السياحة الأدونية

70
0 لبنانيةمعة اللجا الفنادق دارة ا حة والسيا كلية ااحيد السي رشا قسم ادونيةحة السيا ا( حيها جبيل و ضوا في) احيد السيرشازة في قسم اجادة انيل شها بحث أعد ل إعدادلطالبة ا ريان رباح إ اف شر الدكتور عباس حجي ج5102

Upload: rayan-rabah

Post on 03-Feb-2016

53 views

Category:

Documents


1 download

DESCRIPTION

بحث اعد لنيل الاجازة في قسم الارشاد السياحي في الجامعة اللبنانية.يتناول المعتقدات الفينيقية اللبنانية و كيفية احياء السياحة الأدونية عبر اسطورة ادونيس و عشتروت في جبيل و محيطها.

TRANSCRIPT

Page 1: السياحة الأدونية

0

الجامعة اللبنانية دارة الفنادق كلية السياحة وا

قسم اإلرشاد السياحي

السياحة األدونية (في جبيل و ضواحيها)

بحث أعد لنيل شهادة االجازة في قسم االرشاد السياحي

ريان رباح الطالبةإعداد جعباس حجي الدكتورشراف إ

5102

Page 2: السياحة الأدونية

1

المحتويات فهرس

5...................................................................................كلمة اهداء و شكر

3..............................................................................................المقدمة

و كسروان في جبيل الفصل األول: الواقع الجغرافي و التاريخي األدوني

I. )6...........................................الموقع الجغرافي )قضاء جبيل + قضاء كسروان II. 7..............................خية عن العهد الفينيقي في جبيل و الجوار...........لمحة تاري III. 9....................................................ة الفينيقية في المنطقة المعتقدات الديني

الفصل الثاني: األسطورة األدونية

I. 07................................................................االله األب ايل، أبو اآللهة II. 09..............................................................االلهة عشتروت، األم الكلية III. 55..............................................................االله االبن أدون، بعل لبنان IV. 56..............................................................أسطورة أدونيس و عشتروت

الفصل الثالث: اعادة احياء األسطورة األدونية و تفعيلها سياحيا

I. ..................59..............................................................األدونيات II. ..................33............................................مسار درب االله و محطاته

A. ..............................33..........................................جبيل B. 33..................................................................هر ابراهيمن C. 32........................................................................الغينة D. 36......................................................................المشنقة E. 37........................................................................يانوح F. 37..........................................................................أفقا

III. 39.......................................................ا.....احياء األدونيات سياحيأهمية

35.............................................................................................الخاتمة

33.............................................................................طلخرائالصور و املحق

67.............................................................و الخرائط............... الصور فهرس

69......................................................................................المراجع فهرس

Page 3: السياحة الأدونية

2

ة اهداء و شكرمكل

..ليهأو هدى بالجواب الصحيح حيرة سائالى كل من أضاء بعلمه عقل غيره

ظماء و ذلك الشعب المؤمن..الى جدودنا الفينيقيين الع

الى بالد األرز، مهد الحضارات..

الى كل من سكن جبال لبنان و ساحله فخلف وراءه آثارا عريقة و تراثا مجيد..

... أمي ،متني الصمود مهما تبدلت الظروفمن عل الى

...أبيالى سبب وجودي في هذه الحياة،

و ساندني...بجانبي دوما الى من بقي

الى أصدقائي و كل من ساعدني...

الى من علمني حرفا و كل أساتذتي...

، و أخص بالشكر الدكتور المشرف "عباس حجيج".بحثي المتواضع هذاأهدي

Page 4: السياحة الأدونية

3

المقدمة األسطورة هي القصة المقدسة التي كان أصحاب الحضارات يؤمنون بها على أنها كتبهم المقدسة نوعا

و تقدم لهم ،و تعبر عن نظرة الشعوب القديمة الى الحياة ،و الديني ما. و هي تتميز بعمقها الفلسفي تفسيرا متكامال للحوادث الكونية بما يرضي مستوياتهم العقلية.

لطالما دخلت أساطير شتى كوسيلة لمحاولة تفسير كل ما هو غامض و خارج عن المألوف بالنسبة كان ذلك مشتركا بين حضارات العالم القديم كلها، لذا نجد األسطورة المصرية لالنسان األول، و قد

شبيهة بتلك الفينيقية فاالغريقية و الرومانية و كذلك السومرية و األشورية و البابلية...و لعل أهم ظاهرة الدة، الو أي الحياة بكل مراحلها: من ،شغلت الفكر االنساني منذ القدم و ما زالت، هي ظاهرة الوجود

الى النمو، حتى الموت، و من ثم ما بعد الموت. و من هنا دخلت األساطير الدينية في تفسير العالقة التي تربط االنسان بالوجود، و تعليل ما يجري فيه من ظواهر.

الحياة جدد و تالقديمة مبدأ الوجود و ال لبنانيين على وجه الخصوص، فقد قدسوا منذ عصورهملو بالنسبة لأقروه وجوها ثالثة في وحدة جوهرية حياتية: ذكر أب مخصب، أنثى أم مخصبة و ابن يمثل ثمرة و

لتي ا من هنا، نشأت األسطورة األدونيةالحياة. و البعث و الخصب، محاولين بذلك تفسير ظاهرة تصلح اتناولتها موضوع بحث، لما لها من أهمية تراثية تثبت جذورنا المتعلقة بأرض الوطن. كذلك ألنه

أن تكون مشروعا سياحيا ينهض بمناطق ذات أهمية تاريخية و تراثية كبيرة في جبل لبنان، تستحق يعيد أمجاد حضارتنا التي ما ان نتذكر بداياتها حتى نعتز بأننا دف التنمية، والقاء الضوء عليها به

لبنانيون.

؟ و كيف لنا أن نعيد احيائهادونيةة األسطورة األأهمي ماان االشكالية التي تطرح نفسها هنا هي: نستفيد منها سياحيا؟و

قية فيها و المعالم الفيني ،وى أن المناطق بعيدةما من مشاكل اعترضت طريقي أثناء القيام بالبحث، سة و التحليل اريخيالمعلومات التاللقى األثرية و لم تعد جلية بما يكفي، لذا كان ال بد من االعتماد على

ا بالموقع الجغرافي للتوصل الى دراسة ناجحة و صحيحة، و هذا ما يتطلب جهدا المنطقي و ربطه جهيدا و وقتا كافيا.

Page 5: السياحة الأدونية

4

فقد قسمت بحثي الى مقدمة تناولت فيها تمهيدا عاما للدراسة، و الى ثالثة فصول، األول و عليه،دوني أي بالواقع التاريخي األ بحثت فيه الموقع الجغرافي للمناطق التي هي مشروع بحث رابطة اياها

ا الفصل الثاني مثم عرفت بالديانة الفينيقية بشكل عام و معتقداتها، أ ،الفترة الفينيقية في تلك المناطقفقد تناولت فيه التعريف عن االله "ايل" أوال ثم االلهة "عشتروت" ثانيا و االله "أدون" ثالثا كي انتقل

عن األسطورة األدونية رابعا. أما الفصل الثالث و األخير فهو أساس الدراسة حيث بحثت الى الحديثهميتها أع الحديث عن كل منطقة و م ،رب االلهد مسار فيه االحتفاالت األدونية في المناطق التي شكلت

، االلكتروني ArcGISقمت برسمها عبر موقع موقعا و آثارا، ثم أرفقت ذلك الدرب بخارطة سياحية .رة في هذه المناطقحياء تلك األسطو ال السياحية هميةاألكي اتوصل نهاية الى اظهار

حث، تتعلق بالبو خرائط . يليها صورا و أنهيت بخاتمة شكلت خالصة عامة عن الموضوع المدروس أغلبها كان مصدره زيارة ميدانية للمناطق، و بعضها اضطررت أن أحضره عن مواقع الكترونية.

اذا اعتمدت ببحثي على كتب و مراجع من عدة مكاتب، كما قمت بأكثر من زيارة ميدانية للمواقع و GPSسابقا و قد استعنت بتطبيق متبعة المسار الذي قمت بتحديده في الخريطة ،األثرية

GOOGLE MAPS .للوصول الى المواقع هذه

Page 6: السياحة الأدونية

5

الفصل األول

في جبيل و كسروان الواقع الجغرافي و التاريخي األدوني

Page 7: السياحة الأدونية

6

I. )الموقع الجغرافي )قضاء جبيل + قضاء كسروان

غرافيا مياتها الثرية، و في التاريخ و الجعن الجغرافيا و التاريخ تتولد ذاكرة الشعوب الحية في تراكي قضائي ف تنغرس هذه الذاكرة فتنمو و تحيا. لذا، ال بد اوال من التعريف بالواقع الجغرافي و التاريخي

.جبيل و كسروان

قضاء جبيل: .1

يقع قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان من الجهة الشمالية. حدوده شماال قضاء البترون، شرقا قضاء . مركز القضاء هي مدينة جبيل الساحلية، 1، جنوبا كسروان و غربا البحر األبيض المتوسطبعلبك

كم و عن جونية مركز قضاء 33اكبر مدن قضائها و اشهرها. تبعد عن العاصمة بيروت حوالي .(11ص 1خريطة رقم ) .2كم 07كسروان

عاقبة، منبت رض آثار الحضارات المتيتمتع قضاء جبيل بارث تاريخي ال يزال يطبع دوره الثقافي، انه ا األبجدية و أرض الحج الى جبيل )جب ايل( و الى افقا.

قضاء كسروان: .2

يقع قضاء كسروان في الجهة الشمالية من محافظة جبل لبنان. يحده شماال قضاء جبيل و شرقا قضاء ي مدينة روان هبعلبك و زحلة، جنوبا قضاء المتن و غربا البحر األبيض المتوسط. مركز قضاء كس

كم. و هي وريثة 07كم و عن جبيل، مركز قضاء جبيل 50جونية التي تبعد عن العاصمة بيروت مدينة غزير عاصمة مردوتو القديمة، اي العاصية المتمردة التي هي كسروان اليوم، بعدما اعطاها

.(21ص 2)خريطة رقم .3احد كبار قادة المردة و هو "كسرى" اسمه في القرن الثامن

الجامعة اللبنانية و مشروع تحسين احوال معيشة -مركز األبحاث في معهد العلوم االجتماعي -0الفقراء في لبنان، أقضية لبنان الخصائص السكانية و الواقع االقتصادي و االجتماعي قضاء

.03، ص5110 بيروت، ،0، ط3، ججبل لبنانجبيل محافظة .02، صمركز األبحاث في معهد العلوم االجتماعي، المرجع نفسه -5 .03، ص9، جالمرجع نفسه مركز األبحاث في معهد العلوم االجتماعي، -3

Page 8: السياحة الأدونية

7

II. خية عن العهد الفينيقي في جبيل و الجوارلمحة تاري

ق.م. نجد شعبا ساميا يعرف بالشعب 3111قبيل مطلع الفجر، فجر التاريخ المدون، و حوالي سنة ية و المناطق الجنوبية ايالكنعاني يتوطن الشاطئ اللبناني و المناطق الغربية من البالد السور

مية فينيقي على جماعة الكنعانيين الذين كانوا يبحرون معهم، ثم . و قد اطلق االغريق تس1فلسطيناي األرجوان _ في أوائل القرن الثاني عشر phoenixو اصلها يوناني –اصبحت هذه التسمية مرادفة للفظة كنعاني.

او تعد فينيقيا واحدة من اصغر دويالت العالم القديم، فهي تشغل من الناحية الجغرافية شريطا ساحليضيقا كان يمتد من جبل األقرع شماال الى جبل الكرمل جنوبا و من أرواد الى عكا، و هو غني

تغطيها الغابات من أشجار األرز بالخلجان و ترتفع الى جانبه من الناحية الشرقية جبال شامخة ألن كالصنوبر و السرو. و قد كان الفينيقيون اللبنانيون محصورين في شريط ضيق من األرض، ذلو

. ان طبيعة ارض لبنان الجبلية 2انها تالمس الشاطئ أحيانا لبنان ال تبعد عن البحر كثيرا بل جبالقربه من البحر و موقعه في مركز متوسط في البلدان التي كانت مهد الحضارة، و موقعه عند مفترق و

رها كانت ثالث، هذه و غي الطرق العالمية و كونه جزءا من الطريق الدولية التي كانت تربط بين قاراتعوامل ذات أثر بعيد المدى في تكوين دوره التاريخي. فقد كان بحر لبنان، اول طريق بحري مرت عليه بضائع الشعوب المتحضرة لتتوزع على شواطئ البحر المتوسط، بضائع مادية و بضائع ثقافية

د ي، منذ أقدم األزمنة حتى العهنقلها من عرفوا بأوائل المالحين. و كان لبنان في تكوينه الطبيعالروماني مجموعة مدن منتشرة على طول الساحل، وراءها الى الجهة الشرقية جبال كثيفة الغابات،

. و هكذا تأثر الفينيقيون الى ابعد 3قليلة السكان، و كانت كل مدينة تستغل موارد البالد الواقعة وراءهاالجتماعية ت تاريخهم و حياتهم اا لها استجابة كاملة فشكلالحدود بالبيئة التي عاشوا فيها و استجابو

االقتصادية و السياسية.و

.79، ص0929حتي، فيليب، لبنان في التاريخ، دار الثقافة، بيروت، -0 .059، ص0993ر النهضة العربية، بيروت، مهران، محمد بيومي، تاريخ لبنان القديم المدن الفينيقية، دا -5 .33حتي، فيليب، المرجع السابق، ص -3

Page 9: السياحة الأدونية

8

و كان المجتمع الفينيقي مجتمعا مدنيا نظامه اقتصادي و صناعي، مما أدى الى قيام مدن ذات سيادة. ضلون فو هم ال يميلون بطبيعتهم الى النواحي السياسية بقدر اهتمامهم بالشؤون االقتصادية فكانوا ي

األمان و االستقرار السياسي حتى يتمكنوا من النجاح في المجال التجاري، و هذا ما أدى الى ظهور حاكم. و هكذا انتظم المدن حيث كان لكل مدينة حكومتها الخاصة بها و على رأسها -الدويالت

واصم التي العالفينيقيون حول مدن محصنة تحيط بها مناطق زراعية تابعة لها و كانت هذه المدن هي 1ها أهل المناطق الزراعية و يحتمون داخل أسوارها وقت الخطر.يلايلجأ

أما أهم المدن الفينيقية من الناحيتين السياسية و الدينية فكانت مدن صيدا و صور و ارواد و جبيل. كانت و لها دور عظيم في تأسيس العقائد في الدين الفينيقي. ،و األخيرة كانت مركزا مقدسا للعبادة

تتوسط هذه الثغور و المدن الكبيرة قرى أقل شأنا تنتشر بينها و حولها، و لها شهرتها الخاصة في بعض نواحي الفنون و الصناعة و االنتاج. و قد تحكمت الطبيعة في تحديد مواقع هذه المدن و القرى،

و لبالد .2عه الدفاع عنهاربة من جبل يسهل ماذ كان العامل في اختيارها وقوعها على نهر او على مقجبيل شأن خطير في التاريخ، و ذلك ألن قاعدة تلك األنحاء كانت قد أضحت في عهد الرومان مركزا

مثل قضاء كسروان الحالي كان ،3لعبادة أدون فأصبحت الضواحي التابعة لها كمركز ال يجوز انتهاكهد اشتهر و ق مرا جدا في العهد الفينيقي،السيما في القسم الداخلي منه حتى نهر الكلب مأهوال و عا

و كانت الجماهير تحج الى هذا .4بعبادة ادون و حبيبته عشتار و تكريمهما السكان ككل الفينيقيين، كمواقع لمآثر أدون و أعماله المختلفة لذا لم تكد ربوة من الربى التي األماكن التي تخيلتهاالقطر لتكرم

-لك البلدات التي سيتم ذكرها الحقا أكانت في جبيل او في كسروان في ذبما –تجاور مدينة جبيل تخلو من معبد تنبأ آثاره الباقية بعظم شأنه. و مما كان يزيد هذه النواحي حسنا و بهجة ان لبنان كان

في ذلك العهد محلال بأبهى حلل الطبيعة تزينه الغابات الكثيفة و تظلله األشجار الباسقة.

