االنحدار الحضــاري لألمة

تألیف المھندس محمد صــــالح البـــد راني

٢٠١٣

یقظة فكـــــر

الحضاري عوالمشرو االنحدار

1

تقدیـــــــــــــــــــــم

، ل�س األسفلمن مدلول االنحدار الحضار� أن هنالك منحنى نزول نحو لبلوغ القمة ثم الهبو� بل هو انحراف عن مسار نتیجة نقص ما قاد

فتقطعت عراها األساسلطر�� غیر الطر�� الفاعل للحضارة من

الش�ل أعاله �مثل تار�خ الحضارة اإلسالم�ة منذ إن توفى رسول هللا ر�ه.

في الفترة القصیرة لح�م الراشدین و�ان االرتقاء الحضار� ( الف�ر� ) ـ ١ ...وأص�حت هنالك مسلمات ودخلت مسائل عدیدة تقدم

الحضاري عوالمشرو االنحدار

2

متعددة لم تتل� _ لكن نها�ة العهد العمر� ومع دخول اإلسالم أقوام ٣_٢فكانت معالمها المعلومة �اعقال وخلطها مع الرواسب ه�أ النحدار الف�ر، �ما أن ظهور مقتل الخل�فة الثالث وخروج على شرع�ة الخل�فة الرا�ع

لبروز ئالف�رة القبل�ة والعرق�ة في نفوس ما استتابت الى اإلسالم هیل�س المنتج الح�م الملكي الذ� �مثل بدا�ة االنحدار الف�ر� و

وانقطاع عروة لح�مالف�ر�،

فالمنتج الف�ر� زاد مئات المرات ودونت آالف الكتب لكنها في محتواها فقد �انت بین التقلید عاجزة عن اإلصالح للواقع بل مز�دا من التدهور

..... الى نها�ة الح�م العثماني حیث واالجتهاد على االجتهاد وشروح

اإلسالم�ة عمل�ا ووضعت له مسارات ـ خرج المجتمع من الخ�مة٤ ، بهت اإلنتاج وساد التقلید.أخر�

الحضاري عوالمشرو االنحدار

3

ـ مع هذا الخروج وعودة الوال�ة لألمة دون و�یل أو مخول أو حاجب ٥شرعي لها بدأ حراك النهضة واالرتقاء وهو حراك سر�ع مشوب ال یخلو

من النقا� الب�ضاء.

یرة لالرتكاز.ــ الحراك الحالي والذ� �حتاج الى فترة غیر قص٦/٧

نالح� أن المجتمع لقرون �ان تحت خ�مة اإلسالم ول�س في اإلسالم �ل هذا االنتماء الحق�قي نتیجة ت األمة، فقدوالذ� یتصاعد خطه نفسه

من ناح�ة وتداعي فاعل�ة الشر�عة، بل سلطة المتغلب وفقدان وال�ة األمةبدل أن السلطاني أن الفقهاء في �عض العصور ات�عوا الشر�عة �القرار

.القرارالشر�عة تقود

الحضاري عوالمشرو االنحدار

4

في الوقت نفسه فإن سبب االنحدار الى الملك والجبر�ة �ان نتیجة ضعف الفهم في المجتمع إذن الفهم والتش�ع �الف�رة مع اإلدارة للح�اة أمران

.ضرور�ان إلقامة الح�م والعهد الراشد

التقلید� في إدارة التخلف وهو الذ� �سود حال�ا في ش�لین: األسلوبإن

تقلید الغرب ��افة مصطلحاته وتصوراته ومنها تسم�ة التنم�ة األول�ستقر �استقرار للواقع والواقع ال إال�النهضة وهذه التنم�ة ال تحصل التوف�قیین �المقار�ات ونقص أولئكبدون هو�ة... وهذا �شمل ط�عا

إالیؤد� عندهم �حیث سلكوا طر�قا ال اآلخرمن واإلفادةمفهوم االستعارة ترض�ة غر�زة التي ال واقع لها سو� �األحالمالحیرة واستنزاف الش�اب

.حب الس�ادة أو هي ـــ تحت أ� وصف ــــ استمرار في ض�اب�ة الطر��

الحضاري عوالمشرو االنحدار

5

�أن اإلسالم مصدره التار�خ ول�س هللا التقلید السلفي األعمى و الثاني: .، وهذه نقطة مؤثرة على فاعل�ة منظومة االسالمجل وعال

وسیتكرر ذ�ر هذین الصنفین خالل حدیثنا هنا عن أس�اب االنحدار ووصفه ذلك أنهما عامالن یدخالن في أدق التفاصیل، ومن مسب�ات

و�ة منهاالغ�ش والض�اب�ة في الف�ر والمسیرة ��املها حتى التنم

انواع التقلید الفاعلةتقلید الغرب

مدرك الخفاق شبیھھ فیحاول التوفیق، فیدعو باسم االسالمو ولكن لیس بآلیاتھ االى تفعیلھ، وانما ینظر

ا المدنیة والتنمیة انھالحضارة، وھذا یؤدي الى خداع الذات واالمة

ھا وتضییع جھد شباببفعالیات شكلیة

وھؤالء الغالب على السطح فھي عملیة ة صبغ المدنیة الغربی

باالسالم

یر تقلید اعمى بالحذافطرحا وال یتحقق ط تنفیدا الن االسقاي التاریخي التعسف

ووضع ھذه االمة الیحتمل ھذا كما ان مالمح المتبقي من

تھا عقیدتھا في ثقافال یسعھ المستورد ، السطحي في ماھیتھوھم من اسباب اانحدار االمة وتخلفھ

تقلید السلفبفھم خاص لھم

كأن الیقبل التغییر واالسالم مصدره ، التاریخ ولیس هللاوال یفرق بین

الحضارة وتطور دین خارج / العصور

ھ الحیاة عملیا ولو ان قوال شامال كامال في وصفھم دون تبیان

كیف؟

الحضاري عوالمشرو االنحدار

6

المستقى منھ وصفھ العصـــــــــــــــر

عصر البناء الحضاري والمدني والشخصیة صــدر اإلسالم اإلسالمیة والدولة عموما

یعتبر النموذج الذي یمكن تحلیلھ واألخذ منھ مع القرآن إلقرار المسار الحضاري والمدني الصواب

الراشدون

یمكن تقسیمھ الى قسمین:الشیخین: وھو عصر توسع الرقعة عصر

الجغرافیة ورسوخ النمطعصر الخلیفة واإلمام: ظھرت فیھ تداعیات

النقص التكنولوجي والمدني وأثره على المسار الحضاري

توسعت األرض وازداد عدد المسلمین كما، إال أن نقص التكنولوجیا وفقدان برنامج للرسوخ الحضاري

نقوص الفھم وممكن الفكري جعل ھنالك والء ولكن ماختراقھ عقیدة وسلوكا فتعالى النھج النفعي وفاعلیة الغرائز والحاجات والبدع لضعف الرسوخ عند المتأخرین... یبین اثر التنظیم والتثقیف المبرمج

والتعامل مع الحضارة كمشروع تعلیم مستمر وإفھام

األمويعھد ملكي أنھیت فیھ والیة األمة وتحددت

شریعة، وأسس لفكرة والیة المتغلب الفاعلیة لل لفقدان الشرعیة حقیقة الكاملة إال تبریرا

تبین أن ركیزة النھضة لألمة في والیتھا وإبقاءھا المتحكم في نوع السلطة واختیار القیادة وضرورة وئد أي تمایز من أي نوع كان، وھنا یشار لنقطة االنحدار الملتبسة تاریخیا والتي ولدت النزاعات

العباسيتعمق الحكم الملكي وضعف في القیادة

والسیطرة على الداخل والخارج،وأضحت والیة األمة من المكتسبات الشخصیة وظھور متبلور

لوالیة المتغلب وذو الشوكة

فقدان العدل التام وبالتالي فقدان اإلسالم لنموذج یقدمھ للناس فأضحت ممالك وسلطات اتضاح لنقطة

ضارتھا دون فك االرتباطافتراق األمة عن حعموما اإلسالم بنظام الملك وفوضاه لم یعد بقدم نموذجا جذابا كما كان في الفتوحات على عھد

الراشدین وكانت الخالفة خالفات متعددة

العثماين

حكم ملكي كامل المواصفات ذو ارتباط شكلي وفي بعض مفاصلھ في اإلسالم نتیجة

وترسیخ نظریة اإلرھاصات التاریخیة السابقة، حكم المتغلب وعزل الوالیة فكانت سلطة

، تصاعدت بالقھر وانحدار أمر األمة، وانھیارھا وفاق االھتمام بالسلطان تربیة اإلنسان

إن التمادي في إلغاء والیة األمة واالنتقائیة في العدالة كان الطریق التي قادت النفصال تام عن

أین حقوقھ الشریعة من المجتمع الذي لم یعد یعرفوال یعرف من یجب أن یطیع ولماذا وسواد الجھل والتخلف المدني في الحیاة العامة لبھرجة السلطان.كانت الفتوحات وتأرجح القوى اضعف من التثبیت

الحضاري

اجلربيابتعاد ومحاربة لإلسالم كفاعلیة رغم مظاھر

احترامھ كمیزة من میزات القومیة الجامدة لكنھ الحیاة تماما مع إشاعة الظلم منفصل عن

واستمرار لحكم المتغلب

ھذا الحكم أبقى التبعیة وألغى الشخصیة لألمة ودمر النفسیة فشاع التقلید والروابط الھابطة معھ وأنھى اإلسالم من الحیاة وشوھھ في المعلومة والنفوس وعظم تخلف األمة من جھل المتولین علیھا فكانت

وحضاریاغائبة عن الحضور مدنیا

اليقظة

تحرك األمة بعد استشعارھا لحقیقة ما نبھ إلیھ وعمل ضده مصلحوھا الذین قاوموا واستشھدوا، فظھرت في الجیل رغبة في النأي عن التقلیدیة وتحقیق كل شيء فكانت بدایة الشروع التي نعیشھا الیوم وتحتاج لیقظة

المشروع نفسھ وھو عمل طویل األمد

غبش وتأثیر كبیر مازال مستمرا إن ھنالك ضبابیة وللتبعیة الفكریة وتبني المصطلحات والتقلید للغرب بنوع من التبریر لضعف اإلبداع والرسوخ والتمییز وما زال االنبھار غالب على الحراك وال یمیز بین الحضارة والمدنیة وبین التنمیة والنھضة وھو التیار

المسیطر لحد اآلن

الحضاري عوالمشرو االنحدار

7

الحراك في المنطقة العر��ة هو استشعار لضرورة ما یجر� الیوم و�عد التغییر لكن ل�س هنالك الفهم الالزم وال�ارز في ق�ادة هذا التغییر، �ما أن هنالك غموض في معنى إدارة الح�اة، وصراع القو� على إدارة ال�الد هو صراع و�االت مفترضة عن الناس فكل یر� انه األولى �الو�الة،

لف�رة وال�ة المتغلب التي عاشت قرونا بل أضحت فالصراع هو استمرارضمن التشر�ع في شاذ خارج عن الف�ر والحضارة أ� الهو�ة لألمة وهو نتیجة سوء الفهم... أ� ما زلنا في مرحلة الغموض وأس�اب االنحدار رغم أن االستشعار للخطأ انتقل �الناس لنوع من ال�قظة لكنها ما انف�ت

�عیدة عن وضعها الصواب

هذا التضارب ال �قود للنهضة فوسائله غیر متاحة اآلن وانما هنالك مشوب �التقلید تلمس لها دون است�عاب وفهم حق�قي عند متلمسیها

سوء فھم للھویة وتفاصیلھا

ة استشعار لضرورك التغییر والتمس

بالھویة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

8

مقاومة عن�فة عند من ال �عي الطر�� الصائ�ة مواجهة و وض�اب�ة الهو�ةو��حث عن االست�الء والغل�ة في السلطة، ذهول عند متلمسیها

�قابله رفض لآلخر عند جاهلیها... فوجد هنا اآلخـــر وهذا لالستمرار،�عني انقسام.... و�قاء اإلصالح مرت�طا �القوانین الدول�ة والمح�� وسرعة

االنجاز التي لم تتوفر لها اآلل�ات واإلم�ان�ات.

الكل�ة �معزل عن درجة الفهم األرض��ل في اإلسالمتصور دولة فما الذ� نحتاجه؟والتأهیل �عی� العمل�ة....

الذ� نحتاجه هو النموذج حتى لو بإقل�م صغیر یوجد ف�ه من شرو� النهضة ما �ساعد على إحداث التنم�ة المدن�ة والنهوض الحضار� الف�ر� وتعر�ف المفاه�م وتعدیل الرؤ� لتكون معقولة ول�س مجرد

انط�اعات.

القوم�ة واحتضانها للدین �جزء من مواصفاتها ول�س ل�عمل في ق�ادة إن المجتمع، خل� الرؤ�ة عند النخ�ة، فهي تنظر �ش�ل جغرافي وتار�خي

المعلنة اإلسالم�ةحتى النخب اإلسالميللح�اة وال تستعمل المنظور تخل� بین التنم�ة والنهضة و متأثرة بهذه النظرة الض�قة، فهي إلسالمها

وف� ر الى الدولة �حدود وف� تعر�ف سا��س ب��و وال تنظر لها تنظ rمنظار الدعوة وخل� النموذج، لم �عتبر ال�عض �معنى انتقال الرسول

من م�ة الى المدینة وتش�یل الدولة في مدینة صغیرة نموذج عملي لم تتجاوب معه الجغراف�ا ولم یرسل أو ه�ینتظر أن تتوحد الجز�رة ل�قوم

الحضاري عوالمشرو االنحدار

9

على أساس الح� التار�خي والقومي وانما أرسلت الجیوش لفسح الجیوش المجال وتهیئة البیئة للدعوة.

الواقعة جغراف�ا �ما �سمى فاألمةهنالك أمـــر البد من توض�حه للناس واس�ا وهي تسم�ات جغراف�ة نس�ة لل�عد أور�اوجزء من األوس�الشرق

غو� وقومي ورؤ� هي امة فیها تنوع ل أصلهافي أور�اوالقرب من �وطن اإلسالمخ�مة إالمذهب�ة، أ� هنالك تنوع عرقي واثني، ال یجمعها

حدود هذا الوطن وفهم إ�ضاحعام تع�ش ف�ه النفوس، فالبد من النظر في الفقه السلطاني إعادةتضار�سه ومحتواه ل��ون هو�ة جامعة،

أمور. هذه ووال�ة المتغلب، فهم التار�خ �أنه للعبرة ول�س للتشر�ع... ضرور�ة لالنطالق �صواب

المراجعة واعادة النظر في الفقھ السلطاني ووالیة ة المتغلب واألخذ بأصل فكر

الحكم في االسالم

ع فھم االسالم وأھمیتھ للجمیفي ضمان حقوق االدیان االخرى ودیمومة وجودھا ولیس بتعاملھا كأقلیات

تكوین النموذج الحاوي لھذا فھم الفھم واظھار فاعلیتھ في ال

والتطور المدني في التنمیة

س اعتبار التاریخ للعبرة ولیكمصدر للتشریع والركیزة

الفقھیة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

10

تفهم ألنها�مثل عدوا، ل�س اإلسالمهنالك تحد�ات خارج�ة فاعلة تر� أن تظنه ظنا، وهذا الظن �شجعه لیبدو وانماتعرف تفاصیله أو اإلسالم

هیتها الى عدو خارجي جدال فیها حاجة تلك النظم في ماو�أنه حق�قة التحاول تحقی� المساواة أنهاللترا�� وقبول عجزها عن تحقی� العدالة رغم

والح�اة واإلنسانلكن تلك الماه�ة الهشة التي ال تحمل نظرة عن الكون وهي تعمل على رفعها لفقدان الفهم لمعاني تلك اإلنسان�ةتسق� الق�مة

رغم تطورها األش�اءت ومظهر . والتجائها لالنط�اعااإلنسان�ةالماه�ة في التنم�ة حسب الظروف.... المسألة هنا وانخفاضهاالمدني وارتفاعها

�الحوار ور�� المصالح لیتاح للنموذج وانماال تحل �حرب تلك التحد�ات أساسالمطلوب �الظهور فإن نجح النموذج س��ون الحوار والتفاهم على

وهو هدف الخل� من األرضة في عمار اإلم�ان�اتمن الند�ة لت�ادل ... أمــا حالة الحرب ال�اردة والساخنة فهي لن تدع مجاال اإلسالممنظور

رغم أن الحرب في واقعها هي من الطرف للتفاهم والوصول الى الحق�قة ال�احث عن اله�منة، فالبد من إیجاد وسیلة حوار تقنع ذلك الطرف �أن

س الفوضى فیها وهذا أول خطى مصالحه تعتمد على استقرار المنطقة ول�، وهذا سی�قى نوعا من التنظیر العبثي ما لم �ظهر رجال �فهمون التفاهم

هو�تهم و�إم�انهم إدارة األزمات الن هذه أزمة تار�خ�ة مستعص�ة خصوصا مع تفوق الشاذ، ومرض الصواب واختفاء ماه�ة الحق�قة عن

القدس�ة والتبر�ر؛ الواقع �غ�اب النموذج حتى في �عد تار�خي محا� � الغیر مقنع حق�قة األمر.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

11

الحق�قة أن منظومة النهضة تواجه تحد�ات خارج�ة وداخل�ة �ما رأینا وأن وماه�ة اإلسالمعالج هذه ��من في الفهم واستحداث آل�ات من صلب

.وطر�قة ومفهوم الدعوة اإلسالمرسالته وفهم المسلم لموقعه من

من ناح�ة أخــر� فإن هاجس منظومة تنم�ة التخلف الحضار� ول�س إالتجد تقار�ا مع المناط� الجغراف�ة هذه أنالمدني في الغرب لن تف�ر

العاملة الرخ�صة و�ذلك السوق للمنتج، واألید�مصادر المواد الخام أنها ومن ذات الناح�ة النظم الحاكمة هشة مس�طر علیها من دوائر ملتفة في

تستند النظام الغر�ي را�طة تلك المصالح �مصالحها ووجودها.... وهي اللحق�قة بل هي م�لفة للنظام الغر�ي، لكنها مع الزمن اتخذت ش�ال منتظما �غ�اب التحد�ات لمنظومة عملها ... نوع من االسترخاء واالسترسال قد ال

یةالتعامل وتحدیات النھضة الخارج

مجابھة العداء بالحوار الفاعل

الشراكة لعمارة ق االرض نقطة توافممكن البناء علیھا

ال مصالح مضمونةباستمرار العداء

مجابھة العداء بالمثل

استمرار عدم ن االستقرار لتبایالقوى

الحضاري عوالمشرو االنحدار

12

نظرا لغ�اب ��ون ظاهره ��اطنه من القوة، وهذا ما لم �قم �ه المسلمون وغ�اب القوة المخلصة عن الح�م وارت�ا� الح�ام ارت�ا� وجود اإلسالم

بینت أن حراك أنهانقطة في حراك المنطقة هذه أهم�الطاعة، ولعل تلك الروا�� البین�ة بین النظم والنظام الغر�ي، أمامهالشعوب ال تقف

مهم هو جدیدة لد�مومة مصالحها ... ال أواصروأنها ستعمل على ر�� ��ف�ة ونوع�ة هذه الروا��، هم �التأكید �حاولون استعاد وتحدیث الروا�� القد�مة لكن مواجهة هذا هو بوضع وصف ومادة الروا�� الجدیدة �ما �ضمن المعامالت طو�لة األمد بین الطرفین ل�س �العقود طو�لة األمد

أساساان �الثقة والمصداق�ة من الطرفین... وهذین ال�عدین �عتبر وانما .، وهذا ما لم یوضع �ف�رة متبلورةواعدا للد�مومة و�ناء عهد جدید

إذن هو عامل إنشاء إستراتیج�ة �عیدة عن إستراتیج�ة الغرب الوحیدة والمقتصرة على حما�ة الك�ان الصهیوني في المنطقة �حلیف ال را�� بین اإلستراتیجیتین أكثر من المشورة الس�اس�ة بین الدول ��عد دولي وال شك

االثنین اإلستراتیج�ة األخر� ستفعل ذلك، لكن الثابت أن التداخل بین أن��ون بدیه�ة في بناء أسس الروا�� أنیهدد البناء وهذا ما یجب

الجدیدة.

استغالل الغرب للحراك الشعبي والمسیر معه لتحو�ل اتجاهه وامتصاص الغرب یتصور بد�ال لها وحتى أنیبدو اله�منة التي ال إل�قاءزخمه

هو لتحقی� الف�رة ذات�ا مع دعم �عد خراب كالحرااستغالل هذا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

13

إستراتیج�ة عوراء في الحق�قة الن إح�ا� ما �قوم على أسس عقد�ة له انع�اسات سیئة ر�ما بنا الغرب نفسه النموذج لها حین أسس قواعد للعنف مصطنعة ترتكز على ضحالة الفهم الحضار� وهذا سیهدد الداخل والخارج �ش�ل م�اشر �عد أن �ستمر بوضعه المهدد للمنطقة الفاقدة

ر فقد تفلت خیو� اللع�ة من أید� مدیر�ها.لالستقرا

ر�یزة اهتمام الغرب بین اإلستراتیجیتین

أ�ة، لهذا فطب�عة بناء الغرب ال �فهم إال مصالحه ومصالحه من تشرع لهتأخذ هذا الموضوع من خالل �عد رؤ�ة أنفي المنطقة ین�غي إستراتیج�ةمن الطرفین ول�س من طرف واحد فاعل �ما هو الحال األواصرفي ت�ادل

الیوم، حیث أن مصالح الغرب تسیر �ش�ل انتزاع اخت�ار� نتیجة عدم وضع النظم العر��ة ــــــ �مثل ـــ لحدود تعر�ف�ة بل تؤخذ المصالح �طر��

ومن خالل سوء إدارة الداخل والعالقات البین�ة واإلرادةاله�منة على القرار منطقة، فبدون تعر�ف الهو�ة و�روزها تص�ح دول المنطقة �ق�ائل في ال

البناء ي االستراتیجوالغرب االمة االسالمیةالكیان الصھیوني

الحضاري عوالمشرو االنحدار

14

�عضها وتخضع للقوة أماممتناحرة ال یوجد تنسی� لحما�ة �ینونتها أوال�ارزة في المنطقة التي تف�ر �عقل�ة قبل�ة مهما �انت الصورة

التي تطرحها، بل تحاول انتزاع قوة اله�منة لما تعلنه من االیدولوج�ابرامج تنفد �تطبی� على أوسواء �انت معبرة عن رغ�ات مخططاتها

لها من ثروة وموارد �شر�ة المتاحة اإلم�ان�اتلرغ�ات �استخدام األرض أو موارد أخــــر�.

الك�ان الصهیوني وضع له إستراتیج�ة وهو�ة وأدار منذ قرون عمل�ة تأمین النفوذ والقوة الحاكمة ضمن النظام الغر�ي المليء �الثغرات ودخل

فبنيلسد تلك الفجوات �ما �م�نه من إدارة وصنع القرار في الغرب، تحالف بإقناع الغرب أنه �مثل الوجود والمصلحة والموقع المتقدم له في

ثقال إالهذا الك�ان ال �مثل أنارض الثروة ومصادر الطاقة.... ونالح� على الغرب �ما �حتاجه من موارد لد�مومة آلته العس�ر�ة وما �صنع من

في المنطقة والتي تتستر �غطاء أمن�اتهمشاكل نتیجة محاولته تطبی� من المتدینین، وحالة المظلوم�ة ��ونه األحالمدیني وذلك لجلب ذو�

دولة صغیرة وس� وحوش تر�د التهامه ) �انت وما زالت تستخدم (ال�قین �أن مصلحته مع أص�حالستدرار المز�د من الدعم الغر�ي الذ�

هذا الك�ان في خلف�ة الف�رة و�أنها حق�قة ثابتة یبنى علیها ولم تعد فهذا الك�ان �ستخدم المظلوم�ة أخر� موضع نقاش... ومن ناح�ة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

15

من ثقافات متعددة وتت�این ف�ما بینها أتتعناصره التي والخوف في دمج في وتقبل هذه الت�اینات أمــام تهدید مزعوم.تولكن الخوف یجعلها تخ

الك�ان الصهیوني ) �صوت عال �ال إزالة أمن�ةالعرب �عبرون عن ( خطة حق�ق�ة معط�ات بل �ساعد ذلك في عمل�ة تأكید المزاعم، حیث ال

هذه االدعاءات وال تخط�� مح�م، بل هو تعبیر لفظي تنطل� منهاجذر�ة و�الم مجالس وخطب مناس�ات ونفخ الجسد الفارغ لیبدو ضخما.

