التوجهات الحديثة للقضاء المصري

في شــأن حمــاية الحـق األدبــي للمؤلف

الدكتورأبو العال النمر

أستـاذ بـكـلـيـة الـحـقــوق – جـامـعــة عـينشـمـس

مــديـر التـدريـب بمركز الدراسات القانـونـيةمدير مركز الشرق األوسط للتحكيم الدولي

مـحـام بالنقـض والدستـورية العليـامحكم دولي بقرار وزير العدل

بحث مقدم إلي

مؤتمر الملكية الفكرية والتنمية في العصر الرقمي تحت رعاية المركز المصري للملكية الفكرية وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع المجمع

م – بفندق29/5/2007 – 28العربي للملكية الفكرية في الفترة من النيل هيلتون – القاهرة .

1

بإصدار قانون2002 لسنة 82بالرغم من صدور القانون رقم حماية حقوق الملكية الفكرية وانضمام مصر إلي اتفاقية الجوانب

. وهي إحدي اتفاقيات(1)المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية الجات الشهيرة إال أن حق المؤلف ما زال في حاجة إلي الحماية وما

زالت اإلبداعات الفكرية تستصرخ العدالة طلبا للحماية .

وفي الواقع أن حماية الملكية الفكرية علي نحو فعال من شأنه أن يسهم في تشجيع روح االبتكار التكنولوجي وفي نقل وتعميم

التكنولوجيا بما يحقق المنفعة المشتركة لمنتجي المعرفة التكنولوجية ومستخدميها باألسلوب الذي يحقق الرفاهية االجتماعية واالقتصادية

(2)والتوازن بين الحقوق والواجبات .

وقبل أن نستعرض التوجهات الحديثة للقضاء المصري في حماية حق المؤلف يتعين اإلشارة إلي بعض الحقائق الثابتة والتي لها

عالقة مؤثرة في توفير الحماية لحق المؤلف وهي :

رئيس( ?)1 قرار بموجب االتفاقية هذه إلي مصر انضمترقم مصر 1995لسنة 72الجمهورية انضمام علي بالموافقة

تضمنتها التي واالتفاقيات العالمية التجارة لمنظمةأورجواي جولة نتائج المتضمنة الختامية الوثيقة

األطرا متعددة التجارية تعهدات فللمفاوضات وجداولوالخدمات السلع مجالي في العربية مصر جمهورية

بتاريخ المغربية بالمملكة مراكش من 15/4/1994والموقعةبجلسته القرار هذا علي الشعب مجلس وافق وقد

في .16/4/1995المعقودةالجريدة في منشورة التربس اتفاقية نصوص وراجع

العدد خاص .– 38السنة – 15/9/1995في 24الرسمية عدد2(? " . وجات( العالمية التجارة العزيز عبد محمد سمير 1994د

اإلشعاع " مكتبة ، الثانية الطبعة .369ص 1997م: أيضا وراجع

في. " الفكرية للملكية الوطنية الحماية النمر العال أبو دالملكية حقوق من بالتجارة المتصلة الجوانب اتفاقية ظل

ص 1994جات –الفكرية ، العربية النهضة دار ،6.

2

أوال : أن القانون الحالي في شأن حماية حقوق الملكية الفكرية تصديبالتفصيل لمختلف حقوق الملكية الفكرية .

ثانيا : أن القانون الحالي نص صراحة علي الصور المختلفة والتي قدتمثل اعتداء علي الملكية الفكرية .

ثالثا : أن المشرع في القانون الحالي قد غلظ من العقاب عليالجرائم التي تمثل اعتداء علي الملكية الفكرية .

ولكن من الجوانب السلبية التي نرصدها في هذا الصدد:

أوال : أن المشرع المصري ذهب علي غرار الكثير من التشريعات األجنبية إلي عدم تعريف الحق األدبي للمؤلف مكتفيا

باإلشارة إلي صور ونماذج الحق األدبي .

وهذه المنهجية ال تحسم جميع اإلشكالت العملية التي قد تثور حول الحق األدبي للمؤلف وال سيما بالنسبة إلي المصفات القانونية

وجوهر المشكلة يتمحور حول فكرة محددة وهي :

هل الحماية القانونية تتصرف إلي المصنف القانوني

في جملته ابتداءا من حيث الغالف الخارجي باعتباره شكل

المصنف ثم المادة العلمية في المصنف باعتبارها مضمون

المصنف وجوهره ؟

أما أن الحماية القانونية تقتصر علي مضمون

المصنف القانوني وجوهره وبعبارة أخرى تقتصر علي

المادة العملية فقط دون الشكل الخارجي ؟

3

هذا التساؤل الغريب ، وهو غريب حقا ألن القضاء المصري اختلف في شأنه إلي اتجاهين وهو األمر الذي يثير التعجب ويقتضي

استعراض المبررات التي استند عليها كل اتجاه باعتبار أن هذه األحكام تعد بمثابة سوابق قضائية تاريخية في المستقبل وسوف تصدر علي

غرارها أحكام أخري عديدة .

وهذه األحكام لها أهمية كبيرة ألنها ترتبط بتحديد مفهوم الحماية القانونية لحق المؤلف والمجال الذي يسمح به للغير في أن يمس حق

المؤلف ويتعرض له .