.033المرجع السابق، ص مهران، محمد بيومي، -0 .036مهران، محمد بيومي، المرجع نفسه، ص -5، 0996المنس اليسوعي، األب هنري، تسريح األبصار فيما يحتوي لبنان من اآلثار، دار نظير عبود، -3

.35ص3- 2015, 12:51 am.-4-, 28www.kesserwen.org/internal.php?id=5

Page 10: السياحة الأدونية

9

III. نية الفينيقية في المنطقةالمعتقدات الدي

لتوحيد اع و الحساب و السيرة و ان الدين في اللغة هو الجزاء و هو الخضوع و الطاعة و العبادة و الور . على ان علماء الغرب يذهبون في تعريفهم للدين مذاهب تعالى هو اسم لجميع ما يتعبد به اهلل و

سان من ان هناك قوى تحيط به النعلى ذهن اشتى، منهم من يقول ان الدين هو االعتقاد المسيطر ي مخيلته و قد كون ف ،تؤثر فيه، و مع ان االنسان لم ير هذه القوى غير انه انما كان يعتقد بوجودهاو

شكال و دينا و اسما معينا خاصا بها، بل أخذ يتمثلها على طريقته صورا لها، و اخذ يعطي كل منها اء و من البعض اآلخر أعداء ألداء، فهو ال يعرف أشكالها وال الخاصة فجعل من بعضها أصدقاء أوفي

أماكنها، و أخذ يتصور األشياء التي تدخل السرور الى نفسها، كما عرف ما يثيرها و بذل جهودا لكي يترب أعماله على هذه النتائج، على ان هناك من علماء الغرب من ذهب الى تصوير الدين بأرقى

فعل "روبرت سبنسر" حتى ذهب الى ان العنصر األصيل في الدين انما هو صورة عرفتها الفلسفة كما .1لزمنية و المكانيةااليمان بقوة ال يمكن تصور نهاياتها ا

و قد كانت ديانة الفينيقيين مجموعة من الطقوس و العبادات تقيمها المدن الفينيقية، و تختلف من ي الظواهر الكونية و الطبيعية، قوم العامة و فمدينة الى أخرى، و ان اشتركت جميعها في نظرة ال

ا في ذلك شأنه -كانت طقوس العبادة منبثقة من حياة القوم الزراعية. و كانت المعبودات الفينيقية و لرياح ان و الطبيعة. كان القحط يهددهم و تدور حول تقديس مظاهر الكو –شأن معظم الديانات القديمة كان القوم مهددين بقلة المطر او بسقوط البرد الذي يتلف الزرع، او كماالقوية تقضي على مزارعهم

بارتفاع امواج البحار و اشتداد الرياح التي تغرق سفنهم التجارية.. و من ثم فقد لجأوا حماية ألنفسهم الى ان يضفوا على الطبيعة و ظاهراتها صفات انسانية و جعلها قريبة منهم فيقدم لها المرء القرابين

رضيها بها، لذا أوجدوا سلسلة من العبادات بغية التأثير على هذه الطبيعة.يست

ان تكن هيبة الطبيعة هي التي فتحت امام انسان لبنان باب التعبد للقوى التي افترض انها تحكم قدره به لو تنظم عالمه، فان ظروف البيئة التي عاش فيها و التنوع المكاني المتباين و المالزم لها مع ما يتط

و ما يفرضه من مشاعر و اختالجات نفس، هي بدورها هذا التنوع من التنوع بالخبرات االنسانية وجهت له طقوس تعبده و أعطتها أشكالها، كما عينت درجة انفعاالته و مدى أحاسيس التملك للطبيعة

.310المرجع السابق، ص مهران، محمد بيومي، -0

Page 11: السياحة الأدونية

10

نسان بأشكال االفي نفسه مع مشاعر االندماج بالقوى التي تسيرها، هذه المشاعر التي ما برحت تراود و وجوه مختلفة تتراوح بين أحالم السحر و وقائع العلم. لقد تسلق انسان لبنان نحو المطلق بتسلقه قمم جباله، لذا غدا الصعب قريبا من امكاناته كقرب القمم الصعبة من جهوده. و من هنا كان الطريق

دم بطال ذوي الجهد العظيم و لكل من قالرتفاع االنسان نحو اهلل و المطلق، و بالتالي كان تأليهه لأل ذلك الوثائق و االشارات الى عقائد اللبنانيين األول، سان، كما تدل علىخيرا لالن

1سواء وصلتنا في الكتب و األساطير او شاهدنا آثارها مزارات في أرض لبنان القديم.

"الهواء ن الوجود عبارة عندء كاو بالنسبة لفكرة الخلق عند الفينيقيين فهي تذهب الى أنه من البالسميك" و منه خرجت "الريح" و "الشهوة" و هما بدورهما أخرجا "الجبل"، و كان شكل الجبل على هيأة "بيضة" و في داخل البيضة تكونت المخلوقات و بقيت في حالة الجنين دون حركة، الى ان انشقت

ق صلت المياه عن السماء. و لم يكن خلالبيضة و قذف الجبل حينئذ بالشمس و القمر و النجوم فانفاالنسان أقل تعقيدا من خلق الكون، فمن "الريح" و "باو" ولد "الحياة" و "بروتو جونوس" ثم ولد لهما

النار نو "جنيا" و هما أول من عبد الشمس، و من أوالدهما الضوء و النار و اللهب، و م"جنوس" ى ان هناك ستة أزواج من األخوة توصلوا الى اختراع الصيد ولد "العمالقة". و يذهب فيلون الجبيلي ال

في البر و البحر، فن صناعة المعادن و المالحة، الحرف، الزراعة، القرى و حظائر الماشية، القانون بيروث" "هة فهم من المبدأ "اليون" واآلل و من القانون و العدل ولد "تاووتس" مخترع الكتابة. أما و العدل.

ولدا "أورانوس" )السماء( و "جي" )األرض(، ثم ولد أورانوس "ايل" و هو أول مولود للسماء و هما من سس مدينة جبيل و قد رزق ايل أوالدا هم "برسفيون" و "اثينا" و "ايروس" و "بعل" و"الموت"... ثم و مؤ

". يكاروسولد اورانوس ايضا "بايتولوس" )اي بيت ايل( و "داجون" و "أطلس" و "بونتس" و "زيوس د .2ثم ولد هذا األخير االله "ملكارت" معبود صور، ثم "عشتار" االلهة الكبرى في فينيقيا ثم "ريا" و غيرهم

لقد خلت نظرية التكوين الفينيقية من وجود قوى غيبية حرة تدير شؤون الكون، كما في عقائد الشعوب ر. و رضاهم و غضبهم على بني البشاألخرى التي كانت تبني معتقداتها على أساس ارادات اآللهة ،

أله الفينيقيون الرجال األبطال، و قدسوهم فبنوا لهم المزارات على أسمائهم و لم ينسبوا لهم أعماال

الحوراني، يوسف، لبنان في قيم تاريخه بحث في فلسفة تاريخ لبنان العهد الفينيقي، دار المشرق، بيروت، -0 .79ص ، 0936

.317هران، محمد بيومي، المرجع السابق، ص م -2

Page 12: السياحة الأدونية

11

أسطورية خارقة، كما فعل االغريق بعدهم او السومريون قبلهم و غيرهم. و معنى هذا انهم قدسوا الجهد مة االنسانية، باعتباره عمل خلق مقدس. و حتى اآلن في االنساني و ألهوا االبداع، و كل عمل لخد

لبنان ال تزال في قرانا مزارات تحمل أسماء مثل: صديق و شيث و الجليل و أمثالهم، و هي تتمتع . و خير دليل على ذلك ما نقله فيلون الجبيلي عن "سانخونياتن"، بقداسة مزارات األنبياء بدل اآللهة

آلتية: " كانوا يرون ان اآللهة الكبار هم أولئك الذين حققوا اكتشافات كانت أوصاف هذا التقديس المساعدة جدودنا، او الذين عمموا الخير، مهما تكن طبيعته بين الشعوب. و قد دعي هؤالء محسنين،

هم هياكل، آللهة، و لهذه الغاية كرسوا لاالكثيرة التي يدين لهم الناس بها. عبدوهم ك بسبب أعمال الخيرهي اآلن بالتورات. كما أقاموا لهم أنصابا و سواري، عبدوها باحترام كبير. و قد احتفل الفينيقيون كما

بأكبر أعيادهم على اسم هؤالء". و هذه العقيدة في الناس اآللهة هي ذاتها تبرز في المزمور الكنعاني .1علي كلكم، لكن مثل الناس تموتون"القائل " انا قلت أنكم آلهة و بنو ال 35

لقد وضع الفينيقي االنسان البطل في مرتبة الشمس و القمر بعمليات تأليهه فذكر فيلون الجبيلي ذلك بقوله " تيمنوا باسماء ملوكهم الذين كان يعتبر بعضهم كآلهة، ألنهم لم يعترفوا بآلهة طبيعية غير

ن ث كان لهم آلهة فانو الشمس و القمر و النجوم و الكواكب و كل ما يدخل في نظام األفكار هذه: حياذا لم يقدسوا آلهة غيبية ذات أسرار و معجزات خرافية و انما قدسوا أبطاال لهم و آلهة خالدون.

مش شنصوصها، التأليه لليم )البحر( و و قد حفظت لنا ألواح أوغاريت في مواصفات الناس و مزاياهم. عة أكثر مما هي عملية تأليه.بالتالي انها عملية أنسنة الطبي .2)الشمس( و برح )القمر(

لقد تبلور الفكر الديني اللبناني القديم عبر محاولة أبناء لبنان تفسير احدى أهم ظواهر الوجود و هي الحياة في تجسداتها البشرية و الحيوانية و النباتية. و ظاهرة الحياة التي يعبر عنها ماديا ب"الخصب"،

ي نوثة. هذا االزدواج الذي يتجسد فبناني قديما بالذكورة و األمشروطة بمبدأ االزدواج الذي شخصه اللهو الشرط الضروري للوالدة، لالخصاب و لنشوء الحياة و تجددها. و االبن المولود بفعل فعل التزاوج

هذا التزاوج هو تجسيد النبثاق الحياة و الخصب و تشخيص جوهري لهما: فاألب مخصب و األم ب، هم ثالثة عناصر مترابطة متالزمة في وحدة جوهرية، هي الحياة مبدأ مخصبة و االبن ثمرة للخص

.30 صالمرجع السابق، الحوراني، يوسف، -0

.35المرجع نفسه، ص الحوراني، يوسف، -5

Page 13: السياحة الأدونية

12

مبدأ الوجود و التجدد و الحياة، و جوهر و ذاتية وجودية. هكذا قدس اللبنانيون منذ عصورهم القديمةواقع الخصب في الحياة المتجددة و أقروه وجوها ثالثة في وحدة جوهرية حياتية نبعت لديهم من

( لهة أم دعوها "عشتروت" )عشيرةفكان: الوجه األول لديهم اله اب دعوه "ايل"، و الثاني االمتكاثرة و . و من الدالئل الحسية المادية التي ال تزال قائمة حتى 1الوجه الثالث اله ابن دعوه "أدون" )البعل(و

ا فوق أرضه. فما دهاليوم و تشير الى تدين الشعب اللبناني منذ العصور القديمة، كثرة المعابد التي شيمن قرية او مدينة لبنانية اال و لها معبدها و ما من قمة جبل اال و يكللها مذبح او هيكل. و يعتبر

علماء اآلثار لبنان بالنسبة الى مساحته من أكثف بلدان العالم بالمعابد.

