التحوالت والتغيرات في الوطنالعربي

الفرص والتحديات في ظل الربيع العربيالمملكة األردنية الهاشمية

الجمعية األردنية للعلوم السياسية

)برعاية دولة رئيس الوزراء عبد الله النسور(

مؤتمر التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيع

العربيShifts and Changes in Arab World: Opportunities and

Challenges under Arab Spring. أعم77ال الم77ؤتمر ال77دولي األول للجمعي77ة االردني77ة للعل77وم السياسية بعنوان التحوالت والتغيرات في ال77وطن الع77ربي: الفرص والتحديات في ظل الربيع العربي الذي انعقد بتاريخ

، في قاعة المؤتمرات في جامعة العلوم7/2013 10-11/6التطبيقية/عمان.

تحرير: أ.د نظام بركات، د.خالد شنيكات

اللجنة التحضيرية للمؤتمر: د.خالد شنيكات : رئيس اللجنة التحض!!يرية، ن!!ائب-

رئيس الجمعية االردنية للعلوم السياسية. د.خالد محسن: رئيس قسم العلوم السياسية في-

جامعة العلوم التطبيقية الخاصة. د.محم!!ود عليم!!ات: امين س!!ر الجمعي!!ة األردني!!ة-

للعلوم السياسية. د.اب!!راهيم حراحش!!ة : قس!!م العل!!وم السياس!!ية-

جامعة العلوم التطبيقية الخاصة. أ.د.نظام بركات: قس!!م العل!!وم الساس!!ية جامع!!ة-

اليرموك. د.محم!!ود علي: قس!!م العل!!وم السياس!!ية جامع!!ة-

العلوم التطبيقية الخاصة. د.قاسم العمرو: امين ص!!ندوق الجمعي!!ة االردني!!ة-

للعلوم السياسية

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المحتوياتالصفحةالموضوعالمقدمة

اوال: كلمة رئيس الجمعية االردنيةللعلوم السياسية د.محمد الشرعة

ثانيا: جذور الربيع العربي واالستقرار أ.التحوالت السياسية في العالم العربي

وتحديات االستقرار د. سعد التميمي، د.عادلياسر ناصر

ب. بين الثورة والتثوير.....مصر الى أين؟ ج. تأثير العوامل التاريخية في مواقف الجيش

يناير د.واثق السعدون25المصري في ثورة ثالثا: الفواعل الجديدة في العملية

السياسية وبناء الدول بعد الربيعالعربي

- دور شباب التغيير في الدول العربية في إعادة صياغة العالقة بين الحكام والمحكومين

د.طه العنبكي رابعا: االسالم السياسي والربيع

العربي أ. الثورات العربية واشكالية بناء النموذج

االسالمي أ.فتحية فاروق عمر ب. االسالم السياسي بعد الربيع العربي وصعود حزب الحرية والعدالة في مصر

د.ارواء فخري ج. االسالميون امام امتحان السلطة

أ.د.عمار جفالخامسا: الربيع العربي واالقليم

أ. التحوالت الوظيفية في النظام االقليميالعربي د.زياد النعيمي

ب. جامعة الدول العربية في ظل المتغيرات5

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الراهنة في المنطقة العربية أ.د.فاطمةغلمان

سادسا: الربيع العربي والنظام الدولي أ. التغير في منطقة شمال أفريقيا في ضوءالتدخل الدول: ليبيا نموذجا د.خلود خميس

ب. اثر التدخل الدولي في نجاح الثوراتالعربية أ.محمود الجندي

اخيرا: البيان الختامي للمؤتمر

6

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المقدمة برعاية دولة رئيس الوزراء ونيابة عنه مع77الي وزي77ر التعليم

ال777دولي االول الع777الي والبحث العلمي، تم افتت777اح الم777ؤتمر الموسوم ب77" التحوالت والتغيرات في الوطن الع77ربي: الف77رص والتح77ديات في ظ77ل الربي77ع الع77ربي" ال77ذي نظم بالتع77اون بين الجمعية االردني77ة للعل77وم السياس77ية وجامع77ة العل77وم التطبيقي77ة

وال77ذي عق77د في رح77اب الجامع77ة في قاع77ة قص77ر الخاص77ة.11/6/2013-10المؤتمرات يومي االثنين والثالثاء

يمثل الربيع العربي حالة استثنائية يش77هدها الع7الم الع7ربي ألول م77رة في تاريخ77ه، وتعكس تح77وال كب77يرا ومتع77دد االبع77اد: تتض77من التغ77ير في النظ77ر الى الس77لطة، وتغ77يرا في نظري77ات التغيير، وفي طبيعة دور الشعب في صياغة االحداث وغير ذلك، وه77ذه تتطلب دراس77ة أكاديمي77ة لك77ل متغ77يرات م77ا قب77ل الربي77ع العربي والمرافقه له ومابعده، الن الربيع العربي س77يمتد ت77أثيره الى ف77ترة ليس77ت بالقص77يرة على ص77نع السياس77ات ومخرجاته77ا

وبالتالي على المستقبل، وكيفية استشرافه. قب77ل اك77ثر من جامع77ة منورغم ان الظ77اهرة تم تناولها

ومعهد بحثي، اال انها الزالت للكثيرين غير مفهومه، بل مفاجئة، وتحتاج الى المزيد من البحث والدراس77ة، ل77ذلك ف77ان مؤتمرن77ا سيخوض في دراس77ة ه77ذه الظ77اهرة بش77كل معم77ق، وبمح77اور شاملة و بطريق77ة علمي77ة بعي77دة عن التح77يزات المس77بقة، وبم77ا تحمله هذه الظاهرة من متغيرات، وأبعاد، واش77كاليات متداخل77ة ومركبة، ولكوننا جمعي77ة أكاديمي77ة تق77ع عليه77ا المس77ؤولية، فانن77ا

نأمل في النهاية ان نبحث أبعاد الظاهرة، ونسبر اغوارها. لق77د تن77اول ه77ذا الم77ؤتمر موض77وع التح77والت السياس77ية واالقتص77ادية واالجتماعي77ة في ظ77ل الربي77ع الع77ربي وانعكاس77اتها المس77تقبلية على ال77وطن الع77ربي من خالل دراس77ة الج77وانب المختلفة لهذه التحوالت ورصد أهم الحاالت الواقعية المرتبط77ة

بها، وسعى المؤتمر إلى:.التعريف باهم التحوالت التي يمر بها الوطن العربي.- دراسة اسباب ودوافع هذه التحوالت على الصعيدين-

الداخلي والخارجي. تحليل نتائج هذه التحوالت ومحاول77ة تق77ييم الج77وانب-

االيجابية والسلبية فيها.

7

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

محاول77ة استش77راف المس77تقبل وإعتم77اد التوص77يات- ال77تي تس777اهم في تعزي77ز النت777ائج االيجابي777ة له77ذه

التحوالت وق77د تم تقس77يم مح77اور الم77ؤتمر الى موض77وعات تتن77اول

العوامل الداخلية والخارجية. وشملت العوامل الداخلية جذور الربيع العربي واالس77تقرار والفواع777ل الجدي777دة في العملي777ة السياس777ية ودور االس777الم السياس77ي في الربي77ع الع77ربي وخاص77ة بع77د وص77ول االح77زاب

االسالمية للحكم في بعض البالد العربية. وش77ملت العوام77ل الخارجي77ة اث77ر العوام77ل االقليمي77ة على التحوالت والتغيرات في الوطن العربي وك77ذلك النظ77ام ال77دولي

ودوره. وبمشاركة نخب77ة من أس77اتذة العل77وم السياس77ية والب77احثين

من أقطار عربية عدة. 16وق77د تم التقس77يم الى خمس77ة جلس77ات ش77ارك فيه77ا  

باحثا وباحث77ة؛ حيث رك77ز المت77داخلون في كلم77اتهم وتس77اؤالتهم على واق77ع ومس77تقبل ال77دول العربي77ة ال77تي ع77رفت ث77ورات وحراكات فيها بما عرف بالربيع العربي سواء التي انجز التغي77ير

فيها والتي مازالت.

8

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

د.خالدشنيكات

رئيس الجمعية االردنية للعلوم السياسية2016-2014للعام

كلمة رئيس الجمعية االردنية للعلوم السياسية د.محمد كنوش الشرعة

بسم الله الرحمن الرحيم والصالة والسالم على سيد الخلق والمرسلين، س!!يدنا

محمد عليه أفضل الصالة واتم التسليم. مع!!الي االس!!تاذ ال!!دكتور امين محم!!ود وزي!!ر التعليم الع!!الي والبحث العلمي، من!!دوب دول!!ة رئيس ال!!وزراء

األكرم ، راعي الندوة عطوف!!!ة االس!!!تاذ ال!!!دكتور رئيس جامع!!!ة العل!!!وم

التطبيقية االكرم. اصحاب المعالي والعطوفة والس!!عادة ... المش!!اركين

الكرام السيدات والسادة ... الحضور األفاضل .

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته. يطيب لي في ه77ذا الص77باح الجمي77ل ان أرحب بكم جميع77ا اجمل الترحيب في واحد من نشاطات الجمعية االردنية للعل77وم السياس77ية واش77كر لكم مش77اركتنا في ه77ذا الم77ؤتمر ال77دولي العلمي الموسوم ب7 "التحوالت والتغ77يرات في ال77وطن الع77ربي: الف77رص والتح77ديات في ظ77ل الربي77ع الع77ربي" ال77ذي ينعق77د باالشتراك مع جامعة العلوم التطبيقي77ة الخاص77ة ض77من سلس77لة

9

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

من النشاطات العلمي77ة ال7تي تنظمه7ا الجمعي77ة االردني77ة للعل77ومالسياسية طوال العام.

معالي وزير التعليم العالي والبحث العلميالسيدات والسادة... الحضور الكرام.

في خضم الظروف العصيبة التي يشهدها ال77وطن الع77ربي، يأتي ه77ذا الم77ؤتمر محاول77ة ج77ادة لق77راءة التح77والت السياس77ية واالقتصادية واالجتماعي77ة وانعكاس77اتها المس77تقبلية على ال77وطن الع77ربي من خالل دراس77ة الج77وانب المختلف77ة له77ذه التح77والت ورصد الحاالت الواقعي77ة المرتبط77ة به77ا ، ويح77اول ك77ذلك البحث عن اسباب هذه التح77والت ودوافعه77ا على الص77عيدين: ال77داخلي

والخارجي وتحليل النتائج واسشراف المستقبل.السيدات والسادة...الحفل الكريم

ال يخفى على أحد من77ا أن الع77الم تغ77ير كث77يرا في العق77دين المنصرمين، وألقى ه7ذا التغ7ير وطأت7ه على منطقتن77ا العربي7ة ال سيما في الس77نوات الثالث األخ77يرة، فانه77ارت انظم77ة وتم77زقت دول، وغ77رقت ش77عوب في ويالت الح77روب االهلي77ة ونهش77ت المجاع777ة اطف777اال وش777يوخا ودخلت االنس777انية في بعض دول المنطقة مخاضا داميا وعنيف77ا ال يع77رف اح77د م77تى ينتهي، . فم77ا سمي بالربيع العربي ألقى بوطأة تأثيرات77ه الس77لبية على األرض واالنس77ان. فك77انت ل77ه تبع77ات وخيم77ة في ك77ل من77احي حياتن77ا السياس77ية واالقتص77ادية واالجتماعي77ة مثلم77ا القى ال77رعب في قلوب السكان اآلمنين ، نساء وش77يوخا واطف77اال ، وش77ردهم في

بقاع متعددة من وطننا العربي الصغير والعالم الكبير. وق77د لعب الش77باب دورا محوري77ا في إش77عال الحرك77ات االجتماعية التي اجتاحت الوطن العربي ، إذ كانوا ادوات التغي77ير بما امتلكوا من وسائل التكنولوجيا الحديثة التي لعبت أيضا دورا

اساسيا في تسيير وسائل التواصل االجتماعي والتنسيق.معالي راعي المؤتمر

السيدات والسادة: نحن في االردن العزي77ز ادركن77ا ومن77ذ البداي77ة ان عملي77ة االصالح السياسي وعملي77ة التح77ول ال77ديمقؤاطي ض77رورة ال ب77د منه77ا فق77د تم تع77ديل الدس77تور االردني جوهري77ا لي77واكب عملي77ة التطور والتحديث وتم اقامة منتديات الحوار الوط77ني وتأس77يس المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة لالنتخ77اب وتوس77يع دائ77رة

10

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المشاركين الشعبية في صنع الق77رار فتح77ولت فيه77ا السياس77ات الى افع77ال وانج77ازات على الواق77ع من خالل محارب77ة مؤسس77ة الفساد والتي تحتاج الى وقت طويل حتى يتم التخلص من ه77ذه

اآلفة القاتلة. والدعوة اليوم لكل المثقفين في هذا ال77وطن العزي77ز وفي وطننا العربي لنبذ بذور الفرقة والتنبه الى الفتن لدرء المخ77اطر

التي تنتظر االمة من مؤامرة تستهدف وجودها.

أيها الحفل الكريم يبقى القول إن هذا المؤتمر وعلى م77دار ي77ومين وجلس77ات ع77دة وبمش77اركة واس77عة من ب77احثين وعلم77اء أجالء س77يناقش

محاور متعددة. وسيفضي إلى ح77وارات وم77داخالت تص77ل إلى نت77ائج تخ77دم

الباحثين والمهتمين والمؤسسات العامة والخاصة. واسمحوا لي ان اش7كر جامع7ة العل77وم التطبيقي77ة الخاص7ة /قس77م العل77وم السياس77ية على التع77اون والش77راكة في ه77ذا الم7ؤتمر م7ع الجمعي7ة االردني7ة للعل77وم السياس7ية ، كم7ا أش77كر أعضاء الجمعية وخصوصا الهيئ77ة االداري77ة على جه7ودهم الطيب77ة والمبارك77ة في المش77اركة الع77داد ه77ذا الم77ؤتمر والعم77ل ب77روح

الفريق الواحد. ارحب بكم م77رة أخ77رى واتم77نى لكم يوم77ا ح77افال بالنق77اش الفعال والمثمر . حفظ الله االردن عزيزا منيعا امنا مطمئن77ا في ظل حضرة صاحب الجاللة الهاشمية الملك عبد الل77ه الث77اني بن

الحسين المعظم حفظه الله.والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته.

11

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التحوالت السياسية في العالم العربي وتحديات االستقرار الداخلي:قراءة في النموذج

اليمنيد. سعد علي حسين التميمي

د. عادل ياسر ناصر

المقدم777ة: ش77هدت المنطق77ة العربي77ة في الع77امين الماض77يين م77ا لم تشهده خالل عقود طويلة من تاريخها السياسي ، فبعد أن ظ77ل الع77الم الع77ربي خ77ارج موج77ات التغي77ير السياس77ي والتح77والت الديمقراطية لسنوات طويلة في ظل قوة األنظمة االستبدادية ، وقمعها المستمر لحريات ال77رأي ، واعتم77اد اغلب ه7ذه األنظم77ة على سياسة الحزب الواحد واحتكار الس77لطة ، واعتماده77ا على األطر القبلية والعشائرية ، وتغ77ييب مص77ادر ال77رأي اآلخ77ر ، مم77ا جعله بنظر الكثير من المراقبين استثناءا مما يحصل في الع77الم من تغ77يرات على المس77توى ال77دولي والش77عبي، إال أن الع77الم العربي في اآلونة األخيرة شهد بدايات تفكك بنية وأنظم77ة بعض السلطات الدكتاتوري77ة بفع77ل قي77ام بعض الث77ورات واالنتفاض77ات الش77عبية الناقم77ة على ه77ذه األنظم77ة ، حيث ب77دأت في ت77ونس ومصر ثم امتدت إلى ليبيا واليمن وسوريا والبحرين في ص77حوة جماهيري77ة وانتفاض7ة إلرادة الش7عوب المقه7ورة ال7ذي ع7بر عن

Relativeحال77ة من الحرم77ان النس77بي )) Deprivationمثلت حال77ة ، نفس77ية واجتماعي77ة وسياس77ية ع77برت عن األوض77اع االجتماعي77ة واالقتصادية المتردية وشعور باإلحب77اط والي77أس من التغ77ير نح77و األفضل ، مما ولد حالة من العصيان والتمرد تمخضت في شكل حركات ثورية اتجهت نحو الس77لطة بك77ل مكوناته77ا ، حيث ترك77ز اله77دف األس77اس من تل77ك الث77ورات واالنتفاض77ات في إس77قاط النظم السلطوية بشكل كلي عن طريق التغيير الشامل للنظام وبطرق ثوري77ة عنيف77ة كم77ا ح77دث في ت77ونس ومص77ر وليبي77ا ، أو جزئي777ا من خالل إدخ777ال بعض اإلص777الحات على المس777تويات االقتص777ادية أو السياس777ية كم777ا حص777ل في البح777رين واليمن ، وتمثلت مط777الب المنتفض777ين في إطالق الحري777ات السياس777ية

12

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وتحقيق الديمقراطية والعدال77ة االجتماعي77ة وتحقي77ق اإلص77الحاتاالقتصادية وعدم تمركز السلطة .

لقد كانت بدايات رياح التغيير الثوري ما شهدته ت77ونس في ض77د سياس77ة ال77رئيس2011منتص77ف الق77رن األول من ع77ام

التونس777ي زين العاب777دين بن علي ، وال777تي ط777البت في بداي777ة انطالقها بالحد من الفقر والقضاء على البطالة وتحقيق اإلصالح السياسي ، ثم تط77ورت ه77ذه االنتفاض77ة إلى اإلطاح77ة ب77الرئيس التونس77ي وامت77داد ري77اح الث77ورة إلى بعض البل77دان العربي77ة في مص77ر وليبي77ا ، كم77ا ش77هدت اليمن نفس التوجه77ات والحرك77ات الثوري77ة ، حيث واج77ه ال77رئيس اليم77ني علي عب77د الل77ه ص77الح احتجاجات ش7عبية من قب7ل الجم7اهير الش7عبية وق7وى وأح7زاب المعارض777ة السياس777ية وأح777زاب المعارض777ة وبعض القبائ777ل الجنوبي77ة ، مط77البين بتنحي ال77رئيس علي عب77د الل77ه ص77الح عن الس777لطة وتحقي777ق اإلص777الحات السياس777ية وتط777بيق العدال777ة االجتماعية ، وتطهير الجيش والقوات المس77لحة ، والعم77ل على إطالق الحريات العامة ، وتحقيق التعددية الحزبية والممارس77ات

الديمقراطية. أهمية البحث:

تواجه الحكومة اليمنية الجديدة ع77ددا كب77يرا من التح77ديات السياس77ية واألمني77ة واالقتص77ادية واالجتماعي77ة ، وال77تي تش77كل تهديدا ج77ديا وخط77يرا لالس77تقرار ال77داخلي في اليمن في بعدي77ه االجتماعي والسياسي ، إثر التح77والت السياس77ية ال77تي ش77هدتها الدولة اليمنية أسوة بباقي الدول العربي77ة ال77تي ش77هدت ث77ورات وانتفاضات ضد األنظمة السلطوية فيها ، وتعد األزمة السياس77ية من بين ابرز المشكالت األساسية التي تواجه االستقرار اليم77ني في ظ77ل ع77دم وج77ود التوازن77ات السياس77ية المس77تقرة ، وع77دم وض77وح البني77ة السياس77ية للنظ77ام الجدي77د ووج77ود بقاي77ا النظ77ام الس77ابق على رأس المؤسس77ات الس77يادية في الدول77ة وهم77ا الجيش وق77وى النظ77ام ال77داخلي ، فض77ال عن تش77رذم الق77وى السياس77ية المعارض77ة وع77دم توح77دها أو بل77ورة اتجاهاته77ا نح77و النظام السياسي الجديد ، وانهيار األمن الداخلي من خالل زيادة عمليات االغتيال السياسي والرموز السياسية والقبلية ، وتنامي ظاهرة اإلرهاب وعمليات القاعدة وظهور العصيان المس77لح في الشمال ، واالقتتال القبلي فضال عن نشاطات الحراك الجن77وبي وتزايد نش77اطات بعض الحرك77ات االنفص77الية ، كم77ا تع77د األزم77ة

13

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

االقتصادية من ابرز المشاكل والتحديات ال77تي تواجهه77ا حكوم77ة منصور هادي ، فاالحتياطي النفطي اليم77ني في تراج77ع مس77تمر في الوقت الذي ال يوجد فيه عدد قلي77ل من الخي77ارات الممكن77ة القتصاد مستدام في حقبة ما بع77د النف77ط ، وفي مواجه77ة تزاي77د عدد السكان الذين ي7زدادون فق7را ويش77كلون ض77غطا كب7يرا في قدرة الحكومة في تقديم الخدمات األساسية ، فضال عن ت77دهور الخدمات االجتماعية وانحدار في المستويات الصحية والتعليمية ، ووج77ود عالق77ات اجتماعي77ة مبني77ة على القبلي77ة والطائفي77ة ، وانعدام الحقوق األساسية للمرأة وارتفاع حاد في نس77بة األمي77ة

وخصوصا بين النساء. أن التح77ديات العدي7دة ال7تي تواج7ه الحكوم7ة الجدي77دة هي أقوى بكثير من قدرتها على مواجهتها ، في الوقت الذي ال تملك في77ه البالد س77وى القلي77ل من الحل77ول الواقعي77ة لمش77اكلها في المرحل77ة الحالي77ة ، كم77ا أن خياراته77ا س77تكون أق77ل وأس77وأ في

المستقبل أن لم تسارع في مواجهة تلك التحديات . فرضية البحث:

تتجلى أهمية الفروض في البحوث العلمي77ة في أنه77ا توج77ه الباحث إلى عدد من الحقائق التي يجب أن يبحث عنها في بحثه بدال من تثبيت جهوده من دون فرض محدد ، كما تس77اعده على الكشف عن العالقات التي تقوم بين الظواهر التي يدرس77ها في تخصصه ، وقد وضع الباحثان عدد من الفرض77يات ال77تي تنس77جم م77ع أه77داف دراس77تهما ، ومن ثم اش77تق منه77ا مجموع77ة من

الفرضيات الفرعية وعلى النحو األتي.أوال – الفرضية األساسية:-

" أن هناك تحديات سياسية واقتص77ادية واجتماعي77ة وأمني77ة خط77يرة يمكن أن ت77ؤثر س77لبا في االس77تقرار ال77داخلي لليمن ويمكن أن تق777ود ه777ذه التح777ديات البالد إلى ع777دم االس777تقرار السياس77ي واالجتم77اعي م77ا لم تكن هنال77ك حكوم77ة ق77ادرة على

معالجة تلك التحديات وتجاوزوها". ثانيا- الفرضيات الفرعية:-

هنال77ك تح77ديات سياس77ية وأمني77ة تواج77ه الحكوم77ة.1 اليمني77ة يمكن أن ت77ؤثر على اس77تقراره االجتم77اعي

والسياسي . 14

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

هنال77ك تح77ديات اقتص77ادية تواج77ه الحكوم77ة اليمني77ة.2 يمكن أن تؤثر على استقراره االجتماعي والسياسي

. -هنالك تحديات اجتماعية وأمنية تواجه الحكومة اليمنية يمكن أن3.3

تؤثر على استقراره االجتماعي والسياسي .

وق77د تم تقس77يم البحث إلى ثالث77ة مب77احث تن77اول المبحث األول التحوالت السياسية في العالم العربي من حيث األس77باب والدوافع ، أما المبحث الثاني التحديات السياسية واألمنية ال77تي تواجه الحكومة اليمنية ، فيم77ا تن77اول المبحث الث77الث التح77ديات على المستويين االقتصادي واالجتماعي وتأثيرها في بنية النظام السياسي اليمني وبالتالي تأثيره على االس77تقرار في اليمن ، ثم

خاتمة للبحث معززة بعدد من االستنتاجات والتوصيات.

15

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المبحث األول التحوالت السياسية في العالم العربي:األسباب

والدوافع في غض77ون أش77هر قليل77ة امت77دت م77ا بين منتص77ف ك77انون

، نجحت الش7عوب2011 ومنتصف تموز ع7ام 2010األول عام العربية في تغيير وجه المنطقة من خالل مجموعة من الحركات المتتالية أطاحت بعدد من األنظمة القائم77ة من77ذ عق77ود كم77ا ه77و الحال في)مصر ، تونس ، اليمن ، ليبيا( ، فيما تمكن بعضها من إدخال إصالحات سياسية بدرجات مختلفة من العمق والش77مول كما في)سلطنة عمان ، المغرب( ، وقد تح77دت حرك7ات التغي77ير العربي777ة العدي777د من المق777والت النظري777ة ال777تي انبنت عليه777ا النظريات التي تتناول الث77ورات والحرك77ات االجتماعي77ة والعن77ف السياسي ، وارتبط ذلك بالطابع السلمي الذي غلب عليها وعدم انجرارها إلى العنف إال من باب الدفاع عن النفس ، كما ارتب77ط باعتمادها على شبكات التواصل االجتماعي إلشعال فتيل التغيير وتجاوز االختالفات الدينية والمذهبية ، ورغم أن هن77اك من ينظ77ر إلى حركات التغيير العربية باعتبارها تمثل تطبيقا عمليا لنظري77ة الدومينو المعروفة على أس77اس أن الث77ورة في ت77ونس ق77د أدت إلى ث77ورة مماثل77ة في مص77ر وانتش77ارها إلى بقي77ة ال77دول ، أو باعتبارها تماثل )تسونامي( ال77ذي عص77ف بالمنطق77ة بع77د عق77ود طويلة من الرك77ود السياس77ي ك77انت س77ببا في وص77ف المنطق77ة بأنها تمثل استثناءا من االنتشار ال77ديمقراطي في أنح77اء واس77عة من العالم ، إال انه يمكن القول أن حركات التغيير العربي77ة تع77بر عن موجة رابعة من موج77ات الديمقراطي77ة بع77د الموج77ة األولى التي شملت جنوب أوروبا والثاني77ة ال77تي غطت أميرك77ا الالتيني77ة

.(1)والثالثة التي امتدت إلى أوروبا الشرقية وقد ساهمت عوامل عدة في ظهور الحرك77ات االحتجاجي77ة

المطالبة بالتغيير في العالم العربي لعل أبرزها اآلتي:أوال:غياب الحريات السياسية والفساد:

تعرضت الدول العربية منذ سنوات طويلة لضغوط داخلي77ة وخارجية متزايدة لتبني إصالحات سياسية وديمقراطي77ة حقيقي77ة تؤدي إلى إطالق الحريات السياسية والمدني77ة ، وحري77ة تش77كيل األحزاب والجماعات واالتح77ادات ، وإلى وض77ع ض77مانات تض77من نزاهة االنتخابات وحرية الصحافة واإلعالم ، إال أن الدول العربية

16

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لم تس77تجب لتل77ك الض77غوط واكتفت بإدخ77ال بعض اإلص77الحات الشكلية التي لم تغير من مضمون السلطة السلطوية ، ونتيج77ة ل77ذلك ظه77رت العدي77د من الحرك77ات االحتجاجي77ة ذات أرض77ية سياس77ية ومطلبي77ة ، نش77أت خ77ارج األط77ر المؤسس77ية وخ77ارج الش77رعية القانوني77ة مطالب77ة ب77التغيير الش77امل من خالل تعبئ77ة الش77ارع في مواجه77ة النخب الحاكم77ة ، وج77رى الترك77يز على س77يناريو إح77داث التغي77ير ع77بر الث77ورة باعتب77اره الخي77ار الوحي77د

.(2)لتحقيق مطالب الجماهير أم77ا بالنس77بة للفس77اد، ف77أن الفس77اد ق77د تجلى في مظ77اهر عديدة منها صفقات السالح، وتراخيص االستيراد والتص77دير إلى المحسوبية في تعيين األقارب واألصهار والمع7ارف في مناص7ب مرموق77ة دون أي ح77ق ، ومن اب77رز األمثل77ة على ذل77ك م77ا فعل77ه )حسني مبارك( عندما أطلق يد ابن77ه األك77بر )عالء( في مج77االت األعم77ال والم77ال ، وأطل77ق ي77د ابن77ه الث77اني )جم77ال( في أعلى مستويات الحزب الوطني الحاكم ، فكان المسؤول عن ترش77يح ال77وزراء وق77ادة مؤسس77ات الدول77ة والقط77اع الع77ام ، كم77ا وض77ع )معمر ألق77ذافي( أبن77اءه وأوالد عمومت77ه وأف77راد قبيلت77ه في ك77ل مواق77ع المس77ؤولية ألك77ثر من أربعين عام77ا ، وال يختل77ف )زين العاب77دين بن علي( عن س77ابقيه س77وى في أن المحس77وبية في حالته شملت أساسا إخوة وأقارب زوجته من عائلة الطرابلسي وعدة فروع أخرى من العائلتين )بن علي والطرابلسي( ، وه77ذا الفس77اد والمحس77وبية وغي77اب الحري77ات السياس77ية في األنظم77ة السياسية العربية دفع الشعوب إلى الخروج بحرك77ات احتجاجي77ة

. (3)للمطالبة بتغيير األنظمة السياسية الفاسدةثانيا:التهميش االقتصادي واالجتماعي:

رغم ال77ثروات البش77رية والمادي77ة ال77تي تتمت77ع به77ا ال77دول العربي77ة إال أن األنظم77ة السياس77ية العربي77ة أخفقت في تحقي77ق التنمي77ة المس77تدامة والعدال77ة االجتماعي77ة ، إذ ع77انت قطاع77ات واس77عة من الش77عوب العربي77ة من األمي77ة والبطال77ة ، وت77دني مستوى الدخل ، وغياب الخ77دمات والمراف77ق ، وتوس77ع الفج77وة بين الطبق77ات والمن77اطق في الدول77ة الواح77دة ، وش77هدت دول المنطق77ة م77ا يع77رف بظ77اهرة )الفق77راء في بالد غني77ة( ، وهي الظ77اهرة ال77تي تفس77ر لم77اذا ق77د تك77ون المؤش77رات االقتص77ادية لبعض الدول جي77دة لكن الس77خط االجتم77اعي بين مواطنيه77ا في تزايد ، وهي ذات داللة بالغة في حالة كل من مصر وتونس ، إذ عدت ك77ل من مص77ر وت77ونس نم77اذج اقتص77ادية ناجح77ة من قب77ل

17

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

البن77ك ال77دولي وص77ندوق النق77د ال77دولي وف77ق مع77ايير النم77و االقتصادي ، فقد تراوحت معدالت نمو الن77اتج المحلي اإلجم77الي

، واتجهت لالنخف77اض2006%( من77ذ ع77ام 7في مص77ر ح77والي ) على خلفية األزمة المالية العالمية ، حيث وصلت إلى ما يق77رب

%( وهو معدل مرتفع نسبيا في ظل األزمة ، وبلغت تلك5من ) %( في تونس في الفترة ذاتها، ولكنه77ا اتجهت6المعدالت نحو )

