مقدمة - mara.gov.om€¦  · web viewلمسألة الطعام شأن خطير، ولعلها...

157
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا ل م ا س ب م ي ل س ل اء ا ذ غ ل ا ي ف سان ب! الإ$ وق$ ق ح ر* ش ع$ ة* ث ل ا* ث ل ا$ ه ث ه$ ق ق ل وم ا ل غ ل ور ا ط$ ت$ ذوة ث ل ذم$ ق م* ث ح ب مان ع$ ة ث ط سل ب$ ه ث ن ي الذ ونE و* ش ل وا اف$ وقE الإ$ ارة ها ور م ي$ ق$ ت ي$ ت ل ا ح ل صا م ل وا ي ن سا ب! الإW رك$ ت* ش م ل ، ا ي م لإ س! ه الإ$ ق ق ل ا: وان ن ع$ ث ح$ ب" " ن م$ رة$ ت ق لإل ا ل خ6 ي ل! ا9 ل ي ر فE ا2014 م س ي ق مذ ر ح م ن ب مذ ح ا د. ب وله صE ه وا$ ق ق ل ا ي ف وراة$ ن ك د رE ئ ا ز ج ل ا- $ ه زداي غ$ عه م ا خ1

Upload: phunghuong

Post on 15-Sep-2018

216 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

بسم الله الرحمن الرحيم

حقوق اإلنسان في الغذاء السليمبحث مقدم لندوة تطور العلوم الفقهية الثالثة عشر

التي تقيمها وزارة األوقاف والشؤون الدينيةبسلطنة عمان

تحت عنوان: "الفقه اإلسالمي، المشترك اإلنسانيوالمصالح"

م2014 أفريل 9 إلى 6خالل الفترة من

د. باحمد بن محمد رفيسدكتوراه في الفقه وأصوله

جامعة غرداية- الجزائر

1

خطة البحثمقدمة

المبحث األول: تطور األطعمة المصنعة المطلب األول: المواد المضافة والتشريعات

المتعلقة بهاظهور المضافات

التشريعات المتعلقة بالمواد المضافةالتشريعات في البلدان اإلسالمية

وسميتهاالمطلب الثاني: سالمة المضافات- دراسة السمية1- المواد المضافة المحتملة لإلضرار2

أ- الملوناتب- المواد الحافظة

جـ- مضادات األكسدةهات د- المنك

يات هـ- المحلالمبحث الثاني: الهندسة الوراثية

المطلب األول: آثار تطبيق الهندسة الوراثيةمخاطر الكائنات المحورة جينيا

- نقص المعلومات1- المخاطر على الصحة2

أ- الحساسية ومشكل المقاومةب- المضادات الحيوية

المطلب الثاني: التشريعات المتعلقة بالكائناتالمحورة جينيا

التشريعات في البلدان الغربية2

إعادة النظر في الكائنات المحورة جينياالمطلب الثالث الحكم الشرعي للتحوير الجيني

المخاطر على الصحةأ- الحساسية

ب- مقاومة المضادات الحيويةخاتمة

مقدمة ولعلها أوللمسألة الطعام شأن خطير،

، فالله تعالى ما أخرجوقفت في وجه البشر معضلةا أزله الشيطان وزوجه.أبانا آدم من الجنة إال لمـ

جرة بدت لهما هما بغرور فلما ذاقا الش ﴿فدال . فقال رب العزة(22 ﴾سوءاتهما )سورة األعراف:

. قلنا اهبطوا منها جميعا ﴾سبحانه: ﴿ ولقد جهز الله تعالى األرض آلدم ولذريته من بعده:

وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها﴿ائلين لس ام سواء ل 10فصلت﴾ أقواتها في أربعة أي

وجعل خيراتها كافية وافية، مباركا فيها إلى أن يرثها ومن عليها. وبهذا يشهد الخبراء اليوم؛ فحسب

، يستطيع(FAOمنظمة األغذية والزراعة الدولية ) اإلنتاج العالمي الحالي إطعام ضعف سكان األرض،

مليار نسمة. ومشكل الجوع يرجع12أي أزيد من باألساس إلى سوء التوزيع والتسيير، وشيوع االحتكار

وتسلط القوي على الضعيف، ال إلى ندرة الموارد. (1)والخيرات

1)(Maïté Cordelle Nshing et autres : Agricultures Paysannes et Souveraineté Alimentaire, édition AVSF, 2010, Lyon – France. pp15.

3

لم يخل تشريع من التشريعات السابقة لإلسالمو من تكاليف وأحكام متعلقة باألطعمة. وفي الشريعة

اإلسالمية أحكام فيها جانب تعبدي كاشتراط التسمية على الذبيحة وطهارة الطعام، وجانب مادي تجلت

وتطور حكمته مع مرور الزمان واتساع المعارفالعلوم.

واليوم غدا من الواضح أن الله تعالى ما حرم علىعباده إال ما هو خبيث وضار.

الحيوان. عند تذكية إنهار الدمفالله تعالى أوجب وجاء العلماء اليوم ليؤكدوا على ضرورة إفراغ

نوا الحيوان من دمه ليكون صالحا لالستهالك. وبي علميا أن من العوامل الكبرى لفساد اللحم ترسب

ة ب الزرقة الرمي ، التي تؤدي إلىالدم فيه، مما يسبة، كحمض اللبنالتيبس العضلي ،، وإنتاج أحماض ضار

، وأن الدم بعد، وحمض الفورميكوحمض الفوسفور التي تعدموت الحيوان يغدو مرتعا خصبا للجراثيم

.(2) من أخطرهاالجراثيم الالهوائية فبعد توقف التنفس تموت خاليا الدفاع في الجسم،

الممرضة.وتتفسخ كريات الدم، فتغزوها الجراثيم ،وبما أن العضالت يغلفها من الخارج صفاق العضلة

ب الجراثيم إلى الداخل،وهو غشاء رقيق يمنع تسر فإن تلوث اللحم من الخارج يسهل التخلص منه

إلى داخلبالغسل بالماء. لكن الذي يحمل الجراثيماللحم ويفسده هو الدم المبثوث في العروق.

وتعتبر اللحوم من أخطر األطعمة إذا لم تعاجل/هـ1412، مكتبة األسد، دمشق، 2تقانة تصنيع األغذية وحفظها، )ط: نزار حمد)(2

.583، (.م1992Encyclopædia Universalis 2006, sécrétions animales.

4

بالحفظ لسرعة تلفها، ومن أكثر السبل نقال لألمراض التي تكمن في الحيوان. لكن إذا تفصى الدم تماما

فإن اللحم يبقى سليما، وال يتسارع إليه الفساد. لهذا حماية لإلنسان من كل هذه المثالب،فإن إنهار الدم

.(3)وضمان حقيقي لسالمة ما يتناوله من لحوم كما حرم الله تعالى الخنزير والدم؛ لما فيهما من

أضرار على صحة اإلنسان.به الخنزير آلكله من ا لم يعد اآلن خافيا ما يسب وعلمي آفات. ولقد كثر الكالم عن ذلك في المصادر العلمية المتخصصة التي كتبها مؤلفون غير مسلمين، عالوة

على ما كتبه المسلمون أنفسهم. وال تزال االكتشافات متواصلة في هذا المجال، فالخنزير

حيوان قذر جدا؛ يأكل برازه، وال يتحرج عن أكل جثثة. وينقل بني جنسه، وهو يصطاد الجرذان ويأكلها حي

الذي تسببهأمراضا كثيرة، منها: الزحار الزقي (Balantidium coliطفيلية الزقيات الكولونية )

التي تعيش في أمعائه، والداء البريمي اليرقاني الذي ينتقل إلى اإلنسان عن (Romonaالنزفي )

طريق الماء الملوث ببول الخنازير. واألميبا النسيجية(Entamoeba histolytica)التي تسبب الزحار

(Taenia soliumالشريطية المسلحة )، واألميبي التي تتحول في أمعاء اإلنسان إلى الطور اليافع مسببةاضطرابات هضمية. والحويصالت الخنزيرية البشرية )

Human cysticercosis،)( والشعرية الحلزونية ة والصحية،الرزاز محمد)(3 : ذبح الحيوانات وسالمة اللحوم بين القواعد اإلسالمي

بحث مقدم إلى مؤتمر االجتهاد في قضايا الصحة والبيئة والعمران باألردن، (،م2003/ نوفمبر هـ1424، شوال 461 العدد بمكة، اإلسالمي العالم رابطة مجلة)

68.5

Trichinella spiralis)...والقائمة طويلة ، هذا عالوة على ارتفاع نسبة الشحوم وحمض البول في لحم الخنزير، وهو ما يسبب لدى اإلنسان تصلب

.(4) وآالم المفاصلالشرايين يقول أحد العلماء األلمان: »إنني أقود معركة في بالدي ضد أكل لحم الخنزير ألنني اكتشفت جرثومة

"، وهذه ال توجد إال فيجديدة اسمها "يارسين وتعيش في درجة حرارة منخفضة جدا تصل(5)الخنزير °م، وهي المسؤولة عن الكثير من إصابات40حتى –

.(6)العمود الفقري والمفاصل« ولعل الحكمة في تحريم الدم أوضح منها في تحريم

ونواتج األيض الضارةالخنزير؛ فالدم مرتع للجراثيم هو المحلول المناسب لكل هذهوالمصل والسموم.

.(7 )الملوثات والسموم كما حرم الله الخمر التي تتلف العقول واألبدان،

وألحق بها ما شابهها من كل مسكر ومفتر. وفي السنة الشريفة أحاديث متضافرة كثيرة تنهى عن كل ما هو ضار، وعن الغش الذي قد يؤدي إلى

تغيير تركيبة الطعام كإضافة الماء إلى اللبن، أو فساده بالتعفنات الجرثومية، من ذلك ما ورد عن

4)(Ahmed Sakr: Pork possible reasons for its prohibition, 15-18./هـ1420، دار النفائس، بيروت، 1، )طالفقهية الطبية الموسوعة: كنعان أحمد.442(، م2000

العدواني النوع لكن، الملوث والطعام الماء في توجد جرثومة (yersenia) يارسينيا)(5.بالخصوص واللسان، الخنزير لحم يستوطن منها

Islamic Method of Slaughtering Animals, (http://www.imamreza.net) قبل موته ضمان لطهارة لحمه من الجراثيمالحيوان ذبح: الرسن جون)(6

رابطة العالم اإلسالمي بمكة المكرمة، مجلة اإلعجاز العلمي،والميكروبات، ).24هيئة اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة(،

7)(C. M. Bourgeois et P. Le Roux: protéines animales, extraits, concentrés, isolats, en alimentation humaine (Lavoisier, Tec & doc, Paris 1982), 262.

6

النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر يوما على رجل يبيع طعاما فوضع كفه الشريفة أسفل منه فوجده مبلوال فسأل البائع عن ذلك فقال: أصابته السماء،

فقال صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس.(8)منا"

ومن هنا فإن االلتزام باألحكام الشرعية المتعلقة باألطعمة، سواء من قبل األفراد أو الحكومات، أول

ضمان لحقوق اإلنسان في الغذاء السليم. ولما جاء عهد التصنيع تنبه الناس إلى ضرورة وضع

الضوابط وسن التشريعات الكفيلة بحمايتهم مناألضرار التي تأتيهم من قبل الطعام.

ومن الحقوق التي سعت القوانين إلى ضمانها،حقوق اإلنسان في الغذاء السليم.

فحسب منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة )الفاو(، هناك أزيد من مليار شخص يعانون المجاعة

في العالم، وأكثر من مليارين يشكون نقص الفيتامينات واألمالح المعدنية الضرورية، وحوالي ستة

ماليين طفل يموتون سنويا بسوء التغذية واألمراضالمرتبطة بها.

ويعتقد معظم الناس أن أسباب المجاعة وسوء التغذية محصورة في الكوارث والحروب. لكن الواقع

% من الوفيات فقط سببها الحروب10يثبت أن % سببها عدم90والظروف الطبيعية الصعبة، وتبقى

.(9)الحصول على الغذاء الكافي والسليم مسلم: صحيح مسلم، كتاب اإليمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:)(8

.1/99، 102، حديث رقم "من غشنا فليس منا"9)(Nations unis, FAO : Le droit à une alimentation suffisante, Fiche d’information no 34, Genève Suisse,

2010, p1.7

من هنا كان ال بد من االهتمام بموضوع الغذاء منحيث الكفاية والسالمة.

الذي صدر(10)كان اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هو أول اعتراف بحقه في الغذاء، وتم1948عام

النص على هذا الحق في العهد الدولي الخاص بلجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية

Committee on Economic, Social and Cultural Rights ESCRالذي اعتمد11 »المادة »

دولة. وتسعى156 وصادقت عليه 1966سنة في1994منظمة األغذية والزراعة الدولية منذ عام

أعقاب القمة العالمية للغذاء مع الحكومات والمجتمعات في شتى أنحاء العالم إلى الحصول على

إقرار بهذا الحق األساسي لإلنسان. ولغرض تحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي لألغذية، والهدف األول

من األهداف اإلنمائية لأللفية الذي يتمثل في الحد منم.2015عدد الجياع إلى النصف عام

ثم ورد تعريف أدق لهذا الحق في التعليق العام الصادر عن لجنة الحقوق االقتصادية12رقم

م. 1999واالجتماعية والثقافية عام من التعليق:6جاء في المادة

"الحق في غذاء كاف يتحقق عندما يتسنى لكل رجل أو امرأة أو طفل، منفردا أو ضمن مجتمع مع

اآلخرين، الحصول جسديا واقتصاديا وفي جميع األوقات، على غذاء مالئم و كاف أو على الوسائل

.(11)التي تمكنه من تدبرها" ديسمبر 10 في المتحدة األمم تبنته الذي اإلعالن تمثل دولية حقوق وثيقة هو)(10

.بباريس شايو قصر في 1948 الحق، 12 رقم العام التعليق، والثقافية واالجتماعية االقتصادية الحقوق لجنة)(11

8

وأهم عناصر تلك التعريفات تقضي بأن يكون الغذاءكافيا، متوفرا ومالئما.

وعنصر المالءمة يعني أن يستجيب الغذاء للحاجات الضرورية حسب العمر والمهنة والجنس وظروف

المعيشة والحالة الصحية والنفسية للمستهلك. فأغذية األطفال ينبغي أن تحتوي على العناصر الضرورية لتطورهم الجسدي والنفسي، وأغذية

المرضى غير أغذية األصحاء وهكذا... وتقتضي المالءمة أيضا خلو األطعمة من كل ما هو

ضار من ملوثات ومواد سامة؛ كالتي تنتج مناستعمال المبيدات أو الهرمونات.

كما ينبغي أن توافق اختيارات المستهلك الدينيةواإليديولوجية، وعاداته وتقاليده.

م اعتمد مجلس منظمة األغذية2004وفي عام (.12)والزراعة الخطوط التوجيهية للحق في الغذاء.

وبمقتضى تلك المعاهدات، تلتزم الحكومات بالعمل على تمكين جميع األفراد المقيمين داخل أراضيها بتفادي الجوع، وذلك بتوفير فرص اإلنتاج وشراء

الغذاء الكافي. وتنص بوضوح على ضرورة سالمةالغذاء من كل ما يضر باإلنسان.

والحق في الغذاء ال يعني أن تتكفل الدولة بإطعام مواطنيها، بل يعني أن توفر األسباب ليحصلوا على تغذية كافية وسليمة، وأن تعمل على محاربة كل ما يمكن أن يخرم ذلك من احتكار وغش وإقحام لمواد

.5/1999 المتحدة األمم وثيقة. 1999، الكافي الغذاء فيhttp://www.unhchr.ch/tbs/doc.nsf/(Symbol)/3d02758c707031d58025677f003b73b9?Opendocument

12)(Nations unis, FAO : Le droit à une alimentation suffisante, Fiche d’information no 34, Genève Suisse, 2010, pp1-2.

http://www.fao.org/wfs/homepage.htm L'alimentation: un droit fondamental de l'homme- وينظر

9

ضارة في األطعمة، وذلك من خالل ضمان ثالثةحقوق: حق االحترام، وحق الحماية، وحق المتابعة. ويقضي حق الحماية بالعمل على مراقبة األطعمة التي تدخل األسواق من حيث جودتها وعدم احتوائها

على ما يحتمل اإلضرار بالصحة، وحماية األراضي والمياه من التلوث بالكيماويات السامة أو المواد

المشعة. كما يتضمن العمل على توعية الناس بضرورة اختيار الطعام الصحي، وتجنب كل ما قد

.(13)يسبب ضررا جسديا أو نفسيا فالحق في الغذاء إذن حق عالمي عام، ال يقتصر

على وجبة كافية فحسب، بل هو الحق في الحصول على جميع العناصر الضرورية لبناء العضوية، ولعيش

"أنه يجب أن يحصل كل شخصحياة صحية آمنة. أي في كل األوقات على الغذاء، أو يكون في متناوله الحصول عليه، وأن يكون كافيا نوعا وكما وتنوعا

لتلبية احتياجاته، وخاليا من أية مواد ضارة، ومقبوال.(14)في ثقافته"

لكن وبالرغم من هذه التدابير، فإن حاالت التضرر بالغذاء غير السليم ال تزال تحصى في كثير من دول

العالم شرقا وغربا. وحسب مركز السيطرة على 76؛ فإن Center for Disease Controlاألمراض

مليون حالة تسمم بالغذاء تقع سنويا في أمريكا، حالة تتطلب العناية الصحية325000ينجم عنها

من حقا بوصفه الكافي الغذاء في الحق: E/C.12/1999،المتحدة األمم وثيقة)(13 األمم منشورات، 1989، نيويورك، 1 العدد، الدراسات سلسلة"، اإلنسان حقوق

.المتحدة14)(Nations unis, FAO : Le droit à une alimentation suffisante, Fiche d’information no 34, Genève Suisse,

2010, p22. Voir- FAO : L’état de l’insécurité alimentaire dans le monde, 2001 (Rome, 2001).10

.(15) حالة وفاة5000المكثفة، و ولعل اإلشكال األكبر يكمن في األطعمة التي

رت بفعل التصنيع، وما تنضوي عليه من أضرار تغية ال يظهر أثرها إال بالتراكم على مدى السنين. خفي

فالسعي المحموم للربح يتطلب تقنيات حديثة في إنتاج الطعام، بدءا باستعمال األسمدة الكيماوية والمبيدات، ومعالجة حيوانات المزارع بهرمونات

النمو والمضادات، وانتهاء إلى التحوير الجينيللكائنات.

ومن الواضح أن شركات التصنيع نادرا ما تتوقفم نتائج أعمالها، وأن الحديث لتراجع حساباتها وتقي

عن سالمة األغذية يكاد ينحصر على الجانب اإلحيائي؛ في حين أن التعفنات الجرثومية ال تشكل إال نسبة

% من األضرار. والباقي يتوزع بين المواد الكيماوية1 الناتجة عن استعمال المبيدات وعبوات التغليف،

والمواد التي تضاف إلى الطعام قصد حفظه أو تلوينه وتحسينه، والعقاقير التي تعالج بها الحيوانات، والمواد

المشعة، والتحوير الجيني. ولجهل الناس وعدم اكتراثهم بما يأكلون، األثر

األكبر في تفاقم الوضع واستمراره. فما مدى االلتزام بالنصوص الواردة في تلك

المعاهدات على أرض الواقع؟ بخاصة ما تعلق منهابسالمة األغذية.

للحصول على الجواب ال بد من بسطة مختصرةعن تطور التصنيع الغذائي.

