الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةوزارة التعليــــم العالي والبحث العلمــــي

»01«جامعة أحمد بن بلة وهرانالفنونو كلية اآلداب

فنون الدراميةقسم ال

موسومة بـ :الدكتوراه شهادةلنيلأطروحة مقدمة

: إشراف: إعداد الطالب

أعضاء لجنة المناقشة :1......جامعة وهران ........رئيسا.........................أ/د حمومي أحمد ..........

1جامعة وهران ................مشرفا مقررا....................أ/د صياد سيد أحمد ....1جامعة وهران .....................مناقشا.......................أ/د الزاوي فتيحة ...

3.جامعة قسطينة .................مناقشا .........................أ/د جدي قدور .............جامعة سيدي بلعباس...............مناقشا...............أ/د قرقوى أدريس ..........

.....جامعة سعيدة .................مناقشا.....................أ/د موالي أحمد......2018–2017السنة الجامعية

إهداء "يتوالد" إلىأهدي هذا العمل المتواضع

أطال "أبي"رحمها اهلل وأسكنها فسيح جنانه، اي ،بنتحبيبةال "زوجتي"،اهلل في عمره

ابني الغالي ،"زينب"و "شيماء" عزيزتينال وإلى ،فردا فرداالعائلة كلّ والى "علي"

المرحوم "ميرات العيد" تغمده اهلل برحمته نفس عفيفة تحب الخير. كلّ و إلى

تقدير شكر و هلل أوال وأخيرا، ثم تقدم في صدر هذا البحث،بشكريأ

مشرفي السابق ، ثم "العيد تميرا" األستاذ المرحوم إلىعلى إلى أستاذي المشرف الجديد "صياد سيد أحمد"

وكذا توجيهاته هذا البحث،شراف على قبوله اإل، كما أتقدم باحترامي و تقديري الصائبة وتعليماته

الموقرة المناقشة،لما بذلوه من جهد في اللجنة ألعضاء تقييم وتقويم ما عوج من هذا البحث.

مقدمة

مقدمة

أ

عملت السينما المغاربية على مدى تاريخها الوجيز لتبؤ مكانة الئقة ضمن السينما ،والحمايةستعمار ها ولدت إبان االبة وعسيرة، إذ أن ببداية صع امتازتها غم من أن العالمية، فبالر

بعض التجارب التي خاضتها وجدت لنفسها مكانا في المحافل الدولية، وقد ارتبطت هذه إال أن السينما بمحيطها السياسي واالجتماعي واالقتصادي، الذي أثر على مضامين األعمال المنتجة،

رهابي في الجزائر وكذلك تفكك أواصر المغرب أي فترة العنف اإل ،ما المعاصرة منهاالسي يعرف بالثورات العربية، التي أثرت بشكل كبير على كمية ونوعية ومضامين العربي إلى ما

.األصليةت تأثيراتها على توجهاتها ث امتد األفالم، حي

سوف يلقي هذا البحث ودون شك ضوءا جديدا على إمكانيات السينما كعامل تقارب بين التي تعيش في بعض الشعوب والمخيالت وبالتالي كوسيلة دعم العالقات بين الجماعات

األحيان الواحدة جنب األخرى بدون أن تتعارف حقيقة هذا هو أملنا.

عندما نستخدم تعبير "السينما المغاربية" فإننا نستخدمه على سبيل المجاز، في حين نا نؤكد على تباين الرؤية عندما نستخدم كلمة "اتجاهات" في عنوان هته األطروحة فإن

الم التي تنتج في المغرب العربي، بل وفي أوروبا وأي فيلم يصنعه واألساليب في تلك األفمغاربي أو غير مغاربي ويرتبط في موضوعه بعالمنا ودنيانا التي مازالت تائهة، تبحث عن نفسها وسط الدنيا األكبر واألكثر اتساعا، التي جعلتها وسائل االتصال الحديثة بالفعل "قرية

، يمكن أن يكون فيلما مغاربيا.وهان(المية" حسب نبؤة )جورج ماكلع

مجموعة من األفالم التي أنتجت في الفترة التركيز على في هذه األطروحة يجد القارئ من سنة ألفين إلى اآلن، إننا نستنطق من الدراسة الفعلية من هذا التاريخ لنصل إلى أبعد حد

د اإلطار المكاني المدروسة، ويتحد لمناقشة هذه األطروحة، التي جعلناها تاريخ نهاية الفترة والتي نراها مهمة في الريبرتوار اإلنتاجاألفالم السينمائية المغاربية والمشتركة لبحثنا في كل

اإلنتاجمغاربيا وحتى مشتركا مع دول أجنبية أخرى )شركة إنتاجاالمغاربي، بشرط أن تكون السينمائية ينة البحث ففي جميع األفالم ا عوالجهة الممولة في المعيار الرئيسي في ذلك( أم

مقدمة

ب

ك التي أنتجت في دول المغرب العربي أو المشتركة ما بين هته الدول ودول المغاربية، سواء بتالنتاج أخرى بواسطة بعض الشركات العامة والخاصة وتتمثل هذه األفالم من حيث النوع في

لقصيرة واألفالم التلفزيونية والوثائقية السينمائي الروائي الطويل فقط، حيث أبعدنا الروائية االتي تنتمي بشكل أو بآخر إلى المغرب العربي، ومنها القصيرة منها والطويلة، و والريبورتاجات

كانت ناطقة بالفرنسية على اعتبار األخذ إذاأفالما ناطقة بالعربية واألمازيغية وال ريب كذلك ن ااجرين أو الذين ولدو بعين االعتبار ألئك المخرجين المغاربة المه كانت في المهجر وا

اهتماماتهم بالثقافة المغاربية واضحة تماما في أفالمهم.

كلمة "اتجاهات" لكي وأضفنافضلنا االهتمام بالمصطلح بمعناه األكثر اتساعا ورحابة يتخذونها أحيانا التي نؤكد على التباين القائم في اهتمامات السينمائيين والوجهات المتعارضة

، "اتجاهات السينما المغاربية المعاصرة" اإلنتاجبقدر ما يسمح له سوق للتعبير عن أنفسهم، كل نور )، (لعدد من المخرجين المرموقين مثل )رشيد بوشاربالمغرب العربي يضم أفالما من

يلة...، والقائمة طو (خالد الشيخي)و (عبد الرحمان سيساكو)و (مفيدة تالتلي)، (الدين لخماري

رغم كل و األعم من تلك األفالم هي تجارب طليعية لشبان يصنعون أفالمهم في كل الظروف، ربما دون أن يهتموا كثيرا بالتوقف أمام المصطلحات، وقد يفلح السينمائي بل ويتوقف ويحقق قفزة في مسيرة السينما التي تظهر في هذه المنطقة من العالم التي ال تزال تجاهد من

هذه تضمنهاحاق بركب المعاصرة، أو يتعثر في الطريق لسبب أو آلخر، والدراسة التي أجل الل ال ترتكز فقط على اإليجابي في تلك األفالم بل وعلى السلبي أيضا، دون أن إذناألطروحة

، وحتى يدرك الجيل الجديد من متذوقي السينما إطارهاتغفل الظروف الشاقة التي تنتج في والمتطلعين إلى احتراف العمل فيها، األسس التي تحكم نظرتنا إلى النجاح والفشل.

اس السينما في الفترة الراهنة كصورة انعك هذه لة للبحث والتقصي عنهي محاو األطروحة تتمحور دراستنا المعنونة اإلطارتجلياتها، في هذا بكل لقطريةللتفاعالت والتحوالت ا

مقدمة

ج

بعض النماذج من والتي نحاول من خاللها استنطاق ا المغاربية المعاصرة"ب"اتجاهات السينم الملخصة فيما يلي:خالل طرح بعض األسئلة المتضمنة في إشكاليتنا العامة و

ما مدى انعكاس هته األفالم للمشترك الثقافي بين هذه الدول؟-

نعكس بشكل سلبي على هوية هته ة األفالم عائق لدى هته األفالم اهل كانت لغ- األقطار؟

هذه السينمات؟ما مكانة الفيلم األمازيغي ضمن -

.هل استطاعت مضامين هذه األفالم أن توطد العالقة بين السينما والمجتمع المغاربي-

بوصفهم وتاريخيا ا واجتماعيا هل هناك وجود عالقة جدلية بين الواقع المغاربي سياسي- الكشف عن تلك المواضيع في األفالم المعاصرة؟ مواضيع وأداة

استطاعت السينما المغاربية المعاصرة باعتبارها كتابة فنية دالة ومرآة عاكسة للواقع هل -دة في واقع المجتمع أن تكون المكان التعبيري المناسب لتمثيل وعكس القيم االجتماعية الموجو

انطالقا من فضاء مغاربي ثقافي تهيمن عليه مدونات أجنبية؟

في هذه السينما؟ و كالعب رئيسي من خالل إخراج األفالم كموضوعلمرأة ما موقع ا-

المطروحة قسم البحث إلى مدخل وأربعة فصول والتساؤالت اإلشكاليةولإلجابة على هذه وتصور ن إشكالية الموضوع المطروحفظال عن مقدمة وخاتمة وملحق، استهلينا بمقدمة تبي

طريقة المضي في العملية البحثية، بالنسبة للمدخل استعرضنا في تاريخ السينما المغاربية بشكل لك قسمت هذه األطروحة إلى أربعة فصول. ر حتى سنة ألفين، بعد ذالنشأة إلى التطو ذعام من

م التطرق فيه للمشترك ، يت السينما المغاربية المعاصرةالمعنون ب: الفصل األول: فيفي المبحث الثاني، غة وسؤال الهويةثم إشكالية الل بين هته الدول في المبحث األول، الثقافي

.فالفيلم األمازيغي في المجال المغاربي في المبحث الثالث

مقدمة

د

على وقف البحث واقع السينما المغاربية المعاصرة: ب المعنون الفصل الثانيفي حين معرفة ، ثمالمعاصرة قضايا السينما المغاربية مبحثين، في المبحث األول يتم فيه دراسة

.في المبحث الثاني المعاصرة مضامين السينما المغاربية

تم وسي، لمظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربيفخصص الفصل الثالث:أما ، يليها سينما المهجر وقلق في المبحث األول التعرض فيه للسينما المحلية وصعوبة التسويق

.المغاربياتلتطرق إلى سينما المخرجات ثم افي المبحث الثاني، اإلبداعيالتجديد

ليكون حقال تطبيقيا :قراءة في بعض النماذج من البحث تحت عنوان الفصل الرابع جاءعلى خمسة أفالم مغاربية تعد في رأينا من أهم األفالم التي أحدثت جدال على غرار الفيلم

، ثم الفيلم المغربي "سميرة في الضيعة" (رشيد بوشارب)الجزائري"الخارجون عن القانون" ل، والفيلم الموريتاني (عبد اللطيف قشيش)، والفيلم التونسي "كسكسي بالسمك" ل(لطيف لحلو)ل

.(خالد الشيخي)، والفيلم الليبي "خارطة غريق" للمخرج (عبد الرحمان سيساكو)"تومبوكتو" ل

2000وغرافيا ألهم األفالم المنتجة منذ سنة لفيلم خصص حقال يخلو البحث من مل ته الدول الخمسة.هحتى اآلن لمختلف

شهدتهالفترة الزمنية من سنة ألفين وما بعدها يعود إلى ما إن تركيز إطار المبحث على ترة ركود شهدها ما من حيث التمويل والمضامين المتناولة بعد فهام السي إنتاجهذه الفترة من

المغاربية، وقد وقع اختيارنا ، ثم أثر الثورات العربية على باقي الدول القطاع بالنسبة للجزائر على هذا الموضوع لجملة من األسباب منها ما هو ذاتي ومنها ما هو موضوعي.

أوال: األسباب الموضوعية:

االنشغال البحثي األكاديمي بالموضوع، والرغبة في دراسة السينما المغاربية.-

مقدمة

ه

ذا البحوث التي تناولت بالدراسة وضع السينما المغاربية خالل ا قلة- لفترة المعاصرة، وا الثالثي )الجزائر، المغرب، تونس(، وباللغة الفرنسية فقط.وجدت فهي تقتصر على النموذج

الجدل الذي تثيره األفالم المغاربية المعاصرة وخاصة المنجزة بدعم أجنبي.-

ثانيا: األسباب الذاتية:

الباحث لهذه المنطقة.موضوع مسيرة السينما المغاربية إلنتماء االهتمام الشخصي ب-

ما بعد التغيرات التي شهدتها التعرف على التوجهات الجديدة للسينما المغاربية، السي - الدول المغاربية في السنوات األخيرة على الساحة السياسية واالجتماعية واالقتصادية.

التحليل والتقصي، الوصف و حرية في عدة مناهج لتتاح لنا اللتتبع هذا الموضوع توخينا للتحليق بين مختلف المناهج لإللمام بحيثيات الموضوع، إلى ما تفرضه طبيعة البحث إضافة

لرصد خطوات نشأة وتطور السينما المغاربية، أما ما تعلق فقد اعتمدنا المنهج التاريخيوضوعات لمقاربة مالموضوعاتي بالجانب الموضوعاتي والفني فإننا اعتمدنا المنهج التحليلي

هذا نة للعمل من جهة أخرى، بحيث أن األفالم من جهة، والوقوف على العناصر الفنية المكو المنهج ساعدنا للتوصل إلى أحكام أكثر تحديدا وصحة على معنى الفيلم وقيمته، ولكن ال

يل يتضمن هذا إطالقا أنه يستطيع النزول بالفن السينمائي إلى نسب منطقية سلسة القياد، فالتحلال يزعم وال يحاول أن يشرح كل شيء عن أي شيء، وسوف يحتفظ الفيلم دائما بسحره الخاص

بسيطة، إذ د حسبة به وبسماته الباطنية الخافية، التي ال يمكن قط النزول بأي منها إلى مجر سوف يتهرب تيار الصور المتدفق المراوغ دائما في التحليل التام والفهم الكامل، وفي الحقيقة

نهائية قاطعة حول أي عمل من أعمال الفن، ولن يستطيع الفيلم أبدا مثل أي إيجابياتال توجد شيء آخر ذي قيمة جمالية أصيلة أن ينطوي في بوتقة التحليل تماما، غير أن حقيقة عدم

زة أن تصدنا عن متابعة بعض المسائل المهمة، وللتحليل مي نهائية ال ينبغي إجاباتوجود أخرى هي معونتنا على تثبيت التجربة في عقولنا حتى نستطيع أن نستمر بها مد ة أطول في

مقدمة

و

بداعيا معا، وبهذا نجعله بدقة أكبر كذا رتنا، إذ برؤيتنا الفيلم تحليليا نشغل أنفسنا به فكريا وا نبلغ ، التحليل يتيح لنا أنأحكامنا النقدية تتداخل في العملية خاصتنا، وأكثر من هذا ألن

أحكاما أكثر تحديدا وصحة وفاعلية بشأن معنى الفيلم وقيمته الفنية، وهو يساعدنا على تثبيت تجربة الفيلم في عقولنا، وهو يشحذ أحكامنا النقدية، غير أن الغاية القصوى للتحليل وفائدته

ى منهج أيضا عل اعتمدناه يفتح سبال جديدة للوعي وأعماقا جديدة للفهم، كما العظمى هي أن فيلمية الدالة على مدلوالت معينة.التحليل السيميولوجي لتحليل بعض الل قطات ال

أما بالنسبة للدراسات السابقة حول موضوع السينما المغاربية فهي قليلة جدا إن لم نقل ل "ans de cinema maghrebin 50 " منعدمة وأغلبها باللغة الفرنسية مثل كتاب

(denise brahimi ،)إذا اعتمدنا بعض المجالت والمحاوالت والكتابات بكل أنواعها أما، فإننا نعترف أن المنشورات الخاصة بالسينما المغاربية تبقى نادرة وعامة المخصصة للسينما

.حداباستثناء طبعا بعض الحصص السينمائية التي تهتم بسينما كل بلد على وغير مركزة،

ولعل من أهمها صعوبة الحصول على األفالم هناك صعوبات واجهتنا أثناء البحث ما تعلق باألفالم الموريتانية تباع في السوق كغيرها من األفالم وخاصة منها المغاربية، فهي ال

يمكن أن وبدرجة أكثر صعوبة الليبية في ظل مشاكل الحرب التي تعيشها هته األخيرة، لكن الجزء من مشقة البحث، خاصة وقد أخذ نتخذ من صعوبة البحث ذريعة، ألن الصعوبات هي

ة اعتبارات منها ما هو البحث على عاتقه التطرق لسينما دولتي موريتانيا وليبيا، طبعا لعد من األلفية الثالثة وحصولها ابتدءال ما تحققه السينما الموريتانية موضوعي وفني خاصة في ظ

وللبعد الذي الرحمان سيساكو( لمهمة مثل جائزة السيزار للمخرج )عبدعلى بعض الجوائز اوالعربي، وكذلك لكي ال يتم استثناء دولة ليبيا من الخارطة اإلفريقيتتميز به هذه السينما

ولسبيل الذكر ال للحصر في هذا القطر اإلخراجيةإلى بروز بعض الوجوه إضافةالمغاربية عة من لى مجمو ، وللحد كذلك من صعوبات البحث اعتمدنا عيبرز اسم )خالد الشيخي(

المصادر والمراجع نذكر منها:

مقدمة

ز

-الكويت-جان ألكسان، السينما في الوطن العربي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآلداب-1 .1982، د.ط،

السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، دكتوراه، إشراف: فرقاني اتجاهاتمنصور كريمة، -2 .2013-2012جازية،

سينمائية، مخبر فهرس األفالم الثورية في السينما الجزائرية، جامعة وهران، دار بن آفاق -3 .2013الطيب للنشر والتوزيع، العدد األول،

4- Abdelkrim gabous, silence elles tournent (les femmes et le cinema en tunisie, cérés edition, 1998.

عطائه صبغة األمانة العلمية.وغيرها من المراجع التي كانت خير سند لمرافقة هذا البحث وا

وأخيرا ال أدعي أنني ألمست بكامل جوانب الموضوع، لكن أملي أن يكون قد وفق بعض ن أخطأت التوفيق، وفتحت مجاال لدراسات أخرى في السينما المغاربية، فإن أصبت فمن اهلل وا

فمن نفسي واهلل ولي التوفيق.

مدخل السينما المغاربية النشأة والتطور

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

13

األخيرة من القرن التاسع عشر المغرب ففي السنواتبالد إلىالسينما مبكرة لقد دخلت قطات )أفالم لمدة عادوا منها بعشرات الل غيرها و و إفريقيا "لومير"من مؤسسة مصورون جاب

، لقد كانت العروض1النصف الثاني من القرن العشرين وثائق أخاذة دقيقة تقريبا( وأصبحت فينيويورك و بباريس ظمت نظيراتها نفس التواريخ التي نفي "ى بالجزائر أو المغرب أو تونس األول

ى هم علأكدوا كل ، و المغرب العربيلعروض التي أقيمت عن هذه ا خونكتب المؤر روما، حيثو ها فن قريبأن هحدسو هذا الفنهو استقبال الجمهور لوالغرب و نفس المظهر الذي شوهد بأوربا

تحت مظلة األنواع سام السينما الفرنسية كانت جميع أق، لكن 2"األخرى الفنيةيرتبط بتقاليده .3في تقديم صورة معينة إلفريقيا الشماليةكانت تشترك ،اعة الثقافية الغربيةالمالئمة للصن

في النصف الثاني من القرن العشرين مع الحقيقية للسينما الجزائرية البداية كانت :الجزائر، مصطلحين مختلفين نحن أمامف"، السينما قبل ذلكالجزائر عرفت ، بيد أن الع ثورة التحريراند

، الكولونيالية بالسينما ماه الكثير من المؤرخينهو ما أسالسينما في الجزائر، و ية و السينما الجزائر درجة أصبح مرسخا في األذهان، سواء عند الفرنسيين أو إلى هذا المصطلحقد تواتر ف

، ولم يجرؤ أي دارس لمناقشة الظاهرة بعيدا عن التعصب مثلما نرى مع تصريحات 4"المغاربة كثير من السينمائيين الجزائريين بأن الجزائر لم تعرف السينما إال مع اندالع حرب التحرير.

ة من حياة الناس صور مشاهد حي مشارق األرض ومغاربها و لقد جاب )فيليكس مسغش( إذ، ولد فيهالم ينس بالطبع األرض التي م األخيرة من القرن التاسع عشر و في تلك األعوا

لم يزر كذلك [...]القصيرة عن الجزائر *األمريكي العديد من األفالمعرض للمشاهد األوروبي و موضوع العربي إلىنا نجد ضمن أفالمه ثالثة تتعرض لكن الجزائر و يوما )جورج ميليس(

" في دقيقتين سنة Le musulman régole–لها "المسلم المضحك الجزائري المسلم أو و

.515، ص 1968منشورات عويدات، ترجمة: إبراهيم الكيالني، فايزكم نقش، الطبعة األولى، ينظر، جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، -1 .11-10، صص 2009، الطبعة األولى، -طنجة-مومن السميحي، في السينما العربية، مطبعة سليكي إفران -2 .52، ص2011ينظر، بغداد أحمد بلية،فضاءات السينما الجزائرية، منشورات ليجوند، د.ط، -3 .15م ن، ص -4 place de–، ساحة الحكومة marché arabe–، السوق العربي ânes 198-، حميرprière de muezzinمن أهم تلك األفالم )دعوة المؤذن -*

gouvernement 200باب عزون ،- Azzoun 201تفريغ الميناء ،-déchargement du port 202 و في تلمسان نجد شارع معسكر ،–rue de Mascara 203شارع سيدي بومدين ،- rue sidi Boumediene 204شارع فرنسا ،-rue de France 205 و كذلك مشاهد من مدينة ،

.21ينظر، م ن، ص -12- 1897بسكرة...وعرضت أفالم لوميير القصيرة بالجزائر العاصمة و بعدها وهران خريف سنة

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

14

، أما Fontom d’Alger"–"شبح الجزائر 1906، أما الفيلم الثاني فكان سنة 1897الصدور .ouyou Ali bouffé à l’huileAli Barb"1-الثالث فهو فيلم "علي باربويو علي يأكل الزيت

اكتمال التشكيلة االستعمارية نتيجة السياسة ول السينما الي الجزائر مع بداية ترافق دختبرير السياسة، فمباشرة و الفكرية كوسيلة لتقويةديولوجية و تسخير األساليب اإليتها و التي انتهج

الفيلم الخيالي بدأ يعرف فإن (فيليكس مسغش)وصور "لوميير" إلخوةعروض األولى لال"بعد تاريخ دخول الفيلم الخيالي 1898تعد سنة و *ليسيخاصة مع م 1898بداية من سنة وجوده

قدم إذالقادم من فرنسا، (David -البروفيسور دافيد) باسمالجزائر بفضل شخص معروف إلىهذا االختراع الجديد ية لمدينة وهران، مع شرح لميكانزمات جنة األدبعرضا ألحد أفالمه أمام الل

.1898السينما باعتبارها فنا دخلت الجزائر سنة ، و لهذا يمكن القول أن 2"الذي هو السينما

.22م س، ص - 1ظر جورج مليس المعادية للعنصر العربي إلى بتتبع أفالمه ذات المحتوى الشمال إفريقي و من بينها فيلم "تراتران من ال يمكننا التعرف على وجهة ن -*

وهي الرواية التي أثرت في 1972بنفس العنوان سنة Alphonse Doudet –المقتبس من رواية أللفونس دودي " Taratarin Trascon-تراسكون

هة نظره نحو المغرب العربي، أي فكرة سحر الشرق و جماله و فكرة العجائبية التي رددها كل من ثيوفيل غوثييه أو القارئ الفرنسي، بل غيرت وجن بينهم األخوين غونكوز و كذلك أوجين فرمونتان بال غوستاف فلوبير نفسه...رواية تراتران دوتراسكون اهتم بها الكثير من المخرجين الفرنسيين م

-ثم حاول فرنسيس بالنس 1934الى المشاهدين سنة Raymonf Bernard–امتة و حين أصبحت ناطقة قدمها ريمون برنارد مليس في السينما الص

Francis Blanche و قد شارك مارسيل بانيول1962تحديثها لتتناسب مع تطورات القرن العشرين سنة ،-M.Pangnol في فيلم ريمون برنارد

ألفونس دودي، و قد سعى المخرج و كاتب السيناريو للحفاظ على القصة مثلما كتبت في الرواية و بهذا يمكن التأكيد كتابة حوار القصة المقتبسة عن هذه األفكار على أن األدب الفرنسي لم يكن بمعزل عن األفكار المسبقة التي ظل يحملها الفرنسيون للمغرب العربي و السينمائيون و لم يكونوا بدءا من

إذا استثنينا مجموعة األفالم المقتبسة عن الروايات و القصص و المسرحيات [...]تجعل من العربي العدو الحقيقي للحضارة الفرنسية المسبقة التي

وجود الفرنسية يبقى عدد قليل من ابتكار مخرجين و كتاب سيناريو وهم، ال يبتعدون عن التيمات التي تعرض لها األدب أو المسرح الفرنسي عن الرا سي بشمال إفريقيا و يمكن أن نصنفها ضمن ثالثة مجموعات أولهما األفالم التي تتعرض إلى أبطال أوروبيين، و ال يلعب المكان فيه إال دوالفرن

يصبغها ى وهامشيا، أما االتجاه الثاني فيكرس قوة الجيش الفرنسي في البالد المستعمرة كما نجد صنفا من األفالم يقتبس من حكايات ألف ليلى و ليلر و بداية بالطابع الحديث مع وجود أبطال أوروبيين و شخصيات عربية توحي للمشاهد الغربي بالغرائبية التي اعتاد قراءتها في أدب القرن التاسع عش

أغلب السينما الكولونيالية نابع من سينمائيين فرنسيين مشهورين و أقل شهرة تعرضوا إلى حيوات أبطال فررنسيين وفدوا إلى [...]القرن العشرين

الغربي أكثر من الجزائر بنظرة غربية استعمارية بحيث أنهم لم يلقوا باال إلى السكان األصليين، ألنها أفالم في حقيقتها موجهة إلى المشاهد الفرنسي ولذي قدمه فريقي و الجزائري ، لقد أورد فييو و باتاي في كتابهما "كاميرات تحت الشمس" أن مخرجا سينمائيا ألمانيا وجه له نقد حول السيناريو ااإل

ن المكان ذوي للسلطات المحلية بمدينة الجزائر فأجاب: "ما الذي يهم نحن نضع الفيلم لألوربيين و ليس لكم أنتم" مع العلم أن السائل كان صحفيا مان األصول األوروبية، مما يدل قطعا أن األفالم المصورة في الجزائر كانت موجهة للمشاهد الغربي أما المشاهد الجزائري سواء أكان من السك

األمريكية المصورة في األصليين أم من المعمرين لم يكن له أي اعتبار في نظر المنتجين و المخرجين لألفالم الفرنسية أو األلمانية و االيطالية و

Au cœur -يالالجزائر، و مع ذلك نجد محاولتين اثنبين يمكن اعتبارهما فعال ضمن السينما الكولونيالية في الجزائر أولهما في قلب القصبة أو ماريا بde Casbah ou Maria billar- للمخرج بيار كاردتنال- Pierre cardinal 1952و الثاني زيتون العدالة ،- les oliviers de la justice من

، و مع ذلك ال يمكن اعتبار هذين الفيلمين نموذجين Jean Pelegri-و سيناريو لكاتب محلي جون بيليغريJames Blue -إخراج األمريكي جيمس بلو

ئر، و بعد اندالع الثورة التحريرية نهاية لسينما كولونيالية فعلية، فقد أخرجا في الخمسينيات في القرن العشرين و هي مرحلو أفول االستعمار في الجزا

مع لم تعرف الساحة الفنية إال فبما واحدا من إخراج األمريكي جيمس بلو، و لهذا يجب أعادة النظر في كل مفاهيم السينما الكولونيالية، و 1954سنة

ء سينما فرنسية أكثر منها كولونيالية جزائرية، و بهذا يمكن القول أن العديد من المخرجين كانوا من مواليد الجزائر إال أن أعمالهم كانت تتجه نحو إنشا

مجاال واسعا وثربا إلنتاج 1905و أصبحت الجزائر ابتداء من سنة [...]أن السينما الفرنسية هي التي أساءت إلى صورة السكان األصليين للجزائر

هو سيطرة العسكريين على 1918السينما الكولونيالية من مرحلة النشأة إلى غاية سنة األفالم الكولونيالية، إذ ما فتئ عدد األفالم يتزايد، و ما يميز

أصناف من استخدام و توجيه الفيلم ألغراض دعائية فمثلما كان األمر بالنسبة للصورة الشمسية فإن السينما أدخلت إلى الجزائر كذلك من طرف ثالثة مع العسكريين القائمين على السينما من أجل تطبيق أفكارهم،هناك مثال نعاون المنظرون و األكاديميوالرجال هم العسكري و المهاجر و المنظر، لقد ت

[...] 1918سنة rose france -صاحب فيلم روز فرانس M.Larbier-على هذا االندماج في الرؤيا و األهداف يتجسد في شخص مارسيل لربييو بذلك غزت صورة العسكري الشاشة [...]من األفالم االستعمارية التي تبرز قوة الجيش الفرنسي لإلشارة مع بداية الثالثينيات ظهرت مجموعة

.52 51و صص 38و ص 19-17ينظر، م ن، من ص –الكبيرة في ذلك الحين و استمرت بطريقة مستهلكة حتى فترة اندالع الثورة التحريرية. .32، ص 2014(، دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع، د.ط، 2012-1957جزائرية )مراد وزناجي، الثورة التحريرية في السينما ال -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

15

يع التجارب المغاربية، تتميز السينما في الجزائر من حيث الوالدة والهدف والمسار عن جمرية و وسارت بخطوات تط ها ولدتلكن متأخرة، ال البدايةرغم ت تتخذ دائما مكانة القدوة كانحيث

في والدتها كانت صعبة غم من أن تقدم أفالما متميزة على الر مدروسة، وبهذا استطاعت أن ، وفي عام مصلحة فوتوغرافيةلم يكن في الجزائر سوى 1946عام قبل فقلب معركة التحرير،

1948، وفي عام *أنتجت عدد من األشرطة القصيرةأنشأ الفرنسيون مصلحة سينمائية 1947 .1أفالما مسلية في الجنوبتضم مجموعة من القوافل لتحمل السينمائية اإلذاعةأحدثت مصلحة

نتشر في أوساط بدأت تو ، 1933من يرتادون قاعات السينما بداية" بدأ الجزائريينقد بلغ مليمتر، و 16بآالت عرض كن مكيفة ذلك في أماو العروض السينمائية الجزائريين بعض

كان األوربيون يتمتعون بعروض رسمية في قاعات مجهزة بلغ دار عرض، و 70أكثر من متابعة األفالم السينمائية اعة، وما شجع الجزائريين أكثر علىق 300عددها بداية الخمسينيات

كان تشجيعهم ، ف1940لمصرية بداية من عام فالم االعالمية انفتاح السوق الجزائرية على األ، 2"إفريقياي صورت في شمال بخاصة التعن األفالم الفرنسية و ، واعتراضهم بيرا للفن العربيك .3األفالم المصريةت الفرنسية من حقوق الضرائب على ضاعفت السلطا 1950بداية من عام و

بعد أن قامت دائرة المصالح السمعية البدايات الحقيقية للسينما الجزائرية خاصة تعدفيلم من األفالم المنتجة وطنيا أو مع الغير وبصورة خاصة حول كل بصرية بجمع معلوماتوال

ز مسيرة السينما الجزائرية خارج نطاق ما يمي التي أنجزت خالل حرب التحرير، ولعل األفالم لعرض واحتكار شبكة توزيع األفالم.هما تأميم قاعات ا :أمران واإلخراج واإلنتاجاالختيار

هاتين الخطوتين الهامتين والمكملتين لمسيرة السينما تمكنان األفالم الجزائرية المنتجة إن من االحتكار اإلنتاجالموجودة في الجزائر، كما تحرران وسائل قاعة عرض 350من دخول ال

ل التربية عرضت وترجمت في أغلبها إلى لغتين وهذه األفالم تنقسم إلى األنواع التالية أفالم تتعلق باآلداب الجزائرية، أفالم وثائقية، أفالم حو -*

، العيد 1949ل: هويزمان، اإلسالم 1949لسياسة ومن بين هذه األفالم نذكر على سبيل المثا قيصرية الصحية، أفالم في الزراعة، أفالم عن الدعاية وا

، وأغاني ساعات إفريقيا الرومانية، هيبون الملكية، رعاة الجزائر، قدم إخراج هذه األشرطة القصيرة في الجزائر، أما عمليات 1959غير المنتظر

.216ينظر، جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، ص–ي استوديوهات باريس. التطهير والترتيب فقد تم إنجازها ف م ن ص.ينظر، -1 .29بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -2

3 -Voir, Abdelghani megherbi, les algeriens au miroir du cinema colonial, editions S.N.E.D , 1982, p64.

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

16

، بل أن مجموعة من حرب التحريردى المعطيات التي أفرزتها السينما كانت إحلمتاجرة، فوا (....ان مرابط، مراد بن رايس،، عثمفاضل معمر)، ونذكر منهم: فيها استشهدواالسينمائيين

أن تنطلق من ة حرب التحرير، وكان البد سينما تواكب مسير إليجادكانت الحاجة ملحة المنطقة ب الجبالن السينمائي في فتحت مدرسة للتكوي 1957في عام ، فعلمي مدروسمنطق

عداد ال ،ه(روني فوتييديرها )الخامسة ي رة فترة قصيسينمائيين، وقد عملت تقوم بمهمة التعليم وا لها من تطوير وتنظيم السينما فكان عام البد هوجدت الثورة أن ال تتعدى الشهور األربعة، ف

، للجمهورية الجزائريةمرتبطة بالحكومة المؤقتة إنشاء لجنة السينما بداية خطوة 1960-1961 .تابعة لجيش التحريرإقامة مصلحة للسينما ومة ذاتها، وأخيرا ثم تأسيس مصلحة السينما للحك

نما رة، وجمعت في يوغسالفيا وثائق مصلحة السيهربت النسخ السلبية لألفالم المصو رحلة إنجاز ، وشهدت هذه المكومة المؤقتةومصلحة السينما التابعة للحالتابعة لجيش التحرير

.1وبوسائل مادية محدودة على أيدي سينمائيين تنقصهم التجربةظروف صعبة أولى األفالم في

لتكليفه شندرلي(جمال )مثل "بعض متربصي السينما ب 1955سنة اتصلت جبهة التحرير تحقيق غير أن وكذلك )حامينا، وراشدي( وغيرهم، ، ج الوطن لصالح القضيةخار اإلعالمبقطاع

بجبال األوراس الدور )روني فوتييه( وقد كان إللتحاقهذه األهداف كان صعبا في البداية ، هم )بيار كليمون( 2"وعة من السينمائيين األجانبثم التحقت به مجم الكبير للسينما الجزائرية

.1957و)سيسيل ويجوكس( و)ستيفان البودوفيتش(، يضاف إليهم )الدكتور شولي( في سنة

ومة المؤقتة للجمهورية شرعت الحكفي الجبال وتحقيق بعض األفالم، سة التكوين مدر بعدشبابا جزائريين وأرسلت جبهة التحرير"، لجيشفي إنشاء مصلحة خاصة بالسينما التابعة ل

، وفي أي نقطة 3"شتراكية مثل موسكو، براغل اال، ولدى بعض الدو المجالليتكونوا بالخارج في تستفيد الجبهة منهم.من العالم ممكن أن

.218، ص 1982د.ط، -الكويت-جان الكسان، السينما في الوطن العربي، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلدابينظر، -1 .40-39مراد وزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية، م س، صص -2

3-Voir, Abdelghani megherbi, les algeriens au miroir du cinema colonial, op. cit, p65.

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

17

تثمار االس لم تكن الجزائر لتمتلك مماثل وال مخابر، إال أن ندما بدأت الحرب التحريرع رمليمت 35دور ألفالم 307و رمليمت 16يها ثالثمائة مركز ألفالم د، إذ كان لكان متسعا فيها

الفنية تستخدم الدوائر العسكريةكانت ، عشية االستقالل 400وحوالي 1949عام 230مقابل السينما كذلك بإنتاج أو رعاية الوثائقيات التي اتخذت شعار"فرنسا واحدة من دنكرك إلى

على تأخية تعلق بعبارات شعارية 1958أيار 3تمنراست" كموضوع لها أو التي راحت بعد " دون الفرنسيين والمسلمين، سمحت هذه الدوائر الرسمية بتصوير الفيلم الطويل "زيتون العدالة

مادا على نص وضعه "جان أن ترعاه من قبل السينمائي األمريكي الشاب "جيمس بلو" اعتإيفيان، اتفاقياتوسمحت الرقابة الفرنسية بعرضه إبان 1961عام وتحقق هذا الفيلم ، بيلليغري"

".لوميير" من قبل ...الخفي وهران والجزائر أخذتوبعد ستين عاما على األفالم األولى التي

( G.P.R.Aالمؤقتة ) اء حرب حكوموأثنفبعد الدستور مرة أخرىولدت السينما الجزائرية فيها وجود دائرة سينمائية راحت تتسقط بعض المحاوالت السرية التي حققت اإلعالمأوجب وزير

غم على الر ، و 1قبل الحرب وأثناءها مستعين في معظم األحيان بالسينمائيين الفرنسيين التقدميينالوالدة الحقيقية هناك من يقول أن هذه المصادر التاريخية التي تؤكد هذه األفالم إال أن كل من

لجزائري وكان من إخراج ل فيلم ينسبمن خالل أو "تعود إلى ما قبل نوفمبر، للسينما الجزائرية ة مؤسس امتلك (حناش) ، وحمل عنوان "غطاسوا الصحراء" علما وأن المدعو )الطاهر حناش(

في مجلة فنون 1953فيلم ورد بتاريخ ، هذا2"سينمائية خاصة به منذ مطلع الخمسينياتبين العرض الوثائقي وبين سرد إذ جمع )طاهر حناش( فيه Arts et lettres-وآداب

المخرج فضل صوت المعلق على األحداث، وكان من بين الممثلين )حيمود ابراهيمي( ولكن إلى نقص إمكانيات تسجيل الصوت، ولهذا ظهر الفيلم أشبه ما يرجع ذلك الممثلين، ورب حوار

في تاريخ السينما محاولة إلنجاز فيلم روائي ليعد بحق أو ائقي منه بالفيلم الخيالي، و بالفيلم الوثة ، 1955سنة التضحية غير مجدية"" هناك فيلم مطول ل)عبد الحليم رايس(و ، 3الجزائري

.553ينظر، جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، ص -1 .41مراد وزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية، م س، ص -2 .36ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -3

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

18

بان الثورة التحريرية لم يسمح بعرض األفالم في الجزائر لعدة اعتباراته و والجدير بالذكر أن ، 1"ا بالمقابل لقيت هته األعمال رواجا في الدول الشرقية وبخاصة في العالم العربي.

أولويات أخرى، بعد االستقالل ظهرت ،الجبال بعد أن كانت الكاميرا تعتبر سالح قتال فيغداة االستقالل لم يبق إرث ف، 2جهود جبارة بذلت من أجل تصوير الكفاح البطولي للمجاهدين

لة شرعت الدو ،، وعدد من قاعات العرضالتلفزيون استوديوهاتسوى الية لسينما الكولونيل-عدى مؤسسة خاصة واحدة فقط هي "القصبة لألفالم، وما اعالقط في تنظيم الجزائرية

Casbah films الشركات السينمائية يومها كانت عمومية. كل ، فإن (ياسف سعدي)" ل

السينمائي، باإلنتاجالمرتبطة ، على القيام بجميع العمليات*المؤسسات تعاونت كل نتاج توزيعها، عالوة على القيام بدور بمختلف أنواعها و األفالموتكوين التقنيين والممثلين وا

السينما الجزائرية عرفت أن االستقالل فترةجة خالل لنا من خالل األفالم المنتويتبين الرقابة، أنواعا كثيرة من التوجهات منها الكوميدي "فترات المد والجزر، بنفس القدر الذي عرفت فيه

1 - Abdelghani megherbi, les algeriens au miroir du cinema colonial, op. cit, p66.

.86، ص2004محمد بن الصالح، الجسر السينمائي، منشورات زرياب، د.ط، ينظر، -2الشباب وهي تابعة غالبا لوزارة الثقافة واالتصال، وتقوم بجميع العمليات المرتبطة باإلنتاج السينمائي كالمركز السمعي البصري من طرف وزارة -*

ام ب:الذي ق 1962والرياضة سنة

.1963إنشاء ديوان لألحداث الجزائرية، ومركز البحث الشعبي سنة -

.1967ثم حله سنة 1964إنشاء المركز الوطني للسينما سنة -

ثم حله في نفس السنة. 1964تأسيس المعهد الوطني للسينما في سنة -

.1968إنشاء المركز الجزائري للسينما، أعيدت هيكلته سنة -

للعمل باأللوان بدعم من وزارة الدفاع الوطني وأصبح يتبع 1972، ثم تحول ابتداء من 1968األفالم باألبيض واألسود سنة إنشاء مخبر تحميض-

التي حلت بدورها منتصف التسعينيات. E.N.P.A-المؤسسة الوطنية لإلنتاج السمعي البصري

.1969سنة O.N.C.I.C-إنشاء الديوان الوطني للثقافة والصناعة السينماتوغرافية-

إنشاء مركز للتوزيع السينمائي.- .1974إدماج ديوان األحداث الجزائرية مع الديوان الوطني للثقافة والصناعة السينمائية سنة -

حل منتصف التسعينيات. 1984سنة C.A.A.I.C -إنشاء المركز الجزائري للفن والصناعة السينمائية-

، حلت في منتصف التسعينيات.إنشاء الوكالة الوطنية لألحداث المصورة- إعادة هيكلة مؤسسة اإلذاعة والتلفزة الجزائرية، ثم فصل المؤسستين وإنشاء مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزي.- .2000بعد سنة I.S.M.A.S-إنشاء المعهد العالي للمهن المتصلة بفنون العرض-

من خالل تمويل األفالم ساهم في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة E.D.A.T.I.C-رافيةإعادة تفعيل صندوق تطوير الفن والتقنية والصناعة السينماتوغ-

.2007العربية

.46-45. ينظر، مراد وزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية، م س، صص C.N.C.A-تأسيس المركز الوطني للسينما الجزائرية-

نما بالمحافظة السياحية للجيش الشعبي وعرض فيلم "الليل يخاف من الشمس" سيناريو وحوار في الجزائر تم إنشاء مصلحة السي 1965في سنة -

-1900) واقتباس "مصطفى بديع" وإنشاء المركز الوطني للسينما واإلذاعة والتلفزة الجزائرية. ينظر، عمار أحمد حامد، السينما في القرن العشرين

.199، ص2001ولى، (، منشورات دار عالء الدين، الطبعة األ1999

تم إنشاء مركز التوزيع السينمائي وعرض فيلم تكوين الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينمائية لإلنتاج والتوزيع وإنشاء المركز 1968في سنة -

ينظر، -المعهد الوطني للسينما الجزائرية.الجزائري للسينما، باالظافة إلى إصدار قانون تنظيم الفن والصناعة السينمائية وإلغاء المركز الوطني للسينما و

.207م ن، ص

.210تم إنشاء مركز التوزيع السينمائي وعرض فيلم المخرج محمد سليم رياض "الطريق". ينظر، م ن، ص 1968في سنة -

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

19

الغالب كان عبارة عن أفالم ثورية خاصة في الفترة التي ، غير أن يواإليديولوجواالجتماعي الدولة تكلفت بتسيير هذا القطاع ولسنوات طويلة. ، علما أن 1"قالل مباشرةأعقبت االست

الجزائرية، في حين اإلخباريةاألفالم (محمد األخضر حامينا)بعد االستقالل مباشرة أدار في البالد على وهي أندية سينمائية شعبية بنشره عبية "سيفيه بوب"السينما الش (فوتييه) أحيا

النادي السينمائي في مدينة الجزائر الذي يرأسه وعلى ذلك فإن بعد الحرب،خاصة نطاق واسع، عندما بدأت"أيام 1960كانون الثاني 24"بارتيليمي آمتعال"، عرض في برنامجه يوم

، وبعد عامين أو ثالثة من النمو الحاد (س.م. إيزنشتاين)المتاريس" فيلم "لتحيا ميكسيكو" ل: 1962نشاط له، وكانت البالد عام لألندية السينمائية الشعبية كل أوقف االتحاد الجزائريين

تحوي أقل قليال من أربعمائة دار يملكها األوروبيون جميعا تقريبا، فلما غادروا الجزائر جميعهم الذاتية، فأعطت نتائج سيئة، إذ كان معظم اإلدارةتقريبا وضعت هذه األمالك الشاغرة قيد

معها اضطرتالتلف السريع باآلالت والمقاعد لدرجة أو األمانة، مما أحل المديرين قليل الخبرةى االزدحام كان شديدا، كان الجزائريون يتهافتون إل دور عديدة إلى التوقف عن العمل، رغم أن

مما كان عليه قبل الحرب مستوى قياسيا د، وبلغ الترد الدور التي كانوا من قبل محرومين منهال تجربة سينمائية جزائرية خيالية قام بها فبعد أن كانت أو *1964آب 19وجاء مرسوم

من إنتاج مشترك بين التلفزيون الجزائري 1965بفيلم "الليل ال يخاف الشمس" (مصطفى بديع)ا مع المخرج ن أنتج فيلم، والذي سبق له أ1964والمركز الجزائري للسينما الذي أنشء سنة

.46-45مراد وزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية، م س، صص -1طني للسينما الجزائرية، الذي عهد إليه بإدارة الدور التي لم تلبث أن أممت بمجموعها تقريبا، وظلت عشرون دارا هذا المرسوم أوجد المركز الو -*

سينما سيارة للبرامج المجانية 12ملمتر يديرها المركز الذي يملك باإلضافة إليها 16ل 20ملمتر و 35لعرض 316تقريبا من األمالك العامة مقابل

لتوجيهية" بذلك أصبح المركز الوطني للسينما الجزائرية يشرف على استثمار أكثر كثافة من أي من البلدان العربية لبقاء االستثمار "السينما الشعبية اخارج المماثل في الجمهورية العربية المتحدة، مقتصرا في الغالب على المدن رغم جهود سينما الدولة الرامية إلى إيجاد دورا ومنشآت توجيهية

بالمائة من إنتاج السوق ومكتبة سينمائية وطنية ومعهدا 17كز الكبرى وأسس المركز الوطني للسينما الجزائرية كذلك شركة وطنية للتوزيع تقدم المرا

نيته الضخمة اوطنيا للسينما مهمته تخريج السينمائيين الشباب بسرعة لم يعمل أكثر من عامين أو ثالثة أعوام، وأخيرا كرس المركز جانبا كبيرا من ميز

بالمائة 87لإلنتاج وباإلضافة إلى هذه المنظمة الحكومية الهامة هناك إنتاج وتوزيع مستقلين تؤمنهما شركات أمريكية وفرنسية وجزائرية تشرف على

الجزائر، ولقد روى تفاصيل من حركة األفالم، إن أهم دار لإلنتاج هي "القصبة فيلم" التي أسسها ياسف سعدي غداة االستقالل، وهو أحد أبطال معركةاضطرت 1965-1962المعركة في كتاب "استفلمه" االيطالي "جيليو بونتيكورفو" حتى ليقال أنه كلف مليار من الفرنكات القديمة، وبين أعوام

مرتبطة في معظم األحيان بالواقع الجمهورية الجزائرية الفتية المنصرفة إلى إعادة تشييد بلد نكب وهدم إلى االقتصاد على انتاج األفالم القصيرة

استطاعت الجزائر إنتاج خمسة أو ستة من األفالم الطويلة 1966-1965السياسي كمحو األمية أو حملة التضامن يحققها األخضر حامينا، وفي عام

ومة، وهو توليف إلخباريات عن حرب الوثائقية أو المنتجة إخراجا "الشعب في مسيرة" لروني فوتييه وأحمد راشدي الذي تأسس بين مصوره المقاي، الجزائر، كما حقق أحمد راشدي وحده فيلما طويال وثائقيا أخر "فجر المعذبين" عن يقضة إفريقيا، بتعليق من الكاتب الجزائري مولود معمر

مر "جذع التين" وكان موضوعه إعادة بناء واأليادي الحرة الذي حققه باأللوان الوثائقي االيطالي الشاب "اينبيولورانزيني" وال ذي عنون بادئ األينظر، جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، -الجزائر، أما في مضمار اإلخراج فقد أدار "شاربي" فيلم "سالم العهد" الذي فاز في مهرجان موسكو.

.557حتى 554م س، ص

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

20

لم يكن من السهل اختصار عقد من الزمن ومعاناة قرن ، 1"1964 الفرنسي )جاك شاربي(شيء في عرض ونصف من االستعمار في فيلم واحد لذا حاول )مصطفى بديع( أن يقول كل

ل قفزة السينما الجزائرية عرفت أو غير أن واحد وهذا ما يفسر طول الفيلم ثالثة ساعات وربع، .19662سنة (جوليو بونتيكورفو)نوعية وعالمية مع فيلم "معركة الجزائر" للمخرج االيطالي

1967األنماط الغربية:"ريح األوراس"مستوحاة من ظهرت أعمالو كانت االنطالقة 1970، "العصى والعفيون" (توفيق فارس)ل 1969، "الخارجون عن القانون" (حامينا)لفي وصدر "، 4(الغوثي بن ددوش)"الجحيم في سن العاشرة" لفيلم 1969ي سنة ف، 3(راشدي)ل

ية نحو ، وعرض "دور والتلفزيون إلذاعةون دمج مصلحة السينما والمسرح بمؤسسة اقان 1972 ، وفيلم "الفحام" ل)محمد بوعماري( مولد السينما الجزائرية الجديدة.5"(عمار العسكري)الشرق"ل

كفاءته في خدمة الكفاح خرجين الذي يريد استعمال الممن عرف العقد الثاني جيال مرتبطة بالسياق االجتماعي السياسي، بدأت سينما مغايرة بأقل كلفة وأكثر هجومية االجتماعي و

، تحتل الشاشات حينذاك: "الحاجز" الذهنياتر دي والثقافي، وكذا بتطو والسياسي واالقتصاعبد )ل 1971، "نوى" (محمد زينات)ل 1971دودو"، "تحيا يا (محمد بوعماري)ل 1968

1975، "الوحل"1972، "العرق األسود"(محمد بوعماري)ل 1974و"الميراث" ،(العزيز طولبيلمين )ل 1976، "المستأصلون" (لغوثي بن ددوش)ل 1976، "الشبكة"(سيد علي مازيف)ل

.6(إبراهيم تساكي)ل 1977، "أطفال الريح" (مرزاق علواش)ل 1976، "عمر قتالتو" (مرباح

الغربية على ه الكتب التاريخية الجزائرية و مع ما دونتملتزمة الواقعية و اتسمت هذه الفترة بأساسا من رؤية معينة ، كما ينبثقي األصل بالمكتوب التاريخيااللتزام يتصل ف حد سواء، ألن

.73-72بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، صص -1مجلة آفاق سينمائية، دار ابن الطيب للنشر والتوزيع، العدد األول، ينظر، بغالية أحمد، فيلم "خارج عن القانون" مغالطة تاريخية بأيقون سينمائي، -2

.6، ص 2013 .86محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -3 .214ينظر، عمار أحمد حامد، السينما في القرن العشرين، م س، ص -4 .224م ن، ص -5 .44ينظر، محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -6

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

21

ية لتخرج لنا إنتاجا يعادل التاريخ وال ا يحتم انصهار جزئياته بطريقة التجربة الكل للواقع مم انطلقت السينما الجزائرية وبصورة خاصة بعد ، لقد 1"يفسره فنيا بصورة غير مباشرة، يطابقه

مثال 1974األفالم الطويلة حتى عام إنتاجمجموعة كبيرة من األفالم فبلغ إلنتاجاالستقالل .2المشترك حوالي ثالثة عشر فيلما في الفترة نفسها واإلنتاجحوالي خمسة وعشرون فيلما،

صناعة األفالم، الشريط، على الخبرات األجنبية منها ير التالية مراحل التطو اعتمدت جنة السياسية والنقابية لتهيئة المناخ حياة جديدة لل ات وأعطتمخابر التحميض، األجهزة والمعد

ممارسة سياسة ديناميكية بخصوص المهرجانات ، و اعيالمجتمع الصنبناء و الطبقي للنقابة الحصول على مخزون من األفالم لتجنب استيراد األفالم الرخيصة البرجوازية.و

ملكية أكدت على و 6934تأميم التوزيع حسب القرار قامت الدولة ب 1969عام في عندما و السوق الجزائرية، ة الكبرىاألوربياألمريكية و الشركات أن قاطعت خاصة بعد "لسينما، ا

بعد إفريقيا، ف الحدث الذي أصبح مضربا لألمثال في ،للتفاوضرضخت ت عشر سنوات مر الجيل السينمائي فيما قبل الثورة و أثناءها جاءت دفعة الطلبة المختصة التي كانت قد أرسلتها

ت ك الوقت سنوامرحلة جديدة تمثلت في ذلج، وابتدأت مع هذا الجيل الثورة للتخصص في الخار كان طرح الموضوعات هو الذي يختلف عن مواضيع بالسينما الجديدة، و 1968-1975

، وقد امضمونو التحرير شكالعن حرب ميعها المرحلة التي سبقتها حيث كانت تتحدث ج، الذاتيالتعريب والتسيير االشتراكي و روحة مثل الثورة الزراعية و المطالقضايا كل عالجت كذلك

، وتصبح حتى 3"عجاباإلتنال أوربا وتوزع وتعرض و أن تدخلاستطاعت 1972في سنة و و المعاهد السينمائية األخرى. نمدرسة جديدة في التعبير السينمائي تدرس في الصوربو

ل مرة لدى غة الفرنسية، مصطلح ورد ذكره ألو السينما الجديدة ترجمة حرفية عن الل تعد سي السيا اإلصالحيراد به السينما الجزائرية التي واكبت و 1972سنة (محمد بوعماري)المخرج

.44بغالية أحمد، فيلم "خارج عن القانون" مغالطة تاريخية بأيقون، م س، ص -1 .219ينظر، جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، ص -2 . 240- 239م ن، صص -3

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

22

الحقيقة ن التوجهات الجديدة في البالد، و تعبيرا حرفيا ع 1972 "الفحام"كان فيلم و ،في الجزائرالفن طرحا قبل ذلك مجموعة من السينمائيين الشباب سنة التفكير في دور جديد للسينما و ن أ

ابتعاد عن السينما اإلمكانقدر اإلبقاءفي هذا الشأن دعوا فيه إلى ، وأخرجوا بيانا1970 إنشاءالتفكير في إلىودعوا فيه ،ةالجزائري ية على السينمالحربية التي سيطرت بصفة كل ا

في البنية السينمائية بعد سنة من هذا ر الواقع مع البحث في أشكال جمالية جديدةتصو السينمامن بلدية الجزائر العاصمة تمويل فيلمه "تحيا يا دودو" سنة (ناتيمحمد ز )ان الفن البيان طلب

رحلة جديدة في السينما الجزائرية.الذي يؤسس ميالد م 1971

مصطفى )ل فيلم اجتماعي يخرجه اليومي، فكان أو الواقعإلى المخرجون الجزائريون التفثم فيلم 1972"العائالت المحترمة" (جعفر دمورجي)و كذا فيلم 1972سنة لة" "الغو (كاتب

ثم فيلم "ريح ،1978وفيلم "ليلى واألخريات" سنة "مسيرة الرعاة" 1975 (سيد علي مازيف)يعرض 1977ففي سنة النبش في خبايا المجتمع يستمر ، و (رياض محمد السليم)الجنوب" ل

ة وهو في السينما الجزائري يغير الرؤيا السائدة (مرزاق علواش)على القاعات فيلم المخرج الشاب موضوع عمل المرأة في فيلم" الخطوة األولى" سنة (بوعماري)ر يطو ،فيلم "عمر قتالتو الرجلة"

مع الجزائر من 1973وفقت سنة نل محاولة مشتركة للفلسطينييال ننس أو ، كما 19781انجازه وحدة السينما الذي ساهمت فيلمشترك الذي حمل عنوان "سنعود" و خالل الفيلم ا، 2مليمتر" 35أربعون دقيقة، الحجم و مدته ساعة 1972أنتج هذا الفيلم في سنة الفلسطينية،

( و)أحمد راشدي( إخراج )محمد سليم رياض(. Ania Francos–سيناريو )آنيا فرونكوس

سابقاتها:عماال قوية مثل خلقوا أت استلهامهم من الحياة اليومية و واصل مخرجو الثمانينياحول (راشدي))تكريما للشعب اللبناني المقاوم(، "الطاحونة" ل (فاروق بلوفة)ل 1979" "نهلة

( محمد شويخ)ل 1988 "،"القلعةتكريما للمرأة (مازيف)ل 1987" التعسفية، "حورية التأميمات، فتوضع سوف تجذب انتباه السلطاتهذه األعمال الطالئعية ، األخالق الباليةو قاالنغالفضح

.92حتى 87السينما الجزائرية، م س، من ص بغداد أحمد بلية، فضاءات ينظر، -1 .29مراد وزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية، م س، ص -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

23

ية خالل العشرية السوداء، وبعد تهميش الكفاءات يأتي تحت الرقابة المشددة قبل تجسيدها كل سوء أحوال المجتمع ، خاصة مع 1"دور حركة هجرة واسعة السينمائيين إلى الدول األوربية

ت لهذا حاولنهاية السبعينيات، الذي صبغ العروض السينمائية مع اإليديولوجيانحصار الفكر و (رابح لعراجي)" ل، فكان فيلم "سقف عائلةمجتمعح هموم التشريمجموعة من السينمائيين

سنة " في فيلم "أبناء الريحرومة ( فيتتبع مصير الطفولة المحتساكي )إبراهيم، أما 1982 .ل أن يبق في عالم الطفولةيحاو 1983 سنة "، فحين الفيلم الثاني "قصة لقاء1980

أوأحالم في فيلمه " (جون بيار ليدو)من عالم الطفولة إلى عالم الكبار تقوم تجربة رجل النوافذ" " فيلمه (مرزاق علواش)في نفس التوجه يعرض، و 1981" إمبراطورية األحالم

.19872" " القلعةبفيلم لجزائري بتناقضاتهفي عمق المجتمع ا (محمد شويخ)وص يغ، و 1982

م يجعل ل هذا"، 1990العنف بعد توقف المسار االنتخابي سنة الجزائر دوامة دخلت ياب عسري نتيجة بعد غ، و 3"لكنها انقسمت فعليا خالل هذه الفترةتتوقف و الجزائرية السينما

تنوع المواضيع المطروحة على الساحة السينمائية ه تبدأ تظهر من جديد معوقاتقوانين اإلنتاج و العهد الجديد فتح للمبدعين حرية لم يحصدوها من قبل إذ كانت الرقابة تقصي من تشاء و كأن

بفيلم (جعفر دمورجي)من المخرجين أو النصوص المعارضة لما هو قائم آنذاك، هكذا يعود فيلمه (عمار ترباش)، فحين يصور "ل "األسر الكبيرةفيلمه األو عشرين سنة بعد "الهمة"

" ( "االختطافجمال بن ددوش)ثم 1992" "ماراطون تام (ربيع بن مختار)و 1992" "امرأتان 1994" 350( هالل "الملف عبد الرزاقو) 1993" ( "الولف صعيبمحمد حلميو) 1993

.20024" "لجاية (غوثي بن ددوشو) 1997" ( "المقاومونيحي دبوبو)

(رايح بودراس)" لبلوز الفرد "صحراءمن أهم األفالم التي ركزت على الواقع وتأثيره على السينمائيين لم يهملوا على المجتمع الجزائري إال أن رحلة التسعينيات مع صعوبة مو 1991

.86-85محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، صص -1 .94حتى 43ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -2 .64مجلة آفاق سينمائية، م س، ص مالمح المقدس في السينما الجزائرية، إلياس بوخموشة، -3 .149-148ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، صص -4

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

24

لنوع الكوميديا يعطي األهمية (عمار ترباش) ، لهذا ألقيناماعية الخالصةالقضايا االجتلبورتريه مع " ا (الحاج رحيم)، ونفس التوجه عند 1990عية مع "عائلة كي ناس" االجتما

لفنانين اوص في عالم ( يغابراهيمرشيد بن )نجد كما ألحمر"" الفلفل ا (علي موزاوي)و 1994"ومن ،19901"يختار عالم الرياضة " الجائزة الكبرى (عمار ترباشو) 1992" "الفصل الثالث

.1992العجيب أن تشهد فترة التسعينيات فيلما غنائيا " لحن األمل " ل)جمال فزاز( سنة

ل عمل الجزائر مع نهاية ثمانينيات كان موضوع أو اشهدتهالتحوالت السياسية التي إن يظهر لنا الفيلم مدى 1992" خريف أكتوبر الجزائر" )مالك لخضر حمينا(سينمائي للمخرج

ارتباط السينمائيين الجزائريين باألحداث التي شهدتها بالدهم، و كانت أعمالهم تروم فهم الواقع مرزاق ) 1995وفي سنة المستقبل عن طريق تعرية الواقع استشراقضاته وفي نفس الوقت بتناق

جائزة التانيت الذهبي الذي يفوز بجائزة النقاد العرب و يقدم فيلمه " سالم يا ابن العم " (علواشالخالدة "بيروت/الجزائريقدم فيلم " 1998رج نفسه في سنة المخ ،2تونسبفي مهرجان قرطاج

ن إعطاء تفسير وهكذا تتحدد األعمال السينمائية التي تحاول 3" لألحداث التي عرفتها الجزائر، وا 1994 (حجاج ل)إبراهيممنها " الخسارة " ابية و كانت لم تبتعد كثيرا عن فضح األعمال اإلره

( محمد شويخ)المخرج ، غير أن (يمينة شويخ)أو " رشيدة " ل (جميلة صحراوي)أو " بركات " لتفسيرا رمزيا لألزمة التي تشهدها الجزائر، فكان فيلمه " سفينة الصحراء " مكن من إعطاءت

،19985إلى الموضوعات الحربية مع " زهرة اللوتوس " (العسكري)عمار ويعود ،19884 .19946ا إلخراج " باب الواد الحومة " سنة في ظروف صعبة جد (مرزاق علواش)كذلكويعود

استغل فيها المستعمر "تاريخ السينما الجزائرية منذ النشأة بداية بالفترة الكولونيالية التي ، مرورا بفترة حرب التحرير التي تعتبر رحم السينما الجزائرية، إيديولوجيتهلنشر سالح الصورة

.96-95م س، صص -1 .288(، م س، ص 1999-1900ينظر، عمار أحمد حامد، السينما في القرن العشرين ) -2 .294م ن، ص -3 .202حتى 99د أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص ينظر، بغدا -4 .150م ن، ص -5 .152ينظر، م ن، ص -6

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

25

ها، ثم تحولت مبادئالثورة و المرآة العاكسة ألهداف هذه السينما تي اعتبرت فيهايات الفترة الستينفالثمانينيات التي شهدت ، وفي إيديولوجيتهار عن عب في السبعينيات إلى لسان حال الدولة، لت

، مفرزة أزمة اإلرهاب، 1"لتتصاعد على امتداد التسعينيات زمة السياسيةلى لألات األو اإلرهاص نقص التمويل.خاصة برفع الدولة دعمها للقطاع و مما أثر سلبا على اإلنتاج

، وبصورة خاصة في آب االستعماران إبولى في المغرب األفالم األرت صو المغرب:أخرجت أفالم كثيرة 1914بل عام وق ، من قبل السينمائي الجزائري )فيليكس ميسغش(1907

حقق )ج. بيشون( 1919ل)كاميل دومورييون( مع الممثلة )فالنتين تيسييه(، وبعد العام حققت 1914بعد حرب العام ه ، ويبدو أن 2و"دانييل كينتان" الفيلم الطويل في البالد "مكتوب"طبيعة ما هو اجتذبتهمأوروبيين أو أمريكيين أفالم عديدة في العالم العربي من قبل سينمائيين

ليلة.مشاهد عديدة بتكاليف ق اجتذبتهمواآلثار كما غريب، والفلكلور وجمال المناظر الطبيعية

في مؤلفهما الخاص بالسينما "مصورة تحت الشمس" الذي نشر أحصى )باتاي( و)فيللون( يس األفالم المأخوذة من المغرب، حوالي خمسين فيلما طويال حققت بين عاموكر 1956عام

وكانت وعددا مماثال من األفالم الناطقة لسنوات العشر التي سبقت الحرب، 1930و 1919، وأوروبيين شوهد وصول سينمائيين أمريكيين 1924بعد العام ها، ولكن فرنسية في معظم

كما فعل فيما بعد األلماني ، ل)جاك فيدر("األطلنطيدفي المغرب " قفيلم صامت حق وأفضله أخفق كما أخفقت ، إال أن 1932" في إعادة صنع مناطق لرواية "بيير بينوا )ج. وبابست(، بعد أن وجهته السلطات قصد 3"1929فقد قبل في فيلم "البلد" ا )جان رينوار()بابست(، أم

.1920تخليد الذكرى المؤوية لغزو الجزائر فرجع بذلك إلى الوراء في ميلودراما عصرية سنة

)الرجال الجدد للمستعمردة األفالم الممج 1931ان االستعماري لعام تغلبت بعد البي القتال الثانوي و رات،نتصااالولرجال الفرقة األجنبية الذين يسجلون ل)مارسيل ليربييه( 1936

.2ص ،، جامعة وهران2013-2012منصور كريمة، إتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، أطروحة دكتوراه، إشراف: فرقاني جازية، -1 .549-548في العالم، م س، صص ينظر، جورج سادول، تاريخ السينما -2 .515-514م ن، صص -3

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

26

1936يا في "البانديرا" أصبح جوهريا أساس 1934 )جاك فيدر(في الفيلم "اللعبة الكبرى" لالمغرب، التي كان الفرقة األجنبية االسبانية في "التيرتشيو" أي (جوليان دوفيفييهد )حيث مج في بلدان عربية مختلفة قبل 1945بعد عام الغربية فالمت األ، واستمر (كوفران)الجنرال يقودها مة الفنية، نادرا مامعدومة القي مغامرات وحرب جاسوسية معظمها االستقالل، أفالم كانتوبعد

.1أخذ فيها الممثلون األوروبيون أو األمريكيون الشماليون محليين كشركاء في التمثيل

كانت تظم معامل ي، و سويس استوديوهاتثم " *مركز السينمائيإنشاء ال تم 1944في سنة ، في ير، وصاالت للمونتاج وتسجيل الصوتللتصو وأستوديو رمليمت 16-35أبيض ألفالم

أندريه )ل شريط ناطق وهو "الباب الواسع" مثل فيه مغاربة من إخراج أو كان 1946 سنة)سيماك( أربعة أفالم ناطقة بالعربية هي "ابن القدر" من أستوديوفي نفس السنة أنتج (زوبودا ، و"معروف إسكافي القاهرة" إخراج )جان موران(.2و"أمسية في ميرم" (مارك ماياروكي)إخراج

وتسعة 1948خمسة منها عربية، ثم أنجز فيلمان عام أنجزت أفالم ، 1947عام في المغرب (جالوي)أمريكية، وخالل هذه الحقبة إهتم نها فيلم عربي واحد وثالثة م 1949عام

رواية اقتبس الذي (فيكي إيفرنيل)لتحقيق "كنزي" من قبل ل جانبا من قصره و بالسينما فحع م على نسختين فرنسية/عربية ي الجدار"، وصور هذا الفيلمليف موراند "الثقب فصغيرة إل

ودا(.أندريه زوب)ل من قبل الفرنسي عضو حزب االستقالممثلين مغاربة، بدعم مالي مغربي

.517ينظر، جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، ص -1، أنشئ في ظل االستعمار، وعلى الرغم من أنه استمر بعد االستقالل، فإنه لم يتمكن من النهوض 1944المركز السينمائي المغربي أنشئ عام -*

بية، وهو ينتج عددا قليال من األفالم القصيرة، باإلضافة إلى الجريدة السينمائية، يتمتع هذا المركز باستقالل مالي تام ويستمد بالسينما الوطنية المغر

بالمائة من إيراد دور العرض، وكذلك إيراد اإلنتاج والتوزيع لألشرطة بالمغرب إلى جانب هذا المركز يقوم قسم 3إلى 2ميزانيته من الضرائب "

مقيم نما التابع لوزارة اإلعالم بصناعة السينما من حيث اإلنتاج والتوزيع واالستثمار، والمركز السينمائي المغربي الذي تأسس تحت رعاية الالسيالمركز الفرنسي في مطلع األربعينيات أصبح بعد االستقالل مؤسسة عامة تتبع وزارة اإلعالم والسياحة والفنون الجميلة ومقره الرباط، ويهتم هذا

ينتج حتى عام بتطبيق القوانين التي تنظم صناعة السينما في المغرب، والتي تقوم على كاهل القطاع الخاص، ونظرا للميزانية المتواضعة للمركز فإنه

ئية األخبار المغربية كل سوى الجريدة السينمائية أشرطة قصيرة ووثائقية وتربوية، وبعض المشاهد السياحية في البالد وتوزع الجريدة السينما 1963

سنة حوالي يوم جمعة على مختلف دور العرض في المغرب، ويكون التعليق على األنباء باللغة العربية أو الفرنسية أو االسبانية، وينتج المركز في ال

هذه األشرطة فنيون محليون أو " أبيض وأسود وملون، ذلك بناء على طلب المؤسسات الحكومية المختلفة، ويخرج رمليمت 35-16ثمانية أشرطة "

جتماعية في أجانب متعاقد معهم، كما يقوم المركز بتقديم المساعدات والتسهيالت للمنتجين األجانب الذين يريدون تصوير بعض المشاهد السياحية أو اال

اب الواسع"، وكان هذا الشريط في األصل تحت اسم "الب 1964المغرب، بغية التعريف بالتراث المغربي، وأول شريط ناطق بالعربية أنتج في عام

ما القطاع ناطقا بالفرنسية وقام بالتمثيل فيه ممثلون مغاربة، وقد عرض هذا الشريط في جميع أنحاء المغرب وكذا في فرنسا على المشاهدين العرب، أم مدن المغرب، كما تعرض النسخة الفرنسية في الخاص فهو الذي بإنتاج وتوزيع أشرطة السينما في المغرب التي تعرض نسختها العربية في معظ

ي بعض دور عرض السينما التي يؤمها األجانب وبصورة خاصة الفرنسيين، كما تعرض نسخ باللغة اإلسبانية في الريف المغربي، حيث يجيد األهالمي وال عادات وتقاليد البلد، وأن ال تسيء إلى سياسة اللغة اإلسبانية، وتمر هذه األشرطة على الرقابة ويشترط فيها أن ال تتعارض مع الدين اإلسال

.252-251البلد. ينظر، جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، صص .133، م س، ص1999-1900عمار أحمد حامد، السينما في القرن العشرين -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

27

عصرنا ليرجع إلى حقبة وسيطة ترك )زوبادا( في فيلمه الثاني المغربي "أعراس الرمال"لفيلم الجزائري )حمود براميني( مثل امستلهما أسطورة بربرية، غائمة التحديد، روى فيها

الفيلم محو را يضم حوارا بل ، لم يكن(دنيز كاردي) ( والكورسيكيةإيتو بنت الحسينوالمغربية )ناطقة بلغة ة، وكانت النسخة العربيكوكتو(جان ا موضوعه الفرنسي فقد كتبه )د، أم معرفا بالتقلي

ذا كانت نوعية الفيلم قد أقرت هجات لدى الممثلين، اين الل وتب، وتصاحبها األغنيات اإلذاعة وا ري كان كامال لم يستثمر في المغرب وال فشله التجا بجائزة منحت له في مهرجان البندقية، فإن

على عهد التفاتهفي إفريقيا الشمالية، واستقبل استقباال سيئا في لبنان، حيث أخذ على المحقق ، ويرجع جانبا من إخفاق هذين الفيلمين إلى إعداد ر الحياة العصريةظهمغرق بالشعبية، ولم ي

إلى منع بعض بهم األمر انتهىالذين كانوا يخافون منافسة الرباط، والذي المصريينالمنتجين حقق فيما ت، الذي (جان لوردييه)من الذهاب إلى المغرب لتمثيل فيلم "ياسمين" ل نجمات السينما

ا السبب غة العربية، أم ، والذي شفع فيما بعد بالل الممثلة الفرنسية (جينامانس)قبل بعد من ين المغاربة المعروفين في العالم.فكان غياب النجوم والمغني اإلخفاقاتد هذه د األكبر الذي ح

وذلك بعد أن عدل المصرف انتهت كانت قنبلة السينما المغربية قد 1950بعد عام قبل االستقالل 1956( عن حلمه بجعل الرباط تنافس القاهرة، وفي عام .b.n.c.iالفرنسي )

في لسويسي توفيقا عربيا ل)موليير( "طبيبا رغم أنفه" (هنري جاك)بفترة قصيرة أدار الفرنسي .1قام بأدواره ممثلون جزائريون وتونسيون ومصريون، إذ حقق الفيلم بإنتاج مشترك مع القاهرة

محاوالتباستثناء بعض والتقدماإلثبات مقومات بعد االستقالل يفتقر إلى القطاع ظل فيلم أجنبي في العام، 500 دار تعرض 250حوالي لعرض فهناكأما عن دور ا"، الشباب، وكانت النتيجة الرجوع بالسينما المغربية 2"1960لوطنية حتى عام النزعة المحافظة اتوطدت

وسبب النجاح الظاهري والنسبي لهذه السياسة إلى حالة تجعل منها سوقا لالستهالك والتجارة ال ردون الموزعون المستثمرون المغاربة بعد ذلك.يفيد منها إال المنتجون األجانب والمستو

.551حتى 549ينظر، جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، ص -1 .254-253الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، صص جان -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

28

مقام الستارة الخلفية لمختلف اإلنتاجات العالمية ال تزال المغرب تقوم 1966حتى عام كلود )ل 1955الغريب "ماري شانتال ضد الدكتور خا" فيلم خاصة األفالم البوليسية كوبصورة 3و 2نسبة مؤوية تتراوح بين بموارده تضيءمركز السينما المغربي ، وقد كان ال(شابرول

.19591عام حتى ات هذا المركز اإلدارية بالمائة على موارد دور العرض، وامتدت سلط

16قاعة 30و رمليمت 35قاعة لعرض 196تملك "كانت المغرب 1965في عام د عليها عشرون مليون متفرج أي بواقع ثالث تذاكر سنويا للفرد الواحد وكانت يترد رمليمت

بالمائة( تتبعها فرنسا مع الفارق الكبير 14البرامج مقدمة في الغالب من الواليات المتحدة )بالمائة( التي تنافسها الهند 14بالمائة( وتتعادل معها تقريبا الجمهورية العربية المتحدة ) 16)نصف السكان المغاربة نجاح أفالم بومبي النسبي راجع بصورة خاصة إلى أن ف ائة(بالم 6)

لغة اإلذاعة.عن العربية المغربية بعيدة جدا ، وليس العربية وأن 2"يتكلمون البربرية لغتهم األم

أربع بدايات في مسيرة السينما المغربية بداية بجيل التأسيس (مصطفى المسناوي)د حد هذا الجيل إلى فئتين متمايزتين، فئة المؤسسين أو نقصد بهم المخرجين الذين أنجزوا يمكن تقييم

محمد التازي وأحمد ) وهم على التوالي 1979-1968لى ما بين سنتي أفالمهم الطويلة األو عبد )و ( "عندما يثمو النخيل"عبد العزيز الرمضاني والعربي بناني))الحياة كفاح( و (المسناوي ("الكنز المرصود".محمد عصفور)و "شمة"و( حميد بناني)و ( "شمس الربيع"لحلواللطيف

منهما ، سطر كل اتجاهينلى هو تكوين بالنسبة للمرحلة األو االنتباهل ما يلفت أو إن مع مرحلة الرواد ستدخل السينما المغربية و ة والجمالية،م اختياراته األسلوبي بشكل واضح معال

مة ث اإلخراج وذلك عبر إنجازات تتنافى قي من حي التأسيس الفعلي لحظة 1971بدء من عبد اهلل المصباحي ومحمد )مثال يندرج في صنف البضاعة المبتذلة ومضمونا، منها ما

ب )مصطفى الدرقاوي( أو التازي( ومنها ما يطمح لتحقيق نموذج "سينما المؤلف" عبر التجري تعقيدا السميحي(، ومنها أخيرا ما كانت طموحاته أقل عبر توظيف سيميائية العالمة )مومن

.551ينظر، جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، ص -1 .552جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، ص -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

29

)سعد إلى بعض الهاويين باإلضافة)الجياللي فرحاتي، أحمد المعنوني، أحمد البوعناني( سيرتسم خطان تعبيريان: هذا الحد إن ، الشراييبي، حكيم النوري( والوافد من المسرح )نبيل لحلو(

بعض دول العالم الثالث، يسعى إلى التموقع في صف ل المتأثر بالموجات التجريبية فياألو ، والثاني يختزل (الدرقاوي، السميحي، البوعناني)سينما ثقافاتية على مقاييس سينما المؤلف:

عبد اهلل المصباحي، حكيم النوري، ): شواط باقتفائه للنماذج الكفيلة لضمان إقبال الجماهيراأل ا كثيرا في تحقيق التجانس الكافي بين الشكل والمضمون. هؤالء لم يفلحو غير أن (محمد التازي

د بن د ك)سعن جد سينمائيو ر ظه 1988-1980صندوق الدعم السينمائي سنة مع إنشاء" و"لال 40000، و"تراجيديا (عبد اهلل الزروالي، و"أصدقاء اليوم" ل)سودة( بفيلم "ظل الحارس"

، ثم ، و"ماتذروه الرياح" وغيرها(لحلو عبد اللطيف)، و"شبهة" ل(محمد التازي)شافية" لايا مستلهمة من المجتمع، توازى مع قضت السينمائية كإبداعبالعملية ترتبطاأفالم ت ستخرجاوفيلميه "ليالي (مصطفى الدرقاوي)ب ل، وسينما الفن والتجري (محمد أبو الوقار)"حادة" ل اهمن

، ثم "أنا 1992ب فيلمه "قصة أولى" ، إلى جان1985و"عنوان مؤقت" 1982شهرزاد الجميلة " وأسطورة الليل". 44( في فيلم "مومن السميحي)اعتماد التاريخ لو ، 1995بصيغة الماضي"

إشراك المتفرج بمحاوالتهم تأسيس توجه يقوم على سالمة الحكي أحسن بعض المخرجين [...] (حسن مفتي)خصوصا بعد اإلقبال الجماهيري الذي لقيه الفيلم الغنائي "دموع الندم" ل

صين على متخص االعتمادة وصياغة السيناريو، عبر أوسع لسلك القص اهتماموهكذا أعطى فريدة )محمد عبد الرحمان التازي( و)ل "ابن السبيل" (نور الدين الصايل)اصين مثل وقص "حالق درب الفقراء( "يوسف فاضل)لجياللي فرحاتي( و)ل "عرائس من قصب(، "بليزيد

هذا التوجه والواقع أن ، (أحمد المعنوني)ل أليام" "أليامو "الحال( "ومارتين شيكو ركاب)محمد لمن المتعة البصرية والمضمون ي بدوره بقدر ، الذي حضيجمهور قد أثمر، إذ عرفت إقبال

الكتابة السينمائية في مجمل هذه األفالم كانت مداهنة دون أن تسقط في الحكائي، خاصة وأن ها ر هذه الخطوة بطريقة أكثر إيجابية لوال أن ما كان بإمكان أن تتطو غوية ولرب تدجين وظيفتها الل

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

30

تشكو من هشاشة الصوت والصورة، وطغيان الجانب الفوتوغرافي والتسجيلي، وما يتبع ذلك من بطبيعة تكوين جيل لمحترف والحبكة الدرامية وهي خصوصيات لها ارتباط وثيقغياب الممثل ا

لالتجاه الهوليودي السائد.هذه المرحلة، الذي تمدرس في المعاهد األوروبية المعادية

التبسيط من طرف بعض ولكن بصورة يطغى عليه هذه الخطوة ستكرسسعينيات لتأثناء اوالذي أسهمت فيه عوامل ثقافية واجتماعية "الجمهورالتصالح مع "السينمائيين تحت شعار

عامة، كتدني الصرامة لدى رواد القاعات المشكلين في الغالب من شبان لم يحظ بوسائل نشر كقضية جوء إلى مواضيع الل المخرجين تنبهوا بذكاء إلى المعرفة السينمائية، وكذلك لكون هؤالء

سوف رفي سياق هذا التصو ، و جرة السرية والجنسالمرأة وتعدد الزوجات والمهن الحرة واله، تعقيداتها ي المدينة بكل تخرج للوجود جملة أفالم تتعرض عموما للمظاهر العصرية للحياة ف

أو من الدراما ئية تغترف من الكوميديا الهزلية "البحث عن زوج مراتي"ضمن وصفة سينما ية.هذا تحت غطاء الواقع وكل ساء ونساء"ن"، "مصير امرأة"، "لمغتصبةالطفولة ااالجتماعية "

شاطئ األطفال ت أخرى "ظل ير من التبسيط في كث االنزالقفيما لجأت هذه األفالم إلى منجذبة بين الجنوح نحو صالة الغائب""، "يوميات حياة عادية" ،"باب السما مفتوح"، "الضائعين

الطليعية في السينما، وهذا ما أفقدها في األخير هويتها، وال االتجاهاتالبساطة والميل نحو عبد القادر )ل، وكذلك يمثل النموذج األكثر جالء ضمن التيار األو (حكيم النوري) أن شك ، "حب في الدار البيضاءنبشه للطابوهات من خالل أفالمه " كظاهرة فريدة في كيفية (لقطع

إنتاجمن بين القدماء الذين يشتغلون ولديهم (يم النوريحك)، ف1"بيضاوة"، "الباب المسدود"و"قدر النساء" 1993و"الطفولة المسروقة" 1979غزير ومن بين أهم أعماله "ساعي البريد"

وأخيرا "لها مرض السكري ومتوترة 1997و"حدث بسيط" 1995و"سارق األحالم" 1998عبد )"الشرق" و (مومن السميحي)"ألف يد ويد" و (سهيل بن بركة)و 1999وترفض العالج"، وهناك جائزتان كرم بهما 1998"باب في السماء " (فريدة بليزيد)" و"باديس (الرحمان التازي

.56، ص2001، عدد السابعلأي جيل ألي سينما، مجلة سينما، طباعة مجمع كورالي، ا-ينظر، محمد الكحالوي، نهضة السينما المغربية -1

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

31

السينماتوغراف العشرون لقرطاج لفيلم "في الدار أليام شابان: األول:"التأنيت الذهبي" مخرجانلذي يتحدث عن المنفى الداخلي ا (محمد عسلي)ل فيلم طويل لالبيضاء المالئكة ال تطير" أو

لبأو (لحسن لقزولي)لفونية" بالعربية واألمازيغية، والثاني"بورصة الفرنكو و"طنجة" ل فيلم مطو المخرج 1994في سنة ، 1"إلى المغرب لحضور دفن أبيهالذي يحكي قصة شاب رجع

.2ه "خيول الحظمفيلمغربية بيفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الرابع للسينما ال (الجياللي فرحاتي)

لمنتجين، ولكن ف فقط على المخرجين واحيوية السينما ال تتوق تبين أن االبارونامهذه عندما تتدخل المؤسسات وتأخذ "أيضا على دعم الدولة التي وضعت السينما تحت وصايتها،

مؤيدة لتطوير وفي غياب عقلية عمدالنما يصبح االنتعاش ممكنا وبدون السي االعتبارن بعي ، وبدون التعاون لم يكن للسينما المغربية أن تنطلق في األلفية بهذه السرعة.3"اإلبداع

السينما في تونس وقفنا على أكثر من مصدر عرفت تونس في تتبعنا لتاريخ تونس:ل ل في باريس، كما عرفت أو السينما كعروض، بعد شهور قليلة من العرض السينمائي األو

ر ريقي، عندما أخرج الناقد المصو صنع سينما وطنية على الصعيدين العربي واإلفمحاوالت لم هذه المحاوالت ، ولكن 1921ل )الزهراء( عام فيلمه الروائي القصير األو )شمامة الشيكلي(

يتح لها أن تستمر، واقتصر اإلنتاج السينمائي على األفالم التسجيلية والقصيرة التي أنتجها الفرنسي، ثم االستعمار في ظل 1946التونسي الذي تأسس عام ينمائيالمركز الس

ل من تونس كانت البلد األو يبدو أن و ، 19494ت محل المركز عام استوديوهات إفريقيا التي حل فيلما طويال وطنيا حقا، كان بوسعنا أن نقرأ في المجلة تالبلدان العربية الذي حقق بين كل

ناقدا سينمائيا تونسيا من أن 1924تشرين األول 30األسبوعية الفرنسية "مون سينيه" تاريخ زال" )فتاة قرطاجة( وهو قد أنتج مؤخرا "عين الغ (يكليشماما الش)طليعة أنصار السينما، السيد

المشاهد في الخارج. ي، إذ مثلت كل قتضي أي عون ممثل، لم يمشبع بالطابع المحليعمل

.80محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -1 .285، م س، ص1999-1900ينظر، عمار أحمد حامد، السينما في القرن العشرين -2 .81محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -3 .260-259ينظر، جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، صص -4

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

32

-1914هذا السينمائي التونسي الذي أصبح مصورا منذ مستهل القرن بين أعوام امتاز، التي (هايدي الشيكلي)بية على الجبهة الفرنسية، مثلت عين الغزال إخبارية حر ألفالم 1918

، قد الحظها قبل "نيس"المقيم في (أنغرامريكس )ابتكرت النص كذلك، وكان المحقق األمريكي فأعطى دورا صغيرا (رامون نوفارو)ان ما كان يصور فيلم "العربي" مع شهور قليلة في تونس إب

وقد وضع تحت تصرف تونس "باي"للفتاة التي أصبحت في الفيلم الذي أداره أبوها، وكان الفيلم عديدين إال أن خاصا ثانويينلتصوير فيلمه، قصره ومدرسة قرآنية وأش (شماما الشيكلي)

حصل على نجاح تجاري قليل، فلم يستطيع السينمائي إال أن يحقق بصعوبة فيلما طويال آخر كتبت ابنته نصه كذلك، دون أن يقدر على إنجازه لعرضه على الشاشات التونسية أو الفرنسية،

قد أنقذته المكتبة السينمائية التونسية فيلم "عين الغزال" ذلك األثر السينمائي العربي الثمين إن قد 1928عام (دوكوكليه)سها نسية التي أس شركة األفالم التو ناك ما يؤكد أن ولكن ليس ه

)فيرايوركين( كانت ستمثلها. سطورة الكوربوس" اللذين قيال أن حققت بالفعل "سرتاتوما" وال "أ

غة العربية، أن يحقق فيلمين طويلين في تونس ناطقين بالل )آ. كروزي("لقد حاول الفرنسي بسبب الحرب والثاني 1939توقف عام (فيلفيا شيما)ل "مجنون القيروان" مع الراقصة األو لكن

فرانكو-ا الفيلم الفرنسي العربيأم ، (كير رضا)مع المغني المصري 1949"علي ابن الجنوب" فلم (رشدي)واألصوب (حسيبة بوشادي)مع الممثلة 1935"تارغي" الذي شرع فيه عام -آراب

ه اختفى بعد تحقيقه دون أن يخلف آثارا تذكر.، أو أن 1"يصور

يات ونخص بالذكر لقد كانت بداية مسك التونسيين بالشأن الثقافي في بداية األربعينثم في مرحلة ، ا فاعال في بداية تونسة السينماالذي كان له دور (الطاهر شريعة) السينمائي

للصورة ياإلستنبات، من هذا المنطلق (عمر الخليفي)للمخرج والتالخمسينيات مع أولى المحاعن الذات حيث حملت على عاتقها هموم بحثد الكولونيالي، صارت الصورة الفيلمية في العه

.2التونسية من ناحية أخرى ولالنشغاالت ألهوياتي االنتسابالتوانسة من ناحية، وقلق

.546-545سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، صص جورج -1 .113ينظر، وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

33

والمخابر العادية "لمماثل أفريكا" ونس قاعة التصوير الصغيرة جهزت في ت 1945في عام لتفي بحاجة أفالم دعائية محلية، أو أن تقدم خدمات تافهة 1946فلم تكد منشآتها حتى عام

قاعة 71رون مناظر خارجية لتونس، كانت البالد تظمللفرنسيين أو األمريكيين الذين كانوا يصو يؤمها ثمانية ونصف ماليين من 1956عام رمليمت 16قاعة عرض 34و رمليمت 35عرض

، أنشء مركز سينمائي د ثابتتين تقريباعدد دور ووسطى الترد النظارة، وبعد عشرة أعوام ظل ، ووجب 1949عام ه حل لكن "الباي"بموجب قرار من 1946حزيران 13تونسي بتاريخ

انتظار االستقالل ليبذل مجهود حقيقي كمحاولة إلنتاج أفالم تونسية، وذلك مع تأسيس شركة (.S.A.T.P.E.Cالتونسية لإلنتاج والترويج السينمائي) عهد الجديد ثم الشركةال

مع تي أصبحت مستقلة "جحا"في تونس ال (جاك باراتييه)حقق الفرنسي 1958في عام يطاليين يين )عمر الشريف( وتونسيين )الراقصممثلين مصر نال هذا الفيلمفرنسيين، و ة زينة( وا

لم يلق قبوال حسنا من جانب سواد الجمهور في معظم البالد العربية في مهرجان كان، الجائزة [...] حصل على تقدير رفيع من جانب بعض النقاد التونسيين هوحتى في تونس نفسها، لكن

س في األندية ، وهو الذي تأس ( في السينما التونسيةالطاهر الشريعة)نفخ 1946فمنذ العام ، وهكذا فرنسية ولكن بمعاونة تونسيةنتج فيلمين طويلين بإدارة 1965عام ية، ففي السينمائ

تونس هي البلد المغاربي الذي قدم فإن ، 1"1965وبانتظار نهضة السينما التونسية الجديدة عام استثمارها ال يزال قليل االنتشار. أكثر من سواه أفالما على مستوى دولي، مع ذلك فإن

، غير أن (عمار الخليفي)ها شركة لإلنتاج، أهم عدة شركاتاالستقالل تأسست بعداإلنتاج لم يزدهر إال بعد أن أنشأت وزارة الثقافة )الشركة التونسية للتنمية السينمائية واإلنتاج(

بالمائة من األسهم، والتي بدأت 50والتي كانت تساهم فيها الوزارة بأكثر من 1962عام كما م،فيلم في العا 300ان عددها حوالي ، وك1966األفالم األجنبية منذ عام رادياستتحتكر

دار( وتملك استوديوهات جمرك التي أنشأت عام 140كانت تؤجر بعض دور العرض )كبير بالسينما، فهناك اهتمام، وتعتبر أحدث استوديوهات متكاملة في إفريقيا وفي تونس 1968

.548-547جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، صص -1

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

34

تحاد لهواة السينما عام 1950إتحاد لنوادي السينما منذ عام ، كذلك تقيم وزارة الثقافة 1973، وا عامين أيضا األيام ، وتقيم كل 1964الدولي ألفالم الهواة منذ عام امين مهرجان قليبيةع كل

ألصحاب دور العرض وثالثة وفي تونس نقابة للموزعين و ، 1966عام السينمائية بقرطاج منذميدان صناعة سواء العاملة فياألجهزة للسينمائيين، وجمعية المخرجين، وتشارك جميع هذه

.تي تبحث عن شؤون السينماالثقافة السينمائية في كافة اللجان الحكومية الفي السينما أو

ل فيلم تونسي أخرج أو ة في تونس، الذي هو رائد السينما الوطني (عمار خليفي) ال شك أن بعنوان "الفجر" بمعاونة وزارة الثقافة وفيه كما في أفالم الطويلة التالية، حاول 1966طويل عام من االقتراباإلقطاع، هادفا بذلك إلى و االستعمارالكفاح الشعبي ضد صورا منأن يقدم

غم من فداحة يضا، وعلى الر أ مشاهدة الفيلم التونسيجمهور هذه السينما في تونس ودفعه ل .1كانت ضرورية لتأسيس سينما وطنية ، لكنعان أمثال هذه التجربةالثمن حيث

بنات األولى إلرسال الصورة السينمائية في بداية الستينيات، موازاة مع حركات الل انطلقتوذلك مع بداية سن قوانين تنظيم القطاع المزمع إنشاؤه "في المجال المغاربي، الفعلي االستقالل

رة قادها وزير الثقافة متحر بإرادة سياسية استثنائيا (الطاهر شريعة)ببادرة من السينمائي ، هادفين بذلك تأسيس مشروع سينمائي تونسي، كانت الصورة المختلفة (ي القليبيالشاذل)

ل مهرجان سينمائي عربي إفريقي والفاعلة في تلك الفترة سباقة في الوجود من خالل تأسيس أو المواضيع ، ولعل 1966وأيام قرطاج السينمائية سنة 1964)مهرجان سينما الهواة بقليبية سنة

محاولة لطرد الفترة كانت هي المالحم التي خاضها الثوريون التونسيون في المهمة في تلك، لم تتم التطرق ألحداث االستعماريلوقائع التاريخ من استحضار غمالمستعمر، وعلى الر

يع الرموز التاريخية لقرطاج مثل )عليسة ، ونذكر على سبيل المثال مواضة تهم الحضارةتاريخي، بل اقتصر تجسيد الذات التاريخية 2"والحروب والصراعات والغزوات وحنبعل وعقبة بن نافع(

ذاكرة قريبة مقارنة بالموروث التاريخي.بم أساسا تفي أحداث سياسية ونضالية ته

.261-260ينظر، جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، صص -1 .113وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

35

فرض العطاء فكان فيلم "مختار" سنوات المواليةلسينما الوطنية التونسية عبر الوفرت ا (عبد اللطيف بن عمار)ل بسيطة كهذه"حكاية ، وفيلم "1968عام (صادق بن عيشة)ل

المخرجان إلى أسلوب خاص على حساب رفض الجمهور السائد، هذان، وقد توصل 1970أن يوفق بين 1972فقد حاول في فيلمه )...وغدا( الذي أخرجه عام (ابراهيم باباي)أما

"رسائل من سجنان" ل من السبعينيات فيلم ، ويعتبر النقاد بين أفالم النصف األو االتجاهينوأكثرها تكامال، من أفضل األفالم التونسية 1974والذي أخرجه عام (عبد اللطيف بن عمار)لطنية عن كفاح العمال في ومرتبط بأصول الثقافة الو بأسلوب واقعي (بن عمار)ه يعبر وفي

من ( ةالصادق بن عائش)لمخرجه زياء" تصوير فيلم "عارضة األفقد تم 1977م ، أما عاتونس .1"شمس الضباع" (رضا الباهي)إلى فيلم باإلضافةإنتاج الشركة التونسية للتنمية السينمائية

في ساهمتتحوالت وأحداث سياسية هامة االستقالللقد عاشت البالد التونسية بعد والحركات الطالبية (البورقيبي اليوسفي)على غرار الصراع "التأثير على الخطاب السينمائي

ية والجمالية عمقت اإلسهامات الفن وبقطع النظر عن القضايا المطروحة، فإن ، وثورة الخبزاألبعاد السينمائية، وألقت الضوء على الذات التونسية من زاوية معينة، لقد تم استحضار

ي فيلم "برق عبر التاريخ التي تظهر ف االعتقالة نماذج من قبيل عبر عد االعتقالمواضيع في النضالي االعتقالمن صورة برق إلى جانب انطالقا، صورة العبيد (علي العبيدي)الليل" لمثل (عمار الخليفي)عليها السينما الوطنية، ويظهر ذلك من خالل أفالم ستتأس التي األفالمالهادي بن )" و" والمقاوم علي بن فذاهم في "التمرد" والمقاوم مصباح الجربوع في "الفالقة"فجر

في "التحدي"، كما ظهرت الذات المعتقلة في أفالم أخرى مثل "سجنان" و"صمت (جاب اهللمثل "يوسف" في ن حاضرة بالمعنى المباشر السياسي، التي لم تك االعتقالالقصور" إلى جانب

استحضار صورة لقد تم ،2"ث اعتقل لنشاطاته المعارضة للسلطةفيلم "صفائح من ذهب" حي االعتقال في أفالم تهم القضية الفلسطينية كما في فيلم "الخطاف ال يموت في القدس.

.261ينظر، جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، ص -1 .120-119وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص -2

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

36

د ذلك ، وقد ول االجتماعيةفي موضوعات السينما لقد كان البؤس اليومي تيمة أساسيةتمثل له على خلفيات إيديولوجية وسياسية وثقافية، وهو ما االرتكازبتصورات جمالية تأسست

فيلم االستعمار، و الذي يطرح مسألة الثقافة في تونس ما بعد (صادق بن عيشة)لم "مختار" للفيدينة، حيث ركز باباي على سحر الم (رضا الباهي)و"شمس الضباع" ل (إبراهيم باباي)"وغدا" ل

لنمط (الباهي)، في حين يتعرض لبطالةظاهرة افي المدينة، و االندماجوظاهرة النزوح ومشاكل من صيد البحري إلى السياحة. ير سكان القرية نشاطهم، حيث غاالجتماعي االختاللآخر من

وقائع يومية ومظاهر بنظرة ناقدة في فيلمه "خليفة لقرع" (حمودة بن حليمة) يرصد (علي منصور)المجتمع ما قبل الحرب انطالقا من قصة البشير خريف، يروي لنا أيضا

نظرة ناقدة إلى المدينة ب "فردة ولقات أختها" يوميات ريفيين في طريقهما بأسلوب طريف في فيلم (مختار العجيمي)في فيلم "ريح السد" و (النوري بوزيد)لوضعية البطالة والسياحة، كما تطرق

اول موضوع الشذوذ الجنسي والزواج.عبر تن االجتماعيةفي فيلم "باب العرش" إلى العاهات

"حلفوين" كما كان المعيش الفلسطيني لممن خالل حي شعبي في (فريد بوغدير)يقدم كانت الرياضة حاضرة و ، "الخطاف ال يموت في القدس" (رضا الباهي)ئيلي محور فيلم اإلسرا

كأس العالم، لمناسبة ترشح المنتخب ب 1978سنة (محمد علي العقبي)"كرة وأحالم" ل من خالل .1تونسيكظاهرة في المجتمع الالكرة الذي تناول موضوع (محمد دمت)"الكأس" لوكذلك فيلم

يطارد النفاق واإلقطاعية وعداوة "الذي (نوري بوزيد)قليلون السينمائيون المستبسلون مثل فيلم المالئكة" وهو فيلم في (رضا الباهي)و"بزنس" أو المرأة عبر "رجل الرماد" و"قباقب الذهب"

الذي (ناصر قطاري)ة وذلك بعد فيلم "عشبة ممنوعة" و"شمس الضباع" أو نتفاضحول االفرض على نفسه بعد فيلم "السفراء" الذي يعالج سمسرة الهجرة ثالثين سنة من الصمت قبل أن

"أخرجي يا صديقتي" وهو فيلم توج في أيام قرطاج السينمائية لعام يرجع وراء الكاميرا إلخراجبعد "الرحلة" 1999الذي أخرج فيلم "القيلولة الغرناطية" (د بن محمدمحمو )لنذكر أيضا 2000

.119-118ينظر، م س، صص -1

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

37

رمز الحياة في طبعها 1992"دوفر أوستاند" و"الشيخان"بدون توقف لمغترب و رحلة 1982، 1984الذي أخرج فيلم "ناصبوا معالم الصحراء" (ناصر خمير)الهش والزائل، وال ننسى أيضا

فريد )عن صمت "البحث عن أسرار الحب" ونتساءل 1990""بحث عن الذاكرة" و"عقد الحمامة، ونتساءل عن صمت )مفيدة تالتلي( التي 1"بنت الفاميليا" و"صيف في القوالت" (بوغدير

.1998ثم فيلم "فصل الرجال" 1994بفيلمها "صمت القصور" "كان"صعدت أدراج قصر

نة التي جاء بها على الشاحتانيين الذي أطلقه الموري االسمسيارة العفاريت هذا موريتانيا: ل من حمل الشاشة الكبيرة إلى موريتانيا بداية ستينيات هو أو (غوميز)كان الفرنسي ، المستعمر

وبعض مدن الداخل، تلك الدور طنواكشو القرن الماضي فقد افتتح دورا للعرض في العصمة بلد وهو الشاعر ورجل األعمال ال ل موريتاني يحمل اسم السينما فيالتي آلت ملكيتها إلى أو

، الذي اشتراها وأضاف إليها أخريات، حتى بلغ عدد دور العرض السينمائية التي )همام أفال(نسمة، وقد أضاف 400000التي كان تعدادها حوالي طنواكشو دارا في العصمة 11يمتلكها

"تيرجيب" "ميمونة" أفال إلى التوزيع مهمة اإلنتاج وهكذا أنتج ثالث تسجيالت سينمائية هيبنة األولى للسينما الموريتانية، التي رغم خلوها و"بدوي في الحضر" تلك الثالثية التي تعتبر الل

عتبرت في زمنها طفرة تستحق الذكر.ها امن بعض فنيات الصناعة السينمائية، إال أن

عه س مالجيل الذي أس بوفاة همام أفال )أب السينما الموريتانية( و دخلت السينما الموريتانيةعصفت بدور العرض واحدة بعد األخرى، فمع بداية مرحلة سبات هذا الحلم السينمائي

الذي استرعى انتباه جمهور الصاالت السينمائية كما الموريتانيس التلفزيون الثمانينيات تأس القاعات لتي تعرضها بدأت ظاهرة محالت الفيديو في األحياء التي تعرض نفس األفالم ا

في بدؤواالذين ، هذا فضال عن ضعف الرقابة على أمالك دور العرض ومسيريها بأسعار زهيدةلي عنق القانون وتقديم رشاوي للمشرفين على الوكالة الموريتانية للسينما من أجل استجالب

ارة توقفت العوائل عن زيفظ، و وخارجة عن الذوق العام للمجتمع الموريتاني المحا رخيصةأفالم

.82-81صالح، الجسر السينمائي، م س، صص محمد بن -1

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

38

دور العرض واقتصر الجمهور على المراهقين وأطفال الشوارع، وشيئا فشيئا توقفت صاالت نما تحول البعض اآلخر إلى قاعات لحفالت ل أغلبها إلى مخازن تجارية بي السينما، وتحو

االتصاالتالزفاف، وآخر هذه الدور صمود استخدم في عرض مباريات كرة القدم، وجاءت ثورة بيت الجمهور الموريتاني عن دور العرض خصوصا بعد انتشار الفضائيات في كل لتزيد بعد

.1المجتمع الموريتاني مجتمع مستهلك للصورة بدرجة كبيرة وعلى كل كوخ، فمعلوم أن

ر إلى التي يربوا ساكنوها على المليون نسمة تفتق طنواكشو صمة االع"هكذا إذن أصبحت ، وانحدرت حد والعشرينالقرن الواو أمر غريب في وهثالث عقود، دور عرض سينمائي مدة

رات نمو السينما في 2"نمائية إلى الهاويةالصناعة السي ، وفي ظ ل هذا الحصار كانت مبر موريتانيا ضئيلة جدا و كان البد من وجود بديل، و هكذا هاجرت العدسة الموريتانية إلى أوربا.

محمد ولد )الثمانينيات أنجبت موريتانيا سينمائيين كبار من أمثال في السبعينيات و و 1967" فيلمه األول "جولة في المنابع (هندو) هومن أشهر أفالم **(محمد هندو)و *(السالك

، فدفع ضريبة هذا ر طواعية العودة إلى وطنهه قر هي قصة إفريقي أسود هاجر إلى فرنسا، لكن يعالج بعمق ورؤية مشكلة اإلطالقعلى وهو أشهر أفالمه 1969" القرار وفيلم "أيتها الشمس

قصة زوجين فرنسيين من خالل 1969فيلم " كل مكان وال مكان " و بربطها باالستعمار،الرق و في هذين الفيلمين 1973" رانكميالعرب الزنوج أو جو فيلم " 1973فيلم "جيراني" واقع إفريقي،

رة يضيف إليهم الضوء على واقع األفارقة السود في فرنسا لكن هذه الم (محمد هندو)يلقي ى عديدة منها "ملك د أخرج أفالما أخر العرب في أوربا، وقالمصير الموحد بين األفارقة و العرب و 1978والبوليساريو شعب مسلح 1976كفينا من النوم حين نموت" ي"و 1969الجال"

.2ينظر، م س، ص -1 .3م ن، ص -2الذي يعتبر أول متخصص في التصوير السينمائي في موريتانيا، و الذي رافق )همام آفال( في أفالمه الثالث قبل أن يعمل الحقا في تصوير -*

أسيس التلفزيون الوطني، وقد توفى في انفجار طائرة كانت تقله رفقة الوزير األول نشاطات الحكومة الموريتانية و توزيعها على وسائل اإلعالم قبل ت ، م س ص.1980الموريتاني )ولد بوسيف( سنة

مثل أسود غادر إلى فرنسا مهاجرا سريا، وعمل طباخا وحماال، قبل أن تغلبه ملكته الفنية و تحمله خشبة المسرح الفرنسي التي ذاق بها ذرعا كونه م-**مجتمع عنصري، فاختار طريقة الفن السابع ليدرس السينما، حاول في بداية مشواره السينمائي إخراج أفالم متوسطة بمجهود شخصي عالجت في في

.4، ينظر، م ن، صأغلبها مواضيع الهجرة و العنصرية و التمييز، ومشاكل القارة اإلفريقية

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

39

لينتهي به 2004 "فاطمة"ثم 1998 "وطني"و 1994 "ضوع أسودو" 1986" ساراوينا"و .(ايدي مرفي)لصوت النجم األمريكي مدبلجالمطاف مقيما بالعاصمة الفرنسية ويعمل ا

، ثم (محمد هندو)هو اآلخر إلى فرنسا في نفس الفترة مع *(سيدني سوخنا)المخرج غادر عبد الرحمان الوجود المخرج ) إلىمن القرن العشرين حينما برز الثمانينياتكانت أواخر

" صور فيلم، و"في انتظار السعادة"، كما 1989، ومن أهم أعماله "اللعبة" عام **(سيساكوفي تونس، 1997" صابرية " وهو اقتباس لجون لفونتان، 1996العصا المترنحة" الجمل و

ا على الحب بعد تعرفهم ويحكي قصة صديقين تصبح عالقتهما على المحك في مواجهة معندا اروستوف الروسية في اتجاه لو وهو رحلة المخرج من 1997" روستوف لونداالبطلة، "

ي ضربت عت أخباره بعد الحرب األهلية التالذي انقطه العاصمة األنغولية بحثا عن صديق ما خلفته الحرب دون أن يصورها مباشرة. ، ويحاول الفيلم أن يضعنا في جو 1"أنغوال

السينمائية سوق العروض نالت ليبيا استقاللها ومع ذلك فقد ظل 1951في عام ليبيا:تعرض حوالي عام دور العرض التي يبلغ عددها حوالي ثالثين دارا ، ففي كل فيها تابعا اليطاليا

غيرها أو أكثر من األفالم األمريكية، و عشرة أفالم خمسين فيلما مصريا وأربعين فيلما ايطاليا و دون ترجمة عربية، وفي دور عرض فالم االيطالية كانت األم الدول الغربية، و من أفال

مخصصة لألجانب فقط، كما فرض آنذاك على جميع دور العرض أن تعرض يوم األحد جانب، أربع دار للعرض منها تسع لأل 13مثال كان في طرابلس 1966أفالما، ففي عام

الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم في فيس باكو 1975باكورة أعماله "الجنسيات المهاجرة" هاجر من أجل الدراسة و تخصص في السينما و أخرج -*

، بعد ذلك عاد من منفاه االختياري إلى أرض الوطن، لكنه ترك الحلم السينمائي هناك في فرنسا، وتفرغ 1978، وفيلمه الثاني "سافرانا" 1977سنة .5، م س، صماسية و حقائب وزارية، و بين هذا وذاك انتخب نائبا في البرلمان الموريتانيللعمل الحكومي و السياسي، وتقلد مناصب دبلو

قاييس نال أرفع الذي ولد في مدينة كيفه الموريتانية، وتربى في باماكو، وتلقى تكوينه السينمائي في االتحاد السوفيتي، يعتبر ظاهرة سينمائية بكل الم-** بالجائزة األولى في مهرجان فيس باكو السينمائي الذي ينظم 2005مختلف التظاهرات السينمائية، ومن أبرزها فوزه سنة األوسمة وفاز بأكبر األلقاب في واقادوقو عن فيلمه "في انتظار السعادة" كما فاز نفس الفيلم بجائزة الجمهور في مهرجان كان، هذا فضال عن ةكل عامين في العاصمة البوركنابي

القاهرة و دبي و قرطاج إلى آخر القائمة عن أفالمه العديدة و التي من ي و لتكريمات في عديد المهرجانات كمهرجان برلين السينمائعشرات الجوائز و اوهو فيلم التخرج من معهد "فغيغ" السينمائي و يحكي قصة الحرب من خالل لعبة األطفال في تركمانستان، وقد تم اختيار هذا الفيلم 1989بينها اللعبة

م ن ينظر، –. ويحكي قصة )ادريسا( اإلفريقي 1993دفع لسيساكو ليواصل أربع سنوات بعد ذلك في فيلم أكتوبر هرجان كان، ما أعطى للعرض في م ص.

.6م ن، ص -1

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

40

اإلنتاجلم تعرف ليبيا 1969رة الفاتح من سبتمبر حتى ما يعرف بقيام ثو للمواطنين الليبيين و .1955انت تصدرها الحكومة منذ عام يدة التي كر السينمائي القومي عدا الج

رت خالل مرحلتين أساسيتين األولى منها تقع خالل الفترة التي تطو ظهرت السينما الليبية و المؤسسة العامة للخيالة الليبية في عام إنشاءتقريبا حتى بداية تاريخ 1963بدأت في عام

مليمتر مجموع 35دار لعرض 35أكثر من 1960تكن ليبيا تحتوي عام ولم "، 19731نسخة من 442هذه السوق الصغيرة حينذاك إلىكان يصدر ألفا تقريبا و 20اهز مقاعدها ين

الجمهور فكان ا ، أم يسمن بار 49لقاهرة، من ا 101من روما، فيلما 147األفالم األمريكية و أية محاولة إليجاد 1966، وبحسب ما تعلم لم تقع في البالد حتى عام يفضل أفالم الحركة

وطنية حتى وال على المستوى األفالم القصيرة لكن أفالما طويلة عديدة أجنبية حققت في سينما من و 1936وكبة البيضاء ل الفيلم االيطالي االستعماري " لجنينا " الكالبالد، وفي المقام األو

المحتمل أن يؤدي اكتشاف المصادر البترولية الغزيرة في البالد خالل فترة من الزمن مجهولة كانت األشرطة ،2"أفالم يستحيل علينا منذ اآلن أن نتنبأ بنوعيتها إنتاجاألمد إلى تحقيق

وأسود مليمتر بعضها أبيض 35سجلة مقام المنتجة خالل المرحلة األولى من نوع األشرطة الم، ولم يكن يزيد لليبيا عن طريق جهود بعض الشباب إنتاجهاقد تم ن و البعض اآلخر ملو و

عددهم خالل بداية تلك المرحلة عن عدد أصابع اليدين، ويقدر عدد األشرطة التي أنتجت ها نجاحا فنيا مرموقا.ا، صادف بعضشريطا تسجيليا مختلف 70خالل المرحلة األولى بحوالي

مجموعة من األشرطة السينمائية التعليمية بلغ عددها إنتاجبدأ في 1970مع بداية عام أو ما أي بعد قيام ما يعرف بثورة الفاتح من سبتمبر، 1971ستة أشرطة مختلفة في عام

ة اإلعالم بدا تطور كبير في مجال النشاط الخيالي عندما أنشأت أمان ،*يعرف بالتطور الثوري

.275ينظر، جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، ص -1 .544جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، ص -2

ذلك تعد مرحلة التطور الثوري من أهم المراحل وقد جلب لهذا الغرض جميع ما يلزم لصناعة سينما متطورة وذلك من المعدات و اآلالت وقد أعقب -* والوحدات واستطاعت هذه بحيث تكون تابعة لوزارة التربية و اإلرشاد القومي و بدأت هذه اإلدارة في تكوين األقسام 1971إدارة لإلنتاج السينمائي عام

شأت المؤسسة العامة الدائرة إنتاج العديد من األشرطة التسجيلية، كان اتجاه السينما الليبية في تلك الفترة يتركز على تصوير األشرطة الروائية إال أن أنذه المؤسسة تصبح السينما في ليبيا واستيراد للخيالة حيث بدأت هذه المؤسسة في التفكير الجدي بإنتاج أشرطة روائية قصيرة و طويلة و بإنشاء ه

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

41

إنشاءفضال عن ،لإلنتاجالمعدات بأحدث اآلالت و السينمائي، وجهزت اإلنتاج إدارةالثقافة و ا مليمتر أبيض وأسود، أم 16مليمتر، 35طبع أشرطة الخيالة مقاس يث لتحميض و معمل حد

وتجهيز بإنشاءقيامها ها طبعها بالخارج، وكان من انجازاتشرطة الملونة فكان يتم تحميضها و األرت في التي صو بعض األشرطة التسجيلية سجل خاص لألشرطة السينمائية جمعت فيه مكتبة و .االحتالل االيطالي بواسطة بعض شركات السينما األجنبية إبانليبيا

سة العامة للخيالة بتاريخ المؤس إنشاءقانون عد بعة السينما في الجماهيرية قفزت صناانطالق إلى عالم التي تعد نقطة يةمرحلتها الثان إلىالليبية لتنتقل السينما 13/12/1973

يثا للصوت مجهزا بأحدث األجهزة أنشأت المؤسسة العامة للخيالة معمال حد"السينما الرحب، والعرض فضال جوقاعة حديثة للماكيامليمتر 16يمتر، مل 35للتسجيالت الصوتية والمعدات

، وأحدث معدات وأجهزة التصوير واإلضاءة.1"والصوت ف للصورةالتوليعن أجهزة المونتاج و

إلىشريطا تسجيليا متنوعا 134حوالي إنتاج تم 1979الى 1974في خالل الفترة من على مستوى التوزيع العالمي الة المصورة، تضمنت أعدادا ي جانب بعض أعداد من مجلة الخ

مشترك كما حصل إنتاجسبعة أشرطة روائية طويلة بعضها إنتاجخالل ذلك أيضا كما تم ل شريط روائي طويل على مستوى أو إنتاج، بدا في 1979بعضها على جوائز دولية في

.تدور أحداثه حول معركة تاقرافتليبية خالصة و ج العالمي الضخم تتواله أيداإلنتا

ة ة بإنشاء الشركة العامجنة الشعبية العامر قرار الل و صدوبعد 1979تموز 21في و وعروض واستيراد إنتاجما يتعلق بالنشاط الخيالي من عن كل ولةالمسؤ الة لتصبح الجهة للخي ة تسويق األشرطة، وقد ضم إليها جميع دور العرض بالجماهيرية، تضم الشركة العام و توزيع و

، " 1970ام األشرطة السينمائية و توزيعها و عرضها خاضعا للقطاع العام، ومن األفالم الليبية التي أنتجت " انتفاضة شعب " إخراج )أحمد الطوخي( عوفيه 1973فيلم روائي متوسط الطول إخراج )يوسف شعبان( عام وهو عن الثورة الزراعية، " الطريق " 1971البيت الجديد " إخراج )الهادي راشد( عام

ك القرى، و يعبر ببساطة عن صعوبة الحياة في القرى الجبلية البعيدة عن المدن و التي تكاد تخلو من كل الخدمات ثم تأثير الثورة على الحياة في تل ألجنبية قبل إنشاء المؤسسة العامة للخيالة، كانت شركة القطاع الخاصة تحتكرالمتمثل في إنشاء الطرق و تيسير الخدمات أما عن استيراد األفالم ا

جان الكسان، السينما في الوطن العربي، م س، ينظر، - .استيراد األشرطة بجميع أنواعها وكانت الدولة تستورد فقط بعض األشرطة التعليمية و الثقافية

.279ص .276م ن، ص -1

السينما المغاربية النشأة والتطورمدخل

42

على تنفيذ مشروع مجمع شركة تعمل الالة، المكتبة العربية في فنون الخي إثراءالة في مجال للخي معامل ووحدات وأقسام و الة من قاعاتما تحتاجه صناعة الخي الة الذي يشتمل على كل الخي

التدريب كما يضم المجمع مركزا للتأهيل و األجهزةات و مختلفة وتجهيزها بأحدث األساليب والمعد ن ، وقد أدرج تنفيذ مضم المشروعسومات الهندسية لمنشآت إعداد الر تم على كافة فنون الخيالة و

.1دار عرض مختلفة 35ة التنمية يبلغ دور العرض بالجماهيرية آنذاك حوالي خط

مه ؤ ويللمؤسسة العامة للخيالة ال يوجد في ليبيا أندية سينمائية ماعدا منتدى الخيالة التابعظم نشاط هذا معيتركز وليس لديه أعضاء منتسبون و "فنون، المحترفين في البعض الهواة و

في هذا المنتدى بعض األشرطة التسجيلية، في مجال صناعة السينما، وتعرض المنتدىتعرض أحيانا األشرطة الة، كماوخاصة تلك التي أنتجتها من قبل المؤسسة العامه للخي

لى جانب هذا تعقد في المنتدى بعض الندوات أو تلقى فيه بعض المحاضرات من الر وائية، وا اآلخر كما بزيارتها بين الحين و الذين تدعوهم المؤسسة راء المختصين في فن السينما و لخبقبل ا

جمعيات هواة السينما بغية خلق في تشجيع الجماهير لتكوين نواد و تبذل المؤسسة جهدا كبيرا لى استعداد لتقديم كل المساعدة وعي ثقافي سينمائي بين جماهير الشعب وهي تعلن أنها ع

معدات العرض مجانا أو بسعر رمزي نتيجة لهذا السعي ذه النوادي باألشرطة و صة تزويد هخاو ، ولكن بعد ما يعرف بالربيع العربي اليوم 2"1976 ل جمعية لهواة السينما في عامتكونت أو

السينمائيين صعوبة كبيرة في المجال خاصة الشباب الذي يفتقد إلى الخبرة وكذا اإلمكانيات.

الكارثة الثقافية الحالية تفرض علينا التفكير في عالم وحضارة ومفهوم جديد للثقافة إن ال يكمن في بناء صور الحل لبحث عن تقارب السياسات السينماتوغرافية، ألن ، واوالتبادلنشاء أشكال يجب إيجاد وسائل مضاعفة ل ، بلالصين لقاءات الممدودة بين مراكز المبادالت، وا

.3يدة بمقدورها تحويل العزلة القديمة إلى عامل حيوية وانسجامتعاون جد

.277ينظر، م س، ص -1 .280-279م ن، صص -2 .18محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص ينظر، -3

الفصل األول السينما المغاربية المعاصرة

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

44

تمهيد:-

عند بداية القرن العشرين كانت الظروف في المغرب العربي مختلفة عن تلك التي كانت في أوروبا وأمريكا، حيث تطورت السينما مع نمو الحركة الصناعية، لقد استغلت السينما في

باعتبارها أداة استمتاع تجارية لجمهور يتألف أساسا من الطبقة العاملة والطبقات الدنيا، الغربكان لديه آنذاك المال والذي يكفي إلنفاقه على المتعة، وحتى عندما باتت السينما تستورد إلى

اس ، وعلى هذا األس1لحقبة استعمارية وسيطرة أوروبية لت أداة تسلية تجاريةالعربي، ظ المغربمولد السينما المغاربية من بداية الستينيات، أي بعد استقالل األقطار التي تمثل "يمكن اعتبار

هته السينما، التي ورغم قدمها لم تستطيع الولوج إلى السوق العربية والمشرقية، وهذا من أهم ، وفي الغالب األعم أصبحت تعرض في المهجر.2"مشاكلها، وبقيت تقدم فقط ألقطارها

يجب إيجاد أشكال أخرى ( Jaki irvine-)جاكي إيرفين ييرى عارض األفالم االيرلنددراكات ونسج عالقات جديدة، نحن محاواصل والتعرف على اآلخر للت طون بعوالم أخرى وا

.3العالم ة ومعبرة عنذواتنا بطريقة حي ها موجودة خارجوننسى أن غير مفهومة لألغلبيةأخرى

للتواصل والترفيه والمتعة واالنتماء النفسي يات ما يؤهلها مكاناإلتتوفر السينما من وهي الحضارة التي طالما تم نعتها بحضارة الصورة "واالجتماعي للحضارة اإلنسانية المعاصرة،

الصورة الوسط األكثر قوة وشيوعا في العالم التي تحققت، و خاصة مع الطفرة التكنولوجية إمكانيات ال متناهية للتواصل والدعاية ومن الوسائل ال محدودة المعاصر نظرا لما تتيحه من

.، خاصة لما تحقق لها من قفزات تكنولوجية على رأسها الطفرة الرقمية4"للتأثير في الرأي العام

، الهيئة (، ترجمة : أحمد يوسف1995-1960ة)ينظر، جيوفري نوويل سميث، موسوعة تاريخ السينما في العالم )المجلد الثالث( السينما المعاصر -1

.563ص ، 2010ن المطابع األميرية، د.ط ، العامة لشؤو

2et autres, les cinémas arabes, revue cinéma Action, cerf institut du monde arabe, N 43, 1987, Ferid boughedir -

2 p59.

3 -Voir, Andréa goffre, jaki irvine: in a world like this, turbulences video, revue trimestrielle janvier-février-mars 2008, p37.

.148-147ن، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص محمد البوعيادي وآخرو -4

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

45

، أي بعد مرور ألفي سنة على بداية 2000ة الثالثة من سنة بدأ الحديث عن األلفي لقد الفترة الحالية من الزمن المعيش حيث التكنولوجيا المتطورة، السرعة ها التقويم الميالدي، إن

كانت هناك تخمينات عما سيحدث بها ةهته األلفي مجاالت الحياة، قبل أن تحل كل يالفائقة ف لتي اعترتهم من المستقبل، فلم يكنواسترسل الناس في التفكير فيما ستأتي به من مخاوف ا

على ننحادالة على األزمة التي تعاني منها مجتمعات كافة، وهالعالم يفتقر إلى مؤشرات المختلفة في تأكيدها اإلعالمهذه المؤشرات التي ساهمت وسائل ، ة جديدةأعتاب ألفي

ة وتخوف من األلفي اإلنسانعب هستيري من نهاية العالم و وتضخيمها حتى أصبحت بمثابة ر ن شرور، كما استرسل الكتاب في تخيل ما سيجري ة مهذه األلفي الجديدة وتأهب لما ستأتي به

الذي توقع أشياء ستحدث في )إدوارد بيالمي( ستقبل، وخير مثال على ذلك الكاتبفي الم، حيث يحكي 1887إلى 2000الخلف من ر إلى"النظ المستقبل ودون ذلك من خالل روايته

االقتصادي اإلصالححول ، ونظرته2000فيها عن توقعات لما سيؤول إليه العالم في العام ج الخيال ولم تلق النجاح التي كان يعيشها مجتمعه، كانت روايته من نسي للظروفواالجتماعي

.1الكاتب، وتذكر الناس الرواية عما توققتها لكن وبعد قرن من صدورها بدأ يحدث في و

رات التغي من فيهار البشري زة في تاريخ التطو مرحلة جديدة وحقبة متمي يشهد العالم اليومخم ق الوقت بسبب تضبعصر السرعة، فضي ، إنه يلقبوالتحوالت ما أذهل بني البشر

المجتمعات المدنية وتعقد وسائل االنتقال من مكان آلخر فيها، واالزدحام الناجم في ذلك، ة وما ناهيك عن تعقد أمور الحياة المدنية، ومتطلبات الحياة العصرية، ومفرزات الحضارة المادي

هذا الوصف كما وترسخ ذلك وغيره من العوامل تؤكد هذه المتطلبات، كل د وتنوعتخلفه من تعد حداث التي مست جميع القطاعات السياسية ثير من األاأللفية الجديدة قد استلهمت الك"أن

والسينمائي ي عموما ا كان له بالغ األثر على القطاع الثقافي والفن واالقتصادية واألمنية، مم الت نجرت عنه الكثير من التحو ة الثالثة واعالم في بداية األلفي أهم حدث هز ال خصوصا، ولعل

، جامعة وهران، ص 2013-2012اتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، شهادة دكتوراه، إشراف: فرقاتي جازية، منصور كريمة، ينظر، - 1

19.

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

46

رهابية التي شهدتها الواليات المتحدة ر اإلالسياسية هو أحداث الحادي عشر من سبتمبة العالم ه الحادثة تنفذ أجنداتها اتجاه العالم وخاصحيث ذهبت هذه القوة بعد هت، 1"األمريكيةوالعربي على وجه الخصوص فبدأت بالدخول في أفغانستان فالعراق فمشروع الشرق اإلسالمي

حداث الفوضى الخالقة بهدف فرق تسد بغطاء شرطي العالم. األوسط وتغذية النعرات وا

أفرز ذلك كما هائال من األفالم الهوليودية التي جسدت تلك األحداث بطريقتها الخاصة من المجرمين واألشرار أو حتى األمريكي بطال مخلصا، وبعدما كان العدو رة الرجلمصو

هوليود قد توقعت غم من أن ل هو العرب والمسلمين، وبالر األو كائنات فضائية أصبح العدو ت أمريكا من خالل األفالم التي أنتجتها واستطاع البطل األمريكي أن كوارث أكثر بشاعة مس

سيناريو ا من كتاب اللم يتخيلها أي 2001أحداث في مهدها، إال أن د عليها ويجهضها ير ، التي (توماس كالنسي)ل رواية بناء على أوامر الرئيس شارة إلى أن األمريكيين، لكن تجدر اإل

707هابيين في اختطاف طائرة مدنية من طراز بوينغ تنبأت بنجاح إر 1995صدرت عام ها شن هجوم على مبنى البنتغون.نن بيواستخدامها في عمليات تخريبية، م

فكرة المسلم الهمجي لترسيخ 11/09/2001الكثير من األفالم الغربية بعد جاءت العائالت الملكية العربية وعرضها تر صو اهوحتى أن رهابي المنغمس في الملذات،والجاهل واإل

سينمائيا، ومن أمثلة ذلك "سيريانا" وهو اسم وهمي لدولة نفطية من الشرق األوسط تدور في ل يريد استغالل عائدات النفط لتطوير ، األو ين أخوينأمير ئلتها الحاكمة معركة خالف بين عا

، هنا تتدخل ه تطوير البالديهم بالده حضاريا، والثاني يبدو منغمسا في ملذات الحياة، وال دارة األمريكية من أجل اغتيال األمير الكبيرة عبر تحالفها مع أجهزة اإلشركات النفط األمريكية

، المصلح الذي فكر في التخلي عن الشركات النفطية األمريكية واستبدالها بشركات صينيةا على تعامالتها وتجارتها حفاظمشعل نحو خالفة والده، وذلك وبالتالي تمهيد الطريق لألمير

ة هي األزمة ة التي حدثت في مطلع األلفي الرابحة مع هذه الدولة، ومن بين األحداث الهام عنها انهيار األسواق انجراالقتصادية العالمية التي مست البلدان الغنية أكثر من غيرها،

.20، ص م س - 1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

47

رت فيها، وقد صو موظت إلى االستغناء عن الكثير من العالمية، حيث لجأت كبرى الشركاحيث "the company men"الكثير من األفالم هذه األزمة، من بينها الفيلم األمريكي

يتعرض بطله إلى الطرد من الشركة التي كان يعمل بها وذلك لرفع أسعار البورصة العالمية، )أمس ال ينتهي( باستمرار المعاناة من yesterday" "never endsكما يتنبأ الفيلم االسباني

لى غير ذ .1رت الظاهرةلك من األفالم التي صو التدهور المالي خالل الخمس سنوات المقبلة، وا

ت ، حيث شهدةها األلفي في منأى من التحوالت التي شهدت ية أيضاربالبلدان المغالم تكن العربي"، وقد أطلق عليها "الربيعبيا، وليفي دول كثيرة منها مصر وتونس المنطقة ثورات ، ليصوروا الظاهرة بأسبابها ونتائجهاوجاء دور السينمائيين "رية، بالدكتاتو سميتأطاحت بأنظمة

ة الشعبية نتفاضالفيلم التونسي "ال خوف بعد اليوم" التي يتعرض لالومن األمثلة على ذلك نجد عالمية ونشطاء بتصوير شخصيا 2010عام التي شهدتها تونس في فبراير ت وطنية وا

األفالم من إلى الكثير إضافةسياسيين ومواطنين عاديين في تلك الفترة من الغليان الشعبي، ةشارة إلى حقيقة مهم ، لكن تجدر اإلأنظمتهاالشعوب العربية من التي عكست غضب ونفور

يؤثر بال شك العربي ثورات الربيعالشعوب العربية بعد خيبتها من الواقع الذي تحياه هو أن تلك ، على اعتبار أن على طريقة تفاعلها واستقبالها لألعمال الدرامية التي تصور تلك الثورات

.2الثورات لم تكتمل بعد، ولم تأخذ حقها من التمحيص والتحليل

ثورات هذه الفي الوقت الذي يتوالى فيه العنف في الساحل بشكل جنوني على خلفية و نا نستطيع التساؤل بحق حول اقتصادية جائرة واتصاالت عالمية هوجاء فإن مزعومة وعولمةال

جابة ألن النزاعات تزيد حد ة جدوى دراسة السينما المغاربية، الجواب في الحقيقة سهل اإلاإلنزالقات العديدة، تعجاليا التحرك لفضح هذه سه يبدو ااستراتيجية تتفاقم، إن الجيو واالختالالت

فيه تجاوز حدود المعقول، ولكن أيضا في الميادين ميدان السياسي الذي تم ليس فقط في الالسينما تشجع اإلبداع والنشر الثقافي وتنقل األفكار، فيمكنها أن الثقافية واالتصاالت، وألن

.22-21م س، صص ينظر، -1 .23 م ن، ص -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

48

تكون وسيلة تسمح ببناء تقارب بين الشعوب والثقافات وكقيمة عالمية فيمكن للثقافة أن تنجح الشعوب، فاإلمكانيات المتوفرة كثيرة، لكن ذلك يتطلب من جهة حد أدنى من في تحصين وحدة

التنسيق بين الدول المعنية باألمر ومن جهة أخرى إرادة قوية لدى المواطن لتجاوز العراقيل التقليدية واالنقسامات المرتبطة غالبا بالعادات والذهنيات والشرط األساسي اآلخر هو أن

.1الخاصة والعمومية في هته البلدان من أقنعتها وأجهزة القدح لديها تتخلص شركات االتصال

هي ثقافة نناالثقافة السائدة في زم أن صورة و لللسلطة أصبحت فيه ا عصرنعيش في يين البشر في وسط طوفان من الصعوبات يغزو بسرعة البرق مال في حقيقة األمر أن " ،الصورة

نعيشه، بساطة واقعنا الذي أجناسهم فقد أصبحت الصورة بكل على اختالف ثقافتهم وانتمائهم و البديل عن واقعنا الذي نعيشه، ومع هابأن الباحثين قد وصف الصورة عددا من الدارسين و بل أن

ن 2"صورة حضور جارف في حياة الناسوجيات االتصال الحديثة فقد أصبح لللظهور تكنو نا ، وا النوعية الطويلة التي الزمت كل المجاالت والميادين وطغت نخص بالذكر الصورة الفيلمية ذات

.بشكل ال سابق له وأصبحت واجهة الدول واألمم وتخصص جوائز معتبرة في المهرجانات

العناصر المصاحبة أو المكملة لتخلص من قيود ا تجاهات الحديثة في السينمااال تحاولاالعتماد على الصورة فقط للتعبير عن اختصاره إلى أكبر قدر ممكن و مثال و الحوار للصورة ك

ي بعض فالفيلم صورة قبل أي شيء، و "لشخصيات، فاألبعاد المختلفة، سواء األحداث أو اة كلمة حوارية وهنا يعتمد السيناريست على ثيرة ال تتخللها أي األفالم نجد مشاهد كاملة وك

، في حين أن 3"المشاهدين ىإلالصورة فقط، يحاول أن يجعلها تقوم بتوصيل المفهوم المطلوب نه األفالم العربية، بحيث نستطيع العرب عامة ذوي حضارة شفاهية تعتمد األذن، وهذا ما تبي

.4(برهان علوية)لو نغمض أعيننا، بحيث تصبح األذن مرجعية للتلقي يقول فهمها حتى

.10ينظر، محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -1 .29، ص ،م س1الوظيفية، مجلة آفاق السينمائية، العددكمال عقيل، الخطاب السياسي الفيلمي بين الجمالية السينمائية والمرجعية -2 .26، ص 2008اب، د ط، أشرف شتيوي، السينما بين الصناعة و الثقافة، )دراسة نقدية(، الهيئة المصرية العامة للكت -3

4 -Voir, Ferid boughedir et autres, les cinémas arabes, op. cit, p12.

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

49

انقراض رضية تفشي ف أكثر من داللة في ظل الحديث عن السينما اليوم يحمل إن فالعالم اليوم مغلق " المشاهدة السينمائية على حساب تقاليدالمختلفة تنامي الفرجاتالقاعات و

بالصورة، إذ أصبح يختلط األمر على المتلقي العادي، فال يستطيع التمييز بين الصورة السينما بدورها أصبحت تدمج كل بعاد الثالثة، كما أن ية والصورة التلفزيونية وصور األالسينمائ

.1"ةهذه التقنيات، بل هناك معاهد أحدثت في أسالك تكوينها فرعا مستقال يسمى السينما الرقمي

ة تصادية والتقني إلى إعطاء مكانة كبرى للعوالم االق السينماات الحالية في التوجه تسعىظهورها: إنتاج وتوزيع األفالم ومصيرها ظروففي ل للظواهر الجمالية من أجل ترسيخ أفض

عبارة السينما المعاصرة مثلها كمثل نظيرتها المسماة السينما التقليدية، في حين تعد ، ف2التجاريا سينما ما تعبير تجميعي يضم عددا من الخانات بقدر ما هنالك من الفترات والجنسيات، أم "

هويتها الفكرية أكثر هشاشة وأكثر قابلية فإن (Maniéristeبعد المعاصرة والسينما المصطنعة)د د ، تجبداعية بشكل عامير لحال بقية الفنون واآلداب واإلنتاجات اإل، بشكل مغا3"للتغييرتياراتها وأساليبها وتقنياتها تجديدا متواصال، بحيث ما إن تستقر األمور على نحو ما، السينما

.4األحيان جذرياما قد يكون في بعض حتى يصيبها من التبدل

ل والتغيير الذي طال الالفت حقا في السنوات األخيرة أن معظم ما يتعلق بشؤون التحو أن اعتبار ر، وكذلك ال يمكنعلى الصعيد ما يدفع دائما إلى إعادة النظ يبدو متسارعاالسينما،

الت والتبد والتكنولوجيافكار مارسة وعلى وقع تحوالت العصر واألالسينما تعيش متغيرات في المالسينما تكاد تحتوي كل شيء من اآلداب إلى الفنون إلى ية، وذلك ألن االجتماعية والسيكولوج

، وصوال إلى ما يدفع في اتجاه التلقي وشؤون االستعراض نظرياتالعلوم، إلى البحث في اصر عديدة من الفيلم دراسات ميدانية حول الطبيعة التي تخلقها لعبة التماهي بين المشاهد وعن

.النجوم لدى الجمهور العريض وتسمى ب"الطبيعة الثانية" هامن أهم

.5، ص2008محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، منشورات دار التوحيدي، الطبعة األولى، -1 . 9عامة للسينما )دمشق(، الطبعة األولى، صميشال ماري، الموجة الجديدة، ترجمة: زياد خشوق، المؤسسة الينظر، -2 .35م ن، ص -3، 2014عربية، الطبعة األولى، ينظر، إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، مركز الدرايسات الوحدة ال -4

.31ص

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

50

رات السياسية التي عرفها العالم خالل العقود الثالثة األخيرة من السنين ما التغي تعد كذلك رات الهائلة على لتغي على طرف من المعادلة وا في األيديولوجيات وأزال بعض القواعد لبد

حيث هنا في هذا السياق األخير لم تعد "على طرفها اآلخر، مستوى المشاهدة وطرحهد مكان من أمكنة الصاالت السينمائية وحدها المكان الرئيس لعرض األفالم، بل صارت مجر

واليوتوب واألسطوانات االنترنيتهجمة وأمام عرض عديدة تحاول جاهدة في سبيل البقاءن تلك الة، وذلك بعد حقبة طويلة ومؤلمة نافس فيها التلفزيون الملو المدمجة والهواتف النق

األفالم، وبات هو وذاكرة السينما شيئا ل من ناحية إلى مكان لعرض كل الصاالت، إذ تحو واحدا، ومن ناحية ثانية إلى منتج األفالم نفسها من دونه ال يعود للفن السينمائي بقاء منطقي

ى أهل السينما والمعنيون بها من فاعلين مباشرين فيها إلى باحثين من أن يتناد كان ال بد اءىن في شتى قضاياها بين الحين واآلخر إلى اللقاء للتداول في تلك المستجدات التي تتر نظريي

، خاصة ونحن نشهد نقاشات تحتدم في أحايين كثيرة في روافد عد ة للثقافة.1"بال هوادة

غم من على الر افي المغاربي، األقل جاذبية في النقاش الثقلقد شكلت السينما الموضوع والسوسيولوجيةنشغال كتابات هامة بالتاريخ المغاربي، وبأسئلة المغرب الكبير األنتروبولوجية ا

مالك شبل، وعبد ) ومن األسماء البارزة المغاربية التي اهتمت بهذه القضايا نذكر:، واألدبيةأبقى المثقفون الكبار السينما موضوعا مهمشا، ( العروبي الخ... الكريم الخطيبي، وعبد اهلل

داخل إطارات شعبوية، وتوجهات اتربوا على مناقشتهالذين ومن انشغل بها هم قلة منسينمائية، مثل األندية السينمائية في المغرب، وسينما الهواة ونوادي السينما بتونس، وما يبدو

ديث الثقافي عن السينما هو عدم استنباتها لمشروعيتها في واقعنا أسبابا مبررة لهذا اإلهمال للحالثقافي، هكذا لم يستطع الحديث المواكب لها، أو البحث فيها، أو نقدها أن يتقوى ويأخذ دوره الطبيعي ضمن باقي مكونات الحقل الثقافي المغاربي، بل صار حديث السينما المغاربية،

.2نطقة بحاجة إلى تأسيس مشروعيته والمرافعة من أجلهاوالحديث عن السينما في هذه الم

.32م س، ص -1 .6، ص 1نمائية، العدد مجلة آفاق سيحميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، ينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

51

السينمائي بشكل تدريجي اإلنتاجعاد ة "الجزائريوضاع تحسن األبعد فترة األزمة األمنية و ة العربية الثقافوشكلت تظاهرة الجزائر عاصمة 2004/2005قبل أن يأخذ وتيرة مع سنوات

تصوير أكثر من حين تم البالدعادة بعث النشاط السينمائي في فرصة سانحة إل 2007سنة فيلما روائيا طويال، وبالنسبة للعشرية ككل يمكن تحديد عدد األفالم الوطنية المنجزة خاللها 20

فيلما، وهو عدد لم تشهده السينما الجزائرية منذ نشأتها، ومن بين هذه األعمال 40إلى ، (أحمد راشدي)لألفالم الثورية من خالل فيلم "بن بولعيد" للمخرج السينمائية نالحظ عودة قوية

مكانياته والذي لقى رواجا جماهيريا متمي 2007الذي تم إنجازه سنة زا نظرا لجودته العالية وا الذي تألق في تقمص شخصية (حسن كشاش)الهامة، فظال عن األداء الرائع لممثله الرئيسي

عامة لديهم حس التمثيل على غرار ، طبعا الممثلين الجزائريين 1"(مصطفى بن بولعيد)البطل هواة، لكن ومنذ الفترات فقط هي التقنية التي تصنع الفارق، حيث يبدؤونالممثلين العرب

الممثلة )أشواق( التي ، مثل كذلك األولى كان لهم حسا احترافيا ويحبذون المشاركة مع إخوانهمملكة الغجر" والممثلة )كريمة( التي كان دورها صامتا ومهما فيلم المصري "وهيبة مثلت في ال

.2للمخرج )كارول ريد(، والتي ضيع صيتها فيما بعد "Out cast of the island"في فيلم

ووجهات نظر شهدت السنوات األخيرة أفالما أخرى تناولت ثورة التحرير من جوانب مهدي )" للمخرج Cartouches gauloises-على غرار فيلم "خرطوشات غولوازمختلفة "، وكذا "خارج عن القانون" 2008 (عبد الكريم بهلول)، "رحلة إلى الجزائر" ل2006 (شارف

فيلم "أرزقي إضافةهم مخرجين مغتربين مقيمين بفرنسا، ويمكننا ، وكل 2010 (رشيد بوشارب)لشهدتها منطقة القبائل أيام ، الذي يروي أحداث تاريخية2007 (جمال بن ددوش)ابن البلد" ل

النظام االستعماري االحتالل الفرنسي، وذلك من خالل قصة أرزقي الذي ثار على طريقته ضد يحمل عنوان ( بإنجاز فيلم ثوري السعيد ولد خليفة)المخرج ، هذا وقد قام 1885في سنوات

خالل سنوات الثورة المسلحة (أحمد زبانا)ل ا" يتمحور موضوعه حول كفاح المناض"زبان

.16، ص 2013ة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، أبجديات الطباعة والنشر والتوزيع، د.ط، عد -1

2 -Voir, Jacob landau, etudes sur le théatre et le cinéma arabes, philadelphia, 1958, p155.