(.4)2009%( عام 3 ووصلت إلى )2008لالنخفاض في عام ومع غ77نى الدول7ة تن77امت مؤش77رات فق7ر الم7واطن ، فم77ع تنامي معدالت النم77و االقتص77ادي تص77اعدت مع77دالت الفق77ر في

(% في السنوات األخيرة ، ووصلت إلى20مصر لتتراوح حول ) %20 ، بينما تعرضت شريحة مماثل77ة )نح77و 2008%( عام 22)

إض77افية من المواط77نين( للتهدي77د المس77تمر ب77الوقوع في خان77ة الفقراء ، ، وفي الوقت ذاته ساءت معدالت البطالة في كل من

%( في مصر بينما بلغت م77ا9مصر وتونس ، حيث زادت على ) %( في ت77ونس ، وه77ذه المعض77لة جعلت كال من14يزي77د على )

مص77ر وت77ونس ح77التي نج77اح )رم77زي( ، بينم77ا ك77ان الس77خط االجتماعي يستعر على خلفية تزايد البطالة ، وارتفاع األس77عار ، واتس777اع الفج777وة بين الفق77راء واألغني777اء ، والفس77اد الكب777ير ، والشعور بانحياز السياسة االقتص77ادية لقطاع77ات مح77دودة على ص77لة بالنخب77ة السياس77ية الحاكم77ة ، وه77ذا األم77ر ك77رس فق77دان النظ77ام لش77رعيته على أس77س اقتص77ادية/اجتماعي77ة ، والش77عور بالسخط االجتماعي وهو ما مثل البيئة الخص77بة لب77دايات الفع77ل

.(5)الثوري في كل من مصر وتونسثالثا:الطفرة الشبابية وتطور وسائل اإلعالم:

شهدت المنطقة العربية ما يعرف بالطفرة الشبابية ، حيث س77نة( أك77ثر من ثلث29-15مثل الشباب في المرحلة العمرية )

سكان المنطقة ، وعانت هذه الفئة العمرية من مظ77اهر إقص77اء اقتص77ادي واجتم77اعي وسياس77ي جعلته77ا في مقدم77ة الفئ77ات المطالبة بالتغيير والمحركة له ، وتعد البطالة من أهم المشاكلالتي يعاني منها الش77باب حيث ترتف77ع مس77تويات البطال77ة إلى )

%(14،4%( بين الشباب مقارنة بالمتوسط العالمي الب77الغ )25 ، وتتركز نسب البطالة بشكل كبير في أوساط الشباب المتعلم ، وع77انى الش77باب من ت77دني مس77تويات األج77ور ، س77وء ظ77روف

%( في القطاعات غير الرسمية ،72العمل حيث يعمل حوالي ) وأثر ذلك بالسلب على الظروف االجتماعية للشباب في الوطن العربي ، كما عانى الشباب في العالم الع77ربي إقص77اءا سياس77يا

18

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

واض77حا بج77انب غي77اب الحري77ات السياس77ية والمدني77ة ، وض77عف األح77زاب السياس77ية ومنظم77ات المجتم77ع الم77دني ، وانتهاك77ات حقوق اإلنسان ، وساهم انتشار أدوات االتصال الحديثة ووسائل اإلعالم البديل77ة مث77ل القن77وات الفض77ائية والهوات77ف المحمول77ة واالن77ترنيت ، في دف77ع الش77باب باتج77اه تأس77يس أنم77اط جدي77دة للمشاركة السياسية مكنتهم من تجاوز العدي77د من القي77ود ال77تي فرضتها األنظم77ة العربي77ة على حري77ات التعب77ير والتنظيم ، ولج77أ الش77باب إلى ش77بكات التواص77ل االجتم77اعي مث77ل )الفيس77بوك وتوي77تر( والم77دونات للتواص77ل م77ع بعض77هم البعض والتعب77ير عن عدم رضاهم ، وكسر ح77اجز الخ77وف من األنظم77ة العربي77ة ع77بر القيام بفعاليات احتجاجية كان لها االث77ر الب77الغ في إس77قاط تل77ك

. (6)األنظمة ولم تختلف اليمن عن غيره77ا من ال77دول العربي77ة من حيث الظ77روف السياس77ية واالقتص77ادية واالجتماعي77ة ، فق77د ع77انى المجتم77ع اليم77ني من وط77أة الفق77ر والتخل77ف ، وس77يطرة القيم والتقاليد القبلية التي وقفت بالضد من بلورة وإرساء مؤسسات سياس7777ية وإداري7777ة واجتماعي7777ة يمكن أن ت7777وفر الض7777مانات والمقومات األساس77ية للس77لطة لكي تق77وم ب77دورها في تحقي77ق االس77تقرار في المجتم77ع ، وبن77اء دول77ة ذات مقوم77ات سياس77ية ووظيفية وبنيوي77ة تعم77ل على المحافظ77ة على كي77ان المجتم77ع ، وتعم777ل على بنائ777ه وتفهم777ه ض777من إط777ار ال777وطن الواح777د المتماسك ، فضال عن وج77ود نظ77ام س77لطوي اس77تمر ألك77ثر من ثالثين عام وممارس77ته لسياس77ات تس77لطية أس77همت في ترك77يز الس77لطة بي77د النظ77ام ، وعملت على تغ7ييب الديمقراطي77ة ال77تي ظلت تتشدق بها سنين طويلة ، ونتيجة لذلك أخذت التظ77اهرات

تط77الب بالح77دواالحتجاجات الش77عبية تنطل77ق في أرج77اء اليمن ل من الفقر والبطالة ، وتحقي77ق اإلص77الح السياس77ي ع77بر إجه77اض سيناريو الت77وريث ، وس7رعان م7ا واج7ه ال7رئيس علي عب7د الل7ه صالح احتجاجات ش77ديدة من قب77ل ق77وى معارض77ة أساس77ية في اليمن ، ومع استمرار االحتجاج7ات الش7عبية ووق7وف المعارض7ة وبعض القبائ77ل بج77انب المحتجين ، فق77د أج77بر ال77رئيس اليم77ني السابق علي عبد الله ص77الح إلى القب77ول ب77التنحي عن الس77لطة لنائبه عبد ربه منصور هادي بموجب المبادرة الخليجية وتش77كيل

.(7)2014حكومة وفاق وطني حتى قيام االنتخابات القادمة عام والذي يهمنا هنا هو معرفة التحديات ال77تي تواج77ه األنظم77ة السياس77ية العربي77ة الجدي77دة ، وم77دى تأثيره77ا في االس77تقرار

19

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الداخلي للدولة ، وقد اخترنا لذلك نموذج77ا ه77و النم77وذج اليم77ني والتح77ديات ال77تي تواجهه77ا الحكوم77ة اليمني77ة الجدي77دة ، وم77دى تأثيره77ا في االس77تقرار ال77داخلي لليمن، وه77و م77ا سنوض77حه في

المباحث التالية.

20

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المبحث الثاني التحديات السياسية واألمنية المؤثرة في االستقرار

الداخلي لليمن لقد وضعت مبادرة مجلس التعاون الخليجي وال77تي حظيت بدعم من قبل الجامعة العربية واألمم المتحدة ، وذل77ك بم77وجب

مخرج77ا س77لميا لألح77داث ال77تي وقعت في اليمن ،2014ق77رار خوفا من تنامي تلك األحداث وتطورها إلى حرب أهلي77ة ش77املة في اليمن ، وذلك بعد تصاعد العمليات القتالي77ة م77ا بين حكوم77ة علي عبد الله صالح وأحزاب المعارض77ة والجم77اهير ال77تي ك77انت تطالب برحيل الرئيس وتداول السلطة ، وق77د تك77ونت المب77ادرة من مرحلتين أساسيتين من شأنها إنهاء حالة االحتقان السياسي في اليمن ، حيث تض777منت المرحل777ة األولى تف777ويض ص777الح لصالحياته كاملة وبشكل نهائي إلى نائبه عبد ربه منصور هادي ، وتشكيل حكومة وفاق وطني تقوده77ا المعارض77ة ، وتقس77م فيه7ا الحقائب الوزارية بالتساوي بين الح77زب الح77اكم الس77ابق وكتل77ة المعارض77ة ، وانتهت المرحل77ة األولى باالنتخاب77ات الرئاس77ية في

والتي كان فيه7ا ه77ادي2012الحادي والعشرين من شباط عام المرش77ح الوحي77د ودون من77افس ، أم77ا المرحل77ة الثاني77ة فق77د تم إعطاء " هادي" وحكوم77ة الوف77اق الوط77ني ف77ترة زمني77ة للقي77ام بإع77ادة هيكل77ة األجه77زة العس77كرية واألمني77ة ، ومعالج77ة قض77ايا المرحلة االنتقالية ، وعقد مؤتمر حوار وطني شامل يه77دف إلى مراجع77ة الدس77تور قب77ل االنتخاب77ات العام77ة وال77تي س77تجري في

2014شباط من ع77ام ، وان ك77ان تنحي ال77رئيس ص77الح س77لميا من الرئاسة ، قد وفر نوع من االستقرار وإبع77اد ش77بح الح77رب ، إال أنه شكل تحديا جديا للمرحلة المقبلة على الصعيد السياسي باعتباره ال يزال يملك جزءا من السلطة ع77بر الح77زب الح77اكم ، أو نف777وذه في األجه777زة العس777كرية من خالل التغلغ777ل القبلي للرئيس عبر المؤسسات العسكرية اليمنية، والتي تشكل الق77وة األب777رز في معادل777ة الس777لطة السياس777ية في اليمن ، ووج777ود الوالءات القبلية خ77ارج إط77ار الس77لطة والمؤسس77ة السياس77ية ، كم77ا أن الج77زء المتبقي من االتف77اق س77يكون أك77ثر ص77عوبة في تنفيذ بنوده ، فهناك الكثير من األطراف السياسية اليمنية كانت تنظ7ر إلى االتف7اق بكث7ير من الش7ك واالس7تياء بس7بب الطبيع7ة النخبوية لالتف77اق ، وال77ذي ج77اء محابي77ا لألح77زاب السياس77ية في اليمن ، كما انه وفر حصانة داخلية واسعة لصالح وحلفائه س77واء

21

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

على ص77عيد مؤسس77ات الدول77ة ، أو على مس77توى التحالف77ات القبلي77ة والحزبي77ة ، وع77دم حص77ول تغي77ير ايج77ابي ج77وهري في السلطة ، وهذا م77ا ذك77ره " أالن فكن" وزي77ر الدول77ة البريط77اني لشؤون التنمية الدولية بالقول " لم يكن لشيء أن يتغ77ير ح77تى

. (8)برحيل صالح أما أالن وقد رحل فان شيئا لم يتغير( ورغم غياب علي عب77د الل77ه ص77الح عن الس77لطة في اليمن

( عام77ا بص77ورة فعلي77ة وكم77ا ح77ددتها33وللم77رة األولى من77ذ ) المبادرة الخليجية ، إال أن هناك ج7دال مس7تمرا ومش7روعا ح7ول م77دى النف77وذ ال77ذي يتمت77ع ب77ه في األجه77زة األمني77ة والعس77كرية والحكومية وحزب المؤتمر الشعبي العام ، ألنه في هذه الف77ترة بالذات أصبحت السلطة السياسية في اليمن مشتتة ومنقس77مة بين ثالثة مراكز للقوة ، ويتجلى ذلك في عبد ربه منص77ور ه77ادي وعلي عبد الله صالح وعلي محسن األحم77ر ، وال77ذي يغلب على المؤسسات السياسية في اليمن أنها مؤسس77ات أش77خاص أك77ثر مم77ا هي مؤسس77ات دول77ة وذل77ك لطغي77ان حال77ة الالرس77مية والعشائرية على تلك المؤسسات ، ويعتبر هذا التحدي من أك77بر التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة ، ورغم تمتع هادي بدعم المجتم777ع ال777دولي وبعض البل777دان العربي777ة ، وبعض األح777زاب والقبائل المناوئة لحكومة صالح ، والعديد من الجم77اهير اليمني77ة التي وجدت في هذا التغير استجابة لمطالبه77ا في – مي77ل ص77الح عن رئاسة الحكومة والدولة- إال ان ما واج7ه حكوم77ة ه77ادي ه77و أنها ال تمتلك قاع77دة ج77اهزة للق77وة في المؤسس77ات المدني77ة أو الجيش أو الحزب الحاكم ، وعلى النقيض من ذلك يتمت77ع ص77الح وعلي محسن األحمر بشبكات هامة وواسعة من الوالء والنف77وذ الشخصين داخل الجيش وبعض المؤسس77ات الحكومي77ة ، وله77ذا التشتت في السلطة تبعات خطيرة في بني77ة النظ77ام السياس77ي الجدي77د أهمه77ا ان77ه ي77وفر المج77ال لح77دوث انقس77امات سياس77ية خطيرة قد تنزلق إلى اقتتال سياس77ي قبلي داخ77ل الدول77ة ، في الوقت تكون فيه الحكومة الجدي77دة ب77أمس الحاج77ة إلى تحقي77ق األمن ، وإيجاد الحلول لمشاكل سياسية مزمنة ، وم77ع أن هن77اك من يرى إمكانية نمو حكوم7ة ه7ادي وانحس77ار س77لطة علي عب7د الله صالح معتم77دا في ذل77ك على ع77دد من المؤش77رات ، ومنه77ا المراسيم الرئاسية التي أصدرها هادي في السادس من نيسان

فيم77ا يتعل77ق بت77دوير المناص77ب العس77كرية ، وال77تي2012ع77ام أقصت عشرين ض77ابطا رفي77ع المس77توى بم77ا في ذل7ك األخ غ77ير الش77قيق لص77الح القائ77د الس77ابق للق77وة الجوي77ة ومحم77د ص77الح

22

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

األحمر وابن أخ صالح اللواء طارق محمد عبد الله صالح ، إال أن الصعوبات في التنفيذ أشارت إلى وجود عقب77ات م77ازالت قائم77ة في تحويل السلطة من األشخاص والشبكات غير الرس77مية إلى مؤسس77ات الدول77ة الرس77مية ، فض77ال عن التح77دي األك77بر ال77ذي يواجه المؤسسة العسكرية ، والتي شهدت انتفاضات حادة ب77رز من خاللها دور الهياكل والمليشيات العسكرية القبلي77ة الموازي77ة للجيش ، والتي اشتبكت مع عناصر الجيش في مواق77ع متع77ددة وكان من نتائجها خسائر بشرية من كال الطرفين ، وعلي77ه يمكن القول أن الحكومة الجديدة تعاني من اكبر التحديات التي تواجه فرض س77لطتها على الدول77ة ، وهي وج77ود االنش77قاقات الكب77يرة داخ77ل المؤسس77ة العس77كرية وال77تي تعتم77د عليه77ا الس77لطة في فرض هيبتها ووجودها كقوة رادعة للتح77ديات الداخلي77ة المتمثل77ة بنمو القاعدة في اليمن ، أو ظهور وتنامي الحركات االنفصالية ،

. (9)وانعكاس ذلك بشكل سلبي في االستقرار الداخلي لليمن ومن التحديات التي يمكن أن تنعكس سلبا على االستقرار ال77داخلي لليمن على الص77عيد السياس77ي واألم77ني هي مش77كلة اليمن الجن777وبي ، وال777دعوات المتعلق777ة باالنفص777ال من قب777ل الجنوب77777يين ، فعلى ال77777رغم من ان77777دماج جمهوري77777ة اليمن

1990( أي77ار ع77ام 22الديمقراطي77ة الش77عبية م77ع جارته77ا في ) لتكون الجمهورية العربية اليمنية ، إال أن اتحادهما حفل بالعدي77د من المش77اكل والمعوق77ات على الص77عيد السياس77ي والح77زبي ،

، وبقيت1994وأفضى إلى ح77رب أهلي77ة قص77يرة ودموي77ة ع77ام مس77ألة الوح77دة بين ال77دولتين تث77ير العدي77د من المش77اكل على الص777عيد ال777داخلي ، وش777هد الجانب777ان العدي777د من االنقالب777ات واالغتياالت ) ومن ذلك ما حص77ل بين أنص77ار علي ناص77ر محم77د رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آن77ذاك ض77د فص77يل معارض داخل الحزب االشتراكي الحاكم( ، وكان اقتص77اد اليمن الجنوبي يعاني من حالة انهيار فضال عن العدي77د من الص77راعات القبلية والسياسية ، في الوقت الذي كان الشمال فيه في وضع سياسي واقتصادي أقوى نسبيا ، وكان ه7ذا الوض7ع ه7و الخلفي7ة

.(10) 1990التي قامت عليها عملية الوحدة اليمنية عام إال أن هذه الوحدة كانت هشة وغير مبني77ة على قواع77د من المواطن777ة والتنظيم السياس777ي ، فق777د تن777امت الت777وترات بين

27الج77انبين وتط77ورت لتص77ل إلى مس77توى ح77رب أهلي77ة في ، حيث حق77ق الجيش الش77مالي االنتص77ار1994نيسان من عام

في تلك الحرب التي دامت ش77هرين تكب77دت فيه77ا اليمن كدول77ة23

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

العديد من الخسائر في الممتلك77ات واألم77وال ، كم77ا إنه77ا اذكت الصراع القبلي الداخلي ما بين الشماليين والجنوبيين ، كما ق77ام النظام في صنعاء بط77رد الق77ادة العس77كريين الجنوب77يين وإحال77ة

.(11)الكثير منهم إلى التقاعد وحل الحزب االشتراكي اليمني في خلق رباط وط77ني بين1990وفشل توحيد اليمن عام

ب77دأ المتظ77اهرون2008الش77ماليين والجنوب77يين، وبحل77ول ع77ام وبدفع من الحراك الجنوبي ) وهي حركة سياسية أسسها العميد

2007المتقاع77د في الجيش الجن77وبي علي ناص77ر النوب77ة ع77ام وأصبحت مظلة للعديد من مجموعات المعارضة الرئيس77ية( في المطالبة باستقالل الجنوب واالنفصال عن الشمال حيث س77اهم انضمام الشيخ طارق ألنقلي " وهو حليف سابق لصالح وس77اعد حزب المؤتمر الشعبي الع77ام خالل المواجه77ة ال77تي خاض77ها م77ع الح77زب االش77تراكي اليم77ني في أوائ77ل التس77عينات" إلى حرك77ة

في تقوي77ة موق77ف الحرك77ة ،2009) الح77راك الجن77وبي( ع77ام وط77رح(12)ودعم مساعيها في إقامة دولة مس77تقلة في الجن77وب

فكرة االنفصال والذي يجد بعض اليمنيين في الجنوب إنها عودة لنفوذهم السياسي ولكنه يواجه الحراك الشمالي الرافض له77ذه

الفكرة من األساس وربما لذات األسباب. ويمكن القول أن الدعوات المطروحة من قب77ل المعارض77ة في الجنوب اليمني باالنفصال ستتصاعد مع التحوالت السياسية التي تشهدها اليمن ، وسوف تشكل تحديا خطيرا يواجه حكومة هادي ربما تنجم عنه حرب داخلية تهدد الوحدة اليمني77ة ، وب77روز حالة من عدم االستقرار نتيجة الفوضى التي قد تش77هدها اليمن م777ع مجيء حكوم777ة غ777ير ق777ادرة على إدارة زم777ام األم777ور ، واستمرار نفوذ النظام الس7ابق بع7د اش77تراك قس7م من وزرائ7ه في الحكومة الجديدة وانعكاسات ذلك على االستقرار ال77داخلي

في اليمن. ومن التحديات األخرى التي تواجه الحكوم77ة الجدي77دة على الصعيد السياسي واألمني ، والتي تشكل أحدى التأثيرات الهامة على االس77تقرار ال77داخلي في اليمن ، قض77ية ص77عدة ومط77الب الحركة الحوثي77ة الداعي77ة إلى إحي77اء فك77رة اإلمام77ة الزيدي77ة من جدي77د وتغي77ير نظ77ام الحكم في اليمن ، حيث يع77د ب77در ال77دين الح77وثي ) وه77و ع77الم دين مش77هور في ص77عدة( األب ال77روحي والزعيم المؤسس للحركة الحوثية – ونادى بإحي77اء الزيدي77ة من77ذ سبعينات الق7رن الماض7ي ، وي7زعم أف7راد العائل77ة الحوثي7ة أنهم ينحدرون من ساللة الرسول محم77د )ص( ، وأنهم يرجع77ون إلى

24

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

األمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي ط77الب ) عليهم السالم( ، وبذلك يعتبرون أنفسهم سادة هاشميين ، وقد س77يطر الهاش77ميون الزي77ديون على مقالي77د السياس77ة وال77دين مع77ا في

من1962اليمن الش777مالي ، وك777ان حك777ام اليمن قب777ل ع777ام . (13)الهاشميين الزيدين حصرا ويمكن القول بان هناك عددا من األس77باب وال77دوافع ال77تي قادت إلى قيام نزاع مسلح بين الحوثيين من جه7ة ، وبين نظ7ام علي عب77د الل77ه ص77الح ، ومن تل77ك األس77باب تراج77ع الطي77ف السياسي واالجتماعي الذي يمثله الهاشميون وشرعنه الزيديون ، وفشل اإلدارة للتعددية الدينية ، وغياب االس77تثمار في معاق77ل

، إض77افة إلى ب77روز1962الزيديين الرئيس7ة كص77عدة بع7د ع77ام العبين سياسيين ودينيين كالس77لفيين على نح77و خ77اص ، ونتيج77ة ل77ذلك اتخ77ذت الح77رب بين الط77رفين ش77كل ص77راعات طائفي77ة وسياس77ية وقبلي77ة متج77ذرة في المظ77الم التاريخي77ة ، وض77عف التنمية المستفحل مع ازدياد التدخل الخارجي وانعكاس77اته على

. (14)الصعيد االستقرار السياسي في اليمن ولم تتوصل الحكومة اليمنية في نظام علي عبدالله ص77الح إلى اتفاقيات مع الحوث77يين فيم77ا يخص مط77البهم على األص77عدة االقتصادية واالجتماعية والسياس77ية ، وه77ذا م77ا أدى إلى حص77ول نزاع77ات مس77تمرة ومس77لحة بين الق77وات الحكومي77ة والحوث77يين

، حيث استمرت هذه المواجه77ات2004بدأت في حزيران عام بالتص77اعد م77ع االتهام77ات المتبادل77ة بين الط77رفين ، بحص77ول الحوثيين على دعم ح77زب الل77ه وإي77ران ، وتع77اون الحكوم77ة م77ع الوالي77ات المتح77دة والت77دخل الس77عودي في الش77ؤون الداخلي77ة لليمن، وك77ان من نت77ائج تل77ك المواجه77ات قت77ل حس77ين الح77وثي

مم77ا دف77ع2004زعيم حركة الش77باب الم77ؤمن في أيل77ول ع77ام الحكومة إلى إعالن االنتصار في صعدة من جانب واحد ، بعد أن

. (15)خلفت ورائها أكثر من ألف قتيل وفقا للصحافة اليمنية أن ما يؤجج الصراع م77ا بين الحوث77يين من جه77ة والحكوم77ة اليمنية من جهة أخرى، والدخول في مواجه77ات عس77كرية مثلت تحديات كبرى لليمن ، هي تلك التدخالت الخارجية في الش77ؤون اليمني77ة الممثل77ة في المملك77ة العربي77ة الس77عودية والوالي77ات المتحدة من جانب ، وإيران وحزب الل77ه من ج77انب آخ77ر ، فق77د دعمت السعودية وأميركا الحكومة اليمنية من الناحيتين المادي77ة والعس77كرية ل77دواع واعتب77ارات سياس77ية وأمني77ة ، أم77ا بالنس77بة إليران فقد تم توجيه اتهامات مباشرة لها بدعم جماعة الحوثيين

25

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

رغم نفي إيران المتكرر لمثل هذا األمر، واستمرت المواجه77ات بين القوات الحكومية بصفتها المسلحة وبين الحوث77يين ح77تى تم التوص77ل إلى وق77ف إطالق الن77ار في منتص77ف ش77باط من ع77ام

2010 (16) . ويمكن القول أن من التحديات األبرز ال77تي تواج77ه حكوم77ة الوف77اق الوط77ني بزعام77ة منص77ور ه77ادي ، ه77و الص77راع م77ا بين الحكوم77ة والحوث77يين م77ا لم تق77وم الحكوم77ة بمعالج77ة األس77باب الرئيسة ال77تي دفعت الى قي77ام الص77راع والمواجه7ات المس77لحة بين الحوث77يين وبين النظ77ام الس77ابق ، وتق77وم بوض77ع ح77د له77ذا الص77راع ض77من ح77وار الوف77اق الوط77ني المزم77ع عق77ده في أي77ار

2013الق77ادم من ع77ام ، وذل77ك كون77ه يش77كل تهدي77دا خط77يرا لالستقرار الداخلي لليمن ، ويؤثر على الوحدة الوطنية والوف77اق

الوطني العام . وم77ع ك77ل م77ا ذك77ر من تح77ديات ت77ؤثر س77لبا في االس77تقرار الداخلي لليمن ، وخصوصا م77ع مجيء حكوم77ة الوف77اق الوط77ني إلى الحكم ، يبقى التح77777دي األب77777رز واالهم متمثال في تنظيم القاعدة في شبه جزي77رة الع77رب ال77ذي وج77د ل77ه أرض77ية خص77بة للعمل في اليمن في ظل الظروف التي تعاني منها ، فض77ال عن تن77امي ظ77اهرة اإلره77اب بك77ل أش77كاله س77واء أك77ان متمثال في التفج777يرات ، أو االغتي777االت السياس777ية للق777ادة على مس777توى القي77ادات األمني77ة أو الحزبي77ة أو السياس77ية ، وه77ذا الم77دخل في المش77هد السياس77ي اليم77ني يعت77بر من اخط77ر م77ا يواج77ه حال77ة االستقرار ال77داخلي في اليمن ، وق77د س77اهم النظ77ام القبلي في اليمن وتغلغله في بنية النظام السياسي اليمني في دف77ع تنظيم القاعدة في التوجه نحو اليمن ، حيث وجد أعضاء القاع7دة مالذا أمن77ا في بعض المن77اطق القبلي77ة اليمني77ة ، وال77تي ك77انت في خالفات ح7ادة م77ع الحكوم77ة المركزي77ة ، ولعب أعض77اء القاع7دة على وتيرة العداء للواليات المتحدة والغرب في كسب مؤي77دين وداعمين لهم من أبناء القبائل اليمنية ، فضال عن مدهم بالسالح واألموال ، كما استفاد تنظيم القاعدة من ضعف الدولة ، وع77دم مقدرة الحكومة المركزية في المواجهات التي تتع77رض له77ا من قبل ه7ذا التنظيم، وعم7ل تنظيم القاع7دة في اليمن على ط7رح مشروع دولة الخالف77ة اإلس77المية باعتب77اره المش77روع اإلس77المي ال77ذي ي77دعو ل77ه ، كم77ا دع77ا زعم77اء تنظيم القاع77دة أمث77ال أيمن الظواهري قبائ77ل اليمن إلى القي77ام بمث77ل م77ا ق77امت ب77ه قبائ77ل باكستان وأفغانس77تان ودعم تنظم القاع77دة ، وق77د ع77زفت مث77ل

26

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تل7777ك التص7777ريحات على وت7777يرة مف7777اهيم الش7777رف القبلي ، واالستقالل الذاتي ، وعداء القبائل الق77ديم للس77لطة المركزي77ة ، وجرى تصوير عنف الدول7ة باعتب77اره موجه7ا بش77كل مباش77ر إلى بعض القبائل مما يتطلب منها التخلي عن الزعماء الذين تواطؤا م77ع الدول77ة ، ووج77دت تل77ك التص77ريحات ص77دى قوي77ا له77ا في المن77اطق القبلي77ة اليمني77ة ، وك77انت المحف77ز لنش77ؤ تح77الف بين تنظيم القاع77دة وع77دد من القبائ77ل ، ج77رى توظيف77ه من قب77ل القاعدة في القيام بالعديد من العمليات اإلرهابية داخ77ل اليمن ،

. (71)والتي كان لها تأثير كبير على حالة االستقرار الداخلي وركز تنظيم القاعدة في ش77به جزي77رة الع77رب على فك77رة مفاده77ا أن المس77لمين يع77انون على أي77دي تح77الف ص77ليبي – ص77هيوني ، ي77دعم األنظم77ة السياس77ية الغ77ير ش77رعية ، وال77تي يضربها الفساد والمحسوبية ، والتي فشلت في تلبي77ة متطلب77ات مواطنيها ، وتم ربط هذا األمر بالتظلمات الحاصلة على الصعيد الداخلي في اليمن من عدم توفير الخدمات األساس77ية ، وع77دم تحقيق العدالة االجتماعية والمساواة في توزيع الم77وارد بص77ورة عادلة ، ونجح تنظيم القاع77دة من خالل ذل77ك في كس77ب العدي77د من أفراد القبائل اليمنية في االنضمام إلى التنظيم ، حيث تشيربعض اإلحص77ائيات الغ77ير رس77مية إلى أن اليمن77يين يش77كلون )

%( من إجمالي أعض77اء القاع77دة في ش77به جزي77رة الع77رب ،56 %( ، واألعض77اء7%( واألج77انب)37فيم77ا يش77كل الس77عوديون)

(18)اليمنيون موزعون بالتساوي بين القبائل الشمالية والجنوبية لقد تخطت هجمات القاعدة في اليمن المؤسسات اليمنية ، حيث يعد الهجوم االنتحاري الج77ريء ال77ذي ش77نه التنظيم على الم77دمرة األمريكي77ة ) ي77و أس أس ك77ول( في الث77اني عش77ر من

في خليج ع777دن الهج777وم األعن777ف2000تش777رين األول ع777ام للتنظيم ، فقد نجم عن هذا الهجوم مقتل سبعة عشر من أفراد

( آخرين ، وهو ما مثل ض77ربة قوي77ة39البحرية األمريكية وجرح) للواليات المتحدة وسياستها في المنطقة ، وم77ا أس77فر عن77ه في ضعف العالقات بين اليمن والواليات المتح77دة األمريكي77ة ، وم77ع ض77عف مق77درة الحكوم77ة المركزي77ة في متابع77ة نش77اط تنظيم القاعدة والحد منه في اليمن ، ازداد نفوذ وت77أثير التنظيم بحيث أصبحت اليمن ب77ؤرة ج77ذب لمق77اتلي القاع77دة ، وه77ذا م77ا أك77ده المفكر االستراتيجي لتنظيم القاعدة ) أب77و مص77عب الس77وري( ، والذي حدد العوامل التي تجعل من اليمن وجهة جذب للتنظيم )

% من سكان شبه جزيرة العرب ، كما أن البنية75فالبالد تضم 27

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

القبلية المتماسكة واتصافها ببأس والشجاعة وحب القتال ل77دى رجال القبائل كلها وقائع تاريخية مشهودة باإلض77افة إلى انتش77ار ماليين األسلحة الفردية في البالد ، فضال عن الح77دود المفتوح77ة وق77رب اليمن من المم77ر الم7ائي االس77تراتيجي ) ب77اب المن77دب( باإلض77افة إلى مش77اعر الظلم واالس77تغالل ال77تي تعت77بر ع77امال استراتيجيا مهما في تحريك بعض فئات الش77عب مم77ا يش77عرون

.(19 )بالبؤس والحرمان للجهاد ضد الحكومة اليمنية وعموما فقد فش77لت حكوم77ة ال77رئيس المخل77وع علي عب77د الله صالح في التعامل مع تنظيم القاعدة ، أو الحد من خط77ورة هذا التنظيم الذي تمدد في اليمن ، واخ77ذ يش77كل تح77ديا خط77يرا لحكومة الوفاق الوطني الذي ورثت عدوا شرسا ، ومن هنا فان مخ77اطر تنظيم القاع77دة يش77كل اح77د اب77رز معوق77ات االس77تقرار الداخلي لليمن ، ويتطلب وضع خطط واستراتيجيات قوية للح77د من خطورته ، وهذا ما قد ال تستطيع حكومة جديدة تس77عى الى تثبيت أركان سلطتها القيام ب77ه في ض77وء التش77رذم السياس77ي ، وانقسام المؤسسة العسكرية وعدم فعاليته7ا ، فض7ال عن ت7دني

الموارد وضعف االقتصاد المنهك أصال .

