ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

54
ف س و ي د. مد ح م ي ن وا ص ل ا مة ل و ع ل ا ا ي ب ي ل: ات حدي& ت ل : ا رات ا ي خ ل وا ____________________________________________________ __________ د ي ه م ت: مة ل و ع ل ا ح صطل م دم ح ت س ي ل ك: ش< ي ع> ئ ا: ش ي ف ر ي: ث ك ل اI ن م شات الدرا ر ي: ش لي ي لP اI ن مي ا ض م ة ف ل ت خ م ر ي غ. ة ن> اI ن ك م ت ول ق ل ا ل ك: ش< ي و عامI نP ا مة ل و ع ل ا ر ي: ش ي ي لP ا طاق ن عاد< ب> وا ولات ح ت دة حد م: حدت ت ي ف م ل عاi وم ي ل اI نP . ا ي فk لك د ارة: شP ا ي لP ا ود< ج و وى ق ها كن م ت و ل ك: ش< ي اور< ح& ت يi ر ي: ن> ا ي دولة ال ة ي ن ط و ل ا م ي ه ا ف م ل وا ة دن ي ل ف ت ل ا ماغة< حل ل ر ي غ. ة ي ل الدو ة ن> اI ن م م ه م ل ا رف ع ت ل ا ي عل ة ف ت ق ح اط< ي ي ار مة ل و ع ل اً ا ض ن> ا: حدوت< ت رات ي غ ب ة ف ت م ع ي ف لات ا< ح م ل ا ة ي س ا ي س ل ا ة ي< ج و ل و ي د ي> لا وا ي لت ا ت م ه شاI ن م ها ن ن ح ا ي ي ف ل ي ه س ي مة ل و ع ل ا ها ت ا دال ل حI ن ي د ف ع ل اI ن ي ر ي خ> لا اI ن مI رن لق اI ن ي ر: ش ع ل ا ا دP . وا ت ن كا ة ي ل را< ي ث ل ل ا دة دي< ح ل ا ار ي ه ت واI ج ود م ن ل ا ي ت ن ف و س ل ا رر< ب> ا ة هد رات ي غ ت ل اI نP ا ف ة هد ت ق ف را ب ع مر ب ر ح ت دلات ا< ي م ل ل ة ي ل ما ل ا، ة ي ل الدو ورة: ي ل ا ة ي ;pma&ن ف ت ل ا ول ;pma&ح ت ل وا ي ف ات ي ل م عI اج ي يP لا ا. لة< ح م، ءات ا ض فد عد ل ا حادى ل ا ر،: ش عر ب ا ي ي2004 .

Upload: youssef-sawani-

Post on 01-Apr-2016

245 views

Category:

Documents


16 download

DESCRIPTION

 

TRANSCRIPT

Page 1: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

الصواني محمد د. يوسف

والخيارات : التحديات : ليبيا العولمة

______________________________________________________________

تمهيد :

إلى ليشير الدراسات من الكثير في شائع بشكل يستخدم مصطلح العولمة نطاق إلى تشير العولمة إن عام وبشكل القول يمكن أنه . غير مختلفة مضامين

قوى وجود إلى إشارة ذلك في . إن اليوم عالم في تحدث محددة تحوالت وأبعاد الدولية. للجماعة التقليدية والمفاهيم الوطنية الدولة تأثير يتجاوز بشكل وتمكنها

العولمة ارتباط حقيقة على التعرف المهم من أنه غير عميقة تغيرات بحدوث أيضا العولمة تسهيل في ناحيتها من ساهمت التي واأليديولوجية السياسية المجاالت في

الجديدة الليبرالية كانت . وإذا العشرين القرن من األخيرين العقدين خالل ذاتها تحرير مع ترافقت هذه فإن التغيرات هذه أبرز السوفيتي النموذج وانهيار

. اإلنتاج عمليات في والتحول التقنية الثورة الدولية، المالية للمبادالت

السوق وانتشار االقتصادي باالنفتاح يرتبط بالتأكيد ذلك كل يشهد فيما عالميا العالم تشهد والدولي الوطني المجالين في والتأثير والسلطة القوة . إن أهم تحوال قوة تصاعد ظل في الوطنية الحدود وراء ما مستوى إلى الوطنية الدولة من انتقاال

طبيعة أن المختلفة. ومع العالمية والمنظمات الكبرى الشركات وتأثير وسلطة الرؤى جميع فإن وخالف جدل محل هي العولمة وصيرورة، كواقع إليها تنظر تقريبا

. مختلفة بطرق يفهم كان وإن

جديد كمناخ العولمة فهم في التعمق إلى الحاجة من تنطلق الدراسة هذه ال العولمة مسألة في النظر الدراسة هذه وتستهدف وتحديات، إشكاليات يفرض

على التركيز جانب من بل الثقافية المواقف أو المنهجية أو الرؤى ناحية من . وبذلك السياسي والنظام الدولة مستوى على تثيرها التي واألشكاالت التحديات

جانب من وال معارضتها أو مناصرتها جانب من العولمة تتناول ال الدراسة هذه فإن وواقع مسار أنها على العولمة إلى تنظر الدراسة هذه إن بل توفيقي، موقف أخذ

والمجتمع بالدولة صلة ذي شيء كل تطال التي الظواهر من جملة في يتمثل 2004 يناير عشر، الحادي العدد فضاءات، مجلة.

Page 2: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

التغيرات وراء تقف مركزية أو هامة دفع قوة تمثل العولمة . إن والمستقبل ظاهر. هذه بشكل الحالي القرن يشهدها التي واالجتماعية واالقتصادية السياسية المجتمعات بها تمر التي التشكل إعادة عملية في مركزيا دورا تلعب التغيرات

له. ومع بارزة سمة وتعد العالمي النظام يعيشها مثلما متفاوتة بدرجات المعاصرة يؤكد الواقع أن إال العولمة وأثر مضمون تقدير في مختلفة أطروحات هناك أن

للفضاء جديدة حدود ترتسم مثلما والخارجية الداخلية الشئون بين الصلة تنامي رسم إعادة إلى متواصل بشكل يقود هذا . إن واالجتماعي واالقتصادي السياسي. الوطنية والحكومة السلطة ونطاق وأبعاد مضامين

والبرامج السياسات خالل من التعامل يفرض أمر الفهم لهذا وفقا العولمة إن . وواضح اإلشكاليات مواجهة آفاق استشراف وتحاول للتحديات، إجابة تقدم التي

الطابع الشمولية الرؤى أو الحضارية أو الثقافية الرؤى أهمية إلغاء يعني ال ذلك أن كان . ولما والخيارات التحديات بتقدير المدخل هذا يهتم ما بقدر العولمة نحو

يحتل ليبيا إليه تنتمي الذي اإلقليم موقعا كل على العولمة مناخ في جوهريا األكثر والتحليل والمواقف النظر مستويات بسياسات األمر يتعلق عندما بروزا

التحديات دراسة إلى تتطلع الدراسة هذه فإن العالمي، النظام في القوة. ليبيا أمام العولمة تضعها التي والخيارات

المستويات كل على العولمة وتمثالت مظاهر بعض برصد تهتم الدراسة هذه إن يستهدف الذي التكييف من نوعا ذلك في . إن "ببانوراما" وطبيعة اإلحاطة أساسا

تجاه أمامها المتاحة الخيارات عناصر تبصر ومحاولة ليبيا، تواجهها التي التحديات الكبرى. بالتحوالت ومزدحمة مليئة كانت وإن تاريخية لحظة مجرد ليست ظاهرة

في تمتد إنها بل جذور، أو أصول بدون ليست الراديكالي الطابع ذات التحوالت هذه وقبلها الصناعية الثورة مثل اإلنسانية تاريخ شهدها التي الكبرى التحوالت تربة

االتصاالت. ثورة ثم الطباعة ثم الكتابة

وما واألمركة العولمة بين الوثيقة الصلة إلى اإلشارة هنا المفيد من ولعله في المأساوية األحداث أثارت . لقد المعروفة سبتمبر أحداث بعد العالم يشهده بظاهرة فقط ليس المتعلقة األسئلة من الكثير2001 سبتمبر من عشر الحادي بل العالمي المستوى على واإلرهاب والتحدي العنف النظام ومستقبل بواقع وأيضا

هذا شأن في والمذاهب التحليالت كل . ورغم تطوره واتجاهات المعاصر العالمي

Page 3: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

العمليات وتشريع تسريع إلى يؤدى أنه هو الحدث هذا جوانب أهم أحد فإن األمر فرص تقليل إلى يؤدى امك الهيمنة، لسدة األمريكي وبالصعود بالعولمة المرتبطة

. االستقالل أو المعارضة إمكانيات أو

الدائر الجدل إن ثقافيا أن إلى اإلشارة المهم من لكن بعد ينته لم وسياسيا الكبرى أهميته لذلك إن. الحرية أو االستقالل وسؤال بالعولمة تتعلق كلها المسألة

نهاية تضع تكن لم إن قوى بشكل تساهم العولمة أن االعتبار في أخذنا ما إذا خاصة هو هنا الهدف إن (298،ص297)معلوم،ص.واالختيار واالتصال التمايز لحواجز ومحاولة نيويورك أحداث أعقب وما بالعولمة، المتصلة الجوانب لبعض التعرض

. وخيارات تحديات من أمامها يطرحه وما ليبيا في ذلك تأثيرات إدراك

؟ الحرية أو االستقالل وسؤال العولمة

يكن لم التام االستقالل خيار تاريخيـا، ممكنا تطرح العولمة فإن ذلك ومع ،حقا وتبقى استقاللها على تحافظ أن للدول األفضل من كان إذا ما ولـح كبرى أسئلة الغرب والخسائر األرباح حسابل تقييم بأي فقط ليس عالقة لذلك إن. عنها بعيدا

بل ،بالعولمة المرتبطة الغرب ولكون أيضا عشر السادس القرن من واعتبارا وبذلك. " وحيد " عالمي نظام في العالم باقي ضم من وموارده قواه بفعل تمكن

مجاالت في مناسبة خيارات بتبني المتعلق هو اإلطالق على تحد أكبر أو أهم فإن : عن السؤال يفرض الذي التحدي عن باإلجابة يتعلق األمر أن والحرية. أي التنمية

إخضاع وإما التنمية احتياجات أو لضرورات الخارجية الحركة أو العالقات إخضاع إما بدا الذي العالمي النظام لشروط التنمية يتحكم أنه العولمة مناخ في واضحا

. والتقدم النمو فرص في متزايد وبشكل

كان قدل ورفض االنحياز دمع أو االستقالل خيار طرح يتم نأ 1945 منذ مألوفا بين ما الفترة في. االشتراكية خالل من بالتنمية والقيام والرأسمالية التبعية

فإن سائدة، األفكار هذه كانت عندما الماضي، القرن من والثمانينيات األربعينيات ابد االشتراكي الخيار ابد التسعينيات مع ولكن ومرغوبا، ممكنا ليس هذا أن واضحا له الالزمة االشتراطات غياب بفعل سراب سوى التي النماذج فشل وبحكم عمليا

اعتبرت بأن القول ذلك شأن من . كان الرأسمالي للنموذج منافسة سياسيا

Page 4: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

حاجة وال جديد أي عن للبحث مبرر هناك يعد ولم تحققت قد المأمولة اإلنسانية. جديدة إنسانية قيم والدة إلى

