و الغناءالمعازف

قاسمي العياشي : إعداد منGasmi86@gmail.com

الرحيم الرحمن الله بسم

و الغناءالمعازف

يعيش أهل اإلسالم في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة، يجدون من

حالوة اإليمان، وراحة اليقين خاللهاواالطمئنان، وأنس الطاعة، ولذة

هذا الدين ليم العبادة، وتقف تعاحصنا منيعا ضد نوازع االنحراف

وأهواء المنحرفين، تصون اإلنسان عن نزواته،وتحميه من شهواته،

وتقضي على همومه وأحزانه، فما ن أغنى من والى دين الله وإن كا

فقيرا، وما أفقر من عاداه وإن كان غنيا.

وإن مما يحزن المسلم الغيور علىعن دينه أن يبحث بعض المسلمين

السعادة في غيره، ويبحثون عن لسموم البهجة فيما عداه، يضعونا

مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في الشهوات واألهواء.

كثير من الناس ومن ذلك عكوفاليوم على استماع آالت المالهي

والغناء، حتى صار ذلك سلواهم وديدنهم،متعللين بعلل واهية

وأقوال زائفة، تبيح الغناء وليس لها ترويجها مستند صحيح، يقوم على

الشهوات واستماع اعقوم فتنوا باتب المغنيات.

وسيقى ملل وكما نرى بعضهم يروجبأنها ترقق القلوب والشعور، وتنمي

العاطفة، وهذا ليس صحيحا، فهي للشهوات واألهواء، ولو كانت مثيرة

تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت

أخالقهم،وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم.

عباد الله من كان في شك من تحريماألغاني والمعازف، فليزل الشك باليقين من قول رب العالمين،

وسلم ورسوله صلى الله عليهاألمين، في تحريمها وبيان أضرارها، فالنصوص كثيرة من الكتاب والسنة

تحريم األغاني والوعيد لمن تدل علىاستحل ذلك أو أصر عليه، والمؤمن

الله أو يكفيه دليل واحد من كتابصحيح سنة رسول الله صلى الله

عليه وسلم فكيف إذا تكاثرت ذلك. ولقد قال وتعاضدت األدلة على

سبحانه و تعالى في كتابه العزيز: } وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا

الله ورسوله أمرا أن يكون لهم قضىالخيرة من أمرهم ومن يعص الله

{مبينا ورسوله فقد ضل ضالال

ونظرا لخطورة األغاني، وأنها سبب من أسباب فتنة الناس وإفسادهموخاصة الشباب منهم، أحببت أن

أجمع لكم هذا البحث المختصر والذي الله وسنة يحتوي على موقف كتاب

رسوله صلى الله عليه وسلم وأئمة أهل العلم من الغناء والموسيقى.

المادة هي محاولة أردت بها وهذهخدمة دين الله عز وجل، ومنفعة

تبارك وتعالى المسلمين، سائال اللهأن ينفع بها وأن يجعل هذا العمل

خالصا لوجهه الكريم، وهو حسبنا و الوكيل. نعم

الكريم القرآن من التحريم أدلة

الناس من قوله تعالى: } ومنيشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل

الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك [6مهين { ]سورة لقمان: لهم عذاب

قال حبر األمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء،وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل )تفسير الطبري(

وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه اآلية في الغناء

والمزامير" )تفسير ابن كثير(.

رحمه الله: "ويكفي قال ابن القيمتفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث

ابن عباس بأنه الغناء فقد صح ذلك عنوابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت

ابن مسعود عن قوله تعالى: } ومن من يشتري لهو الحديث { ، فقال: الناس

والله الذي ال إله غيره هو الغناء - يرددها مرات -، وصح عن ابن عمر رضي ثالث

الله عنهما أيضا أنه الغناء.." )إغاثة القيم(. اللهفان البن

وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير وبن ومكحول وميمون بن مهران وعمر

شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه اآلية الكريمة. قال الواحدي

رحمه الله: وهذه اآلية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء )إغاثة اللهفان(.

قال الحاكم في مستدركه عن ولقدتفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا

الذي شهد العلم أن تفسير الصحابيالوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال اإلمام ابن القيم رحمه

في كتابه إغاثة اللهفان معلقا اللهعلى كالم الحاكم: "وهذا وإن كان

أولى بالقبول فيه نظر فال ريب أنهمن تفسير من بعدهم، فهم أعلم

األمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزلوهم أول من خوطب به من األمة،

وقد شاهدوا تفسيره من الرسول الفصحاء علما وعمال، وهم العرب

على الحقيقة فال يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

وقال تعالى: } واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب

عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في وعدهم وما يعدهم األموال واألوالد

الشيطان إال غرورا { ]سورة [64اإلسراء:

جاء في تفسير الجاللين: )واستفزز(: استخف، )صوتك(:

بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع أيضا ما ذكره إلى المعصية و هذا

ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في اآلية ما

على تحريم المزامير والغناء يدلواللهو..وما كان من صوت الشيطان

فواجب التنزه أو فعله وما يستحسنهعنه".