ويزيد من خطورة هذه األحكام الثقافة العامة في المجتمع المصري والتي ال تميل إلي تقديس الحقوق المعنوية ومنحها االحترام الكافي حيث ال يجد حرجا الكثير من عامة الشعب في الحصول علي

البث ا لتليفزيوني بدون تصريح من الشركات التي تمتلك هذا البثوهو األمر الذي يصيب هذه الشركات بأضرار جسيمة .

وكذلك المصنفات القانونية واألدبية حيث يقوم الكثير من الناشرين بنسخها وطبعها بدون إذن صاحبها معتمدين في ذلك علي

صعوبة اكتشاف هذه الجريمة ومدفوعين بالرغبة في المكسب الماديالكبير الذي يتحقق له من وراء ذلك .

كما يالحظ أنه ال يوجد في القضاء المصري حتى اآلن قضاء متخصص للملكية الفكرية كما ال توجد نيابة متخصصة أيضا وهذا أمر

غير مستحب ألنه يترك حماية الملكية الفكرية في يد غير أمينة أو فييد قد تكون جاهلة وغير مؤمنة بضرورة توفير حماية لحق المؤلف .

4

كما يالحظ أن القضاء يستهين بحماية حق المؤلف ويبدو ذلك واضحا في توجه القضاء نحو تقرير عقوبة الغرامة فقط في حاالت

ثبوت االعتداء علي حق المؤلف فلم نجد في القضاء المصري حكما واحدا يقرر عقوبة الحبس في جريمة االعتداء علي حق المؤلف ....

لماذا ؟؟؟

كما يالحظ أن المشرع لم ينظم طريقة معينة إلثبات جريمة االعتداء علي حق المؤلف وكان يتعين علي المشرع المصري أن ينظم

إجراءات معينة إلثبات وقوع الجريمة بشكل يقيني ال شبهة فيه ومع ذلك قد يكون هناك عذر للمشرع المصري نظرا لما يحدث في الواقع

العملي من تعدد صور وأشكال االعتداء علي حق المؤلف ومراعاة للمبدأ العام الذي يهيمن علي القاضي الجنائي فيما يتعلق بحرية

اإلثبات كقاعدة عامة وترك المجال واسعا أمام حرية القاضي الجنائي في تكوين اقتناعه مع مراعاة االستثناءات الخاصة التي نص عليها

المشرع .

والمجني عليه في جريمة االعتداء علي حق المؤلف معني في المقام األول بالسعي نحو ترصد االعتداءات التي تقع علي مصنفه وهو

في هذا الشأن يمكن أن يسلك الطريق المدني للمطالبة بالتعويض}ضرار كما أنه قد يلجأ إلي القضاء الجنائي وذلك عن عما أصابه من أ طريق تحريك الدعوى المباشرة وفي هذا الشأن نالحظ عدم وجود

قيود معينة تقيد من حرية المضرور من الجريمة في االدعاء المباشرأمام القضاء الجنائي .

5

المبحث األول

مفهوم الحق األدبي وخصائصه

قام القضاء المصري بدور فعال في حماية حق المؤلف وخاصة أنه وجد نفسه أمام دعاوي متعددة متعلقة باعتداءات قد وقعت علي} تشريعيا يمكن مصنفات أدبية وفنية في وقت لم يكن هناك فيه نصا

للقضاء أن يستند عليه وبالرغم من ذلك لم يحجم القضاء عن التدخل لسد هذا الفراغ التشريعي معتمدا في توفير الحماية لحق المؤلف

علي مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة .

وقد ظهرت فكرة حماية الحق األدبي لحق المؤلف في القضاء المختلط في وقت مبكر عندما أصدرت محكمة استئناف اإلسكندرية

حيث قضت بأنه ال يمكن أن نشبه التخلي1923 مايو 30حكما لها في الكامل من جانب المؤلف عن إنتاجه األدبي الذي وقع عليه باسمه

والذي يعد انبثاقا لشخصيته وتعبيرا عن آراءه ببيع بضاعة معينة حيث أن خلق المصنف األدبي والفني يكون بالنسبة لصاحبه ملكية تجد

.(1)أساسها في القانون الطبيعي

كما قضت محكمة اإلسكندرية المختلطة بحق الفنان في احترام تكامل مصنفه حيث ذهبت إلي أن الطبع الجزئي من جانب

الصحيفة لجانب كبير من الرسوم التي أحالها الفنان إليها - عن طريق فصل مجموعة من الرسوم - الستخدامها كجزء ال يتجزأ من مصنف

المختلطة( ?)1 االستئناف محكمة سنة 30أنظر – 1923مايوالسنة المصري والقضاء التشريع مشار . 477ص 35بلتان ،

" . الحق شديد مأمون الرشيد عبد د في الحكم هذا اليالنهضة " دار ، وتطبيقاتها العامة النظرية للمؤلف األدبي

طبعة ، .147ص 1978العربية

6

آخر يعد اعتداء واضحا علي الحق األدبي للفنان في احترام تكاملمصنفه والبد أن تحمي الملكية الفنية من هذه التشويهات .