ةالمبحث األول: تطور األطعمة المصنع15)(FDA : Food Safety Manual ; http://seafood.oregonstate.edu/.pdf%20Links/Food-Safety-Manual-

FDA.pdf

11

إن قصة اإلنسان مع األطعمة منذ ظهوره على األرض تركزت على مطلبين أساسين هما: توفير

الطعام ثم حفظه.قالولنا في سورة يوسف ﴿ نموذج لذلك:

م فذروه في تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدت قليال مما تاكلون )سورة يوسف: .(47 ﴾سنبله إال

فبعد الحرص والدأب على الزرع ينبغي االقتصاد في استهالكه، وحفظ الباقي منه أليام المجاعة بإبقاء

.(16)الحبوب في سنابلها وقد عرف اإلنسان منذ القدم طرقا بسيطة لحفظ

األطعمة تتمثل في التمليح والتجفيف بالخصوص، ثموبالتبريد في الثلج بالنسبة للمناطق الباردة.

استطاع صانعتطورت تلك الطرق عبر األزمان حتى (Nicola Appert )(17) الفرنسي نيقوال أبرتالحلوى

فيم اختراع طريقة لتعقيم األطعمة1804سنة ، ونشر رسالة عن حفظأوعية محكمة اإلغالق

.(18)م1810األطعمة عام رت لتتحول إلى صناعة كبرىوتطورت طريقة أب

. وتم تحسين تصنيع العلب بالصفيحفي بريطانيا . ولم(19) العالية، كما استعمل التعقيم بالحرارةاألبيض

وتقنياته على أسس علمية إالترس قواعد التعليب

تفسير أبي: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم )السعود أبو)(16.282/ 4 )دار إحياء التراث العربي، بيروت(، .(السعود

األطعمة تعقيم طريقة اخترع فرنسي صناعي(: م1841-1750 )أبرت نيكوال)(17.مغلقة أوعية في بالتسخين

.Quillet: Nouveau dictionnaire pratique Quillet. (Librairie Aristide Quillet, Paris, 1974), 134. : تقنيات التصنيع الغذائي. )جامعة دمشق،سليمان والمصري كرم العودة)(18

.12(، م1990/ هـ1411بن الوليد.  مطبعة خالد19)(Hachette Multimédia: Histoire de l'alimentation, le site de l'histoire, (http://www.memo.fr).

12

العالقة بين فساد األطعمة(20)بعد أن اكتشف باستور.(21)واألحياء الدقيقة – أولى – وبخاصة الشحوم الحيوانيةوكانت الدهون

المواد التي حظيت باالهتمام في مجال التصنيع ، وظهرت بعدها ثم تلتها بعد ذلك البروتيناتالغذائي

ة جينياالمواد المضافة . واألطعمة المعدل المطلب األول: المواد المضافة

والتشريعات المتعلقة بهاظهور المضافات

رت الغذائي. إيذانا ببداية عهد التصنيعكان اختراع أب في معلبات، وتعرضهاذلك أن تصبير األطعمة

أفقدها بعض مواصفاتها المرغوبةللتحويالت الصناعية من لون وطعم وقوام. مما اضطر المنتجين إلى جبر

، وهذا أدى إلى(22)النقص باستعمال المواد المضافة ، وظهورتطور غير محدود في الصناعات الغذائية

. وبالتدريج أصبحت والبيوكيميائيةالتركيبات العضوية ضرورة ال غنى عنها في توفير الغذاءالمضافات

لإلنسان، وغدت حافزا إلى إجراء مزيد من البحوث،وإنتاج أنواع جديدة وأشكال مبتكرة من األطعمة.

ولم تسلم هذه المواد من حمالت التهجم والتشكيك عبر مراحل تطورها، ذلك أنها رغم دورها المهم في

، بالتعفنات وحمايتها من التهالكحفظ األطعمة علم مؤسس، فرنسي عالم(: Pasteur Louis( )1822-1895 )باستور)(20

األطباء قبل من عنيفة لهجمة وتعرض، الكلب لقاح اكتشف، الميكروبيولوجيا.التلقيح حول نظريته بانتصار حظي لكنه، عصره في

Quillet: Nouveau dictionnaire pratique, 2121..13، الغذائي التصنيع تقنيات: سليمان والمصري كرم العودة)(2122)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires alimentaires de fabrication dans les industries

agroalimentaires (3eme édition, Lavoisier Tec. et Doc. Paris, 2003), 104.13

وإضفاء المذاق والشكل المرغوبين لها، إال أنها ال . وكان استعمال هذه المواد عامال(23)تخلو من العيوب

تحذيراعلى النظر في سميتها، وقد أطلق باستور.(24)م1870من استعمالها عام

يؤدي إلى إتالف كثير منوبما أن التصنيع الغذائي المقومات الطبيعية لألطعمة أهمها الفيتامينات

، وال يخفى ما لذلك من تأثير على صحةواألمالح المستهلك، بخاصة الحوامل واألطفال والمسنين، ؛فإنه سرعان ما ظهرت فكرة إضافة مواد تغذوية

لتفادي مرض تضخم إلى ملح الطعامفأضيف اليودة ) على يد: بوسينيو )(Goitreالغدة الدرقي

Boussingault)(25) م مصطلح )1960. وظهر عامOligoelements( أو عناصر يسيرة ضرورية )

Essential trace elements)ومن بداية القرن . العشرين اتجه العمل إلى إيجاد عناصر ضرورية

.(26) بالخصوصتضاف إلى األطعمة، منها الفيتامينات وظهرت تجارة رائجة تعتمد هذه المركبات الجديدة،

اقة مثل: "مادة الحياة "، و"مادةوتحمل عناوين بر "..."، و"مادة توفير القوة والنشاطتجديد الشباب

في أمريكا بالخصوص علىوراج بيع الفيتامينات ،م1930 إلى 1920شكل أقراص في السنوات من

مما حدا ببعض العلماء إلى التحذير من عواقب23)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 3, 4.24)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 11. زراعة ورجل كيميائي(: مJean Baptiste Boussingault( )1802-1887 )بوسينيو جون)(25

.المعادن كيمياء ودرس، النباتات كيمياء علم مؤسسي بين من كان، فرنسي.بباريس الزراعي المعهد مؤسسي أحد وهو، الطبيعة في اآلزوت دورة ولخص

Paul Robert : Le Petit Robert 2, 267. Quillet: Nouveau dictionnaire pratique, 356.26)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 13-14.

14

اإلفراط فيها. ولم يلجأ بقية العالم المصنع إلى إضافة-1939 إال أثناء الحرب العالمية الثانية )الفيتامينات

فظهرت أنواع جديدة من األطعمة تحتويم(1945.على الفيتامينات المضافة

نفسه تزامن مع نهاية الحربومصطلح المضافات ؛ لما استعملت الكثير من التركيباتالعالمية الثانية

في األطعمة. وشجع على ذلك النموالصنعية وتباعد المستهلك عن المنتج، وارتفاعالديمغرافي

مستوى المعيشة. وباإلمكان إجمال هذا التطور بعدالحرب في خمس فترات تبعا لسلوك المستهلك:

م كان الهاجس1950-1945- في السنوات 1 األكبر هو توفير الغذاء لشعوب خرجت لتوها من

حرب خلفت دمارا ومجاعة، فكان الطلب على توفير.(27)الكمية الضرورية من الطعام

- جاءت سنوات الستينيات وبدأ مستوى المعيشة2 يعرف تحسنا، وغدا المستهلك يطلب مزيدا من

جه أكثر التنوع في األطعمة. وظهرت تقنيات جديدة تت نحو السرعة وتحسين النوعية. ومن ثم بدأ االتجاه

نحو إشباع نهم المستهلك وإثارة ذوقه. وتوجه العمل إلى إعادة ألوان الخضار واللحوم بعد الطبخ

لتقوية، كما استخدمت األحماضباستعمال الملونات والمثخناتالنكهة والذوق، وأضيفت المهلمات

لتحسين المظهر.والمستحلبات م بدأ االهتمام1980 و1960- لكن بين سنوات 3

ينصب على النوعية ويتوخى السالمة من التعفن . وغدا الناس يولون اهتماما أكبر للجوانبوالتجرثم

27)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 14-15.15

ة المتعلقة بالطعام، ولم يعد هاجس التغذية هو الصحي الشاغل وإنما خلو تلك المواد المصنعة من كل ما

ن أن أغلبها مواد يضر بالصحة؛ خصوصا لما تبي.كيميائية غير طبيعية

- ازداد تطور قطاع الصناعات الغذائية، وتوسعت4 وانتشرت،شبكة التوزيع، وظهرت المطاعم الجماعية

والجاهزة، مع ارتفاعكما ظهرت الوجبات السريعةر مستمر في أكبر في مستوى المعيشة، وتغي

سادت صفة اشتغال كل منالعادات. ففي الغرب الرجال والنساء خارج المنزل، والحل يكمن في أغلب

رة . أو المجمدةاألحيان في استعمال الوجبات المصب وهكذا في غضون ثالثة عقود، انتقل معظم الطبخ من

المنزل إلى المصنع. - دفعت هذه المتطلبات المتزايدة والمستحدثات5

إلىالمتسارعة في مجال األطعمة الدول في الغرب إصدار تعليمات وسن قوانين خوفا على سالمة

المستهلك، وسعيا إلى التحكم في طوفان هذه المواد الصنعية والحد من أخطارها المحتملة. وخالل هذه

التي تربو على القرن من التطور الهائل في _الفترة المجال التكنولوجي وزيادة الطلب على أنواع

انفتح الباب واسعا أمام استعمال المزيد_ جديدة إلى األطعمة. فما بينوالمزيد من المواد المضافة

400م ظهرت أكثر من 1960م وسنة 1949سنة م أحصي عدد1970، وفي سنة جديدةمادة مضافة

. مضافا جاري االستعمال في أمريكا2500 وعلى خالف المواد الحافظة التي تسمح بتخزين

الطعام ونقله إلى أماكن ال يتوفر فيها، فإن أكثر16

اليوم شيوعا هي تلك التي تعمل علىالمضافات إثارة الشهية بما تضفيه على األطعمة من عطر أو

لون جذاب؛ فهي مجرد كماليات، واإلفراط المتزايد.(28)في استعمالها أخذ يشغل بال العلماء

ة- التشريعات المتعلقة بالمواد المضاف2 إلى األطعمة كبيرة، وهي فيإن أعداد المضافات

تزايد مستمر، ويرتبط السماح باستعمالها بمدى سالمتها وضرورتها. ولذلك فهي تخضع لدراسات

علمية دقيقة. لكن التطور المطرد في هذا المجال يجعل من

العسير بناء تشريع دائم في ميدان ال يقر له قرار. لذلك تجد القوانين صعوبة في مالحقة ما يستجد

ر منهافي الميدان من مضافات، .(29) وما يتغي ولقد ظهرت تشريعات عدة منذ مطلع القرن

العشرين تضبط التعامل مع المواد الكيماوية واستعمالها في تصنيع األطعمة، وتفرض على

المصنعين الحصول على الترخيص الالزم لذلك. وغيرهالكن لم يقع التمييز الدقيق بين المضافات

م، حين قامت تنظيمات دولية من1963إال في سنة ، والسوق األوروبية المشتركةبينها المجلس األوروبي

بضبط تلك المواد، والتمييز(30)وهيئة دستور األغذية قصدا ليبقى فيه ويقوم بدوربين ما يقحم في الطعام

28)(R. Longet: Additifs Alimentaires, dossier de l'environnement, volume 1 (2ème édition, George éditeur, ligne vert, Genève, 1991)., 3..

29)(Ph. Bryselbout, Y. Fabry: Guide technologique de la confiserie industrielle; tome 1(Bayeusaine, Paris, 1984), 38, 40.

في WHO العالمية الصحة ومنظمة FAO الدولية والزراعة األغذية منظمة تعمل)(30 في المنظمتين بين العالقات أثمرت ولقد الغذاء مجال بينها من عدة مجاالت

Codex alimentarius commission C.A.C، األغذية دستور لجنة بإنشاء 1962 عام المجال هذا.50، لألغذية المضافة المواد: الساعد

17

، وبين ما ال يستعملثابت مستمر فسمتها مضافات إال عند التصنيع، من غير أن يكون له أثر دائم في

. ومن ثمالطعام، وسميت هذه ملحقات تكنولوجية كما وضعت(31)وقع االتفاق على تعريف المضافات

الشروط الخاصة بالتعامل فيها، ومن بينها:بحيث تكون أكيدة، مع ضرورةسالمة المضافات :

مراجعتها باستمرار.استجابتها لمقاييس الهوية والنقاوة، ويقصد بذلك

ذات تركيب محدد ثابت،أن تكون المادة المضافة وخالية من أية مواد غريبة أوضارة قد تؤثر على نتائج

التقييم الخاصة بسالمتها، وهو ما يدعى بالنقاوة )Purity.)( كما يجب معرفة مدى ثباتية Stability)

في الطعام الذي أضيفت إليه،المادة المضافة وتفاعالتها وارتباطها مع مكونات ذلك الطعام، والهوية

(Identity)التي قد تتحول إليها المادة بعد .(32)تفاعلها

.تحديد نسبة أعلى منهااستعمالها ضمن قائمة إيجابية خاضعة للرقابة

الرسمية..إعالم المشتري بوجودها في الطعام المسوقعدم استعمالها بغرض تمويه عيب مؤثر على

القيمة الغذائية للطعام، أو بغرض تضليل المستهلك. بهذه التوصياتولقد أخذ اتحاد الدول األوروبية

CEE/1988وعمل بها حتى صدور القانون األوروبي إال إذاالذي نص على أنه ال يسمح باستعمال مضاف

31)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 28..63، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(32

18

ومن الضوابط التيتبين بوضوح نفعه للمستهلك. نص عليها القانون:

األمن: فال يضر بصحة المستهلك، وال تستعمل إال المواد المسموح بها في القائمة اإليجابية حيث تكون

المخاطر المحتملة منعدمة أو قليلة جدا.الصدق: فال تستعمل لتمويه عيوب أو إظهار غير

الحقيقة في الطعام.الضرورة التكنولوجية: لمصلحة المنتج والمستهلك

معا.الرقابة: بحيث يمكن التعرف على المضاف

ومراقبته بواسطة مخابر معدة لهذا الغرض.جديد إال إذا تم سحباإلذن: فال يؤذن بمضاف

القديم الذي له االستعمال نفسه.المستعملة على غالفاإلعالن عن المضافات

.(33)األطعمة Codexوتكفلت هيئة دستور األغذية )

alimentarius)( 34)بإنجاز مشروع للتقييس الغذائي على المستويين اإلقليمي والعالمي بغية حماية

المستهلك. وهي تقوم بنشر المقاييس بعد الموافقة عليها من

طرف الدول األعضاء التي وصل عددها لغاية عام.(35) دولة عضوا168: 2006

33)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 66-67. تطالب بتوصية (WHO/FAO Conference )الدولية الندوة خرجت م1962 عام في)(34

عام المشروع لهذا التنفيذي العنصر إنشاء وتم. لألطعمة دولية مقاييس بإيجاد Jean-Louis- ينظر (.Codex alimentarius )كوديكس: األغذية دستور هيئة باسم م1964

Multon: Additifs et auxiliaires, 1835)(Programme mixte FAO/OMS sur les normes alimentaires, Commission du codex alimentarius, Vingt-

sixième session, siège de la FAO, Rome, 30 juin– 7 juillet 2003. (Http://www.fao.org).19

وفي إطار الهيئة تنشط لجنة أخرى هي:(Joint FAO/ WHO Codex committee on

food additivesوهذه اللجنة قامت بدورها ) بتشكيل لجان خبراء مختصين، سميت كل لجنة

.(36)جكفا التي تتمتع بقوة القانونومن المنظمات األمريكية

 Food منظمة األغذية واألدوية )في مجال المضافاتand Drug Administration FDA)التي قامت

باستشارة العديد من الجمعيات1958بدورها منذ العلمية، فاختارت عدة مئات من المواد المضافة

التي اعتبرتها –بعد الدراسة- سليمة االستعمال GRAS. Generally Recognized Asوسمتها )

Safe).ويعني ذلك عدم وجود قيود على استعمالها م، مع مالحظة إمكان1960وتم نشر قائمة عنها عام

إعادة النظر فيها حالما تظهر عنها معلومات جديدة. وكالتان أخريان تابعتان لقسم(FDAويلحق بمنظمة )

:الزراعة هما(Poultry Inspection Service PIS,) (Meat

Inspection Bureau MIB). ز عليها عمل تلك ومن أهم النقط التي ترك

الوكاالت:تعيين الحدود التي يمكن استعمالها من المواد

بالنسبة للمضافات(Usage levelsالمضافة ) المفيدة التي قد تكون سامة إذا كانت نسبتها عالية

في الطعام.اعتبار العامل التراكمي بالنسبة للمواد الضارة .51، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(36

20

بفعل التراكم إذا استمر تناولها لفترات طويلة، وإيجاد.(Legal Tolerancesالنسب المقبولة منها )

( استعمال قاعدة ديالنيDelany Clause)التي تمنع أية مادة يثبت أنها تسبب السرطان لحيوانات

.(37)التجارب وهكذا تكونت الشبكة الخاصة بالتقويم والتقييس،

ليبقى القراروإعطاء التقنيات المتعلقة بالمضافاتالملزم بعد ذلك رهين سياسات كل بلد.

ومن بين الهيئات المكونة لهذه الشبكة: Food: لجنة تقييس األغذية )- في بريطانيا

Standard Committee )FSC(ولجنة المواد ) Food Additives andالمضافة والملوثات )

Contaminants Committee )FACC()اللتين في لجنة واحدة سميت اللجنة1983توحدتا عام

Food Advisory Committeeاالستشارية ))FAC()(38) .

: الوكالة الفرنسية للسالمة الصحية- وفي فرنسا،لألطعمة

(Agence Française de Sécurité Sanitaire des Aliments )AFSSA(). اســـتحوذت التشـــريعات- وفي االتحـــاد األوروبي

على جانب كبــير من اهتمــامالخاصة بالمواد المضافة م1974. ففي عــام لجنة السوق األوروبية المشــتركة

.41-40، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(37 أن في أمريكا عن بريطانيا تختلف. 46-45، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(38

استعمالها في فائدة وبوجود، المادة في Safety األمان بإثبات تكتفي األخيرة هذه الحاجة مسيس تشترط التي ببريطانيا مقارنة كثيرة أمريكا في فالمضافات لذا على عالوة غيرها من بالغرض يقوم ما وجود عدم مع المضافة المادة إلى

.السالمة شروط21

ــة العلميــة للغــذاء، )) SCF)Scientificتأسست اللجنComity for Foods)

- وعلى المســتوى العــالمي تعمــل منظمــة األغذيــة ( بالتنسيق مع منظمة الصــحةFAOوالزراعة الدولية )

( في مجــال الغــذاء ضــمن كثــير منWHOالعالميــة ))مجــاالت أخــرى. وبإنشــاء هيئــة دســتور األغذيــة

Codex) ــييس ــروع التق ــر مش ــذائي؛ ) ظه FoodالغStandard Program)(39).

دون الملحقاتوحاليا تم توحيد قائمة للمضافات.في كل الدول األعضاء في االتحاد األوروبي

ويمنع إضافة أية مادة للطعام ما لم تتضمنها هذه القائمة، وأي منتوج جديد ال بد أن يعرض على تلك

.(40)الهيئات لتبت فيه برأيها قبل أن ينزل السوق فتتألفأما لجان جكفا التابعة لهيئة دستور األغذية

من علماء مستقلين؛ يختص بعضها بدراسة الحدود المقترحة الستعمال المواد المسموح بها، ويختص

البعض اآلخر بتحديد مجموعات األطعمة التي يسمح فيها. ومن أهم أعمالها:باستعمال المضافات

المحالة إليها بناء علىتقسيم المواد المضافة المعلومات المتوفرة، ووضع المواصفات الخاصة بها،وفحص البيانات المتحصل عليها خالل تقييم سميتها.

