الفقه - m-alshirazi.net  · web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب...

845
م ت: ة لاحظ م ح، ي ح ص ت ل ا ب ي ت ر ت حات! ف لص ا% ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي! ف دار وم عل ل ا روت ب% ان! ت لب عام1409 ه.% ن مت روة لع ا! ر مي م% ن ع رحT ش! ف! ن ص م ل ا ة! هذ ب واس ق_ لا ا{ } ه ق! ف ل ا ء! ر ج ل ا حادي ل ا% ونT ث لاT ت ل وا1

Upload: others

Post on 20-Jul-2020

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

التصحيح، مالحظة: تم هـ.1409 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات ترتيب

{ } األقواس بهذه المصنف شرح عن مميز العروة متن

الفقهوالثالثون الحادي الجزء

1

Page 2: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

2

Page 3: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دام

الزكاة كتابالثالث الجزء

العلوم دارلبنان بيروت

3

Page 4: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1409

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي اللبناني

4

Page 5: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الزكاة كتابالثالث الجزء

5

Page 6: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصالة والسالم على أشــرف خلقه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة

الدائمة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

Page 7: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أو قــرض من ،ينالد أقســام بين فرق ال(:ــ 16 ـ مسألة)ــلح عوض أو مال ضمان أو مبيع ثمن لو كما ،ذلك نحو أو صإتالف غرامة باب من كان

ال فرق بين أقسام الدين من قرض أوـ: 16مسألة ـ } ثمن مبيع{ ولو كــان مــؤجال كمــا ســيأتي }أو ضــمان مــال{ كان من شأنه ذلك الضــمان، وكــان المضــمون عنــه ممتنعــا

عن األداء، وإذا لم يكن ممتنعا فال. }أو عوض صلح، أو نحو ذلك{ كوجه إجارة.

فرع: ــا ــائر ظلم هل يعطى من هذا السهم لمثل ما يأخذه الج أم ال؟ الظاهر نعم، لشــمول األدلــة، واحتمــال العــدم نظــرا إلى أنــه من اإلســراف والصــرف في المعصــية، ألنــه إعانــةــراف للجائر غير مستقيم، ألنه بالنسبة إلى الدافع ليس بإس

وال صرف في المعصية. ومثله ما لو احتاج إلى مداهنة الظلمة، فاستدان لذالك،

فإنه يعطى من هذا السهم.ــة على نعم ال يشمل مثلهما بعض األدلة المتقدمــة الدال اإلعطــاء للمنفــق على عيالــه ونحــوه، وذلــك غــير ضــار

بالمطلب بعد ما عرفت من عدم االنحصار. وكيف كان، فكل دين لم يصدق عليه أنه في إسراف أو

عصيان يجوز إعطاؤه من هذا السهم. ــل }كما{ يجوز اإلعطاء من هذا السهم لغير ما ذكر، مثــير من ــاء الغ ما }لو كان من باب غرامة إتالف{ كما وقع إنــموال ــه مش ــك كون ــدل على ذل ــر، وي ــد فانكس ــده بال تعم ي للروايات المتقدمة، التي منهــا خــبر صــباح بن ســيابه، وهي

ــدم وإن ــع بع ــوت، لكن القط ــد الم ــبة إلى بع ــانت بالنس كالخصوصية موجب لعدم الفرق،

7

Page 8: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فإنه لم يقـل أحـد بــأن في هــذا البــاب دين ال يعطى إذاكان المديون حيا، ويعطى إن كان ميتا.

وأصرح في المطلب مرسل الكــافي المتقــدم، عن أبي اإلمام يقضــي عن المؤمــنينعبد الله )عليه السالم(، قال:

، ومثله(1)سائر الديون ما خال مهور النساء في غير إسراف ، فإنــه اســتثنى(2)الخبر المتقــدم عن مســتطرفات الســرائر

الذي ينادي بنداء الجاهلية والغــارم فيثالث طوائف فقط: . مهر النساء، والذي ال يبالي ما صنع في أموال الناس

وكيف كان، فهذا الحكم مما ال شبهة فيه، فعدم شــمول خبر حسين بن علوان ومرسل القمى وأشباههما غــير ضــار بــالمطلب، وال ينحصــر الــدليل لــه في بعض نصــوص وفــاء الدين غير الظاهر في كونه من ســهم الغــارمين، فإنــك قــد علمت وجــود نصــوص غيرهــا الظـاهرة في كونــه من ســهم

الغارمين.

فرع: اإلتالف، فإنها تعطى دية قتل الخطأ وشبهه، مثل غرامة

من هذا السهم، لمــا تقــدم من أخبــار وفــاء الــدين، وخــبريــه معصــية أو الكــافي والمســتطرف ونحوهمــا، والقــول بأن إســراف بعيــد عن الصــواب، فإنــه ليس معصــية قطعــا، وال

ــار اإلســراف كمــا ال يخفى، اللهم إال أن يشــمله ظــاهر أخب يقال: بأنه بعد ما عين لهذا النوع سهم الرقاب ال يعطى من

سهم الغارمين، فتأمل.

. 7 باب الدين ح94 ص5انظر الكافي: ج (?)1 السطر األول. 485السرائر: ص (?)2

8

Page 9: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أداء من يتمكن ولم نســــيانا أو جهال اإلتالف كــــان فلو كــان لو ما بخالف ،الســهم هــذا من إعطــاؤه جــاز العــوض

.ناوالعدو العمد وجه على

ثم إنه قد تــبين من المثــال المتقــدم للغرامــة التفصــيلــيانا{ أو ــ ــان اإلتالف جهال أو نس ــ ــو ك ــ ــة. }فل ــ في الغرام اضطرارا، والحاصل: ما ليس بمعصية شــرعا }ولم يتمكن{ المتلف }من أداء العوض{ ولو كــان لــه قــوت ســنته }جــاز

إعطاؤه من هذا السهم{ كما يجوز للغارم األخذ. }بخالف ما لو كان على وجه العمــد والعــدوان{ فإنـه الــال ــذ، واحتم ــه األخ ــز ل ــو أعطي لم يج ــوز إعطــاؤه، ول يج إعطائــه من هــذا السـهم بادعــاء أن الظــاهر من الـدين في المعصية الدين في سبيل المعصــية، ال الــدين المســبب عن المعصــية، فيكــون معصــيته في الــدين، فيكــون المقــام منــا، ــبيع دين ــان ثمن الم ــداء إذا ك ــبيع وقت الن ــل ثمن الم قبي غيرمستقيم، إذا الظاهر من النصــوص العمــوم، كمــا يشــهد

بذلك العرف.

فرع: ــذا لو أتلف الصبي المميز شيئا عمدا، فهل يعطى من ه السهم ليقضي وليه دينه، أو يعطى المتلــف منــه، أو ينتطــربه إلى البلوغ فيعطى عنه، أو إليه ليقضي دينه؟ احتماالن:

ــك في ــ ــة، وليس ذل ــ ــمول األدل ــ ــاء، لش ــ األول: اإلعط المعصية، إذ ال عصيان للصبي، ويؤيده قوله )عليه الســالم(:

عمد الصبي خطأ تحمله العاقلة . الثاني: المنع، ألن الظاهر من األدلة أن الدين الذي كان في إسراف ال يقضى، وهذا العمــل من الصــبي وإن لم يكن

معصية إال أنه إسراف، وربما يشمله المستثنى

9

Page 10: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

من الفي خبر المستطرف الســابق، فإنــه من أقســام ولعله أقرب. يبالى بما صنع في أموال الناس

فرع: هل يقضى دين الصبى مطلقا لــو لم يكن وليــه متمكنــا، فاستدان الصبى بنفسه وصرفه في مصالحه المحتاج إليها؟ احتماالن، من أنه أحد مصاديق تلــك الروايــات، ومن أنــل ــه مث الغارم ليس له حق في أن يقرضه، فإعطاء المال ل

إلقائه في البحر. نعم لو اسـتدان لـه القيم يقضـى من هـذا السـهم، ولـو

كان القيم غنيا، واألول أقرب.

10

Page 11: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــألة) ــ مس ــان (: إذا17 ـ ــؤجال دينه ك ــاألحوط م ــدم ف ع األقــوى كان وإن ،أجله حلول قبل السهم هذا من اإلعطاء.الجواز

إذا كــان دينــه مــؤجال فــاألحوط عــدم:ــ 17مسألة ـ } اإلعطاء من هذا السهم قبل حلول أجلــه، وإن كــان األقــوى الجواز{ لعموم األدلة، وال يفــرق ذلــك بالنســبة إلى الحصــة المســاوية لــه من الزكــاة، فإنهــا يلــزم أن تعطى على كــل

حال. وادعاء االنصراف إلى الــدين المعجــل خــال عن شــاهد، بل قد يقال: بأن المتعــارف هــو اإلعطــاء ولــو قبــل األجــل، ويشهد له العرف، فإنه لو أعطى زيد مبلغا لشــخص وقــال: اقض به دين بني فالن، كــان منــع بعضــهم عنــه لكــون دينــه

مؤجال، خالف متفاهم العرف من هذا الكالم. ووجــه االحتيــاط كــون المؤجــل غــير معــدود عرفــا منــالقول النفقات إال بعدحلول األجل، فيه نظر كما ال يخفى، ف بالجواز متعين، وقد سبق في المكاتب العاجز عن أداء مال

الكتابة جواز اإلعطاء قبل حلول النجم. فرع:

بناء على عدم الجواز قبل حلول األجــل، هــل يعطى لــو كان اإلعطاء توفيرا اللزكاة، كما لو قال الغارم: أبرؤ نصــفالمبلغ إن أعطيته معجال، أم ال يعطى إال بعد الحلول أيضا؟

احتماالن، وحيث اخترنا الجواز مطلقــا، ال وجــه لتجشــم ذكر الدليل لالحتمالين، لــو قلنــا بعــدم أداء الــدين المؤجــل،ــاعة فلو احتال الغارم بأن استدان من شخص مؤجال إلى س مثال، وأعطى دينــه المؤجــل حــتى انقلب الــدين مــؤجال بعــد ساعة، فهل يعطى حينئذ من الزكاة أم ال؟ األقوى اإلعطاء، ألنه قد انقلب من ذلك الموضوع إلى هذا الموضــوع فيجــوز

أداؤه فعال.

11

Page 12: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فرع: لــو اســتدان الفقــير لمعيشــته وقبــل صــرف المبلــغ في مؤنته وجــدت الزكــاة، فهــل يعطى من ســهم الغــارمين، أم

من سهم الفقراء؟ ــوجب الظاهراألول، ألنه بالقرص صار غنيا، إذ القرض م للملـــك، فال يعطى حينئـــذ من ســـهمهم، بـــل يعطى من

الغارمين.

فرع: بناء على القول بالبسط لو لم يصل حصــة الفقــراء إلى هذا الفقير لقلتهــا فاســتدان الفقــير في الحــال ليحتــال في

أخذ سهم الغارمين، هل يعطى من سهم الغارمين أم ال؟ الظاهر اإلعطاء، إذ ال يلزم في جواز إعطاء هذا الســهم

كون المبلغ مصروفا.

12

Page 13: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــألة) ــ مس ــ 18 ـ ــان لو(: ــوبا ك ــدر كس دينه أداء على يق إعطائه جــواز فالظــاهر مطالبا الــديان كان فإن ،بالتدريج

السهم هذا من

لوكــان كســوبا يقــدر على أداء دينــه:ــ 18مســألة ـ } بالتدريج، فإن كان الديان مطالبا فالظاهر جواز إعطائــه من

هذا السهم{ يقع الكالم هنا في مقامين: األول: جواز المطالبــة للـديان وعدمــه، والظــاهر العـدم

ــالى: ــه تعـ رة فنظـــرة إلى﴿وإنلقولـ كـــان ذو عســـــد لم يعطــه(1)﴾ميسرة ، وعليه فلو كان الحاكم مبسوط الي

من الزكاة، بل يــردع المطـالب عن الطلب ويــأمره بالصــبر حتى يتمكن من األداء، إال أن تكون الميسرة ملحقة بالعدم، كمــا لــو كــان عليــه دين مائــة دينــار، ويتمكن في كــل ســنة

إنه في العرف من مصاديق صحيح عبد إذ إعطاء دينار منه، الرحمان بن الحجاج المتقدم قال: سألت أبــا الحســن األول )عليه السالم( عن دين لي على قوم قد طال حبسه عندهم ال يقدرون على قضائه، وهم مستوجبون للزكاة، هـل لي أن

. وكــذلكنعمأدعه فاحتسب بــه عليهم من الزكــاة؟ قــال: يشمله خبر محمد بن سليمان، وغيرهما.

الثاني: جواز إعطاء هذا الشخص من سهم الغارمين. أما لو كان التــدريج ملحقــا بالعــدم فال شــبهة في جــواز

اإلعطاء كما تقدم. وأما لو كان يعد عرفــا متمكنــا، كمــا لــو كــان عليــه دينــه ــدريجيا، ففي ــه في مــدة شــهرين ت ــة، ويتمكن من أدائ مائ

احتماالن. األول: األداء من هذا السهم لصدق الغرم وعدم التمكن

من الوفاء.

. 280سورة البقرة: اآلية (?)113

Page 14: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

.إعطائه عدم فاألحوط مطالبا يكن لم وإن

والثاني: عدم األداء، وهو األقوى لما تقدم في أول هــذاــا في ــر ونحوهم ــؤ والعس ــدم التهي ــتراط ع القســم من اش

إعطاء هذا السهم فراجع. ــك ــمول لتل ــير مش ــخص غ ــذا الش ــوم أن ه ومن المعل

العناوين عرفا. الــتيال تحــل الصــدقة لغــني إال لخمسوأمــا حــديث:

، فقد تقدم عدم داللته إال على المالــك لقــوت(1)منها الغارم الســنة الــذي هــو غــني شــرعا، فال تنــافي بين عــدم التهيــؤ والعسر ونحوهما، وبين الغنى الذي يجــوز إعطــاؤه من هــذا

السهم.ــد ــه{ وق ــدم إعطائ ــاألحوط ع ــا ف }وإن لم يكن مطالب عرفت التفصيل فيه، وأنه إن لم يكن يقـدر المـديون إال من التدريج الملحق بعدم التهيؤ والعسـر جــاز اإلعطـاء من هـذا السهم، وإن لم يكن الديان مطالبا، وإن قدر عرفــا لم يجــز

إعطاؤه. ثم إنه ربما فصل في مسألة الــدين المطــالب بتفصــيل آخر، وهو عدم جواز اإلعطاء إن أمكنه االســتدانة من غــيره ثم وفاؤه من كسبه، بخالف ما لو لم يكن كذلك فهــو محــل

اإلشكال. أقول: قد عرفت أن التمكن من الوفاء الملحق بالعســر وعدم التهيؤ غير مــوجب لعــدم اإلعطــاء، فيعطى ولــو كــان متمكنا من االســتدانة، إذ ال تفيــد االســتدانة شــيئا، وال دليــل

عليه ظاهرا.

. 12 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 521 ص1المستدرك: ج (?)114

Page 15: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أن بعــده فبــان الغارم إلى الزكاة دفع (: إذا19 ـ )مسألة منــه، ارتجع معصية في دينه كــان إذا إال يجــوز فإنه فقــيرا

غــير أنه تــبين إذا وكــذا الفقــراء، ســهم من عليه احتسابهالدين. لوفاء األخذ بعد الدائن أبرأه إذا وكذا مديون،

اذا دفع الزكاة إلى الغــارم فبــان بعــده:19مسألة ـ } أن دينه في معصية ارتجع منه{ لما تقدم من أنــه لم يجعــل له حصة في الزكاة، فهو من قبيل إعطاء الجاهل مــا وقــف للعلماء بزعم العلم، وهــذا كأنــه ممــا ال ينبغي الشـبهة فيــه،

وقدتقدم بعض الكالم فيه فراجع. ــناف ــ ــر من أص ــ ــنفا آخ ــ ــيرا{ أو ص ــ ــان فق ــ }إال إذا ك المستحقين }فإنه يجوز احتسابه عليــه من ســهم الفقــراء{ ونحوه مما ينطبق عليه، وجواز االحتساب ال شبهة فيه، إنما الكالم في أنـــه هـــل يحتـــاج إلى اإلجـــازة أم ال؟ واألحـــوط

االحتياج كما تقدم. }وكذا إذا تبين أنه غير مديون{ فإنــه يرتجــع منــه إال لــو

احتسب لجهة أخرى. }وكذا إذا أبرأه الدائن بعد األخذ لوفاء الدين{ وكــذا لــو

أبرأه قبل األخذ، ولكن الغارم لم يعلم بذلك.

فرع: لو كان الكافر اقترض من أحد، ثم أســلم وكــان غارمــا، جاز إعطاؤه من هذا السهم، ولـو انعكس بــأن كـان مسـلما

المنــاط هــو حــال العطــاء ال إذ واقترض، ثم ارتــد لم يعــط، حال القرض، كما أنه لو كــان غنيــا فــاقترض ثم افتقــر جــازــه إعطاؤه، ولوكان فقيرا فاقترض ثم صار غنيا لم يجز، والل

العالم. ــة في جــواز االحتســاب وال يخفى أن من اشــترط التوب

نظر إلى اشتراط

15

Page 16: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

العدالــة في الفقــير، وذلــك يختص بصــورة كــون األخــذ معصية، كما لو علم بــاإلبراء أو علم أن دينــه في المعصــية،

وأنه ال يجوز له األخذ وهكذا. وكيف كــان، فحيث لم نشـترط العدالــة في المسـتحق، كمــا ســيأتي إن شــاء اللــه تعــالى فــاألقوى عــدم اشــتراط

االحتساب بالتوبة. مسألة:

لو دفع الزكاة إلى الغارم، ثم تبين أن دينه كان من جهة الزكاة أو الخمس، بمعنى أنه كان مديونا مقدارا من الزكــاة أو الخمس، وحيث لم يكن متمكنا من أدائه أخذه من ســهم

الغارمين، فهل يسترجع منه أم ال؟ يبتنى ذلك على مسألة جواز إعطاء مثل هذا الغارم من سهم الغارمين وعدمه، والظاهر في المسألة التفصــيل بين من يكون عدم إعطائه للخمس والزكاة معصية، وبين غيره. فلوكان عدم اإلعطاء معصية، كما لو تمكن من دفع الزكــاة أو الخمس ولم يعط عصيانا، ثم افتقر وذهب المال لم يعطــو كــان عــدم ــه، ول من هــذا الســهم، وإذا أعطي ارتجــع من إعطائه لهذه الحقوق غير معصية، كما لو كــان لــه عــذر من اإلخراج وأجاز الحــاكم تــأخيره ثم تلــف المــال، فإنــه يعطى

من هذا السهم. والــدليل على األول: أنــه مشــمول لألحــاديث المتقدمــة الناهية عن إعطاء الزكاة لمثلــه، مثــل حــديث المســتطرف المتقــدم المتضــمن لعــدم إعطــاء الزكــاة لطوائــف، ومنهم الذين ال يبالون بما صنعوا في أموال الناس، إذ معــنى عــدم المباالة عــدم االعتنــاء حــتى يــذهب أو يصــرف، أال تــرى أن الشريك إذا لم يعط شريكه حصته، ثم تلف المال أو صرفه

في مصرف آخر يقال عرفا إنه ال يبالي

16

Page 17: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بما صنع في أموال الناس. وإن شـــئت قلت: إنـــه يشـــبه الصـــرف في المعصـــية

الممنوع من أدائه من هذا السهم. والدليل على الثاني: عدم صدق الصرف على المعصــية ونحوه من ســائر العنوانــات المــذكورة في أدلــه االشــتراط كعنوان اإلسراف وغيره، على مثل هذا الدين مع كونــه دينــاــه حــديث يصدق عليه دليل اإلعطاء من هذا السهم الذي من المســتطرف، ألنــه من أفــراد الغــارمين قطعــا، وال يشــمله

المستثنيات كما ال يخفى.

فرع: لو كان الشــخص مخالفــا، وأعطى زكاتــه للغــارمين من

أهل ملته ثم استبصر، فهل يستعاد منهم أم ال؟ احتماالن. األول: جواز االستعادة من بــاب أنــه مصــروف في غــير

أهله، فاآلخذ لم يكن مستحقا. الثاني: عدم الجواز ألنه مغرور.

أقول: األولى في المسألة التعميم، بأن يقال: هل يجوزللمستبصر استعادة الزكاة مطلقا من أهل ملته أم ال؟

واألجود في المسألة التفصيل:ــه، فال ــه ليس من أهلـ ــذ بأنـ ــا لم يكن يعلم اآلخـ بين مـ يستعاد إال في صورة وجود العين. أما األول: فألنــه مغــرور.

وأما الثاني: فألن العين موجودة. وبين ما كان اآلخذ يعلم بأنه ليس من أهله، فإنه يستعادــذلك أم ــدافع ب على كل تقدير، صرفه أم لم يصرفه، علم ال

ال، وإن كان في صورة علم الدافع إشكال كما ال يخفى. فتحصل: أن صور

17

Page 18: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المسألة ثمانية، بعضها مــتيقن جــواز االرتجــاع، وبعضــهامتيقن العدم، وبعضها مشكوك.

مسألة: لو اختلف الغـارم والمعطي اجتهـادا أو تقليـدا في كـون الــدين في معصــية أم ال؟ كمـــا لــو اشـــترى بالـــدين آلـــةــراه معصــية فال ــه ي مشكوكة، فهل المناط تكليف الدافع ألن يجوز لــه اإلعطــاء، أم المنــاط تكليــف الغــارم، ألنــه ال يــراه

معصية فلم يكن الصرف في المعصية؟ األحوط للدافع عدم اإلعطــاء، كمــا أنــه يجــوز للمــديون

األخذ. مسألة:

لو أخذ الدين بقصد الطاعة ثم صــرفه في المعصــية، أو بالعكس، أو أخــذه مــرددا ثم صـرف في أحــدهما، فالظـاهر

كون االعتبار بالصرف ال بالقصد كما سيأتي. ويتفرع عليه عدم جــواز االرتجــاع لــو كــان الصــرف في

الطاعة ولو قصد المعصية، وجوازه في صورة العكس. مسألة:

لو أراد الدائن إبراءه ومنعه المديون عن ذلك، فهــل لــه األخـــذ من ســـهم الغـــارمين أم ال؟ األظهـــر التفصـــيل في المسألة، بأنه لو كان اإلبراء صعبا عليـه ومنـة بحيث يصـدق عدم التهيؤ وغيره من العناوين المعلق عليها جواز اإلعطاء،

جاز له األخذ من سهم الغارمين، وإال لم يجز. مسألة:

لو كان هناك متبرع يريد التبرع بإعطــاء دينــه، فهــل لــه ترك ذلك واألخذ من الغارمين، أم ال؟ الظاهر فيه التفصــيل

المتقدم.

18

Page 19: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مسألة: لو ادعى عليه مدع ظلما وعــدوانا بــدين وأقــام الشــهود على ذلك حتى ثبت عند الحــاكم، فهــل لــه األخــذ من ســهم الغارمين أم ال؟ الظاهر العــدم وإن جــاز من ســهم الســبيل

ونحوه.

19

Page 20: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

قبل بينة أقـام فــإن مــديون أنه ادعى لو(:ــ 20 ـ مسألة) ،الغــريم قهصد وإن تصــديقه عــدم فــاألحوط وإال ،قوله.يصدقه لم أو بهكذ لو عما فضال

لو ادعى أنه مديون فإن أقام بينة قبلـ: 20مسألة ـ } قوله، وإال فاألحوط عدم تصديقه وإن صدقه الغــريم، فضــال عمــا لــو كذبــه أو لم يصــدقه{ هــذه المســألة تشــتمل على

صور: األولى: أن يدعي الدين بال بينة وحلف وتصــديق الغــريم وثقة بقوله، فال يعطى من هذا السهم قطعا، نعم لو أعطي

فرضا جاز له األخذ قطعا إذا كان مديونا بشرائطه. الثانيــة: أن يدعيــه مــع إقامــة البينــة عليــه وعلى ســائر ــا الشرائط، فيعطى من هذا السهم قطعا، ولو لم يكن محق

واقعا لم يجز له األخذ وكان ضامنا. الثالثه: أن يدعيه مع الحلف، وفيه تأمل.

الرابعة: أن يدعيه مع تصديق الغريم، وفيه احتماالن: األول: التصــديق، كمــا في الشــرائع وغــيره، وعللــه في مصباح الفقيه بما لفظــه: فإنــه لــو لم يقبــل قولــه ولــو مــع تصديق الغريم ألدى ذلك إلى حرمان جــل أهــل االســتحقاقــا ــذا مم من هذا السهم، وهو مناف لما يقتضي شرعيته، وه

ال ينبغى االستشكال فيه، انتهى. واستدل عليه في الجواهر بمــا لفظــه: إن الحاصــل من الكتــاب والســنة وجــوب دفــع الزكــاة للفقــير أو للغــارم أو

إنما الصدقات للمكاتب، وقوله تعالى:

20

Page 21: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــون الصــدقات لهم، ال أنللفقراء إلخ، إنما يدل على كالتكليف دفعها إليهم، وفرق واضح بين المقامين.

ونحوه مما يقضي بعدمالتحل الصدقة لغنينعم ورد: جواز دفعها لغير األصناف الثمانية، وهو كــذلك في المعلــومــال األمــر أنه ليس منهم، أما في غير المعلوم فيتحقــق امتث باإليتاء بالدفع إليه لكونه أحد أفــراد اإلطالق ولم يعلم كونــه من أفراد النهي، بــل أصــالة الــبراءة عن حرمــة الــدفع إليــه يقتضــي خروجــه عنهــا، وبالجملــة الغــنى مــانع، ال أن الفقــر شرط، ولوســلم كونــه شــرطا فهــو لمحــل تنــاول الزكــاة ال لدفعها ممن وجبت عليه لعدم الدليل، بــل مقتضــى اإلطالقــول دعــوى خالفه. وعلى هذا يتجه ما ذكره األصحاب من قب الفقر والكتابة والمغرم فتأمل جيدا، فإنه دقيق نافع، انتهى. وفيه: أمــا مــا ذكــره في المصــباح أنــه وجــه اعتبــاري ال يصلح دليال للحكم الشرعي، مضافا إلى أنه لو اكتفي بــذلك ألدى إلى تلف أكثر الحقوق بــالتواطي من الطــرفين، وهــذا أمر سهل بالنسبة إلى غــالب غــير المتــدينين، خصوصــا في مثل زماننا، هذا على أنه لو اكتفي بــالوثوق، كمــا نقــول بــه لكونه الطريق العقالئي ولم يعلم الردع عنه لم يلزم ما ذكر

كما ال يخفى. وأما ما ذكره في الجواهر ففيه ما ال يخفى، إذ المكلــف باإلعطـــاء إلى الفقـــير أو غـــيره هـــو من بيـــده الزكـــاة وهومسؤول عن اإليصال، وال ينافي هذا تكليف آخر بالنسبة

إلى اآلخذ.

21

Page 22: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وكيـــف كـــان، فـــالمعطي مكلـــف باإليصـــال إلى تلـــك المصــارف، فمــا لم يعلم بكــون المتطلب مصــرفا لم يجــز إعطــاؤه ولم يــبرأ الذمــة، إذ االشــتغال اليقيــني يحتــاج إلىــر ال داعي إلى ــه إشــكاالت أخ ــة، وفي كالم ــبراءة اليقيني ال

استقصائها. وعن المدارك أنه فصل في المسألة، فقال: إن موضــع الخالف الغـارم لمصـلحة نفسـه، أمــا الغـارم لمصــلحة ذات

البين فال يقبل دعواه إال بالبينة قوال واحدا. وفيه: عدم الفرق، وكون المسألة في الثاني قوال واحدا

غير مجد شيئا. واألقوى كفاية الوثوق في المقامين، ويحتمل حمل قول

المسلم على الصحيح. الخامسة: أن يدعي مع تكذيب الغريم، قد يحتمل عــدم اإلعطاء ألنه إما محــق في ادعائــه الــدين وإمــا مبطــل، أمــاــه ال حــق على الثاني فال يعطى قطعا، وأمــا على األول فألن للغــريم في األخــذ منــه بعــد إقــراره بأنــه ال يطلب منــه المســتفاد من التكــذيب، فــإن إقــرار العقالء على أنفســهم

جائز. ــان، ــوق واالطمئن أقول: المالك ما تقدم من حصول الوث فإن اطمئن المعطي صدق الغــارم جــاز إعطــاؤه وإن كذبــه

الغريم، وإن لم يحصل لم يجز وإن صدقه. وأما أنه ال حق بعــد إقــراره بالعــدم، ففيــه: إن الحــق ال يسقط واقعا، وإن لم يكن للغريم بعد اإلقرار إلــزام الغــارم

عند الحاكم. والحاصل: إن اإلقرار إنما يوجب عدم مضي الدعوى، ال

عدم الحق بال مسقط من إبراء ونحوه. ــة بين البينــة وتكــذيب ــو وقعت المعارض السادســة: ل

الغريم، فالبينة تقدم، أما

22

Page 23: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــدين، وقــال العكس وهو ما لو قامت البينة على عدم الالغريم بالدين، فالشبهة في عدم اإلعطاء.

وللمسألة صور أخرى، أضربنا عنها صفحا، والله العالم.

23

Page 24: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

في ليصــرفه الغــارمين ســهم من أخذ (: إذا21 ـ مسألة).منه ارتجع غيره في صرفه ثم الدين أداء

إذا أخــذ من ســهم الغـارمين ليصــرفه:ـ 21مسألة ـ } في أداء الدين ثم صرفه في غــيره ارتجــع منــه{ لمــا تقــدم من تشخص المال بقصد الــدافع للــدين، فصــرفه في غــيره

صرف في غير محله بدون إجازة من بيده التشخيص. وحكي عن الشيخ القول بعدم االرتجاع لحصــول الملــك بالقبض. والدليل عليه روايــات، منهــا: مــا عن ســماعة، عن

إذا أخــذ الرجــل الزكــاةأبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: إن اللــه فــرض، قال: وقال: فهي كماله يصنع بها ما يشاء

للفقــراء في أمــوال األغنيــاء فريضــة ال يحمــدون إال بأدائهــا وهي الزكاة، فإذا وصلت إلى الفقير فهى بمنزلة ماله يصنع

ــال: بها ما يشاء نعم، هي، فقلت: يتزوج بها ويحج منها؟ ق الحديث. (1)ماله

وداللتها على الملكية صــريحة، والفقرتــان األوليتــان من ، وقولــه )عليــه الســالم(:فهى كمالهقوله )عليه السالم(:

بمنزلة مالهــل هــذا من . ال تدالن على نقص في المالية، بــول التعبير العرفي، كما لو أعطى أحد شخصا شيئا، فإنه يق له: هذا بمنزله مالــك أو كمالــك، يريــد بــذلك اســتواءها في جميــع الخصوصــيات، ولــذا قــال اإلمــام )عليــه الســالم( في

.هي مالهالفقرة األخيرة ــز ــارم لم يج ــال الغ ــا م ــإذا ثبت أنه ــا، ف ــا: غيره ومنه االرتجاع، ولكن فيه: ما تقدم من عــدم الملــك المطلــق في

صورة التقييد بجهة خاصة، ولذا ليس للفقير

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح41 الباب 200 ص6الوسائل: ج (?)124

Page 25: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

األخــذ منهــا إذا ســمى صــاحب المــال أشخاصــا وأمــرهبإعطائه إليهم، كما تقدم دليله.

أقول: المنصرف من أخبار الملك، وأنه يصنع بالزكاة ما يشاء هو صورة عدم التقييــد، أمــا في صــورة التقييــد، فقــد

علمت بأن له صورا ثالث: األولى: إرادة فقير خاص، فال يجـوز أخـذها لغـيره، وقــدــان، عن دلت عليه الرواية المتقدمة، أعني رواية عبد الرحم

وال يجوز لــه أن يأخــذ إذاأبي الحسن )عليه السالم( وفيها: الدالــة على(1)أمره أن يضعها في مواضع مســماة إال بأذنه

مدخلية اإلذن في مثل هذا المورد. إن قلت: إن عدم جــواز األخــذ من بــاب أنــه خيانــة، ألن المالك إنما أعطاها بــأن يصــرفها في مــوارد خاصـة فيكــون

المال بيده أمانة؟ ــذا ــان ه قلت: لو لم يكن لنظر المالك مدخلية أصال، وك من المصارف، لم يكن له حــق التعـيين حــتى يكــون العمــل على خالف نظره خيانة، فتقرير اإلمام )عليه السالم( لقولــل على المالك وتعيينه بدون بيان أنه ليس له هذا الحق، دلي

أنه من باب مدخلية النظر، فخالف نظره خيانة. ــو أراد ــا ل ــة خاصــة، كم ــة: إرادة الصــرف في جه الثاني الصرف في الدين، فال يجوز الصــرف في غــيره بــأن يعيش

به مثال، وقد تقدم أن األحوط في هذه

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح40 الباب 200 ص6الوسائل: ج (?)125

Page 26: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــد علمت ــك فق ــة المل ــا أدل ــره، أم ــاع نظ ــورة اتب الص انصرافها عن مثل هذا الفرض، فيبقى التعارض بين أمرين: األول: عدم الحق للمعطي في هــذا التعــيين إذا لم يكن معصوما، ألن الزكاة لهذه المصارف، فال وجه لتعلقها بنظــر

أحد ما لم يدل عليه دليل. الثاني: كون الحق له، إذ بعد تبين أن المال كان له يرى العرف عالقة وحقا للمالك بحيث ال يكون العطاء إال بنظره، كما لوقــال: أعطــه خمســة دنــانير للغرمــاء والفقــراء، فــإن العــرف ال يكــاد يشــك في أن تعــيين كــون المــال للــدين أو

المعيشة بنظر المعطي. وكيف كــان، فــالتوقف في المســألة والقــول باالحتيــاط

بعدم تخطي نظر المعطي أولى. الثالثة: إرادة الصرف في أمر خاص من الجهة الخاصة، كما لو أمره بصرف المــال المعطى من بــاب حــق الفقــراء في الكسوة دون غيرها، واألقوى هيهنــا عــدم حــق التعــيين،

وعدم لزوم اتباع نظره ألمرين: األول: إنه لم يعلم كون مثل هذا الحق له، فــإن العــرف في مثل هذا بعكس ما تقدم، إذ لو قال المالك الحقيقي لــهــد وقــال اصــرفه في أعــط درهمــا للفقــير، ثم أعطــاه العب كسوتك، قالوا له: ال حق لك في التعيين، وال دليــل لنــا على

والية المالك حتى لمثل هذا، فاألصل عدم الوالية. وأدلة الملك ولوكانت منصرفة عن مثل هــذا لمــا تقــدم

من أن ظاهرها اإلعطاء

26

Page 27: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مطلقا المقيدا، إال أن األدلة الدالة على اشتراك الفقراء ونحوه تدل على ملكية الفقراء وتلــك تقتضــي عــدم تســلط

ألحد على التيين. ــه ــد الل الثاني: الرواية المتقدمة عن الحكم، عن أبي عب )عليه الســالم( الدالــة على ردع من يريــد تعــيين الحج على

ــه الســالم(: ــه )علي إن كــان محتاجــا فليعطــهالفقــير بقولــه وفقــره وال يقــل لــه حج بهــا، يصــنع بهــا بعــده مــا لحاجت

. (1)يشاء إن قلت: يعارضــها مــا في خــبر يــونس بن يعقــوب، من

، الدال(2)ثم أعطها كيف شئتقول اإلمام )عليه السالم(: على كون التعيين مطلقا بيد المالك.

قلت: ال يدل الخبر على ذلك، بل هــو في مقــام إعطــاءالزكاة عند حلول الحول أو بعده، وهذا لفظ الرواية:

قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: زكــاتي تحــل علي في شــهر أيصــلح لي أن أحبس منهــا شــيئا مخافــة أن

إذا حــاليجيئــني من يســألني يكــون عنــدي عــدة، فقــال: الحول فأخرجها من مالك ال تخلطها بشيء ثم أعطها كيــف

الخبر. (3)شئت وكيف كان، فقد ظهر مما تقدم جواز االرتجاع لو صرفه في غير الدين في صورة التعيين، كما أنه ال يصح االحتساب في صورة انطباق عنوان آخر على األخذ، وظهر أيضا أنه لو أعطاه ليصــرفه في دين زيــد فصــرفه في دين عمــرو كــان

مشكال.

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح41 الباب 201 ص6الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح52 الباب 213 ص6الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب السمتحقين للزكاة ح52 الباب 213 ص6الوسائل: ج (?)3

27

Page 28: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ثم إن األحوط للمعطي عدم تعيين جهة خاصة، الحتمال إلخ،(1)وال يقــل لــه حج بهاشــمول قولــه )عليــه الســالم(:

لكل تعيين من هذا النحو.

فرع: لو أعطاه ليصرفه في دينــه فصــرفه في نفقتــه، هــل ال يجـــزى ذلـــك من الزكـــاة فيجب على المالـــك اإلعـــادة أو

االحتساب، أم يجزي؟ فيه تردد. واســتظهر في الجــواهر االجــتزاء عن الزكــاة، لحصــول

االمتثال بالدفع إليه، وليس ببعيد.

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح41 الباب 201 ص6الوسائل: ج (?)128

Page 29: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــ مســألة) ــ 22 ـ ــاط(: أو المعصــية في الصــرف هو المن للطاعة استدان فلو ،االستدانة حين من القصد ال ،الطاعة

ــرف ــية في فصـ ــذا من يعط لم المعصـ ــهم هـ وفي ،السـ.بالعكس العكس

المنـاط هـو الصـرف في المعصـية أو:ـ 22مسألة ـ } الطاعة، ال القصد من حين االستدانة، فلو اســتدان للطاعــةــهم، وفي ــذا السـ ــط من هـ ــية لم يعـ ــرف في المعصـ فصـــة ــرف في الطاعـ ــية فصـ ــتدان للمعصـ ــأن اسـ العكس{ بـ }بــالعكس{ فيعطى من هــذا الســهم، والــدليل عليــه أن المعلق عليه في أدلة االشتراط هو الصرف في الطاعــة أو المعصية، ال القصد بإحداهما، وقد تقدم هــذه المســألة ومــا

يتفرع عليها.

فرع: لواستدان شيئا واشترى به ما يمكن صرفه في كــل من الطاعة والمعصــية، كمــا لــو اشــترى الــزيت النجس القابــل لألكــل واالستصــباح، فــالحكم مــراعى بالصــرف. نعم قبــل الصــرف لــو قصــد العصــيان لم يعــط، ولــو قصــد الطاعــة أعطي، ولــو كــان مــرددا لم يعــط أيضــا، وذلــك ال لمدخليــة القصــد، بــل ألن الالزم إعطــاء هــذا الســهم للمصــروف في الطاعة، وفي صورة قصد العصيان، وتردده بين األمرين لم

يعلم بذلك. والقــول باكتفــاء االطمينــان للــدافع قــوي، فلــو اشــتراه لألكــل، ولكن اطمئن الــدافع بصــرفه في االستصــباح جــاز، وبالعكس لم يجز، وعلى كل حال فلو صــرف في المعصــية ارتجــع منــه، ومــع عــدم الرجــوع يقــوى بقــاء الضــمان على

الدافع، فتدبر.

29

Page 30: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الغارم يكن لم (: إذا23 ـ )مسألة ــا األداء من متمكن ــاال ح دين أو أوانها يبلغ لم غلة له يكــون كــأن حين، بعد وتمكنــدة، بعد أجله يحل مؤجل ــواز ففي مـ ــذا من إعطائه جـ هـ

عــدم مع الجــواز عــدم األقــوى كــان وإن إشــكال، الســهمالدائن من المطالبة

إذا لم يكن الغــارم متمكنــا من األداء:ــ 23مســألة ـ } حاال وتمكن بعد حين، كأن يكــون لــه غلــة لم يبلــغ أوانهــا أو دين مؤجل يحل أجله بعد مدة، ففي جواز إعطائــه من هــذاــارم ــة إعطــاء الغ ــارض أدل الســهم إشــكال{ ينشــأ من تع المطلقة المقتضية إلعطائه من هذا الســهم حــتى في هــذه الصورة، ومن أن المناط لإلعطــاء هــو عــدم التمكن وعــدم التهيؤ ونحوهما، وذلك غير صادق فيمــا نحن فيــه، إذ يصــدق على صاحب الغلة ومالك الدين المؤجــل أنــه متمكن ومهيــأ له، وذلك يقتضــى عــدم اإلعطــاء. }وإن كــان األقــوى عــدم الجواز مع عدم المطالبة من الدائن{ وذلــك لكــون القســمــؤ الثاني من األدلة المشتملة على اشتراط األداء بعدم التهي ونحــوه مقــدم على القســم األول المشــتملة على اإلعطــاء مطلقــا، ولكن قــد عــرفت فيمــا تقــدم عــدم إناطــة الحكم بالمطالبة وعدمها، بل المناط هو صدق العنوانات المأخوذة في جواز اإلعطاء كالعسر وعدم التهيؤ ونحوهما، فلو فرض أن هناك دائن غير مطــالب وكــان لهــذا المــدين غلـة ينتظـر أوانها، ولكن كانت بحيث تكفي بعشر الــدين في كــل ســنة، فيلزم الدائن غير الطالب الصبر هذه المدة الطويلة، صــدق عنوان عدم التهيــؤ والعســر فيجــوز إعطــاؤه من الزكــاة. أو إمكان االسـتقراض والوفـاء من محـل آخــر ثم قضــاؤه بعـد

التمكن.

30

Page 31: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

هؤقضا ثم آخر محل من والوفــاء االســتقراض إمكــان أو.التمكن بعد

والحاصــل: إن المنــاط هــو العنوانــات المــذكورة فيــوم الروايات، وبينها وبين ما ذكره المصنف )رحمه الله( عم

من وجه، كما ال يخفى. ومثلــه قولــه: }أو إمكــان االســتقراض والوفــاء{ لدينــهــد ويعطي دين األول }من محل آخر{ كأن يستقرض من زي

عمرو }ثم قضاؤه بعد التمكن{ فله صورتان: ــؤ ــاديق التهيـ ــتقراض من مصـ ــون االسـ األولى: أن يكـ واليسر ونحوهما فيجب حينئــذ مــع المطالبــة، وال يعطى من سهم الغارمين، كما لو كان عنده مال بعنوان األمانة وأجازهــه إلى أي وقت شــاء، صــاحب المــال في أن يســتقرض من

وتكون له غلة تأتي بعد سنة. ــل كــان من ــة: أن ال يكــون االســتقراض كــذلك، ب الثانيــل يعطى ــا فال يجب، ب مصاديق عدم التهيؤ والعسر ونحوهم

من سهم الغارمين. فرع:

إذا لم يتمكن الشخص من أداء دينه فعال، وكــان متمكنــا بعد مدة طويلة بحيث يصدق عليه فعال عدم التهيؤ والعسر، فهل يجوز أخذه من هــذا الســهم مجانــا، أم يعطى من هــذا السـهم قرضـا، ثم يسـتعاد بعـد يسـاره، الظـاهر األول: ألن

الحكم دائر مدار الموضوع، وهو محقق فيما نحن فيه. فرع:

لو كــان الغــارم غــير متمكن فــأعطي من هــذا الســهم، وقبل أداء دينه حصل له اليسار، فهل يستعاد منه أم ال؟ فيه تردد، ينشأ من ملكيته له بعد األخذ فال يرجع، ومن أنه جعل للغارم غير المتمكن وهذا ليس كذلك، واألحــوط أن يرجعــه

ويعطي دينه من ماله.فرع:

لو كان الغارم غير متمكن ظــاهرا حـتى عنــد نفسـه، ثمأعطي من

31

Page 32: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

السهم وصرفه في الدين، ثم تــبين يســاره حين الــدفع، بأن كان قريب منه ميتا وخلـف مــاال كثــيرا مثال وكــان وارثـا له، فالظاهر الحكم باالرتجاع، لعدم صدق العنــاوين المعلــق

عليها الحكم باإلعطاء على هذا الشخص. فرع:

لــو كــان الغــارم غــير متمكن فــأعطي من هــذا الســهم فوفى به دينــه، ثم تمكن في نفس ذلــك اليــوم، فهــل يحكم باالرتجاع أم ال؟ الظاهر الثاني، ألنه حين األخذ كان موضوعا

ومصرفا لهذا السهم. فرع:

لــو أعطي من الســهم بعض ديونــه، ثم تمكن، ارتجــعالباقى.

فرع: لو غصب الظالم أمواله فصار غير متمكن وأخذ من هذا السهم، وأعطاه لديونه، ثم أرجع الظالم مالـه، فهـل يرتجـع

أم ال؟ فيه تردد. فرع:

لو سرق ماله، أو ضل فأخــذ من الســهم، ووفى ديونــه، ثم لقى ماله، أو أخذه من السارق، فهل يحكم باالرتجــاع أم

ال؟ فيه تردد. فرع:

إذا كــان يطلب من أحــد مــاال ويطلب منــه آخــر، وكــان الذي يطلب منه ال يعطيه، ويقبل الحوالة عليه، فهــل يعطى من هذا السهم أم يــؤمر بالحوالــة؟ الظــاهر عــدم اإلعطــاء، لعـــدم صـــدق العنـــاوين المعلـــق عليهـــا الحكم على هـــذاــا ال الشخص، إذ هو ممن يتهيأ له، وليس ممن ال يتهيأ له كم

يخفى.وهنا فروع أخر يظهرحكمها مما تقدم.

32

Page 33: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

جــاز الزكاة عليه لمن الغارم دين كان لو(:ــ 24 ـ مسألة)زكاة عليه احتسابه له

لو كــان دين الغــارم لمن عليــه الزكــاة:24مسألة ـ } جاز له احتسابه عليه زكاة{ ويــدل عليــه مضــافا إلى األدلــة

العامة ونقل عدم الخالف، أخبار خاصة: منها: ما عن الكلينى )رحمه الله( في الصحيح، عن عبد الرحمان بن الحجاج قــال: ســألت أبــا الحســن األول )عليــه السالم( عن دين لي على قــوم قــد طــال حبســه عنــدهم ال يقــدرون على قضــائه وهم مســتوجبون للزكــاة، هــل لي أن

. (1)نعمأدعه وأحتسب به عليهم من الزكاة؟ قال: ــا والمعلى ومنها: ما عن عقبة بن خالــد، قــال: دخلت أن وعثمان بن عمران على أبي عبد الله )عليه الســالم(، فلمــا

مرحبا بكم وجوه تحبنا ونحبهــا، جعلكم اللــه معنــارآنا قال: ، فقال له عثمان: جعلت فداك، فقال أبوفي الدنيا واآلخرة

، قال: إني رجل مؤســر،نعم فمهعبد الله )عليه السالم(: ــال: ويجيء الرجــلبارك الله لك في يساركفقال له: ، ق

فيسألني الشيء، وليس هو أبان زكاتي؟ فقال لــه أبــو عبــد القرض بثمانية عشر والصدقة بعشــر،الله )عليه السالم(:

وما ذا عليك إذا كنت كما تقول مؤســرا أعطيتــه، فــإذا كــان أبان زكاتك احتسبت بها من الزكاة، يا عثمان ال تــرده، فــإن

. (2)رده عند الله عظيمــد ــاء أوال بقص ــرق بين اإلعط ــدم الف ــوم، ع ومن المعل

االحتساب وعدمه.

. 1 باب في قصاص الزكاة بالدين ح558 ص3الكافي: ج (?)1. 4 باب الفرض ح34 ص4الكافي: ج (?)2

33

Page 34: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ومنهــا: الموثــق عن ســماعة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، قال: سألته عن الرجل يكون له الــدين على رجــل

إن كــان الفقــيرفقــير يريــد أن يعطيــه من الزكــاة، فقــال: عنده وفاء بما كان عليه من دين من عرض من دار أو متاع من متاع البيت، أو يعالج عمال يتقلب فيها بوجهه، فهو يرجو أن يأخذ منه ماله عنده من دينه فال بأس أن يقاصه بما أرادــد ــإن لم يكن عن ــا، ف ــاة أو يحتســب به ــه من الزك أن يعطي الفقير وفاء وال يرجو أن يأخذ منه شــيئا فليعطــه من زكاتــه

. (1)وال يقاصه بشيء من الزكاةوسيأتي الكالم في هذا التفصيل.

ــال: ــالم(، ق ــه الس ــادق )علي ــا عن الص ــا: م نعمومنه الشــيء القــرض، إن أيســر قضــاك وإن أعســر حســبته من

. (2)الزكاة . (3)ومنها: ما عن المقنع مثله مرسال

وإن أحببت أن تقدم منومنها: ما عن الفقه الرضوي: ــإذا زكاة مالك شيئا تفرج به عن مؤمن فاجعلها دينا عليه، فــك حلت عليك وقت الزكاة فاحسبها له زكاة، فإنه يحسب ل

. (4)من زكاة مالك ويكتب لك أجر القرض والزكاة

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح46 الباب 206 ص6الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح27 الباب 525 ص1المستدرك: ج (?)2. 26 باب تقديم الزكاة و... س14المقنع، من الجوامع الفقيهة: ص (?)3 السطر األخير. 22فقه الرضا: ص (?)4

34

Page 35: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

تنبيهاتاألول: كيفية االحتساب ثالث:

ــه األولى: أن يجعل المالك ما في ذمة الفقير زكــاة، فإن كما يكون له الحــق في جعــل الزكــاة من هــذا المــال وذاك وذلك، كذلك يجوز جعلها من العين الخارجية والدين الذمي. إن قلت: على هذا يجوز جعله ما في ذمــة الغــني أيضــا

زكاة إذا كان يطلب منه. قلت: ال بأس بذلك، ويكــون الغــني المــديون حينئــذ هــو

المطلوب من طرف الزكاة. نعم لــو يعــط ذلــك الغــني لم يفــد هــذا الجعــل ويلزمــه اإلعطاء بنفسه، وكان مثل أن يجعل المال الواقع في البحر

زكاة. ــده، ــودة عن ــدارا من العين الموج ــذ مق ــة: أن يأخ الثاني

فيقول: هذه الزكاة ثم يأخذها لنفسه عوض ذلك الدين.ــر في بعض ــوحه يثم ــع وض ــذا واألول م ــرق بين ه والف المواضع، مثل ما لو جعــل مــا في يــده زكــاة، ثم نمى ذلــك

قبل جعلها عوضا للدين، فإن النماء حينئذ للفقراء. الثالثة: أن يعزل الزكاة من عين مالــه، ثم يجعلهــا ملكــا للفقير بنفسه، ثم يأخذها مقاصة، وقد أشكل على هــذا بمــا

عن المدارك فإنه توقف في صحته،

35

Page 36: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــوز بل ــده ما يحتسب أن يج ــاة من عن ــاء الزك ــدين وف لل في يوكل ولم المــديون يقبضــها لم وإن مقاصة ويأخــذها

قبضها

لعدم قبول المديون، وعدم قبضــه وعــدم واليــة للــدائنعليه.

ــارة عن ــة، إذ األول: عب ــام الثالث ــواز األقس ــوى ج واألق االحتســـاب، واألخـــيران فـــردان للمقاصـــة، وكال األمـــرين جــائزان، كمــا يــومي إليــه قولــه )عليــه الســالم( في موثــق

فال بأس أن يقاصه بما أراد أن يعطيه من الزكــاة،سماعة: . (1)أو يحتسب بها

وعليه، فيصح ما ذكره المصنف )رحمه الله(: }بل يجوز أن يحتسب ما عنده من الزكاة وفاء للدين ويأخذها مقاصة،

وإن لم يقبضها المديون ولم يوكل في قبضها{. الثاني: قال الفقيه الهمداني بعــد نقلــه موثــق ســماعة: وما في هذه الرواية من التفصيل كاألمر باإلعطاء من زكاته لخصوص هذا الشخص الذي بلــغ فقــره إلى حــد اليــأس من

قدرته على األداء محمول على االستحباب. أقول: أما بالنسبة إلى األمر بإعطائه إلى ذلك الشــخص الخاص فال مانع من احتماله االستحباب ألدلــة كــون التعــيين بنظر المالك، مع أن المحتمل الوجــوب بالنســبة إلى مثلــه، ألن هــذه الروايــة أخص من تلــك األدلــة، وأمــا بالنســبة إلى

التفصيل فال دليل لحمله على االستحباب. ــرامي االحتســاب كــأن يكــون ــالث: الظــاهر جــواز ت الث

لصاحب الزكاة دين

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح46 الباب 206 ص6الوسائل: ج (?)136

Page 37: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وفاء جعلهاب أو ،عليه باالحتساب المديون إعالم يجب وال.مقاصة وأخذها

على زيد الغني، ولزيد دين على عمــرو الفقــير، فيجعــل صاحب الزكاة ما في ذمة زيد زكاة، ويجعل زيد ما في ذمة

الفقير زكاة مبرءا ذمته من الدين. ــراء، ومن الرابع: الظاهر جواز االحتساب من سهم الفق

سهم الغارمين. }وال يجب إعالم المــديون باالحتســاب عليــه، أو بجعلهــا

وفاء وأخذها مقاصة{ لعدم دليل على اإلعالم. فرع:

ــه أم ال؟ ــاة، فهــل يصــح الرجــوع في ــدين زك لوجعــل ال الظاهر العدم ألنه باالحتسـاب يسـقط الـدين عن ذمتـه، وال

دليل على جواز الرجوع. فرع:

ــذا لو ضمن أحدا، حيث قلنا بجواز إعطاء الضامن من هــو كــان السهم، ثم لم يعط المضمون عنه، إما عصيانا كما ل الضــمان بالتماســه، أو لعــدم وجوبــه عليــه لكــون الضــمان تبرعيا، فاحتسب صاحب الــدين المــال المضــمون في ذمــة الضامن من الزكاة، ثم أعطى المال المضــمون عنــه، فهــل يرتجع الزكاة بمعنى رجوع الدين في ذمة الضــامن والزكــاة في ذمة المالك، فيلزم إعطاء الضامن المال للمالك، ويلزم إعطــاء المالــك الزكــاة، أم يكفي إعطــاء هــذا المــال الــذي أعطاه المضمون عنه زكــاة؟ فيــه تــردد، وطريــق االحتيــاط

غير خفية. فرع:

األحوط إعالم المديون باالحتســاب فيمــا لــو كــان عــدمــوت ــة م ــان مظن ــو ك ــا ل ــرم، كم ــرا إلى مح ــه منج إعالم

المحتسب وطلب ورثته من الغارم فيأخذ

37

Page 38: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

من الزكـــاة ويعطيهم، إذ عـــدم اإلعالم مـــوجب لتلـــفالزكاة بسبب المحتسب.

فرع: لو احتسب طلبــه من الزكــاة، ثم لم يعلم الغــارم فأخــذ الغارم الزكاة إلعطاء دينــه، وجب عليــه إرجاعهــا بعــد العلمباالحتساب، أو صرفها في سائر المصارف بإذن المعطي.

38

Page 39: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يجــوز الزكــاة عليه من لغير الدين كان (: لو25 ـ )مسألةالغارم. اطالع بدون ولو منها عنده بما عنه وفاؤه له

لو كان الدين لغير من عليــه الزكــاة{:ــ 25مسألة ـ } كما لو كان الدائن زيدا والمديون عمــروا ومن عليــه الزكــاة

خالدا }يجوز له{ أي لمن عليه الزكاة كخالد في المثال. }وفاؤه{ أي الــدين }عنــه{ أي عن المــديون الــذي هــو عمرو في المثال. }بما عنده منها{ فيعطي خالد زكاته لزيد

من باب دين عمرو }ولو بدون اطالع الغارم{. ويــدل على الجــواز مرســل القمي، وخــبر محمــد بن سليمان وغيرهما ممــا تقــدم، وعلى عــدم لــزوم اإلعالم مــاتقدم من عدم الدليل عليه إال في بعض الموارد المتقدمة.

فرع: هل يشترط رضاء الغارم في صــورة االطالع أم ال؟ مثالــد، أو يعطي لو كان الغارم ممن يأبى أن يأخذ الزكاة من زي دينــه زيــد الــذي عليــه زكــاة، الظــاهر ابتنــاء المســألة على مسألتي جواز إعطاء الــدين بــدون رضــى المــديون، وصــحة إعطاء الزكاة لمن يأبى عن أخذها، فإن قلنا بجواز اإلعطــاء بدون الرضــى، وصــحة إعطــاء الزكــاة مــع اإلبــاء، صــح هــذا

األداء، وإال لم يصح.

39

Page 40: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

من على نفقته تجب ممن الغــارم كان (: لو26 ـ )مسألة وإن عنه، الوفاء أو دينه لوفاء إعطاؤه له جاز الزكاة، عليه

لنفقته. إعطاؤه يجز لم

ــه على:ــ 26مسألة ـ } لو كان الغارم ممن تجب نفقت من عليه الزكاة{ كما لو كان الولد أو الوالدان أو الزوجة أو العبد مديونا وكان على معيله الزكــاة }جــاز إعطــاؤه لوفــاءدينه أو الوفاء عنه{ بنفسه، }وإن لم يجز إعطاؤه لنفقته{. أما جواز إعطائه الدين فلألدلة العامة الشاملة لمــا نحن فيه، وال يشمله الدليل اآلتي على عدم جواز إعطــاء الزكــاة لواجب النفقة، ألن المنصــرف منــه هــو اإلعطــاء للنفقــة، ال

للدين ونحوه، مضافا إلى بعض الروايات الخاصة: مثل موثقة إسحاق بن عمار، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( عن رجل على أبيه دين، والبنــه مؤنــة أيعطي

ــال: ــه؟ ق ــه يقضــي دين ــاه من زكات نعم، ومن أحــق منأب. (1)أبيه

وهــذه الروايــة وإن كــانت خاصــة بــاألب إال أن العمــوم المتقدم بضميمة عدم المخصص يعطي شمول الحكم لكــل

واجب النفقة. فرع:

هل يطرد هذا الحكم حتى فيما لو كــان صــاحب الزكــاة هو المعيل كأن يكون الولد مديونا ألبيه وأبوه صاحب الزكاة

فيحتسب أبوه زكاته من دين ولده؟ الظاهر نعم للعموم.

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح18 الباب 172 ص6الوسائل: ج (?)140

Page 41: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فرع: هل يجوز إعطاء الدين حتى فيمــا كــان الــدين مصــروفا على صاحب الزكاة، كما لو استدان زيد عن عمرو لمعشــية ولده، ثم ملك الولد ماال وتعلق به الزكاة فيعطى أباه زكاته

ليصرفها في دينه عن عمرو؟ الظاهر الجواز للعموم. فرع:

هل يفرق في هذا الحكم حياة الغارم المعال وموتــه أمال؟ الظاهر عدم الفرق، للعموم إال فيما سيأتي.

فرع: لـــو لم يعـــط المعيـــل نفقـــة واجب النفقـــة فـــاقترض لمعيشته فهل يجوز إعطاؤه من الزكاة لدينه أم ال؟ الظاهر ابتنــاء المســألة على كــون المعيــل مــديونا حيئــذ، فال يجــوز إعطاؤه من الزكاة إال إذا منعــه ظلمــا، وعــدم كونــه مــديونا

فيجوز إعطاؤه.

41

Page 42: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عليه لمن مــديونا الغــارم ديــان كــان (: إذا27 ـــ مســألة)ــاة ــاز ،الزكـ ــارم على إحالته له جـ بل ،عليه يحسب ثم الغـــوز ــ ــديان على ما يحسب أن له يج ــ ــاء ال ــ ذمة في عما وف.اإلحالة بعد ذلك يكون أن األحوط كان وإن ،الغارم

إذا كان ديان الغارم مديونا لمن عليــه:ــ 27مسألة ـ } الزكاة جـاز لـه{ أي لـدائن الغـارم }إحالتـه{ أي إحالـة من عليه الزكاة }على الغارم{، مثال إذا كان زيد صاحب الزكــاةــاز ــارم، ج ــد الغ ــرو يطلب من خال ــرو، وعم يطلب من عم لعمرو إحالة زيد الذي يطلب منــه على خالــد، فيكــون خالــد

مديونا لزيد بعد ماكان مديونا لعمرو تقريبا. }ثم يحسب{ من عليه الزكاة، وهو زيد زكاتــه }عليــه{ أي على الغارم، ويدل على الجواز إطالقات االحتســاب بعــد

مشروعية هذه الحوالة. تنبيه: لم أر في اللغة اســتعمال الــديان بمعــنى الــدائن،

وإرادة الجمع مخالفة للسياق. ــد }أن ــه الزكــاة وهــو زي ــه{ أي لمن علي ــل يجــوز ل }ب يحسب مــا على الــديان{ أي الــذي يطلب من الغــارم وهــو

عمرو. ــدا }وفاء عما في ذمة الغارم{ الذي هو خالد، فكــأن زي قال: إن ما أطلب في ذمة عمرو جعلته زكاة، وأعطي هــذه

الزكاة لك يا عمرو وفاء لما تطلبه من خالد.ــاة ــاحب الزك ــدم من أن لص ــا تق ــوازه م ــدل على ج وي تعيينها حتى في الذمة، وبعد هذا التعيين يجــوز وفــاء الــدين

بها، لعموم أدلة الوفاء. }وإن كــان األحــوط أن يكــون ذلــك{ االحتســاب }بعــد

اإلحالة{ ولم يظهر له وجه معتد به.

42

Page 43: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا لفظــه: كمــا في محكي نعم ذكــر في المستمســك م كشف الغطاء، وتبعه في الجواهر إلحاقا لالحتساب بــاألداء، فكما يجوز األداء للــدائن وفــاء عمــا في ذمــة الغــارم يجــوز احتساب ما في ذمته كذلك، لمــا يســتفاد من النصــوص من أن االحتساب بمنزلة اإلعطاء حتى في مثل الفرض، وألجــلعدم وضوح ذلك كان األحوط أن يكون بعد الحوالة، انتهى. وكيــف كــان، فال ملــزم لهــذا االحتيــاط، بــل ال وجــه لــه

ظاهرا. ثم إن بعضــهم قيــد جــواز االحتســاب على الـدائن وفــاء عما في ذمة الغارم، بما إذا كانا من جنس واحــد، والظــاهر عدم االحتيــاج. نعم إذا كــان الجنس واحــدا كــان االحتســاب

ابتدائيا، وإن كان جنسين كان محتاجا إلى معاوضة.

43

Page 44: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

تبرعا الغــير عن للضــمان الــدين كــان لو(:ــ 28 ـ مسألة)ــان وإن ،األداء من تمكنه عدم مع لذلك مقتضية لمصلحة ك

نإ ،الســهم هــذا من اإلعطاء يجوز ،سنته قوت على قادرا.غنيا عنه المضمون كان

ـ: 28مسألة ـ } لو كان الدين للضمان عن الغير تبرعا لمصلحة مقتضية لذلك مع عدم تمكنــه من األداء، وإن كــان قادرا على قوت سنته، يجوز اإلعطــاء من هــذا الســهم وإن كان المضــمون عنــه غنيــا{ وذلــك إلطالق األدلــة المتقدمــة الدالة على إعطاء الدين ما لم يكن في المعصية واإلسراف فتدبر، وإنما قيد الموضوع بقوله: )لمصلحة( احترازا عما لو ضمن بغير مصلحة، فإنـه يعـد عرفـا من اإلسـراف بالنسـبة

إلى غير ذي المصلحة. فرع:

لو كان المضمون عنــه صــرف هــذا الــدين الــذي ضــمنه الضامن في المعصية، فمن المحتمل قريبــا عــدم اإلعطــاء، ألنه من مصاديق الصرف في المعصية، إذ المفروض انتقالــة ــه في ذم ــد كون ــة الضــامن بع ــدين إلى ذم ــك ال نفس ذل

المضمون عنه. فرع:

لــو كــان المضــمون عنــه كــافرا أو مخالفــا أو هاشــميا،أشكل الحكم باإلعطاء.

فرع: لو استدان لضمان الجريرة، فالظاهر عدم اإلشكال في

إعطائه من هذا السهم. فرع:

ــاه ــمون، ثم أعطـ ــامن المـــال المضـ ــو أعطى الضـ لـ المضمون عنــه ارتجــع إلى بيت المــال ونحــوه ليصــرف في

مصارف الزكاة، وقد تقدم.

44

Page 45: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وجد لو كما ،البين ذات إلصالح استدان لو(ـ: 29 ـ مسألة) فاســتدان ،الفتنة بســببه يقع أن وكــاد قاتله ىيدر ال قتيل

هـــذا من اإلعطـــاء جـــاز أدائه من يتمكن لم فـــإن للفصل من ذلك نحو أو مســجد لتعمــير اســتدان لو وكــذا ،الســهم،العامة المصالح

ــو:ــ 29مسألة ـ } لو استدان إلصالح ذات البين، كما ل وجد قتيل ال يدرى قاتله وكاد أن يقع بسببه الفتنة، فاستدان فــإن لم يتمكن من أدائــه جــاز اإلعطــاء من هــذا الســهم{،

وكذا لو استدان إلتالف مال كذلك.ــص، وإطالق وجه الجواز عموم اآلية السالم عن المخص الروايات التي منها خبر صباح، عن الصـادق )عليـه السـالم(

أيما مؤمن أوقال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: مسلم مات وترك دينا لم يكن في فســاد وال إســراف فعلى

الحــديث، بضــميمة عــدم الفــرق بين(1)اإلمــام أن يقضــيهالميت والحي.

ومنها: صحيح عبد الرحمان بن الحجاج الحــاكي لســؤال.(2)محمد بن خالد

ــا، وليس داخال في ــارمين قطعـ وحيث إن هـــذا من الغـالمستثنيات.

ومنها غير ذلك. ــك من ــو ذل ــير مســجد أو نح ــو اســتدان لتعم ــذا ل }وك المصالح العامة{ وكان بحيث ال يصدق عليه اإلســراف كمــا

هو الغالب.

. 7 باب ما يجب من حق اإلمام على الرعية... ح407 ص1الكافي: ج (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ج48 الباب 207 ص6الوسائل: ج (?)2

45

Page 46: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فمشكل األداء من تمكن لو وأما

}وأما لــو تمكن من األداء فمشــكل{ إعطــاؤه من هــذا السهم، ونقــل عن العالمــة )رحمــه اللــه( الجــواز، واســتدل

لذلك بأمور: األول: عموم اآلية الشريفة السالم عن المخصص:

الثاني: ما روي عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أنــه ال تحــل الصــدقة لغــني إال لخمس، وذكــر رجال تحمــلقال:

. (1)بالحمالةــا، ــل إذا كــان غني ــه وضــمانه إنمــا يقب ــالث: أن تحمل الث فأخذه في الحقيقة إنما هو لحاجتنا إليه فلم يعتبر فيه الفقر

كالمؤلفة. وفيه: أما عموم اآلية فبعدم تسليم عــدم المخصــص، إذ المخصص هو األدلة الدالة على عدم إعطاء الغــني من هــذا

السهم، كما تقدم في أول مبحث الغارمين. وأما الرواية فبما تقدم في صدر المبحث أيضــا، من أنــه ال بد من التصرف فيهــا بقرينــة الروايــات المشــترطة بعــدم التهيؤ والعسر، بحملها على من يملك قوت السنة الذي هــو

غني شرعا. وأما ما أجاب به الفقيه الهمداني )رحمه الله( من كــون الرواية غير ثابتة من طرقنا، ففيــه: مــا تقــدم من نقلهــا منــالم( ــوة )عليهم السـ ــل بيت النبـ ــق أهـ ــدعائم من طريـ الـ

والدعائم طريق لنا.

. 12 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 521 ص1المستدرك: ج (?)146

Page 47: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــان وإن ،الله سبيل سهم من اإلعطاء جواز يبعد ال نعم كــكال عن يخلو ال إشـ ــا ،أيضـ ــان إذا إال ــده من كـ حين قصـ

.ذلك االستدانة

وأمــا الوجــه الثــالث فهــو وجــه اعتبــاري ليس بتــام فينفسه، مع كونه على فرض التمامية محكوما بالدليل.

ثم إن مما ذكرنا ظهر دليل المنع. وفصل في المصباح بما لفظه: وأمــا جــواز صــرفها إلى الغني الذي تحمل دية، أو ماال تالفا إلصالح ذات البين، ففي غاية اإلشكال، اللهم إال أن يكــون توليــه لهــذا الفعــل بقصــد استيفاء المال من وجــوه الصــدقات، وقلنــا بــأن لــه الواليــةــذ على ذلك من باب الحسبة، كما ليس بالبعيد، فيجــوز حينئ استيفاؤه من ســهم ســبيل اللــه بنــاء على شــموله لمطلــقــه القربات. وأما لو كان غرضه من أول األمــر األداء من مال تبرعا فالتزم بذلك فلم يؤدها بعد، أو استدان فأداها، أشكل

إدراجه في األصناف المستحقين للزكاة انتهى. ــهم ــط بس ــير مرتب ــان غ ــه، وإن ك ــيل وجي ــذا تفص وه الغــارمين، واإلنصــاف أن إعطــاء الغــارم الغــني من ســهم الغــارمين مشــكل كمــا ذكــره المصــنف )رحمــه اللــه( وأمــاإعطاؤه من سهم السبيل، فقد قال المصنف )رحمه الله(: }نعم ال يبعد جواز اإلعطــاء من ســهم ســبيل اللــه، وإن كان ال يخلو عن إشــكال أيضــا، إال إذا كــان من قصــده حين االستدانة ذلك{ وسنذكره في سهم السبيل مفصال إن شــاء

الله تعالى.

47

Page 48: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مسائل: المسألة األولى: إذا مــات الغــارم جــاز أن يقضــى عنــه، وإن يقــاص بــه من الزكــاة، ويــدل عليــه مضــافا إلى إطالق

اآلية وعدم الخالف على ما حكي، روايات: منها: ما عن الكليني )رحمه الله( في الصحيح، عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: سألت أبا الحسن )عليــه الســالم( عن رجل عالم فاضل توفي وترك عليه دينا لم يكن بمفسدــه من ــروف بالمســألة، هــل يقضــى عن وال مســرف وال مع

. (1)نعمقال: الزكاة ألف وألفان؟ ومنها: عن يونس بن عمار، قــال ســمعت أبــا عبــد اللــه

قرض المــؤمن غنيمــة وتعجيــل أجــر،)عليه السالم( يقول: ــه من ــب ب ــك احتس ــل ذل ــات قب ــاك، وإن م ــر قض إن أيس

. (2)الزكاة ومنهـــا: عن زرارة قـــال: قلت ألبي عبـــد اللـــه )عليـــه السـالم(: رجــل حلت عليــه الزكــاة ومــات أبــوه وعليــه دين

ــانأيؤدي زكاته في دين أبيه ولالبن مال كثير؟ فقال: إن ك أورثه ماال، ثم ظهر عليه دين لم يعلم به يومئذ فيقضيه عنهــه، وإن لم قضاء عنه من جميع الميراث ولم يقضه من زكات يكن أورثه ماال لم يكن أحد أحق بزكاتــه من دين أبيــه، فــإذا

. (3)أداها في دين أبيه على هذا الحال أجزأت عنه

. 2 باب أنه يعطى عيال المؤمن من الزكاة ح549 ص3الكافي: ج (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 208 ص6 ج:الوسائل (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح18 الباب 172 ص6 ج:الوسائل (?)3

48

Page 49: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه ــير، عن أبي الحســن )علي ــا: عن موســى بن بك ومنهــال: ــديث ق ــهالســالم( في ح ــرزق فغلب علي من طلب ال

فليستدن على الله تعالى وعلى رسوله ما يقوت بــه عيالــه، فإن مات ولم يقض كان على اإلمام قضاؤه، فإن لم يقضــه

إنمــا الصــدقات للفقــراءكــان عليــه وزره، إن اللــه يقــول: . (1) فهو فقير مسكين مغرموالمساكين والغارمين

ــة في ومنها: رواية أبي بصير، والمروية في باب أن الدي حكم مال المقتول: عن رجل قتــل رجال متعمــدا أو خطــأ أو عليه دين ومال فأراد أولياؤه أن يهبوا دمــه للقاتــل؟ فقــال:

إن وهبــوا دمــه ضــمنوا الــدينقلت: فــإنهم أرادوا قتلــه؟ ، إن قتل عمدا قتل قاتله وأدى عنه اإلمام الــدين منفقال:

الحديث.(2)سهم الغارمين ومنها: عن إبراهيم بن السندي، عن أبي عبد الله )عليــه

قرض المؤمن غنيمة وتعجيل خـير، إن أيسـرالسالم( قال: . (3)أدى، وإن ومات احتسب بها من الزكاة

ــه ــد الل ــا: عن هيثم الصــيرفي وغــيره، عن أبي عب ومنه القــرض الواحــد بثمانيــة عشــر، وإن مــات)عليه الســالم(:

. (4)احتسب بها من الزكاة ومنها: عن العياشى في تفسيره، عن الصباح بن ســيابة

قال: قال )عليه السالم(:

. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 206 ص6 ج:الوسائل (?)1.2 من أبواب القصاص في النفس ح59 الباب 19 ج:الوسائل (?)2. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 209 ص6 ج:الوسائل (?)3. 8 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 210 ص6 ج:الوسائل (?)4

49

Page 50: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أيما مســلم مــات وتـرك دينــا لم يكن في فسـاد وعلى إسراف، فعلى اإلمام أن يقضـيه، فـإن لم يقضــه فعليــه إثم

إنمــا الصــدقات للفقــراء والمســاكينذلك، إن اللــه يقــول: فهــو منوالعاملين عليها والمؤلفــة قلــوبهم ... والغــارمين

. (1)الغارمين، وله سهم عند اإلمام، فإن حبسه فاثمه عليه فإنأقول: يحتمل قريبا أن قول اإلمام )عليه السالم(:

، إشــارة إلى أن الفقــير يجــوز لــهلم يقضه كان عليه وزره االستدانة، وإن لم يحتمل تمكنه من أدائه، وال يتوهم الفقــير بأنه إن اقترض والحال هذه ثم مــات كــان مــأزورا، بــل هــو

مأجور واإلمام الذي ال يقضي دينه مأزور، والله العالم. ومنها: غير ذلك، وهذا الحكم مما ال كالم فيه.

نعم يقع الكالم في مقامات: األول: إنه هل على الفقيه األداء كاإلمام، أم ال؟ الظاهر نعم، ألدلة النيابة العامة وقد تقــدم في مبحث التقليــد بيــان

عمومها إال ما استثني. الثاني: هل يؤدي بهذا السهم عن الهاشمي؟ الظاهر ال، ألدلة عدم جعــل الصــدقة لهم إال من مثلــه، أو المندوبــة، أو إذا كان مضطرا، فيشــمل مثــل مــا لــو كــان ميتــا وال خمس

يؤدى به دينه. الثالث: هل يؤدى بهذا السهم عن الغني الذي تلف مالهــل اإلعطــاء بعد وفاته، أو عصى الورثة بعدم اإلعطاء؟ يحتم

إلطالق أدلة اإلعطاء، وال تصلح األدلة

. 78 ح94 ص2تفسير العياشى: ج (?)150

Page 51: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المانعة عن إعطاء الغني مقيدة لها، النصرافها عن مثل هــذا الفــرض، ويحتمــل المنــع ألن في بعض الروايــات تقيــد

االحتساب بالموت قبل اليسار، فتأمل. الرابــع: هــل يشــترط في األداء من هــذا الســهم قصــور التركة عن الــدين، حــتى يكــون فــرق بين الحي والميت فيــا بخالف ــبيع دار ســكناه ونحوه ــؤمر ب ــة، إذ الحي ال ي الجمل الميت، فإنه يؤمر ببيع دار سكناه والصرف في الدين، أم ال يشترط القصور، بل حاله حال الحي فيســتثنى المســتثنياتــذا ــذ من ه ــه لم يؤخ ــال يفي بدين ــه م ــان ل ــر إن ك ثم ينظ الســهم، وإال أخــذ منــه؟ احتمــاالن، المحكي عن الشــيخ في المبســوط وابن الجنيــد وصــاحب المــدارك األول، والمحكي

عن العالمة في المختلف الثاني.والذي يمكن أن يستدل به لألول أمور:

ــه ــه )علي األول: حسنة زرارة المتقدمة، عن أبي عبد الل السالم(، فإنه علق جواز أداء الدين من الزكاة بعــدم اإلرث

وإن لم يكن أورثه ماال لم يكن أحد أحق بزكاتــهحيث قال: الحديث. (1)من دين أبيه

وال يخفى عــدم الفــرق بين ظهــور الــدين قبــل تقســيم ثم ظهر عليهالتركة أم بعده، وإنما عبر في الرواية بقوله:

إلخ لكونه الغــالب في ديــون الميت، ويــدل على عــدمدين وإن لم يكن أورثــهالمدخلية مقابلته بقوله )عليه الســالم(:

إلخ. ماالــة إلى ــتفاد من النصـــوص أن الحاجـ ــاني: إن المسـ الثـــة ــة الدال الزكاة في قضاء الدين شرط في الغارمين، واألدل

على جواز قضياء دين الميت من الزكاة لم

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح18 الباب 172 ص6 ج:الوسائل (?)151

Page 52: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

تدل عليه حتى مثل الفرض، بل هي منصرفة إلى عــدمالمال للميت.

الثالث: األصل عند دوران األمر بين التعيين والتخيير هو التعيين، فإذا شككنا في جواز إعطاء دين مثل هذا المخلــف

إرثا كان األصل عدمه. أمور: يوالذي يمكن أن يستدل للثان

األول: عموم اآلية. الثــاني: عمــوم األمــر باحتســاب الــدين على الميت من

الزكاة. الثالث: إن الشــخص بــالموت انتقلت تركتــه إلى ورثتــه

فصار في الحقيقة عاجزا. الرابع: إن األصل عدم اشتراط األداء بعدم إرث للميت.أقول: وال يخفى عليك مخدوشية غالب أدلة الطرفين.

إذ يرد على الدليل الثاني للقــول األول: إن الحاجــة وإن كانت شرطا ولكن المســلم منهــا الحاجــة بعــد المســتثنياتــال ــدم الم ــة إلى ع ــا، وإنصــراف األدل ــا في الحي قطع كم

للميت قول بغير دليل، وسيأتي الكالم في االنصراف. وعلى الثــالث: إنــه ال مجــال لألصــل بعــد ورود الــدليل، وإطالق الغارم على من لــه المســتثنيات كــاف في الخــروجــل ــوع الكالم في دلي ــد عــرفت وق ــل ق عن حكم األصــل، ب

خروج الغني مع صدق الغارم عليه. ويرد على الــدليل األول والثــاني للقــول الثــاني: حســنة

زرارة المتقدمة فإنها صريحة في اعتبار هذا الشرط. وعلى الثالث: إن انتقال التركة إلى الوارث إنما يتحقــق

بعد الدين و

52

Page 53: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ية﴿الوصية، كما هو منطوق قوله تعالى: ــ من بعد وص. (1)﴾يوصي بها أو دين

وعلى الرابع: إن األصل منقطع بالحسنة إن سلم أصله. وبعد هذا كله فالمسألة مشــكلة، لتعــارض الحســنة مــع اإلطالقات القوية الواردة في مقام البيان الدالة على قضاء دين الميت بدون تقييد بعدم اإلرث، مع كون الغالب أن لهم إرثا، بل ال يكاد يوجد فقير ال يخلف شيئا وال أقل من لباسه، فلو كــان اإلعطــاء من ســهم الغــارم مشــترطا بعــدم اإلرث

لبين في تلك الروايات. ومن المحتمل قريبا االقتصار على مورد الحســنة حــذرا من الطرح، والقول بعدم االشــتراط في غــير ذلــك المــورد،

فتحصل أن صور الغارم الميت أربعة: األولى: أن يكون غنيا، وال يقضى عنه حينئذ.

ــك شــيئا حــتى لباســه، ــيرا ال يمل ــة: أن يكــون فق الثانيويقضى عنه قطعا.

ــا الثالثه: أن يكون فقيرا يملك المســتثنيات وال يفي كلهبدينه، ويقضى عنه على الظاهر.

الرابعة: أن يكون فقيرا يملك المســتثنيات وتفي بدينــه،ــال والظاهر القضاء عنه، إال إذا كان الميت أبا وكان لالبن م

كثير ثم ظهر عليه الدين، إلى آخر ما في الحسنة. وهــذا التفصــيل وإن كــان بعيــدا، لكن االلــتزام بالقضــاء مطلقا لمزاحمة الحسنة، أو عدم القضاء مطلقا أبعد لألول، وإطالقات األخبار األمرة بالقضاء الــواردة في مقــام البيــان في الثاني، مع أن التعدي عن مورد الحسنة إلى غيره، إنمــا

يكون

. 12سورة النساء: اآلية (?)153

Page 54: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عند القطع بعدم الخصوصية وال قطع لنا بذلك، فتدبر. وفي المقام وجوه اعتبارية تؤيد هذا أو ذاك أضربنا عنها

صفحا.

المسألة الثانية: لــو اســتقرض الفقــير ثم اســتغنى لم يجــز االحتســاب، وذلك لما تقدم من أن االحتساب على الغارم مشترط بعدمــد من حين ــنى الممتـ ــنى، وال فـــرق في ذلـــك بين الغـ الغـ

القرض، أو الحادث بعد القرض قبل االحتساب. ويدل على ذلك مضافا إلى ما تقــدم من العمــوم، بعض الروايات الخاصة، كرواية الكليني )رحمه الله( عن األحــول، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: في رجل عجل زكــاة مالــه

يعيــد المعطيثم أيســر المعطى قبــل رأس الســنة، قــال: ، انتهى. (1)الزكاة

واحتمال قراءة المعطى في األول بصيغة الفاعل يدفعهظاهر السياق كما ال يخفى.

إنهذا على أن المستفاد من قــولهم )عليــه الســالم(: وإن أعسر حسبته من، أو (2)أيسر أدى، وإن مات احتسب

ونحوهما، كون المناط في االحتساب بقاء الفقر.(3)الزكاةفتحقق أن صور المسألة أربعة:

األولى: أن يكون فقيرا حال القرض واالحتساب. الثانيـــة: أن يكـــون غنيـــا حـــال القــرض، فقــيرا حـــال

االحتساب، وال اشكال في االحتساب فيهما.

باب الرجل يعطي من زكاة من يظن أنه معسر...545 ص3 ج:الكافي (?)1. 2ح. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 208 ص6 ج:الوسائل (?)2. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح27 الباب 525 ص1 ج:المستدرك (?)3

54

Page 55: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثالثة: أن يكون غنيا في الحالين. ــا حــال االحتســاب، فقــيرا حــال الرابعــة: أن يكــون غني

القرض، وال إشكال في عدم االحتساب فيهما. المسألة الثالثة:

ــأن هل يجوز إعطاء زكاة الشخص لنفسه أم ال؟ وذلك ب يكون لــه مثال مــا يكفي لمؤنــة ســنة وقــدر الزكــاة، ويكــون غارما، فيدفع الزكاة إلى الدائن بإذن الحــاكم، أو بغــير إذنــه لكونه متوليا لإلخراج، أو يعطي زكاته للحاكم فيدفعها إليــه، لكون مــا بقي بعــد إخــراج الزكــاة ال يكفي بمؤنــة ســنته، أو

يدفعها إليه لكونه عامال أو غير ذلك؟ــاء ــوب إعط ــاهر من وج ــكال، إذ الظ ــألة اش في المس الزكاة إخراجها عن ملكه، ويحتمــل قريبــا أنــه بعــد إعطائهــا

الحاكم ورد الحاكم إليه يجوز التصرف فيها، فتأمل. المسألة الرابعة:

ــا هل يعطى الزكاة لغرم الحج والزيارة والصدقة ونحوه أم ال؟ الظاهر نعم، لشمول اإلطالقــات والعمومــات لــه، إال إذا صدق عليه عنوان اإلسراف، كما لــو أعطى ألفــا تصــدقا

من ليس من شأنه إال إعطاء درهم. المسألة الخامسة:

ــهم ــل يعطى من س ــه، فه ــا وأعتق ــدا دين ــترى عب لواش الغــارمين لوفــاء دينــه أم ال؟ الظــاهر اإلعطــاء إال إذا صــدقعنوان اإلسراف، ومثله ما لو اشترى من ينعتق عليه قهرا.

المسألة السادسة: لو اشترى عبدا مريضا، أو دابة كذلك، أو دارا قريبة من الخـــراب أو نحوهـــا، بحيث ال يـــرغب أهـــل العـــرف فيهـــا، فالظاهر أنه من اإلسراف، إال إذا كان لمصلحة ال تعــد معهــا

المعاملة غير متعارفة.

55

Page 56: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المسألة السابعة: لو كان للولد أب ينفق عليه أو بالعكس، أو للزوجة زوج كذلك، أو للعبد مولى قائم بأموره، فاستقل المعــال بنشــوز أو إباق أو نحوهما، فهــل يعطى من ســهم الفقــراء إذا كــانــهم ــ ــة، أو يعطى من س ــ ــيل النفق ــ ــير متمكن من تحص ــ غ الغارمين إذ اقترض والحال هذه، أم ال؟ فيه تردد، من صدق

عنوان الفقير عرفا حينئذ وعنوان الغارم حقيقة فيعطى. ومن عدم صدق الفقير شرعا، ألن الشارع قد جعــل لــه نفقة، وإنما ال ينفقها بسوء اختياره، ألنه لو رجــع إلى معيلــه

أعاله.ــير فال يعطى من ــارم والفق ــيل بين الغ ــل التفص ويحتم سهم الفقــراء حين المفارقــة ألنــه ليس بفقــير شــرعا فعال، ويعطى من سهم الغارم بعدا ألنه غارم، ولم يكن الغرم فيــع إلى المعصية، وليس له فعال ما يعطي دينه سواء كان رج

معيله أم ال. المسألة الثامنة:

الشخص الذي يعيله شــخص آخــر تبرعــا، هــل يجــوز لــه األخــذ من الزكــاة بعنــوان الفقــر أم ال؟ الظــاهر نعم ألن المعال فقــير شــرعا فعال، وال دليــل على وجــوب بقائــه في

نفقة المعيل تبرعا. نعم لو كان غارما وأراد شخص إعطــاء دينــه بال منقصــة له في ذلك، فمن المحتمل قريبا عدم جواز أخذه من ســهم الغارمين، لعدم صدق عنوان العسر وعدم التهيؤ كما تقدم.

المسألة التاسعة: ــان في هــذه المــوارد ــوق واالطمين ــة الوث الظــاهر كفاي مطلقا، وال يحتاج إثبات الفقر والغرم ونحوهما إلى الشاهد،

إما لكون الوثوق واالطمينان

56

Page 57: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

حــتىاســتبانة عرفــا، فيشــمله قولــه )عليــه الســالم(: . (1)تستبين أو تقوم به البينة

وأما التباع طريقة النبي وأمير المؤمنين )عليهما الصالة والســالم(، فإنــه لم ينقــل طلبهم من مــدعي الفقــر ونحــوه الشــاهد، كمــا ورد في مــورد الــدعوى، ولوكــان يحتــاج إلى الشــاهد لبــان قطعــا، والقــول بــأنهم كــانوا يعطــون لعلمهمــوالهم من أنهم ــوالهم وأح ــر من أق ــا يظه ــالواقع خالف م ب )عليه السالم( كانوا يعاملون معاملة بعض الناس مــع بعض،

من اتباعهم األمور العرفية ال بعلومهم الحقيقة. وإمــا ألن الوثــوق طريــق عقالئي لم يعلم ردع الشــارع

عنه في هذا الموضع. واألقوى هو الوجه الثاني، ويؤيده الوجهان اآلخران، هـذا مضافا إلى السيرة المســتمرة لــدى علمــاء المســلمين من عدم طلبهم من الفقير ونحوه الشهود في صورة االطمينان

كما ال يخفى. المسألة العاشرة:

ال يفرق في إعطاء دين الغـارم من هـذا السـهم بين أن يكون صغيرا أو كبيرا، عــاقال أو مجنونــا، إلطالق النص، كمــا

تقدمت اإلشارة إلى ذلك. المسألة الحادية عشرة:

يجوز للــزوج غــير الهاشــمي أخــذ الزكــاة وصــرفها على أهــل بيتــه وزوجتــه ولــو كــانت هاشــمية، كمــا يجــوز للــزوج المؤمن الفقير صرف الزكــاة على الزوجــة المخالفــة، فــإن االعتبار باآلخــذ ال بمن في نفقتــه، وهــل يجــوز صــرفها على المعال المتبرع بنفقته إذا كان هاشميا أو مخالفا أو نحوهما،

فيه

. 4 من أبواب ما يكتسب به ح4 الباب 60 ص12 ج:الوسائل (?)157

Page 58: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وهو الله سبيل:السابع

تردد، واألحوط العدم، خصوصا إذا كــان المعــال غنيــا أومخالفا.

المسألة الثانية عشرة: لو اشترك اثنان في ولد شبهة أحدهما هاشــمي واآلخــرــردد، غير هاشمي، فهل يعطى الولد من الزكاة أم ال؟ فيه ت

ومثلها الخمس. نعم لو اشترك اثنان أحدهما زنا واآلخــر شــبهة أو عقــد،

كان الولد تابعا للحالل.ــك وفيما لو كان أحدهما عقدا واآلخر شبهة تردد، كل ذل

قبل القرعة. }السابع{ من مصارف الزكاة: }سبيل الله، وهو{ على ما عن المقنعة والنهاية والمراســم: الجهــاد الســائغ خاصــة،

ويدل عليه أمور: األول: األصل عند الدوران بين التعيين والتخيير.

الثاني: التبادر. الثــالث: خــبر يــونس بن يعقــوب المــروي عن الكــافي،ــاه مــات، وكــان ال قــال: إن رجال كــان بهمــدان، ذكــر أن أب يعرف هذا األمــر، فأوصـى بوصـية عنـد المـوت وأوصـى أن يعطى شيء في سبيل الله، فسأل عنه أبو عبد اللــه )عليــه السالم( كيف يفعــل بــه؟ فأخبرنــاه أنــه كــان ال يعــرف هــذا

ــودي أواألمر، فقال: لو إن رجال أوصى إلى أن أضع في يه فمن بدله﴿نصراني لوضعته فيهما، إن الله عزوجل يقول:

معه فإنمــا إثمــه على الذين يبدلونــه (1)﴾بعــد مــا ســ

فانظر ما يخرج إلى هذا الوجه، يعنى بعض الثغور فابعثوا به، انتهى. (2)إليه

. 181سورة البقرة: اآلية (?)1. 4 باب إنفاذ الوصية على جهتها ح14 ص7 ج:الكافي (?)2

58

Page 59: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وقولــه )عليــه الســالم(: دفــع لمــا يوهمــهلــو أن رجال ظاهر كالم السائل حيث قــال: إنــه ال يعــرف هــذا األمــر، إذ

المفهوم منه إلغاء الوصية وعدم العمل بها. إنمــا عــبر بلفظــة مــاما يخــرجوقوله )عليه السالم(:

دون من باعتبار الخيل ونحوها، إذ كثيرا ما يعبر بذلك. ووجه االستدال بهذه الرواية ظــاهر، إذ لــو كــان المــراد بسبيل الله غير الجهاد لخير اإلمام )عليه السالم( الموصــى لــه بين األمــور الخيريــة، فتخصيصــه بالجهــاد يــدل على أن ــك، إال السبيل هو الجهاد، فكلما ما أطلق السبيل أريد به ذل

إذا كانت هناك قرينة. هذا وال يخفى مــا فيهمــا، أمــا األصــل فهــو مقطــوع بمــا سيأتي من األدلة، وأما التبادر فالظاهر خالفه، كما ال يخفى. وأما الخبر فأوال: ألنه ال داللة له على أصل المــدعى، إذ البعث إلى الثغــور للمرابطــة غالبــا ال للجهــاد، منتهى األمــر تردده بين األمرين فال يتعين أحــدهما، فــالالزم على العامــل بهذا الخبر تجويز كل من المرابطة والجهاد من سهم ســبيل

الله. وثانيا: إن المتبع في بــاب الوصــية هــو عــرف الموصــي وقصده، والعامة قائلون بــأن الســبيل هــو الجهــاد، قــال في كتــاب الفقــه على المــذاهب األربعــة: وفي ســبيل اللــه هم

الفقراء المنقطعون للغزو في سبيل الله على األصح. ــه وثالثا: يمكن أن يكون تخصيص هذا الوجه بالذكر لكون أحد المصاديق أو من أفضلها ال لتعينه بالخصــوص ولــو عنــد

الموصي. ــالحج، كخــبر ورابعا: إن السبيل فسر في بعض األخبار ب

الحسين بن عمر،

59

Page 60: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الخير سبل جميع

قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: إن رجال أوصى اصرفه في الحج، فــإنىإلي بشيء في سبيل الله؟ فقال:

، انتهى. (1)ال أعلم شيئا من سبيله أفضل من الحج وهذا الخبر يؤيد كــون اإلمــام )عليــه الســالم( أفــتى في

الخبر السابق على حسب قصد الموصي. ــروي عن وبهذا تبين الجواب عن االستدالل بخبر آخر، مــف بن ــه مخن أمير المؤمنين )عليه السالم(، حيث قال لعامل

إن لك في هذه الصدقة نصيبا وحقا مفروضــا، ولــكسليم: فيه شــركاء فقــراء ومســاكين وغــارمون ومجاهــدون وأبنــاء

، الحديث. (2)سبيل ومملوكون ومتألفون حيث ذكر المجاهــدين مكــان ســبيل اللــه، والجــواب مــا

تقدم من أنه من باب أحد المصاديق. وقيل: }جميع سبل الخير{ وقد نســب هــذا القــول إلى األكــثر، بــل المشــهور، بــل إلى عامــة المتــأخرين، بــل عن الخالف والغنية اإلجماع عليه، وهو األقوى، ويدل عليه أمور:

األول: عموم اآلية. الثــاني: مــا رواه علي بن إبــراهيم، عن الصــادق )عليــه

ــ: ــان ـ ــا في البره ــ كم ــومالســالم( ـ ــه ق ــبيل الل وفي س يخرجون إلى الجهــاد وليس عنــدهم مــا ينفقــون، وقــوم من المسلمين ليس عندهم ما يحجــون بــه، أو في جميــع ســبل

الخير فعلى اإلمام

. 5 باب إنفاذ الوصية على جهتها ح15 ص7 ج:الكافي (?)1. 2 باب ذكر زكاة المواشي ح252 ص1 ج:الدعائم (?)2

60

Page 61: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أن يعطيهم من مال الصدقات حتى يقووا بــه على الحج. (1)والجهاد

الثالث: صحيحة علي بن يقطين المروية عن الفقيه، أنه قال ألبي الحسن )عليــه الســالم(: يكــون عنــدي المــال من

. (2)نعمالزكاة أفأحج به موالي وأقاربي؟ قال: الرابع: صحيحة محمــد بن مســلم المرويــة في الجــامع، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: ســألته عن الصــرورة

. (3)نعمأيحجه الرجل من الزكاة؟ قال: الخامس: مــا في المســتدرك، عن دعــائم اإلســالم، عن

وفيأبي جعفــر محمــد بن علي )عليــه الســالم( أنــه قــال: . (4)سبيل الله في الجهاد والحج وغير ذلك من سبل الخير

ــد عــدم اختصــاص ــاب الوصــية تؤي ــار في ب ــاك أخب وهنالسبيل بالجهاد.

األول: الخـــبر المتقـــدم عن الحســـين بن عمـــر، عنالصادق )عليه السالم(.

الثاني: خبر الحسن بن راشد، قال: ســألت أبــا الحســن العسكري )عليه السالم( بالمدينــة، عن رجــل أوصــى بمــال

. (5)سبيل الله شيعتنافي سبيل الله، فقال: ــال: قلت ــد، ق الثالث: في البرهان عن الحسن بن محم

ألبي عبد الله )عليه السالم(

. 5 ح134 ص2تفسير البرهان: ج (?)1. 36 في األصناف التي تجب عليها الزكاة ح5 الباب 19 ص2 ج:الفقيه (?)2. 2 ح195 ص8جامع أحاديث الشيعة: ج (?)3. 13 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب521 ص1 ج:المستدرك (?)4. 1 في أحكام الوصايا ح33 باب 13 ج:الوسائل (?)5

61

Page 62: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والمســـاجد والخانـــات والمـــدارس القنـــاطر كبنـــاء ذلك ونحو ،الظــالمين يد من المؤمنين وتخليص ،وتعميرها

ــبين ذات كإصــالح ،المصــالح من الشــرور وقــوع ودفع ،الــلمين بين والفتن ــذا ،المس ــاج إعانة وك والزائــرين الحج الحج من تمكنهم عــدم مع ،والمشــتغلين العلمــاء وإكــرام،أموالهم من ونحوها واالشتغال والزيارة

إن رجال أوصـــى لي في الســـبيل؟ قـــال: فقـــال لي:اصــرف في الحجــه أوصــى في الســبيل؟ ، قــال: قلت: إن

ــال: ــبلهق ــبيال من س ــإني ال أعلم س ــرفه في الحج، ف اص. (1)أفضل من الحج

هــذه جملــة من األخبــار الدالــة على التعميم عمومــا أوخصوصا.

وعليــه فيجــوز صــرف هــذا الســهم في مطلــق الســبل }كبناء القناطر والمدارس والخانــات والمســاجد وتعميرهــا،ــك من ــو ذلـ ــالمين، ونحـ ــد الظـ ــنين من يـ وتخليص المؤمـ المصالح، كإصالح ذات الــبين، ورفــع وقــوع الشــرور والفتن بين المسلمين، وكذا إعانة الحجاج والزائــرين{ والمحــاربين

والمدافعين والمرابطين وعيون المسلمين. ــرام العلمــاء والمشــتغلين، مــع عــدم تمكنهم من }وإكــير ــوالهم{ وتعم ــا من أم ــارة واالشــتغال ونحوه الحج والزي روضات األئمــة )عليهم الصــالة والســالم( بــل وإعطــاء هــذا

السهم لتاركي الصالة ليصلوا، كما حكي عن الوحيد

. 24 ح138 ص2تفسير البرهان: ج (?)162

Page 63: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عــدم مع ةبـرق كل في السـهم هذا دفع جواز األقوى بلــير فعلها من إليه المــدفوع تمكن ــاة بغ تمكنه مع بل ،الزك إقدامه عدم مع لكن أيضا .الوجه بهذا إال

البهبهاني )رحمه الله( أصل هذا العمل. }بل األقوى جواز دفع هذا الســهم في كــل قربــة{ وإن لم تكن من المصالح العامة، لكن }مع عدم تمكن المــدفوعــدم إليه من فعلها بغير الزكاة، بل مع تمكنه أيضا لكن مع عــان ــزاب، وخت ــزويج الع ــه ت ــه{، ومن ــذا الوج ــه إال به إقدام األطفال مع احتيــاجهم، وتســبيل نخــل أو شــجر، أو مــاء، أوــزوالي ــير وال ــادة، كالحص ــيء من آالت العب ــأكول، أو ش مــل ــراج، ب ــة والس ــواك والمروح ــبحة والمس ــة والس والترب ومصانعة الظلمة لتسهيل األمر على الزائر والحاج، وتجهــيز األمـــوات، والمشـــاهرة لخدمـــة المســـاجد والمـــدارســات، ــا من النجاس ــواظب على تطهيره ــاهد، ولمن ي والمش وإحداث المكتبات، وشراء الكتب للطالب، وشــراء المطــابع لـترويج كتب الشـيعة وطبعهــا ونشـرها، بــل تهيئــة المجلس لعلماء البلــدان والــوكالء الجتمــاع النــاس حــولهم، وأخــذهم المســـائل منهم، بـــل واشـــتراء الســـيارة والـــدواب لهـــذهــراء ــدان، وإج ــرف لبعث المبلغين إلى البل ــالح، والص المصــثر زرعهم ــامرة للمســلمين ليك ــوات في األراضــى الغ القن وتقوى شوكتهم، واستخراج العيون والمعــادن، وجعــل راتب للمؤذن والقاضي، وبناء الدور للطالب والعلمــاء، بــل إعانــة مواكب العزاء ومجالس سيد الشهداء )عليه السالم(، ومثل جعل مجلس الفاتحة والترحيم لكبراء اإلســالم بعــد مــوتهم،

والصرف في تهيئه

63

Page 64: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

اســـتقبالهم حين رجـــوعهم من حج أو زيـــارة أو ســـفروغيرها، إلى غير ذلك مما ال حد له وال إحصاء.

