العمل...

1

: اخلليجي ىف دول جملس التعاون السياسي واالستقرار اخلرييالعمل

اآلفاق .. ااالت.. احملددات

حسنني توفيق إبراهيم . د

القاهرة وزايد جبامعيتأستاذ العلوم السياسية

ملكة البحرين تنظمه مجعية التربية اإلسالمية مبالذي الرابع اخلليجي اخلرييحبث مقدم إىل مؤمتر العمل

٢٠١٠ مارس ٤ – ٢خالل الفترة من

2

:ملخص

ىف دول جملس السياسي ىف تعزيز االستقرار اخلرييهو رصد وحتليل وتقييم دور العمل من هذه البحث اهلدف هذه ىف األهليىف بنية اتمع مكوناً رئيسياً تشكل اجلمعيات والصناديق اخلريية ، السيما وأن اخلليجيالتعاون

رغم السياسي تعترب من أكثر الدول العربية متتعاً باالستقرار اخلليجيوإذا كانت دول جملس التعاون . دول ال يواجه هذه الدول ىف الوقت الذي احلقيقي التحدي، فإن وجودها ىف بيئة إقليمية تفتقر إىل األمن واالستقرار واليت استمراره ىف ظل األوضاع واملعطيات الراهنة ، وضمانالراهن يتمثل ىف كيفية احلفاظ على هذا االستقرار

. بعضها على عناصر كامنة لعدم االستقرار ينطوي

: ىف تعزيز االستقرار السياسي ىف دول الس منها اخلرييومثة عدة عوامل أو حمددات تؤثر على دور العمل استمرار األزمة املالية العاملية ، وبروز بعض ظلدول الس ىف تصاعد بعض املشكالت االقتصادية واالجتماعية ىف

على السلع واخلدمات العامة حالياً اتمعي، واستمرار تزايد الطلب الس دول الطائفية ىف بعض التوترات ، وطبيعة العالقة بني املنظمات اخلريية والدولة ، االجتماعيتراجع دور دولة الرفاه و. وخالل املستقبل املنظور

. املوارد املالية للجمعيات اخلريية ومدى استمراريتها وحجم

وميكن للجمعيات اخلريية أن تقوم بدور هام ىف تعزيز االستقرار السياسي ىف دول الس ، وذلك من خالل اليتاملسامهة ىف معاجلة أو على األقل ختفيف حدة بعض املشكالت االقتصادية واالجتماعية : وسائل عديدة منها

وتوسيع دائرة هها دول الس بدرجات متفاوتة وأشكال خمتلفة مثل مشكالت الفقر والبطالة والتضخم ، تواج ، وحماربة التطرف األهلي والسلم االجتماعيوتعزيز التكامل خدمات الصحة والتعليم والسكن ، فيدين من املست

بأمهية العمل الوعيونشر ، اإلسالميلدين لاحلقيقي تعرب عن اجلوهر اليتمن خالل نشر قيم الوسطية واالعتدال حباجة إىل فهي اخلريية ذا الدور على حنو فاعل ومؤثر املنظمات تقوم ولكي. لدى خمتلف الفئات التطوعي

ىفوبرامج عملها وليس الرعائى ، وتطوير نظمها الداخلية وهياكلها التنظيمية التنمويتوسيع أنشطتها ىف اال كما أن هناك حاجة إىل إعادة صياغة العالقة القانونية . الراهنة ، وتعزيز جهود التنسيق فيما بينها ضوء املستجدات

واملؤسسية بني الدولة واملنظمات اخلريية ، حبيث تتمتع األخرية بدعم الدولة ومساندا من ناحية ، وبدرجة أكرب . من ناحية أخرى أدوارها وأنشطتهامن االستقاللية ىف ممارسة

3

ىف طرح املوضوع : مقدمة

، وذلك اخلليجي ىف دول جملس التعاون ١األهليتشكل اجلمعيات والصناديق اخلريية مكوناً رئيسياً ىف بنية اتمع ية ، وتنوع أنشطتها على وخباصة ىف اململكة العربية السعودية ، وحجم مواردها وإمكاناا املالالعدديوزا حبكم

أو القطاع اخلاص أو اجلهات الرمسية حتظى به سواء من قبل الذي الدعم ، فضالً عن واخلارجي يالداخلالصعيدين حتض على التكافل اليت احلنيف اإلسالمي الدين مبادئ، السيما وأا تتخذ من بعض ىف صفوف عامة الناس

ة أن تقوم بدور هام ىف ترسيخ اخلريينظمات ومن هذا املنطلق ، تستطيع امل. واإلحسان وعمل اخلري كمرجعية هلا بعض املشكالت وجود ىف دول الس وتوفري مقومات استمراريته ، وخباصة ىف ظل السياسياالستقرار

. ىف الدول املعنية السياسي ميكن أن تؤثر بالسب على االستقرار اليتوالتحديات ، الداخلية واخلارجية ، الراهنة

استمرار الزيادة السكانية مبعدالت مرتفعة ، وغلبة فئات صغار السن : املشكالت والتحدياتومن أبرز هذه التعليم خدمات والشباب على التركيبة السكانية لدول الس ، مما يعىن استمرار زيادة املطالب اتمعية على

بتأثرياا السلبية على – وتلقى –ألقت اليتاألزمة املالية العاملية اخل ، فضالً عن ... والعالج والتوظيف والسكن ة وأشكال خمتلفة من جراء بدرجات متفاوتخمتلف دول العامل مبا فيها دول الس ، حيث تضررت هذه الدول

أسواق أصاب الذيالتدهور ، و السيادية الثروةصناديقب حلقت اليتاخلسائر التراجع الكبري ىف أسعار النفط ، و كان قد شهد الذيوخباصة قطاع العقارات ، اهلامة قطاعات االقتصادية حلقت ببعض الاليت األسهم ، واألضرار

وقد كان لكل هذا تأثرياته القائمة واحملتملة على األوضاع االجتماعية ىف . طفرة كبرية خالل السنوات األخرية هناك من دول الس ، فهناك من فقد مدخراته كلياً أو جزئياً ، وهناك من بات يرزخ حتت وطأة الديون ، و

اعتاده خالل طفرة أسعار النفط واألسهم والعقارات الذي االستهالكيأصبح غري قادر على االستمرار ىف النمط )٢ )٢٠٠٨-٢٠٠٢.

ن المنظمات والمؤسسات غیر الحكومیة فى دول للتعبیر ع" المدنيالمجتمع "، ولیس " األھليالمجتمع "یفضل بعض الباحثین استخدام مفھوم . 1

حججًا عدیدة لتبریر ذلك منھا أن المفھوم األول یتسع لیشمل و یطرح أصحاب وجھة النظر ھذه . والدول العربیة بصفة عامة الخلیجيمجلس التعاون كما ظھرت وتبلورت فى الخبرة المؤسسات الحدیثة إلى الثاني المفھوم كانت تقلیدیة أو حدیثة ، فیما یشیرالمؤسسات غیر الحكومیة سواء أجمیع أشكال

فى المدنيدراسة مقارنة إلشكالیة المجتمع : المجتمع والدیمقراطیة والدولة فى البلدان العربیة متروك الفالح ، . د: انظر على سبیل المثال . الغربیة ) . ٢٠٠٢ ، ١مركز دراسات الوحدة العربیة ، ط: بیروت ( ضوء تریف المدن

: لمزید من التفاصیل ، انظر . 2

4

وأ ماهى العوامل ،أوهلا: اإلجابة على ثالثة أسئلة رئيسة فإن اهلدف من هذا البحث هووىف ضوء ماسبق ، . ؟ اخلليجي التعاون لس ىف دول جمالسياسي ىف تعزيز االستقرار ريياخل تؤثر على دور العمل اليتاحملددات

معطاياا بيئة هلا ظل فراغ ، بل تعمل ىف تعمل ىف الاجلمعيات والصناديق اخلريية ومغزى هذا السؤال هو أن ق اخلريية كما على اجلمعيات والصناديتؤثر، وهى والثقافية السياسية واالقتصادية واالجتماعية واألمنية وعناصرها

ة ىف االعتبار البد من أخذ هذه البيئ، وبالتايلاملنظمات واألنساق االجتماعية ىف اتمع على غريها من تؤثر كيف يستطيع ،وثانيها. من فرص وماتفرضه عليها من قيود اخلريية للجمعيات والصناديق للتعرف على ماتتيحه

هذه تشهدها اليت ىف دول الس ىف ضوء الظروف الراهنة السياسي تعزيز االستقرارأن يسهم ىف اخلرييالعمل أي؟ ، طالت آثارها السلبية هذه الدول كما طالت غريها اليت، وخباصة مع تفجر األزمة املالية العاملية الدول

حبيث اجمها ز عليها ىف أنشطتها وبر والصناديق اخلريية أن تركمعياتاجل تستطيع اليتاملشكالت ماهى ااالت و كيف ميكن ،وثالثها. ؟ السياسي على االستقرار املشكالت التأثريات السلبية احملتملة هلذه يقود ذلك إىل تقليص

متكن اجلمعيات اليت العوامل ماهى أي ىف دول الس ؟ ، السياسي ىف تعزيز االستقرار اخلرييتفعيل دور العمل ؟ ، واإلجابة على هذا السؤال تتطلب مراجعة نقدية فاعلية ىف هذا اال والصناديق اخلريية من القيام بدور أكثر

املنظمات تعزز من قدرة اليتم استخالص بعض املقترحات العملية ىف دول الس ، حبيث يتاخلرييخلربة العمل . اخلريية على التعامل من املستجدات

" اخلرييالعمل "ومها ، املفهومني الرئيسيني كل من ف تعريهيسوف تكون نقطة البداية ىف البحث ، عليه وبناًء ذلك حتليل احلالة يلي ىف الوقت الراهن ، ىف دول الساخلرييالعمل واقع مناقشة، مث " السياسياالستقرار " و

لكامنة أو ا بقصد التعرف على مقومات االستقرار واملصادر احملتملة ىف الدول املعنيةالسياسيالراهنة لالستقرار العوامل احلاكمة لدور العمل وأ إىل رصد وحتليل احملددات يتطرق البحثوبعد ذلك سوف . لعدم االستقرار

املستقبلية فاق اآل ذلك استشراف يلي، هذا الدور جماالت وأبعاد حيلل ، مث السياسي ىف تعزيز االستقرار اخلريي

، مایو ٣٦٣ ، العدد العربيالمستقبل " االنعكاسات االقتصادیة واالجتماعیة للطفرة النفطیة على دول مجلس التعاون،"عبد الرزاق فارس الفارس ،

.٤٣. ص ، ٢٠٠٩

5

هذا من خالل البحث ىف سبل ومتطلبات تفعيل ل الس ىف دوالسياسي ىف ترسيخ االستقرار اخلرييدور العمل ل . الدور

بعني االعتبار مفادها أن القواسم يأخذها الباحثسالفة الذكر فإنه مثة حقيقة هامة النقاط وىف سياق تناول ، حقيقة وجود تفاوتات بني هذه الدول من حيث عدد السكان ة املوجودة بني دول الس الختفىاملشترك ، وطبيعة املنظمات واالجتماعي السياسية التركيبة السكانية ، وحجم الثروات النفطية ، ودرجة التطور وطبيع

. األهلية ومدى فاعليتها ، وكل ذلك وغريه يلقى بتأثرياته على دور اجلمعيات والصناديق اخلريية ىف الدول املعنية

"السياسي االستقرار"و" اخلرييالعمل "مبفهوميىف التعريف : أوالً

تقوم ا اليت اإلنساين ىف أوسع معانيه إىل األنشطة واجلهود التطوعية ذات الطابع "اخلرييالعمل "يشري مفهوم وتلبية احتياجات بعض الفئات ، االجتماعيصناديق وأفراد دف حتقيق التكافل مؤسسات ومجعيات ووبالنظر إىل . تواجه اتمع اليتعض القضايا واملشكالت معاجلة بفضالً ، حتتاج إىل دعم ومساندة اليتاالجتماعية