( تحديد الجرعة اليومية المقبولة للمضافAcceptable Daily Intake )ADI().

وتجتمع هيئة دستور األغذية كل سنتين لمناقشة.توصيات لجان جكفا وإعداد قوائم المضافات

.50، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(39 .Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 105

40)(Jean-Louis MultonAdditifs et auxiliaires, 27.22

ف الجرعة اليومية المقبولة بأنها: "الكمية من وتعر التي يتناولها اإلنسان يوميا وطيلةالمادة المضافة

ر عن(41)حياته دون أن تسبب له أية مخاطر" . ويعب هذه الجرعة بالملغ لكل كلغ من وزن الجسم، وتحدد

)باعتبار متوسط60بالنسبة للبالغ بضرب قيمتها في .(42)كلغ(60وزن البالغ هو

ويتم تحديدها بعد معرفة الحد األعلى من المادة التي يمكن إعطاؤها لحيوانات التجاربالمضافة

األشد حساسية دون أن تسبب لها أية آثار جانبية أو سامة، ثم تقسيم ذلك الحد على مئة للحصول على

الجرعة المقبولة لدى اإلنسان. ويدعى التقسيم علىمئة عامل األمان وقد تم تحديده استنادا إلى أمرين: أولهما: كون حساسية النوع البشري أكبر من أشد

الحيوانات حساسية بعشر مرات. الثاني: أن الحصيلة الوراثية للبشر غير متجانسة،

ويقدر التفاوت بين أكثر الناس تحمال وأشدهم حساسية بعشرة أضعاف. فتكون الجرعة اليومية إذن

تساوي الحد األعلى الذي ال يسبب أية مخاطر(.10×10لحيوانات التجارب، مقسوما على مئة )

الجرعة اليومية المقبولة، تحدد جرعاتوعالوة على بصورةمؤقتة عندما ال يتم تقييم المادة المضافة

في انتظار الحصول على بيانات إضافية،، وذلك كاملة فإذا لم يتم الحصول عليها في فترة محددة تسحب

ر الجرعة. المادة أو تغي مستعمال في أنواع مختلفة منوإذا كان المضاف

.52، 51، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(4142)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 109.

23

األطعمة فإنه ال يرخص باستعماله إال بعد األخذ بعين.(43)االعتبار مجموع تلك األطعمة التي تحتويه

وبما أن الجرعة اليومية المقبولة تقاس على وزن البالغ، فإنه ال بد من االنتباه إلى استهالك األطفال دون سن العشرين حيث يقل وزنهم عن الستين

كيلوغراما. أثبتت دراسة قام بها فريق بحث فرنسي تابعولقد

للمركز الوطني للدراسات والتوصيات حول الغذاء Centre National d'Etudes et deوالتغذية )

Recommandations sur la Nutrition et l'Alimentation, Cnerna) م أن بعض1992 عام

غالبا ما يتخطى عتبتها أطفال األعمار ماالملونات.(44)بين الخامسة والتاسعة

وتفرض التشريعات أيضا جملة من اإلجراءات التي تمكن من متابعة المنتوج ومعرفة وجود المضافاتفيه ونوعها ومقدارها. وهو ما يسمى بالشفافية )

Traceability).ف الشفافية بأنها "إمكان تتبع مراحل التصنيع وتعر

.(45)وإقحام المادة المراد فحصها" ويعرف من خالل الشفافية مصدر الطعام وطرق

تصنيعه وحفظه ونقله. ولقد كانت الهيئات المتخصصة في الرقابة الغذائية كالجمارك وتنظيمات مراقبة الغش... تتكفل بمراقبة

.52، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(43 .Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 110

44)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 110-111.Pierre-Henri Duée: Aliments santé, Encyclopædia Universalis 2006.

45)(Chi Dung Ta: traçabilité totale en agroalimentaire (Afnor, Saint Denis, Paris, 2002), 7 .وهو ISO 9000:2000 مرجع تحت تعريف

24

لكن بعد اعتماد الشفافية األطعمة وضمان سالمتها. أصبحت السلع تتداول دون رقابة صارمة على خالف

الماضي. وهذا يتطلب توعية وتكوينا للمستهلك، بحيث يكون عارفا بالمصطلحات والرموز والمكونات.

Labeli، ويعتبر التبطيق )(46)وهذا ليس باألمر اليسيرng) _ وهو وضع بطاقة على الغالف تتضمن

قة بالطعام من شروط_ المعلومات المتعل.(47)الشفافية

التي ليس بيدها القرارأما في الدول غير الصناعية ويمكن تصنيف والحل والعقد، فإن الشأن مختلف.

هذه الدول إلى ثالث فيما يتعلق بالتشريعات الغذائية: - دول لديها قوانين تشبه إلى حد بعيد القانون

وقد قام بعضها بتحديثم،1872 لعام البريطاني قوانينها إال أن التطبيق غير منتظم ألسباب متعددة

منها عدم توفر المختصين والممارسين في هذاالمجال.

- بعض الدول ينعدم فيها أي نظام للسيطرةوالرقابة الغذائية.

- وبعضها تحتاج تشريعاتها إلى تعديل واستبدال. ، ممثلة في منظمة األغذيةوتسعى األمم المتحدة

إلى مساعدة، ومنظمة الصحة العالميتينوالزراعة Foodهذه الدول في إيجاد نظام رقابة غذائية )

46)(Frank Cochoy: Les effets d'un trop-plein de traçabilité, (Revue la Recherche, Février 2001, N° 339, spécial, Le risque alimentaire), 67.

47)(Barry L. Smith: Programme mixte FAO/OMS sur les normes alimentaires, Commission du codex alimentarius, Vingt-sixième session, siège de la FAO, Rome, 30 juin– 7 juillet 2003, 1.2, 1.5.

هذه من المنتجين من كثير لتملص نظريا تطبيقه العسير من هذا أن ويالحظعدة في الميدان. ثغرات ولوجود، القيود

أن كما. اسمها ذكر دون المواد من معينة بنسب السماح مثال ذلك من.ملزمة غير كودكس توجيهات

25

control system) وذلك بهدف تسهيلافعال يكون ، التجارة الدولية. علما أن هذه البلدان هي بلدان

مصدرة للغذاء. وتم إنشاء مشروع يهدف إلى إيجاد نظام الرقابة

من(Guide lines projectسمي بمشروع الدليل ) أهدافه إنشاء الخدمات اإلدارية والمخبرية وتطويرها

:وإرساء التقييس الغذائي(Service Structure and Food Standard

regulation)(48).التشريعات في البلدان اإلسالمية

بدأ اهتمام الدول اإلسالمية، والعربية منها بالخصوص، بوضع النظم وسن القوانين المتعلقة

باألطعمة متأخرا. منذ في بريطانيافبينما ظهرت هيئة المواصفات

، فإن مثل تلك الهيئة لم تؤسس فيم1901عام أولى الدول العربية التي بادرت إلى ذلك وهي مصر

م1963 عام . ثم أنشأ العراقم1957إال في عام ، فتبع الركبالجهاز المركزي للتقييس والمواصفات . ثمم1972كل من سوريا والسعودية واألردن عام

جاءت بعدها دول عربية أخرى منها عمان والجزائر.(49)والمغرب وتونس

ولقد نشأت بين الدول العربية عدة تنظيمات للتقييس الغذائي.

.51-50، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(48 البيانات بشأن 74/2000 القرار: والصناعة التجارة وزارة، عمان سلطنة- ينظر)(49

،األغذية وسالمة اإليضاحية http://www.mocioman.gov.om/Main-Menu/Agreements/wto/wto-agreement/law-decisions.aspx#

فيفري 8، والعشرون السادسة السنة، 6 رقم الجزائرية الرسمية الجريدة.21و 10، 5، 4، 3: المواد، 157-144ص، م1989

26

إال أن تلك التنظيمات واجهت صعوبات تتعلق بالتنفيذ؛ منها تعدد األجهزة الخاصة بالرقابة، وتفاوت

القوانين، وعدم إدراك األجهزة المكلفة للدورالحقيقي المنوط بها.

م تم على المستوى اإلقليمي1968ففي عام ، التيإنشاء المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس

وضعت من أهدافها إنشاء أجهزة للرقابة الغذائية، والعمل على توحيد المصطلحات الفنية وطرق

الفحص والقياس، وتوحيد المواصفات بين الدول العربية لتوسيع التعاون. وكان عدد الدول األعضاء في

م وأدمجت1989 دولة، لكنها حلت عام 19 المنظمة التي أنشأتفي المنظمة العربية للتنمية الصناعية

الموجودالمركز العربي للمواصفات والمقاييس.(50) بالمملكة المغربيةمقره اليوم بالرباط

ثم أنشئت الحقا لجنة تنسيق الدستور الغذائي بالشرق األدنى، وهي لجنة تهدف إلى تبادل الخبرات

والتجارب واالستفادة من الهيئات الدولية في بناء القدرات الذاتية وتحسين التشريعات. وقامت بعدة

. ومعظم نشاط تلك الهيئات(51)نشاطات في المجالينصب على الجانب الصحي.

ا وسميتهالمطلب الثاني: سالمة المضافات من أكثر المواد التي تسبب القلقتعتبر المضافات

لكثير من الناس. ولقد تزايد الحديث عنها في وسائل اإلعالم، وخالل صفحات الويب في السنوات األخيرة،

.56، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(50 /هـ1428 صفر 4 األربعاء، 10321 العدد، الدولية العرب جريدة، األوسط الشرق)(51

(.www.asharqalawsat.com اإللكترونية النسخة. )2007 فيفري 2127

بخاصة لما دخلت الصناعة معظم األطعمة. ورغم استعمالها منذ قرون إال أن التخوف منها بدأ

.(52)يتنامى "قاعدةمنذ أن صدرت في قانون الغذاء األمريكي

م اتجهت األنظار نحو المواد1958ديالني" عام أنم أعلن مختبر كندي1969 وفي عام المضافة.

مسببالمحلي االصطناعي "السايكالميت" ، رغم أنه قد استعمل قبل ذلك لمدة ربتللسرطان

على العشرين عاما في صناعة المرطبات دون أي شكوى منه. ومن ثمة بدأت الحملة ضد كل ما هو

كيماوي يضاف إلى األطعمة. وتبعت ذلك عدة بحوثهةحول المواد الملونة التي تضاف إلى والمنك

األطعمة، وما انجر عن ذلك من أضرار لحقت بعض م1976مستهلكيها خصوصا من األطفال. وفي عام

، واستحوذ مادة25 الممنوعة بلغ عدد المضافات على جانب كبير من النقاش،موضوع المضافات

لت لجان فنية وعلمية لمتابعة الموضوع .(53)وشك ويالحظ أن لإلعالم دوره في إذكاء فتيل النقاش،ن األمر من جانب عاطفي تهويلي أكثر وغالبا ما يبي

مما يعرضه من خالل محاكمة عقلية واعية. ذلك ألن السالمة المطلقة مطلب ال يتحقق، إذ ال يوجد من بين ما نأكله ما هو مضمون سليم للجميع وفي كل

الظروف ولو كان طبيعيا بحتا. فجميع األطعمة تحتوي52)(P. Jardrian: les additifs, sûrement utiles, sont-ils surs? Objectifs Nutrition (Danone, Paris, 1998),

4..30، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(53

آثار من يشكو العالم في شخصا 120 كل من 1 أن لكحل بن نادية تذكر.األعالف إلى المضافات ذلك في بما، المضافات

Benlakhel: -tu vraiment ce que tu manges? (éditions Milan, Espagne, 2000), 6-7.28

على مواد تعد سامة لكن الله تعالى زود األجسام بمانها من التعامل مع هذه السموم إذا كانت بكميات يمك

.(54)معتادة. فالسالمة إذا هي الخلو من المخاطر مظنة للتسبب في بعضوبما أن المضافات

المخاطر فال بد إذن من تقويم مدى سميتها قبلاستعمالها.

تسعى إلى إيجاد مقاييس موحدة.والعولمة الغذائية لكن –حسب المختصين- يبقى الكثير من العمل لم

.(55)ينجز بعد في هذا المجالد من أن(Safetyوتعرف السالمة ) بأنها التأك

ما في الطعام، عند الحدوداستعمال مادة مضافة المقترحة، وبالطريقة الموصى بها، لن يؤدي إلى

حدوث أية مخاطر. فهي قابلية المادة المضافة(Toxicity )أما السمية

إلحداث أضرار. وهذه األضرار قد تكون حساسية )Allergy( أو تشوهات خلقية )Teratogenesis)أو

أو أوراما سرطانية(Mutagenesisطفرات وراثية )(Carcinogenesis).

بأنها درجة االحتمال بأن(Risksوتعرف المخاطر ) بحدودهاالضرر قد نجم عن استعمال المادة المضافة

.(56)والطريقة الموصى بها- دراسة السمية1

يرتكز مبدأ حماية المستهلك في أن استعمالبالمادة المضافة يوميا وطيلة حياة شخص، ال تسب

إلى تحديدله أية أضرار. وتهدف دراسة السمية.125، األغذية تصنيع تقانة: نزار حمد)(54.Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 105 - ينظر)(55. 70-69، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(56

29

الجرعات التي ال تعطي أية آثار غير مرغوب فيها. وتتم التجارب على حيوانات المخابر بدراسة جميع.(57)أنواع اآلثار التي يمكن أن تسببها المادة المضافة

ال بد من التحقق منوقبل تقييم أية مادة مضافة خلوها من أية مواد غريبة أو ضارة، ومن تحديد

زة لها، وهو ما يعرف الصفات الفيزياكيماوية الممي Specificationبمواصفات تحديد الهوية والنقاوة )

for identity and purity)(58). قد تحتوي على آثار من موادفبعض المضافات

، ورغم قلتها فإن هذه المواد -ناجمة عن استخالصها بعامل التراكم- قد تغدو خطرة، لذلك يفرض تنقية

إذا تعذرت منها، أو تمنع طرق االستخالصالمضافات.(59)التنقية

ثم تعطى نتائج التقييم وفق شجرة تسمى شجرة ، فبعد تحديد الهوية للمادة(Decision treeالقرار ) تجرى التجارب المذكورة، وتستثنىالمضافة

، وتعرض األخرىالجرعات ذات السمية الحادة ، والتأثير على وظائف الجسم،الختبارات االستقالب

.، من خالل فحص الدناودراسة الجينات )LD50 )Lethal dose مقياسها والسمية الحادة

وهي الجرعة التي يمكنها إحداث وفيات في حيواناتة.بعد تناول المادة المضاف%  50 التجارب بنسبة

فإنها ترفض. وإذاوإذا ثبت حدوث أي مخاطر جينية فإن الجرعة تعرضلم يحصل التغير في الجينات

57)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 106..71-70، لألغذية المضافة المواد: الساعد()58

Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 111.59)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 112.

30

Metabolismالختبارات تتعلق باالستقالب )studies)وهي دراسة ما يمكن أن يحدث للمادة ، أثناء مرورها بالجسم عند الهضمالمضافة

، واالرتباط بالمواد(Absorptionواالمتصاص )، والعبور خالل جدران الخاليا )(Bindingالبروتينية )

Transition)( والتخزين في األنسجة، والتحول ،Conversion)إلى مركبات جديدة قد تكون أكثر

من مصدرها، ثم أخيرا إفرازها وإخراجها معسمية . فإن كانت سليمة(Excretionنواتجها من الجسم )

فتقبلت الجرعة المحددة للمادة المضافة وصنضمن القائمة، وإن ثبت فيها ضرر رفضت.

وقد تثير نتائج الفحص شكوكا حول سالمة المادة ، حينها تعرض الختبارات أخرى تتعلقالمضافة

(Sub chronic toxicityبالسمية شبه المزمنة ) التي ال تظهر آثارها إال بعد حين نتيجةوهي السمية

(.Cumulative ingestionللعملية التراكمية ) 3وتستمر التجارب لفترتين: قصيرة ال تقل عن

أشهر، وطويلة تدوم أطول فترة من عمر الحيوان. وإنفإن ظهرت األضرار منعت المادة المضافة، انعدمت سمح بها، وإن حصل الشك عرضت

(Chronic toxicityالختبارات السمية المزمنة )التي تستمر طيلة عمر الحيوانات موضوع التجربة.

حيوانا من القوارض،60 إلى 40يستعمل عادة من حيوانات غير قارضة لكل مستوى من8و

.(60)الجرعات وإذا كان في هذا الحرص على سالمة المواد

.81-71، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(6031

ضمان لعدم إضرارها بالمستهلك، فإنالمضافةمعطيات كثيرة تخرمه، من ذلك:

تجاوز النسب المسموح بها؛ فكثيرا ما تخترق ا، أو جهال من طرف بعض المصنعين الحدود، إما غش ،الذين يجدون تأثيرا أكبر بتزويد كمية المادة المضافة

دون أن يدري أن ذلك قد يكون له أوخم العواقب.عة،وإذا كان التبطيق واجبا في الدول الغربية المصن

بلفإن هذا اإللزام يخف كثيرا في البلدان النامية، وينعدم في معظمها. فال رقابة صارمة لما يقحم في

األطعمة من مواد، وال معرفة سائدة بين الناس كفيلةه للتجاوزات!. بالتنب

عدم تحكم العلماء في مشكل الحساسية الذي يكثر ظهوره عند المستهلكين.

وجود أطعمة ال يرغم المصنعون على وضع الئحة عليها، مثل الخبز والخضار واللحوم التيالمضافات

.(61)علفت حيواناتها أعالفا فيها مضافات.وجود الفعل التراكمي وعدم إمكان التحكم فيه

غالبا ما ترتبط بنوع معين من الطعام؛فالمضافات في األجبان ومنتجات اللحوم، والمثخناتكالنتريت

في المثلجات والحلويات... واألوالد الذين يكثرون منهذه األطعمة يتخطون عتبة الجرعة اليومية.

ويتم تخطي الجرعة اليومية أيضا في التغذية غير المتوازنة، إذ يرجع احتمال الحساسية إلى التغذية

المكررة التي تتوقف على نمط واحد من الطعام وهو ، مما يؤدي إلى تجاوز الجرعة،يحتوي مادة مضافة

61)(Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir, N° 407, septembre 2003, Union fédérale des consommateurs, France), 16-18.

32

والصداع والربوفتظهر حينذاك أعراض الحساسية.(62) وإفراط النشاط لدى الصغارالنصفي

- المواد المضافة المحتملة لإلضرار2أ- الملونات:

قائمة المواد المحتملة لإلضرار،تتصدر الملونات ،م تنامى االهتمام بسمية الملونات1978فمنذ

ونشرت في ذلكخصوصا من طرف لجان الجكفا ورغم وجود جرعة يومية مقبولة لمعظمتقارير.

المستعملة، إال أن التجارب على اإلنسانالملونات وقع تراجع كبير بالنسبة الستعمالولقدقليلة.

فيها تقع على عدة مستويات:، والسميةالملوناتعلى مستوى األمعاء حيث تختلف سرعة تحللها

( الE102 )(Tartrazine )فالترترازين )بالبكتيريا ، بينما % 40 ساعات إال حوالي 4يتحلل منها بعد

( فهو ال يتحلل أصالE129 )(Allura redأحمر ألورا )وال يمتص ويطرح مع البراز(.