على اهلل المقدس"، أكدهذه األرض التي نعتها األقدمون بأنها "األرض االلهية" و "مقام اآللهة" و "جبل لبالد، عندما قال: "متى جئت هذه اقدسيتها المؤرخ الروماني "بلين القديم" في القرن األول قبل الميالد

.2فاحترم آلهتها"

ئيس ر عال هو "ايل" أبو اآللهة جميعا و ان هذا الدين ينطلق من فكرة اله متو قد ذكر في ألواح أوغاريت قرة نتحدث فيها عنه في الفصل الثاني.. و سوف نخصص له ف3مجمعهم

و يبدو ان الكهانة بلغت في تطورها مرتبة عالية بعض الشيء في الدين الفينيقي، فهناك ذكر للكهنة . و يذكر لنا العهد القديم الزنى المقدس عند 4الكبار و المعابد و النساء النادبات و البغايا المقدسات

كنعانيين وصف لنا عبادة ال نى الى الهيكل، و لعل أبرز منهذا الز الكنعانيين كما يشير الى ذهاب ثمن "ورجياأل و بعض تقاليدهم وصف مشاهد كان " لوسيان السميساطي"، فقد ذكر لنا معبدا لطقوس "

في مدينة جبيل حيث كانت تقوم احتفاالت على شرف أدون الذي كان أهل جبيل يعتقدون بحدوثكانوا كل سنة يعلنون الحداد على موته في كل البالد و يندبونه قصته مع الخنزير في أرضهم. و

، 5113لتراث اللبناني، بيروت، حرب، أنطوان خوري، جذور المسيحية في لبنان، منشورات مؤسسة ا -0 .3ص

.3، ص0993وس آثار، بيروت، حرب، أنطوان خوري، الديانة اللبنانية القديمة عقيدة طق -5 .33، صالمرجع السابقالحوراني، -3الحضارات السامية القديمة، دار الرقي، بيروت، ترجمة الدكتور السيد يعقوب بدرموسكاتي، سبتينو، -3

.059، ص0936

Page 14: السياحة الأدونية

13

. ان األمر الذي استنكره الكثيرون 1يقدمون له األضاحي ثم يعلنون قيامته و يعتقدون بسكناه السماءو في الطقوس الكنعانية هو نذر النساء للهيكل و تقديم المرأة نفسها لعابري السبيل من الغرباء تكفيرا عن

،و وفاء لحس غامض نحو المجهول، و في هذا التقليد نجد أنفسنا وجها لوجه امام قضية الجنس النفساعمق قضايا الحضارة االنسانية. لقد وجد الكنعانيون ان على المرأة الفينيقية ان تقدم جسدها في المعبد

ن ر بين أرأة تخيو في جبيل كانت الم باسم القداسة و الدين. ،لتجرب و تتحرر من قيد الطبيعة لها. ن تقدم نفسها للغرباء و يكون ثمن ذلك تقدمة للمعبدو بين أ تحلق شعرها و تقدمه لاللهة عشتروت

و في بعلبك كان لهيكل عشتار فريضة مماثلة على كل فتاة او امرأة. كذلك في صور، فقد ذكر ذلك ... ة أحسني العزف أكثري الغناءأشعيا عندما قال:" خذي عودا طوفي في المدينة أيتها الزانية المنسيتى زمن و قد بقي هذا التقليد ح .صور تعود الى أجرتها و تزني و تكون تجارتها و أجرتها قدسا للرب"

الذي هدم هيكل عشتروت في أفقا. و يرى جيمس فريزر أن " كنيراس" األمبراطور البيزنطي قسطنطين ى على برص و ابتدأ فقدم بناته أوال. فهل ترانا نبقملك جبيل و قبرص هو الذي أدخل هذا التقليد الى ق

حق اذا ما اعتبرنا هذا الطقس شذوذا اخالقيا؟ لقد أنصف الموضوع فريزر عندما قال فيه:" مهما يكن الباعث فلم يكن أحد ينظر الى هذه العملية نظرة شبق او عملية مجون فهي كانت واجبا دينيا رصينا

،ت طقوس البذل الجنسي هذه ممارسة للتكفير عن حس الخطيئة األصليةنحو االلهة العظمى". لقد كانو الممارسة في الهيكل لم تكن سوى اندماج في شخصية أنوثة الكون الكنعانية )أم الكل( و هي مشاركة في اثارة الخصب، و تحرر مقدس من الكبت و الحرمان المطلق من التجربة. و كما كان الكنعاني

.2بيعيةبما لديها من مؤهالت طه و ارادته، كذلك كانت الكنعانية تشارك بعلتها يشارك بعله بمشاعر

.93صالمرجع السابق، الحوراني، يوسف، -1

.010الحوراني، يوسف، المرجع نفسه، ص -2

Page 15: السياحة الأدونية

14

،كما كان الفينيقيون يقدمون تقديماتهم لالله بعد الوضوء، و يولمون الوالئم في حالة خشوع حتى البكاء .1خاص باسلو يرفعون أيديهم نحو السماء المفتوحة فوقهم و يعتكفون اياما كثيرة في المعبد مؤترزين ب

ب من األشجار و الينابيع و مجاري المياه و على التالل و المرتفعات بالقر لمعابد كانت تقاماهذه ورة بعلبك..( و بعضها لم يكن في ص أشمون، صور، نيحا، شحيم، بزيزا، جبيل، معابد افقا، فقرا،)

.2الى الطبيعة و الفطرة المعابد المعروفة فقد شاعت هياكل العراء، و هو ما يتوقع من دين أقرب

عن قوى الطبيعة و ارادة البعل، قدس دون ان ننسى انه على قدر تقديسهم للمياه أقدس ما يعبر النار ا يجيزون أبناءهم في هذهالكنعانيون النار أيضا. و نعرف من العهد القديم ان الكنعانيين كانو

قد كانت و تقربا لالله و تطهيرا لنفوسهم. و كانوا يعذبون أنفسهم ،يضحون بهم محرقة ألجل االلهو علوها جلكن الكنعانيين وحدهم ،منتشرة في جميع ديانات الشعوب القديمة عادةالتضحيات البشرية

قد تبدو هذه الطقوس وحشية في أعرافنا الحاضرة لكنها ليست كذلك الفداء االنساني.طقسا من طقوس على الذات و ليست بربرية نحو اآلخرين، فالكنعانيون لم يقدموا انها قسوة ،من وجهتها االنسانية العامة

هم على عزاء و أبناء نبالئبل من أبنائهم األ ،تضحياتهم من الغرباء أو من األسرى أو الضعفاء بينهم زايا كبار األخالقيين و القديسين. ان الكنعانيلقد كان عملهم هذا تضحية بالنفس و هو من ماألخص.

جلدا صبورا على نفسه، فكان يحتمل هذه التجربة القاسية بصبر و عنفوان مفجوع، و عندما كان انسانا شاء أحد اآلراميين التائهين االلتزام بهذا الطقس في بالد كنعان، عجز عن اكمال المسيرة و استبدل

.3بابنه كبشا قدمه أضحية فوق جبل في أرض "المريا" الكنعانية

هي في ، فهذه ان كانت تشتمل على حرق األبناء أو على الزنى المقدسان طقوس التدين الكنعانية جوهرها و دوافعها أنبل ما استوحاه االنسان القامة حضارة األخالق. انها تشكالت حضارة "ايل"، حضارة واقع االنسان ذي الفكر و القلق، حضارة الخطيئة األصلية التي انتقلت الى المسيحية و قضت

بدل النار، حضارة التضحية و البذل من الذات. ان جميع ما يوصى به من صالة بالتطهير بالماء

.39صنفسه، المرجعالحوراني، يوسف، -0

.059موسكاتي، سبتينو، المرجع السابق، ص -5

.99الحوراني، يوسف، المرجع السابق، ص -3

Page 16: السياحة الأدونية

15

صيام و تعبد و تعذيب الذات و قهر الجسد لدى النساك من مسيحيين و مسلمين و متصوفين، من و نعانيون الى حرق ا الكقي النفس و تطهيرها، كلها تتم بنفس الدوافع النبيلة التي كان يندفع بهأجل ر أو بذل أعراضهم للغرباء أو التضحية بنفوسهم. ان مثل هذه األفعال هي بجوهرها عملية تصعيد ابنائهم

لحس التدين االنساني نحو قوة عظيمة مجهولة توحي بالتضحية من أجل أن تمنح الطمأنينة للنفس. ه لهكذا نرى الشعب الفينيقي المؤمن و الحضاري و الراقي، الذي أدرك الحس الديني بعمق فنظم

طقوسا، و جعل من لبنان مركز تقييم و تأهيل و توزيع لألفكار و المعتقدات و طقوس التدين منذ أقدم العصور.

Page 17: السياحة الأدونية

16

الفصل الثاني األسطورة األدونية

Page 18: السياحة الأدونية

17

I. ايل، أبو اآللهة االله األب

ية التي و )عل( السام )ال(لفظة مشتق من و اسمه "ايل" ،هو رأس المعبودات الكنعانية الفينيقية "ايل" كلالعلة و السبب ل يف يتالءم مع مفهوم االله الذي هوتعني األصل و المبدأ و العلة. و هذا التعر

و هو شخصية بعيدة غامضة بعض الشيء، فهو يسكن بعيدا عن اآللهة و البشر، األشياء و الكائنات.و قد وصف .ء جميعا يسعون اليه طلبا لمشورتههؤاللكن ،عند منبع النهرين و وسط مجاري المحيطين

ألخيرة اله األكبر، صاحب الكلمة األولى و في نصوص أوغاريت بأنه رأس مجمع اآللهة الفينيقي، هو االيم سنين و الملك و الثور و الحكق و أبو الئفي شؤون البشر الدينية، فهو أبو البشر و خالق الخال

في النقوش و النصوص األمورية ب "السيد "ايل"و قد نعت .1 لرحمةو اله ا اللطف و هو اله الطيبو العظيم" و "الجليل" و "ملك السماء و األرض" و الذي "لم تلده امرأة"، لم يكن له اسم و ال صورة و لم يرفع له صنم أو تمثال، و ان رفع فليرمز الى جوهر. هو مثال مجرد و كائن علوي غير مرئي و هو

ي ذلانه "السيد ا رجت الكون من العماء و حررته من الفوضى و جعلت له بنية منظمة.القوة التي أخال تبدل مشيئته" و "أنواره التي ال يحدها بصر" و "أسرار جوهره التي تبقى خافية على البشر"، "ال أحد

اص في تركيب بعض أسماء األشخ "ايل"يعرف وسائله" و "ال أحد يستطيع فهم دروبه". و اقترن اسم ي لبنان كما أن فتقربا من االله و تيمنا به. و من هذه األسماء دانيال، جبرايل، رفائيل، عمانوئيل...

بعض القرى و المدن التي تحمل اسم "ايل" و منها: قرنايل، تعنايل، حصرايل، مجدايل... و كان مقر و قد قيل ان "كريت" .2لمياهاالله ايل في لبنان هو افقا، داخل مغارة صخرية كبيرة تتدفق من جوفها ا

.3في "جبل لبنان" حماهكرسي ملكه و "مصر" أرض ميراثه و

و يبدو أن الكنعاني الفينيقي أدرك توازن قوى الطبيعة، و تعاقب فصولها و حوادثها، و أحس باكرا "و معنى مسؤولية االنسان في ذلك. فرفع االله "ايلبمعنى العدالة و الخير و الشر لكل الشعوب

ليكون رمزا لهذا التوازن العادل و قد جرده من النقمة و التحيز، فاعتبره خالقا للعالم بكل ما فيه و من

.05مهران، محمد بيومي، المرجع السابق، ص -1

.3المرجع السابق، صحرب، أنطوان خوري، -2

.79، صالمرجع السابقالحوراني، يوسف، -3

Page 19: السياحة الأدونية

18

لديه سوى ناموس الكون الذي ينبثق منه الصراع بين عناصر الطبيعة و دورات "ايل"فيه، و لم يكن .1مالزمن، حيث لم يكن المتصارعون سوى أبناء له، يراقب سلوكهم و يعدل بينه

و تصفه نصوص ملحمة البعل و عناة، فتعرفه انه أبو اآللهة جميعا، و هو يعدل بينهم و يفصل في خالفاتهم. أما أبناؤه فهم قوى الطبيعة و فواعل الوجود مشخصة: نهر، يم، موت، و بعل، و لكل منهم

و بعل "يم" أوظيفة خاصة. و قد يعتدي واحدهما على اآلخر أو يصارعه، كما يحدث حين يصارع الب الصراع كسيد مترفع، يراق ميع و ال يتحيز ألحد. بل يبقىيبقى أبا للج "ايل"يصارع "موت"، و لكن

رحيم لكنه غير متجبر، انه لطيفبين أبنائه، و كأنه ميزان توازن بينهم، فهو رئيس مجمع اآللهة يفسح المجال ألبنائه بالطموح الى السلطة. و

في ظل االله األعظم فهو فكرة كنعانية رائدة كان يفاخر بها الفينيقيون، كما أما تأليه قوى الطبيعةذلك في حوار بينه و بين أحد الصيدونيين في القرن الثاني ميالدي. فقد قال "بوزانياس"يثبت لنا أن الفينيقيين يعرفون عن الدين أكثر من االغريق، و ليس أعلن الصيدوني حين المناقشة "بوزانياس:

جه عام فقط، بل ألنهم يعتقدون أن أبولو هو والد اسكالبيوس. و هذا ليس له والدة عادية ألن بو اسكالبيوس هو الهواء الجيد و الصحي للكائنات االنسانية كما لجميع األحياء. و أبولو هو الشمس

هذا النص دالتي تدعى والد أبولو ألنها تعطي الفصول انسجامها و الهواء قدرته على الشفاء". و ورو الذي اعترف به بوزانياس يؤكد ان الفينيقيين كانوا مارسوا التوحيد التام بأسلوب علماني منذ أقدم

العصور.

ابليات قس أنفسهم، بكل ما لهم من نزوات و ، هؤالء الطامحون الى التملك، فهم النا"ايل"أما اآللهة أبناء ض و الشمس الخالدة و جميع أبناء اآللهة )اي قوى ، خالق األر "ايل"فقد توزعت مملكة للحب و الكره.

الطبيعة المشخصة(، على آلهة أصغر لها طباع كالناس، فتغضب و تحب و تكره و تحارب.

، فهذا ما كان يبيح تعدد "ايل"و بما ان جميع اآللهة اآلخرين ذوي الصفات االنسانية كانوا أبناء ون ان يكون هناك داع لرفع شأن احداها على األخريات. العبادات و القداسات في المدن الفينيقية، د

و هكذا نجد الدين الكنعاني دين توحيد متسام، تتعدد مقدساته، و لكن ال يتعدد جوهره أو تتوزع سلطاته. و اننا نجد فكرة األلوهة القريبة من االنسان و االنسان الطامح لأللوهة في أساس كل فكر كنعاني

.33صالمرجع نفسه، الحوراني، يوسف، -1

Page 20: السياحة الأدونية

19

ل سلوك و اندفاع لالبداع و المغامرة. و أبرز ما تتجلى فيه هذه الفكرة هي فينيقي، و في خلفية كبيعة نسان فيها مندمجا بقوى الطمات الدينية التي نجد االيطقوس الفداء و وقائع االحتفاالت و التقد

. 1فواعل خصبها و عطائهاو

II. األم الكليةعشتروت، االلهة

في المطلق، أما و زوجة و شقيقة الوجود: هي المرأة نصر األنثوي في مثلت االلهة "عشتروت" الع. انها األم الكلية، مصدر األشياء و نبع الحياة، جسدها األقدمون باألرض التي هي األم الحقيقية حبيبةو

لالنسان و لجميع مظاهر الحياة عليها، من أحشائها تخرج زرعا و شجرا، و حياة لالنسان و الحيوان، ينابيع المياه، يلتصق بها االنسان في حياته و يعود الى جوفها بعد مماته.و من اعماقها تتفجر

شيرة" أ"روت" صيغا متعددة، منها "عشتر" وأعطت شعوب بالد ما بين النهرين و بالد كنعان اسم "عشتالسماوات" و "السيدة" التي هي دائما الى جانب "السيد". قد تبنى االغريق و "عشتار" و لقبوها "بملكة

عند "عبادة "عشتروت" الجبيلية و دعوها "أفروديت" التي أصبحت "فينوس" عند الرومان و "زهرة. و كانت عشتروت تعتبر الهة الجمال و الحب، شفيعة الصبايا، طالبات الزواج، حامية النساء العرب

الد ب " فيسيدة الحرب" و "سيدة المعركةالمتزوجات و ساهرة على التوالد و االنجاب، بينما كانت "بين الصفات الحربية و صفتها األولى الرئيسية كونها الهة "عشتار"، و من العجب أن تجمع الرافدين

الحب و الخصب، و يعلل البعض ذلك بأنها انما كانت على صلة بحياة االنسان سواء عندما تفنى و اتصال الجنسين.في خضم المعركة أو عندما تخلق في لهيب العاطفة

.513صرجع نفسه، المالحوراني، يوسف، -1

Page 21: السياحة الأدونية

20

، فيها خصائص األنوثة و األمومةقام لها أبناء لبنان القديم تماثيل و أنصابا عديدة، أبرزوا و قد أ 1جسدوها مثال على شكل أم مرضع تحتضن طفال، ايحاء منهم بفكرة العطاء و الخصب و الحياة.و

ار حو قد حمل المهاجرون الصوريون عبادتها عبر الب ربة صور الرئيسية، "عشتروت"كانت في لبنانتروت" شالى جميع األنحاء: الى قبرص و مالطا و صقلية و سردينيا و قرطاج. و تروي األسطورة ان "ع

ل الشهر القمري فلحق بها ملقارت الى الغرب مفتشا عنها و رجع بها الى اختفت مرة في الظالم في أو تصلة "سيدة" مصور. و هكذا أصبحت "عشتروت" أشهر الهات الخصب و صارت باعتبارها "بعلة" أو

امية مدينة جبيل، المدينة بمكان معين، و أصبحت حامية للمدن، و من هذه الحاميات "بعلة جبيل" حن لها شهرة خاصة بعبادة االلهة "عشتروت" و تكريمها. كما كانت "عشتروت" صاحبة سيادة التي كا

يدة أفقا ، و هي سلى كهوف خصصت لعبادتها في مغدوشةعو آية ذلك العثور ،قوية في ريف صيدا كما يعرفها مؤرخو القرون األولى للمسيحية.