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

52

3إنتاج ... تم "1965جوان 19ة في إعدامه بالمقصلواستشهاده بسجن بارباروس، أين تم .1فيلما سينمائيا مطوال 40من أصل حوالي 2000أفالم حول ثورة الفاتح نوفمبر منذ سنة

تتغير، بيد أن فترة من االنفراج السياسي، وتبدأ مالمح المجتمعي يدخل المجتمع الجزائر المجتمع ال يخلو من المظاهر الجديدة الناتجة عن الظرف المستحدث، وأهم تلك الظواهر

ل فيلم كان وبخاصة إسبانيا من جهة الغرب إلى أوروبا -الحرقة-السريةالهجرة يطاليا شرقا، أو وا ، مظهرا إصرار الشباب على مغادرة البالد للبحث على 2006"روما وال نتوما" (طارق تقية)ل

، مظهرا 2009 مخرج الشباب بفيلم حراقة" (مرزاق علواش)مكان تحت الشمس األوروبية، يتبعهها ها الشباب ألن اهرة يستعذبالوجه الحقيقي لظ إبرازوجها إنسانيا للشباب الحراقة، وساعيا إلى

.2ظاهرة سلبيةعتبرونها السياسيون وي المسئولينعقيمة في بالدهم ويستنكرها تمثل حال لحياة

بداعية ومن السابق ألوانه تصنيف نتعاش تتعدد فيه الوجوه اإلاة تعيش السينما الجزائريففي معظم األحيان يكون طموح السينمائي "أولئك المبدعين نظرا لعدم تحديد الرؤيا المنهجية،

، ولكن التمويل عامالتكون عوائق ل دون رؤيا واضحة، و ل األو فيلمه المطو التمكن من إخراج ، ويمكن أن نشير إلى بعضها ومنها 3"لتحليللوهي قابلة دائما ة وتاريخية األفالم مادة فني تبقى

، 2007، أو "ما وراء المرآة" ل)نادية شرابي( 2003فيلم "أختي صديقتي" ل)محمد أولبصير( .2010، و"مال وطني" ل)فاطمة بلحاج( 2009الزهراء زعموم( " ل)فاطمةةو"زهر

في سينما المهاجرين وليس سينما المهجر، التي يرتبط نالحظ بروز توجه جديد المواضيع المرتبطة بطريقة مباشرة من خالل معالجة انتماءهمسينمائيوها بوطنهم، ويثبتون

بالمجتمع الجزائري أو بطريقة غير مباشرة بعرض مشاكل المهاجرين في أراضي المهجر مع ا سينما المهاجرين وقد تخلى أصحابها عن االرتباط النفسي والعضوي التركيز على أصولهم، أم

بأوطانهم األصلية فينتمون إلى توجه السينما المنتجة لها، تضيع مساهماتهم في متاهات السينما

.17ص، م س، حرب التحريرعدة شنتوف، السينما الجزائرية و -1 .2بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، دار الغرب للنشر والتوزيع، د.ط، د.ت، صينظر، -2

- م ن، ص 3.187

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

53

المقيم في إيطاليا اندمج مع البيئة الجديدة (رشيد بن الحاج) والغربية عموما، ولعل وروبيةاأل dei destini" وبعده"ultima cenaه الجديد بأفالم مثل"مفانطلق بحرية في تصوير عال

l’albera" 1997و ،"mirka "2002 وفي فرنسا يتمركز عدد كبير من السينمائيين ، مثلبأفالمه (غرجوبوعالم )الجزائريين، سواء المولودين بها أو ممن هاجروا إليها ونذكر منهم:

على عالم (مالك شيبان)، بينما يركز 1994، و"ألوان األطفال" 1999"العيش في الجنة" ، 1997، و"مولود في مكان ما" 1995جنونة" ، و"فرنسا الم1993الشباب من خالل "مسدس"

إلى السينما الفرنسية بعد محاولتين جزائريتين "واش واش ماذا (عامر رابح زيماش)ويعود .1(أحمد حمو رزوقي)ل '"هجرة، ومن األفالم المتفردة 0520، و"بلد رقم واحد" 2002يحدث"

وذلك من حيث احد والعشرون عرفت السينما الجزائرية انتعاشا مع بداية القرن الو لقدلت قائمة نظرا لندرة قاعات العرض الخاصة، فكان الخيار "مشكلة التوزيع فظ ا ، أم اإلنتاج

ة، من حيث القيمة الفني المرحلة األولى لبلوغ درجة في اإلبداعاألمثل مساعدة السينمائيين في في عناصر اللعبة السينمائية. ،2"وظهرت وجوه سينمائية جديدة أثبتت قدرة فائقة

الصورة السينمائية وسيطا مجانيا ومحايدا ومعزوال عن السياقات التاريخية التي تنتج ليست التي تعرفها المجتمعات ذ موقعا مركزيا ضمن التحوالت الثقافية والسياسية ها تتخفيها، بل إن

اشتغال مجاال مراقبا وموجها، إن المعاصرة، وهو ما يجعل مجال اشتغال الصورة السينمائية الصورة السينمائية يتم ضمن نظام الداللة وفي سياق بناء المعنى الذي هو جزء من عملية

لم السينمائيةتعارض مع معاني سابقة، الصورة التمثل المعقدة التي ال يمكنها أن تتحقق إال بال .3ناء العالم والسيطرة على مكوناتهوسيطا للترفيه والمتعة فقط، بل أصبحت آلية حقيقية لب تعد

الجزائرية والتونسية في الكم نضيراتها عن في بداية عهدها قد ال تتميز السينما المغربية طبيعة الصعوبات المحتملة في تصنيف السينمائيين المغاربة، النوعي لألفالم، نظرا

.188م س، صينظر، -1 .167-166م ن، صص -2 .150، م س، ص وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربيمحمد البوعيادي وآخرون، ينظر، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

54

الذي رسمه في البداية، لحد القليل منهم ظ ل أمين للخط باإلضافة إلى ندرتهم العددية، فإن "ف، 1"يجعل كل محاولة للتنميط معرضة لالنزالق في هفوة االستنتاج المتسرع أو التأويل المفتعل

هل اني سأحاول قبل االنتقال إلى مرحلة ازدهار السينما المغربية بعد مجيء العلهذا السبب فإن منطلقا إلسهامات ة كانت ي المغربي )محمد السادس( مقاربة األشكال في صيغة فرضيات أول

من وطأة ذلك الذي اختمر فيما بعد. تحد ها المضيئة و جوانب تنعشواجتهادات أ

سبة للسينما المغربية في أفالم نوات الرصاص في سينما السجون بالنبعد مساءلة س، "الغرفة السوداء" (عبد الحق العراقي)، "منى صابر" ل(سعد الشراييبي)"جوهرة بنت الحبس" ل

وصلنا إلى مساءلة نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن [...]( حسن بن جلون)لالعشرين، وقد تطرقت عدة أفالم للهجرة وصعود دور النساء إلى الذاكرة الطالبية، إذ تناول

الذاكرة الطالبية، إذ تتيح الذاكرة مقارنة األمس باليوم، وهكذا يمكن أن نقارن من (الطريبق)وتعوض ذلك ة أولى بين شبيبة اليوم، شبيبة كازانيقرا، شبيبة تفتقد أفقا تقابل من أجلهجه

فظي البيني، وشبيبة باألمس القريب من جهة ثانية، شبيبة زمن الرفاق التي عاشت بالعنف الل .2مر، وكان الطالب حينها يعيش أجواء نظامية القي حلما كاسحا بالعدالة االجتماعية، والتحر

لو لم تكن للمهرجان الوطني الخامس للسينما المنعقد خالل النصف الثاني من شهر ها قطعا كونه شكل مناسبة تألقت فيها واحدة، فإن ةإيجابيبالدار البيضاء إال 1998نوفمبر

افة إلى خريجي بعض المعاهد الغربية/ل مرة ميدان اإلخراج فباإلضدخل ألو أسماء شباب ي" (أحمد بوالن، نبيل عيوش...)، (عبد الحي العراقي)، (نور الدين لخماري)، (فوزي بن سعيدي)

سفر في "و "بائع الجرائد"و "الحافة"سينما كفيلم ات الالذين برهنوا على تحكمهم الواسع في آلي، وهو من بين األفالم 3وفيلم "في بيت أبي" ل)فاطمة الجبلي الوزاني(" "مكتوب"و "الماضي

ي قدرتها على ضبط وتيرة حبكتها وصرامة تركيبها، وتسلسل أحداثها.المطولة المدهشة ف

.53بية، أي جيل ألي سينما، مجلة السينما، م س، صمحمد كحالوي، نهضة السينما المغر -1 .37، ص 2013محمد بن عزيز، تشريح الفيلم المغربي، الطبعة الرئيسية أكادير، د.ط، ينظر، -2 .56محمد كالوي، نهضة السينما المغربية، أي جيل ألي سينما، مجلة السينما، م س، ص -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

55

البروز المذهل للسينما في المغرب بعد فترة صمت طويل سمح لنا بتذوق األعمال إن نقطة هامة بفيلم "علي زاوا" أمير الشارع" (نبيل عيوش)الجديدة ذات النوعية الكبيرة، لقد سجل

ثم ، 2002شمس ناقصة" ة ثانية بفيلم "دقيقةالذي أصبح مرجعا لكل الشباب األحياء، وعاد مر ت إلى تهديد طاقم الفيلم ككل، بسبب طريقة الطرح ضجة كبيرة، أد "الزين لي فيك" فيلم أحدث ب

"العيون (نرجس النجار))عنها، إلى جانب كان في غنا (نبيل عيوش) التي يعتقد البعض أن الذي تم (فوزي بن سعيدي)، و2004وفيلمه األخير "باب البحر" (داود والد السيد)الجافة" و

التي تم اختيارها في البندقية (ياسمين قصاري)، و2002في كان اختيار فيلمه "ألف شهر"خرجت "عندما يبكي الرجال" فيلم متوسط بفيلمها "الولد النائم" أول أفالمها الطويلة، قبل ذلك أ

و"الغرفة (اسماعيل فروخي)ل فيلم طويل ل"السفر الكبير" أو وحول منفى المغاربة في إسبانيا، .1(سعد الشراييبي)و"الجوهرة بنت السجن" ل (حسن بن جلون)السوداء" ل

لتكنولوجية التي رات االتطو يوما بعد يوم خاصة في ظل الصورة يزداد حجم تأثيراتإلى غنى حمولتها التعبيرية والداللية بما باإلضافةنتاجات السينمائية الحديثة، تستخدم كرافد لإل

إنتاجها في القرن كما تبقى الصورة السينمائية التي تم "يجعلها محمال أساسيا لقضايانا وهمومنا، ها تؤرخ للماضي وتحمل في ار أن الماضي بمثابة الصورة المعتقة التي تزداد قيمتها، على اعتب

طياتها مناهج فكرية وجمالية تأسيسية، تبقى الصورة في تونس وفي مجالنا المغاربي عامة نتاجات مقارنة بالغرب أو بالسينمات الصاعدة، ومع ذلك فإن ة اإلغم من قل وظائف متعد دة بالر

، 2"الصورة استطاعت أن تصنع لنفسها تموقعا داخل الخارطة السينمائية والسمعية البصريةل في التراكم الفيلمي منذ بداية التسعينيات على سبيل المثال في تونس يحيلنا إلى أهمية فالتأم

الدور الفاعل الذي استطاعت أن تحققه الصورة السينمائية.

مخرج فيلم "السعيدة" (محمد زران)حتلوا المكان، د فامخرجون جد لقد وصل في تونس ، لوحة حول الحياة البائسة في حارة مهجورة في مدينة تونس عبر عيون مراهق، والذي 2000

.80ص م س، محمد بن صالح، الجسر السينمائي، ينظر، -1 .139وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

56

انتهى من تصوير فيلم في موضوع من نوع آخر "األميرة" أو قصة بائع الزهور" الذي تربطهنسانية، ، التناقضات اإل2003طبا"الكتبية" ال–عالقة حب مع أميرة، ولنذكر أيضا نوفل صاحب

، قصة يتيم أصبح حماال، 2001مؤلف "الخرمي" (جياللي سعدي)أمام ثقل التقاليد والوحدة، وبعد هذه البداية الحسنة نالحظ انخفاضا واضحا في ن وفاة محل زواج، والذي يعلن خطأ ع

أو ببساطة تعب المبدعين؟ نغالق بيروقراطي؟ ضغوط سياسية؟ هروب الممولين؟نتاج، ااإلأنشأت المركز "، مثلما تغلبت عليه تونس بعد أن 1مهما كان العائق فيبدو لي سهل التغلب عليه

قاعة عرض حتى 60رغم توفر اإلنتاج، واستطاعت أن تضبط 1946السينمائي التونسي عام رية.، وبخاصة العروض العربية/المص2"والجمهور كان يقبل على العروض 1946عام

(عبد الرحمان سيساكو)جيل من الشباب الموريتاني إلى جانب يعيش اآلن في أوروبا وهو مخرج ومنتج يعيش في فرنسا، (كريم مسكه)و (الشيخ أنجاي...)يحترف السينما من أمثال

عبد العزيز أحمد )أفالم من أبرزهم المخرج الخليج مخرجون موريتانيون ومنتجوكما يعيش في مبدعين درسوا السينما في المعاهد الموريتانية بيد العدسة، حيث أصبحت اآلن (الحسنمحمد

العالمية وصنعوا أفالما موريتانية بمقاييس عالمية، ونالوا أكبر الجوائز، لكنهم مبدعون في ة يمكن ذات وبين شاب يمتطي الهواية وحب الصورة من أجل صناعة سينما محلي " [...]المهجر ير ما يمكن أن يطلق عليه السينما الموريتانية.، لتطو 3"تلتحم بتلك السينما المهاجرةيوم أن

ل، أو منفذ في عديد األفالم بينما كان )عبد الرحمان أحمد السالم( مساعد مخرج أو الطويلة والمتوسطة لعل من أبرزهم فيلم )عبد الرحمان سيساكو( الذي حقق نجاحات باهرة "في

لسيل )، ل2009سفلت" فيلم "من الرمل إلى اإلمن أهم األفالم كذلك ، 2002" ظار السعادةانتا، شباب ، وأفالم أخرى فرنسية وألمانية ونمساوية وبلجيكية تم تصويرها في موريتاني(موسيسي

بعضها نجاحات متميزة وعرض في هتموا بإخراج أفالم نال آخر من دار السينمائيين ا

.83محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص ينظر، -1

2 - jacob landau, etudes sur le théatre et le cinéma arabes, p154. محمد الشيغر مساعد المخرج عبد الرحمان سيساكو أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بمقر حوار مع سيدي -3

.20:00، على الساعة 11/06/2015وم الميريديان في ي

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

57

فريقية مهر محمد سالم ولد )، للمخرج 2007وأوروبية، نذكر منها "القلب النابض"جانات عربية وا و"هناك في (محمد ولد آدوم)، "صني.. العالم الصغير" ل2007حلم تامركيت" و" (داندو .1(دمب عمر كان)، ل2008، و"كومن" (أحمد طالب ولد الطالب خيار)، ل2008صمة" االع

كان يمكنها أن تنشئ صناعة عربية وتخدم إمكانياتيا في السنوات السابقة ليب كان لدىكل العرب، كان فيها أموال، ولكن هذه األموال ضاعت عندما كانوا يشتغلون فيلما يتعاقدون مع

وأجر المخرج الليبي قليل جدا، بينما يدفعون لمخرج أجنبي آخر ما يطلب، ولو أن مخرج أجنبيلم تدعمه ليبيا، كان مشتركا مع (العقاد)م بالسينما، حتى فيلم الرسالة للمخرج تليبيا لم تكن ته

أخذ قرضا بحدود أربعين مليون لحد اآلن (العقاد)، "عمر المختار"الكويت والمغرب، وعلى فيلم ومن فترة كانوا يطلبون بترجيع المبلغ، بمعنى ليبيا (العقاد)القرض مفتوح لم يسدد، توفى

كان عنده قصة "سنوات العذاب" إتفق (القذافي)بالحقيقة لم تقدم شيئا للسينما، مرة )القذافي( نجدت )ثم سحب منه العمل بعد سنة، ثم اتفق مع المخرج يالجزائر (األخضر حامينا)مع طارق بن )، صور بعض المشاهد وبقي سنة في ليبيا ثم سحب الفيلم منه وأعطاه ل(أنزور .2إلى الفن ةلعب ولم يكن عنده نظرة جديي (القذافي) ، كان(عمار

سينما في العهد اإليطالي كانت في ليبيا وحتى استيراد األفالم توقف، الرت دور العض دم أن تدعم السينما العربية بالكامل، أن تقدم ليبيا كان بإمكان ، (القذافي)أفضل من عهد

ل ستدخ لألفالم، أتوقع أن ليبيا مساعدات مثلما تعمل اآلن أبو ظبي أو دبي في تقديم مساعدات، أما عن فكرة الشباب، بالتأكيد بعد فترة قليلة سنجد كل من بإنتاج مشترك مع كثير من الدول

دور جيد في األخذ بيد المبدعين من من الشباب، وآمل أن يكون لهذا البلد يعملون بالسينما هممستوى الثقافة واألدب بشكل عام يقول الشباب في فن السينما والمسرح ودراما التلفزيون، وعلى

.3(رمضان سليم)الناقد السينمائي الليبي

ولي للفيلم العربي بوهران بمقر حوار مع سيدي محمد الشيغر مساعد المخرج عبد الرحمان سيساكو أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الد -1

.20:00، على الساعة 11/06/2015وم الميريديان في ي .12، ص 2012فبراير//12و 11، يوم 7047حاورته فاطمة عرفة، مجلة القدس العربي، حوار مع رمضان سليم، العدد -2 ص. م ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

58

ورغم ذلك برز إلى الوجود بعض الشباب يحاولون النهوض بالسينما الليبية تكونوا في أبسط األشياء غير موجودة على مستوى المعاهد األجنبية عن طريق بعض الورشات، نظرا ألن

التراب الليبي إال قاعتين للعرض مثال منذ العهد االيطالي يقول المخرج الشاب )مؤيد زبايطية(، الء الشباب أن يواكبوا درب السينما المغاربية على غرار الصعوبات يحاول هؤ طبعا رغم كل

.( )لخالد الشيخي(يفيلم مش لبيبيق و ، و)خارطة غر أفالم )خوف على قلبي( لبشير أبو القاسم

نتاج اص بعد فترة المحاكاة، محاكاة اإلعن تاريخها الخ السينما المغاربية هي أيضا تصدرفي عالقة مع الغرب وداخل نسقه، عليها أن تجد حلوال وتضع العناصر الهيكلية لوجودها، مثال

قتصادي العالمي التفكير في إقامة هل من الضروري أو النافع في العالقة الحالية للتبادل االصناعة ثقيلة للسينما )تكنولوجيا كيماويات...(؟ كيف نتخلص من إيديولوجية الفيلم كمنتوج

.1للصحافة ووسائل اإلعالم؟

المشترك الثقافي:-1

غرس النزعة الفردية التي يقوم عليها كيان بعد أن نشرت نموذجها، " هوليوودكانت سياسة الرأسمالي، وهذه النزعة استطاعت تجسيدها عمليا بنظام النجوم، وذلك قصد المجتمع الغربي

المتفرج إلى النموذج المفضل وجعل هذا المتفرج يتتبع حياة هذا النجم أو ذاك بمراحلها شد لتصوير نوعية الحياة األوروأمريكية إلى هوليوودوتفاصيلها المختلفة، وهذه الطبخة التي أعدتها

، وجدت لها الصدى في هته الدول الفاقدة للصناعة السينمائية.2"ةالدول المتخلف

يديولوجيا حول امتالك الصورة والتعبير ار بأن يمكن اإلقر هناك صراعا حضاريا وثقافيا وا م الذي يمتلك الصورة اآلن يمتلك آليات التحكم في العالم وفي عولمة القي بها، حيث أن عب ه الل إن "هو الزمن وال هو النشوء، كالهما نتائج، ليس التاريخ و ، 3حتى التاريخوالمعاني، و

هما مندر النفس البشرية، الزمن والذاكرة يندمجان في بعضهما البعض، إن الذي فيه يعيش س

.96-95مومن السميحي، في السينما العربية، م س، صص ينظر، -1 .119المعطي وآخرون، السينما العربية واألفريقية، م س، ص قبال -2 .148محمد البوعيادي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي،.م س، ص ينظر، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

59

أشبه بوجهي العملة، وواضح تماما أنه بدون الزمن الذي فيه الذاكرة أيضا ال يمكن أن توحد، د بيان بخواصها وصفاتها المميزة ال يمكن أن يحد أي لى حد أن لكن الذاكرة شيء معقد جدا إ

ى سبيل المثال مجموع االنطباعات التي من خاللها تؤثر فينا الذاكرة، الذاكرة مفهوم روحي، علنا نستطيع أن نقول بثقة أنه ستكون لدينا نطباعاته بشأن الطفولة، فإن لو أخبرنا شخص عن ا

ا المحروم من الذاكرة فيصبح سجين وجود ملة عن ذلك الشخص، أم مادة وافية لتكوين صورة كا، 1"وهمي أو خادع، وبوقوعه خارج الزمن يكون عاجزا عن فهم صلته الخاصة بالعالم الخارجي

، وعلى ذلك يمكن اعتبار الزمن وبتعبير آخر يكون محكوما عليه بالجنون، بوصفه كائنا أخالقيا عن دائرتها. حالة اتفاق مسبقة ال يجب الخروج

ها تجعلنا سريعي حساس باالستياء وعدم الرضا، إن اإلتثير في اإلنسان موهوب بالذاكرة " لم تعد عالم الغياب، ولكن بالضبط وسيط :(أ.أيفر)، السينما كما كتب التأثير وعرضة لأللم

تعبير فالسينما هي قبل كل شيء وسيلة ،احضور العالم، قبل أن تكون أو تستطيع أن تكون فن تترجم مشاعر وأحاسيس، وتعبر عن أراء وأفكار، فهي تمثل إذن عامال أساسيا في االتصال،

سهامها الشعوري فقيمتها الث ها رها، كل وأهميتها االجتماعية التي ما فتأت تكبر مع تطو قافية وا الجمهور ، بجذبها وجمعها تساهم في التقارب بين السكان وفي تدعيم العالقات بين األفراد

تالفضاءاالفن السابع يساهم في تدعيم العالقات بين مختلف وتوثيق العرى المنفصمة، فإن في تكثيف التبادالت البناءة وفي التعاون الفعال وفي التفاهم المتبادل، الثقافية ويساهم أيضا

.2فهو إذن أداة حوار ثقافي وليس وسيلة معرفة الثقافات والحضارات

ما أهمية منذ ظهورها، وخطيرة من حيث الدور الذي يمكن أن تلعبه في لقد كانت للسينمه االجتماعية واألخالقية وتغيير سلوك الحياة التي اعتاد عليها، بل توجيه اإلنسان، وتعديل قي

هناك من اعتبرها أبعد الفنون أثرا وفاعلية في تشكيل العقل البشري والثقافة اإلنسانية بوجه عام، فهي تلعب اآلن حوارا بالغ الخطورة على نطاق واسع في نقل معطيات الفكر والحياة بلغة

.49محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -1 .50، ص ينظر، م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

60

وبأدوات فعالة في تشكيل فكر ووجدان الجماهير، لذلك أصبحت السينما قوامها فهم المشترك،أداة مؤثرة في المجتمع، وفي تنمية الثقافة، وهي أداة من أدوات المعرفة، ووسيلة تعليمية فعالة

مه وعاداته وفنونه، عالوة على االرتقاء بالمجتمع، كما تلعب دورا بارزا في تشكيل قي تهدف إلىثارة الرغبة في تحسين المستوى استخدامها كوس يلة للتوجيه واإلرشاد والتنوير الثقافي، وا

.االجتماعي ونمو التقدم لدى المشاهد، وتحفيز القدرات الكامنة لدى المواطن

ا يشاهده ومقارنته تعطي السينما المشاهد القدرة على التحرك من مكان آلخر عن طريق محيث يقرب الفيلم من المشاهد "بة في تحسين مستواه، األمر الذي يثير فيه رغبما هو عليه،

طرق حياة أخرى مختلفة، فقد أصبحت السينما في الوقت الحاضر قوة تأثيرية، وقد صاحبت التقدم التقني في المجتمعات اإلنسانية، وتعتبر السينما من أهم وسائل اإلعالم واإلعالن

، 1"لمهم في النواحي الترفيهية والتربوية والثقافيةوالتوجيه العام والدعاية، وهذا إلى جانب دورها ا ..في كل المجاالت، االجتماعية والدينية والسياسية واالقتصادية وغيرها.وأهدافها

أساسا من الحضارة والفكر ولها دور مهم في ، و جسور لقاء بين الشعوبتمثل السينما دانة التخلف وفتح عيون المشاهد ليرى في الصورة المرئية واقعه وظروفه عكس روح العصر، وا

زها حواجز وحقيقته، فاألفالم السينمائية بحكم انتشارها وتوزيعها على المستوى الدولي وتجاو القضايا المختلفة ذات الطابع واعتمادها على الصورة كوسيلة للتعبير وتركيزها علىغة الل افة ية أو حضارة بثقافة أخرى بغض النظر عن مستوى الثقنساني، تشكل وسيلة اتصال ثقافاإل

المناخ تبارها أسلوب ومنهج حياة، و في هذا المجال هو باع ، مفهومهاأو درجة التطور الحضاريالعام والشامل لحضارة من الحضارات، والسينما تشارك في وسائل وأنشطة أخرى في هذا

، الهجرات ذاعات الموجهةة، الكتاب، اإلالثقافي مثل السياحاالتصال الحضاري واالتصال .2المباشر بين األقمار الصناعية وشبكات االنترنيترسال التلفزيوني ونضيف إليها اآلن اإل

.39-38، صص 2008)دراسة نقدية(، الهيئة المصرية العامة للكتاب، د.ط، أشرف شتيوي، السينما بين الصناعة والثقافة -1 .40، صم نينظر، - 2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

61

جذريا السينما كانت خالل قرن من الزمن الوسيط الشعبي الذي غير" ال أحد ينكر أن واألخالقي الذي تمارسه على المجتمع ليس سرا السيكولوجي، إن التأثير عالقتنا بالعالم وبالناس

بشكل فعال جد التأثير السينمائي القاسم المشترك في كل هذا هو توا إال أن ، 1"على أحدإلى أن يهمش ويستتاب بسهولة، *ةشباب، والذي أهلته األفالم الرخيصوخصوصا في أوساط ال

يل وعي الجمهور والشبابها المباشر هو تعطبفضل ما تحمله من رسالة تحذيرية هدف ، بالتجديد والتحديث على المستوى الفكري والجمالي.2"ومحاصرة مدهم الفكري المطالب

ي والصورة السينمائية باألساس تلعب أدوارا تربوية وثقافية رائدة ف ةعام أضحت الصورة وتتخذ موقعا نساني بل ي اآلن تكتسح كل مناحي الوجود اإل، فهتشكيل وعي الفرد بذاته وباآلخرمي واالجتماعي والثقافي، الذي تعرفه المجتمعات المعاصرة، مركزيا في مسارات التحول القي

من ثقافة الترفيه يتجزأوجزء ال ط فعال ضمن آليات التأثيرفالصورة السينمائية اآلن هي وسي .3التي باتت تشكل عنصرا حيويا ضمن الوجود االجتماعي والرمزي لإلنسان المعاصر

ت التعريفات التقليدية تنظر للسينما باعتبارها نافذة لالنفتاح على اآلخر والتعرف عن ظل تساهم الصورة "، قرب على أنماط عيشه وثقافته ولغاته المختلفة، فمن خالل عملية التمثل

فراد والمجتمعات، وذلك من خالل لذات والعالم وبناء تصورات عن األالسينمائية في التعريف با، قد 4"ي اتجاه الفرد نحو تكوين صورة عن نفسهز أو تقو التماهي التي هي عملية تعز عملية

يعثر عليها في الصور المتداولة في عالم اإلعالم والتسويق والدعاية.

هو القضية الجوهرية المغاربية عن السينما به ث ق األساسي الذي يجب أن نتحدالمنط إن رضية المشترك التي يمكن االنطالق منها لتوقيع االنتساب لهذا الفن وهي مشروعيته وهويته وأ

.35محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -1الرديئة...السامية أحيانا..." عبارة جرى اصطناعها في الستينيات لتشجيع السينما الشعبية ذات الموازنة التي كثيرا ما ازدراها النقاد "هذه األفالم -*

( وهي تشمل أنواعا شتى، تتراوح من الخارقة وأفالم اإلجرام إلى أفالم عن العهود الغابرة وإلى الوسترن االيطالية حتى Ado kyrou-)أدوكيرو

السوربون الجديدة، IIIجامعة باريس فو )نوع من الكاراتيه(. ينظر، ماري تيريز جورنو، معجم المصطلحات السينمائية، ترجمة: فايز بشور،-الكونغ

.16د.ط، د.ت، ص .108، ص ون، السينما العربية واإلفريقية م سقبال المعطي وآخر -2 .147محمد البوعيادي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص ينظر، -3 .151، صم ن -4

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

62

الثقافي والجمالي واالجتماعي للسينما المغاربية وباستحضار هذه القضايا نكون في صميم الحديث عن االحتياجات المستعجلة التي تطرحها التحوالت السوسيوثقافية، كما تفرزها المرحلة

جابات غير مكتملة التاريخية التي عاشتها وتعيشها المنطق ة أو التي اقترحت بصددها أسئلة وا جابات هي تعمار إلى اآلن، هذه األسئلة واإلأو مهزومة في الواقع والثقافة والفن منذ مرحلة االس

بالتعرف على ما يعيننا أن نقرأه في ارتباط بتمرحالت التاريخ التي ألزمت الواقع المغاربيد .1بداعلثقافة واإلماجها الخجول في حقل االسينما وا

ألزمت السينما بأن تحقق مشروعا غير مكتمل، بل ال يمكنه أن يكتل إال بوعي فاعل جتماعية المغاربية، استعجال انغراسه الفاعل في التربة الثقافية واال"لوظائفه التاريخية، ومنها

الفن كما فكر فيه لهذا بداعية لمشروع التأصيل تحين المقترحات الفنية واإل واقتراحه لبدائلهو مهيمن وما يراد به أن يسود الرواد، والعمل على تجديدها عبر بلورة نماذج مختلفة عن ما

ه رهان ال يمكنه أن يتحقق إال بتوسيع مساحة تمثيل مشترك وبنائه، نموذجا مطلقا في واقعنا، إن ة وية المغاربيمن حيث استحضار المشترك الثقافي لتوضيح الهق أكثر رحابة واستهداف أف

قبول اقتسام االنتصارات والهزائم شرطا لمصير مشترك حقيقي يتأصل في للتجارب السينمائية، و والثقافة السياسات التي أكرهت الفن الثقافة والفن ويجبر السياسة على القبول به ضد كل

احتلت فيه ، في الوقت الذي2"والسينما بالمغرب الكبير، على أن تنحصر داخل الحدود القطريةالحدود نقترح التفكير في مشاكل السينما المغاربية من مدخل قراءة مسارات وجود العولمة كل

.هذه السينما وأوجه المشترك فيها وهوية انتسابها الفكري والجمالي والتقني إن أمكن

من قاسم مشترك لكل هذه الفسيفساء ألقسام حياة أعيد إنتاجها في أفالم، إن كان ال بد نفس األضواء، ولكن هناك رهانات تثقل كاهل هذه السينماتوغرافيات: مكننا الكالم عنفإنه ي

واألشياء االجتماعية والدينية المسكوت عنها وثقل البيروقراطية وتكاسل الممنوعات السياسيةبين دول السلطات العمومية، ونقص الموارد المالية وغياب الدعم اللوجيستيكي واالنسجام

.6بية، م س، صحميد آتباتو، قضايا السينما المغارينظر، -1 .7، صم ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

63

جراءات ويؤدي إلى االختناق، ال نفهم لماذا توضع السينما في معارك ذلك يثقل اإل رب، كل المغ .1اإلطالقالضمائر في صف الفنون الثانوية، ولماذا معظم دول الجنوب ال تهتم بذلك على

( فإننا نتحدث عن المشترك Le grand Maghreb -)المغرب الكبيرحين نتحدث عن الوطن " ذات المكونات المتعددة، أي عن ما يقابل المشرق، مما يعني أن وعن الكينونة الواحدة

االستحضار المغاربي كما يخبرنا التاريخ قد اكتسب منذ قرون هوية ثقافية يتميز بها، إال أن االستهالكي الواسع لحديث المغرب الكبير والمشترك المغاربي خاصة في مجال السياسة الرائجة

لسينما المغاربية غائبا ، طبيعي أن يبدو الحديث عن اتلتبس وغامضة يميجعل من هذه المفاهدراك العميق ض، هذا مع اإلتجد في الحديث عن السينما القطرية ما يعو غالبيةال با، ألن مغي أو

، بل وتقاسم المجتمع 2"م والمشتركات واالنشغاالتلتقاسم المجتمعات المغاربية الكثير من القيقضايا التقدم والتحديث والديمقراطية والتغيير والتدبير الفاعل لعالقة الذات لنفس القلق بصدد

والمستقبل. والكوني والحاضر والماضي واآلخر، والمركز والهامش، والمحلي

ل الراهن السياسي واالجتماعي واالقتصادي والثقافي هناك سينمات مغاربية لكن في ظ ة مشتركة أصدق من بداية القرن الحادي والعشرين إلى اليوم يصبح الكالم من سمات عد الممتد

ظة التبدل المصنوع سينما هناك مشترك خصوصا في لح غم من خصوصية كل وأقوى، فعلى الر ا من محلية ر كلي لتقت معا عند نقاط أساسية، من دون التحر ا الجديدة إنتاجاته حاليا، أي أن جتماعية وثقافية وجمالية، وفي التواصل مع حيثيات اضفاء خصوصية درامية تساهم في إ

وتربوية خاصة بهذا البلد أو بذاك، المشترك بين نتاجات سينمائية عديدة ال يعني أن مخرجيها منتمون إلى جيل شبابي واحد، إن كان عليا اعتماد هذا الوصف الذي ال أستصيغه كثيرا ألنه

بينما السينما أكبر من أن تحدد بتعابير قد تنغلق على نفسها، هؤالء يحدد أشكاال وحاالت، هو سابق للجيل الشبابي، المخرجون السينمائيون منتمون إلى أجيال متفرقة أحيانا، منها ما

ل الذي شهده المسار التاريخي لهذه السينمات والتقطوا نبض هؤالء أنفسهم تنبهوا إلى التحو

.70محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، صينظر، -1 .8حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م س، ص -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

64

ل، وساهموا في مقاربة سينمائية ألحوال راهنة، بأشكال مستمدة من التحو الشارع والناس وآثار .1للتقنيات الحديثة أن تمنحه لهم ا يمكنأساليبهم واختياراتهم الذاتية من دون التغاضي عم

أمثلة عديدة خصوصا في أقطار المغرب العربي كنموذج أخر مغال ومهم، أال هناك ، 2006وفيلميه األخيرين "آلخر فيلم" (زيدنوري بو )التونسي يمكن القول أن

، 2011"نورمال" وفيلميه األخيرين أيضا (مرزاق علواش)، مثال أو الجزائري 2012و"مانموتش"ل نتاجات جديدة سلطت إلى الراهن السينمائي العربي بفض ، ينتميان بجدارة2012و"التائب"

ل النابعة من الحراك العربي.تفاصياألضواء على راهن المجتمع والبيئات المحلية وال

و"يما" ، 2009في فيلميها الطويلين "بركات" (جميلة صحراوي)تتوغل المخرجة الجزائرية ة ة، ونزعاته النفسي ودة وأوهامه القاتلالفرد وشجونه كما في أحالمه الموؤ في شؤون 2012تندرج في إطار التجديد الراهن و مائي العربي نتاج السينة جزءا من حركة اإلة واإلنساني والروحي

طار مرتكز على تحرير النص التحول اإلنساني العربي العام، إ السينمائي المنبثق من أعماقاإلنسان لمنحه فرصة البوح -المواطن-السينمائي من الفعل الجماعي، والذهاب إلى الفرد

خالص ما، وساعية بمكنونات نفس متألمة وجريحة أو نفس متعطشة للتغيير أو نفس حالمة ب، 2"إلى تحقيقه سمة الحكاية الفردية قاسم مشترك ألفالم عديدة بدأت تصنع السينما العربية

ن من خالل عيني والمغاربية على حد سواء في مناح جديدة بحثا في أحوال بيئة ومجتمع، لك حظة وقول وقائع، ومناجات حقائق كانت مخفية.الفرد القادر على تكثيف الل هذا

سينمائية مفتوحة على الخليط ها اعتمدت علىفي اإلطار نفسه ألن تندرج هذه األفالم واألداء الصائب، إضافة إلى دارة الدقيقة للممثلينن متانة السيناريو والمعالجة واإلالمطلوب بي

ن لم في الروائي المتخيلضاءة والتصوير وغيرها وعلى إدخال التوثيقي عمليات التوليف واإل ، وا غم من نقد سلبي تعرض له ها ذات سوية إبداعية متشابهة، فعلى الر كن النصوص المكتوبة كل ت

مثال، ال يمكن تجاوز هذا العمل الجميل والمتقن، لكونه متمكنا من (علواش)فيلم "التائب" ل

.58إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، صينظر، -1 .59، صم ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

65

تشريح الحالة الجهادية من خالل قصة مناضل إسالمي خرج من جماعته طالبا خالصا قد ال الذي فكك حالة جهادية هي (صحراوي)، وهذا شبيه إلى حد ما بجوهر "يما" ليحصل عليه

أيضا، لكن مناضل إسالمي وجد نفسه أمام مأزق الجريمة )مقتل شقيقه( والعار )مولود لشقيقه غاربية عديدة، ه من دون الغوص في نماذج مهذا كل ذنب)العالقة الملتبسة بوالدته(،الراحل( وال

فوزي بن )و (نور الدين لخماري)و (هشام العسري)، و(عيوشنبيل وهشام ) ألعمال المغربيينأو الموريتاني )سيساكو(، ، (محمد زرن)أو التونسي (إلياس سالم)مثال أو الجزائري (سعيدي

.1لك البالدالتحوالت السينمائية الحاصلة في تهذه األمثلة قليلة جدا قياسا إلى حجم

وعي االستعجال الثقافي وحاجات السياسة الفاعلةالسينما المغاربية الحديث عنيستدعي ه أحد أهم القضايا الثقافية حقل السينما والثقافة، إن ك في في المنطقة التي يعنيها توسيع المشتر

التي يعني المرتبطين بها وطرحها والمرافعة من أجل معناها في واقعنا، ألن وجود األوطان مرتبط اآلن بقدرتها على الحضور الفاعل في الصورة وثقافتها، لقد أكرهت والشعوب وثقافتها

ة ا منها وبهذا صار الوجود والهوي ستعارة مفاهيمهالرائجة في أوطاننا الثقافة على االسياسة والعالقات المغاربية مفاهيم لالستهالك وتكريس التباعد ولهذا يكون الرهان على والمشترك

لبناء أفق كيد المشترك المغاربي وقفا في السياسة الفاعلة والمجتمع من أجل تأالثقافة التي تعتبر ربي.السينما المغاربية ولبقية مكونات مجتمعات المنطقة، تأكيد السينما للمشترك المغا

تأكيد لحقيقة واقعية يترجمها اقتسام الخطوط الثقافية المشكلة للهوية الثقافية يعتبر هذاطي بالنسبة لغالبية فريقي والمتوساألمازيغي واإلسالمي والعربي واإل نلمكو ا"المغاربية خاصة

يطالي، في إطار ، باإلضافة إلى االحتكار المشترك 2"البلدان سباني وا بآخر غربي فرنسي وا حيث أن سكان شمال إفريقيا أضهروا تحمسا ،جامعةصناعة سينمائية محلية بلغة سينمائية

.3 (Jacob landau-يعقوب الندو) ان االستعمار يقولب كبيرا بأدوات متواضعة منذ البداية إ

.60، صينظر، م س -1 .7حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م س، ص -2

3 -Voir, Jacob landau, etudes sur le théatre et le cinéma arabes, op.cit, p154.

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

66

يترجم المشترك أيضا من خالل تقاسم المغربيين محن التاريخ والتهديد باالنحناء أمام لقبول بما يقترح على ا من أجل اإلكراه بار آللياتهااستثمار الك"الكيانات الكبرى وقوة العولمة و

والفن واإلبداعواألفكار ستهالكية جاهزة في العيش والسياسة واالقتصاد عليهم من نماذج ايا تجعل مسألة التشبث بالذات الخاصة كما هي واالكتفاء بتحديدها قطر التي النماذج المعولمة و

.ة كانت أم فرديةذه الذات الثقافية عام ، أسهل السبل لقتل ه1واالنعزال داخل الحدود الخاصة"

للشبهة ه المنطقة لم تكن مهمة سهلةالرواد المغاربيين الستنبات السينما بهذ سعي إن ره في الغربي وألن ال أصل ثقافي يبر استعمارهااستوطن مع األصلية لهذا الفن، لكونه

والسياسية والرمزية للمهيمن الثقافي ب من تشويشه على اليقينيات العقائدية مجتمعنا، والتهي نغراسه الطبيعي في الوجدان الثقافي المغاربي، تأجل إمشروعا والسياسي، هكذا صارت السينما

يؤكد منحة التأسيس للمشروعية، بدأت ه وأعماله بل إن صيغ مواجهة هذا الفن وبعض رجاالته وبناء هويته الفاعلة والحديثة مع االستئناس بهذا الفن واستمرت مع مساعي استنباته وتأصيل

فذلك لم يمنع من معاناة السينما المغاربية من قلق الرواد والوطنية، فرغم ما ساهم به كل .2طرف الذهنية النكوصيةمن طرف المهيمن السياسي من تعطيل مشترك هو استهدافها بال

اقتراح ما يجعل قلق المشروعية حيث حاولت"السينما المغاربية طيلة وجودها لقد عاشت بإنغراسها وتجذرها في واقع غير عادل ونابت للجديد ورافض لما يتوافق مع األصول الثقافية،

المهيمن ورؤاه اختياراتد الهيمنة االجتماعية ويؤبدها جاءت السينما إلى واقع يمجد وماال يجد الخاصة في الثقافة والسياسة والفن، يرفض أي إبداع ال يتماثل مع األجناس المشروعة واألنماط الثقافية األصيلة خوفا من التشويق على ما يعتبر يقينيات مطلقة، هذا ما عرض انتسابها

قع وتحليقه، ومساعي تأصيلها لمعيقات كثيرة أفضت أحيانا إلى تأجيل انغراس السينما في الواكراهها على كما حصل في موريتانيا، أو تنصيب وجودها كما حصل في ليبيا أو مواجهتها وا التوقف واالنحباس كما حصل في الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي، أو إعفاء مضامينها

ص. سحميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م -1 .11، صم نينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

67

الفنية وتعطيل الوجه السياسي لخطابها كما حصل في تونس والمغرب االحتياالتوتضخيم إلى ا ، لقد عاشت وتعيش السينما المغاربية مسارات عنيفة عطلت فعلها وهددت وجوده1"أساسا

حدود اآلن على أفقه بعد ما جرى وما يجري في هذه المجتمعات، وهذا ما يعد حاجة مشتركة .بلد آلخرغم من تفاوت عنف المحنة واختالف أوجهها من البلدان على الر عاشتها كل

مغاربية في محنة التعطيل المؤسساتي بشكل متماثل وكبير إال أن لم تشترك السينما السينما بعض البلدان قد عاشت هذا األمر بشكل أوضح خاصة سينما المغرب وتونس والجزائر التي أكرهت على تقليص أوجهها السياسية، وليس صدفة أن يطغى االنشغال بما هو اجتماعي

لرجولة وما ينفيها أو يغمغمها، ر من نماذجها على اأكثر في هذه السينما، وأن تركز في الكثيلقد تنوعت المؤسسة الرسمية من أوجه محاصرتها للسينما وأفقها الخطير المحتمل، هكذا عانت

زة في لألعمال المتمي السينما في المغرب سابقا من غياب الدعم ومحاصرة التوزيع واالستغاللبح والرداءة بدعم األفالم السوقية، ثم حاليا من خالل مراحل سابقة، والحقا تم توسيع مساحة الق

التركيز على التراكم الكمي وعدم االنتباه إلى إغناء عالقة الجمهور باألفالم بسبب تقلص عدد نضاجها بعدم وضع أي القاعات، والقتل الممنهج للثقافة السينمائية ولقنوات إنعاشها ونشرها وا

جانات بالنموذج الرسمي في تنظيم المهر فيها واشتراط القبول ر لدعم تقدم السينما والبحثتصو .2ا للحصول على الدعموالتظاهرات السينمائية والعمل الجمعوي شرطا ضروري

لت السينما ولمدة ظ حيث ، في اعتقادهم السينما تؤدي إلى جهنم وهي طريق إليها كما أن ذ كان إنها"الديني، السياسي وكذا طويلة مشبوهة في الخطاب ت موريتانيا من المحرمات، وا

نتاج على ضآلته جاء متأخرا بالنسبة سينمائيا وأن هذا اإلإنتاجا البلدان المغاربية وليبيا أقل ، مساءلة عميقة 3"الميدان الديني لة هنا ال يمكن أن تتوجه إلىالمساء ، فإن خرىار األقطلأل

.يفرز كبتا ومقاومةحول عالقة الصورة مع وضع اجتماعي مغاربي عام

ص. م س -1 ص. ينظر، م ن -2 .87م س، ص مومن السميحي، في السينما العربية، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

68

جتاحت أن ا، ولم يبرز هذا الوجه إال بعد عاد السياسيةلتعطيل األب افة إلى هذا تم إضالتاريخ الماضي المعطوب، حصلت المحنة بصيغة مختلفة ، وطي المؤسسات الرسمية للسينما

دون 1973في ليبيا من خالل ربط أفقها بالمؤسسة العامة للخيالة الليبية التي تأسست سنة إنضاج نتاج السينمائي، وعدمي المجال لغياب ميزانية محددة لإلر إستراتيجي فدعمها بتصو

ستطاعت أي جهة المبادرة خارج المؤسسة التي لم يفض وجودها االحتراف في المجال وعدم انتاجات م من مسعى هذه البلد لدعم بعض اإلغإلى خلق حركية سينمائية، أو إنعاشها على الر

الشمس" يخبئونمن تونس و"أين (ناصر القطاري)ربية، كما كان الحال مع "السفراء" لاالمغ واإلبقاءمن المغرب، غياب سياسة سينمائية مؤسساتية في موريتانيا (عبد اهلل المصباحي)ل

أجنبية وخواص، الوجه الوحيد للممارسة السينمائية، وعدم أطرافعلى قاعات العرض في يد .1له وتعليق إنغراسهد على تعجيل بمحاصرته الذهنية التحريمية دعم المجال ساع

العنيف الذي كبح تقدم البوليسي ة التعبير الوجه المؤسساتي في تونس كان غياب حري الشرط الذي غيب أفالما إن "ستعجالية، ص انشغالها بالقضايا السياسية اإلالسينما التونسية وقل

، أو حاصر (رضا الباهي)بالنسبة ل"عتبات ممنوعة" ل من التداول والعرض كما كان األمرفي حين السينما الليبية تبقى حبيسة ،(نوري بوزيد)بعض األسماء البارزة كما هو األمر مع

السينما الوحيدة التي أفلتت من بعض جنون الحكم الديكتاتوري الذي لم يكن يؤمن أصال بالفن،هذه المحن هي السينما الجزائرية بسبب تأميمها لصالح غايات الثورة والناطقين باسمها الحقا،

يعني أنها عبرت بشكل مريح عن رغبة فيه، فالوجه السياسي غاب في هذه إال أن ذلك الخ النظالي والمقاومة عهد السينما وعوض بالنقد االجتماعي أو االستحضار الكثيف للتاري

.هذه السينما عاشت محنة أعنف هي محنة اإلبطال أثناء اإلرهاب ، إال أن 2"االستعمار

السينما المغاربية ومساعي استنباتها وتأصيلها وتجذير إنغراسها االجتماعي اشتركتالذهنية بتفعيل من طرف استهدفتهاوالثقافي في مواجهتها من طرف إستراتيجية اإلبطال التي

.11حميد أتباتو، قضايا السينما المغاربية، م س، ص ينظر، -1 ص. م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

69

النكوصية، لقد رفضت هذه الذهنية الحداثة والتقدم في رفضها للسينما، كما رفضت اآلخر من ره في األصول الثقافية شرعية له، وال شيء يبر خالل رفضها حيث اعتبرتها كائنا لقيطا بل ال

المحافظة ما الخاصة، عنف هذا اإلبطال عاشته السينما الموريتانية أوال التي وجدت في التربة من أجل تحويل ملكية أغلب د الذي قام به )همام آفال(ينبذها ويوقف استنباتها، فبعد المجهو

واستغاللها باسمه، تعرضت هذه القاعات والسينما (غوميز)القاعات السينمائية من الفرنسي عصف بأي أفق محتمل لتأصيل قيمتها.عامة لهجوم تحريمي

السينما بموريتانيا إلى الدرجة ريجيا وعاد مشروع استنباتالقاعات أبوابها تدأغلقت بالخارج خاصة الصفر في انتظار بداية ثانية لم يعلن عنها إال الحقا وذلك بعد ظهور أسماء

، طبنواكشو سينمائيين الموريتانيين الذي أشرف على تأسيس دار ال (عبد الرحمان أحمد السالم)إبداعها وترميمها، وقد تدعم ذلك ببروز أسماء المعة في عروض السينما والحقا إنعاشلتعيد

.1(عبد الرحمان سيساكو)وأعمال اسمة ، ونجاح أعمالها خاصاإلخراج

نشغال أسماء عديدة اآلن في المجال تأثير هذا النجاح واضحا من خالل اويبدو فاعلة محنة اإلبطال بعد قيادة "أن تفرز ما يأصل أكثر التجربة وعمقها، بل السينمائي البد

طاء المتميز، بل بعد قيادة فاعلة النكوصي عاشتها السينما الجزائرية بشكل حاد بعد مرحلة العربية تدعمت باحتضانها القوي من طرف الدولة والمؤسسات الرسمية، واحتضانها اللسينما المغالمستوى الدولي، ضين لالستعمار ليس في الجزائر فقط بل على من طرف الراف الشعبي القوي

ستدعى اإلبطال النكوصي هو فيضان العنف في الواقع واضطرار السينمائيين الجزائريين ا ما، وبالموازاة مع إغالق القاعات 2"إلى االختيار بين متابعة المشوار خارج الوطن أو التوقف

السينمائية، وتوقف أي إمكانية للتصوير الخ...

ن لم تعش الوضع بعنف، فقد تواجهت مع عنف الذهنية لتونسية هذاا المغربية واالسينموا رة في النكوصية في مساراتها بمناسبة خروج بعض األفالم وعرضها خاصة التي تعتبر متحر

، ص.م سينظر، -1 .12، صم ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

70

رهاب، األهم أنه تبني موقفا من قضايا التطرف واإل اشتغالها على المرأة والعالقة معها، أو التيتنشغل بسينما ذا صورات خاصة في المجال السينمائي تحقيقا لمنطق هذه الذهنية تم الدفع بت

بداع السينمائي، ال تعني إال التشذيب األخالقي لإلتسمية أخالقية هي: السينما النظيفة التي بطاله و وتحقيق وفق مواصفا .1تغييره وتأصيله بمواصفات أخرى مختلفةت تقول نفيه وا

تأصيلها بقلق أساسي هو السعي مشروع"بدأت أغلب التجارب السينمائية المغاربية نغراس في أعماق المجتمع المغاربي كان ذلك صيغة مشتركة ألهم التجارب عكسته األفالم لإل

المتميزة األولى من قبيل: "الفجر" و"مختار" و"قصة بسيطة" والموت العكر" بتونس حيث تراب ودور مشكل التاريخ واالغ المجمعيةاستحضرت بعض ما يبدو من صميم االنشغاالت

، من خالل ربط التأسيس 2"يري المبدع، وبالجزائر ترجم هذا االنشغال بصيغة أكثر ثوريةالتغي ثورة التحرير. تالفاعل للسينما الجزائرية باالحتياجا

ذ بدايتها الحقيقة نحو أفقية كان من الطبيعي أن يوجه الرواد األوائل للسينما الجزائرية منخ الثورة الجزائرية الموضوع الهام والحدث المركزي للمتخيل أكثر جذرية يجعل من تاري

ة حيث استدعت نغراس في المجتمع قوي كانت صيغة السينما الجزائرية اإل لقد [...]الفيلميز هذه السينما ورفع من إسهامها فيما يفيد إنجاح الذاكرة واستهدافها، وكان هذا مدخال هاما مي

.3المجتمعات المغاربيةلسينما في مشروع انغراس ا

لقد انشغلت التجارب البارزة في السينما المغاربية في بداية اقتراح مواصفات هويتها بمداخل أساسية ثالثة هي: التاريخ والمرأة واالغتراب االجتماعي، وهو ما عكسته أعمال

الرغم من أن وعلىت بداية التأهيل "عتبرت مقترحاغاربية، االالحقة في كل السينما الم احلالمر ما حضر بكثافة هو القضايا ذات العالقة بالتاريخ دت، فإن موضوعات هذه السينما قد تعد

ة، أن واالغتراب االجتماعي والمرأة وبذلك ترجمت السينما المغاربية انشغالها العميق بسؤال الهوي

ص. ينظر، م س -1 .13، صم ن -2 ص. م نينظر، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

71

شكال المركزي اإل ا أنتتكشف هذه القضايا أكثر في السينما المغاربية يعني أن روادها أدركو ، الذي ال يمكن أن يتموضع إال من 1"نتسابهاه السينما أن تجيب عنه هو إشكال االذي على هذ

المداخل التي تبدو ضرورة في منطق السياق التاريخي الذي تندرج فيه هذه السينما.

عناصر من التاريخ والتقاليد د معالمه وتجلياتهثقافي يحد يتميز العالم المغاربي بواقعهذا ها معطيات من التاريخ ومن الحداثة معا، بعيدا على أن يكون متجانسا، فإن نتاج، إن واإل

هذا الواقع الثقافي يمكن أن [...] العالم المغاربي متعدد ومتنوع: إنه يتشكل من أمازيغ وعربسالم العمق الغالب والمهيمن اإليشكل [...] يبرز اختالفات على المستوى اللهجات المحلية

يديولوجيا معا لهذا العالم كما هذه التسمية "ثقافة إن أستعيد تصويره لكنه بالنسبة إلي فتاريخيا وا عربية إسالمية" في ميادين المعمار أو الموسيقى أو السينما تقوم بنفس الوظيفة التي يؤديها

مع الدين هي عالقة ثقافة وتاريخ، العالقة ب: المسيحية في بالد المغر -مفهوم الثقافة اليهوديةعالمية كونية تخاطب كافة بني سالم كدين ومعتقد أعلن نفسه منذ نشأته رسالةاإل أن كما نتاجات الفكرية حاضر اليوم ويظهر في اإل، هذا التاريخ نسان وليست ديانة لفئة معينةاإل

افت إلى هذه األمازيغ، العرب، وقد انض ة وقائمة،ت حي لنات األصلية الزاوالثقافية، فالمكو .2التاريخ الحديث والتاريخ المعاصرنات ومعطيات وعناصر نات التاريخية القديمة مكو المكو

)فرنسي، إيطالي، إسباني( خالل إنضافت لغات المستعمر "غوي فقد ا في المجال الل أم االنتاجات الفكرية وفي آخر المطاف فإن غة العربية ولهجاتها المحلية الفترة الكولونيالية إلى الل

مع صورة الواقع المغاربي كمعطى في العالم المغاربي اليوم هي في عالقة جد غامضة وملتبسةجتماعي وثقافي وتاريخي حسب االنتماء القبلي، أو االنتماء إلى ممارسة فكرية أو جامعة دينية ا

وجهات، الت ة الشاملة لكل وليست المطالبة العام أو إيديولوجية تتم المطالبة بهذا التوجه أو ذاك،عادة قراءته التي أتحدث عنها تسعى لتحديد هوي اكتشاف التاريخ العربي اإل ة سالمي جديد وا

ص. م س -1 .108مومن السميحي، في السينما العربية، م س، ص ينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

72

ذا طالبت هذه الهوية الشاملة باألجزاء والفروع، فسوف تتموقع خارج التاريخ 1"عامة، وشاملة ، وا .وعن سياقه العاموتضع نفسها على هامشة بعيدة عن مجراه

ة بمثابة مغامرة غير مضمونة العواقب، ذلك راجع لغموض البحث في مفهوم الهوي يعد المفهوم وطبيعته الزئبقية، هذا الغموض الذي يمكننا أن نرجعه ألسباب شتى، بداية لتقاطعه

بينهما وتداخله مع عدد من المصطلحات األخرى بشكل الذي يميز فيها الباحث حدودا فاصلة "، إذن ة والذات واألناالقول:" بأن ثمة تكافؤ بين الهوي ( بDuvant.d.aعلى غرار ما طرحته )

خيرة التي تؤسس للهوية الجماعية.ة الفردية، وهذه األفهذه المصطلحات تتداخل مع مفهوم الهوي

إلى جانب هذا يمكننا أن نشير إلى بعض المصطلحات األخرى والتي تتداخل أيضا مع ة والثقافة، مفهوم الهوية الجماعية مثل: الهوية والقومية، الهوية والضمير الجمعي لألمة، الهوي

ة والحضارة، وهناك مصطلحات أخرى تتقاطع معها ولو جزئيا مثل مفهوم الوطنية الهوي .2ها مصطلحات قد تكون لها عالقة بمفهوم الهوية، وهي كل اإليديولوجيةوالمواطنة وكذا

بداعية لإل المستقبل والواقع والتأسيسغال المشترك بقضايا التاريخ والعدالة و انشعكس واقتسام توجهات ية، ومسعى التأصيل المغاربية، وهو ما ترجمه األدب المغاربي المكتوب بالفرنس

غنائية والتفكير عن قضايا فكرية عميقة من قبيل نقد العقل والفكر عربيا كان أم إسالميا أم بداعي واإلهذا صيغة مشتركة توسع ساحة المشترك وتوحد القلق الفكري كل آخر، كان

ماضي وتقاسم غة في الطبيعي لتقاسم قضايا الدين والحضارة والثقافة والل والوجودي وذلك جد هذا بل يبدأ في التسمية وما يتحقق المشترك في كل "و د المستقبلالحاضر بصد الكثير من

دات ، فالمغاربي هو االنتساب لجغرافيا وتاريخ وذاكرة ومصير كمحد تكثفه من قواسم مشتركةة االسم هي الحد هوي ل للهوية ألن دا أو كبرى، ولنفس االسم هو المغرب الكبير الذي يعد محد

ة الخاصة معرضة لضياع ة االسم هذه ستبدو الهوي بدون هوي و ، ة شخص أو أمةاألدنى من هوي

.109، صم س -1 .30، ص2013-2012مالمح الهوية في السينما الجزائرية، أطروحة دكتوراه، جامعة وهران، إشراف: بن ذهيبة بن نكاع، موالي أحمد، ينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

73

، وهذه الهوية األساسية هي الجملة األولى لذاكرة الذات من والفضاءمؤشراتها النسبية في الز ، التي تنصهر فيها كل الجزئيات المكونة لهذه األقطار. 1"الخاصة والعامة

الوظيفة إن وية السينما المغاربية، بل هذا المشترك يوفر أساسا هائال لتوضيح ه كل ألنه إذا نحن اعتبرنا هذه الهوية ،وتوسيع مساحتهالجوهرية لهذا الفن هي حماية هذا المشترك

ذاكرة في حالة صيرورة، ومهما كانت أنواع الخطر التي تحملها في ذاتها فإنه بإمكاننا أن نتوقع داع باإل تأليفا تنسبح تواشجاته الذاكرة والبصمات الالمرئية، هذه الذاكرة هي ما يتحقق بصيغ

.والمكونات الثقافية المرتبطة به أو التي يتأسس عليها ومجموع العالقاتالسينمائي المتخيل

نجد )محمد العربي ولد خليفة( يشير بقوله:" إن العالقة بالثقافة تبدو أكثر وثوقا، فهناك ما ة، بهذا نلمس هذا ده للثقافة والمفهوم الذي نحدده للهوي يقترب من التطابق بين المفهوم الذي نحد

.2ة بشكل عام وجملة من المفاهيم أو المصطلحات األخرىالهوي التداخل القائم بين مفهوم

رت عن لقد عكست الثقافة المغاربية العالمة منها والشعبية دوما مالمح المشترك وعب ة الثقافية المغاربية بشكل خاص، بل والهوي "ة العامة أكثر، الحاجة إلى توسيعه توضيحا للهوي

د ذلك بشكل فاعل في السينما المغاربية التي نقصد بها مجموع لقد وسعت مساحته، ونجد بداعية التي راكمها المبدعون من المغرب والجزائر وتونس أساسا، الحقل وتراكماته اإلعالقات

ها ما يترجم انتسابنا جميعا لنا اآلن أن نقرأ منثم من موريتانيا وليبيا الحقا، تراكمات تسمح ، وما يسهم في 3ر"ذاتنا الجماعية، وما يكثف حوار هذه الذات مع اآلخوما يربطنا ب وانتظاراتنا

.الدمج اإليجابي بين المحلي وبين اإلنساني والكوني

من المكون الشعبي تسمية لها في المغرب مثال نذكر من بين األفالم التي اتخذت ، "تاغونجا" (أحمد المعنوني)، "الحال" ل(محمد عصفور)األعمال التالية: "االبن العاق" ل

، (مومن السميحي)أسطورة الليل" ل 44، "(محمد التازي)، "ال ال شافية" ل(عبدو عشوية)ل

.8حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م س، ص -1 .31موالي أحمد، مالمح الهوية في السينما الجزائرية، م س، صينظر، -2 .8قضايا السينما المغاربية، م س ص حميد آتباتو، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

74

، "حادة" (إدريس المرهني)، "بامو" ل(عبد الكريم الدرقاوي)، و(إدريس الكتاني)"الناعورة" ل، "يا ريت" (نجيب الصفريوي)، "شمس" ل(أحمد ياشفين)، "كابوس" ل(محمد أبو الوقار)ل، "في بيت (إيمان المصباحي)، "جنة الفقراء" ل(محمد إسماعيل)، "أوشتام" ل(حسن بنجلون)ل

، "خيط (ياسمين قصاري)، "الراكد" ل(فريدة بليزيد)، "كيد النسا" ل(فاطمة جبلي وزاني)أبي" لمحمد )، "البحث عن زوج لمراتي" و"اللة حبي"، و"جارات أبي موسى" ل(حكيم بلعباس)الروح" لأحمد )، "القلوب المحترقة" ل(داوود أوالد السيد)، "باي باي السويرتي" ل(حمان التازيعبد الر ، (محمد عبازي)، "إيطو تثريت" ل(محمد مرنيش)و"تمازيغت أوفال" ل ، "تليال"(المعنوني

.1(محمد عهد بنسودة)، "موسم المشاوشة" ل(محمد الزوعني)"خربوشة ل

إذ يمكن "كما يمكن أن نشير إلى استثمار الخيال الشعبي في مجال السينما مغاربيا، للمخرج 2006( Bab’aziz : La prince qui contemplait son ame)إلى فيلم اإلشارة

هذا القصاص والسينمائي المحترف الذي برهن بهذا الفيلم عن هذا ، 2"(ناصر خمير)التونسي التزاوج بين القصة والسينما أكثر من أي فيلم له، وعبر فيه عن انتمائه الصوفي، ولم يتوانى في

،3وفك األحكام عن األصولية اإلجابةإيجاد مكانة بين النخبة المثقفة والفنية العربية، واستطاع ، اجتماعية وثقافية ونفسية 4"مة قي الحكايات الشعبية من أجل التربية على عد توظيف " تم كما

يديولوجية .وتربوية وعاطفية وا

نات ، لكونها تتوغل في أعماق المكو من البديهي أن تتناول السينما الثقافات الشعبيةالشعوب تتفاعل مع صورتها الذاتية، وال جل ، إن اعية للمجتمع وترصد صوره وأصواتهاالجتم

ن الثقافي الشعبي باعتباره منتوجا جماهيريا يساهم ما المواضيع السينمائية ذات الصلة بالمكو سي فيه عدد كبير من الناس عكس الثقافة العالمة والتي تكون مخبرية وتتوجه إلى نخبة محدودة

ها يف موحد لمفهوم الثقافة الشعبية إال أن ه ال يوجد تعر غم من أن ذات تكوين تخصصي، بالر

.137-136، صص 2012محمد شويكة، السينما المغربية، رهانات الحداثة ووعي الذات، دار التوحيدي للنشر، الطبعة األولى، ينظر، -1 .146م ن، ص -2

3-Voir, Denise brahimi, 50 ans de cinéma maghrébin, chihab editions 2010, pp203-204. .153محمد شويكة، السينما المغربية، رهانات الحداثة ووعي الذات، م س، ص - 4

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

75

د بالنظر إلى مغايراتها وبدائلها من األشكال الثقافية األخرى، كما يستحسن الحديث عنها تتحد شعب يتضمن فئات لها عاداتها وتقاليدها وأنماط عيشها، بل يمكن أن بالجمع ال بالفرد، فكل

-لثقافة بمعناها العام كما حدده )إدوارد تايلورتعتبر الثقافات الشعبية ال تبتعد عن مفهوم اTaylor edward( )1832-1917) [...] نفس الممارسات الثقافية الشعبية تختلف كما أن

ن كانت لها نفس المضامين لدى جماعة من جماعات شعب ما .1من حيث تفاصيلها، وا

ارتكازها على موقف فكري "عديدة من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا ت أعمال أكد فاعل يقوم بالوظيفة االجتماعية للممارسة السينمائية، وظيفته ألزمت هذه أصيل ووعي فني

السينما أن تتحقق بصيغة عالقته في الصراع االجتماعي، يعنيها بناء موقف في السياسة من ري الهادف إلى بداعي والجمالي والفكداعي وصيغتها لذلك هي التحديد اإلبداخل تحققها اإلة والثقافية السائدة وتقويض الرؤى السلبية بصدد مجموع قضايا الواقع وعلى نقص األسس الفني

دائما خالل عملية الصراع مع الثقافة إنتاج الثقافة الجديدة بتم رأسها قضية تغييره، وذلك ألن الجديدة بتجديد مفاهيمها المسيطرة وعملية نقدها ومهاجمتها، وفي حقل هذه العالقة تقوم الثقافة

يضاح تصوراتها .، وتقوم أيضا بخلخلة ومحاصرة معايير الثقافة المسيطرة2"وا

برهنت السينما عن هذا الوعي من خالل رصدها للتجليات السلطوية، وعنف الهيمنة، رت عنه أفالم "شمس ة الخاصة وهو ما عب الذي أفرز تشوهات ال نهائية من أهمها: تشويه الهوي

، و"باماكو" (نوري بوزيد)، و"بزناس" و"ريح السد" ل(رضا الباهي)لضباع" و"عتبات ممنوعة" لامحمد )، و"سنوات التويست الجميلة" و"من هوليود لتامنراست"ل(عبد الرحمان سيساكو)ل

، و"ذاكرة (حكيم بلعباس)، و"أشالء ل(سعد الشراييبي)، و"جوهرة بنت الحبس" ل(الزموريمنها "عرائس نثوي المغاربي بينته أفالم كثيرة نسحاق الوجه األكذلك امعتقلة" لجياللي فرحاتي،

فلاير بن )، و"تاريخ النساء" ل(مفيدة تالتلي)و"صمت القصور" ل (نوري بوزيد)الطين" ل، و"تحت أقدام (سعيد ولد خليفة)، و"نساء أحياء" ل(محمد شويخ)، و"دوار النسا" ل(محمود

، ص.ينظر، م س -1 .15حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م س، ص 2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

76

، و"في (سعد الشراييبي)، و"نساء نساء" ل(مومن السميحي)، و"الشركي"ل(رشيد كريم)ل النساء" . 1(فاطمة جبلي الوزاني)ل بيت أبي"

ما بالتركيز على المرأة وانسحاقاتها، ويتبين أن "لقد عكست أفالم مغاربية تشوهات الواقع يسحق المرأة حسب األفالم المغاربية هو ال عدالة العالقات االجتماعية والنظرة األبيسية

المغاربية، هكذا كانت هذه األعمال العربية/البالد والنكوصية والتسلطية اتجاه هذا الكائن في كل ربية وجها تحقيقا لعدالة وضعها، بينت السينما المغا كاشفة لمسارات انسحاقها وصيغة للمرافعة

مشتركا آخر في الواقع المغاربي هو عنف الذهنية النكوصية وتهديده لالطمئنان ومعاني الحياة غير سوي، في الوجود العام، وأهم ما بينته هو كون هذه الذهنية هي نتاج لتراكمات واقع

ختالالت تصحيح انشغلت بتأبيد تسلطها عوض وعالقات تسلطية وهيمنة اجتماعية وسياسية اه قلق ترجمته بقوة أفالم عديدة من قبيل "باب الواد الحومة" ل)مرزاق علواش(، ، إن 2"المجتمع

و"رشيدة" ل)يمينة بشير شويخ(، و"مانموتش" ل)نوري بوزيد(، "ياخيل اهلل" ل)نبيل عيوش(، .و"إسالم يا إسالم" ل)سعد الشراييبي(، "واش عقلتي يا عادل" ل)محمد زين الدين( وغيرها

تها، وكان ها وهوي ء الذات وتكلس الرؤية المحددة لماهيتنت أفالم عديدة عمق اهترابي لقد ه السينما الجزائرية بشكل أعنف، التجارب السينمائية وعاشت مرارت ستحضرته كل هذا قلقا عاما ا

في نقضها في ستحضار عنف هذه الذهنية كان بغاية كشف طبيعتها ورصد ما ينتجها رغبةالتفتت إليه السينما المغاربية البلد أو ذاك، الوجه اآلخر الذي المستقبل هذا مشروع جديد

نسان المغاربي هو االغتراب الذي يتجلى ها قضية مشتركة في حياة ووجود اإلباعتبار نته كذلك أفالم سينما بمواصفات وجودية واجتماعية عديدة، عكست بشكل أقوى أفالم الهجرة وبي

اقعية التي كان يعنيها كشف هدر معاني الوجود في هذا المجتمع أو بداعات الو المؤلف واإلو"من (مرزاق علواش)ه ما عبرت عنه أفالم من قبيل: "أهال يا ابن العم" و"حراقة" لذاك، إن

ل و"ظ (عبد الرحمان بوكرموح)، و"الربوة المنسية" ل(محمود الزموري)هوليود لتمنراست" ل

، ص.م سينظر، -1 ص. م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

77

، و"باي باي (خالد غربال)، و"سفرة يا محالها" ل(الوحيشيطيب )األرض" و"رقصة الريح" للمراد )، و"ماوراء جبل طارق" ل(حكيم بلعباس)، و"خيط الروح" ل(داوود أوالد السيد)السويتي" ل

.1وغيرها (عبد الرحمان سيساكو)ة" ل، "في انتظار السعاد(بوسيف

، معزوال وطنه أو في المهجرمغاربي سواء وجد في نساني النت أفالم االغتراب اإللقد بي حساس اإلجرح هذا يعني االشتراك في "جتماعية أو ثقافية أو وجودية، ا أو مع الناس، ألسباب

ن كان ينطلق من نماذج رصد السينما لتشوهات الواقع وا به والتعبير عنه إبداعيا، األهم أن ، كما كان ذلك 2"الواقع المغاربي جرح من صميم كل ه يعبر عن حياتية لهذه الشعوب، فإن

صيغة تجاربية للمرافعة االجتماعية، وتأكيد وظيفة السينما باعتبارها أداة لتحويل الوعي.

نتبهت السينما المغاربية إلى التعدد المشكل للهوية المغاربية، إضافة إلى هذا ال رائد في الجزائر ن األمازيغي بصيغة أفالم ناطقة باألمازيغية برزت بشكفاستحضرت المكو

قبيل "الربوة المنسية" و"ماشاهو" و"جبل باية" ثم في المغرب من أمثلة ذلك تمازيغت أوفال" ستحضرت هذه السينما االهتمام يبرز في أفالم تونسية، او"تليال" و"واك واك أتايري"، وقد بدأ

، (إزة جنيني)ة المغربية ن اليهودي كما في أفالم المخرجمغيبا ومنسيا هو المكو نا آخر ظل مكو ، و"وداعا أمهات" (حسن بنجلون)وفي أفالم من نفس البلد مثل "فين ماشي يا موشي" ل

، الذي (فريد بوغدير)وهو ما يشغل عليه فيلم "صيف حلق الوادي" ل (محمد إسماعيل)لة، لقد ترجم القلق الفكري وهم سالمية والمسيحينات اليهودية واإلعالقة بين المكو يستحضر ال

األكثر قوة وحضورا لتقاط الموضوعاتي المجتمع في هذه السينما بصيغة انغراس الفاعل فاإلبداعي متقدم نضاج التعبير عن هذا القلق تم اقتراحه من داخل شكل فني في الواقع وإل .3وا

السيرة عن المأخوذ (2005) (حاج بن رشيد)ل الحافي" "الخبز فيلم" يأتي مشتركة بصيغة

حكيو وبليغة موجزة سينمائية لوحات عن عبارة فالفيلم ،(شكري محمد) المغربي للروائي الذاتية

.16م س، صينظر، -1 ص.م ن -2 ، ص.ينظر، م ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

78

فكان واالسباني، الفرنسي االحتالالن إنتهكها كما أهله، الفقر اغتال الذي البلد هذا عن بالصورة

خصوصا أخرى طبقات هناك كانت ابينم ،1"المنال صعب حلم الحافي الخبز في التفكير دمجر

.ورفاهي ورخاء رغد في تحيا المحتل، أبناء أو العدو مع المتعاونين

امرة "الخبز الحافي" مغ (محمد شكري)لم تكن فكرة التأسيس لسيرة األديب المغربي الراحل مخرج جزائري قبل التحدي ودخل غمار المغامرة وركب (رشيد بن حاج)فقط، بل مجازفة، ف

نساني لكاتبها، وقد كان الكثير دا مستحضرا بقوة عوالم التحدي اإلرة على الصورة، وحلق بعيالسيها الالزم، وتكبيل متخوفين من إضعاف السيرة وعدم إعطائها حق من المهتمين السينمائيين

ذلك لم يتحقق فخرج المخرج من المغامرة سليما معافى خصوصا كل ، إال أن وركلماتها بالص .ز الذي حققه فيله في الكثير من المحافل الدولية والعربيةبعد النجاح المتمي

نوافذ وأشرع أبواب كانت موصدة أمام كثيرين لم يتمكنوا من فتح فيلم "الخبز الحافي" كان لهم هذا الفيلم بمثابة جسر قبل، ف منالحقيقية لكاتب قصته ةالوقوف بعمق على المعانا

متين لنسج خيوط التواصل بينهم وبين شخصيته التي عانت األمرين، قسوة الحياة والمجتمع من نت لديها شروخ نفسية جهة، وتسلط األب الجاهل من جهة أخرى، والذي بسبب جبروته تكو

لى أرض الواقع، كانت سببا خطيرة رافقتها مدى الحياة مرارة التجربة الحقيقية للشخصية عننا، على نحو نسانية التي تكو رصد الرؤية الشمولية للعناصر اإل مباشرا من خالل الصورة في

، يكشف ما تنطوي عليه هذه العناصر من سلوكات قد يشوبها في أية لحظة التشويش والتشويهالمجهول الذي اعتمد وتدفعنا إلى تغييب الوعي األخالقي واالندفاع بدونه نحو المجهول، هذا

مع شخصية الفيلم مغامراتها وجعلنا نتماهى عليه المخرج كثيرا في حبك أحداث فيلمه وتنويع .2لبما تحتويه هذه المراحل من مجهو مراحل حياتها، الرئيسية، ونعايش معها كل

.283بلها ودورها النهضوي( م س، ص )تاريخها ومستقإبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية -1 2010فؤاد زويريق، خطاب الصورة )المتخبل والواقع( قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، منشورات الفوانيس السينمائية، الطبعة األولى، ينظر، -2

..60ص

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

79

تطرق إليها في كثير من"زت قصته بل لم ينفصل الفيلم عن األحداث التاريخية التي مي ا كمشاهد مصورة أو حقيقية، هذه األخيرة التي نقلت على شكل صور تسجيلية مستقاة أجزائه إم

بشكل كبير على توظيف تلك توهذه الصور ساعد، من الذاكرة التاريخية للفترة االستعماريةعطا ، وقد وفق المخرج بجدارة في تثبيت هذه الرؤية ئها البعد المتجاوز للزمكنةاألحداث وا

الفيلم موجه إلى ا أن دها بحاالتها الطبيعية لتكون ذات تأثير أوسع وأعمق خصوصوتجسيالجمهور المغربي، تفرد الزمن في الفيلم بمميزاته وخصائصه الحقيقية وحاكى الواقع بطريقة

لت أحداث الفيلم إلى لعبة صامتة يلهو بها القدر وتنفر زاوجت بين الحياة والموت، وحو ثوريةتنفجر في بعض افية من الحياة،م يسابقون عليهم ويحضون بمساحة إضشخصياته، فتراهمنها

، المشاهد مطلقة العنان للذات الصاخبة التي ال تعترف بالحدود الزمكانية، وتنقبض في أخرى .، محدثا فوضى عبثية تبرز األمل والتفاؤل معا1"حتى تترك للموت مجاال للرقص على أشالئها

لشخصية الرئيسية بصيصا من ة الفيلم هذا الزمن يتحالف مع القدر ليمنح انشاهد في نهايإلى فقرة من تحيل في الفيلم استغلته لتطلق موهبتها في استرجاع الحياة، لعبة الزمن هذه األمل

حيث يقول فيها:" فيا أيها الليليون والنهاريون، أيها المتشائمون (محمد شكري)مقدمة سيرة لعبة الزمن أقوى منا، والمتفائلون، أيها المتمردون، أيها المراهقون، أيها العقالء...ال تنسوا أن

نحن بصفتنا أفرادا ف نعيش الموت السابق لموتنا، لعبة مميتة هي، ال يمكن أن نواجهها إال بأنة وغيرها من العناصر ني من الهشاشة االجتماعية والتخلف االقتصادي واألمي في مجتمع يعا

التي استحضرت في الفيلم إلبراز سمات وخطورة هذا التخلف، فرغم الحقبة الزمنية لقصة الفيلم واقعنا يمكن إسقاطه على ما نعيشه اليوم من أزمات، والبعيدة نسبيا عن الحاضر، إال أن

.2الفيلم من صياغة مناهج بيداغوجية ووطنية وأخالقية واجتماعيةوبالمقابل لم يبخل

نطالقا من تجربة صاحب السيرة، للتغلب ولو جزئيا على بعض المشاكل المطروحة، االتالحم الشعبي في مواجهة االستعمار الذي أشار إليه الفيلم في "ونذكر على سبيل المثال

.61، ص م س -1 ص. ينظر، م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

80

ه حاول إظهار شكل من لمواقف الضمنية، كما أن حداث المعلنة أو اة سواء عبر األعد مشاهدل ين رئيسيين، الجزء األو ت إلى جزئوفوائد التعليم من خالل مشاهد جزءأشكال خطورة األمية

الب الفكري واالجتماعي التي عانت منه الشخصية الرئيسية أثناء فترة جهلها، خاص باإلستيتخلصت استنشاق األمل بمفهومه الشمولي،ي ة القراءة والكتابة فوالجزء الثاني أظهر قو

لة بعد دخولها السجن الذي جمعها بشخصية مناض شخصية الفيلم الرئيسية من عبثيتها مباشرةتسعى إلى طرد المستعمر والحصول على االستقالل، هذه الشخصية المناضلة فأال حسنا على

ت األولى في القراءة والكتابة، بطل الفيلم إذ هي من علمه معنى الحياة وهي من لقنه األبجدياة واسترجاع الحري الكتسابفكان هذا المكان بالنسبة له مدرسة لمحاربة األمية والجهل منهجا

ل درس تعلمه في الوطنية هو "إذا الشعب يوما أراد الحياة فال بد أن ، ، فكان أو 1"الهوية ل درس تعلمه في القراءة هو )األب(.يستجيب القدر" وأو

ختيار للصعوبة لتعطل العالقات المشتركة كير في قضايا السينما المغاربية االتفبر يعتس لها رسميا على ويؤس نات المجال وعدم تفعيلها وعدم اقتراح ما ينعشها ة بين مكو القوي

ما يصعب حديث السينما ل والتفكير المشترك والمشاهدة، نتاج والتوزيع واالستغالمستوايات اإل، األقطار األفالم المغاربية في كل من موقع ثقافتها هو عدم توفر إمكانيات لمشاهدةالمغاربية

للتعرف على تجارب جانات متخصصين هو بعض الملتقيات والمهر ليبقى الرهان الوحيد للة أو فردية بصيغة رفيالخاصة، لكن ما يوجد من مبادرات ظان األخرى بل حتى التجارب البلدتجارب إبداعية أو تبادل للخبرات في هذا العمل أو ذاك أو تعاون يعد جانات مغاربية أومهر

ديث عن السينما المغاربية وتعززه.ر الحة تبر أرضية أولية مهم

ويعايش المشترك واقع موضوعي قائم في حقيقة هذا الواقع أن د الواقع المغاربي يؤك حساسا وجدانيا، وهو ما يت رجم بصيغة نبض جاذب في صيرورة ووجود وممارسة حياته وا

دراكها بنفس االستعدادا ، بل ت النفسية والثقافيةإبداعات عديدة تفرض على متلقيها المغاربي وا بداعات القطرية مسألة صعبة، وهذا ما ينطبق على ا يولد أثرا يجعل التمييز بين اإلإن تلقين

.62، ص م س -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

81

باهي وناصر خمير ونوري رضا ال)تلقي المغاربيين ألعمال سينمائية متميزة موقعة بأسماء: وعبد ،ومحمود الزموري ومحمد شويخ ويامنة بنكيكي ومرزاق علواش ،بوزيد وفريد بوغدير

.1كثير وغيرهم (وخالد الشيخي ،ومومن السميحي وداوود أوالد السيد ،الرحمان سيساكو

، ستحضرت أفالم هؤالء المشترك المغاربي في استحضارها لما هو قطري وخاصلقد اجتماعي واضطهاد الحديث عن الرجولة وأبطالها وعنف األبيسة واستباحة المرأة والبؤس االألن "

في الوجود وعنف الذهنية وتشوهات كراه على الموت في البحر واالغتراباآلخر للذات واإل .يتوحدون فيها وفي االشتغال بها، قضايا يعيشها كل المغاربيين و 2"الذات الخاصة

السينما المغاربية قد تقاسمت أشياء عديدة تؤكد ما سبق هو أن ما نستنتجه من كل المصير المشترك لهذه السينما الذي تولد على حقيقة موضوعية هي اقتسام مسارات وهموم

شتراك مكونات حضارية عديدة واألهم اقتسام ائية في الواقع، وهذا جد طبيعي الوانشغاالت ال نهنات المجالية وعنف غوية والموقع الجغرافي والمكو هوية الل ، وخطوط الالهوية الثقافية خطوط

التاريخ والتدبير الرسمي المعطوب لعالقات التشارك والترابط واالندماج المغاربية: األهم أن الرسمية ينتعش ويتعمق عبر العالقات الشعبية التقاسم المراد له أن يتعطل تماشيا مع السياسات

وجدة وتطوان )س هذا الحضور ألطراف مغاربية مختلفة في مهرجان والوجدانية والثقافية، وليإال صيغة لتأكيد قوة المشترك في الحقل السينمائي والثقافي، (وخريبكة ووهران وقليبية وقرطاج

ة والثقافية المغاربية بنفس الدفء واالهتمام لألعمال الفني وهو ما يؤكده االستقبال الجميل والقوي .3ربيين، هذا إلى جانب مهرجان السينما المغاربية الذي يقام في الجزائرالمغ من طرف جل

ة:غة وسؤال الهوي إشكالية الل -2

فالعربية المسماة باألدبية هي "غة تطرح، السينما الناطقة، أخذت مسألة الل عندما ظهرتالمنتشر في في شكلها العصري، لغة اإلذاعة والصحافة ولغة االتصال، هذه مشتقة من القرآن

.7قضايا السينما المغاربية، م س، ص حميد آتباتو، ينظر، -1 .8م ن، ص -2 .17، صينظر، م ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

82

لى ما ورائه، بين مئات الماليين من المسلمين، ولكن كل التي اللهجات العربيةالعالم العربي وا تنطلق بها غالبية السكان في هذه أو تلك من األقاليم الناطقة بالعربية، من جانب إلى آخر من

د السيادة لإلقليم الواحد.ها مختلفة كذلك ضمن حدو ، بل إن 1"العالم العربي، مختلفة اختالفا كبيرا

تعبير السينما المغاربية قد أزداد غرابة واغتراب من ذي قبل، بعد أن تباعدت الوسائل إن ة التي يتبناها السينمائيون، بل وتباعد أيضا البحث المضني في القضايا والطرق واألساليب الفني

ومتناقضة أحيانا، سواء فيما والمشاكل المشتركة، واتجه السينمائيون وجهات متعارضة، بل أن ال تختلف األفالم التي يصنعها ضيع، أو في طريقة وأسلوب الطرح، يطرحونه من موا

سينمائيون من بلدان المغرب العربي اختالفا كبيرا عن األفالم التي تصنع في المشرق أساسا بحكم اعتمادها على التمويل الغربي والفرنسي بوجه خاص، الذي يتيح له هامشا أكبر لتجريب

نما المغرب العربي سينما أليست سي [...]واقتحام مناطق أكثر رحابة في الشكل والمضمون .2ة قد تختلف جوهريا مع سينما المشرق العربيذات طابع وربما أيضا هوي

" ليست العربية الدارجة موحدة حتما بين إقليم :(أحمد بجاوي)في الجزائر وعلى حد قول ب وآخر، فالجزائريون في الشرق يفهمون التونسية فهما كبيرا، بينما يفهم الجزائريون في الغر

المغربي يفهم التونسي فهما رديئا، رغم أن ، فهم إذن يستعملون لغة مختلفة، ألن 3المغربية"هجات المغربية قريبة جدا وتختلف على األخص في طرائق لفظها محليا، فهل يترتب مختلف الل

بسهولة إال على ذلك أن تتكلم األفالم العربية اللغة العربية األدبية؟. كال ألنها ليست مفهومة من قبل جزء من السكان هو الجزء المثقف.

روف مستحيل استعمال اللغة األدبية في هذه الظ فإن (ل الشرقاويجال)بحسب رأي منطقيا ألن األفالم في هذه الحالة لن تصل إال إلى عدد محدود جدا من النظارة، يقدر بحوالي

الوقت جانبا من الحياة بأشخاصها الفيلم يمثل في معظم بالمائة، أضف إلى ذلك أن 10

.518جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، م س، من ص -1 .12، ص 2010ينظر، أمير العمري، اتجاهات في السينما العربية، دار العين للنشر، الطبعة األولى، -2 519، ص م ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

83

ه ليكون من المضحك والغريب أن نضع في أفواه أولئك األشخاص حوارا كتبالعاديين، وأن بالنسبة لألستاذ و، افة من لدنا يتكلمون كما يتكلم مذيعو الراديغة األدبية، وأن نجعلهم واإلضبالل

غات غة المدرسية القديمة والل ختيار مقتصر على المفاضلة بين الل اال )جاك بيرك( فإن هجات وبين لغة جامعة متفاوتة التوفيق مع العصرية وأعني العربية المتعلقة بالل -الملهوجة

ا عن الفيلم فيستحيل اآلن أن نقول أي جواب سيعطيه العالم العربية على سؤال الوسطى، أم ر السينما القومية بتأثير هذا الجواب، وهذه األجوبة تتوقف على تطو غة المستعملة، إن الل

توحيد نا نستطيع على أية حال أن نقول على أن العوامل السياسية واالقتصادية واالجتماعية، لكن .1غة العربية في األفالم لن يكون غدا، طالما كانت الفوارق اليوم شديدة االعتبار في السينماالل

في بحثه المعنون "الواقع الراهن للسينما (الطاهر الشريعة)د والمؤرخ التونسي يرى الناقالسينمات العربية )باستثناء لها أن أزمة السينما العربية ترجع إلى أسباب ثالثة، أو العربية" أن

، وبدعة ناشئة في عناء، جئنا ة متأصلة وتقليدية بل هي بدعةمصر( ليست عادة ثقافية وفني األنظمة ا حقيقيا وال شغال شاغال من هموم السينما ليست هم متأخرين جدا وثانيها أن إليها

ولة في سائر الدول العربية بما فيها مصر، ويصف العالقة بين السياسية المهيمنة والمسؤ ها عالقة تطرف عصبي ، جهول، غبي، وأعمى، وثالث السينما والدولة في الوطن العربي، بأن

ة، هم ليسوا عربا مثقفين ثقافة عربية قوي جل السينمائيون العرب أنفسهم حيث يرى أن األسباب ، عدا عشرة أو نحوهم في جميع أقطار العروبة.2"مة، ثرية، ومثرية وموحيةقي

د لعبارة اة األفر ه ال يقر حج تعبير سينمات عربية، فيقول أن (الطاهر الشريعة)يفسر ه ال وجود لسينما عربية، أو غة العربية، وأن ا شبه الجزيرة العربية والل العربية إال في حالتين، هم

ما توجد على األقل سينما مصرية، ويجوز نعتها بالعربية طبعا هي ليست قائمة ماثلة بعد، إن لى جانب هذه السينما المصرية كما أجيز اعتبار كليلة ودمنة من جوهر األدب العربي، وا

تجيز الحديث عن سينمات عربية أخرى، بنفس المعنى المميز عربيةالعربية توجد أفالم

.520، ص ينظر، م س -1

- سمير فريد، هوية السينما العربية، دار الفرابي، الطبعة األولى، 1988، ص 147 2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

84

غة في حوارها، أو انتساب لهجاتها للغة عربية واحدة، يستطرد والمفرق والمنوع رغم وحدة الل ه إزاء نوع ثالث من ، ويشعر أن ربية المتميزةه يكاد يلتمس نوعا من السينما المغالباحث أن

ية، وينتهي إلى أن هناك سينمات عربية ثالثة على األقل في مصر السينما الشامية أو المشرق .1؟؟؟عن الحديث عن السينما الجزائرية؟ال يمكن فهم لماذا تغاضى ، والمغرب والمشرق

كما ال توجد أيضا سينما موحدة الهوية "ة، في الحقيقة ال توجد سينما عربية موحدة الهوي الحديث عن سينما مصرية على سبيل المثال ال في أي بلد عربي على حدا، وبالتالي فإن

األصح الحديث ليس عن سينما عربية د تعميم ال أساس له واقعيا، ولهذا فإن الحصر هو مجر منها بخصوصية مبدعها، وهذا الوضع ينطبق يتحلى كل بالمطلق، بل عن إنتاج أفالم عربية

.2"م إنتاجي محددينمائية بانتمائها إلى نظااألفالم السعلى تلك الحاالت التي يتميز فيها إنتاج كأن ينتمي هذا اإلنتاج على سبيل المثال إلى القطاع العام السينمائي الرسمي.

ة في بلد ما بوجود نظام إنتاجي صارم يندرج ضمن يرتبط وجود سينما موحدة الهوي في مالحظتها يمكن نتاجي والتوزيعي ويتبع شروطها، وهذا مة بشقيها اإلة قوي صناعة سينمائي

األفالم األمريكية التي يجري إنتاجها ضمن مواصفات مسبقة تبدأ من مرحلة كتابة السيناريو وتنتهي عند إنجاز نسخة العرض، وهي المواصفات الملزمة التي يطلق عليها تعبير السينما

في غالبية األفالم الهندية التي تتسم بمواصفات مالحظته، وهذا أيضا ما يمكن الهوليودية .3رة مثل الغناء والرقص، وقصص الحب بين الغني والفقيرموحدة، تتضمن عناصر مكر

من المفروض لغة فالسينما هي صورة "، الناطقة غةإلى الل ال يمكن إرجاع تعريف السينما غبة التي تحرك المهتمين أو إلى الر أو إلى المكان الذي فيها تنتج فقط، عالمية يتقنها الجميع

ة السينما إال إذا توفرت المقومات العضوية ، بل ال يمكن للمرء أن يغامر في تحديد هوي بها دة.، ضمن سوق محد 4"السينما من إنتاج وتوزيع واستقالل وتداول فعلي لألفالمهته لوجود

.148، ص ينظر، م س -1 .72إبراهيم العريس، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، ص -2 .73، ص ينظر، م ن -3 .387م ن، ص -4

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

85

، فهو يستدعي في جابة عنهة قد تمت اإلسنوات أن سؤال الهوي كان المرء يتصور قبلاألمور وتبدالت ر تطو أن وعن التراث والتاريخ والذاكرة، غير مقاربة الحديث عن اآلخر والغرب

معالجة ما أن جابات الممكنة عن هذا السؤال إجابات مؤقتة، وال سي اإل الظروف تجعل من كل أو المشاكسة مع الغرب، وفي كل ة المغاربية أو العربية تفرض تناول عالقاتها المتناقضةالهوي ة تتعرض هذه العالقات لتهديد أو اهتزاز، تبرز مختلف أشكال الحذر والحيطة والتشكيك في مر

لية يستجمع فيها كل في حاالت شعورية أو رجة يضطر فيها المرء إلى االرتكاز، إلى داآلخرلغائهة الجارفة التي يسلكها اآلقواه الذهنية لمواجهة إرادة القو .1خر بهدف تحجيمه أو تدميره وا

ر شكالي عنه عندما يطمئن الفكوينتفي الطابع اإل"كالي باستمرار، حبل الهوية جدل إش إن ته، مقوماته لآلخر ويخضع إلرادة قو أو حينما يقبل بتسليم كل إلى ثوابته، يسترخي على أجوبته

السجال والتوتر ة، فإن ن إرادة مختلفة للقو ا إذا انتفضت الذات للتعبير عن مقومات وعيها، وعأم ما في ما إذا عمل هذا األخير كل وسوء التفاهم، هو ما يغدو مميزا للعالقة مع اآلخر، وال سي

ة كة إرادة القو ة ورغبة في الهيمنة على تشويه وعي الذات بمقوماتها، وتكسير شو وسعه من قو الطريقة التي ينظر أسعى إلى االقتراب من اإلشكالي المتنامية فيها، انطالقا من هذا االنفتاح

بها الكائن العربي والمغاربي إلى ذاته وجسده باعتباره فردا تعرض لكثير من أشكال االستالب ة والرضوخ التي هزت وجوده الذاتي متسائال عن درجة حضور اآلخر في الذات، وعن الكيفي

اآلخر مهما كانت ياغة تفاصيل هذا الجدل، إن التي يعمل من خاللها العمل السينمائي على صالذات ال تتماهى تماما مع ذاتها، يا بالضرورة، كما أن درجة تكتله وتوحده، ال يمثل كيانا كل

فاآلخر بوصفه اختالفا ثقافيا يشكل جزءا من النظرة إلى الذات، سواء تقدم إلينا باعتباره شريكا و محتل محترف أو مفاوض مهادن، أ صفة تاجر أو مسالما أو في هيئة إنسان غاز، أو في

ه اآلخر حاضر في المجال العام للهوية، ولذلك فإن المهم أن تقدم إلينا بوصفه جسدا وعقال، .، موضوع إغراء ومصدر حذر وحيطة في اآلن نفسه2"يمثل ويشكل مفارق أحيانا

.390، ص ينظر، م س -1 .391، ص م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

86

جنسية هذه السينما فال شك ؟ إذا كان المقصود بالسؤال هو فعال هل هناك سينما مغاربية، أو غة العربيةهناك سينما مغاربية من حيث وجود أفالم تنتج في بلدان مغاربية، وتنطق بالل أن

ا ، أو إحدى لهجاتها، أم غات المنتمية إليها إذا أخذنا جزء من موريتانيااألمازيغية أو بعض الل ة الثقافية ليست مشكلة أخرى تماما، والهوي ة الثقافية لهذه السينما فهذهإذا كان المقصود الهوي

ن ها فن جديد ما هي مشكلة السينما في كل مكان في العالم، ألن مشكلة السينما المغاربية فقط، وا رتباطا خاصا، ويختلف ها فن يرتبط بأدواته الصناعية ان لم يبلغ عمره قرن من الزمان بعد، وأل

لت السينما ألمد طويل تعامل اآلداب، لقد ظ وضعه في السوق عن وضع غيره من الفنون و .1ها اختراع أكثر منها فن، واختراع يهدف إلى التسلية الفارغة من أي شيء آخرعلى أن

اختراعهم ذي "أن (إيديسون)و (لوميير)اإلخوة و (ماراي)لم يخطر أبدا على بال لعبة ، فالسينما التي هي أسطوريااالفتراضات المتعددة سوف يعطي للمخيلة الجماعية عالما

فهو تعبير هوية وناقل مخيلة تستمد مصدرها من عمل فكري وككل ط فني وفكري، وحلم ونشاالسينما تعيد بناء عالم خيالي وهم " إن عندما كتب: (فيلكينيوني)، لقد أصاب تاريخواقع و

روح حينها هو معرفة ما نسخة من الواقع ويملك مزايا سحرية مماثلة لمزايا الكون"، والسؤال المطما يجد ر بنا البدء بتحديد وبدقة نصيب الخرافة ، رب 2"نعكاسا لهذا الواقع أو كاشفا لهإذا كانت ا

ؤم في هذا الواقع الذي أعيد بناؤه بفضل الكاميرات.ونصيب الحياة والوهم والتزوير والل

فن جماعي، امركبة، وقيل أنهها مجموعة فنون أن في بداية التعامل مع السينما كفن، قيل االرتباط ، غير أن ته الخاصةكفن مثل غيرها من الفنون، أي فن له لغوو..، وأخيرا عوملت

الخاص بين السينما وأدواتها الصناعية جعلها دائما فنا تحت التكوين، ومن هنا تبدو مشكلة رها في صناعة حداث تطو است كيفية التعامل المنهجي مع هذا الفن ذو الطبيعة المتحركة، إن

غوية لفن الرسم أو فن الموسيقى، ، ال يغير من القواعد الل األلوان أو صناعة األلوان الموسيقيةغة السينمائية، هذا ما حدث عند ر من قواعد الل استحداث تطورها في آالت السينما يغي ولكن

.5هوية السينما العربية، م س، ص سمير فريد،ينظر، -1 .39محمد الصالح، الجسر السينمائي، م س، ص -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

87

يلم األبيض واألسود، ثم عند ون إلى الفافة الل صوت إلى الفيلم الصامت، ثم عند إضافة الإضاختراع الكاميرا التي تلتقط الصوت والصورة في نفس الوقت إلى آخره، وهذا ما سيحدث دائما

في الوقت نفسه، السينما هي فن المتعلم واألمي البحث العلمي ال يتوقف عند حدود، وألن ألن .1فنا جديدا بالنسبة إلى المتعلمكانت بقدر ما الفولكلور، بالنسبة إلى األمي ت محل فقد حل

في فنون بصرية أخرى كالمسرح، ألن الثقافية في جمهور السينما "هذه االزدواجية نجد ها تختلف في السينما، فالسينما هي الفن الوحيد الذي يتلقاه له ثقافته الخاصة ولكن األمي

ثيل لها في الحياة المتفرج في الظالم من خالل أضواء تكشف له عن شخوص عمالقة ال ما غير أن يفتح عينيه وأذنيه، ومن هنا جاءت شعبية السينما الهائلة وليس المطلوب منه عملي

التي فرضت وضعها الخاص في السوق، فهي بالنسبة إلى التاجر مصدر ثروة، لهذا السبب، والدولة الراغب في الريح وهي بالنسبة إلى الدولة مصدر خطر لهذا السبب أيضا، بين التاجر

الخائفة من التأثير، وجد فنان السينما نفسه عاجزا وهو ال يملك غير موهبته، وال يستطيع أن ، كما قد يفعل الرسام أو األديب أو الشاعر أو مؤلف المسرح.2"يبدع فنه بمعزل عن المجتمع

ولة السينما هو على نحو ما تاريخ الصراع بين الفنان من ناحية وبين التاجر والدتاريخ ة الثقافية للسينما في العالم بصفة عامة، من ناحية أخرى، هذا فيما يتعلق بأبعاد مشكلة الهوي

ة ة الثقافية للسينما المغاربية بصفة خاصة، فهنا تواجهنا مشكلة الهوي ا فيما يتعلق بالهوي أم ته المواءمة بين هوي ة من مشاكل المجتمع المغاربي المعاصر، وهي مشكلة الثقافية كمشكلة عام

الثقافية التقليدية الموروثة وبين فلسفات العصر الحديث التي وردت إليه من الغرب وصعوبة ن المواءمة تكمن في أن ر ما في إطاهذه الفلسفات لم تأت في إطار تالقح فكري طبيعي، وا

التالقح الطبيعي يبدأيقبلها كليا، ولم ، ومن ثم وجدت من يرفضها كليا، ووجدت مناالستعمار .3يةمع هذه الفلسفات إال بعد نمو الحركات الوطنية وانتصارها في العديد من البلدان المغارب

.5سمير فريد، هوية السينما العربية، م س، من صينظر، -1 .6، ص م ن -2 .7، ص ينظر، م ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

88

ه الفلسفات كما يجب أن يتعامل بدأ ظهور النمط الثالث من المثقفين، الذي يتعامل مع هذالتالقح الطبيعي لم يزل في بدايته األولى، غير أن "نسان في أي مكان مع أي فلسفات، اإل

ولذلك يظل السائد هذا النمط السلفي، أو ذاك النمط التابع من أنماط المثقفين، وفي السينما كما د النمطان أيضا ولكن مع اختالفات خاصة تحد هذانفي غيرها من الظواهر الثقافية يسود

تالفات بين السينما وغيرها من الفنون، فالحديث السينمائي السلفي والسينمائي التابع بحكم االخالحديث عن عن شاعر مغاربي سلفي يبدو منطقيا مع وجود تراث هائل من الشعر، ولكن

سينمائي مغاربي سلفي يبدو غريبا، إذ ال يوجد التراث الذي يمكن أن يستند إليه هذا السينمائي، ن المسألة ليست في قيمة التراث الذي يم الواقع أن ما في وجوده كن أن يستند إليه الفنان، وا

هناك تراثا سينمائيا مغاربيا يتمثل في األفالم الروائية المغاربية الطويلة. ، والمؤكد أن 1"أصال

هذا التراث السينمائي مثل كل تراث وأي تراث، وهو تراث جمهور السينما أيضا وليس مي لألفالم أصبح هناك تراثا، وأصبح هناك تراث العاملين في السينما فقط...فمع التراكم الك

هذه هي السينما وال سينما غيرها، جمهورا ونقادا، وبالتالي أصبح هناك سينمائي سلفي، يرى أن ر القصص والمعالجات بل ويقوم نفس وكذلك يعتقد أغلب الجمهور، ويؤمن بعض النقاد، فتتكر

عن ذلك باعتباره أمرا طبيعيا اإلعالنمع المخرج بإعادة إخراج نفس الفيلم بين الحين واآلخرها تسير تماما، وهكذا أصبحت األفالم تستمد من األفالم وليس من الحياة، وصارت السينما وكأن

في خط متواز مع الحياة.

هذه السينما ليست أعماال فنية بالمقاييس الصحيحة للفن، تعبر عن وجهة أفالم أن رغم ها وجهة نظر مختلفة ومنفصلة عن الواقع، في حين الحياة والعالم، ولكن نظر متكاملة في تفسير

السلفي في الشعر مثال يقف على النقيض من التابع، يختلف األمر في السينما، نجد أن مفهوم السينما الذي فالسينمائي المغاربي السلفي هو نفسه في ذات الوقت سينمائي تابع، ألن

، التقليدي الهوليودييلم قليدي للسينما، والمثل األعلى لديه هو الفالت يؤمن به هو مفهوم هوليوود

م س ص. -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

89

ه يخضع لما تواضع عليه أسالفه من تجسيد الفرق الوحيد بينه وبين السينمائي التابع، أن ولعل .1ة تحقيق ذلك المثل األعلىهذا المفهوم ومحاول

ويحاول أن يصنع السينما كما تصنع في يرفض السينمائي التابع تراث السينما المغاربية، لناقد التابع أيضا، الناقد السلفي وايوجد وكما يوجد السينمائي السلفي والسينمائي التابع الغرب

والنقاد والمتفرجون، صنيعة هؤالء السينمائيين والنقاد( يعنون السينمائيون)ف الثالثة وألن األطرااد والنقاد ضد السينمائيين، والسينمائيون ضد من الوعي الزائف، يصبح المتفرج ضد النق

المتفرجون، يعيش كل في عالمه وحده، ويتصور أن الحق معه وحده، ولهذا يبحث النقاد عن السينمائيين من الخارج يقي مون أعمالهم، ويبحث الجمهور بدوره عن أفالم أخرى، وهنا تقدم إليه

، ال يكتب الناقد نقدا جيدا، وال نمائي فيلما جيداأفالم أمريكا وأوروبا جاهزة، وكما ال يضع السي ، وتموت السينما الوطنية وال تجد حتى من يشيع جنازتها.2"يشاهد المتفرج فيلما جيدا

نوع سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية، ال ينقصه ال تحديات من كل يواجه المغرب العربي هذه المؤهالت فأقل ما يمكن قوله كن رغم كل مبدعين موهوبين وال كفاءات وال مهارات تقنية، ول

الجرد الجزئي الذي نقوم به هنا ملخص بسيط لألعمال ه ال يلمح سينماتوغرافية، إن هو أن البنى ، إن االنتباهص األفالم والمؤلفين الذين شدوا الهائلة التي تتطلب تحليل دقيق يخ

.3غير موجودة تقريبا-السينماتوغرافية المغاربية بدائية وهشة بالمقارنة مع جاراتها الشمالية

، نتاج يوجد في وضعية جد هشة، كيف نتسامح مع هذا التهاوناإلالتوزيع واالستغالل إن ولين بقطاع ذي أهمية بالغة بالنسبة للتنمية الثقافية مع الغياب الكامل النشغاالت المسؤ و "واالقتصادية والسياسية؟ هل من الممكن بالنسبة لسينمائيين موهوبين أنتجوا أفالما االجتماعيةو

؟ هل الثقافة الوطنية أخطر من ة وجمالية ومضمونية عالية أن يبقوا عاطلينذات نوعية تقني نتاج المستورد الذي يحمل في طياته قصص تافهة وقوالب مأساوية مملوءة بمشاهد الجنساإل

.8، ص سينظر، م -1 .9، صم ن -2 .76س، ص محمد بن الصالح، الجسر السينمائي، مينظر، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

90

ولين بل تعتبر عبثا ذا مخاطر على المسؤ ، السينما ال تعتبر حقل نشاط أولي والعنف؟ إن مكانيات التحايل لمهيني الحد من الحريات و السياسيين، الذين يتخلون عنها على عجلة، إن ا

ي ترك طموحاته تتراجع؟ وقد ساهم كثيرا في تخفيض عمل المهنة، كم من سينمائ الفن السابعلديهم كثيرا ما يقولونه ويعبرون عنه؟ من ختار المنفى في الداخل والخارج، رغم أن ا وكم منهم

التضحية بهم على قداس الحماقة. تتم ، مغاربيين1"(فلليني وجانسكو وبرونال وبرقمان)

هذه المعاينة والتساؤالت تدفعنا إلى االحتياط أكثر بهدف تجنب زوال االختالفات إن الطريق المؤدي إلى فضاء ثقافي ، إن نسانيةالتي تشهد على غنى اإل الثقافية والهويات الثقافية

يتطلب عمل في هته الدول و للذهنياتنوعي محفوف بالمخاطر، فهو يفترض تغييرا جذريا ، ال يمكن تخطي الحواجز بحسن النيات الرجال والنساء قناعم والشرح واإلدؤوب في اإلعال

البحث عن تقارب في السياسات السمعية البصرية يمر حتما عن طريق إعادة النظر فقط، إن العقيم حوار الطرشان أيضا عن طريق التشاور والتعاون المخلص، إن في النضم الحالية، ويمر

.2الخلفيات يحل محله حوار مخلص وصادق خالي من كل غير المنصف، يجب أن الو

رها المدهش عوض أن يترجم التقارب حول أعمال بروز األقمار الصناعية وتطو إن تسمح بتحقيق فضاء سمعي بصري متوسطي حقيقي، فهو يزيد سوء التفاهم بين الدول "مشتركة

ها سافات وتسهيل التعايش ولكن المجاورة، كان من المفروض أن تقوم الصورة والصوت بمحو المالدخول المكثف الت والقوالب الراسخة في عمق الذاكرة، إن ها تكتفي بتحويل المخي يبدو وأن

ل التي يعم فيها جمود ة من الصناعات الثقافية الغربية للدو م الثقافية الصادرة كلي والفوضوي للقي للذاكرة الجماعية، يمثل هذا الدخول خطرا ث تعتبر الشفاهية دائما الوسيلة الوحيدةوحي ثقافي

ذا استمرت اليوم صور أوروبا األسطورية وصور الحلم األمريكي ذي نتائج ال تحمد عقباه، وا ، فهذا مرجعه أساسا إلى الحضور المكثف للصور وتأثيرها على الضمائر.3"في ذهن الشباب

.77، ص م س -1 .31-30، صصينظر، م ن -2 .28-27، صصم ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

91

الكبرى، تضع في حسبانها التوعية المسايرة لروح العصر وتحوالته الدول المتقدمة جل إن بالمستجدات من أجل تحصين مواطنيها، والعمل على صناعة صورتها الوطنية، فما دامت

هذه الدول إلى قاعات الدرس، نسانية، فقد أدخلتها جل رة تشكل جزءا مهما من الثقافة اإلالصو مالئمة لكافة األعمار ومات التوعوية الالبيبليوتيك، وأقامت المنظوخلقت الميدياتيك جنب

.1لضمان رواج واستقبال تسليم الثقافة البصرية على المستويين التربوي والعلميوالشرائح

ة الشعوب هو اليوم ن عام لهوي كمكو و "كحق أساسي لألفراد الحصول على الثقافة إن الجنسيات وسيلة لتجنب الضغوط التي تفرضها الشركات المتعددة د بشكل كبير، فهل توجدمهد

و التي يمكن أن تتحول في المستقبل إلى هيمنات؟ كيف يمكن خلق تعاون جديد يهدف الخروج من االنغالق والتوجه نحو الحوار الحقيقي والتقاسم العادل؟ كيف نتصور تعاون مثمر خال من

براز اآلثار الحضارية المشتركة لفسيفساء الدول المغاربية.2"كل الخلفيات ، وا

د ما سهل ذلك األمر لتعو نما توجها عاما يعتاده الناس، وينسجمون معه، ولعل تكرس السيا جعل السينما تدخل البيوت بشكل المريض على استهالك الفرجة البصرية عبر التلفزيون، مم

ر صور العنف سواء عبر يسير ومختلط في أنماط بصرية أخرى، ساهم هذا االختالط في تمريد السلم االجتماعي، تهد ماالبرامج المتعددة األخرى، وهي صور تنشر قي أو خبار أو الدرامااأل

ها تنشر عالما منسجما من ات، كما أن ومات العيش التقليدية في تهجين الهوي وتقوض منظزية والثقافية ومات التربوية والرمي تتناقض أو تضرب في الصميم المنظالعالمات العنيفة التستثناء حالة دول المغرب باعتبارها مجاال مفتوحا للفضائيات واألفالم سواء الوطنية، ال يمكن ا

.3االنترنيتما دخل منها بطريقة قانونية أو عبر القرصنة أو

(جوليا كريستيفا)تعدد نحن المغاربي وتنوع اآلخرين الغرباء عن ذواتنا، كما تقول إن سياقات كثيرا ما تكون متشابكة، فصدمة أي التعدد والتنوع ثقافيا ووجوديا داخل"يتقاطعان،

.34محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص ينظر، -1 .30محمد بن الصالح، الجسر السينمائي، م س، ص -2 .48-47م س، صص محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"،ينظر، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

92

، في الفكر، في أنماط السلوك الوجود الفرنسي في الوعي والالوعي المغاربيين مثال تركت آثاراو المبدع المثقف أ أن مالحظةوفي المتخيل، ويسمح هذا التقاطع الصراعي لنا تسجيل

ةسلبيات هذه الصدمة على توازنه الوجودي التي توفر له حضا للرؤي غم من كل بي وبالر المغار كل نطالقا من نظرة مزدوجة أو نظرة منسجمة أو متناقضة، منتجة أو ضارة لواإلدراك وللمعرفة ا

نتاج ما اإله أمام الضعف النسبي، وال سي سلوب الذي يريد، غير أن واحد منا الحق في تأويلها باألالتثاقف في أبعاده الحوارية ينتج تخيال مختلفا ويوفر ان روائيا أو سينمائيا، فإن ، سواء كالتخيلي

، 1"ح بتكوين إدراك جماعي غني وحساسه يسمطرائق مغايرة لترتيب الكلمات والصور، كما أن ويمكن المرء أن يتساءل حتى ولو سلمنا بهذا الحظ إلى أي مدى يمكننا إدماج ذلك القسط الذي

ر؟ وكيف يعمل هذا اآلخر من جهته، على االعتراف داخل مجال هويته؟يمثله اآلخ

مغايرة كما يقول )بول نا نشكل ذواتبكونوهو أنا اختالفي يبدأ اآلخر حين يبرز الوعي بهذه البداية ، إال أن أشكال التماهي بهذه الطريقة نحتاط من التحديات النهائية، ومن كل ريكور(

اآلخر ونهائية تتمان على صعيد الوعي واالعتراف، بشكل عام في شروط بداية -وتلك النهاية .2سياسية وثقافية ذات طبيعة صراعية وأحيانا مرتبطة ببعض مظاهر العنف والعدوانية

السينما المغاربية ال تصوغ صور اآلخر بأشكال متشابهة بالضرورة، أن مالحظةتجدر األوربي السياسية وأيديولوجيته الخاصة يقدم اآلخر هإستراتيجيتبلد مغاربي بحسب كل ذلك أن "

خر في الالوعي انطالقا من الوعي الخصوصي الذي ولدته صدمة االستعمار، يتقدم اآللسياسيته التوسعية، نسان المغاربيبوصفه عدوا غازيا، حاول إخضاع اإل والمتخيل المغاربي

ما يملك من وسائل على تهديد ذاكرته وتشويه ثقافته، اآلخر هو المستعمر، الذي وعمل بكل بدعوى القيام بمهمة حضارية، بعض البالد غصبا وأقر الحماية على البعض اآلخراحتل

د الكيان المغاربي إلى اآلن.، وترك مخلفات تهد 3"مارس أكثر أشكال الجريمة بشاعةو

.398-397إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، من ص -1 .399، ص ينظر، م ن -2 .401-400، صصم ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

93

إال ضمن ة آلخر، فال تسترجع الهوي يلم الجزائري ضد القد تشكلت صورة اآلخر في الف مظاهر الوجود الفرنسي، والفيلم باعتباره كتابة خصوصية وفر للمبدع كفاحية ضد صيرورة

ة، التي كاد يعصف بها الفرنسيون الذين بقوا الجزائري إمكان بلورة الوعي الوطني وتأكيد الهوي .1(أحمد راشدي)سنة ونظروا إلينا بدون أن يقدروا على رؤيتنا كما يقول السينمائي 132

السينما فإن "هتمامات سياسية مباشرة، الجزائرية قد أنتجت أعماال ذات ا إذا كانت السينماالل تناول مجموعة من المشاكل كما المغربية تعرضت لموضوعات سياسية من خ-التونسية

اآلخر صحيح أن ، االجتماعية، فما هو سياسي يكون مبثوثا في طريقة معالجة قضايا اجتماعيةخيل المغاربي، في المرأة التي لمت أثناء الفترة االستعمارية وبعدها أصبح جزءا من التكوين العام

لى الثقافة لم بها وفي لباسه، وفي نظرته إيح العربية، ولكن أن يغامر المرء بتعميم لى الشرق وا نطالقا من حالة جذرية ومتطرفة في كينونتها، فذلك ما ال يساعد على تكوين نظرة ما، اه فإن ة بصفات مختلفةمر اآلخر يتقدم إلينا في كل وألن ة المغاربي، وعية على مقومات هوي موض

، 2السقوط في أوهام نستهلكها عنه" نبفي لغاته وهيئاته لتج نصاتعلينا أن نستمر دوما في اإل في الوقت الذي ال يكف هو عن النظر إلينا باستعالء وأحيانا بعدوانية حاقدة.

ت بنصيب هام ضمن كافة غة الفرنسية كلغة أفالم مفضلة، حضي الل وهكذا وجدنا أن عدا شبه مطلق، ربية يكاد يكون في غالبيتهاالحكم على إيجابية الحياة المغ المستويات، كما أن

هذا الحكم أو هذه النتيجة ال تمثل شيئا هاما بالنسبة إال أن بعض االستثناءات الطفيفة، لألغلبية العظمى التي انساقت إلى جانب النموذج الغربي وهذه الواقعة تعكس إلى أي مدى

نموذجا ي باعتبارهمازال االستعمار حاضرا في محيطه القديم، وذلك على مستوى الكيان الكل تي نابت في ال [...] ويقدمه اآلن في شكل مغرما مستوى الفيلم والسينما عمومامثاليا قدم

ثباته جي األوساط الشباب في اإل دا في النفوس والعقول، وهذا بقاء على استمرارية نفس الكيان، وا وجدان تها من تصور و يعني طبعا نفي المجتمع المغربي والمجتمع العربي وطمس هوي الحضور

.402، صينظر، م س -1 .404-403، صص م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

94

وعملية فرض [...] الشباب، بالتالي فرض الكيان الغربي بتناقضاته وصراعاته وبانسجامه كذلكفقط على مستوى الفيلم بل يمتد ليشمل أبسط النموذج الغربي باعتباره النموذج المثالي ال يتم

ها، ومحاولة نسان العالم الثالث وتفكيكبمثابة تعبير عن تفسيخ ذاتية اإل األشياء المصدرة، وهي .1خلق مجال تكون فيه الغلبة ألسلوب تعاملها اليومي وألسلوب ترفها ونمط حياتها

والجزء " للربط بين الكل Points rationnels-عن "النقط العقالنية (جيل دلوز)يتحدث *"Le reccordحس الربط "ه ال يمكن أن نفهم السينما إال بن والمستمر والمنقطع في السينما، أل

هذا التجاوز والترابط هو الذي يخلق الجدل بصرية، إن إتقانه على كل مستويات العملية ال أو غة المنطوقة التي يخلقه فيها الحوار عبر الكلمات المنطوقة.، عكس الل 2"غة السينمائيةداخل الل

هجات تضع الفيلم في مرتبةأن يعبر بها؟ فالل يغة التي تريد للفيلم المغاربما هي الل غة مشابهة للسوقية التي غزت التلفزيون والمسرح )حيث تتفاعل محاكاة من نوع آخر...( الل

غة الشخصية: كل فاعل يتكلم لغته ) االثنية أو الجهوية الفرنسية أو العربية الفصحى؟ تبقى الل خفاقاتهايولوجية أو التاريخية( في تيهانها وتعثراتها بال .3وا

الكاتب والصحفي في المركز العربي لألبحاث والدراسات السياسية (وليد نويهض)"يقول ة للسينما، فهي ليست عربية ولن تكون أمريكية أو فرنسية أو بريطانية أو ة قومي ه ال هوي أن

ة مركبة تدمج المحلي بالعالمي والواقعي بالمتخيل، السينما األمريكية ألمانية، أوروبية، فهي هوي

.127صقبال المعطي وآخرون، السينما العربية واإلفريقية، م س، ينظر، -1 في التجميع )المونتاج( بتأمين التواصلية البصرية والسينمائية بين اللقطتين، وهناك على العموم تتميز بين: Raccord-وصلة -وصل -*

لكي ال الوصالت في المحور: عند تغيير سلم اللقطات )مثال باالنتقال من لقطة متوسطة إلى لقطة قريبة( تحتفظ الكاميرا بمحور نقطة الرؤية ذاته- تزعج إدراك المشاهد.

La( فهو يصعد في "المدرعة بوتمكينEeisenstein-الوصالت االتجاهية: تجري التنقالت في االتجاه ذاته خالل لقطات متتالية، أما )أيشنشتين-cuirassé potemkine- "1925 .من لقطات مراكب شراعية تسير في إتجاهات مختلفة

إن الحركة البادئة في لقطة تستمر في التالية. ويمكن أن يعني األمر وصلة تتعلق بجو الفيلم تبين تأشيرات الشخص الوصالت الحركية والتأشيرية:-

" يقوم النغ بوصلة تشكيلية وصوتية على التأشيرة وأقوال M.le maudit-ذاته أو بوصلة تشكيلية تتعلق بشخصيتين مختلفتين، ففي فيلم "السيد الملعون

ع متناوب ليدلل على مقارنة.شخصيتين في تجمي 1941" لويلز عام citizen kaine-الوصالت التشكيلية الصرف التي تستعمل الكناية، مؤثر تجاوري بين األشكال واأللوان: ففي فيلم "المواطن كين-

يتحول الورق األبيض إلى ثلج ليعود ورقا عند اختتام المتوالية.الوصالت بالنظر: بعد لقطة أولى للشخص يعقبها حقل معاكس يبين ما يراه، وهكذا تكون نقطة االشراف قد أصبحت من حيز الفيلم والشخص هو -

طاب الذي يتكفل بذلك، وهذا ما يؤمن تعاقب األحداث ويحض على التماهي، إن السينما الكالسيكية مؤسسة على تقنية الوصل التي تؤمن تماسك الخلحديثة ، يرفضان ناسقه ومحور آثار السرد، كما تؤمن جمالية الشفافية، أما التجميع )المونتاج( االستطرادي لدى السينمائيين السوفيتيين فهو كالسينما اوت

.88، م س، صماري تيريز جورنو، معجم المصطلحات السينمائيةالخضوع لهذه القواعد. ينظر، .125رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص محمد اشويكة، السينما المغربية" -2 .92مومن السميحي، في السينما العربية، م س، ص ينظر، -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

95

بالتزامن مع طموح يهدف إلى مخاطبة جمهور ل بالعالم من خالل السوق تتص هوليوديةمثال بداع ومدى تها مالصقة لإلة، وهوي حدود القومي ات، فهي صناعة معولمة تتجاوز د الهوي متعد

ات لتركيب عمل قدرة المنتج )التمويل( والمخرج )المتدخل( في التوصل إلى توظيف التقني المواجهة أو أسلوب اجتذابأسلوب بإتباعة لتسويقها، سواء تتشابك في مجاله روافد متنوع

ر في مستوياته المختلفة دوره في إنتاج سينما قادرة على اختراق ؤدي التطو مقاربة الواقع لذلك ي الحدود وتطويع المسافات وتقريبها لتكون جاهزة إبداعيا على تكسير الحواجز الثقافية بين

يمكن البحث عن سينما عربية أو قومية إال في السياق الحديث عن الشعوب، وبهذا المعنى ال بداعية لثقافة والتوليف، وبسبب هذه الخصوصية اإلأو التصوير اإلنتاجة لمكان عناوين محلي

في طار الفني العربي المعاصر ويدمج حقل هذا اإلالسينما، كان من الصعب أن يتدخل الفكر ورا يوميا كاسحا وأثرت في المخيلة العربية.، حتى لو اكتسبت حض1"اهتماماته

ة عربية التقسيمات الجغرافية لألمم والدول، لذلك يصعب الحديث عن هوي تتجاوز السينما نتاج، لكونها صناعة مركبة قابلة للتسوق أو التصدير، وضوع اإلمكانها يلتصق بم لها، ألن

ن وغير مرهونة بالواقع ه، فهناك سينمات وهي ليست مضطرة إلى ما بالواقع كما تريدكما هو وا بداع لشرعية )االعتراف بها( تلتصق باإلة قومية أو كيانية حتى تأخذ شرعية ثقافية، فاي ارتداء هو

ر المتحكم في ومدى قدرة المكان على توظيف طاقاته لرفد صناعة تحتاج إلى سوية من التطو ت واآلخر، وبهذا خاصة في تعاملها مع الذاها طبيعة اآلليات ومفاتيح التقدم، إلخراج بضاعة ل

مغاربية أو عراقية أو ة للسينما أو هوي ة عربيةالمعنى ال حاجة سياسية إلى المطالبة بهوي نة ونهائية دة ومعي ة محد لبنانية، فالتعريف بالعنوان المكاني ال يعني بالضرورة وجود هوي

هذه الصناعة في توصيف هوية السينما، ألن غة ال تؤدي دورها الل لصناعة السينما، حتى أن .2مركبة، وال تختزل في عنصر واحد أو تختصر في عامل واحد

.408إبراهيم العريس، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، ص -1 .9، صم نينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

96

، عن اكتساح السينما المصرية لمدة نصف قرن ، ثم *(أفاية)المثال الذي أعطاه د. يعد سينما مغاربية مقبولة في أوروبا، وغير معروفة ومتداولة ي والنوعي لمصلحة نمو تراجعها الكم "

ة للتقدم ة، وعدم حاجتها إلى سوق قومي عربيا، يؤشر إلى أي مدى ضعف عالقتها بالهوي ورغبة المهتمين تعريف السينما عن لغتها ومكانها والنهوض، وهذا ما حاول قوله حين فصل

لألفالم نتاج وتوزيع واستغالل وتداول فعلي مات العضوية لوجودها من إبها وربطها بالمقو مخرجوها قدرتهم على خلق نا نعثر على أفالم عربية أثبتإن دة، أو قوله:"ضمن سوق محد

نينيات بتداءا من سبعينيات وثماة والصوت في أفالمهم، كما حصل اتوازن إبداعي بين الصور مثقل بالهموم العربية. حين برز جيل سينمائي جديد 1"وتسعينيات القرن العشرين،

ما صرامة أسلوب معالجتهم ة، إن غة أو القومي ة أو الل ما يجمع هؤالء ليس الهوي إن ل الفيلم العربي إلى أداة من أدوات بداع حين يتحو اإل (أفاية)، فالمطلوب كما قال د. للقضايا

التي (يوسف شاهين)م طرأت على أفالث قرأ المتغيرات التي الثقافة، وهذا ما حاول تأكيده حي نتقلت من معالجة القضايا الوطنية والمشكالت االجتماعية إلى متابعة العالقة بين الذات ا

ومختلف تجليات النحن واآلخر، وذلك من خالل تصوير سيرته الذاتية وكشف محطات حياتهينما )ماضيه الشخصي( بدأ بالطفولة وصوال بالرجولة، وحصل األمر نفسه مع موضوعات الس

، التي غرقت في معالجة صورة اآلخر ، الموريتانيةوالتونسية ،المغربية ،الجزائرية ،المغاربية يعتبر النظرة إلى الذات أو إلى اآلخر، وااللتباس بين ما هو محمود وما هو جوهري في

التي ة جدل إشكالي باستمرار، لذلك سعى إلى االقتراب من الطريقة جدل الهوي أن (أفاية)د.ينظر بها الكائن العربي والمغاربي إلى ذاته، متسائال من درجة حضور اآلخر في الذات؟

.2ةه حاضر في المجال العام للهوي ن أاآلخر يشكل جزءا من النظرة إلى الذات، أي معتبرا أن

هذا التدفق ة، فهؤالء يعملون في كل غة أو القومي ة أو الل ليس الهوي القصة ؤالء أن هيجمع والذي يجمعهما هو [...]صينيين أو كنديين ال أحد يتكلم من عرب أو"ه الرقمي، بمعنى أن

انية جامعة محمد الخامس الرباط.دكتور أفاية محمد نور الدين أستاذ كلية اآلداب والعلوم االنس -* ص. م س -1 .410، ص ينظر، م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

97

مقاومة، بل يعني أو غيرها صرامة أسلوب معادلتها للقضاء، وهكذا يمكن أن تحصل في عمان وم ه ال نقانتقالية، أي أن مرحلة االمقاومة يجب أن تكون أشرس، وهذا هو الذي سيأخذ أن

فكل ة فتكون عمال ذاتياا القومي ل، أم االتجاه إلى المرحلة االنتقالية بقدر ما نقاوم االستسهاة موجودة، البحث الذي تتكلم عليه يرجعنا إلى الذات الفردية التي تكون عليها وبالتالي القومي

ة، هذه القومي ة، أونتهى مفهوم الهوي الذي عمل على القضية، حيث نقول ا وأقصد بالذات الفرد الذي يجمعهما هو الصرامة في معالجة القضايا. ، ألن 1"وال تلغى

ة األفالم فلقد خضت تجربة النقد لمدة أسبوع في حول هوي (خميس الخياطي)يقول ، وكان الحضور من مهرجان "كان"، حيث شاهدت عدة أفالم من دون االطالع على ترجمة لها

لك التي هي لمخرج آت من تنا ملزمين بتلك الرؤى سواء بثقافات مختلفة، وقد اعتبرت بأنوكذلك كان يجب أن ننظر ، الدانمركالسويد أو ثالث آت من زمبابوي أو مخرج آخر آت من ة كبيرة فيها المسيحيون ، فاألم هم ليسوا أبناء أمةاألقليات، ألن أو ننفتح أكثر حتى بالنسبة إلى

.2ا إذا كان يهوديا أو أي شيء آخرتونسيا، بمعزل عم واليهود، فمثال عندما يكون الشخص

إذا قمت بإخراج ينما الملتزمة الحاملة للرسالة، " أنا ضد الس :(محمد لخضر حامينا)يقول حساس وأبحث عن الكيفية التي وأحاول التعبير عن ذلك اإل [...] فيلم فأنا أحس بشيء ما

حظة التي يفهم فيها األمريكي أو األلماني أو الل أتواصل بها مع اآلخرين مع العالم اآلخر، وفي .3"غة السينمائيةإيجاد لغة السالم، أي الل ، فقد نجحت في االيطالي الجزائري عن طريق فيلم لي

ز السينما عن باقي الفنون بكونها تعتمد الصورة كوسيط أساسي في التعبير واالشتغال تتمي الفنون تأثيرا وخطورة، فالصورة لها قدرة فائقة على تغيير وهو األمر الذي يجعلها من بين أكثر

ها وسيلة ناجحة في بناء العالم وفي زحزحة ثبات نظام األشياء وتثبيت أنظمة أخرى، إن م اليقينيات واألفكار الجاهزة، فالصورة السينمائية لها القدرة على خلخلة الثابت في نظام القي

.420، صم س -1 .119، ص ينظر، م ن -2 .165-164بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، دار الغرب للنشر، نادي إيموزار للسينما، م س، صص -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

98

رباك التوافقات االجتماعية، بل ة نحو قضايا الثقافة والدفع بالفاعل السياسي إلى تجديد الرؤي وا لخير (رشيد بوشارب)" لمخرجه Les indigénesاألثر الذي تركه فيلم " ة والتاريخ، ولعل والهوي

أن يدفع صانع القرار في فرنسا دليل على قدرة السينما على قوتها في التأثير، فالفيلم استطاعلجنود المغاربيين الذين حاربوا إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية إلى االعتراف بحقوق ا

.1ة الطرح الذي تبنته الصورة السينمائيةالثانية، وهو االعتراف الذي تحقق بفعل قو

ة من خالل تدبير الوسائل التقني "ة البصرية على الرؤي خراج السينمائيس بنية اإلتتأس قطة والمشهد، داخلهما تتقاطع مصائر خراج الل ركائز اإلهم غة السينمائية ومن ألل وتوظيف

، وتنتظم مشاهد السيناريو، ويظهر اراتها، وتتبلور الوحدات السرديةالشخصيات وتتضح مسخراج عبر التحكم في امة، إذ تنجلي المفاصل الكبرى لإلوتبرز أصواته وأجوائه الع، منظر الفيلم

نة.، وتصويره وفق حركات ووضعيات معي 2"سة إضاءتهم تأطيره وهندكل هذا المجموع الذي يت

أهم ما أفرز هذا الوعي في السينما الجزائرية هو سياق الثورة، والتوجيه المؤسساتي وتحديد هويتها 1966للسينما الذي ترجم صيغة توصيات ميثاق السينما ودورها التحرري منذ

زالة آلثار أن تساهمبما أن السينما هي ثقافة ثورية فال بد " ورهاناتها: في توعية الشعب وا ا لفئة محدودة من الثقافة لم تعد حكر ساطير التي تحد من تقدم الشعوب، وبما أن اإلقطاعية واأل

حكمة أمام غرس الوعي سترخاء عقلي بل عملية ثورية ترشد الشعب بكل الشعب ولم تعد اأفرزته حركة نوادي السينما وسينما الهواة التاريخي في السينما التونسية فهو التوجه الثقافي الذي

نخراط السينما ن المبدعين، قناعة يعنيها إنضاج االتي تبلورت قناعة فاعلة مضادة لدى العديد موثقافة نتشار القناعات الثوريةم التقدم والتحديث، وقد كان القي في مشروع ثقافي جديد يخدم

ت تاريخية ختيارافي المغرب الدور الهام في تكريس ات التغيير أواخر الستينيات وبداية السبعينيا

.165-164المجال المغاربي، م س، صص محمد البوعيادي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في ينظر، -1 .100محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

99

حتياجات الزمن المغربي في تلك المرحلة وقد في السينما المغربية، احتكمت للوعي التاريخي وال .1ة فاعلة في الواقع ومشروع تغييرههذا تجارب تجعل من السينما مداخل أعطى كل

فجعلت منها أداة "ة الكفاحية للسينما الهوي وضعت الكثير من التجارب السينمائية المغاربية هذه السينما منذ فاعلة في طرح القضايا االجتماعية البارزة والقومية، وقد برز هذا النزوع في

، هكذا استحضرت السينما التونسية الطابوهات االجتماعية ومسارات صيلهابداية مشروع تأ، 2"خر واستباحة المرأة في أعمال عديدةاالنسحاق وتيه الحكمة، وقضية االنتساب وعنف اآل

منها "شمس الضباع" و"عتبات ممنوعة" ل)رضا الباهي( و"ريح السد" و"صفائح من ذهب" و"عرائس الطين" ل)نوري بوزيد(، و"صمت القصور" و"موسم الرجال" ل)مفيدة تالتلي( و"ظل

وغيرها.األرض" لل)طيب الوحيشي(، و"الهائمون" و"بابا عزيز" ل)ناصر خمير(

االنطالقة الحقيقية لكسر هته (فريد بوغدير)يمكن اعتبار فيلم "عصفور السطح" للمخرج الذي -ئدة في المجتمع من خالل طفل صغيرالسااكى فيه بعض السلوكات الطابوهات الذي ح

د على الحمام الشعبي للنساء مع أمه، هذا األمر الذي الذي كان يترد -في الحقيقة ابنههو الشباب، بحيث ينقل لهم كل التفاصيل عن ما يوجد بداخل هذا الحمام، وفي سؤالي يستغله

ه استعمل الرمز في أحيان كثيرة عكس مثال فيلم للمخرج عن رغم حساسية الموضوع إال أن .3"الزين اللي فيك" للمخرج )نبيل عيوش( قال:"طرح الواقع اليومي ال يعني أبدا عرضه كما هو"

نما تراثا يؤرخ لمسارات حركة في تونس على مدى فترة كانت تجريبية إذا كانت السيلعديد من ومؤهلة لالستنبات هذا الفن الغربي وتونسته فقد حملت في مساراتها تأريخيا ا

بداعية والثقافية والمحلية، على هذا األساس شكلت األفالم التونسية الخصوصيات والمؤشرات اإلالتقاليد ا معاصرا يحفظ صورا من الذاكرة والتاريخ والعادات و ني حامال ثقافيا عاما وتعبيرا ف

ة المحلية إلبراز العادات والتقاليد ، توثيق التراث سينمائيا هو توظيف لعناصر الهوي والتراث

.14حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م س، ص ينظر، -1 ص. م س -2، 28/07/2017للفيلم العربي بوهران بسينما المغرب في يوم حوار مع المخرج التونسي )فريد بوغدير( أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي -3

.20:30على الساعة

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

100

نات للذات التونسية وترسيخ بصمات خصوصية تستحضر الذاكرة لبناء معرفي وجمالي للمكو باس، التراث الغنائي، طرق االحتفال بالمآتم وتعتبر موضوعات الل الذاتية لألفراد والجماعات

غة المحكية من ر، هذا إلى جانب الل ، المعمار، الخرافات والسي ح، األكل وفنون الطبخاواألفر .1من المخرجين التطرق إليها المسائل التي حاول الكثير

لماضي الذي يحكمه التغيير تصير الذاكرة الفردية والجماعية الحافظة للمتخيل الشعبي ولة إخراجية تهدف إلى د عبارة عن قراءة للثقافة الشعبية وتوظيفها سينمائيا لها عبر رؤي والتعد

، من هنا تكون الصورة معة للتاريخ والذاكرةبداعية الجاوتأصيل الممارسة اإل راثتوثيق هذا التة تستقطب وتجعلها صورا لذاكرة حي ، 2"المنتجة حاملة لمعاني ودالالت تربط الماضي بالحاضر

ذلك التفاعل بين الذات والذات وبين الذات واآلخر.