االستراتيجي للعمل الالزم الفكري اإلطار والدة هو لذلك الحقيقي المغزى إن - بالمنافس وصفه يمكن ما . إن الكوني المستوى على الهيمنة قوى تباشره الذي ولو يمثل لم- تجاوزا منافسا في فشله المنافس هذا سلبيات . أكبر به يعتد تاريخيا

ذلك كل. تصورالم عكس حقق أو الخصم تقوية في ساهم ثم منو أهدافه تحقيق ليس والمساواة العدالة وقيم أفكار أمام الفرصة من التقليل شأنه من كونيا

ولكن فقط وعمليا بتجربة مطابقتها إلى الرامية المساعي نجاح خالل من أيضا األخطر تحديال يكون . ربما نهائي بشكل اآلخرين على انتصارها أعلنت ةيمجتمع

. ال عملي بشكل التصورات تنفيذ في مباشرة ناكه ان هو ،المستويات كل على وما عامة والغربيين خاصة األمريكيين نالمسئولي بتصريحات لتذكيرا إلى هنا حاجة الغرب استخلصه ام لكل تنفيذ مرحلة اآلن يشهد العالم نأ على دالالت من تحمله. لآلخرين ويريده لذاته

الشكو السياسة على االقتصاد أسبقية يقرر العالمي السوق أن هو اآلن هممال العام الشأن وإدارة المواطن ودور وطريقته والحكم الدولة في آثاره لذلك أن في

فإن السياسة على لالقتصاد سبق هناك كان . وإذا خاص بشكل العامة والموارد أكثر يبدو ذلك يعنى ال هذا فإن ذلك . ومع الطابع اإليديولوجية السياسة في وضوحا

نإ. الوطنية السياسة أو االقتصادية، القومية أو الثقافة أو الهوية وال الدولة اختفاء تلعب وستظل تزال ما التجارة، في الحدود دور ضآلة رغم هذه كم عن وتعبر دورا وقوع الجديدة المرحلة عناصر أهم أن غير. والمصالح واآلمال الطموحات من

تبدو التحوالت . هذه والخارج بالداخل وعالقتها بالدولة صلة ذات هامة تحوالت أكثر بشكل تحكم و"بالقيم" التي الدولي والقانون السياسة مجالي في وضوحا

. تحديات من ذلك يثيره وما العالمي السلوك

ستتشكل بلد كل في السياسة إن للمصلحة وتعريفها ثقافتها لتاريخها، وفقا علة أو شكلها كان مهما سلطةلل وال الوطنية للدولة نهاية ليس ذاـه. الوطنية بل متحركين غير يزالون ما فالبشر والسلع للمال حركة هناك كانت . إذاوجودها

ال الذي الخارجي للعالم خضوعهم من أكثر الوطنية للعاصمة وخاضعين ثابتين إعادة في المتمثلة هي النتائج إحدى . إن حال أية على بسهولة إليه النفاذ يمكن

Page 5: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

هذا إنواألمني. السياسي المجال في خاصة والسلطة الدولة دور إلى االعتبار وتحد مهمة أمام التنفيذي الذراع أو السياسي النظام أو السلطة أو الحكومة يجعل السلطة أو الحكومة تدخل لتقليل السبل أفضل بإيجاد المتعلق التحدي نهإ: كبير الوقت ذات في أخرى مجاالت في التدخل هذا تركيز وإعادة المجاالت بعض في

)جدنز،. للخيال تحد نهإ . الشعبي الرضا على السلطة أو الحكومة فيه تحوز الذي

بتحوالت يمر العالم كون حقيقة استيعاب يتطلب نهإ (130-113ص ،66-58ص مع تتفق لسياسات التحوالت هذه ترجمة بمهمة القيام الوقت ذات وفي أساسية الرؤى بصياغة األمر يتعلق - وعندما كله هذا إنالوطنية. ةيوالهو والتاريخ الثقافة تحديد في النظر إعادة ضرورة إلى - يقود الديمقراطي المجتمع أجل من والعمل

. العام الشأن ومجال نطاق

بما يتعلق ما كل لتشمل تتسع وتطورات تحوالت هناك فإن أخرى ناحية من القانون مجال في مفهوم بشكل يبرز هذا . إن "بالقيم" العالمية وصفه يمكن

وموقع ودوره الدولي القانون محتوى طالت التطورات هذه. والشرعية الدولي والحكومات األفراد يضع"اآلن" الدولي القانون. ف والشرعية والسيادة الدولة

سلطات اآلن جديدة. هناك قانونية نظم طائلة تحت الحكومية غير والمنظمات الناتج يكون وبذلك ،الوطنية الدولة دعاوى تتجاوز وواجبات وحقوق وقيود

مشروط،ال غير القبول بنفس تحظى تعد لم الدولة سيادة أن هو لذلك المنطقي. كاملة تعريف إعادة لعملية تخضع إنها بل

النهائي االنهيار يكن لم إن عجز من األخيرة األحداث كشفته عما النظر وبصرف النظر في التحول عن وصارخ واضح تعبير ذلك إلى باإلضافة فهي العربي، للنظام

فقط ليس إمكانية اآلن . هناك جوانبها جميع من والسيادة الحصانة فكرة إلى بل النظم لتغيير ذلك . إن ذاتها الدولة لمحاكمة وربما الدول رؤساء لمحاكمة أيضا تكوين في المعروفة التقليدية العناصر إلى النظر طريقة في تحول إحداث يعني

عنصر أهمية من يعزز الخارجي للعنصر متفوق وزن إعطاء يعني بما الحديثة الدولة. الدولي االعتراف

يجري عالميا السائدة التوازن عدم حالة ظل في أنه مالحظة المهم ومن شك في . ال ومؤسساته العالمي النظام في مساواةالال أو الالديمقراطية تكريس

Page 6: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

شرعية تصرفاتها تعد لم فالدولة بالديمقراطية، الشرعية ربطب صلة لذلك أن يمانإلا) بالديمقراطية الشرعية لربط اتجاه هناك اآلن "سيادة" بل ذات أنها لمجرد

. الجانب هذا في كبير غموض وجود رغم( مشتركة بقيم التطورات أهم فإن وأخيرا في ياأساس األمن جعلت سبتمبر11 أحداث أن هو السياسي المستوى على

فإن خاصة أهداف لخدمة توظيفها يتم األمن ذريعة كانت إذا. و العالمية الحركة هنا من. القومي واألمن والديمقراطية الشرعية مسائل تختلط أن إلى يؤدي ذلك

استعمال أو استغالل بين التمييز عدم خطورة إلى التنبيه الضروري من يصبح مس من العولمة إليه تقود ما وبين سياسية أغراض لتحقيق الديمقراطية المسألة

في النوعية الموجات إلى بالنظر خاصة وكمعطى، كمفهوم بالديمقراطية واضح إعادة إلى يقود أن شأنه من األخير هذا . إن للديمقراطية التاريخي التطور مسار وظائف تجاوز يعني بما المعاصرة المدنية الحياة في الديمقراطية دور في النظر

دور صياغة أو تعريف إعادة إلى السلطة شرعية تبرير مسألة الديمقراطية عملية تتم فيما وجودها على الحفاظ مقابل حيادها اتجاه في والدولة السلطة

. وحدوده العام الشأن ونطاق طبيعة في التفكير إعادة

واالستجابة : التحدي يبيال :-

مقدمة في العولمة لمناخ المميزة التحوالت هذه تضع أن من البد ليبيا إن شك . ال وتحديات إشكاالت تفرض الرؤية بهذه العولمة أن في شك اهتماماتها. ال

يفرض هذا أن في – واقتصادية وثقافية سياسية - وألسباب أيضا وربما فهما مناسب مستوى إلى الوصول ثم ومن فيها التفكير إلى مضطرة ليبيا تجد تحوالت

أن من العولمة تفهم إطار في والبدعمليا. ممارستها تقرير عند بشأنها، اليقين من العولمة، عمليات خالل من تتحدد الدولة مكانة بأن يتعلق تطور استيعاب يجري

اقتصاد أو والعرض، الطلب بآليات العمل وانتشار والخوصصة، الرسملة، مثل وصلة العالمية الرأسمالية السوق في كـله العالم إدماج من إليه يهدف بما السوق

إطار في يتم ذلك أن نعرف أن الضروري من . إن الليبرالـية بأطروحات ذلك المجتمع تشكيل إلعادة سعي في واألمريكية الغربية القيم وتعميم نشر عملية

(18-6)عبدالشفيع،صالعالمي.

Page 7: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

الالزمة للحركة محدد مجال إال أمامها ليس العولمة زمن في الوطنية الدولة إن الجماعة أو المجاورة الدول تطبقه ما مع تتناقض التي التشريعات أو النظم إلقامة يعني ذلك . إن الدولية التام االستقالل في الراغبة الدولة - أن األقل على - نظريا

:- خياران أمامها المسائل، هذه تجاه التفرد أو

تسعى وأن استثناء، كونها أو تفردها على وتحرص فعله ترغب ما تفعل أن إما نهاية في يعني هذا . وإن ذلك تبعات وتتحمل مقبولة غير بأساليب رؤيتها لفرض

االستثمار من اآلخرين، مع العالقات من االستفادة من نفسها تحرم أن األمر للتدخل أو للعقوبات نفسها تعرض أن . وإما ... الخ الدولية التجارة من األجنبي،

قواعد على الجارية التحوالت بحكم الحجج يعدم ال ما وهو الداخلية شئونها في. النظام

للدولة يمكن تأمين من تمكنها بطريقة الدولية البيئة تغيير تستهدف أن أيضا وبين بينها التوفيق خالل من العولمة زمن في ممكن ذلك وأن الداخلية، سياساتها

التغيير إلحداث العمل يعني ذلك . إن الدولي بالسلوك الخاصة والمعايير القواعد عن التخلي ذلك بدل أو التفاوض طريق عن الدولي اإلطار في المطلوب

المناورة بمساحة وصفه يمكن ما إلى يشير هذا الوطنية. إن النظم أو التشريعات - المحلية ونظمها تشريعاتها تناغم خالل من لنفسها تحقيقها دولة كل تستطيع التي

متفرقة( )مواضع. الدولية والمعايير القواعد - مع تناقض في وليس

: والتنمية التعليم / تحـدي أوال

. إن والتنمية بالتعليم المتصل ذلك هو اإلطالق على التحديات أهم أن في شك ال بين وثيق ارتباط يحدث لم وما المستقبل بصناعة متعلق ألنه بديهي أمر ذلك

يكون فلن والتنمية التعليم أن المهم . إن أفضل مستقبل إلى االنتقال ممكنا ما مع الفرد يتعلمه ما يتالءم وأن الحرية لمقتضيات ال التعليمي النظام يستجيب

المهم من ولكن فحسب ميول من لديه ليستجيب التعليم تخطيط يتم أن أيضا التي البشرية الموارد من بدائل ولتحقيق ناحية من المستدامة التنمية لشروط

. أخرى ناحية من النافدة الطبيعية الموارد بدل استثمارها يمكن

Page 8: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

هناك أن ومع اتجاها المرحلة في التخصصي التعليم على للتركيز إيجابيا صلة لذلك . إن الواضحة هومحدوديت مشكالته له ذلك أن إال التعليم من المتوسطة

المدرسة وهي البداية نقطة من ينطلق أن بد ال والتطوير اإلصالح كون بحقيقة ساهمت االبتدائي. ربما للتعليم واضح إهمال هناك كان . لقد االبتدائية أو األولية