في االعتدال الربيعي في حرارة تكاد أن تبلغ حد الجنون، و كان "عشتروت"و كان االحتفال بعيد تقديمهن و يستغرق سبعة أيام، و كان من طقوسه الهامة سعي النساء وراء البحث عن االله المختفي،

و كانت تصحب االحتفال بالعيد نغمات و صنع الكعك في عيدها، البخور، لها التقديمات و حرق .2الناي و دقات الطبول الممتزجة بعويل النساء على االله المختفي "أدون"، سيد عشتروت الميت

و كما ان البعل رمز الرجولة، كذلك كانت البعلة رمز األنوثة بدون تعقيد و فصل بين األنوثة و الطهارة أم اآللهة، أم عذراء كما هي في صيدا، أم حبيبة "أشيرة"و انها و ان كانت اما كما هي و الجنس.

، فقد كان لها ، أم اختا محاربة كما هي عناة في مالحم أوغاريت(54ص 7)صورة رقم كما هي في جبيل .3لرجلا وجود بارز الى جانب

.3المرجع السابق، صحرب، أنطوان خوري، -0

.353مهران، محمد بيومي، المرجع السابق، ص -5

.33لحوراني، يوسف، المرجع السابق، صا -3

Page 22: السياحة الأدونية

21

لمرأة لذا تعددت وظائف و أدوار ا ،فاعالو قد أدرك الكنعاني بواقعيته انها رمزا و ليست وجودا حقيقيا الفينيقية.

من العقائد السامية التي نجد ان معظم اآللهة و من بينها "عشتروت" جاء من خارج أرض لبنان، أسماء هذه اآللهة في نصوصها. و لكنها في أرض لبنان اكتسبت المرونة و صفة العالمية فاندمجت

ن ت انسان لبنان الذي بقي فينيقيوه وحدهم يمثلون الكنعانييشخصياتها معا، و تكيفت لتوائم عالقا "أدون"بصفاء. و كما ان البعل غدا االله االنساني دون تحديد، فاستوعب شخصيات كثيرة فيه، ك

"أشيرة"اله الخمر... كذلك نجد البعلة استوعبت شخصيات "باخوس"اله الطب، و "أشمون"الضحية، و "زهرة" و "فينوس"و "أفروديت"و "سيلينه"و "أوروبة")مؤنث أدون( و "يونيد"و "عشتروت"و "عناة"و انه لبنان الكنعاني، .1، و هي ليست اال "السيدة" رمز األنوثة و مثالها"أم اآللهة"و "ملكة السماوات"و

ا في زمن ياألموري، اآلرامي، الحثي، اآلشوري، الفارسي، األيطوري، العربي، كان فينيقيا اغريقيا رومانلوسيان. و عندما وصل الى الرومان كانت "عناة" الكنعانية قد أصبحت "عشتروت" و "البعل" قد أصبح

"أدون".

قد اتخذت لها ثالوثا يتركب من "ايل" و "عشتروت" و "ملقارت"، الى ان مدينة صور مما سبق نخلصك ذات لبك في خبايا معابد بعو شكل "ايل" و "عشتروت" و "أشمون" الثالوث االلهي في صيدا، كذل

الثالوث عبارة عن االله األب "ايل" أو "جوبيتر" و االلهة األم "عشتروت" أو الطابع الروماني فقد كان"فينوس" و االله االبن "أدون" أو "باخوس" ، أما الجبيليون فكان ثالوثهم "ايل" و "بعلة جبل" أو

، يحج اليه (54ص 8)صورة رقم من أشهر الهياكل التي بنوا لها معبدا في جبيل كان –"عشتروت" لمة ذات هي ك للميالد حفالت األورجي )والزوار من كل صوب، و أصبحت تقام فيه في القرن الثاني

. 2أدون"و "تموز" أو " حفالت فجور ترافقها جميع أنواع التجاوزات و شرب الخمر(أصل فرنسي تعني

ستبدلوا نتشرت بينهم النصرانية، او قد توارث اللبنانيون عقيدة عبادة "االلهة األم" و طقوسها، و عندما ا"عشتروت" ب"مريم العذراء" أم المسيح و أم جميع المؤمنين، فنصروا معها طقوسهم و عاداتهم القديمة، و كرموها بصفتها سيدة الدر و الحياة، و مثلوها بصورة األم التي ترفع لها النساء العواقر الصلوات

.506لحوراني، يوسف، المرجع السابق، صا -1

.61المنس اليسوعي، المرجع السابق، ص -2

Page 23: السياحة الأدونية

22

المرضعات من االستمرار في تغذية أبنائهن، و تحولت ت لكي يرزقن بالبنين، أو لكي تتمكن األمهابالتالي بعض المعابد اللبنانية التي كانت مكرسة لاللهة "عشتروت" الى مزارات ألم المسيح، حيث تقدم

" ،لها النذور، كما في معبد "عشتروت" في أفقا الذي تحول الى مقام للسيدة العذراء باسم "سيدة زهرة، 1لرومانيةافقا في زمن الدولتين اليونانية و أ "بنان" هو االسم الذي أطلق على "عشتروت"زهرة" أو "زهرة لو

الهة بالقرب من مركز عبادةو كما في مزارها في بلدة مغدوشة المعروف "بسيدة المنيطرة" و الذي شيد .2الخصب

III. أدون، بعل لبنان االله االبن

ي هة، و كلمة "بعل" معناها فو مركز مجموعة أخرى من اآللهو أبرز اآللهة الكنعانية الفينيقية "بعل"نه صفة عامة لجميع آلهة ألأخرى، و لهذا أمكن اطالقه على آلهة و "رب" "سيد" اللغات الساميةانما المعني به هي الطبيعة بكل قواها تبدع و تفني و تخلق و تالشي و تحيي "البعل"فينيقيا، و هذا

اب اله خصب و اخصاطير الى انه "ابن ايل" من "عشيرة البحر" و هو و تشير بعض األسو تميت. و يوصف بانه اقوى االبطال. المعبود او االله يتكرر في أكثر من مظهر و أكثر من موضع، فهو

بالنسبة لآللهات اللواتي يختلسن صفات بعضهن ابن مرة و أب مرة أخرى. و لم يختلف األمر كثيرا .3دةكأنما الكل في واح الواحدة على األخرى و يبدين ن، حتى ليطغينالبعض، فضال عن خصائصه

الموت، اة و، و أبرزهم "البعل" و "موت" كانا في صراع دائم هو صراع الحي"ايل"ان آلهة الطبيعة أـبناء الذي "لبعلا"راع االنسان ذاته الذي وضع قصتهما و نشرها. و ما يعنينا هنا هو صو الوجود و الفناء،

دمج الفينيقي بطقوسه و ألزمه بمشاعره، فأصبح صراعه صراعه و غدت آالمه آالمه و انبعاثاته اندود القوى كاالنسان، و له قضية و لكنه محانبعاثاته، فهو رمز األمل و الخصب و قوى الحياة

جفاف، لامسؤولية هما محاربة الفوضى و فواعل الفناء، حيث نجده يحارب "موت" للقضاء على القحط و و

.61المنس اليسوعي، األب هنري، المرجع نفسه، ص -0

.00، المرجع السابق، ص، أنطوان خوري، الديانة اللبنانية القديمةحرب -5 .302مهران، محمد بيومي، المرجع السابق، ص -3

Page 24: السياحة الأدونية

23

و لجعل السماء "تمطر زيتا و تسيل األودية عسال"، و تعبر عن انتصاره أسطورة البعل و عناة. كان هذا يموت كل سنة مع الربيع، و يعود فينبعث من جديد. و كان الكنعاني يحزن لموته و يفرح "البعل"

لم يكن يوجد نيمعلبعثه. كان يندمج اللبناني بطقوس بعله، حتى يتقمص شخصيته، و حتى معبد سان في دروبه، رفيق االن "البعل"للبعل في لبنان. فجميع المرتفعات له و لبنان هو أرض المرتفعات و

عود و الظالل و الخصب. انه سيد المطر و النور و الر

لمنطق ر االنسان، قبل تعقيدات ابدايات الفلسفة النابعة من مشاعتكمن "للبعل"في تعبد الكنعاني ه مطامحه و تطلعات نسان في أسمىالكنعاني كان هو اال "فالبعل"دل المقدمات و النتائج. نشوء جو براءة ارادته. بل هو االنسان البطل الذي يضحي و يناضل فيتغلب و ينتصر ليرضي نفسه و يرضي و

ج مانصاره من قومه. و لسنا نعرف شعبا غير الكنعانيين، كان الههم قريبا منهم هذا القرب بحيث يندصراعهم بصراعه و بذلهم ببذله، حتى لكأنهم بارادة واحدة يعيشون و يجهدون. و هذا ان دل على شيء فعلى ارتقاء االنسان نحو األلوهة و ليس على تبذل االله الى مصاف الناس. انهم بذلك سبقوا

تجارب متصوفي االسالم و المسيحية بالتعبير عن مشاعر االتحاد باهلل.

ان رمز للسيادة و قوى الطبيعة و خصب األرض، و ال تزال األرض البعلية )غير ك "البعل"هذا .المروية( في لبنان تحمل اسمه، و هي األرض التي يحمل مسؤولية ريها هو، دون جهود االنسان

فت في حمل المسؤولية. و قد عر "البعل"في التسمية هذه نكتشف فعل تشارك االنسان بجهده مع و ل شميم" اي سيد السماء، كما عرف البعل بلقب "أدون" اي السيد الذي أصبح عند الشمس باسم "بع

.1االغريق "أدونيس" ثم "ديونوسيوس"

في األصل "هدد"في صور و جبيل و بعلبك و باقي المدن الفينيقية بصفات مختلفة، فهو "البعل"عبد ي نصوص ، و يرد مرارا بهذا االسم فقبل توطنه لبنان، و تذكره رسائل تل العمارنة باسم "هدد" في صور

في رت" وه في صيدا "أشمون" و في صور "ملك"، انتموز"كما ورد اسمه ،أوغاريت في ملحمة البعلروان الذي عبد في مناطق و قرى جبيل و كس "البعل"لكن ما يعنينا هنا هو . بعلبك "االله االبن باخوس"

"أدون"وسة جرت أحداثها في هذا المحيط، كما أن االله بما أن األسطورة المدر أي "أدونيس"، تحديدا،القريبة ، (51ص 11)صورة رقم ل، لقي حتفه في منطقة نهر أدونيسمدينة جبي حبيب "بعلة جبل"، معبودة

.32صالمرجع السابق، الحوراني، يوسف، -1

Page 25: السياحة الأدونية

24

تكريما حيث كما ذكرنا سابقا، بنى لها اللبنانيون هناك معبدا أفقامن مدينة بيبلوس، ثم نقلته االلهة الى .ذكرى أسطورتها مع البعل "أدون"لها و تخليدا ل

لسين على كلمة "أدوني" أي سيدي "أدون" الذي أشيع اسمه عند االغريق "أدونيس" بزيادة حرف اموالي، و الذي أسماه العبرانيون "تموز" تشبيها باله الرافدين المختص بالحب و االنبات، و الذي كان و

صبح من أو قد في القرن الرابع، ذكر "دمسقوس"هو فينيقي لبناني كما ،اسمه في مصر "أوزيريس"يث كانت ق.م. ح بالد االغريق في القرن السابع ، خاصة بعد أن دخلت عبادتهأشهر اآللهة السوريين

، ثم اقتبس الرومان عبادته و حولوا اسمه المحرف الى "باخوس" التي تالزمت شعائر راسخة األركان .1لطقوس األورجيةعبادته مع معاقرة الخمرة و ممارسة ا

أدون" و كيفوا تفاصيلها كل بحسب موحيات مخيلته. لم يرق عالج أدباء و شعراء كثيرون أسطورة "بها الى ما نقله شعراء اليونان الينا شيء من المصادر األصلية لألسطورة، و انما ترجع معرفتنا

أدباؤهم، و أولهم "هزيود".و

" و كان فينيقيا ملك اسمه "ثياس -طورة أنه كان يعيش في لبنانبالنسبة الى والدة "أدون"، تقول األس" ثار غيرة الهة الجمال "عشتروتيرها" تفاخر متباهية بجمالها، مما أيله ابنة رائعة الجمال اسمها "م

"، يقضي بأن يسيطر عليها حب لوالدها،القدر"نقمتها و دفعها الى استصدار حكم عليها من االله و الظالم تدخل عليه فيغير ان يعرف هويتها، ألنها كانت رف. ضاجع األب ابنته، من أثيم و جا شائن

و هو في حالة سكر. و دفع الفضول الملك الى معرفة هذه المرأة الغريبة، فأضاء مصباحا كان قد تنجدة يرها" التي هربت مسيأخفاه بجانبه، و اذ أدرك هوية األميرة، اعتراه غضب شديد و هم بقتل "م

رها"، فحولها الى شجرة عطرية تحمل اسم شجرة يلهة. أشفق "زوس" كبير آلهة االغربق على "ميباآلتها يرها" الى حبيبات بخور، تعطي شجرة المر رائحي"المر". كذلك تحولت الدموع المريرة التي ذرفتها "م