يمكن رصد البعد الثقافي لألفالم التونسية التي تناولت بكثافة صور التراث سواء من خالل الوقائع واألحداث الماضية وتدعيمها بما هو متخيل أو من خالل استحضار العادات

لسينيمانا، لقد أكدت الصورة ةوالفرجويلتاريخي بغية تأسيسه األبعاد الجمالية والتقاليد والفضاء ابصيغة الفيلمية المحلية فاعلية التواصل مع الماضي والتجذر فيه كتأكيد االنتساب الهوياتي

اقتباس الثقافة الشعبية الشخصية وتوظيفها سينمائيا، أو من خالل تأصيل نمط العيش في لتراكم صور الذات عبر عوالم المتخيل، تتجلى الصور التراثية في الفيلموغرافيا األحداث الفيلمية

المحلية خاصة من خالل فضاء الديكور مثل تصوير نمط العيش والمساكن والمالبس ووسائل يدية وما ينتج في األنشطة االجتماعية واالقتصادية التقلالمستخدمة التنقل، واألدوات الحرفية

إلى استحضار العادات والتقاليد )مراسيم الزواج، الختان، مراسيم الموت...( ضافة خاصة، باإل .3ور السطح" و"صمت القصور" و"كسوة"التي تحضر في كثير من األفالم التونسية مثل "عصف

.128وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صينظر، -1 .129، ص م ن -2 .130، ص ينظر، م ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

101

ساس تناول للجوانب الثقافية والمعرفية باأل"راثي في األفالم التونسية هو الحضور الت إن المستقبل، حيث تكون مجمل هذه المكونات دعامة لحنين الماضي لتوثيقه فينعاش والجمالية، إ

غراء لرؤي ، لقد شكل التراث مادة احية فيلميةة اآلخر الذي يجد في ذلك نزهة سيللطرح الفيلمي وا ة وفكرية مغرية لبناء مواضيع ورؤى تهتم بالذات وتظهر خصوصية الصورة المحلية، غير فني والمتشابه أحيانا في األفالم التونسية جاء في بعض المرات مسقطا المكثفهذا االشتغال أن

وفلكلوريا، حيث تلوح مقاصد شد عين الغرب أكثر من خدمة التوظيف الفيلمي الصادق، فقضية ن التراثي هي من أجل بناء مالمح صورة ذاتية أتت لتكون أثرا يفعل تلك استحضار المكو تعبير خاص ومتفرد عن الذات نفسها وعن اآلخر كذلك. ، من أجل1"العالقة مع اآلخر

نسان بسبب سلطة اآلخر وثقافته في الداخل وفي نت السينما الجزائرية اغتراب اإلي ب"أهال يا ابن العم" و"باب الواد م من قبيلالخارج والعنف األصولي وسلطة التقاليد في أفال

(محمد زموري)بالمائة أرابيكا" ل 100و" ومن "هوليوود لتمنراست" (،مرزاق علواش)الحومة" ليمينة )و"إنشاء اهلل األحد" ل (يمينة شويخ)و"رشيدة" ل (محمد شويخ)و"دوار النسا" و"القلعة" ل

بدورها وضعت السينما المغربية مسارات انهزام المغلوبين وشكل خاص و الخ...، (بنكيكيو"حالق (أحمد المعنوني)في أفالم كثيرة من قبيل "أليام أليام" لجتماعيا المهزومين اللمرأة، و

سعد )، و"نساء ونساء" ل(محمد عبد الرحمان التازي)و"باديس" ل (محمد الركاب)درب الفقراء" ل .2..(أحمد البوعناني)و"السراب" ل (حكيم بلعباس)"أشالء" ل (الشراييبي

وقد ظهرت األنماط "تمزقه في وجود مغترب بالنسبة إليه، تبرز الصورة الثانية للشباب الممثلة لهذه الصورة في أفالم المخرجين المغتربين أساسا وفي األفالم التي ركزت على

نشغلت بهذه الصورة مفصول عن الواقع، ومن أهم النماذج التي اشخصيات ذات وعي ثقافي حلة الكبرى" وتينجا" و"الر يط الروح"هناك "باب السما مفتوح" و"ما وراء جبل طارق" و"خ

هو التمزق الهواياتي كما هو حال الشباب المهاجر في و"قفطان الحب"، وما تبرزه هذه األفالم

.131، صم س -1 .14س، صحميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م ينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

102

"ما وراء جبل طارق" وهو ما تعيشه نادية التي تعود من أرض الغربة لتحضر وفاة أبيها ثم تتيه شه حياة، في فيلم "خيط الروح" فمرافقتها في عوالم الزاوية في "باب السما مفتوح" وهو ما تعي

لوالدتها ليموت في المغرب تجعلها تكتشف الكثير من جذورها الثقافية ويدل صمتها وخضوعها تها، التمزق الهوياتي يعيشه األبطال ها تعيش قلقا عميقا بصدد هوي للعوالم التي تكتشفها أن

ية عنهم صطدموا بثقافة غربهم احلق" ليس ألن الشباب في فيلم "فوق الدار البيضاء المالئكة ال تصالتهم في مدينة الدار البيضاء، هم اكتشفوا بأنهم ضيعوا الكثير من أفي مجتمع آخر، بل ألن

عوالمها تلزمهم بالحنين الحارق إلى أصولهم البدوية. كل ، إال أن 1"التي جاؤوا إليها بغاية العمل

في "هنا ولهيه" حين يبين هروب أبناء "رحال" تيالتمزق الهوايا (محمد إسماعيل) يطرحبشكل جديد في وطنه ونسيان عنف وأمهم في اتجاه المهجر، بعد أن كان قد قرر بناء حياته

خيم التمزق جعلت االغتراب عن الوطن سبب في تضاالغتراب، إلى جانب هذه األفالم التي ما يعمق هذا التمزق من قبيل رفض إضافيةأفالما أخرى وجدت في دوافع الهواياتي، نجد أن

لم دى العامة من اهتمامات ثقافية كفيالناس والمنطق العام لالختالف وأساسا لما يبدو مألوفا ل .2"بيضاوة" وحال المعلمة الشابة

ما يفيد في توضيح االنسحاق االجتماعي "من جانبها اقترحت السينما الموريتانية الجديدة ، وقد التي منها "في انتظار السعادة" (عبد الرحمان سيساكو)ة أفالم والوجودي والثقافي خاص

شكل ظهور هذا الفيلم ثورة على المستوى القي مي االجتماعي الداخلي ألن جميع الممثلين فيه موريتانيين، أما على المستوى الخارجي فقد أثار الفيلم بلمساته وتواقيعه اإلخراجية انتباه النقاد

الصناعة السينمائية محدثا شبه إجماع من النقاد على دقته العالية في التعبير والمتعاطين لفنبأقصى الجمل وأبسط اإلمكانات، "في انتظار السعادة" صحراء رحبة شاسعة تلقي بحبيبات الرمل في كل اتجاه، محدثة صفيرا وعويال يجسد الصحراء المنعزلة المقفرة، فعلى الطريق سيارة

من المسافرين الصامتين وأعينهم مصوبة نحو شيء ما لم تتحدد معالمه أجرة تقل مجموعة

.34حميد آتباتو وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -1 ..35، ص ينظر، م ن -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

103

بشكل دقيق، من بين المسافرين الفتى )عبد اهلل( شاب يافع في مقتبل العمر يحلم بالهجرة إلى ه الشخصية المركبة في الفيلم، عبر هذه أوروبا، فمن خالل الكاميرا على مالمحه يتضح أن

الرحمان( إلى عوالم انتظارية مبتدئا باإلفصاح عن شخصياته في الصورة المتحركة يلج )عبدشيء ناطقا وحيا يتكلم، الصحراء تناغمية دقيقة ال تتيح فرصة للالمعنى، حيث يبدو كل

ها عوالم تشارك في رسم الشخصيات وتحديد األدوار في غة والبوح، كل والمدينة والمجتمع والل الطبيعي عبر رومانسية شعرية موغلة تكاد تطغى على تعاضدية فذة بين اإلنسان ومحيطه

مختلف مشاهد الفيلم معززة بنغمات عذبة من الموسيقى العذبة تطلقها أوتار "اآلردين" تلك اآللة الموسيقية الموريتانية التي ترمز للحنين والضعف والجمال باعتبارها آلة نسائية خالصة، ورغم

فيلم ال يقدم رواية شرقية بختامها يتزوج األبطال، كما ال هذه الشحنة الشعرية العالية فإن اليعتمد سردا أفقيا محكما يتكئ على الشخصيات المكافحة أو المتصارعة في ما بينها، بل هو مجموعة من األقواس واإلستفهامات الضمنية المرتبطة بحياة مخرج بشكل خاص وبالمجتمع

نواذيبو لتكون مسرحا حياتيا لشخصياته، ولم يكن الموريتاني عموما، وقد اختار المخرج مدينة اختياره اعتباطيا لهذه المدينة، هي مدينة العابرين الغرباء والمسافرين الباحثين عن فرصة للعمل

لواجهة الحقيقية ألوروبا والعالم.ها اكما أن

مالمح المدينة ليفصلها على مقاس انتظاريته فتبدو صغيرة حالمة )سيساكو( يقلص ها تتجاذبها أطراف الحديث، وتتحدث لغة الصمت المختزلة في هياكل متناغمة مع سكانها وكأن

سفنها الخربة وشرطتها المنهكة وجثث المسافرين حيث يتقيؤهم البحر على أطرافها، لهذه المدينة ن الناطقة يأتي )عبد اهلل( الشاب الموريتاني الذي ترعرع في مالي ليسكن مع أمه في انتظار أ

تستخرج له جواز سفر يمكنه، من الهجرة إلى أوروبا حلمه الحقيقي، وفي انتظار سفره يواجه غة العربية غة، فهو ال يجيد الل غربة داخلية مع ذويه والمقربين منه تتمثل في حاجز الل ()عبد اهلل

نعزالية وكثيرا ما كانت محاولته التكلم بها مبعثا للضحك من بنات عمومته، تأتي بعد ذلك االليسكن الشاب مع أمه في غرفة مظلمة تتخللها فتحة على شكل نافذة من خاللها يطل )عبد

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

104

اهلل( على المدينة يتحسسه، ويكتشفها حيث تختلط أرجل العابرين رجاال ونساء فيشكل ذلك نوع اني من البطالة والفقر واالنتظار.من التسلية للفتى المنعزل الذي يع

لمخرج قارب التوفيق حينما حاول التنصل من منعرجين، وهما العبثية ايمكن أن نقول أن والعدمية المفرطة أو الطوباوية والمثالية المجنحة، إذ سلك طريقا ثالثا قوامه اإلعتدالية والنقل األمين لتصورات وخوالج األفراد وما يعتري دواخلهم ومحيطهم الطبيعي مبقيا على شرك

وانتظار الموت، وانتظار الحب، وانتظار العمل، وانتظار السعادة، االنتظار، انتظار الرحيل،وقد تحملت الكاميرا العبء األكبر في نقل المشاهد دون األفراد، وهو ما يؤكد وعي المخرج وحذره من خطوط التماس السياسية، فمثال تقدم الكاميرا مشهد أحد األجانب وهو يحاور أحد

، تنتقل الكاميرا مباشرة إلى البحر لتنقل مشهدا إلحدى منظارن البسطاء وهو يقايضه بالصياديالسفن األجنبية الكبيرة التي تكاد تضاهي حجم المدينة نواذيبو وهي تأخذ أسماكها، فالكاميرا

)سيساكو( عاش أغلب عمره بعيدا عن وطنه األم المقايضة خاسرة، رغم أن تقول بصمت إن ان ميالد ألفة جديدة بينه وبين وطنه، لقد كان استعادة منه فيلمه "في انتظار السعادة" ك فإن

لتلك الذاكرة المنسية بين أحضان الرمال حيث أبدع الرجل في توظيف وتصنيف الخصائص االجتماعية الموريتانية ورسمها بشكل دقيق ال يستشعر فيه بأي تكلف أو افتعال، ويتضح ذلك

تترنم وتداعب أوتار نية )النعمة بنت الشيخ( التي اا في توظيفه للفنانة الشعبية الموريتجلي ها في أكثر حاالتها اعتيادية وبساطة، كما استطاع المخرج بذكاء أن ينفذ إلى "اآلردين" وكأن

صميم جلسات الشاي الموريتاني التي تجمع بين الرجال والنساء وما يكتنفها من لحظات غزلية فان )مساجالت الشعر الشعبي الموريتاني( في تناغم عن طريق تبادل الوالعات والتراشق بالكي

متعارف على قواعده سلفا، باإلضافة إلى ما أظهره الفيلم من بعض مشاهد الفرح والرقصات . 1الفلكلورية التي تختزل الموريتاني في مختلف أبعاده الدينية واإلجتماعية

لهيمنة االمبريالية فعة ضد افي فيلم "باماكو" هو المراالذي اقترحته هذه السينما كذلك قيا ودول الجنوب، التي تتوحد فريفي المغرب الكبير فقط بل في كل إ نساني ليسواالنسحاق اإل

- فيلم "في انتظار السعادة".1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

105

في معاناتها مع القهر االستعماري و تسلط الدوائر المالية العالمية، هكذا أخذت السينما وعيها تبدأ وتنتهي في المجتمع والسياسة.، أي باعتبارها عالقة 1"بذاتها كأداة للتحول االجتماعي

بداعي، ة إسهامها الفكري والجمالي واإلأن تساهم من موقعها في صياغ السينما المغاربيةوحاولت أن تساهم إلفادة واقعها الخاص وواقع سينما وثقافة المنطقة وكان في إجابات السينما

س لها، هكذا يكون الحديث عن يؤس الواحدة ما يكمل سينما البلدان األخرى ويسندها ويغنيها، أوتها، التجارب السينمائية القطرية في المنطقة حديثا عن وجه من أوجه السينما المغاربية وهوي

مسرح بل بالنسبة لألدب المغاربي وال بل نكون بصدد واحد بتعدد ليس بالنسبة للسينما فقط .2لمغاربيينوبالنسبة للواقع والوجود ا المغاربي واألغنية المغاربية

الفيلم األمازيغي في المجال المغاربي:-3

يطرح الحديث عن الفيلم األمازيغي عدة قضايا ترتبط بهذا النمط من األفالم ذاتها وبعالقة غة المنطوقة ال تشكل القيمة األساسية في الخطاب الفيلمي الل فمن المعروف أن "غة بالسينما، الل

ومن هنا ، ]الصامتة ونسج جماليته على التعبير بواسطتهاالذي يبدأ بالصورة المتحركة نسانية دونما اضطرار إلى الوسيط ون فنا شامال يعبر عن القضايا اإلاستطاعت السينما أن تك

جماليات الحوار تنبني على مهارة االقتصاد سينمائية فإن ة التعبيرية للصورة الرغم القو ، غويالل غو، لتظل بعض المشاهد السينمائية مدينة لقوة فيه وشاعريته، وعدم مباشريته وتفادي الحشو والل

، بأي معنى يمكن الحديث عن الفيلم األمازيغي؟ هل يمكن الحديث عن السينما 3"حواراتها؟ ما اآلفاق التي يمكن ز هذا الفيلم عن أي فيلمي يمياألمازيغية أم عن الفيلم األمازيغي؟ ما الذ

الرموز التي تميز الفيلم األمازيغي؟التي يعول عليها في ذلك؟ وما وما الجماليات ،أن يرتادها

المجاالت للتعبير عن نفسها، في موطئ قدم في كل تحاول الحركة األمازيغية أن تجد لها وزن الصورة يبقى طاغيا لذا والغناء، غير أن ، مثل المسرحر كما في المجال الفني اتيالدس

.14حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، م س، ص -1 .8، ص ينظر، م س -2 .58المجال السينمائي، م س، صمحمد اشويكة وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

106

أمازيغي، لم يعد يعيش في عزلة ة خاصة من طرف متلقي إنتاج األفالم وتلقيها أهمي يحضا .1ل كهربة العالم القروي وانتشار التلفزة والفيسيديبفض

فقد شاهدنا أفالما خالل "الفيلم األمازيغي صنف متأصل في السينما الجزائرية، يعد غة العربية مثل ما لسبعينيات بها بعض المشاهد لشخصيات تتحدث األمازيغية دون ترجمة لل ا

الثقافة ىنوعا قائما بذاته إال إذا تطرق إلهذا الفيلم "تحيا يا دودو"، لكن ال يكون نجده في فيلمعندنا ففيلم" زة لهذا النوعاألمازيغية بكل فحواها، وليس النطق باألمازيغية فقط هو العالمة الممي

الربوة المنسية" و"جبل باية" وما سار على منوالهما في األفالم التي استطاعت فعال صنع طابع وغيرهم من ، 2"العربي والتارقي والشاوي والمزابي واألمازيغي-خاص يجعل المتفرج الجزائري

.بالرموز ا العالم المليءالثقافي االجتماعي الجزائري تواق الكتشاف هذنات اللفيف مكو

(جزائري) مغاربي هنا يحب تحديد المصطلحات من جديد، فالفيلم األمازيغي هو فيلمد نسبة الفيلم، بل غة ال تحد غة األمازيغية، ومن هنا يقع الخلط بين المفاهيم، فالل ناطق بالل

لغة في العالم، ومع ذلك تبقى الموضوع، ويكفي بعد ذلك أن نقوم بترجمة العمل إلى أي الكتاب األمازيغ يعبرون عن واقعهم بلغة ليست لغتهم ة، فقد كان كل ة الثقافية والبيئي لخصوصي ا ، ومع ذلك تبقى الخصوصية للعمل الروائي الذي كتبوه، بل إن (مولود فرعون ومولود معمري)ك، 1971"األفيون والعصى" إلى فيلم سينمائي (مولود معمري)ل رواية حين حو (أحمد راشدي)

غة العربية، ولم ينقص ذلك من قيمة العمل غة الفرنسية إلى الل فقد ترجم النص األصلي من الل غة األمازيغية ه يكفينا لنعيد الفيلم إلى نسبته الحقيقية أن يترجم دوبالج إلى الل الروائي، بل إن

لعمل الفني غة ال يجب أن تكون عائقا في االل ، ما أريد أن أقوله أن ليصبح فيلما أمازيغياغة العربية وبالتالي ال يقبل فيها الفيلم فمهرجان الفيلم العربي بوهران يخص األفالم الناطقة بالل

.39، ص 2013محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، الطبعة الرئيسية أكادير، د.ط، ينظر، -1 .52إلياس بوخموشة وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

107

ه فيلم جزائري، ومهرجان الفيلم األمازيغي يقصي ه ناطق باألمازيغية مع أن األمازيغي بحجة أن .1المعالجواألصل في السنة الموضوع غة العربية، األفالم الناطقة بالل

وتجربة التلفزيون "غتين، غة فيوجد حل لها في ترجمة األعمال إلى الل ا مشكلة الل أم الجزائري دليل قوي على ذلك، فكثير من األفالم الناطقة بالعربية ترجمت إلى األمازيغية، ولم

ائي ينقل ل عمل رو ة للفيلم، فإذا كانت رواية "األفيون والعصى" أو ينقص ذلك من القيمة الفني لم يحالفها الحظ إال بعد مرور ثمان وعشرون (مولود معمري)رواية أخرى ل إلى السينما، فإن

مشروع فيلمه "الهضبة المنسية" للمسؤولين عن (عبد الرحمان بوقرموح)سنة، إذ قدم المخرج غة بالل ه لم يلق جوابا عن طلبه، فالسيناريو كان مكتوبا ، ولكن 1968السينمائي سنة اإلنتاج

بفيلمه "ماشاهو" (بلقاسم حجاج)، كان قد سبقه 1996األمازيغية، ولم يحقق مشروعه إال سنة إنتاج العديد من األفالم ، وبهذا تم 1997بفيلم "جبل باية" (عز الدين مدور)وتبعه 1995

فاروق)، الذي يظهر مقاومة 2007سنة (جمال بن ددوش)ل األمازيغية منها "أرزقي الثائر"ستعمار الفرنسي نهاية القرن التاسع عشر، ومن األعمال أحد الجزائريين الرافضين لال (حبيببل

(رشيد بن عالل)، وآخر األعمال كانت ل2007 (علي موزاوي)الكثيرة نذكر "ميمزغان" ل .19، حول حياة الشاعر القبائلي الثائر في القرن2'2008"سي محند أو محند" (اليزيد خوجة)و

سينما في الفيلم الجزائري "ماشاهو" وهي كلمة أمازيغية بربرية تعني "حكاية" كانت الذاعي التقليدي اإل مكبلة بالثرثرة الدرامية والكالمغير بالهمس تتواصل (بلقاسم حجاج)للمخرج

الجبال، في الفيلم داخل موسيقى الصورة المعبرة، لتنقل ثقافة شعب فير، ترحل السخيف المكر يمانه بتقاليده في قلب الطبيعة الجزائرية وتؤكد على هويتهالتي تغطيها الثلج ور ، فالقصة تدوا

بة على شاب كاد أن يموت متجمدا من البرد في الشتاء ا، يعثر في الغحول حطاب جزائريبط وارته عض اليد التي أطعمته فينقله إلى بيته ويعالجه ويطعمه، وعندما يكتشف عند رحيله أن

ر أن يرحل في الجبال ليبحث عنه، ويقسم أن يقر -بنة الحطابا-بعالقة غرامية آثمة مع ابنته

.149، من ص 2014العامة للكتاب، د.ط، صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، الهيئة المصريةينظر، -1 ، ص.م س -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

108

ال يعود لداره إال بعد أن ينتقم منه، وهي تيمة تقليدية عادية وموضوع قتلته السينما بحثا وعرضا تفها ه بطل تراجيدي يسوق نفسه إلى حأن ونحن نعرف من لحظة خروج بطلنا الحطاب

ينجح في تحويل هذا الموضوع (بلقاسم حجاج)الجزائري المخرج ومصيرها المحتوم، لكن ك ، تحس معها وأنت تشاهد الفيلم أن ساني وملحمة بصريةإن المحلي الخاص بالثأر إلى موضوع

، وفي الفيلم إحاالت ومشاهد اإلنسانعن مأساة يدة للشاعر التركي )ناظم حكمت(تقرأ قص .1(إيليا كازان)يكا أمريكا" لالتركي مخرج "القطيع" وفيلم "أمر (إيلماظ جوني)تذكرك بأفالم

األحوال، ولكن من خالل عبة في كل ليس المخرج هو من يتحكم في الل "في حقيقة األمر ، طبعا من 2"الكاميرا يعطي ما يلزم، وما يجب أن يكون، والمفترض أن يكون ظاهرا في الكادر

.ولكن مستقل عنه في الوقت نفسه، -المخرج-منطلقه هو

يقاع الموصل ناحية ضبط اإل للسينما الجزائرية صفحة جديدة في ناحيتين: الفيلم يفتحأو لحظة التنوير في نهاية الفيلم وانفتاحه على ثقافة الذروةلتطوير خيوطه الدرامية إلى النقطة

ة إلى حد كبير في التعبير عن هوي مغايرة، هي ثقافة البربر في إطار الثقافة الجزائرية ونجاحه ه فيلم تلك الحكاية البربرية الجزائرية، متصل أيضا بالواقع الجزائري ثقافية خاصة ومتفردة، إن

ه يدين ويفضح هذه العقلية المتحجرة في شخصية األب الحالي والمأساة التي يعيشها أهله، ألن عليها الزمن، فتتصرف بحماقة عفاي التي تقبل ببعض المسلمات والتقاليد االجتماعية التلة وتدفن لى مصيدة الخرافة والغيبيات الزائوتذلف مباشرة من دون وعي نقدي تجاه التراث، إ

ضطر دة ازائرية الوليدة تحت حراسة مشد "ماشاهو" هو فتح للسينما الجفيلم ،رأسها في الوحلع المنطقة لنفوذ بعض حين تخضالمخرج لتصوير فيلمه إلى االستعانة بحماية رجال الشرطة

والعودة إلى -تجاه االنفتاح على موضوعات بديلةفي ا-سالمية المتطرفة وهيمنتهاالجماعات اإل

.150، ص ينظر، م ن -1

2 -Radolphe olcése, par l’image se laisser dire, turbulences video, op. cit, p14.

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

109

تحت مضلة الجهاد -في آن واحد إنسانية وبسيطة-السينما الحكواتي التي تمطر حكايات أصيلة .1وررهاب والمفرقعات وتتواصل مع الجذواإل

الذي كان (مرزاق علواش)من فيلم "عمر قتالتو" للمخرج جاج( )بلقاسم حيقترب كثيرا ونعني بها السينما التي تنفذ مباشرة في تعاملها مع "بمثابة ميالد السينما الحديثة في الجزائر،

الواقع إلى ما تحت الجلد، وتنقل الواقع كما هو من دون شعارات ثورية، بعيدا عن أفالم الواقعية ، حرير التي أتخمتنا بها الجزائر، أليس كذلك؟، "ماشاهو" يتعامل مع الذاكرةاالشتراكية وحرب الت

نسانية األثيرة على نهل من كنوزها ويصوغ حكاياتها اإلة الثقافية ويذاكرة التراث الثقافي والهوي من القطيفة الناعمة، ومتوهج بسحر الفن، ولم يكن غريبا أن يحصد الفيلم فني شكل نسيج

، ويبدأ رحلة سفر طويلة من قاعدة مونبيلييه المتوسطية إلى شاشات 2"الذهبية "أنتجون"جائزة المهرجانات السينمائية في العالم.

يمكن اعتبار هذا الفيلم تراجيديا لقصة قبائلية تعكس ثقافة وتقاليد المنطقة، وقد استطاع بلغة أمازيغية، ويمكن ريةالمخرج بهذا الفيلم أن يؤسس لسينما أمازيغية، بمعنى سينما جزائ

.3اعتبار فيلم "ماشاهو" من أعمدة السينما األمازيغية التي ظهرت في التسعينيات

ديدة نعتت بالسينما سينما جب"ز اختار مجموعة من السينمائيين الجزائريين التمي وهكذا لمخرجين بارزين ل في ظهورها األمازيغية في الحوار، وكان الفض ستعمالها اللغةاألمازيغية ال

بقصة (عبد الرحمان بوقرموح)ويتبعه بفيلم "ماشاهو" (بلقاسم حجاج)، ومنهم بتوا قدرتهم الفنيةأثثم توالت األعمال تباعا مثل "جبل باية" 1996"الربوة المنسية" (مولود معمري)مقتبسة من

جمال بن )ر" ل، و"أرزقي الثائ2007 (علي موزاوي)، و"ممزغان" ل1997 (عز الدين مدور)ل .20074 (اليزيد خوجة)و (رشيد بن عالل)، وأخيرا "سي محند أو محند" ل2007 (ددوش

.151صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، م س، ص ينظر، -1 ص. م س -2

3 -Voir, Denise brahimi, 50 ans de cinéma maghrébin, op. cit, pp199-200. .161بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، ص -4

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

110

الفيلم 2008"زمن ومناسبة" في مهرجان روتردام السينمائي ن األفالم كذلك من ضمخراج وبطولة تب "الجزائري "المنزل األصفر عظم األفالم في ، وشأن م(عمور حكار)أليف وا

، وجاء ناطقا في معظمه ال القبائلبتمويل فرنسي وصور في منطقة جب الفيلمأنتج المهجر باستمرار في األفالم الجزائرية خالل المكرسعن الموضوع مازيغية، هذا الفيلم يبتعد غة األبالل

رهاب وتأثيرها على المجتمع، يختار المخرج يرة، أي انتشار العنف وجماعات اإلالسنوات األخله عالقة بالموت عندما يحل فجأة في حياة أسرة بسيطة فيكاد يؤدي إلى المخرج موضوعا

.1يف يمكن التغلب عليه بالتضامن اإلنسانيتفتتها وانقالب حياتها رأسا على عقب، ويصور ك

ئية، حيث تعيش أسرة مكونة من األب مولود واألم أحداث الفيلم في منطقة جبلية نا تدور، (بلقاسم)كبر األبن او الي الرابعة عشرة ولألسرة لية، وهي في حو فاطمة وثالث بنات أكبرهن عا

الرجل يزرع وينقل محصوله من ثمار البطاطا بواسطة ما يطلق عليه "المبرتا" وهي عربة تجرها ث يبيعه للعابرين بسياراتهم على الطريق العمومي، الذي يمر آلة أقرب إلى الدراجة النارية، حي

ن (بلقاسم)قرب القرية ذات يوم تحضر سيارة الشرطة ويخبر الشرطي عالية بوفاة شقيقها ه وا ه ة، لكن ردود فعل الحادث المفاجئ على األب قوي جثته من باتنة، استالميتعين على األب

ر ا األم فينزل الخبر عليها نزول الصاعقة، يقر بتكوينه الجبلي البدوي قادر على التماسك، أم الستالم جثة ابنه، ويبدأ ما كان يمكن أن يصبح فيلما من أفالم الطريق المثيرة الرجل الرحيل

تمر نهارا وليال بعربة الالمبرتا.ال شيء حقيقيا يحدث خالل الرحلة التي تس لالهتمام، غير أن

وقفه في طريقه أقرب إلى المالئكة منهم إلى البشر، فالشرطي ي (مولود)ما يقابلهم كل إن ويسأله من عدم وجود ضوء على عربته الغريبة، وبدال من تحرير مخالفة له يناوله مصباحا يصدر ضوءا أصفر متقطعا يضفي لمسة جمالية خاصة على مشهد العربة وهي تتهاوى في ظالم الليل وسط الجبال الخضراء المعتمة، وخالل الطريق يتوقف مولود ويجلس على مقهى

اول بعض الطعام ويسأل جنود الدرك الوطني عن ابنه، فنعرف من خالل لتناول القهوة وتنيل إلى توفى في حادث على الطريق قبل يومين وبعد وصوله في الل (بلقاسم) الحوار بينهم أن

.141، من ص2010أمير العمري، إتجاهات السينما العربية، دار العين للنشر، الطبعة األولى، ينظر، -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

111

ال يعرف القراءة والكتابة، (مولود)لكي يقرأ له الرسالة الرسمية ف التاكسيباتنة يستعين بسائق ثم يعرض أن يقوم بتوصيله إلى قسم الشرطة الذي جاء منه لالستدعاء، وعندما يصل إلى قسم

المكتب المختص مغلق اآلن ويطلب منه التوجه يل يخبره الشرطي أن الشرطة بعد منتصف الل إلى المستشفى اح يصل ل ضوء للصبفي الصباح إلى المستشفى حيث توجد جثة ابنه، مع أو

لم يحن بعد ويقول له إن ول المشرحة بالدخول رغم أن موعد العمل الرسميويسمح له مسئعلى حمل جثة ابنه قبل (مولود)بنه أحضر حاجيات االبن وبينها شريط فيديو، يصر صديقا ال

استيفاء األوراق الرسمية والحصول على تسريح بالدفن، فيتسلل بعيدا عن عيني الموظف العربة تتعطل ئول ويضع الجثة داخل نعش ثم يجره حتى يرفعه فوق العربة ويرحل، لكن المساكسي الذي سبق له أن قابله في ، هنا يدركه سائق التء الطريق، وال يدري هو ماذا يفعلأثنا

ول ح السيارات، هنا أيضا يلحق به مسؤ صالض عليه أن يوصله إلى أقرب ورشة إلباتنة، ويعر ه التسريح بالدفن الذي غادر دون الحصول عليه، يقوم الميكانيكي بإصالح المشرحة ليعطي

.1من القرية القريبة لكي يؤم الصالة على الميت أمام النعشلسيارة ويرسل بمن يأتي بشيخ ا

الشخصيات التي يقابلها مولود طيبة وخيرة تساعده وتتضامن معه في محنته تصبح كل ألرضية التي تشهد عليها تلك الجبال الراسخة الغناء، التي تهزم ها الجنة ادون سابق معرفة، إن

رجال ونساء المنطقة في تشييع الموت بشموخها وروعتها، يصل رجل إلى القرية وينظم له كل الجثة، ويقيم الجميع الصالة في المقابر، ويتلقى الرجل وابنته عالية العزاء من الجميع، وفي

هجرت الدنيا، أ رحلة مولود الشاقة من أجل استعادة زوجته التيالجزء الثاني من الفيلم تبدحباط واالكتئاب بعد وفاة ابنها وانزوت ترفض أن تتكلم أو تأكل أو تخالط وأصابها اليأس واإل

ال إلى الصيدلي بحثا عن دواء شيء من أجل مساعدتها، يذهب أو يفعل كل (مولود)أحدا، ه ال يوجد دواء لعالج الحزن، وينصحه أن يأخذها ويخرج لكي لحالة زوجته، فيقول له الرجل إن

نت بعد حالة مشابهة تحس ال، فيروي له أن هم يعيشون في الجبمولود يقول إن يسري عنها، لكن .أن قام الزوج بتغيير لون منزل األسرة إلى اللون األصفر

1 -Voir, Dvd film, machahoo.

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

112

كلب للتسرية عن األم في حال الزوجة، وتقترح عالية شراء ون ال يغير شيءيير الل تغإن شريط الفيديو الذي تركه ابنه، (مولود)الحال ال يتغير، ويتذكر ويشتري مولود الكلب، لكن

(بلقاسم)فيشاهده على جهاز في مطعم شعبي ببلدة القرية التي يتردد عليها لبيع ثماره، فيشاهده رجل على ضرورة شراء وهو يوجه حديث لهم ويبشرهم فيها بعودته إليهم خالل أيام، يصر ال

جهازي الفيديو مقابل تزويد ثمانية صناديق من البطاطا لصاحب المطعم، لكن سرعان ما ول المحلي، ثم والي اء لكي يعمال، يذهب لمقابلة المسؤ يكتشف أن الجهازين في حاجة إلى كهرب

إدارة شريط الوالية الذي يأمر بإعداد وصلة كهربائية لمنزل األسرة، وعندما ينجح أخيرا في .1ي وأنه سيعود بعد أيام معدودةفرح، فهي تتصور أن ابنها حي الفيديو وتشاهده األم تبتسم ف

ل من الفيلم على الرغم من سذاجة الفكرة بأكملها ورتابة األحداث، خاصة في الجزء األو أكثر ما يبقى والصورة النمطية للشخصيات، وضعف واضطراب األداء التمثيلي عموما، فإن

الذي يجيد استخدام التصوير الممتاز للمصور الفرنسي )نيكوال روش( من هذا الفيلم في الذاكرة المصادر الطبيعية للضوء في المشاهد الداخلية والخارجية، ويستخدم الضوء الشاحب في

وجه القائمة على الظاللللمنزل الحجري وانعكاس المشاهد التي تدور داخل الغرف الضيقة ويجعلها ةالزوجة، لصنع لوحة تعبيرية جذابة، ويستخدم المخرج الموسيقى واألغاني األمازيغي

تضفي جماال خاصا يسود الكثير من المشاهد في الفيلم وينتقل من اللقطات القريبة للوجوه نسان ة بين اإلوليونة مجسدا عالقة قوي إلى القطات العامة الطبيعية في سالسة *)كلوز آب(

الطبيعة وبين الشخوص والمكان في توحد فريد بين العنصرين، وهو ال يميل إلى التركيز على و التفاصيل في المشهد، فهو ال يتعامل في فيلمه على صعيد واقعي رغم إطاره العام الواقعي، كما ال يهمل فكرة المنزل األصفر وال يستغلها كثيرا في التصوير لتوصيل أي إشارات تتعلق بأسطورة

، كما قد يتوقع مشاهدوا الفيلم حتى من خالل عنوانه فقط.2" ما أو بمعتقد شعبي ذائع

1 - Voir,Dvd film, machahoo, op.cit.

كلمة مستعارة من االنجليزية تعني الصورة المضخمة -close upغل ق )بمعنى إجعل صورة الوجه تغلق أو تغطي كل مساحة االطار( -كلوز آب -*

.20، م س، صماري تيريز جورنو، معجم المصطلحات السينمائيةوهي لصورة مضخمة لشيء ما.ينظر، (insert-لوجه ما بعكس )أدرج .145 -144صجاهات السينما العربية، م س، صأمير العمري، ات -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

113

ليس من الممكن التعامل بالتالي مع فيلم "المنزل األصفر" رغم واقعيته الخارجية باعتباره ال اعتبرناه عم قناع، فليس من الممكن أن ال بدائيا هشا بعيدا تماما عن اإلفيلما واقعيا تماما وا

يوجد شخص حتى في أوساط البيئة الجبلية في الجزائر على هذا النحو من السذاجة، ال يعرف لتخفيف ه ال يوجد دواء مثال أن التلفزيون يعمل بالكهرباء، وأن الدفن يحتاج إلى تصريح وأن

ل كثيرا التعامل مع الفيلم على أنه عمل سينما ما وراء الواقع الحزن وغير ذلك، ومن األفض قابل الموت، والظالم مقابل النور.ما شاعرية تتعامل برقة مع فكرة واحدة هي فكرة الحياة مسين

تأكيدا على هذا المعنى يبدأ الفيلم بزفة عروسين في موكب للسيارات المزينة بالورود واألزهار، مع موسيقى شعبية بربرية واحتفال كبير بالحياة، وفي المشهد الثاني مباشرة تتلقى

مكن أيضا محاسبة المخرج ة خبر موت االبن، وفي فيلم رمزي خارج الواقع ليس من الماألسر هنا بدون وضوء حتى لتزامه بدقة التفاصيل وحرفية الطقوس المتبعة، فالصالة تتم على مدى ا

خلع األحذية، وفي الطريق العام أمام ورشة إصالح السيارات، وال تنتهي كما تنتهي الصالة وتتم )على الواقف( أي دون ركوع أو سجود تماما على شاكلة أفالم الغربيين ، بلاإلسالمية

أمير )يرى الباحث أن -وتقاليده وقيمه اإلسالمياالستشراقيين الذين ال يفهمون المجتمع وال يمكن أيضا أن يكون الطريق خاليا تماما في رحلة -ال يعرف طريقة صالة الجنازة (العمري

أن يوقفه شرطي ليسأله عن ذلك النعش الكبير الذي يحمله فوق العودة من الشرطة ودونإذن أن يظل الفيلم "المنزل األصفر" االفظلعربته العجيبة التي تتحرك ببطء وسط التالل، من

.1عمال تخيليا يعبر عن انشغال مبدعه بفكرة هزيمة الموت حتى ولو عن طريق شريط فيديو

ليغوص في أعماق أوضاع من حدث بسيطفي فيلمه (ر حكارو عم)لمخرج ينطلق اقصة األب الذي يأخذ جراره ليسترد "إذ تجلى في جتماعية ونفسية يعيشها المجتمع الجزائري، ا

جثمان ابنه الشرطي ليدفنه في قريته بين أهله حالة التفكك والفردانية التي فرضت على الفرد .، وجعلته يسايرها ويطاوعها2"فلتت من قبضتهرات سياسية واجتماعية أتطو الجزائري في ظل

.147 -146، صص ينظر، م س -1 .184بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، ص -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

114

للفيلم األمازيغي، زيغية وبتعضيد التأسيس هي قفزة نوعية مهمة في التعريف بالقضية األمامن أفالم نشير منها إلى "كنوز األطلس" للمخرج كذلك ربةاوما قدمه بعض المخرجين المغ

بالدارجة المغربية والذي سينجز بعده فيلم، الذي يعتبر فيلما أمازيغيا رغم نطقه (محمد عبازي)القصيرة (محمد مرنيش)فظال عن أفالم المخرج الراحل 2008"إيطوتيثرين )إيطو النجمة( سنة

اك ، "واك و 2008البلد األعلى" -، و"تمازيغت أوفال2007الحرية" -منها والطويلة "تيليال، وفيلم (جمال بلمجذوب)ل 2010افة إلى فيلم "ميغيس" ، إض2011واك واك الحب" -أتايريمحمد )...والفيلمين الروائيين، الفيلم الروائي الطويل ل(أحمد بايدو)ل 2012القارب" -"أغرابو

.1(محمد البدوي)ل Solei man "2013-وفيلم "سليمان 2013"وداعا كارمن" (بنعمراوي

ة واألرض قضايا االهتمام بالهوي أن "تختلف األفالم المغربية عن نظيرتها الجزائرية إال لم بعض األفالم مسيطرة على قلبها، خاصة وأن والذاكرة والشرف والحكايات الشعبية تظل

جتماعية التي كرستها أفالم ومسلسالت الفيديو الشهيرة، كما هو تخرج عن الحكايات الدرامية االمحمد أبا )وبطولة (العربي التيت) "بوتفوناست واألربعون لصا" لمخرجها الحال بالنسبة لسلسلة

نتاجها ذي الموازنة ، والتي تمي (فاطمة تابوكوت)و (عمران زت بكتابتها السينمائية البسيطة وا والتي القت تجاوبا جماهيريا منقطع ا على أداء الممثلين لمعتمد كلي العادية، وأسلوب إخراجها ا

.صائهم من المشهد التلفزيوني والسينمائي، نتيجة إحساس المتفرجين األمازيغيين بإق2"النظير

حالمة في فضاء السينما المغاربية ففي ىجاءت األفالم األمازيغية المغربية هي األخر السينما فيلم "تمازيغت أوفال" أي بلدة األعالي، فيلم يصور عرض ببعض قاعات 2009سنة

بالعالم الخارجي، يزورهم الشيخ محنة قرية معزولة في قمة الجبل، يحلم أهلها بطريق تربطهم لجنة تقنية ستزور البلدة قصد اإلعداد )أمغار( مبعوثا من القايد ويخبرهم من فوق بغله عن

الترحيب (القايد)نشاء الطريق المزدوج، يفرح األهالي ويطلب منهم أمغار بناء على أوامر إلالفرح ال يكون إال بذبح بقرة، أن جنة بل إظهار الفرح، يستجيبون فورا، فيصحح لهم أمغار بالل

.60محمد اشويكة وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص ينظر، -1 .61، ص م س -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

115

بقرة واحدة، القرية ليس فيها إال ليهم، بل ألن البقر تشابه ع ذهب القرويون واحتالوا، ليس ألن على ، وهي بقرة عجفاء فاقع لونها ال تسر الناظرين ومع ذلك أصر أمغار(فاطمة)بقرة األرملة ا.نجاز الطريق مستحيل تقني أن إروا جنة جسم البقرة وقر أعضاء الل ذبحها، لكن

ر األهالي إنشاء الطريق تعرقل التواصل مع العالم الذي يجري، بينما البلدة راكدة قر جماعيا )التويزة(، حمل الرجال الفؤوس والرفوش وبدأت معالم الطريق تظهر، لكن من أين

وهنا رفضت لةن فوق الفالحين بقيت أرض األرمستمر الطريق؟ أرض الحاج محمية فاألعياابنها هاجر إلى فرنسا منذ سنوات والتقطت أخباره وذكرتهم وشتمت الرجال الذين يحقرونها ألن

إلى المقهى للعب الورق ن أنفسهم فتوقفوا عن الحفر ورجعواخجل الرجال م [...] بأكل بقرتهاة الفالحين ومشاهدة التلفزيون، وقد فشل الطالب الجامعي الحامل للوعي التاريخي في تعبئ

وفجأة رجع ابن [...] نتظاريةلذا غرقت البلدة في اإل لنجدة أنفسهم وتحسين شروط مستقبلهم،شكوكا حامت حول أن عم الفرح، غير [...] الطريق بمفرده ينشأر أن األرملة بثروة كبيرة وقر

.1حرام ولن يمروا بها سينشئهاالطريق التي عتبرها البعض حراما واستنتجوا أن مصدر ثروته، ا

ة، فجأة لم تقع ال ثروة وال قومي د الحل المستوردهكذا أصبح الدين عامل تفرقة، هكذا تبد يلة الكبرى"، دخلت البلدة " تأخذ بالسير ال بانتظار الل :(بول باسكون)الحرية كما قال " وتبين أن

حينما نزل أمغار من البغل في منعطف جديد، جاءت الفرنسية زوجة المهاجر ومعها طفلة، و (القايد)ترحيبا بها "تمازيغت أوفال" ومن خالل شخصية األمغار وبغله، نتعرف على سلطة

يا الوراثية سلطة المخزن متجذر في الخالمن الخوف المطلقة حتى دون أن يظهر، ألن والنقود تغادر والمواهبة، فالشاب هم يفقدون قواهم الحي ويترسخ هذا الوضع ألن [...] للقرويين

، فالطالب يصطدم مع حبيبته التي تحرم الطريق على نفسها، فيدرك (باسكونالبادية كما قال )ختار طريق المعرفة، سافر مضمونا للوصول إلى التفاهم، لذا االحب المتبادل ليس طريقا أن

.38المغربي، م س، صمحمد بنعزيز، تشريح الفيلم ينظر، -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

116

، هذا هو 1"لقايد والحاجإلى حيث الجامعة، فبقي الفقراء الجهلة، والنساء تحت رحمة األمغار وا .الخطأ الرئيسي للفيلم وهو أقرب إلى الوثائقي في تصويره لنمط حياة البلدة

مارسة وظائف علم ، الكاميرا تتدرب على مالكاميرا تفكر في المجتمعالفيلم يظهرالسياسية للمغرب العتيقة، حيث الفالحون الفقراء تحت السوسيولوجيا، تكشف االجتماع القروي

رحمة األعيان والسلطة التي يتحالفون معها والنساء تحت رحمة الفالحين الذين يقهروهن للحفاظ على تقاليد الكرم في القبيلة، كرم من عرف النساء في الحفل فيلم بقليل من المشاهد الدرامية

التصوير في مشاهد طبيعية جميلة، كما خلقها اهلل، لكن تم وكثير من المشاهد الوثائقية، وقدهذا الجمال المبهج يخص عين السائح، الذي يزور بلدة ل أن لهذا التصوير مشكلتين: األو

األعالي مرة واحدة ليبتهج بالطبيعة البكر، هذه الطبيعة المؤذية التي يحس بها القروي في لحمه ، وهذا التناقض بين موقف الشخصيات وموقف الكاميرا لقسوةوعظمه، والجمال هنا ال يعوض ا

مشوش، المطلوب هو أن يعكس موقع الكاميرا ذهنية الشخصيات، المشكل الثاني أن تصوير الطبيعة ليس وظيفة سينمائية، وعندما تم استخدامها بكرا جاء تصوير ديكور المشاهد خاما،

ن ليعبر، الطبيعة خام نفسها، الديكور المجهز دون أي جهد إبداعي، ديكور لم تلمسه يد الفنا .2ة للمخرجة الفني شخصيات وعن الرؤي الذي لمسته يد الفنان يعبر عن ال

وقد جرى "جاءت معظم المشاهد في الفيلم إخبارية تقريرية لم يتم بناؤها خطوة خطوة، في كادرات قطات العامة بكثرة وهي تعرض المشهد دون تفاصيله وهي لقطات استخدام الل

عفوية تليق بفيلم هواة، لقطات طويلة تكون فيها كاميرا ثابتة، بينما يصعد الممثلون الجبل [...]صامتين، وهم يبدون صغارا من بعيد، لذا تغيب تفاصيل الوجوه ويجثم وقت ميت ثقيل، لكنها حينها تنبعث موسيقى شديدة مؤذية لألذن، موسيقى تصويرية ذات إيقاعات محلية

موسيقى خام ركبت على الفيلم دون أن تصقل لتالئم المشهد، بل هناك تفاوت واختالل بين ه ال أثر لمهندس الصوت في الفيلم، لذا جاء الصوت خاما وعندا الصوت والصورة، حتى أن

- م ن، ص1.39

ص.ينظر، م س -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

117

تصوير مشاهد وار حينها يتم تصل الشخصيات الفيلم إلى األعلى، تصمت الموسيقى ليبدأ الحذا نقص في إدارة إلى جنب أمام الكاميرا ويتحدثون، هكل القرويين جنبا ، إذ يصطفرتيبة

وتوزيع الممثلين في خراج )الميزانسين( وهو مخطط وتصميم مؤلف من تنظيمالممثلين وفي اإلاة والذاتية المميزة للشخصيات يتتبع الحي [...]البعض مع المحيط أو المنظر اتصالهم يبعضهم

األمازيغية بعد، لذا أندريه تاركوفسكي( هذه األعالي لم تصلها السينما وحالتها السيكولوجية )ه يتوقع من النقد السينمائي أن يكون ، ويبدو أن 1"مكانيات والسرعة في االنجازفسبب ضعف اإل

.متفهما لخلو الساحة وتعثر البدايات وضعف ميزانية اإلنتاج

ة باألبعاد شيء يبقى الفيلم خطوة في درب السينما األمازيغية، فيلم يقدم حكاية فني رغم كل ، إذ تسبب العجز عن إدارة الحوار بين القرويين م بطولة جماعية شتتها الخالفاتقي م، يقدم والقي

كر لم يبتوالبؤس الرهيب الذي يعيشون فيه، في فشلهم في تحقيق هدفهم وبالتالي استمرار العزلة القرويين طريقا ليتواصلوا فيما بينهم في عزلتهم الكريهة لذا لم ينجحوا في شق طريق تضمن

، وقد جاء السيناريو ه تدهور وضعهم زاد تعاطف المتفرج معهمتواصلهم مع العالم، ومع ذلك كل طراف أ ل من الفيلم متوسطا في الوسط وتحسن كثيرا في القسم األخير، ألن رتيبا في الثلث األو

ا أنتج مشاهد مقنعة، عن بطولة جماعية لسكان بلدة من المغرب الصراع غدت واضحة، مم .2العميق، بلدة تريد التواصل مع العالم وتنتظر يدا تمتد إليها

تها، إلخراجها من نمطية الفيسيدي التي أفقر "كذلك تنتظر السينما األمازيغية أيادي كثيرة خراج من أجل تحميل المتخيل الجمعي من الثقافة األمازيغية من أيادي ماهرة في الكتابة واإل

ده االنقراض، بينما الصورة كحامل قوي تسهل تخزين الشفوي يتهد الشفوي إلى الصورة ألن ، مما سيضمن وصوله إلى األجيال الصاعدة.3"وتداول واستهالك ذلك المتخيل

ص. م ن -1 .40، ص ينظر، م س -2 ص. م ن -3

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

118

نات التي تقف في وجه بروز المكو األمازيغي إلى أمد قريب حبيس التهميش ظ ل المكو نالسياق تجادل ة المغاربية وفي هذا الهامشية مقابل تعزيز البعد القومي العربي في الذات الهوي

" منذ أن بدأت خدمة التلفزيون كان تمثل األمازيغ فتقول: (ساندرا كايل كارترالباحثة األمريكية )شتغلت نفس النمط وقامت المغاربية ا ماالسين مقتصرا على السهرات والرقص، وهكذا فإن

نية مغاربية عربية إسالمية، لقد التركيز على ساكنة وط وفضلتبتهميش السكان األمازيغ واالجتماعي ن األمازيغي في السينما المغاربية على استحضار البعد التراثيقتصر تمثل المكو ا

إلى كون الرقابة السياسية أرخت بظاللها على (كارتر)عزي ذلك حسب والثقافي والجغرافي ينتاجات التي ه لم يبد أي اهتمام تجاه دعم اإلن توجهات المركز السينمائي المغاربي، ذلك أ

الناطقين بغير العربية كان ال: ألن ن األمازيغي، وذلك راجعا لسببين هامين: أو تستهدف المكو ة الوطنية سياسات الهوي ، ثانيا: ألن مستهدفكجمهور هم غير مالئمينينظر إليهم على أن

.1ة الواحدةهويات المتنوعة في األم وضم المناطق وال كانت موجهة نحو تقوية الهوية العربية

فبعد "ة إلى األمازيغية ة الثالثة تغيرت النظرة المؤسساتية الرسمي ه مع مطلع األلفي يبدو أن (جمال بلمجذوب)إنتاج ثالثة أفالم أمازيغية وهي "ميغيس" ل مثال في المغرب تم 2010سنة

إلى أن فركوس(، بعد ذلك ستغيب السينما األمازيغية عن الحضور عبد اهلل توكوتة)و"خمم" ل، 2012القارب" لسنة -وباكورة أعماله الطويلة "أغرابو (أحمد بايديطل علينا المخرج الشاب )

تستحضر أساسا األمازيغية بوصفها قضية وطنية وسياسية ها الهذه األفالم أن المالحظ حول نسانية وح ها ركزت وكثفت االشتغال فقط قصاء، بل إن قوقية عانت من ويالت التهميش واإلوا

والمقاومة والعالقات االجتماعية، بهذا واألرضغة والثقافة على األمازيغية في عالقتها بالل ابة يغي ال يزال يمارس بشكل أو بآخر نوعا من الرقالمخرج السينمائي األماز نخلص إلى أن

ترسيم ن األمازيغي، واإلقرار بة على المكو رسمي نفتاح المؤسسات الغم من اه بالر ن ث أالذاتية، حي النفتاح لم يتم رسم معالمه في اإلبداع السينمائي هذا ا األمازيغية في الدستور الجديد، إال أن

.93سعيد شمالل وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص ينظر، -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

119

وذلك راجع لكون اختيار معالجة التيمات التي لها عالقة مباشرة أو غير ، 1"األمازيغي لحد اآلن مباشرة بالسياسة السينمائية المغاربية ال زال إلى حد ما اختيار محفوفا بالمتاعب.

البعد على تبقى التيمات الغالبة على الفيلموغرافيا األمازيغية هي تيمات بعيدة كل ة األمازيغية، وتاريخ الحركة الثقافية سئلة الذات والهوي استحضار القلق األمازيغي بما فيه أ

األمازيغية واستحضار مسار األصوات المقموعة )سابقا( مجموعة إزنزارن الموسيقية المغربية جهة أخرى ال نغفل من ، بما هي تراث ولغة وفضاء التركيز فقط على األمازيغية مثال لقد تم ة باألمازيغية لم تواكب بالشكل المطلوب على المستوى الزمني ما المغربية الناطقالسين حقيقة أن

.2ة الثالثةاالنفراج الذي شهده الخطاب الرسمي في بداية األلفي

ه في الحقيقة ظهور الفيلم األمازيغي في السينما المغاربية لهو أمر جدير باالهتمام ألن إن جانات، فهناك ل وأصبحت تقام له مهر ية بعد ما كان مغيبا تماما، بة المغاربهو عودة للهوي

ة التي بقيت عالمات في السينما المغاربية مثل فيلم "أدرارن باية" العديد من األفالم المهم عز الدين )" لباية"كنموذج كاشف للبنية الرمزية التي تميز بها الفيلم األمازيغي، شكل فيلم

رفقة "الربوة وبتعضيد التأسيس االحترافيفي التعريف بالقضية األمازيغية قفزة ( كذلكمدورغاربة والتونسيين، فهذه صفر" وما قدمه كذلك المخرجين الم\المنسية" و"ماشاهو" و"البيت ال

نسانية ألمازيغية كواحدة من الثقافات اإلحفل بالعالمات والرموز المستقاة من الثقافة ااألفالم تير والتأثر التأث لثقافات األخرى فتبادلت معهاالضاربة في القدم والتي امتدت رموزها داخل ا

واألخذ والعطاء، وتمثل الوظيفة الرمزية واحدة من بين أهم الوظائف التي يمكن الباحث والناقد السينمائي أن يقف عند تجلياتها في المتن الفيلموغرافي الناطق باألمازيغية بالنظر إلى تعدد

ف تجلياته من فيلم آلخر.ي توظيفه بشكل تختلحموالته الداللية واجتهادات المخرجين ف

م العلمانية والديمقراطية الحق ة ست أقطار المغرب العربي التي بعضها على القي تأس لقد ها ال تزال تواجه لغاية اآلن ن أن )تونس مثال( واجهته، وأغلب الظ والفكر المدني الحديث

.94م س، ص -1 . .96م ن، صينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

120

ر، بس بب تنامي سطوة متشددين يظنون صعوبات شتى في تحصين ما صنعته من حرية وتحر أنفسهم ممثلي اهلل على األرض، سواء أكانوا رجال دين، أم رجال مال وأعمال وسياسة، يراد لها، بل تعمل على إبقائها في الجهل واالنغالق، أي في دائرة االنفتاح الفساداتي، الذي ساهم

المقاوالت، أي سينما التفريغ سينما "في من بين أمور أخرى إيجابية وسلبية عديدة في بروز ه واجه سينمائيون عديدون في المغرب العربي تنانين غم من هذا كل والتسطيح والتجهيل، على الر

الدين والمال واألعمال واألخالق الحميدة بشراسة أحيانا من أجل سينما نظيفة تستند إلى لى الحريات كل الجماليات كل لى الوعي المعرفي والها وا ثقافة المنفتحة والتم رد اإلنساني على ها، وا

ظالم وجهل وخنوع من أجل سينما حقيقية ال تخشى قول ما تريد قوله بشكل سينمائي سليم كل ، وقد أستخدم تعبير سينما نظيفة لتحريره من مفردات من أطلقه سابقا على أساس 1"وحسن

تشددة.دعوته إلى أن تكون السينما في خدمة أفكار دينية واجتماعية م

أين وصل االتصال في بالد المغرب؟ منذ عقود كان التساؤل حول بالد المغرب العربي ثابتا، بدون هوادة ترجع هذه المنطقة الجغرافية ذات فسيفساء لغوية وثقافية ودينية وتاريخية حقيقية إلى واجهة األحداث، من لقاءات إلى ندوات، ومن ملتقيات إلى مؤتمرات من الجزائر

صمة إلى تونس، ومن طرابلس إلى الدار البيضاء ومن موريتانيا تبقى الدول المغاربية العاتبحث عن نفسها في محاولة إعادة بعثها، إن خمودها االقتصادي والتجاري وخمولها السياسي،

.2ونزعاتها وجمودها وتلوثها السياسي ذلك انتهى بها إلى حافة الخطر

اوز التعريف المجدد له سابقا، ويتجاوز التعريف المجدد سؤال راهن السينما المغاربية يتجة التي ينبثق منها تحديد فعلي لسينما مستمدة من له سابقا، إذ كيف يمكن تحديد الل حظة الفعلي

ة هذه الجغرافيا وثقافتها؟ متى حدث هذا؟ هل لما يعرف باسم الربيع العربي تأثير ما في هوي ما التي يفترض للسينما المغاربية؟ ماهي العالقة القائمة أو رب إيجاد نواة نهضوية عصرية جديدة

إقامة مهرجان خاص بما بها أن تقوم بين ما أفضل تسميته الحراك المغاربي والصورة؟ هل أن

.57-56ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، صص إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية)تاريخها -1 .24محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، صينظر، -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

121

ا سمي بأفالم الموبايل مثال خطوة باتجاه تثبيت هذا النمط من التصوير؟ أو هذا النمط مم نما أو إلى ما يشبه سينما؟ ماذا عن استخدام التقنيات الحديثة يسعى البعض إلى تحويله إلى سي

ها جزءا أساسيا من نهضة سينمائية مغاربية والسينما التجريبية وأفالم الفيديو آرت، أليست كل ما، أتسم الراهن بجديد محتاج إلى تفكيك نقدي لفهم نواته وأشكاله وأبعاده وارتباطه بالواقع

ما هو كامن في تحرير القراءة من جغرافية االنتاجات س االفظل ؟ أليوالل حظة والمحلي السينمائية المغاربية والبحث معا عن المشترك التجديدي في النتاجات الراهنة؟ من ناحية أخرى

لحظات مصيرية عديدة شهدتها دول مغاربية متنوعة تشكل أسسا جذرية أال يمكن القول إن يجابا؟ ماذا عن نوادي السينما وفضائها الثقافي في أقطار لراهن السينما المغاربية سلبا وا

، وتأثيراتها الثقافية والفكرية والجمالية وثمانينياتهالمغرب العربي في سبعينيات القرن المنصرم في صنع الصورة السينمائية الحقا؟.

ل حظة اآلنية فهل يمكن تحديد ال"ال وأساسا بالل حظة اآلنية، راهن السينما المغاربية مرتبط أو ة الثالثة، أي بالنتائج األولى للمخاض العسير الذي ال باألعوام الثالثة عشر األولى من األلفي

تزال السينما المغاربية تعيشه يوميا، والذي ينتج بين حين وآخر عددا ال بأس به من األفالم جد ي في مسار بالنقالالمختلفة شكال ومضمونا؟ األعوام الثالثة عشر تلك بدت مرآة شفافة

اإلشتغاالت السينمائية المغاربية، خصوصا لجهة تحطيم صنمية األيديولوجية والقضايا .، وتغييب الفرد وذاته وعالقاته وانفعاالته وهواجسه1"الجماعية

دول المغرب العربي كمنطقة حوار وتبادل وتعاون والمشغولة بتدفق إذا لم نأخذ حذرنا فإن يمكن أن يتحول إلى منطقة محرقة تسود فيها جميع أنواع القسوة -القريبةاالتصاالت المتعددة

والعنف واالنقسامات، لقد وصلت الفوارق مداها بين البلدان المجاورة، بدا يتحول الفارق إلى هاوية، الخط الوحيد الذي يربط بينهم والحبل السري الوحيد الظاهر اليوم هو التدفق النوري الذي

يات، ال تنقل هذه األخيرة إال النادر من الرسائل اإلنقاذية والتحدي الكبير اآلخر يمر عبر الهوائة هو ما يسمى بالعولمة، التي تفضل التنقل األحادي للمنتوجات الذي يدعم تقوية الهوي

.54)تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، ص إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

122

ظاهرة ة غير الثابتة، إن أنواعها والتي تكون خطرا على الهوي والتصدير المكثف للرسائل بكل .1ة ال تذر شخصا والمثاقفة غير اإلرادية أيضاتقهقر الهوي

بصرف النظر عن اإلذاعة والتلفزة في بعض التكتالت السكنية ذات الكثافة الحضرية السينما بكل )تونس والساحل التونسي، الرباط، طرابلس، الجزائر( على وجه الخصوص، فإن

تأثيرها عميق ودائم على الوعي الفردي إن تأكيد هي العرض الذي يستهوي أكبر عدد،خصوصا بين الشبان وتبعا لذلك تأثيرها على العقليات والسلوك الفردي، على األخالق والنمو

ا يستحق العديد من الدراسات الشاملة، يبدو لي ملموسا وخطيرا بال هذا مم االجتماعي، كل اربي من عالم الغير ومن عالمه هو، الصورة التي ترسلها هذه العروض إلى المغ ريب، إن

حالة تؤسس مسبقا عنصرا هاما بشكل عجيب في وعيه وال وعيه، حضورا لحياته اليومية وا عليها، مثقلين خاصة بمحصالت عالقاته مع الغير في مجتمعه الخاص كما في بقية العالم.

السينمائية وطبيعته العالقة المباشرة بين البيداغوجيا الخادعة لهذه العروض يبدو لي أن ها ال تفلت إال من العميان من أو بكيفية تطو ر المواطنين والمجتمعات المغاربية يبدو لي أن

ليس هذا على األرجح حال الحكومات "ة، أولئك الذين لهم أعذارهم في االمتناع عن الرؤي ن لم تظهر بعد أغلبيتها إال القليل من االهتمام الحيوي بالظاهرة مبدية المغاربية، حتى وا

انشغالها حتى اآلن باهتمامات اجتماعية أخرى ترى أسبقيته، ويبقى إن كان هناك شك في ذلك أن نكتفي بتذكر بعض ردود الفعل العرضية لبعض هذه الحكومات المغاربية فيما يخص

جرام" أو ، "السينما والجنسيات"، "السينما والنظام العمومي"، "السينما والعنف أو اإل2"العالقاتولين فيما يخص األمن، حيث تطرح ذات يوم مسألة نتذكر الفهم المذعور لهؤالء المسؤ يكفي أن

إقفال قاعات السينما التي كانت تصرخ، ولكن إلى أين يصرف اآلالف من مشاهدي السينما؟

سياسة اتصال حقيقية بين الثقافات ممكنة ولكن بشرط رغم الحواجز الحقيقية والوهمية فإن أن تتخلص ثقافة األقوياء من عدوانيتها واستهاماتها التسلطية، ال نريد بتاتا هنا القيام بسياسة

.28محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص ينظر، -1 .60، ص 1984ن، السينما العربية واألفريقية، دار الحداثة، الطبعة األولى، الطاهر الشريعة وآخرو -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

123

تمييزية ضد أي بلد كان أو رفض اإلنتاج الثقافي الغربي جملة وتفصيال على مستوى كل بلد هناك عد ة مشاكل يجب حلها بهدف تحقيق الطموحات الشرعية للمواطنين، وتوجد هناك أشكال

نا ندخل في عصر اتصال جديد، إن يفة مرنة للمركزية على كل المستويات، أردنا أم أبينا فإن لطبلد بإعادة نظر عميقة في د معالمه قد ترجمت على كل التغيرات الكبيرة الجارية والتي تحد

وم هذه من إقامة إستراتيجية اتصالية في البلدان المغاربية، تستطيع الي التنظيم االجتماعي، البد ة الجيوستراتيجية األساسية وملتقى التنقالت الثقافية الكبيرة أن المنطقة التاريخية ذات األهمي

تخلق شبكاتها الحيوية الخاصة بها وذلك بإقامة أشكال إنتاج وتعاون تتعدى خطوط الحدود حر رفع التحدي وضمان التنقل ال التقليدية، ويجب أن يكون ذلك من أولويات مطلقة، ألن

.1الشمال تلألفكار واألعمال اإلبداعية ال يعني أبدا إدراك التأخر وال تقليد سلوكا

ر في القطاع الثقافي وخاصة قطاع السينما ال يمكن القيام به من وراء كل شيء مهم يقر وذلك مهما كانت الوسائل البشرية والمادية المتوفرة لديه، "األسوار، وعلى مستوى بلد واحد،

كانت الكفاءات والتجارب المحصل عليها، وسواء تعلق األمر بأنماط التمويل والتنظيم ومهما ر ذاك الشيء اليوم يتقر االقتصادي والقانوني وتنقل األفالم، أو المفاوضات الدولية، فإن

بواسطة الشراكة بين الدول، أو الهيئات الدولية، لقد فهم األوروبيون بسرعة ضرورة إلتحاد من وجود عددا من ، إن 2"ع سياسة ومنهج متناسق في الميدان السمعي البصري والسينماأجل وض

.اتفاقيات تعاون تشهد بهذه اإلرادة في العمل الجماعي

إذا كان يمكن للشمال استظهار عد ة مؤهالت سوق داخلية مزدهرة ووسائل مالية ضخمة، الجنوب األقل حظا على فإن ة،التحكم في تكنولوجيا شبكات االتصال ودورات توزيع قوي

، فبدون صناعة اإلستراتيجيةمستوى البنى التحتية والتجهيزات والتمويالت ويفتقد إلى سينماتوغرافية جديرة بهذا االسم، وبدون تشجيع ومساعدة مالية من طرف السلطات العمومية،

الظروف نأمل تعاون يبدو وأن السينماتوغرافيا الجنوب محكوم عليها بوجود عابر، لكن في هذه

.32-31محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، صص ينظر، -1 .67، م س -2

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

124

مع الضفة األخرى والتفكير في أن نصبح قادرين على المنافسة، إن الوضع محبط حقا، إن دامة المثال السينماتوغرافي الذي يبدو وأنه تبخر اإلغراء كبير أن نكتفي بالتكرار االشتياقي وا

فكير قد تصدأت، آلة إنتاج األحاسيس والت لألبد، أكثر من نصف قرن بعد االستقالل يبدو أن القطاعات من اإلنتاج إلى التوزيع في بعض األحيان )كما في أزمات كبيرة قد مست كل

الجزائر( وصل التفسخ إلى درجة ال يمكنه أن يؤدي إال إلى االستئصال الكامل للسينما الوطنية ة دون أن يقلق ذلك أحدا، وبسبب غياب اإلرادة أو فشل دول الجنوب في وضع سياسة جهوي

.1موحدة توجد معظم السينما الوطنية للضفة الجنوبية في وضع كثير الهشاشة

ها تمتزج مباشرة بلغة تعد السينما الوسط الثالث الرئيسية في المجتمع المغاربي الحالي، إن الناس، بتصوراتهم ومظاهرهم، بإدراكهم للواقع وبخيالهم، بطريقتهم في التفكير وبقدراتهم على

االبتكار والتأقلم، وبكلمة واحدة بثقافتهم، إلى أي حد بالضبط تقوم هذه األفالم ردود الفعل و م األجنبية العارضة لمواقف أجنبية المقدمة لشخصيات أجنبية، المتكلمة لغات أجنبية، الناقلة لقي حضارات أجنبية، بتأسيس تركيبة معينة واتجاه واحد جزئيا للثقافات المغاربية اليوم؟ يستحق هذا

ل ويدرس من طرف المغاربة، لكن أليس المستعجل أكثر هو أن يتأكد منه، بدون شك أن يحل ويوعى به بشكل جد ي حتى تتاح الخطوط والوسائل للذهاب أبعد من ذلك؟ لكن أليست السينما أيضا فنا؟ أليست هي في الدول المغاربية زادا فكريا وروحيا، منبعا لإللهامات الجمالية وفهرسا

ى لها عانين والمستندات المختلفة، إن لم تكن عادية وبالنسبة لعدد كبير من المغاربة فإن للقو األقل شائعة لدى النخبة بما فيه الكفاية؟ أليست السينما أكثر من ذلك في الطريق إلى أن تصبح بالنسبة للمغاربة أنفسهم طريقة في التعبير، ووسيلة للتواصل، بمعنى أن تصبح شكال

لفنهم الخاص، مظهرا جديدا إلبداعاتهم الثقافية المتميزة؟ أليس ذلك على األقل الشرط جديدا الصحيح والشغل الشاغل للسينمائيين والعديد من الفنانين ورجال الفكر المغاربة اليوم؟ .

العوائق أو الخسائر الكبرى التي تسببها البنيات المشوهة لنقل إذن نتيجة لهذه النقطة بأن شيء في للسينما في الدول المغاربية وعلى األخص بنيات التوزيع التي يتعلق بها كل الحالية

.68، صينظر، م ن -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

125

للطوائف الوطنية ال تتحدد فقط، وال تكون لها األولوية بالمستوى االقتصادي -نهاية المطافالمشار إليه آنفا، مادامت هذه العوائق والخسائر ال يمكن تفاديها على اإلطالق، يبدو لي أن

السلطات في بلداننا وائق والمضار تتجدد أكثر بالمستوى االجتماعي الثقافي، ذك أن هذه العر والتطو ر تجد نفسها هنا متحداة إن لم تكن معزولة من طرف الشابة التي هي في طريق التحر

هذا فعل اجتماعي وثقافي من بين أكثر المصائر المعاصرة للبلدان حتمية، والحالة هذه أن سم هو نبوع خاص وبكثافة، ذو أصل اجتماعي ثقافي أجنبي.الفعل الحا

طبيعة تسرب وتحرك الظاهرة، واألصل الحالي لألغلبية الساحقة من أفالمها الموجهة إن ها البعد اآلخر والمقلق ل داخله في إفريقيا، تقدم كل والمردود ذو القوة التاريخية الذي تحل "

ولة هاهنا في نظري عمق المشكلة نفسه بالنسبة سؤ كل التي تثيرها هذه السلطات المللمشالألقطار المغاربية، هل يمكننا موضوعيا أن تسمح ألنفسنا بأن تتحمل بال مباالة بكسر عرضا وفنا بهذه الماهية وبهذا األصل؟ هل يمكنها أن تسمح زمنا طويال بأن تستمر ظاهرة من هذا

، يبدو لي 1"ر، الواضح والمصمم؟ )ولماذا؟(النوع في االنفالت بشكل خطير من تدخلها المباشأن يشغلوا به أنفسهم جديا والذي من أجله هذا المشكل الذي ينبغي للمغاربيينعلى كل حال أن

ه بالنسبة إلينا يلزم أن يبحثوا على جوابهم الخاص، ما أمكنهم ذلك وقبل فوات األوان، ذلك أن تجاوز العشرين سنة من تسوس الجمجمة ومن نحن أيضا مم ا ال شك فيه أن جيل الصورة قد

العنف األخالقيين والروحيين المختلفين، هذه األسباب كافية بشكل وافر)وملزمة أكثر من كونها مستعجلة في الحقيقة( لالجتهاد والمثابرة في إصالح البنيات السينمائية حاليا في دول المغرب.

السينما أن يعني مما القضايا، بأهم نشغالهاا تأكيد إلى يفضي القطرية للتجارب اإلنصات إن

الفن هذا استنبات تاريخ في التأمل أن كما قضاياها، وفي إشغاالتها في تحولت قد المغاربية

مصير في المغاربية السينما اشتراك يوضح مشروعيته عن بحثه وتاريخ مغاربيا وتأصيله

الثقافية التربية في االنغراس أجل من التاريخي الكفاح وقدر المشروعية، وبناء االستنبات

.62الطاهر الشريعة وآخرون، السينما العربية واالفريقية، م س، ص -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

126

ساسيةأ مشتركة كقضايا ةوالهوي واالنتساب الوجود مسارات على نركز أن يعنينا ولهذا المغاربية،

المغاربية. السينما مسار في

المبدع احتياجات على ظاهريا تحيل عديدة بقضايا المغاربية البلدان سينما انشغلت

يبرز ما أن إال ذاك، أو المبدع هذا إليه ينتمي الذي القطر واقع واحتياجات ورغبته السينمائي

ن انشغاالت هي المغاربية، التجارب أغلب بين مشتركة عامة انشغاالت هو أكثر جوهرية قضايا وا

عام، هو بما األصل في ترتبط هافإن معزولة، وممارسات وأفالم بمبدعين ارتباط ذات تبدو كانت

فك كسياق دةمحد مشتركة وسياقات التاريخي الشرط هو وفعلها دعاهاواست أفرزها الذي ألن

والثقافية االجتماعية التربة في االنغراس وسياق المشروعية وبناء ثقافيا بالمستعمر االرتباط

ووجودها تهاهوي قلق وتوصيف المغاربية، السينما مشترك لرصد مدخال نجعله ما وهذا الخاصة،

بداعهاو ممارساتها عكسته كما .1عالقاتها ومجموع ا

خصوصيتها توضيح هي قطر كل في والسينمائيين المغاربية السينما شغلت قضية أهم إن

مزدوج قلق بصيغة ترجم ما وهذا" ،انتسابها به يعترف ما واقتراح تها،هوي وتميز والجمالية الفكرية

اشتركت ما وهو االجتماعي، دالوجو في الفاعل واالنغراس اإلبداعي التجديد في الرغبة مضمونه

ذات السينما إلى الحاجة وعي مرحلة من انطالقا تجاربها كل وعكسته القطرية السينما فيه

شرط مثل وجديدة ونوعية مختلفة سينما إلى الحاجة عديدة شروط أنضجت لقد خاصة، مواصفات

المختلفة للسينما الكبير جوالروا الثورة ثقافة وانتشار منه، الجدري خاصة اليساري الفكر انتشار

راتوتصو بأفكار ذلك وتدعم الوطنية والسينما الوطنية الثقافة مشروع حديث روتبلو والبديلة،

في السينما ونوادي الهواة سينما أو المغرب، في كما السينمائية األندية عمل صميم من وتجارب

األفكار لخدمة ودعمها سينماال احتضان على الرسمي المؤسساتي اإلشراف خالل من أو تونس،

المغرب، وبعدها الجزائر في كما الوطنية للدولة أهدافا يعتبر كان ما وخدمة بالثورة، العالقة ذات

والدولة وطنية اشتراكية ديمقراطية بصيغة الجزائرية الدولة تحقيق هو آخر شرط أكثر هذا تزكى

المهيمن مواجهة في الثورية ركةالح وتضم بالتحديث، منشغلة علمانية دولة بصيغة بتونس

.9ص م س، ، 1مجلة آفاق سينمائية، العدد قضايا السينما المغاربية، حميد آتباتو، ينظر، -1

ية المعاصرةالفصل األول السنيما المغارب

127

من مسايرة عديدة سينمائية تجارب في مركزيا قلقا التغير وعي أصبح هكذا بالمغرب، السياسي

عديدة أفالم في انعكس ما وهذا ،1"التغيير بوعي وانشغالها الواقع لحركة المغاربية السينما

االجتماعي. الوجود في الفاعل واالنغراس اإلبداعي التجديد هما هامتين بصيغتين

ة،الهوي الثقافة، حول القائمة األساسية القضايا وتقديم عرض في الصورة تتوصل أن يجب

إرادتنا ريبر ما هذا فرجوي، إطار وفي وحسية، منعشة جمالية ةفني بطريقة المشترك، التاريخ

صرارنا خلق على المغاربي السينمائي الحقل في المشتغلين من صغيرة وجماعات أفرادا نحن وا

.2 العالمية السينما تاريخ مسار ضمن االندماج قابلة لديها مغاربية سينما

.13-12، صص سم -1 .130ة، م س، ص ينظر، مومن السميحي، في السينما العربي -2

الثاني الفصل

واقع السينما المغاربية المعاصرة

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

129

د:تمهي

مهمة تسهم في رسم قوانين وحركة وديناميكية المجتمع وفي يعتبر الفيلم وثيقة اجتماعيةها تحاكي الحياة صورة وصوتا وشعورا توثيق األحداث االجتماعية والسياسية والفكرية، ذلك ألن

ز السينما باعتبارها والمجتمع، تتمي اإلنسانة بين وتسهم في فهم طبيعة العالقة الجدلي وحركة، وسيلة تعبير بقدرتها على تناول مختلف المواضيع التي تعكس واقع الفرد وما يعيشه في

السينما بمثابة الوعاء الذي يمكن أن يستوعب ف"، 1محيطه، والتحدث بلغته ومن ثم التأثير عليهها تعمل على لفت االنتباه إلى ، وهي عندما تتناول الواقع فإن 2"ب والفرح وعشق الحياةالحم قي

.ضرورة تغييره وخلق السخرية تمهيدا لتجاوزه

لقد عملت السينما الجزائرية على مدى تاريخها الوجيز لتبو ء مكانة الئقة ضمن السينما ها ولدت إبان الحرب التحريرية، إال سيرة إذ أن ببداية صعبة وع امتازتها غم من أن العالمية، فبالر

بعض التجارب التي خاضتها وجدت لنفسها مكانا في المحافل الدولية، وقد ارتبطت هذه أن السينما بمحيطها السياسي واالجتماعي واالقتصادي الذي أثر على مضامين األعمال المنتجة،

ث لى كمية ونوعية ومضامين األفالم، حي التي أثرت بشكل كبير ع ال سي ما في عشرية اإلرهاب .3ث المواضيع المطروقةة الثالثة من حي امتدت تأثيراتها إلى األلفي

كان االستئصال كليا، لقد تم تهديم في الجزائر لم يبق شيء"من عظمة الفن السابع النقابي والمهني، والقاعات التي أعطيت الهيئات الرسمية ثم قفلها نهائيا، لقد حل االتحاد

للبلديات أصبحت خرابا، فر معظم المهنيين من البلد، لم تعد هناك سينما شعبية متنقلة وال اختفاء نادي السينما من التلفزة الذي كان يوفر فيدرالية نادي السينما وال مجاالت السينما، إن حقيقيا انفتاحاالدولية التي تمثل والمهرجاناتبع إمكانية تغذية الحوار الجماعي حول الفن السا

للشاب على العالم كان له الوقع األليم، أربع عقود من االستقالل لم تسمح بإنشاء هياكل تكوين

ينظر، منصور كريمة، اتجاهات السينما الجزائرية في األلفّية الثالثة، م س، ص ب. 1 .57محمد اشويكة، السينما المغاربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -2 ينظر، منصور كريمة، إتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، م س، ص ب. -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

130

في مجال الفنون التمثيلية، ال إدخال في المناهج التربوية دروسا في تعليم الرموز األيقونية وبدون وسائل وال دعم وجد نفسه غير جو من ذلك، لكن يكد متحف السينما ين والصوتية، ولم

عملية الهدم التي إن ،لة في حفظ التراث السينماتوغرافيقادر على القيام بوظيفته الحقيقية المتمثالمتوقف واإلنتاجقد شلت مجموع القطاع: التوزيع المعلق اإلسالميينتواصلت عند وصول

مخابرة والسؤال المطروح هو عتاد التصوير وال على كل وتصفية الهيئات الرئيسية، وضع الختام، السؤال حساس وعلى 1"معرفة ما إذا كان الفن السابع الجزائري حظوظا في بعثه من االنقراض

.ة اهتمام الطبقة السياسية والجسم االجتماعي بهاألقل شائك، وذلك عندما نالحظ قل

مختلفة ومتشعبة، وقد شكلت فترة العنف التي االهتمام بمواضيع ة الثالثة شهدت األلفي عاشتها الجزائر أهم القضايا التي تناولها المخرجون الجزائريون مع بداية األلفية الثالثة أي بعد

بلقاسم )، "المنارة" ل(يمينة شويخ)انقشاع ضباب األزمة، ومن أهم هذه األفالم "رشيدة" لسعيد )، "شاي آنيا" ل(مرزاق علواش)آلخر" ل، "العالم ا(جميلة صحراوي)، "بركات" ل(حجاج

، وغيرها من األفالم، وشهد موضوع الثورة الجزائرية حضورا في السينما هذه الفترة (ولد خليفةلكن بشكل مغاير تماما عم ا ظهر عليه خالل فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ومن

، "األهالي" (عز الدين مدور)، "جبل باية" ل(محمد الزموري)بين هذه األفالم "شرف القبيلة" لأحمد )، "مصطفى بن بولعيد" ل(مهدي شارف)، "خراطيش غولواز" ل(رشيد بوشارب)ل

ت المرأة وهمومها باهتمام المخرجين في األلفية الثالثة بنظرة جديدة نابعة ، كما حضي (راشديالطابوهات في المجتمع الجزائري من روح العصر، وبتناولهم لقضايا حساسة، بل وتعد من

من بين هذه األفالم "ماوراء المرآة" ، مثل ظاهرة االغتصاب، الدعارة والتي لم تكن متناولة سابقا .2وغيرها (نذير مقناش)، "دليس بالوما" و"فيفا اللجيري" ل(نادية شرابي)ل

تجارية تمنحه فرصة بين السينما الفرنسية والجزائرية، فاألفالم ال (مرزاق علواش)يتأرجح 1996وهكذا صور أفالم مثل "تحياتي ابن العم" "البقاء على الساحة السينمائية األوروبية،

.84-83نمائي، م س، صص محمد بن صالح، الجسر السي -1 .134ينظر، م ن، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

131

على التوغل في الفضاء السينمائي (مرزاق علواش)، وفي نفس الوقت يجرؤ 2003و"شوشو" العالم اآلخر" فيلمه " في اإلرهابرى على تشريح ظاهرة الجزائري بمتاعبه العديدة، ويقدم مرة أخ

، ثم ظاهرة أخطر وهي الهجرة 2007"باب الواب" اإلنترنيت، وظاهرة البطالة وعالم 2001، وبنفس الجرأة 2010 السرية عبر معابر الموت وأمواج البحر األبيض المتوسط "حراقة"

ليرصد لنا 2012في فيلمه األخير "التائب" اإلرهابينتقل مرة أخرى إلى موضوع واإلصراره موجود بالفعل ، وهو إبحار في عالم خفي حجته السياسية ولكن 1"التائبين اإلرهابيينمعاناة أحد

.وله تأثير على مسار تطو ر المجتمع الجزائري الحديث

مائية بعد مرور خمسين سنة على تاريخ السينما الجزائرية تبقى العديد من األسماء السين، ومنها ياإليديولوجعلى ألسبقية الجانب الفني أقتصرخالدة منها ما انتهى إلى التيار الذي

محمد سليم رياض وغوثي بن )والواقعي أمثال من سار على نهج التيار الذي يجمع بين الفني السينمائيين الجدد ال يخرجون على مبادئ هذا التيار، بينما يتالشى ، ويمكننا القول أن (ددوش

ما سقط النظام ، تبخر حالاسي الذي عرفته البالد من قبلالتيار الثاني المرتبط بالوضع السيالساند له، فكان بذلك تيارا عابدا في السينما الجزائرية، ومن أسباب تراجع السينما في الجزائر

الجهات المنتجة ألفالمهم سواء لضغوطاضحة لدى صانعيها، وانقيادهم العفوي ة الو فقدان الرؤي أكانت المؤسسات الحكومية الجزائرية أو الشركات الخاصة المحلية واألجنبية، وهذا ما يفسر

وغيرهم، (السعيد ولد خليفة)لتحريرية ومنهم عودة الكثير من المخرجين الرواد إلى تاريخ الثورة الكثير منهم يشتكي من طغيان األفالم الحربية على السينما الجزائرية، وقد أعطى بعدما كان ا

بخمسينية االحتفاليةإلى عشرات األفالم يبدأ تصويرها في إطار 2012الضوء في سنة .2الجزائر، وهذا يجعل المبدع الجزائري رهن ميول وأفكار المنتجين الممولين استقالل

ة في ستينيات القرن الماضي لوال دعم الدولة الجزائرية بقو لم يكن ممكنا ظهور السينما حين اقترب عدد ما واألمر نفسه يمكن قوله عن السينما المغربية في الوقت الحالي"القوي لها،

.153-152بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، دار الغرب للنشر والتوزيع، د.ط، د.ت، صص -1 .216ينظر، م ن، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

132

إنتاجه من األفالم الروائية الطويلة عشرين فيلما في السنة وذلك بفضل صندوق دعم السينما يتم .1"سبعة ماليين دوالر(الحالي ب ستون مليون درهم )الذي تقدر ميزانيته السنوية في الوقت

ي الفرعي لألفالم الت قد ال تتميز السينما المغربية عن السينما الجزائرية والتونسية في الكم يمكن إعجاب واهتمام النقاد والجمهور، التي أثارت ةقدمتها والتي تضم عددا من األفالم المهم

المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي تشهد فيه السينما ديناميكية إنتاجية يمكن أن القول أن مافتئ هذه الحيوية ناتجة من حياة فكريةلها الشأن، تفتح الباب أمام نهضة سينمائية سيكون

االجتماعي اإلبداعي و حقيقي في الواقع الثقافي احتياجوكذلك من صاعد بانتظام، إيقاعها يت، للسلطات المغربية في دعم اإلنتاج السينمائيمتزايد اهتمامها نابعة أيضا من أيضا، لكن المملكة المغربية لم تكن سباقة في دعم السينما كما حدث ا ومن دون قيود، ومع أن بتمويله كلي

ه في الوقت الذي توقفت فيه األنظمة ، ولكن والثمانينياتفي الجزائر وفي تونس في السبعينيات يقاعه كما حدث في الجزائر وفي تونس بدأأو قل اإلنتاجالعربية عن ت لت كثيرا من حجمه وا

.2والتخفيف من القيود الرقابية عليه نتاجاإلم يدعهتم بجدية في تطوير وتهي ت

ال يمكن فصلها عن عملية التحديث الكبرى وغير المسبوقة يعرف المغرب طفرة سينمائية التي يقودها ملك البالد شخصيا منذ وصوله إلى العرش عام تسعة وتسعون تسعمائة وألف

الذي تابع ال شك أن "، 3والتي هي بصدد تغيير وجه المغرب رأسا على عقب وخالل أمد وجيزالرقابة أن يفاجـأ بفي مختلف مراحلها وبما في ذلك مراحلها األخيرة ال بد السينما المغربية

ه ال توجد أية إدارة رقابية الحكومية التي تمنع مشاهد العري واإلثارة، ولكن سرعان ما تبين أن ن ام بها المخرج مراعاة ألصحاب الرقابة الواضحة في األفالم هي رقابة ذاتية ق حكومية، وا

إال بعض الصاالت ومراعاة للجمهور الذي قد يعرض عن هذه المشاهد الفضائحية،أن يخترق هنا أو ال شك أن هذا يشكل مرحلة في عمر السينما المغربية ال بد االستثناءات،

.140إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي( م س، ص -1 .36صالح الدرويش، السينما في المغرب، إزدحام أم نهضة قادمة، مجلة السينما، م س، ص ينظر، قصي -2 .139إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، ص -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

133

راق هناك من هذا المخرج أو ذاك في مراحل قادمة من الصعب التنبؤ بمالمح هذا االخت .غة االجتماعية األخالقية المهيمنة، مع صيرورة الل 1"وبحجمه وتجانسه

با وهو ما نجده في "خيط في الشباب موضوعا جاذ الم الحساسية الجديدة بدورهاأفوجدت ، (ياسمين قصاري)، و"الراكد" ل(روخياسماعيل ف)، و"الرحلة الكبرى" ل(حكيم بلعباسالروح" ل)

ز نوعيا من العديد منها يتمي ،ازة كمي عديدة تشكل فيلموغرافيا متمي في أفالم ويحضر الشباب عناوينها "الباب المسدود" و"نساء...ونساء" و"علي ربيعة واآلخرون" و"قفطان الحب" و"باب السما مفتوح" و"ماوراء جبل طارق" و"درب موالي الشريف" و"فوق الدار البيضاء المالئكة ال

.2" و"ياخيل اهلل" و"كازانيقرا" و"ماجد" و"هم الكالب"...تحلق" و"تينجا" و"الزيرو

دة وهي أزمة متعد ما يمكن أن نعتبره أزمة تمر بها السينما المغاربية في الوقت الراهن والتوزيع اإلنتاجة ومنها ما يرتبط بآليات األوجه، منها ماارتبط بالسياسة ومنها ما يرتبط بالتقني

ف الحضور السينمائي لبلدان أخرى، فقد كما تضاعاإلبداعية نفسها، ومنها ما يرتبط بالعملية ة الثالثة قرابة مائة فيلم، وهو رقم يماثل ما سبق ل من األلفي أنتج المغرب مثال خالل العقد األو .20003إلى 1968أن أنتجه خالل ثالثين سنة من

لسينما الهواة مهرجاناتكانت هناك أندية للسينما وجمعيات للهواة أو "منذ الستينيات والمحترفين )قرطاج( وعدد من مؤيدي السينمائيين وكذلك عدد هائل من الكتاب والنقاد وجمهور

الذي حفز حقبة ، إن 4"أين هم اآلن؟ أين السينما التونسية؟ أين صاالت السينما؟-متحمس .الستينيات كان يتوقع من السينما التونسية أن تنضج وتكبر

سينما المغاربية نفسها حين ظهورها بالنموذج التجاري المصري األمر الذي لم د اللم يقي ، ينطبق هذا على يحل دون تلقيها وبشكل إيجابي في معظم الحاالت من قبل جمهورها المحلي

.37ينظر، قصي صالح الدرويش، السينما في المغرب، ازدحام أم نهضة قادمة، م س، ص -1 .31د آتباتو وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص حمي -2 .135ينظر، إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، -3 .81م ن، ص -4

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

134

، مثلما ينطبق على وسبعينياتهفي ستينيات القرن الماضي انطالقهااألفالم الجزائرية وقت ة مهمة أثناء عرضها في القاعات المحلي لمداخياألفالم التونسية والمغربية الحقا، والتي تحقق

.1العربية والدولية المهرجاناتمثلما تحظى باهتمام كبير في

(عبد الرحمان سيساكو)"بوزن عالمي وأخرى تشرأب النهوض، تجارب سينمائية موريتانية (عبد الرحمان أحمد سالم)رائد السينما الموريتانية وفارسها على منصات التتويج العالمية و

عراب السينما الموريتانية من داخل موريتانيا، وبين هذا وذاك تجارب عديدة وسينمائيون متفرقون في أرجاء المعمورة وجوائز وأوسمة وتتويجات ودار للسينمائيين الموريتانيين في

تنطلق شرارتها من صحراء بداية الطريق وجيل من المبدعين الشباب يتلمسون طنواكشو تلتقي في نقطة ما من الطريق بتلك التجارب أو على األقل موريتانيا عساها تصل العالمية،

القادمة من أوروبا ومن فرنسا تحديدا، ذلك اللقاء يراهن عليه المتتبعون للسينما الموريتانية ل، عندها قد تعيد السلطات التفكير في إستراتيجيتها الثقافية نقطة التحو معتبرونه قد يكون

وتضع في أجندتها مساحة للفن السابع، وقد يستطيع المهتمون تسويق الديكور الطبيعي الجذاب المناظر كوا كل لستهأن ا دفي موريتانيا، ذلك الذي يبحث عنه صناع السينما في العالم بع

تصوير المشهورة،وعندها أيضا قد يتصالح الجمهور الموريتاني مع السينما، الممكنة في أماكن ال، والذي لن يغامر باالستثمار في 2"ذلك التصالح الذي سيثير بالتأكيد شهية رأس المال الجبان

.السينما ما لم يتأكد مائتين بالمائة أن المردودية المتوقعة تستحق المجازفة

والثقافي واالجتماعي في موروثه التاريخي أكثر نبشإلى اليحتاج المجتمع المغاربي وهي قضايا ال يسعف فيها التفصيل نظرا لوجود مجموعة من الحلقات المفقودة في والسياسي، تتبادل التأثير المتبادل.ما إذا أردنا أن ننظر إليها كأجزاء متواصلة سلسلتها، سي

.142ينظر، م س، ص -1ساكو أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بمقر حوار مع سيدي محمد الشيغر مساعد المخرج عبد الرحمان سي -2

.20:00، على الساعة 11/06/2015وم الميريديان في ي

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

135

قضايا السينما المغاربية المعاصرة:-1 الثورة:قضايا -أ

تمهيد:-

لتباسا ال يمكنه أن يقلص إال بتضييق ا والثورة في البلدان المغاربية ايطرح حديث السينمزاوية معالجة الموضوع وذلك بسبب أساسي يرتبط بما نقصده بالثورة في هذه المنطقة، هل ثورة ر من االستعمار أم الثورة الشعبية أم ثورة أخرى؟ ففي ارتباط هذه األنواع الزعيم أو ثورة التحر

ي البلدان المغاربية جعلت من الثورة من الثورات ظهرت تجارب وأعمال سينمائية عديدة فالتحريرية من المستعمر والثورات المواجهة للحاكم موضوعا لها، وهو ما سمح بتراكم أعمال

لخضر حامينا وأحمد راشدي وعمر خليفي ومومن السميحي )هامة وقعتها أسماء من قبيل ...(.يخ وفاطمة الرياحيد بن الشمرا)وأخرجتها مؤخرا أسماء أخرى مثل ...(وأحمد البوعناني

يعنينا أن نقف عند بعضها لنبين قيمتها وخطابها ومدى احتياج الزمن الثوري إليها، ما السينما أنجبت الثورة كاحتياج يجب أن نشير إليه في البداية الحديث عن السينما والثورة هو أن

اضر في بعض األفالم هي وجه ح،و بصيغة مواجهة المستعمرينما الجزائرية، طبيعي لها في السعبد )د" و"الفالقة" وفيلم "سجنان" لمثل "الفجر" و"التمر (عمر الخليفي)التونسية خاصة أفالم

(سعد الشراييبي)ه ما يبرز أيضا في أفالم المغاربة التي منها "عطش" لإن (اللطيف بن عماررصد مسارات ، و (البوعنانيأحمد )" ل14ذاكرة و"ال (مومن السميحي)أو أسطورة الليل" ل 44و"

الثورة ضد المستعمر لم يبرز بشكل كبير في األفالم المغاربية باستثناء السينما الجزائرية التي ما جعلت منه رهانها األساس، بل أهم ما تميزت به داخل السينما المغاربية، رغم هذا نقول إن

يعزز هذا التمرير أكثر على مؤخرا يبرز من أعمال تقارب االنتفاضات الشعبية في منطقتنار المدني في البلدان المغاربية إلى ما ظهور هذه األفالم وانتهاء حركة التحر غم من أن الر

.1انتهت إليه يستدعي أسئلة إضافية بصدد الموضوع

.30-29، م س، صص 1ينظر، حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، مجلة آفاق سينمائية، العدد -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

136

بعد توقف هذا "من أهم األفالم الثورية (أحمد راشدي)ل*"مصطفى بن بولعيد"فيلم يعد وأبواب الصمت (عمار العسكري)مع نهاية الثمانينيات بالنسبة للجزائر وفيلم النوع من األفالم

إلى غاية منتصف العشرية المنصرمة التي صادفت رجوع هذا النوع من األفالم بعد فترة طويلة تقلص خاللها عدد االنجازات السينمائية وتغيرت أثناءها المواضيع المطروحة التي غالبا

وبعد أكثر من خمسة وثالثون سنة اإلرهاب، مشاكل الساعة كظاهرة أصبحت تعالج قضايا و ، يعود )أحمد راشدي( أحد رواد السينما 1"1970والعصى" سنة من إنجاز فيلمه الرائع "العفيون

الجزائرية يعود بنا إلى مآثر الثورة المجيدة من خالل فيلم "مصطفى بن بولعيد".

الثورة التحريرية، حاسمة في تاريخ ويرصد فترة تاريخية ثورية يؤرخ الفيلم لشخصية تاريخية من خالل تسليط الضوء على هذه الشخصية المحورية الكبيرة وقضايا أخرى كانت من

مثل الصراع بين المصاليين وجبهة التحرير الوطني، علما أن طابوهات في السينما الجزائرية ال، للدفاع عن قضية وطنه ضد االستعمار رجل كرس حياته وماله (مصطفى بن بولعيد)الشهيد

للعمل واإلعدادجنة الثورية للوحدة والعمل، قصد توحيد الصفوف س بمعية رفاقه الل فهو الذي أس المسلح، قاد الرجل معارك شرسة، ألقي عليه القبض بينما كان ذاهبا إلى تونس حيث سجن

ل إلى الجزائر وحكم عليه ه فر من هناك وعاد سنطينة، لكن في سجن الكدية بق باإلعداموحو .19562للكفاح بالوالية األولى حيث استشهد في ظروف غامضة شهر مارس سنة

الذي سخرت له إمكانيات مادية هامة قصد إخراجه في كونه فرد هذا االنجاز السينمائي يني، ل فيلم ثوري يتمحور حول شخصية عسكرية لعبت دورا جوهريا ضمن حرب التحرير الوطنأو

رت كفاح الشعب برمته دون التركيز على صو إن لم نقل كافة األفالم األخرى جل حيث أن

من إنتاج مؤسسة فيلم )منتج منفذ( المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة 2008نة س Mustapha ben boulaid-فيلم مصطفى بن بولعيد -*

، لوزارة المجاهدين( من إخراج أحمد راشدي، موسيقى: صافي بوتلة، صالح سماعي وسليم دادا، النوع CNERMN 54الوطنية وثورة أول نوفمبر

، الصورة: يوسف بن يوسف، طارق بن عبد هللا، أحمد بنيس، إيريك بجيلييتو، الصوت: يوسف دقيقة 106روائي، اللغة العربية، ترجمة فرنسية، المّدة

ي راشدي، الديكور: جودة قسومة، تركيب: محفوظ بوجمعة، إيزابيل دوفينيك، بطولة: حسان كشاش، سليمان بن عيسى، رشيد فارس، شوقي بوزيد، علزاق، يحي مزاحم، عبد الكريم جمعة، ساس عالم، خالد بن عيسى. ينظر، مراد أوزناجي، جبارة، جمال دكار، حميد رماس، مبروك فروجي، أحمد ر

.125، م س، ص2012-1957الثورة التحريرية في السينما الجزائرية .32عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، ص -1 .125، م س، ص 2012-1957ينظر، مراد أوزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

137

التاريخية التي تمحورت حول أحد "بوعمامة"يمكننا أن نقرب هذا الفيلم بملحمة شخص واحد، و أبطال المقاومة المنظمة، من جانب آخر يندرج هذا الفيلم ضمن األفالم التي تناولت ساحة

ما يفسر تصنيفه ضمن األفالم التي تناولت فترة ما قبل نشوب ثورة الفاتح نوفمبر المعركة، إن ساعات كاملة( عدم جدوى فيلم ثالثمد ة ال ين دقيقة )علما بأن ر خالل قرابة أربعفي كونه يصو

نتصف األربعينيات إلى غاية سنة أربعة وخمسون.النضال السياسي خالل الفترة الممتد ة من م

وزمالئه إلى جانب الجيش الفرنسي في حربه ضد (بن بولعيد)بداية الفيلم تصو ر مشاركة م مآثر الثورة من خالل تضحياتإذ يمجد الفيل"ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية،

ر كذلك ه يصو بشكل ملموس، فإن (بن بولعيد)عناصر جيش التحرير الوطني، التي يرمز إليها ضمن الحركة الوطنية الجزائرية، وهنا (مصالي الحاجالنضال السياسي الذي قاده ) مراحل

التي لعبت دورا هاما في ل مرة هذه الشخصية السياسية ألو (أحمد راشدي)ر المخرج أيضا صو ة النضال السياسي السلمي وبين الخالفات التي قامت بين هذا األخير والجناح المؤيد للحرك

، إلى جانب بطل الفيلم.1"(ديدوش مراد ومحمد بوضياف)المسلمة التي يمثلها في الفيلم

كل الجزء األكبر الثانية متعلقة بوقائع لحرب تش غم من أن للمرحلتين على الر تطرق الفيلم أكثر من ثلثي مد ة الشريط الذي تستغرق ثالثة ساعات كاملة تناول ساحة من الفيلم، حيث أن

منذ حياة هذا المجاهد أن ه يروي الكفاح المسلح والخاصية األخرى التي يتميز بها هذا الفيلم ازية خالل سنوات الشباب التي شهدت مشاركته إلى جانب الجيش الفرنسي في حربه ضد الن

، مرورا بأهم المراحل التي 1956مارس 23في استشهادهالحرب العالمية الثانية إلى غاية .جوء إلى الكفاح المسلححزب الشعب ثم قناعته بضرورة الل عرفها نضاله السياسي ضمن

هائلة، كما حضي الفيلم جاهدين من إمكانيات الذي أنتجته وزارة الماستفاد هذا االنجاز في القاعات "باألداء الذي يستحق الثناء، ويشكل النجاح الذي في فيلم "مصطفى بن بولعيد

الدولية العديدة التي شارك فيها أحسن دليل المهرجاناتالتي عرض فيها وكذا على مستوى

.33عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

138

على الرجوع القوي لألفالم الثورية بعد فترة طويلة غابت خاللها عن السينما الجزائرية، واألجمل ا مدى اهتمام زا لدى شريحة الشباب، األمر الذي يبين جلي الفيلم لقي رواجا ممي ذلك أن في

الجيل الحالي بالماضي الثوري للبالد وبمآثر أبطال ملحمة نوفمبر المجيدة، التي تعتبر إحدى المحكمة والجذابة التي الهوليوديةالطريقة أعظم الثورات على المستوى العالمي، وال شك أن

وقائع فيلمه والتي وقفت بامتياز بين المتعة السينمائية المحضة (أحمد راشدي)و ر بها ص .1الشباب كبير نجاح الفيلم لدى واالستحضار التاريخي تفسر إلى حد

في صيف "(مهدي شارف)ل:*Cartouches gouloises-فيلم خرطوشات غولوازيعتبر سنة( تلميذ بالمدرسة الفرنسية وبائع الجرائد 11، حكاية تروي بعيون الطفل "علي" )1962سنة

ل وابن أحد المجاهدين الذين تركوا أسرهم لاللتحاق بالجبال وتتمحور قصتنا حول تلك المتجو الصداقة الطفولية التي تنشأ بين "علي" وثالثة أطفال أوروبيون "نيكوال" الفرنسي، "دافيد" اليهودي و"جينو" من خالل االشتراك في اللعب وبناء كوخ قصبي على حافة الوادي، ولم يكف

من ذلك منع "نيكوال" ل"علي" ، واألكثرباإلرهابيينى نعت والد "علي" والمجاهدين "نيكوال" عل، ولقطة السيدة اليهودية "راشيل" التي ترفض ى بوابة الكوخ الصغيرتعليق العلم الجزائري عل

، وأظهر الفيلم الفرنسيين مالئكة في تعاملهم مع الجزائريين د االستقالل برفقة أبنائهاالرحيل بعال بذلك خلق نوع من العدالة في تحميل المسؤولية وتوزيع اآلثام على الطرفين لتحقيق محاو

، وفي اإلرهابيمعادلة مغلوطة واألكثر من ذلك سعي المخرج إلى إظهار المجاهد بصورة د الزوجات وكذا من العلم واالستهزاء من تعد اإلسالمياالستخفاف بالمقدسات الجزائرية، كالدين

كذلك عملية التصفيات التي كانت تقوم بها الجبهة بعد الحركىأيضا قضية الجزائري، من تعامل مع الفرنسيين. ، والتي مست كل 2"االستقالل

.57ينظر، م س، ص -1، سيناريو وإخراج مهدي شارف، انتاج: ميشال راي غافراس وسالم إبراهيم، أنتج في 2007سنة Cartouches gouloises-خراطيش غولواز -*

دقيقة، اللغة: عربية /فرنسية. ينظر، مراد أوزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية 92، المّدة: 2007ة إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربي

.129-128، م س، صص1957-2012 م ن ص. -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

139

بعد التحرير ل الذي يتناول ثورةه األو إليه بخصوص هذا الفيلم هو أن اإلشارةما تجدر أي أكثر من خمسة عشر سنة غابت خاللها األفالم الثورية على الساحة السينمائية الوطنية،

من وضع ذلك في حساب العشرية السوداء التي عاشتها البالد يفر منذ نهاية الثمانينيات والطما تراجع إنتاج هذه األفالم بدأ منذ منتصف الثمانينيات ويكمن سبب خالل التسعينيات، إن

ة السيناريوهات أصيلة من شأنها إعطاء نفس جديد لموضوع الثورة قلص األفالم الثورية في قل تة هذا الفيلم تكمن بتجديد وجهات نظر وتنويع زوايا معالجة من قبل المخرجين الجزائريين، فأهمي

سنوات الرجوع إلى (مهدي شارف)ة الثالثة الذي حاول من خالله ل بالنسبة لأللفي ه األو في أن .1الدسنة بعد االستقالل الب 45حرب التحرير

موضوع الثورة من منظور شريحة األطفال وما ترمز إليه يعالجفيلم "خرطوشات غولواز" تبدو أحداث القصة التي يرويها الفيلم في منطقة تلمسان خالل األشهر "من براءة وعفوية،

إيفيان اتفاقياتبعد الوطن امن مع مغادرة الجالية األجنبية الذي تز ت االستقالل األخيرة التي سبقالرسمي لوقف إطالق النار، وسط األحداث التي عرفتها الجزائر أثناء تلك األشهر واإلعالنبمدينة مغنية عشية االستقالل الوطني، فهي الفيلم مستلهم من ذكريات طفولة المخرجالحاسمة،

عبارة عن نظرة حميمية ألواخر سنوات حرب التحرير حاول هذا األخير تصويرها في طابع الصبيان انفعاالتها حول يكتنفه السرور أحيانا والحزن أحيانا أخرى، فالقصة تتمحور كل خفيف

زان أعمارهم تين تمي البراءة والعفوية الل وردود أفعالهم وكذا نظرتهم ألحداث ال يفقهونها بحكم .البعد عن موضوع الثورة بمعالجتها العادية ، فالفيلم من هذا المنظور يبتعد كل 2"الصغيرة

في فخ الذكريات الطفولية مع فيلمه إذ يتتبع ما حدث ألطياف (مهدي شارف)لقد سقط ته مختلفة من سكان مدينة مغنية أثناء الصائفة األخيرة في عهد االستعمار، ولهذا تبدو رؤي

.3كالطفل لألشخاص المتصارعين في حرب التحرير الجزائرية بريئة

.55ينظر، عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، ص -1 م ن ص. -2 .85السينما الجزائرية، م س، ص ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

140

سم آخر في للفيلم، للفيلم اهو االسم العربي و "( د بوشاربرشي)ل "البلديون"فيلم جاء سم آخر في النسخة الفرنسية هو "السكان " واDay of glory-النسخة االنجليزية هو "أيام المجد

2006" مفاجأة حقيقية لعشاق السينما في مهرجان "كان" السينمائي indigénes-األصليونطريقة تناوله لموضوعه، نا أمام فيلم كبير وعميق وراسخ، سواء في موضوعه أو في فالمفاجأة أن

المشترك بين اإلنتاجمن منذ سنوات في نطاق السينما الفرنسية، وفيلمه الجديدج مخر يعمل الالتمويل الفرنسي لعب دورا أساسيا في توفير اإلمكانيات ، أي أن 1"فرنسا والجزائر والمغرب

.ة الكبيرة التي جعلت الفيلم يخرج بصورة ممتازةالتقني

لم موضوعا لم يسبق ألي فيلم جزائري التطرق إليه بشكل مباشر، أال وهو الفييتناول النازية خالل الحرب العالمية الثانية، ألمانيامشاركة الجزائريين إلى جانب الجيش الفرنسي ضد

"وقائع سنين الجمر" لكن بشكل ( أثار الموضوع في فيلممحمد لخضر حامينا)المخرج ولو أن وجيز من خالل الجزء الثاني لفيلمه المعنون "سنة العربة"، لقد حضي الفيلم على عكس فيلم

جمال دبوز، رشدي زام، سامي )"خارج عن القانون" بنجاح كبير حيث نال ممثلوه الرئيسيون: جائزة أحسن تمثيل. (ناصري وسلمى بوعجيلة

ومسعود( ع شبان من شمال إفريقيا )عبد القادر، سعيد، ياسريوميات أربالفيلم يصور ن أقحموا ضمن الجيش الفرنسي وساهموا بشكل مغال في هزم النازية وفي تحرير فرنسا، ويبي

ة المحتل واإلفريقيةالتضحيات الجسام التي قدمها هؤالء الشباب القادمين من البلدان المغاربية ي والمؤثر تحية متطوعا، وشكل هذا الفيلم القو 130000م من قبل فرنسا، والذين فاق عدده

درجة في نظر السلطات حياتهم أصبحت أقل حارة لؤلئك الذين نسيهم التاريخ لدرجة أن ل النسيان سنة بعد الحرب العالمية الثانية ظ 60 الفرنسية من حياة الجنود الفرنسيين، حيث أن

دماء من الدرجة الثانية في نظر التشريع الفرنسي، وقد متواصال في حقهم باعتبارهم محاربون قالمغربي بفضل الرواج الكبير الذي حضي به في رد -الفرنسي البلجيكي اإلنتاجساهم هذا

.73أمير العمري، اتجاهات السينما العربية، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

141

االعتبار لهذه الفئة من قبل الحكومة الفرنسية التي قامت بتسوية وضعيتها المالية، على أساس قد استفاد هذا الفيلم من مساعدة ماليةالفرنسيين، و ء المحاربينمبلغ العالوة الممنوحة لقدما

.1جزائرية للتوزيع وذلك في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية

الذي تعاون مع كاتب السيناريو )أوليفير "ه ة مخرججاء الفيلم مخلصا تماما لرؤي صفحة من صفحات التاريخ ه تجلى بجرأة في تناول موضوعه الذي يعيد الفيلم فتح أي أن موريل(

الجراح، ولكن بأناقة صانع المجوهرات، وجاء الفيلم في معظمه ناطقا ث بضمدالفرنسي الحديأبطال الفيلم جميعا باستثناء الحوارات التي تدور مع الضباط بتحدثهاغة العربية التي بالل

ال في تلك الفترة التي ة الفيلم وأيضا اتساق مع واقع الحالفرنسيين، وفي هذا تأكيد على هوي هم من أبناء ، خاصة أن 2"يعالجها الفيلم، فلم يكن ممكنا أن يتكلم الشخوص معا بغير العربية

.الريف الذي لم يسبق أن وطأت أقدامهم األراضي الفرنسية

بعد أن 1943، زمن الحرب العالمية الثانية وتحديدا عام تدور األحداث في األربعينياتر الفيلم قطت في قبضة الجيش األلماني، ويسعى الحلفاء إلى تحريرها، يصو كانت فرنسا قد س

كيف قاد بعض أعيان الريف في بلدان المغرب العربي حملة في الريف الجزائري ومناطق للقتال في صفوف االفريقي البربر في المغرب وغيرها، لتجنيد عشرات اآلالف من الشباب

الدفاع عن حرية للشعار الذي رفعه "ديغول" إن استجابة، الجيش الفرنسي من أجل تحرير فرنسا .3هو الدفاع عن الحرية في العالم فرنسا

كان الحلم نبيل الحرية من االستعمار الفرنسي هو ما يحرك مشاعر هؤالء الجنود، وهو بين الجنود المغاربة ما يترد د في الفيلم بوضوح، بل وتحدث بسببه الكثير من االحتكاكات

الفرنسيين، يقاتل الجنود المغاربيون في إيطاليا وفي مقاطعة "بروفانس" الفرنسية الضباطوبعض خالل ة تطأ أرض مقاطعة "األلزاس" ل قو وفي "فومج" وتكون وحدة األبطال األربعة هي أو

.35-34ينظر، عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، صص -1 .74أمير العمري، اتجاهات السينما العربية، م س، ص -2 .75ينظر، م ن، ص -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

142

التفرقة في المعاملة، القتال تنشأ خالفات ومشاحنات بين الجنود وبينهم وبين الفرنسيين بسبب ونساء فرنسيات، وقد نجح عالقات عاطفية بين جنود من العرب وتنهار وتنشأ تقوم صداقات

في تصميم هذه العفوية والبساطة مع الد قة الشديدة المخرج نجاحا مبهرا في إخراجه للفيلم بكل على تحريك المجاميع الكبيرة القدرة ، و رة المدهشة على التحكم في األداء الممثلينالقدالمشاهد، و

من الممثلين الثانويين الذين شاركوا في الفيلم، واالنتقال بين مواقع مختلفة للتصوير في أربع تصوير الحقيقية من جماليات بصرية.دول واستخدام أقصى ما تتيحه مواقع ال

االستطراد، جنوح نحو"لكلورية أو دون أي انزالق في النزعة الفو تتدرج الطبيعة في الفيلم على إيقاع الفيلم ودفع الحركة إلى األمام طوال الوقت المحافظةمع واالقتصاد في السرد ينتهي إلى إلى ما سبقه، ليس بهدف تشييد بناء متصاعد يضيفمشهد واالهتمام بجعل كل

الكشف عن جانب آخر جديد من جوانب الشخصيات التي تلعب دورها في عمل ذروة درامية، و وتوزيعها موسيقى االستخدام الصريح والدقيق للمشاهدته على نحو مدهش، و تتضافر ملحمي

رة عن بدقة عبر أجزاء الفيلم دون مبالغة أو حد ة بنغمتها العربية البسيطة والموحية والمعب ، والمواجهة مع النفس ومع اآلخر.1"لحظات الحزن والتوتر والقلق

لموسيقى التي تصاحب مشاهد القتال واألخرى التي تمكن المخرج في تحقيق الموازنة بين امن أهم ما يميز الفيلم ترد الشخصيات إلى أصولها وتكثف لحظات االستنارة عندها، ولعل

تهم، نا نراهم هنا دائمي التأكيد على هوي ة أبطاله، إن ، أي هوي ةتركيزه الكبير على موضوع الهوي حتى تمت القبعات الحربية، أو تبرز من تحت قمصانهم، تارة من خالل المالبس التي يرتادونها

خطوة ويتمتعون بآيات للجنود، فيجعلهم يذكرون اهلل في كل اإلسالميةة ويؤكد الفيلم على الهوي ر صالة الجنود الجماعية بعد أن يهبطوا في قرآنية في مواجهة المواقف الصعبة، كما يصو

.2موت حتى لو كان الميت من األعداءم الجنوب إيطاليا، وكيف يقفون احتراما أما

.76م س، ص -1 .77ينظر، م ن، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

143

الفرنسية التي تكتب له م عالقة عاطفية حقيقية تنشأ بين )مسعود( و)إيرين(يصو ر الفيلاستنادا إلى موقف عنصري واضح، سبب منعها من طرف الرقيب الفرنسيخطابات ال تصل ب

ر الفيلم يصو ضابط، كما نصرية لهم من جانب الويركز الفيلم على رفض الجنود المعاملة بالعالحرب مع بقاء أغلبية الجنود انتهاءإلى قرب اإلشارةكيف تنكرت فرنسا لما أعلنته، من خالل

ة الجميع، وهناك تذكير في أميين، رغم التعهد الرسمي من جانب الجيش الفرنسي بمحو أمي كنيسة مهدمة. يط ومعبر داخلالفيلم بما فعله الفرنسيون في الجزائر من خالل موقف بس

د مسلمين يرفض الجنود محاولة ألمانيا النازية التقرب منهم، ومخاطبتهم باعتبارهم مجر لقاء منشورات تحثهم على االنضمام إلى جيشها مع موعد الحرية، ورغم التأكيد على الهوي ة وا

ة واحدة، فبعد قضية الحري هم يتمسكون بالقتال مع الطرف الفرنسي إيمانا بأن الخاصة للجنود فإن الحنث الفيلم يركز عن الحرية، لكن تحرير فرنسا ال يراودهم شك في حصول بالدهم على

ه أراد أن يفتح :" أن (بوشارب)بعد أن عاد المجد إلى فرنسا، يقول ، عن نسيان التضحية بالوعود المخرج" ويطالب نا البد أن نتكلم عن هذه األشياء، ألن صفحة منسية من التاريخ الفرنسي

بضرورة إعادة النظر فيه تماما كما يعيد فيلم "ماري أنطوانيت" في حقيقة ما حدث لتلك الفتاة الذي عرض في ور حولها حسب الفيلم الجديد ل)صوفيا كوبوال(التي لم تكن تدرك تماما ما يد

.1ن" "البلديو إليهمسابقة المهرجان، وبالتالي لم تكن تستحق المصير التراجيدي الذي انتهت

منهجا يتعلق بمراجعة التاريخ والكشف عما خفي فيه وتقديم الوجه اآلخر له من يعد الفيلم استلزم بالضرورة الكثير من الجهد في البحث نع األشياء، خالل نظرة الذين شاركوا في ص

د الجي واإلعدادواالستماع إلى شهادات الذين ظلوا على قيد الحياة من المحاربين السابقين ه عمل سينمائي كبير ال شك أن ه إن [...]صوير الفيلم كما لو كان المرء يخطط لمعركة حربيةلت

.2سيبقى طويال في تاريخ السينما

.78م س، ص -1 .79ينظر، م ن، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

144

حول (عز الدين ميهوبي)الذي كتب قصته األديب (د خليفةسعيد ول)ل*فيلم زبانايتمحور ضد قوات االحتالل في منطقة الغرب الجزائري قبيل (أحمد زبانا)الكفاح الذي قاده الشهيد

ر التعذيب الذي سلط عليه في سجن بربروس بالعاصمة بعدما الثورة وأثناءها، كما يصو اندالعل شهيد يموت جراء الذي أصبح هكذا أو (زبانا)، وتنتهي هذه المأساة بإعدام تم القبض عليه

.19561جوان//19صبيحة يوم عن طريق المقصلة، نفذ في حقه باإلعدامحكم

صوتت الحكومة الفرنسية على قانون يسمح باستخدام المشنقة 1956فيفري//15في يوم وزيرا (فرانسوا ميتيران)، ويومها كان باإلعدامفي إعدام المواطنين الجزائريين المحكوم عليهم

را بالجزائر ( فجأحمد زبانا)في حق اإلعدامتنفيذ حكم يتم 1956جوان//19للعدل في يوم قطع رأس ذلك ، شفرة المقصلة تتوقف مرتين قبل أن تتمكن في المرة الثالثة من2"العاصمة

.ل شهيد جزائري يعدم بالمقصلة أثناء الثورةالذي سيعرف فيما بعد بأو

د شاب جزائري تمر (جمال بن ددوش)ل للمخرج ئي األو يتناول موضوع هذا الفيلم السينماجرامية رموزه استهدفترفض على طريقة الكيان االستعمار، وخاض في أعمال تخريبية وا

منطقة القبائل شهدتهااألحداث التي يرويها الفيلم مستلهمة من مواقع تاريخية وممثليه، إن س المدعو أرزقي لما أس 1885خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبالضبط سنوات

)بعد أن قتل الرئيس الجائر والمستفز لورشة جمع الخشب التي كان يعمل بها( عصابة من الخارجين عن القانون، على حد تعبير إدارة االحتالل زعزعة الهياكل االستعمارية وخلخلة

بجرأة لم تتوقعها السلطات المحلية التي كانت اإلجراميةتوالت العمليات طمأنينتها وأمنه، حيثقرابة خمسة عشر سنة خلت قد قضى على جميع محاوالت (المقراني)تعتقد أن قمع مقاومة

في سرده ألحداث واقعية تدور أصالة هذا الفيلم تكمن إن ، د والثورة لدى مواطني المنطقةتمر ال

(، المركز الوطني AARCدقيقة، إنتاج: ليث ميديا )منتج منفذ(، الوكالة الجزائرية لإلشعاع الثقافي ) 110: المدة 2012سنة zabana-فيلم زبانا - *

سعيد ولد خليفة، سيناريو: عز الدين (، الحجم: سينما سكوب، إخراج:CNERMN 54) 54نوفمبر//1للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة

، موسيقى: ميشال وينتشر، الصوت: فرانك فليس، إيريك يتسرون، تركيب: دون ديبروفيل، بطولة: SBC، AFCميهوبي، تصوير: مارك كونينيكس،

ياد وآن ريشارد.ينظر، مراد عماد بن شني، نيكوال بينيون، خالد بن عيسى، لورون جير نيرون، جيريمي كافيون، عبد القادر جريو، مصطفى ع .131، م س، 2012-1957أوزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية

.59ينظر، عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، ص -1 .132، م س، صص 2012-1957مراد أوزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

145

ح وثار ضد النظام االستعماري مواصال حول شخصية البطل الجزائري أرزقي الذي حمل السالبذلك سلسلة المقاومات التي خاضها أسالفه منذ أن وطأ االحتالل الفرنسي أرض الوطن،

.1فتكاك حرية البالد واستقاللهاوالنضال ألجل احامال مشعل الصمود

يشتكون من سيطرة موضوع حرب التحرير على لفترة قاد السينمائيين الجزائريين النظ ل إال أن "الجزائري، اإلنسانع في طرح المواضيع المتعلقة براهن سينما الجزائرية ودعوا إلى التنو ال

إلى (غوثي بن ددوش)أحداث الثورة الجزائرية وما قبلها بقيت تشغل بال السينمائيين، ويعود بنا فرنسي )جون عالقة الرسام ال مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية في الجنوب الجزائري لرصد

والقصة مقتبسة 2010يل الرمل" أحد المتصوفين في فيلمه األخير "أرخب برتي( ب)سي قاسي( ، الذي وفد إلى الجزائر ومكث فيها إلى غاية وفاته.2"(نصر الدين دينييه)من حياة الرسام

السينمائية التي أفرزها شريط الحراك اإلنتاجاتالفيلمية التي توفرت لنا من النماذجتسمح ري المدني بالبلدان المغاربية، الذي ببناء 2011شرارته من تونس/ديسمبر/ انطلقتالتحر

عن التساؤالت السابقة ومن هذه النماذج ما يأتي: فيلم "ال خوف بعد اإلجابةلية في محاولة أو زين )الرئيس السابق نظام وسقوط ورةويتابع فيه وقائع الث (مراد بن الشيخ)اليوم" للتونسي ، وقد تعرض للكثير من يوم من إخراج مجموعة من المخرجين 18، فيلم (العابدين بن علي

(فاطمة الرياحي)فيلم [...]النقد بسبب شتم أصحابه الثوار والشهداء وقربهم من النظام السابق جان الشعبية.وعن عمل الل ، (علي زين العابدين بن)من أجواء الثورة وما بعد سقوط نظام

ر المدني بمنطقتنا إن مشاهدة هذه األفالم وغيرها من األعمال التي رافقت حركة التحر ها تترجم في كل ها تتحرك بين "إعالم القرب" و"الروبورتاج" وبين السينما الحقيقية، وأن تبين أن

مة التوثيقية ألفالم أساسا هو القي ة الكاميرا في هذا الحراك ما تظهره هذه ااألحوال مالمح هوي ودورها التحميسي والتحريضي لمن لم ينجز ثورته بعد، وما تتميز به غالبا هو العفوية والنزوح

ه أمر جيد طبيعي نحو الروبورتاج في كثير من األحيان والتركيز على أسلوب التسجيلي، إن

.34، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، صينظر، عّدة شنتوف -1 .86بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

146

لحراك، خاصة النهوض بوظيفة غايتها مسايرة لشرط موضوعي هو احتياج زمن الثورة واألن هذا يسمح بتسميتها "أفالم الثورة" لكن هذا ال والتحميس والشهادة على الواقع وكل اإلخبار

سينما الثورة هذه التي تتعرف بكونها سينما مضادة ال يمكن التنظير لما يؤهلها بالضرورة لتكونما يجب أن تكون عليه بناء على إنجازات الثورة، بل بناء قدرتها على تمثيل نوعي وفاعل لكل

رات والجديدة والتصو والمناضلةالسينما المضادة ونظرياتالسينمائي اإلبداعتراكم في مجال التجارب السينمائية، مالمح هذه السينما تقترحها الكثير نطقتنا فقط بل في كل النقدية ليس في م

من األعمال المغاربية ليس داخل أفالم الثورة بالضرورة، بل داخل أفالم أخرى ذات طابع النوري بوزيد يين أمثال)ونفس سياسي وواضح كما حال أفالم الكثير من الرواد السينمائ اجتماعي

، ومن التجارب األكثر قوة على مستوى (مد الركاب وعبد الرحمان سيساكوومحمد شويخ ومحاقتراح مواصفات السينما الثورية هو بعض التوجهات البارزة في سينما منطقتنا من قبيل سينما

.1التاريخ بالجزائر وسينما الحساسية الجديدة بتونس وسينما المؤلف بالمغرب وموريتانيا

قضايا المرأة:-ب

ة الثالثة صورا أخرى للمرأة العصرية، فتراوحت بين المعالجة السطحية أفالم األلفي طرحت فنجد صورة المرأة التي تؤثر في مجرى "، والريادةواألدوار الهامشية، وبين أدوار البطولة

، والمرأة المواجهة (أحمد راشدي)ل "فيلم مصطفى بن بولعيد"ا في األحداث ونالحظ ذلك جلي ر ، حيث يصو (محمد شويخ)ل "دوار النسا"تجسد ذلك في فيلم واإلرهابلعنف والمتحدية ل

رت الدفاع عن أنفسهن في ظروف غير اإلرهابمجموعة من نساء عاديات في فترة تفشي ، قر الذين ينحدرون اإلرهابيوناعتيادية، ويركز الفيلم على قرية صغيرة معزولة غالبا ما يهاجمها

من الجبال المحيطة بها. بعدما غاب الرجال في المدينة بحثا عن لقمة الخبز، تاركين سالحهم تتمظهر هذه الصورة بجالء في فيلم "دليس بالوما"دي النساء، صورة المرأة الماجنة و في أي

فقيرات تدير صفقات مشبوهة وتصطاد الفتيات ال امرأةر الفيلم ، حيث يصو (نذير مقناش)ل

.32-31ينظر، حميد آتباتو، مجلة آفاق سينمائية، العدد الثاني، م س، صص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

147

دة على ، إذ يستعرض حياة شابة متمر 1لتمهينهن في الدعارة، المرأة المتمرد ة في فيلم "حراقة" ر خوض مغامرة الهجرة الغير شرعية رفقة مجموعة من الشباب.سلطة المجتمع، تقر

بإعطاء الكلمة لمجموعة فتيات يدرسن بالثانويات (أحمد لعالم)في الستينيات قام المخرج ، 1966رية للتعبير عن أوضاعهن ورأيهن في التطورات الحاصلة في البالد حينئذ "هن" الجزائ

ويعود نفس المخرج لنفس الشخصيات النسوية يحاورهن من جديد حول تقييمهن لمصيرهن في بإعطاء صورة خاصة للمرأة (شويخ)، كما قام 2009سنة فيما بعد 50الجزائر المستقلة هن

ث ركز على مقاومة مجموعة الجزائرية أثناء الصراعات السياسية في مرحلة التسعينيات، حي .20072نساء في إحدى القرى لإلرهاب وعناصره "دوار النسا"

جزائرية لها ستة امرأةنضال " le voyage a Alger-*ئرالسفر إلى الجزا"فيلم يحكي سياسيا في صفوف جيش التحرير خالل محافظا، وهي زوجة شهيد كان (مغنية)أطفال تدعى

س والمرافعة من أجل السفر إلى الجزائر العاصمة رفقة والدها لمالقاة الرئي (مغنية)تقرر "الثورة، ، فقد أراد أحد أعوان األمن في الزمن االستعماري أخذ مسكنها الذي تركه لها أحد قضيتها

نصبا في البلدية بسعيدة، واستغل نفوذه ليقطع عنها الماء والكهرباء، المعمرين ممن كان يشغل مها وجدت الرئيس في زيارة كن وفي رحلة محفوفة باألخطار عرجت المرأة على قصر الرئاسة ل

إلى غرب البالد ومع محاوالتها استطاعت إقناع أحد الضباط بوجوب مالقاة الرئيس وتحرك الرجل الثاني في النظام الذي وعد بالنظر في تظلمها الضابط، وضرب لها موعدا معضمير

نصافها وهو ما تحقق حين عودتها إلى بلدتها بسعيدة، الفيلم يحكي عموما السنوات األولى وا كندا لالتصال الثقافي بمهرجان رؤى "حاز الفيلم على الجائزة األولى التي أعقبت االستقالل،

.20103وجائزة الجمهور بمهرجان قرطاج في تونس ، والتأنيت الفضي2011من إفريقيا لسنة

.167منصور كريمة، اتجاهات السينما الجزائرية في األلفّية الثالثة، م س، ص -1 .130، م س، ص 2012-1957مراد أوزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية ينظر، -2دقيقة، بطولة: سامية 97من إخراج عبد الكريم بهلول، إنتاج: خاص لبشير درايس، المّدة: 2009سنة le voyage a Alger-السفر إلى الجزائر -*

و بوقطوف، ، علي زريق، علي عمارة، لورون روث، ينظر، م ن، ص.مزيان، سامي أحميدة، غازي خدة، بن يمينة بهلول، كريم م ن ص. -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

148

إحدى االنحرافات في بعض جوانبه (عبد الكريم بهلول)ل "إلى الجزائر رحلة" يتناول فيلم هم مارسواالبالد إلى درجة أن استقاللبها بعض المجاهدين والثوار غداة أتصفاالنتهازية التي

ل أشكاال من التجاوزات سبق لهم وأن رافعوا ضدها وهنا تكمن المفارقة، السالح أيام االحتالالذي كان (عبد الكريم بهلول)الفيلم عبارة عن مأساة حقيقية عاشتها والدة المخرج [...]الفرنسي

مأساة ل الذي تناول في كونه األو الفضلعمره ال يتجاوز حينها الثانية عشر، والذي يعود له الكثير منهن وجدن أنفسهن في ث أن فئة أرامل الشهداء اللواتي عانين الكثير غداة االستقالل حي

ضيعن تحية صادقة وخالصة لؤلئك النساء اللواتييشكل الفيلم [...]يرثى له اجتماعيوضع ت ، فضال عن ذلك كثيراصعبة ومزرية ف جد رو ظشبابهن من أجل تربية أبناءهن اليتامى في

ية جد ره بواقعوجائرين، كما تصو انتهازيينهن اللواتي تعرضن لتجاوزات وابتزازات أشخاص "رحلة إلى الجزائر" يعالج إذن مسألتين في آن واحد: وضع أرامل مؤثرة أحداث هذا الفيلم،

الشهداء غداة االستقالل وكذا التعسف والتجاوزات أو بتعبير عامي)الحقرة( التي مارسها بعض ، خاصة أولئك الذين شغلوا مناصبا ووظائفا عليا في الدولة البالد استقاللد ر مجاهدين بمجال

.19541م والمبادئ المجيدة لفاتح نوفمبر أنستهم تضحيات الثورة وأبعدتهم عن القي

فيلم "براق" المخرج استخدم الصوت والتشويق، بل لبث الرعب في قلب مشاهد أسرته يخدره تدفق [...]يتأهب المتفرج لينجو من المفاجآت[...]في التوترالمفاجآت، صوت يساهم

المخرج فقد السيطرة على الحبكة هي أن المالحظاتثاني [...]ر ثم يصعقه صوت آخرالصو عندما أشتغل على فكرة أعتبر أن ( مخرج الفيلممفتكر)في الربع ساعة األخيرة من الفيلم، يقول

دون بفقدها وأحيانا نحاول تطوير الفكرة ها هشة، نحن مهد ألن الفكرة هشة قبل أن تصبح قصة،فنقتلها، يجب أن نطور الفكرة في نسق، الفكرة مثل سمكة في الماء، يجب إنماؤها دون إخراجها

ر الواقع من ر الفكرة من خارجها، يجب أن نطو من الماء، كذلك ال يمكن أن نطو كاميرا تعوض [...]الكاميرا ية بالنسبة لي هيالبقاء ضمن وجهة نظر الشخص !داخله...كيف

ما ا هي وجهة نظر الشخصية الرئيسية، يجب أن تكون الكامير [...]شخصية يؤديها الممثل

.68ينظر، عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

149

، وهذا ما يوتر التقاطهتفرض الشخصية الرئيسية أن تراه، يجب أن ترفض الكاميرا أيضا (مفتكر)هكذا تحدث Roos champsهناك مجال ال تلتقطه الكاميرا ه يعرف أن المتفرج، ألن

( حصل 2010لفي ختام المهرجان )مهرجان خريبقة للسينما االفريقية عن فيلمه الطويل األو "البراق"على الجائزة الكبرى للمهرجان وحصلت ماجدولين االدريسي على جائزة ثاني أحسن دور

2010م في يناير نسائي، وكان الفيلم قد حصل على خمس جوائز في المهرجان الوطني للفيل (.ماجدولين والسعدية لديب)من ضمنها جائزة أحسن أداء نسائي ل

ل هو الغموض السيكولوجي للقصة هناك سببان يعرقالن النجاح الجماهيري للفيلم، األو إدخال حالة العالم في الكادر، وأقصد هنا حالة (أندري بازان)والثاني هو غياب ما يسميه

، أين ومتى تجري األحداث في المتفرج يتساءل بعد المشاهدة المغرب اليوم، حتى أن نقل الربع ه تم ل ما تقتصيه المشاهدة هو تعديالت المونتاج، فقد كان واضحا أن الفيلم؟...أو

ساعة األخير من الفيلم إلى بدايته كما أضيفت لقطات توضيحية للعالقة بين الشخصيتين ، التعديالت (زينب)إلى بروز أكبر لدور الطبيبة النفسانية النسائيتين الرئيسيتين، وهذا ما أدى

فيها استخدمتتدخلت أيضا لتأخير لقطات الطفولة التي كانت شعرية ولها أثر قوي، لقطات هي تعديالت [...]اإليجازالرمز يقتضي الكتابة على اللوح والبيض والجدران بمبالغة، مع أن

خطر الجهل التام للمتفرج بالعالقة بين المريضة والطبيبةبمثابة سيرا على الحافة بين خطين، ا يقتل التشويق.ة بتلك العالقة مم مما يشوش المشاهدة، وخطر معرفة المتفرج منذ البداي

يحكي أسطورة ذات أصل قبلي، يستخدم الفيلم أساطير قديمة لشرح حماقات معاصرة، روحة واضحة لى مجده في القبيلة، أطليحافظ ع البنتهيحاول الشيخ أن يصنع مصيرا مغايرا

"ال نولد رجاال لكي نصبح رجاال" وكيف نتعامل مع النهدين اللذين تعتبرهما وبسيطة في تربيتهاالجواب، لتمنح األنثى جسد م القبيلة عار؟ كيف نتخلص من تلك التفاحتين؟ القبيلة تملكقي

تحلم أن تكون فرسا، ال يوجد جسد بعد ذلك جلب سيد الفروسية المراهقة حصانا فصارت ذكر، ة ود قة الخصر، وهو ما تحلم به نساء فيه الجمال والقو تيكية من ردف أنثى الحصان، أكثر إيرو

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

150

، يتحقق حلم المراهقة، يعتلي الحصان أنثاه بكل القوة الالزمة للتعبير عن مجد الذكورة، اليوم، بنى شيخ القبيلة (ريحانة)قة البنت قطة هي مصدر شعلة الغيرة التي كشفت حقيكانت تلك الل

النساء كن مجده على كذبة، هذا ما تعلمه القبيلة للنساء، الكذب الخوف والنفاق والخرافات، لالحداثة أنوثة"آنستي: إفتحي عينيك" هذا هو رضن عليها الحداثة، يفيفضحن أكاذيب القبائل،

ر فيه النساء مصير الحصان، رمز رجولة القبيلة، يقدم ذلك في حوارات الذي تقر طلب الفيلم مقتضبة وسرد بخيل، الحوار شديد التركيز إال في الربع ساعة األخير من الفيلم، الفيلم يسرد

معلومة في الل حظة المتفرج، تقدم كل تقطر الكادرات المعلومات على باقتصار شديد، وفيه ر البناء الدرامي بتفاصيل صغيرة مركبة تطوير األحداث، يتطو في المناسبة لتساهم بذلك

على مراحل بل يتولد عنه غموض آخر.يتكشف لعب المخرج بالغموض البناء، بعناية، ي

:" أنا أحكي... ال أريد أن أشرح...أنا (مفتكر)في تفسيره القتصاد السرد في الفيلم قال ...لذا قد إهانةذا ال أشرح له كثيرا...ألن الشرح الكثير أحترم المتفرج...أنا أعتبر المتفرج ذكيا..ل

أكمل المونتاج وقد أحذف لقطات أشعر فيها أنني أشرح.." يأتي ذلك الشرح عبر فالش باك وضع بفضلة السرد محسوسة وبال هزات، بل يدفع األحداث إلى األمام، ولذا تبقى خطي والحاضر، ففي الماضي الطفولة عالمات بصرية تحمي المتفرج من الخلط بين الماضي

ون الرمادي، وهذه واللونين البني واألصفر في اللباس والطبيعة، أما في الحاضر فالشباب والل األلوان تخدم الطابع التراجيدي للفيلم، تراجيديا النساء في المجتمع البطريكي..بفضل هذا العمق

هذا إيجابيا على أداء انعكسقد السيناريو شخصيات لها قشرة ولب، و السوسيولوجي، وفر دا إال وتوفر للممثل مادة ينميها ويوسعها ما كانت الشخصية مكتوبة جي ه كل الممثلين، ألن

إدريس نوح، مجدولين االدريسي، سعدية )وهو يعيش الدور، وهو ما قام به بمعاناته الذاتيةعن منهجه في إدارة الممثلين قائال: (مفتكر)علق [...]( نس الباز وعبد اللطيف شوقيلديب وأ

."أقتل الممثل لتولد الشخصية...أقود ممثلي بالقرب...أريد أن أكون دقيقا"

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

151

أن يكون دقيقا على إدارة الممثلين، بل شمل التقطيع والكادرات (مفتكر)ال يقتصر قرار ق الذي جرى أيضا، ساعد التقطيع التحليلي ال الوصفي على إعطاء أبعاد أكبر للفضاء الضي

فيه التصوير، فضاء يعصر في متاهة روحا بشرية تتحايل على األحالم المستحيلة علها تفتن الكادرات بدقة [...]اميرا محسوبة تقطيع شمل كادرات كبيرة متتابعة، حركات ك[...]تحققها

قطات من ينبع ضوء الل [...]على الوجوه مدهشة اإلضاءةوفنيتها، والتعابير التي تولدها اإلضاءةمن فرط [...]داخلها من النافذة، وهذه إضاءة توفر خيطا نفسيا وضوئيا يربط بين المشاهد

ث ظلمة تخترقها أشعة رقيقة في إضاءة الوجوه يكاد الفيلم يكون باألبيض واألسود، حي اقتصادآلخره، ما يريد المخرج أن يخبرنا به، وقد وفر االيطالوناج وحدة بصرية للفيلم من أوله لتضيء

التراجيدي طيلة الفيلم، وقد عمقت وهذا ما مكن من الحفاظ على الجو [...]جعله قطعة واحدةه يرفض أن (مفتكر)فوالد المخرج موسيقي وقد صرح لإلشارة، اإلحساسالموسيقى هذا

دة على المتفرج، يريد موسيقى تعبيرية ال موسيقى تقول الموسيقى التي تملي مشاعر محد ، حصل الفيلم على تترك المتفرج يكتشف نفسه متشوقابل اضحك، خف أو انتظر، للمتفرج

.1اإلنتاج، بمثل هذه األفالم يتقوى األمل في 2011الجائزة الكبرى في مهرجان واغادوغو

فاتها قطار ابنةة تاجر خلف يحكي عن وفا(محمد عبد الرحمان التازي)ل فيلم "البايرة"ه يهرب، جال لكن ة يجلب ر مر الزواج، يأتي عمها الستيني األعزب ليبحث لها عن زوج، في كل

طيران يرفضها الرجالمضيفة لمجتمع المغربي للعانس ، هكذا ينظر اوالبايرة من األرض البورة التي الشخصي يب أن ها غير سمينة، الغر سنها كبير، يأتي جزار لخطبتها فيغضب ألن ألن

ة ال يتصور المخرج أن تكون المرأة بطلة لفيلم رغم العنوان سمها ال تحظى باألولوي يحمل الفيلم ا طيلة الوقت في مغامراته الطيبة. هو الذي تتبعه الكاميرا ن بنموسى(فالعم)أداء صالح الدي

م يظهر لهذا الفيلم لم يغضب أحدا ولم يهاجمه أحد، لم يحطم رقما قياسيا في المشاهدة، و ه من أنصار الفن النظيف، فيلم يحترم فيلم يصنف على أن عنوانه في صفحات الجرائد، هو

.81حتى 77ينظر، محمد بن عزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

152

معايير الذوق ويقدم شخصيات طيبة بلون واحد، كوميديا بسيطة حول الزواج في مجتمع العائلة، كما يفخر أنصار الفن النظيف، فيلم يركز على مسائل تقليدي، فيلم يمكن لكل

لفظ رائج في ضد كل موار فصيح تجريدي معق قضايا خالفية، يجري فيه حتثير ال اجتماعيةنما مهمة الكاميرا هي التلصص على المجتمع إلبراز ر المخرج العموميات بي الشارع، صو

ر المخرج شخصياته تفاصيله، تطبيقا لقوله تعالى في سورة الحجرات"وال تجسسوا" لذلك يصو حين يستحم العم يفعل ذلك بتبان شرعي يصل الركبة لكي ال بكامل لباسها على الشاطئ،

غير شرعية، ليس وخطيبها في خلوة "البايرة"ر المخرج تتجسس الكاميرا على عورته، ال يصو قصة مستهلكة فارغة وأختم بربط فها، هذه خالصة ساعتين طر الرقيب لحذفي الفيلم قبلة يض

تيبة عن األصمعي قوله:" إن الشعر ناكر للجميل، جديد بين السينما والشر، فقد نقل ابن ق .1، ولو وضع نفسه في خدمة الخير يضعف" وكذلك الفيلمالمفضلوالشر هو ميدانه

العبء اإلخراجقصة مفهومة من تلقاء نفسها، وبذلك ال يتحمل يلم "عين النسا" فيسرد الشقاء والخضوع، وضع والكلمات الكثيرة، قصة نستشف فيها وضعا دام سنوات طويلة، فيها

تأبد فيه تكليف النساء بالشقاء في المنزل وبجلب الماء من العين في أعلى الجبل، بينما الرجال هم يملكون وقت الفراغ: يشربون الشاي في المقهى ، إن إناثاهم لم يولدوا محضوضون ألن

يل يلتحق الرجال الل الصعود والهبوط لجلب الماء، وفي ويتسلون بينما النساء مرهقات، أنهكهن وللتعبير عن التكرار ناوب المخرج لقطات السقي الشاق [...]نمستريحيبفراش الزوجية

الحدث هو ثورة الشباب، لكن مكانيا ال يذكر المخرج ، المؤلم ورشف الشاي المنعنع واإلنجابل الرقص هجة وأشكاد، يقصد بيئة معينة، فمن خالل الل مكانا مرجعيا لألحداث بشكل متعد

د جنسيات الممثلين حاول المخرج "رادوميهايلينو" تقديم منطقة شاسعة هي وموضوع الجدل وتعد ه عربي أمازيغي، كردي ونوبي، على ما يصطلح عليه بالمشرق بالعالم العربي، الذي اتضح أن

زمن طويل في الفيلم، لذا نرى في الصورة تقاطع أزمنة اختزالصعيد الزمن حاول المخرج على مطلع الفيلم الذي طبعته هذا المكان والزمان الفضفاض انعكسمختلفة في لحظة واحدة،

.83-82ينظر، م س، صص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

153

كس، لمسة فلكلورية فقيرة دراميا: نساء في حمام تقليدي، والدة بالقابلة، قصعة كس .رحالت في حافلة مفترضة[...]الدخلةصبيحة الزغاريد..حكايات عروس لم ترى عريسها إالو

د ذلك في إضراب ببعدينتقدم الحبكة خلطة سينمائية من الجنس والدين والسياسة، يتجس فالزوجة يجب أن تطيع زوجها في الفراش كي "وسيلة إلنهائه، جنسي وسياسي يستخدم الدين ك

نشق صف الرجال، كما في لذا امالئكة لم تتدخل في الفيلم، لكن التبيت تحت لعنة المالئكة، الاالنقسام صار وضع النساء وخ األعيان وشباب مستعد للتغيير، وبفضلالحقل السياسي إلى شي

كن أن يعالجه إال سيناريست للفيلم محتوى سوسيوسياسي، وهذا محتوى ال يم-المضربات أقوىباآليات القرآنية د من داخل النسق الدينييحارب التشد ياسيا، وهو يتناول موضوعا سمثقف،

منتقد يلغي تفسير وحيد. ، هذا الفيلم سيغضب كل 1"واألحاديث النبوية المناسبة

وبناء المجتمع السينما باعتبارها آلية فعالة لتحديث المجتمع وتغيير العقليات استطاعت ي أن تروج لخطابات التحديث وأن تسهم في زحزحة مجموعة من الصور النمطية التالعصري،

من بين هذه الصور ، ولعل ث تصير طبيعة يصعب التخلص منهاجها العقل الجمعي، حي ينت اق يمكن التأكيد على أن النظرة التقليدية حول المرأة التي تؤطرها في خانة الدونية، في هذا السي

د وجوده النفسي ستطاعت أن تزحزح مجموع الصور التي تعتبر المرأة كائنا تابعا يتحد السينما ا دة للرجل، كما استطاعت أن تنتج نظرة جديدة تعتبر أن واالجتماعي بما يوفره من خدمات متعد

مثل ج مغاربية، وبالفعل استطاعت نماذكا أساسيا للرجل في بناء المجتمع والحضارةالمرأة شريهد "باديس" و"شاطئ األطفال الضائعين" و"نساء ونساء" و"في بيت أبي" و"الراقد" أن تدفع المشا

نتصارها لقضية المرأة ولترويجها النظر في مسلماته وذلك من خالل ا المغربي إلى إعادة .2بالحاجة المجتمعية إلى التخلي عن النظرة الذكورية للمرأة اإلقرارلخطاب يدعو إلى

ث أبرزت الصور السينمائية الرجل التونسي في شكل مطابق لحقيقته في المجتمع حي ، ة في امتالك الذكر مقاليد السلطةفيه، تتمثل صيغ هذا التعالي خاص يحتل موقعا متعاليا"

.76-75-74السينما المغربية، م س، صمحمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول -1 .153ينظر، محمد البوعيادي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

154

ث تبرز العديد من األفالم وقائع دة من بينها السلطة األبوية، حي فالذكر يظهر في أشكال متعد أو البنت من خالل فرض معادلة معينة توجه الطفل أو تصادر الحقوق الطبيعية االبنقهر

ث الذكر غالبا ما يحتل االهتمام األكبر من حي الزواج، كما أن ما في مؤسسةللبنت وال سي د السلطة مة لدى العائلة تماشيا مع العادات والتقاليد في المجتمع الكالسيكي، تتجس القي

ث يبرز منطق الهيمنة الذكورية من خالل الذكورية خاصة في عالقة الرجل بالمرأة من حي غباته الجنسية ومتعته، وهكذا تبقى أسيرة ذكورته لتعيش وضعا اعتبار المرأة قد وجدت إرضاء لر

القوانين غالبا ما وضعت ، لذلك خاصة أن مأساويا ضاعفه أكثر عدم إحساس المجتمعإيهام المرأة أن قانون الرجل يتماثل مع قانون لتستجيب للمنطق الذكوري ولمنطق الهيمنة، وتم

ستبراء من ضعفه ونقصه وخصائصه، هذا اال كل ما حاوله الرجل عبر المجتمع، إال أن نعكست صورة الرجل في أحيان أخرى في صيغة الوهن والضعف وذلك توافقا مع الواقع ا

هتزازات فرضتها العقد النفسية، ويمكن أن نذكر ة الرجل الفيلمية كثيرا ما عرفت االمعاش، فصور الرجل تم تمثيله في كما أن السد"، غتصاب الرجل في فيلم "ريحفي هذا السياق أمثلة تتعلق با

صفة شاذ في العديد من األفالم التونسية، السلبية الذكورية يمكن أن تكون بدورها صورة لسيطرة رة في تونس عبر رفضها المتحر و ما تعكسه صورة المرأة المرأة وعنفها الرمزي على الرجل وه

ث يمكن أن نتناولها من جانب آخر، حي ه االنصياع لرجلها، بل تعنيفه في أحيان أخرى،بل إن برزت سيطرة نسوية على الرجل الذي صار ضعيف أمام المرأة خالفا كما هو متعارف عليه، نحس من خالل األفالم التونسية نوعا من الخوف الذي يتأتى بصفة معقولة من التاريخ

للمرأة وحضورها. ة الذكورية أمام الصعود الالفته الخوف من فقدان الهوي ، إن 1"الحديث

أفالم قضايا االرهاب:-ج

تبقى السينما وسيلة ناجعة لتمثل قضايا تمس اإلنسان بشكل عام، فقد استحضرت السينما شكاالت إنسانية وكونية عاش حرفتها اإلنسان على المستوى الكوني، وتحمل العالمية قضايا وا

.126-125وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

155

سالم والحرب والبيئة والتهميش قلقها عبر الزمان والمكان، ونستدل هنا بتيمات بارزة كال .واإلقصاء وحقوق اإلنسان واإلرهاب وغيرها

فيلمه اإلرهاب وما يدور حوله، فإن غم من الموضوع الحي والمثير للجدل وهو عالم على الر إلى الموضوع نفسه ولكن من موقعه الجديد، موقع (مرزاق علواش)الجديد "العالم اآلخر" يعود

المخرج المقيم في فرنسا والذي يربط ويرسم المفارقات المتناقضة الصارخة بين حياة الهجرة في في حياتهم في الجزائر، حتى اإلرهابفرنسا والحياة في فرنسا والحياة التي يعيشها الذين مسهم

وعينه الواقعية الصميمة للنفوس نا نعرفالمخرج إن ياتهم، ينتظم عليه إيقاع حر الذي أصبح المحو 1نحب في هذا الفيلم الذي (مرزاق علواش)واألشياء ولألسف الشديد لم نجد

إبراز العنف الذي تعرضت له المرأة خالل (سعيد ولد خليفة)ل حاول فيلم "عائشات"الثورة على وضعها االجتماعي تريد الطموحة التي "( سلمى)العشرية السوداء من خالل الفتاة

ها المتردي ولتجسيد تحديها تهاجر إلى صحراء الجزائر، لتعمل هناك في قاعدة بترولية، غير أن تقع مع صديقتها ضحية االغتصاب والحرق من طرف غرباء هاجموهم ليال في المنزل الذي

إيالما عندما تزدادبصدمة عنيفة وتشوهات نفسية (سلمى)تعيش فيه، هذه الحادثة تصيب ، 2"يبهاإثر فقدانها لحبى ما هو سائد بعد عذاب نفسي ها تنتفض علستقبالها، لكن ترفض أسرتها ا

.وينتهي الفيلم بإنشائها لمركز يهتم بشؤون النساء ضحايا العنف لتعود البسمة إلى وجه سلمى

ياسمينة بها )س من رواية باالسم نفسه لكاتهو اقتبا 2007فيلم "موريتوري" المنتج سنة في ساعتين من الزمن، الرواية صفحة، جسدها )عكاشة تويتا( 200(تقع الرواية في خضرا

، أثار فيها الكاتب قضية من يقتل من خالل تلك اإلرهابعبارة عن معالجة جريئة لمرحلة طيلة عشرية كاملة دون جواب، وجاء الفيلم أمينا في تجسيد ما الفترة، هذا السؤال الذي ظل

ة واألطروحات التقليدية التي ألفها المشاهد في األفالم طرحه الكاتب، حيث خرج من النمطي

الهوية )مرزاق علواش آخر في )العالم اآلخر((، مجلة السينما، طباعة مجمع كورالي، ينظر، قصي صالح الدرويش، فيلم بال هوية لمخرج قوي -1

.16، ص 2001ديسمبر، -نوفمبر-العدد السابع .155-154منصور كريمة، اتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، م س، صص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

156

إنهاء فيلمها (يمينة شويخ بشيراستطاعت) 2002في سنة و "، 1اإلرهابالتي عالجت قضية ، وهذا العمل الذي تحصل على عد ة جوائز 2"عالنية باإلرهال فيلم يفضح الطويل "رشيدة" أو

لن يتمكن من رؤية النور إال بفضل تمويل أوروبي كل ي.