ىف القرآن الكرمي والسنة النبوية الشريفة تتمثل "اخلرييالعمل "فهوم املرجعية األساسية ملاتمعات اإلسالمية ، فإن االخنراط و إىل وتدعاالجتماعي حتث على التكافل اليت الكثري من اآليات القرآنية واألحاديث النبوية يوجدحيث ،

ىف الرئيسيالصناديق اخلريية بالدور املؤسسات ووعادة ماتقوم اجلمعيات و. أعمال الرب واإلحسان والصدقة ىف أخرى بشكل أو بآخر ومؤسسات ، إال أنه اليقتصر عليها ، حيث متارسه مجعيات اإلنساين اخلرييالعمل

أكثر فاعلية اخلرييوىف مجيع احلاالت يبقى العمل . خمتلفة، كما ينخرط فيه األفراد بأساليبوبدرجة أو بأخرى مجعيات ومؤسسات هلا خطط وبرامج عمل مدروسة ، ومتتلك خالل منأي، مؤسسيوتأثرياً عندما يتم بشكل

. ٣ تؤهلها لتنفيذ براجمها بكفاءة وفاعلية اليتالقدرات اإلدارية والتنظيمية واإلمكانيات املادية


دراسة میدانیة لعینة من العاملین والمتطوعین فى الجمعیات : فى دولة اإلمارات العربیة المتحدة نسانيواإل الخیريالعمل ، لطفيطلعت إبراھیم . ١٨ -١٦. ، ص ص ) ٢٠٠٤ ، ١مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتیجیة ، ط: أبوظبى (الخیریة

6

: مثل السياسي، فيقصد به ىف سياق هذه الدراسة غياب أو ندرة أعمال العنف " السياسيالستقرار ا"أما مفهوم اليتالتظاهرات العنيفة أو أحداث الشغب أو حركات التمرد أو االغتياالت السياسية أو أعمال التفجري والتخريب

روب األهلية أو محالت االعتقال تستهدف مرافق وممتلكات عامة أو خاصة أو االغتياالت السياسية أو احل ميكن أن السياسيفتكرار مثل هذه األعمال خيلق حالة من عدم االستقرار . اخل ...ألسباب سياسية واحملاكمات

فاالستقرار احلقيقي إىل دورة من العنف والعنف املضاد ، وهو أسوأ وضع ميكن أن تتعرض له أية دولة ، تفضيتسهم بدورها ىف ترسيخ نمية واألمن والدميقراطية ، وكلها أمور سية لتحقيق التيشكل ركيزة أسا السلطويوليس

. واالجتماعيالسياسي االستقرار

ودرجة فاعلية شرعية السلطة احلاكمة ومدى رسوخها ، : عد االستقرار السياسي حمصلة لعوامل عديدة منها ويطنني ، وتأكيد هيبة الدولة ىف ظل سيادة القانون ، األساسية للموالة ومؤسساا ىف إشباع احلاجاتأجهزة الدو

تواجه اتمع وخباصة مشكالت الفقر والبطالة والتفاوتات االقتصادية اليتومواجهة املشكالت والتحديات وجود قنوات مؤسسية وفعالة للمشاركة : كذلك السياسيومن مقومات االستقرار . واالجتماعية والفساد

ملختلف القوى والفئات السياسية واالجتماعية بتوصيل مطالبها للسلطات احلاكمة السياسية حبيث تسمح واملشاركة ىف العملية السياسية بطريقة سلمية ومنظمة ، واحترام حقوق اإلنسان مبا ىف ذلك حقوق األقليات ،

، والقبول والفكري السياسي على قيم التسامح تركزثقافة سياسية إجيابية لدى خمتلف فئات اتمع حبيث ونشر . بالتعدد واالختالف ىف الرؤى واملصاحل ، ونبذ التطرف واللجوء إىل العنف ملعاجلة اخلالفات

اعلني املعنيني ذا األمر وتعدد الف، من ناحية السياسيحتقيق االستقرار وآليات تعدد مقومات ومتطلبات ونظراً ل واحلركات االجتماعية من األهليومنظمات اتمع واحلزبية ى والتيارات السياسيةالقومثل السلطة احلاكمة و

ىف حتقيق اخلريي ميكن أن يقوم به العمل الذيمبناقشة الدور معنية ىف املقام األول فإن الورقة، ناحية أخرى ىف هعزز من دور أن ينخرط فيها على حنو ياخلريي ميكن للعمل اليت ااالت ، مبعىن حتديدالسياسياالستقرار

ة دور الدولة ذا تواجه اتمع ومسانداليتتحديات ، وخباصة فيما يتعلق مبواجهة املشكالت والهذا اهلدفحتقيق قيم وممارسات ، ونشر الديين، وحماربة التطرف بني خمتلف فئات اتمع االجتماعياخلصوص ، وتعزيز التكافل

. احلنيفمياإلسال تعكس جوهر الدين اليتالوسطية واالعتدال

7

سوف السياسي فإنه دوره ىف حتقيق االستقرار اخلرييإنه مهما كانت فاعلية العمل : وىف ضوء ماسبق ميكن القول بأدوارهم ومسؤوليام ذا مقدمتهم النظام احلاكم وىف يبقى هامشياً وحمدوداً مامل يقوم الفاعلون اآلخرون

حىت ىف حالة وقوع الدولة فريسة لعدم االستقرار ، حيث خيفف دورهاخلرييومع ذلك يبقى للعمل . اخلصوص إىل عدم االستقرار من النازحني واملشردين وغريهم ، كما أن العمل تفضي اليتمن معاناة ضحايا املواجهات

. ىف مرحلة مابعد حل الصراعات ميكن أن يسهم ىف عملية إعادة البناء اخلريي

حتليل وتقييم : دول الس ىفاخلرييواقع العمل : ثانياً

هي ، بل اخلليجي ىف دول جملس التعاون األهليمتثل اجلمعيات والصناديق اخلريية مكوناً رئيسياً ىف بنية اتمع وعلى الرغم من . اخلليجي التطوعي االجتماعي على خارطة العمل االجتماعيموقع الصدارة والثقل " حتتل

املالية تقدمي املساعدات: وهى اخلليجيدافها اخلاصة واحدة ىف دول جملس التعاون اختالف مسمياا ، إال أن أهوالعينية لألسر واألفراد املعوذين ، واملسامهة ىف رعاية اخلدمات العامة ، وصيانة املساجد وتأثيثها ، ودعم مدارس

ملعاقني وغريهم من الفئات اخلاصة ، حتفيظ القرآن الكرمي ، وتقدمي خدمات اجتماعية للطفولة والعجزة واأليتام وا واحلوادث ، والقيام مبشروعات مومسية خريية ، واملسامهة ىف برامج التوعية اإلسالمية الكوارثومساعدة منكوىب

، ومكافحة األمية ، ومساعدة املرضى وتسهيل تقدمي العالج هلم ، وتقدمي املساعدات للشباب والطلبة ومساعدم .٤" فراغهم على استثمار أوقات

يتم تأسيسها ىف األساس كجمعيات خريية اليتوىف ضوء ماسبق يذهب البعض إىل التمييز بني اجلمعيات اخلريية تقدم خدمات وأنشطة تستفيد " اليتمن ناحية ، واجلمعيات اخلريية ذات األنشطة اخلاصة من ناحية أخرى ، وهى

املعاقني واملسنني ، أو مرضى السكر أو مرضى األمراض الوراثية منها فئات خاصة ىف اتمع ، كفئات الطفولة و

المجتمع وآخرون، القرشيعدنان عبد الحمید . د: فى " زان التقویم، وجمعیاتھ فى میالخلیجي التطوعي االجتماعيالعمل " محمود على حافظ ،. 4

لمجلس وزراء العمل والشؤون االجتماعیة بدول التنفیذيالمكتب : المنامة (مفاھیمھ ومؤسساتھ وأدواره المنتظرة: فى دول مجلس التعاون المدني . ٣٠٦. ، ص ) ٢٠٠٦ ، ١مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة ، ط

8

أو مجعيات تنظيم األسرة وغريها ، ورغم التنوع ىف خدمات هذه اجلمعيات ورمبا اختالفها عن بعضها البعض ، .. .٥"وهى أا تستهدف من خدماا مجاعات أو فئات حمدودة داخل اتمعإال أا تشترك ىف خاصية أساسية

من دولة إىل أخرى من دول جملس التعاون اجلمعيات واملؤسسات والصناديق اخلريية رغم وجود تفاوتات بني و اخلرييتندرج ىف إطار العمل اليت سواء من حيث عددها أو حجم وطبيعة أنشطتها ، إال أن املنظمات اخلليجي

، وذلك نظراً العتبارات على حنو ماسبق ذكره اونالتعالس ىف دول األهليمكوناً رئيسياً ىف بنية اتمع متثل : عديدة

، حيث يدعو اإلسالم إىل االخنراط ىف أعمال اخلري والرب اخلريي يقوم عليها العمل اليتاملرجعية الدينية ، أوهلا . االجتماعيواإلحسان مبا حيقق التكافل

منظمة ، ٢٨٦ إىل ٢٠٠٨راسة نشرت ىف عام أن عدد املنظمات اخلريية ىف دول الس وصل حسب د، وثانيها، مملكة ) ٣٥(، دولة اإلمارات العربية املتحدة ) ٢٠٨(اململكة العربية السعودية : التايلموزعة على النحو

. ٦)٢(، سلطنة عمان ) ٥(قطر ، ) ١٨(، الكويت ) ١٨(البحرين

سات والصناديق اخلريية ، وذلك نظراً لتعدد أهداف تقوم ا اجلمعيات واملؤساليت، تنوع وتعدد األنشطة وثالثهاوجتدر اإلشارة إىل أنشطة كثري من املنظمات اخلريية ىف دول الس . هذه املنظمات على حنو ماسبق ذكره

التقتصر على الداخل فقط ، بل متتد إىل اخلارج وخباصة فيما يتعلق مبساعدة املنكوبني من جراء الفيضانات . زل واحلروب واحلرائق والزال

ىف دول الس ، فضالً عن اخلريي حتظى به منظمات العمل اليت والرمسي الشعيب، وجود نوع من الدعم ورابعهاأن أغلب اجلمعيات " ومثة عامل مهم يساعد على ذلك ، وهو . يتلقاه بعضها من القطاع اخلاص الذيالدعم

وىف حني تضمن . و االجتماعية أو االقتصادية احمللية أو كلها معاً مجاعات النخبة السياسية أاخلريية تتصدر قيادا

، المرجع السابق وآخرون ، القرشيعدنان عبد الحمید . د: فى " ،الخلیجي العربيالمشاركة األھلیة فى تنمیة المجتمع "مریم عیسى الشیراوى،. د . 5

. ١٨٧ -١٨٦. ص ص

.١٩٦. ، ص ) ٢٠٠٨ ، ١ ، طالساقيدار : بیروت (العربيالدیمقراطیة العصیة فى الخلیج باقر سلمان النجار ، . 6

9

كبري هلذه اجلمعيات فإا بذاا تشكل مصدراً أساسياً من ) القطاع اخلاص (وأهلي رمسيهذه القيادات تأمني دعم ؤسسات وعلى سبيل املثال يشكل الدعم املقدم من اجلهات األهلية من شخصيات وم... مصادر متويل أنشطتها

.٧"من دخل اجلمعية% ٧١،٤اقتصادية جلمعية الرب اخلريية بالرياض مانسبته

اخلريية وتنوع مصادرها مقارنة بغريها من اجلمعيات ، والصناديق توفر املوارد املالية للجمعيات ، وخامسها وىل توزيعها نيابة عن وزكاة أموال لتت ىف ذلك هو أن اجلمعيات اخلريية تتلقى صدقات وتربعات الرئيسيوالسبب

املذكني واملتصدقني من أهل الرب واإلحسان ، مما يعزز من قدرة هذه اجلمعيات على ممارسة أنشطتها ىف الداخل ) ٨٤،٩١٠،٠٨٩ (ديبإيرادات مجعية بيت اخلري ىف " بلغت ٢٠٠٥ عام ففيوعلى سبيل املثال ، . واخلارج