28

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المبحث الثالث التحديات االقتصادية واالجتماعية المؤثرة في

االستقرار الداخلي لليمن تعتمد اليمن بشكل رئيسي على ص77ادرات النف77ط في دعم

%(75االقتصاد اليمني ، حيث تؤمن تل77ك الص77ادرات أك77ثر من ) من العائ77دات الحكومي77ة ، كم77ا تعتم77د الحكوم77ة على العمل77ة الصعبة التي توفرها مبيعات النفط لتمويل نفقات الدولة وال77تي ال تتناس77ب م77ع تل77ك العائ77دات ، مم77ا اض77عف االقتص77اد اليم77ني بصورة عام7ة ، فض77ال عن التن7اقص الس7ريع الحتي77اطي النف7ط ، وعدم وجود اكتش7افات جدي7دة حيث ك77ان لهم7ا ب77الغ األث7ر على االقتص77اد اليم77ني ، فق77د انخفض77ت الص77ادرات النفطي77ة اليمني77ة

450بشكل حاد في األع77وام األخ77يرة من ) ( أل77ف برمي77ل يومي77ا280 إلى ح77والي )2003وقت الذروة عام ( أل7ف برمي77ل يومي77ا

، األم77ر ال77ذي يمث77ل تح77ديا كب77ير بالنس77بة لالقتص77اد2009ع77ام اليمني المنهك اص77ال ، إذ يؤك77د البن77ك ال77دولي ان77ه بحل77ول ع77ام

سوف لن تكسب اليمن أي دخل من النفط ، وفي سلم2017 ال77درجات الدولي77ة االقتص77ادية يع77د اليمن أفق77ر بل77د في الع77الم العربي بعد الصومال اذ يقدر نصيب الدخل السنوي للف77رد أق77ل

( ملي77ون23( دوالر ، وان نصف س77كان اليمن الب77الغ )900من ) نسمة يكسب أقل من دوالرين يوميا ، وس77اهم ض77عف االقتص77اد اليمني في انتشار الفساد ، وارتفاع مستوى التض77خم في اليمن

، وساد االقتصاد اليمني عالق77ات2009%( عام 12إلى نسبة ) فساد كبيرة رغم وجود قوانين خاص77ة بعملي77ات غس77يل األم77وال والش77فافية المالي77ة ، وآلي77ات مكافح77ة الفس77اد ، ووج77ود هيئ77ات رسمية مثل الجهاز المركزي للرقابة والتدقيق والهيئ77ة الوطني77ة لمكافحة الفساد ، إال أن دي77وان المحاس77بة اليم77ني يؤك77د أن م77ا

%( من عائدات الحكومة ال يتم إي77داعها أب77دا في30يقرب من ) حسابات الحكومة ، حيث تمثل أبرز مص77ادر الفس77اد في عملي77ة وض777ع الميزاني777ة الوطني777ة ، ونظ777ام المش777تريات ، والنظ777ام العس77كري والتج77اري ، وجه77از ح77زب الم77ؤتمر الش77عبي الع77ام الحاكم خالل عهد نظام الرئيس السابق علي عب77د الل77ه ص77الح ، باإلضافة إلى عمليات التهريب ، والمتاجرة بالمنتج77ات النفطي77ة

. (20)المكررة في األسواق السوداء لق7د لعبت الظ7روف االقتص7ادية دورا رئيس7يا في التظ7اهر ض77د نظ77ام ص77الح ، حيث ط77البت ه77ذه التظ77اهرات بتحقي77ق

29

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

إصالحات اقتصادية ، والقض77اء على الفس77اد المستش77ري ، وق77د قابله77ا ص77الح ببعض اإلص77الحات االقتص77ادية تتعل77ق ب77األحوال

(47المعيشية ، حيث أعلن زيادة ش77هرية في ال77رواتب بمق77دار) دوالرا لجمي77ع م77وظفي الخدم7ة المدني77ة ، وتخفيض77ا في ض77ريبة ال77دخل ، وإلغ77اء الرس77وم الجامعي77ة على مجموع77ة مح77ددة من الخريجين ، ومراجعة شاملة للرسوم الجامعية ، كم77ا تعه77د بفتح جهاز الخدمة المدنية المتضخم أصال بالموظفين الستيعاب أعداد إض77افية من خ77ريجي الجامع77ات ، وأخ7يرا أم77ر ص77الح ب77أال ي77دفع للجنود ثمن الغذاء والوقود من أج77ل أداء مهم77اتهم وواجب77اتهم ، ورغم أن هذه الوعود كان من الممكن أن تهدئ فئات معينة من الشعب اليمني من النظام ، إال أن تلك الوعود كانت وعودا غ77ير واقعية فيما يتعلق بالوظائف واالقتص77اد ، وأنه77ا ك77انت مدفوع77ة بالواقع السياسي ال لتحسين الظروف االقتصادية ، وأنها ليس77ت مصحوبة برؤية إستراتيجية منسجمة م77ع الواق77ع االقتص77ادي في

. (21)اليمن ومما ال شك في7ه أن األوض77اع االجتماعي77ة في اليمن ك77انت وال تزال أوضاع صعبة ومعق77دة ، من خالل معان77اة اليمن77يين من فقر ومعان77اة على المس77تويات الثقافي77ة ، وتخل77ف من الن77واحي الس77لوكية ، وغلب77ة الع77ادات القبلي77ة ، وان77زواء الم77رأة ، وع77دم تحقيق الرفاه االجتماعي ولو لجزء بس77يط من77ه ، وع77انت اليمن من ظروف اجتماعية سيئة من خالل االنغالق الداخلي ، وسيادة المفاهيم العشائرية ، وتبلور سلوكيات مناقضة لمب77ادئ الحداث77ة والتحضر ، وإدمان الشعب اليمني على القات الذي ولد الخمول وعدم االستعداد للعمل ، كم77ا ع77انى اليمن من ارتف77اع مس77توى األمية األبجدية والحضارية ، وع77دم وج77ود مؤسس77ات اجتماعي77ة كفوءة في مجال الرعايا االجتماعية ، وتوفير الخدمات العام77ة ، فض77ال عن ت77دهور المس77توى التعليمي والص77حي خصوص77ا في القرى واألرياف اليمنية منذ انطالق االحتجاجات الش77عبية وال77تي جاءت كرد فعل لهذه المعاناة ، فقد تدهورت األوضاع اإلنس77انية بشكل كب77ير ، حيث ارتفعت مس77تويات الج77وع وس77وء التغذي77ة ، وانع77دام األمن ، وانخف77اض مس77توى التعليم بص77ورة مرعب77ة ، وطبق77ا لمعلوم77ات مك77اتب األمم المتح77دة لتنس77يق الش77ؤون اإلنس77انية ، ف77أن ح77والي رب77ع الس77كان يع77انون بش77كل ح77اد من

( أل77ف طف77ل من800انعدام األمن الغ77ذائي ويع77اني أك77ثر من ) (7 قدرت مجموع77ة من )2012سؤ التغذية ، وفي أيار من عام

منظمات إنسانية أن معدالت سؤ التغذية كانت قد تضاعفت منذ30

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي ، وان عش77رة ماليين يم77ني أي م77ا يع7ادل ح77والي )2009ع7ام

%(من الس77كان يع77انون من س77ؤ التغذي77ة من بينهم خمس77ة44 ماليين بحاج77ة إلى مس77اعدة عاجل77ة ، فض77ال عن تهج77ير اآلالف نتيجة الصراع واالقتتال الداخلي سواء في الشمال أو الجن77وب ، كم77ا ع77انت اليمن من ح77االت نقص ح77اد في الس77لع األساس77ية والرئيس77ة وفي مق77دمتها المنتج77ات النفطي77ة ، كم77ا تف77اقمت معدالت الفقر بشكل يثير قلق األوساط االجتماعية والمنظمات الدولية ، صاحبها ارتفاع حاد في معدالت البطالة نتيجة انكماش

%( ، ب77الرغم من ان77ه ق77د ج77رى50االقتص77اد اليم77ني بح77والي ) التخفيض من ح77دة تل77ك المص77اعب ، من خالل ض77خ الق77روض والمساعدات والتي كانت البالد بأمس الحاجة إليها بعد التوص77ل إلى التسوية السياسية ، إال أن الواقع يشير إلى تدهور كبير في

(22)االقتصاد اليمني مما يستدعي حلوال ومعالجات فورية لق7777د انعكس ض7777عف االقتص7777اد اليم7777ني على الواق7777ع االجتماعي ، وأثر بشكل سلبي على طبيعة الخدمات االجتماعية التي يجب أن تقوم بها الحكومة للشعب اليمني في ضوء زي77ادة معدالت النمو السكاني وال77ذي يع77د أعلى المع77دالت في الع77الم

%( سنويا ، وهذا يع77ني أن ع77دد الس77كان3،4وبنسبة تجاوزت )في اليمن سوف يتض77اعف ليص77ل في العق77دين الق77ادمين إلى )

( مليون ، وهذه الزيادة في ع77دد الس77كان يقابله77ا فق77ر ح77اد40 ونقص في اإلمكانيات والموارد سوف تسبب سوء في التغذية ، وتراجع في المستويات الصحية ، وارتفاع نسبة الوفيات بس77بب الرعاية المحدودة ، وارتف77اع ح77اد في نس77بة البطال77ة ، وتفش77ي الجريمة ، فض77ال عن انخف77اض نس77بة الحاص77لين على الخ77دمات األساس77ية مث77ل الكهرب77اء والمي77اه والص77رف الص77حي ، وتزاي77د الض77غط على المؤسس77ة التعليمي77ة المنهك77ة وال7تي تع7اني منه7ا اليمن من77ذ زمن ليس قص77ير ، إذ أن الدول77ة اليمني77ة تع77اني من

% بالنس77بة70% بين ال77ذكور و50نس77بة األمي77ة ال77تي ت77تراوح . (23)لإلناث

ان ه77ذه التح77ديات ال77تي يواجهه77ا اليمن ض77من الواق77ع االجتماعي ناتجة عن طبيع7ة التركيب77ة االجتماعي77ة والطبقي77ة في اليمن ، فضال من أن حكومة علي عبد الله ص77الح لم تنظ77ر إلى هذه التحديات بص77ورة جدي77ة ، وتعم77ل على معالجته77ا مم77ا أدى إلى تفاقمها بحيث شكلت إحدى المعضالت األساس77ية للمجتم77ع اليمني ، وضمن هذا اإلطار فأن الحكومة الجديدة سوف ت77ورث هذه التحديات والمشاكل على الصعيد الداخلي ، وقد ال تجد له77ا

31

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حل77وال ناجح77ة في ض77وء التح77ديات الك77برى ال77تي تواجهه77ا على . (24)المستويين السياسي واالقتصادي

ومما سبق يتبين لنا حجم التحديات التي تواجهها اليمن بعد الثورة غ77ير الكامل77ة ال7تي ح7دثت فيه7ا ، حيث ت7داخلت مف7اهيم الث77ورة كم77ا يعرفه77ا السياس77يون في التغي77ير الش77امل ، وبين اإلصالح والحركات اإلصالحية التي توصف بها التجرب77ة اليمني77ة ، بالرغم مما أثارته في بعض مفاصلها من موجات عن77ف وص77لت إلى حد استخدام األسلحة الثقيلة ، ووقوع العدي77د من الش77هداء والقتلى ، وتدمير بعض الب77نى التحتي77ة ، وأث77ار م77دمرة لالقتص77اد اليم77ني ، وإيج77اد العدي77د من الخالف77ات السياس77ية في ال77داخل اليمني، وخصوصا بين األحزاب الحاكمة ، وال77تي ك77انت مختلف77ة أصال ، ولكن يبقى السؤال مطروحا في ضوء ما اع7ترى ال7وطن العربي من حركات احتجاجية وثورات أطلق عليها الربيع العربي بعد شتاء بارد وطويل في موجة انجم77اد الديمقراطي77ة أو ص77يف س77اخن في موج77ة الس77لطات الحديدي77ة الق77اهرة للديمقراطي77ة

وحقوق الحريات . أين هي اليمن من تلك التغيرات ؟ وهل س77اهمت " الث77ورة اليمني77ة" في تحقي77ق أم77اني الش77عب اليم77ني في التطل77ع نح77و الديمقراطي777ة ، والمش777اركة السياس777ية ، وتحقي777ق العدال777ة االجتماعي77ة والرف77اه االجتم7اعي والع7ودة ب77اليمن الس7عيدة كم7ا

كانت تسمى؟ وعموما ماذا يجب أن تفع77ل الحكوم77ة الجدي77دة في س77بيل تحقيق االستقرار الداخلي في اليمن ووضعها في مصاف الدول المس77تقرة ، وابتعاده77ا عن الص77راعات الداخلي77ة ، والمحافظ77ة على وحدتها ، وترصين اقتصادها ، وإدخاله77ا ض77من الحداث77ة في كاف77ة مجاالته77ا السياس77ية واالقتص77ادية واالجتماعي77ة ، وي77رى الباحثان أن هن77اك ع77ددا من المقترح77ات يت77وجبب أن تق77وم به77ا الحكومة الحالية للوصول إلى بناء االستقرار اليمني وعلى النحو

األتي . أوال- في المجال السياسي :

قي777ام النظ777ام السياس777ي على المب777ادئ الديمقراطي777ة،.1 واحترام الحقوق والحريات، والتداول الس77لمي للس77لطة، ومش777اركة جمي777ع أطي777اف المجتم777ع اليم777ني بالعم777ل

السياسي.

32

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تعزيز المب77ادئ الديمقراطي77ة داخ77ل األح77زاب السياس77ية،.2 ورف777ع ق777درتها في المس777اهمة في عملي777ات الح777راك السياسي، وإرس77اء االس77تقرار من خالل ص77ياغة القواع77د

القانونية لألحزاب السياسية. العمل على تحقيق مبادئ فصل الس7لطات كأس7اس ه7ام.3

للتنظيم الدس777توري، وض777مان ص777الحيات واس777تقالليةالسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.

العم77ل على اإلص77الح السياس77ي ، ونب77ذ سياس77ة العن77ف ،.4 وإثارة الحروب األهلية ، وبن77اء الس77لم ال77داخلي من خالل

عدم اإلقصاء ، أو التهميش وبناء الوحدة الوطنية . بن77اء أس77س المواطن77ة على أس77اس الحق77وق المتس77اوية.5

لجمي77ع المواط77نين بغض النظ77ر عن االنتم77اءات القبلي77ة والعرقي777ة والمناطقي777ة ، وغ777رس مف777اهيم المس777ؤولية

الجماعية في إدارة الدولة. العم77ل على التنش77يط االيج77ابي للمؤسس77ات األمني77ة ،.6

ومحاربة ظاهرة الفس77اد بك77ل مراف77ق الدول77ة ، واح77ترام حق77وق الم77واطن على أس77س المس77اواة في الحق77وق

والواجبات . بن77اء المش77روع الوط77ني ال77ديمقراطي كم77دخل أساس77ي.7

لمعالجة كافة الش77روخ واالختالف77ات بين القبائ77ل والق77وىالسياسية .

العم77ل على إنه77اء كاف77ة الق77وى والتش77كيالت المس77لحة ،.8 ووض77ع الس77الح تحت قي77ادة الس77لطة السياس77ية للدول77ة ، وال77ذي يك77ون هدف77ه األس77اس حماي77ة األمن الوط77ني في

الداخل والخارج . إطالق الح77وار الوط77ني الج77اد لكاف77ة الق77وى والتي77ارات.9

السياسية ، واالنفت7اح على الق7وى الوطني77ة ، والمحافظ7ة على السيادة الوطنية ، وبناء عالقات ايجابية ومتوازنة مع دول الجوار قائمة على احترام الس7يادة لجمي7ع األط7راف

الدولية المجاورة. قيادة محاور اإلنقاذ الوطني بما يعزز إنهاء كاف77ة األزم77ات.10

التي تهدد عمليات االستقرار الداخلي ، ومعالجة األحداث المس777تمرة في ص777عدة أو مس777ألة الح777راك الجن777وبي ، والقضاء على بؤر اإلرهاب المتمثلة في تنظيمات القاعدة أو بعض أط777راف اإلره777اب أو العناص777ر الخارج777ة على

القوانين.

33

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ثانيا- في المجال االجتماعي: العم77ل على تحقي77ق مب77ادئ العدال77ة االجتماعي77ة، ورف77ع.1

المستوى ألمعاشي للمواط77نين، وتقليص فج77وة التف77اوتفي الدخول بين أفراد المجتمع اليمني.

رفع مستوى التعليم من حيث الج77ودة والنوعي77ة ، وزي77ادة.2 الم777دخالت االقتص777ادية على ه777ذا القط777اع اله777ام من

القطاعات التربوية . العم77ل على القض77اء على األمي77ة األبجدي77ة والحض77ارية ،.3

واالهتمام بمواض77يع الحداث77ة على المس77توى االجتم77اعي ، والقض77اء على بعض الع77ادات والس77لوكيات ال77تي تض77ر بالمواطن واالقتصاد اليمني ، وخصوصا ما يتعل77ق بع77ادات

تناول القات في اليمن . رفض التدهور في المستوى ألمعاشي للم77واطن اليم77ني،.4

ووض77ع الخط77ط العلمي77ة للقض77اء على البطال77ة بمختل77فأصنافها، ورفع مستوى دخل المواطن.

االهتمام بالواقع الريفي المتأخر في اليمن، وبن77اء قاع77دة.5 تنموي77ة تنطل77ق في األس77اس على مف77اهيم التنمي77ة من األس77فل " م77ع محارب77ة الفق77ر، ومعالج77ة قض77ايا األمن

االجتماعي، وتحقيق شبكة الرعايا االجتماعية. إحياء الهوية االجتماعية الوطنية الموحدة ، وإنه77اء ح77االت.6

التمييز والتمزق الجغرافي واالجتماعي ، وحاالت الهيمن77ةالقبلية ، والنزعات االستعالئية واالقصائية.

تفعيل منظمات المجتمع الم77دني ، وع77دم إخض77اع عمله77ا.7 للرقابة األمنية والسياس77ية، وجعله77ا ش77ريك م77ع الس77لطة

في مهام النهوض بالواقع االجتماعي. قيام الحكومة الجديدة بتنشيط فعالية الحراك االجتم77اعي.8

لني777ل األف777راد حق777وقهم، وأداء واجب777اتهم الناش777ئة عن تعايش77هم مع77ا ، وتعزي77ز العالق77ات فيم77ا بينهم في إط77ار الوحدة الوطني77ة الش77املة ال77تي تتخطى ح77اجز القبيل77ة أو

المنطقة . ثالثا – في المجال االقتصادي .

العم777ل على تعزي777ز االقتص777اد اليم777ني من خالل إيج777اد.1 منظومة اقتصادية قادرة على بناء اقتصاد متع77دد ، وع77دم االعتماد على النف77ط كأح77د المص77ادر األساس77ية لالقتص77اد

اليمني . 34

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

استغالل الموارد المالية من جراء العائ77دات النفطي77ة في.2 إيجاد قاعدة صناعية قادرة على استمرار االقتصاد اليمني

بما يلبي الحاجيات الوطنية الداخلية . العمل على عدم تأكل القدرات الحيوية للبالد، واستنزاف.3

مواردها وثرواتها من خالل التوظيف المعتدل للثروة. زيادة النفق7ات المخصص7ة للقطاع7ات االقتص7ادية ، وبم7ا.4

يؤدي إلى عمليات التكامل االقتصادي ، وإيجاد بما يع77رفبالمحطات البديلة في االقتصاد النامي .

العم77ل بح77زم م77ع قض77ايا الفس77اد اإلداري واالقتص77ادي،.5وإيجاد سياسات مالية رشيدة لألنفاق الحكومي.

الخاتمة: يمكن الق77ول أن الحكوم77ة اليمني77ة الجدي77دة تواج77ه ع77دد كبيرا من التحديات السياسية واألمنية واالقتصادية واالجتماعية ، وال77تي تش77كل تهدي77دا ج77ديا وخط77يرا لالس77تقرار ال77داخلي في اليمن ، وتزايد تلك التح77ديات بم77ا يتج77اوز ق77درة الحكوم77ة على السيطرة عليها ، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى المزي77د من ض77عف سلطة الحكومة المركزي77ة في اليمن ، والى زعزع77ة االس77تقرار ال77داخلي فيه77ا ، وح77دوث ع77دد من المش77اكل وفي مختل77ف المستويات تؤثر على البناء ال77داخلي للنظ77ام السياس77ي ، ورغم أن اليمن كدول77ة ق77د م77رت بمث77ل تل77ك األزم77ات وتجاوزته77ا في الماض77ي إال أن التح77ديات المتش77ابكة والمعق77دة ال77تي تواج77ه الحكومة الجديدة لم يسبق لها مثيل في درجتها ونوعيتها ، وفي ال77وقت ال77ذي ال تمل77ك في77ه البالد س77وى القلي77ل من الحل77ول الواقعية لمشاكلها في ال77وقت الحاض77ر إال أن خياراته77ا س77تكون أق77ل وأس77وأ في المس77تقبل إن لم تس77ارع في مواجه77ة تل77ك التح77ديات ، إذ أن االس77تقرار ال77داخلي ال يمكن أن يتحق77ق دون مراجعة علمي77ة وثوري77ة ناض77جة ومعتدل77ة لك77ل م77ا يواج77ه اليمن سواء أكان ذلك على مستوى المؤسسة العسكرية ال77تي تع77اني من مش777كالت االنش777قاق وال777والء إلى القي777ادات الس777ابقة ، واختراقها من قبل القوى العش7ائرية والقبلي77ة التقليدي77ة ، فض77ال عن ع77دم كفاءته7ا لمواجه7ة التح77ديات الخارجي77ة ، وض77عفها من خالل زجه7ا في المنازع7ات الداخلي77ة المس7تمرة في اليمن من7ذ

، أم77ا على الص77عيد االقتص77ادي ف77أن اليمن ليس77ت1994ع77ام أحسن ح77اال من همومه77ا األخ77رى حيث ورثت اقتص77ادا أحادي77ا ، وأصبحت دولة ريعية تعتمد على النفط كأحد المصادر األساسية في االقتصاد اليمني ، أما على المس77توى االجتم77اعي والتعليمي

35

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي والصحي ، فأن الدولة اليمنية ربما تصبح من الدول األكثر فق77را

في العقدين المقبلين في ضوء تزاي77د ع77دد الس77كان ليص77ل إلى مليون نسمة في دولة تقع في بقعة شديدة االض77طراب بين40

طرفي شبه الجزي77رة العربي77ة والق77رن األف77ريقي ومض77يق ب77اب المندب البح77ري، ك77ل ذل77ك يتطلب أن تك77ون هن77اك دول77ة قوي77ة ومستقرة وتستدعي خططا تعتمد على الداخل وال تنتظر أبواب

الدول المانحة والمساعدات الغربية المشروطة .

36

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الهوامش: ينظ77ر:نيفين مس77عد ، حرك77ات التغي77ير العربي77ة من منظ77ور مق7ارن ،.1

2 ،ص2011مؤسس77777777777ة الدراس77777777777ات الفلس77777777777طينية ،http://www.palestine‐studies.org/ar_index.aspxولمزي777777777777د من .

التفاصيل عن الحركات االحتجاجي77ة ال77تي ش77هدتها المنطق77ة العربي77ة Marina Ottaway and Amr Hamzawy, Protest Movements andينظر:

Political Change in the Arab World, Carnegie endowment for international peace,USA, January 28, 2011.

ينظر:د.دينا شحاتة ومريم وحيد ، محركات التغيير في العالم العربي.2 ،184، مجلة السياسة الدولية ، مؤسسة األهرام ، القاهرة ، العدد

.12 ، ص2011نيسان ينظ77ر:س77عد ال77دين إب77راهيم، عوام77ل قي77ام الث77ورات العربي77ة، مجل77ة.3

المستقبل العربي، مرك77ز دراس7ات الوح77دة العربي77ة، ب77يروت، الع77دد.132، ص2012، أيار 399

ينظر:د.هناء عبيد ، من الحرمان إلى التوقع77ات..االقتص77اد السياس77ي.4 ل)التحوالت الثورية (في المنطقة العربية ، مجلة السياسة الدولية ،

، ص2012 ، ك77انون الث77اني 187مؤسسة األهرام ، القاهرة ، العدد 55.

.55ينظر:د.هناء عبيد ، المصدر نفسه ، ص.5.11ينظر:د.دينا شحاتة ، مصدر سبق ذكره ، ص.6 لمزيد من التفاص77يل عن الحرك77ات االحتجاجي77ة ال77تي ش77هدتها اليمن.7

Internationalودورها في إنهاء نظام علي عبد الله صالح ينظ77ر: crisis group, Middle East and North Africa report no 102, march 2011, popular protest in north Africa and Middle East: Yemen

between revolution and reform . ينظر: اليمن : اس77تمرار الص77راعات، والتهدي77دات ال77تي تتع77رض له77ا.8

العملية االنتقالية، تقرير مجموعة األزمات الدولي77ة ، بروكس77ل ، رقم. 3 ،ص2012 حول الشرق األوسط، تموز 125

تحدى أنصار صالح علنا نق77ل محم77د ص77الح األحم77ر من قي77ادة الق77وة.9 الجوي77ة ألك77ثر من أس77بوعين، وذهب77وا إلى ح77د إغالق مط77ار ص77نعاء

24ال77دولي لي77وم كام77ل، ولكن في النهاي77ة تم تنفي77ذ المرس77وم في ، وعلى نحو مماثل وم77ع أن ط77ارق ص77الح س77لم زم77ام2012نيسان

السيطرة رسميا إلى اللواء الث77الث م77درع إلى الش77خص ال77ذي عين77ه هادي في الثالث من آيار إال أن التنفيذ الكامل لم يتم إال في الح77ادي

،125عشر من حزيران ينظر: تقرير مجموعة األزمات الدولية رقم . 4المصدر نفسه،ص

37

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ح77ول الش77رق114ينظ77ر: تقري77ر مجموع77ة األزم77ات الدولي77ة رقم .10 تش77رين األول20األوس77ط، نقط77ة االنهي77ار؟ قض77ية اليمن الجن77وبي،

. 8،ص2011، المصدر نفسه،ص114ينظر: تقرير مجموعة األزمات الدولية رقم .11

9 . ينظر : ستيفن داي، التحدي السياس77ي للح77راك الجن77وبي في اليمن،.12

سلسلة أوراق كارنيغي، مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي، واشنطن، . ولمزيد من التفاصيل عن مس77ارات17،ص 2010، آذار 108العدد

الوح77دة اليمني77ة وم77ا رافقه77ا من مص77اعب وتح77ديات ينظ77ر: ع77ادل الجوجري، اليمن فوق بركان : ص77راع القبيل77ة والس77لطة .. الس77لطة

. 2010لمن؟، دار الكتاب العربي، دمشق- القاهرة ، الطبعة األولى، للمزيد من التفاصيل حول الدولة اإلمامية في اليمن وتطورها ونشأة.13

الحركة الحوثية ينظر: عايدة العلي سري الدين، الحوثيون في اليمن بين السياس77ة والواق77ع، بيس77ان للنش77ر والتوزي77ع واإلعالم، ب77يروت،

. 41-15، ص 2010الطبعة األولى ، تشرين الثاني ح77ول الش77رق86ينظ77ر: تقري77ر مجموع77ة األزم77ات الدولي77ة رقم .14

. 7،ص2009 آيار 27األوسط، اليمن : نزع فتيل األزمة في صعدة، ينظر: كريستوفر بوتشيك، الحرب في ص77عدة: من تم77رد محلي إلى.15

تح77د وط77ني، سلس77لة أوراق ك77ارنيغي، مؤسس77ة ك77ارنيغي للس77الم. 12،ص 2010، نيسان 110الدولي، واشنطن، العدد

. وللمزي77د من التفاص77يل عن الح77رب16ينظ77ر: المص77در نفس77ه،ص.16 السادس77ة بين الحكوم77ة والحوث77يين ينظ77ر : س77امح راش77د، الدول77ة والحوثي77ون في اليمن : ق77راءة في ج77وهر الص77راع، مجل77ة السياس77ة

، تش77رين األول178الدولي77ة ، مؤسس77ة األه77رام ، الق77اهرة، الع77دد . وكذلك للمزيد عن أبعاد الدور الخارجي في159-7 154،ص 2009

الص77راعات الداخلي77ة لليمن ينظ77ر: احم77د ط77اهر، اليمن والحوثي77ون: حدود ودالالت ال77دور الخ77ارجي ، مجل7ة السياس7ة الدولي77ة، مؤسس77ة

. 163- 160،ص 2009، تشرين األول 178األهرام، القاهرة، العدد ينظر: سارة فيليبس، ماذا سيحدث بع77د في اليمن ؟ تنظيم القاع77دة.17

والقبائل وبن77اء الدول77ة، سلس77لة أوراق ك77ارنيغي، مؤسس77ة ك77ارنيغي. 9،ص2010، آذار 107للسالم الدولي، واشنطن، العدد

ح77ول الش77رق125ينظ77ر: تقري77ر مجموع77ة األزم77ات الدولي77ة رقم .18 األوسط، اليمن : استمرار الصراعات والتهدي77دات ال77تي تتع77رض له77ا

.10 ،ص 2012العملية االنتقالية، تموز . ولمزي77د من15نقال عن اليس77تير هاريس77ون، المص77در نفس77ه،ص .19

التفاص77يل ح77ول التح77ديات السياس7ية واألمني77ة ال77تي تواج77ه حكوم77ة الوفاق الوطني اليمنية خالل الفترة االنتقالية ينظر د. مع77تز س77المة، دولة ال نظام : هل يؤدي اتفاق نق77ل الس77لطة إلى اس77تقرار اليمن؟

