بسم اهللا الرحمن الرحيم

رؤية الطرف اآلخربشير شريف البرغوثي

هذا العرض هو جزء من مناقشة للفكر السياسي الفلسطيني خالل حقبة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

وقد جاء هذا العرض ثمرة لقاء مطول مع المرحوم خالد الحسن / أبو السعيد، قبيل إصداره كتابة "البديل اإلسالمي: هل هو قادم" والذي صدر عن دار الجليل في عمان سنة 1989، حيث قمت بمراجعة مخطوطة الكتاب ومناقشتها، في ضوء ما كنت قرأته

من كتابات أبو السعيد المنشورة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وما يهمني التركيز عليه هنا هو: *حالة "فوبيا التمثيلي" التي كانت مسيطرة على القيادة الفلسطينية أعمتها عن رؤية

المتغيرات الداخلية على الساحة الفلسطينية آنذاك.

لم يكن بإمكان قيادة م.ت.ف أن ترى في األرض المحتلة إال حاضنة الحتمال ظهور قيادة بديلة مؤيدة لألردن، ولم يكن في الحسبان إمكانية ظهور قيادة وطنية وال حتى

اسالمية في فلسطين.

*التسرع في التصادم مع األنظمة العربية وبخاصة ليبيا وسوريا والعراق، وكانت النتيجة الحتمية عزل فلسطين عن محيطها العربي ودخولها في دوامة ومخازي الحل

المنفرد على المسار الفلسطيني.

*إن القيادة الفلسطينية كانت تعتبر القيادة اجتهادًا فرديًا "وفهلوة" أفراد وتالعب باأللفاظ ولم تكن في وارد خلق قيادات مؤسسية تتناسب وجسامة الحالة الفلسطينية.

بكل حال، هي جزء من شهادتي على تلك الحقبة.