ج المر و خر يرها" حامال من أبيها، و عندما حان وقت الوضع انشقت قشرة شجرة يالزكية. كانت "م)صورة رالبخو ن" ثمرة الحب و الجمال و العطر و من أحشائها أجمل مخلوق عرفته اآللهة و البشر هو "أدو

.(51ص 1رقم

.350مهران، محمد بيومي، المرجع السابق، ص -1

Page 26: السياحة الأدونية

25

فينيقي األصل مشرقي االنتماء بحسب "أدون"ألسطورة والدة "أدون" هذه مدلوالت رمزية عديدة أهمها أن ج بين الذكر األب و األنثى األم المتمثلة باالبنة و هي هو ثمرة التزاو "أدون"المراجع االغريقية، و ان

من ذات األب، أي أن هذا التزاوج هو بين الكائن و ذاته، و في ذلك تأكيد على وحدة مصدر الخلق. يجسد المبدأ الوحدوي للحياة، بمظهريها البشري و النباتي، كما ان ثم ان "أدون" الذي يولد من شجرة

و هقات الحية يماثل جمال من خلقها، فع البهاء و الجمال، و أن جمال المخلو ظاهرة الحياة تتالزم م .1فيض من الذات االلهية المثالية

لما تر عيناها مثيال له، تتيمت به. و بعد والدة "أدون" و رؤية "عشتروت" لهذا المخلوق الجميل الذي لم ني" ق و وضعته في عهدة أختها "برسفو ته في صندو زال طفال، أخذته ربة الجمال و خبأكان "أدون" ال ي

الهة العالم السفلي و الظلمات و زوجة "هاديز". ذات يوم، دفع الفضول "برسفوني" الى فتح الصندوق، و ما ان رأت جمال الطفل حتى عشقته. و لما طلبت عشتروت استرجاعه، رفضت شقيقتها اعادته

ي" اآللهة الذي أمر بأن يبقى "أدون" مع "برسيفوناليها، فاحتكمت الى "زوس" )أي ايل الفينيقي( كبير ، و مع "عشتروت" أربعة أشهر في العالم العلوي، و يكون في العالم السفلي أربعة أشهر من السنة

وهب هذه الحصة من حريته ل"عشتروت". و ال ريب في أن النزاع بين " أدون"طليقا أربعة أشهر. لكن ن"، ليس اال تعبيرا رمزيا عن احتجاب اله الخصب و الحياة "عشتروت" و "برسيفوني" من أجل "أدو

داخل جوف األرض في فصل الشتاء، و عودته الى النور ليعيش ربيعه و صيفه، كما الزرع الذي يموت في األرض ثم ينبت و ينمو و ينضج فيحصد. و هذه المرحلة األولى من حياة "أدون" هي اشارة

. 2لة الحقة، عندما يصبح شابا يافعاموجزة تنبىء بما سيحصل له في مرح

.2جذور المسيحية في لبنان، المرجع السابق، ص حرب، أنطوان خوري، -1

.56، المرجع السابق، صخوري، الديانة اللبنانية القديمةحرب، أنطوان -2

Page 27: السياحة الأدونية

26

IV. أسطورة أدونيس و عشتروت

"أدون" شبابه يسرح و يمرح في ربوع لبنان مع حبيبته "عشتروت" التي هجرت السماء و تخلت مضىأعن ألوهيتها لتلتحق به. و تنقل العاشقان بين السهول الخضر و مروج الرياحين، على جنبات الجداول

األنهار ودية العميقة حيث تجريابيع العذبة، و تسلقا الجبال العالية المطلة على األو بالقرب من الين. و يتفق (52ص 2)صورة رقم الفياضة، و توغال في الغابات الباسقة األشجار و العابقة بأريج اللبان

معظم الرواة على ان مسرح مغامرات العاشقين، "أدون" و "عشتروت" كان في بقعة جبلية تقع فيتملكه تالمرء بجمال الطبيعة و بسحرها و أعالي بالد جبيل، أي في منطقة "أفقا" و محيطها حيث ينتشي

مشاعر عميقة من الرهبة و االجالل.

اضطربت اآللهة و غضبت من تصرفات الهة الجمال، و غارت من تعلقها بالشاب "أدون". و كان ذي كان عشيقا سابقا "لعشتروت"، فقرر القضاء أشد اآللهة غيرة "آريس" اله الحرب و الموت، و ال

على غريمه. و شعرت "عشتروت"ِ بشر قد يلحق ب"أدون"، فحاولت منعه من الخروج كعادته الى الصيد. لكنه لم يستمع الى توسالتها، و قصد "حمى ايل" في منطقة افقا. تقمص "آريس" شكل خنزير

.(52ص 3)صورة رقم أرضا مضرجا بالدمو طرحه بري و هاجم "ادون" فجرحه جرحا بالغا في جنبه، صورة ) سمعت "عشتروت" أنين حبيبها و زفراته، فأسرعت اليه و حملته الى مغارة أفقا و غسلت جراحه

، اذا انتهت 1، لكن "أدون" لفظ أنفاسه و خرجت منه الحياة مع الدماء الذي سال من جرحه(53ص 5رقمحياة االله الشاب في افقا عند منبع نهر أدونيس. هذه الدماء المهرقة ذات اللون األحمر القرمزي،

صورة ) حاملة هبة الحياة، امتدت الى األزهار، فنبتت "شقائق النعمان" التي تلون جبال لبنان أيام الربيع

ان" كانت تطلق وصفا "ألدون" و معناها تعني "الجروح" بينما كلمة "نعم. و كلمة "شقائق" (55ص 4رقم"الحبيب". كما امتزجت دماء "أدونيس" بمياه النهر المنساب بالقرب من المكان، نهر أدونيس الذي يصب في البحر على بضع كيلومترات الى الجنوب من بيبلوس، و منذ ذلك الوقت تصطبغ مياه النهر

، ءادة المتفجر الذي يسري في كل شيينبوع السع كل عام باللون الربيعي األحمر. فدماؤه عبارة عني كان مصدر وح "أدونيس"انه زخم الحياة المتجددة في الطبيعة. و هذا العشق األرضي الذي عاشه

.57، المرجع السابق، صحرب، أنطوان خوري، الديانة اللبنانية القديمة -1

Page 28: السياحة الأدونية

27

للعديد من الشعراء و الرسامين و النحاتين و الفنانين و دخل اسمه االلهي في جميع األذهان، كما .1ن الشعوب كافة، ألنها قصة القدر المتكرر بال انتهاءانتشرت أسطورة حياته و حبه و موته بي

ا الت، بتحوالت الطبيعة و أدوارهاذا، لقد ارتبطت أسطورة االله "أدون" و ما رافقها من طقوس و احتفااخضرار م و ، من نمو للزرع و تفتح للبراعبتعاقب الفصول و ما ينتج عنه من تغير في الغطاء النباتي و

ما يعقب ذلك من اصفرار و يباس و موت للنبات. لقد تركت هذه التحوالت التي و نضج للثمار، ثمتطرأ كل سنة على بيئة لبنان الطبيعية أثرا قويا في أذهان أبنائه و دفعتهم الى التأمل بأسبابها، خصوصا

النبات مان لها عالقة وثيقة بحياتهم و بمعيشتهم. و كذلك اعتقدوا بأن هناك رابطا وثيقا يجمع بين عالد ح و عالم الحيوان و عالم االنسان، فمبدأ الحياة و الخصب عند مختلف الكائنات الحية هو مبدأ وا

ال يتجزأ. و هكذا تصوروا ان نمو الزرع و قوته، و والدة المخلوقات الحية و موتها انما هي نتيجة لقوة ها ن مؤازرة تلك اآللهة و مشاركتأو لضعف كائنات الهية تتحكم بالطبيعة و باالنسان، و ان ال بد م

في صراعها من أجل استمرار الوجود، و انتصار الحياة على الموت، و الخير على الشر. و هذا ما يفسر محاولة اندماج االنسان اللبناني القديم بالطبيعة و "تأنيسه" اياها، و ليس "تأليهه" لمظاهرها كما

ون" ا السنويين، موتا لالله "أديعة و بعثها و تجددهعند شعوب أخرى، كما يفسر اعتباره موت الطب .2قيامة له من بين األموات بشكل دوري و منتظمو

بهذا التفسير للواقع البيئي، يسعى انسان لبنان القديم الى تأنيس الطبيعة في محاولة لفهمها و تفسير قامها تكريما في الشعائر التي أمظاهرها و استيعاب تأثيراتها، سلبية كانت ام ايجابية. و قد تجلى ذلك

آللهته، و في طقوس العبادة التي مارسها و المعروفة ب"األدونيات". فما هي األدونيات؟

بيبلوس تاريخها أثارها و أساطيرها، ترجمة مؤسسة ميادون لجنة التأليف و الترجمة، دونان، موريس، -0 .91، ص0993منشورات ميادون، جبيل،

.09المرجع السابق، ص ،الديانة اللبنانية القديمة خوري،حرب، أنطوان -5

Page 29: السياحة الأدونية

28

الفصل الثالث

اعادة احياء األسطورة األدونية و تفعيلها سياحيا

Page 30: السياحة الأدونية

29

I. األدونيات

نها كانت ن اللبنانية، لكاالحتفاالت بموت "أدون" السيد و قيامته تجري في شتى المناطق و المد كانتتأخذ أهمية كبرى و شهرة أوسع في منطقة جبيل، حيث جرت أحداث األسطورة. و كانت بيبلوس المركز الفينيقي األساسي لعبادة االله "أدون"، فهي عاصمة فينيقيا الدينية، و بالتالي صار الجبيليون

أشهر و أعرق من احتفل "باألدونيات".

حتفاالت بموت االله "أدون" ثم عودته الى الحياة تجري في أوائل فصل الربيع كانت األدونيات أي اال على مرحلتين:

في المرحلة األولى، تقام شعائر احياء ذكرى موت "أدون"، و تدوم اسبوعا كامال. و كان المحتفلون تسير ويحملون تمثاال لالله الشاب يضعونه في نعش، ثم يمسحونه بالطيب و ينثرون عليه الزهور.

هنة، ، يتقدمها الك، و النساء متشحات بمالبس الحداد نائحات مولوالتالجموع المحتفلة وراء النعشاألسى يغمر الناس الحزن و وتسير خلف الكهنة والكاهنات فتيات حامالت سالاًل مملوءة كعكًا وزهورًا.و يلبس وه و ينتفن الشعور.على "غياب االله"، و تنوح عليه النساء، و يقرعن الصدور و يخدشن الوج

الجميع ثياب الحداد و يذرون الرماد على الرؤوس و ينشدون أناشيد الحزن على وقع الدفوف و نغم " و كانت 1القيثارة و الناي. و تتعالى أصوات المحتفلين و هم يهتفون: "مات أدون الجميل، حقا مات

عب، بايقاع مختلف دون كلل أو ت المراتي هذه ترتفع بآالف األصوات و تتكرر آالف تراتيل المآسول بت النفسية، و مع أصوات الطكانت تترافق األصوات مع الحركات الجسدية المعبرة عن الحاالو شدو المزامير، بحيث كانت تلتهب جموع المؤمنين. ثم يدفن االله الشاب في أفقا، و تطرح تماثيله و

.2الطبيعة من جديد في النهر، على أمل أن يحيا في المياه و يحيي

و كان القدامى من أبناء لبنان يعتقدون أن "أدون" يتحول في المياه الى سمك مميز أطلقوا عليه اسم الههم. و يعود السبب في تلك التسمية الى أن هذا النوع من السمك يكثر عند مصب "نهر أدون" و ال

.90المرجع السابق، صدونان، موريس، -0 . 05المرجع السابق، ص حرب، أنطوان خوري، جذور المسيحية في لبنان، -5

Page 31: السياحة الأدونية

30

براهيم"، استبدل معه اسم السمك أيضا. أدون" ب"نهر انهر “الربيع. و لما استبدل اسم سيما في فصل و أضيف الى سمك ابراهيم لقب مرادف لمعنى "أدون"، السيد، هو "سلطان"، فصار يدعى سمك

السلطان ابراهيم.

في المرحلة الثانية، يرجع "أدون" الجميل من عالم األموات، و يبعث حيا. فتنقضي فترة الحزن على ة، و يستسلم الناس لنشوة الفرح، و تتصاعد أناشيد الظفر ألن االلهاالله و يعم الجميع السرور و البهج

المحبوب قد عاد الى الحياة، و يتبادلون التهاني قائلين:" أدون الجميل قام، حقا قام".

و كانت ترافق االحتفاالت األدونية طقوس دينية لها مدلول رمزي، منها ان المؤمنين كانوا يحلقون االله و كان على النساء اللواتي ال يردن ان يضحين بشعرهن الجميل أن رؤوسهم حزنا على فراق

يستسلمن للغرباء، مرة واحدة في يوم معين من أيام العيد، و أن يقدمن الى المعبد ما يحصلن عليه من لم يكن الشعب يجد في هذه الطقوس امتهانا لشرف كما ذكرنا سابقا،نقود، بدل بغائهن المقدس. و

كان ينظر الى أولئك النساء و الى بغايا الهيكل اللواتي ينذرن أنفسهن لخدمة البعل صاحبتها، بل . 1"أدون"، نظرة فيها مزيج من التوقير و االحترام

و عندما زار "لوسيان السميساطي" جبيل في القرن الثاني للميالد ذكر لنا ان طقوس الحداد و قرع كانت ال تزال معموال بها. كما كان المعتقد ان "أدونيس" الصدور على موت "أدونيس"، في جميع البالد،

بعد االحتفال بقيامته من الموت يسكن السماء. كما ذكر أن بهذه المناسبة كانت تقام طقوس "األورجي" في جبيل.

و قد تكون طقوس الحزن و الفرح من غير أرض فينيقيا في األصل، كما قد تكون فكرة البعل الذي و يصعد الى السماء جاءت من بالد ما بين النهرين مع هجرة قديمة، لكن أرض لبنان يموت و يقوم

هي التي حفظتها و نقلتها الى عالم المتوسط القديم، و جعلتها مرنة، تقبل التطور و التكيف و احتضان الشخصيات المتعددة فيها، تحت اسم مطلق هو البعل "أدونيس"، أي السيد. و قد استوعبت طقوس

انه "أوزيريس" في مصر، و طقوس فرحه "باخوس" اله الخمر الروماني، فكانت لكل مدينة الحرية أحز أن تختار الشخصية التي تناسب مزاجها. بينما قد يكون "أدونيس" هو ذاته "تموز" أرض الرافدين

يم لالمحدد باسمه و صفاته، و هو بهذا االسم عرفه كنعانيو فلسطين و كانت تبكي عليه نساء أورش

.05المرجع نفسه، صحرب، أنطوان خوري، جذور المسيحية في لبنان، -1

Page 32: السياحة الأدونية

31

، تماما كما تبكي المؤمنات عند ذكرى موت المسيح قبل 1في الهيكل في القرن السادس قبل الميالدله عند موته بأنها ستجدد حزنها عليه عند تجدد "عشتروت"الفصح و احتفاالت القيامة، و كأن وعد

اجتها ن كحظهور شقائق النعمان كل سنة، هو وعد مقدس لالنسانية جمعاء، تحتاجه هذه كطقس حز .2الى الفرح

لما كان االله الشاب "أدون" يمثل روح النبات و الحبوب. فقد أضحت طقوس موته و قيامته تعبيرا رمزيا عن موت النبات و انبثاقه. فحين يحتجب في األرض، يتوقف الخصب و حين يبعث حيا يعود

تبقى مفردة، و اذا ماتت،االخضرار و تزهو الطبيعة. فحبة الحنطة ان لم تقع و تمت في األرض أخرجت ثمرا كثيرا.