وعلى هذا فيكون بين هذا المصــرف وســائر المصــارف عموما مطلقا، إذ يدخل فيه جميــع المصــارف ويزيــد عليهــا،

وإنما يفارقها في النية وبعض الشرائط واألحكام.

مسائل: وهناالمسألة األولى:

ما ال يكون قابال لإليمــان واإلســالم ونحوهمــا كالمســجد والقنطــرة ونحوهمــا فال كالم فيــه، وأمــا القابــل لــذلك، فال يشترط اإليمــان، بــل اإلســالم في كثــير من مصــاديقه، مثال ــوا حصــنا يعطى من هــذا الســهم للكفــار المــرابطين ليكونــد هــذا المصــرف للمســلمين من شــر المحــاربين، وال يتقي

في الخــبر المتقــدم، ألن الظــاهر من مثــلشــيعتنابقوله: ــان أفضــل مصــاديق الســبيل، وأوضــحه ال ــة بي هــذه الرواي انحصار سبيل الله فيمــا يصــرف إلى الشــيعة، وإال لعارضــهــاب ــة المــذكورة في ب ــار، خصوصــا والرواي غــيره من األخب الوصية، فقياس بــاب الزكــاة بــه مــع العلم باختالفهمــا غــير

جائز. وكيف كان، فال يشترط اإليمــان واإلســالم في كثــير من هذه المصارف، كما أنــه ال يشــترط اإليمــان أو اإلســالم فيــه شــيء من ــاني المدرســة والقنطــرة، ومن يشــترى من ب

اآلالت المذكورة. نعم يشـــترط اإليمـــان في بعضـــها قطعـــا، كمن يعطى

للحج، ويشترط اإلسالم

64

Page 65: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

في بعضها كمن يعطى مشاهرة لخدمة المسجد. ــه أما عدم اشتراط اإلسالم في الكفار المــرابطين، فألنــة ــار، واألدل ــع االنحص ــا م ــه، خصوص ــبل الل ــبيل من س س

المشترطة لإليمان منصرفة عنه قطعا. وأما اشتراط اإلسالم واإليمان في الحج، فألنــه بــدونهما

ال يقبل الحج فال يكون سبيال. وأما اشتراط اإلسالم فقط، فألن الكــافر يحــرم دخولــه المسجد على المشــهور، مــع أن اإليمــان ال يعلم باشــتراطهــة المشــترطة، خصوصــا في ــه، الحتمــال انصــراف األدل في

صورة االنحصار فتأمل. ــر المعطي وكيف كان، فتشخيص االشتراط وعدمه بنظ

إن كان مجتهدا، أو بنظر مجتهده إن كان عاميا. المسألة الثانية:

ال يشــترط العدالـــة في كثـــير من المـــوارد، وإن قلنـــا باشــتراطها في الجملــة، حــتى في مــورد يشــترط اإلســالم واإليمان، وذلك كالمصلي في المســجد المبــني من الزكــاة، والساكن في المدرسة، والنــازل في الخــان، والشــارب من الماء السبيل للعابرين، والمشترك في إقامــة العــزاء ونحــو

ذلك.ــا كما وإنه يشترط العدالة في بعض المصارف، وإن قلن بعدم االشتراط المطلق، كالقاضي الــذي يعطى من الزكــاة للقضاء، فإنه لو لم يكن عادال لم يكن سبيال للــه، بــل صــادا

عنها، فتدبر. المسألة الثالثة:

ال يشترط كون الســبيل غــير هاشــمى في الجملــة، بــل يجوز للهاشمي الصــالة في المســجد والعبــور عن القنطــرة

واالستضاءة بضوء المصباح

65

Page 66: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الموقد من الزكاة في الطرق ونحو ذلك. كما وإنه ال بد وأن يكون غير هاشمي في بعض الموارد، ــتغال ــه مش ــهم لكون ــذا الس ــاش من ه ــذي يعطى المع كال

بتحصيل العلوم ونحوه.ــذي يعطى ــوارد، كالـ ــتردد في بعض المـ ــه يـ ــا وإنـ كمـ المشــاهرة لألذان أو يبــنى للطــالب دار للســكنى، أو يــدعىــتردد لمجلس الضيافة المهيأ من الزكاة أو نحو ذلك، وجه ال

احتمال شمول األدلة المساوي الحتمال انصرافها. المسألة الرابعة:

ال يشترط كون السبيل غــير واجب النفقــة في الجملــة، فلــو بــنى األب مســجدا من الزكــاة جــاز لالبن الصــالة فيــه قطعــا، كمــا وإنــه يشــترط ذلــك في بعض المــوارد كمــا لــو أعطى االبن لنفقته بقصد ســهم الســبيل، ويــتردد في بعض

الموارد كالضيافة التي كانت من الزكاة. المسألة الخامسة:

هل يشترط الفقر في من يصــرف إليــه هــذا الســهم أم ال؟ ال إشـــكال في عـــدم االشـــتراط في بعض المـــوارد، كالمصلي في المسجد والنازل في الخان ونحوهمــا، كمــا ال شبهة في االشتراط في البعض اآلخر كالذي يعطى لإلنفــاق

على نفسه وعياله، ووقع الكالم في بعض آخر. ــال في ــة ق ــال: واعلم أن العالم ــه ق ــدارك إن وعن المــة الــزوار التذكرة بعد أن ذكر أنه يدخل في سبيل الله معون والحجاج: وهل يشــترط حــاجتهم، إشــكال ينشــأ من اعتبــارهمان ـــ كغفــران جمــع ســهم ـ الحاجة كغيره من أهــل الســ ومن اندراج إعانة الغني تحت سبيل الخــير، وجــزم الشــارحــد ــال: ويجب تقيي ــر، فق ــار الفق ــل باعتب ــة ب ــار الحاج باعتب

المصالح بما ال يكون فيه معونة لغني مطلق بحيث ال

66

Page 67: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــة، فيشــترط في ــدخل في شــيء من األصــناف الباقي ي الحاج والزائر الفقــر أو كونــه ابن ســبيل أو ضــيفا، والفــرق بينهما حينئذ وبين الفقير أن الفقير ال يعطى الزكاة ليحج بها من جهة كونه فقــيرا، ويعطى لكونــه في ســبيل اللــه، وهــوــه تخصيصــا لعمــوم األدلــة من غــير دليــل، مشــكل، ألن في والمعتمد جواز صــرف هــذا الســهم في كــل قربــة ال يتمكن فاعلها من اإلتيان بها بدونــه، وإنمــا صــرنا إلى هــذا التقييــد، ألن الزكاة إنما شرعت بحســب الظــاهر لــدفع الحاجــة، فال تدفع مع االســتغناء عنهــا، ومــع ذلــك فاعتبــاره محــل تــردد،

انتهى. أقول: األقسام ثالثة:

األول: الفقير الذي ال يمكنه مؤنة الســنة، وال شــبهة فيإعطاء هذا القسم له.

ــه ال الثاني: الذي يملك مؤنة السنة بغير زيادة، وهذا كأن شبهة في إعطائه هذا السهم أيضــا، ألن األدلــة الدالــة على عدم إعطاء الغني منصرف عن مثل هذا قطعا، فإنه لو أمرــذا الســهم، وبين أن ــره بين أن يأخــذ من ه ــاد دار أم بالجه

يصرف بعض مؤنته فيبقى هو وأهله في حاجة. ومــا رواه علي بن إبــراهيم ال يــدل إال على عــدم نفقــةــة، فإنــه قــال: قــوم الحج والجهــاد لهم، ال على عــدم المؤن يخرجون إلى الجهاد وليس عندهم مــا ينفقــون، أو قــوم من المؤمنين ليس عنــدهم مــا يحجــون بــه، فــإن الظــاهر عــدم النفقة للحج والجهاد ال عدم النفقة المطلقــة، فهــذا أيضــا ال

ينبغي الشبهة في جواز إعطائه من هذا السهم. الثالث: الذي يملك مؤنة الســنة وفوقهــا بحيث يعــد في

العرف من األغنياء

67

Page 68: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

واألمر فيه مشكل، لتعارض إطالقات الســبيل الشــاملة لهذا القسم، ومن خصــوص روايــة علي بن إبــراهيم واألدلــة الدالة على أنه ال تحل الصدقة لغني، والقــول بضــعف ســند

ــراف ــة وإنص ــدقةالرواي ــل الص ال تح ــا ــكل، خصوص مش فيشمل ما إذا كــان للغــني زكــاة كثــيرة فيعــزم جماعــة من أصدقائه األغنياء، ويسافرون إلى الحج في بلهنيــة ورفاهيــة،

فإنه منصرف عن األدلة ظاهرا. نعم في بعض الصــور كأنــه ال شــبهة في عــدم لــزوم الفقــر، كالكفــار المــرابطين الــذين ال يرابطــون إال بالمــال،

وليس من المسلمين من يكفي لذلك.ــه قــال: الوقد روى عن النبي )صلى الله عليه وآله( أن

. (1)تحل الصدقة لغني إال لثالثة، وعد منها الغازي ثم إنه قد يقال الجواز للغني، ألن المــراد بقولــه )صــلى

ــه علىال تحل الصدقة لغنيالله عليه وآله(: أنها ال تحل ل نحو التمليك، بحيث يكون بنفسه مصروفا لها، ال أنها ال تحل

له ولوكان المصروف في سبيل الله تعالى. وبالجملة تارة يكون المصــرف نفس الشــخص، وأخــرى نفس العمل المحبوب، والغني ال يحل له من الجهــة األولى،

ال الثانية، والله تعالى العالم. فرع:

هل يكفي الحج عن الزكاة عن حجة اإلسالم؟ فيــه ثالثصور:

ــذا يســقط األولى: أن يكون فقيرا فيحج عن الزكاة، وه عنه حجة اإلسالم ولو صار غنيا بعد، بل لو عرض عليــه ولم

يحج وجبت عليه حجة، وذلك

السطر ما قبل األخير.280كما في المعتبر: ص (?)168

Page 69: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

للنصــوص الدالــة على أن من بــذل لــه الــزاد والراحلــةوجب عليه الحج، وإن لم يحج استقرفي ذمته.

ففي صحيح محمــد بن مســلم، قلت ألبي جعفــر )عليــه السالم( في حديث: فإن عرض عليــه الحج فاســتحيا، قــال:

هو ممن يستطيع الحج ولم يستحي ولــو على حمــار أجــدع ، الحديث. (1)أبتر

وفي صحيح الحلبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في حديث، قلت له: فإن عرض عليــه مــا يحج بــه فاســتحيا

ــه ســبيال؟ قــال: ــك، أهــو ممن يســتطيع إلي ،(2)نعممن ذلالحديث. إلى غير ذلك.

الثانية: أن يكون غنيا قد استقر في ذمته حجــة اإلســالم ثم افتقر، ويجــزي عنــه أيضــا، ألن المطلــوب منــه هــو الحج لنفســه ولــو متســكعا، وليس في أدلــة إعطــاء هــذا الســهم للحج ما يدل على عــدم جــواز إعطــاء مثــل هــذا الشــخص، فيكون حال هذا السهم حال المال المتبرع به في أنه لوحج

به كفى وسقط عنه. ــال ــة: أن يكــون غنيــا بعــد، ويتمكن من الحج بم الثالث نفسه، فإن قلنا: ال يجوز إعطاؤه من هذا السهم كــان حجــه باطال من جهة ثوب اإلحرام ونحوه، ال من جهــة نفس الحج، فلو فرض أنه حج بهذا المال واشترى اإلحرام وماء الوضوء للصالة والذبيحة بماله كفى، وإن كان عاصيا بســبب صــرفــة السهم فيما ال يجوز الصرف فيه، وإن قلنا بجوازه فالكفاي

أوضح. وعلى كل تقدير

. 1 من أبواب وجوب الحج ح10 الباب 26 ص8 ج:الوسائل (?)1. 5 من أبواب وجوب الحج ح10 الباب 27 ص8 ج:الوسائل (?)2

69

Page 70: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فالحج كاف عن حجة اإلسالم على الظاهر. المسألة السادسة:

ــازي، أو الحــاج، أو ــهم إلى الغ ــذا الس ــع عن ه ــو دف ل الطالب للعلم، أومريــد الــتزويج أو الزيــارة أو نحوهــا فــزاد،ــاء فالظاهر الفرق بين الزيادة التي جرت العادة بعدم االعتن بــه، خصوصــا مثــل اللبــاس والشــيء اليســير من المــأكول والمشروب والسالح ونحوها فال يرتجع، وبين الشيء الكثير، كما لو دفع إليه ألفين فزاد ألفا، فإنه يرتجع، ألن الدفع إنمــاــرف ــا لم يص ــة، فم ــذه الجه ــرف في ه ــوان الص ــان بعن ك فالمتولي عليه هو المعطي، وكان مثلــه مثــل مــا لم يــذهب

إلى الحج. المسألة السابعة:

لو دفع إليه ماال ألحد هذه األشياء، ثم لم يفعله المدفوعإليه، إما لعدم تمكنه، أو لعدم إرادته، فالظاهر االرتجاع.

نعم لو أعطــاه للغــزو فــذهب إلى الجهــاد فــانجر األمــر بالصلح، أو أعطاه للحج فصرف شيئا من المال ثم صــد عنــو صــرف شــيئا من ــع المــذكورات ل الحج، وهكــذا في جمي المــال ثم منــع عن العنــوان المعطى ألجلــه، الظــاهر عــدم االرتجــاع بالنســبة إلى المتلــف من المــال، ألنــه صــرف في

سبيل الله، إذ مقدمات السبيل أيضا من السبيل. المسألة الثامنة:

لو أعطاه للتزويج فتزوج واشترى منه لوازم التزويج ثم مات، لم يرجع ما اشتراه إلى عنــوان الزكــاة، بــل هي إرث

لوارثه، النقالب العنوان حين صرفت في مصرفها. ومثله ما لو اشترى الفقــير من الزكــاة دارا، أو دابــة، أو

عبدا، أو أثاثا

70

Page 71: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

لبيته، ثم صار غنيا، فإنه ال يرتجع على األقرب. المسألة التاسعة:

لو بنى من هذا الســهم مســجدا أو مشــهدا أو حمامــا أو خانــا أو رباطــا أو غــير ذلــك من المصــالح العامــة، جــاز للمؤمنين جميعا االنتفاع بــه، وال يملكــه المــزكي وال طائفــة

خاصة من المؤمنين. نعم لو بنى مدرسة للطالب أو نحو ذلك ممــا يقصــد بــه طائفة خاصة وقصدهم من أول األمر، فالظــاهر االختصــاص بهم، وليس له وال ألحد غيره حق التبديل، وكان من قبيل ما

لو أعطى الفقير ثم أراد أخذه منه. المسألة العاشرة:

األقرب عــدم صــرف الســبيل في مصــلحة ال ينطبــق إال على نفسه، كأن يعبد به طريقا خاص بــه، أو يبــني في داره مسجدا أو نحــو ذلــك، لعــدم صــدق العنــاوين المــذكورة في

الروايات عليه. نعم لو بنى لعنوان مطلق جاز تصرفه فيه، كما لــو بــنى

قنطرة لعامة المسلمين، فيجوز له العبور عليها. المسألة الحادية عشرة:

الظـاهر اعتبــار الشـأنية في مصــرف ابن الســبيل، فلــو كان من شأن أحد الحج بــألف ال يجــوز إعطــاؤه ألفين، ولــو كان يريد بناء مسجد لقرية يكفيهم مسجد بألف ال يجوز بناء مسجد بخمسة آالف ونحو ذلك، وهذا وإن لم يكن لــه دليــل خاص، إال أن الزائــد حيث يعــد من اإلســراف فال يكــون من

مصاديق السبيل. المسألة الثانية عشرة:

ذكر بعض الفقهاء أنه إذا لم يكن اإلمام مبسوط اليد

71

Page 72: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

السبيل ابن:الثامن

لتقية أو غيبــة ســقط نصــيب الجهــاد، لعــدم مشــروعيته بدون إذنه، وصرف سهم الســبيل في ســائر المصــالح الــتي منهــا الــدفاع، كمــا إذا هجم الكفــار على المســلمين وخيــف

منهم على حوزة اإلسالم، انتهى. ــاد ــني على عــدم جــواز الجه ــذا مب ولكن ال يخفى أن ه بدون إذنه )عليه الســالم(، وفيــه كالم ســيأتي في محلــه إن

شاء الله تعالى. ــاة: }ابن الســبيل{ وهــو ــامن{ من مصــارف الزك }الث المنقطــع بــه في ســفره بــذهاب نفقتــه أو نفادهــا، أو تلــف راحلة، أو نحو ذلك، سمي بــه لمالزمتــه الســفر، وذلــك في الغالب حيث لم يعرف له نسبة، وليس المراد بهذا ما ربمــا

يطلق على كثير السفر كما ال يخفى. ــة وكيف كان، فيدل على كونه مصــرفا، مضــافا إلى اآلي

الكريمة واإلجماع القطعي أخبار: ــه ــادق )علي ــراهيم، عن الص ــا رواه علي بن إب األول: م

وابن السبيل أبنــاء الطريــق الــذين يكونــونالسالم(، قال: في األسفار في طاعة اللــه فيقطــع عليهم ويــذهب مــالهم،

. (1)فعلى اإلمام أن يردهم إلى أوطانهم من مال الصدقاتــالم، عن ــائم اإلس ــتدرك، عن دع ــا في المس ــاني: م الث

وابن الســبيلجعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، أنــه قــال: الرجل يكون في السفر فيقطع به نفقتــه أو يســقط أو يقــع

. (2)عليه اللصوص

. 19 س299 ص1تفسير القمي: ج (?)1. 13 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 521 ص1 ج:المستدرك (?)2

72

Page 73: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بحيث راحلته تلفت أو نفقته نفــدت الــذي المسافر وهو بشرط ،وطنه في غنيا كان وإن ،الذهاب على معه يقدر ال

ذلك نحو أو يملكه ما بيع أو االستدانة من تمكنه عدم

الثالث: ما فيه أيضا، عن تفسير اإلمام )عليــه الســالم(:وابن السبيل المجتاز المنقطع به ال نفقة معه(1) .

الرابع: ما عن الجعفريات، عن جعفر بن محمد )عليهمــاــه الســالم(السالم(، عن أبيه: إن على ابن أبي طالب )علي

إلى أنيعطي الرجل زكاة ماله في هذه السهام بالحصص ونصــيب في بــني الســبيل، وهــو الضــعيف المنقطــعقــال:

. (2)بهــو ــبيل }هـ ــات أن ابن السـ ــل من الروايـ }و{ المحصـ المسافر الذي نفدت نفقتــه أو تلفت راحلتــه بحيث ال يقــدرــاق، ــه{ باالتف ــا في وطن ــان غني ــذهاب وإن ك ــه على ال مع

إلطالق اآلية والروايات. }بشرط عدم تمكنه من االســتدانة أو بيــع مــا يملكــه أو نحــو ذلــك{ وقــد اختلفــوا في هــذا الشــرط، ففي الجــواهر صرح باشتراط عدم تمكنه من االســتدانة أو بيــع شــيء من

أمواله ـ كما هنا ـ. وعن المدارك: اعتبــار عجــزه عن التصــرف في أموالــه

ببيع ونحوه دون االستدانة.وعن المعتبر: عدم اعتبار شيء منهما.

وعن المسالك: التفصيل، فقال ما لفظه: والــذي ينبغي أن يقــال: إنــه إن كــانت االســتدانة أو التصــرف في أموالــه

بالبيع ونحوه أمرا ميسورا له كأغلب التجار

. 8 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 521 ص1 ج:المستدرك (?)1. 13 س54 ص:الجعفريات (?)2

73

Page 74: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المعروفين في البالد النائية، فمثل هذا الشــخص ال يعــدــل وال ابن الســبيل في ــة إلى الصــدقة، ب ــاب الحاج من أربــاب في العرف، وبحكمه القوي السوي المتمكن من االكتس الطريق بما يناسب حاله وشأنه. وأما لوكــانت االســتدانة أوــاء ــه إال عن إلج ــا بحيث ال يتحمل ــرا حرجي ــوه أم ــبيع ونح ال واضطرار، فال يكون القدرة عليهمــا مانعــة عن االســتحقاق، إذ ال يوثر مثــل هــذه القــدرة في خروجــه عن الفقــر عرفــا،

انتهى. ، ومنفيقطــع عليهمأقول: الظاهر من روايــة القمي:

اعتبــارالمجتــاز المنقطـع بهرواية اإلمــام )عليــه الســالم( ــرج، ألن ــ ــر والح ــ ــا، وإن تمكن بالعس ــ ــدم التمكن عرف ــ عــالطرق ــير بـ ــدم التمكن من السـ ــة عن عـ ــاع كنايـ االنقطـ المتعارفة لتهيــة األســباب، وذلــك يقتضــي عــدم التمكن من االستدانة والكسب والتصرف في ماله الغــائب، أال تــرى أن أحــدا من التجــار المــثرين لــو جــاء إلى كــربالء فوقــع عليــه اللصوص وذهبوا بنفقته وكان متمكنا من المخابرة التلفونيةــوم أو التلغرافية إلى بلده بحيث تأتيه الحوالة في أقل من ي

أو أسبوع، ال يسمى في العرف المنقطع به. وكذا إذا كان من بلدة النجف االشرف جــاء إلى كــربالء، وكان من العمال الذي يشتغل كــل يــوم قــدر ربــع دينــار ثم ذهبت نفقتــه، وتمكن من العمــل يومــا لرجوعــه بأجرتــه، ال

يسمى في العرف المنقطع به. وكذا إذا جاء بعض التجار الذي له أصدقاء كثيرون وكان دائما يســتدين منهم وبــالعكس، ثم ذهبت نفقتــه وتمكن منــرف من ــال، لم يكن في الع ــه أص ــر علي ــتدانة بال عس االس

مصاديق المنقطع به.

74

Page 75: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

معصية في سفره يكون ال أن ويشترط

نعم، لـــو لم يتمكن من االســـتدانة، وال التصـــرف في أموالـــه هنـــاك بـــالبيع والشـــراء، وال من جلبهـــا بـــالتلفون والحوالة، ولم يكن من أهل الكســب الالئــق بشــأنه، ســمي

منقطعا به. ــك ليس ــا يمل فتحصل أن التمكن من االستدانة أو بيع م موجبا لعــدم اإلعطــاء، بــل يفــرق فالعســر منهمــا ال يــوجب الخــروج عن العنــوان الموضــوع لحكم اإلعطــاء من هــذا

السهم، بخالف الميسور عرفا. }ويشترط{ في إعطاء هذا السهم البن الســبيل }أن ال يكون سفره في معصــية{، وقــد اختلــف في هــذا الشــرط، فالمشهور على أن المراد بكون السفر في طاعــة اللــه مــا يقابل ســفر المعصــية فيعم المبــاح، ونظــيره مــا تقــدم فيــأتي من مسألة الغارمين من كون دينهم في الطاعة، ومــا ي

ــؤمنأن المراد بقوله )عليه السالم( في خبر بشر: ألن الم ، مقابل المعصــية ال مقابــل المبــاح(1)ينفقها في طاعة الله

والمكروه. ــاحب ــكافي وصـ ــاع إال من اإلسـ ــد ادعي االجمـ ــل قـ بـــه في المعصــية، ــدم كون ــو ع ــدائق على أن الشــرط ه الح واإلنصاف أنه هو المنصرف من كون السفر في طاعة الله، إذ الطاعة ال تختص بالواجب والمستحب، بل كــل مــا رخصــد الله فيه فهو طاعة، إذ الجرى بإذن الله تعالى خصوصا بع

إن اللــه يحب أن يؤخــذمــا ورد من قولــه )عليــه الســالم(: ، فالسـفر المبــاح ممــابرخصه كمــا يحب أن يؤخــذ بعزائمه

أحب اللــه أن يؤخــذ بــه، بــل وكــذا المكــروه ألنــه ليس من، كما ال يخفى.(2)العزائم

. 8 من أبواب المستحقين للزكاة ح24 الباب 180 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب مقدمات العبادة ح25 الباب 81 ص1 ج:الوسائل (?)2

75

Page 76: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وهنا مسائل: األولى: ال يعطى من هذا السهم من كــان إيابــه وذهابــه محرمان، كما لو خرج عن بلده بقصد قتل المسـلم، ثم أراد الرجوع إلى بلده بقصد قتل آخر، من غير فرق بين أن يقتل

وأن ال يقتل، إذ القصد كاف في حكم السفر. الثانية: لو خرج من بلده بقصد القتل فذهب وقتل أو لم يقتــل، ثم أراد الرجــوع إلى بلــده لكونــه مســكنه، فالظــاهر عــدم اإلعطــاء حــتى للرجــوع لصــدق كــون الســفر في المعصــية، إذ الســفر عبــارة عن مجمــوع الــذهاب واإليــاب،

فتأمل. الثالثــة: لــو خــرج من بلــده بقصــد القتــل، ثم تــاب عنــد الرجــوع، فهــل يعطى لرجوعــه أم ال؟ احتمــاالن، من إطالق سفر المعصية على المجموع عرفا، ومن أن الرجــوع ســفر

جديد ليس بمعصية شرعا، والظاهر األول. الرابعة: لوخرج بقصد القتل والزيارة بحيث كان كالهمــا سببا للسفر، الظاهر عدم إعطائــه، ألنــه مــا اجتمــع الحــرام

والحالل إال غلب الحرام الحالل. الخامسة: لو خرج بقصد الزيارة فــرأى عــدوه في بعض المنازل قهرا فقتله، لم ينقلب سفره إلى المعصية، فيعطى

من هذا السهم. السادسة: لو خرج إلى محل بقصد القتل، ثم خــرج من ذلك المحل إلى محـل آخـر بقصـد الزيـارة، أعطي بالنسـبة

إلى السفر الثاني دون األول وإن كانا طوليين. ــه الحج، أو أمــره السابعة: لوخرج بقصد القتل، ثم بدا ل والده بالرجوع فال إشكال في اإلعطاء من هذا السهم، وهل

يشترط الضرب في األرض بعد

76

Page 77: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــدفع ــدر إليه فيـ ــوس من بحاله الالئقة الكفاية قـ الملبـــوب والمأكول إلى يصل أن إلى أجرتها أو ثمنها أو والمرك

يمكنه محل إلى يصل أو ســفره، من وطره قضاء بعد بلده نحوهما، أو البيع أو باالستدانة تحصيلها

العدول إلى الطاعة؟ الظــاهر نعم، فلــو كــان في محــل القتل ولم ينشأ السفر بعد لم يعط في ذلك المحل للصرف فيه بإعطاء إجارة داره أو نحوه، نعم يعطى الشــتراء الدابــة

للسفر ونحوها على إشكال في طرفي المسألة.وهناك صور أخرى أضربنا عنها صفحا.

}فيدفع إليــه{ إذا اجتمــع فيــه الشــرائط }قــدر الكفايــة الالئقة بحاله من المبلوس والمــأكول والمركـوب أو ثمنهــا{ ليشتريها فيما جرت العادة باشترائها }أو أجرتها{ إذا جــرت العادة بإجارتها }إلى أن يصــل إلى بلــده بعــد قضــاء وطــرهــؤمر بالســير ســريعا بحيث ال يلــوي على من ســفره{ وال ي

شيء. }أو يصل إلى محل يمكنه تحصيلها{ أي تحصيل الكفاية }باالستدانة أو الــبيع أو نحوهمــا{ بالشــرط المتقــدم، وإنمــا قلنا بإعطائه قدر الكفاية إلى محله، أو محل يمكنه تحصيلها ال أزيد من ذلك، لظهور اآلية في كــون ابن الســبيل مصــرفاــيره، ما دام كذلك، كما أن الغارم مصرف ما دام كذلك ال غ وهــذا ابن ســبيل إلى ذلــك المحــل ال مطلقــا، وليس نظــيرــه على ــنى أو فوق ــد الغ ــذين يعطى لهم إلى ح ــراء ال الفق االختالف، هذا مع أن رواية علي بن إبراهيم ناصــة في الــرد

إلى الوطن ال أزيد منه.

77

Page 78: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــيء أعطي مما فضل ولو ــييق ولو شـ نفسه على بالتضـــاده ــوى، على أعـ ــير من األقـ ــرق غـ والدابة النقد بين فـ

ــاب ــا، والثيـ ــاكم إلى فيدفعه ونحوهـ من بأنه ويعلمه الحـالزكاة.

إن قلت: فعلى هــذا ال وجــه لالقتصــار على وصــوله إلىمحل يمكنه االستدانة.

قلت: المنصرف من الرواية صورة عدم التمكن مطلقا، وإال فمقتضـــى الجمـــود على ظاهرهـــا أن يعطى مقـــدار الوصول إلى الوطن حتى في صورة ما لو كان في الطريق

له مال يمكنه بسببه الوصول إلى وطنه. وإنما جوزنا قضاء الوطر ألنه ال دليل على ترك الــوطر، والسفر سريعا، بل إطالق اآلية وروايتي الــدعائم والتفســير دليل عليه، ورواية القمي ال تنافيــه، ألنهــا ليســت في مقــام بيــان هــذه الجهــة، وســيأتي بعض الكالم فيــه إن شــاء اللــه

تعالى. }ولو فضل مما أعطي شيء ولو بالتضــييق على نفســه أعاده على األقوى، من غير فرق بين النقد والدابة والثيــاب ونحوها، فيدفعه إلى الحاكم ويعلمـه بأنــه من الزكـاة{ وقــد اختلفت األقوال هنا، فعن األكثر وجوب اإلعادة مطلقــا كمــاــه وتوضــيحه كمــا في المصــباح، ألن ــد تقــدم وجه ــا، وق هن الصدقة ال تحــل لغــني، وقــد أبيحت البن الســبيل الــذي هــو غني في بلده لمكان حاجتــه الفعليــة العارضــة لــه في أثنــاء الطريق، وهي ال تقتضــي إباحتهــا لــه إال بمقــدار حاجتــه فيــه، أو ــد من مقــدار حاجت ــه أزي ــو دفــع إلي وقت احتياجــه، ول بمقدار حاجته ولكنه لم يصرفه في حاجتــه حــتى وصــل إلىــا بلده فقد صار إلى حال ال تحل الصدقة له، فعليه إيصال م

بقي عنده من الصدقة إلى مستحقها، انتهى. ــالغني ــأن ابن الســبيل ال يختص ب أقول: يرد عليه أوال: ب في بلده، بــل الفقــير المنقطــع ابن ســبيل قطعــا، فالتعليــل

بعدم حلية الصدقة لغني في غير محله.

78

Page 79: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وثانيا: بما يأتي من عدم لزوم رد مطلق ما زاد.ــه وعن الشيخ في الخالف عدم اإلعادة مطلقا، ألنه ملك

بالقبض. ــرد ــا، فال ي وعن نهاية العالمة التفضيل بين الدابة وغيره

األول، ألنه ملكها باإلعطاء.وعن بعض إلحاق الثياب واآلالت بالدابة.

أقول: والظاهر في المسألة التفصــيل بين األمــور الــتي جــرت العــادة بــاإلعراض عنهــا حين اإلعطــاء، كثــوب البــدن وبقية الزاد وقليل من النقود، كفلس ونحوه فال يجب ردهــا، وذلك ألن العرف قاض بــأن من أعطى غــيره شــيئا، وأمــره بالصرف في مصرف خـاص، ثم زاد مثـل هـذه الجزئيـات ال يفهم من كالم المعطي لزوم رده، بل ظاهره صرف النظــر عن مثلها، ويتضح ذلك بمالحظة العــرف المتعــارف، بــل لــو تردد المعطى لــه في مثــل ذلــك عــد في العــرف وسوســة.ــادة وبين غيرها كالدابة والنقود الكثيرة ونحوهما لجريان العــة ــا، وحيث إن اآلي ــؤال عنه ــا والس ــرف بحســاب مثله والع

والروايات قد خوطب بها العرف، فالالزم اتباعه في ذلك.وبعد هذا فال حاجة للتعرض إلى أدلة األقوال وردها.

نعم لو كــان ابن الســبيل فقــيرا، وكــان ظــاهر المعطيــالب صرف النظر عن المال المعطى له بالمرة، كما هو الغــاء الســبيل من ــا المعاصــرين الــذين يعطــون أبن في فقهائن الخمس ونحوه لكــونهم كــذلك، لم يجب الــرد مطلقــا حــتى

الشيء الكثير. ثم إن الرد إلى الحاكم أو وكيله جائز قطعـا، مـع ظهـور إعراض المالك كما هو الغــالب، وذلــك ألن الواليــة ســاقطة حينئذ باإلعراض، مع أنه لو لم يعــرض في مثــل الدابــة كــان

الالزم رد المدفوع إليه بعد قضاء الوطر.

79

Page 80: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــاج الســفر إنشاء وأراد وطنه في كان لو وأما إليه المحتــدرة وال ــ ــبيل، ابن من فليس عليه له ق ــ تلبس لو نعم الس

ــذا من إعطــاؤه يجوز ذلك عليه يصدق وجه على بالسفر هــدد لم وإن الســـهم، ــاذ يتجـ ماله أصل كـــان بل نفقته نفـ

اسم عليه يصدق أن قبل السهم هذا من يعطى فال قاصرا السبيل، ابن

وأما بدون ظهور اإلعراض فهل الالزم الرد إلى المالــك أو وكيله، فإن تعذر فإلى الحــاكم، أم يجــوز الــدفع إلى كــلــدفع إلى من الحاكم والمالك في عرض اآلخر، أم بإضافة ال

مستحق؟ احتماالت. ــفر }وأما لوكان{ الشخص }في وطنه وأراد إنشاء الس المحتاج إليه{ وجوبــا أو اســتحبابا أو غيرهمــا ممــا ال يحتــاجــبيل{ إليه، بل تبرعا }وال قدرة له عليه، فليس من ابن الس إذ ما دل عليه النصوص المتقدمة هو المتلبس بالسفر، كماــد هو المفهوم عرفا من هذا اللفظ أيضا، فمــا عن ابن الجني

والشهيد من صدقه عليه غير وجيه. }نعم لــو تلبس بالسـفر على وجــه يصـدق عليــه ذلـك{ االسم ولــو بــأن بعــد عن وطنــه مقــدار مــنزل لمريــد البعــد عشرات المنازل مثال }يجوز إعطاؤه من هــذا الســهم{ ألن

الحكم معلق على الصدق، والمفروض هو الصدق هنا. }وإن لم يتجدد نفــاد نفقتــه، بــل كــان أصــل مالــه{ منــذلك أم ال، ــه }قاصــرا{ ســواء علم ب ــه عن وطن حين حركت }فال يعطى من هذا السهم قبــل أن يصــدق عليــه اســم ابن

السبيل{ لعدم تحقق

80

Page 81: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كان لو نعم الفقراء. سهم من يعطى فقيرا

موضوع الحكم. }نعم لو كان فقيرا يعطى من سهم الفقراء{، ثم لو لمــذا ــه أعطي من ه ــراء وقصــرت نفقت ــط من ســهم الفق يعــا السهم، وذلك لتحقق الموضوع، وهذا وإن لم يشمله روايت القمي والدعائم ولكن يشمله مــا عن تفســير اإلمــام )عليــهــة ــه في اآلي ــوجب لدخول ــم الم ــدق االس ــع ص ــالم( م الس

الكريمة. ثم إن ههنــا مســائل ذكــر غالبهــا الوالــد )دام ظلــه( في

مجلس الدرس. المسألة األولى:

لو سافر الفقــير اعتمــادا على ســهم ابن الســبيل، ففيــه، ــات ل إعطائه من هذا السهم إشكال، لعدم شمول الرواي فإن ظاهر االنقطاع به العــدم الطــاري ال المســتمر، وعــدم العلم بكونــه مشــموال لآليــة الكريمــة للشــك في إطالق ابنــا وإن صــح اإلطالق لغــة كمــا ال يخفى، ــه عرف الســبيل علي

وإعطاؤه من سهم الفقراء أحوط. المسألة الثانية:

ــوجب الظاهر عدم لزوم كون السفر شرعيا بمعنى ما ي التقصير، بل يكفي السفر العــرفي، كمــا لــو كــان مجموعــه سبعة فراسخ، وروايتا القمي والدعائم وإن كان فيهما لفــظ السفر، إال أنه لم يعلم كون المراد منهما السـفر الشـرعي، بل المنصرف منهما العرفي، خصوصا واآلية مطلقة، ورواية

اإلمام اشتملت على لفظ المجتاز الشامل له. المسألة الثالثة:

قواطع السفر شرعا، كنية اإلقامة والتردد ثالثين يوما

81

Page 82: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا ونحوهمــا ممــا يمنــع من وجــوب التقصــير ليس موجبــه ابن الســبيل، خصوصــا إذا كــان ــوان كون للخــروج عن عنــفر لرجاء تمكنه من الرجوع، وذلك لما تقدم من ظهور الس

في العرفي، وهو غير مناف له. المسألة الرابعة:

ال يفرق في عدم اإلعطاء للعاصي بسفره بين أن يكون السفر معصية في نفسه كالنشور واإلباق والخروج مــع نهى الوالدين، أو لغايته كالخروج لقتل المؤمن، وذلك لعدم كون

السفر طاعة حينئذ. المسألة الخامسة:

ــو أعطي ابن الســبيل من هــذا الســهم، ثم جــاءه مــا ل يكفيه، فإن تلف المال لم يرتجع منه بدلــه، وإن بقي ارتجــع

منه لخروجه عن كونه منقطعا. المسألة السادسة:

لو كان هناك من يقرضه المال، أو يشتري منه بعض ما في وطنــه، ولكن بضــررلم يحتمــل عــادة، لم يخــرج عن

. (1)ال ضرر وال ضرارالعنوان، إذ المسألة السابعة:

لوتبرع متــبرع بــرده إلى وطنــه، خــرج عن االســتحقاق،ــذ، فلــو لم يــذهب وذهب لتمكنه وعدم صدق القطع به حينئ المتبرع، فالظاهر جواز إعطاؤه من هذا السهم لدخولــه في

العنوان ثانيا. المسألة الثامنة:

لو فقــد مالــه قبــل الوصــول إلى المقصــد، فهــل يعطى للذهاب واإليــاب؟ أم يعطى بقــدر اإليــاب فقــط؟ فيــه تــردد

وإشكال، فذهب الوالد إلى

. 3 من أبواب إحياء الموات ح12 الباب 341 ص17 ج:الوسائل (?)182

Page 83: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إعطائــه بقــدرهما، ولكنــه مشــكل، ألن روايــة القمي صريحة في الرد إلى أوطانهم، نعم روايتــا الــدعائم واإلمــام

لم يتعرض فيهما لذلك، فاألقرب األول. المسألة التاسعة:

لو توقف في الطريق أو في المقصد أزيد ممــا يقتضــيه طبع السفر ففيه إشــكال، إذ قــدر المــتيقن من إعطــاء ابن السبيل هو إعطاؤه بقدر الرجوع، كما صرح به في مرســلة

القمي. المسألة العاشرة:

الظاهر عدم الفــرق بين كثــير السـفر وغــيره في جـوازإعطائه من هذا السهم، إلطالق األدلة.

نعم، يقع اإلشكال في صورتين: األولى: أن يكـــون ســـياحا يريـــد الســـياحة بســـهم ابن السبيل، واألظهــر هنــا عــدم اإلعطــاء، النصــراف األدلــة عن

مثله. الثانية: أن يكــون من عادتــه نفــاد النفقــة في الطريــق،لعدم مباالته بالصرف، وذلك الحتمال االنصراف عن مثله.

المسألة الحادية عشرة: ال فرق في صــدق ابن الســبيل بين أن يســرق مالــه، أو ينهب، أو يحرق، أو يغرق، أو يفقد، أو ينخســف بــه، أو لغلي األشياء فينفد، أو يمرض ونحوه مما يحتاج إلى صــرف أكــثرــه معــه، مما قدره، أو ينسى بعض ماله في وطنه فلم يحمل أو يأخذه الظالم قهرا، أو غير ذلك من األمور المشابهة لها.

المسألة الثانية عشرة: لو أتلف ماله بنفسه، كما لو ألقــاه في البحــر أو أحرقــه أو نحوهما، ففي إعطائه من السهم إشكال، من أنه يصــدق عليه عنــوان ابن الســبيل في الحــال فيجــوز إعطــاؤه، ومن

عدم شمول الروايات المفسرة لآلية

83

Page 84: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

له، إذ ال يصدق عليه أنه قطع به فال يجوز. المسألة الثالثة عشرة:

ــق الرجــوع، لو صار ابن السبيل ضيفا عند أحد في طري فالظاهر جواز ضيافته من هـذا السـهم، وسـيأتي الكالم في

الضيف مطلقا إن شاء الله. المسألة الرابعة عشرة:

قــد تقــدم اإلشــارة إلى عــدم لــزوم التضــييق على ابنالسبيل، بل يعطى على المتعارف من جميع الجهات.

وهل يعطى بالمتعــارف األعلى، أو األدنى، أو األوســط؟ مثال لو كان سفر الحج بالطــائرة والســيارة والبــاخرة وكلهــا متعارف، فاألحوط االقتصار على المتوســط مقابــل األعلى،

وأما األدنى فال إشكال فيه. وبهذا تحقق اختالف ذلك باختالف األزمنة، فال يــؤمر في

مثل هذا الزمان بالسير على الدابة. المسألة الخامسة عشرة:

لو حصل مانع عن السفر كعدو مثال، أو مرض، أو حبس بحق، أو غير حق، أو أمر ضروري، يلزم البقــاء ألجلــه، ففي

إعطائه من سهم ابن السبيل إشكال. والتفصيل بين اليسير من البقــاء كنصــف يــوم، والكثــير

منه، لعله ال يخلو من وجه. المسألة السادسة عشرة:

من له منزالن، فالالزم إعطاؤه بقدرالوصول إلى منزلهاألول، لعدم كونه ابن السبيل بعد ذلك.

المسألة السابعة عشرة: المعاصي المتعارفة كاالغتياب والنظر إلى األجنبية لغــير العدول، ال يجعل الســفر معصــية، فالمســافر المبتلى بهــذه

المعاصي يعطى من

84

Page 85: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

سهم ابن السبيل. المسألة الثامنة عشرة:

لوخرج من بلده بقصد السفر فسرق متاعــه مثال، وبعــد لم يبعد عن محله، فالظاهر عــدم إعطائــه من هــذا الســهم للسفر إلى مقصــده، وإن قلنــا بجوازذلــك في مــا لــو قطــع

مسافة غير قليلة. المسألة التاسعة عشرة:

لو كان له مــنزالن طــرفي المحــل الــذي صــار فيــه ابن السبيل، كما لو صار ابن السبيل في كــربالء المقدســة ولــه منزل في النجف األشرف ومــنزل في الكاظميــة، جــاز ردهإلى كل منهما، وإن احتاج أحدهما إلى مؤنة أزيد من اآلخر.

المسألة العشرون: الظــاهر وجــوب رد ابن الســبيل إلى وطنــه في صــورة جمع الزكوات عند اإلمام، أو الفقيــه، لقــول الصــادق )عليــه

فعلى اإلمــام أن يــردهم إلىالســالم( في مرســله القمي: ، وهذا تخصــيص لعــدم وجــوب البســط، كمــا أن(1)أوطانهم

األدلة الدالة على وجوب إعطاء دين الميت كذلك. المسألة الحادية والعشرون:

ــه، ــه في وطن ال يشترط الفقر في ابن السبيل حال كونــاؤه من وال يشترط أن ال يكون واجب النفقة، بل يصح إعطــو كــان واجب النفقــة، ألن مخــارج الســفر هــذا الســهم ول

ليست من النفقة. ــون هاشــميا، ويشــترط اإلســالم نعم يشــترط أن ال يك

وااليمان فيه، وال يشترط العدالة فتأمل.

. 299 ص1تفسير القمي: ج (?)185

Page 86: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المسألة الثانية والعشرون: ال يفرق في ابن السبيل بين كونــه مســافرا من طريــق

الجو أو البر أو البحر، لإلطالق. المسألة الثالثة والعشرون:

ربما عد من ابن السبيل الضيف، والدليل عليه أمران: األول: اللغة، فقد قال في مجمع البحرين: وابن السبيل

، انتهى. (1)الضيف والمنقطع به وأشباه ذلك الثــاني: الروايــة الــتي ذكرهــا المفيــد )رحمــه اللــه( في

وابن السبيل وهم المنقطع بهم فيمحكي المقنعة، فقال: ، وقـد جـاءت روايـة أنهم األضـياف يـراد بــه من(2)األسـفار

أضيف لحاجة إلى ذلك، وإن كــان لــه في موضــع آخــر غــنيويسار.

ــة أقول: ال بأس بالعمل بهذه الرواية بعد اعتضادها باللغ وعمل جملــة من األصــحاب، نعم ال يبعــد لــزوم حملهــا على صورة االحتيــاج إلى الضــيافة، ألن الروايــة مــع مــا فيهــا منــدل على ــا ي ــا م ــل في متنه ــة المتن، فلع ــال مجهول اإلرس االحتياج إلى الضيافة كما فهمه المفيد )رحمــه اللــه(، وعلى هذا فال يلزم كونه مسافرا، فلو أقــام الغــني في بلــده أكــثر من سنة حتى افتقر وانقطع من أهله، وكان من نيته البقــاء

هناك جاز ضيافته من هذا السهم

كلمة )سبل(. 391 ص5 البحرين ج:مجمع (?)1. 32 س39 ص:المقنعة (?)2

86

Page 87: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ولو لم يكن ابن سبيل بالمعنى األول. ــاه األول غــير وكيف كان فاشتراط كونه ابن سبيل بمعن ظاهر، كمــا أن القــول بجعلــه من ابن الســبيل ولــو لم يكن

محتاجا وال مسافرا كذلك، واألوسط ما استقربناه. المسألة الرابعة والعشرون:

ــذي صــار ابن ســبيل من هــذا ــا ال ــد الزن هــل يعطى ولــة، وهــو السهم أم ال؟ الظاهر الثاني، ألن الزكاة ألهل الوالي ليس منهم بشهادة النصوص المتقدمة في باب عــدم جــواز

تقليد ولد الزنا، وسيأتي نقل بعضها، فتأمل. المسألة الخامسة والعشرون:

هل يعد من ابن السبيل الشخص الــذي جــاء إلى مكــانرق مالــه مثال، فــأراد آخــر وبقي فيــه ســنين ثم افتقــر وســ الرجوع؟ الظاهر ال، إذ المنصرف من هذه الكلمة الــذي هــو

بين سفرين قريبين عرفا. نعم لو جــاء بقصــد اإلقامــة ولم يبــق بعــد شــيئا فسـرق

أمواله مثال وأراد الرجوع إلى وطنه لم يبعد.المسألة السادسة والعشرون:

ال يشترط في إعطــاء هــذا الســهم قصــده الرجــوع إلى وطنه، فلو هاجر من وطنه إلى محـل آخـر يريـد اسـتيطانه، ثم انقطع به في أثناء الطريق أعطي من هــذا الســهم قــدر

ما يكفيه الوصول إلى وطنه الجديد. المسألة السابعة والعشرون:

ابن السبيل الذي اصــطحب أهلــه يعطى بقــدر جميعهم، ولو كانت زوجته غنيــة أو هاشـمية أو مخالفــة أو نحــو ذلـك، على تردد ينشــأ من احتمــال كونهــا من شــئونه وأن الزكــاة

أعطيت له، ومن عدم جواز صرف

87

Page 88: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الزكاة في الموارد المذكورة، واألول أقرب. المسألة الثامنة والعشرون:

ــون المنقطــع ال فرق في اإلعطاء من هذا السهم بين ك رجال أو أمراة أو خنثى، حرا أو عبدا، بالغا أم غير بــالغ، فــإنــل ــه يختص بالرجـ ــبيل تغليب، ال أنـ ــم ابن السـ إطالق اسـ

ونحوه. المسألة التاسعة والعشرون:

الظــاهر كفايــة الوثــوق في كونــه ابن ســبيل، وال يلــزمــوق في ــة الوث بالشاهد واليمين ونحوهما، لما تقدم من كفاي

هذه الموارد. المسألة الثالثون:

ولد الشــبهة بحكم ولــد الحالل، والمتوســط بين مشــتبهوزان يشكل إعطاؤه من هذا السهم.

88

Page 89: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ولكن ،للزكــاة شــخص اســتحقاق علم (: إذا30 ـ مسألة) من الزكــاة بقصد إعطــاؤه يجوز ،األصناف أي من يعلم لم

يجوز جهتين من استحقاقه علم إذا بل ،الصنف تعيين غير.الجهة تعيين غير من إعطاؤه

ــاة،:ــ 30مســألة ـ } إذا علم اســتحقاق شــخص للزك ولكن لم يعلم من أي األصناف{ فقير أو مسكين أو أحدهما أو ابن سبيل وهكذا }يجوز إعطــاؤه بقصــد الزكــاة من غــيرــوز ــتين يج ــل إذا علم اســتحقاقه من جه ــيين الصــنف، ب تع

إعطاؤه من غير تعيين الجهة{. ووجـــه المســـألتين واضـــح، إذ ال دليـــل على التعـــيين،

واألصل البراءة، نعم بناء على وجوب البسط يشكل ذلك.

فرع: لو أعطاه بظن أنه فقــير فبــان ابن ســبيل أو بــالعكس، فإن قصد الخصوصية بنحو التقييــد أشــكل، إال إذا أجــاز بعــد ذلك، وإن لم يقصد إال اإلعطاء لهذا الشخص، ولكن ظن أنه

فقير كفى.

89

Page 90: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

لجهة معينا فقيرا زكاته يعطي أن نذر (: إذا31 ـ مسألة) آخر فقيرا فأعطى سها فإن ،نذره ينعقد مطلقا أو راجحة

ــوز وال أ،أجز ــترداده يج ــانت وإن ،اس لو بل ،باقية العين كمتعمدا غيره وأعطى نذره إلى ملتفتا كان

:ـ 31مسألة ـ } إذا نــذر أن يعطي زكاتــه فقــيرا معينــا لجهة راجحــة{ متعلــق بقولــه: نــذر، }أو مطلقــا{ فيــه كالم }ينعقد نذره، فإن سهى فأعطى فقيرا آخر أجــزأ، وال يجــوزــه ــير ملكـ ــة{ ألن الفقـ ــانت العين باقيـ ــترداده، وإن كـ اسـ باإلعطاء على ما في بعض األخبار الدالة على ملكية الفقيرــذر وإن كــان مقتضــيا للعمــل على ــه، والن بعــد وصــولها إليــدم ــذر، ال لع ــوجب لحنث الن ــل م ــدم العم ــه، إال أن ع طبق امتثال أمر الزكاة كمــا ال يخفى، والحنث في هــذه الصــورة

غير محرم لفرض السهو. والحاصــل: إن أمــر الوفــاء بالنــذر ال يــوجب تقييــد أمــر

الزكاة حتى ال يكون اإلعطاء لهذا الفقير امتثاال. وقــد يشــكل الحتمــال كــون مفــاد النــذر ثبــوت حــق لــه تعالى، فال يجزي حــتى في صــورة الســهو لقصــر الســلطنةــه احتمــل عــدم حينئذ، إذ لو صرف المال في غير المنذور ل صيرورته زكاة، فاألحوط إعطاؤها ثانيا للمنذور لــه، كمــا أن األحــوط للفقــير األول إرجاعهــا، ودليــل عــدم تزكيــة المــال

مرتين ال ينافي ما ذكرنا كما ال يخفى. ــل{ ــرع اآلتي }ب ــر اإلشــكال في الف ــا يظه ــا ذكرن ومم اإلشكال فيه أقــوى، وذلــك فيمــا }لوكــان ملتفتــا إلى نــذره

وأعطى غيره متعمدا{ فإنه مصداق لحنث النذر

90

Page 91: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كــان وإن أيضا، أجزأ عليه وتجب النــذر مخالفة في آثمــا استرداده يجوز وال الكفارة، ألنه أيضا

ويكون من باب اجتمــاع األمــر والنهي بنــاء على القــول بعدم قصر السلطنة، ألنه من بــاب كونــه زكــاة مــأمور بهــا،

ومن باب كونه حنثا منهي عنه. وأما على القول بقصر السلطنة، فاألمر أوضح.

قيل: ويؤيــد المطلب روايــة علي بن مهزيــار: قلت ألبي الحســن )عليــه الســالم(: رجــل جعــل على نفســه نــذرا إن قضى اللــه عزوجــل حاجتــه أن يتصــدق في مســجده بــألف درهم نذرا، فقضى الله عزوجل حاجته فصير الــدراهم ذهبــا

، وفيه نظر.(1)يعيدووجهها إليك أ يجوز ذلك أم يعيد؟ قال: ولذا أفتى بعض األصحاب باإلعادة لعدم صــدق االمتثــال

مع التمكن منه. فتحصل مما ذكرنا: أن أصل تعين المعطي لغير المنذور له للزكويته بعد توجه النهي ال يخلــو عن إشــكال، فــاألحوط لزوم اإلعادة، وعدم ملكية الفقير األول، وجواز ارتجاعه إن لم يتلف، أو تلف مع علم اآلخــذ بالموضــوع والحكم، وعــدم الحنث ولزوم الكفارة، ألنه لم يكن إال تجريا، وكان مثــل مــاــع لو نذر أن يعطي زيدا شيئا فأعطى عمرا ذلك الشيء ـ م عدم تعلق النذر بشيء شخصي ـــ فــإن إعطــاء عمــرو غــير

موجب للحنث بعد ما لم يكن الشيء شخصيا. ومن ذلك يظهر مواقع النظر في قول المصنف )رحمــه الله(: }أجزأ أيضا، وإن كــان آثمــا في مخالفــة النــذر وتجب

عليه الكفارة، وال يجوز استرداده أيضا ألنه

. 11 باب النذور ح456 ص7 ج:الكافي (?)191

Page 92: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

.بالقبض ملك قد

قدملك بالقبض{ فتأمل. فرع:

لو لم يقبل الفقير ذلك المنذور، أو صار غنيا، أو ارتد، أو نحو ذلك، سقط النذر، وكان حاله حال قبل النــذر، كمــا عن

الفاضل وولده التصريح بذلك في صورة عدم القبول. ثم هــل للفقــير عــدم القبــول أم ال؟ قــال في الجــواهر: وفي وجوب قبوله نظر، ينشأ من توهم أنه كالدين أو الهبة،

وإن كان ال يخفى عليك قوة الثاني منهما، انتهى. وما قواه هو األقوى كما ال يخفى.

ثم لو احتمــل قبــول المنــذور لــه بعــد حين، فهــل يجــوز للناذر التأخير إلى اليأس أم ال؟ احتمــاالن، واألقــرب العــدم، ألنه ال حق له في نــذر مــا يســتلزم التــأخير فالنــذر ســاقط،

وذلك مثل ما لو نذر تأخير زكاته إلى مجيء زيد. نعم لو كان التأخير في غاية القلة كنصــف يــوم ال بــأس بــه، إال إذا قلنــا بجــواز تــأخير الزكــاة، كمــا هــو مفــاد بعضــه ــذ إلى القــدر المجــوز في ــأخير حينئ ــات، فيجــوز الت الرواي

شرعا. فرع:

العهد واليمين كالنذر فيما تقدم.

92

Page 93: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عطاهاأف عليه الزكــاة وجــوب اعتقد (: إذا32 ـــ مســألة) إذا االســترجاع له جاز ،عليه وجوبها عدم له تبين ثم فقيرا

وعدمه عليه وجوبها في شك إذا وأما ،باقية العين كــــانتــبين ثم احتياطا فــأعطى جــواز عــدم فالظــاهر عدمه له ت

.باقية العين كانت وإن ،االسترجاع

إذا اعتقد وجوب الزكاة عليه فأعطاهــا:32مسألة ـ } فقيرا{ أو مصــرف آخــر من المصــارف }ثم تــبين لــه عــدم وجوبها عليه، جاز له االسترجاع إذا كانت العين باقيــة{ ألنــه

ــانأعطاه بعنوان الزكاتية، ال بعنوان التبرع، وحديث: ــا ك مــا، إذ الظاهركونــه(1)لله فال رجعة فيه ، غير مناف لمــا ذكرن

لله حقيقة ال اشتباها. وإنما قيده ببقاء العين ألنها لــو كــانت تالفــة لم يكن لــه الرجوع، إذ اآلخذ مغرور وهو يرجع إلى من غر، اللهم إال أن يكون اآلخــذ عالمــا بالحــال ومــع ذلــك أخــذها وأتلفهــا، فإنــه

ضامن لعدم الغرور. }وأمــا إذا شــك{ المعطي }في وجوبهــا عليــه وعدمــه، فأعطى احتياطــا ثم تــبين لــه عدمــه، فالظــاهر عــدم جــواز االسترجاع، وإن كــانت العين باقيــة{ وجــه العــدم أن معــنى اإلعطاء احتياطا اإلعطاء بقصد أنه لو كان عليه شيء لكــان أداء، ولــو لم يكن عليــه شــيء لكــان تبرعــا، فهــو مــع تــبين العدم متبرع بما أعطى مع اقترانــه بقصــد القربــة المــوجب

. ما كان للهلعدم جواز الرجوع لحديث ــه، وال بين علم ــاء العين وتلف ــرق بين بق ــه، فال يف وعلي

اآلخذ وجهله وشكه، وال

. 22 في الوقف والنحل والصدقة ح128 باب 183 ص4 ج:الفقيه (?)193

Page 94: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بين كــون الشــبهة الــتي حصــلت للمعطي موضــوعية أوحكمية.

نعم لو لم يقصد التبرع على تقدير عدم التعلق، بل كان يعطي خوفـا من العقـاب المحتمــل على تقـدير التعلـق، لم يكن وجه لعدم جواز االسترجاع في صورة تبين الخالف مــع

. (1)بقاء العين، فتدبرــالم على ــفون، وس ــا يص ــزة عم ــك رب الع ــبحان رب س

المرسلين، والحمد لله رب العالمين. كربالء المقدسة

هجرية 1376 صفر 17محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

إلى هنا انتهى الجزء الثاني من كتاب الزكاة، حسب تجزأة المؤلف )دام (?)1ظله(.

94

Page 95: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فصلالمستحقين أوصاف في

ر:أمو وهيــان:األول ــافر يعطى فال ، اإليم وال ،أقســامه بجميع للك

المسلمين فرق من الحق خالف يعتقد لمن

}فصل في أوصاف المستحقين للزكاة{}وهي أمور{:

}األول: اإليمــان{ والمــراد بــه اإلســالم والواليــة لألئمــةــع ــافر بجمي ــالم( }فال يعطى للك ــني عشــر )عليهم الس االث أقسامه{ سواء أعتقد بالله أم ال، وسواء كــان لــه كتــاب أم

ال. }وال لمن يعتقــد خالف الحــق من فــرق المســلمين{

ويدل عليه قبل اإلجماع نصوص متواترة: األول: ما عن الكليني )رحمه اللــه( وابن بابويــه )رحمــه اللـه( في الصــحيح، عن زرارة وبكــير والفضــيل ومحمــد بن

مسلم وبريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر،

95

Page 96: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وأبي عبد الله )عليهمــا الســالم( أنهمــا قــاال في الرجــلــة يكون في بعض هذه األهواء، الحرورية والمرجئة والعثماني والقدرية، ثم يتوب ويعرف هذا األمر ويحسن رأيه، يعيد كل صالة صــالها أو صــوم أو زكــاة أو حج، أو ليس عليــه إعــادة

ليس عليه إعادة شيء من ذلك غيرشيء من ذلك؟، قال: الزكاة، البد أن يؤديها ألنــه وضــع الزكــاة في غــير موضــعها،

.(1)وإنما موضعها أهل الواليةأقول: الحرورية قسم من الخوارج.

والمرجئة هم الذين يقولــون اإليمــان قــول بال عمــل، أو الذين يقولون ال يضــر مــع اإليمــان معصــية، وفي األحــاديثــل من ــم ولم يغتس ــل ولم يص ــول: من لم يص ــرجئ يق المــل ــو على إيمــان جبرئي ــة ونكح أمــه فه ــة وهــدم الكعب جناب

وميكائيل. نقل ذلك في مجمع البحرين.

ــانوا والعثمانية هم الذين حاربوا عليا )عليه السالم( أو كعلى رأي من حاربه.

والقدريــة يطلــق في األخبــار على كــل من المجــبرة والمفوضة، كما ذكره العالمــة المجلســي )رحمــه اللــه( في

البحار. الثاني: صحيحة بريد بن معاوية العجلي قال: سـألت أبـا عبد اللــه )عليــه السـالم( عن رجــل حج وهـو ال يعــرف هــذا

كــل عمــل عملــه وهــو في حــالاألمر، إلى أن قال: وقال: نصبه وضاللته، ثم من الله عليه وعرفــه الواليــة فإنــه يــؤجر

عليه إال

. 1 باب الزكاة ال تعطى غير أهل الوالية ج545 ص3 ج:الكافي (?)196

Page 97: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

. (1)الزكاة، ألنه وضعه في غير موضعها الثالث: ماعن الكلينى بسنده، عن الرضا )عليه السالم( قال: سألته عن الزكاة هل توضــع في من ال يعــرف؟ قــال:

ال، وال زكاة الفطرة(2) . الرابع: ما عن ضريس، قال: ســأل المــدايني أبــا جعفــر )عليه السالم( فقال: إن لنا زكاة نخرجهــا من أموالنــا، ففي

، فقــال: إني في بالدفي أهــل واليتكمن نضــعها؟ فقــال: ابعث بها إلى بلدهم تــدفعليس بها أحد من أوليائك، فقال:

إليهم وال تــدفعها إلى قــوم إذا دعــوتهم غــدا إلى أمــر لم. (3)يجيبوك وكان والله الذبح

الخامس: ما عن الشيخ بسنده، عن علي بن بالل، قال: كتبت إليه أسأله هل يجــوز أن أدفــع زكــاة المــال والصــدقة

ال تعــط الصــدقة والزكــاةإلى محتاج غير أصحابي؟ فكتب: . (4)إال ألصحابك

السادس: ما عنه بسنده، عن عمر بن يزيد قال: ســألته ال تصدق وعلى الزيدية، فقال: (5)عن الصدقة على النصاب

وقــال:عليهم بشــيء وال تســقهم من المــاء إن اســتطعتالزيدية هم النصاب .

ــال: قلت ــور، ق السابع: ما عنه بسنده، عن أبن أبي يعفألبي عبد الله )عليه السالم(: جعلت

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح3 الباب 149 ص6 ج:الوسائل (?)1. 6 باب الزكاة ال تعطى غير أهل الوالية ح547 ص3 ج:الكافي (?)2. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح5 باب 152 ص6 ج:الوسائل (?)3(. 140 )11 من أبواب الزكاة ح13 الباب 53 ص4 ج:التهذيب (?)4(. 141 )12 من أبواب الزكاة ح13 الباب 53 ص4 ج:التهذيب (?)5

97

Page 98: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

هيفداك ما تقول في الزكــاة لمن هي؟ قــال: فقــال: فأعــد، قــال: قلت: فــإن فضــل عنهم؟ فقــال: ألصــحابك

،فأعــد عليهم، قال: قلت: فإن فضل عنهم؟ قــال: عليهم ، قــال:فأعــد عليهمقــال: قلت: فــإن فضــل عنهم؟ قــال:

، قلت: فتعطىفأعــد عليهمقلت: فإن فضل عنهم؟ قال: ال واللــه إال الــتراب إال أنالسؤال منها شيئا؟ قال: فقــال:

ثم أومــأ بيــده فوضــعترحمه، فــإن رحمتــه فأعطــه كســرة. (1)إبهامه على أصول أصابعه

أقول: أي وضع إبهام يده على باطن أصابع تلك اليد من طرف الباطن، ولعل اإليماء بذلك إشارة إلى قــدر الكســرة

التي تعطى. الثــامن: مــا عن يعقــوب بن شــعيب الحــداد، عن العبــد الصالح )عليه السالم( قال: قلت له: الرجــل منــا يكــون في

يضــعها فيأرض منقطعة كيــف يصــنع بزكــاة مالــه؟ قــال: ، قلت: فإن لم يحضــر منهم فيهــا أحــد؟إخوانه وأهل واليته

، قلت: فــإن لم يجــد من يحملهــايبعث بهــا إليهمقــال: ــال: ــبهإليهم؟ ق ــدفعها إلى من ال ينص ــيرهم؟ي ، قلت: فغ

. (2)ما لغيرهم إال الحجرقال: ــه ــي، عن الرضــا )علي ــراهيم األوس ــا عن إب التاســع: مــاه السالم(، قال: سمعت أبي يقول: كنت عند أبي يومــا فأت رجل فقال: إني رجــل من أهــل الــري ولي زكــاة فــإلى من

، فقال: أليس الصــدقة محرمــة عليكم؟إليناأدفعها فقال: بلى فقال:

. 612 من أبواب الزكاة ح13 الباب 153 ص4 ج:التهذيب (?)1. 712 من أبواب الزكاة ح13 الباب 153 ص5 ج:التهذيب (?)2

98

Page 99: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

، فقــال: إني الإذا دفعتها إلى شــيعتنا فقــد دفعتهــا إلينا قـال: فـإن لمفـانتظر بهـا سـنةأعرف لهـا أحــدا، فقــال:

انتظر بها سنتين حتى بلغ أربع ســنينأصب لها أحدا؟ قال: :ثم قال له .إن لم تصب لها أحدا فصرها صررا واطرحها

ــيعتنا على في البحر، فإن الله تعالى حرم أموالنا وأموال ش. (1)عدونا

العاشر: ما عن زرارة وابن مسلم، عن أبي جعفــر وأبي الزكــاة ألهــل الواليــة،عبد الله )عليهما السالم( إنهما قاال:

. (2)قد بين الله لكم موضعها في كتابه أقول: يحتمل أن يكون المراد بالموضــوع قولــه تعــالى:

ه واليــوم اآلخــر يــوادون من حــاد﴿ ــون بالل ال تجد قومــا يؤمنه اآلية، فإن إعطاء الزكاة موادة. (3)﴾الل

الحادي عشر: ما عن الرضــا )عليــه الســالم( في كتابــه ال يجــوز أن يعطى الزكــاة غــير أهــلإلى المــأمون، قــال:

. (4)الوالية المعروفين الثاني عشر: ما عن المقنعة، عن زرارة وبكير والفضيل ومحمد بن مسلم وبريد كلهم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله

. (5)موضع الزكاة أهل الوالية)عليهما السالم( أنهما قاال:

. 8 من أبواب المستحقين للزكاة ح5 الباب 153 ص6 ج:الوسائل (?)1. 9 من أبواب المستحقين للزكاة ح5 الباب 154 ص6 ج:الوسائل (?)2. 22سورة المجادلة: اآلية (?)3. 10 من أبواب المستحقين للزكاة ح5 الباب 153 ص6 ج:الوسائل (?)4 السطر األخير. 39المقنعة، للمفيد: ص (?)5

99

Page 100: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه الســالم(، الثالث عشر: ما عن تفسير العسكري )علي واتوا الزكاة مستحقها، ال تؤتوها كــافرا وال منافقــا والقال: . (1)ناصبا

ــد بن ــنده، عن عبي ــني بس ــا عن الكلي ــر: م ــع عش الراب زرارة، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: قلت له: رجــل عارف أدى زكاته إلى غير أهلها زمانــا، هـل عليــه أن يؤديهــا

ــإن لمنعمثانية إلى أهلها إذا علمهم؟ قال: ، قال: قلت: ف يعــرف لهــا أهال فلم يؤدهــا أولم يعلم أنهــا عليــه فعلم بعــد

. (2)، الحديثيؤديها إلى أهلها لما مضىذلك؟ قال: الخامس عشر: ما عن الرضا )عليه السالم( في حديث، عن أبيه )عليه السالم(، عن الصادق )عليــه الســالم(، قــال:

ــا من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصــى أو يكلفهم م . (3)ال يطيقون فال تعطوه من الزكاة شيئا

السادس عشر: ما عن كتاب التوحيد، بســنده عن بعض أصحابنا، عن الطيب يعني علي بن محمــد، وعن أبي جعفــر

من قال بالجسم فال تعطوه من)عليهم السالم( أنهما قاال: . (4)الزكاة، وال تصلوا وراءه

السابع عشر: ما عن يونس بن يعقــوب قــال: قلت ألبيالحسن الرضا

ــائل: ج?)1 ــاب 154 ص6( الوسـ ــن13 ح5 البـ ــام الحسـ ــير اإلمـ عن تفسـالعسكري )عليه السالم(.

. 2 باب الزكاة ال تعطى غير أهل الوالية ح546 ص3 ج:الكافي (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح7 الباب 156 ص6 ج:الوسائل (?)3. 11 باب أنه عزوجل ليس بجسم ح101كتاب التوحيد للصدوق: ص (?)4

100

Page 101: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

)عليه الســالم(: أعطي هــؤالء الــذين يزعمــون أن أبــاك ال تعطهم فإنهم كفار مشركونحي من الزكاة شيئا؟ قال:

.(1)زنادقة الثامن عشر: ما عن تفسير العسكري، عنــه، عن آبائــه، عن النبي )صلوات الله عليهم أجمعين(، في حديث أنه قيل

المستضــعفون من شــيعةله: من يستحق الزكــاة؟ فقــال: محمد وآله، الذين لم تقو بصائرهم، فأما من قويت بصــيرتهــذلك ــة ف وحسنت بالوالية ألوليائه والبراءة من أعدائه معرف أخوكم في الدين، أمس بكم رحما من اآلباء واألمهــات، أمــاــوهم زكــاة وال صــدقة، فــإن موالينــا المخــالفون فال تعط وشــيعتنا منــا، وكلنــا كالجســد الواحــد، يحــرم على جماعتنــا الزكاة والصدقة، وليكن ما تعطونــه إخــوانكم المستبصــرين من البر وادفعوهم عن الزكاة والصدقات، ونزهوهم عن أن تصبوا عليهم أوساخكم، أيحب أحدكم أن يغسل وســخ بدنــه ثم يصــبه على أخيــه المــؤمن، إن وســخ الــذنوب أعظم من وسخ البدن فال توسخوا بها أخوإنكم المؤمــنين، وال تقصــدواــبين ــد المح ــدين آلل محم ــاتكم المعان أيضــا بصــدقاكم وزك ألعدائهم، فــإن المتصــدق على أعــدائنا كالســارق في حــرم

، قيل: يا رسول الله )صلى اللـه عليــهربنا عزوجل وحرمي وآله وسلم( والمستضعفون من المخــالفين الجــاهلين ال همــا معانـــدون؟ قـــال: ــا مستبصـــرون وال هم لنـ في مخالفتنـ

فيعطى الواحد من الدراهم ما دون الدرهم، ومن الخبز مـا ، ثم دون الرغيف

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح12 الباب 157 ص6 ح:الوسائل (?)1101

Page 102: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وكل معروف بعد ذلك، ومــا وقيتم بــه أعراضــكمقال: وضمنتموها عن ألســنة كالب النــاس كالشــعراء والوقــاعين

. (1)في األعراض تكفونهم فهو محسوب لكم في الصدقاتــه كتب إلى أبي التاسع عشر: ما عن علي بن ســويد، أن الحسن موسى )عليه السالم( كتابا وهو في البحس، فسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة، فأجابــه بجــواب طويــل يقــول

وسألت عن الزكاة فيهم، فمـا كـان من الزكـاة فـأنتمفيه: . (2)أحق به ألنا قد أحللنا ذلك لكم من كان منكم وأين كان

العشرون: ما عن زرارة ومحمــد بن مســلم، إنهمــا قــاالــارك ــه تب ــول الل ــالم(: أرأيت ق ــه الس ــه )علي ــد الل ألبي عب

إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها﴿وتعالى: ه بيل الل ــارمين وفي ســ قــاب والغ فة قلوبهم وفي الر والمؤل

ه ة من الل بيل فريضــ ، أكــل هــؤالء يعطى، وإن(3)﴾وابن الســ إن اإلمــام يعطي هــؤالء جميعــا ألنهمكان ال يعرف؟ فقال: ــه بالطاعة ــرون لـ ــانوا اليقـ ــإن كـ ــال زرارة: قلت: فـ . قـ

يــا زرارة لــو كــان يعطى من يعــرف دونيعرفون؟ فقــال: من ال يعرف لم يوجد لها موضع، وإنمــا يعطى من ال يعــرف ليرغب في الــدين فيثبت عليــه، فأمــا اليــوم فال تعطهــا أنت وأصحابك إال من يعرف، فمن وجدت من هــؤالء المســلمين

، ثم قال: عارفا فأعطه دون الناس

. 6 من أبواب المستحقين للزكاة ح7 الباب 157 ص6 ج:الوسائل (?)1. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح5 الباب 152 ص6 ج:الوسائل (?)2. 60سورة التوبة: اآلية (?)3

102

Page 103: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

سهم المؤلفة قلــوبهم، وســهم الرقــاب عــام، والبــاقي ، الحديث. (1)خاص

هذه جملة من األحاديث الواردة، وهناك أحــاديث أخــرىلم نذكرها خوف التطويل.

وهناك مسائل: المسألة األولى:

ال يعطى الزكاة الكافر مطلقــا، كمــا في المتن، لألخبــار المتقدمة، ويدل عليه بالخصوص الخبر الثالث عشر وغيره.

المسألة الثانية: ال يعطى الزكــاة المنــافق من المســلمين قطعــا، ويــدل عليه مضافا إلى أخبار اشتراط اإليمان الخــبر الثــالث عشــر أيضا، وأما المنافق من المؤمنين بمعــنى من يظهــر التشــيع والمواالة ويبطن خالفهما، فالظاهر عدم إعطائه أيضــا، ولــو لم نشــترط العدالــة للخــبر العشــرين، فــإن المنصــرف من العارف غيره، بل لألخبار المشترطة للوالية، فإن المنصرف

منها الموالي حقيقة ال صورة. المسألة الثالثة:

الشيعي الذي يحب أعداء آل محمد أيضــا لفتوحــاتهم أو غير ذلك، كما كثير في المتجددين من أهل زماننــا، ال يعطى من الزكــاة احتياطــا، للروايــات الدالــة على أن حبهم وحب

عدوهم ال يجتمعان، المنتج عدم موالة من أحب غيرهم. ــالم(، ففي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر )عليه الس

ــه: ــه﴿في قول ه لرجــل من قلبين في جوف ــل الل ،(2)﴾مــا جعفيحب بهذا ويبغض بهذا :إلى أن قال ، من أراد أن

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 143 ص6 ج:الوسائل (?)1. 4سورة األحزاب: اآلية (?)2

103

Page 104: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا حب ــإن شــاركه في حبن ــه، ف ــا فليمتحن قبل يعلم حبنــل ــدوهم وجبرئي ــه ع ــه، والل ــنا من ــا ولس ــدونا فليس من ع

. (1)وميكائيل والله عدو للكافرين وعن ابن أبي عمير، عن هشام بن ســالم، عن الصــادق

من جــالس لنــاجعفــر بن محمــد )عليهمــا الســالم(، قــال: عائبا، أو مــدح لنــا غاليــا، أو واصــل لنــا قاطعـا، أو قطـع لنــا واصال، أو والى لنا عدوا، أوعادى لنا وليــا، فقــد كفــر بالــذي

، إلى غيرهمــا من(2)أنزل الســبع المثــاني والقــرآن العظيماألخبار الكثيرة.

المسألة الرابعة: ــه ال تعطى غير الشيعي الذي يحب آل محمد )صــلى الل عليــه وآلــه وســلم(، لمــا تقــدم من األخبــار الدالــة على أن

موضعها أهل الوالية أو الشيعة. المسألة الخامسة:

ــدم ال تعطى الزكاة المرجئ ولوكان من أهل الوالية، لع كونــه من األصــحاب، مضــافا إلى العمومــات، وكــذا القائــل

بالتفويض. المسألة السادسة:

ــة، ال تعطى الزكاة القائل بالجبر ولو كان من أهل الواليللحديث الخامس عشر.

المسألة السابعة: الجاهل قاصرا ومقصرا في حكم المنكــر، لعــدم كــونهم موالين، وإن كان القاصر غير معذب، وفي حكمه من يكــون

في مهلة النظر على األظهر. المسألة الثامنة:

ــيخي والصــوفي والخــارجين عن ــاة الش ال يعطى الزكالوالية

. 2 تفسير سورة األحزاب ح290 ص3تفسير البرهان: ج (?)1 من أبواب األمر والنهي وما يناسبه ح38 البيان 506 ص11 ج:الوسائل (?)2

15 .104

Page 105: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الكسروي والبهائي والقادياني وأحــزابهم ممن لــه خلــلــة ــبي أو األئم ــالى أو الن ــه تع ــبة إلى الل ــدة بالنس في العقي )عليهم الصــالة والســالم(، وذلــك لألخبــار الدالــة على دفــعــامس والســابع، إذ من ــالخبر الخ ــحاب، ك ــاة إلى األص الزك المعلوم أن األصحاب هم الذين يقولون بما قالوا ويعتقــدون ما اعتقدوا، وهؤالء لم يعتقــدوا مــا نعتقــده، وال يقولــون مــا

نقوله، كما يظهر ذلك لمن راجع كتب أهل هذه المذاهب. المسألة التاسعة:

لو أعطى أحد هؤالء زكاتهم إلى أمثالهم لم يقبل ويلــزمإعادته لو استبصر.

المسألة العاشرة: ال يعطى الزكاة للحكمي القائل بــرأي المالحــدة ونحــوه

وقــالت﴿من الكفريات، فإنهم من مصــاديق قولــه تعــالى: ــا ــوا بم ــديهم ولعن ــة غلت أي ــد الله مغلول إليهــود ي

اآلية، بل هؤالء أولى. (1)﴾قالوا ومن األخبار الدالة على المطلب مــا عن أبي عبــد اللــه

من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن)عليه السالم( قال: . (2)أنكر قدرته فهو كافر

المسألة الحادية عشرة: ال يعطى من لم يعتقد بالعدل، للحديث الخامس عشــر، وما تقدم مما دل على أن موضعها األصحاب، وغير ذلك من

األخبار المذكورة في باب العدل. المسألة الثانية عشرة:

ال يعطى المجسمة، للخبر السادس عشــر، مضــافا إلىما

. 64سورة المائدة: اآلية (?)1. 17 من أبواب حد المرتد ح10 باب 560 ص18 ج:الوسائل (?)2

105

Page 106: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

تقدم. المسألة الثالثة عشرة:

لو أعطى غــير المــوالي زكاتــه للمــوالي كفى ولم يجب اإلعادة لو استبصــر، ألن العلــة في عــدم الكفايــة إعطاؤهــا

لغير الموالي. المسألة الرابعة عشرة:

إذا أسلم الكافر لم يجب عليه إعطــاء الزكــاة المتعلقــة ، والقول بأنهاإلسالم يجب ما قبلهبه في زمان كفره، ألن

من باب الماليات فال يشمله الحديث في كمال السقوط. المسألة الخامسة عشرة:

الظــاهر الفــرق بين تكليــف اإلمــام وتكليــف غــيره منأرباب الزكاة في أمور:

األول: جوازإعطاء اإلمام )عليه الســالم( العــارف وغــيرــرون، العارف إذا أقروا له بالطاعة، كما يقتضيه الخبر العش بخالف سائر أرباب الزكاة فال يجوز لهم إعطاء غير العارف، كما في جملة من الروايات المتقدمة، بــل نفس هــذا الخــير

دال على التفصيل. الثاني: وجوب إعطاء اإلمــام دين الميت، لخــبر موســى

منبن بكر المتقدم، قال لي أبو الحســن )عليــه الســالم(: طلب هذا الرزق من حله ليعود به على نفســه وعيالــه كــان كالمجاهد في ســبيل اللــه، فــإن غلب عليــه فليســتدن على الله وعلى رسوله ما يقوت به عياله، فـإن مــات ولم يقضـه كان على اإلمام قضاؤه، فإن لم يقضه كــان عليــه وزره، إن

إنما الصدقات للفقراء والمساكين الله عزوجل يقول:

106

Page 107: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــاملين عليها ــه: والع ــارمين إلى قول ــيروالغ ــذا فق فه.(1)مسكين مغرم

وهذا بخالف غيره من أربــاب الزكــاة، فيجــوز لهم عــدم أداء دينه، إذ يجوز لهم إعطاء جميع الزكــاة لشــخص واحــد، كما في رواية أبي مريم، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

إن جعلتهــا اآليــة، فقــال: إنمــا الصــدقاتفي قــول اللــه: . (2)فيهم جميعا، وإن جعلتها لواحد أجزأ عنك

الثــالث: وجــوب تتميم اإلمــام من عنــد نفســه المقــدارــد ــنده، عن العب ــني بس ــة الكلي ــاة، لرواي ــاقص من الزك الن الصالح )عليــه الســالم( في حــديث طويــل، وفيــه بعــد ذكــر

ثمانية أسهم يقسم بينهم في مواضعهم بقدر ماالطوائف: ــير، فــإن فضــل من يستغنون به في سنتهم بال ضيق وال تقت ذلــك شــيء رد إلى الــوالي، وإن نقص من ذلــك شــيء ولمــدر ــده بق ــوالي أن يمــونهم من عن ــان على ال ــه ك ــوا ب يكتف

، الحــديث. وهــذا بخالف غــيره فال(3)سعتهم حــتى يســتغنوايجب عليه ذلك بالضرورة.

الرابع: وجــوب رد ابن الســبيل إلى وطنــه على اإلمــام، دون غيره، ويدل عليه ما تقدم من روايــة علي بن إبــراهيم،

وابن الســبيل أبنــاءعن الصــادق )عليــه الســالم( قــال: الطريق الذين يكونون في األسفار في طاعة اللــه، فيقطــع

عليهم ويذهب

. 2 من أبواب الدين والقرض ح9 الباب 91 ص13 ج:الوسائل (?)1. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 الباب 185 ص6 ج:الوسائل (?)2ــافي: ج (?)3 ــير541 ص1األصـــول من الكـ ــال وتفسـ ــاب الفيء واألنفـ بـ

. 4الخمس... ح107

Page 108: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مــالهم فعلى اإلمــام أن يــردهم إلى أوطــانهم من مــال، الحديث. (1)الصدقات

وأما غير اإلمام فال يجب عليه ذلك بالبديهة، مضــافا إلىأخبار عدم وجوب البسط.

الخامس: وجــوب إعطــاء اإلمــام دين الحي غــير القــادر والغــارمينعلى األداء، لمــا عن الصــادق )عليــه الســالم(:

قــوم وقعت عليهم ديــون أنفقوهــا في طاعــة اللــه من غــير إســراف فيجب على اإلمــام أن يقضــي ذلــك عنهم ويفكهم

.(2)من مال الصدقات وخــبر محمــد بن ســليمان، عن الرضــا )عليــه الســالم(

قال نعم، ينتظــر بقــدرالمروي في الكافي المتقدم، وفيه: ما ينتهى خبره إلى اإلمام، فيقضي عنه مــا عليــه من الــدين من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعــة اللــه عزوجــل، فإن كان أنفقه في معصية الله عزوجــل فال شــيء لــه على

، الحديث. (3)اإلمام قرينة على الوجوبال شيء له على اإلمامفإن قوله:

على اإلمام لو كان أنفقــه في الطاعــة، وهــذا بخالف غــيره،كما ال يخفى.

السادس: وجوب إعطاء اإلمام ديــة العبــد المقتــول في الحــد، كمــا دل عليــه الحــديث المتقــدم في الرقــاب، قــال:

وعلى إمام المسلمين أن يدفع ثمنــه إلى مــواله من ســهم . (4)الرقاب

. 7 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 146 ص6 ج:الوسائل (?)1. 7 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 146 ص6 ج:الوسائل (?)2. 5 باب الدين ح93 ص5 ج:الكافي (?)3. 11 من أصناف المستحقين للزكاة ح6 الباب 59 ص93 ج:البحار (?)4

108

Page 109: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

السابع: إعانــة المجاهــدين ونحــوهم من ســهم الســبيل، فإنها واجبة على اإلمام لقــول الصــادق )عليــه الســالم( في

فعلى اإلمام أن يعطيهم من مال الصدقاتمرسلة القمي: . (1)حتى يقووا به على الحج والجهاد

ثم إن الظــاهر أن هــذه األحكــام إنمــا هي بالنســبة إلى اإلمام المبسوط اليد ال مطلقــا، لعــدم عمــل األئمــة )عليهم

السالم( المقهورين بذلك على ما يظهر من تواريخهم. ثم هل الفقيه المبسوط اليد ولــو في الجملــة، كفقهائنــاــوات ولهم في هذا العصر الذين يجبى إليهم األخماس والزك الرئاسة الدينية، حاله كحال اإلمام في وجــوب هــذه األمــور عليهم، أم ال؟ ال يبعد األول، لعموم أدلة النيابة، وأنهم خلفاء رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه وســلم( كمــا قررنــاه في

موضعه. ــالف ــه للمخ ــاء الفقي ــواز إعط ــول بج ــكل الق نعم، يش

فتأمل. وإنما ذكرنا هــذه المســألة ههنــا نظــرا إلى األمــر األول،

وقد تقدم الكالم في بعض هذه األمور سابقا. المسألة السادسة عشرة:

ال يعطى الزكاة الواقفــة الــذين وقفــوا على موســى بنــه جعفر )عليهما السالم(، ويدل عليه مضافا إلى عدم مواالتالمطلقة، وعدم كونه من األصحاب، الحديث السابع عشر.

. 17 سطر 299 ص1تفسير القمي: ج (?)1109

Page 110: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ومثلهم النصــاب، والزيديــة، والفطحيــة، واإلســماعيلية،والكيسانية، وغيرهم ممن لم يقبل ولو إماما واحدا.

المسألة السابعة عشرة: ال يعطى الزكاة منكــري اإلمــام المهــدي )صــلوات اللــهــه، ألنهم ليســوا من المــوالين وال من ــابين في ــه( والمرت علي

األصحاب. المسألة الثامنة عشرة:

ال يعطى الزكــاة منتحلي األحــزاب الباطلــة كالشــيوعية وغيرها، لعدم اعتقادهم بتمــام أصــول الــدين كمــا ال يخفى،

فليسوا من األصحاب. المسألة التاسعة عشرة:

ال يعطى الزكاة لمن كان داخال في هذه األديان الباطلــة المتقدمة، وإن كان لم يعرف منه شيئا، بل كان يسمى بهذا االسم فقط، كأكثر البابيــة الموجــودة فعال في إيــران، ألنهم

ليسوا من األصحاب. المسألة العشرون:

ال يعطى المجسم من الزكــاة، ولــو كــان مواليــا، للخــبرالسادس عشر، مضافا إلى العمومات. المسألة الحادية والعشرون:

ال يعطى الزكاة من اعتقد أن الله سبحانه كلــف النــاس ما ال يطيقون، وإن كان صحيحا في بقية االعتقادات فرضــا،

للخبر الخامس عشر، مضافا إلى العمومات. المسألة الثانية والعشرون:

ــلمين، قد أطلق في أخبار كثيرة الكفر على بعض المس كمــا في تــارك الزكــاة وغــيره، فمن ذلــك مــا عن الصــادق )عليه الســالم( عن آبائــه )عليهم السـالم( في وصــية النــبي

يــا على)صلى الله عليه وآله وسلم( لعلي )عليه الســالم(: كفر بالله العظيم من هذه األمــة عشـرة: القنــات والسـاحر

والديوت وناكح

110

Page 111: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــاكح البهيمــة، ومن نكح ذات المرأة حراما في دبرها، ون محـرم منـه، والسـاعي في الفتنــة، وبــائع السـالح من أهـل

. (1)الحرب، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة فمات ولم يحجإلى غير ذلك من األحاديث.

ــدم اشــتراط ــدير ع ــاة على تق ــون من الزك ــل يعط فه العدالة، أم ال؟ الظاهر اإلعطاء، ألن المراد بهذا الكفــر غــير

الكفر المانع عن أداء الزكاة نصا وفتوى.ــاة عن أما نصا: فالنصراف أدلة منع الكفر إلعطــاء الزك مثله، مضافا إلى بعض النصوص الخاصــة الدالــة على جــواز

إعطاء الفاجرالذي هو أشد من الفاسق. ــا الحســن فعن بشــر بن بشــار، قلت للرجــل، يعــني أب )عليه الســالم(: مــا حــد المــؤمن الــذي يعطى من الزكــاة؟

أو عشرة آالف،، ثم قال: يعطى المومن ثالثة آالفقال: ويعطى الفاجر بقــدر، ألن المــومن ينفقهــا في طاعــة اللــه،

. (2)والفاجرفي معصية اللهالمسألة الثالثة والعشرون:

الظاهر عدم الفرق بين القول بكــون اإلســالم واإليمــان شرطا، أو الكفر والخالف مانعا، إذ ليس في الشــريعة على حســب متفــاهم العــرف الملقى إليهم األحــاديث فــرق بين

هذين األمرين، نعم في عرف أهل المعقول بينهما فرق. وكيف كان، فيلزم إحراز هذا الشــرط كســائر الشــروط

والخصوصيات المأخوذة في باب األحكام.

. 3 من أبواب وجوب الحج ... ح7 الباب 20 ص8 ج:الوسائل (?)1. 8 من المستحقين للزكاة ح24 الباب 180 ص8 ج:الوسائل (?)2

111

Page 112: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المسألة الرابعة والعشرون: هل الذي يكون في بالد اإليمان محكــوم باإليمــان، كمن يكــون في بالد اإلســالم المحكــوم بكونــه مســلما؟ الظــاهر العدم، لعدم الدليل، وتنظيره باإلسالم قياس كمــا ال يخفى،

فتأمل. المسألة الخامسة والعشرون:

ليست الزكاة ساقطة في زمان الغيبة ضرورة. وأما الحديث التاسع عشر الــدال على الحليــة، فــالمراد به على الظاهر عدم لزوم إيصالها إلى اإلمام )عليه الصــالة

والسالم(، خصوصا حيث كان في الحبس والتقية شديدة. المسألة السادسة والعشرون:

ــوه ــ ــبي والمعت ــ ــان الفعلي في الص ــ ــترط اإليم ــ ال يش والمجنون من المؤمنين، وذلك النصراف أدلة اإليمان عنهم، مــع ورود بعض األدلــة الخاصــة الدالــة على جــواز إعطــائهم

مطلقا. كرواية الكليني )رحمه الله( بسنده عن أبي بصير، قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: الرجــل يمــوت ويــترك

ــواالعيال يعطون من الزكاة؟ قال: نعم، حتى ينشؤوا ويبلغ ، فقلت:ويسألوا، من أين كانوا يعيشون لو قطع ذلك عنهم

ــه ميتهم ويحبب إليهم دينإنهم ال يعرفون، قال: يحفــظ في أبيهم فال يلبثون أن يهتمــوا بــدين أبيهم، وإذا بلغلــوا وعــدلوا

. (1)إلى غيركم فال تعطوهموفي خبر آخر: تجويز إعطائها لعيال المسلمين.

باب أنه يعطى عيال المومن من الزكــاة إذا ... ح548 ص3 ج:الكافي (?)11 .

112

Page 113: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــلم، ومن ــل المس ــة الرج ــاء ذري ــر: إعط ــبر آخ وفي خالمعلوم شمول مثل هذه العبائر للمعتوه والمجنون.

نعم الصـــبيان والمعتوهـــون والمجنـــانين من الكفـــاروالمخالفين ال يعطون، وسيأتي تتمة لهذه المسألة.

المسألة السابعة والعشرون: هل يشترط في العاملين عليها اإليمان أم ال؟ احتماالن. وقد تقدم الكالم فيه، واألحوط االشتراط لما تقــدم من

ســهم المؤلفــة قلــوبهمقول أبي عبد الله )عليه الســالم(: .وسهم الرقاب عام، والباقي خاص

ــة فاإلنصــاف انصــرافها عن ــة اشــتراط الوالي ــا أدل وأمالعامل ونحوه.

ــول نعم ال يبعد أن يقال: إن ذلك بالنسبة إلى العامل بقــل من يســتأجر لضــبط الحســاب وعــد الغنم مطلــق، ال مث

وسقيها ونحو ذلك، فتدبر. المسألة الثامنة والعشرون:

هل يشترط اإليمان في المؤلفة قلوبهم؟ الظــاهر عــدم اشتراط اإليمان بمعــنى كونــه اثــني عشــريا، لمــا تقــدم من الروايات الدالة على أن المؤلفة من يشهد الشهادتين، ومع ذلك شاك في بعض ماجاء به النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وسلم(، بــل يظهــر من روايــة علي بن إبــراهيم، عن العــالمــهم ــاء س ــط في إعط ــد فق ــة التوحي ــالم( كفاي ــه الس )علي

المؤلفة. وكيف كان، فالظاهر كفاية التوحيد واالنقياد إلى رســول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( وإن لم تــدخل معرفــة النبي بكونــه رســوال قلـوبهم، ويشــهد لــذلك مضــافا إلى مــا

ســهم المؤلفــة قلــوبهمتقدم قول الصادق )عليه السالم(: . وسهم الرقاب عام

113

Page 114: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المسألة التاسعة والعشرون: هل يشترط اإليمــان في الرقــاب أم ال؟ فيــه تــردد، من

ــالم(: ــه الس ــادق )علي ــول الص ــامق ــاب ع ــهم الرق ،وس المقتضي لعدم اشترط اإليمان، ومن الروايــات الدالــة على

اشتراط الوالية مع كثرتها وقوتها. واإلنصاف أن الحصــر الــوارد في األخبــار بــأن موضــعها أهل الوالية إضافي لم يقصد به االحــتراز عن مثــل الرقــاب ممن ال يصرف في سد خلتهم، إذ المتبادر منها انحصــار منــه ــد خلت ــه وس ــاء حوائج ــاة في قض ــرف الزك ــتحق ص يســالف بالمؤمنين، وكذا المنصرف من أدلة وجوب إعادة المخ

زكاته هو الصرف في الفقراء. إن موضــعها أهــلويدل عليه قــولهم )عليهم الســالم(:

ــترط(1)الوالية . فإن مثل القنطرة والمسجد ونحوهما ال يش فيها اإليمان من باب السالبة بانتفاء الموضوع، مع أن الخبر المتقدم الدال على عمــوم ســهم الرقــاب حــاكم على تلــك

األخبار، كما ال يخفى. نعم، ال بد من اشتراط اإلســالم، للتصــريح بــه في بعضــه ــة الخــبر المتقــدم عن الصــادق )علي ــار، وعــدم دالل األخب

السالم( إال على عدم اشتراط اإليمان، كما ال يخفى. فرع

ــارات القسم الثاني من الرقاب وهم الذين لزمتهم الكف البد وأن يكونوا مؤمنين للنص على ذلك في مرسلة القمي،

وفي الرقاب قوم قد قال:

. 12 المستحقين للزكاة حديث 5 باب 154 ص1 ج:الوسائل (?)1114

Page 115: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

لــزمهم كفــارات في قتــل الخطــأ، وفي الظهــار، وقتــل الصيد في الحرم، وفي األيمان، وليس عنــدهم مــا يكفــرون

، الحديث. (1)وهم مؤمنونفرع:

ــع العبد المقتول حدا الذي تقدم أنه يلزم على اإلمام دف ثمنه إلى مواله، هل يشترط كونه مؤمنــا، أم يشــترط كــون مواله مؤمنا؟ الظــاهر العــدم، لعــدم الــدليل على ذلــك بعــدــل ــه، كماتقــدم، ب ــة عن مثل ــة اشــتراط الوالي انصــراف أدلــا ــل كالهم يحتمل لزوم الدفع ولو كان أحدهما غير مسلم، ب كذلك فرضــا، ألن الحكمــة في تشــريعه على الظــاهر عــدم

تضرر المولى، فتأمل. المسألة الثالثون:

هل يشــترط اإليمــان في الغــارمين أم ال؟ الظــاهر نعم، لألخبار المشترطة له مطلقا، وليس لهــا انصــراف عن مثــل

الغارم. نعم، قد يستشــكل ذي اشــتراط اإليمــان من جهــة خــبر صــباح بن ســيابة، عن الصــادق )عليــه الســالم(، قــال: قــال

ــاترسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(: أيما مسلم م وترك دينــا لم يكن في فســاد وعلى إســراف، فعلى اإلمــام

، الحــديث. فــإن(2)أن يقضيه، فإن لم يقضه فعليــه إثم ذلك مقابلــة المــؤمن للمســلم تعطي لــزوم أداء دين كليهمــا، وبضـــميمة عـــدم القـــول بالفصـــل بين الحي والميت يثبت

المطلوب. أقول: غاية ما يدل عليه هذا الخبر هــو وجــوب اإلعطــاء

على اإلمام، ونحن

. 12 سطر 299 ص1تفسير القمي: ج (?)1. 12 من اصناف المستحقين للزكاة ح6 الباب 59 ص93 ح:البحار (?)2

115

Page 116: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ال ننكره لمــا تقــدم من أن اإلمــام يعطي العــارف وغــير العارف، وذلك ال ينافي ما نحن بصدده من اشتراط اإليمــان

بالنسبة إلى غير اإلمام.

المسألة الواحدة والثالثون: هل يشترط اإليمان في سهم سبيل الله أم ال؟

الظــاهر التفصــيل، وذلــك بــأن يقــال: إن الســبيل علىنوعين:

األول: ما يتعلق باألشخاص كالحج ونحوه.الثاني: ما يتعلق بالجهات كبناء المساجد والقناطر.

وما يتعلق باألشخاص على قسمين: األول: مــا يتعلــق بهم ممــا يشــترط بنفســه باإليمــان أو

اإلسالم. الثاني: ما يتعلق بهم مما ال يشترط بنفسه بأحدهما.

فهذه ثالثة أقسام: األول: ما يتعلق بالجهات، وهذا مما ال إشــكال في عــدمــاب الســالبة ــه من ب ــه، ألن اشــتراط اإليمــان أو اإلســالم فيــلحة ــ ــه في مص ــ ــترط كون ــ ــوع. نعم، يش ــ ــاء الموض ــ بانتف المسلمين، فال يجوز بناء القنطرة للكفــار قطعــا، ألنــه ليس من سبيل الله، بل من سبيل الشيطان، فإن كل صرف في مصلحة لهم تقوية لهم وهي محرمة، وهل يشترط في هــذا القسم كونه من مصــلحة المــوالين أم يكفي كونــه مصــلحة ولو للمخالفين، حتى يكون الشرط اإلسالم وحده، فيه ترددــذاق ــرب بم ــان األق ــع، وإن ك ــة إلى التتب ــألة محتاج والمس

الروايات عدم الجواز. ــه ــترط بنفس ــا يش ــخاص مم ــق باألش ــا يتعل ــاني: م الث

باإلسالم، كخدمة المسجد

116

Page 117: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه، أو باإليمــان ــافر في ــذي ال يجــوز دخــول ك الحــرام الكالحج، وكأنه ال إشكال في اشتراطهما باإلسالم واإليمان.