على مستوى الكبد بعد امتصاصها إثر تحللها )ال إلى المادة الصفراوية حيث تستقلببالبكتيريا ( ويطرح % 5 منها في الغالب إال حوالي يستقلب

الباقي مع البول أو يتم تمثيله في الجسم، وقد يؤدي ذلك إلى اختالالت. ومن أمثلة ذلك ملون الكوركومين

(Curcumin( )E100).احتماالت السرطان: وتتدخل عدة عوامل منها

الملونات؛ فمثال ال تسرطنطبيعة المادة المضافة إذا(The Azoic tintsالتي أساسها مادة اآلزويك )

كانت تنحل في الماء، لكن إذا كانت ال تنحل فيه )62)(P. Jardrian: les additifs, sûrement utiles, sont-ils surs? 8-9.

33

liposoluble)فحينها تحتمل السرطنة . حيث أيضا مؤشرات إلحداث السرطنةوللكوركومين

أثبتت التجارب ذلك على الفئران، لهذا حددت. (63)ملغ/كلغ1الجرعة منه بـ

(E102 سيئة السمعة الترترازين )ومن الملوناتFD & C yellوهو ملون أصفر برتقالي ويدعى أيضا )

ow N 5)يستعمل بكثرة في المشروبات والحلويات . فهو يعزى إليه تفاعالت(64)والمثلجات والبسكويت

حساسية لدى بعض األفراد. وقد أجرى فاينجولد )Feingold)(65) دراسة ربط فيها بين1973 سنة

االضطرابات السلوكية كفرط النشاط )Hyperactivity)وبين واالضطرابات في التعلم ،

تناول كيماويات ذات أوزان جزيئية منخفضة من بينها . لكن الدراسة تعرضت لكثير منالترترازين

. (66)الردود الذي(،E123 )(Amaranthومنها األمارانت )

Allura، وأحمر ألورا )م1975 عام منعته أمريكاred)( E129الممنوع في االتحاد األوروبي )

63)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 380-382. القولون لسرطان مضادة خصائص الملون لنفس يكون أن الغريب ومن

،السرطانات لبعض عالجا اليوم يستعمل وهو، والجلد واللسان والعفج والمعدة(Antimutagene )للطفرة مضاد مفعول وله

Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 382.64)(Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 19 أمريكي أطفال طبيب(. م1982-مBenjamin F. Feingold( )1899 )فاينجولد بنجمان)(65

الطب في الدكتوراه على حصل. كاليفورنيا بمستشفى الحساسية في مختص ،ببنسلفانيا( the University of Pittsburgh, Pennsylvania ) بيتسبارج جامعة من م1924 عام )والحساسية ( Pathology )األمراض أسباب علم مجال في كثيرة أعمال وله

Allergy .)أعراض تسبب الطبيعية غير والمنكهات الملونات أن م1973 عام قرر (.http://en.wikipedia.org. )لألطفال( Hyperactivity )النشاط فرط

66)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 366..123، األغذية تصنيع تقانة: نزار حمد

34

...(67) والسويد، وغيرها كثير وسويسراوبريطانيا إلى أن كون المادة الملونةوأشارت لجان الجكفا

وسالمتها بصورة مؤكدة،طبيعية ال يعني عدم سميتها وأن المادة إذا فصلت من طعام معروف ثم أعيدت

إليه دون أي تعديل وبالنسبة نفسها فال حاجة إلىتقييمها.

أما إذا فصلت ثم أعيدت إلى نفس الطعام ولكن بتراكيز أعلى مما كانت موجودة عليه، أو أضيفت إلى

أطعمة أخرى، أو تم تعديلها كيماويا بعد الفصل، أو ففي هذه الحاالت ال من مادة غير غذائية،استخلصت

.(68)بد من إخضاعها للتقييم:ب- المواد الحافظة

م،، وبروبيونات الصوديوحمض البروبيونيك للخبز،؛ وهي مواد حافظة، والكالسيوموالبوتاسيوم

. نسبتهاوالحلويات الدقيقة، وبعض مشتقات اللحوم بالمليون، وتصل في الحلويات300في الخبز حوالي

بالمليون، ولهذه المادة طعم الجبن.1000حتى إلى أن هذهأشارت إحدى الدراسات في ألمانيا

المواد سببت السرطان لحيوانات التجارب بعد أن ضمنتناولتها فترات طويلة. وصنفتها بريطانيا

المجموعة ب التي تعني السماح بها مؤقتا بانتظار.(69)المزيد من المعلومات

( نيترات ونتريت الصوديوم والبوتاسيومE249, E250)مواد تستخدم لحفظ اللحوم ومنتجاتها وبعض

.123-121، األغذية تصنيع تقانة: نزار حمد- ينظر)(67Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 383

Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 18. 86، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(68.143-142، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(69

35

األجبان، والمشكل في استعمالها إمكان تحولها عند إلى مادة النتروزامين )وجود األمينات

Nitrosamine)وقد تتسبب في ارتفاع المسرطنة ، .(70)ضغط الدم

لكنه يستعمل كمادة حافظةثاني أكسيد الكبريت ، يؤثر على مرضى الربو، ولقد حذفت المادة من

، وطالبتم1986 عام (GRAS)القوائم السليمة بضرورة اإلشارة إلى(FDAمنظمة األغذية واألدوية )

وجود أية مصادر كبريتية على بطاقة الطعام إذا كان بالمليون. ومنع القانون10التركيز أعلى من

استعمالها في اللحوم والبريطانياألمريكي...(72)، ومواد أخرى(71)والبطاطا

:جـ- مضادات األكسدة ال(BHT( )E321,E320 وBHAالمواد )من أهمها

تؤدي إلى السرطان في ذاتها، لكنها تشجع نمو السرطان الموجود أصال. وقد ثبت أنها تسبب تضخم

الكبد والغدة الدرقية لدى فئران التجارب. كما تسبب الحساسية لدى أصحاب الربو. والمشكل هو إمكان

تجاوز الجرعة لدى األطفال لوجودها في العلك وعجين البطاطا والحساءات الجاهزة. ورغم كونها

فاعلية في الزيوت، بخاصةمن أكثر مانعات األكسدة زيوت القلي، فإن سبع دول فقط من دول االتحاد

.(73)األوروبي تسمح باستعمالها:د- المنكهات

70)(Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 23..134، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(71.Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 20, 22- ينظر)(7273)(Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 18.

36

لقد تعاملت الجهات التشريعية مع مواد النكهة بمرونة ألنها تستعمل بكميات ضئيلة جدا )تقل في

( ولوجود معظمها بشكل % 0.03الغالب عن Occurطبيعي. إال أن كون المادة طبيعية )

naturally)ال يعني سالمتها حتما؛ فمثال مادة م أنها1960 اكتشف عام (Saffroleالسافرول )

ن في سنة مسرطنة م أن زيت الكالميس1968. وتبي(Oil of calamus)تسبب سرطان القناة

.(74)الهضمية Glutamate deويتسبب غلوتامات الصوديوم )

sodium)(( E621الذي يضاف إلى الحساءات ومنتجات اللحوم بالخصوص، في حساسية تدعى

تتمثل أعراضها في(75)متالزمة المطبخ الصيني الصداع، وآالم الصدر، وتصلب العضالت... كما تؤثر

على حدة البصر(MSGغلوتامات أحادي الصوديوم ) بإتالف شبكية العين، وتسبب ارتفاع ضغط العين أو

(، وقد أثبتتGlaucomaما يسمى بالمياه الزرقاء ) م على فئران1969تجارب أجريت في أمريكا عام

مولودة حديثا تسبب المادة في تخريب الدماغ لديها، لذلك حذرت الحوامل من تناول األطعمة التي تحتوي

.(76)عليها:هـ- المحليات

يحتمل(E952 والسيكالميت )(E954السكارين )214-213، لألغذية المضافة المواد: الساعد)(7475)(Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 19.

.الصين في خصوصا، الشرق في استعمالها يكثر المادة وهذه76)(Geneviève Di Costanzo: Glutamate de sodium, Encyclopædia Universalis 2006(arabic.peopledaily.com.http://www)

37

بها لألورام السرطانية، وقد ثبت تسببها لسرطان تسب وقد منعت المثانة والخصي عند حيوانات التجارب.

،، واليابان، وكندامنظمة األغذية واألدوية األمريكية . منذ السبعينات استعمال هذه المضافاتوبريطانيا

ال يزاالن في القائمة والسيكالميتإال أن السكارين.(77)الدولية وفي العديد من القوائم بالخصوص السوربتولوتتسبب الكحوالت السكرية

في اإلسهال لبعض الناس. والكزلتولوالمانثول في حالة(E420وينصح بعدم استعمال السوربتول )

اإلصابة بانسداد القناة الصفراوية ألنه يساعد في.(78)إفراز المرارة

وتوجد في كثير من المصادر، وبالخصوص على األنترنت، قوائم طويلة وطويلة تسرد األضرار

، وتقيم لوائح للموادالمتسببة عن تناول المضافات التي تحمل مخاطر على الصحة. لكن عند تمحيصها

ن عنصر التهويل والمبالغة واضحا فيها. يتبي ومن جهة مقابلة يوجد الجانب الدعائي الذي ال يهتم

إال بالتسويق ولو بتضليل الناس والتغطية علىها العيوب والمآخذ. ومثال ذلك الدعاية الذي يبث

Oasis lightالقسم التسويقي لعصير البرتقال )orange)فقد ركز اإلعالن الدعائي على ضرورة .

إن_ الدعاية تقول _إعطاء الماء لألطفال، لكن األطفال كثيرا ما ال يحبون شرب الماء، ويفضلون

المشروبات الحلوة، واإلفراط في تناول السكر يضر77)(Jean-Louis Multon: Additifs et auxiliaires, 345.

Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 18, 22. )منشورات جامعة دمشق،لألغذية المضافة المواد: سفر وعادل سمينة غياث.236، لألغذية المضافة المواد: الساعد. 379-378(، م1993/هـ1413

78)((http://www.membres.lycos.)38

" الغني بالفواكه هوOasisبصحتهم، لذلك فإن: »" الحل األمثل إلرضائهم مع الحفاظ على صحتهم. يمكننا إرضاؤهم أكثر واالستجابة لطلبهم دون أن.(79)نطرح األسئلة، وأن نشرب معهم بضمير مرتاح« مع أن العصير المذكور يحتوي على عدة مواد

؛ منها عامل استقرار، وملونان، ومحمض،مضافةياتةومضاد أكسد ، من ضمنها اثنان، وثالثة محل

. والسيكالميتمشبوهان: السكرين الموجودة في العصير، لو تناولوكمية السيكالميت

كلغ عبوة ونصف فإنه يتجاوز20منها طفل يزن الجرعة اليومية المقبولة، وفي ذلك من الخطر ما

!(80)فيه الموجودة في المشروب صوديومومن المضافات

الذي يمكن أن يشكل في الجسم(E211البنزوات ) وهي مادة مادة البنزين(Cمع الفيتامين ج )

.(81)مسرطنة ولقد قررت منظمة الصحة وضع تلك المادة ضمن

القائمة التي تحتاج إلى مزيد من الدراسة. ويرى بعض المتخصصين في الميدان أن بحوث

وFDA، والصحة العالمية )منظمتي األغذية واألدوية:الدعاية نص في جاء)(79

On peut: - Leur faire plaisir plus souvent.Dire oui sans se poser de questions.Boire avec eux la conscience tranquille!

80)(Fabienne Maleysson: Additifs alimentaires, les industriels en rajoutent, (Que choisir), 19. المتقدرات( DNA )دنا تخرب المادة تلك أن( Peter piper )بيتر الدكتور اكتشف)(81

يستدعي وهذا. كالباركنيسون خطيرة أمراضا يسبب مما العصبية الخاليا في االستهالك واسعي والكوكاكوال البيبسي مشروبي وأن خصوصا، فعال الحذر

(E211 )على أيضا يحتويانMartin Hickman: Un conservateur alimentaire détruit l'information ADN,

( http://www.investigateur.info )19 Janvier 2006.39

WHO(82)( تحتاج إلى تجديد . وهذا كله يعطي فكرة عما يمكن أن تحمله هذه

المواد من مخاطر على الصحة. ومما أجج مخاوف الناس ظهور بعض األمراض

، وخروج تلك األمراض وجنون البقركالحمى القالعية عن السيطرة أدى إلى فقدان الثقة في األجهزة

م في أمان األطعمة، المسؤولة والنظم التي تتحك وأذكى نشاط المنظمات المناهضة، وزاد من حدة رفضها واحتجاجها. كما أن بعض الحوادث التي تنم

عن إهمال أو غش أدت إلى زيادة القلق لديهم، من التي حدثت فيذلك مثال فضيحة ديوكسين الدجاج

.بلجيكا م وقعت أزمة حقيقية في1999 ماي 28ففي قرارا بمنع بيع لما أصدر وزير الصحة البلجيكيأوروبا

ألنهم اكتشفواالدجاج والبيض المنتجين في بلجيكا . وبالرغم منفي األعالف نسبة عالية من الديوكسين

أن هذه النسبة لم تثبت إال في حصة واحدة من الحصص الموجهة إلطعام الدجاج، إال أن اللجنة

رت اإلجهاز على كل الدجاج والبيضاألوروبية قر بتوقيف، كما قامت فرنساالصادرين من بلجيكا

ين وصادرت منتوج حوالي أربعين نشاط بعض المرب %50. وانخفض استهالك الدجاج والبيض مزرعة

.(83)وهذا أثار ضجة كبيرة وردود فعل عديدة والقصة أن علف الدجاج المحتوي على دسم

(http://www.homeoint.org - )ينظر و mai 2007 27 عن)(8283)(Dossier d’information: Point sur le risque de contamination de produits alimentaires par la dioxine,

(http://www10.finances.gouv.fr), 9 juin 1999.La sécurité dans votre assiette, (http://www.droit.pratique.fr/consultation-juridique.php), Avril 2006.

(.http://www.crisealimentaires.ifrance.com – )وينظر40

وجدت فيه كمية من زيوت المعامل التيحيوانيةة(Pyralene)تحتوي على مادة البيرالين تفوق الكمي

.(84) مرة140المسموح بها مصطلح عام لمئات المركباتوالديوكسين

الكيميائية شديدة السمية، وهي من أكثر المواد ثباتا،لها البكتيريا ، وهي مادة مدمرةفال تهضم وال تحل

للصحة، إذ تكفي أجزاء قليلة من التريليون )مليون مليون( لتصبح شديدة الفتك، وذلك عن طريق

في الخاليا مما يعوقاالرتباط بمستقبالت الهرمونات الوظائف الخلوية وآلياتها الجينية، وتكون النتيجة آثارا

، إلى وضعف المناعةمفجعة تتراوح بين السرطان ، إلى تشويه األجنة والدموياعتالل الجهاز العصبي

، عالوة على آثار نفسية وسلوكية.وإجهاضها ومما يزيد المشكل أنه ال توجد حدود دنيا للكمية

المؤثرة في الجسم، كما ال توجد دفاعات مناعية ضدتلك المواد. وقد حددت منظمة الصحة العالمية )

WHO) (85) بيكوغرام كجرعة مضرة4 مقدار.ها لقوانينوتخبطت الدول األوروبية كثيرا في سن

ع، مما أدى إلى سجاالت ق وموس األعالف بين مضي التي لم تعدكالمية وتبادل اتهامات بين دول االتحاد

الحدود تفصلها عن بعضها. وكان الدافع دوما هو تخفيض التكاليف لتحقيق

المزيد من الربح. : »إن العاملقال أحد أعضاء البرلمان األوروبي

التيالمشترك بين هذه القضية وكارثة جنون البقر84)(Benlakhel: Sais-tu vraiment ce que tu manges? 18.85)(La dioxine dans l'alimentation, (http://www.liste-hygiene.org), 26 novembre 2006.

(http://www.humanite.fr.)41

هو واللجنة األوروبيةأقحمت مسؤولية بريطانيا السعي غير المحسوب لزيادة اإلنتاجية مما عرض

.(86)األطعمة للخطر« وقال أحد األعضاء في إحدى جمعيات المستهلكين

متذمرا: باألمان في_ وفي غيرها _ »نحن نشعر في فرنسا

تنا. ونعتقد أن أطعمتنا مراقبة، وأنها لو لم غذائنا وصحة من تكن آمنة لمنعوها. لكن اعتقادنا خطأ! إن ثل

ة تستغل الصناعيين والمجموعات االقتصادية القوي سذاجة الناس وعدم اكتراثهم لتحقيق أقصى قدر من

األرباح بإعادة تصنيع المخلفات ويشهد على ذلك ، والنباتات المهجنة وديوكسين الدجاججنون البقر

، ومئات األدوية التي تسحب من السوق سنوياوراثيا.(87)بعد تحقق ضررها«

زنة إلى انحرافات وهكذا تؤدي المنافسة غير المت خطيرة أحيانا، رغم وضوح التشريعات وصرامة

القوانين. أضرار يجعلها موضعإذا كان لبعض المضافاتلكن

رفض، فإن الكثير منها سليم إذا ما روعيت شروطتناوله ومقاديره، وهذا ما ينبغي الحرص عليه.

المبحث الثاني: الهندسة الوراثية لتضيف شيئا جديدا هوجاءت الهندسة الوراثية

إمكان االنتقال عبر األنواع، الشيء الذي لم يكن ، وأصبح باإلمكان نقلمتاحا باالصطفاء التقليدي

:لـ مقال من، Francis wurtz هو)(86Gérard le Puill et autres: Poulet à la dioxine, (Les archives integrals de l'humanité),

(http://www.humanite.fr).87()(http://members.aol.com.)

42

ن العلماء من الوصول اصطناعياالجينات ، وهذا مك فيفي سنوات قليلة إلى نتائج لم يبلغها االصطفاء

عقود. فقد عرف الثلث األخير من القرن العشرين تقنية

جديدة تتمثل في إقحام جين في أجسام نباتية بناء على ما تحصل من معلومات عن جزيءوحيوانية

الدنا ومكوناته األساسية التي هي الجزيئات. ثمانطلقت الهندسة الوراثية لتعم األحياء كلها بعد ذلك.

ولقد عقد أول اجتماع للعلماء المتخصصين في المجال لدراسة آفاق هذه التقنيات الحديثة

. وفي عامم بكالفورنيا1975ومخاطرها عام خذ القرار بالسماح باالستمرار فيها مع1977 م ات

.(88)ضرورة وضع الضوابط الالزمة عاما من اكتشاف تركيبة الدنا )30وبعد حوالي

DNA)عام غريب في نبات التبغ تم إقحام أول جين ليزيد على ثم تسارع عدد النباتات المهندسةم1983

م، ووصل عدد االختبارات1995ستين نوعا عام للمحاصيل المهندسة وراثيا(Field testsالحقلية )

عبر العالم إلى ما يزيد على ثالثة آالف في ثالثين ، وتأتي على رأسها الواليات المتحدة األمريكيةدولة

ل ثم كنداثم فرنسا ثم دول أخرى. وحتى اآلن تمث المحاصيل الزراعية المجموعة الرئيسة من الكائنات

التي تدخل في سلسلة غذاء اإلنسان(89)عبر الجينية.(90)كمكونات ضمن األطعمة المصنعة

88)(Michèle Chouchan: OGM, Enjeux des recherches (Ministère de la recherche, France, 2001), 4-5..جينيا المعدلة الكائنات على المصطلح هذا يطلق)(89 كيف تصل األغذية المحورة وراثيا إلىوراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(90

(م2000/هـ1421موائدنا؟ ترجمة: د. أحمد مستجير، )نهضة مصر للنشر، القاهرة، 43

ثم تطورت تلك الصناعة سريعا؛ وبلغ عدد :م في أوروبا1997 عام المؤسسات البيوتكنولوجية

، مؤسسة140000 مؤسسة، وفي أمريكا1036.(91)قسم كبير منها متخصص في تصنيع األطعمة

وحدها عاموفي المملكة الحيوانية ولد ببريطانيا ، ألف حيوان مهندس وراثيا60م ما يزيد على 1996

وقد أنتجت هذه الحيوانات من أجل البحوث الطبية. وهندست أبقار وأغنام وماعز إلنتاج بروتينات بشرية

في ألبانها، كما أنتجت حيوانات أقل دهنا وأسرع إثارة في مجالنموا. وكان من بين أكثر التحويرات

ليصل مستوىاألطعمة تحوير سلمون األطلسي ضعفا مقارنة باألسماك40 في دمه هرمون النمو

.(92) مرة37الطبيعية وهذا أدى إلى زيادة وزنه وبما أن الشركة المنتجة تحصل على براءة اختراع يخولها ملكية كل البذور الصادرة عن النبتة المحورة فإن الشركات تتسابق للحصول على تلك البراءات.