38

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

،187مجلة السياس77ة الدولي77ة ، مؤسس77ة األه77رام، الق77اهرة، الع77دد . 115- 112 ،ص 2012كانون الثاني

ينظر: كريستوفر بوتشيك، اليمن: كيف يمكن تجنب االنهيار المطرد،.20 ، أيل77ول102مؤسس77ة ك77ارنيغي للس77الم ال77دولي، واش77نطن، الع77دد

2009 ،13. ، المصدر الس77ابق ،102ينظر: تقرير مجموعة األزمات الدولية رقم .21

. 8ص آذار10 بت77اريخ 102ينظر: تقرير مجموعة األزمات الدولية الم77رقم .22

حول الش77رق األوس7ط وش77مال أفريقي77ا بعن77وان االحتجاج77ات2011 الش77عبية في الش77رق األوس77ط وش77مال أفريقي77ا: اليمن بين الث77ورة

. 2واالصالح،ص ينظ77ر : اليس77تير هاريس77ون، الت77ذرع بالتظلم77ات: القاع77دة في ش77به.23

جزيرة العرب، سلس77لة أوراق ك77ارنيغي، مؤسس77ة ك77ارنيغي للس77الم. 12، ص2010، آيار 111الدولي، واشنطن، العدد

ينظ777ر: كريس777توفر بوتش777يك ، اليمن: كي777ف يمكن تجنب االنهي777ار.24. 15المطرد، المصدر السابق، ص

39

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بين الثورة والتثوير ... مصر الى أين؟؟أ.عادل الحواتمة

مقدم77ة يدور فلك هذه الورق77ة ح77ول مح77ور إرتك77ازي مع77ني بنت77اج حالة ما بعد الثورة المصرية، والرغب7ة في إدراك حقيق7ة الوض7ع السياس77ي الح77الي المع77اش في مص77ر وإلحاق77ه إم77ا ب77الثورة بإعتباره أحد فعاليات الثورة المصرية المت77أخرة ، وه77واآلن في ط77ور النض77وج. أو إدراج77ه تحت مس77ميات الث77ورة الس77لبية أو77رعن ك77ل ذل77ك الجم77ع ال77ذي أق77ام المض77ادة س77يما وأن77ه ال يعب

/فبراير .9طقوس اإلحتفال بسقطية النظام في حرصا على صورة الثورة الناصعة و التي فرضت نموذجا فريدا من نوعه على مر التاريخ الثوري، من حيث طبيعتها ال77تي ب77رزت من خالل الالعنفي77ة الحركي77ة، واله77دف الس77امي ب77القفز ف77وق المطالب77ة باإلص77الحات المتواض77عة إلى المطالب77ة بتغي77ير النظ7ام الفاس77د وبالت77الي ك77ل م77ا يتف77رع عن77ه. أض77ف الى ذل77ك تركيب77ة الف77اعليين الحقيق77يين للث77ورة والممثلين " بكث77ير من الش77باب وقلي77ل من النخب ". إلى ج77انب اس77تخدام اإلن77ترنت للقي77ام ب77أهم ث77ورات العص77ر الح77ديث حيث تع77د الث77ورة األولى77ا وال77تي تعتم77د على وس77ائل التكنولوجي77ا الحديث77ة ممثل77ة عالمي باإلنترنت إذا ما تمت المقارنة بدرجة اإلعتمادي77ة على اإلن77ترنت

مع الثورة التونسية. و تسعى الورقة الى اإلش77تباك الس7لمي م7ع مفاص7ل هذا الموضوع المعق77د والمتج77دد، أمال في الوص77ول الى مرحل77ة تعميم اآلخ77رة الثوري77ة، وال77تي تع77نى بوض77ع ح77د للت77داعيات المختلف77ة وال77تي تم77ارس باس77م الث77ورة، والب77دء بج77ني الثم77ار ومكافأة الثائرين، من خالل اإلجابة على التس77اؤل الت77الي : ه77ل ما تشهده مصر اآلن هو ملحق ثورة ؟ أم تثوير؟ وكي77ف تق77ترب

مصر من حالة اإلستتباب الثوري؟أوال: في الضرورة الثورية المصرية

تعت77بر الث77ورات محط77ات تاريخي77ة مض77يئة في خ77ط س77ير الش77عوب والجماع77ات - محركه77ا ال77رئيس الواق77ع السياس77ي المتمثل بطبائعه االستبدادية ، واالقتصادي البائس - وتلجأ اليها لخل77ق حاض77ر أفض77ل لهم ومس77تقبل أبهج ألجي77الهم من الوض77ع77ف مع77ه بح77ال من المع77اش و ال77ذي أض77حى من الص77عوبة التكي

40

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

األح77وال . فالش77عوب تق77وم بالفع77ل الث77وري إذا ض77اقت ذرع77ابمنتوجات السياسي الفاشل واإلقتصادي المستغل.

وعادة ما تأتي الثورة في ذيل قائمة خيارات الشعوب تجاه حكامها ، وضرورة متأخرة من بدائلها نظرا للكلفة العالي77ة ال77تي ستنتج عند القيام بها، فعندما يكون من الصعب قب77ول اس77تمرار وضع ما قبل الثورة بوتيرته المعتادة ودون ما يثبت حس77ن الني77ة من قبل النظام الحاكم ، مقابل ما ترنو اليه الشعوب تع77ديال أو تغييرا سواء ما اتص77ل بالسياس77ة، أو االقتص77اد، من حيث م77دى تقبل م7ا ت7ؤمن ب77ه الش77عوب وإحترام77ه أوال ، ثم اإلنخ77راط في77ا؛ تش77مل إع77ادة التق77ويم ال77ذاتي حال77ة مراجع77ة سياس77ية ثاني وإعتم77اد سياس77ة التطه77ير الج77زئي و تخفي77ف الحمول77ة الزائ77دة سياس7يا من غ7ير المرغ7وب بهم، بمع7نى التض7حية ببعض رم7وز النظام بقصد اإلقناع واإلستمرار وع77دم خس77ارة النظ77ام كك77ل، وثالثا الحرص على محاربة حالة التدرن السياسي باتخ77اذ جمل77ة من القرارات ذات الطبيعة اآلنية اللحظية واإلستراتيجية بقص77د تشكيل حالة نشوة سياسية ل77دى الط77رف اآلخ77ر ومن ثم الب77دء بمرحلة حقيقية يك77ون عنوانه77ا المش77اركة السياس77ية في من77اخ

ديمقراطي مستقر. وهن77ا يقحم الس77ؤال الت77الي نفس77ه بق77وة : لم77اذا الث77ورة ضرورية ؟ ولماذا ث77ورة مص77رية بال77ذات؟ وه77ل م77ا يح77دث في مصر هذه األثناء هو فعل ثوري مضاد ؟ أم حال77ة ثوري77ة ؟ أم

مرحلة ثورية ؟ تعت77بر الث77ورات بمرحل77ة م77ا نوع77ا من التجدي77د الحض77اري إلكس777اب المش777هد لحظ777ة تاريخي777ة تمنح الش777عوب نش777وة اإلنتصارالسياس77ي والتمكين اإلجتم77اعي والكفاي77ة االقتص77ادية . وب77التفريق بين الث77ورات الديني77ة والعلمي77ة والسياس77ية - وه77ذه األخيرة ما نعكف على دراس77تها- ، نج77د أن القاس77م المش77ترك بينها يدخل في إطار واحد يتمثل بخلق واقع جديد ذو أثر مباش77ر

وغير مباشر على األفراد منظمين أو غير منظمين. وفيما يتص77ل بمعام77ل إنت77اج الث77ورة السياس77ية تم اإلتف77اق إلى درجة تقل عن االجماع بقليل بأن الشأن السياسي والشأن االقتصادي وتفاعلهما معا بإطار إجتماعي هو ما يه77يئ الظ77روف القابلة للتمدد و التكاثر بصورة تعبد الطريق أمام فاعلي الثورة وقادتها الحقيقيين "الشباب" وهنا البد للقيادة الثورية أن تتصف بدرج7ة عالي7ة من اإلل7تزام والش7جاعة فنط7اق حركته7ا ه7و ك7ل77ا وآبع77ادا من أج77ل بن77اء منظوم77ة المجتمع أف77رادا وقيم77ا و ثوابت

41

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

سياس777ية وإقتص777ادية جدي777دة باإلعتم777اد على إقن777اع الحش777ود .(1 )لالنخراط في الفعل الثوري

فك77ارل م77اركس ي77ذهب بإتج77اه الس7ببية االقتص7ادية لقي7ام الثورات، فهو يتدرج بس77لم الث77ورة من نم77و عالق77ات إجتماعي77ة معينة بين مجموعة أفراد، ثم تنشأ تنظيمات طبقية - كما يراه77ا - تنقس77م الى طبق77ة حاكم77ة ممس77كة بزم77ام األم77ور وأخ77رى مستغلة محكومة مغتربة عن قيم المجتمع السائدة وطرق إنتاج األشياء، ثم ينطل77ق الى المرحل77ة األخ7رى؛ وال7تي يعت77بر ال7وعي الطبقي بطله77ا ال77ذي ينظم الطبق77ة المحكوم77ة ويأطره77ا في ش77كل جماع77ات ض77خمة إلى أن تص77ل الى مرحل77ة تمكنه77ا من

. (2)اإلطاحة بالطبقة الحاكمة ينسجم هذا المسبب إلى درجة ليست بالقليلة والح77ال م77ع الثورة المصرية ، فاألمراض االقتصادية المزمنة التي يعاني منها المجتم77ع المص77ري ش77كلت مس77رعات زادت في كثاف77ة الث77ورة المص77رية منطلق77ا ومنطق77ا بأن77ه ال يوج77د م77ا يخش77ى الث77ائرون زواله. فمعدالت نموالناتج المحلي االجمالي المصري بل77غ ع77ام

% ت77أثرا باألزم77ة5% ثم انخفض77ت الى 7 م77ا مق77داره 2006 % في حين وص77لت22العالمي77ة، وبلغت مع77دالت الفق77ر نح77و

2012 ثم وص77لت في ع77ام 2008% في ع77ام 9البطال77ة الى % ت777أثرا ب777الثورة وهي من المس777تويات المرتفع77ة في12الى

. أض77ف إلى ذل77ك م77ا يعاني77ه المص77ريين من(3)المنطقة والعالم غالء فاحش في األسعار، وأزمة العش77وائيات، والمي77اه الملوث77ة،

. (4)انتشار الفساد الذي أهدر الموارد والثروات األمر الذي ش77كل ل77دى المص77ريين نوع77ا من وح77دة الح77ال اإلقتصادية واألهم من ذلك ال77وعي ب77أن ه77ذه األزم77ات هي نت77اج فعل سلطوي وليست حتمية اقتصادية. وهنا يج77وز الح77ديث عن "حرمان نسبي" لدى قطاع واسع من المصريين عند مقارنة م77ا آل إليهم من نصيب السلع والخدمات خالل عش77ر س77نوات م77ع ما وصل إليه اآلخرون خالل نفس المدة، أي أن المقارن7ة تك77ون

( . 5مع غيرهم ال مع أنفسهم خالل مدتين زمنيتين ) ويربط البعض الفعل الث77وري بالش77أن السياس77ي، كم77ا ه77و حال أفالطون بحيث وصف التغي77يرات ال77تي تط77رأ على دس77اتير الدول بالثورة. وإلى جانب77ه أرس77طو، وبولي77بيوس ، ول77وك ال77ذي يراه777ا بص77777ورة الطريق777ة المق777ررة للحف777اظ على الحق777وق

، من حيث الممارس777ة والت777وق إليه777ا مش777تملة(6)السياس777ية الجزئيات المتض77ادة من مث77ل االس77تبداد السياس77ي في مقاب77ل

42

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المشاركة السياسية، وتداول السلطة مقاب77ل إحتكاره77ا، وحري77ةحركة اآلراء السياسية مقابل تكبيلها و متطلبات النظام.

مصريا كان األم77ر ك77ذلك أيض77ا فك77ل م77ا س77بق الث77ورة من ممه77دات مث77ل نش77وء بعض الحرك77ات ال77تي أسس77ت لمفه77وم

، وب77الرغم من2004التظاهرمث77ل حرك77ة "كفاي77ة " في الع77ام نخبويته77ا اإل أنه77ا اس77تطاعت تص77دير فلس77فتها الى مؤسس77ات العم77ل واإلنت77اج. فأخ77ذت منه77ا مظ77اهر اإلعتص77ام والتظ77اهر و التجمه77ر وص77وال الى اإلض77راب الكلي أو الج77زئي، بمع77نى أنه77ا أخذت زمام المب77ادرة للتعب77ير عن الظلم الواق77ع على المجتم77ع المص77ري ، وبالت77الي فتح الب77اب على مص77راعيه في التمهي77د للمناكفة ب77ل وال77ذهاب إلى أبع77د من ذل77ك من حيث اإلس77تعداد لتحمل العقوبة وهذا بدوره مهد إلى انتقال الحال إلى السياسة

كم77ا أن له77ا خط77ا يتب77نى م77ا وراء إش77اعة(7)بك77ل أبعاده77ا الديمقراطية في مصر كونها حركة معادية لإلمبريالية حيث ك77ان لمؤسس77يها موق77ف م77ؤثر من االنتفاض77ة الفلس77طينية ع77ام

، باعتبارهم كانوا من هيئ77ات ومجموع77ات التض77امن م77ع2000.(8)فلسطين

وفي األثناء تشكلت في األفق السياسي مجموعة عوام77ل دفعت عجلة الحراك السياسي إلى األم77ام بس77رعة دراماتيكي77ة، مثل المحاوالت المتكررة إلحياء المجتمع السياسي، والتحالفات السياس77ية بين الق77وى المعارض77ة وتوحي77د جه77دها للمطالب77ة باإلص777الح ، و مطالب777ات اس777تقالل القض777اء ، و تبل777ور عم777ل مؤسسات المجتمع المدني، وسوء األوضاع اإلقتصادية، و ظهور

.(9)بوادر وهن النظام وعظم فساده كا بزم77ام في الوقت الذي ك77ان النظ77ام يظن نفس77ه ممس77 األم77ور، وراهن على قدرت77ه على الض77بط والس77يطرة ت77راكمت االحتقان777ات السياس777ية، ووص777لت الى درج777ة التقيح من خالل التس77ويق للت77وريث، والقم77ع السياس77ي نتيج77ة امت77داد ق77انون

1981الطوارئ والذي فرض بع77د إغتي77ال الس77ادات في أكت77وبر بوساطة الجماعات اإلسالمية والذي بقي ساري المفعول ح77تى

، والذي صادف ال77ذكرى األولى للث77ورة المص77رية2012/يناير25 (. باإلضافة إلى امته7ان الفك7ر السياس77ي المص77ري10الحديثة )

الس77ائد في تل77ك األثن77اء، وتزوي77ر انتخاب77ات مجلس الش77عب، واالعالن من قبل المشككين بنزاه77ة تل77ك االنتخاب77ات عن توج77ه النشاء "مجلس شعبي" يوازي المجلس الرسمي. األم77ر ال77ذي77ا بش77كل 77ا وأفقي س77اهم في تم77دد الحرك77ات السياس77ية عمودي

43

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

يضمن المواجهة بعد مرحل77ة من االق77تراب والتواف77ق الفك77ري للعديد من الق77وى السياس77ية والش77بابية المص77رية وعمله77ا مع77ا ايمانا منها بمقولة "عدو عدوي صديقي" ولو مرحليا بالرغم من إختالف قيم تلك الجماع77ات اإلجتماعي77ة والسياس77ية واألخالقي77ة م77ع النظ77ام الق77ائم ح77تى يب77دأ الح77ديث عن م77دى ش77رعية ه77ذا النظ777ام على اعتب777ار أن الش777رعية هي اإليم777ان ب777أن النظ777ام

. (11)السياسي القائم هو األكثر مالئمة للمجتمع لتلك األسباب وغيرها فالثورة أضحت ضرورة، ولكن لم77اذا وجب حدوث ثورة مصرية بالذات ؟ بمعنى هل سيكون لألنظمة الجديدة المشكلة بعد الثورات العربي77ة األث77ر ذات77ه في المج77ال العربي واإلسالمي والدولي؟ أم أن هنالك مركزا وهناك أطراف ؟. ال ننكر أن الث77ورة التونس77ية ال77تي س77بقت الث77ورة المص77رية تميزت بالخاصية اإلشعاعية واالنتشار ولكن أثرها القيادي بقي

محليا لم يتخط الحدود وذلك هو حال كل بلدان الربيع العربي. أما فيما يتعل77ق بمص77ر ف77األمر مختل77ف، من جه77ة اإلش77عاع واألث77ر الخ77ارجي، فلطالم77ا ش77كلت الث77ورات المص77رية القديم77ة والحديثة اإللهام والق77دوة للعدي77د من ال77دول للس77ير في اتج77اه رفض األمر الواقع، فكانت هناك استجابة فورية للحالة الثوري77ة77ا ؛ فوج77دت قائم77ة من ال77دول العربي77ة نفس77ها المص77رية عربي تعيش الحدث ذاته، حتى دولة مثل سوريا لخصائصها المختلف77ة من جهة االي77دولوجيا ومس77توى الق77ول ال77ديمقراطي و التح77الف الدولي حيث بدأت تظهر مدى مالئمة هذا النموذج له77ذه الدول77ة

. (12)أو تلك نتيجة التجربة والخطأ وفيم77ا يتعل77ق ب77األثر المطل77وب إحداث77ه في دوائ77ر الت77أثير الدولي فقد بدأت تظهر بشائره وهو قادم ال محاله ب77الرغم من حالة المراوحة الحالية التي يشهدها الفع77ل الخ77ارجي المص77ري والذي بقي لفترة طويلة يرزح ض77من سياس77ة محدودي77ة الت77أثير

على المستويات التالية: عربي777ا لص777الح من يملك777ون الطاق777ة واإلعالم ) الخليج

الع77ربي ( والت77أثير الع77اطفي واالنتص77ارات الجزئي77ة م77ا يسمى ب7 ) محور الممانعة ( ، تج77اه ملف77ات مهم77ة على رأس77ها القض77ية الفلس77طينية حيث تح77ول دور مص77ر في ظل النظام السابق إلى دور الوس77يط غ77ير النزي77ه ال77ذي ينحص777ر دوره في محاول777ة تق777ريب وجه777ات النظ777ر الفلس7طينية – اإلس7رائيلية لض77مان ود الغ7رب وانس7ياب

44

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

مساعداته وغض النظر عما كان يخطط ل77ه فيم77ا ي77دخل في سياق التوريث، وتأمين جوار هادئ دونم77ا ت77أثير في

المواقف اإل بالمأمول . أفريقيا لصالح ) ليبيا ( ال77تي هيمنت م77ؤخرا على اإلتح77اد

اإلفريقي ، فأصبحت السياسة الخارجية المصرية زرقاء ؛ أي إلى ما قبل حدود النيل االزرق حيث عجزت عن1*

تسوية قضايا القارة السوداء، خاصة فيما يتعلق بحص77تها من مي77اه الني77ل ، وفص77ل الس77ودانيين، ووق77ف التم77دد

االسرائيلي في الحبشة.77ا ض77من الممكن لص77الح المح77ورين الم77ؤثرين في دولي

الع77الم الع77ربي من الش77مال والش77رق ) تركي77ا واي77ران ( خاص77ة فيم77ا يتعل77ق ب77الملف الع77راقي والس77وري جمل77ة

وتفصيال. فح77التي ال77تردي االقتص77ادي واالنح77دار السياس77ي ال77تي شهدتهما مصر في العقد الماضي، ال شك أسس77ت لمرحل77ة م77ا قبيل الثورة . فالخصوصية المصرية المصيرية حاض77رة وبق77وة ؛7ا فمصر تدخل حرك7ة التجدي7د الث7وري ك7ل نص77ف ق7رن تقريب وتعطين77ا ش77كال جدي77دا لثوراته77ا تجس77د آخره77ا بث77ورة اإلن77ترنت، ل777ترتقى بمن777احي سياس777ية وإقتص777ادية وإجتماعي777ة، نتيج777ة لمتسلسلة األزهر الشريف و الموقع الجغ77رافي و ال77ديموغرافيا و المستوى العلمي والثقافي وكلها مكونات ت77دفع مص77ر باتج77اه

القيادة باعتبارها مركز الفعل العربي ومحوره.

ثانيا: أص77حاب الم77آرب األخ77رى للث77ورة. من هم؟ وم77اذايريدون ؟

الكاتب عند الحديث عن عمق السياس77ية الخارجي77ة المص77ريةيستخدم 1 في أفريقيا مصطلح السياسية الزرقاء؛ تعبيراعن محدوديتها ، ومصطلح السياسة البيضاء تعبيرا ؛ عن إمتداد تل77ك السياس77ة الى أعم77اق الق77رن

اإلفريقي بالتوازي مع جريان نهر النيل.45

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

1اليك77اد يه77دأ مي77دان التحري77رمن المليوني77ات البش77رية** بوصفه المكان ذو الفعل السياسي المثير فيما يتعلق ب77الخالص من النظ77ام الس77ابق، فلق77د أل77ف الحش77ود الش77عبية واإليم77ان بق77درتها على الت77أثير وب77اإلخص على ص77احب الق77رار السياس77ي وك77ان مكان77ا توح77دت في77ه ك77ل الق77وى السياس77ية والمجتمعي77ة واالتجاهات الفكرية وكثير من المتضادات ض77د واق77ع مرف77وض، وتعود األسباب ال77تي وح77دت الجمي77ع في " ث77ورة المي77دان" إلى حالة الرفض الجماعي7ة إلس7تمرار النظ7ام المب77اركي؛ والوص7ول إلى قناعة جماعية بأن هذا النظام ه77و س77بب ك77ل المتراكم77ات الس77لبية وعن طري77ق القص77د. و إيالء الص77الح الع77ام اإلهتم77ام، والقف77ز ف77وق ك77ل التناقض77ات " الهوي77ات الفرعي77ة" وإدراك أن الثورة عمل جماعي وتكاملي يجب على الجميع المساهمة ك77ل بقدرته بما يؤسس لمرحلة ما بعد النظام الم77راد إس77قاطه من حيث إدماج كل مكونات الشعب في العهد الجديد؛ للخ77روج من دائرة "المعايرة السياسية" واإليم77ان بفك77رة أن النظ77ام قاب77ل

للهزيمة ؛ خاصة في ظل نجاح الثورة التونسية. إال أنه سرعان ما بدأت تظهر االنقسامات واالختالفات بين ث77وار األمس ح77ول متعلق77ات النظ77امين الق77ديم والجدي77د فمن القصاص للشهداء ومحاكمة رم77وز النظ77ام الق77ديم، إلى ش77كل النظام الجديد وطبيعته والمرحلة االنتقالي77ة والدس77تور والقض77اء واالنتخابات. فبدأ كل طرف يحشد نحو قبلت77ه في أي77ام الجم77ع للتظاهر تصل أحيانا اإلساءة الى الطرف اآلخر ومحاولة إلغائ77ه، حيث كانت هذه من الظواهر ال77تي ب77دأت تعطي انطباع77ات عن الثورة المصرية إلى درجة أننا بدأنا نتساءل هل الثورة المصرية

ثورة ميدان أم ثورة بلدان؟ المتابع للشأن المصري يجد ب77أن هنال77ك ثالث دوائ77ر تعم77ل جاهدة بتنسيق وبدونه من أج77ل ه77دفين مت77داخلين ك77ل حس77ب اهتمام77ه، أم77ا اله77دف األول فه77و إبق77اء الدول77ة المص77رية تحت وط77أة الحال77ة الثوري77ة والح77ديث عن عم77ر طوي77ل للث77ورة وا ستمراريتها وبالت77الي ف77إن الس77كون ض77من ه77ذا اإلط77ار يتبع77ه عدمية إنتاج سواء اإلنتاج المادي أو الفكري. أم7ا اله7دف الث77اني فه77و الس77عي إلفش77ال النم77وذج اإلس77المي المص77ري في إدارة

** ألفت الش77عوب العربي77ة الث77ائرة إس77تخدام مص77طلح" المليوني77ة"1 وذل7ك للتعب7ير عن ض7خامة المس7يرات ذات المس7ميات المختلف7ة ، وال

يشترط بالضرورة أن يكون عدد المشاركين بها مليون شخص. 46

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الدولة وتعميمه كبديل لألنظمة المتحالفة ، ما يظهر عدم ق77درةالفكر اإلسالمي على القيادة واالندماج في السياسة الدولية.أما تلك الدوائر الساعية إلى تحقيق تلك األهداف فهي :

الدائرة الدولية : وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية والغرب، وقلقهم77ا له ما يبرره من وجهة نظرهم ، فالخوف من الوضع الجدي77د في الع77الم الع77ربي و المتمث77ل في ب77روز النظم الوطني77ة مك77ان الفاسدة يثير القلق بإتجاه إسرائيل من أكثر من جهة، فمنها ما يتعل77ق بالعالق77ة المس77تقبلية لتل77ك النظم بحرك77ات المقاوم77ة ك7"حزب الل77ه" وب77اإلخص حرك77ة " حم77اس" فيم77ا يخص ال77دعم السياسي على حساب " السلطة الوطنية الفلسطينية " أو فيما

يتعلق بالدعم العسكري غير العلني وفتح معبر رفح . ومن جهة أخرى يأتي الخوف على مص77ير معاه77دة الس77الم الساداتية – البيغينية وما ستؤول الي77ه األم77ور في ح77ال الح77ديث77ق عن تعديلها أو إلغائها. ومن الواض77ح أن ال77دائرة الدولي77ة تطب المعايير المزدوجة ، فهي ليس ثابتة وال قيمية بل متناقضة وهذا يظهر في االختالف بين الخطاب واألفعال وساهم الربيع العربي بشكل غير مباشر في كش7ف واق7ع دولي جدي77د ظه7رت أبع7اده الجدي77دة تتش77كل والموق77ف الروس77ي والص77يني واإلي77راني من

.(13)األزمة السورية وال يخفون القلق من تنامي التأثير المص77ري على المحي77ط الع77ربي، وظه77ور الفك77ر الع77روبي – اإلس77المي من جدي77د على السطح من شاكلة بدء تقييم دور الجامعة العربية، ودعوات إلى االستعاضة عنها باتحاد كما هو ش77أن ك77ل فك77ر وح77دوي حقيقي، يقرب السياسات العربية ويكامل الجهد الع77ربي، والخ77وف من االنفت77اح على إي77ران، على إعتب77ارأن الغ77رب بش77قيه األم77ريكي واألوروبي معني بالمحافظة على بقاء إسرائيل آمنة وقوية، الى جانب إمدادات النفط بكلفة معقولة، والمحافظة على المنطق77ة

.(14)العربية ضمن مجاله اإلسترتيجي الحيوي المستقرالدائرة اإلقليمية :

ويدخل في هذه الدائرة جل الدول العربية عدا تل77ك ال77تي حدث فيها تغييرا على مس77توى األنظم77ة " دول الربي77ع الع77ربي" فتلك ال77دول وإن أعلنت ترحبيه77ا بالنظ77ام الجدي77د، واس77تعدادها لدعمه سياسيا واقتصاديا إال أنها في واقع األمر تعرقل تقدم77ه ،

47

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وتحاول إظهار ضعفه على إدارة شؤون الدولة خوف77ا من تمكين الحرك77ات السياس77ية والجهادي77ة ال77تي ت77دين لحرك77ة االخ77وان المس77لمين ب77الوالء أو تل77ك ال77تي تنتمي له77ا أو تتق77ارب معه77ا أيديولوجيا للوقاية من حمى االنتشار، ودخول مفاهيم التظ7اهر واالحتجاج إليها وباألخص العربية السعودية التي تقف في حقيقة األمر في طرق نجاح ك77ل الث77ورات العربي77ة وب77األخص المص77رية

في مص77ر وكي77ف ك77انت1952وهي ال زالت تذكر أحداث ث77ورة .(15 )تأثيراتها على المنطقة ككل

الدائرة المحلية : والتي تضم كل من تتقاطع مصالحه أوتختل77ف مبادئ77ه م77ع النظام الجدي77د . وتت77ألف من الق77وى السياس77ية التقليدي77ة وغ77ير التقليدية والتي لم تحص77ل على مكتس77بات سياس77ية افترض77تها بعد الثورة، األمر الذي يظهر عجزها في عدم قدرتها االستحواذ77ا في إدارة على الس77لطة الجدي77دة أو أن تك77ون ش77ريكا حقيقي الدولة ، ما من شأنه إضعافها شعبيا لصالح اإلخوان المس77لمين، وبالت777الي س777قوط ه777ذه الق777وى من دائ777رة االس777تقطابات الجماهيري77ة، أو التمثي77ل السياس77ي الحقيقي، والجل77وس على

مقاعد المتفرجين. كما يدخل في هذا اإلطار بقايا النظام السابق المستفيدين منه سياسيا والذين أوجدوا مسافة كبيرة بين النظام و الشعب و الذين يدينون بالوالء المطلق - المدفوع بتحقيق مكتس77باتهم - للنظام السابق ويرفضون أية محاوالت إلصالح الواقع السياسي واالقتصادي ألن من شأن هذا فقدانهم لتلك المكتس77بات، ل77ذلك فهم يسعون إلى إبقاء مصر غير مستقرة عن طريق التح77ريض على المظاهرات واالضرابات، واالعتصامات والخوف هنا يكمن

.(16)في خطر تفكيك الدول القطرية الى كيانات متعددة يض777اف لهم جم777ع من رج777ال األعم777ال والمنتفخين على حساب المستضعفين من القوم والذين كانوا يعمل77ون لحس77اب أركان النظام السابق، أو المس77تفيدين من فس77اده، حيث ب77دأوا يخش77ون ت77داعيات نت77ائج الث77ورة فب77دأت مق77اومتهم له77ا مبك77را بالعم77ل لمأسس77ة ظ77اهرة "البلطج77ة " في مص77ر حيث ك77انت أولى ضرباتها الواهنة فيما يع77رف مص77ريا ب777" موقع77ة الجم77ل"، كم77ا يؤمن77ون بأهمي77ة الترك77يز على وس77ائل اإلعالم في ح77ربهم وباألخص المرئية منها، فدأبوا على محاربة كل توجه77ات النظ77ام الجديد من خالل محاولة تسخيف فك77رة ت77ولي جماع77ة اإلخ77وان المسلمين للحكم، والوقوف على قدم وساق للمحطات المهمة

48

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

والتي ش77كلت ملهم77ات لمليوني77ات التحري77ر، من مث77ل الجمعي77ة التأسيسية و تعديل الدستور و قضية النائب العام وح77تى كتاب77ة هذه السطور فإن أتون المعرك77ة االنتخابي77ة ومواق77ف األط77راف منها سيشكل بعدا قويا للحشد والرباط ض77د مخرج77ات العملي77ة االنتخابية ، إال أن قرار القضاء بإلغ77اء إجراءه77ا ق77د كش77ف ول77و