ن كانت هذه يتجزألسينما المغربية جزءا ال تعد ا من قاطرة السينما في العالم، حتى وا مس السينما أكثر قربا واستحضارا للمواضيع التي تمس المجتمع المغربي أكثر من التي تال

ة الثالثة عرف منعطفا غير مصطلح األلفي يعلم أن الكل ، في بعده الكوني اإلنسانكينونة ث غير ظهور ، حي 2001سبتمبر//11التاريخ الدولي وذلك إثر أحداث صيرورةمسبوق في

على التوجه السياسي واالستراتيجي انعكسمجرى األحداث في العالم، األمر الذي اإلرهاب وصفهما بالخير لمجموعة من األنظمة العالمية، بحيث تم تقسيم العالم إلى قطبين غالبا ما يتم

، بل عانت مجموعة من األقطار فقط الواليات المتحدة األمريكية اإلرهابوالشر، لم يمس ، منها أحداث اإلرهابيةن األعمال المغرب كان مسرحا لمجموعة م العالمية من ويالته، ونجد أن

أبريل/ بمراكش./28هى أركانة يوم بالدار البيضاء وتفجير مق /2003ماي//16

أحداث الدار البيضاء، وذلك عبر دبع اإلرهابلقد تطرقت السينما المغربية لتيمة ارا" ها فيلم "الدار البيضاء نه، ونجد من أهم نمائية الروائيةلبعض األعمال السياستحضارها

و..""خيل اهلل" (أحمد بوالن)( ل2007و"مالئكة الشيطان" ) (مصطفى الدرقاوي)( ل2004)(، ماحي بنينجوم سيدي مومن" للكاتب)"نو فيلم مأخوذ عن رواية ، وه(نبيل عيوش)( ل2012)

، ويعود ذلك رب ما إلى كون المخرج اإلرهابالسينما المغربية كانت متأخرة في تناول تيمة غير أن ، خاصة إن كان حدثا ربيةلم يساير بعد بشكل فعال وسريع ما يجري في الساحة المغ المغربي

ليست مثيرة بالقدر الكافي لجلب الجماهير اإلرهابسياسيا، رب ما يعتقد المنتج المغربي أن تيمة من األفالم العالمية، تم تقديمه في مجموعة اإلرهابكون موضوع المغربية إلى القاعات، و

ربي متخوفا من السقوط في التكرار.رج المغمر الذي رب ما جعل المخاأل

.194-193ينظر، م س، صص -1 .86م س، ص محمد بن صالح، الجسر السينمائي، -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

157

تسعة سنوات انتظرنا، بحيث اإلرهابيبدو جليا تأخر السينما المغربية في معالجتها لتيمة ( 2003بإخراج فيلم روائي طويل حول أحداث الدار البيضاء ) (نبيل عيوش)ليقوم المخرج

والتطرف محاوالت اإلرهابتجارب الحالية المستحضرة لتيمة تحت عنوان"ياخيل اهلل"، وتبقى ال راتالسلبي على تصو انعكاسهايات هذه الظاهرة الخطيرة ومدى محتشمة لرصد جذور وتجل

السينما وسيلة إبداعية رائدة وفعالة لتمثل قضايا إن [...]المغاربة عامة والشباب خاصة نساني وبيئي اجتماعيجمعاء، بما فيها ما هو اإلنسانية وذلك راجع إلى [...]وثقافي وسياسي وا

بمجموعة اإلنسانيةالذات انشغاالتة بعدها التوثيقي الذي يرسخ مدى تأثيرها على المتلقي وقو .1حرقتها على المستوى الكوني اإلنسانمن الهموم التي يعيش

أفالم قضايا الجنس: -د

، ال لتخريبها معا، وهذا ما يدفعنا النفس والفكروسيلة أساسية وفعالة لتهذيب تعد السينما ها لألسف الشديد تحتوي على إلى تحليل بعض النماذج السينمائية المغاربة، ال أقول شاذة، لكن

السينما ، فجرعات مختلفة النسب من حيث الخطورة بما كان على هويتنا وأخالقنا االجتماعيةلمآسي دة عن واقعنا األخالقي واة البعية الهوي مستلبسطة أفالم المغربية تفتض بكارتها بوا

إلصاقها بسينما الواقع. يحاولونمخرجيها ا مجتمعنا، رغم أن الحقيقية التي يتخبط فيه

الكثير من االمتعاض والسخط أكثر من (نور الدين لخماري)حصد فيلم "كازانيغرا" لموضوع الفرحة والمتعة، لجرأته الزائدة، ليس في معالجة موضوع ما أو قضية معينة، إذ أن

من النابية الكلمات وأحط الشتائم أغنى جلب على العجيبة قدرته في بل ،الفيلم سبق تناوله

والشباب المراهقين من وادهار نيكو ما غالبا التي العمومية الصاالت في وتفريغها الشوارع

شك وال ،الصادمة غةل ال هذه بسبب محالة ال الفيلم سيفقدها التي المحترمة األسر إلى باإلضافة

في ناجعة تكون قد خلقية كدعاية رب ما األسلوب، هذا استعمال وراء من آخر هدف للمخرج أن هنا

لمجتمعنا، واألخالقي االجتماعي الهم في نغمستا رؤية عن ونعب ر واقعنا نعري أن جميل !!نظره

. 105حتى 101ينظر، سعيد شمالل وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

158

تحت يلةوالفض بالفيلم مشبعة حمولة بين من إيقاظه الشريط حاول الذي األسلوب بهذا ليس لكن

في أصبحت التي مالقي هذه معاني بالتالي وبترت العام، مسارها في عرفت التي الواقعية ذريعة

نفسه المشاهد ليجد الحيوانية النزعة عن ازتهمي التي قةالمطل اإلنسانية روابطها من دةمجر الفيلم

غير ةذكي بطريقة معالجتها أو تفاديها الممكن من كان التي الضرورية، غير الل قطات بعض أمام

السرية. العادة يمارس وهو (إدريس) الممثل فيها يبرز التي الرديئة كالصورة للحياء، خادشة

عن أخرى راتتصو يحمل من غربي، تكوين ذوي خاصة المخرجين من هناك لألسف

بإشارة يمكنه المشاهد أن مع الواضحات إبراز في فيبالغ ،واقعه عن ابعيد المغربي، الجمهور

عنها، غنى في نحن وجوفاء مملة تفاصيل في الدخول دون والسمين الغث بين التمييز واحدة

الممكن من كان إذ بالضرورة، يةجنس ليست داع، دون الشريط في أقحمت أخرى لقطات هناك

أو شخصياته ديجر األحيان بعض في الفيلم نجد كما بذكاء، منها االستفادة أو هامن التخلص

بالمفهوم واضحة مركزة، قصة لنا يبلور لم هأن كما الديكور، حساب على البطولة دور من أحداثه

إلى بالمشاهد الدفع دون واحدة، سلة في هاكل األحداث خيوط تجميع إلى تهدف عليه، المتعارف

،اإلخراجية الرؤية عن بعيدة تكون قد متخيلة قصة لتكوين األحداث نسج سبيل في طاقته استخدام الضياع إلى بالمشاهد يدفع مما السرد، في السالسة إلى ملحوظ وبشكل االفتقار جانب إلى هذا

.األحداث تالحق ةسرع وبين جهة نم والشخصيات الديكور متاهة بين

حالوته تتذوق راهنة، بآنية تعيشه الحياة، من لحظة الحقيقة في هو الصنع المثقف الفيلم

من الزوايا، المختلفة بأبعادها رسائله واستنباط رموزه تفكيك في نهايته بعد لتنطلق اإلبداعية

له الفيلم أن أنكر ال لنا، بانتمائنا يشعرنا متأصل وحوار د،جي وتصوير بعناية مختار موضوع

األفالم سجل في وتثبته المغربية السينما تاريخ في عاليا به ستسمو كانت مضيئة عد ة جوانب

البيضاء" الدار فوق تحلق ال "المالئكة أو ،(عيوش نبيل)ل زاوا" ك"علي ومضمونا، شكال الناجحة

والتركيبة المحتوى ضعف ولوال[...]أو ،(كمال كمال)ل المغربية" "السمفونية أو ،(عسلي محمد)ل

.والشتم السب من بالمائة 50 من أكثر على احتوى الذي للحوار البنيوية

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

159

من نةعي عرض إذ االجتماعي، سياقها في األحداث خلقت جوهرية فكرة من الفيلم نطلقي

تكثيف وحاول الحالي، شكلها في البيضاء الدار مدينة تعيشها التي والمتناقضات السلبيات

كينونتنا أعماق في الضاربة بالعلل الحبلى بالذات المرحلة هذه لزوايا نةالمكو لعناصرا

مسار حكمت التي المتقنة السينمائية لغته بالغة إلى افةإض الفيلم، ةقو تكمن وهنا تماعية،االج

تستطاعا الصادمة، العنيفة حواره لغة على الشيء بعض غطى شكليا جماال وأعطته ةالفني رؤيته أو الكحلة )الدار لةفاض غير أخرى مدينة إلى البيضاء رالدا بمدينة تنتقل أن الفيلم كاميرا

عبر ذلك في وفق وقد األولى، في المتجسر الخلل مكامن تختزل أن المخرج أرادها السوداء(

في المؤثرة حظاتالل على تقبض أن زواياه بعض استطاعت الذي المحترف المتقن التصوير

الذي للفيلم يحسب وهذا التجريدي، شكلها في الزمنية يرورةوالص الصورة بين زاوج قالب في لم،الفي

.يالسينمائ دبي مهرجان في التصوير جائزة على حصل بالمناسبة

تقف لمدينة كوصف المخرج استخدمه الذي نفسه العنوان الفيلم في إشعاعا العناصر أكثر

حياة والعنف، ةللقو إال تستجيب ال حياة وبشاعتها، الحياة لقسوة وعالمة مالقي واهتراء للضياع رمزا

الذي الشاب عند اجلي ذلك لنا يظهر وقد فيها، لالنتماء وجود ال حياة الوطني، الحس عن بعيدة

بطاقة في حلمه معه حامال المجهول نحو مغادرتها السبل بكل وحاول مدينته، في العيش من ضج

تداول كيفية أن كما البيضاء، الدار عن البعد كل بعيدة أخرى مدينة صورة تحمل تفارقه، ال

برازو الفيلم داخل الرمز العنوان بشاعة المخرج، لدى متميزة حترافيةا أظهرت ذكية، بطريقة معناه ا

نجح ما وهذا الدنيئة، أساليبه في ومجاراته لغته مع التفاعل إلى األحيان بعض في تدفعنا الواقع

الشر بقوة دفع المعاش الواقع مع المتكافئ الغير فالحوار الرئيسية الفيلم شخصيات تشخيصه في

خارجا الهجرة حتى حولهم المتواجدين األشخاص باقي هانيتو خارجا االندفاع إلى داخلهم نةالكام

وهمية. وصور بطاقات من عزاؤه ستمدي ساذجا حلما أصبحت

نظرتهما اختالف رغم يةقو صداقة نهمابي وحدت وعادل كريم ،شابين عن الفيلم يحكي

المتشابهة، العيش ظروف هذا من واألهم واحدة، وبناية واحدا وحيا واحدة، مدينة أن إال للحياة،

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

160

غير ومغامرات خطوات عدة على لإلقدام دفعهما مشترك، واحد بمصير وربطهما جمعهما هذا كل

.البيضاء كالدار مدينة في قالتحقي الصعبة المهماأح استخالص سبيل وفي محسوبة،

متفرقة صغيرة أحداث هناك توجد ما بقدر معين رئيسي حديث هناك ليس الحقيقة في

على متفاوت بشكل أثرت ثانوية أخرى شخصيات فلكهما في يدور رئيسيين بشخصين مرتبطة

جوانب أهمل هأن إال السينمائية، لغته واحترافية الفيلم في الصورة جمالية رغم ،األحداث صيرورة

للمغاربة الموجه والخطاب سينمائيا التقدم يمكننا كيف إذ خصوصيته، له كمجتمع تمسنا ةمهم

تتساقط االستفهام عالمات تجعل غريبة بأحرف المرقونة الدالالت من العديد ثناياه بين يحمل

بعد ليغدو خيرا، فيه نستبشر فيلم كل في بل وحده "كازانيغرا" في ليس )النهاية( كلمة كل بعد علينا

وأسلوبهم أفكارهم في الغرب مزاحمة من كفانا غط،الل من ضربا السينمائي التقدم عن الحديث ذلك

في ولنا وتقاليدنا حضارتنا مع المتوافقة المحافظة السينما من العبرة لنأخذ لهم، إال يصلح ال الذي

ذوقنا على تتعدى أو األخالقية، مهاقي عن تتخلى أن دون عالمية، جوائز حصدت عد ة أمثلة ذلك

.1كثير وغيرها الفلسطينية والسينما اإليرانية والسينما السورية كالسينما العام

سياسي اهتمام أي للشبان ليس نيغرا" "المغرب ليصبح إسمه تعميم يمكن "كازانيغرا" فيلم في

تنظيميا الحشيش، قطع وليس السياسة في الحلول توجد" التغيير، تصنع التي هي السياسة أن مع

دمجر تكون ال لكي تقاتل فهي ةحزبي لشبيبة تنظيمات من تبقى ما وحتى األحزاب، شبيبة تراجعت لألطر وخزانا مدرسة كانت والتي المغرب، لطلبة الوطني االتحاد نقابة الهرمة، لقياداتها ذيلية أداة

مناطقية لجينات فيها الفصائل وحتى ،ةمتناحر فصائل دمجر أصبحت الشابة القاعدية السياسية

التنظيمي الحس لضعف الوضع هذا يرجع ال خبزية، مطالب يعتبرونه الرفاق كان بما تكتفي

شبيبة هي اليوم المغربي المشهد في البارزة فالشبيبة السلطة، لعنف أيضا يرجع بل فقط، للشبيبة

مة،محاك دون مسجونه إيفني انتفاضة نظمت التي الشبيبة وأيضا السجون في الجهادية السلفية

الدولي المعرض ومقر ل،األو الوزير حزب مقر أعضاؤها حتلا التي العاطلة الشبيبة وطبعا

، 2010ينظر، فؤاد زويرق، خطاب الصورة المتخيل والواقع، قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، منشورات الفوانيس السينمائية، الطبعة األولى، -1

.48حتى 44ص

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

161

تدني السياسي، والتنظيم والوعي ضعف يهيمن النشطة يةاألقل هذه عدا البيضاء، الدار في للكتاب

ذا االنضباط، ةوقل التعليم مستوى على دوالر ثمن من أقل ينفق المغربي المواطن أن عرفنا وا

.الوقاحة نقيض هو الوعي؟ هو ما جلية، الصورة تصبح ،1"يوميا والترفيه الثقافة

شكاالت قضايا بعد ة المغربية السينما في الجسد يرتبط تسليط مائيالسين النقد يستطيع لم وا

ةالفيلمي اإلبداعية العملية تدور تكاد إذ فيلم، كل مسار داخل كبيرا تأثيرا ويمارس ،عليها الضوء إستيهاماته، رغباته، حركاته دة،المتعد ومشكالته قواه وحول للجسد اإلبداعية التمثالت حول

يمكن الو والخطابات المعايير كل تتجاوز أن يمكن التي إحاالته الصورة، إطار خارج امتداداته

والسياسية والثقافية المعرفية سياقاته في وضعه خالل من إال المغربية السينما داخل الجسد فهم

السينمائية. للمهن لمحركوا األفالم في المركزية األيقونة باعتباره وذلك والتاريخية، والدينية

أن إال ،الحر السينمائي التعبير أمام كبيرا عائقا بالمغرب السينما بدايات منذ الجسد يشكل

يبلورونها المغاربة المخرجون بعض بدأ التي الجديدة السينمائية توالتوجها الرؤى بعض ظهور

بصفة الحياة في التفكير من بنوع أفالمهم في الجسد تناولوا ثحي تدريجي، بشكل ذلك كسرت

ونرجس السالمي وعزيز عيوش ونبيل لقطع القادر وعبد الدرقاوي مصطفى) مع ماالسي ةعام

التحريمية أو المحتشمة الرؤية تكسير المخرجون هؤالء طاعستا ثبحي (،مفتكر ومحمد النجار

األجساد وبدأت أفالمهم داخل ما نوعا الوجوه رتتحر !للخطيئة ومدخال للفتنة مثيرا باعتباره للجسد

المغربي. المجتمع في الثاوية فكاراأل عن بصريا تكشف

حركات وتوجيه استثمار على تأسست جديدة بصرية ببالغة الجسد المغربية األفالم فتوظ

اعتبر لقد مرجعياتها، عن والكاشف الفيلمية الشخصيات فكر عن األساسي رالمعب الوجه فكان

الحياة عن اليوم فصلها يمكن ال الجسد (LES POSTURES) وأوضاع مواقف أن (دلوز جيل)

ربط خالل من عتستطي السينما ألن كر،الف مرآة هو بل بسيط، وسيط دمجر ليس فالجسد والفكر،

قد رمتحر بشكل الجسد تناولت التي المغربية السينما أن هذا من يفهم والفكر، الروح بين الصالت

.19محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

162

التداولية السياقات نطاق في األفالم بعض حصرته الذي للجسد التقليدية الرؤية مع قطعت

عبد) أفالم في الجسد مثال، العام الحياء يخدش وال الناس بين مقبوال الفيلم تجعل التي العادية،

،ةالفيلمي حظاتالل ل لك رمطو إلى ليتحو ويستفزها، األحاسيس يحفز ومثير، جذاب لقطع (القادر ماسي الزمن مطبات وتجاوز الحركة ينتحي على السينما داخل للجسد فيه والمفكر االستثمار يساعد الواقع، في يقع ما وفق األحداث تأويل إلى رتهناني هماألن واالنزياح باإليحاء األمر يتعلق عندما

مع نتعامل أن يمكن ال الذي موسى" أبي "جارات فيلم في تستشفه أن يمكن الذي الوضع وهو

عليها. يستند التي الصوفية مرجعيةوال األحداث تحكم التي الفترة إلى بالرجوع إال فيه الجسد

ما فإذا[...]الفكري عمقها إلى نصل أن لىع ما فيلم لشخصية الجسدية المالمح دناتساع ال مالمحها أن يظهر (السيد والد داوود)ل السويرتي" باي "باي فيلم في "الراقص" شخصية تناولنا الظاهرة، مواقفها تعكسه ما وذلك الماضية تجاربها تتضمن ولكنها الراهنة تجربتها إلى فقط تشير

خزانا باعتباره ماضيها خالل من جسدها تصوير يعني يوميا تعيشه ما خالل من تصويرها إن

"الراقص" لشخصية اليومية المواقف تضع ،المستقبل لها يظهره أن يمكن وما الماضية لتجاربها

موقف ربط إلى الدوري المنطق وفق بالتالي هذا ويدفعنا والمستقبل، الماضي سؤال أمام الجسد

في (أنطونيوني) طريقة (السيد اوالد داوود) يستقي الزمن، ومع الفكر مع مترابطة عالقة يف الجسد

الوجود ثقل عليها يظهر والتي باطنا المتعبة ظاهرا، المنتعشة األجساد من النوع هذا مسارات رصد

لألحداث. البسيط التعاقب على اعدةمس أدوات دمجر وليس للزمن امتداد باعتبارها

يفه بينها، فيما المواقف اتساق خالل من المغربية السينما داخل نفسه عن جسدال ريعب ن مسبق، بشكل معطاة فيلميةال القصة عن مستقلة ليست منسقا بصفته اإلخراج عامل يتدخل ماوا

نفهم لذلك الفيلم، بنية داخل وغيرها والقصة الحركة على المعنى طابع يضفي لكي المواقف بين

العام المعنى يقوض ذلك عكسألن داللتها وقوة المواقف تلك أهمية قطاتالل توالي خالل من

كيفية بل لقطة، أو مشهد داخل منفردا ما شخصا نرى أن يهم فال الفيلمية، الحركة لمنظومة

الفكري الموقف لنا وتبرز قيمتها الوحدة تلك تعطي التي هي الموقف عن الحركي التعبير

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

163

رجعنا إذا إال السالمي( ل)عزيز الحب" "حجاب فيلم شخصيا نفهم نأ يمكن ال مثال ،للشخصية

لها نختار نافإن الشخصيات تصرفات رنصو ندمافع حياتنا، في األشياء ورمزية مواقفها إلى

يديولوجية فكرية اتمسار .للحركة تقنين اإلخراجألن ومالمحها وأوضاعها حركاتها تناسب وا

هاألن األجساد تقطعات تنقله شيء كل والحوار، الكالم إلى حاجة دونما الفكر نفهم أن يمكن إلى السينمائي الفيلم داخل الشخصية تحول التي الوسيلة هاأن كما السينمائية، التعبيرية مصدر

الحركات تنظيم في ذلك يساهم بينها، فيما المتفاعلة البدنية والمواقف العالقات من دالة مجموعة

أو وجها نشاهد عندما جزئي، أم كلي بشكل سواء متنوعة لقطات وداخل ،لتواءاتواال واالنكسارات

بقية عن ينفصل الوجه ذلك بأن نقول أن نستطيع ال فإننا كبيرة لقطة إطار في الجسد من جزءا

عبر المعنى تصنع واالختصار، والتقطيع الحذف على تعتمد إيحائية لعبة السينما الجسد،

تكشف أن يمكن فال والتأويل، اإليحاء أساس الوجه للتأويل، شاسعة نياتإمكا وتتيح التفاصيل

على يحيل قد الساق أن كما الوجه، عنها يعبر أن يستطيع التي القوة بنفس التعب عن للساق لقطة

األحاسيس الجسد يثير المعنى، تضبيب في تساهم ما بقدر التعب فكرة توضح ال أخرى تأويالت

والكلمات. اإلشارات خالل من الشخصيات معالم تتضح إذ واألفكار،

البحث بواسطة اإلبداع على لها متداداا ربيةاالمغ السينما تعتبر التي ثةالحدي السينما ترتكز

تنقالته ضبط يتم الجسد، لغة وتحويل وتطويع تطوير عبر المتجددة اإلنسان عواطف دواخل في

يعطي الذي هو المواقف توالي ألن بينها، فيما األجساد عالقات نسيج في والتحكم الفضاء داخل

غير راتتصو تخلق أن الجديدة المغربية السينما استطاعت معقوليتها، حظاتوالل المشاهد

فقط. الجسدية تمثالتها زاوية من مائيةالسين الشخصية تناولت حيث السابقة االنتاجات في معهودة

المغربي اإلنسان رؤية تعكس لغات خلق ةبغي الجسد توظيف في دالجد المخرجون اجتهد

ترتديه الذي باسوالل األجساد تلجه الذي الديكور بنية عكسته ما وهذا وأعضائه، لحواسه

اإلخراجية التصورات تباين على الوقوف الطفرة هذه تأمل يتيح[...]ذلك ترافق التي واإلكسسوارات

فضاؤه جسد فلكل أفالمهم، اخلد للجسد تصوراتهم وضوح خالل من المخرجين هؤالء لدى

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

164

نارته فالجسد فقط، عالئقيا تصورا وليس لألجساد بصري رتصو العمق في السينما أن بمعنى ،وا

هو ما عليه فيغلب (لخماري) عند اأم بصري، هو ما خالل من يتبلور (بنسعيدي فوزي) لدى

للجسد فنيا ستثماراا يخلق امم (،السالمي عزيز) لدى عليه المسرحي الطابع طغى حين في صوتي

داخل الجسدي التباين من النوع هذا يساهم بينهما، ةالفني الروابط ويقوي معا والمسرح السينما داخل

واالحتفالي، اليومي بين والتخيلي الواقعي بين يتأرجح الجسد جعل في الجديدة المغربية السينما

.السينما لذة وتلك استيهامي، هو ومما بصري هو امم قريب ذلك كل شفا على يقع جسد

بين الحاصل والصراع الحب خالل من للجسد للمخرج تمثل الحب" "حجاب فيلم يبرز

النظر وجهة إلى فأكثر أكثر (قصاري ياسمين) لمخرجته "الراكد" فيلم في الرؤية تميل الشخوص،

بما ترتبط التمثالت عفمجمو للجماعة، الثقافي الكيان داخل الجسد نستثمر حيث األنتروبولوجية

ضافة إجتماعيوثقافي هو الشخصية رؤية تنعكس إذ وجمالي، وميتافيزيقي بيولوجي هو ما إلى وا

تتأسس التي النوعية القفزة هذه من غمبالر لثقافتها، المرجعية الظروف إطار في لجسدها الفيلمية

من بعض ومنهم ينالمخرج من العديد فإن المغربية، السينما في الجسدي الخطاب ةأهمي على

المركبة والشخوص المهمشين أجساد تصوير مستوى على خاصة تاألكليشيها مطب في سقط

الستثمار ةفني ذرائع عن المخرجون بحث رهايبر ال والتي المستهلكة، والتقليعات المجاني فوالعن

التأثير حجم يبرز ،هو كما نقله وليس التوظيف ذلك إلى يرمي الذي التجريد هو المهم ألن الجسد

تجاوز يستطيعون ال فهم المغاربة، السينمائيين على االجتماعية الوقائع تمارسه الذي الكبير

محمد)ف السينمائية للشخصية (HABITUS) الس مت بلورة في تؤثر التي الجمعية المواقف

بما المجتمع عن ينفصل ال بشكل الجسد ونيصور مثال (النوري وحكيم بنجلون وحسن إسماعيل

وضغوطاتها. حمولتها بكل الجتماعيةا الوقائع من أفالمهم تنبعث الحميمية، قطاتلل ا ذلك في

وعندما وراء، ما كشف يستطيع وال المعيش اليومي عتبة عند يقف المشاهد يجعل ما هذا

أشكال من شكال الحوار تصوير ويصبح ،ذلك عن كاشف إلى يتحول الجسد فإن العكس يحدث

يظهر أن يمكن فال الجسد، عبر اممتد الزمن جعل إلى هوظيفت تتحول الذي الجسدي التعبير إبراز

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

165

الحديثة السينما تحاول ذلك عكس الكالم، خدمة في تكون التي لغاته خالل من إال لجسدا موقف

لتواطؤاتل تخضع التي التقليدية والعواطف األحاسيس موت حساب على كيانها تبني أن

صناعة تتأسس (دولوز جيلتعبير) حد على الحركة لحلصا الحكي قتل إلى وتسعى االجتماعية

الفيلمي. المتن داخل كبرى قيمة الجسد يجعل فني أسلوب إبراز على اليوم السينمائية الفرجة

رسال بعث على المحفز فهو المغربية السينما في كبرى قيمة الجسد سؤال يظل مع الصور وا

رالصو تقدم ال والنسخة األصل المتناول: الموضوع تجاه األفالطونية المسحة بجاذبية االحتفاظ من يةبصر خدع أو توهيمات عبر ذاتية طريقةب تلتقطها لكنها للحياة الموضوعية الحركة دائما

إنتاج في األجساد دتعد يساهم د،بالتعد المغربي الفيلم في محكوم فالجسد خاص، فهم خلق أجل

لها يحصل أن يمكن ال إشارة أو حركة أو قصة أية أن السينما درس يعلمنا ومتنوعة، كثيرة مواقف

حد في تشكل ةالمسأل وهذه لألجساد، كبيرة بحرية رونةمق كانت إذا إال المتعة، كتمالا االكتمال،

يظل حي سينمائي لمشهد تصوير فكل الجسد، مع تعاملها في المغربية السينما أمام عائقا ذاتها

إلى اإلشكال هذا يحيلنا الجسد، في الكامنة والرغبة والطاقة اإلرادة يقطع هألن بالخيانة مقرونا

الجسد مع مقارنة ةبالقو يتمتع المشاهد جسد أن ذلك المتفرج، بجسد السينما داخل الجسد عالقة

ردود تتبع خالل من ذلك نفهم أن مكنوي التسجيل، مسألة من لاألو رلتحر نظرا يشاهده الذي

العري. أو الساخنة قطاتالل أو ةالتحريشي الحركات بعض ظهور أثناء المشاهدين أفعال

يعطي األخرى والدولية العربية األفالم من العديد شأن ذلك في شأنه المغربي الفيلم أن يظهر

المسرح داخل كبير بشكل رةمتحر تكون التي الجسدية التعبيرية من أكثر )الحوار( للكالم ةاألهمي

نماالسي تتيح[...]منه خاصة أعضاء تستعمل أو تعبيراته تقطع وبالتالي الجسد، تجزئ السينما ألن

المخرجين بعض إقدام وعدم المشهد-للقصة توظيفها خالل من أكبر تعبيرية ةحري للجسد المغربية

إلى ترجع وأخرى اإلنتاج إلى تعود ظروف بسبب وذلك همألفالم الكثيف التفصيلي التقطيع على

رؤيته من بعض يضيف مخرج فكل وسياسية، وثقافية اجتماعية ظروف عن فظال بالمسرح تأثرهم

ومومن المعنوني أحمد) ألفالم بالنسبة الشأن هو كما الخاصة السينمائية لغته خلق قصد

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

166

إيقاعات تتبع هاألن غاربةملل الشفاهية الثقافة ناتمكو بعض مع كبير حد إلى تنجم التي (السميحي

زمكانية.ال الرموز مستوى على عد ة وتنويعات مستويات على عيشها وأنماط

CADRE) الصورة إطار ضمن المغربية السينما من النمط هذا في الجسدي الخطاب يتشكل

DE L’IMAGE) الكاميرا موضع مع الممثل يتأقلم إذ وحدته، ويمنحه الخطاب يوحد الذي ماالع

كراهات المخرج وتوجيهات تمنح خصائص وتلك[...]يجسده بما واإلحساس الحوار اإلنارةوانسيابيةوا

يضيف مناسب، مغربي سوسيوثقافي سياق في وتوظيفه تقديمه ثحي من خاصا تميزا للجسد

على الخاصة لمسته والتشخيص، التقمص على تجربة كاتهحر بإتقان بخبرته بتكوينه، الممثل

التي الخاصة سيادته ممثل فلكل إغفالها، يمكن مسألة وهي المغربية، السينما في الجسد دالالت

لخصوصية وضبطه وسحناته وجهه تعبيرية خالل من خراآل عن واحد كل يتمايز أدواته، تطبع

أن إال[...]مثال (بصطاوي محمد) وعن (يخب محمد) عن يختلف (مفتاح محمد)ف شخصية، كل

المسرحية خبرته من االستفادة على منهم واحد كل وقدرة تجربة خالل من يتجلى بينهم الفارق

تقان الفارق. إدراك مع السينما داخل استغاللها وا

عن ابتعاده خالل من المغربية السينما داخل المغربي للممثل الجسدي األداء ةهيمن تتضح

لقد والجسدية، الحركية المنظومة بنفس يجسد البعض جعلت التي الحركية النمطية في السقوط

وضع الجسدية التلقائية على تتأسس التي المعبرة العفوية إلى يصلوا أن الممثلين بعض استطاع

على ماسي المركبة األدوار بعض أداء أثناء منهم الكثير على يظهر الذي واالنقباض االنشداد

يتلذذ أو فرح بوجه يتألم البعض أن حظنال ما غالبا الداخلية، واألحاسيس والرغبة الل ذة مستوى

ن أ المغربية الروائية األفالم بعض تبين،و الجسد؟ صوت يغيب معنى بأي !منقبضة بمالمح (VOIX OFF) الصوت ويعوضه الصورة إطار عن يغيب حين ةأهمي أكثر يصبح الجسد حضور

االندماج، في المشاهد رغبة يثير بشكل األحاسيس تنقل التي وتموجاته نبراته إنسياب خالل من

التأويل باب ويفتح الممثل جسد ديجر فرجوي فعل إلى الصوت عبرها يمر التي الصورة لتتحو

(.السيد أوالد داوود) المخرج أفالم إلى نشير ذلك على وكمثال مصراعيه على

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

167

بها اإلحاطة نستطيع فلن المغربية السينما داخل الجسد تبدالت رصد تتبع حاولنا مهما

عن اءالنس فيها وتتباين آخر إلى سيناريو ومن مخرج إلى مخرج من تختلف هاألن تام بشكل

ما وهو ، واالستيهامات بالفانتازيا مقرونا السينما في الجسد يظل [...]الكبار عن واألطفال الرجال التحول له تتيح التي الدرجة إلى والجمعوية الشخصية بهواجسه مخرج كل يشحنه كي طيعا يجعله

محمد) فالمأل بالنسبة الشأن هو كما دالة موضوعاتية، جسدية متواليات خالل من والتعبير

معروفون، وممثالت ممثلون يجسدها التي الشخصيات من اإلكثار على تنبني التي (إسماعيل

التعبيرية.و الجسدية طاقاتهم حيث من متباينون

أخرى وهناك الفيلم عبر الممتد ظهورها خالل من إيحائيتها تبرز التي األجساد بعض هناك

قيمة كانت مهما المتلقي خيال في اختفت ولو دائما ليظل لاألو الظهور منذ مستمرا إيحاؤها يظل

مثال االعتقال سينما في يختلف فهو يؤطره، الذي الموضوع إلى السينما في الجسد يترهن دورها،

ةالسينمائي أدواته من المتمكن المخرج أن كما السياق، بحسب آخر موضوع وفق جسدال عن التعبيرية طاقته تدفق في تساهم إخراجية رؤية وفق سدالج يموضع أن يمكنهفني بحس والمتميز

المرئي بين الجدل على ترتكز التي الخاصة تشكيلته السينما في للجسد واإليمائية والحركية

جدلية بأسئلة توحي مقاربته يجعل ما هذا خارجه، هو وما اإلطار في ظاهر هو ما بين والمتخيل،

.1جسد؟ بدون السينما قيمة ما الجسد؟ لغة عن بعيدا نماالسي رتصو يمكن كيف قبيل من مفتوحة

صورة على االشتغال تنوع ثحي مختلفة لمواصفات التونسية السينما في الجسد صورة تتجلى

ن هألن ،انسحاقها هو أكثر عليه التركيز تم وما التونسية الفيلموغرافيا في المرأة قد تونس كانت وا

استباحة من يمنع لم ذلك فإن ةعام واألسرة المرأة لحماية صيةالشخ األحوال مجلة إنشاء عرفت

من النامي العالم المجتمعات خاصية يمثل ما وهو الذكورية، المؤسسة قبل من األنثوي الجسد

وسايرتها الواقع حقائق تمثلت سينمائية صورة شكل في الواقع ذلك انعكس ثحي تونس، بينها

كثيف بشكل التونسية سينمالا اهتمام إن أخرى، أحيانا فيه مبالغ بشكل أكثر وضخمتها أحيانا

.228حتى 207ينظر، محمد اشويكة، السينما المغربية، رهانات الحداثة ووعي الذات، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

168

السائدة، المأساوية للصورة تلخيص ومادية معنوية صيغ عبر استحضارها من جعل المرأة بقصة

الفيلمي التراكم في التأمل يفضي المعاش، الواقع بصدد قاتمة يةرؤ الفيلمي المتخيل جعل مما

تحت واالنسحاق االجتماعي العرف لسلطة الخضوع خالل من المرأة صورة اختزال إلى التونسي

النفسية العقد تكثيف في وساهمت األنثوي، الجسد عزلة دعمت التي الذكورية السيادة سيطرة

توجيهها مستوى على خاصة األنثى توجهات تسيير تفرض التي يةاألبو السلطة أسيرة المرأة لتكون

زواجها البنت والد يرفض حيث "صراخ" فيلم المثال سبيل على عكسه ما هإن الزواج، مؤسسة في

يدية.تراج نهاية في حزنا موتها في تسبب مما قادرا عمال يملك ال هأن بدعوى هادي من

شخصية خالل من "سجنان" فيلم في كما التونسية، الماألف من العديد في المشهد هذا ريتكر

يال اآلخر المنحى تحبه، ال رجل من عنها غصبا تزويجها (الطيب) سي أبوها يريد التي أنيسة أو بشكل المحافظة عليه تغلب المجتمع سائد، اجتماعي كعرف التونسي المجتمعي المنطق يتخذه

صيغة يؤجج سلبي موضع في ووضعها العام، ءالفضا في الحضور من نثىاأل رمحر هو بآخر،

جيل أفالم على التونسية للمرأة السلبية الصورة هذه تقتصر لم تعيشها، التي والعزلة االنغالق

مثل تونسيات مخرجات بأعين صورت أفالم أظهرت حيث اليوم، حدود إلى تواصلت بل معين،

مضطهد ناقص كائن هاأن اعتبار على لألنثى إقصائية مشاهد و"الدواحة" القصور" "صمت

المحافظ. اإلسالمي المجتمع وقوانين األعراف قدر تحت ينسحق

قدرها تسيير في واالجتماعية األبوية السلطة تحكم خالل من المرأة جسد استباحة تقتصر لم

فهذا والمعنوي المادي العنف ذلك من أخرى صيغا ليشمل ذلك تعدى بل فحسب، عالقاتها وتدبير

من خاصة العنف ويبرز والشهوات، الرغبات تحقيق كيان بمثابة كان ما غالبا الضعيف الجسد

آخر منطق من القصور" "صمت فيلم في كما الجنسية الرجل باتلرغ القسري اإلرضاء خالل

األنثوية للذات السلبية ةالرؤي تجاوز تحاول تجديدية سينمائية رؤية تعكس أن الصورة حاولت

السبعينيات، فترة من انطالقا حضارية وقفزة راتتطو من المعاش التونسي الواقع مشهد مع تماشيا

البورقيبية الرؤية تشجيع خالل من التونسي للمجتمع الفعلي لالتحو بداية الفترة تلك شكلت لقد

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

169

بناء في الفاعلة والمساهمة العمل في المرأة حقوق لضمان سعى ثحي للعمل، المرأة خروج على

عيالو بداية ثانوية أو أساسية بصيغة األفالم من العديد طرحت األساس هذا على الحديثة، تونس

التسعينيات بداية في فعليا تجسد سينمائيا الجسد رتحر أوج أن غير ية،التونس للمرأة الحداثي

.1السطح" "عصفور فيلم مع خاصة

مالمح" بعض إبراز في مواجهتها تسعى قد التي واإلشكاالت القضايا بعض نرصد أن حاولنا

األدبيات في المعروف من المغاربية، والتيماتيكية...للسينما ةوالفني ةالجمالي الخصوصيات

هو ما ضمنها يتقاطع التي والخطوات المراحل من مجموعة عبر يمر فيلم أي إنجاز أن السينمائية

كوثيقة الفيلم بلورة أجل من تتضافر عوامل وهي ،2"ولوجستيكي... تقني هو وما ليتخي إبداعي

المخرج. الختيارات يخضع فني بأسلوب إنسانية قضية تعالج بصرية

المعاصرة: المغاربية فالماأل مضامين-2

تمهيد:-

العالميةالوطنيةو القضايا تواكب التي واإلبداعية الثقافية الروافد إحدى السينما تعتبر

تأثيرا األكثر السينما تبقى والصورة، الصوت بين الجمع على لقدرتها نظرا ،عام لبشك اإلنسانية

واالجتماعية والوطنية اإلنسانية االنشغاالت لتمثل األمثل لةالوسي هاألن وذلك المتلقي، على

في المغاربية السينما كانت مدى أي فإلى عليها، والعميق الفاعل االشتغال وتكشف والسياسية

عن تعبر ULTITHEMESM متعددة تيمات عن عبارة السينمائي الفيلمف"،3اإلنسانية القضايا خدمة

أو المحلي بالمجتمع األمر تعلق سواء ،ما لمجتمع واالقتصادي والتاريخي والسياسي الثقافي الواقع

األحيان غالب في تثير التي المعقدة، ديةالتعد هذه عن يخرج ال بدوره المغاربي والفيلم العالمي،

.التيمات دالمتعد الفيلم يحب وال ،4"البداية منذ العقدة أن يعرف الذي المخرج استياء

. 125حتى 122ينظر، وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -1 .10ة، رهانات الحداثة ووعي الذات، م س، ص محمد اشويكة، السينما المغربي -2 .92ينظر، سعيد شملول وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -3 .87محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -4

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

170

لها كان واجتماعية، واقتصادية سياسية تغيرات األخيرة السنوات في المغاربي المجتمع شهد

الفني اإلنتاج على تؤثر االجتماعية ةالبني في راتالتغي أن وبما الثقافية، الحياة على الكبير األثر

بين عيجم أن يمكنه الذي السابع الفن هذا السينما، فن على بالضرورة تؤثر فهي عام، بشكل

تأثيرا تؤثر المجتمع حياة في التغيرات أن ديحد الذي المفهوم هذا من وانطالقا الفنون، مختلف

التي راتوالتغي المغاربي المجتمع على تمر التي األحداث فإن السينمائي، اإلنتاج على تفاعليا

.اآلن وحتى نشأتها منذ العربي المغرب في السينما مسيرة على أثرها لها كان عليه طرأت

بوصفهم واجتماعيا سياسيا المغاربي الواقع بين ةالجدلي العالقة تلك نلمس أن يمكن هل

األفالم هل أخرى: بصيغة الثالثة؟ ةاأللفي أفالم في المواضيع تلك عن الكشف وأداة مواضيع

خاصة نة؟وأما بصدق المعاش الواقع عن ثامالل إحاطة استطاعت المعاصرة المغاربية السينمائية

معلوم األخيرة؟ اآلونة في المغاربية السينمائية الساحة على طغت التي المشترك اإلنتاج سياسة مع

الحوار تفي التي الصغيرة النقط تلك غافال العاطفية، وبالشحنات بالمضمون أساسا ينشغل من أن

في الالد أن مناعل إذا وخصوصا الدال، حساب على بالمدلول مرتبطا منتوجه يأتي والل قطات،

ذلك وغير والمونتاج، واإلنارة التصوير جمالية خالل من ويدرك بالعيون يشاهد السينمائية غةالل

طريقة أي ،اإلخراجية الرؤية على لاألو الرهان يكون المخرجين لبعض بالنسبة اتالتقني من

بين واضحا فرقا هناك ألن ،ملللفي المحورية الفكرة مكانة ما ترى يا لكن الموضوع، في التحكم

من لدرجات الفيلمية المعالجة طريقة في البعض يلجأ كيف علمنا إذا وخصوصا والموضوع الفكرة

يمكننا ال هألن ذاتها، بحد إشكالية وهذه المعنى، إدراك فيها يصعب الترميز في واإليغال التشفير

.1وبنائه إنتاجه شروط من وكذا صورة، أو لفظ كان سواء المعنى، طبيعة من االنفالت

االجتماعي: المضمون-أ

مستويات من والرفع المعرفة إلنتاج حقيقية آلية السينما تظل "العشرين القرن نهاية ظهور منذ

لرهانات توظيفها خضع تم ومن سواء، حد على والمجتمع للفرد والفني الجمالي والذوق الوعي

.63ينظر، أشرف شتيوي، السينما بين الصناعة والثقافة، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

171

ومدى السينمائية للممارسة المسبق بالفهم يرتبط وجودها سبب جعل ،1"واضحة وسياسية ثقافية

.الحقيقية وقضاياه المجتمع راهن عن انفصالها أو ارتباطها

مالقي هذه كانت سواء جديدة وأفكار مقي تقديم في اتالسنو مر على السينما صناعة شاركت ةمهم اجتماعية وثيقة السينمائي الفيلم أن كما المجتمع، لثقافة هادمة كانت أو وبناءة إيجابية اإلنسان بين الجدلية العالقة طبيعة وفهم المجتمع وديناميكية حركة قوانين رسم في تساهم

من عناصر بل الموضوعات من متجانس عالم ظواهر لوجه وجها يضع الفيلم يعد فلم ومجتمعه،

عالمجتم لهذا مرآة وهي ينتجها الذي المجتمع وليدة السينما ألن تماما، متجانسة غير الواقع على قدرتها بفضل االجتماعية المواضيع تناول على الفنون أقدر السينما،فوتطلعاته بتعقيداته

الفن بأن االعتقاد خطأ في الناس وقع لقد :"(هاوزر أرنولد) يقول وكما لكن ،هيربالجما االتصال

أن هو عادة يحدث والذي ذلك، عكس هي ةالحقيقو ،البسطاء هدفيست البسطاء حياة يصور الذي

صورة عن الفن في تبحث التي وحدها هي المحافظة والمشاعر األفكار ذات المجتمع فئات

المضطهدة الطبقات اأم الخاصة االجتماعية لبيئتها تصوير وعن الحياة في الخاصة لطريقتها

مثال منها تتخذ أن ذاتها هي تود الحياة ألوضاع تصويرا ترى أن تود هافإن النهوض إلى الساعية

الفن بين ةالجدلي العالقة فدراسة لذلك منها، التخلص تود التي األوضاع لنفس ال تستهدفه، أعلى

الواحد. المجتمع بين واالختالف ينللتبا نظرا معقدة مسألة هي السينمائي الوعاء في والمجتمع

والمسخوط عنها المرضي تفاصيله بكل للمجتمع مرآة االجتماعي المضمون ذو الفيلم يبدو

وواقعه للمجتمع انعكاس إذن فهو األخرى، الفنون عبر لها التعرض يتعسر قد والتي عليها،

قتالتو "عمر مع ولدت هابأن نقول أن يمكن *االجتماعي التوجه ذات الجزائرية واألفالم المعيش

.151د البوعيادي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص محم -1 أن نستطيع أننا ال وبما والجماعي، الفردي المستوى على للحياة ممثال الفن فيكون المختلفة، بطبقاته والمجتمع الفن بين يربط الفن في االجتماعي االتجاه-*

الفعلي المنتج هو المجتمع أن وباعتبار واحدة، لعملة وجهان والمجتمع الفرد أن ذلك أفراد، بال مجتمعا نتخيل أن نستطيع ال أننا كما مجتمع بال إنسانا نتخيل عن حقيقيا تعبيرا المعبرة الصورة هو الفن أن قلنا إذا نغالي ال ولعلنا واحد، آن في وغايته وسيلته وهو الفنان، ذهن في حاضر فالمتلقي الفنية، لألعمال

الواقع عن بمعزل عنها يعبر ال فإنه أفكاره، عن يعبر وهو فالفنان المتباينة، مقوماته مع وتفاعل أحضانه بين تربى فقد الفنان، فيه يعيش الذي لمجتمعانما به، المحيط االجتماعي تبعا الفن ازدهر صاديةواالقت والحضارية السياسية نظمه في المجتمع زاد كلما أنه البديهي من لمجتمعه، خدمة طرحه يكرس وا

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

172

لى الثورية، األفالم في طويال انحصرت أن بعد الرجلة" تطرقت التي األفالم من ذلك غير وا

اجتماعية يعضموا عالجت التي األفالم ومن الجزائري، المجتمع في اجتماعيةانتشرت لمواضيع

في والدتها مع للسكن تنتقل شابة قصة خالل من 2002 ماالع ،(ددوش بن غوثي)لل "الجارة" فيلم

ويحاولون الشباب بجمالها وينبهر الحي، ذلك في إليها األنظار تلفت حيث الشعبية، األحياء أحد

مرور بعد الجزائري للمجتمع نظرته فيه صور بالوما" "دليس(مقناش نذير) فيلم وكذا منها، ربالتق

براز الدعارة بؤر على تركيزه بسبب واسعا انتقادا الفيلم هذا آثار لكن العنف، عاصفة المجتمع وا

اجتماعية لقضية (شارابي نادية) المخرجة تعرضت كذلك ،وفاسد منحل مجتمع هأن على جزائريال

.20071 عام المنتج المرآة" وراء ما فيلمها" خالل من االغتصاب قضية هي جريئة

ريالغ الهجرة على المقبل الشباب لمجموعة إدانة (علواش مرزاق)ل حراقة" فيلم يعتبر ال فهو المغامرة، بتلك يهيمون من فيه يتخبط الذي االجتماعي للوضع تلخيص هو ما بقدر شرعية

نجد: الحقيقية أصولها إلى الظاهرة ويرد المجتمع جسد في تنخر خطيرة اجتماعية حالة يصور

األغنياء بين ةالهو تزيد التي والسياسات والتهميش والكبت االجتماعي القهر والبطالة، الفقر

صرارإلل مقنعا راومبر دراميا يراتفس قدمي ال الفيلم[...] انتشارها إلى المؤدية العوامل ومن والفقراء،

اإلخراج في برخت بأسلوب يذكرنا الفيلم في الراوي لشخصية (علواشاستخدام)إن [...]الهجرة على

لسان على ةالتقني لهذه (علواشستخدام)ولعال اإليهام لكسر السارد يستخدم الذي المسرحي

لم التي االجتماعية الظاهرة هذه في للتفكير للمتلقي تحفيزا نفسه، للهدف جاء-الناصر شخصية

ن وناذرة، شاذة ظاهرة تعد لها. حل إليجاد والحكومات الدول اهتمام تستدعي ماوا

لبلوغ المخرج اتبعه أسلوب وهو األحداث عرض في وثائقية صيغة على "حراقة" فيلم جاء

خاصة التمثيل، إلى منها الحقيقة إلى أقرب يشاهدها التي األحداث بأن المشاهد توهم معينة واقعية

التكهن يمكن الفيلم أحداث إن السرية، الهجرة ضحايا عدد عن إحصائيا الفيلم نهاية في قدم هوأن

ينظر، األمريكية. السينما هو ذلك على مثال وأحسن السينما فن وأهمها الفنون، مختلف في الرائدة هي الراهن الوقت في المتقدمة الدول أن باعتبار لذلك 101منصور كريمة، إتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، م س، ص

.105حتى 102ينظر، م ن، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

173

البعض همبعض عن يتميزون ال أبطاله أن كما المشاهد، قبل من حدوثها توقع حتى أو مسبقا بها

"حراقة" فيلم يعتبرو الفيلم، بناء يختل أن دون زيادته أو عددهم إنقاص يمكن وبالتالي شيء، في

األبيض البحر دول لالنتباه ولفتا الشباب أوساط بين منتشرة خطيرة اجتماعية لظاهرة تشريحا

فةالض يبلغوا أن دون البحر عرض في محتفه يلقون الذين الشباب من المئات حقيقة إلى المتوسط

.1عامة السينما في نجده قلما اجتماعيا موضوعا تناول قد المخرج أن اجلي ويبدو األخرى،

في صبه فيغو فيلم آخر اأم النيون" "أطفال الطفولة عالم فيلمه في تساكي(ا )ابراهيم يفكك

لصحراءا أعماق من عاطفية قصة فهي ،2007 مرة ذات حدث "أيرووان" وعاداته الصحراء عالم

فيلم في نجد كما األسرة واقع ومنها الخالصة االجتماعية القضايا السينمائيون يهمل لم الجزائرية،

سيد)ل "صدف" نجد االجتماعي الطرح ذات المواضيع ومن ،(رحيم لحاج)ل 2007 "التلغرام"

"قضية أو (عالل بن رشيد)ل اآلخر" و"الحل ،(دبدوب يحيى)ل والطفل" و"العجوز (سجان أحمد

عمومي" "هاتف وأخيرا ،2007 (خليفة ولد سعيد)ل و"عائشات" ،(يروي قيس أيمن) رجال"

.2(أوزيد رحمان)ل "الساحة" راقصا غنائيا 2010 سنة فيلم ...وآخر2010 (سويداني محمد)ل

الصورة وظيفة أن تعتبر األولى نظريتين: بين تتأرجح بالمغرب السينمائية الممارسة لتظ

إلى الثانية ذهبت فيما للفن، الفن بمقولة اقتداء ذلك وفي والمتعة الترفيه هي األساسية مائيةالسين

ربتحر ترتبط قضايا لخدمة موازية وواجهة اجتماعي فعل هي السينمائية الممارسة أن اعتبار في هو الفن أن يعتبرون كانوا ما غالبا االتجاه هذا أصحاب سواء، حد على والمجتمع اإلنسان

.3والسياسية واالقتصادية الثقافية بأبعادها الحيوية وقضاياه اإلنسان خدمة

أو طرفاية" فيلم األخيرة السنوات خالل أفالم من المغربية السينما أنتجته ما وأفضل أهم من

اهتماما الفيلم هذا لقي وقد (السيد أوالد داوود) للمخرج الطويلة الروائية األفالم ثالث البحر" "باب

الفيلم ويستمد ،2005 السينمائي تطوان مهرجان في النقاد جائزةب وفاز ،كبيرا وجماهيريا نقديا

.117حتى 112ينظر، م س، ص -1 .96-95بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، صص -2 .152ص محمد البوعيادي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س،ينظر، -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

174

ضيةق وهي الجارية، األحداث عناوين يومي بشكل تناولتها التي القضايا إحدى من الرئيسية مادته

الفيلم ريصو ،إفريقيا شمال وبلدان الغربية أوروبا بيم المتوسط فتيض بين المعقدة بالعالقة تتعلق

كارثة إلى عادة وينتهي ،بالشباب الغني لشمالا إلى الفقير الجنوب من بالهجرة، الحلم يستبد كيف

بل للموضوع الضيق السياسي البعد على فقط يقتصر ال الفيلم أن إال الحالمون، الفقراء ثمنها يدفع

عشرات تغذيه حلما )مريم( الشابة بطلته عند بالهجرةالدائر الحلم من ويجعل إطاره يوسع

واالقتصادي، والسياسي الجنسي والكبت والقهر والتخلف بالفقر طةالمرتب االجتماعية حباطاتاإل

الوعيو الخيال على سيطرته يفرض الذي القهري الهاجس مرتبة إلى يصل الذي الحلم هذا يبدو

.البحر" "جنية أو "النداهة" ةأسطور من قريبة بأسطورة أيضا مرتبطا

وسيناريو وحساس، رقيق سينمائي أسلوب خالل من ملحميا عمال (السيد أوالد داوود) يصنع

بين التناقض عنها يكشف التي االزدواجية الحساسة المناطق من الكثير يلمس وهو بدقة، مدروس

ءوادعا واالحتيال الشعوذة ممارسة القوادة، إلى أقرب مهن وامتهان ،الجوفاء التدين مظاهر بينما المجتمع حماية بمهنة غالاالشت لآلخرين، النصح إسداء على والتجرؤ والرجولة الطهارة

أن دون الفيلم عليها يطرق ثنائيات هاإن وهكذا والقلوب، الرؤوس داخل يعشش الداخلي الفساد

زتمي التي السحرية الواقعية إلى أقرب سينمائيا أسلوبا ويستخدم المباشرة، أو الخطابة إلى فينجر روحي تأمل بلمسة لكن الواقع يتناول يكشف، مما أكثر يخفي فهو اللتيني، -األمريكو األدب

االهتمام خالل من الموحية، بلقطاته زالمتمي فيلمه إلى المشاهدين أنظار شد في وينجح عميق،

الطبيعية. للمواقع البارع ستغاللواال التصوير زوايا واختيار الكاميرا وحركة بالتكوين الكبير

البلدة: لواقع بالكاميرا دقيق رصد فهناك والروائي، التسجيلي بين بالمزج أيضا الفيلم زيتمي

لحظات هناك الالنهائي، واالنتظار السرمدية والعزلة والقهر والتخلف والفقر الجفاف مظاهر

تركز التي الطويلة قطاتالل خالل من عنها التعبير يتم ،الجميع على طرتسي التي والترقب المراقبة

منزل في يقبعن الالئي النساء شخصيات على أو االنتظار، في الكامنة الشرطة سيارة على

التصوير أيضا هناك الدهر، عنهم تخلى أو األزواج هجرهن أن بعد الخالص انتظار في الحاجة"

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

175

رجال بعض وبين االسبانية الشرطة بين والتواطؤ والشرطة المهربين ينب المطاردة للحظات الدقيق

الوقت، طيلة مستمرة ركةمشت لعبة في يشتركون كانوا لو كما الجميع يبدوا حيث المغربية، الشرطة

الباقية بأطاللها "طرفاية" كانت ربما وأخيرا مريم، مصير يكون كيف نعرف أن دون فيلمال وينتهي

يرغبون أصبحوا قد الجميع أن يبدو التي المفقودة، إفريقيا قارة عن المخرج يقول كما بحق تعتبر

.1حقا البديع الفيلم هذا بطال واالثنان والزمان، المكان مغزى هو هذا ولعل منها، الفرار في

المحترفين الممثلين من ةثل بين يجمع أن (إسماعيل محمد) للمخرج "وبعد" فيلماستطاع

ساهم خاصا دراميا رونقا للفيلم المتجانس الخيط هذا أعطى مختلفة، وجنسيات أجيال إلى المنتمين

عبر السرية للهجرة الوخيمة العواقب في الخصوص على والمتمثلة المخرج رسالة إيصال في

ن الموت، قوارب العميقة اقتصاديةالسوسيو القضايا بعض على كبيرة ةبسطحي مر قد الفيلم كان وا

وجزائريون إسبان مغاربة محضة، مغربية قضية تعد لن التي المأساة-القضية هذه في المساهمة

الموضوع. عمق في االندماج من واوتمكن والثقافية غويةالل العوائق تجاوز استطاعوا

بالممثل احتفى هأن كما ،إسماعيل( )محمد المخرج مسيرة في مهمة قفزة "وبعد" فيلم شكل

مهما المناسب، الدور في المناسب الممثل توظيف في قط يتوانى لم المخرج أن كما" المغربي،

واندماج التشخيصي المنجز مستوى على للغاية مشرفة النتيجة كانت لقد الكواليس، تفاصيل كانت

قصد البعض ببعضها األجيال احتكاك ،2"األجنبي الممثل مع بينهم فيما المغاربة الممثلين لأجيا

.ودوليا عربيا تصديرها في والمساهمة ةالمغربي الدراما تطوير

أبعادا يحمل لكونه وذلك مغاربة، مخرجين ةلعد بالنسبة كبيرا هاجسا الهجرة موضوع يشكل

تكرس باعتبارها األجانب للداعمين مفضل موضوع هأن كما وسياسية، وثقافية واجتماعية إنسانية

ارقفال تظهر وبالتالي للهجرة المصدرة والدول المستقبلة الدول بين والحضارية االقتصادية الفوارق

روائية سينمائية أفالما المغرب وخارج داخل المغاربة المخرجون أنجز[...]التدخل ريبر الذي

ما أو والخارجية الداخلية الهجرة مشكل تناولت كما وشموليتها أهميتها ثحي من تفاوتت طويلة

.20حتى 17ينظر، أمير العمري، إتجاهات السينما العربية، م س، ص -1 .86اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص محمد -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

176

،(عبازي محمد)ل لهيه" الواد "من ،(التازي لرحمانا عبد محمد)ل السبيل" "ابن ب"الحريك" يسمى اسماعيل)ل الكبرى" "الرحلة ،(لكزولي حسن)لل "طينجا" ،(فرحاتي جياللي)لل الحظ" "خيول

.(قصاري ينمياس)ل "الراقد" ،(حموسي مدمح)ل "اإلقامة "شهادة ،(فروخي

ةعد آراء فيه تقاطعت الفيلمي، لالنشغال مشتركا هاجسا شكلت قد الهجرة تيمة أن إلى نشير وطبيعة الثقافية اتالخصوصي وفق الرؤى باختالف لكن (،علواش مرزاق)ك مغاربيين مخرجين

ةعد الموضوع بهذا اهتمت التي المغربية الفيلموغرافيا تناولت بلد، كل بجغرافية وارتباطها الهجرة خارجية هجرةو السبيل" ابن"و لهيه" لواد "من أفالم مثل يةداخل يلي:هجرة ما منها صرنح أنواع،

والمعاناة ةالهجر أفالم من به يرتبط وما ،"الحريك" بظاهرة خصوصا اهتمت قد الوطن: خارج إلى

هجرة-(فرحاتي والجياللي إسماعيل محمد) من كل أفالم عالجته ما وهو التأشيرة، طلب أثناء

في تغيير من ذاك عن يترتب وما األصل الوطن إلى االستقبال بلدان من العودة(، )رحلة مضادة

)فيلم األجيال مشكل أو اآلخر والنموذج األصل الشخصية بين الصراع أو السلوك أو ةالرؤي

إسماعيل) مؤخرا إليه تعرض ما وهو آخر بلد إلى المهجر بالد من رحلة [...]مثال طينجا(

إلى مغربي مهاجر رحلة خالله من تتبع الذي الكبرى" "الرحلة الطويل الروائي مهفيل في (فروخي

االغتراب لمظاهر إجرائي وصف وهو االغتراب هجرة وآسيا، أوروبا الدول ببعض مرورا الحج

عائقا يشكل مما خالصة مغربية بمواصفات أوروبا داخل يعيش إذ ،المهاجر يعيشه الذي الثقافي

عيش نمط داخل لألبناء يالكل االندماج أو المستقبلة الدول به تطالب الذي االندماج أمام حقيقيا

-العرض )فيلم أجنبية، وأخرى مغربية منظومة وفق منقسما البيت يجعل امم المستقبل، الدولL’EXOSE المجتمع لقضايا بالخارج المقيم المغربي للمخرج رؤية أو ،(فروخي اسماعيل)ل

أو ،(المراكشي ليلى)ل "ماروك" الفيلم اثارها التي الضجة هنا بالذكر وأخص الداخلي المغربي

.1(لخماري الدين نور)ل "العودة" لفيلم الخطابية المنظومة في الثاوية االيديولوجية النزعة

.27-26-25ينظر، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

177

من لمجموعة وذلك ،المغربية ماالسين في عنها المسكوت التيمات من الطفولة موضوع يعتبر

جزئي بشكل الطفولة موضوع الطويلة المغربية الروائية األفالم من مجموعة عالجتو" األسباب،

األطفال شاطئ" ،"قصب من الطين عرائس" ،"لهيه الواد من" المثال سبيل على منها نذكر وعابر،

،"الجافة العيون" ،"واآلخرون ربيعة علي" ،"لمراتي زوج عن البحث" ،"روك"ما "،الضائعين .شهر و"ألف زاول" "علي فيلمي إال الطفولة بموضوع يهتم ولم ،1ياقوت""

كموضوع معه التعامل يتم ما غالبا ةعام بصفة المغربية الفيلموغرافيا في المغربي الطفل إن

تتقن ال كجوقة أو اآلخرين، الممثلين يرافق ساذج بشري كأكسسوار أو الفيلم للسرد ومؤثث عارض

فهي المغربية السينما لنا تقدم التي فالنماذج الطبقي االنتماء ناحية من اأم والشغب، الضجيج إال

هاأن كما األخرى، االجتماعية الطبقات إلى االلتفات دون ةغني أو فقيرة أصول من منحدرة نماذج فهذا رهنا، القروي للطفل التعرض دون منها الكبرى وخاصة المدن يقطن الذي الطفل على تركز

كالقرية مجهول كائن هأن ة،عام المغربية السينمائية الصورة في له مثيل ال شتهمي يعاني الطفل

المجتمع عليه يمليها التي التعاليم يتقبل ثابت شيء هبأن الفيلموغرافيا هذه في الطفل يظهر نفسها،

في جميعا األطفال مؤهالت تتساوى ال هكذا تأثير، دون محيطه في يجري بما ويتأثر تفكير، دون

ال وطهرانية ببراءة يتميز تجريدي كموضوع معه التعامل يتم وبالتالي الجميع، له يخضع تمعمج التفكير دون تقريبا يرتادونها التي األماكن نفس إلى يأخذونه أمره أولياء أن نجد حيث لهما، مثيل

ألماكنا أو األطفال، رياض ارتياد من تخلوا تكاد المغربية فاألفالم الخاصة، احتياجاته في

بطريقة تقدمها ال كما الصغار، فضاءات عينها هي الكبار فضاءاتوكأن ،للعبهم المخصصة

لعنف.وا للتوتر مكانا تجعلها بل تكوينهم في تساهم

هو كما تقدمه أن وتحاول األفراد، على المجتمع يمارسه الذي العنف األفالم بعض تكرس

االجتماعية، األحقاد روح يذكي الذي الشيء ،اإلخوة أو الدرب أبناء أو قراناأل صراع خالل

ال التوظيف وهذا المجتمع، النتقاد طيعة كوسيلة الطفل فونيوظ السيناريو وكتاب فالمخرجون

.15محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

178

بأن فيرون بصراحة األشياء بعض على التكلم يستطيعون ال همألن مفضوحة ديماغوجية من يخلو

في أو محروما أو بريئا الطفل كان إذا ماالسي ذلك عن للتعبير رمزية األكثر الحامل هو الطفل

إلى ويفتقد المدرسة، أو الكتاب في القهر أو الفقر من يعاني دائما فالطفل ضعفا، حاالته أحط

في ديمقراطية رغي لهرمية يخضع أو مأساوية، ظروف في يستغل أو الالزمة الصحية العناية

أن نجد ما فغالبا دائما، الصورة تكرسه الذي الشيء وهو الذكر هافي يسيطر التي يةاألسر عالقاته

تكوين مستوى على سواء سوية غير تكون األقران بين العالقة وأن ن،اإلبب صيقةالل هي األم

للسيطرة، عرضة الالمتكافأة العالقات هذه وسط يصبح الطفل إن الخبرات، تبادل أو الصداقات

.شخصيته على سلبا نعكسي الذي الشيء موعا،ومق مضطهدا يجعله امم باألمن، يحس وال

للسيطرة منطقية نتيجة وهذه طاغ، حضور المغربية السينما في الذكر الطفل حضور إن

لما نادرا يكون يكاد الطفلة حضور إن المغربي، المجتمع في البطريريكي النموذج وسيادة الذكورية

األم وتأثير الذكور األطفال مع المبكر طاالختال في البنت لحق سلبية تمثالت من المجتمع يسود

في والمرأة الرجل لدى األنثوي الوعي حداثة في وأيضا ،حياتها من األولى المراحل في ابنتها في

مجتمعي، مطمع هو امم أكثر ثقافيو فكري مطمع هو الوعي هذا وكون السواء، على المغرب

الصراع بظروف أساسا وترتبط ة،عام العربيو يغربالم المجتمع في تاريخية جذور لها الرواية هذه

لصيقا يكون الطفل أن فنجد العالقات مستوى على اأم يكون، أن يجب وما كائن هو ما بين

السلط. توزيع وبين منهما، واحد كل مجال يظهر الذي الشيء باألم، لصيقا وبالبيت باألب،

واألعضاء الجذابة المالمح ذي الجميل الطفل لنا تقدم المغربية األفالم أن إلى أيضا نشير

بعض استثنينا إذا همالل موجودة غير هاوكأن المغرب، في المعاقة الطفولة إلى تنتبه وال الكاملة،

حسب آلخر فيلم من تصوراته تختلف والتي الطويلة، أو القصيرة األفالم في الخجولة الصور

مالمحه فإن فقير اجتماعي وسط إلى ينتمي الطفل كان فإذا المستهدفة، الطبقة وحسب الموضوع

أشعث، وشعره تسخةوم طويلة أظافره وتظهر الوجه ستوىم على الخدوش عليها تطغى الجسمانية

وهذه به، لصيقة تكون والجمال الصفاء مالمح فإن غني اجتماعي وسط من ينحدر كان إذا اأم

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

179

الذي والمعرفي العلمي سندلل وتفتقد ظاهرة، وجيةإيديول من تخلوا وال عندنا مكرسة نمطية صورة

الخاصة. الحاالت من االنطالق عبر التعميم في السقوط عدم من أصحابها ويبعد رهايبر

المغاربة السيناريو وكتاب المخرجين لدى النفسي الوعي ضعف المغربية السينما في نالحظ

بشكل استعمالها يستطيع ال اآلليات هذه من نوعا يمتلك لمن بالنسبة اأم الكبار، مع تعاملهم في

وطفل المدينة، طفل هو القرية طفل إن نفسهم: األطفال وبين والصغار الكبار بين الفوارق يراعي

ابن هو الشعبي بالحي والقاطن العمل ابن هو الموظف وابن الرضيع، هو السابعة السنة

هوميوالت الذكائية قدراته ثحي من متساوي وتجعله المغربي الطفل تختزل الرؤية هذه إن [...]الفيال .والجسماني والعاطفي يالعقل النمو ثحي من الميكانيزمات لنفس وتخضعه النفسية،

أي من لخاليا االندفاعي التوجه ذات غريزته على أكثر المغربية السينما في الطفل يعتمد

)تخريب الطبيعية غرائزه إشباع أو االكتشاف في فضوله إرضاء هو األساسي فهدفه ،توجيه

كالقطط األليفة واناتالحي على )االعتداء الحيوان اتجاه أو األشجار..( تدمير العمومية، األشياء

ككائن المغربي الطفل تختزل الرؤية هذه إن )السرقة..( المجتمع اتجاه أو النمل...(و والكالب

المجتمع. في الضرورية حاجاته شباعإ لعد منطقية كنتيجة الضرورية، النفسية الرعاية إلى يفتقد

والمدرسة الشارع في المختلة بالظروف يتأثر تجعله المغربي للطفل االجتماعية التنشئة إن

االقتصادية بالوضعية أيضا المتأثر الطبيعي هنمو مستوى على داللتها لها مؤثرات وهي والبيت،

حياة في عبل لا مع ةعقالنيب المغربي الفيلم يتعامل لم كذلك الصحي، والتأمين الغذائي واألمن

ذات روغي الداللة من خالية لقطات وعبر عفوي بشكل هؤالء يقدم الذي الشيء وهو األطفال،

يتم ما وغالبا عنيف بشكل أو منظم، غير حركي بشكل يلعب فالطفل ،الفيلمي السرد في ةأهمي

الحكي. في النفسي اإلطار دور في تفكر ما أكثر الفيلم حبكة تخدم عشوائية أماكن في ذلك قديمت

الخيال تشغل السينما أن رغم المغربي، الطفل عند الخيال بجانب المغربية السينماال تهتم

وهي والتأمل، والحلم اإلبداع مباشرة نستدعي الخيال نذكر فعندما الخطاب، في أساسي نكمكو

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

180

على تنبني صورة هاألن المغربية، السينمائية الصورة بها تهتم ال وفكرية نفسية ميكانيزمات

لحد والخيال... التأمل على االشتغال من أكثر الوصف في وغارقة المحبوس، الواقع معطيات

.1فقط للمدرسة موضوعه يخصص واحدا فيلما نشاهد لم الزلنا اآلن

،مسرحية ةفني تجربة بعد الطويل ئيالروا الفيلم تجربة (بنسعيدي فوزي) المغربي المخرج يلجيثنولوجية فكرية حمولة ذو عنوان وهو شهر" "ألف فيلم أنجز إذ دةمتعد إلى يحملنا مشحونة، وا

إلى شهر" ألف يحيلنا االعتقال..( السلطة، الدين، الطفولة، )التعليم، واإليحاءات الدالالت

الفيلمي المتن في الروايات دتعد إلى يحيلنا كما شهر( ألف من خير لقدرا )ليلة الديني القاموس

باختصار والرؤى، األعمار دوتعد تداخلها،و األزمنة دوتعد والفصول، والمواقف الشخوص دوتعد

إيحاءات له هأن كما الفيلم، في للسرد المحرك الدينامو بمثابة الكرسي يكون يكاد د،متعد فيلم

الكرسي. حول ينتهي ال وتطاحن صراع في ككل ربياالمغ فالمجتمع ة،مهم ومجازية إيديولوجية

من الكثير" في نشاهد إذ ،اإليرانية السينمائية بالمرجعية بالكرسي عالقته في الفيلم يحيل

وما سبورة، أو حذاء حول تدور أفالم خالل من اإليراني للمجتمع والفوقية التحتية البنية األفالم

يكشف المغربي، المجتمع في المواضيع من الكثير لمناقشة ةفني مطية إال الحقيقة في الكرسي

إلى لجأ قد (بنسعيدي فوزي) السيناريو كاتب أن على ليد امم وغناها، التيمات دتعد عن الفيلم

من الكثير الفيلم يناقش ومتناسقة، ذكية ةفني بطريقة لوماتالمع وتقطير الحكايات دتعد تقنية

ةلشد ،2"جواب دون المسلم المغربي اإلنسان ذهن في عالقة تظل التي الوجودية الفلسفية األسئلة .الفهم على اإليمان ةبأولوي الهجين واالعتقاد الفلسفة معاصرة

استعمال حسب تتغير وعامة واسعة دالالت تتعدى بل وخاصة، قةضي داللة للكرسي ليس

السياق شكيلت في تدخل عد ة مفاهيم تتقمص كرسي كلمة عل ول ورائها، من والهدف الكلمة

وظيفية أسس على تقوم اعتبارية بحدود دتتحد التي الوضعية هذه ما، عيةلوض الشكلي أو الرمزي

أيقونية عالمة وبشكل يةالمغرب الثقافة في نفسه كذلك الكرسي يفرضوقيمته، شكله حسب الكرسي

.18حتى 16ينظر، م س، ص -1 .99محمد أشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

181

بالسلطة االستفراد تحاول التي المتسلطة األنا تلك المغربي ذهنه في تكرس ،استبدادي بعد ذات

السلوكات هذه مثل من لنفسها االنتقام باستمرار تحاول الذهنية اآلراء هذه إن عنها، التنازل وعدم

الكلمات هذه بين ومن ،عليها تطلقها قدحية وصفات كلمات خالل من وتحقيرها، بتقزيمها

تحت الواقع المستوى ذلك المتحكم، للشخص االدراكي المستوى حسب يستخدم والذي )الكرسي(

وثقافته. الغربي للمجتمع المؤطرة اآلليات على ةالمبني المعرفية نفوذه

استعملت التي اإلبداعية األعمال من (بنسعيدي فوزي)ل شهر" "ألف المغربي الفيلم يعد

تكون حتى فيه، ويتحكم االجتماعي النسيج على يسيطر الذي السلطوي الطابع إلبراز الكرسي

المخرج وفق برمته، للمجتمع مصغر كأنموذج القروي الوسط كللذ المخرج اختار واضحة الرؤية

المتلقي من االقتراب في ونجح السردي للبناء المبهمة المالمح عن االبتعاد في أخرى جهة من

والتفكيك للحل قابلة رموزا تبقى اهأن إال المشاهد، بعض في الرمزية اإليحاءاتواإلشارات تكتل رغم

الكرسي يبقىو الفيلم، أحداث مع التفاعلو السلسة المتابعة على القدرة المشاهد يعطي امم بسهولة،

السينما في األسلوب هذا تداول فرغم االجتماعي، الوعي ليقاض وذكية راقية وسيلة الفيلم في

والذي الفيلم تبناه الذي هذا جميل أسلوب ،سينمانا في خاصة نكهة له أن إال والعربية العالمية

.1(بنسعيدي فوزي) لدى الداللي نطاقه في الجاد السينمائي الفعل اكتشاف إلى دفعنا

لكي ،بليغة بصرية قصيدة عتبري الذي المحترقة" "القلوب بفيلمه اإلخراج إلى (المعنونييعود)

عموما، والعربية المغربية السينما في المحظورات من الكثير تقتحم جريئة رؤية عن ريعب

سينما من نوع وتقديم الذات يمكنون اإلفضاء أساسا ولكن ،الجسد عن والتعبير الجنس محظورات

بين واالنتقال ة،لحر ا التداعيات توليد على يلعب كما ،االعترافات أدب غرار على عترافاتاال

في (المعنوني) يقدمها التي الحداثية السينماف ملحمي، عمل إطار في السةوس ببراعة األزمنة

مضمون أو ما رسالة توصيل أجل من بكتح التي الجاهزة الدرامية بالوصفات لها عالقة ال فيلمه

نفسه الوقت في هلكن ،اإلطالق على شيء أي يقول ال الفيلم هذا إن د،محد سياسي أو أخالقي

.34-33ق، خطاب الصورة )المتخيل والواقع( قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، م س، صص ينظر، فؤاد زويري -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

182

الماضي عن والجمال الفن عن والقيمة، الحب عن والموت، الحياة عن شيء، كل عن يتحدث

ضرورة ومن الواقع قسوة من االنعتاق في الرغبة وعن اآلخر على األول وتأثير والحاضر،

.الجروح فوق التسامي على القدرة وعن الزائلة، األحالم عن الماضي،

)أحمد ومؤلفه لمبدعه الشخصية الحياة نم الكثير فيه "ةمحترقال قلوبال" يلمف أن شك ال

ذاكرته، في المحفورة بالصور ةتام وبمعرفة ببراعة فيلمه خيوط وينسج ينعزل إذ نفسه، المعنوني(

المنطق على القائم السرد أسلوب في تماما تتلخص التي ةالفني بطريقته تركيبها يعيد والتي

أن إلى أحداث حولها من تدور حبكة وال األمام إلى األحداث تدفع عقدة هناك فليست التقليدي،

التداعيات من عدد حول يدور سرديا، بناءا يضع هإن المنطقية، الدرامية أو الطبيعية نهايتها تنتهي

الراوي ويستخدم الزمنين، بين التفرقة يمكن ال بحيث بالحاضر وتتصل الذاكرة في تنبت التي

الذكريات تدفق ويقطع يتوقف ويجعله طفولته، في بطللا مأساة على شاهدا كان الذي الشيخ

.والغنائي الموسيقي التعليق ستخدمي كما أيضا، الحاضر في بطله مع ويتحاور بل ويعلق

واللوحات الصور من متاهة داخلها: في نفسه البطل يجد كبيرة متاهة يشبه لفيلما بناء يكاد

حول الفيلم ويدور ،والمقابر األسواق بين السريعة باالنتقادات تمتلئ والشخصيات، واألماكن

في مغامرة محترقة" "قلوب فيلم إن ،الذات مع التصالح لضرورة النهاية في وينتصر ثنائياتال

أثمرت، مغامرة هاأن وأضن ،ابغي بعد الحاضر (المعنوني) ضهايخو أن تستحق كانت السينما

.1واإلضافة والعمل العطاء مواصلة على ويصر يبقى بعدها (المعنوني) ولعل

على أساسا ركزت" صور هواجس على التونسية السينمائية التجارب أغلب انبنت لقد

في التونسي لحياة مسايرة لتكون لبالمتخي ممزوجة واقعية مادة من انطالقا االجتماعية القضايا

عبر الجوهرية للقضايا وعاكسا االجتماعية راتللتطو مسايرا السينمائي المتن أتى لقد ،2"راهنه

التونسي. للمواطن االجتماعية الحركة واكب وفكري الثقافي الخطاب ترجمة

.120حتى 114ينظر، أمير العمري، إتجاهات السينما العربية، م س، ص -1 .115وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

183

في الطفولة صور عكست يثح الرجل، صورة من التونسية السينما في الطفل صورة تنبثق

بسبب أحيانا المعاناة تشهد ذوات سرد خالل من المجتمع في للطفل ةالفعلي الصورة طبيعة السينما

البراءة فصورة العنيفة، األبوية السلطة أو الشذوذ وطأة تحت واغتصابها الطفولة على االعتداء

فيلم في كما الرجولة عالم الكتشاف التواق الثائر صورة في أخرى أحيانا انعكست للطفل والعفوية

والظهر والنسيان التهميش وطأة تحت الطفولة هذه تكون أخرى أحيان وفي السطح" "عصفور

أن إال الجسد تمثالت صيغ دتتعد ،(الزرن محمد)ل "السيدة" فيلم في الحال هو مثلما االجتماعي

على معبرة جاءت دةمتعد إبداعية رؤية عبر عليه الفني االشتغال تنوع هو لها الوحيد الجامع

.1دةمتعد صور في الذات لتجعل السائدة والعالقات التونسي االجتماعي الوضع

تناولتها أفالم وخاصة والعودة الهجرة بموضوع أفالمها بعض في التونسية السينما اهتمت

نحرق" و"غدوة (محمود بن حمودم)ل و"عبور" (لكتاري ناصر)ل "السفراء" فيلم" مثل مباشرة بصفة

الغربة سنوات الصورة لتروي ،(عمار بن اللطيف عبد)ل الناعورة" و"نغم (اسماعيل بن محمد)ل

حداد للحداد، عودة هي للالحضور، الغائب للجسد سينمائية لتمثالت رصو بمثابة هي الطويلة،

ولوضعية ةالهوي محلمال عاكسة صورا األفالم هذه شكلت لقد نفسها، الذات على الماضي

اآلخر، مع تعامله وطريقة األجنبية، األراضي على وحالته جهة من وطموحاته بالده في التونسي

واالقتصادية االجتماعية الظروف أرغمتها التي البائسة الذات هواجس إلى األفالم هذه تطرقت لقد

الهجرة مثلت لقد آلخر،ل وانجذابا الموعودة الجنة عن بحثا الوطن أرض مغادرة على الصعبة

األفالم هذه وفي اآلخر، أرض في المعامالت قسوة وبين الذات أفالم بين جمعت اجتماعية ظاهرة

إلى الزمن من فترة بعد ليعود المهجر بالد في لها يتعرض التي الصعوبات التونسي رصو ما غالبا

االغتراب. مشاهد وتاركا الوطن ذاكرة حامال غادره الذي الفضاء اكتشاف ليعيد ،2"األصلي موطنه

الذي الذئب" "عرس الفصحى بالعربية ومعناه الذيب" "عرس السعدي( أفالم)الجياللي من

كان ،قراية( )محمد الممثل فيه البطولة دورب قام الذي 2003 "خورما" الروائية أفالمه لأو أخرج

.128وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص ينظر، وسيم القربي وآخرون، -1 .134-133م ن، صص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

184

األماكن مع التعامل على المخرج لقدرة واكتشافا البصرية الناحية من جديد تجربة "خورما" فيلم

الفيلم شابت التي السمة أن إال التمثيلي، األداء في والتحكم والمكان الحدث بين مؤثرة عالقة وخلق

أو االجتماعي، محيطها من الشخصيات تجريد أي التجريد، إلى الواضح النزوع ذلك في تمثلت

غليانه، ونقاط مدلوالته واستكشاف أعماقه إلى النفاذ دون الخارجي سطحه على بالوقوف االكتفاء

رؤية باألحرى أو اتجاه أو رابط دون الحياة من لنثرات ومفككا متحركا عرضا الفيلم يجعل ما وهو

رسالة على الفيلم احتواء ضرورة من المقصود وليس هدين،للمشا وتوصلها الدالالت تستخرج

اأم ،األساس هو الحديثة السينما في يعد لم هلكن مطلوبا هذا يكون قد دةومحد واضحة اجتماعية أصبح قد النقد في المنهج هذاو والمضمون، الرسالة من راكثي أبعد فهي نقصدها التي الدالالت

في يدور الفيلم أن حقيقة إلى وجالول منه مقصود المدخل هذا المشاهد القارئ/ لدى مألوفا اآلن

على تقوم التي العامة الحالة استعراض من أكثر شيء إلى تؤدي ال التي الضيقة تالحلقا نفس

.بدأ حيث إلى تقريبا ينتهي هأن غير مأساة، إلى يفضي يكاد الذي والعبث والفوضى الفراغ

دون السطح على بالوقوف اكتفاء أزمة، في لشباب معاصرة صورة تقديم في الفيلم يفشل

استبسال ورغم المشاهد، من الكثير إخراج في دجه من بذل ما كل ورغم األعماق، إلى النفاذ

من يبقى ال الرئيسيللبطل، الدور في (قراية محمد)و ببراعة العاهرة دور في داود( )أنيسة الممثلة

من بنوع األصيل الفني العمل يتميز عموما الفن في كما السينما في الذاكرة، في الكثير الفيلم

التي الدقيقة المنظمة الفوضى هاأن اكتشاف تستطيع مدربةال العين أن غير الظاهرية، الفوضى

.1الفيلم هذا يفتقده ما تحديدا هذا ولعل ،الفني العمل ذرات من ذرة بكل تمسك

من عديدة مساحات في المهمش محطاتها مر على يةالتونس السينما كذلك استحضرت لقد

إال المهمش عن الحديث يستقيم وال دة،متعد ةوجمالي فكرية مرتكزات على اعتمادا مدونتها

مالمح ليمثل كثيف بشكل استحضاره ناتهممكو المهمش شكل عنه، يتميز الذي المركز بحضور

بالتأمل المهمش مالمح على نقف حيث عديدة محاور عبر استدعاؤهتم لقد التونسية، الذات من

.99حتى 93ينظر، أمير العمري، إتجاهات السينما العربية، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

185

التونسي، المجتمع واقع من دشاهم على تحيل عديدة تمظهرات فيلبس السينمائي، المنتوج في

عمق إلى المهمش بصور وتصل جمالية وخفايا دالالت عن وتكشف دةالمتعد الذات رصو هرتظ

اتالذ تتمثل حيثوالمدينة الريف ثنائية خالل من خاصة المهمشة الذات وتتمظهر المجتمع،

الداخلية لمناطقوا الريف في قاسيا الجغرافي الفضاء يظهر كما الريف من القادمة المهمشة

.الضباع" "شمس فيلم مثل األفالم من العديد في ةالمهمش الريفية الذات وتحضر والجنوب،

رؤية يعاني الذي المغتصب األنثوي الجسد خالل من يبرزالمهمشو الجسد في أيضا وتتجسد

صورتها وتتجسد الحرية ومفقودة الحقوق مغتصبة عامة المرأة صورة ترسم حيث القهر من ختلفةم

والمقهور والمهان أحيانا والمنحرف العنيف صورة في فيبرز المهمش الرجل اأم العاهرة، صور في

فيلم مثل شعبي حي في يعيش الذي الفقير المهمش الطفل صورة وتكون أخرى تارة والشاذ أحيانا

،المهمش سدالج هذا تجليات األبوية السلطة من يعاني الذي الطفل أو ،(الزرن محمد)ل "السيدة" في والمنسي المهمش مواضيع إلى التطرق ساهم لقدوالثقافيو الفكري التهميش هناك وأيضا

الرؤية أنتجت وقد المعاش، الواقع منظور من التونسية الذات استحضار في التونسي المجتمع

علج له التطرق أن ،إال1"وقاتمة سوداوية أغلبها في جاءت للمهمش دةمتعد صورا السينمائية

إبراز خدم ذلك أن خاصة الكامنة العميقة والدالالت والجمالية بالثراء تتسم السينمائية الصورة

اإلحباط تجاوز إلى تهدف لألطروحة خدمة الفكرية وأرضيته الموضوع وعمق الصورة جمالية

. التونسي المجتمع وسط الفرد ومشاغل واقع عن تعبر صورة وبناء

الزمن احتياجات في الفن هذا انصهار هو للسينما االجتماعية بالوظيفة نقصده ماإن

تصير ثحي تاريخية، مرحلة كل تفرزه الذي االستعمال وعي يستدعيه ما وفق والتحقق االجتماعي

مالمح بناء في والمساهمة ديثالتح وخدمة الواقع على والشهادة والتأطير للتربية آلية السينما

بصيغ عادة يسخف االجتماعية بوظيفتها بربطها السينما لحقيقة الفهم ذاه أن إال الجديد، المجتمع

للوظيفة ساذج فهم تسييد إلى أحيانا نية وسوء جهل عن تسعى وفجة مسطحة ورؤى االشتغال

.137حتى 135وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

186

بعض طرف من يقبل ناتهومكو المجتمع لىع ساذج اشتغال خالل من للسينما االجتماعية

السينما بعزل الهوت في السينمائي اإلبداع رؤية تغميم ىعل ونيصر حيث السينما في الفاعلين

سياقه عن السينمائي اإلبداع رفع يتم و للسينما االجتماعية الوظيفة فينكر نظريا، الواقع عن

االجتماعية العالقات باقي عن مفصولة عملية باعتباره الواقع هذا من اإلبداع ويقرأ عياالجتما

في الفرد بقيمة آمنا مهما صحيح غير وهذا عبثيا، حديثا الفني اإلبداع وظيفة عن الحديث فيكون

بنوايا ديتحد الفني واإلبداع وبذاته لذاته على يقوم ال إبداعي فعل الفن ألن وذلك الفنية، الممارسة

ومنه اإلبداع يتعرف وحين االجتماعي الصراع هو الوحيد دالمحد ألن الذاتية وتصوراته مبدعه

.1بها ويتأثر فيها يؤثر هفإن األخرى، عالمجتم عالقات باقي ضمن اجتماعية عالقة ماالسين

أن دبمجر ةعام يضيع وقعه ألن سعيدة، بحياة يستمتع أن االجتماعية المشكلة فيلم يستطيع

موضعية مشكلة يعالج الذي الفيلم على خاصة بصفة هنا ويصدق المعروضة، المشكلة تنتهي

نطاق على آثارها انتشرت كلةالمش شمولية ازدادت ماكل أخرى، ناحية وهي" جدا، ومعاصرة ضيقة

وطالما لمواجهتها، أخرج الذي الفيلم حياة رقعة استطاعت اإلصالح على تمنعت ماوكل ،واسع

أنجز إذا جدا، ونادرا بها، وثيقة عالقة على الفيلم يظل فسوف قائمة االجتماعية المشكلة يتبق

ويمكنه االجتماعي، لإلصالح وسيلة من أكثر يغدو هفإن ا،فني إنجازا االجتماعية المشكلة فيلم

لةالمشك فيلم دة،الجي الحكاية تمنح وسوف ،2"لها يتصدى التي المشكلة بعد يعمر أن أيضا

.بها عالقة المعالجة االجتماعية للمشكلة تعد لم ما بعد حتى البقاء طول االجتماعية

الواقعي: المضمون-ب

هأن غير وبجوانبه، به اإللمام يمكن يناه تحصيال األمر بادئ في الواقع عن الحديث يبدو قد جبريا ستخضع التفاصيل كل " إذ*الواقعية ألن الدالالت متشابك ملتبس مصطلح األمر حقيقة في

.17وظائف الصورة السينمائية في المجال المغابي، م س، ص ينظر، حميد آتباتو وآخرون، -1 .300-299جوزيف.م.بوجز، فن الفرجة على األفالم، م س، صص -2 الواقعية ظهرت التطور، عامل على والتأكيد الطبقي، المنظور توظيف خالل من الحقيقة إبراز في تتجلى بأدوات المجتمع وتعقيدات علل اكتشاف هي-*

بمواجهة تتسم كونها في الرومانسية عن تتميز والواقعية فيه، وجدت الذي العصر على ونقمة وصراع رفض في كانت التي الرومانسية شيتال مع كمذهب وسائل ومن وسيلة إلى ويرشدنا المجتمع، مشاكل يعالج أو الواقع ينقل اتجاه مجرد ليست 19 القرن في أصحابها فهمها كما فالواقعية منه، الهروب ال الواقع

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

187

التي المغاربية/الجزائرية الثالثة ةاأللفي فالماأل من،و األحداث لمجرى المؤسسة التاريخية للفترة

سنة المنتج حكار( )عمور لمخرجه األصفر" "البيت فيلم جاهاالت هذا ضمن تصنيفها يمكن

مداها. أقصى في واألحداث والشخصيات الديكور بساطة المخرج استثمر حيث ،1"2007

في الواقعية معالم لنا تتراء 2007 عام المنتج (إلياس مخرجه)ل "مسخرة" فيلم مشاهدة عند

أو هواة ممثلين إلى جوءوالل طبيعي، ديكور على االعتماد من بازان( )أندري دهاحد كما السينما

شك أدنى بال لصنفه الفيلم السينمائي الناقد هذا شاهد فلو الفيلم، شخصيات لتجسيد محترفين غير

وجوه علينا توأطل وعفوية ببساطة الصحراء ديكور طغى ثحي السينما، في الواقعي االتجاه ضمن

نما إصالحه، اعتبرنا نحن إذالها، صورة وبأقرب موضوعي، بشكل الحياة تصور فهي العالم، هذا في اإلنسان لحقيقة محددة ونظرة الحياة معنى تفسير هي وا وعينا، عن مستقر بشكل الموجود الخارجي العالم على الواقع ذلك نقصر أن لنا يجوز فال الفن في للواقعية المميزة الصفة هو موضوعي واقع بوجود االعتراف على بقدرته اإلنسان فيها يدخل أن يمكن التي العديدة المتبادلة التأثيرات تلك جميع فيضم الواقع أما المادة، هو وعينا عن مستقل بشكل الموجود فالشيء على سواء تمظهراتها بكل الحياة بألوان الملونة المصداقية مسحة اءإلضف له االحتكام يتم ومعرفيا دالليا للفن بالنسبة الواقعية مفهوم يعتبر والفهم، التجربة

كإنسان والحياة التاريخ معنى واستيعاب الوقائع وتحليل األحداث من الفنان لموقف المنهجي بالمنطق تتصل فالواقعية القصص، أو والفضاءات الشخصيات غامضا يعد ما غالبا الفن في الواقعي واالتجاه واألدب الفن في تتجسد فكرية ظاهرة أو فكري اتجاه أنها يعني وهذا مبدعا، فنانا كونه إلى باإلضافة مفكر

مقاربة في السينما مصداقية مدى فما إذن استيعابه، تستطيع أنها يعني ال بالواقع السينما اهتمام أن إذ السينما، بفن تعلق ما إذا وخاصة لاللتباس، ومثيرا الزماني البعدين في الواقعي اإلدراك محاكاة على وقدرتها وعمق بقوة إليه وتشير الواقع صورة تسجل أن تستطيع أنها في ماالسين واقعية تكمن الواقع؟.

كما والصورة، بالصوت جديدا واقعا ترسم وأن فيه، وتغير الحقيقي الواقع ومضمون بصورة تتالعب أن للسينما يمكن ذلك من النظير على لكن والمكاني، ال الواقع حقيقة وتتناول الواقع، شريحة أو الواقع تتناول الواقعية أي أنها كما الصحيح، والعكس واقعيا غير مضمونا وتصور واقعيا شكال تأخذ أن لها يمكن أنها الواقعية يزاتمم أهم فمن إذن مجمل، تفصيل بدون الواقع اختيار في الجديد شكلها ولها المجتمع في للناس وقعت الحقيقة من جزءا بل مطلقة، حقيقة تصف العظيمة الصادقة الواقعية ألن تناولها التي االجتماعية الظاهرة في الجوهري عن مختلفة بأشكال وتبحث اإلبداعي للبحث كميدان الواقع مع تتعامل واقعه عن بعيدة عوالم في بالمتلقي يجنح يالذ الخيال في اإلغراق ترفض كما مظاهرها، من مظهرا فقط تعرض أن من بدال كاملة ككيانات والمجتمع اإلنسان

إلى تسعى حقيقية واقعية للواقعية، مفهومين هناك أن أيضا القول الحقيقية.يمكن للشخصيات مطابق عرض وتقديم الواقع تعرية إلى وتهدف االجتماعي الجديدة الواقعية تيار انبثق األشكال، بوهم مكتفية الروح أو البصر خداع على تقوم كاذبة وواقعية معا، وجوهريا ملموسا تعبيرا العالم معنى عن التعبير الموضوعات بتطعيم وذلك الفاشية، بعصر السائد التزييف وفضح كشف الواقعي التصوير طريق عن محاوال 1945 عام حوالي إيطاليا في بالسينما

الحرب بعد تسميته على اصطلح كما الجديدة الواقعية أو الواقعية، السينما مصطلح رتبلو فلقد إذن تنميق، أو تنسيق بال االجتماعية الحياة واقع من السينمائية يميز حيث أيضا، أمريكا احتضنته بل أوروبا على يقتصر لم لكنه فرنسا، منها األوروبية الدول بعض إلى ليزحف إيطاليا في شهرته ونال الثانية، العالمية "سارق فيلم مع NEO REALISMEااليطالية المدرسة متعارضتان، مدرستان تقف وهنا المصورة، المواضيع اقعيةوو التعبير أدوات واقعية بين أومون" "جوك

"MR.SMITH GOES TO WACHINGTON-واشنطن إلى يذهب سميث "السيد مع الهوليودية الواقعية والمدرسة سيكا" بودي "فيتور للمخرج (1948) الدراجة" والقصص، والفضاءات الشخصيات على المصداقية مسحة إلضفاء يوظف ومعرفيا دالليا حقال للسينما بالنسبة الواقعية ممفهو يعتبر كابرا، فرانك للمخرج واالعتماد المغلقة التصوير استوديوهات عن اإلمكان قدر باالبتعاد وتمتاز المجتمع، في الفقيرة الطبقات لمعاناة والبسيط المباشر التصوير على تعتمد وهي باألدوار للقيام محترفين، غير ممثلين على غالبا تعتمد أنها كما أسواقها، وفي السكانية تجمعاتها في الفقيرة للطبقات والمباشر الخارجي ويرالتص على

عن عبروا لمخرجين شخصيته صياغة وتبقى بالواقع للتشبث تسعى الفيلم أحداث بينما بالفعل، حدث ما هو الواقعي أن على التأكيد يجب لكن الرئيسية، الحرب مأساة كورفو" "بونتي ل الجزائر معركة فيلم يصور كأن تحديدا زمنية فترة تجسيد إلى يسعى فيلم ألي التاريخية الواقعية صدق هناك للواقع، تصوراتهم

118في األلفّية الثالثة، م س، ص ينظر، منصور كريمة، اتجاهات السينما الجزائرية الثورة، قلب من النابعة وشخصياته وموسيقاه بإيقاعه واالضطهاد

.123حتى .123م ن، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

188

تصنيفه يمكن والرمزي، الواقعي بين مزيج عنوانه روائي فيلم هو والروتين، الغبار فرط من شاخت

المال الحب غريزة حول موضوعه يتمحور الساخرة، االجتماعية الكوميديا أفالم ضمن أيضا

القصة تخرج إذ ،واإلنساني االجتماعي وضعهم صياغة وتعيد الناس، كيان تقلب أن لها وكيف

الفيلم في جزئية هناك األفق... متسعة اجتماعية نظرة إلى والساخرة المضحكة المواقف حدود من

إقامة تبرير وهي وكسر للعادات اختراق فيها ،الجزائري المجتمع وحقيقة واقع مع تتناغم ال قد

كاتبة لمساهمة كان ربما ،االةمبب األمر هذا مع عاملوالت الزوجية إطار خارج جنسية عالقات

.1الرؤية هذه بلورة في دورا العمل سيناريو كتابة في "ATHALIE SAUGEONN" فرنسية

وال اأخطاءه ينفي ال الذي الشيء كتاباتها دتعد هو المغرب في الشابة السينما زةمي إن نسخة دمجر ليست السينمائية الواقعية"[...]الصورة سلطة على يةكل ترتكز تكاد التي إخفاقاتها

عنه التعبير يمكن ال هفإن الظاهر في فظا الواقعي هذا بدا مهما أن غير تعبيره، هي بل للواقعي،

دامة اصطفاء على قادر بأسلوب سوى ال الذين أولئك حتى يتقابل وهنا استكشافه، عالمات وا وأشكال المعاشة الحرب (الي... وأمير والمعنوني والسميحي هوندو حبيب) :بعضا بعضهم يشبه

الفلسطينية، المأساة األرض، مشاكل والتهديدات، الوحدة النكائد، وموكب الهجرة الحضرية، البؤس

.الشابة المغربية االسينم على المهيمنة الموضوعات هي هذه ،2"المشردة الطفولة ،المرأة وضعية

ظاهرة في مهل على بنا يوغل داللة، من أكثر إلى بازوليني" انتظار يف "فيلم عنوان يحيلنا

المطلوب بالشكل تداولها يتم لم التي الظاهرة المغربية، ورزازات مدينة بها زتتمي التي الكومبارس

بفعل جزئياته ارتبطت العنوان هذا أن فالمالحظ المقنع، أو الكافي بالشكل الضوء عليها تسلط ولم

وقائع إلى تفكير وبدون مباشرة يحيلنا إذ المأسوي، والواقع األمل بين المتذبذبة الفيلم تركيبة

العبثي االنتظار تعالج التي غودو" انتظار "في (بيكيت صموئيل) للكاتب المشهورة المسرحية

فكرته نجد إذ الفيلم، وقائع على نعكسي نجده الذي الشيء يأتي، ال أو يأتي قد شخص أو لشيء

الشخصية-التهامي يوهم ثلألمل،حي الالمتناهي الفكري رالتصو هذا على ةمبني الرئيسية

.126-125ينظر، م س، صص -1 .51كلود مشيل كلوني، السينما العربية واإلفريقية، م س، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

189

الذي اإلحباط من القرية يخرج حتى ،(بازوليني) وصول بقرب قريته أبناء الفيلم في المحورية

لم (بازوليني)ب-العنوان أي-ارتباطه أن غير والحلم، األمل من شيئا أهلها ويمنح فيه تتخبط

هكن في المتجذرة العميقة مالمسته عبر المزري الواقع كابوس معانقة الحلم عن الخروج من يمنعه للسينما أعطى الذي االيطالي والمخرج الكاتب (بازوليني باولو بيار) العالمي، السينمائي التاريخ

إذ الشيوعي، لفكره أو لشذوذه ربما وعنيفة، وحشية ةبطريق مقتوال األخير في ووجد الكثير، واألدب

مأساة واألمل، المأساة جوهرهما في أساسيتين فكرتين تبني إلى يرمي الفيلم فعنوان سابقا ذكرنا كما

تبلورت بل فراغ، من الفيلم قصة تأت لم وترقب، أمل في أفضل غدا تنتظر الناس من شريحة

إيجابياتها فرغم الغرب، مناطق من معينة منطقة في العالمية السينما خلقتها التي المتاهات بفضل

تركت هاأن إال عائداتها، من المنطقة ساكنة من ةمهم نسبة واستفادة الشغل مناصب خلق في

ويغيب ةمر يحضر مستقر، غير معين قطاع على يالكل باالعتماد تتسم معينة سلوكات ومازالت

بالمنطقة. الخاص قتصادياال قطاعال تذبذب والنتيجة مرات،

بجديته جمهوره يحترم راقيا، فنا تقدم التي الهامشية السينما ضمن الفيلم تصنيف يمكننا

الظواهر في الضعف مكامن على للتغلب الناجعة الحلول في التفكير إلى وتدعو وجرأته، وواقعيته

تشريعات تسطير ىإل ترمي سينمائية فتاوى خاللها من تعبر ضوء بؤرة وتتلمس ،االجتماعية

محكا واقعيته من ويجعل القواعد هذه يأخذ بازوليني" انتظار في" فيلم أن والمالحظ جديدة، إبداعية

من يخلو ال الشريط ،ذلك أرادت إذا االيجابية سماتها إبراز في المغربية السينما كفاءة يدحض

من جانب في السينمائية تالذا مع متصالحا يكون أن المخرج معها حاول والرموز اإلسقاطات

بالتو داخل أو العادية حياتهم في سواء اليومية ومعاناتهم الكومبارس فتناوله ة،المهم جوانبها

أو وهيكلة الشريحة هذه إلى بجدية االلتفات عليها معينة جهات أمام ضروريا ملفا فتح التصوير،

يأتي. ال أو يأتي قد ألمل ارانتظ دون تام اطمئنان في مهنتها تمارس حتى مهامها، تقنين

بصدق لنا نقل إذ الفوتوغرافي، الفن في (السيد اوالد داوود) تجربة عن مجمله في الفيلم ريعب

رسالة تغبل راصو ،اإلنسانية والهموم المنطقة طبيعة بين تتراوح رةمعب واقعية راصو

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

190

نسانيةاجتماعية التهميش،و العوز من يعاني مجتمع في العام التناقض تبرز ةعد بعوامل محاطة وا

فيلم أفضل بينها من جوائز ةعد على حاز "طرفاية" فيلم بعد للمخرج الرابع هو الطويل الفيلم وهذا

االسبانية، سنتياغو بمدينة واألوروبية العربية للسينما "آمال" مهرجان من الثامنة الدورة في طويل

الفرانكفونية، للسينما السادس الدولي أسفي أضواء لمهرجان الذهبي( )العصفور الكبرى الجائزة

جائزة الدولي، السينمائي القاهرة لمهرجان الحاديةوالثالثين الدورة في عربي فيلم أفضل جائزة

.1بالخريبكة اإلفريقية السينما لمهرجان عشر الحادية الدورة في سيناريو أحسن

ال الزيرو قصة ،ضبابية كانت األفعال ردود لكن "الزيرو" بفيلمه (لخماري الدين نور) عاد أهال الالخيال، على الواقعية، على يصر المخرج"[...]األحداث بين السببي التماسك على تتوفر

فماذا للواقع ةالفني بالمعالجة يرى ال بذلك للواقع األمانة ،اختاره فيما حر المخرج بالواقعية، وسهال

الفرق، تصنع الجنسية األلفاظ وكأن استهلك، بحوار للواقع تبسيطي سطحي تصور النتيجة؟ كانت

ال تجاري مردود لتحقيق وصفة هذه الجمهور، إضحاك هو الشخصيات تنميط من الهدف كان وقد الوقوع ، كازانيغرا" من باهتة نسخة "الزيرو" فيلم وافتقاره، االبداع تنميط في التكرار يتسبب ،فني

الفن للتذكير فقيرة، الشعبوية الجمهور مشاعر لدغدغة MESERABILISME الشديد، البؤس في

مصقولة تحفة منها ليصنع يصهرها خام مادة الوقائع الفنان يتسلم للواقع، للمقاربة مختبر هو

هذين غياب في الواسع، والخيال العميقة الثقافة هي الخام الواقع يصهر التي اإلبداعية والنار

التي هي الوقائع ليست بارتباك، معروضة متناسقة غير ياتشخص فيها بئيسة، القصص تكون

القصة وكاتب قصاصا ليس لخماري( الدين )نور عرضها الطريقة بل القصة جودة رر تق

زمن في روتتطو تنمو ملكة هذه القص، تعلم يمكن ال لكن السيناريو كتابة تعلم يمكن والسيناريو،

.السيناريو ورشة كتابة في ماركيز( غارسيا ل )غابريا نظر وجهة وهذه ،2"طويل

العوالم إبراز على "أشالء" فيلم يشتغل المنسية، المغيبة الهامش ذاكرة المغربي "أشالء" فيلم

محاوال كثيرة، أنطولوجية صور في عام بشكل المنسي الهامش تخترق التي المتناقضة

.22حتى 18ينظر، فؤاد زويريق، خطاب الصورة )المتخيل والواقع(، قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، م س، ص -1 .81حتى 78بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، ص محمد -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

191

ال بما تعج الفيلم فمشاهد ،كبير فصيلت ودون وصيانتها ةلمنسي ا الذاكرة عن الغبار نفضاستجالء والتهميش والخذالن واأللم والموت الحياة أبعاد فيها تلتئم التي ةوالفني ةالجمالي الصور من يعد

وتداخلها الصور بالغة حول ناجز تمثل بناء محاولة في المشاهد يختار إذ واألسى، واألسف

استكناه في غوصك خضم في التفسير، عبةص إيتمولوجية تركيبات في داللتها تشعب وتقاطعات

إال الفيلم، موضوعات داخل مستقلة موضوعة بمثابة أشالء من مطوال مقطعا فجأة يستوقفك الفيلم

ذكية نافذة وهي أبعاده، مختلف في المنسي الهامش استحضار بوتقة في بينها فيما تنصهر هاأن

أتون تستوطن مكلومة عائلة واقع رتصو إذ والرصاص، الجمر سنوات سمي ما تيمة على بنا تطل

.1سنة 40 من ألزيد (آتكو أحمداختفاءابنها) جراء ازوليتوغ بول آيت بقرية العميق المغرب

آني فيلم وهو االنتحاريين، لتثمر الحي فضاء في السلفيون تقدم اهلل" خيل "يا فيلم رصد

الكاميكاز سلوك دوركايم( )إيميل يصنف إنتحارية؟ بعملية يقوم شخصا يجعل الذي ما تماما...