ولقد طورت شركة بالتعاون مع وزارة الزراعة ( تتمثل فيTerminator تقنية سموها )األمريكية

في النبات قادر على جعله عقيما، ممااقحام جين يحرم المزارعين من الحصول على بذور صالحة

للزراعة، حتى يتحتم عليهم شراؤها من الشركات ،16-18.

91)(René Scriban: Biotechnologie (5eme édition, Lavoisier, Tec & doc, Paris 1999)., XXXV. في األمر تطور كيف المصدر ويذكر. 22، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(92

الجز ذاتية وأغنام ريش بال دواجن منها عجيبة كائنات إنتاج إلى وبلغ المجال هذا البطاطا مثل أخرى غرائب أخرى مصادر تذكر كما، تلقائيا صوفها عنها ينضوي

إلى احتاجت كلما تشع جعلها مما( Méduse) مضيئة بحرية بقناديل حورت التي مقاومة من لتتمكن العقرب من صادرة بجينات هجنت وذرة، السماد أو الماء

.بعد تسوق لم تجارب مجرد كانت العمليات هذه معظم لكن .الحشرات.. Benlakhel: Sais-tu vraiment ce que tu manges? 6-7 -رظني

44

.(93)في كل مرة % 51م ما يقرب من 1994 زرع عام في أمريكا

بإنتاج يقدرمن المحصول العالمي من فول الصوجا بعشرة ماليين طن. وبذور الصوجا غنية بالبروتين

% من الزيت(. 20 و% من البروتين، 40والدسم؛ ) وتدخلوتحمل نسبة عالية من المعادن والفيتامينات،

في عدد كبير من األطعمة المصنعة كالخبز والبسكويت والكعك وأطعمة األطفال والنقانق

وبدائل اللحم والمثلوجات والمرطبات والشكوالطة. % من األطعمة المصنعة في 60واليوم يعد حوالي

% 62% من الزيت العالمي، و 29الدول الصناعية، و الموجه لألعالف، بها صوجامن مسحوق البروتين

، (94)معدلة وراثيا بالخصوصوقد تضاعف ثمن بذور الصوجا المحورة

بتسويقها.بعد سماح أوروبا وبالتبع أصبح المبيد الحشري الخاص بالصوجا

( هو األكثر مبيعا فيRound-upالمعدلة جينيا ) . وبفضل براءة االختراع ضمنت شركة(95)العالم

(، إحدى كبريات الشركاتMonsanto )مونسانتو األمريكية، ولمدة طويلة احتكار ذلك المبيد واستأثرت

بأرباحه الفائضة. وبعد الصوجا تأتي الذرة في المرتبة الثانية، حيث

مليون560 م في أمريكا1996بلغ محصولها عام ، لكنها وهي موجهة في األصل ألعالف الحيوانطن

93)(Anne Briand-Bouthiaux: Les OGM pour mieux nourrir la planète, (les OGM en questions dossier pédagogique, éducagri éditions, académie de Montpellier, France, 2005), 108 .

.190-189، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(9495)(Syngenta: Leader de l'agrobusiness, (Les OGM en questions), 100.

45

تدخل في صناعة الكثير من األطعمة البشرية؛ كدقيق الذرة، وزيت الذرة، ووجبات الفطور، وصناعة النشا

(، وهي المادة الخام لما يزيدالمحول )الدكستروز.(96) نوع من المنتجات الغذائية3500على

المطلب األول: آثار تطبيق الهندسةالوراثية

إلى األسواقمنذ وصول تطبيقات الهندسة الوراثية بدأت شعوب العالم تتفاعلفي شكل أطعمة معدلة

مع التطور العلمي، لكن ذلك التفاعل يختلف منقطر آلخر.

نجد الشريحةففي الواليات المتحدة األمريكية الكبرى من المستهلكين ال يبدون معارضة ظاهرة، ربما ثقة بالنظم الموجودة. وقد ساهم اإلعالم في

كثيرا قي إقناع الناس بسالمة المنتجاتأمريكا المعروضة عندهم في األسواق، ولعل صرامة األجهزةز المكلفة بالرقابة، وحرصها على تطبيق القوانين عز

الثقة في النفوس. فيبدون اهتماما أكبر بقضية األطعمةأما األوروبيون

، وال يخفون في الغالب توجسهم منالمعدلة وراثيا األضرار المحتملة، وقد بدأ تشددهم مع أول شحنة

تنزل األسواق األوروبيةحبوب أمريكية معدلة وراثيا.(97)م1997عام

ولقد تصدت جمعيات ومنظمات عدة في الدول نظراالكبرى عموما لمشاريع الهندسة الوراثية

.194، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(96 الصحة مجلة )الصمت العربي يثير ارتياح الشركات الغربية: أحمدالعبيدي )(97

، دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر،2004 مايو 29، 288العدد والطب، .39، الشارقة(

46

الحتوائها على مخاطر مجهولة العواقب، فالتخوف من تلك التقنية الجديدة غدا عندها هاجسا، إذ ال يعلم

مدى تأثيرها في الكائنات النباتية والحيوانية وفي البيئة، وبالتبع مدى ضررها على اإلنسان. وانعكس

ذلك في المظاهرات التي اندلعت في ديسمبر قرب مبنى منظمة التجارة العالميةم بجنيف1999

أثناء انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث لمنظمة التجارة.(98)العالمية بسياتل األمريكية

وطيلة أعوام كانت األطعمة تصدر دون إشارة إلى كونها مهندسة وراثيا، ودون دراسات كافية تثبت

خلوها من األضرار على الصحة. وتذكر بعض المصادر عارضت عدة مرات المشاريع التي ترميأن أمريكا

إلى إلزام المنتجين بوضع بطاقات على عبوات للتدليل عليها،األطعمة التي بها مواد مهندسة وراثيا

دولة170من ذلك إحباطها لمشروع اجتماع نظمته م للنظر في وضع1999 في فيفري في كولومبيا

بروتوكوالت تتعلق بسالمة األطعمة المعالجة . فقد حظي المشروع بتأييد دوليبالهندسة الوراثية

فرضت قيودا حالت دون تمريره واعتبرتهلكن أمريكا انتهاكا لما أسمته:اإلدارة الفيدرالية لألغذية واألدوية

"سرية معلومات األعمال"، ورغم وجود منظمات تدافع عن حقوق المستهلكين إال أنقوية في أمريكا

األضرار الناجمة عن استهالك األطعمة المهندسة.(99)ظلت بعيدة عن اهتمام الرأي العام

ة تقضي بضرورةوعارضت أمريكا اتفاقية دولي98)(John Madeley: le commerce de la faim (édition l'atelier, Enjeux planète, Paris 2002), 34-36.99)(Pierre Bouchet: OMC et protocole de Carthagène, (les OGM en questions),138-140.

47

علىحصول الجهات المصدرة لألطعمة المهندسة موافقة المستورد؛ باعتبارها ستعطل التجارة الدولية،

وذلك ألن ما يقارب الخمسين مليار دوالر من % معدل40المحاصيل األمريكية تصدر سنويا منها

بلدا في130جينيا. لكن توصل مندوبو أكثر من م إلى إبرام2000 في مطلع عام مؤتمر مونتريال

بعد صراع محتدم مع الدول المنتجة بقيادةاالتفاقية وتفرض االتفاقية مراقبة كل مبادالتأمريكا،

للدول األعضاء باالعتراض ويسمحالمنتجات المعدلة على استيرادها إذا رأت بأنها قد تشكل خطرا على

.(100)الصحة والبيئة ولقد عارض الكثير من األوروبيين القرار الصادر عن

أفريل7( في WHOمنظمة الصحة العالمية ) م والقاضي بتحرير تسويق المواد المعدلة2006

، ورأوا في القرار فتح باب أمام نحو أوروباجينيا . وقررتمخاطر عدوى المحاصيل غير المحورة

دولة أن40 منظمة عالمية في أزيد من 100آنذاك م يوما عالميا ضد الكائنات2006 أفريل 8يكون يوم

.(101)المعدلة وراثيا صفحات كثيرة تتحدث عنوتضم مواقع اإلنترنت

االحتجاجات والمظاهرات التي تنظمها المنظمات غير.(102)الحكومية

100)(John Madeley: le commerce de la faim, 167-169.101)(http://rebellyon.info) Site d'infos alternative lyonnaise)…Confédération paysanne, Green peace, Les verts de UDB, Réseau cohérence, Agri-bio أمثال)(102

(http://www.ruralinfos.org). (http://www.monde-solidaire.org) - رظني(http://www.lagauche.com( )http://www.infogm.org )Amies de la terre de Quebec, Manifestation contre

Loblaws, (http://www.lagauche.com), 25 juillet 2002. Manifestation contre le soja transgénique, (http://www.monde-solidaire.com),5 avril 2005.

48

مخاطر الكائنات المحورة جينيان الباحث األمريكي بول بيرج ) (Paul Bergلما تمك

م1973عام (104) مع فريقه من جامعة ستانفورد(103) إلى بكتيريا من نوع إيشريشيا )من نقل جينات

Escherichia coli،)( وأسس شركة جيننتك Genentech)ثارت(105) أولى شركات البيوتكنولوجيا ،

في األوساط الصحية مخاوف كثيرة. ذلك ألن لدى أخذت من فيروس يسبب السرطانالجينات

وهو(Colibacilleالقرود، أقحمت في الكوليباسيل ) نوع من بكتيريا يعيش في أمعاء اإلنسان والحيوانات. لذلك رأى البعض أن التعامل مع بكتيريا محورة بهذاين الشكل قد يشكل خطرا، ليس فقط على المخبري

الذين يقومون بالعملية، لكن على الناس والحيوانات،ب إذ ال يؤمن أن يتطور شكل من بكتيريا يسب

، ثم ينتشر بالعدوى.السرطان وأشعل هذا اإلنجاز العلمي فتيل نقاشات ومحاورات

ساخنة، انتهت بالسماح بإجراء هذا النوع من التجارب، لكن تحت شروط أمنية صارمة، وذلك في

بضواحي(Asilomarمؤتمر نظم بمدينة أسيلومار )

البيولوجيا في مختص، أمريكي بيولوجي(:  -Paul Berg( )1926 )بيرج بول)(103 .الوراثة وبيوكيمياء (DNA )النووي الحمض في الباحثين كبار أحد، الجزيئية

جزئيات هجن من أول وكان. 1952 عام البيوكيمياء في الدكتوراه على تحصل ،الوراثية الهندسة علم ميالد من أعماله مكنت وقد، مختلفين لكائنين الدنا

:Georges Bram. النمو وهرمون، كاألنسولين صيدالنية مواد إنتاج من ومكنتEncyclopædia Universalis 2006

Stanley )كوهين وستانلي، ستانفورد جامعة من( Herbert boyer )بوير هيربرت)(104cohen )بيركلي جامعة من.

.20، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(105Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? (Hachette, Phare International, France,

2000). 25.49

.(106)م1975 في فيفري من عام سان فرانسيسكو ثم انتقل التحوير إلى كائنات أكثر تعقيدا من

بدءا بالخميرة. واليوم يتوفر في مجالالبكتيريا دواء ناتج عن خاليا محورة250الصيدلة ما يزيد على

، الموجهة لعالج العقم، والناعور. منها البروتيناتجينيا كما توجد لقاحات مثل اللقاح المضاد اللتهاب الكبد

.(107)الوبائي لكن التخوف من الكائنات المحورة يبقى إلى اآلن

افتراضا غير حقيقي، لعدم حدوث حاالت خطورة معروفة منذ ظهورها. ويبقى الجدل مستمرا بين أنصار يرون فيها الكثير من الفوائد ويعزون كل

تشكيك في سالمتها إلى األوساط "غير العلمية" كالتنظيمات الدينية واالجتماعية، وبين خصوم

يتوجسون منها خيفة، ويتهمون من ناصرها بالعمالةعة التي استهوته بالمال للشركات المصن

.(108)والسلطان مستمر، وبعض األطعمةلكن نشاط التحوير الجيني

المحورة جين موجودة على موائدنا، ودون علم منااي في أغلب األحيان. وال يعلم ما تنطوي عليه تلك

(109)التصرفات من مخاطر، وذلك لعوامل منها:

تنقص المعلوما-1 ففي الوقت الذي يستمر فيه إنتاج الكائنات

المحورة وتنويعها وتسويقها، يسعى الباحثون جاهدين106)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 25.107)(CFS, GNIS, UIPP: Les OGM au service de la santé, (les OGM en questions),10.108)(Andrew Chesson et Philip James: Les aliments avec OGM, (Revue la Recherche (Société d'éditions

scientifiques, Paris, Janvier 2000, N° 327), 27-28.109)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 26.

Andrew Chesson et Philip James: Les aliments avec OGM, (Revue la Recherche), 33

50

. وال تزال الدراسات حثيثة، وقد(110)لتقييم نتائجها كشفت إلى اآلن عن نقص واضح في المعلومات

ا.يالضرورية حول مخاطر الكائنات المحورة جينعة، ونفوذها المالي ذلك ألن سلطة الشركات المصن الكبير يعوق إعطاء فرصة لمزيد من الوقت للتجارب

10المتوسطة والطويلة األمد، والتي قد تتطلب من سنة ليتبلور بعدها موقف علمي صحيح15إلى

.(111)وواضح ولم تجر أي اختبارات على التأثيرات الصحية

لألطعمة المهندسة وراثيا على المدى الطويل. لذلك ال يمكن االدعاء بأنها أطعمة آمنة تماما، وال اتهامها

بأنها خطيرة فعال. التي تضمولقد نشرت الجمعية الطبية البريطانية

، في أفريل من سنة % من أطباء بريطانيا80قرابة م بيانا أشارت من خالله إلى نقص في األبحاث2004

المرتكزة إلى أدلة وبراهين فيما يتعلق بالتأثيرات.(112)المتوسطة والطويلة األمد لتلك األطعمة

ودقة المعلومات المتاحة، وكميتها أمر حاسم في تقدير المخاطر. لكن معظم التطويرات في الهندسة

أصبحت محاطة بالسرية حماية للمصالحالوراثية التجارية. فالشركات تخفي المعلومات حتى ال

يستفيد منها المنافسون. وفي سوق تنافسية للغاية، سريعة التحرك، تصبح للسرية التجارية أهمية قصوى.

110)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 46. علمية آفاق )محتملة صحية ومخاطر وراثيا مهندسة أغذية: قاسم أمجد)(111

http://www.amjad68.jerran.com).-http://www.al ).03/05/2007 بتاريخ 432 العدد أسبوعية إسالمية مجلة، الفرقان)(112

forquan.net)51

ومن ثم فإن الشركات ال تتيح البيانات للجمهور حتى.(113)يتمكنوا من فحصها والحكم عليها

ةالمخاطر على الصح-2 الموجهة لتغذيةقد تكون للكائنات عبر الجينية

اإلنسان والحيوان آثار غير متوقعة على الصحة. وهناك مصدران أساسيان للقلق على صحة اإلنسان

هما:يابشأن األطعمة المحورة جين التسبب في ظهور الحساسية لدى بعض الناس.- التي احتمال اكتساب الجراثيم -بالخصوص البكتيريا-

تعيش في أمعاء اإلنسان- مقاومة للمضادات الحيوية.:(Allergyأ- الحساسية )

هي سلسلة من ردود فعل آلية تتم في الجسم إذا.(Allergensما تلقى مادة مسببة للحساسية )

التي تشفر للكثير منولقد حددت هوية الجينات المسببة للحساسية، وأصبح باإلمكانالبروتينات

لألطعمة. بل عملتتجنبها عند التحوير الجيني على إزالة بعض البروتيناتالهندسة الوراثية

المحسسة الموجودة طبيعيا في بعض األطعمة ؛ حيث عملوا كما هو الشأن في اليابانبتثبيط جيناتها

األرز. المحسس من على إزالة البروتين إلى أي طعام، أو تركيبة جينية إضافة جيناتلكن

.(114)يجعله في موضع اتهام بإمكان إثارته للحساسية ) مأخوذ من جوز البرازيلفعندما حور الصوجا بجين

Brazil nut)فإن عملية يشفر لحمض الميثيونين ، التحوير نقلت معها مادة محسسة؛ فأصبحت الصوجا

.252، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(113 تمنع ال النسبة ضآلة أن هي بالحساسية اإلصابة في المهمة والمالحظة)(114

.المناعي الفعل رد إلثارة معدودة جزيئات تكفي إذ، اإلصابة52

تسبب أعراض الحساسية التيالمحورة بالجين.يسببها جوز البرازيل نفسها عبر الجيني حبوب اللقاحوبينت دراسة أن بروتينات

الذي يجمعه النحل تبقى فعالة في العسل لعدة أسابيع. وهذا لن يشكل خطرا إذا كانت قليلة. لكن كيف يكون األمر إذا كانت كل الحقول التي يرعاها

النحل محورة جينيا؟ وتبين اإلحصاءات أن حساسية الجلد تضاعفت ضعفين عن السابق، وأن مرض الربو زاد بنسبة

منذ السبعينات في الدول الصناعية. فهل لهذا% 30(115)؟عالقة بالمحورات الجينية

كان من(116)(Arpad Pusztaiلعل أرباد بزتاي ) األوائل الذين وجهوا األنظار إلى مشكل الحساسية هذا،

م على فئران أطعمها1995 بدأ بدراسته سنة فقد.(117)(Lectine GNA )بطاطا محورة لتصنيع البروتين

.138-136، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(115 ميدان في باحث، هنغاريا من( مArpad Pusztai( )1931 )بزتاي أرباد الدكتور)(116

من ألزيد عمل. بالخصوص والخضار الفواكه في الموجودة النباتية البروتينات وله(. Aberdine( ،)Ecosse )أبردين في( Rowett Institute )معهد في سنة وثالثين خمس

.الموضوع في مؤلفات وثالثة بحثا 270 World "بعنوان، م1998 أوت 10 في البريطاني التلفزيون في حوارا بيزتاي أجرى

in action ،"يشكل الجيني التحوير أن وبين، الوراثي للتعديل معارضته فيه أعلن )وسانجنتا مونسانتو مثل الكبرى الشركات واتهم، العامة الصحة على خطرا

Syngenta )وتلقفت. شخصية مصالح تحقيق أجل من المخاطر تلك عن بالتغاضي .الشركات تلك أزعج مما مرارا عرضها وكررت الحصة تلك اإلعالم وسائل أن نفسه العام من أكتوبر في وأعلنت القضية بدراسة خاصة لجنة وقامت

وتلقى، المعهد في عمله من فصل ثمة ومن، صحيحة تكن لم بيزتاي نتائج ،عنه للدفاع( British Royal Society )البريطانية اللجنة تصدت لكن. رسميا تحذيرا

لمضايقات تعرضت التي( The Lancet )مجلة في أبحاثه نشر الدكتور أعاد كما. األبحاث تلك نشر لقبولها شديدة

Variations végétales et polémiques humaines: L’affaire Pusztai, (http://www.ogm.ch)(http://wikimediafoundation.org)

ـما وـيـشـكـلـ، ـالـسـكـرـيـات ـمع ـالـتفـاـعـل عـلى ـالـقـدرـة لـه ـبـرـوـتـين( Lectine ـ)ـالـلـكـتـين)(117 ـأزـهـار ـذـاـت ـنـبـتـة ـمن ـيـسـتـخـلص( GNA ـ)وـاـلـلـكـتـيـن(ـ. Agglutinines ـ)ـباألـغـلـوـتـيـنـيـن ـيـدـعى وـبـعض ـالـمـتـوـسـط وـحـوـض ـأوـروـبـا ـفي ـالـشـتاـء ـفـصـل ـنهـاـيـة ـفي ـتـظهـر ـبـيـضـاـء

53

غذى الفئران من فئتين التجربة في واستعمل الفئة استعمل بينما ،جينيا المحورة بالبطاطا إحداهما

بنفس عادية ببطاطا غذاها حيث تجربة، شاهد الثانية والخصائص، للنوع دقيقة دراسة مع الكميات، التي (GNA )بروتين منها نفس الكمية إلى باإلضافة

البطاطا عن طريق األولى الفئة فئران عليها تحصلالمحورة.