اعتمادها عدم أو اإلدارة في االستقرار وعدم والتأنيث الترحيل نوع من سياسات يعانون يظلون الذي الضرر وهو بالتالميذ الضرر إلحاق في والدراية الكفاءة على المرحلة في اإلصالح نجاح فرص تقليل في يساهم وبشكل حياتهم طوال منه

. المتوسطة

على تأكيد من العلمية الدراسات تبينه ما إلى اإلشارة بمكان األهمية من ولعله - العربية األطفال( . البلدان ورياض المدرسي)الحضانة قبل للتعليم البالغة األهمية

يؤدي ما وهو المجال هذا في العربية- متخلفة اإلنسانية التنمية تقرير بين مثلما العربية. الناشئة للعقول المستقبلية اإلمكانات مدى تحديد في التخلف إلى حتما

إن(56-48ص ،2002 العربية االنسانية التنمية )تقرير بمعدل تتميز وهي كليبيا بلدا كان الذي المجال هذا تولي أن إلى %سنويا( بحاجة3-2) بين ما يتراوح سكاني نمو. الرعاية كل تام، وإهمال تجاهل محل يزال وال

يؤكد بما الخريجين وقدرات معارف قصور في اليقين شبه من حالة هناك إن بما بل المقبولة الحدود يتجاوز بما ربما التعليم نوعية في العامة التدني حالة

للتنمية مشروع بأي التعليم عالقة على يؤكد ذلك . إن األمان حدود يتخطى فلسفة من البد ولذلك األساسي، الدور التعليم يلعب أن سوى خيار . ال والنهوض

إثارة وعلى والنقدية المتفتحة العقلية تنمية على تؤكد المستقبل أجل من للتعليم السلبي، االستيعاب من واالنتقال الجدل على والقدرة المهارات، وتنمية التساؤالت

. والتمكين "يداغوجيا" المشاركة إلى التلقين أساليب ومن اإليجابي، البحث إلى الذي الوقت ذات في والمعرفة التربية ببعدي االهتمام بضرورة وثيقة صلة لذلك إن

والفن والفلسفة العلم بين خالق تفاعل تحقيق من فيه البد المعرفة تجزئة من بدال االجتماعية العلوم مثل فروعها بعض اختصار في االستمرار على اإلصرار أو

بشكل بتعليمها والعبث أهميتها من والتقليل احتقارها يجري التي واإلنسانية(132-130)الصواني،صمتواصل.

Page 9: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

وبمعدالت السائد التعليمي بالنظام المرتبطة لإلحباطات بسيطة مراجعة أية إن إلى حاجة هناك أن تبين الحالي التعليمي النظام ناتج من الشباب بين البطالة

بل فحسب التعليمي النظام في ال النظر إعادة بين الصلة استشراف في أيضا االقتصادية. وبرغم العولمة عصر في الثروة توزيع ونظام العمل وسوق التعليم القول الصعب من فإنه والمدارس والمعلمين الطلبة أعداد في الكمي التطور تحققت اإلنجازات من الكثير أن . ومع الكمي للتطور مواز نوعي تطور بحدوث

ينبغي ال التي وهي الوطنية اإلرادة بفعل يبرر ما هناك فإن أهميتها من التقليل أبدا كانت . إذا التعليمي بالشأن المعنيين كل عليها يجمع استراتيجية رؤية بغياب القول إلى تحتاج أنها أو الوضوح بعدم تميزت أهدافها فإن االستراتيجية، لهذه مالمح هناك األمثل التوظيف في يسهم بشكل أساسي . ذلك األحوال أحسن في صياغة إعادة في النظر إعادة إلى الحاجة ويستوعب التعليم لقطاع التحتية المادية للبنى

. بها المتعلقة السياسة

األسئلة عن لإلجابة تتصدى أن االستراتيجية هذه وعناصر شروط أهم من إن لذلك . إن المستقبل في المجتمع لفائدة المطلوبة األجيال نوعية بتحديد المتعلقة

والمعرفة التقانية المهارة وأن خاصة العولمة تفرضها التي بالتحديات وثيقة صلة التفوق ومعايير النسبية بالميزة يعرف ما تقدير في العناصر أهم من اآلن هما

وتوجه جودة على أساسي بشكل يعتمد ذلك كل أن في شك . ال العالمي والتنافس. مراحله كل في التعليم

بالتعليم المرتبطة االشكاالت لمعالجة المستويات كل وعلى ضرورة هناك إن سبق أن بينت التجربة . إن والتربية التعليم بين الهامة الصلة إلى االعتبار وإعادة ولتفرز واالجتماعية األخالقية القيم رسوخ دون الحيلولة في ساهم للتربية التعليم

التعليمي الواقع من عليها التدليل يمكن هذه . إن غريبة وسلوكيات قيما بالمقابلي للمعلم السيئ والوضع الدراسي الموسم تقلص خالل من ذاته أو احترامه وتدن

ي الطالب، بين مكانته غياب صلة لها ان في الشك التي االجتماعية مكانته وتدني الدراسة، مواعيد احترام عدم خالل من هذه تبرز . مثلما االقتصادية مكانته بتدن االكتراث عدم أو الجامعي أو المدرسي المبنى أو الكتاب باحترام االهتمام وعدم

الظواهر وتنامي الشباب بين االنحراف نسبة ارتفاع في تبرز حرمته الستباحة لذلك إن(6-3ص )العلكيم،الهدامة. التي وهي خطورة أكثر بظاهرة عالقة أيضا

Page 10: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

والرجعية االحتجاجية التدين ومظاهر السلفية التيارات انتشار في تتمثل دور في تراجع حدوث مع خاصة ملحوظ بشكل الشباب أوساط بين والمحافظة

. االجتماعي الدولة

الروابط به تقوم أن يمكن الذي الدور في والعمل للتفكير ضرورة هناك إن إليها النظر يستمر أن ينبغي ال التجمعات هذه . إن والشبابية الطالبية والمنظمات

أهميته، وعلى الهدف هذا . إن السياسي والتحريك للتعبئة أدوات كـونها لمجرد يجب يقف أال لمجتمع كمؤسسات ال فاعل بدور التكوينات هذه قيام دون حائال وظائف بممارسة ولتقوم بل فقط والحضارية الديمقراطية القيم يعزز مدني لتكون محددة وسياقات أطر ضمن والتربية التعليم بأغراض وثيقة صلة ذات ومهام. إعاقة عنصر وليس بناء عامل

يزداد والتنمية التعليم بين الربط وعدم التعليمية اإلدارة في والخلل القصور يظهر بدأ الذي السيئ األثر بفعل خطورة واضحة سياسة وجود عدم خالل من جليا

على يتأسس أنه تبين أن البد القطاع لهذا مراجعة أية . إن الخاص التعليم تجاه مقابل التامة بالفوضى يتميز مثلما تنموية قواعد من أكثر ربحية تجارية قواعد هذا . إن متواصل بشكل وأدائها العام التعليم مؤسسات مستوى في التدني "الطفيلي" القطاع هذا اعتماد خالل من مزدوج ضرر إحداث في يساهم القطاع

بالتعليم صلة له ما بكل الضرر يلحق انتهازي بشكل العام التعليم وموارد بنى على يلحق الوضع هذا استمرار . إن والتنمية ضررا معنويا المعلمين نفسية على خطرا أدائهم ومستوى أوضاعهم تزداد الذين الجامعي التدريس هيئة وأعضاء سوءا. متواصل بشكل

التحوالت االعتبار في أخذت ما إذا خاصة الكبيرة خطورتها المسألة لهذه إن المجتمع هذا لها تعرض التي الديموغرافية تقدير ضرورة يؤكد ذلك . إن حديثا

يواجهه الذي األكبر التحدي وهو السكان بين الشباب نسبة ارتفاع وخطورة أهمية اإلنسانية التنمية تقرير من . ويستفاد بالطموحات ممتلئ الموارد محدود بلد

فرص من تطرح ما بقدر السكانية البنية في التحوالت أن2002 للعام العربية والتوزيع السكاني والنمو السكان "حجم فإن التقرير . وبلغة تحديات تطرح

اإلنسانية التنمية )تقريرديمغرافية." لعنة أو ديمغرافية هدية تكون أن يمكن العمري

Page 11: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

بالمستقبل وقوية وثيقة صلة ذو الخطير التحدي هذا مع التعامل إن(34ص العربية، السياسي والنظام بالهوية صلة له مثلما االجتماعي المال رأس وضمان والتنمية. خاص بشكل

صياغة إعادة بمكان األهمية من فإن بالعولمة المرتبطة التحديات إلى وبالنظر البعد يؤكد وبما التحديات، لهذه تستجيب بحيث التعليمية والبرامج السياسات

. معولم اقتصاد في التنافسية الميزة أو المنافسة وفرص إمكانيات ويعزز التنموي وحركية بالمهارات المتعلقة الشروط التعليمي النظام يستوعب أن البـد هـنا من

واإلقليمية المحلية الحاجات على التركيز يجري أن الضروري . من العمل والمعرفة المهارات على الحصول فرص بتوفير وذلك العاملة القوى من والعالمية

(35-29ص )المصري،مكانية. أو زمانية حدود بدون

من العالي التعليم هدف تحويل هو التحديات أهم من واحدا أن في شك وال يحملون متعلمين تخريج مجرد إعداد إلى يبلى، ما سرعان المعلومات من كما

)تقريرالمستمر. الذاتي للتعلم والقدرة القابلية لديهم المعرفة لمجتمع مواطنين

مؤسسات إنشاء يتم أن الضروري من ولعله(186ص العربية، اإلنسانية التنمية الخصوص وجه على العالي التعليم ومؤسسات برامج واعتماد لتقييم مستقلة

بشكل التعليم نوعية وتحسين نشر في الدولة مسئولية استمرار مع للجودة ضمانا(167-166ص العربية، اإلنسانية التنمية )تقريرعام.