الثــالث: مــا يتعلــق باألشــخاص ممــا ال يشــترط بنفســه باإلسالم واإليمان، كالجهاد وســد الثغــور ونحوهمــا، وكأنــه الــهم في ــذا الس ــائهم من ه ــواز إعط ــاب في ج ينبغي االرتي

صورة عدم غيرهم واالضطرار إلى الجهاد. وأما في صورة وجود الموالي أو عدم االضطرار فـاألمر

ــةمشكل، لما تقدم من قوله )عليه السالم(: ســهم المؤلفــه(1)قلوبهم وسهم الرقاب عام، والباقي خاص ، وقوله )علي

، وقد تقــدم بعض الكالم في(2)سبيل الله شيعتناالسالم(: ــادي المسألة وهي بعد محتاجة إلى التتبع والتنقيح، والله اله

العالم. المسألة الثانية والثالثون:

ــاهر نعم، ــبيل؟ الظ ــان في ابن الس ــترط اإليم ــل يش ه للروايات المشترطة للوالية، وما دل على كون عدا ســهمي

المؤلفة والرقاب خاص. المسألة الثالثة والثالثون:

ال يشــترط دوام اإليمــان مــدة في إعطــاء الزكــاة، بــل المخالف الذي آمن في هذه الساعة المعلوم صــدقه يعطى من هذا السهم، لصدق العناوين عليه، كمــا وأنــه ال يشــترط بقاء اإليمان، فلـو كـان مؤمنـا فــأعطي من الزكـاة ثم صـار

مخالفا كفى، ولم تجب اإلعادة.

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح1 الباب 143 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب أحكام الوصايا ح33 الباب 412 ص6 ج:الوسائل (?)2

117

Page 118: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

منهم المستضعفين حتى

نعم للمسألة بعض صور مشكلة فتدبر جيدا.ــاء ــ ــدم إعط ــ ــا ع ــ ــعفين منهم{ أم ــ ــتى المستض ــ }ح المستضــعف في حــال التمكن من المــوالي، فمقطــوع بــه،

لعموم األدلة المشترطة للوالية. وأما حال عدم التمكن من المؤمن، فقد اختلفت األخبار

فيه على أقسام: ــامن األول: ما دل على إعطائها المستضعف كــالخبر الث

المتقدم. ومافي المســتدرك، عن دعــائم اإلســالم، عن جعفــر بن

ــلمحمد )عليهما السالم( أنه قال: وال يعطى الزكاة إال أله ، قيل لــه: فــإذا لم يكن بالموضــع وليالوالية من المؤمنين يبعث بهــا إلى موضــع آخــر فيقســم فيمحتاج إليها، قــال:

أهل الوالية وال تعط قوما إن دعوتهم إلى أمرك لم يجيبوك، ، قيــل لــه: فــإن لمولو كـان الــذبح وأهــوى بيــده إلى حلقه

ــذين اليوجد مؤمن مستحق، قال: يعطى المستضــعفون ال. (1)ينصبون

الثــاني: مــا دل على إلقائهــا في البحــر، كــالخبر التاســعالمتقدم.

وما في المستدرك، عن كتاب ثــاقب المنــاقب، عن أبيــد بن علي الصلت الهروي قال: حضرت مجلس اإلمام محم بن موســى الرضــا )عليهم الســالم(، وعنــده جماعــة من الشيعة وغيرهم، فقام إليه رجل، إلى أن قال: ثم قــام إليــهــا مــوالي جعلت فــداك إن لم أجــد أحــدا من آخــر وقــال: ي

شيعتكم فإلى من أدفعه؟ فقال )عليه

. 3 سطر 522 ص1، والمستدرك: ج5 سطر 260 ص1 ج:الدعائم (?)1118

Page 119: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

السالم(: إن لم تجد أحدا فارم بها في الماء فإنها تصــل إليه، فلمــا انصــرف من كــان في المجلس قلت لــه: جعلت

نعم تسألنى عن الرجلينفداك يا سيدى رأيت عجبا؟ قال: :إلى أن قال ،ــاة إن وأما اآلخر فإنه قام يسألني عن الزك

لم يجد أحدا من شــيعتنا فــإلى من يدفعــه؟ قلت لــه: إن لم تجدا أحدا من الشيعة فــارم بهــا في المــاء فإنهــا تصــل إلى

. (1)أهلها الثالث: ما دل على جواز الصرف في ســائر المصــارف

التي منها اشتراء العبد. فعن الكليــني والشــيخ في الموثــق، عن عبيــد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل أخرج زكاة ماله ألف درهم فلم يجد موضعا يدفع ذلــك إليــه فنظــر إلى مملوك يباع فيمن يزيــده فاشـتراه بتلــك األلــف درهم الــتي

نعم، الأخرجهما من زكاته فأعتقه، هل يجــوز ذلــك؟ قــال: ، الحديث. (2)بأس بذلك

أقــول: قــال في الجــواهر: فمــع عــدم المــؤمن وعــدمــه وال تعطى مصرف آخر شرعي تحفظ إلى حال التمكن من للمخالف بال خالف أجده، بل يمكن تحصــيل اإلجمــاع عليــه، إلطالق أدلــة المنــع وظهــور جملــة منهــا وصــراحة آخــر في

، انتهى. (3)ذلك

من أبواب المستحقين للزكاة4 الباب 522 ص1مستدرك الوسائل: ج (?)1. 7ح. 3 باب الرجل يحج من الزكاة... ح557 ص3 ج:الكافي (?)2. 381 ص15 ج:الجواهر (?)3

119

Page 120: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

واألقرب في النظر جواز العمل بمــا تضــمنته الطوائــفــوة الثالثة من األخبار، فيجوز إعطاؤها إلى المستضــعف، لق

الخبرين المتقدمين، وغاية ما يقال في المعارضة أمور: األول: عــدم الخالف، وفيــه: إن اإلجمــاع ليس بحجــة إال إذا أحرز دخول المعصوم فيه، فكيف بعــدم الخالف، مضــافا

إلى وجود المخالف في المسألة. الثاني: األخبار الدالة بأن موضــعها أهــل الواليــة، وفيــه: إنها دالة على ذلك بالعموم، والروايتــان تــدالن على الجــواز بالخصوص، فال تعارض بينهما، مــع أنهمــا مطابقتــان لعمــوم الكتاب، بال وجود مخصـص قطعي في موردهمـا، بـل نقـولــار المشــترطة هــو وقت وجــود كال إن المنصــرف من األخب

الصنفين، بل صريح بعضها ذلك. الثــالث: إن هــذين الخــبرين وردتــا في زمــان وجــود المعصوم، وفي زمانه يمكن اإليصال إليه، وهــو مقــدم على اإلعطاء للمستضعف. وفيه: إن هــذا أشــبه شــيء باالجتهــاد في مقابــل النص، إذ بعــد تجــويز اإلمــام ذلــك ال وقــع لهــذا الكالم، على أن اإليصال إليهم )عليهم الســالم( في الغــالبــيين ــانوا مرم ــالم( ك ــوف، ألنهم )عليهم الس ــان محال للخ ك

بجمع المال والسالح، كما يظهر ذلك لمن راجع األخبار. الرابع: معارضــتهما لمــا تقــدم من الخــبر الثــامن عشــر الدال على عدم إعطــاء المستضــعف من المخــالفين إال مــاــه: إن ذلــك في صــورة وجــود ــدرهم والرغيــف. وفي دون ال

الموالي كما هو ظاهر.

120

Page 121: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــون ــا على ك ــدم داللتهم ــة، لع ــال الرواي الخــامس: إجم المستضعف من المخالفين أو الكفار. وفيــه: إن الظــاهرمن

الـــذين ال ينصـــبون، وقولـــه: إلى من ال ينصـــبهقولـــه: المخالف المستضعف ال مطلقا.

الســادس: معارضــة الخــبرين ألخبــار اإللقــاء في المــاء واشتراء العبد. وفيه: عدم المعارضة بل حيث كان كل واحد منهما جائزا أجاز اإلمام )عليه السـالم( في كـل مـورد أمـرا

منها. الســابع: ضــعف الخــبرين ســندا، أمــا خــبر يعقــوب بن شعيب ففي محكي المعتبر أنه ضعيف الســند، وفي محكي المنتهى أنه شاذ. وأما الخــبر الثــاني فهــو من الــدعائم وهــو ضعيف كما ال يخفى. وفيه: كفايــة الوثــوق في الخــبر، وهــو فيهما حاصل، ولو اعتنى بمثــل هــذا الضــعف لســقط غــالب

األخبار، مع أن الدعائم ال بأس به كما تقدم. هذا ويؤيد ما ذكرنا: األخبار الــواردة في الفطــرة الدالــة

على جواز صرفها في المستضعفين، فتأمل. وكيــف كــان، فال وجــه لإلشــكال في جــواز إعطائهــا

المستضعف. وربمــا يقــال يجــوز إلقائهــا في البحــر بعــد أربــع ســنين،ــال في ــد ق ــه، فق ــل بتوجي ــه ك ــذا وجه ــتبعدوا ه وحيث اس الوسـائل بعـد خـبر األوس مــا لفظـه: أقـول: لعـل هـذا منــون ــا ال تك ــدم من أنه ــال، لماتق ــال على المح ــق المح تعلي فريضة فرضها الله ال يوجد لها موضع، أو على وجه المبالغةفي منع غير المؤمن، ومعلوم أن فرض عدم وجود المؤمن

121

Page 122: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وعدم إمكان الوصول إليه في أربع سنين محــال عــادة،ــاب ــ ــع والرق ــ ــه واس ــ ــبيل الل ــ ــاب س ــ ــديره فب ــ وعلى تق

. (1)والمستضعفون قريب من ذلك، والله أعلموقريب منه ما في حاشية المستند.

وقــال الفقيــه الهمــداني: ولعــل مــا في ذيلــه من األمــر بإلقائهــا في البحــر على تقــدير أن ال يصــيب لهــا أحــدا من الشيعة في تلك المدة الذي هو مجــرد فــرض ال يكــاد يتفــق حصــوله في الخــارج، للتنبيــه على أن إلقاءهــا في البحــر وإتالفها لدى تعذر إيصالها إلى الشيعة أولى من إيصالها إلى

،(2)المخالفين الــذين حرمهــا اللــه عليهم على ســبيل الكنايةانتهى.

أقول: أما التوجيهان فيأبي عنهمــا ظــاهر الروايــة، وأمــاــا موضــع، إشكال أنه ال تكون فريضة فرضها الله ال يوجد له ففيه: إن الكالم أنه ليس لــه أحــد المواضــع الطوليــة أعــني

الموالى، مضافا إلى أن الكالم في هذا التقدير. ــوز وكيف كان، فربما يقال بجواز العمل بالروايتين، فيج اإللقاء في البحر ونحوه، لكن بعد مضي أربع ســنين، وليس في المقــام إال احتمــال أنــه إتالف، وفيــه: إنــه بعــد التعليــل بالوصـول إلى األهــل وإمكــان ذلــك ال وجــه لــه، أال تــرى أن الكتاب إلى ولي العصر )عجل الله تعالى فرجه( يطــرح في

البحر ونحوه. نعم يرد على هذين الخبرين بعض ما ورد على الخــبرين

األولين، والجواب هو الجواب. وأما ما ذكــره في الجــواهر والوســائل من الصــرف في

مصرف آخر، أو

. 8 من أبواب المستحقين... ذيل ح5 الباب 154 ص6 ج:الوسائل (?)1. 9 سطر 105 ص3 الفقيه ج:مصباح (?)2

122

Page 123: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــهم من إال ــوبهم المؤلفة س ــهم قل ــبيل وس في الله س الله وســبيل والمؤلفة المــؤمن وجــود عــدم ومع الجملــة،

التمكن. حال إلى يحفظ

سبيل اللــه ونحــوه، ففيــه: إن المفــروض عــدم بعضــها،ــا ليس ــاملون ونحوهم ــة والع وتســاوي بعضــها، مثال المؤلف بمتناول مريد إعطاء الزكاة، وإنمــا ذلــك في تنــاول الــوالي،ــجد لهم ليس ــاء المس ــة وبن ــال إلى الحج من العام واإلرســا في ــعفهم، أو إلقائه ــا لمستض ــذورا من إعطائه ــل مح بأق

البحر. نعم يبقى عتق الرقاب الذي دل عليه الخبر األخير، وهو جائز في زمــان وجــود ســائر المصــارف لمــا تقــدم، فكيــف بعدمها، ويجوز كونه من المخالفين لمــا تقــدم من أن ســهم

الرقاب عام. فتحصل مما تقدم أن الشخص في زمان عدم المــوالي مخــير بين هــذه الثالثـة، وأمــا الصـرف في السـبيل بمنفعـة

المخالفين ونحوه فممنوع لعدم الدليل. إن قلت: إن بناء المسجد ونحوه أولى إذا كان الموالون

ولو عشرين. قلت: حيث كــان مثــل هــذا الفــرض في غايــة البعــد لم يتعرض له اإلمام )عليه السالم(، ولو فرض ذلك كان مقدما على ما ذكر، واألدلة الدالة على اإللقاء في البحــر واشــتراءــذه الصــورة، ــد وإعطــاء المستضــعف منصــرفة عن ه العب فتحصل مما ذكر أنه لو كــان هنــاك مصــرف من المصــارف االبتدائية كان مقدما، ولو لم يكن صــرف في األحــد الثالثــة،

فتدبر. }إال من سهم المؤلفــة قلــوبهم وســهم ســبيل اللــه في الجملــة، ومــع عــدم وجــود المــؤمن والمؤلفــة وســبيل اللــه يحفظ إلى حال التمكن{ وقد عرفت وجوه النظر في بعض

ما ذكر.

123

Page 124: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فرع: لو دار األمر بين الغني الموالي وأحــد األمــور الثالثــة، أو بين الهاشـــمي المـــوالي وأحـــدها، أو بين واجب النفقـــة الموالي وأحدها، فالظــاهر تقــديم الثــاني، على إشــكال في

بعض الصور. فرع:

ــة الســنة لو قلنا بعدم جواز إعطاء الفقير أكــثر من مؤن ابتداء، أو قلنا بعدم جــواز اإلعطــاء بعــد إعطائــه قــدر مؤنــة السنة، فلو انحصر الفقير في عــدد معــدود، وزادت الزكــاة،ــة، أو ــة الســنة نوب فــاألقرب جــواز إعطــائهم أكــثر من مؤن نوبات، وذلك لما تقــدم من حــديث ابن أبي يعفــور الســابع، فإن إطالقه يشمل صورتي الغنى وبقاء الفقر كما ال يخفى.

فرع: المستضعف هو مقابل الناصب، لظهور المقابلــة بينهمــاــك بالخصــوص ــدل على ذل ــة، وي ــار المتقدم في بعض األخب رواية عبد الغفار الخازي ـ كما في البرهــان ـــ عن أبي عبــد الله )عليه السالم( أنه ذكر أن المستضعفين ضروب يخالفــو ــبا فه ــة ناص ــل القبل ــا، ومن لم يكن من أه ــهم بعض بعض

. (1 )مستضعف

تفسير سورة النساء: يا أيها الذين آمنوا...407 ص1تفسير البرهان: ج (?)1. 11ح

124

Page 125: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ألطفــال الفقــراء سهم من الزكاة تعطى(:ــ 1 ـ مسألة)المؤمنين

تعطى الزكــاة من ســهم الفقــراء{ بــل:1مسـألة ـ }ــه ــدل علي ــنين{، وي ــال المؤم ــيرهم }ألطف والمســاكين وغ

مضافا إلى اإلجماع وعموم اآلية، أخبار خاصة: األول: رواية أبي بصير قال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: الرجل يموت ويترك العيــال أيعطــون من الزكــاة؟

نعم، حــتى ينشــئوا ويبلغــوا ويســألوا، من أين كــانواقــال: ، فقلت: إنهم ال يعرفــون؟يعيشــون إذا قطــع ذلــك عنهم

يحفـــــظ فيهم ميتهم ويحبب إليهم دين أبيهم فالفقـــــال: يلبثون أن يهتموا بدين أبيهم، وإذا بلغوا وعــدلوا إلى غــيركم

. (1)فال تعطوهمــه ــه )علي ــد الل ــة، عن أبي عب ــة أبي خديج ــاني: رواي الث

ذرية الرجــل المســلم إذا مــات يعطــون منالسالم(، قال: الزكاة والفطرة، كما كــان يعطى أبــوهم حــتى يبلغــوا، فــإذا بلغوا وعرفــوا ماكــان أبــوهم يعــرف أعطــوا، وإن نصــبوا لم

. (2)يعطوا الثالث: رواية عبد الرحمان بن الحجاج، قــال: قلت ألبي الحسن )عليه السالم(: رجل مســلم مملــوك ومــواله رجــل مسلم وله مال يزكيه وللملوك ولد صغير حر أيجــزي مــواله

. (3)ال بأسأن يعطي ابن عبده من الزكاة؟ قال: الرابــع: خــبر يــونس بن يعقــوب المــروي عن قــرب اإلسناد، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: قلت لــه: ــا عيال المسلمين أعطيهم من الزكاة فأشتري لهم منها ثياب

. (4)ال بأسوطعاما، وأرى أن ذلك خير لهم؟ قال: فقال:

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح6 باب 155 ص6 ج:الوسائل (?)1. 2 من أبواب المتحقين للزكاة ح6 باب 156 ص6 ج:الوسائل (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح45 باب 205 ص6 ج:الوسائل (?)3. 8 سطر 24قرب اإلسناد: ص (?)4

125

Page 126: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فرع: الظاهر من الروايات المذكورة هو إعطــاء األطفــال من مطلق الزكاة، وال يختص بســهم الفقــراء فقــط، فمــا ذكــره

المصنف )رحمه الله( ال يخلو عن إيراد. فرع:

ال يشترط اإليمان في األطفال، ولو صار مميزا ولم يقرــه بما هو مقتضى اإليمان فالظاهر اإلعطاء أيضا، لقوله )علي

. حتى يبلغواالسالم( في الخبر الثاني: فرع:

ال يشترط العدالة في األطفال، وإن قلنا باشتراطها فيالكبير، ألنه ال عدالة للصغير.

فرع: لو شرطنا في إعطاء الزكاة عــدم شــرب الخمــر، فهــل

يشترط في األطفال أم ال؟ فيه تردد. فرع:

ــه واجب يشترط في الطفل عدم الهاشمية، وعــدم كونالنفقة، لعموم األدلة مع عدم المعارض.

فرع: ال فرق في إعطاء األطفال بين إعطــاء آبــائهم وعدمــه، فلو كــان األب غنيــا، أو فاســقا وقلنــا باشــتراط العدالــة، أو شارب الخمر وقلنا بعدمــه، أعطي األطفــال منهــا إذا كــانوا

فقراء، إلطالق األدلة. فرع:

ال يعطى الطفل إذا كان غنيا، وإن كان أبوه فقيرا بحيثــا كان يعطى من الزكاة، مثال: لو ماتت والدة الطفــل وورثه ماال كثيرا، وكان أبوه فقــيرا يأخــذ الزكــاة، لم يعــط الطفــل

لعموم أدلة المنع.

126

Page 127: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ومجانينهم

فرع: ال فرق بين حياة األب وموته، كما صرح بكــل قســم في

بعض النصوص المتقدمة. فرع:

ــبهة أو لو كان األب غنيا، ولكن كان ال يعطي الطفل لشعناد، أعطي على الظاهر لعموم األدلة.

فرع: يجوز إعطاء الطفــل من ســهم الغرمــاء إذا أنفــق عليــه

القيم أوغيره قرضا وذلك لعموم أدلة الغارمين. فرع:

يعطى الطفل من سهم السبيل إذا كــان من مصــاديقه، كما لو سافر مع أبويه ثم ماتا وبقي غير متمكن من الرجوع

إلى أهله، وذلك لعموم األدلة. }و{ كذا يعطى من الزكاة }مجــانينهم{ لعمــوم األدلــة، قال في المستمسك: بال خالف ظاهر، نعم في المســتند إن ثبت اإلجماع عليه، وإال فمحــل نظــر، لعــدم كــون المجنــونــة في ــوص المتقدم ــور النص ــه، لظه ــو في محل ــا، وه عارف اختصاصــها بالعــارف، اللهم إال أن يــدعى انصــرافها إلى من كان موضــوعا للتكليــف أعــني البــالغ العاقــل، وفي غيرهمــا يرجع إلى اإلطالق، لكن مقتضى ذلك جــواز إعطــاء مجــانين

، انتهى. (1)غيرهم أيضا أقول: العارف في النصــوص المشــترطة وأهــل الواليــة والشيعة كلها عبارات عن شيء واحد، وهو يطلق عليه هذه

األلفاظ عرفا قبال من ال يطلق عليه،

. 277 ص9 ج:المستمسك (?)1127

Page 128: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بين وال والخنــثى، واألنــثى الــذكر بين فــرق غــير منوليهم إلى بالدفع بالتمليك إما وغيره، المميز

ولذا ترى أن أهل العرف ال يشــكون في إطالق الشــيعة على مجنونهم، بل يرون اإلطالق عليه وعلى غيره على حــدــتند ونقض ــ ــا في كالم المس ــ ــرف م ــ ــذلك تع ــ ــواء، وب ــ س المستمســك من اإلشــكال، مضــافا إلى شــمول العيــال في

خبر يونس له قطعا. فرع:

يشترط في المجنون الفقر وعدم كونــه هاشــميا وكونــه معدودا من المؤمنين وعدم كونه واجب النفقة، وال يشــترط العدالــة فيــه، وفي اشــتراط عــدم شــربه للخمــر تــردد، وال

يخفى سوق ما ذكر في الطفل ههنا. فرع:

ال فرق في المجنون بين األدواري وغيره. }من غير فــرق{ في كــل من الطفــل والمجنــون }بين الذكر واألنــثى والخنــثى، وال بين الممــيز وغــيره{ كــل ذلــك

إلطالق األدلة. ــك }إما بالتمليك بالدفع إلى وليهم{ الشرعي، وإما تملي

أنفسهم ابتداء، فالظاهر أنه ال مانع منه. ــر منهم من ــا يظه ــا لفظــه: إن م ــال في المصــباح م ق التسـالم عليــه من عـدم حصـول الملكيـة للطفـل إال بقبض الولي قابل للمنع، فــإن مــا دلت على ســلب أفعــال الصــبي وأقواله إنما يدل عليه في عقوده وإيقاعاتــه ونظائرهــا ممــا فيه إلـزام والــتزام بشـيء على وجــه يـترتب على مخالفتـه

مؤاخذة ال مطلق أعماله، ولذا قوينا شرعية عباداته

128

Page 129: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يكن لم إن أمين بتوسط أو مباشرة عليهم بالصرف وإماوالقيم والجد األب من شرعي ولي لهم

فكــذا معامالتــه الــتي لم يكن فيهــا إلــزام والــتزام، بــل مجرد االكتساب كحيازة المباحات األصلية وغيرها مما يجوز حيازتها بقصد االكتساب، وكذا الشأن فيما يتناوله من وجوه

. (1)الصدقات نعم ليس للمالك االجتزاء بدفعها إليــه في تفريــغ ذمتــه، إلمكان أن يقال بكون الملكية الحاصلة بقبضه مراعاة بعدمــا إتالفها وصرفها فيما يجوز لوليه الصرف فيه، أو يقــال بأنهــوزه ــذي يحـ ــالحطب الـ ــه كـ وإن دخلت في ملكـــه بقبضـ لالكتساب، ولكنها مضـمونة على المالـك حـتى يصـرفها في

حاجته. أقــول: ويؤيــد جــواز اإلعطــاء إطالق األخبــار المتقدمــة الدالة على جواز إعطاء الطفل، فإنه لو كان الشرط إعطاء

وليه لبينه اإلمام )عليه السالم(، فتأمل. فرع:

ــل، يجوز الدفع إلى غير الولي ليصرفه في مصالح الطفلعدم مانع عنه.

ــا }وإما بالصرف عليهم{ كأن يشــتري لهم طعامــا وثيابــا }مباشــرة أو بتوســط أمين إن لم يكن لهم ــا، إم ونحوهمــدم ــرفت ع ــد ع ــد والقيم{ وق ــرعي من األب والج ولي ش اعتبار الولي حتى في التمليك، وحــتى فيمـا لــو كـان الــوليــك ــون من التملي ــو أه ــذي ه ــرف ال ــف بالص ــودا فكي موج

بنظرهم، وما ذكره صاحب الجواهر من

. 19 سطر 106 ص3 الفقيه ج:مصباح (?)1129

Page 130: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ضـرورة منافــاة ذلـك لقواعــد المــذهب، غــير تــام، إذلميعلم للمذهب قاعدة تنافيه.

فتحصــل من جميــع مــا ذكــر تمليــك الطفــل والمجنــون للزكــاة وصــرفها في مصــالحهما بتوســيط أو غــير توســيط، سواء كان الولي موجودا أم لم يكن، رضي بذلك أم ال، كانــا

مميزين أم ال، كل ذلك جائز. فرع:

لو قال الولي هذا الصرف ليس بمصلحة، ورآه المعطي مصـــلحة، جـــاز للمعطي الصـــرف، ألن نظـــر الـــولي ليس موضوعيا، بل طريقيا، نعم يجوز للولي منعه حسب نظــره،

والله العالم.

130

Page 131: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وإن ،تمليكا الســفيه إلى الزكاة دفع يجوز(:ــ 2 ـ مسألة)ــان ــوز أنه كما ،ذلك بعد عليه يحجر ك ــرف يج من عليه الص الفقــراء سهم من بل ،الله سبيل سهم األظهر على أيضــا

.والصرف التمليك من أعم السهام كسائر كونه من

يجوز دفع الزكــاة إلى الســفيه تمليكــا{:ـ 2مسألة ـ } الظاهر أن قيد التمليك زائــد، إذ نفس إعطائهــا إلى شـخص لنفسه سبب لملكيتــه، ولــو لم يقصــد المعطي التمليــك، ثم إن دفع الزكاة إلى السفيه ال مانع منــه إال عنـد من يشـترط العدالة، فإن السفيه محجور عليه في الصرف ال في األخذ. }وإن كان يحجر عليــه بعــد ذلــك{ لســفاهته }كمــا أنــه يجــوز الصــرف عليــه من ســهم ســبيل اللــه، بــل من ســهم الفقراء أيضا على األظهر من كونه كسائر الســهام أعم من

التمليك والصرف{. فرع:

السفيه مثل غيره في جواز أداء دينه غير اإلسرافي من ســهم الغــارمين، وجــواز إرســاله من ســهم ابن الســبيل إذا صار ابن سبيل، واشترائه من ســهم الرقــاب إذا كــان عبــدا

وهكذا، كل ذلك للعموم.

131

Page 132: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يلحق وغــيره المــؤمن بين المتولد الصبي(:ــ 3 ـ مسألة) مؤمنا الجد كان لو نعم ،األب هو كان إذا خصوصا ،بالمؤمن

إشكال ففيه مؤمن غير واألب

ــد بين المــؤمن وغــيره{:ــ 3مسألة ـ } الصــبي المتول سواء كان غير المــؤمن كــافرا أو مخالفــا }يلحــق بــالمؤمن

خصوصا إذا كان هو األب{ أقول: يشكل إلحــاق الولــد بــاألم المؤمنــة فقــط، لعـدم شــمول األدلــة المتقدمــة لــه، بــل الولــد ملحــق بــاألب في الشرعيات والعرفيات كما ال يخفى، ولذا لو كــانت األم غــير هاشــمية واألب هاشــميا لم يعــط الولــد من الزكــاة وأعطي من الخمس، كما يشهد لذلك مضافا إلى العرف قوله )عليه

ومن كانت أمه من بــني هاشــمالسالم( في مرسلة حماد: وأبوه من سائر قريش فــإن الصــدقات تحــل لــه، وليس لــه

ــول: ــالى يق ــه تع ــإن الل ــيء، ف ــوهم﴿من الخمس ش ادع. ( 2)(1 )﴾آلبائهم

ــه ــؤمن ففي ــير م ــا واألب غ ــد مؤمن ــان الج ــو ك }نعم لــه ــة ل إشــكال{ ينشــأ من احتمــال اإلعطــاء لشــمول الذري

ذرية الرجل المســلم إذافيشمله خبر أبي خديجة المتقدم: ، الحــديث. ومن احتمــال العــدم(3)مات يعطون من الزكــاة

ــان ــة وإن ك ــبر أبي خديج ــد، وخ ــة إلى الول ــراف األدل النص يشــمله بــالنظر إلى صــدره، ولكن في ذيلــه مــا يؤيــد كــون

المراد من الذرية

. 5سورة األحزاب: اآلية (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح30 الباب 188 ص6 ج:الوسائل (?)2. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح6 الباب 156 ص6 ج:الوسائل (?)3

132

Page 133: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

.اإلعطاء عدم واألحوط

. (1)وعرفوا ما كان أبوهم يعرفاألبناء فقط، لقوله: }واألحوط عدم اإلعطاء{ نعم ال يبعــد القــول باإلعطــاء فيما لو كان ابن االبن في عيلولة الجد، وكان األب المخالف

مثال ميتا أو نحوه. فرع:

لو كان االبن المميز عارفا مــع كــون أبويــه مخــالفين أوــه كــافرين أو نحــو ذلــك، فهــل يعطى من الزكــاة أم ال؟ في تردد، واإلعطاء ال يخلو من وجــه، ألن قبــول إســالم الصــبي

يقتضي قبول إيمانه فتأمل. فرع:

لقيط دار اإليمان أو دار الكفر وفيها مؤمن يمكن تولــده منه يعطى من الزكاة أم ال؟ بعد العلم بعدم كونــه هاشــميا،ــه ال يخلــو فيه تردد، وإعطاؤه من سهم السبيل تحفظــا علي

من وجه. ــان حكم ــارة من جري ــاب الطه ــا ذكــروه في كت ــا م وأم

اإلســالم يعلــو واليعلىاإلسالم عليه لقوله )عليه الســالم(: ، أو أن كلما كــان اإلســالم شــرطا فال يحكم، وكلمــا(2)عليه

كان الكفر مانعا فيحكم بــه، أو تــرجيح جــانب الغلبــة، أو أن كــل مولــود يولــد على الفطــرة، أو غــير ذلــك، فال ربــط لــه

بالمقام، فتأمل. فرع:

ــه من لو شك في اللقيط أنه هاشمي أم ال، ففي إعطائكل من الخمس والزكاة تردد.

فرع: ــان في إعطاء الطفل المسبي من الزكاة تردد، سواء ك

والده معه أم

ذيله. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح6 الباب 156 ص6 ج:الوسائل (?)1. 11 من أبواب موانع اإلرث ح1 الباب 276 ص17 ج:الوسائل (?)2

133

Page 134: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ال؟ هذا قبل االسترقاق وصيرورته عبدا ألحد. أما بعده فال كالم في عدم اإلعطاء وتبعيته لمواله، فــإن كان غنيا فهو، وإن كان فقيرا عد العبد من عائلتــه فيصــرف

عليه ما يأخذه من خمس أو زكاة.

134

Page 135: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عن فضال المؤمــنين من االزنــ ابن يعطى ال(:ــ 4 مسألة).السهم هذا من غيرهم

ال يعطى ابن الزنا من المؤمنين فضال عن:4مسألة }غيرهم من هذا السهم{ ويدل عليه أمور:

األول: إن المتبــادر من أوالد الرجــل المســلم وذريتــهــه بنســب ــا تضــمنته النصــوص من ينتســب ب ــا مم ونحوهم صحيح، فولد الزنا خارج عن مورد هذا الحكم، وهــذا الــدليل

إنما يفيد في الطفل دون الكبير. الولــد للفــراشالثاني: قوله )عليــه الصــالة والســالم(:

. فحيث لم يكن في الــبين فــراش ملحــق(1)وللعاهر الحجر للولد بأبيه، لعدم الفراش أو لعدم صحته، لم يكن الولد منــدليل كســابقه في ــذا ال ــه، وه ــل المســلم وذريت أوالد الرج

االختصاص. ــد الثالث: وهو العمدة، األخبار الدالة على عدم كــون ول

الزنا مؤمنا أو من الشيعة أو نحوهما. فإذا كان يــومفعن النبي )صلى الله عليه وآله وسلم(:

القيامة دعي النـاس بأسـماء أمهـاتهم سـوى شـيعتنا فـإنهم. (2)يدعون بأسماء آبائهم لطب مولدهم

إذا كــان يــوموعن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: القيامة يدعى الناس جميعا بأسمائهم وأسماء أمهاتهم ستراــدعون من الله عليهم، إال شيعة علي )عليه السالم( فإنهم ي

. (3)بأسمائهم، وذلك أن ليس فيهم عهر

. 2 من أبواب نكاح العبيد واإلماء ح58 الباب 568 ص14 ج:الوسائل (?)1 .3 من أبواب أن الناس تدعى بأسماء ... ح9 الباب 238 ص7 ج:البحار (?)2 .7 من أبواب أن الناس تدعى بأسماء ... ح9 الباب 240 ص7 ح:البحار (?)3

135

Page 136: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إذا كـان يـوم القيامــةوعن علي )عليــه السـالم( قـال: يدعى الناس بأســمائهم إال شــيعتي ومحــبي، فــإنهم يــدعون

. (1)بأسماء آبائهم لطيب مواليدهم ما يبتلي الله بهوعن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

ــده ــير رش ــوا لغ ــأن يكون ــأربع، ب ــيعتنا فلن يبتليهم ب ـ(2)شالحديث.

وعن رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( فيما قالهــةلعلي بن أبي طالب )عليه السالم(: ــوم القيام فإذا كان ي

دعي الناس بأسمائهم وأسماء أمهاتهم ما خال نحن وشــيعتنا.(3)ومحبينا فإنهم يدعون بأسماء آبائهم

إلى غير ذلك من األخبار التي ذكرها العالمــة المجلســي )رحمــه اللــه( في بــابي أن ولــد الزنــا ال يــدخل الجنــة، وأن الناس يـدعون بأسـماء أمهـاتهم خال الشـيعة، وحبهم عالمـة طيب الــوالدة، وهــذه األخبــار بضــميمة األخبــار المشــترطة للوالية كغــالب األخبــار، أو للتشــيع كــالخبرين المــرويين عنــة في الرضــا والعســكرى )عليهمــا الســالم( ونحوهمــا كافي

المطلوب، والمسألة بحاجة إلى التأمل. فروع

األول: ولد الشبهة في حكم الولد الصحيح.الثاني: الولد المشترك بين الشبهة والحالل كذلك.

الثالث: الولد المشترك بين الحالل والحرام، أو الشــبهةوأحدهما في حكم

. 9 من أبواب أن الناس تدعى بأسماء... ح9 الباب 241 ص7 ج:البحار (?)1ــاس... ح11 الباب 277 ص5 ج:البحار (?)2 من أبواب من ال ينجون من الن5 .. 8 من أبواب أن الناس يدعى بأسماء... ح9 الباب 241 ص7 ج:البحار (?)3

136

Page 137: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ولد الحالل فتأمل. الرابع: ولد المتعة كولد الدوام.

الخامس: إذا كــان الزنــا من الجــانبين فال إشــكال، ولــو كان الوطي من أحد الجـانبين حالال لشـبهة ومن اآلخـر زنـا،

فإن كان طرف الحالل الوالد فال إشكال، وإال ففيه تردد. ــق ــة ملح ــرض إمكان ــتزريق على ف ــد ال ــادس: ول الس

بالحرام، إال إذا كان المني من الزوج أو شبهه. السابع: ولد األمة كولد الحر.

الثامن: ولد المحللة كولد المعقودة. التاسع: لو جذب الفرج المني من األرض ونحوهــا، فــإن

كان للزوج ونحوه فهو حالل، وإال ففيه تردد. العاشر: ال ينبغي اإلشكال في جواز إعطاء هــذا الســهم لولد الزنــا من المؤلفــة ونحــوه، كمــا ال ينبغي اإلشــكال في

عدم جواز إعطائه للفقير منه، وفي الغارم ونحوه تردد. الحادي عشر: ال يختص كون الولــد حالال بجريــان العقــدــد ــلم، وول ــافر إذا أس ــد الك ــل ول ــيعة، ب ــذهب الش على م المخالف إذا استبصر حالل إذا جــرى في النكــاح على وفــق

طريقته. الثاني عشر: من تناله األلسن غير محكوم بأنه ولــد زنــا

ما لم يثبت.وهنا فروع أخر أضربنا عنها لقلة االبتالء بها.

137

Page 138: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ثم نحلته أهل زكاته المؤمن غير أعطى لو(ـ: 5 ـ مسألة)أعادها استبصر

لو أعطى غير المؤمن زكاته أهل نحلته ثم: 5مسألة } استبصر أعادها{ ويدل على ذلك أخبــار كثــيرة، مضــافا إلى

اإلجماع، وقد تقدم نقل جملة منها. فمنها: ما عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، في حــديث

كل عمل عمله وهو في حــال نصــبه وضــاللته، ثم منقال: الله عليه وعرفــه الواليــة فإنــه يــؤجر عليــه، إال الزكــاة ألنــه يضعها في غــير مواضــعها ألنهــا ألهــل الواليــة، وأمــا الصــالة

. (1)والحج والصيام فليس عليه قضاء ومنهــا: مــا عن أبي جعفــر، وأبي عبــد اللــه )عليهمــا السالم( أنهما قاال في الرجل يكــون في بعض هــذه األهــواء الحرورية والمرجئــة والعثمانيــة والقدريـة ثم يتـوب ويعـرف هذا األمر ويحسن رأيه أيعيــد كــل صــالة صــالها، أوصــوم أوــه إعــادة شــيء من ذلــك؟ قــال: زكــاة أو حج، أو ليس علي

ليس عليــه إعــادة شــيء من ذلــك غــير الزكــاة، والبــد أن يؤديها ألنه وضع الزكاة في غير موضعها وإنما موضعها أهــل

. (2)الواليةــه ــه )علي ومنها: عن ابن أذينة قال: كتب إلي أبو عبد الل

إن كل عمــل عملــه الناصــب في حــال ضــالله أوالسالم(: حال نصبه، ثم من الله عليه وعرفه هذا

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح3 الباب 148 ص6 ج:الوسائل (?)1. 2 من أبواب السمتحقين للزكاة ح3 الباب 149 ص6 ج:الوسائل (?)2

138

Page 139: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

،مذهبه وفق على بهما جــاء إذا والصــوم الصــالة بخالفاألصح على عندنا ركنا منه ترك قد كان وإن ،الحج وكذا بل

األمر، فإنه يؤجر عليه ويكتب له، إال الزكاة فإنه يعيدها، ألنه وضعها في غير موضــعها، وإنمــا موضــعها أهــل الواليــة،

. (1)فأما الصالة والصوم فليس عليه قضائهما ومنها: خبر ابن حكيم قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله )عليه الســالم( إذ دخــل عليــه رجالن كوفيــان كانــا زيــديين،ــك فقاال: جعلنا لك الفداء كنا نقول، وإن الله من علينا بواليت

أمــا الصــالة والصــومفهل يقبل شيء من أعمالنا؟ فقــال: والصدقة فإن الله يتبعكما ذلك ويلحق بكما، وأما الزكاة فال

. (2)ألنكما أبعدتما حق امرئ مسلم وأعطيتما غيره إلى غــير ذلــك من النصــوص المتقدمــة الدالــة على أن

موضع الزكاة أهل الوالية. ومن هذا كلــه تــبين اختصــاص اإلعــادة بالزكــاة }بخالف الصالة والصوم إذا جــاء بهمــا على وفــق مذهبــه، بــل وكــذا الحج وإن كان قد ترك منه ركنا عندنا على األصح{ وتوضيح

المقام يتم ببيان فروع: األول: ال يجب على المخالف إعادة الصــالة والصــوم إذا

أتى بهما على وفق مذهبه، لألخبار المتقدمة.

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح3 الباب 149 ص6 ج:الوسائل (?)1. 5 من أبواب مقدمة العبادات ح31 الباب 98 ص1 ج:الوسائل (?)2

139

Page 140: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا وأما لو أتى بهما على وفق مذهب الشيعة، أو أتى بهم باطال على كال المذهبين، أو لم يأت بهما أصال جاهال بــالحكمــيا أو ــرا، أو ناس ــرا أو مقص ــا، قاص ــوع أو بكليهم أو بالموضــدم ــة تقتضــي الع ــل يجب قضــائهما أم ال؟ األدل ــدا، فه عام

مطلقا. قال سليمان بن خالد ألبي عبد الله )عليه الســالم( وأنــاــذ عــرفت هــذا األمــر أصــلي في كــل يــوم جــالس: إني من

ال تقعل، فإنصالتين، أقضي ما فاتني قبل معرفتي؟ قال: الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصــالة

(1) . وهذه الرواية ليس شيء مانعا من العمــل بهــا، إال نقــلــف اإلجماع إذ لم ينقل عن أحد من األصحاب القول به، وكي

كان فالتفصيل في باب الصالة. ــان ــادة الحج، وإن ك ــالف إع ــاني: ال يجب على المخ الث

مستحبا، ولذا عطفه بقوله: وكذا الحج. أما عدم وجوب اإلعادة فللنصوص المتقدمــة المصــرحة

بذلك. وأمــا اســتحبابها فلمــا في صــحيحة بريــد بن معاويــة العجلي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: وســألته عن رجل وهو في بعض هــذه األصــناف من أهــل القبلــة ناصــب متــدين، ثم من اللــه عليــه فعــرف هــذا األمــر يقضــي حجــة اإلسالم؟ فقال )عليه السالم(: يقضي أحب إلي، وكل عمــل

عمله وهو في حال نصبه وضالله

. 4 من مقدمة العبادات ح31 باب 98 ص1 ج:الوسائل (?)1140

Page 141: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ثم من اللــه عليــه وعرفــه الواليــة فإنــه يــؤجر عليــه إالــل الزكاة فإنه يعيدها ألنه وضعها في غير مواضعها، ألنها أله

. (1)الوالية وقول المصنف: على األصــح، مقابــل قــول العالمــة منــأن ــالة معلال ب ــوم والص ــاء الص ــدم قض ــكال في ع االستش الطهارة لم تقع على الوجه الصحيح، واإلفطار قد يقع منهم في غير وقته، والتفصيل في الحج بأنهــا إذا لم يخــل بشــيء

من أركانه لم يجب اإلعادة وإال وجب. ثم إن هنا بعض األخبار الدالــة على وجــوب إعــادة الحج

في بعض الصور أو مطلقا. ففي كتاب الطهارة من الوسائل في باب عــدم وجــوب قضاء المخالف عبادته إذا استبصر، عن أبي بصــير، عن أبي

وكذلك الناصب إذاعبد الله )عليه السالم( قال في حديث: . (2)عرف فعليه الحج، وإن كان قد حج

وفي رواية أخرى قال: كتب إبراهيم بن محمد الهمداني إني حججت وأنــا مخــالفإلى أبي جعفــر )عليــه الســالم(:

ــال: ــالعمره إلى الحج، ق ــا ب ــدخلت متمتع ــرورة ف وكنت ص. (3)أعد حجكفكتب إليه:

وسيأتي الكالم مفصال في باب الحج إن شاء الله. الثــالث: الظــاهر عــدم الفــرق بين الوضــعيات وغيرهــا،

فكما ال يجب على

. 1 من مقدمة العبادات ح31 باب 97 ص1 ج:الوسائل (?)1.2 من مقدمة العبادات ح31 باب 97 ص1 ج:الوسائل (?)2.3 من مقدمة العبادات ح31 باب 98 ص1 ج:( الوسائل?)3

141

Page 142: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

استبصر ثم المــؤمن، إلى الزكــاة دفع قد كــان لو نعم، اإلعادة األحوط كان وإن أجزأ، أيضا

المخــالف إعــادة الصــوم والصــالة والحج، ال يجب عليــه إعادة غسل الجنابــة والطهــارة الخبثيـة للعمــوم، على تــردد

مذكور في كتاب الطهارة. الرابع: هل يجب عليه إعادة الخمس إذا وضعه في غــير موضعه أم ال؟ الظاهر الوجوب للتعليــل، نعم إذا وضــعه في

موضعه لم يجب، والله العالم. ــذين لم ــاة الـ ــاء الخمس والزكـ ــامس: يجب إعطـ الخـــو أعطى يعيطهمــا قطعــا، لفحــوى وجــوب اإلعــادة فيمــا ل

الزكاة غير أهلها. }نعم لو كان قد دفــع الزكــاة إلى المــؤمن ثم استبصــرــة أجزأ، وإن كان األحوط اإلعادة أيضا{ وجه اإلجــزاء أن عل عدم اإلجزاء هو وضعها في غير موضــعها، فــإذا وضــعها فيــاط ــل، ووجــه االحتي ــة فــيرتفع المعل ــق العل موضــعها لم تب

باإلعادة أمران: األول: عدم تمشي قصــد القربــة المعتــبرة في الزكــاة،ــك، إذ يمكن فإنه ال يرى الموالي أهال، وفيه: عدم اطــراد ذل أن يتصور فيمن يرى الموالي أهال، أو يفرض أنه جاهل بهـذا الشرط، فسأل المفتي مثال فأرشــده إلى مــا يوافــق الحــق

فعمل به بقصد التقرب. الثــاني: إن مثــل هــذا اإلعطــاء فاســد عنــدهم من حيث المخالفة لمذهبهم، وعندنا أيضا لكونها فاقدة لشرط الواليةــدهم المعتبرة لدينا في قبول األعمال، ولو فرض صــحته عن كفى فساده عندنا في وجوب اإلعــادة، توضــيحه أن الزكــاة حين إعطائها لم تقبل ألنها بدون الشرط الــذي هــو الواليــة،وفي الحال ال يمكن احتسابها ألنها لم تقع قرضا بل مجانا.

142

Page 143: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــادة ــه اإلع ــو أن وج ــل ه ــوم من التعلي ــه: إن المفه وفي منحصر في أنها لم يضــعها موضــعها، فلــو انتفى هــذا انتفى وجوب اإلعادة، مع أنــه لــو وضــعها موضــعها كــان داخال في

ــافا إلى أنوكل عمل عملهقوله )عليه السالم(: إلخ، مض شرطية الوالية لقبول األعمال على الظاهر ليس على وجــه يكون منافيا لذلك، بل الواليــة شــرط ولــو لحوقــا، كالصــالة والصوم والحج وسائر األعمال، فاألظهر عدم وجه لالحتياطــادة ــاط في إع باإلعادة حتى استحبابيا، كعدم مقتضى االحتي

الصالة والصوم. فرع:

قد تقدم في بعض المباحث السابقة جواز ارتجاع المالمن المخالف وعدمه فراجع.

فرع: لو صرف المخالف الزكــاة إلى جهــة من الجهــات الــتي يجوز صرف الزكاة فيها، كبناء القناطر للمؤمنين، أو اشتراء العبد وعتقــه أو نحوهمـا، فهـل يكفي ذلـك من اإلعــادة بعـد االستبصار أم ال؟ الظاهر الكفايــة للتعليــل، والكالم فيــه هــو

الكالم في الصرف في الشيعة. فرع:

ــه في غــير ــو انعكس المطلب فصــرف الشــيعي زكات لــا دل من اشــتراط ــادة بال كالم، لم ــه اإلع ــا، وجب علي أهله الوالية عموما، وخصوص خــبر عبيــد بن زرارة الرابــع عشــر

المتقدم في أول بحث أوصاف المستحقين. فرع:

لو دفع المخالف زكاته إلى المستضعف في ظرف عدم وجود المــوالي فالظــاهر الكفايــة، واحتمــال اختصــاص هــذا

التكليف بالموالي بعيد.

143

Page 144: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فرع: ــا ــه عالم ــوالي لكون ــد المخــالف في طلب الم ــو اجته ل بالحق باطنا، ثم أعطاه إلى من ظن أنه مــوال، ثم انكشـف خالفه، فهل يجزيه أم ال؟ فيــه تــردد، والكالم هنــا هــو الكالم

في الموالي فيما اجتهد، فتدبر. فرع:

لو دفع الزكاة إلى المخالف تقيــة، فهــل يجــزي ذلــك أمال؟ احتماالن:

األول: اإلجزاء ألمور، منها إجــزاء أداء المــأمور بــه على وجه التقية عن الواقع، كما في سائر العبادات على ما قيل.

ومنها: أن المال ال يزكى مرتين في سنة واحدة.ومنها أخبار:

األول: ما عن يعقوب بن شــعيب قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن العشــور الــتي تؤخــذ من الرجــل

. (1)نعم إن شاءأيحتسب بها من زكاته؟ قال: الثاني: ما عن السكوني، عن جعفر )عليه السالم(، عن

ما أخذه عنك العاشــر فطرحــهآبائه )عليهم السالم(، قال: في كــوزه فهــو من زكاتــك، ومــا لم يطرحــه في الكــوز فال

. (2)تحسبه من زكاتكــه ــد الل ــا عن عيص بن القاســم، عن أبي عب ــالث: م الث

مـا أخــذوا منكم بنـو أميـة)عليه السالم( في الزكـاة قــال: فاحتسبوا به، وال تعطوهم شيئا ما استطعتم، فــإن المــال ال

. (3)يبقى على هذا أن يزكيه مرتين الرابع: ما عن سليمان بن خالــد قــال: ســمعت أبــا عبــد

الله )عليه السالم(

.1 من المستحقين للزكاة ح20 باب 173 ص6 ج:( الوسائل?)1.2 من المستحقين للزكاة ح20 باب 174 ص6 ج:الوسائل (?)2.3 من المستحقين للزكاة ح20 باب 174 ص6 ج:( الوسائل?)3

144

Page 145: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إن أصـــحاب أبي أتـــوه فســـألوه عمـــا يأخـــذيقـــول: ــا، السلطان فرق لهم، وإنه ليعلم أن الزكاة ال تحل إال ألهله فأمرهم أن يحتسبوا به، فجال فكري فقلت له: يــا أبــه إنهم

يا بني حــق أحب اللــهإن سمعوا ذلك لم يزك أحد؟ فقال: . (1)أن يظهره

ــه الخامس: ما عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله )علي الالســالم( عن صــدقة المــال يأخــذها الســلطان؟ فقــال:

. (2)آمرك أن تعيد السادس: ما سأل أبو عبد الله أو أبــو الحســن )عليهمــا السالم( عن الرجــل يأخــذ منــه هــؤالء زكــاة مالــه أو خمس غنيمته، أو خمس ما يخرج له من المعادن أيحسب ذلــك لــه

. (3)نعمفي زكاته وخمسه؟ فقال: السابع: ما عن أبي البختري، عن جعفر )عليه الســالم(، عن أبيه )عليه السالم(: إن عليا )عليه السالم( كــان يقــول:

اعتد في زكاتك بمــا أخــذ العشــار منــك واحفظهــا عنــه مــا .استطعت

إلى غير ذلك من الروايات التي ذكروها في باب الخراج. (4)والمقاسمة ونحوها

االحتمال الثاني: عدم االجزاء ووجــوب دفعهــا إلى أهــلالوالية مرة ثانية، ويدل على ذلك أمور:

األول: األدلة الدالة على أن موضع الزكــاة أهــل الواليــةووجوب اإلعادة لو وضعها في غيرهم.

.4 من المستحقين للزكاة ح20 باب 174 ص6 ج:( الوسائل?)1.5 من المستحقين للزكاة ح20 باب 174 ص6 ج:( الوسائل?)2.7 من المستحقين للزكاة ح20 باب 175 ص6 ج:( الوسائل?)3.8 من المستحقين للزكاة ح20 باب 175 ص6 ج:( الوسائل?)4

145

Page 146: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثاني: إن أمر التقية ال يقتضي اإلجزاء، ولذا ورد قضــاءالصوم لو أفطر بحكم المخالف حين لم يثبت الهالل.

الثــالث: بعض األخبــار الخاصــة، فعن أبي أســامة قــال: قلت ألبي عبد الله )عليــه الســالم(: جعلت فــداك إن هــؤالء المصدقين يأتونا فيأخذون منا الصدقة فنعطيهم إياها أتجزي

، أو قــال:ال، إنمــا هــؤالء قــوم غصــبوكمعنــا؟ فقــال: ظلموكم أموالكم إنما الصدقة ألهلها(1) .

الرابع: األصل فإنه يقتضــي عــدم الكفايــة، إذ االشــتغالاليقيني يحتاج إلى البراءة اليقينية.

ــار ال أقول: هذه األدلة المذكورة في الطرفين غير األخبوقع لها، إذ يرد:

على الدليل األول من اإلجزاء، والثاني من عدمه: إنهمــاال وقع لهما بعد ورود األخبار الخاصة في المقام.

نعم يصلح مؤيدا. وعلى الثاني من اإلجزاء إنــه يتوقــف على تســليم كــونــدليل في األداء إلى المخالف يقع زكاة، وإالجرى مثل هذا ال

إعطاء المخالف زكاته أهل نحلته. ــة ــزاء: حكوم ــدم اإلج ــة ع ــع من أدل وعلى األول والراب

األخبار الدالة على اإلجزاء، أو ورودها عليهما. نعم يبقى الدليل الثالث من أدلة عــدم اإلجــزاء، وهــو ال

يقاوم تلك األخبار

.6 من المستحقين للزكاة ح20 باب 175 ص6 ج:( الوسائل?)1146

Page 147: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الكثــيرة، مــع أنهــا قابلــة للحمــل على االســتحباب، كمــا فعله الشيخ )رحمه الله( على ما حكي عنه في االستحباب،

أوعلى إمكان التخلص منهم، أو على غير ذلك. وكيف كان، فاألقرب عدم لزوم الزكاة مرة ثانية بعد ما يأخذها الجائر، لصراحة تلك األخبــار داللــة، وصــحة االعتمــاد

عليها سندا.ولتتميم المسألة ينبغي ذكر فروع:

األول: إنه هل يشترط كون اإلعطاء تقية، أم ال يشــترط ذلــك، بــل لــو كــان يعــرف أنــه مــوال ال يــرى جــواز إعطــاء المخالفين ومع ذلــك أخــذوا منــه قهــرا كــان كافيــا، الظــاهر

الثاني لعموم األدلة المتقدمة. الثاني: التعليــق على المشــية في الخــبر األول يــراد بــه على الظاهر أنه حين إعطــاء العشــر إن شــاء قصــد الزكــاةــه، ال حتى تسقط عنه، وإن شاء لم يقصــدها فيبقى في ذمت أن السقوط عن ذمته بعد قصد الزكاة حين اإلعطــاء معلــق

على مشيته. الثالث: التفصيل بين اإللقاء في الكوز وغيره في الخــبر الثاني كأنه طريقي إلى جعلها من مال الوالي وعدم جعلها، فإن اإللقاء في الكوز أمارة أنه لم يطمع فيها، بخالف ما لو لم يلقها فإنه أمارة السرقة من الوالي. وعلى هذا فالمناط هو صيرورتها من مال الوالي، فلو لم يكن هناك كــوز وإنمــا

كان دفتر حساب أو صندوق أو نحوهما كان هو الميزان.ــذ كما أنه لو لم يكن شيء، بل كان يلقي العشار ما يأخ

في جيبه كفى. ولو انعكس األمر بــأن كــان يلقي مــا للــوالي في جيبــه، وما يسرقه في الكوز الــذي أخفــاه تحت األرض كــان األمــر

بالعكس. وفي المســألة بعض صــور مشــكلة ال بــد من االحتيــاط

فيها.

147

Page 148: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الرابع: الالزم اشتراط الكفاية بصورة عــدم القــدرة من التخلص، لما دل عليه الخــبر الثــالث والســادس، ولــذا قــال شيخنا المرتضى )رحمه اللــه(: ويمكن أن يقــال: إنــه إن لم يجد مندوحة عن أصل الدفع فهو داخل في مسألة ما يأخذه المخـــالف بعنـــوان الزكـــاة قهـــرا، وقـــد تقـــدم الروايـــات

، انتهى. (1)باحتسابه الخامس: قال شيخنا المرتضى )رحمه اللــه(: وإن وجــدــدفع ال المندوحة عن أصل الدفع إال أنه على فــرض إرادة ال مندوحة عن دفعه إلى المخالف، فاألقوى عــدم االحتســاب،

إنمــا هــؤالء قــوم ظلمــوكم أمــوالكم إنمــالألصــل، وقولــه: ــار االحتســاب بوجــوبالصــدقة ألهلها ، وللتصــريح في أخب

اإلخفاء عنهم ما استطاع. ما أخذ منكم بنو أميةففي صحيحة العيص بن القاسم:

فاحتسبوا به، وال تعطوهم شيئا ما استطعتم، فــإن المــال الــذ فيجب الصــبر إلىيبقى على هذا أن تزكيه مرتين ، وحينئ

، انتهى. وهــذا(2)أن يتمكن من األداء ولو بعزلــه والوصــية بهكالم جيد.

ــاء ــدفع بعض واإلبق ــو تمكن من التخلص ب ــادس: ل الســالث والســادس على بعض وجب، إذ المستفاد من الخبر الثــوم أن الضــرورات ــول ضــرورة، ومن المعل أن الحكم مجع

تقدر بقدرها. وعليه فلو أعطى جميع المــال في صــورة التمكن وجب

التدارك بالنسبة إلى المقدار الممكن حفظه، والله العالم.

السطر األخير. 514كتاب الطهارة: ص (?)1 السطر األول.515كتاب الطهارة: ص (?)2

148

Page 149: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الســابع: ال يبعــد القــول بجــواز التوريــة في التخلص من إعطائه جميع المال أو بعضه، وهل يجوز الكــذب أم ال، فيــه

تردد. الثامن: هل يشترط أخذ الجائر بعنوان الزكاة والخمس، أم يكفي مطلـــق األخـــذ ولـــو بعنـــوان الحراســـة والكنس ونحوهما، األقوى األول، لعدم دليل على الثاني، فــإن األدلــة المتقدمة في أخذ العشار ونحوه بعنــوان الزكــاة والصــدقة،

فتأمل. التاســع: لــو أخــذ العشــار أقــل من الزكــاة لشــبهة فيــذ من بعض ــ ــوع، أو اختالف في الحكم، أو لم يأخـ ــ الموضـ األجناس أصال، وجب على رب المال أداؤه إلى أهله، كمــا ال

يخفى. العاشر: لو أخذ العشار أكــثر، فهــل يجــوز احتســابه منــدير ــة المختلفين بالتقـ ــاة نقديـ ــة، أو من زكـ ــنة الثانيـ السـ بالقيمــة؟ الظــاهر ال، ألن االحتســاب مطلقــا خالف األصــل،

فيقدر بقدر الدليل، وال دليل لما ذكر، فتأمل. الحــادي عشــر: ال يجــوز احتســاب مــا يأخــذه اللص من الزكاة، للعمومات، مضافا إلى رواية عبد الرحمان بن كثير، في حديث أنه كان عند أبي جعفر )عليه السالم(، فــذكر لــه رجل قطع عليه الطريق، قال: فقلت له: فإذا أنا فعلت ذلك

ال، ولكن إن شئت أن يكون منأعتد به من الزكاة؟ فقال: . (1)الحق المعلوم

الثاني عشر: يسقط الزكــاة عن مقــدار الخــراج قطعــا، وهل يســقط عن تمــام المــال بإعطــاء الخــراج، فيــه تــردد،

وتفصيله سبق فيما تقدم.

. 9 من المستحقين للزكاة ح20 باب 175 ص6 ج:الوسائل (?)1149

Page 150: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثــالث عشــر: حــال الخمس في عــدم وجــوب اإلعــادة فيمــا لــو أخــذه الجــائر حــال الزكــاة، لمــا تقــدم في الخــبر

السادس، والكالم في االحتساب وغيره كما تقدم. نعم، يبقى في أنــه هــل حــال الخمس في غــير الغنيمــة والمعدن حاله فيهما حتى لو أخذ السلطان خمس الغــوص،ــول ــد القـ ــا، كفى أم ال؟ ال يبعـ ــاح ونحوهمـ أو خمس األربـ بالكفاية، إذ المفهوم عرفا من الرواية أنهما من باب المثال

وال خصوصية لهما. الرابع عشر: ال شك في كون السلطان المخــالف الــذيــل ــام، وال يحتم ــذه األحك ــموال له ــة مش ــه خليف ــرى نفس ي

االختصاص بسالطين بني أمية وبني العباس. وأما السلطان المخالف الذي ال يــرى نفســه خليفــة، أو سلطان الشيعة الذي ال يرى نفسـه خليفـة، أو يـرى فرضـا،ــه فهل حالهم كحال القسم األول في هذه األحكام أم ال؟ في تردد، واألقــرب األول، لعمــوم غــالب األخبــار المتقدمــة، وال وجه للتخصيص إال احتمال االنصراف وهو غير معتن به لدىــراج ــ ــألة الخ ــ ــو مس ــ ــل الكالم ه ــ ــرف، وحيث إن مح ــ الع

والمقاسمة أضربنا عن التفصيل.

150

Page 151: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والمجنــون للطفل الزكــاة دفع في النية(:ـ 6 ــ مسـألة) وعند ،التمليك وجه على كـــان إذا الـــولي إلى الـــدفع عند

.الصرف وجه على كان إذا عليهما الصرف

النيــة في دفــع الزكــاة للطفــل والمجنــون:6مسألة } عنــد الــدفع إلى الــولي إذا كــان على وجــه التمليــك، وعنــد الصرف عليهما إذا كان على وجه الصرف{ لكن قد عــرفتــة كفاية اإلعطاء إلى الصبي كإعطائه إلى الولي، فوقت الني

عند دفعها ولو إلى الصبي، والله العالم.

151

Page 152: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إعطــاء جــواز في العلمــاء بعض استشكل(:ــ 7 ـ مسألة)ــاة ــذين المؤمــنين لعــوام الزك الله يعرفــون ال ال بهــذا إالــبي أو ،اللفظ ــ ــ ــيئا أو ،بعضا أو كال ،األئمة أو الن ــ ــ من ش

بعض ذكر بل ،اإلجــزاء عــدم واســتقرب ،الخمس المعارف ،بأسمائهمالسالم( )عليهم األئمة معرفة يكفي ال أنه آخر ،من وابن هو من أنه يعـــــــــرف أن واحد كل في بد ال بل

الــترتيب يعــرف نأو ،غــيره عن وتميــيزه تعيينه فيشــترطخالفتهم في

ــو صــاحب:7مســألة } ــاء{ وه استشــكل بعض العلم الحدائق )رحمه الله( وتبعه في المستند }في جــواز إعطــاءــذا ــه إال به ــون الل ــذين ال يعرف ــنين ال ــوام المؤم ــاة لع الزك اللفظ{ المجمل من كل الخصوصيات }أو النــبي أو األئمــة، كال أو بعضا، أو شيئا من المعارف الخمس{ أصال فضــال عن

التصديق بها. }واســتقرب عــدم اإلجــزاء، بــل ذكــر بعض آخــر{ وهــوــل صاحب المستند }أنه ال يكفي معرفة األئمة بأســمائهم، ب البد في كل واحد أن يعرف أنه من هــو وابن من، فيشــترط تعيينه وتمييزه عن غيره، وأن يعرف الــترتيب في خالفتهم{ وقد حكم صاحب الحدائق على هؤالء بإجراء أحكام اإلسالم عليهم في الدنيا، وأما في اآلخــرة فهم من المرجــئين ألمــر

الله. وغاية ما استدل لعدم إعطائهم الزكاة أن ذلك مشترط

باإليمان، وهو غير ثابت. ــه وقال في المستند في وجه االســتدالل: ال يصــدق علي أنه يعرف صاحب هذا األمر، وال يعلم أنــه من أهــل الواليــة،

. (1)وأنه العارف

. 11 سطر 50 ص2 ج:المستند (?)1152

Page 153: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــزم ما يعرف هل أنه يعلم لم ولو ــبر ال؟ أم معرفته يل يعت مســلم بأني اإلجمالي اإلقرار يكفى وال حاله، عن الفحص

األقــوى بل جــدا، مشــكل ذكروه وما عشري، واثنى مؤمن أيضــا، أســماءهم يعــرف لم وإن اإلجمــالي اإلقــرار كفاية خالفتهم في والترتيب آبائهم أسماء عن فضال

}و{ قال في المستند أيضا ماحاصله: }لــو لم يعلم أنــه هل يعرف ما يلزم معرفتــه أم ال؟ يعتــبر الفحص عن حالــه، وال يكفي اإلقــرار اإلجمــالي بــأني مســلم مــؤمن واثــنى عشـــري{ بـــل ذكـــر أنـــه لـــو علمنـــا بأنـــه يعـــرف جميـــع الخصوصيات، فهل يجب الفحص عن حاله أنه هل هو مجرد إقــرار أو مــذعن بمــا يعــترف ومعتقــد لــه، ثم أفــتى بعــدم

. (1)الوجوب ألنه خالف سيرة العلماء }ومــا ذكــروه مشــكل جــدا، بــل األقــوى كفايــة اإلقــرار اإلجمالي، وإن لم يعرف أسماءهم أيضــا، فضــال عن أســماءــائهم والــترتيب في خالفتهم{ وذلــك لشــمول العمومــات آب واإلطالقات لمثــل هــؤالء، فيصــدق عليهم أنهم من الشــيعة، ومن أهل الوالية، ومن أصحابنا، خصوصا أن الحديث الثامن عشر، المروي عن العســكري )عليــه الســالم( المتقــدم في أول مبحث أوصاف المستحقين صريح في المطلب فراجع. بل هناك بعض األخبار الدالــة على عــدم مطلوبيــة أزيــد

من اإلجمال عن المستضعفين. ففي روايــة إســماعيل، قــال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه

السالم( عن الدين الذي

.13 سطر 50 ص2 ج:المستند (?)1153

Page 154: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الدين واسع، وإن الخــوارجال يسع لعباده جهله؟ فقال: ، فقلت: جعلت فــداك أمــاضــيقوا على أنفســهم بجهلهم

ــهد أن، قلت: نعمأحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: أش ال إله إال الله، وأن محمدا عبده ورسوله، واإلقــرار بمــا جــاء به من عنــد اللــه، وأتــوالكم، وأبــرء من أعــدائكم ومن ركب

هو والله الذيرقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ال،، قلت: فهل يسلم أحد ال يعــرف هــذا؟ قــال: نحن عليه

،نساؤكم وأوالدكم، قلت: من هم؟ قال: إال المستضعفين أرأيت أم أيمن فإني أشهد أنهــا من أهــل الجنــة، ومــاقال:

، انتهى. (1)كانت تعرف ما أنتم عليه بل قــال الشـيخ )رحمــه اللـه( في الرسـائل: ويمكن أن يقال: إن المعتــبر هــو عــدم إنكــار هــذه األمــور وغيرهــا منــر من بعض الضروريات، ال وجوب االعتقاد بها، على ما يظه

. (2)األخبار من أن الشاك إذالم يكن جاحدا فليس بكافر لــوففي رواية زرارة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: ،(3)أن العبـــاد إذا جهلـــوا وقفـــوا ولم يجحـــدوا لم يكفـــروا

ونحوها وغيرها. ــدس ســره( ــة للشــيخ )ق ــاب الغيب ــا عن كت ــدها م ويؤي بإسناده عن الصادق )عليــه الســالم(، أن جماعــة يقــال لهم الحقيــة وهم الــذين يقســمون بحــق علي وال يعرفــون حقــه

، انتهى. (4)وفضله وهم يدخلون الجنة

.8 تفسير سورة النساء، يا أيها الذين آمنوا ... ح407 ص1 ج:البرهان (?)1ــدين75( رســائل الشــيخ األنصــاري: ص?)2 ــار الظن في أصــول ال في اعتب

.7سطر .8 من أبواب مقدمة العبادات ح2 الباب 21 ص1 ج:( الوسائل?)3. 3 سطر 149( كتاب الغيبة: ص?)4

154

Page 155: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المؤمــنين من أنه دعــواه في بصــدقه العلم مع هــذا لكن يعلم ولم الــدعوى بمجــرد كــان إذا وأما عشــريين، األثــنيعنه. الفحص فيجب وكذبه صدقه

وكيف كان، فمن المقطوع عدم اعتبار ما ذكــره صــاحبا الحدائق والمستند، وأما ما ذكـراه من عـدم صـدق العـارفــادي بخالفــه، إذ ليس وأهل الوالية على هؤالء، فالضرورة تن المــراد بهــذه العبــائر إال من هــو مقابــل للمخــالفين كمــا ال

يخفى. وأما عدم وجوب الفحص عن اإلذعان بهــذه األمــور بعــد اإلقرار بها فليس لسيرة العلماء كما ذكره المستند، بل ألن المرتب عليه األحكام هو المقر الذي لم يعلم مخالفة باطنه

لظاهره. }لكن هذا{ كله }مع العلم بصــدقه في دعــواه أنــه منــدعوى ولم المؤمنين االثني عشريين، وأما إذا كان بمجرد الــة ــوى كفاي يعلم صدقه وكذبه فيجب الفحص عنه{ لكن األق الوثــوق واالطمينــان، إذ غايــة مــا يمكن الفحص عنــه طلب

الدليل منه، فيمكن أن ال يكون مذعنا به واقعا.ــل ــا احتم ــار فيم ــة مجــرد اإلظه ــال بكفاي ويمكن أن يق صدقه حتى فيما قامت األمارات على أنــه لخــوف أو طمــع، لما يظهــر من بعض األخبــار في بــاب إظهــار اإلســالم، بنــاء على أن المنــاط واحــد، فقــد روي في البرهــان في تفســير

ــالى: ــه تع ربتم في﴿قول ــوا إذا ضــ ا الذين آمن ــا أيهــ يبيل الله فتبينـــوا وال تقولـــوا لمن ألقى إليكم ســـ

الم لست مؤمنا اآلية، عن علي بن إبــراهيم: إنهــا(1)﴾الس نزلت لما رجع رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( من غــزاة

خيبر وبعث

.94( سورة النساء: اآلية ?)1155

Page 156: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى إليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى اإلسالم، وكان رجل يقال له مرداس بن نهيك الفدكي في بعض القرى، فلما أحس بخيل رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( جمــع أهلــه ومالــه في ناحيــة الجبل فأقبــل يقــول: أشــهد أن ال إلــه إال اللــه، وأن محمــداــع رسول الله، فمر به أسامة بن زيد فطعنه فقتله، فلما رجــذلك، ــبره ب إلى رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( أخ

قتلتفقال له رسول الله )صلى اللـه عليــه وآلــه وســلم(: ، فقــال: يــارجال شـهد أن ال إلـه إال اللـه، وأنى رســول الله

رسول الله إنما قالها تعــوذا من القتــل، فقــال رســول اللــه فال كشفت الغطاء عن قلبه، وال مــا)صلى الله عليه وآله(:

، فحلــفقال بلســانه قبلت، وال مــا كــان في نفســه عملت أسامة بعد ذلك أن ال يقتل أحدا شهد أن ال إله إال اللــه، وأنــه ــنين )علي ــير المؤم ــف عن أم ــه، فتخل ــدا رســول الل محم

وال تقولــوا لمن ألقىالسالم( في حروبه فــأنزل في ذلــك: ــد ــدنيا فعن إليكم السالم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الــه عليكم ــل فمن الل ــيرة كــذلك كنتم من قب ــانم كث ــه مغ الل

.(1)فتبينوا إن الله كان بما تعلمون خبيراــام ــرتب أعظم أحك ــو ت ــح، إذ ل ــتدالل واض ــه االس ووج اإلسالم وهو حقن الــدم وحفــظ األهــل والمــال على إظهــار الشهادتين في مقــام ظهــور أمــارت عــدم اإلذعــان، لــترتب بعض أحكام اإلسالم األخر الذي هــو ليس بهــذه المثابــة من األهمية عن إعطاء الزكاة، ولذا قال الســيد الــبروجردي في

تعليقته على قوله فيجب الفحص

. 12 سطر 148 ص1 ، وتفسير القمي: ح2 ج406 ص1 ج:البرهان (?)1156

Page 157: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

. (1)عنه: الظاهر كفاية دعواه وعدم وجوب الفحص وفي تعليقة السيد الخونســاري: الظــاهر كفايــة إقــراره

مع احتمال اعتقاده كما هو المفروض، انتهى. واحتاط السيد الوالد في المسألة.

ــاء ثم إنه ال إشكال في إعطاء سهم المؤلفــة لهــؤالء، بنعلى ما قويناه من أنهم الذين لم تقو بصائرهم، فتدبر.

فصل في أوصاف95تعليقة السيد البروجردي على العروة الوثقى: ص (?)1. 7المستحقين مسألة

157

Page 158: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ثم ،الزكــاة عطــاهأف مؤمنا كونه اعتقد لو(:ــ 8 ـ مسألة).اإلجزاء عدم فاألقوى ،خالفه تبين

ــاني ــون ال أن:الث ــون ممن يك ــدفع يك على إعانة إليه البالقبيح وإغراء ،اإلثم

لو اعتقد كونه مؤمنــا فأعطــاه الزكــاة، ثم:8مسألة } تبين خالفه، فاألقوى عــدم اإلجــزاء{ قــد تقــدم بعض الكالم

فيه فراجع. فرع:

لو أعطى الزكاة أطفال المؤمنين، ثم صاروا بعد البلوغ مخالفين، فالظاهر عدم وجــوب اإلعــادة، إذ ال دليــل عليهــا، مع األمــر بإعطــائهم المقتضــي لإلجــزاء، بــل قــد تقــدم في بعض األخبار أن األطفال إن عدلوا عن دين أبيهم ال يعطونــا أعطى ــال م ــكوت عن ح ــة الس ــعر بقرين ــد، المش من بع

لكفايته وإجزائه. فرع:

هل يعطى مجنون المؤمنين المظهر للكفــر، فيــه تــردد،وكذا الصبي المظهر له.

فرع: ــدين من اعتاد من سفلة الناس سب الله والمذاهب وال ونحوها ـ والعياذ بالله ـ كما هو شــائع في بعض الســفلة في زماننا، هل يعطى من الزكاة أم ال؟ فيه تــردد، واألحــوط إنــذا ــل ه ــو أعطى مث ــدم اإلعطــاء، ول ــو ع ــرب ه لم يكن أق الشخص جاهال بكونه كذلك، ثم تبين حاله فاألحوط اإلعــادة

فتدبر. }الثاني{ من أوصاف المستحقين للزكاة: }أن ال يكــون ممن يكــون الــدفع إليــه إعانــة على االثم، وإغــراء بــالقبيح{

(1)﴾العدوإنال تعاونوا على اإلثم وو﴿لقوله تعالى:

.2سورة المائدة: اآلية (?)1158

Page 159: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المعاصي في يصــرفها لمن إعطاؤها يجوز فال خصوصــا تركه كان إذا عنها. له ردعا

بضميمة أن اإلعطــاء لمن يصــرف في المعصــية تعــاونفي العرف، ولو توسط قصد القاصد ونحوه.

ولخــبر بشــرربن بشــار المــروي عن العلــل، قــال: قلت للرجل يعني أبا الحسن )عليه السالم(، ما حد المؤمن الذي

ــة آالفيعطى من الزكــاة؟ قــال: ، ثميعطى المــؤمن ثالث أو عشــرة آالف، ويعطى الفــاجر بقــدر، ألن المــؤمنقــال:

. فــإن(1)ينفقهــا في طاعــة اللــه، والفــاجر في معصــية الله ظاهر هذه الرواية حرمة إعطاء الفاسـق زيــادة على مؤنتــه

ألجل أنه يصرفها في المعصية. ــه: وبعد هذا ال مجال لما ذكره في المستمسك بما لفظ لكن يبقى اإلشكال في صدق اإلعانة بمجرد فعــل المقدمــة

من دون قصد ترتب المعصية عليها. وكذا اإلشكال في صدق اإلغراء بالقبيح بمجــرد ذلــك بال تحريض على المعصية، وال بعث إليها، كمــا يقتضــيه مفهــوم اإلغراء، فإذا منع من صدقهما بدون ذلــك أشــكل المنــع عنــية إعطائها لمن يصرفها في المعاصي مع عدم قصد المعص

، انتهى. \(2)وال بعث إليها، وحمل عليها وكيـــف كـــان }فال{ ينبغي الشـــك في أنـــه ال }يجـــوز إعطاؤها لمن يصرفها في المعاصي خصوصا إذا كــان تركــه

ردعا له عنها{ لما استفيد من األخبار من لزوم

.1 ح98 باب 372 ص:( العلل?)1. 284 ص9 ج:( المستمسك?)2

159

Page 160: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الحيلولة بين المنكر وفاعله الــتي يؤيــدها حيلولــة النــبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم( بين الحســن )عليــه الســالم( وبين أكله من تمر الصدقة، وغير ذلــك ممــا هــو مــذكور في

المكاسب. ــة، ثم هل يشترط العدالة في المستحق، كما عن جماعــائر ــرق بين الكبـ ــرون، أو يفـ ــا عن آخـ ــترط، كمـ أم ال يشـ فيشترط االجتناب عنها، وبين غيرها فال يشــترط، أو يفصــل

بين شارب الخمر فال يعطى، وبين غيره فيعطى، خالف.واستدل للقول األول بأمور:

األول: إجماع الطائفة على ما نقل عن السيد المرتضى)رحمه الله(.

الثاني: قاعدة االحتياط، فــإن االشــتغال اليقيــني يحتــاج إلى البرائة اليقينيــة، فلــو أعطيت للعــادل كفى قطعــا، ولــو

أعطيت غيره لم يعلم كفايته. الثالث: الظواهر الدالة على حرمة إعانة الفاسق.

الرابع: إن اإليمان شرط في المســتحق والفاســق ليس بمؤمن، ولذا ترى أن اللــه تعــالى لعن الفاســقين، ولم يلعن

المؤمنين. ــاة لشــارب الخامس: ما دل على المنع عن إعطاء الزك الخمر، كما سيأتي، بضميمة عدم الفرق بين الخمر وغيرها،

ألن كليهما محرمان. السادس: ما دل على أن علة تشريع الزكــاة هــو إعانــة

الفقراء على أمر الدين كما سيأتي.وفي الجميع نظر:

أما اإلجماع فبعدم تحققه بعد اشتهار الخالف

160

Page 161: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بين القدماء والمتأخرين، وعلى فرض عدم الخالف فهوليس بحجة إال الدخولي منه، كما قرر في موضعه.

ــد ــرعي بعـ ــدليل شـ ــاط فليس بـ ــدة االحتيـ ــا قاعـ وأمـ اإلطالقات والعمومات، مضــافا إلى أنــه لــو تمســك باألصــل

لكان يقتضي البراءة، ألنه شك في الشرط الزائد. وأما الظواهر الدالة على إعانة الفاسق فهي ال تــدل إالــروري على المنع عن معونته في فسقه وظلمه، إذ من الض جواز اإلعانة على المكروهــات كأكــل الجبن فكيــف بغيرهــا، وما ورد من منع بنــاء المســجد لهم فــإن المــراد فيمــا كــانــا سببا لدروس الحق، كما كان شأن خلفاء الجور فإنهم كلم

ازدادوا علوا ازداد الحق خموال ودروسا. وأما اشتراط اإليمان، فالمراد به المواالة لألئمة )عليهم السالم( مقابل المخالفين، ال اإليمــان مقابــل الفســق، كمــا

يظهر بالنظر إلى أخبار االشتراط. وأمــا تعــدي دليــل المنــع عن شــارب الخمــر إلى ســائر المحرمات، فهــو على تقــدير تســليمه في مــورده قيــاس ال نقول به، مع أن لشرب الخمر في نظر الشارع خصوصــية،. لهــذا نهى عن تــزويج البنت بــه، مــع أنــه لم ينــه عن تــزويج

البنت بمن هو أعظم منه معصية. وأما ما دل على وجه تشريع الزكاة فمع أنه مجمل كمــا سيأتي، ال يدل على المنع عن إعطــاء الفاســق مطلقــا، بــل على إعطائه فيما كان إعانــة على غــير أمــر الــدين، مضــافا

إلى أنه حكمة، كما ال يخفى.

161

Page 162: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وكيف كان، فالقول باشتراط العدالة ممنوع.ثم إنه قد ذكر بعض الفقهاء وجهين اعتباريين للمنع.

األول: إن منع الزكاة عن الفسـاق الزم لكونـه من بــاب النهي عن المنكــر، بــل األمــر بــالمعروف الواجــبين على

المكلف بالكتاب والسنة واإلجماع. ــذا ــزم على ه ــة، فيل ــواجب النفق ــه: النقض أوال: ب وفي

القائل القول بجواز منعها عنهم. وثانيا: إنــه بعــد اإلطالق يقــع التعــارض بين الــدليلين لــو فــرض أن منعهــا كــان من بــاب النهي عن المنكــر فال وجــه

لتقديم أحدهما على اآلخر. الثاني: إن ما ورد في المـؤمن والمـوالي والشـيعي منــه أن المــراد بهم غــير الفاســق المجــاهر المــدح يظهــر من المصر الذي يتــأذى األئمــة )عليهم الســالم( منــه، فــالمؤمن ونحوه بقرينة المدح غير الفاسق، وحيث علق جواز اإلعطاء

بالمؤمن ونحوه فال يجوز إعطاء الفاسق. وفيه ما تقدم من أن األدلة المشــترطة لإليمــان ونحــوهــراد ــق، فليس الم ــال الفاس ــالف، ال في قب ــال المخ في قبــبه بالمؤمن في هذه األدلة المؤمن في تلك األدلة، وهذا أش شيء باالستدالل لوجوب كون المســتحق من أفضــل أفــراد

إنما﴿العدول الزهــاد الــذي يكــون كســلمان بقولــه تعــالى: ــوبهم و ــر الله وجلت قل ــون الذين إذا ذك إذاالمؤمن

اآليــة، وأن الشــيعة(1)﴾تليت عليهم آياته زادتهم إيماناهو

. 2سورة األنفال: اآلية (?)1162

Page 163: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

سلمان ومن حذا حذوه، مما هو بالخلط أقرب. ومثله تأييد المطلب بعـدم إعطـاء ابن السـبيل والغــارم

إذا كان سفره ودينه في المعصية. ودليل القول الثاني أمور:

األول: اإلطالقات والعمومـات، وأورد عليـه بعـدم كونهـا مسوقة في مقام بيان جميع الشرائط، وفيه: إن كثيرا منهــا في مقام البيان ولم يتعرض فيها الشتراط العدالــة، بــل لــو نوقش في اإلطالق بمثل هذه المناقشـة لم يبـق إطالق في

جميع الفقه سالما عن ذلك. الثاني: األصل، فإن مــا ورد في الشــريعة من الحكم ثم

شك في شرط أو جزء زائد على ما ورد فاألصل عدمه. الثالث: رواية بشر بن بشـار، قـال: قلت للرجــل، يعـني أبا الحسن )عليه السالم(: ما حــد المــؤمن الـذي يعطى من

ــال: ــاة؟ ق ــة آالفالزك ــؤمن ثالث ــال: يعطى الم أو، ثم ق عشرة آالف، ويعطى الفاجر بقدر، ألن المــؤمن ينفقهــا في

.(1)طاعة الله، والفاجر في معصية اللهوأورد عليه بأمور:

ــه: إن الضــعف منجــبر ــه ضــعيف الســند، وفي األول: إنبالعمل، مضافا إلى كفاية الوثوق الحاصل فيه.

الثــاني: احتمالــه للتقيــة، ألن إجمــاع العامــة على عــدم االشتراط، وفيه: إن التقية إنما تكون موجبــة لإلعــراض عن

الخبر إذا وقع التعارض ال مطلقا، وال معارض لهذا الخير.

.8 من المستحقين للزكاة ح24 باب 180 ص6 ج:( الوسائل?)1163

Page 164: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثالث: إنه ضعيف الداللة، إذ الســؤال وقــع عن تعريــف المستحق والجواب هو مقدار المال المعطى لــه، وفيــه: إن

حــدود إعطائــه وليسمــا حــد المــؤمنالمــراد من قولــه: ــاء ــدود إعط ــا ح ــه، أي م ــده المنطقي أي تعريف ــراد ح الم

المؤمن مع أنه على فرض التسليم جواب وزيادة. الرابع: إنه معارض بخبر المنع عن شرب الخمر، وفيــه:

إن ذلك على فرض تسليمه أخص من هذا فال تعارض. الخامس: إن هذا الخبر يدل على جواز إعطــاء الفاســق ولو أنفقها في المعصية، وفيه: مــا تقــدم من تفســير الخــبر

فراجع. هذا كله مضافا إلى السيرة القطعية من عــدم التفحص عن عدالة الرجل حين إرادة إعطائه من الزكاة، فهل يعرف عن أحد أنه فحص عن عدالة الفقير، كما يفحص عن عدالة

إمام الجماعة والشاهد والمفتي ونحوهم، فتأمل. بل ربما يقال: إن ما تقدم من العسكري )عليه السالم( من إعطاء ضعفة الشــيعة في االعتقــاد يــدل بــالفحوى على

إعطاء ضعفتهم في العمل. بل ربما يستدل للمطلب بما عن الحلبي قــال: ســمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( وســأله إنســان فقــال: إني كنت أنيــل البهيميــة من زكــاة مــالي حــتى ســمعتك تقــول فيهم،

بل أعطهم، فــإن اللــه حــرم أهــلفأعطيهم أم أكف؟ قال: . (1)هذا األمر على النار

.16 من المستحقين للزكاة ح5 باب 155 ص6 ج:الوسائل (?)1164

Page 165: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ويؤيد عــدم اشــتراط العدالــة مــا ورد من إعطــاء عيــالالمسلمين وأطفالهم كما تقدم.

ــائر فال يعطى، وبين ــرتكب الكب واستدل للتفصيل بين مغيره فيعطى بأمور:

األول: ما دل على عدم إعطاء شارب الخمــر، بضــميمةعدم الفرق بين الكبائر، وفيه: إنه قياس كما تقدم.

ــالم(: ــه الس ــه )علي ــة من قول ــبر أبي خديج ــاني: خ الثفليقســمها في قــوم ليس بهم بــأس، إعفــاء عن المســألة

. (1)اليسألون أحدا شيئا وفيــه: إنــه محمــول على االســتحباب، إذ أحــد مصــارف

الزكاة المسكين الذي ورد في تفسيره أنه الذي يسأل. ــه فعن محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهما السالم( أن

ــأل،سأله عن الفقير والمسكين؟ فقال: الفقير الذي ال يس. (2)والمسكين الذي هو أجهد منه الذي يسأل

إلى غير ذلك، مضافا إلى أنــه ال يــدل على المــدعى، إذ غايتـــه الداللـــة على اشـــتراط العفـــة وهي ال تنـــافي بعض

المعاصي كما ال يخفى. الثالث: ما في خبر محمد بن ســنان، عن الرضــا )عليــه

مــع مــا فيــهالسالم( في علة الزكاة، قال )عليــه السـالم(: من الزيادة والرأفة والرحمـة ألهـل الضــعف والعطـف على

أهل

.6 من المستحقين للزكاة ح14 باب 168 ص6 ج:( الوسائل?)1.2 من المستحقين للزكاة ح1 باب 144 ص6 ج:( الوسائل?)2

165

Page 166: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــراء ــة الفق المســكنة والحث لهم على المواســاة وتقوي. (1)والمعونة لهم على أمر الدين

وفيه أوال: إنه مجمــل، فــإن ضــمير لهم غــير ظــاهر في رجوعــه إلى الفقــراء، فــإن الفقــر الســابقة كلهــا مرتبطــة

باألغنياء فتأمل. وثانيا: إنه ال يدل على المطلب، إذ ال ينافي كون الزكــاة معونة على أمر الدين مع كون المعطى له فاســقا، أال تــرى أنه لو قيل أعط زيدا مبلغ كذا ليعظم شــعائر اللــه، لم يــدل

على اشتراط العدالة. ــدل على خصــوص ــة ال ت ــدير الدالل ــه على تق ــا: إن وثالث الكبــائر فقــط، فالروايــة أجنبيــة عمــا نحن فيــه، ولــذا لم أر

االستدالل بها إال عن بعض المتأخرين. وأمــا القــول الرابــع: وهــو التفصــيل بين شــارب الخمــر وغيره، فالمستند له هو مضمرة داود الصــرمي الــتي رواهــا الشيخ )رحمه الله( قــال: ســألته عن شــارب الخمــر يعطى

. وأورد عليهــا بأنهــا مضــمرة ال(2)المن الزكاة شيئا؟ قال: تصلح لمقاومة المطلقات والعمومات.

أقول: األحوط في المسألة عدم إعطاء طائفتين:ــرب في األولى: شارب الخمر الذي هو عادته، ال من ش العمر المرة، وما يقــال: من أن شــارب الخمــر يطلــق على من شربها ولو مرة بدليل أنه لو قيل يحد شارب الخمر كذا سوطا وجب الحد على من شــربها مــرة، مــردود بــأن هــذه

اللفظة بعد استعمالها في األمرين كان

.7 من أبواب ما تجب فيه الزكاة ح1 باب 5 ص6 ج:( الوسائل?)1(.138 )9 في مستحق الزكاة للفقر... ح52ص 4 ج:التهذيب (?)2

166

Page 167: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الكبــائر، ارتكاب عدم وال العدالة، اشتراط عدم واألقوى الفســاق إلى دفعها فيجــوز الخمــر، شــارب كونه عــدم وال

من فقــراء كــونهم بعد الخمر وشــاربي الكبــائر ومرتكــبي رواية وردت بل اشتراطها، األحوط كان وإن اإليمان، أهل

الخمر لشارب إعطائها عن بالمنع

الالزم اتباع القرائن، والقرينة فيما نحن فيه على شربها ال تزوجـــوا من شـــاربدائمـــا، كقولـــه )عليـــه الســـالم(:

ونحوه.(1)الخمر الطائفة الثانيــة: المنهمــك في المعاصــي المتجــاهر بهــاــو من ــوط وه ــزني ويل ــدين الحــنيف، كمن ي ــك ال بحيث يهت أعوان الظلمة الذين يقتلون النفوس المحرمــة ونحــو ذلــك، فإن اإلنصــاف أن إعطــاء مثــل هــؤالء مشــكل جــدا، وإن لم

نقل باشتراط العدالة وال اجتناب الكبائر مطلقا. ومن ذلك كله تعرف موارد الموافقــة والمخالفــة لقــولــة، وال المصنف )رحمه الله(: }واألقوى عدم اشتراط العدال عدم ارتكاب الكبائر، وال عدم كونــه شــارب الخمــر، فيجــوز دفعها إلى الفساق ومرتكـبي الكبــائر، وشـاربي الخمـر بعـد كونهم فقراء من أهل اإليمان{ والوالية }وإن كان األحوط{ خروجا عن خالف المشـترط }اشـتراطها، بــل وردت روايـة بـــالمنع عن إعطائهـــا لشـــارب الخمـــر{ وهي روايـــة داود

الصرمي المتقدمة. فرع:

لو قلنا باشتراط العدالة في الفقراء، فــالمراد بــه األعممن الفقير والمسكين كما ال يخفى.

فرع: ــة في الفقــراء يســثنى منهم ــاء على اشــتراط العدال بن

األطفال والمجانين

.8 من إال شربة المحرمة ح1 باب 249 ص17 ج:( الوسائل?)1167

Page 168: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

األحوط على العاملين في العدالة يشترط نعم

ونحوهم، لعدم إمكان العدالة فيهم مع تجويز إعطــائهم،ــه ــاقش في وهل يشترط عدالة آبائهم؟ الظاهر العدم، وإن ن

بعض. فرع:

ــواز ــد ج ــرط عن ــذا الش ــعفون من ه ــتثنى المستض يسإعطائهم لهم.

فرع: بناء على االشتراط ال فرق بين مرتكبي الكبائر والمصر

على الصغائر ألنه كبيرة، وإن ناقش فيه بعض. فرع:

بناء على عدم االشتراط فهل إن كل من هانت معصيتهــيأتي الكالم في ــردد، وس ــه ت ــه أرجح أم ال، في ــانت عطيت ك

الترجيح إن شاء الله.فرع:

ــار ــب اختالف أنظ ــف بحس ــا يختل ــة هن ــراد بالعدال الممشترطيها في معنى العدالة.

نعم، ذكر كاشف الغطاء )رحمه الله( في هذا البــاب مــا لفظه: ثانيها العدالة، ويكفي في إثباتها المظنة الحاصلة من النظــر إلى ظــاهر حالــه، بحيث إذا ســأل عنــه من عاشــرهــاب ــه أو غــيرهم احتســبوه من أرب وخالطــه من أهــل محلت

، انتهى.(1)الديانات واألمانات }نعم يشترط العدالة في العاملين على األحــوط{ وقــد تقدم الكالم فيه مفصال، وأنه ال دليــل على أزيــد من األمانــة

والوثوق ونحوهما. ــا الحســن ــة علي بن يقطين قــال: ســألت أب وأمــا روايــه؟ )عليه السالم( عمن يلي صدقة العشر على من البأس ب

إن كان ثقة فمره أن يضــعها في مواضــعها، وإن لمفقال:

.32 المطلب السادس سطر 355( كشف الغطاء: ص?)1168

Page 169: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

، فال تــدل(2)يكن ثفة فخذها أنت منه وضــعها في مواضــعهاإال على وجوب

.1 من المستحقين للزكاة ح35 باب 193 ص6 ج:( الوسائل?)2169

Page 170: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الوثوق في القاسم ال العدالة في الجــابي العامــل، كمــاهو محل الكالم.

فرع: بنــاء على اشــتراط العدالــة في العامــل، فهــل يشــترط

ابتداء أم استدامة؟ الظاهر الثاني. فرع:

لو خان في الزكاة فهل يسقط سهمه أم ال؟ فيه تــردد،ــة نعم لو كانت الخيانة بأخذ بعضها لم يعط ما يساوي الخيان

قطعا، بل غاية األمر احتسابه من سهمه. فرع:

ســواء قلنــا باشـتراط العدالــة في العامــل أم باشــتراط األمانة فقط، فهو إنما تكون شرطا في العامل الــذي يجمــع الزكوات ونحوه، ال مثــل المســتقي للحيوانــات والمحاســب الذي فوقه من يرفع الحســاب إليــه وأمثالهمــا ممن ال يضــر عدم أمانته وعدالتــه، ولــذا رجحنــا ســابقا جــواز كونــه طفال

ومجنونا ونحوهما.فرع:

لو كان العامــل حين العمــل عــادال أو أمينــا، وبعــد تمــامــاة العمل حين اإلعطاء صار فاسقا أو خائنا، أعطي من الزك ســهمه قطعــا، ألن المنــاط هــو حين العمــل ال حين العطــاء

على ما يفهم من األدلة. فرع:

لو خــان العامــل فهــل يجب على الحــاكم أو رب المــال تداركها أم ال؟ الظاهر العدم، أما المالك فألنــه دفــع الزكــاة إلى من أمر بــدفعها إليــه وهــو مقتض لإلجــزاء، وكــان ذلــك مثلمــا لــو قــال صــاحب المــال لزيــد ادفــع حقي إلى عمــروــل فدفعه إليه، ثم خان عمرو، وقد تقدم بعض الكالم في مث

هذا في الفقراء. وأما الحاكم فألنه مأمور بجعــل من يــراه أمينــا ولم يقم دليل على ضمانه، أال ترى أن أمير المؤمنين )عليه الســالم(

نصب ابن عمه واليا، ثم خان في الفيء

170

Page 171: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ســـهم في وال بل ،قلـــوبهم المؤلفة في يشـــترط وال،الله سبيل

فلم يظهــر منــه )عليــه الســالم( غــير تهديــده وتوعيــده ونصحه دون أن يصدر منه )عليه الســالم( شــيء يــدل على

ضمانه )عليه السالم(. والفــرق بين الــوالي والعامــل من هــذه الجهــة غــير مستقيم التحاد المناط المتقدم، بل قد خــان غــير واحــد منــة، والته )عليه السالم(، كما يظهر ذلك لمن راجع نهج البالغ وكـــذلك وكالء اإلمـــام موســـى بن جعفـــر )عليـــه الصـــالة

والسالم(. فرع:

األقوى جواز جعل الثمن للعامل، بــل يجــوز جعــل أكــثرــان منه، وهل يجوز جعل الجميع فيما كان مصلحة، كما لو ك هناك قوم ال يعطون الزكاة فأراد الحاكم أخذ الزكــاة منهم، ولم يمكن إال بهذا العامل الذي ال يرضــى إال بجميــع المــال، فيه تــردد، فــإن الظــاهر من أدلــة القســمة وجوبهــا مطلقــا المقتضي لعــدم جــواز اإلعطــاء لبعض األصــناف دون بعض، خــرج منــه اإلعطــاء إلى فقــير واحــد ونحــوه بالـدليل، وبقي

الباقي، فتأمل. نعم، لو كان العامــل فقــيرا وأعطـاه لعنوانيــه جــاز على

األقوى. }وال يشترط{ العدالة }في المؤلفة قلوبهم{ قطعا بناء على كون المــراد منهم الكفــار، لعــدم إمكانهــا فيهم، وعلى الظـاهر بنــاء على كــون المــراد منهم المسـلمين الضــعيفي

العقيدة على ما هو األقوى. ــدليل على ــدم ال ــه{ لع ــبيل الل ــهم س ــل وال في س }ب االشتراط، نعم يشترط في بعض مصارفه من جهــة أخــرى، كما لو أعطى للقاضي لقضاوته بين الناس، فإنه لو لم يكن

عادال لم يكن من سبيل الله.

171

Page 172: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

.الرقاب في وال بل

}بل وال في الرقاب{ بكال معنييه لعدم الــدليل، واألدلــةلو تمت فهي منصرفة عن مثله.

وكذلك ال يشترط في الغارم وابن السبيل لماذكر، واللهتعالى هو العالم...

مسألتان: األولى: بنــاء على عـدم إعطـاء الفـاجر أكـثر من مؤنتــه لكونه مظنة الصرف في المعصية، فلــو علم أنــه لــو أعطي أزيد صرف في الطاعة جاز، كما أنه لو علم أن المؤمن لــو أعطي أزيد صرف في المعصية لم يجز، هذا كلــه بنــاء على

جواز إعطاء الشخص أكثر من المؤنة كما ال يخفى. فرع :

مقتضى هذا التعليل أن الفاجر لو كــان بحيث لــو أعطي مؤنة السنة صرف بعضها في المعصية لم يجــز إعطــاؤه إال بقدر ما ال يصرفه، مثال يعطى لكل يوم فيوم أوشهر فشــهر

وهكذا. فرع:

لو أعطي بقدر مؤنــة الســنة فصــرفها في المعصــية لميعط بعد ذلك على تردد.

الثانية: الظاهر بناء على االشتراط لزوم إحــراز العدالــة ولو باستصحابها، وعليه فال يجوز الدفع لمجهول الحال، كمــا

هو مقتضى كل قيد وشرط أخذ في عنوان التكليف. وأما أصالة عدم العصيان أو أصالة عدم فعــل الواجبــاب

ونحوهما فليست بمجدية كما ال يخفى.