وبمالحظة األنبوب الهضمي لكال الفئتين تبين وجود غير طبيعي في أمعاء الفئران المغذاةتكاثر خلوي

، بينما لم يظهر شيء غيربالبطاطا عبر الجينية طبيعي في الفئة الثانية. وكانت النتائج أوضح لما

استعمل بطاطا غير مطبوخة. واستنتج في دراسته لم يكن هو المتسبب في(GNA )أن البروتين

الحساسية، لذلك فإن الشكوك تحوم حول أمور المستعملة أو وسائلأخرى منها التركيبة الجينية

إقحامها... ولقد نوقشت نتائج بحثه بحدة وطالتها ردود

. لكن هذه الدراسة أبرزت ضرورة إجراء(118)عدة.(119)بحوث معمقة، ولكل حالة على حدة

؛ثم جاءت دراسات موافقة لما توصل إليه بيزتاي خـصاـئـص ـالـبـروـتـين وـلـهـذـا(ـ. Perce-neige, Galanthus Nivalis A ـ)ـتـدـعىـ، ـإـفـرـيـقـيـا ـمـنـاـطـق(ـ. Bt ـ)ـالـبـروـتـين ـمـثـل لـلـحـشـرـاـت ـمـضـاـدـة

.André Lawalrée: Liliales, Encyclopædia Universalis 2006 وأن، الحكم لتعميم كافية غير عليها المتحصل النتائج أن إلى الكثيرون ذهب)(118

سالالت بين الموجودة الطبيعية االختالفات الحسبان في تأخذ لم التجربة متقاربة سالالت من ببطاطا غذيت فئرانا أن سابقة تجارب أثبتت فقد. البطاطا

بعض يركز لذلك. بيزتاي الحظها التي األعراض نفس أظهرت قد جدا لتفادي المجاالت مختلف في المتخصصين بين التعاون ضرورة على المالحظين

.األخطاء هذه مثلVariations végétales et polémiques humaines: L’affaire Pusztai, (http://www.ogm.ch)

119)(A. Pisztai: Les risques possibles sur la santé, (les OGM en questions),63.54

م أثبت فريق بحث أسترالي2005ففي نوفمبر عام أدت إلىأن تناول فئران المخابر لبازالء معدلة جينيا

إحداث ردود فعل تحسسية بسبب التغيرات الطفيفة المعدل.في البروتين

على إنتاجم وافقت اللجنة األوروبية2006وفي MON المعدلة المعروفة باسم )الذرة الصفراء

لكن، من ابتكار الشركة األمريكية مونسانتو، (863 اختبارها على الفئران أثبت ظهور تغيرات في كريات

، وفي فسيولوجية بعض األجهزةالدم البيضاء.(120)الحيوية

التي حورت لزيادة قيمتها التغذويةكما أن الصوجا أصبحت محسسة، وثبت ذلك على حيوانات

.(121)المخابر لكن ما كان ينبغي القيام به من بحوث إثر هذه

االكتشافات لم يقع، واستمرت الشركات تنتج وتسوق في غياب الدراسات الجادة التي يمكنها إطالع الناس على االحتماالت المتوقعة أو المخاطر الحقيقية لهذه

الكائنات المحورة. من مبيدات الحشرات ما(Btفمثال تفرز الذرة )

مرة أكثر مما يرش على100000-10مقداره النباتات العادية، وهذا المبيد ال يمكن غسله وتطهير النبتة منه، ألنه يوجد داخلها. وإذا لم توجد إلى اآلن شكاوى تثبت حصول أضرار نتيجة ذلك، فإن بعض

النقاد يرون أن ذلك ليس دليال على سالمتها، فتدخين التبغ تطلب أربعين سنة ليبدأ الناس يتكلمون عن

علمية آفاق )محتملة صحية ومخاطر وراثيا مهندسة أغذية: قاسم أمجد)(120http://www.amjad68.jerran.com).

121)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 45, 115.55

سميته وخطره على الصحة. ولما اكتشف العلماء ، كان قد(Amianteالعامل المسرطن في مادة )

عاما!30مضى على استعمالها أزيد من على الكيماوية المبيدات خطورة مدى عرفنا وإذا

،والتكاثري والهرموني والعصبي المناعي الجهاز بسبب بالسرطان يموتون يزالون ال ناسا أن وعرفنا

منذ السوق من سحب الذي (DDT )لـ استعمالهم فية الكامن الخطورة احتمال مدى ندرك أمد...فإننا

المحورة. الكائنات هذه وإذا أضفنا أن المحاسن المدعاة لم تتحقق، إذ ال

أفضل، واليبدو أن إنتاج المحاصيل عبر الجينية استهالكها للمبيدات أقل، وال هي أسهمت –كما روج

لها- في إشباع العالم؛ فإننا حتما سنعيد جميع.(122)الحسابات

ولطالما خففت الشركات المنتجة والتشريعات في من حدة الوضع، وذلك باعتبار النباتات عبرأمريكا مكافئة للنباتات التقليدية طبقا لما أسموهالجينية

Principle of substance )مبدأ مكافأة المادةequivalence)مما سمح بتسويق هذه المواد دون

تبطيقها وال دراستها الدراسة الكافية بتحسب آثارهاعلى المدى الطويل.

، بالتعاون معولقد قامت منظمة األغذية واألدوية العالمية بإرساء قاعدة تقضيمنظمة الصحة

ما لم يظهربالسماح بتسويق أي منتوج محور جينيا اختالف ظاهر بينه وبين مثيله غير المحور. لكن عدم

ظهور الفوارق ال يعني انعدامها التام، ألن النبات122)(Gilles-Eric Séralini: Débat sur les applications, (les OGM en questions),32.

56

إضافية غير يحتوي حتما على بروتيناتالمحور جينيا ، لذلك يبقى الحذر(123)موجودة في النبات التقليدي!

مطلوبا. في استعمال الكائنات عبر الجينيةومنعت أوروبا

م باستخدام1994األطعمة، إال أنها سمحت منذ المستخلص من الحاصلة منها كالكيموزيناإلنزيمات

(Escherichia coli)الذي تصنع به األجبان، وبعض المستعملة في صناعة الخبز كاأللفا أمييالزاألنزيمات.(124)...والبروتياز

ويعد من المخاطر زراعة نباتات ال لغرض التغذية الذي ينتج زيتاولكن ألغراض صناعية مثل الكولزا

موجها لتزييت المحركات. فهذا النوع من النبات أصبح غير قابل لالستهالك الحتوائه مواد سامة،

بجوار حقولوزراعة هذه المحاصيل عبر الجينية الموجه لالستهالك يهدد بإمكان انتقال العدوىالكولزا

المعدإليها مع استحالة التمييز بعد ذلك بين الكولزا.(125) اآلخرللصناعة والكولزا

ة ومشكل المقاومب- المضادات الحيوية التي تستعمل في انتخابإن المضادات الحيوية

النباتات المحورة تستخدم أيضا في عالج اإلنسانوالحيوان.

تستعمل(Antibioticsذلك أن المضادات الحيوية ) كمعيار للكشف والفرز. فتقحم جينات مقاومة لبعض

ض الخاليا التي المضادات الحيوية، وبعدها تعر123)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 46.124)(Claudine Franche et Bernard Eddé: Les applications agronomiques et industrielles des OGM, (les OGM

en questions),30-31.125)(Andrew Chesson et Philip James: Les aliments avec OGM, (Revue la Recherche), 34.

Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 45

57

والخاليا التي للمضاد الحيوي،أقحمت فيها الجينات ة الجديدة تصمد للمضاداستوعبت التركيبة الجيني

الحيوي ألن بها جينا يكسبها مقاومة لذلك المضاد، بينما تموت الخاليا األخرى، وهي التي لم تدخل

فيها، ولم يحصل لها التحوير، وذلك لتفاديالجينات الخاليا التي لم تتلق التحويرالعمل على استنبات

المقصود، والنتقاء الخاليا التي حصل لهاالجيني.(126)التحوير خالصة دون غيرها

المقاوم إلى بكترياونظريا يمكن أن ينتقل الجين . واكتساب إذا ما صمد للعصارات الهضميةاألمعاء

تلك البكتريا للمقاومة سيقلل من فعالية المضادات في العالج. الحيوية

قلقا لوجود(Zenecaولقد أثار تسويق الطماطم ) عقار كان فيها. والكناميسين مقاوم للكناميسينجين

يلجأ إليه كمحاولة أخيرة في عالج السل الرئويمتعدد المقاومة.

–الذي توسم به كثير منكما أن األمبسيلين وراثيا- واسع االستعمال فيالنباتات المعدلة

في. و(127)العالجات التي تحتاج إلى تعدد المضادات المقاومة للمضادات الحيوية إلىحال انتقال الجينات

المقاومةبكتيريا أمعاء اإلنسان، فإن جيال من البكتيريا للمضادات الحيوية سيتطور. وكل هذا يستدعي الحرص

على الشفافية والعمل على أن يعرف اإلنسان مصدر.(128)طعامه وكيف تم إنتاجه وتصنيعه

وكثيرا ما يتقاعس المصنعون عن العمل على إزالة126)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 83..143-140، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(127128)(Michèle Chouchan: OGM, Enjeux des recherches, 25.

58

التي تعمل على إنتاج بروتيناتالجينات الواسمة مقاومة للمضادات الحيوية، مع أن نزعها بعد إتمام

عملها ممكن. لم يستعملوا التقنيات التي(Btفمصممو الذرة )

المقاومة للمضادات. وإذاتتوفر اليوم إلزالة الجينات علمنا بأن ظاهرة المقاومة للمضادات الحيوية قد عملت كثيرا على تقليص الئحة المضادات الفعالة

حتى أصبحت نادرة اليوم، مع ما لها من أهمية في القضاء على األمراض؛ فإنه من المثير لألسى أن نزيد

من تقليص أعداد هذه المواد الثمينة لمجرد الحرص.(129)على تقليل تكاليف اإلنتاج!

واليوم توجد نباتات محورة ال تحتوي على واسمات مقاومة للمضادات الحيوية. وقد أعلنت شركة

%70( أن Novartis seeds للبذور )نوفارتيس ال تحملمن الذرة المحورة المزروعة في أمريكا

.(130)هذه الواسمات الخطرة ا إلى الجزميويذهب أنصار الكائنات المحورة جين

بأن هذه العدوى المحتملة بالمقاومة للمضادات -على فرض وقوعها- لن تغير من األمر كثيرا ألن نسبة

في أجسامنا هي أصال مقاومةعالية من البكتيريا ولغيره من المضادات.لألمبسيلين

في تربية الدواجنواستعمال المضادات الحيوية واألنعام أكثر تأثيرا؛ فهي تنتقل إلى اإلنسان بأكل

لحومها، وعن طريق التربة والمياه لتلوثها بالفضالت. كما أن األوساط االستشفائية تعج بأنماط من بكتيريا

129)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 46.130)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 109.

59

مقاومة للمضادات الحيوية تفوق بكثير ما يحتملحصوله من الكائنات المحورة.

بالعدوى من موادوالمحاوالت المخبرية لنقل الجين لم تعط نتائج. وذلك ألن إلى البكتيرياعبر جينية

ال تسمح بسهولة بأن تقتحم المواد عبرالبكتيريا.(131) جدرانهاالجينية

وللتقليل من حدة المشكل يتوجه العمل إلى تقاوم مضادات قليلة االستعمال فيانتخاب جينات

والستربتومسين والنيوميسينالطب كالكاناميسين % من بكتيريا أمعاء اإلنسان مقاومة40والتي غدت

لها. لذلك يرى المنتجون أن التحوير لن يزيد من هذه

.(132)المقاومة الموجودة أصال ومثل مقاومة المضادات توجد خطورة العدوى

، من التي تستعمل في التركيبة الجينيةبالفيروسات . وللحد من ذلك اقترحذلك الفيروسات االرتجاعية

بإجراء بعضالعمل على إضعاف تلك الفيروساتمة في االستقالبالتغييرات في الجينات ، أو المتحك

انتحارية تقتل الكائن بعد تأدية وظيفته.بإقحام جيناتب ذلك على الفيروسات العصوية الموجهةوقد جر

131)(Francine Casse: Le maïs et la résistance aux antibiotiques, (Revue la Recherche, Société d'éditions

scientifiques, Paris, Janvier 2000, N° 327), 36-38.132)(Andrew Chesson et Philip James: Les aliments avec OGM, (Revue la Recherche, Société d'éditions

scientifiques, Paris, Janvier 2000, N° 327), 28. اإلفراط نتيجة للمضادات المقاومة البكتيريا من جديدة أنماط ظهور أن والحق

أنه إال. حقيقية خطورة اليوم يشكل االستشفائية األوساط في استعمالها فير ال واقع !.الخطأ تكرار يبر المستعملة المضادات وحتى. آلخر بلد من تختلف المقاومة البكتيريا أن كما

في االستعمال واسعة تزال ال المذكورة المضادات أن فالمالحظ. أيضا تختلف تلك على حتما يؤثر سوف لها مقاومة األمعاء بكتيريا وإكساب. النامية البلدان.البلدان

60

لقتل الحشرات بأن أزيل بروتين غالفها لجعلها أقل استقرارا، وبذلك يقل احتمال بقائها في البيئة وقتا

طويال. لكن تبين أن ذلك يقلل من فعاليتها في إبادة.(133)الحشرات

استعمال هرمون النموومن نتائج التحوير الجيني الذي تنتجه، أو"السوماتوتروبين"(BSTالبقري )

بكتيريا معدلة وراثيا، فقد بقيت الشكوك تحوم حول الهرمون، وأبدى كثيرون تخوفهم من استعماله رغم

من أن الهرمون حظيما تؤكده شركة مونسانتو ألف بقرة حقنت به. وأنه21ببحث مكثف جرى على

مادة طبيعية موجودة في جسم األبقار، وال تأثير لهعلى الصحة، وهو يهضم تماما في األمعاء.

ويرجع التخوف من الهرمون إلى إصابة األبقار بالتهاب الضرع؛ نتيجة اإلفراز المفرط. مما يفسد

اللبن ويضر بصحة المستهلك. ولقد أثبت بعض الباحثين خطأ نتائج بحوث

43. فالشركة قامت بدراسة تشمل مونسانتو أسبوعا؛ لكن تحليلها اقتصر على النتائج الحاصلة

أسبوعا األولى من الدراسة. علما أن أثر28خالل االلتهاب المتنامي يظهر بصفة أوضح في الفترة

األخيرة من الدراسة حيث يزداد تكون الصديد في.(134) في اللبنالضرع، ويتكاثر عدد الخاليا الجسدية

تحليل(135)ولقد أعاد باحثان أمريكيان مستقالن النتائج على طول الفترة، فظهر أن مقدار الخاليا

.128-127، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(133 عادة ويسمح، الطبيعي اللبن في ضئيلة بكميات موجودة الجسدية الخاليا)(134

.واإلنتانات االلتهابات حدوث عند تزداد النسبة لكن، الخاليا من % 1 بنسبة. بروتر وإريك، ميلستون إريك هما)(135

61

، وهي نسبة عالية. ودفع التحقيق % 20 ـارتفع ب الذي أجرياه الشركة إلى إعادة حساباتها، ثم نشر

م.1994دراستها عام وعالوة على عدة مساوئ، من بينها إصابة األبقار باإلنهاك؛ مما يعجل موتها، وتكاليف العلف الباهظة نظرا لما يتطلبه من نوعية جيدة، ثبت حدوث تغيير في تركيبة اللبن بزيادة نسبة الدهن فيه، مما جعل

أدى(BSTالناس يعزفون عنه. واألدهى من ذلك أن ) إلى زيادة هرمون آخر في الجسم يدعى عامل النمو

Insulin-like growth factor 1: )1شبيه األنسولين )IGF1()وهو هرمون يوجد في أجسام الحيوانات

، وهذاواإلنسان، من وظائفه تنشيط االنقسام الخلوي يقتضي التخوف من كونها مسرطنة إذا ما زادت

.(136)نسبتها عن المعتاد بأنمنظمة الغذاء واألدوية األمريكيةوأفادت تقارير

لبن األبقار المعالجة بالهرمون مأمون. وسمحت م. لكن جمهورا كثيرا من1986بتسويقه عام

المستهلكين قاطعوه. وأعرب منتجو األلبان عن قلقهم من أن زيادة اإلنتاج سيعمل على خفض

السعر ودفع صغار المنتجين خارج الحلبة. أن )منظمةلكن في منتصف التسعينات اعترفت ال

BST)يسبب مشاكل غير متوقعة؛ أهمها التهاب الضرع، مما يتطلب استعمال مضادات حيوية قد تفرز مع اللبن، ويؤدي استهالكها إلى توليد مقاومة البكتيريا

لتلك المضادات. –بعد أنولقد رفضت السلطات في بريطانيا

.50-48، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(13662

؛ خوفا منسمحت بتسويقه- أن تفرض عليه التبطيق أن يؤثر ذلك على المبيعات. وسمح به االتحاد

م، لكن عاد فحظر تسويقه من1991 عام األوروبي تنتج فائضا من األلبان. مماجديد؛ بدعوى أن أوروبا أن ترفع دعوى على االتحادحدا بشركة مونسانتو

، من خالل الحكومةلدى منظمة التجارة العالمية األمريكية، تطالب فيها باعتبار ذلك الحظر أمرا غير

قانوني، وهو ما فعلته المنظمة. ومن األسواق الرائجة التي توجهت إليها مونسانتو

، حيث يوجد ، والهندبمنتوجها: وسط وجنوب أمريكا.(137)أزيد من ثلث أبقار العالم

وقد تنامى الضغط على الحكومة األمريكية إلعادة النظر في تعاملها مع المحاصيل المعدلة وراثيا. فبعد

أن كانت األصوات تتعالى من بعض الجمعيات الصغيرة، انتقل االحتجاج إلى التنظيمات الثقيلة.

األغذيةمنظمة و(USDAأمثال:وزارة الزراعة ) تين أعلنتا أن المشكل أكبرل األمريكيتين، الواألدوية

مما يظهر عليه، مما جعل اإلدارة األمريكية تعيد.(138)النظر إزاءه

وال تزال األطعمة المحورة محل جدل وأخذ ورد في األوساط العالمية. فنظرا لتداول هذه السلع في

األسواق، كثر الكالم عن مخاوف المستهلكين منآثارها المحتملة على المدى البعيد.

