األحمر البحر مبحازاة شرًقا حدودها وترامت حاليا( حدود إلى وغربا احلبشة جبال إلى جنوبا وامتدت نبتة ايضا هو العاصمة اسم وكان احلالية ليبيا ويٌقال أنها كانت العاصمة الدينية لعبادة اإلله آمون رع حيث انتشرت الديانات املصرية في مملكة نبتة خالل الفترة املعاصرة حلكم األسرة املصرية رقم 21. و يعود سبب انتشارها إلى جلوء العديد من الكهنة املصريني إلى السودان إثر خالف مع بعض ملوك هذه األسرة التي حكمت مصر خالل الفترة ما بني 1110

ق.م و 980ق.م .

زار مصر قدومه عند بعنخي امللك أن يٌحكى و العديد من املعابد ، وكان يحلف باإلله آمون رع ، وقام بزيارة مدينة منف الدينية قرب القاهرة احلالية ، وقدم

القرابني إلى وثنها الرئيسي بَتاح وغيره من آلهة.

األميال آالف االقتصادية نبتة عالقات وامتدت خارج أفريقيا ، في إجتاه الشام واجلزيرة العربية وفارس السودانية من ريش املنتجات .... وكانت وأثينا وروما النعام وسن الفيل والصمغ والبخور وجلود احليوانات املفترسة واألليفة ، ومعادن الذهب والفضة واألحجار الكرمية وفاكهة األناناس تصل إلى اسواق فارس عن كانت كما ، اليمن عبر احلبشة من وسطاء طريق نفس املنتجات تصل إلى روما وأثينا حتملها القوافل

الشامية.

على التجارية واملدن وأثينا روما جتار كان وقد املتوسط األبيض البحر من الشمالية السواحل على دراية تامة بأن بلد منشأ هذه املنتجات هو نبتة. للتأكد من ذلك فقد كان لكل منتج ويتفحصونها ما عادة التي واألصالة اجلودة وبضاعة سعر حسب

ترتبط ببلد املنشأ .

فى عام 2003م مت ادراج مواقع حضارة نبتة ضمن قائمة التراث العاملى على يد اليونسكو وذلك ملا حتمله

هذه احلضارة من سمات حضارية مميزة واستثنائية.

و هذه حضارة كوش فى السودان التى متاثلت مع رموز مثل املظاهر من العديد فى املصرية احلضارة

عرفت القارة األفريقية الكثير من احلضارات منذ من حالة فى احلضارات تلك وعاشت السنني آالف العالمات من العديد لنا تاركًة التفاعل و التواصل القارة شهدت فقد ذلك. على تدلنا التى املظاهر و السمراء قيام حضارات قدمية مثل احلضارة املصرية من وعدد أثيوبيا فى أكسيوم حضارة و القدمية احلضارات فى بالد السودان وقدمياً كان يطلق مسمى البحر من أفريقيا منطقة وسط على كل السودان األحمر شرقاً حتى احمليط األطلسى غرباً وعرف القرن األفريقى اجلنوب و عاش بونت بالد األفريقى حضارة احلضارات تلك وتفاعلت العظمى زميبابوى حضارة مع بعضها البعض لتعزف أروع سيمفونية حضارية

فى ظل التواصل التجارى و الثقافى والعلمى.

وتفاعلت قارتنا مع عصر االسالم واستمرت حالة االقتصادى النشاط خالل من التفاعل و التواصل التى البرية و البحرية الطرق عبر التجارة ازدهار و كما هائلة اتصاالت شبكة فى القارة أنحاء ربطت ونشأت احلديث عصرنا فى العنكبوتية الشبكة احلراك ونشط مزدهرة اسالمية سلطنات و ممالك العلمى ال سيما مع مواكب احلج صوب و الثقافى بتلقى الكثيرين شغف و مصر عبر العربية اجلزيرة

العلم فى األزهر الشريف.

تعالوا معى لنعيش سوياً فى سطور تلك احلالة الرائعة و لنستنشق عبق تاريخنا التليد.