و لعل أصدق برهان على أن "أدون" اله نباتي يجسد الخصب في الطبيعة، تلك العادة المتبعة عند جميع الشعوب التي مارست الطقوس األدونية. و التي كانت تقضي بزرع بذور سريعة االنبات، كالقمح

ترابا، و تسمى جنائن أدون، تعنى بها النساء، فتنمو و الحمص و الشعير، في أوان أو سالل تمأل بسرعة خالل أيام معدودة لتعود و تذبل و تجف بالسرعة نفسها لقلة عمق جذورها.

فجنائن "أدون" كانت تمثل، تاليا، االله الشاب الذي يموت و هو في غرة شبابه، مثلما كان "أدون" و نضوج الى يباس و ذبول و موت. و ما زال الناس يمثل أيضا الدورة الزراعية، من نمو و اخضرار

الى يومنا هذا يمارسون هذه العادة، و بخاصة مسيحيي لبنان الذين يزرعون الحبوب لتنمو خضراء في أوعية، و يضعونها أمام طفل المغارة الذي تحيي الذكرى السنوية لميالده، األمل لديهم بحياة جديدة

فضلى.

سي في عملية االخصاب و النمو، فقد رافقت األعياد األدونية التي كانت تقام لما كان للمياه دور أسافي منطقة أفقا، طقوس تقضي بنقل الماء بآنية في تطواف احتفالي و رميها في بحيرة مقدسة تتدفق فيها مياه المغارة بالقرب من معبد عشتروت. و في تلك الطقوس اشارة الى اعادة ارواء األرض

القديمة في مختلف أنحاء لبنان فترة القحط. و مما تجدر مالحظته أن المعابد الخصابها بعدالمخصصة لتكريم "أدون" أو "عشتروت"، قد بنيت بالقرب من منابع المياه أو فوقها، مثل معابد: و

.503، صالمرجع السابقالحوراني، يوسف، -1

.93المرجع نفسه، صالحوراني، يوسف، -2

Page 33: السياحة الأدونية

32

لة و و الفرزل و اللبوة و نيحا و نح و اليمونة و تمنين الفوقا حرمون و جبيل و أفقا و فقرا و بعلبك يرها... غ

فاء من أو الشو من الطقوس المرتبطة بعبادة "أدون"، االستحمام بمياه البحر او النهر، بغية التطهر سيحية الم ، الجسدية منها بنوع خاص، و أمراض العقم. و قد انتقلت هذه الطقوس الىبعض العاهات

روت، صربا، )بي بحريةس الملقب أيضا ب"الخضر" الذي تكثر مقاماته الو ارتبطت بالقديس جاورجيو طبرجه، البوار...(، تقصدها النساء العواقر ليبرأن من عقمهن.

لقد رافقت طقوس العبادة في لبنان تقادم اختيارية يقتطعها المؤمن من ماله و يرفعها آللهته طلبا لشفاعة ة. و كانت ناو تعبيرا عن شكر لعطاء، أو رغبة في تطهير النفس و تحقيق السالم الداخلي و الطمأني

تلك التقادم على أنواع، منها ما تنتجه األرض من بواكير، من حبوب و خضار و ثمار، أو من خمر و زيت، و من عسل و حليب، أو من أشياء ثمينة و تماثيل و أنصاب. كذلك، كانوا يضحون باألبناء

يشترك ة وليمة مقدسةو يقدمون الذبائح من الحيوانات، و كانت الذبيحة تعتبر في عمق مغزاها بمنزلفيها العابد و المعبود. و يأتي الثور أو البقرة في مقدمة الذبائح من حيث األهمية، يليه الكبش أو الشاة

ثم الطيور على أنواعها.

توقفه النظريات ، شعب لبنان القديم، تسيالكنعان -ان الباحث المتعمق في التراث الديني للشعب الفينيقي ج السلوكية التالية التي اعتمدها هذا الشعب: العقائدية و المناه

متحيز، عالمي الوجود، اله لطف و رحمة و سالم، خالق رااليمان باله مطلق متعال غي - هو االله "ايل". أبناء اآللهة اي قوى الطبيعة المشخصة،األرض و الشمس الخالدة و جميع

ذكورة، و يولد اقترانهما وجودا االيمان بثالوث حيوي مقدس، يتألف من عنصري األنوثة و ال - جاء تعبيرا واقعيا منطقيا عن وحدوية الحياة.ثالثا يجسد هذا الثالوث. هذا االيمان

أي تأنس االله "أدون". الدمج بين االنسان و االله - موت االله المتأنس و قيامته. - طقوس البذل و التضحية بالذات و باألبناء، رغبة في افتداء الجماعة. - "للسيدة" ملكة السماوات، "عشتروت". التعبد -

Page 34: السياحة الأدونية

33

و لما كان اللبناني في العصور القديمة قد استوحى مشاعر تدينه و رموز عقيدته و طقوس عباداته لم تكن صنمية جامدة بل رمزية ايحائية، تنطلق من تجسيد من بيئته الطبيعية، فان ديانته، تاليا،

بيرها عن مشاعر االنسان و موقفه من قوانين الشعور و من تشخيص قوى الطبيعة لتالمس، في تع .1الطبيعة، و من ظاهرتي الحياة و الموت، مثالية فلسفية

II. كلم( 81)و محطاته درب االلهمسار

ما ذكرنا سابقا، ان االحتفاالت بموت "أدون" السيد و قيامته، كانت تجري في شتى المناطق و المدن ك، الى اذ أن المحتفلون كانوا ينطلقون من جبيل ،م بها الجبيليوناللبنانية و أبرزها تلك التي كان يقو

أفقا، عبر وادي نهر أدون، و كانوا يتوقفون في أثناء حجهم عند محطات، على جوانب الوادي، يتذكرون فيها عذاب الههم الشاب و موته، و يقيمون لذلك طقوسا و شعائر دينية و صلوات. و ال

ت ا سنتناول في بحثنا هذا سلية قائمة حتى اليوم و هي عديدة، لكننتزال آثار تلك المحطات الجب .(13ص 3)خريطة رقممحطات

A. المحطة األولى: جبيل

، تمتد أراضيها بين شاطئ (55ص 1)صورة رقم نها بيبلوس القديمة، أقدم المدن الفينيقية على االطالقاعرفت جبيل بأسماء .2بيروت شماالكلم عن 37و ارتفاع أمتار قليلة عن سطح البحر و تبعد مسافة لفظة جبل ربما "جبيل" تصغير ثا. اسمها بالعربيةشتى عبر تاريخها الطويل بسبب أهميتها موقعا و ترا

لتميزها و هي تلة تشرف على البحر و على الجبال المحيطة بها جنوبا، و قد يكون اسمها مركبا من . في التورات ورد اسمها "جبل" و قد "جبال"اء اسمها "جب" و "ايل" أي ينبوع االله، و بالمسمارية ج

شكال في النقوش المصرية بأيعني مصنع الخزف أو الحد في اللغات السامية القديمة. و قد ورد اسمها . أسماها االغريق GUBLIو في النقوش اآلشورية المسمارية ”KBN,KPN,KPNI“مختلفة

BYBLOS د الروماني أما اشتقاق هذه الكلمة فكان من كلمة تعني كما أطلق عليها هذا االسم في العه

.03ان خوري، جذور المسيحية في لبنان، المرجع السابق، صحرب، أنطو -1

.7، ص3مفرج، طوني، موسوعة مدن و قرى لبنان، دار نوبلس، بيروت، ج -5

Page 35: السياحة الأدونية

34

نظرا الرتباط جبيل بتجارة نبتة البردى المستوردة من PAPYRUSفي اللغة اليونانية "نبتة البردى" .1GIBLETTEمصر و المصدرة الى اليونان عبر التجار الفينيقيين. و عرفت في العهد الصليبي باسم

قيدة التثليث، المتجسدة ب"ايل" و "عشتروت" و "أدون"، و أبرزوها في تصميم بلور اللبنانيون القدامى عأبنيتهم الدينية، أي في معابدهم المشيدة على أرضهم. و أقدم هذه المعابد المعبد الذي كشف عنه العالم "موريس دونان" في مدينة جبيل و العائد الى أوائل األلف الثالث ق.م. و المبني ل"بعلة جبل" زوجةاالله "ايل" أو االلهة "عشتروت" التي عرفت بسيدة جبيل و كانت أهم معبودة عرفتها المدينة فشيدت

و كان محج المتعبدين (51ص 9)صورة رقملها هيكال كان أول هيكل ضخم شيد في المدن الفينيفية ي لة" هي التلهذه االلهة يأتون اليها من سائر المناطق المجاورة و من مصر و بابل و آشور. و "بع

. و قد بلغت جبيل في تلك الفترة 2"زهرة لبنان" يدعوها المؤرخون في زمن الدولتين اليونانية و الرومانيةمكانة مرموقة فباتت مركز الديانة الفينيقية يحج اليها المؤمنون ليتيمنوا بمزارها، و لينطلقوا منها على

ارة و يحتفلون بعودته الى الحياة تارة أخرى.خطى االله "أدونيس" نحو أفقا فيخلدون ذكرى موته ت

B. المحطة الثانية: نهر ابراهيم

متر عن سطح البحر، 21قع نهر ابراهيم في ساحل قضاء جبيل، يتراوح موقعه بين شاطئ و ارتفاع يكلم عن بيروت، و قد سميت البلدة كذلك نسبة للنهر الموجود فيها و هو نهر 30و هو على مسافة

، منبعه مغارة أفقا و من بين الصخور التي تجاورها، يندفع في (57ص 11)صورة رقم نسبيا غزير المياه كلم جنوبي جبيل. 7مجرى صخري عميق تكتنفه الجبال العالية و يصب في البحر على مسافة

."محمد هاشم الحسيني"" للدكتور 0مادة "جبل لبنان ر ر مق -1

.61المنس اليسوعي، األب هنري، المرجع السابق، ص -2

Page 36: السياحة الأدونية

35

كان يسمى "نهر ادونيس" نسبة لالله الفينيقي الذي نشأت أسطورته على ضفافه، و قد تحول اسمه انه من البديهي عندما نتكلم عن بلدة .(58ص 12)صورة رقم 1ود المسيحية الى "نهر ابراهيم"في العه

نهر ابراهيم أن نستذكر أسطورة "أدونيس" و "عشتروت" حيث كانت هذه المنطقة من المحطات التي حياة، لتوقف عندها الحجاج اللبنانيين القدامى، المحزونين على موت االله و المحتفلين بعودته الى ا

أثناء سيرهم على خطى "أدونيس" الذي نسبوا النهر اليه و ناحوا مرارا على ضفتيه.

C. المحطة الثالثة: الغينة

متر عن 0211-311الفتوح على ارتفاع -قع الغينة و ملحقاتها في منطقة الفتوح من قضاء كسروانتاه "المصونة"، و ال شك معن كلم عن بيروت. الغينة هو اسم آرامي 36سطح البحر، و على مسافة

اتخذت اسمها من معبد "أدون" و ضريحه المعروف بمعبد "قبعل" الذي ترجمه المؤرخون الى ان البلدة. في هذه البلدة المطلة على "نهر أدون"، سجل اللبنانيون 2قبر او قبة و قالوا أن تأويله النوح و العويل

وان يرتدي مئزرا و بيده رمح مشرع في مواجهة حبنقش صخري يمثل شابا واقفا، ي حادثة مصرع "أدون"عند الطرف الجنوبي لهذا النقش، نقش آخر يمثل امرأة شابة . و (41ص 15)صورة رقميحاول افتراسه

جالسة على مقعد، كئيبة، تغطي رأسها بمنديل، رافعة يمناها الى وجهها و مائلة بنظرها نحو الشاب اللهة على مرأى من ا النقش، الصراع بين "أدون" و"آريس" و يمثل هذا. (41ص 14)صورة رقم المقاتل

. على الصفحة الجانبية الشمالية من الصخر، نقش يمثل شخصا واقفا بيده رمح "عشتروت" الملتاعة، و يحتمل ان يمثل هذا النقش أحد مشاهد (42ص 11)صورة رقم و خلفه حيوانان يرجح انهما كلبان

صورة ) ، و في أسفل الصخرة مغارة مدفنيةقبل أن يصرعه الحيوان رحلة الصيد التي قام بها "أدون"

صا يرجح أنه كان مخص معبد قبعل، ، بقايا هيكل قديم،ليس بعيدا عن هذه النقوش . و(59ص 13رقم)صورة 3"أدون" و قد تحول في العهد البيزنطي الى كنيسة، رصفت أرضها بالفسيفساء الجميلةلعبادة

.(43ص 17رقم

.009، ص50المرجع السابق، جمفرج، طوني، -1

.093، ص07مفرج، طوني، المرجع نفسه، ج -2

.53، المرجع السابق، صحرب، أنطوان خوري، الديانة اللبنانية القديمة -3

Page 37: السياحة الأدونية

36

D. رابعة: كوع المشنقة )الصوانة(المحطة ال

تقع المشنقة على ربوة ذات قطع عامودي فوق بير الهيت المشرف على وادي نهر ابراهيم عند الضفة كلم عن بيروت. 61متر عن سطح البحر، و على مسافة 0511الشمالية منه على متوسط ارتفاع

فالجزء الثاني منه سرياني بالنسبة الى معناها، ي الجهة المقابلة آلثار الغينة.و هي فMASHNAKTA مكان التعذيب و التنكيل، و يرجح الباحثون ان األمكنة التي تسمى بلفظ يفيد األلم :

. لقد نقش لبنانيو العصور القديمة في هذه القرية، 1و العذاب و النواح، لها عالقة بطقوس عبادة "أدون"شان، يمثل تقابلتين تشرفان على ممر ضيق، نقأنصابا شبيهة بنقوش الغينة، فعلى واجهتي صخرتين م

أحدهما امرأة جالسة بوضع حزين على مقعد، محتجبة بردائها، مسندة خدها الى يمناها، انها "عشتروت". و يظهر النقش كأنه مطابق لنقش الغينة. و يحيط بالنقش اطار يتألف من عامودين

. و الى جانبي االطار، و ضمن حنيتين (41ص 21)صورة رقم أيونيين، و واجهة مثلثة كواجهة المعبد، قد تآكل القسم األكبر من معالمهما. و يمثل النقش الثاني المقابل ، وصغيرتين نقشان يمثالن شخصين

شابا واقفا ضمن اطار شبيه باطار النقش األول، يحيط به داخل أطر مقوسة، شخصان آخران، تآكلت . و في المسطح الصخري الذي يعلو النقوش، نحتت (41ص 21)صورة رقم محتنكل معالمهما تقريبا و ا

مدافن و نواويس على شكل أجران مستطيلة ال تزال أغطية بعضها، المخروطية الجوانب، في مكانها األصلي. و ما النقوش و المدافن الصخرية، سوى ملحقات تابعة لمقام ديني مربع الشكل، تحيط به

هرم مخروطي. و يتوسط هذا المقام ساحة مسورة مستطيلة، بابها أعمدة كورنثية الطراز، كان يعلوه من جهة الشرق. و المقام الذي يبدو كأنه معبد، هو في الحقيقة بناء مدفني رمزي، ال مدخال ظاهرا

. و تقابل المقام في الجهة (44ص 19)صورة رقم له، و قد أقيم تكريما لالله "أدون" و تذكيرا بموتهي يعني اسمها بالسريانية، المتألم و المعذب، اشارة الى عذاب بلدة يحشوش الذ ،الثانية من الوادي

اذا، ان المشنقة هي محطة أخرى للحجاج المتوجهين نحو أفقا، و التي ال بد من زيارتها . 2االله و موتهس الدينية و و الولوج الى داخل سورها المقدس، للقيام بالصالة و تقديم القرابين، و احياء الشعائر و الطق

األدونية السائدة أنذاك.