ويتبين من تفضيالت المستهلكين في العالم االعتراض على استخدام المواد المحورة في

137)(Nolan R. Hartwig, Bovine somatotropin (bst), (http://www.biotech.iastate.edu), mars 1984.55-51، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام

138)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 106.63

األطعمة. شركة بيع بالتجزئة من أصل27ففي أوربا تعتمد

الشركات الثالثين األبرز سياسة مناهضة للهندسة ، وفي في سائر أنحاء االتحاد األوروبيالجينية

من%  80أسواقها الرئيسية، حيث تحقق أكثر من من % 80مبيعاتها. ويوجه ما نسبته حوالي

المحاصيل الهندسية إلى علف الحيوانات. المتعلقةالمطلب الثاني: التشريعات

بالكائنات المحورة جينياالتشريعات في البلدان العربية

تتباين المواقف بين رافض؛في الدول العربية ، ومبيح لها؛ ومعظم دول الخليج وقطركالبحرين

أو وضع عالمة تدل مع اشتراط التبطيقكالسعودية ، وبين من ال يزال متردداعلى وجود مواد معدلة جينيا

بين اإلباحة والحظر مثل ما هو الشأن في الكويت..(139)وفي االنتظار، ال تتوقف هذه المواد عن التدفق

ال تفرض قيودا على الكائناتوما دامت أمريكا عليها، باعتبارهاا، وال تفرض التبطيقالمحورة جيني

مواد مكافئة لألطعمة التقليدية، فإن خلو األسواق العالمية منها، بالخصوص أسواق الخليج - حيث مجال

يعرف أوسع نشاطاته-التبادل التجاري مع أمريكا يغدو من قبيل المستحيل. إذ ال عالمة وال أثر يدل

على وجود مواد محورة من غيرها!. وحينها لن ينفع الجدل شيئا؛ ألن المسألة عملية ال نظرية. يحددها

السوق ال المجالس الحكومية.، )الخليج أسواق منتجات في خلسة تدخل الوراثية الهندسة)(139

http://www.greenpeace.org )29 م2007 جانفي.64

فكثير من الدول حظرت استخدام تكنولوجيا على أراضيها، أو فرضت عليها قيوداالهندسة الوراثية

صارمة. وسنت قوانين للتعامل معها؛ لكن قوانينها لم تخل من ثغرات. كما أن تطبيقها ميدانيا غدا متعسرا نظرا للفيضان الكاسح للمواد المحورة على أسواق

العالم.التشريعات في البلدان الغربية

تفرض التوجيهات حق إعالم المواطنفي أوروبا بوجود الحقول الموضوعة للتجارب، وتدرس إمكانية

المقاومة للمضادات الحيوية،منع اسـتخداـم الجيـنات وتوصي بضرـورة المـتابعة ودـراسة آثار الـكائـنات

لكل طعام، أوالجديدة. وتفرض التبطيقالمحورة % 1، أو مضاف يحتوي على أزيد من مقوم غذائي

و49من المواد المعدلة وراثيا؛ وذلك بموجب قرار . ولقد خفضت التشريعات هذه النسبة50/2000

% 0.9م إلى 2000 نوفمبر 28المسموحة في بالنسبة لألطعمة واألعالف.

من غيروفرضت على السلع التي تدخل إلى أوروبا تعبئة أن تكون مرفقة بالئحة يصرح فيها بالمواد

.(140)المعدلة المستعملة وكمياتها ( المواد1829/2003 رقم CEويغطي القانون )

؛ لكنه ال يشمل الحيواناتالحاصلة بالتحوير الجيني.المعلوفة بأعالف محورة

8 في ويؤكد التوجيه الصادر من االتحاد األوروبي ، وأن يكونم على ضرورة التبطيق2004أفريل

مفصال ودقيقا، يصف المادة وكميتها، وأن تمكن140)(Association Agir: Les OGM pour mieux nourrir la planète, (les OGM en questions),105.

65

الشفافية من متابعة أي مقوم في األطعمة من.(141)المصدر حتى المنتوج النهائي

ونصت على حق المزارع في زرع حقله بالمحاصيل.المحورة جينيا

تعيب على القوانينإال أن منظمة السالم األخضراألوروبية قلة الضبط، وكثرة الثغرات.

فالحيوانات المعلوفة بعالئق محورة جينيا تحمل هي ؛األخرى احتمال المخاطر المرتبطة بالتحوير الجيني

لكنها لم تذكر في نصوص القانون، مع العلم أن أكثر المستوردة في أوروبامن الصوجا%  50من !.جينية عبر

وفي حال زراعة حقول ووقوع عدوى في الجوار من سيتحمل المسؤولية؟ وقبل ذلك ما هي التدابير

.(142)المفروضة لمنع تلك العدوى أصال؟ ليكون بضرورة التبطيقولقد نادت أوروبا

المستهلك على علم بما يعرض أمامه من أطعمة، فيأخذ ما يشاء منها، ويدع ما يشاء. لكن ذلك اإلجراء

:لن يكون سهل التنفيذ لعوامل كثيرة منها تخوف الشركات من عزوف الناس عن منتجاتها-

إذا كانت تحمل بطاقة تدل على أنها محورة جينيا.ولقد عادت إلى األذهان قضية التشعيع )

Irradiation)التي طورت إلطالة عمر الفواكه والخضر مما يسمح بإبقائها على رفوف العرض مدة

،أطول. فقد طالب المستهلكون حينها بالتبطيق بالخصوص لما شاع أن تعريض األطعمة لألشعة

141)(Commission européenne: les OGM dans l'alimentation Humaine, (les OGM en questions),123, 125-126.142)(Hervé Kempf: Les limites et enjeux de cette réglementation européenne, (les OGM en questions),129,

130.66

. ولما فرضيفقدها بعض المقومات كالفيتامينات.(143) كسدت وتوقف بيعها تماماعليها التبطيق

المقحمة في األطعمة تتلفكون معظم الجينات- أثناء التصنيع، وال تبقى في المنتوج النهائي إال على

شكل آثار أحيانا، وال تغير من تركيبة الطعام ظاهريا. مما يطمئن الشركات إلى عدم وجود التقنيات

الكفيلة باكتشاف المواد المحورة في األطعمة، وهذا.(144)يسهل عليها عدم التبطيق

تسارع العمليات البيو تكنولوجية يجعل من- الصعوبة بمكان وجود أطعمة خالية من مواد مهندسة

وراثيا مع هيمنة العولمة وشروط التبادل الحر. ،ويساعد على ذلك وجود بلدان ال تشترط التبطيق

.(145)بل تعارضه، كما هو الشأن في أمريكا من هذه المعارضة أيفلقد عانى االتحاد األوروبي

اتخذ البرلمان1996 مارس 12معاناة، ففي كل المنتجاتاألوروبي قرارا يدعو إلى تبطيق

المحورة، وأن تباع مستقلة عن المنتجات األخرى. عارضت القرار لسبب رئيسلكن المفوضية األوروبية

.وهو أن ذلك سيقدح زناد الحرب التجارية مع أمريكا أما الشركات األمريكية الكبرى فقد وصفت ذلك

( بينDiscriminationالقرار "بالتمييز العنصري" ) . وساندت منظمة(146)األطعمة المحورة وغيرها

الموقف األمريكي؛ معتبرة قرارالتجارة العالميةالبرلمان إعاقة للتبادل التجاري الحر.

.207-206، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(143144)(Andrew Chesson et Philip James: Les aliments avec OGM, (Revue la Recherche), 32.145)(Andrew Chesson et Philip James: Les aliments avec OGM, (Revue la Recherche), 34..213-212، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(146

67

ولقد توطدت العالقة بين منظمة التجارة العالمية والكائنات المحورة كثيرا. علما بأن لهذه المنظمة

العالمية القدرة للضغط على أي بلد، ومنعه من أن يرفض المنتوجات المحورة، أو يفرض عليها التبطيق

اإلجباري، أو يحرر قانونا خاصا به فيما يتعلق.(147) والحقوق الفكرية في هذا المجالبالبراءات

ة الدولولقد طالبت منظمة التجارة العالمي المستوردة بتقديم الدليل على أن المنتج ضار فعال

إذا أرادت رفضه أو تقييد تسويقه. في حين لمتطالب الدول المنتجة بتقديم أي دليل يثبت سالمته.

م كان ثمة أزيد من1996وبحلول ديسمبر عام منظمة من منظمات الصحة، والزراعة،300

والمستهلكين، قد شرعت في مقاطعة عالمية ؛ بل نشطت في قلبللصوجا والذرة المحورين

" ونجحت في مؤسسة: "االتجاهات االقتصاديةأمريكا تحريك المعارضة ضد األطعمة المحورة. وانضم إلى

طباخ1500، حيث شارك المحتجين جماعة الطهاة إلى ما يسمى "حملةبالواليات المتحدة األمريكية

الطعام النقي"، ووضعوا على الطعام ملصقات:.(148)"نحن ال نقدم أطعمة مهندسة وراثيا"

ودفعت الضغوط المتزايدة من الدول األعضاء إلى إصداروتنظيمات المستهلكين االتحاد األوروبي

لكل األطعمةقوانين تنص على وجوب التبطيق م، وأدخلت1997 جويلية 23 في االمحورة جيني

في األمر التوجيهي المرقم بـ: )إرشادات التبطيق147)(John Madeley: Le commerce de la faim, 156..213، 212، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(148

68

90/220/CEفي بداية نوفمبر( على أن يبدأ التبطيق م. لكن وتحت الضغوط السياسة والتجارية1997

تنفيذه مرةاألمريكية أجلت المفوضية األوروبية أوال، ثم في في بريطانياأخرى. وتدريجيا بدأ التبطيق

للمنتجات التي تحتوي علىبقية البلدان األوروبيةم.1998صوجا أو ذرة محورة انطالقا من

م أقرت اللجنة2000وفي بداية جانفي عام % من الصوجا 1 لما يتجاوز قرار التبطيقاألوروبية

أو الذرة المحورين. على أن يتوسع القانون ليشمل المواد األخرى. وأوصت اللجنة بكتابة: "خال من

المواد المحورة" لألطعمة األخرى. أن تسكت على ذلك،لكن كالمعتاد لم يكن ألمريكا

السلبي قد ظهربخاصة وأن هذا النمط من التبطيق.(149)أثره في محاصرة البضائع األمريكية المحورة

. حيث تدرس على مبدأ التكافؤوتعتمد حجة أمريكا مجموعة من خصائص األطعمة المعدلة وراثيا وتقارن

بمثيالتها من األطعمة التقليدية. فإن ظهر أن تلك الخصائص متكافئة اعتبرت األطعمة متكافئة في

جميع الخصائص األخرى. وهو الموقف الذي تتذرع به الشركات المصنعة،

التي تؤكد بأنها ستعمل بقانونأمثال مونسانتو لو أمكن إثبات وجود فوارق بين الصوجاالتبطيق

المحورة وغيرها. وتتمسك في ذلك بتوصيات هيئة ال التي تقضي بأن التبطيق(Codexدستور األغذية )

يجب إال إذا ثبت وجود فروق هامة بين الطعام149)(John Madeley: Le commerce de la faim, 166.

.220-218 ،وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام69

المحور ومثيله التقليدي. لكن المعارضين يرون أن هذا المنهج يغفل

المخاطر التي ال يمكن التنبؤ بها؛ مثل احتمال انتقال مقاومة المضادات للجراثيم المعدية، ويؤكدون على أنه بغض النظر عن وجود اختالفات بيوكيماوية، وعن احتمال المخاطر وعدمه فإن من حق المستهلك أن

التام. فقديعرف ماذا يأكل، وأن يكون له الخيار يكون االعتراض ألسباب غير صحية، كاألسباب

األخالقية والدينية والمعنوية. فاإلصرار على أن يكونمالتبطيق مبنيا فقط على األسس العلمية تحك

.(150)ومصادرة لالختيار الحر ويمكن تلخيص الفروق في وجهات النظر بين

في أن الواليات المتحدة وأوروباالواليات المتحدة طريقة تقنية جديدة ترى التحوير الجينياألمريكية

لتطوير األحياء مثلها مثل بقية الطرق التي سبقتها، ال يبقى، وبتطبيق مبدأ التكافؤ واالصطفاءكالخلط

وجود قانوني، والتحويرالألطعمة المحورة جيني الجيني يحمل تطورا اقتصاديا واجتماعيا واعدا ينبغي

تدعيمه، وذلك عن طريق تشجيع الشركات البيوتكنولوجية، وإذا ما كانت هناك مخاطر محتملة

فإن العلم -الذي يتقدم باستمرار- كفيل بالتصدي لها. ا دخيلة فترى بأن الكائنات المحورة جينيأما أوروبا

على تقنيات التعامل مع األحياء، وتختلف كليا عن الطرق السابقة، وهي تحتوي على مخاطر محتملة غير معروفة العواقب تدعو إلى توخي الحذر واتخاذ

التدابير الكفيلة بتفاديها..211-208، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(150

70

ولقد تعلمت الشعوب من األزمات التي مرت بها ،، والدم الملوث بفيروس السيداكآفة جنون البقر

التي شاع استعمالها. وما دامتوالمواد المسرطنة المخاطر محتملة فإن ذلك يحتم على المسؤولين

اتخاذ التدابير دون االنتظار حتى تظهر األزمات وإذا كان المستهلكون لم يبدوا احتجاجا إلىوتتفاقم.

اآلن؛ فألنهم يجهلون محتوى أطعمتهم لعدم وجود.(151)التبطيق

إعادة النظر في الكائنات المحورة جينيالكن الميدان بقي خاليا لمنظمة التجارة العالمية )

WTO)(152)تصول فيه وتجول إلى أن قام مؤتمر ريو (Rio de Janeiroحول التنوع الحيوي )(153)الذي ،

) انبثق عنه قرار دولي يدعى بروتوكول قرطاجنةCarthagéne ) م، ودخل2000تم التوقيع عليه عام

م واقترح نظرة أخرى.2003حيز التنفيذ في سبتمبر م اجتمع الوزراء2000 جانفي عام 29ففي

، واتفقوا بكندا والمسؤولون الرسميون في مونتريال على صياغة نص بروتوكول عالمي حول الوقاية من

، وتقنين تجارة الكائناتمخاطر البيو تكنولوجيا ا. وتكمن أهمية االتفاق في السماحالمحورة جيني

للدول بتطبيق مبدأ االحتياط إزاء الكائنات المحورة ا. ويبيح لها أن تمنع استيرادها إذا ساورتها شكوكجيني

151)(Pierre Bouchet: Des visions du monde divergentes, (les OGM en questions),138.(.World Trade Organisation )العالمية التجارة منظمة)(152 للعالم وبين، م1992 عام جوان في والبيئة التطور حول المتحدة األمم نظمته)(153

)مدعم بتطوير القيام وضرورة، الحيوي والتنوع بالبيئة االهتمام ضرورةSustainable development )للتصدي االنطالق بداية وكان، التنظيمات كل قبل من

.الوراثية والهندسة والزراعة األطعمة مجال في للتجاوزاتJean-Pierre Raffin: Conférence de Rio, Encyclopædia Universalis 2006.

71

في سالمتها دون أن تطالب بتقديم أي دليل علمي. ونص االتفاق على أن البروتوكول غير مقيد.بتنظيمات غيره، مثل منظمة التجارة الدولية وغدا ذلك أول اتفاق دولي يقر أفضلية مبدأ االحتياط، ويقدم األمن الغذائي على المصالح

.التجارية، ويقيد سلطة المنظمة العالمية للتجارة والبروتوكول هو ثمرة عدة سنوات من النقاشات،

حول التنوعويدخل ضمن اتفاقية األمم المتحدةم.1992الحيوي التي تم إرساؤها عام

وكما يدل عليه االسم فإن المداوالت بدأت . وقد كان إخفاقم1999 عام بكولومبيابقرطاجنة

المحاورات األولى راجعا إلى الخالف الحاد القائم بين والتجارة حول التبطيق واالتحاد األوروبيأمريكاالحرة.

ويرى المعارضون أن العالم الفقير ال يحتاج إلى وإنما يحتاج إلى زراعة متنوعةمحاصيل عبر جينية

الجنوبية أمريكا فيووسائل جيدة للنقل والتخزين. ف وسائل وجود عدم بسبب يتلف الغذاء من % 30

تكنولوجيا إال تحلها لن الجوع ومشاكل التخزين..(154)أنفسهم المزارعون فيها يتحكم

ومما يؤكد القول إن هذه التكنولوجيات ال تسعى إلى إطعام الجوعى بقدر ما تسعى إلى تحقيق

األرباح الطائلة لفائدة الشركات متعددة الجنسيات:كون المحاصيل المقاومة لمبيدات األعشاب

والحشرات على قمة األولويات بالنسبة للبحوث، أما154)(Gilles-Eric Séralini: Débat sur les applications, (les OGM en questions), 33.

John Madeley: le commerce de la faim, 170.72

تثبيت اآلزوت الجوي، ومقاومة الملوحة والجفاف، وتوفير اإلنتاج، فال يزال كل ذلك في مرحلة اختبارية

.بطيئةمعظم المنتجات المحورة تسوق إلى المستهلكين

التيفي الدول الثرية مثل الطماطم "سيفر فليفر" هندست ليسهل خزنها وتصنيع الصلصات المركزة

عالية النشا المسوقةمنها. وبطاطا مونسانتو لمطاعم الوجبات السريعة، وفواكه هندست لزيادة

الطعم والنكهة فيها بعيدا عن حمل هم المجاعة فيالعالم.

فالشركات متعددة الجنسيات لم تقدم شيئا ذا بال بخصوص المحاصيل ذات القيمة المنخفضة كالقمح،

، بل(155)ولم تلتفت كثيرا إلى اهتمامات البلدان النامية بتوجيه الفوائد جني إلى إال تسعىغدا واضحا أنها ال

في والزراعة الصناعية. الدول يهم ما إلى االهتمام % 10 بمعدلت توسع اجيني المحورة المحاصيل

عام لغاية متوالية سنوات ست على مدى سنويا من دون العالمين؛دول أربع لكن بهيمنة،م2002

، فهذه الدولالصين ثمواألرجنتين وكندا أمريكا هي المزروعة المساحات من % 99 قرابة تملك لوحدها

. أما المزروعاتالعالم في وراثيا المعدلة بالنباتات ،فقط أنواع ثالثةفهي التي حظيت باالعتناء فيها

62 بـ الصوجا وهي؛ المساحة تلك من % 95 تغطيو وصفتان % 12 بـ والقطن % 21 بـ والذرة %

الن للنبات الجيني التعديل سوق حجم من % 99 تشك أرباع ثالثة بمقدار األعشاب مبيدات مقاومة هما

.227، وراثيا المهندس طعامنا: نوتنجهام)(15573

الباقي. للربع الحشرات ومقاومة، المحاصيل يزيد ما تنتج حصة األسد، فهي مونسانتو ولشركة

بذلك سابقة المحورة، البذور من % 90 على ;Pioneer; Novartis ):مثل األخرى الشركات

Bayer Crop Sciences…)(156). إن الفالحين الذين تمنوا أن يرفعوا من دخلهم

واجهوا مشاكل عديدةبزراعة المحاصيل عبر الجينية إذ كان عليهم أن يدفعوا أكثر لشراء البذور عبر

. كما أن عليهم تحمل النفقات اإلضافيةالجينيةلمدخالت األسمدة والري ومبيدات اآلفات.