درهم ، ) ٢٩،٦٩١،٤٩٠(درهم ، واجلمعية اخلريية بالفجرية ) ٧٩،١٠١،٦٨٢ (ديبدرهم ، ومجعية دار الرب ىف وبالتايل. " درهم ) ٨،٠١١،٨٩٠(درهم ، واجلمعية اخلريية بأم القوين ) ٢٦،٠٨٠،٨٩٣( اخلريية ديبومجعية

، وهو ٢٠٠٥درهم ىف عام ) ٢٣٢،٨٢٣،١٦٤(قد بلغ خدمات إنسانية – إيرادات اجلمعيات اخلريية إمجايلفإن وحرصاً على . ٨درهم ) ٣٠٣ ، ٧٩٥، ١٧٤( ، والبالغ ن جمموع إيرادات اجلمعيات كافة م % ٧٧مايشكل

جزء من إيراداا ىف مشاريع وأنشطة اقتصادية استثمارتنويع مصادرها ، فقد اجتهت بعض اجلمعيات اخلريية إىل تستثمر ىف أنشطة جتارية وعقارية اليتومن ذلك على سبيل املثال ، مجعية الرب ىف الرياض . تدر عليها عائداً

.٩من دخل اجلمعية % ٢٤،٧وقد شكلت هذه االستثمارات أكثر من . وغريها

التنموي تقوم به اجلمعيات والصناديق اخلريية ىف دول الس ، إال أن الطابع الرعائى وليس الذياهلام ورغم الدور ، بعضها يتعلق اخلرييالعمل تؤثر بالسلب على اليتعوقات كما أن هناك مجلة من امل. هو الغالب على هذا الدور

باألوضاع الداخلية للجمعيات اخلريية من حيث هياكلها التنظيمية واإلدارية وبرامج عملها وطبيعة الكوادر العاملة عيات فيها ، وبعضها يتعلق بغياب أو ضعف التنسيق بني فيما بني اجلمعيات اخلريية من ناحية وبينها وبني اجلم

وهناك معوقات تتعلق بطبيعة العالقة بني . األهلية األخرى ذات الصلة ببعض جماالت العمل من ناحية ثانية

.٢٠١-٢٠٠. ص ، صلمرجع السابقا. 7

. ١٨١ -١٨٠. ص ، ص٢٠٠٦ تقریر وزارة الشؤون االجتماعیة بدولة اإلمارات العربیة المتحدة لعام. 8

. ٢٠٢. ، صمرجع سبق ذكرهباقر سلمان النجار ، . 9

10

األعم باستقاللية حقيقة األغلباملنظمات اخلريية ، بل واألهلية عموماً والدولة ، حيث التتمتع هذه املنظمات ىف ني املنظمات اخلريية والقطاع اخلاص بصفة عامة ، وضعف عن أجهزة الدولة ومؤسساا ، فضالً ضعف الشراكة ب

. ١٠ ودوره لدى بعض فئات اتمع اخلريي بأمهية العمل الوعي

ىف العامل اخلريي عشر من سبتمرب ، استهدفت الواليات املتحدة فيما استهدفت العمل احلاديىف أعقاب هجمات و ، حيث راحت واشنطن تتهم بعض اخلليجيلس التعاون وخباصة ىف الدول العربية ومن بينها دول جماإلسالمي

أن جانباً من بتمويل مجاعات إرهابية أو على األقل ، وخباصة تلك املعروفة بأنشطتها اخلارجية ، املنظمات اخلريية ولذا قامت مبصادرة أو جتميد . اعات وعناصر إرهابية صل بشكل أو بآخر إلىل مجأموال بعض اجلمعيات املعنية ي

على الدول أا مارست ضغوطاًصدة واستثمارات بعض اجلمعيات واألشخاص ، ولكن األهم من ذلك هو أر . داخلياً وخارجياً اخلريياملعنية من أجل فرض املزيد من السيطرة على العمل

ياخلري حتت عنوان عريض هو إعادة تنظيم العمل التطوراتدول الس على هذه وعموماً فقد جاءت استجابة ، حيث أصدرت احلكومة الكويتية ممثلة ىف وزارة العمل والشؤون االجتماعية قراراً يلزم اجلمعيات اخلريية

أما ىف اململكة العربية السعودية ، فقد منعت احلكومة األفراد . ق إيراداا باإلعالن عن مصادر متويلها وأوجه إنفامؤسسة احلرمني "عيات اخلريية ، كما أا قامت حبل واجلماعات من مجع التربعات وقصرت األمر على اجلم

اهليئة السعودية اخلريية لإلغاثة " اُمت بدعم ومتويل اإلرهاب ، وأسست هيئة خريية جديدة باسم اليت" اخلريية . ١١ خارج اململكة اخلرييحبيث تتوىل اإلشراف على النشاط ، " واألعمال اخلريية ىف اخلارج

تفعيل مسألة ى خطوات مماثلة وخباصة فيما يتعلق بتقنني وتنظيم مسألة مجع التربعات ، مع وقد اختذت دول أخركما هو السيما وأن القانون مينح احلكومة هذه الصالحية وأوجه إنفاق إيراداا مراقبة مصادر متويل اجلمعيات

ىف شأن اجلمعيات ٢٠٠٨ لسنة ٢ رقم االحتاديالقانون احلال ىف دولة اإلمارات العربية املتحدة ، حيث ينص

:على سبیل المثال ، انظر فى دول المجلس الخیريلمزید من التفاصیل حول معوقات العمل . 10

" وجمعیاتھ فى میزان التقویم ،الخلیجي التطوعي االجتماعيالعمل " ، الفصل الثامن ؛ محمود على حافظ ،مرجع سبق ذكره ، لطفيطلعت إبراھیم . ٣٢٦ -٣٢٠. ، ص صمرجع سبق ذكره وآخرون ، القرشيعدنان عبد الحمید . د: فى

. ٢٠٤ -٢٠٣. ، ص ص مرجع سبق ذكرهباقر سلمان النجار ، . 11

11

حق ) وزارة الشؤون االجتماعية ( للوزارة " على مايلى ١٩واملؤسسات األهلية ذات النفع العام ىف املادة ، وينص ىف املادة ..." األساسينظامها ىف اإلشراف على برامج اجلمعية ومشروعاا ىف نطاق أغراضها احملددة

املالية ، وذلك للتثبت من أوجه اإلنفاق وسالمة النواحي من الوزارةرقابة ختضع اجلمعية ل" على مايلى ٢٠وللوزارة ىف . األساسي تقوم ا اجلمعية طبقاً لنظامها اليتتوجيه مواردها املالية والعينية لألغراض واملشروعات

رت بعض الدراسات إىل بصفة عامة ، فقد أشاو" . سبيل ذلك اإلطالع على دفاتر اجلمعية وسجالا ومستنداا عشر من سبتمرب قد أدت احلادي ىف دول الس ىف أعقاب هجمات اخلرييعلى العمل رست و ماليتالضغوط أن

وتقلص حجم أنشطتها من ناحية ، املقدم للمنظمات اخلريية من ناحية واألهلي الرمسيإىل تراجع حجم الدعم .١٢أخرى

نظرة عامة : دول الس ىف السياسياالستقرار واقع : ثالثاً

تفتقر إىل األمن واالستقرار ، حيث شهدت توجد ىف بيئة إقليمية اخلليجيعلى الرغم من أن دول جملس التعاون هلا تداعياا األمنية والسياسية واالقتصادية - واليزال –منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين عدة حروب ، كان

تعترب من أكثر الدول اخلليجي، على الرغم من ذلك ، فإن دول جملس التعاون والدويل اإلقليميعلى الصعيدين املشار إليه سلفاً ، فمنذ تسعينيات القرن العشرين مل تشهد دول الس باملعىنالسياسيالعربية متتعاً باالستقرار

شهدا هذه الدول اليت خطرية ذات تأثري كبري على أمنها واستقرارها ، فأحداث العنف داخليأحداث عنف نفذا عناصر إرهابية على اليتباستثناء بعض األعمال جاءت ىف جمملها متفرقة وعشوائية وحمدودة األثر ، وذلك

، والتوترات السعودية متت بني اإلرهابيني واألجهزة األمنية اليتأراضى اململكة العربية السعودية ، واملواجهات . ١٣ املاضياملعارضة البحرينية خالل تسعينيات القرن بعض قوى ألجهزة األمنية و جرت بني االيتواملواجهات

. ٢٠٤. ، صالمرجع السابق. 12


Munira Fakhro,”The Uprising in Bahrain: An assessment,” in : Gary Sick and Lawrence Potter (eds.), The Persian Gulf at the Millennium: Essays in Politics, Economy, Security ,and Religion(New York: St.Martin’s Press 1997); Falah al-Mdaires,”Shi`ism and Political Protest in Bahrian,” Digest of Middle east studies (Spring 2002).

12

وىف احلالة األوىل متكنت السلطات السعودية من كسر شوكة مجاعات التطرف واإلرهاب والقضاء على خطرها ، ا بالنسبة للبحرين ، أم. ١٤ئل واجلهات املشاركة ىف التنفيذوذلك اعتماداً على استراتيجية متعددة األبعاد والوسا

فقد تراجعت وترية أعمال العنف إىل حد كبري مع توىل امللك محد بن عيسى آل خليفة مقاليد احلكم وقيامه ومتارس دورها ىف معارضة السياسياستقطب قوى املعارضة لتخوض غمار العمل إصالحيبإطالق مشروع

ورغم حدوث بعض أعمال . وبعيداً عن العنف بوسائل سياسية سلمية ضمن أطر املؤسسات القائمة السلطة ىف خالل السنوات القليلة املاضية ، إال أا مل تشكل ديداً خطرياً لألمن واالستقرار ىف مملكة البحرين العنف . البالد

ن مع األمريكية بالتعاو" فورين بولسى" ، فقد خلصت دراسة أعدا جملة لواقع االستقرار ىف دول الس وتأكيداً دولة من دول العامل ، ونشرا ىف عددها الصادر ىف ١٧٧صندوق التمويل من أجل السالم عن االستقرار ىف

من واألوىل عربياً العاملي على الصعيد ٣٢ املرتبةجاءت ىفمان ، خلصت إىل أن سلطنة ع٢٠٠٩يوليو /يونيو ٤٠، وقطر ىف املرتبة عاملياً والثانية عربياً ٣٩ املرتبة ، ودولة اإلمارات العربية املتحدة ىفحيث التمتع باالستقرار

عاملياً واخلامسة عربياً ٥٣، والكويت ىف املرتبة عامياً والرابعة عربياً ٤٥، والبحرين ىف املرتبة عاملياً والثالثة عربياً لت مخس دول من دول الس وبذلك احت. ياً والتاسعة عربياً ملعا ٨٩السعودية ىف املرتبة اململكة العربية ، و

وقد اعتمدت الدراسة . األوىل عربياً من حيث االستقرار ، فيما جاءت السعودية ىف املرتبة التاسعة املراكز اخلمسمدى جناح الدولة ىف توفري األمن وتقدمي اخلدمات العامة للمواطنني، : على قياس عدة مؤشرات لالستقرار منها

. ١٥ ، ومدى احترام حقوق اإلنساناالجتماعيسوق والضغوط الدميوغرافية والتنوع واإلدارة الكفء آلليات ال

: اإلرھاب ، انظر التطرف ولمزید من التفاصیل حول االستراتیجیة السعودیة فى مكافحة . 14

Christopher Boucek,”Saudi Arabia’s “Soft” Counterterrorism Strategy: Prevention, Rehabilitation, and Aftercare,” Carnegie Papers, Middle East Program , Number 97, September 2008;Abdullah F. Ansary,” Combating Extremism : A Brief Overview of Saudi Arabia’s Approach,” Middle East Policy, Vol. XV.No.2, Summer 2008 .

