةأكثرتشكل له عالقة مادية

وبالمقابل فان النسق الديني المتضمن عالقة التآخي تجسد الجانب المعنوي . النفسي واالجتماعي إشباعهللفرد بما يضمن ويعزز

األنـصار ن عندما آخـى بـي ) ص( وما الخطوة التي بادر بها النبي محمد دليل على حرصه لتحرير العالقات بين المؤمنين على إالهي والمهاجرين ما

.وفق العنصر المادي والعنصر المعنوي

المولـد إلحياءدينية الذي جسدته اربعنية كربالء وكذلك التجمع السني والشيعي مختلف الطوائف ال ان مشاركة (*) .النبوي في االعظمية يمثل وعياً اجتماعياً لمعنى التوحد والتكامل الذي يلعبه الدين في المجتمع



٥١

في وضعنا العراقي الجديد هي دولة عـصرية إقامتها ان الدولة المطلوب ات الطائفية المتفجرة وتقضي على النزاعات داخل الطوائف يتضعف العصب

ليس منا من دعا الى عصبية وليس من ) (( ص( امتثاالً لقول نبينا وفيما بينها .)٤٦)) (ليس منا من مات على عصبية من قاتل على عصبية و

العراقي من ارتهانـه اإلنسان وبتحرير الدولة من تبعيتها للطوائف يتحرر الى حافـة أوصلتهللطائفة ويتحرر المجتمع من صيغة التنافر الطائفي التي

.شمل ال وااألعم اإلسالميكك واالنهيار ليصب في خانة التعايش التف وبعكس ذلك سوف يكون العراق على شاكلة لبنان الذي رهنتـه الـسياسة االستعمارية بيد فئات حاكمة عملت وما زالت تعمل على ترتيب الطوائـف

ذ ترتيباً هرمياً يصعب فيه نشوء دولة مركزية لها القدرة على تحجـيم نفـو .)٤٧( التوازن بينها أوماعات الج

عنـصر الـدم أويعتمد في ترابطه على وشيجة الجنس ين الذي ال فالدبالشكل التعسفي يقضي بال شك على نزعة االستغالل العنـصري ، ومثلمـا

)) رحمـة للعـالمين إال أرسـلناك وما (( خيره للناس جميعاً اإلسالمجعل عن الناس جميعاً حتى ولو كان الظالم احد فانه يدفع الظلم ) ١٠٧ األنبياء(

. جماعة منهم أوالمسلمين يسوغ ظلمه بقدر ما يسارع الى كفـة فوجود الظالم من بين المسلمين ال

وعندما سئل كيـف )) مظلوماً أو ظالماً أخاكانصر (( والوقوف في وجهه .)٤٨)) (منعه من الظلم ب) ( ص(ننصره ظالماً قال الرسول

فذلك يعتمـد وأكمل أفضل أخرى الى من مرحلة األمة كيف تتحول أما التي ترتبط بمدى قبول العقائـد األساسية للعوامل األمةرجة استجابة على د

الدينية التي تساعد على التضامن والتماسك وكـذلك يعتمـد علـى درجـة بعمليـة التحـول اإلسراعاستعدادها في مسابقة الزمن واختصاره من اجل

يمكـن يجابي ، ولذلك فان عملية النهوض والتحول المنشود للعراقيين ال اال



٥٢

ينبعث العطاء من جديد وتتحول وباإلرادة بالتدريج وإنماان تتم دفعة واحدة الى واقع نظيف يكون سائغاً وطهوراً للجميع في ظل رجال األسنةالترسبات

.ينية والسياسية مؤمنين بالعقيدة غير متاجرين ومتلبسين بالعناوين الد ان التوجه الذي يقوم به بعض القادة المخلصين باتجاه مـصالحة وطنيـة

بمسارها الصحيح في وقت تندحر فيه فلول األمورحقيقية دليل على تصويب .القاعدة والعصابات والمليشيات الساندة لها في العراق

الهوامش

إبراهيمتحقيق : خائر عشرة مجلدات البصائر والذ : حيان التوحيدي أبو -١ .٢٥٣، ص٣، جـ١٩٦٤ ، دمشق ، اإلنشاءالكيالني ، مطبعة

١٩٧٠طبيعة المجتمع البشري، بغداد ، مطبعة اسعد ، : ألنوريقيس . د-٢ .٢٤٧، ص



٥٣

ترجمة محمود عودة وآخرون : نظرية علم االجتماع : قتيما شي نيقوال -٣ .١٤٦ ، ص١٩٨٠، دار المعارف بمصر،