ذهبت محكمة االستئناف المختلطة في1937 فبراير 18وفي قضية السيدة بهيجة حافظ ضد شركة اسطوانات كولومبيا إلي أنه إذا

كانت حقيقة الحق األدبي للمؤلف هي حماية مصنفه كامال فإن المتنازل إليه ال يستطيع أن يغير من نفسه دون إذن سابق من المؤلف

في المصنف ، حتي ولو كانت وجهة نظره في التعديل مبنية عليأساس سليم .

،1937 مارس سنة 10وقد اعترفت محكمة القاهرة في للمؤلف بحق مرتبط بشخصيته في حماية اعتباره وسمعته ، وهو حق

له خصائص شخصية خالصة ، يبقي بدون مساس، علي الرغم من حوالة حق الملكية األدبية والفنية إلي الغير ، بهدف االستغالل المالي، وعلي هذا فإنه عندما يتنازل فنان إلحدي دور الصناعة عن رسم موقع

عليه من أجل الدعاية لمنتجاتها ، ثم تقوم األخيرة بطبع الرسم بعد إزالة التوقيع، فإنها تكون مسئولة عن اإلضرار التي لحقت بالفنان من

.(1)وراء ذلك

المطلب األول

مفهوم الحق األدبي

لم يتفق غالبية الفقه علي تحديد واحد لمفهوم الحق األدبي حيث تشعبت االتجاهات واختلفت باختالف االعتبارات التي يتم التركيز

عليها عند تحديد مفهوم الحق األدبي .1(? . مأمون( الرشيد عبد د مرجع في األحكام هذه الي مشار

ص إليه اإلشارة سبق ، .15، 14شديد

7

حيث ذهب البعض إلي أن الحق األدبي هو الدرع الواقي الذي بمساعدته يثبت المؤلف شخصيته في مواجهة معاصريه وفي مواجهة األجيال الماضية والمستقبلية في حين حدد البعض اآلخر الحق األدبي

بأنه حق الكاتب أو الفنان في أن يخلق وأن يحترم فكرة الذي عبر عنهفي المصنف األدبي أو الفني .

في حين يري جانب آخر من الفقه أن الحق األدبي

هو حق سلبي أكثر منه إيجابي ويتحقق في حق المؤلف

بصفته مسئوال مسئولية كاملة في الدفاع عن تكامل

مصنفه سواء في الشكل أو الموضوع وأنه موجود في كل

تشريع حقيقة عليا وهي أن حرية كل فرد يجب أن تكون

محمية ضد كل اإلهانات التي يمكن أن تكون محال لها .

فالحق األدبي هو حق المؤلف في أن يتصرف في فكرة بإذاعته إلي العامة أو أن يحتفظ به وأن يسحبه أو يعد له ويدمره ويلغيه ويري جانب آخر من الفقه أن الحق األدبي ما هو إال السلطة التي يحتفظ بها المؤلف بعد تنازله الكامل عن الحق المالي في الدفاع عن مصنفه ضد

كل تشويه أو تحريف من فعل ناشره أو الغير .

وذهب البعض اآلخر إلي أن الحق األدبي هو مجموعة من االمتيازات والسلطات تهدف إلي حماية شخصية المؤلف واحترام

(1)عبقريته وفكره وتكامل مصنفه .

وقد ذهب الدكتور/ عبد المنعم الطناملي إلي أنه من الصعوبة بمكان القيام بتحديد االمتيازات التي تمثل الحق األدبي وأن كان من

1(? . ص( ، السابق المرجع ، شديد مأمون الرشيد عبد وما 202دبعده .

8

الممكن أن ننبه علي احترام شخصية المؤلف، والحق األدبي يجب أن(1)يشتمل علي االمتيازات التي تؤكد الحماية واالحترام لهذه الشخصية

كما ذهب الدكتور / عبد المنعم البدراوي إلي إدخال الحق األدبي في عداد حقوقه الشخصية كحق شخصي بحت يقصد به ضمان

حماية شخصية المؤلف، وتشمل اعتبارات الحق األدبي الحق في تقرير النشر والحق في الموضوع والسحب والحق في االحترام والحق في

.(2)األبوة

المطلب الثاني

وظيفة الحق األدبي

لقد أصبح وجود الحق الفردي المطلق والبعيد عن القيود مسألة يصعب التسليم بها وقد حاولت التشريعات الحديثة في شأن الحق األدبي للمؤلف أن توفق بين مصالح المؤلف ومصالح الجماعة

ومن ثم فإن الحق األدبي ال يحمي فقط المصالح الشخصية للمؤلف بل يحمي كذلك مصالح المجتمع لتخويل األخير قدرا أكبر من السلطة في المراقبة والتبعية بحيث يستطيع أن يوجه ممارسة الحق األدبي وجهة

اجتماعية ويمكن للمؤلف عن طريق الحق األدبي أن يدافع عنشخصيته التي عبر عنها في المصنف .

1(? " . عقاب( إنشاء ضرورة حول الطناملي المنعم عبد دواالقتصاد، " القانون مجلة األدبي الحق لحماية جنائي

ص ، األول العدد ، عشرة السادسة .156السنة2(?" " . االلتزام( في المدة مضي أثر البدراوي المنعم عبد د

، القاهرة دكتوراه ص 1956رسالة ،521.