) . ٢٠٠٩ / ٧/ ٢٨ ( جریدة الخلیج اإلماراتیة: فى ذات الصلة بدول المجلس نتائج الدراسة ھم انظر عرضًا أل. 15

13

القرن سبعينياتالطفرة النفطية األوىل ىف : ىف دول الس منها السياسيومثة عدة عوامل تفسر حالة االستقرار برامج طموحة للتنمية وفرت لدول الس عائدات مالية ضخمة مكنتها من تبىن وتنفيذ خطط وواليت ، العشرين

، لة الريعية النفطية ىف اخلليج تكريس ظاهرة الدوخلق ووقد أسهم ذلك ىف . واالجتماعي االقتصاديوالتحديث جديد بني الدولة ومواطنيها مفاده أن تقوم الدولة بتوفري اخلدمات األساسية اجتماعي تبلور ىف ضوئها عقد واليت

التخلي ، والتفرض ضرائب عليهم مقابل جماين أو شبه جماينخالفه بشكل للمواطنني من تعليم وصحة وإسكان ووبذلك تعاظم دور الدولة ىف االقتصاد " . الضرائب والمتثيل"، وذلك تطبيقاً ملبدأ باملشاركة السياسية عن املطالبة

ىف أسعار النفط ىف ولكن مع التراجع الكبري. بالدولة مرتبطة أصبحت شرائح اجتماعية ريعية ، وبرزتواتمع ، االجتماعيمنتصف مثانينيات القرن العشرين ، تراجعت قدرة دول الس على االستمرار ىف برامح سياسة الرفاه

السيما وأن هذه الدول حتملت املزيد من األعباء املالية نتيجة ملسامهتها ىف تكاليف حرب حترير الكويت من ناحية من ناحية أخرى ، ولذلك بدأت هذه الدول تعاىن اإلقليميجراء تدهور األمن من العسكريوتزايد إنفاقها ، اليتالكبرية وإذا كانت الطفرة النفطية . ١٦العجز ىف ميزانياا جات متفاوتة من املتاعب املالية ، وبدأ يظهر بدر

صادية ، دول الس من التغلب على متاعبها االقت قد مكنت ، ٢٠٠٨ – ٢٠٠٢ جرت خالل الفترة من على حنو مشكالت جديدة هلذه الدولوعززت من احتياطياا املالية ، إال أن األزمة املالية العاملية جاءت لتخلق

. ماسبق ذكره

: منها اخلليجيالتعاون جملس ىف دول السياسيوباإلضافة إىل ماسبق ، فإن مثة عوامل أخرى أدت إىل االستقرار من التارخيي تستند إىل التقاليد والدين والدور وهى شرعية، أغلب احلاالت ىفرسوخ شرعية النظم احلاكمة

فضالً عن عدم تبلور قوى وتنظيمات سياسية تتخذ . ناحية ، واالجنازات االقتصادية واالجتماعية من ناحية أخرى زائر وعراق ، وذلك على غرار ماحدث ىف دول أخرى مثل مصر واجلالسياسيمن العنف مسلكاً ملمارسة العمل

دياً حقيقياً للنظم احلاكمة ىف الدول املعنية مابعد صدام حسني ، حيث شكلت التنظيمات اإلسالمية املتشددة حت

: لمزید من التفاصیل حول ظاھرة الدولة الریعیة النفطیة فى منطقة الخلیج ، انظر . 16

Hazem Beblawi,” The Rentier State in the Arab World,” in: Hazem Beblawi and Giacomo Luciani, (eds.), The Rentier State, Volume II (London: Croom Helm, 1987), Chapters 2 and 3.

14

البحرين مملكة السعودية واململكة العربية برزت ىف اليتباستثناء بعض اجلماعات و. لفترات متفاوتة من الزمن عرفته دول الذي اإلرهاب بالشكلالعنف لس ظاهرة التطرف ووالكويت ىف بعض الفترات ، مل تعرف دول ا

ىف تعزيز األمن والسياسي واألمين االجتماعيالضبط الميكن إغفال دور أدوات وآليات كما . أخرى ىف املنطقة . طبيعتها وأمهيتها من دولة إىل أخرى واالستقرار ىف دول الس ، وهى إجراءات متفاوتة ىف

كيف : لس تتمتع باالستقرار السياسي لالعتبارات سالفة الذكر ، فإن السؤال الرئيسي هنا هو وإذا كانت دول اميكن احلفاظ على هذا االستقرار وتعزيزه ىف ظل ظروف ومستجدات داخلية وخارجية تنطوي على أوضاع كامنة

. قيق هذا اهلدف ؟ لعدم االستقرار ؟ ، وماهو الدور الذي ميكن أن يقوم به العمل اخلريي من أجل حت

احملددات : ىف دول السالسياسي ودوره ىف تعزيز االستقرار اخلرييالعمل : رابعاً

التعاون جملس اسي ىف دول مثة عدة عوامل ترسم حدود ومالمح دور املنظمات اخلريية ىف تعزيز االستقرار السي : مايلى منها، اخلليجي

ة واالجتماعية ىف ظل استمرار األزمة املالية العامليةتزايد املشكالت والضغوط االقتصادي •

، قد وفرت لدول جملس ٢٠٠٨ حىت منتصف عام ٢٠٠٢ امتدت من عام اليتعلى الرغم من أن الطفرة النفطية بليون دوالر خالل الفترة من ٣٢٧ يصل إىل سنويقدرها البعض مبعدل ، ضخة ماليةعوائد اخلليجيالتعاون دول مكنالذياألمر أكثر من ضعف متوسطها مقارنة بالسنوات اخلمس السابقة ، وهو أي ، ٢٠٠٦ – ٢٠٠٢ ، ٢٠٠٧ – ٢٠٠٢خالل الفترة من % ٨ مبتوسط اإلمجايل ىف الناتج احمللى حقيقيحتقيق معدل منو من الس

، مع األخذ بعني خالل الفترة نفسها% ٣٢ بنسبة وصلت إىل اإلمجايلكما زاد نصيب الفرد من الناتج احمللى وىف ظل هذه التطورات اجتهت دول الس إىل زيادة . االعتبار حقيقة التباينات بني دول الس ذا اخلصوص

كانت تعاىن منها قبل اليتعب االقتصادية امواجهة بعض املت العام بدرجات متفاوتة ، كما استطاعت اإلنفاق، فضالً عن قيام بعض الدول بزيادة مرتبات ز امليزانيات واملديونية حدوث الطفرة ، وخباصة تلك املتمثلة ىف عج

تصاعد الذيلتضخم ، السلبية لثار اآل احلكومة وزيادة قيمة املساعدات االجتماعية بقصد التخفيف من موظفيكما مسحت . الطفرة النفطية ، على مستوى معيشة قطاعات عريضة من املواطنني فترة بشكل ملحوظ خالل

15

اليتولكن جاءت األزمة املالية العاملية . ١٧لدول الس بتعزيز صناديق الثروة السيادية اخلاصة ا النفطية فرة الط إسوة ببقية اخلليجيلتفرز آثارها السلبية على دول جملس التعاون ، جاءت ٢٠٠٨ضربت العامل منذ منتصف عام

. دول العامل على حنو ماسبق ذكره

أن عتبار أن آثار األزمة املالية العاملية على دول الس قد تفاوتت من دولة إىل أخرى ، كما ومع األخذ بعني االوالعوامل ، أمناط استجابة حكومات هذه الدول لألزمة عكست بعض التباينات طبقاً لطبيعة اقتصاد كل دولة

ورغم أن اإلجراءات . السياسيعة نظامها فيها ، وحجم املوارد املالية املتاحة هلا ، وطبياالقتصادياحلاكمة للنمو اختذا احلكومات هذه الدول قد تكون خففت من اآلثار االقتصادية واالجتماعية لألزمة على دول الس اليت، حيث تدهورت أسعار النفط ، أن األزمة خلقت حتديات جديدة هلذه الدول ذلك الينفى حقيقة ، إال أن١٨

ما تضررت قطاعات اقتصادية هامة ىف مقدمتها قطاع العقارات واإلنشاءات ، وتضررت أسواق األسهم ، ك تقليص بعض مشاريعها أو دفعها إىل إلغاء الذيوتعرضت شركات لإلفالس أو الضطراب أوضاعها املالية ، األمر

. ، وختفيض أعداد العاملني فيها

ل ىف استمرار بعض املشكالت على دول الس وهو يتمثمثة عامل آخر أدى إىل زيادة تأثري األزمة املالية العامليةومن حتسن املؤشرات العامة القتصاداا خالل فترة الطفرة النفطية تعاىن منها هذه الدول ، فعلى الرغماليتة يلاهليك

ىف جزئي مل تتمكن من معاجلة االختالالت البنيوية ىف هياكلها االقتصادية إال بشكل، إال أن دول السالثانية ارتفاع أسعاره وزيادة وذلك حبكم االقتصادي للنشاط الرئيسيأفضل األحوال ، حيث استمر النفط يشكل احملرك

.الل فترة الطفرة النفطية خعائداته


Ibrahim Saif, The Oil Boom in the GCC Countries,2002-2008: Old Challenges, Changing Dynamics (Carnegie Endowment for International Peace, Carnegie Papers ,Number 15, March 2009), pp.1-5.


Ibrahim Saif and Farah Choucair,” Arab Countries Stumble in the face of Growing Economic Crisis,” Carnegie Endowment for International Peace , Web Commentary, Middle East Program ( May 2009), pp.2-4.

16

حققتها بعض الدول وخباصة اإلمارات والكويت وقطر ىف تنويع مصادر الدخل مستفيدة من اليتجنازات رغم اإلومعدل أسرع من النفطيالقتصاد غري لالسنوي النموىف زيادة اإلنفاق العام ، حيث كان معدل ية العائدات النفطإال أن هناك حاجة لالستمرار ىف هذا املسلك ، حبيث تكون هناك مصادر متنوعة للدخل ، ١٩ النفطيمنو االقتصاد

كما استمرت أسواق . أسعار النفط تنجم عن التذبذب ىفاليتجتعل هذه البلدان ىف مأمن عن اآلثار والتداعيات وذلك على الرغم والكويت وقطر ، العربية املتحدة العمل تعاىن من سيطرة العمالة الوافدة وخباصة ىف اإلمارات

نظمة العمل العربية ملوحسب إحصاءات . وخباصة الشباب منهم معدالت البطالة ىف صفوف املواطنني تناميمن ىف دولة اإلمارات العربية % ٨٢ قوة العمل بلغت إمجايلنسبة العمالة الوافدة إىل ، فإن ٢٠٠٨نشرت ىف عام

ىف % ٥٩ىف اململكة العربية السعودية ، و% ٦٥، و ىف سلطنة عمان% ٦٦ىف الكويت ، و % ٨١املتحدة ، و . ٢٠ىف قطر % ٥٧البحرين ، و

ميكن أن يكون له انعكاساته االجتماعية والشك ىف أن استمرار ارتفاع معدالت البطالة ىف صفوف املواطننيوطبقاً . رف والعنف واجلرمية واملخدرات لق ظروفاً مواتية النتشار التطسلبية ، السيما وأن البطالة ختوالسياسية ال

بعد % ١٨،٥ ارتفعت نسبة البطالة ىف البحرين إىل ٢٠٠٤لبعض التقديرات ، وعلى سبيل املثال ، فإنه ىف عام % ١٢ ارتفع معدل البطالة ىف اململكة العربية السعودية إىل ٢٠٠٦وىف عام . ٢٠٠٠عام % ١٢،٧أن كانت

-١٨من ( وبصفة عامة ترتفع معدالت البطالة ىف صفوف الشباب . ٢٠٠٠٢١ىف عام % ٨،٢بعد أن كان دد العاطلني أكثر عإمجايلمقارنة بالفئات العمرية األخرى ، فقد بلغت نسبة العاطلني من الشباب إىل ) سنة ٢٤مما يزيد من خطورة و . ٢٢ىف سلطنة عمان% ٩٥ىف البحرين ، وحنو % ٧٥ وحوايلىف الكويت ، % ٨٠من


Ibrahim Saif, Op. Cit., pp.4-6.


Ibid., pp.16-17.

، ) محرران(كریستیان كوخ ، . حسنین توفیق إبراھیم ود. د: فى " ام،ماذا تعنى األرق: التطور الدیموغرافى فى منطقة الخلیج " بول دایر ،. أ. 21 . ٢١٣. ، ص ) ٢٠٠٨ ، ١مركز الخلیج لألبحاث ، ط : دبي ( ٢٠٠٨/ ٢٠٠٧الخلیج فى عام

. ، ص ) ٢٠٠٦كتوبر أ (٢٥ ، العدد آراء حول الخلیج" دراسة تحلیلیة،: بطالة الشباب فى دول مجلس التعاون " نوزاد عبد الرحمن الھیتى ،. د. 22١٤ .