، ١٩٩١النظم السياسية ، جامعة الموصـل ، : محمد كاظم المشهداني . د-٤ .٣صـ ) دراسة فلسفية تحليليـة ( النظام السياسي : درويش إبراهيم -٥ ، ١، جـ .٣٣ ، ص١٩٦٩ ، ٢طـ واألنظمةالقانون الدستوري : عبد الحميد متولي . د -٦ ، ١ السياسية ، ج .٢١، ص١٩٦٥ ، ٤طولة والدين، المؤسسة العربية للنـشر والدراسـات ، الد: برهان عليون -٧

.٢٧ ، ص١٩٩١لبنان ، الوسيط في النظم السياسية ، دار الفكر العربي : ألبنامحمود عاطف . د -٨

.١٦٦ ، ص١٩٨٨، القاهرة ، ، دار ٢، ط ) نظريـة الدولـة ( القانون الدستوري : منذر الشاوي . د -٩

.٣٥ ، ص١٩٨١القادسية للطباعة ، بغداد ، تطور الفكـر الـسياسي ، بيـروت ، الـدار : احمد شلبي إبراهيم. د -١٠

.٨٤ ، ص١٩٨٥الجامعية ، تـالكوت إلعمـال ، دراسـة األمريكيعلم االجتماع : روشيه رجي -١١

بارسونز ، ترجمة محمد الجواهري ، احمد زايد ، دار المعارف بمـصر ، .١٠٢، ص١٩٨١

12- Warshay . Leon .H.(( The Current State of sociological theory )). David Mekay company INC. NewYork 1975.p.98.

اإلرشاد يقود الحياة ، مطبعة وزارة اإلسالم: السيد محمد باقر الصدر -١٣ .٥ص) ت.د( ، قم اإلسالمي



٥٤

الفكر العربي في عصر النهـضة ، ترجمـة كـريم : حوراني ألبرت -١٤ .١٧ ، ص١٩٦١ر النهار للنشر ، بيروت ، عزقول ،دا

، المركز العربي ٣ ، ط لإلسالمالتفسير السياسي : ابو الحسن الندوي -١٥ .٧٨ ، ص١٩٩١للكتاب ، الشارقة ،

علم االجتماع الديني ، دار المعرفـة ، الجامعـة : محمد احمد البيومي -١٦ .٣٣٣ ، ص١٩٨٥ ، اإلسكندرية

والدولـة الحديثـة ، اإلسالميينالسياسي بين العنف : ألعباديبرير . د -١٧ .٢١٥ ، ص١٩٩٦ ، ٧مجلة الفكر الجديد ، العدد

الطبقات االجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني : حنا بطاطو -١٨ ، ١٩٩٠ ، مؤسسة االبحاث العربية ، بيروت ، ١حتى قيام الجمهورية، ط

.٨٧صلوعي القـومي العربـي ، مؤسـسة ا أصول: عبد العزيز الرفاعي . د-١٩

.٢٦ ، ص١٩٦٠المطبوعات الحديثة ، القاهرة ، ١٩٩٧ ، القاهرة ، مدلولي ، مكتبة اإلسالمية األصول: حسن حنفي . د-٢٠

.٣٦٢، ص التراث إحياءسنوات المحنة وأيام الحصار ،دار : محمد رضا النعماني -٢١

.٥٦ ، ص١٩٩٢، بيروت ، ، منشورات سعيد بن جبير ، ١ق الالشعور ، طخوار: علي الوردي . د-٢٢

.١٣٣م ، ص٢٠٠٥قم ، 23- Demerath .N.J and Richard .A.Peterson (( System change and conflict)) the free press Macmillan publishing co.I.N.C.New York,1967,p.207. 24-Robert .K.K .Merton : (( Social theory and Social structure )) ( New York.the free press ) 1957.p.146.

.٢٢فقه الدستور ، ص: السيد تقي محمد المدرسي -٢٥



٥٥

.٢٤ المصدر نفسه ، ص-٢٦التخلف السياسي وابعاده الحضارية ،مجلة دراسـات :نديم البيطار . د -٢٧

.١٩٧٤ ، بيروت ، ٩عربية ، السنة العاشرة ، العدد28-V.M . Tarkunde : Ra tionalism . humanism and democracy .B.S. Saxema .associate editor 1985.p.115. 29- Howards .Becker : The Out Siders(( Studies in the sociology of Deviance )) ( New York the free press ) 1963 ,p.157-158.