وفصال إلصالحتمثل حالة تحتاج أنوعند ظهور قوة محل�ة مم�ن تكون مناس�ة أنتترك تش�ل نفسها عشوائ�ا الى األمةوخ�اطة لتناسب

بین األهداففتتحد األخر� ١))الق�ائل((لذاتها وتكون خطرا بهذا على خطرا أص�حالمنطقة بإزالة هذا الجزء الذ� ))وق�ائل((الك�ان الصهیوني

على اآلخر�ن لتعاظم قوته والك�ان الصهیوني هنا واحدا من الك�انات التي ، رغم انه یهدد إلزالته�شملها تهدیده، لكنه التهدید الذ� �حرك آلة الغرب

تفصیل ما إلعادةقبل الك�ان الصهیوني لكن أ� حراك األخر� الق�ائل التف�یر في إلعادةالتف �ه قد �ش�ل خطرا م�اشرا على هذا الك�ان ر�ما

قدوم شخص آخــر �عبر عن التطور أوتفصیل الموارد والموارد المضافة الطب�عي للنظام ف��ون هنالك احتمال متزاید التحاد ما بین الق�ائل على

��ل عر�ا وغیر عرب، بهذا األمةر�ا و�ع�ش في داخل هدف �عد مصی

حالة احلراك السياسي سواء األحزاب يف قطر أو األقطار مع بعضها يشبه قبائل اجلاهلية ولكن مبظهر متمدن. ١

الحضاري عوالمشرو االنحدار

16

التي هي نسخة إیران، وس�قضى على وغیره المنهج قضي على العراق محتملة. "إصالح�ة"عمل�ة أ�ةوتزعزع ٢األمةمشوهه عن الحراك في

الحظنا أن فقدان الهو�ة وفهمها والتحصن بها �ان السبب الم�اشر الذ� أومثار اهتمامهم األمةالذین لم تعد األمة�ستفی� من خدره قادة ال

ضد أ� تغییر خوفهم الحق�قي بل �ساعدون الخارج في تثبیت تحد�ات ایجابي في المنطقة ل�حولوه من حالة الفعل الى رد الفعل ومن ثم التقوقع والحصار...... وال �ف�ر الغرب بهذه الح�ومات أكثر من �ونها آالت،

لغساسنة، والفرس �المناذرة... فهم �حمون مصالح تماما �ما فكر الروم �االغرب و�عملون حراسا على الثروات، وفي أحسن األحوال �ستنزفون تلك الثروات في أمور زائلة وال �ستط�عون ص�انتها أو لخدمة الغرب أو لنزواتهم مهما �انت عامة أم خاصة ولكن �ال تدبر أو تدبیر..... فما

؟ ال شيء! دعاءاتهم ................الجوابأو إ دافع الغرب لیهتم بهؤالءفهم غثاء �ثرة غیر فاعلة ال إرادة وال قرار، بل بیئة قاتلة لإلرادة والقرار مح�طة للطاقات معظمة للحاجات والغرائز، �المها عن فؤاد ول�س عن قلب �عقل وقضا�اها �رازة مجالس، ومن �فعل منها �فعل بخ�اره و�ال

فاعل�ة الصواب حتى یتحول ضارب القو� الح�ة على تخط�� فینع�س تالى حراك عشوائي فقد معناه األصلي في محاوالت التكیف والد�مومة

... عمل�ة .فینع�س �فعل التخط�� الخارجي الى إح�ا� األمة وضدها

انوه هنا اىل القومية الفاعلة يف إيران واليت تعترب املذهب جزء من مسا�ا القومية وتستغله ملد حلمها اإلمرباطوري القدمي الذي ال ٢ عالقة له �إلسالم ومذاهبه إال بتكييف واستغالل التخلف

الحضاري عوالمشرو االنحدار

17

تشو�ه لمجموعة أو منظمة األفكار والق�م المر�ز�ة لتعطیل األدوات یها لنهضة األمة، فر�� الجهاد �اإلرهاب المتاحة والتي �م�ن البناء عل

لسوء عرضه وما ذ�رنا، ور�طت القو� اإلسالم�ة �القتل �ما حصل في العراق، واتهمت قو� أخر� �االنغالق ونزع أ�ة أس�اب للدفاع عن نفسها........... هذا واقعا هو واقع بر�ان على وشك االنفجار ولكن

�ش�ل عشوائي مدمــــر.

والغرب �معزل إستراتیج�ةهو واضح ل�س �التخط�� لعالقة فالمش�لة �ما الضرور�ة لبناء واإلرادةعن الك�ان الصهیوني فحسب، بل �فقدان الهو�ة

الهو�ة هذه حتى في إنشاء... وسعي الغرب لتدمیر اإلستراتیج�ةمثل هذه التعامل �ش�ل إ�قاء�الر��ع العر�ي، وهذا المنع لمحاولة أسموهدول ما

العداء والذ� �عزز من إنتاج إعادةوهو ما ی�قي حالة التحد� بل ه�منةوالتحالف الوحید في المنطقة بین الغرب والك�ان اإلستراتیج�ةمتانة

حراك إالهذا الحراك الشعبي ل�س إنالصهیوني، دون وعي من الغرب یدل على الوجود والح�اة ول�س هو الزلزال الذ� الشك انه قادم والذ� لن

انه �ائس من الحوار فتكون مصالح الغرب قد انتهت في أو�حاور قة الرتكازها على ��ان زائل حتما، خصوصا وأن الغرب یبدو أكثر المنط

رة وضوحا في إبراز أن المعاناة �لها �سبب وجود هذا الك�ان لتص�ح ثو الشعوب ضد هذا الك�ان �عیدا عن االیدولوج�ا أو الف�ر بل �سبب حب ال�قاء الغر�ز� الذ� �عني إ�ادة هذا الك�ان ول�س إیجاد الحلول لل�شر

الحضاري عوالمشرو االنحدار

18

الذین هم ف�ه ف�ما لو �ان هنالك لألمة هذه هو�ة...... فكیف سیتحرك الغثاء..... سیتحرك ولكن �عقل�ة جمع�ة تضرب الخطر وحراك غوغائي ر�ما أن لم تنشأ مراكز لهو�ة تحرك العقل الى الصواب والمعالجة ول�س االنتقام لتار�خ طو�ل من الجرائم واأللم... وحین �قاوم الك�ان الصهیوني النهضة اإلسالم�ة فهو �قاوم أس�اب الرحمة �ما �سمى شع�ه، بل �قاوم

.مقدوران�ة. و�بدو أن هذا قدرا أ� حل مم�ن �غلب عل�ه العقل واإلنسا

من اجل �ل هذا الذ� ذ�ر فالبد من إقامة مشروع لألمة أمام المشار�ع الفاعلة علیها ال اعني �رد فعل وانما فعل بإح�اء المشروع الحاضر الغائب فعال...لكن هنالك محاوالت مش�لتها الخل� والض�اب�ة فهي

ة ال مسجونة �المدن�ة والفهم الغر�ي والترق�ع وتسم�ه نهضة ولكنها نظر�واقع لها إال من خالل ش�ل�ة ال تطبی� لها، البد من معرفة حق�قة هذا االنحدار الحضار� و��ف�ة إقامة المشروع �استنهاضه على قاعدة

عصر�ة تتفاعل مع العصر �منظومة إصالح لإلنسان وح�اته.

ت�حث �األس�اب والمعالجات وهي أمور ار�ع سنقسم هذا الى فصولة �ص�اغة وأسس وتفاصیل إنما اطرح هنا رؤ�ة في مفتوحة لمف�ر� األم

الطر��.

الفصل األول

الحضاري عوالمشرو االنحدار

19

من أین ھذا االنحدار وكیفیة إزالتھ

من أین؟

ل�س االنحدار الحضار� (الف�ر� ) حدیث العهد والحضارة إن �انت داعمة لتوازن المدن�ة فل�س التطور المدني دال على الرقي الحضار� وانما هو

أفراد وتتوفر الظروف والبیئة لظهوره واتساعه أو جهد �شر� ینطل� من توقفه وانحالله، ولو �ان الترا�� الكمي بین الحضارة والمدن�ة النهار �انه�ارها سر�عا أو الرتقى فجأة، رغم أن العالقة وطیدة للتوجه ومتأثرة

ب�عضها إال انه أمر غیر محسوس �ش�ل م�اشر.

ورواسب من عقائدها ألفكارة الحامل األقوامدخول العدد الكبیر من في العقیدة أساس�ةالناس معاني إلفهامالقد�مة مع فقدان خطة مبرمجة

لم تك متطورة فال آنذاكومعاني التوحید، �ما أن المدن�ة اإلسالم�ةبل اعتمدت على جهود الصحا�ة الذین نشر أومطا�ع وال تدو�ن واسع

وانما�عد سنوات عدیدة و�ال خطة إالیتنقلون والذین لم یخرجوا جم�عا یجو�ون أوحملوا معرفتهم لنقلها ��فما اتف� ترحالهم ووصل استقرارهم

ال�الد فال ترتكز مدرسة معینة في م�ان..... هذا الوقت لم ��ن �اف�ا ��ل الغر��ة األفكارو�انت إالوقتا لألمصارمعنى الكلمة، فلم یلبث خروجهم

رحلة تنفید�ة فكانت الفتنة �مقتل الخل�فة قد فعلت فعلها واتخذت متعا�شوا مع الف�رة وفهموها أناستطلعات أطلقتعثمان بن عفان التي

أخر� لم تقود نواصیهم للصواب، فكان الح�م الملكي �عد فتنة أنها إال

الحضاري عوالمشرو االنحدار

20

من حرمة الدماء الى االقتتال البیني اإلسالمفي األساس�ةشوهت المعاني مة الى یومنا هذا، بل جذرت للخالف فكانت شجرة و�انت و�اال على األ

معمرة ما زال طلعها ینثر على األمة بخروج معاو�ة على اإلمام والشرع�ة وهنا نستط�ع أن نر� بوضوح المرجع األول tومن ثم �مقتل الحسین

لوال�ة المتغلب و��عة أصحاب الشو�ة و�ل ما تال ذلك من تفص�الت تكاد عا وان لم یذ�ر لكنها �انت مثاال ح�ا �مثل شروعا تتخذ هذه الحق�ة مرج

هادئ لفاعل�ة منظومة تنم�ة التخلف التي أعلنت رسم�ا بإسقا� الشر�عة .في القرن العشر�ن الم�الد� �احتالل أوصال الدولة العثمان�ة

..... ا�عد هذا األمةعنصرا مهما هو وال�ة أزال�ان الح�م الملكي هو من الناس عن القرار و�ان انعزاال بین الدولة والناس لتكون سلطة األمر

وظروف، ولم تلبث هذه القرارات أح�اناقاهرة تت�ع الحاكم �قراراته ونزواته السلطان�ة لتثبیت األح�اموأخرجت إالالصراعات الف�ر�ة والس�اس�ة

شرع�ة الحاكم وقبول استبداده، ومع حدوث هذا الشرخ الف�ر� اتسع لتكون وال�ة المتغلب، ثم األقو�اءرخ لیؤ�د الحاكم القو� ثم الح�ام الش

أنشرع�ة للظالم �عد إعطاءلتنتقل الى وال�ة ذ� الشو�ة...... وهذا أوالتار�خ یذ�ر ندرة من الح�ام هنا أن�انت هنالك شرو� للحاكم رغم

هناك التزموا بهذه الشرو� و�ان لفهمهم الشخصي وتدینهم وخشیتهم من.... واألمةهللا، منهم الحاكم الراشد ومنهم من هو اقل ضررا على الشعب

إالدیدن، ال عالقة للناس أص�حهو الدارج والخضوع أضحىاالستبداد

الحضاري عوالمشرو االنحدار

21

�مت ال واإلسالم اإلسالم�السالمة الذات�ة من الطغ�ان.... �ل هذا �اسم لة تحف� الدو أناتخذ شرعیته مجتمع�ا �صلة، و�دل أوله ما �حصل

الدین نست الدین وراحت تحف� سلطة الحاكم..... هذه هي الخطو� اتخذ من ال یرعى دینا ول�س له أنلهذا الحال �عد أوصلتناالسوداء التي

بل یلغي الشر�عة و�ن�ر العمل بها شرع�ة المتغلب وذ� اإل�مانمعالم همها الحفا� على المت�قي بیدها وأص�حالشو�ة فخضعت الناس للظلم

ما �منح لها �خرائ� سا��س ب��و التي ل�س لها عالقة بإرادة احد من أوالمنطقة وانما فرضت فر�ضة متغلب ل�س مسلما وال یؤمن �اإلسالم ومع هذا اكتسبت شرع�ة ووال�ة المتغلب، بل �ان هنالك في األمة من �عتبر المحتل ولي األمر ألنه غلب على الح�م و�أن اإلسالم من �قر هذا، وما زال هنالك علماء أجالء یتخذون من هذه األح�ام مرجع�ة لهم و�ناصرون

٣الحاكم �ما فعل الد�تور محمد سعید البوطي ــــــــــــ رحمه هللا وغفر له ــــــــفي نصرة حاكم مجرم �قتل شع�ه، وال مبرر لهذا سو� اعتماده هذه

ي أ�امه األح�ام لفقهاء عصور فائتة مهما ش�ك انه استعاد وع�ه ف األخیرة.

( رجال الدین ) وأخذوا التحلیل والتحر�م وقعم اتخذواالعلماء الش�عة وتقلید المراجع، هذا الح�م � لحر�ة الناس مهما �انت �س�طة ضمن فتاو

وطاعة وفق حتليلنا ملوقفه ــ فقه والية ذو الشوكةاحد أعمدة العلم أشكل عليه القرار يف زمن النازلة فتبىن ـــ حممد سعيد البوطي ٣

احلاكم وإن كان فاسقا واعترب اخلروج عليه حرابة....وهذا يشري لضرورة االجتهاد بفقه يعود �لوالية ألصلها وخطورة إمهال ذلك.... من فضل علينا مجيعا. األرجح أن قتله كان من احلاكم نفسه لتشويه صورة الثوار عليه ملا كان هلذا الرجل رمحه هللا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

22

من خالل حاكم�ه ما ال�شر م�ان هللا في الحاكم�ة إحاللوالفتو� هي وتفتقد �شرعون، فأص�ح الناس ال تف�ر �عقلها وانما �ما تسمع �ألسنتها،

لعنصر� المصدر والمصداق�ة نظرا للسلو��ات ال�شر�ة بین المعلن وهذا ما ولد من الش�عة طائفة �المعنى الغر�ي للكلمة ول�س والسلوك

عند �ة وفتك�عني تعصب وشعور �المظلوم�التالي المعنى اللغو�، و�من تناله الید وال تبدو منه مقاومة أو أعزل من الشعور �التم�ین

السالح.... وان حار�وا فل�س من قواعد ومهام للحرب سو� اإل�ادة �ظن انه الجماع�ة وقتل ما �غلب من الذ� �عتبرونه عدوا وهو �ل إنسان

اسماه السید وهذا ما �ش�ل تهدیدا و�متد هذا الى المخالف للطائفة أح�انا(رحمه هللا) �فرعنة الح�ام وقد صدق استشرافه هذا ٤محمد �اقر الصدر

، فلم �قم ح�م إسالمي بل ظلم �غطاء من خالل تجارب لها واقع مؤلم التسم�ات وأفعال تعبر عن إرهاصات سلب�ة.

الفصل الثاني

؟االنحدار الحضاري لماذاالمبحث األول:

وكان حياول �سيس نواة لفلسفة إسالمية ،مرجع علمي عريب شيعي وفيلسوف عراقي، أعدمه اجلهل والطغيان حممد �قر الصدر ٤

حممد صادق ولقيام مرجعية عربية وطنية، وقتل أخوه املرجع واقتصاد وفق الشريعة.... فقدان الرجل كان خسارة لألمة والعراقوكان أيضا مرشحا لقيام هذه املرجعية لكن املخططات اإلقليمية أدت الغتياله وهللا اعلم، و�ذا فقد البلد صمام أمان الصدر

حقيقي ضد الفتنة اليت تلت االحتالل وإذا كان الفيلسوف اقرب لألكادميية فالسيد حممد صادق كان حمركا مجاهري� شكل تيارا مميزا أن يزيد التآلف بني العراقيني فلم يكن ما مينع التوحد �حلراك بني الشيعة والسنة. شعبيا بني الشيعة وكان ميكن

الحضاري عوالمشرو االنحدار

23

�عید، فحین تنشأ أمداالنحدار الحضار� ل�س ولید فجأة بل هو منذ الفتنة ضد الشرع�ة وتعلو القبل�ة واالستقطاب الماد� على الحق�قة هذا �مثل وضوح االنحدار في القمة قبل النزول الى الحض�ض، ذلك تمثل في

بل االنتقال الى س�ه وهو من آل بیت tعلي اإلمامالمواجهة لشرع�ة الرسول، وقتل ابن بنت رسول هللا وهو من خیر رجال عصره حمال للف�ر

ذلك لواقعنا المستمرة ف�ه الف�رة وانحدار الحضارة فأسسالحضار�......من لإلسالم األساس�ةبذات المنهج �عد تار�خ طو�ل من التغییر في الق�م

التعطیل للشر�عة عمل�ا الى ان عطلت رسم�ا نزع الوال�ة الى الت�ع�ض و من ضمن التراث ونوع من الدعا�ة التي یلجأ اإلسالماالنتماء الى وأص�ح

الح�ام لجذب العواطف عند الفشل إلیها

البد ونحن ننظر لهذه المعضلة الكبیرة أن نعلم �حق�قة الفقه المطروح زوم وما هو �البدیلور�ما س�طرح بد�ال للواقع المأ والذ� ما زال عامال

وهو یتلخص في التالي:

أنهاالفقه السلطاني وما ت�عه من شرع�ة الشو�ة ووال�ة المتغلب، وعرفنا .١هي تغط�ة لواقع حال وانمالم تك نظر�ة من الفقهاء رغم حدیثهم بها

س �ان �عضها مخدوع واآلخر ابل�اس الشرع وهو تماما خارج الشرع، فالنمتجنب الح�اة العامة و�ثرة من الذین یت�عون السلطان �حثا عن

�حجة درء األمة�ما تسبب �انه�ار وأنفسهم األمةمصالحهم، فأقنعوا .فكانت فتنة الفتنة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

24

الواقع في نفوسهم إرهاصاتأناس ال �فقهون من الدین إال ما خاطب .٢جهاد ول�س هو مت�عا هواه، ومنهم هذا هو ال أنفمنهم من تطرف وظن

من ر�ن للدن�ا وال شيء یهمه، ومنهم من لم �طل دن�ا وال آخـــرة �سعى لها.

أناس تر�د اإلصالح وهي من حولت معاناتها في الواقع ومنه الى خالصة .٣ایجاب�ة تت�ع صحتها طر�� المخاض، المهم في األمر أنها أعملت العقل

من لم یتعد القشر�ة منها ، ن ش�ل ماوالتف�یر فوصلت الى نتائج مفكان یخل� بین التنم�ة والنهضة وانحنى الى التقلید انحرفف والض�اب�ة

المرتد �ه الى طر�� التخلف وهو الیدر� و�ظن انه �حمل لواء التجدید أح�فكانوا �وعا� السالطین ولكن �طر�قة ومنهم من انحرف بزاو�ة اخر�

را، هم ینافقون و�تكبرون و�خدعون الناس قدرا وتراهم أكثر الناس �بما �قى على توجه من�ضلون و العال�ة المنتقدة المفندة، �أصواتهم

الصواب... لكن ما ینقص هؤالء فعال تشخ�ص الهو�ة بدقة لیتم�نوا من التحول الى قادة للنهضة... هم خارجون من عم� التخلف ودون شك

أجسامهمصرختهم وتغطي وتخرج مع أیدیهمفهم �حملون آثارا في وهذا أمـــر طب�عي ر�ما �حتاجون لتنظیف وتقطر متساقطة من رؤوسهم

أو إخراج م��ر آلخر�ن ل��ون الصفاء اكبر وأكثر حظا.وال إال ادعاء و�الما مادام الجو العام هو �ذلك، یهمهم دین أناس ال .٤

هي محض مظهر وانماما ورثوا منها ولم یرثوها قناعة إالیرون الق�م ، هؤالء مملو�ون لغرائزهم و�لما عظم یخترق في الخلوة وعند الفرصة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

25

م�انهم زاد فسادهم �قولون ما ال �فعلون و�حبون أن �حمدوا �ما ل�س فیهم، هذه الفئة تمثل األغلب�ة والسواد األعظم من الرعاة والرع�ة على

مدعي العدل منوال واحد مابین شاكي الظلم ألنه ل�س الظالم وما بین وهم في طغ�انهم �عمهون.

بهؤالء والواقع ل�س مح�وما ؟مع هؤالء وأولئك ی�قى السؤال �یف الخروج وحسب بل �القو� الخارج�ة والعوامل الس�اس�ة اإلقل�م�ة.

إن قلنا استرجاع الهو�ة هي طر�� الخروج فالبد أن نعلم أننا نتحدث عن سبل متعددة ومتنوعة منها المرن ومنها الصلد ومنا ما یخضع لتطور المدن�ة في عصرها. نتحدث عن تدرج لكن حاسم ومرسومة حدوده تلك هي الصالدة في المعادلة، فاالنحراف في درجة ما قد ال �قود الى لب

ر�ما ال �المس أطرافه... معرفة الغا�ة والمهمة من الضرور�ات الهدف و الوسیلة المثلى لبلوغ المرتجى ونجاح المهمة، الدین إالفل�ست الهو�ة

عند هذه األمة من متقدم على غیره وغیره هو دونه، ولكن الدین ل�س المشوه وانما المفهوم من من�عه والذ� ما زال سل�ما، أمــا شتات االنحراف الذ� أوقع األمة في هذا الذ� هي عل�ه فهو ل�س مصیرها دون شك وانما هو غفلة �انحراف بدا مم�ن المعالجة أو وجد له تبر�ر فكان �عد طول الزمن هادم ومشوه لمفهوم الدین ومقاصده، بل أص�ح الحدیث في أصل الدین من حقائ� تمردا على الراسخ من الدین في العقول، ور�ما

معتدة �صالتها وص�امها وق�امها....ال أناستعدا عنه من م�روها ومب ما یتف� وهواها. إالترضى من الدین وحراك العاملین

الحضاري عوالمشرو االنحدار

26

اإلصالحنتحدث عن التشوه في آل�ة فإنناحین نتحدث عن هذا .اتخذت مسارا تار�خ�ا طو�ال لتصل الى هذه النقطة األمةالمنتظر... لكن

الدولة العثمان�ة �بدا�ة النحدار تحدد �عض التوجهات تار�خ سقو� األمة.... واألصح أنها بدا�ة رسم�ة �منعطف تار�خي بید أنها البدا�ة الحق�ق�ة لن�ران الفاعل�ة للشر�عة، رغم أن الشر�عة لم تعمل �ش�ل صائب منذ تحول الح�م الى ملك.. لكن ال احد �ستط�ع تجاوزها علنا من الح�ام،

اتخذت ش�ال شرع�ا نتیجة التأو�ل من بل إن �عض سلو��ات الح�ام الفقهاء الفاعلین والذین �انوا في الحق�قة وعا� للسالطین یخالفونهم و�قار�ونهم و�بررون أ�ضا أفعالهم وشرع�ة إمارتهم، فاألمة حق�قة من راحت تطب� الشر�عة و�ش�ل فرد� تقر��ا، وأح�انا تتبنى الدولة العلمان�ة

ر لمنتصف القرن الماضي �انت البلد�ات تطب�قا سیئا للمفاصل، وأذ�تشرف على جمع وتوز�ع الز�اة، ولكن �أید� موظفین ال �عرفون مواضع الشبهة في توز�عهم لها، ومنهم من �حلل لنفسه �عضا منها على اعت�ار انه من القائمین علیها رغم أن الدولة هي القائمة وهو موظف براتب عند

العلمان�ة فهم والخل� بین الدولة القوم�ةالدولة ط�عا هذا مثل لتدني الومحاولة إقناع الناس أن الح�ام هم والة أمور المسلمین و�ال والشر�عة

.شك �ان هذا جزء من االنحدار أو في مسیرتهالمنهج العلماني الذ� راف� االحتالل وما �عد االستقالل حاول إزالة تأثیر

تأثروا من مشاكل نهوض الدین على الشارع، شجع ذلك �ثرة من الذیننتیجة التعصب ألد�انهم وظنوا أنهم أوالنفس القومي وظلم ح�ام الغل�ة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

27

أفضل حاال �العلمان�ة وازاحة الدین عن الح�م ، بید أن القوم�ة الجامدة التي ال تعبر عن فكر جامع بل محض عصب�ة �انت �حاجة لتأكید هو�تها

ته ضمنها ولكن دون �ونه فكان اإلسالم معلم من هذه الهو�ة فأدخلالمه�من على التشر�ع واإلدارة وانما �صفة أو مواصفة للقوم�ة �فهم خاطئ، وتعامل فوقي، فالعلمانیون أكثر تعص�ا من اإلسالمیین ذلك أن عصبیتهم للدین تنطل� من عصبیتهم العرق�ة المفترضة رغم أن ال قوم�ة

والمتداخلة �شر�ا بین متفردة جغراف�ا أو �معزل عن القوم�ات األخر� تنوعاتها، فكان هنالك اضطهاد للقوم�ات األخر� من ناح�ة ولألد�ان األخر� من ناح�ة أخر� رغم �ل ادعاءات الح�اد�ة، ألنها واقعا ال تقدم اإلسالم وانما تقدم مواصفة من مواصفاتها بجمود ودونما تشر�عات

فعاال وهو غیر قائد مرافقة، بل �ال فهم لإلسالم الذ� ال �م�ن أن ��ون نظمه غیر عاملة مع فكرة ل�ست في ق�مه أو مرتكزاته، والحق�قة أن أو

اإلسالم�ةفي الحر�ات اإلسالمفلم یبرز أنفسهم اإلسالمیینهذا أثر على �عیدا عن الضغ� والمقاومة التي تحولت لحالة الدفاع عن الذات بل