مع تواصالً القدمية املصرية احلضارة شهدت الكنائس جند حيث أثيوبيا فى أكسيوم حضارة احملفورة فى الصخور مثل معبد حتشبسوت وحضارة نبتة وكوش فى السودان و يرى املؤرخون أن مملكة نبتة وعظمتها أهم فترة في تاريخ السودان والتي استمرت ما يقرب األلف عام من سنة 1600 ق.م إلى سنة 664 ق.م و يسجل املؤرخون أنها فترة من بني أطول الفترات التي سجلها التاريخ ملمالك بشرية على وجه األرض وتداول حكمها أكثر من سبعني ملكاً وكــان بعنخي أشهر وأقوى ملوك مملكة نبتة التي متخضت عن احتاد ممالك السودان الشمالي من الشالل األول )قرب أسوان

جملة افريقيا قارتنا)1( العدد الرابع ابريل 2013

االسالم باحلكمة و املوعظة احلسنة.

وفى هذا السياق يجب أال نغفل العامل التجارى و التفاعل من حالة خلق فى مهماً دوراً لعب الذى عدة وجود عليه ساعد القارة شعوب بني التزاوج و النيل أن أهمها نهر املؤرخون طرق لالنتقال يذكر طريق الساحل الشمالى الى املغرب وطريق الساحل الغربى من املغرب الى السنغال و الطرق البرية مثل طريق درب األربعني بني أسيوط و دارفور و طريق واحة الطريق و النيجر نهر على متبكتو و جاو الى سيوه املمتد من طرابلس الى فزان و تشاد وطرق أخرى بني

تونس واجلزائر و غرب القارة.

املغرب بالد بني التجارى التبادل حركة ازدهرت حتصل كانت التى الصحراء جنوب دول و العربى جتار كان بينما اليه الشديد إلحتياجها امللح على شبه و االستوائية املنتجات يشترون املغرب بالد املغاربة التجار وجنح الذهب الى اضافًةً االستوائية أخفق بينما أوربا الى األفريقية التجارة نقل فى

الرومانيون فى ذلك من قبل.

اسالمية سلطنات ظهور الى ادى التفاعل هذا القرن السابع القارة فى القرن األفريقى و شرق فى دول باسم وعرفت امليالدى عشر ،الثالث الهجرى الطراز االسالمى مثل سلطنات افات و شوا و هدية و شرخا و سلطنة سنار أوالفوجن فى سنار على النيل األزرق وسلطنة تقلى فى غرب النيل األبيض و سلطنة

الكامن و البرنو وواداى على بحيرة تشاد.

وتعتبر مملكة سنار أول دولة عربية إسالمية قامت بالسودان بعد انتشار اإلسالم واللغة العربية نتيجة والنوبة العرب بني والتصاهر العربي الوجود لتزايد وكانت 1504 عام اململكة في هذه تأسست وقد الزرقاء” و”السلطنة الُفنج” ب”مملكة أيضا تعرف

وكان لقب السنانير يطلق علي مواطنيها.

رواق اقاموا حيث بالعلم سنار ملوك اهتم مملكة طالب اجل من في األزهرالشريف السنارية الدين علماء هجرة وشجعوا اليه, املبتعثني سنار وأنشأ العلم ونشر للدعوه السودان الي اإلسالمي وقفاً االحمر بادي ويٌدعي سنار مملكة سالطني أحد لالقامه مملكته من الزوار الستقبال املنورة باملدينة جزء يزال وال املقدسة لالراضي زيارتهم عند هناك اخلالوي أيضا وانتشرت هناك. السودان اوقاف من التي تعرف بالكتاتيب في السودان لتحفيظ القران

الكرمي وعلوم العربية واحلساب.

دفن طرق و األهرامات تشييد و النقوش و الكتابة آمنوا أنهم كما املعابد بناء و املقابر واقامة املوتى يودعون فكانوا القدماء املصريني مثل آخرة بحياه

األدوات التى ألفها امليت معه فى املقبرة.

ويحكى لنا التاريخ قصة امللكة حتشبسوت مع بالد بونت والتبادل التجارى بينهما وتوجد فى املتحف بارسال تشهد التى األثرية القطع بعض املصرى الهدايا املصرية من خناجر وأسلحة كانوا يحتجون اليها فى مواجهة األعداء ليبادلونها بالذهب و العاج و جلود النمر واحليوانات و أشجار البخور التى كانت واجهة معبد لزراعتها على جانبى لها مصر حتتاج على أيضاً يحتوى والذى األقصر فى البحرى الدير

نقش حجرى يوضح طريق الرحلة الى بالد بونت.

وتلك حضارة زميبابوى ذات األمبراطورية العظمى و الهند من التى قامت على جتارة الذهب مع العرب عام 1100م حتى 1450م تاركًة آثاراً الى يومنا هذا املصرية املسالت كثيراً تشبه التى املسالت مثل

كأحد دالئل التواصل احلضارى.