ويفسر اهلل، كلمة إعالء هنا هي عليا مصلحة أجل من يتم الذي ،أإليثاري االنتحاري ضمن

في وقع بما لإلرهاب التوجه الفيلم يفسر بينما اآللي، التضامن من نوع هبأن السلوك هذا (دوركايم)

األطفال من كبيرة نسبة أن مفادها االجتماع علم في فرضية على اهلل" خيل "يا يتأسس إذ الطفولة،

دالتشد شكل هنا الجنوح أتخذ وقد جانحين، يصيرون الجنسي واإليذاء للعنف يتعرضون الذين مسبقا معروفة القصة كون من الرتابة تنبع تام،ال تحوله مبرر وهي جريمة طارق وارتكاب الديني

ثمرة كانت حقيقية واقعة من الأو مزدوج، بشكل قتبسم وهو السيناريو، في خلل يوجد بل للمخرج

رواية من ثانيا ومقتبسا 2003-1994 بين الفيلم يغطيها التي سنوات العشر في المغرب لتحوالت

بدل الكتابة في وقتها تأخذ األدبية النصوص من االقتباس ،(بنبين ماحي)ل مومن" سيدي "نجوم

وكان الفيلم من لاألو النصف في ذلك تجلى وقد فود" "فاست وزن على سيناريو فاست تصوير

الشخصيات، مصير في سيجري الذي لالتحو لصبغ كاملة ساعة (عيوش) صخص فقد رائعا،

من اإليديولوجي التحول وهذا [...]مهما فليس يتبعه ما اأم يتم، وكيف لالتحو هو شيء أهم

للتركيب. ليخلص ونقيضها ألطروحةا يقدم الذيILM A THESE F-األطروحة الفيلم خصائص

.88-87ينظر، فؤاد قشاش وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

192

ال لكي ضروري هذاو لشرحها، ماتالكل من الكثير السينما في الثقيلة الفلسفية األفكار تحتاج وهذا الجدل يفقد وبذلك واحدة، نظر وجهة الفيلم يعرض ال لكي واحدة، قدم على السيناريو يسير

أحادي فيلما المخرج صنع لماذا ،الصراع غاب فقد ،(عيوش) فيلم في حصل الذي الخلل هو

يفترض تفسير األحداث، فيه تجري الذي كانمال من ينبع سوسيولوجي تفسير هو لاألو الرؤية؟

كل أمام ،هجوم كل أمام وهشاشة الوعي انحطاط عنه يترتب االقتصادي الوضع انحطاط أن

متوقعة تهمة كل لصد الثاني ،شخصياته بؤس تصوير في (عيوش) بالغ ذلك وإلثباتاستقطاب،

لكن وعظه، الذي (الفيزازي محمد) السلفية شيخ المخرج أستفتى فمسبقا ،اإلسالم إلى باإلساءة له

على عمل وبارد االتجاه أحادي الحوار أن المخرج وجد فحين فادح، فني ثمن له نكا الوعظ هذا

زادت وهكذا طفولتهم، في اغتصابهم تم الذين اإلرهابيينوكأن ليبدوا والجنس العنفب اإليقاع رفع

.1ثانوية اإلرهابية التفجيرات وهي أجلها من الفيلم صنع التي القضية وصارت اللواحق مساحة

:هامن نذكر بآخر، أو بشكل الفالحة قضايا مالمسة المغاربة المخرجين من العديد حاول أوفال"، "تمازيغت "تيليال"، كانة"،"أر البيضاء"، الدار فوق تحلق ال "المالئكة "عطش"، شهر"، ألف"

محتضن كفضاء المغربية البادية صورة األفالم هذه ل ج قدمت "خربوشة"، المغربي"، "الحلم

تسير الذي الدرامي المنطق وفق تقودنا التي هي الفيلمية فالشخصية ،2"الحدث يصنع ال لألحداث

.متجزئ بشكل إال ،إخراجية نظر وجهة من معها، التعامل يتم فال وبالتالي الحكاية نحوه

الريح" و"عود السويتي" باي "باي الطويلة أفالمه خالل من (السيد اوالد داوود) عوالم إن

فإذا والتيمات، اإلخراجية والرؤية الفني األسلوب ثحي من ومتمايزة متباينة تكن لم البحر" و"باب

الطبقية، الفوارق )التهميش، الثالثة األفالم في رتتكر التيمات بعض أن نالحظ الموضوع استثنينا

حققه الذي والنوعي يالكم التراكم على ارتكاز القول نستطيع والهجرة...( القرية المدينة بين التباين

.3يسكنه الذي الفوتوغرافي جيب من خروجال يستطيع لم هإن المخرج،

.86حتى 84ينظر، محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م سس، ص -1 .61م س، ص محمد اشويكة، السينما المغربية"رهانات الحداثة ووعي الذات"، -2 .66ينظر، محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

193

اتجاه عواطفها تحركت حينما طبيبة أصبحت أن إلى دراستها على واضبت مجتهدة تلميذة

الصالة، أثناء الحجاب الشابات فيه تضع محافظ وسط فيه، تربت الذي الوسط عن يختلف رجل

فيلم في الموضوع هو هذا" النساء، رتحر يخلخله الذي التقليدية، الغريبة البرجوازية وسط هإن

.المغربية السينما في الناشء الجريء االتجاه ممثلي أحد ،1"السالمي لعزيز 2009 الحب" "حجاب

العقليات ينتقد هبأن ندرك مثال ك"العايل" الطويلة الروائية (السميحي مومن) أفالم خالل من

فيها سقطت التي الكليشيهات عن بعيد تشريحي بحس المغربي المجتمع في المستثرية والذهنيات

.2السينمائية وكتاباته أحاديثه في أيضا انتقدها التي االستعمارية اإلثنولوجية السينما

القضايا من العديد الفيلمي التراكم استحضر ثحي التونسيين، حياة على عديدة أفالم ركزت

أحمد)ل الخريف" مطر تحت" االجتماعي الظلم وقائع من زهامي ي وما أنواعها، اختالف على

وعنف بلباي( )إبراهيمل "غدا"و ،(الوحيشي طيب)لل األرض" "ظل القروية والهجرة (الخشين

مفيدة) أفالم الرجولي المجتمع يف المرأة ومحنة ذويب( منصف)لل "المدينة سلطان صراخ" التقاليد

استحضار تم لقد ،ذهب" من "صفائح السياسي والعنف بوزيد( )لنوريل "الطين عرائس"و ،(تالتلي

فاعلة جمالية رؤى بلورة من مكن كما الواقع في عديدة أشياء من مواقف بإبراز سمح بشكل الذات

ببلورة سمحت صيغة الذات على االشتغال كان لقد بل وأوجهه، العام لوجود أسئلة مقاربة في

والنوري عمار بن اللطيف عبد) أمثال رائدة أسماء ةعد بلورتها التونسية السينما في جديدة حساسية

(.تالتلي ومفيدة الوحيشي والطيب خمير والناصر الباهي ورضا بوزيد

اإلبداع وواقع العام واقعنا تهم عديدة أشياء باستخالص يسمح هؤالء حققه الذي التراكم إن

التونسية األفالم بأن توحي الواقع، وبين ةالفني الممارسة بين الموجودة العالقة ونوع والفني الثقافي

واألهم بصددها القلق من الكثير وعكست بها تأثرت االجتماعية، السيرورة خضم في عاشت قد

أكثر أنضج الذي بالسينما مرتبط موازي قلق نتاجإل دفع قد الواقع قضايا صددب القلق أن هو

و"الهائمون" "األرض و"ظل الضباع" "شمس قبيل من عديدة أفالم في التونسية ةالهوي مواصفات

.20م س، ص -1 .67-66ينظر، محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، صص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

194

التونسية األفالم أمام الباب فتح الذي الفيلم هذا 1و"حلفوين" المفقود" الحمامة و"طوف السد" و"ريح

النوري) أمام الباب فتحت سينمائية درامية لمعالجة تحتاج كتيمة الجنس موضوع تناول في األخرى

.2الذهب" "حمام (الذويب منصف)و "بزناس" فيلك في (بوزيد

بالمجال المرتبط عالمجتم واقع من االستعارة خالل من التونسية السينما في المقدس يحضر

ن طفق الديني ليس فالمقدس ة،العام بمعانيه المقدس الطابع ذات التعبيراتو الديني جذوره كانت وا

ن دينية تحكمنا التي مالنظ في وتشاؤمنا تفاؤلنا في نا،واعتقادات اليومية عاداتنا في حتى نيكم ماوا

وفي الزوجية المؤسسة في وحتى والعائلة، العمل ضمن العالقات في بها، نحكم التي والطرق

الدينية الشخصيات حضور خالل من المقدس على االشتغال تجسد لقد ،والحكايا البديهيات

ضريح ،اإلسالمي المجتمع في والبركة القداسة رمز لونيمث الذين الصالحين األولياء ومقامات

القيروان مدينة بتونس، العتيقة المدينة فضاء في والمآذن المساجد حضور خالل من أيضا المقدس

قامة أفالم ةعد في كما المجتمع في المقدس وفعل الدينية، المؤسسة قيمة بالتالي لتبرز الصالة وا

.(خمير رناص)ل عزيز" و"بابا (الذويب لمنصف)ل المدينة" سلطان "يا منها

غير أو مباشرة بصفة ذلك كان سواء" المقدس ياتتجل األفالم من الكثير استحضرت لقد

(بوزيد النوري) عالج ثحي التونسي، الفضاء في والمسيحي اليهودي الحضور إلى فأشارت مباشرة تستنطق حيث م،والمحر المدنس بمفهوم المقدس ويرتبط ،المعتقد ةحري مسألة فيلم" "آخر فيلمه في

خارج الممنوع الجنسي بالفعل الوثيق االرتباط ذلك ومن الثنائية هذه تعالج أمثلة الفيلمية الصورة

تناول عكس لقد المحافظ، التونسي المجتمع في األخالقية للقيم المكثف والحضور الزواج إطار

عكست ثحي ر،التحر وبين المحافظة بين ينزاح مجتمع وسط التونسية الذات من مواضيع المقدس

أن تريد مواقف وبين ،3"وعقائدية اجتماعية خلفيات ذات مواقف بين الرؤى سجال ةالفني رالصو

بوزيد(. )النوري سينما في كما رمتحر تقدمي فكر إلرساء جريئة محاوالت بصيغة تتحقق

.138-137س، صص وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م -1

2, silence elles tournemt (les femmes et le cinema en tunisie) ceres edition, 1998, p 57. Voir, Abdelkrim gabous- .133حتى 131وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

195

القرن نهاية لحظة نائية إفريقية قرية تعيش كيف 2000 ألرض"ا على "الحياة فيلم يحكي

الرحمان عبد) لشخصية الذاتية السيرة يحكي 2002 السعادة" انتظار "في فيلم أما ،رينالعش

مفهومه في التواصل مواضيع أيضا الفيلم ويناقش أبطال عدة على موزعة للمخرج (سيساكو

إثرها على يكتشف زيارة في وجاء وطنه، عن بعيدا تربى الذي( اهلل عبد) الشاب خالل من الواسع

الفيلم أن كما أيضا، فيه يفشل الذي السفر رفيقر غة،الل لحاجز نظرا مجتمعه عم التواصل صعوبة

والخارجي، الداخلي مدلوله في المنفى تستنطق التي الشعرية والصور واإليحاءات بالدالالت طافح

أفالم آخر كان كما الجوائز، عديد األطلسية نواذ مدينة في تصويره تم الذي الفيلم هذا قحق وقد

الدول مشاكل ةمر لألو عالج إذ وأقعدها، الدنيا أقام الذي "باماكو" سيساكو( الرحمان بد)ع

الفظيع استغاللهما الدولي النقد وصندوق الدولي للبنك صورية محاكمة خالل من اإلفريقية

"كان" مهرجان لتحكيما لجنة في المخرج اختيار تم وقد القروض، إلىاإلفريقية الدول الحتياج

.1الفرنسي االستحقاق نظام في والفنون الثقافة في فارس بوسام توج كما ،2007 نسخة

، بمشاركة عدد من (خالد الشيخي)الفيلم الروائي الطويل "فيلم مش ليبي"، للمخرج يتحدى براهيم الخمسي وجمال محمد وخيرية الخمسي)الممث لين الليبيين؛ منهم لوضع ا( عيد سعيد وا

رض في مناطق االشتباكات ث توجد بعض المسارح ودور العالمدينة، حي األمني الذي تعيشه ضمن ما ُيسم ى بـ "سينما الطريق"؛ ة" الذي أنتجته "هيئة اإلعالم والثقاف يندرج الفيلم ،المسل حة

نشاهد رجاًل ليبيًا يسافر وحيدًا على متن سيارته، ،يدور جانب من أحداثه داخل سيارة ثحي خضر" )شرقي ليبيا( المتعر جة، باحثًا عن صديق له، قبل أن ُتسفر الرحلة عبر طرق "الجبل األ

يرسم حديثه عبر الهاتف، صورة سوداوية عن الراهن الليبي قبل ذلك،عن مفاجأة غير متوق عةومعاناة الليبيين في البحث عن الخبز والبنزين والغاز، في ظل تأخير صرف المرتبات

المتطر فة وغيرها من أطراف ذبح والخطف التي تقوم بها الجماعات واالنفالت األمني وجرائم الينفد وقود السيارة فجأًة، ويجد الرجل نفسه في غابة وسط أناس بدائيين، في إسقاط ، عالصرا

ج عبد الرحمان سيساكو أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بمقر حوار مع سيدي محمد الشيغر مساعد المخر -1

.20:00، على الساعة 11/06/2015وم الميريديان في ي

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

196

ثم ة أراد أن يقول إن (الشيخي)كأن ،من تقاتل وتقويض لبنيتها التحتيةعلى ما آلت إليه ليبيا ارتداد إلى الحياة البدائية، مبديًا رفضه لهذا الواقع من خالل عنوان الفيلم نفسه الذي يفيد بأن

رغم توظيفه للفانتازيا في تصوير حياة العصور البدائية تلك، جاء الفيلم "، "هذه ليست ليبياالواقعية القذرة"، على واقعي ًا، كما لم يخُل من "الكوميديا السوداء". ُيمكن وصف هذا الخيار بـ "

ة في (جاك كيرواك)غرار تلك التي قد متها حركة "جيل البيت" األدبية في الخمسينيات، خاص .1روايته "على الطريق". فقط تختلف األماكن ودرجات العذاب اإلنساني

إطاره، في تتبلور الذي المجتمع في الدائر اإلقليمي الصراع عن أنملة قيد السينما تحيد لم

األفالم أثارت" إذ والمعرفة، الوجود ليابسؤ وثيق بشكل مرتبط السينما داخل مالقي السؤال ظل لذلك

واجتمعوا ،وضحكوا وبكوا وتصالحوا فتخاصموا والمهنيين واألسر والمربين الدين رجال حفيظة

قاعاتها مالظ من وتجعل الناس تأسر أن استطاعت هاألن النهاية في السينما وانتصرت وتفرقوا،

يمكن ال مناقشته نستطيع وماال صيرورة مالقي إن الشاشات، مرايا في الذات كبوات لرؤية أنوارا

في التفكير لتجديد فعالة ووسيلة مالقي على للتربية أساسيا مدخال السينما أن نرى لذلك ه،حل

والحضارة رةالصو زمن فالزمن باالنقراض، دمهد ذاته صورة ينتج ال الذي الشعب إن ثوابتها،

تنتجه بما وتأثيثها الذاتية صورتها إنتاج إلى اليقظة الدول كل سعت لذلك حضاراتها، الراهنة،

تنسجم التي السوسيوثقافية والظروف الجغرافية الفضاءات حسب ورمزية مادية خيرات من شعوبها

الشعب. نحو وبةمص اختراعها منذ الكاميرا كانت لقد ،2"بها السائدة العيش وأنماط

التاريخي: المضمون-ج

يحتمل ما على هألن الحديث بالفيلم مقارنته يمكن التاريخية واألهميةذ الفيلم يعانيه ما أشد إن

أكثر النمط هذا من الفيلم بدا ماكل و السينمائية بالكليشيهات أيضا وزاخرا الدهر أباله عتيقا يبدو

كانت الفيلم تجديدات أن يعني القبيل هذا من تأثيراألن التاريخية، الناحية من ةأهمي زاد وبلى قدما

مثل تذوق في الصعوبة وتكمن قياسية، عادة صارت ثبحي بعده من المخرجين على يقو أثر ذات

."فيلم مش ليبيفيلم " -1 .8-7محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، صص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

197

الذي الوقت بين تضيع ما كثيرا وأصالتها وجدتها المبتكرة التجديدات ةقو أن حقيقة في األفالم هذه

أصبحت هاألن بل األثر فعالة غير التجديدات ألن ال الفيلم، فيه نشاهد الذي والوقت فيه طبقت

نحو على تحتفظ وتكرارا مرارا تحاكي التي تلك حتى تاريخيا، ةالمهم األفالم وبعض مألوفة، عادية

على وتستهوي ذاتها حد في عظمتها األفالم هذه مثل تثبت وعندما األصليتين، وجدتها تهابقو ما

تاريخية طرق عالمات أو كفتوحات ال تعرف هافإن نالزم من فترة ةأي في المتفرجين ةأفئد ءالسوا

يدمر أن الحقيقية المحاكاة من كم أي يستطيع ال كالسيكية، كأعمال أيضا ولكن فحسب،

برع بجاذبيته يحتفظ زائف بكالسيكي نسميه أن يمكن بفيلم أحيانا نلتقي قد ذلك ومع سلطانها،

عليه. وتتوقف فجأة تبرز الوسط في أخرى أعماال ألن فجأة يفقدها ثم الزمن من فترة

تقليد يمكن ال التي المتفردة األفالم في التاريخية قيمته في مختلفا نمطا نرى أن يمكنو

ةاألهمي فيلم من تقييمه في أصعب االجتماعية المشكلة يلمف لعل و ةعام تمثلها أو تهاابتكارا عفا باليا أو عتيقا صيرورتها أي جوهرها في واحدة اهايقدم التي فالمشكلة ذلك ومع التاريخية،

إذ ،بسرعة خوخةالشي عملية إليه تتطرق أن يمكن االجتماعية المشكلة فيلمأن غير الزمن، عليه

وهذا أكثر، ال قالئل سنوات ظرف في تماما الصلة منبت بل فحسب، عتيقا يصبح أال للفيلم يمكن

الفيلم. لها يتصدى التي جتماعيةاال المشكلة معالجة أو زالةإ فيه يتم وقت أي في يحدث

من تشجيع الجزائريين، السينمائيين من الكثير على تسيطر الثورية األفالم حمى تتخذ

زبانا" "أحمد التاريخي الفيلم ريصو أن (خليفة ولد سعيد) استطاع ثحي الوصية الحكومية الجهات

طريق عن محاوال الجزائري للمجتمع الراهنة للحياة الكبيرة ةاألهمي يعطي كان الذي وهو ،2012

آنيا" ب"شاي ومرورا ،1991 بيضاء" "ظالل فيلمه منذ وذلك وتفكيكهن الواقع فهم أفالمهم

فيه يركز ثحي 2006 "عائشات" أو بالجزائر، اإلرهاب لمرحلة خاصة صورة يظهر الذي ،2005

المجتمع من خاصة بطبقة المخرج اهتمامات فيه وتتجلى بالجنوب، العامالت النساء يرمص على

بفيلمه (خليفة ولد سعيد) المخرج أن غير بيضاء"، "ظالل لاألو فيلمه في قدمه ما غرار على

األحداث تتبع غايتها األفالم من جديد نوع في ويغامر مساره عن ينحرف زبانا" "أحمد األخير

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

198

المسيطرة هي التاريخية الحقيقة لتبقى الخيال دور بذلك فينحسر التاريخية الحقيقة بمنطق ةتاريخيال

األحيان. بعض في نقدهو للتاريخ تحليله في المبدع دور يتقلص وبالتالي

أسد بولعيد بن "مصطفى بفيلمه (خليفة ولد سعيد) قبل (راشدي أحمد)الورطة هذه في وقع

الثورة وأثناء قبل (بولعيد بن مصطفى) البطل به قام ما دقائق عرض حيث ،2009 األوراس"

التاريخية األحداث بعض إيراده في مخرجه انتقد فقد خيالي وليس تاريخي الفيلم وألن التحرير،

على ،وسارللتاريخ ناقال وأصبح السينمائي لدى الحرية مساحة تقلصت وهكذا فيها، المختلف

يتقيد تاريخي فيلم بدوره وهو مهيدي" بن "العربي بفيلمه (رياض سليم دمحم) المخرج خطاهما

الخيالية. األفالم بذلك تسمح ثلمام التاريخ بناء إعادة أو للنقد مجال يترك وال خيةالتاري باألحداث

واإلثارة والتشويق الجذب عوامل في فقط تكمن ليست التاريخ عن األفالم صنع ةأهمي

فهم في يساعد التاريخ كون في تكمن هي بل الماضي، حكايات جسيدت إعادة عن الناجمة

أفالم بأن (حامينا لخضر محمدالمخرج) صرح حين السبعينيات مرحلة إلى نعود وهنا الحاضر،

خيالي قالب في وصاغها التاريخية الحقائق من استلهمها للتاريخ ةخاص نظرة إال ليست الثورة

ويبقى[...]أفالمه في تجلى ما وهذا الخاصة، رؤيته حسب اريخالت كتابة إعادة من يتمكن حتى

يجب هأن ديرد ظل الذي (راشدي أحمد) وقناعاته ألفكاره وفيا ظل الذي الوحيد الجزائري المخرج

بولعيد" بن "مصطفى تأفالمهكان ولهذا ثورتهم، بتاريخ االهتمام الجزائريين السينمائيين على

ال حين في ،السينما لوظيفة الخاصة ؤيتهر حسب السينمائية ألعماله تتويجا وغيرها و"لطفي" ستين مرور بعد يةالجزائر الثورة تاريخب االهتمام إلى بالسينمائيين تأد التي الدوافع تفسير يمكننا

األفالم سيطرة من السبعينيات بداية مع يشتكون الشباب السينمائيون كان فقد قيامها، على سنة

المجتمع يعيشه وما الراهن بالواقع االهتمام إلى منهم الكثير ودعا الجزائرية، السينما على ريةالثو

.1ةالفني خصوصيتهم يفقدون الجزائريون السينمائيون أن يبدو وبدا الجزائري،

.166حتى 162بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، ص ينظر، بغداد أحمد -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

199

التاريخية األفالم ضمن 2008 األوراس" أسد بولعيد بن "مصطفىفيلم تصنيف يمكن كما

الفيلم لينتهي وأثناءها التحرير حرب اندالع قبل الجزائر بها مرت تاريخية أحداث على يعتمد هألن

الجنود عليه عثر إرسال جهاز في مدسوسة قنبلة انفجار إثر (بولعيد بن مصطفى) بطله باستشهاد

جعلهي امم ، التاريخية األحداث بعض صحة حول االنتقادات بعض الفيلم واجه وقد" الجزائريون،

الجانب أن إال للمخرج، ةالفني البصمة من يخلو ال الفيلم أن مع ة،فني منها أكثر تاريخية وثيقة

في الغريب ،1"مطلقة بصفة التاريخي بالحدث مرتبطا ويجعله المخرج حرية من يحد التاريخي

جزئية ظرةن حبيس يبقى التحرير حرب المعتادة،وموضوع النمطية عن يخرج لم الفيلمأن األمر

الخيال ليصبح الحقائق عن السينمائيون ابتعد إذا إال الموضوع طرح يمكن وال التاريخية، لألحداث

"األفيون فبعد" سلفا، هسطر الذي النهج على المخرج سار فعال ،2التاريخ لعرض احر منطلقا

نفس عن تاريخيا فيلما ليصور السينما عن طويل غياب بعد التيمة نفس إلى يعود والعصى"،

.الجماعية البطولة أو ،3"السابقة أفالمه في الخياليين األبطال مقابل حقيقيا بطال واختار المرحلة

أو حجارو" غير الواد في "مايبقى فيلمه ففي للتاريخ، الفردية ةالرؤي فخ في (بيار جان) سقط

اندالع قبل ما الجزائر في نواألديا التوجهات متباينة فئات حياة يظهر ،2008 تقص" ال "حكايات

والفرقة الشقاق لتبث الثورة أحداث تأتي ثم والسعيدة المتآلفة حياتهم دقائق على يركز بل الثورة،

يحي) يركز حين في سلبية، عاطفية نظرة التحرير ثورة إلى ينظر المشاهد جعل امم بينهم،

.20104 ابنتي" تبقى "ابنتي فيلمه في الثورة أثناء واألسرية اإلنسانية العالقات على (دبدوب

قبل الجزائر لتاريخ تؤرخ وأخرى التحريرية للحرب تؤرخ ثورية بأفالم الثالثة ةاأللفي زتتمي

2006 (بوشارب رشيد)ل INDIGENES-"البلديون بينها من" الفرنسي، االستعمار وأثناء الثورة

استغلتهم الذين المغاربة من المجندون وهي سينمائيا، تناولها يسبق لم قضية على الضوء فيه ألقى

مهدي)ل CARTOUCHES GOULOISES-غولواز خراطيش وفيلم النازية، ضد حربها في فرنسا

.77بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -1 .83ينظر، م ن، ص -2 .86بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، ص -3 .85ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -4

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

200

الحرب أثناء سنوات العشر ذو الصحف بائع "علي" الطفل قصة ريصو 2007 (شارف

سعى فقد السوداء، واألقدام لالممو للبلد المتشيعة األعمال بين من العمل هذا التحريرية،صنف

األفالم هذه للحضارة، حامال وتصويره االستعمار تجريم وعدم سي،الفرن الخطاب تكريس إلى

دقة وأكثر شمولية أكثر بنظرة االستقالل، من القرن النصف يقارب بعدما الثورة تتناول ال الجديدة

ليس الفنان أن من غمالر وعلى التاريخ سيعيد الراهن السينمائي ألن ،1"تكون أن نبغيي هكذا أو

األدوات من يملك هأن كما التاريخية، الوقائع تصوير إعادة في أمينا يكون أن ينبغي لكن مؤرخا

.والسبعينيات الستينيات لسينمائي متوفرة تكن لم التي اإلجرائية

قصد، غير عن أو قصد عن سواء نهع المسكوت من الكثير هناك المواضيع مستوى على

يتم ما وغالبا وخجول، محتشم بشكل ولو عنها المسكوت الجوانب بعض طرح يتم عندما حتى بل

،الرصاص وسنوات يات،األقل مشكلة على أشير وسطحي، دومترد مهادن بشكل الموضوع تناول سينمائيا التيمات لهذه التطرق يتم فعندما والتعليم، والسياسة والحسانية األمازيغية غةوالل والدين

.موضة دمجر إلى الهامشي الموضوع لليتحو النقاش تمييع ويتم التسطيح، أو االيدولوجيا تغلب

تشكل التي ةالعام والمعايير تتالءم ال التي الظواهر بعض المغربية السينما تتناول ال

من المغربية السينما تتأثر [...]ةوالفني والدينية الثقافية كالجماعات للمغاربة، الجمعي الضمير

حدود تتجاوز تكاد فال عام، بشكل المغربية الثقافة في ومهيمن سائد هو بما مواضيعها حيث

من كبير جزء المغربية: السينما في مهمل تاريخ هناك [...]العادية االجتماعية المشاكل بعض

هو ما لكل تهميش هناك ثم [...]جزئي بشكل ولو المغربية السينما له تتعرض لم المغربي التاريخ

وخطورة حساسية بسبب تالقيه يتم التاريخية للمواضيع التطرق عدم مسألة أن أضن تاريخي،

تجارية أو ةإيديولوجي ألسباب أو ،اإلمكانياتاإلنتاجية ضعف بسبب أو المواضيع بعض في النبش

.2األجانب للداعمين جاذبيتها عدم أو المواضيع بهذه الجمهور اهتمام عدم من كالخوف

.132كريمة، اتجاهات السينما الجزائرية في األلفّية الثالثة، م س، ص منصور -1 .50-49ينظر، محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، صص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

201

أحمد) المخرج افيةفيلموغر في طويل روائي شريط لأو واآلخرون" ربيعة "علي فيلم يشكل

في الغوص فيلمه في حاول إذ الجذور، وتقليب الماضي في النبش لتيمة اوفي يظل حيث (،بوالن

في المغربي الشباب من الكثير اعتنقها التي ي""الهيب ظاهرة على الضوء ليسلط الشخصية ذاكرته

الظاهرة-للموضوع تطرقه ثحي من الفيلم إن [...]الماضي القرن من والسبعينيات الستينيات فترة

فالمتفرج ي،للهيب والسياسي واالجتماعي الفكري الجانب أغفلت قد السيناريستية الكتابة أن يبدو

المخدرات على والمدمنين العربديين من مجموعة هم يالهيب بأن الفيلم عبر يكتشف سوف

كالحب والعاطفية النفسية اإلحساسات مراعاة بدون واحدة، أنثى على الجنس التناوب وممارسة

همألن البوليس، طرف من مطاردون أشخاص همأن سيالحظ كما وااللتزام، واإلخالص والغيرة

ة.واإليديولوجي والثقافية الفكرية مضامينها الفيلم نيبي لم مناشير إشاعة إلى ونيلجؤ

يالهيب ظاهرة فهل ي،الهيب لظاهرة الصحيحة الفكرية المنظومة عن جذريا تبتعد فلسفة هي قضية أصحاب أم المنحرفين، يطارد البوليس كان هل شاذ؟ لشباب شاذة توسلوكيا ممارسات هي

الفيلم خالل من عنها فكريا جوابا يجد أن للمتفرج يمكن ال وأخرى أسئلة سياسي؟ ومذهب فكرية

يهتم الذي الخطي السرد ذات الحوارات من لمجموعة تسلسل هو كتابة منظور من السيناريو ألن

تراعي صور لمجموعة تصنيف هو أو الصورة، جمالية عن بعيدا للموضوع المنطقي بالربط

يؤدي امم الموضوع إغفال مع والديكور، والمالبس واإلنارة توالصو التصوير بتقنيات االهتمام

والموضوع. التقنية جمالية بين شازن إلى

ن فقط الحوار ليس السيناريو إن المتنوعة رالصو من قالب عبر نفسها تقدم التي الفكرة ماوا

الفكري الطرح على الموضوع ثحي من واآلخرون" ربيعة "علي فيلم يتوفر ال والزمان، المكان في

ن المتكامل، المجتمع مشاكل من مجموعة مغازلة عبر للموضوع الصوري التطرق يحاول ماوا

عتقالالوا الجنسي واالختالط االجتماعي والتناقض الديني، االلتزام ومشكل كالقمع المغربي

مالمسة خالل من المغربية السينمائية األفالم بعض اتجاه في السير الفيلم يحاول السياسي،

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

202

أن أو عنها، مسكوت المواضيع هذه أن بدعوى عميق غير بشكل والسياسة والدين الجنس مشكل

الحميميةواإلباحية. قطاتالل بعض تتطرق التي األفالم من النوعية هذه يريد الجمهور

لجأ فقد عالية، جودة ذي وتقني سينمائي خطاب على واآلخرون" ربيعة "علي فيلم يتوفر

وستاتيكية الرتابة عن والخروج بالديناميكية يتميز جعله امم دجي بشكل الفيلم تقطيع إلى المخرج

علج دقيق احترافي بشكل تم وقد التصوير أماكن فاختار سائد، هو كما الطويلة ةالعام المشاهد

فكانت ةعام التقنية الفيلم ناتمكو إن [...] بامتياز طبيعي سينمائي أستوديو عن عبارة سال" مدينة

غير ارتباطات إلى اإلشارة )مع التوضيب مستوى على خاصة نفسها تفرض جودة ذات

AMBIANCE-والضجيج الموسيقى بين الدقيق المكساج أو الصوت أو FAUX RACCORDرةمبر

ET BRUITAGE ،آلة صوت على معتمدا البداية جنريك كتب التي التقنية إلى إضافة والحوار

في نراه لم ما وهو مقدمات، بدون البوليسية التحقيق مخابر على أوتوماتيكيا يحيل الذي الكتابة

االعتقال نقارب أن يمكن فهل قطات،الل إحدى في (شراييبي عمر) مع التحقيق باستثناء الفيلم

إذ (ميكري يونس) الفنان وضعها التي التصويرية بالموسيقى هننو أن أيضا بنا دريج باحتشام؟

كما الفيلم، عنها يتحدث التي التاريخية للحقبة ومالءمتها مقاماتها وتنوع إيقاعاتها بجمالية تميزت

من شك دون تطلب ما وهو قطاتالل بعض درامية صنع في األحيان من الكثير في ساهمت هاأن

أمكنته. وسحر شخوصه، نفسية وخبر الفيلم، تصوير غالبية عايش الذي امؤلفه

التحكم ثحي من سواء السينمائي اإلخراج مجال في عالية تجربة عن (بوالن أحمد) أبان لقد

تحديد التأطير، قطات،الل اختيار الصور، التقاط )زوايا المحض السينمائي التقني الخطاب في

عبر للصورة والرمزية الجمالية األبعاد على والحفاظ الممثلين كإدارة الفني الخطاب أو الديكور...(

ضوئية بانعكاسات استمتعنا إذ الفيلم، في األخير للمشهد بالنسبة الحال هو كما الضوء، توظيف

يتجاوز أن المخرج رومانسية،استطاع من يخلو ال ليلي منظر في رقراق أبي وادي مياه على جذابة

الفشل في رئيسا سببا البعض يجعل امم المغربية، السينما فيه تتخبط الذي اإلنتاجي الشح عقبة

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

203

المدن يجعل التصوير ألماكن دالجي االنتقاء ألن المخرج عين في المشكل إن ألفالمه، الفني

.1طبيعية تصوير استوديوهات عن عبارة المغربية

في إغفالها يمكن ال خطوة (التازي الرحمان عبد) لمخرجه موسى" أبي "جارات فيلم شكل

بين المتبادل الجفاء من الكثير عانت عالقة وهي والسينما، المغربي األدب بين العالقة توطيد"

للموروث الرواية الستثمار نظرا ذاتها، حد في مغامرة سينمائيا عليها اإلقدامأن كما عبة،الل طرفي

عشر الرابع القرن خالل الفيلم أحداث تدور والعجائبي، والمناقب الرحالة وأدب الشعبي الثقافي

المغرب، تاريخ من ةمهم حقبة يالمس فيلم هأن يعني امم المريني الحكم فترة عرف الذي الميالدي

محاولة إلى نايقود الذي األمر موسى، أبي شخصية خالل من التصوف قضية أيضا الفيلم يطرح

أي على ،2"للشخصية التبدلية الحالة مقاربة قصد مللفيل لسينمائيةا غةالل هاسجلت التي العالقة فهم

تلقوا الذين المغاربة المخرجين من ةثل بتجربة المرتبطة فيلموغرافيا إطار في وضعه يمكن فالفيلم

فقط وليس الهادفة، المغربية السينما بناء األكبر هاجسهم وكان المغرب، خارج السينمائي تكوينهم

.3ومفارقاته المغربي التراث مواضيع على يشتغلون جعلهم امم المغرب، في السينما بناء

عنف؟ دون غش؟ دون تتصارع كيف ثور؟ لبدة هي صغيرة رقعة على وتبقى تتصارع كيف

ويوقعك ليستغفلك لخصمك الفرصة وتمنح حماسه يجرفك أن دون المتحمس، الجمهور تمتع كيف

الصغيرة الثور" "هيدورة على يقف هو"و ميدانيا المشاوشي تشغل التي األسئلة هي هذه أرضا؟

"موسم الفيلم يجيب األرض: من نصيبه على أي الهيدورة، على قدم موطئ على ليحافظ ليحارب،

في خصمين بين مواجهة خالل من األسئلة هذه عن (بنسودة عهد محمد)ل 2009 "*المشاوشة

.79حتى 77ينظر، محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -1 .58م ن، ص -2 .63ينظر، م ن، ص -3ربي، حديث عن فيلم موسم المشاوشة" ال بد أن نتطرق أوال إلى ما يحمله العنوان من حمولة تراثية، ترجع بنا إلى حقبة معينة من التاريخ المغلل -*

ر ففالمشاوشة حسب ما ورد في الفيلم رياضة قديمة عبارة عن مصارعة حرة كانت تقام بمدينة فاس، حيث كان المصارعون يتبارون فيما بينهم للظ، هذه الرياضة رغم ببطولة المباراة التي كانت تقام أمام أعيان المدينة، في جو إحتفالي بهيج، والمشاوشي الفئز يتوج بطال له إحترامه ووزنه في المدينة

هتم بهذا الموروث، لم نصادف قيمتها الشعبية والتراثية وما تمثله من موروث ثقافي مغربي يهتم بالقوة الجسدية أهملت وخالل بحثنا عن وثائق ومصادر تتم تداوله في لألسف ما يشفي غليلنا، وما يوسع معلوماتنا حوله، اللهم ما كان من بعض المعلومات المتفرقة التي تناقلتها الناس شفويا، المشاوشة إسم

لمصارعة، وكانت مدينة مراكش تعرف نفس النشاط المدن العتيقة كفاس ومكناس في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، يرمز إلى رياضة ا

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

204

قصيرة قصة على بني سرد ، خطي سرد في الفيلم حكاية تتقدم[...] بفاس (إدريس) المولى موسم

السيناريو، لكتابة (الحبيب حمدان محمد) السيناريست مع المخرج وتعاون ،(القادري يوسف)ل

، سرد تغنيه مشاهد ياقو يكون يد من بأكثر ويكتب أدبيا نصا يعتمد الذي الفيلم أن يثبت وهذا، 1"المرحلة التاريخية التي تجري فيها األحداثوثائقية مندفعة في الحكاية، مشاهد تخبرنا عن

فاس أواخر القرن التاسع عشر.

الفيلم في صياغة أحداثه على المنهج الدرامي الرومانسي بعيدا عن التوثيق اعتمدل تغلغلنا إلى رحاب مدينة فاس العتيقة، داخل ن، ومن خاللحقبة معينة أو حدث معي التاريخي

في نفس الوقت ابتعد بنا خطوات عن االقتتال ، و فرحة والمؤلمةمجتمع تراثي بجزئياته المز به هذه النوعية من األفالم ليبرز لنا بشكل خاصالسمو الذي يطبع هذه الدرامي الذي تتمي

ي رغم الحضور القو ه و أن ال زها رغم حدتها وقسوتها، إالتي تمي الرياضة و المنافسة الشريفة الشر، يبقى الفيلم في عمقه بعيدا عن العنف في شكله الثنائية بين الخير و ف للصراعات المكثو

م و الثوابت المجتمعية صراع خفيف تسيطر عليه في االجتماعي و النفسي العام، المستفز للقي ذي قد يشعر به.بعض األحيان مواقف كوميدية تساعد الجمهور على الخروج من الملل ال

أكثر من اعتماده على المحور العام للقصة، الذي اإلثارةة و على الفرجالفيلمكذلك اعتمدبني أساسا على حكاية رومانسية سبق تداولها في العديد من األفالم، عشيق يحب لحد الجنون

ة بأي )البطل( خاطر بحياته من أجل الظفر بمحبوبته من يد عشيق آخر حاول الحصول عليهايفرض عليه السقوط في فخ د المخرج و لعامل لم يقي هذا ا ن إال أ طريقة الطرف اآلخر شرير

لتخرج لنا في نهاية بعمل متقن للغاية،بعيدا عن النمطية المغربية قريبا من الفرجة [...]النمطية

لمالبس، الرياضي وفي نفس الحقبة تقريبا، ولكن بإسم مغاير نسبيا هو المشايشة، التي كانت لها طقوس معينة وقواعد ضابطة )عدم الشد والجذب من امن المعجم الشعبي المراكشي الخالص، ومصطلحاتها التقنية عدم استعمال اليدين، إستعمال الرجلين فقط لرمي الخصم أرضا...(، كما أنها كانت تنهل

تمد على ك)الفروغ، دق علي، آرفود، أو أتلوق، جمعوبنص...( والمشاوشة أو المشايشة، المناصة، المكارعة هي أسماء مختلفة لنفس الرياضة، كانت تعتحتاج إلى جهد عضلي قوي، إذ كانت تمارس من قبل الحرفيين والصناع الحضور الجسدي بالدرجة األولى بإيقاعاتها المتوازنة وحركاته الرشيقة التي

خاص بهذه التقليديين المعروفين بقوتهم الجسمانية، كما أنها تحتاج إلى لباس خاص بها يميزها، وقد تم مؤخرا في مراكش وفي خطوة محمودة فتح ناد ،)خطاب الصور و المتخيل و الواقع(،قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، د زويريق،. ينظر، فؤاالرياضة للتعريف بها كتراث شعبي يجب المحافظة عليه

.39م س، ص ..49-48محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، صص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

205

لت بنا ما بين فضاءات ألف ليلة وليلة عفوية تنقلوحات تشكيلية فطرية و إذنالممتعة، هي .لية الشعبية بالملحمة الرومانسيةمغربية،امتزجت فيها االحتفافولكلورية تراثية وفضاءات

ضرورة إشكالية من خالله طرح االنغماس داخل وعاء تراثي محض و تعمد المخرجحول رياضة المشاوشة طرح أسئلة إلى،كما أنه دفعنا الموروث الثقافي المغربي إلىااللتفات

تحسب للمخرج الذي إضافيةفي العصر الحديث هي نقطة أثارهاكتراث شعبي و التنقيب عن الخروج بنتيجة ايجابية تحسب و السينمائي والفني تحكم بالخطاب التقني في العن حنكة أبان

.1الذاكرة فقطالسترجاع الذاكرة و الفيلم في األخير صرخة من له،على أقل داخل المغرب...

ث نرى في السوق المشاوش وحوله يلم حي وفي سؤالي للمخرج عن الخطأ الواضح في الف التبن المخروم بآلة في مستطيالت )البال( هذا لم يكن له وجود في المغرب حتى جاء

ره الفيلم، االستعمار في القرن العشرين، بال التبن منتوج الحق على الزمن التاريخي الذي يصو ه كان على علم بهذا ويقول" هل والذي تحدث عنه كذلك الباحث فؤاد زويريق، يرى المخرج أن

التصوير في جهز في مواقع مشيء لما يكون كل تعتقد أني لم أرى هذا الخطأ، لكن أنت تعلم وقد خدمت مواقع التصوير هذا اهز، وقد وقعت الفأس في الرأسجالطاقم ورزازات، وكل

، فة البصرية للمتفرجالمتنوعة والمختارة بعناية، فخدمت الفرجة البصرية وساعدت إغناء الثقاللمخرج كذلك فيلم رائع شارك به في مهرجان الفيلم العربي لوهران أين برع في التصوير يقول

ه كان طالبا عنده وقد أعطاه الفرصة إلى جانب الممثل )عز العرب( وهو فيلم المخرج أن .2وتحصل فيه عن أحسن تصوير 2017"االلبحث عن السلطة المفقودة"

سوس ال قبائل دكالة، من هذا الحوار الساخر و اللماح الجن؟ قبائل من يتحكم فيجوهر أزمة المغرب في القرن التاسع العشر (حميد الزوغي)ل 2009يعرض فيلم "خربوشة"

- ينظر، فؤاد زوريق،)خطاب الصور و المتخيل و الواقع(،قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، م س، صص1.42-41

المغربي محمد عهد بنسودة أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بفندق الروايال في يوم حوار مع المخرج -2

.20:00على الساعة 31/07/2017

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

206

تجسد قصتها المغرب أواخر القرن التاسع عشر و في ( شخصية حقيقية عاشت خربوشة)و كونيا.جعلت من الجن منطقة نزاع لذي عاشته البالد من فرط تطاحن القبائل ر الرهيب االتدهو

ففيه التاسع عشر،الواحد والعشرين دون فهم القرن ئع القرن العشرين و ال يمكن فهم وقا)فردريك و (كيرغاردهيغل( و)ماركس( و)سورن( و))السياسية، ولدت االتجاهات الفلسفية و

تجاهات التي تسيطر االشتراكية هذه هي االسمالية والفوضوية و الرأ( ارثر شوبنهاورنيتشا( و)ما ينطبق على العالم ينطبق على المغرب، عرفنا من الفن و و اإلعالمو االقتصادو السياسة على

أدبيا كان أو سينمائيا يشتغل على شخصية -السرد بما أن -يحكم الجن فمن يحكم القبائل؟ القواد .(عيسى بن عمر)يحكي على قايد واحد هن القواد بالجمع، إه ال يحك على تمثيلية، فإن

جعة لمغرب اصورة كف (عبد الباسط لخضاري)خالد و هذه الزاوية يقدم الفيلم الذي كتبه من بالعودة وفوضى جثث ماشيتهم التي قتلها الوباء، كساد وخوف القرن العشر، فالحون يحرقون

كيف ، أمام هذا الوضع 19-18المغرب في القرن المجاعات فيالتاريخ، تاريخ األوبئة و إلىالحائجة التي أصابت قبيلته؟ هنا ستمر المعلومات التاريخية عبر سيواجه القايد )بن عيسى(

ة الخط قتتحق ودي المحتال، اليه اإلعالميةة ة عسكرية، الخط خط و إعالميةة السرج لديه خط بهدف باشا مراكش (لكالوي)تحويل شراء السالح من تم ة بنهب القايد ألثرياء القبيلة و ريالعسك

تدفع ها تحت سلطة و ن تمكن القايد من نهب قبيلة يفترض أجرت الغزوة و هب القبيلة المجاورة، نوقد ، غان تصغر القايد وتصفه بالجيفةتنشد أ (حادة الزايدية)نهضت شابة تدعى له الضريبة،

ل الفيلم إلى آخره، التاريخية على قصة عاطفية تمتد من أو ب السيناريست المطلع األحداث رك وء للمقاومة الفنية الظلم الذي أصاب قبيلتهم للج يضطرهمقصة حب بين عاشقي غناء،

هنا عند الجانب الفني قبل العودة للمقاربة الموضوعاتية، سيناريو الفيلم موثق والمسلحة، نتفق .ينطلق من كتاب حول سيرة المغنية خربوشة أخذ أصحابه الوقت الكافي إلنجازه، وهو

ه في فيلم خربوشة بأن واإلخراجالمعالجة الدرامية (أمير العمري)يصف الناقد المصري لقطات الطويلة، أقرب إلى أسلوب المسلسالت التلفزيونية التقليدية: األداء المسرحي الساكن ال

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

207

وير األحداث في ديكورات المرحلة ، تصاالعتماد على الحوارات الطويلة في شرح األحداثتنجح األفالم لإلشارةة الموضوع قد أنقذت الفيلم، قو [...]التاريخية يتطلب ميزانية كبيرة

طريقة –ى ذهن المتفرج الذي يجوع بعد حين،عل طرقة خفيفة ثم ال يظهر لها أثر-بطريقتين: ة مضمرة دسمة، تجعله مثل وجبة طنجية، يستحيل الفيلم يملك قو ممتدة في الزمن، ألن

"خربوشة"المخرج يأخذ معه شيئا عندما يغادر قاعة السينما، فيلم فورا، لذا تدوم، ألن استهالكهافي ل ه وثيقة تضيء منطقة الظ ثاني، إن ليس فيه ما يخلق صدمة إعالمية آنية، إنه من نوع ال

.1ر المعلومات على المجتمع بطريقة غير مباشرةالمجتمع، وثيقة ثقافية تاريخية هي مصد

في سياق االحتفاء بالمكان يأتي فيلم "لعبة الحب" ليحتفي بشكل خاص بالجبل المغربي ر عنها بصفة خاصة، فهو اختيار جمالي يدخل في سياق اختيار عام لرؤية إخراجية، عب

ي اختار من خاللها االحتفاء بالجمال المخرج في سياق أفالمه التلفزيونية والسينمائية السابقة التعموما )مراكش، الراشيدية، ورزازات، آسفي، كر الجنوب كمقولة فكرية ال جغرافيةالمغربي، وأذ

، أشير إلى قيمة تلك األماكن الجمالية خصوصا، وعالقة ةعد العتباراتالصويرة، آزيالل...( فضاءاتها، وكأحد الجنوبيين نشأة وثقافة، المخرج الحميمية بها كأحد المولوعين بالتنقل في

في السينما المغربية. والمدافعين مبدئيا عن المدن الهامشية

ا ا مم عتمد على التذكر عبر السفر في شكل سردي متداخل جد ا ياختار الفيلم أسلوبا فني ه اشتغل على نصوص ... فيلما ذاتيا: ألن زبامتيا Rood movies-يجعله فيلم طريق

الستطاعوهو رهان صعب، Amours invisibles-ة عالمية للكاتب ميالن كوينديراقصصيفاالشتغال على عوالم كوينديرا صعبة والمخرج أن يربحانه، (حمد أعريوسم)كاتب السيناريو

وبالتالي فالفيلم المركبة، المستوياتالباطنية لشخوصها، ولغته ذات عوالمالعلى الشتغالهانظرا عميقا على انفتاحال فيلم روائي طويل ينفتح السبق في الفيلموغرافيا المغربية باعتباره أو ق قد حق

مغربية باألدب المغربي متنافرة.األدب العالمي، في وقت الزالت فيه عالقة السينما ال

.58حتى 55ينظر، محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

208

من مدينة مراكش وآسفي " بكل Jeu d’amour-تدور أحداث الفيلم "لعبة الحب [...]ل "مبروك"عمل ثاني فيلم سينمائي طويل للمخرج بعد فيلمه األو ويعد هذا ال"ونواحيها،

)أمل عيوش( من خالل ثالث وامرأةيحكي الشريط الجديد مسار عالقات رجل )يونس ميكري( الت هذين الكائنين في كل محطات أساسية حاسمة في حياتهم... يتتبع الفيلم لحظات تحو

تساؤالتهم التي يلعب عامل الزمن نقطة حاسمة فيها، كما ورطاتهم الوجودية المتجلية من خاللالفيلم عبارة عن رواية ذاتية فلسفية [...]موضوعية منهما لمسألة الحب ب يالمس رؤية كل

ة القصصية الشهيرة للكاتب، وهو مستوحى من المجموعاإلنسانيةمشحونة بالقضايا الوجودية من ال داخلييحتفي الفيلم بالجمال على مستويين: جم Amours invisibles-ميالن كوينديرا

.عها، وجمال خارجي من خالل االهتمام بأماكن التصوير وتنو 1"خالل العاطفة الداخلية

المضمون السياسي:-د

د أداة تحيل إلى توجه ل إلى مجر س على المضمون السياسي تحو الفن إذا ما تأس إن ما يهدف إلى تعليم الناس إن *ا، فالفيلم المسي سفني إيديولوجي مفضوح أكثر منه شكال

يقاظ أحاسيسهم ومشاعرهم اتجاه القضايا، فال يمكن التوفيق بسهولة بين العمل وتبصيرهم، وا السياسي والعمل الثقافي، فاالقتصار على الجانب النضالي كثيرا ما أدى إلى إغفال العنصر

نا نالحظ أغلب ة، لكن ي والوقوع في الهفوات الفني الجمالي والتأكيد على الخطاب اإليديولوج ذات المضامين السياسية كانت متقنة الصنع وهادفة في الوقت نفسه. م العربيةاألفال

عا لطالما كانت السياسة بمختلف قضاياها موضوعا حاضرا في األفالم السينمائية، متنو غم اتخاذه موقفا معينا حيال الواقع في طريقة العرض والتحليل، بحيث ترشح إبداعية المخرج ر

.95حتى 93المغربية، م س، ص محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما ينظر، -1" z-لم "زادكما أن مصطلح السينما السياسة ظهر منذ أن بدأت األفالم بتناول القضايا السياسية، وقد تجسد مفهومه فعليا في السينما العالمية مع في -*

إنتاج مشترك فرنسي جزائري، وقد صور في الجزائر لمخرجه كوستا غافراس هذا السينمائي الذي يمزج الوعي السياسي باإلثارة الدرامية، وفيلم "زاد" ، ويعتبر أحد أشهر األفالم في تاريخ السينما، موضوعه حول اغتيال مناضل سياسي يوناني على يد الحزب الحاكم، وهو يعتبر 1969وعرض عام

شادة بالقوى التقدمية ونضاال تها، لقد حقق "زاد" نجاحا منقطع النظير في عروضه إدانة للحكم العسكري الدكتاتوري الذي كان قائما في اليونان، وا .71محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص ، ينظر، العالمية، وظل إلى اليوم يعتبر نموذجا للفيلم صاحب الرسالة

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

209

ي الذي يخلفه في الرأي العام لمشاهد ولقطات توحي باحترافية السياسي من خالل التأثير القو تجسد رؤاه الفكرية تجسيدا يحقق له االنفالت من قبضة الرقابة مهما كانت صالبتها، ويشهد

أعماال وروائع أحرجت أنظمة سياسية تاريخ الفن السابع على العديد من المخرجين الذين قدموا عطائها أبعادها كما تصو رها المخرج، الذي التجأ إلى بينما تفتق لها حساسية النقاد النتشالها وا

الترميز قصد اإليحاء بأشياء وأحداث لم يستطيع إدراجها بشكل مباشر، والفيلم السياسي تصوغ .1والفرد في انتمائه الطبقي واالجتماعي التاريخ في حركته، والصراع في أبعاده االجتماعية،

ديدة برهنت السينما المغاربية خالل السنين الماضية عن حيويته الرائعة، هناك أفالم جفهذه السينما الباحثة عن معالمها والتي تفحص المجتمع تخرج وسينمائيون جدد يبرزون،

والمظالم التي تلحق بالضعفاء، ناته اإلنسانية تحكي الحروب والعنف واإلجرام والتهميش ومكو بالجمالية، وعلى هذا األساس فهي إذن از بالتزاماتها األخالقية والسياسية أكثر منهفهي تتمي

.اها سينما االستعجال والوشاية وكشف الخفايتشتبه فيها وتعتبر مخربة في نظر السلطات، إن

األخيرة فسنجد أنفسنا أمام السنواتالتي أنتجت إذا حاولنا استقصاء األفالم السياسيةحدث سياسي ذو أهمية خالل هذه السنوات لم تلتقطه السينما مجموعة كبيرة، إذ ال يكاد يمر

وتتناول أبعاده، فضال عن ذلك القضايا السياسية واألحداث التاريخية الشهيرة التي مازالت ت دول والجريئة التي هز السينما أيضا وفية في الحديث عنها، وانطالقا من األحداث الكبرى

ا يطرح عن هذه األحداث مم من المخرجين المغاربيين في منأى المغرب المعاصر نجد الكثير د الخطوط الحمراء وتتقاطع، ، بالفعل تتحد حدود التعبير المتاحة عالمات استفهام كبيرة حول

فيمارس على نفسه رقابة يجد فيها المخرج نفسه ملزما باالتجاه إلى المخيلة والهروب إلى الخيال، خوفا من مقص الرقابة أو منع عرض تصفية المشاهد على السيناريو ثم على المونتاجذاتية بلتقديم الحقائق، ومحاولة حل المعادلة الصعبة عبر التوفيق بين سينما إلى الترميز تلجأ الالفيلم

وبين احتجاز موانع الرقابة. يم السلطةن قضايا سياسية معاصرة ترتبط بعقالرغبة في التعبير ع

.19، ص 1مجلة آفاق سينمائية، العدد ينظر، منصور كريمة، -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

210

ه ال يمكن التوفيق بسهولة بين العمل السياسي والعمل يرى أحد الدارسين الجزائريين أن الثقافي، فاالقتصار على الجانب النضالي كثيرا ما أدى إلى إغفال العنصر الجمالي والتأكيد

ة أغلب األعمال الفني أن نا نالحظعلى الخطاب اإليديولوجي والوقوع في الهفوات الفنية، لكن العربية ذات المضامين السياسية كانت مقنعة الصنع وهادفة في الوقت نفسه.

لى إفراغ حمولته في الجانب ق الحريات العامة طيلة عقود سابقة لجأ المخرج إأمام ضي و أفالم إلى بروز ما يسمى بسينما المهجر أو ما هذا ما أدىمن البحر، ورب اآلخر

، ةالفرانكومغاربية، حيث يعبر المخرج كما يشاء ويتعاط طابوهات السياسة دون خوف من الرقاب، الذي برع في (مرزاق علواش)نذكر على سبيل المثال ال الحصر المخرج الجزائري المغترب

معالجة المواضيع السياسية مسلطا الضوء على موضوع اإلرهاب، تجسد ذلك من خالل العديد منها فيلم "باب الواد سيتي" الذي يروي حقائق عن أوضاع سياسية متشابكة همن إنتاجات

وصراعات بين الحكومة والمعارضين لها والمتمثلين في الجماعات اإلرهابية قد أفضت إلى وضع اجتماعي خانق جسده المخرج في حي عتيق من أحياء العاصمة، وهو حي باب الواد،

أي سنوات التسعينيات من داخل البيوت –ي تلك األيام الذي تناول ما يجري في الجزائر ف الجزائرية من خالل رؤية الطبقة البسيطة لما يجري حولها من أحداث.

يتناول فيلم "العالم اآلخر" الحقبة نفسها من سنوات التسعينيات والصورة المفزعة لمرحلة فينطلق موضوعه من صدور ا فيلم "التائب" القتل المبرمج والشبكات اإلرهابية المنظمة، أم

حربا ضد امن حملوا السالح، وخاضو "قانون العفو والوئام المدني" الذي يضمن العفو على كل .1النظام وارتكبوا خالل تلك الحقبة الكثير من المجازر الدموية

االنصياع لجاذبية الموضوع تجعل السينمائي يسعى لربط النجاح والرواج السينمائي إن وعة الراهنية مطب وباألخص براهنية ومعلوم أن "لمنتوجه السينمائي بطبيعة الموضوع، المرتقبين

وباألبعاد السياسية واالجتماعية ،بمجموعة أحداث ماباالهتمام الجماهيري بحدث أو

.20ينظر، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

211

، ومن ثم ذلك الطابع الصحفي اللصيق بالمعطى الراهن 1"واإليديولوجية الظرفية المرتبطة بها من حيثياته ومؤدياته. والذي يصعب التنصل

عالجت السينما المغاربية االعتقال السياسي أو ما يسمى بسنوات الرصاص، وذلك في ة، وقدمت السينما المغربية األنواع األدبية والفكرية والفني ل سياسي عام بادرت فيه كل سياق تحو ومخرجه، وهي سبعة أفالم طويلة تعالج القضية حسب وجهة نظر مؤلفه 2008إلى غاية

عبد )، "منى صابر" ل(أحمد بوالن)، "علي ربيعة واآلخرون" ل(فوزي بنسعيدي)"ألف شهر" ل، و"جوهرة بنت (حسن بنجلون)، "الغرفة السوداء" ل(كمال كمال)، "طيف نزار" ل(الحي العراقي

ها األفالم أن ، ما يغلب على هذه (جياللي فرحاتي)، "ذاكرة معتقلة" لل(سعد الشراييبي)الحبس" لمتأثرة بوجهات نظر أصحابها، ولم تستطيع نقل المعاناة الحقيقية للمعذبين، والسبب يرجع إلى مشكل الرقابة الذاتية التي يمارسها السينمائي المغربي سواء كان كاتب سيناريو أم مخرجا، ثم

جين المعتقل الرقابة التي تمارسها المؤسسة في شخص لجان القراءة والمشاهدة، فواقع الساألفالم المغربية ة تدافع عن إنسانية اإلنسان، وهذا ما لم نلمسه في جل إيديولوجي يلخص كل

.2ر المعب رةالتي كثر فيها الحوار اإليديولوجي، وندرت فيها الصو

كانت تيمة االعتقال السياسي إلى حد قريب تسجل ضمن التيمات المبعدة والمنبوذة، وذلك تر السياسي المشحون الذي شهده المغرب في مرحلة السبعينيات والثمانينيات راجع إلى التو

والتسعينيات، لقد كان من الصعوبة بمكان خالل هذه الفترة الحديث عن االعتقال السياسي أو تناوله على المستوى السينمائي أو الروائي، أو في أي شكل تعبيري آخر، حيث كان تصريح أو

يفضي بصاحبه إلى غياهب السجن أو إلى الكثير من األتعاب قول بسيط بصدد موضوع والمعاناة، نتيجة لهذا الوقع السياسي المتوتر ثم إبعاد االعتقال السياسي من االشتغال السينمائي

حاضرا بقوة، وهو الفاعل الذي ولد لدى المخرج آنذاكن مقص الرقابة من ناحية كان لكو

.49اتي، شعرية الوعي الشقي، مجلة السينما، م س، ص فريد زاهي، الجياللي فرح -1 .32-31صص تجارب حول السينما المغربية، م س،ينظر، محمد اشويكة، أطروحات و -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

212

يسميه مجموعة النقاد بالرقابة الذاتية، حيث كان على أي المغربي من ناحية أخرى نوعا مما أن يتحمل تبعات اختياره. (آتباتوالناقد )مخرج اختار معالجة هذه التيمة حسب

االعتقال السياسي يندرج ضمن التيمات التي طالها مقص تالحظ )ساندا كارتر( أن من المتخيل السينمائي الوطني الرقابة، الشيء الذي نتج عنه إقصاء قضية االعتقال السياسي

هذا الوضع تغير، وذلك بعد االنفراج السياسي الذي شهده المغرب في نهاية سنوات بيد أن ياسي، وبدأت ة الثالثة، هكذا تم تكثيف االشتغال على االعتقال السالتسعينيات وبداية األلفي

.1ا رئيسا أو ثانوياسيناريوهات تعالج تيمة االعتقال السياسي سواء كان موضوعتظهر

من بين األفالم التي اشتغلت على موضوع االعتقال السياسي كموضوع ثانوي نجد على ، وهو فيلم يصف خراب األفالم (أحمد بوالن)ل 2000سبيل المثال "علي ربيعة واآلخرون" سنة

بداعية، ساهمت في حركة الرفض الجماعي الثورية، يجمع بين توجهات سياسية وفني ة وا الشبابي، وما أفضى إليه بعد محن االعتقال والمطاردات من توجهات متناقضة تعكس خراب

معان الفيلم في تضخي دة ، ورهانات محد م هذا الشقاء من خالل نماذجأحالم الجيل السبعيني، وا شيء. رغم إقرارنا بتوفير واقعيا في تجربة مؤسسة لمشروع راديكالي، حالم بالقطع مع كل

يلم بمشهد قفزة للبطل من أعلى الجسر في الماء، وما لحدث التهاوي والسقوط ينتهي الفالماضي والوعي الشقي بحسب ذلك يمثل حالة تطهر من أحالم كل من دالالت رمزية، فإن

حالة اغتسال وتطهر من زيارة رفيقه السابق الذي إرتمى في نا نقرأ أيضا بأن )آتباتو(، فإن الناقدستسلم لملذات أولياء نعمته، ومواصلة البطل السباحة للخروج من يم القهر أحضان جالديه وا

واالستبداد، ومعاكسة أطروحة الحلم والغبار، واستمرار في شق عباب البحر نحو مستقبل يظل ، (الجياللي فرحاتي)لمخرجه 2000وفيلم "ظفائر" "، 2مفتوحا على المجهول عند نهاية الفيلم

، و"زمان (عبد القادر لقطع)ل 2003، و"وجها لوجه" (زي بنسعيديفو )ل 2003و"ألف شهر"

.97-96ينظر، سعيد شمالل وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص -1 .86، ص ينظر، فؤاد قشامي وآخرون، م ن -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

213

ن خالل ، هذا الفيلم عن ذاكرة سياسية يتقدم م1("شريف الشرف الطريبق)لل 2008الرفاق" في الجامعة المغربية بداية التسعينيات من القرن العشرين، وهو قصة عاطفية بين طالب وطالبة

لى مرحلة تاريخية حرجة عرفت تراجع الحركة اليسارية، فيلم أطروحة، يلقي نظرة متعاطفة عالرفاق الذين وصعود التيار اإلسالمي في أفق سيطرته على الحرم الجامعي، مرحلة حرجة ألن

قادوا الحركة الطالبية لعقود يفتقدون مواقعهم مرغمين لصالح خصمهم االيديولوجي والسياسي.

ز بين الصراع بالصورة والمعجم الذي يمي دقائق في تصوير 103نجح الفيلم خالل ل عنف والثورة والفئات الشعبية، بفضاإلسالميين والماركسيين القاعديين والصراع الطبقي وال

ر الفيلم يصو [...]الكتابة الجيدة للسيناريو "زمن الرفاق" تم رسم شخصيات واضحة المعالم ، قراءة سينمائية لتاريخ المغرب الحديث الجانب الغير مقبول... ستكون الصورة اكتملت لتقديم

.2ل)ادريس اشويكة( 2009وهناك فيلم "فينك أليام"

ع طرق معالجة االعتقال السياسي في هذه األفالم نجد غم من تنو ه بالر ن يمكن القول أأغلبها استحضر االعتقال السياسي في عالقته بآالم الماضي وحال أفالم الجيل الذي عايش

ي، حيث تم استحضار التشتت الذهني لذاكرة المعتقلين وعائالتهم سواء في عالقته هذا الماضإذا كان فيلم "علي ربيعة "بالبعد النفسي أو االجتماعي أو السياسي، أو ببؤس الواقع اليومي،

واآلخرون" ركز على النهاية المأساوية لجيل السبعينيات الذي انتهت أحواله، بعد تجربة فيلمي "ألف اردة إلى توجهات أخرى متناقضة أصولية وهامشية، وعبثية، فإن االعتقال والمط

ل "ألف و نما وقف الفيلم األشهر" و"أشالء" استحضر معاناة عائالت المعتقلين السياسيين، فبي (أمينة)جراء اعتقال زوج من )أمينة( وابنها )مهدي( وحماها)أحمد( شهر" عند معاناة كل بان، ركز الفيلم الثاني "أشالء" على قلق االختفاء وألم الفراق لدى عائلة المتواجد وراء القض

)أوتوكو( الذي اختفى ابنهم، حيث ال زال يسجل ضمن الئحة مجهولي المصير.

.97، ص شمالل وآخرون، م س سعيد -1 .36ينظر، محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

214

، معتقل سياسي في (محمد)في نفس اإلطار استحضر فيلم "ظفائر" متاعب كنزة زوجة ، نجد ضمن (محمد)مواجهتها ألصحاب النفوذ السياسي والسلطوي أثناء فترة سجن زوجها

الفيلموغرافيا الوطنية أفالما كثفت اشتغالها على تيمة االعتقال السياسي وذلك بجعلها تيمة ، 1"(قيعبد الحي العرا)ل 2001رئيسية لسردها الفيلمي ومن أبرزها نذكر أفالم "منى صابر"

الفيلم وهو فيلم يحسب له السبق في طرح قضية االختفاء القسري ومجهولي المصير، غير أن يا لظهور في مجمله لم يلتفت من نظرة تبسيطية اختزالية للواقع المغربي، والتي كانت دافعا قو

بشكل الحركات السياسية المطالبة بالتغيير العميق للوضع العام بالمغرب، كما ارتكز الفيلمأساسي على السرد التقليدي الموروث عن السينما التجارية وانغمس إلى حد بعيد في أحداث

ي وعالقات جعلت من مسألة االعتقال موضوعا ثانويا في الفيلم، من خالل الحضور القو قها بصديقها المناضل الذي لمعلمة الرقص كشخصية محورية في الفيلم، رغم محاوالت رفا

.2ي رحلة البحث المتوهجة إلى مدينة موكادورف اصطحب )منى(

، و"درب موالي الشريف" (سعد الشراييبي)ل 2003وهناك فيلم "جوهرة بنت الحبس" ، و"شاهدت (جياللي فرحاتي)لمخرجه ال 2004، و"ذاكرة معتقلة" (حسن بنجلون)ل 2004

نا أساسا على ... ونركز ه(سيرج لوبيرون وسعيد السميحي)لكل من 2005اغتيال بن بركة" فيلم "ذاكرة معتقلة" حيث يعالج االعتقال السياسي من وجهة نظر مغايرة، ركزت بشكل رئيسي

ن الذاكرة حيث تعشعشت اآلثار التي خلفتها مرحلة التوتر السياسي على جيل بأكمله، على مكو إال الجيل الذي تبخرت أحالمه وآماله السياسية والمجتمعية، حيث اصطدم بواقع ال يؤمن

بالمنطق الزجري، لقد اشتغل الفيلم بشكل فاعل على مخلفات االعتقال السياسي وآثاره النفسية واالجتماعية والمصيرية على المعتقلين السياسيين، حيث شملهم عامال التشتت والتفرقة، وأصبح

-حالة زهرة-م من غادر الوطن واحد منهم مختلفا تماما عن مصير اآلخرين، فمنه مصير كل حالة عمر -ومنهم من لقي حتفه في السجن-حالة بلهاشمي-ن غاب عن األنظارومنهم م

.99-98سعيد شمالل وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص -1 .85ينظر، فؤاد قشاشي وآخرون، م ن، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

215

وآخرون تسكعوا في الشوارع، -حالة المختار العليوني-ومنهم من فقد ذاكرته ورجولته-األحمديإلى أفراد فكارا معينة، وتؤمن بمبادئ معينةكقوة متوحدة تحمل أانتقلوا من المجموعة هكذا

.1مزقهم واقع االعتقال، وأصبح كل واحد منهم يغني على لياله

السينما المغربية واكبت بشكل متأخر تيمة "في األخير نود اإلشارة أنه يمكن القول أن االعتقال السياسي، سواء فيما يتعلق باألفالم التي استحضرتها بشكل ثانوي أو غير مباشر، أو

االشتغال الطاغي على االعتقال السياسي مادة سردية رئيسية، غير أن باألفالم التي جعلت من أفالم سنوات الرصاص يتسم بنوع من السطحية والمباشرة، مما جعلها ال تستحضر بشكل عميق

.،مع استثناءات قليلة2"وفاعل تيمة االعتقال السياسي

بية لما تتضمنه من في بعض األحيان نكون عاجزين عن تفسير المعادلة السينمائية المغر أرقام يصعب علينا فهمها، فأمام فشل أغلب األفالم السينمائية المنتجة على إقناع الجمهور

وما فيلم "السمفونية ، بمضمونها وجمالية لغتها، تنبثق من حين آلخر فلتات تبهر المتلقييصفق مرات إال فلتة من هذه الفلتات التي جعلت الجمهور المغربي (كمال كمال)المغربية" ل

عجابا، كما ال ننسى دخول الجمهور العربي على الخط وتفاجئه باحترافية ومرات تشجيعا وا هجة المغربية المتداولة الفيلم المغربي، حتى ال أقول احترافية السينما المغربية، رغم صعوبة الل

ضية، التي فتحت في هذا الفيلم، وقد وقفت على العديد من المواقع والمنتديات العربية االفترا نقاشا حوله، وتداولت أخباره مستفسرة عن مخرجه ومبدع سمفونيته "السمفونية المغربية".

فيلم بعيد عن األفالم االستهالكية التي تربى عليها المشاهد، إذ جاء الفيلم مخاطبا إياه ايرة بخطاب مغاير تماما للخطاب النمطي الذي تعود عليه، فنشر صورة اإلنسان المغربي مغ

للصور السائدة، وابتعد عن جدلية الصورة البعيدة عن الواقع أو القريبة منه، وركز بالخصوص اء، على كتلة األحاسيس والشعور الوجداني الذي يميز اإلنسان رغم المعاناة واأللم والبؤس والشق

ين ة محضة، انطالقا من مزج ب، وربطهما بهموم أخرى روحية وفني د وانعدام األمنالتشر

.100-99لمجال المغاربي، م س، صص ينظر سعيد شمالل وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في ا -1 ."101، م ن، ص -2

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

216

الموسيقى والصورة، فالمخرج قبل ولوج مجال اإلخراج السينمائي طرق مجال الموسيقى، ولعل مائية المغربية، هذا هو الدافع الذي جعله يخلق نوعية أخرى من أفالم تفتقر إليها الخزانة السين

.مغربلل والجمالي، مستفيدة من المناخ العام تنحو منحى تصاعديا، في مستواها الفني أفالمه

ستثير الفضول للتعرف على تجربة يرمي الفيلم بثقلهعلى المشهد السينمائي المغربي، ويجديدة، احتوت عناصر واتجاهات أخرى تدغدغ الفكر الحسي لدى المتلقي، ويكفي أن نعرف

ي للموسيقى الراقية في الفيلم، و الحضور الق هو المخرج نفسه، لنكشف سر ف السمفونية مؤل أن زة التي يتميز بها المخرج بصفته موسيقيا حساسا هذه المي بتداءا من عنوانه إلى خاتمته، إن إ

انطبعت بشكل مباشر على المضمون العام للشريط، ومنحته حمولة فكرية المست المهمشين ة من جهة أخرى، إذ مزجت بين الصورة وحياتهم اليومية من جهة، واستحضرت عناصر فني

.يابية لغوية تصويرية محترفة بعيدة عن السطحية المبتذلة والمواقف الفقاعيةوالموسيقى بانس

ة للديكور والموسيقى، وأعطى قد يكون للفيلم خصوصية عندما غاص في الجماليات الفني د ذا نبض ة نوعية جعلت مساره الزمني المحد غة السينمائية طقوسا خاصة بها، منحته هوي الل

يديولوجية سوريالي متفرد، لكن هن اك من النقاد والمهتمين من يعيب عليه افتقاره لقصة محبكة وا المهمات استئثار المخرج بكل د وظيفته التبليغية، كما يرى البعض اآلخر أن دة تحد محد

الرئيسية من إنتاج وسيناريو ومونتاج، أفقد الفيلم بريقه ولمعانه الفني، وصاحبه العديد من اصة في مثل الممكن تفاديها لو تجند طاقم كامل متكامل لهذه المهام، خالهفوات التي كان من

الفيلم نجح في تحديد مفاهيمه االستثنائية إلى المتلقي بعيدا عن هذا النوع من األفالم، إال أن المضامين المثقلة والمناورات غير المركزة ليصل بلغته البصرية المتقنة إلى عيون وآذان

.1ه بنغماته الكالسيكية السلسة، وهنا تكمن التجربة االحترافية للمخرجالمشاهد في اآلن نفس

ر من خاللها الخطاب الفكري، خلفيات إيديولوجي نالحظ في السينما التونسية هناك ة مر فقد كان فكر السينمائيين من رواد أندية الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة منفتحا على "

.17حتى 15ينظر، فؤاد زويريق، خطاب الصورة )المتخيل والواقع( "قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، م س، ص -1

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني

217

ري واليساري وأرضية ضمنية إذ كانت مرتكزة أساسا على الفكر التحر أرضية ثقافية خاصة بها، التي تالشت في غضون األحداث السياسية األخيرة التي وجهت ما يسمى بالسينما الملتزمة

.ة من اإلنتاج، هذا األمر لم تنجو منه كذلك السينما الليبية، ولو بنسبة وقل 1"عصفت بالبالد

هو فصل متعسف يقفز عادة على لفن وبين مضامينه الفصل بين ايمكن القول أن ال وأخيرا من تحققها ة والثقافية التي هي عالقة اجتماعية أو التحديد الموضوعي للممارسة الفني

وفق خصائص متمايزة، تعطيها بعض الخصوصية عن باقي حقول المجتمع، أكثر من هذا إن من واقع هذا المجتمع، من التاريخ لضرورة، الموقف من الفن والسينما هو موقف من المجتمع با

ه كذلك موقف من السياسة، يتطابقان حين يوافق أحدهما اآلخر، ويتفاوتان حيث بل إن كذلك، يسبق أحد الموقفين اآلخر، مهما بدت الممارسة السينمائية مستقلة في انشغاالتها واهتماماتها

باالنطالق من المجتمع لبناء تخيلها، كما أن بدعوى ارتباطها بالمتخيل وعوالمه، فإنها محكومة ما يتشكل بصيغة رؤية داخل هذا المتخيل البد أن يترجم ماال يحصى من المواقف بصدد الواقع في حاضره، وفي ما يجب أن تكون عليه آفاقه، وهكذا تصير الوظيفة االجتماعية للسينما

الربط بين السينما والمجتمع ربطا الفن من الشروط الضرورية لهذا الفن، فيكون بذلك وكل بداعية ونقدية، وانطالقا من مجتمع محد د أو موضوعيا يمكن أن يقرأ من مداخل عديدة نظرية وا

لة للمجتمع دة، أو انطالقا من المسارات التاريخية لفن السينما الذي اقترح رؤى متحو تجربة محد حتياجات اعات الخاصة، ومدى التجاوب مع اة والقنبتحول التجارب والمرجعيات الثقافية والفني

.2المجتمع أو ذاك التمرحالت التاريخية لواقع هذا

.119وسيم القربي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -1 .14-13وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص ينظر، حميد آتباتو -2

الفصل الثالث

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

219

تمهيد:-

رات الخاصة المتقنة جزءا مهما من جعلت منجزات التقدم في التكنولوجيا الحديثة من المؤث هناك أشياء قليلة ال يستطيع فني الفيلم الحديث، رغم توفير الوقت والمال الكافيين، فإن

باهظةالمرئيات الفائقة الجودة بحق يمكن أن تكون ، ولو أن تحقيقها الخاصة الحديثةرات المؤث أمام المخرجين، فهي تتيح لهم هذه المقدرة حقال جديدا كل التكليف بدرجة تحضرها، وقد فتحت

متفرجيهم حقيقة ما يرغبون أن يستخدموا األداة إلى أقصى مداها وتمكنهم من أن يعرضوا علىد إخبارهم عنه، هذه المرونة المضاعفة مغنم عظيم تذخره الصناعة ، بدال من مجر في عرضه

رات في األغلب األعم عبثا أيضا، إذ لم تعد المؤث االبتكاراتذخرا لها، ومع ذلك أصبحت هذه ، بل أصبحت هي ذاتها محور الفيلم.المرئية المتقنة في أفالم معينة حتى في تعظيم الحكاية

رات الخاصة جزءا عضويا مكمال للفيلم على امتداد تاريخه، ولكن منذ عهد ت المؤث ظل يز ا بحيث يعجز المتفرج في الغالب عن التمي دة جد قريب فقط أنتجت التكنولوجيا مؤثرات معق

طبيعة أي مؤثر خاص إن [...]مؤثر خاصالشريط لشيء حقيقي ونموذج مصغر ل بين طولمصدقة التي تبحث ببساطة حادثة واقعية أو تاريخية مألوفة في رات معلوم واحدة من ثالث: مؤث

صيغة درامية، ومؤثرات غير مصدقة التي تحاكي بكامل إمكانياتها حوادث حقيقية بأسلوب ة أو األماكن أو أجداث نات الحي ، ومؤثرات مذهلة، التي تخلق البشر أو المكو د أو متطرفمشد

.1ل المؤثرات المصدقة على األعمال المتقنة في إبهارتتجاوز ما يعتبر ممكنا اآلن، وتشتم

ة لوبه في التصوير وعلى كيفية معالجطريقة تقديم الفيلم لمادته تتوقف على اختيار أس إن الصوت والصورة، وعلى توظيف المؤثرات وطبعا على حركة الكاميرا ومدى اقترابها أو ابتعادها

ذا كان من المواد والشخوص المصو التصوير السينمائيهو كتابة بالضوء، فمواضع اإلنارة رة، وا إلى قضايا أخرى مرتبطة بكيفية السرد، وبناء الحكاية واختيار إضافةوقوتها وطرق توزيعها،

ة، ولكن وفي نفس الوقت لسان يخاطب به المخرج ، يشكل ما يمكن تسميته بقواعد عام الزوايا

- ينظر، جوزيف.م.بوجز، فن الفرجة على األفالم، م س، ص 1.125 -

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

220

لزاوية ما في قراءة الكون واإلنسان انحيازه ألن ية، انتقائمن خالل كاميرا تولد المعاني بطرق على حساب تحققات أخرى ممكنة، وعليه فالذات كمنتجة لمعانيها، تتدخل في طريقة الحكي

أفعال وأوضاع تنسجم في أطرها رؤية منسجمة، تنطلق من الجنيريك البداية إلى اللتقاطووتيرته ا، وتوظيف اإلنارة قطات القريبة جد عرض جماليات األلوان، واختيار الل لكن ، الجنيريك النهاية

بشكل تجريبي واختيار موسيقى موحية وخرق الوحدات الكالسيكية للزمن والمكان، لكن هذا قد ن للتعامل مع مادة الفيلم، والسيناريو، وقد ال يروق للبعض باعتباره خلخلة عن اختيار معي ينم

القراءة السليمة للمشاهدة. ستوياتلممقصودة

هل على مخرج الفيلم أن يبلغ رسالة ما، سار سنجد أنفسنا أمام مشكلة وهيإذا تتبعنا هذا الم منها بدعوى أن ويستهزئون، بل ون فكرة الرسالة عن الفنونالعديد من النقاد في الغرب يستبعد"

نؤمن واإلسالميةمجتمعاتنا العربية نا عموما فيالفيلم ليس منشورا سياسيا وال خطبة دينية، لكن نا ما، والدليل على ذلك أن شيئابرسالة الفيلم، وتعتبر الدعوة للفن من أجل الفن مسألة عدمية

نتشبث بالرغبة في الفهم، فلم نرق بعد لمستوى التذوق والتفاعل الوجداني دون إخضاع المادة .االنتقال من فكرة ألخرى لضمان التواصل، وقانون 1"فظيةغة الل التعبيرية لقانون الل

إجراء دراسة شاملة لإلنتاج السنوي يتساءل ريبا بمناسبة مهرجان ما، أو تق كل عامقد ظهرت، فما إن يبدي سينمائيان شيئا من التقارب حتى ن إذا ما كانت "موجة جديدة"خو المؤر

ع أو في الجماليات، على نمط يرى في ذلك نواة لمجموعة سيتولد عنها حركة تجديد في الموضو .2الفكرة الجامدة، التي ترسخت عن تلك الموجة الجديدة األسطورية القديمة

: "ال أرى سوى نقطة مشتركة واحدة بين السينمائيين الشباب، فهم جميعا (تروفو)يقول يمارسون بانتظام لعبة آلة النقود، على عكس المخرجين القدماء الذين يفضلون لعب الورق

، طبعا هنا الحديث عن سينما هوليوود وبعض السينمات األوروبية.3"واحتساء الويسكي

.71-70السينما بين الصناعة والثقافة، م س، صص أشرف شتيوي، -1 .8، ص2010ميشال ماري، الموجة الجديدة، ترجمة: زياد خشوق، المؤسسة العامة للسينما )دمشق(، الطبعة األولى، ينظر، -2 .33م ن، ص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

221

سات السينمائية األمريكية سواء تعلق األمر بالمؤس -لتجارب الحالية للسينما العالميةابدأت تسرق األضواء في العالم الثالث وخاصة في الصين -دة وأوروبا أو بالتجارببالواليات المتح

يران وغيرها، التوجهات السينمائية الجديوبوركيناف يمها دة قد بدأت تتخلى تدريجيا عن أقالاسو وا )فيلم ميلودرامي، بوليسي، مغامرات...(generالسابقة التي تربط الجماهير بالنوع الهوليودية

اهير والجمالية لمبدأين متناغمين.لتعيد تركيب تصوراتها وفق تعاضد الجم

ر أنماط ر السينما العالمية وحساسيتها الفائقة أمام تغي الوتيرة السريعة لتطو ال يخفى أن ر البنيات الذهنية للمخرج، ورغبتها الدائمة في استكشاف واحتالل مواطن جماهيرية التلقي، وتغي

هذا جعل ل في التواصل، كل ير جلدتها بما يتالءم مع أنماط التحو جديدة، وضرورة تغي ى والتجارب سينمائية الجماهيرية تكتسب وجها جديدا باستمرار من خالل إدماج الرؤ ال سةالمؤس

ضفاء الطما المؤلف( في صلب بنيتهاسينالفردية ) إفساح المجال ابع المؤسساتي عليها أو، وا أمامها كي تأخذ طابع المؤسسة الصغرى )أفالم وودي أالن، سبايك لي، سبيلبرغ...مثال( التي

.1المؤسسة الكبرى بقدر ما تتعايش أو على األقل تتوازى معهاال تتعارض مع

قفز إلى الواجهة شعار التجديد في السينما العربية عامة والمغاربية خاصة، ووجد فورا الحاجة لهذه األداة الثقافية العصرية والتجديد الذي آذانا صاغية في عالم ثقافي كان هو بأشد

القطاع األكبر من تزال تعصف ب لغربة التي عصفت والله سينمائيون وعوا معنى ا انبرىي الكبير المطروح على سينمائيين ورثوا وقاطع حجم التحد طرح شكل حاد "، السينما المغاربية

ذاإرثا سينمائيا فقيرا جد طنا األمور بس ا لم تحصل فيه عمليات تجديد فعلية منذ الخمسينيات، وا ، ة السينمائية المغاربيةلتحتية الفني ا البنىقدم المشاكل هي اصطدم بنوعين منالتجديد نقول إن

خطاها الزمن منذ مما نتج عنه خبرة بشرية معدومة تقريبا، وهي إن وجدت فهي خبرة لتقنيات تمنذ وجدت لم ، فهذه السينما ة في السينما المغاربيةرية والجمالي الدراسات الفك زمن بعيد،وانعدام

التيارات الثقافية التي اخترقت الجو الثقافي العربي، بينما سيطر فكر تستطيع أن تجذب إليها

.48ينظر، فريد زاهي، الجياللي فرحاتي، شعرية الوعي الشقي، مجلة السينما، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

222

ل، فكر دعائي للسلطات خال من أي القطاع العام، والقطاع الخاص على السينما في األو ا الثاني فتردي لمستوى التهريج بقصد االبتزاز التجاري.، سقط بسرعة أم 1"خيال

ضاج إسهامها شكل التجديد اإلبداعي قلقا مشتركا في السينما المغاربية، يستجيب لقلق إن رواد السينما المغاربية منذ بداية وعي انتبهوخدمة الثقافة الوطنية الفاعلة، لقد لخدمة الواقع

أم يز النموذج اإلبداعي الخاص عن النماذج اإلبداعية السائدة، عربية كانتالحاجة إلى التمي ، في هذه النماذج التأصيلية يةتونسية والالمغربا باكرا في السينما الجزائرية و هذ أجنبية، وقد تم

زة لإلبداعية المغاربية التي تنفتح على مقترحات رواد هذه السينما المالمح الممي اقترحاألولى ث ، حي المغاربية بلدانال تكريسه في أعمال الحقة في كل السينما الجديدة والمختلفة، وهو ما تم

.يإبداعات خاصة في هذه السينما أهلها لتحصل على إجماع محلي وجهوي، بل ودول شكلت

السينما في مساعي التغيير ال يستقيم إال باقتراحها انخراطلقد أدرك المخرج المغاربي أن ف األشكال اإلبداع خارج وهمه الرسولي يوظ د إبداعية هذه السينما نفسها، وذلك ألن لما يجد

ه ال معنى لتثوير المضامين في تحرير العقل الذي يحطم في تحريره ما هو مسيطر، أي أن هذه استقبالوذلك رغبة في تقويض أسس اإلبداعية ووظيفة اإلبداع خارج تثوير الشكل الفني

ما ، إن االجتماعيلمساهمة في الصراع السينما باعتبار ذلك هو صيغة السينما واإلبداع عامة لة متقدمة في تونس قادتها أسماء رائدة ترجم بصيغ مختلفة تجلى بشكل واضح في حساسية فني

(مفيدة تالتلي)و (منصف الدويب)و (فريد بوغدير)و (نوري بوزيد)و (ناصر الخمير)من قبيل بداعية على العنف التخييل وجمالي االرتكاز، حيث كان (رضا الباهي)و االبتكارة المكان وا

و"بابا عزيز" و"يا على مستوى المالبس والتصوير والكثافة الرمزية في أفالم من قبيل "الهائمون" " و"عصفور السطح" و"موسم الرجال".سلطان المدينة

ب د من خالله التجارب الجديدة مساعي التجري ما التقطته السينما المغاربية الحقا لتجد "أليام أليام" و"السراب" وهو ما اقترح الرواد ذلك في والكتابة الشاعرية والتكثيف الرمزي، ك الفني

.83-82فريد، هوية السينما العربية، م س، صص سمير -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

223

ة في أمثلتها "شاطئ األطفال الضائعين" و"الباب المسدود" و"باي بايما عكسته أعمال هام تثري ة من جانبها اقترحت السينما الجزائرية أساليب فني و السويتي" و"الراكد" و"أشالء" وغيرها،

التجديد اإلبداعي، وهو ما تحقق بصيغة أسلوب الكوميديا والسخرية في "من هوليوود لتمنراست" جزائرية كفيلم يل الوثائقي في أفالم التاريخ الأرابيكا" و"الطاكسي المخفي" واختيار التخي /100و" ها.وغير (سميحي وعبد الرحمان سيساكومومن ال)في أفالم وكذلك قطة الثابتة" "الل

تجارب متكاملة من سينما المغاربية ببروز اإلبداعية في السينما االجتهاداتلقد سمحت تجارب ا حولها مثل اعا نقدي قت إجمها حق اإلقبال الجماهيري المنشود، لكن المؤلف، لم تلق كل

الطي ب الوحيشي وناصر الخمير وعبد الرحمان سيساكو ومحمد شويخ ويامينة بنكيكي وأحمد )ة بأساليب فني االنتقالمة لتوضيح ما تراكم من تجارب وضع أرضية قي ( وغيرهم، البوعناني

وسينما لتخييلي والواقعية وسينما الفقيرمختلفة وأجناس فيلمية تحيل على جنس الوثائقي وان أن ال يمكو [...]والفيلم التاريخي االجتماعيةالطريق والفيلم الغنائي والفيلم الكوميدي والدراما

نا نرصد نتحدث عن توجهات قوية على مستوى األجناس الفيلمية والخصوصية األسلوبية، لكن مينة بنكيكي وحكيم ي أفالم كما هو الحال مع تجارب )يتمايزا واضحا وقويا لدى مخرجين وف

ألسلوب الوثائقي والتوثيق على مستوى التوظيف الفاعل (بلعباس وعبد الرحمان سيساكوناصر الخمير وداود أوالد )و إبداعية التصوير وتعبيرية المكان واإليقاع، وفي تجارب التخييلي أ

وغيرهما... (محمد الزموري ومحمد عبد الرحمان التازي)أو أسلوب السخرية كما عند (السيد

كان بإمكان هذه المقترحات أن تشكل أساسا لتحقيق السينما المغاربية ألهم رهاناتها إال أن السينما ال تعد حاجة ثقافية حقيقية في الواقع، بل هذا لم يتحقق في الواقع والدليل على ذلك أن

مجموع القنوات التربوية والثقافية المهيمنة ال تنشغل بالتربية السينمائية وال تعمل من أجل إن يقوم على نفس الزال استقبالها، مما يعني أن نما وثقافتها في المجتمعإنضاج الحاجة إلى السي

.1تجديد الثقافة الوطنية الفاعلة لم يتوضح بعدفة، وأن دورها في القواعد المألو

.17حتى 15، م س، ص1ينظر، حميد آتباتو، قضايا السينما المغاربية، مجلة آفاق سينمائية، العدد -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

224

ظروفهناك حاالت تختلف فيها هل يجوز وضع جميع األفالم في خانة واحدة، علما أن ممارسة المنافسة قة، أبعد ما تكون عنألسباب ذاتية وحسابات ضي اإلنتاجالعمل ووسائل

ف لمقارنة مختل االعتباريةحق الوجود؟ هل نلجأ إلى نفس المقاييس الكتسابالمشروعة وحتى إذا ما خلصنا من هذه العراقيل المنهجية، فثمة معضلة اإلنتاجات أيا كانت طبيعتها،

أخرى ال تقل عنها ضراوة وحساسية وأقصد بها أفالم ما يمكن تسميته تجاورا "سينما المهجر" المهرجاناتعلى أكتاف شباب مبتدئ هيمنت إبداعاته بظاللها على هذه السينما المحمولة

في صف الذين لم يروا فيها سوى بذور دخيلة ال يجوز تجنيسها وفقا انخرطالوطنية األخيرة، ة مبدعيها ثابتة، ، أن نعفو عن هذا التصنيف الضيق ما دامت هوي لشروط الصفة المفتقدة فيها

فيه موضع لمن ينصب نفسه في دائرة سياج مغلق؟ فاألمر وما دمنا قد ولجنا زمن لم يعفمنظورا إليه من هذه الوجهة يفرض علينا الحرص على عدم الخلط بين الطروحات المعهودة

ة، وتلك التي نراعيها هنا والتي تطرق المسألة من باب الواقعية التي تستوجب ات والهوي حول الذ اد الثقافي الواعي بذاته وكيانه.دأشكال االمت مد وتعزيز جسور صرح كل

يطرحها هذا الصنف من األفالم األجنبية "هناك تعقيدات ال يستهان بها، صحيح أن الصنع نظرا لطبيعة كلفتها وحجم الكفاءات المساهمة في إنجازها، ومع ذلك فقد ال نكون

ل بالمقابل بل ما نا ال نغفمنصفين إن نحن أزحنا عنها شرعية الوجود، إذ نؤكد على هذا فإن ، ففي غياب كتاب للسيناريو متخصصين يلجأ 1"الحتضانهايترتب عن مثل هذا الموقف الداعي

مسيناريوهاتههم إال فيما بدر من الجاهلين للعربية قراءة وكتابة إلىكتابة وكل أغلب السينمائيينن لم يكن لدينا أي اعتراض مبدئي على ذلك، فإن اعتراضنا يبدأ حين تكون هذه بأنفسهم وا

األدب السيناريوهات غير ذات جد ة في الموضوع والمنظور وشكل الكتابة البصرية، والحال أن ذا واالقتباسالمغاربي بالفرنسية والعربية يعج بالموضوعات التي ال تنتظر سوى اإلستيحاء ، وا

أخذ االقتباسحدثية حكائية فأصل الكتاب المغاربة ال يكتبون بطريقة كان رد السينمائيين أن

.52محمد كالوي، نهضة السينما المغربية، أي جيل ألي سينما؟ مجلة سينما، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

225

الطاهر )وغيرهم بالمغرب و (الخوري وغالب وزفزاف)القبس والبقية على المقتبس، فكتابات .1وغيره بالجزائر والالئحة طويلة ال تنتظر إال من يعرف ترجمتها ومالءمتها للسينما (وطار

ذوي رصيد فيلمي يعود بعد دراسة مجموع األفالم المنتجة من طرف سينمائيين جزائريين يميل إلى المواضيع التاريخية البعيدة عن الراهن "نجد جلهم إلى الثمانينيات أو بداية التسعينيات

أو الواقع الحديث للمجتمع الجزائري، فالعودة إلى مراحل محد دة من ثورة التحرير أو ما بعدها ى سنة اإلنتاج الفيلم وهو بداية مواضيع تاريخية بالنظر إل بقليل أو مرحلة السبعينيات تعد

ه مر على الحدث ما يقارب الثالثين سنة أو ا يعني أن العشرية األولى من القرن العشرين، مم ا الوجوه السينمائية الجديدة له وقوع المجتمع في جمود وفقدانه لحيوية التجديد، أم يزيد، وهذا يعل

، إذ تناول الكثير منهم أحداث األزمة واالبتذالوبعض السينمائيين الرواد فقد وقعوا في التكرار ا جعل معالجة السياسية في التسعينيات، أو ما أطلق عليه مرحلة اإلرهاب بسطحية فجة، مم

(جميلة صحراوي)وص فيلم األحداث وتحليلها بسيطا يقارب تحليل المشاهد البسيط وبالخص ، حيث الحظ النقاد فقدان السيناريو للسبك، وضعف الروابط بين األحداث.2""بركات

ة وأخرى تلقب ا خالل فترة اإلرهاب بين محلي فعلي انقسمتالتي لم تغف السينما الجزائرية ور حول الجوانب تد جانب، وكل وتطرقت لها من كل -اإلرهاب-هذه الظاهرة-سينما المهجربوصفه ظاهرة شاذة وليست األصل، فجاءت مقاربات اإلرهابالفعلي عن اإلسالمفكرة فصل

يمينة بشير )كثيرة تطرح هذه المواضيع، فمنها ما يركز على المرأة كفيلم "رشيدة" لمخرجته ر في جو منغلق وملغم ، ومنها ما يركز على حالة التذم (شويخ ر التي يعيشها الشباب المتحر

بمتابعة األفعال الجنونية لمن اإلرهابمثل فيلم "باب الواد سيتي" وأفالم أخرى تباشر ظاهرة ه ال يمكن اعتبار األفالم ، كما نؤكد أن (مرزاق علواشم "العالم اآلخر" لمخرجه )يتبناه أمثال فيل

ظاهرة خصوصا المحلي منها تهجما على المقدس الديني، بل الجزائرية التي تعرضت لهذه الال طبعا ، اإلرهابها تناضل ضد الجهل الذي يولد هي خدمة للمقدسات اإلسالمية من حيث أن

.64ا االنتاج ومعضالت التلقي، مجلة السينما، م س، صينظر، فريد الزاهي، أرقام واعتبارات، قضاي -1 .176-175بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، صص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

226

في األفالم المغاربية الدور األساس، خصوصا عندما نعتبر اإلسالميةتلعب الديانة ، في الدين انحرافالمغاربية ال يمثل الدين ولكن مثلما تظهره لنا تلك األفالم اإلرهاباإلسالميأن

الذي يعتبر خلفية خاطئة. اإلسالمبحد ذاته، وليس اإلرهابتلك األفالم تواجه حيث أن

ة الثالثة وجدت السينما الجزائرية نفسها بين مد وجزر في صراعات من أجل األلفي بحلول كمال مسيرة الرعيل األو م األوضاع التي وجدت نفسها تتخبط فيها، ل، في خضإثبات ذاتها وا

ي عن تمويل هذا القطاع الحساس كما رأينا سابقا، فمن جهة رفع الدولة يدها بشكل شبه كل واقتصار تمويلها على المناسباتية، ومن جهة أخرى التمويل األجنبي الذي يفرض شروطا على

ا من السينما القائمة بشكل روف خلقت نوعا جديدلظالمخرجين حول مواضيع أفالمهم، هذه اخاص على الدعم األجنبي وتأثير ذلك على ما تقدمه من أفكار ورسائل مقابل إنتاج وطني

إنتاج جزائري قليل مدعوم من قبل الدولة في إلنتاج، هزيل، وبذلك وجدت ثالثة أنواع من ا، والجزائر 2003، تظاهرة الجزائر بفرنسا 2000إطار المناسباتية )تظاهرة ألفية الجزائر

الخاصة لمنتجين جزائريين على اإلنتاجسات إلى مؤس إضافة، 2007عاصمة الثقافة العربية نت، و (محمد شويخ)لنتاج" لو"أطلس ل (بلقاسم حجاج)غرار "ماشاه لإلنتاج" ل ج مشترك، اا

يشكل اإلنتاج، وهذا وتمويل مشترك بين الجزائر وعدد من الدول األجنبية على رأسها فرنساوفرنسي على محضإنتاج أجنبي ة الثالثة، وكذلك من بين األفالم األلفي أعلى نسبة

بفرنسا أو من أبناء ذوو األصول الجزائرية منه عدد من المخرجين استفادالخصوص، والتعبير وتطوير أفكارهم "لإلقامة األوروبية، تحولوا نحو باريس وعواصم السينما 1المهجر

رية أو فق هذه الظاهرة المؤسفة التي تمس جزء كبير ، إن وا هناك ويصبحوا مواطنينط ليقيمالتحر طارات البلدان النامية يوم. ، مازالت مستمرة وتتكثف لألسف كل 2"من المثقفين والفنانين وا

البشرية، وعلينا نحن أن نعرف ة مكسب لكل التقني صرح أحد السينمائيين المغاربة أن بالقوى العظمى للعالم والمعرفة االنبهار -التقنوية-ةكيف نستعملها بأنسب كيفية ميثولوجيا التقني

.134ينظر، منصور كريمة، إتجاهات السينما الجزائرية في األلفّية الثالثة، م س، ص -1 .71-70محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، صص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

227

هذا ة كينونة؟ كل ة، لكن أي ة والحقيقة الكوني المغاربي بالحقيقة العلمي انبهار )السحر الحديث(السينمائي المغاربي يتابع آلن فإن لحد او ، 1ليس سوى خطاب سلطوي في آخر المطاف

ن في التصوير في المغرب، مع ذلك يبقى غريبا عن وجوده الثقافي الخاص، ولكن ه تكو ا أنماط الخطاب أم -األشكال-ه يقوم فقط بنقل التعليم الذي تلقاه: التقنيةالمدارس األوروبية، فإن

عادة يتصوير المغارب فهو يفترض ويحتم عمال آخر : خلخلة الموروث، إعادة االكتشاف وا القراءة وفهم ثقافة بأكملها، النقد األجنبي مثال ال يدرك وال يفهم االهتمام الكبير للفيلم الجزائري

الحقبة التاريخية للبالد. بالفترة الكولونيالية، وتوقفه طويال عند هذه

ة يسودها مساءلة أجزاء كاملة لثقافة مهم م هو بمثابةيو تصوير المغرب الكبير الإن ينبغي على السينمائي المغاربي "ة، الغموض والفهم الغير السليم المعتمد على أدوات غير علمي

، لقد شهدنا فيما يلي 2"قبل أن يكون منتجا وصانعا ألفالم أن يقرأ هذه الثقافة وأن يكون قارئا لها Contre plongéر عادة بتضخيم وتلتقط من أسفلها اما تصو ميالد أفالم تنصب أصن 2011

تمجد – Des héros لتصبح أنصاف آلهة -Gros planكي تضخم وتنفخ بالمنظر الكبير عاقة وعجز وتعيد بعث مشروع الشرعية الثورية الذي أضحى إلى التالشي بحكم شيخوخة وا

الذي وجدناه فيلما ضعيفا (ولد خليفة السعيد)ووفاة أكثر صانعيه، فنشهد فيلم "زبانا" لمخرجه ن بولعيد" كريم بلقاسم" و"بطرحه للوقائع التاريخية، وأفالم "في سرده، وبعيدا عن الد قة في

استطاعوالرموز ائري إلى دائرة الطاعة عسى أن ترجع الشاب الجز ، (أحمد راشدي)و"لطفي" لن المستعمر، لكن ال تزال السينما الكثير لتحرير الجزائري األصلي م وافعال في نظرنا فعل

.3تحدياته ورهانات المستقبل القاهر الجزائرية عاجزة لحد اآلن عن مواكبة عصرنا هذا بكل

فالم المغربية أن تنظم الروابط العقالنية وخاصة الزمنية منها داخل بنيتها حاولت بعض األقبي هو الطاغي في البنية الزمنية البعد التعا سينما من الناحية الكرونولوجية ألن "البصرية

.94السميحي، في السينما العربية، م س، صينظر، مومن -1 .97م ن، ص -2 .53ينظر، إلياس بوخموشة وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، ص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

228

زمن وقوع األحداث خاصة إذا كانت وفيرة، قد يجعل مسألة الربط ، إن للفيلموغرافيا المغربيةالعقالني بينها صعبة للغاية، ويتسبب في تذبذب إيقاع الفيلم بفعل عدم معقولية تدفقها، ويساهم في تداخلها بشكل عشوائي أو يدفع إلى التخلص من بعضها بطريقة غير منطقية، أو يعقد أمر

لم بنهاية غير صلبة، فيظهر المخرج للتبرير والشرح بعد خروج الفيلم، ها، ويقفل الفيترتيبها وحل ، وقد الحظنا بعضا من هذه األمور في بعض 1"وبالتالي ينفلت اإليقاع من بين يدي الموضب

أفالم )عبد القادر لقطع( وفيلم "حجاب الحب" ل)عزيز السالمي(.

ه تابع إصراره األولى، إال أن (قاويمصطفى الدر )التي عرفتها أفالم اإلنتاجيةرغم المشاكل على اقتراف مزية االستمرار فأنجز أفالما خلقت نقاشا حادا وانقساما متباينا بين النقاد وعشاق

Je’ u au-السينما، فمنذ "أحداث بالد اللة" و"أيام شهرزاد الجميلة" و"أنا لعبة في الماضيpasséي باي" لم يتوان النقد عن خلق جدل حول " وعنوان مؤقت إلى آخر أفالمه "كزابالنكا با

فيلموغرافيته، وصل حد المشادات بعد عرض فيلم "غراميات الحاج مختار الصولدي" الذي اختيارات المخرج الجمالية.كبيرة في قلب بعض انعطافةيشكل

هذا حظ أن ه الأن (محمد اشويكة)بالنسبة لفيلم "غراميات الحاج مختار الصولدي" يقول ه أثناء مهرجان وبالفعل كان األمر كذلك، كان الصراع والنقاش على أشد الفيلم سيكون مفاجئا،

مراكش للفيلم الوطني، فما قيمة الفيلم الذي ينتج صراعا؟ بل ما قيمة المجتمع الذي ال ينتج دا: صراع وال يتعايش فيه الصراع؟ في فيلم "غراميات الحاج مختار الصولدي" لقطة معبرة ج

، أال يتجاوز األمر هنا حدود القتل العادي، غريمه البشير سكيريج (رشيد الوالي)يصارع الممثل عطاء الحياة وحدود التخييل الفيلمي؟ أال يتعلق بتحديد وتدمير وقتل وتفكيك تجربة سابقة وا

.لمسار جديد وتجريب سينمائي جديد وفلسفة سينمائية جديدة؟

منجزه، ويصرح أمام الجميع جرأة نقدا ذاتيا حقيقيا لكل بكل (مصطفى الدرقاوي)يمارس بالفعل فالنقد الذاتي هو ما اختياراته السينمائية، ه الوحيد الذي يتحمل مسؤولية وتبعات بأن

.126محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

229

ها هو المخرج الذي لة الجذرية هي البانية لإلبداع، نحتاجه في حياتنا الثقافية عموما والمساءخطبة السردية الفيلمية يدشن حملة الوضوح السردي، ويؤلف سينما بالغموض وتكسير ال اتهم

نه بشكل بفضاءات الدار البيضاء التي يسكنها وتسك احتفىمغايرة تماما لما كان سابقا، فقد احتفاء المخرج بمدينة الدار البيضاء طعم خاص، يختلف عمن أضن أن [...]مختلف جدا

.1بها من المغاربة واألجانب، إذ للبيضاء حكاية في السينما فعال احتفل

يمكن للمخرج أن يراكم تجربة في زوايا النظر بالمعنى البصري للمصطلح خاصة إذا سبق من (مومن السميحي)وهو ما حصل بالفعل مع "وأن أطر نفس الشخصية في أفالمه األخرى،

إذ إلى فيلم "الطفولة المتمردة"، منذ فيلمه "الشركي"خالل تناوالته المتعد دة لشخصية الفقيه ن حيث زوايا التقاط هذه الشخصية، يظهرها أصبحنا هنا نتحدث عن خبرة مشاهداتية وبصرية م

ئفة، مسحوقة، كاريكاتورية، منقدة، منتقدة، حازمة، يائسة، مشعوذة، مناضلة، خا بطرق كثيرة"أو من Plongéا عبر إلتقاطها من فوق "ويتم هذا إم معلمة...قزم، سيد، متسلط...

، وأضن أن 2"الخلف، أو منفردة أو وسط الناس"أو من األمام، أو من Contre plongéتحت" .ذلك خاضع للوضعيات والمؤثرات والعوامل السالفة الذكر كل

في آخر فيلم "القلوب المحترقة" إلى تقسيم المشاهد ليؤثر على بعض (المعنوني)لجأ ذاكرة المخرج، فكانت فاس شخصية حاضرة بكل /ذاكرة الشخوص األمكنة التي ترسم جزءا من

ثقلها وحميمية أماكنها لرسم مالمح وعالمات الخريطة البصرية للفيلم، ويسعفنا في ذلك اختيار على حد قوله في -للفيلم للونين األبيض واألسود كاختيار فني المخرج في النسخة السينمائية

عد ة مناسبات، يتوافق والطابع الحقيقي للفيلم ويشكل شريط "القلوب المحترقة" قفزة نوعية في مشكالت الزمان ، فقد توفق إلى حد كبير في حل (أحمد المعنوني)لدى اإلخراجيةر الرؤية تطو

ر بصري يخدم السياقات السردية والتفاعالت الدرامية التي تعتمل في والمكان والحركة وفق تصو La-المشهد متنه المشهدي، أظهر المخرج من خالل أفالمه الروائية السينمائية الطويلة أن

.57-56ما المغربية، م س، صصينظر، محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السين -1 .81محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

230

séquence au scéne ها ليس مجرد وحدات فيلمية عشوائية يتم توظيفها دون خلفية، بل إن leهي وحدة تتشكل بدءا من االختيار الدقيق ألمكنة التصوير )، فالعمود الفقري لفيلموغرافيته

repérage إيقاعات( ودراسة العنصر الزمني أثناء الكتابة السيناريستية، وترتيب الوقائع وضبط .الحركة )كاميرا، شخوص...(

هدفه الخاص الذي يتبلور من خالله الحكي (أحمد المعنوني)يمتلك مفهوم المشهد عند بداعية انسيابيةوهذا ما يمنحه نوعا من االستقاللية التي تجعل أفق المونتاج أكثر الفيلمي، وا

عادة تركيبها في ذهن المتلقي قصد خلق نوع من ورحابة، فقد يمكن تغيير ترتيب المشاهد وا التفاعل الوجداني خصوصا في تجربة فيلم "الحال" الذي يتجاوز الطابع التوثيق الدرامي إلى

الروحي في شقه األصيل المتأصل.جانب مالمسته ال

اإلخراجيةة الرؤي استمراريةعلى ضمان (المعنوني)لدى مستوياتهاقطة بكل تعمل وظيفة الل قطة ، مثال نسجل االنشغال المتعد د على نفس الل شغال بالموضوعضمن أفق يحكمه االن

الحدث والفيلم مواكبة ديناميكية)الل قطات التي تعنى بالحركة( في فيلم الحال، وذلك من أجل تكرار الل قطة يخلق إستيطيقا بصرية خاصة تساعد على إحداث قطيعة مع القراءة ذات معا، إن

ن ال تتحدد جه الواحد، فالل قطة عندهالتو ها في سياق ما بموضعانطالقا من طولها أو حجمها، وا الحركة دما يتعلق األمر بلقطات خاص وهندسة حركية مالئمة، فعن تأطيرالمشهد الذي يحكمه

ها لقطات وظيفية ال الصادرة عن أحد أعضاء فرقة "ناس الغيوان" وفيلم "الحال" نستشف أن يحكمها التقطيع من أجل التقطيع كما يفعل بعض المخرجين المغاربة الجدد الذين يقطعون

ش على المتلقي ويدمر ا يشو ر مم المنطقي للحدث المصو واإليقاعأفالمهم بطريقة ال تتماشى نات المشهد تظل ا مع مكو ة ال تخدم التيمة وال تناسب فني الوحدة الجمالية البصرية للفيلم، فالتقني

قطة عند الل إن بقوة الموضوع وتضعف غناه الرمزي، فد تمارين تقنوية قد تعصمجر وهذا ما يمنحها ية للمشهد، ا يفصل األبعاد الكل وظيفية التوظيف تحمل بعدا فني (المعنوني)

دالالت المونتاج، إغناءر السردي للفيلم وتساهم في ها تخدم التطو االستيطيقية، إن استقالليتها

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

231

ها لجماليات الفيلم تمتاخم نسجل (أحمد المعنوني)من خالل تحليل بناء اللقطات في فيلموغرافيا الوثائقي.

ناول نموذجا ساطعا لموسيقى المجموعات فيلم "الحال" وثيقة بصرية موسيقية تت يعتبرة وطموح مجتمعها بشكل يسجل همومها الفني لمغرب خالل حقبة تاريخية معينة،الغنائية في اوضع الظاهرة الغيوانية في العمق االستراتيجي للثقافة المغربية هذاالفيلم في، جدلي مفتوح

وظيفته متكاملة، إذ تتالءم أجزاؤها مع (المعنوني)عند اإلخراجيةالرؤية تستنتج أن [...]ةالحي نات البصرية ها من أجل خدمة وظائف بصرية متعد دة، وهذا ما يتمظهر من خالل المكو كل

وترك فسحة لالرتجال كما هو الشأن في فيلم "الحال" األخرى كاالشتغال على السيناريوعطاء قيمة خاصة ر الخاصة أالدقيق للتصوير، والعناية الفائقة بالصو واإلعداد ثناء التأطير وا

نات أخرى تخدم في العمق وحدة المتن فظال عن مكو -الوظيفية للممثلين واإلدارةلشريط الصوت .1والمونتاج واإلخراجمن خالل تكامل السيناريو (المعنوني)الفيلمي لدى

ة، إال مهم يتوفر على مادة فيلمية "(محمد الحسيني)فيلم "بحيرتان ودموع" لمخرجه كما أن قطات ال يتجاوز دا لل الفيلم الذي يقترح ترتيبا متجد مشكلته تكمن في المونتاج، نالحظ أن أن

، تصنف جدلية 2"الزمن ويفتح آفاقا تأويلية تتيح له االستمرارية ودوام النقاش بين عشاق السينماالحوار كما هو الشأن في ا للمونتاج، بل تفرض منظومة مونتاج تساير إيقاع الحوار بعدا جمالي

.3باعتباره فيلما ذو حوار أدبي خالص ورفيع (فريدة بليزيد)فيلم "خوانيتا بنت طنجة" ل

التقنيات واألساليب المستقاة ما وأن يقف البعد األنتروبولوجي خلف االختيار الجمالي، سي والتي ال يتوانى ، doc fiction-من سينما الحقيقة وسينما الواقع وما يسمى بالدراما الوثائقية

ة مرتبطة لالمخرج في توظيفها، تكثف من الجماليات الفيلمية، وتوسع دائرة تلقيها، إذ المسأنات اإلطار، والتركيز على البعد الثقافي منه، قطة من أجل الوقوف أكثر على مكو بتثبيت الل

.108حتى 101ينظر، محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -1 .129م ن، ص -2 .127ينظر، م ن، ص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

232

إذ نستشف (،وروسيليني روش)وهو ما كان قد قام به العديد من المخرجين العالميين من أمثال ذلك من خالل و والمعنى، ة والتوازنيسعفنا في فهم ربط عالقات الهوي نوعا من التبئير للحدثمثال يلجأ المخرج في فيلمي "العايل" و"الطفولة المتمردة" إلى اختصار التجاوزات والحوارات،

د بحث عن إعادة ترتيب مجر األمر الصالة والموضوع، مما يستفز المشاهد: لماذا ال تعتبر أن هذه تغيب مسائل بديهية ك المعاني في إطار أيقوني ال يخضع إال لمنطق الخيال؟ فال أضن أن

والشعائر الدينية، د فيه طرق أداء الطقوسه مجال متعد المغرب فيعن طاقم الفيلم ككل؟، فالكثير يبة، كما أن الشعبي يسود في صفوف األميين الذين يقرؤون اآليات بطرق عج فاإلسالم

انيكية يرددونها دون فهم معانيها.الذين حفظوا القرآن بطريقة ميك من الفقهاء

من المسائل التي يمكن إثارتها بخصوص لعبة المعاني التي يختلط فيها التأويل مثال فيلم عب بالعناوين"الل هو تاريخي بما هو أنتروبولوجي السيميولوجي بما هو نفسي، وما

Les( وفيلمه األخير "الطفولة المتمردة" أو "الخطيف" )Le gosse de tonger"العايل" )cris de jeune fille des hirondelles( ونفسالشيء بالنسبة لفيلم )Chroniques

morocainesنصبح أمام ية والعكس بالعكس (...فإذا أردنا تحويل العناوين الفرنسية إلى العربل من العنوان أثناء التحو افتراضاتهل المعنى وغنى فظال عن تحو ى،دالالت وعناوين أخر

القارئ لهذه فة بالحموالت الشاعرية والتاريخية، إن الرئيسي إلى الفرعي، وهي دالالت مكث ة أو الصريحة لقضايا الوعي الفردي والجماعي العناوين يلمس بوضوح إشاراتها الضمني

عن ذات المخرج/ذات الجماعة في آن واحد انفصالها باطها/والالوعي الفردي والجماعي وارتفي فيلم "العايل" االيطار يساهم في ربط ،1"موقف من القضايا التي تطرحها اتخاذا يصعب مم

.2لمن واقع حقيقي أو متخي متجزئذلك اإلطار جزء المتفرج بالشخصية داخل الفيلم، ألن

بحق أهم فيلم سينمائي مغربي طويل (كمال كمال)يعد فيلم "السمفونية المغربية" لمخرجه سيقي ال يصل إليه و ه يطرح قضية نوع مما وأن بعد "الحال" يلتفت إلى الموسيقى المغربية، سي

.72حتى 70م س، ص -1 .80ينظر، م ن، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

233

يقاعات الصخب التي الكثير من عموم الجمهور المنشغل بموسيقى استعراض اللحوم البشرية وا ة التي اعتادت السينما المغربية العام تالفضاءاث ه فيلم متنوع من حي كالم، كما أن بأي تحتفي

قاسية ظروفه يلج الفضاء النفسي الداخلي للموسيقى المغربي الذي يستغل في أن تقدمها، إن اإلنتاجا، أمام صعوبات تتعلق بتلقي أنواع الموسيقى لدى الجمهور المغربي ومشاكل جد

ي فظال عن مشاكل أخرى كالقرصنة وحقوق التأليف واالنتشار خارج المغرب وغيرها، الموسيقهم ال يملكون شيئا في هذه الحياة: ويقتحم فئة من الموسيقيين المولوعين العاشقين للموسيقى لكن سه شفافة.أحاسي ما وأن تسكنهم الموسيقى ويسكنونها، ما أصعب أن يتشرد الفنان، سي

ه المغربي في بالموسيقى المغربية وبالموسيقي المغربي، الذي يقدم احتفاءالفيلم جاء د، السكن غير يسرق يدق الكثير من األبواب من أجل إخراج عمله، التشر صورة مقلقة جدا"

، 1"اإلعاقة، الدعارة، واإلدماند المهام )مؤلف، عازف، منتج( التعاطي للمخدرات الالئق، تعد ها أداة ومولدة لمعاني شتى.الواقع يكذبنا، كما أن ذه األشياء ألن قد ال نستطيع إنكار ه

من تلك األفالم التي ال تشيخ، واحد (داوود أوالد السيد)انتظار بازوليني" ل لم "فيفي"يعد (أوالد السيد)يعود 2010في فيلمه الموالي "الجامع" [...]أفضل األفالم المغربية وأحدا من

ة وانسجام بفضل وضوح لنفس المكان، ال أستطيع منع نفسي من المقارنة في الفيلمين، فيهما قو ة المخرج، فيهما شخصية المجنون المنبوذ معا، لكن توجد فروق، فجودة المشاهد ليست رؤي

.2ة على مستوى األفعال والمعجممتساوية "في انتظار بازوليني" رائع رسمت الشخصيات بدق

تم االعتصام في ساحة (الحبيب بورقيبة)أنتجت أولى االحتجاجات في شارع "نس في تو العديد من القصبة حيث المقر الحكومي، هذه الساحة العامة الخالقة والشاملة، ال عجب إذ أن

إلى مغادرة أبراجهم العاجية، واتخذوا موقفا إزاء هذا المشهد اضطرواالفنانين تشجعوا أو حتى أسهم الفنان التونسي 2012وفي ربيع العام 2011ففي تونس في سنة[...]رالمتغي

و"المشروع زو" للفنان الجزائري الفرنسي، ومجموعة الكتابة على الجدران "أهل (إلكتروجاي)

.76-75م س، صص -1 .16-15ينظر، محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، صص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

234

وحة الجدارية الضخمة "خالدونيا" التي تعاون على بنائها سبعة فنانين، في الكهف" فظال عن الل مهرجان أفالم سنة (رضا الطليلي)وأطلق صانع األفالم التونسي جلب الفن إلى الشارع،

، القريبة من سيدي بوزيد مهد ثورة البوعزيزي.1"في بلدة الرقابة 2011

ة وصعوبة التسويق: السينما المحلي -1

يتكون النموذج العادي السائد الذي تبنته الصناعة السينمائية منذ أن أصبحت صناعة متمايزة ومتكاملة في *في الغرب أي منذ الثالثينيات على األقل منذ ثالثة قطاعات استهالكية

.427إبراهيم العريس، السينما العربية )تاريخها، مستقبلها، ودورها النهضوي(، م س، ص -1للصناعة ال يقل أهمية عن الشق الفني السينما فن وصناعة وتجارة، وهي مثلث له ثالثة أضلع يجب أن تحظى بأهمية متساوية، فالشق االقتصادي -*

ضمانا الستمرار الصناعة وازدهارها فنيا.

مشروع، دراسة الجدوى: ترشيد اإلنفاق في مجال إنتاج األفالم السينمائية، ويتم ذلك من خالل االهتمام بأن تكون هناك دراسة جدوى مسبقة قبل ال-(1

لجديد، حيث ينظر إلى هذه الدراسة المسبقة على أنها مرحلة أولى وأساسية من مراحل إنتاج األفالم أو قبل تقرير الدخول في إنتاج الفيلم السينمائي اسة المسبقة الروائية كصمام أمان يساهم في الحد من فهم المخاطرة على األموال المستثمرة في مجال إنتاج األفالم الروائية، حيث تساعد مرحلة الدرا

مصروف إنتاجي على الفيلم من الحجم عّما إذا كان هناك جدوى أو منفعة اقتصادية وفنية متوقعة من وراء إنتاج هذا بداية وقبل المضي في اتفاق أي من االعتبارات الفيلم أم ال، لذلك فهي تساعد على بث الطمأنينة وتحقيق الحماية المسبقة ألموال منتجي األفالم الروائية، وفيما يلي استعراض لمجموعة

علمية من مرحلة الدراسة المسبقة، والتي يتعين مراعاتها عند االتجاه إلنتاج فيلم روائي جديد.العملية والالسيناريو االعتبار الرقابي: يتعين على شركات اإلنتاج السينمائي التحقق بداية وقبل اتخاذ أية خطوة من الخطوات التنفيذية إلنتاج الفيلم موضوع-أ(

يو ال يتضمن أي مخطورات أو موانع رقابية تمس النظام العام للدولة أو القيم الدينية، واإلنسانية، والعادات والتقاليد المقدم لها من أي هذا السينار واآلداب العامة للمجتمع.

مائي التحقق عما إذا االعتبار التسويقي: بعد التأكد من عدم وجود مانع رقابي لتصوير الفيلم الجديد، يتعين على القائمين على شركات اإلنتاج السين-ب(المتوقع أن يحقق كان هناك قبول تسويقي متوقع للفيلم المزمع إنتاجه، بمعنى أنه يجب على شركة اإلنتاج السينمائي التحقق عما إذا كان الفيلم الجديد من

معايشة والمتابعة الدقيقة والمستمرة ألحوال إقباال جماهيريا أم ال، وذلك سواء استند إلى عوامل الخبرة الذاتية للمسئولين عن اإلنتاج في ضوء ال، واتجاهات السوق السينمائية ومتطلباتها، وحسب موضوع الفيلم الذي قد يتعرض لقضية أو موضوع مهم، ومن الموضوعات التي تشغل الرأي العام

سوق السينمائية، والتي قد يقوم بها مستقبال أحد المراكز أو من خالل االسترشاد لنتائج الدراسات الميدانية لالتجاه العام لرغبات وميول المشاهدين بال البحثية المتخصصة في دراسة رغبات وميول فئات المشاهدين وما يطرأ عليها من تغييرات.

ين عدم البدأ في اتخاذ أي االعتبار التمويلي: بعد التأكد من عدم وجود موانع رقابية، والتحقق من أن هناك تقبال تسويقيا متوقعا للفيلم الجديد، فإنه يتع-ج(بير باقي إجراءات تنفيذية لتصوير الفيلم باستخدام الحصة المخصصة كتمويل ذاتي من جانب شركة اإلنتاج السينمائي، إال قبل التحقق من إمكانية تد

ب البرنامج التنفيذي لتصوير الفيلم.متطلبات السيولة المالية الالزمة إلنتاج حسب الميزانية التقديرية للفيلم، وطبقا للدفعات التي تحدد حساحل عناصر التكاليف اإلنتاجية للفيلم: تتمثل من عناصر اإلنفاق على كل من مجموعة الخدمات اإلنسانية المتخصصة والالزمة إلتمام كافة المر-(2

يف اإلنتاجية للفيلم الروائي إلى قسمين كما يلي: الفنية إلنتاج الفيلم على الوجه األكمل، حتى يصبح جاهز للعرض الجماهيري، وتنقسم عناصر التكالفاق اإلنتاجية عناصر التكاليف اإلنتاجية المباشرة للفيلم الروائي: تتمثل عناصر التكاليف اإلنتاجية للفيلم الروائي المباشرة من مجموعة عناصر اإلن-أ(

ي عمليات التصنيع الفني للفيلم الروائي خالل مراحل إنتاجه، تتميز العناصر الرئيسية المرتبطة بصفة أساسية بعملية الخلق واإلبداع الفني، وتدخل فالسببية اإلنتاجية المباشرة للفيلم بسهولة تحديد نصيب الفيلم من كل منها بحسب قدر استفادته منها لسهولة تخصيصها الفيلم وكذلك لوضوح عالقة

والمسؤولية بين هذه العناصر والفيلم السينمائي.ل في عناصر اصر التكاليف اإلنتاجية غير المباشرة للفيلم الروائي: بالنسبة لعناصر التكاليف اإلنتاجية غير المباشرة للفيلم الروائي، فإنها تتمثعن-ب(

نتاجه، حيث نجد أن اإلنفاق اإلنتاجية المساعدة التي ترتبط بصفة أساسية بعملية الخلق واإلبداع وعملية التصنيع الفني للفيلم الروائي خالل مراحل إ عناصر التكاليف غير المباشرة للفيلم الروائي ال توجد أي صعوبة في تحديد نصيب الفيلم الروائي من كل عنصر منها، وذلك لسهولة تخصيصها

بالنسبة للفيلم، كما توجد عالقة سببية ومسؤولية مباشرة وواضحة بين هذه العناصر والفيلم الروائي.

عناصر التكاليف اإلنتاجية للفيلم: ويقصد به تبويب عناصر التكاليف اإلنتاجية للفيلم حسب نوعها أو طبيعتها طبقا للتقسيم التالي: التبويب النوعي ل-(3

توى تكلفة عنصر األجور: تمثل كل ما تدفعه شركة اإلنتاج السينمائي في سبيل الحصول على خدمات المهارات اإلنسانية الفنية المتخصصة على مس-أ(مهن السينمائية لصناعة الفيلم سواء كانت تمثل أجورا مباشرة أساسية، مثل أجور المخرج، مدير اإلضاءة، المصور، مهندس الديكور، مصمم ال

، خبير المالبس، مهندس ومسجل الصوت، طال الفيلم األدوار الثانوية، الكومبارس، الماكيير، الكوافير، مؤلف الموسيقى التصويرية، مخرج المعاركوتتمثل في المفرقعات، مونتير النيقاتيف، مركب الفيلم، مونتير البوزيتيف، مصمم االستعراضات، مخرج الخدع(: أو أجور غير مباشرة بالنسبة للفيلم،ل المراحل كل ما تتحمله شركة اإلنتاج السينمائي في سبيل الحصول على خدمات العمالة المساعدة المتخصصة في المهن السينمائية المختلفة، خال

اكيير اإلنتاجية للفيلم)مساعدو اإلخراج، مدير اإلنتاج ومساعده، مساعد المصور، منفذ ومساعدو الديكور واإلكسسوارات، مساعد مسجل الصوت، الم نتاج الفيلم.ومساعد الكوافيز عمال المالبس( وهؤالء المساعدون يعملون طبقا لتوجهات القائمين بعمليات اإلبداع الفني على مستوى مراحل إ

المالبس، تكلفة عنصر الخدمات: وتتمثل في تكلفة الخدمات الرئيسية المستخدمة في عمليات اإلنتاج والتصنيع الفني للفيلم، مثال: خامات )الديكور،-ب(مجموعة من الخامات األفالم الخاصة، صوت وصورة، األطعمة والمشروبات المستخدمة إلكسسوارات التصوير، الجيالتين والكلك وكذلك تشمل

-ولمبات اإلضاءةالمساعدة التي ال تدخل بشكل مباشر في عمليات التصنيع الفني للفيلم خالل مراحل إنتاجه الفنية مثال )مشابك لتثبيت الكلك والجيالتين

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

235

اإلخراجتضمن لإلنتاجة االستغالل، والبد هنا من مالحظة أولي -التوزيع-اإلنتاجآن واحد: -ك )الدخل المالي( ويكفيه )ينفيه(االستغالل يتضمن االستهال ( ويكيفه)ينفيه(، كما أن اإلبداع)

ال تهمه في شيء ذاتية المبدع السينمائيوتاريخ السينما فاإلنتاجلنفي هنا مفهوم أساسي: مفهوم اواالستغالل ال تهمه في شيء ذاتية المتفرج، يلتقي هذا خر بالصراعات بين المنتج والمخرجيز

المنتج المستغل في التعبير عن رغبة موحدة: السيطرة على المخرج والمتفرج وبالتالي النفي ، كما نجد االستغالل اإلخراجينطلق باسم اإلنتاجبل وأخطر من ذلك نجد -لق لرغباتهماالمط

المادية وال صوت للمستهلك أمام اإلنتاجينطلق باسم االستهالك، فال صوت للمخرج أمام سلطة . 1سلطة االستغالل المادية كذلك

را في البلدان األكثر تطو ر التكنولوجي بالفعل يوفر فرص جديدة خاصة في إذا كان التطو ال كبيرا فهي أيضا مصدر ة الجنوبية التي يعرف فيها الميدان السمعي البصري تحو الضف

ة، إذا ي حتما إلى الحري تخوفات، فالحدود التي تتراجع وحواجز ندرة الصورة التي تزول ال تؤد ذجية التي صنعتها ر من السماء ومنتوجات السمعي البصري والسينما النمو كان تدفق الصو

ي، فهي تثير أيضا تهافتنا على المحل اإلنتاجالشركات المتعد دة الجنسيات تضعف كثيرا

مطبوعات -ات وأدوات كهربائيةمطبوع-أدوات نظافة وأدوات كهرباء-شكرتون )الصق(-دبابيس ومسامير-حبات لربط أو تعليق لمبات أو إكسسوارات وأدوات كتابية إلدارة إنتاج الفيلم.

ألكمل وهو المصروفات الخدمية األخرى: وتتمثل في تكلفة الخدمات اإلنتاجية المكتملة والضرورية إلتمام مراحل الدورة الفنية لإلنتاج على الوجه ا-ج(الخامات، حيث تدفع هذه الخامات اإلنتاجية للفيلم بشكل رئيسي ومباشر في العمليات بخالف األجور والخامات، ألنها ال تنطبق عليها صفة األجر أو

إيجار -وإيجار البالتوهات والحدائق والشوارع وحارة األستوديو جوالمراحل األساسية للتصنيع الفني للفيلم، مثال )تكاليف خدمات األستوديو والماكياإيجار اإلكسسوارات المتنوعة الثابتة والمتحركة كالسيارات للتصوير الخارجي والحيوانات -أماكن التصوير الخارجي، تكلفة شراء القصة والسيناريو

وير المختلفة، وكذلك تشتمل على تكلفة مجموعات الخدمات اإلنتاجية غير إيجار الكاميرات ومعدات اإلضاءة والتص-الالزمة لتصوير مشاهد الفيلمعاملين، ولنقل المباشرة، التي ال تدخل بشكل مباشر وأساس في عمليات التصنيع الفني للفيلم خالل مراحل إنتاجه الفنية مثال: )إيجار السيارات لنقل ال

أجهزة التصوير، ومعدات اإلضاءة، أقساط التأمين(.ئيسية لتبويب الوظيفي لعناصر تكاليف الفيلم الروائي: يقوم التبويب الوظيفي على أساس تبويب عناصر تكاليف الفيلم الروائي وفقا لألنشطة الرا-(4

سويق األفالم، التي تقوم بها شركة اإلنتاج السينمائي من إنتاج الفيلم، ثم عمليات تسويقية، وكذلك ممارسة النشاط اإلداري الذي يخدم نشاطي إنتاج وتلكلية ويهدف التبويب الوظيفي إلى حصر تكاليف كل نشاط من هذه األنشطة على حدا، على مستوى شركة اإلنتاج السينمائي، وتنقسم تكاليف الفيلم ا

المتعلقة بالعمليات اإلنتاجية للفيلم، عناصر التكاليف اإلنتاجية للفيلم:تمثل عناصر تكاليف اإلنتاج للفيلم كافة التكاليف-طبقا للتبويب الوظيفي كما يلي: أ(صروفات سواء المباشرة مثل )األجور والخدمات والمصروفات الخدمية األخرى، اإلنتاجية المباشرة(أو الغير المباشرة )وهي األجور والخدمات، والم

التسويقي للفيلم الروائي على كافة الجهود التسويقية التي عناصر التكاليف التسويقية للفيلم الروائي: يشتمل النشاط-الخدمية األخرى غير المباشرة(. ب(ج السينمائي لتسويق تبذل، قبل وأثناء وبعد إنتاج الفيلم، وتعرف التكاليف التسويقية للفيلم الروائي بأنها جميع عناصر اإلنفاق التي تتحملها شركة اإلنتا

وسائل اإلعالن وعمولة توزيع الفيلم، وتكاليف ألبومات والصور الفوتوغرافية والمصور األفالم، مثال تكاليف الدعاية واإلعالن عن الفيلم في كافة الفوتوغرافي وتكاليف عمل مقدمات الفيلم وتكاليف نقل الفيلم على شرائط الفيديو.

قها، بل هناك مجموعة أخرى من عناصر التكاليف اإلدارية للفيلم:ال يقتصر نشاط شركة اإلنتاج السينمائي على عمليات إنتاج األفالم وتسوي-ج(الشؤون المالية األنشطة المساعدة التي يستفيد من خدماتها، نشاط إنتاج وتسويق األفالم، وذلك مثل الجهود الخاصة بشؤون العاملين والعالقات العامة، و

اإلنتاج السينمائي على قيمة مرتبات اإلداريين واإلدارية بشركة اإلنتاج السينمائي بشكل عام، وتشتمل عناصر التكاليف اإلدارية العامة بشركة ومصروفات واإليجارات والمياه والنور والتلفون والمطبوعات والسكرتارية والحراسة والنظافة ومواد النظافة واألدوات الكتابية ومصروفات الصيانة،

. 83حتى 76تيوي، السينما بين الصناعة والثقافة، م س، صالتدفئة واالهالكات أو المصروفات القضائية وأتعاب مراجعي الحسابات. ينظر، أشرف ش .67ينظر، نور الدين الصايل وآخرون، السينما العربية واألفريقية، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

236

ليس بالشيء السيئ إذا كان هذا االنفتاح على العالم ة والذي هو في حد ذاتهالثقافات األجنبي ات رز الخصوصي القريب ال يتم على حساب الثقافات الداخلية، ويصبح الخطر حقيقيا عندما تب

االضطراب الذي يتجلى هنا وهناك ينبع من هشاشة دول ثنية، إن غوية واإلة والل ة والثقافي المحلي ن كانت تستفيد من مزايا التطو الضف ر التكنولوجي فهي تجد نفسها في وضعية ة الجنوبية التي وا

مهيمن وجنوب فقير وخاضع بين شمال غني تفاوت ال ألن [...]شمالية ة التبعية بالنسبة للضف أغنياء العولمة كما يسميهم "إناسيو ه لم يعد أحد يجهل اليوم أن هو مصدر سوء التفاهم، ألن

في كال حنكة موجودون راموني" والذين يملكون قنوات التوزيع واآلخرون المحرومين واألقل آمالنا تختلط بها الشكوك. فإن الت نا غارقون في سلسلة من االختالالمنطقتين الجغرافيتين، وألن

ة فائدة ثقافية بالنسبة ألوروبا، الضفة الجنوبية للمتوسط ال تمثل على ما يبدو أي "دول إن ال كيف نفسر تعطيل أعماال ال تعد أولي ه حتى في ة لتطبيع برنامج برشلونة؟ كيف نفسر أن وا

وضوح في أرض الواقع وبأعمال والثقافي تأخرت ترجمة األهداف المسطرة ب الميدان الفني مها أوروبا غير مستعدة للتفكير في الثقافة خارج قي ة؟ ومثل أمريكا كباقي العالم فإن فعلي

، ولم تسمح لقاءات رؤساء الدول والحكومات والخبراء برفع الحواجز الحقيقية أو 1"الخاصة أفق حوار بين الثقافة والحضارة. الوهمية التي تعرقل كل

تاريخ السينما هو تاريخ المجتمعات الغربية أو األوروأمريكية، التي فظال عن تقدمها إن ضفاء المشروعية استطاعتالتكنولوجي، أن تسخر اآللة )الكاميرا( لخدمة أهدافها الشخصية، وا

، لقد صرح على كيفية معايشتها وبالتالي تبرير الرأسمال الذي يتحكم في دواليب اقتصادهاالرأسمالية استطاعت أن تذر غبارا من ذهب على أعين السينما، وهذه :" بأن (كيماياكوفس)

المقولة ال تحتاج إلى شرح وتعليق، فبعد أن نجحت الرأسمالية في سياستها التي استهدفت من مع انتقلت، الليبراليورائها تلقين اآلخرين دروسا في القيم البورجوازية، وطرحت نموذجها

ي )كشكل فرعي للتوسع اإلمبريالي( إلى اعتبار السينما وسيلة وأداة بإمكانها التوسع االقتصاد

.29محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

237

إنجاح مسلسل االمبريالية لعملية االحتالل والتدخل العسكري، وهذا ما تم فعال بالنسبة لكثير من ومع إحراز غالبية دول العالم الثالث على استقاللها [...]الشعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية

للفن مسيطرا، واتسعت شبكات االحتكار الهوليوديلشكلي وبروز سينمات وطنية بقي المفهوم اأصبحت األفالم االمبريالية في البلدان متعد دة القوميات،خصوصا مع بروز شركات التوزيع ال

االقتصاد األمريكي يستند المتخلفة بمثابة أنبوب يضخ رؤوس األموال بكيفية جهنمية، ذلك أن وسبق لمخرج إفريقي م لتغطية عجز الميزان التجاري، سياسته الخارجية على تصدير األفالفي

تمثل بالنسبة لحكومة الواليات المتحدة األمريكية المعادل لمكتب خامس هوليوود أن صرح بأن وامتدادات هذه الشركة االحتكارية ال تشمل فقط دول العالم الثالث، بل تجد متنفسا في أوساط

.1هور األوروبي الذي يشمله الفيلم األمريكي عبر شركات التوزيع الفرعيةالجم

بوصفها مصدر دخل ال يمكن بالد العالم تهتم الدولة بالسينما بشكل خاص ففي كل ووسيلة إعالم ودعاية من الطراز العروض السينمائية مرتفعة دائما فالضرائب على"تجاهله الجيد عبارة عن بطاقة تعارف وطنية تقدم للدول األجنبية، وقد أدركت اإلنتاجوأخيرا ألن ،األول

الحكومة االيطالية مهمة الصناعة السينما عندها كأداة للدعاية السياسية، وفي فرنسا لجأ المنتجون إلى الدولة لكي تنظم مهنتهم وليحصلوا على المساندة التي يحتاجونها بشدة، وفي

على صعيد السوق اإلنتاج، ة تكافح الدولة التركيز الشديد على الواليات المتحدة األمريكيلى التنسيق بين اتفاقياتاإلنتاجاألوروبية المشتركة هناك توسع في المشترك بين دول السوق وا

لسينما العربية يتمثل في لذي يحول دون االمتداد العربي لالعائق الحقيقي ا ، ولعل 2"قوانين الدعم .دة المجاري للتبادل والحركة، فكل إنتاج رمزي يشترط قنوات محد افةسوق تجارية وثق غياب

يراها الجمهور حتى تنفلت عن علبها السود ل حظ عملي لألفالم العربية ليس هناك أي ن العربي)باستثناء مصر( ، يرى 3عمل العصر الرقمي على خلخلة قواعد التوزيع التقليدية وا

.111ينظر، قبال المعطي وآخرون، السينما العربية واألفريقية، م س، ص -1 .24، ص1970حرفيات السينما، ترجمة: حليم طوسون، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، د.ط، ميشيل وين، -2 .390-389ينظر، ابراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، صص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

238

ه ال يوجد سوق للفيلم العربي الجديد، وهو إن وجد فهو أن:"الحقيقة المر ة هي أن (برهان علوية) وبين الفيلم العربي المجدد والجديد، إن غير ثابت، وهذا هو االختالف الفعلي بين الفيلم القديم

ها ال تتحمل إال األفالم التي ال تتجاوز كلفتها حدود مائة السوق العربية مبنية على أساس أن ن ما رسمتها سياسات القطاع ألف دوالر، وهذه الحدود لم يرسمها االستهالك الفعلي للسوق، وا

العام المسيطرة والمحتكرة للسوق، هذه الحدود ال يمكن أن تغطي تكاليف صناعة أي فيلم غة السينمائية بشكل عصري، لذلك تلجأ السينما العربية الجديدة إلى السوق يتعامل مع الل

وخصوصا الغربي واألوروبي، والتي هي باستثناء ال يمكن تأمينه دائما، هذه العالقة الخارجيةن حل ت جزئيا مشكلة الفيلم العربي الجديد إال أنها تساهم في تغيير شكلية مع السوق الغربية وا

فيلم وخصوصا على مستوى السيناريو.كتابة ال

مله عبر التفاعل الفكري والجمالي مع كاتب السيناريو السينمائي ال ترجع له أصداء ع إن الفيلم اليصل إليهم بشكل منتظم ودائم، نظرا إلجحاف ألن "مجموعة المتفرجين العرب الجدد، ة في كتابة السينما العربية والمحاوالت األولي اإلرهاصاتد هذه السوق بحقه، والخطر الذي يتهد

حساس المتفرج الغر ، هو الوحيد المتاح لها أساسا، بي فقطالجديدة، وهو أن يتأثر بفكر وا ، 1"غة المستنبطةليستلف هذا المتفرج خصوصية العربي المعني مباشرة بالطرح، وبجمالية الل

المشكلة األساسية أمام السينما العربية الجديدة هي مشكلة عدم تنظيم أسواق أن ويرى )الشريعة(السينما العربية، وعدم دعم القطاع العام في الدول العربية، وذلك بسبب البعد السياسي من أبعاد

بصياغة (هشام جعيط)السينما العربية الذي أشار إليه، وينتهي بالتأكيد على مقولة الدكتور ، إذا كان في الصفع ما ينعش النعاس ما الصفع أيضابل رب -قول:"فلعل االهتمام إذنأخرى إذ ي

ه لمفكر العربي أولى به من حاكمهكما يرى )برهان عطية( أن قد يكون ا-أن يوقض الميت ، كما أن العبقرية تولد من رحم الحارات.2ةللوصول إلى العالمية يجب المرور بالمحلي

.84-83سمير فريد، هوية السينما العربية، م س، صص -1

2- Voir,Miriam rosen et autres, les cinémas arabes, op. cit, p113.

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

239

في دعم األنظمة للقطاع العام من أجل دعم حركة (الشريعة)مع (سمير فريد)يتفق أسواق السينما العربية غير منظمة، بل ه ال يتفق معه في أن إال أن "السينما العربية الجديدة،

هي منظمة جدا ولكن لصالح السينما االستهالكية السائدة، وليس لصالح السينما العربية أن يكفوا عن أوهام قيام نظام ما بإعادة ترتيب السوق لصالح ماديدة، وعلى صناع هذه السينالج

ن اإلنتاجإنتاجهم، أو أن يتحالفوا مع صناع السينما االستهالكية السائدة لصالح هذا ما عليهم ، وا سواق من خالل مؤسساتهم أن يفرضوا وجود أسواق موازية، وهوامش خاصة لهم في هذه األ

ل أفالمهم، كما يصنعون هذه األفالم، وبذلك يصنعون جمهور 1"الخاصة .هم الذي يمو

السينمائي العربي الذي يعمل على أن يكون إنتاجه سينمائيا، أي بلغة السينما، وعربيا إن ، هذاأي مرتبط بالثقافة العربية الوطنية، وهو ما يعني االلتزام بهموم وقضايا الشعب العربي

، سواء في مؤسسات القطاع العام، اإلنتاجوعاجزا عن السينمائي يجد نفسه اليوم محاصرا تماما أو في شركات القطاع الخاص، فإذا نجح بعد معاناة هائلة تنعكس بالضرورة على إبداعه في

ة التي أنتج إنتاج الفيلم الذي يريد، وجد األسواق العربية مغلقة أمامه، بما في ذلك السوق المحلي من صناع السينما العربية الجديدة إلى الهجرة إلى أوروبافيها فيلمه، وقد دفع هذا الوضع بعض

وجود السينمائي العربي خارج بالده ال يؤثر بالسلب على أن وكندا وغيرها من بلدان العالم،ير عن هموم حركة السينما العربية الجديدة طالما ارتبط هذا السينمائي بالتصوير في بالده والتعب

.2مع إنتاج السينمائي العربي المجدد، الذي يعيش في بالده، بحيث يتكامل إنتاجه الشعب

يجب علينا التفتح على آفاق أخرى وشاشات أخرى ونثري أنفسنا تدريجيا بمساهمتنا األمة -ذلك على حساب الثقافات الداخلية، إذا كانت في الدول واقتباساتنا، ولكن يجب أن ال يتم

من الطلبات والعروض على لى أجزاء متفرقة تكثرة التي تنفجر إالعام اإلعالميةالساحة صة وينشطها حرفيو نا نالحظ في المقابل بروز وسائل إعالمية قطاعية ومتخص المنتوجات، فإن

والذي يدعى تساهمي أو جماعي أو محلي أو جواري، بدون شك يوجد اإلعالمياالتصال

.150-149سمير فريد، هوية السينما العربية م س، صص -1 .164م ن، صينظر، -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

240

ات، وبين األقلي اإلعالمن وسائل هناك طريق ذات مستقبل في إنشاء شبكات بين المحترفين وبيي ومن فوق على المستوى األمة من تحت على المستوى المحل -لماذا ال تتجاوز الدول

ة بهدف جسرا إعالميا حقيقيا يفرض نفسه مع شبكات تبادل وبرامج ثقافية وفني إن ،العالمي؟الجنوب اليوم صعوبة ، تجد أعمال 1"السمعي البصري المغاربي اإلنتاجتشجيع وتوزيع وترقية

في التنقل خارج حدودها حتى ولو كانت تحترم معايير ومقاييس النوعية، زيادة على هذه واألوهان ذات الطابع البنيوي هناك االنفجار الكثيف للتدفق الهائل للرسائل األيقونية قات الفرو

المحلي. والصوتية اآلتية من السماء كجواب للندرة في مجال اإلنتاج السمعي البصري

رغم المشاكل المذكورة فهناك أفالم ترى النور تبرز من خارج بلدانها وبعضها يتمكن من ذلك ما هو إال بعض األشجار التي ، غير أن المهرجانات الدوليةالحصول على الجوائز في

ة في إعادة إنتاج فيلم جديد يسقطون تخفي الغابة، معظم الفائزين الذين يالقون صعوبات جم المغاربي هي خديعة وهذا إلنتاجالبحث عن قاسم مشترك لكال و "، 2بسعة في طي الكتمان

مؤلف له أصل سينمائي هو وحيد من نوعه، فكل لسببين على األقل: من جهة فعمل كل وتكوين ودوافع خاصة، ومن جهة أخرى األفالم المنتجة من حين إلى آخر غير كافية اجتماعي

الخطوط المميزة لهذه السينما حركة أو مدرسة لها ميزتها الخاصة، إن لتسمح لنا بالحديث عن، وكذلك حسب التأثيرات المختلفة 3"من تعد دية التخيالت وأصالة االنتاجات ابتداءترسم إذن

دائرة والجاذبيات االجتماعية والذهنيات السياق السياسي واالقتصادي والثقافي والتجاري لكل .م الجوهرية لهذا اإلنتاج ال يمكن أن تعكس نفس العقليةالقي جغرافية، إن

إال بقدر ما ينجح في *(الخاصة بأسواق الفيلم المحليباالعتبارات العامة)ال يهتم المنتج ال إيجاد رجل أعمال يقوم بمهمة تسويقالفيلم فهناك مشكلتين أساسيتين في نظره، أو "بيع سلعته،

.33محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -1 .69ينظر، م ن، ص -2 .79م ن، ص -3نعتبره تاجر جملة، في العهد األول للسينما كانت األفالم تباع مباشرة لعارضيها، وكان الموزع: يمكننا أن-(1توزيع األفالم: -أمن هذه االعتبارات: -*

بالنسبة أغلب هؤالء من التجار الجوالين، ثم أصبح تأجير الفيلم الشكل الوحيد للتعامل في مجال العرض السينمائي، ولكن البيع الجزافي مسموح بهسألة عسيرة للغاية ال يستطيع المنتج أن يخاطر باحتمالها لبرنامج بأكمله فاألمر متوقف على حال دور للخارج عندما تكون الرقابة على اليرادات م

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

241

ثانيا التعرف على مدى تأكيد الجمهور ، عمهمة الموز وتوصيله ألصحاب دور العرض، وتلكمحة ال تقدم لنا هذه الل [...]اإليراداتنتج يتقاضى نصيبه بنسبة مئوية على الم ن لتنبؤاته، أل

السريعة في المجال االقتصادي سوى فكرة مبسطة على المشكالت المعقدة التي تواجهها السينما ة، فإنتاج واستثمار األفالم خبرة فني هذا التعقيد أصبح يحتاج في حد ذاته إلى المحلية، غير أن

أو اإلنتاجة الخاصة ومهنية مدير يستدعي سلسلة من العمليات االقتصادية والمالية والفني ، وقد جاوز بطرق ميدانها كثير من ذوي األفكار السطحية 1"المستثمر ليست وليدة المصادفة

ة.ا منها بتجربة مر البراقة، فخرجو

المشترك منذ البدايات األولى للصناعة اإلنتاجالسينما العالمية ظاهرة لقد عرفت السينمائي باإلنتاجإلى الجهات األجنبية المكلفة ونيلجؤ السينماتوغرافية، فكان السينمائيون

الجانب المادي، إذ ، فالسينما تعتمد بدرجة كبيرة على لمساعدتها في اكتمال مشروعها الفني لين يكلف إنتاج األفالم دائما أمواال طائلة، فالسينما تجارة وصناعة، وأصحاب البنوك والممو

ا العمال والتقنيون فيعتبرونها أم عين ينظرون إليها بمنظار تجاري، وصناع األشرطة والموز فن ولكن األكيد أن مهنة، والبعض اآلخر كالممثلين والمخرجين والمشاهدين فيعتبرونها فنا،

لذا لجأ صاحب الفيلم في الكثير من األحيان إلى [...]ينما ال يوجد إال بوجود دعم ماديالسيتساوى في هذه النظرة المخرجون العرب واألوروبيون، بواب لتمويل فيلم، و طرق العديد من األ

.2الرأي وما شهدته الجزائر من محاوالت عديدة لدعم أفالم أوروبية لدليل على صحة

المستثمر: هو تاجر التجزئة، ويتولى تقديم اإلنتاج للجمهور، وهذه الوظيفة مهمة للغاية، فالمتفرج -(3استثمار األفالم: -العرض والموسم... والفيلم. با ما تؤثر الظروف المحيطة بتقديم الفيلم، وعلى حكم المتفرج عليه، وقد أدرك بعض المستثمرين أهمية الحفاظ على سمعة يحب الجو المريح وكثير

ل مهنتهم التي نظمتها الدولة على أي حال بمنح تراخيص خاصة، وبإصدار بطاقات شخصية مهنية، أما البعض اآلخر فال يقدر أهمية الدور الموكالمثال الفيلم القصير ليكسب حفلة عرض إضافية، أو يستبعد مشاهد الفيلم التي يبدو له أنها غير مهمة، ولحسن الحظ اعترفت إليه، فيلغي على سبيل

... غير المحاكم من خالل قضايا ظلت مثيرة في تاريخ السينما، بحق مدعي األفالم في المطالبة باحترام أعمالهم حتى غدت مثل هذه التصرفات نادرةوامها أن نقر بأن المستثمرين ال يتمتعون بكل الحريات المطلوبة لتغيير أساليبهم التجارية، إذ تتبع الدولة تجاه االستثمار سياسة مزدوجة قأننا يجب

صاحب توزيع اإلرادات: تهدف الرقابة المحكمة المفروضة على اإلرادات، الحفاظ على النسب المئوية لكل-(4المساعدة والمراقبة في الوقت نفسه. نصيب صناعة -نصيب المؤلفين ج(-نصيب الضرائب، ب(-حصة فيها، فيما هي األنصبة المختلفة التي يوزع عليها إجمالي إيراد دار العرض؟ أ(

.57-54، ص1970ميشيل وين، حرفيات السينما، ترجمة: حليم طوسون، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، د.ط، . ينظر،السينما .57-56 م ن، صص -1 .121ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

242

غير أن "ل هذه األعمال ذات التمويل المشترك تنسب إلى جهتين دون واحدة منها، تظ يتقبل بسهولة ميل الفيلم إلى جهة دون اإلنتاجالمواضيع المطروحة تجعل عادة الشريك في

أخرى، ولكن هذا ال يعني فقدانه حقوقه المادية الناتجة عن عرض الفيلم بالقاعات المحلية أو ، وفي بعض األحيان في الواليات المتحدة األمريكية.1"وروبيةاأل

هو مجر د تجارة فردية ويتدخل المشترك اإلنتاج:"أن (حسين القال)يقول المنتج الفلسطيني ن من المنتجين، ال ينتج لمالي نوع معي اإلنتاج افيه العامل الشخصي المستفيد من مساعدات

نة ال تهم الناس في بالدنا، بل أفالما إال لتناول قضايا معي أصال إال إنتاج مشترك، وال يصنع المشترك، غير اإلنتاجتهم المشاهد الفرنسي أو األلماني، وطالب حسين بالتأكيد على مشروعية

ة الجنوب وكياناته وثقافاته غير ه إلى تطوير السينما كتعبير ثقافي وحضاري عن هوي ه نو أن /مشكلة الفيلم العربي المشترك بين الجنوب والشمال، لكن تاجاإلنة في أعمال حاضر بالمر

كما أوضح ليست مشكلة إنتاج بقدر ما هي مشكلة تسويق وتوزيع، ولذلك طالب في المغاربيعصر التلفزيون واألقمار الصناعية والمنافسة مع السينما تطوير إستراتيجية جديدة لتوسيع أفق

.2ال والجنوبمجاالت التعاون المشترك بين الشم

ومن المخرجين السينمائيين المقيمين في الجزائر الذين استعانوا بالمنتجين األوروبيين في وفتح آفاق جديدة للفيلم الجزائري بالخارج نجد السينمائي "محاولة لتجاوز السوق الجزائرية،

خطيرة وغامضة مة ينقل صورا واقعية وتحليال لظاهرة ه في مبادرته القي ، ولكن (طارق تقية)"روما وال في أبعادها المتباينة والمتداخلة بفيلمة ها ظاهرة الهجرة السري يعيشها الشباب، إن

في حالة التحصر النفسي ألبطال فيلمه وتماهيهما مع الفضاء ث يغوص بحي 2006نتوما" ختياراالمخرج تعمد المكاني الذي يعيشان فيه، فبالرغم من وجودهما في الجزائر إال أن

ير الجو والمكان ، ويبقى هاجس تغي ا يؤثر سلبا على األبطالاألماكن الرامزة للخواء والفراغ، مم من جديد تشريح ظاهرة الهجرة القسرية (طارق تقية)ضرورة ملحة وليس فكرة عابرة، ثم يحاول

.125م س، ص -1 .201-200ينظر، صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، م س، صص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

243

ئرية لبلوغ لجزافي بعدها القاري من خالل إظهار حالة المهاجرين األفارقة المارين عبر الحدود اويبقى )طارق تقية( من [...]، 1"2008فيلمه الثاني "داخل البالد" الحدود األوروبية، من خالل

المخرجين الجدد الذين أثبتوا قدرة كبيرة في التحكم في توجيه الممثلين وتقنيات صناعة األفالم في فيلمه الجديد "ابن بطوطة" ويمكنه من والتقني مما سيساعده على تجاوز الجانب الفني

التوغل العميق في لب الظواهر السياسية واالجتماعية العالقة.