��ون هنالك اجتهاد مالئم أنرغبتها �االستمرار قادتها للتكیف فبدل للواقع �ان تقوقعا على القد�م وعصب�ة في شرنقة دفاع�ة تحتاج لوقت

، اضطهاد واغتسال �ثیر لكي تخرج الى حق�قتها وتكون عند نقطة البدا�ةعام وحب للسلطة جعل من شعار القوم�ة العر��ة والوحدة العر��ة محض

تراقا، فهي نظم استبداد�ة �لمات ال تز�د هذه الدو�الت إال تمزقا وافطغ�انها الداخلي �مزق الداخل واالنتماء للبلد، وتنافرها �ستحیل معه

الحضاري عوالمشرو االنحدار

28

نقا� مشتر�ة بل االتفاق على الحد األدنى أص�ح صع�ا حتى �ات إیجاداجتماعها في قمة الجامعة العر��ة موضع مفاوضات وال �حق� وجود

وغ�اب من ال�عض القمة بتمامها بل ��ون هنالك مندو�ین عن ال�عضاآلخر، وهذا أمـــر طب�عي فالرا�طة القوم�ة را�طة ها�طة تغلب علیها الغرائز األخر� عند الح�ام المتفردین عمل�ا �السلطة، فتهدم العالقات في الخارج وتلك الغرائز تمزق الشعور الوطني الذ� هو اآلخـــر را�طة ها�طة

�عة بل غیر المتاحة �سالم، ال تصمد أمام الحاجات والغرائز غیر المشومع الع�ش بدون أمان وشعور اإلنسان �الخوف من القوانین والسلطات

أضحى اإلنسان غیر مرت�� �أرضه فعال وعمال.النهضة، أ� تحول المسبب للرقي وآل�اتفاالنحدار الحضار� تتا�ع

االرتقاء، بید أن نظام أثناءالحضار� �االنحراف ل�ضع عوامل الهبو� یدخل تفصیل�ا في ح�اة الناس لم �عم �فساده على ولة الذ� الالد

وأهواء التوج�هأثر علیها انع�اسا �فقدان وانماالحضارة الف�ر�ة نفسها .ال�عض وا�عادالح�ام في تقر�ب ال�عض

ذلك انه یر�ز على مهمة األمةیرت�� م�اشرة بوال�ة اإلسالميالنظام وتكر�مه ف�التالي دوره في هذا النظام اإلدار� للح�اة، فالفرد ل�س اإلنسان

مشار�ا فیها، وطاعته للنظام تأتي من طاعة هللا في وانماخاضعا للدولة إنسانق�ام وحاكم�ة الشر�عة ول�س طاعة للحاكم انه حاكم، فالحاكم

أومتصد� للعمل والخدمة وم�لف بهذه المهمة ول�س سلطانا �اغ�ا ة ج�ار عنید.طاغ�

الحضاري عوالمشرو االنحدار

29

والنظام اإلنسانبین الملتحمةغابت هذه الحالة األمةومع غ�اب وال�ة ل�حور معناها و�ضع له هالة وحصانة اإلسالمالذ� اتخذ من معاني في

ل�ست له حق�قة بل امتلك رقاب الناس وح�اتهم.هذا جعل ازدواجا وتجاف�ا بین المعلن من فكر و�ین التطبی�، فراحت

ي تف�ر تدخل في متاهات �عیدة عن مناط� ارتكاز الحاكم الناس التالوافدة لتبر�ر الواقع �األفكارواستعانت اإلسالممن أنهاالمزعومة

أنوتفسیره من خالل ضرب الشرع �ما ظن انه العقل فكانت فرق لم تلبث موضة عصرها في أوبتقل�عة أش�هانحرفت بتماد� في تفسیراتها و�انت

واتجه التفلسف والكالم �ال مراجعة ومقار�ة للنصوص، معرفة الجدید،، وفلسفوا وفقها واإلنسانفناقشوا الثابت وهو ما یتعل� �ا� والكون،

اإلسالمالمتغیر وهو الح�اة وف� تلك الثوابت الوافدة والمحورة على واقع ملحد و�ین إغر�قيهنالك تناقض بین فكر فلسفي أن األمروحق�قة ... هذا والكون والح�اة اإلنسانفي تب�ان العالقة بین ماإلسالفلسفة

األمر أش�ل على الف�ر ( الحضارة) فكان یبدو للناظر انه ارتقاء ولكنه في الحق�قة سیر حثیث نحو الهاو�ة... فلم �حلوا إش�ال�ات وتساؤالت اآلخر�ن بل زادوها في مسائل هي محلولة أصال في الف�ر اإلسالمي ولو

حق�قة لكفوا من �عدهم بل ألعطوهم درجة ارتقاء أفضل تف�روا بها للشروع في النهضة الحدیثة.

�انت رعا�ة للقابل�ات وانماوالتمح�ص والتحقی� �الوج�ةفالرعا�ة لم تك �ثرة من هذه الناس ال أن�ما �ظهر منها، والقارئ في هذه الفلسفات یجد

الحضاري عوالمشرو االنحدار

30

تضیف شیئا أومن النقل عن �عضها وتغیر مواضع الفصول أكثرتفعل �سلكون تعم�قا للتدهور، و�ان هنالك مبدعون حتما لكن ال أكثرما هو

وتعاظم النسخ األصلالطر�� الصائ�ة و�بدو واضحا أن هنالك ابتعاد عن فكان یبدو وفرة في اإلنتاج لكنه في الفعل مز�دا من والتقلید والنقل

ل�س هنالك ما یخاطب الواقع إال من �اب التبر�ر له والتقد�س التدهور بل ول�س المراجعة، ومهما �انت النوا�ا والظروف التي �صعب على منصف أن �ح�م علیها إال ن هنالك تدهور �عتبره الناس رقي الى یومنا هذا

وتقلیدا ل�س ألنهم �ق�مون النتاج الف�ر� لتلك العصور.�منا للنتاج الحضار� الف�ر� ولكن لحالة الغفلة المهم في هذا �له ل�س تق

والتبر�ر للتدهور ومحاولة المقار�ة بإقرار الواقع �لما ترد� على ترد�ه وغفلة االبتعاد عن األصول الى درجة أنها ناقضتها، فأسست الستق�ال االستبداد غیر المنض�� �الشرع إطالقا من الح�ام الذین أتوا �ما سمي

د االحتالل لألمة واألقطار التي قسمت وف� مناط� حر�ات التحرر �عالنفوذ لالحتالل وتقس�ماته اإلدار�ة و�قت تدور في فلك المحتلین لتلك المناط� عمل�ا حتى و�عد خروجهم رسم�ا، فقد أورثوا القادمین ح�ما �ال

شر�عة وح�موا بلدانهم بذات القوانین والتراتیب اإلدار�ة و�استبداد تام.�ونا مرفوع مر اإلسالم�رة القوم�ة الجامدة �ما ذ�رنا، ووضعوا نقلوا الف

العلم لتبر�ر شرعیتهم، وح�موا �القوانین الوضع�ة وتغیر الح�ام �التغلب والقوة �انقال�ات عس�ر�ة وغیرها وال دور لألمة إال أن تنتظر أ�اما حتى �ستقر الوضع للحاكم الجدید ول�عمل بذات ص�غة سا�قه، عطلوا الشرع

الحضاري عوالمشرو االنحدار

31

الذ� ال �قر ح�مهم أصال، وقاوموا الدعاة والمجددین ألنهم خطر على علیهم وهم یتجهون الى األصول لفهمها واالستن�ا� منها للخالص من الواقع المر فاعتبروا أناسا �سلكون �اسم اإلسالم طر�قا لنزع الح�م منهم.

انب عزل المجددین هو عزل للنخ�ة واقع الحال ف�قت األمة تعاني في الجاآلخر أ�ضا وهو المدن�ة والتنم�ة، فهذه ال�الد �قت عم�اء حضار�ا لینع�س على ح�اتها لتص�ح استهالك�ة ماد�ة تخل� تفاوتا ط�ق�ا بین الناس وتف�ك المجتمع بتعطیل عملي لص�غ التكافل االجتماعي واعفاء السلطات نفسها عن مساعدة الناس بنظم مطلو�ة لتجاوز إخفاقات

تیجة نظام مستورد ومطب� �طر�قة مشوهة وال یتناسب مع مجتمع�ة نمعتقدات الناس رغم ضعف فهم الناس وتلقیهم من مراجع مختلفة

ومت�اینة وأح�انا متضادة لهذا المعتقد.نفسه، بل اإلسالمفمن عم� التار�خ تبنت الناس معتقداتها ول�س من

لیدعم معتقده، ومن عم� التار�خ األصولاتجه ال�عض الى تشو�ه وانتقلت وعاشت الناس في الماضي فال یوجد في تأسست الخالفات

الحاضر ما �سعف تصالحها مع الذات، ومن عم� التار�خ فسرت السلو��ات، ومعاني الق�م التي لم �ص�ح لها واقعا على األرض فكانت

لمساجد �طالبون الناس تملئ حافظتها �ما تتكلم �ه وال تعمل �ه ووعا� االناس �ما ال �م�ن تحق�قه واقعا الختالف البیئة حتى أنهم أنفسهم ال �ط�قون ما ینصحون �ه ـــــ غال�ا إال من عاش �ألم وصبر جمیل وقا�ض على دینه �جمرة من نار ــــــ فكانوا مثاال للهروب من الق�م ومراودات

الحضاري عوالمشرو االنحدار

32

ال �أتي معها تطور النفس، منظومة لتنم�ة التخلف تتعاظم مع الزمن، وتنم�ة حق�ق�ة وال �أتي معها ارتفاع �ق�مة اإلنسان وق�مة اإلنسان في عقله لألمور ول�س لجسده فحسب، فعقله لألمور من �ضعه مشار�ا في

االرتقاء الحضار� وتوج�ه التنم�ة المدن�ة.ولو تمعنا في هذا لوجدنا محاور منظومة تنم�ة التخلف هذه و�شيء من

في الش�ل التالي: نضعهاالت�س��

المبحث الثاني كیف نوقف االنحدار الحضاري؟

:في معظمه السا�قة نجد أن التخلفمن نها�ة الفقرة

عن مبتعدة توجھھا• االمة لفكر الفھم

التقلید وانتحالھا

ضعف متنامي غیر •منسجم مع التطور

المدني

اضمحل تطبیقھا تدریجیا •وفقد التكافل االجتماعي

ن ابتعد الناس ع: مفقودة•الدولة فكانت سلطات قاھرة، مفصولة عن

الشعب عملیا والیة االمة

حاكمیة ةالشریع

االدارةالمعرفة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

33

واإلعالم وسوء التوج�ه والتر��ة والتعر�ف بهو�ة نظام الح�م واالستبداد .١ األمة.

التشر�عات المناقضة ألصل الشر�عة والتي اعتبرت من أصلها �وال�ة .٢ المتغلب وذو الشو�ة.

آثار االضطراب الف�ر� نتیجة لفاعل�ة الفقهاء والفالسفة القدماء .٣عن القرآن والسنة وازاحةالمفاه�م والمصطلحات تشوهالفهم، و ضعف .٤

.موضعهماوشیوع الى التار�خ من فوارق مذهب�ة واالستنادالتقلید ��ل أنواعه .٥

.الطوائففي التنم�ة هدفا وحیدا بل أن لحاقها الظن أنمعرفة مهمة األمة، و .٦

مشار�تها في رقي الحضارة الف�ر�ة وتعر�ف الكون واإلنسان والح�اة أمـــر ��اد �غیب عن األهداف والحراك المتنامي الذ� یر�ز �ش�ل جدید

.عن التنم�ة �عناو�ن النهضة والحضارةاإلح�اء �حتاج الىترسیخ الق�م في السلوك الفرد� والمهني وهذا ضعف .٧

لألخالق في التطبی� وتهیئة بیئة نجاحها وام�ان�ة التعامل بها ح�ات�ا .�ما هو حاصل اآلن و��قین ول�س �الما أو ادعاء

وما ت�عه من ت�عات فكر�ة وسلو��ة �عد الدولة العثمان�ة آثار االحتالل .٨مما واحساس �النقص أو العداء وضعف إدارة العالقات �ص�غ أخر�

.�شجع الرغ�ة �اله�منة عند اآلخر�ن

الحضاري عوالمشرو االنحدار

34

الق�ادات المیدان�ة ومعاییر اخت�ارها والهروب من المسئول�ة خوف .٩في التخط�� وادارة معادالت اإلنتاج واالستهالك المساءلة ( سوء اإلدارة ) واخت�ار الق�ادات ...الخ.

ر�ف المجتمع و�ناء فقدان الهو�ــــــــــــــــــــــــــــــــــة وأهمیتها في تع .١٠ أواصره وهي داخلة في �ل النقا� المذ�ورة آنفا.

، وما بتوض�ح �عضها وأسئلة في الف�رالمطلوب اآلن معالجة النقا� والجوانب ولكنها مدخل لتوس�ع األطرافأضعه هو رؤ�ة ال تشمل �ل

ال�حث في هذه المواض�ع من ضمن ما یخطر لغیر� من عوامل أخـــر� وان عجزت عن وضع آل�ات في طرح قاصر لها فال ین�غي أن نتوقف عند

ولكن �الحفا� على الثوابت التي أفضلهذا بل نسعى لل�حث عن آل�ات ر شعاع التغییر ف�ه إن لم �حاف� علیها ��ون هنالك انحراف ر�ما یبه

وهذا حصل في التار�خ فال ین�غي و�ه�� النحراف ر�ائزه إالیلبث ولكنه التكرار سبیها أو السقو� في حفرة أخر� قد تكون في طر�� المسیرة،

أثناء طرحي فالبد أن تجد من �صحح �عض تلكم الحفرور�ما اسق� ب المسار.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

35

األولطلب المواالستبداد واإلعالم وسوء التوجیھ والتربیة والتعریف بھویة نظام الحكم

األمة.

لكننا من خالل هذا المدخل هذا العنوان �حمل معان �ثیرة �صعب حصرها، نظام الح�م:ها على األقل توض�حا ألطر وماه�ة نحاول تب�ان معالم

هو الهو�ة وفكره هو الحضارة فالبد من محاولة اإلسالمحیث أن للدولة التي هي ر�یزة اإلدار�ةحدث الخلل في مسیرته أینالستقراء

�عمارتها، ولقد فهم العرب ما لم اإلنسانفي مهمة األرضرسالته على �فهمه معظم الناس في عصرنا بل حتى الكثرة من المثقفین وال�احثین

ال الھ إال هللا لناس أن تقول الشهادة �أن من ا �rمجرد طلب الرسول وأن محمد رسول هللا

فكان اعتراض سادة م�ة خوفا على نفوذهم وس�ادتهم فعرضوا ف�ما عرضوا عل�ه الملك علیهم، و�ان رد الق�ائل �أقوال سجلتها السیرة �قول

الحضاري عوالمشرو االنحدار

36

ما إال�عدك )، واعتذار بنو شی�ان عن حمایته األمربني عامر ( ولنا في حلف مع ( �سر� ) فهو أمــر ألنهمهر والمقصود نهر الفرات دون الن

األعرابي�قاومه �سر�، وقول هرقل ( .... س�ملك ما تحت قدمي) وقول ، ومثل هذه األقوال، فمن (إنه ألمر تناجز عل�ه ملوك العرب والعجم)

الواضح الجلي أن الح�م هو في صلب الشهادة ومن معانیها فل�س األمر وانما إدارة للح�اة معززة �الر�ن الشدید، ولعل قراءة التار�خ سلطة وحسب

والخالفات حول تفسیره اخفت بین أمواجها الكثیر من المعلوم �الضرورة واتجهت لتفسیر وتبر�ر الخالفات حول موضوع الخالفة وف�ما إذا �انت معروفة رغم أن هنالك الكثیر من األحادیث ال تتحدث عن خالفة متا�عة

وة فحسب بل تمتد الى عصرنا وما �أتي �عده من أحداث وتعدد للنب لإلمارات بل الخالفة نفسها.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

37

الح�م اإلسالمي عمل�ا قضى �عد الخلفاء الراشدین وهذا تفسیر منطقي عند ابن ت�م�ة مثال رغم اختالف التوجه نظرا ألنه �ان �حاول معالجة

ح�م مدني ل�س واقع حال �ما �عط�ه الشرع�ة، فكان یتحدث مثال عن ٥أ�ضاوالم�ا�عة منهم وح�م المتغلب ح�م خالفة فقال �ح�م ذ� الشو�ة

الشور� �سجل انحرافا واطارومن الطب�عي أن ح�ما یخرج عن ص�غة زاو�ا في الهبو� الى أن �صل الى االستبداد التام والتح�م من ذو� القوة

ى ط�عهم تغلب عل ی�حثون عن تثبیت سلطتهم أناسوفي الغالب هم ، المغامرة واالستبداد وانع�س على نفس�ة العامة من الناس عبر القرون

الحظ النظریة السیاسیة عند ابن تیمیة لحسن كوناكاتا على سبیل المثال ٥

حكم الراشدین

وضع الحكم بالشكل المتاح ممثال الرادة االمة •ول كان استكماال لبناء دولة بآلیات عصرھا، قب•

الھیئة الفكریة كثوابت

الملكاالمة نقض والیة االمة، لم یدخل بحاكمیة الشریعة او ینكرھا ف•

)امویة دولة(كانت تنفدھا طائعة ومستمرة راضیة بحكم الشریعة بدأ اتباع الشریعة للحاكم كونھ الخلیفة وجاءت االحكام •

رعیة ثم ش.... السلطانیة التي تثبت غلبة الحاكم على الحكم)ة والعثمانیةالعباسی(المتغلب وشرعیة بیعة اصحاب الشوكة والمتغلب

الحكم الجبري

ره سیطرة الملوك او الرؤساء على الحكم واصبح الحاكم بأمــ•لموضوع ویتداول الحكم بالتغلب واالنقالبات الشأن للناس في ا

بل ھم ضحیة حتى الرأيردةعزل الشریعة عن الحیاة واعتماد القوانین والقیم المستو•

الحضاري عوالمشرو االنحدار

38

فلو جئنا لمعالجة هذا فإن األمر ال یتم �حالة انقالب�ة وان �ان األمر مم�نا نظر�ا لكنه من الناح�ة العمل�ة �حتاج الى برنامج إصالحي مخططا

فاعل مع المتوقع له بإح�ام أ� نوع من اإلستراتیج�ة في إدارة أزمة، تتحصوله وتعالج الموجود من معوقات فعال، وتستط�ع أن تحصي ما هو واقع من إخفاقات ح�ما... فهي حالة ثور�ة في التخط�� هادئة في

التنفید ول�س الع�س.

الخطة تشمل فهم لواقع مجتمع تحر�ه غرائزه وحاجاته وتحد�ات امتالك قو� الردة واالنحراف لعوامل وآل�ات الحراك فهي ـــ قو� الردة ـــ ستسعى

موت أوتردد فهو ح�اة أوالستخدام المتاح من وسائلها دون مساومة أولى�النس�ة لها.... وهي �التالي ستعی� سد الحاجات التي تكون

معر�ة متجاهلة ألن رحىتدور أنوات النهضة �عد السلطة، وال �فید خطالشعب س��ون في وضع مقارنة بین ما �ان �حصل عل�ه من فتات و�ین ما �حصل عل�ه من فتات �شح �استخدام وسائل الضغ� والتي هي حرب

اإلصالحیینفف�ر الناس ومعاییرها ل�ست �عد هي معاییر في حق�قتها....هذا أنولعلنا إن قلنا حتى التف�یر بتضح�ة ما، أوالستعداد لدیها ا أو

بین التجدید وحراك رجاالت النظم المستبدة سنهمل عامال مهما األمر األمرن الخطأ فهم هذا ، ومواإلقل�م�ةومهما جدا وهو القو� الخارج�ة

�مدلول ضرورة االستقطاب لجهة ما من منظمات التخلف �النس�ة واآلخذة�طرح نموذجا منه بید رجاله.... إذن البد أو اإلسالملذ� �طرحه للف�ر ا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

39

تعتمد على الدعم الخارجي أنهامن تعطیل فاعل�ة هذه الوسائل والغالب لقو� لها نفوذ �الوال�ات المتحدة وعموم الغرب وف� مناط� النفوذ... االستقطاب سیدخل المنظومة الجدیدة في ساحة صراع ل�ست معن�ة بها

وعمال، لذا البد من إدارة للعالقات الخارج�ة تز�ل المخاوف وتوضح جوهرا الغا�ات وتمني �مز�د من الم�اسب المت�ادلة وال بد من الحرص على

وتهیئة الداخل ل��ون واع�ا ألمره ومن ثم فاعال �اتجاه الت�ادل هذامصلحته وهذا مهم واال التجأ المصلح لالستبداد �عد ان افترض انه

....ن أمته المتخلفةالو�یل ع

هنالك الك�ان الصهیوني ورغ�ة الغرب بدعمه والحفا� عل�ه، لذا فالبد من أن ��ون هذا البناء �عیدا عن ذلك الصراع البیني أو وضع حلول

الحضاري عوالمشرو االنحدار

40

لتحیید االلتزام الغر�ي �حما�ة هذا الك�ان ود�مومته عن أ� عمل لإلصالحالداخلي فالمواجهة لن تكون مع إستراتیج�ة معلنة بل مع قو� داخل�ة �غ�ة منع تأثیرها السلبي ور�ما االستفادة منها الحقا في عمل�ة البناء، هذه القو� �فقدانها الدعم الخارجي ستحاول االختفاء وال�حث عن

ومنعها من حجمت؛مصالحها الماد�ة �طر�� غیر السلطة و�هذا تكون قد ساد مم�ن داخل�ا من خالل قوانین البلد التي تعید استثمار هذه القو� الف

فالصراع الم�اشر معها معی� وخسارة لوقت . �اإلصالحوالتوجه لورثتها

ثمین، فإن لم یتح هذا من خالل مفاوضات األس�اد فالبد من القضاء أ� على هذه القو� ومصادرة مواردها �ال أ� تردد بل عزلها التام عن

الحضاري عوالمشرو االنحدار

41

منها ��ل الوسائل لحین القضاء عل�ه المنفلت ثیر ومالحقة الهارب تأ تماما.

ف� هذا �له ضمن خطة موضوعة سلفا سد الحاجات للناس والعامة او�ر منهم �الذات آلن المسألة ل�ست سلطة وانما إعادة بناء هو�ة فالبد من رفع مستو� السلوك سع�ا لألخالق التي تجسد الهو�ة في ثقافة المجتمع

األمورو�ناء االنتماء... وهذا لن �أتي �التعل�م والمعرفة وال �الفهم فهذه أثناء الطعام. أمــا العامة الدهماء والغوغاء فالحدیث معها األسو�اءعند

ثم تحر�ك الف�ر عندها بدل الجشع، �حیث تخل� نفس المشار�ة والتكافل

أناسمع عمل�ة إصالح وضعها االقتصاد�، و�التالي سیتمیز منها عاملون وقادة مستقبلیون من رحم المعاناة والموجهین �صواب الف�رة

.قد اكتمل بناءها األسسوه�ذا تكون

خطوات االصالح

الجانب االقتصادي

االخالقي والقیمي

الحضاري عوالمشرو االنحدار

42

إن المعرفة ل�ست المش�لة �حد ذاتها وانما طر�قة التعامل مع المعرفة، فالفساد األخالقي هو المش�لة وتدني الق�م �ظهر الخیر في الكالم والمظهر والفساد في الفعل والجوهر، وسد الحاجة دون تر��ة یخل�

�ست سهلة ولكن البد منها.حاجات وجشع وفساد أ�ضا... العمل�ة ل

و�ل هذا �عني وجود تعر�ف خاص �العدالة االنتقال�ة ول�س نقل ما عرفت �ه عالم�ا لحد اآلن، فمحاس�ة الماضي ال ین�غي ان تكون الشغل الشاغل، فذاك جزء من مهمة القضاء وافتراض أن المظلوم المعروف

أخذ طر�قها لبناء الغبن یؤد� الى غبن جدید، بل البد من خط� إنمائ�ة تالمستقبل بدل االكتفاء �محاكمة الماضي وازالة آثاره المحدودة، وانما إزالة

أس�اب السوء الذ� ولدته النظم المستبدة.