172

Page 173: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

،فاألعــدل األعــدل إلى الزكاة دفع األرجح(:ــ 9 ـ مسألة)فاألحوج واألحوج ،فاألفضل واألفضل

األرجح دفع الزكاة إلى األعــدل فاألعــدل،:ـ 9مسألة } واألفضـــل فاألفضـــل، واألحـــوج فـــاألحوج{ والـــدليل على

الترجيح في الجملة أخبار. ــا األول: ما عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: ســألت أب الحسن األول )عليــه الســالم( عن الزكــاة يفضــل بعض من

نعم يفضــل الــذييعطى ممن ال يسأل على غيره؟ فقــال: . (1)اليسأل على الذي يسأل

الثاني: ما عن عبد الله بن عجالن السكوني، قال: قلت ألبي جعفر )عليــه الســالم(: إني ربمــا قســمت الشــيء بين

ــه فكيــف أعطيهم؟ قــال: أعطهم علىأصــحابي أصــلهم ب. (2)الهجرة في الدين والفقه والعقل

الثالث: مــا عن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( في مــا سأله الرجل اليماني، حيث قال: يا أمير المؤمنين إني أريــدــير ــا أم ــذلك ي ــتحق ل ــرة آالف فمن المس ــدق بعش أن أتص

فــرق ذلــكلمؤمنين؟ فقال أميرالمؤمنين )عليــه الســالم(: في أهل الورع من حملة القرآن، فما تزكوا الصنيعة إال عند

،(3)أمثـــالهم فيتقـــوون بهـــا على عبـــادة ربهم وتالوة كتابهــه ــنين )علي ــير المؤم ــه أم ــا أشــار ب ــل إلى م ــانتهى الرج ف

السالم(. الرابع: ما عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( في حــديثحاصله: إن النبي )صلى الله عليه وآله( أتي بشيء فقسم

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح25 الباب 181 ص6 ج:الوسائل (?)1.2 من أبواب المستحقين للزكاة ح25 الباب 181 ص6 ج:( الوسائل?)2ــاب 523 ص1مســتدرك الوســائل: ج (?)3 ــواب المســتحقين14 الب من أب

.1للزكاة ح173

Page 174: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

في بعض أهل الصــفة، ثم قــال )صــلى اللــه عليــه وآلــهــلم(: ــزعهموسـ ــينا جـ ــا منكم خشـ ــه أناسـ ــنا بـ فخصصـ

. (1)وهلعهمــيص المتجملين ــة على تخص ــات الدال ــامس: الرواي الخ

بزكاة األنعام. الســادس: الروايــات الدالــة على تخصــيص األقــارب

بالزكاة، وأنهم أفضل من غيرهم. أقول: هــذه الروايــات، كمــا تراهــا ال تــدل على مقصــودــا هي ــالمطلب منه ــط ب ــه( ألن المرتب المصــنف )رحمــه الل الرواية األولى، والروايــات الدالــة على تخصــيص المتجملين واألرقاب، والقول بأن الترجيح مقتضى القواعد األولية، وأنــات المرجحــة ــذه النصــوص مالحظــة الجه ــوم من ه المفهــير مطلقا، لكون ما ذكر فيها من باب المثال يأباه ما عن أم المؤمنين )عليه السالم(، حيث قال لما عوتب على التسوية

لــو كــان المــال لي لســويتفي العطاء في جملــة كالمــه: . وفي رواية أخرى: أنه )عليه(2)فكيف وإنما المال مال الله

إني أقســمالسالم( حين ما أراد التقسيم قال ما مضمونه: . (3)المال بالسوية ولكل ذي فضل فضله عند الله

ــاة وســائر وكيف كان، فالقاعدة األولية في تقسيم الزك حقوق الله تعالى هو التقسيم بالسوية بين أربابها خرج عنها

ما خرج، ال العكس حتى يقال بالترجيح

.2 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 الباب 184 ص6 ج:( الوسائل?)1 لمــا عــوتب على خطبتــه 183( نهج البالغة، للشيخ صبحي الصــالح: ص?)2

.126التسوية في العطاء رقم ط بيروت.46( انظر الغارات: ص?)3

174

Page 175: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــاألهم األهم يالحظ الجهات تعارض ومع ذلك المختلف ف.المقامات بحسب

يالمزك على نفقته تجب ممن يكون ال أن:الثالث

مطلقا فتأمل، ومن هذا تعــرف أن األرجح هــو التســويةكما وكيفا إال في مورد الرواية.

}ومــع تعــارض الجهــات يالحـظ األهم فــاألهم المختلـفذلك بحسب المقامات{.

نعم في الصدقات المستحبة المتبرع بها يعطون حسب الهجرة والفقه والعقل وحملة القرآن ونحو هذه األمور ممــا

ذكر في األدلة. هذا كله بحسب مقام االســتحباب، وأمــا مقــام اإلعطــاء فهو حسب نظر المعطي بعد عدم وجوب التسوية والبسط

ونحوهما مما سيأتي إن شاء الله. ولعل المصنف )رحمه اللــه( إنمــا عــبر بــاألرجح حســب

النظر الحسب االستحباب، فتأمل. }الثالث{ من أوصاف المستحقين للزكاة: }أن ال يكون ممن تجب نفقتــه على المــزكي{ في الجملــة، ويــدل عليــه

قبل اإلجماع نصوص كثيرة. األول: صحيحة عبد الرحمــان بن الحجــاج، عن أبي عبــد

خمسة ال يعطون من الزكاة شيئا،الله )عليه السالم( قال: األب، واألم، والولد، والمملوك، والمرأة، وذلــك ألنهم عيالــه

. (1)الزمون لهأقول: المراد بالمرأة الزوجة كما يظهر من التعليل.

الثاني: ما عن إسحاق، عن أبي الحســن موســى )عليــهالسالم( في حديث قال:

.1 من المستحقين للزكاة ح13 باب 165 ص6 ج:( الوسائل?)1175

Page 176: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــتى ال ــتي ح ــني من ذوي قراب ــذي يلزم قلت: فمن ذا الــال: ــاة عليهم؟ فق ــب الزك ــوك وأمكأحتس ، قلت: أبيأب

. (1)الوالدان والولدوأمي؟ قال: ــه ــام )علي ــرض اإلم ــدم تع ــون ع ــل أن يك ــول: يحتم أق السالم( للولد ابتداء لكون السـائل لم يكن لـه ولـد، ثم لمـا استفسر عن أصــل الحكم بين )عليــه الســالم( حكم الولــد، وأما عدم التعرض للزوجه والمملوك فألنهما ليســا من ذوي

القرابة التي هي مورد السؤال. ــال: فيالثالث: ما عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، ق

ــال ــة والخـ ــا األخ واألخت والعم والعمـ ــاة يعطي منهـ الزكـ. (2)والخالة، وال يعطي الجد وال الجدة

الرابع: ما عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، أنــه قــال:ــد والوالــدان والمــرأة خمســة ال يعطــون من الزكــاة، الول

. (3)والمملوك ألنه يجبر على النفقة عليهم وإيـاك أن تعطي زكـاةالخـامس: مــا عن فقـه الرضـا:

مالك غير أهــل الواليــة، وال تعطي من أهــل الواليــة األبــوينــك فال ــو في نفقت ــل من ه ــوك وك ــة والممل ــد والزوج والول

. (4)تعطيه السادس: ما عن أبي خديجة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

. إلىال تعـط من الزكـاة أحـدا ممن تعـولالسالم(، قـال: . (5)غير ذلك

.2 من المستحقين للزكاة ح13 باب 166 ص6 ج:الوسائل (?)1.3 من المستحقين للزكاة ح13 باب 166 ص6 ج:( الوسائل?)2.4 من المستحقين للزكاة ح13 باب 166 ص6 ج:الوسائل (?)3 من كتاب الزكاة.22فقه الرضا: ص (?)4.6 من المستحقين للزكاة ح14 باب 168 ص6 ج:الوسائل (?)5

176

Page 177: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وهناك أخبار تعارض بظاهرها هذه األخبار: األول: عن أحمــد بن حمــزة قــال: قلت ألبي الحســن )عليه السالم(: رجل من مواليك لــه قرابــة كلهم يقــول بــك

. (1)نعموله زكاة، أيجوز له أن يعطيهم جميع زكاتة؟ قال: الثاني: عن إسحاق بن عمــار، عن أبي الحســن موســى )عليه السالم(، قال: قلت له: لي قرابة أنفــق على بعضــهمــان الزكــاة أفــأعطيهم وأفضل بعضهم على بعض فيــأتيني إب

هم أفضــل، قلت: نعم، قــال: مســتحقون لهامنها؟ قــال: .(2)من غيرهم أعطهم

ــه ــن )علي ــار، عن أبي الحس ــالث: عن علي بن مهزي الث السالم(، قال: سألته عن الرجل يضــع زكــاة مالــه كلهــا في

. (3)نعمأهل بيته وهم يتولونك؟ قال: ــه ــه )عليـ ــد اللـ ــة، عن أبي عبـ ــع: عن أبي خديجـ الرابـ

ال تعطين قرابتــك الزكـاة كلهــا،السالم(، في حــديث قــال: . (4)ولكن أعطهم بعضا، وأقسم بعضا في سائر المسلمين

الخــامس: عن إســحاق بن عمــار، قــال: قلت ألبي عبــدــا ــه مائت الله )عليه السالم(: رجل له ثمانمائة درهم، والبن لــا شــديدا، درهم، وله عشر من العيال، وهو يقوتهم فيها قوتــه األشــهر، وليست له حرفة بيده، إنما يستبضعها فتغيب عن ثم يأكل من فضلها، أترى له إذا حضرت الزكــاة أن يخرجهــا

من ماله فيعود بها على عياله

.1 من المستحقين للزكاة ح15 باب 169 ص6 ج:( الوسائل?)1.2 من المستحقين للزكاة ح15 باب 169 ص6 ج:( الوسائل?)2.3 من المستحقين للزكاة ح15 باب 169 ص6 ج:( الوسائل?)3.4 من المستحقين للزكاة ح15 باب 170 ص6 ج:( الوسائل?)4

177

Page 178: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

نعم، ولكن يخــرج منهــايتسع عليهم بها النفقــة؟ قــال: .(1)الشيء الدرهم

السادس: عن سماعة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،ــد ــا، وق قال: سألته عن الرجل يكون له ألف درهم يعمل به وجب عليه فيها الزكــاة ويكــون فضــله الــذي يكســب بمالــه كفاف عياله لطعامهم وكســوتهم، وال يســعه إلدامهم، وإنمــا

فلينظــر إلىهو مــا يقــوتهم في الطعــام والكســوة؟ قــال: ــه بعض ــثر فيعطي زكاة ماله ذلك فليخرج منها شيئا قل أو ك من تحل لــه الزكــاة وليعــد بمــا بقي من الزكــاة على عيالــه فليشــتر بــذلك إدامهم ومــا يصــلحهم من طعــامهم في غــير

،إسراف وال يأكل هو منه فإنه رب فقــير أســرف من غــني إنفقلت: كيف يكــون الفقــير أســرف من الغــني؟ فقــال:

. (2)الغني ينفق مما أوتي، والفقير ينفق من غير ما أوتي السابع: عن عمر بن إسماعيل بن عمران القمي، قــال: كتبت إلى أبي الحسن الثــالث )عليــه الســالم(: إن لي ولــدا رجــاال ونســاء فيجــوز أن أعطيهم من الزكــاة شــيئا؟ فكتب

. (3)إن ذلك جائز لك)عليه السالم(: الثامن: عن محمد بن جزك، قال: سألت الصادق )عليه السالم( أدفع عشر مــالي إلى ولــد ابنــتي ــــ ابــني خ ل ـــ ؟

. (4)نعم، ال بأسقال: ــن ــال: قلت ألبي الحس ــع: عن علي بن يقطين ق التاس

األول )عليه السالم(:

.1 من المستحقين للزكاة ح14 باب 167 ص6 ج:( الوسائل?)1.2 من المستحقين للزكاة ح14 باب 166 ص6 ج:( الوسائل?)2.3 من المستحقين للزكاة ح14 باب 167 ص6 ج:( الوسائل?)3.4 من المستحقين للزكاة ح14 باب 167 ص6 ج:( الوسائل?)4

178

Page 179: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

رجل مات وعليه زكــاة وأوصــى أن تقضــى عنــه الزكــاة وولــده محــاويج إن دفعوهــا أضــر ذلــك بهم ضــررا شــديدا؟

يخرجونها فيعودون بها على أنفسهم ويخرجون منهافقال: . (1)شيئا فيدفع إلى غيرهم

ــان العاشر: عن أبي عبد الله )عليه السالم(: قال: إذا ك ليس عليــهلرجل خمسمائة درهم وكان عياله كثيرا؟ قــال:

زكاة، ينفقها على عياله يزيـدها في نفقتهم، وفي كسـوتهم،ــان وفي طعام لم يكونوا يطعمونه، وإن لم يكن له عيال وك وحده فليقسمها في قوم ليس بهم بأس إعفاء عن المسألة

التعطين قرابتك الزكــاة كلهــا، وقال: ال يسألون أحدا شيئا ،ولكن أعطهم بعضا وأقســم بعضــها في ســائر المســلمين

الزكــاة تحــل لصــاحب الــدار والخــادم ومن كــان لــهوقال: خمسمائة درهم بعد أن يكون له عيال ويحمــل يجعــل زكــاة

. (2)الخمسمائة زيادة في نفقة عياله يوسع عليهمــه عن إلى غــير ذلــك، كخــبر أبي بصــير الــذي ســأل في

الرجل الخفاف اآلتي. وخبر محمد بن مسلم وغيره، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

تحل الزكــاة لمن لــه ســبعمائة درهم إذا لمالسالم(، قال: يكن له حرفة، ويخــرج زكاتهــا منهــا ويشــتري منهــا بــالبعض

، الحديث. (3)قوتا لعياله ويعطي البقية أصحابه واإلنصاف أن الجمع بين األخبار بظاهرهــا وبين الفتــاوى

مشكل جدا، و

.5 من المستحقين للزكاة ح14 باب 168 ص6 ج:( الوسائل?)1.6 من المستحقين للزكاة ح14 باب 168 ص6 ج:الوسائل (?)2.6 من المستحقين للزكاة ح8 باب 160 ص6 ج:( الوسائل?)3

179

Page 180: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

واألوالد ،علوا وإن كاألبوين

ــره المصــنف ــا ذك ــل األصــل األولي م األحــوط أن يجع )رحمه الله( وغيره من اشــتراط أن ال يكــون واجب النفقــة

على المعطي. ــير ــار غ }كاألبوين{ ويدل عليه الطائفة األولى من األخبــالث لم يتعــرض إلى ذكرهمــا، الثــالث والســادس، فــإن الث والســادس ظــاهر في من في عيلولتــه فعال، فإنــه لــو كــانــة االبن اآلخــر ال يفهم من هــذا الخــبر عــدم األب في عيلول

جواز إعطاء هذا االبن األول زكاته له كما ال يخفى.ــبة إلى األبـــوين، إذ ــار بالنسـ وال معـــارض لهـــذه األخبـ الطائفــة الثانيــة من األخبــار بين مــا ال تشــمل االبــوين ولــو بالعموم، وبين ما يشملهما بالعموم، وحيث إن هــذه األخبــار

أخص من هذه الجهة يقدم عليها فتأمل. }وإن علوا{ كالجد والجدة لألبوين وهكــذا، ويــدل عليــهــالعموم ــة األولى، وب ــالث من الطائف ــبر الث ــوص الخ بالخصــا، وال ــل فيهم ــوم التعلي ــع بمقتضــى عم ــبر األول والراب الخ يعارضها شــيء من الطائفــة الثانيــة إال بــالعموم، فمقتضــى

القاعدة تخصيص العام بالخاص. ــه ــدل عليـ ــاثى، ويـ ــاث والخنـ ــذكور واإلنـ }واألوالد{ الـ بالخصوص الخبر األول والثاني والرابع والخامس، بل الخــبرــبر الثاني من الطائفتين أقوى شاهد على التقديم، إذ هما خ

والحدائق، قال: وسأل إسحاق بن(1)واحد، كما في الجواهر عمار الكاظم )عليه السالم( في الموثق أو الصحيح، فقــال:

قلت

.396 ص15 ج:( الجواهر?)1180

Page 181: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

له: لي قرابة أنفق على بعضــهم وأفضــل على بعضــهم، ،يســتحقون لهافيأتي أوان الزكاة أفاعطيهم منهــا؟ قــال:

قال: قلت:هم أفضل من غيرهم أعطهمقلت: نعم، قال: فمن الذي يلزمني من ذوي قرابتي حتى ال أحتســب الزكــاة

ــال: ــ ــوك وأمكعليهم؟ فق ــ ــال:أب ــ ، قلت: أبي وأمي؟ قالوالدان والولد(1) .انتهى ،

والمعارض لها من الطائفة الثانية أقسام: ــالعموم العــادي وهــو الخــبر األول األول: مــا يعارضــه ب والثــاني والرابــع، وهــذا القســم يقــدم عليــه أخبــار الطائفــة

األولى على القاعدة. القسم الثاني: ما يعارضها بالعموم القــوي، وهــو الخــبر الثالث والخامس والسادس والعاشر، فإنها تــدل على جــواز اإلنفاق على األهــل، ومن المعلــوم أن الغــالب وجــود األوالد في أهل الرجل وألجل ذلك ال يمكن القول بتقــديم الطائفــة األولى عليها، ألن التعارض بينهما أشبه بتعارض التبــاين من حيث داللة كل منهمــا على األوالد، فــالالزم حينئــذ تخصــيص الطائفة األولى بهذه األخبــار ـــ ماعــدا الثــالث لمــا ســيأتي ـ ألنها تدل على جواز الصرف في التوسعة، وتلك مطلقة من هذه الجهة، وقد يوجه التعارض بينهمــا بــأن الطائفــة األولىــني ال يعطى ــاء، والغ بمقتضى تعليالتها تدل على كونهم أغني من الزكاة أصال، ال ألصل سد الخلة وال للتوسعة. ولكن أنت

خبير بعدم تمامية ذلك. ــواز ــل بجـ ــة األولى لم نقـ ــا نحن والطائفـ ــو كنـ نعم، لـ

التوسعة من الزكاة. وأما الخــبر الثــالث من الطائفــة الثانيــة، فهــو وإن كــان

مطلقا إذ لم يذكر فيه

.210 ص12 ج:( الحدائق?)1181

Page 182: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

التوسعة إال أنه ال بد من حمله عليها، جمعا بين األخبار. ومــا يقــال من دوران األمــر بين حمــل الطائفــة األولىــعة، ــبر على التوس ــذا الخ ــل ه ــتحباب، وبين حم على االســدهما على ــترجيح أح ــة ل ــاهر، فال أولوي ــا خالف الظ وكالهم اآلخر، مردود بأن الحمل على االستحباب أصـعب بكثـير من

حمل هذا على التوسعة كما ال يخفى. القسم الثالث: ما يعارضها بالخصوص، وهو خبران:

األول: الخبر التاسع. وفيه عدم المعارضة، ألن هذا يــدلــا على الجواز بعد الموت، والطائفة األولى بمقتضى تعليالتهتدل على عدم الجواز حين وجوب النفقة وهو قبل الموت. الثاني: الخبر السابع، وقد رده صاحب الجــواهر بضــعفــه ــة واحتمال ــه مكاتب ــة وكون ــدد والمتروكي ــة الع الســند وقل األرقــاب الــذين يصــلح إطالق الولــد عليهم مجــازا كمــا عن المنتهى، والزكاة المندوبــة وعــدم تمكن الوالــد من اإلنفــاق عليه، وكونه ممن ال يجب إنفاقــه عليهم، وأن المــراد بقولــه

اختصــاص بهــذا الحكم، ودفــع الزكــاةلك)عليه الســالم(: ــه بخــبر أبي إليهم للتوسعة عليهم، كما عن الشيخ مستدال ل

خديجة. أقول: هذه االحتمـاالت كلهـا خالف الظـاهر، إال احتمـال االختصاص، وبيــان ذلــك أن التعــدي من المــوارد الشخصــية إلى غيرهــا، كمــا جــرى عليــه ســيرة الفقهــاء، يتوقــف على العلم بعــدم خصوصــية المــورد، فلــو احتمــل ذلــك لم يجــز التعــدي قطعــا، وإال كــان من القيــاس المحــرم العمــل بــه، وعليــه فبعــد بيــان الضــابط في األخبــار األول للــذي يحــرم

لكإعطاؤه الزكاة، واشتمال هذا الخبر على كلمة

182

Page 183: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

سفلوا وإن

ــية ــا أن خصوص ــل قوي ــاص يحتم ــاهرة في االختص الظ المقام أوجبت التحليل بالنسبة إلى هذا السائل الخاص دون غــيره، فال تعــارض بينهمــا أصــال، بــل ال بــد من حمــل الخــبر المجوز على مورده الشخصي، وعدم التعدي عنه بوجه من

الوجوه. أال ترى أنه لو قال المــولى: ال يحــل ألحــد دخــول داري، ثم قــال لزيــد: دخــول داري جــائز لــك، لم يفهم العــرفــد ــدار مختص بزي ــل ال يشــك في أن دخــول ال المناقضــة، ب

فقط. مضافا إلى أنه على تقدير تسليم التعــارض أن الطائفــة األولى مما ال ريب فيها لعمل العلمــاء كافــة إال نــادرا، وهــذا

دعالخبر ما فيه الريب فالالزم تركه لقوله )عليه الســالم(: . (1)ما يريبك لما ال يريبك

}وإن سفلوا{ وتدل عليه الطائفة األولى لعموم التعليلالوارد فيها، مضافا إلى أن الولد يطلق عليهم.

أقول: المتعين في المســألة التمســك باإلجمــاع، وإال لم يخل المطلب عن مناقشــة، إذ عمــوم التعليــل يتوقــف على كون األوالد السافلين واجبي النفقة، وذلك ال دليــل عليــه إال اإلجمــاع وإطالق أدلــة الولــد، فــإذا نــوقش في الثــاني بمــا

سيأتي بقي األول فقط. وأما اطالق الولد فالظاهر انصرافه عن ولد الوالد، ولذا لــو قيــل قتــل ولــد فالن، أو أضــف ولــد فالن، أو تــزوج ولــد

فالن، أو جاء أو ذهب، لم ينصرف إال الولد

.38 من أبواب صفات القاضي ح12 باب 122 ص18 ج:( الوسائل?)1183

Page 184: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

من صلبه. إن قلت: كيــف يمكن القــول بــأن ولــد الولـد خــارج عن

إطالق الولد مع أنه حقيقة. ــد عن قلت: ال تنافي بينهما، فإن المدعى انصــراف الول ولد الولد ال عدم كونه حقيقة لو اســتعمل فيــه، أال تــرى أن العين عند اإلطالق تنصرف إلى الباصــرة مــع أن اســتعمالها في غيرها أيضا حقيقة، واالستشهاد بآية اإلمالق وآية النكــاحــراد، إذ نحن نســلم ــير خــال عن اإلي ــا غ ــة اإلرث ونحوه وآيــا الكالم في ــة، وإنم ــود القرين ــتعمال حين وج ــة االس حقيق

االنصراف. وكيف كان، فلو كان مســتند الحكم بعــدم جــواز إعطــاء الزكاة هو إجماع وجوب النفقة المدعى في الجواهر وغــيرهــذلك ــوى ب ــان الفت ــاح، ك ــاب النك ــات من كت ــاب النفق في ب مشكال، لعدم حجية اإلجماع إال الــدخولي منــه ولم يعلم بــه،

وسيأتي تتمة الكالم في باب النفقات إن شاء الله تعالى. ثم إن المعــارض لهــذا الحكم هــو القســمان األوالن من معارض حكم األوالد، ألن ولد الولد داخــل في القرابــة وفيــة ــامن من الطائف ــبر الث ــوص الخ ــه بالخص ــل، ويعارض األه الثانية، وقد رده صاحب الجواهر )رحمه الله( بضعف السند وقلة العدد والمتروكية وكونــه مرسـال، واحتمالـه المشـاورة في هبة ذلك والصدقة به، وليس سؤاال عن الزكاة، واحتمل في الوافي بناؤه على عدم وجــوب نفقــة ولـد الولـد، ورواه

ــام األب أو الجــد لــهابنــتيفي الوســائل وحملــه على قيبنفقته فيكون ما يدفعه

184

Page 185: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

لم الـــتي الدائمة والزوجة ،نـــاثإال من أو الـــذكور من األســـباب من غـــيره أو بشـــرط نفقتها وجـــوب يســـقطالشرعية

، انتهى. (1)الجد لألم على جهة التوسعة أقول: األوجه من هــذه الــردود هــو احتمــال عــدم كــون المراد بعشر المال الزكاة، لعدم التصريح بها في الخــبر، ثم

عدم وجوب نفقة ولد الولد أو ولد البنت، والله العالم. ــذكور أو من ثم إن الظــاهر من كالم المصــنف: }من ال اإلنــاث{ عــدم الفــرق بين أوالد االبن وأوالد البنت، ويشــكلــة ــك ألبعدي في أوالد البنت، وإن ســلمنا في أوالد االبن، وذل شمول الولد لولد البنت بدون القرينة، كمــا يظهــر ذلــك من

كلماتهم في كتاب الخمس. ــا ــدل على عــدم جــواز إعطائه }والزوجــة الدائمــة{ وي الزكاة من الطائفــة األولى مــا عــدا الخــبر الثــاني والثــالث، ويعارضه الخـبر الثـالث والخــامس والسـادس والعاشـر من الطائفة الثانية، ولكن مقتضى القاعدة الجمع بينهمــا بحمــل األولى على غـــير صـــورة التوســـعة والثانيـــة على صـــورة

التوسعة. ــد من ــه التوســعة، فالب ــذكر في ــالث لم ي نعم، الخــبر الثــترازا عن ــة اح ــدها بالدائم ــا قي ــا، وإنم ــا جمع ــا عليه حمله المنقطعة، فإنها حيث ال تجب نفقتها لم تحرم الزكاة عليها. إن قلت: الزوجــة في هــذه األخبــار مطلقــة فتشــمل

الدائمة والمنقطعة؟

.397 ص15 ج:( الجواهر?)1185

Page 186: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والمملوك

قلت: ال بــد من تقييــدها بالدائمــة، بقرينــة قولــه )عليــه ، وقولــهإنهم عيالــه الزمــون لهالسالم( في الخــبر األول:

ألنــه يجــبر على النفقــة)عليــه الســالم( في الخــبر الرابــع: ، وغير ذلك. عليهم

ولهذا السبب نفسه قيد المصنف الزوجة الدائمة بقوله: }التي لم يسقط وجوب نفقتها بشرط أو غيره من األسباب الشــرعية{ فإنــه مــع ســقوط النفقــة ال يصــدق أنهــا عيالــه والزمــة لــه، وال أنــه يجــبر على نفقتهــا، فحيث ذهبت العلــة ذهب المعلول الذي هو حرمة إعطــاء الزكــاة لهــا، وتفصــيل جواز اإلسقاط وعدمه موكول إلى باب النفقات والشروط.

فرع: لو صار أحد واجب النفقة عليه بنذر أو شــرط أو إفضــاء الزوجة أو نحوها، فمقتضى التعليل عــدم جــواز إعطائــه من

زكاته كما ال يخفى. }والمملوك{ ويدل عليه الخبر األول والرابع والخامس، بل السادس أيضا من الطائفــة األولى وال يعارضــها إال بعض

أخبار الطائفة الثانية بالعموم. بــل يــدل عليــه أيضــا بعض األخبــار الدالــة على وجــوب نفقته، كما عن الصادق )عليــه الســالم( في مــا رواه حســنــه ــال )علي ــول ق ــف العق ــاب تح ــعبة في كت بن علي بن ش

وأما الوجوه الخمس التي تجب عليه النفقــة لمنالسالم(: يلزمه نفقته، فعلى ولده ووالديه وامرأته ومملوكــه الزم لــه

، الحديث. (1)ذلك في العسر واليسر بضميمة ما تضمنه بعض األخبــار المتقدمــة من أن علــة

عدم جواز إعطاء الزكوات لهؤالء كونهم الزمون له.

وجوه إخراج األموال وإنفاقها. 248 العقول ص:تحف (?)1186

Page 187: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إيـاهم زكاته إعطـاء يجــوز فال ،مطيعا أو آبقا كـان سواء يبعد ال كــان وإن ،األحــوط على للتوســعة وال بل ،نفــاقإلل

جوازه

وكيف كــان، فال ينبغي اإلشــكال في أصــل الحكم، إنمــا الكالم فيما ذكره المصنف )رحمه اللــه( من قولــه: }ســواء كان آبقا أو مطيعا{ فإن في اآلبــق كالمــا يــأتي تفصــيله في

كتاب النفقات إن شاء الله. ــه على ــق لم يعلم وجــوب نفقت ــد اآلب وحاصــله: إن العبــد ــاق على العب ــوب اإلنف ــة على وج ــة الدال الســيد، إذ األدل منصرف إلى المتعارف، كما يظهر من قوله )عليه السالم(:

إنهم عياله الزمــون له :وقولــه . ال تعــط من الزكــاة أحــدا، وغير ذلك. ممن تعولفرع:

ال فرق في المملوك بين الكبير والصغير، والعبد واألمة، والصحيح واألعمى، والمدبر والمكاتب في صوره وأم الولد، والمرهــون والمســتأجر، والكســوب والفــارغ، كــل ذلــك

لإلطالق.ــدم وهل المزوجة من الغير كذلك حين عجز الزوج أو عــروع ــا، أم ال؟ الظــاهر األول، وفي المســألة ف ــه عليه إنفاق

كثيرة مؤكولة ببات النفقات والتدبير والعتق والكتابة. }فال يجوز إعطاء{ المعيل }زكاته إياهم لإلنفاق، بل والــدل على للتوسعة على األحوط، وإن كان ال يبعد جوازه{ وي جواز اإلنفاق للتوسعة الرواية األخــيرة المرويــة، عن محمــد بن مسلم وغيره التي نقلناها بعد الطائفة الثانيــة من أخبــارــار ــة عن علي بن مهزيـ ــة الثالثـ ــعة، والروايـ ــواز التوسـ جـ المتقدم، إذ اإلعطاء ألجل التوسعة هو القدر المـتيقن منهـا،

إذ من المعلوم أن أهل البيت

187

Page 188: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــرة يشمل جميع هذه الطوائف الخمسة، والرواية العاش وهاتان الروايتان ليس فيهما إشـعار بكـون الزكـاة من مـال التجــارة، بــل إطالق روايــة علي بن مهزيــار المنصــرف إلى الزكاة الواجبة وخبر محمد بن مسلم يدالن على عدم كونها زكاة مال التجارة، بل الخبر السادس إن لم يكن صريحا فال

قــد وجبأقل من ظهوره في غير مال التجارة، ألنه قــال: ، فإن الضمير راجع إلى األلــف درهم، كمــاعليه فيها الزكاة

ال يخفى. ــة في ــات المتقدم ــامس من الرواي ــبر الخ نعم في الخ الطائفة الثانية إشعار بذلك، وهو غــير مضــر بــالمطلب، بــل

مؤيد له. وبما ذكرناه تبين أن ما ذكره في المستمسك بعــد نقــل روايتي سماعة وإسحاق بما لفظــه: لكن اإلطالق مقيــد بمــاــرفت، ــا ع ــة مم ــبي النفق ــاء واج ــع من إعط دل على المن واألخبار المذكورة ظاهرة في زكاة مــال التجــارة، والتعــدي منهــا إلى الزكــاة الواجبــة غــير ظــاهر، وال ســيما مــع قــرب احتمال أن يكون ذلك من باب ترجيح التوســعة على العيــال على أداء زكاة مال التجارة، مضــافا إلى أن موردهــا صــورةــه ال عدم القدرة على اإلنفاق الالزم، وأن دفع الزكاة لتتميم

، ال يخلو عن إيراد. (1)للتوسعة، إلخ أما عدم الدليل على إعطاء الزكاة الواجبة فقد عــرفت وجوده، وأما أنه للتتميم ال للتوســعة فقــد عــرفت أن الخــبر العاشر صريح في التوسعة، والخــبر الثــالث محمــول عليهــا

من باب القدر المتقين.

. 288 ص9 ج:المستمسك (?)1188

Page 189: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ويدل على المطلب مضــافا على مــا تقــدم، مــا عن أبيــه بصير قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن رجــل ل ثمانمائة درهم وهو رجل خفاف وله عيال كثير ألــه أن يأخــذ

يا أبا محمد يربح في دراهم ما يقوت بهمن الزكاة؟ فقال: ؟ قـــال: الكم يفضل؟ قـــال: نعم، قـــال: عيالـــه ويفضل

إن كان يفضل عن القوت مقدار نصف القــوتأدري، قال: ــاة فال يأخذ الزكاة، وإن كان أقل من نصف القوت أخذ الزك

:قــال: قلت: فعليــه في مالــه زكــاة تلزمــه؟ قــال ،بلى، يوســع بهــا على عيالــه فيقال: قلت: كيــف يصــنع؟ قــال:

طعامهم وكسوتهم ويبقي منها شيئا يناوله غيرهم ومــا أخــذ، انتهى. (1)من الزكاة فضه على عياله حتى يلحقهم بالناس

فيبلىوهذه الروايــة بقرينــة قولــه )عليــه الســالم(: ، تــدل علىفعليه فيما له زكاة تلزمهجواب قول السائل:

أن الكالم في الزكاة الواجبة ال المستحبة فتدبر. ــة على جــواز التوســعة وإن كــان ــات الدال ثم إن الرواي غالبها في زكــاة النقــدين إال أنــه بعــد إطالق الروايــة الثالثــةــار، مضــافا إلى عــدم وجــدان قــول ــة عن ابن مهزي المروي بالتفصيل بين زكاة النقدين وغيرهمــا ال يبقى الشــك في أن

كل زكاة كذلك. ومما قد يعد مؤيــدا للمطلب األخبــار الدالــة على جــواز أخذ هؤالء من زكاة غير المعيل، بضــميمة أن الزكــاة شــيء واحد فال يفــرق فيهــا كونهــا من المعيــل أو من غــيره، وفي المقام كلمات أخر من الطرفين لم نذكرها خوف التطويل. ثم إن المصنف )رحمه الله( تبعــا لغــيره اشــترط جــواز

إعطاء المعيل للتوسعة بقوله

.4 من أبواب المستحقين للزكاة ح8 الباب 159 ص6 ج:( الوسائل?)1189

Page 190: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

دفعها يجـــوز نعم ،عليهم به يوسع ما عنـــده يكن لم إذا عليه ال عليهم نفقته تجب من عنـــــدهم كـــــان إذا إليهم

كالزوجة

}إذا لم يكن عنده ما يوسع به عليهم{ ومدركــه ظــاهر، إذ الرواية الثالثة بعد تقييــدها بالعاشــرة تنتج مــا ذكــر، فــإن الظاهر من العاشرة عدم مــال للرجــل ذي العائلــة الكثــيرة أكثر من خمسمائة درهم، ومن المعلوم أن خمسمائة درهم

لم تكن تكفي بالعائلة الكثيرة في تلك األزمنة. ويدل على ذلك مــا عن أبي بصـير قــال: قلت ألبي عبــد الله )عليه السالم(: إن شــيخا من أصــحابنا يقــال لــه عمــر، ســأل عيســى بن أعين وهــو محتــاج، فقــال لــه عيســى بن أعين: أما إن عندي من الزكاة ولكن ال أعطيك منهــا، فقــال له: ولم؟ فقال: ألني رأيتك اشتريت لحما وتمرا، فقال: إنما ربحت درهمــا فاشــتريت بــدانقين لحمــا وبــدانقين تمــرا ثم رجعت بــدانقين لحاجــة، قــال: فوضــع أبــو عبــد اللــه )عليــه

إنالسالم( يده على جبهته ساعة ثم رفــع رأســه ثم قــال: الله نظر في أمــوال األغنيــاء، ثم نظـر في الفقـراء، فجعـل في أموال األغنياء مــا يكتفــون بــه، ولــو لم يكفهم لــزادهم، بلى فليعطه مــا يأكــل ويشــرب ويكتســي ويــتزوج ويتصــدق

، انتهى. (1)ويحج فإن العائلة الكثــيرة بمقتضــى هــذا النحــو من المخــارج يحتاجون في كل يوم أكثر من درهمين الحتياجهم إلى الخبز والمــاء واللبــاس وغيرهــا، مضــافا إلى اللحم والتمــر كمــا ال

يخفى. }نعم يجوز دفعها إليهم إذا كان عندهم من تجب نفقتــه

عليهم ال عليه، كالزوجة

.2 من المستحقين للزكاة ح41 باب 201 ص6 ج:( الوسائل?)1190

Page 191: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

.مثال لهما والمملوك الولد أو للوالد

للوالد أو الولد والمملوك لهما مثال{ فالوالد يجوز له أنــد واجب يدفع زكاته إلى ولده ليصرفها في زوجته، ألن الوال النفقة على الوالد وليست زوجــة الولــد واجبــة النفقــة على الوالد كما ال يخفى، ويدل على ذلك اإلطالقــات، وال صــارف

لها عن مثل ما نحن فيه. ــا نعم، فيما لو كان نفقة المملوك والزوجة ونحوهما مم يعــد من نفقــة الولــد عرفــا أشــكل ذلــك، وإن كــان األقــوى

خالفه. ثم الظاهر إن الدفع من الزكاة للولد مثال بقدر زوجة أو غيرها ممن هو في عيلولته، ال بقدر أن يستغني عن اإلنفاق إليــه، إذ مثلــه مثــل من لــه بعض النفقــة، فــإن الجــائز حين

إعطائه بقدر الناقص ظاهرا. وهنا فروع:

األول: ولد الشبهة بحكم ولــد الحالل فال يجــوز إعطــاؤهمن زكاته، كما ال يجوز له إعطاء أبيه من زكاته.

ــبر على ــد فال يج ــرام ليس بحكم الول ــد الح ــاني: ول الث نفقته، وال يجوز له إعطــاؤه من زكاتــه لمــا تقــدم من عــدم

جواز إعطاء ولد الزنا مطلق الزكاة. الثالث: يجوز لولد الزنا إعطاء زكاتــه للــزاني ألنــه ليس

أباه شرعا، بل له الحجر كما في الخبر فتأمل. الرابع: لو كان الزنا من طرف دون آخر فالولد ال يجــوز له إعطاء زكاته للطرف الصحيح، ويجــوز إعطــاؤه للطــرف الزاني، ويشكل إعطاء الطرف الصــحيح لهــذا الولــد كمــا ال

يخفى.

191

Page 192: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الخــامس: ولــد المالعنــة يجــوز إعطـاؤه زكاتــه للمالعنالنتفائه عنه شرعا والعكس مشكل.

ــيرا السادس: إذا أعطى الزوجة زكاتها لزوجها لكونه فق جاز له صرفها في ولده ألنها ليست من زكاته، بل من زكاة

غيره. السابع: هل الرضاع في حكم النسب في هذه المسائل

أم ال؟ سيأتي الكالم فيه في باب النفقات إن شاء الله. الثامن: يستحب للمعيل إذا أراد صرف زكاته في واجبــار النفقة أن يعطي شيئا منها، ويدل عليه ما تقدم من األخب من إخراج البعض، بضميمة ما دل على جواز صرف الجميــع

، الحديث. (1)يضع زكاته كلهاكخبر علي بن مهزيار: التاســـع: الظـــاهر جـــواز صـــرف الزكـــاة في مملـــوك

المملوك إذا قلنا بملكه ألنه ليس بمملوك حينئذ. العاشر: األمة المحللة ليست في حكم الزوجــة، فيجــوز

صرف زكاته عليها إذا لم يتمكن المالك من نفقتها. الحادي عشر: الدعي من األبناء ليس بحكم االبن كما ال

يخفى. الثاني عشر: ال يفرق في الحكم بعدم الجــواز بين كــونــاف أو ــرام أو االعتكـ ــدا في الحيض أو في االحـ االبن منعقـ الصوم وأشــباهها، وبين انعقــاده في حــال الخلــو عن جميــع

ذلك. الثــالث عشــر: لــو تــزوج بــأمراة فضــولة ووطأهــا قبــل

اإلجازة، ثم أجازت

. 3 من المستحقين للزكاة ح15 باب 169 ص6 ج:الوسائل (?)1192

Page 193: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فهـــل الولـــد محكـــوم بهـــذا الحكم أم ال؟ فيـــه تـــردد،والمسألة تحتاج إلى التتبع.

ــع عشــر: حيث إن لكــل قــوم نكاحــا يكــون الولــد الراب المنعقد بنكــاح الكــافر وأشــباهه محكومــا بكونــه حالال، فلــو

أسلم أو استبصر لم يجز إعطاؤه من زكاته، وبالعكس. الخامس عشر: ولد المجوسي المنعقــد من نكاحــه أمــه أو أختــه وأشــباههما هــل يكــون محكمومــا بهــذا الحكم بعــد

اإلسالم أم ال؟ فيه تردد واألقرب أنه ولد. الســادس عشــر: ولــد الحالل المنعقــد من ولــد الزنــا ال يعطى زكاته أباه قطعـا، لكونـه ولـد زنـا، وهـل يعطي جـده الــزاني؟ األقــوى اإلعطــاء، وبــالعكس لعــدم النســبة بينهمــا

شرعا. ــثى المشــكل ليســت بحكم الســابع عشــر: زوجــة الخن الزوجة على الظاهر، وفيه تردد، وكذا إذا كان نفس الزوجة

خنثى مشكال، فتأمل. الثــامن عشــر: الزوجــة المحرمــة على الــزوج، كمــا لــو

كانت ابنة موطوء الزوج أو نحوها، ليست بحكم الزوجة. ــن ليس ــه األلس ــدم أن من تنال ــد تق ــر: ق ــع عش التاس محكوما شرعا بكونه ولد زنا، فال يجوز إعطاء أبيه زكاته له،

وهكذا. العشـــرون: المشـــكوك كونـــه واجب النفقـــة محكـــوم بعدمه، إال إذا كان هنـاك أصـل موضـوعي يقتضـيه، كمـا لـو كانت زوجة ثم أجرى لفظا شك في صحة كونه طالقا، فــإن

أصالة البقاء تقتضي وجوب النفقة. الواحد والعشرون: قد تبيين أنه يجوز للشخص التوسعة

على واجب النفقة

193

Page 194: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

في الجملة، فنقول:إن هنا فروعا:

أ: هل يجوز التوسعة على كــل واحــد من واجب النفقــة من زكاة نفســه أم ال؟ الظــاهر األول لمــا تقــدم من خــبري الثالث والعاشر وغيرهما. نعم يشترط أن ال يكون عنــده مــا

يوسع به عليهم. ب: هل يجوز استعمال نفسه من ذلك الزكــاة للتوســعة على نفسه أم ال؟ الظاهر األول، فإن جعل الزكاة زيادة في النفقة، كما تضــمنه الخــبر العاشــر مــع التالزم العــرفي بين التوسعة عليهم وعلى نفســه بــدون تنبيــه اإلمــام لــذلك دال

على جواز استعماله حتى على نفسه. إن قلت: الخبر السادس المروي عن سماعة صرح فيه

، ومقتضاه عــدم جــواز التوســعة(1)وال يأكل هو منهبقوله: من الزكاة على نفسه.

ــذا ــذا على االســتحباب، ألن ه ــل ه ــد من حم قلت: ال ب الخبر كما تقدم في مسألة زكاة مال التجارة، ومن المعلوم أن زكاة مال التجارة ال يجب إخراجها. نعم يكون هذا الخــبرــل في إرشادا إلى أن زكاة مال التجارة لو أخرجت إلى األه الصورة المــذكورة كفت في االســتحباب دون مــا لــو أخــرج

لنفسه. ج: لو كان زيد وحــده وكــان لــه مقــدار من الغلــة يكفيــاج إلى بجميعه لمؤنته بحيث لو أخرج زكاته صادر فقيرا احت األخذ من الزكاة، فهل يجوز صرف زكاتــه في نفســه أم ال؟ فيه تردد، لعدم شمول النصوص المتقدمــة، وإن كــان ربمــا

يقال بأن

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح14 الباب 167 ص6 ج:الوسائل (?)1194

Page 195: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الصرف على العيال للتوسعة الذي تقدم أنه منهم أيضا،يدل بالفحوى على جواز الصرف على نفسه ألصل المؤنة. د: هل يجوز صــرف زكاتــه على نفســه للتوســعة إذا لم

يكن له عيال، فيه تردد تقدم وجهه في فرع ج. هـ: الظاهر شمول التوسعة لنحو ما إذا كــان ال يقــدر إال على مرة من الغذاء فيضيف مرة أخرى من الزكاة، وما إذا كان ال يقدر إال على لحم الجاموس فيضيف على ثمنه شــيئاــاس ــذا في اللب ــاة حــتى يشــترى لحم الضــأن، وك من الزك

ونحوه. و: الظــاهر من التوســعة قــدرها المتعــارف ألمثــال هــذا الشخص، ال التوسعة مطلقا، كــأن يضــيف الزكــاة ألن يأكــل مطبـوخ األرز مــع أقسـام من المـرق، وذلـك لعـدم شـمول

األدلة لمثل ذلك. ــوز ز: كما يجوز التوسعة على العيال من زكاة نفسه يج التوسعة عليهم من زكاة غــيره، إذ المعيـار هـو جـواز األخـذ من الزكاة ألن يلحق الشخص بســائر النــاس في المعشـية، كمــا دلت عليــه الروايــة المتقدمــة عن أبي بصــير، وذلــك ال يفرق فيه بين أخــذ المعيــل الزكــاة للتوســعة وأخــذ المعــال

لذلك. وهــل يشــترط عــدم تمكن المعيــل من التوســعة أم ال؟ فيه تردد، من انصراف أدلة إعطاء الزكـاة للفقــير عن مثــل من كان لــه معيــل متمكن قــائم بنفقتــه الواجبــة فال يجــوز، ومن أن الواجب على المعيل هو أصــل النفقــة ال التوســعة، والمناط في إعطاء الزكاة هو عدم استواء الشخص لســائر الناس المتعارف وهو موجود في المقــام، إذ المتعــارف هــو

التوسعة، وال يبعد الثاني فتأمل.

195

Page 196: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ح: كما يجوز للمعيل األخــذ من الزكــاة المتعلقــة بغــيرهــذ من للتوسعة على عياله الواجبي النفقة يجوز للمعال األخ زكاة الغير للتوسعة على نفسه إذا لم يوسع عليهم المعيل. ويدل عليه ما تقدم من أن المناط في أخــذ الزكــاة هــو عدم مســاواة الشــخص للمتعــارف، مضــافا إلى صــحيح ابن الحجاج، عن أبي الحسن األول )عليــه الســالم(، ســألته عن الرجل يكون أبوه أو عمـه أو أخـوه يكفيــه مؤنتـه أيأخـذ من الزكــاة فيوســع بــه إذا كــانوا ال يوســعون عليــه في كــل مــا

، انتهى. (1)البأسيحتاجون إليه فيه؟ قال: فإن اإلمام )عليــه الســالم( جــوز لالبن مــع كونــه واجب

النفقة على الوالد أخذ الزكاة للتوسعة. نعم، العم واألخ خارجان عن محل الكالم، كما ال يخفى.ــروع ــذه الف ــا في ه ــا ذكرن ــوع م ــيين من مجم ــد تب وق

وسابقتها أن صور المسألة اثنتى عشرة: ألنه إما وحده، أو مع العيــال، وعلى كال التقــديرين، إمــا أن يصرف زكاة نفسه أو زكاة غيره، وعلى كـل تقـدير، إمـا أن يكــون الصــرف ألصــل النفقــة أو للتوســعة، وعلى كــل صورة من صور التوسعة، إمــا أن يأخــذ المعيــل أو المعــال، وإذا الحظت مع هذه الصور يسار المعيل أو المجرد وعدمــه

صارت الصور أربعا وعشرين، وسيأتي اإلشارة إلى

. 1 من المستحقين للزكاة ح11 باب 163 ص6 ج:الوسائل (?)1196

Page 197: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بعض هذه الفروع إن شاء الله. ط: لــو كــانت الزوجــة موســرة واليعطيهــا الــزوج قــدر التوسعة فهل يجوز أخــذها من الزكــاة أم ال؟ من إطالق مــا دل على جواز التوســعة من الزكــاة فيجــوز، ومن انصــرافها عن مثل هذه الصورة التي هي موســرة فال يجــوز، وال يبعــد

الثاني، كما وأنه موافق لالحتياط. ي: يستحب لمن يأخذ الزكــاة عن غــيره للتوســعة على عياله أن اليتناول هو منــه، لمــا عن العياشــي في تفســيره، عن سماعة قال: سألته عن الزكــاة لمن يصــلح أن يأخــذها،

وقــد تحــل الزكــاة لصــاحب الثالثمائــةفقال، إلى أن قــال: ــا ــين درهم ــاحب خمس ــرم على ص ــه:درهم ويح ، فقلت ل

إذا كان صاحب الثالثمائــة درهم لــهوكيف يكون هذا؟ قال: عيال كثيرة فلو قسمها بينهم لم يكفهم فليعفف عنها نفسه

، الحديث. (1)وليأخذها لعياله ولكن يحتمل أن يراد بهـا أخـذ زكـاة نفسـه لعيالـه، وأن

اليتناول هو بنفسه منها، فتأمل. الثــاني والعشــرون: ظــاهر بعض الروايــات الدالــة على جواز صرف الزكاة في واجب النفقة وجوب إعطــاء بعضــهاــة خــبر للخارج، ولكن ال بد من حملها على االستحباب بقرين علي بن مهزيار الدال على جــواز إعطــاء جميــع الزكــاة في أهل بيته، ثم إن أقل االستحباب إعطــاء درهم إلى الخــارج،

للرواية الخامسة المروية

.63 تفسير سورة البراءة ح90 ص2( تفسير العياشي: ج?)1197

Page 198: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عن إسحاق بن عمار المتقدمة، فتأمل. الثالث والعشــرون: هــل يجب إخــراج بعض الزكــاة إلىــه أم ال؟ األقــوى ــه في أقارب ــو صــرف زكات الخــارج فيمــا ل الثاني، للخبر األول المروي عن أحمد بن حمزة، ولــذا ال بــد من حمل تلــك األخبــار الظــاهرة في وجــوب إخــراج البعض

على االستحباب. الرابع والعشرون: األفضل لمن وجبت عليه الزكاة وهــو محتاج إليها جميعا لنفقة عياله أو للتوسعة، أن يخرج بعضها ويأخذ عوضها من زكــاة غــيره، عمال بظــاهر األخبــار اآلمــرة

بإخراج بعض الزكاة المحمولة على االستحباب لما تقدم. الخامس والعشرون: لــو كــانت الزوجــة هاشــمية يجــوز للزوج األخذ من الزكاة لنفســه واإلنفــاق عليهــا، ألن الزكــاة بعد األخذ تكون ملكا لآلخذ، كما دلت عليه الروايات، فيجـوز له صرفها في مصــالحه، ومن المصــالح اإلنفــاق على أهلــه، وإنما الممنوع منه هو أخذ الهاشمي من الزكاة ابتــداء، كمــا وإنه يجوز للفقير ضيافة الهاشمي إذا كــان ذلــك من شــأنه، ولو كــان الصــرف من الزكــاة، وينعكس هــذا الحكم فيجــوز

للهاشمي ضيافة غير الهاشمي. السادس والعشرون: لو كان المملوك هاشميا، كمــا لــو كان من أوالد أبي لهب فرضــا، أو ارتــد بعض الســادة وبقي في بالد الكفار حتى تناسل ثم أسرنا ذريته، أو أخذ سيد أمة شخص واشترط كون الولد لمولى األم على القول بصـحته، جاز للمولى الفقير أخذ الزكاة لنفسه والصرف عليه بما هو

من عياله، لما تقدم في مسألة الزوجة.

198

Page 199: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

السابع والعشــرون: لــو كــان المملــوك كــافرا والزوجــة كذلك، ويتصور فيمــا لــو كانــا كــافرين فأســلم الــزوج وبقي الزوجة كافرة، أو كان أحدهما مخالفــا، جــاز للــزوج والــولي

أخذ الزكاة لنفسه والصرف عليهم لما تقدم. نعم، في هذه الفروع الثالثة يشكل صــرف زكــاة نفســه

عليهم للتوسعة، أو أصل النفقة، فتأمل. الثامن والعشــرون: فــرق بين الزوجــة المســتغنية وبين األب ونحوه المستغني، فإنــه ال يجــوز للمعيــل صـرف زكــاة نفســه أو غــيره على القــريب المســتغني، ألنــه حينئــذ ليســزوج واجب النفقة، بخالف الزوجة فإنها تجب نفقتها على ال ولو كانت موسرة، وعليه فيجوز للزوج الفقــير أخــذ الزكــاة

لنفسه للصرف عليها. التاسع والعشرون: لو كانت الزوجة ولد زنا أو المملوك

كذلك جاز للزوج والمولى أخذ الزكاة للصرف عليهما. نعم يشكل ذلك فيما لو كان األخذ لنفس المملوك، كما لو كان المولى هاشميا، وكــذا في الزوجــة، فــإن الــزوج لــو كان هاشميا لم يجز له أخذ الزكاة لزوجته التي هي بنت زنا

أو زوجته الموسرة، فتأمل. الثالثون: الظاهر أن الزوجة الموسرة ال يجــوز لهــا أخــذــزوج معســرا وال ــان ال ــاة للتوســعة على نفســها إذا ك الزك يتمكن من أن يوسع عليها، وإن جاز للزوج أخذها للتوســعة، وكــذا الزوجــة المخالفــة، أو الكــافرة، أو الهاشــمية، أو بنتــاة، زنا، وكذا المملوك، وذلك لعدم جواز أخذ هؤالء من الزك

وإن جاز أخذ المولى و

199

Page 200: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الزوج الفقيرين الجــامعين للشــرائط بقــدر إدارة جميــععائلتهما.

وهنا فروع كثيرة أضربنا عن ذكرها خوف التطويـل، مــعأن حكم غالبها قد عرف مما سبق.

200

Page 201: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ما هو النفقة لواجــبي إعطــاؤه الممنوع(:ــ 10 ـ مسألة) من غــيره من وأما ،الفقر وألجل الفقــراء ســهم من كــان

أو ،الغـارمين أو ،منهم كـان إذا العـاملين كسـهم السـهام أو ،الســــبيل ابن أو ،الله ســــبيل أو ،قلــــوبهم المؤلفة.منه مانع فال المذكورات أحد من كان إذا ،الرقاب

ــة:10مســـألة } ــبي النفقـ ــاؤه لواجـ ــوع إعطـ الممنـ هوماكان من سهم الفقــراء{ والمســاكين }وألجــل الفقــر{

والمسكنة. }وأما{ اإلعطاء }من غيره من السهام{ الست الباقيــة }كسهم العاملين إذا كان منهم، أو الغارمين، أو المؤلفة، أو ســبيل اللــه، أو ابن الســبيل، أو الرقــاب، إذا كــان من أحــد المذكورات{ وأعطوا ألجل هذه العنــاوين ال بعنــوان النفقــة

}فال مانع منه{. ويــدل عليــه مضــافا إلى نقــل عــدم الخالف ونحــوه من جماعة من الفقهاء، عموم أدلة المذكورات لواجــبي النفقــة

مع قصور أدلة المنع عن شمول ذلك. إذ المنصرف من أدلة المنع المؤيد بالتعليالت المــذكورة فيها هو اإلعطاء للنفقــة، مضــافا إلى مــا دل من قضــاء ديناألب من زكاة الولد وجواز اشتراء األب من سهم الرقاب. فعن إسحاق بن عمار قال: سـألت أبـا عبــد اللـه )عليـه السالم( عن رجل على أبيه دين وألبيه مؤنة أيعطي أباه من

. (1)نعم، ومن أحق من أبيهزكاته يقضي دينه؟ قال:

. 1 من المستحقين للزكاة ح18 باب 173 ص6 ج:الوسائل (?)1201

Page 202: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه ــه )علي ــد الل ــي، عن أبي عب ــد الوايش وعن أبي محم السالم(، قال: ســأله بعض أصــحابنا عن رجــل اشــترى أبــاه

اشــترى خــير رقبــة، ال بــأسمن الزكاة زكــاة مالــه؟ قــال: . (1)بذلك

وإن اشــترىوعن فقــه الرضــا والصــدوق في المقنــع: .(2)رجل أباه من زكاة ماله فاعتقه فهو جائز

ورواية علي بن يقطين: عندي المال من الزكــاة أفــأحج. (3)نعم، ال بأسبه موالي وأقاربي؟ قال:

والظاهر من الموالي العبيد كما ال يخفى، فال يحتاج إلى ما تكلفــه في المسـتند من قولــه: والمـوالي واألقــارب وإن كان أعم من الواجــبي النفقــة إال أن الزكــاة الممنــوع عنهــا لهم في رواياته أيضــا أعم من ســهم الفقــراء أو في ســبيلــة الله، فيتعارضان بالعموم من وجه، ويرجح المجوز لموافق

. (4)إطالق اآلية، انتهىوفيه نظر من وجوه.

وكيف كان، فال ينبغي االرتياب في المســألة، ولــذا كــانــع الســيد إلى ــد من عــدم جــواز دف مــا حكي عن ابن الجني مكاتبه من زكاتــه ليفــك بهــا رقبتــه، معلال بعــود النفــع إليــه،

ضعيفا.

.1 من المستحقين للزكاة ح19 باب 173 ص6 ج:( الوسائل?)1 بـاب العنــف سـطر14، وعن المقنـع: ص10 ســطر 23( فقه الرضا: ص?)2

30..1 من المستحقين للزكاة ح42 باب 202 ص6 ج:( الوسائل?)3.14 سطر 52 ص2 ج:( المستند?)4

202

Page 203: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

نعم يبقى الكالم في أنه هــل الالزم إعطــاء ابن الســبيل بقدر طي المسافة فقط، أم مطلقا حتى بقدر النفقة أيضــا،ــان ــاني، وإن ك ــي الث ــاء يقتض ــة من الفقه إطالق كالم جمل الظاهر عدم إرادتهم له، واألقوى االقتصــار على مــا زاد عن

نفقة الحضر وفاقا للسيد البروجردي وغيره. فرع:

لو لم يعط لواجب النفقة حتى اضطر إلى القرض فهــل يجوز إعطاء قرضه من زكاتــه أم ال؟ يبتــني ذلـك على كـون النفقــة تكــون كالــدين فال يسـقط عن ذمــة المعيــل بــذهاب وقتهــا فال يجــوز، أم ال فيجــوز، وســيأتي التفصــيل في بــاب

النفقات إن شاء الله تعالى. فرع:

ــة من ســهم ــل الزوج ــير مث ــة غ إذا أعطى واجب النفق العاملين ونحوه حتى اســتغنى ســقطت نفقتــه، ألن وجــوب

النفقة إنما هو في صورة الفقر، كما ال يخفى. فرع:

كمــا يجــوز إعطــاء واجب النفقــة من زكاتــه إلحــدى العناوين الستة غير عنــواني الفقــر والمســكنة، فهــل يجــوز أخذه زكاته النطباق أحد العناوين عليه، كما لو كان عامال أو غارما ال يتمكن من أداء دينه، أو ابن سبيل معه زكاته فقط،

أو نحو ذلك، أم ال؟ فيه تردد، من وجود الحكمة، وكونه أحد األصــناف، وأنــه يجوز له األخذ من الزكاة فال يفرق بين كونه من زكاة نفسه وغيره، ومن أن ظاهر األدلة اإليتاء ونحــوه، وذلــك ال يصــدق

في المقام. فرع:

ــامال أو ــه ع لو صرف زكاته في واجبي النفقة عليه لكوننحوه، فهل

203

Page 204: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يجوز تناول نفسه منها لــو صــار واجب النفقــة لهم، مثالــل لو أعطى أباه من سهم العاملين، ثم افتقر هو بنفسه فه يجوز أن يصرف أبوه زكاته في نفسه أم ال؟ األقــوى األول،

ألن األب صار مالكا، وبعد ذلك يخرج عن عنوان الزكاة.فرع:

لو اســتدان الوالــد وصــرفه في الولــد في حــال كونهمــاــده ــد جــاز إعطــاء دين وال ــاة بالول ــق الزك فقــيرين، ثم تعل المصروف عليه منها، لجــواز إعطــاء دين األب، والمفــروض أن األب استدان لنفسه ال لولده حتى يقــال بأنــه يرجــع إلى إعطاء الولـد دين نفسـه، ولـو تعلـق الزكـاة بالوالـدلم يجـزــان ــه، وإن ك ــك دين ــروض أن ذل ــا إذ المف ــه منه إعطــاء دين

مصروفا في غيره. فرع:

ــارمين مثال، ثم ــهم الغ ــة من س ــو أعطى واجب النفق ل صرف ذلك في غير الدين كالنفقــة أو أبــرأه الــدائن أو نحــو ذلك ارتجع منــه، وال يحتســب من ســهم الفقــراء، كمــا جــاز

ذلك في سائر الفقراء. فرع: المشــتبه كونــه من النفقــة الواجبــة أم غيرهــا مــع عــدم حالــة ســابقة ال يجــوز إعطــاء الزكــاة ألجلــه، تمســكا بعموم جواز إعطاء الزكـاة لكـل فقـير، إذ هـو من التمسـك

خمسة ال يعطونبالعام في الشبهة المصداقية، فال يقال: ــو إلخ بمقتضى تعليله معنون بعنوان قدر النفقة الواجبة، فه المتيقن الخروج عن عموم إعطاء الزكــاة لكــل فقــير بقــدر جميع شــئونه، ويبقى عمــوم العــام في المشــكوك الخــروج ســالما فيجــوز لــه األخــذ فتأمــل، وهــل يفــرق بين الشــبهة

الصدقية والمصداقية أم ال، فيه تردد. فرع:

ــل، األحوط في المشتبه كونه واجب النفقة مع عدم أصعدم إعطائه من الزكاة المتعلقة بالمعيل لما تقدم، فتأمل.

204

Page 205: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يأخذ أن غيره على نفقته تجب لمن يجوز(ـ: 11 ـ مسألة)إنفاقه على قادرا يكن لم إذا عليه تجب من غير من الزكاة

ــيره أن:11مســألة } ــه على غ ــوز لمن تجب نفقت يج يأخــذ الزكــاة من غــير من تجب عليــه إذا لم يكن{ المعيــل }قادرا على إنفاقه{ ويدل عليه عموم األدلــة واألخبــار، مــع ــافا عدم شمول أدلة عدم إعطاء الزكاة لواجب النفقة، مض

إلى عدم الخالف فيه على ما ادعاه بعضهم. خمســة ال يعطــون منإن قلت: قوله )عليــه الســالم(:

إلخ مطلق يشمل صورتي اإلنفاق وعدمه، فيكون(1)الزكاة داال على عدم وضع الزكاة لهؤالء، وذلــك مثــل مــا لــو قــال: زيد ال يعطى من الزكاة ألنه غني، فكما ال يفرق فيه صــرفه من ماله على نفسه، وعدم صرفه كذلك، ال يفرق فيما نحن

فيه قيام المعيل باإلنفاق وعدمه. قلت: المفهوم من التعليــل أنهم لكــونهم مكفي المؤنــة

لم يجعل لهم الزكاة، فإذا انتفت العلة انتفى المعلول. ــه ويؤيده صحيح بن الحجاج، عن أبي الحسن األول )علي الســالم(، عن الرجــل يكــون أبــوه أو عمــه أو أخــوه يكفيــهــه مؤنته أيأخذ من الزكاة فيوسع به إن كانوا ال يوسعون علي

. (2)ال بأسفي كل ما يحتاج إليه؟ فقال )عليه السالم(: واألخبار الدالة على حلية الزكــاة للمــوالي إذا لم يتمكن المولى من القيام بالنفقة، كما ذكروها في بــاب جــواز دفــع الزكاة إلى موالي بني هاشم، وقد تقــدم شــطر منهــا، فــإنــاولهم الزكاة لو لم تكن مجعولة لهؤالء الخمســة لم يجــز تن

منها مطلقا.وكيف كان، فاإلشكال في كمال السقوط.

. 1 من المستحقين للزكاة ح13 باب 165 ص6 ج:الوسائل (?)1.1 من المستحقين للزكاة ح11 باب 165 ص6 ج:( الوسائل?)2

205

Page 206: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــان أو ك ــادرا ــاذال، يكن لم ولكن ق ــان إذا وأما ب ــاذال ك ب لم إذا األغنيــاء كأبنــاء فقيرا، كان وإن إليه، الدفع فيشكل

شيء. عندهم يكن

نعم، لو لم ينفق الغــني على نفســه حــتى أشــرف علىــاة الهلكة للئامته لم يبعد القول بعدم جواز إعطائه من الزكــه أصــال، لسده الرمق، ألن ظاهر األدلة عدم جعل الزكــاة ل فيكون حال الزكاة بالنسبة إليه حال سائر أموال النــاس إال

من باب األهم. }أو كان قادرا ولكن لم يكن باذال{ ويدل عليــه مــا يــدل على الحكم الســابق، نعم لــو تمكن من مراجعــة الحــاكمــه يتمكن من ــاة ألنـ ــذ من الزكـ ــدم على األخـ ــاره، قـ وإجبـ المعيشة بدون الزكاة مع كونه غنيا عرفا وشرعا فال تشمله

أدلة الزكاة. أما لــو تمكن من الســرقة من واجب النفقــة، فهــل هــو مقــدم على األخــذ من الزكــاة أم ال؟ األقــرب األول لجــواز الســرقة، كمــا دل عليــه قصــة هنــد زوجــة أبي ســفيان مــع

رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(. فقد روي أنها جاءت إلى رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآله وســلم( فقــالت: إن أبــا ســفيان شــحيح ال يعطيــني مــا يكفيني وولدي إال ما آخذ منه ســرا وهــو ال يعلم، فهــل على

،خذى ما يكفيك وولدك بالمعروفمن ذلك شيء؟ فقال: ومع جعل مال له شرعا، ولو بالسرقة ال يكون فقيرا.

ــه، وإن ــدفع إلي }وأما إذا كان{ المعيل }باذال فيشكل ال كان فقيرا{ بمعنى عدم مالية لهذا الـواجب النفقـة }كأبنــاء

األغنياء إذا لم يكن عندهم شيء{ بل

206

Page 207: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــأخوذ المتعين القول بعدم الجواز، لعدم صدق الفقر الم موضوعا للزكاة قطعــا، بــل صــريح جملــة من األخبــار عــدم

الجواز. فعن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(،

ال تحلقال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(: ،الصدقة لغني وال لذي مرة ســوي وال لمحــترف وال لقــوي

ال يحــل لــه أن يأخــذها وهــو يقــدرقلنا ما معنى هذا؟ قال: .(1)على أن يكف نفسه عنها

ــف ــ ــة في أول مبحث الوص ــ ــار المتقدم ــ وكبعض األخبالثالث.

وعن علي بن إبراهيم، عن الصــادق )عليــه الســالم(، أو الفقـراء هم الـذين اليسـألونالعالم )عليه السـالم(، قـال:

ــذين ال ــدليل على أنهم هم ال وعليهم مؤنات من عيالهم، والروا في﴿يسألون قول الله تعالى: ــ للفقراء الذين أحص

ربا في األرض ــ ــ تطيعون ضـ ــ ــ بيل الله ال يسـ ــ ــ ســـرفهم ف تعـ ــل أغنيـــاء من التعف بهم الجاهـ يحســـ

ــا ــير (3)،(2)﴾بسيماهم ال يسئلون الناس إلحاف . إلى غذلك من األخبار المؤيدة للمطلب.

ثم إن المحكي عن العالمة في جملة من كتبه، والشهيد في الدروس والبيان، والمحقق الثــاني في فوائــد الشــرائع، والسيد في المدارك وبعض آخر جــواز إعطــاء غــير المعيــل لــواجب النفقــة من الزكــاة مطلقــا، أعم من أصــل النفقــة والتوسعة، معللين ذلك كما في الحدائق بصدق الفقر عرفا، وعدم خروج من لم يملك قوت الســنة بوجــوب النفقــة عن

وصف الفقر عرفا، فيندرج تحت اآلية والعمومات

.8 من أبواب المستحقين للزكاة ح8 باب 160 ص6 ج:( الوسائل?)1.273سورة البقرة: اآلية (?)2.7 من المستحقين للزكاة ح1 باب 145 ص6 ج:( الوسائل?)3

207

Page 208: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الدالة على جواز أخذ الفقير الزكاة. نعم، بعض هؤالء المجوزين مطلقا اســتثنى الزوجــة من هذا الحكم، قال: ألن نفقتها كــالعوض وزاد بعضــهم اســتثناء

المملوك معها. واســتدل لهم أيضــا كمــا في الجــواهر: بصــحيح عبــد الرحمــان بن الحجــاج المتقــدم، ثم قــال مــا لفظــه: خالفــا للفاضـل في التـذكرة فمنــع مـع البـذل واليسـار، معلال بـأن الكفاية حصلت لهم بما يصلهم من النفقة الواجبـة فأشـبهوا من له عقار يستغني بأجرته، وتبعه في شرح المفاتيح، وهو كما ترى قياس أوال، ومع الفارق ثانيا، ودعوى شمول ما دل من صحيح بن الحجاج وخبر الشحام على عدم جواز إعطــاء الزكاة، زكاة المنفق وغيره، واضحة المنــع، ولــو ســلم فــإنــارض ــا تع ــة وغيره ــواز من اآلي ــا دل على الج ــا وبين م بينه

العموم من وجه، والترجيح للثاني من وجوه. وكذا دعوى ظهور التعليل في الغني الــذي ال فــرق فيــه بين المنفق وغيره، ضرورة إمكان كــون التعليــل مبنيــا على عدم صدق اإليتاء معه باعتبار عود النفع له أو على غير ذلك فال ريب في أن األقــوى الجــواز، وإن أطنب األســتاذ األكــبرــل ــواز، ب ــدم الج ــرجيح ع ــاتيح في ت ــرحه على المف في ش مقتضى ما ذكرنا الجواز أيضا في الزوجة مــع فقرهــا إن لمــالعوض عن ــا ك ــأن نفقته ــرق ب ــاع، اللهم إال أن يف يقم إجمــذا يضــمنها المنفــق إذا لم يؤدهــا، بخالف نفقــة بعضــها، ول الوالد والولد. وإن كان قد يناقش فيه بأنها وإن كانت كذلكــد إال أنها إنما تملك عليه يوما فيوما، ومثله ال يخرجها عن ح

الفقر الذي هو عدم ملك مؤنة السنة، وكونها حينئذ

208

Page 209: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كذي الصنعة قياس أوال، ومع الفارق بالــدليل ثانيــا، لكنــه يمكن اإلجماع على عدم جواز تناولها مع يسار الزوج وبذل

، انتهى كالم(1)تحصيله، وإن احتمل بعض الناس الجواز أيضاالجواهر.

وقــال في المستمســك في جملــة كالمــه: وأمــا صــدق الغني بحصول الكفايــة فيمكن منعــه، ولــذا لم يكن إشــكال ظاهرا في جــواز إعطــاء عيــال المؤســر البــاذل إذا لم يكن واجب النفقــة عليــه، والفــرق بينهمــا بــاللزوم وعدمــه غــير

، انتهى. (2)فارق أقول: هذا غاية ما استدلوا بــه على جــواز اإلعطــاء، وال

يخفى ما فيه: أما قولهم بصــدق الفقــر عرفــا وعــدم خروجــه بوجــوب النفقة عن وصف الفقر، ففيه: إن العرف ال يشك في عــدم صدق الفقــر بمجــرد بــذل المعيــل ويســاره، ونحن ال نقــول بالخروج عن صدق الفقر بمجرد وجــوب النفقــة، بــل نقــول بالخروج باليسار والبذل ووجوب اإلنفاق جميعا، كيف ال وقد نرى من بديهيات العرف أنه لــو قــال المــولى لعبــده: أعــط هذه المائة فقــراء البلــد، ثم أعطى العبــد ذلــك المــال أبنــاء التجار والمثرين القـائمين بنفقــة أوالدهم في كمـال الراحــة والسعة كان العبد عاصيا ألمر مواله، وضامنا للمال مستحقا للعقاب، ويقال له: إنك لم تعط الفقراء بل أعطيت األغنياء، بل المنسبق إلى الــذهن من لفــظ الفقــراء هــو من لم يقم أحد بمؤنته واجبة عليــه، ولــو قبــل التشــكيك في مثــل هــذا

التبادر لم يبق تبادر غير قابل للتشكيك.

.398 ص15 ج:( الجواهر?)1. 251 ص9 ج:المستمسك (?)2

209

Page 210: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والحاصل: إن التبــادر وصــحة الســلب عن مثــل واجــبي النفقة شــاهدان على صــدق مــا ادعينــاه، وإن بقي لــك في ذلك شــك فــالعرف ببابــك، إذ مثــل هــذه األمــور غــير قابــل

لالستدالل كما ال يخفى. ــل هــذا مضــافا إلى صــحيحة زرارة المتقدمــة، فــإن مث واجبي النفقة الذين لمعيلهم بذل ويسار من أظهر مصاديق

. (1)وهو يقدر أن يكف نفسه عنهاقوله )عليه السالم(: إن قلت: هذا شامل لمثــل مــا لــو أنفــق أحــد على أحــد تبرعا، والزمه أن ال يحل أخذ الزكاة للمعــال، مــع أنــه جــائز

قطعا. قلت: الصناعة تقتضي تخصيص هــذه الصــحيحة باألدلــة الدالة على جواز إعطــاء الزكــاة للمعــال التــبرعي كاألخبــار المتقدمة الدالة على إعطاء الزكاة لألقــارب الــذين يعــولهم الشخص، بضميمة القطع بعدم الخصوصــية لزكــاة المعيــل،

ال تعــطوهذا التخصيص مثل تخصيص قوله )عليه السالم(: وكـل. وقوله )عليه السالم(: (2)من الزكاة أحدا ممن تعول

، وأشبابههما بأدلة جواز إعطاءمن هو في نفقتك فال تعطهالزكاة للمعال التبرعي.

وبهذا تبين ضعف كالم المستمسك من النقض بالمعــالالتبرعي.

وبذلك كلــه تــبين عــدم شــمول العمومــات والمطلقــات لواجبي النفقة مع بذل المعيــل ويســاره إمــا تخصصــا لعــدم صدق الفقــر عرفــا، بــل وشــرعا كمــا هــو المقطــوع بــه، أو

تخصيصا

. 8 من المستحقين للزكاة ح8 باب 166 ص6 ج:الوسائل (?)1. 6 من المستحقين للزكاة ح14 باب 168 ص6 ج:الوسائل (?)2

210

Page 211: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــة المتقدمــة وأشــباهها ممــا تقــدم على احتمــال للروايضعيف جدا.

نعم، األقـــوى كـــون هـــذه الروايـــة إرشـــادي إلى حكمالعرف.

وأما صحيح عبد الرحمــان بن الحجــاج، فهــو على خالف إن كــانوا المطلــوبهم أدل، إذ الظــاهر من قــول الســائل:

إلخ، مركوزيــة عــدميوسعون عليه في كــل مــا يحتــاج إليهجواز األخذ في صورة التوسعة.

ــبي عن المقــام، إذ الكالم في وعلى كل تقدير، فهو أجنــة في صــورة صورة قيام المعيل بكل ما يحتاج إليه، والرواي

عدم قيامه. وأما ما ذكره الجواهر ردا على العالمة المشــبه لــواجبــه: أن ــارق، ففي النفقة بمن له عقار إلخ بكونه قياسا مع الف ليس مراد العالمة )رحمه الله( إعطــاء حكم من لــه العقــار لمن يجب نفقته على غــيره جزافــا حــتى يكــون قياســا، بــلــار مراده )رحمه الله( ظاهرا بيان أنه كما ال يعد من له العق فقيرا عرفا، ولذا ال يجوز إعطاؤه الزكــاة، كــذلك من يكــون في نفقــة غــيره مــع بذلــه ويســاره ال يعــد فقــيرا عرفــا، فال يشــمله األدلــة، ومن المعلــوم أن منــع صــاحب العقــار عن الزكاة ليس إال ألجل عدم الفقر فالعلة موجــودة فيمــا نحن فيه، وليس تعبدا محضا حتى يقال: إن القياس مــع الفــارق، وبعد هذا كله ال يبقى مجــال لبقيــة الكلمــات المــذكورة في

الجواهر وغيره مما ال ترتبط بالمطلب. ــيرا ال يتمكن من إدارة ــان فق نعم، لو فرض أن الوالد ك شئون ولده فأخــذ الولــد من الزكــاة قــدر ســنة ثم اســتغنى الوالد، لم يبعد عدم لــزوم رده للزكــاة، إذ هــو بمجــرد أخــذ الزكــاة صــار غنيــا، وحيث صــار غنيــا خــرج عن كونــه واجب

النفقة

211

Page 212: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــدفع جــواز عــدم في اإلشــكال ينبغي ال بل زوجة إلى ال الباذل المؤسر

على الوالد، وإن كان في ذلك أيضا تردد، ألنــه مثــل مــا لو أخذ الفقير الزكــاة ثم صــار غنيــا، الحتمــال أن يكــون في الواقع غير مستحق ألخذ هذا المقــدار من الزكــاة، ألن اللــهــوز تعالى جعل الزكاة للفقراء، وهذا ليس منهم فعال، فال يج له التصرف فيما بقي من األموال، ومثلــه مثــل مــا لــو علم من أول األمر أنه بعــد أســبوعه هــذا يســتغني، فكمــا أنــه الــا، إذ ال يجوز له أخذ الزكاة بمقدار أكثر من أسبوع كذلك هن مدخلية للجهل والعلم في الحكم، واحتمال أنه بمجرد أخذه للزكاة صار مالكا ألدلة الملك مردود بانصراف أدلــة مالكيــة

الفقير للزكاة عن مثل هذا المورد. وكيــف كــان، فــاألحوط رد البــاقي في صــورة اســتغناء

معيله مع بذله ويساره، وصورة استغنائه بنفسه. ــير نعم األقرب عدم لزوم رد مثل اللباس الخلق والحص

البالي ونحوهما بعد الغنى. }بل ال ينبغي اإلشكال في عدم جــواز الــدفع إلى زوجــةــواز ــدم ج ــاه من ع ــا ذكرن ــذا على م ــاذل{ وه المؤســر الب إعطائها لكل واجب النفقة مع يسار المنفــق وبذلــه واضــح،

لعدم صدق الفقر. وأما على ما ذكره الجماعــة فغــير مســتقيم، ألن األدلــة

التي أقاموها على ذلك أمور: األول: اإلجمــاع المتقــدم نقلــه عن الجــواهر، وقــال في

محكي المعتبر:

212

Page 213: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــذل على الزوج إجبار إمكان مع جوازه عدم يبعد ال بل الب كان إذا منه، ممتنعا

ال تعطى الزوجة من سهم الفقــراء والمســكنة، مطيعــة. (1)كانت أم عاصية، إجماعا، لتمكنها من النفقة

وفيه أوال: عدم اإلجماع مع وجود المخالف. وثانيا: إمكــان اســتناده إلى تلــك الوجــوه المــذكورة في

أدلة المانعين فالحجية فيه. الثاني: إنها ملحقة بذي الصنعة الذي يملك المؤنــة قــوة يوما فيومــا، والفــرق بين الجــواز في ســائر واجــبي النفقــة

والمنع في هذه أنها تملك المؤنة قبال البضع بخالفهم. ــنى ــو مب ــا ه ــر، كم ــدير صــدق الفق ــه على تق ــه: إن وفي المجــوزين ال وجــه لإللحــاق بــذي الصــنعة ألنــه قيــاس مــع الفارق، إذ الشارع اعتبر ذا الصنعة غنيا ولم يعتبرهـا كـذلك، وكون المؤنــة قبــال البضــع حدســي، والتفريــق بين الزوجــة وبين سائر واجبي النفقة بعدم ثبوت وجوب اإلنفاق مع بذلــرق ــه، إذ الف الزكاة في القريب وثبوته في الزوجة غير وجي

ال يستند إلى حجة حتى يكون مفرقا للحكم. وكيــف كــان، فــالفرق بين الزوجــة وغيرهــا من واجــبي النفقة حتى بنحو اإلشكال في الثاني دون األول، كمــا فعلــه

المصنف، ال وجه له. }بل ال يبعد عدم جــوازه مــع إمكــان إجبــار الــزوج علىــون البذل إذا كان ممتنعا منه{ ألنها غنية ممنوعة حقها، فيك

حالها كحال سائر األغنياء إذا منعوا عن

. 7 فروع مسألة منع الزكاة من الواجب النفقة سطر 282 ص:المعتبر (?)1213

Page 214: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــوط بل ــدم األح ــواز ع ــدفع ج ــعة إليهم ال الالئقة للتوسأيضا. للتوسعة باذال النفقة عليه من كون مع بحالهم

أموالهم الذين ال يجوز لهم أخــذ الزكــاة مــع التمكن من دفع الغاصب، بل وكذا حال غــير الزوجــة من ســائر واجــبي النفقة، بل قد تقدم عدم الجواز في صورة إمكــان الســرقة

منه إذا لم يكن عسرا جدا بحيث يرفعه أدلة الحرج. }بل األحوط عــدم جــواز الــدفع إليهم للتوســعة الالئقــة بحالهم مع كون من عليه النفقة باذال للتوسعة أيضا{ بل هو األقوى لمــا تقــدم من عــدم صــدق الفقــر، وال يشــمله أدلــة األخذ للتوسعة لصراحتها في عدم بــذل المنفــق، إمــا لعــدم تمكنه، أو لعدم إقدامه على ذلك، وبهذا يظهــر أن التفصــيل المحكي عن جماعة من جواز األخــذ للتوســعة وإن لم يجــز

لإلنفاق، ال وجه له. فرع:

لو لم يبــذل المعيــل لشــبهة صــدقية أو مصــداقية وعلمــه المعال بوجوب اإلنفاق عليه لعدم الشبهة واقعا، لم يجز ل أخذ الزكاة وجاز السرقة منه، كما لــو أجــرى الــزوج صــيغة ظنها طالقا والزوجة عالمة بأنها لم تكن طالقا، فال يجوز لها

األخذ من الزكاة ما دامت تتمكن من السرقة من زوجها. نعم لو اختلفا اجتهادا أو تقليدا أو باالختالف ففي الحكم

تردد. فرع:

ــاة بين ال يفرق فيما ذكر من عدم جواز أخذهم من الزك كون المعيل واحدا أو متعددا، فلو كان لزيــد أب وابن يقــومــد كل منهما بنصف نفقته لم يجز له األخذ، وكذا لو كــان لهن

زوج وأب.

214

Page 215: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بها المتمتع الزوجة إلى الزكاة دفع يجوز(ـ: 12 ـ مسألة) ،غــيره أو الــزوج هو المعطي كــان ســواء فقيرة، كانت إذا

للتوسعة أو نفاقإلل كان وسواء

يجوز دفع الزكاة إلى الزوجة المتمتع بها:12مسألة } إذا كانت فقــيرة، ســواء كــان المعطي هــو الــزوج أو غــيره، وسواء كان لإلنفاق أو للتوسعة{ لعمــوم األدلـة الدالـة على جواز إعطائهــا للفقــراء والمســاكين، وال يشــملها أدلــة منــعــانت شــاملة ــة وإن ك ــظ الزوج ــإن لف ــة، ف ــا للزوج إعطائه

ــون لهللمنقطعة إال أن التعليل بقوله )عليه السالم(: الزم ونحوه تخصص العمــوم، وكــذا ال يشــملها أدلــة منــع إعطــاء

واجبي النفقة لعدم وجوب نفقتها.نعم حكي عن األستاذ األكبر اإلشكال في ذلك.

قــال في الجــواهر: ومن الغــريب مــا وقــع هنــا لألســتاذــد أن حكى عن ــه بع ــاتيح، فإن ــبر في شــرحه على المف األك الذخيرة الجواز في المتعة لعدم وجوب اإلنفاق عليهــا قــال: هذا أيضا فيــه مــا فيــه، ألن الدائمــة ربمــا ال تتمكن من أخــذ النفقة، وربما وقع اشتراط عدم النفقــة، وفي المتعــة ربمــا يقــع االشــتراط، ومــع عدمــه ربمــا تكفي مؤنتهــا، كمــا هــوــة عــدم المتعارف الغالب اآلن، فعدمه ال يصير علة، بل العل كفاية المؤنة، مع أنه ال تفاوت بين بضعها وبين بضع الدائمةــد ــاع العق ــد إيق ــوض عن ــدها الع ــوض، فعن ــة للع في القابلي ومتمكنــة منــه، وبعـد إيقــاع العقــد وإعطـاء البضــع من دون عوض يكون حالها حــال الدائمــة الــتي يشــترط عليهــا عــدم النفقة، أو تهب النفقة لزوجها وتأخذ الزكــاة بإدخــال نفســها في الفقراء غير المتمكنين من العــوض شــرعا، مــع تمكنهــا

من العوض وتحصيل المؤنة

215

Page 216: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بــه فالبــد لهــا من عــذر شــرعي في ذلــك، إذ هي كمن عنده مؤنة السنة ويهبها للرحم أو بعـوض قليــل غايـة القلـة ويتلفها ويجعل الزكاة عليه حالال بعد أن كــانت حرامــا، فمــع العذر الشرعي يكون األمــر كمــا ذكــره بال شــبهة، وأمــا مــعــذ ال عدمه يكون حراما، فعلى اعتبار عدم المعصية في األخ

. (1)يجوز الدفع وال األخذـ انتهى المحكي عن األستاذ وفيه وجوه للنظر، ال يهمنا التعــرض لــذكرها، غــير بيــانــل، وبين الفرق بين ذي المال الذي يهبه ويعوضه بعوض قلي المنقطعة التي تتمكن من الزواج الدائم، فإن األدلــة الدالــة على عدم إعطاء من عنده مؤنة السنة قــوة أو فعال يشــمل هذا الشخص، دون المرأة لعدم مال لهــا، فــإن البضــع ليس من األموال شرعا وعرفا، مع أن إخراج الشخص نفسه من موضـــوع إلى موضـــوع ليس محرمـــا كـــإخراج نفســـه من موضوع القصر إلى التمــام أو بــالعكس، وإنمــا المحــرم هــوــوع حكم ــاري إلى موضـ ــوع حكم اختيـ ــه من موضـ إخراجـ

اضطراري كأن يهريق الماء حتى يضطر إلى التيمم. ومما يتفرع على ما ذكره األستاذ )رحمــه اللــه( أنــه لــو كانت المرأة متمكنة من الــتزويج فلم تــتزوج كــانت عاصــيةــة ــتراط العدال ــألة اش ــاة على مس ــا الزك ــف إعطاؤه وتوق وعدمها، مع أنه مخالف للبديهية، مع قطع النظر عن شمول األدلة لمثلها، ويتفرع على هذه المسألة ما لــو كــانت امــرأة

معدة لالنقطاع، بحيث كان ذلك

. 402 ص15 ج:الجواهر (?)1216

Page 217: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــوب سقوط مع الدائمة الزوجة إلى دفعها يجوز وكذا وجنحوه أو بالشرط نفقتها

شغلها، وكان يكفي بنفقتها، فهــل يجــوز لهــا تــرك ذلــكواألخذ من الزكاة أم ال؟

وأبعد من هذه المسألة ما لو كــان للمــولى إمــاء يتمكن من النفقــة بواسـطة تحليلهن للنــاس ولم يكن ممــا يخــالف

شئونها، فهل له تركه واألخذ من الزكاة؟ نعم قد يتردد فيما لو كــان الشــخص قــادرا على عملين أحدهما موجب لغنائه، واآلخر ال يــوجب ذلــك بــل يبقى معــه فقيرا، فهل يجوز أن يعمل الثــاني ويأخــذ من الزكــاة لتتمــة مؤنته أم ال؟ واألحوط العدم، لصدق قولــه )عليــه الســالم(:

وال لذي مرة سوي :)وقوله )عليه السالم .وهــو يقــدر أن ، ونحوهما من سائر العبارات. (1)يكف نفسه منها

هذا فيما لو كــان العمالن متســاويين من حيث المشــقة والتعــارف ونحوهمــا، أمــا لــو كــان ذو األجــرة الزائــدة كثــير المشقة، أو كونــه خالف شــأنه الالزم حفظــه، أو اســتلزامه لهجرة وطنــه إلى بالد أخــر ممــا لم يفهم من الشــرع لـزومــل مثله للكف عن الزكاة، فال إشكال في جواز العمــل القلي

األجرة وتتميم مؤنته من الزكاة. }وكذا يجوز دفعها إلى الزوجة الدائمة إذا كــانت فقــيرة مع سقوط وجوب نفقتها بالشــرط أو نحــوه{ ألنهــا حيئــذ الــة تكون مشمولة ألخبار حرمة إعطاء الزكاة لها، فإن الزوجوإن كانت مطلقة إال أن التعليل الوارد في تلك األخبار يدل

.8 من أبواب المستحقين للزكاة ح8 الباب 160 ص6 ج:( الوسائل?)1217

Page 218: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

جهه من الــــــزوج على بها المتمتع نفقة وجبت لو نعم،الزوج. يسار مع إليها الدفع يجوز ال نحوه أو الشرط

ــإذا ســقطت ــة، ف ــة النفق ــا دامت واجب ــة م على الحرمالنفقة صارت كغيرها ممن ال يجب نفقته على أحد.

نعم، يبقى الكالم في أنه هل تسقط النفقة بالشرط أمال؟

ثم على تقدير السقوط، هل يجوز لها ذلك بدون مــرجحشرعي أم ال، كما تقدم في كالم األستاذ.

}نعم لو وجبت نفقة المتمتــع بهــا على الــزوج من جهــة الشــرط أو نحــوه، ال يجــوز الــدفع إليهــا مــع يســار الــزوج{ للزوم نفقتها حينئذ، فتدخل في عموم قوله )عليه الســالم(:

وذلــك ألنهم عيالــه الزمــون له(1):)وقولــه )عليــه الســالم . ألنه يجبر على النفقة عليهم(2) .وغير ذلك ،

ــا الدائمــة دون ــال في الجــواهر: المــراد بالزوجــة هن ق المتمتع بها، ألنها ذات النفقة الواجبة التي قد عرفت دورانــو وجبت نفقتهــا الحكم مدارها في النصوص السابقة. نعم ل في النــذر أو الشــرط أوغيرهمــا أمكن القـول بعـدم الجــواز للتعليل المذكور، وفي كشف األســتاذ: إن من نــذر أو عاهــد

. (3)، انتهىأو حلف أن ينفق عليه بحكم واجب النفقة أقول: الصور ثمانية، ألن النــاذر أو المشــترط إمــا زوج،

أم ال، وعلى كل

.1 من أبواب المستحقين للزكاة ح13 الباب 165 ص6 ج:( الوسائل?)1.4 من أبواب المستحقين للزكاة ح13 الباب 166 ص6 ج:( الوسائل?)2.401 ص15 ج:( الجواهر?)3

218

Page 219: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

تقدير إما له يسار أم ال، وعلى كل تقدير إما باذل أم ال. األولى: أن يكون الناذر أو المشترط زوجا موسرا بــاذال، فإن كانت الزوجة موســرة أيضــا فال شــبهة في عــدم جــواز إعطائها الــزوج أو غــيره من الزكــاة ألنهــا موســرة، وإن لمــالزوج ال يتمكن من إعطائهـــا من الزكـــاة تكن موســـرة فـ

ألنهملوجوب نفقتها عليه، فيشملها قولــه )عليــه الســالم(: ونحوه. عياله

ــزوم إن قلت: المنصــرف من هــذا التعليــل ونحــوه الاألصلي ال العارضي.

ــان في المســألة ــير مســلم، وإن ك قلت: االنصــراف غتردد، الحتمال االنصراف أو نحوه.

وعليه يشترط في جواز اإلعطاء إطالق االشتراط، بــأن تكون حقيقــة الشــرط راجعــة إلى القيــام بنفقتهــا، ولــو من الزكاة ال أن يكون الشــرط قيامــه بنفسـه، وهــذا االشــتراط

يأتي أيضا في بعض الصور التالية. وكذلك غير الزوج ال يتمكن لعدم كونها فقــيرا شــرعا أو

عرفا. الثانية: أن يكــون زوجــا موســرا غــير بــاذل، فــإن كــانت الزوجــة موســرة ال يجــوز تناولهــا من الزكــاة مطلقــا لعــدم الفقر. وإن لم تكن موســرة، فــإن أمكن إجبــار زوجهــا على النفقة أو األخذ منه على وجــه شــرعي قــدم، وإن لم يمكن

جاز أخذها من زكاة غير الزوج قطعا لفقرها بدون مانع. وأما إعطاء الزوج زكاته لها ففيه تــردد، لوجــوب نفقتهــاــه ــل زكات ــدال على إعطــاء المعي ــدليل ال ــه فيشــمله ال علي للمعال الموجب للوضع، ولو أعطاهــا زكاتــه لم يكتــف على

األحوط بها للشك في اإليتاء. الثالثة: أن يكون زوجا معسرا بــاذال، كمــا لــو كــان ممن

يسأل بالكف

219

Page 220: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا فيكفي مؤنة زوجته أو نحوه، بل لو كان له منفق تبرع فإنه يصدق عليه اإلعسار مع أنه بــاذل، فــإن كــانت الزوجــة موسرة فال إشكال في عدم جواز أخـذها من الزكـاة، ال من الزوج وال من غيره ليســارها، وإن كــانت معســرة فال يجــوز للزوج إعطاء زكاتــه لهــا لمــا تقــدم في الصــورة األولى، وال لغير الزوج ألنها ما دامت يكــون لهــا من يجب نفقتهــا عليــه

مع قيامه بها ال تعد فقيرا شرعا أو عرفا، فتأمل. الرابعة: أن يكون الزوج معسرا غــير بــاذل، فــإن كــانت موسرة لم يجز لها أخذ الزكاة، ال من الزوج لوجوب نفقتهــا عليه، وال من غيره ليسارها، وإن كانت معسرة جــاز أخــذها من زكاة غير الــزوج لكونهــا فقــيرة شــرعا وعرفــا، بــل من زكاة الــزوج أيضــا لمــا تقــدم من أدلــة جــواز إعطــاء الــزوج زكاته ألهل بيته وصرفها عليهم في صــورة عــدم تمكنــه من

إدارة شئونهم. الخامسة: أن يكون غير زوج مع بذله ويساره، كـأن بـاع زيد عمرا كتابا بدينار، وشـرط عليـه في ضـمن العقـد قيـام زيد بنفقته، فإن كـان المعــال موسـرا فال إشــكال في عــدم جواز أخذه ال من زكــاة المعيــل، وال من زكــاة غــبره، لعــدم وجود الموضوع للزكاة وهو الفقير، وإن لم يكن موســرا فال يتمكن من أخذ زكاة غير المعيــل، ألنــه ليس بفقــير شــرعا، لوجود من يقوم بنفقتــه مــع وجوبهــا عليــه، وأمــا األخــذ من زكاة المعيل فإن كان الشرط القيام بنفقته مطلقا، ولو من الزكاة جاز إعطاؤه منها، كما يجوز إعطاؤه من زكاة غــيره، وعليه فيشكل القول بعدم جواز أخذه من زكاة غير المعيــل فيما لو علم أن المعيــل يــدير نفقتــه من الزكــاة، ألن األمــر في الواقع سواء، وإن كان الشرط القيام بنفقته من نفســه

لم

220

Page 221: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يجز لغنائه شرعا وعرفا. السادسة: أن يكـون غـير زوج مــع يسـاره وعـدم بذلـه، فإن كان المعال موسرا لم يجــز أخــذه من الزكــاة مطلقــا، كما ال يجوز للمعيل صرفها عليه، وإن كان فقيرا جــاز أخــذه من زكاة غير المعيل قطعا، إذ وجوب نفقته على غــيره مــع عدم بذله ال يجعله غنيا، ولو أمكن اإلجبار أو نحوه تقدم كما

تقدم. وأما أخذه من زكاة المعيل ففيه تردد، من شمول قوله

ــبر على النفقـــة عليهم)عليـــه الســـالم(: ، ومنألنـــه يجـ االنصراف عن مثل هذه الصورة، بل القول باالنصــراف هنــا أقرب من القول به في الزوجة، لصدق العيال ونحوه عليهــا دونه، واألحوط عدم اإلعطـاء للشـك في صـدق اإليتـاء، بـلــام في الشــبهة ــر تمســك بالع ــة الفق ــوم أدل التمســك بعم

المصداقية، فتأمل. السابعة: أن يكون غير زوج مع كونه معسرا بــاذال، فــإن كان المعال موسرا لم يجز أخذه من الزكاة مطلقا، ثم هــل للمعيل األخذ من الزكاة والصــرف عليــه؟ فيــه تــردد، إال إذا كان من شئونه، بل األقوى عــدم الجــواز فيمــا لم يكن هــذاــاء الشرط أو النذر من شئونه، وإال لجاز االحتيال لعدم إعط الزكاة بأن يبيع الغني شيئا للفقير ويشترط عليه في ضــمن

العقد قيامه بنفقته، ثم يعطيه زكاته فينفق عليه منها. والحاصل: إن جواز األخــذ من الزكــاة للفقــير ال يشــمل مثل هذا القدر، وإن كان معسرا جاز صرف زكــاة نفســه أو

غيره عليه على تردد في األول. وأما أخــذ المعــال الزكــاة من غــير المعيــل ففيــه الكالم

المتقدم في الصورة الخامسة فتأمل.

221

Page 222: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثامنــة: أن يكــون غــير زوج مــع عــدم اليســار والبــذل،ويعلم حكمها بأقسامها من الصور السابقة.

وبهذا كله علم ما في كالم المصنف من وجوه النظر. ثم إن صاحب الجواهر )رحمه الله( بعد نقلــه جملــة من

كالم كشف الغطاء المتقدم قال: قلت: لكن ينبغي تقييد ذلك بما إذا كــان النــذر مثال على وجه يستغني به، ال ما إذا كان شــهرا مثال ونحــوه، بــل لعــل المتجه عدم الفــرق بين الجميــع، بنــاء على عــدم اسـتحقاق

، انتهى. (1)المنذور له على الناذر ما نذره، وأنه كالدين عليه وعلى هذا فهل يفرق بين الشرط، خصوصا على القول

بإيجابه الوضع، وبين النذر، أم ال؟ فيه تردد.

. 402 ص15 ج:الجواهر (?)1222

Page 223: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الدائمة الزوجة إلى الزكــاة دفع يشــكل(:ــ 13 ـــ مسألة) لتمكنها ،النشــوز جهة من نفقتها سقوط كان إذا الفقيرة

.بتركه تحصيلها من

يشكل دفع الزكــاة إلى الزوجــة الدائمــة:13مسألة } الفقيرة إذا كان سقوط نفقتها من جهة النشوز لتمكنهــا من تحصيلها بتركــه{ وإطالق العبــارة يقتضــي عــدم الفــرق بين

زكاة الزوج وغيره. وكيف كان، فقد اختلفت األقوال في هذه المسألة:

فالمشـهور ذهبــوا إلى عــدم الجـواز، وعن المحقـق فيــيد ــه، وذهب بعض منهم الس ــاع علي ــوى اإلجم ــبر دع المعتــال في ــواز فق ــه( إلى الج ــيرازي )دام ظل ــدالهادى الش عب

تعليقته على المتن: األقوى الجواز. ويمكن أن يستدل له بأنه يكون في المقــام عــام فــوق، وهو اإلعطاء لكل فقير المقتضي بإطالقــه عــدم الفــرق بين واجب النفقة وغيره، ومخصص وهو عــدم اإلعطــاء لــواجب النفقة، والقــدر المــتيقن منــه هــو في صــورة قيــام المعيــل بنفقة المعال، فلو لم يقم ولو كان عــدم القيــام بســبب من

المعال كان الحكم للعام المجوز لإلعطاء. وذهب بعض كالمصــنف )رحمــه اللــه( إلى التوقــف مــعــه ــون وجه ــدم، ويمكن أن يك ــرجيح إلى الع ــل وت ــور مي ظه اإلجماع المدعى بضــميمة الشــك في صــدق الفقــير عليهــا،

كما يظهر من قوله: لتمكنها إلخ. بعد نقــل اإلجمــاع عن المعتــبر(1)وقال في المستمسك

ما لفظه: لكن التعليل المذكور إنما يجدي في المنع لو كان هو كذلكالمانع من إعطاء المطيعة عدم صدق الفقير، كما

بالنسبة إلى إعطاء األجنبي، أما لو كان اللزوم نفسه كما

.296 ص9 ج:( المستمسك?)1223

Page 224: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

هو كذلك بالنسبة إلى إعطاء الزوج جــاز إعطــاؤه إياهــا بالنشــوز، وإن أمكن لهــا رفعــه إال أن يكــون إمكــان الرفــع

موجبا لصدق الغنى، كما في األجنبي،ـ انتهى. وكيف كان، فاألقوى عدم اإلعطاء مطلقـا، لعــدم صـدقــة المتقدمــة في المســألة الفقــير عليهــا، مــع صــدق الرواي الحاديــة عشــرة، عن حريــز، عن زرارة، عن أبي عبــد اللــه

)عليه السالم( عليها. هذا كله في صورة فقر الناشزة، أمــا في صــورة غناهــا

فالظاهر عدم اإلشكال من أحد في عدم جواز إعطائها. نعم يبقى في المســـألة كالم، وهـــو عـــدم الفـــرق في النتيجة بين أخذ الــزوج من الزكــاة، وبين أخــذ الناشــزة في صورة فقرهما، فإنهما سواء كانت مطيعة أو ناشزة يصرف

عليها من الزكاة فتأمل. هذا كله بناء على عدم اشتراط العدالــة في المســتحق، وأما بناء على االشتراط فال كالم في عدم إعطائها ما دامت

مصرة.فرع:

ــة، مثل الناشزة في الحكم المعقــود عليهــا غــير الممكن كما اختاره في المستند، فإنه قال بعــد بيــان حكم الناشــزة

،(1)مــا لفظــه: وكــذا المعقــود عليهــا غــير الممكنــة لمــا ذكرانتهى.