احلضارة تلك أطالل على األوروبيون عثر قد و اسكتشاف أثناء 19 القرن أواخر في بالصدفة املنطقة الذي بدأ عام 1971م مما أثار جدالً واسعاً بني السياسية الضغوط ومع العالم، في اآلثار علماء البيض السلطويني حكومة مارستها التي أن إنكار على حلملهم اآلثار علماء في رودسيا على بٌني قد يكون أن املمكن غير من العظيم األثر هذا احلكومة اعتبرت األصليني، الزمبابويني أيدي على وطني، أثر احلني ذلك منذ العظمى زمبابوي أطالل

وسميت دولة زميبابوي املعاصرة على اسمها.

و اجلدير بالذكر ان زميبابوى شهدت دخول االسالم االستعمار قبيل مليون مسلم أكثر من بها اذ كان

البريطانى لها عام 1888م.

االسالم عصر مع األفريقى التفاعل استمر فكانت الهجرة األولى و الثانية الى احلبشة بل كانت أفريقيا مالذاً آمناً للهجرات العربية أعقاب الصراعات السياسية بني الدول املتعاقبة من أمويني و عباسيني

وغيرهم.

و على الرغم من امتداد االسالم الى شمال القارة الدول تلك حرر الذى االسالمى الفتح عبر السمراء الدول األفريقية أن بقية اال الرومانى، من االستعمار نشروا الذين الدعاة و العلماء عبر االسالم عرفت

جملة افريقيا قارتنا)2( العدد الرابع ابريل 2013

الى وعاد املالكية فقه التكرور كتب ملك واشترى بالده.

وفى منتصف القرن اخلامس عشر ظهرت سلطنة أطرافها وامتداد سعتها في فاقت التى سنغاى إمبراطوريتي غانا ومالي اإلسالميتني و سنغاي اسم إقليم يقع في أواسط النيجر و التى صارت واحدة من

أكثر البلدان األفريقية ازدهاراً وكانت قبلة للعلماء.

كانت مملكة سنغاي أهم املمالك اإلسالمّية في إلى مدنها بعض حتولت حيث علمياً إفريقيا غرب مراكز علمية، وقام العلماء بدور كبير في نشر الثقافة واملدارس املساجد عبر فيها العربية اإلسالمية املراكز هذه ومتيزت السلطانية، العلمية واجملالس واإلجازات الدراسية وموادها التعليمية مبناهجها انتشرت وقد العلم، لطالب متنحها التي والدرجات لذلك الكتب واملكتبات، وكان لها كبير األثر في نشر

الثقافة اإلسالمية العربية.

أهم من سنغاى مدن احدى جـّني كانت و في تأسست الغربي، السودان في العلمية املراكز القرن الثالث الهجري، وقد أسلم أهلها مع ملكهم وكان الهجري، السادس القرن في كـنبر، املسّمى ومائتي آالف أربعة أمام املذكور السلطان إسالم عالم، , قد اعتنى األساكي)السالطني( مبدينة جّني اعتناًء كبيراً، فبنوا فيها املساجد ومساكن لطالب ، األرزاق، أساتذتهم وعلى عليهم وأغدقوا العلم، عنّي من أّول الكبير محمد أسكيا السلطان وكان القضاة في جـّني للفصل بني الناس وفـق الشريعة

اإلسالمّية .

ثم كانت أفخم املراكز العلمية متبكتو أو تنبكـتو أعظم مدن السودان الغربي، أُسـست على يد الطوارق نهر على الهجري اخلامس القرن أواخر في امللثمني النيجر، وتذكر بعض الروايات التاريخية أنها أُسست العريقة, بجامعتها تنبكتو اشتهرت و 1100م عام واملتمّثلة في جامع سنكوري الذي كان يضاهي جامع

القرويني بفاس، وزيتونة بتونس، واألزهر مبصر.

أما غـاوو فقد كانت عاصمة مملكة سنغاي و تذكر أواسط في تأسست أنها التاريخية الروايات بعض القرن الثاني من الهجرة، وانتشر اإلسالم فيها عند

متام القرن السادس الهجري .

قد شملت حركة تأسيس املدارس واملعاهد واملساجد وأوقف غاوو، مدينة الكبير محمد أسكيا عهد في

أما سلطنة الكامنـ بٌرنو فهى دولة إسالمية قدمية منت في شرقي بحيرة تشاد، وهي الدولة التي عرفت فيما بعد بدولة الٌبرنو، عندما انتقلت إلى غربي بحيرة تشاد. وهي أكبر دولة نشأت في منطقة املراعي بني نهري النيجر والنيل ولقد ضمن لها موقعها اجلغرافي

املمتاز مصدرًا مهًما من مصادر الثراء.