ـ مدخل الـى –التخلف االجتماعي : مصطفى حجازي . د-٣٠ جيةيكولوس .م ٢٠٠٧االنسان المقهور ، الطبعة العاشرة ، الدار البيضاء ،

، شرح احمـد ءاجتزااالمتاع والمؤانسة ، ثالثة : ابو حيان التوحيدي -٣١ـ ) بال ت ( واحمد الزين ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت أمين ٢، ج .١٣١، صالعربـي الجديـد ، الواقع الفكري في المجتمع : متعب السامرائي . د -٣٢

.١٣ ، ص١٩٦٦ ، بغداد ، األولىالطبعة الصراع بين العرب والمـوالي ، دار الكتـاب : محمد بديع شريف . د -٣٣

.٤ ، ص١٩٥٤العربي ، القاهرة ، في مواجهـة العولمـة ، اإلسالميوحدة العمل : صالح الصاوي . د -٣٤

.٤٠م ، ص٢٠٠١مجلة المنار الجديد ، العدد العاشر ، ، همـوم وقـضايا ، دار اإلسـالمية الحركة : محمد حسين فضل اهللا -٣٥

.٣١٥ ، ص١٩٩٣ ، بيروت ، ٣المالك للنشر والتوزيع ، ط واحمـد أمـين والشوامل ، نشرة احمد لالهوا م : ابو حيان التوحيدي -٣٦

ن ١٩٥١صقر ، مطبعة لجنة التـأليف والترجمـة والنـشر ، القـاهرة ، .١٤٨ص



٥٦

، دار الرسالة ، اإلسالممقدمة في تاريخ صدر : الدوري عبد العزيز .د-٣٧ .١٠٥ ، ص١٩٩٤بغداد ،

تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق : الطبري ، ابو جعفر محمد بن جرير -٣٨ .٤٠ ، ص١٩٦٨ ، ٨محمد ابو الفضل ابراهيم ، دار المعارف بمصر ، جـ

عبد الواحد .المقدمة ، تحقيق د : ابن خلدون ، عبد الرحمن بن محمد -٣٩ .١٦٤ص) ت . بال ( وافي ، دار الشعب ، القاهرة ،

.٧٥ ، ص١االمتاع والمؤانسة ، جت: ابو حيان التوحيدي -٤٠االسالم ومشكالت سياسية ، دار الجيـل ، بيـروت ن : صابر طعيمة -٤١

.١٥٥-١٥٢ ، ص١٩٧٤بـة مذاهب ومفاهيم في الفلسفة واالجتماع ، المكت : عبد الرزاق مسلم -٤٢

) .ت. د( العصرية ـ : ابو حيان التوحيدي -٤٣ ، مـصدر سـابق ، ٢االمتاع والمؤانسة ، ج .٧٦ص .١٨المصدر نفسه ، ص-٤٤ .٣٣ المصدر نفسه ، ص-٤٥ .٩٤االسالم ومشكالت سياسية ، مصدر سابق ، ص: صابر طعيمة -٤٦المجتمع العربي المعاصر ، مركـز دراسـات : عبد الحليم بركات . د -٤٧

.٢٥٠ ، ص١٩٨٥ ، بيروت ، ٢لوحدة العربية ، طا .١٠٠صابر طعيمة ، مصدر سابق ، ص-٤٨



٥٧

المصادرعبد الواحد وافـي ، دار . المقدمة ، تحقيق د : ابن خلدون عبد الرحمن -١

). ت .بال ( الشعب ، القاهرة المجتمع العربي المعاصـر ، مركـز دراسـات : بركات ، عبد الحليم -٢

.١٩٨٥ ، بيروت ، ٢الوحدة العربية ، طالطبقات االجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني : بطاطوا حنا -٣

.١٩٩٠ ، مؤسسة االبحاث العربية ، بيروت ،١حتى قيام الجمهورية ، طالوسيط في النظم السياسية ، دار الفكر العربـي ، : البنا محمود عاطف -٤

.١٩٨٨القاهرة ، التخلف السياسي وابعاده الحضارية ، مجلـة دراسـات : لبيطار ن نديم ا-٥

.١٩٧٤عربية ، السنة العاشرة ، العدد التاسع ، بيروت ، اإلسكندريةعلم االجتماع الديني، دار المعرفة ، : البيومي ، محمد احمد -٦ ،١٩٨٥. محمـد عـودة . نظرية علم االجتماع ، ترجمـة د : تيماشيف ، نيقوال -٧

.١٩٨٠وآخرون ، دار المعارف بمصر ،



٥٨

االمتاع والمؤانسة ، ثالثة اجزاء ، شرح احمـد : التوحيدي ، ابو حيان -٨ .٢جـ) بال ت ( واحمد الزين ن منشورات مكتبة الحياة ، بيروت آمين

البصائر والذخائر ، عـشرة مجلـدات ، تحقيـق : التوحيد ، الو حيان -٩ .٣ ، جـ١٩٦٤ ، دمشق ، نشاءاإلابراهيم الكيالني ، مطبعة

واحمـد أمين احمد ةالهوامل والشوامل ، نشر : التوحيدي ، ابو حيان -١٠ .١٩٥١ القاهرة ، ترجمة والنشر ،صقر ، مطبعة لجنة التأليف وال

التخلف االجتماعي ، مدخل الـى سـايكولوجية : حجازي ، مصطفى -١١ . م ٢٠٠٧يضاء ، االنسان المقهور ، الطبعة العاشرة ، الدار الب

القـاهرة ، ، مكتبـة مـدبولي ، اإلسـالمية األصول: حسن حنفي ، -١٢١٩٩٧.