17

، كما أن احلكوميالوضع أن قدرة احلكومات على خلق فرص عمل جديدة باتت حمدودة ىف ظل تشبع القطاع دولة اإلمارات ففي. حمدود ىف أفضل األحوال دور القطاع اخلاص ىف دول الس ىف توظيف املواطنني هو دور

، بلغت٢٠٠٧فإنه ىف عام صقر غباش وزير العمل معايلى سبيل املثال ، وطبقاً لبيانات أعلنها العربية املتحدة عل ٢٠٠٨ العاملني فيه ، ونفس النسبة تقريباً ىف عام إمجايلمن % ٠،٣٦ نسبة املواطنني العاملني ىف القطاع اخلاص

العاملني ىف هذا القطاع إمجايلمن % ٢ الكويت اليتجاوز عدد الكويتيني العاملني ىف القطاع اخلاص نسبة وىف. ىف توظيف املواطنني وتقليص نسبة البطالة جوهريالقيام بدور اخلاص ىف الميكن التعويل على القطاع وبالتايل. ٢٣ىف زيادة معدالت البطالة ىف بدورها أسهمت اليتملية ن جراء األزمة املالية العا السيما وأنه يعاىن مصفوفهمىف

دول الس ، حيث قامت بعض الشركات ىف بعض الدول مثل الكويت وغريها بتسريح أعداد من املواطنني . ٢٤العاملني فيها

ىف بعض دول السفية ئوالتوترات الطااملشكالت تنامي •

واململكة العربية السعودية بعض مملكة البحرين والكويت وخباصة اخلليجي بعض دول جملس التعاون لقد شهد ىف أعقاب اندالع الثورة اإلسالمية ىف إيران وجناحها ىف إطاحة نظام املذهيباألحداث والتوترات ذات الطابع

الشاه ، حيث كان هلذه الثورة بعض التأثريات على فئات من الشيعة ىف دول الس ، السيما وأن قادا رفعوا وقد متكنت حكومات دول الس من التعامل مع هذه . وىل شعار تصدير الثورة للخارج هلا سنواا األخال

تنامياً ملحوظاً ىف ولكن السنوات األخرية شهدت . االحتواء والقمع إىل مزيج من سياسات التطورات استناداً للشيعة ىف عراق السياسياعد الدور وخباصة ىف ظل تصىف بعض دول الس ، الطائفية املشكالت والتوترات البحرين مملكة ىف الطائفييدت حدة االحتقان ا على سبيل املثال تز٢٠٠٨ عام ففي. ٢٥مابعد صدام حسني

" أزمة المسرحین فى الكویت،" ،التمیميعامر ذیاب ؛ ) ٢٠٠٩/ ٥/٧ ( الخلیج اإلماراتیة: صقر غباش فى معالي أعلنھا التيانظر البیانات . 23

) .٢٠٠٩/ ٥/٨ ( جریدة الخلیج اإلماراتیة

. المرجع السابق ، التمیميعامر ذیاب . 24

: ھذا الموضوع ، انظر حول لمزید من التفاصیل . 25

Yitzhak Naksh, Reaching for power :The Shi`a in the Modern Arab World (Princeton : Princeton University Press,2006); Vali Nasr,” When the Shiites Rise,” Foreign Affairs, July/August 2006; Moshe

18

ديداً جدياً للوحدة الوطنية واملشروع اإلصالحي ، حيث جرت عمليات البعضشكل يف نظر لدرجة أنه أصبح يومما زاد من خطورة املوقف أن نواباً يف الربملان ، وخطباء مساجد . واسع تشكيك و تبادل لالامات على نطاق وغريهم قد اخنرطوا يف عملية الشحن الطائفي عرب منابر ىف صحف يومية ، ورموزاً يف مجعيات سياسية ، وكتاباً

.٢٦ومآمت وحسينيات وصحف ومواقع الكترونية ، كما خرجت تظاهرات احتجاجية على أساس طائفي

ظراً ملا متثله حالة االحتقان الطائفي احلاد من خماطر على الوحدة الوطنية والنسيج االجتماعي للمجتمع البحريين ونووضعية األمن واالستقرار السياسي يف البالد ، فقد تدخل ملك البحرين الشيخ محد بن عيسى آل خليفة لوضع

ستمرار يف هذا النهج ، وطالب صانعي الفتنة اال من مغبة ىف غري مرةحد للممارسات الطائفية ، حيث حذر . ٢٧بتجارب بعض الدول اليت حتولت إىل ساحات قتال بني أبناء الوطن الواحداجلميع ذكر راح يبالصمت ، و

، ون انزالق األوضاع إىل ماهو أسوأملعاجلة حالة االحتقان الطائفي واحليلولة دالبحرينية كما حتركت احلكومة برئاسة وزارة الداخلية ملراقبة التقيد وااللتزام بأال يسمح بالتجاوزات سواء من املنابر أو فقررت تشكيل جلنة

الصحف أو املواقع االلكترونية جتاه القيم والثوابت الوطنية وخصوصاً فيما يتعلق بالذات امللكية ومسو وىل العهد . ٢٨والوحدة الوطنية وموضوع الطائفية وعروبة البحرين

منها ماحدث ىف ، الطائفية والدالالت بعض التوترات ذات األبعاد خالل السنوات األخرية ت الكويوشهدت القيادي يف حزب اهللا - عندما قام جمموعة من الكويتيني الشيعة وغريهم بتأبني عماد مغنية ٢٠٠٨فرباير عام

اً للتجاذب ليس بني احلكومة وقد شكلت هذه القضية حمور . ٢٠٠٨اللبناين ، الذي أُغتيل يف دمشق يف فرباير عدنان : وجملس األمة فحسب ، بل داخل الس أيضاً ، السيما وأن اثنني من أعضاء الس ىف ذلك الوقت ومها

Ma`oz, The “Shi’i Crescent”:Myth or Reality,” The Saban Center for Middle East Policy, Analysis Paper, Number15, November 2007.

) . ٢٠٠٨ / ٨/ ٣١ (أخبار الخليج البحرينية؛ ) ٢٠٠٨ / ٢٢/٦ ( األيام البحرينية" انحسار إصالحي،... مد طائفي " عصمت الموسوي ،. 26

Associated press (June 20, 2008 )

).٢٠٠٨ / ٧ / ٣٠ ، ٢١ ( الخليج اإلماراتية. 27

) .٢٠٠٨ / ٦ / ٢٤ ، ٢٣ ( الوسط البحرينية. 28

19

وعلى خلفية ذلك ، قامت السلطات الكويتية بتوقيف عدد . عبد الصمد وأمحد الرى يف شاركا يف مناسبة التأبني كما أكدت السلطات عزمها على ترحيل . التحقيق معهم وإحالتهم إىل احملاكمة من الذين شاركوا يف التأبني و

. عدد من الوافدين الذين شاركوا يف التأبني

قد ارتبط التصعيد يف هذه القضية بوجود قناعة لدى بعض الدوائر الكويتية مفادها اام مغنية بالضلوع يف وأثار حزب اهللا الكوييت كما أن احلديث عن . القرن العشرين أعمال إرهابية استهدفت الكويت خالل مثانينيات

وقد اختذت هذه القضية بعداً طائفياً ، حيث أن هناك من النواب السنة وغريهم . الكثري من الشكوك واهلواجس وباملقابل . بسحب اجلنسية عن عدنان عبد الصمد وأمحد الرى ، وإسقاط عضويتهما يف الربملان من راح يطالب

اح النائبان حيضران الستجواب وزير الداخلية بسبب التجاوزات اليت ارتكبتها أجهزة األمن أثناء القبض على ر . ٢٩ ليوقف هذا اإلجراء٢٠٠٨/ ١٧/٣وقد جاء حل الس يف . املطلوبني على حنو يثري الفتنة املذهبية

وعموماً فقد انعكست تبعات هذه القضية ، وماارتبط ا من اعتبارات طائفية على أجواء ونتائج االنتخابات ، حيث عزز الشيعة نفوذهم يف الس بفوز مخسة نواب مقارنة ٢٠٠٨/ ١٧/٥التشريعية املبكرة اليت أُجريت يف

عبد الصمد وأمحد الرى ، وهو مايشري إىل وجود بأربعة نواب يف الس السابق ، وكان من بني الفائزين عدنان مسو وعلى خلفية التوترات ذات األبعاد الطائفية ، فقد حذر. ٣٠ حالة من الشحن الطائفي اليت شهدا االنتخابات

على تؤثر سلباًاليتمن مغبة مثل هذه املمارسات أكثر من مرة الشيخ صباح األمحد اجلابر الصباح أمري الكويت وهكذا ، فإن املسألة الطائفية متثل مصدراً حمتمالً لعدم االستقرار ىف بعض .الستقرار والوحدة الوطنية األمن وا

من قبل قوى خارجية وتوظيفها دول الس ، وخباصة إذا مامت تسييسها من قبل قوى سياسية داخلية أو استغالهلا .

من جمیع ) من بینھم النائبان عدنان عبد الصمد وأحمد الرى ( ، قضت محكمة الجنایات الكویتیة ببراءة سبعة ناشطین شیعة ٢٠٠٨في أكتوبر . 29

) . ٢٠٠٨/ ٢٣/١٠، الحیاة اللندنیة. ( عماد مغنیة التھم الموجھة إلیھم على خلفیة تأبین

) . ١٣/٣/٢٠٠٨، ٦ ، ٣ (الخليج اإلماراتية. 30

David Pollock ,”Kuwait’s New political Crisis : Can Democracy Trump Sectarianism?,” Policy Watch # 1358 (March 25, 2008).

20

تراجع دور دولة الرفاه •

الطفرة ( ١٩٧٣ار النفط وزيادة العائدات النفطية ىف مرحلة مابعد حرب أكتوبر على أثر االرتفاع الكبري ىف أسع خططاً وبرامج طموحة لتحقيق التنمية االقتصادية اخلليجي، تبنت دول جملس التعاون ) النفطية األوىل

، " لرعاية دولة ا"أو " دولة الرفاه"وقد ترتب على ذلك أن أصبحت هذه الدول مبثابة مناذج لـ. واالجتماعية حيث أخذت الدولة على عاتقها مهمة توفري اخلدمات ملواطنيها بصورة جمانية أو شبه جمانية وخباصة خدمات

كما " دولة الرفاه"خيتلف عن منط " دولة الرفاه"وهذا النمط من . التعليم والصحة والسكن والتوظيف وغريها خرية كمحصلة لتفاعالت طويلة شاركت فيها قوى التجربة الغربية ، حيث جاء ىف األ- وجتسده –جسدته

وتكوينات طبقية وعمالية وحركات سياسية واجتماعية ، وهى أمور وظواهر مل تعرفها دول جملس التعاون الدولة "و" الريع النفطي"باالرتفاع الكبري ىف أسعار النفط ، وتبلور ظاهرة " دولة الرفاه"اخلليجي ، إذ ارتبط ظهور

، واليت أصبحت تعتمد ىف جانب هام من مداخليها ليس على األنشطة اإلنتاجية ىف الداخل ولكن " يةالريعية النفطوىف إطار سعى النخب احلاكمة ىف هذه الدول من أجل تعزيز شرعيتها ، . على بيع النفط ىف األسواق العاملية

حرصت هذه النخب على زيادة وتعويض املواطنني عن سنوات احلرمان الطويلة ىف مرحلة ماقبل النفط ، فقد" دولة راعية"اإلنفاق العام على خطط وبرامج التنمية االقتصادية واالجتماعية ، األمر الذي جعل من الدولة مبثابة

. ٣١وىف احملصلة ، فقد ترتب على هذه التطورات اتساع دور الدولة ومتدده على صعيدي االقتصاد واتمع .