فرع: لو شك في كون الزوجة دائمة أو منقطعـة، فهــل يجــوز أخذها من زكاة الزوج؟ وكذا لــو شــك في كونهــا ناشــزة أم ال؟ أو ممكنة أم ال؟ فلو كان هناك أصل موضوعي أخــذ بــه،

ولو لم يكن ففيه تفصيل، والله العالم.

.34 سطر 52 ص2 ج:( المستند?)1224

Page 225: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فرع: هل الشقاق بحكم النشوز؟ الظاهر ال.

فرع: هل المعتدة بالعدة الرجعية بحكم الزوجة أم ال؟ األقوى

األول ألنها زوجة كما ال يخفى.

225

Page 226: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وإن الزوج إلى زكاتها دفع للزوجة يجوز(ـ: 14 ـ مسألة)عليها أنفقها

ــة،:14مسألة } يجوز للزوجة{ دائمة كانت أم منقطع ناشزة أم غير ناشزة }دفــع زكاتهــا إلى الــزوج{ المســتحق لها وذلك لعموم األدلة }وإن أنفقهــا عليهــا{ وعلى أوالدهــا، ألنها بإعطائها له صارت ملكا له فيجوز التصرف فيها إلدارة

شئونه ومن ذلك الصرف على عياله. والحاصل إنه يخرج عن عنوان كونــه زكــاة، ولــذا ذكرنــاــائر ــدة لس ــمية أو فاق ــانت هاش ــو ك ــة ل ــابقا أن الزوج س ــتجمعا ــزوج مس ــان ال ــا إذا ك ــرفها عليه ــاز ص ــرائط ج الش

للشرائط. ثم إنه لم ينقل الخالف في هاتين المسألتين إال من ابن بابويه، حيث منــع من دفــع الزوجــة زكاتهــا إلى زوجهــا، بــل المحكي عن األمالي أنه جعله من دين اإلمامية، وخالف ابنــه لم يجــوز ــه أن ــة فــالمحكي عن ــد في المســألة الثاني الجني اإلنفاق من هذه الزكاة عليها وعلى ولــدها، ولم نقــف لهمــاــوع في واجب على دليل، بل األدلة الدالة على حصــر الممن

النفقة دليل على العدم بمفهوم الحصر. فرع:

لو كانت الزوجة جامعة لشرائط األخذ، وزوجها وأوالدهاــة منقطعون، لكنهم غير جامعي الشرائط، فهل يجوز للزوج أخذ الزكاة واإلنفــاق عليهم أم ال، فيــه تــردد من أن اإلنفــاق على زوجها وولدها من شئونها كما نرى في بعض الزوجات التي تدير إدارة المــنزل فأخــذها الزكــاة يملكهــا فيجــوز لهــا صرفها في شئونها التي منها اإلنفاق على زوجها وولدها ولو

كانوا هاشميين

226

Page 227: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــذا ــبب عليه نفقه تجب ممن غيرها وك ــباب من بس األسالخارجية.

أو نحـــوه، ومن أنـــه صـــرف للزكـــاة حقيقـــة في غـــير مصرفها مع عــدم وجــوب نفقتهم عليهــا، فيشــك في كفايــة إعطائها إياها عن الزكاة، واألصل االشتغال، واألقرب األول.ــد ويتفرع على هذه المسألة ما لو أنفق شخص على أح تبرعا مع كون المنفق مستحقا للزكاة، فهل يجوز أخذه من الزكاة حتى بقدر اإلنفاق إذا لم يكن المنفق عليــه مســتحقا

أم ال؟ والله العالم. }وكذا{ مثل الزوجــة }غيرهــا ممن تجب نفقتــه عليــه{ــذور النفقــة ممــا كــان الوجــوب }بســبب من كــاألجير ومن األسباب الخارجيــة{ فيجــوز إعطــاؤهم الزكــاة للمعيــل وإن

أنفقها عليهم، لما تقدم من عموم األدلة. ــل من ــه ال يفــرق في جــواز اإلعطــاء تمكن المعي ثم إنــال أم ال؟ وال ــاة للمع ــاج إلى الزك ــا يحت ــه، وإنم إدارة نفس يتوهم أنه لو كان قادرا على نفقة نفســه كــان معــنى أخــذه الزكاة من المعــال صــرف المعــال زكاتــه في نفســه، إذ أن المعيل ال يخــرج عن االســتحقاق بــالتمكن من نفقــة نفســه فقــط، وحينئــذ يملــك مــا أعطي فيكــون صــارفا ملكــه على المعال، ويخرج ذلك عن الزكاتية باألخــذ، بــل يصــير كســائر

أمالكه. نعم، ال يجوز له صرفها في غير إدارة أموره المتعارفــة،

لما ذكرنا في مسألة المداورة فراجع.

227

Page 228: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

له زكاته دفع له جاز تبرعا بأحد عال (: إذا15 ـ مسألة)

إذا عال بأحد تبرعــا جــاز لــه دفــع زكاتــه:15مسألة } له{ ويدل عليه مضافا إلى إطالق األدلة وعمومها، واإلجماع

المحكي، بعض النصوص الخاصة: كموثق إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن موسى )عليه السالم(، قال: قلت له: لي قرابة أنفق على بعضهم وأفضل بعضــهم على بعض ويــأتيني إبــان الزكــاة أفــأعطيهم منهــا؟

هم أفضل من غيرهم،، قلت: نعم، قال: مستحقونقال: ، الحديث وقد تقدم.(1)أعطهم

ومن المعلــوم عــدم الخصوصــية للقرابــة في ذلــك، بــلالحكم عام لكل معال تبرعي.

نعم، قد وردت بعض النصوص الدالة بعمومها على عدم وكــل من هــو فيالجــواز، منهــا مــا عن الفقــه الرضــوي:

. (2)نفقتك فال تعطهــه ــه )علي ــد الل ــا عن أبي خديجــة، عن أبي عب ــا: م ومنه

. وال تعط من الزكاة أحدا ممن تعولالسالم(: ولكن ال يخفى أن عمومهما مخصص بما ذكر.

إن قلت: أما مــا في الفقــه الرضــوي فال يقبــل عمومــه إيــاك أن تعطي زكــاة مالــك غــيرالتخصيص، ألنه قال فيــه

أهل الوالية، وال تعطي من أهل الوالية األبوين

.2 من أبواب المستحقين للزكاة ح15 الباب 169 ص6 ج:الوسائل (?)1.9 سطر 23( فقه الرضا: ص?)2

228

Page 229: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والولد والزوجة والمملوك وكــل من هــو في نفقتــك فال، الحديث. (1)تعطه

فــإن المقابلــة بين الخمســة وبين هــذا العمــوم يقتضــيكون المراد به األعم منهم، وإال لم يكن وجه للعطف.

وأمــا روايــة أبي خديجــة، فــإن عمومهــا وإن كــان قــابالــاء ــو إعط ــدره، وه ــدر بق ــيص يق ــيص، إال أن التخص للتخص المعــال التــبرعي من ذوي القرابــة فقــط، وعمومــات أدلــة

الزكاة ال تكفي لفرض كونها مخصصة برواية أبي خديجة. والحاصل: إن هنا ثالث طوائف:

األولى: األخبار العامة الدالة على جواز اإلعطــاء مطلقــاحتى المعال التبرعي.

الثانيــة: خــبر أبي خديجــة الــدال على عــدم إعطــاء كــلمعال، تبرعيا كان أو وجوبيا.

الثالثة: موثق إسحاق الــدال على جــواز إعطــاء المعــال التبرعي إذا كان ذي قرابة، فيخصص خـبر أبي خديجـة بهــذاالقدر، فيبقى غير ذي الرحم داخال في عدم جواز اإلعطاء.

قلت: أما خبر الفقــه ففيــه مــع ضــعف الســند معارضــةــواز ــدم ج ــرة، لع ــوص الحاص ــر في النص ــوم الحص لمفهم اإلعطاء في خمسة، وأمــا روايــة أبي خديجــة فلــو أريــد بهــا العموم ورد عليهــا مــا ورد على خــبر الفقــه من المعارضــة، هــذا مــع أنــه لم ينقــل الخالف من أحــد في جــواز اإلعطــاء

لألقارب دون غيرهم.

. 8 سطر 23( فقه الرضا: ص?)1229

Page 230: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بين فــرق غــير من للتوســعة، أو لإلنفاق غيره عن فضالــريب ــذي القـ ــاألخ عليه نفقته يحب ال الـ والعم وأوالده كـ

األجنبي وبين وأوالدهم، والخال

ثم إنه قد وقع في بعض الحواشي على عبارة المصــنفــروض )رحمه الله( ما لفظه: يعني زكاة المال، كما هو المف

وموضوع البحث، انتهى. وكأنه نــاظر إلى إخــراج زكــاة الفطــرة، وســيأتي الكالم

فيها إن شاء الله تعالى.ــة أبي ثم إن الســيد الحكيم قــال مــا لفظــه: وأمــا رواي

، فمحمــول(1)أن ال تعــط الزكــاة أحــدا ممن يعــولخديجــة . (2)على واجب النفقة أو على االستحباب

ــق أقول: ال وجه للحمل على االستحباب مطلقا بعد موث إسحاق المتضمن لكون المعال التبرعي أفضل من غيره إذا

كان قرابة، فتأمل. وكيف كان، فال إشكال في أنــه يجــوز للمعيــل التــبرعي

دفع زكاته للمعال. }فضال عن غيره{ أي غـير المعيـل، إذ المعـال ال يخـرج عن موضوع الفقر بسبب إدارة أحد شئونه تبرعــا فهــو بــاق على فقره فيجوز لكل من المعيل وغيره دفع زكاته له، كماأنه يجوز للمعيل أخذ الزكاة من غيره وصرفه عليه برضاه. نعم ربما يقــال بــالفرق بين المعيــل فيجــوز دفــع زكاتــه إليــه، وبين غــيره فال يجــوز لمــا تقــدم من قــول أبي جعفــر )عليه السالم( في تفسير كالم النبي )صلى الله عليــه وآلــه

ال يحل له أن يأخذها وهو يقــدروسلم( قال )عليه السالم(: . (3)على أن يكف نفسه عنها

.6 من أبواب المستحقين للزكاة ح14 الباب 167 ص6 ج:( الوسائل?)1. 296 ص9 ج:( المستمسك?)2. 8 من أبواب المستحقين للزكاة ح8 الباب 160 ص6 ج:الوسائل (?)3

230

Page 231: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كونه بين فرق غير ومن وعدمه. مثال الولد لعدم له وارثا

فإن المعال ممن يقدر أن يكف نفسه عنها قطعا، ولكن ال يخفى انصراف هذه الجملة عما نحن فيه، ولذا ورد جــواز أخذ األخ والعم الــذين في عيالــة األخ وابن العم عن الزكــاة

للتوسعة فتأمل. ولعله إلى دفع هذا االحتمال أشار المصنف )رحمه الله( بقوله: }لإلنفاق أو للتوسعة من غير فرق بين القريب الذي ال يجب نفقته عليــه كــاألخ وأوالده والعم والخــال وأوالدهم{ــبي{، ثم إن المحكي عن بعض ــ ــك }وبين األجن ــ ــو ذل ــ ونح العامة الفرق بين الــوارث وغــيره، بنــاء منــه على أن نفقــة المــوروث على الــوارث، وهــو معلــوم البطالن، كمــا في

الجواهر. وإلى بطالن هــذا أشــار المصــنف )رحمــه اللــه( بقولــه:ــه{ }ومن غير فرق بين كونه وارثا له لعدم الولد مثال وعدمــة ــوم األدل ــدعى عم ــاع الم ــافا إلى اإلجم ــه مض ــدل علي وي

وإطالقها بعد فساد التعليل المذكور.

231

Page 232: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــ مســألة) ــ 16 ـ ــاة إعطــاء يســتحب(: مع لألقــارب الزك ،عليه نفقتهم تجب ممن كــونهم وعــدم وفقرهم حاجتهم

علىالسالم(: )عليه قال ؟أفضل الصدقة الخبر: أي ففي.الكاشح الرحم ذي

.محتاج رحم وذو صدقة آخر: ال وفي

يســتحب إعطــاء الزكــاة لألقــارب مــع:ــ 16مســألة } حــاجتهم وفقــرهم وعــدم كــونهم ممن تجب نفقتهم عليــه{ واجتماع سائر الشــرائط فيهم. }ففي الخــير{ المــروي عن الســكوني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: ســئل رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( }أي الصــدقة

{(1)على ذي الــرحم الكاشحأفضل؟ قال )عليــه الســالم(: والكاشح هو الذي يطوي على العداوة كشحه أي جنبه.

}وفي{ خــبر }آخــر{ رواه في الفقيــه: }ال صــدقة وذو. (2)رحم محتاج{

هم أفضل منوفي موثق إسحاق، قال )عليه السالم(: . غيرهم، أعطهم

يعطى منهــا األخ واألختوفي خبر الشحام في الزكاة: ، الحديث. (3)والعم والعمة والخال والخالة

وقد تقدم ما في صدر الوصف الثالث فراجع. نعم يكره إعطاؤهم جميــع زكاتــه، بــل يســتحب التوزيــع

عليهم وعلى األجنبي.

.1 من أبواب الصدقة ح12 الباب 286 ص6 ج:( الوسائل?)1.13 ح308 ص2( من ال يحضره الفقيه: ج?)2.3 من أبواب المستحقين للزكاة ح13 الباب 166 ص6 ج:( الوسائل?)3

232

Page 233: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فعن أبي خديجة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( في ال تعطين قرابتك الزكــاة كلهــا، ولكنهم أعطهمحديث قال:

. (1)بعضا وأقسم بعضا في سائر المسلمين ال تعطينوعن أبي عبد الله )عليه السالم( في حديث:

قرابتك الزكاة كلها، ولكن أعطهم بعضا وأقســم بعضــها في. إلى غير ذلك.(2)سائر المسلمين

وإنما حملنا النهي على الكراهة واألمر على االســتحبابألخبار دلت على جواز إعطاء الزكاة كلها لألرقاب.

ــه ــال: قلت ألبي الحســن )علي فعن أحمــد بن حمــزة ق السالم(: رجــل من مواليــك لـه قرابـة كلهم يقــول بــك ولــه

. (3)نعمزكاة أيجوز له أن يعطيهم جميع زكاته؟ قال: وعن علي بن مهزيار، عن أبي الحسن )عليــه الســالم(، قال: سألته عن الرجل يضع زكاة مالــه كلهــا في أهــل بيتــه

. (4)نعموهم يتولونك؟ قال: ــه أن ــدم الكالم في هــذا الحــديث، ومن محامل ــد تق وقــل يحمل على األرقاب غير واجب النفقة فيكون شاهدا لمح

الكالم. وكيف كان، فال ينبغي اإلشكال في شــيء من الحكمين،

وإن كان في داللة بعض هذه األخبار نظر كما ال يخفى.

.6 من أبواب المستحقين للزكاة ح14 الباب 168 ص6 ج:( الوسائل?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح15 الباب 170 ص6 ج:الوسائل (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح15 الباب 169 ص6 ج:الوسائل (?)3. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح15 الباب 169 ص6 ج:الوسائل (?)4

233

Page 234: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ولــده إلى زكاته يــدفع أن للوالد يجــوز(:ــ 17 ـــ مســألة).العكس وكذا ،جيالتزو نةؤم في للصرف

يجــوز للوالــد أن يــدفع زكاتــه إلى ولــده:17مسألة }ــة ــذا العكس{ إلطالق أدل ــتزويج، وك ــة ال ــرف في مؤن للص إعطاء الزكاة للفقــير، وعــدم شــمول أدلــة المنــع لمثلــه، إذ المنصرف منها، بل المصرح في بعضها هو اإلعطاء للنفقــة، والتزويج ليس من النفقة الواجبــة، حــتى لــو فــرض أن أبــاه يريد التزويج بأمــه المطلقــة جــاز اإلعطــاء من الزكــاة، وإنــر ــوان المه ــه بعن ــود إلى أم ــة يع كــان اإلعطــاء في الحقيق

ونحوه. وال فرق في جواز اإلعطــاء للــتزويج بين الزوجــة األولى وغيرهــا إلى الرابعــة، كمــا ال فــرق في ذلــك بين إرادة أخــذ الدائمة أو المتمتــع بهــا، والالزم االقتصــار في الــتزويج على المتعــارف مــع الســعة، فلــو أراد فــوق المتعــارف لم يجــز

إعطاؤه من الزكاة. ثم إنه كما يجوز إعطاؤه من سهم الفقــراء والمســاكين

يجوز من سهم سبيل الله.ــل ــا قب ــده، ثم طلقه ــاة ول ــه بزك ــر األب زوجت ــو أمه ول الدخول، فهل يرجــع النصــف إلى الزكــاة أم إلى األب، فيــه

تردد، وال يبعد األول. نعم، لو وهبت المـرأة مهرهـا للـزوج أو اختلعت أو نحـو

ذلك، فالمهر يرجع إلى األب قطعا. ومن هــذا القبيــل اإلنفــاق للتحليــل، وهــل يجوزاإلعطــاء الشتراء األمة؟ فيــه تــردد، وإن كــان األقــرب الجــواز لعــدم كون األمة مما يجب على المعيــل تحصــيلها لــواجب النفقــة

لعدم كونها من النفقة المتعارفة. ولو ماتت زوجة األب الــتي أمهرهــا من زكــاة ولــده، فال

إشكال في انتقال إرثها إلى الزوج

234

Page 235: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

لخروجها عن عنوان الزكاة، وفي رجوع المهــر بالفســخزكاة تردد.

أما لو رجع النكشـاف بطالن العقـد من أصـله فـاألقربــتزوج ببعض رجوع المهر زكاة، ولو أقتر األب على نفســه ف الزكاة قليلة المهر لم يكن له الباقي، بل يرجــع زكــاة، كمــا أنه لــو عكس فــتزوج من لم يكن لــه شــأنه لم يعــط جميــعــألة مهره من زكاة ابنه، بل مقدار الشأن فقط، وهذه المس

ال تختص بواجب النفقة كما ال يخفى. فرع:

ــق من لو أعطى االبن زكاته لفقير أجنبي بشرط أن ينف نفسه على والده، ففيه تردد، واألقرب العدم لعدم معلوميةــا، ومن ــرعت مجان ــاة ش ــتراط المعطي، إذ الزك ــواز اش ج المعلوم أن للشــرط قســطا من الماليــة، مــع أن مثــل هــذا

االحتيال غير معلوم الصحة، فتأمل.

235

Page 236: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــألة) ــ مس ــ 18 ـ ــوز(: ــاة دفع للمالك يج ــده إلى الزك ول يجوز كما ،الفقراء سهم من خادمه أو زوجته على نفاقإلل.الله سبيل سهم من العلمية الكتب لتحصيل إليه دفعه له

ــده:18مســألة } ــاة إلى ول ــع الزك ــك دف ــوز للمال يجــا يجــوز لإلنفاق على زوجته أو خادمه من سهم الفقراء، كم له دفعه إليه لتحصيل الكتب العلمية من سهم ســبيل اللــه{ وال يجوز الــدفع إليــه من ســهم الفقــراء، ألن الــواجب على الوالد هو نفقــة الولــد، والكتب ليســت من النفقــة، وكــذلك يجوز العكس بأن يعطي الولد لوالده، بل يجري هذا في كل

واجب النفقة، ولذا قال في الجواهر: نعم، قد يقال بجوازها في غير نفقتها إذا كان عندها من تعــول بــه من مملــوك أو غــيره إلطالق األدلــة الســالم عنــنى المعارض، ووجوب نفقتها على الزوج ال يجعلها غنية بمع ملك مؤنة السنة لها ولمن تعــول، بــل ال يبعــد جــواز تناولهــا من الزوج المنفق من هذه الحيثية. وكذا غيرهــا من واجــبي النفقة، كما صــرح بــه في المــدارك وغيرهــا، إلطالق األدلــة السالم عن معارضة ما هنا بعد ظهوره، خصوصــا بمالحظــة

،(1)التعليــل في إرادة المنــع من دفــع الزكــاة إليهم لإلنفــاقانتهى.

ثم هل نفقة الدابة الـتي من شــأن واجب النفقــة تكــون من النفقة الواجبة؟ فيــه تــردد من فهم العــرف من قــولهمفالن يقوم بنفقة فالن، قيامه بجميع لوازمه التي منها نفقة

. 399 ص15 ج:الجواهر (?)1236

Page 237: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا في الدابة، ومن احتمال االنصراف إلى غيرها، كما قلن الكتب بأنها ليست من النفقة، ويحتمل التفصيل بين الزوجة وغــيره من واجــبي النفقــة، إذ الروايــات المتعرضــة لنفقــة الزوجــة تضــمنت وجــوب قيــام الــزوج بســد جوعتهــا وســتر عورتها ونحوهما، بل صرحت بما يدل على الفرق بينها وبين

سائر واجب النفقة. ثم هل المملوك كالزوجة، بناء على التفصيل، أم كسائر

واجب النفقة؟ األقرب األول، إذ لم يعلم من األدلة وجوب قيام المولى

بجميع شئون المملوك، وتفصيل الكالم في باب النفقات.

237

Page 238: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إلى الزكــاة دفع جــواز عــدم في فــرق ال(:ــ 19 ـ مسألة)ــادرا يكـــون أن بين عليه نفقته تجب من أو إنفاقه على قـ

عاجزا

ال فرق في عدم جــواز دفــع الزكــاة إلى:19مسألة }ــه بين أن يكــون قــادرا على إنفاقــه أو ــه علي من يجب نفقت

عاجزا{. أقول: قد تقدمت اإلشارة إلى التفصيل بين العــاجز عن

اإلنفاق والقادر، فإنه يجوز الدفع في األول بخالف الثاني. أما عدم الجواز في الثــاني فال شــبهة فيــه في الجملــة، وأما الجــواز في األول فقــد اختلــف فيــه، فــذهب المصــنف )رحمــه اللــه( وجماعــة إلى عــدم الجــواز، والــذي يمكن أن

يستدل لهم أمور: األول: األصل عنــد الشــك، إذ االشــتغال اليقيــني يحتــاج

إلى البراءة اليقينية. ــواجب الثاني: إطالق األخبار المانعة عن إعطاء الزكاة ل

النفقة. الثالث: معاقد اإلجماعات.

أقول: أما األصل ففيه إنه ال شك بعد ورود األدلة الدالةعلى الجواز في صورة العجز، فال مجال لألصل المذكور.

وأما إطالق األخبار، ففيه: أوال: عدم اإلطالق، ألنهــا بقرينــة قولــه )عليــه الســالم(:

الزمون لهو يجبر على النفقة عليهم(1)ونحوهما، مقيــدة ــوم أن في صــورة ــة، ومن المعل ــبر على النفق بصــورة الج

العجز ال يصدق العنوان.

. 4 و1 من أبواب المستحقين للزكاة ح13 الباب 165 ص6 ج:الوسائل (?)1238

Page 239: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وثانيا: إن األخبار على تقــدير اإلطالق مخصصــة بمــا دلعلى الجواز حال العجز، كما سيأتي.

وأما إطالق معاقد اإلجماعات فبعدم اإلجماع أوال، وعدم إطالق لها لــو سـلم وجودهــا، بـل لهـا القــدر المــتيقن ثانيــا،

وعدم حجيتها ثالثا. وذهب جماعة من الفقهاء إلى الجواز، ويــدل عليــه بعــد ــار غــير المخصصــة إال ــة واألخب ــة الزكــاة من اآلي إطالق أدل

بصورة قدرة المعيل، أخبار: األول: ما عن محمد بن مسلم وغيره، عن أبي عبد الله

تحــل الزكــاة لمن لــه ســبعمائه درهم)عليه السالم(، قال: إذا لم يكن لــه حرفــة ويخــرج زكاتهــا منهــا، ويشــتري منهــا

. (1)بالبعض قوتا لعياله، ويعطي البقية أصحابه الثاني: روايــة علي بن مهزيــار، عن أبي الحســن )عليــه السالم(، قال: سألته عن الرجل يضــع زكــاة مالــه كلهــا في

، فإنهــا بعــد تقييــدها(2)نعمأهل بيتــه وهم يتولونــك؟ قــال: بصــورة عــدم القــدرة على اإلنفــاق المفهــوم من الروايــات المانعة تفيد المطلوب، وقد تقــدم االســتدالل بهــا للتوســعة

أيضا. ــل من والحاصل: إنها تفيد جواز اإلنفاق والتوسعة في ك صورتي القدرة والعجز، فإذا خرج منها صورتا القدرة بقرينة

سائر األخبار بقي صورتا العجز. الثالث والرابع والخامس: الخبر السادس والعاشر وخبر أبي بصــير المســئول فيــه عن الرجــل الخفــاف، وقــد تقــدم

األوالن واإلشارة إلى الثالث في

.6 من المستحقين للزكاة حديث 8 الباب 160 ص6 ج:( الوسائل?)1.3 من المستحقين للزكاة حديث 15 الباب 169 ص6 ج:( الوسائل?)2

239

Page 240: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

من أو الفقــراء ســهم من ذلك يكــون أن بين فرق ال كما ســبيل ســهم من عليهم اإلنفــاق يجــوز فال السهام، سائر على فــرق ال وكذا اإلنفاق، لغيره يجوز كان وإن أيضا، الله

إعطـــاء وبين عليه يجب ما إتمـــام بين األحـــوط الظـــاهر ما تمام إنفاق عن عجز لو أنه جماعة عن حكي وإن تمامه،

إكســائهم من عجز لو كما البقيــة، إعطاء له جاز عليه يجبإدامهم. عن أو

ــواز أول مبحث الوصف الثالث فراجع، مضافا إلى أن ج التوسعة الذي تضمنه بعض األخبار يدل بالفحوى على جــواز

اإلعطاء ألصل النفقة في صورة العجز. وبعــد هــذا كلــه فال حاجــة إلى حمــل روايــتي محمــد بن

جزك وعمران على صورة عجز المنفق كما فعله جماعة. وكيف كان، فالمتعين هو الجواز في صــورة العجــز. نعمــاء في ــف الغط ــا لكاش ــدرة، خالف ــورة الق ــوز في ص ال يج

الجملة. }كمــا ال فــرق بين أن يكــون ذلــك من ســهم الفقــراء{ والمســاكين }أو من ســائر الســهام{ غــير المنطبقــة عليهم }فال يجوز اإلنفــاق عليهم من ســهم ســبيل اللــه أيضــا، وإن كان يجــوز لغــيره اإلنفــاق{ كــأن يعطيم من ســهم الســبيل للجهاد ونحو ذلك، وقد تقدمت اإلشارة إلى أنه يعطى حينئذ بقــدر غــير النفقــة عن ســائر اللـوازم إذ حالــه حــال الغــني،

وذلك كله إلطالق أدلة المنع. }وكــذا ال فــرق{ على مبــنى المصــنف وجماعــة }علىــه ــه وبين إعطائ ــا يجب علي ــام م ــوط بين إتم ــاهر األح الظ تمامه، وإن حكي عن جماعة أنه لو عجز عن إنفاق تمام ما يجب عليه جاز له إعطاء البقية، كما لو عجــز عن إكســائهم

أو عن إدامهم

240

Page 241: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــار بعض إلطالق ــواردة األخبـ ــعة في الـ ــدعوى التوسـ بـ ألنها للتتمة شمولها مشــكل لكنه ،التوســعة من نــوع أيضا

ء.اإلعطا بترك االحتياط يترك فال

ــدعوى ــعة بـ ــواردة في التوسـ ــار الـ إلطالق بعض األخبـ شمولها للتتمة ألنها أيضا نوع من التوسعة، لكنه مشكل فال

يترك االحتياط بترك اإلعطاء{. واألقوى بل المتعين القــول بــالجواز مطلقــا في صــورة العجز، لما تقدم من األخبــار غــير المرتبطــة بزكــاة التجــارة كما قيل، وحيث ذكرناهــا في المســائل الســابقة ال نتعــرض

لبيانها، وبيان داللتها ثانية فراجع.

241

Page 242: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إذا الغير مملوك على الزكاة صرف يجوز(ـ: 20 ـ مسألة)ــواء ،لغيره أو لفقره ماإ ،لنفقته باذال الغير ذلك يكن لم س

.مطيعا أو آبقا العبد كان

يجوز صرف الزكــاة على مملــوك الغــير:20مسألة } إذا لم يكن ذلــك الغــير بــاذال لنفقتــه، إمــا لفقــره أو لغــيره، سواء كان العبد آبقا أو مطيعا{ قبل الشروع في االستدالل

نقول: إن في باب المملوك طوائف من األخبار: األولى: مــا دل على عــدم إعطــاء المملــوك من الزكــاة مطلقا الشامل للمولى ولغيره، مع البذل وغــيره، آبقـا كـان

أم ال، إلى غير ذلك من سائر أحواله. فعن عبــد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ــهالسالم(، قال: ــان ل ليس في مال المملوك شيء، ولو ك . (1)ألف ألف، ولو احتاج لم يعط من الزكاة شيئا

وعنه، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في حــديث آخــر قال: سأله رجل وأنا حاضر عن مال المملوك أعليــه زكــاة؟

ــهقال: ال، ولو كان له ألف ألف درهم، ولو احتاج لم يكن ل.(2)من الزكاة شيء

ــه ــه )علي وعن إسحاق بن عمار، قال: قلت ألبي عبد اللــل، السالم(: ما تقول في رجل يهب لعبده ألف درهم، أو أق أو أكثر؟ إلى أن قال: قلت: فعلى العبد أن يزكيهــا إذا حــال

ال، إال أن يعمل له فيها، وال يعطى العبدعليه الحول؟ قال: . (3)من الزكاة شيئا

.1 من تجب عليه الزكاة ح4 الباب 60 ص6 ج:الوسائل (?)1.3 من تجب عليه الزكاة ح4 الباب 60 ص6 ج:( الوسائل?)2.6 من تجب عليه الزكاة ح4 الباب 61 ص6 ج:( الوسائل?)3

242

Page 243: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــى بن ــه موس ــه، عن أخي ــر في كتاب وعن علي بن جعف جعفر )عليهمــا الســالم(، قــال: ســألته عن المملــوك يعطى

.(1)المن الزكاة؟ قال: الثانية: ما دل على عدم إعطاء المولى زكاته لمملوكــه،

وقد تقدم في أول هذا البحث. الثالثة: ما دل على جواز تناول المملوك من الزكــاة في

الجملة. فعن سعيد بن عبــد اللــه األعــرج، قــال: قلت ألبي عبــد الله )عليه السالم(: أتحل الصدقة لموالي بني هاشم؟ قال:

نعم(2) . وعن العبــد الصــالح )عليــه السـالم(، في حـديث طويــل

ــديذكر فيه اختصاص الخمس ببني هاشم، إلى أن قال: وق. (3)تحل صدقات الناس لمواليهم وهم والناس سواء

وعن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(،ــال: ، قلت:القال: سألته هل تحل لبني هاشم الصدقة؟ ق

الحديث. ،(4)تحل لمواليهمتحل لمواليهم؟ قال: وعن تغلبة بن ميمــون قــال: كــان أبــو عبــد اللــه )عليــه السالم( يسأل شهابا من زكاته لمواليه، وإنما حرمت الزكاة

عليهم دون مواليهم. هذا بعض األخبار

.4 من أبواب المستحقين للزكاة ح44 الباب 204 ص6 ج:( الوسائل?)1.6 من أبواب المستحقين للزكاة ح34 الباب 192 ص6 ج:( الوسائل?)2.2 من أبواب المستحقين للزكاة ح34 الباب 192 ص6 ج:( الوسائل?)3.4 من أبواب المستحقين للزكاة ح34 الباب 192 ص6 ج:( الوسائل?)4

243

Page 244: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الواردة في دفع الزكاة إلى المملوك، وقد صرح جماعةبعدم إعطائه مطلقا، وعللوه بأمور:

األول: إنه ال يملك شيئا وإعطاء الزكاة تمليك، أما إنه ال يملك شيئا فلإلجماع المدعى عن زكاة الخالف ونهج الحــق،

، اآلية.(1)﴾عبدا مملوكا ال يقدر﴿مضافا إلى قوله تعالى: وما عن الــدعائم، عن علي وأبي جعفــر وأبي عبــد اللــه

العبد ال يملك شيئا إال ما ملكه)عليهم السالم(، أنهم قالوا: . إلى غير ذلك من أدلة عدم ملك العبد. (2)مواله

ــه ــة على قول وأما أن الزكاة تمليك فلحرف الالم الداخلراء﴿تعــالى: اآليــة، وأدلــة التشــريك بين الفقــراء(3)﴾للفقــ

ــاة إذا دفعت إلى ــاء، واألدلـــة الدالـــة على أن الزكـ واألغنيـالفقير صارت ملكه يتصرف فيها كيف يشاء.

وفيــه أوال: إنــا ال نقــول بعــدم ملكيــة العبــد، بــل األصــح القول بملكيته مطلقا منتهى األمــر الحجــر عليــه، واإلجمــاع المذكور مسلم اإلشكال، بل في الجواهر حكى عن األســتاذ ألن األكثر قائلون بالملــك، مــع أن اإلجمــاع ليس بحجــة في مثل المسألة المحتمــل بــل المظنــون اســتناد القــائلين إلىــة ال داللــة األدلة، ولو قيل بحجية اإلجماع حتى منقوله، واآلي لها أصال، إذ هي تدل على عدم القــدرة على شــيء ال عــدم الملك، والرواية البــد من حملهــا أو طرحهــا لروايــات أظهــر

منها داللة على

. 75سورة النحل: اآلية (?)1.1155 ح307 ص2 ج:( الدعائم?)2. 60( سورة التوبة: اآلية ?)3

244

Page 245: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــة: هــذا الملكية، مضافا إلى أنه قال في آخر هذه الروايــه ــف لكون ــالم(، الكاش ــا عنهم )عليهم الس ــا روين ــنى م مع

اجتهادا من صاحب الدعائم. وكيف كان، فحيث لم يكن هنا محل هذا البحث فاألولى

إحالته بكتاب البيع المذكور فيه. ــا وإن وثانيا: ال نسلم أن مطلق إعطاء الزكاة تمليك، ألنــك ــزكي التملي قلنا بالملك واالشتراك لكن ذلك إذا قصد الم ال الصرف فقط، كالصرف على الطفل، وإعطاء دين الميت واشتراء العبد ونحوها، خصوصا إذ بذل له من سهم السبيل فإنه ليس تمليكا، لعدم دخول الالم عليه في اآلية، بــل قــال

اآلية.(1)﴾وفي سبيل الله﴿تعالى: هــذا مضــافا إلى مــا دل على جــواز تناولــه للزكــاة ممــا تقــدم في الطائفــة الثالثــة من األخبــار، وبعــد ذلــك كلــه فال حاجة إلى ما ذكره الشيخ األعظم )رحمه الله( في الجــواب عن عــدم ملكيــة العبــد بقولــه: فألنــه إنمــا يمنــع إذا ثبت أنــاهر حكم حصة الفقراء تمليكهم إياها، كما قد يترائى من ظ

ــالم(: ــه الس ــه )علي ــال قول ــة، ومن أمث ــإذاالالم في اآلي ف .(2)وصلت إلى الفقير فهي بمنزلــة مالــه يصــنع بهــا ماشــاء

وهو ممنوع، فإن الالم لالستحقاق، ومثل هــذه الروايــة وارد مــورد الغــالب من كــون الــدفع على وجــه التمليــك كمــا ال

، انتهى. (3)يخفىــد غــني بمــواله، فال ــة المــانعين: إن العب ــاني من أدل الث

يشمله دليل إعطاء الزكاة

. 60( سورة التوبة: اآلية ?)1.1 من أبواب المستحقين للزكاة ح41 الباب 200 ص6 ج:( الوسائل?)2.11 س518( كتاب الطهارة: ص?)3

245

Page 246: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

للفقير. وفيه: إن ذلك إنما يستقيم لو كان المولى قائمابنفقة العبد، أما لو لم يقم لعدم تمكنه أو عصيانه فال.

الثــالث من أدلتهم: وجــوب إنفــاق المــولى على العبــد، ولذا ذكر في أخبار المنع عن واجب النفقة، معللة بأنه يجبر

على نفقته، فكان في العبد مانعان: األول: المانع الذاتي، وهو الرقيــة، وقــد تقــدم بيانــه في

الوجه األول من األدلة. الثاني: المانع العرضي، وهو لزوم نفقته على المولى.

والحاصــل: إن العبــد واجب النفقــة على المــولى وكــلواجب النفقة ال يجوز إعطاؤه من الزكاة.

أما الصغرى، فألدلة وجوب اإلنفاق على العبد. وأما الكبرى، فللتعليالت بأنه الزم النفقة وأنه يجبر على

النفقة عليه. وفيه: إن غاية ما يستفاد من األدلة هو عدم إعطائــه مــا دام المــولى قائمــا باإلنفــاق عليــه دون غــير هــذه الصــورة،

إلخ، فــإن ظــاهره أن عــدمألنــه يجــبرويــدل عليــه قولــه: إعطاء الزكاة لـه ألن لـه من يجب نفقتــه عليــه القــائم بهـا، مضافا إلى أدلة الجواز الدالة على إعطائه في صورة العجز

عنه. الرابع: األخبار المتقدمــة الدالــة على أن العبــد ال يعطى من الزكاة ولو احتاج ونحوها، وفيه: حكومة األخبار المجوزة

عليها. ــة في مــا ثم إن جواز إعطاء العبد من الزكاة في الجمل

إذا لم يقم المولى بنفقته ال ينبغي اإلشكال فيه.

246

Page 247: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

نعم يقع الكالم في مواضع. ــه هــل يجــوز إعطــاء اآلبــق من الزكــاة أم ال؟ األول: إن

األقوى العدم، لما تقدم من عدم الجواز في الناشزة. نعم لو كان المــولى غــير بــاذل فــاألقوى اإلعطــاء، ألنــه فقير، مع عدم شمول أدلة المنع لمثله، وهــذا هــو مفــروض

كالم المصنف )رحمه الله( كما ال يخفى. الثاني: إذا أمكن جبر المولى الغني على اإلنفاق لم يجز للعبد تناوله من الزكاة ألنه غني بالمولى حين إمكان الجبر. الثالث: كما يجوز الـدفع إلى العبـد ألصـل النفقـة يجـوز

الدفع إليه للتوسعة، للعموم مع عدم شمول أدلة المنع. ــه الرابع: لو ينفق المولى عليه بقدر نصف نفقته يجوز ل

أخذ البقية، للعمومات. الخــامس: لــو كــان المــولى غنيــا، فال إشــكال في عــدم

جواز إعطائه زكاته لعبده، لما تقدم من األدلة المانعة. أما لو كان فقيرا ال يتمكن من تمــام نفقتــه أو أصــلها أو التوسعة عليه، وكان له زكاة فهل يجــوز إعطاؤهــا العبــد أم ال؟ قيل بالثاني لعدم صدق اإليتاء، ألنه أشبه شيء بالصرف على النفس، واألقــوى الجــواز مطلقــا لألدلــة المتقدمــة في باب التوسعة من زكاة نفس المعيل، فإن كلمة أهــل الــبيت ونحوه الـتي تضـمن بعض األخبـار اإلنفـاق من زكاتـه عليهم في صورة عــدم التمكن شــامل للعبــد قطعــا، خصوصــا في

أزمنة صدور الروايات التي كانت العبيد كثيرة في الدور.

247

Page 248: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الســادس: ال فــرق في مــا ذكــر من األحكــام بين العبــدــا واألمة والصغير والكبير والمزوجة وغيرها وأم الولد وغيره والمكاتب والمبعض والقن وغيرهم لإلطالقــات والعمومــات

المانعة والمجوزة. السابع: إذا وقف العبد على المســجد ونحــوه، فالظــاهر جواز إعطاء المولى وغيره له من الزكاة، ولو كــان المــولى غنيا، بل ولو باذال، إذ بالوقف يخرج عن الملك، فيكون حالــه مع بــذل المــولى حــال المعــال التــبرعي الــذي تقــدم جــواز

إعطاء المعيل زكاته له. ــاء، الثامن: إذا كان العبد وقفا للذرية، أو لجماعة كالعلم فهل يجوز للموقــوف عليهم إعطــاء زكــاتهم لــه أم ال؟ فيــه تــردد، وإن كــان األرجح في النظــر الجــواز، لعــدم كونــه مملوكهم، وكذا الكالم في دفع غير الموقوف له الزكاة إياه

مع تمكن الموقوف عليه وبذله. التاسع: يجوز دفع الزكاة لمملــوك الهاشــمي إن كــان ال يتمكن من اإلنفاق عليه، لما تقدم من األحاديث الدالــة على

الجواز. نعم قد ورد في بعض الروايات المنع عن ذلك.

ــال: ــه الســالم(، ق ــه )علي ــد الل فعن زرارة، عن أبي عبمواليهم منهم، وال تحل الصدقة من الغــريب لمــواليهم، وال

. (1)بأس بصدقات مواليهم عليهم وعن ابن أبي رافــع: إن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وسلم( بعث رجال من بني مخزوم على الصــدقة فقــال ألبي

رافع: اصحبني كي تصيب منها؟ فقال: حتى

. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح14 الباب 193 ص6 ج:الوسائل (?)1248

Page 249: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يكون ال الرابع: أن هاشميا

آتي النبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم( فأســأله، فــأتى مــولىالنبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم( فســأله فقــال:

. (1)القوم من أنفسهم وإنا ال تحل لنا الصدقةــد ــة، الب وهاتان الروايتان مع إجمال األولى وضعف الثاني من حملهما على الكراهة بقرينة األخبار المجــوزة، ويحتمــل الحمل على التقية، كما عن الشيخ )رحمه الله( في األولى،

والنسخ كما في الوسائل في الثانية. }الرابع{ من أوصاف المستحقين: }أن ال يكــون{ آخــذ الزكاة }هاشميا{ ويدل عليه مضــافا إلى نقــل اإلجمــاع بين

المؤمنين، بل المسلمين متواترا، أخبار كثيرة: األول: عن العيص بن قاســم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

إن أناسا من بــني هاشــم أتــوا رســول اللــهالسالم(، قال: )صلى الله عليه وآله وســلم(، فســألوه أن يســتعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعلــه الله تعالى للعاملين عليها فنحن أولى به؟ فقال رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(: يــا بــني عبــد المطلب إن الصدقة ال تحــل لي وال لكم، ولكــني قــد وعــدت الشــفاعة

. (2)أتروني مؤثرا عليكم غيركمإلى أن قال: الثاني: عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم، وزرارة كلهم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللــه )عليهمــا الســالم(، قــاال: قــال

رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(

.6 من أبواب المستحقين للزكاة ح14 الباب 193 ص6 ج:( الوسائل?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 186 ص6 ج:الوسائل (?)2

249

Page 250: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

:إن الصدقة أوساخ أيدي النــاس، وإن اللــه قــد حــرم علي منها ومن غيرهــا مــا قــد حرمــه، وإن الصــدقة ال تحــل

. (1)لبني عبد المطلبــه الثالث: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )علي

ال تحل الصــدقة لولــد العبــاس وال لنظــرائهمالسالم( قال: . (2)من بني هاشم

ــالم(، الرابع: عن إبراهيم األوسي، عن الرضا )عليه الســديث: ــةفي ح ــدقة محرم ــه: أليس الص ــال ألبي إن رجال ق

. (3)بلىعليكم؟ فقال: الخامس: عن الفضل بن الحسن الطبرسي في صحيفة الرضا، بإسناده قال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآلــه

. (4)إنا أهل بيت ال تحل لنا الصدقةوسلم(: السادس: عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن

إن الله ال إله إال هوجعفر بن محمد )عليهما السالم(، قال: لمــا حــرم علينــا الصــدقة أبــدلنا بهــا الخمس، فالصــدقة لنــا

. (5)حرام، والخمس لنا فريضة، والكرامة لنا حالل الســـابع: عن الريـــان بن الصـــلت، عن الرضـــا )عليـــه الســالم(، فيمــا ذكــره من فضــائل العــترة لعلمــاء العــراق

فلمــاوخراســان بحضــرة المــأمون، قــال )عليــه الســالم(: جاءت

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 186 ص6 ج:الوسائل (?)1. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 186 ص6 ج:الوسائل (?)2. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 186 ص6 ج:الوسائل (?)3 .16صحيفة الرضا: ص (?)4. 7 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 187 ص6 ج:( الوسائل?)5

250

Page 251: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه، قصة الصدقة نزه نفسه، ونزه رسوله، ونزه أهــل بيت إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعــاملين عليهــا﴿فقال:

ه بيل الل ــارمين وفي ســ قــاب والغ فة قلوبهم وفي الر والمؤله ة من الل بيل فريضــ ، فهــل تجــد في شــيء من(1)﴾وابن الس

ذلك أنه سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى، ألنه تعالى لما نزه نفسه عن الصدقة، ونزه رســوله )صــلى اللــه عليــه وآله وسلم(، ونزه أهل بيته ال بل حــرم عليهم، ألن الصــدقة محرمة على محمد وآله، وهي أوساخ أيدي النــاس، ال تحــل

، فلما طهرهم الله(2)لهم، ألنهم طهروا من كل دنس ووسخ عزوجل واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفســه، وكــره لهم

. ما كره لنفسه عزوجلــال: الثامن: عن جعفر بن محمد )عليهما السالم(، أنه ق

ال تحــلقال رسـول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(: ــاس ــتي، إن الصــدقة أوســاخ الن ،الصــدقة لي وال ألهــل بي

فقيل ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: الزكــاة الــتي يخرجهــا. (3)نعمالناس من ذلك؟ قال:

ال تحــل لنــا زكــاةالتاســع: عنــه )عليــه الســالم( قــال: مفروضة، وما أبالي أكلت من زكاة أو شربت من خمــر، إنــل ــا ونعم ــاس أن نأكله ــدقات الن ــا من ص ــرم علين ــه ح الل

. (4)عليها

.60( سورة التوبة: اآلية ?)1. 10 من أبواب قسمة الخمس ذيل ح1 الباب 360 ص6 ج:الوسائل (?)2. 14 من حرمة الزكاة على... ح7 الباب 76 ص93 ج:( البحار?)3.76 ص93 ج:( البحار?)4

251

Page 252: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

العاشر: عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللــه )صــلى إن الصدقة ال تحل لي والالله عليه وآله وسلم( بغدير خم:

. (1) الخبرألهل بيتيــه ــه )علي ــة، ومن كالم ل ــر: عن نهج البالغ ــادي عش الح

وأعجب من ذلـــك طـــارق طرقنـــا بملوفـــة فيالســالم(: وعائها، ومعجونة شنأتها، كأنهــا عجنت بريــق حيــة أو قيئهــا، فقلت: أصلة أم زكاة أم صدقة، فذلك كله محرم علينا أهل

. (2)البيت الثاني عشر: عن تفسير اإلمام )عليه السالم( في قوله

ربىو﴿تعــالى: قــال(3)﴾آتى المال على حبه ذوي القــ أعطى لقرابة النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه)عليه السالم(:

وسلم( الفقراء هدية أو برا ال صــدقة، فــإن اللــه تعــالى قــد واليتامى أي اليتامى من، إلى أن قال: أجلهم عن الصدقة

. (4)بني هاشم الفقراء برا ال صدقة الثالث عشر: عن سليم بن قيس الهاللي في كتابه، عن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(، في كالم لــه طويــل، قــال

ــالم(: ــه الس ــربى)علي ــذي الق ــه ب ــنى الل ــذين ع فنحن ال واليتامى والمساكين وابن الســبيل فينــا، ألنــه لم يجعــل لنــا في سهم الصدقة نصيبا، أكرم اللــه نبيــه )صــلى اللــه عليــه

. (5)وآله وسلم(، وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ الناس

.75 ص93 ج:( البحار?)1.426( نهج البالغة: ص?)2.177( سورة البقرة: اآلية ?)3.42 ح69 ص93، نقال عن البحار ج272( تفسير اإلمام: ص?)4.163( كتاب سليم بن قيس الهاللي: ص?)5

252

Page 253: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الرابع عشــر: مــا ورد عن ســلمان، من أن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( وأمــير المؤمــنين، وأبــاذر، والمقداد، وعقيل بن أبي طالب، وحمــزة بن عبــد المطلب، وزيد بن حارثة، دخلوا بستان موالته، قال ســلمان: فــدخلت على موالتي، فقلت لها: يا موالتي هبي لي طبقا من رطب، فقــالت: لــك ســتة أطبــاق، قــال: فجئت فحملت طبقــا من رطب، فقلت في نفســي: إن كــان فيهم نــبي فإنــه ال يأكــلــذه ــه، فقلت: ه ــعته بين يدي ــة، فوض ــل الهدي ــدقة ويأك الص صدقة، فقال رســول اللـه )صــلى اللـه عليــه وآلــه وسـلم(: كلوا، وأمسك رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(،ــد ــزة بن عب ــل بن أبي طــالب وحم ــنين وعقي ــير المؤم وأم

، الحديث. (1)المطلب الخامس عشر: ما روي من أن أهل الكوفة كانوا ينالون أطفال الحسين )عليه السالم( بعض التمــر والخــبز والجــوز فصاحت بهم أم كلثــوم: يــا أهــل الكوفــة إن الصــدقة علينــا حــرام، وصــارت تأخــذ ذلــك من أيــدي األطفــال وأفــواههم

وترمي بها إلى األرض. ــة أخــرى في ــات، وســيأتي جمل ــة من الرواي هــذه جمل

المباحث اآلتية. ثم إن هذه الروايات ال يعارضها ما عن أبي خديجــة، عن

اعطــوا الزكــاة منأبي عبد الله )عليه السالم(، أنــه قــال: أرادها من بني هاشم فإنها تحل لهم، وإنما تحرم على النبي )صلى الله عليه وآله وســلم( وعلى اإلمــام الــذي من بعــده

. (2)وعلى األئمة وال ما ورد من أن األئمة )عليهم السالم( كــانوا يأخــذون

الزكاة والفطرة، إذ األولى

. 358 ص22 ج:البحار (?)1.5 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 187 ص6 ج:( الوسائل?)2

253

Page 254: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فـرق وال االضـطرار، عـدم مع غـيره من الزكاة كانت اذا ســهم حــتى الســهام ســائر من وغــيره الفقراء سهم بين

الله وسبيل العاملين

ضعيفة معرض عنها، ولذا قال في الجــواهر: بعــد الغض عما في سنده مطرح أو محمول على حال الضرورة، وبيان أن النــبي واإلمــام بعــده ال يضــطر إلى ذلــك، أو على بعض الصدقات المندوبة التي يختص بالرفعة عنها منصــب النبــوة

، انتهى. (1)واإلمامة أو غير ذلكوإن كان في بعض المحامل تأمل ال يخفى.

والثانية محمولة على توليهم اإلخــراج، وقــد تقــدم ذلــكفراجع.

ثم إن حرمة الزكاة على الهاشمي إنمــا هي }إذا كــانت الزكاة من غيره{ وكان }مع عدم االضطرار{ من الهاشمي لما ســيأتي من جــواز أخــذه في الصــورتين، وهنــاك شــرط ثالث وهو عدم كــون الزكــاة مندوبــة، وإالجــاز األخــذ أيضــا، وحيث كان الكالم في الزكاة الواجبــة لم يتعــرض المصــنف

)رحمه الله( لهذا الشرط فعال. }وال فرق{ في عــدم جــواز األخــذ }بين ســهم الفقــراءــه{، وغيره من سائر السهام حتى سهم العاملين وسبيل اللــم قال في المستند: ال يختص تحريم الصدقة على بني هاش بسهم الفقراء، بــل يحــرم عليهم مطلقــا لإلطالقــات، ونقــل في المبســوط والســرائر عن قــوم جــواز اســتعمالهم على

الصدقات وإعطائهم من سهم العاملين والظاهر

.406 ص15 ج:( الجواهر?)1254

Page 255: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كما في المختلف أنهم من العامة، ويؤكده ما في كتــاب قسمة الصدقات من الخالف من دعوى إجماعنــا على عــدم الجــواز، ونســبة الجــواز إلى بعض من أصــحاب الشــافعي،ــف كــان فــيرده اإلطالقــات وخصــوص صــحيحة العيص وكي

، انتهى. (1)المتقدمة أقــول: أمــا عــدم جــواز أخــذهم من ســهم الفقــراء والمساكين فال شبهة فيه، للروايات المتقدمــة الناصــة على عــدم الجــواز، فــإن القــدر المــتيقن منهــا أخــذهم من ســهم

الفقراء والمساكين. وأما سهم العاملين فال ينبغي اإلشكال فيه أيضا للروايـةــه األولى المتقدمة عن العيص من منع النبي )صلى الله علي

وآله وسلم( إعطاء سهم العاملين لبني هاشم. نعم تقدم في بعض المبــاحث الســابقة أنــه لــو اســتاجرــه ال الهاشمي للعمل كالحفظ ونحوه فالظاهر عدم المنع ألن يعطى حينئــذ بعنــوان الزكــاة، بــل بــإزاء عملــه، ومثــل هــذا منصرف قطعا عن روايــة العيص إذ العامــل المــراد بــه في الرواية الذاهب لجباية الصدقات ونحوهــا من القيــام بجميــع

شؤونها. ومن ثم نقــول: بجــواز اســتيجار الغــني وواجب النفقــة ونحوهما لذلك، وإن كان يجوز عمالتهما أيضا، ولــذا اســتثنى كاشــف الغطــاء الهاشــمي المســتاجر عن العــاملين فقــال: ويعم المنــع ســهم الفقــراء والمســاكين والعــاملين غــير

المستأجرين إلخ.

. 22 في أوصاف المستحقين للزكاة سطر 53 ص2 ج:المستند (?)1255

Page 256: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وأما سهم المؤلفة فقد تأمل فيه كاشــف الغطــاء قــال:ــداد ــهما بارت ــع فرض ــاب م ــة وفي الرق ــهم المؤلف ــا س وأمــلته الهاشمي أو كونه من ذرية أبي لهب ولم يكن في سلس

، انتهى. (1)مسلم، إلى أن قال: فعلى تأمل قال في المستمسك: وكأنه للتعليل في بعض النصــوص بأنها أوساخ أيدي الناس الــدال على أن منعهم إياهــا تكــريمــتحقاقهم لهم، وهو غير منطبق على سهم المؤلفة لعدم اس

، انتهى. (2)هذا التكريم أقــول: قــد اســتظهرنا ســابقا اختصــاص ســهم المؤلفــة بالمســلمين والموحــدين الــذين لم تقــو بصــائرهم، كمــا في النصـوص، وعليـه فال مجـال للموضـوع المفـروض في كالم

الكشف، وال للتعليل في كالم المستمسك فتأمل. وكيف كان، ففي إعطاء سهم المؤلفـة للهاشـمي الـذي تحقق فيه الموضوع تأمل، من إطالق النصــوص أو عمومهــا المقتضي لعدم إعطائهم مطلقا، وكــذا ظــاهر حرمتهــا على الهاشمي، وإن كان عامال مع أن األخذ حينئذ بإزاء العمــل ال

بجهة الفقر. ومن بعض النصوص المتقدمــة الظــاهرة في اختصــاص التحريم بسهمي الفقراء والعاملين كالخبر التاســع المتقــدم عن جعفر بن محمد )عليهما الســالم( مضــافا إلى انصــراف

أدلة المنع عن مثل سهم المؤلفة. وأما ســهم الرقــاب فقــد تقــدم التأمــل فيــه عن كشــف الغطاء، ومثل له مضافا إلى المرتد أو كونــه ذريــة أبي لهب

بتزويج الهاشمي األمة واشتراط رقية الولد

. 20 سطر 356كشف الغطاء: ص (?)1. 304 ص9 ج:المستمسك (?)2

256

Page 257: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

منها عليه على القول به، ووجه التأمل تعارض احتمالينمن المنع إلطالق األدلة، ومن الجواز لوجوه:

األول: إن المنع معلل في النصوص بكونه تكريمــا، ومن المعلوم أن الفك أولى بالكرامة من المنع الــذي هــو ســبب

إبقائه في ذلة العبودية. الثاني: عدم تصرف الرقاب في الزكاة أصال، وإنما تدفع إلى المالــك لهم عوضــا عن رقــابهم، بــل في بعض أقســام الرقاب الذي تقدم شمول الرقاب له كديــة العبــد المقتــول

ونحوه ال يرتبط بالهاشمي أصال فراجع. الثالث: انصراف أدلة المنع عن مثل الرقاب.

ــاص ــة على اختص ــة الدال ــدم من الرواي ــا تق ــع: م الرابالتحريم بسهمي الفقراء والعاملين.

وأمــا ســهم الغــارمين ففي المستمســك بعــد نقــل كالم الكشف: لكن كان عليه التأمل أيضا في سهم الغارمين ألن

، انتهى. (1)إفراغ ذمته كفك رقبتهــة الجــواز ــان بعض أدل ــ وإن ك ــدم ـ ــوى الع ولكن األق المتقدمة آتية هنا ـ وذلك ألن األشبه كونــه كســهم الفقــراء،ــه ــال )علي ــوص حيث ق ــا في بعض النص ــع بينهم ــذا جم ول

. (2)فهو فقير مسكين مغرمالسالم(: وأما سهم سبيل اللــه فقــد تأمــل فيــه غــير واحــد، ففي الكشف قال: وأما سهم المؤلفة إلى قوله: }وســهم ســبيل

الله{ فعلى تأمل، وقال السيد

. 304 ص9 ج:المستمسك (?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح46 الباب 206 ص6 ج:الوسائل (?)2

257

Page 258: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــأس ال نعم ــات في بتصــرفه ب ــدارس الخان ــائر والم وس الهاشــمي زكاة أما الله، سبيل سهم من المتخذة األوقاف

له. بأخذها بأس فال

البروجردي في تعليقته: المنع من ســهم ســبيل اللــه إن انطبقت عليه محــل تأمــل، إذ المصــرف فيهــا هــو الجهــة ال

، انتهى. (1)األشخاص وقال في الجواهر: بعد اإلشكال على الكشف ما لفظه: نعم هو كذلك بالنسبة إلى بعض أفراد سهم ســبيل اللــه مما ال يعد أنــه صــدقة عليهم،كالتصــرف في بعض األوقــاف العامــة المتخــذة منــه واالنتقــاع بهــا ونحــو ذلــك ممــا جــرتــمي ــا بين الهاش ــرق فيه ــدم الف ــة في ع ــيرة والطريق الس وغيره، وإن كانت متخذة من الزكاة، مــع أنهــا في الحقيقــةــه، كتناول الهاشمي الزكاة من يد مستحقها بعد الوصول إلي فإنه ال إشكال في جواز ذلك له، ضـرورة عــدم كونهـا زكـاة

، انتهى. (2)حينئذ كما هو واضحــأس بتصــرفه ولذا قال المصنف )رحمه الله(: }نعم ال ب في الخانات والمدارس وسائر األوقاف المتخــذة من ســهم

سبيل الله{. أقــول: قــد تقــدم التفصــيل، وأن بعض المــوارد مــتيقن الجواز، وبعضها متيقن المنع، وبعضها مشتبه، ولذا ال نطيــل

الكالم باإلعادة. وفصــل الســيد الوالــد في الــدرس بمــا حاصــله: إن المصرف لو كان مما يختص بالهاشمي كبنــاء قنطــرة ببــاب

دار الهاشمي بحيث ال يعبر عليها إال الهاشميون

. 96تعليقة البروجردي على العروة: ص (?)1. 407 ص15 ج:الجواهر (?)2

258

Page 259: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــل ــرف عليهم، دون مث ــة ص ــه في الحقيق ــوز ألن فال يج األمور العامة وإن اتفق انحصاره في الهاشمي، كما لو بــنى

في قرية مسجدا ال يصلي فيه إال الهاشمي، انتهى. وأمــا ســهم ابن الســبيل فــاألقوى المنــع لبعض الوجــوه المتقدمة، وخصوص الحديث الثالث عشر المروي عن أمير

فنحنالمؤمنين )عليه السالم(، فإن قوله )عليه الســالم(: إلخ كالنص في أن ابن السبيل من الهاشميين لم يجعــل لــه

الصدقة، وجعل له الخمس بدلها. وكذا الخبر السادس ونحوه مما صرح فيــه بــأن الخمس موضوع لبني هاشم عــوض الزكــاة، بضــميمة اشــتمال أدلــة الخمس سهم ابن السبيل الكاشف لعدم وضع الصــدقة لــه، وإال لم يكن الخمس شبيهها عرفا كمــا ال يخفى، ولــذا لم أر

من تأمل في هذا السهم. }أما زكاة الهاشمي فال بأس بأخذها له{ ويدل عليه في

الجملة بعد اإلجماع المدعى نصوص كثيرة. ــه ــالح )عليـ ــد الصـ ــحابنا، عن العبـ األول: عن بعض أصـ

وإنمــا جعــل اللــه هــذاالســالم(، في حــديث طويــل قــال: الخمس خاصة لهم، يعني بني عبد المطلب، عوضا لهم منــأس بصــدقات ــه لهم، وال ب ــا من الل ــاس تنزيه صــدقات الن

. (1)بعضهم على بعضــه ــه )علي ــد الل ــحام، عن أبي عب ــد الش ــاني: عن زي الثــتي حــرمت عليهم، الســالم(، قــال: ســألته عن الصــدقة ال

هي الزكاة المفروضة، ولم يحرم علينا صدقة بعضنافقال: . (2)على بعض

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 189 ص6 ج:الوسائل (?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 190 ص6 ج:الوسائل (?)2

259

Page 260: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثالث: عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: ســألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن الصــدقة الــتي حــرمت على

، قلت: أفتحل صدقةهي الزكاةبني هاشم ما هي؟ فقال: . (1)نعمبعضهم على بعض؟ قال:

الرابــع: عن زرارة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قال: قلت له: صدقات بني هاشــم بعضــهم على بعض تحــل

ــهلهم؟ فقال: ــه وآل نعم إن صدقة الرسول )صلى الله علي وســلم( تحــل لجميــع النــاس من بــني هاشــم وغــيرهم، وصـــدقات بعضـــهم على بعض تحـــل لهم، وال تحـــل لهم

. (2)صدقات إنسان غريب الخامس: عن أحمد بن محمد بن أبي نصــر، عن الرضــا )عليه السالم(، قال: سألته عن الصدقة تحل لبــني هاشــم؟

،(3)ال، ولكن صــدقات بعضــهم على بعض تحــل لهمفقال: الحديث.

الســادس: عن ابن أبي كــرام الجعفــري قــال: خــرجت وخرج بعض موالينا إلى بعض منتزهات المدينة مثل العقيق ومــا أشــبهها فــدفعنا إلى ســقاية ألبي عبــد اللــه جعفــر بن محمد )عليهما السالم( وفيها تمــر للصــدقة، فتنــاولت تمــرة فوضعتها في فمي فقام إلي المولى الذي كان معي فأدخل إصبعه في فمي فعــالج إخــراج التمــرة من فمي ووافى أبــو عبد الله جعفر بن محمد )عليهما السالم(، وهو يعالج إخراج

؟ فقال له مالك أي شيء تصنعالتمرة؟ فقال له:

. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 190 ص6 ج:الوسائل (?)1. 6 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 190 ص6 ج:الوسائل (?)2. 8 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 190 ص6 ج:الوسائل (?)3

260

Page 261: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المولى: جعلت فداك هذا تمر الصدقة والصدقة ال تحــل إنمــالبني هاشم. قال: فقال أبو عبد اللـه )عليــه الســالم(:

ذلك محرم علينا من غيرنــا، فأمــا من بعضــنا على بعض فال. (1)بأس بذلك

الســابع: عن جميــل بن دراج، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، قال: سألته هل تحل لبني هاشــم الصــدقة؟ قــال:

ال :قلت: تحل لمــواليهم؟ قــال ،تحــل لمــواليهم وال تحــل . (2)لهم إال صدقات بعضهم على بعض

الالثامن: عن جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم( قــال: ــم إال في وجهين ــني هاش ــدقة لب ــل الص ــال:تح إلى أن ق

وصدقة بعضهم على بعض(3).إلى غير ذلك من األخبار.

وأما ما ورد مما ظاهره اختصاص جواز إعطــاء بعضــهم لبعض من الزكاة المندوبة فقط، كخبر الدعائم المروي عن جعفــر بن محمــد )عليهمــا الســالم(، أنــه قــال في حــديث:

وأحل لنا صدقات بعضنا على بعض من غير زكاة(4) . ففيه: مع معارضته لإلجماع المسلم في كالم األصحاب،ــد من وضعف السند، معارضة لبعض األخبار المتقدمــة، فالب حمله على الكراهة في الزكاة وعدمها في سائر الصدقات،

فتأمل.

. 9 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 191 ص6 ج:الوسائل (?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح34 الباب 192 ص6 ج:الوسائل (?)2. 7 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 190 ص6 ج:الوسائل (?)3. 259 ص1 ج:الدعائم (?)4

261

Page 262: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الســهام بين فــرق غير من ،العــاملين ســهم حــتى أيضـا ،هاشم بني صدقات جباية على الهاشمي استعمال فيجوز

مع للهاشــمي أي له الهاشــمي غــير زكــاة أخذ يجــوز وكذا ولكن ،الوجوه وسائر الخمس كفاية وعدم إليها االضطرار

مع فيوما يوما الضــرورة قدر على االقتصار حينئذ األحوط.اإلمكان

ــاملين{ }من غير فرق بين السهام أيضا، حتى سهم العــمي الذي ورد فيه المنع بالخصوص }فيجوز استعمال الهاش على جبايــة صــدقات بــني هاشــم{ وذلــك إلطالق النصــوص وعمومها وما ورد من المنع عن سهم العاملين محكــوم بهــا كما ال يخفى، خصوصا أن المــورد كــان لجبايــة زكــوات غــير

الهاشميين. }وكذا يجوز أخذ زكاة غير الهاشمي له أي للهاشمي مع االضطرار إليهــا و{ ذلــك في ظــرف }عــدم كفايــة الخمســوات بعضــهم على ــة عليهم كزك وســائر الوجــوه{ المنطبق بعض، والزكــاة المندوبــة من ســائر النــاس }ولكن األحــوط حينئذ االقتصار على قدر الضرورة يوما فيوما مع اإلمكان{،

ولنقدم أخبار الباب: ــالم(، في ــه السـ ــه )عليـ ــد اللـ فعن زرارة، عن أبي عبـ

إنه لو كان العدل ما احتاج هاشمي وال مطلبيحديث قال: إلى صدقة، إن الله جعل لهم في كتابه ما كان فيه سعتهم

ــال: ــة،ثم ق ــه الميت ــيئا حلت ل ــد ش إن الرجــل إذا لم يج والصدقة ال تحل ألحد منهم إال أن ال يجد شيئا، ويكــون ممن

. (1)يحل له الميتة

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح33 الباب 191 ص6 ج:الوسائل (?)1262

Page 263: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ال تحلوعن جعفربن محمد )عليهما السالم(، أنه قال: لنا زكاة مفروضة وما أبالي أكلت من الزكاة أو شــربت منــا من صــدقات النــاس أن نأكلهــا خمــر، إن اللــه حــرم علين

. (1)ونعمل عليها وعن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( إنــه قيــل لــه: فــإذا

ال واللــه، مــامنعتم الخمس فهل تحل لكم الصدقة؟ قــال: يحل لنا ما حرم اللــه علينــا بغصــب الظــالمين حقنــا، وليس

. (2)منعهم إيانا ما أحل لنا بمحل لنا ما حرم الله عليناــد، وعن عبد الله العزرمي، عن أبيه، عن جعفر بن محم

ال تحل الصدقة لبني هاشمعن أبيه )عليهما السالم(، قال: ــربوا، ــاء فش ــابوا م ــا فأص ــانوا عطاش إال في وجهين، إذا ك

. هذه بعض الروايــات المرتبطــةوصدقة بعضهم على بعضبالمطلب.

ــاق ثم إنه قد اختلف األقوال في حد الضرورة، بعد االتفعلى جواز تناولها في حالها.

فعن جملة من القدماء والمتأخرين هو عدم التمكن منالخمس بقدر الكفاية، واستدل لذلك بأمور:

األول: اإلجماع الذي ادعاه السيد المرتضى )رحمه الله( وابن زهرة والشيخ والمحقـق والعالمــة، كمـا نقــل كلمـاتهم

في الجواهر وغيره. وفيه: بعد كــون اإلجمــاع منقــوال، ووجــود المخــالف في المسألة، ومعارضته بالروايــات المتقدمــة، إن اإلجمــاع إنمــا

يكون حجة حيث لم يكن محتمل االستناد

. 76 ص93 ج:البحار (?)1. 76 ص93 ج:البحار (?)2

263

Page 264: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إلى الدليل، وهـذا اإلجمـاع محتمـل االسـتناد إلى األدلـةاآلتية.

الثاني: ما اســتدل بــه الســيد )رحمــه اللــه( بعــد دعــواه اإلجماع، حيث قال: ويقوى هذا المذهب بظاهر األخبــار بــأن الله تعالى حرم الصدقة على بن هاشم وعوضهم بــالخمس

،(1)منها، فإذا سقط ما عوضوه به لم تحــرم عليهم الصــدقةانتهى.

ــو وقريب منه ما عن المعتبر حيث قال: إن المنع إنما ه. (2)الستغنائهم بأوقر المالين فمع تعذره يحل لهم اآلخر

وفيه: إن تحريم شيء وتعويضـه بـآخر ال يقتضـي حليتـه بالمنع عن العوض ال عرفا وال شرعا، أال ترى أنــه لــو أعطىــد جماعــة من أوالده دارا وقــال: هــذه لكم، ثم أعطى الوال ولده األكبر دارا أخرى، وقال: هذه لك بانفرادك عوض عدم جعلي لك سهما في تلك الدار، ثم غصــبها الغاصــب لم يكن له أن يقول: إنما كـانت داري عوضـا، فــإذا منعت عنــه كنت

شريكا في المعوض. ويدل على ما ذكرنا الرواية المتقدمة، عن أبي عبد اللــه )عليه الســالم(، ولــذا كــان المحكي عن جماعــة من العامــة ــوه بأنهــا إنمــا حــرمت عليهم تشــريفا ــالمنع، وعلل القــول ب

وتعظيما وذلك حاصل مع منعهم الخمس. وقال في الجواهر مشيرا إلى رد هــذا الــدليل: وفيــه إن الثــابت من المعاوضــة بالنســبة إلى الحكم أي حــرم عليهم

الزكاة وعوضهم بفرض الخمس على الناس

. 85 ص:االنتصار (?)1ــبر (?)2 ــاة283 ص:المعت ــوع عن الخمس يعطى الزك في الهاشــمي الممن

. 5سطر 264

Page 265: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

. (1)من غير مدخلية للتمكن وعدمه الثالث: إن أدلة التحريم قاصرة عن مثــل هــذا الفــرض، فيبقى عموم أدلة الزكاة بحاله، وفيه: عدم وجود أي قصــور في إطالق أدلة المنع، مضافا إلى تأييــده باألخبــار المتقدمــة

الدالة على عدم الجواز إال في حال الضرورة الشديدة. الرابع: خبر أبي خديجة الدال على جواز أخــذ الهاشــمي للزكاة مطلقا، وإنما المنع مختص بــالنبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( واألئمــة )عليهم الســالم( بعــد تقييــده بصــورة قصور الخمس جمعا بين األدلــة. وفيــه: المقابلــة بين النــبي )صلى الله عليه وآله وسلم(، واإلمام )عليــه الســالم(، وبينــمي ــواز للهاش ــريح في إطالق الج ــميين كالص ســائر الهاشــة ــار المتقدم ــافا إلى األخب ــيص، مض ــل التخص بحيث ال يقب المبنية لحال الضــرورة، فيلــزم تقييــد خــبر أبي خديجــة بهــا أيضا جمعا، فيكون الحاصل جواز تناولهم في ظــرف قصــور

الخمس وضرورتهم الشديدة المجوزة لهم أكل الميتة. وكيف كان، فهذا القول مما ال نجد له دليال.

وذهب جماعة آخرون منهم ابن فهــد في المحكي عنــه، والمصنف )رحمه الله( إلى مقدار الضرورة وفسروه بقوت

يوم وليلة. وعن األبي التقدير بسد الرمق.

أقول: في المقام أمران:

. 410 ص15 ج:الجواهر (?)1265

Page 266: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

األول: جواز األخذ من الزكاة، واألقــوى أنــه ال يجــوز لــه األخذ إال في حال الضــرورة بــأن اليجــد شــيئا، وحينئــذ فهــل ــا ــا، أم يوم يجوز له األخذ بقدر قوت السنة الضرورية مطلقــا، أم يفصــل بين احتمــال حصــول شــيء في ــا مطلق فيوم األثناء فال يجوز األخذ بقدر تمام السنة، وبين القطـع بالعـدم

فيجوز؟ احتماالت بل أقوال، واألقرب في النظر األول، إذ األخــذ غير مستلزم لالســتعمال، والــدليل إنمــا منــع عن التنــاول ال األخذ، فيكون حالـه حــال من يضــطره العطش واليجــد مــاء

فيضع في داره دنا من الخمر ليستعملها حال الضرورة. نعم إذا كان هناك فقراء محتاجون أشكل ذلك من حيث

التعارض ال من حيث أصل أخذ مقدار السنة. الثاني: مقدار التناول، واألقـوى عــدم الزيـادة على ســد الرمق، إذ حاله كحال شرب الخمر وأكل الميتة، كمــا صـرح

بذلك في الروايات المتقدمة. وبهذا يظهر ما في كالم الحدائق حيث قال:

إنأقــول: ويمكن أن يقــال: إن قولــه )عليــه الســالم(: إنما أريــد فيــه بيــانالرجل إذا لم يجد شيئا حلت له الميتة

تحليل الزكاة في هذا الحال بعـد أن كـانت محرمــة، بمعـنى أن الزكاة وإن كـانت محرمــة عليهم، لكنهم مـتى لم يجـدوا شـيئا حلت لهم، كمـا أن من لم يجـد شـيئا تحـل لـه الميتــة المحرمة عليه قبل ذلك. وأما أن أخــذهم من الزكــاة يتقــدرــه، وبالجملــة بقدر األكل من الميتة فال داللــة في الكالم عليــريم إلى فالغرض من التمثيل إنما هو بيان االنتقال من التح

التحليل

266

Page 267: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

لمكان االضطرار، وحينئــذ مــتى حــل لهم تنــاول الزكــاة، انتهى. (1)جاز األخذ منها، وإن زاد على قدر الضرورة

والظــاهر أن قولــه )عليــه الســالم(: إذا كــانوا عطاشــاــربوا ــاء فش ــابوا م ــرورة، إذ(2)فأص ــال الض ــاظر إلى ح ، ن

العطشان الذي ال يجــد إال الزكــاة يجــوز لــه الشــرب حفظــا لنفسه عن الهالك، فإن سد الرمق ليس مختصا بصــورة مــاــوع أو ــه من العطش أو الج ــيا علي ــخص مغش ــع الش إذا وق نحوهما، بل يعم ما إذا خاف ذلك، كما لو خاف أو علم بأنــه إن لم يشرب هذا الماء في هذا الحال تلف أو مرض مرضــا

شديدا، وإن لم يكن اضطراره فعال من أجل هذه الحالة. ومثل ذلك ما لــو احتــاج إلى غطــاء لــبرد ونحــوه، بحيث يخشى عليه لو لم يتغط به، فإنه يجــوز لــه أن يأخــذ الزكــاة

في اليوم ويشتري بها غطاء لليلته الباردة. ثم إنه إذا أخذ الزكاة ثم وجد غيرها ممــا ينطبــق عليــه، وجب ردها قطعــا، الرتفــاع الضــرورة، فــإن الضــرورة تقــدر بقدرها. ولذا كان المحكي عن حواشي الكركي أنه لو وجــد الخمس في أثناء السنة لم يبعد وجوب استعادة ما بقي من

الزكاة. ال يقــال: إنــه قــد ملــك الزكــاة باألخــذ، لمــا دل على أن

الفقير يملكها باألخذ. ــا ألنا نقول: الملك إنما هو في المصرف ال فيمن يتناوله

ألجل الضرورة.

. 22 ص12 ج:الحدائق (?)1. 7 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 باب 190 ص6 ج:الوسائل (?)2

267

Page 268: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــال الضــرورة، وال وكيف كان، فقد عرفت جواز األخذ حــه ــه )علي ــد الل ــدم من الحــديث عن أبي عب ــا تق يعارضــه مــه ــع الخمس، ألن ــورة من ــة في ص ــدم الحيل الســالم( من ع

مطلق فيقيد بغير حال الضرورة بقرينة الروايات األخرى. ثم هل يضمن الهاشمي مــا أخــذه من الزكــاة في حــال االضـــطرار أم ال؟ احتمـــاالن، قـــد يقـــال بالضـــمان، ألن المفروض أن أخذه للضرورة كأخذ الفقــير مــال النــاس في زمن المجاعة الذي نصوا على ضــمانه، واحتمــال أن تجــويز

الشارع للهاشمي موجب لعدم ضمانه مدفوع. أوال: بالنقض حال المجاعة.

وثانيا: بـأن الحكم الوضـعي ال يرتفـع بالضـرورة واإلذن، كما هو مسلم عند الفقهاء، فيكون حالــه حــال نجاســة الفم ألكل الميتة أو شارب الخمر اضطرارا، وعليه فيلزم تداركــه

من الخمس أو غيره لو وجد. ال يقال: تداركـه من الخمس مسـتلزم لصـرفه في غـير

الهاشمي وهو غير جائر. قلت: هذا ليس صــرفا في غــير الهاشــمي، بــل هــو من

قبيل إعطاء الهاشمي دينه من الخمس وال يخفى ما فيه. ثم هل يقدم الزكاة على سائر المحرمات كأكــل الميتــة أم ال؟ فيه تردد، وال يبعــد القــول بالتقــديم، وإن كــان يظهــر

من بعض األحاديث المتقدمة التساوي، فتأمل.

268

Page 269: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فرع: لو انعكس األمر فلم يجد غير الهاشمي إال حــق الســادة جاز له تناوله بقدر الضرورة، كما اخترنا في تناول الهاشمي للزكاة، لعدم الفرق في المالك، إذ المالك هو الضرورة وهو موجــود في المقــامين، ويتبعــه ســائر مــا ذكرنــا في مســألة

الزكاة. فرع:

على ما اخترنــا من أن تنــاول الهاشــمي للزكــاة مختص بحال الضرورة لم يجز له التناول ما وجد إلى غيرها ســبيال، فلو تمكن من العمل لم يجز له األخذ منهــا، وإن قلنــا يجــوز

إعطاء الهاشمي من الخمس وإن كان متمكنا من العمل. وهــل يقــدم العمــل غــير الالئــق بشــأنه، أم التنــأول منــير ــال غ ــرب التفصــيل بين األعم ــاالن، واألق ــاة؟ احتم الزك الالئقة، والمناط هــو االضــطرار إلى الميتــة وشــرب الخمــرــاز وإال ونحو هما، فكلما وصل االضطرار إلى هذه الدرجة ج

لم يجز. فرع: لو تناول طفل الهاشمي الزكاة، فهل يكلف الولي

بردعه أم ال؟ احتماالن، وإن كان ال يبعد القول بالوجوب، لما ورد من أخذ النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( تمر الصدقة من فم بعض ولـده )عليهم السـالم(، كمــا في البحـار والمسـتدرك،

وكذا ما تقدم من قصة أم كلثوم )عليها السالم(. فرع:

عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( إنه قــال في قــول (2)أدى زكاة الفطــرة قال: (1)﴾قد أفلح من تزكى﴿الله:

ـ الحديث.

. 14سورة األعلى: اآلية (?)1. 16 ح109 ص93 ج:البحار (?)2

269

Page 270: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــاة ــئل عن زك ــه س ــه الســالم( أن ــر )علي وعن أبي جعف هي الزكاة التي فرضــها اللــه عزوجــل علىالفطرة؟ قال:

الة﴿جميع المؤمنين مع الصالة بقوله تعالى: وأقيموا الصكاة .(2)(1)﴾وآتوا الز

ــذلك، أم ال؟ ثم هل تناول الجاهل بالحكم أو الموضوع كفيه تردد.

. 56سورة النور: اآلية (?)1 ذيله. 23 من أبواب زكاة الفطرة ح6 الباب 235 ص6 ج:الوسائل (?)2

270

Page 271: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عليه الهاشــمي غير صدقات من مالمحر(:ــ 21 ـ مسألة)الفطرة وزكاة الواجبة المال زكاة هو إنما

ــمي:21مســألة } ــير الهاش ــدقات غ ــرم من ص المح عليه{ أي على الهاشمي }إنمــا هــو زكــاة المــال الواجبــة{ التي تتعلق باألشــياء التســعة، ويــدل على االنحصــار مضــافاإلى األصل المقتضي لعدم تحريم غير الزكاة، أخبار كثيرة: فعن عبــد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

إنمــا حــرم على بــني هاشــم من الصــدقةالســالم(، قــال: الحديث. (1)الزكاة المفروضة على الناس

وعن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( عن الصــدقة الــتي حــرمت على بــني

، الحديث. (2)هي الزكاةهاشم ما هي؟ فقال: وعن جعفـــر بن إبـــراهيم الهاشـــمي، قلت لـــه: أتحـــل

إنما تلك الصدقة الواجبـة علىالصدقة لبني هاشم؟ فقال: ، الحديث. (3)الناس ال تحل لنا

ــه وعن زيد الشحام، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، أن هي الزكــاةسأل عن الصدقة التي حــرمت عليهم؟ فقــال:

، الحديث. (4)المفروضة المطهرة للمال وخبره اآلخــر بهــذا المضــمون أيضــا، إلى غــير ذلــك من

األخبار التي سلفت وتأتي. ــا ــة م ــرة{. وغاي ــاة الفط ــرم عليهم }زك ــذا تح }و{ ك

يستدل له أمران:

ــاب 524 ص1 الوســائل ج:مســتدرك (?)1 ــواب المســتحقين17 الب من أب. 1للزكاة ح

. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 190 ص6 ج:الوسائل (?)2. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح31 الباب 189 ص6 ج:الوسائل (?)3. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 الباب 190 ص6 ج:الوسائل (?)4

271

Page 272: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

األول: اإلجماع المحكي، وفيه: ما في سائر اإلجماعات.الثاني: إطالق بعض األخبار:

ــني ــدقة لب ــل الص ــه: أتح ــمي، قلت ل ــحيحة الهاش كص إنما تلك الصدقة الواجبة على الناس ال تحلهاشم؟ فقال:

إلخ. (1)لنا فإنهــا بعــد التقييــد بالزكــاة تنحصــر في الزكــاة، ثم بعــد إطالق الزكــاة في اآليــات واألخبــار على زكــاة الفطــرة يتم

المطلوب. ــد اللــه )عليــه فعن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عب

قــال:وأقيموا الصالة وآتوا الزكــاةالسالم( عن قول الله: هي الفطرة التي افترض الله على المؤمنين(2) .

وعن إبــراهيم بن عبــد الحميــد، عن أبي الحســن )عليــه السالم( قال: سألته عن صدقة الفطرة أواجبــة هي بمنزلــة

أقيمــوا الصــالة وآتــواهي ممــا قــال اللــه: الزكاة؟ فقــال: . (3) هي واجبةالزكاة

وعن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،ــال: ــانتق ــا ك ــوال، وإنم ــاس أم ــاة وليس للن ــزلت الزك ن

. إلى غير ذلك من الروايات. (4)الفطرة وبعد هذا ال مجال لكالم صـاحب الجــواهر، بــل لــو ال مــا يظهر من اإلجمــاع على اعتبــار اتحــاد مصــرف زكـاة المــال وزكاة الفطرة بالنسبة إلى ذلــك ألمكن القــول بــالجواز في الزكاة الفطرة اقتصــارا على المنســاق من هــذه النصــوص

من

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح31 باب 189 ص6 ج:الوسائل (?)1. 11 من أبواب زكاة الفطرة ح1 باب 222 ص6 ج:الوسائل (?)2. 10 من أبواب زكاة الفطرة ح1 باب 222 ص6 ج:الوسائل (?)3. 1 من أبواب زكاة الفطرة ح1 باب 220 ص6 ج:الوسائل (?)4

272

Page 273: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــاة ولو المندوبة الزكــاة وأما ــال زك وســائر التجــارة معليه محرمة فليست المندوبة الصدقات

زكاة المال، خصوصا ما ذكر فيــه صــفة التطهــير للمــال الشاهد على كون المراد من غيره ذلك أيضــا. وكيــف كــان،

،(1)فالــذي يقــوى الجــواز مطلقــا، وإن كــان األحــوط خالفهانتهى.

نعم قد يتردد من جهة روايــة الشـحام الـتي أشـار إليهـافي الجواهر، وتنقيح الكالم في باب الفطرة.

}وأما الزكاة المندوبــة ولــو زكــاة مــال التجــارة وســائر الصـــدقات المندوبـــة فليســـت محرمـــة عليـــه{ قـــال في الجواهر: بال خالف أجده فيه بيننا، كما اعترف به غير واحد، بل اإلجماع بقسميه عليه، بل المحكي منه صــريحا وظــاهرا

، انتهى. (2)فوق االستفاضةــائي ــيخ البه ــة والش ــدائق عن العالم ــل في الح لكن نقــة ــه: والعجب من العالم ــا لفظ ــال م ــالتحريم، فق ــول ب القــالجواز عن )قــدس ســره( في التــذكرة مــع نقلــه القــول ب علمائنــا وأكــثر العامــة ذهب في الكتــاب المشــار إليــه إلى التحريم. وقال: وما روي عن اإلمــام البــاقر )عليــه الســالم( أنه كان يشرب من سقايات بين مكــه والمدينــة، فقيــل لــه:

إنما حرم علينا الصدقة أتشرب من الصدقة؟ فقال:

. 413 ص15 ج:الجواهر (?)1المصدر. (?)2

273

Page 274: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

، انتهى. (1) من ما تفردت بروايته العامةالمفروضة ثم نقل عن البهائي )رحمه الله( موافقته، لكن ذكر في المستند أن كالم العالمة )رحمه الله( في خصوص اإلمــام ال في الهاشميين مطلقا، فال ينافي ادعاء الشهرة على الجواز

في المندوبة لبني هاشم. ويدل عليه قبل اإلجماع واألصل، أخبار كثيرة:

فعن عبد الرحمان بن الحجاج، عن أبي عبد اللــه )عليــهــا أنالسالم(، أنه قال: لو حرمت علينا الصدقة لم يحــل لن

ــو ــة فه ــة والمدين ــاء بين مك ــل م ــة، ألن ك ــرج إلى مك نخ. (2)صدقة

ــه ــد الل ــراهيم الهاشــمي، عن أبي عب وعن جعفــر بن إبــني هاشــم؟ )عليه السالم(، قال: قلت له: أتحل الصــدقة لب

إنما تلك الصــدقة الواجبــة على النــاس ال تحــل لنــا،فقال: فأما غير ذلك فليس به بأس، ولو كان كذلك مــا اســتطاعوا

. أن يخرجوا إلى مكة هذه المياه عامتها صدقةــه ــه )علي ــد الل ــنان، عن أبي عب ــه بن س ــد الل وعن عب

إنمــا حــرم على بــني هاشــم من الصــدقةالســالم(، قــال: لــو ال أن هــذا،، ثم قــال: الزكــاة المفروضــة على النــاس

.لحرمت علينا هذه المياه التي فيما بين مكة والمدينة ــه أيضــا ــدل علي ــا ي ــدم م ــار، وتق ــة من األخب ــذه جمل ه

بالمفهوم أو المنطوق، ولكن ربما يقع الكالم من جهتين:

. 218 ص12 ج:الحدائق (?)1. 1 من أبواب زكاة الفطرة ح31 الباب 188 ص6 ج:الوسائل (?)2

274

Page 275: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

األولى: من جهة معارضة هذه األخبــار بأخبـار أخـر دالـةعلى التحريم مطلقا.

األول: فعن إبــراهيم بن محمــد بن عبــد اللــه الجعفــري قال: كنا نمـر ونحن صـبيان فنشـرب من مـاء في المســجد من ماء الصدقة، فدعانا جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم(،

ــال: ــربوا منفق ــاء واش ــذا الم ــربوا من ه ــني ال تش ــا ب ي. (1)مائي

الثاني: الحــديث الســادس المتقــدم، عن ابن أبي كــرام الجعفري، حيث قرر اإلمام )عليــه السـالم( تحـريم الصـدقة

مطلقا، وإنما أجاز له ذلك لكونه من صدقة الهاشمي. أقول: والجواب عنهما احتمال كــون المــاء المنهي عنــه قــد اشــتري من الصــدقة الواجبــة، وكــذا التمــر الكــائن في الماء، مضافا إلى احتمال الخــبر األول لــترجيح الشــرب منــون مائه )عليه السالم( ال تحريم الشرب من ذلك الماء فيك

النهي للكراهة أو إرشادي. الثالث: ما عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضــا )عليه السالم(، قال: سألته عن الصدقة تحل لبــني هاشــم؟

ــال: ــل لهمفق ــهم على بعض تح ــدقات بعض ،ال، ولكن ص فقلت: جعلت فداك إذا خرجت إلى مكــة كيــف تصــنع بهــذه المياه المتصــلة بين مكــة والمدينــة وعامتهــا صــدقة؟ قــال:

، قلت: سم فيها شيئا

. 2 من أبواب زكاة الفطرة ح31 باب 188 ص6 ج:الوسائل (?)1275

Page 276: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

. (1)وهذه لهمعين ابن بزيع وغيره، قال: فإن الظاهر منها تحريم الصــدقة المندوبــة، وإال لم يكن المقــام محتاجــا إلى هــذا الســؤال والجــواب، وفيــه: إن استفهام اإلمام )عليه السالم( لعله كان ألجــل الجــواب عن كل شبهة بمقتضاها، بحيث إنه إذا أشــكل بالميــاه المتعلقــةــبة إلى بهم أجاب بالجواز لكونها لهم، وإن كان أشكل بالنس

سائر المياه أجاب بكونها مندوبة. الرابع: ما تقدم عن جعفر بن محمــد، عن أبيــه )عليهمــا

ال تحل الصدقة لبــني هاشــم إال في وجهين،السالم(، قال: إذا كانوا عطاشا فأصابوا ماء فشربوا، وصدقة بعضــهم على

. بعض فإن ظاهر الحصر عدم جواز قســم ثــالث من الصــدقة. وفيه: إن الظاهر ـ ولو بقرينة األخبــار المجــوزة ـــ أن الكالم في الصــدقة الواجبــة، بــل خصــوص الزكــاة النصــرافها من

الصدقة المطلقة في الجملة. الخامس: ما تقدم عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( أيضــا أنــه قــال: قــال رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه

ال تحــل الصــدقة لي وال ألهــل بيــتي، إن الصــدقةوســلم(: ــاةأوساخ الناس ، فقيل ألبي عبد الله )عليه الســالم(: الزك

.(2)نعمالتي يخرجها الناس من ذلك؟ قال: فــإن فهم الســائل حرمــة مطلــق الصــدقة، وعــدم ردع اإلمام )عليه السالم( له، بل تقريره بأن الزكاة من الصدقة المحرمة الظاهرة في أن هناك أيضا صدقات أخــر محرمــة،

دالة على المطلوب.

. 8 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 باب 191 ص6 ج:الوسائل (?)1. 76 ص93 ج:البحار (?)2

276

Page 277: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والجواب: احتمــال اختصــاص تحــريم الصــدقة المندوبــة للنــبي واإلمــام )عليهمــا الســالم(، مــا لم يكن من صــدقات

أنفسهم كما سيأتي. إن قلت: مورد تلك الروايات المجوزة للصدقة المندوبة

هو الصدقات المندوبة لسائر الناس. قلت: يحتمل أن ال تكون تلك الصــدقات لســائر النــاس، بل كان لهم، كما أن بعضها كان لهم قطعــا كمــا أشــير إليــه

في خبر أبي نصر. والحاصل: إن الصدقة المندوبة إن كــان إلنســان غــريب لم يجز لهم تناولها، وإن كان لهم )عليهم السالم(، جــاز لهم ولغيرهم، وهذا االحتمال ال يدفعه إال استبعاد كــون كثــير منــالم(، ــة لهم )عليهم الس ــة والمدين ــة بين مك ــاه الواقع الميواالستبعاد غير مضر، وسيأتي بعض الكالم في هذه الجهة.

إن قلت: فعلى هذا لم تكن أخبار المياه دالة على جواز تنــاول الهاشـمي من الصــدقة المندوبـة مطلقـا، الختصـاص

أخبار المياه بمياه كانت لهم )عليهم السالم(.ــار الحاصــرة للصــدقة ــوب األخب قلت: كفى دليال للمطلــدمت في ــا تق المحرمة في الصدقة الواجبة على الناس كم

صدر هذه المسألة، فتأمل. ثم بعــد هــذا الحصــر المــذكور يكــون حــال زكــاة مــال التجارة والخيل إذا قلنــا باســتحبابها، حــال ســائر الصــدقات المندوبــة، فال وجــه إلشــكال بعض محشــي المتن في زكــاة

مال التجارة. ــام ــبي واإلم الجهة الثانية: هل الصدقة المندوبة تحل للنــذه ــق ه ــة لتحقي ــدة عملي ــالم( أم ال؟ وال فائ ــا الس )عليهم

المسألة إال بيان وجه بعض األخبار، فنقول: قال في الجواهر: نعم، قد يتوقف في الصدقة المندوبــة

بالنسبة

277

Page 278: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إلى النبي )صلى الله عليه وآله وسلم(، بل عن التذكرة وثــاني الشــهيدين حرمتهــا عليــه، لمــا فيهــا من الغضاضــة، والنقص، وتســلط المتصــدق وعلــو مرتبتــه على المتصــدقــوة أرفــع وأجــل ــه، ومنصــب النب ــة علي ــه المن ــه، وأن ل علي

إنــا أهــل بيت الوأشرف من ذلك، ولقوله )عليــه الســالم(: ، لكن صريح جماعة وظاهر آخـرين الجـوازتحل لنا الصدقة

أيضا، بل في المعتبر نســبته إلى علمائنــا وأكــثر أهــل العلمــا ــبة إلى بعض أفرادهـ ــوى بالنسـ لإلطالق، ولعـــل األول أقـ كالزكاة المندوبة التي هي األوساخ أيضــا، وبعض الصــدقات الخسيسة كالتي توضع تحت رؤوس المرضى ونحوها مما ال يليق بمنصب النبوة )صلى الله عليه وآلــه وســلم(، واإلمــام )عليه الســالم( كــالنبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( في

لــو حــرمت علينــا الصــدقةذلك، وقولهم )عليهم السالم(: ــتي هي ــل هــذه الصــدقات ال ــدل على إباحــة مث إلخ إنمــا تــا ال ــاول منه ــة عليهم في التن ــة وال غضاض ــاف العام كاألوق

، انتهى.(1)مطلق الصدقات أقول: الظاهر من النصوص المنــع من صــدقات غــيرهم )عليهم السالم( عليهم حتى المندوبة، دون صدقات أنفسهم

المندوبة، ففي المقام مبحثان: األول: جواز تنــاول صــدقات أنفســهم لهم، ويــدل عليــه

أخبار: ــه الســالم(: ــه )علي ــد الل ــبي، عن أبي عب إنفعن الحل

فاطمة )عليها الســالم( جعلت صــدقاتها لبــني هاشــم وبــني. (2)عبد المطلب

ــه ــه )علي ــد الل ــليمان، عن أبي عب ــم بن س وعن القاسإن صدقات رسول السالم( قال:

. 414 ص15 ج:الجواهر (?)1.1 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 باب 189 ص6 ج:الوسائل (?)2

278

Page 279: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الله )صلى الله عليه وآله وسلم( وصدقات علي بن أبي ، بضميمة ما نعلمه(1)طالب )عليه السالم( تحل لبني هاشم

ــذه ــة )عليهم الســالم( في ه من الخــارج من تصــرف األئمالصدقات.

وعن أبي نصر ما تقدم من داللته على تصرفهم )عليهم السالم( في عين ابن أبي بزيع التي كانت لهم مع أنها كانت

صدقة. وعن زرارة، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: قلت له: صدقات بني هاشم بعضهم على بعض تحل لهم؟ فقال:

نعم، إن صدقة الرسول )صلى الله عليه وآله( تحل لجميــع ، الحديث. (2)الناس من بني هاشم وغيرهم

ــا تشــمل الصــدقة ــار أو عمومه ــإن إطالق هــذه األخب فــام المندوبة، وكذا تشمل الجواز على جميع الناس حتى اإلم )عليه السالم(، وال مانع منها من هــذه الجهــة كمــا ال يخفى، وقد تقدم أنه البــد من حمــل تصــرفهم )عليهم الســالم( في الميــاه على كونهــا من صــدقاتهم )عليهم الســالم(، فيكــون وجــه التصــرف كونهــا لهم، ال مــا ذكــره الجــواهر من كونهــا

أوقافا عامة لما سيأتي البحث. الثاني: عدم جــواز تنــاول صــدقات النــاس ولــو مندوبــة

لهم، ويدل عليه أخبار: األول: ما تقــدم من حــديث ســلمان، وأن النــبي )صــلى

الله عليه وآله وسلم( لم

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 باب 189 ص6 ج:الوسائل (?)1. 6 من أبواب المستحقين للزكاة ح32 باب 90 ص6 ج:الوسائل (?)2

279

Page 280: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــة يأكل من تمر الصدقة، مع أن الظاهر أنها كانت مندوب لعدم تشريع الزكاة بعد، خصوصا واليهودية لم تكن معتقــدة بالنبي )صلى الله عليه وآله وســلم(، خصوصــا وأن ســلمان اســتوهب منهــا فوهبهــا الطبــق، ولم تكن زكــاة متعلقــة

بسلمان. إن قلت: فلم كان امتناع غــير النــبي )صــلى اللــه عليــه

وآله وسلم( والوصي )عليه السالم(. قلت: لعله للكراهة ونحوها.

ــه ــه )علي ــإن قول ــة، ف ــدم عن نهج البالغ ــا تق ــاني: م الث فقلت: أصــلة أم زكــاة أم صــدقة،ـــ فــذلك كلــهالســالم(:

إلخ، يــدل على حرمــة الصــدقة(1)محرم علينــا أهــل الــبيتمطلقا، وإن لم تكن زكاة بقرينة المقابلة.