بشكل غير مباشر عن النوايا السياسية . وفي جانب آخر فإن هناك البعض من األقباط والذين يروا في النظام الجديد نوعا من التقييد لحرياتهم الديني77ة ، والخ77وف من اس77تبدال مب77دأ أه77ل الذم77ة بالمواطن77ة ب77الرغم من ك77ل التطمينات الهادفة الى بث روح األلف77ة والقب77ول، فهم يق77اومون الوض77ع الجدي77د ويع77دون أنفس77هم من الخاس77رين الج77دد له77ذا النظام. ولكن بالمقابل ف77أن الش77عارات الحماس77ية واالندفاعي77ة غير المدروس77ة جي77دا خاص77ة في م77ا يع77د من مخاض77ات للحال77ة الثورية تشكل قلق77ا ل77دى ه77ؤالء البعض فيم77ا يتعل77ق بحق77وقهم

الدينية و السياسية. كم77ا أن قطاع77ا واس77عا من الفن77انين الم77ؤثرين و ال77ذين يرون في النظام الجدي7د ع7امال مثبط77ا ولربم7ا مانع77ا لعدي7د من منتوجهم الفني والذي كان في أغلب77ه مقب77ول من قب77ل النظ77ام الس77ابق، ح77تى أن العدي77د منهم ل77وح ب77الهجرة في حال77ة حكم اإلخوان لمصر.فل77ديهم الوس77ائل الخاص77ة في مقاوم77ة النظ77ام الجديد ولو بشكل سري، خوف77ا من المج77اهرة برفض77هم الواق77ع

الجديد بكل قسماته. في المقابل فقد عبر النظام الجديد الى اآلن عن التزاماته ببعض م77ا ورث77ه عن النظ77ام الس77ابق، فلم نص77ل ‘إلى مس77توى الصدمة السياسية من قرارات ذات منسوب توترعالي ، وال إلى تغييرا بالمفهوم الراديكالي، فالفكر اإلصالحي ه77و المهيمن على سياسة هذا النظام إلى اآلن، وما أن تسلم اإلخوان المس77لمين الحكم سرعان ما حاولوا أن يظهروا النظام بالص77ورة المقبول77ة77ا ،عن على مس77توى ال77دوائر الثالث77ة س77الفة ال77ذكر، ول77و مرحلي طريق تحقيق متطلب77ات القب77ول، بغض النظ77ر ه77ل تعت77بر ه77ذه سياس77ة من أج77ل التمكين، أم نهج سياس77ي تس77تمر الجماع77ة

بالحكم ما استمر؟7ر اإلخ7وان فعلى الص77عيدين ال77دولي واإلقليمي، لطالم77ا عب المس77لمين عن ال77تزامهم بمعاه77دة الس77الم ال77تي تجمعهم م77ع إسرائيل، وال تزال سياسة مصر الجدي77دة تج77اه " قط77اع غ77زة " بالذات بحكم الجوار الجغرافي خجولة فيما يخص األنفاق ومعبر

49

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

رفح والدعم السياس77ي لحرك77ة" حم77اس" م77ع أخ77ذنا بالحس77بان بين الحاص77ل2012الموقف المصري من ح77رب غ77زة األخ77يرة

والمأمول، باإلضافة الى عدم الرغبة في إحداث تغيير ملم77وس في عالقة مصر خاصة مع إي77ران ب77الرغم من الزي77ارة التاريخي77ة

التي قام بها "أحمدي نجاد" إلى مصر مؤخرا. أما محليا فال زالت المراوحة بين التقدم خطوة ثم التراجع خط777وات هي العن777وان األب777رز للحكم، حيث يحكمه777ا الص777راع الداخلي على السلطة أو ملحقاته77ا فإص77دار بعض " اإلعالن77ات الدستورية" في مرحلة ما قب77ل وض77ع الدس77تور الجدي77د، لتنظيم موضوع ما، س77ريعا م77ا تك77ون النتيج77ة هي التعب7ير في كث77ير من األحيان بالرفض عن طريق "المليونيات الجمعية" ثم يعود تكون الع77ودة عن تل77ك الق77رارات أو بعض77ها ، وتتم عملي77ة التن77افس بجم77ع الم77وارد البش77رية و ره77ان ك77ل ط77رف بأن77ه األق77در على

التحشيد وبالتالي التأثير. 77ر النظ77ام عن قبول77ه المخ77الفين فكري77ا وسياس77يا كم77ا وعب ودينيا كشركاء حقيقين في الوطن وال أدل على ذلك من الوفاء ب7العهود حين وع7د األقب77اط ب77أن يك77ون أح7د مس77اعدي ال77رئيس77ا ، وإش77راك الم77رأة في الحي77اة السياس77ية المص77رية . قبطي وال77دعوات المتك77ررة للح77وار م77ع الق77وى السياس77ية المن77اوءة، وإدماج قطاع واسع منها للمشاركة في الحكم، والث77أر لش77هداءالثورة المصرية عن طريق إعادة محاكمة رموز النظام السابق. ثالثا: الثورة المصرية في الميزان: أث77ر اإلنج77از والكلف77ة

على العدوى والمناعة. للحكم على الثورة المصرية بأبعاده77ا المختلف77ة بالنج77اح أو77ا وبش77ريا، للحكم على 77ا ومعنوي الفش77ل يس77تدعي توزينه77ا مادي77ا حيث يس77جل في م77يزان حس77ناتها، رجحان م77ا تم إنج77ازه ثوري أوما تم خس77رانه نتيج77ة لتل77ك الث77ورة؛ وأث77ر ذل77ك على تس77ويق المبادئ العظيمة لتلك الث77ورة عربي77ا ومن ثم دولي77ا، أو إنكفائه77ا

داخل حدودها الوطنية؛ نتيجة لعدم قناعة اآلخرين بها. كلفة الثورة.

77ا، مث77ل الث77ورة الفرنس77ية جميع الث77ورات الش77هيرة تاريخي والبلش77فية والجزائري77ة واإليراني77ة....الخ ،ع77انت كل77ف ثوري77ة بشرية، فاألهداف السامية والجليلة التي تسعى الثورة لتحقيقها و رأس س77نامها "الحري77ة" س77واء ك77انت للخالص من اس77تعمار داخلي أو خارجي، ال شك رافقه77ا تض77حيات جس77ام على رأس77ها

50

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التضحية بالنفس، حيث وصل ش77هداء الث77ورة المص77رية للخالص (7000( ش77هيد وم77ا يزي77د على )364من نظامها الفاسد نح77و )

. 1جريح * وتتداعى تبعات الث77ورة على الج77انب االقتص77ادي ال77ذي ه77و منه77ك باألس77اس في ظ77ل مح77اوالت الجمي77ع االنخ77راط بالعم77ل السياسي ذو طابع، المظاهرات واالعتصامات إلى آخر ذلك مما نشهده اليوم على الساحة المصرية، على حساب بواكير اإلنتاج. فاالقتصاد المصري يواجه مرحلة حرجة من جهة تراج77ع اإلنت77اج لكثرة االعتصامات واالضرابات سواء ما كان منه77ا محق77ا، أو م77ا كان مدفوعا من قوى تدير مرحلة " الثورة المض77ادة ". حيث تراجعت مع7دالت التب77ادل التج7اري م7ع الخ77ارج ،حيث77ا لم77يزان الم77دفوعات بنح77و سجل االقتصاد المصري عج77زا كلي

مليار دوالر9.75 مليار دوالر في عام الثورة األول مقابل 11.3.(17) 2011- 2010عن العام

يضاف لذلك سوء األحوال األمنية وعدم االستقرار وأثره77ا على السياحة باعتبارها من الموارد األساسية للخزينة حيث أدى تراجع مستويات ثقة المستثمرين، وتخفيض التصنيف االئتم77اني، وارتف77اع تكلف77ة االق77تراض، وص77عوبة النف77اذ لمص77ادر التموي77ل الخ77ارجي ت77راجعت أع77داد الس77ائحين بش77كل ملح77وظ بنس77بة

،2010 مقارن77ة بع77ام 2011 % ع77ام 14-77 13تراوحت بين % بين35كم77ا ت77راجعت ت77دفقات االس77تثمار األجن77بي المباش77ر

.(18)العامين المذكورين وفيما يخص الجانب السياسي فإن تب77اين اآلراء واألدوارم77ا بع7د الث77ورة ، ب7دأ يؤس77س لمرحل7ة من ع7دم التواف7ق وبالت77الي الص777راع على المس777تجدات السياس777ية، وب777دأت مف777ردات ، اإلعالن7777ات الدس7777تورية، والدس7777تور، و القض7777اء، واإلعالم ، و االنتخاب77ات ...الخ تأخ77ذ مكانه77ا كمفرق77ات ال مجمع77ات لآلراء والقوى السياسية، وبالتالي العم77ل على خل77ق حال77ة من الت77وتر السياسي الدائم، وتقسيم المجتم77ع إلى م77والي للنظ77ام الجدي77د ومع77ارض ل77ه، وتجلى ه77ذا في حش77د المليوني77ات و المليوني77ات المضادة ، وهنا يكمن الخطر المحدق بتفكي77ك المجتم7ع ومن ثم تفتيت77ه . كم77ا أن ب77روز تي77ار واس77ع من أبن77اء الث77ورة ي77دفع الى الفوضى والعنف وعدم االستقرار وبالتالي سيادة الفكر الث77أري الذي ي77دعو الى مجابه77ة الخص77777وم ب77العنف حيث تع77ود الحال77ة

. (19)السابقة للثورة والموصوفة بالقمع السياسي * وزارة الصحة المصرية.1

51

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ويمكن توص77يف م77ا يح77دث في ه77ذا اإلط77ار بأن77ه إره77اق مقصود وغير مقصود للدول77ة كك77ل ومحاول77ة حش77رها وتقزيمه77ا في دوائر سياسية ضيقة تشكل بيئة خص77بة لالختالف ب77ل تص77ل أحيان7ا الى ح7د إلغ7اء اآلخ7ر ؛ نتيج7ة لطبيع7ة الواق7ع السياس7ي المبني باألساس على االختالفات األيديولوجية، والتفك77ير مج77ددا بفك77ر م77ا قب77ل الث77ورة "قلي77ل من الديمقراطي77ة و كث77يرمن

االستبداد"إنجازات الثورة.

الخالص من النظ7ام المب7اركي : يتف7ق الجمي7ع على أن التخلصأ- من النظام السابق ، كان اإلنجاز األهم للثورة المص77رية ألن كل ما سيتحقق الحق77ا يعتم77د على نتيج77ة خل77ق بيئ77ة ثوري77ة جديدة تمهد لجمهورية مصرية ثانية دون مبارك. هذا النظام

عاما وعاث30الذي تغلغل في قلب الدولة المصرية طوال فيها فسادا ذهب إلى غير رجعة. فلقد شارك كل المص77ريين بالثورة س7واء بش7كل مباش7ر أو غ7ير مباش7ر، حيث خ7رجت الحش77ود البش77رية لتعلن إرادته77ا بإس77قاط نظ77ام مب77ارك، وتكونت تلك الحشود من كل التي77ارات السياس77ية و الديني77ة والش77بابية، والالفت ب77األمر أن اإلخ77وان المس77لمين ش77اركوا بش77كل م77ؤثر ورفع77وا الى ج77انب الث77وار المطالب77ة ب77احترام الحرية والديمقراطية، في حين لم تظهر يافط77ات "اإلس77الم هو الحل" كما ظه77رت على س77بيل المث77ال في الجزائ77ر في تسعينيات القرن الماضي وه7ذا ي77برهن أن الث77ورة المص77رية

.(20)سياسية إنسانية بامتياز فلقد عمل النظام الس77ابق على تجوي77ع وتجهي77ل وتم77ريض المصريين، حتى يحكم قبض77ته على الحكم، وك77ان وال زال ح77تى بدء الثورة ال يقبل أي منازعا أو شريكا له في الس77لطة، متخ77ذا من رجال الشرطة " األمن المركزي" الق77وة الض77اربة لك77ل من77ا وآح77ادا مج77رد التفك77ير السياس77ي، أو ول ل77ه نفس77ه أحزاب تس77 الحديث عن الش7رعية ال7تي أض7حت م7ؤخرا ملفوف7ة بكث7ير من

الشكوك إيمانا بعدم حقيقة نتائج اإلستفتاء واالنتخاب الحقا. وهوت مصر في ظل النظ7ام الس7ابق إلى األرض الس77ابعة على مس77توى الت77أثير السياس77ي اإلقليمي و ال77دولي وب77رزت مؤشرات عديدة تدل على صدقية هذه النتيجة منه77ا م77ا يتص77ل

وتهوي77د الق77دس، و تقس77يم الس77ودان، و2010بع77دوان غ77زة احتالل العراق. والعالقة مع إسرائيل وال77تي ك77انت على أفض77لها

52

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

في عهد النظام السابق، وما رافقها من تزويدها بالغاز وبأس77عارتفضيلية، في حين سادت القطيعة مع أغلب الدول العربية.

كما انتشرت في ظل النظام السابق العدي77د من الظ77واهر االجتماعي777ة وال777تي أسس777ت لمحاول777ة تغي777ير القيم المص777رية العظيم77ة ، حيث عم77ل النظ77ام على نش77ر الرش77وة والفس77اد المالي واإلداري واألخالقي في المجتمع المص77ري وق77د نجح الى حد ما ، حتى يسهل انقي77اده وبالت77الي الس77يطرة علي77ه وتوجيه77ه

الوجهه التي يرغب بها دونما أي مقاومة. ب - التأس77يس لمرحل77ة ديمقراطي77ة جدي77دة. ظه77رت مع77الم الديمقراطية الجديدة من خالل االنتخابات الرئاس77ية، وال77تي جرت ألول مرة في مص77ر بتل77ك الص77ورة الديمقراطي77ة من حيث السماح بالترشح ابتداء، و االبتعاد عن محاولة تزويرها ؛ وك77ان القص77د من ذل77ك إعط77اء زخم حقيقي للث77ورة وبث أج77واء التف77اؤل في األوس77اط الش77عبية والسياس77ية بجدي77ة الثورة. راف77ق ذل77ك اإلف77راج عن المعتقلين السياس77يين في زمن مب777ارك، ووض777ع الدس777تور المص777ري ذي الص777بغة الديمقراطي77ة والس77ماح بإنش77اء األح77زاب السياس77ية ذات

التوجهات المختلفة. ج7 - عودة الثقة باإلنس77ان الع77ربي. ال77ذي لطالم77ا نعت ب77الخنوع والضعف وع7دم الق7درة على مواجه7ة األنظم7ة المس7تبدة ، فه77ذا اإلنس77ان ق77ادرعلى أن ينهض من جدي77د ويث77ور على الطغاة، مع إيمانه المطلق أنه لربم77ا يك77ون الض77حية، إال أن اإلصرار والرغبة في تغيير الواقع المعاش شكل ع77امال دف77ع به الى الثورة . إيمان77ا من77ه ب77أن مس77تقبل أبن77اءه ال ب77د وأن يك777ون أفض777ل ح777اال مم777ا عاش777ه، وه777ذا يعمم على أغلب الش77عوب العربي77ة باعتباره77ا تع77اني اإلش77كال ال77ديمقراطي

نفسه. وس777قطت مق777والت رجعي777ة وقدمي777ة اإلنس777ان الع777ربي وهمجيت77ه، وع77دم انخراط77ه في منج77زات التط77ور التكنول77وجي، حيث قام الش77عبان التونس77ي والمص77ري ب77أول ث77ورات العص77ر الحديث باستخدام اإلنترنت، فعرفوا كيف يطوع77ون التكنولوجي77ا لخدم77ة أه77دافهم الوطني77ة والقومي77ة بإس77لوب علمي إنس77اني متحض77ر فلق77د لعبت مواق77ع التواص77ل االجتم77اعي دورا ف77اعال ومباش77رافي االس77تنفار والتنظيم و التأس77يس له77ذه األس77لحة الجديدة كي تن77افس األس77لحة التقليدي77ة من خالل النج77اح ال77ذي

53

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

/أبريل"، عندما دعت الى إضراب ناجح، وب77ذلك6حققته "حركة ظهرت على الساحة المصرية وسائل جديدة للتعبير عن الرفض ب77ل تع77داها الى س77يادة حال77ة جمعي77ة من القب77ول ب77التعبير عن الرفض وترجمته بل واإلستعداد لتلقي العقوبة، وأظهراس77تطالع

وزميله والص77ادر بت77اريخWilliamsللرأي العام المصري قام به "“ ، من المعهد الجمهوري الدولي، بأن ما نس77بته2011/أبريل/24

)واح77د- خمس77ة ( من المص77ريين يتلق77ون األخب77ار والمعلوم77ات. (21)بواسطة مواقع التواصل االجتماعي

فق77د تنقلت الث77ورات العربي77ة بين دول77ة وأخ77رى ، تبع77ا لمقياس الفساد والظلم واالس77تبداد، ففي حين ك77انت قوي77ة في بلدان معينة نج77دها لم ته77دأ ح77تى إس77تبدلت بأنظمته77ا الس77ابقة غيرها بالغزير من ال7دماء، نج77دها في أم7اكن أخ7رى أق7ل ح7دة وتط77الب باإلص77الح السياس77ي واإلقتص77ادي إيمان77ا بع77دم فس77اد أنظمتها بالمطلق، وحرصا من الوقوع في ظروف مشابهة لتلك التي عصفت ببعض الدول العربية نتيجة النظ77رة العقالني77ة ال77تي

تؤمن بإمكانية اإلصالح.

د- إنتشار الثقافة الديمقراطي77ة. ش77كلت األح77داث ال77تي س77بقت الث77ورة المص77رية بقلي77ل وم77ا رافقه77ا وم77ا أعقبه77ا حال77ة من التثقي77ف ال77ديمقراطي السياس77ي، ف77دأبت الث77ورة على بن77اء المنظومة المعرفية لدى األف77راد إبت77داء من ال77وعي واإلدراك بخطورة النظام وظلمه ، مرورا بمرحل77ة التفك77ير والتخطي77ط وص77وال إلى المش77اركة الثوري77ة في الفع77ل السياس77ي حيث تغيرت نمطية التفكير والتعبير لدى المعاضة المصرية باتج77اه التص77عيد لع77دة أس77باب؛ منه77ا إيم77ان المعارض77ة بع77دم وج77ود فس777حة تمكنهم من الوص777ول للحكم، أو المش777اركة في777ه، واحتكار السلطة الذي كان سائدا، وغياب شبه تام للق77انون،

.(22 )و تلقي النظام الدعم الخارجي ه7 - عودة مص77ر العربي77ة اإلس77المية . ت77اهت مص77ر في غي77اهب النظ77ام الس77ابق ثالثين عام77ا في ص77حرائها وداخ77ل ح77دودها، ونفضت أيديها من أي عمل من شأنه تق77ريب وجه77ات النظ77ر العربي77ة تج77اه مختل77ف القض77ايا س77واء م77ا اتص77ل به7ا بالعم77ل الع77ربي المش77ترك أو الفك77ر الوح77دوي. حيث أض77حى نج77اح الثورة المصرية مقربا أكثر من الدعوة للوحدة العربية فحال77ة التغيير هذه تتشابه مع ظروف تاريخية عربية سابقة أسس77ت

54

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لح77االت من الوح77دة العربي77ة من مث77ل التش77ابه م77ع ظ77روف الخمسينات وم7ا يتعل77ق بت77أميم قن77اة الس77ويس وال77دعوة إلى الوحدة مع سوريا، فالحاجة ماسة هنا إلى تكثيف تناول ه77ذا

. (23)الموضوع بقدر عظيم والبناء عليه وبعد صعود النظام الجديد بدأنا نس77مع لغ7ة تختل77ف عم77ا ك77انت علي77ه قب77ل الث77ورة فك77انت ذات أث77ر ع77روبي إس77المي، تجسدت معانيها بالموقف المص77ري تج77اه الع77دوان األخ77ير على

7ل2012غزة ) (، كما برز إلى الس77طح الح77ديث عن توج7ه لتفعيجامعة الدول العربية.....الخ.

عند إخضاع المخرجات للحكم عليها ف77إن الرجح77ان يمي77ل لكفة اإلنج77ازات على حس77اب كلف77ة الث77ورة، بإعتب77ار أن الكل77ف متواضعة إذا ما قورنت بالمكون المص77ري، فالحال77ة االقتص77ادية تسير نحو التعافي ولكن ببطء وبالتالي فإن تجاوز هذه المرحل77ة ممكن في حال7777ة الوص7777ول إلى التب7777ني الجمعي للض7777رورة الوطنية. وعليه فلقد شكلت الثورة المصرية ملهم77ا للعدي77د من ال7دول العربي77ة للقي77ام ب77الثورات الهادف77ة إلى إس77قاط األنظم77ة الفاس777دة في ذل777ك ال777وقت كليبي777ا و اليمن و س777وريا ورفعت الشعارات ذاته77ا ال77تي رفعته77ا الث77ورة المص77رية ، دونم77ا تعميم لفك77رة تع77اطي الجي77وش م77ع تل77ك الث77ورات في تل77ك ال77دول باإلسلوب ذاته. كم77ا وش77كلت ح77افزا لبعض ال77دول األخ77رى في تك77ييف متطلب77ات الث77ورة من اإلس77قاط الى اإلص77الح الش77امل وبسقوف مرتفعة أحيان77ا. وال زال الجمي77ع ينظ77ر بعين الدهش77ة لما تحقق من جهة وبعين الترقب لما سيحدث، في ظ77ل تن77امي ظاهرة عدم االستقرار في مصر وص77عود الث77ورة المض77ادة على

حساب مكتسبات الثورة الحقيقية . رابع77ا : ح77تى ال تخس77ر مص77ر الث77ورة وال تخس77ر الث77ورة

مصر. حتى يتسنى لنا الولوج في هذا المحور ال بد من الموازن77ة والربط في أن مصلحية الثورة كفع77ل ينتق77ل ويس77تمر و يتط77ور يرتبط بمص77رالتي ط77ورت وأض77افت في ه77ذا المفه77وم الجدي77د الس77لمية و العلمي77ة، كم77ا أن مص77لحية مص77ر ترتب77ط ب77الثورة الحقيقية التي نجحت في عمل إزاحة سريعة لنظام قديم وثقيل وآن لها أن تستقر لتؤس77س واقعه77ا الجدي77د. ح77ري بن77ا اإلجاب77ة على التساؤل التالي : هل بدأت الث77ورة المص77رية تفق77د بريقه77ا وبالتالي نفقد إعجابنا و دهشتنا بها ؟ أم أن م77ا تش77هده مص77ر

55

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

األن ه77و ث77ورة معكوس77ة بمع77نى ث77ورة على الث77ورة ؟ وم77ا هي األدوار المطل77وب أداءه77ا - على المس77رح الث77وري - من ك77ل مكونات المجتمع المصري لتغيير نمطي77ة م77ا يحص77ل في مص77ر

اآلن بعد ثورتها ؟ شخصيا أنا ممن يؤمن بإيجاب الش77ق األخ77ير من التس77اؤل واإليم77ان علمي أك77ثر مم77ا ه77و ع77اطفي ف77الحرص والخ77وف حاضران و متابعة م77ا آلت الي77ه الظ77روف في مص77ر، من ناحي77ة تلك الثورة الملهم77ة ال77تي أس77رت الع77الم بنموذجه77ا المرغ77وب، وب77الرغم من وص7فها غ77ير ال7دقيق أحيان77ا بأنه7ا فع7ل اجتم77اعي مطل77بي تلق77ائي، و ال تمل77ك خطط77ا واض77حة ، وب77دون قي77ادة

إال أنه77ا تم77يزت بالطبيع77ة(،24)أيديولوجي77ة، وتفتق77د للمؤسس77ية الالعنفية، و القيادة الجماعية، وتظهر إش77كالية الفهم هن77ا؛ فم77ا يحدث اآلن من تظاهرات تصعيدية تظه77ر لغ77ير الع77ارفين بأنه77ا مس77تمرة وبص77ورة خادش77ة للحي77اء الث77وري؛ في إدخ77ال البالد والعباد في شبكة معقدة و متالطمة من الع77ثرات، على الص77عيد77ا السياس77ي واالقتص77ادي واالجتم77اعي، ف77الثورة المص77رية فعلي انتهت ي77777وم تنحى "مب77777ارك" عن الحكم وس77777لمه للمجلس

.2011/ فبراير 11العسكري في رسم المجلس العسكري في حينه خريطة طريق - بوصفه ص777احب الس777لطة - ب777إجراء انتخاب777ات مجلس الش777عب ، ثم اإلنتخابات الرئاسية، يتبعه77ا وض77ع دس77تور للجمهوري77ة المص77رية الجديدة، و جاءت نتيجة أوسط تل77ك الخط77وات ص77ادمة لبعض المصريين - خصوصا أولئك الذين كانوا جزءا من النظام السابق - بعد ف77وز مرش77ح اإلخ77وان المس77لمين "محم77د مرس77ي" حيث ت77وترت األج77واء ابت77داء، وتمث77ل ه77ذا في الت77أخير المص77احب777ا على المجلس إلعالن النتيج777ة فك777ان القل777ق والح777يرة بادي العس77كري ص77احب الس777لطة آن777ذاك، ذي الخ777برة السياس777ية الضحلة، والراغب بعدم إح77داث تغي77ير عمي77ق؛ نظ77را لحساس77ية77ا ناهي77ك عن 77ا ودولي الموق77ف وتن77وع تش77ابكاته المعق77دة إقليمي الوض77ع ال77داخلي، ووض77ع اعتب77ارات متوقع77ة إلتخ77اذ ق77رارات مص7يرية، وأراد أن يبقى جه7ة موثوق7ة ل7دى الش7عب المص77ري. فنج77ده امتث77ل لرغب77ة األغلبي77ة الش77عبية في اح77ترام اختي77ارهم، وأسس لمرحلة جني ثمار الثورة ب77إجراء انتخاب77ات نزيه77ة يت77وق لها الشعب المصري. بالتوازي مع ض77رورة العم77ل على منهج77ة الث77ورة ومأسس77تها من خالل إع77ادة تفعي77ل آلي77ات المش77اركة الرسمية، واس77تيعاب الق77وى الثوري77ة في منظوم77ات المش77اركة

56

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الرسمية وغ77ير الرس77مية، أمال في الوص77ول إلى التواف77ق ح77ول.(25)آليات التعامل مع الظرف الجديد الطارئ

في المقابل تشكلت ش77ريحة واس77عة تق77ف على الط77رف اآلخ77ر س77واء السياس77ي، أو األي77ديولوجي؛ ممن لم يتوب77وا عن خطاياهم في ظ7ل النظ7ام الس7ابق. فم7ا ك7ان من الخاس7رين الب77ارزين لمعرك77ة الرئاس77ة وأع77وانهم إال أن وح77دوا جه77ودهم للمناكفة السياسية وبغض النظر عن مبعث هذه المناكفة س77واء كانت ذات منشأ داخلي أو خارجي فإنه77ا تش77كل تح77د كب77ير في طريق االتفاق أو التوافق الوط77ني؛ مس77تخدمة إقالق الراح77ات السياسية ووضع العصي في الدواليب التي تعاني أصال مش77كلة77ا في مح77ور دورانه77ا وبطئا في حركته77ا . وأخ77ذت مالمح عطب مواقفهم تتأطر في "جبه77ة االنق77اذ الوط77ني" وب77دأت م77واقفهم تشي بنوع من عدم القبول للنظام الجدي77د، وإلى ح77د م77ا ع77دم اإليمان بأبجديات الديمقراطية باالنصياع لرأي األغلبية المصرية؛ من خالل الئاتها الثالث )ال( للحوار؛ من خالل تصويره بأنه فارغ من المض7777مون ومض7777يعة لل7777وقت، و)ال( للدس7777تور حين تم االنسحاب من الجمعية التأسيس77ية لوض77ع الدس77تور؛ معترض77ين على طريقة إختيار مجلسي الشعب والشورى ألعض77ائها، وعن77د التص77ويت ب777 ال في االس77تفتاء، و)ال( للمش77اركة في اإلنتخاب77ات من خالل اإلعالن عن مقاطعة النتخابات مجلس النواب، قبل أن

يتم إلغاءها من قبل القضاء . وج777دير باالنتب777اه هن777ا إلى أن األط777راف الفاعل777ة في المعادلة المصرية اآلن، هم الش77باب غ77ير الم77ؤطرين سياس77يا ، والق77وى السياس77ية و المجتمعي77ة ، ومؤسس77ة الرئاس77ة كممثل77ة للنظام، وبالتالي فإن العقالنية والوطنية يجب أن تأخذ انسياب األفعال السياسية وردودها تج77اه السالس77ة و ع77دم التش77نجات ،

سيما وأن لهذه المرحلة خصوصيتها الثورية. فالفرد يتأثر بجماعت77ه من حيث توحي77د المش77اعر والع77زائم وبذلك تتشكل الوحدة النفس77ية وال77تي تكس77ب الجماع77ات ق77وة عظيمة، وتتكون هذه األخيرة نتيجة االنتشار عن طريق الع77دوى

(.26العتب777ارات اإلدارة والمش777اعر، والحرك777ات واألعم777ال ) فالمش77كلة تق77ع في اتس77اع الفج77وة بين التوقع7ات واإلنج77ازات، فالش77عب المص77ري انتظ77ر ط77ويال واعتق77د أن77ه بمج77رد س77قوط77ا ك77انت النظ77ام س77يجد نعيم77ا سياس77يا و اقتص77اديا، اإل أن77ه فعلي الص77ورة تمث77ل تزاي77دا للمط77الب على حس77اب انخف77اض ق77درة النظ77ام على االس77تجابة الس77ريعة م77ا ي77دعو إلى نج77اح الث77ورة

57

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

. فالك77ل يتوق77ع الظف77ر بمكتس77بات سياس77ية في(27)المض77ادة أعالها؛ في إطار مساهمته في الثوران - اإل أنه يوج77د ف77رق بين ما تتوقعه وبين ما تحص77ل علي77ه - وذل77ك الك77ل ه77و ذات77ه ال77ذي يعتقد بأن تلك المساهمة كانت مميزة إلى الدرجة التي ش77كلت عامال حاسما في نجاح الثورة، وبالتالي من الجائز هن77ا الح77ديث عن النعيم الثوري، والمتعلق بج77ني الثم77ار السياس77ية بالدرج77ة األولى، فشيوع هذا الشعور أفقيا وعاموديا يدفع بتبني توجه7ات سياسية تصل في أحيان كثيرة إلى ممارسات ق77د تتق7اطع م7ع ما يجب أن يكون، والوجوبية هنا تعني اتفاق الفواع7ل الجمعي7ة على الكيفية المشروعة التي ت77وزع به77ا مغ77انم الث77ورة والواق77ع الديمقراطي الجديد، حيث تتحدد مع77الم ه77ذه الكيفي77ة من خالل تفعي77ل الج77انب السياس77ي للديمقراطي77ة والمتمث77ل باالنتخاب77ات

والقبول بمخرجاتها . وبم77ا أن هن77اك حبال س77ريا بين الث77ورة المص77رية الحديث77ة والثورات العربية " الربيع الع77ربي" من جه77ة وبم77ا يتس77ق جنب77ا الى جنب م77ع ظ77اهرة اإلحتج77اج والتظ77اهر والعص77يان الم77دني ودورها في التغيير فإننا أمام ثالثة مس77تويات من التظ77اهر من ش77أنها أن تؤس77س لمرحل77ة جدي77دة من خالل عقلن77ة الفع77ل

السياسي أو شيطنته وهي :-التظاهر بوتيرة منخفضة ومتقطعة :

وبالت77الي ض77مور ظ77اهرة اإلحتج77اج في المرحل77ة الحالي77ة على األق777ل بت777داعياتها االجتماعي777ة واالقتص777ادية على الواق777ع المصري، إلى حد يخلق مستوى جدي77د من ال77وعي ال77ذي يث77ير مجموعة من التساؤالت الوطنية تتص77ل بال77دافع، و الج77دوى، و

الكلفة . اإل أن الوص77ول إلى ه77ذا المس77توى داخلي77ا يس77تدعي إم77ا تغيير الالعبين التقلديين الحاليين بوسائل سياسية وإيجاد العبين جدد للقيام بوظيفة محددة المعالم، على أن يتمتع77ون بالق77درة على التعئبة الجماهيرية اإليجابية، حيث يظهروا بمظهر الط77رف اآلخر للنظام. أو احتواء الالع77بين الح77اليين وتط77ويعهم بش77كل يؤثر على سلوكهم السياسي الحالي بطرق الترهيب، والترغيب السياسي، وبالتالي رفع منسوب القابلية ل77ديهم على حس77اب منس77وب ال77رفض وص77وال إلى االن77دماج و التع77اون، ومن جه77ة أخرى قد يكون إلنجازات اقتصادية وسياس77ية ذات أث77ر ملم7وس

58

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

على حياة المصرين ولو بشكل بسيط دورها في تخفيض التوتر.