ايب الذي أحدثه نظام الرفاه الذي تبنته دولة اإلمارات العربية املتحدة وغريها من دول وعلى الرغم من األثر اإلجي: جملس التعاون اخلليجي ىف توفري احتياجات املواطنني ومتطلبام ، إال أنه كان له تأثريات وتداعيات سلبية أبرزها

ية الطموحة ، األمر الذي خلق خلالً كبرياً جلب أعداد هائلة من العمالة الوافدة من أجل تنفيذ خطط وبرامج التنمفضالً عن تنامي . فية واألمنية ىف التركيبة السكانية ، أصبح له تداعياته السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقا

التنمیة الثقافیة والسیاسیة وتحدیات المستقبل فى دولة اإلمارات العربیة المتحدة یوسف الحسن ، . د: فى انظر تناوًال مفصًال لھذا الموضوع . 31

دولة الرعایة ؛ ولنفس المؤلف ، ٦٢ -٥٩. ، ص ص ) ٢٠٠٨ ، ١شر ، ط دار الخلیج للصحافة والطباعة والن–مركز الخلیج للدراسات : الشارقة (؛ عبد ) ١٩٩٧ ، واإلستراتیجیةمركز اإلمارات للبحوث اإلنمائیة : الشارقة ( حرمان إلى الرفاه إلى المشاركةمن ال: فى اإلمارات العربیة المتحدة

) . ٢٠٠٤أبریل (٣٠٢ ، العدد العربيالمستقبل " العولمة ودولة الرعایة فى أقطار مجلس التعاون،" الرزاق فارس الفارس ،

Hazem Beblawi,” The Rentier State in the Arab World,” in: Hazem Beblawi and Giacomo Luciani, (eds.), The Rentier State Volume II (London: Croom Helm, 1987), Chapter 2.

21

ظاهرة العقلية الريعية على مستوى شرائح متعددة ىف اتمع اإلمارايت ، وتراجع أخالقيات العمل ، وشيوع الرتعة .٣٢ الستهالكية ، واالهتمام بالكم على حساب الكيف وخباصة ىف جماالت التعليم والصحةا

دول جتاربكما جسدته " دولة الرفاه"ومع تراجع أسعار النفط منذ منتصف مثانينيات القرن العشرين بدأ منوذج اليت حتملتها هذه الدول من جراء الس ، بدأ يواجه حتديات حقيقية ، وخباصة ىف ظل األعباء املالية الكبرية

مسامهتها ىف حرب حترير الكويت من ناحية ، وزيادة إنفاقها على التسليح بعد احلرب من ناحية أخرى ، وبالتايل كما كانت تفعل خالل فترة الطفرة النفطية ، خاصة االستمرار ىف تطبيق نظام الرفاه مل تعد هذه الدول قادرة على

من بعض املتاعب االقتصادية ، حيث بدأت تواجه عجزاً –بدرجات متفاوتة وأشكال خمتلفة -وأا بدأت تعاىن ولقد . رسوماً على بعض السلع واخلدمات إنفاقها العام ، وفرض بعضهاراحت تقلص منىف ميزانياا ، ولذا

ات لتنعش اقتصاد ، جاءت٢٠٠٨ حىت منتصف عام ٢٠٠٢جاءت الطفرة النفطية الثانية اليت استمرت منذ عام دوالراً ١٤٥أكثر من ، حيث وصل سعر برميل النفط ىف بعض الفترات إىل دول الس على حنو ماسبق ذكره

مالية ضخمة هلذه الدول ، األمر الذي مكنها من جتاوز متاعبها االقتصادية ، وزيادة عوائدللربميل ، مما خلق قطاعات التعليم والصحة واإلسكان وغريها لتلبية الطلب املتزايد على هذه إنفاقها العام على مشاريع البنية التحتية و

زيادة مرتبات موظفيها ملواجهة ظاهرة ن ، فضالً عن اخلدمات وخباصة ىف ظل استمرار الزيادة ىف عدد السكا مالية ضخمة ، كما متكنت الدول املعنية من حتقيق فوائض ىف ميزانياا ، وخلق احتياطيات. االرتفاع ىف األسعار

كل هذه التطورات اإلجيابية متت ىف ظل قناعة النظم احلاكمة ولكن .٣٣جرى توظيفها ىف أوعية استثمارية متنوعة كانت فيه الدولة تقدم خدمات جمانية أو شبه جمانية الذي االجتماعيىف دول الس بأن عصر دولة الرفاه

ألقت واليت ، ٢٠٠٨ة العاملية اليت ضربت العامل منذ منتصف عام األزمة املاليوقد جاءت . ملواطنيها قد انتهى . ، جاءت لترسخ هذه القناعة بدرجات متفاوتة اخلليجيدول جملس التعاون على بتأثرياا السلبية

.٦٢. ، صمرجع سبق ذكرهیوسف الحسن ، التنمیة الثقافیة والسیاسیة وتحدیات المستقبل ، . د. 32

. د: فى " مجال جدید لتنویع االقتصادات الخلیجیة ،: العالمیة عملیات الدمج واالستحواذ" شیانى ،و لوتجاكوم. ؛ د٦٧. ، ص المرجع السابق. 33 . ١٦٧ -١٤٩. ، ص صمرجع سبق ذكره، ) محرران ( وخ ، ككریستیان . حسنین توفیق إبراھیم ود

22

على السلع واخلدمات العامة اتمعيالطلب التصاعد املستمر ىف •

اخلليجيالطلب على السلع واخلدمات العامة ىف دول جملس التعاون مثة عدة عوامل تؤدى إىل الزيادة املستمرة ىف الزيادة الطبيعية السريعة ىف : ، وخباصة فيما يتعلق خبدمات التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل والسكن ، منها

بية ، ىف دولة اإلمارات العر% ٣،١ للسكان إىل السنويعدد السكان ، فعلى سبيل املثال يصل معدل النمو . ٣٤ىف اململكة العربية السعودية % ٤،٦و

خيلق مزيداً من اخلليجي لدول جملس التعاون السكاينضمن اهليكل كما أن ارتفاع نسبة صغار السن والشباب عدد إمجايلإىل الثالثني وصلت نسبة من هم دون سن ٢٠٠٣ففى عام . الضغوط املستقبلية على احلكومات

ىف مملكة البحرين % ٥٥،٢وحنو كل من اململكة العربية السعودية وسلطنة عمان ، ىف% ٦٦ حوايلإىل السكان وهذا الوضع . ٣٥ىف قطر % ٤٧،٥ىف الكويت ، و % ٥١،٥ وحوايلىف دولة اإلمارات ، % ٥٤،٥ وحوايل،

فري فرص فاحلكومات مطالبة بتو، حالياً ومستقبالً اخلدمات العامة السلع ىل تصاعد الطلب على سوف يؤدى إوالشك ىف أن قدرا على القيام بذلك بفاعلية . التعليم والعالج والسكن والتوظيف لصغار السن والشباب

على احتماالت كامنة لعدم فينطويوكفاءة تشكل عنصراً هاماً لالستقرار ، أما التعثر ىف تلبية مطالب الشباب . االستقرار حبكم طبيعة وخصوصية مرحلة الشباب

أفرزا األزمة املالية اليتىف ظل املشكالت والتحديات االقتصادية واالجتماعية إنه : وء ماسبق، ميكن القول وىف ض على السلع واخلدمات العامة من ناحية أخرى ، فإن ذلك اتمعيالعاملية من ناحية ، ومع استمرار تصاعد الطلب

دة ، بل واملكملة لرباجمها االقتصادية واالجتماعية سواء من قد جيعل احلكومات حباجة إىل املزيد من اجلهود املسان . وهنا يأيت دور اجلمعيات والصناديق اخلريية . األهليقبل القطاع اخلاص أو من قبل منظمات اتمع

:لمزید من التفاصیل ، انظر . 34

Ibrahim Saif, Op. Cit., p.5.

: التفاصیل حول ھذه األرقام ومصادرھا ، انظر لمزید من . 35

. ٦٥. ؛ ص٣١. ، ص ) ٢٠٠٦أكتوبر ( ٢٥ ، العدد آراء حول الخلیج" طموح فى وجھ التحدیات، .. الخلیجيالشباب " عبد الحفیظ محبوب ،

23

طبيعة العالقة بني الدولة واجلمعيات والصناديق اخلريية •

ىف اخلريياخلريية متثل حمدداً هاماً لطبيعة وحدود دور العمل إن طبيعة العالقة بني الدولة واجلمعيات والصناديق ، فالتضييق على اجلمعيات والصناديق اخلليجيالتعاون جملس ىف دول واالجتماعي السياسيتعزيز االستقرار

ة احلكومات ىف املنظمات اخلريية حتت مربرات وذرائع خمتلفة من شأنه تقليص دورها ، وبالعكس فإن تعزيز ثق، حبيث تكمل مع منظمات اتمع ه املنظمات من شأنه تعزيز دورها ، وتقدمي املساندة الرمسية لعمل هذخلريية ا

تواجهها دول الس اليت األخرى جهود الدولة ىف مواجهة املشكالت والتحديات االقتصادية واالجتماعية األهلي .

تمراريتها املوارد املالية للجمعيات والصناديق اخلريية ومدى اس •

من ىف دول الس األهليفإن اجلمعيات اخلريية تأتى ىف مقدمة منظمات اتمع : بصفة عامة ، وكما سبق القول تفوق موازنة ديبموازنة مجعية خريية واحدة مثل دار الرب ىف "حيث حجم مواردها املالية ، فعلى سبيل املثال فإن

قدرة اجلمعيات والصناديق اخلريية على القيام إن ىف ضوء هذه احلقيقة ، فو . ٣٦"مجيع اجلمعيات املهنية عدة مرات سوف يتوقف ىف جانب هام منه على ىف دول الس واالجتماعي السياسيبدور أكثر فاعلية ىف تعزيز االستقرار

اليت هيملالية ، فاملوارد امدى استمرارية الوضع املتميز هلذه جلمعيات من حيث حجم موازناا ومصادر متويلها فإن أية ممارسات أو إجراءات حكومية أو غري حكومية وبالتايل. من تنفيذ خططها وبراجمها معياتمتكن هذه اجل

. تؤدى إىل تقلص دور هذه اجلمعيات من شأا تقليص حجم املوارد املالية للجمعيات والصناديق اخلريية سوف

ااالت : ىف دول الس السياسيستقرار تعزيز االدوره ىف واخلرييالعمل : خامساً

تواجه دول الساليتاملشكالت االقتصادية واالجتماعية بعض معاجلةة ىف املسامه •

جعلتها ىف مقدمة الدول العربية من اجنازات اقتصادية واجتماعية كبرية اخلليجيلقد حققت دول جملس التعاون دولة ١٩٢ عن بيانات تضمن واليت ، ٢٠٠٨تقرير التنمية البشرية للعام حيث معدالت التنمية البشرية ، فطبقاً ل

. ٨. ، صمرجع سبق ذكرهطلعت إبراھیم مصطفى ، . 36

24

التنمية البشرية املرتفعة ، حيث شغلت الكويت الس ضمن فئة الدول ذات ، جاءت مجيع دول وكيانات أخرى البحرين ىف املرتبة ، وعاملياً والثانية عربياً ) ٣١(عاملياً واألوىل عربياً ، وجاءت اإلمارات ىف املرتبة ) ٢٩(املرتبة

عاملياً ) ٥٢(وسلطنة عمان ىف املرتبة عربياً ، رابعةعاملياً وال) ٣٤ (قطر ىف املرتبةعاملياً والثالثة عربياً ، و) ٣٢( ، وفيما عدا دول الس مل تأت عاملياً والسادسة عربياً) ٥٥ (واخلامسة عربياً ، واململكة العربية السعودية ىف املرتبة

. ولة عربية أخرى ضمن فئة الدول ذات التنمية البشرية املرتفعة أية دات متفاوتة وأشكال خمتلفة مشكالت اقتصادية ذلك ، فإن دول الس تواجه بدرجولكن على الرغم من

وارتفاع البطالة والتضخم والتفاوتات االقتصادية واالجتماعية وتأخر سن الزواجالفقر وواجتماعية متنوعة مثل تعصف بالعامل اليتىف ظل األزمة املالية العاملية وقد ازدادت حدة بعض هذه املشكالت . اخل ... الت الطالقمعد