: واإلدارة السلطة دياتـ/ تح ثانيا

لعمله دافع هناك مما الكثير أن إلى اإلشارة هنا هممال من بالبيئة صلة له داخليا السياسي بالنظام الخاصة الحركة على تضعها التي القيود أو والشروط الخارجية

بينت الديمقراطية واعتماد التقنية للثورة الهائلة واآلثار التجربة . إن عموميتها في تفرضه أمر ذلك نإ. العامة اإلدارة في الحجم تقليص أهمية إلى حاجة هناك أن

يصاحبها وما العالمي االقتصاد في التحول شروط يعيشه الذي التضخم عن فضال يشكل الذي البشري والفائض والشعبية العامة اإلدارة جهاز عبئا وعلى عليه ثقيال

. العام اإلنفاق وعلى فعاليته

Page 12: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

النظر، إلعادة ضرورة هناك إن والكفاءة، الكلفة مثل االقتصادية للمعايير وفقا الوحدات عدد تقليص خالل من الحجم تقليص أساليب وإعمال اإلداري الجهاز في

بعض إسناد في األخرى الدول تجارب من االستفادة وربما العاملين وعدد واألجهزة (114-113ص البرادعي،).العامة اإلدارة خارج من متعاقدين إلى اإلدارية المهام

تقليص عمليات إجراء والفعالية والكفاءة التحول شروط تفرض الذي الوقت وفييجم ذهـه أن إلى اإلشارة المهم من فإنه الحجم تشكل ال عا مع تتناقض وال تعارضا إلى تنقسم اإلدارة بجعل وثيقة صلة الديمقراطية للفكرة إنالجماهيرية. األفكار أصغر وحدات لإلدارة كأساس بامتياز الالمركزية فكرة يمثل ما وهو حجما

. العاملين عدد تقليل من مدى أوسع عمليات وليشمل الديمقراطية

تفكير إعادة عملية من يعنيه بما االستراتيجي بالتفكير عالقة لذلك نإ من بدءا ،إليها الوصول المراد والنتائج وأهدافها اإلدارية المنظمة وجود علة حول التساؤل

. لذاتها اأهداف وليست أدوات مجرد والمصروفات التكاليف خفض يكون هذا يوف واإلدارة اإلدارية للمنظمات اختراع إعادة عملية بأنه وصفه يمكن بما صلة لذلك نإ

الفكرة بكون وثيقة صلة لهذا نإ. أساسها من الحكم لفكرة وربما العامة لإلدارة تفرد ال الجماهيرية نأ ينبغي وال سلطة ليست فاإلدارة سلطويا، موقعا

بنيتها وليست عملية مسألة الشعبية اللجان فإن ذلك هكذا. ومن إليها ينظر أساسا حجمها أو مستوياتها أو بعددها األمر يتعلق عندما خاصة الشعبية السلطة لفكرة. عملها ومجال

المؤسسات بناء في التفكير تجعل التي األسباب فيه تتوفر الذي الوقت وفي القائمة المؤسسات وكفاءة فاعلية مدى دراسة أيضا المهم من فإنه أساسيا، أمرا إعمال يحقق وبما النظام تميز تستوعب مقاييس صناعة إلى الحاجة تبرز مثلما

العلمية الدراسات أوضحت والرشد. لقد والمحاسبة والكفاءة الشفافية معايير . وفي واالجتماعي واالقتصادي السياسي التفعيل في والقواعد المؤسسات أهمية

ذلك فإن االقتصادي اإلصالح صعيد على هامة تجربة البالد فيه تخوض الذي الوقت واالقتصاد السوق إدارة في والقواعد بالمؤسسات يتعلق فيما النظر يستوجب

. التنمية صالح يحقق وبما عام بشكل

Page 13: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

- أدت مختلفة - والعتبارات الماضية العقود خالل البالد عاشتها التي التجربة إن أدى ذلك . إن واضح بشكل المؤسسية بالجوانب االهتمام عدم إلى نشوء إلى أيضا

إليها يستند التي بالفكرة له صلة ال بشكل والقواعد المؤسسات تحتقر ثقافة بالمؤسسات تهتم المختلفة الدول أن تبين العالمية التجربة السياسي. إن النظام

لذلك " . إن اليومية للحياة هيكل بتوفير اليقين عدم " تقليل أجل من وتطورها صلة للعمل المنتج التقسيم تنظيم تحقيق مثل االجتماعية األهداف بتحقيق أيضا

الال القرارات واتخاذ ألداء معزز هو مثلما للفقراء الموالي النمو وصيانة وتوليد( 75-73ص الدولي، العمل )مكتباالجتماعي. المال رأس وتعزيز وبناء مركزية

المفهومي المستويين على الهادئة المعالجة إلى تحتاج التي المسائل إحدى إن مع ال ينسجم بشكل واإلدارة السلطة بين الصلة بتحديد المتعلقة تلك هي والعملي اإلدارة أو الرشيد الحكم وشروط أصول ومع بل فقط الديمقراطية الفكرة

ان ضرورة بين االرتباط مدى تقدير إلى حاجة هناك . إن والدولة للمجتمع الصالحة العام القرار يكون يحقق بما الناجحة الفعالة اإلدارة إلى الحاجة وبين ديمقراطيا

والتوفير والوفرة الكفاءة بين الربط منطقية حول بالسؤال يرتبط هذا . إن أيضا من والخدمات. إنه الموارد إلدارة المناسبة والطريقة السلطة ديمقراطية التي العالمية واألسس بالقواعد وثيق بشكل يرتبط هذا أن إلى اإلشارة الضروري

يضع مثلما والرشيد الصالح بالحكم يعرف صار ما جوانب تحدد مقبولة أطرا القول نافلة من والمحاسبة. إنه للشفافية قوية عالقة كله لذلك أن بيان أيضا بحقوق المعني والنظام مجمله في االجتماعي النظام عليها يقوم التي باألسس. خاص بشكل المدني المجتمع ومؤسسات اإلنسان

البالد تقسيم اعتماد مع تطبيقه تعزز الذي الالمركزية بنظام األمر يتعلق وعندما . إن والسلبيات االختالالت من بعدد التطبيق ارتباط يبين الواقع فإن شعبيات إلى الشعبية اللجنة مستوى على تصوره يمكن الذي اإلرباك بسلبيات متصل ذلك

)حاليا( القطاعية اللجان )سابقا( أو اإلنتاج أو الخدمات قطاع بتولي وخاصة العامة أن يبين الشعبيات نظام . إن أهمية القطاعات ألكثر المركزية اإلدارة مسئولية فيها

تحقيق إلى الوصول على بمفردها قادرة الغير الشعبيات من مجموعة هناك المسح المناسبة. ويوصي أو المطلوبة االستقاللية درجة من الوطني المعدل للمعلومات الوطنية الهيئة أعدته الذي الشعبيات في التنمية بأطلس الخاص

Page 14: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

شعبيات عدة تضم تنموية بؤر ضمن المناطقي التخطيط منهج اعتماد بضرورة. منفردة بصورة التنموي اإلمكان امتالكها لعدم

على سنوات خمس بعد الالمركزية تجربة كانت إذا فيما البحث الحاسم من لكن لها الداعمة الرؤى أو الحجج تأكيد إلى قادت قد واكتمالها تمامها نظريا أم وعالميا

اقتصاد ظل في يتم الالمركزية نحو التوجه أن . ذلك معاكسة نتائج إلى أدت أنها تنويع على القدرة وعدم الهيكلي، التوازن عدم من حادة حالة يعاني يزل لم كلي

هذا . إن العامة الميزانية تمويل مصادر على النفط سيطرة بحكم الحالية الموارد ليس الموارد دور تفعيل نحو التوجه ودعم الالمركزية إنجاح أجل من ضروريا

ضروري هو بل فحسب الذاتية الشعبيات في التنموية الخطط أن عرفنا ما إذا أيضان الفنية. ومثلما الناحية من وضعيفة نمطية األعم في هي ـ الوطني التقرير بي

تكاليف ذات مشروعات قوائم كونها تعدو ال الخطط هذه فإن البشرية للتنمية في التنمية )أطلسالعامة. الخزانة من أموال على الحصول بهدف إجمالية تقديرية

ذلك التجربة. إن وسلبيات منجزات على التعرف بمكان األهمية من إنهالشعبيات( األساس في يستند الالمركزية نحو العالمي االتجاه أن االعتبار في يأخذ أن يجب تحقق أنها إلى الفساد وتقليل والشفافية المحاسبة مستوى على مناسبة أهدافا األساسية الخدمات مستوى تحسين إلى فيه تؤدي الذي الوقت ذات في

لالمركزية . إن المحلية لالحتياجات األسرع واالستجابة بتأمين وثيقة صلة أيضا الدنيا مستوياته عند الشعبي السياسي الفعل دائرة واتساع المستدامة التنمية

(2003 البشرية التنمية )تقريرالمدني. المجتمع وتقوية

مع المدني المجتمع توافق مدى حول العقيم الجدال من الكثير عن النظر وبغض الوظيفية لإلمكانات للتنبه ضرورة هناك فإن عدمه من الجماهيري النظام

المسألة نتأمل أن إلى يدعونا هذا للمفهوم. إن بالتطورات واعون ونحن مجددا الكلية األنساق إدارة أن . ذلك والمجتمع الدولة شئون إدارة مجال في العالمية

. إن مركزية ال أو مركزية واحدة هيئة بها تنفرد أن يمكن ال بالتعقيد تتصف التي وتصارع وتعاون لتفاعل نتيجة تحدث الكلي النسق إدارة أن حقيقة إلى يرجع ذلك

لذلك المختلفة، مستوياته في القرار عن المسئولة التكوينات من العديد وتفاوض أو السلطة تعني وال السلطة، أو الحكومة تعني ال والدولة المجتمع إدارة فإن

Page 15: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

يشمل أوسع نطاق هي بل فقط التنفيذي الذراع من متعددة ومستويات أنواعا. والمؤسسات المنظمات

نت العالمية التجربة أن الرأي هذا من ويعزز الديمقراطي الحكم بناء أن بي على قام الالمركزي، أو المحلي والحكم العامة الخدمات مجال في الفاعل واألداء

المحلي والحكم اإلدارة مؤسسات وبناء الالمركزية كانت . وإذا المؤسسات بناء وفاعلة ديمقراطية يجعلها ال وجودها مجرد فإن المستويات جميع على ضرورة التي والضوابط الشروط من مجموعة وجود هو ذلك يحقق ما . إن آلية بطريقة

تشجيع على تعمل الشروط هذه للسياسة" . إن " إطار بأنها وصفها يمكن أمام التحدي فإن للخدمات. وبذلك فعالية أكثر أداء ثم ومن واالنفتاح االستجابة

مثلما ومدربة وكفؤة مؤهلة بشرية عناصر ذات بيروقراطية وجود هو الالمركزية يتطلب ترابطا وتشابكا اتصاليا المقام في يقتضي هذا وتنظيميا. إن ومؤسساتيا

بما لالمركزية وطنية لسياسة إطار وضع إلى الالمركزية مجرد من االنتقال األول بشكل تعمل أن الالمركزية لمؤسسات يمكن التي المناسبة البيئة وجود يضمن(Respording to Citizens, pp19-24). وشفاف مسئول ديمقراطي، فعال،

بالحكم المرتبطة المسائل عليه تنطوي ما إدراك إلى حاجة هناك فإن لذلك ال ومؤسسات وعالقات وصيرورات آليات من والدولة المجتمع إدارة أو الرشيد المواطنون بواسطته يقوم ما كل لتشمل تمتد وإنما السلطة في تنحصر

الدولة مع تكون التي وواجباتهم حقوقهم لممارسة والمجموعات اإلدارة من نوعا ماسة حاجة هناك األهلي. إن العمل ومنظمات المدني المجتمع تضم التي الشبكية

بما أو األهداف هذه يعزز بما حاسمة استنتاجات إلى للوصول التجربة تقييم إلى بالممارسة وثيقة صلة لذلك . إن برمتها الالمركزية في النظر إعادة إلى يقود

مرتبط ذلك . إن والصالح الرشيد والحكم الديمقراطية فعالة دولة بوجود أيضا ومجتمع مواطنين وجود على عالوة مؤهلة ملتزمة، مخولة، محلية وسلطات القدرة(7-6)تامر،صومنظم. ومطلع مشارك مدني

والثقة المعلومات حديـ ت / لثاثا :

Page 16: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

مجال في والثورة االتصاالت وسائل في والثورة المعلوماتية الثورة كانت إذا فضاء أو بيئة في للمعلومات جديدة نظم سيادة إلى أدت قد الحاسوب أجهزة

كل تطال أن شأنها من التي القوة البالغة آثاره لذلك فإن للمعلومات إلكتروني ليس مواد على تعتمد التي الثالثة الموجة بحضارة يعرف بما صلة لذلك . إن شيء

على ينطبق ما وهو المرغوبة بالسهولة عليها تسيطر أن السلطة أو الدولة بمقدور. المعلوماتية الثورة جوهر وهي المعرفة