قضائ�ا إجراءول�س ةاتخذت ماه�ة أیدیولوج� إنمحاس�ة الماضي ستمنح القو� المالكة ألنها أفق�ا أوفحسب، ستحدث انشطارا عمود�ا

اتخذت ش�ال إنللدفاع عن وجودها، لكنها األس�ابفعل�ا لمراكز القو� للدولة وحتى اإلدار� حراك تلك القو� ضمن الفعل وأ�قتقضائ�ا

مختلفا، والشك أن في تلك القو� من سیتراجع األمراالیدولوجي �ان خدمه فعال، ل��ون في الصف الجدید وهذا �منح فرصة النقاء قبل است

وهنالك من س��ون بین هذا وذاك، لهذا فالتوجه الى القو� التي تش�ل و�ش�ل منظم وهي فیها أس�اب تماما إلزالتهاعناصر الثورة المضادة

، إزالتها فال ین�غي أن ��ون هذا الفعل انتقام�ا وانما هو العدالة �عینها

الحضاري عوالمشرو االنحدار

43

ضع الجدید �ص�غة و�ذلك تمنح الفرصة للمتردد والصالح �االنتظام مع الو .و�حصن المجتمع من االذ� وعلى مد� زمني �عطل االستقطاب أخر� أو

الثاني طلبالم

:اإلعــــــــــــــــالم

من المؤ�د أن اإلعالم هو وسیلة التأثیر على العامة من الناس وفساد اإلعالم والتر��ة ال �عالجه صالح القضاء المفترض، فالواقع الفاسد هو

��لیته ألنه انع�اس لفساد اإلنسان من خالل فساد واقعه وألج�ال فاسد عدیدة. وامتالك قو� الردة اإلعالم ووسائله وموارد دعمه �عني إعاقة للحراك، ول�س القمع وسیلة لتحقی� نزاهة اإلعالم، بل هنالك طر�قین، امتالك مصادر التمو�ل لهذه القنوات وتجفیف مصادرها الحال�ة، ثم

�عد الس�طرة ومن ثم إبدال أشخاصها �طر�قة تدر�ج�ة وعزلهم عن الحوار التأثیر، �المقابل تحو�ل وسائل اإلعالم الى وسائل تر�و�ة تعلم المصداق�ة وتوجه الناس نحو الصواب �ما ینسجم مع واقع الحال ول�س المدح أو القدح أو تكبیر الصورة أو تصغیرها بل المصداق�ة ومن مصدر موثوق

والمعرفة وتطلعات الناس.للخبر

الحضاري عوالمشرو االنحدار

44

إنشاء المؤسسات اإلعالم�ة ال ین�غي أن ��ون تقلید�ا �حیث تختص قناة �الخبر وأخر� �الفن وه�ذا بل البد أن تكون قنوات موسوع�ة وهذا للزمن المنظور، و�ن�غي أن تصمم البرامج �حیث ال یرتقي علیها إال النخ�ة التي

لكن وف� المعاییر المدن�ة، مبتعدة تصب في عمل�ة النهضة تتنوع �الرأ� عن األسلوب الوعظي الغیر مجد� وتكتفي المساجد الجامعة بتولي األمور الوعظ�ة ومتا�عة برامج التوسع الف�ر� في الخطب األسبوع�ة

ومحاضرات لها أوقات ثابتة لها قناة خاصة تتا�ع أنشطتها.

قعت في األسلوب هذا اإلعالم �حتاج الى �وادر متخصصة ومتدر�ة واال و متعددة في أمورالوعظي اإلمالئي مرة أخر� أو دون وعي منها، فهنالك

الشر�عة أح�امالدعوة نحو ( المعرفة والمعلومات�ة وتصح�ح المشوه من وغیرها من اإلنسانعبر التار�خ �نظام الح�م والنظرة عن المرأة، وحقوق

ونشر هذه التعار�ف �عاد تعر�فها أنالمصطلحات الحدیثة والتي ین�غي ، محاورة القلب والقلب �معناه اإلسالم�ة المفاه�معالم�ا لتتداول وف�

اإلرشادمر�ز اتخاذ القرار ول�س العواطف والتي معني بها الفؤاد، لل�احثین عن الدقة في التفاصیل.....الخ) أمــا الوع� فتختص �ه

المساجد و�رامج محددة في القنوات تكثف حسب الحاجة...

هو التف�ر والتدبر القرآني وال�الغة القرآن�ة ـــــ مناس�ا أراهما ــــ أهمومن وتوض�ح مرامیها للناس، إضافة إلعادة قراءة التار�خ ووضعه في م�انه

وهذا موضوع حذر لكنه ضرور� إلدخال القرآن في واقع الح�اة لصح�حا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

45

ول�س إ�قاءه الجتهادات قرون سا�قة قد تكون هي أصال غیر صح�حة القراءة وتعتبر تشر�عا �شر�ا لواقع الحال بینما ثبتت و�أنها من اإلسالم، فمثال من أین أتت وال�ة المتغلب وذ� الشو�ة ومن أ� نص قرآني،

مقار�ات �شر�ة �ما �ملكه أولئك العلماء األجالء لحل مشاكل أنها الحق�قةعصرهم �ما وصلهم من علم في حین أن الح�م اإلسالمي هو شور� لألمة، بل إن بلغ الفهم عند عبد هللا بن عمر أن �قول ال أتولى أمر المسلمین حتى �قبلوا جم�عا بوالیتي، وهو أمــر �صعب تحق�قه لكنه رجل

فهو .لورع والخوف من اآلخــرة والزهد في الدن�ا وما فیهامعروف �ااجتهاد أ�ضا في الجانب اآلخــر، إنما الوال�ة بإقرار أكثر�ة األمة لقول

الحضاري عوالمشرو االنحدار

46

رسول هللا لصاحب�ه لو اتفقتما على أمــر ما خالفتكما، �عني من أمور ها الدن�ا والقابلة لالجتهاد ال�شر� ومعظم أح�ام اإلسالم عدا التي ورد فی

نص أو حدیث هي قابلة لالجتهاد واال ما �ان اإلسالم صالحا لكل زمان أنوم�ان، واإلسالم اسم جامع، والدین جزء من اإلسالم وثوابته،بید

هو وانمامن حصره ��لمة الدین المتعارف علیها �مصطلح أوسع اإلسالم

.اإلسالمدین له تعر�ف خاص یختصر ��لمة

، ووضـوحاإلسالم إخ�ـار واعـالم

االعالم الموجھ لمن یعادي االسالم ویفتري علیھ، وھو توضیح ما یثاردون رد مباشر وانما اسقاط للحجج واالدعاءات بتیان الحقائق ودراسة

التفاصیل

ن االعالم الوعظي وھو التعریف للمسلمین عن بشؤونھم العبادیة والسلوكیة ویكو

طریق االعالم المسموع والمرئي والمساجد والمحاضرات

ة االعالم البناء للسلوك وھو من التربیي في حقیقتھ، وكیفیة إدخال االسالم ف

الحیاة العملیة السلوكیة عن طریق ول التربیة النفسیة والمجتمعیة، وقبالتباین واالختالف والخصوصیة

االعالم الدعوي وھو نشر المعرفة عن االسالم، والخبر والندوات،

والبرامج،وبرامج االطفال والدخول في برامج الحیاة العملیة بكافة مناحیھا،مج والشرح لبالغة القرآن ومعانیھ، وبرا

لذوي االحتیاجات الخاصة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

47

)٦( .

)٧(،

ــه )٨( ــاني من ــا �ع ــاوم ــائ� إعالمن ــتم للحق الحــالي مــن � أن ین�غـيف�ـه مصـداق�ة، وال إعـالمفهو اإلسالموالوضوح منهي عنه في

إعـالم، فهو إذن هو الح� ول�س غیره إنما أخر� أموراو�ظهر أمورا��تم الدعا�ــة أووتوضـ�حها المعلومـةفــي نقـل اإلسـالم أخالق�ـة�حمـل أخالقـي

اد ؤ بإحساس الف لإلنسانلها بل الصدق �عني انه �حترم المنظومة العقل�ة فهـو أمـورهموتقد�م المادة لتعقل ف��ون الناس على اطالع �ما یجر� مـن

سلطة من السلطات وان لم تملك اال قوة الكلمـة

، نحــن لــو تمعنــا فــي هــذه اآل�ــة ســنجد أنهــا شــاملة فــي مثانیهــا حر�ــة )٩( العصور.

ــغ ــ� علــى التبل� ـــر وال تحــض فق ــات �ثــر تأمـ ــا لنجــد فــي القــرآن آ� إننواإلعــالم، ونجــد فــي الســیرة فعــال وتطب�قــا وتوضــ�حا وشــرحا ورســل ترســل للتبل�غ والتعل�م وشعراء یتصدون لشعراء، تلك وسـائل اإلعـالم ذاك العصـر

یدة لكننا اآلن نمتلك أكثر من تلك الوسائل �ما ونوعا وفاعل�ة، إال أنها عد

٣– ١سورة النبأ اآلیات )٦( ٢٨سورة سبأ اآلیة )٧( ١٠٥سورة سبأ اآلیة )٨( ١٦٠ - ١٥٩سورة البقرة اآلیات )٩(

الحضاري عوالمشرو االنحدار

48

و�ثیرة وتعتمد علـى درجـة معرفـة القـائمین علیهـا ونظـرا لفقـدان المسـارات والتخط�� �اتجاهها نجد البدا�ات الطی�ة ال تلبث إال وتتحول الى األسـلوب

الوعظي.

إذن البـــد مـــن تأســـ�س إعـــالم قـــائم علـــى األخـــالق اإلســـالم�ة وحفـــ� �شـتر� وال الحقوق األساس�ة لإلنسان منهـا عقلـه لألمـور، وهـو أعـالم ال

ی�اع، وله الحر�ة في الطرح والشرح والتوج�ه �اإلقناع ال اإلكراه....

أزعــم أن مــن أهــم واج�ــات اإلعــالم مســاعدة التر��ــة فــي نهضــة اإلرادة عنـــد المجتمـــع لیتخـــذ قـــرار االلتـــزام وادخـــال اإلســـالم فـــي الح�ـــاة العمل�ـــة

ذلــك مــن مز بتعر�ــف الوســائل والتواصــل مــع الجمهــور لتحقیــ� وتهیئــة لــوا منابر االختصاص، واالتصاالت..

الثالث طلبالم التربیــة

التر��ة في من العوامل المهمة بل األساس�ة في تنم�ة اإلنسان وتوجهاته، والتر��ة في حق�قتها قد تنحى �التصور نحو الطفل واألخالق التي تلقن له، والحق�قة أن التر��ة هي لكل األعمار وانما ارت�اطها �السلوك وف� ق�م

الحضاري عوالمشرو االنحدار

49

یجابي في تمثل �مظهرها وفهم لمجتمع لها ثقافته، والثقافة تفاعل االمتنوع ومن إنتاجه لیتش�ل مجتمع منسجم مع ذاته ومخرجاته عمل�ة و�التالي ��ون مجتمعا ناجحا في ح�اته له هو�ة وتعر�ف تحترم من

وسائل التعل�م من التوع�ة إصالح�حاجة الى أننا، ونثبت هنا اآلخر�نالى البناء والمسط�ة التي تسمى ( الرحلة )الى وعي المعلم �مهمته

. وأسالی�ه الى نظرة الناس للتعل�م والتر��ة جزء منها التعل�م

�م�ننا تعر�ف التر��ة وف� الجدول التالي أفق�ا وعمود�ا:

لمهمة والثقافة للفرد السلوك توج�ه التر��ة/هي معنى الوجود أسس الحضارة فهم تعلم توس�ع معرفة

جهد ون�ة س�ادة الق�م اهتمام الق�م تعر�ف األخالق رؤ�ة اإل�مان التزام اإلصرارالصبر و الصواب واإلرادة آل�ات ووسائل تنم�ة دقة االستقامة العمل صناعة العدل اإلخالص البیئة التوازن الهدف الح�اة عمارة نموذجصنع المصیر الممارسة البناء واألرض خالفة بناء الشخص�ة التف�یر الق�مة اإلبداع �اإلنسان

، لكن األجسادلقلنا هو نفس وجسد، تتشا�ه اإلنسانتعر�ف أردنافإذا من المنظومة العقل�ة أدواتهاالنفوس متعددة ومختلفة ومت�اینة، وللنفس

والتي هي واحدة عند الشروع في الحالة العامة ما لم تك هنالك تشوهات، لكن ما یجعلها متمایزة هي الشخص�ة، والمعرفة تعطي مادة الشخص�ة من عقل�ة، والتر��ة عموما تكون وتش�ل تلك المعرفة لتكون العقل�ة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

50

واضحة فاعلة والنفس�ة، وتطا�قهما �انسجام لتكون هنالك شخص�ة منظمات المنظومة ال�شر�ة، و�فاعل�ة تلك المنظمات إحد��منظمة هي

یتش�ل المجتمع والبیئة التي هي في حق�قتها منظمات تكون بیئة في األكبرل�عضها، ومن مجموعة المنظومات یتكون المجتمع ال�شر�

مرشحة للتأثیر الفاعل على منظومتها، ، لذا فكل منظمة األرضعموم منظومة مرشحة للتأثیر على المجتمع ال�شر� والبیئة عموما و�ل

�فاعلیتها.

من هذا المنط� نعرف أن ماه�ة الوجود تتش�ل �التر��ة و�التالي نعرف ماه�ة التر��ة وأهمیتها في صناعة المنظومة والح�اة، وأنها تهتم

ابراز �المنظومة العقل�ة، ولوازم الجسد من الر�اضة مثال، ولوازم النفس�ة و العقل�ة في الفنون والصحافة وما ینبث� من فروع لهذه المفردات على

سبیل المثال ال الحصر.

والقرار، لذا واإلحساسفي الحف� والتف�یر وأجهزتهاالمنظومة العقل�ة أساسيأمــر اإلسالمفتر�یتها س��ون تر��ة لهذه المنظمة، التف�یر في

على عمل�ة العقل طر�قها بل اإلسالميوواجب لم تقفل الق�م وال التشر�ع في واقعنا من انغالق وتقلید�ة فهو نلمسهما أمادعت الى تفعیلها،

نتیجة سوء في التر��ة �أحد عوامل السوء من فقرات عدة تتأثر التر��ة ، فالفهم وقدرة التعبیر وتولیف المعلومة وتزو�جها هو بها وتؤثر علیها

ن �ش�ل المن�ع لعمل�ة العمارة لألرض من ینتج الجدید المبدع وهو م

الحضاري عوالمشرو االنحدار

51

والتي هي مهمة اإلنسان حق�قة، وهي من یجعل ع�ادته لها ارت�ا� �عقله لها ول�س بدافع غر�ز� أصم فتضحي المناسك حر�ات و�ص�ح التشر�ع

تلد ما �سیر الح�اة عبر العصور، والتشر�ع في حق�قته �لمات عق�مة ال �فاءة المنظومة العقل�ة لل�شر. نظام یتعاظم تأثیره وفاعلیته �مد�

إن الف�رة تص�ح جملة وأح�انا جمل أو �لمات، لكن هذا ل�س إال وسیلة لنقلها الى المنظمات ال�شر�ة لتعاملها في داخلها فتنتج منها ما ��ون مفیدا، فإذا لم نعلم طر�قة التف�یر للناس منذ الحداثة فست�قى منظومات

بداع وتخاف منه، صح�ح ان مجتمعنا نتیجة ال تجید إال التلقي وترفض اإلمؤثرات وأحداث تار�خ�ة اتخذ هذا الصمت نحو اإلبداع لكن هنالك إبداع في مقاومة اإلبداع، وهذا أمــر ناتج عن التر��ة في تكو�ن الشخص�ة وتفاعل اإلنسان مع حاجاته وغرائزه، فهو نوع من الثقافة والتي قد

رف فتص�ح من المتعارف عل�ه في السلوك یرفضها المعتقد السائد أو العولكن ینبذ �قوة ظاهر�ا و�فعل سلو��ا عند توفر الظروف لمنتقده، هي ر�اكة في الشخص�ة وفشل في تطاب� العقل�ة والنفس�ة وهذا مم�ن أن نعز� فاعلیته للظروف لكن عالجه مطلوب من خالل بناء اإلرادة عند

اتي، و�یف یتعامل مع السلب�ات اإلنسان وتعل�مه �یف یتخذ القرار الذفي السلوك ة�معالم لإلرادوهو �له متعل� في الحق�قة �الصبر واإلصرار

وال یلبث إال أن ینتشر في المجتمع. المنع�س أمام الناس واقعا؛

الحضاري عوالمشرو االنحدار

52

فاللغة تنقل المحسوس الى الدماغ والتف�یر قد ��ون بلغة التف�یر مهمداخل النفس لكن في الحق�قة ما هي إال ص�اغة لمخرجات الحس، والذ� هو من �ضع أهم�ة لتحو�لها الى العقل العقالها، و�دق� الحل حس�ا،

ونحن في واقعنا عادة ما نمتحن فینقل �الص�اغة الجدیدة الى الواقع...عقل المعلومة، لهذا قد نرفع م�انة حاف� ال یتف�ر ونخفض الذاكرة ول�س

من م�انة متف�ر ال �حف�، فالمتف�ر عادة ما یهضم المعلومات ل�ضعها في بن�ة جدیدة عاقال للمصدر مبدعا في المخرجات، أما الحاف� فیخزن المعلومة لیخرجها �ما هي ال تغییر علیها وال تطبی� لها إن �انت

، الفرق �خا مرت على إنتاجها عصور وتغیرات في الح�اةالمعلومة تار �بیر بین المبدع والحاف� أو المعروف �الذ�ي وف� ما اصطلح عل�ه ومم�ن أن نختزله، �أن المبدع عاقل للمعلومة مولد منها معلومات

.أسلوب التقی�م الخاطئ مح�� لهذا اإلنسان و�ض�ع مهارة للنهضة �ه

�لة ما وطرح مجموعة من الحلول ثم التف�یر الجماعي في حل مشبتالقح �عضها، أوبتزاوجها أواستخراج حل قد ��ون من بین الحلول

وهذا ما �عرف �العصف الذهني، هذا النوع من التف�یر یخل� ترا�طا في الرأ� ألن أوالتنفید للف�رة إرادةالمجتمع ومشار�ة في القرار و�دعم ملك صفة المفهوم المعلوم والم�سر الجم�ع قد شارك ف�ه وفي اخت�اره و

مقدمة لتش�یل معلم ثقافي إالللجم�ع و�التالي ��ون التف�یر ف�ه ل�س ومؤثر على الثقافة العامة، إذن هو آل�ة تر�و�ة المحدثاتفاعل في

الحضاري عوالمشرو االنحدار

53

لكونه آل�ة لحل مش�لة ما، واذا ما ادخل في التعل�م انتج ج�ال إضافةاآلخــر بل �ستثمر الرأ� اآلخـر دون �ستط�ع اتخاذ القرار و�تفهم الرأ� نیجعل االنغالق والتعصب �ضمحال أنالوقوع في العصب�ة وهذا مم�ن

تدر�ج�ا وهو ضرور� لحراك النهضة ومعنى الق�ادة والس�طرة وانتظام مع ق�ادة تدر�ت على اتخاذ القرار بل ستكون متجهة الى التف�یر المجتمع

ة األرض وهي من مهمات اإلنسان اإلبداعي وهذا �قود لعمل�ة عمار و�طر�قة عادلة، والمراد من العدل هنا تثب�� فاعل�ة الغرائز السلب�ة وتنش�� ایجاب�اتها وفاعل�ة مفتوحة للعقل مع تقلیل المث�طات، فحب الس�ادة إذا ما نظم من خالل الممارسة سیجعل مبدعا قد ال یجید الدفاع

لحق�ق�ة فال ینش� من �سفه رأ�ه عن نفسه أو �فرض حضوره في م�انته ا... نعم البد من أو یئد فكرته التي قد تكون دل�ال في مش�لة معروضة.

إزالة هذه السلب�ة في القدرات لكن هذا �حتاج لزمن وتعدیل ألسالیب التر��ة وتدر�ب الناس على إت�اعها �طر�قة طب�ع�ة ودون تكلف مع الوقت

ثة والمش�لة للحالة الموصوفة.لتأخذ محل الثوابت السلب�ة المتوار

إن مجتمعنا �حاجة الى تر��ة مبرمجة شاملة ال تستقر على تر��ة الطفل بل تحتاج الى تر��ة الك�ار أ�ضا، فاألزمة األخالق�ة هي في السلوك واختالل المواز�ن منع�س على الثقافة العامة، والمش�لة حق�ق�ة ول�ست

معرفي هنالك واقع ال یتعامل مع في المعرفة فق�؛ فإلى جنب التشوه الالق�م األصیلة؛ وهذا یخل� نوعا من االزدواج في الفرد الواحد لكنه ازدواج

الحضاري عوالمشرو االنحدار

54

أضحى ظاهرة، واألخالق هنا و�رزها في السلوك ل�س معرفا �قضا�ا فاعل�ة غر�زة النوع بل �فاعل�ة �افة الغرائز، ف�ص�ح السؤال �یف �م�ن

ة ول�س وف� المتاح مما یخترق غفلة لهذه الغرائز أن تنظم وف� اإلرادالعادات والتقالید، وهذا والشك ینتقل بنا الى النظام الس�اسي ودخوله ضمن الدولة المقامة بتفاصیل الح�اة واألرزاق للناس والمعامالت المشو�ة �التبر�ر وایجاد لفجوات من خالل القناعات ونفاقها ول�س من

خالل ماه�ة ما.

وانماالخلل، إلصالحالمدني �معنى التنم�ة لن ��في وحده اإلصالحقراءة الموروث إلعادةالنهضة الحضار�ة والف�ر�ة ضرورة البد منها

واست�عاد الشوائب والمعتقدات التي �ان مصدرها التار�خ �األصلومقارنته وتشو�ه ال�عض منه لصالح االنحدار أصولهوفصل المعتقد من وأحداثه

تدر�ج�ا الى االنحدار الحضار� الذ� البد من الذ� قاد األمرالتخلف فهمه واعادة تقی�م موارده وأصوله للتأكید على الصواب ل�قود مستحدثات العصر فال �م�ن أن تقود القرن الواحد والعشر�ن �اجتهاد أناس في القرن التاسع أو العاشر واجتهادهم �ان لرأب صدع تار�خي متسلسل وصل

إلیهم وال �ملكون له من وسیلة إعادة بناء، لهذا فالبد من تعر�ف انحداره الثوابت وتحدیدها ومعرفة األصول �حق�قتها، وتب�ان وتشخ�ص اإلخفاقات من مختصین على متنوع االختصاصات ومن ثم تدرس وسائل اإلصالح

الحضاري عوالمشرو االنحدار

55

أر�عوأسالیب التر��ة للمجتمع والطفل والمرأة والرجل... أ� ��لمات ظ�م منظومة المجتمع).(إعادة تن

األعلىومن األعلىالبناء المجتمعي بناء متواز�ا هرم�ا، من القاعدة الى على واإلرادةلهم الصبر ألناس�ش�ل متضامن، وهذا �حتاج األسفلالى

��ل األمة، استشعار لتنفید تخط�� مح�م واقعي و�فهم عال هذا الفعلمعادلة أ�ةقو� ونفوذ تع�س هنالك مراكز أنمهم بید اإلصالحلضرورة

.... ور�ما تعرضه �طر�قة التسف�هاإلصالحللتقدم نحو هذا

القو� اإلصالح�ة ذاتها تأخذ اتجاها واحدا ینقصه التجدید ول�س االنحراف، فإن لم �ك التجدید �فعل مبرمج س��ون نتیجة ورد فعل وهذا

شوهة ال تعطي �فقد القو� اإلصالح�ة زمام الم�ادرة، فتدخل في متاهات مصورة منظومة النهضة وقد تسق� في أخطاء وح�اض منظومة تنم�ة

التخلف.

بنظرة إبداع�ة �عیدة عن الموروث المقلد لهذا فإعادة قراءة التار�خستكون من خطوات تثبیت الهو�ة وتوحد الف�رة واعادة التر��ة النفس�ة

والعقل�ة لتكو�ن الشخص�ة المبرزة للهو�ة هذه.

الدعوة هي لنبذ الماضي وما حو� وال اللحاق بر�ب أنال �فهم أحــد المدن�ة المتطور عند ال�شر، بل أن مهمتنا تنق�ة ما لدینا من أجــل ق�ادة ذاك الر�ب الذ� �سیر وال �علم أین یتجه ونحن نر� أن الق�مة ألعلى

الحضاري عوالمشرو االنحدار

56

ق�مة وهي اإلنسان متدن�ة منحطة مفقودة اإلنسان�ة مجیرة لحساب شخاص لم �عودوا إنسا رغم أنهم من ال�شر فكانوا بز� بني آدم لكنهم أ

في سلو�هم ال�شر� وان بهرج وز�ن و�لمع �ل آن وان�ان إال انه �سیر �اإلنسان�ة نحو خروج عن مهمتها وتكر�مها وأس�ا�ه

محاولة لحصر معالم في التر��ة:

األسالیب وصراع التغییر :أوال

نتائج هذه نحو المحسو��ة، وضعف الرغ�ة مشاكل أخر� مشتقة ومن

�التواصل مع المدرسة نتیجة األجواء الكئی�ة، عدم التواف� �التر��ة بین المدرسة والبیت، فإما م�الغة في العقاب أو رفض للتوج�ه یجعل الطالب

، طرح التار�خ �ش�ل مبهرج یجعل الطالب یخترق الفراغ ما بین اإلرادتینمواطن االخفاق، على ع�س من ال�عض الذ� یر�د ال لكسب العبرة وفهم

منھج التعلیم في حشر المعلومات وامتحان الذكاء بدل االبداع، والطرح االمالئي وكأن

الطالب ال دور لھ سوى حفظ ھذا وال یناقش، والطرق الرافضة الي ابداع او تجدید

رق االبنیة القدیمة ووضع قاعات التدریس وطأنھ ممر الجلوس وآلیات التعلیم جعلھ تقلیدیا وك

تأھیلي لوظیفة

عل اختالف االجیال والتطور التكنولوجي الذي جالتعلم ھناك خطین متباینین في التعلم الذاتي واكبة التقلیدي وتفوق الجیل الجدید بضعف موومة الجیل القدیم للتطور وھذا یسخف من المعل

وطرحھا القدیم

الوضع المادي للمعلم والمدرس جعل جل اھتمامھ وطاقاتھ في التدریس الخصوصي م واھمل التركیز مع الطالب للعلم وھو یستخدما خبراتھ في تدریس المتوقع من االسئلة و

یؤدي للنجاح ةھذا لن یعط معیارا حقیقیا

بعض مشاكل التعلیم

الحضاري عوالمشرو االنحدار

57

ان �ستورد الخارج ��لیته و�طر�قة عم�اء ا�ضا...وهنالك حاالت ین�غي ، و�جر� تحو�لها الى امور عمل�ة:نالج� منها ما یلي أن تغادر فعال

�أسئلة عدیدة نناقش �عضها هنا نحو:

هنالك حراك توافقي = الض�اع في الصراع مابین الحداثة المنقولة والتفلید لكنه منقوص للتعار�ف وفهم معان مهمة �ي ال تتداخل األمور وتولد �الجهل العق�ات �التمییز بین الحضارة والمدن�ة، واإلسالم وغیره من األد�ان والنأ� عن ع�س التعار�ف الغر��ة على واقعنا ألنها فعال ال تمت

له �صلة وال تعرفه.