. ٢٠٠٨منذ منتصف عام

وبالطبع فإن جل املشكالت االقتصادية واالجتماعية ىف دول الس ختتلف من حيث طبيعتها ودرجة حدا عن تعاىن منها غالبية الدول العربية األخرى ، فعلى سبيل املثال ، مشكلة يتالاملشكالت االقتصادية واالجتماعية ىف

حمدودة النطاق وىف جيوب حمددة وليست حالة عامة منتشرة أو " الفقر موجودة ىف دول الس ، ولكنها ظاهرة والذيل ، طرأ على التعليم والصحة والتدريب على العمالذيمستفحلة ، وعلى وجه اخلصوص مع التطور اهلائل

وقد بدأت اململكة العربية السعودية التحرك بفاعلية ملواجهة مشكلة الفقر . ٣٧" أدى إىل احلد منه وبشكل ظاهر قام ا خادم احلرمني الشريفني امللك عبد اهللا بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد إىل بعض اليتعلى أثر الزيارة

هـ ، حيث كان من أبرز نتائج هذه الزيارة وضع ١٤٢٣/ ٩/ ١٥ األحياء الفقرية ىف مدينة الرياض ىف .٣٨ ملعاجلة الفقر الوطين اخلريياستراتيجية وطنية ملكافحة الفقر ، وتأسيس الصندوق

ىف عام مليار درهم ٧٢٩،٧إىل لدولة اإلمارات العربية املتحدة قد وصل اإلمجايلوعلى الرغم من أن الناتج احمللى درهم ، مما جعلها ضمن فئة أعلى ألف ١٤٤ حوايلفيها إىل للفرد السنويدخل الرتفع متوسط ، وا٣٩ ٢٠٠٧

لمجلس وزراء التنفیذيالمكتب : المنامة ( االجتماعیة وبرامج وآلیات مكافحتھ فى دول مجلس التعاونالفقر وآثاره أبو بكر أحمد باقادر ، . د. 37

، الطبعة األولى ، ٤٧العمل ووزراء الشؤون االجتماعیة بدول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة ، سلسلة الدراسات االجتماعیة والعمالیة ، العدد . ٨٧. ، ص ) ٢٠٠٨

. ٨٨. ، صالسابقالمرجع . 38

. ٥ . ، ص٢٠٠٨ ، أغسطس ٢٠٠٧لدولة اإلمارات العربیة المتحدة السنوي واالجتماعي االقتصاديالتقریر وزارة االقتصاد ، . 39

25

رات إمااستمرار فجوة الدخل بني " الدول ىف العامل من حيث متوسط دخل الفرد ، على الرغم من ذلك فإن لثروة للوافدين ىف القطاع الدولة ، واختالل موازين توزيع الثروة بني األغنياء والفقراء ، وحتول جزء مهم من ا

لنفس لاخلاص ، وجتاهل مبدأ العدالة ، كل ذلك قد يؤدى إىل بروز حالة جديدة وصورة خمتلفة وحقائق غري مرحية يتمدد شرقاً الوطين كان االقتصاد الذي الوقت ففي... وتصبح اإلمارات دولة فقراء بقدر ماهى دولة أغنياء

، أخذت الثروة تتكدس لدى أعداد صغرية عريب أكرب اقتصاد ثاينة ، ويتحول إىل وغرباً ، وينمو مبعدالت استثنائيمن األغنياء ، كما بدأت الفجوة تتسع بني كثرياً بني الذين ميلكون والذين الميلكون ، وبني العدد الصغري الذين

لم الثروة ، وبني العدد ومتكنوا بسهولة وسرعة تقارب سرعة الضوء من ارتقاء ساالقتصادياستفادوا من التمدد الكبري من املواطنني الذين غلبتهم احلياة وجتاوزم الفرص االستثمارية وأصبحوا يعيشون على هامش الثروة ،

إىل ٢٠٠٧كما أشار تقرير وزارة االقتصاد للعام . ٤٠" ويدفعون دفعاً حنو هامش اتمع وىف اجتاه قاع الفقر ألف حالة ىف عام ٣٧،٨ إىل ٢٠٠٦ ألف حالة ىف عام ٣٣،٥ماعية من زيادة عدد حاالت املساعدات االجت

حالة أقرت وزارة الشؤون ٢٢٠٠كما أن هناك . ٤١يتلقون مساعدات ألف فرد ٦٨،٣ بإمجايل ٢٠٠٧االجتماعية أحقيتها ىف احلصول على املساعدة االجتماعية ، إال أن الصرف هلذه احلاالت ظل متوقفاً على زيادة

كثرياً ىف بقية دول الخيتلف األمر و . ٤٢ة الشؤون االجتماعية ارزاالجتماعي بوملخصصة إلدارة الضمان املوازنة ا . ، حيث أن جيوب ومظاهر الفقر موجودة بدرجات متفاوتة وأشكال خمتلفة اخلليجيجملس التعاون

، إال أن مؤشرات خلليجياوعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة عن ظاهرة البطالة ىف دول جملس التعاون على اصة ىف صفوف املتعلمني من الشباب خبعديدة تؤكد على أن أعداد العاطلني عن العمل ىف تزايد مستمر ، و

وجود فجوة بني خمرجات مع اجلامعيالتوسع ىف التعليم : ويرجع ذلك إىل عدة أسبب منها . حنو ماسبق ذكره بالعمالة وضعف قدرته على استيعاب احلكومي ، وتشبع القطاع واحتياجات سوق العملالتعليميةاملؤسسات

العتبارات عديدة اليتسع اال للتفصيل فيها ، لقطاع اخلاص عن توظيف املواطنني ، وعزوف امنها املزيد مبا يسمح خبلق فرص ات الوطنية لالقتصاداإلنتاجيةجهود تنويع مصادر الدخل وتوسيع القاعدة نتائج وتواضع

) . ٢٠٠٩ / ٥/ ١٩ ( إلماراتیةاالخلیج " أغنیاء وفقراء اإلمارات ،"عبد الخالق عبد اهللا ،. د. 40

. ٢٠. ، ص٢٠٠٨، أغسطس ٢٠٠٧ لدولة اإلمارات العربیة المتحدة السنوي واالجتماعي االقتصاديالتقریر وزارة االقتصاد ، . 41

) . ١٥/٦/٢٠٠٩ (جریدة الخلیج اإلماراتیة. 42

26

وإىل جانب تزايد . ٤٣ ، وعزوف الشباب عن ممارسة بعض املهن والوظائفىف عديد من دول السديدة عمل ج ، وذلك ٢٠٠٨ -٢٠٠٢خالل الفترة من ، فإن التضخم شكل مشكلة رئيسة ىف دول الس معدالت البطالة

لطلب احمللى على السلع واخلدمات بسبب ارتفاع أسعار املواد الغذائية العاملية ، وتراجع قيمة الدوالر ، وزيادة ابسبب الزيادة ىف عدد السكان ، خاصة وأن كالً من قطر واإلمارات العربية املتحدة قد استقبلت أعداداً كبرية

ومن املعروف أن اآلثار السلبية للتضخم تنعكس بدرجة أكرب . من الوافدين ، وسهولة احلصول على القروض وبالتايلملية أدت إىل اخنفاض أسعار الغذاء العاملية ، ورغم أن األزمة املالية العا . الدخل وحمدوديعلى الفقراء

قللت من احتماالت خماطر التضخم ، إال أن هذا المينع من احتمال عودة التضخم مبعدالت عالية مىت ماتغريت . ٤٤بعض الظروف

ور هام ىف معاجلة بعض املشكالت وىف ضوء ماسبق ، فإن اجلمعيات والصناديق اخلريية ميكن أن تقوم بد تقوم به احلكومات الذيحبيث تدعم وتساند بل وتكمل الدور تواجه دول الس ، اليتوالتحديات االقتصادية

الية والعينية للفقراء واحملتاجني ، وتقدمي خدمات امل السيما وأن أنشطتها تشمل تقدمي املساعدات ذا اخلصوص ،فية ملن يفتقرون إىل مثل هذه اخلدمات ، فضالً عن دعم ومساندة بعض الفئات االجتماعية وتعليمية وثقااجتماعية ومن هذا املنطلق ، فإن اجلمعيات والصناديق اخلريية وغريها . ذلك من األنشطة واملسنني واملرضى وغريكاألطفال

اخلدماتيع دائرة املستفيدين من ىف دعم عملية التنمية وتوسألهلية ميكن أن يكون هلا دور بارز من اجلمعيات ا ، فظواهر الفقر واالجتماعي السياسيعية ، مما يعزز من فرص االستقرار الصحية والتعليمية والثقافية واالجتما

بل وأكثر من هذا ، فإذا اضطرت . والتفاوتات االقتصادية واالجتماعية تغذى حالة التوتر وعدم االستقرار مسؤولياا االجتماعية هلذا السبب أو ذاك ، فإن اجلمعيات اخلريية وغريها من احلكومات أن تتخلى عن بعض

مبا حيفظ للمجتمع متاسكه تنسحب منه احلكوماتالذي يتعني عليها أن تسد الفراغ األهليمجعيات اتمع


. ١٦-١٥. ، ص صمرجع سبق ذكرهنوزاد عبد الرحمن الھیتى ، . د

Ibrahim Saif, Op.Cit., p.17.


Ibrahim Saif, Op.Cit., pp.18-19.

27

اديكالية تتخذ من املشروعة هذا الفراغ لسدته قوى ومجاعات راألهليوتوازنه ، ألنه إن مل تسد منظمات اتمع . سوء األوضاع االقتصادية واالجتماعية كمدخل لتعزيز أنشطتها وتوسيع قاعدة مؤيديها

األهليوالسلم االجتماعيتعزيز االندماج •

باألمن واالستقرار تعصفاليتاألهلية واحلروب الداخلية احلادة الصراعات اخلليجيالتعرف دول جملس التعاون شهدا بعض دول اليتفحىت أعمال اإلرهاب وأحداث العنف والشغب . العربية األخرى الدولىف عديد من

الس وخباصة اململكة العربية السعودية ومملكة البحرين جاءت متفرقة ، وحمدودة النطاق واألثر ، فيما عدا بعض من أمهها عديدة إىل عوامل يرجع ذلك وعموماً ، . استهدفت أجانب ىف السعودية اليتالعمليات القليلة جداً

أسهمت ىف جعل واليت ، ىف ظل الطفرات النفطية انتهجتها هذه الدول اليتالسياسات االقتصادية واالجتماعية . على حنو ماسبق ذكره واالجتماعي السياسيدول الس من أكثر الدول العربية متتعاً باالستقرار

الوحدة الوطنية واالجتماعيأمهها تعزيز االندماج من ومتطلباته ، وولكن احلفاظ على هذا االستقرار له شروطهمن شأا معاجلة كون أو تبىن سياسات جديدة يالقائمة السياسات مراجعةمن خالل ، وذلك األهليالسلم و

توازنة بني التفاوتات االقتصادية و االجتماعية ، وتعزيز عملية املشاركة السياسية ، وحتقيق التنمية املستدامة وامل . اخل ... ، وتكريس مفهوم املواطنة كأساس للعالقة بني احلكم واحملكوم خمتلف املناطق

وميكن للجمعيات والصناديق اخلريية أن تقوم بدور هام ىف هذا اال ، حيث أن أنشطتها ترمى ىف اية املطاف تمع ، حيث تتلقى أمواالً من املوسرين ورجال بني خمتلف فئات ا االجتماعيإىل ترسيخ قيم وممارسات التكافل

تعاىن نقصاً ىف خدمات اليتاألعمال ومن مصادر أخرى ، وتقوم بتوصيلها بأشكال خمتلفة إىل الفئات احملتاجة أو . غري ذلك السكن أو الصحة أو التعليم أو

ييز أو دومنا متللدعم واملساعدة تاجة بأنشطتها إىل خمتلف الفئات احملاخلريية ات والصناديق يعكما أن توجه هذه اجلمالوحدة الوطنية ىف دول الس ، وخباصة من يعززإمنا ، أو املنطقة اجلغرافية املذهب أو العرق ختندق على أساس