المشترك مازال قاصرا في شقه الشمالي على فرنسا، اإلنتاجأن (سعد الدين وهبة)يقول صنع أفالم ث يتم ، حي ل إفريقيا، المغرب وتونس والجزائروفي شقه الجنوبي على دول شما

تخاطب عقلية الفرنسيين وتتوجه لهم بموضوعات وأفالم الفولكلور المغربي الذي يعرفونه، أال يجب أن تكون مساعدات الشمال قاصرة على أشخاص معينين، كما هو الحال اآلن، بل ينبغي أن تتسع قاعدة المساعدات لكي تكون من حق أي عربي، وحتى اآلن ال توجد طريقة أو أسلوب

المشترك تتيح لمن هم خارج دوائر المنتفعين االستفادة منه، لذلك فأعمال لإلنتاجأو نظام لإلنتاجالمشترك هي أفالم سباق واحدة على حساب الثقافيين، والمطلوب تأسيس نظام اإلنتاج

سعد )بأسلوب مشروع ومعلن، وقدم ة بين الشمال والجنوبالمشترك يسمو بالعالقات الثقافي المشترك بين الدول العربية أحد الموضوعات اإلنتاجيجعل موضوع اقتراحا(وهبةالدين

من المطروحة للنقاش والبحث في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثامن عشر، ودعا كل فيين إلى حوار مفتوح حول الموضوع.يهمه األمر من سينمائيين ومنتجين وصح

حقوق أفالمه التي أنتجها في إطار أن لتونسي ( المنتج السينمائي اأحمد عطية)ذكريالمشترك مع فرنسا جلبت عليه متاعب لم تكن في الحسبان، حيث تم نهب اإلنتاجسياسة

حقوقه، كما الستيرادحقوقها، وهو اآلن يصرف جل أمواله على المحامين الفرنسيين المجندين ث تدفع مرتبات على طول الخط، حي المشترك اإلنتاجالشمال هو الرابح في أفالم ه أن نو

من الفرنسيين كمدير التصوير ومهندس الصوت بالعملة الصعبة، العاملين في طاقم الفيلم الفني

.184-183بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، صص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

244

األفالم التي [...]فرنسي أجر المخرج التونسي بأضعافلذلك يتجاوز أجر مدير التصوير الة، كما يقول تعتمد على سينما المؤلف التي تعبر عن هي أفالم مستقلة حر (أحمد عطية)ينتجها

أفكار المخرج ورؤيته لواقعه، وتعتمد سياسة الميزانية الصغيرة، وهي بالضبط األفالم التي ال هذا النوع كما يقول لكي يحوز على (أحمد عطية)ث يصنع المشترك، حي لإلنتاجتصلح

في رأيه يكمن في ، والحل المتفرج األجنبي ء مزاجال، وليس إلرضاإعجاب المتفرج التونسي أو نزراع داخل السوق الخارجي واالعتماد في ة للفيلم العربي خارج الحدود واإلفتح أسواق جديد

ل المساهمة إنتاج األفالم على مصادر تمويل متعد دة لفرض محتوى الفيلم، ويتأتى ذلك من خال، إلعطاء المخرج تكاليف إنتاج األفالم( بأكبر حصة أو نصيب في )مساهمة المنتج المغاربي

ة التعبير، وفرض إيقاعه السينمائي الخاص في فيلمه، والحيلولة دون حري السينمائي المغاربي اإلنتاجالفيلم الواحد من أفالم تدخل الشركاء في عمليات المونتاج والتصوير، لذلك فإن .1منتجا من الخارج 15أو 10المشترك يتطلب البحث عن مصادر تمويل ومشاركة أكثر من

جد نال في الجزائر مثال "ة هو االستفادة من األفالم، والجانب اآلخر الذي ال يقل أهمي تي ال تستفيد معظم األفالم المغاربية ال زيادة على ذلك فإن قاعة، 30إال حوالي 2004عام معروفة كثيرا وحتى مجهولة من ها غير فإن وال تنتقل تقريبا بين المدن إشهاريةة حملة من أي

ثل الجمهور المفضل للقاعات الشباب الذي يم ، من جهة أخرى فإن طرف ألئك الذين توجه لهماألفالم ، ويفضل مقابلها فالم الوطنية الجديدةيقاطع األ الرديءاستهالكقولب ذوقه لسنوات

اتوغرافية حقيقية وغياب ، وأخيرا عندما نالحظ غياب بنى سينمالغربية التي توفر له ما يريدالضرورية، فال نندهش اب االستثمارات وغي ةلمهنيين في مجال العناصر الفني مؤسسات تكوين ا

صناعة أكثر من ذلك من التخلف الدائم الذي يفسد كل الفضاء السينماتوغرافي المغاربي، إن ، ولكن 2"ساعدة الدولةسينماتوغرافية ال تستطيع حل المشاكل التي يتوقف عليها وجودها دون م

يجب أال تعني هذه المساعدة توجيه االلهامات ومراقبة االنتاج.

.203حتى 201الحدود، م س، صينظر، صالح هاشم، السينما العربية خارج -1 .78محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

245

ة، المشكل المطروح حاليا على الساحة الثقافية وبخصوص السينما هو مشكل التبعي يبقىة الثقافية من هذه السلسلة التي عقدت االقتصاد والسياسة والثقافة في حلقات مسترسلة، والتبعي

ة في ة االقتصادية أو السياسية، والتبعي ر من التبعي ر منها، إذا أمكن التحر التحر الصعب يمكن اعتبارها كعالمة على تفكك المجتمع المغربي وفقدانه لتوازنه الداخلي، الميدان الثقافي

ز تتصدر ة في شكل متمي وهي لحظة تولد فصامية الفكر عن الواقع، وبروز ثقافات طفيلي تدخل السينما المستوردة اإلطار، وفي هذا واإلحساساتقافية، لتستقطب األفكار الساحة الث

اربية.المغ والسينما ة رخيصة همشت الثقافةباعتبارها ثقافة طفيلي

بمثابة تفتح على العالم المعاصر، المغاربي /ئي وعلى مستوى العالم العربيالفن السينمايعد ه مؤشر التردد رغم ضآلته، إال أن ث أن أجزاء الثقافة، حي ته من بين باقي وهذا ما يفسر أهمي

دد المسرحي وبمائة مرة مؤشر المطالعة، وهذا التفتح الذي يفوق بعشرات المرات مؤشر التر هو في الواقع دخول إلى عالم المركز، إلى ثقافة الصورة القائمة (الطاهر شريعة)أشار إليه

ر هو التضييع النفسي والفكري للمخرج، وقد نجحت هذه على عدد من الخلفيات هدفها المباش .1الثقافة المستترة في فرض وجهة نظر منظريها

وذلك خطاب األفالم المغربية لم يتبين إلى حد اآلن جدلية التسلسل والقطيعة ن لنا أن يتبي ومنطق ها في سائر سينمات العالم الثالث "المغرب فحسب بل نجددول ألسباب تاريخية ال تهم

مالحظة ميدانيا، ه سهل الهذا الخطاب ينطوي أساسا تحت مفهوم يصعب تحديده بدقة رغم أن ربي نقصد بذلك اة هو الذي يهيمن على الخطاب السينمائي المغمنطق التبعي وعندما نقول أن

القاعات ربية ال تبرمج كيفما كان الحال في ااألفالم المغ شيئين متمايزين، بغض النظر عن أن ، وهذا ناتج عن تبعية أساسية ليست مسجلة في كتابة الفيلم بقدر ما هي مسجلة في 2"ربيةاالمغ

ع والمواطن المستغل للقاعات.نوعية خاصة يتميز بها المواطن الموز

.109-108ينظر، قبال المعطي وآخرون، السينما العربية واإلفريقية، م س، صص -1 .70نور الدين الصايل وآخرون، م ن، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

246

م بشكل واسع الصراع بين القدماء والمعاصرين على المستوى الجمالي يأتي النقد فينظ ر مجلة أو عد ة مجالت لمساندة أبطال وحتى األخالقي، وتتطو وجي اإليديولوعلى المستوى

مستقلة، ميزانيات هزيلة، إنتاجات، قير الذين يكونون قد دخلوا إلى المهنة من بابها الضي التغي .1مبتدئونة مختصرة، ممثلون فرق تقني

ئة التي مجموعون على اعتبار لجنة الرقابة بصفتها الهي الكبير نقاد السينما بالمغرب إن تشكل أحد الحواجز الرئيسية لنمو حقيقي لمستوى العروض المقدمة في قاعات العرض

ز باحتكار الشركات دون على مشكل توزيع األفالم، المتمي العمومية إلى جانب هذا طبعا يؤك عين ومستثمرين وطنيين، ال تهمهم جودة وز الكبرى األمريكية والفرنسية له، وبالتناوب مع م

على ضوء هذا الواقع يوجد ،االنتاجات بقدر ما يهمهم ما يمكن جنيه على مستوى المداخيل، هذا الواقع يؤكده شبه لإلنتاجالهوليوديالسوق مكتسحا بالمنتوجات الثانوية )الغربية والشرقية(

وجهة على نحو آخر.اب سياسة ثقافية مانعدام بنية سينمائية وطنية ناتجة بدورها عن غي

قصدنا ليس هو تعداد األسباب الوضعية السينمائية إشكاال، إال أن باختصار تطرحالعميقة، بل الوصول فقط إلى وصف الرقابة السياسية بوصفها ظاهرة عارضة، بمعنى ظاهرة

بل أن تتدخل هذه ة قال تقل أهمي *هناك أشكاال أخرى من الرقابة ، فرضيتنا هي أن سطحية، إذن فسبيل ضمان نهضة سينمائية مغربية واعية وملتزمة بقضايا 2"األخيرة )الرقابة السياسية(

.142، ص2010، الطبعة األولى، -دمشق-ينظر، ميشال جاري، الموجة الجديدة، ترجمة: زياد خاشوق، مطابع وزارة الثقافة -1-وأن وجود هذه األشكال لوحدها يتضمن التوجيه للمؤسسات السينمائية نحو فهم محدد للعروض السينمائية، فرضيتنا وهي فرضية "كريستيان ميز -*

Christian metzت المشتمل على الرقابة السياسية والرقابة " تسلم كذلك فعال بوجود ثالثة نماذج من الرقابة تترتب على مستويين: مستوى المؤسساود إلى فكرة الفيلم االقتصادية، ومستوى الرقابة اإليديولوجية الذي يتدخل قبل التصوير:"بالنسبة للمستوى الدقيق الذي تتدخل فيه على طول العملية التي تق

سياسية تبتر التوزيع، الرقابة االقتصادية تبتر اإلنتاج والرقابة اإليديولوجية هذه الرقابات الثالث تنتظم على شكل طابق طبيعي ومقيد بدقة أكثر: الرقابة الوء إلى طمس كل تبتر اإلبداع، الرقابة السياسية تبتر التوزيع في الوقت الذي تحد من إمكانية االختيار المقترح أو المفروض على المستهلك، وذلك باللج

ثال لها، الرقابة االقتصادية تبتر اإلنتاج في الوقت الذي تتضمن رقابة ذاتية على اإلنتاج باسم متطلبات ماال يتماشى ومصالح الطبقة التي تعتبر هي ممفي القضاء على المردودية، أخيرا الرقابة اإليديولوجية وفي هذا النطاق يشير كريستيان ميز:"وليس من النادر أن هذه األخيرة لوحدها تنجح بنسبة مهمة

السينمائية، عدد من األشخاص، وطرق معينة لمعالجة ذوات هؤالء األشخاص، والتي لم تستطيع رقابات المؤسسات أن تقمعها، عدد مهم من الشاشات جة، وهي أن يمكن هذا الواقع في كون المخرجين في غالبيتهم العظمى يظلون متشبثين بالمعايير المستلبة للمؤسسات، هذه األشياء كلها ترجعنا إلى نتي

ن كانت تمر عبر المحور التجاري، فهي مسجلة مسبقا في فضاء إيديولوجي يتوافق ومصالح ألئك الذين يتيحون توزيعهااألشرطة حت محمد . ينظر، ى وا

.78عقا وآخرون، السينما العربية واألفريقية، م س، ص .79م ن، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

247

السياسي الذي يجب أن يكون طريق /ومعاناته، يتوقف على التحرر الثقافي/االقتصادي اإلنسان، حتى يتم الهوليوديللقاء البلدان المناهضة لسياسة التحذير والنهب الممارسة من طرف الفيلم

بذلك إدماج المستلبين والمهمشين داخل المجتمع وتصبح مواقفهم ورؤاهم للقضايا المطروحة .1على الساحة الوطنية

مخطط البرجوازية الهادف "إذا كانت األغلبية اعتبرت السينما كتسلية ودخلت بذلك في ينمائي أو على مستوى االنتاجات إلى تركيز فكرة الفن للفن، سواء في الميدان المسرحي أو الس

نة ومن معي ظروفرت بذلك من وجهة عن: بؤسها الفكري الناتج عن ها عب ة، فإن الفكرية العام ت الطريق أمام محاوالت السينمائيين المغاربة الذين يصعب عليهم التوجه إلى جهة ثانية: سد

السينما المستوردة كيفت أذواقهم ذلك أن غة السينمائية االجتماعية والسياسية الهادفة،الشباب بالل ومواقفهم بما يتماشى ورؤيتها الخاصة لوظيفة الفن السينمائي والتي ترتكز على االعتراف

، عوض المساهمة في بنائه.2بحق قراءة، مشاهدة، سماع التاريخ"لإلنسان

ومنع السينما، وعدم السماح لممارسةالمهن السينمائية في يد مجموعة قليلة احتكار إن والتركيز على الجانب المادي ينجز الكل ث الكل هيكلة القطاع وتنظيمه وتوسيعه وضبطه بحي

ر إلى صناعة السينمائي في مقاومة فردية لن تسمح أبدا بالتطو الناتجفي األفالم بجعل من مر الذي سينمائية متكاملة، خاصة مع إهمال االهتمام بالعنصر الجمالي والموضوعاتي، األ

إلى ضعف باإلضافةربي حامال لخطاب غريب ومنغلق على نفسه، ايجعل الفيلم المغربي بعد عشر دقائق من بداية حكايته االمخرج المغ ربية، بحيث تشعر وكأن االسيناريوهات المغ

، األمر الذي يجعل غالبية يده تماما وتتجاوزه ال يتمسك بخيوط هذه الحكاية، بل تفلت منقطات ا بين الل ربية تشكو من انعدام التالحم والترابط بين المشاهد، بل أحياناالمغ األفالم

في نسبة الضياع ، أي أن اإلنتاجإلى طغيان ما يمكن تسميته بالهدر في باإلضافةوالمتواليات، ها هي السائدة، بالمنطق التجاري جد مرتفعة، إذا لم نقل بأن اإلنتاجاألموال المستثمرة في هذا

.143ينظر، قبال المعطي وآخرون، م س، ص -1 .136م ن، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

248

المتعارف عليه الفيلم الذي يوزع وال يلقى إقباال فيلم فاشل، الفيلم الذي ترفضه دور التوزيع فيلم .1ها فاشلة أصالفاشل تجاريا، أفالمنا ال توزع تجاريا وال توزع ثقافيا، بمعنى أن

"، نجد أن اإلنتاجحكم في من يتحكم في التوزيع، يت :"إن (شريعةالالطاهر )على لسان مرتبط بالشركات إخطبوطعن قناة للتوزيع، يجد نفسه تحت رحمة ربي وهو يبحثاالفيلم المغ

دور التوزيع وهي تبحث عن الربح أيضا ال تترك إال هامشا ضيقا للمنتوج األجنبية، ألن الفيلم المغربي، ت التوزيع علىالوطني رغم التقدم الحاصل في السنوات األخيرة في فتح قنوا

ث ربي من حي االسينمائي المغ اإلنتاجة الثقل المادي كذلك يلعب دورا أساسيا في تحديد هوي ث مستوى االنجاز والمعالجة والبحث واالجتهاد مستوى االنجاز السينمائي المغربي من حي

ه يفكر منذ ، ألن 2"اإلخراجيةالعمليات ربي قطب الرحى في كل االفني، إذ أصبح المخرج المغ البداية إال في كيفية التي تمكنه من أن يقتصد أكثر.

محمد )للمخرج 2009كس شكار" المغربية فيلم "إ عرض بالقاعات السينمائيةيعاني الفيلم من عيب شديد في السيناريو، ففي البدء كانت لدى واضع السيناريو [...](فريطس

عليها في الحي الذي يسكنه، لكن معالجة الشمكار، وهذه شخصية يمكن ألي متفرج أن يتعرفالشخصية لتحويلها إلى فيلم مسألة أخرى، كانت لدى واضع السيناريو شخصية ولم تكن لديه

هذا الوضع تبدو دعوة الباحث في ظل تسمح له بخلق خط تصاعدي لألحداث، حنكةهم يجدون لعل ليذهبوا إلى المكتبات السوسيولوجي عبد الرحيم العطري للسينمائيين المغاربة

كة فيختلقون حكايات مفك نصوصا أفظل يحولونها إلى أفالم، بدل إصرارهم أن يكتبوا بأنفسهم .3ويحاولون تغطية ضعفها بصور الجنس واأللفاظ الساقطة التي أفرغها التكرار من المعنى

بل الدردشة والتعليقات طيلة ح ، وامتد تالراديوهاجيفارا مات، جيفارا مات، آخر خبر، في ادريس )دقيقة، ينطبق السطر الثالث على فيلم "فينك أيام" للمخرج والسيناريست 99

.43-42أي إستراتيجية؟، مجلة السينما، م س، صص-الدمون، االنتاج السينمائي الوطنيينظر، خليل -1 .41-40م ن، صص -2 .26-24ينظر، محمد بنعزيز، تشريح تافيلم المغربي، م س، صص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

249

، مات جيفارا في موقع األحداث بينما الرفاق في حالة (إمام)والسطر من أغنية للشيخ (شويكةرتبط بسنة دون أغاني المناضل األعمى ويسترجعون ماضيهم بفخر، ماض يالنوستالجيا يرد

، 2010ر، يتحدثون ونحن نتفرج عليهم في نهاية يناير ، عام كامب ديفيد وجريدة المحر 1978، الرفاق ال يعلقون على الوجه العجيب لطلبة ة نيشان التي تؤشر على الحاضرونشاهد مجل

أي م حوارات وفالش باك ومن العنوان "فينك أليام"المغرب اليوم، هذا ليس فيلم أحداث بل فيلويتزايد انقضىل الجمعي الشعبي تعني عصرا ذهبيا، والمتخي أين أنت يا زمن؟ وليام "األيام"

على الذاكرة، ذاكرة ستة رفاق ليتحدثوا (اشتغلادريس اشويكة)المخرج الحنين إليه، واضح أن الحاضرة في وجدانهم عن ماضيهم النضالي وعن رفيقتهم السابعة المضيئة والغائبة، ولكن

ة وثالثين سنة ويفصل بين تاريخين.ألربع تها التي يفتقدونها لزمن يمتد بحيوي

ه في الحنين الذي يبوح به عنوان الفيلم "فينك يا زمن" دل ذلك أن تسببت المسافة الزمنية يقدم الفيلم خلال [...]ه زمن ذهبي بالنسبة لسبعة شخصيات زمن مفقود، ود ل الحنين إليه على أن

ال تاريخيا في حياة الرفاق، خلل ال يناسب تحليلهم المادي للتاريخ، تحليل ال أثر له في عاطفيا هم رفاق؟ ال يوجد صراع في الفيلم، حتى الصراع على تغيير معجمهم، فما الدليل على أن

لخيبة، خيبة نسمع عنها الماضي وأثره على الحاضر ال مكان له، لذا يبقى الحب هو موضوع ايحاول المخرج تقديم ماض حاضر يفصلهما ثلث قرن، نعم سبعة، كيف كانوا [...]وال نراها

ا بالنسبة لهم، إذن زمن له معنى.وكيف أصبحوا؟ كانت سنوات الرصاص زمنا ذهبي

في يخبرنا المخرج عن فيلمه "ثالثة أزواجث حي ياب التناسق الزمكاني في الفيلم يتجلى غ، ناضلوا بالجامعة كطلبة ضد 1970ي ولدوا حوالي ، أ2010في سن األربعين" هذا عمرهم سنوات؟ 8 ذاكآنهم ، كم كان سن17/09/1978في التوقيع عليها معاهدة كامب ديفيد التي تم

سنة على األكثر، هل رأيتم طلبة جامعيين في هذا السن؟ أال يوجد عالقة بين الزمن 12ويعتقلون في مقر علني قانوني المعاهدةعلى يحتجون الرفاقكما أن العمري والزمن التاريخي؟

لالتحاد الوطني لطلبة المغرب الموجود في حي راق فيه فيالت، هل كان للنقابة الطالبية

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

250

اهرة الرباط بعد تظ 1973يناير 24حظر التنظيم في ه تم شرعي في ذلك التاريخ؟ ال ألن مقر تحمل السيارة التي لتاريخي، كذلك األحداث مع الزمن ا ل في تناسقهذا خل قتل إبانها شرطي،

كانت لوحات 1977ترقيم مراكشي، بينما في -.أ26اختطاف رجاء فيها لوحة فيها حروف تم بماركة سيارات 1978ر أحداث كيف تصو ، ثم 6.12ا فقط مثل سيارات المغرب تحمل أرقام

؟.1978أحد المعتقلين بارتنر في لم تصنع إال في نهاية القرن؟ هل ركب

إلى زمن الرفاق ليصبغه بإعجاب وحنين، فهو زمن المعنى (ادريس اشويكة)يعود ه الزمن الذهبي، تنطبق هذه النظرة على الطفولة على عمر والحب، هكذا يبدو ماضي الفيلم، إن

ادريس )إذا كان رفاق ؟، ثماني سنوات، لكن هل هذا هو تفسير المخرج لسنوات الرصاصالمتفرج يتوقع منهم أن ينتقدوا حاضرهم التاريخي، وهذا ما ال يظهر يقدسون الماضي ف (اشويكة

مع الزمن س لهم أي موقف في ومن الحاضر، فالتعامل ال في السلوكات وال في الحوار، بل ليلكن عندما يرى المتفرج الرفاق يسكنون فيالت خيالية ،د، فهو زمن غدار سيءبشكل مجر

ع العراة المشردون في الزمن غدار؟ ماذا سيقول الجيا بمسبح خاص على البحر، هل يصدق أن رفاق دون معجم سياسي يساري وال يتحدثون عن الصراع الطبقي وال يتبادلون الجبال؟ كذلك

النداء بالرفاق حتى من باب السخرية، رفاق يفسرون مصيرهم بالقدر ويتبادلون قبالت محتشمة تجاهل شروط العيش اليومي لشخصيات فال تم قد المسلمين و باإلخوانهذا يليق على الجبين،

دوافعهم الواقعية ليناضلوا. نعرف ما

التصوير ساعة، النتيجة سيتكوم سينمائي لتجنب 24تصويرهم في الداخل لمدة تم أشعار حتى معجم الشيخ إمام الساخر ال يستخدمه الرفاق، واضح أن ه مكلف، الخارجي ألن

ما الذي وبالتالي أقدر على تفسيرها، و أكثر فهما للمرحلة التاريخيةالمريرة (أحمد فؤاد نجم)يحدث في حاضر الرفاق السبعة؟ ال جواب في الفيلم، لدينا جواب أدبي تمليه كاتبة السيرة "ثالثة أزواج خاضعون لألعراف" وماذا أيضا؟ إحدى الزوجات سبب لها خوفها على بكارتها

، أال بد من حلم بها لوالدها إال في الكوابيس التي تداهمهابرودا جنسيا. ال تعبر هاجر عن ح

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

251

اإلطاللفيلم مغربي؟ وقد أهدر المخرج فرصة جعل هاجر المراهقة نافذة وفالش باك في كل ر عالقة لتعيش ما لم يعيشه والدها و على العصر بسبب تشظي السرد تتالشى السببية التي تبر

.عناصر لتمطيط زمن الفيلمالسابق بالالحق، وهذا ما سهل إدخال

م ة، فكيف يتفي السينما المغربية لم تتم السيطرة بعد على قواعد السرد الكالسيكية الكوني الرفاق غيروا قناعاتهم أليس من المنطق أن حتى لو افترضنا أن ة السرد؟ االنتقال لكسر خطي

راتهم، ما هي؟ هذا سؤال كيف يتجرأ على الفالش [...]يبقى موجه لصناع الفيلم تكون لهم مبر (محمد عريوس وادريس اشويكة)باك من عجز عن بناء سرد خطي؟ لقد شعر كاتب السيناريو

فعلي السرد والتذكر متناقضان، فكيف اتجاهية الزمنية عميقة بين مرحلتين وألن الهو بالخلل ألن بين الحاضر والماضي واإليابة؟ كيف يمكن الذهاب يمكن ضفرهما معا؟ كيف يمكن ردم الهو

قاء، وهي تكتب دون تشويش المتفرج، لقد جعل كاتب السيناريو الرفيقة السابعة تغيب عن الل لقد [...]ها عمياء وهذه حيلة مستهلكة، وذلك لحل مشكلة التشويشسيرة رفاقها بل تمليها ألن

ه في يخيتين: غير أن بين مرحلتين تار جسر الذي ربط به المخرجال الصورة هي ال كانت الكاتبةتتطلب المعالجة [...]ه أمام فيلم أدبي ال سينمائيه يكتشف أن السينما يريد المتفرج أن يرى، لكن

.1السينمائية للتاريخ فهما يجعل الشعوب تفهم ماضيها بعمق تواجه مستقبلها بوضوح

العشرين ل كان بطل فيلم آخر، عادل شاب فينعم أتذكر عادل األو ؟(عادل)هل تتذكر فقير دون تعليم يعيش في أسرة مفككة بالدار البيضاء يتجادل مع صديقه ويحلم بالهجرة إلى

رها المغرب، نفس الممثل )عمر لطفي( ونفس الشخصية ونفس االسم والوصفة كر بعض التوابل إضافة، مع 2009في فيلمه "واش عقلتي على عادل" (محمد زين الدين)المخرج

لكاتب سيناريو يلملم ما يجده أمامه ليمأل الوقت، ليصل [...]ال ينتبه المشاهد إلى الطبخة لكي نات لتخرج والخواء لم تركب تلك المكو اإلجهادإلى ساعة ونصف بشق األنفس، وبسبب هذا

توماس )منها حبكة يتتبعها المشاهد ليفهم الشخصيات وهي تأخذ طريقها في الحياة، يقول

.33حتى ص 27ينظر، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

252

لكي تخترع أنت بحاجة إلى مخيلة وكومة خردة "فيلم واش عقلتي على عادل" هو ":(إيديسون، لقد استنزفت السينما واإلبداعمخيلة إبداعية ودون فلتر، الفنان هو فلتر بين الواقع خردة دون

ث يضعونالمغربية حلم الهجرة إلى الغرب، يستحسن أن ينظر كتاب السيناريو المغاربة إلى حي جدون مواضيع جديدة.أقدامهم ويس

شخصية عن بناء شخصيات أفالمه: "وراء كل (بيدرو المودوفار)يقول المخرج االسباني ها رواية ولكن ما دمت قد كنت بصدد فيلم كان علي أن أركب هناك حكاية طويلة كتبها وكأن

فنه ه يقدر، بل ألن أفضلأو ممثلين أفضله يملك كاميرا وأشذب، المودوغار نجح ليس ألن استغالل ممثلين نجحا في عمل آخر )عمر ا من حاول ويخصص له ساعات طوال ليبدع، أم

ه لم في مسلسل "وجع التراب" فلم يوفق، ألن ن الناجي المهيدي(أمي)في كازانيغرا، و لطفي(، لم يقدم لها تاريخا شخصيا يسهل عليها يصنع البيئة المالئمة لتصوير نفسيات شخصياته

.1حاضرها لذا حصل على خودة سينمائيةالتعامل مع

هناك شيئا أساسيا ال يصلح تغافله، فالرواية هي ماال تستطيع أن تستغله كمدلول فقط، إن ، روري اآلن االهتمام بهابل هي دال السينما بعينه، وهذه قضية نظرية قد يكون من الض

الرقابة عندنا تشكل عائقا حقيقيا يجب إدخاله في حقل الخطاب السينمائي خصوصا وأن ن له، سواء أكانت هذه الرقابة تحرص على فرض احترام المبادئ األساسية التي كعنصر مكو

ة للدولة )سياسية، دينية، أخالقية( أم كانت تتقمص وهميا ذاتية المتفرج تكون الركائز الصوري من ذلك على ما هو صالح تجاريا أو غير إنطاقاس يدعى جمهورا وتحكم ه كائن متجانعلى أن

ن لم يبرز اآلن السينمائي بما اإلبداعهتمام جد ي من طرف العاملين في حقل اصالح، وا ه قد ال يبقى ا تحت إشكالية الرواية والكتابة في عالقتهما مع ذات الخطاب، فإن ينطوي فعلي

أن يكتب أفالما لنفسه وألصدقائه وعندما يصل إلى مستوى للمخرج السينمائي المغربي إال

.47حتى ص 44ينظر، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

253

ما يتضمن بكل الدولية المهرجاناتأن ينتظر حكم ،الخطاب المجسد في رواية واقعه ورغبته .1م أو حكم التاريخهذا الحكم في حالة سينمانا الراهنة من أبوية أو امتصاص الد

بوجود إرادة حقيقية لدى "إصباغ الطابع الوطني على هذه األفالم من شأنه أن يوهم إن والصناعي، وهذا اإلنتاجيالذين تواجدوا على القطاع السينمائي منذ االستقالل للرفع من مستواه

را ولم ينفع هذا الذي عمل مصو (عبد الرحمان التازي)، المخرج المغربي 2"أمر غير صحيح، ولم ينفع هذا اإلخراجتسب منه رزقه ويصرف على عياله في المدارس فتحول إلى العمل ليك

العمل أيضا فصار مخرجا ومنتجا، وعرض فيله "البحث عن زوج لمراتي" في المغرب وكسر الدنيا وشاهده أكثر من نصف مليون متفرج، ولم يكسب شيئا ولم ينفعه الجمع بين مهنتين، وهو

.3ع أيضاعن عمل كموز اآلن على ما يبدو يبحث

وأصبح المنتجون "كمنافس خطير لقاعات العرض DVDو CDظهر الفيديو إللما يعتمدون على بيع حق طبع الفيلم على هذه الوسائط للشركات المتخصصة في ذلك وهناك مصدر ثالث إليرادات الفيلم غير العرض في الداخل وهو السوق الخارجي، أي سوق العرض

نطاق البلد المنتج وتتحكم في هذا السوق شركات كبرى تشتري حق بيع الفيلم في والتوزيع خارج العالم أو في أجزاء معينة منه، وحين ينتهي الفيلم من دورة العرض األولى يجب على قطاع

في دور عرض الدرجة الثانية والثالثة حتى يغطي الفيلم التوزيع عمل دورة عرض ثانية وثالثة، 4"الربح على منتجه كي يستطيع أن يعيش، فهي تجارته ومصدر رزقه تكاليفه، ويدر بعض

وفي نفس الوقت كي يستطيع أن يبدأ مرحلة إنتاج فيلم آخر.

:"بعد مسألة توزيع قاعات السينمائي الماضي، تبرز اليوم مسألة (خميس الخياطي)يقول "نايلسات" أو عبر األقمار ا أو عن طريق توزيع البث التلفزيوني، سواء كان وطنيا أو محلي

قاعات السينما فيها لم توجد في المدن القديمة، االصطناعية األخرى لنأخذ مثال تونس إذ إن

.75-74واألفريقية، م س، صصينظر، نور الدين الصايل وآخرون، السينما العربية -1 .52محمد كالوي، نهضة السينما المغربية، أي جيل ألية سينما، مجلة السينما، م س، ص -2 .200ينظر، صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، م س، ص -3 .20، ص2006علي أبو شادي، سحر السينما، الهيئة المصرية العامة للكتاب، د.ط، -4

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

254

ن قاعات السينما كل ما في األمكنة أو الساحات التي بناها األوروبيون، األمر الذي يعني أن وا ه يدل على أن واحي، وهذا كل التي كانت موجودة في تونس لم تكن داخل المدينة وال في الض

(نجيب عياد)تونس لم تبن قاعات في أي حيز ثقافي عربي، وبالنسبة إلى التلفزيونات بحسب ه هو الذي يبحث عن مساهمة التلفزيون، ألن لشخص عندما ينتج فيلما أو أي شيء،ا فإن

القاعات السينما الجمهور ال يشاهد األفالم في سيبث، ويقول أحد االستطالعات في تونس إن مليونا وسبعمائة ألف تونسي يشاهدون القنوات التلفزيونية هذه تبث األفالم سواء كان بل إن

.1... الخ MBC4Bأو محطة MBCذلك عبر محطة

ثقافية وتجارية من خالل اقتصاديةيمكن أن تساهم الصورة السينمائية في تكوين سوق أعتى نسب المشاهدة في قاعات وبالرغم من أن "بيع األفالم وتوزيعها في القاعات السينمائية

ثم رفعت الدعاية الرقم القياسي ،(فريد بوغدير)يلم "عصفور السطح" لتونس كانت من نصيب فحوالي 1995زت سنة بتحقيق نسبة دخول قاعات السينما ناه (محمد الزرن)لفيلم "السيدة" ل

ر التكنولوجي وظهور القرصنة وأشكال العرض األخرى التطو ، إال أن 2"ألف مشاهد 500 باإلضافة إلى ضعف الكيف في األفالم التونسية المستوردة قتل هذا البعد.

بطبيعة الحال هناك دور الثقافة في تونس وفي المملكة المغربية هناك دور ثقافة قليلة ، ولكن ال يمكن أن تضمن دورة الحياة للسينما الصناعية، هناك دور الشباب عندنا جدا، كما أن

شيء، وهناك مسألة أساسية فالدعم في ال وقبل كل السينما أردنا أم لم نرد، هي صناعة أو ألن اختارت هذا وال يمكننا أن الدولة هي التي المغرب هو دعم سياسي لحسن الحظ اآلن، رغم أن

الليبية للدولة اإليديولوجيبليبيا، فعندما يقدم دعم لفيلم يجب أن يكون منخرطا في الخط هنقارن .3أو إن صح التعبير في الدولة القذافية

.119هيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، صينظر، إبرا -1 .141وسيم القربي وأخرون، م ن، ص -2 .175ينظر، إبراهيم العريس وآخرون، م ن، ص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

255

وقد مارسوا السينما ممارسة تقليدية أكثر مرتكزة على سيناريوهات وحوارات مسبقة لى مصادرهم الصيرورةنيتهم اذلك إلى ميزا مرد فإن "وتستخدم المزامنة الالحقة... لصغيرة وا

وموضوعاتهم المرتبطة بالمجتمع المعاصر وبدرجة العصر: أسطورة الشباب األخالقية الجديدة ، واستخدام االستطرادات الخ...1"والبعد السيزوري لألفالم والحرية السردية

وجدفي موريتانيا ال توجد صالة سينمائية واحدة وال معهد متخصص في السينما، وال ي تحت يافطة إدارة منضويةأحيانا تعتبرها وزارة الثقافة حتى قطاع حكومي مكلف بالسينما،

تبعيتها له، وبين هذا اإلعالمالثقافة والفنون، وأحيانا يرعى قطاع السمعيات البصرية بوزارة اختاروا ه حق ألولئك الذين وذاك تضيع السينما، وفي مشهد كهذا يقول سينمائيون موريتانيون أن

المهجر مالذا وواصلوا من هناك حبهم للوطن وحبهم للسينما مفضلين السكن في مناخ يوفر له ه والعمل وفضاء للتالقي واالحتكاك،إال أن لإلنتاجا إمكانية الصناعة السينمائية ويوفر لهم جو

باب ر أن يضرب بالعوائق عرض الحائط ويبقى رغم شظف البقاء، شهناك أيضا شباب آخر قر بمحضروا ومسنون أفاقوا بعد عشرين عاما من سبات السينما الموريتانية في موريتانيا، وقر

إرادتهم أن يحفروا في الصخر عسى تولد يوما من رحم موريتانيا سينما موريتانية بمقاييس تلمذ ا رائعا، ومنهم فضل التمنه لتعود إليه شكال فني موريتانية تستنطق المجتمع وتتنرآه، تتشكل

على يد سيساكو الذي نهض بالسينما الموريتانية وأظهر أن الموريتانيين كغيرهم يستطوعون .2، مثل سيدي محمد الشيغرفعل أشياء كثيرة

، وال حتى ببث المنتوج باإلنتاجالتلفزيون الوطني اهتماموعدم اإلنتاجغياب مؤسسات ن إمعظم األفالم التي أنتجت في المحلي، كما أن اإلنتاجالوطني أدى إلى نقص في السينمائي

ومن بين من اإلمكانياتموريتانيا هي أفالم في أغلبها وثائقية نظرا لمحدودية الوسائل وضعف وهو مخرج برامج تلفزيونية ومدير مؤسسة (يسلم ولد تاج الدين)أنتجوا أفالما محلية المخرج

.11، صم سميشال ماري، الموجة الجديدة، -1

سيساكو أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بمقر حوار مع سيدي محمد الشيغر مساعد المخرج عبد الرحمان -2 .20:00، على الساعة 11/06/2015الميريديان في يوم

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

256

كما تحاول وكالة ترقية [..](ي ولد السباعيسيد)وكذلك [...]إنتاج في السمعيات البصريةالبحث عن (همام آفال)سها نجل أب السينما الموريتانية المرحوم السينما الموريتانية التي أس

، تمخضت حتى اآلن عن إنتاج فيلم مزيج بين الوثائقية والروائية هو "لفريك" لإلنتاجوسائل لموريتاني.استحضار للتراث ا 2006

األفالم عديدالدار إنتاج من *مدير دار السينمائيين(وهو رحمان أحمد سالمعبد ال)أخرجولد )وهو ثمرة ورشة تدريبية أشرف عليها 2008من بينها "وادان تي في" ة، الوثائقية والروائي

2007في فرنسا لشباب فرنسيين وموريتانيين حول السينما، "تاكسي الديموقراطية" (أحمد سالمفي العالم الثالث من خالل مجموعة من الركاب في الديمقراطيةفيلم روائي يطرح للنقاش مفهوم

ه دار السينمائيين الموريتانيين هي مؤسسة مستقلة أسسها المخرج عبد الرحمان ولد أحمد سالم الذي مارس المسرح فترة طويلة قبل أن تستهوي -*

تصويره في لوماتية في بداية دخولها إلى موريتانيا، التقى بسيساكو بداية هذا القرن، وعمل معه مساعد مخرج في فيلم "في انتظار السعادة" الذي تمالمعمن"المدرسة الدولية مدينة نواذيبو، وخالل هذه التجربة أخذ ولد أحمد سالم بسحر السينما وجاذبية الصورة وقرر أن يلتحق بهذا الميدان، وكانت البداية

ناريو وحتى للسمعيات البصرية واإلخراج" بالعاصمة الفرنسية باريس، هناك أخذ عبد الرحمان أحمد السالم تقنيات الصناعة السينمائية، من كتابة السيرض الوطن خالفا لكل المتخصصين في عرض الفيلم، مرورا بالتقطيع الفني والتصوير الرقمي والمونتاج والصوت والضوء واإلخراج...الخ ثم عاد إلى أ

ستطاعت دار هذا الميدان الذين استقروا في أوروبا وأنشأ دار السينمائيين، وبعد أن قام بسلسلة من الدورات التكوينية لشباب يشاطروه نفس الفكرة اقافة سينمائية في هذا البلد، وذلك من خالل مجموعة السينمائيين أن تكون مؤسسة بمفهوم الكلمة تمضي إلى تحقيق أهدافها التي هي في األساس إيجاد ث

لصناعة من البرامج ترتكز على مجاالت التكوين من أجل إيجاد كادر بشري لتوسيع القاعدة، بواسطة تنظيم دورات تكوينية وورش تدريبية عامة حول انمائية يشرف عليها متخصصون موريتانيون وأجانب، ثم البث وذلك السينمائية بشكل عام أو متخصصة كورشات في الكاميرا أو المونتاج أو الكتابة السي

ية بتوفير بديل لدور العرض التي اختفت بالتركيز على عرض أفالم ملتزمة تحمل أفكارا وتسموا بأذهان الجمهور، إضافة إلى أفالم أخرى تحسيسم عروض سينمائية منتظمة ألفالم ال تتاح للموريتانيين فرصة مشاهدتها وتوجيهية وتثقيفية، ويتم استغالل الساحات العمومية في كبريات المدن لتنظي

ياف على الفضائيات، وكذلك من خالل قافلة سينمائية هي الشاشة الرحالة التي تجوب طول البالد وعرضها لعرض أفالم للبدو والرحل وقاطني األر دار السينمائيين تركز أيضا على اإلنتاج ألن استهالك صورة اآلخر يجب أن تتوقف البعيدة، والذين رب ما لم يشاهدوا في حياتهم صورة متحركة، ثم إن

اآلخر يقول الطالب ولد سيدي سينمائي موريتاني ويتابع "فنحن بحاجة إلى أن نشاهد بعضنا البعض وأن نشاهد أنفسنا من خالل عدستنا ال أن نشاهدن خمسين فيلما للمحترفين والهواة ا أنتجت دار السينمائيين منذ تأسيسها لحد الساعة ما يربو عمن خالل عدسته أو أن نشاهد أنفسنا بعدسة اآلخر" وهكذ

تاج دار السينمائيين أيضا اهتمت بإنتاج أفالم للشباب الموريتاني الطامح إلى ولوج عالم الفن السابع غير المتخصص وذلك من خالل برنامج إن[...]وهذا البرنامج السينمائي يهدف على اختيار أربعة عشر مشروعا ألفالم قصيرة لشباب، هذه هي أفالمهم األولى، وتكوين يسمى "هل تتكلم لغة الصورة؟"

ألفالم بمثابة ورش ويتم إنتاجها على نفقة دار السينمائيين بينما تكون إعادة كتابة المشروع والتقطيع الفني للسيناريو والتصوير والمونتاج لمختلف هذه اإلى منها هؤالء الشباب في إنتاج أفالمهم المقبلة على األقل بالنسبة للذين قرروا منهم أن يسلكوا هذا الدرب، وكذلك تسعى دار السينمائيين تكوين تستفيد

يا حفظ التراث موريتانيا من خالل توثيق مختلف محطاته بالصوت والصورة، ذلك ما يعكف على تنفيذه مركز حفظ التراث السمعي البصري لموريتانا عالميا كل "كناش" التابع لدار السينمائيين، الذي يحفظ ما مضى للحاضرين ويدون ما يجري ألجيال المستقبل، وتنظم دار السينمائيين مهرجان سينمائي

عد المخرج عبد حوار مع سيدي محمد الشيغر مسا-.سنة، وهو مهرجان األسبوع الوطني للفيلم، ويستضيف المهرجان مخرجين من مختلف أرجاء المعمورة . 20:00، على الساعة 11/06/2015وم الرحمان سيساكو أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بمقر الميريديان في ي

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

257

على وقع الحدث أسبوعيا من االحتفال طنواكشو وتعيش العاصمة "[...]1حافلة نقل عمومية ، كانوا أو أفارقة أو عرب أو عالميين.2"ييننمائيين الموريتابالسينما والسين

ة حضور المنتوج للسينما المصرية والسينمات األجنبية في غياب السينما المحلي غير أن لوقت من األوقات في الوطن العربي أدى إلى تشكيل بنى توزيع مغلقة، معد ة لالستقبال فقط

إنتاجها إلى خارج البالد، األمر الذي يحول إلى حين تم ة، وعاجزة عن تصدير األفالم المحلي المغاربية /، سواء في البلدان العربيةالمغاربي /على الصعيد العربي متكافئةدون بناء عالقات

، 3المنتجة لألفالم. في الوقت الراهن ومصر، أو بين تلك البلدان فيما بين بعضهاالبعضهيمنة األفالم ث التوزيع، في ظل لعربي من حي أضف إلى ذلك محدودية أسواق الفيلم ا"

والمسلسالت األمريكية على شاشات العالم وغياب سياسة عربية موحدة، تسعى لفتح نوافذ للفيلم ، حتى يصل وقبل أية أفالم أجنبية أخرى إلى جمهوره.4"العربي أصال في وطنه

الحكومات المغاربية بدون استثناء ممتلكة على األقل وعيا واقعيا )حقيقيا( تبدو كل ه الحكومات تبدو ودائما مقصودة بذلك باستمرار، إن السياسي للسينما بما أن -أو التأثير-بالدور

تعبير بين وعمومي لهذا الوعي الذي -والوحيد دائما مع األسف-للمفاجئ أكثر أن يكون أو البلدان من المؤكد أن !لرقابةالسياسي)أو االجتماعي السياسي( للسينما كان وظال تملكه، بالدور

ال هذا الوعي الذي ليس سوى انفعالية ودفاع المغاربية ليست لديها مجهودات كثيرة تبذللتمتلك أو ا، ذاتي دقيق بالدور السياسي للسينما، لقد كانت ترث على العموم رقابة استعمارية مروضة جد

س لديها إذن إال أن تتبع ممارسة بهذه السهولة كما بهذا االطمئنان الماكر. فلي

هناك ما هو أكثر بالنسبة للوعي الغريب والمتناقض بالدور السياسي للسينما، منذ أن وجد سينمائيون مغاربة ومنذ أن بدؤوا في إنجازهم، بل وأحيانا في أن يظهروا للمغاربة أفالما

ب السياسية إلصالح جذري للبنيات السينمائية في دول المغرب ال ينبغي أن األسبا مغاربية، إن

ص.. ينظر، م س -1 .9م ن، ص -2 .143ينظر، إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، ص -3 .230صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، م س، ص -4

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

258

تفلت من حكومات البلدان المغاربية بالشكل الذي نتصوره بدءا من ال مباالة الواضحة، لقد كانت هناك بالطبع في نظرهم على األقل أسبقيات أخرى، هناك السبب الحقيقي الذي وهو ليس

أسباب العالم يمكن أن تتعدد وتتضافر حتما كل بساطة واقعي، ذلك أن ه بكل سببا تكتيكيا، لكن في اتجاه الضرورة نفسها إلصالح البنيات السياسية، االجتماعية، الثقافية، الخ..

بنيات االستيراد/التوزيع لألفالم بالدول المغاربية ستكون دائما ولن تكون أبدا أسبابا إن المشكل في النهاية سياسي أصال، وكل ح الالزم، ذلك أن سياسية هي التي ستحدث اإلصال

تعديل للبنيات السينمائية الحالية كيفما كان االتجاه واالقتصاد والحجم والتطرف سيستتبع نتائجه المستويات، جوهر اإلصالح وكل د على كل بالضرورة رأيا سياسيا سابقا، سيحد

السؤال هو، بالنسبة لألقطار المغاربية خر، فإن المحتملة، وعلى الجملة، هنا كما في موضع آمن ول في أي واجبي باعتباره غير حاكم وال مسؤ ر مصيرها ذاتيا أم ال؟ أكيد أن هل ستقر

وضوح، في الوقت الذي أراه أن نعم يجب تقرير المصير األقطار المغاربية هو أن أقول بكل اطمئناني الحقيقي بالطبع يكمن في كذلك لكن ه الوقت ذاتيا كذلك على مستوى السينما، بل إن

تحقيقه من طرف المغرب العربي هذا التقرير الذاتي ممكن على الوجه األكمل وبأن معرفتي بأن .1ه لن يعرض إطالقا توازن العالم إلى الخطر كما يقاله، سيجلب لنا بالتأكيد خيرا، لكن كل

وقلق التجديد االبداعي:*سينما المهجر-2

:مهيدت-

ا المقصود تعبيرا غامضا، فمه يعتبر ذبية تعبير السينما المغاربية، إال أن غم من جاعلى الر التعبير يشمل ا أن أم "البلدان المغاربية، في ك األفالم التي تنتج ؟ هل هي تلبالسينما المغاربية

.65-64يقية، م س، صص ينظر، الطاهر الشريعة وآخرون، السينما العربية واألفر -1ة سينما الهجرة هو المصطلح الشائع عند بعض النقاد العرب، وينعتون به كل فيلم مصيره مخرج مهاجر في أوروبا أو كندا أو الواليات المتحد -*

للغوية، وهنا أيضا يجب توضيح األمريكية، وبالنسبة للجزائريين فإن الهجرة تتم على المستوى األوروبي وبخاصة فرنسا، نظرا للظروف التاريخية واعون إلى المفاهيم، إذ هناك فرق بين ما يصدره المهاجرون العرب من أعمال سينمائية عن الهجرة وفيي الهجرة بين السينمائيين المهاجرين الذين يس

ن يخوضون في مواضيع الهجرة ووضعية التصوير داخل بالدهم بوسائل محلية أو باالستعانة بوسائل أوروبية، ونطلق على إنتاج السينمائيين الذي .126بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص، المهاجرين وتأثير البيئة والثقافة عليهم

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

259

تنتج خارج العالم المغاربي ويصنعها سينمائيون من المهجر، وتأتي ناطقة أيضا األفالم التينعها ما ينتج من أفالم بما في ذلك تلك التي يص غة العربية؟ أم تشمل أيضا كل ولو جزئيا بالل

، وتكون ناطقة في جانب كبير منها بالعربية؟.1سينمائيون من غير المغاربة"

ة من خالل نموذجين إثنين: للسينما العربية الجديدة عام يمكن تحديد السينمائي النموذجي ل الذي يعيش في المنفى األوروبي، والذي يختلف عن السينما العربية/المصرية العتيدة األو

الذين يعيشون في فرنسا [...]التجارية والتي تخرج من البالد األصلية عن طريق المغتربين ك)مرزاق علواش، ابراهيم تساكي(، والمغاربة )مومن السميحي، أحمد المعنوني(، مثال

والتونسيين )ناصر خمير، الطيب الوحيشي، فيتوري بلهيبة( ومنهم من يعيش في بروكسيل . 2، وغيرهم)محمود بن محمود، ناجية بن مبروك(

نيات والسبعينيات في ل ما يواجهنا محاوالت المخرج الجزائري المغترب في مرحلة الستيأو ل مخرج جزائري حاول إظهار واقع المهاجرين بأفالم طويلة ا أو ، أم (محمد بن صالح)فرنسا

وهو من إنتاج 1970ل فيلم له "مكتوب" ، وكان أو (علي غانم)وبمشاركة تقنيين فرنسيين فهو في هذا دث دائما عن وضعية المهاجرين، يتح 2007ا آخر أفالمه فكان "لكل حياته"فرنسي، أم

ر بالمغرب،إضافةالذي صو 2004صحراء" بفيلم "زينة فارسة ال (بوعالم خرجو)الصدد كذلك الذي استقر في إيطاليا، وبعد عد ة أفالم ساهم في أن (رشيد بن حاج)إلى المخرج الجزائري

إلى تحويل رواية األديب المغربي ، لينتقل بعد ذلك Mirka "2000أخرج في بداية األلفية فيلم " .2005سينمائي "الخبز الحافي" إلى فيلم (محمد شكري)

ومن المهاجرين الذين أثبتوا وجودهم في عالم السينما الفرنسية بمواضيع ترتبط مباشرة ،2009بالد رقم واحد" أو آذان" بفيلمه "واش واش" و" (رابح عامر زعيموش)بعالم الهجرة

معالجة القضايا االجتماعية عبر الطرح يفضلوفيا لتوجهه القديم، فهو (وريمحمد زم)ويبقى

.11أمير العميري، اتجاهات في السينما العربية، م س، ص -1

2-Voir, Ferid boughedir et autres, les cinémas arabes, op. cit, p10.

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

260

الكوميدي، وهي محاولة لجلب المشاهد إلى قاعات السينما الجزائرية، وفي نفس الوقت لجعلها استعراض للصراع الداخلي للمهاجرين 2005ذات بعد إنساني، فكان فيلم "بورو أبيض وأحمر"

(جمال بن صالح)اب للبلد الجديد أو االنتماء إلى الوطن األصلي، والجزائريين بين االنتسإلى وطنه لالنتماءوفيه إصرار كبير 2005مع فيلمه "حدث ذات مرة في الواد" يفضل الكوميديا

من خاللها منبعها الجزائر، ويتم الجزائر عبر شخصية رمزية ذات أصول فرنسية تتوهم أن هذا الفيلم لقي نقدا من طرف التعرف على مفارقات داخل المجتمع الجزائري الحديث، ومع أن

ين لوطنهم ومحاولة ترقية الفن به.ه يؤكد مدى ارتباط السينمائيين المهاجر النقاد إال أن

ذلك و ويبقى المنظور يختلف دائما مع الواقع والحقائق الخفية لصيرورة المجتمع الجزائري بداية من "حرم أفالمه في جل (نذير مقناش)في كثير من األحيان وقع فيه المنظور الجديد ، ولكن هذا 2007مرورا ب"تحيا الجزائر" ووصوال إلى "دليس بالوما" 1999السيدة عصمان"

الدولية، المهرجاناتعلى جزائرية هذه األفالم وتمثيلها للسينما الجزائرية وبخاصة في اإلصرار .1جعلنا نصنفها قدرا إلى نفس السينما، ومحاولة تحليل مضمونها ونقدها موضوعيا

هل أصبحت السينما :"، ويقولأوروباحول إنتاج السينمائيين في (ديرفريد بوغ)يتساءل الجديدة تعاني رقابة فضيعة في بلدانها األصلية إلى درجة أصبح من المستحيل إنتاجها العربية

براهيم )ين في المنفى بأوروبا؟ ويذكر على سبيل المثال إال من قبل مهاجر مرزاق علواش وا ناصر خمير ورضا )من المغرب، و (مؤمن السميحي وأحمد المعنوني)من الجزائر، و (تساكي

ل إلى النقطة الجوهرية في بحث وهنا نص ،وغيرهم( من تونس الباهي والطي ب الوحيشيالسينما العربية لم يعد من الممكن إنتاجها إال خارج الدول العربية بسبب ، فالقول بأن (ديربوغ)

السينمائي اإلنتاجيتضمن مجموعة من المغالطات الكبيرة، فهذا القول يعني أن الفظيعةالرقابة ن على الفنان الخروج من قابي مائة في المائة، وهي مغالطةداخل الدول العربية هو إنتاج ر وا

وهي ه ال توجد رقابة في الخارجهناك رقابة فضيعة وهي مغالطة ثانية، وأن بلده ما دامت

.130حتى ص 127ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

261

تغيير السينما في بلد ما الحرية إذن شيء مطلق وهي مغالطة رابعة، وأن مغالطة ثالثة، وأن ال ترتبط السينما يمكن أن يأتي من الخارج وهي مغالطة خامسة، بل ويعني هذا القول أن

المكان ال يرتبط بالزمان وهي مغالطة سابعة، يه وهي مغالطة سادسة، وأن بالمكان الذي توجد فهناك دون شك سينما عربية في المهجر، مثل الشعر العربي في المهجر ومثل الرسم االسباني في المهجر، ولكن صناع هذه السينما ال تجمعهم أسباب واحدة للهجرة وال يمثلون مدرسة فكرية

ر فيهم وال فضل منهم، فهناك من يعيش منهم في أوروبا ويصو بأي حال، وليس هذا عيبأفالمه في بالده، وهذا يعني إسقاط الرقابة كسبب من أسباب الهجرة تماما وهم الغالبية

ة، وهذا اختيارهم الفردي الحر ر في البلد الذي يعيش فيه، وهم قل الساحقة، وهناك منهم من يصو ما يصنعوه من أفالم هو على هؤالء أو أولئك إال إذا قالوا أن الذي يتحملون مسؤولية وال لوم

ولست أعتقد أن السينما العربية الجديدة، وما يصنع من أفالم في الداخل هو السينما االستهالكية .1ة حالمنهم من يدعي هذا االدعاء على أي

م الواقع األليالسينمائي العربي الجديد الذي لجأ إلى أوروبا يهرب من في اعتقادي أن سوق أفالمه محدودة، صحيح أن "، ومن صناعة السينما على وجه الخصوص، للمجتمع ككل

متوسط إنتاج الفيلم العربي مائة ألف دوالر، ولكن من الممكن لهذا ها موجودة، وصحيح أن ولكن ر السينما تطو مسألة جيدا أن (برهان علوية)ة، ويعرف المبلغ صنع فيلم جديد من الناحية التقني

ن السينمائي الهارب إلى أوروبا ، وفي تقديري أن 2"ما فكر وأسلوب أساساليست ميزانية فقط، وا يحل مشاكله بإنهاء هذه المشاكل أصال ويساهم مساهمة رئيسية في عدم تغيير السينما العربية

وعدم تغيير المجتمع الذي ينتمي إليه.

سينما الجنوب تحضر في الضفة األخرى خالل بعض العقود برز وعكس ما يبدو فإن صعبة ظروف، من األفالم األولى التي أخرجت وبوسائل ضئيلة وفي إنتاج حقيقي للهجرة

، و"...البعض تلوى البعض ( الموريتانيمحمد هندو)" ل0، و"شمس ؤ(علي غانم)"مكتوب" ل

.155-154ينظر، سمير فريد، هوية السينما العربية، م س، صص -1 .86-85، صصم ن -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

262

ناصر )، أو "السفراء" ل(أحمد راشدي)لو"علي في بالد األوهام" (محمد بن صالح)اآلخر" لالذي يتعرض له المهاجرون في أوروباـ تبعتها واالضطهادلم والبؤس ها تفضح الظ ، كل (قيتاري

)محمد بن ة التي تبنيها أفالم: "خجلنا من حدودين" لأفالم ذات مطالب متعلقة باإلثنية والهوي ، و"فرنسا (جوهرة عبودة وآالن بونامي)، و"علي في بالد األوهام" ل(ومونيك مارتيز سالمة

، قدمت الموجة الثالثة أعماال أكثر كمالية (مالك شيبان)و"إقزاقون" ل (علي غانم)األخرى" لكوعد بمستقبل أفضل، في هذا المضمار يمكن -الذي يعاش كإكراه-التي يوصف فيها المنفى

و"حب (عبد الكريم بهلول)و"الشاي بالنعناع" ل (رشيد بوشارب)أن نسجل "العصى الحمراء" ل (.مرزاق علواش)في باريس" ل

وجرأة وأكثر جودة التزاماوهي أفالم أكثر -أفالم الجيل الجديد المتحدر أم ال من الهجرة إن يمينة )تحاول ممارسة نقد جذري للمجتمع وللمؤسسات الحالية، زيادة على -ةمن الناحية التقني

و"شاي في (مهدي شارف)ل 2001وم األحد إنشاء اهلل و"ي 1998"ذاكرة مهاجرين" (بن قيقي"العيش في الجنة" (بوعالم قرجو)ويجب أن نذكر 2002و"إبنة كلثوم" 1985حرم أرخميد"

عبد )و 1995"باي باي" (ةريديكريم ط)و 2002"واش واش" (رابح عامر ريماش)و 1998 (رشيد بن حاج)"حرم السيدة عصمان" و (نذير مقناش)و 2000"الخطأ لفولتير" (الكريم برشيش

"مائة بالمائة (محمد زموري)، و1979"تحت أقدام النساء" (رشيدة كريم)و 1999"ميركا" انتسابهم، إلى جانب "البور" الذين يدعون 2001"قائلوا الحقيقة"(ةرايديكريم ط)، و1998أرابيكا"

دون الخروج عن ، 1رنسيتهمإلى الضفتين، ولكن في نفس الوقت يعلنون فيه بافتخار عن فانتمائهم بوطنهم، مثلما يوضح ذلك المخرج )كريم طرايدية( للباحث بقوله "قد نخرج من الجزائر، لكن الجزائر ال تخرج منا"، فقط العمل والتكوين هو الذي يفرض التغرب عن الوطن وأعطى

وجها السؤال للباحث مثال على ذلك بما أنه كان مشرف على ورشة التمثيل السينمائي بقوله م

.88-87ينظر، محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، صص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

263

كيف تدرسون التمثيل السينمائي وهل هناك الوسائل الالزمة لذلك ثم تحدث عن المفاجأة التي . 1يحضرها والتي تؤكد هذا االنتماء من خالل عمل يوثق لسيرة رياضي عالمي جزائري مهم

الجانب ة طيلة عقود سابقة لجأ المخرج إلى إفراغ حمولته في أمام ضيق الحريات العام ما هذا ما أدى إلى بروز ما يسمى بسينما المهجر أو األفالم اآلخر من البحر، ورب

ر المخرج كما يشاء ويلج إلى طابوهات السياسة دون خوف من ث يعب الفرانكوجزائرية، حي المواضيع السياسية ( الذي عالجمرزاق علواشج )المخر كر هنا على سبيل المثال ، ونذالرقابة

، تجسد ذلك من اإلسالميوء على موضوع اإلرهاب باسم الدين والقتل باسم الجهاد مسلطا الضخالل العديد من إنتاجاته منها فيلم:"باب الواد سيتي" الذي يروي دقائق عن أوضاع سياسية

، أفضى اإلرهابيةمتشابكة وصراعات بين الحكومة والمعارضين لها والمتمثلين في الجماعات باب الواد، إذ تناول ما في الحي العتيق خانق جسده المخرج تماعياجذلك إلى وضع كل

من داخل البيوت الجزائرية من خالل رؤية الطبقة البسيطة تلك السنوات يجري في الجزائر فييتناول فيلم "العالم اآلخر" الحقبة نفسها من سنوات كما لما يجري حولها من أحداث،

ا فيلم المنظمة، أم اإلرهابيةالقتل المبرمج والشبكات التسعينيات والصورة المفزعة لمرحلة"قانون العفو والوئام فينطلق موضوعه من صدور 2012عام"التائب" للمخرج نفسه المنتج

من حملوا السالح وخاضوا حرب ضد النظام، وارتكبوا خالل تلك يضمن العفو على كل "يالمدن الحقبة الكثير من المجازر الدموية، وكان ذلك بغرض حقن الدماء والخروج من األزمة، لكن

هذا القانون للهروب من العقوبة، وعندما سنحت له استغلالتائب اإلرهابيبطل الفيلم ذلك المخرج قد أعطى رأيه من خالل الفيلم حول "قانون العفو الفرصة عاد لقتل األبرياء، وبذلك ف

.2الوطني" الذي تبنته الدولة

29/07/2017أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بفندق الروايال في يوم (كريم طرايدية)حوار مع المخرج الجزائري -1

.19:30على الساعة .92-91م س، صص ة الثالثة،السينما الجزائرية في األلفيّ اتجاهاتينظر، منصور كريمة، -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

264

إثبات مواهبه في السينما الفرنسية مع "وحاول الهجرة إلى فرنسا ( مرزاق علواشلقد اختار)ا عن منابعه األصلية، ولهذا ه لم ينفصل كلي غير أن 2003و"زوزو" 1986"حب في باريس"معالجة القضايا التي تعاني منها بلدانهم اختارواينمائيين المهاجرين الذين كان من بين الس

تحدى (مرزاق علواش)وبخاصة مرحلة السبعينيات مع تفاقم األزمة السياسية في البالد، بل إن يرى الكاتب هذا و ،1"ر فيلم "باب الواد الحومة" في ظل أمني صعب جداالصعوبات وصو

ه ال أن "كان"فيلم "باب الواد الحومة" الذي شاد به النقاد العرب واألجانب في أن (صالح هاشم)وكان يتوقع من موهبة ال يختلف يعجبه، نظرا في اعتقاده للغط الذي أثير حتى قبل عرضه،

ا وخاصة على مستوى الحدث الجلل أن يكون فيلمه عميقا وقوي (مرزاق علواش)ك اثنانعنها أو فكر ديمقراطي في البالد إذ رأي حر ائر والظروف القتل واغتيال كل الذي تتعرض له الجز

يقول:"توقعت أن يهز الفيلم المتفرج الغربي، وأن يخاطبنا برؤية سينمائية من منظور معايشته لألحداث، وأنت هنا ال تستطيع لألسف أن تفصل الفيلم عن الظروف التي تعيشها الجزائر،

الكاتب الجزائري في حين [...]" فتها أحداث تهدد مستقبل الوطنوتتجاوب وتتعاطف معها بص .2إلى أوروبا (مرزاق علواش)مثل رحيل -كارثة قومية ( يعتبررشيد ميموني)

متعلقا بوطنه وشغوفا بنقل همومه إلى المشاهد الغربي، فكان فيلم (مرزاق علواش)ظل ويرفض البقاء وهم الهجرة إلى أوروبالشباب يعيش مجتمع تائه، وصورة حراقة" رؤيا واقعية ل"

لتسهيل والزال إلى المنتجين الفرنسيين (علواشلجأ ) ،طنه بحجة تهميشه وقتل طموحاتهفي و العربية بالمهرجاناتون في القاعات الفرنسية، في حين يكتفي السينمائيون المحلي عرض أفالمه

لفهم واقع السينما الجزائرية الحالية هنا ننطلقومن ،رض إبداعاتهم على المشاهدينوالدولة لع المهرجاناتوبخاصة بعدما أصبحت بعض األفالم ذات التمويل الخارجي تحصد الجوائز في

هذه السينما ليست جزائرية لى أن العالمية، فكان التلميح من بعض النقاد العرب واألوروبيين عين أو المغتربين إلى سعي السينمائيين الجزائريين المحلي وبالتالي ال تصنف ضمنها، والحقيقة أن

.131بغداد أحمد بلية، قضايا السينما الجزائرية، م س، ص -1 .45حتى 42ينظر، صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، م س، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

265

المشترك بين جهات جزائرية وأخرى فرنسية أو بلجيكية أو كندية فرضته الظروف اإلنتاجسوق داخلية النعدامنظرا فيلم ليس له مقابل المستجدة في عالم السينما بالجزائر، فإنتاج أي

الفيلم األوروبية ضرورة، وكما يتفق بعض النقاد على أن وبالتالي يصبح الل جوء إلى األسواق هودات كبيرة لتحقيق مشروعه الفني.متعد د التمويل ينسب دائما إلى مخرجه لكونه بذل مج

من المخرجين الجزائريين المغتربون يرتبطون ببلدهم األصلي عبر أعمالهم، حتى كثير ن كانت ذات تمويل خارجي، بل إن مواضيع مرتبطة بالمجتمع الجزائري معظمهم عالج وا

مهدي )وأزماته وأصبح بين موضوع الغربة والوطن األصلي، ومن بين المغتربين في فرنسا نجد ، 2002ذي بدأ حياته السينمائية مرتبطا بأصوله ومن بين أفالمه "قائلون الحقيقة"لا (شارف

أو 2005اي آنيا""ش (سعيد ولد خليفة)، و2004"اغتيال شمس" (عبد الكريم بهلول)وبعد مغامرة سينمائية إيطالية يعود بفيلمه األخير إلى الجزائر (رشيد بلحاج)و 2008"موريتوري"

رب ر فيلمه "حريم السيدة عصمان" بالمغفقد صو (نذير مقناش)ا ، أم 2010"عطر الجزائر" .2004جزائري، وعاد إلى الجزائر مع "تحيا الجزائر"األقصى، لكن الموضوع

أعمالهما األخيرة كانت مخرجان جزائريان مغتربان في فرنسا، لكن كذلك من األسماء ا يجعل نسبتها إلى السينما الجزائرية أقوى للجمع بين مصدر جزائرية أو بإنتاج مشترك، مم

الذي بدأ مشواره السينمائي بعرض األفالم (إلياس سالم)ل فهو وجنسية المخرج، أم ا األو اإلنتاجإلى الجزائر 2009وعاد سنة 2003يرة إلى أن تمكن من إخراج أول فيلم له "بنات العم" القص

العربية، المهرجاناتإلخراج فيلمه الثاني "مسخرة" الذي تحصل على العديد من الجوائز في هم غم من ابتعادهم عن وطنهم إال أن السينمائيين الجزائريين بالر وبالتالي تتأكد النظرةعلى أن

رشيد )ة، وفي نفس الرأي يمكننا أن نصبغه على مخرج ثان هو رب منه بواسطة أعمالهم الفني أقفي اإلنتاج، وهو أكثر حظا من المخرجين الجزائريين بفرنسا، فقد تفطن إلى أهمية (بوشارب

، فبعد تجربة طويلة في اإلبداعيةمخرج أن يحقق أهدافه الحقل السينمائي، فبدونه ال يمكن ألي ، أنشأ 1985السينمائي "العصى الحمراء" اإلخراجعمل التلفزيوني كمساعد مخرج ومحاولة في ال

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

266

والتي مكنته من الولوج إلى 1989السينمائي لإلنتاجشركة (جون بريا)برفقة (رشيد بوشارب) ة أفالم فرنسية وفتحت المجال واسعاعالم السينما العالمية والفرنسية، وقامت الشركة بإنتاج عد

(بوشارباهتم)ارتياح، وبعد عد ة أفالم ثانية بكل اإلخراجالقتحام عالم (رشيد بوشارب)أمام ث ركز فيه على الجنود العرب ، بحي 2006مهاجرين من خالل فيلمه "بلديون"لبالتاريخ وواقع ا

إلى انتقلمن شمال إفريقيا الذين جندوا للدفاع عن فرنسا خالل الحرب العالمية الثانية ومباشرة تاريخية أخرى تخص المهاجرين الجزائريين بفرنسا منذ األربعينيات من القرن الماضي، تفاصيله هذا الفيلم الذي اعتبره مخرجه فيلما جزائريا، حتى أن ، 2010الخارجون عن القانون""يلم فكان ف

بانتمائه الجزائري. 2010رشح لنيل األوسكار عن األفالم األجنبية سنة

المخرجين الجزائريين من قضية االنتساب إلى أوطانهم األصلية من قف امو هذه الة عن السينمائيين العرب يفند ما دار من نقاشات حاد تطوير الفن السينمائي بها والمساهمة في

سينما أوطانهم، ومن جهة أخرى التأثير البارز ارتباطهم بأوطانهم و المهاجرين إلى أوروبا ومدى عن بانسالخهمبعض النقاد هم اتهموا من ث الطرح، حتى أن أعمالهم من حي للفكر الغربي في

لثقافتهم ووطنهم وأنهم انتمائهمالمهاجرين يؤكدون الكثير من المخرجين ن األصلية، ولكثقافتهم عبد )نت لديهم ثقافة مزدوجة مثلما يصرح بذلك تكو ث كثر من ثقافة اآلخر، بحي يستفيدون أ

:"بالنسبة إلي تمثل الثقافة المزدوجة ثراء قد مكنني من إعطاء إضاءة مختلفة (الكريم بهلولنت العديد من ها تشدني بقوة"، وهذه الثقافة الجديدة مك للمواضيع، التي ال تهم الجزائريين ولكن

السينمائيين الجزائريين من النظر إلى المجتمع الجزائري بمنظار جديد يخالف نظرة الجزائريين درجة الخالف في كثير من األحيان. ن هنا وقع التناقض في الرؤى إلىله، وم

ه حين يرفض أن يوسم بالمخرج المهاجر، فاألصح أن أبعد من ذلك (مهدي شارف)يذهب مخرج سينمائي فقط، وهذا يجعله أكثر حرية في مناقشة المواضيع التي تشغله وتؤرقه، ونفس

رها األفالم التي يصو ؤكد في كثير من تصريحاته أن ، فهو ي(رزاق علواش)مالمبدأ يؤمن بهم هي التي تؤكد جزائريته بينما ظروف العمل وااللتزامات القهرية التي فرضتها عمليات إنتاج

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

267

ر الذي شهدته السينما الفرنسية واألوروبية األفالم، أنتجتها الظروف التي تعيشها الجزائر، والتطو الذي أصبح أكثر تعقيدا نظرا للمنافسة األمريكية للسينما العالمي، اإلنتاجث آليات من حي

الذي (رضا الباهي)األوروبية، وهي في هذا المجال يجب أن نحل ل مقولة المخرج التونسي المناخ االجتماعي السياسي في بالد المغرب العربي هو السبب في هجرة السينمائيين يقول إن

عن سبل جديدة إلنتاج أفالم عربية حسب ما تسمح به من الضروري البحث همن أوطانهم، وأن أينما وجد السينمائي ة ويصبح من الضروري إخراج أفالم الجديد التزاماتاإلنتاجوتفرضه الظروف

السينمائيين وبالتالي يصبح موضوع الهجرة معكوسا، أي أن التسهيالت الممكنة للقيام بذلك، دولة الذين يعيشون المنفى هم الذين بقوا في أوطانهم، وقد يكون األمر صحيحا ولكن لكل

الحرية الذي يعيشه المبدع في ، وبهذا يصبح جو ماعية والثقافية والسياسيةاالجت ظروفهاعربية يبتعدون عن وطنهم السينمائيين الجزائريين بقدر ما ، وبما أن لإلبداعبالده هو المقياس الحقيقي

بوطنهم، على الرتباطهم يزدادون قربا منه، يصبح إنتاجهم السينمائي بالضرورة إنتاجا جزائريا نا نرحب بكل مبادرة أو فيلم وألعين فرنسية إال أن بعض األفالم تصنع بأعين أن غم من الر

ح للمبدع بالعمل التمويل شروطه كثيرة ال تسم في الخارج، وبما أن يصنع من مخرج جزائري ، فإن .1(عمار العسكري)"يقول نا نشجع األفالم التي تنطلق من الجزائرالحر

2005في"من إيطاليا لتصوير "الخبز الحا (رشيد بلحاج)ومن المهاجرين أيضا يعود على العاصمة الجزائرية لتصوير (عكاشة تويتة)ومن فرنسا يعرج ،2010وبعده"عطور الجزائر"

ومنها الرواية التي تحمل نفس (ياسمينة خضرا)المقتبس من عد ة روايات ل 2007"موريتوري""المقتدى بهم"، 1982ل الذي أخرجه سنةينه وبين الفيلم األو طويل ب العنوان، وهذا بعد غياب

األصلي في فيلم"إبنة فيعالج عالقة المهاجرين الجزائريين بوطنهم (مهدي شارف)ا أم ها من إنتاج كانت أفالمه جزائرية في غربتها، أي أن التي (علي غانم)و[...]2002كلثوم"

جزائري ومواضيعها تطرح مشاكل المغتربين من خالل أفالمه األولى، وبعد ذلك يغيب إلى غاية ت به الجزائر من فهم ما مر (عبد الكريم بهلول)، وبدوره 2007حياته" تحقيق فيلمه األخير "لكل

.136حتى ص 132ينظر، بغداد أحمد بلية، قضايا السينما الجزائرية، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

268

الذي قاوم ( جان سيناك)أحداث عقب استقاللها، وهكذا يتابع قصة اغتيال الشاعر الفرنسي إلى طريق يوجه الشباب الجزائري بعد استقاللها وظل مار الفرنسي في الجزائر، ومكث االستع

خرجه إلى إبراز مواطن ال يخفى توجه م 2004، فالفيلم "إغتيال الشمس"األدب والفن حتى وفاتهالتقاء واختالف الثقافتين الجزائرية والفرنسية، كما يتتبع في فيلمه التالي األحداث البسيطة عند

.2009تقالل مع "رحلة إلى العاصمة"أفراد المجتمع الجزائري في العقد الثاني بعد االس

فيلمه ب (بلقاسم حجاجاإلرهاب)ومن اهتموا بالمواضيع الراهنة الحساسة مثل إلى الجنوب (ولد خليفة)لوبعده يتحو 2004( "شاي آنيا"سعيد ولد خليفة)و 2004"المنارة"من (كمال دهان)يتمكن في األخير صرخة بؤس، و 2006ان فيلمه عائشات"، فكالجزائري

فيه متاعب المغتربين بأوروبا، كما حيث يعرض 2003تصوير فيلمه الخيالي "المشبوهون"عالم الفيلم (دحمان أوزيد)، ويقتحم 2010من تصوير "إبنتي تبقى إبنتي" (بيحيى دبدو )يتمكن

، ليكون بذلك ثاني فيلم غنائي بعد "لحن األمل" 2010االستعراضي بنجاح مع "الساحة"غم من صعوبة الفيلم نظرا لطبيعته المختلفة عن باقي األنواع ، وبالر 1992(جمال فزاز)ل

بفيلم (محمد شويخ)ويعود في إخراج فيلمه باحترافية كبيرة، وفق(أوزيد)، إال أن الدرامية األخرىبظهر فيه بعض الحقائق عن هجرة األندلسيين عن موطنهم ونزوحهم 2012تاريخي "األندلسي"

إلى الجنوب باختيار بعض المدن المغاربية ملجئا لهم عن جحيم الجنة التي كانوا يعيشون بها، التاريخ الستنطاقجديدة عند السينمائيين الرواد، فالميل جل ي لديهم وهنا تتبدى لنا النزعة ال

.1والعودة إلى حقائق ثابتة، بدل الخوض في حاضر غامض وثابت ال جديد فيه

تبالكثير اإلبداع السينمائي والسينمائيين، أد ت أزمة تسيير القطاع السينمائي التي شل إن هجرة، وبعد بروز مؤشرات االنتعاش مع ال، فكانت خارج البالدالبحث عن آفاق من المخرجين

ل من القرن الواحد والعشرين عاد معظمهم إلى الجزائر في محاولة لبعث السينما العقد األو أن يثبت جدارته على المستوى األوروبي، ودفع استطاع الكثير منهم الجزائرية من جديد، مع أن

.162حتى ص 154ينظر، بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

269

اإلبداعإلى االقتراب من منابع أصولهم للمساهمة في المهاجرين هذا بالكثير من السينمائيينا أنتج السينمائي بطريقتهم الخاصة الجامعة بين بيئتهم الغربية وربطها بمجتمعهم األصلي، مم

، فنقد المجتمع الجزائري نابع من مقارنة خاطئة بينه وبين المجتمعات الغربية التي فكرا هجيناذا واجهت الكثير من األفالم رفضا قاطعا من النقاد ينحدر منها السينمائي المهاجر، ول

التقييم الفني انتفاءر صادمة، وهذا ال يعني الحتوائها على أفكار ومناظالجزائريين والمشاهدين ن مجتمع الغربي والجزائري.ما هو تأكيد على اختالف الرؤى بين اللدى المشاهد الجزائري، وا

زائري فكر اآلخر ويتبناه ويفرضه على المشاهد تحدث صدمة حين يحمل السينمائي الجالرأي في تحديد موقف سينمائي الجزائري إلبداءالجزائري، وكان الدافع بعض األحيان قويا

المخرج الجزائري األكثر شهرة هذا ويعد [...]ا مرت به البالد من أزمات سياسية المهاجر، فيمالذي مثل فرنسا في كثير من المهرجانات العالمية (رشيد بوشارب)على المستوى األوروبي

من االنتقال إلى المواضيع (رشيد بوشارب)ه اختار وطنه األصلي الجزائر، هذا لم يجعل ولكن ثم 2001األفارقة بأمريكا بفيلم "السنغال الصغيرة" استعبادومنها قضية اإلنسانيذات البعد

الدولي من اإلرهابفي أذهان الغربيين عن حقيقة رصد األفكار العالقة (رشيد بوشارب)حاول ظل مشغوال بتاريخ مزعج، تاريخ يربط (رشيد بوشارب)ولكن يبدو أن ،2005خالل "نهر لندن"

إفريقيا شمالومنها الجزائر والمغرب وتونس ببين فرنسا الحديثة بماضي مستعمراتها القديمة ، 2006يش الفرنسي أساس قصة فيلم "بلديون"فكان موضوع المجندين العرب واألفارقة في الج

.1الذي سيكون محل دراستنا في الفصل التطبيقي من األطروحة "الخارجون عن القانون"ثم فيلم

يصر بعض السينمائيون الجدد ممن يعيشون في أوروبا أو كندا على العيش داخل وطنهم تجارة انعدامغم أيضا من وبالر غم من غربتهم بأجسادهم،األصلي عبر أعمالهم الخيالية، بالر

اإلنتاجهم يقتحمون مجال وصناعة سينمائية واضحة المعالم داخل الجزائر، ومع ذلك فإن األوروبية، ولكن مواضيعهم ذات صلة المشترك لضمان توزيع أفالمهم في القاعات السينمائية

.174حتى ص 167ينظر، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

270

األحداث وتصوير جة األفالم تتسم بالجرأة في معالمباشرة بالمجتمع، وهذا ما يجعل تلك بأفالمه (نذير مقناش)األوضاع الراهنة للمجتمع الجزائري، ومن المخرجين المثيرين للجدل

فقد 2007ن أو "دليس بالوما"2003، وبعده "تحيا الجزائر"1999الثالثة "حريم السيدة عصمان"إلى حلي ركز المخرج على مظاهر خفية من المجتمع الجزائري، تصدم بجرأتها المشاهد الم

القاعات السينمائية داخل البالد. درجة منع عرض الفيلم األخير في

مرتبطا بوطنه عبر مواضيع الراهن من األحداث، فقد اختار معالجة (نذير مقناش)يبقى بطريقة اإلرهابالواقع عبر نماذج بشرية مختارة حسب توجهه الفكري، فهو يعالج مرحلة

مخالفة تماما لمن سبقوه، إذ يلقي الضوء على فئات خفية ومظاهر مستورة في المجتمع تتفاعل مع الوضع الجديد، ولكن تخلق عالمها الخاص عالم مجهول وخفي يصدم المشاهد الجزائري ويثير فضول المشاهد الغربي، وهذا ما يفسر رفض أفالمه لتصويرها المجتمع الجزائري بعيون

لمشاعر المشاهد الجزائري، إذ ال يهمه فعال موقفه أو رأيه لعدم اهتماماه ال يلقىية، وكأن غربة الكبيرة للمتلقي والناقد الغربي، وجوده فعال في حساب المبدع السينمائي الذي يعطي األهمي

.ل الفيلم السينمائي إلى نتاج غريب عن المتلقي الجزائريوبهذا يتحو

الواقعية ث يعطي أهمية كبيرة للمواضيع ، حي على خطى )مقناش(يسير )ألياس سالم( بطابع الكوميديا االجتماعية التي ، ولكن تناوله لألحداث2009الطويل "مسخرة"بداية مع فيلمه

عهدناها عند بعض المخرجين الجزائريين، وهناك مخرج جزائري مغترب آخر يفضل المعالجة ، إذ عرض رؤيته 2005مع فيلمه "حدث ذات مرة بالواد" (جمال بن صالح)الكوميدية وهو

الجديدة للمجتمع الجزائري محاوال تثمين خصوصياته عبر عيون بطله الفرنسي الذي يتمسك ، ففي معظم الحاالت يكون الغريب أحسن من يكتشف الكنوز الخفية في جزائربانتمائه إلى ال

لم يستطيعوا تجاوز ائيين الجزائريين المغتربينجميع السينم مجتمعاتنا العربية، ولكن القول أن فمعظمهم مواضيعهم تصور معاناتهم في البلدان المستقبلة وبخاصة األجيال أزمة االنتماء

في فيلمه الخيالي "ظالل (ناصر بختي)األخيرة المولودة في أوروبا، وهذا ما جسده المخرج

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

271

التماثل في األحداث بين ما يعانيه الليل" الذي يختار سويسرا موقع أحداث فيلمه، ولكنالمغتربون يشبه إلى حد بعيد ما يحدث في فرنسا أو إيطاليا أو بلجيكا وبعيدا عن أوروبا يلقى

المقيم في كندا نفس مصير المغتربين الجزائريين في أوروبا وهذا ما يجسده (مهدي بن بوبكر)ينة نابعة عن تمييز عنصري صارخ فيلمه األول "مولوتوف" إذ يصطدم بطل فيلمه بمواقف مش

األفكار السلبية. في مجتمع كندي جديد ولكنه عالق في

المغترب في فرنسا عمن سبقه من المخرجين المقيمين (رابح زيماش عامرلم يحد المخرج)في نفس البلد، فقد تناول في فيلمه "بالد رقم واحد" عودة المهاجرين إلى الجزائر، والعيش في

ا ينتج عن الناجمة عن المقارنة الدائمة بين البيئة الفرنسية ونقيضها في الجزائر، مم حالة القلق ظهار عيوبه، وبهذا يقع الكثير من السينمائيين المغتربين في حالة رفض للمجتمع األصلي وا ورطة لالنتقاد المجاني للواقع الجزائري، ويفقدون القدرة على التحليل خارج تأثير الفكر الغربي،

يصبح النقد موجها، فهو في حقيقته نابع من مقارنة عميقة بين مجتمعين مختلفين وثقافتين فشخصيات أجنبية وتحديدا سويسرية تقيم وتثمن مظاهر (محمد سوداني)متباينتين، ويختار

أسهم البلد سيبقون فيلم "طاكسيفون" يلمح أن الحياة الصحراوية في تلك الغرابة والالمعتاد، وكأن .1دا عاجزين عن إدراك تميزهم وتفردهم ولن تالحظ إال العيون األجنبيةأب

كسرا للصنم وتتجسد في أفالم تأتي في "(إلياس بوخموشة)فت كما يقول هناك أفالم وظ ها تحمل بصمات جزائرية في الغالب من الخارج )سينما مغتربة( ومنها الفرنسية كذلك، ولكن

(، محمد حميدي)ل"Né quelque part-مثل فيلم "مولود في الالمكان واإلخراجالسيناريو خيم الشخصية لتض Contre plongéفعوض أن تأتي مثل هذه األفالم لتقدم الشخوص ب

من أعاله Plan plongéر عادةوتأليهها تأتي الصورة عندهم بسيطة إنسانية، بل وتصو م األبطال يا ترى؟هم أنا وأنت، هم أناس لتظهر األبطال أقزاما أمام الظروف القاهرة ومن ه

، صيبون، هم بشر وليسوا أنصاف آلهةوي ويخطئونعاديون، شباب يعانون ويحبون ويكرهون

.182حتى ص 176ينظر، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

272

ها متشائمة في طرحها، وهذا ما يجعل هذه األفالم قريبة من المشاهد الجزائري البسيط رغم أن مثلها في ذلك مثل التنبؤيةيفة تصدمنا بالواقع دون مجامالت، فهي ليست بالسينما ذات الوظ

، بل تنطلق 1"اإلنسانها ليست سينما ضد ها تختلف عن هذه األخيرة في أن صناعة الصنم، لكن بما يخالج الشباب الجزائري البسيط في غالب األحوال واألحيان.

ما ارتبطت بمثيلتها الغربية تتخلص من هيمنة الخطاب السينما المغربية كل أعتقد أن اإلخراجث الكتابة والسيناريو وال من حيث ، ال من حي احترافيةالهاوي القائم على أسس غير

لى التأثير البارز على العالقة التي تحكمنا نحن والتقنيات المرافقة له، وهذا ما يجعلنا نؤشرا سباب والعبر من هذه العالقة ومحاولة االستفادة منها، واآلخر، وتدفع بنا إلى استخالص األس المغربي الخالص الذي من المفروض أن تؤس اإلبداعوممارستها كمنهج يعيد النظر إلى

ة الوطنية بصيغة تكون بعيدة عن الهواية واالرتجال، العديد من األفالم السينمائية الهوي كحركتهحها للقضايا المسكوت عنها في دول الشمال، ورغم المشتركة نجحت وحققت العالمية رغم طر

تحريكها للخطابات الساكنة في هذه الدول، تلك التي تنقل ثقافة وفكر اآلخر غير الغربي إلى عقر صاالته، خطابات عملت هذه األفالم على بلورتها في قالب فني واحترافي، حتى تقوض ما

لحقائق وتترك بالتالي الباب مواربا لرياح التسامح الغربية من تشويه ل دأبت عليه اآللة اإلعالمية ي المتاهات الزائفة وغير العادلة.واالعتدال، دون الدخول ف

هو واحد من هذه األعمال (إسماعيل فروخي)فيلم الرحلة الكبرى للمخرج المغربي يعدفي عدم التورط جهدهم مل في مبدعين مغاربة، يحاولون بكل التي أعطتنا بصيصا من األ

تهم الوطنية والدينية، فيرمون إلى تحطيم دباجة رؤى فكرية غير خاضعة للتركيبة الصحيحة لهوي ة، ليؤسسوا بذلك خطابات بعيدة عن والتأثير المباشر على مشاريعهم الفني اإلذاللحواجز ، هي إذن مواقف ومبادئ تكتسي المشروعية الكاملة والغير الغربية والتنظيراترات التصو

.54-53بوخموشة إلياس وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

273

الناقصة وتسعى من خالل هذه األعمال إلى توعية الجانب اآلخر غير المتفهم أو غير الواعي .األخرى المقابلة له بالضفةاالجتماعية والدينية واألخالقية و... التي تطبع نظيره بالمنظومة

ب العديد من نقاط االستفهام حول العالقة المعقدة التي تحكم األكبرى" "الرحلة الطرح فيلم ها الفيلم، عالقة تدخل في تركيبت ، خاصة في الظروف المشابهة التي تعيشها شخصياتبابنه

وسيكولوجية ودينية... اجتماعيةوشرعيتها على مرجعيات وحدات دالة تستند في تنظيمها ة عنوان الفيلم يحيلنا إلى عدة تساؤالت متنوعة نأخذ منها داللتين أساسيتين أسستا لألجواء العام

ال داللة الموت باعتباره الرحلة الكبرى من الدنيا إلى اآلخر وما يتخللها من نة ألحداثه، أو مكو الستشعرناه في الفيلم الذي ارات تؤثر على مسيرتها من البداية إلى النهاية وهذا ما أحداث وتطو

ى الجانب ا الداللة الثانية فهي داللة روحية ترمز إل، أم -موت األب-بنهاية درامية انتهىالديني لدى المسلمين باعتباره الرحلة الكبرى لديهم هي الرحلة إلى الحج، وهذا ما عايناه كذلك

، بين جيل وابنهعلى قوة الصراع النفسي الداخلي بين األب ارتكزتفي الشريط، أحداث الفيلم هما نفس هو حبل غامض يتردد صداه داخل فرعين لين ثقافة وأخرى، بين هوية وأخرى، وآخر ب

ا عبر الحوار إم اإلشكاليةاألصل، وهنا تكمن إشكالية وعقدة الفيلم، وقد حاول المخرج تقييم هذه المتشنج المتبادل أو عبر الحوار الصامت الالذع مع الذات، وفي كلتا الحالتين نلمس مدى

يتبناها الفيلم وذلك ة التي ن الرؤية العام ة التي تفرق بين الطرفين، يمكننا بسهولة أن نتبي الهو دة للرحلة من بدايتها إلى نهايتها والمعتمدة على القاموس الواقعي الحياة، عبر المحطات المتعد

قصة الفيلم تنهل أحداثها من السيرة الذاتية للمخرج، وبالتالي فنحن أمام شخصيات علما أن إشارات جميلة وذكية تساعد على توصيل رؤية الفيلم فيه [...]أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال

شراكه معه في تشكيل أبعادها بخالف المشاريع السينمائية المغربية التي المخرج الفنية للمتلقي وا اإلسالمي تبعا لمصالحها الذاتية.تتعمد تحريف الواقع

صيقة به حاول فيلم "الرحلة الكبرى" تبسيط هذا الواقع وتخليصه من الصفات السلبية الل خراجه من تلك الضبابية المبهمة التي يراه بها الغرب، وبالتالي وضعه جاهزا أمام جمهوره، وا

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

274

في تها تعكس الواقع بل تورطهبرم اإلبداعيةحتى يتمكن من فهمه وتناوله بسهولة، العملية ليةوهذا التورط ينبع من قناعات ورؤى صادقة أو مصطنعة قد تسمو بهذه العمبعض األحيان،

أو تنسفها، وهذه الحركة الالمتناهية تخضع لمطالب السوق االستهالكية، التي بدورها تخضع لتقلبات األحداث والقضايا اآلنية، وهذا ما تستشفه من خالل المسار التاريخي للسينما المغربية، إذ تعمل بشكل مستمر على ترويج مصالحها وأهدافها وتقحم السياسة في الصورة، فتارة ضدوتارة أخرى مع، وفي األفالم الموجهة ضد العسكر الشيوعي سابقا خير دليل على ذلك، وهذا

تنا الدينية بشكل يفهمه ويستصيغه ما يجعلنا نصفق بكل مبادرة منبثقة منا نحن، ندافع عن هوي .1المدافع نحونا اآلخر، خصوصا في هذا الوقت بالذات التي تتجه فيه كل

مواضيع الهجرة المعكوسة، أو ائية المغربية الطويلة األفالم الرو مجموعة من تناولت ما في الحقبتين األخيرتين، إذ نستحضر على سبيل العودة إلى بالد األصول واألجداد السي

، وهي رؤية تدخل (محمد إسماعيل)، "ال هنا ال لهيه" ل(حسن لكزولي)فيلم "طنجة" ل"المثال هجر الذين يتناولون مواضيع البلد األصل، وأذكر هنا في إطار تصوير شمولي لمخرجي الم

ياسمين )، "الراكد" ل(نور الدين لخماري)، "نظرة" ل(فاطمة جبلي الوزاني)أفالم "في بيت أبي" لتتناول هذه األفالم (، و ليلى المراكشي)، "ماروك" ل(نرجس النجار)، "العيون الجافة" ل(قصاري

ث االلتصاق بالقضايا المصيرية للمجتمع هميتها من حي في غالبيتها قضايا ثقافية تختلف أبي اآلخر )الفاكانسي، الزماكري المغر اإلنسانها تعرض قضايا ورهانات ، إذ أن المغربي ككل

ة المغربية مهما المغربي ال يمكن أن تسقط عنه الهوي بالتسمية المحلية( وهنا يمكن القول إن ، إن 2ة التي تحملها المصطلحات السابقة"للرؤية التحقيريكانت رؤيته لقضايا الداخل ضدا

المسألة المثيرة التي نسجلها في هذه الموجة من األفالم والتي نراها بجرعات أكثر لدى مغربي المهجر المساحات اإليديولوجية الثاوية، والنفحات الديماغوجية التي تشوب أفالمهم والتي يمثلها

وجالء.فيلم "نظرة" أكثرها وضوحا

.30حتى ص 26ينظر، فؤاد زويريق، خطاب الصورة )المتخيل والواقع(، قراءات عاشقة في أفالم السينمائية، م س، ص -1 .111حتى ص 109محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

275

في لالرتجالهل على المخرج أن يكتب السيناريو بنفسه؟ ما هو النصيب الحقيقي كان أحد القوانين الرئيسية لسياسة الموظفين التي وضع أستروك ركائزها في العام السينما؟كاتب السيناريو أن يعمل الفيلم بنفسه، أو بعبارة أدق أن ال يعود هناك كتاب على أن 1948في مثل هذه السينما لم يعد للتمييز بين كاتب السيناريو والمخرج أي معنى... إذ أن سيناريو،

من الناحية الشعبية، لقد أصبحت فكرة انتشارالم تزل هذه الفرضية حتى يومنا هذا األكثر مسيطرة تنظم إلى حد ما الدخول في المهنة وابتداع األفالم األولى، ومن هنا نجمت العودة

دة على أهمية كاتب للمنازعات والتصريحات الجدلية على سبيل رد ة الفعل المشد بشكل دوري .1إخراج المخرج لسيناريو كان قد كتبه بنفسه أمر ليس بالغالب إن [...]السيناريو

د الشكلي واالستعراض الجسدي والهروب غير أصبحت خيرية الشباب مختزلة في التمر ومن األفالم التي اشتغلت على هذا النموذج من الشباب هناك "المبرر لعوالم التحديث الفارغ،

باهتماماته الفردية وحريته اشتغلويظهر الفيلم خواء جيل (أحمد بوالن)"مالئكة الشيطان" له قصد إلى المقارنة بين جيل ، ويبدو المخرج كأن ةما يرتبط بالهموم العام الخاصة وهجر كل

بين ذلك في فيلم "علي ربيعة واآلخرون" وبين الجيل التائه الرفض في مرحلة السبعينيات كما (ليلى المراكشي)كما في فيلمه "مالئكة الشيطان" الخواء الفكري هو ما يبرز في فيلم "ماروك" ل

ث "الهم المغربي" أن يبين محدودية رهانات جيل السقوط حي (جمال بلمجدوب)حيث يبدو فيلم اضي الصيغة الوحيدة الممكنة لهروب الشباب من عالم يكون حلم الكسب عبر السباق الري

، ليغيب بذلك الوعي جيل يراهن على أحالم فرديةهذا ال التخلف والمعاناة، مما يعني أن تحقيقها للذات ولكن جماعية يجب ر والتقدم والنهوض قضايا التحر اإليجابي الذي يعتبر أن

اختيارها يدفعها إلى اختيارات فاجعة من أهمها الناس داخل الوطن خواء الذات واغترابها وبؤسالعنف والموت والهروب المأساوي من الحياة وكره التقدم والتحديث وهذا تعكسه أكثر أفالم من

.86ينظر، ميشال ماري، الموجة الجديدة، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

276

مصطفى )و"الدار البيضاء داي اليت" ل (محمد زين الدين)قبيل "عقلتي على عادل؟" ل ، إلخ....1"(نبيل عيوش)و"ياخيل اهلل" ل، (نور الدين لخماري)، و"كازانيكرا" ل(الدرقاوي

، ألن على مستوى التناول السينمائي را كبيراالثقافات الشعبية قد عرفت تطو يظهر أن وتزيد من ع األصالة على التيمات طابإلى إضفائهال إضافة،تقديمها عبر الصورة يزيد من غناها

د يستثمرونها بهدف البحث عن متفرج المخرجين المغاربة الجدالعديد من كما أن تها، مصداقيخراجا،مغاير، وهو الشيء الذي ينع وأشير هنا إلى كس على طريقة التناول الفني لها كتابة وا

"الرحلة الكبرى" إلسماعيل فروخي و"طنجة" لحسن لكزولي، إذ أصبح الموقف من الثقافات المهجر، هؤالء الذين يعيشون زة لمخرجي الداخل ومخرجي ممي راث مسألة قاسمة، الشعبية والت

م، وهذه مسألة أغنت السينما بالمغرب شرخا هواياتيا غالبا ما يتجلى في رؤاهم للوجود والقي ، 2بين المخرجين أنفسهم وخاصة الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة مضمراوأبرزت جدال ظاهرا/

من اإلمكانتخفيف قدر هذه الخيارات باتجاه مرونة أكبر في اإلخراج وتحاول ال تتجه كل "ها تهدف إلى إلغاء الحدود القيود الثقيلة للسينما المصورة على النموذج التجاري والصناعي، إن

ن أفالم الخيال واألفالم الوثائقية.، كما بي 3"بين السينما االحترافية وسينما الهواة

من انطالقام وذلك يمكن للصورة السينمائية أن تكون مستفزة وأن تربك ثوابت الوضع القائتجاوزها لحدود المسموح به دينيا وسياسيا وثقافيا، في كثير من األحيان يكون االستفزاز ناتجا

الذي يتخذه المخرج تارة من أجل شباك التذاكر وتارة ه بالتكنيك اإلبداعي ا يمكن تسميتعم التي تواكب ظهور اإلعالميةأخرى من أجل ترويج شهرته وشهرة عمله مستفيدا من الضجة

الشجب ودعوات المنع، ينطلق أصحاب الضجة التي قد ال تخلو من إبداعه السينمائي، وهيممنوع مرغوب، وهو ما يخدم إبداعهم كل من القاعدة التي تقول بأن اإلبداعيهذا التكتيك ستفزاز السينمائي الذي يتوخى اال اإلبداععلى أكثر من نطاق، معلوم أن انتشارهمويسهم من

.37-36صص لمغاربي، م س،حميد آتباتو وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال ا -1 .139ينظر، محمد اشويكة، السينما المغربية ورهانات الحداثة ووعي الذات، م س، ص -2 .84اد خاشوق، م س، صميشال ماري، الموجه الجديدة، ترجمة: زي -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

277

ويتخذون من مسألة تكسير الطابو سببا لوجود اإلبداعغالبا ما يتحجج أصحابه بمبدأ حرية من االقتراب من مواضيع حساسة سياسية أو دينية أو جنسية، وفي هذا انطالقاأعمالهم، وذلك

، باعتبارها "أصداء المالحروك" و"حجاب الحب" و"السياق يمكن أن نشير إلى أعمال مثل "ما .1من بين األفالم التي أثارت نقاشا واسعا في المجال السينمائي المغربي

" Wants lolo gets whatever lolo-ما تريده لوال تناله جاء الفيلم المغربي"كل ، تسبقه الضجة الكبرى التي 2008للعرض في مهرجان قرطاج السينمائي (نبيل عيوش)للمخرج

ه تاح دورته الماضية بدعوى أن عن عرضه في افت اإلسكندريةأثارها بعد تراجع إدارة المهرجانلصمعة مصر، أو يتضمن مشاهد جريئة ال يمكن السماح عرضها وكالهما باطل في يسيء

ل، نا أمام فيلم احترافي من الطراز األو الحقيقة، وبعد مشاهدة الفيلم ال يملك المرء إال أن يؤكد أن يناريو، وضوح الشخصيات الرئيسية وربط األحداث في أي عمل مشغول بعناية من ناحية الس

حبكة بسيطة وفي سياق سلس سهل يكشف تدريجيا للمتفرجين عما يريد الفيلم توصيله من فكرته، ومن صوره الخيالية أو المتخيلة، وفي الوقت نفسه يؤكد الفيلم المهارات الحرفية العالية

والمحافظة على انسيابها داخل المشاهد التي يتمتع بها مخرجه، قدرته على ضبط الحركةدارتهم، خاصة والتحكم في اإليقاع العام للفيلم، والنجاح الكبير في اختيار الممثلين الرئيسيين وا

وتحقيق إضاءة تضفي على الصورة نعومة تتناسب مع الطابع بطلته األمريكية )الورا رامزي(من إبداء بعض المالحظات على الفيلم، وهي هذا ال يمنع ، غير أن الخفيف االستعراضي للفيلم

مالحظات في عمقه ومحاولة لالشتباك مع أفكاره والكشف عن دالالتها الكامنة والظاهرة، أن فال يوجد عمل ينطلق من فراغ يقصد التسلية المطلقة فال بد والتأمل في صوره ومغزاها،

دة أو معينة وبثقافة خاصة محد ترتبط طريقة تناول السينمائي لموضوعه في السينما برؤية قافية تنبني عليها الرؤية وتتجسد.باألحرى بتمركزات ث

.159-158ينظر، محمد البوعيادي وآخرون، الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

278

العالم الذي يصوره والشخصيات التي يعرضها علينا في هذه (نبيل عيوش)كيف يرى لالسم اختصارفيلم "لوال" الدراما، كما يتبدى من خالل فيلمه وليس من خارجه؟ يمكن القول إن

د في الفيلم هو أساسا فيلم أمريكي صنع حسب أغنية أمريكية تترد اسمالطويل الذي هو ر جانب منه في نيويورك، وتقوم بالدور الرئيسي فيه المفاهيم السائدة في السينما األمريكية وصو

باالشتراك (ناتالي ساوجون)غة االنجليزية، كتب سيناريو الفيلم الممثلة أمريكية وجاء ناطقا بالل ، وكتب موسيقاه (فنسنت ماتياس)، قام بتصوير الفيلم (جين هاوكسلي ونبيل عيوش)مع

،المدخل األساسي للفيلم مدخل أمريكي، يدور (إيرفيه دولوز)، وعمل له المونتاج (كريشنا ليفي)ية األمريكية، ظاهريا حول العالقة بين الشرق والغرب، بين الثقافة العربية التقليدية والثقافة الغرب

العالقة وتكشف عن جانبها روما يمكن أن يؤدي إليه االحتكاك بينهما وكيف يمكن أن تتطو ما يحيط بالصورة يطغى على كل Orient-االيجابي في حال وجود عنصر جاذبية في الشرق

هذه البشاعات تطغى على ذلك الجانب الساحر الذي ة لذلك الشرق من بشاعات، أو كأن العام .يرغب الفيلم في الكشف عنه فما هو ذلك الجانب؟

الحدود والوصول إلى شبكة التوزيع العالمي، وهو اجتيازخصيصا بغرض الفيلم صنعهو المصري الشاذ (يوسف)، (لوال وزكريا، ويوسف وأسمهان)يعتمد على أربع شخصيات هي:

األسرة ابنهو المقابل له، فهو المصري (زكريا)جنسيا، الذي يعمل في مطعم في نيويورك، وتقوم بدور الممثلة اللبنانية (أسمهان)ا ، أم سيرا للتقاليد الشرقية الملتزمةالثرية، الذي يبدو أ

فيضفي عليها الفيلم طابع السحر والغموض، إمرأة جذابة، كانت راقصة ذات (كارمن لبس)، ولكن واختارت العيش في الظل يةشأن في الماضي ثم اعتزلت بعد أن تعرضت لهزة عاطف

.التي ال تتجاوز السابعة من عمرها ابنتهاعلى أعلى مستوى من الرفاهية مع

ستشراقي، أو الصورة المستقرة لدى الكتاب بشكل منهجي وحرفي الخيال اإل الفيلم يتبعنبيل )و[...]مض المثير الغريباوالرسامين الغربيين منذ مئات السنين عن ذلك الشرق الغ

من جهة أخرى يرغب في تسويق بضاعته أو فيلمه إلى الجمهور الغربي األمريكي (عيوش

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

279

أساسا، فيقدم لهم ما هو مستقر في أذهانهم عبر عشرات السنين من التنميط وتكريس صورة م والمفاهيم والعادات في األشكال والقي للغرب والمناهضة بالكامل للحداثةالشرق المغايرة تماما

(إسماعيل)ما باستثناء المليونير ، رب )لوال( التهامالرجال في الفيلم يسعون إلى لوكيات، كل والسصديق له لكي ابنالذي يعرض عليها أن ترقص في حفل زفاف (هشام رستم)الممثل التونسي

تتاح الفرصة لتقديم رقصتين طويلتين، يستعرض المخرج خاللهما أيضا تقاليد الزفاف ر المستقرة أيضا في الخيال الغربيعن قريبة من أجواء "ألف ليلة وليلة" ذات الصو األسطورية ال ستشراقي للفيلم.لة على الطابع اإلالشرق ودال

ال يدقق المخرج كثيرا في اختيار الممثلين الثانويين وال في اختيار المالبس أو الديكورات، ، فهو يستعين بطاقم من الممثلين هجة المصريةقة في نطق الممثلين الل كما ال يتوخى الد

هجة بطريقة صحيحة، ويبدو التصوير في معظمه في المغاربة الذين ال يتمكنون من نطق الل تصميم البيوت من الداخل يأتي ، كما أن الدار البيضاء داخل ديكورات ال عالقة لها بالقاهرة

ديها النساء في حفل الزفاف، متماشيا مع الطابع المغربي التقليدي، وكذلك المالبس التي ترتفة مغربية والعباءات التي يرتديها الرجال مغربية وفساتين النساء من المغرب، فالمهم هنا فالز

نة لذلك الشرق كما يريد أن ليس الدقة الواقعية، بل تقديم تلك الصورة المبهرجة الغرائبية الملو ستشراقي فيتمثل في األفكار التي تروج اإل ث طابعهطر ما في الفيلم من حي ا أخيراه الغربي، أم

على باإلطاللةلها، هنا نحن أمام أمريكية تبحث عن األصالة الشرقية في مصر، وتبدأ رحلتها ها أصبحت بسبب ما يطلق عليه صناع الفيلم "مدينة الموتى" أي مقابر القاهرة التي نعرف أن

ل في الفيلم لقاهرة، لكن هذه المعلومة تتحو فشل المشاريع االقتصادية، مأوى لقطاع من السكان ا: (لوال)في بداية الفيلم عندما يقول لدها يوسف إلى قصة ذات مغزى أسطوري خاص يرد

بعد الصدمة التي تعرضت لها ذهبت واختفت وعاشت في مدينة الموتى سبع (أسمهان)أن "خاصة لمدينة الموتى في سنوات: هل هناك داللة خاصة للسنوات السبع هنا؟ وهل هناك داللة

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

280

عب ستشراقية المثيرة للدهشة، الل ر اإلم الحياة سوى المزيد من الصو سياق الفيلم في الرقص وطع ي صورة راسخة في أذهان الغربيين.على عالقة المصريين القدماء بالموت، وه

ثون شخصيات الرجال في الفيلم من البواب إلى عامل الفندق إلى بائع البرتقال يتحد كل المتفرج الغربي ما يتضمنه الفيلم مصنوع صنعا لتسلية فكل االنجليزية ويفهمونها، ولكن ال يهم

األنماط والقوالب التي ينسبها الفيلم إلى الشرق، ويستخدم القاهرة نموذجا له، والرسالةوتسليته باألمريكية الشقراء هي التي تقوم بدور الواسطة في أن التي يرغب الفيلم في توصيلها هي

باستخراج تراث الشرق والحفاظ اهتماماالتواصل الحضاري بين الشرق والغرب، وهي األكثر عليه وهي التي تعطي المصريين درسا في ضرورة أال يشعرون بالخجل منه، كما تتمكن من

رحيلها إلى بالدها خطبة مفتعلة تعرب تحويله إلى فن جميل تعبيري وليس لإلثارة وتلقى قبل إلى االعتزاز بتاريخهم وحضارتهم. فيها عن حبها لمصر والمصريين، واحتراما لهم وتدعوهم

جاء نتاجا لمفاهيم وأفكار مستقرة وخضوع طويل فيلم أمريكي تقليدي، فيلم "لوال" إن تجعل من اختالفه عن نة عن الشرق و ة متخلفة قاصرة تكرس صورة معي ألنماط وقوالب فني

الغرب مصدرا للجاذبية والنفور، الحب، الكراهية، حب السائح لرؤية المختلف، ونفوره من مظاهر االختالف التي يضخمها الفيلم، ويجعلها سبب لعدم قدرته على االندماج أو االستقرار

ي ضرورة االعتزاز هناك، ولذا ينتهي الفيلم بعودة بطلته إلى بالدها، بعد أن تلقن الشرق درسا ف .1ا التراث فيتمثل في ضياع الفيلم فيما يطلقون عليه في الغرب "هز البطن"بتراثه، أم

ينفي ذاتية المتكلم "ذلك النمط من التعبير الذي التبعية في الميدان الذي يهمنا هنا هي إن نات الذاتي: مكو استقاللهأي خطاب له إلنتاجملغيا في نفس الوقت الشروط الضرورية

خصوصية )الفلكلورية( وبعد كوني )الجهوي( من هنا نفهم فشل نموذج شريط األغاني والرقص الذي نطق فترة بخطاب مبدع الهوليوديةالمصري كإعادة ميكانيكية لنموذج الكوميديا الموسيقية

لكثير من داخل واقعه، قبل أن يصير بنفسه إعادة إنتاج نفسه، ومن هنا كذلك نفهم فشل ا

.220حتى ص 211ينظر، أمير العميري، اتجاهات السينما العربية، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

281

والتي تبنت الرفض دون أن تعرف بوضوح ماذا 1970و 1960السينمات الوطنية ما بين هذا؟ وفي هذه الحالة ماذا ترفض بواسطة هذا الرفض، أيديولوجيات أم تقنيات أم كتابات أم كل

يمكن أن يقترح واقعيا؟ دون أن يكون واقع مستهلكيها ناضجا لقبول منطق الرفض وبالتالي ما يتضمنه من الواقع االجتماعي بكل ، بعبارة أخرى أن 1"اهمة في عملية القطيعةالمس

أهمية عن مساهمة زات خاصة تساهم في تشكيل الخطاب المبدع بقدر ال يقل تناقضات وممي الذات المبدعة وهذه بديهية ال يصح تجاهلها وال يمكن تالفيها.

الرؤية الفنية للمخرجين المغاربة تختلف من مخرج آلخر فالسينما المغربية هي نالحظ أن ها ال تنطلق من متن فيلمي وطني أصلي تنطلق منه، بل تهاجر سينما مهاجرة في األصل ألن

ها تستند إلى رؤية المخرجين الذين هاجروا خياليا من أجل جلب النموذج الفني المناسب أو أن ، بلجيكا، بولونيا، النرويج، إيطاليا، مصر...( وبالتالي تأثروا عدة) فرنسا لدراستها إلى دول

.2بالنماذج السينمائية لهذه البلدان أو المنظومة الدعم بها)الفرنكوفونية نموذجا(

ة :"الموارد األجنبية بالنسبة لألفالم التونسية أو المغربية بصفة عام (نجيب عياد)يقول ناديق التي كانت موجودة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، تقريبا غير موجودة، فالصيحلم على أساس أن يحصل على فاإلنسانها لم تعد موجودة، إذن وحتى بداية األلفية هذه كل

دعم من فرنسا أو دعم آخر، فهذا حلم، وثمة قليل من المال يقدر بقليل من المالليم موجودة في السينما أو تطوير الفيلم أو دعم الذين يمنحونك إياه بعد تصوير الفيلم، وهو ا لدعم صناديق إم

أهم شيء وهذه نقطة يجب أن يفهمها الجميع، وبذلك ترون كيف دعم صغير، وأنا أعتقد أن ن ما التمويل عن طريق تتحسن األمور وال تعود المسألة مرهونة بالتمويل عن طريق الصناديق، وا

أهم شيء يجب أن نقوم به وأن نفهمه، هو أن نضع أفالما ذات إنتاج مشترك إنتاج المستهلك، و ، أو ثالث سنوات فيلما مغربيا، كما جنوب/عربي، أنا شخصيا أنتجت في السنتين األخيرتين

من مصر وسوريا في إنتاج "مملكة النمل" ساهمت في إنتاج فيلم جزائري، وساهمت معي كل

.70صلسينما العربية واألفريقية، م س، نور الدين الصايل، وآخرون، ا -1 .27شويكة، أطروحات حول السينما المغربية، م س، صينظر، محمد ا -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

282

ي هذا التوجه صحيح، وهذا هو التوجه الذي يجب أن نبحث ، وبالنسبة إل(شوقي الماجدي)ل، هذا هو الطريق الصحيح 1"اإلنتاج يتمالتي تجعل هذا واإلمكانياتعنه، ونلقى فيه التوافقات

حتى ال نبقى تحت رحمة الغرب أو حتى رحمة دبي أو أبو ضبي في سبيل أن يعطوك أمواال ه يلزم أن نبحث عن حلول أخرى.ان أن لكي تكمل أفالمك، كما أنا أرى كمنتج وكإنس

اإلعالميةاألوروبيةعندما نأخذ بعين االعتبار تنظيم دول أوروبا الجنوبية في الهياكل االتصال التي وضعها الشمال السياسي والصناعي، إن إستراتيجياتدا يمكننا أن نفهم جي

العالمية واإلعالميةقتصادية س يندرج في إطار التبادالت االالجديد الذي تأس اإلعالممجتمع المهيمنة التي يحتكرها اليوم بصنع شركات دولية ضخمة، وتحت غطاء الحرية الجديدة تحاول

لة جديدة تعويضية تهمش الثقافات الوطنية، إن ة وحيدة، مخي هذه األخيرة فرض ثقافة كوني ن أهمية الرهانات، إن غات قد بي الل اتفاقياتإبراز االستثناء الثقافي الفرنسي أثناء المعركة ضد

.2شكل مقاومة ومطالب في وجه الهيمنة األمريكية المنتصرةالسينمائيين والمثقفين أخذ يد تمر

ذا كانت مساهمات المالية، "و الرعاية االقتصادية كما الوصاية السياسية والتعتبر ا جنسيات المزدوجة أو الذين المساعدات التي توزع على المخرجين اإلفريقيين والمغاربة ذوي ال

لهم عالقات في أوروبا تساهم في تطوير وحتى انطالق بعض السينماتوغرافيات، فهي تشجع اإلنتاج، نفس المشكل فيما يخص المحتوياتالتسول وتحرض على الرقابة الذاتية وتفرض

تهم عددا من الشركاء عندما يفرضون على المخرجين عولمة مواضيعهم ولغا المشترك، إن ، لوحظ 3"هم يضيعون الطابع الوطني لألفالموحواراتهم حتى تصبح مفهومة لدى اآلخرين فإن

هذا في المغرب العربي وأفريقيا ومن هنا ضرورة التحرك واالعتماد على قواه ووسائله الخاصة.

ما كل [...]ذاتهانا نشاهد مائة من االنطباعات المرئية لكننا ال نشاهد األشياء في حد إن صور األشياء ال نريد مشاهدته هي التأثيرات البصرية الفردية الحميمية التي تثير الدهشة، إن

.176إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، م س، ص -1 .30ينظر، محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص -2 .97م ن، ص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

283

في أي موضوع خارج هذا ة ونحن ال نفكرر في تجربتنا الفني األشياء نفسها، هي التي تصو .1ر ليست نسخاها صو إن [...]االنطباع

المنظر ف"فها عن األفالم التقليدية، ختالتمتاز األفالم التجريبية الحديثة بمغايرتها واه موجود في ( مرئيا مثل ما نتوهم )السراب(، ولكن انطباعياه) ر ليس واقعا ملموسا ولكن المصو ر التي ويمكن رؤيته، هذه االنطباعات ال تشبه رؤيا األفالم وليست مثل الصو استثنائيةحاالت

لتصوير مناظر مرئية وفعلية.رة بصرية تصلح ، هي ظاه2"نتذكرها وتستعيدها الذاكرة

سينما المخرجات المغاربيات: -3

مسارا نبالفعل أن تنحت استطاعن؟ هل ؟ ما هي مرجعياتهناإلخراجعالم كيف ولجناألثيرة؟ هل ل؟ هل هناك لمسة فنية تخص أفالمهن؟ ما هي تيماتهنزا عن سينما الرجامتمي

نستطيع الحديث عن فيلم نسائي مغاربي بجرعات ومواصفات خاصة؟ هل تسربت إلى أفالمهن اختالفاألمر يدخل في إطار سوسيو ثقافي عام؟ ما مدى بعض الخطابات النسوانية، أم أن

المشاكل التي يحدثها تصنيف مالمح أفالم سينما المخرجات عن أفالم المخرجين؟ بالرغم منالمخرجات المغاربيات إبستيمولوجيا تحت يافطة مصطلحات من قبيل "سينما المرأة" المأف

جوء إلى توظيف مصطلح سينما المخرجات" لمفهوم إجرائي قد الل و"السينما النسائية"، إال أن ، لمثل هذه واإليديولوجيةيمكننا من االبتعاد عن السقوط في مطبات الحموالت القديمة

ده الجنس )ذكر أو اإلبداع ال يحد ما وأن تبارها مقوالت ذات خلفيات بيولوجية سي التصنيفات باعأفالم المخرجات ال تكاد تخلو من نضال اتجاه قضاياهن، ومن بصعوبة أن اإلقرارمع أنثى(،

.3روح نسائية متأثرة بما يقع في محيطهن القريب والبعيد

نسا مثال( أن تلج عالم الفن السابع المرأة منذ السبعينيات في أوروبا )فر استطاعتين كمخرجة، إذ ما فتئت أعمالها منذ ذلك الزمن تحظى بالمتابعة من طرف المهنيين والصحافي

.40، ص2001، 1في جماليات السينما"، دار الكتاب الجديدة المتحدة، طينظر، عقيل مهدي يوسف، جاذبية الصورة السينمائية"دراسة -1 .39م ن، ص -2 .173-172ينظر، محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، صص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

284

بلغ البعض ة وتلفزيونية ودرامية ووثائقية،فقد أخرجت أفالما سينمائي"والنقاد والباحثين والجمهور،األمر ال يصل إلى إال أن السينمائية العالمية،ت المحافل منها أوج اإلبداع والتتويج في كبريا

الفعلية فعدد المخرجات في أوروبا وآسيا وهوليوود وبوليوود وكندا لم يصل بعد حدود المساواةالسينمائي لإلنتاجدة تتعلق بميزان قوي إلى مطامح مهنيات هذا القطاع الحيوي ألسباب متعد

في بعض المجتمعات العربية والعالم الثالث يقمع المرأة األمر ، إال أن 1"دولة ورهاناته في كل إلى حدود منعها من الظهور عارية الوجه اللتقاط صورة تذكارية في مكان عمومي.

األفالم ر مخرجتان لهذا النوع من لم تظهر غي (سمير فريد)حسب 1988حتى عام من تونس، أخرجت سلمى وكلتاهما (سلمى بكار وناجية بن مبروك)الروائية الطويلة، وهما مم 16ر على شريط قياس ، والفيلم مصو 1976" عام 75ل "فاطمةبكار فيلمها الطويل األو

دقيقة وفيه تصور وضع المرأة في تونس من خالل عرض تاريخي تقدمه 60ومدة عرضه سيات فاطمة الطالبة في الجامعة، وفي هذا الفيلم يتم التعبير عن ثالثة أجيال من النساء التون

التي توجت بتأسيس إتحاد 1938و 1930ر من الوعي: الفترة األولى بين عامي وثالث صو ، وفيها برزت العالقة بين نضال 1952و 1938النساء التونسيات، والفترة الثانية بين عامي

وحتى تاريخ تصوير 1956ال الوطني من أجل االستقالل، والفترة الثالثة منذ عامالمرأة والنض الجديد. بعد صدور قانون األحوال الشخصية عدة مكاسبم، وفيها أحرزت المرأة التونسية الفيل

ر التام، على غموض وضع المرأة التونسية في المجتمع، رغم مظهر التحر يؤكد الفيلم ل أفالمها "أسامة"عام فقد أخرجت أو (ناجية بن مبروك)ا ها ال تزال رهينة كونها أنثى، أم إن

رت عن قصة الفتاة "صابرة" وهي فتاة من الجنوب التونسي، ولدت من أب عب وفيه 1982يعمل بالمناجم، وأم ال تعرف القراءة أو الكتابة، ومع ذلك تريد الذهاب إلى العاصمة لمواصلة تعليمها وهي تعاني من كابوس يجسد المشاكل التي تعاني منها كفتاة في مجتمع ذكوري ال

.172م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

285

كال الفيلمين لم يعرضا في مهرجان رجل والمرأة، ومن المالحظ أن يعترف بالمساواة بين ال .1قرطاج، الذي يقام في تونس لألفالم العربية واألفريقية

ها أن على المستوى األكاديمي األدبي الروائي ال أحد ينكر على )آسيا جبار( المعروفةوهي كاتبة ما ،2"أفالمها النورل مخرجة جزائرية التي كافحت لسنوات طويلة قبل أن ترى أو "

وهو فيلم يمزج بين الوثائقية والروائية، "نوبة نساء شناوة"،فتأت تصنع الحدث والجدل في فيلمها ؤية ليلى الشخصية الرئيسية ذو قيمة، يتناول موضوعين: الحياة اليومية لنساء جبل شناوة: ر

ان شريط وثائقيا دمت على إخراجه فكا العمل الثاني الذي أقأم 3للقصة، الزمن ومكانة المرأةبعد تجربة قصيرة في المجال السينمائي -، تقتحم كذلك )حفصة زناي قوديل( 1981"الزردة"

مع "األربعاء (يحيى دبدوب)، و1991في فيلمه "راضية" (لمين مرباح)كمساعد مخرج مع " إلى امرأةها "الشيطان عالم اإلخراج بتحويل روايت-مع "القعدة" (عبد الغني مهداوي)مساء"، و، متحدية بذلك الكثير من الصعوبات، 1992على إخراجه بنفسها سنة واإلصرارسيناريو

كان عمال (آسيا جبار)ل مخرجة سينمائية جزائرية باعتبار ما قامت به وبذلك تكون أو فهي مخرجة سينمائية، وبهذه التجربة حاولت المخرجة أن (زناي قوديل)ا حفصة تلفزيونيا، أم

تساهم في الحركة السينمائية الجزائرية وفي نفس الوقت فضح بعض الممارسات االجتماعية .ة الثمانينياتالتي عاشتها الجزائر نهايياسية ل األزمة السالمسيئة للمرأة ومصيرها في ظ

امالت في الحقل السينمائي الجزائري من إحدى الع (يمينة شويخ)تمكنت 2002في سنة حفصة )بعد ما مهدت اإلخراجل عمل لها "رشيدة"، محاوال بدورها المساهمة في مجال إخراج أو

(يمينة شويخ)الطريق أمام الفنانات من النساء الوقوف وراء الكاميرا، وكانت تجربة (زناية وبمجهود النشاطات السينمائية والفني ل ت الصعوبات المتراكمة والركود الذي شفريدة، فقد تحد

ضمن األفالم التي "رشيدة"، صنف فيلم شخصي تمكنت المخرجة من تمويل مشروعها وتحقيقه

.73-72ينظر، سمير فريد، هوية السينما العربية، م س، صص -12-, François chevaldonné et autre, annuaire de l’afrique du nord, (cinéma et télévision en algérie), édisions du centre national de la recherche scientifique, 1979, p864. 3-Voir, Mouny berrah et autre,annuaire de l’afrique du nord(les films algériens de l’année), op. cit, p 878.

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

286

المخرجة زاوجت بين موضوعين، مثيرة وضعية المرأة أثناء ، غير أن اإلرهابتعالج موضوع المجتمع يحوي النساء األزمة السياسية الجزائرية، ومعاناتها من تلك األزمة، لتخلص إلى أن

.1ما يحدث فيه من أزمات أو أفراح يمس بالضرورة الطرفين والرجال، وكل

الجزائرية إلى تغيير صورة المرأةيصل رسالة إيديولوجية تدعو "مضمون فيلم "رشيدة" إن من اختطاف واغتصاب وقتل، وضرورة اإلرهابوتحسين أوضاعها بالتطرق إلى معاناتها من

ر ، لكن بالمقابل هناك خطاب آخر حمله الفيلم بتحر 2"اإلرهابالتكفل بهذه الشريحة من ضحايا وترفض ارتداء الحجاب. أمام المرآةن خالل تصوير بطلة الفيلم الدين مالمرأة من تعاليم

من خالل فيلم بركات )أمال( الطبيبة في المستشفى (جميلة صحراويالمخرجة )تخوض االرهاب برفقة )خديجة(قدته إبان عشرية التي قرر ت الذهاب للبحث عن زوجها الذي ف

الممرضة التي تكبرها سنا التي عاشت حرب التحرير، هذا الدور الذي قامت به )فطومة (، الفيلم لعب كثيرا على العالقة بين المرأتين والجيلين، وهي صورة جزائرية جديدة بوعماري

كبيرا اهتماماهذا الفيلم لقد استقطب، 3عالقة األم/بنت بالنظر إلى غناها في السينما التونسيةكان فيلم كما الجزائر، موضوعه بقضية العنف والنزاع المسلح الذي دار في ارتباطبسبب

ة في الجزائر في وهي كلمة جزائرية دارجة تعني "كفى" قد أثار منذ بدء عروضه العام "بركات" هت للفيلم وقد وصلت االنتقادات الشديدة التي وجردود فعل غاضبة، أصداء و 2006خريف عامه يمثل سينما تترحم على االستعمار وتمجده، وصنفت مخرجة الفيلم بأن اتهامإلى حد ومخرجته سنة، وتلقي 132ها تجرم مناضلي جيش التحرير الذين طردوا فرنسا بعد استعمار دام الفيلم بأن

عليهم تبعة فشل مشروع المجتمع الجديد، كما تجرم الجيل الجديد من الجزائريين وتصفهم ها باسم تقاليد بالية.بالعنف والدموية، فيما توحد الجيلين تحت بند اضطهاد المرأة ومحاربت

.99-98ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، صص -1 .170، م س، صاتجاهات السينما الجزائرية في األلفّية الثالثةمنصور كريمة، -2

3-Voir,Denise brahimi, 50 ans de cinéma maghrébin, op. cit, pp213-214.

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

287

في جانب منه إلى كونه من إنتاج مشترك الالذع على الفيلم ومخرجته مسبب الهجو يعود ه يندرج بمنطق أن اإلنتاج، وعادة ما ينظر كثير من المثقفين العرب إلى هذا النوع من مع فرنسا

ه يقدم ، وأن اإلسالمفي إطار المؤامرة على الثقافة العربية والغزو الثقافي األجنبي والتهجم على يضا إلى كون ما يعود الهجوم أورب -األوروبي-ل خدمة ثقافية للطرف اآلخرألو في المقام ا

التي تعمل في نطاق عمل في فرنسا شأن بطلته الممثلة )رشيدة براكي(تعيش وت المخرجةناتجة بالطبع عن تلك الحساسية الخاصة التي اإلشكاليةالمسرح الفرنسي منذ سنوات، هذه

ودول المغرب العربي عموما من ناحية وبين فرنسا التي ترتبط تميز العالقة بين الجزائر بعالقات ثقافية واقتصادية وثيقة بهذه البلدان، سواء بحكم التاريخ أو الجغرافيا، من ناحية أخرى

يعود إلى التفوق الصناعي اإلعجاب، ومرجع عالقة تعاون ونفور، إعجاب ورفض هاإن قتداء به، ولكن دون القدرة على مجاراته: هنا يبرز العامل واالقتصادي والثقافي والرغبة في اال

وبالتالي إحالة أسباب التخلف إلى الماضي يؤدي إلى النفور والرفض الذي اإلحباطالثاني وهو .البلدان اقع في هتهاالستعماري، الذي ال يزال يلقي بظالله على الو

بمدرسة التزاماالتي كتبت سيناريو فيلمها بنفسها (جميلة صحراوي)آخر أو على نحور في فيلمها عن المؤلف التي تأثرت بها السينما الجزائرية منذ نشأتها، تعب -ومنهج سينما المخرج

رفضها الصريح للتغيير الرسمي لألحداث الدموية من تداعيات التي شهدتها الجزائر طوال حقبة من تداعيات النزاع السياسي المسلح بين التنظيمات ما ما بعدها أيضا التسعينيات، ورب

ها تتهم بوضوح في فيلمها عناصر من الجيل المسلحة وقوات األمن الجزائرية، إن اإلسالميةالسياسي اإلسالمالذي يشارك في النضال ضد االستعمار الفرنسي، بالمشاركة في قيادة حركات

ه بالعبثية، كما ال تسعى غ الماضي النضالي كل المسلح في الجزائر، وهنا فهي ال بقصد أن تدمي بحنين، كما شكل من األشكال إلى تمجيد االستعمار أو التطلع إلى الماضي االستعمار بأي

الحاضر عن الماضي انفصالفها األساسي هو التعبير عن غضبها من هد يتهمها البعض، إن د بالفعل إال إلى ظهور التطرف في نهاية من سقوط األنظمة الوطنية في الديكتاتورية التي لم تؤ

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

288

ذين د أساسا في أدبيات المثقفين الرسميين الا تهمة تمجيد االستعمار فهي تهمة تترد األمر، أم .أي نقد يوجه لألنظمة الحاكمة الوطنية ما هو إال خدمة لالستعمار أن يعتبرون

ختلفة إلى موضوع المعاملة الفيلم عن رؤية إنسانية واضحة في تطرقه عبر مشاهد مر يعب والتطرف وكيف يجد طريقه إلى الشباب بسبب البطالة والشعور األدنى للمرأة من جانب الرجل

قوة وعزيمة المرأة في تحديها للصعاب من أجل الوصول أمام ضراوة الواقع، ويصور بالعجز وفي الفيلم [...]لإلرهابفي رفضها إلى الحقيقة، وكيف أن األجيال المختلفة من النساء تتوحد

من الممكن [...]م التي يريد الرجال فرضها عليهنللقي مشاهد عديدة تؤكد رفض المرأة للخضوعه أساسا يوجه سهاما ضد حتما القول إن فيلم "بركات" يدين النضال القديم ويمجد االستعمار، إن

المسؤولية بالتساوي بين ، وهنا تتوزعواإلرهاباألوضاعالتي أنتجت العنف والصراع المسلح يدفع إلى التوقف والتأمل أكثر مما يستدعي د الذين تورطوا، هذا الدولة التي أفلست وبين األفرا

.1الغضب وتوجيه االتهامات، ثم االنتهاء إلى تبرير ما وقع بدال من تفسيره

وهي "هذا الفيلم قد أساء للثورة التحريرية من خالل جزئية صورها، يجمع النقاد على أن ل مجاهد شارك في حرب االستقالل ضد االستعمار الغاشم إلى إرهابي متطرف، بل وأمير تحو

للجماعة المسلحة، لكن وجهة نظرها التي طرحتها في الفيلم تستحق التدقيق، فعند دراسة التاريخ نجد مثاال على هذا الطرح، وهو شخصية )مصطفى بويعلي( المولود القريب للجزائر المعاصرة

، بعد االستقالل 2فوف الثورة التحريرية برتبة ضابط"، كان مجاهدا في ص1940يناير//27في س تيارا عسكريا ل من أس انضم إلى المعارضة الجزائرية، كان يلقي دروسا في المساجد، وهو أو

هدف حركته إقامة دولة إسالمية. لمحاربة الدولة الجزائرية، وكان

الطويلة، ومنها "زهرة" ذلك تتسارع المخرجات في الظهور على الساحة الفنية باألفالم بعدفهو إنتاج جزائري محض "، 20093(فاطمة بلحاج)، أو "مال وطني" ل(2009فاطمة زعموم)ل

.92حتى ص 87العربية، م س، صأمير العامري، اتجاهات السينما ينظر، -1 .153منصور كريمة، اتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، م س، ص -2 .99ينظر، بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

289

حاولت من خالله المخرجة إلقاء الضوء على العشرية السوداء عبر عائلة األم الباتول وبناتها التي ال تبتعد عن أشغال سن الثالثين ويومياتهن اللواتي فقدن األمل في الزواج، بعد أن تجاوزن

حة ، ينتهي الفيلم بلو 1"البيت والطبخ وتحضير العجائن التي تبيعها األم من أجل كسب عيشهامأساوية دموية قتلت فيها الباتول وبناتها من طرف اإلرهابيين بعد أن شهدت قتلهم ألحد رجال

الشرطة عندما كانت عائدة إلى بيتها وخوفا من الوشاية لحقوا بها وأبادوها وعائلتها.