9

وفي الواقع أن المصالح التي تتأثر من ممارسة الحق األدبييمكن حصرها في أربع مجموعات هي :

مصالح المؤلفين والفنانين مثل الكتاب والرسامين .(1

مصالح أصحاب الحق في االستغالل المالي وهم األشخاص(2 الذين يحيل إليهم المؤلف ذلك الحق من أجل نشر المصنف

وإذاعته علي العامة .

المصالح العامة لألشخاص الذين سيوجه إليهم المصنف .(3

مصالح الفنانين المتقدمين مثل الممثلين والمسجلين(4وواضعي السيناريو .

هذه المصالح قد تتعارض الواحدة منها مع األخرى ، بل قدتتعارض مصالح األفراد في المجموعة الواحدة.

والحق األدبي كحق من الحقوق المرتبطة بالشخصية ، يكون ممارسا عن طريق المؤلف فقط ، أما بقية المجموعات فيمكنها أن

تستفيد من هذه الممارسة، أو قد يحدث لها علي العكس بعض األضرار، من جراء االستعمال الغير مشروع للحق األدبي من جانب

المؤلف .

(1)وقد ذهب جانب من الفقه الفرنسي إلي أن المؤلف ليس ممثاللمصالح الجماعة وقد يفضل مصالحه الشخصية علي مصالح المجتمع .

1 )? )RENOUARD ) Augustin ( Traité des droits d'auteur dans La literature, les sciences et les beaux – arts, 2 vol., Paris, 1939 , P. 270 .

10

والمؤلف عندما يمارس الحق في تقرير نشر مصنفه ال يمثل إال مصالح المؤلف وحده ولذلك فإن المؤلف البد وأن يخضع لبعض القيود

في ممارسته لحقه األدبي وهي القيود التي تتطلبها مصالح األفراد األخرى في المجتمع ولكن يتعين أن تكون هذه القيود منصوص عليها في القانون. وفي أضيق الحدود حتي ال يتحول الحق األدبي للمؤلف

إلي حق اجتماعي .

والمصلحة العامة تقتضي أن تكون شخصية المؤلف معروفة للجميع وأن يشار إليها عند االستعانة بفكرة من أفكاره حيث أن تاريخ الفكر اإلنساني ما هو إال أفكار صحيحة عن شخصيات المؤلفين وعلي

هذا فقد تغلب المصلحة العامة علي مصالح المؤلف وتمنعه عن التنازلعن حق األبوة وتبطل مثل ذلك االتفاق تماما .

ويالحظ إن الغرض من تقرير حق المؤلف في احترام مصنفه إنما هو احترام آرائه التي عبر عنها في المصنف ، والتي تري من

خاللها شخصيته وليس معني ذلك أن مصلحة الجماعة تكون بعيدا تماما عند ممارسة الحق األدبي، فالشك انها تتطلب أن تكون المصنفات

األدبية والفكرية بعيدة تماما عن التشويه أو التحريف ولكننا مع ذلك ال يمكننا أن نجعل من المصلحة األخيرة المصدر واألساس للحق األدبي ،

ألن ذلك قد يؤدي مثال إلي أن نبيح للدولة حرق وتدمير المصنفات المعادية آلرائها السياسية، إذا كانت مصلحة النظام الحاكم عن طريق

أسلوب سياسة معين ، تتعارض مع وجود مثل هذه المصنفات .

11

ولكن إذا تعسف المؤلف في استعمال حقه األدبي، علي نحو يضر بمصلحة الجماعة ، في هذه الحالة يكون علي القضاء واجب

(1)التدخل من أجل رد الحق األدبي إلي االستعمال الصحيح .

المطلب الثالث

خصائص الحق األدبي

أوال : عدم قابلية الحق األدبي للتصرف فيه

أن الحق األدبي للمؤلف حق مرتبط بشخصيته برباط وثيق ويهدف إلي الدفاع عن سمعته وال يمكن أن يكون محال ألي تعامل ومن

ثم فإن كل حوالة أو تصرف في ذلك الحق أمرا ال يمكن تصوره أوقبوله .

وقد أقر القضاء الفرنسي هذه الخاصية في أحكام قديمة قررت حظر أي تنازل عن الحق األدبي لما في ذلك من خروج علي

. (2)طبيعته األساسية

ثانيا : الحق األدبي للمؤلف ال يقبل االنتقال إلي الورثة

1(? " " . ص( السابق المرجع شديد مأمون الرشيد عبد .231دإليها( ?)2 المشار الفرنسي للقضاء العديدة األحكام راجع

سبق / ، شديد مأمون الرشيد عبد الدكتور مرجع فيص إليه .240اإلشارة

12

لقد ذكرنا أن الحق األدبي حق مرتبط بشخصية المؤلف وال يكون قابال لالنتقال بالميراث، ويموت الحق األدبي مع موت الشخصية

إلي ترتبط بها .