صر النهضة ، ترجمـة كـريم الفكر العربي في ع : وراني البرت ح -١٣ .١٩٦١ بيروت ، ،دار النهار للنشرعزقول ،

ـ ) تحليلية –دراسة فلسفية ( النظام السياسي : درويش ابراهيم -١٤ ١، ج .١٩٦٩ ، ٢ط،

مقدمة في تاريخ صدر االسالم ، دار الرسالة ، : ي ، عبد العزيز الدور-١٥ .١٩٩٤بغداد ،

اصول الوعي القـومي العربـي ، مؤسـسة : الرفاعي ، عبد العزيز -١٦ .١٩٦٠المطبوعات الحديثة ، القاهرة ،

غداد الواقع الفكري في المجتمع العربي ، ب : السامرائي ، متعب مناف -١٧ ،١٩٦٦.

، دار ٢ط) نظريـة الدولـة ( القانون الدسـتوري : الشاوي ، منذر -١٨ .١٩٨١القادسية للطباعة ، بغداد ،

تطور الفكر السياسي ، بيروت ، الدار الجامعية : شلبي ، ابراهيم احمد -١٩ ،١٩٨٥.



٥٩

الصراع بين العـرب والمـوالي ، دار الكتـاب : شريف محمد بديع -٢٠ .١٩٥٤ القاهرة ، العربي ،

في مواجهـة العولمـة ، اإلسالميوحدة العمل : الصاوي ، صالح -٢١ . م ٢٠٠١ ، ١٠مجلة المنار الجديد ، العدد

اإلرشـاد االسالم يقود الحياة ، مطبعـة وزارة : الصدر ، محمد باقر -٢٢ )ت .د( ، قم اإلسالمي

الملوك ، تحقيق تاريخ الرسل و : الطبري ، ابو جعفر محمد بن جرير -٢٣ .١٩٦٨ ، ٨محمد ابو الفضل ابراهيم ، دار المعارف بمصر ، جـ

االسالم ومشكالت سياسية ، دار الجيل ، بيـروت ، : طعيمة ، صابر -٢٤١٩٧٤.

والدولـة الحديثـة ، اإلسالميينالعنف السياسي بين : ، برير ألعبادي -٢٥ .١٩٩٦ ، ٧مجلة الفكر الجديد ، العدد

الدولة والدين ، المؤسسة العربية للنشر والدراسات ، : برهان غليون ، -٢٦ .١٩٩١لبنان ،

الحركة االسالمية ، همـوم وقـضايا ، دار : محمد حسين فضل اهللا ، -٢٧ .١٩٩٣ ، بيروت ، ٣المالك للنشر والتوزيع ، ط

بي فقه الدستور واحكام الدولة االسالمية ، دار مح : المدرسي محمد تقي -٢٨ .م ٢٠٠٤ ، ١ ط ،الحسين

ـ : متولي ، عبد الحميد -٢٩ ، ١القانون الدستوري واالنظمة السياسية ، جـ .١٩٦٥ ، ٤ط

مذاهب ومفاهيم في الفلسفة واالجتماع ، المكتبة : مسلم ، عبد الرزاق -٣٠ ).ت .د( العصرية ، بيروت

.١٩٩١النظم السياسي ، جامعة الموصل ، : المشهداني ، محمد كاظم -٣١



٦٠

، المركز العربي ٣ ، ط لإلسالمالتفسير السياسي : دوي ، ابو الحسن الن-٣٢ .١٩٩١للكتاب ، الشارقة ،

إحيـاء الحـصار ، دار وأيـام سنوات المحنة : النعماني محمد رضا -٣٣ .١٩٩٢التراث ، بيروت ،

طبيعة المجتمع البشري ، بغداد ، مطبعة أسعد : النوري ، قيس طعمة -٣٤ ،١٩٧٠.

، منشورات سعيد بن جبير ، ١خوارق الالشعور ، ط: ردي ، علي الو-٣٥ . م٢٠٠٥قم

36- Demerath .N.J.and Richard .A.Peterson : ((System change and conflict )) the free press Macmillan publishing co.I,N.C. Newyork ,1967. 37- Howards .Becker : The out siders .((Sttudies in the sociology of Deviance ) Newyork . the free press .1963. 38-M.Tarkude : Rationalism . humanism and Democracy B.S.saxema .associate editor 1985. 39- Robert .K.Kmerton : ((Social theory and Social Structure )) ( Newyork.the free press )1957. 40- Warshay .Leon .H: (( The Current state of Sociological theory )) David mekay company ( I.N.C. Newyork )1975.



تسلط نظام الحكم

Education