التصورات وفي اإلنساني اإلدراك في بالغا تأثيرا الثالثة الموجة لحضارة إن المتاحة المعرفة تتناوله ما لكل المختلفة وبالمضامين والمكان بالزمان المرتبطة

يحدث أن ذلك شأن من . إن اإللكترونية المعلوماتية الثورة بفعل تأثيرا في كبيرا بطبيعتها الخاصة والتصورات العامة واإلدارة العام وبالشأن بالسلطة الفرد عالقة

التي العملية الوسائط في التفكير إلى يقود أن شأنه من ذلك إدراك . إن ووظائفها أهمية إلى بل العامة الحياة في العامة اإلدارة أو السلطة دور ترشيد إلى تؤدي

العام الشأن تعريف إعادة ((19-17ص )ابوعمود،. أساسا

واسعة آثارا والمعلومات االتصال تكنولوجيا مجال في الحديثة للتطورات إن حقل في األخيرة هذه ودور ومؤسساتها، بالدولة الفرد عالقة في النطاق

واألساليب المفاهيم في النظر إعادة يفرض ذلك . إن واالتصاالت المعلومات المفاهيم هذه تأسيس يعيد بما واإلعالم والمعلومات االتصال مجال في التقليدية بالحق المرتبطة المسائل في النظر إعادة إلى حاجة . هناك جديدة أساليب ويطرح

وتداولها. المعرفة نشر وحرية والرقابة واألخبار المعلومات وتدفق االتصال في والصحافة اإلعالم أوضاع تدني عن الناجمة الثانوية أو السلبية اآلثار على وعالوة

النظر إعادة . إن االستراتيجي المستوى على الخاصة أهميته لذلك فإن الوطنية حاسمة تقنيات تلعبه أن يمكن الذي الدور مكانة االعتبار في أخذنا ما إذا أيضا

يحتاج ذلك . إن والسياسية واالجتماعية االقتصادية التنمية في واالتصال المعلومات فيه يتم الذي الوقت ذات في يجري هذا أن يستوعب الذي العميق النظر إلى

. البشري البعد على مرتكزة التنمية جعل إلى العالمي المستوى على التوجه

إطار في واحدة عالمية سوق خلق نحو السير هو العولمة أبعاد وأخطر أهم إن وديناميكية دعوة ذلك وفي الغربية، الديمقراطيات ونمط الرأسمالي النظام

Page 17: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

. لألفكار الحرة السوق مبدأ إطار في المستويات كل على التعددية إلى مستمرة واالتصاالت المعلومات لثورة أن يعني ذلك إن النظم على ال انعكاسات له آخر بعدا

األيديولوجيات وعلى بل فحسب القومية الدولة في السياسية ن. إ أيضا واتخاذ السياسات صنع في عليها االعتماد يتم التي األساسية المادة هي المعلومات

يعزز نأ شأنه من- بامتياز المعلومات عصر وهو- الحالي عصرنا إن. القرارات أهم ديمقراطي غير نظام أي أو الحكومات كل ويسلب الديمقراطية الفكرة من

شأنه من ذلك نإ. السياسية القوة عناصر البناء في مباشرة التأثير أيضا وفي ،الجماهيري النظام وفي ،بالمواطنين المؤسسات عالقة فيو المؤسسي

. الشعبية باللجان المواطن عالقة

في بالثقة يشعر المواطن تجعل سياسات من يلزم ما اتخاذ الضروري نم التي باألخطار صلة لذلك نإ. وبمصداقيتها الوطنية عالمإلوا المعلومات وسائل أمام اآلن حدود ال وحيث الحدود، وراء من الواردة المعلومات تشكلها نأ يمكن

. إن والقرارات المواقف في التأثير علىو السياسية الممارسة على المعلومات ذلك شأن من الداخلية البنية على الخارجية الضغوط قوة من يضاعف أن أيضا

والمعلومات االتصاالت ثورة تأثيرات بفعل السياسية الممارسة نطاق نأو خاصة

(2002 البشرية، للتنمية الوطني التقرير)النوعية. وخصائصه مداه تغير قد

تستقبلها التي الفضائيات وانتشار اإلنترنت استعمال في التوسع أن الواضح ومن البيوت كل يلعب تقريبا دورا مكوناتها بجميع المحلية البيئة في التأثير من أساسيا

. وأبعادها

اإلعالمية الثورة منتجات على االنفتاح من المجتمع تمكن يعني ذلك إن حواراتها تتضمن وما المباشرة، وغير المباشرة رسائلها ومضامين حول مثال

المسائل من وغيرها والفعالية والكفاءة والمحاسبة كالشفافية الهامة القضايا يحض أمر وهو تتشكل ثقافة وجود يعني ذلك . إن والدولة المجتمع بإدارة المرتبطة

. معه التفاعل وضرورة بأهميته الوعي على

تعزز التي المادية اإلنجازات تحقيق تجعل الرقمية والتقنية العلمية التطورات إن النوع هذا من توجها تحقيقه يمكن ذلك . إن اليسر في غاية أمرا خالل من مبدئيا

سبيل . وعلى االتصاالت مجال في خاصة الرقمية التقنية استخدام إلى التحول

Page 18: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

كل يغطي الهاتفية لالتصاالت شامل نظام إقامة قليلة أسابيع خالل يمكن المثال المختنقات معالجة مجرد ليس ذلك شأن من . إن ليبيا من المأهولة الرقعة

الهائلة الفجوة تسد اتصالية بنى وإقامة مناسبة، بدائل إيجاد بل القائمة االتصالية تحقيق . ان ليبيا في االتصالية البيئة لتخلف والنفسية االقتصادية األعباء وتخفف

والثقة المعلومات تحدي بمعالجة وثيقة صلة ذو القائمة للتحديات مالئمة استجابات بالتعليم صلة ذلك لكل أن الواضح بالثقافة. من المتعلقة وأقلها مستوياته بجميع

نقل يعني ال المعرفة مجتمع أن إدراك إلى حاجة هناك . إن خاص بشكل والتنمية واقتصادية وسياسية اجتماعية ثقافية عمليات بين إدماج نتيجة هو بل التكنولوجيا

يشير ذلك . إن والحواسيب االتصاالت عالم في حديثة تقنية قدرات وبين وتعليمية اجتماعية وتفاعالت إنتاج وعالقات نظم من المعرفة مجتمع يقتضيه ما إلى أيضا

وثقافية. وفكرية سياسية ومحموالت

الوطني االقتصاد هيكلة إعادة رابعا/ تحـدي :

هيكلة بإعادة المتعلق ذلك هو ليبيا على العولمة تداعيات أهم أحد أن في شك ال أو العناصر من مجموعة إلى بالنظر الخاصة أهميته لذلك . إن الوطني االقتصاد في الليبي لالقتصاد المميزة الخصائص تلك العوامل هذه مقدمة . في العوامل

على االقتصاد هذا اعتماد حقيقة . إن عليه العام القطاع أو الدولة سيطرة تاريخ إن الخطورة من عنصرا العامة الصورة إلى تضيف كامل شبه بشكل النفط مورد

من حالة أمام تتضاعف الخطورة . هذه للخارج االقتصادية القرارات ارتهان يكن لم التحوالت . إن والعمالة الغذائي اإلنتاج مستويات على ياالقتصاد االنكشاف شبه

ليبيا ورغبة العالمية االقتصادية للمبادالت الحاكمة والقواعد البنية في والتطورات. التحديات هذه جسامة من تزيد العالمية التجارة منظمة إلى االنضمام في

واضح تعريف وجود عدم هي الوطني االقتصاد هيكلة إعادة لعملية تحد أهم إن للدولة الضعيفة المركزية القدرة االعتبار في أخذنا ما للدولة. وإذا الجديد للدور بالجوانب االهتمام عدم شأن من فإن حال، أية على اإلصالح دوافع أحد هي التي

وتوجه صياغة حول اجتماعي توافق إلى والوصول والمجتمع الدولة بإدارة المتعلقة صلة لذلك . إن مسدود طريق إلى بكاملها العملية يقود أن الهيكلة إعادة عملية بالتفكير أيضا بل االقتصادية المسألة وفي حول التفكير إعادة بمجرد ليس وثيقة

Page 19: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

بالتحوالت صلة من لذلك وما برمته االجتماعي بالنظام صلة ماله كل في السكان % بـين10 نحو تشكل التي البطالة وتحدى الجذرية الديموغرافية

النشيطين نحو يشكـلون الشـباب أن إلى بالنظر حـدة يزداد هـذا . إن اقتصاديا العمل عـن الباحثين إجمالي % من60 )كانون( .2002 إلحصاءات وفقـا

الخصخصة أو الملكية قاعدة توسيع لعملية والالئحي التشريعي اإلطار أن ومع شهد إسهابا وربما زخما من الكم هذا "رغم أنه بين الحال واقع أن إال واضحا

التنظيم من الكثير وينقصها التكوين مرحلة في الزالت أنها إال والقرارات القوانين التي الجهات وكثرة التنفيذ، في والتباطؤ وضوحها وعدم االختصاصات وتحديد أو وضع إلى حاجة هناك إن)منيسي(البرنامج." عمل آلية تنظم وبرامج لوائح تصدر

عن التساؤل أيضا المهم من االقتصادي اإلصالح حيال وطنية سياسة صياغة وال الملكية جانب في أساسا تنحصر أو ترتكز الخصخصة تجعل التي األسباب

اإلصالح بسياسات يرتبط وما العامة المشروعات إدارة تخصيص أسلوب تشملاإلداري.

عام( )إطار الخارجية البيئة تحديات

تفرض واالستراتيجية األمنية والتحديات الخارجية الضغوط نإ نمطا من معينا يمكن التي بالشرعية صلة من لذلك بما والخارجية الداخلية االقتصادية السياسات

ال. لها العالمية المؤسسات أو الخارجية األطراف قبول من تستمدها نأ للدولة بتمامها الداخلية األوضاع في الواضحة آثارها لها ألوضاعا هذه أن الذهن نع يغيب السياسي النظام يكلهو المؤسسي البناء مباشرة غير أو مباشرة يطال قد ما وهو

السياسية والممارسة السياسية العملية تمس التأثيرات فإن وبذلك . واالقتصادي في التفكير إلى تدفع قد وهي ،المختلفة ومجاالتها بمستوياتها المجتمع في و مركبا نطاقها أصبح التي السياسية للممارسة الهيكلي البناء خالل من واءمةالم

الالزم الحوار إلقامة المناخ يوفر نأ شأنه من كله ذلك نإ. النوعي بالتمايز يتسم الكثير نأو خاصة ،ثقافته وتعزيز ومؤسساته الديمقراطي النظام وتطوير لتجذير

الديمقراطية الفكرة عليها قامت التي األسس من . كبير لتغيير اآلن تخضع أساسا

Page 20: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

منذ تحددت قد بالغرب وخاصة الخارجي بالعالم ليبيا عالقات أن الواضح من اإلسرائيلي العربي بالصراع دولة أي عالقة على يعتمد مقياس باستخدام 1969

ممكنة منفعة أكبر تحقيق في بالرغبة أخرى ناحية ومن تؤيد، جانب وأي ناحية من نموذج وتطبيق بتطوير المرتبطة العمليات على عالوة النفط، تصدير خالل من

. العالقات جديد مجتمعي تأثرت أيضا النموذج هذا لجعل والسعي بالحرص كثيرا. به اإلنسانية تعريف كلفة دفع في والرغبة للخارج جذابا