حي نتیجة ارتفاع الف�ر اإلسالمي وتراجع هنالك انحالل في الخل� متن=الجاهل�ة الحاملة له إال أن هذا ال �عني عدم فاعلیته بل هو ابرز ظاهرة االختفاء وازدواج متناقض بین الفعل والمظهر.... ولهذا البد من االنت�اه

في تعر�ف الهو�ة

مازال هنالك مش�لة مستحدثة وهي انفالت التوازن والطموح غیر = ع �الثراء السر�ع أو الكسب غیر المنقى.المشرو

لثالثالفصل ا الفكریة األســـــئلة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

58

فمم�ن وضعها تصن�فا من النقا� فیها هي أسئلة مسائل، فأما األسئلةالعشر المعروضة سا�قا والتي ناقشنا مسألتین منها في اإلعالم والتر��ة، وأما المسائل ففي قراءة لمنط� فیها وماه�ة تضع فاعلیتها وفلسفة تحدد

.أطرافها ومسارها

أن سر نهضة األمة وانحدار حضارتها اولعلنا نصیب �بد الحق�قة إن قلنمنظومة هو مؤشر الرتفاع وعلو اإلسالم وانخفاضه في السلو��ة �

النفوس، وهذا �عني مد� الفهم لهذا المنهج الر�اني وفقه الواقع من تتجاهل أو اإلسالمتفهم أنتر�د ال أنهاخالله، هنالك دعوات تبدو

�ش�ل انفراد� تفصیلي ال جذر له وتناد� �أمور تعرض الق�محق�قته فین�رها اإلسالملكن توضع �منط� و�أنما سالماإلهي �ماه�ة من ضمن

وهي من صل�ه.

من الد�مقراط�ة أعم�مفاه�م فلإلسالمفحین یرتفع الصوت �الد�مقراط�ة هذا هو أنول�س الى الرضا على وطر�قها لسالكیها تؤد� الى العدل

أفضل ما موجود، ولد�ه ص�غ فكر�ة في االنتخاب ول�س االقتراع أو االخت�ار بین خ�ارات تطرحها أحزاب ذات نفوذ مه�منة على الواقع

ین�ر اإلسالم، وحین یتحدثون عن المرأة وحقوقها و�أن الس�اسيو�أن األخر� واألد�ان األقل�اتحقوقها، وحین یتحدثون عن احترام

میزان وال تشر�ع وهو ل�س من خال� اإلنسان وانما من أهواء ال اإلسالم، و�أخذون �المجتزئ و�ن�رون التطبی�، ثم یذ�رون التطبی� الشاذ ال�شر

الحضاري عوالمشرو االنحدار

59

أوفال یدل على عقل صاح�ه إل�ه، هذا لو نظرنا اإلسالمفي األصلو�أنه نظر� لتار�خ تلك الق�م المستوردة على إسقا�مصداقیته، بل هنالك

لو تولوا السلطة ــــ وهذا وأناسة لها هو�ة وتار�خ مختلف تماما منطق الطر�� هي طر��ثابت �التطبی� أ� �المنط� الواقعي والماه�ةــــ أن هذه

التخلف واالستبداد والشعارات الجوفاء لقرن �امل �انت فاعل�ة منظومة ا تنم�ة التخلف في أوجها في ظل ح�م ما یدعى من علمان�ة ال مبرر له

ومدن�ة ال تصنع التمدن حق�قة وقوم�ة لم تنتج إال االفتراق ووطن�ة تر� �م الخونة بها متجاوز أل�س� معانیها، فهو إدعاء لرفض اآلخـــر أ�ا �ان وما أن تس�طر حتى تتصارع بینها على السلطة وهو واقع ل�س افتراض�ا

السلو��ات وانما تار�خ�ا، وهذا أكثر التوص�فات �حسن الن�ة، ناه�ك عن والدعوات المستنجدة �التدخالت األجنب�ة ضد ح�م اختاره الشعب و�رز

تهذا �عد حراك األمة في الثورات الشعب�ة انطالقا من تونس و�م المعرقالواألسالیب غیر المتمدنة وال المتحضرة في االحتجاجات، في حین أن

والتمدن اإلسالمیین في احتجاجاتهم وثوراتهم �انوا في منتهى الرقيإضافة الى تعاملهم مع ومتى حصر تأثیرهم �ان التخر�ب واألخالق،

بل المعارضین الهادئة رغم أسالیب المعارضین التي تدعو لقمع تخر�بهمشوهدت نبرة التصالح عند اإلسالمیین مقابل عمل واعالم إقصائي لهذه

�ة ، لهذا وذاك مم�ن وضع األسئلة الف�ر الثلة الرافضة للرأ� اآلخر .�التالي:

الحضاري عوالمشرو االنحدار

60

األول بحثالم

p المدنیة –الحضارةi p التنمیة -النھضةi١٠

المف�ر�ن ال یدر�ون أن �ثرة من �عد حوارات عامة هنالك غ�ش تبین لي قبلوا أنهمالتمییز بین هذه المصطلحات و�التالي فكل ما یجر� أهم�ة

.المصطلحات �ما درسوها وهي منقولة �المعنى الذ� أعطیت في الغرب

مقتبس عن مقال بنفس العنوان للمؤلف في موقع یقظة فكر ١٠

تفشي التخلف وضعف االھتمام لفقدان والیة االمــة

تدني الجانب المدني وتمثلاالسالم بطبقة ذات زى

خاص

ھجمة فكریة نتیجة امامبالھزیمة االحساس

االمةالمعروض كفكر

احالل فھم المصطلحات محل المفاھیم بمقاربات

)نوع من التبعیة(المھزوم

الحاجة غیر المتاحة ا للتصحیح لعدم االستخدام لم

یوضحھ المحاولون كمعرفة بال واقع تطبیق

)نوع من التقلیدیة(

الحضاري عوالمشرو االنحدار

61

وتعر�فها �ما المصطلحاتاستقى وانما�ملك جذورا، ونظرا الن الغرب ال نضع المصطلحات هذه �غیر أننامن فهم لواقعه، سنجد إل�هاحتاج

ح�ح.نقدر على تفعیلها �ش�ل ص أوموضعها وال ن�اد نفید من تعر�فاتها

هنالك فرق �بیر بین الحضارة والمدن�ة، و�ین النهضة المطلو�ة المتنا �صفه و�ین ثورة التنم�ة التي سمیت �النهضة الغر��ة... فرق شاسع ال

.، أمــا ما �مثل حق�قة هذه المفاه�م والمصطلحات فهو �التالي:قلم

توسع نالح� أن التنم�ة جزء من الحراك المدني المتطور، وأن الحضارةفكر� یتداخل و�عدل �عضه وال یلغي بل ی�قى في حالة توسع واضافة،

وان الحضـــارة شاملة لكل هذه األنشطة ال�شر�ة.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

62

هنالك األمرفما هي هذه المفاه�م وما هي هذه المصطلحات.... �ادئ ١١فرق بین المفهوم والمصطلح... وهو شرح طو�ل وف�ه تفصیل...

البن�ة: إلكمالفات هذه ونضع هنا مختصرا عن التعر�

�لمة تدل على ما تعارف عل�ه الناس من نطقه (وهو تعر�ف :المصطلح لمنتج مدني في عالمي األش�اء واألفكار) والناظر للقوام�س یجد أن مدلوالتها علم�ة مدن�ة، والمفهوم هو ثابت تنطل� منه متغیرات العصور

فكر� �محور للح�اة في فهم أحوالها وهو تعر�ف لثابت حضار� (مدلول المدن�ة)، والمفهوم في القوام�س �لمة مضطر�ة الداللة، لكنها تشیر إلى العامل الحضار� إال أن عدم التمییز بین الحضارة والمدن�ة یجعلها

مضطر�ة ومثال ذلك ما ورد في قاموس اللغة العر��ة المعاصـــــــــر

هنلك فرق بین الفهم والمفهوم

ف �النس�ة للفرد أو الجماعة وف� منظور أو تفسیر معین ف�عر الفهم أمـــا یدل على است�عاب الجماعة أو الفرد للمفهوم وهو ل�س �الضرورة �طاب�

.اانما هو دلیل تنفید الف�رة المصممة أو االیدولوج� حق�قة المفهوم

نوقش تفصیال وبتوسع في كتب متعددة للمؤلف، منھا:النھضة ومنظومة تنمیة التخلف، والباب األول من ١١

كتاب فقھ الثورة بین الشریعة وإشكالیات الواقع..... دولة اإلسالم في القرن الواحد والعشرین، ومقاالت متعددة...

الحضاري عوالمشرو االنحدار

63

ذاتها التي �عود إلیها المنتجة للجدید ــ ف�ما أر� ــ هو القاعدة المفهوماإلنسان الستن�ا� الحلول وهي الثابتة التي ال تتغیر سواء استوعب اإلنسان ما فهم أم لم �ستوع�ه، وأن الخطأ إن حصل عند هذه النقطة فس��ون في ��ف�ة تبني األح�ام والقواعد ول�س في األح�ام والقواعد أو

ه للواقع السل�م ووفقها المفاه�م ذاتها و�ل هذا صادر عن الف�ر في وصف��ون الح�م على صحة الواقع وسالمته، فتحلیل الواقع قد ��ون قاصرا عند من یتبنى المفاه�م المولدة لعقل�ة سل�مة لكنه من خالل قصور الفهم س��ون التحلیل قاصرا و�قود إلى ق�اس خاطئ ، وقد یتف� ذو� العقائد

سلب�اته واخفاقاته لكن المختلفة عل استقراء الواقع من خالل تشخ�صالحلول التي تقدم ستكون مختلفة وهذا �ما نالح� ل�س مبن�ا على اختالف الفهم وانما االختالف في المفاه�م التي هي أصل الق�اس،من هنا �ان اإلسالم متمیزا في مفاه�مه الحضار�ة والقابلة الست�عاب درجات

في حقب مت�اعدة فقد مدن�ات مت�اینة ومعالجتها سواء في ذات العصر أوتكون في وقت واحد عدة درجات من التقدم المدني وحتى البداوة وع�ش بدائي لكن اإلسالم ال �ضع ذات القالب ل�ط�قه على �ل هؤالء �أ� نظر�ة تقدم �قالب أصم جاهز مثلما قدمت األفكار �ش�ل مصطلحات لها خ�

واحد عا�شها الناس في هذه ال�الد

مع �عبر عن فكر األمة، والحضـــارة �مفهـوم �ستحضر مفهوم جا الحضارة: في �ــــل ما ینتـج عنـه ــــــ من حلول وال�ات ـــــ النظرة إلى الكون واإلنسان

الحضاري عوالمشرو االنحدار

64

والح�اة، وأ� حلول مستحدثة ترت�� �الجذور وال تحدث فیها تغییرا بل تتسع للساب� والالح� ـ وهذه من �عطي صفة اإلسالم وقدرته على ق�ادة مدن�ات وعصور مت�اعدة ل�س هنالك رفض لآلخر بل تتسـع لتحتو� تعدد الرأ� من داخلها ـــ مذاهب واد�ان ورأ� داخل مجتمعهاــ والحضـارة تتوسـع �التراث الف�ر� لألمة، فهي تعبر عن شخص�ة األمة وادارتها للح�اة إذا ما

ا ما �م�ن فعلت �منظومة لق�ادة الواقع اإلسالم حضـارة جعل هللا فیهالمتف�ر من استخراج ما یر�د دونما تقیید لها أو تحدیـــد، من اجل هذا على المسلم أن ال یرضى �غیر اإلسالم مسمى و�بتعد عن الجمود وقبول عبودیته لغیر هللا �طاعة على غیر بینة وعلى الجم�ع أن ی�حث متى ما

مصطلح في الغرب ملك القدرة ل�فهم أ� طر�� هو سـائر ف�ه. أما هذا الفهو غیر متبلور فمفاه�م الغرب هي آل�ات تصف الواقع وتخمن معالجته وال ترت�� بجذر واحد، تصالح الواقــــع وال تقوده ،لهذا هي عاجزة عن تحقی� العدالة ، و�أ� نظام وضعي تهرب من فشلها بلوم اآلخر�ن. (الح�

�تاب استعمار الغر�زة للعقل)

هي تجمع وتراكم الجهد ال�شر� من عطاء في تطو�ر واستحداث المدن�ة: لوازم الح�اة....والمدن�ة ال تنتج حلوال ذات جذورـــــ�ما نوهنا ــــــ وانما تتبنى أفكارا"وال�ات تجر�ب�ة تعتمد على الهو� والرأ� والتحلیل العلمي،

متبناة، ول�س من خالل نظرة شاملة، المدن�ة وسائل، تكنولوج�ا، وأفكار الحاكم�ة فیها غیر واضحة وقد تستند إلى ق�مة ما �النفع�ة .إن المدن�ة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

65

عالم�ة غیر منتم�ة تقودها الف�رة، ملك للجم�ع بناءا واستخداما، إن نمو المدن�ة في سلطة الغرائز جعلها خطرة، والنهضة اإلسالم�ة �اتت ضرورة

إلحداث التوازن في العالم.....

تار�خ امة إسقا�، إضافة لما �سب�ه من م والمصطلحاتالخل� بین المفاه� ـــ وهو مهم التأثیر ــــ فهو یخل� نظرتها لمعتقداتها أخر� على تار�خ امة

و�ستعیر مقای�سها التي ن�عت نتیجة التطور غیر األمةمع معتقدات من أص�حتولم تدخل تلك المعاییر لكونها أصالبنیت أسسمشیرة الى

المسلمات، فحین توضع المقای�س على التطور المدني في مظهره فهي واعادة إنتاجهذات�ة لهذا التطور، وام�ان�اتهنالك خلف�ة أنتق�س ضمنا

لو تدهور وص�انة مخرجاته، فالبناء المشید �عني وجود من شیده إنتاجهه من ص�انت إم�ان�ة، و�عني األمةتشییده من إم�ان�ةو�عني األمةمن بناء مبنى اثر تطورا، أما إذا واعادة، واذا انتهى وقته فهدمه األمة

استوردنا مشید�ه وتصام�مه وشر�ات تنفده، ونفتقد للقدرة على ص�انته، نتائج مضللة عند تقی�م س�عطىالحقا، فهذا أفضلبناءه �ش�ل إعادة أو

حق�قة لسنا في قائمة التطور المدني و إنناالمظهر المدني، فنجد نظر�ا ونخدر أنفسنا عن الذات�ة المفقودة واقعا القدرة أهملنا ألننافیها، المدن�ة المستوردة... أو.... فهو مع�ار مضلل للتنم�ة المستوردة صنعها

، لكنه ال �عني أكثرالطائرة ول�س أوفأ� مظهر مدني �شتر� �ما الس�ارة ل حق�قة على تمدن امة غیرها وال ید أوالس�ارة أوصنع الطائرة إم�ان�ة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

66

شراء تلك المظاهر المدن�ة فالمع�ار �ق�س الثروة إم�انیتهاعلى وانما المتاحة ول�س الخبرة المتاحة فالخبرة من م�ان آخــر.

فنجد المف�ر�ن �سعون إلحداث التنم�ة ول�س النهضة نتیجة فقدان هذا ونجد التمییز، ونجد أنهم یتحدثون عن المدن�ة ول�س عن الحضارة،

الطرح مختل� بین مفاه�م �الشور� مثال و�ین الد�مقراط�ة، وحتى التعر�ف للد�مقراط�ة نفسه مختل� مع ق�م مدن�ة أخر� ال ترا�� بینها مثل الحر�ات ( اللیبرال�ة) والعلمان�ة ( فصل الدین عن الدولة) في حین أن الدین

ر�ات هي اإلسالمي هو من عوامل النهضة ول�س المعی� لها، وأن الححقوق في اإلسالم، وال را�� بین الد�مقراط�ة �آل�ة و�ین هذه اآلل�ات األخر�، فمن المم�ن أن �أتي �االنتخا�ات ما �شرع د�تاتور�ات تقمع

ط�قت في إنالحر�ات... فهي مقای�س لقوة نفوذ وسلطة حق�قة األمر غیر دول المنشأ لهذه المصطلحات.... أمورا �ثیرة ین�غي أن تفهم من

، بل ان اعتمادها اقت�اسا هذه اإلشارة المتواضعة ل�حوث وشرح وتفاصیلونقال ول�س ضمن وعي وادراك إلكمال مسیرة ومن خبرة اآلخر�ن س�حرف

ة الراسخة التطور المدني والتنم�ة الحق�ق�ة، بل سیهدم األعمدة الحضار� بتسط�حها، و�التالي �ص�ح الطر�� الى النهضة مستح�ال.

وعالج �ل هذا وعي المف�ر�ن واستغالل قدراتهم للتنظیر في الطر�� الحث على تغییرها أوعند السلطات اإلصالحعلى اإلرادةالصائ�ة، وزرع لهذا، ور�ما توج�ه السلطات القادمة مع الحراك األهل�ة�أخر� تمتلك

الحضاري عوالمشرو االنحدار

67

، ومساعدة �األمةالتي تنهض األفكارنحو الصواب وتبني األخیربي الشع ح�وماتها على اتخاذ القرارات التي تصب في الهدف.

األعوجفسیجعل المف�ر�ن یتجهون الى الخ� ءاإلعماأمــا استمرار هذا یدمرون أنهممن نهضة دون وعي منهم إل�هور�ما �قاومون ما یدعون بني جسورا لتعبر عل�ه قو� التدمیر بإجادة ما �حلمون �ه، بل �من ی

.... و�فوت الوقت قبل أن ��تشفوا أنهم في المستو� الخاطئ وأنهم صنعه في مر�ع التخلف.

فالتعرف على المصطلحات وتمییزها عن المفاه�م وفهم المفاه�م ومعرفة التفاصیل والدقائ� �ما نر� وف� هذا الشرح ال�س�� تخرج األمة عن

وصا �الحیرة والغ�ش الذ� �صیب عقولها الفاعلة ونخبتها أهدافها خص التي هي مادة العمل�ة ��ل للخالص من منظومة تنم�ة التخلف.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

68

الثاني بحثالم

اإلســــــــــــــــــــــــالم وأصـــول اإلســـــــــــــالم

هنالك ض�اب�ة أ�ضا في فهم معنى األصول والسلف، هذا الفهم هو خطأ وأصولهالیوم موجود فاإلسالم، فهم المفهوم یؤد� الى غیر طر�قهفي

�ثرة من إنتاجالدارج بین الناس وال حتى في اإلسالمموجودة لكنه ل�س تشوه و�ات مصطلحا وتطب�قا هو اآلخر الذ� األصول، معنى المتصدین

في تفاوت، فما بین معنى األصول�ة المنقول عن فهم الغرب، �ما اإلرعاب الذ� ترجم الى اإلرهاب، أضحى معنى األصول�ة هي التمسك �القد�م �ما هو دونما اجتهاد أو تجدید، رغم أن اإلسالم في ماهیته �قتضي التجدید

ة تلك الماه�ة و�ون القرآن روح والتغییر �التف�ر لكون نصوصه و�ر�ان�وأمــر هللا، فإنه �ان ف�ه ما یجعله صالحا لكل العصور وفهم األصول�ة

بهذا المعنى �فقده تلك الخاص�ة و�جمد فاعلیته.

�ان فهم معنى السلف�ة، والسلف�ة �ما هو دارج في �عض األصول�ةمن أنهمعلى فهم الناس لها هي التمسك �اجتهاد القدماء والعض علیها و

نفهم، وهذا نوع من التف�یر الذ� یجعل أن�م�ن فهموا ما لم نفهم بل اللكل العصور، ونالح� التقد�س لعلماء إسالمتار�خا وتراثا ول�س اإلسالم

في عصور متعددة �انوا �حاولون حل مشاكل عصرهم �اجتهادات تجاوز دوء والتبر�ر �عضها ثوابت الف�رة، لكنها �انت وف� عصرهم حال �عطي اله

الحضاري عوالمشرو االنحدار

69

مخفي الستقرار مطلوب غیر انه ینقل المش�لة من السطح الى الحراك ال للتخلف و�التالي وصلت األمة الى أسوأ ما �انوا یخافونه.

، و�عد عزوف األمةـ تحدثنا عن الفقهاء في ما سب� و�یف انتهت وال�ة ١ تثبیت الملك أح�امالوال�ة انطلقت مع الماورد� أمورعن الخوض في

إمامالسلطان�ة، ولم تلبث مع من تاله �الجو�ني �األح�امالعضوض والسمناني مثال ول�س حصرا، لتبرر وال�ة المتغلب وتعط�ه الحرمین

الشرع�ة منهم لقناعاته ومنهم لدرئ الفتنة حد ظنهم، وهم ط�عا لم یدر�وا تجنب ال�طش للعامة أرادمن أرادان سلطتهم فوق سلطة السالطین لكن

السالطین �ح�م القرب أولئكمن السالطین، او لقناعة �عضهم �صالح منهم.

أونتیجة استمرار التخلف لتكون الفتوة �شرع�ة المتغلب األمروتطور �ل هذا أنالشو�ة، و�ان هذا عند ابن ت�م�ة.... المهم أهلم�ا�عة

هو وانما اإلسالممن انه حق�قة ل�س إال... اإلسالمانسحب و�أنه من فقه اعتبروه من فقه النوازل، أ� مسایرة واقع الحال وفهم للمصلحة ومقارنة بین المصالح والمفاسد، لكنه في حق�قته �عد عن الشور� ووال�ة

فتواهم تلك �الضرورة وشرو� ینشئون أو�انوا یلمحون أنهم.. بید األمةتي وضعت شرو� الوال�ة لغو�ة تبدو معقدة لقارئها �فتوة السمناني ال

لتجیز المتغلب، فأخذ بإجازة المتغلب دون تلك الشرو� واقعا او ادعیت له

الحضاري عوالمشرو االنحدار

70

ادعاء وما هو إال من الظالمین.... وممن �انوا في منظومة تنم�ة التخلف فاعلین، لقد شوه اإلسالم في هذا �ثیرا.

مع ـ الفالسفة المسلمین: لقد تعامل هؤالء مع الفلسفة ولم یتعاملوا ٢یدخلوا فلسفة اإلغر�� الى اإلسالم لتكون مقبولة أناإلسالم وعندما أرادوا

اضروا �عقیدة الناس وفي تفاصیل فهمهم الى یومنا هذا... فال �م�ن ان تنسجم أفكار بنیت على األوهام والوثن�ة مع التوحید، بل فلسفوا وهیئوا

رابي وابن سینا.. عقول الناس لقبول اإلشراك �اسم الدین ومن هؤالء الفاومشو�ة أفكار الراز� وابن رشد ومن س�قهم ومن تالهم، والحق�قة أنهم

�انوا و�اال �فتخر �ه جهل الیوم.

فقد ��فوا نظر�ة الف�ض الوثن�ة بتعابیر مقبولة للسامع غیر العاقل لها، ردودا فظهرت فرق من علماء الكالم وانطلقوا منها لیدار نقاشا واسعا و

بهذه الفلسفات وهي تحاول اإلجا�ة على أسئلة مطروحة اه�عد اصطدامفلسف�ة أصال لیدخلوا �ما ال �سعفهم �ه علم عصرهم، فكان علماء الكالم

ال �قلون �التأثیر السلبي عن الفالسفة.