المطلب الثالث: الحكم الشرعي للتحويرالجيني

التي يعتد بها في االجتهادإن المقاصد الشرعية حجة يقينية وأصل مقطوع به. وقد ثبت ذلك بالنص

، والوحي المتلو والخاص، والدليل العامواإلجماعفات والقرائن والمروي، وباستقراء سائر التصر

الشرعية ومقررات القواعد واألصول الفقهية التي ، أيتفيد في مجموعها القطع والعموم االستقرائي

.(157)الذي لم يثبت بالصيغة وإنما باالستقراء والشريعة بقواعدها وأحكامها التفصيلية كلها متجهة إلى تحقيق المقاصد الخمسة المعروفة وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. وهي مقاصد

شاملة إلقامة الحياة اإلنسانية السليمة الكاملة156)(Pierre Bouchet et autres: Les OGM dans l'agriculture, (les OGM en questions), 98-99. ، دار1منهج استنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة، )ط: القحطان سفر)(157

الشريعة مقاصد: حامد حسين. 550، (.م2003/هـ1424األندلس الخضراء، جدة، ة مجلة علمية، إسالمية اقتصادية دراسات مجلة )االقتصادية الحياة في اإلسالمي

ة بالمدينة المنورة، العدد ،34، السنة 116محكمة، تصدر عن الجامعة اإلسالمي.7(، م2002/هـ1422

74

المتوازنة، ومفهوم الحفاظ عليها ال يعني مجرد الصيانة، بل يتناول اإلقامة واإلنشاء كما يتناول التنمية

.(158)لسائر مرافق الحياة إلى- أما في حفظ النفس فتتجه مقاصد الشرع

تجنيب اإلنسان كل ما يسبب له ضررا في جسمه. وما يستجد من أطعمة بها مواد يشتبه في كونها

بة للحساسية أو ضارة بالجسم كالمواد المسب للسرطان أو المؤدية إلى االختالالت الوظيفية

واضطراب عمل األعضاء الحيوية كالكبد والكلى يمنعشرعا؛ رعاية لهذا المقصد الكلي.

والكالم نفسه يقال في حفظ العقل. فالله تعالى أناط التكاليف بالعقل، وجعله سببا لسمو اإلنسان

على سائر الكائنات، وكل ما يلحق به خلال فهو ممنوعشرعا، لذلك منع الله المسكرات والمخدرات.

- وأما في حفظ النسل فإن العالقة وطيدة بين مايأكله اإلنسان وبين سالمته وسالمة نسله.

ة في هذا العصر تطالعنا أحياناواألطعمة المصنعب الضرر للجسم والنسل، من ذلك إضافة بمواد تسب

النمو لألنعام بغية التسريع من نموها،هرمونات والحصول على لحم خال من الدهن، فقد ثبت أن

تسبب خلال وظيفيا لدى الشباببعض الهرمونات بأنها تسبب، كما تتهم بعض المضافات(159)بالخصوص

، مؤسسة الرسالة،1في الفقه اإلسالمي وأصوله، )طمقارنة بحوث: الدريني)(158.1/99(، م1994/هـ1414بيروت،

إضافة قضية عن الماضي القرن من السبعينيات في الصحف تحدثت وقد)(159 من الذكور لدى الثديين تضخم إلى أدى مما لألنعام إيطاليا في النمو هرمونات

لديهم جنسية وظيفية اضطرابات وإلى، الشبابCharles Hanrahan: La viande traitée aux hormones et la réglementation sur l'hygiène alimentaire, revue

électronique, de l'USIA, vol. 1, n° 6, juin 1996, (http://www.usinfo.state.gov). مادة عن 2007 فيفري 22 يوم الفضائية الجزيرة قناة بثته إذاعي برنامج ويذكر

75

، وقدتأخر النمو لدى األجنة وضعف المقاومة لديها.تؤدي إلى تشويهها

ومن هنا لزم العمل على مالحقة ما يستجد في حياة الناس من مواد بالدراسة والبحث المستمرين. وال يمكن ذلك إال بإقامة مختبرات للتحليل، بها تقوم المنافع والمضار، وعلى مقتضاها يكون الحكم بالحل

أو الحرمة. والشريعة اإلسالمية تأخذ بعين االعتبار مآالت

األحوال، لذلك فهي تمنع ما يؤول عن طريق اليقين أو غلبة الظن إلى فساد. والقاعدة المعروفة في ذلك

هي درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. فإن التخوفاتوبالنسبة لألطعمة المحورة جينيا

منها تتعلق بأمرين هما المخاطر الصحية والمخاطراإليكولوجية.

ة- المخاطر على الصح1 تبين من خالل الدراسة أن التخوف على الصحة من

أمرين أساسيين هما:- إمكان اإلصابة بالحساسية.

- انتقال المقاومة للمضادات الحيوية من النباتات الممرضة، وبالتالي تحولها إلىالمحورة إلى البكتيريا

كائنات شرسة تستعصي على العالج وال تنفع فيهاDDT سبعينات منذ صنعت التي المادة هذه أن " العجيب السم : " عنوان تحت

حشري كمبيد وتستعملها تستوردها الثالث العلم بلدان تزال ال الماضي القرن إلمكان الثالث العالم من الصادرة الغذائية المواد تحظر وأمريكا، للنباتات

المادة هذه أن كاليفورنيا جامعة من" غييت لويس "ويذكر، بالمبيد تلوثها الهرمون نسبة وتنقص، الذكور لدى الخصي نمو وتقلص الخصوبة تخفض سرطان في مباشرة تتسبب كما % 50 من أدنى إلى النطاف وتقلل، الذكري.الخصي

أجريت دراسة البرنامج وبين. الرضاعة حليب عبر األطفال إلى تعبر DDT ومادة عجز عليهم وظهر الحليب عبر للمادة تعرضوا المكسيك في طفال 50 على

.التعلم في وتأخر السلوك في واضح76

المضادات الموجودة حاليا. مما يتطلب البحث عن وسائل أخرى أكثر نجاعة، أو مضاعفة مقادير تلك المضادات وما يستتبع ذلك من ضرر على الصحة،

واحتمال عودة األوبئة الفتاكة إلى الظهور بعد أن كاد يقضى عليها بفضل الله تعالى الذي هدى العلماء إلى

اكتشاف تلك المضادات واستعمالها.ةأ- الحساسي

تحاول المخابر العلمية ومراكز البحث تقصي آثار على جسم اإلنسان وإمكاناألطعمة المحورة جينيا

إحداثها لردود فعل مناعية قد تودي بحياة بعضالناس الذين لديهم قابلية للتحسس لبعض المواد.

يسهم في نقلولقد ثبت أن التحوير الجيني المسببة للحساسية من المصدر إلىالبروتينات

الكائن المحور. ومثال ذلك هو ما سبق ذكره من أنه بعد تحوير الصوجا بجوزة البرازيل المعروفة بتسببها

للحساسية عند بعض الناس تبين أن الصوجا المحورة.(160)أصبحت تسبب نفس الحساسية ألولئك األشخاص

لكن الذي يذكره المتخصصون في المجال أن هذه ، ويمكنالحاالت نادرة في حوادث التحوير الجيني

الجيد والشفافية، بحيث يعلمتالفيها بالتبطيق المشتري أن الطعام يحتوي على مادة محورة جينيا

قابلة إلثارة الحساسية مما يهبه فرصة االختيار.وتجنب ذلك الطعام إذا كان من ذوي الحساسية

ةب- مقاومة المضادات الحيوي يشكل هذا الهاجس حقيقة واقعية اليوم؛ حيث

160)(Jean-Michel Wal: OGM et allergies: constater ou prédire? (Revue la Recherche, Société d'éditions scientifiques, Paris Février 2001, N° 339, spécial, Le risque alimentaire), 87-88.

77

اكتسب الكثير من سالالت الكائنات الحية الدقيقة مقاومة للمضادات الحيوية،(Pathogensالممرضة )

وأصبح القضاء عليها يتطلب اللجوء إلى عالجات غيرالعالجات التقليدية المعروفة.

- إنلكن –يقول أنصار الكائنات المحورة جينيا التخوف من انتقال المقاومة إلى تلك الجراثيم يأتي بصفة أخص من بعض الممارسات الالمسؤولة مثل

إطعام الحيوانات أعالفا تحتوي على كميات كبيرة من . واالستعمال المفرط لتلكالمضادات الحيوية

المضادات في العالج الطبي، أما انتقال الجينات فلم يثبت عملياالمقاومة من النبات إلى البكتيريا

حتى اآلن، لهذا فإن هذا التخوف يبقى محتمال بالنسبة.(161)للنباتات المعدلة وراثيا لكنه ليس واقعيا

التيكما أنه يتم العمل على االستغناء عن الجينات مقاومة للمضادات الحيويةتعمل على إنتاج بروتينات

أخرى بها تفاديا لهذه المخاطرباستبدال واسماتالمحتملة.

ولقد كان من بين أهم التوصيات التي أصدرتها الندوات المخصصة للموضوع ضرورة العمل على

فيتفادي استخدام مقاومة المضادات الحيوية.(162)التحوير الجيني

وإذا كان باإلمكان تفادي المخاطر المذكورة أو حصرها والتقليل منها، فإن المصالح المكتسبة من

في مجال النباتات إذا تقيدتالتحوير الجيني واألخالقية تترجح على مفاسدها.بالضوابط الشرعية

161)(Nicolas Chevassus: La bataille non terminée de terminator, (Revue la Recherche, Société d'éditions scientifiques, Paris Janvier 2000, N° 327), 83.

162)(Guérin-Marchand, Claude reyraud: Faut-il avoir peur des OGM? 103.78

وينبغي التأكيد على أن امتالك المسلمين لناصية ر الذينه العلوم غدا ضروريا نظرا للتأثير والتأثهذ

فرضتهما العولمة. فاجتياز هذه المنتوجات لحدود الدول حتمية ال مناص منها، وهي اليوم على موائدنا، ويتحتم علينا معرفة كيفية تتبع آثارها والتعرف عليها

لتفادي أخطارها، كما أن التضلع في هذه العلوم ا من استغاللها استغالالدة يمكننوالتكنولوجيات الجدي

أمثل بإجالء محاسنها وترك مساوئها. واألصل أن لكا﴿وكذتكون أمة اإلسالم هي الرائدة في ذلك،

اس ويكون تكونوا شهدآء على الن جعلناكم أمة وسطا ل.(143 ﴾الرسول عليكم شهيدا )سورة البقرة:

فأغلب المخاوف والمحاذير إنما ترجع إلى أمرين: - إلى القصور العلمي وما يثير ذلك من تحفظات

دينية وأخالقية واجتماعية وفلسفية، نظرا لعدم وضوح الرؤية، ولكتمان الشركات المصنعة لكثير من

ممارساتها مما يجعل الناس في حيرة من أمرهمإزاء األطعمة المحورة وراثيا.

- كون هذه التكنولوجيا بيد من ال يرعى في خلق الله وال ذمة، وهو ما ثبت من حال تلك الشركات بحيث إال

ال يؤمن أن تستخدمها لمصالحها ولو أدى ذلك إلىاإلضرار بالناس والطبيعة واألحياء جميعا

قرارات المجامع الفقهية جاء في توصيات الدورة الحادية عشر لمجلس

بشأن حول ندوة الكويتمجمع الفقه اإلسالمي:الهندسة الوراثية

ا باستخدام الهندسة"...ول ا ترى الندوة حرجا شرعي في حقل الزراعة، وتربية الحيوان، ولكنالوراثية

79

الندوة ال تهمل األصوات التي حذرت مؤخرا من احتماالت حدوث أضرار على المدى البعيد تضر

باإلنسان أو الحيوان أو الزرع أو البيئة، وترى أن على الشركات والمصانع المنتجة للمواد الغذائية ذات المصدر الحيواني أو النباتي أن تبين للجمهور ما

ندسة الوراثية ليتميعرض للبيع مما هو محضر باله الشراء على بينة، كما توصي الندوة باليقظة العلمية

التامة في رصد تلك النتائج، واألخذ بتوصيات ، ومنظمةوقرارات منظمة الغذاء واألدوية األمريكية

في هذا ، ومنظمة األغذية العالميةلصحة العالميةا.(163)الخصوص«

وأوصت الندوة أيضا بضرورة إنشاء مؤسساتلحماية المستهلك وتوعيته في الدول اإلسالمية.

القرار األول بشأن استفادةومما جاء في المسلمين من علم الهندسة الوراثية الذي أصدرهمجلس المجمع الفقهي اإلسالمي بمكة المكرمة:

»سادسا: يجوز استخدام أدوات علم الهندسة الوراثية ووسائله، في حقل الزراعة وتربية الحيوان، شريطة األخذ بكل االحتياطات لمنع حدوث أي ضرر _ ولو على المدى البعيد _ باإلنسان أو الحيوان، أو

البيئة. سابعا: يدعو المجلس الشركات والمصانع المنتجة

للمواد الغذائية والطبية وغيرهما من المواد المستفادة من علم الهندسة الوراثية، إلى البيان عن تركيب هذه المواد، ليتم التعامل واالستعمال عن بينة

.540-3/539ج، 11 العدد، 11 الدورة، اإلسالمي الفقه مجمع مجلس مجلة)(16380

.(164)حذرا مما يضر أو يحرم شرعا« كفيلة بسد الباب أمام كل ماوالضوابط الشرعية

يؤدي إلى اإلضرار بالناس وبمحيطهم...خاتمة

إن تقنيات التصنيع وجدت في إطار الثقافات الغربية التي ال تراعي المواصفات الواجب اتباعها في الغذاء اإلسالمي، واآلفة تكمن في استيراد المسلمين

ة ال يعلمها لهذه األطعمة بما تحتويه من مواد خفيح بها على العبوات إال بصورة أكثر الناس، وال يصر

، زيادة(165)إجمالية تخفي في ثناياها كثيرا من الحقائق على التنوع المستمر واالستحداث المتسارع لمواد جديدة، وقلة الوعي في أوساط المسلمين، وعدم

اكتراثهم بما يأخذون وما يدعون. وقد أدى العجز الغذائي، واالعتماد الكلي على ما

، وعدم التحري في كثير من األحيانيأتي من الغرب إلى تفاقم الوضع، فال تكاد أية مقالة تتناول مشكلة

الغذاء في العالم العربي تخلو من اإلشارة إلى العجزالغذائي الذي يجتاح أرجاءه، والمشكلة في ازدياد...

فعلى حين كانت كلفة الواردات الزراعية في مطلع مليار دوالر، ازدادت حتى2السبعينيات تبلغ حوالي

ل في منتصف الثمانينيات أكثر من أضحت تشك مليار دوالر عام24.3عشرة أمثالها، إذ بلغت حوالي

70م، كما مثلت كلفة الواردات من األطعمة 1985 قرارات اإلسالمي، الفقهي المجمع)(رابطة العالم اإلسالمي بمكة المكرمة:164

.316-313، الفقهي المجمعة للعلوم الطبية )والمحرمة النجسة المواد: الجندي أحمد)(165 المنظمة اإلسالمي

ة لبعض المشاكل الصحية المنعقدة بالكويت بتاريخ 24-22بالكويت، رؤية إسالمي . الجزء الثاني: المواد المحرمة والنجسةم1995 مايو 24-22/ هـ1415ذو الحجة .Leclercq: Avis sur les produits alimentaires (9eme ed. Avril 1994), 4-5. 420(، في الغذاء

81

.(166)% من إجمالي قيمة الواردات الزراعية وال تختلف المصادر في غنى البالد اإلسالمية

،(167)وتوفرها على أعلى النسب في الموارد الغذائية لكنها في الوقت ذاته تشكو الفقر والحاجة وتلجأ إلى

. ويعد من أهم العوامل في ذلك التخلف(168)االستيراد في مجال التصنيع. فالتطور الصناعي العالمي أدى إلى ظهور خريطة جديدة تقسم العالم ليس حسب المواد الطبيعية التي تتمتع بها كل بالد لكن حسب

الوسائل التقنية المستعملة في استغالل تلك . فما دامت البالد اإلسالمية ال تملك(169)الموارد

ف والتصنيعيةالتكنولوجيا التحويلية الالزمة فهي تصنضمن البلدان النامية المتخلفة.

إن تراكم هذه العوامل جعلت مسألة األطعمة المصنعة مصدر قلق للناس، وموضع جدل ال يخبو،

وتساؤالت تنتظر الجواب. ويبقى على الباحثين والعلماء جهد كبير يبذلونه في البحث والتحري

ليقدموا للعالم التائه نورا يستضيء به في دياجيرهذه الظلمات.

ولعل التوجه نحو الطبيعة هو أحسن السبل لضمان السالمة. وهو االتجاه الذي بدأ يعرف نموا متزايدا في

العالم اليوم. عرفت توسعا كبيرا بعد(Bioفالمنتوجات الطبيعية )

.7، األغذية تصنيع تقانة: نزار حمد)(166 ،1طبيعتها، حكمها، حل مشكالتها. )ط المستوردة األطعمة: الشريف محمد)(167

أحداث: الدولية اإلسالمية األنباء وكالة- ينظر. 37-32(، م1983/ هـ1403الكويت، .261، اإلسالمي العالم

،إسالمية رؤية ندوة )والمحرمة النجسة المواد: الجندي أحمد - ينظر)(168.420(، الكويت

169)(Henri Dupin: Alimentation et nutrition humaines, (ESF éditeur, Paris), 49

82

ي مجموعات صغيرة، ونالتأن كانت محدودة ف ا شعبيا واسعا منذ بداية التسعينات، كمااهتمام

حققت أرباحا مشجعة. عرفت(Bioورغم الغالء فإن المنتوجات الحيوية )

سنويا، مع اتجاه بعض% 20نموا يقدر بنسبة الشركات إلى إنتاجها وفتح المحالت الكبرى

ت. مما دفعوالمتوسطة رفوفا أوسع لهذه المنتوجا بعض األنظمة إلى التفكير في تطوير هذا القطاع

على مستوى الدولة. وهذه الظاهرة لوحظت في العديد من البلدان

م وصل سوق المنتجات1998المتطورة. ففي سنة % 20 ماليير دوالر بزيادة 4 الحيوية في أمريكا

ماليير يورو.7 و5سنويا. وفي االتحاد األوروبي بين المساحات المزروعة بثالثين مرة خاللوتضاعفت

.(170) سنة13 واألمر كله في األخير يرجع إلى مدى فهم اإلنسان

لعالقته بالطبيعة من حوله، فالله تعالى سخرها له ﴿ولو ان أهلوجعله رقيبا عليها، وبيده نماؤها وزكاؤها

مآءآالقرى قوا لفتحنا عليهم بركات من الس ءامنوا وات ﴾واالرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون

. والتقوى في هذا المجال هو(96 )سورة األعراف:حسن االستغالل وحسن التدبير.

كما أن خرابها ال يكون إال بانحرافه وعدوانه وكسب ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدييده

هم يرجعون ذي عملوا لعل اس ليذيقهم بعض ال ﴾الن.(41 )سورة الروم:

170)(INRA: Quelles solutions pour parvenir à nourrir une population mondiale en croissance? (Les OGM en questions), 111

83

وما القوانين والتشريعات التي تسن هنا وهناك إال محاولة للحد من ذلك الفساد وتقليل المخاطر

وحماية الحرث والنسل. واألصل أن حماة الطبيعة، وبالتبع حماة البشرية

جمعاء، هم العلماء الذين أوتوا من العلم واالطالع ما لم يؤته غيرهم من الناس، فعليهم تقوم مسؤولية تحسب األخطار والعمل على درئها وتوعية األمة

العلم دائما هو الفيصل بين الخطأ. و(171)بعواقبها ، وكلما كثرت الشكوك والشبهات مستصوابوال

الحاجة أكثر إلى البيان والبحث والتعليل. وإخالص العلماء، وصدعهم بالحق المجرد كفيل بإنقاذ الناس

واإلصالح من شأنهم، وإنقاذ البشرية جمعاء. واللهتعالى أعلى وأعلم.

مما بحوثهم تمول التي للشركات العلماء من كثير ينحاز أن المؤسف ومن)(171 الغرب في ـ الناس جعل ما وهذا. الحقيقة حساب على أبواقا لها جعلهم

.منهم الثقة يسحبون ـ بالخصوصMichèle Chouchan: OGM, Enjeux des recherches, 32.

84