من 1635م سنة الواداى سلطنة وتأسست جتمعات إسالمية قبلية في تشاد واستفادت وداي من موقعها على طريق التجارة الى بنغازي، حيث كانت باحلركة قوية بعالقات يرتبطون وسالطينها واداي في ودعمتهم ساندتهم السنوسية في برقة التي خمسني من ألكثر الفرنسي االستعمار مواجهة و تشاد جمهورية ضمن مقاطعة اآلن وداي و عاماً

عاصمتها أبّّشي .

وفى غرب القارة امتد االسالم الى مملكة غانة القدمية التى قامت قبل االسالم و حتولت الى مملكة مالى التى أسسها قبائل املاندجنو مع مطلع القرن املناطق أراضى اململكة تلك الثالث عشر ،ضمت املعروفة اليوم مبوريتانيا و السنغال ومالى و نيجيريا و النيجر و تشاد وصوالً الى حدود دارفور فى السودان.

ويذهب بعض املؤرخني أن عاصمة مملكة مالى هى مدينة التكرور التى تقع على نهر السنغال.

أطلق على شعب تلك اململكة اسم التكرورنسبًة بتلقى الولع شديدى بأنهم وٌعرفوا العاصمة الى العلم فى األزهر الشريف حتى صار لهم رواق يٌعرف باسم رواق التكارنة و اليهم يٌنسب اسم حى بوالق الدكرور فى محافظة اجليزة حيث كانوا يقطنون تلك

املنطقة.

السلطنة هذه مللوك احلج مواكب مثلت كما االسالمية أحد أهم روافد التفاعل احلضارى األفريقى الى شبه اجلزيرة العربية و اٌشتهر منها موكب امللك الذى و السلطنة ملوك أعظم موسى« «منسا العالم ملوك به حتدثت الذى موكبه بفخامة ٌعرف املال و للذهب امللك ذلك انفاق بذاخة و لفخامته خالل رحالته وقد حج للمرة األولى فى عهد الظاهر سنة مصر الى قدم عندما الثانية وللمرة بيبرس و كثير وذهب عظيمة هدايا وبحوزته هجرية 427جتول داخل مصروكان برفقته عشرون ألفا من املغاربة قالوون بن محمد الناصر امللك السلطان وأرسل ملنسا موسى ملقابلته و استقبله فى بالط السلطان واصطحبه الى القلعة وأنعم عليه بخيول وجمال

جملة افريقيا قارتنا)3( العدد الرابع ابريل 2013

واملدرسني واخلطباء واملؤذنني واألئمة املساجد الكثيرة على األوقاف واألثرياء احلكام في مدينة غاوو.

وكانت اجملالس العلمية تعقد ويحضرها احلكام، ومنهم أسكيا داود, وهناك مجلس كانت التي العامة املكتبات على اجلمعة، عالوة بعد صالة أسبوع في كل اجلمعة تتوفر في مدينة غاوو للبحث واملطالعة، ومن أشهر هذه املكتبات: مكتبة أسكيا داود،

ومكتبة أسكيا محمد األّول، ومكتبة أسكيا محمد بان بن أسكيا داود

ويظهر مما تقدم دور مدينة غاوو الثقافي والعلمي، وهو ما جعلها مركزاً علمياً ثقافياً إلى جانب كونها العاصمة السياسية، اال أن تنبكتو وجـّني شهدتا نشاطاً علمياً

وثقافياً أكثر منها.

ثم جاء الغزو البرتغالى ليحطم تلك السلطنة ويدمر معها املدن األفريقية املزدهرة مثل كلوه و ممبسة و زجنبار و يحول طريق التجارة الى طريق رأس الرجاء الصالح و منه الى أوربا فخسرت أفريقيا أرباحها من التجارة و سادت حالة من الكساد االقتصادى و احلضارى التفاعل حالة وأفسد وثقافى علمى ثم ومن سياسى تدهور تبعها االنسانى لتدخل القارة فى حقب من املعاناة حتت االستعمار البرتغالى ثم تكالب مواطنيها استغلت و مواردها فاستنزفت القارة على األوربية االستعمارية الدول

أبشع استغالل فى تاريخ البشرية.

جملة افريقيا قارتنا)2( العدد الرابع ابريل 2013