التوجس واالنشطار حصر التف�یر ما بین التحلیل والتحر�م وحصر اإلسالم وسعته في الماضي و�أنه نزل على أولئك الناس ونحن محض ت�ع لهم وهذا فهم خطیر لإلسالم �متهن خل� اإلنسان وتكل�فه، والغاء خالفته لألرض، فاإلنسان هو اإلنسان نفس مستقلة �حاسب فردا والقرآن نزل

حا�ة ونزل إلینا، والناس تخل� بین التقدیر والتوقیر و�ین الى الص

الحضاري عوالمشرو االنحدار

71

هو لالتقد�س الخارج عن الفهم اإلسالمي، وتعتبر فهم الناس األوائوالمم�ن التعدیل، وفهم الفقهاء الصواباألصوب والوحید، ول�س

المتوسطین و�أنه القراءة الوحیدة للشر�عة، ل�س ذنبهم، بل ذنبنا أننا ف لنا... وآ�ات هللا تر� في اآلفاق، ونقول انه لكل نرضى بهذا التخل

لكل العصور وندار� الفشل والجهل اإلسالمنفعل أنالعصور دون وجز� خیرا والسا�قون رضوان هللا علیهم أننا�التقد�س والتقلید مع العلم

م واحد معنا ومع من یلینا و س�قفون في یهللا المتأخر�ن منهم برحمته، من�حاسب �ل فرد على فهمه وارادته وما عقل من دینه �صف واحد، وس

��ل هذا، اإلسالم ل�س طالسم واإلسالم الوحید وسلك ودن�اه وما تصرفالذ� ل�س ف�ه رجال دین، واإلسالم یتحدث عن العلم والعلماء وهذه ل�ست

طل�ا مهنة أو وظ�فة ح�وم�ة وانما یتلقاها اإلنسان �قدر مثابرته واجتهاده .لرضا هللا

أنالنظر �التراث و�ن�غي إعادةالغرض من هذا العرض المطول أن علینا هو القرآن والسنة، والسیرة النبو�ة، وأن ما تال الرسول األصل أننعلم

اجتهاد �شر لحالة وافقتهم تار�خ وهو هو إنماصلى هللا عل�ه وسلم اد بوقائع �قید االجته أنفوضعوا حلولها �ما اجتهدوا ولهم اجر ذلك، أمــا

غل�ة أوتزوجها للحاكم �شاهدین، أو�فتاة قاصر، األمة افترضتسا�قة ولمجرد امتالكهم القوة وأنهم ال الح� لضعفهم أصحابالقوة على أصحاب

، فهذا له وقته والبد من تجاوزه والذهاب الى نهضة یتورعون لنیل السلطة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

72

وحاكم�ة الشر�عة، �اجتهاد وف� األمة، وهو وال�ة �األصول�األخذ األمةودرئ المفاسد، والمفاسد اإلصالحواقع الحال ولمعالجة واقع الحال في

أو إصالحح�ام الجبر�ة بدون إ�قاء وانمال�ست الق�ام على ح�ام الجبر�ة اإلصالحقو� واح�ا�تغییر، المفاسد هي من تسبب د�مومة التخلف

المتجهین صوب رضا رب ل والمفاسد هي من تظهر المتملقین وتعطالعالمین، وتحر�ر الناس من جور الدین الذ� یدعي انه اإلسالم و�سلب إرادتهم برجال دین وفتواهم التي تناسب مصالحهم وم�انتهم، وع�ادة الع�اد الى ع�ادة الواحد القهار برفع م�انة اإلنسان الى حیث أراد له خالقه

ة ر�ه له وخ�اراته ول�س وف� أر�اب عبدا له ول�س لغیره، وارادته وف� إراد األرض الظالمین المستبدین حتى ولو تل�سوا بل�اس الدین.

أنلو بیننا لما تخلفنا، فالبد واإلسالمما لم تعي فلن تنهض، األمةإن المصالح أصحابحق�قة س�قاومها �ل إنهابیننا لننهض، اإلسالم��ون

�اهم وآخرتهم، ولو شاعت وا �فرقون بین دنالدنیو�ة والذین لم �عودفستقابل �التهم... �ما سیواجهها الجهلة المتنطعین و�ر�بون صهوتها للتفلسف التقلید� وهم جزء من مظاهر التخلف أولئك الذین یجهلون رب

ال �سمح بجل عق�م وسفسطة ال أنالعالمین، لكن الح� بین واضح والبد وتقو�م للذات قبل البیئة ناتج عنها وانما ن�ادر جم�عا الى إعادة تقی�م

والمح��، لفهمنا ولعلمنا، ولعل في �المي هذا من خلل البد من إصالحه أ�ضا إنما أقدم ما اعلم وافهم وهللا الكامل عن �ل نقص وما وصفنا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

73

�ماهیتنا �الكمال فنحن مخلوق مر�ب �حو� لمتناقضات، لكن هللا جل وعال سا نسمع بها ونر� ...، �ل هذا منحنا قل�ا نعقل �ه وفؤادا نحس �ه، وحوا

إنما مؤشر لضرورة التن�ه والعودة الى الخال� وما أكرمنا �ه من قرآن علي ح��م.

لم تعلن، أم أعلنتإننا الیوم و�ما هو واضح فرقا تكفر �عضها ال�عض، ل�س من اجل الحق�قة والصواب وانما من الجهل وطلب الدن�ا، جهل و

زال ح�امنا �ملكوننا، وما زال علماءنا یناصرون العامة ودن�ا الخاصة، ما المتغلب والحاكم ذ� الشو�ة، وما وضع اإلمام البوطي إال هو حق�قة الفهم الخاطئ وال�قیني عند �عض العلماء، فالرجل لم نعرف عنه النفاق وال نبرئه على هللا وانما هو قناعة ال ندر� دوافعها إال قناعته بتفسیر

ك �عد هذا الحاكم الفاسد حاكما آخــر وتم�ن من األرض الوال�ة، ولو تمللناصره رحمه هللا لو �قى ح�ا، فتلك رؤ�ته وهذا الفقه المتوارث، ومن �عی�ه یجهل تطبی� الفقه المتوارث هذا.... بل هو فض�حة هذا الفقه وان

أخذه الناس �فض�حة لفق�ه.

نمو الحالة إن المسألة ل�ست مذهب�ة فقه�ة فحسب، بل المسألة هي الطائف�ة والمسلمین ال ین�غي أن ��ونوا طوائف �المعنى العصر� للكلمة

��ون الدم بینهم فذاك ل�س من أنحتى وان �انوا طوائف �االجتهاد، لكن اإلسالم ولم �ك من اإلسالم مهما قال التار�خ والواقع فكل المسلم على

الفصل.المسلم حرام دمه وماله وعرضه هذا هو قول رسول هللا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

74

البد أن �حزم المسلمون أمرهم وال یجعلوا التار�خ شارعهم، ومن ال�شر ر�هم و�ستندوا الى أصول اإلسالم، و�أن القرآن ینزل الیوم فهم �ذلك �ما

من س�قهم، وال�شر ما بین البر والشر نقص حرف.

إن عالج �ل هذا �المراجعة، عالجه �الصدق وتحر�ر الناس، �اإلعالم ، وسعي لفهم وافهام الناس معاني التكلیف والتفصیل والتف�ر والتر��ة

والتدبر ول�س إ�صال اإلسالم الى الناس بجمل مقتض�ة ومطلسمة، نعم إن الناس تمیل الى الموجز وخداع نفسها �قبول رأ� غیرها على انه ینجیها من الحساب، ولكن على الناس أن تدرك معنى أن �ل نفس �ما

هللا خل� منظومة اإلنسان العقل�ة ل�حاسب إرادته وما �سبت رهینة، وأن �قتنع �ه ول�س للتقلید وأن تبر�ر أ� شيء إلت�اع حاجة أو غر�زة لن ینفع التبر�ر له، فأنت إنسان م�رم لما وضع من منظومة لعقلك للكون واإلنسان والح�اة.... وتلك مسئول�ة تقع على عات� الجم�ع وهذا مجال

ما زال ح�ا وله الفرصة �اإلنا�ة والتو�ة. تو�ة وانا�ة لمن

الحضاري عوالمشرو االنحدار

75

المبحث الثالث

الھــویة والمھمة

الى الطر�� الصائ�ة وال مناص، إن الهو�ة قاعدة ومعنى المهمة ودلیلها ولكي ندخل الى الهو�ة والمهمة علینا أن نفهم أسئلة ثالث:

سؤال في األخـــــالق .١ سـؤال في المهمـــة .٢ الهو�ة استعادة ســـــؤال في .٣

إن فهمنا لطر�� الواجب أو الصواب ال �أتي في اإلسالم طلسم�ا، بل هو ... فكل ما مفصل وله أس�ا�ه و�حترم الخال� من خالله ما خل� و�ما �رم

یتعل� �الح�اة وادارتها مسبب أو مفهوم في ثوابته مفتوح لالجتهاد في هو موقوف ومنها ما هو تفاصیله ومتغیره، والمناسك في الع�ادة منها ما

مجتهد �ه والمجتهد في المناسك �الح� انه �أخذ قدرات اإلنسان المتفاوتة، ونحن نضع األسئلة اآلت�ة انس�اب�ا من طب�عة الموضوع وما

هي �الشاملة نر�د من خاللها صالح اآلخرة بإصالح الدن�ا ومنهجها.

سلم على فهمه فأخالق اإلسالم في طرف�ه الدین والشر�عة، وسلوك المولماذا مهمته ومهمته تعطى بهو�تهلهذا المعنى ف�التالي �ستفهم عن

أمورا ترت�� جدل�ا ب�عضها رغم أنها ل�ست محصورة بهذه تستعاد أو تهمللكنها تلملم أطرافا لها لترا�طها ضمنا مع واقع الح�اة ومعانیها واإلنسان

ووجوده.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

76

المطلب األول

األخــــــــــــــالقسؤال في

لقد تطرقت في �تاب (فلسفة منظومة األخالق في اإلسالم) الى معان مهمة ومفاه�م، و�ینونة اإلنسان وماهیته، ومعنى الروح، والنفس، والفؤاد،.... وغیرها من التساؤالت التي �ستوجب عرضها لفهم معاني

اینا بین الناس األخالق وتفاعلها ألق�مي ومد� الفهم لتنتج سلو�ا مت�وف� اإلرادة في تطبی� الفهم و�م والمعلومات�ة عند اإلنسان، وطرح هناك أن المعلومات�ة ل�ست الحاكمة، وانما اإلرادة في تصر�ف الحاجات والغرائز من سد واش�اع، وهذه اإلرادة من تحاسب فعال في تقی�م اإلنسان یوم

العقل ومصداقیتها مع ال�عث والنشور... مد� استخدام النفس لمنظومة ، ومن هنا نر� أن القلوب التي تقرر هي في صدر وهضمهاتقبل المعلومة

وناصیته التي إن لم تت�ع قرار التصدی� فهي رأسهوهو مقدمة اإلنسان، وخطئها هنا خطیئة في الحق�قة ألنه أتى عن علم ناص�ة �اذ�ة خاطئة

وقرار ول�س سهوا أو جهل...

ونیته وجهده ومصداقیته وحسا�ه على هللا، إلزامه اإلنسان أنعلمنا لل�شر وانمامع ال�شر، إلیهافالشيء من عمله �الن�ة والجزاء الح� وما

ظاهر فعله وما یتبین لهم وعل�ه ��ون الحساب بین الناس ووف� القوانین مش�ورا من الناس اإلنسانوطرق تنفیدها والحقائ� وتقی�مها، فقد ��ون

، ور�ما الناس تق�م عمال أ�ضانه وقد ��ون الع�س صح�ح وهللا غاضب ع

الحضاري عوالمشرو االنحدار

77

الشر لكن هللا المطلع على الن�ات أووتعتبره من عظائم فعل الخیر إلنسان�علم حق�قته فال ��افئه �م�افئة الناس له وال �عاق�ه �ظلم الناس له ونحن

��ون أننر� بجالء ووضوح أن التعامل مع هللا هو الدافع الذ� ین�غي أحسنالناس أحسن إن إمعةهدفا ون�ة وقصد ومعاملة فال ��ون نسانلإل

�األخالق�سمى أن، هذا الجزء والتنو�ه لما �م�ن أساء أساءواوان ا عن ضمن موضوعن ــــــ في السؤال هنا األساسالتطب�ق�ة هو أوالعمل�ة

ـــ عن األخالق. االنحدار الحضار�

�المعنى المصطلح عل�ه، والشر�عة جزئه اإلسالمالدین هو جزء من

طر�� متفرد ال ین�غي الكالم حول مفاصله أوبهذا دین واإلسالماآلخــر، �عموم المصطلح بل �التفاصیل والماه�ة.... لذا فهو ل�س نظر�ة أخالق�ة بل هو منهج ح�اة أخالقي وممارسة ح�ات�ة وطر�� موصل الستقرار

االنسان محاسب بظاھر اعمالھ وما یتحقق منھ بالقوانین في االرض

ة االلزام والمسئولیة، والنیوالجھد والجزاء مع هللا ولیس مع البشر

ة االخالق في االسالم فاعلینفي مفاصل الشریعة والد

تھ سلوك االنسان یبین اراد بین الناس، بینما مع هللابالسلوك والنیة

اخالق االسالم

الحضاري عوالمشرو االنحدار

78

وهو ل�س مجموعة من الق�م بل هو مسار الدن�ا وسعادة اآلخـــرة....�ض�ع �غل�ة للمحافظة على ق�مة المخلوق برحمة من الخال� �ي ال

األرضحاجاته وغرائزه فأعطاه دلیل تشغیلي الستثمار قدراته في اعمار .وخالفتها �الطر�� الصح�حة والعظة الموجهة للعقل لترج�ح القرارات

مترا�طان �ما تترا�� األجزاء، نوع من نالح� من الش�ل أن الكل والجزء .الكمال والنظام لق�ام الح�اة الصواب ول�س الع�ش وحسب

:واألخالقالسلوك

الحضاري عوالمشرو االنحدار

79

األخالق تعبیر عن ماه�ة الق�م من تكامل في أح�امها ونظرتها لإلنسان والح�اة والكون، فهي بذلك تعبر عن فكر وتكمن في تفاصیل دعوته، و�ختلف هذا التعر�ف ضمنا عن تعر�ف األخالق عند الفالسفة على مد

، أسئلةالعصور �أنها ق�م تعبر عن ماذا یجب أن افعل؟ ما یتعل� بها من السلوك فهو واقع تطبی� تلك األخالق أو مد� االنحراف عنها نتیجة أما

اإلرادة أوال وهو تعبیر أ�ضا عن الفهم العمی� وتوحدها مع النفس، ولطالما فشلت معظم الفلسفات �أن تجد لها واقعا تطب�ق�ا لكونها تنتج عن عقل انفراد� للح�اة و�طرح مثالي صارم، وأمـا الفلسفات التي وجدت

، اتطبی� فتلك التي ارت�طت �الس�اسة واالقتصاد �عیدا عن االنطولوج� لهافكانت تطب�قات أدت الى طغ�ان المادة وضعف في حق�قة الخل� اإلنساني

فكانت حق�قة خال�ة من ال�عد اإلنساني إال �قدر ما والروا�� المجتمع�ة یدر من مصلحة، فالسلو��ة مقرونة �المنفعة والعون والمساعدات

جتماع�ة جامدة، وانما تفعل �الحد األدنى لضمان االستقرار الضرور� االللتطور المدني، والتدین ذاته ل�س إال �عوائده من تخفیف ق�مة الفساد أو إضافة نوعا من اإلخالص في العمل..... فالسلوك ال ��ون مترا�طا ألنه

القول أصال ال ینطل� من قاعدة ثابتة لكل الحراك المدني وانما نستط�عهو مجموعة سلو��ات تؤد� الى المنفعة، فالمحافظة على العمل واستمراره لوظ�فة ما �قتضي سلو�ا محددا ومصداق�ة محددة تفرض نفسها على ذلك الموظف ل�ستمر في وظ�فته، التعامل �مرونة مع الز�ائن من متطل�ات الحفا� علیهم، أما طرق الر�ح و��فیتها فال �حدها إال أن ال

الحضاري عوالمشرو االنحدار

80

ع تحت طائلة القانون، ولو استطاع احد ما ش�طاني الوسائل من تقساذجا، أو منافسا فال عواقب ما أواستغالل آخــر یجهل أمورا أو طی�ا

دام القانون ال �طال هذه السلو��ات وأنها قانون�ة ولكنها فاقدة لل�عد اإلنساني في حق�قتها، فمط�قة هذا هي دول تتطور مدن�ا فعال و�دوافع

ائز اإلنسان من التملك وحب ال�قاء وغیرها، ونتیجة لطول الزمن فقد غر �ان هنالك نوعا من الرضا الذ� �ق�م ح�مها ونظاما س�اس�ا منبثقا فیها

أو عنها.

عموما وفي منطقتنا خصوصا، مدن�ا أمــا واقعنا في الدول المتخلفةفي تدهور نتیجة الفساد المالي واإلدار� والظلم فالسلوك واألخالق

واالستبداد، وهذا األمور ما هي إال السبب الواضح، لكن الحق�قة األكبر أن الق�م اإلسالم�ة أص�حت في الحناجر ول�س في األفئدة والقلوب، ذلك ألنها ق�م مجمدة ال تعمل على الواقع، فما یتلقاه المسلم من ق�م

طبی�، ومحاولة تعصب ال�عض وح�مهم على ومعلومات ل�س له تاآلخر�ن �السفاهة والخروج السلو�ي عن اإلسالم تلعب بها عوامل عدة ولكن ل�س منها الدین ذاته، بل أن مدعي الق�م هذه یتصرف فعال �غیر قوله أما الملتزم بهذه الق�م فهو غر�ب في واقعه شاذ بین أقرانه،

سوا معزولون أو منبوذون بل هم مغصو�ة حقوقه... وهم قلة لكنهم ل� أمثلة في مجتمعهم لكن ال احد یلتزم بها أو یر�د م�انهم.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

81

إ�عاد�عضها ال تتكامل، وال نجد وانما...الخ أمانة، وال إخالصافال نجد اإلسالمالن معاییر الناس ل�ست هي األخطاءعزلة لمرتكبي هذه أو

دة الق�م بتمام إطارها، فما وال هي مستور فتعزل السارق والفتاك �الحقوق،زالت هنالك ق�م فاعلة �القبل�ة والمحسو��ة والمنسو��ة وجبر خواطر من لهم مصلحة معه أو �ف انتقاده والمجاملة في من اجل الخاص على حساب العام، فاألمانة مغنم... و�تصادم هذه الروا�� الها�طة مع الدخیل

تمع معالم أ�ة هو�ة، فال هو من نظم مدن�ة شوه االثنین معا ففقد المجمجتمع متمدن وال مجتمع قبلي، وال �عني له العمل إال مصدرا لوارد مالي، والدراسة والتعلم ل�س بإخالص للعلم وانما ألغراض المعاش أو الت�اهي، طر�قة التقی�م ل�ست علم�ة وال تتطور وانما متوارثة المتحان الذاكرة

حاف� على المبدع، الس�اسة مغامرة ول�س الذ�اء اإلبداعي فیرتفع الفالح�م بید المغامر�ن.... و�ذلك المجتمع مسلم ولكنه ال �سلك سلوك

أخالق اإلسالم... النتیجة الفشل والتخلف في �ل عمل.

هذا التشخ�ص �شخصه من یر�د الحدیث عن الواقع ب�ساطة وال �حتاج �ا المتخلف الكثیر ..... لكن �یف نعالج هذا الواقع المنحدر حضار

!!مدن�ا؟

ل�س استفهام�ا فحسب بل هو المش�لة نفسها.... فأنا لهذا السؤابل اكره من �عرضه علي واتهمه أتناوله....مر�ض اعرف الدواء ولكن ال

بتجارة السموم ال لشيء ولكن ألني أتكاسل عن مد ید� إل�ه أو االلتزام

الحضاري عوالمشرو االنحدار

82

دا زمنه وانما �ع�ش بنظامه أو خوفا من أن �عی� لهوا موعودا ول�س محدفي خ�الي.... وال غرا�ة في ذلك عند من ��ون ضمن بیئة منظومة تنم�ة

التخلف.

وتخلف المجتمع س��ون مدن�ا وال توسع حضار� فالحضارة منعزلة .متدهورة مشوهة المنظومة الق�م�ة

هذه الدائرة المغلقة ال تعالج انفرادیـــا بل تعالج ضمن إستراتیج�ة �ل�ة .نأتي إلیها الحقا

فیها فساد، وفیها فساد تعني أناس�قاعدة أن الفاسدین �سودون بوجود حاجاتهم، وتم�ن أمامضعاف أوغرائزهم أمام��ونوا ضعاف أن إماانه

منظومة تنمیة التخلف

نظام الحكم

تخلف المجتمع

تشوه المنظومة القیمیة

ضبابیة الھویة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

83

هؤالء الذین فیهم فساد سیجعل تم�ینا �عد نفوذ للناس الفاسدین، فالفاسد له هؤالء �أتون من بیئة �ستغل �ل الطرق للوصول الى غا�اته فهو شر �

متحللة و�رتقون و�م�انتهم تختفي مظاهر الوضاعة �ارتكاز على انط�اع الناس على م�انتهم التي �حتلونها، وعندما ��تشفون ��ونون قد جاوزوا

مرتكز من اكتشفهم واضحي تحت نزواتهم وتأثیرهم..

عود فهؤالء ینتهي تأثیرهم �المنظومة الصالحة فال یجدون طر�قا للص وتل�س مل�س الصالح.

والناس التي تعرف الحق�قة ولكنها تمشي وراء حاجاتها وغرائزها فتتكلم هنالك ق�ما مشوهة عاملة فتتخذ االدعاء أن�شيء وتفعل شیئا، ذلك

تسعفه تحصیل الحاجات الدن�ا عند من ال أومر��ا والزعم وسیلة للزعامة الظروف للزعامة... سعي حثیث ونفاق وتلون.

غیر قائدة تصلح بر�استها إن صلحت... ةأمــا عامة الناس فمنقادومسیرة العدل تحق� الكثیر في السلو��ات، فمثال اإلحساس �أن ما هو للدولة له جزء منه وان من أمواله صنعت التسه�الت والخدمات، وأن هنالك ثواب وعقاب للمحافظة علیها، سترتقي الخدمات في الطرقات

ال تتعرض للتخر�ب وهذا ةما �م�ن من أغراض تكنولوج�والتسه�الت و �أتي من قوة السلطة واستخدامها للوسائل الحدیثة والعلم�ة في المراق�ة والس�طرة.... العدل في الم�اییل بین المواطنین ال �شعر ال�عض �الغبن

الذ� �قوده الى حالة اإلضرار واالغتصاب إن خلى له ذلك.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

84

طائها على قدرها ال یخل� طموحات شاذة عند وضع الناس م�انتها واعالناس فهذه درجات وأرزاق وان الخلل في توص�فها وتطب�قها یجعل رغ�ة

الكسب السر�ع غا�ة ی�حث عن وسائلها المظلمة الطر�� والوسائل.

والق�م�ة في مجالس الناس، من مساجد ومنتد�ات األخالق�ةالمحاضرات العشائر والشیوخ في مثل هذا ووضع ترغیب وتثقیف لتكون مجالس

المنهج، والتي یدار بها ضمن برنامج �االستعانة �المرشدین التر�و�ین وتنظ�م مثل هذه التجمعات والمحاضرات وتقی�م إلنشاءالمدر�ین للدعوة

، وجعل محفزات لحضورها والمشار�ة فیها ول�س التلقین فق� أوقاتهااضرات التوع�ة واإلرشاد سینش� الفنون واآلداب �عمل�ة مراف� لمح

السلو�ي الفرد� والمجتمعي، وخل� الترا�� وادارة الحراك التكافلي بین الناس.... هذا النوع من اإلرشاد �حتاج في �ادئ األمر الخت�ار النخ�ة من الخر�جین من الكل�ات العلم�ة واإلنسان�ة من �افة أنحاء البلد

والبد أن ��ونوا من ذو� وادخالهم في منهج علمي للق�ادة والتوع�ة األخالق الحسنة واألذ��اء �معنى لدیهم القدرة على اإلبداع.... و�فضل أن ��ونوا تا�عین للمر�ز االستشار� للر�اسة أو الحاكم األعلى �البلد و�تلون �الفروع القر��ة منهم في الوزارات أو المحافظات ضمن تنظ�م هو

.�الرقي الحضار� لرقي �البلد مدن�ااألهم في الحق�قة للحفا� على مسیرة ا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

85

المطلب الثاني

سؤال في المھمة

ما هي المهمة؟

حین نقول ما هي فإننا حق�قة نسأل عن ماهیـــة المهمة:

عمل اإلسالمهي الع�ادة والع�ادة في اإلنسانإن المهمة الم�لف بها في لألمةلها معان ضمن�ة للمتف�ر وجامعة شعائر�ةمفهوم معلوم ونسك

وعمارتها، وهما األرضعنصر� الزمان والم�ان.... ومن هذا فهي خالفة مترا�طان بإدامة النسل أو النسب والحقوق البین�ة ومن خالل هذا أمران

حقوق هللا الذ� خلقه، فهي اإلنسانوغیره من التفاصیل والر�ائز ید�م ��ة ومتى است�انت �انت هنالك معالم سلو األخالقمرتكزات مهمة في

تلك... و�هذا الوصل الموجز مع ما األخالقالى ثوابت األمةتشیر بثقافة وعمارتها.... األرضهما خالفة األمران اللذانسب�، نمیز لهذه الفقرة

األولى د�مومة ال�شر�ة من بني آدم وما یرتكز في سلو�ه من أمور قل�ة �عقلها �ح�م تمیز هذا المخلوق عن �ثیر من الخل� �منظومته الع

والحس�ة واإلرادة، ف�التالي منظومة في ممارستها الف�ر�ة تنتج األخالق..وعمارة األرض التي هي عنوان للسلوك النا�ع من مد� تقارب اإلنسان و�قینه وارادته �التالي على االقتراب من هذه األخالق من خالل

�ا أ� التعامالت وما ینشأ بین ال�شر أو المجموعات ال�شر�ة داخل�ا وخارج

الحضاري عوالمشرو االنحدار

86

داخل المجموعة ال�شر�ة و�ینها و�ین المجموعات األخر� وما ینشأ حق�قة األمر سلسلة متشا��ة من النظم اإلدار�ة المؤد�ة لإلنتاج �متنوع

... الخ....فني ومعلوماتي و ي واقتصاد� وثقافي علم منمواصفاته،

هذا هي إرادات إذن �مجموعها تتكون مخرجات المجموعة ال�شر�ة وتراكمالجهد ال�شر� وام�ان�اته المتاحة �حدد مقدار التطور ألمدني في ظاهر تلك المجموعة، أما إن �ان جزء من هذا الظاهر مستورد من مدن�ات أخر� فمع�ار التطور عندها ال �عطي درجة حق�ق�ة ما لم تمتلك تلك المجموعة القدرة على ص�انته واعادة بناءه أ� أنها تتعلم الخبرة في

نشاء المستورد ف�ص�ح جزء من تطورها.إ

نيمعاییر التطور المد

انتاج ذاتي ومستورد

مظاھر مدنیة داخلیةومستوردة

ال تطابق معاییر التطور المدني

انتاج ذاتي كلي للمظاھر

المدنیة

تطابق معاییر التطور المدني

الحضاري عوالمشرو االنحدار

87

ومن مجموع التراكم لإلنتاج ال�شر� �ش�ل المدن�ة ودرجة رقیها لعموم اإلنسان على األرض.