أما على المستوى الخارجي، فإن اإلمساك عن دعم فريق سياس77ي ض77د آخ77ر وبالت77الي إع77ادة تق77ويم العالق77ة وتجوي77دها والقبول بقواعد اللعبة الجديدة ومحاولة التكي77ف السياس77ي م77ع مخرجات الربيع العربي الجدي77دة ، دون العم77ل على تغييره77ا أو إظهار فشلها وضعفها كفيل بأن يساهم في التمهيد للع77ودة الى

الرشد السياسي والمشاركة السياسية .التظاهر بوتيرة متوسطة :

وه77ذا يع77ني اس77تمرار م77ا ه77و حاص77ل اآلن، نتيج77ة العن77اد السياس77ي ال77ذي تتبن77اه الق77وى المعارض77ة للنظ77ام الجدي77د في مقابل جمود من نوع ما يتخلل عمل النظ77ام وتعاطي77ه م77ع بعض األطراف وهذا بحد ذاته تحدي كبير أمام الدول77ة المص77رية؛ ألن77ه

يرتبط : ب77العنف المص77احب له77ذا التظ77اهر، وديمومت77ه و تطرف77ه-

وتنويعه وبالت77الي الب77دء بأخ77ذ الش77رعية حيث يتم تص77ويره على أن77ه رد فع77ل مف77ترض تج77اه م77ا يواج77ه من مح77اوالت

للضبط والسيطرة التي تقوم الشرطة بها. إرهاق االقتصاد ، سواء اإلنتاج أواالستثمار أو السياحة التي-

ت77راجعت م77ؤخرا بفع77ل حال77ة الث77وران السياس77ي وع77دم اس77تقرار األوض77اع بش77كل ع77ام. وبالت77الي تص77وير النظ77ام بالع77اجز عن إدارة الش77أن الع77ام، والح77ديث عن م77بررات الخروج عليه.حيث بل77غ ال77دين الع77ام المص77ري المحلي في

مليار جنيه، في حين شهد1238 حوالي 2012نهاية يونيو ملي77ار34.38الدين الخارجي ارتفاعا حيث بلغ رصيده نحو

. ( 28)دوالر إفس77اد الحي77اة السياس77ية، وب77األخص األح77زاب السياس77ية-

وتراج777ع الفك777ر و الممارس777ة السياس777ية فيه777ا لص777الح االنتهازي77ة عن طري77ق التظ77اهرغير المس77ؤول، من خالل تبني ظاهرة الجشع السياسي الذي تؤمن به أط77راف دون أخرى والذي فعليا يدعو إلى تجميع السياس77ة في ي77د جه77ة وحرمان األخرى منها ، وبالتالي تشكيل حال77ة من الع77زوف لدى األفراد من االنخ77راط بالفواع77ل السياس77ية المختلف77ة، ك77األحزاب الرتب77اط تطوره77ا ورقيه77ا باالس77تقرار وبالت77الي

59

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تحولها من أحزاب بنائي77ة سياس77ية إلى أح77زاب ثوري77ة فيظل نظام شرعي .

إنقسام المجتم77ع ح77ول الث77وابت والخي77ارات الديمقراطي77ة- ومن ثم السير بخطوات خطرة من حيث التأس77يس لحال77ة

/ ين77اير من حيث الح77دث ال من25جماعي77ة مش77ابهة لليل77ة حيث النتيجة.

التظاهر بوتيرة مرتفعة وحادة : وهو ما س77يزيد المش77هد المص77ري تعميق77ا وتعقي77دا، وإنت77اج حال77ة جدي77دة من االس77تقطابات السياس77ية والمص77لحية وال77تي س77وف تحش77د على األغلب باتج77اهين م77ع وض77د النظ77ام دونم77ا طري77ق ث77الث، مم77ا ي77دفع للمواجه77ة السياس77ية المحموم77ة والوصول الى حالة من الصمم السياسي يمارس77ها ك77ل ط77رف م77ع اآلخ77ر إلى أن تس77وء األوض77اع على األرض األم77ر ال77ذي يس77تدعي ت77دخل الجيش تحت عن77وان حف77ظ األمن و تحقي77ق

المصلحة الوطنية العليا. ومما سيؤدي إلى هذا المستوى من التظاهر إض77عاف دور مؤسس77ات المجتم77ع الم77دني والمؤسس77ات الكوربراتي77ة وال77تي تع77ني الطريق77ة ال77تي تنظم العالق77ة بين الدول77ة ومجتمعه77ا، أي االعتماد على الكيانات الرأسية من مث77ل النقاب77ات، والطوائ77ف، والح77رف على حس77اب تل77ك األفقي77ة ك77األحزاب السياس77ية، و

.(29 )جماعات المصالح باإلض77افة إلى اس7تقرار النس7ب االقتص77ادية كم7ا هي علي77ه اآلن ذات العالق777ة بالمديوني777ة، والبطال777ة، والفق777ر...الخ. دون القدرة الذاتية أو المشتركة على حلحلة هذا الوضع وعالجه ول77و بش77كل ج77زئي، فع77دم تع77ارض الرؤي77ة اإلقتص77ادية والسياس77ية الحالية لتلك المتخ77ذة في عه77د مب77ارك من تفعي77ل دور القط77اع الخاص، و تهئية األجواء الجاذب77ة للمس77تثمرين الكب77ار وال77دخول في ش77راكات اقتص77ادية دولي77ة تعتم77د مب77ادئ الس77وق الح77رة وااللتزام بشروط المنظمات االقتصادية الدولي77ة، من دون ش77ك سيساهم في دف77ع األم77ور الى ه77ذا الح77د باعتباره77ا هي مح77رك

. (30)الثورة المصرية ومن ذلك أيضا قصور النظام عن قيادة المجتمع، أو الرغبة في إظهاره بهذه الصورة، والقص77ور ق77د يك77ون ناجم77ا عن بيئ77ة داخلية تتمث77ل ب77رغم ك77ل المعطي77ات بع77دم الق77درة على إدم77اج

60

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الجميع السياسي والديني واالجتم77اعي في النظ77ام الناش77ئ أو عدم الرغبة في ذلك. أوعن بيئة خارجية تنشط بوسائل متعددة لعرقلة هذا النظام أو كليهما معا عن طري77ق الت77داخل والتع77ون ضد هدف واحد. وفيم7ا يخص ال7دور ال7ذي س77يقوم ب7ه الجيش وفقا لهذا السيناريو فأعتقد أنه سيختلف عن ذل77ك ال77دور ال77ذي أداه بحرفيه عندما دعم المتظاهرين ضد نظ77ام "مب77ارك" وذل77ك

لألسباب التالية :- أن الس77لوك السياس77ي للنظ77ام الجدي77د مختل77ف عن77ه في-

القديم داخليا وخارجيا ويتسق مع كثير من مبادئ الجيشالمصري.

عناصر النظام الجدي77د يغلب عليهم الط77ابع الوط77ني وممن-يلقون احتراما لدى الشعب المصري.

لم يمنح النظ7777ام الجدي7777د ال7777وقت وال األدوات الكافي7777ة-77ا المساعدة على خلق واقع مقنع الثوارإلى ح77د م77ا ، إيمان من الجمي77ع ب77أن النظ77ام الس77ابق أورث77ه عج77زا سياس77يا

واقتصاديا يحتاج الى قدرات جبارة للتعافي منه. الش77رعية الديمقراطي77ة للنظ77ام الجدي77د ال77ذي ح77ط نتيج77ة-

انتخابات رئاسية نزيهة بحسب مراقبي االنتخابات.خاتمة

إن الثورة المصرية تعاني من محاولة إعادة تش77كيلها من جدي777د بص777ورة مناقض777ة لمنطلقه777ا وغايته777ا، حيث يس777عى التشكيليون الج77دد إلى تص77ويرها على أنه77ا أختطفت، وأنه77ا لم تحق77ق أه77دافها، وبالت77الي ال ب77د من اس77تمراريتها بم77ا ل77ذلك من تداعيات ذايتة وموضوعية عميقة على الفكر والفع77ل الث77وري، الذي من شأنه إظهار تخبطها وفق77دان بوص77لتها وبالت77الي تص77بح

محلية وغير عابرة للحدود. وبن77اء علي77ه وبغض النظ77ر عن النتيج77ة و ال77دور، ف77إن المشهد ال يعدو كونه تب77ادال لألدوار، حيث س77تنتقل موال77ة الي77وم إلى موقع معارضة الغد في حال فش77لت في كس77ب المعرك77ة الجديدة، فيما ستحل معارضة اليوم مواالة في الغد وهك77ذا م77ع االس77تمرار بال77دفع والمقاوم77ة، والخاس77ر الفعلي ك77ل ه77ذا هي

مصر.77ا لتجنب السيناريو األخ77ير األك77ثر إث77ارة، يجب التفك77ير ملي للوص77ول إلى س77بيل للخ77روج من ه77ذا الوض77ع المت77أزم؛ بمع77نى الق777درة على خل777ق ميكانزم777ات ق777ادرة على القي777ام ب777دور

61

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المهدءات والمخلصات السياسية ألن نض7وج الث7ورة وأنتش7ارها يقاس بمقدار نجاحها خالل فترة زمني77ة قص77يرة، ف77إن فش77لت أصبحت حجة قمعية حيث ال وجود لقوة خارجي77ة تس77اند ث77ورة ال تس77اند ذاته77ا، هن77ا والره77ان على ال77ذكاء اإلجتم77اعي، والحس

( ومن تلك المخلصات : - 31المدني، و الوعي السياسي ) تقاسم السلطة : ولو مرحليا من خالل االس77تناد الى عق77د-

اجتم77اعي وض77حه الدس77تور والع77رف السياس77ي ، يض77من المصالح اإلجتماعية المختلفة، وتلبي77ة اعتب77ارات المس77اواة والعدالة والمواطنة والكرامة والتنوع، وحف77ظ الت77وازن بين السلطات، كما يعمل على ترسيخ أسس مش77اركة الجمي77ع

( إيمانا بالشراكة وبأحقية الجميع32في بناء الديمقراطية ) في إدارة الشأن العام، مما س77يدفع إلى اإليم77ان بحيوي77ة هذا الدور ومن ثم العم77ل على تفعيل77ه بص77ورة تظه7ر إلى

حد ما الكمال واالنسجام في العمل. المسؤولية اإلعالمي77ة: وهي أن يطب77ع أداء اإلعالم بش77قيه-

الرسمي والخاص بالطابع الوطني وتجنب القيام ب77أدوارمن شأنها توتير الرأي العام والتأثير عليه بطريقة غير ص77حيحة والدفع به لخلق واقع جديد كما هو حاص77ل اآلن في توجي77ه إهتمام الرأي العام المص77ري عن القض77ايا األساس77ية ال77تي تبحث ملفات ما بعد الثورة من مثل استرداد مصر إلرادتها وتعظيم ص77الحها الوط77ني على مس77توى الخ77ارج وال77داخل وسياسة توازن تقسيم الدخل والثروة والتنمي7ة االقتص7ادية إلى قضايا خالفية في شكلها وجوهره77ا مث77ل الترك77يز على

. (33 )هوية الدولة هل تكون دينية أم مدنية كف أيدي الخارج العربي وال77دولي عن ال77داخل المص77ري :-

من خالل خلق واقع جدي77د ي77رتهن إلى ت77وازن سياس77ي يتم إحداثه باستخدام أوراق ض77غط وهي كث77يرة وم77ؤثرة وعن طريق تحييد العامل األمريكي بشكل خاص، وبناء تحالفات وطنية واسعة تطغى على االبتزاز السياسي و أي محاوالت

.(34 )للتمزيق والتفتيت والتمهيد للحروب واألزمات الداخلية تعزيز التنشئة الوطنية لألف77راد : عن طري77ق نش77ر الثقاف77ة-

الديمقراطية والخطاب المدني من خالل الت77أثير في كتاب77ة الدستورأو تعديل77ه لالل77تزام بالحري77ات الديني77ة والسياس77ية المرتبط777ة ب777ه لتحص777يل مكتس777بات وظيفي777ة مهم777ة في مؤسس77ات الدول77ة ، واإلعالم، وفي المجتم77ع الم77دني و

.( 35)النظم التعليمية 62

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

إدارة القرار : فغياب دراسة مسبقة ومرحلة زمنية مكافئة- للقرار تكون عرضة للمقاومة، ففي الحال77ة المص77رية يجب تفهم حاجة الناس لالستعداد النفس77ي والعقلي على تقب77ل التغيير. فالقرار ال77ذي خ77رج ب77ه ال77رئيس المص77ري إلج77راء انتخابات مجلس النواب والذي تم إبطاله من قب77ل القض77اء أوشك أو كاد على تفجير األوضاع وكان تنفي77ذه سيض77اعف األمور سوءا و يشكل ق77دحا في مص77داقيتها لوج77ود قط77اع

.(36)عريض أعلن مقاطعتها فصل القضاء عن السياسة : وعدم التأثير عليه فهو الجه77ة-

الوحيدة المطلوب منها عدم االصطفاف السياسي لط77رف على حساب آخر فكلما كان أبعد كان أنزه، وتكمن أهميت77ه في أن77ه يم77ارس أدوارا سياس77ية، واجتماعي77ة، واقتص77ادية، وهو من يضبط القواعد القانونية للدول77ة واالل77تزام بالعم77ل به77ا. فه77و الوس77يلة الس77لمية لح77ل الص77راعات ابت77داء من القضايا البسيطة وحتى الخالفات الدس77تورية، فاس77تقالليته تعني استمرار واستقرار األمن في المجتم77ع وه77ذا بش77كله يع77ني إس77تمرارية عم77ل الدول77ة ح77تى في ظ77ل األزم77ات

.(37)والحروب الحوار كهدف و آلي77ة و مب77دأ : بص77رف النظ77ر عمن يرع77اه-

س77واء ق77وى ذات مرجعي77ات ديني77ة " األزه77ر والكنيس77ة القبطية" أوغير تقليدية وذات مرجعية وطني77ة ك77الجيش، أو تلك ذات المرجعية األكاديمية كأساتذة الجامع77ات. على أن تتحقق فيه حسن نوايا المتح77اورين، وال77تزامهم بمخرج77ات العملية التحاورية، وهذا من شأنه تم77تين الجبه77ة الداخلي77ة،

وتعزيز سياسة قبول اآلخر وعدم تهميشه وإقصاؤه.

63

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الهوامش: (1محبوب77ة، قص77ي، القائ77د بين السياس77ة والس77لطة والنف77وذ، )ط.1

.75-74، األهلية للنشر والتوزيع، عمان، ص2010 ،كوهان.أ ، ترجمة عبدالقادر، ف7اروق، مقدم7ة في نظري7ات الث7ورة.2

ب7يروت ص، (، المؤسس77ة العربي7ة للدراس7ات والنشر1 )ط197966-67.

عبيد، هناء، االقتصاد السياسي ل7" التحوالت الثوري77ة" في المنطق7ة.3 (47(، المجلد )187 العدد )2012العربية، السياسية الدولية، يناير

. 55القاهرة، ص عبدالفتاح، األميرة سماح فرج، اإلعالم وتشكيل اإلحساس ب77الخطر.4

الجمعي "أزمات المجتمع المص77ري نموذج77ا"، المس77تقبل الع77ربي، (، الس77نة الخامس77ة والثالث77ون، مرك77ز405 ، الع77دد )2012نوفم77بر

.49دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص إب77راهيم، س77عدالدين، عوام77ل قي77ام الث77ورات العربي77ة، المس77تقبل.5

(، الس77نة الخامس77ة والثالث77ون،399، الع77دد )2012الع77ربي، أي77ار .131-130مركز دراسات الوحدة العربية بيروت، ص

، دار المعرف77ة،1980(،77 1الطعان، عبدالرض77ا، مفه77وم الث77ورة )ط.6.77-76بغداد، ص

الشوبكي، عمرو، الحركات اإلحتجاجية في الوطن العربي ) مص77ر-.7 ،2011المغ77رب – لبن77ان – البح77رين(، المس77تقبل الع77ربي ش77باط

-104(، مرك77ز دراس77ات الوح77دة العربي77ة، ب77يروت، ص384العدد )105.

، دار الكت77اب الع77ربي،2007تشومس77كي، نع77وم، ال77دول الفاش77لة .8.209-208بيروت، ص

منيسي، أحمد، حركات التغيير الجديدة في الوطن العربي : دراسة.9 مرك77ز اإلم77ارات للدراس77ات2010(،77 1الحال77ة المص77رية، )ط

.105 – 92والبحوث اإلستراتيجية، أبو ظبي، ص10. Fahmy, Hazem, An Initial Perspective on "The Winter of Discontent": The Root

Causes of the Egyptian Revolution, Social Research: An International Quarterly, summer-2012,vol.79,no: 2, ISSN: 0037783x, New school for Social (a) Research ,New York, p 351.

ليبست، سيمون، رجل السياس77ة : األس77س اإلجتماعي77ة للسياس77ة،.11 تع77ريب : "الم77ترجمون الع77رب" خ77يري حم77اد وش77ركاه، )د،ت(

.37منشورات دار اآلفاق الجديدة ، بيروت، ص ، المركز2012(7 1بشارة، عزمي، في الثورة والقابلية للثورة، )ط.12

العربي لألبحاث ودراسة السياسات، مطابع ال77دار العربي77ة للعل77وم،. 77بيروت، ص

64

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حسيب، خيرالدين، الربيع العربي : نحو آلية تحليلية ألسباب النجاح.13 (، الس77نة398، الع77دد )2012والفشل، المستقبل الع77ربي، أبري77ل/

.22الرابعة والثالثون، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص ، مكتب77ة2011(،1نق77رش، عبدالل77ه، من وحي الربي77ع الع77ربي )ط.14

.165-164سعد، عمان، ص صنيتان، محمد، إنعكاسات التحركات العربية من أجل الديمقراطية.15

(، س7بتمبر/1على الشارع السعودي، الربيع الع7ربي الى أين..؟ )ط .332، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص2011

،2011-2010محمود، أحمد إبراهيم وآخرون، حال األم77ة العربي77ة .16 ،مركز دراسات الوحدة العربية، ب77يروت،2011(1رياح التغيير، )ط

.166ص17. http://www.amf.org.ae/arالنش77رة الفص77لية،" أداء أس77واق األوراق

، ص77ندوق النق77د2012 ( الرب77ع الث77الث 70المالية العربية" الع77دد ).59العربي، ص

18.http:// www.amf.org. ae/arقارة، مصطفى وآخ77رون، "األزم7ة المالي7ة .12-11 صالعالمية وتحديات إستعادة االستقرار"

الم77رزوقي، منص77ف، اآلف77اق المرعب77ة والمذهل77ة للث77ورة العربي77ة،.19 سلس777لة كتب2011( س777بتمبر1الربي777ع الع777ربي ..الى أين؟ )ط

(، مركز دراس7ات الوح7دة العربي7ة، ب7يروت،63المستقبل العربي )265.

20. Goytsolo , Juan, Liberation Square, Massachusetts Review, Winter-2011, Vol.52, no: 3-4, ISSN: 00254878, Massachusetts Review Inc, USA, p389.

21. ZHOU, ZIAOLIN & Others, EGYPT: The First Internet Revolt, Peace Magazine, Septemper-2011, Vol. no:3, 27,ISSN: 08269521,Toronto-Canada, p6-9.

، دار2013(777 2أمين، جالل، م777اذا ح777دث للث777ورة المص777رية )ط.22 .88 -86الشروق، القاهرة، ص

حافظ، زياد، ثورة يناير في مص77ر: تس77اؤالت الحاض77ر والمس77تقبل،.23 ، مرك77ز2011( ،نوفم77بر/1ري77اح التغي77ير في ال77وطن الع77ربي )ط

.35-34دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص عارف، محمد نصر، المس7ارات المض7طربة للث7ورات في المنطق7ة.24

،47، المجلد 2012(، أبريل 188العربية، السياسة الدولية، العدد ) .53القاهرة ص

شحاته، دينا، و مريم وحي77د، تص77اعد دور الحرك77ات اإلحتجاجي77ة في.25 2011 (، أكت77وبر/186المنطقة العربية، السياس77ة الدولي77ة، الع77دد)

.81، القاهرة، ص46المجلد لوبون، غوستاف، روح الث77ورات، ترجم77ة محم77د ع77ادل زعي77تر، )ط.26

.57 ، المطبعة العصرية، الفجالة، مصر، ص1934( ،2 قرني، بهجت، مصر وما يتعداها: الربيع الع77ربي، العروب77ة الجدي77دة،.27

وتحديات المرحلة اإلنتقالية، الربيع الع77ربي في مص77ر: الث77ورة وم77ا65

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

، مركز دراسات الوح77دة العربي77ة، ب77يروت، ص2012بعدها، أكتوبر/339.

.58النشرة الفصلية، مرجع سابق ، ص .28 عارف، نصر محمد، مستقبل الدولة في الع77الم الع77ربي، السياس77ة.29

.65، القاهرة، ص46، المجلد 2011(، أكتوبر/186الدولية، العدد ) عبدالمجي77د، وحي77د، مص77ر الى أين..؟ في مف77ترق ثالث77ة ط77رق،.30

( السنة الخامسة والثالث77ون،404المستقبل العربي، أكتوبر/العدد ) .12مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص

لبيب، الطاهر، لكي ال تأكل الثورة أوالدها باكرا،الربي77ع الع77ربي الى.31 ، مرك77777ز دراس77777ات الوح77777دة2011(، س77777بتمبر/1أين..؟،)ط

.172-171العربية،بيروت، ص عوض، محس77ن، وآخ77رون، اإلنتق77ال إلى الديمقراطي77ة في ال77وطن.32

(،2011-2001الع77ربي بين اإلص77الح الت77دريجي و الفع77ل الث77وري ) (، الس77نة الرابع77ة388، الع77دد )2011المس77تقبل الع77ربي، يوني77و/

.76-75والثالثون، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص البشري، ط7ارق، عالق77ة ال77دين بالدول7ة : حال7ة مص7ر بع77د الث7ورة،.33

(، الس77نة الخامس77ة407، الع77دد )2013المستقبل الع77ربي، ين77اير/ .96والثالثون، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ص

صالح، محسن، السيناريوهات المستقبلية للثورات العربية، جري77دة.34.9( ص1992(، العدد )19، السنة )2012/حزيران/ 28السبيل،

صالح، محسن، السيناريوهات المستقبلية للثورات العربية، جري77دة.35.9( ص1992(، العدد )19، السنة )2012/حزيران/ 28السبيل،

36.www.almasryalyoum.com ،نافع777ة، حس777ن، سياس777ية حاف777ة الهاوي777ة .25/2/2013المصري اليوم،

-28 نقرش، عبدالله، من وحي الربيع الع77ربي، مرج77ع س77ابق، ص .3729.

تأثير العوامل التاريخية يناير(25في مواقف الجيش المصري من ثورة )

واثق محمد براك السعدونمدرس مركز الدراسات اإلقليمية بجامعة الموصل/ العراق

المقدم77ة:66

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تب77اينت مواق77ف الجي77وش العربي77ة من حرك77ات التغي77ير واالحتجاجات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي مطل77ع الع77ام

، إذ اختل77ف تعام77ل الجيش م77ع ه77ذه الحرك77ات من بل77د2011 عربي إلى آخر، كما أختل77ف أداء الجيش نفس77ه من مرحل77ة إلى أخ77رى خالل م77دة حرك77ة التغي77ير. ففي ليبي77ا تع77رض الجيش لالنقس77ام خالل حرك7ة التغي77ير، م77ا بين كت77ائب الث77وار والكت77ائب الموالية للنظ77ام الس77ابق. وفي اليمن تع77رض الجيش النش77قاق قطعات كبيرة الحجم منه بكامل أفرادها وأس77لحتها وتجهيزاته77ا، وانض77مامها لص77فوف الث77وار، مث77ل انش77قاق الفرق77ة المدرع77ة األولى. وفي سوريا تعرض الجيش النشقاقات محدودة، شملت بعض الوح77دات بمس77توى كتيب77ة )ف77وج( فم77ا دون، وع77دد من الض77باط والم77راتب، ال7ذين ش77كلوا فيم77ا بع7د الج77زء األك7بر من مجموعات )الجيش السوري الحر(، أبرز فصيل مسلح من قوى التغيير في سوريا. أما في مص77ر ف77أن الجيش بكام77ل تش77كيالته وقياداته وأف77راده انتق77ل بش77كل منظم من موق77ف الحي77اد خالل االنتفاضة الشعبية العارمة، إلى موق77ف االنحي77از لحرك77ة التغي77ير

وإسنادها ومن ثم مراقبة سيرها. يه777دف البحث إلى بي777ان ت777أثير اإلرث الت777اريخي للجيش

25المصري في تحديد طبيعة مواقفه وردود أفعاله خالل ث77ورة ، وقس77م البحث إلى أربع77ة مح77اور2011ك77انون الث77اني/ ين77اير

لتمثيل المراح77ل التاريخي77ة المهم77ة له7ذه الث77ورة )قب77ل الث77ورة، خالل الثورة، قبل تسليم السلطة، خالل تسليم الس77لطة(، وق77د تن77اولت مح77اور البحث مختل77ف العوام77ل الم77ؤثرة في مواق77ف الجيش المص77ري في ك77ل مرحل77ة، م77ع الترك77يز على العوام77ل التاريخي77ة. تض77من المح77ور األول الموس77وم )أدوار الجيش في مصر قبل ثورة يناير( نبذة عن األدوار التاريخية للجيوش العربية بعامة، ولهذا الجيش بخاصة، قب77ل انطالق حرك77ات التغي77ير. أم77ا

موقف الجيش من التغي77ير في مص77ر( )المحور الثاني الموسوم فقد تناول الدور المهم الذي قام به الجيش إلتمام حركة التغيير في مصر، والتحديات األمني77ة والسياس77ية ال77تي واجهت الق77وات المس77لحة المص77رية خالل ه77ذه الحرك77ة. أم77ا المح77ور الث77الث

األدوار المستقبلية للجيش المصري( فقد )إستشراف الموسوم ن77اقش أهم إتجاه77ات ال77رأي ال77تي س77ادت الس77احة السياس77ية المصرية في المدة ال77تي أعقبت س77قوط نظ77ام مب77ارك، بش77أن دور الجيش المصري في صنع القرار في هذا البلد في المرحلة المقبلة. واس77تعرض المح77ور الراب77ع الموس77وم )موق77ف الجيش

67

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المصري من تسليم السلطة( الظروف والمواقف ال77تي رافقت عملي77ة انتق77ال الس77لطة من المجلس العس77كري إلى حكوم77ة ال77دكتور محم77د مرس77ي الف77ائز بانتخاب77ات الرئاس77ة في مص77ر. وانتهى البحث بخاتمة تضمنت أهم االستنتاجات التي تم التوصل

إليها.أوال- أدوار الجيش في مصر قبل ثورة يناير:

إن سمة تدخل الجيوش العربي77ة في التط77ورات السياس77ية متج77ذرة في عم77ق الت77اريخ الع77ربي، على نح77و ب77دت في77ه ه77ذه العملية مألوفة منذ نهاية الق77رن التاس77ع عش77ر، إذ لم يخ77ل أول

( ع77ام1)(1) أحم77د ع77رابي تح77رك عس77كري في مص77ر، بقي77ادة من نزعة سياسية، ثم استمر هذا األمر في مطلع القرن1881

( إبان الدولة2)(2)العشرين، ابتداء من انقالب "االتحاد والترقي" قائ77د عس77كري وزعيم سياس77ي مص77ري، ول77د في: أحم77د ع77رابي(1)(1)

. تلقى تعليما دينيا في بداية حيات77ه، ثم1841)الشرقية( بمصر في عام أص77بح ض77ابطا،1858، وفي ع77ام 1854دخ77ل الجيش جن77ديا في ع77ام

شارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة، ارتقى ع77رابي س77لم الرتب العسكرية بس77رعة ح77تى وص77ل لرتب77ة أم77يرالي )عمي77د(، وأص77بح

من المص77ريين آن77ذاك ن77اظر الجهادي77ة )وزي77ر ال77دفاع( فيم77ا بع77د، ويعد بس77بب انحي77ازة وه77ذا المنص77ب، القالئ77ل ال7ذين وص77لوا إلى ه77ذه الرتب77

الخ777ديوي وق777ادة الجيش في ذل777ك ال777وقت إلى الض777باط الش777ركس قاد عرابي الثورة ضد الخديوي توفيق في أيلول/ سبتمبر عام واألتراك.