إن قلت: فما وجه حرمة الصلة. قلت: من الممكن أن يكـــون وجههـــا كونهـــا من قبيـــل

الرشوة. الثــالث: األخبــار المتضــمنة إلهــداء بريــرة لرســول اللــه

)صلى الله عليه وآله وسلم( اللحم. فعن ابن علوان، عن الصادق )عليــه الســالم(، عن أبيــه

إن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه)عليــه الســالم(: ــوالء لمن وسلم( قضى في بريرة بشيئين، قضى فيها بأن ال أعتق وقضى لها بالتخيير حين أعتقت، وقضى أن ما تصــدق

. (2)به عليها فأهدته فهي هدية البأس بأكله

. 426نهج البالغة: ص (?)1. 3 ح93 ص93 ج:البحار (?)2

280

Page 281: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وعن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( وصــدق على بريــرة بلحم فأهدتــه إلى رســولفي حــديث:

الله )صلى الله عليه وآله وسلم( فعلقته عائشة وقالت: إن رسول الله )صلى الله عليه وآله وســلم( ال يأكــل الصــدقة، فجــاء رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( واللحم معلق، فقال: ما شأن هذا اللحم لم يطبخ؟ قالت: يا رسول الله صدق به على بريرة فأهدته لنا وأنت ال تأكــل الصــدقة، فقال: هو لها صدقة ولنا هدية، ثم أمر بطبخه، فجــرت فيهــا

. (1)ثالث من السننــه ــالم(، عن آبائ ــا الس ــر )عليهم ــى بن جعف وعن موس

جــرت في)عليهم السالم( قال: قال علي )عليه الســالم(: بريرة أربع قضيات، منها أنه لما كاتبتها عائشــة كــانت تــدور وتسأل الناس وكانت تأوي إلى عائشة فتهــدي إليهــا القديــد والخبز، فقال النبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم(: هــل من شيء آكله؟ فقالت: ال، إال ما أتتنــا بـه بريـرة، فقـال )صـلى الله عليه وآله وسلم(: هاتيــه هــو عليهــا صــدقة ولنــا هديــة،

، الحديث. (2)فأكلهــو فإن داللة هذه األخبار على عدم جواز أكل الصدقة ول كانت مندوبة على النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( ال

يكاد يخفى. ــه ــه وآل إن قلت: هذا لعله مختص بالنبي )صلى الله علي

وسلم(. ــبي قلت: وردت في بعض الروايات أن جميع ما كان للن )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( من الخصــائص كــان لألئمــة

)عليهم السالم( إال تزويج أكثر من أربع من النساء، كما

. 7 ح74 ص93 ج:البحار (?)1. 12 ح75 ص93 ج:البحار (?)2

281

Page 282: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ذكره المجلسي )رحمه الله( في البحار وغيره. الرابع: ما تقدم عن أم كلثوم )عليها السالم( مــع بداهــةــا بعيــدا كــون أن الجــوز لم تكن صــدقة واجبــة، وإن احتملن الخــبز والتمــر منهــا، بــل يمكن أن يســتفاد من هــذا الخــبر، والخبر المتقدم عن نهج البالغـة حرمــة الصـدقة على عامــةــه أهل البيت )عليهم السالم( حتى غير النبي )صلى الله علي

وآله وسلم( واألئمة )عليهم السالم(. الخامس: ما تقدم عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( حيث قال السائل: الزكــاة الــتي يخرجهــا النــاس من ذلــك؟

، وقــد تقــدم وجــه داللتــه علىنعمقــال )عليــه الســالم(: المطلوب.

إلى غــير ذلــك ممــا يجــده المتتبــع في كتب األخبــار، وال يعارض هذه الروايات ما دلت على أنه لو حرم الصدقة غــير الواجبة عليهم لم يتمكنوا من الخروج إلى مكــة، لمــا ســبق من احتمال كون المراد حلية الصدقة المندوبــة الــتي كــانت لهم، مؤيدا بخبر أبي نصر، بل غاية الترقي القول بحلية تلك المياه خاصة لهم )عليهم السالم( لمكان االضطرار، ويؤيــده

قوله )عليهم السالم(: فتدبر. إذا كانوا عطاشا وبهــذا كلــه ظهــر مــا في محكي المعتــبر من اســتدالله لحلية الصدقة المندوبة على النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه

كــل معــروفوسلم(، بقوله )صلى الله عليه وآله وســلم(: ، بضميمة أنه كان يستقرض ويهدي له المال وكــل(1)صدقة

ذلك صدقة إلخ، مضافا إلى أن الكالم في الصـدقة الحقيقــةال المجازية، ومن المعلوم أن

. 5 من أبواب الصدقة ح7 الباب 265 ص6 ج:الوسائل (?)1282

Page 283: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أيضا، عليه الزكاتين عدا ما الواجبة الصدقات تحرم ال بل والكفــارات للفقــراء، بها والموصى المنــذورة كالصدقات

غــــير من عنه يــــدفع من كــــان إذا كالمظــــالم ونحوهاــدفع الذي المجهول المالك كان إذا وأما الهاشميين، عند ي

الصدقة أصال، إشكال فال هاشميا

الرواية مجــاز، كمــا أطلــق الصــدقة على اإلمامــة، حيث قال النبي )صلى الله عليه وآلــه( ألصــحابه حين دخــل بعض

من يتصــدق علىبعد صالته )صلى الله عليه وآله وســلم(: ؟ يريد بذلك اإلمامة له، ولذا أجــاب في محكي المنتهىهذا

عن المحقـــق بقولـــه: وفيـــه نظـــر، ألن المـــراد بالصـــدقة المحرمة ما يدفع من المال إلى المحــاويج على ســبيل ســد الخلة ومساعدة الضعيف طلبا لألجر ال ماجرت العادة بفعله على سبيل التردد كالهدية والقرض، ولذا ال يقال للســلطان

، انتهى. (1)إذا قبل هدية بعض أنه تصدق }بل ال تحرم الصدقات الواجبة ما عدا الزكــاتين{ زكــاة المــال وزكــاة الفطــرة }عليــه أيضــا كالصــدقات المنــذورة، والموصى بهــا للفقــراء، والكفــارات ونحوهــا، كالمظــالم إذاــك كان من يدفع عنه من غير الهاشميين، وأما إذا كان المال المجهول الذي يدفع عنه الصدقة هاشميا فال إشكال أصــال{

لحلية زكاة الهاشمي فكيف بهذه.

. 525 ص1 ج:المنتهى (?)1283

Page 284: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

منه وأحــوط ،إليه الــدفع عدم الواجبة في األحوط ولكنــدم ــدقة مطلق دفع ع ــاة مثل خصوصا مندوبة ولو الص زك

.التجارة مال

}ولكن األحوط في{ الصدقة }الواجبة عدم الدفع إليه، وأحوط منه عدم دفع مطلــق الصــدقة ولومندوبــة خصوصــا مثل زكاة مال التجــارة{ اعلم أنــه قــد اختلفت األقــوال في

الصدقة الواجبة غير الزكاة المفروضة: فــالمحكي عن الســيد والشــيخ والمحقــق والعالمــة في

جملة من كتبه إلحاق جميع الصدقات الواجبة بالزكاة. وعن العالمــــة في القواعــــد، والمقــــداد في التنقيح، والكـــركي في الجـــامع، والشـــهيد الثـــاني في الروضـــة

والمسالك، وصاحب المدارك عدم اإللحاق.استدل للقول األول بأمور:

األول: اإلجمـــاع المنقـــول عن الســـيد في االنتصـــار، والشيخ في الخالف، والمحقق في المعتبر، وفيه: مــا تقــدم

من عدم حجية مثل هذا اإلجماع من وجوه. الثاني: إطالق بعض الروايــات المتقدمــة، كخــبر العيص،

إن الصدقة ال تحل لي وال لكمعن الصادق )عليه السالم(: (1) .

وخبر الفضــالء، عن أبي جعفــر وأبي عبــد اللــه )عليهمــا. (2)وإن الصدقة ال تحل لبني عبد المطلبالسالم(:

الوخبر ابن سنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: تحل الصدقة لولد العباس

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 186 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 186 ص6 ج:الوسائل (?)2

284

Page 285: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

. إلى غير ذلك من المطلقات. (1)وال لنظرائهم وفيه: إن هذه المطلقــات مقيــدة بمــا دل على انحصــار الصدقة المحرمة في الزكاة دون غيرهــا، كمــا تقــدم جملــة من أخبــار الدالــة على االنحصــار في صــدر هــذه المســألة، كخبري الشحام وأبي إبــراهيم وفضــل الهاشــميين وغيرهــا،

وبذلك يقيد المطلقات. الثالث: أصالة عدم الكفاية، إذ االشــتغال اليقيــني يلــزم

الخروج عنه بالبراءة اليقينية. وفيه: إن األصل ال موقع له بعد األدلة المتقدمة.

وبهــذا تحقــق أن األقــوى الجــواز مطلقــا، وال داعي إلى الكالم في التفاصيل الــتي ذكرهــا الشــيخ )رحمــه اللــه( في

رسالة الزكاة وغيره، والله العالم.

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 الباب 186 ص6 ج:الوسائل (?)1285

Page 286: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والشياع بالبينة هاشميا كونه يثبت(: 22 ـ مسألة)

ــا دل على:22مسألة } يثبت كونه هاشميا بالبينة{ لم حجيـــة البينـــة مطلقــا، وقـــد تقــدم بعض الكالم في هــذه

المسألة في باب التقليد وغيره. }والشياع{ سواء أفاد العلم أم ال، لما عن أبي عبد الله

خمســة أشــياء يجب على)عليه السالم( في حــديث قــال: ــاكح، ــات، والمن ــال، الوالي ــاهر الح ــا بظ ــذ فيه ــاس األخ الن

. (1)والذبائح، والشهادات، واألنساب وللخــبر الــوارد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في

ــه: ــال ل ــه، حيث ق ــدكقصــة إســماعيل ابن ــإذا شــهد عن ف. وغير ذلك.المؤمنون فصدقهم

ــب ــك والنس ــاء والمل ــوت القض ــاء بثب ــذا حكم الفقه ول والموت والنكاح والوقف والعتق والرق ونحوها باالستفاضة، بل قد تعدى بعضهم عن هذه الموارد إلى كل مورد شهد به المؤمنون، ومن المعلوم أن المراد بالشهادة هنا هــو القــول واالشــتهار، كمــا يــدل عليــه ســياق الخــبر الــوارد في قصــة إسماعيل، وتمام الكالم في باب القضاء، وقد تقدم في باب التقليد أنه طريق مستقل قبال العلم في هذه المــوارد، بــل

يقوى احتمال حجيته في كل مورد. وبهذا كله تبين أن القول بعدم حجيته، خصوصا في مثل

المقام ال يخلو عن إيراد. ثم إن هذا كله فيما إذا لم يكن بين المخبرين ثقة تندرجــاب ــة قــول الثقــة، وإال فقــد عــرفت في ب في عمــوم حجيــالعلم التقليد إمكان االعتماد عليه، ومما ذكرنا علم الثبوت ب

والتواتر قطعا.

. 3 من أبواب الشهادات ح41 الباب 290 ص18 ج:الوسائل (?)1286

Page 287: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مؤأخذة إليه الزكاة دفع حرم وإن دعواه مجرد يكفي والبإقراره له

ــواه{ الهاشـــمية إذا لم يحصـــل ــرد دعـ }وال يكفي مجـ االطمينان ولو من القرائن الخارجية، لعدم دليل على حجية الدعوى، وقال كاشف الغطاء: والظاهر االكتفــاء بادعائــه أو ادعاء آبائه لها مع عدم مظنة الكذب، واألحوط طلب الحجة منــه على دعــواه، أمــا ادعــاؤه في الفقــر فمســموع، وحكم االدعاء للنســب الخــاص كالحســنية والحســينية والموســوية

، انتهى. (1)والرضوية حكم االدعاء للعام وال يخفى أنه يأتي في المقام بعض األدلة المتقدمة في

قبول قول مدعي الفقر، فراجع. }و{ سواء قلنا بقبول قوله في كونه هاشــميا أم ال }إن

ــرار العقالءحرم دفع الزكاة إليه مؤاخذة له بإقراره{ إذ إقــائز ــهم جـ ــتفيض أوعلى أنفسـ ــوي المسـ ــا في النبـ ، كمـ

المتواتر،ـ ولقول الصــادق )عليــه السـالم( في خــبر الجـراح. (2)ال أقبل شهادة الفاسق إال على نفسهالمدايني:

المــؤمنومرسل العطار، عن الصادق )عليه الســالم(: . (3)أصدق على نفسه من سبعين مؤمنا عليه

وغير ذلك من النصوص التي ذكروها في كتاب اإلقرار. ــع من ــا يمن ــرار إنم ــأن اإلق وأشــكل في المستمســك ب العمل بالحجة من أمارة أو أصل باإلضافة إلى األحكام التي تكــون للمقـر، ال باإلضــافة إلى المالــك وإفــراغ ذمتـه بــذلك

، انتهي.(4)فتأمل

. 24 سطر 356كشف الغطاء: ص (?)1. 4 من أبواب الشهادات ح30 الباب 271 ص18 ج:الوسائل (?)2. 2 من حكم اإلقرار ... ح3 الباب 111 ص16 ج:الوسائل (?)3. 312 ص9 ج:المستمسك (?)4

287

Page 288: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــول ال الزكاة من يعطى بهاشمي ليس أنه ادعى ولو لقبقوله

وفيـــه: إن معـــنى جـــواز اإلقـــرار على النفس العمـــل بمقتضاه بالنسبة إلى كل حكم سواء كان للمقر أو للمالــك،

الكما يظهر ذلك جليــا من قــول الصــادق )عليــه الســالم(: ، فكمــا أنــه لــو شــهدأقبــل شــهادة الفاســق إال على نفسه

شاهد من الخارج أجيز شـهادته في جميــع األحكــام الناشــئة من هذه الشــهادة حــتى تكــون الشــهادة كــالعلم، كــذلك لــو

شهد الفاسق على نفسه. ــد وكذا مرسل العطار، ولذا ترى أن أحدنا لو أعطى لزي مــاال وقــال: قســمه في الفقــراء، ثم قــال أحــد من ظــاهره الفقــر: أنــا غــني فأعطــاه زيــد من المــال، كــان للمالــك أن

يقول: ألم يكن إقرار العقالء على أنفسهم نافذ. وكيــف كــان، فال وجــه لإلشــكال في المســألة، ولــذا لم

يستبعد الحكم في محكي الجواهر، والله العالم. ولو تعارض إقــراره والبينــة أو االستفاضـة قــدمتا عليــه، نعم لو تعارض البينتان لم يبعد جواز األخذ بكــل منهمــا كمــا

تقدم في باب التقليد. ولو تعارض الشياعان فقســم يقولــون بســيادته وقســم بعدمها، فالظاهر ترجيح النافي في عــدم إعطــاء الخمس ال

في إعطاء الزكاة. ــا، ــرة بخالفه ــرة بالهاشــمية وم ــإقرارين، م ــر ب ــو أق ولــا، فال يعطى من الخمس وال من ــذ بالزمهمـ ــاهر األخـ فالظـ

الزكاة، فتأمل. ــاة ال ــمي، يعطى من الزك ــه ليس بهاش ــو ادعى أن }ول لقبول قوله{ إذ اإلقرار ماض بالنسبة إلى ما هو ضرر عليــه

ال بالنسبة إلى ما هو نفعه.

288

Page 289: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ال أم منهم كونه في الشك عند العدم ألصالة بل

}بــل ألصــالة العــدم عنــد الشــك في كونــه منهم أم ال{ قال الفقيه الهمــداني )رحمــه اللــه( في مســألة الشــك في

كون المرأة قرشية أونبطية في باب الحيض: وأمــا مصــاديق النبطيــة والقرشــية فطريــق تشخيصــها الرجوع إلى األمارات التي يرجــع إليهــا في تشــخيص غيرهــا من األنساب، ولــو اشــتبه المصــداق فــالمرجع أصــالة عــدم االنتساب المعول عليها لدى العلماء في جميع الموارد الــتي يشك في تحقق النسبة، بل االعتماد عليها في مثل مــا نحن فيــه من األمــور المغروســة في أذهــان المتشــرعة، بــلــد ــني أح ــذا ال يعت ــة، ول ــان العقالء قاطب ــوز في أذه المرك باحتمــال كونــه قرشــيا، مــع أن هــذا االحتمــال بالنســبة إلى أغلب األشخاص محقق، بل ربما يكون مظنونا ومــع ذلــك ال يلتفتون إليه ويرتبون آثـار خالفــه، وهــذا ممـا ال شــبهة فيــه، وإنما اإلشكال في تعـيين وجــه عمــل العقالء والعلمـاء بهــذا األصل وبناؤهم على عدم تحقق النسبة المشكوكة، وترتيب آثار خالفها، وال يبعد أن يكون منشؤه الغلبة وحكمة اعتبارها

، انتهى. (1)لديهم انسداد باب العلم غالبا وبعــد هــذا كلــه فالمســألة ال تخلــو عن إشــكال، إذ بعــد تعيين الشارع طريقا لثبوت النسب أي االستفاضة، لم يعلم ــة، خصوصــا إمضاؤه لهذه الطريقة ولو فرضت كونها عقالئي إذا لم يحصل االطمينان بعــدم هاشــميته بــأن احتملنــا كــون تفصــيله ألخــذه الزكــاة، فإنــه يســتبعد جــدا الــتزام أحــد من الفقهاء بجواز إعطائه حينئذ من الزكاة، فاألقرب في النظرــالرجوع إلى ــو ب التفصــيل بين مــا أمكن اســتعالم نســبه ول

الناس

من المجلــد الثـاني من كتــاب الزكـاة ســطر54 ص1مصباح الفقيه: ج (?)118 .

289

Page 290: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كاللقيط. النسب لمجهول إعطاؤها يجوز ولذا

حتى يحصل الشــياع ونحــوه، فال يجــوز إعطــاؤه بمجــرد ادعائه أنه ليس بهاشــمي، وبين مــا لم يمكن، كمــا لــو كــان غريبــا ليس من أهــل وطنــه معــه أحــد، ولم يمكن اســتعالم حاله من أهل وطنه بسهولة عرفية، فإنه يقبل حينئذ ادعاؤه عدم كونه هاشميا، فـإن اطمـأن بقولـه ولـو ببعض القـرائن

فهو، وإال فاألحوط احتياجه إلى اليمين. أما عــدم إعطائــه بـدون اليمين فألن االشــتغال اليقيــني يحتاج إلى البراءة اليقينة، ولم يــرد في المقــام مــا ورد في قبول دعوى الفقراء من قبول بعض األئمة )عليهم الســالم(

قول مدعيه ونحو ذلك مما تقدم في المسألة المذكورة. منوأما إعطـاؤه مـع اليمين فلعمــوم مــا دل على أنـه

ــه ــرض ب حلف لكم بالله فصدقوه، ومن حلف له بالله فلم ي ، إلى غــير ذلــك من األدلــة علىفليس من اللــه في شــيء

وجوب تصديق الحالف، وإن تأمــل في هــذا العمــوم الشــيخالمرتضى )رحمه الله(.

وكيف كان فالمسألة محتاجة إلى مزيد تتبع.ــوز ــد الشــك }يج ــدم عن ــل أصــالة الع ــذا{ أي ألج }ول إعطاؤها لمجهول النسب كاللقيــط{ لمــا تقــدم من الفقيــه الهمداني، وال يتأتى فيه كثير مما قلنا في مدعي الهاشــمية،

كما ال يخفى. نعم لو كان اللقيط في قرية تختص بالهاشــميين ـــ كمــا يحكى عن بعض قرى إيران ـ فال يبعد القول بجواز إعطائــهــو انعكس المطلب ــه لـ ــا أنـ ــاة، كمـ من الخمس دون الزكـ

انعكس الحكم قطعا.

290

Page 291: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

لمن الهاشــمي غــير زكــاة إعطاء يشكل(:ــ 23 ـ مسألة)ــاألحوط ،بالزنا الهاشــمي من تولد ــدم ف ــذا ،إعطائه ع وك

.الهاشمي زكاة على فيه فيقتصر الخمس

يشكل إعطاء زكــاة غــير الهاشــمي لمن:23مسألة } تولــد من الهاشــمي بالزنــا، فــاألحوط عــدم إعطائــه، وكــذا

الخمس فيقتصر فيه على زكاة الهاشمي{. أقول: قد تقدم في المسألة الرابعة من فصــل أوصــاف المستحقين مــا يــدل على عــدم جــواز إعطــاء الزكــاة لولــدــان ــادة مك ــراء الس ــوع لفق ــا، وحيث إن الخمس موض الزنــذا نقـــول ــاة ينتفي الخمس، ولـ ــاة فحيث تنتفي الزكـ الزكـ باشــتراط اإليمــان ونحــوه في مســتحق الخمس، فــاألقربــا ال من الخمس وال عدم إعطاء المتولد من الهاشــمي بالزن من الزكــاة، ســواء كــانت للهاشــمي أم غــيره فتأمــل، وقــد تقــدم في تلــك المســألة وقبلهــا بعض الفــروع المفيــدة في

المقام، فراجع. فرع:

ــا، يجوز للهاشمي أخذ الزكاة بهبة ونحوها ممن أخذ منه ألنها بعد األخذ صارت ملكا لآلخذ، كما دل عليه أدلــة الملــك فيجوز له التصرف فيه كيف يشاء، بل قــد صــرح بــذلك فيــرة بعض الروايات، ويدل عليه مضافا إلى ما تقدم قصة بري

المتقدمة. نعم يشترط أن تكون الهبة من شأن المعطي فال يجــوز الهبة التي هي فوق شأنه لما تقــدم، ومثــل الهديــة الصــدقة على المختار، فيجوز لغير الهاشمي إعطاء الزكاة للهاشمي

بعنوان الصدقة المندوبة ونحوها، والله العالم. ثم إن الذي تحرم عليه الصدقة الواجبــة هــو من اتصــل

بأبيه إلى هاشم بن

291

Page 292: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عبد مناف جد النـبي )صـلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم( أو المطلب أخي هاشــم، فال يجــوز إعطاؤهمــا إال من الخمس،ــول وخالف في المطلب جماعة، بل قال في الجواهر بعد ق المصــنف: فالــذين تحــرم عليهم الصــدقة الواجبــة من ولــد هاشم خاصة على األظهر، انتهى، األشهر بل المشــهور، بــلــد، ــا لإلســكافي والمفي ــه، خالف يمكن تحصــيل اإلجمــاع علي فألحقا به أخــاه المطلب وال ريب في ضــعفه، كمــا أوضــحنا

، انتهى كالم الجواهر. (1)ذلك في كتاب الخمســدم اســتحقاق المطلب ــاب الخمس لع واســتدل في كت

أخي هاشم منه بأمور: األول: أصالة عدم االستحقاق.

الثاني: توقف الشغل اليقيني على البراءة اليقينية.وفيهما: إنه ال مسرح لألصل مع وجود الدليل كما يأتي. الثالث: بعض األخبار، منها: المرســل عن العبــد الصــالح

وهــؤالء الــذين جعــل اللــه لهم الخمس هم)عليه السالم(: ــه قرابة النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( الذين ذكرهم الل

وهم بنــو(2)﴾وإنذر عشيرتك األقــربين﴿في كتابه فقال: عبد المطلب أنفســهم الــذكر منهم واألنــثى، ليس فيهم من

ومن، إلى أن قال: أهل بيوتات قريش وال من العرب أحدكانت أمه من بني هاشم، وأبوه من سائر قريش

. 415 ص15 ج:الجواهر (?)1. 214سورة الشعراء: اآلية (?)2

292

Page 293: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فإن الصدقات تحل له وليس له من الخمس شيء، ألن.(1)﴾ادعوهم آلبائهم﴿الله تعالى يقول:

ــنان: ومنها: قول الصادق )عليه السالم( في خبر ابن ســني هاشم ال تحل الصدقة لولد العباس، وال لنظرائهم من ب(2) .

ال تحــل الصــدقة ألحــد من ولــدومنها: خبر ابن خنيس: العباس، وال ألحد من ولد علي )عليه السالم(، وال لنظرائهم

. (3)من ولد عبد المطلبــا أقول: وهناك بعض أخبار معارضة لهذه األخبار، مثل م رواه الشــيخ بإســناده عن زرارة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

لو كان العدل ما احتـاج هاشـمي وال مطلـبيالسالم( قال: ، الحديث.(4)إلى صدقة

فإن الظاهر من العطف المغايرة، وال يعارضه إال ظــاهر الحصر في تلك األخبار، وهو ال يصلح معارضا، وإال لعارضــها ما دل على انحصار الخمس في ذرية النبي )صلى الله عليه

وآله وسلم(. ــدهما ــحابه، عن أحـ ــير، عن بعض أصـ ــا عن ابن بكـ كمـ

ــه: ــا الســـالم(، وفيـ ــامى الرســـول،)عليهمـ ــامى يتـ واليتـ والمساكين منهم، وأبناء الســبيل منهم، فال يخــرج منهم إلى

. (5)غيرهم

. 5سورة األحزاب: اآلية (?)1. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح29 باب 186 ص6 ج:الوسائل (?)2. 216 ص12 ج:الحدائق (?)3. 6 في ما يحل لبني هاشم من الزكاة ح36 ص4 ج:االستبصار (?)4. 2 من أبواب قسمة الخمس ح1 الباب 356 ص6 ج:الوسائل (?)5

293

Page 294: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والنصــف لليتــامى والمســاكين وأبنــاءوفي خــبر آخــر: (1)الســبيل من آل محمــد )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(

الحديث. ــالم(: ــا )عليــه الس ــبر عن الرض ــدقةوفي خ ألن الص

. (2)محرمة على محمد وآله ثم يقســم الثالثــة الســهام الباقيــة بينوفي خــبر آخــر:

، إلى غــير(3)يتــامى آل محمــد ومســاكينهم وأبنــاء ســبيلهمذلك.

وعلى هذا فالجمع بين األخبار بحمــل الحصــر المســتفاد من أخبار االنحصار في بــني هاشــم على الحصــر اإلضــافي، وذلــك ال ينــافي اســتحقاق بــني المطلب أيضــا، كمــا تحمــل أخبار انحصار الخمس في آل الرسول )صلى الله عليه وآله

وسلم( على ذلك لئال ينافي استحقاق بني هاشم. ولعل الحصر في بني هاشــم في لســان الروايــات كــانــاب ــان بعض أرب ــني المطلب، وإن ك ــود ب ــدم وج ــل ع ألج التــواريخ ذكــروا لــه أوالدا خمســة، وأنهــوا نســب محمــد بن

ادريس الشافعي إمام المذهب إليه. وكيف كان فاالحتياط ال ينبغي تركــه بحرمــان عقبــه من

كال األمرين، الزكاة من غير السادة والخمس. بل ربما يقال: باحتمال خبر زرارة للتقية، ويؤيده ما في ســبائك الــذهب قــال: وكــان المطلب متألفــا بأخيــه هاشــم وجرى بنوهما على ذلك بعدهما، حتى قال النبي )صلى اللــه

لم يفترق هاشم ومطلب في جاهلية والعليه وآله وسلم(: ، ومن ثم حــرمت الصــدقة على بــني هاشــم، وبــنيإســالم

المطلب جميعا،

. 2 من أبواب قسمة الخمس ح3 الباب 364 ص6 ج:الوسائل (?)1. 10 من أبواب قسمة الخمس ح1 الباب 360 ص6 ج:الوسائل (?)2. 12 من أبواب قسمة الخمس ح1 الباب 361 ص6 ج:الوسائل (?)3

294

Page 295: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وكان المطلــبي كفــوا للهاشــمية في النكــاح، كمــا ذهب، انتهى.(1)إليه الشافعي

وسيأتي لهذا مزيــد توضــيح في كتــاب الخمس إن شــاءالله تعالى.

الباب األول في فضل علم اإلنسان ... 5سبائك الذهب: ص (?)1295

Page 296: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فصل الزكاة أحكام بقية في

:مسائل وفيهــوط بل األفضل:األولى ــ ــاة نقل األح ــ الفقيه إلى الزكــامع ــرائط الج ــيما ،الغيبة زمن في للش ألنه ،طلبها إذا س

بمواقعها أعرف

}فصل في بقية أحكام الزكاة{}وفيه مسائل{ عشرون:

}األولى: األفضل بــل األحــوط نقــل الزكــاة إلى الفقيــة الجــامع للشــرائط في زمن الغيبــة، الســيما إذا طلبهــا ألنــه

أعرف بمواقعها{، اختلفت األقوال في هذه المسألة: فعن المفيد والحلبي وجوب الدفع إلى اإلمــام أو عاملــه

مع حضوره، وإلى الفقيه الجامع للشرائط مع الغيبة. وعن القاضي وابن زهرة وجوب الدفع إلى اإلمــام حــال

الحضور، وجواز

296

Page 297: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

قسمة المالك في زمن الغيبة. وذهب جماعــة إلى أولويــة الحمــل إلى اإلمــام خصوصــا في األموال الظاهرة كــالغالت والمواشــي إذا كــان حاضــرا،

وإلى الفقيه الجامع للشرائط زمن الغيبة. وذهب صاحب الحدائق إلى عدم الوجوب، واالستحباب. أقول: الكالم تــارة في تكليــف النــبي )صـلى اللــه عليــه وآله وسلم( واإلمام )عليه السالم(، وفائدتــه ظهــور تكليــف الفقيه في زمن الغيبة لو قلنا بعموم النيابة كما هو المختار،

وأخرى في تكليف المالك، ففي المبحث أمران: ــبي )صــلى األول: الظاهر وجوب أخذ الصدقات على الن الله عليه وآله وسلم( واألئمة )عليهم الســالم(، ويــدل عليــه

أمور: ــالى: ــه تعـ دقة﴿األول: قولـ ذ من أمـــوالهم صـــ خـــ

رهم وتزكيهم اآلية، فإن األمر ظاهره الوجوب.(1)﴾تطهوأورد عليه بأمور:

األول: إن الضمير عائد إلى من تقدم في قوله سبحانه:ــوا عمال صــالحاو﴿ (2)﴾آخرون اعترفوا بذنوبهم خلط

وال يلزم من وجوب األخذ عنهم األخذ من غيرهم. وفيه: إن الظاهر من اآليــة بمعونــة الروايــات أن الحكم

عام لكل أحد، وليس الضمير راجعا إلى أولئك فقط. فقد روى ابن محبوب، عن ابن سنان قال: قال أبو عبــد

خــذ من أمــوالهملما نزلت آية الزكاة الله )عليه السالم(: ، وأنزلت في صدقة تطهرهم وتزكيهم بها

. 104 اآلية :سورة التوبة (?)1. 102 اآلية :سورة التوبة (?)2

297

Page 298: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

شهر رمضان أمــر رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــهــرض عليكم ــه ف ــاس أن الل ــادى في الن ــه فن ــلم( منادي وس الزكــاة، كمــا فــرض عليكم الصــالة، ففــرض اللــه عزوجــل عليهم من الذهب والفضة، وفرض الصدقة من اإلبل والبقر والغنم، ومن الحنطة والشعير والتمــر والــزبيب، فنــادى بهم

، قــال:بذلك في شهر رمضان، وعفى لهم عما ســوى ذلكثم لم يتعرض لشيء من أموالهم حــتى حــال عليــه الحــول

ــادى في ــه فنـ ــأمر مناديـ ــاموا وأفطـــروا فـ من قابـــل فصـ ،المسلمين: أيها المسـلمون زكــوا أمــوالكم تقبــل صـالتكم

. (1)ثم وجه عمال الصدقة وعمال الطسوققال: ــال: ــه الســالم(، ق ــه )علي ــد الل وعن زرارة، عن أبي عب

خذ من أمــوالهم صــدقة تطهــرهم وتــزكيهمقلت له: قوله: الصــدقات في النبــات قــال: وآتــوا الزكــاة هــو قولــه بها

، إلى(2)والحيوان والزكاة في الذهب والفضة وزكاة الصومغير ذلك من الروايات التي تدل على عموم اآلية.

ــة هي ــدقة في اآلي ــون الص ــه ال يتعين أن يك ــاني: إن الث الزكاة، بل هي أموال يعطونها ليكون كفارة لمــا أذنبــوه من التخلف، فإنه روي أنهم قالوا: يــا رســول اللــه هــذه أموالنــا بسببها تخلفنا عنك فتصدق بهــا عنــا وطهرنــا واســتغفر لنــا،

مــا أمــرت أن آخــذ منفقال )صلى الله عليه وآله وسلم(: . (3)، فأنزل الله تعالى هذه اآلياتأموالكم شيئا

وفيــه: إن هــذه الروايــة ال تنــافي مــا تقــدم من العمــوموكونها زكاة، إذ ال بد وأن

. 1 من أبواب ما تجب فيه الزكاة ح1 الباب 30 ص6 ج:الوسائل (?)1. 18 من أبواب ما تجب فيه الزكاة ح1 الباب 38 ص6 ج:الوسائل (?)2 تفســير ســورة التوبــة اآليــة178 ص16تفسير أبي الفتــوح الــرازي: ج (?)3

104 .298

Page 299: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــ مــا ذكــره ــة ـ يكــون ـــ على تقــدير صــحة هــذه الرواي المخلفون سببا إلظهار حكم الزكاة، كما أن لغالب األحكــامــو الكلية أسباب شخصية، كقصة الحجاب وقصة اإلفطــار ول

بعد النوم، وقصة النجوى وغيرها. ــه ــه علي الثالث: إن الخطاب متوجه إلى النبي )صلى الل وآله وســلم( وال يعلم مســاواة األئمــة )عليهم الســالم( لــه، وفيه: إنه البـد من القـول بمسـاواة األئمـة )عليهم السـالم(

للنبي )صلى الله عليه وآله( بجهات: األولى: مــا في نهج البالغــة، عن أمــير المؤمــنين )عليــه

. (1)فتأسى متأس بنبيه ... وإال فال يأمنن الهلكةالسالم(: الثانية: ما تقــدم من الروايــة عن البحــار، من أن جميــع خصائص النبي )صلى الله عليه وآله وســلم( لألئمــة )عليهم السالم( إال نكــاح تســع، فنقــول: إن األخــذ إمــا من األحكــام العامــة وإمــا من الخصــائص، وعلى كال التقــديرين البــد من

القول بالمساواة. ول اللهقد كان ل﴿الثالثة: قوله تعالى: ــ كم في رس

ر ــوم اآلخــ (2)﴾أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله والي

ــذلك واجب إال إذا دل ــداء ك ــاء واجب فاالقت فحيث إن الرجــذه الدليل في مورد خاص على عدم وجوبه، واالســتدالل به

لعلهم﴿اآليـــة للمطلب نظـــير االســـتدالل بقولـــه تعـــالى: على وجوب اإلنذار والنفر.(3)﴾يحذرون

ــان، عن العياشــي، عن علي بن ــا في البره ــة: م الرابعحسان الواسطي، عن

. 285نهج البالغة: ص (?)1. 21سورة األحزاب: اآلية (?)2. 122سورة التوبة: اآلية (?)3

299

Page 300: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال:ــه: ــول اللـ ــألته عن قـ دقة﴿سـ ذ من أمـــوالهم صـــ خـــرهم وتزكيهم بها ــد رســول﴾تطه ــام بع ــة في اإلم جاري

. (1)نعمالله )صلى الله عليه وآله وسلم(؟ قال: ــا ــد )عليهم ــر بن محم ــار، عن جعف الخامســة: في البح

يجبر اإلمام الناس على أخــذ الزكــاة منالسالم(، أنه قال: دقة﴿أمــوالهم ألن اللــه يقــول: ــ ــوالهم ص ذ من أم ــ خ

رهم . (2)﴾تطهــام قــرض ــا دل على وجــوب إعطــاء اإلم السادســة: مــدل ــه ي ــه وزره، فإن ــط فعلي ــوه، وإن لم يع ــارمين ونح الغــو لم يجمــع لم باالقتضاء على وجوب جمع الزكاة عليه، إذ ل يجتمع عنده، كما ال يخفى من تمرد الناس غالبا عن األحكام

خصوصا مثل الزكاة فتأمل. ويؤيد ذلك كله ما عن سليم بن قيس الهاللي في كتابه،

الــواجب فيعن أمير المؤمنين )عليه الســالم(، أنــه قــال: ــه وحكم اإلســالم على المســلمين بعــد مــا يمــوت حكم الل إمامهم أو يقتــل، ضــاال كــان أو مهتــديا أن اليعملـوا عمال وال يقدموا يدا وال رجال قبل أن يختــاروا ألنفســهم إمامــا عفيفــا عالمـا ورعــا عارفـا بالقضــاء والسـنة، فيجـبي فيــأهم ويقيم

، وهــذه األدلــة، وإن كــان بعضــها(3)حجهم ويجبي صــدقاتهمقابال

ــبراءة ح156 ص2 ج:البرهــان (?)1 ــ ال ــة ـ ، وتفســير4 تفســير ســورة التوب. 111 ح106 ص2العياشي: ج

. 7 ح86 ص93 ج:البحار (?)2. 182كتاب سليم بن قيس الكوفي: ص (?)3

300

Page 301: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

للخدشة، إال أن في مجموعها كفاية لما ذكرنا. الرابــع: مــا ذكــره في الحــدائق في رد القائــل بوجــوب

الدفع إلى اإلمام بما لفظه: ولعل وجه التوفيق بينهما ــ أي بين مــا دل على وجــوب نصب العامل على اإلمام، وبين جواز تولي المالــك اإلخــراج ــ هو تخصيص ما دل من األخبــار على وجــوب طلب اإلمــام لذلك ووجوب الدفع إليــه بزمــان بســط يــده وقيامــه بــاألمر كزمانه )صلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم( وزمـان خالفـة أمــير المؤمنين )عليه السالم(، ومــا دل على جــواز تــولي المالــك لذلك بزمانهم )عليهم السالم( لقصر يدهم عن القيــام بــأمر الوالية وما يترتب عليهــا فرخصــوا للشــيعة في صــرفها ولم يوجبـــوا عليهم حملهـــا ونقلهـــا لهم، لمقـــام التقيـــة ودفـــعــار ــذه األخب ــاة في ه ــذ فال مناف المشــاعة والشــهرة، وحينئ لظاهر اآلية، وال يحتاج إلى حمل اآلية على االســتحباب كمــا صرح به األصحاب لدفع التنافي بينهــا وبين األخبــار في هــذا الباب، ومما يعضد ما قلناه ما رواه الصدوق )قــدس ســره( في كتاب العلل بسنده عن جابر، قال: أقبــل رجــل إلى أبي جعفر )عليه السالم( وأنا حاضــر فقــال: رحمــك اللــه اقبض مني هذه الخمسمائة درهم، فضعها في مواضعها فإنها زكاة

بل خذها أنت وضعهامالي، فقال أبو جعفر )عليه السالم(: في جيرانــــك واأليتــــام والمســــاكين وفي إخوانــــك من المسلمين، إنما يكون هذا إذا قام قائمنا )عليه السالم( فإنهيقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمان البر منهم والفاجر

(1)(2)، انتهى كالم الحدائق .

. 3 ح129 الباب 161 ص:العلل (?)1. 223 ص12 ج:الحدائق (?)2

301

Page 302: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وفيه أوال: عدم صحة هذا التوفيق، لعدم تســليم وجــوبالدفع إلى اإلمام حتى في زمان بسط اليد.

ويدل عليه صــريحا الروايــة اآلتيــة عن الجعفريــات، عن يعطي الرجل زكاة ماله فيأمير المؤمنين )عليه السالم(:

الحــديث، مــع معلوميــة بســط يــد(1)هذه السهام بالحصصأمير المؤمنين )عليه السالم(.

وكذلك إطالق ما رواه الكليني )رحمه اللــه( بسـنده عن كــان علي )عليــهجعفر، عن أبيــه )عليهمــا الســالم(، قــال:

ــال السالم( إذا بعث مصدقه، قال له: إذا أتيت على رب الم فقل: تصدق رحمك الله مما أعطــاك اللــه، فــإن ولى عنــك

. (2)فال تراجعه ويؤيــده مــا عن علي )عليــه الســالم(، عن رســول اللــه

أنـه نهى أن يحلـف النـاس)صلى الله عليــه وآلــه وســلم(: . على صدقاتهم وقال: هم فيها مأمونون

ومثله ما عن علي )عليه السالم(، أنه بعث مصــدقه من يــا عبــاد اللــه أرســلني إليكم وليالكوفة وأمره بأن يقول:

ــه إلى الله آلخذ منكم حق الله، فهل في أموالكم حق فتؤدن. (3)، فتأملوليه، وإن قال قائل منهم: ال، فال تراجعه

وكيــف كــان، فال تنــافي بين وجــوب أخــذ الزكــاة عليهم )عليهم السالم( وبين جواز أداء المالك بنفســه حــتى يحتــاج

إلى الجمع بهذا الوجه.

كتاب الزكاة. 54 ص:الجعفريات (?)1. 5 باب أدب المصدق ح538 ص3 ج:الكافي (?)2. 7 ح9 باب 85 ص93 ج:البحار (?)3

302

Page 303: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وثانيا: إنه أراد أن التقيــة أوجبت رفــع هــذا الحكم، وهــو الجمع للصــدقات عن اإلمــام )عليــه الســالم(، فال بـأس بــه، ولكنه ال يرتبط بما نحن فيه من وجــوب طلب اإلمــام الــذي

هو محل الكالم، إذ كل حكم يرتفع بالتقية. وإن أراد به ســقوط الوجــوب إلى زمــان الحجــة )عليــه السالم( فال يجب على الفقهاء الجباية كما فهمــه من كالمــه في المستند حيث قال: ولوعلم ـ أي مساواة األئمة )عليهم السالم( للنبي )صلى الله عليه وآله وسلم( في وجوب أخــذ الصدقة ـ فال يتعدى إلى غيرهم، كمــا هــو المفيــد لنــا قطعــاــور ــال ظهـ ــل بحـ ــا بهم، بـ ــون ذلـــك مختصـ فيمكن أن يكـ سلطانهم، ليكون عونــا لهم على المصــالح والعســاكر، كمــا

، انتهى. (1)ذكره في الحدائق ففيه: إن الرواية المذكورة ال تدل على ذلــك، ألن قولــه

إنما يكون هذا إذا قام قائمنا )عليه السالم()عليه السالم(: إلخ، يحتمــل أن يــراد وجــوب اإلعطــاء إلى اإلمــام )عليــه

السالم(، ويحتمل أن يراد أخذ اإلمام )عليه السالم( للزكـاة،ويحتمل أن يراد به التقسيم بالسوية.

لكن الثاني مدفوع بمــا رواه ابن بزيــغ، قــال: بعثت إلى رضا )عليه السالم( بدنانير من قبل بعض أهلي، فكتبت إليه أخبره أن فيها زكاة خمســة وســبعين والبــاقي صــلة، فكتب

، الحديث. (2)قبضتبخطه: واألول: بعيــد، إذ لم يكن في كالم المعطي إشــعار بــأن

الدفع للوجوب،

. 10 سطر58 ص2 ج:المستند (?)1. 6 من أبواب المستحقين للزكاة ح35 باب 194 ص6 ج:الوسائل (?)2

303

Page 304: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فكيف بالداللــة فيتعين الثــالث وهــو التقســيم بالســوية،ــعار إليـــه، حيث قـــال: ضـــعها فيوفي كالم المعطي إشـ

، كمــا أن كالم اإلمــام )عليــه الســالم( صــريح فيمواضعهاذلك.

وبالجملـــة فالروايـــة المـــذكورة ال تـــدل على ســـقوطالوجوب المستفاد من األدلة السابقة حتى يقوم الحجة.

وعليه فما دل على وجــوب جمــع الصــدقات على النــبيــه الســالم(، ــه وســلم( واإلمــام )علي ــه وآل )صــلى اللــه علي بضميمة ما دل على عموم النيابة، مفيد لوجوب الجمع على

الفقية أيضا، وال أقل من االحتياط، والله العالم. األمر الثاني: في تكليــف المالــك، وأنــه هــل هــو مكلــف بالدفع إلى النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(، واإلمــام

)عليه السالم(، والفقيه في زمن الغيبة، أم ال؟ الظاهر الثاني، إذ غاية ما يستدل به لألول أمور:

اآليــة، بضــميمةخــذ من أمــوالهماألول: قوله تعــالى: التالزم بين وجوب األخذ ووجوب اإلعطاء، وإال كــان وجــوب

األخذ لغوا. وفيه: إنه ال تنافي بين وجوب األخــذ وبين واليــة المالــكــيرة وجــوب ســؤال ــه ورد في أحــاديث كث اإلخــراج، كمــا أن الناس عن األئمــة )عليهم الســالم( وعــدم وجــوب جــوابهم،

عليكم الســـؤال وليس علينـــاكقـــولهم )عليهم الســـالم(: .(1)الجواب

وبين الواليــة أنــهخذفيكون الجمــع بين قولــه تعــالى: يجب على النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( واإلمام )عليه السالم( األخذ ممن لم يعط بنفسه، وبهذا ظهر ما في كالم

. 9 من أبواب صفات القاضي ح7 الباب 43 ص18 ج:الوسائل (?)1304

Page 305: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

العالمــة في محكي نهايتــه، فإنــه حيث ذكــر بــأن األمــر باألخذ ال يستلزم وجوب اإلعطاء قال: ال يقال وجوب األخــذ إنما يتم باإلعطاء، وما اليتم الواجب إال بــه فهــو واجب. ألنــا نقول: األمر هنا إن كان بــالطلب لم يتوقــف على اإلعطــاء، وإن كـــان باألخـــذ لم يكن اإلعطـــاء واجبـــا، ألن مـــا ال يتم الواجب إال به إنما يكون واجبــا لــو كــان مقــدورا لمن وجب عليه األخذ، وإعطاء الغير غيرمقدور لمن وجب عليــه األخــذ

، انتهى. (1)فال يكون واجبا وكيف كان، فال يمكن رفع اليــد بســبب إطالق اآليــة عن األدلــة على جــواز تــولي المالــك لإلخــراج، كنصــوص شــراءــاة ــق الزك ــاء دين األب، وتفري ــاة، وقض ــل الزك ــد، ونق العب بنفسه أو وكيله، إلى غير ذلك، كما أنه ال وجه لتقييد جميعها

بحال عدم بسط اليد، لعدم الشاهد على هذا الحمل. ولذا قال الشيخ المرتضى )رحمه اللـه(: مــع أن األخبــار في جـــواز تـــولي المالـــك لإلخـــراج فـــوق حـــد اإلحصـــاء، وتخصيصها بزمان قصور أيدي األئمــة )عليهم الســالم( كمــا

أربعــةهو مورد األخبار، وإن أمكن سيما بقرينــة المرســل: إال أنه يحتاج إلى دليل، فبمجردللوالة، وعد منها الصدقات

ــذا ــأبى عن ه ــا ي ــع أن أكثره ــيص م ــوجب التخص ــك ال ي ذل، انتهى. (2)التخصيص

وحينئذ يدور األمر بين حمل اآلية على االستحباب، وبينالجمع بينها،

. 297 ص2انظر نهاية األحكام: ج (?)1. 22 سطر 252كتاب الطهارة: ص (?)2

305

Page 306: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وبين الروايات بنحو ما ذكر، والثاني أهون بكثير، بل هــومقتضى الجمع العرفي.

الثاني: مطالبة أبي بكر الزكــاة وقتالــه عليهــا مــع عــدم إنكار الصحابة، وفيه: إن المقاتلة كانت ألجــل امتنــاعهم من أداء أصــل الزكــاة بــزعم العامــة، مــع أن عــدم اإلنكــار غــير مسلم، مضافا إلى أن عــدم اإلنكــار لــو كــان من المعصــوم في زمان يمكنه اإلنكار كــان دليال، وشــيء من هــذه األمــور

في المورد غير معلوم. الثالث: أمر النبي )صلى الله عليــه وآلــه وســلم( وأمــير المؤمنين )عليه السالم( عمالهما لجباية الصدقات، كمــا هــو

معلوم من سيرتهما. أقول: لم يظهر لي وجه داللته على وجوب الــدفع إليهم )عليهم السالم(، اللهم إال أن يقال: إن البعث يستلزم الدفع

وإال كان لغوا، وفيه ما تقدم. ــدفع إلى ثم بناء على عدم وجوب الدفع هل يســتحب ال النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( واإلمــام )عليــه الســالم(

والفقيه أم ال؟ احتماالن.فالمشهور االستحباب، وعللوه بأمور:

األول: فتوى جماعة من العلماء، بضميمة أدلة التسامح، وفيه: إن شمول أدلة التســامح لمثــل فتــوى الفقيــه موضــع

خالف. الثــاني: إنهم أبصــر بمواقعهــا، وفيــه: مــع أن مثــل هــذا الوجه ال يكون سببا لالستحباب الــذي هــو حكم شــرعي، أن

المالك ربما كان أبصر من الفقية فال يتم الدليل.

306

Page 307: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثالث: اإلجماع المحكي عن الخالف، وفيه: ما فيه. الرابــع: إن في الــدفع إليهم رفــع للتهمــة وهــوى النفس في التفضيل ونحو ذلك، وفيه: مع عدم االطراد ما تقدم في

رد الوجه الثاني. ولهذا كله وغيره أنكر صــاحب الحــدائق االســتحباب، ثم قال: ثم إنه لو كان األمر كمــا يدعونــه من اســتحباب حمــل ذلك إلى اإلمام، فكيف غفل أصــحاب األئمــة عن ذلــك، مــع تهالكهم على التقرب إليهم، حتى أن الصادق )عليه السالم(

، انتهى. (1)كان يسأل شهاب بن عبد ربه من زكاته لمواليه أقول: ليس األمر كما ذكــره على اإلطالق، إذ قــد تقــدم روايــة إرســال الزكــاة إلى الرضــا )عليــه الســالم(، وروايــةــه الســالم(، مــع أن ــذي أتى إلى أبي جعفــر )علي الرجــل ال الكالم في األعم من النـبي )صـلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم( واألئمة )عليهم السالم(، وقد وردت في األخبــار إتيــان بعض األصحاب بزكاتهم إلى النبي )صلى الله عليــه وآلــه وســلم(

كابن أبي أوفى وغيره، فراجع. ــة )عليهم ــدفع إلى األئم ــدم ال ــل ع ــه لع مضــافا إلى أن السالم( كان للتقية، ولذا كــانوا )عليهم الســالم( ال يقبلــون،

لما اشتهر عند سالطين الجور من جمعهم السالح والمال.ــد اســتحباب ــة المشــهور ال تفي ــا أن أدل ــة فكم وبالجملالدفع، كذلك ما ذكره في الحدائق ال يفيد عدم االستحباب. نعم، يمكن أن يســـتدل الســـتحباب الـــدفع إلى اإلمـــام

)عليه السالم( بما في البرهان

. 224 ص12 ج:الحدائق (?)1307

Page 308: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه ــه )علي ــد الل ــو عب ــال أب ــال: ق ــنى بســنده ق عن الكلي من زعم أن اإلمام يحتاج إلى ما في أيدي الناسالسالم(:

فهو كافر، إنما الناس يحتاجون أن يقبــل منهم اإلمــام، قــالخذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بهاالله عزوجل:

، (1) . ويؤيـــده في الجملـــة مـــا عن أمـــير المؤمـــنين )عليـــه السالم(: أنه نهى أن يخفي المرء زكاتــه عن إمامــه، وقــال:

إخفاء ذلك من النفاق(2) . ثم إن وجه األحوط ذكره المصنف )رحمه اللــه( بقولــه: األفضل بل األحوط، إما احتمال المالزمة بين وجــوب األخــذ ووجــوب الــدفع، وإمــا الخــروج عن خالف من أوجب، واللــه

العالم. ــه( هذا كله فيما إذا لم يطلبها النبي )صلى الله عليه وآل واإلمام )عليه السالم( والفقيه، أما لو طلبوها فال شبهة في وجــوب الــدفع إلى النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( واإلمام )عليه السالم(، بل ذلك من ضروريات المذهب، بــل الدين في الجملة، مضافا إلى األدلة النقلية كحرمة العصيان في أوامــرهم المولويــة، ولــو لم تكن متعلقــة بالواجبــاب

اإللهية، لعموم أدلة إطاعة الرسول وأولي األمر وغيرها. وأما وجـوب الـدفع إلى الفقيـه بعـد طلبــه ففيــه خالف، ففي الجــواهر نقال عن الشــهيد أنــه قــال: قيــل: وكــذا يجبــه ــه، ألن دفعها إلى الفقيه في الغيبة لو طلبها بنفسه أو وكيل نائب لإلمام كالساعي، بل أقوى منه لنيابتــه عنــه في جميــع

ما كان لإلمام، والساعي إنما

. 5 من تفسير سورة التوبة ح156 ص2 ج:البرهان (?)1. 57 ح28 ص93 ج:البحار (?)2

308

Page 309: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

. (1)هو وكيل لإلمام في عمل مخصوص لكن في شرح األصفهاني للمعة: لم أظفر بقائــل ذلــك، وإنما عـثرت على القـول بوجـوب الـدفع إليــه أو وكيلـه في الغيبــة ابتــداء، بــل قــال: إنمــا نمنــع كونــه كالســاعي، فــإن الساعي إنما يبلغ أمر اإلمام فإطاعته إطاعة اإلمــام، بخالف الفقيه، وال يجدي كونه أعلى مرتبــة ومنصــبا منــه، ولم يعلم بــأمر منهم )صــلوات اللــه عليهم( بإطاعــة الفقيــه في كــل

شيء، انتهى. أقول: واألقوى األول، وال يلزم أن يكون للطلب مدخلية في الشرع حكما أو موضوعا، كما في الجــواهر، إذ الظــاهر من أدلة النيابة أعم من ذلك، بل للفقيــه األمــر والنهي على طبق المصالح العامة والخاصة مطلقــا، ولــذا أطلــق شــيخناــه ــا الفقي ــو طلبه ــال: ول ــه( حيث ق ــه الل ــى )رحم المرتض فمقتضــى أدلــة النيابــة العامــة وجــوب الــدفع، ألن منعــه رد عليه، والراد عليه راد على الله تعــالى كمــا في مقبولــة ابنــواردة حنظلة، ولقوله )عليه السالم( في التوقيع الشريف ال في وجوب الرجوع في الوقــائع الحادثــة إلى رواة األحــاديث

، انتهى. (2)فإنهم حجتي عليكم وإنا حجة اللهقال: أقول: ولغير ذلك من أدلة النيابة.

وبهذا ظهر أن فتوى المصنف بأفضيلة الدفع إلى الفقيهمع الطلب لم يعلم له وجه صحيح فتدبر.

وسيأتي تتمة الكالم عند تعرض المصــنف )رحمــه اللــه(لذلك في ذيل هذه المسألة.

. 421 ص15 ج:الجواهر (?)1. 25 سطر 520كتاب الطهارة: ص (?)2

309

Page 310: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أو مباشـــرة للمالك فيجـــوز ،وجوبه عـــدم األقـــوى لكن في وصـرفها الفقـراء على تفريقها والتوكيل باالسـتنابة

مصارفها

}لكن األقوى عدم وجوبه{ أي عــدم وجــوب الــدفع إلىالفقيه ال ابتداء وال مع الطلب إال فيما يأتي من االستثناء.

}فيجوز للمالك مباشرة أو باالستنابة والتوكيـل تفريقهـا على الفقراء وصــرفها في{ ســائر }مصــارفها{ ويــدل على جواز توليــه بنفســه عــدة من النصــوص، ونحن نــذكر جملــة

منها، وإن سبق بعضها. ففي خبر جابر: أقبــل رجــل إلى البــاقر )عليــه الســالم( وأنا حاضر فقال: رحمك اللـه اقبض مـني هـذه الخمسـمائة درهم فضعها في مواضعها فإنهــا زكــاة مــالي، فقــال )عليــه

بــل خـــذها أنت وضــعها في جيرانــك واأليتــامالســالم(: والمساكين، وفي إخوانك من المسلمين، إنما يكون هاذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالســوية ويعــدل في خلــق الرحمــان

. (1)البر والفاجر وعن الوايشى، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال: سأله بعض أصحابنا عن رجل اشترى أبــاه من الزكــاة زكــاة

. (2)اشترى خير رقبته، ال بأس بذلكماله، قال: وعن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه

السالم( عن رجل على

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح36 باب 195 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح19 باب 173 ص6 ج:الوسائل (?)2

310

Page 311: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه يقضــي ــاه من زكات ــة، أيعطي أب ــه مؤن ــه دين وألبي أبي. (1)نعم، ومن أحق من أبيهدينه؟ قال:

وعن أحمــد بن حمــزة، قــال: قلت ألبي الحســن )عليــه السالم(: رجــل من مواليــك لـه قرابـة كلهم يقــول بــك ولــه

. (2)نعمزكاة أيجوز له أن يعطيهم جميع زكاته؟ قال: وعن علي بن يقطين، أنـــه قـــال ألبي الحســـن )عليـــه السالم(: يكون عنــدي المــال من الزكــاة أفــأحج بــه مــوالي

. (3)نعموأقاربي؟ قال: فمن وجــدت من هــؤالء المســلمينوفي روايــة زرارة:

. (4)عارفا فأعطه دون الناسوروايات نقل الزكاة وغيرها.

وال يحتمل أن هذا كله كان من باب اإلجازة الخاصة بأن يقال: إن اإلمام )عليــه الســالم( أجــاز لهــؤالء الســؤال دفــع زكاتهم بأنفسهم، أو أمضى ما دفعوا، مع أن الوالية مختصــة باإلمــام )عليـه السـالم(، وذلـك إلبـاء سـياق هـذه الروايـات الكثــيرة غــير المتضــمنة حــتى لإلشــارة بأنــه حقهم )عليهمالسالم( عن ذلك كما ال يخفى، ولذا لم ينقل ذلك عن أحد.

وكيف كان، فال كالم في هذا، وإنمــا يقــع الكالم في أنــه هل يجوز التعــدي عن مــورد هــذه النصــوص بــالقول بجــواز

إعطاء المالك حتى للعامل والمؤلفة

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح18 باب 172 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 باب د ظ من أبواب المستحقين للزكاة ح169 ص6 ج:الوسائل (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح42 باب 202 ص6 ج:الوسائل (?)3. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح11 باب 144 ص6 ج:الوسائل (?)4

311

Page 312: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وغيرهما ممــا لم يــرد بــه نص خــاص، فــإن غــالب هــذه النصوص أو جميعها تتضــمن جــواز التــولي بإعطــاء الفقــراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وسبيل الله، أم ال يجوز ذلــك؟ فال يجــوز للمالــك إعطــاء شــخص من زكاتــه ليجــبي زكوات الناس ويقســمها بنفســه لجــواز الوكالــة أو يســلمها

إلى الحاكم الشرعي. وكذا ال يجوز له إعطاء المسلم الضعيف اإليمان بعنوان كونه من المؤلفة، بل وكذا إعطاء ابن الســبيل، لعــدم ورودــة: ــذكور في الرواي ــه، مضــافا إلى أن الم ــة خاصــة في رواي

فعلى اإلمام أن يردهم إلى أوطانهم من مال الصدقات.األقوى األول، ألمور:

ــو األول: األصل، ألن عدم جواز تصرف المالك بهذا النح مع كونه من المصارف قطعا يحتــاج إلى دليــل وهــو مفقــود في المقام، وهذا مثل ما لو قال المولى لعبده: يجب عليــكــل إن ــك لفالن وفالن وفالن، ولم يقـ ــر مالـ أن تعطي عشـ اإلعطــاء يحتــاج إلى إجــازة مــني، فــإن األصــل جــواز توليــه

بنفسه بدون اإلجازة. الثــاني: عــدم فهم الخصوصــية لهــذه المــوارد الخمســة المذكورة في هــذه الروايــات، بــل المســتفاد من الروايــات المتفرقة الدالة على جواز تولي المالــك بنفســه أن الزكــاة

لهذه المصارف واختيارها بيد المالك. الثالث: بعض األخبار:

ففي الجعفريات، عن جعفر بن محمد، عن أبيه )عليهما الســـالم(، أن علي بن أبي طـــالب )عليـــه الســـالم( قـــال:

يعطي الرجل زكاة ماله في هذه السهام بالحصص

312

Page 313: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

للفقراء أهل العفة نصيبا ولنسوانهم، ونصــيب للســؤال، ونصيب في الرقاب، ونصيب في الغارمين، ونصيب في بني

. (1)السبيل، وهو الضعيف المنقطع بهفإن هذه الرواية تدل على جواز إعطاء ابن السبيل.

وفي المســتدرك، عن محمــد بن مســعود العياشــى فيــه ــه )علي ــد الل ــد القســري، عن أبي عب تفســيره، عن محم

نعم، ثمنها فيمنالسالم(، قال: سألته عن الصدقة؟ فقال: الحديث. ـ (2)قال الله

وعن أبي مريم، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، فيدقات﴿قول الله تعالى: آخر اآليــة فقــال: إلى (3)﴾إنما الص

إن جعلتها فيهم جميعا، وإن جعلتها لواحد أجزأ عنك(4) . وعن محمـــد بن القســـري، عن أبي عبـــد اللــه )عليـــه

أقسـمها فيمنالسالم(، قال: سـألته عن الصـدقة؟ فقـال: ، الحديث. (5)قال الله، وال يعطى من سهم الغارمين

فإن اســتثناء طوائــف خاصــة من الغــارمين فقــط دليــلعلى جواز إعطاء جميع األصناف.

إلى غير ذلك من األخبــار الــتي تقــدم بعضــها، وال حاجـةإلى استقصائها، ولذا لم يعرف القول بالتفصيل عن أحد.

ــه، هذا تمام الكالم في جواز تولي المالك لإلخراج بنفسوأما ما دل على جواز االستنابة والتوكيل فنصوص كثيرة:

. 54 ص:الجعفريات (?)1 ســطر4 من المســتحقين للزكــاة ح15 الباب 523 ص2 ج:المستدرك (?)2

. 2، وتفسير العياشى ج27. 60سورة التوبة: اآلية (?)3. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 باب 185 6 ج:الوسائل (?)4. 80 تفسير سورة البراءة ح94 ص2تفسير العياشي: ج (?)5

313

Page 314: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فعن علي بن يقطين، قــال: ســألت أبــا الحســن )عليــهــه؟ ــأس ب ــر على من ال ب ــدقة العش ــالم( عمن يلي ص الس

إن كان ثقة فمره أن يضــعها في مواضــعها، وإن لمفقال: . (1)يكن ثقة فخذها أنت منه وضعها في مواضعها

وعن شــهاب بن عبــد ربــه، في حــديث قــال: قلت ألبي إني إذا وجبت زكــاتي أخرجتهــاعبــد اللــه )عليــه الســالم(:

نعم، ال بــأسفأدفعها منها إلى من أثق به يقســمها؟ قــال: . (2)بذلك، أما أنه أحد المعطين

وعن إسماعيل بن جابر، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: أيحل للرجل أن يأخــذ الزكــاة وهــو ال يحتــاج إليهــا

. (3)نعم، وفي الفطرة مثل ذلكفيتصدق بها؟ قال: وعن سعيد بن يســار، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: الرجل يعطي الزكاة يقســمها في أصــحابه، أيأخــذ

، إلى غــير ذلــك من األخبــار الدالــةنعممنهــا شــيئا؟ قــال: . (4)صراحة، أو التزاما على المطلب

ثم الظاهر لزوم الثقة في الوكيل، كما دل عليــه حــديثــتند حيث ــا للمسـ ــة، خالفـ ــترط العدالـ ابن يقطين، وال يشـ

اشترطها معلال بأنه ال يحصل الوثوق إال من العادل.

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح35 باب 193 ص6 ج:الوسائل (?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح35 باب 194 ص6 ج:الوسائل (?)2. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح35 باب 194ص 6 ج:الوسائل (?)3. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح40 باب 200 ص6 ج:الوسائل (?)4

314

Page 315: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

هناك يكون بأن اإليجاب، وجه على الفقيه طلبها لو نعم الخصوصــات بحسب مصرف في صرفها وجوب يقتضي ما

وكان شرعا، لذلك الموجبة ــدفع عليه يجب له مقلدا إليه الــرعي تكليفه إنه حيث من ــرد ال الش ــه، لمج ــان وإن طلب ك

ذكرنا كما أحوط

وفيه: حصول الوثــوق بــدون العدالــة قطعــا، ولــذا تــرى علمــاء الرجــال والفقهــاء يفرقــون بين الثقــة والعــادل في

الجملة. }نعم لــو طلبهــا الفقيــه على وجــه اإليجــاب بــأن يكــونــب ــرف بحس ــرفها في مص ــوب ص ــي وج ــا يقتض ــاك م هن الخصوصيات الموجبة لذلك شــرعا، وكــان مقلــدا لــه، يجب عليــه الــدفع إليــه من حيث إنــه تكليفــه الشــرعي ال لمجــرد طلبه وإن كان أحوط كما ذكرنا{ وفاقا للمستند، حيث قال: لو طلبها الفقيه ال يجب الدفع إليه، إال إذا كان الراجح عنــده وجوب الدفع إليه، وكان رب الزكاة مقلدا لــه، وال يجــوز لــه الطلب الحتمي أيضــا إال مــع علمــه بوجودهــا عنــده، وعــدم

، انتهى. (1)إقدامه على دفعها بنفسه ولكن قد عــرفت وجــوب الــدفع إلى الفقيــه مــع الطلبــرعية مطلقا، من غير فرق بين كون الخصوصية الموجبة ش وغيرها، بل مصلحة نوعيــة عامــة، كمــا ال يفــرق الحــال بين كونه مقلــدا لــه أم ال؟ وفاقــا لبعض المحشــين وغــيره، كــل

ذلك إلطالق أدلة النيابة المشار إليها في باب التقليد. ــه وفصل السيد البروجردي بما لفظه: فيما إذا كان طلب

لها على وجه الفتوى.

. 20 سطر 58 ص2 ج:المستند (?)1315

Page 316: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وأما إذا كان على وجه الحكم، فالظــاهر وجــوب الــدفع، ـ انتهى. (1)سواء كان مقلدا أم ال

ووجهــه إن الفتــوى ال يلــزم العمــل بــه إال على المقلــد، وأما الحكم فيجب العمل به على الجميع، وفيه: ما ذكــر من عموم أدلة النيابة فالعامي يجب عليه إطاعة الفقيه في كل

ما يقول. نعم، لو اختلف الفقهاء في وجوب اإلعطاء وعدمه، جاز للعامي األخذ بقــول كــل واحــد منهمــا، لمــا تقــدم في بحث التقليــد، كمــا وأن إطاعــة الفقيــه في الحكم مطلقــا محــل

تأمل. فلو طلب أحد الفقهاء الزكاة بنحــو الحكم، وقــال فقيــه آخر: بعدم وجوب اإلطاعة في مثلــه، لم يكن للعــامي بــأس

في ترك العمل بقوله. هذا ثم إن السيد الحكيم ذكــر بعــد نقلــه جــزم الجــواهر والشيخ بوجوب إطاعة الفقيه مع الطلب مــا لفظــه: وفيــه:ــالى إن مورد الرد المحرم الذي هو بمنزلة الرد على الله تع هو الحكم في الخصومة، فال يعم المقام، والحوادث الواقعة ال تخلو من إجمال، والمظنون أن المراد منها األمور التي ال بد من الرجوع فيها إلى اإلمام، فال يشمل المقــام، والســيما بمالحظة الحجية المذكورة في الــذيل المختصــة بمــا يكــون موردا لالحتجاج وقطع العذر فالتمسك به على المقــام غــير

، انتهى. (2)ظاهرــد في مســألة كــون ــاب التقلي ــا في ب أقــول: قــد تكلمنــاتين ــة ه ــة ودالل ــوم اآلي ــا في عم ــدا مطلق ــع مجته المرج

الروايتين على المطلوب.

. 96التعليقة للسيد البروجردي على العروة الوثقى: ص (?)1. 315 ص9 ج:المستمسك (?)2

316

Page 317: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــام طلبها إذا ما بخالف ــالم( في )عليه اإلمـ ــان السـ زمـــور، ــ ــدفع يجب فإنه الحض ــ ــرد إليه ال ــ حيث من طلبه بمج

يأمر. ما كل في طاعته وجوب

وبــذلك يظهــر مــا في هــذا الكالم من اإليــراد فال نطيــل المقام باإلعادة، }بخالف ما إذا طلبهــا{ النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(، أو }اإلمــام )عليــه الســالم( في زمــانــه، من حيث ــرد طلب ــه بمج ــدفع إلي ــه يجب ال الحضــور، فإن

وجوب طاعته في كل ما يأمر{ عقال ونقال، كما تقدم. ثم إنه اختلف في المقام في أنه لو طلب النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( أو اإلمــام )عليــه الســالم( أونائبــه الخــاص أو العــام الزكــاة فلم يــدفعها إليــه، بــل وضــعها هــو

بنفسه، هل يجزي أم ال؟ وهذه المسألة، وإن كانت قليلة الجدوى إال أن التعــرض لها تبعا لألصحاب ال يخلو عن التمــرين، مضــافا إلى إفادتهــاــائلون ــول: الق ــه، فنق ــه ووكالئ ــبة للفقي ــة بالنس في الجمل باإلجزاء استدلوا بأن المقتضــي لإلجــزاء موجــود، وهــو دفــع الزكــاة إلى مســتحقها، والمــانع منــه مفقــود، وهــو ليس إال مخالفة أمر اإلمام في الدفع إليه، والمخالفــة حــرام قطعــا، أما أنها توجب عدم اإلجزاء فال دليل عليه، فهو مثل أن يأمرــه ــدار فصــلى في المســجد، حيث إن اإلمــام بالصــالة في ال خالف اإلمام ففعــل حرامــا، أمــا أن صــالته باطلــة فال دليــل على ذلك، وكذلك إذا أمر اإلمام أن يدفع دينه لزيد إليــه في الدار، فدفعه إليه في المسجد، فإنه فعل حراما حيث خالف

اإلمام، لكن دينه قد قضي فال يطلبه زيد بعد ذلك. وفيــه: الفــرق بين التعبــديات والتوصــليات، فالصــالة

والزكاة عبادتان والعبادة

317

Page 318: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

تحتاج إلى األمر، ونهي اإلمام يوجب عدم األمر للعبادة، فإن األمــر دائمــا يالزم النهي، فــإذا قــال اإلمــام: ادفــع إلي، كــان معنــاه ال تــدفع إلى غــيري، فيكــون حــال نهيــه )عليــهــه السالم( حال نهي الله تعالى، فكما ال تصح الزكاة مــع نهيــه الســالم(، ســبحانه، كــذلك ال تصــح مــع نهي اإلمــام )علي وكذلك إذ نهى عن الصالة في المســجد فــإن الصــالة تكــون منهيا عنها، والنهي في العبادة توجب الفســاد، بخالف النهي في التوصــليات، إذ المفــروض أن التوصــل يتحقــق بمجــرد فعله وإن كــان فعلــه حرامــا، كمــا إذا غســل يــده في المــاء

المغصوب مع االلتفات إلى كونه مغصوبا. ومما تقدم ظهر أن قول المسـتدل: المقتضــي موجــود، ليس تاما، إذ ال مقتضىي بعد نهي اإلمام، كما أنه ال مقتضــي

بعد نهي الله تعالى. ال يقال: فعلى هذا إذا خالف ودفع ثم أجاز اإلمــام دفعــه لزم عدم إجزائه، إذ لم يأت بالعبادة، مع أنــه من الضــروري

إجزاؤه. ألنه يقال: إذا أجاز اإلمام كان معنى ذلك اإلسقاط، كمــا إذا أجاز الدائن مــا دفعــه المــديون إلى غــيره، فإنــه وإن لم

يأت بدفع دينه، لكن معنى إجازته إسقاط دينه. ال يقال: إن الجواب المــذكور متوقــف على كــون األمــر

بالشيء يقتضي النهي عن الضد، وقد ثبت أنه ال يقتضيه. ألنــه يقــال أوال: ال يتوقــف على ذلــك، بــل المــدعى أنــه المستفاد عرفا من المقام وإن لم نقــل بالداللــة في مكــان

كل مكان.

318

Page 319: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وثانيا: إن األمر بالكلي ينحصر بالمورد الخاص لدى أمــراإلمام )عليه السالم( بذلك، فال أمر فيما سواه، فتأمل.

ــا ــيرة ربم أما القول بعدم اإلجزاء، فقد استدلوا بأدلة كث أنهاها بعضــهم إلى أحــد عشــر دليال، لكن بعضــها مخــدوش، وبعضها يرجع إلى ما ذكرنا في جواب القــول األول، فراجــع

في ذلك الجواهر ومنتهى المقاصد وغيرهما. ومما ذكرنا في الزكــاة يظهــر الكالم في بــاب الخمس،ــدل حكم ــة، وحكم الب ــدل عن الزكــاة كمــا في األدل ــه ب فإنــا المبدل منه، باإلضافة إلى أن نفس الدليل الذي ذكرناه هن يجري في الخمس، ويضاف على ذلك أن سهم اإلمام )عليه السالم( لإلمام نفسه، فال معنى لكفايــة إعطائــه إلى غــيره،

هذا كله في اإلمام. أما بالنسبة إلى الفقيه، فالظاهر اإلجــزاء وإن نهى عنــه

الفقيه، إلطالقات أدلة مباشرة المالك لإلعطاء. وربما يستدل لعدم اإلجـزاء بـأن الفقيـه كاإلمـام فحالـه

حاله. وفيه: إنه ال دليل على هذه الكلية، وإن قلنا بعموم أدلــة النيابـة، وبـأن عــدم اإلعطـاء لـه مـع طلبــه رد عليـه، والـرد

عليهم كالراد على األئمة. ــرد عليهم في األحكــام ــه: إن الظــاهر من ذلــك ال إذ فيــه لــو أمــر الشــرعية ال في الموضــوعات الخاصــة، فهــل أن الفقيــه بطالق الزوجــة أو بنكــاح امــرأة أو مــا أشــبه وجبت إطاعته، والقول بوجوب اإلطاعة حتى في مثل هذه األمور، وإن صــدر عن بعض الفقهــاء، ضــعيف خــارج عن منصــرف

اإلطالقات. نعم، الموضوعات العامــة المرتبطــة بشــأن الحكــام من

الحرب والسلم و

319

Page 320: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــوز بل الثمانية، األصناف على البسط يجب الثانية: ال يج أفــراده على البسط صــنف كل في يجب ال كما التخصيص،

ــددت، إن ــاة وال تع ــذي الجمع أقل مراع ــة، هو ال بل الثالثواحد. صنف من واحد بشخص تخصيصها يجوز

ــراد عليهم ــة في إطالق ال ــا أشــبه داخل ــدات وم المعاهــل معــنى كــونهم خلفــاء والحــوادث الواقعــة ومــا أشــبه، بــة )عليهم ــواب األئم ــه( ون ــه وآل ــه علي الرســول )صــلى الل

السالم( أن هذه األمور مرتبطة بهم. ومما تقدم يعلم أنه ال يختص ذلك بالمقلدين فقط، إذ ال

وجه للخصوصية. نعم، لو كان هناك مجتهدان أحدهما أمر بشــيء واآلخــر نهى أو ما أشبه ذلك اختار المكلف في اتباع أيهما شاء، لما ذكرناه في هذا الشرح من أن المكلف مخير بين الطــريقين

في غير ما إذا كان أحدهما حاكما. ــل ــة، ب ــة: ال يجب البســط على األصــناف الثماني }الثاني يجوز التخصيص ببعضها، كما ال يجب في كل صــنف البســط على أفراده إن تعــددت{ األفــراد }وال مراعــاة أقــل الجمــعــل يجــوز تخصيصــها ــة{ في كــل صــنف }ب ــذي هــو الثالث ال بشخص واحد من صنف واحــد{ بال إشــكال وال خالف بيننــا، وقــد ادعى عــدم الخالف في ذلــك المــدارك، كمــا ادعى

المنتهى أنه مذهب علمائنا أجمع. وفي الجواهر دعوى اإلجماع بقسميه عليه، وفي منتهىــدارك والمنتهى ــ ــل كالم الم ــ ــك نق ــ المقاصـــد والمستمس

والجواهر ساكتين عليه.ويدل على ذلك الروايات الكثيرة:

مثل ما رواه أبو مريم، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،في قول الله تعالى:

320

Page 321: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

دقات﴿ ــال: (1)﴾إنمــا الصــ ــة، فق ــا فيهم اآلي إن جعلته. (2)جميعا، وإن جعلتها لواحد أجزأ عنك

وصــحيح أحمــد بن أبي حمــزة قــال: قلت ألبي الحســنــك)عليه السالم(: ــول ب رجل من مواليك له قرابة كلهم يق

. (3)نعموله زكاة، يجوز أن يعطيهم جميع زكاته؟ قال: ــا دل على جـــواز إعطـــاء الزكـــاة لألقـــارب ومثلـــه مـ والجـيران، أو صـرفها في دين أبيــه، أو مـا أشـبه ذلـك، إلى

غيرها. ــالم( في وصحيح الهاشمي، عن أبي عبد الله )عليه الس

كان رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم(حديث قال: يقسم صدقة أهل البوادي في البوادي، وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر، وال يقسهما بينهم بالسوية، وإنمــا يقســمها على قدر ما يحضرها منهم وما يرى، وليس في ذلك شــيء مــوقت موظــف، وإنمــا يصــنع ذلــك مــا يــرى على قــدر مــا

. (4)يحضرها منهم وعن حماد، عن بعض أصحابنا، عن العبد الصــالح )عليــه

كان رسول الله )صلى الله عليهالسالم(، في حديث قال: وآله وسلم( يقسم صدقات البــوادي في البــوادي وصــدقات أهل الحضر في أهل الحضر، وال يقسم بالسوية على ثمانية

حتى

. 60 اآلية :سورة التوبة (?)1. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 الباب 185 ص6 ج:الوسائل (?)2. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح15 الباب 169 ص6 ج:الوسائل (?)3. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 باب 184 ص6 ج:الوسائل (?)4

321

Page 322: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يعطي أهل كل سهم ثمنا، ولكن يقسمها على قــدر من يحضره من أصناف الثمانية على قــدر مــا يغــني كــل صــنف منهم بقدر سنته، ليس في ذلك شــيء موقــوت وال مســمى وال مؤلف، إنما يصنع ذلك على قـدر مــا يـرى ومــا يحضـره، حتى يسد فاقة كـل قــوم منهم، وإن فضــل من ذلـك فضــل

.(1)عرضوا المال جملة إلى غيرهمــائل ــ ــذكورة في الوس ــ ــات الم ــ ــا من الرواي ــ إلى غيره

والمستدرك وغيرهما. لكن ربمــا حكي عن بعض العامــة وجــوب التوزيــع علىــثر، األصناف الثمانية وأن يعطى لكل صنف منهم ثالثة أو أك

إنمــا﴿وربما احتمله بعض منا، وذلــك لظــاهر قولــه تعــالى: راء دقات للفقــ ــه الملــك أو(2)﴾الصــ فــإن ظــاهر الالم أن

االختصاص، وقد جيء بلفظ الجمع في كــل صــنف، فــالالزمالتوزيع بينهم.

وفيه أوال: إنه لو قيل بالظهور المذكور لزم االســتيعاب، ألن الفقراء وما أشبه جمع محلى بالالم، وذلك يفيد العموم. وثانيا: إن األصناف لم تذكر كلها بلفظ الجمع، وحمل مالم يذكر بلفظ الجمع على ما ذكر ليس أولى من العكس.

وثالثا: إنه كثيرا ما ال يكون هناك عامل أوما أشــبه، فمــاذا يفعل بحصته على هذا الرأي؟

ــذلك ــنى ل ورابعا: إن الالم لم يدخل على الكل، إذ ال معبالنسبة إلى في

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 باب 185 ص6 ج:الوسائل (?)1. 60سورة التوبة: اآلية (?)2

322

Page 323: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

سبيل الله وما أشبه.ــؤالء ــة أن ه ــرف من اآلي ــافة إلى أن المنص ــذا باإلض ه الثمانية هم المصــرف، ال أنــه ملــك لهم أو مختص بهم على نحو حق االختصــاص، فإنــه ســبحانه جعــل جملــة الصــدقات لهؤالء الثمانيــة، فال يلـزم أن يكــون كـل جـزء من أجزائهـا ـ كصدقة زيد مثال ـ موزعا على كل واحــد منهم، فــإن مقابلــة الجمع بالجمع إنما تفيد التوزيع إذا أريد من الجميــع األفــراد،ــدة ال إذا أريد المجموع، والقرينة على ذلك أن الشــاة الواحــوزع على الثمانيــة إال بالتحويــل إلى من أربعين مثال، كيف ت

القيمة، وذلك غير وارد أصال. وأما ما ربما يؤيد وجــه التوزيــع من كــون اإلمــام )عليــه

السالم( كان قاسما بالسوية. ففيه: إن اإلمــام )عليــه الســالم( إنمــا كــان يفعــل ذلــك لتحطيم ما عمله عثمان من المحاباة ال أنه كان واجبا عليه، وإال فلم يكن الرسول )صلى الله عليــه وآلــه وســلم( يفعــل ذلــك، بــل يفــرق في العطــاء، كمــا ال يخفى على من راجــع سيرته )صلى الله عليه وآلــه وســلم( الكريمــة، وقــد فصــلنا

ذلك في كتاب االقتصاد. وقد تبين مما ذكرنا الوجه في ما رواه العياشي، بسندهــدقة؟ إلى أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: سألته عن الص

ــالم(: ــه الس ــال )علي ــال اللهفق ــا في من ق ،(1)نعم، ثمنهالخبر.

فالمراد أن المصرف هؤالء ال وجوب التثمين حقيقة.

. 80 تفسير سورة البراءة ح84 ص2تفسير العياشي: ج (?)1323

Page 324: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــتحب لكن ــ ــ ــناف على البسط يس ــ ــ ــعتها مع األص ــ ــ س ثالثة أقلها الــتي الجماعة مراعــاة يســتحب بل ووجودهم،

لكن اللــه، وســبيل الســبيل ابن حــتى منهم صنف كل فيللتخصيص. مقتضية أخرى جهة مزاحمة عدم مع هذا

بقي شيء، وهو أني لم أجد تعرضا من األصحاب لجواز تخصيص إنسان واحد من المؤلفة أو العاملين بكــل الزكــاة،

وإن كان كالمهم هنا يشمل ذلك. لكن الظاهر التفصيل بين قدر كبير من الزكاة فيشكل، كما إذا كان له ألف ليرة ذهبيــة مثال فيعطيهــا كلهــا إلنســان عامل أو إنسان يريد تأليفه، أما إذا كــان لــه شــاة مثال جــاز،

وهذا ألجل انصراف األدلة والفتاوى عن ذلك. بل ال يبعد أن يكون اإلعطــاء حســب الصــالح والحكمــة،ــا لم يصـــح، اللهم إال أن يقـــال: إن ففي كـــل مـــورد انتفيـ اإلعطاء بقدر التأليف والعمل جائز ولو كان كثيرا، وبــدونهما ال يجــوز وإن كــان قليال، إذ الموضــوع يشــعر بالعليــة، وهــذا

ليس ببعيد. ــعتها ــع سـ ــناف مـ ــط على األصـ ــتحب البسـ }لكن يسـ ووجودهم، بل يستحب مراعاة الجماعة التي أقلها ثالثة في كل صنف منهم، حتى ابن السبيل وسبيل الله، لكن هذا مــع عدم مزاحمة جهة أخرى مقتضية للتخصــيص{ بال خالف فيــاع على ــوى اإلجم ــل عن بعض دع ــة بينهم، ب ــور الثالث األمــر لهم على الحكم األول، وقد ذكر بعض الفقهاء أنه لم يظف

دليل. أقول: الدليل هو ما تقــدم من روايــة العياشــي، وروايــة

حماد الطويلة، عن الكاظم )عليه السالم(، وفيها: فأخذه الوالي فوجهه في الجهة التي وجههــا اللــه على

إلى أن ذكر تمام ثمانية أسهم للفقراء

324

Page 325: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يقســم بينهم في مواضــعهمالثمانية األصناف، ثم قال: . فــإن(1)بقدر ما يستغنون به في سنتهم بال ضيق وال تقتــير

ظاهر هذا الخبر التقسيم على الكل. ثم إن اآلية تضمنت لفظ الجمع في الكــل إال في سـبيل الله وابن السبيل، وذلك يدل على التقســيم على جملــة من كل صــنف، أمــا هــذان فلمــا في تفســير القمي حيث فســرــاء ــاني بأبن ــاد، وتفســير الث ــون إلى الجه ــوم يخرج األول بقــات الطريــق، ومن المعــروف أن تفســير القمي نص الرواي

كالهداية والمقنع. وأما بالنســبة إلى الحكم الثــالث فســيأتي في المســألة

التالية.ــأن ــا يستشــكل في اســتحباب البســط ب ــذا لكن ربم هــويح الروايات الدالة عليه إنما هي تفسير اآلية الكريمة أو تل إلى تفســيرها، وقــد ذكــرتم أن اآليــة لبيــان المصــرف ال للتوزيع، فإن دلت اآلية على البسط كان واجبا، وإن لم يدل

لم يكن مستحبا. وأجيب عنــه: بأنــه ال منافــاة بين االســتفادتين من اآليــة الكريمة، فإن كــون المــوارد الثمانيــة مصــرفا يــوجب جــواز تخصيص البعض بها، وكونهم مصارف يندب البســط عليهم،

بقرينة قاعدة العدل واإلنصاف المجبول عليها اإلنسان. وذلــك كمــا إذا أعطى زيــد عبــده درهمــا، وقــال: أعطــهــد للفقير، فإنه وإن جاز أن يعطيه فقيرا واحدا إال أنه إذا وج فقراء متعددين كان األفضل عرفــا أن يعيطــه لهم جميعــا ال

ألحدهم فقط. ــه ويؤيد استحباب البسط ما روي عن أبي عبد الله )علي

السالم(، قال:

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 الباب 184 ص6 ج:الوسائل (?)1325

Page 326: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

سألته عن الرجل يجتمــع عنــده من الزكــاة الخمســمائة والستمائة يشتري بها نسمة ويعتقها؟ قــال )عليــه السـالم(:

إذا يظلم قوما آخرين حقوقهم(1) .ــاه الموســع ال الظلم الحــرام ــالظلم معن فــإن المــراد ب قطعا، وذلك يدل على استحباب البسط، هـذا باإلضـافة إلى اهتمام النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( وعلي )عليــه السالم( بالبسط في الحقـوق الـواردة إليهم، حــتى أن عليــا )عليه السالم( كان يقسم الخــبز الواحــد على أقســام، كمــاــه خــبز فقســم في بعض األحــاديث، حيث جــاءه مــال وعلي المال والخبز سبعة أقسام، وأعطى كل قسم لرئيس محلة من محالت الكوفــة الســبعة، وكــذلك قســم بيت المــال في المدينة وفي البصـرة أقسـاما متسـاوية، هــذا باألضـافة إلى الحكمة التي جعلت ألجلها الزكاة، حيث صرح في الروايــاتــوم أن ــرف، ومن المعل ــير ومص ــة أن ال يبقى فق أن الحكم

البسط أقرب إلى هذه الحكمة. نعم اإلنصاف أن األدلــة ال تــدل على التقســيم بالســوية بين المصـــارف، حـــتى يعطى ســـهم المؤلفـــة وســـهم ابنــة ــراء وقل السبيل كسهم الفقراء مثال، بل الغالب كثرة الفق بعض المصارف األخر، ولذا كان النبي )صلى الله عليه وآلهــه الســالم( يقســم غــالب المــال في وســلم( واإلمــام )علي

الفقراء ومن إليهم. ثم الظاهر أن األفضل تقديم المصــرف األكــثر احتياجــا، مثال إذا كان سبيل الله أكــثر احتياجــا قــدم على غــيره، وإذا

كان المؤلفة أكثر ضرورة قدم على

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح43 باب 203 ص6 ج:الوسائل (?)1326

Page 327: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

النصـيب بزيـادة الفضل أهل تخصـيص الثالثــة: يسـتحبفضله بمقدار

ــة ــات المختلف ــك يســتفاد من الرواي ــذا، وذل ــيره وهك غ الـواردة في تقسـيم النـبي )صــلى اللـه عليــه وآلـه وسـلم(ــلحة، ــيله البعض على بعض حســـب المصـ ــائم، وتفضـ للغنـــاب الزكــاة من وكذلك من الروايات المتقرقة الواردة في ب تقديم األقرباء ومن أشبه، بل لعل خالف ذلك مكروه، ولــذاــة على بعض، جرت سيرة الفقهاء على تفضــيل بعض الطلب كتفضــيل المعيــل على المجــرد، ومن يعمــل أكــثر على من يعمل أقل وهكذا، فإنها متخذة من سيرة النبي )صــلى اللــه عليه وآله وسلم(، حيث كـان يعطي لـذي الفـرس أكـثر من الراجل، ويعطي لمن يريــد تــأليفهم أكــثر من غــيرهم، وقــد تقدم أن تقسيم علي )عليه السالم( بالسوية كان ألجل شدــانت صــنيعة الحبل إلى الجانب المضاد، حيث إن المحاباة كــك ال عــدم ــديل ذل ــه الســالم( تع ــأراد )علي ــان، ف حكم عثمــد البســط التفضيل، وسيأتي في المسألة الثالثة روايات تؤي

أيضا. ومما تقدم ظهر، أن األفضل االستيعاب إذا لم تكن جهةــره ــا ذك ــنف على م ــل ص ــة من ك ــاء ثالث ــة، ال إعط مرجح

المصنف. }الثالثة: يستحب تخصيص أهل الفضل بزيــادة النصــيب بمقــدار فضــله{ على مــا ذكــره جمــع من األصــحاب، وألنــه

ــه تعــالى: ــوارد في قول توي﴿مشمول للعمــوم ال هل يســ. (1)﴾الذين يعلمون والذين ال يعلمون

. 9سورة الزمر: اآلية (?)1327

Page 328: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

على وتفضـــيلهم األقـــارب تـــرجيح يســـتحب أنه كماغيرهم. على والعقل الفقه وأهل األجانب،

ــوا﴿وقوله تعالى: ذين أوت ذين آمنوا منكم وال ه ال يرفع الل وغيرهما مما دل على أنهم أفضل عند الله(1)﴾العلم درجات

تعالى. ومن المعلوم أن اإلطالق والمناط يدالن على استحباب المفاضلة، باإلضافة إلى خصـوص خـبر عبـد اللـه بن عجالن

إني ربمــاالسكوني قال: قلت ألبي جعفر )عليــه الســالم(: قسمت الشيء بين أصــحابي أصــلهم بــه فيكيــف أعطيهم؟

،(2)أعطهم على الهجــرة في الــدين والفقــه والعقلقــال: ــه شــامل ــق الشــيء، إال أن إطالق ــان مطل ومــورده وإن ك

للزكاة والخمس وغيرهما، ويأتي ما يؤيد ذلك أيضا. ــيلهم على ــارب وتفض ــرجيح األق ــتحب ت ــه يس ــا أن }كم األجانب، وأهل الفقه والعقــل على غــيرهم{ على مــا ذكـره غــير واحــد، ويــدل عليــه األدلــة العامــة والخاصــة كبعض مــا

ال صــدقة وذوتقدم، وقوله )صلى الله عليــه وآلــه وســلم(: ، وقوله )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( حيث(3)رحم محتاج

ــال: ــ ــل؟ فق ــ ــدقة أفض ــ ــئل أي الص ــ ــرحمس ــ على ذى ال. (4)الكاشح

ورواية إسحاق، عن أبي الحسن موسى )عليه السالم(،قلت له: لي قرابة أنفق

. 11سورة المجادلة: اآلية (?)1. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح25 باب 181 ص6 ج:الوسائل (?)2. 4 من أبواب الصدقة ح20 باب 286 ص6 ج:الوسائل (?)3. 1 من أبواب الصدقة ح20 باب 286 ص6 ج:الوسائل (?)4

328

Page 329: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــان على بعضــهم وأفضــل بعضــهم على بعض فيــأتيني إبمستحقون لهاالزكاة أفأعطيهم منها؟ قال )عليه السالم(:

:؟ قلت: نعم، قالهم أفضل من غيرهم أعطهم(1). وعن ابن طــاووس في حــديث اليمــاني، قــال: يــا أمــير المؤمنين )عليه السالم( إني أريــد أن أتصــدق بعشــرة آالف فمن المستحق لذلك يا أمير المؤمنين، فقال أمير المؤمنين

فرق ذلك في أهل الورع من حملة القرآن،)عليه السالم(: ــادة فما تزكوا الصنيعة إال عند أمثالهم، فيقوون بهــا على عب

ــه أمــيرربهم وتالوة كتابه ــانتهى الرجــل إلى مــا أشــار ب ف. (2)المؤمنين )عليه السالم(

وفي االحتجاج عن الهاشــمي، قــال: كنت عنــد أبي عبــدــة ــاس من المعتزل الله )عليه السالم( بمكة، إذ دخل عليه أنــه ــال الصــادق )علي ــال: ق ــد، إلى أن ق ــرو بن عبي فيهم عم

؟ فقــرأ عليــه هــذهما تقــول في الصــدقةالسالم( لعمرو: ــة: ــ دقات للفقـــراء و﴿اآلي المســـاكينإنمـــا الصـــ

نعم، فكيــف إلى آخــر اآليــة، قــال: (3)﴾العــاملين عليهاو ؟ قـال: أقسـمهما على ثمانيــة أجــزاء فــأعطيتقسم بينهم

إن كــانكل جزء من الثمانيــة جــزء، قــال )عليــه الســالم(: ــة صنف منهم عشرة آالف وصنف رجال واحــدا ورجلين وثالث

؟ قــال:جعلت لهــذا الواحــد مثــل مــا جعلت للعشــرة آالف وكــذا تصــنع بين صــدقات أهــلنعم، قــال )عليــه الســالم(:

ــالالحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء ؟ قال: نعم، قفخالفت رسول الله )صلى الله )عليه السالم(:

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح15 باب 169 ص6 ج:الوسائل (?)1. 119مهج الدعوات: ص (?)2. 60 اآلية :سورة التوبة (?)3

329

Page 330: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

السؤال أهل على الفقراء من يسأل ال ومن

عليه وآله وسلم( في كــل مــا أتى بــه في ســيرته، كــانــل رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( يقسم صدقة أه البوادي في أهل البوادي، وصدقة الحضر في أهل الحضر ال يقسم بينهم بالسوية إنما يقسم على قدر مــا يحضــره منهم وعلى ما يرى، فإن كــان في نفســك شــيء ممــا قلت فــإنــة ومشــيختهم كلهم ال يختلفــون في أن ــاء أهــل المدين فقه

. (1)رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( كذا كان يصنع وفي حديث علي )عليــه السـالم(: إنـه بعث إلى رسـولــمها الله )صلى الله عليه وآله وسلم( من اليمن بذهبة فقس رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( بين خمســة نفــر، فوجــد في ذلك ناس من أصحاب رسول الله )صلى الله عليه وآله

إال تــأمنونى وأنــا أمين من الســماء يــأتينيوســلم(، فقــال: . (2)خبر السماء صباحا ومساء

إلى غيرهــــا من األخبــــار الموجــــودة في الوســــائل والمستدرك مما يرتبــط بهــذه المســألة والمســألة الســابقة

فراجع. }ومن ال يســأل من الفقــراء على أهــل الســؤال{ فقــد

ــه: ــرآن الحكيم بقولـ ــبحانه في القـ ــه سـ ــدحهم اللـ ال﴿مـ. (3)﴾يسئلون الناس إلحافا

وقال عبد الرحمان بن الحجاج: سألت أبا الحسـن األول )عليــه الســالم( عن الزكـاة يفضــل بعض من يعطى ممن ال

نعم، يفضــل الــذي ال يســأل علىيسأل على غيره؟ فقال: . (4)الذي يسأل

الطبرســي طبــع موسســة األعلمي11 ســطر 364 ص2 ج:االحتجــاج (?)1بيروت.

. 70 ص93 ج:البحار (?)2. 273سورة البقرة: اآلية (?)3. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح25 باب 181 ص6 ج:الوسائل (?)4

330

Page 331: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

من التجمل أهل إلى المواشي صــدقة صــرف ويســتحبــترجيح موجبة جهات هذه لكن ،الفقراء ،نفســها حد في لل

يزاحمها أو يعارضها وقد

}ويستحب صرف صدقة المواشى إلى أهل التجمل من الفقراء{ بال إشكال، ألن في ذلــك جمــاال لهم، قــال تعــالى:

رحون﴿و ﴾لكم فيها جمــال حين تريحــون وحين تســ(1) .

ففي خبر ابن سنان، قال أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(:ــدفع إلى المتجملين من ــ ــف ت ــ ــف والظل ــ ــدقة الخ ــ إن ص

المسلمين، فأما صدقة الذهب والفضة وما كيل بالقفيز مماــنان: قلت:أخرجت األرض فللفقراء المدقعين ، قال ابن س

ألن هؤالء متجملون يستحونوكيف صار هذا هكذا؟ فقال: من الناس فيدفع إليهم أجل األمرين عند الناس وكل صدقة

(2).ــأن ــتراب ك ــنى ال ــراء بمع ــدقعاء على وزن حم قلت: الــتراب ــار ال ــالتراب، أو أن عليهم آث ــقهم ب ــد ألص ــرهم ق فق

لجلوسهم ونومهم على التراب. وعن الهاشــمي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في

ــال: ــديث ق ــل منح ــذوي التجم ــام ل ــدقة األنع تعطى ص الفقراء ألنهــا أرفــع من صــدقات األمــوال، وإن كــان جميعــاــذوا ــتحون أن يأخ ــل يس ــل التجم ــاة، ولكن أه ــدقة وزك ص

. (3)صدقات األموال }لكن هذه جهات موجبة للترجيح في حــد نفســها، وقــد

يعارضها أو يزاحمها

. 6سورة النحل: اآلية (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح26 باب 182 ص6 ج:الوسائل (?)2. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح26 باب 182 ص6 ج:الوسائل (?)3

331

Page 332: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

.واألرجح األهم مالحظة حينئذ فينبغي أخر مرجحاتــار:الرابعة ــدفع اإلجه ــاة ب ــرار من أفضل الزك ،به اإلس

اإلعطـــاء فيها األفضل فـــإن ،المندوبة الصـــدقات بخالف.سرا

مرجحــات أخــر فينبغي حينئــذ مالحظــة األهم واألرجح{ والمعيار هو ما يراه المعطي صالحا، تبعــا لمــا تقــدم من أن الرسول )صلى الله عليه وآله وسلم( كان يعطي حسب مــاــة ــة، لكن الدنيوي ــة أو دنيوي يــرى، ســواء كــان مصــلحة ديني

الراجحة شرعا، والله العالم. }الرابعة: اإلجهار بدفع الزكــاة أفضــل من اإلســرار بــه، بخالف الصدقات المندوبة، فإن األفضل فيها اإلعطاء سرا{

ذكره غير واحد، ويدل عليه جملة من النصوص. فعن أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( فيإنمــا الصــدقات للفقــراء والمســاكين إلى أن ﴾قوله تعالى: ﴿

وكلما فرض الله عليــك فإعالنــه أفضــل من إســراره،قال: ــو أن رجال ــه، ول وكلما كان تطوعا فإسراره أفضل من إعالن يحمل زكاة ماله على عانقه فقسمها عالنية كان ذلك حســنا

. (1)جميال ومن هــذا الحــديث يظهــر عمــوم الحكم لكــل واجب ومستحب، وكأنه ألن المفروض إذا أعلنه تبعه ســائر النــاس وكان موجبا لدفع غيبته أنه ال يقوم بالواجب، أما المســتحب فإنــه ال غيبــة فيــه، والتبعيــة وإن كــانت ربمــا تحصــل إال أن اإلجهار قد يكون موجبا لشوائب الرياء فتقديم اإلخفاء حذرا

من المحذور أفضل من تقديم

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح54 باب 215 ص6 ج:الوسائل (?)1332

Page 333: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

اإلجهار لطلب المرغوب فيه الذي هو التبعية. ــه ــه )عليـ ــد اللـ ــار، عن أبي عبـ ــحاق بن عمـ وعن إسـ

تؤتوهــاوإن تخفوها و﴿السالم(، في قول الله عزوجل: هي ســوى الزكــاة، إن فقال: (1)﴾الفقراء فهو خير لكم

. (2)الزكاة عالنية غير سر وعن ابن بكير، عن رجل، عن أبي جعفر )عليه الســالم(

ا هي﴿في قول الله عزوجل: دقات فنعم ﴾إن تبدوا الصــال: (3) ــاة المفروضة قـ ــنى الزكـ ــال: قلت: يعـ وإن، قـ

ــال: تخفوها وتؤتوها الفقراء ــة، إنهم؟ ق ــني النافل يع. (4)كانوا يستحبون إظهار الفرائض وكتمان النوافل

وعن ابن سنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في لــو أن رجال حمــل الزكــاة فأعطاهــا عالنيــة لمحديث قال:

. (5)يكن عليه في ذلك عيب وعن المقنعة قال: قال )عليه السالم( في قوله تعــالى:

تبدوا الصدقات فنعما هي :قال ،نزلت في الفريضةوإن ذلــك في، قــال: تخفوهــا وتؤتوهــا الفقــراء فهــو خــير لكم

صـدقة، قال: وقال أبـو عبــد اللـه )عليـه السـالم(: النافلةــه الســالم(:الســر تطفي غضــب الــرب قــال: وقــال )علي

صــدقة الليــل تطفي غضــب الــرب وتمحــو الــذنب العظيم وتهون الحساب، وصدقة النهار تزيد في العمر وتثمر المــال

(6).