المدن�ة تعني د�مومة �ش�ل ما للتنم�ة وتطورها لسد حاجات و�عزز وجود ؛ وهذا حاجات لتكون من الضرور�ات في حین أنها �مال�ة في أصلها

وهو ما هج تحقی� الر�ح فیبتدع الحاجة و�دخلها في الح�اة�أتي من من�م�ن تسمیته اقتصاد العرض، أ� ابتاع وتسو�� حاجة غیر مطلو�ة فعال لكنها ال تلبث أن تكون مطلو�ة لكونها ستسهل عمل شيء ما أو تختصر

وقت انجازه، وهذا أمر جید من الناح�ة النظر�ة.

فالتطور المدني حاصل ومستمر والحبل على الغارب، وهنا تكمن الضرورة للمهمة التي لم نحملها لحد اآلن، فتوجه نظرة المصلحین الى اللحاق �التكنولوج�ا ومحاولة إدراك الدول المتطورة مدن�ا، لن �فید في الحق�قة �أكثر من خل� مجتمع استهالكي یتبنى مظهر المدن�ة ول�س إنتاجها

عال، بل التقلید س��ون جزء ال یتجزأ بل هو الغالب على مخرجات هذه فالحر�ات حتى ولو زعمت ـــ وهي صادقة ــ أنها ترفض التقلید�ة، لكنها عمل�ا في التقلید والنقل الناقص بل الدوران في فلك الس�اق الوهمي مع الدول المتقدمة، فل�س هنالك أرض�ة وال حق�قة وجود لهذا تماما �ما

أوترتكز علیها العمل�ة التنمو�ة إح�ائ�ةنفتقد األرض�ة لق�ام حضارة لهذا نالح� ان االهتمام �مظهر العقیدة هو السائد ،التطور المدني

الحضاري عوالمشرو االنحدار

88

و�النسك، و�الحذر من ( البدعة) ومحاولة حثیثة لقهر أ� تفسیر یناقض والمتغلب، الملتزم من الح�ام والدول وهو تفسیر ـــ �ما ذ�رنا ـــ ذو الشو�ة

وضخ الجبر�ة حتى على إرادة اإلنسان، بل التناقض بین من واجب طاعته وهو مفسد و�ین �ونه قدوة ونحن نعلم ان هذا ل�س اإلسالم بل اإلسالم الذ� یر�ده أصحاب المصالح ل�قاء مصالحهم رغم انه ل�س فاعال

لى إال �ما یر�دون، وأح�انا �ط�قون الشر�عة من غیر تكییف لظروفها عالعامة دون الخاصة..... وهذا لن �قود حتى الى مظهر اإلسالم بل

اإللحاد والكفر....

فاألمة لكي تنهض �حاجة لمشروع....

مقدمات المھمة ھي المشروع الحضاري:

وهنا وال شك سنواجه الخلل الذ� سببته المصطلحات ونقلها األعمى رائدة للتخلف �اسم وتدر�سها حتى أص�حت جزء ال یتجزأ من العقل�ة ال

النهضة.

المشروع الحضار� ل�س مدن�ا، ول�س تنمو�ا، بل المدن�ة والتنم�ة من مخرجاته وآل�اته، المدن�ة غیر الحضارة، العالم ینقصه الف�ر الحضار�

هللا وقدره �أن إرادةلوال األرضعلى اإلنسانالرائد لهذا نحن نهدد وجود .... المدن�ة �ال حضارة تتطور �ش�ل سرطاني �الح�اة اإلنسان�ستمر

غیر متوازن واال أ� عقل لف�رة �قبل أن �صنع اإلنسان من المواد النوو�ة ما �م�ن أن �فجر ح�اته و��انه عدة مرات ول�س مرة واحدة وهي

الحضاري عوالمشرو االنحدار

89

ستورث لألج�ال �مشاكلها. مجرد دوافع غر�ز�ة لحب الس�ادة وحب التملك ى االستمرار في الطر�� ومسلمة اإلرادة... �ل استعمرت العقول ور�تها عل

هذا واإلنسان �عبث �ما ��تشفه و�صنع منه وهو غیر مدرك لكامل یتحرك �غرائزه المستعمرة اإلنسان أنماهیته وغیر هذا الكثیر الذ� یبین

لعقله الح�اة، فهو �ستخدم مر�ز القرار عنده ت�عا لهذه المخرجات الذ� �رمه هللا؟ .... هو ان؟...أین اإلنساناإلنسالغر�ز�ة، ..... فأین

، بل إنسانیتهوف� إرادتهاستخدام عقله لتكون فرصة �شر لم �ع� نفسهاإلنسان�ة �ل وسائله تسلب اإلرادة من الطفل الى الكهل وخن� تلك أخفى

وتغرقه �عالم األش�اء...ال فكر، وانما علم ومعرفة تخدم هذا الطر��، ال�عد اهل وجوده أو جعله و�أنه وقت الحاجة ینفد طل�ات عن هللا أو تج

المحتاج والفهم المنحرف للدین �لها خنقت اإلنسان، وفي �ل منظومة مصلحة...ففي الدین أضحى رجال للدین حتى في اإلسالم الذ� ال رجال دین ف�ه! وهؤالء لهم مصلحة وتجارة ... إنهم یتاجرون بخالقهم

الدین في عموم الغرب فأضحى طر�� و�عقیدتهم إال من رحم ر�ي أماللعصب�ة ومن د��ورات الح�اة المدن�ة، والواقع عندنا ال �شیر �غیر هذا فالمسلمون ..امة اقرأ ال تقرأ... وقرآنها یناد� �التف�ر والعقل وهي ال

..هذا واقع الحال مهما استطعنا تبر�ره تف�ر وال تعقل وتر�ض وراء سرابهذه فراغ اإلنسان من المهمة فلم �عد إنسان رغم وتز�ینه إال أن الحق�قة

امتالكه �ل إم�ان�ات خلقه ولم ینقص منها شيء إال هو نفسه و�نفسه .أنقصها

الحضاري عوالمشرو االنحدار

90

هل السبب المعلومات�ة وهي متاحة؟ هل السبب هي اإلرادة وهي موجودة؟ هل السبب هو قلب عاقل للمعط�ات وهو موجود؟ هل السبب هو الفؤاد

؟دوحسه وهو موجو

السبب هو �ل هذا، معلومات موجودة ومشوهة وال رغ�ة عند العاقل العقالها خوفا أو جاهل�ة، واإلرادة موجودة ولكنها استلبت لزخرف القول والح�اة، والقلب ــ موضع العقل ـــ مستعمر للغرائز والحاجات، والفؤاد

مد مستعمر لغرائزه وان ثار واست�ق� فصرخته ل�ست إال ه�ة في ر�ام وتخه�ة على جزئ�ة ال تعقل الكل�ة وال تنتقل الى القلب فتعقل، فهنالك ألنها

�اتجاه إالحاجز والقو� الحق�ق�ة بید أصحاب المصالح المتبلدة مشاعرهم .أهوائهم

القرآن الذ� بین ید� امة اقرأ التي لم تعد تقرأ وما احي ط�ه من حواجز التي تعی� التف�ر والتدبر، بنتها إخفاقات العصور تلك األسوار الشاهقة

بل تعی� �ل توض�ح �فید في ق�ادة العصر، تلك امة اتخذت من التار�خ وأشخاصه مصدرا لشر�عتها وانتقلت عبر العصور لتر�ز آراءها لتشوه المصدر، وتفقده المصداق�ة بهذا التناحر والعصب�ة، وفهم الناس الوقائع

ا، فقد عطلت اللب وجعلت القلب �حناجرها، وقراراتها �أفئدتها ال �قلو�همدیرا لتحقی� حاجاتها واش�اع غرائزها، وجعلت ذاكرتها لفساد نقاء النفس

وفطرتها.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

91

، واقعون تحت تأثیر �ل ما ة�الجزئ��الكل�ة في حیرة أزمةنحن إذن في مر وتوارثناه �ثوابت وما هو بثوابت، من تر��ة قوم�ة وقطر�ة وات�اع

غطت عقلنا لها العصب�ة والطائف�ة، فكأننا نع�ش أعمى للعقائد المنحرفةفهي أزمة �التار�خ عقال ومعرفة و�الواقع الغیر إنساني جسدا وفعال.

وواقع مدني رأخالق وفكر وعقیدة وواقع حضار� تقلید� متدهو استهالكي لم �ع� التقلید�ة حقها.

ساناإلن إصالحإن المشروع الحضار� لكي ��ون ناجعا في واقعنا �غ�ة نستق�ه من مصدره، ونرشح المعلومات�ة الموروثة لطرح أن��ل علینا

والرد، األخذالشوائب فیها فال تقد�س لما هو ل�س من عند هللا الكل قید :أمراننفهم أنوعلینا

مع الرسول صلى هللا ألنهم إال: أن القرآن لم ینزل على الصحا�ة األولالناس هم الكل أولئك�عني انه من التار�خ وان عل�ه وسلم، وهذا ال

ونحن وارثون لهم ولعلمهم، بل القرآن ینزل �ل یوم فا� جل وعال خل� الزمان وهو ال �حد �ما خل�، فهو ینزل علینا ونحن م�لفون �ه

التي خلت والتي لها ما �سبت األمة�معزل عن تلك وأمة�أشخاص انوا �فعلون. فتقصیرنا بتقلیدهم وهم وعلیها ما اكتسبت وال نسأل عما �

قلیلة متاحة لهم ال �شفع لمنا ونحن و�إم�ان�اتفي عصر غیر عصرنا �عصر متاحة ف�ه الوسائل.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

92

�قتد� �ما جعله هللا لنا من نموذج في أنثان�ا: من �ف�ر �مشروع عل�ه النموذج للدولة إقامةهجر رسول هللا لم�ة وذها�ه الى المدینة، من اجل

هللا وأن محمد رسول هللا، إالالتي هي في شهادة ن ال اله سالم�ةاإلبذلك ألحاكم�هالشور� جاءت �منهج قبل الدولة فكانت أنوالعاقل �فهم

...، لقد توفي رسول هللا في مدینة النموذج رغم لألمةللشر�عة والوال�ة انه �ان قادرا على تحو�ل المر�ز الى م�ة وهي قبلة المسلمین، والزائر

، والحج م�ة هي الكع�ة أنالى م�ة والمدینة، �حس بهذا شعور�ا، .اإلسالموالمدینة هي

فل�س شرطا توحید األمة التي تغلغل فیها الجهل والجاهل�ة لتكو�ن دولةاإلسالم، بل دولة اإلسالم حیث ��ون أهلها راغبین �ه م�ا�عین طوعا ال �رها لمنهجه ومستعدین للتضح�ة والدفاع عنه، فاهمین انه المنار لدعوة

ال�ق�ة من الناس الى نموذجهم.

هذا النموذج دولة ول�س سلطة ل�س �الضرورة �لهم مسلمین أو أتق�اء بل هو مجتمع إسالمي ف�ه شر�عة ورعین وال حملة البنادق مجاهدین،

ووال�ة و�رامة لإلنسان وتم�ین له، �عمر واقعه و�نهض �ه فكرا ومدن�ة من معامالت وتجارة وصناعة اإلنسانجدیرة بوصف أخالقتسود ف�ه

یتعامل مع الجم�ع بدرا�ة ومن وانماول�س مجتمعا معزوال عن مح�طه .یهد� للتي هي أقوم وهذا المشروع وهو أن هذا القرآنخالل الهدف

الحضاري عوالمشرو االنحدار

93

وهذا �عني فهم القرآن واشاعة مفاه�مه و�أسلو�ه وطر�قة دعوته �التي هي أحسن، والتي هي أحسن ال تعني انه مجتمع مسالم غائب عن الوعي بل هو مجتمع یخط� و�توزع األدوار صادق واقعي یجید ر�� المصالح

.مجتمع متمدن ورعایتها في الداخل والخارج

قد ��ون في دولة وقد ��ون في إقل�م وقد ��ون في مدینة، هذا المشروعلكنه �ملك ذاته ومقدراته و�فهم مهمته و�ضحي من اجلها، ورعیله األول البد أن �ستعد لتحمل �ل الظروف من اجل أن ینتشر وتتوسع إم�ان�اته

و�خط� لهذا بخل� النموذج الواقعي المثال لإلت�اع والم�ا�عة.

أوإننا حین نقول ونتحدث عن المشروع اإلسالمي فال نتحدث عن غر�ب

نبتكر فكرا ومشروع بل هو موجود و�ع�ش في الناس بید انه في س�ات

التطور المدني وإدارة الثروات بالفساد اداري او مالي والتخطیط لالستثمار بشكل ینقل الخبرةویطور الكادر وحیاة الناس

یة المصداقیة في التعامالت البین والتعامالت الخارجیة وأن المجتمعب االسالمي متنوع العقائد مستوع

للمخالف

عاد البناء الفكري من المصدر واالبتج عن التقلید وتبني العقائد خارنى التوحید والمؤذیة لھ بعد فھم مع

التوحید

اشاعة الفكر الصائب والتكافل واالخالق وفھم كل ھذا ومن خالل التعامل مع هللا في بناء االسرة

والعائلة والمجتمع

مجتمع النموذج

الحضاري عوالمشرو االنحدار

94

وغفوة، وما نحتاجه هو ال�قظة و�ناء السلوك وتهیئة البیئة الحاضنة له، والمشروع اإلسالمي ل�س مظهر� بل جوهر� ناتج عن إعمال العقل

نفس اإلنسان�ة في اإلنسان، وهو ال �قوم إال بدولة ونظام ح�م واح�اء الولكن هذا النظام ال �أتي �قالب بل بإرادة حرة من المجتمع وقناعة �قین�ة

تتحمل الجهد وتنقي النوا�ا.

ل�س مثال�ا ان نقول أن إنسان المشروع جاهز في النفس�ة والعقل�ة رد وجود من خالل المجتمع، للعطاء والعمل أكثر من الكالم، لإلنسان الف

�سعى بذمتهم أدناهم �عني متش�عون �الف�رة والهو� هو� المجتمع.

هذا المجتمع متحق� تار�خ�ا وهو ل�س مجتمع مثالي وانما هو المجتمع النموذج بتناقضاته وت�این ف�ه إال انه مجتمع متآلف قابل لرد الشطحات

هي السبب في الخطأ عند معرفة الح�.... عندما تكون المعلومات�ة ونقصها نقص السلوك ول�س اإلرادة... فتحر�ر اإلرادة من مهام بناء

وخ�اراته تتوحد في قالب العام والعام یتجه لحاجات المجتمع النموذجالخاص، والحاجة والغر�زة من مهام المجتمع سدها واش�اعها �ش�ل

اكمة وال �ص�ح مع الوقت طب�ع�ا وانس�اب�ا.... ال عیب وال عادات حتقالید، بل الحالل والحرام وفهم الحدود الخاصة ومتى تكون مفتوحة مع

العام ومتى �عرف العام أنها مغلقة فال یتجاوزها.

ل�س المشروع اإلسالمي حلم فیلسوف أو تصم�م مهندس أو أفكار مف�ر، هو مجتمع واضح بین ال �حتاج إال ما ذ�رنا، یتعامل مع واقعه المدني

الحضاري عوالمشرو االنحدار

95

ارا من مصدره إلدارة ح�اته في عصره... ال و�الة وال قوانین و�نتج أفكصارمة مفروضة وانما قوانینه من دستوره المستن�� من فهم القرآن للعصر الذ� ف�ه ذلك المجتمع، فالقرآن ینتج الدستور لعصر ما، وهذا

المدن�ة و�تطور الدستور نفسه ومن هالدستور ینتج قوانینه و�طور آل�ات الفهم ونمو المجتمع فكر�ا ومدن�ا.خالل توسع

لم نبتدع فكرا جدیدا وانما نشیر إلم�ان�ة الف�ر الذ� غفلت قلو�نا عنه وأضحینا نتعامل معه من خالل غر�زة التدین المعطلة لمحتواه والمحددة لما ف�ه، والدین ل�س إال جزء من اإلسالم حق�قة األمر تصب في الح�اة

ومستخلف األرض�عمر إنسانا اإلنسانن فالقرآن هو درب الى حیث ��و��ون أو��ل حیثما �ان اإلنسانفیها هو ل�س مجموعة �شر�ة بل هو

طالسم. أووهو نظام للح�اة ول�س طقوسا األرضفي

فما نحتاجه لهذا المشروع هو الهـــو�ة التي ضاعت في الغفلة والضعف وقبول شطحات ال�شر وتكییف الشرع لها ول�س تكی�فها وف� الشرع...

في ق�ضة األج�ال أوقعواحتجاجا �الخوف من الفتنة اإلنسانغفلة منظومة تنم�ة التخلف وجعل من المسلمین اشد الناس تمث�ال لها وحین

األمةمن العالم، لم تغطى هذه �اإلهمال أو�التطور المدني مماألتغطت ففیها ثروات ومصادر الطاقة التي تحتاجها اإلهمال�المدن�ة، ولم �شملها

الدوال المتمدنة والمتقدمــة تكنولوج�ا، فكانت تحت الرغ�ات ال�شر�ة الغر�ز�ة �اله�منة والتسل� وحب التملك، وحتى غر�زة التدین بجعل دین

الحضاري عوالمشرو االنحدار

96

اإلسالم هدفا للرفض وهو رفض اآلخــر الغر�ز� عند علو التملك وحب الس�ادة ودمج الدین �مواصفة قوم�ة ورغ�ة القوم�ات �ف�رة جامدة في إلغاء اآلخـــر ووراثة هذه األفكار دون عقل لها، و�التا� خمد الشعور القومي في الغرب لكنه ورث سلب�اته �ح�م �قاء الغرائز التي استثارت الف�رة القوم�ة �ما هي، وألن اإلسالم عائ� دائم أمام تم�ینها على ضعفه

في الواقع إال انه �اق في النفوس.

، لكن الغفلة إنسان اإلنسانفنحن امة تحمل رسالة للعالم �أن ��ون أغراضه المتوافقة مع أغراض اآلخر�ن أوفقرات مجتزئة منه لفهمه

ئته وصرحه ناه�ك عن عالم�ة بی إلقامة�ان معطال آخر وتفاعل الهو� أفكاره.

إذن الهو�ة موجودة، لكنها مسروقة ومفقودة فال بد من استعادة الهو�ة و��قى السؤال �یف ولماذا وأین ومتى ونستعید الهو�ة.

المطلب الثالث

سؤال في استعادة الھویة

أشخاصمجموعة أوعدة وفكرة لشخص أسسإن المدن�ات تقوم على على سلطان وقوة نفوذ في أق�متامة، فما عرف من مدن�ات قد�مة أو

من حیث النظم، إقامتها �أسلوبمتضادة وأح�انامواقع جغراف�ة متقار�ة فكان منها المرتكز على المعرفة و�ان منها مرتكز على الجیوش وتوسع الممالك، والمدن�ة الحدیثة ال تكاد تخرج عن جوهر الف�رة لكن اتخذت

الحضاري عوالمشرو االنحدار

97

في موقع مهم من هذه األزماتتنظ�ما وحلت الس�اسة وادارة أكثر ش�الالوال�ات المتحدة تأخذ المنهج أنالمدن�ات المأزومة فلو تعمقنا لوجدنا

نوعا من أسستالخارج�ة، لكنها األحداثاالسبرطي في التفاعل مع المصالح او الرأسمال�ة ــ على حد ألصحابالد�مقراط�ة الحام�ة �آل�اتها

تسم�ة �ارل مار�س لها ــ و�ر�طان�ا �انت تنتهج منهج التوسع �حثا عن مراكز الطاقة والحر�ة التجار�ة لتوجد مصدر الطاقة اإلمبراطور�

العاملة ومن ثم السوق المستهلك لمنتجاتها فهي واألید�وته�من عل�ه، نوع من االحتالل االستعمار� الذ� یبني مدن�ة استهالك�ة لصالح منتجات

الوال�ات أماالس�طرة، إل�قاء، فكانت القوة لدیها تعني الكفا�ة األمالبلد الحرب العالم�ة الثان�ة وما ته�أ أنالمتحدة فكان هدفها التفوق والنتیجة

الطرفین �مر�ز أهدافوتشا�ه ألمانلها ولالتحاد السوفیتي من علماء القو� في االستراتیج�ات لنشر الف�ر االشتراكي انتقاال للشیوع�ة و�ین

التفوق، �انت النتیجة هذا الذ� نراه من تطور علمي له من إ�قاءرغ�ة �ق�مة مهمة معبرة لإلنسان�ةاالیجاب�ات لكن سلب�اته انه منفلت مدمر

ال�عد الوجود� ، خصوصا وأن المدن�ة عومت عن الغا�ة من خل� آدم) ف�اتت ترتكز على النفع�ة والتي تعني مد� الر�ح الماد� ا(االنطولوج�

�عیدا عن غیرها من األ�عاد فكل أمر �قاس �عوائده الماد�ة إن �ان سیز�د من الر�ح فهو خیر وان �ان �قلل منه فهو شر وان لم ��ن له معالم في

.هذا فهو غیر مهم

الحضاري عوالمشرو االنحدار

98

نستط�ع غیر الداخل للعم� والتفاصیلبهذا الوصف الم�س� الخارجي تحدید أهم�ة أن تقوم المدن�ة على فكر حضار� متوازن له مشروع

أنساني ومن اجل اإلنسان �مخلوق م�رم.

هي رسالة للح�اة ل�ست محددة بزمن وال قوم وال عصر اإلسالم�ةالرسالة ، فهي تعتمد على الناس ان فشلت امة استلمتها أشخاص أومن العصور أن رسول هللا مبلغ و�هذا فهو مبلغ من �صله فاألصل امة تقوم بها

، وأن الحراك لنصرة المنهج ل�س ١٢في عصرنا أوال�الغ في عصره �١٣من یتبناه و�جاهد في سبیله وانما �rالرسول أحا�مقتصرا على من

ومن معاني ختم الرساالت �منهج ح�اة معطاء ةتلك من مرتكزات الد�موم قادر �اجتهاد ال�شر وفهمهم ورؤ�ة اآل�ات في اآلفاق على ق�ادة العصر.

إن المثال�ة ل�ست صفة األشخاص وال النظام بل الح�اة اإلسالم�ة ح�اة اإلنسان لكن �سودها االستقرار والصالح، وهذا ال �عني أن اإلنسان

أو �غ�ة الوصول إلرضاء المح�� وانما هو ق�ام یتنازل عن حقوقه مرغما واشاعة العدل مع الذات والمجتمع، الن ض�اع الحقوق مؤشر على خلل یتوجب اإلصالح، فالبد من سلطان یردع النزوات المع�قة �الشر والتي قد

تكون شر�رة في ماهیتها لو لم تجد ما یردعها.

ا على رسولنا البالغ ١٢ تم فاعلموا أمن }٩٢- المبني {املائدةوأطيعوا ا� وأطيعوا الرسول واحذروا فإن تـوليـلت ١٣ قـ يا من اآلخرة فما متاع احلياة � أيـها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا يف سبيل ا� ا� نـ م إىل األرض أرضيتم �حلياة الد

يا يف اآلخرة إال قليل { نـ ئا و } ٣٨/األنفالالد ركم وال تضروه شيـ بكم عذا� أليما ويستـبدل قـوما غيـ ا� على كل شيء إال تنفروا يـعذ }٣٩/األنفالقدير {

الحضاري عوالمشرو االنحدار

99

ة، فتلك طائعة للنزوات تخوض معر�ة مستمر اإلسالميالجاهل�ة والمجتمع معاضدة للجنوح وهذه تنشأ التوازن والتوازن في الحقوق والمسیرة

تقاس الى العدل وانماالح�ات�ة هي العدالة والتي ل�ست تقاس �الرضا حین نساو� بین الناس سنظلم ذو� ألننا�العدل، وانماول�س �المساواة

ذاتهم وخدمتها، بل ةإعالیتم�نون من الذین ال أواالحت�اجات الخاصة سی�قى العاجز من معوق وفاقد التأهیل س�ان الكبیر العاجز �عاني من

مش�لة ونقص وظلم واقع عل�ه برضا المجتمع.