و قال الله عز وجل: } والذين ال يشهدون باللغو مروا كراما { الزور وإذا مروا

[. 72]الفرقان: وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن

بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، محمدوجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد

تعالى: } والذين ال يشهدون الزور في قوله{ قال: ال يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري

تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور فيتحسين الشيء، ووصفه بخالف صفته، حتى

يسمعه أو يراه، أنه خالف ما يخيل إلى منهو به، والشرك قد يدخل في ذلك ألنه

ظنوا أنه حق وهو محسن ألهله، حتى قدباطل، ويدخل فيه الغناء ألنه أيضا مما

يستحلي سامعه يحسنه ترجيع الصوت حتىسماعه" )تفسير الطبري(.

وفي قوله عز وجل: } و إذا مروا باللغومروا كراما { قال اإلمام الطبري في

تفسيره: } وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه،مروا كراما. مرورهم كراما في بعض

ذلك بأن ال يسمعوه، وذلك كالغناء {

السنة من التحريم أدلةالشريفة النبوية

الله عليه قال رسول الله صلىوسلم: » ليكونن من أمتي أقوام

يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف،و لينزلن أقوام إلى جنب

علم، يروح عليهم بسارحة لهم، إلينا يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع

غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة « )رواه البخاري تعليقا برقم

البيهقي، ، ووصله الطبراني و5590لأللباني وراجع السلسلة الصحيحة

91 .)

وقد أقر� بصحة هذا الحديث أكابر أهل و حبان، العلم منهم اإلمام ابن

اإلسماعيلي، وابن صالح، وابن حجر العسقالني، وشيخ اإلسالم ابن تيمية،والطحاوي، وابن القيم،

والصنعاني، وغيرهم كثير. الله: وقال اإلمام ابن القيم رحمه

"ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه

إباحة المالهي، وزعم أنه الباطل فيمنقطع ألن البخاري لم يصل سنده

رحمه به". وقال العالمة ابن صالحالله: "وال التفات إليه )أى ابن حزم(

في رده ذلك..وأخطأ في ذلك منوجوه..والحديث صحيح معروف االتصال بشرط الصحيح" )غذاء

األلباب في شرح منظومة اآلدابإلمام السفاريني(.

وفي الحديث دليل على تحريم آالت وجهين: العزف والطرب من

أوالهما قوله صلى الله عليه وسلم: المذكورات "يستحلون"، فإنه صريح بأن

ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.

ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة

المعازف - لما قرنها معها" – أى 141-1/140)السلسلة الصحيحة لأللباني

اإلسالم ابن تيمية بتصرف(. قال شيخرحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم

اللهو عند المعازف، والمعازف هي آالتأهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه اآلالت

كلها" )المجموع(.

الترمذي في سننه عن جابر رضي وروىقال: » خرج رسول الله صلى الله عنه

عبد الرحمن بن الله عليه وسلم مععوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم

يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضتعيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء،وإنما نهيت عن صوتين أحمقين

فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب مصيبة: ومزامير شيطان، وصوت عند

خمش وجوه وشق جيوب ورنة « )قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه

(.5194صحيح الجامع األلباني

وقال صلى الله عليه و سلم: » صوتان

عند نعمة، و صوت ملعونان، صوت مزمارويل عند مصيبة « )إسناده حسن،

(427السلسلة الصحيحة

رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنأنه قال: » ليكونن في هذه األمة خسف، وقذف، ومسخ،وذلك إذا شربوا الخمور،

واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف « الصحيحة )صحيح بمجموع طرقه،السلسلة

2203)

قال صلى الله عليه وسلم: » إن الله المزر، الخمر، والميسر، و أمتي حرم على

القنين، وزادني صالة الوتر « الكوبة، و و(. الكوبة هي 1708)صحيح، صحيح الجامع

الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية األلباب(. )غذاء

وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه مزمارا،قال: فوضع قال: » سمع ابن عمر

أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: ال ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه،

وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم،فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا «

(. 4116)حديث صحيح، صحيح أبي داوود الحديث اإلمام القرطبي و علق على هذا

قائال: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم عن االعتدال، في حق صوت ال يخرج

فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" )الجامع ألحكام القرآن للقرطبي(.

: خاص شكرالفوائد * صيد موقع

ششار* منتديات