. 271سورة البقرة: اآلية (?)1. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح54 باب 215 ص6 ج:الوسائل (?)2. 271سورة البقرة: اآلية (?)3. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح54 باب 216 ص6 ج:الوسائل (?)4. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح54 باب 216 ص6 ج:الوسائل (?)5. 4 سطر 43 ص:المقنعة (?)6

333

Page 334: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــال : إذاالخامسة ــرجت:المالك ق ــاة أخ ــالي زك لم أو ميمين وال بينة بال قوله بلق ءشي بمالي يتعلق

إلى غيرها من الروايات. وال ينافي استحباب صدقة السر إعطاءهــا عالنيــة ألجــل مزاحم، كما تصدق علي )عليه السالم( سرا وعالنية بصدقة مستحبة، كما أن إطالق عالنية الواجب وسرية المستحب ال ينــافي العكس، فيمــا كــان من طبيعــة العمــل أو مالبســاته العكس، كزيارة الحسين )عليه السالم( التي البد من إتيانها عالنية غالبا، وكصــالة الصــبح لمن ال يتمكن من اإلعالن بهــا،

إلى غير ذلك. }الخامسة: إذا قال المالك: أخرجت زكــاة مــالي، أو لم يتعلق بمالي شيء، قبل قوله بال بينــة وال يمين{ بال إشــكال والخالف كمــا في منتهى المقاصــد والمستمســك وغيرهمــا، وذلــك لحمــل قــول المســلم على الصــحيح، وأصــالة عــدم التعلق في الثــاني، وأصـالة عــدم القهـر فيمــا لم يعلم بقــاء التكليف على المكلف، كما إذا علم بأنه وجبت عليه الصــالة أو الحج ثم لم يعلم أنه هل أتى بهما أم ال، فإن األصل عــدمــة من ــا، ولجمل ــه أداهم ــل أن ــا إذا احتم ــره عليهم ــواز قه ج

النصوص: كالموثق عن غياث، عن جعفر )عليه الســالم(، عن أبيــه

كــان علي )عليــه الســالم( إذا بعث)عليــه الســالم(، قــال: ــه: إذا أتيت على رب المــال فقــل: تصــدق مصــدقه قــال ل

. (1)رحمك الله مما أعطاك الله، فإن ولى عنك فال تراجعه

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح55 باب 217 ص6 ج:الوسائل (?)1334

Page 335: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كذبه، يعلم لم ما

وصحيح بريد بن معاوية، قال: سمعت أبا عبد الله )عليهالسالم( يقول: بعث أمير المؤمنين )عليه الســالم( مصــدقا

من الكوفة إلى باديتها، فقال له: يا عبد الله انطلــق وعليــكــا بتقوى الله وحده ال شريك له، إلى أن قال: ثم قــل لهم: ي عباد الله أرسلني إليكم ولي الله آلخــذ منكم حــق اللــه في أموالكم، فهل لله في أموالكم من حــق فتــؤدوه إلى وليــه؟ــك منهم منعم فإن قال لك قائل: ال، فال تراجعه، وإن أنعم ل

، الحديث. (1)فانطلق معهــة في نهج ــالم( المروي ــه الس ــام )علي ــية اإلم وفي وص

ثمالبالغة التي كان يكتبهــا لمن يســتعمله على الصــدقات: تقول: عباد الله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته آلخذ منكمــوالكم من حــق ــه في أم ــل لل ــوالكم، فه ــه في أم حــق الل فتؤدوه إلى وليه؟ فإن قال قائــل: ال، فال تراجعــه، وإن أنعم

. (2)لك منعم، فانطلق معهــال: وعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليه السالم(، أنه ق

نهى رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( أن يحلــف . (3)الناس على صدقاتهم، وقال: هم فيها مأمونون

وإطالق هــذه الروايــات يشــمل مــا إذا قــال المالــك: لم يتعلق بمالي شيء، وما إذا قال: دفعت الزكــاة، ولكن ذلــك }مالم يعلم كذبه{ إذ الحكم بــالقبول حكم ظــاهري، ومثلــه يرتفع فيما إذا علم عدمــه، واحتمــال اطالق الروايــات حــتى

لهذه

. 1 من أبواب زكاة األنعام ح14 باب 88 ص6 ج:الوسائل (?)1. 461نهج البالغة: ص (?)2. 255 ص1 ج:الدعائم (?)3

335

Page 336: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عنه. والتفتيش بالتفحص بأس ال التهمة ومع مـــال في وتعيينها الزكـــاة عـــزل السادســـة: يجـــوز

به تعلقت الذي الجنس غير من كان وإن مخصوص،

الصورة خالف المنصرف، ومثله ما لو علم اشــتباهه، أو علم أنه دفع إلى من ال يفرغ ذمته، لبقاء المال في ذمته، أو

في عينه الخارجية حينئذ. ولــو تنــازع العامــل والمالــك بــأن قــال األول: لم تــدفع، وقال الثاني: دفعت، فالظــاهر أن البينــة على المالــك، ولــو قال المالك: لم يتعلــق، وقــال العامــل: تعلــق، فالظــاهر أن

البينة على العامل. }ومع التهمة{ بأنه يكذب أو يشـتبه }ال بـأس بــالتفحص والتفتيش عنه{ إذا رضي المالــك بــذلك، فيمــا كــان يــوجب التصرف في ملكه، أما إذا لم يرض ففيه البأس، إذ ال يجــوز

التصرف في مال الغير بدون رضاه. نعم إذا لم يوجب التصرف جاز التفــتيش مطلقــا، وهــل يجب الفحص في صورة عدم حرمته؟ احتماالن، من أن من شئون اإلمام إنقاذ الحقوق وإيصالها إلى أربابها، ومن أصالة

عدم الوجوب. }السادسة: يجوز عزل الزكاة{ كما تقـدم في المسـألةــال ــا في م الرابعة والثالثين من فصل زكاة الغالت }وتعيينهــه{ مثال ــذي تعلقت ب مخصوص، وإن كان من غير الجنس ال

تعلقت الزكاة بالحنطة فيجعل دراهم مكانها.

336

Page 337: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

األصح على وعدمه المستحق وجود بين فرق غير من

قال في المستمسك: كما نص عليه شــيخنا األعظم فيــا دل رسالته مستفيدا له من الشهيدين وجماعــة، إلطالق م

، انتهى. (1)على جواز دفع البدل وقال في منتهى المقاصد: لو لم يصرف الزكاة إلى بلد المال، بل أبدلها بمال في بلده وصرف البدل في أهل بلــده جــاز، وذلــك ممــا صــرح بــه جمــع من غــير خالف ينقــل، وال إشكال يحتمل، بل جزم في المدارك بعدم الخالف فيــه بين

األصحاب، انتهى. أقــول: المــراد بالبــدل هــو المثــل في المثلي، والقيمــة مطلقا مثليا كان أو قيميا، كما صرح بــه بعض، وجــرت على ذلــك ســيرة المتشــرعة، ودل عليــه اإلطالقــات، ال أن يبــدل الحنطة بالفول مثال، أو أن يبــدل الــدينار بــاللبن، فــإن ذلــك خالف ما يستفاد من إطالق األدلة وغيره، وقــد تقــدم الكالم في ذلــك في المسـألة الخامسـة من فصــل األجنــاس الـتي

تتعلق بها الزكاة. }من غـــير فـــرق بين وجـــود المســـتحق وعدمـــه على األصح{ كما اختار غير واحد، بل قيل بــأن محــل الــنزاع في وجوب الــدفع فــورا وعدمــه مــا لم يعــزل، أمــا إذا عــزل فال إشكال في جواز التأخير، لكن الظــاهر أن االختالف موجــود

حتى ما إذا عزل. وكيف كان، فيدل على جواز التــأخير في صــورة العــزل إطالقات أدلة جواز تأخير الزكاة، وخصوص بعض النصــوص

في المقام.

. 319 ص9 ج:المستمسك (?)1337

Page 338: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه ــد الل فمن األول: مصحح حماد بن عثمان، عن أبي عبــال: ــه الســالم(، ق ــاة شــهرين)علي ــل الزك ــأس بتعجي ال ب

. (1)وتأخيرها شهرينــه ــه )علي ــد الل ــار، عن أبي عب ــة بن عم ومصــحح معاوي السالم(، قال: قلت له: الرجل تحل عليــه الزكــاة في شــهر

، الحديث. (2)ال بأسرمضان فيؤخرها إلى المحرم؟ قال: ومن الثاني: صحيح ابن سنان، عن أبي عبد اللــه )عليــه السالم(، أنه قال: في الرجــل يخــرج زكاتــه فيقســم بعضــها ويبقي بعضا يلتمس لهــا المواضــع فيكــون بين أولــه وآخــره

. (3)ال بأسثالثة أشهر؟ قال )عليه السالم(: وموثق يونس بن يعقوب قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: زكاتي تحــل علي في شــهر، أيصــلح لي أن أحبس منها شيئا مخالفة أن يجبئني من يسألني يكون عندي عدة؟

ــك الفقال )عليه السالم(: إذا حال الحول فأخرجها من مال ، قــال: قلت: فــإن أنــاتخلطها بشيء ثم أعطها كيف شئت

. (4)نعم، ال يضرككتبتها وأثبتها يستقيم لي، قال: وإطالق هذه الروايات يشمل الصورتين، خالفا لمن قال بــالفرق، ألنــه إذا لم يكن المســتحق موجــودا لم يكن عليــه

تكليف، ألنه مثل الدين الذي ليس صاحبه

. 11 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 باب 210 ص6 ج:الوسائل (?)1. 9 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 باب 210 ص6 ج:الوسائل (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح53 باب 215 ص6 ج:الوسائل (?)3. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح52 باب 214 ص6 ج:الوسائل (?)4

338

Page 339: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وحينئذ الثانيــة، الصــورة على االقتصار األحوط كان وإن يضمنها ال أمانة يده في فتكون التفريط أو بالتعدي إال

موجودا، أما إذا كان المستحق موجــودا فال حــق لــه فيالتأخير، إذ ال يجوز منع الحق المطالب عن صاحبه.

أقـــول: النصـــوص والفتـــوى حجـــة على هـــذا القـــول، واإلشكال بأن ظاهر هذه النصوص عدم وجود المســتحق ال يخفى ما فيه، كما أن الجواز ربما يؤيد بأن سهم سبيل الله،ــر وأبناء السبيل ال بد فيه من التأخير، فإن المسجد مثال يعم تـــدريجا، وابن الســـبيل ال يوجـــد في كـــل وقت، فالبســـط

المفروض استحبابه فضال عن جوازه مؤيد للمطلب. ــة{ ــورة الثاني ــار على الص ــوط االقتص ــان األح }وإن ك خروجا من خالف من أوجب واتباعــا للنصــوص الناصــة على

الفورية. كروايــة أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

إذا أردت أن تعطي زكاتك قبل حلها بشهر أو شهرينقال: .(1)فال بأس، وليس لك أن تؤخرها بعد حلها

ــا )عليـــه وصـــحيح األشـــعري، عن أبي الحســـن الرضـ الســالم(، قــال: ســألته عن الرجــل تحــل عليــه الزكــاة فيــدفعها في وقت ــتى ي ــا ح ــات، أيؤخره الســنة في ثالث أوق

. (2)متى حلت أخرجهاواحد؟ فقال: لكن الجمــع بين هــذه وتلــك يقتضــي حملهــا على بعض

المحامل. }وحينئذ فتكون في يده أمانــة ال يضــمنها إال بالتعــدي أو

التفريط{ كما نص

. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح52 باب 212 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح52 باب 213 ص6 ج:الوسائل (?)2

339

Page 340: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عليه غير واحد. أما الضمان مع التعدي والتفريط فال إشــكال فيــه، ألنــه إتالف لمال الغير، فيشمله أدلة اإلتالف، وأما عدم الضــمان بدون التعدي والتفريط فــذلك ألنــه مقتضــى إباحــة الشــارع

التأخير، فيده يد أمانة، باإلضافة إلى بعض النصوص: كصحيح أبي بصير، عن أبي جعفر )عليـه السـالم( قـال:

إذا أخرج الرجل الزكاة من ماله ثم سماها لقــوم فضــاعت . (1)أو أرسل بها إليهم فضاعت فال شيء عليه

إذاوصــحيح عبيــد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: .(2)أخرجها من ماله فذهبت ولم يسمها ألحد فقد برئ منها

إلى غير ذلك. لكن ذهب بعض إلى الضمان، قالوا: لعـدم المنافـاة بين

جواز التأخير والضمان.ــة وفيه: إنا ال ندعي المنافاة، بل نقول بأن ظــواهر األدل

عدم الضمان.وبعض الروايات الدالة على الضمان:

ــد اللــه كصــحيح محمــد بن مســلم، قــال: قلت ألبي عب )عليه السالم(: رجل بعث بزكاة ماله لتقســم فضــاعت هــل

إذا وجــد لهــا موضــعا فلمعليه ضمانها حتى تقسم؟ فقال: يدفعها إليه فهو لها ضامن حتى يدفعها، وإن لم يجد لهــا من يدفعها إليــه فبعث بهــا إلى أهلهــا فليس عليــه ضــمان ألنهــا

، ونحوه صحيح زرارة. (3)قدخرجت من يده

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 198 ص6 ج:الوسائل (?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 199 ص6 ج:الوسائل (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 198 ص6 ج:الوسائل (?)3

340

Page 341: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

العزل. بعد تبديلها يجوز وال

مقتضى الجمع بين هذه الطائفة والطائفة الســابقة، أن كال من اإلخراج واإلرسال فيمــا لم يجــد لهــا موضــعا يــوجب عدم الضمان، فقول المستمسك: إن بهما يخرج عن إطالق

محتاج إلى التأمل. (1)صحيح أبي بصير }وال يجــوز تبــديلها بعــد العــزل{ لظهــور النصــوص في تعيينها زكاة بعد العزل، فجــواز التبــديل يتوقــف على واليتــه عليه، وهو يحتاج إلى دليل مفقود، واألصل عدم ترتب األثر،

كذا في المستمسك.ــهوقد يستدل له أيضا بقوله )عليه السالم(: ما جعل لل

.(2)فال رجعة فيه العائــد في صــدقته كالعائــد فيوقوله )عليه الســالم(:

.(3)قيئه لكن اليبعد جواز التبــديل، إذ عــدم الجــواز يتوقــف على

أمرين: األول: إنه تعين زكاة.

والثاني: إن ما تعين زكاة ال يصح تبديله. ويرد على األول: أنه تعين زكاة ال دليل عليه، وال نســلم ظهور النصوص، بل المركوز في األذهــان أنــه إذا دفــع تعين

زكاة، ال ما قبل ذلك. ومنــه يظهــر اإلشــكال في الروايــتين، إذ ظاهرهمــا أنــه ارتجــع المــال بعــد مــا صــار بيــد المســتحق، باإلضــافة إلى

ظهورهما في إرادة االرتجاع بدون إعطاء بدلهما أصال.

. 195 ص9 ج:المستمسك (?)1. 1 من أبواب الوقوف والصدقات ح11 باب 316 ص13 ج:الوسائل (?)2. 4 من أبواب الوقوف والصدقات ح11 باب 317 ص13 ج:الوسائل (?)3

341

Page 342: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كان الزكاة، أداء قبل النصاب بمجموع اتجر السابعة: إذا بما اتجر لو وكــذا عليــه، والخســارة بالنســبة للفقير الريحللزكاة. وعينه عزله

ويرد على الثاني: إن ظاهر أدلــة جــواز الشـراء بالزكـاة للفقير، وصحة المعاملة الواقعة على ما فيــه الزكــاة أن مــا تعين زكاة يجــوز تبــديلها، فمــا عن شــارح الروضــة من منــعخروجه عن الملك، أو منع عدم جواز اإلبدال له وجه وجيه.

هذا باإلضافة إلى أن المستفاد من كون جعل هذا الحق في المال، لعدم بقــاء فقــير ومصــلحة معطلــة، أن الــواجب إيصــال هــذا القــدر إلى الفقــير والمصــلحة، وذلــك يحصــل باإلبدال أيضا، وبهذه االستفادة يضعف الظهور الــذي ادعــاه

المستمسك إن سلمنا أصل الظهور. }السابعة: إذا اتجر بمجموع النصــاب{ أي بمجمــوع مــا فيـــه النصـــاب }قبـــل أداء الزكـــاة كـــان الـــربح للفقـــير{ والمصلحة }بالنسبة، والخسارة عليه{ فيما إذا كان المتجــرــالث والثالثين من صاحب المال، وقد تقدم المســألة في الث

مسائل زكاة الغالت. لكن الظاهر أنه إذا اتجر الحاكم الشرعي للمصــلحة لم تكن عليــه خســارة، إذ األدلــة ال تشــمله، فعمــوم واليتــه

المجوزة لالتجار يقتضي عدم الضمان. }وكذا لو اتجر بمــا عزلــه وعينــه للزكــاة{ إن قلنــا بأنــه يتعين زكاة، وفيـه: إنــه إذا تعين زكـاة لم يجـز لـه التصـرف على ما ذكره المصنف، فتكــون المعاملــة فضــولية فال ربح، كمــا الخســارة أصــال، اللهم إال إذا أراد بعــد إجــازة الحــاكم الشرعي، وإذا أجــاز الحــاكم الشــرعي لم يكن وجــه لكــونــة ــك يســتفاد من األدل ــال: إن ذل ــه، إال أن يق الخســارة علي

الواردة في المسألة السابقة من االتجار بمجموع

342

Page 343: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أدركته إذا الزكــاة من عليه ما بأداء الوصية الثامنة: تجبقبله الوفاء

النصاب، لكن ال وجه لالستفادة بعد الفرق بينهما بإجازةــولي في المســألة الولي في المسألة الثانية وعدم إجازة ال

األولى. ومنه يعلم أنه تكون الخسارة على الزكـاة في المسـألة األولى إن اتجر بإجازة الحاكم الشرعي، بل يكون الربح لــه إذا أجاز الحاكم الشرعي كذلك لما رأى في االتجار مصلحة

الزكاة أو مصلحة أخرى ولو بدون الربح. }الثامنــة: تجب الوصــية بــأداء مــا عليــه من الزكــاة إذا أدركته الوفاة قبله{ أي قبل األداء إن كانت الوصــية طريــقــذ ــا ال تنف ــأن علم أنه ــق األداء ب ــا إذا لم تكن طري األداء، أمــل على ــوص، فال دليـ ــا تعطى وإن لم يـ ــال، أو علم أنهـ أصـ

وجوب الوصية. أما إذا كانت الوصية طريق األداء، أو محتمـل الطريقيـة كمــا هــو المتعــارف، وهــو المنصــرف من كلمــات الفقهــاء، فوجوب الوصية باإلجمــاع والنص، فإنــه قــد ذكــر ذلــك غــير واحد من األصحاب، بــل عن المــدارك ال ريب فيــه، بــل في الجـــواهر نفي وجـــدان الخالف فيـــه، وكـــذلك في منتهى

المقاصد. أما النص، فإنه يشمله عمــوم أدلــة وجــوب أداء األمانــة

ــيةووجوب الوصية، كقوله )عليه السالم(: من مات بال وص . فــإن المــتيقن منــه هــو بالنســبة إلى(1)مات ميتة الجاهلية

الواجبات، إذ أمــره دائــر بين أن يكــون المــراد بالنســبة إلى الواجبات، أو أن يكون المراد منه الندب بالنسبة إلى مطلق

. 8 من أبواب أحكام الوصاية ح1 باب 352 ص13 ج:الوسائل (?)1343

Page 344: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الوصايا، لكن الثــاني خالف الظــاهر، خصوصــا ونظــائرهــاتمستعمل في الواجب، مثل قوله )عليه السالم(: من م

. (1)ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ، ويؤيده مــاال يتوى حق امرئ مسلموما دل على أنه

ورد في المــال الــذي مــات صــاحبه ولم يعلم لــه وارث منقوله )عليه السالم(: ثم توصي بها، فإن جاء لها طالب وإال

ــا(2)فهي كسبيل مالك . ونحوه ورد في اللقطة، استدل بهمفي المستمسك.

باإلضافة إلى أنه في ترك الوصية ضرر محتمل بالعذاب في اآلخرة، ودفــع الضــرر المحتمــل واجب، بــل ويعــد عــدم

ــأكلوا﴿الوصـــية من أكـــل المـــال بالباطـــل فيشـــمله ال تــل . إلى غيرهــا من العمومــات(3)﴾أموالكم بينكم بالباط

والمؤيدات، وتفصيله في كتاب الوصية. ثم إن المراد بالوصية ما يحصل به الثبوت الشــرعي، أو مــا يكــون منفــذا ولــو لم يكن لــه ثبــوت شــرعي، إذ مجــرد

الوصية بدون أحدهما ال يكفي.ــه ولو تمكن من األداء بنفسه، ومن الوصية مع علمه بأنــود يؤدى بعده في وقته، فالظاهر التخيير بينهما، ألن المقصــه ــال: إن األداء تكليف حاصل على كل تقدير، اللهم إال أن يقــود في فال يجوز له أن يترك هذا التكليف إال بدليل وهو مفق

المقام. ثم مثل إدراك الوفاة إدارك مــا ينقطــع معــه عن األداء، كمــا إذا حكم عليــه بالســجن إلى األبــد، أو التســفير كــذلك،

ومثلهما ما إذا احتمل االنقطاع، أو التأخير

. 23 من أبواب األمر والنهي ... ح33 الباب 492 ص11 ج:الوسائل (?)1 من أبواب والء ضمان الجريرة واإلمامة4 باب 553 ص17 ج:الوسائل (?)2. 7ح. 283سورة البقرة: اآلية (?)3

344

Page 345: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الواجبة الحقوق وسائر الخمس وكذا

المحرم احتماال عقالئيا بسبب سفر أو نحوه. بل ال يبعد وجوب الطالق عليه في مثل هــذه الصــور، إذ عـــدم الطالق من المعاشــرة بغـــير المعـــروف، فـــالواجب

التسريح بإحسان، اللهم إال إذا رضيت الزوجة بذلك. بل ال يبعــد جــواز طالق الحــاكم الشــرعى لــه، ألنــه منــاة أو أعظم أنواع الضرر، فإذا حكم عليه باسجن مــدى الحي ما أشبه ذلك، ولم يرض بالطالق، طلقها الحــاكم الشــرعي، كما أفتى بذلك السيد أبو الحسن األصفهاني والشيخ محمــد حسين كاشف الغطاء )رحمهما الله تعالى( وتنقيح المســألة

في باب الطالق. }وكذا الخمس وسائر الحقوق الواجبة{ لله ســبحانه أو

للناس، لوحدة الدليل في الكل. ثم إنه الفــرق في مــا تقـدم من األحكـام بين كونهـا في الذمة أو عينا، لوحدة الدليل فيهمــا، كمــا صــرح بــذلك بعض الفقهاء، والظاهر أنه كمــا يجب ذلــك بالنســبة إلى الحقــوق

التي هي عليه األن، كذلك يجب بالنسبة إلى الحقــوق الــتي ترتبــط بــه بعد الموت، فإذا كان قـد دفن دفينــة في مكــان وجب عليـه اإلعالم، وإال كــان من إتالف حــق الورثــة، وقــد قــال )عليــه

. (1)ال يتوى حق امرئ مسلمالسالم(: بــل ال يبعــد ذلــك بالنســبة إلى مــا تحملــه من الشــهادة

ونحوها مما يكون عدم

. 315 ص1غوالي اللئالي: ج (?)1345

Page 346: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا لضــياعها، مثال هــو شــاهد بالنســبة إلى الوصــية موجب المدعي الــذي لــه الــدار بحيث إنــه إذا لم يشــهد في ورقــة مكتوبة أو أمام جمع، يأخــذ المنكــر الــدار ظلمــا، فإنــه يجب

هادةو﴿عليه الوصية، قال سبحانه: .(1)﴾ال تكتموا الش وكذلك ما يكــون مصــداقا لألمــر بــالمعروف والنهي عن المنكر، وإرشاد الجاهل وتنبيــه الغافــل، بــل ال يبعــد وجــوب الوصية بالنسبة إلى ما له من الحقوق مما يوجب تلفه على

ال يتــوى حــق امــرئالورثة إن لم يوص، ألنه من مصــاديق . مسلم

نعم إذا وهب المال إذا كان قابال للهبــة، ال مثــل الوقــفالذري ونحوه، انتفى الحكم بانتفاء موضوعه.

ثم إنه حكى منتهى المقاصــد عن الشــهيد في الــدروس وجوب العزل مع الوصية، قال: ولعله لكونهــا كالــدين الــذي

قد غاب صاحبه غيبة منقطعة. أقول: إن كــان للعــزل مدخليــة في أصــل الوصــول إلىــرر وجب، وإال ــوقت المقـ ــول في الـ ــه، أو في الوصـ أربابـ

فاألصل عدم الوجوب. وهل تجب الوصية بالنســبة إلى الكيفيــة إذا اختلــف هــو ووصيه اجتهــادا أو تقليــدا، كمــا إذا كــان رأيــه وصــول ســهمــل ــط، ورأى وصــيه الصــرف في ك ــام إلى الســادة فق اإلمــه ــذا تكليف ــاالن، من أن ه مصــالح المســلمين، أم ال؟ احتم فــالواجب عليــه األداء حســب تكليفــه، وال فــرق بين حياتــه ومماته، فكما ال يجوز أن يعطيه في حياتــه لوكيــل يعلم أنــه

يصرفه في

. 283سورة البقرة: اآلية (?)1346

Page 347: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ولو كان الوارث مستحقا جاز استحبابه عليه

ــه ــه، ومن أن مــا يخــالف اجتهــاده مثال، كــذلك بعــد وفات تكليف اجتهادي ال واقعي وهو يؤدي بنظر الوصي أيضا، ولذاــه ــة، وهــذا أقــرب، والل ــد في الوصــايا تعــيين الكيفي لم يعت

العالم. ــه الحــق، إذا ثم إنه يجب بيان من له الحق ممن ليس ل كان عدم وصيته موجبا لتزحزح الحق عن أهله، فإذا كان له ابن من زوجة مجهوال للورثة وجب الوصية بــه، كمــا أنــه إذا كان لــه ابن متبــنى ليس لــه والورثــة يزعمــون بأنــه ابن لــه

وجب بيانه لئال يحرم الورثة من حقهم.وفروع المسألة كثيرة نكتفي منها بهذا القدر.

}ولــو كـان الــوارث مسـتحقا جــاز احتسـابه عليــه{ في حياته وإن لم يخــبره بــذلك، مثال كــان لــه ألــف دينــار وكــان عشرة منه زكـاة وكـان وارثـه ابن عمــه الفقـير الـذي ليس واجب النفقــة عليــه، فإنــه يجــوز لــه أن يحتســب عليــه في حياته العشــرة، وإن لم يســلمه ولم يقــل لــه بمــا أوجب أن يــزعم الــوارث أن كلمــا يرثــه هــو مــال الميت، إذ ال الــدليل

على وجوب التسليم أو اإلعالم في حال الحياة. ولــو مــات جــاز االحتســاب على الورثــة بال خالف والــا دل على ــك ألن م ــاتهم، وذل ــر من كلم ــا يظه إشــكال كم استحقاق الفقير مطلق يشمل الورثــة وغــيرهم، خــرج منــهــاقي تحت اإلطالق، ــاة ويبقى الب واجب النفقة في حال الحي باإلضـــافة إلى صـــحيح علي بن يقطين، قلت ألبي الحســـن )عليه السالم(: رجل مــات وعليــه زكــاة وولــده محــاويج إن دفعوها أضر بهم ذلك ضررا شديدا؟ فقــال )عليــه الســالم(:

يخرجونها فيعودوا بها على أنفسهم

347

Page 348: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

غيره. إلى منه شيء دفع يستحب ولكن من حضــره من غــير إلى بالزكاة يعدل أن التاسعة: يجوز

الفقراء المرجحات. مع خصوصا

. (1)ويخرجون منها شيئا فيدفع إلى غيرهمــير، ــدفع إلى الغ ــتحباب ال ــحاب في اس ــالم األص ولتس ولوحدة المناط بين كونه حيا بصرف زكاتــه في عائلتــه كمــا تقدم في بعض المباحث إذا كانوا محتاجين، وبين كونه ميتا، ويرفــع اليــد عن ظــاهر الصــحيحة في الوجــوب، ولــذا قــال المصنف: }ولكن يســتحب دفــع شــيء منــه إلى غــيره{ ثمــوارث واجب الظاهر استحباب الدفع إلى الغير سواء كان ال النفقة أم ال، إلطالق الدليل، فليس االستحباب خاصا بواجب النفقة بحجة أن غــيره يجــوز إعطـاؤه كـل الزكـاة في حــال

الحياة. ــاط، ــدة المن ــاالن، من وح ــذلك؟ احتم ــل الخمس ك وه خصوصا األدلة الدالة على أن الخمس بدل الزكــاة، ومن أن دليل الدفع إلى الغــير خــاص بالزكــاة، فاألصــل في الخمس

عدم استحباب الدفع. }التاسعة: يجوز أن يعدل بالزكــاة إلى غــير من حضــره من الفقراء{ والمصالح بال إشكال، كما لم أجد مخالفا فيماــدفع ــة ال ــك إلطالق أدل ــاء، وذل ــوال الفقه ــرني من أق حضــل الشامل لمن حضر ولمن لم يحضر، بل يدل عليه أدلة نق

الزكاة إلى بلد آخر كما يأتي. }خصوصا مـع المرجحــات{ في األبعـد الـذي لم يحضــر

كما إذا كان قريبا

. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح14 باب 168 ص6 ج:الوسائل (?)1348

Page 349: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــدفع حينئذ األفضل نعم مطالبين، كانوا وإن من إليهم الــاب ــتحباب ب ــاء اس ــؤمن حاجة قض الم هو ما زاحمه إذا إال

أرجح.

ــبه من األهميـــات ــا أشـ ــدا أو مـ أو أهـــل علم أو مجاهـالمستفادة من الشرع.

}وإن كانوا مطالبين{ إذ المطالبة ال تســقط أهميــة منلم يحضر.

نعم مع التساوي األفضل تقديم من حضر، بل ربما كـان الحضور من المرجحات المزاحمة لمرجحات من لم يحضر، كما يدل على ذلك أمر النبي )صلى الله عليــه وآلــه وســلم( لمن جمع الزكاة أن يصرفها في أهل محله، فإن زاد شــيء أرسلها إلى النبي )صلى الله عليه وآله وســلم(، بــل وقولــه

ــر﴿سبحانه: ــانع والمعت ــتر(1)﴾أطعموا الق حيث إن المع هو الــذي يعــرض بنفســه، وكمــا هــو الثــابت من دأب النــبي )صلى الله عليه وآله وســلم( والوصــي )عليــه الســالم( من تقسيم األموال على من حضرهم، إلى غيرها من المؤيــدات

والشواهد. ــاب اســتحباب ــدفع إليهم من ب ــذ ال }نعم األفضــل حينئ قضاء حاجة المؤمن{ أي إجابة المــؤمن إلى حاجتــه }إال إذاــا باســتحباب تبســيط ــه إذا قلن زاحمــه مــا هــو أرجح{ ثم إن الزكاة، فمن المرجحات حفظ قسم منه لألصناف الذين لم يحضروا، أو للمصالح التي لم يحن وقتها، كأن يحفظ قســما ألبناء السبيل أو لبناء المدرسة، وما تقــدم في الزكــاة يــأتي

في الخمس.

. 36سورة الحج: اآلية (?)1349

Page 350: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

إلى بلــده من الزكــاة نقل جــواز في إشكال ال:العاشرةفيه المستحق وجود عدم مع غيره

}العاشرة: ال إشكال في جواز نقل الزكاة من بلده إلى غيره مع عدم وجود المســتحق فيــه{ بال إشــكال وال خالف، وعن المـــدارك أنـــه ال ريب فيـــه، وعن المنتهى والتـــذكرة اإلجماع عليه، والمستمسك ومنتهى المقاصد ذكرا ما نقلناه

ساكتين عليه. ويدل عليه قبل النصوص إطالقــات أدلــة إيصــال الزكـاة إلى أربابهــا، ففي صــحيح زرارة قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه الســالم( عن رجــل بعث إليــه أخ لــه زكاتــه ليقســمها

ليس على الرســـول وال على المـــؤديفضـــاعت، فقـــال: ــمان ــيرتض ــدت وتغ ــا أهال ففس ــد له ــه لم يج ، قلت: فإن

ال، ولكن إن عـــرف لهـــا أهال فعطبت أوأيضـــمنها؟ قـــال: . (1)فسدت فهو لها ضامن حتى يخرجها

وصحيح محمد بن مسلم قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: رجل بعث بزكاة ماله لتقسم فضــاعت، هــل عليــه

إذا وجد لها موضعا فلم يدفعهاضمانها حتى تقسم؟ فقال: إليه فهو لها ضــامن حــتى يــدفعها، وإن لم يجــد من يــدفعها إليه فبعث بها إلى أهلها فليس عليه ضمان ألنها قد خــرجت من يده، وكذلك الوصي الذي يوصى إليه يكــون ضــامنا لمــا دفع إليه إذا وجد ربــه الــذي أمــر بدفعــه إليــه، فــإن لم يجــد

. (2)فليس عليه ضمان

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 198 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 198 ص6 ج:الوسائل (?)2

350

Page 351: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ولم ذلــــك، بعد الوجــــود مرجو يكن لم إذا ذلك يجب بلالمصارف. سائر في الصرف من يتمكن

وعن شعيب الحداد، عن العبد الصــالح )عليــه الســالم(، قال: قلت لــه: الرجــل منــا يكــون في أرض منقطعــة كيــف

،يضــعها في إخوانــه وأهــل واليتهيصنع بزكاة ماله؟ قــال: يبعث بها إليهمقلت: فإن لم يحضره منهم فيها أحد؟ قال:

(1) .ــه ــا جعفــر )علي وعن ضــريس قــال: ســأل المــدائني أب السالم(، فقــال: إن لنــا زكــاة نخرجهــا من أموالنــا ففي من

، فقلت: إني في بالد ليسفي أهــل واليتكنضعها؟ فقال: ابعث بهــا إلى بلــدهم تــدفعفيها أحــد من أوليائــك؟ فقــال:

. (2)إليهم ثم الظــاهر أن المــراد بالنقــل أعم من نقــل العين أو الحوالــة أو مــا أشــبه ذلــك، كمــا أن المــراد بالبلــد المكــان، فيشمل من كان في الصــحراء، ومثلــه المحالت بــأن ينقلهــا من محلة إلى محلة في بلد واحد، لوحدة المناط في الكل،ــيره من ــان وغ ــتحق أعم من اإلنس ــراد بالمس ــا أن الم كم

المصارف. ــد }بل يجب ذلك{ النقل }إذا لم يكن مرجو الوجــود بع ذلك، ولم يتمكن من الصرف في ســائر المصــارف{ وذلــكــك ال يتحقــق لوجوب إخراج الزكاة ووجوب أداء األمانة، وذل إال باإلرسال، وألنه حق، وعدم إرســاله يــوجب عــدم إيصــال

إذال يتــوى حــق امــرئ مســلمالحق إلى صاحبه، فيشمله التأخير أيضا هالك للحق في هذه المدة.

. 7 من أبواب المستحقين للزكاة ح5 باب 153 ص6 ج:الوسائل (?)1. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح5 باب 152 ص6 ج:الوسائل (?)2

351

Page 352: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الزكاة من حينئذ النقل ومؤنة

ثم الظاهر أن المراد بالرجاء المقــدار العــرفي الــذي ال ينافي صدق اإلخراج واألداء وما أشبه، فلو رجا التمكن بعــد

عشرين سنة مثال، أو ما أشبه ذلك، فإنه يجب اإلرسال. ويختلف الناس في جواز التأخير، فــالهرم الــذي اليرجــو البقاء سنة مع أنه ال يطمئن بأوالده وال ثقة هناك يســتودعها عنده، يجب عليه اإلسراع في اإليصال، بينمــا يجــوز اإلبطــاء

بالنسبة إلى من ليس كذلك. ثم إنه إن تمكن من المصــرف في ســائر المصــارف لم يكن المقام من وجــوب اإلرســال، إذ ال وجــه للوجــوب، بــل كان األفضل الصرف في سائر المصــارف لتحقــق اإلعطــاء

واألداء بصرفها في سائر المصارف كما ال يخفى. }ومؤنة النقل حينئذ{ أي حين كان ما ذكره بقولــه: بــل

يجب إلخ }من الزكاة{ فإنه نوع من سبيل الله. أمـــا مـــا عللـــه المستمســـك بـــأن الصـــرف لمصـــلحة المستحق، واألصل البرائة من وجوب تحمل المؤنــة، ففيــه: إن ذلــك ال يقتضــي الصــرف من الزكــاة، فــإن الــبراءة وإن كــانت صــحيحة في نفســها، إال أن كــون الصــرف لمصــلحة المستحق ال يــبيح صــرف المــال في غــير وجهــه إذا لم يكن

هناك دليل يوجب تطبيق الصرف على المقام. ــوزن على ــل وال ــرة الكي ــثر إلى أن أج ــذا ذهب األك ول المالك، مع أنهما من مصلحة المستحق، وتظهر النتيجة في الفرق بين استداللنا واستدالل المستمسك فيما إذا لم يكن الحق منطبقا على مؤنة النقــل، كمــا في الخمس والوصــية والوقف وما أشبه، فإن إيجاب الشارع على اإلنسان بدفعها

يوجب كون الصرف على

352

Page 353: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

والحفظ النقل بين فيتخــير الوجــود مرجو كونه مع وأمايوجد أن إلى

اإلنسان ال على نفس المال المعين لـه مصــرف خــاص.ولكن ربما يقال: بجواز الصرف من نفس المال ألمور:

األول: أصالة براءة ذمة المالك ونحوه. وفيه: إن دليــل الــدفع يــدل على لــزوم الصــرف بداللــة االقتضاء، فهو مثل ما إذا قال الشارع: أنقــذ الغريــق، وكــانــه إلى ــتي تحمل ــفينة ال ــرة للس ــاء األج ــا إلعط ــك مالزم ذل الغريق، فهل يمكن أن يتمسك بأصــل الــبراءة من الصــرف ألجل عدم وجــوب اإلنقــاد، أم يكــون العكس هــو المســتفاد

عرفا من دليل أنقذ. الثاني: إن الواجب على المالك هو إعطاء الخمس مثال، فالزائد للنقل ليس واجبا عليه، وإال وجب أزيد من الخمس، اســتدل بهــذا المختلــف على كــون المؤنــة في الزكــاة ليس

على المالك. وفيه: إن إيجاب الخمس ال يســتلزم نفي إيجــاب غــيره، فحيث إن أداء التكليـــف توقـــف على بـــذل المـــال وجب

مقدمة، أو من باب دليل االقتضاء. الثـالث: إن تسـليم الخمس ونحــوه ال يقتضـي أزيـد من

رفع المانع. وفيه: إن ذلــك خالف الظــاهر، بــل الظــاهر كــون الالزم

اإليصال واألداء ال رفع المانع فقط.ــه ليس في ــة على أن ــة الدال ــال: إن األدل ــا يق لكن ربم المال حق آخر سوى المــذكورات تــدل على أن المؤنــة من نفس المــذكورات، وإال كــان في المــال حــق آخــر، بــل هــو المتفاهم عرفا من جعل المال لشيء، حيث يرى العرف أنــا مؤنته في نفس المال، فيكون حال الوقف والنذر وغيرهمــل ــرة الكي ــوط أن أج ــيخ في المبس ــذا ذهب الش ــك، ول ذل

والوزن على الزكاة، فتأمل. }وأما مع كونه مرجو الوجود فيتخير بين النقل والحفظ

إلى أن يوجد{ 353

Page 354: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــدم مع يضـــمن لم بالنقل تلفت وإذا ــاء عـ ــدم الرجـ وعـالمصارف، سائر في الصرف من التمكن

وذلك ألن كال األمرين مصــداق لإلعطــاء واألداء، فيتخــير بينهما تخير الملكــف بين أفــراد الكلي، وقــد أفــتى بــالتخيير

غير واحد. خالفا لما عن المــدارك من إطالقــه وجــوب النقــل عنــد عدم المستحق، لتوقف الدفع الواجب عليه، وفيه: إن الدفع يتحقــق بكال األمــرين، وإذ ال دليــل على اإلســراع يجــوز كــل

واحد منهما. أما ظاهر صــحيح ضــريس المتقــدم الــدال على وجــوب النقل، ففيه: إنه ظاهر في صورة اليأس إذ البلد الذي ليس

فيه أهل الوالية يبقى الحال فيه كذلك إلى مدد متطاولة. ثم قد يقال: إن الحكم منوط بالواقع ال بالرجاء وعدمه، كسائر األحكام الشرعية المنوطــة بالموضــوعات الواقعيــة، فــإذا ظهــر خالف الرجــاء ونحــوه كــان الحكم تبعــا للواقــع،

فتأمل. }وإذا تلفت بالنقــل لم يضــمن مــع عــدم الرجــاء وعــدم التمكن من الصرف في سائر المصارف{ بال إشكال ظاهر،ــابقة ــات الس ــيه بعض الرواي ــا في المستمســك، ويقتض كم

والالحقة في المسألة اآلتية. نعم، يجب أن يكــون النقــل حســب المــوازين العرفيــة، والتي منها الحوالة فيمــا إذا أمكنت، ال النقــل بالمســافر إذا كان الثاني غير مأمون، ووجه عدم الضمان أصــالة العــدم ال إجازة الشارع، إذ ال منافــاة بين اإلجــازة وبين الضــمان كمــا

يجيز الشارع أكل مال الناس في المخمصة مع الضمان.

354

Page 355: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الضمان. فاألحوط معهما وأما

نعم ربما يقال: إنه تالزم عرفي بين اإلجــازة وبين عــدم الضمان إال فيما خرج بالدليل، وليس المقام من المستثنى. ثم إنه لو نقل ووصــل إلى الفقــراء والمصــارف كفى بال إشكال في كل الصور، وبال خالف كما قيل، بل عن المنتهى والتذكرة والمختلف اإلجماع عليه، ألنه امتثل األمــر الموجــه

إليه بإعطاء الزكاة. نعم ربما حكي عن الشـهيد في الروضـة عــدم اإلجــزاء، ألنه نهى عن النقل في صــورة وجــود المســتحق، وفيــه: إن

النهي عن اإلخراج ال عن الدفع، كما ذكره المستند. ــود ــا وج ــإذا رج ــمان{ ف ــاألحوط الض ــا ف ــا معهم }وأم المستحق في المستقبل، ومع ذلك نقل وتلف، أو تمكن منــف، ففيهمــا الصرف في سائر المصارف، ومع ذلك نقل وتل الضمان أحوط، لشمول أدلــة الضــمان الــتي منهــا صــحيحتا زرارة ومحمــد بن مســلم المتقــدمتان في أول المســألة، ويحتمل عدم الضمان إلطالق أدلــة النقــل في صــورة عــدم وجود المستحق الشامل لصورتي الرجاء وعدمه، ولصورتي

إمكان المصارف األخر وعدمه. ــه ــه )عليـ ــد اللـ ــد بن زرارة، عن أبي عبـ ــحيح عبيـ كصـ

ــمهاالسالم(، أنه قال: إذا أخرجها من ماله فذهبت ولم يس. (1)ألحد فقد برئ منها

وعن أبي بصــير، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال: إذا أخرج الرجل

.4 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 199 ص6 ج:الوسائل (?)1355

Page 356: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الزكاة من ماله، ثم سماها لقوم فضاعت، أو أرسل بهــا. (1)إليهم فضاعت، فال شيء عليه

وعن بكير بن أعين قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( ليس عليــهعن الرجل يبعث بزكاته فتسرق أو تضيع؟ قال:

. (2)شيء وعن أبي بصير قــال: قلت ألبي جعفــر )عليــه الســالم(: جعلت فداك، الرجل يبعث بزكـاة مالـه من أرض إلى أرض،

ــافيقطع عليه الطريق؟ فقال: ــو كنت أن قد أجزأته عنه، ول. (3)ألعدتها

والجمـــع بين الطـــائفتين بتخصـــيص الطائفـــة األولى للطائفة الثانية بأن يقال: إن الطائفة الثانية دلت على عــدمــة األولى دلت على الضــمان في ــا، والطائف الضــمان مطلقــود ــع وج ــه م ــا أن ــالجمع بينهم ــود المســتحق، ف صــورة وج المستحق يضمن، ومــع عــدم المســتحق ال يضــمن، وحينئــذ ينزل رجاء وجــود المســتحق منزلــة وجــود المســتحق، كمــا يــنزل وجــود ســائر المصــارف منزلــة وجــود المســتحق، إذ

المستحق من باب المثال. ــان الالزم ــا ك لكن حيث إن هذين التنزيلين يمكن منعهم

االحتياط الذي ذكره الماتن. إذا وجدأما وجه منع التنزيلين أن قوله )عليه السالم(:

، وقوله لها موضعا

. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 198 ص6 ج:الوسائل (?)1. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 199 ص6 ج:الوسائل (?)2. 6 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 199 ص6 ج:الوسائل (?)3

356

Page 357: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــرق وال ــون أن بين النقل في ف ــريب البلد إلى يك أو الق األولى كــان وإن الســالمة، ظن في االشــتراك مع البعيــد،للبعيد. مرجح يكن لم ما القريب في التفريق

ولو اآلخر البلد إلى النقل جــواز عشــر: األقــوى الحاديةوجود مع

. ظاهرهمــا الوجــودإن عــرف لهــا أهال)عليه السالم(: الفعلي وعدمه، ال الرجاء، فإن لم يجــد لهــا أهال لم يضــمن،ــة وإن رجــا وجــوده في المســتقبل، كمــا أن ظــاهر الطائف األولى دوران األمر مدار المستحق ال مدار سائر المصارف،ــائر ــد سـ ــمن، وإن وجـ ــتحق لم يضـ ــد المسـ ــإذا لم يجـ فـ

المصارف، بل عدم وجود المصارف في غاية الندرة. ــمان، وعلى هذا، فالنقل مع وجود المستحق يوجب الض ومــع عــدم المســتحق ال يــوجب الضــمان، وإن رجــا وجــود المستحق في المستقبل، أو كان سائر المصــارف موجــودا،

فتأمل. }وال فرق في النقــل{ من حيث الضــمان وعدمــه }بين أن يكون إلى البلد القريب أو البعيد مــع االشــتراك في ظن السالمة{ بل قد عرفت عدم الفرق بين النقــل إلى المحلــة األخرى أو إلى بلـد آخــر، وكـذلك إلى بلـد آخــر أو إلى أرض

أخرى، فإن البلد من باب المثال كما ال يخفى. }وإن كـــان األولى{ مـــع تســـاويهما في ظن الســـالمة }التفريق في القريب ما لم يكن مرجح للبعيــد{ إذ القــريب

أقرب إلى السالمة غالبا. ــد }الحادية عشر: األقوى جواز النقل{ للزكاة }إلى البل

اآلخر، ولو مع وجود

357

Page 358: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أفــتى كما ،عدمه األحــوط كــان وإن ،البلد في المستحقجماعة به

المستحق في البلد، وإن كان األحوط عدمه، كمــا أفــتى به جماعة{ فقــد اختلفلــوا في جــواز النقــل تكليفــا، فــذهبــر المفيد والمبسوط واالقتصار والحلبي وابن حمزة والتحريــة ــ ــالك والروض ــ ــدروس والمس ــ ــف وال ــ والمنتهى والمختل وحواشي القواعد وحواشــي اإلرشــاد وغــيرهم إلى الجــواز، كمــا نقــل عنهم، بــل هــو المنســوب إلى أكــثر متــأخري

المتأخرين كما في المستند، واختاره هو.ــوا خالفا للخالف والشرائع واإلرشاد والتذكرة، حيث ذهب إلى عدم الجــواز، بــل عن الحــدائق أنــه المشــهور، بــل عن

التذكرة إجماع علمائنا عليه.ــه باإلضــافة إلى أصــالة ــدل علي ــو األول، وي ــوى ه واألق الجواز، إذ األصـل عــدم حرمــة النقـل، وإلى إطالقــات أدلـة

إيصال الزكاة الشاملة لصورة النقل، جملة من األخبار: كصــحيح هشـام، عن أبي عبـد اللـه )عليــه السـالم( فيــا من الرجل يعطي الزكاة يقسمها أله أن يخرج الشيء منه

الالبلدة التي هو فيهــا إلى غيرهــا؟ فقــال )عليــه الســالم(: . (1)بأس

ــالث وصحيح أحمد بن حمزة قال: سألت أبا الحســن الث )عليه السالم( عن الرجل يخرج زكاته من بلده إلى بلد آخر ويصرفها في إخوانه، فهل يجوز ذلك؟ فقال )عليه السالم(:

نعم(2) .ــد اللــه ورواية درست بن أبي منصور، قال: قال أبــو عب

)عليه السالم( في

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح37 باب 195 ص6 ج:الوسائل (?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح37 باب 196 ص6 ج:الوسائل (?)2

358

Page 359: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ال بأسالزكاة يبعث بها الرجل إلى بلد غير بلده؟ قال: . (1)أن يبعث بالثلث أو الربع

بضــميمة عــدم القــول بالفصــل، وأن ذلــك لألولويــة منجهة مالحظة فقراء البلد ومصارفها.

ورواية أبي بصير المتقدمــة في المســألة الســابقة، إلى غير ذلــك ممــا دل على بعث الزكــاة، وأن المســلمين كــانوا يبعثون زكــواتهم أو بعضــها إلى الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( وإلى خلفائــه، مــع غلبــة وجــود المســتحق، أو

المصارف في بالد أنفسهم. استدل للقول الثــاني: باإلجمــاع المنقــول في التــذكرة، وبــأن في النقــل تغريــرا بالمــال، وتعريضــا لــه إلى التلــف، وبقاعدة االشتغال، فـإن الذمــة مشـغولة بالزكـاة وال شـبهةــأن في البراءة مع التفريق في البلد، بخالفها مــع النقــل، وب

النقل مناف للفورية.ــدم، ــوع الع ــاع مقط ــا ال يخفى، إذ اإلجم ــل م وفي الك

خصوصا وأن العالمة نفسه خالف ذلك في بعض كتبه. وال نسلم أن كل نقل تغرير، باإلضافة إلى عــدم الــدليل

على حرمة كل تغرير.واالشتغال مرفوع بالبراءة.

واإلشكال في الوجه الرابع كبرى وصغرى.كما أنه استدل القائلون بالمنع بجملة من الروايات:

ــال: كصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال تحــل صــدقة المهــاجرين لألعــراب، وال صــدقة األعــراب

. (2)للمهاجرين

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح37 باب 196 ص6 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح38 باب 197 ص6 ج:الوسائل (?)2

359

Page 360: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وصــحيح الهاشــمي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، كان رسول الله )صلى الله عليه وآله وســلم( يقســمقال:

صدقة أهل البوادي في أهل البوادي، وصــدقة أهــل الحضــر. (1)في أهل الحضر

وما تقدم من خبر المدائني، حيث قال ألبي جعفر )عليه السالم(: إن لنا زكاة نخرجها من أموالنــا، ففي من ننفقهــا؟

، فقلت: إني في بالد ليس بهــا أحــدفي أهل واليتكفقال: ابعث بهــا إلى بلــدهممن أوليائك؟ فقــال )عليــه الســالم(:

. (2)تدفع إليهمومثله رواية يعقوب بن شعيب.

كما أنه استدلوا أيضــا باألخبــار الدالــة على الضــمان إذا نقل الزكاة مع وجود المستحق، وفي االستدال بهذه األخبار

ما ال يخفى. إذ الخبر األول: جعــل المنــاط األعــراب والمهــاجرين، ال النقل وعدم النقــل، فــإذا توقــف صــدقة األعــراب لألعــراب على النقــل، كمــا إذا أريــد نقلهــا من قريــة إلى قريــة جــاز، وكذلك بالنسبة إلى صدقة المهاجرين كــأن تقســم صــدقات

أهل مكة في أهل المدينة. والثاني: ال داللة فيها أصال، إذ عمل الرسول )صلى اللــه

عليه وآله وسلم( اليدل إال على الجواز، ال على الوجوب.

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح38 باب 197 ص6 ج:الوسائل (?)1. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح37 باب 196 ص6 ج:الوسائل (?)2

360

Page 361: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

القول هذا على نقل لو اإلجزاء الظاهر ولكن أيضا

والثالث: خارج عن محل الشاهد، إذ ذلك يــدل على أنــه فيما إذا لم يكن هناك أهل الواليــة نقــل، ولم يــدل على أنــه إذا كان هناك أهل الوالية لم ينقــل، واثبــات الشــيء ال ينفي

ما عداه. ــعي، ال على الحكم ــ ــدل على الحكم الوض ــ ــع: ي ــ والراب

التكليفي، وال تالزم بينهما أصال. هذا باإلضافة إلى أنه لــو تمت داللــة هــذه الروايــات فيــة روايـــات ــتحباب، بقرينـ ــا على االسـ ــها لـــزم حملهـ نفسـ المجــوزين، وبقرينــة نصــب النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وخلفائه عمــال الصــدقات وجبايتهــا إلى المراكــز، كالمدينــة

والكوفة في زمن اإلمام )عليه السالم(. }ولكن الظاهر اإلجزاء لو نقل على هــذا القــول أيضــا{ بل قيل إنه ال خالف فيه، بل عن الخالف والمنتهى والتذكرة والمختلف والمدارك اإلجماع عليه، خالفــا الحتمـال الروضـة

كما نقله المستند، حيث احتمل عدم اإلجزاء. أما وجه اإلجزاء فألنه أدى زكــاة مالــه فســقط التكليــف

فهو لها ضــامن حــتىعنه. وفي صحيح ابن مسلم السابق: فجعل غاية الضمان الدفع إلى المستحق. يدفعها

وأما وجه عــدم اإلجــزاء فألنــه دفعهــا إلى غــير من أمــر بالدفع إليه، مضافا إلى صحيحة الحلبي المتقدمة حيث قــال

. وفيهما ما ال يخفى:ال تحل)عليه السالم(: ــوع إال ــل ال تعين الموضـ ــة النقـ ــا األول: فألن حرمـ أمـ عرضا، ومثله ال يمنع من اإلجزاء مع موافقة األمــر كمــا في

المستمسك. وأما الثاني: فقد عرفت عــدم داللــة الصــحيحة أصــال، إذ

محورها المهاجر

361

Page 362: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

،بلدها في التقسيم وجوب الجواز بعدم القائلين وظاهر وأبنــاء الغرمــاء إلى بلــدها في الــدفع فيجوز ،أهلها في ال

يضمن بالنقل تلفت إذا القولين وعلى ،السبيل

واألعراب، ال النقل وعدمه. }وظــاهر القــائلين بعــدم الجــواز وجــوب التقســيم في بلدها ال في أهلها، فيجوز الدفع في بلدها إلى الغرباء وأبنــاء

السبيل{ وعلى القولين إذا تلفت بالنقل يضمن. أمــا أبنــاء الســبيل فال إشــكال فيــه وال خالف، إذ معــنى جعل الحصة لهم ذلك لوضوح أن ليس المراد أبنــاء الســبيل من أهل البلــد بــأن يعطيهــا في بلــد آخــر ألهــل بلــده الــذي

انقطع. وأما الغرباء فقيل إنه ال شــبهة فيــه، إذ حرمــة النقــل ال تالزم التقسيم في أهل البلد، كما أن أدلة المحرمين ال تـدل على ذلــك باســتثناء مــا يحتمــل من صــحيحة الحلــبي، وقــد

عرفت عدم داللتها. ومن هذا يعرف أنه ال يحق لــه أن يــدفع إلى أهــل البلــد في غير البلد على هذا االحتمال، إذ المناط في البلــد ال في

أهل البلد. ــأن ــد، ب ثم إنه لو قلنا بالبلد، فإذا تعارض البسط مع البل لم يكن في البلد بعض األصناف كالرقاب والمؤلفة، فظاهر القائلين بالحرمة أنه يسقط البسط، وإنما يعطى لمن حضر من األصــناف، وهــذا مأخــذ آخــر عليهم، وإن قــالوا بالنقــل

بالنسبة كان ذلك خالف إطالق أدلتهم. }وعلى القــولين{ من يجــوز النقــل ومن اليجــوز النقــل }إذا تلفت بالنقل يضمن إجماعا كما عن المنتهى، لنصــوص

الضمان المتقدمة. وفي المستمسك تبعا للمستند قيــد المتن بمـا إذا تمكن

من دفعها إلى المستحق،

362

Page 363: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الزكاة من ال عليه النقل نةؤم أن كما

وفيــه مــا ال يخفى، إذ القائــل بحرمــة النقــل إنمــا يقــولبذلك فيما إذا تمكن من الدفع إلى المستحق.

وكيف كــان، فربمــا احتمــل عــدم الضــمان ألنــه ال دليــل على الضــمان إال أصــالة بقــاء التكليــف، وصــحيح محمــد بن مسلم، واألصــل مرفــوع بالــدليل، والصــحيح البــد أن يحمــلــدم على االستحباب، بقرينة المطلقات القوية الدالة على ع الضمان، وخصوص قوله )عليه السالم( في خــبر أبي بصــير

.ولو كنت أنا ألعدتهاالمتقدم: بــل ربمــا يقــال: إن بين الصــحيح وبين خــبر أبي بصــير

ــوعموما من وجه، إذ الصحيح قال: إذا وجد لها موضــعا فهــه، والخــبر قــال: ضــامن إذا أخــرج ثم ســماها فليس عليــه،شـــيء ــراج وعدمـ ــدان الموضـــع أعم من اإلخـ ، إذ وجـ

واإلخــراج أعم من وجــدان الموضــع وعدمــه، فــإذا وجــد الموضــع وبعث مخرجــا لهــا قــال الصــحيح بالضــمان، وقــال الخــبر بعــدم الضــمان، ويتســاقطان، ويكــون أصــالة عــدم

الضمان محكما. إن قلت: ال يمكن النقل بــدون اإلخــراج، فــبين الخــبرين

عموم مطلق. قلت: بل يمكن، بأن يبعث كل ماله مما فيه الزكــاة مــع الزكاة، فإنه بعث بــدون إخــراج، لكن ال يخفى مــا في وجــه

هذا االحتمال من اإلشكال. }كما أن مؤنــة النقــل عليــه ال من الزكــاة{ ألن األصــلــا للنقــل، وإن لزوم دفع الزكاة كلها فال وجه ألخذ شيء منه

كان ربما يحتمل جواز األخذ من سهم سبيل

363

Page 364: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مع كــان وإن يضــمن، لم الفقيه بــإذن النقل كــان ولو في وكله لو منه وأولى بل وكذا البلد، في المستحق وجود

نقلها. في له أذن ثم العامة، بالوالية عنه قبضها

الله، خصوصا إذا كانت جهة مرجحــة، ويؤيــد ذلــك جمــعــود المســتحق في نفس بالد ــة وج ــع غلب ــاة م ــاة بالجب الزك

الزكاة وإعطائهم من سهم العاملين. }ولو كان النقل بــإذن الفقيــه لم يضــمن، وإن كــان مــع موجود المستحق في البلد{ وذلك ألن الفقيــه ولي، ويكــون بمنزلة اإلمام )عليه السالم(، فكما إذا أمر اإلمام بالنقــل لم يضمن كذلك إذا أمر الفقيــه، ويؤيــد ذلــك مــا دل على عــدم الضمان إذا أعطاه إلى عامل الصدقة، أما األدلة الدالة على

عدم النقل فهي منصرفة عن ذلك. ومنه يظهر اإلشكال في إشكال المستمسك حيث قال: ال يظهر موضوعية إلذن الفقيه بعد مــا كــان المالــك مأذونــا

، فــإن موضــوعية إذن الفقيــه ناشــئة من(1)من قبل الشارعكونه وليا.

}وكذا{ ال ضمان }بــل وأولى منــه{ في عــدم الضــمان }لــو وكلــه في قبضــها عنــه بالواليــة العامــة ثم أذن لــه في نقلها{ إذ يكون المالك حينئــذ وكيال في القبض، فــإذا قبضــه فكأنما وصل إلى الفقير، ومن المعلــوم أن الفقــير إذا قبض

المال جاز له نقله، وإذا تلف لم يكن على المالك ضمان. لكن ربما يستشكل في ذلك إذا أشكلنا في إذن الفقيــه

بأن المعلوم من حكمة عدم النقل وصول المال إلى

. 328 ص9 ج:المستمسك (?)1364

Page 365: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــاة، بلد غير في مال له كان عشر: لو الثانية نقل أو الزك عما زكــاة احتســابه جاز آخر، بلد إلى الزكاة بلد من له ماال

فيه، المستحق وجود مع ولو بلده في عليه

مصــارف البلــد وفقرائــه، وذلــك ال يختلــف بالوكالــة وعــدمها، إذ المقصــود من هــذا التشــريع يفــوت على كال التقديرين، خصوصا ما دل على أنه ال يحل صــدقة األعــراب

للمهاجرين وال العكس، فتأمل. ثم إنه كما يحق له الوكالة بالوالية العامــة، كــذلك يحــق له الوكالة بما أنه مصرف من المصارف، وكذلك في ســائر الفقراء، ألنه حينئذ قد وصل إلى الفقــير، وقــد تقــدم أنــه ال فرق بين أهــل البلــد وغــيره، اللهم إال إذا قيــل إنــه مخــالف

للغرض. }الثانية عشر: لو كان لـه مــال في غــير بلـد الزكـاة، أوــان يطلب من نقل ماال له من بلد الزكاة إلى بلد آخر{ أو ك إنسان في غير بلد الزكاة }جاز احتسابه زكاة عما عليه في بلده ولو مع وجود المستحق فيه{ قوله: )ولــو( كــان األولى

تركه، إذ اإلشكال في النقل منحصر بهذه الصورة. وكيف كان، فإنما يجــوز ذلــك لعــدم صــدق النقــل، وقــد اختار ذلك غير واحــد، خالفـا لمــا عن الروضــة من اإلشـكال في ذلك، من جهـة صـدق النقـل المـوجب للتغريـر بالمـال، ومن جهة كــون الحكمــة نفــع المســتحقين بالبلــد، خصوصــا

الوارد في النص.ال يحلظاهر ــا بحرمــة النقــل من جهــة النص واإلنصــاف أنــه لــو قلن والفتـــوى، لـــزم القـــول بهـــا هنـــا أيضـــا، ولـــذا قـــال في المستمسك: واإلنصــاف أن بعض أدلـة المنــع عن النقــل إن

. (1)تم دليال عليه منع في المقامين

. 328 ص9 ج:المستمسك (?)1365

Page 366: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــذا ــان لو وك ــخص ذمة في دين له ك ــاز آخر بلد في ش ج هو الــذي النقل من هــذه من شــيء وليس ،زكــاة احتسابه

ــوازه في الخالف محل ــ ــكال فال ،وعدمه ج ــ ءشي في إشمنها.

بلد في الزكــاة فيه الــذي المــال كــان لو:عشــرة الثالثة ولكن ،تلف لو الضــمان مع إليه نقلها له جاز ،بلده غير آخر

.المال بلد في صرفها األفضل

}وكذا لو كان له دين في ذمة شخص في بلد آخــر جــاز احتسابه زكاة{ عليه فيما إذا كان مصـرفا للزكـاة، وكـذا إذا كانت له دار مثال جاز جعلهــا مدرســة أو مــا أشــبه من بــاب

سبيل الله. ــل ــو مح ــذي ه ــل ال ــذه من النق ــيء من ه }وليس شــو الخالف في جوازه وعدمه، فال إشكال في شيء منها{ ول انتقل هو وأمواله إلى بلد آخــر بعــد تعلــق الزكــاة في البلــد األول، فهــل إعطــاؤه هنــاك من النقــل أو ال، احتمــاالن، منــه ال يســمى نقال الحكمة في اإليصال إلى أهل البلد، ومن أن

للزكاة، فتأمل. }الثالثة عشر: لو كان المال الــذي فيــه الزكــاة في بلــدــو في آخر غير بلده{ كما إذا كانت مزارعه في العمــارة وه كربالء المقدسة }جاز له نقلها إليه مــع الضــمان لــو تلــف{ ألنه من نقل الزكاة، فإن المــراد بالبلــد ليس محــل ســكنى

اإلنسان، بل بلد المال، كما صرح به في المستند وغيره. }ولكن األفضل صرفها في بلد المــال{ كمــا نســب إلى العلماء كافة، وذلك ألن األدلة الدالة على صرف الزكاة في

البلد شاملة له، فقول المستمسك: إنه

366

Page 367: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الوالية بعنــوان الزكــاة الفقيه قبض عشــر: إذا الرابعة بدونه أو بتفريط عنده تلفت وإن المالك، ذمة برئت العامة

اشتباها. المستحق لغير أعطى أو

،(1)العمدة في االستحباب، إذ ال يظهر عليه دليــل ســواهاليخلو من نظر.

وإذا كان المال الزكوي متفرقــا في البالد، كمــا إذا كــان له في كل بلد عشر شــياه، كفى إعطاؤهــا في أي من تلــك

البالد، ألنه اليسمى نقال. نعم ال يصح لــه أن يعطيهــا في بلــد خــامس، إذ هــو من النقل، ولــو اشــترى الــدار ألجــل المدرســة مثال من مالكهــا الذي هو عنده، والحال أن الدار في بلد آخر، كان من النقل على أحد االحتمالين، ولو اشترى الدار الــتي في بلــد المــال

وقبضه الثمن في غير بلد المال لم يكن من النقل. ــة ــوان الوالي }الرابعة عشر: إذا قبض الفقيه الزكــاة بعنــك{ ألن قبضــه قبض المســتحق، ــرئت ذمــة المال العامــة ب

فيكون كما إذا أعطاه لوكيل الفقير. ــير }وإن تلفت عنـــده بتفريـــط أو بدونـــه أو أعطى لغـــمن ــط ض ــده بتفري ــتباها{ نعم إذا تلفت عن ــتحق اش المس الفقيه، وكذا إذا سامح في إعطائه لغــير المســتحق، وإال لم يكن على الفقيه أيضا ضمان، ألنــه أمين، وليس على األمين

ضمان. ــه أيضــا، أمــا إذا ــه حــال الفقي ــه حال ــل الفقي ثم إن وكي أعطاها للفقيــه بمــا أنــه مصــرف لهــا فال إشــكال في عــدم

الضمان. ــاة في أن قبض ثم إن سائر الحقوق الشرعية مثل الزك

الفقيه لها كاف في

. 328 ص9 ج:المستمسك (?)1367

Page 368: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــر: إذا الخامسة ــاجت عشـ ــاة احتـ وزن أو كيل إلى الزكـالزكاة. من ال المالك على والوزان الكيال أجرة كانت

إســقاط التكليــف، وإن تلفت عنــده، أمــا الفقيــه إذا لم يفرط وتلفت عنده أو أعطاهــا غــير المســتحق واقعــا، فإنــه يبرأ أيضا، ألنه مكلف بالعمل بالموازين الظاهرية وقد عمل

بها. }الخامسة عشر: إذا احتــاجت الزكــاة إلى كيــل أو وزن كانت أجرة الكيال والوزان على المالك ال من الزكاة{ على األظهر األشهر، كما في المســتند، بــل في منتهى المقاصــد إن عليه األكثر، خالفا للمبسوط، حيث قال: أن يحتســب بــه

. (1)من الزكاة استدل للقول األول: بـأن المالـك مكلـف بـأداء الزكـاة، والكيل والــوزن مقدمــة لــه فيجبــان عليــه من بــاب مقدمــة

الواجب، فتكون األجرة عليه. واستدل للقــول الثــاني: بأصــل بــراءة المالــك من دفــع األجرة، وإذ ال أحد آخــر مكلـف بـذلك فال بــد وأن يكــون من

الزكاة. وبأن المالك كالفقيه، فكمــا إذا احتــاجت إلى أجــرة في

النقل إلى الفقير لم تكن على الفقيه، كذلك المالك. وبأن جعــل حصــة للعامــل يؤيــد كــون األجــرة من نفس الزكاة، إذ ال فرق بين أجرة الكيــل وأجــرة النقــل إذا احتــاج إلى النقل حتى يوصـلها المالــك إلى الفقيــه أو الفقــير، وأي

فرق بين أن يجعل المالك العامل أو الفقيه.ــإذا وجبت ــوم، ف ــدر معل ــك ق ــواجب على المال ــأن ال وب

األجرة كان عليه أكثر وهو

. 228 ص1 ج:المبسوط (?)1368

Page 369: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ينافي ما دل على أنه ال حق في المال إال بمقدار خاص. وبأن الزكاة أمانة بيد المالك وتسليم األمانات ال يقتضي

أزيد من رفع المانع، فال وجه لوجوب األجرة عليه. وبأن الكيل ألجل اإليصال من جملــة ســبل اللــه تعــالى،

فتشمله حصة سبيل الله.ــل ــأن األصــل منقطــع بمــا في دلي وأجيب عن الكــل: بــارف ــإن مص ــه، ف ــك والفقي ــالفرق بين المال المشــهور، وبــاة من ســهم الفقيه الشرعية من بيت المال الذي منه الزك سبيل الله، ولم يثبت ذلك بالنسبة إلى المالــك، وبــأن كــون أجرة الكيل كأجرة النقل أول الكالم، وبــأن القــدر المعلــوم

أما مقدمتها فليست داخلة في القدر المعلوم.هو الزكاة، أمـا رد المــدارك لهـذا االسـتدالل بـأن إيجـاب الزكـاة ال يستلزم نفي إيجاب غيرها، ففيه: إنــه قــد ثبت باألدلــة أن ال حــق واجب في المــال إال الزكــاة والخمس، فــالنفي ألجــل الدليل النافي، ال ألجل إيجــاب الشــيء، وبــأن ظــاهر األدلــة إعطاء الزكاة المستلزم للمقدمة، ال أن الواجب رفع المــانع فقط، وبأن كــون األجــرة ألجــل اإليصــال من جملــة الســبل

المشمولة لآلية محل نظر. هذا ولكن اإلنصاف أن بعض هذه األجوية محل مناقشة،ــه، مثال كــان بل منع، خصوصا إذا استلزم اإليتاء ماال معتدا ب المال كثــيرا ممــا اســتلزم كيلــه مــاال معتــدا بــه كربــع مبلــغــذلك، ــا ب ــك مكلف ــون المال ــدا أن يك ــد ج ــه يبع ــاة، فإن الزك واحتمـال التحصـص بين المالـك والزكـاة بالنسـبة ألجـل أن المال لهما، يبعده أن الزكاة هي المحتاجة إلى الكيل ال مال

المالك، فاحتمال أن تكون األجرة من الزكاة من

369

Page 370: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

شــخص في االســتحقاق أسباب تعدد عشر: إذ السادسة يكون كأن واحد فقيرا يعطى أن جــاز مثال وغارمــا، وعامالنصيبا. سبب بكل

سهم سبيل الله قريب جــدا، خصوصــا وقــد عــرفت في المسألة السابقة أن األجرة للنقل من الزكاة، مــع اشــتراك

األدلة في المسألتين نفيا واثباتا، والله سبحانه العالم. ــتحقاق في ــباب االس ــدد أس ــر: إذا تع ــة عش }السادس شــخص واحــد، كــأن يكــون فقــيرا وعــامال{ يجــبي الزكــاة }وغارما مثال، جــاز أن يعطى بكــل ســبب نصــيبا{ قــال في منتهى المقاصد: إن الحكم مما صرح بــه جمــع، بــل الخالف في ذلك ينقل، وال إشكال يحتمل، بــل نفى الــريب فيــه في المدارك، ونسبه في التذكرة إلى علمائنا، وفي المستمسك

. لكن في الحدائق دعــوى انصــراف(1)أنه المعروف لإلطالق اإلطالق إلى صــورة تبــاين األفــراد، وفيــه: إن اإلنصــراف

ممنوع. ــو نعم الظاهر أنه ال ثمرة لهذا النزاع إال في صورة أنه ل ال التعدد لم يجز اإلعطاء، مثال أعطينا فقيرا إلى حد غناه ثم أردنــا أن نعطيــه من ســهم العــاملين، فإنــه على المعــروف يصح، وعلى رأي صاحب الحدائق ال يصح، أما إذا جمــع قــدر السهمين وأعطي دفعة واحدة لم يكن من مورد الــنزاع في

شيء. أمــا إذا أعطي من ســهم العــاملين إلى حــد الغــنى، ثم أعطي من سهم الفقير، فإنه ال يصح على رأى الحدائق، أما

على المشهور هل يصح تنظيرا بعكسه وهو

. 330 ص9 ج:المستمسك (?)1370

Page 371: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مات إذا الزكاة من يشترى الذي عشر: المملوك السابعةالسالم( )عليه اإلمام دون الزكاة أرباب ورثه له، وارث وال

اإلعطاء أوال من سهم الفقير، ثم من ســهم العامــل، أوــرب، ال يصح النتفاء الموضوع؟ احتماالن، وإن كان الثاني أقــذا بل المتعين، إذ في عكسه الموضوع محقق بخالفه في ه

الفرع. }السابعة عشر: المملوك الـذي يشــترى من الزكــاة إذا مات وال وارث لــه، ورثــه أربــاب الزكــاة دون اإلمــام )عليــه

السالم({ األقوال في المسألة خمسة: األول: إن وارثه أرباب الزكــاة، وهم األصــناف الثمانيــة،ــه في ومعنى ذلك أن إرثه يكون كالزكاة في صرف اإلمام ل مصـــارف الزكـــاة، وهـــذا القـــول اختـــاره جمـــع كثـــير من األصــحاب، كمــا في منتهى المقاصــد، بــل عن المــدارك أن عليه األكثر، وفي الحدائق أنه المشــهور، وفي الجــواهر أنــه المشهور شــهرة عظيمــة، وعن المعتــبر والمنتهى أن عليــه علماءنا، وفي المستند عن رسالة جده دعوى اإلجماع عليــه

صريحا. ــة الثاني: إن وارثه اإلمام )عليه السالم(، كما عن العالم

في القواعد، وولده في الشرح، وعن المعتبر الميل إليه. الثــالث: إن ميراثــه للفقــراء خاصــة، ال ســائر مصــارفالزكاة، كما عن المفيد وجماعة، وعن المدارك أنه أحوط.

الرابع: إنه لو اشتري بسهم الرقاب فإرثــه لإلمــام، ولــو اشتري بسهم الفقراء فإرثــه لهم، كمــا عن الشــهيد )رحمــه

الله( والمقداد. الخـامس: التفصــيل بين العبــد الـذي كـان تحت الشـدة

فميراثه لإلمام، وبين

371

Page 372: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

غيره فميراثه للفقراء، حكي عن بعض. السادس: إن األمر يدور مدار قصد المزكي، فـإن قصـد سهم الرقاب فميراثه لإلمام، أو سهم الفقراء فميراثه لهم، وإن قصد المجموع، أو لم يقصد سهما معينا فميراثــه ألهــل

الزكاة، كما عن الحدائق. اســتدل للقــول األول: بموثــق عبيــد بن زرارة، قــال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل أخرج زكاة مالهــه فنظــر إلى ــك إلي ــدفع ذل ــف درهم فلم يجــد موضــعا ي أل مملوك يباع فيمن يزيــده فاشـتراه بتلــك األلــف درهم الــتي أخرجهــا من زكاتــه فأعتقــه، هــل يجــوز ذلــك؟ قــال )عليــه

، قلت: فإنــه لمـا أعتـق وصـارنعم، ال بأس بذلكالسالم(: حرا اتجــر واحــترف فأصــاب مــاال كثــيرا ثم مــات وليس لــه

يرثــه الفقــراءوارث، فمن يرثه إذا لم يكن له وارث؟ قال: ــتري ــا اش ــه إنم ــاة، ألن ــتحقون الزك ــذين يس ــون ال المؤمن

. (1)بمالهمــالم(: وبصحيح أيوب قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الس

مملوك يعرف هذا األمر الذي نحن عليه أشتريه من الزكاة ، قلت: فإن هو مــات وتــركاشتره وأعتقهوأعتقه؟ فقال:

ميراثه ألهل الزكاة ألنه اشتريماال؟ فقال )عليه السالم(: . (2)بسهمهم

ــة األولى، ــ ــند الروايـ ــ ــكال في سـ ــ وال يخفى أن اإلشـواإلشكال في الداللة، كما

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح43 باب 203 ص6 ج:الوسائل (?)1. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح43 باب 203 ص6 ج:الوسائل (?)2

372

Page 373: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

صــدر األول عن المحقــق، والثــاني عن المــدارك محــل نظر، إذ السند حجة، والداللة واضحة، فإن المحقق قال بعد المناقشة: إن القول بها عنــدي أقــوى، لمكــان ســالمتها عن

ــا على العمــل بها ، وقــال(1)المعارض، وإطباق المحققين من المدارك: بأن الرواية األولى وإن كــانت ضــعيفة الداللــة، إال

. (2)أن الرواية الثانية صحيحة السند واضحة الداللة واســتدل للقــول الثــاني: بــأن العبــد ال يعتــق من ســهمــل يعتــق من ســهم الرقــاب، ــه ليس بفقــير، ب الفقــراء، ألنــه ــوطين بســهم الرقــاب، وليس وارث والفقــراء ليســوا مربــه، ــو من ال وارث ل ــا، فه ــه تبرع ــه لم يعتق ــه، ألن ــق ل المعتــة ــه: إن الروايـ ــه، وفيـ ــو وارث من ال وارث لـ ــام هـ واإلمـ

الصحيحة الصريحة ال تدع مجاال لهذا القول. واستدل للقول الثالث: بأن القــدر المــتيقن من الروايــة صــرف تركتــه في الفقــراء، ألنــه صــرح بــذلك في الروايــة

األولى. وقال في المدارك: إنه أحوط، ألن مــيراث من ال وارث لــه في زمن الغيبــة يعــود إلى الفقــراء فيكــون الــدفع إليهم

ــولين ــا بين القـ ــه: إن الروايـــة وإن صـــرحت(3)جامعـ ، وفيـــة إطالق ــة الثاني ــا، ومن الرواي ــاهر منه ــالفقراء، لكن الظ ب المصـــرف، وأن الفقـــراء من بـــاب المثـــال، واالحتيـــاط

االستحبابي حسن، لكنه ليس بحد ملزم.

. 8 س284 ص:المعتبر (?)1.290 ص:المدارك (?)2.290 ص:( المدارك?)3

373

Page 374: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فقط. الفقراء في صرفه األحوط ولكن

واستدل للقول الرابع: بأنــه إن اشــترى بســهم الفقــراءــاب فاإلرث لهم ألنه اشترى بمالهم، وإن اشترى بسهم الرق

فال وارث له إال اإلمام. كما استدل للقول الثاني به، وهذا في الحقيقة جمع بينــه: إن إطالق أدلة ميراث من ال وارث له، وأدلة المقام، وفي

أدلة المقام محكمة على أدلة إرث من ال وارث له. ثم إن مقتضى هذا القول أنه لــو اشــتري بســهم ســبيل الله، أو بالسهم المطلق أو ما أشبه ذلك، يكون إرثه لإلمــام

أيضا مع مناقشة في ذلك ال يخفى. واستدل للقول الخامس: بأن العبد إذا كان تحت الشدة فاشتراه من سهم الرقاب، فميراثــه لإلمــام، ألنــه لم يشــترــإن ــدة، ف ــا إذا لم يكن تحت الش ــراء، بخالف م ــال الفق بمــة ــبه، فيشــمله أدل ــا أش اشــتراءه من ســهم الســبيل أو م المقام، وفيه: مــا عــرفت من إطالق أدلــة المقــام الحاكمــةــات من ــافة إلى أن بعض الكلم ــة، باإلض ــة األولي على األدل

قبيل االستحسانات. واستدل للقول السادس: بأنــه إن قصــد ســهم الرقــاب فميراثه لإلمام لما تقدم، وإن قصد ســهم الفقــراء فميراثــه لهم ألدلة المقام، وإن قصد المجموع فميراثه ألهــل الزكــاةــه: مــا مطلقا، ألنه اشتري بالمجموع فميراثه للمجموع، وفي

تقدم من تحكيم اإلطالق. }ولكن األحوط صرفه في الفقــراء فقــط{ لمــا عــرفت

من ظهور الرواية األولى في ذلك. ثم إنه ربما يستفاد بالمناط من الروايات أنه إذا صرفت

الزكاة في سبيل الله

374

Page 375: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عرفت عشر: قد الثامنة في االقتصــار يجب ال أنه سابقا على يزيد ما دفع يجــوز بل الســنة، مؤنة على الزكــاة دفع كــان وإن إليــه، يدفع ما ألكثر حد فال دفعة، أعطي إذا غناه

الكفاف قدر على االقتصار األحوط المحترف في خصوصا أعطى لو نعم حرفتــه، تكفيه ال الــذي مقــدار فبلغ تــدريجالإلنفاق زاد ما أخذ عليه حرم السنة مؤنة

ــدمت وســقطت عن ــا أشــبه، ثم ه ــاء قنطــرة أو م كبن االنتفاع يكون ما بقي منها ألرباب الزكاة، وهكذا فيما يشــبه

ذلك، وهذا ليس ببعيد، والله العالم. }الثامنة عشر: قد عــرفت ســابقا أنــه ال يجب االقتصــار في دفع الزكاة على مؤنة السنة، بل يجوز دفع ما يزيد علىــه، وإن كــان ــدفع إلي غناه إذا أعطي دفعة، فال حد ألكثر ما يــترف األحوط االقتصار على قدر الكفاف، خصوصا في المح الـذي ال تكفيــه حرفتـه، نعم لــو أعطي تــدريجا فبلـغ مقــدار مؤنة السنة حرم عليه أخذ ما زاد لإلنفــاق{ تقــدم ذلــك في

أصناف المستحقين للزكاة فراجع. ولو شك في مقدار الحاجة وأنه يكفيه األلف الذي أخذه أم ال يكفيه، فالظاهر جواز األخذ الستصحباب عدم الكفايــة،ــه أي استصحباب الفقر، لكنه لو شك في أنه هل يطــرأ علي ما يحتاج إلى أكثر من المأخوذ، فــالمرجع استصــحاب عــدم

الطريان فال يجوز األخذ. ثم إن في أمثال المقام إشــكاال مشــهورا هــو أنــه كيــف يبيح الشارع أخذ الزائد دفعة وال يبيحه تدريجا مع أن النتيجة

واحدة. وفيــه: إن األمــر في التشــريع دائــر بين تعليــق األحكــام

على الموضوعات، وبين

375

Page 376: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

غــير من أيضـا، القلة طـرف في لها حد ال أنه األقـوى أووغيرهما النقدين زكاة بين فرق

تعليقــــه على الحكم واالســــتنباطات واالســــتنتاجات واالستحســانات، واألول مضــبوط والثــاني غــير مضــبوط، إذ الموضوع محدد ليس قابال للزيادة والنقيصــة، بخالف الحكم فإنها أمور مجهولة قابلة لمختلف االستنباطات واالجتهادات، وضــرر الثــاني أكــثر من ضــرر األول، فالشــارع في المقــام قال: إذا كان فقيرا فأعطه، وإذا كان غنيا فال تعطه، كما أنه قال: إذا كان حاضرا صام، وإذا كــان مســافرا أفطــر، وهــذا أولى من أن يقول: أعطه مقدار حاجته الســنوية، وال تعطــهــوم ال ــه الص ــعب علي ــول: من ص ــه، وأن يق ــد من حاجت أزيــاج ومفهــوم يصوم، ومن سهل عليه يصوم، إذ مفهوم االحتيــوم اليسر قابالن للزيادة والنقيصة واالجتهادات، بخالف مفه الفقر والغنى، ومفهوم الســفر والحضــر، وإن كــانت حكمــة اإلفطار في السفر اليسر، وحكمة اإلعطاء للفقــير الحاجــة،

والكالم في هذا المبحث طويل نكتفي منه بهذا القدر. }واألقوى أنه ال حد لها في طرف القلـة أيضـا، من غـيرــوال ــدين وغيرهمــا{، في المســألة أق ــاة النق فــرق بين زك

خمسة. األول: ما ذكره المصــنف )رحمــه اللــه( واختــاره محكي الجمل والسـرائر والعالمـة في جملـة من كتبـه والشـهيدانــيرهم، بـــل في منتهى ــائل وغـ وصـــاحب المـــدارك والوسـ

المقاصد عن العالمة في التذكرة دعوى اإلجماع عليه. الثــاني: إن أقــل مــا يعطى إلى الفقــير مــا يجب في

النصاب األول من عشرة

376

Page 377: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

قراريط، أو خمسة دراهم، واختاره المفيد في المقنعة، والشيخ في جملــة كتبــه واالنتصــار والصــدوقان وابن زهــرة والحلبي والشرائع وغيرهم، بــل عن المعتــبر أن عليــه أكــثر األصـــحاب وأشـــهر الروايـــات، بـــل عن جمـــع نســـبته إلى المشــهور بين القــدماء، بــل عن االنتصــار والغنيــة اإلجمــاع

عليه. ــا يجب في ــير م ــل مــا يعطى إلى الفق ــالث: إن أق الث النصاب الثاني قيراطان أو درهم، اختاره اإلســكافي وســالر

والسيد في المصريات. الرابع: إن أقل ما يعطى للفقــير نصــف دينــار، كمــا عن

الصدوق في المقنع. الخامس: إن أقل ما يعطى للفقــير الــدرهمان والثالثــة، أما في الذهب فال يجوز أن يعطى إال نصف دينار، أو خمسة

دراهم.ــه باإلضــافة إلى ــدل علي واألقــوى هــو القــول األول، وي أصالة عدم التقدير، فإطالقات أدلة الزكاة محكمة، وإلى أن سائر المصارف يجوز األقــل فيهــا، إذ ابن ســبيل يحتــاج إلى درهم أو عامل عمل بمقدار درهم أو مؤلفة يتألف بدرهم أو غارم لدرهم أو مصــلحة تقــوم بــدرهم أو مــا أشــبه، ال وجــه إلعطائـــه أكـــثر من درهم، فكـــذلك بالنســـبة إلى الفقـــير، خصوصا إذا كان نقصه عن مؤنــة ســنته بمقــدار درهم، كمــا إذا نفذ ماله وبقي يوم إلى رأس سنته التي تأتيه فيه المــال ألجل مؤنته، وكان مصرفه في هــذا اليــوم درهم، جملــة من

األخبار: كصــحيح الهاشــمي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

كان رسول الله )صلى الله عليه وآله وســلم( يقســمقال: صدقة أهل البوادي في أهل البوادي، وصــدقة أهــل الحضــر في أهل الحضر، وال يقســمها بينهم بالســوية، إنمــا يقســمها

على قدر ما يحضره

377

Page 378: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

. (1)منهم، ويرى ليس في ذلك شيء موقت وصــحيح أبي الصــهبان، قــال: كتبت إلى الصــادق )عليــهــل من ــيدي أن أعطي الرج ــا س ــوز لي ي ــل يج ــالم( ه الس إخواني من الزكاة الــدرهمين والثالثــة الــدراهم فقــد اشــتبه

. (2)ذلك جائزذلك علي؟ فكتب: قال في المــدارك: الظــاهر أن المــراد بالصــادق )عليــه

. (3)السالم( هنا الهادي )صلوات الله عليه(، ألنه من رجاله ومــا رواه الفقيــه، عن محمــد بن عبــد الجبــار، أن بعض أصــحابنا كتب على يــدي أحمــد بن إســحاق، إلى علي بن محمــد العســكري )عليهمــا الســالم(: أعطي الرجــل من

ــدرهمين والثالث؟ فكتب: ــاة ال افعــل إنإخــواني من الزك. (4)شاء الله

بل وصحيح الحلبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، ما يرى اإلمام، والقال: قلت له: ما يعطى المصدق؟ قال:

. (5)يقدر له شيءــه وبين الفقــير، مضــافا إلى ــاء على عــدم الفــرق بين بن اإلطالقات الدالــة على البســط، فــإن من كــان لــه النصــاب األول مثال، ال يكــون بســطه إال بإعطــاء الفقــير أقــل من

النصاب األول، ونحوه غيره.

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح28 الباب 184 ص6 ج:الوسائل (?)1. 5 من أبواب المستحقين للزكاة ح23 الباب 178 ص6 ج:الوسائل (?)2. 3 سطر 291 ص:المدارك (?)3. 3 ح10 ص1من ال يحضره الفقية: ج (?)4. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح23 الباب 178 ص6 ج:الوسائل (?)5

378

Page 379: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

من األول النصــاب في عما النقصــان عدم األحوط ولكن النصــــاب في وعما دراهم، خمس وهو الفضة في الفضةنصف وهو الذهب في الذهب من األول

ــر على ــوال األخ ــات األق ــل رواي ــات تحم ــذه الرواي وبه االستحباب بعد وضوح عدم مجال لألصول كاالشتغال ونحوهــغرى ــون ص ــام موه ــاع في المق ــل إجم ــع النص، وإن ك م

وكبرى. أما الروايــات: فهي صــحيح أبي والد، عن أبي عبــد اللــه

ــول: ــال: ســمعته يق ــه الســالم(، ق ال يعطى أحــد من)علي الزكاة أقل من خمسة دراهم، وهو أقل ما فرض الله تعالى من الزكاة في أموال المسلمين، فال تعطوا من الزكاة أقــل

. (1)من خمسة دراهم وروايــة معاويــة، وعبــد اللــه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

اليجوز أن يدفع من الزكاة أقــل من خمســةالسالم(، قال: . (2)دراهم فإنها أقل الزكاة

ــالم(: ــه الس ــوى )علي ــاة أنوالرض ــوز في الزك وال يج. (3)يعطى أقل من نصف دينار

ومن المعلــوم أن الجمــع العــرفي بين الطــائفتين حمــل التقــدير على االســتحباب لنصوصــية أخبــار الجــواز، وظهــور

أخبار عدم الجواز. }ولكن األحوط عــدم النقصــان عمــا في النصــاب األول من الفضة في الفضة وهو خمسة دراهم، وعما في النصاب

األول من الذهب في الذهب وهو نصف

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح23 باب 177 ص6 ج:الوسائل (?)1. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح23 باب 178 ص6 ج:الوسائل (?)2. 36 سطر 22( فقه الرضا: ص?)3

379

Page 380: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

النقـدين غـير في ذلك مقـدار مراعــاة األحوط بل دينار، كل من النصــاب أول في ما مراعــاة ذلك من وأحوط أيضا،

ــون ال واإلبل الغنم ففي جنس، ــ ــاة، من أقل يك ــ وفي ش ما يعطى الغالت في وهكــذا تــبيع، من أقل يكــون ال البقرالنصاب. حد أول في يجب

دينار{ وذلك لما عرفت من ظــاهر النصــوص المقــدرة، بناء على حصرها في النقدين بأن لم نقل إن المــراد منهمــا

المثال حتى في األنعام والغالت. }بل األحوط مراعاة مقدار ذلك في غير النقدين أيضا{ بناء على كون المراد المثال، لكن ال يخفى أن ذلك فيمــا إذا

كان زكاة ما عنده من غير النقدين تساوي ذلك أو أكثر. أما إذا كان ما عنده من الحنطة زكاته أقــل من خمســة دراهم، أو نصف دينــار فال إشــكال في عــدم وجــوب وعــدمــه أربعــون استحباب التقدير بالنسبة إليه، وكذلك إذا كانت ل شاة أو خمسة من اإلبــل، وقيمــة الشــاة أقــل من النصــاب

األول في النقدين. }وأحوط من ذلك مراعاة مــا في أول النصــاب من كـل جنس{ من جهة فهم عــدم الخصوصــية بالنســبة إلى مــورد

الروايات، إذ ال خصوصية للذهب والفضة. }ففي الغنم واإلبل ال يكون أقل من شاة، وفي البقر ال يكون أقل من تــبيع، وهكــذا في الغالت يعطي مــا يجب في أول حد النصاب{ لكن اإلنصــاف أن هــذا االحتيــاط معــارض باســـتحباب البســـط فيمن لم يكن عنـــده أكـــثر من أولــذه ــير ه ــدار إلى غ ــة المق ــد انصــراف أدل النصــاب، وال يبع

الصورة، بل وكذا فيما إذا تعدد الفقير.

380

Page 381: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــعة ــتحب:عشر التاسـ ــير أو العامل أو للفقيه يسـ الفقـللمالك الدعاء الزكاة يأخذ الذي

فــإن البســط عليهم أولى من تخصــيص أول النصــاببواحد وحرمان اآلخرين، والله العالم.

}التاسعة عشــر: يســتحب للفقيــه أو العامــل أو الفقــير الذي يأخذ الزكــاة الــدعاء للمالــك{ أمــا بالنســبة إلى النــبي واإلمام )عليهمـا السـالم( فقـد اختلفـوا في ذلـك، فبعضـهمــو المحكي عن المبســوط والخالف ذهب إلى الوجــوب، وه والمعتبر واإلرشاد والمسالك والدروس وغيرهم، بــل نســبــة الكريمــة، قــال إلى األكــثر، وحجتهم في ذلــك ظــاهر اآلي

رهم وتــزكيهم﴿تعالى: دقة تطه خذ من أمــوالهم صــــر(1)﴾ لهم صالتك سكننإصل عليهم بها و ، فإن األم

حقيقة في الوجوب، واإلمــام )عليــه الســالم( بمنزلــة النــبي)صلى الله عليه وآله وسلم(.

ولذا لم نجد من يقول بالوجوب على النبي )صــلى اللــه عليه وآله وســلم( دون اإلمــام )عليــه الســالم(، ويــدل على ذلك ما دل على صالة النبي )صلى اللـه عليــه وآلـه وسـلم(

لمن أعطى الزكاة. وصــلففي غوالى اللثالى أنــه لمــا نــزل قولــه تعــالى:

وأمر الصحابة بأداء الزكــاة ودفعهــا إليــه، فــأول منعليهم امتثل وأحضر الزكاة رجل اسمه أبو أوفى، فــدعا لــه النــبي

اللهم صــل على أبي)صلى الله عليه وآلــه وســلم( فقــال: . (2)أوفى وآل أبي أوفى

. 103 اآلية :سورة التوبة (?)1. 19 ح232 ص2غوالي اللئالي: ج (?)2

381

Page 382: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وعن الشيخ أبي الفتوح في تفســيره، عن عبــد اللــه بن أبي أوفى قال: كان إذا أتى أحــد بصــدقة عنــد رســول اللــه

اللهم صل على آل فالن)صلى الله عليه وآله وسلم( قال: :فجاء أبي يوما بصدقة عنــده فقــال ،اللهم صــل على آل

. (1)أبي أوفى وبعض آخرون ذهب إلى عدم الوجوب، وهــو المنســوب إلى صدقات المبسوط والخالف والعالمـة في غـير التــذكرة واإلرشاد، واستدلوا لذلك باألصل، وبأن الدعاء ال يجب على الفقير إجماعا، فنائبه في القبض وهو النبى واإلمام )عليهما السالم( أولى بعــدم الوجــوب، وبــأن أمــير المؤمــنين )عليــه السالم( لم يأمر ساعيه بالدعاء، مع أنه أمره بــأوامر كثــيرةــات أن ــاهر من بعض الرواي ــأن الظ ــنن، وب ــا آداب وس جله

األئمة الطاهرين )عليهم السالم( لم يكونوا يدعون. ففي الوسائل في باب دفع الزكاة إلى اإلمــام، بإســنادهــال: بعثت إلى الرضــا ــع ق ــد بن إســماعيل بن يزي عن محمــه ــل بعض أهلي، وكتبت إلي ــدنانير من قب ــه الســالم( ب )علي أخبره أن فيها زكاة خمســة وســبعين والبــاقى صــلة، فكتب

الحديث، فلم يذكر الدعاء لصاحب الزكاة. قبضتبخطه: وفي الكــل: إن األصـل مرفـوع بالـدليل، واإلجمــاع غـير ثابت، وإذا ثبت فقياس النبي )صلى الله عليه وآله( بــالفقير مع الفارق، لوجود النص في النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وسلم(، وعدم ذكر اإلمام )عليه السالم( ال يدل على العدم،

كما لم يذكر اإلمام جملة أخرى من األحكام.

20 ســطر 180 ص16تفسير الشــيخ أبي الفتــوح )الفخــر الــرازي(: ج (?)1 من أبواب المســتحقين للزكــاة ح35 باب 194 ص6. الوسائل: ج3المسألة

6.382

Page 383: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــذي الفقيه إلى بالنسبة األحوط هو بل بالوالية يقبض الالعامة.

ورواية ابن بزيع ال تدل على أن اإلمام لم يدع في وقتــور المعطي ــرق بين حض ــافة إلى الف ــه، باإلض ــولها إلي وص

إن صــالتك ســكنوعدم حضوره، فإن ظاهر قولــه تعــالى: أن ذلك في حال حضور المعطي. لهم

وعلى هذا، فالقول األول هو األقرب. أما بالنسبة إلى الفقيه، فقــد اختلفــوا فيــه، بين مــوجب عليه للتأسي ولالشتراك في التكليــف، وألنــه نــائب فيــترتب عليه ما يترتب على المنوب عنه، إذ لم يدل دليل على كونهذا الحكم من خصائص النبي )صلى الله عليه وآله وسلم(.

ــه: ــل باالســتحباب لألصــل، ولقول إن صــالتكوبين قائ إذ ليس صــالة غـيره سـكنا، فـإن النـبي )صــلى اللـهسكن

عليــه وآلــه وســلم( حيث كـان دعــاؤه مسـتجابا يســكن إلى دعائه نفس المعطي، بخالف غــير النــبي )صــلى اللــه عليــه

وآله وسلم( واإلمام )عليه السالم(. وفيها: ما ال يخفى، ولذا فاالحتياط يقتضى الوجوب.

ولذا قال المصنف: }بل هو األحوط بالنسبة إلى الفقيــهــه، الذي يقبض بالوالية العامة{ وكذلك العامل، ألنه نائب عن أمـــا الفقـــير فالســـيرة على عـــدم دعـــائهم، لكن ال يبعـــد

االستحباب للعلة والمناط. ثم الظاهر أنه يجوز الــدعاء بلفــظ الصــالة لظــاهر اآليــة ومــا تقــدم من األخبــار، وفتــوى بعض الشــافعية المنــع عنــة، ــاء والمالئك ــك، ألن الصــالة صــارت مخصوصــة باألنبي ذل

لوات من﴿واضحة المنع، قال سبحانه: ــ أولئك عليهم ص.(1)﴾ربهم ورحمة

. 157سورة البقرة: اآلية (?)1383

Page 384: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وهل يجب أن يكون الدعاء بهذا اللفــظ؟ احتمــاالن، منظاهر األمر، ومن ظاهر التعليل، والثاني أقرب.

ويصح بكل لغة، إذ ال خصوصية للفظ، ولعموم العلة فياآلية.

وإذا أرسل المالك الزكاة، فهل تجب الصالة؟ احتماالن،ــال ــه في ح ــل كون من اإلطالق، ومن أن الظــاهر من التعلي

المواجهة، ولعل الثاني أقرب. ــبر ثم الظاهر استحباب تعميم الصالة، لما تقدم من الخ

الذي يكفي بضميمة التسامح.ــة دعــاء ــو أعطى مــرات في مجلس، فالظــاهر كفاي ول

واحد، بخالف ما لو أعطى في مجالس. ولو زاد في الــدعاء كــأن يقــول: اللهم بــارك لــه ووســع

عليه وتقبل منه، كان دعاء وزيادة. والدعاء بعد القبض أو حينه، ال قبلــه لظــاهر اآليــة، فــإن الـواو ظــاهر في الـترتيب إذا لم تكن قرينــة، ولــذا اســتدلوا

ــه تعــالى: لوا وجــوهكم وأيــديكم﴿بقول على(1)﴾فاغســالترتيب.