.35، ص02المرجع السابق، ج مفرج، طوني، -1

.59، المرجع السابق، صلبنانية القديمةحرب، أنطوان خوري، الديانة ال -2

Page 38: السياحة الأدونية

37

E. المحطة الخامسة: يانوح

كلم 31عن سطح البحر، و على مسافة متر 0011تقع يانوح في قضاء جبيل، على متوسط ارتفاع يانوح لفظ سامي قديم يعني الراحة و الهدوء، و للتسمية عالقة وثيقة بالطقوس األدونية، عن بيروت.

تزال آثاره الح أي البكاء عليه. و قد شيد اللبنانيون في يانوح معبدا ل"أدون" بموت االله "أدون" و النو ، قوامه مبدأ التثليث الجلي في البناء و اتجاهه من الشرق الى الغرب، تحول (45ص 18)صورة رقم قائمة

ا من هفي العهد البيزنطي الى كنيسة، و أصبح في القرن العاشر مركز للبطريركية المارونية بعد انتقالوادي العاصي في سوريا الى لبنان. و يعرف معبد يانوح اليوم ب"مار جرجس األزرق". كما أن مزارات مار جرجس في القرى و البلدات اللبنانية و الجبلية منها بشكل خاص، قد شيدت على أنقاض معابد

. 1قديمة

F. المحطة السادسة: أفقا

جبيل، على سفح جبل المنيطرة، و يتراوح ارتفاعها هكتار من جرد قضاء 711حتل بلدة أفقا مساحة تكلم عن بيروت. ذكر فريحة ان جذر 31متر على مسافة 0032و 0111عن سطح البحر بين

"أفق" السامي المشترك يفيد عن االحاطة و التسوير و الحمى، علما بأن أفقا كانت حمى ل"أدونيس"، التي تعني المخرج المتدفق، أي APPEQ سم لكلمة و ان كان هناك تفسير آخر يورد امكانية رد اال

، و قد جاء ذكر البلدة في (48ص 23)صورة رقم مخرج المياه المتدفقة فهي تسمية تنطبق على المكان .2APHCAالمصادر الالتينية

لعل أبرز شاهد على نوعية العالقة التي تصورها اللبنانيون القدامى، و التي تربط بين الههم األكبر ايل" خالق الخالئق، و الههم الشاب المحبوب "أدون" رمز الخصب و الحياة، و االلهة األم الكلية "

22صورة رقم) "عشتروت" هو ما نلمسه في أفقا. فيها مغارة صخرية كبيرة اعتبرها اللبنانيون مقرا ل"ايل"

عد "أدون". و على ب. من هذه المغارة تتدفق مياه غزيرة، تشكل نهرا من أنهار لبنان هو نهر (47صبثق من جوف بوع، ينأمتار قليلة من مغارة أفقا، بنى اللبنانيون معبدا ضخما لاللهة "عشتروت" فوق ين

و تلتقي مياه هذا الينبوع بالمياه المتدفقة من مغارة "ايل" (11ص 24)صورة رقم عند قاعدة دهليز مقبب

.539، ص50المرجع السابق، جمفرج، طوني، -1

.33، ص0مفرج طوني، المرحع نفسه، ج -2

Page 39: السياحة الأدونية

38

و من .عبدون يلقون فيها القرابين و األضاحيفي بحيرة صغيرة، ال تزال موجودة حتى اليوم، كان المتاألساطير التي حيكت عن هذه البحيرة، ان النيران كانت تتأجج من حولها و ماؤها ذو خاصية مدهشة، فالهدايا و النذور التي تتقبلها اآللهة حتى أخفها كالحرير تغرق فيها، أما الهدايا التي ترفضها حتى

. انه لمن البديهي أن تكرم االلهة "عشتروت" هنا في 1لى وجه الماءأثقلها كالذهب و الفضة فتطفو عأفقا، و يبنى لها معبدا ضخما تشهد على عظمته بقاياه، فاألسطورة تقول بأن االلهة هذه حملت حبيبها

و أخذت تضمد جراحه و تبكيه هنا، الى ،مضرجا بدمهجمه حيوان مفترس في وادي ابراهيم، الذي هاو مما ورد عبر التاريخ، أن األمبراطور "ماركس كراسوس" حج الى هذا الهيكل، لكن .أن فارق الحياة

.2ثروة الهيكل أغرته فسلبها و حملها الى روما بعدما قضى أياما يشرف على وزنها

هكذا، نشهد في أفقا تجسيدا واقعيا طبيعيا للعالقة بين ثالثي العقيدة الدينية اللبنانية القديمة، حيث اله صب و الحياة "أدون" المتمثل بالمياه الدافقة، ينبثق في آن من أعماق مغارة "ايل" و من جوف الخ

جودهما.و ثنائي المتالزم، و فيض كيانهما و معبد "عشتروت"، انبثاق االبن الذي هو عطية األب و األم اللنا ربما وهمية، يظهر و اذا ما ربطنا هذه المعالم ببعضها: المغارة، الهيكل، البحيرة و النهر، بخطوط

روت"، طين الكبير بهدم معبد "عشتفي مطلع القرن الرابع ميالدي، أمر األمبراطور قسطن شكل رحم األم.الذي تحول فيما بعد بايعاز من القديس يوحنا الذهبي الفم" الى كنيسة بيزنطية مكرسة للسيدة العذراء

د أفقا كاما. بالرغم من خراب معبالمعبد و أحالته ر "مريم". لكن الزالزل التي توالت على لبنان، قوضت و تبدد األساطير، فان رواسب من طقوس العبادة القديمة ال تزال عالقة في عقائد اللبنانيين و تقاليدهم. فسكان منطقة أفقا، ال يزالون يكرمون صورة للعذراء، يدعونها باسم "السيدة أفقا" أو "سيدة زهرة"، داخل

الدهليز المقبب الذي يشكل قسما من قاعدة معبد "عشتروت". و من عاداتهم أن حنية مقوسة فوقيضيئوا الشموع داخل الحنية و يعلقوا على أغصان شجرة نبتت في جدار المعبد، خرقا من ثيابهم بمثابة

الخصب تكريم اللبنانيين للشجرة التي هي رمز ن. و ان هذه الظاهرة تشير الىنذور لكي يرزقوا بالبني . 3و رمز "مييرها" التي ولد منها االله "أدون"

.62المنس اليسوعي، األب هنري، المرجع السابق، ص -1

.32، ص0المرجع السابق، جمفرج، طوني، -2

.6المرجع السابق، ص حرب، أنطوان خوري، جذور المسيحية في لبنان، -3

Page 40: السياحة الأدونية

39

اذا كانت "أفقا" التي حملت االلهة "عشتروت" حبيبها الشاب اليها، محطة مهمة للمؤمنين، على درب االله الذي ربما يكمل الى اليمونة و يصل الى مدينة الحج الفينيقية، حيث المجمع الديني العظيم

"بعلبك"...

III. يات سياحياأهمية احياء األدون

و مكانا، ماضيا و حاضرا، تراثا م يعد خافيا اآلن، مدى أهمية األسطورة األدونية و ارتباطها زمانا ل دينا، بلبنان مهد الحضارات.و

الى ابراز أهمية هذه المناطق سياحيا، و خلق نوع جديد من ،بالدرجة األولى ،هذه تهدف دراستي (13ص 5)خريطة رقم هو درب االله "أدون" من درب سياحيالسياحة تسمى بالسياحة األدونية، تتض

م يصل المناطق التي ترك لنا فيها الحجاج اللبنانيون الفينيقيون آثار أقدامه و الذي ،الذي تم ذكره سابقالك يتم ذحين ساروا بين أحراجها على خطى الههم العظيم، يصلون و يتعبدون، يبكون و يضحون. و

د الى مرتبطة تاريخيا بحضارة عريقة، تعو سياحية كمواقع أثرية و تراثية ناطقمن خالل تقديم هذه المو العادات و الطقوس و األعياد سنة، حضارة، ما زال يربطنا فيها التاريخ و األرض 2111حوالي

نا ان نحافظ عليه علي ،غنيا ثقافيا االحتفاالت و كل الممارسات المرتبطة بالطبيعة و التي تشكل تراثاو ان الحاضر هو تراكمات للكفاح القديم.نؤمن طالما

اذا ال بد ان نبث الحياة فيما لم يعد حيا، و علينا كشف و اعادة التاريخ من جديد لنبرز هويتنا الى عيف، و التراث يضعف بتجاهلنا له، ى اذابة كل ضات األخرى ألن تقدم الزمن عامل علالحضار

منا هو زيادة اهتماف ،نتماء عالمي ضروري في وقتنا الحاليالسبيل ال خاصة التراث الفكري. أمااستيعابنا لتراثنا الثقافي الفني و احيائه ألنه الثقافة الممتدة في وجودنا دينا و مفاهيم و طقوس، بل ال و

هويتنا بدونه، فبدراستنا للتراث تقوم حياتنا على أسس دينية و تاريخية نشرح نفهم وال ان يمكن انظرة نألن التخلف قد يكون نتيجة لضياع ال ،أن ندخل كل عصر بتوقيت ممتد و فعل متراكمتمكننا

راث تحديدها دون فهم التالصلة بين األنا و اآلخر ال يمكن العلمية الحضارية القديمة. بالتالي، ان احيائه، و بناء على هذا قمت بدراستي.و

Page 41: السياحة الأدونية

40

ا، لذا ال بد من احياء هذه الذاكرة و اعادة هذه الروح، اذا كان التاريخ هو ذاكرة األمة فالتراث هو روحهو يمكن لذلك ان يتم عبر تنفيذ مشاريع عدة مرتبطة بالموضوع المدروس، مثل تنظيم مهرجانات تعنى

بما من ر باألسطورة األدونية و درب االله "أدون"، فتعيد تمثيل و احياء الطقوس التي مارسها األقدمونة تجذب السياح و تسير بهم من جبيل لتصل الى أفقا مرورا بالمناطق التي تم ، بطريقخالل مسرحيات

ذكرها في درب االله. و ذلك على غرار طرق كثيرة تعتمد في بالد عربية كمصر، مثل القرية الفرعونية، في فرنسا حيث يقوم أهالي هذه المنطقة كبارا و صغارا بتجسيد Puy Du Fouو غربية كمنطقة

احيائه في اللباس و الحرف و العمارة و الطعام و ممارسة الطقوس و الفنون المرتبطة التاريخ و بالمنطقة و ماضيها.

25م)صورة رق و ال ننسى أن قرى هذا الدرب ذات مواقع سياحية بامتياز، طبيعتها خالبة و فريدة

ها السياحية، البشرية منو آثار أبنائها القدماء ما زالت موجودة، اذا تتوفر هنا كل المقومات ،(49ص و الطبيعية التي تؤهلها أن تغدو قرى سياحية تستحق أن نلتفت اليها وأن ننفذ هكذا مشروع ضخم فيها.

ا في التي ان طورت قدراته -آلية العمل على تحقيق هذا المشروع السياحي المهم في هذه المناطق ان ندة للسياح للحصول على فهم للمكامجال السياحة على أساس التراث الثقافي، تخلق فرص جدي

تنتهي بالتنفيذ وهي اتباع استراتيجية معينة تبدأ بالتخطيط و التمويل الشعب و الزمن الغير مألوف_ و و المراقبة، بهدف تعزيز الحركة السياحية في المنطقة.

حق عملية التخطيط فهي:الخطوات التنفيذية التي تل اما

لسياحي و عوائده.ى أهمية القطاع االتوعية عل القيام بالمسوحات والبحوث والدراسات السياحية المرتبطة بالمواقع والخدمات السياحية بما

ة.المحلية والعالمية لصناعة السياحيواكب التطورات إعداد وتنفيذ خطط وبرامج التأهيل والتدريب السياحي لتنمية وتطوير المعارف والقدرات

.التخصصية للقوى العاملة في مجال السياحة والكفاءات الفنية واإلدارية التشجيع على اسثمار المشاريع السياحية من قبل القطاع العام و الخاص.

Page 42: السياحة الأدونية

41

م وتنفيذ خطط شاملة للترويج واإلعالن واإلعال سياحي برنامجوضع تسويقية وتباع سياسة إضع المنطقة في و للمساعدة ، وللتعريف بالمنتج السياحي في جميع األسواق المصدرة للسياحة

.لسياحي واعتمادها كمقصد جذبضمن السوق ا .اشراك المجتمع المحلي في المشروع .اعتماد مبدأ السياحة المستدامة ضرورة توفير الدعم المالي، والكوادر البشرية، والتكنولوجيا. دة من المقومات الطبيعية و عوامل الجذب المختلفة الموجودةاالستفا. ها و معابدها سيما الفينيقية منهاالقرى القديمة و ترميم آثار اعادة تأهيل هذه. القرى ببعضها على الدرب األدوني. تعبيد الطرقات التي تربط رباء و مياه و مواصالت و اتصاالت.تأهيل البنى التحتية الالزمة من كه مع الطابع مو تشييد فنادق تنسج و منتجعات توفير الخدمات السياحية الالزمة من بناء مطاعم

راثي و البيئي المالئم.الت ت سياحية و وضع خارطة لمسار درب االله و محطاته.اقامة مراكز استعالما محلية المرتبطة بالمشروع السياحي.تشجيع الصناعات و الحرف و المشغوالت و المنتجات ال ةالمة السياح و حماية المنشآت السياحيو الحفاظ على س و األمان توفير األمن...