الثالثين خالل عاشت الواقع في ائلالمس ـذهه الماضية عاما التناقض. من نوعا عانت لليبيا الخارجية السياسة فإن وهكذا أو الظاهر التناقض نتائج من كثيرا

نأو خاصة ،خسائر إلى ىأد ذلك كل. واأليديولوجيا الوطنية المصلحة بين الباطن رغبة األمر تعقيدات من زادو الخارجي سلوكها في تستقل نأ على حرصت ليبيا منها عانت التي تاإلشكاليا إن. مستوى من أكثر على قيادي دور لعب في ليبيا ليبيا وربما خارجيا ازداد ما وهو إليه المشار بالتعارض وثيقة صلة لها كانت داخليا

إ البالد تلعبه أن ينبغي الذي للدور التصورات في الواضح التطور مع رهثيتأ قليميا . وعالميا

في ليبيا يجعل وهذا العاملين هذين مستوى على التحوالت من جملة حدثت اآلن أن إدراك المهم . من الخارجي العالم مع عالقاتها تعريف إعادة إلى حاجة

الخلفي المقعد في أصبحت الباردة، الحرب بعد ما تحوالت بعد خاصة اإليديولوجيا تخلت ليبيا بأن القول باإلمكان ليس. دورها في النظر إلعادة خضعت أو تقريبا،

والخارج الداخل في السياسية وعملياتها تحركاتها من الكثير إن بل اإليديولوجيا عن إنها الواقع في القول يمكن بل اإليديولوجيا من واضحة بشحنات مشبعة زالت ما

أن إلى اإلشارة المهم من . لكن ذلك سوى تعكس ال مازالت األحوال بعض في العولمة تحديات مامأ"االشتراكية" و الكتلة انهيار بعد عام بشكل الليبية السياسة

هذا صاحب . لقد اإليديولوجيا لدور تفسير إعادة تشهد بدأت إلى نظر إعادة أيضاأو مجاالت نجد أن يمكن وهكذا والعالمية، ةاإلقليمي الصعد على البلد موقع وضاعا

التبرير جائز غير كان هبأن وصفه يمكن ما لتبرير اإليديولوجيا استخدام فيها يتم . سابقا

وعائداته للنفط المركزي بالموقع بقوة ربطها يمكن لليبيا الخارجية السياسة إن الخارجية للعالقات وطبيعة ومستويات أنماط من العائدات هذه تأمين يفرضه وبما

Page 21: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

أسواق في واالنهيار ليبيا ضد العقوبات لمرحلة السلبية اآلثار أن الواضح . من إعادة عملية تفرض واحتياطاتها ليبيا موارد له تعرضت الذي الهائل والضغط النفط

وموارده النفط أن هو المجال هذا في مالحظته يمكن عنصر أهم أن غير.نظر المزدوجة الطبيعة عن النظر كبير. وبغض بشكل لذاتها واعية البالد جعلت

الدولة سلوك أمام الطريق - مهد ذلك - رغم فإنه التصور هذا لمثل والخادعة إنه البالد، سياسة في آخر عنصر أهمية بين الماضي العقد فإن ذلك . ومع الخارجي

عانت . فلقد والعكس الخارجي والسلوك الداخلية البيئة بين بالصلة المتعلق ذلك ليبيا حساسية أو رهافة مدى أوضحتا وهما ،لوكربي وقضية العقوبات من كثيرا

. الداخلي الوضع

عالميا، إليه اللجوء يمكن قوى حليف أي اختفاء على عالوة الدروس، هذه إلى الليبي االستراتيجي التفكير إعادة شأنها من العربي، الموقف من واإلحباط

له سوق ال النفط وإن النفط مراهنة- سوى - كورقة تملك ال ليبيا . إن البداية نقطة النفط وإن الغرب، في إال الغرب ةيساسح ثارةإ وعدم الغرب قنيةت إلى يحتاج أيضا

تعتمد دولة أية أن قاطع بشكل بينت فقد لوكربي أزمة . أما فيه مبالغ بشكل أو عوامل أسيري وبسهولة ونظامها سياستها تقع أن يمكن الصادرات على أساسا - خاصة األمريكي الضغط وبوطأة بذلك اإلحساس فإن عنها. وهكذا بمنأى فواعل

الليبي االستراتيجي التفكير يجعل - منازعة بدون للعالمية األمريكي الصعود مع للبقاء ضروري ذلك أن تبين التطورات . إن األولويات ترتيب إعادة إلى مضطرا

.واالستمرار

الصعب من ومن ة،يبراغمات حلوال تتقبل أن المتزمتة اإليديولوجيا على كثيرا الواضح من لكن معها تنسجم ال تسويات تقبل أن األخالقية التصورات على الصعب

التماسك من قدر على ولو بالحفاظ وربما بالبقاء األمر يتعلق عندما أنه أيضا مواضع)مبررا. يصبح ذلك فإن ذاته األخالقي والتصور لإليديولوجيا واالستمرار

الثالثين أن إلى اإلشارة المناسب من(مختلفة عدم بوضوح أكدت الماضية عاما المجال ليس هذا كان - وإن النظري المستوى على . أمااإليديولوجي الجمود وجود

يتميز ليبيا في تطبيقه ونموذج اإليديولوجي النسق عنه- فإن للحديث المناسبة أو يمكن هذا إن . التطبيق صعيد وعلى النظر صعيد على ملحوظة بديناميكية

Page 22: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

المنظور وفي االقتصاد إدارة أو االقتصادي التنظيم مسألة في بوضوح مالحظته. وتفاعالته الخارجي العالم تحليل في الفكري

ذلك اعتبار يمكن مدى أي إلى ديناميكية على أو اإليديولوجي التماسك على دليال المصلحة، بين التنافس أو الحوار عملية إلى قوية إشارة بالمقابل أو اإليديولوجيا

وان خاصة التصورات بشأنه تختلف أن بد ال موضوع ،اإليديولوجيا أو والرؤيا الواقع الموافق االفتراضي العالم وليس الحقيقي العالم مواجهة إلى ليبيا قادت لوكربي

ماسة حاجة هناك أن الداخل في دولة الال أو الدولة بناء نمط أكد . لقد للتصورات النظرية التصورات لمصلحة تجاهلها السابق في تم عناصر عطاءإ إلى وزنا مناسبا

لتكون استيعابها من لإليديولوجيا البد نظرية خالصات أو نتائج يفرز هنا . الواقع. ديناميكية

. وتدعيمها تأسيسها يعاد والخارجية الداخلية السياسة بين الصلة فإن ذاـوهك يضع االتجاهات كل في جديدة خارجية عالقات تطوير نإف أيضا إ ضغطا على ضافيا

من كبير قدر إلى يدعو األمر إن . تحديدها يعاد الصلة فإن الداخلي. وهكذا الوضع االقتصادية البيئة صياغة إعادة شأنها من تدابير وباعتماد بالتكيف واإللزام الحاجة

أو لبرلة بأنه ذلك وصف المحللين من للكثير يمكن الذي الوقت والسياسية. وفي الليبية السياسة في المختلفة العوامل بتفاعل الواعي المحلل فإن ليبرالية تدابير

ذلك . على العملية هذه في الخارجي آلخرل و للذات التصور أهمية يقدر ان البد هو انفتاح أو ةليبرالي أو لبرلة أنه على تصوره يمكن ما فإن و فيها يتم عملية أيضا

السياسات وصياغة البنى تشكيل في أهمية أكثر ازنو الواقع إعطاء بواسطتها . ديناميكيتها تحديد وفي والمؤسسات

يكون أن يمكن النوع هذا من جداال أن عن النظر وبغض ج عقيما من فإنه دا متواصلة واالقتصاد بالسياسة المتعلقة العمليات هذه أن إلى اإلشارة المهم

أو العالمية التجارة منظمة إلى االنضمام ليبيا طلب آخرها وليس ومستمرة السياسات من سلسلة في الدخول أو الدولي النقد صندوق بعثة استقبال

هيكلة إعادة إطار في للدولة االجتماعي الدور تقليص إلى الهادفة والعمليات االقتصاد في األزمة بأن دراكإ . هناك الخارجية االقتصادية والعالقات االقتصاد

هناك إن بل الحصار بسبب أو الدخل في التدهور إلى فقط تعود ال دائهأ وفي الليبي ليتم الكثير إلى بحاجة الليبي االقتصاد أن هي الهامة الخالصة . وأن أخرى أسبابا

Page 23: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

استيعابه تلك آثار تقدير يمكن ولكي العالمية التفاعالت هو يستوعب لكي أو دوليا يجري الذي الكثير هناك أن يالحظ أن يمكنه المتتبع . إن واالجتماعية السياسية

الماضية الشهور خالل شهدت ليبيا وأن التحديات هذه لتفهم عمله نقاشا وطنيا. والعمق الشفافية من الكثير فيه - بشكل مرة أول - وربما المسائل هذه تناول

ذلك من تحديات حول اإلذاعة وهيئة االقتصاد أمانة نظمتها التي الندوة مثال هذا إنالهوامش( )انظرالحالي. العام مطلع في وذلك الليبي االقتصاد هيكلة وإعادةن فإنه التحدي أهمية يعكس ما بقدر االتساع في ونطاقه مداه بدأ الذي الجدل بي

االستجابة صياغة في للمشاركة واالجتماعية االقتصادية القـوى من الكثـير استعداد للمؤتمرات األخيرة الدورة في جرت التي المناقشات . إن التحدي لهذا الممكنة العام الشعب مؤتمر في أو الماضية الدورة في أو األساسية الشعبية مؤشر أيضا

. المسألة هذه عمق على هام

: يـالغرب ديـ التح: أ

يظل الغربي التحدي إن في الشك حول الجدل كل . ورغم مثوال األكثر هو دائما الغرب كون يلغي ال ذلك فإن الغرب داخل الممكنة أو الحقيقية االنقسامات أساسا

نحو مواقف من تتخذه وما أوربا أهمية رغم. األمريكية المتحدة والواليات أوربا هو هو مما بأكثر تعاونت ليبيا نأ رأت المتحدة الواليات أن ومع . تهابمساعد أو ليبيا

المبادرة في أو لوكربي تعويضات أو اإلرهاب بمسألة يتعلق فيما خاصة متوقع . مع الشامل الدمار أسلحة بإنتاج الخاصة والمعدات البرامج من بالتخلص الليبية

على يعتمد ما بقدر ليبيا فعلهت ما على أساسي بشكل يعتمد ال الموقف فإن ذلك للتفكير بالتوقف المتصلة هي خطورة المسائل أهم إحدى ان .اهنحو أمريكا قرار بشكل متسارعة كانت األحداث وثيرة أن في شك . ال القادمة التطورات في مليا

الخطوات أو الخطوة حول األسئلة بطرح القيام اآلن الحكمة من . إن ملحوظ خاصة يتعلق فيما حاسم هذا . إن به القيام أو توقعه يمكن عما والتساؤل القادمة،

للدبلوماسية يمكن ليبية طريق خريطة رسم المفيد من كان إذا عما بالتساؤل ان يمكن فيما االستمرار وعدم تحقق بما االكتفاء أم لها وفقا تتحرك أن الليبية. غربية أو أمريكية طريق لخريطة وفقا التحرك إلى االضطرار إلى يقود

Page 24: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

وأن خاصة القادمة للخطوات تكون أن يمكن التي المفصلية إلى إشارة ذلك إن يبدو النفط الليبية السياسة في الحاسم الموقع احتالل في مستمرا . ذلك عموما