كل من مملكة خالل السنوات األخرية كما هو احلال ىف الطائفي واجهت حاالت من االحتقان اليتىف الدول تصاعد النعرات الطائفية لعديد من الدول تؤكد على أن حيث أن جتارب وخربات االبحرين والكويت ،

، حيث يفتح الباب على مصراعيه األهلي والسلم السياسيوتسييسها إمنا يشكل عامالً هاماً لتهديد االستقرار . ميكن أن ترتلق إليها أية دولة اليتللحروب واملواجهات األهلية ، وهى من أخطر األوضاع

28

الوسطية واالعتدال قيمنشر حماربة التطرف و • الديينولقد شكل التطرف . ة للعنف واإلرهاب ي هو املقدمة احلقيقالسياسيأو الفكري أو الديينإن التطرف

وخباصة خالل العقود التربة املالئمة لظهور مجاعات العنف واإلرهاب ىف عديد من الدول العربية واإلسالمية ، حيث تبنت هذه اجلماعات مقوالت اجلاهلية والتكفري ، واختذت من أعمال العنف و اإلرهاب ة األربعة األخري

ا املشوهة وفهما القاصر الصحيح حسب تصورااإلسالميوبناء اتمع وسائل لتغيري األوضاع ىف الدول املعنية ، العريبالشباب من يعاىن منها قطاع واسع الديينلفراغ امن حالة وجود ونظراً ل. للقرآن الكرمي والسنة النبوية

االقتصادية بسبب البطالة وانتشار الفساد والتفاوتات وخباصة ىف صفوف الشباب تزايد حالة اإلحباط مع وعلى واإلرهاب التطرف والعنف مجاعات دساعك احلادة وضعف الثقة ىف املستقبل ، فإن ذلواالجتماعية

وخاضت حكومات دول عربية وإسالمية عديدة مواجهات أمنية حادة . ها استقطاب فئات من الشباب ىف صفوفضد هذه اجلماعات ، وقد مت كسر شوكتها ىف بعض احلاالت ، ولكنها التزال تشكل حتدياً للنظم احلاكمة ىف

. ٤٥حاالت أخرى واإلسالمي العريب اجتاحت العامل اليتالعنف واإلرهاب استثناء من موجة اخلليجيومل تكن دول جملس التعاون

بعض الدول مثل اململكة العربية السعودية ومملكة البحرين - وتشهد -خالل العقود األخرية ، حيث شهدت . ٤٦وإىل حد ما الكويت أحداث عنف وإرهاب على حنو ماسبق ذكره

رامية إىل حماربة ، فإن اجلمعيات اخلريية تستطيع من خالل دورها التوعوى أن تسهم ىف اجلهود الماسبقوىف ضوء إىل اإلسالم باعتباره دين وسطية واعتدال حيض على قيم الرفق واحلوار والتسامح يسيء الذيالفكر املتطرف

ولكن حىت يكون دور اجلمعيات اخلريية مؤثراً ىف هذا . والسالم والتكافل ، ويرفض التطرف والعنف واإلرهاب

: تبنت نھج التكفیر والعنف ، انظر التيلمزید من التفاصیل حول نماذج من الحركات اإلسالمیة الرادیكالیة . 45

یاسیة واالستراتیجیة باألھرام ، العدد األول ، مركز الدراسات الس: القاھرة ( دلیل الحركات اإلسالمیة فى العالم، ) رئیس التحریر (ضیاء رشوان ، ١مركز دراسات الوحدة العربیة ، ط: بیروت ( وإیران وتركیاالعربيموسوعة الحركات اإلسالمیة فى الوطن أحمد الموصللى ، . ؛ د ) ٢٠٠٦٢٠٠٤ . (

:ملكة العربیة السعودیة ، انظر لمزید من التفاصیل حول دور تنظیم القاعدة وعالقتھ بأعمال اإلرھاب فى الم. 46

Bruce Riedel and Bilal Y. Saab,” Al Qaeda’s Third Front : Saudi Arabia,” The Washington Quarterly , 31: 2 ( Spring 2008 ) , pp.33 – 46 .

29

م مع روح العصر ومستجداته ، وختاطب ها التوعوية حبيث تتالءطها وبراجماال ، فإا حباجة إىل تطوير خط واملبادئ عصرياً يراعى القيم إسالمياًالشباب بلغة يفهموا وليست بعيدة عن واقعهم ، وتقدم هلم خطاباً

ميكن أن الذيومع التسليم بأمهية الدور . ٤٧ أخرىاإلسالمية من ناحية ومستجدات العصر ومتطلباته من ناحية قوم به اجلمعيات اخلريية ىف حماربة التطرف ، إال أنه الميكن جتفيف منابعه إال من خالل استراتيجية وطنية شاملة ت

تشارك ىف تنفيذها خمتلف والثقافية واإلعالمية الدينية ، على أن هلا أبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية . الدولة واتمع مؤسسات

افة التطوع وحشد طاقات اتمع من أجل التنمية نشر ثقاملسامهة ىف •

ىف دول األهلي تعاىن منها منظمات اتمع اليتتعترب مشكلة عزوف املواطنني عن التطوع من املشكالت الرئيسية ، بل وىف الدول العربية بصفة عامة ، فضالً عن ضعف التزام األعضاء باملشاركة ىف اخلليجيجملس التعاون

ودوره لدى اخلريي بأمهية العمل الوعيكما أن مشكلة ضعف . تنظمها اجلمعيات اليتالفعاليات األنشطة وأكدته دراسة وهذا ما . واإلنساين اخلرييقطاعات من السكان ىف دول الس ميثل عقبة رئيسية ىف طريق العمل

. ٤٨إلمارات العربية املتحدة ىف دولة اواإلنساين اخلرييميدانية حديثة تناولت بالرصد والتحليل العمل لتطوع ونشر ثقافة وقيم اوىف ضوء ذلك ، فإن اجلمعيات اخلريية ميكن أن تقوم بدور أكثر فاعلية ىف احلض على

والثقايف واالجتماعي التنموي ودوره اخلريي بأمهية العمل الوعيالتطوع بني خمتلف فئات اتمع ، فضالً عن نشر دخل تستطيع اجلمعيات اخلريية أن توسع قاعدة عضويتها ، وأن تعزز من مواردها املالية ، ومن هذا امل . والتعليمي

. مما ميكنها من مواصلة القيام بدورها

اآلفاق : ىف دول السالسياسي ودوره ىف تعزيز االستقرار اخلرييالعمل : خامتة

تياجات بعض فئات علية حتقيق التنمية ، وتلبية اححىت تستطيع اجلمعيات والصناديق اخلريية أن تقوم بدور أكثر فاقيم االعتدال والوسطية والتسامح ، فإنه يتعني على هذه اجلمعيات مراجعة جتارا وخرباا العملية اتمع ، ونشر

:عدة نقاطز على ىف هذا السياق ميكن التركيو. يرها ىف ضوء املستجدات مع العمل على تطو

) . ٢٠٠٣/ ٢/ ٤ ( نت. إسالم أون الین" خصائص خطابنا اإلسالمي فى عصر العولمة ،" یوسف القرضاوى ،. د. 47

. ١٢٢ – ١٢٠. ، ص صمرجع سبق ذكرهطلعت إبراھیم مصطفى ، . 48

30

الرعائى على عمل اجلمعيات اخلريية وغريها من الطابع ، حيث أن غلبة التنموي الدور التوسع ىفها ، أوالفالنمط األول يعىن عالقة مباشرة " يقلص من دورها ىف حتقيق التنمية اتمعية الشاملة ، األهليمنظمات اتمع

وله – الثاينبينما يتمثل النمط .... الديين ، تعتمد على العطاء وتنطلق باألساس من الوازع واملتلقيبني املانح العمل على حتقيق التمكني للمستهدفني لالعتماد على ذام ، من خالل بعض األنشطة ىف – تنمويتوجه

للدفاع عن حقوق ومطالب ( احلقوقيمكافحة األمية ، التعليم والتدريب والتأهيل ، العمل : واملشروعات أمهها حة الفقر بتوفري فرص عمل وقروض ومشروعات صغرية ، العمل على متكني ، مكاف) فئات اجتماعية مهمشة

. ٤٩" وغري ذلك ... النساء

والتزامها هياكلها اإلدارية والتنظيمية ىف ضوء املستجدات ، لوائحها وتطوير ب مبادرة اجلمعيات اخلرييةها ، توثانييث خططها وبرامج عملها ىف ضوء التحوالت حتدبتطبيق الدميقراطية ىف إدارة شؤوا الداخلية ، فضالً عن

كما أنه من . والعامل بصفة عامة اخلليجي دول جملس التعاون – وتشهدها – شهدا اليتاالقتصادية واالجتماعية ، اخلريية كوادر مؤهلة وقادرة على تنفيذ خطط وسياسات اجلمعيات واستقطاب زيادة االهتمام خبلق الضروري

.متخصصة مهارات أناس لديهم خربات وإىل باعتبار األنشطة املتعلقة ذا اال حباجة لتنموياوخباصة ىف اال

ت اخلريية ىف شراكات ىف بعض ا اجلمعي يتطلب دخولاخلريي للعمل التنمويإن توسيع نطاق الدور ها ، توثالثريية ىف ااالت االجتماعية القطاع اخلاص ، السيما وأن دور اجلمعيات اخلواألجهزة احلكومية املؤسسات و

فإن الشراكة مطلوبة شريطة أن وبالتايلوالصحية والثقافية والتعليمية إمنا يكمل دور احلكومات ىف هذه ااالت ، . وثقة متبادلة ، وأدوار حمددة ، تقوم على أسس واضحة

ىف كل دولة من دول الس لتجنب تفعيل جهود التعاون والتنسيق بني اجلمعيات اخلريية العاملة ها ، تورابع. من ناحية أخرى حنو آفاق تنموية جديدة اخلرييوتوجيه العمل ، من ناحية االزدواجية والتكرار ىف األنشطة

المكتب : المنامة ( دراسة تحلیلیة میدانیة: ومسؤولیة الجمعیات األھلیة فى التنمیة بدول مجلس التعاون الشراكة االجتماعیة قندیل ، أماني. د. 49

١، ط٤٦تماعیة بدول المجلس لدول الخلیج العربیة ، سلسلة الدراسات االجتماعیة والعمالیة ، رقم لمجلس وزراء العمل ووزراء الشؤون االجالتنفیذي . ٥٩. ، ص ) ٢٠٠٨،

31

تعمل على اليتكما أنه من املهم تعزيز جماالت التعاون والتنسيق بني اجلمعيات اخلريية واجلمعيات األهلية األخرى تمع . ة بعض الربامج املشاىف عملية التنمية األهليفمن هذا املنطلق ميكن إحداث نقلة نوعية ىف دور ا .

وتوسيع نطاقه يقع على عاتق اخلريي للعمل التنمويإذا كان جانباً هاماً من عملية تنشيط الدور ها ،توخامسمراجعة : عديدة منها عناصر اآلخر يقع على عاتق الدولة ويشملاجلمعيات والصناديق اخلريية ، فإن اجلانب

القانونية واإلدارية مبا حيد من القيود األهليالتشريعات املنظمة للجمعيات اخلريية وغريها من مجعيات اتمع احلديث وىف هذا السياق فإن. جتاه أجهزة الدولة ومؤسساا املفروضة عليها وحيقق هلا قدراً أكرب من االستقاللية

كما يقع . معيات اخلريية وحتجيم مواردها املالية تخذ كذريعة للتضييق على اجل جيب إال يخلريياعن تنظيم العمل ، وذلك من خالل وسائل والتنموي االجتماعي ودوره اخلريي بأمهية العمل الوعينشر على عاتق الدولة مسؤولية

أمام اجلمعيات اخلريية وغريها من مجعيات وغريها ، فضالً عن إفساح اال والنوادياإلعالم واملدارس واجلامعات تشكل إطاراً اليتىف صنع السياسات االجتماعية واالقتصادية والثقافية بطريقة مؤسسية تشارك لكي األهلياتمع

. ألنشطة تلك اجلمعيات

العمل...

Documents