على تدار� أوستنحسر الجاهل�ة وتختفي األكثر�ةحین تتم�ن الق�م عند �عني نهایتها، من أجل هذا �ان البد من قوانین وص�غ وهذا ال األقل

عدة �نقص المعلومات�ة ألس�ابتحدد تأثیر الشطحات عند الناس إدار�ة .نتیجة العقل�ة المر�ضة أوالجنوح في احد الغرائز أو

تضعف االلتزام ألنهاالفاحشة وانتشارها إشاعةفي منهجه ��افح اإلسالم�شیوعها وتدخل ضمن المقبول �سلوك رغم شذوذها ونحن نالح� ذلك

ر��ة حیث تبدأ مقاومة للجدید الظاهر ثم ال تلبث أن في المجتمعات الغتنحسر تلك المقاومة ثم لتنظم الظاهرة المشاعة �قانون، العادات والتقالید إن �انت الحاكم�ة لها یجر� علیها نفس المنوال، ور�ما إن ضعفت تبدأ

جعل من حالل أناالستعانة التعسف�ة �الدین والحرام والحالل، وهذا حدث ومن حرام محلل ومن الشاذ قاعدة ومن القواعد شواذ، فعلى سبیل محرم

الحضاري عوالمشرو االنحدار

100

ع المرأة وفي التعامل مع المثال هنالك تطب�قات في الح�م وفي التعامل م المخالف.

استعادة الهو�ة هي مقدمة النهضة، وال نهضة �ال استعادة للهو�ة، وهي �قوم بها المجتمع وال ��في تحسسه واإلرادةفي الحق�قة ثورة في الف�ر

حراك دون توج�ه، تقتضي تغییرا ومراجعات حق�ق�ة ول�س اجترار أولها تأكید أحـــد الص�غ القد�مة �الحرف والتطبی�. أولما هو موجود

الهو�ة هي اإلسالم �معناه األساس في إقامة المجتمع اإلسالمي وهي في نطقها لذا قاومها من علت وفهمها العرب من أصالمحتو� الشهادة

مر�زه ونفوذه مهدد، ولذا لم ینصرها اال من الم أن وأحس أطماعه.....لكن الذ� حصل في نها�ة ح�م الراشدین وامتد األنصاربجوانبها وهم

والع�اس�ة ثم العثمان�ة والدو�الت المتفرقة هنا األمو�ةمتعاظما مع الدولة ة إلحد� هذه السلطات أو المنفصلة وهناك ذات الت�ع�ة االسم�ة والش�ل�

عنها تماما، وتبر�ر الفقهاء لهذا الوضع في ظن منهم أنها وئد للفتنة �ان له عظ�م األثر التراكمي و�مثل مسیرة االنحدار الحضار�، لذا البد من مرجعة لهذا �له في غر�لة شاملة تستند الى األصول مع تحدید

الهدف من هذا �له.

الحضاري عوالمشرو االنحدار

101

قظة الف�ر فإننا ال نتحدث عن خطا�ة او معلومات�ة حین نتحدث عن �

محددة ولكنها معلومات�ة موجهة بدون شك ال تعتر�ها نقطة خالف جوهر�ة وتحترم الرأ� المتنوع لدعاتها، نتحدث عن طاقات صاف�ة لها تطلعات بإیجاد نفسها من خالل أمتها، ق�ادتها التنفید�ة الحاملة لجوهر

ء األسس ت�قى المراق�ة لمسیرتها والنأ� بها عن الف�رة من ذاتها، و�بنااالنحراف، لذا فهي تحتاج الى شخص�ة قو�ة وغیر متوقعة من مقاومي

من تالشخص�االتغییر وتعتبر مشروعها هي في اندماج تام وهذه اإلنسان�ق�مة إحساسا وانماالرافضة لواقع التخلف ل�س عن غر�زة

المفتاح ثم الطر�� س��ون بإیجاد إالفیها.... العمل�ة ل�ست صع�ة ل�ست �حاجة الى ضخ التفاصیل بل توج�ه التفاصیل من األمةسالكا،

�اإلشارة لها الى الطر�� وستحس أنها اكتشفته وستبدع ف�ه عشوائیتها �ما ال یخطر على �ال ولكن األنا عندها أضحت المشروع نفسه فال ضرر

اد ابع/ یقظة الفكرالمنظومة عن التقلید االعمى

بناء المشروعمراجعة شاملةوآلیاتھ

الحضاري عوالمشرو االنحدار

102

ة لتحل محلها األنا اإلنسان، هذه منها فقد قتلت األنا المتخلفة الش�طان��انت نظر�ة قبل أن تجد لها واقعا والطر�قة هذه ال تحتاج الى مرشد محدد أو مقدس بل تحتاج الى من �ستط�ع أن ��ون من المجموعة العاملة و�قودها في نفس الوقت �عقل�ة ناضجة ترتكز على االحترام

تخلو من أسن التخلف ومعرفة تفاصیل نفس�ة وعقل�ة العاملین، وهي ال لكنها تتخلص منه مع االحتكاك والزمن، المهم أن توضع لها أهدافها منها ول�س تلقینا واألهداف واضحة فل�ست مش�لتنا مش�لة معلومات�ة بل إرادة وعزم فالمواهب متاحة �قدر المعلومات�ة، لكن علینا أن نحرر طر��

.العقل من التقلید المانع لعقل الف�رة �صوابها

نوع من التمر�ن في الوقت نفسه تقوم عمل�ة المراجعة لتثبیت بدل �قوم بها أنالمتخلل فكرا جدیدا... هذه العمل�ة �التجر�ة تحتاج الى

أثرت على مسیرته المشاهیر المغی�ة التي لم تع واالنموذج مشهور ، والشهرة نوع من المصداق�ة في بیئة منظومة تنم�ة الطر�� الصائ�ة

تماما مثل الدرجات العلم�ة التي ال تنظر الى الجانب اإلبداعي التخلفوانما الى الشهادة ودرجتها، فمثال حین یتحدث من �حمل شهادة الد�توراه ال یرد على فكرته �أنها خطأ فهذا االحتمال مست�عد ألول وهلة، لكن یرد

، فسیر الف�رة أسرع سم�اشرة على من �حمل شهادة معهد أو ��الور�و ع الدرجة ومقبول حتى یثبت فساده، بینما الدرجة األقل تض�ع فكرته م

�اإلهمال والشك وان �انت إبداع�ة وفكرة الدرجة األعلى تقلید�ة. هذا هو

الحضاري عوالمشرو االنحدار

103

الواقع الذ� یجب أن نتعامل معه �اإلصرار والتكرار فهي معاییر مر��ة ة مستوردة رسخت مع بناء المنظومة المتخلفة المتمدنة ش�ال والمتأخر

مضمونا.

المراجعة ال تحمل غا�ة الهدم وفق� وانما البناء لذا ال ین�غي ان نهدم فكرة ما لم ��ون عندنا البدیل لها، وهو جهد فكر� متواصل التعدیل والتصح�ح

�ما السلم یرتقي درجات درجة فدرجة.

أمـا بناء المشروع فالبد أن یتم أثناء عمل�ة المراجعة ول�س �عدها او لو بنینا المشروع متأخر�ن �عد المراجعة فإن المراجعة ستنتقص قبلها، ف

للنموذج الذ� تجر� عل�ه اإلصالحات ول�س من شيء �امل، أما بناء المشروع قبل المراجعة فهو بناء على تراث قد�م أصال هو من سبب

الفشل.

مواطن اإلدراك والحس عند س��ون تقلیدا لنموذج مدني انبهرت �ه أو فإن له واقعا �امال مبهرا ال یتم�ن وال �م�ن من رؤ�ة المف�ر�ن،

التفاصیل، واقع مدني صرف منقوص غیر مدعوم �ف�ر حضار� له مصدرا أو مصداق�ة وانما مبني على قاعدة النفع�ة وحسب وهذا المسار �سیر �ه ثلة مخلصة في نوا�اها لكنها ال تسیر �االتجاه الصح�ح وعندما

ها تلجأ للترق�ع إن �انت مصرة أو التأو�ل أو یتضارب واقعها مع فكرتاالن�فاء، وقد تأخذ ش�ال وظ�ف�ا نظر�ا و�وسائل تحدث أثرا ولكنها عاجزة عن التغییر فعال وهي مدر�ة عجزها لكنها ر�طت ع�شها وشهرتها بهذا

الحضاري عوالمشرو االنحدار

104

فتدافع عنه وتكون من حیث ال تدر� محض مورد أو منظومة من طاقات الشا�ة بوهم األمن�ات، ألنها منظومات تنم�ة التخلف وض�اع ال

أصال ال تمتلك خطوات واقع�ة وانما أحالما، وتطرح نظر�ات مستوردة ال أرض�ة لها وانما مشاعر ول�س فكرا.

�ثیرا في وأفادتهنالك مشار�ع مثل هذه �ثیرة �انت موردا للعاملین بها، من العملي لكنها وجهت طاقات الش�اب �أفكار أكثر اإلعالميش�لها �عرفون ما هي الخطوة الالحقة وال نها�ة وتحر�وا ولكنهم ال بدئوا وأناس

من متبني أحداالطر��، بل اآلل�ة ذاتها مستوردة وهي صماء ال تدع مشروع ال�قظة جموده، أوالف�رة ان یبدع وتموت وتجمد �موت منتجها

�موت منتجه وال یجمد �عجزه، بل یتجاوزه ال �موت في طر�� النهضة، واإلنسان صاحب المشروع ولحظة تجاوزه ��ون النجاح الحق�قي له

ین�غي أن �سعى لهذا ال یبن�ه على وجوده بل یبن�ه على ارض الواقع و�أنه یبلغ العجز والموت في أ�ة لحظة وال یر�� دعاته عاطف�ا �ه بل

العاملین في المشروع، ه�ذا تكون �المشروع نفسه وما هو إال جزء من الق�ادة والس�طرة ور�ما هنالك تكت�ك آخر بل العدید منها... وهذا لكالم ل�س نظر�ا وحسب بل هو مم�ن التنفیذ بتوفی� هللا في أناس تحمل

قض�ة فا� وحده قادر على تألیف القلوب التي تخلص الن�ة له.

األصلعلى وطرحهللتراث نحن إذن �حاجة الى مراجعة وقراءات، مراجعةومن ثم بناء جدید ف�ه فقه الشر�عة وفقه الواقع والشر�عة ل�ست �فقهها

الحضاري عوالمشرو االنحدار

105

فالبد أن یت�ع �االستفادة من �عضه وتحیید ال�عض اآلخــر وانماالمتوارث �ل شيء أصل اإلسالم ول�س ما نتج في التار�خ من أحداث أو اجتهادات

أوأو آراء س�اس�ة ل�ست ناضجة تخلفت األمة �سببها وتناحرت وتمزقت تفسیرات لم تك هنالك المعلومة الكاف�ة لفهمها، فهذا القرآن لم ینزل

.لعصر وانما نزل لإلنسان عبر العصور الى أن یرث هللا ومن علیها

تت�ع معاییر غیر إسالم�ة أ� أن أنوهذه المسألة في التحول ال ین�غي الق�اس ��ون على ماه�ة التغییر ول�س منط� الظاهر، ومن ثم تعم�

و�ش�ل أخر� تطور و�تطور بتطورها جوانب أنالمسارات التي �م�ن تدر�جي وهي جوانب مدن�ة في الغالب من وسائل للمعلومات�ة ونماذج

آل�ة الحلول �شارك وورش فكر�ة لحلول المشاكل واالستمرار في تحسین فیها المثقفون والمف�رون في ندوات مستمرة ضمن عمل وتنظ�م لمراكز دراسات ح�وم�ة تتبنى أنشطة مؤسسات المجتمع نفسه، وتق�م مجمعات

�الجامعات التدر�س�ة أكاد�ميفي مجمع جامعي واألساتذةللمف�ر�ن أو إعالم�ة موسوع�ةمع مؤسسة أوقاتهم�حیث �سهل علیهم تنظ�م

قناة فضائ�ة تضع ضمن برامجها تقد�م المعلومات�ة والندوات والمناقشات وهذه الرسائل اإلنسان�ةلرسائل الماجستیر والد�توراه خصوصا في العلوم

من ضمن أوتكون لمعالجة قضا�ا مطروحة على الساحة أنین�غي تكد�سا لمعلومات قد�مة أو عن شخص�ات �ال ول�س ألمعاشيالواقع حق�ق�ة لدراستها، وهذا �عني أن الدراسات تكون موجهة ل�س حاجة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

106

للشهادة �حد ذاتها وانما لإلفادة من الجهد الشاب في تفسیر واقعه ومعضالته وتقد�م الحلول الحق�ق�ة والمم�نة التطبی� والجدیدة للمجتمع.

توضع للتدر�س واالنتقال الى الواقع العملي، أنهنالك برامج مهمة ین�غي �ستمر �الش�ل األكاد�مي ما لم ینتقل للواقع العملي أنالب ال ین�غي فالط

التطب�قي لتوس�ع ارت�ا� طر�قة تف�یره مع الواقع قبل إتمام دراساته، والدخول الى العمل ال ین�غي أن یتم إال من خالل خطوات قبل تحمل المسئول�ة عن العمل ونتائج القرارات ضمن برنامج تأهیلي للكوادر....

�عد الطالب نفس�ا وعقل�ا للعمل على أنهذا من الناح�ة المدن�ة، والبد نهضة األمة وفهم رسالتها الحضار�ة واالرت�ا� �ق�مها قناعة وتمییزا، هذا األمر مم�ن أن ��ون من المرحلة ما �عد االبتدائي في جمع الطالب �مخ�مات ص�ف�ة یدر�ون بها على العمل العس�ر� والدراسة الف�ر�ة

ومم�ن من ةالحدیثوتقد�م المحاضرات لهم من ��ار المف�ر�ن و�الوسائل �صنف ال�احثون في االجتماع أنخالل هذه المخ�مات المدعومة ماد�ا

من عمل مستقبلي. إل�همواهب هؤالء األشخاص وما �م�ن توجیهه

ونالح� من خالل الوصف الساب� نموذجا أول�ا لعمل�ة الدمج وتفعیل ار�ة في الح�اة المدن�ة وهذا یز�ل العقد النفس�ة والكراه�ة الق�م الحض

وقبول اآلخــر واندماج تنوعي من خالل اطالع المجتمع �له �مختلف أد�انه ومعتقداته على فكر األمة وثقافتها و�التالي یزال التناقض

الحضاري عوالمشرو االنحدار

107

واالصطدام نتیجة الجهل للناس �معتقدات �عضهم وهم متجاور�ن اللهم إال ظنا.

أو استئناف �عد مراجعة لفاعل�ة المنظومة اإلسالم�ة من خالل إعادةتأهیل �فاءتها وفاعلیتها هي في الحق�قة المشروع النهضو� اإلسالمي وهو عالمي الف�رة لذا فالعالم س��ون له ل�س مشروعا تنافس�ا وانما مشروع إصالح، لذا لن ��ون هنالك �ره أو ضغینة أو قط�عة فمن ��ون

صالح ال �م�ن أن ��ون الكره من صفاته فاإلنسان ال یهد� برنامجه اإل هد�ة لغیر من �حب، وال �سعى لخیر مع �راه�ة.

ص على �عند فهمه س��ون في صالح العالم الحر اإلسالميالمشروع انس�اب�ة مسیرته ألنه مشروع اإلنسان في عمارة األرض وخالفتها.

بیقظة الفكر واعداد : كیف؟مة الوسائل واآللیات وقناعة اال

بالمعروض لھا

الن االمة الیمكن ان : لماذا؟تنھض بال ھویة مھما اقیمت بھا من تنمیة ومظاھر مدنیة

اعة متى؟ عندما تندفع االمة بقنورسوخ الى ھذا النموذج

وتشكیلھاین؟ بتشكیل النموذج الذي ابيیحدث التغییر الھادف االیج

استعادة الھویة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

108

مةــاتـــلخ

�مجرد استشعارها الواقع أو �الق�ام �حراك األمم ال تحصل على التغییر غوغائي نتیجة هذا االستشعار أو نتیجة اإلحساس وطلب الهو�ة في

أرقى الحاالت المعروضة الیوم.

األمة التي تنهض هي األمة التي تراجــــــــــــــــع ما لدیها، تعید ص�اغته، على من تعرف أهدافها وتجتمع إرادتها على الراجح من الناس ول�س

.تغل�ه غرائزه ومنها حب الس�ادة

انحدرت حین تر�تها وابتعدت عنها، لكنها امة ألنهاامتنا تستشعر هو�تها ، فهي امة تع�ش في أمورهاتجهل تلك الهو�ة وتختلف على ا�س�

إالجاهل�ة السلوك �ش�ل واضح، وجهل الحقائ� وال تعرف من هو�تها ن یتلمس طر�قه في ج�ال وعرة من ظنا، ال�ارز من المف�ر�ن والعاملی

م�سم�هالتشتت وانحسار الرؤ�ة، یتعثر هنا و�تعثر هناك، و�سلك طرقا فتحتها التعر�ة واالنجراف... امة غلبت نفسها بنفسها أوسلكها من قبله

یثور، وقلبت المواز�ن أنیجب حین استسلم من لم �ستسلم وثار من ال�ة تحتاج لثورة على ذاتها لتظهر في الحق�قة أن األمة اإلسالم فیها

مشروعها اإلسالمي حقا والذ� هو أمــامها لكنها تعبث �ه وتشوه جمیل ق�م�ه وآل�اته �سوء الفهم والسلوك، حین ضلت وغوت؛ أفكارها تشوهت،

الحضاري عوالمشرو االنحدار

109

وسلو�ها فقد الرشد واإلحسان فانحدرت حضار�ا وتخلفت مدن�ا، �انت .ل�ة لمنظومة تنم�ة التخلفالروا�� الها�طة تشغلها فأضحت بیئة مثا

اعتراف وانماهذا الواقع �الوصف المأساو� ال نر�د منه جلد الذات على االقل مقابلة الطبیب أوالمر�ض �مرضه �ي یتقبل عالج الطبیب

معالجته مرضه، ونحن ندرك أن طبیبنا منا وهو إلكترونا في مدار بیئة لها فل�س �له علم ومعرفة منظومة تنم�ة التخلف ولكنه یر�د اإلفالت من

وانما یتلمس طر�قا وعرا ال �سلك الطرق المطروقة وال �میل لالسترخاء والكبر الفارغ إنما ل�س �له حسنات، وهذا أ�ضا سب�ا له مسبب في وراثة

الصور المثال�ة وتعظ�م الناس ل��ونوا فوق ال�شر وضعف اإلنسان..

تغیره الناس: أنلذ� یجب ا ما

الملتزم وهي صورة یر�زها أوالداع�ة لإلنسان :المالئ��ةالصورة -ن�ون مثل عمر، من أن�م�ن خط�اء المنابر (من مثل عمر،ال

، ومن مثل إل�هالحسنین، صعب ارتقاء ذلك الطر�� أ�امثل علي ومن مثل....).

هذه الصورة �قاس علیها المصلحون فالبد ان ��ونون منزهین عن -قضاة وتراقب أنفسهانصبت أناسفوات أمــام ال�شر�ة واله األخطاء

أوللتسق� �ل خیراتهم عند أولتمتدحهم إماهؤالء، أنفاسوتعد تعمل أنـــ ال تر�د األمةخطأ، ط�عا هذه الناس ـــ والتي هي غالب�ة

ما تفهم هي وال أكثر من معلومات تفترض صحتها إالتفهم أنوال

الحضاري عوالمشرو االنحدار

110

أننانفهم أن�ن.. إذن علینا لتقی�م اآلخر أوهي حدیث المجالس العمل إرادة�شر لسنا معصومین ال بوحي وال نبوة وان الكالم دون

�األمةومحاولة الفهم الصائب لن ینهض أو أهله، لكنها ال تناصر اإلسالمتستعید أنالناس تتمنى، وتأمل -

تبدو إن، وهذه إل�هالدعاة وتقدم الحجج على عجزها �فساد الدعاة تلك أوتوأمان، أذا �انت هذه الجماعة فألنهما األولىمن النقطة

وهوا� ل�س أر�دال وألنيواعمل معها أ�ا�عها أنصح�حة فین�غي ال اعمل الن الجماعة فاسدة أننياقنع المح�� أنللعمل فالبد

لهم بل استقطبت الناس ضدهم ومع وأسأتنفسي أرحت وأكون ى سبیل هللا.رجل یدعوا ال أناهذا

مما ذ�رنا اقتضا�ا ومما هو معروف تفص�ال، وأحداثهجعة: التار�خ االمر ، وتتر�ها في �حر الظلمات، والبد من األمةله قراءات ال تصب في صالح

جعة اقوارب للنهضة تمخر في هذه الم�اه لتصل الى الشاطئ.... والمر تشمل:

قراءة التار�خ �ش�ل واع مستقل .١هذا �حتاج الى تنق�ة الف�ر من الشوائب التي دخلت عل�ه من وعا� .٢

الفساد قد غلب فارا دان یرقع الرت� أنالسالطین ومن تالهم لیجد فتشوه الثوب، إذن البد من بناء جدید وثوب جدید ترتد� األمة من

الحضاري عوالمشرو االنحدار

111

مصنع األصل من قرآن وسنة نبو�ة وسیرة فیها شرح عملي تاب هللا.للسلوك الرشید المسترشد ��

فقه الواقع ومعالجته معالجة بإصالح تغییر ول�س إصالح ترق�ع أو .٣أو �ما �حصل جعل غیر هللا ح�ما على دولة ناشئة. أومداهنة،

ودونا لألمةالحضار�ة والهو�ة لألسسفي تقلید الحداثة من رفض فهم في الحق�قة.

ن دولة نموذجا مهما صغر حجمها ولكن ب�قی إنشاءإذن البد من .٤و�أنهم األح�امتبني ألشخاصوسعیهم للتكامل.... وال یجوز أهلها

مقام الدولة فهذا عبث یدخل الهو� ومعبرا عن جهل للمنظومة صح�ح قوامه إسالمي أووال �م�ن ان یؤد� لح�م رشید اإلسالم�ة

أو اإلسالمالعدل بل س��ون ح�م هو� فرعوني حتى ولو ادعى وأناسوس��ون هنالك استثناءات ألمةا إرادةال �طب� ألنهط�قه،

أفكارفوق القانون �ملكون السلطة وهذا النموذج هو من بنات منظومة تنم�ة التخلف؛ فاقد لطائف العدل والمصدر الصائب

والمصداق�ة.الرأ� والس�اسة تطرح وأصحابق�ام ورش من المف�ر�ن والفالسفة .٥

رعیل البناء، إنشاءالرعیل المتصد� الى إنشاءمن ابتداءمشاكل وعرض المشاكل التي یتوقع تعاظمها وتقد�م الحلول مستندة الى

النق�ة ول�س الموروثة التقلید�ة التي تعظم اإلسالم�ةالشر�عة .األمةال�شر وتختطف حاكم�ة الشر�عة نفسها ووال�ة

الحضاري عوالمشرو االنحدار

112

التفر�� بین الحضارة والمدن�ة، لكي �عرف حق�قة اآلل�ات ال�شر�ة .٦ طرحه من التفص�الت المتعلقة بها أوه وما �م�ن أخذ

والتر��ة ومخ�مات وندوات ومحاضرات لإلعالمق�ام مؤسسات �بیرة .٧، وتقوم المؤسسات األمدوتطب�قات سلو��ة لها مرامیها طو�لة

بنشر الف�ر بین الناس وتعدیل معتقداتهم ل�س وف� رأ� اإلعالم�ةعه وتكون من من� اإلسالم أصولوف� وانماتار�خي أومذهبي

�الترو�ج والدعا�ة لها اإلعالم�ةقنواتها وتحظىمنظمة ومشوقة تلك الموارد فهي من أینوترجمة دق�قة..... أمــا من و�لغات عدة

دولة تتبنى هذا المشروع اإلح�ائي أو عن طر�� ضر��ة تفرض على الدول حسب إم�ان�اتها االقتصاد�ة ومن خالل تفعیل الرا�طة

ة، �اتحاد إرشاد� لألمم اإلسالم�ة قد ینبث� عن للدول اإلسالم� أومنظمة الدول اإلسالم�ة ابتداء وغیر خاضع لس�اسات الدول

عالقاتها مع �عضها، و�نشأ معه مجمع ف�ه مر�ز �حثي وجامعة وقناة إعالم�ة وس�ن لمن یتفرغ لهذا العمل، ومزود �أسالیب

�ة على نشر معلومات�ة واتصاالت حدیثة، وتعمل الدول اإلسالممخرجات هذا المجمع العلمي في وسائلها اإلعالم�ة وتوج�ه برامجها التر�و�ة.... ط�عا هذه النقطة �الذات لن تأتي سر�عا بل س�حصل فیها تفاوت وامتناع وتمنع. لكن اذرعها الحق�ق�ة هي مؤسسات المجتمع المدني التي ستروج على األرض مخرجات هذه

الحضاري عوالمشرو االنحدار

113

ة مدعومة في أنحاء العالم اإلسالمي المنظومة من خالل فاعل� تنس� مع �عضها �ش�ل مدروس.

إن هذا الطر�� اإلصالحي هو ثورة �ال فوضى أو دماء وانما هو �قظة الف�ر وتر�یته عند الناس وهو البدیل الذ� ین�غي ان یتقبله الجم�ع الن مصیر هذه األمة محتوم الى التغییر فإمــا أن ��ون تغییرا قاس�ا وهو

صل اآلن ولكنه ال یلد إال طفال خدیجا أو مشوها أو هو انت�اهه تقود �حلالنحدار واعادة إنتاج النظم المتخلفة والذیل�ة وهذا متوقع ومعمول عل�ه من العالم إلح�ا� ومقاومة القو� اإلسالم�ة التي تحتاج فعال الى برنامج

وآل�ات ل�ست متاحة لدیها حال�ا.