تجعل العالمية بالطاقة المتصلة األوضاع وأن خاصة االهتمام كل يستحق أمر أو العربي الخليج في ذلك كان سواء التحديات من جملة تواجه المتحدة الواليات في الجيوبوليتيكية األوضاع أن يعني ذلك . ان الوسطى وآسيا القوقاز منطقة

أهداف جعل إلى المتحدة الواليات تقود بالنفط والغنية المنتجة الرئيسية المناطق له شك وال هذا . إن األمريكي التوجه أولوية في األمريكي والحضور الطاقة تأمين األمريكي، القومي لألمن السابق المستشار بريجنسكى، زبينجو وصفه بما صلة مخيمر، )األمريكية. الخارجية السياسة في الكونية والقيادة الهيمنة بين الخيار بأنه

(157-156ص

على والحرص ةرغبالب محكوم هموقف فإن األوروبي لالتحاد بالنسبة أما )نفط الضرورية الصالت تأمين على أوربا حرصت ثم ومن ،ليبيا من االستفادة

أهمية أي يلغي أهمية(ليبيا) تعطى حالة أي وجود عدم أن أي. ليبيا وتجارة( مع أن شأنه من بما تقم لم ما صعوبة أكثر وضع في نفسها ستجد ليبيا . اآلن لليبيا فقط االقتصادي المستوى على ليس هذا . ربما نحوها أخرى خطوات أوروبا يدفع السياسي المستوى على ولكن األخيرة السنوات في به القيام ليبيا حاولت ما وهو

أهم من إن. الليبي الخارجي العمل صعيد وعلى األساسية القضايا وخاصة أيضا محتوى من عملية أكثر موقف تحديد إلى حاجة هناك أن اإلطار هذا في المسائل أخذ وإمكانية برشلونة اللس تجزئة عدم على الحرص تقرير من والبد ،برشلونة بالثقافة المتعلقة خاصة المختلفة ساللها في المشاركة تفعيل نحو المبادرة

)المغاربية( العربية الدائرتين في الليبي بالتحرك شك بال صلة لذلك واالقتصاد. ان. ألوروبا واألمنية االقتصادية بالهواجس صلة من لذلك وما واألفريقية،

الليبي، التحرك على كبير بشكل يسيطر األمني الهاجس جعلت لوكربي إن من الكثير الدبلوماسية يفقد وهواجسه األمن على فيه المبالغ التركيز فإن وبالتأكيد إرباكا اتجاه من أكثر في المختلفة المبادرات تسبب كما شغلها، وعدة تجهيزاتها

إرادة على قامت حركية على اعتمادا السابق في دورها مارست لدبلوماسية ليبيا . إن بها يتأثر التي البيئة تجاه التفكير إعادة إلى اآلن يضطر ومشروع وشرعية

Page 25: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

. إن المختلف الخارج مع للتعامل تقليدية أكثر ربما مؤسسات إلى بحاجة هنا ضعفها من ويزيد حال، كل على مناسبة غير حالة في هي الليبية الدبلوماسية

يعوق أمر العاملين هذين سيطرة الطموحات. ان وضغط األمن مسألة مركزية األخرى، والمصالح األهداف الخلف إلى أو الوراء إلى ويدفع فأكثر أكثر الدبلوماسية

إعطاء عدم حالة في خاصة الخارج أمام وانكشافها الدولة ضعف في يزيد ما وهو. الداخلية والسياسة الخارجية السياسة بين الصلة لتوثيق اعتبار

الضروري من إنه إستراتيجية خاص وبشكل لعالميةا األوضاع حقيقة إدراك أيضا إطار في المتوسط جنوب إلى اآلن ينظر الحلف . إن )الناتو(األطلسي شمال حلف

هذه بين وما الدفاع وببعد واالقتصادية الجيوبوليتكية باألبعاد عالقة ذي استراتيجي

إلعادة حاجة هناك نإ (164-163ص السرحان،).متبادل واعتماد تداخل من األبعاد قوية عالقة لذلك . إن عام بشكل والناتو أوروبا مع العالقة في استراتيجيا التفكير

المحددة العمليات بسلة ال وثيقة صلة ذات اشتراطات من التفكير ذلك يحمله ماب بل فقط برشلونة في الصناعية بالسياسة الصلة ذات والبرامج بالطموحات أيضا

لألمن طبيعي امتداد أنه على المتوسط إلى ينظر الناتو . الوطنية والدفاعية الحلف في الجنوب دول تقود فيما ،الحلف الهتمامات حتمي وامتداد األوروبي األعضاء غير المتوسط دول مع الحوار مبادرة والبرتغال(، أسبانيا فرنسا، )إيطاليا،

على نإ. اإلمكان قدر مصادرها في التوتر أسباب تجاوز بهدف وذلك الحلف في مع شديد بحذر ومراقبتها واألطلسية األوربية السياسة هذه أبعاد دراكإ ليبيا

التي اإليجابية الشروط من واالستفادة للتكيف المستمر االستعداد وجود ضرورة الهوامش من االستفادة خالل من تعزيزه يمكن ذلك إن. حوار أي يوفرها نأ يمكن

5+5 حوار يتيحها التي الحركية . مثال

مجرد أنها على إليها النظر ينبغي ال العربي المغرب التحاد الليبية الرئاسة إن تفعيل خالل من ليس وطنية مكاسب لتحقيق فرصا هناك إن بل دبلوماسية مناسبة

خاصة الخارجية السياسة ألهداف خدمة توظيفه خالل من أيضا بل فقط االتحاد هذا صلة الناتو حلف لتوسيع فإن أشرنا ومثلما شك، . وال أوربا مع التعامل صعيد على

يتم أن ينبغي الطابع االستراتيجية المسائل هذه . إن اإلقليمية بالخيارات وثيقة ليس معها والتعامل تناولها ملحة ضرورة هناك إن بل فقط، وطنية ألسس وفقا

Page 26: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

مغاربية استراتيجية رؤية إليجاد وعربية أوال وافروعربية ومتوسطية ثانيا أيضا المرتبطة المسائل تحديات. إن من يرافقها وما التحوالت هذه باستيعا يمكنها مشاغل ذات سياسية منظمة إلى بتحويله الخاصة والنتائج األطلسي حلف بتوسيع بذلك. المرتبطة األضرار أو الفوائد في التفكير أهمية تفرض األمنية األبعاد تتجاوز

التفاعالت وطبيعة أنماط وبين المستقبلية الرؤية بين الصلة بتقدير عالقة لهذا انالناتو. حلف داخل المتحدة والواليات أوربا بين والتجانس التناغم أو والتقاطعات

(164-163ص )السرحان،

األوروبية والسياسات التوجهات من استخالصه يمكن بما يرتبط بالتأكيد هذا إن الجوار هو العربي والمغرب األفريقي الشمال . إن المنطقة نحو واألمريكية

من . لذلك لتجاهلها مجال ال وأمنية اقتصادية أهمية ذات ومنطقة ألوروبا البحري األوروبية الشراكة إطار في خاصة االتحاد هذا خالل من المكاسب تعظيم المهم

. إن200عام في األفريقية/األوروبية القمة عن الصادر القاهرة وإعالن األفريقية هناك النشاط مع جدوى ذات مشاركة في ذلك من لالستفادة مواتية فرصا

من يحققه ما على عالوة الواضحة االقتصادية فوائده لهذا أفريقيا. إن في األوروبي )التقريراالستراتيجية. ومصالحها المتحدة الواليات سياسات مع االصطدام تجنب

الدعوة من يعزز التحديات من النوع هذا(317-312ص األفريقي، االستراتيجي . إن والمغاربي العربي اإلقليمي المحيط في االندماج إلى واألصلية المتواصلة

التوجهات تحتلها أن يمكن التي والمكانة الدور في النظر بإعادة صلة أيضا لذلك من يعنيه ما بكل حيوي ذلك أن في شك . وال الليبية السياسة في األفريقية. األول المقام في ومستقبلي أمنى كهم خيارات من يقدمه وما وتحديات إشكاالت

: وأفريقـيا عـرب الب:

محيطه نحو الليبي االستراتيجي التفكير بأن والتأكيد التذكير الهام من لعله الجغرافية أو القومية الروابط عن التغاضي أن يتجاهل أن ينبغي ال العربي وخاصة

الفشل وخاصة العمليات من غيرها مع ستقود أخرى مشروعات أية لمصلحة إدماج في اإلمعان إلى العالمية، المتغيرات مع للتكيف نموذج بناء في اإلقليمي

للمكون تفكيك من ذلك يعنيه بما العالمي النظام في العربي اإلقليمي النظام

Page 27: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

القومية تهاوي مجرد إلى ال النهاية في سيؤدي ما وهو النظام هيكلة واعادة العربي سيقود بل فقط العربية والمصلحة والفكرة ومنح بالقطرية، االحتماء إلى أيضا الوطن في الخارجي التغلغل لدرجة زيادة ذلك وفي للتفوق الفرصة إسرائيل أن يمكن ما كل - وبرغم العربية الدول جامعة إنمتفرقة( مواضع )العمار،العربي. متجانس. عربي لوجود رمزا - تمثل أزمات من به مرت وما أوصاف من به توصف القضايا مع الموحد التفاعل من القدر ذلك هو الوجود هذا في األساسي العنصر

يجعل ذلك . إن الرسمي والتناقض االختالف مقابل الشعبي المستوى على حاسم عامل هذا أن في شك العربي. ال الضمير من مستوى عن معبرة الجامعة

العمل مؤسسات من وغيرها بالجامعة بالتمسك وصلته آثاره إغفال ينبغي وال حاسم أيضا أعمالها. ذلك في الليبية المشاركة وحيوية أهمية إلى يضاف العربي

الوعي بدونه يمكن ال ناقد عربي عقل إلى يكون ما أحوج هو عربي وضع ظل فيالفعل. نحو واالنطالق بالتحديات

إلى يؤدي أن يمكن اإلقليمي بالمحيط المتصلة بالخيارات يتعلق عندما التردد إن غير اإلقليمي التوجه خالل من اقتناصها يتم أن يمكن التي الفرص كل فقدان

تأثيرات من للتردد ما ذلك إلى القومي. يضاف للتجديد السعي خالل من أو القومي الليبية الوطنية للشخصية والنفسي الثقافي البناء زعزعة في تساهم قد سلبية

الفعل وتوليد التحدي وإدراك بالهوية التمسك على قدرتها ثم ومن "العربية"، - وال أفريقي عربي فضاء بإقامة ليبيا تتبناها التي الدعوة . إن الوطني أو الثقافي

المشترك للمخزون رفيع وتقدير العولمة لمنطق فهم على تتأسس شك- دعوة أن . غير تأكيد إلى يحتاج ال ما وهو واألفارقة العرب بين وسياسيا وثقافيا تاريخيا

أيضا صلة ذات والتجمعات التكتالت، أو الفضاءات أن هو إليه اإلشارة تجدر الذي فيه تبرز وقت في الوطنية التفاوضية القدرة وبتنمية العالمية االقتصادية بالبيئة

. الوطنية الدولة دور صياغة إعادة إلى الحاجة

االتجاهات كل في تعمل أن بد ال العولمة لمناخ المتفهمة السياسة فإن وبذلك أو القائمة الكبرى أو اإلقليمية التكتالت كل من تستفيد وأن توظف وأن الممكنة كل استخدام يضمن وبما التفاوضية للقدرة وتعزيزا للفوائد تعظيما الممكنة التجربة في المحبطة التراكمات كل والثقافة. ورغم بالموقع الصلة ذات العناصر الدعم اتجاه في العمل بضرورة تقضي االقتصادية الحكمة فإن واألفريقية العربية