ولكن من الضروري الحفاظ علي سمعة المؤلف األدبية بعد وفاته حيث أنه يترك مؤلفاته التي تتمثل فيها شخصيته وأفكاره وآراءه،

وهي بحاجة إلي من يدافع عنها خاصة بعد موت مؤلفها حيث أن المصنف يكون محال العتداءات خطيرة بعد وفاة خالقه وأول ما يتبادر إلي الذهن هو أن يقوم الورثة الذين خولهم المشرع الدفاع عن ذكري

المتوفي بالسهر علي الحق األدبي ، والدفاع عن المصنف ضد كل تشويه أو اعتداء، إذ أن المصنف ما هو إال امتداد لشخصية خالقه في المستقبل واالعتداءات التي تقع علي المصنف تمس هذه الشخصية

(1)وقد تضر بسمعة المؤلف واعتباره.

ثالثا : عدم قابلية الحق األدبي للتقادم

قابل هذا المبدأ تأييد الفقه والقضاء فحقوق الشخصية ال تقبل التقادم بصفة عامة سواء في ذلك التقادم المكسب أو التقادم

المسقط والحق األدبي كحق مرتبط بشخصية المؤلف يخرج عن دائرةالتعامل وال يقبل التقادم .

وفي الواقع العملي فإن مسألة عدم القابلية للتقادم ال تتمتع بأهمية عملية إال في النطاق السبي للحق األدبي وذلك من أجل الدفاع

عن شخصية المؤلف ضد ما قد يقع عليها من اعتداءات ، فالحق األدبي بعد وفاة المؤلف – يتجسد – في الواقع العملي في القيام

1(? . ص( السابق المرجع ، شديد مأمون الرشيد عبد .283د

13

بالدور الدفاعي حرصا علي المصنف من أن يشوه أو يحرف وعلي ذلك فإن الجانب السلبي هو الذي يستمر في الحياة وينتقل إلي الورثة أما

الجانب اإليجابي فإنه يختفي ويموت مع المؤلف .

وهناك العديد من األحكام في القضاء الفرنسي التي اعترفت بضرورة احترام تكامل المصنف بعد موت المؤلف وأعطي للورثة

الحق في الدفاع عن تكامل المصنف باسم الحق األدبي أمام القضاءعلي الرغم من مرور فترة طويلة علي وفاة المؤلف .

وقد دافع الفقيه عبد الرازق السنهوري عن دوام الحق األدبي .(1)موضحا أنه ال ينتهي إال إذا طرح المصنف في زوايا النسيان

رابعا : عدم قابلية الحق األدبي للحجز عليه

هذه الخاصية تعد إحدي الخصائص األساسية لحقوق الشخصية حيث أن هذه الحقوق ليس لها قيمة مالية وبالتالي يجب أن تكون بعيدا

عن الدائنين بحيث ال يستطيعون الحجز عليها .

فالحق األدبي بصفة عامة ال يمكن ممارسته إال عن طريق المؤلف نفسه وال يمكن ألحد أن يحل محله في هذه الممارسة وإذا سمح للدائنين بإمكانية ممارسة الحق األدبي فإن ذلك يعني ارتكاب

اعتداء خطير علي شخصية المؤلف نتيجة المساس بأحد الحقوقالجوهرية المرتبطة بها .

ولذلك ال يجوز الحجز علي المصنفات الغير منشورة وكذلك

المسودات والمخطوطات إذ أنها ال تكون جزءا من الذمة المالية

القانون( / " ?)1 شرح في الوسيط السنهوري الرازق عبد دطبعة " الثمن الجزء الملكية حق ص 1967المدني ،408.

14

للمؤلف وفي إيجازة مثل ذلك الحجز إجبارا للمؤلف علي ان يتكلم إلي

الجمهور في وقت ال يريده وهو أمر يتعارض مع حريته الشخصية .

وقد ذهب البعض إلي تصوير المصنف غير المنشور والذي تمت

(1)كتابته علي أنه عبارة عن محادثة للمؤلف مع نفسه .

Est La pensée écrite de I'auteur c'est sa conversation lui méme .

وقد ذهب البعض إلي عدم إمكانية الحجز علي المصنف

الموسيقي الذي لم ينشر إذ أنه قبل النشر ليس لها وجود . والمصنف

قبل النشر يبقي أمرا خاصا بالشخص الذي أنتجه وال تكون له طبيعة

األموال القابلة للحجز .

وبالنسبة للمصنف الذي تم تأليفه ولكن لم يقرر المؤلف نشره

بعد فقد حدث بشأنه خالف وذهب اتجاه إلي القول بأن المؤلف عندما

ينتهي من تأليف مصنفه يكون قد أنهي مهمته هذا فضال عن أن الخلق

األدبي تتمتع بقيمة اقتصادية تجعله يدخل في الضمان العام للدائنين

ومن ثم يمكن الحجز علي المصنف المكتمل بالرغم من أن المؤلف لم

يقرر نشره .

بينما ذهب اتجاه آخر إلي التفرقة بين المصنفات الفنية

والمصنفات األدبية مقررا أن المصنفات األدبية ال يمكن أن تدخل في

دائرة التعامل إال إذا قام المؤلف بنشرها فعال وقبل هذه المرحلة تكون

1 )?( RENOUARD ) Augustin ( Traité des droits d'auteur dans La literature, les sciences et les beaux – arts, 2 vol., Paris, 1939 , P. 279 .