، للمطالبة بالعدالة والمساواة بين أبناء مص77ر والتخلص من ظلم1881 وإس7تئثار الش77ركس واألت77راك بالس77لطات واالمتي77ازات وتفض7يلهم على العرب. سجن عرابي ورفاقه بعد القضاء على ثورته، ثم نفي في كانون

إلى س77يالن، ثم ع77اد إلى مص77ر من المنفى1882األول/ ديسمبر ع77ام . لمزي777د من1911. ت777وفي في الق777اهرة في أيل777ول 1903في ع777ام

التفاصيل عن عرابي وثورته، ينظر: أحمد عبد الرحيم مصطفى، الث77ورة (؛ محم777ود الخفي777ف، أحم777د1961العرابي777ة، دار القلم، )الق777اهرة،

(؛1971، دار الهالل، )الق77اهرة، 1ع77رابي..ال77زعيم المف77ترى علي77ه، جحسن حاف77ظ، الث77ورة العرابي77ة في الم7يزان، سلس7لة كتب قومي7ة، ع )

(، مطابع الدار القومية، )القاهرة، د.ت(؛ سمير محم77د ط7ه، أحم77د198 عرابي ودوره في الحياة السياس77ية المص77رية، الهيئ77ة المص77رية العام77ة

(؛1986للكتاب، )القاهرة، -Trevor Le Gassick, "The Defense Statement of Ahmad Urabi..The Egyption",

The American University in Cairo, 1982. جمعية اإلتحاد والترقي: جمعي77ة نش77أت بداي77ة كتنظيم س77ري في ع77ام(2))2(

باسم )لجنة االتحاد العثماني(، على يد مجموعة من طالب كلي77ة1889 ، وآخ77رون، ثمعب77د الل77ه ج77ودتالطب العسكري، مثل إبراهيم طم77و، و

تحولت إلى اسم )جمعية اإلتح77اد وال77ترقي(، أص77بحت منظم77ة سياس77ية واس77عة االنتش77ار وبخاص77ة في ص77فوف الجيش العثم77اني بحل77ول ع77ام

ثم تمكنت هذه الجمعية من، أثناء تدهور أوضاع الدولة العثمانية.190668

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الذي خلف تداعيات مهم77ة، أث77رت في1908العثمانية في عام ص77ياغة األدوار الالحق77ة للجي77وش في دول المش77رق الع77ربي، .وبخاص77ة بع77د مش77اركة عناص77ر من جيوش77ها في ه77ذا االنقالب وت77دريجيا، ب77دأت ال77دول العربي77ة تع77رف ظ77اهرة االنقالب77ات

( في3)(3)العسكرية، التي استهلها العراق ب77انقالب بك77ر ص77دقي (. وأح77رز الض77باط الس77وريين ص77دارة المش77هد4)(4)1936ع77ام

،1963 و1949االنقالبي العربي، إذ شهدت سوريا مابين عامي (. 5)(5)( إنقالبات عسكرية9)

ع77رف معظم الحك77ام الع77رب ال77وزن الت77اريخي للجيش وأدركوا الخطر الذي يمكن أن يمثله، إذ ش77هدت ال77دول العربي77ة

عن طريق التم77رد(1918-77 1908سيطرة على السلطة بين عامي )ال الح77رب. وفي نهاي77ة العس77كري والض77غط على الس77لطان عب77د الحميد

معظم أعضاءمحمد الخامس، حاكم السلطان العثماني العالمية األولى هذه الجمعية محاكمة عس7كرية وس7جنهم. لمزي7د من التفاص7يل ينظ7ر: رضا هالل، السيف والهالل: تركيا من اتاتورك إلى أربك77ان..الص77راع بين

، دار الشروق، )الق77اهرة،1المؤسسة العسكرية واإلسالم السياسي، ط الس77لطان عب77د الحميد؛ رفيق شاكر النتش77ة،53-77 42(، ص ص 1999

، المؤسس77ة العربي77ة للدراس77ات والنش77ر، )ب77يروت،3وفلس77طين، ط. 139- 123(، ص ص 1991

قرية )عسكر( ولد في عراقي الفريق بكر صدقي: عسكري وسياسي (3)(3) ، درس فيك77رديينمن أب77وين 1886 ع77ام كرك77وكالقريب77ة من مدين77ة

األس77تانة )اس77طنبول(، وتخ77رج منه77ا ض77ابطا في فيالمدرس77ة الحربية ، وش77ارك في المع77ارك ال77تي وقعت أواخ77ر الح77ربالعثم77انيالجيش

العالمية األولى، وبعد نهاية هذه الحرب وهزيمة الدولة العثمانية، انض77م ك77انون6 الذي أسسه البريطانيون في الجيش العراقيبكر صدقي إلى برتب77ة مالزم أول. ت77درج في رتبت77ه 1921من الع77ام الث77اني/ ين77اير

غ77ازي )الملكالعس77كرية ح77تى وص77ل إلى رتب77ة فري77ق ركن في عه77د واشتهر بالصرامة والقسوة وبخاصة عندما قاد حمل77ة،77 (77-1939 1933

ع77امش77مال الع77راق منطق77ة س77ميل في اآلشوريينعسكرية ضد تمرد ، ثم ض77د انتفاض77ة العش77ائررشيد عالي الكيالني على عهد وزارة 1933

ثم ض77د انتفاض77ة الب77ارزانيين،1935 ع77ام الف77رات األوسطفي منطقة األص77لالتركم77انيوتوطدت العالق77ة بين77ه وبين وزي77ر الداخلي77ة الس77ابق

، وقادا معا انقالبا ضد حكومة ياسين الهاشمي في ع77امحكمت سليمان . ينظ77ر: نج77دت1937. اغتي77ل في الموص77ل في آب/ أغس77طس 1936

، )البص77رة،1936فتحي صفوت، الع77راق في الوث77ائق البريطاني77ة س77نة ،3، ط1؛ عبد الوهاب الكي77الي، موس77وعة السياس77ة، ج60(، ص 1983

. 549(، ص 1986المؤسسة العربية للدراسات والنشر، )بيروت، األدوار المتغ77يرة للجي77وش في مرحل77ة الث77ورات بش77ير عب77د الفت77اح، "(4)(4)

من مجل7ة2011العربية"، ملح7ق )تح7والت إس7تراتيجية( بع7دد نيس7ان . 7(، ص 2011السياسة الدولية، )القاهرة،

احمد يوسف احمد وآخرون، كيف يصنع الق77رار في األنظم77ة العربي77ة،(5))5(.652(، ص 2010مركز دراسات الوحدة العربية، )بيروت،

69

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

(41 فق77ط، )1970 و1936خالل الم77دة الواقع77ة بين ع77امي انقالبا عسكريا، ت77والى على أثره77ا ت77دخل الجي77وش العربي77ة في الشأن العام بص77ور ش7تى، ت7راوحت م7ا بين ممارس77ة الض77غوط على النخب الحاكم77ة، وإعالن التم77رد أو التهدي77د ب77ه، واالنقالب واالستيالء على السلطة، وتقرير السياسات والتوجهات، وتغي77ير هياكل الدولة وهويته77ا. ل77ذلك عم77ل أغلب الحك77ام الع77رب على تهميش الجيش، وإبعاده عن الحياة السياسية. وفي موازاة ذلك ط77ور ه77ؤالء الحك77ام نظم77ا مركب77ة من األجه77زة األمني77ة بقي77ادة ضباط مقربين من السلطة، وال77ذين وج77دوا أنفس77هم منس77اقين إلى منط77ق جدي77د تح77ولت ب77ه مهمتهم من حماي77ة الدول77ة إلى حماي777ة النظ777ام, وق777د أمنت ه777ذه األجه777زة األمني777ة مهم777ات االس77تخبارات والحف77اظ على النظ77ام، وب77اتت ت77راقب نش77اطات المواطنين طوال الوقت, ويراقب بعضهم بعضا. ه77ذه الوك77االت األمنية التي صممت كالذراع القمعي لألنظمة السياسية ص77ارت تدير الشأن السياس77ي مباش77رة وق77د فرض77ت نفس77ها كمح77اورة مميزة للشعب، مع العمال المضربين والع77اطلين عن العم77ل أو حتى مع المتظاهرين المطالبين بتأمين المساكن, كما إنها ت77دير العالقات بين مكونات الشعب وترسم ح77دود التعب77ير المس77موح به77ا, وبه77ذا أص77بح رج77ال األمن هم الق77وة الحامي77ة للرؤس77اء

(. 6)(6)والمتسلطة على رقاب الشعب اف77ترض معظم الب77احثين قب77ل ح77دوث التغي77ير في ت77ونس ومصر، بعدم وجود خ77ط فاص77ل بين األنظم77ة الحاكم77ة وقواته77ا العسكرية. ولم يكن هذا االف77تراض غ77ير منطقي آن77ذاك، فكث77ير من الرؤساء العرب خدموا في الجيش قبل وص77ولهم إلى س77دة الحكم. وفي أثر االنقالبات العسكرية ال7تي حص77لت في البل7دان العربية على امتداد القرن الماضي، أنشأ معظم الزعماء العرب مؤسس777ات لممارس777ة الس777يطرة السياس777ية على الجيش من خالله77ا، وش77كلوا في بعض الح77االت ق77وات عس77كرية منافس77ة إلقام77ة ت77وازن م77ع ثق77ل الجي77وش النظامي77ة في بل77دانهم. وق77د س77اعدت الكث77ير من الجي77وش العربي77ة أنظمته77ا الحاكم77ة في القضاء على التمردات المسلحة، وإخم7اد االنتفاض7ات الش7عبية.

وصال العزاوي، "الثورات العربية واستحقاقات التغيير"، مجلة شؤون (6))6( (،2011(، مرك77ز الدراس77ات اإلس77تراتيجية، )ب77يروت، 139األوسط، ع )

؛30ص - James M. Dorsey, "Role of Arab militaries in popular uprisings ", Middle East

Studies Online Journal, Vol. 3, No. 6, 2011, p.474.< http://www.middle-east-studies.net/>

70

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

نتيجة لهذه المعطيات توص77ل معظم الخ77براء بالش7ؤون العربي77ة إلى فرضية مفادها أن الجي77وش لن تص77ل إلى مرحل77ة القطيع77ة مع حكامها في يوم من األيام. ولكن األدوار التي أدتها الجي77وش في حركات التغيير التي اجت77احت البل77دان العربي77ة مطل77ع الع77ام

، وبخاص777ة في مص777ر، فن777دت ه777ذه الفرض777ية، وأثبتت2011 قصورها في توق77ع الخي77ارات المختلف77ة ال77تي س77لكتها الجي77وش العربية في التعامل مع االحتجاجات الشعبية الضخمة في الع77ام نفسه، وأن مراجعة أولية للتغي7يرات ال7تي حص77لت، ت7بين وج7ود عوامل عدة تقف وراء الطريقة التي ت77رد به77ا الجي77وش العربي77ة على االض77طراب الع77ام، أهمه77ا: ال77تركيب االجتم77اعي لك77ل من

(.7)(7)النظام وجيشه، ومستوى مهنية الجيش نفسه أدت الحركة العسكرية التي نفذها تنظيم الض77باط األح77رار

إلى تسلم الجيش في مصر زمام (8)1952 تموز/ يوليو 23في الس7لطة. وك7ان ه7ذا التح77رك السياس77ي للمؤسس7ة العس7كرية

( والس77يطرة1952-77 1936الذي نجح في خلع المل77ك ف77اروق ) على الس77لطة في مص77ر، يحم77ل في ص77يرورة أحداث77ه ث77ورة حقيقية، شكلت منعطفا سياسيا مهما في ت77اريخ مص77ر، لحس77م الصراع السياسي الذي كان دائ77را في البل77د وال77ذي تص77اعد في السنوات التي سبقت ح7دوث الحرك7ة، ولتجس7يد بداي77ة التط7ور

عالقة الجيش المص77ري بالسياس77ة. لقد مرت (9)المستقل للبالد منذ مطلع الخمسينيات في القرن الماضي بمراح77ل ع77دة. فق77د

23حكم الجيش البالد بشكل منفرد لس77نوات ع77دة بع77د حرك77ة ، إذ ان المؤسسة العس77كرية ك77انت الوحي77دة1952تموز/ يوليو

التي تمتلك سلطة فعلية من دوائ77ر ص77نع الق77رار في مص77ر في(7) ف. غريغ7وري غ7وز الث7الث، "لم7اذا أغفلت دراس7ات الش7رق األوس7ط (7)

الربيع العربي؟ خرافة استقرار األنظمة االستبدادية."، مجلة المس77تقبل (، مرك77ز دراس77ات الوح77دة العربي77ة،34(، الس77نة )392الع77ربي، ع )

.149(، ص 2011)بيروت، في مصر: حرك7ة عس7كرية قاده7ا تنظيم1952 / يوليو تموز23 حركة (8)(8)

)الض77باط األح77رار( في الجيش المص77ري بقي77ادة جم77ال عب77د الناص77ر. أطاحت هذه الحركة بالملك ف77اروق، إذ أج77بر على التن77ازل عن الع77رش ل77ولي عه77د، وتم تش77كيل مجلس وص77اية إلدارة ش77ؤون البالد، ثم ألغي مجلس الوصاية وتم إعالن قيام الجمهورية في مصر، في الثامن عش77ر

، وأص77بح مجلس قي77ادة الث77ورة،1953من حزي77ران/ يوني77و من الع77ام المؤل7ف من ق77ادة تنظيم )الض77باط األح7رار( الس7لطة العلي7ا في البالد.

.926لمزيد من التفاصيل ينظر: الكيالي، المصدر السابق، ص توفي77ق الم77ديني، المجتم77ع الم77دني والدول77ة السياس77ية في ال77وطن(9))9(

.627(، ص 1997العربي، اتحاد الكتاب العرب، )دمشق، 71

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

(،1970-77 1954عه77د ال77رئيس األس77بق جم77ال عب77د الناص77ر ) . وفي مرحل77ة(10)ب7الرغم من ع7دم إمكاني77ة تحدي7د نفوذه7ا بدقة

تالية تكونت ش77راكة بين الجيش من ناحي77ة والعس77كريين ال77ذين تحول77وا إلى ق77ادة سياس77يين من ناحي77ة أخ77رى، غ77ير أن ه77ذه الشراكة سرعان ما تحولت إلى تنافس، وص77راع ح77اد في بعض األحيان، لدرج77ة أن الخالف بين ال77رئيس عب77د الناص77ر والمش77ير

مثل المشكلة الداخلي77ة الرئيس77ة في البالد(11)عبد الحكيم عامر بين العرب و)إسرائيل(.1967حتى اندالع حرب حزيران/ يونيو

وقد كان هذا الصراع واحد من أسباب عدة ق77ادت إلى الهزيم77ة في هذه الحرب، مثل ما ك77ان قبله77ا أح77د أس77باب فش77ل تجرب77ة

.(12)الوحدة بين مصر وسوريا ثم ب77دأت المرحل77ة الثالث77ة للعالق77ة بين الجيش المص77ري

التي أتاحت للقي77ادة1967والسياسة بعد هزيمة حزيران/ يونيو السياسية الفرصة إلعادة ص77ياغة العالق77ات المدني77ة- العس77كرية في مصر، فانس77حب الجيش من السياس77ة، وتف77رغ ألداء مهم77ة الدفاع عن الوطن، واس77تقرت ص77يغة جدي77دة قب77ل فيه7ا الجيش الخضوع للقيادة المدنية. وقد سهلت الخلفية العسكرية للقي77ادة

احمد يوسف احم77د، ))الحال77ة المص77رية((، في احم77د يوس77ف احم77د(10))10(. 457وآخرون، المصدر السابق، ص

.1919 المشير عبد الحكيم عامر: ولد في )المني77ا( بمص77ر في ع77ام (11))11( دخل المدرسة الحربية )الكلي77ة العس77كرية( وتخ77رج منه77ا ض77ابطا برتب77ة

. درس في كلية األركان المصرية وتخرج منها1938مالزم ثان في عام وأص77يب فيه77ا.1948، اشترك في حرب فلسطين عام 1948في عام

لتنظيم )الض77باط األح77رار(، واش77ترك معهم بث77ورة تم77وز/ يولي77وانظم ، وعين قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية بعد نج77اح الث77ورة .1952

. توفي منتحرا في1964أصبح النائب األول لرئيس الجمهورية في عام .1967ظروف غامضة بعد هزيمة الجيش المصري في حزيران/ يوني77و

لمزيد من التفاصيل ينظر: محم77د ش77فيق غرب77ال وآخ77رون، الموس77وعة ، دار نهض77ة ب77يروت للطباع77ة والنش77ر، )ب77يروت،2العربي77ة الميس77رة، م

.1180( ، ص 1987 1958 ش77باط/ ف77براير 22 في وس77وريا مصر أعلنت الوح77دة بين (12))12(

وأصبح االسم الرس77مي للبل77دين ه77و الجمهوري77ة العربي77ة المتح77دة، وتم توقيع ميثاق الجمهورية العربي77ة المتح77دة من قب77ل الرئيس77ين الس77وري

اجمال عبد الناصر والمصري شكري القوتلي . اختير عب77د الناص77ر رئيس77 تم توحي77د1960 عاص77مة للجمهوري77ة الجدي77دة. وفي ع77ام والق77اهرة

برلماني البلدين في مجلس األمة بالقاهرة وألغيت ال77وزارات اإلقليمي77ة بانقالب عس77كريأنهيت الوحدةلصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضا.

، وأعلنت س77وريا عن1961/ س77بتمبر أيل77ول28 ي77وم دمشقحصل في ، بينما احتفظت مصر باسم الجمهوريةالجمهورية العربية السوريةقيام

عن77دما س77ميت باس77مها الح77الي1971العربي77ة المتح77دة ح77تى ع77ام . 641، ص 1. ينظر: المصدر نفسه، مجمهورية مصر العربية

72

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

، ط77وال الس77نوات المنقض77ية من77ذ ح7رب حزي77ران/(13)السياسية . إذ تبنى الرئيس السابق أن77ور(14)يونيو االنتقال إلى هذه الصيغة

( سياسة الجيش المحترف، البعيد عن1981-7 1970السادات ) التدخل في الشؤون السياسية، وق77د ك77ان الس77ادات يغ77ير ق77ادة المؤسسة العس77كرية كلم77ا رأى ذل77ك ض77روريا بس77هولة، بخالف ال77رئيس عب77د الناص77ر ال77ذي لم يتمكن من إزاح77ة المش77ير عب77د الحكيم عامر من على قمة ه77ذه المؤسس77ة، ب77الرغم من تك77رر إخفاقات األخير العسكرية والسياسية، إال بع7د هزيم7ة عس7كرية

. وش77هدت مص77ر في عه77د1967بحجم هزيم77ة حزي77ران/ يوني77و السادات تراجعا نس77بيا في مش77اركة المؤسس77ة العس77كرية في

.(15)عملية صنع القرار حس77نيأما عن أوضاع الجيش المصري في عه77د ال77رئيس

وبحسب دراس77ة أع7دها دانيي77ل كي77تزر(،2011-7 1981مبارك ) و1998الس77فير األم77ريكي األس77بق ل77دى الق77اهرة بين ع77امي

، وأس777تاذ دراس777ات الش777رق األوس777ط في كلي777ة وودرو2001 ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامع77ة برينس77تون بمش77اركة الباحثة مارى سيفنستريب من الكلية ذاتها، توصل الباحث77ان إلى ان الرئيس مبارك واصل إضفاء الطابع االح77ترافي على الجيش وتوسيع قوته االقتصادية واستقالله وكان الثمن في المقابل ه77و مساندة الجيش بشكل كام77ل لل77رئيس ونهج77ه السياس77ي، وق77د س77محت ه77ذه المقايض77ة للجيش بالحف77اظ على ثالث مص77الح

أولها ترسيخ رؤية الشعب له رئيسية مشتركة خالل تلك الحقبة، وثانيهم77ا أن بوص77فه المؤسس77ة الرئيس77ة في الهوي77ة الوطني77ة.

القادة العسكريين سيطروا )على الرغم من أن مصر لم تواج77ه تهديدات خارجية كبيرة في عه77د مب77ارك مثلم77ا ك77ان الح77ال في السبعينات( على الشؤون العسكرية تماما، بما في ذلك تعري77ف التهديدات والقدرة على إعالن الح77رب. وآخره77ا ح77رص الجيش على حماية مصالحه االقتصادية وقدرته على إدارة شركاته بعيدا

كل رؤساء جمهورية مصر الذين تعاقبوا على الحكم في مص77ر من77ذ (13))13( وحتى س77قوط نظ77ام ال77رئيس محم77د1952 تموز/ يوليو 23قيام ثورة

(، جمال1954- 1952حسني مبارك، كانوا عسكريين، { محمد نجيب ) (،1981-77 1970(، محمد أن77ور الس77ادات )1970-77 1954عبد الناصر )

(} ، )الباحث(.2011- 1981محمد حسني مبارك ) "الجيش في الدس77تور بع77د الث77ورة"، دراس77ة جم77ال عب77د الج77واد،(14)(14)

" تح77ديات التح77ول ال77ديمقراطي في مص77ر خاللمقدم77ة إلى م77ؤتمر.3(، ص 2011 تموز/ يوليو 27- 26المرحلة االنتقالية"، )القاهرة،

احمد يوسف احم77د، ))الحال77ة المص77رية((، في أحم77د يوس77ف احم77د(15))15(. 461، 460وآخرون، المصدر السابق، ص ص

73

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

عن المحاس777بة السياس777ية أو رقاب777ة ال777رأي الع777ام. واختلفت التقديرات ح77ول حجم المؤسس77ات اإلقتص77ادية التابع77ة للق77وات المس77لحة المص77رية العس77كرية، ف77يرى وزي77ر التج77ارة األس77بق،

%( من االقتص77اد10رشيد محم77د رش77يد، أنه77ا تمث77ل أق77ل من ) %(،30المصري، بينما تشير مصادر أخ77رى إلى أن77ه تص77ل إلى )

( ملي777ار دوالر، م777ا ي777رجح أن تفع777ل المؤسس777ة60أي نح777و ) العسكرية كل ما بوس77عها للحف77اظ على ش77ركاتها واإلبق77اء على سرية أنش77طتها خ77ارج الميزاني77ة، ويتوق77ع س77برنجبورج روب77رت، الباحث في شؤون الجيش المصري في كلي77ة الدراس77ات العلي77ا البحري77ة األمريكي77ة "أن يض77ع الجيش خط77ا أحم77ر على الرقاب77ة

(.16)(16)ةوالمحاسبة المدنية ألنشطته االقتصادي ولكن في ال777وقت نفس777ه، ش777هد عه777د ال777رئيس مب777ارك ممارس77ات جدي77دة انعكس77ت س77لبا على المؤسس77ة العس77كرية المصرية، مثل زيادة عدد الض77باط ال77ذين يح77الون على التقاع77د من رتبة عقيد فما فوق، وبخاصة الشخصيات القيادية الم77ؤثرة، وتوري77ط الق77وات المس77لحة في مه77ام أس77اءت لس77معة الجيش المص77ري وتاريخ77ه، مث77ل المش77اركة م77ع التح77الف ال77ذي قادت77ه الواليات المتحدة األمريكية إلخراج القوات العراقية من الكويت

- آذار/ م77ارس1990في ح77رب الخليج الثاني77ة )آب/ أغس77طس (، التي أظهرت الجيش المصري في وضع ال77ذي يح77ارب1991

أشقاءه، وهو الممنوع من محاربة )إسرائيل(، أو مهم77ة مراقب77ة ومنع عمليات تهريب السالح أو الم77واد الض77رورية األخ77رى ع77بر

. وت77دريجيا، وفي ظ77ل ه77ذه(17)األنفاق إلى قطاع غ77زة المحاصر السياس77ات، تراج77ع الجيش إلى خلفي77ة المش77هد السياس77ي في مصر. ولكن بالرغم من تجنب الجيش المصري التدخل المباشر والصريح في السياسة، إال إنه ظل مس77تعدا لم77ا ق77د يح77دث من تهديدات لألمن الوطني في ساحة السياس77ة الداخلي77ة، ومق77دما الدعم للسلطات الشرعية التي يخض77ع لقيادته77ا عن77دما تحتاج77ه

"س77يناريوهات الص77دام بين الجيشأيمن ش77رف ومحم77د البالس77ي، (16)(16) "، دراس77ة للس77فير األم77ريكي األس77بق دانيي77ل كي77تزرالمصري ومرسي:

مقال منشور في صحيفة الوطن )االلكترونية( على الش77بكات المتص77لة، المعلومات متاحة على الرابط:2012/ 8/ 31 في )االنترنيت(

http://news.elwatannews.com/news/details/43577 ، دار الثقاف77ة الجدي77دة،1 عب77د الحليم قن77ديل، األي77ام األخ77يرة، ط(17))17(

.57، 56(، ص ص 2008)القاهرة، 74

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

، عن77دما19)(1986 و18)(1977وتطلبه، وهو ما ح77دث في ع77امي .(20)قام الجيش بإنقاذ البالد من فتن هددت األمن الداخلي

ثانيا- موقف الجيش من التغيير في مصر: انطلقت في مص77ر في الخ77امس والعش77رين من ك77انون

تظاهرات ش7عبية س7لمية حاش7دة، ك7ان ق7د2011الثاني/ يناير ح77دد موع77دها مس77بقا من جه77ات ع77دة من أح77زاب وتي77ارات المعارض77ة المص77رية، والمس77تقلين، ومجموع77ات من الش77باب اتفقت على الخروج في هذه المظ77اهرات ع77بر موق77ع التواص77ل

2) ) (االجتماعي ال7"فيس بوك" في الشبكات المتصلة )االنترنيت(

حدثت في مصر احتجاجات شعبية عارمة خالل حكم الرئيس محم77د(18)() ،1977 كانون الثاني/ يناير من العام 19 و18أنور السادات، في يومي

بسبب قرار الحكومة رفع أسعار الم77واد الض77رورية، األم77ر ال77ذي تطلب اس77تدعاء الجيش لض77بط األوض77اع، وق77د س77يطر الجيش على الوض77ع األمني بسالسة واقتدار، ودون أن يلحق األذى بالمواطنين. عرفت تل77ك األحداث ب77)انتفاض7ة الخ77بز(. لمزي7د من التفاص7يل ينظ77ر: حس7ين عب7د

يناير..دراسة سياس77ية وثائقي77ة، دار الكلم77ة،19 و18الرازق، مصر في )القاهرة، د.ت(.

تظ77اهر اآلالف من جن77ود ق77وات األمن1986 شباط/ فبراير 25 في (19)() المرك77زي افي معس7كر الج7يزة، احتجاج7ا علي س7وء أوض7اعهم وت77دني رواتبهم، وتسرب شائعات عن وجود قرار سري بتمديد سنوات الخدم77ة اإللزامية لهؤالء من ثالث إلى خمس سنوات. وخرج الجنود المتم77ردون للشوارع وقاموا بإحراق بعض المحال التجارية والفنادق، وهو ما تسبب

استمرت حال77ة االنفالت األم77ني لم77دة أس77بوع،. في خسائر مادية كبيرة قام بعدها الجيش باالنتشار في شوارع القاهرة، وإعالن حظ77ر التج77وال فيها، وإخماد هذا التم77رد، واعتق77ال العدي77د من ق77وات األمن المرك77زي. لمزيد من التفاص77يل ينظ77ر: إب77راهيم الص77حاري، "انتفاض77ة جن77ود األمن

"، مقالة منش7ورة على موق7ع مرك7ز الدراس7ات1986المركزي فبراير االشتراكية في الشبكات المتصلة )االنترنيت( على الرابط:

http://www.e-socialists.net/node/3391.4، 3 عبد الجواد، المصدر السابق، ص ص (20))20(

من بين الحركات الشبابية التي ساهمت في تلك التظاهرات حرك77ة(21)) ( ومن أشهر مجموعات الشباب الذين، وحركة )كفاية)، أبريل)6)شباب

اتفقوا على الخروج في هذه المظاهرات عبر موقع التواصل االجتماعي ال7)فيس بوك(، مجموع77ة )كلن77ا خال77د س77عيد( و)ش77بكة رص77د( و)ش77بان

ك77انون25قبل ع77امين من انطالق ث77ورة (. يذكر ان األخوان المسلمين قامت فتاة تدعى )إسراء عب77د الفت77اح( وك77انت تبل7غ2011الثاني/ يناير

( عام77ا، من خالل موقعه77ا على الفيس77بوك،17حين ذاك من العم77ر ) ، احتجاج77ا على2008 نيسان/ أبريل 6بالدعوة إلى إضراب سلمي في

ت77دهور األوض77اع المعيش77ية، وس77رعان م77ا لقيت دعوته77ا اس77تجابة من ( ألفا شخص. ونجح اإلضراب، وأطلق على إسراء في حين77ه70حوالي )

و)القائ77دة االفتراض77ية(. ومن77ذ ع77ام ونص77ف ألقب ) فت77اة الفيس77بوك( س77بقت انطالق الث77ورة، ق77امت حرك77ات المعارض77ة بب77دء توعي77ة أبن77اء

75

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

، ج77اءت ال77دعوة له77ذه التظ77اهرات احتجاج77ا على األوض77اع1 المعيشية والسياسية واالقتصادية السيئة، وعلى انتشار الفس77اد

.(2011-77 1981في ظل حكم الرئيس محمد حس77ني مب77ارك ) وبالرغم من استخدام قوى األمن الداخلي والشرطة العنف ضد

ط77وال األي77ام الثالث77ة ال77تي أعقبتالمتظاهرين، إال إنه77ا فش77لت في مواجهة وقمع الحش77ود الجماهيري77ةانطالق هذه التظاهرات

وتفريقها، فخرجت األوض77اع عن الس77يطرة، وش77هدت الش77وارع المصرية حالة من انعدام األمن بعد انهيار أجهزة األمن الداخلي

بتص77اعدوانس77حابها من مواقعه77ا. ام77تزج ه77ذا االنفالت األم77ني االحتجاجات الشعبية ال77تي تح77ولت إلى إعتص77امات مليوني77ة في مي77دان التحري77ر في العاص77مة المص77رية )الق77اهرة(، وفي ب77اقي

.22)(المدن المصرية، تطالب بإسقاط النظام فأص77بحت الض77رورة ملح77ة لت77دخل الجيش، وح77دث ذل77ك، وكان الظهور األول للقطعات العس77كرية المص77رية في الش77ارع خالل هذه األحداث في الثامن والعشرين من الشهر نفسه. وقد نزل الجيش المصري إلى الشارع ه77ذه الم77رة بطريق77ة وعقلي77ة مختلفة، فمن77ذ اللحظ77ة األولى لوص77ول اآللي77ات العس77كرية إلى مي77دان التحري77ر واحتك77اك أف77راد الجيش بجم77وع المتظ77اهرين، أعلن الجيش إنه لن يستخدم العنف ضد المتظ7اهرين، وس77يقف على الحياد من وقائع م77ا يج77ري، وحص77ر دوره في بداي77ة األم77ر

أن دور الق77واتعلى حماية المنشآت والمباني الحكومية. علم77ا المسلحة المصرية في الحي77اة المدني77ة عام77ة لم يكن منصوص77ا

المحافظات ليقوم77وا بعم77ل احتجاج77ات على س77وء األوض77اع في مص77ر. وبعد حادثة وفاة الشاب خالد سعيد أثر تلقيه معاملة عنيف77ة من ض77باط

ق77ام الناش77ط في مج77ال م77دونات الش77بكات، ش77رطة المص77ريةمن ال المتص77لة )االن77ترنيت( وائ77ل غ77نيم، والناش77ط السياس77ي عب77د ال77رحمن

على موق77ع فيس ب77وك ودع77اد(بإنشاء صفحة )كلن77ا خال77د س77عي، منصور للش77عب.ة المصريين إلى التخلص من النظ77ام وس77وء معامل77ة الش77رط

ال77تي ك77ان للش77باب المص77ري المس77اهمة الفعال77ة فيأدت هذه الث77ورة عنك ، إلى تنحي ال77رئيس محم77د حس77ني مب77ارانطالقه77ا واس77تمرارها

وتكيل7ف المجلس األعلى للق7وات2011 شباط/ ف7براير 11الحكم في المسلحة بإدارة ش7ؤون البالد. لمزي77د من التفاص7يل ينظ7ر: "التسلس7ل الزمني ألحداث ثورة يناير في مصر"، مقالة منش77ورة على موق77ع قن77اة

الجزيرة في الشبكات المتصلة )االنترنيت( على الرابط:http://www.aljazeera.net/news/pages/807afb60-d07c-4c6e-8c40-4131a0533c97

؛" الحركات المساهمة بثورة مصر والح77وار"، مقال77ة منش77ورة على موق77عقناة الجزيرة في الشبكات المتصلة )االنترنيت( على الرابط:

http://www.aljazeera.net/news/pages/b785fab2-78ca-4647-b950-350e39593b50 "التسلسل الزمني ألحداث ثورة يناير في مصر"، المصدر السابق.(22)()

76

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

عليه دستوريا أو قانونيا بأية ص77يغة، وأن الجيش المص77ري ليس جيش77ا أي77ديولوجيا، لكن77ه جيش ذو عقي77دة وثقاف77ة وطني77ة، وه77و جيش غ77ير متح77زب وغ77ير طبقي، ت77أتي عناص77ره وقيادات77ه من

2)(المخزون الثقافي المصري في ريف مصر وحضرها دون تمييز3.