صاد االقت مما يساهم في الحفاظ على هوية هذه المناطق الثقافية، و يعزز من عائدات السياحة ون البيئة الحضارية و نوعية األماكن و يحس ،المحلي و الوطني، كما يوفر حوافز لخلق فرص عمل

طب ه أن يستقألن هذا النوع من السياحة من شأن بما يخدم مصالح المجتمع المحلي و الدولة، ،العامةأن ة ذلك خالصعدد كبير من السياح المحليين و األجانب، ذوي االهتمام بالتراث و السياحة الثقافية.

ارث الماضي يمكنه ان يساعد على تنمية المستقبل.

و أخيرا ال بد من أن نقيم حوارا جادا مع ماضينا حتى نشعر بوجوده حيا من جديد، و نزداد نحن حياة على حياة.

Page 43: السياحة الأدونية

42

الخاتمة

في نهاية هذا العرض ألسطورة "أدونيس" و "عشتروت"، و ما رافقها من طقوس و ممارسات و معتقدات في أرض لبنان و في جبيل على وجه الخصوص، و وفقا لما توصلنا اليه من أهمية احياء تلك دينية

، ال بد من استخالص نتائج عدة.الطقوس و النهوض بتلك المناطق سياحيا

لنا ان الشعب اللبناني القديم هو شعب متدين و مؤمن، و قد تجلت مشاعر تدينه من خالل لقد ظهر المعالم األثرية، خاصة المعابد التي ال نجد لكثافة انتشارها مثيل في أي بلد آخر. و قد كانت ديانته توحيدية بجوهرها، مجسدة بثالوث يعطي تفسير منطقي و واقعي للحياة في ذلك الزمن، "ايل"

"عشتروت" و "أدون".و

كما ان اللبناني هذا قد استوحى مشاعر تدينه و رموز عقيدته و طقوس عباداته من بيئته الطبيعية، صب تربتها يعها و أنهارها، و بخمن أرضه المتميزة بتباين تضاريسها و تعاقب فصولها، بكثرة يناب

ج ه بتأنيس عناصرها، و حاول االندماتنوع منتجاتها. تعامل مع قسوة هذه الطبيعة و سلطتها عليو ، و غامر دون خوف فوق امتداد البحر، بالقوى التي تسيرها، فحول الصخر و الشوك الى أرض و ثمر

و تسلق نحو المطلق بتسلقه قمم جبال وطنه. ان أي بحث في ديانة اللبنانيين القدامى و طقوس ره. يات جباله و أوديته و عبير أرزه و صنوبتعبدهم، انما يجب ان ينطلق من طبيعة لبنان هذه و موح

لقدامى جدها نفسها التي قدسها او اذا التفتنا الى المواقع الطبيعية و األثرية في جبيل و محيطها ناعتبروها ملجأ األلوهة، اذا ال شك انها ستكون أيضا مثار الدهشة في نفوس السياح المعاصرين اذا و

م.ما أوليناها ما تستحقه من اهتما

و هنا ال بد من االشارة، بعد زيارة ميدانية للمواقع التاريخية و األثرية، أنها تعاني من ال مباالة خطيرة، ال ، و و الذي ال نجد له رسم توضيحيبدءا من مدينة جبيل حيث أقدم معبد فينيقي ضخم "لبعلة جبل"

ي موقع جبيل األثري اال خريطة تدل عليه، حتى ان اسمه بات غير واضح، و نكاد نجهل مكانه فبالنسبة للباحث عنه. كذلك األمر بالنسبة للنقوش الصخرية في بلدتي الغينة و كوع المشنقة، ان هذه النقوش هي أهم ما تبقى من آثار كنعانية فينيقية في المنطقة، و هي الدليل على حدوث األسطورة

ا من ية حمايتهعلى المسؤولين أن يعوا أهمالمدروسة في هذه المواقع، بل انها آثار خطى أجدادنا! و التآكل و االندثار. و كذا الحال في مغارة أفقا، مقر االله "ايل"، هذه المغارة الصخرية الضخمة التي

Page 44: السياحة الأدونية

43

تتدفق منها المياه بشكل طبيعي خالب، ال بد من تأهيلها كمقصد سياحي هام و تنقية مجرى مياهها لسكان اتوعية تروت القريب من المغارة، و يجب رميم معبد عسمن الشوائب و الصخور و الحجارة، و ت

ير من نبع مغارة أفقا، ألن لذلك تأث على أهمية عدم هدر المياه و سحبها بطريقة عشوائيةالمحليين سلبي كبير يساهم في جفاف مجرى النهر في وقت مبكر من السنة. دون ان ننسى أهمية تنظيم عملية

هي على ضفاف نهر ابراهيم. كل ذلك يمكن أن يتم اذا نفذ مشروع "مسار اقامة المنتجعات و المقا درب االله و محطاته" السياحي، من خالل ما تقدم سابقا في عملية التخطيط .

أخيرا نؤكد أنه ال بد من استنطاق التراث لفهم كثير من السلوكيات و الممارسات التي تحفل بها حياة ة تواصلية و استمرار، و الهوية معرفة و أصالة.انسان لبنان اآلن، ألن الحضار

Page 45: السياحة الأدونية

44

و الخرائط ملحق الصور

.والدة االله "أدون" من شجرة المر :0صورة رقم

(sat.com/vb/showthread.php?t=36346-http://www.shbool)

Page 46: السياحة الأدونية

45

االله المولع بالصيد "أدون" في جبال لبنان، ترافقه حبيبته "عشتروت". :5صورة رقم

(adonis.html-and-http://daheshheritage.org/index.php/en/astarte)

دونيس" و يضرجه بالدماء.حيوان متوحش يهاجم اله الصيد "أ :3صورة رقم

(rationalists.net/forums/showthread.php?t=5560&page=4-http://www.arab)

Page 47: السياحة الأدونية

46

قا. ح حبيبها في مغارة أفتضمد جرا "عشتروت"االلهة تماثيل من متحف الشمع في جبيل تظهر فيها :3صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 48: السياحة الأدونية

47

صورة لزهرة "شقائق النعمان". :2صورة رقم

(http://bintjbeil.org/index.php?show=news&action=article&id=6322)

ألثري لمدينة جبيل.جزء من الموقع ا :6صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 49: السياحة الأدونية

48

معبد "بعلة جبل" في جبيل.بقايا : 7صورة رقم

)تصوير شخصي(

معبد "بعلة جبل" في جبيل. آثار :3صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 50: السياحة الأدونية

49

معبد "بعلة جبل" في جبيل. بقايا من :9صورة رقم

)تصوير شخصي(

.)نهر أدونيس( منطقة نهر ابراهيم: 01صورة رقم

تصوير شخصي()

Page 51: السياحة الأدونية

50

نهر ابراهيم. :00صورة رقم

(-http://alkhabarpress.com/%D9%82%D8%AA%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A

-%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D9%88%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1

-%D8%A7%D9%86%D8%B2%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%81/)

Page 52: السياحة الأدونية

51

نهر ابراهيم. :05صورة رقم

(https://www.google.com.lb/search?q=%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87+%D8%A7%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3&biw=1366&bih=667&source=lnms&tbm=isch&sa=X&ved=0CAcQ_A

-UoAmoVChMI4Jmg%3ACSEMcD_14YEs3IjhV76jJ1NSujR3IT1rb3xwIVS34aCh1u2ABn#tbm=isch&tbs=ri

5xRPQAvwsHmKROKgcZpVEP7Ei_1VlRUS6VfZIHFnMKOOdPi26InMjjAshBMbAmioSCVXvqMnU1K6NEcPVAIzUeb9hKhIJHcjnFE9AC_1ARa0T7Dm9stj0qEgmweYpE4qBxmhF

-qJHWyoSCVUQ_1sSL9WVFEawFxXcFgeu1KhIJRLpV9kgcWcwRlfL-B3Oxy-YQ-LboicxFE8iUv-4esbunYqEgko450

YyoSCSOMCyEExsCaEZkclkCfvhty&q=%D9%86%D9%87%D8%B1%20%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85%20%D8%B4%D9%88%D8%A7%D9%86&imgrc=KOOdPi26InO7FM%3A)

Page 53: السياحة الأدونية

52

.في األسفلالمغارة المدفنية و "صخرة أدونيس" في بلدة الغينة :03صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 54: السياحة الأدونية

53

.نقش صخري في الغينة يظهر حيوانا يهاجم االله "أدونيس" :03 صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 55: السياحة الأدونية

54

نقش صخري في الغينة يظهر االلهة "عشتروت" حزينة. :02صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 56: السياحة الأدونية

55

نقش صخري في الغينة يمثل "أدونيس" أثناء رحلة صيده و خلفه كلبان. :06رقم صورة

)تصوير شخصي(

Page 57: السياحة الأدونية

56

: معبد قبعل في الغينة، معبد ذات طراز روماني شيد على بقايا معبد فينيقي.07صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 58: السياحة الأدونية

57

.أدون في يانوح ذات طراز روماني شيد على بقايا معبد معبد :03صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 59: السياحة الأدونية

58

.لالله أدونيس مرمم على طراز روماني ، حيث يظهر مقام رمزيالمشنقة بلدة كوع آثار: 09رقم صورة

)تصوير شخصي(

Page 60: السياحة الأدونية

59

نقش صخري في المشنقة "لعشتروت". :51رقم صورة

)تصوير شخصي(

نقش صخري في المشنقة "ألدونيس".: 50صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 61: السياحة الأدونية

60

مغارة أفقا، مسكن "ايل". :55صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 62: السياحة الأدونية

61

ة من جوف مغارة أفقا.المياه المتدفق :53صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 63: السياحة الأدونية

62

مياه مغارة أفقا تنبع من جوف "ايل" و تنساب بشكل طبيعي خالب. :53صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 64: السياحة الأدونية

63

معبد عشتروت في أفقا. بقايا :52صورة رقم

)تصوير شخصي(

Page 67: السياحة الأدونية

66

.: مسار درب االله و محطاته3رقم خريطة

مجهود شخصي(، ArcGIS)موقع

.: مسار درب االله و محطاته3قم خريطة ر

، مجهود شخصي(ArcGIS)موقع

Page 68: السياحة الأدونية

67

ئطالصور و الخرافهرس

.والدة االله "أدون" من شجرة المر :0صورة رقم

.ن، ترافقه حبيبته "عشتروت"ل لبنااالله المولع بالصيد "أدون" في جبا :5صورة رقم

دونيس" و يضرجه بالدماء.حيوان متوحش يهاجم اله الصيد "أ :3صورة رقم

بيبها ح حتضمد جرا "عشتروت"االلهة تماثيل من متحف الشمع في جبيل تظهر فيها :3صورة رقم في مغارة أفقا.

صورة لزهرة "شقائق النعمان". :2صورة رقم

ألثري لمدينة جبيل.جزء من الموقع ا :6صورة رقم

معبد "بعلة جبل" في جبيل.بقايا : 7صورة رقم

معبد "بعلة جبل" في جبيل. آثار :3صورة رقم

معبد "بعلة جبل" في جبيل. بقايا من :9صورة رقم

.)نهر أدونيس( منطقة نهر ابراهيم: 01صورة رقم

نهر ابراهيم. :00صورة رقم

نهر ابراهيم. :05صورة رقم

.في األسفلالمغارة المدفنية و "صخرة أدونيس" في بلدة الغينة :03صورة رقم

.نقش صخري في الغينة يظهر حيوانا يهاجم االله "أدونيس" :03 صورة رقم

نقش صخري في الغينة يظهر االلهة "عشتروت" حزينة. :02صورة رقم

نقش صخري في الغينة يمثل "أدونيس" أثناء رحلة صيده و خلفه كلبان. :06رقم صورة

Page 69: السياحة الأدونية

68

: معبد قبعل في الغينة، معبد ذات طراز روماني شيد على بقايا معبد فينيقي.07صورة رقم

.أدون في يانوح ذات طراز روماني شيد على بقايا معبد معبد :03صورة رقم

لالله أدونيس مرمم على طراز ، حيث يظهر مقام رمزيالمشنقة بلدة كوع آثار: 09رقم صورة .روماني

نقش صخري في المشنقة "لعشتروت". :51رقم صورة

نقش صخري في المشنقة "ألدونيس".: 50صورة رقم

مغارة أفقا، مسكن "ايل". :55صورة رقم

ة من جوف مغارة أفقا.المياه المتدفق :53صورة رقم

مياه مغارة أفقا تنبع من جوف "ايل" و تنساب بشكل طبيعي خالب. :53صورة رقم

معبد عشتروت في أفقا. بقايا :52صورة رقم

: قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان.0خريطة رقم

: قضاء كسروان في محافظة جبل لبنان.5خريطة رقم

.: مسار درب االله و محطاته3رقم خريطة

.: مسار درب االله و محطاته3قم خريطة ر

Page 70: السياحة الأدونية

69

المراجع فهرس

المراجع

الحوراني، يوسف، لبنان في قيم تاريخه بحث في فلسفة تاريخ لبنان العهد الفينيقي، دار -0 .0936، المشرق، بيروت

.0929تاريخ، دار الثقافة، بيروت، حتي، فيليب، لبنان في ال -5 .0993الديانة اللبنانية القديمة عقيدة طقوس آثار، بيروت، حرب، أنطوان خوري، -3 حرب، أنطوان خوري، جذور المسيحية في لبنان، منشورات مؤسسة التراث اللبناني، بيروت، -3

5113. بيبلوس تاريخها أثارها و ترجمة مؤسسة ميادون لجنة التأليف و الترجمة، دونان، موريس، -2

.0993 أساطيرها، منشورات ميادون، جبيل،المنس اليسوعي، األب هنري، تسريح األبصار فيما يحتوي لبنان من اآلثار، دار نظير عبود، -6

0996. الجامعة اللبنانية و مشروع تحسين احوال معيشة -مركز األبحاث في معهد العلوم االجتماعي -7

اء ضالفقراء في لبنان، أقضية لبنان الخصائص السكانية و الواقع االقتصادي و االجتماعي ق .5110 ، بيروت،0، طجبيل محافظة جبل لبنان

.مفرج، طوني، موسوعة مدن و قرى لبنان، دار نوبلس، بيروت -3 .0993مهران، محمد بيومي، تاريخ لبنان القديم المدن الفينيقية، دار النهضة العربية، بيروت، -9

، دار ةمالحضارات السامية القدي ترجمة الدكتور السيد يعقوب بدر، موسكاتي، سبتينو، -01 .0936الرقي، بيروت،

للدكتور "محمد هاشم الحسيني".0مادة "جبل لبنان مقرر "