15

مرتبطة شخصية المؤلف ارتباطا وثيقا وتعد جزء ال يتجزأ منه ومن ثم

تكون غير قابلة للحجز عليها .

أما المصنفات الفنية فإنها تعد منشورة بمجرد تمامها وبالتالي

يمكن الحجز عليها ولو لم تكن قد خرجت من معمل الفنان.

وقد تعرض المشرع المصري صراحة لهذه المشكلة في المادة

في قانون الملكية الفكرية الحالي حيث نصت علي أنه:154

" يجوز الحجز علي الحقوق المالية للمؤلفين علي المنشور أو المتاح للتداول من مصنفاتهم وال يجوز الحجز علي المصنفات التي

يتوفي صاحبها قبل نشرها ما لم تثبت أن إرادته قد انصرفت إلينشرها قبل وفاته " .

كما نص المشرع المصري علي صور الحق األدبي التي تتمتع أنه: 143بالحماية في قانون الملكية الفكرية حيث تقرر المادة

" يتمتع المؤلف وخلفه العام – علي المصنف – بحقوق أدبية

أبدية غير قابلة للتقادم أو للتنازل عنها ، وتشمل هذه الحقوق ما يلي:

أوال : الحق في إتاحة المصنف للجمهور أول مرة .

ثانيا : الحق في نسبة المصنف إلي مؤلفه .

ثالثا : الحق في منع تعديل المصنف تعديال يعتبره المؤلف تشويها أو تحريفا له وال يعد التعديل في مجال الترجمة اعتداء إال إذا أغفل

المترجم اإلشارة إلي مواطن الحذف أو التغيير أو أساء بعملهلسمعة المؤلف ومكانته .

المبحث الثاني

16

موقف القضاء الحديث من حماية الحق األدبي

اختلف القضاء في شأن مدى الحماية التي تمنح للحق األدبي للمصنف القانوني في التطبيق العملي . ويمكن أن نرصد في هذا

الصدد انقسام القضاء إلي اتجاهين:

االتجاه األول : ويقصر حماية الحق األدبي علي موضوع وجوهرالمصنف دون الشكل الخارجي .

االتجاه الثاني : ويقرر حماية الحق األدبي للمؤلف حماية كاملةتشمل الشكل والموضوع .

المطلب األول

االتجاه القضائي الذي يرفض

حماية الشكل الخارجي لحق المؤلف

بالنسبة للمصنفات القانونية – بصفة خاصة نجد أن المصنف يحتوي علي غالف خارجي يحتوي علي اسم المؤلف وصفاته ومركزه

العلمي - واسم المصنف - والناشر الذي يتولي النشر لحساب المؤلفباالتفاق معه - باإلضافة إلي رقم الطبعة - وسنة النشر .

ويالحظ أن الشكل الخارجي للمصنف له أهمية كبيرة في التعبير عن شخصية المؤلف وذوقه القانوني ولذلك نجد أن البعض

يتشدد في اختيار أفضل وأجود المواد التي تستخدم في الطباعة حتى يخرج الشكل الخارجي للمؤلف معبرا بصدق عن شخصية المؤلف

ومركزه العلمي وعلي العكس من ذلك نجد البعض اآلخر يقبل بتواضع

17

شديد مجرد أن يخرج المؤلف إلي الحياة ولو كان مطبوع بأرخص المواد من ورق الجرائد وقد يكون معذور في ذلك بسبب ارتفاع

التكاليف المادية لطبع وإعداد المصنف .

واالتجاه القضائي الذي نشير إليه له توجه واضح وهو أن الحماية القانونية لقانون الملكية الفكرية ال تنصرف إلي الشكل

الخارجي للمصنف القانوني وبالتالي يباح للغير سواء كان الناشر أو غيره بإجراء أي تعديالت علي البيانات الواردة في غالفة الكتاب طالما أنه التزم باحترام اسم المؤلف وقام بكتابته علي الغالف بخط مقروء

ولو كان صغيرا ، فإن فعل ذلك كان بمنأى عن العقاب ووقع في مجالاإلباحة .

وقد تم اإلفصاح عن هذا التوجه القضائي في العديد من الحكام القضائية التي صدرت من أحكام محاكم الدرجة األولي – الجنح – وذلك

بصدد مجموعة من القضايا لها موضوع واحد وتتلخص الوقائع فيمايلي :

* تعاقد مؤلف وهو أستاذ جامعي وله العديد من المؤلفات القانونية مع دار نشر علي توزيع مجموعة من المؤلفات القانونية له

وصلت إلي عشرين مؤلف وكانت المؤلفات مطبوعة وتحمل اسم دار النشر األصلية التي كانت تقوم بنشر وتوزيع الكتب له وقد تم االتفاق علي تحديد نسبة عمولة معينة للدار في مقابل عملية التوزيع المادي

للكتب .

18

* نتيجة ألسلوب دار النشر في المماطلة والتسويف في دفع المستحقات المالية طالب المؤلف بوقف التعاقد ورد الكتب المتبقية

التي لم تباع والموجودة لدي دار النشر .