وهل يستحب الدعاء إذا حــول الفقيــه المــال لمشــروع، كما إذا قال لصاحب الزكــاة: أعطهــا لمصــارف المســجد، ال

يبعد ذلك للعلة. ولو كان المعطي هو الفقيه بأن وضع المــال في خزانــة

الفقراء، هل يستحب له أن يصلي على نفسه؟ احتماالن.ــه لم يســتعد ــالقوة، ألن ولــو أخــذ المــال من المــزكي ب

للبذل، فهل يستحب الدعاء أو يجب أم ال؟ احتماالن.ثم الظاهر أنه ال فرق بين قبض الفقيه من

. 6سورة المائدة: اآلية (?)1384

Page 385: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا يحتمــل األصيل أو الوكيل والدعاء لألصيل حينئذ، وربم العدم في الوكيــل لظــاهر أن الــدعاء للســكن المفقــود في

المقام. وهــل يكفي الــدعاء لبعض ذويــه؟ كمــا إذا كــان لــه ابن مريض، فقال: اللهم شاف ابنه، احتماالن، وإن كان األقــرب

العدم. نعم في الدعاء لنفس المــزكي لجهــة خاصــة ال مطلقــا،

كما إذا كان المزكي مريضا فقال: اللهم شافه، احتماالن. ولو قسط الزكاة الواحدة أقساطا فهــل يــدعو مــرة، أوــاني كل مرة؟ الظاهر األول، وإن كان ال يبعــد اســتحباب الث

للعلة إن قلنا بالوجوب في األول.ولو جمع زكوات متعدده إلنسان واحد كفى دعاء واحد.

ولو جاء أناس بزكواتهم كفى دعــاء بصــيغة الجمــع كــانيقول: اللهم صل عليهم.

ولو كان المزكي فاجرا أو مخالفا أو منافقــا فهــل يــدعو ــا له، احتماالن، من اإلطالق، ومن أنهم ليسوا بأهل، خصوص المنافق الذي يلزم لعنه، كما في دعــاء الميت. أمــا إذا دعــا له بلفظ: )اللهم وفقه لمــا تحب وترضـى( ونحــوه، فال يبعـد أن يكون جمعا بين األمرين، وبهذا يفرق عن المنافق الميت

فال يقاس عليه. الظاهر أن الالزم اإلسماع لظاهر العلة، فاليكفي الدعاءــان ــه إذا ك ــزوم اإلشــارة ل ــد ل ــذا ال يبع بحيث ال يســمع، ول

المزكي أصم. وفي المقام فروع أخــر نكتفي منهــا بهــذا القــدر، واللــه

العالم.

385

Page 386: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

في أخرجه ما تملك طلب المــال لــرب يكــره:لعشــروناوالمندوبة الواجبة الصدقة

}العشرون: يكره لرب المال طلب تملك ما أخرجه في الصدقة الواجبة والمندوبة{ كالزكاة والفطرة }والمندوبــة{ كالزكــاة المندوبــة أو ســائر الصــدقات بال إشــكال، بــل في الجواهر دعوى عدم الخالف فيه، بــل عن المعتــبر والمنتهى

دعوى اإلجماع عليه.ــار ــه بأنهــا وســخ المــال، كمــا في بعض أخب واســتدل ل الزكــاة، وبأنــه رجــوع، فيشــمله مــا دل على أن الراجــع فيــير من ــا اســتحيى الفق ــه ربم ــه، وبأن ــالراجع بقيئ صــدقته ك المماكسة فيؤدي إلى استرجاع بعضها، وبأن الزكــاة طهــور

فالرجوع فيها يوجب رجوع الوسخ.تطهرهملقوله تعالى: وفي الكل ما ال يخفى.

إذ مع أنه يرد على األول: كون الصدقة أعم من الزكاة، أن بقائها في المال وســخ، فــإذا أخرجهــا تخلص المــال، والدليل على أنها وسخ عند الفقير أو بعد رجوعها إلى المالك. وعلى الثاني: إن الرجوع ال يشمل مثل االشتراء ونحوه. وعلى الثالث: بأنه أخص من المدعى، إذ نفرض المقــام

باالشتراء بقدر الثمن. وعلى الرابع: بما تقدم في األول.

386

Page 387: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

نعم الروايات تدل على ذلك، وال يبعد تأييد بعض الوجوهالمذكورة للروايات.

ففي صحيح منصور، قال أبو عبــد اللــه )عليــه الســالم(:ــتريها ــه أن يشـ ــل لـ ــدقة لم يحـ ــل بصـ ــدق الرجـ إذا تصـ

. (1)واليستوهبها واليستردها االفي ميراثــالم(: ــه الس ــه )علي ــر، عن ــحيحه اآلخ ــدقتوص إذا تص. (2)بصدقة ال ترجع إليك ولم تشترها إال أن تورث

وعن الحسين بن علوان، عن جعفر )عليه السالم(، عنــول: منأبيه )عليه السالم(: إن عليا )عليه السالم( كان يق

تصدق بصدقة فردت عليه فال يجوز له أكلها، وال يجوز له إال إنفاقها إنما منزلتها بمنزلتها العتق للــه، فلــو أن رجال أعتــق عبدا لله فرد ذلك العبد لم يرجع في األمر الذي جعلــه للــه،

. (3)فكذلك ال يرجع في الصدقة من تصــدقوعن ابن فهــد قــال: قــال )عليــه الســالم(:

بصدقة ثم ردت فال يبيعها وال يأكلها، ألنــه ال شــريك للــه في شيء مما جعل له، إنمــا هي بمنزلــة العتاقــة، وال يصــلح لــه

. (4)ردها بعد ما يعتق وعن دعائم اإلسالم، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(،

إذا تصدق الرجل بصدقة لم يحل لــه أن يشــتريها،إنه قال: وال أن يستوهبها، وال أن يملكها بعد أن

. 1 من أبواب الوقوف والصدقات ح12 باب 318 ص13 ج:الوسائل (?)1. 5 من أبواب الوقوف والصدقات ح12 باب 319 ص13 ج:الوسائل (?)2. 62عدة الداعي: ص (?)3.2 من أبواب الصدقة ح24 الباب 294 ص6( الوسائل: ج?)4

387

Page 388: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كـــان ،أراد من عند تقويمه بعد بيعه الفقـــير أراد لو نعمكراهة وال غيره من به أحق المالك

تصــدق بهــا إال بــالميراث، فإنهــا إن دارت لــه بــالميراث. إلى غيرها. (1)حلت له

لكن هذه الروايات ال بد من حملها على الكراهة بقرينــة اإلجماع المتقدم، وإن أفــتى في الوســائل والمســتدرك في عنوان الباب بعدم جواز الرجوع في الصدقة، وللجمــع بينهــا وبين صحيحة محمد بن خالد، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

فيمن يريد، فإذا قامت(2)إذا أخرجها فليقسمهافي الصدقة على ثمن، فإن أرادها صاحبها فهو أحــق بهــا، وإن لم يردهــا

. (3)فليبعها هذا باإلضافة إلى إطالق أدلة التجارة والضيافة والصــلحــك ــا اليتمكن تل ــام مم ــا أشــبه الشــامل للمق ــة وم والجعال الروايـــات مقاومتهـــا ولـــو من وجهـــة الشـــهرة واإلجمـــاع

المدعى. ــد ــه بع ــير بيع ــو أراد الفق ــال المصــنف: }نعم ل ــذا ق ول تقويمه عنــد من أراد، كــان المالــك أحــق بــه من غــيره، وال

كراهة{ ومثل البيع سائر أنحاء االنتقال كما ال يخفى. ومنه يعلم أن قول المستمسك: هذا غير ظـاهر بـل هـو

. (4)خالف إطالق النصوص المتقدمة، لم يعلم وجهه

.1275 ح340 ـ 339 ص1 ج:( الدعائم?)1في نسخة الكافي والتهذيب: فليقومها. (?)2 ذيله. 3 من أبواب زكاة األنعام ح14 الباب 90 ص6 ج:الوسائل (?)3. 335 ص9 ج:المستمسك (?)4

388

Page 389: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

،به نتفــاعاال للفقير يمكن ال ناحيو من جزء كان لو وكذاــرر للمالك يحصل أو ،المالك غــير يشــتريه وال بشــراء ض

حينئذ الكراهة تـــزول فإنه ،الغـــير بـــأس ال أنه كما ،أيضـــا المملكات من وشبهه بميراث إليه عاد إذا ملكه في بإبقائه

.القهرية

}وكذا لو كان{ ما تصدق به }جزء من حيــوان{ أو غــير حيوان }ال يمكن للفقير االنتقاع به، وال يشتريه غير المالك، أو يحصل للمالك ضــرر بشــراء الغــير، فإنــه تــزول الكراهــة حينئذ أيضا{ كما عن غير واحد التصريح به، بل عن المنتهى

اإلجماع عليه. وكأنه ألن الشــارع الحــظ مصــلحة الفقــير، وفي الفــرع

األول مصلحة الفقير في االشتراء. يــوجب رفــع كراهــة،ال ضــرروأما الثاني فكــأن دليــل

مضافا إلى ما ربما يقال: من انصراف النصوص المتقدمة. }كما أنه ال بأس بإبقائه في ملكه إذا عــاد إليــه بمــيراث وشــبهه من المملكــات القهريــة{ بال إشــكال وال خالف، بــلــوص ــه بعض النص ــدل علي ــه، وي ــاع علي ــبر اإلجم عن المعت

المتقدمة. ثم الظاهر أنه ال فرق بين شراء نفس الصدقة أو شراء كلي واالستيفاء من الصــدقة، لوجــود المنــاط، كمــا ال فــرق

بين شراء كل الصدقة أو بعضها. أما لــو باعهــا الفقــير إلى إنسـان فاشـتراها المالــك من

ذلك اإلنسان، فإنه غير مشمول لألدلة المتقدمة. ولو استغنى الفقير، فهل تبقى الكراهة أم ال؟ احتماالن، وإن كان ال يبعد البقاء لإلطالق، واالنصراف إلى صورة بقــاء

الفقير محل تأمل.

389

Page 390: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ثم إن الظاهر أنه ال فرق بين أن يكون قد تغير الشيء، كأن يعطيــه شــاة فيــذبحها ويشــتري المالــك اللحم منــه، أو يعطيه بذرا فيزرعه ويشتري المالــك الثمــر، أو ال، وإن كــان

شمول األدلة لبعض فروض المسألة محل إشكال. أما نتاج الصدقة، كما لو ولدت الشاة، أو بيض الدجاجــةــه ليس الشــيء مثال، ففي شمول األدلة له احتماالن، من أن

المتصدق به، ومن أن العرف ال يرى فرقا بينهما. والظاهر أن إباحة الفقير التصــرف فيــه وضــيافته ألكلــه

مثل االسترجاع. نعم مثل ضيافة الفقــير لــدخول داره المنتقلــة إليــه من

المالك غير مشمول لألدلة. ولو احتال المالــك لالســترجاع بشــراء ولــده من الفقــيرــة؟ ــه، فهــل هــو داخــل في األدل ــك من مثال، ثم شــراء المالــدون ــا ب ــاط، أم ــدخول للمن ــد ال ــان ال يبع ــاالن، وإن ك احتم

االحتيال فال يبعد عدم الكراهة. ثم إنه ال فرق في الكراهة بين أن يشتري المالك بقــدر الثمن أو أزيد منه أو أنقص، لإلطالق، وإن كان ربما احتمــل

عدم الكراهة في االشتراء باألزيد لالنصراف.

390

Page 391: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

391

Page 392: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فصلالزكاة إخراج وجوب وقت في

فيه يعتــبر فيما الوجــوب تعلق وقت أن سابقا عرفت قد يســتقر نهأو ،عشر الثــاني الشــهر بــدخول نهاحول الحــول

األول الحــول من عشر الثاني احتسب وإن ،بذلك الوجوبالتسمية الغالت وفي.الثاني ال

}فصل في وقت وجوب إخراج الزكاة{

}قد عرفت سابقا أن وقت تعلــق الوجــوب فيمــا يعتــبر فيه الحول حوالنه بدخول الشهر الثاني عشــر{ تقــدم ذلــك في الشرط الرابع من شرائط وجوب الزكاة في المواشي، وفي الشرط الثالث من شرائط وجوب الزكاة في النقدين. }وأنه يستقر الوجوب بذلك، وإن احتسب الثــاني عشــرــدم ــمية{ تق ــاني. وفي الغالت التس ــول األول ال الث من الح ذلـــك في المســـألة األولى من فصـــل زكـــاة الغالت، وفي

المسألة السادسة منه.

392

Page 393: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــوب وقت نأو ــراج وجـ ،التعلق وقت هو األول في اإلخـــاني وفي ،والكـــرم النخل في والصـــرم الخـــرس هو الثـ

.والشعير الحنطة في والتصفية أن:ثالثها ،أقوال ؟ال أو فوري تحققه بعد الوجوب وهل والتســليم الــدفع وأما ،فــوري بــالعزل ولو اإلخراج وجوبالتأخير فيه فيجوز

}وأن وقت وجوب اإلخراج في األول هــو وقت التعلــق، وفي الثــاني هــو الخــرص والصــرم في النخــل والكــرم، والتصــفية في الحنطــة والشــعير، و{ بقي الكالم في أنــهــألة ــوري أو ال؟{ في المس ــه ف ــد تحقق ــوب بع ــل الوج }ه

}أقوال{ ثالثة: األول: القول بالفورية مطلقا.

الثاني: القول بعدم الفورية مطلقا. }ثالثهــا: إن وجــوب اإلخــراج ولــو بــالعزل فــوري، وأمــا الدفع والتسليم فيجوز فيه التأخير{ فالفور بمعــنى اإلخــراج

أو العزل واجب، أما الفور بمعنى الدفع فليس بواجب. ــة، وإلى القول األول: ذهب الفاضالن تبعا لظاهر المقنع

وفي المنتهى اإلجماع عليه. وإلى القول الثــاني: ذهب الحلي والشــهيدان والمــدارك

والذخيرة، وعن السرائر اإلجماع عليه. وإلى القول الثالث: ذهب الشيخ في المبسوط والنهاية،

ونسبه في التذكرة إلى المفيد. حكى األقــوال المــذكورة المســتند واختــار هــو الثــالث،

وفي الجواهر

393

Page 394: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

اختــار عــدم الفــور، وأنهى األقــول إلى ســتة، وادعىــتي مــدتها ــات المطلقــة ال ــدفع كالواجب اإلجمــاع على أن ال

العمر.ــاني، ويــدل عليــه والظــاهر من األقــوال هــو القــول الث باإلضافة إلى األصــل واإلطالقــات الشــاملة لكــل من الفــور

والتراخي، األخبار الخاصة: ال بأسكصحيح حماد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(:

. (1)بتعجيل الزكاة شهرين وتأخيرها شهرين وصحيح معاوية، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: قلت له: الرجل تحل عليه الزكاة في شهر رمضان فيؤخرها

ــهال بأسإلى المحرم؟ قال: ، قال: قلت: فإنها ال تحل علي. (2)ال بأسإال في محرم فيعجلها في شهر رمضان؟ قال:

وصحيح ابن سنان، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، أنه قال: في الرجــل يخــرج زكاتــه فيقســم بعضــها ويبقى بعض يلتمس لها المواضع فيكــون بين أولــه وآخــره ثالثــة أشــهر؟

. (3)ال بأسقال: وهذا الخبر، وإن تمسك به في المدارك، لكن فيه نظر، إذ أنه يدل على جواز التــأخير مــع العــزل، اللهم إال أن يريــد

أن العزل ال خصوصية له، فتأمل. وموثق يونس بن يعقوب قال: قلت ألبي عبد الله )عليه

السالم(: زكاتي تحل علي في

. 11 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 باب 210 ص6 ج:الوسائل (?)1. 9 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 باب 215 ص6 ج:الوسائل (?)2. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 باب 213 ص6 ج:الوسائل (?)3

394

Page 395: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــني شهر، أيصلح لي أن أحبس منها شيئا مخافة أن يجيئ إذا حــال الحــولمن بســألني يكــون عنــدي عــدة؟ فقــال:

فأخرجها من مالك ال تخلطها بشيء، ثم أعطها كيــف شــئت :ــا كتبتهــا وأثبتهــا يســتقيم لي؟ قــال نعم،، قــال: فــإن أن

. (1)اليضركــادقين ورواية المفيد في المقنعة، قال: قد جاء عن الصــل ــاة شــهرين قب ــديم الزك ــا الســالم( رخص في تق )عليهمــة محلها وتأخيرها شهرين عنه، وجاء ثالثة أشهر أيضا، وأربع

. (2)عند الحاجة إلى ذلك، وما يعرض من األسباب أما القائل بالفور، فقد استدل بظاهر األمــر، وفيــه: إنــه

ثبت في األصول أنه ليس األمر للفور. وبأنهــا أمانــة فيجب أدائهــا عنــد المطالبــة، وال شــك أن المستحق مطالب، وفيــه: إن الروايــات الســابقة كافيــة في جــواز التــأخير، فإنــه ال شــك أنهــا أمانــة، لكن الكالم في أن الشارع كيف جعــل أداءهــا، هــذا مضــافا إلى المناقشــة في

أصل تعلق الزكاة بالمال. وبأن المستحق وهو الله سبحانه مطالب، ألنه أمر بإيتاءــور. ــدل على الف الزكاة، فيجب التعجيل، وفيه: إن األمر ال ي نعم لو طالب اإلمــام )عليــه الســالم( وجب الفــور من جهــة

خارجة كسائر أوامر اإلمام.ــد ــو عب وببعض الروايات، كرواية أبي بصير، قال: قال أب

إذا أردت أن تعطي زكاتـك قبـل حلهـاالله )عليه السـالم(: . (3)بشهر أو شهرين فال بأس، وليس لك أن تؤخرها

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 213 ص6 ج:الوسائل (?)1. 23 سطر 39 ص:المقنعة (?)2. 4 من أبواب المستحقين للزكاة ح52 باب 214 ص6 ج:الوسائل (?)3

395

Page 396: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــا )عليـــه وصـــحيح األشـــعري، عن أبي الحســـن الرضـ الســالم(، قــال: ســألته عن الرجــل تحــل عليــه الزكــاة فيــدفعها في وقت ــتى ي ــا ح ــات أيؤخره ــنة في ثالث أوق الس

.(1)متى حلت أخرجهاواحد، فقال: بــل ومــا دل على تشــبيه الزكــاة بالصــيام، بتقــريب أن

الصوم ال يجوز تأخيره، وكذلك الزكاة. ــاوالرضــوي: ــك تقــديمها وال تأخيرهــا، ألنه وال يجــوز ل

مقرونة بالصالة، وال يجوز لك تقديم الصــالة قبــل وقتهــا وال.(2)تأخيرها إال أن يكون قضاء، وكذلك الزكاة

ونحوه عبارة المقنع التي هي نصوص األخبار. وما رواه المفيد في وصــية علي )عليــه الســالم( لولــده

أوصيك يــا بــني بالصــالة عنــدالحسن )عليه السالم(، قال: . (3)وقتها والزكاة في أهلها عند محلها

ــار بعــد ضــعف الســند في ــرد على االســتدالل باألخب وي بعض، وضعف الداللة في بعض: أن الجمع بينهــا وبين أخبــارــار، ــك األخب عدم الفور حمل هذه األخبار على ما ال ينافي تل ألن أخبار التأخير نص، وهذه األخبار ظــاهرة، ومن المعلــوم

أن الظاهر يحمل على النص.استدل القائل بالتفصيل، لعدم وجوب الدفع فورا:

ــونس، ــة يـ ــارض، وبموثقـ ــالم عن المعـ ــل السـ باألصـــاة ــأخير الزك ــواز ت ــة المصــرحة بج وبالمستفيضــة المتقدم

مطلقا أو مقيدا بمدة.ولوجوب العزل واإلخراج بموثقة يونس.

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح52 باب 213 جص :الوسائل (?)1. 36 سطر 22فقه الرضا: ص (?)2.221( األمالي للشيخ المفيد: ص?)3

396

Page 397: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وإمكــان المســتحق وجــود مع الدفع تأخير عدم واألحوط اإلخراج، حينئذ فيجــوز األفضل أو معين مستحق لغرض إال

األزيد بل والثالثة الشهرين العزل، عدم مع ولو

وبرواية أبي حمزة، ألنه إذا وجب العزل مع عدم إمكــاناألداء وجب بدونه بطريق أولى. وباإلجماع المركب.

وفي الكل ما ال يخفى: إذ الموثقــة صــريح في جــواز التــأخير مــع عــدم العــزل واإلخـــراج، وهي تـــوجب حمـــل مـــا عـــداها على نـــوع من

الرجحان. وال إجمــاع إطالقــا في المســألة، فكيــف يمكن االســتناد

إليه. ويؤيد عدم العــزل أنــه ال شــبهة في أن المصــدق يصــل إلى إطراف البالد في أوقــات مختلفــة تقــدما وتــأخرا، ومنــأتيهم المعلوم أنهم ما كانوا يعزلون الزكاة بأنفسهم حــتى ي المصدق الذي يقسم األغنام ومــا أشــبه، كمــا في المصــدق الذي بعثه اإلمام )عليــه الســالم( وغــيره، فــإن كــان العــزل واجبا لم يكن مجــال لتقســيم المصــدق بالنســبة إلى الــذين

يتأخر وصوله إليهم.ــاه من عــدم الــدليل الكــافي للقــول ولهــذا الــذي ذكرن بــالفور والبالتفصــيل اختــار المشــهور من المتــأخرين عــدم

الفورية. هذا }و{ إن كان }األحوط عدم تأخير الــدفع مــع وجــود المستحق وإمكــان اإلخــراج، إال لغــرض{ صــحيح }كانتظــار مستحق معين أو األفضل{ من مستحق أو سائر المصارف. }فيجوز حينئذ ولو مع عدم العزل الشهرين والثالثــة بــل

األزيد{ إلطالق

397

Page 398: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المذكور، االنتظار ثم العزل حينئذ األحوط كان وإنــاون ــغ الته ــا لم يبل ــوازه م ــأخير المقتضــي لج ــة الت أدل

واالستخفاف، كما هو الشأن في كل واجب مطلق. }وإن كان األحوط حينئذ العــزل ثم االنتظــار المــذكور{ وكأن حكمة العزل نفسية، فإن ما يعزله اإلنســان من مالــه ألجل مصــرف يــوجب ابتعــاد النفس عن الطمــع فيــه، وعن إرادة أكله مع أمواله، كمــا أنــه نــوع من اإلطاعــة واالنقيــاد،

ونوع من تعويد النفس على الخير. ثم إن المصنف جمع في احتياطه بين جملــة من أقــوالــأخير المانعين عن التأخير، كالشيخ في النهاية الذي أجاز الت شهرا أو شهرين بعد العزل، وكالشــهيد في الــدروس الــذي أجاز التأخير النتظار األفضــل أو التعميم، وفي البيــان الــذيــا لم أجازه النتظار األفضل أو األحوج أو معتاد الطلب منه م يؤد إلى اإلهمال، وكالعالمة في التحرير الــذي أجــاز التــأخير إذا أراد المــــزكي التعميم، لكن بشــــرط دفــــع نصــــيب الموجودين فورا، وكابن فهد في المحرر الذي أجاز التــأخير

للبسط. والمراد بالبسط البسط على األصناف، وبالتعميم األعم

من البسط، ومن اإلعطاء لفقراء متعددين مثال.ــوزوا ــا، حيث ج ــة جزم ــاني ميال، وجماع ــهيد الث وكالش

التأخير شهرا أو شهرين مطلقا، خصوصا إذا كان لمزية. وأدلة الكل واضحة مما تقدم من الروايات، ومما عــرف من الشريعة من ميلها إلى التعميم وإلى ترجيح األفضل في

كل شيء.

398

Page 399: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

.يضمن الدفع إمكان مع بالتأخير تلف لو ولكن

}ولكن لو تلفت بالتأخير مع إمكان الــدفع يضــمن{ لمــاتقدم في الفصل السابق فراجع.

399

Page 400: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وجــود مع الضــمان في المنــاط أن الظــاهر(:ــ 1 مسألة) أو ساعة أخر فلو ،العرفي الفور عن التأخير هو المستحقضمان فال تفريط غير من فتلفت أزيد بل ساعتين

الظاهر أن المناط في الضمان مــع وجــود:1مسألة } المستحق هو التأخير عن الفور العرفي، فلو أخــر ســاعة أو ساعتين بل أزيـد فتلفت من غـير تفريـط فال ضـمان{ كأنـه النصــراف النصــوص إليــه كمــا في المستمســك، وذلــك ألن األوامر الفوريــة الــتي لم يعلم من القــرائن الفــور المتصــل بــاألمر كــاالوامر بإطفــاء الحريــق وإنقــاذ الغريــق ورمي الحيوان المهاجم وما أشبه، بل كان األمر فوريــا في مقابــل السعة ال يفهم منها العرف الفور المتصل، بل عــدم التــأخير المضــر بتلــك المرتبــة من الفــور المســتفاد من النص على اختالف مراتب الفور العــرفي أيضــا حســب تفــاوت األوامــر

اختالفا بسبب القرائن الداخلية والخارجية. وإنما قلنــا الفــور المتصــل بــاألمر، ألن الفــور الحقيقي،ــأ ــل فهي ــاألمر من قب ــأمور ب ــأن يكــون علم الم وإن أمكن ب المقدمات، وأطــاع بمجــرد انتهــاء اآلمــر من أمــره، أو كــانــي ــره بالمش ــا إذا أم ــدمات، كم ــاج إلى المق ــل ال يحت العم فبمجرد تلفظ اآلمر بالشين من امش جرى، إال أن ذلك دقة

عقلية ال يصار إليه إال بالقرينة. ثم إن تحديد المصنف بالساعة وشبهها إنمــا هــو حســب استظهاره الفور من الدليل في باب الفقير، وإال فربما كان الفور أقل من ذلك، كما إذا احتاج الصــرف في ســبيل اللــه إلى ذلك، مثال احترق مســجد واحتــاج إطفــاؤه إلى التوســل بالسيارات اإلطفائية التي ال تتحرك إال بعد أخذ األجرة، فإن

الفور في ذلك يعد

400

Page 401: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

كونه عدم مع حينه من المستحق إلى اإليصال أمكنه وإن كــان إذا خصوصا فمشــكل حضــوره مع وأما ،عنــده حاضرا.مطالبا

ــثر من بالدقائق ال بالساعات، كما أنه ربما كان الفور أك ذلك، كما إذا كان ســبيل اللــه الــدفاع مثال، وذلــك كــانت لــه مقــدمات طبيعيــة تطــول أيامــا وأســابيع، فــإن التــأخير عن الزمان الطبيعي له يضر الفــور، إلى غــير ذلــك من المــوارد

المختلفة. ولو شك في أن التأخير إلى كذا ساعة هل ينافي الفــور

أم ال؟ فالظاهر أن المحكم هو أصالة عدم الضمان. }وإن أمكنه اإليصال إلى المستحق من حينه{ إذ ال أمر

باإليصال حينئذ وال دليل على الضمان. ال يقال: ال تالزم بين عدم األمــر وعــدم الضــمان، إذ من الممكن أن ال يكون أمر مــع وجــود الضــمان، فــإن األحكــامــير التكليفية ال تالزم األحكام الوضعية، ولذا لو أتلف مال الغ

في حال النوم كان ضامنا، مع أنه ال أمر عليه. ألنــه يقــال: صــحيح ذلــك، إال أن المســتفاد من أدلــة

الضمان هنا التبعية كما تقدم في الفصل السابق. لكن هذا }مع عدم كونه حاضرا عنده، وأما مع حضــوره فمشكل، خصوصــا إذا كــان مطالبــا{ كمــا إذا كــانت الزكــاة موجودة عند المزكي والفقير مطالب حاضر، ومع ذلك أخــر ساعة أو ساعتين، فإن إطالق نصوص الضــمان شــامل لــه،

والسر ما تقدم عند قولنا: ثم إن تحديد المصنف إلخ. وخصوصية المطالبة، أن المستحق لم يرض

401

Page 402: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بالبقاء فيجتمع فيه مخالفــة أمــر اللــه وأمــر المســتحق، بخالف مــا إذا لم يكن مطالبــا، فــإن فيــه مخالفــة أمــر اللــه

فقط. والحاصل: إنه ربما كــان حقــان حــق للــه وحــق للنــاس، وإن كان حق الناس من جعل اللــه ســبحانه كالســرقة مثال،

وربما كان حق واحد كترك الصالة.ثم إن مثل حضور المستحق حضور سائر المصارف.

402

Page 403: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

العلم التــأخير مع الضــمان في يشــترط(:ــ 2 ـــ مســألة) به يعلم لم المالك لكن موجــودا كان فلو ،المستحق بوجود

.التأخير في حينئذ معذور ألنه ضمان فال

ــأخير العلم:2مســألة } يشــترط في الضــمان مــع الت بوجود المستحق، فلو كان موجودا لكن المالــك لم يعلم بــهــوى على ــمان في النص والفت ــق الض ــه عل ــمان{ ألن فال ضــمان، وجدان األهل، فإذا لم يجد األهل كان األصل عدم الض

كما في صحيحي زرارة ومحمد بن مسلم. لكن الظاهر وجــوب الفحص هنــا، وإن لم نقــل بوجوبــه في ســائر الموضــوعات، إذ ال يصــدق أنــه لم يجــد لهــا أهال بدون الفحص، فإن اإلنسان إذا كــان في داره ولم يفحص الــال: بوجــوب يصح أن يقول: ال أجد الشخص الفالني، ولذا ق

الفحص هنا من ال يقول به في سائر المواضع. ثم الظاهر أن المعيار عــدم وجــدان مطلــق األصــناف ال الفقير فقط، فإن وجد المؤلفــة أو ســبيل اللــه أو مــا أشــبه ولم يدفع كان ضــامنا. ومــراد المصــنف بالمســتحق مطلــق

المصرف. ولو وجد ثقة يعرف المصرف، فالالزم أن يدفع إليه ألنه وجد لها أهال، إذ الوجــدان أعم من الوجــدان بال واســطة، أوــح مع الواسطة، ولذا يقال لمن وجد بوكيله أنه وجد، وال يص

أن يقول: إني ال أجد. ثم إن المصنف علل عدم الضمان بقوله: }ألنــه معــذور حينئذ في التأخير{ وأشكل عليه المستمسك بأنــه عليــل، إذ

المعذروية في التأخير في المقام لم

403

Page 404: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

تجعــل موضــوعا لنفي الضــمان، لكن ال يبعــد أن يكــونمراد المصنف هو مفاد النص.

ثم هل الضمان مرفوع فيما إذا وجــد بعض المســتحقين وأعطاهم بقدر المتعارف إعطاؤه لمثلهم، وبقي من الزكــاة بقية، أم الالزم إعطــاء الكــل لهم، فبدونــه يكــون الضــمان؟

احتماالن: وإن لم يجــد لهــا من يــدفعهامن قوله )عليه الســالم(:

ــا أهال، و(1)إليه ــرف لهـ ــدملكن إن عـ ــاهرين في عـ الظـالوجدان المطلق فالضمان.

ومن أن الروايات منصبة على المــوازين العرفيــة، فمثال إذا كانت الزكاة عشرة آالف وكــان شــأن الفقــير أن يعطى له ألف، صدق عرفا أنه لم يجــد للتسـعة الباقيــة أهال، وهــذا

ليس ببعيد. ومنه يعلم أنه لــو أدخــر جــزء ألبنــاء الســبيل المتعــارف وجودهم في البلد في موسم خاص، فتلف قبــل ذلــك، كــان مما لم يجد لها أهال، وهذا ال ينافي ما ذكرناه من أن الظاهرأن المعيار عدم وجدان مطلق األصناف إلخ، كما ال يخفى.

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح39 باب 198 ص6 ج:الوسائل (?)1404

Page 405: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

النصاب جميع أو المعزولة الزكاة أتلف لو(ـ: 3 ـ مسألة) يكــون للضــمان المــوجب التــأخير عدم مع كان فإن ،فتلم

المزبــور التــأخير مع كان وإن ،فقط المتلف على الضمانضامن واألجنبي المالك من فكل المالك من

ــ 3مســألة } ــع: ــة أو جمي ــاة المعزول ــف الزك ــو أتل ل النصاب{ المتشمل على الزكاة، أما النصاب غير المشــتملــف على الزكاة كالنصب األولى لإلبل فليس كذلك، إذ لم تتل

الزكاة، فإن الزكاة في مثل ذلك ليس في العين، فتأمل. }متلف{ مكلف ال مثل الصبي والمجنون إذا قلنــا بعــدم ضمانهما }فإن كان مع عدم التأخير الموجب للضمان يكونــك، ــمان على المال ــط{ إذ ال ض ــف فق ــمان على المتل الض والمطالب من المتلف الحاكم الشرعي ألنــه ولي، والمالــك ألنه مربوط به، والفقير ألنــه مســتحق، فــالحق لهم جميعــا، كمـــا ذكـــروا في مثـــل إتالف مدرســـة موقوفـــة، حيث إنــع ــه م ــاهر أن ــف والطالب، والظ ــاكم والواق ــالب الح المط اختالف الثالثة في خصوصيات االستيفاء يكــون المقــدم هــو

المالك، ألنه الولي أوال وبالذات. }وإن كــان مــع التــأخير المزبــور من المالــك فكــل من المالـــك واألجنـــبي ضـــامن{ فالمالـــك ضـــامن بالتفريـــط، واألجنبي ضــامن بــاإلتالف، لكن هــذا في غــير مثــل النصــبــير ــامن للفقـ ــك ضـ ــل، وإال فالمالـ الخمس األولى في اإلبـ واألجنبي ضامن للمالــك، إذ لم تكن الزكــاة في عين المــال

فتأمل.

405

Page 406: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــوع العامل أو وللفقيه ــاء أيهما على الرجـ رجع وإن ،شـ من الـــدفع له ويجـــوز ،المتلف على هو رجع المالك على.المتلف على الرجوع ثم ماله

}وللفقيه أو العامل الرجــوع إلى أيهمــا شــاء، وإن رجــع على المالك رجع هو على المتلف{ لمســألة تعــاقب األيــدي

المعروفة، فإن قرار الضمان على المتلف. ــف{ إذ }ويجوز له الدفع من ماله ثم الرجوع على المتل ال مال معين في الزكاتية، بل تعلقت الزكاة بالذمة، وواضح أنه لو رجع المستحق إلى المتلــف لم يكن لــه الرجــوع إلى

المالك. ثم إن رجوع المالــك إلى المتلــف إنمــا هــو فيمــا إذا لم يكن المتلــف مغــرورا، وإال لم يكن لــه رجــوع إليــه، كمــا أن عدم رجوع المتلف إلى المالك فيما إذا لم يكن مغرورا وإال كان له الرجوع إلى المالك على حســب القواعــد المــذكورة

في باب اإلتالف وباب الغرور.

406

Page 407: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الوجــوب وقت قبل الزكــاة تقديم يجوز ال(:ــ 4 ـ مسألة)األصح على

ال يجوز تقديم الزكــاة قبــل وقت الوجــوب:4مسألة } على األصح{ وفاقــا للصــدوقين والشــيخين والســيد والحليــل في ــهيدين، بـ ــلين والشـ ــكافي والفاضـ ــبي واإلسـ والحلـ المستند نسبته إلى عامة القدماء والمتأخرين إال شاذ، وفي بعض الكتب نسبته إلى الشهرة، وفي الجواهر إلى الشـهرة

العظيمة، بل عن الخالف اإلجماع عليه. خالفا للمحكي عن العمــاني والــديلمي فجــواز التقــديم،

وعن المعتبر الميل إليه، وفيه أيضا أنه مذهب المفيد. واألقــرب األول: ألن األمــر باإليتــاء إنمــا يتوجــه وقت الوجوب، فال أمر قبل ذلك فال زكاة، وألنه لــو صــح التقــديم لزم إما عدم وجوب الزكاة بعد حصول الشرائط، أو وجوبها

ثانيا، وكالهما خالف األدلة، ولجملة من الروايات: كصحيح عمر بن يزيــد قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم( الرجل يكون عنده المــال أيزكيــه إذا مضــى نصــف

ال، ولكن حــتى يحــول عليــه الحــول ويحــلالســنة؟ فقــال: عليــه، إنــه ليس الحــد أن يصــلي صــالة إال لوقتهــا، وكــذلك الزكاة، وال يصوم أحد شهر رمضان إال في شهره إال قضــاء،

. (1)وكل فريضة إنما تؤدى إذا حلت وصحيح زرارة، قلت ألبي جعفر )عليه الســالم(: أيــزكي

ال، أيصــلي األولىالرجل ماله إذا مضى ثلث السنة؟ قــال: . (2)قبل الزوال

. 2 من أبواب المستحقين للزكاة ح51 الباب 212 ص6 ج:الوسائل (?)1. 3 من أبواب المستحقين للزكاة ح51 الباب 213 ص6 ج:الوسائل (?)2

407

Page 408: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وما رواه الحلبى قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( ال يزكيــه حــتى يحــول عليــهعن الرجل يفيد المــال؟ قــال:

. (1)الحول وال يجــوز لــك تقــديمهاوالرضوي )عليه السالم(، قــال:

. وتأخيرها وما رواه المفيد، عن الحسن بن علي )عليهما السالم(،

أوصــيك يــا بــني بالصــالة عنــدأنه أوصى عنــد وفاتــه قــال: . وقتها، والزكاة في أهلها عند محلها

إلى غيرها من الروايات بهذا المضمون. استدل للقول الثاني: بجملة من الروايات.

كصحيح معاوية، وفيه: قلت: فإنهــا ال تحــل عليــه إال في. (2)ال بأسالمحرم فعجلها في شهر رمضان؟ قال:

الوصــحيح حمــاد، عن الصــادق )عليــه الســالم(، قــال: . بأس بتعجيل الزكاة شهرين وتأخيرها شهرين

وعن الحسين، عن رجل، عن الصــادق )عليــه الســالم(، قال: سألته عن رجل يأتيه المحتــاج فيعطيــه من زكاتــه في

. إن كان محتاجا فال بأسأول السنة؟ فقال: وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال:

إذاســألته عن الرجــل يعجــل زكاتــه قبــل المحــل؟ فقــال: . (3)مضت خمسة أشهر فال بأس

. 1 من أبواب المستحقين للزكاة ح51 الباب 212 ص6 ج:الوسائل (?)1. 10 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 210 ص6 ج:الوسائل (?)2. 12 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 210 ص6 ج:الوسائل (?)3

408

Page 409: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وما رواه المستطرفات، قــال الصــادق )عليــه الســالم(:إن كنت تعطي زكاتك قبل حلها بشهر أو شهرين فال بــأس

. (1)ولك أن تؤخرها بعد حلها وما رواه المفيد في المقنعة، قــال: جــاء عن الصــادقين )عليهمــا الســالم( رخص في تقــديمها شــهرين قبــل محلهــا وتأخيرها شهرين عنه، وجاء ثالثة أشــهر أيضــا، وأربعــة عنــد

، إلى غيرهــا من(2)الحاجة إلى ذلك، وما يعرض من األسباباألخبار.

وقد ذكر المشهور حول األخبار وجوها: األول: التقيــة ألنــه مــذهب ثالثــة من المــذاهب األربعــة، وفيه: إن التقيــة إنمــا هي بعــد الجمــع الــداللي، اللهم إال إذاــروب أخذ بمذهب الفقيه الهمداني كما ذكره في مسألة الغ

في كتاب الصالة. ــا الثاني: حملها على أن التقديم على سبيل القرض، كمــات، ــة بعض الرواي عن الشــيخ في التهــذيبين وغــيره، بقرين كصحيح األحول، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( في رجــلــال: عجل زكاة ماله ثم أيسر المعطي قبل رأس الســنة؟ ق

يعيد المعطي الزكاة(3)فإنه إن كان زكاة كفي، بخالف ما ، إذا كان قرضا.

وخبر يونس قال: سمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( قرض المؤمن غنيمة، وتعجيل أجر، إن أيسر قضاك،يقول:

. (4)وإن مات قبل ذلك احتسب به من الزكاةومثلهما غيرهما في الداللة على القرض.

. 26 سطر 484 ص:السرائر (?)1 باب تعجيل الزكاة.39 ص:المقنعة (?)2.1 من أبواب المستحقين للزكاة ح51 الباب 212 ص6 ج:( الوسائل?)3.10 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 208 ص6 ج:( الوسائل?)4

409

Page 410: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــدمها فلو ــان ق ــال ك ــاء مع ملكه على باقيا الم ،عينه بق احتســابه وللمالك ،بالحــال علم نإ القــابض تلفه ويضــمن

عوضه احتساب أو بقائه مع جديدا

وفيــه: إن األخبــار المــذكورة صــريحة في كونهــا زكــاة، وهذه األخبــار تــدل على صــحة اإلقــراض ثم االحتســاب، وال تدل على عــدم صــحة إعطائهــا زكــاة، ويؤيــد كــون التقــديم

بعنوان الزكاة تحديد المدة، إذ اإلقراض ال مدة له. الثالث: حمل األخبار المجوزة على االســتحباب، وحمــل األخبــار المانعــة على عــدم وجـوب التقــديم، وفيـه: إن هــذا

الجمع أشبه بالتبرع. ــا، إلعــراض ــار المجــوزة إلى أهله ــع: رد علم األخب الراب المشهور عنها، وعدم إمكان الجمع بين الطائفتين وال معنى

للتخيير.ــه{ ــاء عين }فلو قدمها كان المال باقيا على ملكه مع بق إذ المفروض عدم وقوعه زكاة ولم يقصــد غيرهــا، فال وجــه لخروجه عن ملكه، حتى على فرض علمه بأنه لم يقع زكاة،

إذ ال سبب ناقل عن ملكه. }ويضمن تلفه القابض إن علم بالحال{، إن علم المالك وجهــل القــابض فال ضــمان ألنــه مغــرور، وإن انعكس فعلى

لـه، وإن جهال فالمن أتلفالقابض الضمان، لشمول دليل ــه الخالف من أن المالــك ضمان ألنه مغرور، وإن علمــا ففي أهدر احترام مــال نفســه، ومن أن دليــل االتالف شــامل لــه

بعد أن لم يكن سبب ناقل وال إباحة. }وللمالك احتسابه جديــدا مــع بقائــه{ إلى وقت الزكــاة

}أو احتساب عوضه

410

Page 411: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــمانه مع ــاء ض ــابض فقر وبق ــدول وله ،الق إلى عنه الع.غيره

مع ضــمانه وبقــاء فقــر القــابض، ولــه العــدول عنــه إلى غيره{ أو احتسابه لغير الزكــاة، وقــد تقــدم الكالم في ذلـك

في أول فصل أصناف المستحقين. ــوان الزكــاة، فهــل ثم إنه لو قلنا بجواز الدفع مقدما بعن الالزم بقاء الشرائط إلى حين الوجوب، كشــرائط الوجــوب

وفقر اآلخذ أم ال؟ حكي عن العالمة في المنتهى بقاء صفة االســتحقاق، إذ

الشرائط ال تسقط بالتقديم.ــق أداه إلى ــه حـ ــدم، ألنـ ــة العـ وحكي عن بعض العامـ مستحقه، فكان كتقديم أداء الدين على األجل. وفيــه: مــا ال

يخفى. فاألقوى ما اختاره العالمة. وهل القائلون بصحة تقديم الزكاة يقولــون بهــا بالنســبة إلى سائر األصناف، كأن يصرف شيئا منها في سبيل الله أو يعطيـــه البن الســـبيل، أم ال؟ احتمـــاالن من المنـــاط، ومن

اختصاص األدلة المجوزة بالفقير. لكن الظاهر األول، إلطالق األدلة، باإلضافة إلى المناط، وعليه إذا خرج الصنف عن الصنفية، كما إذا عمر قنطرة ثم سقطت عن االنتقــاع، فهــل هــو كــالفقير الــذي غــني أم ال؟

احتماالن.

411

Page 412: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــ مســألة) ئيج ولم شــيئا فقــيرا يعطي أن أراد (: إذا5 ـ جــاء فــإذا ،قرضا يعطيه أن يجوز ،عليه الزكاة وجوب وقت صــفة على بقائه بشــرط ،زكــاة عليه حسبه الوجوب وقت

الوجوب صفة على والمال الدافع وبقاء ،االستحقاق

ــيئا ولم يجئ:5مســألة } ــيرا ش إذا أراد أن يعطي فق وقت وجوب الزكاة عليه، يجوز أن يعطيه قرضــا، فــإذا جــاءــه زكــاة{ كمــا تقــدم في فصــل وقت الوجــوب حســبه علي أصناف المستحقين، ولكن هل يجوز ذلك بالنسبة إلى سائر األصناف كمــا لــو بــنى مســجدا قرضــا ثم حســبه من ســهم سبيل الله، أو أعطى ابن ســبيل ثم حســبه من حصــتهم، أو

ال؟ احتماالن. من المناط، وإطالق بعض األدلة، كخــبر عقيــة، قــال لــه عثمـــان بن مهـــران: إني رجـــل مؤســـر ويحيئـــني الرجـــل ويسألني الشيء وليس هو إبان زكاتي؟ فقــال لــه أبــو عبــد

القرض عندنا بثمانية عشــر، والصــدقةالله )عليه السالم(: بعشرة، وما ذا عليك إذا كنت موســرا كمــا تقــول، أعطيتــه،

(1)فإذا كان إبان زكاتك احتسبت بها من الزكــاة ، وخصوصــاما دل على احتساب الدين زكاة على الميت.

ومن أن ذلــك خالف األصــل فيقتصــر فيــه على مــورده وهــو الفقــير، لكن ال يبعــد األول والمنــاط واإلطالق كافيــان

لرفع اليد عن األصل.ــدافع ــاء ال ــه على صــفة االســتحقاق وبق }بشــرط بقائ

والمال على صفة الوجوب{

. 12 من أبواب المستحقين للزكاة ح49 الباب 210 ص6 ج:الوسائل (?)1412

Page 413: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

االســتحقاق على بقائه مع يجــوز بل ذلك، عليه يجب وال االحتســاب األحــوط كــان وإن غيره، إلى والدفع منه األخذمنه. األخذ وعدم عليه

إذ لو سقط الوجوب لم يكن عليــه زكــاة حــتى يحتســبهمنها، أما صفة االستحقاق فقد تقدم.

نعم في مثل المسجد وابن السيبل ال يشترط البقــاء إن فهمنا الجواز، كما ال يشترط في الغــارم البقــاء إن بقي في احتياجه بأن بقي غارما إن قبضنا منــه المــال، وفي الرقــاب

أيضا ال يشترط، إلى غير ذلك. وذلـــك ألن المســـتفاد من الـــدليل، خصوصـــا بمعونـــةــاء إال احتساب دين الميت، اشتراط الوصف في حال اإلعط

فيما خرج، والمسألة مع ذلك بحاجة إلى التأمل والتتبع. }وال يجب عليه ذلك{ االحتسـاب }بـل يجــوز مـع بقائـهــا على االستحقاق األخذ منه والدفع إلى غيره{ إذ لم يكن م

ــاندفعه زكاة حتى ينطبق عليه قوله )عليه السالم(: ــا ك م ، وإرادته احتسابه في وقت زكاته ال تقلبلله فال رجعة فيه

الدين عن واقعه. }وإن كان األحوط االحتساب عليــه وعــدم األخــذ منــه{

وإنوكأنه لظاهر األمر في الرضوي قــال )عليــه الســالم(: أحببت أن تقدم من زكاة مالــك شــيئا تفــرج بــه عن مــؤمن فاجعلها دينا عليه، فإذا حلت عليك وقت الزكاة فاحسبها له زكــاة، فإنــه يحســب لــك من زكــاة مالــك، ويكتب لــك أجــر

.(1)القرض والزكاة لكن األمـــر ليس في مقـــام الوجـــوب، بـــل في مقـــام

اإلرشاد، فال داللة فيه.وربما يقال: بأنه االحتياط

. 23 ـ 22فقه الرضا: ص (?)1413

Page 414: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

عليــه، إذ اإلعطــاءمــا كــان للهمن جهة احتمال صدق بقصد االحتساب نوع من اإلعطاء لله سبحانه.

وفيــه: إن القصــد ال يجعــل الشــيء للــه، فهــو مثــل أن تقصــد أن تعطي الـدينار المعين إلى الفقــير، فهـل هـذا من

الكون لله سبحانه. وكذا أفتى المســتند وغــيره، بــل لعلــه ظــاهرهم بجــواز

اإلرجاع. ــك وقال في المستمسك: لم أقف على قول بوجوب ذل

.(1)أو احتمالهــذا ــذه من ه ــرق بين أن يأخ ــاط ال ف ــه على االحتي ثم إن الفقير ليعطيه لفقير آخــر، أو ليعطيــه لصــنف آخــر، لوحــدة

الدليل فيهما. ثم اإلعطــاء بقصــد االحتســاب ال فــرق فيــه بين الزكــاةــرق بين ــا ال ف ــا، كم ــالم وغيره ــرة والمظ والخمس والفط االحتســاب من زكــاة هــذه الســنة أو ســنة أخــرى، وبين

االحتساب من زكاة نفسه أو زكاة غيره التي عنده. وكــذلك يجــوز أن يقرضــه ليحتســبه زكــاة ثم احتســابه

خمسا إذا كانا سيدين وبالعكس، وهكذا.

. 343 ص9 ج:المستمسك (?)1414

Page 415: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أو متصلة زيادة عنده فزاد قرضا عطاهأ لو(ـ: 6 ـ مسألة) كـــان نقص لو أنه كما ،للمالك ال له فالزيـــادة ،منفصـــلة

ــتحقاق عن خـــرج فـــإن ،عليه النقص المالك أراد أو االسـ مقتضى هو كما عينه ال عوضه يســـترد غـــيره إلى الـــدفع

القرض حكم

لو أعطاه قرضا فزاد عنده زيادة متصلة{:6مسألة } كالسمن }أو منفصلة{ كالولد }فالزيادة له ال للمالــك{ ألن القرض يصبح ملكا للمقترض، كما ذكروا في كتاب القرض،ــادة حــدثت في ملكــه، وال يصــلح اشــتراط أن تكــون فالزي

الزيادة للمالك المقرض ألنه ربا. ــأداء }كما أنه لو نقص كان النقص عليه{ ألنــه مكلــف بــت المثل أو القيمة، والناقص ليس مثال، وقيمة الناقص ليس قيمة ما اقترضه، ولو زاد من جهة ونقص من جهة كان لكل حكمه، كما لو نمى الحيــوان وهــزل، إذ النمــو غــير الهــزال،

فإنه حينئذ يعتبر المثل أو القيمة حال االقتراض. }فــإن خــرج عن االســتحقاق أو أراد المالــك الــدفع إلى غيره يسترد عوضه{ مثال أو قيمة }ال عينه، كما هو مقتضى حكم القرض{ من كونه الزما، فإن االرتجــاع للعين إن كــان بعنوان الفسخ فهو خالف مقتضى لــزوم القــرض، وإن كــان

بدون الفسخ كان ذلك خالف سلطنة المقترض. لكن هناك قول آخــر بجــواز االرتجــاع، حيث يجب رد مــا اقترض ونفس الشيء أقرب إلى نفسه من المثل والقيمة،ــدارك، فإذا زاد أو نقص كان على المقرض أو المقــترض الت

وتفصيل الكالم في ذلك في كتاب القرض.

415

Page 416: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــدم مع بل ــ ــادة ع ــ الزي ــا ــ عليه ليس أيض أو المثل رد إال.القيمة

}بل مع عــدم الزيــادة أيضــا ليس عليــه إال رد المثــل أوالقيمة{ لما عرفت.

ــوان ــوا على صــحة اإلعطــاء بعن ثم إن بعض الفقهــاء بنــإذا اراد ــه فـ ــرض، وعليـ ــوان القـ ــة ال بعنـ ــاة المعجلـ الزكـ االســترجاع وقــد نقص لم يكن عليــه ضــمان إذا كــان بآفــة سماوية لألصل، واحتمال الضمان لقاعدة اليــد مــدفوع بــأنــذلك منتهى ــا فال وجــه للضــمان، صــرح ب ــدفع كــان مجان ال

المقاصد. نعم يصح هنــا اشــتراط الضــمان، اللهم إال أن يقــال: إن الدفع ليس عقدا حتى يصح الشرط المــذكور، فإنــه ال يصــحــوه، ــد ونح ــمن عق ــا إال في ض ــون ملزم ــرط بحيث يك الش

فيكون من قبيل الشروط البدائية. ومما تقدم يعرف حكم ما لو أفرخ البيض المدفوع زكاة بعنوان القيمة، أو زرع الحنطــة أو خلطهــا بغيرهــا، إلى غــير

ذلك مما ذكروا في كتاب الغصب. ثم الظــاهر أن حــال التعجيــل قرضــا أو بعنــوان الزكــاة المعجلة حال نفس الزكاة في جواز إعطاء القيمة والمثــل،

فال يشترط إعطاء العين. وحكم ما ذكرناه هنــا في الزكــاة حكم الخمس المعجــل لوحدة المالك، بل لما دل من أن الخمس بدل الزكــاة، كمــا

ذكرناه في كتاب الخمس على إشكال.

416

Page 417: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الحــول أثنــاء في الفقير أقرض ما كان لو(:ــ 7 ـ مسألة)ــرج النصاب من بعضا ،حلوله بعد عليه االحتساب بقصد وخ

بقائه لعــدم ،األصح على الوجــوب ســقط ،حده عن الباقيــول ملكه في ــول طـ ــواء ،الحـ ــانت سـ عند باقية العين كـ

بعض عطــاهأ لو نعم ،لالحتساب محل فال ،تالفة أو الفقيرالمذكور بالقصد أمانة النصاب

لو كان ما أقرض الفقـير في أثنـاء الحــول:7مسألة } بقصد االحتساب عليه بعد حلوله، بعضــا من النصــاب{ كمــا

لو كانت له أربعون شاة وأعطاه شاة قرضا. }وخرج الباقي عن حــده{ كالمثــال، فــإن تســعا وثالثين ليس نصابا }سقط الوجوب على األصح{ كما هو المشــهور }لعدم بقائه في ملكه طول الحول{ وقد عرفت ســابقا أنــال ــيخ حيث ق ــا للش ــاة، خالف ــق الزك ــرط في تعل ــك ش ذل بالوجوب، وعللــه في محكي كالمــه بأنــه ثبت أن مــا يعجلــه إنما هو على وجــه الــدين، ومــا يكــون كــذلك فكأنــه حاصــل عنده، لكنك قد عرفت أن الــدين يــوجب زوال ملــك الــدائن والدخول في ملــك المــديون، فالنصــاب غــير حاصــل طــول

السنة. }سواء كانت العين باقية عند الفقــير أو تالفــة{ إذ بقــاء العين ال يؤثر في بقاء شرط النصاب، أما تلفها فواضــح في إخالله حتى على رأى الشيخ القائل بــأن القــرض يبقى على

ملك المقرض، إذ قد فقدت العين. ــاة تجب في ــ ــيخ من أن الزك ــ ــان للش ــ نعم على رأي ث الدين، وأن تبديل النصاب في أثناء الحول ال يسقط الزكاة،

وجبت الزكاة مطلقا. ــو أعطــاه بعض النصــاب }فال محــل لالحتســاب، نعم ل

أمانة بالقصد المذكور

417

Page 418: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــقط لم ــوب يسـ ــاء مع الوجـ ــير عند عينه بقـ فله ،الفقـــاب ــ ــ ــول بعد حينئذ االحتس ــ ــ ــول حل ــ ــ على بقي إذا الح

.االستحقاق

لم يســقط الوجــوب مــع بقــاء عينــه عنــد الفقــير، فلــهــول الحــــول إذا بقي على ــ ــد حل ــ ــذ بع ــ ــاب حينئ ــ االحتس االســتحقاق{ وتــوفرت ســائر الشــرائط، الجتمــاع شــرائط

الوجوب حينئذ.

418

Page 419: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بالقصد أقرضه الــذي الفقــير اســتغنى لو(:ــ 8 ـ مسألة) االحتســاب يجــوز الحول حال ثم ،المال هذا بعين المذكور

الدين هذا بسبب الفقر صفة على لبقائه عليه

لو استغنى الفقــير الــذي أقرضــه بالقصــد:8مسألة }ــح ــه ال يص ــكال في أن ــال فال إش ــذا الم ــير ه ــذكور{ بغ الم االحتساب عليه، ألنه حال االحتساب غــني، والغــني ال يمكن إعطاؤه الزكاة، اللهم إال إذا حسبه عليه بعنوان آخر كعنوانــبه من ــا أش ــارم، أو م ــه، أو الغ ــبيل الل ــبيل، أو س ابن الس

العناوين غير المنافية للغنى. نعم في احتسابه من سهم ابن السبيل عليه إشكال منــتي تعطى البن الســبيل إنمــا هــو ألجــل جهــة أن الزكــاة ال وصوله إلى وطنه، وذلك ال يحصل هنا، فهــو مثــل أن يعطى من الزكاة البن السبيل وهو يعلم أنه ال يذهب بها إلى بلده،

فتأمل. ولو استغنى الفقــير }بعين هــذا المــال ثم حــال الحــول يجوز االستحباب عليه لبقائه على صــفة الفقــر بســبب هــذا الدين{ فــإن الفقــير أعم ممن المؤنــة لــه، وممن لــه مؤنــة

لكن عليه دين ال يتمكن من أدائه.ــاب ــواز االحتس ــع من ج ــا للمحكي عن الحلي فمن خالف عليه لصيرورته غنيا فيخرج عن موضوع االســتحقاق. وفيــه:

ما عرفت. وقد أجاز من منع االحتساب أن يــرده على الفقــير بعــد أخذه منــه، ألنــه باالســترجاع صــار فقــيرا فجــاز الــرد عليــه،ــاهرة في وأشكل عليه في محكي المختلف بأنه ال حكمة ظ أخــذه ودفعــه، ورده في محكي المــدارك بــأن عــدم ظهــور

الحكمة ال يقتضي عدمها في نفس األمر.

419

Page 420: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الغارمين سهم من االحتساب ويجوز .أيضا إذا قيمته بارتفــاع أو ،المــال هــذا بنمــاء استغنى لو وأماــان ــدار نإ :وقلنا قيميا ك ــوم قيمته الم ــوم ال القــرض ي ي.عليه االحتساب يجز لم ،األداء

ــانون أقول: الحكمة هي استتباب القانون، فإن وضع الق العــام يقتضــي مراعــاة الشــمول واإلطالق فيــه، وإن كــانت النتيجة بين ما فيه الموضوع وما ليس فيه الموضوع واحدة. ثم ال يخفى أن الحلي استدل لما أفتى به بدليل غير تام في صورته، وإن كــان مآلــه إلى مــا ذكرنــاه، فأشــكل عليــه الجــواهر، لكن ظهــور إرادة الحلي تمنــع من ورود اإلشــكال

عليه، فراجع السرائر والجواهر. }ويجوز االحتساب من سهم الغــارمين أيضــا{ كمــا نبــهــر ــهم آخ ــل وس ــيره، ب ــدارك وغ ــك في محكي الم على ذل

منطبق عليه، كما ذكرناه. }وأما لو استغنى بنماء هذا المــال أو بارتفــاع قيمتــه إذا كان قيميا{ مثال اقترض شاة حــال كــون قيمتهــا درهمــا، ثم صارت قيمتها خمسين، والحال أنه مــديون لصــاحب الشــاة

بدرهم فقط قيمة يوم القرض. }وقلنا إن المدار قيمته يوم القرض ال يوم األداء{ إذ لو كــان المــدار قيمــة يــوم األداء لم يكن للمقــترض شــيء بــه

يكون غنيا كما هو واضح. }لم يجز االحتساب عليه{ ألنه غني بغير الزكــاة، فليس

كالمسألة السابقة مما كان غنيا بنفس الزكاة. ثم إنه لو كان قد اقــترض من شخصــين بمــا صــار بكــل

واحد

420

Page 421: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

منهما غنيا واحتسبا، فالظاهر سقوط نصــف الزكــاة عن كل واحد منهما، ألنه مقتضى قاعدة العدل، وعــدم الــترجيح

بال مرجح، ويحتمل القرعة.

421

Page 422: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

فصلالقربة نية فيها فيعتبر العبادات من الزكاة

}فصل{ }الزكــاة من العبــادات فيعتــبر فيهــا نيــة القربــة{ فإنهــا ليست من األمور التوصلية حــتى يــأتي بمجــرد حصــوله في الخارج، كالنجاســة والطهــارة الخبثيــة، وذلــك إلطالق قولــه

، فإن اطالقه يشمل(1)إنما األعمال بالنيات)عليه السالم(: كل عمل، خرج منه التوصليات وبقي الباقي.

، وما أشبه(2)ال عمل إال بنيةوكذا قوله )عليه السالم(: مما ذكر في محله مفصال.

ــة، ــير العبادي ــا ليســت من األمــور اإلنشــائية غ ــا أنه كمــة دون ــاج إلى الني ــتي تحت ــامالت ال ــائر المع ــارة وس كاإلج

مــروا إال ليعبــدوا اللهما أو﴿القربة، وذلك لقوله تعالى: (3)﴾مخلصين مما يدل على أن األوامر الشرعية ال تتأتى إال

بالقربة، واإلشكال في األمــرين مشــهور مــذكور في الكتباألصولية فراجع.

. 10 من أبواب مقدمات العبادات ح5 باب 35 ص1 ج:الوسائل (?)1. 1 من أبواب مقدمات العبادات ح33 ص1 ج:الوسائل (?)2. 5سورة البينة: اآلية (?)3

422

Page 423: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وزكــاة خمس عليه يكــون بأن عليه، ما تعدد مع والتعيين أنه يعين أن عليه يجب فإنه هاشميا، فأعطى هاشمي وهوأيهما من

هذا باإلضافة إلى اإلجماع المسلم من غــير خالف ينقــل إال عن األوزاعي، فعن المعتبر والتذكرة والمنتهى والمدارك

والجواهر وغيرها اإلجماع عليه. وكأن المصــنف اكتفى بــذكر القربــة عن ذكــر اإلخالص،

ألن القربة المطلقة ال تجمع مع ضد اإلخالص. }والتعيين مع تعدد ما عليه بأن يكون عليه خمس وزكاة وهو هاشمي فأعطى هاشميا{ إذ لــو أعطى غــير الهاشــمي تعين للزكاتيــة، ولــو كــان المعطي غــير هاشــمى للهاشــمي

تعين للخمسية. ــك ألن ــا{ وذل ــه من أيهم ــه أن يعين أن ــه يجب علي }فإن المــأتي بــه قابــل االنطبــاق على كــل واحــد منهمــا، وبــدون التعيين ال يكون انطبــاق، فلم يــأت بالمــأمور بــه، لكن ربمــا يستشكل على ذلك بأنه كما يجوز عدم التعيين فيما إذا كان عليــه زكاتــان وأعطى إحــداهما كــذلك في المقــام، فإنــه ال فرق بين المقامين فالمقدمة التي تقول بأنه )بدون التعــيين اليكون انطباق( ليســت تامــة، وعليــه ففي كيفيــة االنطبــاق

احتماالت: األول: االنطباق على أحدهما المردد، كما إذا كــان عليــهدينار لزيد فأعطاه دينارا، فإنه ينطبق على أحدهما المردد.

الثاني: االنطباق على نصف كل واحد منهمــا، فــإذا كــان واحــد ممــا عليــه من الزكــاة والخمس خمســة دنــانير مثال،وأعطى خمسة، فقد أعطى نصف الزكاة ونصف الخمس.

423

Page 424: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

بل التعــيين، يجب فإنه وكفــارة، زكــاة عليه كان لو وكذا عليه يجب فإنه والفطــرة المــال زكــاة عليه كــان إذا وكــذا

األحوط على التعيين

الثالث: لزوم التطبيق بالقرعــة، إذ ال وجــه لألول، لعــدم وجود المصداق المردد، وال للثاني، إذ ال أولوية لنصــفي كــل واحد منهما من أحدهما وشيء غــير متســاو من كــل منهمــا كالربع من أحدهما وثالثة أرباع من اآلخر، فهــو أمــر مشـكل والقرعة لكــل أمــر مشـكل، سـواء كـان مشـكال ظــاهرا، أو

واقعا، كما عممها بعض الفقهاء. وفي مقابل عدم االحتياج إلى التعــيين مطلقــا، احتمــالــال الســيد ــا ق ــدد، كم ــدم التع ــع ع ــتى م ــيين ح ــزوم التع ل البروجردي في تعليقته: ألن المنــاط في لــزوم التعــيين هــو اشتراك صورة العمل بين عنوانين أو أكثر، واحتياج تخصصه

. (1)بأحدها إلى قصده ال تعدد األمر وفيــه: إن االنطبــاق مــع الوحــدة قهــري فال يحتــاج إلى

قصده.ــيين{ أو }وكذا لو كان عليه زكاة وكفارة فإنه يجب التع

زكاة ونذر أو وقف أو غيرهما لوحدة المناط في الكل. }بل وكذا إذا كان عليه زكاة المال والفطرة، فإنه يجب عليه التعيين على األحوط{ ألنهما حقيقتان، كما يكشف عن ذلك مغايرتهما ذاتا ومــوردا وســببا ووقتــا وأحكامــا كمــا في

المستمسك. ويحتمل العدم ألنها حقيقة واحــدة، وهــذه االختالفــات ال تــوجب اختالفهمــا حقيقــة، فــإن االختالف في الخصوصــيات

الفردية

فصــل الزكــاة من97 الــبروجردى على العــروة الــوثقى ص:تعليقة (?)1. 1العبادات سطر

424

Page 425: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الــــدفع يكفيه فإنه عليه الــــذي الحق اتحد إذ ما بخالف التعــدد مع بل نوعــه، جهل وإن الذمــة، في ما بقصد أيضــا ما أو أوال، عليه وجب ما ينوي بأن اإلجمالي التعيين يكفيه وجب مثال، ثانيا

ــل االختالف بين ــ ــة، فهي من قبي ــ ــور الذاتي ــ ال في األمشخصين ال بين حقيقتين.

ــدفع ــه ال }بخالف ما إذا اتحد الحق الذي عليه فإنه يكفي بقصد ما في الذمة، وإن جهل نوعه{ كمــا إذا علم أن عليــه شاة، لكن لم يعلم أنها ألربعين شاة أو لخمس من االبل، أو علم بأن عليــه دينــارا من الخمس، لكن لم يعلم أنــه خمس

الكنز أو خمس األرباح. وكذلك إذا علم أن عليه شــاة، لكن لم يعلم أنهــا خمســا للهاشــمي إذا خمس شياه أو زكاة أربعين شاة، فإن دفعه كان هاشميا هو يكفي بقصد مــا في الذمــة، وإن جهــل نــوع

الحق. والســبب في الكــل واضــح، إذ ال تعــدد في الذمــة حــتى يصح انطباق الخارج على أي واحد منهما فيحتــاج األمــر إلى

التعيين. ــوي ــأن ين }بل مع التعدد أيضا يكفيه التعيين اإلجمالي، ب ما وجب عليه أوال، أو ما وجب ثانيا مثال{ كما إذا كانت عليه شاتان، شاة زكاة وشاة خمسا، فإنه يكفي إعطاء الهاشمي الشاة األولى بقصــد أنهــا لمــا وجب عليــه أوال من خمس أو زكاة، ثم يعطي نفس الهاشمي أو هاشــميا آخــر شــاة ثانيــة بقصد ما وجب عليه ثانيا، بل يكفي أن يعيطهمــا معــا دفعــة واحد لشريكين أحدهما هاشمي واآلخر غير هاشــمي بقصــد أن يكون الخمس للهاشمي والزكاة لغير الهاشــمي وهكــذا، وذلــك لتحقــق اإلطاعــة بإيتــاء الزكــاة وإعطــاء الخمس إلى

مصرفهما.

425

Page 426: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

يعتــبر ال وكــذا ،والنــدب الوجــوب نية يعتــبر وال نية أيضــا أو الغالت أو األنعــام من أنه الزكــاة منه تخرج الذي الجنس

متحــدا الوجــوب محل يكون أن بين فرق غير من ،النقدينمتعددا أو

}وال يعتــبر نيــة الوجــوب والنــدب{ خالفــا للمســتند، وال األداء والقضاء وما أشبه ذلك لمــا حقــق في بحث النيــة من

عدم الدليل على اعتبار هذه األمور. ــاة ــه الزك }وكذا ال يعتبر أيضا نية الجنس الذي تخرج من أنــه من األنعــام أو الغالت أو النقــدين{ فيمــا إذا أعطى مــاــون ينطبق على كل منها، كما إذا دفع الشاة فيما عنده أربع شاة وخمس من اإلبل مثال، أو أعطى النقــد باعتبــار القيمــة القابل االنطباق على كل ما عنده، وإن كان مــا يلــزم دفعــه

في األصل مختلفا، كما إذا كان عنده النقدان مثال. }من غير فــرق بين أن يكــون محــل الوجــوب متحــدا أو متعددا{ وهل يلزم التعيين في المتعدد، كأن ينوي أنها شــاة اإلبــل، أو شــاة الشــياه، أو ال يلــزم، بــل لــه أن يعطي شــاة بدون قصد، أو شاة بقصــد أيهمــا؟ احتمــاالن، ذهب إلى كــل

ذاهب: من أصالة عدم لزوم التعيين، ومن أن المجهــول ال يقــع عن أحــدهما، ألنــه عن هــذا أو ذاك تــرجيح بال مــرجح، وعن

أحدهما المردد ال وجود له. ــا على ــدفوع عن كليهمـ ــون المـ ــد أن يكـ ــا إذا قصـ أمـ

التناصف أو ما أشبه فال إشكال فيه كما تقدم.

426

Page 427: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

،متعــددا أو متحــدا الحق نــوع يكون أن فرق غير ومن بل فــإن ،اإلبل من وخمس الغنم من أربعون عنده كان لو كما

النقــدين أحد من عنــده كــان أو ،شــاة منهما كل في لحقاذلك من شيء تعيين يجب فال ،األنعام ومن

ــوع الحــق متحــدا أو ــون ن ــرق أن يك ــير ف ــل ومن غ }ب متعــددا، كمــا لــو كــان عنــده أربعــون من الغنم وخمس من اإلبل، فإن الحق في كل منهما شاة، أو كان عنــده من أحــد النقــدين ومن األنعــام{ فــإن نــوع الحــق هنــا متعــدد، إذ في النقدين نوع الحق النقدان، وفي األنعام نوع الحــق األنعــام، فإذا دفع دينارا مطلقا بعنوان الزكاة ال يشترط نية كونه من

زكاة النقدين عينا، أو من زكاة األنعام قيمة. ــا عن ــا، كم ــك{ إجماع ــيء من ذل ــيين ش }فال يجب تعــه في كالم األصــحاب، المنتهى، وعن المدارك أنه مقطوع ب وأشكل عليه في المستمسك بقوله: لكن يشــكل ذلــك بنــاء على تعلق الزكاة بالعين، إذ حينئذ يكــون حــال الزكــاة حــال الديون المتعلقة برهون متعددة، كمــا لــو اســتقرض عشــرة وجعل فرسه رهنا عليها، ثم عشرة وجعل بعيره رهنا عليها،ــه لم ــدينين بعين فإذا دفع إليه عشرة دراهم ولم يعين أحد ال يسقط كل منهمــا، ولم يصــح قبضــه وفــاء، فــإن عين األول تحرر الفرس دون البعير، كما أنه لو عين الثانية تحرر البعيرــف دون الفرس، وفي المقام كذلك، إلى أن قال: وكذا يختل الحكم في التلــف، فإنــه إذا نواهــا عن الشــياه فتلفت بقيت عليه زكاه اإلبل، ولو نواهــا عن اإلبــل، وقــد تلــف الشــياه ال

انتهى. ،(1)شيء عليه

. 347 ص9 ج:المستمسك (?)1427

Page 428: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أقـــول: إن دفـــع عشـــرة مطلقـــة في مثـــال الـــرهن،فالمحتمالت خمسة:

األول: أن تقع عن أحدهما بال تعيين، فيكــون حــال ذلــكــة وإحــدى حــال مــا إذا دفــع شــاة في مــا كــان نصــابه مائ

وعشرين. الثاني: أن تقع عن أول الرهنين، كمــا ذكــروا ذلــك فيمــاــع عن إذا كان عليه يومان قضاء الصيام فصام يوما، فإنه يق أولهما، وفائدته تظهر فيما إذا كــان اليــوم األول عن الســنة السابقة واليوم الثاني عن السنة الحاليــة، وكــان يــوم واحــد إلى الرمضان الثالث، حيث إنه كــان قضــاء عن اليــوم األول تجب عليه قضاء الثاني وفديته، بخالف ما إذا كان عن اليوم الثاني فإنه ال فدية عليــه، لكن هــذا االحتمــال فيمــا إذا كــان

هناك أول وثان، ال فيما إذ كان األمران دفعة. الثــالث: أن ال تقــع عن شــيء، ألن أحــدهما بال تعــيين ال مصداق له خارجا، وأحدهما المعين ترجيح بال مرجح، فيبقىــة على مــال الرهنان على ما هما عليه، وتكون العشرة باقي

الراهن. الرابع: القرعة، ألنهــا لكــل أمــر مشــكل، وذلــك شــامل للمشكل الظاهري، كما إذا طلق واحــدة، ثم شــك في أنهــا هي هــل هنــد أو ســمية، والمشــكل الــواقعي كمــا إذا قــال إحداهما طــالق، حيث لم يقصــد حين الطالق امــرأة معينــة،

وما نحن فيه من قبيل الثاني. الخامس: أن يكون الحكم التناصف، وهــذا هــو األقــرب،ــع ــدة النســبة للعشــرة م ــو وح ــذي ه ــود المقتضــي ال لوجــه لم الرهنين، وقد قصد الراهن الفك في الجملة، لفرض أن يقصد فك أحــدهما، وعــدم المــانع، فيشــمله إطالقــات أدلــة

انفكاك الرهن

428

Page 429: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

،ال أو عليه مما واحد جنس من المـــدفوع كـــان ســـواءقصد مجرد فيكفي

بإعطاء المال، وبعد هذا ال يكون مجال الحتمــال اختالف الكسر، كأن يفــك من البعــير الخمس، ومن الفــرس أربعــة

أخماس، أو ما أشبه ذلك. أما القرعة فإنها على المشهور تحتاج إلى العمل.

وأما أن ال يقع عن شيء فهو ال وجــه لــه بعــد التناصــفالمذكور، كما ال وجه لئن يقع عن أولهما لعدم الخصوصية.

أما أن تقع عن أحدهما كالنصاب الثاني، ففيــه: إن ذلــك فيما إذا كان بال تعــيين خــارجي، والمفــروض وجــود التعــيين

الخارجي في المقام.ــاة ــه في الزك ــرى مثل ــرهن ج ــق الكالم في ال وإذا تحق والخمس، كما إذا كان عليه خمس األرباح وخمس الكنز، أو كان عليه زكاة وخمس، أو وقف وزكــاة، أو خمس ونــذر، أوــارا لولــده الصــغير، غير ذلك، أو كان مديونا دينارا لزيد ودين ثم أعطاه دينارا ولم يقصد أنه لــه أو لولــده، إلى غــير ذلــك

من الموارد. كما لو كان عليه ثمنا جنسين في أحدهما الخيــار، فــدفع أحد الثمنين، ثم فســخ مــا فيــه الخيــار، فــإن لــه أن يســتردــه نصــف الثمن ــع على التناصــف، ويبقى علي ــا دف نصــف م للجنس الذي لم يكن فيــه خيـار، أو قـدم فطــرة عن نفسـه وزوجته قبل الغروب وماتت الزوجة قبل الغــروب، فــإن لــه

أن يسترجع النصف، ثم يعطي النصف الثاني عن نفسه. }سواء كان المدفوع من جنس واحــد ممــا عليــه، أو ال،

فيكفي مجرد قصد

429

Page 430: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــ أو متســاويان نامال له كان لو بل ،زكاة كونه ،نامختلف أحدهما عن الزكاة فأخرج ،نامختلف أو غائبان أو حاضران

ذلك بعد التعيين وله أجزأه تعيين غير من

كونة زكاة، بل لو كان له ماالن متســاويان أو مختلفــان، حاضران أو غائبان أو مختلفان، فـأخرج الزكـاة عن أحـدهما من غير تعيين{ بأن لم يقصد المطلق، كما كان المفـروض، أو ال بل قصد عن عنوان أحــدهما }أجــزأه{ إذ ال دليــل على لــزوم تعــيين المخــرج منــه، فــإن حــال الزكــاة حــال ســائر الديون، فكما يؤدى الدين باإلعطــاء بعنــوان أحــدهما كــذلك

في المقام. ــه التعــيين بعــد ولو شك فاألصل عدم لزوم التعيين }ولــه ــا أن ل ذلك{ كما أن له اإلطالق حتى يتوزع بالتناصف، كم التوزيع باختالف النسبة بأن يجعل ربع المدفوع عن أحــدهما

وهكذا.وثالثة أرباعه اآلخر عن اآلخر، وإنما كان له التعيين بعد ذلك، ألن بيــد المالــك شــيئين، الدفع إلى المستحق أي مســتحق أراد، والتعــيين، فســقوط حقه في التعيين بالدفع ال دليل عليه، فاألصل بقاء حقــه في التعــيين، وقــد أشــكل على ذلــك كــل من الســادة ابن العم، واالصطهباناتي، وقد تقدم وجه الصحة، فما ذكره الماتن هوــان ــا ك ــبروجردي فيم ــيد ال ــكال الس ــا أن إش ــرب، كم األق المدفوع من جنس واحد ممــا عليــه بأنــه ينصــرف المــدفوع حين ما كان من جنس واحد إلى ما كان من جنسه، ويحتــاج

انصرافه إلى غيره إلى قصد أنه بدله وقيمته. وتقييــد الســيد الحكيم بأنــه إن كــان المــدفوع من نفس الواجب األصلي فهــو متعين في نفســه، وال مجــال للتعـيين،

محل تأمل، إذ االنصراف

430

Page 431: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

نية مع التوزيع يقــوى بل وزعت، عنهما الزكــاة نوى ولوالزكاة. مطلق

ال معنى له في عالم الثبــوت، وإنمــا هــو مربــوط بعــالم اإلثبات، والتعين في نفسه ال وجــه لــه، إذ األمــور المحتاجــة

إلى القصد ال تتعين بدون القصد. }ولو نوى الزكاة عنهما وزعت{ ألن هذه النية اإلجماليةــبة، مرتكزة عرفا على التفصيل، ويكون التوزيع حينئذ بالنس ومرادنا بالتناصف الذي سبق هو هذا من حيث كونه مرتكزاــون ومن حيث مالحظة النسبة ال النصف الحقيقي، إذ قد تك النسبة مختلفة، كما إذا كان عنــده عشــرة أبعــرة، وأربعــون شاة، وأعطى شاة واحدة، فإنها تقع أثالثا، ثلثــا عن الشــياه،

وثلثين عن األبعرة. }بل يقوى التوزيع مع نيــة مطلــق الزكــاة{ كمــا تقــدم، فإشكال المستمسك بأنه إذا لم يكن التوزيع منويا يكون هو

، محــل(1)أيضا ترجيحا بال مرجح، ألنه نحو خاص من التعــيين إشكال، ألنه منوي ارتكازا، ولذا قــال أخــيرا: وكــان التوزيــع المذكور في كالم المصنف )رحمه اللــه( وغــيره مبــني على قصد كون المدفوع زكاة عن المالين ولو باإلجمــال، ويكــون

. (2)الفرق بينه وبين ما قبله بالتفصيل واإلجمال

. 348 ص9 ج:المستمسك (?)1.348 ص9 ج:( المستمسك?)2

431

Page 432: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــ 1مسألة) في التوكيل للمالك يجــوز أنه في إشكال ال(: ،الفقير إلى اإليصال في التوكيل له يجوز كما ،الزكاة أداء

عن الفقـــير إلى الـــدفع حين الوكيل ينـــوي األول وفيالمالك

ال إشــكال في أنــه يجــوز للمالــك التوكيــل:1مسألة }ــل في اإليصــال إلى ــه التوكي في أداء الزكــاة، كمــا يجــوز لــل، الفقير{ أو إلى سائر المصارف، فإن الزكاة قابلة للتوكيــرفت في بعض ــد ع ــل ق ــاع، ب ــه النص واإلجم ــا دل علي كم مباحث )الفقه( أن األصــل في األمــور قبــول الوكالــة إال مــا

خرج بالدليل. }وفي األول ينــوي الوكيــل حين الــدفع إلى الفقــير عن

المالك{ ألنه المؤدي للزكاة، كما في المستمسك. أقــول: الظــاهر أنــه يلــزم المالــك مطلقــا ســواء وكــل الوكيل في النية والفعل، وهذا مــا ســماه المصــنف الوكيــلــا ســماه في األداء، أو وكل الوكيل في الفعل فقط، وهذا م

المصنف الوكيل في اإليصال.ــك هــو ــك مطلقــا ألن المال ــة المال ــاج إلى ني وإنمــا يحت المــأمور بــأداء هــذه العبــادة، وال تكــون العبــادة عبــادة عن

المالك إال بنيته. والنية المحتاج إليها هي المقارنة للوصول إلى الفقير أو المصرف، حقيقة أو ارتكــازا. ولــو كــان االرتكــاز بعــد مــوت المالك، فالمالــك ينــوي حين اإلعطــاء إلى الوكيــل أنــه دفــع الزكاة إلى المصرف أو الفقير في زمــان الــدفع، قربــة إلى الله تعالى، كما قالوا في مبحث الوقف، وإن البطون تتلقى الوقف عن المالك، فإن االرتكاز الموجود حـال الـدفع كـاف

في جعل األداء مقارنا بالنية، ولو كان المالك قد

432

Page 433: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــه حــال مــا إذا احتضــر مــات حين تســلم الفقــير، فحال المالك فوضع المال في مكان، وأعلم اآلخذ بكتابة أو نحوها

أنه زكاة، أو كتب في وصيته الدفع عنه زكاة. والحاصل: إن الفقير يتلقى المال من المالــك مباشــرة، والوكيل والساعي واإلمام وسائط فقــط، فلـو نــوى المالـك صح زكاة وإن لم ينووا هم، بل ولو عكســوا النيــة، بــأن أدوا المال بعنوان التبرع أو نحــوه، ولــو لم ينــو المالــك لم يصــح

زكاة وإن نووا هم. ومنه يظهر أنه لو دفــع المالــك ريــاء لم يصــح وإن نــوى

الوكيل اإلخالص، ولو دفع قربة صح وإن دفع الوكيل رياء. ــة في أداء الصــالة والحج والصــوم ــل الوكال نعم في مث واالعتكاف وما أشبه يحتــاج إلى نيــة الفاعــل، باإلضـافة إلى نية المنــوب عنــه، وذلــك لمــا علم بــالنص واإلجمــاع من أن فاعــل هــذه األمــور يحتــاج إلى النيــة، وإال لم تتحقــق هــذه األمور في الخارج، ولم يسقط بسـببها التكليـف إذا لم يـأت الفاعل بها مع النية، ففرق بين األمور العبادية المالية، وبين األمور العبادية غــير الماليــة في أن األولى تتوقــف على نيــة المالك فقط، بخالف الثانيــة فإنهــا تتوقــف على نيــة النــائب

والمنوب عنه معا. فلو اســتأجره ألداء حجــه اســتيجارا ريائيــا، بــأن أراد أن يرى الناس أنه إنسان متدين، ال أنه قصد الحج وإسقاط هذا التكليف عن نفسه لم تصح النيابة. نعم لو جاء النائب بالحج

قربة عنه كان كالمتبرع بالحج عن إنسان آخر

433

Page 434: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

للنية المالك تـــولي واألحـــوط إلى الـــدفع حين أيضـــا حين للنية المالك تـــولي من البد الثـــاني وفي الوكيـــل،

ــدفع ــل، إلى ال ــوط الوكي ــتمرارها واألح دفع حين إلى اسالفقير. إلى الوكيل

حيث ال يتوقف التبرع على رضى المنــوب عنــه، بــل والــف ــاجز المكل ــه في الع ــه، وفي ســقوط الحج عن على علم باالحجاج حينئــذ احتمــاالن، وقــد تعرضــنا للمســألة في بعض

مباحث الفقه. ومما تقــدم يظهـر أن تعليــل المستمسـك بأنــه المــؤدي

للزكاة، ال وجه له. كما ظهر أن قــول المصــنف: }واألحــوط تــولي المالــكــل للنية أيضا حين الدفع إلى الوكيل{ ليس على ما ينبغي، ب

الالزم هو تولي المالك جزما. كما ظهر أن قول المصنف: }وفي الثاني البد من تولي المالك للنية حين الــدفع إلى الوكيــل، واألحــوط اســتمرارها إلى حين دفع الوكيل إلى الفقير{ ليس على مــا ينبغي، بــلــير أو ــ ــدفع إلى الفق ــ ــك أن حين ال ــ ــوي المال ــ الالزم أن ين المصرف يكون زكاة، فالنية كاإلنشاء الذي يتعلــق بالمنشــأ، وإن كان بينهما زمان طويــل، كمــا يــؤجر المالــك داره لزيــد من بعد سنة، فاإلنشاء الحالي يوجد العلقة بعــد ســنة، وهنــا

اإلعطاء الحالي مربوط بأخذ الفقير بعد سنة. وعلى ما ذكرنــاه يتم كالم المســتند في هــذه المســألة، باســتثناء مــا اســتثناه أخــيرا بقولــه: )إال( فراجــع كالمــه في

األول من فروع المسألة الثالث عشر. ثم ال يخفى أن عدم الصحة في صورة نيــة الوكيــل دون المالك إنما هو فيما إذا لم نقل بصــحة التــبرع بالزكــاة، وإالــال ــل أعطى من م ــبرع، إذ الوكي ــام أولى من الت كــان المق

المالك.

434

Page 435: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

أن له ،القربة نية بال وكيله أو المالك دفع (: إذا2 مسألة) الــدفع عن تــأخرت وإن الفقير إلى المال وصول بعد ينوي

،ضـمانه مع تلفها أو ،يـده في العين بقـاء بشـرط ،بزمـان محل فال ضــــمان بال تلفها مع وأما ،الــــديون من كغيرها

.للنية

إذا دفع المالك أو وكيله بال نية القربة، لــه:2مسألة } أن ينوي بعد وصول المــال إلى الفقــير وإن تــأخرت{ النيــة }عن الدفع بزمان{ إذ اإليتاء صادق على وصول المــال إلى الفقير حدوثا أو بقاء، ولــذا يصــح احتســاب الــدين، وكــذا إذا أعطــاه مــاال هبــة، ثم اســترجعها فيمــا يصــح االســترجاع ثم

احتسبه زكاة. ــع ضــمانه{ ــا م ــده، أو تلفه ــاء العين في ي }بشــرط بقــتراط ــك باش ــا إذا لم يعلم المال ــمان كم ــع الض ــف م والتل القربــة، وعلم الفقــير بأنــه أعطــاه بعنــوان الزكــاة ولم ينــوــو ــال. فل القربة، فإنه ال يجوز للفقير التصرف حينئذ في المــد تصرف والحال هذه كان ضامنا، فهو كالدين في ذمته، وق

عرفت جواز احتساب الدين }كغيرها من الديون{. }وأما مع تلفها بال ضمان فال محل للنية{ كما نص عليـه الجواهر والمستمسك وغيرهما، إذ ال يصــدق اإليتــاء بمجــرد النية، وقد فــرض أن المــال تلــف من دون ضــمان، فكمــا ال

يصح احتساب ما أكله الضيف زكاة كذلك في المقام. ثم إنك قد عرفت في المسألة الســابقة عــدم اشــتراط

نية الوكيل، فقول المصنف )أو وكيله( مستدرك.

435

Page 436: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ــ 3 مســألة) الشــرعي الحــاكم إلى الزكــاة دفع يجــوز(:ــوان ــوز كما ،األداء في المالك عن الوكالة بعن ــوان يج بعنــال في الوكالة ــوز ،اإليص ــوان ويج ــام ولي أنه بعن على ع

.الفقراء إلى الــدفع حين وكالة النية الحــاكم يتــولى:األول ففي

المالك تــولي واألحــوط ،الفقــير إلى الــدفع حين أيضــا.الحاكم ،إليه الـــــــدفع حين المالك نية يكفي:الثـــــــاني وفي

.الفقير إلى الوصول حين إلى مستمرة وإبقاؤها

يجــوز دفــع الزكــاة إلى الحــاكم الشــرعي:3مسألة } بعنــوان الوكالــة عن المالــك في األداء، كمــا يجــوز بعنــوان الوكالة في اإليصال{ قد عــرفت في المســألة األولى عــدم الفــرق بين األمــرين، بــل يجب في كليهمــا نيــة المالــك، وال

يجب نية الوكيل، حاكما كان أو غيره. }ويجوز بعنوان أنه ولي عام على الفقراء{ والمصارف،

فكأنه أعطى إلى فقير مباشرة. }ففي األول: يتولى الحاكم النية وكالــة حين الــدفع إلى الفقير{ على مبنى المصنف من أنه وكيل في النية والفعل. }واألحوط تولي المالك أيضــا حين الــدفع إلى الحــاكم{ لما تقدم، بــل قــد عــرفت في المســألة األولى أن هــذا هــو

المتعين. }وفي الثاني: يكفي نية المالك حين الدفع إليه وإبقاؤهاــوي مستمرة إلى حين الوصول إلى الفقير{ بل يكفي أن ين

كون اإلعطاء إلى الفقير ألجل الزكاة.

436

Page 437: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

وفي يده ألن إليه، الدفع حين المالك ينوي الثالث: أيضاعليه. المولى الفقير يد حينئذ

نعم إذا رفع اليد عن النية يلــزم تجديــدها قبــل اإلعطــاء إلى الفقير، أو بعده فيما كان المال باقيا، أو كان تالفــا تلفــا

مع ضمان كما عرفت. }وفي الثالث: أيضا ينــوي المالــك حين الــدفع إليــه، ألن يده حينئذ يد الفقير المولى عليه{ فلــو أراد اســترجاعه في الثالث ال يتمكن، ألنه صار زكاة، وما كان لله فال رجعة فيــه،ــل وأما في األول والثاني فله االسترجاع، ألنه ما دام لم يص إلى الفقير لم يكن زكــاة، كمــا عــرفت وجهــة في المســألة

األولى. ثم ال يخفى أنه إذا دفــع المالــك إلى الفقــير مباشــرة أو إلى المصرف مباشرة وقع زكاة، كما أنه إذا دفع إلى اإلمامــوان أنهم وكالء ــه، فــإن دفــع إليهم بعن أو الســاعي أو الفقي الفقير صــار زكــاة ولم يجــز لــه اســترجاعه، وإن دفــع إليهم بعنـــوان أنهم وكالء المالـــك في اإليصـــال إلى الفقـــير أو

المصرف جاز له استرجاعه ألنه لم يقع زكاة بعد. ــاص ــل الخـ ــع إلى الوكيـ ــه إذا دفـ ــهور أنـ ثم إن المشـ

للمستحق، فقد أجزأ زكاة، ألن يد الوكيل يد األصيل. ولكن عن ابن ادريس وابن البراج منع الوكالة في ذلك، واســتدل لهمــا بــأن إقامــة الوكيــل مقــام الموكــل في ذلــك يحتاج إلى الدليل ولم يثبت، وبأن الذمة مرتهنــة بالزكــاة وال شك في البراءة بتسليمها إلى المستحق، أمــا التســليم إلىغيره فال يعلم بالبراءة فيه، ألن الوكيل ليس أحد األصناف

437

Page 438: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

الثمانية. وفيه: ما ال يخفى، إلطالق أدلة الوكالة بعــد عــدم وجــود

الدليل الشتراط قبض الفقير بالمباشرة. ــو دفــع ثم إنه بناء على ما ذكرنا من كفاية نية المالك، لــاء ــل إعط ــه ألج ــو إلى وكيل ــع ه ــة ودف ــك إلى الفقي المال مشـــاهرات الطالب، أو المصـــرف في ســـائر المصـــارف، فأعطى الوكيل المال رياء ونحوه لم يضر ذلك بكونه زكــاة،

وتبرؤ ذمة المالك والفقيه لحصول مقومات الزكاة.

438

Page 439: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

مالهما زكــاة المجنون أو اليتيم ولي أدى (: إذا4 مسألة).للنية المتولي هو يكون

ــ 4مســألة } ــاة: ــون زك ــتيم أو المجن إذا أدى ولي الي مالهما يكون هــو المتــولي للنيــة{ ادعى في الجــواهر عــدمــه الخالف واإلشــكال في ذلــك، وعللــه في المستمســك ألن نائب عنهما في األداء، فإذا فرض توقــف صــحته على النيــة

، انتهى. (1)ناب عنهما في النية كسائر شرائط الصحةال يقال: األصل عدم وجوب النية على الولي.

ألنه يقال: ال مجال لهذا األصل بعد أدلــة وجــوب إخــراج الزكاة عليه، فيكون حاله حال الولي في أداء صالة الطواف عن الصــغير، حيث ال يحتمــل أن الــواجب عليــه هــو صــورة

الصالة دون نيتها. ثم هل يصح لليتيم أن يتولى بنفسه إخــراج زكاتــه، كمــا يصــح لــه أن يصــلي صــالة الطــواف، منتهى األمــر يلــزم أن يكون ذلك بإجازة الــولي لحجــره عن التصــرف في أموالــه، بل ينبغي عدم احتياجه إلى إذن الولى عند من يقول بصــحة صدقته، ألن الزكاة قسم من الصدقة، بل أولى من الصدقة

المستحبة؟ الظـاهر نعم، وحينئـذ ال يحتـاج الـولي إلى النيـة، كمـا ال

يحتاج إليها في باب اإلحرام والطواف وصالته.

.351 ص9 ج:( المستمسك?)1439

Page 440: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

ثم إنه قد تقدم أنــه يســتحب للــولي إخــراج زكــاة مــالــع بين ــف يمكن الجم الصبي والمجنون فال يستشكل بأنه كي هذه المسألة، ومسألة عدم وجوب الزكاة على مال الصبي

والمجنون.

440

Page 441: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

441

Page 442: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

المحتويات

442

Page 443: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

443

Page 444: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

7...................................الدين أقسام ـ16 مسألة11............................مؤجال دينه كان إذا ـ17 مسألة13...............بالتدريج دينه أداء على قدر لو ـ18 مسألة15.......................مديون غير أنه تبين إذا ـ19 مسألة20...........................مديون أنه ادعى لو ـ18 مسألة24................غيره في الغارم سهم صرف ـ21 مسألة29...........................الصرف في المناط ـ22 مسألة30..............حين بعد متمكنا الغارم كان لو ـ23 مسألة33...............................االحتساب كيفية ـ24 مسألة

35.........................................................تنبيهات39............................للغير الدين كان لو ـ25 مسألة40....................................الغارم فروع ـ26 مسألة42...................مديونا الغارم ديان كان لو ـ27 مسألة44.............الغير عن للضمان الدين كان لو ـ28 مسألة45................وغيره المسجد لتعمير الدين ـ29 مسألة49.......................................الغارم موت في فروع

76..........................................................مسائل.األصناف في والشك باإلستحقاق العلم ـ30 مسألة . .89

444

Page 445: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

زكاته يعطي أن نذر لو ـ31 مسألة فقيرا 90.........معينا93...بفقير ليس أنه علم ثم للفقير أعطى لو ـ32 مسألة

المستحقين أوصاف في فصل294 ـ95

125...............المؤمنين ألطفال الزكاة إعطاء ـ1 مسألة131..................السفيه إلى الزكاة دفع جواز ـ2 مسألة132.........مؤمن غير واألب مؤمنا الجد كان لو ـ3 مسألة135........................الزنا لولد الزكاة إعطاء ـ4 مسألة138............................المخالف استبصر لو ـ5 مسألة139............................................................فروع

151.............................الزكاة دفع في النية ـ6 مسألة152.................المؤمنين لعوام الزكاة إعطاء ـ7 مسألة.المعصية في يصرفها لمن الزكاة تعطى ال ـ8 مسألة .158171............................................................فروع

172......................بالسوية التقسيم األفضل ـ9 مسألة190............................................................فروع

200العاملين سهم من النفقة لواجب الزكاة إعطاء ـ10 مسألة204......................قادرا المعيل يكن لم إذا ـ11 مسألة214..............المتعة الزوجة إلى الزكاة دفع ـ12 مسألة222..................للناشزة؟ الزكاة تعطى هل ـ13 مسألة225..............الزوج إلى الزكاة تدفع الزوجة ـ14 مسألة

445

Page 446: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

227................تبرعا المعال إلى الزكاة دفع ـ15 مسألة231............لألقارب الزكاة إعطاء استحباب ـ16 مسألة233.................لولده زكاته الوالد دفع جواز ـ17 مسألة235........ولزوجته لولده الزكاة يعطي الوالد ـ18 مسألة.الجملة في النفقة لواجبي الزكاة إعطاء ـ19 مسألة .237241............الغير مملوك على الزكاة صرف ـ20 مسألة267............................................................فروع

270.......................الواجبة الزكاة المحرم ـ21 مسألة285...................هاشميا كونه إثبات طريق ـ22 مسألة290....................الهاشمي عن الحرام ولد ـ23 مسألة

الزكاة أحكام بقية في فصل390 ـ295

296................................واإلمام للفقيه الزكاة إعطاء300.......................................زكاته المالك أداء جواز

304........................والفقيه اإلمام إلى الدفع إستحباب309...................................والتوكيل االستنابة للمالك310..................................األصناف كل المالك إعطاء

314......................................والفقيه اإلمام طلبها لو316................................بنفسه ودفع اإلمام خالف لو319...............................األصناف على البسط يجب ال

320...........................................هؤالء هم المصرف

446

Page 447: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

326.............................الفضل أهل تخصيص استحباب331...................................أفضل الزكاة بدفع اإلجهار

333........................................ويمين بينة لزوم عدم335.............................................الزكاة عزل جواز

341........................األداء قبل النصاب بمجموع اإلتجار342...............................والخمس الزكاة بأداء الوصية347............................حضر من غير إلى الزكاة إعطاء

349.....................................................الزكاة نقل356..............................المستحق وجود مع ولو النقل365......................................الضمان مع النقل جواز367........................................من؟ على الكيل أجرة

369............................االستحقاق في األسباب تعدد لو371....................الزكاة من يشترى الذي المملوك إرث374.....................................الكفاف بقدر الزكاة دفع

381.............................الزكاة أخذ عند للمزكي الدعاء385.................................إعطاه ما يسترجع ال المالك

الزكاة إخراج وجوب وقت في فصل420 ـ391

399.............الفقير حضور مع أخر إذا الضمان ـ1 مسألة402الضمان في المستحق بوجود العلم اشتراط ـ2 مسألة404..............النصاب جميع أو الزكاة أتلف لو ـ3 مسألة

447

Page 448: الفقه - m-alshirazi.net  · Web viewالثالث: خبر يونس بن يعقوب المروي عن الكافي، قال: إن رجلاً كان بهمدان، ذكر أن

408..............الوجوب وقت قبل الزكاة تقديم ـ4 مسألة413.............................قرضا الفقير إعطاء ـ5 مسألة416......................الفقير عند القرض زاد لو ـ6 مسألة418..................النصاب عن الباقي سقط لو ـ7 مسألة420..........الغارمين سهم من االحتساب يجوز ـ8 مسألة

442 ـ421 فصل433.........................الزكاة أداء في التوكيل ـ1 مسألة436.....................نية دون من المالك دفع لو ـ2 مسألة437...........الشرعي الحاكم إلى الدفع أقسام ـ3 مسألة440....................الدفع حين ينوي اليتيم ولي ـ4 مسألة

443.....................................................المحتويات

448