بينما نجد الحظ لم يحالف تعرية للواقع 2007 (نادية شرابي)فيلم "ما وراء المرآة" ل كانصاحبة "مذكرات (يمينة بن غيغي)ومنها ير من الجزائريات المهاجرات بفرنساالكث

(زايدة غراب فولتا)، أو 2006، و"األحد إنشاء اهلل"2005و"سقف من زجاج" 1997مهاجرين"فاطمة ( التي أخرجت "نادية ونعيمة" و"فضيلة جردم)، وكذلك 2001وفيلم "شباب من ذهب"

وكانت 2003مع فيلمها الطويل "إبن" (أمل بجاوي)أيضا ، ونذكر2002وجميلة واألخريات"فقد أخرجت "لن نموت" في حين تتمكن (أمل كاتب)قبله قد أخرجت "االنحراف الكبير" أما

، اجها فرنسياالمخرجات كان إنت جل ، ومع أن 2008من تقديم فيلم "قولي لي" (صبرينة دراوي)الكثير من المخرجات المشاركة الجزائرية في بعض األعمال كانت دائما فعلية، بل إن إال أن

.2رغم عيشها في فرنسا(حفصة زناي قوديل)تفعلالجزائري مثلما اإلنتاجال إلى يلجأن أو

-، أو "نادية2001 (زايدة غراب فولتا)ل من المساهمات المنفرجة فيلم "زهرة الشباب"أمل )ونذكر كذلك"إبن" ل (2002فضيلة جردم)"جميلة واألخريات" لفاطمة"، –نعيمة ها تحاول فرض مواهبها على الساحة الفرنسية بأفالم فإن (يمينة بن غيغي)، أما 2003(بجاوي

، ولكونها تشترك مع القنوات التلفزيونية الفرنسية فقد 2001خيالية طويلة مثل "إنشاء اهلل األحد"لقد سبق ، و 20083إلى فيلم تلفزيوني مطول "عائشة" باإلضافةأنتجت العديد من الحصص،

حفصة زناي )للمشاهد الجزائري بأن الحظ تلك المباشرة في الطرح مع المخرجة والروائية

.154، م س، صئرية في األلفية الثالثةمنصور كريمة، اتجاهات السينما الجزا -1 .100بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، صبغداد أحمد ينظر، -2 .189-188بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، صص -3

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

290

على ث ركزت المقتبس عن روايتها، حي 1992"امرأةل "الشيطان مع فيلمها األو (قوديلوالشيطان والطرق التقليدية المطبقة السحر ت السلبية في المجتمع وباألخص الممارسا

.1، وما يترتب عنها من آثار عميقة على شخصية الفردفي غياب وعي علميلمعالجتها،

اإلخراجلم تختلف المرأة المغربية موعد االلتحاق بركب النساء المبدعات في مجال فكانت "التي ال تتشابه طبعا مع مثيالتها الغربيات، اإلكراهات السينمائي، بل تجاوزت كل

ر حركة السينما بالمغرب ومع تطو ل منتجة، ( أو فريدة بليزيد)ل مخرجة وأو (فريدة بورقية)وخصوصا لدى ،2"أصبحنا نراها تلج مجاالت الكتابة السيناريستية والمونتاج والصوت والتصوير

وقد يظهر ذلك أثناء تناولهن لبعض القضايا المتعلقة المغتربات منهن أو الالتي درسن هناك، تجربة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر. بالمرأة مع اختالف ذلك من

تحكم أفالم المخرجات نظرة خاصة تجعل الكاميرا تحت إدارة وتوجيه مخرجة، وذلك من (فريدة بورقية)ل خالل التسربات والرواسب العاطفية والتربوية أثناء تناول المواضيع: مثال: تناو

الطفولة بإحساس خاص يظهر من خالل إدارتها لألطفال بشكل يختلف عن أفالم أخرى، كما كيد النسا" قدم بعض قضايا المرأة المغربية في فيلميها "باب السما مفتوح" و"( تفريدة بليزيد)أن

فترى عالقة الرجل بالمرأة من زاوية خاصة في (زكية الطاهري)ا أم ة مختلفة، بطريقة فني مخرجة وب تفكير كل بمرور بعض األفكار المميزة ألسل يحس " فالمتلقيNumber oneفيلمها"

وهي أفكار قد تنبع في بعض واللباس والديكور، اإلنارةعبر الشخصيات والوظائف من خالل عية التي يعرفها رة بالتحوالت االجتمااألحيان من صميم مجتمع النساء تتحكم فيها الرؤية متأث

بأسلوبها وبطريقتها تتميز مخرجة سينمائية مغربية كل رب أو التي يعرفها مغاربة المهجر، فالمغة فيلموغرافيا المخرجات المغربيات رغم قل ، غة السينمائية وبفرادة عوالمهاالخاصة في توظيف الل على أساليب وتيارات وأنواع انفتحتة تجارب مهم مراكمة استطعنهن مقارنة بالرجال، إال أن

.147ينظر، م س، ص -1 .172محمد شويكة، السينما المغربية"رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

291

سمة تميز أفالمهن، وهي إلى طغيان الدراما االجتماعية على جل اإلشارةدة، مع فيلمية متعد ها.السينما المغربية كل

عضويا وبنيويا ارتباطاسينما المخرجات بالمغرب حاملة لخصائص ترتبط تظل ة ة والجمالي نزياحات الفني في سياق سينما المؤلف نظرا لإلخل بمخرجاتها، وهذا ما يجعلها تد

د الفني هذا التعد واحدة، إن ة في منجز كل الميالة إلى تغييب الرؤية الذاتية التي تبدو جلي واختالف المدارس والخلفيات التي يمتحن منها ما يجعل سينما المخرجات بالمغرب ال تدمج في

يميزهن عن سواهن من المخرجات، بل لم تستطيع إحداهن هاتجاإطار تيار أو مدرسة أو إيناس )الساحة المغربية ما عداها خاصة على المستوى العربي، كما فعلت ذلك اختراق

( الجزائرية.يمينة بشير شويخ)التونسية أو (مفيدة تالتلي)المصرية، أو (الدغيدي

ة خطاباتها وطريقة تناولها، حد ث استثمار المواضيعسينمات هذا النوع ديناميكية من حي اإلخراجيةمخرجة تقترح رؤيتها فكل رؤى وتباين المواقف والخطابات، زوايا ال اختالفوعمقها،

ومنفلتة من التكرار دةالسينما في المغرب بشكل يجعلها متجد أغناءهن يسهمن في المتفردة، إن يلم الروائي العديد منهن لم يتجاوز بعد حاجز الف الموضوعاتي والتشابه الفني مع العلم أن

المخرجات المغربيات عن مثيالتهن في العالم، فهن اهتمامات، ال تخرج الثاني أو لالطويل األو شكاالت الجنسانية، وهي تيمات ترتبط تناولن بطريقة واعية ي الواقع االجتماعي وقضايا العائلة وا

المجتمع وعواطفها الموقف من العادات وأدوار المرأة في دون إغفال خصوصيةبعوالم المرأة، مخرجة مغربية إشكاالت مختلفة على الناقد والباحث، وتتعلق فيلم توقع وغرائزها، يطرح كل

تها.لخصائص الجوهرية المشكلة لهوي بتمثل المرأة لذاتها ولواقعها، وما يقترب ببعض ا

منهن بالمغرب والمغتربات الحدث في العديد صنعت أفالم المخرجات المغربيات المقيمات ن بأفالمهن أو بتلقي النقد غير المهاد اإلعجابث من الملتقيات الوطنية والدولية سواء من حي

فقد تناولت بعض األفالم قضايا حساسة في الوجدان المغربي لمنحها فرصة الظهور لهن، ، (نرجس النجار)عيون الجافة" لفيلم "الات النسائية المسكوت عن مشاكلهن مثل بعض الفئ

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

292

أو إشارتها لمشاكل (فريدة بليزيد)والتزامها بقضايا الدفاع عن المرأة المغربية، فيلم "كيد النسا" لذات خصوصية نادرة كإرغام بعض المهاجرين ألبنائهم العودة إلى البلد األصل والمكوث به

.1(البوحاطيسعاد )فيلم "فرنسية" ل، بالخارج ازديادهمنهائيا رغم

حملتا اإلخراجلبروز تجربتين مهمتين في مجال الثمانينياتسنحت فترةالجدير بالذكر أن وهي مخرجة خريجة موسكو، حيث درست الدراما (فريدة بورقية)توقيعا نسائيا األولى للمخرجة

ينما من أخرى لتدخل الس (فريدة)، فاسحة المجال أمام 1984بها، فكان فيلمها "الجمرة" المنتج 1977بعد أن خبرته في مجال كتابة السيناريو لفيلمين مهمين "جرح الحائط" اإلخراجباب

( IDHECخريجة ) (فريدة بليزيد)ها السينمائية ، إن (جياللي فرحاتي)لل 1981و"عرائس قصب" .1988بفيلميها "باب السما مفتوح" المنتج عام

الجماعي بالمخيال ارتبطت ظاهرة على أصابعه قصاري( ينل)ياسم "الراكد" فيلم وضع

هاجل تنتج التي المغربية السينمائية الصورة في منسية منطقة على الغبار نفض فيلم وهو للمغاربة، واقعي مكانه، في حقيقي فيه شيء كل فيلم هذا ،2"الرباط البيضاء الدار لمحور المجاورة بالبوادي

عبد )مفضل أصدقاء ثالثة عن يحكي فهو البالد" "أوالد للفيلم عريفيةالت الورقة وحسب تماما،

محمد الجامعة رحاب جمعتهم كما الصغيرة مدينتهم دروب جمعتهم الذين السالم(، وعبد الحميد

وحش أمام طويل جهد بعد أنفسهم ليجدوا العليا دراستهم في وبامتياز فوقوات حين بالرباط، الخامس

اإلله عبد)و (إسماعيل محمد) سيناريو ،(أمزيل اإلله عبد)ل فكرة عن 2010 فيلمال الفتاك، البطالة

على سلبي أثر جاهزة شخصية عن سائدة فكرة من لالنطالق كان وقد ،(دنان ورين بنهادار

الشخصية. بناء ومستوى التخييل حرية كبح مستوى المستويين: على السيناريو صياغة

والواقع محبط فالعطل الحبكة، وتطوير بناء عرقلة في منتهية حقيقة من النطالق تسبب

الكتابة، لتوجيه السيناريو كتاب اختاره الذي المنطق هو هذا المفرطة للواقعية فالعلبة إذن صلب،

دةمحد مسارات فوجد اليومية الجرائد تقدمه كما الواقع على نظرة السيناريو كتب الذي الفريق ألقى

.176حتى ص 174ينظر، م س، ص -1 .163-162م ن، صص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

293

قصة تتضمنه ما وهذا للعنف الدافع هو الحدث [...] المسارات لتلك وفيا الفيلم فبقي للشبان،

في الفيلم ليقع تماما السينما وظيفة تزول وهنا حركة، دون صراع دون رتيبا، كان الذي السيناريو

المجاور المقهى في الحوارات نفس سماع يمكنه الذي المتفرج يعرفه ما رتكر مضجرة وقائعية

أندري) يقول السينمائي، الوهم عيش من دالمشاه تمنع تسطحية فضيعة ةواقعي السينما، لقاعة

هذهINTENSIFIER تكثف أن بل MULTIPLIER-تضاعف أن ليست السينما مهمة إن " :(بازان

الرفيعة المحاكاة من السيناريو" "ورشة في (ماركيز غارسيا غابلاير) حذر لذلك ككل، الفن ةمهم

وضعف الفيلم، في التوتر غياب لكن بالفرجة المتفرج يطالب [...] المتفرج تنفر هاألن للواقع

دون فرجة ال جديدا، يتوقع ال لذا مسبقا، يعرفه يراه ما كل أن المتفرج يشعر الدرامي الجانب

.1المتفرج معه يتواطأ توهيم دون تشويق،

دل كبير حول تصنيفه ، ج(فاطمة جبلي الوزاني)خلف فيلم "في بيت أبي" لمخرجته تطاع أن يناقش قضية البكارة في إذ اسائية والموضوعة التي يتناولها، وتقنياته ومعالجته السينم

ما يزال د وتضارب اآلراء حول الجنس الذي التقاليعليه طابع المحافظة و يطغىمجتمع المغربيخير دليل على ذلك تستقيه من الفيلم عينه، فقد من الموضوعات التي يكتنفها الغموض، ولعل

بصراحة على بعض األسئلة حول اإلجابةأصيب مجموعة من المستجوبين بالحرج والتهرب من اوغ الظاهرة، فالشاب الذي تعود ممارسة الجنس سكت عن االسترسال في الكالم، وهناك من ر

لتغطية فضيحة فقدان البكارة كشيء ، لقد كشف الفيلم عن بعض الخدع االجتماعية في األجوبةعن المرأة من انكشافهال ومكائد سرعان ما تؤثر بعد يعبر عن قداسة المرأة وعذريتها، وهي حي

.والوسائطد الجوانب إلى بحث ميداني متعد يحتاج األمر مناح شتى،

ن لي ذلك من خالل نقطتيلقد كانت المخرجة جريئة إلى حد بعيد في طرح الموضوع، وينجمن تجربة شخصية سخرت لها بعض أفراد عائلتها )كالجد ة والجد ، خاصة بارزتين: انطالقا

المجتمع المغربي باإلدالء برأيها، وشرح حاالتها بكل مجموعة من أفراد اقتناعنا نعرف عدم وأن

.64 ص حتى 60بنعزيز، تشريح الفيلم المغربي، م س، ص ينظر، محمد -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

294

ة(، مع مناقشة قضية حساسة كالبكار مكاشفة أمام الكاميرا ولو تعلق األمر بمسائل عادية مقارنة .ة والدين والعلمانيةمناقشتها لموضوع البكارة في مجتمع تتجاذبه أسئلة األصالة والمعاصر و

بدأت تنقرض في المجتمع المغربي المعاصر، فظاهرة اجتماعيةن الفيلم سينمائيا واقعة يبي م المرأة أصبحت تتمتع بهامش مه تزويج المرأة برجل ال ترغب فيه سائرة في طريق الزوال، ألن

، طرح الفيلم واالقتصاديمن الحرية في اختيار شريك حياتها بفعل تغير المناخ السوسيوثقافي بالفعل أن تستغل إمكانيات إنتاجية مالية أجنبية استطاعتالمخرجة مجموعة من النقاشات، إن

ة حساسة دون الوقوف في فخ الخالعة المجانية مغربي اجتماعيةلكونها طوعتها لعرض قضية والليبراليةوالتي واالبتذال والرداءة الرائجة في كثير من األفالم المغربية بدعوى الجرأة والتفرد

ه يبقى فيلما متفردا في ، لكن الفيلم نوعا من الجدل خلق ،في المتن الفيلميغالبا ما يتم إقحامها على استثمار الدرامي والروبورتاجي والتسجيلي في طابع طرحه ورؤيته الفنية التي تنبني

.1ميلودرامي، يجعل منه االنضمام إلى سينما رؤية فنية خاصة

ل فيلم طويل ضمن فيلموغرافيا المخرجة المغربية الشابة " أو Marock-يعتبر فيلم "ماروكلمغربية الجديدة المقيمة بالخارج، وهو فيلم يندرج عموما ضمن السينما ا (ليلى المراكشي)

ر آخر وبحمولة ة والتاريخ بتصو باعتباره يقدم رؤية جديدة للمغرب المعاصر، رؤية للهوي الفيلم يريد االنخراط في قضايا األصالة والمعاصرة إيديولوجية فيها الكثير من التكثيف، وكأن

المغربية، يحيل بعد أن رفضت تحويله لجنة الدعم م في وقت قياسي، ع األجيال والقي وصراالمغرب كبلد وكموقع اسم، يدل على غويلتين على المستوى الل عنوان الفيلم"ماروك" إلى حا

وك الشهيرة، غوي الكتابي إلى موسيقى الر ه يحيل على المستوى الل حضاري، لكن وانتماءجغرافي " التي Ma rock" من جهة و"Mon marock-وهكذا نكون أمام لعبة لغوية يحيل إلى "مغربي

عبة تقودنا إلى التأويل هذه الل وأضن أن النسبة للمتكلم، ب "الروك"تحيل على تفضيل موسيقى " المفضلة؟ وبالتالي يصبح مفهوم المغرب موسيقى "روك مغربة على وزن لكل ل ، هل لكالثاني

.73حتى ص 71ينظر، محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

295

ية قابلة د لعبة لغو متكلم؟ وتصبح المواطنة أيضا مجر كوطن فكرة مجر دة ومجسدة في مخيلة كل متكلم أيضا، نفسرها كما نفسر عالقة الدال بالمدلول للمواضعة واالتفاق وفق وجهة نظر كل

ويصبح غة القطعي كما يقول )بارث(قمع سلطة الل أم قهرية(؟، وبالتالي نتخلص من اعتباطية) طيع الجماعة التي ينتمي إليها؟.الجميع أمام مفهوم واحد للمغرب يرثه عبر ق

ها في إطار الطابوهات المعروفة واألكثر دة الموضوعات تدخل جل الفيلم تركيبة متعد يقدم يريد الفيلم أن اإلسالمية خصوصا قضايا الجنس والدين،إثارة للجدل في المجتمعات العربية

ز بالغنى والجاه، ، شريحة تتمي لمجتمعميكروسكوبية داخل ا اجتماعيةيناقش مشاكل شريحة من أصول شباب المغرب وأخالقية عميقة، كالتعايش بين فكرية وثيولوجيةوتعيش صراعات

سيجد نفسه أمام عينة من تالميذ المشاهد ما وأن من أصول عربية، ال سي يهودية وآخر ، يعيش هؤالء الشباب كما مة بيداغوجية مختلفةوتلميذات البعثة الفرنسية، وبالتالي أمام منظو

ن اإللحادأو ةالمالئكيالمناحي: الدين أو الالدين)ال نقصد هنا ديقدمهم الفيلم صراع متعد ما ، وا مغادرة، العربية أو الفرنسية، الفكرة التي تتبنى عدم اعتناق أي دين(، البقاء في المغرب أو ال

، أو ابن البلد اليهودي، التسامحالبلد المسلم أم ابننشداد في األصول أم االنفصال عنها، اإل ق على الذات، الوعي أو الالوعي.والقطيعة، االنفتاح على اآلخر أو االنغالالكراهية

ما تشكل الفيلم قد زعزع قي ما وأن هذه التيمات تثير الكثير من النقاش والصراع سي إن الجنسية األساس األخالقي للعقل العربي المغربي، كقضية عدم الصوم في رمضان والممارسات

أو باس الغريب والمثير ومشاكل العريخمور والزواج من أهل الذمة والل لغير الشرعية، وتناول اوهذا ما أثار الكثير من ردود الفعل تأرجحت بين صدام عقلية منفتحة ضد السفور أو اإلباحية،

نات اإلرث اليهودي على مكو اإلسالميعقلية منغلقة، قد النستطيع إنكار تأسس الفكر العربي الكثير من الممارسات األنثروبولوجية تقود التراث الفارسي والتركي، كما أن والمسيحي وغيره من

إلى كشف مدى تغلغل األصول اليهودية في المجتمع المغربي خصوصا طقوس الختان والزواج

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

296

همومه التي لكل هو المغرب العتيق أم أن (ليلى المراكشي)والوالدة والموت، فهل مغرب .والطبقي داخل مغرب يسير بسرعات متفاوتة ومتناقضة؟تتماشى وانتمائه العرقي

ال نستطيع إنكاره لجة قضايا عد ة لمغرب حاول معا (ليلى المراكشي)فيلم أضن أن ، كما ال نستطيع منعها من إبداء افتراضياباعتباره يفرض نفسه علنيا واقعيا وليس سوسيولوجياإال نة إحصائية قليلة التمثيل، وهي عي حرية حول قضايا شريحة من شباب المغرب رأيها بكل

فالمخرجة أرادت أن تقول ، ة على المستوى المشهديمعالجتها السينمائية كانت غير تام أن لمستوى ها كان غير مقنع على اجل أشياء كثيرة فاختلطت عليها التيمات وتداخلت، إذ أن

ديولوجية وسقط في رؤية ا جعل الفيلم ال يخلو من مسحة إيلدرامي للفيلم، مم االحجاجي واإليقاع .م جماعة ماكروسكوبيةواضحة تحاول تعميم قيم جماعية ميكروسكوبية على حساب قي

يديولوجيا، فيلم ال يترك إن فيلم "ماروك" بسيط سينمائيا، لكنه بليغ وذكي ديماغوجيا وا العام عن طريق تهويل شعور الجمعي والفردي معا، يناقش فيلم مستفز لل، مشاهده محايدا

المشترك للمتلقي في حراك وصراع اإلحساسهذا النوع من المعالجة الفيلمية يجعل االستثناء، ورؤى جمالية على حساب قضايا ره يسقط رؤية فردية مريرين على المستوى السيكولوجي باعتبا

المشكل في ه ليس ثابتا أيضا، يا دائما ولكن ليس سلبالجماعي للمغاربة، فالجاهز تشكل الكيان .1الذاتية وأحكام القيمة اإلسقاطاتنظري يكمن في القراءة الموضوعية ال المحاكماتية بعيدا عن

باالشتراك مع زوجها الجزائري "المغربية أفالما روائية طويلة (زكية الطاهري)أخرجت Le-، "النفس الثاني2001صل مراقب"أ- -Origine contrôléوهي" (أحمد بوشعالة)

fflesecond sou" 2003و"المسجد ،-Le mosquée- "20042.

منذ بدايته إلى نهايته وفق (نرجس النجار)يامغرب" للمخرجة المغربية انهضيشتغل فيلم "السيناريو يراهن بنية إيديولوجية محكمة ثانوية ضمن الخطاب الفيلمي الذي يقدمه، يظهر أن

.103حتى ص 101ينظر، م س، ص -1 .180محمد اشويكة، السينما المغربية"رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

297

ه لم ينجح في بلوغها، فقد طال أفق انتظار المتفرج ولم يستطيع أن يتلمس عد ة أشياء لكن على ض ر باألبيالمواضيع وتوالت صدمات الصو اختلطتالفيلم منذ دقائقه األولى، إذ انطالقخيط

-مواضيع شتى وال يجيب على السؤال ا جعل الفيلم يعوم فيمم واألسود والوثائقي بالدرامي، وضوح : أي مغرب يريده أن ينهض فعال؟ ما هو مفهوم المغرب الذي يقدمه؟ أضن أن الراهن

الرؤية السيناريستية يعطي فيلما واضحا إن رافقته عناية إخراجية يتحكم مخرجه في موادها ا حينما تكون تلك الرؤية مضببة فقد يلجأ المخرج إلى تلميع خطابه بواسطة صور المختلفة، أم كادرات ال اإلطار أكثر من أي شيء آخر حتى يجد المشاهد نفسه أمام شتات من التراهن على

تنتمي إال إلى نفسها.

الطريقة التي قدم بها " قد أراد أن يقول أشياء كثيرة، لكن Wake up moroccoفيلم " إن تلك األحداث لم تكن منسجمة، وال تتوفر في األصل على خيط ناظم يحكم عملية السرد

هذا الخلط ميزة من ميزات األفالم اإليديولوجية التي تحاول أن تدمج أشياء كثيرة مي، ولعل الفيلفي بنية واحدة لتغلف خطابا واحدا تريد معالجته، نقصد بالبنية اإليديولوجية جميع األفكار التي

ي أو دة منها التبرير غراض متعد رصدها الفيلم والتي تراوحت جلها بين الوصف والنقد وذلك ألالفيلم يعيد تشكيل ودمج الهوية المغربية من جديد أو بغرض اإلدماج، إذ نرى وكأن شويهي الت

دون بنية فيلمية معقولة. وذلكشية األصيلة، ر تناقضاتها ويشوه بعض األنماط المعيويبر

رها إال الخلفية اإليديولوجية لمخرجته، وذلك من خال الفيلم يعج ل بالتناقضات التي ال يبر ثارتها للفكر الغيبي والطابع عدم تمايز طرحها للتنوير المقارناتي غير المقبول والسقوط في وا

اب بنوع من الشريف وتعميم الخط التنافس أساسهانوع من المعالجة الشوفينية لقضية رياضية العام ه يساهم في تقديم فيلم يعالج وال يعالج قضية شغلت الرأي وهذا كل التسرع في األحكام،

ها كانت محط إجماع شبه وطني، وهذا ما جعل المغربي لمدة حقبتين أو ما يزيد، بل يمكن أن المغربي وغير القابل للمزايدة وكذا اإلنسانالمخرجة تستغل ذلك الحس الوطني العفوي لدى

يديولوجية ساهمت بشكل استغالل شعبية كرة القدم لديه أيضا لتمرير خطابات ديماغوجية وا

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

298

يعني اإلخالص للوطن ال ر في التغطية على سؤال كبير جدا: لماذا أخفقنا؟ أضن أن كبيقافة وتعميم رؤية تحقيرية للشعوب األخرى؟ والسينما وسيلة لنشر ثتحقير لرؤية اآلخر لوطنه، .1في زمن لم يعد فيه المجال مفتوحا للغيرية الجذرية المنغلقةالتسامح واالعتراف باآلخر،

"أماكننا الممنوعة" إنصاف معطوبة وعدالة مبتورة، يعد الفيلم عمال توثيقيا لعمل هناك فيلممن أجل كشف ماضي االنتهاكات الجسيمة لحقوق انصبتالتي هيئة اإلنصاف والمصالحة

إبان سنوات القمع األسود، حاولت مخرجة الفيلم تتبع عمل هيئة الكشف لمعالجة اإلنسانالقهر السياسي، وارتكزت في االتجاه إلى تقنية ذكية تجعل من ملفات وقضايا ضحايا سنوات

نجازاتها، وهذا زيغ ومواكبة عملها، وشرح فتوحاتها وا اإلعدام متحدثا عن حدث ميالد الهيئة اإلعالميةوانزياح مبطن نحو تبني الحدث من زاوية رسمية فقط، بحكم تبعية معظم القنوات

تصويرها للحقيقة والعدالة في المغرب، لقد ركز الفيلم بعينية المعتمد عليها لمنظور الدولة فيعلى حجم اإلقبال والتلهف على عمل االنطباعمقصودة منتقاة بعناية فائقة في محالة إلعطاء

األمر يبقى مسألة شخصية للضحايا(، الهيئة وقيمة التعويضات المادية لهذه العملية )رغم أن ومن زاوية أخرى هو تلهف للبعض)جماعة بنو هاشم مثال( لمعرفة األمر في واقع األمر بيد أن

ال رغم كونها سرابا، وذلك بعد طرق مختلف األبواب وتنكر الصديق والرفيق لبعض الحقيقة أو دمين بمقر اإلتحاد المغربي للشغل.مجهولي المصير، كما هو شأن أحد المستخ

وبعده االعتقالخالل السياسي )حسن البو(لى شخصية ومنحة المعتقل لقد ركز الفيلم عالنفسية جراء سنوات المطاردات انكساراتهوذلك في محاولة لتصوير "عبر إعمال لعبة التذكر،

تصريحات الحقوق والحريات، بيد أن انتهاكاتوالتعذيب واالعتقال، وهو عينة تكشف مآسي من جدوى المصالحة، كما يعتبر ال تنخدع بتضخيم الحديث عن الحقيقة وتتهيب )حسن البو(

ما قام به هو قناعة راسخة، إيمان بإرادة التغيير الجذري لألوضاع في مغرب السبعينيات، كما العمل نفسه تبرز في ثناياه نقائص عمل الهيئة بعدما لم يستطيع تقريرها النهائي للكشف عن أن

.108حتى ص 105أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، صينظر، محمد اشويكة، -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

299

نة وتازمامارت ودرب موالي قلعة مكو )بمعتقالت اإلنسانحقوق النتهاكاتملفات ثقيلة .1، وغيرها كثير(عبد اللطيف زروال)و (المهدي بن بركة)، وملف (الشريف

حاولت أفالم المخرجات بالمغرب أن تالمس بطريقة ضمنية أو ظاهرة صورة المرأة في ر لفيلم "ماروك" ل ، أو (ليلى المراكشي)ذاتها وعن جسدها وتمثلها لقضايا الجنس بنوع من التحر

، وأظهرت بعض األفالم أيضا جوانب من همومها (ياسمين قصاري)المحافظة لفيلم "الراكد" لوانشغاالتها العاطفية واألسري، وما يتعلق بذلك من عالقات ترصد نظام الصالت االجتماعية

، وارتباطات الرجل بالمرأة لفيلم "طريق (فاطمة جبلي الوزاني)والعادات لفيلم "في بيت أبي" لخفاقاتها وانكساراتها لفيلم "إنهض يا مغرب" ل(رحمة بورقية)ت" للعياال ، (نرجس النجار)، وا

، وغير ذلك من المواضيع، (فريدة بليزيد)ومشاكل التثاقف لفيلم "خوانيطات بنت الطنجة" لغير ما مرة، سلطت المخرجات المغربيات الضوء على قضايا مهمة تدخل في نطاق الطابو

جرأة: فأن تعري بتساؤالت تقع في عمق الراهن المغربي، وقد واجهنها بكل كما اهتمت سينماهنا في فيلم، رغم النقاش الذي يمكن أن يدور حول إلزامية ذلك، ليس باألمر الهين في الرجل كلي

مجتمع تصدمه صورته الحقيقية حين يراها بدون مساحيق على الشاشة، وهذا ما قامت به بجرأة .2(ليلى المراكشي)و (س النجارنرج)من صاخبة كل

ر حوصلة س السينما التونسية المستقلة يحر )الطاهر الشريعة( مؤس 1970في فيفري ، 1970و 1956 ت ما بين سنتيخرجالتي أ األفالم التونسيةحول السينما التونسية لقائمة

ه وال اسم لمخرجة ظهرت حتى هته الفترة.، تؤكد أن 3"نشرت في ملحق الدراسة

تين بإمضاء نسائي لمخرجتين دارسكانتا في هذا الحقل أوائل المخرجات المغاربيات من، التي أكملت دراستها في (سلمى بكار)ل لصاحبته ، الفيلم األو السينما في المدارس األكاديمية

وعملت عدة تربصات في إيطاليا، وكرست تجربتها في االخراج للتلفزيون ،1970باريس عام

.90حتى ص 88فؤاد قشاشي وآخرون، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، م س، صينظر، -1 .178-177ينظر، محمد اشويكة، السينما المغربية"رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، صص -2

3-Abdelkrim gabous, silence elles tournent (les femmes et le cinema en tunisie), cérés edition, 1998, p 24.

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

300

، وبعد كفاح مرير وعنيد استطاعت أن تخرج عملها الروائي نزلت للعمل الميدانيثم التونسي، " وهي في الحقيقة محاكاة لحقبة االستعمار التي كانت 75ل إلى النور تحت عنوان "فاطمة األو

ها وبعد إنجازه ثمان سنوات من إال أن ،1هن كن يلقبن ب)فاطمة(النساء ، حتى أن ترى في كل (ناجية بن مبروك)ابة السلطات في إصداره، ثم تليها تجربة السينمائية التخرج يجد رق

رت ست سنوات بفيلمها "السامة" الذي أكملته عام ( في بلجيكا، التي انتظINSASخريجة) .1985والتوزيع حالت دون ذلك فتأجل ظهوره إلى اإلنتاجظروف أن ، غير1982

الروائية الطويلة تدلف إلى ساحة السينما ل مخرجة لألفالم أو بطلة فيلم"السامة" تعدإيقاع الحياة في القرية، التي يعمل رجالها في مناجم الفوسفات القريبة، وتتذكر ر ، تصو التونسية

بطلة الفيلم حين تطل من خلف شباك البيت الصغير طفولتها في هذا العام الذي يتحكم فيه يكون مستقبلها مثل حاضر هذه األم التي تندبويديره الرجال "صابرة" بطلة الفيلم ال تريد أن

عذاباتها الماضية والحاضرة، وهي إن كانت ال توافق البنتهار برهة حظها التعس، وتصو كل ة متفردة على اختيارات صابرة في أن تدرس وتعمل وتكدح لتصنع لنفسها ذاتا مستقلة وهوي

ها )أي األم( تحث صابرة في ذلك له، فإن الذي تقبع نساء القرى الجنوبية داخبعيدة عن الظالم ، وأن تكمل مشوارها وحتى النهاية.لنفسها انتهجتهالوقت على أن تستمر في الطريق الذي

إلى عالم النساء الجنوبيات لتكشف لنا عن هذه التقاليد التي لم (ناجية بن مبروك)تدخلنا بمستقبل آخر في حاضر يتحكم فيه هؤالء الرجال (صابرة)تزل ترزح ثقيلة فوق كاهلهن، تحلم

الذين يتساقطون موتى في المذم ، فيحملون جثثهم إلى القرية ويدورون بها في داخل األحياء داخل علبة صغيرة (صابرة)المنقبضة التي تختنق بدخان الرصاص المتصاعد منها، تحتفظ أم

ي صندوق تغلقه وتحتفظ بمفتاحه، وعلى بحجم صغير هو هذه السامة أو األثر، وتضع العلبة فالبنت أن تنتظر ليلة االحتفال بعرسها على ابن الحالل حتى يعود إليها "حجرها" المسحون

إلى العاصمة فتكتشف أيضا كيف يعيش هذا السيد الرجل (صابرة)، تذهب تها المصادرةوحري

1- Abdelkrim gabous, op. cit, p26.

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

301

كما أصبحت طالبة في كما كانت طفلة جنوبية، و (صابرة)وكيف يتصرف مع النساء، وتظل الجامعة، عنيدة متشبثة بحلمها الوحيد في الخالص من ذلك األسر داخل الغرف المعتمة والشوارع التي تضع صراخا من قهر الرجل المتعنت هناك في الجنوب وهنا في العاصمة، وفي

الذي ، ال خالص إذن إال بالسفر إلى أوروبا لكي تلحق بأخيها (صابرة)مكان تطأ أقدام كل ، وهذا ما تفعله في نهاية الفيلم.سبقها إلى هناك

اليكمن في هذا الموضوع الذي تناولته السينما العربية من قبل عد ة مرات، "السامة"جديد موضوعها الذي نشعر معه المخرجةبل يتبلور عبر الشكل أو القالب الفني الذي طرحت به

فتاة جنوبية صورة ذلك المستقبل الذي ينتظر كل ه سيرة ذاتية للمؤلفة، تنقل لنا عبرها وكأن جديد السامة في شكله ،د أبدا على هذا الواقع وتنجو منه بجلدهاره قدرها، لكن صابرة تتمر صو

يقاعه، حي 88إلى 82استغرق صنعه أكثر من ست سنوات، من وقد المخرجة ث تنجح الفني وا .في ترك بصمتها على خريطة السينما الجديدة الشابة في تونس ة مع المنتجبسبب مشاكل جم

أمام بنا إلى ظالم تلك الغرف في الجنوب كما في العاصمة ليضعنا مباشرة الفيلم يدلف هذا الجدار الذي يحجب عن األطفال عين الشمس، عين الحياة، يضعنا أمام جرحها الذي

لنعيد النظر والتأمل فيه مرة د إلى هذا الواقعه يستفزنا بإيقاعه حتى نعو مازال يدمي، بل إن ا هو سائد في مم على عكس المخرجة ث تفرض أخرى، وجديد "السامة" أيضا في لغته، حي

ة ل مر لغة أهل الجنوب على الحوار في الفيلم، فإذا بشخصياته تتحدث وألو -السينما التونسيةناجية بن و)لسينما التونسية "السامة" بلهجة مختلفة عن لهجات المناطق األخرى في أفالم ا

التي تخرجت في معهد السينما "النسا" ببلجيكا، عرض مؤخرا في 1949من مواليد (مبروك .1مهرجان القارات الثالث في نانت وداخل مسابقة، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة

نما التونسية بأيدي ثم ظهرت بعد ذلك أسماء كثيرة ومهمة ساهمت في قفزة نوعية للسيإلى األفالم القصيرة إلى اإلخراجالمساعدة في التربصات بالخارج، إلى فمن "، نسائية خالصة

.253حتى ص 251ينظر، صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، م س، ص -1

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

302

كلثوم بورناز، كهينة عطية، منيرة بحار، نادية الفاني، صوفيا الطويلة ظهرت أسماء مثل: ) بقوة فيما بعد. وغيرها من األسماء التي دخلت (، ومفيدة تالتلي1"فاطمة اسكندرانيفارشيو،

قد (مفيدة تالتلي)المخرجة والموضبة أن (عبد الكريم كابوس)الناقد التونسي اعتبرساهمت في بلورة ما أسماه الموجة العربية الجديدة باعتبارها أشرفت على توضيب أفالم كثيرة

محمود )و (الطيب الوحيشي))الجزائر(، (فاروق بلوفة)و (مرزاق علواش)لمخرجين من أمثال )المغرب(...قبل أن تخرج دبليزي فريدة))تونس(، (فريد بوغدير)و (وناصر لخمير()بن محمود

.2كبيرا ، الذي نجاحا4199ل "صمت القصور" فيلمها الروائي الطويل األو

كان أسوءها الهجمات في "، ت رقابية ووقعت اعتداءاتإجراءا لقد فرضت في تونسمتعصبون طريقهم عنوة ودخلوا صالة "أفريك آرت" السينمائية، حين شق 2011زيران/يونيوح

عنوانه"علمانية إنشاء (نادية الغاني)وألحقوا أضرارا بالملكيات كجزء من حملة مناهضة لفيلم ، ووجدت منتجة األفالم التونسية نفسها بعد ذلك، وهي التي Laicité inchallah"2011-اهلل

، فضال عن قضايا أخرى هدفا األخالقية الدينية المزدوجة تنتج أفالما تنتقد فيها المعايير .Meme pas mal""2012، وهو األمر الذي وثقته في فيلم آخر عنوانه"3"لهجمات إعالمية

، هو فيلم يحكي عن مجرم خيالي، و (كوثر بن هنية)للمخرجة 2012فيلم "شالط تونس"شفرة حالقة في شق الجوانب الخلفية وأدينالستخدامهتونس" يفترض أن أعتقل وهو "شالط

الالتي يرتدين سراويل ضيقة، المقابالت التي عرضها الفيلم حقيقية وكذلك بحث الفتياتلثياب ه هو في الواقع، لذلك ( إلى أن وجد شخصا يزعم أن الفيلم في شوارع تونس عن )الشالط منتج

المعاكس تماما بالمشاركة في بنائها، عوضا من تفكيك أسطورة الذكورة يسير الفيلم في االتجاه . 4طابعا مرحا على ثقافة الرجولة في تونس يضفيوبذلك

1 - Abdelkrim gabous, op. cit, p30-31-32. 2-Voir, Abdelkrim gabous, op. cit, p27.

.429إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية)تاريخها، مستقبلها، ودورها النهضوي(، م س، ص -3 .440ينظر، م ن، ص -4

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

303

موضوع التصوير ه في السجن، لكن يتضح أن المخرجة عن بطل الحومة الشجاع، تبحثسه يعتبر الكاميرا مصيبة، تعود المخرجة لتسأل شبان الحومة عن ر في محيط السجن وحاهن من نساء وال حاجة ه بطل ولديهم الحجج ضد الضحايا بما أن أن المجرم، يوضحون لها

"شالط تونس". في فيلمها الجريء (نيةكوثر بن ه)إلثباتات، هذا ما اكتشفته المخرجة التونسية

لقد كانت المخرجة الشابة شخصية رئيسية في الفيلم ذي الطابع الوثائقي، ويبدو أن ، لقد كانت تقتبس من عنف الشارع الذي سالمتها البدنية كانت في خطر في لحظات كثيرة

العاطفي، ولن اإلشباعيغري المخرجين، فالشباب التونسي غاضب من النساء، لم يتحقق له يتحقق له في هذه األيام التي يتقدم فيها سبعين شخصا لمنصب الرئيس في تونس، لقد حقق

، وهنا 2014وظهر في 2011اآلمال المعقودة عليه، فيلم كتب في " كل الفيلم "شالط تونسرها للواقع، فهي المخرجة ورغم تصو يظهر دور الزمن في نضج المشاريع السينمائية، لذلك فإن

يضاعف معانيها. ره خاما، فالل قطات مكثفة ومركبة مماصو تال

اية فخا ثم صار يتكشف على ، كانت البدلقد كشفت المخرجة أبعادا جديدة للموضوعمراحل حجم العنف الرهيب ضد النساء في المجتمع التونسي والمغرب طبعا، فشالط تونس كان

ا شالط المغرب فكان يركب دراجة هوائية في مدينة تيزنيت الجنوبية، وقد يركب دراجة نارية، أم يتطارد الشالط المغرب الشرطة ا ذكرت مواقع إلكترونية أن ، حينم2012حصل ذلك في سنة

الذي يستخدم سكينا، وقد تخصص في جرح مؤخرات الفتيات والنساء الصغيرات السن، يصبهن مدينة مثل هذا في مؤخرتهن بسرعة ويهرب، تعليقا على ذلك كتب أحدهم:"لو كان في كل

ا سهل للغاية، م آخر:"الحل وأضافالشخص ألصبحنا نرى شوارعنا خالية من المتبرجات"، شديد من انزعاجها تعبير عن على الفتيات إال ارتداء مالبس محتشمة"، للجريمة داللتين: إن

تزايد مكانة الجنس األنثوي المتبعثر بثقة في الفضاء العام، وتعبير أيضا عن الجوع الجنسي ع للمجرم المحروم، والذي ينتقم بالشماتة من الضحية، وقد خلد األذى في لحمها والل وم ال يق

عليه، بل يقع على النساء حسب العقلية السائدة، فهن قد خرجن من ضلع أعوجن وخرجن

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربي لثالفصل الثا

304

ه لوال علمانية الدولة الحديثة بكل ه مجال ذكوري حصري، أعتقد أن للشارع الذي يفترض أن .1، وال دخلت مدرسة في المنطقةعالتها وهي بنت االستعمار لما خرجت المرأة للشارع

، اإلنسانيمالمح الفيلم الذي تصنعه المرأة تتبلور في خطابه الفكري أبرزمكن القول أن ربما عندما تتاح لها فرصة عمل فيلم ما ال يميل أكثر إلى فالمرأة بحكم طبيعتها البيولوجية

اآلن في أفالمها "التعبير عن القضايا المرتبطة بحركة المرأة، وال تندفع مباشرة للصراخ والعويل عفالنضالية أو الكفاحية الزاعقة لقهر الواقعين عليها وتطالب بحريتها فاألفالم التفضح القمع وا

عليها الزمن وصارت صرعة قديمة، وظهر أن فيلم المرأة يكثف اآلن بأسلوب يتقرب من روح الشعر عن تناقضات ومشاكل المجتمع ويستبدل الكالم الزاعق ومكبرات الصوت في األفالم

، بين (جين كامبيون)النضالية بالهمس الرومانتيكي البديع، لكي يصالح كما في فيلم "البيانو" لقضات بين المأساة والملهاة في حياتنا، وربما لهذا السبب تهتم المرأة في أفالمها عد ة تنا

بالشكل أو القالب الفني الذي يصب فيه، كما أن اهتمامهابالمضمون أو المحتوى أكثر من ، عندما تضع أفالما 2"المرأة في أفالمها أقدر على التأثير فينا، نتيجة لهذه الحساسية البيولوجية

مشاكل المرأة ذاتها، مشاكل األمومة والطفل. تعالج

.111حتىص 107، ص2014، 1(، منشورات دار التوحيدي، ط2014-2009ينظر، محمد بنعزيز، سينما العالم في المهرجانات المغربية ) -1 .120هاشم، السينما العربية خارج الحدود، م س، صصالح -2

الفصل الرابع

قراءة في بعض النماذج

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

306

تمهيد:

ها ال تتضمن أنساقا منتظمة، غة السينمائية خاصة بمجموعة ثقافية واحدة، ألن الل ليست لسان )لغة لفظية(، باإلضافة إلى وجد مختلفة الواحد عن اآلخر، كما هي تلك الخاصة بكل

دون وسيط تشرعة "للواقع، سا من صور، هي إعادة إنتاج نة أساالسينمائية مكو غة ذلك الل (codage اعتباطية، وفي غياب البعد الثالث مع مستواها التشابهي، الل ) غة السينمائية تعرف

كمضاعفات للحقيقة، استنساخات ميكانيكية حقيقية الصلة بين الدال والمدلول للصورة البصرية -غة السينمائية تمتلك حسب )أمبارتو إيكوة، بواسطة التشابه، كذلك الل رة بقو والصوتية هي مبر Emberto Eco زة لشرعات(الصفات الممي-Codes التعرف، التي هي درجات من التشابه أو

، في هذا الصدد الصورة السينمائية تمتلك درجة عالية من األيقونة Iconicite-من األيقونةالتلفزيونية، السينما ليست إذن لغة بال شرعة، بل بالعكس هي لغة مهيكلة بعدد مقارنة بالصورة

، من بينها جزء فقط يمكن أن يكون سينمائيا محضا )=الشرعات الخاصة( 1"كبير من الشرعات بينما العديد من الشرعات األخرى ليست خاصة بالسينما )الشرعات العامة(.

زة التي تجعل أداة جميع الخواص والصفات الممي يره ئي في أبسط تعابالفيلم السينمايشغل ة الحركة المستقرة، الخواص والصفات وألزمها خاصي فئة فريدة من نوعها، وأولى هذه الفيلم

ة فالفيلم السينمائي حقا"صورة حركية" تيار متدفق دائم التعبير من الصور واألصوات يتألق جد ة قاهرة ال لة من الصور والصوت والحركة، تتملكها قو وحيوية من تلقاء نفسه توليفة رشيقة سلس

وتنشأ الخاصة الثانية السكون،الة الجمود والخمود و دى حتستكين لكي تنبض بوهج الحياة وتتفال، فالتفاعل المتزامن المستمر بين الصورة والصوت والحركة للفيلم السينمائي تلقائيا من األو

نوعة رائعة.على الشاشة يشيد إيقاعات مركبة مت

تتولد إيقاعات مرئية وسمعية متموجة واضحة بالحركات الطبيعية أو صوت األشياء على الشاشة بوقع الحوار باإليقاعات الطبيعية للكالم البشري، بتواتر التقطيعات التوليفية بطول

.17-16، صص 2006محمود ابراقن، التحليل السيميولوجي للفيلم، ترجمة: أحمد بن مرسلي، ديوان المطبوعات الجامعية، د.ط، -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

307

زة، متمي قطات المتفاوت بين التقطيعات وبالتسجيل الموسيقي، ووقع الحبكة أيضا له إيقاعات الل الفريد بالحياة النابضة في الفيلم، ويستفيد الفيلم السينمائي اإلحساسكل هذا يفيد في تكثيف

رها من الكلمة المنطوقة وقدرتها على رها: تحر من مرونة األداة وتحر استفادةأيضا أقصى يا فيما رها لنطير بأرواحنا عالالتخاطب مباشرة وطبيعيا وحسيا من خالل صور وأصوات، وتحر

ر وجهة نظرنا وفق ة زاوية ممتازة، وتغي يشبه سباحة فوق بساط سحري، وترينا الحدث من أي المشيئة، وقدرتها على معالجة الزمان والمكان ببراعة، ببسطهما أو ضغطهما كما يراد، ثم

.انتقال سريعة واضحة في الزمان والمكانرها لصنع مواضيع تحر

نمائي ينقلب على هذا القيد بخلق الفيلم السي اة ثنائية البعد، فإن في جوهره أد الفيلم مع أن الشاشة ليست سطحا مستويا بل نافذة نالحظ من خاللها بأن انطباعايهام بالعمق، إذ يخلق إ

ن لم توجد في مادة هذه السي عالما ثالثي البعد، تتواجد كل مات في الفيلم السينمائي بحق، وا ر وللمونتير، إلدماجها في بنائه، وبغير ذلك لن يعبر بالمخرج وللمصو الموضوع، فاألمر منوط

.1الفيلم الدرامية بكامل ما في األداة من إمكانية مناصرعن

عل نفس الخصائص تماما التي تجعل الفيلم أقوى جميع الفنون تأثيرا وواقعية تج إن الفيلم في حالته الطبيعية مستمر متواصل إذ ال يمكن ث أن ة صعبة، حي التحليل أيضا مهم

ن ة ال يغدو بعدها فيلم "حركة" ألتجميد سريانه في الزمان والمكان وحلما يتجسد الفيلم مر إلى االستجابة هتمامناه جال ولهذا السبب يجب علينا أن نوج الخاصية الفردية لألداة تولت،

امن بين الصورة والصوت والحركة على الشاشة، وتخلقبحساسية مرهفة للتفاعل المستمر ومتز مستغرقين بكليتنا يجب علينا أن نحاول بطريقة ما نظل تنا،هذه الضرورة أصعب جزء في مهم

ما من نا في نفس الوقت بدرجة عالية شيءتقريبا في التجربة الواقعية للفيلم مع احتفاظليه من صعوبة، فمن الممكن تنمية هذه المهارة، الموضوعية والتجرد النقدي، ورغم ما قد يبدو ع

نا أن نصبح بحق مثقفين سينمائيين.وعلينا أن نرعاها ونصقلها بوعي إذا شي

- ينظر، جوزيف.م.بوجز، فن الفرجة على األفالم، م س، صص1.77-76 -

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

308

( وأجهزة تشغيل versمسجالت الفيديو كاسيت )يمكن أن تكون االبتكارات الحديثة في كذلك "الفرد، دة عنأسطوانات الفيديو ذات قيمة عظمى في تنمية المهارات والعادات التحليلي

ما كان من المثالية لو أمكننا تخلق طبيعة المجال التكنيكية صعوبات في التحليل السينمائي، ورب جميعا أن نلم على األقل بشيء من الخبرة المحدودة في التصوير السينمائي وتوليف األفالم،

ث بحي لإلنتاجساسية ات األه كان ينبغي علينا أن نألف التقني وكما كان هذا مستحيال فإن غة التكنيكية أو الرطانة نا من الل قدرا معي نستطيع أن نتعرف عليها ونقدر فاعليتها، وبما أن

لنا أيضا أن المتداولة عند أهل المهنة ضروري لتحليل أي شكل فني ومناقشته بذكاء، فال بد ة في واجهتنا صعوبات جم غوية، ولئنالل مفرداتنانضيف عددا من المصطلحات التكنيكية إلى

لو وطدنا أنفسنا على محاوالتنا األولى للتحليل السينمائي فلن يعز علينا التقلب على أي منهاينبغي علينا أيضا أن ، و المتبصر قف السليمة الالزمة للتحليلتنمية العادات والمهارات والموا

بل في ناحية من النواحي يبدأ حقيقة ،1"الفيلم انتهاءثر إالتحليل السينمائي ال ينتهي نتذكر أن تحليل كامل. عندئذ وسوف يمكن استرجاع بعض أجزاء الفيلم في ذهن القارئ ضروريا ألي

صدار األحكام على خطاب فيلمي تختلف حسب أدوات استنباطمسألة إن المعاني، وا ممارسة في تعويد القراءة ودرجات التفاعل لدى المشاهد له قدر معين من الثقافة البصرية وال

ر، وخصوصا عندما نخرج من عوالم الل غة الل فظية العين على الغوص في قراءة ما بين الصو إلى عوالم الل غة البصرية، لها قواعدها األيقونية، تتضمن دالالت صغرى تتراوح بين ما هو

عموما مركب، ومتعد د المعاني وما هو جمالي خالص، وخال من المعنى بالمفهوم السائد، يمكن تقسيم المعنى لما هو مباشر وال يستدعي أي جهد للكشف عنه، معنى مجمع عليه، وال اختالف بشأنه التأويالت، ويبقى مشرعا ومتوقف على نسبة عالية من الذاتية، يتداخل فيها ما

ينة نا نكون آنئذ أمام محاولة إعادة بنية وتنظيم تجربة معوظرفي، وذاتي، إن اجتماعيهو ثقافي في إخراج مادة الفيلم ألقصديوفق أنماط متنوعة من التأويالت، ال نقصد بالتأويل ذلك الهدم

.14-13م س، صص -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

309

، ولكن نقصد ومضمونه مما هو خاص وخصوصا لهذا الفيلم، أو تلك المدرسة في اإلخراجمختلف العمليات التي تهدف إلى تقديم رؤى أوسع وأشمل في إطار ترابطات سياقية،

رات المخرج.نة في لغة الفيلم وتصو مضمومفاهيمية، تكون

د الذوات المشاهدة، قد ال تكون لهذه التأويالت قد خطرت بباله أصال، ولكن بقدر ما تتعد دة وال بقدر ما تتنوع أرضيات ونتائج المشاهدة، طرق التعبير عن الحب أو الغضب مثال متعد

األعمار، المخرج ال يمكنه رصد كل حصر لها، ودائما قد تختلف باختالف التقاليد والمناطق و واحدة يعتبرها هذه الطرق ما سوف ينتقي من بين كل التعابير ليبرهن عن حب البطل للبطلة، إن

هي األنسب واألجمل، فهو ال يطمح لوضع قيمة الحب كمفهوم إنساني أمام أعيننا، كما يراهن نا تمليه عليه أنساق تار شكال معي ه سوف يخإشهار مراد الغسيل على بيع مفهوم البياض، ولكن

تعبيرية من داخل الفيلم أو من خارجه، تجاربه الشخصية مثال، في موضعة هذه القيمة نة ذات من بين شفرات معي النتقاءوتحقيقها على الشاشة، وبالتالي فهو يمارس إستراتيجية

المشاهد، وينجذب نحوها وظائف متباينة، تقوده إلى تمثيل قيمة الحب طامعا أن تتمثلها مخيلة لقرائن ودالالت، نا قد نختلف فيما نسميه رائجا، وتبقى هذه الل فظة في حاجةوجدانه، وكما أن

ة تختلف من شخص آلخر، وباألحرى من شعب فطرق بناء حكاية عن اإلرهاب أو الحري وف تؤدي إلى نة في التعبير الفيلمي، سآلخر، وبالتالي فأنماط واختيار أساليب وتقنيات معي

.1تنويعات وظالل في نسج خيوط الفيلم، وحبك شكله النهائي

يء يتعين علينا أن نأخذه في اعتبارنا هو ل شفي عملية التحليل الفعلية، أو قبل أن نشرعو العقبات المتنوعة في سبيل التحليل الموضوعي وقصارى المتعة التي نخلقها نحن بأنفسنا خالل

طئة، وبواسطة مجموعة الظروف المعينة التي نشاهد الفيلم تحتها، إذ ينفعل أهوائنا وأفكارنا الخاهذه مع أن "بطريقة معقدة فريدة للقوى الداخلية والخارجية، التي تتعدى دائرة تحكم المخرج، كل

على الكيفية التي ها تستطيع أن تؤثر تأثيرا بالغ السلبيةالقوى تقع خارج نطاق الفيلم نفسه، فإن

.65-64ينظر، أشرف شتيوي، السينما بين الصناعة والثقافة، م س، صص -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

310

المشكالت إلى محاولة التغلب ي أن يدفعنا التنبه الواعي بهذهبها تجربة الفيلم، وينبغ نخوضوعند الدراسة وجهة النظر السينمائية ،1"عليها، أو على األقل تخليص أثرها إلى أدنى حد ممكن

شيء باألمور التالية: يهتم المخرج أوال وقبل كل

ن ترى الكاميرا الحدث؟من أي موقع، ومن خالل أي نوع من العيو -(1

أي أثر يطبعه موقع الكاميرا ووسائلها الخاصة لرؤية الحدث على نظرتنا للحدث؟-(2

بالتغيرات الحادثة في وجهة النظر؟ استجابتناكيف تتأثر -(3

وتوجد بصفة أساسية أربع وجهات نظر مختلفة تستخدم في السينما:

مراقب متفرج على الخط(وجهة النظر الموضوعية )الكاميرا بمثابة -أ(

وجهة النظر الذاتية )الكاميرا بمثابة مشارك في الحدث(.-ب(

وجهة النظر الذاتية غير المباشرة.-ت(

وجهة النظر التفسيرية للمخرج.-ث(

فيلم بدرجات متفاوتة اعتمادا وعموما يمكن تطبيق وجهات النظر األربع جميعا في كل .2على متطلبات الموقف الدرامي ورؤية المخرج اإلبداعية وأسلوبه في اإلخراج

هذا المنهج الذي نتبناه في نقد هذه المجموعة من األفالم هو منهج شامل ال نزعم أن لناقد إذا كان السينمائي يتعلم من خالل صنع األفالم، فا"ه كامل غير منقوص، بل نظيف أن

ر رؤيته ومنهجه من خالل عملية النقد نفسها، والمراجعة المستمرة أيضا يمكنه أن يتعلم ويطو ، وهذا ما نحاوله في هذه المجموعة من األفالم.3"التي يلزم نفسه بها ألفكاره ومنهجه

.209م س، ص جوزيف.م.بوجز، فن الفرجة على األفالم، -1 .103-102ينظر، م ن، صص -2 .14أمير العامري، اتجاهات السينما العربية، م س، ص -3

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

311

الجزائر: فيلم الخارجون عن القانون لرشيد بوشارب:-1

الملصقة

:ة للفيلمالبطاقة الفني -

Hors la loi-عنوان الفيلم: خارجون عن القانون-

.السيناريو: رشيد بوشارب-

.2010(: اإلنتاجسنة الصدور )-

.أستوديو طارق بن عمار في تونس-مكان التصوير: الجزائر-

Yannick kergoot-المونتاج: يانيككيرفووا-

Armand amar-الموسيقى: أرمون عمار-

.دقيقة 178مدة الفيلم: -

.الفيلم: روائي طويلنوع -

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

312

إنتاج مشترك )جزائري، فرنسي، بلجيكي، تونسي( :اإلنتاج- Production tessalit-لإلنتاجتساليت-

-Novak prod rtbftele belge, quinta communication seagletunisie, picturesItalie, kissfils canal+, fr2cinema, fr3cinema.

، وزارة 54نوفمبر 1نية وثورة ي للدراسات والبحث في الحركة الوطبمساهمة المركز الوطن - CNCالثقافة الجزائرية، تمويل المركز الوطني للسينما

studio canalالتوزيع: -

.إخراج: رشيد بوشارب-

بوذراع، صابرينا، سيفويكو، سمير الممثلون: جمال دبوز، رشيد زام، سامي بوعجيلة، شافية -قاسمي، برنار بلوكان، جيان بيير لوريت، أحمد بن عيسى، العربي زكال، مراد خان، عبد

القادر الساكتور.

: ملخص الفيلم-أ

نة من األب ، متكو 1925تدور أحداث الفيلم حول أسرة جزائرية في ريف الجزائر سنة )أحمد بن عيسى( واألم )شافية بوذراع( واإلخوة الثالث )سعيد)جمال دبوز(، وعبد القادر)سامي بوعجيلة(، ومسعود)رشدي زام(، أين صودرت أرضهم من طرف القايد، بتكليف من السلطات

ا ث تتواجد في مدينة سطيف، وبعد استقالل فرنس، تغادر األسرة في مشهد آخر حي االستعماريةمن ألمانيا، تقوم مظاهرة للجزائريين قصد طلب توفية الوعد الذي قطعته فرنسا الرامي إلى

ألف شهيد في أحداث 45، طلقات نار الضحايا أكثر من استقاللهاالجزائر بعد تحقيق استقالله إلى فرنسا بعد إلى السجن، ويأخذ سعيد أم (عبد القادر)، يغتال األب ويقتاد 1945ماي 8

من حرب الهند الصينية. (مسعود)عودة شمل العائلة سوف يلتئم ب ه بأن قتل القايد، ووعد أم أن

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

313

، ه إلى فرنسا ويعيشا في ظروف صعبةوأم (سعيد)من السجن، يسافر (عبد القادر)ج يخر (عبد القادر)من الحرب وقد فقد إحدى عينيه، ثم خروج (مسعود)يلتئم شمل العائلة بعد عودة

ر وانضمامه لجبهة التحرير الوطني في الخا رج، في حين من السجن بعد تشبعه بأفكار التحر ير سوية للتكفل بعائلته )تجارة نساء الليل(، يختلف اإلخوة حول قد اختار طريق غ (سعيد)

(مسعود)و(عبد القادر)يرى العيش في هذه الحياة يضمنه المال، في حين (سعيد)مسارهم، فقصد الكسب الحالل، "رونو"قاومة إلى آخر نفس من حياتهما، يشتغالن في مصنع الن الميفض

(.FLN-األفالن)ومنه يروجون ألفكار

( وتبدأ عمليات التصفيات والمطاردات مع البوليس MNAمع حزب) يصطدم اإلخوةة، تجنيد الجزائريين المهاجرين، ومساعدة اليسار الفرنسي جعل الجبهة تبدو قوي الفرنسي، يتم

، تتواصل الصدمات داخل األراضي الفرنسية ( الذي أصبح غنياالسعيد)خاصة بمساعدة ة أخرى حول بالموازاة مع ما يحدث في الجزائر قصد التحرير الوطني، تختلف اإلخوة مر

يالكم تلميذه في بطولة فرنسا في حين اإلخوة )مسعود وعبد ال يمانع أن (عيد)سمسارهم، فة أخرى التصفيات بين مناضلي الجزائرية، تتواصل مر ه البد من أن يالكم بالرايةون أن القادر( ير من ، وهنا يتحول اإلخوة إلى خارجون عن القانون، مطارديناالستعماريةوقوات األمن اآلفالن

في (عبد القادر)في اشتباك مسلح وبعده (مسعود)قتل يتم ين.كإرهابي الكولونيل )فايفر( .1ا بعد محاولة إلنقاذ إخوته وينتهي الفيلمالميترو مزامنة مع استقالل الجزائر، ويبقى سعيد حي

:تحليل الفيلم-ب

أن يروي نحو أربعين عاما من تاريخ النضال الجزائري المسلح منخالل (بوشارب)لقد أراد متابعة قصة أسرة جزائرية، يستعرض من خاللها المراحل المختلفة من نضال نشطاء جبهة

هذا الموضوع لم يتم التطرق إليه من التحرير الوطني على األراضي الفرنسية، على أساس أن ذاتها ممتازة، ويمكن أن تجد اهتماما بها في فرنسا، خاصة أن قبل في السينما، الفكرة في حد

1 - Voir, Dvd film, hors-la-loi.-

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

314

الفكرة والموضوع (بوشارب)، ولكن كيف عالج التوزيع األساسي للفيلم كان في السوق الفرنسية والشخصيات، هل وفق أم ال؟.

ه مقبل على مشاهدة فيلم من أفالم الجريمة، أن صقه السينمائي يتضح من عنوان الفيلم وملث يرتدي األبطال الثالثة )سامي بوعجيلة، رشاد زام، جمال دبوز( القبعات أثناء أطوار حي

الفيلم، حتى في األماكن التي يفترض أن ال ترتدي الشخصية القبعة )في المشاهد الداخلية ، لقد خفي (Action-األكشن)مثال(، كما تدور أيضا المعارك والمطاردات على طريقة أفالم

ها دائما رية، إن العالقة بين الفن السينمائي والصناعة الثقافية ليست فو يلم أن على صانعي الفث يختصر الفيلم نضال الجزائريين الثوريين في ، تتطلب تجربة البأس بها، حي في تتابع وتالحق

.1رهم في أجواء أفالم العصابات، كما لو كانوا يقومون بانتقام شخصيفرنسا، ويصو

نظر يجب أن يدرك بمعنى مخصص نوعا ما عندما يتعلق بالتصوير تعبير وجهة ال إن اختالفل ه يختلف كثيرا في داللته عن التعبير المستخدم بمعنى أدبي، أو السينمائي، ألن ه ال حاجة قط للثبات في وجهة النظر السينمائية، إذ لن يكون الثبات الحقيقي أساسي هو أن

لالتصالدا أشد التقييد فحسب، بل سوف يكون أيضا مقي لوجهة النظر ثقيال مضجرا في الفيلموالتماسك، وهكذا رغم االستمراريةها تكفل الفعال، والمهم بالنسبة لوجهة النظر في الفيلم هو أن

نا نحتاج فقط إلى أن ة من فرصة مواتية إلى أخرى فإن نا قد نكون نشطين تنطلق في حري أن رة المختلفة التي تعرض بها األشياء، حتى تبدو الفرص مواتية، المتغي نستجيب بالبديهة للوسائل

يس بالضرورة من الناحية المنطقية.مفهومة لنا من الناحية المرئية ول

يبدأ الفيلم سنة خمسة وعشرون تسعمائة وألف في إحدى قرى والية سطيف عند مجيء ، الهدف من تلك الزيارة )سي القايد(بفرقة من العسكر الفرنسيين يتقدمهم رئيس البلدة المدعى

االبن األوسط يراقب ، في هذه األثناء نشاهد )عبد القادر(مصادرة أرض يملكها مزارع جزائريللرحيل، بينما األم تأخذ حفنة من يتهيأالوضع في حالة من األلم مع إخوته، في حين األب

.45، م س، ص1ينظر، بغالية أحمد، مغالطة تاريخية بأيقون سينمائي، مجلة آفاق سينمائية، العدد -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

315

العربية والفرنسية، في داللة على على وقع الجنريكالمعنون"بخارج عن القانون" بالتراب وتبكي اتصالية نظام من العالقات.الفيلم مثله مثل أي وسيلة ا يدعو أن لغة الفيلم، مم ازدواجية

، اإلجاباتعلى هذا األساس سرعان ما تساءلت ما السيناريو الجيد؟ لقد بدأت أجد بعض النص، هذه األخيرة تعكس فما أن تقرأ السيناريو حتى تكتشف جودته من الصفحة األولى من

األسلوب وطريقة ترتيب الكلمات على الصفحة والحبكة والفيلم الدرامي وتقديم الشخصية الرئيسية، والفكرة الرئيسية والسيناريو والمشكلة التي حاول معالجتها، الحال ينطبق على الدقائق

ألف وبالضبط في مائة و التي تمضي وتمضي معها السنين إلى غاية عام خمسة وأربعون تسعالحضور على وقع الجنريك في العاصمة باريس، وبطريقة وثائقية، ذلك أن الثامن ماي

وركيزته وجودته األولى.مي هو مادة الفيلم، الفوتوغرافي األيقوني والتي

د مراجعه الشيئية ال هذا المحتوى المستحضر عبر تقنيات الفيلم على تعد في الحقيقة أن ، كما فعل المخرج والذي يعود في اليوم نفسه إلى ى مساحة الشريط الفيلمييكفي توزيعه عل

بيل في حلبة مجهزة في ساحة مدينة سطيف ليوم التظاهرات، الذي يستهل بمنازلة في الفن الن المتظاهرين المتواجدينم جزائري وآخر فرنسي، مستوطنون يطلقون النار على ، بين مالكشعبية

زت المكان تطلق النار على الجزائريين، الذين قاوموا ة بعدما عز حتى الشرطفي الطرقات، العائلة فقدت األب والبنات.جموع، المحصلة جثث مترامية الوضع، المنازلة توقفت، تفرق ال

لقد تعرف المشاهد على شخصية )سعيد( بعدما كبر )جمال دبوز(، ولكي نتعرف على يكون الربط بين نهاية وبداية المشهد، مثل مراكز الشخصيات البطلة األخرى في الفيلم يجب أن

غة التزحلق الواحد تحت اآلخر، يأخذ من سابقه ويواصل، وهكذا، وعليه نقرأ في الشاشة بالل األكبر للعائلة وقد صار جنديا في (االبنمسعودوتشاهد) huit ans plus tard"1"الفرنسية

الهند الصينية.نسي في اتجاهه إلى ية للجيش الفر القوات المظل

1-Dvd film, hors-la-loi, scéne, 13 : 54.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

316

في إحدى مقاهي تتواصل األحداث وبالضبط في عام أربعة وخمسون تسعمائة وألف( يتوجه إلى سعيد)مدينة سطيف، شاب جزائري يطلق النار على فرنسيين جالسين، في حين

(مسعود)أخاه ه بضرورة التوجه إلى فرنسا، مفندا لها أن ويقضي عليه، ثم يقنع أم )سي القايد(وفي باريس عام بعد خروجه من السجن باريس، بالموازاة (عبد القادر)حق بهما، وكذا سيلت

السجناء السياسيين في السجن مع (عبد القادر)سجن "سانتي" نشاهد خمسة وخمسون في ث دين األناشيد الوطنية، في لقطة من المخرج يقصد بها تكوين جمالي، حي الجزائريين، مرد

من المشهد السابق إلى هذا المشهد في تصميم وفقا لفكرة جيدة تنبع من سياق الفيلم، انتقلمن مشهد آلخر أو من وحدة فاالنتقالوترتبط عضويا بطرفي االنتقال، كما ترتبط بينهما،

لقطة ا على فكرة جمالية أو درامية تربط بين المضمون أو الشكل ل ألخرى ينبغي أن يكون مبني (Planفي ن) هاية المشهد بمضمون أو شكل لقطات المشهد التالي، سواء أكان ذلك بالتماثل كما

هو شأن هذا االنتقال أو بالتناقض.

، فيجعل بناؤه يعد التفكير في شكل االنتقال مطلبا أساسيا يؤثر على مستوى الفيلم ككل عدم ن إن ذلك فة يرفع من قيمة التقنية والتأثيرية، وعلى العكس ميبدو متماسكا، ومن ثم

ر، أو تبدو أجزاؤه بالتفكير في شكل االنتقال قد يجعل البناء يبدو غير مترابط ومتبعث االهتمامصوصة واحدا وراء اآلخر، وينبع التكوين الجمالي أو الدرامي لوسيلة االنتقال كما لو كانت مر

(بوشارب)من مبادئ أساسية يجب على المخرج أن يحسن التعامل معها، ولقد وقف المخرج في إثراء الفيلم بهذه االنتقاالت.إلى حد ما

عملية إعدام (ادرعبد الق)ث يشاهد يخبرنا المخرج عن بداية الحرب من داخل السجن، حي -بالمقصلة، وعليه يكون تأثيره شديدا، وبذلك نكون قد عرفنا بأبطال الفيلم الثالث، يعود

بعد ذلك إلى الهند الصينية وبالضبط في صيف خمسة وخمسون تسعمائة وألف، حين -المخرجنشاهد مسعود مع أصدقائه الجرحى بعد انتهاء الحرب وقد أصيب في بصره في مشهد قصير

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

317

هذه الشخصية هي الخيط الذي سيحرك أحداث الفيلم، وليس رة توحي أن ه ذو لغة معب ا، لكن د ج ها الشخصية البطلة.أن المفترض (عبد القادر)

ث أشار إلى ، حي غةالل هته( حول جان كوكتو)غة السينمائية يحضرنا قول إذا بحثنا في الل ذا انطلقنا بما غة المكتوبة، محل الل ما تأخذالفيلم هو كتابة بالصورة، فالصورة في السين أن وا

الصورة ه من المعلوم أن فإن Langagecinématographique-غة السينمائيةيسمى بالل ز بازدواج تكوينها للفعل يتمي ها المادة األولية الفيلمية، ألن تشكل األداة الرئيسية لها، بل أن

ة إعادة إنتاج الواقع، الذي يقدم إليها بدق على اط أوتوماتيكي قادر عميق فهي نتاج نش لمسار المرغوب فيه من طرف المخرج.د وموجه إلى افي الوقت نفسه نشاط محد موضوعية و

الجزائريون ث المهاجرونتتواصل أحداث الفيلم في ضواحي باريس في حي )نانتير( حي رة العيش، تقوم الوالدة بزيارة ووالدته يقاسون مرا (سعيد)من يتواجد كل القاطنون في األكواخ،

االبن األوسط في السجن، قصد مواساته والرفع من معنوياته، بالمقابل يتعلم (عبد القادر)ث بيجال"، حي "مهنة القوادة، بعدما تعرف على جزائري )عبد القادر الساكتور( في حي (سعيد)

جزائرية للمتاجرة بها في الدعارة.يقوم باستغالل

ه، لكن المال، الذي يعطي جزء منه ألم قد أصبح بحوزته (سعيد)بمرور ستة أشهر يكون يجند في السجن (عبد القادر)ها تعلم حقيقة عمله، وفي إيقاع لألحداث هذه األخيرة ترفض ألن من ة يخرج من السجن ويلتم شمل العائلة، يختلف كل ، وبعد مد الجبهةلخدمة الثورة تحت لواء

الشخصيات التقاء، في مشهد (سعيد)على المسار الفكري والعائلي مع (القادر ومسعودعبد ) شخصية. ر فعل كل اجاتهم، ومنه يتقر وتحديد ح اختالفهمالبطلة وانفعاالتهم من خالل

للسيارات مثلهم مثل ع رونومصنى عمل شريف في ( علالقادر ومسعود)عبد يحصل خوين مسيرة التجنيد بتحريضهم للعمال قصد االنضمام للعمل العديد من الجزائريين، يواصل األ

هذا التحريض المفاوضات مع العدو لن تحقق شيئا،السري لصالح الجبهة ضد المستعمر، ف

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

318

حزب ة الوطنية الجزائرية يكلف األخوين الضرب الجسدي من طرف أنصار حزب الحركها كانت تنافس جبهة التحرير، بل مصالي الحاج( الذي كان ينادي بضرورة التفاوض، ألن )

إلى القيادي (مسعود)بالقتل، يعود هذه األخير مع شقيقه (عبد القادر)يتعدى األمر إلى تهديد (.عبد القادرارتبك)ة بعدما يتولى المهم (مسعود)ويقيما عليه الحد كما أمرت الجبهة،

إال إذا ارتبط التحليل بالدوال ، ال يمكننا أن ننجز تحليال صارما ودقيقا شكالنيا لفيلم ما Signifiesليكون بالمقابل تحليل المدلوالت الفيلمية ) (Signifiants filmiquesالفيلمية )

filmiques ل أو المخرج نفسه، وعن عواطفه للشخص المحل اإلحساساإلنساني( كاشفا عنالوجودية على وجه الخاصة حيال الفيلم وكذا عن مواقفه السياسية ونزاعاته انفعاالتهوعن

نفسه تحت تأثير (مسعود)المحارب السابق، يجد (مسعود)الخصوص، فالمخرج يريد أن يورط يديولوجيةدافع الوطن ف خبرته في خدمة قضية يراها بالتأكيد عادلة، المخرج معا، أن يوظ وا

، وال (سعيد)ه لسلوكيات ه يعترض على رفض أم د، إن هذا التشد لكنه ال يبدو منسجما مع كل ال القوادة لتمويل النشاط الثوري.على أمو (عبد القادر)يمانع من الحصول هو و

ثالث شخصيات ينتقل فيما بينها لكي يجسد من خاللها دراما النضال (بوشارباختار)لقد الجزائري بفرنسا، المتطرف والوسطي، والمعتدل، أو باألحرى المناضل صاحب الفكر

)مسعود(، والقواد الذي يميل اإلنسانيةد )عبد القادر(، والمقاوم ذو النزعة المتشد اإليديولوجيه ر ألم ة يكر مر في كل (سعيد)إلى االندماج مع اآلخر، ورفض النضال المسلح )سعيد(، كان

ه يجد نفسه بإمكانه فعل ما يشاء وتحقيق ، ألن (عبد القادر)ه يرفض حياة الفقر ومنطق أخيه أن شخصية جافة في الفيلم، متزنة، عنيفة، فوالئه (عبد القادر)أحالمه في الثراء، في حين

ر القتل الجماعي، ، كما نجده يبر (سعيد)يجعله ال يمانع حتى عن قتل شقيقه اإليديولوجيظرة الجمهور األوروبي في د نهذا التكوين ستحد شخصية بد يرفض الحب، طبيعي أن متشد

السائد، وينظر اإلخباريةواإلعالمتراث األفالم التسجيلية والشرائط ع بكل الوقت الحالي، المشب العنف المفاوضات السلمية ال تجدي نفعا وبأن ر بوضوح أن إليه كصورة نمطية "إرهابي" يقر

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

319

ب الحركة الوطنية في إطار شنقا على منافسه السياسي في حز باإلعدامهو الحل بل ويحكم من الجزائريين العاملين في فرنسا.الصراع بين الحزبين على جمع األموال

ليس من لدننا، بل هو ما تشي به قراءة تكوين (عبد القادر)هذا التحليل لشخصية إن في سلوكياتها وسيكولوجياتها، بغض النظر عن حسب عرضها في الفيلم، الشخصية دراميا

نه ينتمي إلى حزب يستخدم النضال الثوري، فالنظرة السائدة اليوم في المجتمع الغربي نظرة كو مغايرة، في حين نعتبره نحن مناضال كان يخدم القضية الجزائرية العادلة، منطلقا من قناعات

فالمهم ليس ما تقوله عن نفسك، بل المهم كيف يراك اآلخرون يراه اآلخر إرهابي، إيديولوجية، السينما عالما بصورتها، ونحن نتذكر ما بين بداية القرن ن خالل ما يعرض عليهم، ذلك أن م

العشرين ونهاية سنوات األربعينيات، كيف خلقت السينما األمريكية الحديثة الواليات الكبرى األقطار، كذلك نتذكر ومنذ نهاية ث صارت قبلة لتكتل المهاجرين ومن كل المصنعة، حي

السينمائية. العالم بالصورة لت السينما األمريكية كل المية الثانية كيف شك الحرب الع

ث جاء من الجزائر ه خارج عن القانون االجتماعي، حي وكأن (عبد القادر)في الفيلم يبدو ث االستعمار المباشر، وهي نقطة تحسب على إلى فرنسا ولم يمارس العنف في الجزائر، حي

له إلى نوع بالفيلم ويحو الفيلم"خارج عن القانون" يوحي بذلك، فهو يضر عنوان الفيلم، كما أن الشخصية البطلة )عبد القادر( يموت في النهاية وال يعيش كي يرى بالده ، كما أن اإلدانةمن ذلك من شأنه أن يغالط ه نموذج خاطئ، كل ، كما كان يحلم في أشارة واضحة على أن رتتحر

اإلرهابالتي تتعاطى -(عبد القادر)-الشخصية الثورية الرأي العام حول تاريخ الجزائر، إن الثوري وتخلص لقضية الثورة حتى النهاية، وتثير وجدان الجزائريين بالشعارات والهتافات التي

تة في النهاية.هي شخصية سلبية مي د في الفيلم،تترد

انية في السياق العام للفيلم هو كثر منطقية وقبول، بل وأكثر إنسوحيد األال يبدو أن وليس الثوري الرافض للنضال المسلح ولفكرة عتنق المنطق النفعي صاحب الكابريه م( سعيد)

وكسب المال الذي يبنى ويؤسس في المهجر ر عن طريق العمل الحر الثورة الداعي إلى التحر

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

320

ل لذي يصنع أيضا بطال من أبطال المستقبل الجزائري الذي سيكون أو كيانا يمكن أن يستمر، وامالكم يرفع علم الجزائر، كما يقول حرفيا في الفيلم، وهو الذي يساعد بالمال األشقاء والجبهة،

دماج.إلى االن دعاه ، ألن في نهاية الفيلموبطل المستقبل وهو الوحيد الذي ال يموت

يهدي (سعيد)، التي تربت في أحضان والدته، (زهرة)من (دمسعو )يتواصل الفيلم ويتزوج ث االحتفال في األكواخ تداهم الشرطة المكان، هذه الفرصة أخاه بعض المال ليلة العرس، وحي

بتجنيد أكبر عدد في صفوف الجبهة، ولو على حساب عرس أخيه، أثناء (عبد القادر)تسمح ل، بالموازاة الجبهة تفرض على الشاب الذي سيصبح بطال في المستقبل (سعيد)المداهمة يعثر

تجمع في سنة سبعة وخمسون ين في فرنسا ضرائب لتمويل الثورة، على الجزائريين العاملتبرعات من قبل الجزائريين المقيمين في فرنسا لصالح الجبهة بمساعدة أعضاء من الحزب

نشاهد رجل ه، ثموأم (سعيد)للتقريب بين (عودمس)، كما نشاهد محاولة ي الفرنسيالشيوع في مشهد بشع. (مسعود)ء عليه من طرف القضا الجبهة يتم اشتراكاتجزائري )عمر( يختلس

بقدر ما اختراقاالخطاب السينمائي هو آلة الكاميرا واستعمالها، وعليه فالسينما ليست إن مكان للصورة التي تظهر على الشاشة في أي ما تنطوي دائما شروطا ر معقد، إن هي حالة تطو

ر طريقة الخنق دون شفقة، أو ، الذي صو (بوشارب)وزمان، هذه الصورة لم تحترم من طرف ه أراد د االستماع لتبريراته وتوسالت أسرته، ذنب )عمر( أن رحمة، أو محاكمة، أو حتى مجر

من تلك الشخصيات ويؤمن فقط ر المتلقي ينفر شراء ثالجة ألسرته، أال تجعل هذه الصو .ة للثورة الجزائرية؟بشخصية القواد؟ وأال تعد هذه إساءة فكرية وفني

، وحوار مالئمين يعد عمال صعبا نقل الحدث التاريخي عبر السينما في إطار سيناريو إن إذ يتطلب ذلك مراجعة الكثير من المصادر والمراجع التي تناولت الحدث للوقوف على الحقيقة قدر المستطاع قبل أن يجازف صانعوا الفيلم بتقديم صورة مشبوهة أو غير دقيقة لحدث قامت عليه في الغالب مفاهيم ومعتقدات راسخة، فالفيلم الناجح هو ذلك المتوفر على التفاصيل الدقيقة

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

321

األمر للموضوع المعالج عبر الصورة، أو على والجزئيات البسيطة لمحاكاة الواقع سواء تعلق .المشاهدستوى الصورة في حد ذاتها، وما تتركه من أثر نفسي على م

توغرافي الذي أخذ رهينة بين الميدان السينما"نفض الغبار على يحاول هواة السينما هم يطمحون ربط العالقة القديمة بين الدول فإن االتصاالتوأزمة واالقتصاديةالظروف السياسية

الثقافات، ويجب إزالة الغبار الذي تراكم مع مرور الزمن على جمعت بين الشعوب وقربت بين ، والتي 1"الكتب وأشرطة األفالم حتى نسمح لهذه الثورة الثقافية الضخمة باالنبعاث من جديد

، فالعمل السينمائي أفضل مادة مؤثرة اليوم تعتبر مرآة التاريخ وحارس حقيقي لذاكرتنا الجماعية إذا كان هذا العمل مبني على أسس درامية متينة. في الذاكرة الجماعية، خاصة

يمكن للعمل السينماتوغرافي أن يساهم في نفض الغبار على مرآة التاريخ الحديث فمصادر شرب سوء التفاهم تبدو غير منصبة، كيف في هذه الظروف يمكننا الحديث عن

حوار هادئ ال يمكن صده تعدد الحواجز في وجه تقارب سينما الجوار بين الدول المغاربية، إن فقط بواسطة براءة إرادة الرجال والنساء ذوي إرادة حسنة، يجب أن تأخذ اإلرادة الحسنة قوتها

في زمام األمور الثقافية والفكرية وأيضا السياسة االقتصادية اإلبداعية من التحكم الفعلي ا، اإلشكالية معروفة جد رهانات هذه واالجتماعية إذا أرادت تحقيق نتائج حسن الضمير، إن

وسائل التبادالت الثقافية والتقنية الدول وتعبئة كل واآلن يتعلق األمر بتنظيم األنفس في كل بهدف إعادة بناء مواطنة جديدة، يتعلق األمر في الحقيقة بإعادة ربط العالقات القديمة لكي

من غير المجدي قي، إن نبني الضرورات المعاصرة لدول مغاربية جديدة كتراث مشترك حقيرفية بعض المبادالت الظ ر أن انتظار نتائج ملموسة في بضع سنين، ومن الوهم أيضا أن تتصو

الرهان يكون على المدى الطويل دة، إن يمكن لها وحدها االستجابة لمتطلبات وحاجيات متعد .2ب عديدةويتطلب الوقت والمال والمواظبة، وخاصة عمل متجانس يأتي على إثر تجار

.16-15محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، صص -1 .23-22ينظر، م ن، صص -2

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

322

التاريخية، األهمية ذي الفيلم وتقييم تحليل هي خطيرة أخرى مشكلة الحديث المتفرج تواجه

االبتكارات بسبب بعرضه الترخيص بعد يتوالى فيما شأنه جليل يثبت الذي األفالم من النمط هذا"

التي التوقعات بنفس تناوله يجب ال السينمائي األسلوب أو التكنيك في يدخلها التي دةالمتجد

الناحية من مؤثر التاريخية ةاألهمي ذو الفيلم يكون ال كثيرة حاالت وفي الحديث، الفيلم إزاء تخالنا

بطريقة تقييمه يتم وأن يرى أن ينبغي الفيلم هذا مثل ،مباشرة حسية كتجربة وال لجمالية،ا

يجب الصحيح ورهمنظ في الفيلم هذا نضع ولكي التاريخي، محيطه ضوء في اجد متخصصة

أنتجت التي األفالم نعتاد أن يجب لهماأو األقل: على مختلفتين نظر وجهي من ندرسه أن علينا

نكون سوف الطريقة وبهذه قبله، أنجز لما بالنسبة رؤيته نستطيع حتى معاينته رالمقر الفيلم قبل

ةأهمي وفهم ،1"السينمائي يكوالتكن أسلوب في الفيلم أدخلها التي االبتكارات استيعاب على قادرين الحديث الفيلم ضوء في نتفحصه أن علينا يجب وثانيتها السينمائي المجال تطوير في الفيلم إسهام

المعاصرون. الفيلم صناع وتمثلها استوعبها االبتكارات تلك من اأي دنحد لكي

ه، يشتد األمر اإلفراج عنتتواصل أحداث الفيلم باختطاف الكولونيل)فايفر( وتهديده ثم بالقتل إن لم يلغي المنازلة التي سيلعبها (سعيد)ل (عبد القادر)سوءا في العائلة بعد تهديد

في األكواخ، ومقتل الكثير في وانفجاراتالمالكم الجزائري باسم فرنسا، تصفيات بالرصاص عبد )محاولة )فايفر( على إثر تشكيله لمنظمة اليد الحمراء، وقد راح ضحيتها صديقة الثورة و

ا ينجوان، أم (عبد القادر وسعيد)الشقراء )إالن(، بالمقابل الثوار يهاجمون قافلة للشرطة، (القادرت سلسلة من المشاهد تربطها فكرة ، وفي لقطات متتابعة ذاويموتفيصاب برصاصة (مسعود)

بين ثالث شخصيات رئيسية.واحدة لها بداية ووسط ونهاية، هي نهاية شخصية بطلة من

في هذا التتابع هو أسلوب أفالم (رشيد بوشارباستخدمه)الذي اإلخراجأسلوب إن مع ،أفالم الغرب األمريكياألمريكية تحديدا، وتارة أخرى أسلوب -Gangsters-العصابات

ون تحليل، وفي مزيج من أسلوب الفيلم الوثائقي السياسي الذي يستخدم الوثيقة أحيانا، ولكن بد

.298جوزيف.م.بوجز، فن الفرجة على األفالم، م س، ص -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

323

د خلفية للحدث، أجدى بالمخرج أن يصوب االهتمام نحو أو يكتفي بجعلها مجر سياق يشوهها .دوال الفيلم بأشكالها وموادها قبل مدلوالته، ضمانا ألصالة الطرح ووفاءا لهوية االختصاص

من الحضور المرجعي في بنية الفيلم إفساح لمجال الحضور التقني السينمائي، اإلذاللإذ الطابع الغالب على الفيلم هو طابع أفالم العصابات، وهو أسلوب مقصود تماما وليس من إن

الممكن أن يتبنى مخرج هذا األسلوب في التعامل مع شخصيات فيلمه وأحداثه إال إذا أراد أن ويشوهها ويحرفها عن الصورة التقليدية عن البطولة والثوار، بل ويجعل من أبطاله معادال يدينها

، يتحركون بطريقتهم ويتصرفون مثلهم، بهذا ةواإليطاليبصريا دراميا لرجال المافيا األمريكية ه أمر في متناول المشاهد، ذلك أن ز بين السينما والخطاب السينمائي، إن الشكل يمكن أن نمي

د ات ال تلبث أن تجد السينما نظام ال زمن له، أو هي حقل من األنظمة تؤثثه ترسانة من التقني ما هو محفوظا والفيلم السينمائي خطاب آني، لغة منجزة عبر كالم فردي أو واقعة كالمية، إن

رهين سياق ثقافي جمالي إيديولوجي.أي قول رهين بمتكلم واحد هو المخرج، و

زها ويجعلها لغة خاصة، فهي كيفية تعبير الشريط السينمائي ما لها ما يمي لغة السين ن إلغة الفيلم السينمائي ة فإن القصة، وكيفية نقل الفكرة أو المضمون إلى المشاهد، ومن ثم عن

غة السينمائية بقيمتها ة هذا النقل، ولذلك ال يجب الحكم على الل تعني الوسائل التي تتولى مهم غة السينمائية هدفا حدها، ولكن بقدر خدمتها التي تعود على القصة، فليست الل الجمالية و ن غة السينمائية الذي يتعاون بشكل ما القصة هي الهدف المطلق، وال يعد استخدام الل مطلقا، وا

ا طريقة ممكنة خاصة إذفاألفضل من ذلك الذي يعرض المضمونب، االفظلمع وسائل الفيلم فني القصة بأحداث تاريخية.ما تعلقت

ة تتواصل أحداث الفيلم الذي قرب على نهايته بالموازاة مع زيارة )ديغول( للجزائر بتقني السينما فن المدة، فهي تبنى على فه المخرج في النهاية، ذلك أن الفيلم الوثائقي، الذي أخذ يوظ شيء، فهو يختار عرض كل حركة، ومن خاللها يمكن للفيلم أن ي الزمن، والزمن هو قاعدة كل

ل الوقت الحقيقي ، ويحو ث يمكن للحركة المؤفلمة من التحرك في الفضاءفظات المكثفة، حي الل

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

324

هدفي السينما الزمن الحقيقي، فهو يحد يشكل الزمنإلى زمن خاص، هو الزمن السينمائي، فركة في دقائق أو كما يمكن أن يقلصه بفضل تقنية معالجة عن طريق المشاهد، فقد يلخص الح

وعن طريق الفالش باك ارتداديةثوان معدودة، ويبرز المخرج زمن الحركة في السينما بلقطات (Flash backسرد ال ).حوادث والتعبير عنها

طويال وتوافد على انتظرهاوتلغى المنازلة التي (سعيد)بعد هذه األحداث يرضخ ث كان يهرب األخوين ويركبان الميترو، حي مشاهدتها حشد كبير، وعند هجوم الشرطة على الم

الهتافات "تحيا الجزائر"، يتواجد األخوين وسط الجمع المتظاهرين الذين لبوا النداء الجبهة، قصد الرأي العام العالمي، وعند نزول األخوين تطلق الشرطة الرصاص، ومن بين القتلى انتباهلفت

يفر( في الميترو الموالي، يقف على الجثة، )عبد القادر(، بعد لحظات يصل الكولونيل )فا رجاعية لمظاهر الفرحة باالستقالل.، ثم لقطات تسجيلية إست1"انتصرت"ويقول لقد

هذا الفيلم في المحطة األخيرة يشوه نضال الشعب الجزائري، ويجعله مجرد صراع إن يتغذى منهما فيلم بارزين، اثنينز بين محورين نمي تين، لقد صار بوسعنا أنطويل بين عصاب

قطات ة السرد )الل ز بينهما لوال ني ، وما كان أن نمي (رشيد بوشارب)"خارج عن القانون" لالتي قصدها المخرج، اإلخراجيةالوثائقية( التي جاء عليها خطاب الفيلم، ولوال شكالنية الرؤية

السينمائي والمحور السينمائي النسقي الفني، ولم نجد -جهاذان المحوران هما: المحور خار إن .وتحسس الفارق بينهما في بنية الخط السينمائي للفيلم استكشافهماعناد في

اإلخراجيةالسردية واآلليات -غويةموضوع الفيلم هو الخطاب السينمائي وخطاطته الل إن المتلقي )المطلع( فيحفظهاالقصة ا خطاطةوالبنيوية التي أسهمت في تحسين هذه الخطاطة، أم

ألكسندر "في كتب التاريخ، كان بإمكان المخرج أن يكون مثل ما قال محفوظةها سلفا، ألن فالمخرج فيه من الروائي، وفيه من الموسيقي، وكذلك يستطيع " Alexandre astruc-آستريك

ذا كان ذلك الموضوع تاريخي، كان أحرى ريست، وال يحيد عن الموضوع خاصة إأن يكون سينا

1 -Dvd film, hors-la-loi, scéne, 02 :05 :56.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

325

توجب عليهما أن يجعالها متوافقة مع لغة بالمخرج ومن قبله كاتب السيناريو أن يتبنى مفرداتل ذلك تخيل بعض الوقائع من أجل الترابط السيناريو المعاصرة، لتصل إلى المتلقي دون أن يحو ة نظر أو رأي الكاتب والمخرج التي تنحاز الالزم للسيناريو، لم تستكمل عناصر السيناريو بوجه

في الغالب إلى الجهة ما من جهات الحدث التاريخي، في األخير وجب علينا أن نتساءل )عن ، هل هو مجرد خروج عن نسق األفالم الثورية (لرشيد بوشارب)فيلم خارج عن القانون(

.1المعتادة، أم مغالطة تاريخية بأيقون سينمائي

:)خارج عن القانون( إتجاهات فيلم-ج

ر فيلم "خارج عن القانون" بمسحة سياسية تاريخية حقبة من تاريخ الجزائر الحديث صو يتموضع بين مجموعة من األفالم القليلة التي "ان االستعمار الفرنسي، إذ بصراعاتها السياسية إب

إلى سنة 1925من سنةتطرقت في السنوات األخيرة للثورة الجزائرية، تمتد أحداث الفيلم زمنيا ث ضغط الزمن التاريخي في ، ومكانيا بين الجزائر وفرنسا والهند الصينية وألمانيا، حي 1962

دقيقة، بعدما كان في الزمن التاريخي 15الزمن الدرامي أو الفني، فجاء الفيلم في ساعتين وه األحداث ، فالزمن الدرامي هو الزمن الحقيقي المضغوط الذي تستغرق2"سنة 37حوالي ية المطلقة في التعامل مع الزمن.المخرج له الحر رة عند تحويلها إلى فيلم، ألن المصو

الفريق بين مواقع انتقل، واستمر خمسة أشهر، 2009بدأ التصوير في نهاية يوليوالتصوير في باريس، الجزائر، تونس، شارلروا، وبروكسل البلجيكية والواليات المتحدة، مع

، (بوشارب)ن المشاهد في مقر األمم المتحدة، هو فيلم درامي جزائري من إخراج مجموعة م، ويركز على ثالثة 1962و 1945، وتدور أحداث القصة بين ل "إنديجان"تابع لفيلمه األو وهو

بسطيف، كما 1945ماي 8إخوة جزائريين يعيشون في فرنسا، بعد أن نجوا من تبعات مجازر الحركى وصراع األفالن والمصليين.فرنسا، ويطرح قضيةيروي نضال الجبهة في

.49حتى ص 46، م س، ص1سينمائي، مجلة آفاق سينمائية، العددينظر، بغالية أحمد، مغالطة تاريخية بأيقون -1آفاق منصور كريمة، اقتراب موضوعاتي في السينما السياسية خالل األلفية الثالثة بالجزائر"الخارجون عن القانون لرشيد بوشارب أنموذجا"،مجلة -2

.20، م س، ص1سينمائية، العدد

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

326

تعرض الفيلم لدى نزوله لحملة واسعة من طرف اليمين الفرنسي خاصة، والذي شن حملة واسعة عليه في بعض الصحف الفرنسية، ونزلت بعض القوى اليمينية إلى الشارع اضطهادية

رفضا لمحتواه التاريخي، أمام صالة عرض مهرجان "كان" في مظاهرات ضد عرض الفيلمواعتبروه مهينا لفرنسا، تنافس هذا الفيلم على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي

لمهرجان دمشق 18، نال الجائزة الذهبية لفئة األفالم العربية في الدورة 2010شهر ماي سنة، 2011فيلم أجنبي عام فضلألالسينمائي الدولي، تمثيل الجزائر والترشح لجائزة األوسكار

.1النقاد بمثابة فيلم عالمي بجميع المقاييس اعتبره

عن ذلك ينفرد الفيلم في كونه وفضال، أثناءهايتناول هذا الفيلم مرحلة ما قبل الثورة و دقائق تشمئز له األنفس 8خالل مشهد مثير مدته 1945ماي 8ر مذابح ل الذي صو األو "

، التي أثارت ردود أفعال عنيفة وجدال حاد لدى بعض الجهات واألوساط 2"نظرا لواقعيته العالية .2010السياسية والعسكرية الفرنسية لدى عرضه في مهرجان "كان" سنة

المشترك بين فرنسا، بلجيكا وتونس والمغرب والجزائر ردود أفعال كثيرة اإلنتاجأثار هذا ، ويرجع ذلك في تصوير الفيلم 2010نةوعنيفة أحيان لدى عرضه في مهرجان "كان" الدولي س

الجيش الفرنسي في حق مواطني سطيف، قالمة ارتكبهاالشنيعة التي 1945ماي 8مذابح الحلفاء على انتصارالبالد غداة باستقاللمطالبة وخراطة، الذين خرجوا في مسيرة سلمية

ة هذا الفيلم الرائع الذي أنجزه المخرج الفرنسي ذو األصل الجزائري ألمانيا النازية، وتكمن أهمي ل والوحيد لحد اآلن الذي تجرأ لتصوير تلك المجازر التي راح في كونه األو (رشيد بوشارب)

جزائري، والتي شكلت السبب الرئيسي والجوهري الذي فجر الثورة 45000ضحيتها حوالي تلك االعتداءات التي وفظاعةائق لخص الفيلم بشاعة دق 8المسلحة، ففي مشهد مثير مدته

.3شنتها قوات االستعمار ضد مواطنين أبرياء

.127-126، م س، صص2012-1957في السينما الجزائرية ينظر، مراد وزناجي، الثورة التحريرية -1 .57عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، ص -2 .34، صنينظر، م -3

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

327

8هذا ما أضاف على الفيلم أصالة عالية تجعل منه الشهادة السينمائية الوحيدة ألحداث فيلم خارج عن القانون" ال يقتصر على هذه الخاصية الوحيدة، بل ينفرد ، إال أن 1945ماي يشكل خالل كونه إحدى األفالم القالئل التي تناولت موضوعا حساسا وشائكا، وظ ل"في أيضا

سنوات طويلة إحدى طابوهات الثورة التحريرية، إال وهو الصراعات التي كانت قائمة أثناء حرب ( لدى MNAالتحرير بين عناصر جبهة التحرير الوطني وعناصر الحركة الوطنية الجزائرية)

، وبعض المدن الفرنسية الكبرى، التي شكلت ما يعرف 1"تربة المقيمة بباريسالجالية المغ بمناضلي "فيدرالية فرنسا".

رصيدا -من الصراع األيديولوجي القائم في عصره يتجزأر الفيلم الذي يعد جزءا ال يصو تاريخيا لحركة المقاومة التي تجسد في زمن بعيد هو الحراك السياسي والنضالي لجبهة التحرير

( بفرنسا، وتسليط الضوء على ممارسات مناضليها التي تبدو للعيان ممارسات FLNالوطني )لفرنسية وصراعها بالحركة الوطنية الترهيب، فيحاكي كوابيس تواجد الجبهة باألراضي ا

االستقالل من خالل صناديق االقتراع، عكس استرجاعالجزائرية، التي كانت تؤمن بخيار -مةو الجبهة التي كانت تؤمن بضرورة المقاومة، هذه الكواليس التي أعطت صورة أخرى للمقا

ة ذلك: القتل شنقا عكس الصورة التي عهدناها، ومن أمثل-المجسدة في جبهة التحرير الوطنيعلى يد أفالني، الحركة الوطنية الجزائرية المسمى )سنجاق(ث يقتل مناضل كعقاب، حي

وأيضا جمع األموال من مصادر غير شريفة)حانة األخ االنتهازي، سلوكياته المشبوهة، ريء، هذه الحقائق لم تكن لتكتشفها للعيان إال كاميرا مخرج ج واستغالله لبنات الهوى(، ولعل

ر كهذه قد تشوه نظرة الجزائري، أو أي شخص آخر إلى الثورة التحريرية ومناضليها، إذ فصو .يختلط األمر على المتلقي في تصنيف الضحية وتصنيف الجالد

محاكمة ، هل أراد كشف تلك الحقائق من خالل فيلمه السينمائي (بوشارب)هل تعمد ه مجرد سرد للتاريخ؟ من خالل قصة قائق؟ أم أن الثورة ضد االستعمار من خالل كشف تلك الح

.58م س، ص -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

328

ر ماي، وانتقلوا إلى فرنسا رفقة والدتهم، يصو 8مصير ثالثة إخوة غادروا الجزائر بعد أحداث ببلد المستعمر، يوضح الدور اإلقامةالفيلم معاناة الجالية الجزائرية التي اختارت لسبب أو آلخر

ورة سواء بنضالها السياسي الدؤوب والمكثف، أو بمشاركتها الذي لعبته أثناء سنوات الث الالفع ه الفيلم أيضا بدور أولئك المواطنين الفرنسيين الذين ساندوا المباشرة في المقاومة المسلحة، وينو

ث "حملة الحقائب"، حي باسمالقضية الجزائرية، وتعاطفوا مع جبهة التحرير الوطني، والذين عرفوا .الذي قاده عناصر الجالية المغتربة بفرنسا النضالأنهم ساهموا ماليا وماديا في

رت خاللها جبهة ة لتلك السنوات العجاف التي قر ارج عن القانون" شهادة قوي يعتبر فيلم "خالتحرير الوطني تصدير الكفاح إلى العاصمة الفرنسية قصد ترويج القضية الجزائرية على

، وتتجلى تلك الواقعية في تصوير ذلك النضال المرير بمزاياه، وكذا سلبياته من المستوى الدوليخالل تصفيات الحسابات بين المناضلين الجزائريين والشرطة الفرنسية من جهة والصراعات الدامية التي كانت قائمة بين مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني وزمالئهم التابعين للحركة

ون أي زيف أو مغالطة.ك من دالوطنية، وذل

يركز الفيلم على دور األم الحنون التي ترمز بشكل مجازي إلى الجزائر من خالل الدور ي الذي يذكرنا في هذا في هذا الفيلم القو (شافية بوذراع)المباشر والرائع الذي أدته الممثلة

رى الدور الكبير "ريح األوراس" التي تناولت هي األخ (محمد األخضر حامينا)الصدد برائعة بصدد الحديث عن نضال فيدرالية اإلشارةالذي لعبته األمهات أثناء الثورة المجيدة، وتجدر

ث يعود إنتاجه كان مخرجه سباق في تناول هذا الموضوع الحساس، بحي فرنسا إلى فيلم آخراخلية التي الحديث عن الصراعات الد ه لم يوزع في بالدنا آنذاك، ألن ، إال أن 1983إلى سنة

ه فيلم زت كفاح فيدرالية فرنسا كان يشكل طابوها، لم تتجرأ السينما الوطنية معالجته، إن مي ، ويتقاسم البطولة فيه كل (عكاشة تويتة)" للمخرج المغترب Les sacrifiers-"المضحى بهم

.1(سيد علي كويرات، ميلود خطيب، والمطرب جمال عالم)من

.58ينظر، عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، م س، ص -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

329

غير مكتفية بعرض المعارك والحروب، "ور العصر، للثورة من منظأرخت سينما األلفية بل تناولتها من وجهة نظر سياسية، مبرزة الصراعات التي كانت قائمة داخل البيت الجزائري،

ف ، بال ريب قد وظ 1"فيلمالجبهة التحرير الوطني، تجسد ذلك في ( و مصالي الحاج)بين جماعة مع التاريخ، وبما أن مائي وأظهر حدود التعامل الفني المخرج وقائع تاريخية في عمل سين

حال رقصة باليه نسقت خطواتها مقدما، فأجدر بنا أن نضع في طريقه أكبر التاريخ ليس بأي ر على الطبيعة، على الواقع التاريخي طبعا، ألن نا نصو عدد من الكاميرات حتى نتأكد من أن

من وظائف السينما إعادة تصوير التاريخ فنيا بأقصى ما يمكن بأمانة، لكن يدخل هنا وعي هذه الرؤية الفكرية في أفالمه.الفكرية، ومدى حضور بمنطلقاتالمخرج

مسيرة نضال الشعب الجزائري باحترافية اختصرقد (رشيد بوشارب)بأن اإلقرارينبغي بالغا للصورة في فلسفتها اهتماماأعطى "ث خراجية مبدعة، حي ة عالية، وبرؤية إسينمائية وفني

، كما رافق ذلك والديكور والمالبس لخلق أجواء تلك الحقبة، وخصوصا خالل مشاهد المجازر .2الموسيقى التصويرية التي غذت الصراع الدرامي ورفعت من سويته

وال يمكن طرح يبقى موضوع حرب التحرير حبيس نظرة جزئية لألحداث التاريخية، [...]ا لعرض التاريخليصبح الخيال منطلقا حر "السينمائيون عن الحقائق، ابتعدالموضوع إال إذا في إعطاء قراءته الخاصة للتاريخ الجزائري السابق لمعركة (رشيد بوشارب)لقد وفق المخرج

تاريخ الجزائر لم يبدأ ، كما أن 3"التحرير، ففيها توحدت الفصائل واآلراء لمواجهة العدو المشتركبل قبلها بكثير، كما أن الطرح خرج عن النمطية المتداولة من قبل من 1954من نوفمبر

طرف السينمائيين الجزائريين، وهذه إيجابية تحسب للمخرج رغم العيوب التي طرحناها في غل عليها كثيرا ث المتعة البصرية التي اشتا ال تنقص من الفيلم من حي التحليل والتي نرى أنه

نتقى من لدنه في اختيار الممثلين.المخرج، باإلضافة إلى الكاست الم

.85الثة، م س، صمنصور كريمة، اتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الث -1"،مجلة ينظر، منصور كريمة، اقتراب موضوعاتي في السينما السياسية خالل األلفية الثالثة بالجزائر"الخارجون عن القانون لرشيد بوشارب أنموذجا -2

.22، م س، ص1آفاق سينمائية، العدد .83بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، م س، ص -3

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

330

حدائق سميرة للمخرج: –Les jardins de samira-المغرب: فيلم سميرة في الضيعة-2

لطيف لحلو:

الملصقة

:ة للفيلمالبطاقة الفني -

.حدائق سميرة –Le jardins de samira-عنوان الفيلم: سميرة في الضيعة-

.السيناريو: إبراهيم هاني-

.توضيب: نجود حداد-

.ديكور: فاطمة لحلو، هوبين دوفارين-

.2007سنة الصدور: -

.مدير التصوير: نيكوال مسار-

.الموسيقى األصلية: إمنويل بيني-

.دقيقة 150مد ة الفيلم: -

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

331

ائي(السينم لإلنتاجالدعم مسئولبمشاركة: إنتاج مشترك: ) اإلنتاج-

.سينتيلما-Cinemaghrebia-التوزيع: سينما مغاربية-

.إخراج لطيف لحلو-

.الممثلون: نساء موزيان، محمد خوبي، محمد مجد، يوسف بريطل-

: تلخيص الفيلم-أ

يروي الفيلم قصة شابة تعيش في بيئة محافظة على التقاليد، تزوج هته األخيرة لكهل من لديه من المال ما يجعلها تعيش في بحبوحة بغض النظر عن طرف والديها )زواج تقليدي(

بعد أن كانت على الفارق في السن وأشياء أخرى ستكتشفها الزوجة أثناء المعاشرة الزوجية، لظروفه االجتماعية القاهرة، يأخذها الكهل معه لضيعة عالقة بشاب لم يستطيع الزواج بها نظرا األعزب الذي يشتغل أخته الشاب )فاروق( وابناألبكم، معزولة، يعيش فيها مع أبيه المقعد و

ة ، ومنذ الليلة األولى يتماطل الكهل في أداء واجباته الزوجية )الجنسية(، بعد مد عند هذا الزوج الكهل يتحجج ويتماطل بسبب التعب في الشغل )سناء موزيان( أن (سميرة)تكتشف الزوجة

(فاروق)والده المقعد مثلها مثل لد خادمة أصبحت مجر ها ه عاجز جنسيا، وبأن ، وبأن مشاكلهم هو اآلخر لخاله وألعمال الضيعة، في البداية رضخت )سميرة( لألمر الواقع وبعد مرور الخدو

فترة من الزمن أصبحت األمور أكثر صعوبة نظرا لإلحتياج البشري لمتطلباته الغريزية.

ما يحقق لها المتعة الجنسية وخاصة بكل تحاول سميرة أن تعوض هذا االحتياج الجنسي ها ال تلبي رغباتها الجنسية في النهاية ال تجد مفر من االتجاه إلى متنفس في الزينة، لكن اإلفراط

ر، بالموازاة ة ينزل إلى المدينة ليلبي رغباته هو اآلخمر ه كل ، بعد أن تتنبه أن (فاروق)آخر هو المجتمع دائما في انتظار ثمرة ذلك )سميرة( حامل، ألن زوجته أن ألصدقائه الزوج يروج

زوج هذا األمر، ال اكتشافإلى غاية (فاروق)في مغامرات جنسية مع (سميرة)الزواج، تدخل اروق عن سميرة، ويأتي لها بخادمة.إبعاد فالذي يصدر أمرا ب

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

332

وهي (سميرة)ر ، وبالعودة إلى بداية الفيلم الذي يصو ينتهي الفيلم على هذا الوضع قد خرجت من منزل الزوجية، وقد هربت من هذا الوضع (سميرة)ل في الشوارع، نعرف أن تتجو

ذا المكان.هه لم يعد يربطها شيء بالمزري، ألن

ل الفيلم:تحلي-ب

في طياته العديد من الدالالت الموجهة لعمق الفكر والوجدان يحمل مصطلح السينما ره الملغمة لتنفجر وتصيب شظايا مكامن الخلل داخل مجتمع بصو اإلنساني، يلمس أرض الواقع

ن، السينما في شكلها ومضمونها فن سام، راق يساهم في بلورة فكر غير مصطنع، نابع من معي ة واإلبداعية التي بدأها الكينونة الداخلية لإلنسان الحضاري، فن يفرغ الرسالة التعبيرية والفني

ر يستمد جذوره من اله م اإلنساني، يغوص في الواقع ومآسيه، المسرح قبله، في قالب مصو يعانقه بأسلوب هادف، متزن وغير منحط، لكن لألسف ما نراه اآلن من إهمال بعض المخرجين

ة التي اكتسبها هذا القطاع مؤخرا، ساهم المغاربة للجانب األخالقي لهذا الفن وتجاوزهم للحري البعد عن التناغم الداخلي الذي يتشكل منه عيدة كل في تمرير خطابات مشفرة، فردية ب

المجتمع، وأعني هنا التناغم األخالقي، النابع أساسا من األسر المغاربة المحافظة التي بفضلها مازال هيكل المجتمع وقواعده األساسية صامدة، وهنا ال أعلم بالطبع إذ هناك أسر أخرى ذات

مة ولعبتها، لكن هذا ال ينفي تشبع األغلبية الساحقة نمط غربي غريب، خارجة عن هذه المنظو زة والمشبوهة، الشيء طبقاتها بالتربية المحافظة، البعيدة عن السلوكيات المقز من األسر بكل

.1الذي يجبرنا ويلزمنا على احترام مشاعر وأخالق هذه األغلبية

بالموضوع السينمائيون يقصده لما الوحيد التعريف" التقريب هو هذا بالعواطف مشحونة فكرة

أو للتصوير صالحة قصة إلى وتحويلها الفكرة تطوير هي الموضوع في عملية لأو وتكون

مكانية والدرامية المرئية مزاياه تهيئ ،2"سيناريو الفيلم. إخراج وا

.43زويرق، خطاب الصورة المتخيل والواقع، قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، م س، ص ينظر، فؤاد -1 .255، ص 1970ميشيل وين، حرفيات السينما، ترجمة: حليم طوسون، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، د.ط، -2

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

333

مشاهد افتراض أو الفيلم هذا في وجدناه ما مثل الواقع، من شطر تقطيع في المخرج يسقط قد

إرهاصاتها، أولى بدأت كيف ندري ال جنسية لقاطات تستوجب الفيلم طبيعة ألن الخيال، حيو من

التلقي خالل من وتشابكها رهاتطو تتبع سوى والمشاهدة، والقبول اإلقبال لحظة منذ علينا وما

قد كما المعنى، بناء عملية في فيلمية مادة مع كانفعال الفردي ولكن للمشاهدة، كطقس الجماعي معايير ألي ،قطاتالل هذه وجود عدم في له معنى ال الفني العمل هذا إن يقول البعض نسمع

مشكلة هذه أليست له معنى ال الفيلم هذا أن على الجميع اتفق إذا ولكن الحكام؟ هذه مثل تستند

معاييرو مختلفة، ثقافة لهم آخرين أشخاص أمام عرضه تم إذا بعينه الفيلم هذا ألن أخرى؟ مرة

ومعارض مؤيد بين المواقف في تباين األقل على هناك فسيكون ،والفني الجمالي التذوق من أخرى

الفيلم يكون حتى والواضحة الصريحة بالمعاني يطالب من هناك الفيلم، في نمعي معنى لوجود

بفجاجته الواقع تصوير في وعام ا الفن وظيفة في غارقا يكون االتجاه هذا مثل اجتماعيا، أو واقعيا

حتى أو صحفيا، أو موثقا ليس المخرج أن علمنا إذا خصوصا هؤالء حجج وتضعف ومباشرته،

نقل في يسقط أن دون واألشياء، والمشاهد المشاعر مع يتفاعل سينمائي هإن فوتوغرافيا، رامصو

جمالية، لرؤية لكذ كل يخضع هولكن بحرفيته، المسمى وال بجنسيته، الجنسي وال بماديته، المادي

المباشر والنقل التقريرية في السقوط ذلك على مثال وخير سردي، هو وما تقني، هو ما بين تجمع

ذلك، تفرض الضرورات أن أو حياتنا، ناتمكو من نمكو هاأن اعتبار على الجنسية، للمشاهد

أو المخرج ذاتل تدخل وهذا الفيلمية الجةالمع سبل في اختيارية مصوغات أمام تصبح هناك

اعتبارات تفرض وهنا ما، منظور وفق معان إلنتاج والعرض السرد ظاتلح لتوجيه المنتج أربحية

تلك. أو العالقة هذه طرح بها نفضل التي الطريقة في وتجارب وأخالقية واجتماعية فكرية

في السابع الفن وظيفة أذا هي فأين بتفاصيلها جنسية عالقة نقلت ما إذا هو الملح السؤال

أداء في والصوتية حركيةال اإلشارات طريق عن والترميز بإيحاءاتها، اإلنارة بواسطة األجواء خلق

واإليحائي المباشر التقريري بين متفاوتة الفيلمي التعبير من مستويات أمام نكون سوف إذا الحوار؟

إزاء نكون أال ألولىا الحالة في حضوره، ومدى بهالته، يشعرك هولكن للشيء، يشير ال الذي

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

334

رات فيها لنتحو ثحي السيالن، حد المعنى في اإلفراط فيها يصبح وضعية في يدخل أخرى، لمبر

والمصوغة المنتجة، والجهات الذوات فيها تنوع حالة إزاء نكون كما بالسوقي؟ عالقة له أو اإلثارة

بلد في مخرج لدى سيةسيا أو اجتماعية، ظاهرة حول بصري خطاب تشكيل فطريقة للمعنى،

السيناريو، بصيانة بدءا الطرق هي ليست دة،متعد جهات من أجنبيا دعما يتلقى وهو أجنبي،

.1الدولة من دعما يتلقى وطني مخرج سيشغلها التي التوزيع إلى ووصوال باإلنتاج سرورا

في فانوا( سيس)فرن يعرفهما كما السيناريو من نوعين" بين المعارضة من لنا بد ال الواقع في

جاهزة بنية شكل على األحداث مينظ الذي البرنامج-السيناريو فهناك النموذجية، السيناريوهات

التي ،2"المؤلف وأفكار قطاتوالل التصوير مصادفات على المفتوح المرتجل والسيناريو للتصوير،

والمكان. الزمان متطلبات حسب تنبثق

فإذا الموضوع، اختيار من أهم المخرج أسلوب عناصر من واحد عنصر قط يوجد ال مارب

يشرف أو السكريبت بعدئذ يكتب ثم الفيلم فكرة ذهنه في تتولد الذي هذا أي مؤلفا، حقا المخرج كان

ال عندما حتى ولكن ألسلوبه، الزمه جوهري موضوع فإن للفيلم، رؤيته على لتنطبق الكتابة على عن تفليمها يبلغون التي القصص اختيار ةحري يملكون الذين نالمخرجو ريعب الحال هو هذا يكون

أسلوب عن أيضا تكشف قد دةالمحد األستوديو مهام حتى بل للموضوع، باختيارهم أسلوبهم

في ديحد شيء لأو قبل، من مستقر قائم ألسلوب طبقا تنفذ المهام هذه مثل كانت إذا المخرج

األفالم جميع يتخلل خيط مهاينظ ةعام موضوعات ةأي ةثم كانت ذاإ ما هو المخرج عمل دراسة

بصالت وآخر االجتماعية، بالمشكالت أساسا المخرجين أحد يهتم فقد الدراسة، تناولت التي

المخرجين اختيار يرتبط وقد والشر، الخير بين بالصراع وذاك هذا فوق وثالث بربه، اإلنسان

وتشكل يفعلونه، شيء كل في متماثلة عاطفية أمزجة وأ تأثيرات خلق إلى بنزعتهم بموضوعاتهم،

ينجوا فقد األهمية، بالغ موضوعيا خيطا للمعالجة المخرجون يختارها التي الصراعات أنماط

أو البشرية النفس بمركبات الخاصة الدقيقة الفلسفية للمشكالت الحاد التمحيص نحو منهم البعض

.68-67 ينظر، أشرف شتيوي، السينما بين الصناعة والثقافة )دراسة نقدية(، م س، صص -1 .91ميشال ماري، الموجة الجديدة، ترجمة: زياد خاشوق، م س، ص -2

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

335

يواجهون وهم العاديين الناس عن البسيطة الحكايات آخرون يؤثر حين في اإللوهية، أو الكون

صرف، طبيعي مستوى على الصراع معالجة ذلك مع آخرون يفضل وقد المألوفة، الحياة مشاكل

يمكن إذ والمكان، الزمان مفهومي بشأن االتساق من شيئا وأيضا المختار الموضوع يظهر وقد

زمنية فترة في مضغوطة حكاية ونويحبذ فقط مضغوط زمن في يعملوا أن المخرجين لبعض

قرنا تغطي التي الشاملة التاريخية االستعراضات آخرون يحبذ قد بينما أقل، أو بأسبوع اجد قصيرة

المخرجون بعض سواء حد على متنوعة مختلفة المكانية المفاهيم تكون وقد أكثر، أو الزمان من

تمثل شاملة سعةشا طبيعية ومناظر لينالممث آالف من بأطقم الملحمي الفيلم في يتخصصون

في الممثلين عدد يبقون محدود طبيعي منظر في أنفسهم آخرون يحصر وقد األحداث، حلبة

وفق يستعمله أن يجب وفعاال مرعبا سالحا يمتلك السينمائي" ،1فيهم األدنى الحد مجر د عند الفريق

السينمائية. غةالل تطلباتوم الدرامية البنى إطار في ،2"والسياسية االجتماعية أهدافه

ى لنا عنها كثيرا ما تصلنا أصداء بعض األفالم المغربية لمخرجين مغاربة فنقرأ عنها ويحكم مسبقة كا، نراها في جعبتها نسيج من أحوعندما تأتي فرصة مشاهدتهااألصدقاء والزمالء،

حول الفيلم قبل أن ا نقرؤه ترى هل نستطيع بالفعل أن نتخلص مم وأفكار نقدية متضاربة، ذلك؟ الفيلم بغض النظر عن نشاهده؟ وهل النقد هو العملية الذهنية التي تحصن ضد كل

دة المشارب، وهو ال القضية التي يطرحها، حامل لقضية فكرية ويتناول ظاهرة سيسيولوجية متعد ن كانت في حد ، طالق منهاعلمية يمكن االن افتراضاتذاتها يقبل أحكام القيمة المسبقة، وا

خرجت في اعتقادنا عن الطروحات الذكية كفيلم "الزين لي فيك" هناك بعض األفالم صحيح أن ل)نبيل عيوش( مثال لكن هناك مجموعة من األفالم استطاعت أن تنفذ إلى المشاهد المغربي عبر نافذة ذكية رغم جرأة الطرح للطابو الجنسي، وفيلم "سميرة في الضيعة" واحد من هذه

األفالم الذي استطاع أن يخترق هذا الطابو دون ضجة.

.196-195ينظر، جوزيف.م. بوجز، فن الفرجة على األفالم، م س، صص -1 .91بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، ص -2

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

336

لمجتمع كواليس ا 2007سنة (لطيف لحلو)يدخل فيلم "سميرة في الضيعة" من إخراج المغربي، متناوال بعدا خطيرا من أبعاد الجنسانية، ويتعلق األمر بالعجز الجنسي الذكوري

المحارم، فكيف المترتبة عنه كممارسة جنس جنسية واالجتماعية واألخالقية، واألبعاد النفسية والة يطرح القضية الجنسانية؟ وما هي أهم المالمح الفني الفيلم صورة العاجز الجنسي؟ وكيف ريبلو

.العجز الجنسي الذكوري داخل الفيلم؟ من خالل المعالجة البصرية لموضوعالتي انبثقت

البيولوجي ونمو األعضاء تاجباإلنتشمل موضوعة الجنسانية جماع الظواهر المتعلقة ، فظال عن اإلنتاجواألجهزة المتعلقة بذلك، وكذا التصرفات والتمظهرات الجنسية التي تتيح هذا

الظواهر الثقافية المرتبطة بالممارسات والسلوكات الجنسية، وهي تختلف بحسب الجغرافيات ارية تتسع وتتقلص دوائر ة ومعيقيمي منظوماتالثقافية للبشر وأنماط العيش، كما تؤطرها

القها، من مجموعة بشرية إلى أخرى.وانغ انفتاحها، وانفصالها اتصالها

عن هذا النطاق العام للظاهرة الجنسانية، فمجمل أحداث الفيلم تتعاقب في الفيلم ال يخرج ى ضيعة شبه معزولة عن محيطها القريب )المكان الذي تقع فيه( والبعيد )المدينة التي ينتمي إل

يتكلم الزوج إدريس )محمد خبي( عن سر عجزه ويترك ،مجالها أو التي تتواجد بها أسرة الزوجة(ال إياها إلى خادمة له وألبيه تعاني تاركا إياها للزمن كي تتكيف ووضعها الجديد، محو (سميرة)

(فاروق)نقطة الضوء الوحيدة في تلك الضيعة هي الشاب المريض )محمد مجد(، إال أن ف على الزوجة حد ة اكتشاف الحقيقة زوجها العاجز جنسيا، وعدم ، الذي خف )يوسف بريطل(

قدرته على مواجهة تلك الحقيقة، التي يحاول التهرب من مناقشتها أمام زوجته والتستر عليها العزباء ترجعه بعدما قال له أحدهم:"أن أصدقائهأمام أهل المنطقة من خالل تباهيه الزائف أمام

أسوة ببعض الرجال الذين ، أي أرجعته كالحصان،1"تقول عود ديااللطبوريدا" شابا" فيرد عليهكبر عضوه التناسلي الذي يسبب إيالجه في إحداث آالم لم و تهم الجنسية يحبذون حكي بطوال

1 -Dvd film, Le jardins de samira, scéne21:54.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

337

إشاعته لخبر حمل زوجته الزائف، ،تحتملها زوجته ليلة الدخلة: صرامته في مثل هذه المواقف يدرك تمام اإلدراك لمجتمعه الذي ال يرحم هذه النقائص البشرية.فالزوج

تشير هذه الممارسات إلى عقلية بعض الرجال التي تطغى عليها حس الهيمنة الذكورية أو خضاع المرأة رغم العجز المطلق عن القيام فرض السيطرة بواسطة القضيب واالنتصاب، وا

جامح، غريبة بالطبيعة كاندفاعبالواجبات والحقوق الجنسية اتجاه الزوجة، إذ يتمثلون الجنسانية قواها إلخضاعها، وتفشل غالبا في لضرورة أمام سلطة تستنفذ هي من جهتها كل وعنيدة با

ها تظهر باألحرى كنقطة مرور كثيفة بشكل خاص بالنسبة لعالقات ية، بل إن التحكم فيها كل .بين والتالميذبين اآلباء واألبناء، بين المر جال والنساء، بين الشباب والشيوخ،السلطة: بين الر

نية في عالقات السلطة ليست هي العنصر األكثر تخفيا ولكنها باألحرى أحد الجنسا إن بالنسبة ألكبر عدد من التحركات، وممكن لالستعمالالعناصر المجهزة بأكبر أدواتية، قابل

، بالنسبة لإلستراتيجيات األكثر تنوعا، أعتقد أن اتصال، كنقطة ارتكازاالستخدام كنقطة العزلة والتكتم العام الذي يحف مثل هذه الظواهر التي تطال الضيعة هي رمز للضياع و

، مع لجوء غالبية األطراف وتواطأالمجتمع المغربي، ويتعايش معها الرجال والنساء في صمت رة )خصوصا النساء( إلى طول بديلة يسكت عنها المجتمع، ويتفنن في طرق تجاوزها المتضر

، وصيانة األمن العائلي.القتصاديةحفاظا على الل حمة والمصالح ا

الرئيسية )الزوج، ، ومحدودة العالقات، إذ تكاد الشخصيات األربع شخصيات الفيلم قليلةها كأن بن األخت( تكون متقوقعة حول ذواتها أو تسمع إلى نبض مشاكلها، و الزوجة، األب، ا

لمسيجة، بحكم وما يكرس ذلك األمر العزلة التي تفرضها الضيعة اتسير نحو االنطواء بطيء، من يدخل إليها ينضاف إلى الممتلكات الخاصة لمالكها. كل لشخصية وكأن حصر الملكية ا

يقدم الفيلم العجز الجنسي باعتباره عاجزا عن مباشرة زوجته منذ الليلة األولى، فقد أدخلها شير ال في دوامة المماطلة والتسويف والتهرب الذي تكاثف من خالل توالي الليالي، دون أن ي

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

338

على االنتعاظ( يظهر الزوج غير راغب في ي )عدم القدرة من قريب وال من بعيد إلى عجزه الكل ممارسة الجنس مع زوجته، التي أبانت بشكل واضح وفج في أحد المشاهد عن رغبتها في

ه يعاني من غياب الرغبة الجنسية ها الطبيعي مع زوجها الشرعي، الذي يظهر أن ممارسة حق نتيجة مشكل عضوي أو نفسي أو هما معا، فالزوج ما فتئ يتلكأ تحت طائلة عدة ذرائع منها

ه سيكون واالستعداد لالستيقاظ المبكر قصد مواجهة اليوم الموالي، الذي يبشر مسبقا بأن اإلرهاقرجل فرد منهم، تطيع الثقة في أي يسشاقا ومتعبا لرجل ال معين له، وسط شرذمة من العمال ال

. 1يضع نفسه في مقام الضحية التي يتآمر الناس ضدها

ا، قطات االيروتيكية قليلة جد ي رغم المشاهد والل تحرك تيمة الجنس هذا الفيلم بشكل كل غة المرتبطة بالحقل الجنسي تكاد تنمحي، فالجنس حاضر كمشكل، كمعاناة، كمكابدة، والل

، كمحرك للزوجة والزوج وابن األخت المستثار من طرف زوجة خاله، يحضر امكاستيهكهوس، الجنس بشكل مضمر/معلن، يمارس سلطته على األفراد والجماعة، ومن هنا تكمن أهمية

بين الشخصيات الفيلمية إلى مداه. مي يؤجج الصراعتوظيفه داخل الفيلم كرهان قي

من األفالم المغربية النادرة التي تنبش في ثنايا بشكل يجعله القضية الجنسانيةالفيلم يطرح قطات المجانية أو تلك التي تستثير أولئك الذين موضوع جريء دون السقوط في فخ المشاهد والل

من المشهد األخير الذي كرس الوحدة الموحشة انطالقاينصبون أنفسهم كحماة للحياء العام، في الضيعة، والتي راهن عليها الفيلم كبعد رمزي منذ أن جلب الزوج (سميرة)التي تعيشها

القطيعة.-السجن، الضيعة-الضيعة العزلة،-الخلوة، الضيعة-الزوجة إلى الضيعة

د الفيلم أن يشير إلى نوع من الممارسات التي تسلكها بعض الفئات االجتماعية يو ير عن ميوالت خاصة اتجاه فهم العالم والحياة الميسورة درءا لعدم االختالط بكافة الناس، والتعب

والقضايا المرتبطة بهما كالجنس مثال، وبالتالي فهي تحاول أن تعزل المجتمع بدعوى تحقيق

1 *Dvd film, Le jardins de samira, scéne 26 :36.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

339

االستقاللية واالرتكان إلى نمط عيش يتستر على أشياء وخبايا، ال تريد هذه الفئات أن تظهرها اإلحالل بالمبادئ الطبيعية البشرية.ساب للعلن ويطلع عليها الجميع، ولو كان ذلك على ح

المتع في اقتصادعلى مزاج وطبع حادين، فهو يعالج الفيلم تصرفات الزوج في تنم العالقة الزوجية بمنتهى التحفظ والتملص، يتطلب الزواج في هذه األخالق الصارمة التي يعلمها

لمقبولة فيه وما هي المقصية منه ، ولكن ال يقال أبدا ما هي المتع االبعض، إقتصارية المتعةتماما، ال يستطيع الزوج االعتراف بعجزه أو بفتح الموضوع مع زوجته، وتعويضها بطريقة من

حباطات، الطرق جراء ما تعانيه من يريد أن يحافظ على صورة الزوج المتماسك، انكسارات وا ي الحيوي الذي يحسه اآلمر والناهي الصارم، وذلك ما يمكن أن يعوض به عن النقص العضو

ا وضعه ويقاسيه في صمت، أو يريد تعويض سلطة القضيب المنهارة بسلطة ذكورية أخرى، مم في مواجهة ذات أخرى تميل إلى االنتفاض، تارة بشكل صريح وجل ي وتارة أخرى بشكل مستتر،

، خاصة للشهية الجنسية -Stasiatique-دي فالنزوع إلى التمرد والعصيان هو الكمون التمر .دية علنيةة تمر ل إلى قو وسائلها الهادئة لتتحو بعد أن أججتها المعاناة الداخلية، واستنفذت كل

ة سواء من وجهة نظر ر رؤية الفيلم للجنس في إطار التحليل النفسي عام تتمحو مرتبطة بإشكالية االضطراب العصبي ها قضية( بمعنى أن Freud sigmund-)سيجموند فرويد

ها بمعنى أن (Jacques lacan -جاك الكان)"أو من وجهة نظر La nervoseالوظيفي"" كمفهوم إستراتيجي في التحليل النفسي L’aphanisisقضية تقع في نطاق ما يسمى ب"

ن أة، ويبي ذة الجنسية لدى الرجل والمر ر وغياب الل الالكاني، وهو مفهوم يشير إلى مشكل ظهو ه نتيجة للضغوطات التي ة، إن هذا االضطراب له ارتباط وثيق بالثقافة والحضارة عام أن

تمارسها الثقافة على األفراد، فالزوجة قد خضعت لرغبة أبيها الملحة في الزواج، وذلك بعد فال ا الزوج لزواج، أم ة للم تسعفه الظروف االقتصادية واالجتماعيعشيق انتظاراليأس من

قرب إلى الموت منها إلى الحياة، يستطيع أن يبقى دون زواج أمام الجماعة، وهو في ظروف أ-هذه المفارقات "حياة/موت"، "لذة/ألم"، "إيروس/تانتوسوفا من الشائعات التي قد تطاله، فأو خ

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

340

thantos-eros االرتباط بثنائية الحياة والموت في أعمق ... تجعل الجنس مرتبطا أشد مسألة مشتركة لدى مختلف الحضارات.لها، وهي تفاصي

يقدم فيلم "سميرة في الضيعة" الشخصيات الرئيسية باعتبارها ضائعة وتائهة، يغلب عليها قد ا تستحضرها أو تبحث عنها بأشكال وطرق مختلفةذة بمعناها الواسع، فهي إم القلق بسبب الل

عانقت المحضور )الخيانة والكذب(. ال تذعر جهدا في بلوغها ولو

موسيقى الفيلم أن تحتفي في غالبيتها بتيمات العوالم الداخلية للنفس البشرية استطاعتفي معايشة فانتازماتها الجنسية المكبوتة والمرجوة بشكل تدرجي تصاعدي، فبعد (سميرة)مسايرة

فاكتشاف الحقيقة، ثم االنتفاض ت إلى مرحلة الحيرة والذهول،أن كانت في طور االنتظار، مر والبحث عن أفق بديل من خالل تعويض ما لم يستطيع زوجها أن يمنحه إياها وذلك عبر مالذ

بالحيوية والنشاط والطاقة. قريب لن يكون إال ابن أخت الزوج، الشاب الوسيم، الخدوم، الممتلئ

سرة بذلك طوق أن تخوض مغامراتها الجنسية مع ابن األخت مك (سميرة)استطاعت ذة الطبيعية األولى من على دواخلها وسط ضيعة موحشة ومقفرة تخلو من الل الحرمان الذي يهي

تقع تحت وطأة الحرمان، كامرأة(سميرة)النفسية ل االختالالتللبشر، سايرت الموسيقى أهم لى لم تتوانى الموسيقى في الحفاظ ع م تتوقع أن تجده على هذه الحال،مصدومة في زوج ل

، لم يعتمل في البواطن السيكولوجية لزوجة تتصاعد طاقتها الخط المنعرج، الصاعد، الهابط ل ذة.الليبيدية وفقا إلشتيهائها لجسد مغاير من شأنه أن يعيد توتراتها إلى الدرجة الصفر من ال

دة في قطف عالج الفيلم المسألة الجنسية كهاجس مهين، خطير مشحون بالرغبة المتوقولو تعلق األمر بالتعدي على الحدود ، اإلنسانيرة عن قضية المصير التي ال تقل خطو المتع

بثقلها الوجودي على افتقادهاتجتم في حالة التي أقامها الشرع والتقاليد والعادات، هذه المتع ل من شهية إقباله على الحياة.وتقل عواطف الفرد،

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

341

السينمائيين بمثابة المفكرين المعاصرين، فئة من الفالسفة (جيل دولوز)يعتبر الفيلسوف غبة في يشغلها التفكير بواسطة الصورة خاصة أولئك السينمائيين التجريبيين الذين يمتلكون الر

مساءلة الوضع القائم واقتراح طرق جديدة لرؤيته والتعبير عنه، والخوض في قضية الجنسانية ة" إال تعبير عن قوة السينما على تصويب خبايا بعض من خالل فيلم "سميرة في الضيع

سة نات المؤس الطابوهاتالثاوية في المجتمع المغربي، ما دام األمر يتعلق بمالمسة إحدى المكو عبر بوابة قد تظهر سهلة الولوج: الزوج اإلشكالوطبيعتنا، بادر الفيلم إلى طرح إلنسانيتنا وذلك ما ساهم في: االعتراف بها واطأ األفراد علىيت اجتماعيةكمؤسسة

وجهات نظر الشخصيات أغناء-أ(

ل الزوج المرأة إلى مجر - ه إلى دون االنتباة، أمام المجتمع وكخادمة ألبيه، د ديكور، دمييحو أحاسيسها وآالمها وذاتها.

لو سي لزوجها في البحث عن المتعة، و د الزوجة التي فاجأت اكتشاف العجز الجنلم تترد - محظورةاجتماعيا ودينيا ومعياريا.كانت

لزوجة خاله في قضاء وطره منها. غبة الجامحةبن األخت الذي انساق وراء الر لم يتوان ا-

الصامت للمجتمع: "الكل والتواطؤيرمز أب الزوج، الشيخ المشلول، الصامت، إلى العجز - .يرى ويعلم...وال يريد أن يبادر"

د المقاربات:تعد -ب(

عرض وجهة نظر المجتمع المحافظ الذي يكبت الحديث عن األحاسيس الجنسية ويمنع - .من يعلنها كجزء طبيعي من الحياة البشرية ضد االنتفاض

رهانات الفيلم على المزاوجة بين التأمالت الفكرية حول موضوع الجنسانية والحرص على -ت(- الشاعرية البصرية:

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

342

بن أخت زوجها بعد أن راودته لزوجة الخاله أو مضاجعة امشهد مضاجعة ابن األخت لزوجة - .على نفسه في حالة صريحة إلى قصة يوسف

مشهد تجملها.-

تلتهم وحدتها (سميرة)قطات ليترك مشهد النهاية المفتوح الذي يبتعد من خالل تنويع الل - وتعويضه بخادمة. (فاروق)بعد رحيل الموحشة

ب: (سميرة)لم من خالل اشتغال تتجلى مظاهر الجنسانية في الفي-

تعبيرها في إحدى حواراتها مع مواد التجميل وما يخص النساء على حد اقتناءأشياء الجنس: - القتناء ما يخصها دون أن يرافقها.Village-زوجها وهو يأخذها إلى الفيالج

.غرائزهار تلبية هو محو البحث عن متع الحب: بعد أن يئست من زوجها أصبح ابن األخت -

العالقة الجنسية: توظيف مشاهد ولقطات توضح عالقاتها السابقة بحبيبها قبل الزواج، وأخرى -تراود من خاللها الزوج العاجز، الذي يدبر بمؤخرته نحوها، وأخرى تنام فيها مع ابن األخت قبل

.منوعةالمتعة الم -الضيعة-العالقة بينهما من طرف الزوج في طرده من اكتشافأن يتسبب

واألب العاجز الذي ال يفرط في شهوة (سميرة وفاروق)الشهوات الحسية: تظهر متأججة لدى - .1زمانية أخرى... وأشياءالبطن ثم الزوج الذي يهدر طاقته غير الجنسية في العمل

:إتجاهات فيلم "سميرة في الضيعة"-ج

ا للسرد الفيلمي أكثر مم يؤطر الجسد في السينما المغربية بطريقة تكاد تجعل منه خادمافالجسد داخل السينما "هو مؤثر فيه، وذلك من خالل جعله غير فاعل في اإلثارة الفرجوية،

االستيهامات عتباره مولدا لألحاسيس والغرائز و ية بااالشتغال عليه بطريقة كل المغربية ال يتم مشكل الجنس كطابو: كلما تم الموضوع ب الرتباطوالدوافع النفسية والروحية والباطنية، وذلك

.237حتى ص 224ينظر، محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، م س، ص -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

343

تهميش البعد الفني ، ويتم 1"ويطرح المشكل األخالقي تقديم الجنس أو العري في السينما إالا كبيرا في السينما المغربية بالرغم من والجمالي والنفسي في النقاش؟ يعاني الجسد تهميشا فني

ر سينما مغربية بدون ممثلين.نا ال نستطيع أن نتصو أن

طابع الذاتية يدثرها، فالشاب تيمة الجنس إشكالية يصعب تناولها بموضوعية ألن إن عن أسئلة من قبيل: هل اإلجابةالعصري الذي ال تخلو حياته من التجارب الجنسية ال يستطيع

.2؟ هل تقبل أن تكون لزوجتك ممارسات جنسية سابقة؟ألختك بالممارسة الجنسية تسمح

سينمائية في المغرب تيمات ذات حساسية لدى األفراد والجماعات، تعالج بعض األفالم الالمغرب ما وأن سي "وهي سمة تمنح هذه الفيلموغرافيا خصوصية فنية تجعلها في عمق الحياة،

يعيش مخاضا عويصا على مستوى تناول وطرح القضايا ذات البعد الحميمي، ومناقشتها داخل لون التكتم عليها أو الحديث عنها فضوالفن، فالناس ي ماإلعالاألسر والعائالت وعبر وسائل

، 3"بشكل مغلق داخل ردهات مظلمة ومنعزلة، دون أن تتسرب إلى العموم واألغيار الغرباء حفاظا على السمعة والشرف والوجاهة تبعا لذلك.