* وفعال قامت دار النشر برد عدد قليل جدا من الكتب المتبقية التي لم تباع ووقع المؤلف علي إيصال باستالم مستحقاته المالية

والكتب التي لم تباع .

* وبعد أيام قام المؤلف بفتح " العبوة " التي كانت بها الكتب المرتجعة وإذ به يجد أن دار النشر قد سمحت لنفسها بنزع أغلفة

الكتب وطباعة أغلفة جديدة رديئة تحتوي علي دعاية لها وهو األمر الذي أحدث له تعكيرا نفسيا شديدا وبعد تفكير عميق استغرق فترة

طويلة قرر المؤلف رفع قضايا جنائية علي دار النشر متهما إياهابارتكاب المخالفات اآلتية :

تغيير غالفة الكتب بدون إذن كتابي .(1)

وضع اسم الدار التي يمثلها المتهم بدال من دار النشر(2)األصلية .

¡شكال هندسية علي الغالف تجرح الذوق القانوني(3) وضع أ.

كتابة اسم الدار علي غالفة الكتاب وبشكل ضخم(4) واستغرق ثلث مساحة الكتاب ويحمل معني الدعاية

التجارية لدر النشر .

كتابة اسم المؤلف بخط صغير ولكن مقروء علي(5)الغالفة .

19

وقد قررت المحكمة :

" وحيث أنه متى كان ما تقدم وكانت المحكمة وهي في مجال إسناد االتهام إلي المتهمين بشأن الوقائع المنسوبة إليهما ال تطمئن

إلي ارتكابهم ثمة مخالفة اعتداء علي حق المؤلف – المدعي المدني – وآية ذلك أنه ثابت من مطالعة النسختين المقدمتين للكتاب األصلي

والكتاب اآلخر وإلقاء التطابق في المحتوي العلمي وعدم وجود تشويها عدا ان غالف الكتاب المقلدفي مواضيعه أو أفكاره أو تحريفا له

مختلف عن األصلي في أن دار النشر مختلفة ويوجد له م ، وعن قيام المتهم بتصغير حجم اسم2003سنة طبع

المؤلف إلي اسم دار النشر فهذا وال شك ال تعده المحكمة(1)اعتداء علي حق المؤلف ... " .

ويستخلص من حيثيات الحكم :

* أن المحكمة قد اقتنعت بوقوع األفعال سالفة الذكر المنسوبةإلي المتهم .

* وأن المحكمة لم تجد في هذه األفعال ثمة جريمة توجه إليالمتهم .

* ان المحكمة اعتمدت في ذلك علي عدم وجود تحريف أوتشويه في المادة العلمية للكتاب .

وحيثيات الحكم تؤكد بوضوح أن اتجاه المحكمة هو عدم امتداد الحماية القانونية لقانون الملكية الفكرية إلي الشكل الخارجي لغالف

الكتاب .

وقد وقعت المحكمة في خطأ قانوني عندما لم تتنبه إلي اختالف مركز الناشر عن مركز الموزع ، فإذا كان الناشر يقوم بعمل

المحلة( ?)1 بندر رقم –محكمة جنح 2006لسنة 2209القضيةثان قسم ، م .29/11/2006جلسة –المحلة

20

قانوني ومادي لحساب المؤلف فإنه يكون له حق وضع اسمه علي غالفة الكتاب وهو حق قانوني له حيث أن عملية اإليداع القانوني للمصنف تمت والمصنف يحمل اسم الناشر األصلي في حين أن

" كان يقوم بعمل ماديوهو المتهم في هذه القضاياالموزع " فقط وهو توزيع الكتب لحساب المؤلف في مقابل نسبة خصم معينة

وقد استلم الكتب علي سبيل األمانة بموجب االتفاق وليس له أي حق في إجراء أي تغيير أو تعديل في المصنف أو وضع اسمه عليه بدون

إذن كتابي صريح من المؤلف .

المطلب الثاني

االتجاه القضائي الذي يعترف

بالحماية القانونية لشكل المصنف

لم يقبل هذا االتجاه التحليل السابق وانتهي إلي عدم التفرقة بين شكل وموضوع المصنف من حيث التمتع بحماية قانون الملكية

الفكرية حيث أن أي تعديل في الشكل الخارجي ال يقبله المؤلف يعتبرتشويها في المصنف وبالتالي يمثل اعتداء علي الحق األدبي .

وقد قرر هذا الحكم ما يلي :

" فإذا كان المؤلف وفقا ألحكام ذلك القانون هو الشخص الذي يبتكر المصنف فقد حمى المشرع بذلك المصنف باعتباره عمال مبتكرا

أدبيا أو فنيا أو علميا أيا كان نوعه أو طريقه التعبير عنه أو أهميته فالمصنف سواء كان مؤلفا أدبيا أو فنيا هو ثمار تفكير اإلنسان ومرآة

شخصيته بل هو مظهر من مظاهر هذه الشخصية ذاتها، يعبر عنها ويفصح عن مكنونها ويكشف عن فضائلها أو نقائصها ، فحق المؤلف

21

على مصنفه من هذه الناحية متصل أشد االتصال بشخصيته ، فعلى قدر احترام الجماعة للفرد باعتباره كائنا له حقوق يستقل بها عن

الجماعة يزداد هذا الحق وضوحا واستقرارا، فالحق األدبي هو ذلك الحق الذي يحمي شخصية المؤلف عبر مصنفه ولذلك فقد جعل

المشرع – في قانون حماية الملكية الفكرية ذلك الحق أبديا وال يمكن التنازل عنه وال يرد عليه التقادم، فسمعه المؤلف واعتباره هو الحق

األدبي في ذاته أي أنه حق األبوة على المصنف محل الحمايةالقانونية .