Page 28: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

هناك إن(29-26ص ) البصام،األفريقي. العربي والعمل العربي للعمل المستمر بالتوجهات المتصلة النسبية األوزان تقدير إعادة إلى أو تقدير إلى اآلن حاجة

اإلخالص مجرد على ال تقديره يتم أن ينبغي ذلك . إن الخارجية للسياسة اإلقليمية بل المعنوية المنجزات تحقيق في بالرغبة أو التاريخية بالمشاريع اإليمان أو

المختلفة بالمصالح صلتها في النسبية لألوزان تقدير إعادة إلى باالستناد البعدين بشأن اإلستراتيجي التفكير في الخاصة أهميته لهذا . إن المستويات

في مكانتهما البعدان هذان اتخذ الخارجية. لقد السياسة في واألفريقي العربي عليها وهيمنت التصورات، أو بالرؤى صلة ذات مسائل خالطتها العتبارات السابق

. الوطنية بالمصلحة فقط أو دائما الصلة وثيقة غير تقديرات

تستوعب لرؤية وفقا األبعاد هذه في النظر إعادة إلى الدعوة ذلك شأن من إن تحديد يجري عندما لها مدرك تقدير إلى تستند مثلما واإلقليمية العالمية التحوالت القول يمكن هنا . من معا والتكتيك اإلستراتيجية صعيدي على الوطنية المصالح

مثلما المغاربي االتحاد دور تقدير إعادة إلى حاجة في الخارجية السياسة بأن مثال أهمية تقدير وخاصة األفريقي المؤسسي البعد في النظر إعادة إلى بحاجة هي

كونه على وعالوة التجمع هذا أن الواضح من . إنه والصحراء الساحل تجمع ودور الخزانة على ثقيال عبئا وربما الليبية للدبلوماسية بالنسبة مؤسسيا تعارضا يمثل

به قام ما إلى بالنظر تماما واضح هذا . إن التاريخية ووظيفته دوره أدى قد العامة التي العزلة وطأة من التخفيف في ذلك قبل أو األفريقي لالتحاد كعربة التجمع هذا

. ليبيا على فرضت

Page 29: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

خـالصـة :

بها يحدث وما العالمية البيئة تفرضها التي واالشتراطات التحديات أن المؤكد من المسائل كل تطال إنها بحيث والضخامة األهمية من هي تغيرات من . لقد تقريبا

استطالعية ورؤى تصورات ولتقديم التحديات هذه بعض إلبراز محاولة هذه كانت قدم ما أن على التأكيد الضروري من أنه . غير معها والتفاعل استيعابها اتجاه في وهذا اإلشكاليات وطرح التحديات واكتشاف البيئة استطالع مجال في فقط هو هنا يشمل ال . المتصورة التحديات وكل يحدث ما كل منطقيا

بكل مجتمعي نموذج وصيانة صياغة في الرغبة أن إلى اإلشارة المناسب من إن تستجيب أن البد بل فقط، والرؤى القيم دائرة من ال منطلقة تكون أن البد أبعاده من البد كذلكالبيطار( )نديممستمر. جدل في معه تعيش وان صيرورته في للواقع وأكثر مدى أبعد أخرى وآثار مباشرة آثار ذات والمرحلة التجربة أن على التأكيد تحد مجرد ليس التحدي نإ. المجتمعية واالختيارات التصورات تطال شموال

هو بل الفعل ورد الفعل نطاق في حصره يمكن مباشر سياسي طبيعة ذو أيضا والعولمة السوق وتحديات السوفيتي االتحاد سقوط إن بالتأكيد . فكرية أو ثقافية على واضح . هذا البديل المجتمع بفكرة الضرر تلحقأ التنمية نماذج وانهيار

ومن تجربتهم من منافسيها مع يقارن ال بشكل استفادت الرأسمالية نأ مستوى لمعالجة العملية في وغاية متطورة آليات طورت أزماتها رغم فهي وعليه النقد

التحديات كليا . الليبرالية وجزئيا األخرى هي حققت الحكومة وفكرة عموما.لمراجعةا إلى حاجة في النقد أو النقص من الكثير تجعل مماثلة استجابات مختلفة( مواضع )الصواني،

بها تتسم التي بالتناقضات مليئة أنها بحكم مؤكدة غير الكلية العولمة تأثيرات إن لالحتماالت. وهكذا مفتوحة ديناميكية هناك أن أي النوع، هذا من تاريخية عملية أي

الواضح من فإنه العالمي النظام مستقبل عن تصور أي تلف التي الضبابية فرغم والسياسية االجتماعية التشكل إعادة بعمليات كبير حد إلى يرتبط المستقبل أن

سمير يقرر - مثلما هنا الجوهري السؤال . إن واإلقليمية الوطنية المستويات على أو وطنية آفاق فتح من تلك التشكل إعادة عملية إليه ستفضي بما - يتصل أمين

Page 30: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

ويسعى يحاول ما مواجهة في والمجزأة الفورية الردود فوضى أسر في الوقوع

(36ص )أمين،لفرضه. جاهدين األقوياء

الهوامش :________________________________________________________

خريف الرابع، العدد ،الديمقراطية ,متغير" عالم في معلوم،" الدولة حسين.1.298 -297ص ،2001

، االجتماعية الديمقراطية : تجديد الثالث الطريق جدنز، انطوني ذلك، في انظر.2-58ص ،1999، الرواد دار طرابلس؛ خلف؛ ومحمود ابوشهيوة مالك ترجمة

.130-113ص ،66 ، العالمي النظام في أبحاث عيسى، الشفيع عبد محمد الصدد هذا في انظر.3

.2002 والنشر، والتدريب للبحوث المحروسة مركز القاهرة؛4. J. Orstow Moller, National Interest, Winter, 2003/04 .

للعام العربية اإلنسانية التنمية تقرير اإلنمائي، المتحدة األمم برنامج.5 .56-48 ص ،2002، اإلنمائي المتحدة األمم برنامج ،عمان؛2002

، استراتيجية قضايا العربي"، اإلنهاض ومشروع "المعرفة الصواني، يوسف.6 .132-130 ص ،2002 ( مارس9العدد)

مقدمة ورقة واإلعالمي"، والثقافي التعليمي ،" الواقع العلكيم حمدان حسن.7-7 األردني، الدبلوماسي المعهد ؛ عمان الجديد، والقرن العرب مؤتمر الى

منشور( .)غير6-3 ص ،8/11/2001 ، 2002 للعام العربية اإلنسانية التنمية تقرير اإلنمائي، المتحدة األمم برنامج.8

.34 ص قضايا واإلعالمي"، والثقافي التعليمي "الواقع المصري، واصف منذر.9

.35-29 ،ص2002 ( مارس9العدد) ،استراتيجية ، 2003 للعام العربية اإلنسانية التنمية تقرير اإلنمـائي، المتحدة األمم برنامج.10

186ص ،2003 ؛ عمان.167 – 166 ص ،2003 للعام العربية اإلنسانية التنمية تقرير.11

Page 31: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

اإلداري إلصالحا مداخل من كمدخل الحجم تقليص" البرادعى، مصطفي ليلى.12 العدد ،النهضة "،دول عدة تجارب من المستفادة العامة: الدروس اإلدارة في

.114-113ص ،2001 يوليو الثامن، ،2003 الدولي، العمل مكتب جنيف؛ ، الفقر من الخالص الدولي، العمل مكتب.13

.75 – 73ص .2001 طرابلس؛ ، الشعبيات في التنمية أطلس للمعلومات، الوطنية الهيئة.14 نيويورك، ؛ 2003 للعام البشرية التنمية تقرير اإلنمائي، المتحدة األمم برنامج.15

2003. 16. UNDP , Respording to Citizens ’ Need, New York; 2001, pp 19-24

"، العربي النظام ومستقبل الباردة الحرب بعد ما " عالم محمد، كامل تامر.17 مركز " بيروت؛ الجديدة التحديات مواجهة في العربي السياسي "النظام ندوة

8 - 6 ص ،2000 السياسية، للعلوم العربية والجمعية العربية الوحدة دراسات( منشور .)غير

"، المعاصر الواقع في القومي واألمن " الديمقراطية عامود، أبو ديسع محمد.18 .19-17 ص ،2002 شتاء الخامس، العدد الديمقراطية،

، 2002 لعام البشرية للتنمية الوطني التقرير للمعلومات، الوطنية الهيئة.19 .2002 ؛ طرابلس

والزراعة والصناعة التجارة لغرف العام االتحاد إدارة لجنة أمين – كانون محمد.20 المستثمر " دور حول الندوة في ورقة "، ليبيا في الخصخصة "متطلبات –

.25/5/2004 طرابلس، ؛ الملكية قاعدة توسيع في المحلي " دور حول الندوة في مداخلة -، المركزي ليبيا مصرف - محافظ منيسي أحمد.21

" . الملكية قاعدة توسيع في المحلي المستثمر ، والعشرين الحادي القرن في ليبيا القذافي، اإلسالم سيف أيضا، هذا في انظر.22

.2000 للنشر، تسعة واحد طرابلس؛ وحركة المنتجين اتحاد مثل وقطاعات مؤسسات مشاركة على يصدق هذا.23

تتبناها التي السياسات ميزت التي الخطوط نفس على الحوار هذا في اللجان. العامة الشعبية اللجنة

2004 / 2003 شتاء ، National Interest مجلة.24 الثامن، العدد ،النهضة" الجنوب صوب يتجه الناتو "حلف مخيمر، فاروق أسامة.25

( 157 – 156 ص) ،2001 يوليو العربي القومي األمن على األطلسي حلف توسيع ،" اثر السرحان فالح صايل.26

( .164 – 163 ،) ص2002 مارس التاسع، العدد ، استراتيجية قضايا "، معهد القاهرة؛ ، األفريقي االستراتيجي التقرير األفريقية، الدراسات معهد.27

.317 – 312 ص األفريقية، الدراسات لتهميشه المطروحة والمحاوالت العربي اإلقليمي " النظام العمار صاحي منعم.28

التحديات مواجهة في العربي السياسي "النظام " ندوة نموذج " العولمة

Page 32: ليبيا و العولمة التحديات والخيارات

– السياسية للعلوم العربية الجمعية العربية، الوحدة دراسات مركز الجديدة"،منشور( .)غير2000 أبريل ؛ بيروت

العربية" , البلدان في التنمية ومستقبل االقتصادية , " العولمة البصام دارم.29 ؛ طرابلس الجماهيرية، في البشرية التنمية حول األول الثقافي الموسم-26 ص اإلنمائي، المتحدة األمم وبرنامج للمعلومات الوطنية الهيئة ،2000

منشور( )غير29 ، والواقع المثال بين الثورية التجربة البيطار، نديم الشأن، هذا في انظر.30

.1989 العربية، للثقافة القومي المجلس الرباط؛ "، والخيارات التحديات : ليبيا سبتمبر11 بعد " العولمة الصواني، يوسف.31

.2002 نوفمبر العاشر، العدد المؤتمر، : الجنوب مواجهة في أوربا كابرون، ميشال كتاب، تقديمه في أمين سمير.32

دار ؛ بيروت نعمة، أديب ترجمة ، واألفريقي العربي العالمين مع العالقات ( .36 ،) ص1992 الفارابي،