المفهوم الرجولي للقضية الجنسانية، وفق ما يسري في انتقاديرتكن الفيلم بهذا إلى ر لحدود العالقات، والذي ال يقبل أن تكون المرأة هي الماسكة الرجل هو المبلو المجتمع، أي أن

رة عنها في إطار المعيارية االجتماعية المقبولة بين بزمام المبادرة، الباحثة عن المتعة، المعب ووفق النموذج الذي يقدمه الفيلم ال تقبل أن تتجرأ رجال في المجتمع، جة، فغالبية الالزوج والزو

المرأة على ذلك، إذ يعتبرون مثل هذا السلوك فجورا وفسوقا وتجاوزا للياقة واألصول، ونقطة كشافا للسوابق غير المعترف بها.البداية نحو ارتياد آفاق المجهول، وان

في المجتمع بغية تفكيك البنية الناظمة له، حاول الفيلم أن يركز على السائد والطاغي إيروسية واقتصادية وأخالقية كمنظومةوتوجيه النقد إليه عبر السينما، فالجنسانية

.49محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، م س، ص -1 .72ينظر، م ن، ص -2 .224ي الذات"، م س، صمحمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووع -3

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

344

د إشكاالتها وسياسية...كأحالم واستيهامات وأحاسيس ولذات...كأنا وكآخر...كجسد وروح تتجد لمتناقضات والمواجهات التي قد ا يعيلها إلى تيمة ذات جدل مشحون باحسب تعاقب األجيال مم

جتماعيين.ال تخلو من عنف وهيمنة وسلطة بين الفاعلين اال

المفارق سلكت منحنى كالسيكيا يحاول أن المعالجة البصرية لهذا الموضوع أعتقد أن يجعل الكاميرا ناقلة لما يقع في وعي الشخصيات، محافظة على مسافة محترمة بين ذلك

مرتكنة تارة إلى الرقابة الجمعية وتارة أخرى إلى الرقابة ن الواقع والخيال، والالوعي، بيالوعي ة (سواء على مستوى حرارتها العام Statiqueالذاتية، كانت البنية البصرية في الفيلم ستاتيكية )

.1أم على مستوى البناء السردي لألحداث

لنا التغاضي عن فعالية :"ال يوجد سينما غير ملتزمة وال يحق (محمد سليم رياض)يقول فنا السينما لمصالحنا الشخصية، آن لنا أن نستعملها حسب مصالح وأهمية الفن السابع، فقد وظ

للتواصل مع الجماهير يجب علينا التخلي عن بعض المفاهيم التي نحاربها، لكي و ، 2"ةاألم ني يلم سينمائي فإن ر فيها عمل فحظة التي أقر فمنذ الل "، 3نصل إلى أحسن وسيلة لمحاربتها

أختار الحقيقة الحوار مع الجمهور، السينما الموجهة للمثقفين ال تهمني، فال ألقي باال إال بما ، ال أحب مصطلح ملتزم، أحس نفسي سينمائيا مرتبطا بمجتمعه...االلتزام هو 4"يحس الجمهور

.5(ويخمحمد ش)ما أستطيع أن أقدمه لمجتمعي، أريد أن أقول سينما نافعة يقول

زة في فيلموغرافيا يبقى عالمة ممي "فيلم "سميرة في الضيعة في األخير يمكن القول أن مة للمجتمع المغربي المحافظ من خالل األفالم المغربية، إذ حاول التغلغل في الكواليس المعت

موضوع حساس تنبثق منه مواضيع فرعية أكثر حساسية من بينها جنس المحارم، دون ارتكاب .المغربية األخرى إلى مزالق مثلما حدث مع بعض األفالم حماقات مشهدية تؤدي بالفيلم

.238-237ينظر، م س، صص -1 .94بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، م س، ص -2 .96ينظر، م ن، ص -3 .97م ن، ص -4 .145ينظر، م ن، ص -5

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

345

: للمخرج: La graine et le mulet-تونس:فيلم كسكسي بالسمك أو بالبوري-3

:عبد الّطيف قشيش

ملصقة النسخة الفرنسية من الفيلم

:ة للفيلمالبطاقة الفني -

.النوع: فيلم درامي طويل-

12/12/2007الصدور: تاريخ -

.دقيقة 151مدة العرض: -

.فرنسا-البلد: تونس-

.غة األصلية: الفرنسيةالل -

.المخرج: عبد الل طيف قشيش-

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

346

.فريدة بنختاش، بوراوية مرزوقتمثيل: حبيب بوفارس، حفصة حرزي، -

.: كلود بيرياإلنتاج-

.سيناريو: عبد الل طيف قشيش-

.الكرواالتركيب: كاميهتويكيس، غالية -

.توزيع: باني-

.مليون يورو 6،14: اإلرادات-

.جوائز السيزار، أفضل مخرج، أفضل ممثلة شابة 4الجوائز: -

:ملخص الفيلم-أ

وهو مهاجر تونسي في سيط للغاية، فهناك شخصية رئيسية )سليمان(موضوع الفيلم بسنة في بناء السفن في ميناء مارسيليا، يبدأ الفيلم وصاحب 35الستينيات من عمره، يعمل منذ

ه لم يعد يستطيع أداء عمله مع تقدمه في السن، العمل يبلغه باالستغناء عن خدماته بدعوى أن بالسمك على الطريقة المعروفة بمهارتها في إعداد الكسكسي (سعاد)كان متزوجا من (سليمان)

ه يرتبط الفرنسية، ولكن ، ولديه منها عدد من األبناء هم )مجيد( المتزوج من )جوليا(التونسيةلى( المتزوجة ليمع امرأة فرنسية أخرى متزوجة، و)رياض( االبن األصغر و)كريمة( و) بعالقة

فاد أيضا.( عدد كبير من األحسليمان)، وهو روسي يتعلم العربية، ولدى من )هنري(

في إطار تلك الدراما العائلية المتشابكة التي ترتبط أيضا بمحيط يدخلنا الفيلم من البداية محبي الموسيقى من (سليمان)خارجي من األصدقاء والمعارف المهاجرين الذين يرتبط بهم

ل ل األو إصرار الجي الذي يحمل كل (سليمان)، ةالرتباط بالهوي تأكيدا على االعربية وعازفيها، من المهاجرين ال يفقد رشده وال ينهار بعد أن يفقد عمله، بل يخطر له شراء سفينة قديمة

تقديم "الكسكسي بالسمك" متهالكة راسية على الشاطئ ، لكي يحولها إلى مطعم يتخصص في

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

347

ل السفينة وهو يبذل كل جهده من أجل العثور على جهة تقرضه مبلغا يستطيع بواسطته أن يحو القديمة إلى مطعم عائم، أصدقاؤه يصرخون من فكرته في البداية، ثم يقول له أحدهم ساخرا:"

.1ه ال يعتزم بناء مسجد"طالما أن سيحصل على ترخيص ه البد إن

كتفاء بما سيحصل عليه من مبلغ شهري يحاول أبناؤه دفعه للعودة إلى الوطن مع االبنة صديقته، ومن أجل إقناع الجهات لوحيدة التي تقف معه وتسانده هي )ريم( اكمنحة تقاعد، ا

ر إقامة (سليمان)المسئولة عن اقتراضه، ومنحه ترخيصا وشاهدة صحية بجدوى فكرته، يقر أسرته، على أن تعد زوجته البلدية والبنك وأصدقائه وأبناء مسئوليحفل عشاء يدعو إليه

السابقة الطعام "الكسكسي بالسمك"، ويعزف أصدقاؤه الموسيقى العربية الراقصة، ويحضر نسيه في حقيبة (مجيد)ه ال يصل ألن بفارغ الصبر وصول الطعام، لكن وينتظرونالجميع،

محتملة مع شيقته الفرنسية، وأزمة ان حتى يتفادى مواجهة مع زوجته عسيارته، وفر من المك (في مأزق، فماذا سيقدم للمدعوين؟.سليمان)زوجته، التي تشك في األمر، ويقع

جهد للترفيه عن المدعوين بتقديم المشروبات لكسب الوقت إلى حين يبذل أفراد األسرة كل ه السابقة، لكي يطلب منها منزل زوجتعلى دراجته إلى ن()سليماإحضار الطعام، ويذهب

ة أخرى من الكسكسي، ويكتشف إلعداد كمي (لطيفة)ه ال يجدها وتذهب بديل، لكن عام إعداد طا، ا وجسدي بعض األوالد على دراجته فيأخذ في مطاردتهم وهو المنهك صحي استيالء(سليمان)

بقائهم في مقاعدهم لشد )ريم(المدعوين فتسعى انتظارولكن بدون جدوى، يطول أنظارهم وا ها ستنتهي، وينتهي الفيلم ولكن دون نهاية ن الرقص الشرقي، ال يبدو أن بتقديم وصلة طويلة م

قد سقط (سليمان)االحتماالت مفتوحة، فقد يكون دة قاطعة، بل يترك المخرج المؤلف كل محد من تدبير طعام بديل للضيوف، ، وقد يكون قد عاد بعد أن تمكنت )لطيفة(اإلرهاقتا من مي

ول على ترخيص بافتتاح المطعم.ونجح في النهاية من الحص

:تحليل الفيلم-ب

1 -Dvd film, la graine et le mulet, scéne01 :18 :31.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

348

ه جانبي وفيه نجد قاربا يحمل عددا من السواح، يطوف يبدأ الفيلم بمشهد قد يظهر وكأن ة المرشد السياحي للمجموعة، ثم مهم مدينة المائية، ويتولى شاب يدعى )حميد(على الحدود ال

اختارله عالقة بفتاة فرنسية تستدعيه إلى أسفل القارب بمعزل عن الجميع، لقد بأن نرىه أساسي بالنسبة للفيلم، حيث يبنى ، وهو نفسه كاتب السيناريو أن يبدأ بهذا المشهد، ألن المخرج

يهرب (سليمان)بن ( احميد)قاء، ولكن بطريقة عكسية، فالسيناريو العقد الدرامية على هذا الل المطعم المنتظر، ومن هذه العشيقة حتى ال ينفضح أمره أمام الجميع، وهروبه افتتاحلة في لي

د مشروع المطعم بالفشل.ه يهد ، ألن العائلة هذا يسبب مشكلة كبيرة لكل

ه فيلم عن ، إن اإلطالقالفيلم ليس كذلك على في هذه البداية الكثير من الكالسيكية، لكن ما يحمله من تفاصيله الصغيرة وأحيانا بكل في الواقعية، اليومي بكل اليومي والواقعي المفرط

يلم أجواء من الواقعية التسجيلية،رتابة، سوف نجد في )أسرار الكسكسي( وهي تسمية أخرى للففي تعاملها مع الجزئيات وية، ولقد ذكرنا بكاميرا المخرج )مايك لي(وأحيانا الواقعية الفوض

عتماد ث اال، وخصوصا من حي بلقطات المخرج الياباني )ياس جيراوزو( نا أيضااليومية وذكر ل الحديث إلى مع االنتقال بطريقة سريعة بين الوجوه، فيما يتحو ا،على الل قطات المقربة جد

مناقشة تلقائية، تعتمد على درجة من درجات االرتجال، وقد حدث ذلك في مشهد تناول وجبة يوم األحد لتناول الغداء، المعتمد على وجبة (سليمان)مع عائلة ث تجتل، حي الكسكسي المطو

باعتبارها من جيل قديم نسبيا. قة )سعاد(المطل (سليمان)الكسكسي بالحوت، والتي تعدها زوجة

ه جيل يجمع بين القديم والجديد، أو هو يقف كانت بدايات تكوينه في شمال إفريقيا، إن أغلب مشاهد البداية تعتمد على حوارات الصاخب والذي ، إن على خطين للمتوسط متقابلين

رة يتضمن الكثير من النرفزة، والتي تصل إلى الجمهور بدرجة واضحة، مع إعادة لحوارات متكر ه من ه كالم من طرف األم، إال أن ة مثلما حدث مع األم وابنتها الصغيرة، رغم أن أكثر من مر

نوع من ول تفاصيل الحياة اليومية الصغيرة، أو هوالحديث اليومي المألوف والذي يدور ح رة المزعجة.الشكوى المتكر

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

349

فكرة العودة إلى تونس استبعادأن ينفذهن بعد (سليمان)بمقترح رأي يبدأ الفيلم فعلياواالستقرار بها، وهي أن يفتتح مطعما يقدم فيه الكسكسي بالحوت، وباستخدام قارب قديم يستقر

القادمة على نة ثم تجاوزها بمساعدة )ريم(راءات معي األمر إلى إج احتاجفي الميناء، لقد ه يخدم الفتاة بدأ المقترح وكأن ما فيما يتعلق بتقديم الضمان للمشروع، وقداإلقناع دائما، وال سي

ها في الفندق الصغير، وكذلك المقهى التابع له والواقع أن نفسها، فهي تعمل مع أم )ريم(سوف تقوم (سعاد)األطراف، فاألم مقترح قد وضع في االعتبار، االعتماد على كل المشروع ال

ما يوميا، وكذلك األمر بالنسبة لألخوات الثالث وبالتعاون مع بتجهيز األكل )الكسكسي( رب في التعاون العائلي. (حميد)ية زوجة األخوين اآلخرين، بل تدخل أيضا األجنبية الروس

ف قد صارت جزءا من هذا المشروع التجاري من البداية إلى النهاية، األطرا كل سنجد أن تقف بعيدا عن ومن إصالح القارب إلى إيصال الطعام وتجهيزه وتقديمه، هناك شخصية واحدة

عندما يصل إليها مليئا (سليمان)الزوجة الثانية، والتي تتفهم عجز هذا المشروع، وهي )لطيفة(عاما، لم ينل منها إال القليل من 35بالمخاوف ولحظات الفشل بعد تجربة في العمل تتجاوز

من عدم القدرة على دفع النفقة إلى العجز الجنسي، إلى العجز (سليمان)عجز الحصاد، ويمتد المطروح، يأخذ من مع الموضوععن مواجهة متطلبات الحياة، يبدو المخرج هادئا وهو يتعامل

الوقت ما يناسبه لرسم أبعاد الشخصيات، وفي الحقيقة ال تتواجد إال شخصية واحدة رئيسية، ا الباقي فهي إضافات ، أم مة وهي )ريم(( ثم الشخصية األخرى المتم سليمان)وهي شخصية

حب بعض ة لرسم خلفية للمشهد العام، ومن هنا ال نجد ذلك القفز في األحداث الذي يصامهم مشهد له تمهيد مناسب. األفالم، فكل

على مائدة مشهد الحفل النهائي له تمهيد سابق، وهو المشهد العائلي الذي يجمع الكل - الكسكسي في بيت الزوجة القديمة.

القدامى (سليمان)مشهد الحفل النهائي له تمهيد في مشهد حوار مطول مع بعض أصدقاء - زفين والمغنيين.امن الع

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

350

شهد الحفل النهائي له تمهيد بمشهد تجهيز القارب ليكون مطعما مناسبا.م-

صول على التراخيص للمطعم وهكذا...خاصين بالح هد الحفل النهائي له تمهيد بمشهدينمش-

عموما وليست الشرقية في أغلب األحيان األغانيتخدما يتسلل الفيلم في هدوء مس وبعض األنغام المعزوفة في الحفل النهائي. "بالخمار السودقل للمليحة "تونسية، كما في أغنية

األكلة من الفرنسيين، باعتبار أن عوين أغلبيتهم في حفل االفتتاح وعندما يجتمع المدفي هذا الحفل ،ليهم بالدرجة األولى والموسيقى تعزف مكملة لنوعية األكلةجهة إ)الكسكسي( مو

ه هو األكلة مرفقاته، لكن كل واني التي حملتال يصل الكسكسي المنتظر، لقد وصلت األباعتباره الشخصية التي لها قابلية (حميد)بن الكبير رئيسية لم يصل في موعده، يبرز االال

ه يتولى مع أخيه إيصال األواني الكبيرة للعشاء المنتظر بالسيارة إلى الخروج عن المجموعة أن ن غناء الكسكسي ثم تغفل االبنة الصغيرة، وكان ع المطعم الجديد، ولكن يغفل االبن )مجيد(

وعندما يجد عشيقته من ضمن المدعوين، (حميد)ه ، لكن يمكن معالجة الموقف عند هذا الحد ل، لذلك فهو يترك الحفل ويخشى أن تحاول االقتراب منه، كما بدا في مشهد الفيلم األو

صال به، هو إذن حامل الكسكسي مستخدما السيارة نحو مكان غير معروف، ومع صعوبة االت من سبب إال هذه العشيقة الفرنسية.أو سارق النار أو الخارج عن الجماعة، وليس هناك

ة إلى مستوى الرمز، ونحن لو وضعناه يرتفع )الكسكسي( هنا إلى مستوى الحقيقة الفعلي يف لباقي وقائع ما أض( قد فشل، ورب سليمان)المشروع األخير ل في إطاره المعتاد لقلنا بأن

الكسكسي يرتفع إلى مستوى الرمز، ولو بصورة الفشل السابقة، هذا بالمعنى الواقعي، لكن الموضوع يمكن أن يكون واقعيا، يدور حول االحباطات المتتالية، الطرد من ، رغم أن دةمحد

الحلم والعجز في النهاية من تحقيق ت األسرةمشكال العمل، العجز الجنسي، العجز عن حل ة، والصورة قد تكون مباشرة الكسكسي هو رمز الهوي الذاتي، رغم ذلك فإن اإلنقاذالنهائي، حلم

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

351

من يالمتبقه الجزء هناك، وهو رمز الماضي الذي يريد أن يستمر في المكان الجديد فرنسا، إن .الذات القديمة، وهل يمكن لهذا الرمز القديم أن يكون منقذا في الحاضر؟

هناك محاوالت لالرتباط بهذا الرمز وعدم التفريط فيه، مثل تكرار إحضار ن ال شك أالسمك إلى البيت ، وتذعر الزوجة القديمة من ذلك، ثم رفعه إلى درجة أعلى، بأن يكون الذروة

إحضار هذا الرمز من أفراد األسرة، وهو في نفس الوقت المنقذ المادي، إن والذي يجمع كل المسألة تتعلق باالحتفال بالكسكسي قبل كل الماضي موجود، والواقع أن الماضي، يعني أن

ا أن يستمر باعتباره وجبة عادية، فذلك يمكن أن يتحقق، هناك حالة أم شيء، في حفل النهايةما نسميها متطلبات االندماج في المجتمع الجديد، وهي تدعو إلى فك االرتباط بهذا الرمز، رب

ه ها حالة طارئة تدفع إلى التخلص من القديم مهما كان نوعه، لذلك كل لكن ليست حالة مضادة، واهية، وألسبابالمطعم بشكل أو بآخر افتتاحهو السبب في انهيار حفل (حميد)كان االبن

ه مشغول تدفعه نوعية الحياة التي يعيشها بأن ال يركز على هذه األكلة إال في حدود معينة، ألن يجاب.ا بأشياء أخرى ومنه عالقاته العاطفية بين سلب وا

إلى مكان (حميد)في سيارة انتقللم يكن الكسكسي بطريقة فيها شيء من المصادفة، فقد له يحتاج إلى وقت اإلعدادة قصيرة، ألن مجهول وال إمكانية لتوفير الكمية الكبيرة من خالل مد

( دراجته سليمان)نتظر يستخدم أو الكسكسي المختفي والم (حميد)طويل، في إطار البحث عن بنه، فال يجده ويجد الزوجة الروسية مع أخيه وطفلها الصغير في حالة النارية ويتوجه إلى بيت ا

دة.( الغرامية المتعد حميد)تدمر وغليان، بسبب عالقات

ل للتصريح باالنفعاالت الداخلية للزوجة الروسية، يستخدم الفيلم أسلوب المونولوج المطو لم (سليمان)التي تبدو على السطح المعة، والحقيقة أن األشياءونولوج يفضح الكثير من وهو م

ه خسر أشياء كثيرة، فقد ذهب الكسكسي وذهب معه شرف معين يخسر مشروعه كما يبدو ولكن تستر تراها موافقة على عالقات االبن تها، فهي زوجة االبن تفضح العائلة كل يدعيه، ألن كان

عليه، ليس األم فقط ولكن األخوات أيضا، وأنا أتعجب في عدم تركيز النقاد على هذا المشهد

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

352

، إن (سليمان)االنفعالي الذي يدوم لفترة طويلة، وهو عبارة عن خطاب فضائحي في حق عائلة ة أيضا صار مطرودا إلى الخارج، وذلك عندما نرى االنهيار هنا فردي وجماعي، رمز الهوي

وهو يجري بحثا عن دراجته النارية المسروقة من قبيل بعض الفتية، الذين يتالعبون (ليمانس)الذي على وشك التخلص من رموز (حميد)هم وال شك من نوعية االبن بهذا العجوز، إن

.فرنسي يفرض بعض التضحية المكل فةاالندماج في المجتمع ال ماضيهم االيجابية، وكأن

ل طو م على العائلة الثانية، وفي مشهدويركز ة األولى الزوجة األولىم العائليترك الفيل، فهي تقف دائما في االفتتاحها بالذهاب إلى حفل أم أقرب إلى المونولوج أيضا، تقنع )ريم(

، ولذلك كانت عامال مساعدا في وصول الكسكسي إلى الضيوف، ولكن بطريقة (سليمان)صف بير لكي تنقذ الموقف، فهي تقدم للضيوف المشروبات وتصطنع أخرى، تفتعل العائلة بعض التدا

منتظر.ال وجود لحل ، والذي هو في الحقيقة مفقوداإلحضارالمبررات لهذا التأخير في

سريعا وتحضر بدلة دا من قبل الفتاة )ريم( والتي تعود إلى منزلها يلم تدخال جي يطرح الفة األولى ها المر هنا أقول بأن أنغام شرقية، لعل رقص، وتقدم وصلة من الرقص الشرقي وعلى

ه حالة من االنتظار والترقب، التي يستخدم فيها الرقص الشرقي، ليس من أجل الرقص، إن الرقص هو تكملة للكسكسي، بل يمكن ا يدور في الحقيقة، إن ر عن محاولة لتعمية عم ويعب

ة القادمة من وكالهما يحمالن شيئا من الهوي هما يشكالن رمزا واحدا لهذه الخصوصية،القول بأن الرقص المقدم في وصلته لم يكن تطريبيا ة الشرقية، ومن حسن الحظ بأن شمال إفريقيا الهوي ا، بل رقص له شكل دائري أحيانا، فالجسد لم يكن فرحا، بل كان يعاني استعراضيا أو حسي

أن يتسلى، ولكن ينبغي تخديره إلى حين هناك جمهور يجب ويتألم وهو يضع في االعتبار بأن ه جمهور غربي ينتظر أكلة شرقية.إن وصول الكسكسي، أو تدبير أي حل مهما كان نوعيته،

وهي المنقذة، فقد رجعت إلى منزلها وأحضرت ي مشهد سريع نجد المرأة الثانية )لطيفة(فذا اعتبرنا هذه المرأة مجر الدائرة، اكتملتفقد (سليمان)قة د عشيبعض الكسكسي إلنقاذ الموقف، وا

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

353

يجابياته وسلبياته، وليس الحل يأتي من الواقع الحياتي المعاش كما هو في فرنسا بكإل ألن ذا اعتبرناها زوجة فاألمر قد يختلف أيض ا.شرطا أن يأتي من زوجة سابقة، وا

في دمج بين الرقص والموسيقى، اإلحباطرة عن حالة في آخر الفيلم نجد مشاهد بليغة معب في الطرقات الوعرة بحثا عن حل، لم يتمكن من إيجاده أو الوصول إليه، في (سليمان)وهرولة

)حبيب بوفارس( بنحافته وصمته، (سليمان)د إلى أبعد الحدود، وخصوصا من الفيلم تمثيال جي ه في داخله إلى لحظة ه إنسان كتوم يدفن أوجاعومظاهر الحزن البادية على وجهه، وكأن

، فهي تنطق بع الممثلة )حفصية حرزي( في دور )ريم(االنهيار في النهاية، واألروع بالطها عليه طول الفيلم، وهي منغلقة على نفسها طورا، لكن حافظتبالكلمات في إيقاع معين،

اضر إلى الح (سليمان)ها جزء من الماضي، سار مع منطلقة في مشهد الرقص الشرقي، وكأن اإلقناع بالكالم والفعل.ها تملك حجة وأكمل معه الرحلة إلى النهاية، كما أن

ذلك من مفتوحا رغم هذه االفتراضات التي تظهر لبعض المشاهدين، ولعل يبقى الفيلم واقترابنا من الفيلم، ابتعادنادة، والتي تنغلق وتنفتح بحسب مزايا الكثيرة، فهو قابل للقراءة المتعد

ها أحيانا تخرج عفوية، حتى أن موقفنا منه ومن شخصياته التي تنطلق في حالها بكل وبحسبها كانت كذلك فعال، بعض النقاد رؤوا تشابها بين هذا الفيلم وفيلم آخر من سلطة المخرج، ولعل

خوته" عائلة انتقالد تشابه شكلي يتمثل في ه مجر عام لكن استنتاجل"فيسكونتي" بعنوان "روكو وا ا هذا الفيلم فهو يحمل من ، أم اجتماعيةوانتقاديهإيطالية إلى الشمال، وما يحدث لها من تغيرات

.عدة واالندماج وما بينهما من اشتباك وتداخل وتباضمن ما يحمله قضية الهوي

:إتجاهات فيلم "كسكسي بالسمك"-ج

مائيون عرب في المهجر يعد الفيلم نقلة في هذه النوعية من األفالم التي يصفها سينالمواضيع التقليدية التي تسود هذا ة األسباب، فهو يبتعد عن هذا يعود إلى عد عل األوروبي؟ فل

ل قضية العالقة مع اآلخر النوع من األفالم التي يصنعها سينمائيون من أصول مغاربية، حو

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

354

فرنسا، هذه المواضيع كانت عادة تدور حول الهجرة، األخصفي بلدان المهجر، وعلى وأوضاع المهاجرين على هامش المجتمع الفرنسي، وما يتعرضون له من عنصرية ويتركز

باالغتراب وعدم التجانس. واإلحساسة على أزمة الهوي اهتمامنا

دات المغاربي، وتصوير العا ة لمشاهد الفلكلورعن الصورة النمطي يبتعد الفيلم كذلك ور إستشراقي بطريقة ال تتيح مسافة بين المتفرج األوروبي والصور، واإلسالمية من منظالعربية

ه يشعر في الوقت نفسه بالنفور، ث ينبهر هذا المتفرج بما يراه بسبب غرابة الصورة، لكن بحي وأحيانا بالتقزز بسبب ذلك االختالف النمطي عن الصورة الغربية المتحضرة.

الرجل للمرأة والتطرف الديني اضطهادعلى القوالب المألوفة مثل موضوع فيلم ال يركز الوالوقوع في الجريمة، وغير ذلك من قوالب يصلح أن نطلق اإلناثوالكبت الجنسي، وختان

نا لو طبقنا مقاييس الفيلم التقليدي ر التخلف والسطحية على الشاشة، ولعل عليها تعليب صو إلى النموذج األمريكي وحده على فيلم "كسكسي استنادافيلم السائد عموما األمريكي الشائع أو ال

بالسمك" سيكون من الطبيعي أن نعتبره عمال بدائيا تغيب عنه الحبكة ويعاني من الترهل قطات القريبة الطويلة المرهقة.ل واإلطالة واالستطرادات وال

سك بنائه، وجمود مشاهده الوضوح في موضوعه أو نهايته، وعدم تما يغيب عن الفيلميبحر في اتجاه مخالف للسينما السائدة، ويتمثل نا أمام عمل فني ا الحقيقة فهي أن ولقطاته، أم

منهجها الخاص في التعامل مع الصورة، وهو بهذا المعنى ة التي تملكاألعمال السينمائية الفني د، ومن خالل محيط محد ر دراما تدور في يعد أيضا عمال تجريبيا على نحو ما، يصو

يقاعه الخاص أسلوباه يعتمد دة، لكن شخصيات محد .1تسجيليا له جمالياته وا

(يقوم على Narrativeأن يتبع أسلوبا في السرد )( عبد الل طيف قشيش)المخرج لم يشأ ر كثيرا سواء في بناء المشاهد الحبكة المحكمة المغلقة، بل على أسلوب السرد المفتوح، والتحر

.151-150صصينظر، أمير العمري، اتجاهات السينما العربية، م س، -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

355

أو الشخصيات، فقد أبقى مثال على الكثير من االستطرادات التي قد يعتبرها سينمائيون آخرون زائدة عن الحاجة، وركز على الحوارات التلقائية الطويلة وعلى الل قطات القريبة "كلوز آب" في

خدام أساسيا على الكاميرا الثابتة مع است اعتمادامشاهد المشاجرات بين أفراد العائلة واعتمد ( في االنتقال بين وجوه الشخصيات من اليمين إلى اليسار وبالعكس Panالحركة األفقية)

داخل غرفة ه يضع الكاميرا في قلب المشهد، إن 1خصوصا في تصويره لمشاهد تناول الطعامينتقل بها تناول الطعام مثال، وسط أكثر من عشر شخصيات وعدد آخر من األطفال، ويظل

نا ال أكثر الممثلين خبرة، لكن ارتباكمن وجه آلخر ومن شخصية ألخرى في لقطات قريبة تثير نشعر بوجودها هنا، بل نرى نتيجتها المدهشة التي تتمثل في تلقائية األداء وانسجام الشخصيات

دا من الصدق ه مزيهذا كل أن تفقد القدرة على المتابعة، يضفي وتداخل األصوات أحيانا، دون ه مغامرة في التجريب خارج السائد.على المشاهد، وهذا األسلوب تحديدا هو ما نصفه بأن

، (سليمان)يعد الفيلم دراسة بصرية ممتعة بالكاميرا للشخصيات، وبدرجة أساسية لشخصية الذي نراه في عمله ثم في سعيه للحصول على تمويل لمشروعه، ثم لقاءاته مع أصدقائه على

حنو ممارسة الحب، وكيف يرتبط بأفراد أسرته، يمقهى أو في المقصف، ثم كيف يعجز عن العليهم جميعا دون قمع أو قسوة، تتخذ الكاميرا في الفيلم صفة المراقب الدخيل الذي ال يراه وال يشعر به أحد، وفي هذا السياق عين المخرج الموضوعية التي ال تريد أن تتدخل، بل تكتفي

أبطال من خارج السينما البطولة، بل من قلب سينما النا البسطاء،أبط لى ما يفعلهبالتلصص ع ثرات الصغيرة واألفكار الكبيرة.يمكن أن نطلق عليها بثقة سينما الن

من أقل الشخصيات تعبيرا عن نفسها بالكالم في الفيلم، فهو (سليمان)شخصية لعل ال وكبرياء كبيرة في مواجهة أزمته، ال يثور وال يظهر معظم الوقت مطرقا صامتا يخفي ألما نبي

سالحه الوحيد إلعالن أصبحتها تحقيق مغامراته، كأن ييحتج بل يفكر كيف يمضي قدما فهذا تمسكه بالحياة، والعيش في هذا البلد الذي أعطاه خالصة عمره، من ناحية يمكن القول إن

1-Dvd film, la graine et le mulet, scéne, 01 :42 :57.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

356

المهاجرين األوائل وعن دفء واالهتمام الذي ، والتساند بين جيل اإلنسانيلم عن التضامن يالفما يدور تحت السطح من خالفات وتناقضات، تنعكس على أفرادها، لكن توفره األسرة رغم كل

دون أن تصبح مشاكلها في المجتمع الفرنسي مشاكل فريدة، بل جزءا من مشاكل المجتمع نفسه التي الغليظةلطريقة الخشنة على نحو ما، ولكن من ناحية أخرى هناك أيضا نقد واضح ل

وهناك ( بعد أن أفنى عمره في العمل لديه، سليمان)يتخلص بها صاحب العمل الفرنسي من ، واستغراق األبناء في مشاكلهم الخاصة أو واألبناءأيضا تشريح للتناقضات بين جيلي اآلباء

مترابطون. األوقات هم في كل حباطاتهم، ولكن تع عابرة، مشاجراتهم وخياناتهم وا البحث عن م

ة ة، ولكن بدون الوقوع في النمطي فكرة التمسك بالهوي يؤكد فيلم "كسكسي بالسمك" عنوالقولبة، رغم مشاهد طهو الطعام وصبه في األواني الضخمة، ثم نقله، ومشاهد الغناء الجماعي وغيرها، فهذه المشاهد ال تبدو مقصودة في حد ذاتها، بل كجزء عضوي من نسيج

ت من مصيدة الفلكلور.لفيلم نفسه، وهو ما يجعلنا نفلا

يستخدم المخرج الزمن الحقيقي في تصوير مشهد الحفل، ويوحي بامتداده وطوله أكثر ومطاردته لمجموعة أوالد من الجيل (مجيد ومعاد)عن (سليمان)عندما ينتقل بينه وبين بحث

ون أدنى شعور بما يعانيه من ألم ويمتلئ الثالث من المهاجرين، أخذوا يسخرون منه ويرهقونه دالفيلم بالمشاجرات التي تبدو شديدة التلقائية، يكثر فيها الصياح والمشاحنات العائلية أثناء تناول

ها على أم د العنيف، إلى جانب )ريم(طفال والتمر الطعام، والصياح على األبناء ومعاقبة األا بشتى الطرق، حتى بالصياح والبكاء، لكي تقنعها مشاعر األنوثة فيه ابتزازوكيف تسعى إلى

هذه المشاهد ال يقف وراءها إن رك المجال مفتوحا للزوجة السابقة، بالذهاب إلى الحفل، وعدم توالصورة وحركة الممثلين، وقد ال مخرج وممثلون وكاميرا، تصل إلى ذروة الواقعية في األداء

بسبب تلقائيتها الشديدة.مثيلية ها مشاهد تر كثيرون أن يتصو

يصل الفيلم إلى ذروته المغلفة بالحزن في مشهد الرقص األخير الذي يتناقض عن قصد نما هو يبحث عن فرصة التي تصل إلى ذروتها مع سقوطه في النهاية، بي (سليمان)مع معاناة

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

357

، (سليمان)دور وعلى رأسهم بالتأكيد )حبيب بوفارس( في للتماسك والبقاء في قلب الحياة، ولعل ، واستحقت حفيظة حيرزي( التي تألقت في دور )ريم(، و)(سعاد)و)بوراوية مرزوق( في دور

عليه جائزة أحسن ممثلة مساعدة من جوائز سيزار، ومعظم الممثلين والممثالت في هذا الفيلم ة المدهشة على لسيطر الفضل في ا أن من الهواة الذين يقفون للمرة األولى أمام الكاميرا، وال شك

.لتعبير، تعود بالدرجة األولى إلى المخرجوالقدرة على استخراج أقصى إمكانياتهم في ا أدائهم

فيلم "كسكسي بالسمك" هو أساسا عمل يرغب صانعه في أن يعيد "أنسنة" صورة المهاجرين العرب بفرنسا أمام المتفرج الغربي عموما، فهم كما نراهم هنا، أناس لهم مشاكلهم

لهم أيضا عالمهم الخاص بتفاصيله صراعاتهم وتناقضاتهم وخياناتهم الصغيرة، بل أن و مشهد من مشاهده عن مشاكل المحيط األكبر الخاصة، التي ال تنفصل كما يؤكد الفيلم في كل

رة للضحية من حولهم عن المجتمع الفرنسي عموما، وهو ما يجعلهم بعيدين عن الصورة المتكر .1ة الفيلمتكمن قو في هذه النقطة تحديدا مصائرها، ولعل التي ال تمتلك

اجتماعيةيمكن للمشاهد دون جهد كبير أن يقرأ فيلم "كسكسي بالسمك" بوصفه دراما ة رجل تتكسر أحالمه بتأسيس مصلحة تعالج قصة مغربي يعيش فجأة على الهامش، قص

دون تاألكليشيهايعتاش منها على صخرة البيروقراطية الفرنسية، يقارب مخرج هذا الفيلم هذه نة بدال من أن يجعلهم دما تحمل رسالة معي ه يأخذ الشخصيات على محمل الجد أن يغلبها، ألن

ة أخرى، فهي تغني وترقص جميع الشخصيات سعيدة في شقائها من ناحي من ناحية، وألن .، أي تعيش متناقضات الحياةوتطبخ وتصفق وتناقش وتتنازع

"كسكسي بالسمك" فيلم تجريبي من خالل تصويره لدراما عائلية في إطار بحثها عن يعد تها ووجودها، فيلم مفعم باألحاسيس رغم تخليه عن الديكورات الفخمة وعن إضاءات هوي

الدراما تعقيدا من كل الحياة أكثر المخرج بين أن ة، كما أن والفرق الموسيقي األستوديوص الجانبية، ليكون دراما يقدم الفيلم الذي يستمر لثالث ساعات ما يكفي من القص السينمائية،

.157حتى ص 153ينظر، أمير العمري، اتجاهات السينما العربية، م س، ص -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

358

ي حال الغضب بوليوودية، وكما في الحياة الحقيقية تنتهي بعض النزاعات مع الوقت، كما فمن هذا (طيف قشيش( المثقلة باألعباء، يضع )عبد اللسليمان)بنة الهستيري الذي أصاب ا

ل التي ال تتوقعها سوى في المسرح.الفيض مشاهد تتصف بالمباشرة وكثافة التمثي

رغم ذلك يبقى صانع الفيلم الذي بدأ حياته المهنية مخرجا مسرحيا، يبقى ملتزما بالسينما لكاميرا المحمولة باليد والمونتاج الحاد، فيدخل قطات القريبة واالسينمائي مستخدما الل وبالقص

مبدأه الذي (عبد اللطيف قشيش)، بذلك وجد ث شكلها إلى صميم هذه العائلةالمشاهد من حي بين اليومي والفن، يبحث الفرنسي العربي دائما في األوساط عن مصادر م على الربط يقو

هذا بمذهب الواقعية الجديدة. ا كل حظة، يذكرناألفراد ودفئ عالقات الجيرة وشاعرية الل

نا لو ة، ولكن بدون الواقع في النمطية والقولبة، ولعل يؤكد الفيلم على فكرة التمسك بالهوي طبقنا مقاييس الفيلم األمريكي التقليدي الشائع، أو الفيلم السائد عموما استنادا إلى النموذج

ن الطبيعي أن نعتبره عمال بدائيا تغيب األمريكي وحده، على فيلم "كسكسي بالسمك" سيكون مواالستطرادات واللقطات القريبة الطويلة المرهقة، ويغيب واإلطالةعنه الحبكة ويعاني من الترهل

ا عنه الوضوح في موضوعه أو نهايته، وعدم التماسك في بنائه وجمود مشاهده ولقطاته، أم للسينما السائدة، ويتمثل األعمال السينمائية يبحر في اتجاه مخالف نا أمام عمل فني الحقيقة فأن

ة التي تملك منهجها الخاص في التعامل مع الصورة، وهو بهذا المعنى يعد أيضا عمال الفني ه دة، لكن د ومن خالل شخصيات محد ر دراما تدور في محيط محد تجريبيا على نحو ما، ويصو

يقاعه الخاص. يعتمد أسلوبا تسجيليا، له جماليته وا

ا من محاور الصورة الفيلمية التونسية، لقد شكل الحديث عن الواقع المعاش جانبا مهم سواءا في تونس أو في المهجر ولم يقتصر تناول الجانب االجتماعي فقط بل كان التركيز

فا على الوقائع اليومية، لقد كانت الواقعية االجتماعية مهيمنة منذ نشأة السينما بتونس، مكث السينما هي تعبير اجتماعي ع اليومي التيمة األبرز في األفالم على اعتبار أن وكانت وقائ

باألساس، سواء كان ذلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

359

:لعبد الرحمان سيساكو-Timbuktu-موريتانيا:فيلم تومبوكتو-4

ملصقة الفيلم

:ة للفيلمالبطاقة الفني -

.نوع الفيلم: درامي طويل-

.الرحمان سيساكوإخراج: عبد -

.سيناريو: عبد الرحمان سيساكو، كيسان تال-

Sylvie pialat-إنتاج: سيلفي بياالت-

تمثيل: إبراهيم أحمد ديت بينو، آبل جافري، تولو كيكي، ليلى والت محمد، مهدي حاج -محمد، هشام يكوبي، كيتلي نو ال، فطومة دياوارا، عادل محمود شريف، سالم داندو،

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

360

مامبيكاميسوكو، يورو دياكيتي، شيخ عاج أمكني، زكرى والت موسى، ولي كليب، دجيي سيدي، عمر حيدرة، دميان ندجي.

.مدير التصوير: سفيان الفاني-

.مهندس الصوت: فيليب ويلش-

.مونتير: نادية بن رشيد-

.ل: دامباديايمساعد مخرج األو -

.سكريبت: أوليفيا برينوغ-

.مالبس: أمي سو-

.ريجيسور عام: سيكو تراوري-

.ميكساج: ثيري دلور-

.موسيقى: أمين بوحافة-

...cine ،+cnc،artالمنتج: عبد الرحمان سيساكو، كيسان تال، بمشاركة: كنال+، -

2014: اإلنتاجتاريخ -

.01:35:47المدة: -

: ملخص الفيلم-أ

راية سوداء مكتوب يبدأ الفيلم بمشهد الغزالة وهي تجري من رجال مسلحين يحملون عليها"الإله إال اهلل محمد رسول اهلل"، في الصحراء على متن سيارة على وقع الجنريك مكتوب

اقتياد رجل مي الرصاص على تماثيل إفريقية، و "، ثم ر Timbuktu عليه عنوان الفيلم "

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

361

ث القوات المسلحة مسيطرة على المدينة، وتحاول فرضمعصوب العينين، ثم نرى مشهد حي صبي يرعى األبقار يطرد من طرف صياد في حوض الماء، نشاهد إجراءاتها على السكان،

نة من األب والزوجة والبنت في جلسة حميمية يشربون الشاي، ثم عائلة صاحب البقرة المتكو ي الماء والظروف الطبيعية الصعبة.معاناة العائلة في سق

على مواطنة، ويحدث شجار اإلتاوةتفرض مشهد آخر ينقلنا إلى الجماعات وهي فيشديدة بين الجماعات المسلحة المسيطرة على اختالفاتبينهم، العائلة الصغيرة متماسكة،

حول ممارسات الجماعة، هته الممارسات التي تظهر للعيان من خالل مام المدينةالمدينة وا فرض حضر على كرة القدم، في حين أعضاء الجماعة يتحدثون فيما بينهم عن الالعب

عبة كذلك، يفرضون الحجاب على العالمي "ميسي" وغيره، في داللة على معرفتهم العميقة بالل م وال تعطي أدنى قيمة لهم.ال تهت النساء، في حين نرى امرأة مشعوذة

ث األب واألم في جلسة حوارية تدل على الحب والتماسك، بالعودة إلى مشهد األسرة حي ننتقل مرة أخرى للجماعة المسلحة، وهي تسجل عبر الكاميرا لشاب انظم إلى الجماعة يحاول

كان فيه، واآلن هو ه ترك عالم السوء الذي، وأن ه سعيد بهذا االنضمامأن يقول للرأي العام أن سعيد بهذه الحياة الجديدة، دورية للجماعة المسلحة في الليل، وسماع غناء وموسيقى في أحد

.المنازل، بالموازاة عزف موسيقى من طرف أب العائلة الصغيرة لزوجته وابنته

في مشهد آخر األبقار تدخل حوض الماء، البقرة تعلق في الشبكة، الصياد يصطادها يأتي الصبي الخادم مهروال إلى األب ليخبره باألمر، يأخذ األب مسدس ويذهب، دائما بالرمح،

وشعوذة المرأة صاحبة الديك إلى جانب حاالت األشياءممارسات الجماعات المسلحة في تحريم ه اعترف بلعب الكرة.جلدة، ألن 20بالتفتيش للمواطنين، ومحاكمة العب كرة القدم

مجموعة من الشباب في ملعب لكرة القدم بدون كرة، وكأن في مشهد آخر نالحظ لعبالكرة تتقاذف فيما بينهم، يتعارك األب مع الصياد فيقتله، تقع تحريات فيتم القبض عليه ويحاكم

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

362

الحكم على مجموعة كانت تغني وتعزف بإقامة عليه الحد، دائما وفي إطار المحاكمات يتم يمارس الشعوذة مع الساحرة صاحبة الديك وهو مستسلم وأخرى بالجلد، في حين أحد المسلحين

لها، وآخرون يرجمون على رؤوسهم حتى الموت، بعد أن دست أجسادهم في الرمل، ولم يبقى ؤوسهم، وأخرى يزوجونها دون رأيها.إال ر

ة قيتبلغ زوجته بطر األب قاتل الصياد في ساحة عمومية، بالموازاة محاكمة )كيدان( تتم أن يقول آخر كلمة فيسجد، تأتي زوجته وتحاول ى لها مسدس، يطلب من )كيدان(سرية ويعط

اص، في آخر الفيلم أن تضرب أحدهم، يذهب يجري نحوها الزوج، يرميهم المسلحون بالرص، من الذي أعطى تجري هي األخرى مع الصبي الصغير تجري ومعها البنت الصغيرةغزالة

.1يجري وينتهي الفيلم ، الكل انيجري ، البنت والولدالسالح للزوجة

:تحليل الفيلم-ب

"تمبكتو" كابوس الغضب في فيلمه (عبد الرحمان سيساكو)يعرض المخرج الموريتاني سالماوي، ويدعو في الوقت نفسه إلى جعل الطيبة مصدرا للمقاومة واتخاذ التعاطف اإل

لفيلم بلغة بصرية رائعة من قبل تصوير هذا ا تم وقد ، اإليديولوجيفي مواجهة الجنون اإلنسانيفي عام عندما انتشرت الفيلم الضوء ، يسلط(هانس يورغروتر)سفيان الفانيو ر التونسي المصو سالمويون في مالي، التي احتلوا شمالها طيلة تسعة أشهر، كان األخبار حول صعود اإل 2012

يعيشان مع بعضهما من نا وامرأة كا خبر حول إعدام رجل أيضايوجد من ضمن هذه األخبار ، هذه من بين في صورة واضحة إليجاد ذرائع من قبل هته الجماعات للتسلط دون زواج

.2األسباب التي جعلتنا نطرح هذا الفيلم يقول )عبد الرحمان سيساكو(

في موريتانيا وتربى في 1961عام يالذي ولد ف (عبد الرحمان سيساكو)قام المخرج فيلمه الجديد "تمبكتو" إلى قصة يبتحويل هذا الخبر ف (2006عام مالي )أخرج فيلم باماكو

1-Voir, Dvd film, timbuktu. 2-Voir,Conference de presse «timbuktu » au festival de cannes, 49 : 42, canal+, 2014.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

363

، وهذا اإلسالميةلشريعة هذين الزوجين للرجم وفق تأويالت الجماعات لمؤثرة حول تعرض يحدث تقريبا في وسط الفيلم، نشاهد في البداية وكذلك في النهاية، كيف يقوم بعض الرجال

النهاية ة األولى يطاردون غزالة وفي في المر ة على متن سيارة جيب عبر الصحراء، بمطارد رف فوقهم راية الجهاديين السوداء.وترف يطاردون شخصا بشكل مقصود،

تصويره أمام مباني يعتبر العنف صاحب الكلمة األولى واألخيرة في هذا الفيلم، الذي تم الشر تقابله انتصارة نحو الجنوب، صحراء الكبرى الممتد المبنية بالطوب، وفي رمال ال "تمبكتو"

، تسأل المرأة البدوية )ساتيما( تالل في العادة بصمت وذهولحطيبة الناس الذين يواجهون االإبراهيم أحمد ديت )أدى دوره الممثل زوجها )كيدان( تولو كيلي()أدت دورها الممثلة التي

ة طويلة ورحلوا مع مواشيهم جمع الجيران حاجتهم منذ مد بينو(:"أال يتعين علينا أن نذهب"، لقديقول لها زوجها ليطمئنها، ويقصد بعبارته هذه الغرباء 1إلى مكان آخر: "سوف يزول ذلك"

ين المسلحين، الذين جاؤوا من الشمال ويحتاجون مترجما من أجل التواصل مع السكان المحلي ."تماشق" باسموفة المعر هم ال يفهمون لغة الطوارقوذلك ألن

فوق أريكة ث يتمتع )كيدان(خارج على نهر النيجر، حي السالم يسود هنا في ال يبدو أن واالبنة الصغيرة المفعمة بالحيوية، والتي تنظر بحب امرأتهلينة بتدخين غليونه، وبجانبه تجلس ر عن راحة األسرة أكثر من هذا المشهد، ولكن في اليوم إلى والدها، ال يكاد يوجد منظر معب

داست على شباك بقرة من قطيع )كيدان( مكان هنا، فألن كل نفسه تداهم النكبة الجميع في على قتل وفي خضم هذا النزاع يقدم لذلك )كيدان( الصياد، قتل الصياد البقرة بواسطة حربة،

هذا يعني موته، إذا فإن اإلسالميةحكام الشريعة ألتأويل الجماعات المسلحة الصياد، وبحسب ، ونشاهد هنا وجوها قاسية وغاضبة.ها التعفو عنهلم تعف عنه أسرة القتيل، بيد أن

سالمويين السلطوية، ة ضمن تصرفات اإل( هذه القص عبد الرحمان سيساكو)يدمج المخرج الموسيقى والتدخين نين أن ل الجهاديون في األزقة ويصرخون بمكبر صوت معلث يتجو حي

1 -Dvd film, timbuktu, scéne 24 : 27.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

364

التحقق من والكحول والوقوف غير الضروري في الشوارع أمور يعاقب على فاعلها، وكذلك يتم جلد باس الجديد، وتتم معاقبة الشباب على العزف على القيثارة والغناء، ويتم ل االلتزام بقواعد ال، ولكن هناك موعد إعدام )كيدان( يقتربالرجم، و باإلضافة إلى تطبيق حد امرأة أمام المأل،

سالمويين، بل اإلمام الواعظة لإلد يكسر هذا النظام المتحجر، ليست كلمات عمل متمر -صرخة هي التي تعكر طقوس العنف. تيما(سا) امرأةاسمها

س منذ البداية على هذا االنعكاس المفاجئ تقريبا مثل فيلم روسي ثوري من هذا الفيلم مؤس منذ دراسته (عبد الرحمان سيساكو)ات، وهذا إرث أثر تأثيرا عميقا على المخرج أفالم العشريني

تاريخها المشاهد األوروبي يسحره منظر مدينة القوافل هذه التي يمتد في موسكو، لعل اإلخراجلقرون من الزمن بأزقتها الضيقة ومدارسها ومساجدها، أو منظر عاصفة رملية فوق الصحراء،

المدينة والصحراء، هذه الجاذبية الغريبة، بيد أن استخدامال يفوت (سيساكو عبد الرحمان)وطيفة د خلفية لمأساة إنسانية بلغت ذروتها في تعبير الوجوه، الوجوه الل والسماء الليلية، هي مجر

بة من ناحية وكذلك من ناحية أخرى وجوه ممهدي الطريق لدولة إسالماوية، تبدو تارة في الطي يريد أن يوقف اإلنسانيحق التعاطف بعيد وماكرة تارة أخرى، ويبدو تارة أن لى حد حيرة إ

ه ال يعود قادرا على ، ولكن القاضي باستجواب )كيدان(، عندما يقوم قليال اإليديولوجيالجنون لذين سيصبحون أيتاما في المستقبل.غم من تعاطفه مع هذا األب وأبنائه امساعدته على الر

سالماوي، التغلب على كابوس فيلم "تمبكتو" إلى التغلب على كابوس الغضب اإليسعى إلى جعل الطيبة كمصدر للمقاومة، عمل أسلوب مسلم صالح، وذلك من خالل دعوته كل

ا من الوجوه ، الذي يتوقف في بعض األحيان بشكل قريب جد (سفيان الفاني)ر التونسي المصو إلى اإلشارةعلى تصوير هذا الفيلم بلغة بصرية رائعة، كذلك تجدر وأحيانا في المدينة والطبيعة

، والتي تواكب األحداث (أمين بوحافة)الموسيقى التصويرية التي وضعها الموسيقار التونسي قارب موضوعه بكم (سيساكو)وتنتهل من التقاليد وكذلك من الحداثة، فرة في الفيلمالمصو

ر النمطية والقوالب الجاهزة، كتلك التي تنشر في وسائل والصو تاألكليشيهاكبير من

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

365

العالمية، وتنتصر لصورة سطحية تفشل في سبر أغوار واقع بالغ التعقيد، كما هو الحال اإلعالمذا كان البعض يأخذ على النظرة االستشراقية تنميطها اإلفريقيةفي الصحراء وجنوبها، وا

بالغ اف القوانين والمحركات الحقيقية لواقع محلي ومقوالتها التصنيفية التي تعجز عن اكتش يداتهالذي يقدم في الغرب في صورة ابن البلد العارف بتعق(سيساكو)مخرجا مثل التعقيد، فإن

النمطية المقدمة عن دول العالم الثالث وآسيا يبدو أكثر ملكية من الملك في تعزيز الصورة ب.اإلعالم الغر وأفريقيا في كثير من وسائل

فيلمه بمشهد ذي صبغة رمزية واضحة لغزال يلهث مرعوبا هاربا تطارده (سيساكو)يبدأ دة، وهم يطلقون للجماعات اإلسالماوية المتشد انتمائهمسيارة دفع رباعي تحمل مسلحين واضح

الرصاص عليه، يعقبها مشاهد أو لوحات تمهيدية تنثر شخصياته وخيوطه السردية الرئيسية ن دة على األهالي، ويتوزع السرد في خطيللرعب الذي تبثه هذه الجماعات المتشد وتقدم صورة

دة وغزوهم للمدينة، وما يحاولون فرضه سالماوية المتشد أساسيين هما عناصر الجماعات اإلسالمية ومخالف للتقاليد التي اعتاد متشددة، وتفسير متشدد للشريعة اإلعليها من قيود وتقاليد

نارية أو ، فترى عناصر هذه الجماعات يجولون في المدينة على دراجاتعليها األهاليلى االلتزام اإلسالميةبشاحنات صغيرة داعين عبر مكبرات الصوت إلى تطبيق الشريعة ، وا

بقائمة طويلة من الممنوعات بنظرهم كالموسيقى والرقص وكرة القدم، وينتشر مسلحوها في على سطوح البيوت مراقبين الناس. األزقة أو

دة هم غرباء عن المكان، عبرحديثهم بلغات متعد على تصويرهم بأن (سيساكو)حرص (أبي جعفر)ومختلفة عن لغة الطوارق )التماشيقية( وهي لهجة أمازيغية، فجعل قادتهم ك

لفيلم نطقت شخصيات الفصحى، وبعضهم يتحدث االنجليزية، حيث غة العربة ايتحدثون الل التماشيقيةوالبمباراوالسونغى(.الفرنسية واالنجليزية والعربية و )بست لغات حسب دليل الفيلم

عناصر هذه انغالققد بدا هذا الخط أفقيا وصفيا يستعرض عبر مجموعة من المشاهد لة بائعة السمك، التي يهددها المجموعات، وفرض هيمنتهم على المدينة، فلدينا هنا قص

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

366

أن تخفي يديها بقفازات، فترفض ذلك وتهددهم بالسكين والصبي الذي يحب موسيقى المسلحون بوهو مشهد ناجح ر المسلحين بتلقينه بشأن توبته و ث يقوم مصه يقف أمام الكاميرا حي لكن "الراب"

ر من الشاب ث يطلب المصو ا في أداء ممثليه وفي لمسته السحرية العالية التي حملها، حي جد أبو )، وخط اعترافه، ويمثل أمامه كمخرج سينمائي بطريقة لتمثيل بحماس أمام الكاميراالمرتبك ا

، والشاب المترجم مع الجماعة القادم )كيدان(أحد قادة الجماعة ومحاولته إغواء زوجة (جعفرمن ليبيا والمقاتل في صفوف الجماعة الذي يتحدث االنجليزية، ويتقدم لخطبة إحدى الفتيات

، جنبا إلى جنب مع محاوالت الجماعة إقناع ى تزويجه منهادهم ويجبرهم علثم يهد من أهلها، هذا الزواج مشروع في الدين اإلسالمي. األمر شرعيا وأن بأن اإلمام

مشاهد أخرى تمر بسرعة، ويبدو بعضها مجرد إستطاالت في السرد، ال تخدم سوى تقديم سي، والخط الثاني هو )كيدان( يالدرامي الرئ صورة عن سلوك الجماعات، وال تخدم خط السرد

الذي يعيش في خيمة على أطراف المدينة، ولديه عدد من األبقار يرعى بها صبي الطوارقيالذي ينشر اإلفريقيةوابنته الصغيرة مقابل الصياد ذي األصول وجته )ساتيما( بشكل دائم، وز

الصياد عموديا ويتصاعد مع قتل يتنامليط هو الخيط الدرامي الذي شباكه في النهر، وهذا الخذا كان هذا المشهد إلحدى البقرات، ثم قيام )كيدان( بقتله في مشاجرة وعراك باأليدي بينهما، وا

قد بدا في بدايته مرتبكا مع المبالغة في حركات الشخصيتين في لحظة الشجار والقتل إال أن ضحيته ويخوض في م عندما يترك )كيدان(ن أجمل مشاهد الفيلنهايته كانت بالتأكيد واحدا م

ة للبحيرة والعودة إلى الطبيعة إلى لقطة عام (سيساكو)ث يلجأ ماء البحيرة الصغيرة بعيدا، حي الشخصان القاتل والقتيل وسطها. وسكونها بينما يتضاءل

متهدة باعتقاله ومحاكيجمع المخرج الخطين مع قيام عناصر الجماعة االسالماوية المتشد قامة الحد ، وهي المشاهد التي تأخذ الثلث األخير من الفيلم، وتصل ذروتها في لحظة عليه وا

ها ستطلق قيادته إلى محل إعدامه، ومن ثم مقتله مع زوجته برصاص المسلحين الذي رؤوا أن تائهان في الصحراء.-والصبي الراعي (كيدان)بنت –النار عليهم، لينتهي الفيلم بمشهد الصبية

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

367

إتجاهات فيلم "تمبكتو" لعبد الرحمان سيساكو:-ج

عبد الرحمان )قصة متخيلة، هذه التحفة التي قدمها المخرج الموريتاني ليست "تمبكتو" التي غزت إفريقيا، اإلسالمية، هي وثيقة إدانة للفاشية والتطرف المتمثل بالجهادية (سيساكوالصحراوية وجمالياتها، تبدو الصحراء هنا كفضاء ة حياة متداخلة بين قسوة الطبيعة هناك ثم

بصرية المكثفة في أشجار مبعثرة وميال وليل ال يغري بالتشخيص، وبخياالت تجد معادالتهابيوت تصدح بالغناء بضوء القمر ومصباح عتيق يضيء يتانصاف يكتفي فيه المخرج الموري

تغزو موز ومولع بجانبه الروحي التصوفي، أحالم إفريقية كعالم جذاب حافل بالر والموسيقى وبما يمكن أن ينتمي إلى هذا المكان آلة بطش عنيفة )تنظيم القاعدة( على النقيض من كل

لذي ليس سوى روح الحياة بإفريقيا.والموسيقى والغناء والرقص، الرقص االكرة ، فتحرم اإلنساني

غم من السجن الر حتمية الحياة ب إلى التكثيف البصري ومسكون برغبات إثباتيميل الفيلم ث تبدو وظيفتها الرصد غم من حيادية الكاميرا في كثير من المشاهد، حي وبالر المسمى بالواقع،

بالموت أو بمعنى واإلحساسحظة في سياق معاصر يسوده العنف فقط أو لنقل تخليد تلك الل من الماء لى الجانب اآلخرآخر العيش في الموت، فعندما نشاهد بقرة مذبوحة، رجل ينزف ع

ه يحب كرة القدم، مقتول برصاصة، فتاة ترجم بسبب مكالمة هاتفية مع صديق، شاب يجلد ألن غزالة تلهث هاربة من دين اهلل، حمار يرفض أن يعبر الطريق لوجود رجال مسلحين يحملون

بر عن موقف الحمار من وجود هؤالء.تع سريالية، "ال إله إال اهلل"علم

مجموعة من الشباب يلعبون كرة القدم بكرة ثحي سرياليةد بعدها لنشاهد مشهد أكثر نعو متخيلة، يركلون الهواء والكرة االفتراضية قد تصطدم بالعارضة وقد تتجاوز المرمى افتراضية

غم من عدم وجودها في الحقيقة، الفيلم زلزال وقد يخفيها الناس حين يمر رجال القاعدة، بالر ف ، ويفتح إشكالية أمام أسئلة العنف والتطر اإلنسانيسينمائي يكشف مناطق خصبة من وجودنا

التي أصبحت العنوان األبرز لوجودنا، ننتقل معه لجغرافية بعيدة، جغرافية يصارع الناس فيها

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

368

معه (عبد الرحمان سيساكواصطحبنا) ،1من أجل الحق في الغناء في فضاء أسطوري تصوفيويالت "تمبكتو"عبر عدسات كاميراته في رحلة إلى جوهرة صحراء إفريقيا، لنشاهد كيف عانت

ذي فرض على سكانها آنذاك.، والحكم االستبدادي المتطرف الاإلرهاب

يا إفريق ة تمس كل من طرح قضية هام يور""تمبكتو" أو "شجن الطتمكن الفيلم الموريتانيث سيطرة الفكر المتطرف، وهو مأخوذ عن وقائع حقيقية في العالم في الوقت الحالي، حي وكل

ر لنا المخرج كيف تحولت المدينة التي كانت عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، يصو حاضرة الدنيا وشاغلها على مدى عدة قرون إلى مدينة شبه خاوية إال من سكانها الذين آمنوا

التطرف والجهل والمنضمات التي انتشر، حينما عصفت الحياة االقتصادية، وخالل أيام بقدرتهموعددا من دول الساحل خصوصا مالي إلى اإلفريقيلت الشمال ، وحو اإلرهابحملت راية

د من المسلحين من أنحاء العالم.ساحة حرب، وفرضت السيطرة عبر كوادر تجمعت من العدي

ا، بسبب عدم رؤية روائية واضحة، وغرق في حالة د فني تقدير جي ال يتجاوز الفيلمة، ليست نا كمشاهدين سنرى الصحراء حاضرة بقو ث أن حي ،ة بصرية تحتفي بالمكانسينمائيتكمن أهمية الفيلم سع جميل يعيش فيه أهله حياة آمنة،وا، بل منزل من الرمالد مساحات مجر

ل على غرار والبعض اآلخر يمارس التمثيل ألو للخبرة،هم بعض افتقرفي موضوعه، فالممثلون .2الشخصيتين الرئيسيتين )كيدان وساتيما(

أحيانا، يعود هذا إلى استغراق المخرج في استخدام الكاميرا بعين إيقاع الفيلم بطيءن اك كان لدى الفيلم كثير من الوقت والمساحة لسرد تاريخ ، و ائقية، وهو مخرج وثائقي في األصلوث

الشخصيات، "تمبكتو" من األعمال النادرة التي حاولت تصوير الحياة تحت حكم المتطرفين، تنقل حالة الخوف والتحدي في مجتمع مسالم يعيش في الصحراء، أغلب سكانه يعيشون في

، والبشر يتناغمون مع أجواء الصحراء الرعي والصيد من بحيرة صغيرة قريبة من حياة بدائية

.3، ص4إسماعيل العليوي، عبد الرحمان سيساكو شاعر السينما الموريتانية، مجلة أتارغاتيس، تصدر عن حركة المجتمع التعددي في سوريا، العدد -1

2 -Voir,Conference de presse «timbuktu » au festival de cannes, 49 : 42, canal+, 2014.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

369

، ثرية بالمضامين وشديد الوضوح هجة عبر لغة سينمائية عالية الجودةالمتقلبة، نص شديد الل بالشفافية في وصف وتحليل الحالة المعاشة لجوهرة الصحراء المالية، تحت سيطرة وهيمنة

رام وفق شيء بالحالل والح ر كل وتبريوتحركها تحت ستار الدين المسلحة اإلرهابيةالتنظيمات مصالح وأهداف شخصية بحتة.

في قبضة القاعدة، وطردتها منه جزئيا عملية 2012شمال مالي سقط في يذكر أن عملية 2014وتلتها في أغسطس 2013العسكرية، التي شنتها فرنسا في يناير "سرفال"ء، "تمبكتو" التي تحوي أكبر منطقة الساحل والصحرا التي يشمل نطاق عملها كل "برخان"

المهملة في العالم، والتي ما تزال لحد اآلن مهمشة من اإلسالميةمخزون من المخطوطات وبريطانيا وألمانيا. طرف الدولة المالية، ونهبت آالف المخطوطات منها من قبل فرنسا

بها من تدمير من قبل الفرنسيين، هته المدينة لم يتعرض الفيلم لتاريخها المجيد، وما حل المغايرة التي يريد "تمبكتو"، بالمقابل اإلسالميالتي كانت تلقب بعاصمة الثقافة في الغرب

د فعل والتدخل الفيلم أن يصورها للفرنسيين والغرب بصورة عامة، ربما أراد المخرج أن يكون ر .ني منه الدول االسالمية قبل غيرهالمحاربة اإلرهاب الذي تعا الفرنسي مشروعا

ويغفل أسبابها وينسى متجزئةهذا النوع من األفالم السينمائية الذي يصف الظواهر يعتبر هذا النوع ( إال آثار لتلك األسباب )االستعمار(، أقول أن اإلرهاب) ةهر هذه الظاأو يتناسى أن

من النفع الذي يحققه لها، اإلسالميةنا من األعمال السينمائية أكثر ضررا على بلداننا وثقافتوترشحت وحازت على والمهرجاناتإلى مصاف دور العرض ارتقتفهذه الدراما حتى ولو

جوائز، في النهاية ال تخدم إال البلدان الغربية التي تحتفي بها باعتبارها ذراعها األيسر المدافع .يندة أخرى، وتبقى المعاناة للمالي، فالمشكل تذهب قاعدة وتأتي قاععن إيديولوجيات الغرب

إلى نشوئها )ظلم أوروبا روف التي أدته يغفل الظ يتحدث الفيلم عن إرهاب القاعدة ولكن سالموية وتحل محلها ، تذهب القاعدة اإلداعشقاعدة وتأتي ال(، تذهب اإلسالميوأمريكا للعالم

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

370

القاعدة الفرنسية، وهنا يحضرنا شعر نزار قباني"يذهب ديك ويأتي ديك والطغيان هو الطغيان، اإلنسان".في حارتنا يذهب ديك يأتي ديك والمسحوق هو

الفيلم على غرار أفالم العالم الثالث التي تريد نجاحا في الغرب، والتركيز على ظاهرة إن الغربي، التي يت النظرة العجائبية والغرائبية للمجتمع، وتثباإلسالميةفي المجتمعات اإلرهاب

عندما سمعت عنوان الفيلم توقعت أن أرى فيلما [...]خير منذ زمن بعيدنها عنها هذا األكو زة الصوفي ومخطوطاتها وعمارتها الطينية الممي اإلسالمير تلك المدينة الغنية بتراثها سيصو

الصحراء )وقد بين أعراق وثقافات متعايشة في الجنوبوتنوعها العرقي وعوالمها المختلطة .التي يجب الحفاظ عليها( اإلنسانيإحدى مواقع التراث اليونسكوعدتها

غائبة كمكان في هذا الفيلم، ولم نرى سوى مشاهد اسمها المدينة التي حمل الفيلم بدت على سطوح البيوت محدودة في زقاق بسيط أو بيوت طينية بسيطة ومشاهد لمسلحين يتنقلون

ريفية بسيطة، وفي أزقتها أو مشاهد خارجية لفضاءات ريفية أو صحراوية يفترض محاورتها ث يصعب على المخرج ما كان العامل األمني سببا أساسيا وراء هذا النقص، حي للمدينة، رب

تطرفة، لذا كادر الفني للعمل في منطقة مضطربة وتنتشر فيها الجماعات والميليشيات المالقيادة ر مشاهد في فيلمه في ها قريبة في بيئتها من المنطقة األصلية، ليصو منطقة يفترض أن اختار

منطقة جنوب إفريقيا قرب الحدود المالية، وتعمقت ما أراها أزمة أصالة في هذا الفيلم، مع (سيساكو)رزح غياب المكان، وهيمنة الصورة النمطية، فضال عن استعارات وتناقضات أسلوبية

ذلك حتى إلى الموسيقى التصويرية التي وضعها امتدتحت ثقلها من مشاهدات سينمائية سابقة، ، وبدت التيمة الموسيقية الرئيسية فيها تنويعا واضحا على مقطوعة (أمين بوحافة)التونسي

رية التي اعتادت على وضع الموسيقى التصوي للمؤلفة الموسيقية اليونانية )إيلينيكارايندرو( تحديدا في فيلمه "المرج الباكي". ، وهي هنا)ثيو أنجلو بولوس(للمخرج

في أحد المشاهد يظهر شبابا يلعبون كرة القدم بدون كرة (سيساكو)في السياق ذاته نرى أن األرجنتيني بسبب منع المتشددين للعب الكرة وتحريمها، وفي ذلك عودة واضحة للعب األديب

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

371

ي جسدها المخرج االيطالي بين الوهم والواقع، في قصته الشهيرة الت على العالقة )كورثازار(قدم مشهدا للعبة التنس ث في فيلمه الشهير "بلو آب" أو تكبير الصوت حي الشهير )أنتونيوني(بدت بعض المشاهد مبالغ فيها في ، و د التلميح إلى هذه االستعارةبعض النقابدون كرة، قد سبقل

، اإلفريقيةلم، كما في خيط المجنونة أو العرافة ه واقعي في الفيفترض أن سط سياق يغرائبيتها و ي بيتها.وتلك الرقصة الغريبة التي يؤديها إحدى شخصيات الفيلم ف

دة غير قادرين على السيطرة على الخطوط السردية المتعد (سيساكو وكيسين تال)لقد بدا فيلمهما، وعجزت حكاية )كيدان والصياد( عن أن تكون حكاية إيطالية التي رسمها في سيناريو

مثل هذه األشكال السردية ونموذجها األبرز يالحكايات األخرى في األسلوب المعتاد ف تلم كل ، ال تخفى عليه والسنغالألف ليلة وليلة، ولمن يعرف طبيعة الصراع الدائر في مالي وموريتانيا

من إحالة إلى الصراع بين المجموعات العرقية ذات (كيدان والصياد)صراع الداللة الرمزية في إلى داللة حد النقاد في صحيفة الغارديان ألمح ، فقد اإلفريقية والعربية واألمازيغيةاألصول

بمعرفة أوسع في سياق الصراع ولإليحاءت الطريق رمزية للبقرة بوصفها مالي التي ظل ع شخصية شيخ المسجد إلى تقديم خطب واسعة ومباشرة م"(سيساكو)وتفصيالته لجأ

، الذي يرى في قول اإلسالمييندين المتشد أحد واستشهادات من القرآن في محاججاته مع الرسول صلى اهلل عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" دون رضا البنت

في مناقشة قضايا شائكة شغلت اتبسيط، و ة ومباشرةمل ها بدت خطبا م، إال أن 1تطبيقا للشريعة" المتطرفة لها.، وفق الجماعات السلفية والتفسيرات اإلسالميحيزا كبيرا في الفقه

في اإلسالمييندين تصوير الشخصيات التي تمثل المتشد بدا مقابل هذه اإلفاضة الكالمية وفي ، وحتى كوميديا في أحايين كثيرة مبتسرا وكاريكاتوريا وسطحيا أحياناسياق أحداث درامية

البشر مهما سؤال حول هذه النقطة من طرف صحفي بلجيكي يقول )عبد الرخمان سيساكو( أن

1 -Dvd film, timbuktu, scéne, 01 : 23 : 17.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

372

لها جانب آخر أردت لكنالجدي ة تغلب على هته الشخصيات كان ليس نمط واحد صحيح أن .1في بعض األحيان من خالل السخرية أن أظهره

وظروفهم التي قادتهم إلى التطرف أو دوافع هؤالء المتطرفين نحن لم نعلم أي شيء عنه حرص على بأن (سيساكو)غم من تصريحات حتى سلوكاتهم ككائنات إنسانية متطرفة، على الر

لكن المشاهد يريد أن يرى هم بشر من لحم ودم ولهم مشاعرهم وهمومهم،تصويرهم على أن ن الصورة النمطية التي يعطيها له الفنان ع إجابات ألسئلة يطرحها طول الوقت وتعب من

ديدة لعلها تشفي شغفه لمعرفة هذا اآلخر الذي ليكرهه هو اإلرهاب، يريد أن يرى إيجابات جعلى قدر من المباشرة والتبسيط في الفيلم، المخرج هيمنة رؤية ظهرت ومن هنا كذلك،

ادرة مظاهر الحياة لدى شعب دة مصواقعا وصراعا معقدا، إلى محاولة مجاميع متشد اختصرتآمن في تمبكتو، قدمت في سياق ميلودرامي مال إلى االستثارة العاطفية المباشرة التي قد يكون

لها وقعها اآلني المباشر، الذي سرعان ما يتالشى حين تحل لحظة العقل والتأمل.

الندوة الصحفية هذه اإلستثارة العاطفية التي أظهرها )عبد الرحمان سيساكو( أثناء إنعقاد بعد عرض الفيلم في مهرجان كان من خالل بكائه، وهو يتحدث عن بعض التفاصيل والظروف

ل بالعمل ، وهو داللة على صدق المخرج وطاقم العمل في الوصو التي تزامنت مع تصوير الفيلم .2فاإلحساس المرهف والصدق المطلق من أساسيات نجاح العمل االحترافيةإلى درجة من

الفيلم في اعتقادنا على أغلب الممثلين هواة تنقصهم الخبرة، ورغم هذا التأثر فإن رغم أن و هي حقيقة على الممارسات المعروفة باسم الدين اإلسالمي و مستوى الطرح يبقى ناقصا فقد ركز

ة في مسألة التطرف، ولم الديانات، وشأنه في ذلك شأن السينما المغاربية عام في كل ةموجود الذي يعرفه الخاص والعام. الذي يمثل الدين اإلسالمي الحنيفيطرح البديل

1-Voir,Conference de presse «timbuktu » au festival de cannes, 49 : 42, canal+, 2014. 2- op. cit.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

373

:لخالد الشيخي Drounedmap-ليبيا: فيلم "خارطة غريق-5

ملصقة الفيلم

: ة للفيلمالبطاقة الفني -

.رؤية إخراجية: خالد الشيخي-

.فكرة: أمراجع خليل-

.قصة وسيناريو وحوار: خالد الشيخي-

.العريسي، وليد الحفارتصوير: جمال -

.فني إضاءة: سالم بورميلة-

.: أمراجع خليلاإلنتاجمدير -

.اإلمام: باسم اإلنتاجمشرف -

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

374

.خدمات إنتاجية: أنيس الطيرة-

.سكريبت: توفيق رويحل-

.جرافيكي: أحمد يعقوب-

.ترجمة: عيسى الهمامي-

.الفني لإلنتاجالعمليات الفنية: مركز المتحدين -

.دقيقة 01:10:11مدة الفيلم: -

.2014:اإلنتاجسنة -

.الممثلون: صالح العرفي، سعيد عيد، أحمد الغرباوي-

ملخص الفيلم:-أ

ية الليبية، على متنها رجل )صالح العرفي(، الطائرة يبدأ الفيلم بهبوط طائرة الخطوط الجو ال ركاب فيها إال المضيف، وبدون أي كالم يودعه بابتسامة صفراء، الرجل ينزل الطائرة حامل

ل عن ، الرجل يحاول االتصافي المرافق العمومية وال في الحافلةحقيبته، ال أحد في المطار وال البحث ف والحيرة لدى الرجل، يحاولذهب، حالة من الخو النقال، الرقم مقفل، الطائرة تطريق

مكان في المطار، خارجه ال أحد، يجري ويتساءل، عن أي أحد في هذا البلد، يمشي في كل ، الظاهر معينة أسماءعلى فالساعة الثامنة مساءا وال أحد في هذا البلد، يدقق على باب، ينادي

يسيطر عليه. ، لكن ال مجيب، الخوفه يعرف الساكنينأن

يلمح رجال، يركض وراءه، الظاهر تهيئات، يواصل مشيه وبحثه وقد هذا البحث نهايةفي الشخصية ، )أحمد الغرباوي(ه الممثل إن أنهكه التعب، الرجل السراب مرة أخرى يظهر ويختفي

ذا به يلمح الرجل الشبح نفسه على مستوى في حالة ذعر يجري في كل ةالبطل االتجاهات، وا

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

375

)عيد الممثل يلمح رجل آخر د سراب، بعد ذلكلة الكمان، مجر ناصية البحر يعزف على آسعيد( وهو يصطاد بصنارة، يسلم عليه فيركض الصياد ويسمي اهلل، ويدور بينهما حوار في

.1واحد يسأل اآلخر أنت من؟ وماذا تفعل هنا؟ داللة على غرابة الوضع، فكل

من خراب، )ليبيا( ويتحدثون عن ما جرى للبلد تون ربون من بعضهم البعض وينصتقيسيارات محروقة، بيوت ومراكز مهدمة، وال أحد في المدينة كما يقول الصياد، تقريبا هو فقط في بنغازي، يدخلون إلى مصرف، ال أحد موجود، أموال طائلة مكدسة على الرفوف يقول

ن ، ويذهبو 2أخذ هذه الفلوس، يرد عليه الصياد:"ما عندي ما ندير بيها" باإلمكانه أن (صالح) .بعض الرزم من المال المكدس يأخذونو مع بعض

ألف 20يل وهم يأكلون السمك ويشربون الشاي وقد أوقدوا النار بالرزم مشهد آخر في الل مشكل هذا البلد، السالح هو أن أيضا جنيه، كما يقول الصياد:"أغلى كباية شاي"، كما يقول

حوش مكان، وفي كل فأي مشكلة صغيرة أو عراك يخرجون السالح، فالسالح موجود في كل عن هذا البلد يكاد يكون منقطعاالتصال لكن ال يستطيع ف (صالح)اول ، يح3من هذا البلد

اع على إيق خال، ة في ملعب كرة القدمالعالم، دائما يظهر الرجل السراب وهو يعزف هذه المر هفة حتى يتمكن من هذا الرجل في حالة من التذوق والل االقتراب (صالح)الكمان دائما، يحاول

لكن... ه ال يحلمجد الصياد، حتى يدرك أن من إيجاد هذا الرجل بعدما و

ا المكان، خذ أي سيارة فال يواصل مسيرته مع الصياد ينتقال بسيارة، فالسيارات في هذ، يواصلون الحديث عن الوضع وهم في السيارة، حتى سيارات تالسيارالناس هذه وجود

مضاد الميليشيات المسلحة ال ناس لها، ينزل الرجالن ويركب الصياد شاحنة بها السالح ال للطائرات، وفي حركة وهمية سريالية يطلق الرصاص من عليها.

1 -Dvd film, Drouned map, scéne18.59: 2-Op. cit, scéne28:08. 3-Op. cit, scéne30 :34.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

376

الرحلة في حالة من الحيرة والدهشة عن هذا الوضع، البنزين ينتهي فينزالن يواصالنويواصلون الحديث، فالمشكل كما يقول الصياد:"البنزين أهم شيء في هذا البلد، أصال المشكلة

دائما (صالح)، يذهبان على األقدام، يحاول 1في هذا البلد أو القضية هي قضية بنزينة"ئ أو غير متوفر، الرجل الشبح )أحمد الغرباوي( العازف على الكمان االتصال لكن الرقم خاطد سراب، ه مجر أن (صالح)ة على كومة من األوساخ والمجاري، يدرك دائما يظهر، هذه المر

يواصل المشي مع الصياد في مختلف مناطق البلد، الخراب عام، في النهاية يجدون مركز عام غة خارجي بالل اتصال، فجأة (صالح)وعة كما يقول الت مقطاالتصا صاالت الهواتف، لكن لالت

ذا كنتم ولى من الغرب قد عهد األوامر ، نفهم من خالل المكالمة أن (صالح)االنجليزية، يرد ، وا .2تودون أن تعقدوا الصفقات فسيكون ذلك مع الشعوب

بيين التي اللية عن المصالحة بين ن هذه المر وصديقه ويواصال الحدث، لك (صالح)يذهب ذا ب هم ليسوا األذان في داللة على أن صوت ال بد منها، يهم ) صالح والصياد( بالرحيل، وا

، فهذا (صالح)الطائرة مضيفيوقضهذاالصوت على، و 3وحدهم، فاهلل معهم كما يقول الصيادذا به يرى الركاب، ينزل من على متن الطائرة، د أحالممجر ه كل ذا ، ينهض من الطائرة وا وا

ذا به يتجو ة، ل في المدينة وهي في أبهى حل بالمطار والناس، يقل سيارة بسائق ومرافق، وا ذا بنا نسمع أن راإلعمااالخضرار، الدبلوماسيليبيا ووضعها اقتصاد، يشعل المرافق الراديو، وا

أصبحت وقد 2020ها في سنة والسياسي والتجارة في تحسن مستمر، فليبيا كما يقول الراديو أن لمناحي وباألرقام.اقتصاديا في كال دولة قوية

ويتم ذلك ه رئيس جمهورية ليبيا،لقسم على أن سيره باتجاه الرئاسة ألداء ا (صالح)يواصل ذا به يرى الرجل الصياد في كل مكان فعال، ثم يواصل سيره على متن السيارة لتفقد البلد، وا

من هذه المشاهد، (صالح).. والدهشة على وجه ، عامل نظافة، شرطي، إلخبوظائف مختلفة

1 - Dvd film, Drouned map, scéne.41:28

2:00 Op. cit, scéne 54- 3:12 Op. cit, scéne 56-

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

377

، وهو دائما على متن (صالح)في األخير وعلى وقع الموسيقى الموظفة في الفيلم نفسها يرى (صالح)وهو يعزف بالكمان وباللباس األبيض، وسط الزهور والورود، يبتسم ، الصيادالسيارة

في حالة من (صالح)لهذا الحال ونرى طائرة تقل المسافرين والصغار يلعبون المرجيحة، و السيارة ويذهب لمواصلة تفقده وينتهي الفيلم. اإليقاع يقلالنشوة والفرح، وعلى هذا

:تحليل الفيلم-ب

، والتسمية داللة (صالحالمطار في بنغازي الليبية حول رجالسمه)بداية الفيلم تدور في البطل إلى حد اسمهذا الرجل هو الصالح لهته المدينة، فقد وفق المخرج في اختيار على أن

المدينة أصبحت بنزوله المطار ال يجد أحد في داللة ثانية على أن (صالح)كبير، نالحظ أن مز إليه الشخصية التي تظهر لناس فهي مدينة أشباح، وهذا ما ير غير معمرة من طرف ا

تمثلة في الرجل الشبح، الذي يعزف على الكمان )أحمد الغرباوي(، ذلك العزف والم (صالح)ل على وضع المدينة التي أصبحت خراب.الحزين الدال

يجاد الناس، نالحظ في بدايات الفيلم جري ولهث البطل في كل مكان ، قصد التواصل وا يحتاج إلى بني اجتماعيبطبعه فاإلنسانالناس اختالفاتمهما كانت وهي داللة على أن

من إيجاد أحد مخلص لهذا جنسه، يواصل البطل البحث وال ييأس حتى يجد الصياد، إذ البد بقي تقريبا الوحيد في هذه البلدة.ه )سعيد عيد( الصياد، الذي الوطن، إن

بين البطل )صالح اإلخباريةيأخذ الفيلم منعرجا آخر بحيث يصبح مجموعة من الحوارات ليها البالد، هم يتحدثون عن األوضاع التي آلت إ( والرجل الصياد )عيد سعيد(، و العرفي

ل في النهاية ويطرحون مجموعة من الحلول وخطابات وعظية مقصودة من طرف المخرج، تكل بمحاولة المخرج الخروج من المأزق الذي آلت إليه البالد، وفي الحقيقة آل إليه الفيلم ، بأن

السبل قطع كل ت واألخبار بإيجاد مركز لالتصاالت يشتغل في المدينة بعد تتنتهي تلك الخطاباالبطل االتصال عبر هاتفه النقال، إذن هي مكالمة من الغرب من خاللها االتصال التي حاول

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

378

يخبرهم وعن طريق (صالح)الليبيين، لكن ولينوالمسؤ قصد إمالء األوامر كالمعتاد على الدولة قد ولى. اإلمالءاتعهد رن فجأة أن االتصال الذي هاتف

خالد )المخرج حظة في مأزق الخطابات التي راهن عليها حتى هذه الل ال يزال الفيلم الجهات والمجاالت لخدمة نهضة ليبيا لما األوضاع في ليبيا تحتم تكتم كل ما ألن ، رب (الشيخي

السينما يجب أن تطرح الموضوع بشكل غير مباشر وغير سطحي، آلت إليه، لكن أعتقد أن تفطن في األخير المخرج إلى هذا المأزق، فرأينا في نهاية الفيلم البطل وهو يستفيق من على

ها سنة د حلم، ينزل ويرى الناس في المطار وفي المدينة، إن ه كان مجر مقعده في الطائرة، إن .وتجاريا، وقد أصبح رئيس جمهورية اقتصادياة ة قوي ، وقد تحولت ليبيا إلى دول2020

رؤية بسيطة، ال تحتوي على عمق درامي وفكري، ال يحتاج هذه الرؤية هي في الحقيقة يدرك هذا األمر، سواء الخاص أو الكل أن ، فأعتقد الستيعابلفهم والالمتلقي إلى بذل جهد

هذا الفيلم ما الجديد الذي أتى به المخرج، من خالل (خالد الشيخي)العام، فالسؤال المطروح لالغرب أو فكرة المؤامرة لن تكون يبيين في ظرف سنوات يجب النهوض، وأن لال أن يدرك فالكل

، د حلم، بل هذه األمور حقائقر الدول لم يعد مجر تطو إال إذا كنا نحن طرف فيها، كما أن من حربين عالميتين مدمرتين. قبل وخروجها، تركيا، ألمانيا من اسنغافور فلننظر مثال إلى

في األخير يبقى فيلم "خارطة غريق" يكون أعمق من هذا، رح في السينماالط أعتقد أن لبنة في سرح السينما الليبية، التي غيبت على مدار سنوات نتيجة للظروف التي يعرفها الخاص

.لعربي، من سلطة القذافي الجنونية إلى ما يعرف بالربيع اوالعام

:إتجاهات فيلم "خارطة غريق" لخالد الشيخي-ج

خراجه داخل مدينة بنغازي تدور أحداث الفيلم الل يبي "خارطة غريق" قام بكتابة السيناريو وا ، يطرح الفيلم من خالل مساحته الزمنية التي تجاوزت الساعة رؤية نقدية (خالد الشيخي)الليبي

، يقدم وسقوط نظام )معمر القذافي( لمستقبل ليبيا في غياب هيبة الدولة افانتهازيعلى شكل

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

379

الفيلم صورتين، إحداهما إيجابية تتمثل في تكاثف جهود الليبيين ووقوفهم صفا واحدا للبدء في ا الصورة الثانية ، أم واإلنتاجي قدما في عمليات التنمية بناء الدولة وتكوين مؤسساتها، والمض

ثل في استمرار فوضى انتشار السالح وتعثر مسيرة بناء الدولة ودخول الليبيين في فسلبية، وتتم بلية، تؤدي بالبالد إلى نفق مظلم.صراعات جهوية وق

انتشار السالح والفساد وانتشار ضاع الحالية في ليبيا في ظل عد ة محاور لألو يطرح الفيلم الميليشيات والسجون السرية، وعمليات الخطف واالغتياالت بالرصاص حينا والذبح حينا آخر،

، مشيرا إلى اإلشكالياتأضف إلى ذلك ضعف مؤسسة الدولة وعدم قدرتها على معالجة هذه ويبدو ذلك في الهجرةروح االنكسار التي عمت قلوب الليبيين، من ضبابية المستقبل وتفكيرهم

.، ومع ذلك ينتهي الفيلم نهاية سعيدةا من خالل اقتصار الفيلم على شخصيات معدودةجلي

في ثالثة شخصيات فقط، وهم الفنان )صالح العرفي( الذي انحصرت شخصيات الفيلمإلى زل على متن الطائرة في المطار، وتنقله الحافلةالعائد من السفر، ين (صالح)جسد دور

صالة المسافرين فال يجد أحد بانتظاره، ويخرج من المطار سيرا على األقدام والتساؤل عن مصير المدينة يحاصره، يذهب إلى بيت أهله، يطرق الباب وال جواب، وبعد ذلك يبدأ في

أبواب البيوت المجاورة إلى أن يفقد قواه، ليبدأ التجوال داخل المدينة الخالية من الطرق على كل حوار فيها، بل هذه التفاصيل والمشاهد التي ذكرت ال يوجد أي كل ر، والجدير بالذكر أن البش

.لغة الحوار في البلد فقدت ويجب استرجاعها ، وكأن إيماءات جسدية فقط

الفنان )عيد سعيد(، والذي مازال يعيش داخل بنغازي، فيما جسد يجسد الشخصية الثانية وي( في دور الشبح، والذي يظهر بين لحظة وأخرى ليعزف الشخصية الثالثة )أحمد الغربا

خارطة فيلم "، عن أن اإلعالمعن دوره عبر وسائل (الغرباوي)صرح بالكمان ألحان حزينة، وقدنا نعيش في غابة، ال وكأن أصبحنايجسد الواقع الذي نعيشه من اغتياالت وقتل، حتى "طريق

الليبيين لو ويوضح أن بيننا، الفيلم يجسد الواقع فيمايوجد في ليبيا طوائف مختلفة حتى نتقاتل د وضعوا أيديهم بأيدي بعض وتجاوزوا عن فيما بينهم، لصارت ليبيا جنة وتتسع للجميع، فيما أك

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

380

ه أثناء التصوير تعرض طاقم العمل لعد ة ، أن (أحمد الغرباوي)بعض أعضاء العمل ومن بينهم حد المشاهد.من مكان التصوير أثناء تسجيل أ بالقرب اشتباكاتمشاكل، منها وجود

الجراح يجب تضميدها ويجب أن رسالة توضح أن حول طرح ريق"فيلم "خارطة غ يتجهمن دون أي تدخل خارجي، يحضر الحس النقدي الذي قد يصل سو ليبيا إلى بر األمان، و تر

قد حقق عنوانه الذي يحيل إلى ة من البداية بل من العنوان، فإلى السخرية بألوانها وتدرجاتها بقو د المنقذين وخرائط الطرق.تعد "خارطة طريق" أكبر قدر من السخرية من واقع البالد السياسي، و

يعالج فيلم "خارطة غريق" الذي تدور أحداثه في مدينة بنغازي برؤية نقدية، واقع ليبيا ات الدولة، وعدم السالح والفساد وضعف مؤسس انتشارفوضى السياسي والعسكري في ظل

سيناريوهات لما يمكن أن تتجه إليه ليبيا في مالقائمة، كما يقد اإلشكالياتقدرتها على معالجة حال فشل جهود جمع السالح المنتشر في البالد، وعجز الليبيين عن بناء دولة جديدة، يكون

، أفضلبأن يكون غد ليبيا عمادها الدستور والقانون ويختتم المخرج الشريط بنظرة تفاؤلية تحلم طبعا المخرج حر في اختيار الطرح الذي يراه مالئما، كما على الناقد احترام هذا الطرح لكن في

فهي سطحية ال تتوغل إلى عمق األشياء.اعتقادنا هته النمطية اعتاد عليها المشاهد العربي

ئ الكريم إذا كنت قد جهد بشري أخطاؤه، فأرجو أن يغفر لي القار وأخيرا إذا كان لكل شاراته الباطنية، ولعل أخطأت في حكمي على عمل ما أو أكثر أو عجزت عن فهم مغزاه وا

ر سينما تعتبر نقدية شاهدنا تطو دعالم السينما، فلقأجتهد في محاولة لفهم عذري أني مازلتلتعكس الت التي يفرضها التخلف، تبذل قصارى جهدهاوالتي تبحث عن المساهمة في التحو

المخرجين الملتزمين باإلبداع ينتجون رغما عنهم في بعض األحيان واقع الحياة اليومية، ولكن بسبب المراقبة البيروقراطية الدقيقة أفالما ظاهرها التقدمية وباطنها في الحقيقة الفضيح

رت د وغامض، وأبوي حتى ال نقول شعبوي، منذاك تطو السطحي، بدون توجيه سياسي محد الت، في الوقت الذي غرقت فيه الجزائر يوم بعد يوم في الظالمية سينما على واقع التحو ال

ة سينما موريتانية لم تكن وتظهر في األلفي األصولية واصلت تونس وبعد المغرب رفع المشعل،

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

381

متوقعة تماما بأيدي أبناء درسوا في الخارج وأصبح يضرب لها ألف حساب في المحافل الدولية، شباب يحاولون إظهار الذات من خالل سينما ليبية تحاول المقاومة رغم الصعوبات التي وبروز

ذ كنا نهنئ أنفسنا على إنتاج أعمال [...]تعيقها واعدة بغد أفضل بعد رحيل عهد القذافي وا نا نأسف على غياب التضامن والتجانس بين دول ال تفرقها إال نوعية خالل هذا العقد األخير فإن

.1تنظر فيما يفرقها أكثر من نظرها لما يقربها سياسية جد مختلفة أنظمة

:أهم النتائج-

ة في من زاوية تاريخية الريادة اإلقليمية انتقلت من السينما الجزائرية التي أثمرت تجارب قوي -الستينيات والسبعينيات، توجت بفوز المخرج )األخضر حامينا( بالسعفة الذهبية لمهرجان "كان"

، إلى التونسية في الثمانينيات بجيل مثل )نوري بوزيد وبوغدير( وغيرهم، لتصل إلى 1975عام وية ملفتة على مستوى الكم والكيف، لتظهر السينما المغربية التي أصبحت تتصدر المشهد بحي

نية أصبحت تحصد الجوائز العالمية، في انتظار أخرى ليبية.في األفق سينما موريتا

بلد. فرضتها الظروف والتاريخ القطري الخاص لكل رت و التجارب التي تطو اختالف كبير في -

السينما في الجزائر ولدت ومعها عوامل حيويتها كفن إنساني ملتزم بقضايا الناس نجد أن -ها كانت من بين الوسائل والوطن، لقد ظهرت استجابة لحاجة الثورة الجزائرية إليها، إذ أن

ا التي اعتمد عليها قادة الثورة بغية مواصلة الكفاح وتحقيق االستقالل، اإلعالمية األكثر تأثير أهمية حمل القضية افبعد اندالع الثورة تنبه قادتها إلى مدى أهمية السينما عندما أدركو

الريادة من خالل دعم بعض محاولة العودة إلى ر، و ائرية خارج الوطن، من خالل الصو الجز ."، كريم بلقاسم"لطفي"، "بن بولعيد( "أحمد راشدي)الثقافة كأفالم األعمال على مستوى وزارة

هم ال يملكون إرثا سينمائيا في بلدهم، لقد من الصعوبات التي تواجه السينمائيين الجزائريين أن -السينما عندنا لم تولد ة، إن هم لم يتركوا إال المعدات الفني ة أفالم هنا، لكن صنع الفرنسيون عد

.50محمد بن صالح، الجسر السينمائي، م س، ص ينظر، -1

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

382

نشآت واألستديوهاتو نا ال نزال نواجه نقصا في المحقيقي إال بعد االستقالل، كما أن بشكل ، وحتى على مستوى التكوين.في الفنيين من ذوي الخبرةالمخابر، و

عدد كبير من األشرطة السينمائية األجنبية تم تصويره في المغرب، ويرجع ذلك إلى المناخ -ة أجور األيادي العاملة، على فة إلى قل الجغرافي، باإلضاالمعتدل وجمال الطبيعة فيه والموقع

العموم المنطقة المغاربية تحظى بقدوم العديد من المخرجين العالميين خصوصا المغرب زا في وتونس، فمدينة ورزازات المغربية والمناطق المحيطة بها التي تبقى من األقاليم األكثر تمي

ئي العالمي.هذا اإلطار وجلبا لالهتمام السينما

ا على مستوى الشكل والمضمون، وصارت أكثر قربا للمتلقي عرفت السينما المغربية تطور -ا جدا بالدولة إلى التفكير في إعادة هيكلة المركز السينمائي المغربي، وزيادة الدعم المغربي مم

الفنية المادي لهذا القطاع الذي أصبح يشكل مجاال حيويا، خصوصا في التعريف بالتجربة المغربية في المحافل العربية والدولية والقارية.

المغرب كانت المنافس ا أو جزئيا في المغرب فإن إخراجها كلي بالنسبة لألفالم المغربية التي تم -ن تفوقت ا زة.اآلن تشهد طفرة ممي هاإال أن ، لجزائر عليها آخر األمرللجزائر وا

بنوع من االمغربية كانت على الصعيد الداخلي هي اصطباغ المشكالت الرئيسية للسينمانجد أن -ا يقف حجر عثرة أمام السعي إلى مغربة القطاعات التجارية المحافظة الوطنية البرجوازية، مم

سياسة مستقلة تمارس االحتكارات القديمة الفرنسية السينمائية وعلى اإلشراف على كل .الوطني لألفالم تكون متينة األسسة لإلنتاج ة سياساألمريكية، وكذلك الحد من تبني أي

ة سياسة كال أي ها ال تتالءم مع أي شكل من أشأخطر مشكلة تواجه السينما المغربية وهي أن -، ومع أي تعاون جد ي مع مؤسسات السينما في الشمال اإلفريقي، فهناك تناقض سينمائية

، وبين السينما ذات سينما المغربيةبين هذه الجوهري في الطريقة وفي المصالح االقتصادية األسس الثورية في الجزائر، أو السينما التونسية اإلصالحية من جهة أخرى، هذا التناقض كان

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

383

ل دائما دون أي تطلع جد ي لتحقيق تعاون بين مؤسسات السينما العربية في منطقة المغرب يحو .1965ت حبرا على ورق منذ عام ظل العربي، وأوضح األدلة االتفاقيات التونسية المغربية التي

السينمائيين را كبيرا، خصوصا أن ا في القطر التونسي فقد عرفت التجربة السينمائية تطو أم - كانوا وال زالوا يتمتعون بحس جمالي وفلسفي وسينمائي رفيع.

ة من ا، مع بروز الفت لثل را كمي إنتاج السينما التونسية خالل السنوات األخيرة سجل تطو -ا يصنع أعمال تمثل نبض زمنهم، المخرجين والمخرجات، يحملون رؤية جديدة وشغفا قوي

التجارب ذات جودة، ز، لكن ليست كل ومحاولة التعبير عن أنفسهم بحرص أكبر على التمي لكن هناك حيوية مطمئنة على مستقبل السينما في تونس.

ث الجنس والخيانة الزوجية والعذرية والشذوذ، حي زت بالتركيز على قضايا السينما التونسية تمي -العري والجنس، ففي عام واحد هناك إحدى ينتقد المثقفون دعم وزارة الثقافة التونسية ألفالم

يحوي لقطات جنسية. افيلم خمسة عشرتدور أحداثها في الحمام، و افيلمعشر

ذت على عاتقها التطرق بشكل اشتغلت السينما التونسية منذ نشأتها بالمجتمع التونسي وأخ- كثيف إلى القضايا االجتماعية والواقع اليومي.

نيه اركزت العديد من األفالم التونسية على بؤس الظروف االجتماعية، وعكست ما يع -الت السياسية واالقتصادية والثقافية المجتمع من محن وظروف معيشية صعبة، فرضتها التحو

دة بناء الدولة والمشروع المجتمعي في مرحلة ما بعد الحماية.التي شهدتها تونس مسارات إعا

ة، خاصة بالمهجر مع ظهور أسماء لمعت من بينها )عبد الرحمان ظهور سينما موريتانية بقو - ، في انتظار السينما المحلية وما تنتجه "دار السينمائيين الموريتانيين.سيساكو(

مخرجين متميزين من أمثال )خالد الشيخي( هناك أمل يلوح في األفق، خاصة مع ظهور - .بالنسبة للسينما الليبية بعد االنقالب على العقيد )معمر القذافي(

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

384

ز وبالغة األهمية في السينما اآلن.تمثل الحركة السينمائية المغاربية حالة شديدة التمي -

جديدا بفضل أجيال واعدة ومخاضاالحركة السينمائية في الدول المغاربية تعيش حيوية إن -اختيار المضامين وأشكال التعبير، من السينمائيين الشباب، لديهم رؤية خاصة على مستوى

ع والتجديد، مع وجود تمثالت في بعض المواضيع ال يكفي للحديث م تتسم بالجرأة والتنو أفالو عن خصوصية تطبع أفالم المغرب العربي.

أو في المحافل تثير االهتمام سواء على الصعيد المحلي ة تقدم أفالما هناك أسماء قوي - ة واختالف طبيعي في المرجعيات والتيارات.السينمائية الدولية، ومع تفاوت في القيمة الفني

رت الشباب من الطرق التقليدية التحو -. زت ، وعز لإلنتاجالت السياسية في العالم العربي حر د أشكالها وخصوبة مضامينها، مقارنة مع باقي تجارب عد ث ترصيد السينما المغاربية من حي

المهرجاناتلت حبيسة قوالب معينة، وما تتويجات السينما المغاربية في السينما العربية، التي ظ الدولية إال تكريس للنفس الجديد الذي تعيشه المنطقة على مستوى الحراك الثقافي والفني.

لصورة فساعدت الشباب على خوض تجاربهم خارج شروط الطفرة الرقمية حققت ديمقراطية ا- دا في المقترحات البصرية والبحث في تيمات جديدة.ا أفرز جيال شابا مجد الثقيلة، مم اإلنتاج

ها م المجتمعات العربية، لكن في معارضة قي ال تختلف السينما المغاربية عن نظيرتها المشرقية -سينمائية مضادة للسينما الكولونيالية القديمة وللسينما المشرقية أن تنخرط في بناء رؤية تحاول

يجاد صيغة تعب ر عنها.النمطية وا

مازالت السينما المغاربية ملتزمة بنهجها الجمالي والواقعي في إنتاج األفالم، ومازالت تحصد -، مستغلة عجابواإلالدولية والعربية والقارية الكثير من الجوائز والتشجيع لمهرجاناتفي كال

لى تلبية طلبات القنوات إ اتجهتبذلك التواضع الكبير الذي أصاب السينما المصرية التي برامجها الترفيهية بالكثير من الضوضاء بملءالتي أصبحت بدورها مطالبة الفضائية،

والمتواليات الفارغة من غير االلتفات إلى جودة المنتوج السينمائي.

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

385

، وشيوع السينما المصرية في تجلياتها الرومانسية األفالمجعة إلنتاج روف غير المشالظ رغم - السينماالمغاربية كانت سباقة في الحصول على التتويجات العالمية. والعاطفية، إال أن

حاولت األفالم المغاربية إيجاد سينما مغايرة للنموذج السينمائي المصري الذي نجح في -المغاربي عبر أفالم بسيطة وساذجة وفقيرة على مستوى البناء العربي و الوصول إلى المتلقي

نتاجات التي حاولت القفز على رتابة مواضيع السينما مي، إال إذا استثنينا بعضا من اإلالدرا .وعمق وواقعية انسجاماالمصرية وتقديم أفالم أكثر

عمالهم، وذلك بالتقرب مخرجين المغاربيين من تلك الرمزية المبالغ فيها التي طبعت ألر اتحر - ارهم صر ، وا يالسينمائبالعمق اإلحاللإلى المتلقي عبر سينما أكثر تواصال وبساطة من غير

على الحفاظ عليه من أجل غاية السينما في معالجة مواضيع الساعة.

ز السينما المغاربية يكمن في تلك الفرجة السينمائية العالية، واالشتغال على الجوانب تمي -ة الفيلمية وفق عالقات سردية ة، وتغليبها على باقي عناصر الحكي، إلى جانب بناء القص التقني هذا يجعلها تتبوأ مرتبة عة، إضافة إلى مرجعية األفالم المستقاة من اليومي والواقعي، وكل متنو زة في نظر نقاد السينما في جميع أنحاء العالم.متمي

را كبيرا سواء على المستوى التقني واألدبي واألدائي.عرفت السينما المغاربية تطو -

يتداخل البعد الفني والبعد األخالقي في السينما المغاربية ويتحجج الكثير من المخرجين العرب - بالبعد الفني لتمرير أخالقيات مرفوضة أو مشاهد خادشة أو غير الئقة.

عادات االجتماعية في محاولة للوصول تركيز المخرجين المغاربيين على القضايا الشعبية وال- إلى الطبقات الشعبية بمناقشة قضاياها طبعا بمنطقهم وضمن رؤيتهم هم.

في السينما المغاربية مصالح مادية وتقاطعات ثقافية أنتجت أفالما منحطة، وناقشت اجتمع- من منظور فرانكفوني وليس ديني وال وطني. اجتماعيةقضايا

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

386

في ، و 30فقط في تناقص شديد، ففي الجزائرالغريب صاالت السينما في الدول المغاربية -ا في تونس فحدث وال حرج نتيجة الحرب، فهي صالة، وموريتانيا تكاد تنعدم، أم 50المغرب

ا ليبيا فحدث وال حرج.ملموس مع الزمن، أم انحصارفي

السينمائي في تزايد، لكن بتفاوت. اإلنتاجإال أن في دول المغرب رغم انحسار دور العرض-

والحكومات تدعمه السينمائي في دول المغرب العربي باإلنتاجمازال هناك اهتمام رسمي - مهرجان سنوي لألفالم المحلية والعربية والعالمية. 35ث هناك حي

ف الجمهور ها تستهد، بل أن مة وقي من أزمة هوي في بعض أفالمها تعاني السينما المغاربية - الغربي أكثر من الجمهور المغاربي، مع تكريس صورة نمطية سلبية عن شعوب المغرب.

كبير إثارة فضول المتفرج الغربي الشغوف بالغرائب تستهدف السينما المغاربية إلى حد - اإلسالمي.، اإلفريقيوالطقوس، بعيدا عن ثقافة المجتمع وانتمائه العربي، األمازيغي،

المخرجين في المغرب العربي بشكل رئيس على الدعم والتمويل الخارجي بالذات من اعتماد-التطبيع الفني مع ا الثقافية والرواسب االستعمارية، إلى جانب فرنسا جعلهم أسيرون لوجهته

أو التصوير المهرجاناتالكيان الصهيوني أمر ملموس من خالل مشاركة أفالم إسرائيلية في المشترك. إلنتاجاأو مثال بالمغرب

من إشكاالت السينما المغاربية احتواء الكثير من أفالمها على األلفاظ البذيئة والخادشة للحياء -مثل فيلم "الزين لي فيك" ر فيها ممارسة للجنس، وحتى صو والمعارضة حتى للذوق العام

أو فيلم "نورمال" ل)مرزاق علواش(، وغيرها.(نبيل عيوش)ل

ة تجاوزت الحدود الدينية والثقافية واالجتماعية، وأوغلت في نشر الفساد باسم السينما المغاربي-د وبجرأة واضحة، كسرت الكثير من من زاوية الخصوصية والتفر تعالج قضايا الفن، وأصبحت

.السينما أصبحت محتشمة أكثر من الواقع ، بدعوى أن الطابوهات االجتماعية والسياسية

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع

387

دية الرؤية والتقنيات والخبرات واالطالع الواسع على مختلف الثقافات.يتمتع مخرجوها من تعد -

ا أو جزئيا األفالم المغاربية اختارت الدراما االجتماعية وسيلة بصرية للتعبير كلي أغلب أو جل -انفتاح خجول على الحكايات الشعبية مثل فيلم دة، و شاكل المتعلقة بالظواهر المتعد عن الم

ل)بلقاسم حجاج( وفيلم "موسم المشاوشة" بالنسبة للمغرب مثال."ماشاهو"

التركيز على العنف االجتماعي والعنف السيكولوجي والعنف االقتصادي والديني، جعل األفالم -شبه ميلودراما تسرب العنف عبر لغة الحوار ومن خالل أحاسيس الشخصيات وتعطيل التواصل

االجتماعي وتأزم الرؤية للمستقبل.

هذه المجتمعات على مستوى العنف المادي حضور البنادق، المسدسات وغيرها دليل على أن - .ها مناطق غير مستقرة، أو يراد بها تبيان أن ينعدم فيها األمن

ة هته األفالم وقوة األسماء التي أنجزتها ، رغم قو أفالم روائية طويلة ذات طابع وثائقيهناك -مثل فيلم "عادي" ل)مرزاق يشان في قبعة التكوين السينمائي الوثائقيمخرجيها ال يزاالن يع ألن

، علواش(، وفيلم "تمبكتو" ل)عبد الرحمان سيساكو(

وجميلة جودة ك)مفيدة تالتلي زة وأفالم ذاتسينما المخرجات المغاربيات متمي ظهور - أبوسي بالوراثة.يرهم كثير في مجتمع ( وغ، سالمة بنت الشيخ الوليصحراوي، ونرجس النجار

تها واالضطهاد ر المنتوج السينمائي المغاربي ومادته الرئيسية وتتناول حري تشكل المرأة محو - وعالقتها بأسرتها. لذي تتعرض له من المجتمع الذكوريا

ة مثل الولي في م الدينيتحاول معالجة قضايا المرأة المغاربية من منطلق غالبا ما يستهدف القي - إقامة عالقة خارج إطار الزواج. ةحري رف و الزواج والش

ظهور الفيلم األمازيغي في السنوات األخيرة بعدما كان مغيبا، وأصبحت تقام له مهرجانات.-

خاتمة

خاتمة

389

األسئلة في نهايتها غزيرة تفوق األجوبة؟...كيف نختم هذه العجلة الناقصة التي تتدفق ...مختلفة؟ كيف نخلص إلى نظرة واقعية، لكن هذه السينما التي تبدو من الوهلة األولى جد

اآلن من تقديم خطواتها العريضة هي في نهاية األمر انتهيناسينما المغاربية التي ت الأليسعلى غرار أليست مركبة جمعت مختلف عناصرها، ...بلد؟ مجموع ملخص تاريخ السينما لكل

ثقافته وديانته ولغاته مختلفة؟ المجتمع الذي تخرج منه مادتها والذي يتضح أن

محاولة إيجاد ع ال يصدق هي السينما المستقبل، إن يوم كزخم متنو السينما المغاربية ال إن مرزاق )كانوا ممثلين أم ال لبلدانهم أمثال -الوسائل بين المخرجين رموز قسم مشترك بكل

خالد )الموريتاني و (سيساكو)المغربي و (لخماري)التونسية و (تالتلي)الجزائري و (علواشخاصة به، زته وأـصالته وشرعيته اليملك شخصيته ومي فيلم كل والقائمة طويلة، يبيالل (الشيخي بمعنى غير المكتمل.نسي، ه المجهول والمقريب، إن السينمائي المغاربي مستقبل فاإلبداع

عدم االكتمال والكبت مسبق أن خضعت لالستعمار األوروبي يكون قدره انتاريخ بلد إن حركات األفكار ن من التاريخ يتكو ميادين بحثه ال نهاية لها، إن مثل عملية تحليل، فإن

ه هذا بالضبط هو الذي مازال يتشخص بالنسبة إلينا ، إن اإليديولوجيةوالتيارات الفكرية والمذاهب للعالقة بالالشعور، يمكننا أن يالفرويدهو التعريف في شكل فراغات وثقوب تظهر وتختفي،

ه كيان أعمى، عنيف ومستلب، وبكيفية خارج العصر يان المغاربي، إن نلمس الكبت في هيئة وكه غارق في تاريخ لم تتم تصفيته ومدار الزمن أال يخضع لتدفيق الزمان التاريخي ألن

فظ ، الل يكولونيالواستخالص وانتقاء معطياته: تاريخ عتيق موغل في القدم، ثم هو تاريخ طريقة علىمسدود ه تاريخ مشروخ، متعلق و ذلك، إن إلى كل يضافالتاريخي الحالي الذي

. غراءاإلقبح، ولكن أيضا ضد ثانية ضد الرداءة وال ز الكاميرا الذي يخفي/يظهر تاريخسداد جها

يديولوجية، ضرورة الجمال، فلننجز أفالما جميلة إيديولوجية أو ينبغي التأكيد بحزم وا ه إيقاع الجمال لكي مل، فن التذوق واالستمتاع، إن لنرسخ إيديولوجية للمتعة، فن الحياة، فن األ (.جان لكان)يجب التناغم معه بكيفية سليمة كما يقول

خاتمة

390

مازالت تتعلق بحاضر السينما المغاربية ومستقبلها، تماما ة أسئلةثم يبدو من المثير أن ة، ي كما كانت في مسيرتها عبر القرن المنصرم، من طراز مدى إسهاماتها في مجال الهو

العدالة، وضعية المرأة ر، التقدم،ر، التحر الحرية، الديمقراطية، المدنية، التنوير، التنمية، التطو الثقافة البصرية في ثقافة تأصيلبالتوازي مع أسئلة من طراز: هل أسهمت السينما في والطفل،

لتها في نسيج اتسمت بكونها سينما شفاهية؟...هل أسهمت في تحرير الصورة ذاتها؟...هل أدخ شذيب وتأهيل المشاهد المغاربي؟.الثقافة؟...هل أسهمت في تهذيب وت

تأكيد من وراء هذه الدراسة الموجزة تحديد أو تصنيف خصوصية هذه لم يكن هدفنا بكل استكشافالمجموعة التي بحق ومن الوهلة األولى تبدو جد متنوعة، لم يكن هدفنا أيضا

الجماعية وال الدفاع عن سينماتوغراف خاصة، عندما أخضعنا سبل ة لألوهام األعماق الخفي القاعات المظلمة كان طموحنا الوصول مرة أخرى إلى هذه المجموعة االستثنائية لألصوات

ة، كم هو واحد فيها إمكانية السفر بكامل الحري واألضواء التي تتحدى الحدود، والتي يجد كل ة للمدينة التوابل القوي وتستنشق روائحإلى بلد دون أن تتحرك من كرسيك، رائع أن تنتقل من بلد

زائر في شرفاتها، نساء مدينة الجوتستمع إلى أحاديث (، بوغدير)من أعالي سقوف حلفوين ل لى ماال نهاية.والقائمة تطول ع

تاريخي األفالم كتشجيع للسفر هي بالنسبة للذين يتذوقونها كنز ثقافي حقيقي، ورأسمال إن إلى األزمان الغابرة وأخالقي وروحي، شاهدة تاريخ حي لزماننا، فالسينما هي جسر، جسر ممتد

لى تاريخ الشعوب، وهي أيضا جسر إلى األزمان القادمة التي تناديها والتي من أجلها تقود وا لى زة مي ع وأشكال تعابيرها المهذا إلى دورها الجامع لجمهور متنو كفاحها، فهي مدانة بكل وا ر.التقنيات التي مافتئت تتطو

يقول القاضي الفاضل:" لو غير هذا لكان أفضل، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو ترك ، هذا هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيالء النقص على جملة البشر

. فذة لدارس آخرما ينطبق على هته األطروحة بالذات، وأرجو أن أكون قد فتحت نا

حقالمل

المالحق

392

:ة حتى اآلنلفي ض األفالم الجزائرية من بداية األ قائمة لبع-

صديقتي أختي محمد لبصير 2002 الجارة غوثي بن ددوش 2002 رشيدة يمينة شويخ بشير 2003 شوشو مرزاق علواش 2003 زبدة وأبيض وأحمر زموري محمد 2003 شاي آنيا سعيد ولد خليفة 2003 الحافيالخبز رشيد بلحاج 2004 فيفا اللجيري نذير مقناش 2004 المنارة بلقاسم حجاج 2004 باب الواب مرزاق علواش 2004 كان يا مكان في الواد جمال بن صالح 2004 دوار النساء محمد شويخ 2005 زينة فارسة األطلس بوعالم قرجو 2005 بركات جميلة صحراوي 2006 البلديون رشيد بوشارب 2006 روما وال نتوما طارق تقية 2006

عنوان الفيلم إسم المخرج سنة االنتاج حرم السيدة عصمان نذير مقناش 2000 العالم اآلخر مرزاق علواش 2001 اهلل األحدإنشاء يمينة بن قيقي 2001 السينغالي الصغير رشيد بوشارب 2001 الشمس المغدورة عبد الكريم بهلول 2002 سي محند ومحند يزيد خوجة 2002 بنت كلثوم مهدي شارف 2002

المالحق

393

بالد رقم واحد رابح عامر زايماش 2006 قربي بالص بشير درايس 2006 موريتوري عكاشة تويتة 2007 دليس بالوما نذير مقناش 2007 خراطيش غولواز مهدي شارف 2007 مسخرة إلياس سالم 2007 البيت األصفر عمور حكار 2007 األغنية األخيرة مسعود العايب 2007 ما وراء المرآة نادية شرابي لعبيدي 2007 عائشات سعيد ولد خليفة 2007 مصطفى بن بولعيد أحمد راشدي 2007 براءة للبيع حمزة بلحاج 2008 األجنحة المنكسرة رشيد جيكوادي 2008 المانع )زمن السحر والشعوذة( محمد فوزي ديلمي 2008 مال وطني فاطمة بلحاج 2009 حراقة مرزاق علواش 2010 خارجون عن القانون رشيد بوشارب 2010 هاتف عمومي محمد سويداني 2010 الساعة حمان أوزيد 2011 يما جميلة صحراوي 2011 غوستو صافيناز بوصبيعة 2011 نورمال مرزاق علواش 2011 التائب مرزاق علواش 2012 عطور الجزائر رشيد بلحاج 2012 زبانا سعيد ولد خليفة 2012 حياة بائسة أكرم زغبة 2012

المالحق

394

النافذة أنيس جعاد 2012 الجزيرة أمين سيدي بومدين 2012

:حتى اآلن لمغربية من بداية األلفيةقائمة لبعض األفالم ا-

2000 الجياللي فرحاتي ضفائر 2000 حسن بنجلون محاكمة إمرأة

2000 سعد الشراييبي عطشفيها الملح والسكر ومبغاتش

تموت 2000 حكيم النوري

2000 عبد المجيد رشيش وردة 2000 أحمد بوالن علي ربيعة واآلخرون

2000 عمر الشراييبي السر المطروز 2001 نجيب الصفريوي حب بال فيزا 2001 السيدداوود والد عودة الريح

2001 نبيل لحلو سنوات المنفى 2001 حسن بنجلون شفاه الصمت

2001 كمال كمال طيف نزارغراميات الحاج مختار

الصولدي 2001 مصطفى الدرقاوي

2001 عبد الحي العراقي منى صابر 2001 مراد بوسيف ما وراء جبل طارق

2002 إيمان المصباحي جنة الفقراء 2002 نرجس النجار العيون الجافة

الدار البيضاء يا الدار البيضاء

2002 فريدة بليزيد

المالحق

395

2002 حكيم النوري قصة حب 2002 نبيل عيوش لحظة ظالم

2002 محمد إسماعيل وبعد 2002 سهيل بن بركة عشاق موغادور

2002 حسن بنجلون ولد الدرب 2002 نرجس النجار العيون الجافة

2003 نرجس النجار برابول 2003 عمر الشراييبي رحمة

2003 فوزي بنسعيدي ألف شهر 2003 عبد القادر لقطع وجها لوجه

2003 محمد عبد الرحمان التازي جارات أبي موسى 2003 مصطفى الدرقاوي الدار البيضاء باي نايت

2003 حكيم بلعباس خيط الروح 2003 سعد الشراييبي جوهرة 2003 محمد زين الدين يقضة 2004 ياسمين قصاري الراكد

2004 سعيد الناصري الباندية 2004 حسن بنجلون درب موالي الشريف

فوق الدار البيضاء تحلق المالئكة

2004 محمد العسلي

2004 جياللي فرحاتي ذاكرة معتقلة 2004 داوود والد السيد باب البحر

2004 حسن لكزولي طينجا 2004 فروخيإسماعيل الرحلة الكبرى

2004 نور الدين لخماري النظرة 2004 محمد إسماعيل هنا ولهيه

المالحق

396

2004 أمجيد أوشيش األجنحة المنكسرةسعيد السميحي وسيرج شاهدت اغتيال بن بركة

لوبيرون2005

2005 مومن السميحي العايل 2005 فريدة بليزيد خوانيتا بنت الطنجة

2005 ليلى المراكشي ماروك 2005 كمال كمال السمفونية المغربية

2005 سهيل وعماد النوري أبواب الجنة 2005 نبيل لحلو ثابت أو غير ثابت

2006 إدريس شويكة لعبة الحب 2006 سعيد الناصري عبدو عند الموحدين 2006 فوزي بنسعيدي يا له من عالم جميل

2006 نرجس النجار إنهض يامغرب 2007 حسن غنجة أركانة

2007 فريدة بورقية طريق لعياالت 2007 محمد إسماعيل وداعا أمهات

2007 داوود والد السيد في انتظار بازوليني 2007 سعد الشراييبي االسالم يا سالم

كان واحد المرة حتى كان زوج المرات

2007 لبشير السكريج

2007 لطيف لحلو سميرة في الضيعة 2007 حسن زينون عود الورد

2007 أحمد بوالن مالئكة الشيطان 2007 حميد فريد الدراجة

2007 جمال بلمجدوب الحلم المغربي 2007 أحمد المعنوني القلوب المحترقة

المالحق

397

2007 حسن بنجلون فين ماشي يا موشي 2007 محمود فريطس نانسي والوحش 2007 أحمد زياد الغائب الموعود

2007 عبد الحق العراقي ريح البحر 2007 عمر الشراييبي حديث اليد والكتان

2007 محمد مرنيش تليال 2007 عبد القادر لقطع ياسمين والرجال

2007 عبد االله بدر بوقساس بوتفوناست 2007 محمد عهد بنسودة موسم المشاوشة

2008 نور الدين لخماري كازانيغرا 2008 محمد حسيني بحيرتان للدموع

2008 لشريف الطريبق زمن الرفاق 2008 سعاد البوحاطي فرنسية

2008 عزيز السالمي حجاب الحب 2008 حميد الزوغي خربوشة

2008 نبيل عيوش كّل ما تريده لوال 2008 مومن السميحي الطفولة المتمّردة

2008 محمد العبازي إيطوتيرتيت 2008 جيروم كوهن أوليفار قنديشة

2008 مرنيشمحمد تمازيغت أوفال 2008 ليلى الكيالني أماكننا الممنوعة

2008 محمد زين الدين عقلتي على عادل 2008 زكية الطاهري رقم واحد

2011 سلمى بركاش الوتر الخامس 2011 مريم بكير بومباي-أكادير-

المالحق

398

حتى اآلن: ةقائمة لبعض األفالم التونسية من بداية األلفي -

2000 الناصر القطاري حلو ومر 2000 مفيدة تالتلي موسم الرجال

2001 خالد غربال فاطمة 2002 نوري بوزيد عرائس الطين

2002 رضا الباهي صندوق العجب 2002 نوفل صاحب الطابع الكتيبة

2002 عبد اّلطيف بن عمار نغم الناعورة 2002 نادية الفاني القرصان البدوي 2002 رجاء عمارة الحرير األحمر

2002 الجياللي السعدي خومة 2002 محمد الزرن نشيد األلفية

2003 إبراهيم باباي أوديسة 2003 الطّيب الوحيشي رقصة الريح 2004 محمد دمق دار الناس

2004 مفيدة تالتلي نادية وصارة 2004 معز كمون كلمة رجال

2004 محمد الزرن األمير 2004 مختار العجيمي باب العرش

2006 إلياس بكار هي وهو 2006 سلمى بكار خشخاش 2006 نوري بوزيد آخر فيلم

2006 نجيب بلقاضي في آش أس الكحلوشة 2006 الجياللي السعدي عرس الديب

2006 الفاضل الجعايبي جنون

المالحق

399

2006 المنصف الذويب التلفزة جاية 2006 خالد البرصاوي بين الوديان

2006 علي العبيدي الّلمبارة 2006 الفيتوري بلهيبة العد العكسي

2007 رشيد فرشيو الحادثة 2007 نادية الفاني أوال لينين

2007 مراد بن الشيخ بحرنا 2007 عبد الّلطيف قشيش كسكسي بالبوري

فيلم تونسي/فرنسي لخالد سفرة يا محلها غربال

2008

2008 كلثوم برناز شطر محبة 2008 الفاضل الجزيري ثالثون 2009 رجاء عماري الدواحة 2009 محمد الزين زرزيس

2009 إبراهيم الّلطيف 7شارع الحبيب بورقيبة 2010 عبد الّلطيف بن عمار النخيل الجريح 2010 معز كمون آخر ديسمبر

2010 حكيم بلعباس أشالء 2011 مراد بن الشيخ ال خوف بعد اليوم

2012 نوري بوزيد مانموتش 2013 هشام العسري هم الكالب

:حتى اآلنيتانية من بداية األلفي ة قائمة لبعض األفالم المور -

2000 عبد الرحمان سيساكو الحياة على األرض 2002 عبد الرحمان سيساكو في انتظار السعادة

المالحق

400

2004 محمد هندو فاطمة 2014 عبد الرحمان سيساكو تمبكتو 2006 / أفريك 2007 سيساكوعبد الرحمان باماكو

2007 ولد أحمد سالم تاكسي الديمقراطية 2009 لسيل موسيسي سفلتالرمل إلى اإلمن

:حتى اآلنة قائمة بعض األفالم الليبية من بداية األلفي -

2014 نجّمي عون مهمة مستحيلة 2015 القاسم بشير أبو خوف على قلبي

2016 مؤيد زبايطية اإلمارة

2014 خالد الشيخي فيلم مش ليبي 2014 خالد الشيخي خارطة غريق

ق ائمة المصادر

المراجعو

قائمة المصادر و المراجع

402

المصادر:-

:العربية-

IIIماري تيريز جورنو، معجم المصطلحات السينمائية، ترجمة: فايز بشور، جامعة باريس -1

.السوربون الجديدة، د.ط، د.ت

األجنبية:-

1- François chevaldonné et autre, annuaire de l’afrique du nord,

(cinéma et télévision en algérie), édisions du centre national de la

recherche scientifique, 1979.

المراجع:-

:العربية-

أشرف شتيوي، السينما بين الصناعة والثقافة )دراسة نقدية(، الهيئة المصرية العامة للكتاب، -1 .2008د.ط،

.2010أمير العميري، إتجاهات في السينما العربية، دار العين للنشر، الطبعة األولى، -2

إبراهيم العريس وآخرون، السينما العربية )تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي(، مركز -3 .2014دراسات الوحدة العربية، الطبعة األولى،

.2011بغداد أحمد بلية، فضاءات السينما الجزائرية، منشورات ليجوند، د.ط، -4

بغداد أحمد بلية، مخرجون وسينما جزائرية، دار الغرب للنشر والتوزيع، د.ط، د.ت.-5

تأليف جماعي، وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي، منشورات نادي إيموزار -6 .2014، 8للسينما، العدد

.1984تأليف جماعي، السينما العربية واالفريقية، دار الحداثة، الطبعة األولى، -7

قائمة المصادر و المراجع

403

.1988سمير فريد، هوية السينما العربية، دار الفرابي، الطبعة األولى، -8

عّدة شنتوف، السينما الجزائرية وحرب التحرير، أبجديات الطباعة والنشر والتوزيع، د.ط، -92013.

(، منشورات دار عالء 1999-1900ينما في القرن العشرين )عمار أحمد حامد، الس-10 .2001الدين، الطبعة األولى،

عقيل مهدي يوسف، جاذبية الصورة السينمائية، دار الكتاب الجديدة المتحدة، الطبعة -11 .2001األولى،

، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، منشورات دار التوحيدي، الطبعة محمد اشويكة-12 -.2008األولى،

محمد اشويكة، السينما المغربية "رهانات الحداثة ووعي الذات"، دار التوحيدي للنشر، -13 .2012الطبعة األولى،

.2013محمد بنعزيز، تشريح الفيلم المغربيي، الطبعة الرئيسية أكادير، د.ط، -14

(، منشورات دار 2014-2009محمد بنعزيز، سينما العالم في المهراجانات المغربية )-15 .2014التوحيدي، الطبعة األولى،

.2004محمد بن صالح، الجسر السينمائي، منشورات زرياب، د.ط، -16

اعة (، دار األمة للطب2012-1957مراد وزناجي، الثورة التحريرية في السينما الجزائرية )-17 .2014والنشر والتوزيع، د.ط،

.2009الطبعة األولى، -طنجة-مومن السميحي، في السينما العربية، سيلكي إخوان-18

.2006علي أبو شادي، سحر السينما، الهيئة المصرية العامة للكتاب، د.ط، -19

قائمة المصادر و المراجع

404

فؤاد زويريق، خطاب الصورة )المتخيل والواقع( قراءات عاشقة في أفالم سينمائية، -20 .2010منشورات الفوانيس السينمائية، الطبعة األولى،

.2014صالح هاشم، السينما العربية خارج الحدود، الهيئة المصرية العامة للكتاب، د.ط، -21

:المترجمة-

-الكويت-جان الكسان، السينما في الوطن العربي، المجلس الوطني للثقافة والفنون واألداب-1 .1982د.ط،

الطبعة -دمشق-ميشال ماري، الموجة الجديدة، ترجمة: زياد خاشوق، مطابع وزارة الثقافة-2 .2010األولى،

جوزف.م.بوجز، فن الفرجة على األفالم، ترجمة: وداد عبد اهلل، مطابع الهيئة المصرية -3 .2005العامة للكتاب، د.ط،

الكيالني، فايزكم نقش، منشورات ترجمة: إبراهيم جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، -4 .1968عويدات، الطبعة األولى،

ميشيل وين، حرفيات السينما، ترجمة: حليم طوسونن الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، -5 .1970د.ط،

جيوفري نوويل سميث، موسوعة تاريخ السينما في العالم )المجلد الثالث(، السينما المعاصرة -6 .2010رجمة: أحمد يوسف، الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية، د.ط، (، ت1960-1995)

محمود ابراقن، التحليل السيميولوجي للفيلم، ترجمة: أحمد بن مرسلي، ديوان المطبوعات -7

.2006الجامعية، د.ط،

:األجنبية-

قائمة المصادر و المراجع

405

1-Jacob landau, etudes sur le théatre et le cinéma arabes, philadalphia, 1958.

2-Abdelkrim gabous, silence elles tournent (les femmes et le cinema en tunisie, cérés edition, 1998.

3-Abdelghani megherbi, les algeriens au miroir du cinema colonial,

editions S.N.E.D , 1982.

4-Denise brahimi, 50 ans de cinéma maghrébin, chihab editions, 2010.

: الرسائل الجامعية-

منصور كريمة، إتجاهات السينما الجزائرية في األلفية الثالثة، أطروحة دكتوراه، إشراف: -1 ، جامعة وهران.2013-2012فرقاني جازية،

موالي أحمد، مالمح الهوية في السينما الجزائرية، أطروحة دكتوراه، جامعة وهران، -2

.2013-2012بن نكاع، إشراف: بن ذهيبة

:المجالت العربية-

.3، ص4مجلة أتارغاتيس، تصدر عن المجتمع التعددي في سوريا، العدد -1

مجلة آفاق سينمائية، مجلة محكمة تصدر عن مخبر فهرس األفالم الثورية في السينما -2 .2013رية، دار ابن الطيب للنشر والتوزيع، العدد األول، الجزائ

.2014الثاني، م ن، العدد -3

.2001ديسمبر، -نوفمبر-مجلة سينما، طباعة مجمع كورالي، العدد السابع-4

.12ص/2012فبراير/ 11/12، يوم 7047مجلة القدس العربي، العدد-5

:المجالت األجنبية-

قائمة المصادر و المراجع

406

1- Ferid boughedir et autres, les cinémas arabes, revue cinéma Action, cerf institut du monde arabe, N 43, 1987.

2-turbulences video, revue trimestrielle janvier-février-mars 2008.

:األفالم-

1-Dvd film, hors-la-loi.

2- Dvd film, Le jardins de samira.

3-Dvd film, la graine et le mulet.

4-Dvd film, timbuktu.

5- Dvd film, Drouned map.

6- Dvd film, machahoo.

فيلم "مش ليبي" لخالد الشيخي.-7

.انتظار السعادة" لعبد الرحمان سيساكو"فيلم في -8

الحصص التلفزيونية:-

-1 Conference de presse «timbuktu » au festival de cannes, 49 : 42,

canal+, 2014.

توقيت الحصة: دقيقة، قناة الغد العربي، 56:48برنامج صباح مساء، مدة الحصة -222:43.

:الحوارات-

قائمة المصادر و المراجع

407

حوار مع سيدي محمد الشيغر مساعد المخرج عبد الرحمان سيساكو أثناء تواجده ضمن -1، على 11/06/2015فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران بمقر الميريديان في يوم

.20:00الساعة

أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم حوار مع المخرج التونسي فريد بوغدير-2 .20:30، على الساعة 28/07/2017العربي بوهران بسينما المغرب في يوم

حوار مع المخرج الجزائري كريم طرايدية أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم -3 .19:30عة على السا 29/07/2017العربي بوهران بفندق الروايال في يوم

حوار مع المخرج المغربي محمد عهد بنسودة أثناء تواجده ضمن فعاليات المهرجان الدولي -4 .20:00على الساعة 31/07/2017للفيلم العربي بوهران بفندق الروايال في يوم

الفهرس

الفهرس

409

االهداء-

الشكر-

أ ................................................................................................................................................................ مقدمة

13 ................................................................................................................... والتطور نشأةلا المغاربية السينما: مدخل-

المغاربية المعاصرة االسينم األول:الفصل 58 .............................................................................................................................................. الثقافي المشترك-1

81 ................................................................................................................................ الهوّية وسؤال اللّغة إشكالية-2

105 ................................................................................................................... المغاربي المجال في األمازيغي الفيلم-3

واقع السينما المغاربية المعاصرة الفصل الثاني: 135 ...................................................................................................................... المعاصرة المغاربية السينما قضايا-1

169 ................................................................................................................... المعاصرة المغاربية األفالم مضامين-2

مظاهر التجديد في الفيلم السينمائي المغاربيالفصل الثالث: 234 ........................................................................................................................ التسويق وصعوبة السينماالمحلّية-1

258 ................................................................................................................... التجديداالبداعي قلق و لمهجر سينماا-2

283 ............................................................................................................................ المغاربيات المخرجات سينما-3

قراءة في بعض النماذج الفصل الرابع: 311 ................................................................................................ بوشارب لرشيد القانون عن الخارجون فيلم: الجزائر-1

330 ....................................... لحلو لطيف: للمخرج سميرة حدائق– Les jardins de samira-الضيعة في سميرة فيلم: المغرب-2

345 ......................................... قشيش عبدالّطيف: للمخرج: La graine et le mulet-بالبوري أو بالسمك كسكسي فيلم:تونس-3

359 ...................................................................................... سيساكو لعبدالرحمان-Timbuktu-تومبوكتو فيلم: موريتانيا-4

373 .......................................................................................... لخالدالشيخيDrouned map-غريق خارطة" فيلم: ليبيا-5

381 ..................................................................................................................................................... لنتائجا أهم-

893 ........................................................................................................................................................... خاتمة

392 ........................................................................................................................................................ المالحق

240 ........................................................................................................................................................ المصادر

409 ......................................................................................................................................................... الفهرس

:الملخص

النھائیة ألطروحة الدكتوراه الموسومة ب اتجاھات الدیباجةحاول الباحث أن یتوصل إلى

قدم الباحث من خاللھا أطروحتھ في "قراءة في بعض النماذج"السینما المغاربیة المعاصرة

أربعة فصول مستھال بحثھ بمقدمة جامعة لعملھ، ثم مدخال بعنوان نشأة وتطور السینما

للدول الخمس، بعد ذلك شرع إفریقیال المغاربیة حاول في الكشف عن بدایة السینما في شما

الباحث مباشرة في موضوع الدراسة في فصلھ األول المعنون ب السینما المغاربیة المعاصرة

الطالب فیھا المشترك الثقافي فسؤال الھویة وإشكال الھویة فالفیلم استعرضتحت ثالثة مباحث

المغاربیة بعد ذلك شرع الطالب األمازیغي باعتباره عنصرا ھاما تتشارك فیھ الدول الخمس

قضایا مباشرة في الفصل الثاني المعنون ب واقع السینما المغاربیة المعاصرة بمبحثین أساسین

السینما المغاربیة المعاصرة فمضامین السینما المغاربیة المعاصرة، لیتطرق في فصلھ الثالث

لى ثالثة مباحث بدایة بالسینما والمعنون بمظاھر التجدید في الفیلم السینمائي المغاربي إ

لیختتم الفص بسینما اإلبداعيالمحلیة وصعوبة التسویق فسینما المھجر وقلق التجدید

ھذا وقد جاء الفصل الرابع معنونا ب قراءة في بعض النماذج .المخرجات المغاربیات

مغاربیة رأینا أنھا كدراسة تطبیقیة لما تم االتفاق علیھ في الدراسة النظریة على خمسة أفالم

مھمة في مسار السینما المغاربیة لیختتم الطالب بحثھ بخاتمة ألھم النتائج المتوصل إلیھا فملحقا

.للدول الخمس المغاربیة2016حتى سنة 2000ألھم األفالم من سنة

:مفتاحیةالكلمات ال

؛ المیزاكادر؛ الكادراج؛ التسویق الفیلمي؛الفیلم األمازیغي؛ سینما المھجر؛ السینما المغاربیة

.التصویر السینمائي؛التركیباإلخراجیة؛ الرؤیة ؛السیناریو

2018جویلیة 12نوقشت یوم