وعلى ذلك فقد كفل قانون حماية الملكية الفكرية للمؤلف في الحق في الدفاع عن مصنفه ودفع أي اعتداء143البند ثالثا من المادة

عليه بالنص على حقه في منع أي تعديل على المصنف يعتبره المؤلف تشويها أو تحريفا له وينطلق هذا الحق من نظرية االحترام الواجب

لشخصية اإلنسان باعتبار المصنف وليد شخصية المؤلف ومرآة لشخصيته وانعكاسا لسمعته ومكانته وبالتالي فال يجوز لغيره المساس

بهذا المصنف سواء بالحذف أو التعديل أو التغيير .

وتتكون جريمة االعتداء على الحق األدبي للمؤلف من ركن مادي يتمثل في ارتكاب أحد األفعال اعتداءا على أي حق من الحقوق

من قانون حماية الملكية الفكرية وآخر معنوي143الواردة في المادة يتخذ صورة القصد الجنائي من علم وإرادة يتعين توافرهما النعقاد

المسئولية الجنائية.

وبذلك فقد نص المشرع على تحريم كل فعل ينطوي على اعتداء على أي حق أدبي للمؤلف المنصوص عليها في هذا القانون

22

بخالف صور التجريم التي نص عليها صراحة في البنود السابقة على . وهو نص عام يمثل كل أفعال االعتداء181البند سابعا من المادة

على أي حق من الحقوق األدبية الواردة في هذا القانون .

فقد جرم المشرع بذلك االعتداء على أي حق من الحقوق األدبية للمؤلف وتقوم الجريمة متى تم االعتداء على أي من هذه

الحقوق . ذلك أن لفظ االعتداء تدور في صيغة عامة دون تخصيص ويصبح مؤدي ذلك أن الجريمة تقوم أيا كانت صورة االعتداء أو مقدار جسامته . وقد أوكل القانون للمؤلف وحده القول بأن هناك تعديال في

مصنفه يصل إلى درجة التحريف أو التشويه . وهديا بما تقدم فإنالواقعة ثابتة في حق المتهم الثاني "

" وبمقارنة النسخة األصلية بالنسخة المدعى بحصول اعتداء بشأنها تبين أن المتهم الثاني )المستأنف ضده الثاني( قد قام بحذف

اسم دار النهضة العربية )الناشر األصلي ( وقام بوضع اسم دار الكتب القانونية على غالف الكتاب موضوع االستئناف في مساحة قاربت ثلث

مساحة ذلك الغالف ولم يذكر رقم الطبعة في تلك النسخة كما وضع أشكاال ورسوما هندسية على ذلك الغالف ووضع سنة الطبعة عام

ولم يذكر مكانة المؤلف على غالف النسخة األصلية من أن2003 الكتاب بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي األول للبيئة والخدمات البيئية في المدن العربية ، الواقع وتحديات القرن الحادي والعشرين ، الفترة

– محافظة المنوفية مركز دراسات وحماية1997 يوليو 16-15من البيئة باالشتراك مع أكاديمية الشرطة )مركز بحوث الشرطة ( وكتب

يختلف عما هو موجود في النسخةوبترتيبعنوان الكتاب بخط األصلية .

23

وهديا بما تقدم فقد ثبت للمحكمة أن المستأنف ضده الثاني قد اعتدى على الحق األدبي للمدعي بالحق المدني

بأن قام بإجراء تعديل في غالف مؤلفه المعنون )نحو تعزيز حماية البيئة األثرية المصرية في العالقات الخاصة الدولية(

تعديال اعتبره تشويها وتحريفا لذلك المؤلف بدون إذن(1)صريح من المدعي بالحق المدني " .

ويستخلص من هذا الحكم :

أن الحماية القانونية لقانون الملكية الفكرية(1) تشتمل الحق األدبي والحق المالي للمؤلف وفي

هذا الشأن تشمل الحماية شكل المصنفومضمونه .

أن معيار تقدير ما إذا كان التعديل الذي أجراه(2) الغير يعد تشويها للمصنف يعد معيارا شخصيا

يرجع في شأنه إلي تقدير المؤلف .

أن هذا الحكم قد أعمل روح القانون وطبق(3) النصوص القانونية بشكل يتفق مع االتجاه الراجح

في الفقه والقضاء المقارن .

المحلة( ?)1 رقم –استئناف العمومية النيابة لسنة 6460قضيةرقم 2007 الجنحة في وذلك ثان 2209شرق قسم المحلة –جنح

م .2006لسنة

24