لقد حظي نزول الجيش بارتياح وترحيب واسع في الشارع ق77د أث77ارا بعض التس77اؤالتالمصري، ب77الرغم من هنال7ك أم77ران

وهم77ا ع7دمح7ول حيادي77ة الجيش، وحقيق77ة موقف7ه من األزم77ة، تمكن الجيش من تأمين الحماي77ة الكافي77ة للمحتجين في مي77دان التحرير من الهجمات التي قام بها أنصار مبارك وموالي الحزب

، ودع77وات2011 شباط/ فبراير 2الحاكم بالخيول والجمال في قادة الجيش المتكررة للمعتص77مين ب77العودة إلى من77ازلهم. وم77ع ذلك، يمكن القول ان الجيش المصري تعامل مع األزمة بعقالنية وحسن تدبير، والتزم بموقف متوازن حاول فيه حفظ م77اء وج77ه قائده األعلى )الرئيس مب77ارك( ب77أدنى ح77د ممكن، وفي ال77وقت نفس7ه كس77ب إح7ترام الش7عب المص77ري وثقت77ه، ح77تى ال تن77دفع الجم777وع الغاض777بة من المحتجين في الق777اهرة وبقي777ة الم777دن المصرية إلى رسم تصورات سلبية تجاه المؤسس77ة العس77كرية، ومن ثم تب77ني خي77ارات خط77يرة ذات كلف77ة باهظ77ة على الدول77ة والمجتمع. وقد حقق الجيش من خالل ه77ذا التص77رف ج77زءا من أهدافه، وليست كلها، فه77و من جه77ة ق77د خ77رج من ه77ذه األزم77ة محتفظا بثقة الناس واحترامهم، ولكنه من جهة أخرى لم يتمكن

. 24)(من تأمين خروج مشرف من السلطة للرئيس مبارك في األيام ال77تي س77بقت تنحي ال77رئيس مب77ارك عن منص77به

رك77ز الجيش2011ي77وم الح77ادي عش77ر من ش77باط/ ف77براير 28المص77ري جه77وده بع77د انخراط77ه في مج77رى األح77داث ي77وم

كانون الثاني/ يناير من العام نفس77ه، في ثالث مح77اور متوازي77ة، هي: مواجه77ة االنفالت األم77ني، وت77أمين الحماي77ة للمتظ77اهرين، واحترام أهداف الثورة. وفي هذا اإلط77ار، ق77امت ق77وات الجيش

فقد تصدت لمحاولة اقتح77ام مطبع7ة، حراسة المنشآت الحيويةب البن77ك المرك77زي، وق77امت ب77العزل بين المتظ77اهرين ورج77ال

الجيش ودفع، الش777رطة في مح777اوالت اقتح777ام وزارة الداخلية.9المصدر السابق، صعبد الفتاح، (23))( ع7ايش علي ع7واس، "في ض77وء ث77ورتي مص7ر وت77ونس: المؤسس7ة(24)()

العس77كرية في المنطق77ة العربي77ة وأدواره77ا المتغ77يرة"، ملح77ق )آف77اق( (، مرك77ز س77بأ للدراس77ات15102 أكت77وبر )اليمني77ة(، ع )14بص77حيفة

.2011 آذار/ مارس 5اإلستراتيجية، 77

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الوقت ال77ذي حلقت المصري بتعزيزات إضافية إلى القاهرة في فوق المتظ77اهرين في مي77دان طائرات حربية مقاتلة ومروحيات

التحرير وسط القاهرة، وقامت قوات الجيش أيضا باالنتشار في بمحافظة )الوادي الجدي77د(، ونجحت في أحياء مدينة )الخارجة(

أمنيا غ77ير الموقف، إذ شهدت تلك المدينة انفالتا السيطرة على ة،بعد انسحاب معظم القي77ادات األمني77ة من المحافظ77 مسبوق،

على ) خارجا3113قامت الق77وات المس77لحة ب77القبض على ) كما.25)(القانون وتقديمهم للمحكمة العسكرية

ب777اتت جه777ود المؤسس777ة العس777كرية لت777أمين س777المة المتظ777اهرين، مح777ط اهتم777ام وإعج777اب العدي777د من التق777ارير اإلعالمية، التي رأت أن الجيش ق77ام ب77دور "وس77يط الخ77ير" في األحداث، ورفض استخدام العنف ض77د الش77عب، ك77ذلك ت77وقفت

بمش77اعر "الحب والتق77دير" العديد من المصادر عند م77ا أس77مته 28بع77د نزول77ه للش77ارع في التي أبداها المصريون تجاه الجيش

، في أعق77اب حال77ة االنفالت األم77ني،2011كانون الث77اني/ ين77اير مبرزة شعار تلك المرحل77ة "الجيش والش77عب ي77د واح77دة". وأن الجيش ق777ام بحماي777ة المتظ777اهرين، وع777دت بعض التق777ارير

أرك77ان الق77وات المس77لحة تصريحات الفريق سامي عنان رئيس المتظ77اهرين ش77رعية، وأن77ه المصرية، بأن الجيش يرى مط77الب

الش77عب "نقط77ة مض77يئة" لم ولن يلجأ إلى استخدام الق77وة ضد للجيش، ح77تى إن بعض المص77ادر اإلعالمي77ة اإلس77رائيلية أب77رزت

س777لبية )من وج777ه النظ777ر النظ777رة، ال777تي مثلت رؤى ه777ذه اإلس77رائيلية(، إذ ذك77رت ص77حيفة "ه77اآرتس" اإلس77رائيلية: " أن

أنه يع77رف ح77دود اس77تخدام الق77وة، الجيش المصري برهن على مث77ل جي77وش أخ77رى، وق77د وإن أصبعه ليست خفيفة على الزناد

والحساسية". ن77الت أثبت هذا الجيش امتالكه للحكمة والتصميم تصرفات الجيش المصري، وضبط النفس الذي تحلى به أفراده في تلك األيام، تق77دير الكث77ير من ال77دوائر السياس77ية واإلعالمي77ة

المصادر األوروبية مقالة للدكتور أحمد العالمية، إذ نشرت بعض زويل العالم المصري الحائز على جائزة نوبل، الموسومة )أبن77اء

المصري اكتس77ب الفيس بوك( الذي أشار فيها إلى "أن الجيش ألدائه المهني العالي احترام الجماهير في هذه األوقات الصعبة، واالس77تقرار بوص77فه عن77دما تعل77ق األم77ر بالحف77اظ على األمن

.26)(حارس الشعب" يناير في اإلعالم الدولي"، دراس77ة25رمضان قرني محمد، " ثورة (777 25)()

.148- 146ص ص صادرة عن الهيئة العامة لإلستعالمات في مصر، .143- 142المصدر نفسه، ص ص (26)()

78

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

في نهار العاشر من شباط/ فبراير ظه77رت في التلفزي77ون المص77ري الرس77مي، وللم77رة األولى، لقط77ات للمجلس األعلى

ال77ذي يرأس77ه المش77ير محم77د حس77ين(777 27)للق77وات المس77لحة وزير الدفاع واإلنتاج الحربي وهو مجتمعا في خضم28)(طنطاوي

تلك األحداث، ثم أعلن المجلس في بي77ان قص77ير، أن77ه في حال77ة انعقاد دائم حتى يتم اتخاذ اإلجراءات التي تكفل حماي77ة ال77وطن والحف77اظ علي77ه. وه77و البي77ان ال77ذي ع77د وقته77ا مؤش77را على أن ساعات مبارك في الحكم ب77اتت مع77دودة، الس77يما وأن المجلس انعق77د وأص77در بيان77ه األول وم77ا تاله من بيان77ات تحت رئاس77ة المشير طنطاوي وزي77ر ال77دفاع، بينم77ا المف77روض أن ينعق77د في الظ77روف الطبيعي77ة برئاس77ة القائ77د األعلى للق77وات المس77لحة "رئيس الدولة". وبعد الخطاب الثالث للرئيس المخل77وع حس7ني

في مص77ر من القائ77د يتك77ون المجلس األعلى للق77وات المس77لحة (27)( من ق77ادة الق77واتاألعلى للقوات المسلحة "رئيس الدولة"، ومجموع77ة

المسلحة المصرية يترأسهم القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع. ينظ77ر: حس77ام رمض77ان، "المجلس األعلى للق77وات المس77لحة"، مقال77ة

منشورة على الشبكات المتصلة )االنترنيت( على الرابط:http://www6.mashy.com/home/tahrir-egypt/armed-forces

تش77رين األول/ أكت77وبر31 المشير محمد حسين طنطاوي: ول77د في (28)() . حصل على بك77الوريوس في العل77وم العس77كرية من الكلي77ة1935عام

، ثم حص77ل على ش77هادة الماجس77تير في العل77وم1956الحربي77ة ع77ام ، بع77دها حص77ل على1971العس77كرية من كلي77ة القي77ادة واألرك77ان ع77ام

.1982دبلوم عال في العلوم العس77كرية من كلي77ة الح77رب العلي77ا ع77ام ، وح77رب االس77تنزاف، وح77رب1967ش77ارك في ح77رب حزي77ران/ يوني77و

.. حيث كان قائدا لوحدة مقاتلة بسالح1973تشرين األول/ أكتوبر عام ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في1975المشاة. ثم عمل عام

أفغانستان. شغل طنطاوي مناصب قيادية كثيرة في الق77وات المس77لحة المصرية قبل تكليف الرئيس حسني مبارك له بتولي مس77ؤولية القي77ادة العام77ة للق77وات المس77لحة المص77رية، حيث ت77ولى منص77ب قائ77د الجيش

، ثم قائ77دا لق77وات الح77رس1987)الفيل77ق( الث77اني المي77داني ع77ام ، ثم قائدا عاما للقوات المس77لحة ووزي77را لل77دفاع1988الجمهوري عام

برتبة فريق.. ثم بع77دها بش77هر1991 أيار/ مايو 20واإلنتاج الحربي في 1أص77در ال77رئيس مب77ارك ق77رارا بترقيت77ه إلى رتب77ة الفري77ق أول، وفي

أصدر الرئيس مبارك ق77رارا جمهوري77ا آخ77ر1993تشرين األول/ أكتوبر بترقيت777ه إلى رتب777ة مش777ير )مهيب(. رئيس المجلس األعلى للق777وات

30 حتى 2011 شباط/ فبراير 11المسلحة الذي حكم مصر للمدة من . قام الرئيس محمد مرسي بع77د ف77وزه بانتخاب77ات2012حزيران/ يونيو

الرئاسة في مصر ب77إخراج المش7ير طنط7اوي من منص77ب وزي77ر ال7دفاع .2012 آب/ أغس777طس 12وتعيين77ه مستش77ار ل77رئيس الجمهوري77ة في

ينظ77ر: حس7ام محم7د س7المة، " محم77د حس7ين طنط77اوي القائ7د الع7ام للق77وات المس77لحة المص77رية"، مقال77ة منش77ورة في ص77حيفة الش77رق

.2011/ 2/ 12(، بتاريخ 11764األوسط )السعودية(، ع )79

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

مبارك ليلة العاشر من شباط/ فبراير، وال77ذي ف77وض في77ه نائب77ه إلدارة الحكم، انتش777ر الغض777ب بين29)(الل777واء عم777ر س777ليمان

المحتجين المصريين بعد أن شعروا بإستهزاء مب77ارك بمط77البهم برفضه التنحي واالكتفاء بتفويض سليمان بعض اختصاصاته، م77ع وع77ود أخ77رى ب77إجراء مجموع77ة من اإلص77الحات السياس77ية. من جهته تعهد المجلس العسكري في بيانه الثاني الذي صدر ص77باح

شباط/ فبراير بضمان تنفيذ وع77ود مب77ارك واالل77تزام برعاي77ة11.30)(مطالب الشعب والسعي لتحقيقها

اللواء عمر سليمان: ولد عم77ر س77ليمان في محافظ77ة )قن77ا( جن77وب(29))( ، والتح77ق بالكلي77ة الحربي77ة1936مصر في الثاني من تموز/ يوليو ع77ام

ليب7دأ حيات7ه المهني77ة في المؤسس7ة العس7كرية1954في القاهرة عام المصرية. تلقى تدريبا عسكريا إضافيا في أكاديمي77ة )فرون77زي( باالتح77اد السوفيتي السابق. شارك عمر س77ليمان في معظم الح77روب المص77رية

والحروب العربية - اإلس7رائيلية ع7امي1962بدءا من حرب اليمن عام درس العلوم السياسية في مصر في جامعتي القاهرة،7 1973 و1967

وعين شمس وحصل على شهادتي ماجستير بالعلوم السياسية والعلوم العسكرية .تدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس

، ثم1992فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة عام 22ت77ولى منص77ب م77دير المخ77ابرات العس77كرية قب77ل ان يتم تعين77ه في

ا لجه77از المخ77ابرات العام77ة1993ك77انون الث77اني/ ين77اير ع77ام رئيس77 المصرية.عرف سليمان بتوليه الملف الفلسطيني بتكلي77ف من ال77رئيس المصري السابق حسني مبارك وقام بعدة مهام للتوسط بين الحرك77ات الفلس77طينية الس77يما الخالف بين حرك77تي )فتح( و)حم77اس(، كم77ا ت77ولى مهمة الوساطة حول صفقة اإلفراج عن الجندي اإلسرائيلي األسير لدى حرك77ة حم77اس )جلع77اد ش77اليط(، والهدن77ة بين الحرك77ة و)إس77رائيل(، والمفاوضات بين الفلس77طينيين واإلس77رائيليين. كم77ا إن77ه ق77ام بع77دد من المهمات الدبلوماسية في عدد من الدول كالسودان وليبيا. ق77ام مب77ارك خالل تصاعد التظاهرات واالحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظامه

.بتعيين اللواء عمر س77ليمان نائب77ا له 2011 كانون الثاني/ يناير 29في علما ان منصب نائب الرئيس ظ77ل ش77اغرا في الرئاس77ة المص77رية من77ذ

، اذ كان مبارك يرفض تع77يين ن77ائب ل77ه1981تولي مبارك الرئاسة عام ، وفي2011طيلة ثالثة عقود من حكمه. في العاشر من شباط/ فبراير

ظل تصاعد االنتفاضة الشعبية، أعلن ال77رئيس المص77ري حس77ني مب77ارك ترشحإنه فوض نائبه عمر سليمان تولي إختصاصاته بمقتضى الدستور.

إال أن اللجن77ة العلي77ا،77 2012النتخاب77ات الرئاس77ة في مص77ر في الع77ام تم77وز/19 نيسان/ أبريل. توفي يوم 14لالنتخابات قررت استبعاده في

في أحد مستشفيات الواليات المتح77دة األمريكي77ة. ينظ77ر:"2012يوليو نب77ذة عن عم77ر س77ليمان.. ن77ائب ال77رئيس المص77ري الس77ابق"، مقال77ة

)البريطانية( باللغة العربية في الش77بكاتBBCمنشورة على موقع قناة المتصلة )االنترنيت( على الرابط:

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/01/110129_omar_suliman.shtml

رمضان، المصدر السابق.(30)()80

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

في ظ77ل ه77ذه التط77ورات، ق77رر ال77رئيس مب77ارك في ليل77ة التنحي عن الس77لطة2011الح77ادي عش77ر من ش77باط/ ف77براير

وتكليف المجلس األعلى للقوات المسلحة بإدارة ش77ؤون البالد. وبع77د وقت قص77ير من إعالن الل77واء س77ليمان تخلي مب77ارك عن منص77به، أص77در المجلس بيان77ه الث77الث مؤك77دا في77ه أن المجلس العس77كري ليس ب77ديال عن الش77رعية، وتوج77ه المجلس في ه77ذا البيان بالتحية واإلعتزاز ألرواح شهداء هذه الثورة ال77ذين ض77حوا ب77أرواحهم ف77داء لحري77ة وأمن بل77دهم ) وأدى الن77اطق باس77م المجلس التحي77ة العس77كرية للش77هداء في لفت77ة أث77ارت إعج77اب وامتنان كل المص77ريين(. وفي ص77باح الث77اني عش77ر من ش77باط/ فبراير أصدر المجلس بيانه الرابع وال77ذي تعه77د في77ه باإلش77راف على مرحلة انتقالي77ة لن تزي77د على س77تة أش77هر لض77مان انتق77ال السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة من قبل الشعب، كما تض77من

81

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

31)(البي77ان اإلبق77اء على حكوم77ة الفري77ق أحم77د ش77فيق مؤقت77ا.32)(لتصريف األعمال حتى يتم تشكيل حكومة جديدة

دخ77ل الجيش المص77ري بع77د تنحي مب77ارك وتكليف77ه ب77إدارة شؤون البلد في مرحلة دقيقة وحرج77ة من تاريخ77ه، تطلبت من77ه درجة عالي77ة من التحف77ظ والتعام77ل اإليج77ابي م77ع ظ77روف تل77ك المرحل77ة. وق77د ك77ان األم77ر واض77حا من77ذ ان77دالع الث77ورة، وعقب استدعاء الجيش لملء الفراغ ال77ذي خلف77ه انس77حاب الش77رطة، بأن الجيش وضع مسافة بينه وبين القي77ادة السياس77ية الس77ابقة، وحرص على أن يتدخل في لحظة احتدام األزمة إلقناع ال77رئيس

. فض77ال عن تن77امي33)(مب77ارك ب77التنحي لوق77ف ت77دهور األوض77اع الدعوات الدولية التي تحث المؤسسة العسكرية على السيطرة على مسار األحداث، ومن أهم هذه الدعوات كانت الصادرة من اإلدارة األمريكي7ة، وبخاص7ة الرس77ائل ال77تي وجهته7ا تل77ك اإلدارة

الفريق احمد شفيق: ول77د في الق77اهرة في تش77رين الث77اني/ أكت77وبر(31))( ، عمل طيارا ب77القوات1961. وتخرج من الكلية الجوية عام 1941عام

الجوية المصرية، وشارك في كل الحروب التي خاضتها مصر عبر عمله وواص7ل تلقي7ه العل7وم العس77كرية. في المؤسس7ة العس7كرية المص77رية

ليحصل على زمالة كلي77ة الح77رب العلي77ا من أكاديمي77ة ناص77ر العس77كرية العليا، وزمالة كلية الحرب العليا لألسلحة المشتركة بباريس، ودكت77وراه فلسفة في اإلستراتيجية القومية للفض77اء الخ77ارجي. كم77ا عم77ل ملحق77ا

1984عسكريا في السفارة المصرية بالعاصمة اإليطالية روما من عام ، ثم عين1991. تولى رئاسة أركان القوات الجوية عام 1986إلى عام

، وق77د بقي في منص77به1996قائدا للقوات الجوي77ة في نيس77ان/ أبري77ل حكوم77ةال حيث عين وزي77را للط77يران الم77دني في 2002ح77تى ع77ام

المصرية. وفي خضم التظاهرات المطالب77ة بإس77قاط النظ77ام المص77ري، ك77انون الث77اني/25التي عمت كل المدن المصرية، وال77تي انطلقت في

29، كلف7ه ال77رئيس المص77ري الس77ابق حس77ني مب77ارك في 2011ين77اير بتش7كيل الحكوم77ة الجدي77دة، بع77د اس7تقالة2011ك7انون الث7اني/ ين77اير

الفريق احمد ش77فيق حكومة أحمد نظيف بسبب تلك التظاهرات، ولكن آذار/ م7ارس من الع77ام نفس7ه3قدم إستقالته من رئاس7ة ال7وزراء في

بعد تنحي مب77ارك عن الحكم، وواف77ق المجلس العس77كري األعلى ال77ذي تولى الحكم في مصر بعد تنحي مبارك على استقالته. ترشح كمس77تقل

، وترش77ح لجول77ة اإلع77ادة، لكن77ه ح77ل2012النتخابات الرئاسة المصرية بالمركز الثاني خالل خوض جولة اإلع7ادة أم77ام محم77د مرس7ي مرش7ح حزب الحرية والعدالة. ينظر:" نب77ذة عن أحم77د ش77فيق.. رئيس ال77وزراء

)البريطاني77ة(BBCالمصري السابق"، مقالة منش77ورة على موق77ع قن77اة باللغة العربية في الشبكات المتصلة )االنترنيت( على الرابط:

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/01/110129_egypt_shafiq.shtml

رمضان، المصدر السابق.(32)().8 عبد الفتاح، المصدر السابق، ص(33))(

82

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

للقي77ادة العس77كرية المص77رية ع77بر وزارة ال77دفاع األمريكي77ة، مستثمرة متانة الرواب77ط بين ه77اتين المؤسس77تين، وك77انت تل77ك الرسائل تدعو القادة العسكريين المصريين إلى إزالة الغم77وض الذي اكتن77ف أوض77اع الس77لطة ومرك77ز إتخ77اذ الق77رار في مص77ر، وبخاصة في الي7ومين ال7ذين س7بقا تنحي مب77ارك، وذل77ك بتحدي77د

.34)(مصير مبارك بوضوح، وتأمين بداية عملية انتقال السلطة إن الهدف الرئيس الذي دعا اإلدارة األمريكية إلى االهتمام بهذه األحداث وتكثيف اإلتصال بالقيادة العسكرية المصرية إبان أيام االنتفاضة الشعبية المناهض77ة لمب77ارك ه77و حماي77ة المص77الح األمريكية في مصر والمنطقة، لم77ا تمثل77ه مص77ر من موق77ع مهم وحيوي في التخطيط اإلستراتيجي العسكري األم77ريكي، وال77ذي يتض7ح من خالل القواع7د العس7كرية األمريكي77ة في مص77ر، مث7ل قاعدة )غرب القاهرة( الجوية، وقاعدة )شرق الج77ورة( الجوي77ة في ش77به جزي77رة س77يناء ب77القرب من الح77دود المص77رية م77ع فلس77طين، وقاع77دة )ش77رم الش77يخ( في الط77رف الجن77وبي من س777يناء، والوج777ود العس777كري األم777ريكي في )مدين777ة مب777ارك العس77كرية( في اإلس77كندرية، والتس77هيالت ال77تي تق77دم للق77وات األمريكية في موانئ السويس وبور سعيد والغردق77ة. فض77ال عن موقع المراقبة في جزيرة )تيران( على بع77د ثماني77ة كيلوم77ترات من شاطئ خليج العقبة. علما إن جزي77رة ت77يران تع77ود للمملك77ة العربي77ة الس77عودية ولكنه77ا م77ؤجرة لمص77ر من77ذ الح77روب م77ع3)()إسرائيل( لتشغيل موقع المراقبة هذا لصالح القوات المصرية

. ومن الج77دير بال77ذكر إن تحرك77ات وأنش77طة أف77راد الجيش5 األم77ريكي ووحدات77ه في مص77ر تخض77ع لض77وابط اش77ترطت من الجانب المصري أكثر تقييد من تل77ك ال77تي تف77رض على الوج77ود

العسكري األمريكي في باقي الدول العربية. لقد س77اهمت البيان77ات المتوالي77ة من قب77ل المجلس األعلى

وال77تي أك77دت على للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس مب77ارك، العديد من الثوابت والتطمين77ات، في تخفي77ف الض77غوطات ال77تي

()(34) Robert J. Pranger, "The Arab Spring: America's Search for Relevancy", Mediterranean Quarterly Journal, , Vol. 22, No. 4, Duke University Press, (USA,2011), p.25.

طلعت أحم77د مس77لم ، القواع77د العس77كرية األجنبي77ة في ال77وطن(35)()

، مرك77ز دراس77ات الوح77دة1(، ط4العربي، سلس77لة أوراق عربي77ة رقم ).29، 28( ، ص ص 2011العربية، )بيروت،

83

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كانت تواجه الجيش والشعب المصري في آن واح77د. وق77د ح77دد الجيش مهام777ه في أعق777اب تنحي مب777ارك عن الحكم وت777ولي المجلس األعلى للقوات المس77لحة مقالي77د الس77لطة في مص77ر، ببي77ان الموق77ف اإليج77ابي للجيش المص77ري من الث77ورة وتعه77ده باحترام مطالبها، وضمان عملية التحول الديمقراطي، واالنتق77ال الس77لس إلى س77لطة مدني77ة، م77ع التأكي77د على أس77بقية حماي77ة النظ77ام الع77ام للدول77ة في ك77ل الظ77روف والمواق77ف، واالل77تزام

.36)(واإلقليمية بتعهدات واتفاقيات مصر الدولية أن سقوط نظام مبارك في مصر في ال77وقت ال77ذي ك77انت في77ه معظم ق77وى المعارض77ة القديم77ة والجدي77دة، المحافظ77ة والثورية، أضعف من أن تتولى الحكم بنفس77ها، جع77ل من ت77ولي الجيش لمس777ؤوليات الحكم في المرحل777ة ال777تي تلت س777قوط النظام نتيجة حتمية لم يسعى لها الجيش، وال تمثل طموح قوى ثورية تسعى لتأس77يس نظ77ام جدي77د تمام77ا، وك77ان ت77ولي الجيش مس77ئولية الحكم المخ77رج الوحي77د الب77ديل النهي77ار كاف77ة أش77كال الس77لطة في المجتم77ع، ودخ77ول البالد في مرحل77ة من الفوض77ى الناتج77ة عن تص77ارع الق77وى السياس77ية للس77يطرة على مقالي77د

.37)(الحكمثالثا- إستشراف األدوار المستقبلية للجيش في مصر:

أدى التفكير في لحظة تسليم السلطة في مص77ر لحكوم77ة مدنية منتخب77ة وع77ودة الجيش إلى ثكنات77ه إلى إث77ارة الكث77ير من األس77ئلة خالل األش77هر الس77تة عش77ر ال77تي حكم فيه77ا المجلس األعلى للق77وات المس777لحة المص777رية البالد، وك777انت من أب777رز األسئلة المطروحة في تلك المدة، هل الجيش المصري مستعد لترك المجال السياسي تماما للمدنيين؟ وهل الق77وى السياس77ية المدنية مس77تعدة وج77اهزة للقي77ام بمس77ؤوليات الحكم منف77ردة؟ وهل يمكن للنظام السياسي الديمقراطي المصري الذي مازال تحت اإلنشاء كبح جماح التط77رف والن77وازع االس77تبدادية عميق77ة الجذور؟. في تلك األوقات كان هنالك ع77امالن رئيس77ان يح77ددان طبيعة اإلجاب77ة على ه77ذه التس77اؤالت، يتعل77ق أولهم77ا ب77المجتمع،

األول ه77و العام77ل بينم77ا يتعل77ق الث77اني بالمؤسس77ة العس77كرية. الطلب االجتماعي على دور الجيش، فحالة االنقسام السياس77ي وضعف الثقة بين مكونات المجتمع والفاعلين السياسيين تخل77ق

.168- 149 محمد، المصدر السابق، ص ص (36)().4 عبد الجواد، المصدر السابق، ص (37)()

84

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

طلبا مجتمعيا وسياس77يا على وج77ود ض77مانة تحق77ق الت77وازن بين الفرق77اء االجتم77اعيين والسياس77يين، ف77إن الجيش يب77دو الق77وة الوحيدة القادرة على توفير الض77مانة المطلوب77ة من ج77انب ك77ل هذه الفئات. والثاني ه77و ش77كوك الجيش في الق77وى السياس77ية المدنية، فالحال الراهن للقوى السياسية المدنية الص77اعدة غ77ير ك77اف لبث الثق77ة في ق77درتها على التعام77ل م77ع قض77ايا ال77دفاع

. 38)(واألمن القومي األكثر أهمية بالنسبة للقوات المسلحة لقد جه77دت األنظم77ة الحاكم77ة في البل77دان العربي77ة ط77وال العقود الثالث77ة األخ77يرة من أج77ل كس77ب الق77وات المس77لحة إلى ص77فها, أو على األق77ل تحيي77دها, من خالل محاول77ة الس77يطرة المباشرة عليها, تنظيميا وثقافيا, والعمل على إفراغه77ا كلي77ا من أية قابلي77ة لالنض77مام إلى ص77فوف الث77ورة الش77عبية إذا ق77در له77ا القيام في يوم ما. وإلى جانب ه77ذه )المهم77ة(, ق77امت األنظم77ة الحاكمة بمهمة مقابلة متمثلة في إضفاء الطابع األمني الش77امل على حركة المجتمع والحياة السياسية, اتساقا مع جع77ل اله77دف األساس77ي لتل77ك األنظم77ة ه77و الحف77اظ على أمنه77ا, واس77تتباب قبضتها, إلى أط77ول م77دى زم77ني ممكن, ب77ل و )إلى األب77د..! إن أمكن(, س77عيا إلى ت77داول الس77لطة بين األي77دي ذاته77ا, ول77و في اإلطار العائلي. وتفريعا على الحجة القائلة بتراجع تأثير الق77وات المسلحة ونفوذه77ا, ق77دم البعض حج77ة مس77اندة قوامه77ا تص77اعد دور)أجهزة األمن(. إلى حد حلوله77ا مح77ل الجي77وش في معادل77ة

.39)(حفظ أمن النظم الحاكمة خالل الحقبة األخيرة بيد أن التجربة المصرية قدمت تصحيحا مهم77ا على ص77ياغة الحجتان الرئيسة والفرعية, ح77ول دور المؤسس77ة األمني77ة ال77تي انهارت كليا في الحالتين التونسية والمصرية, عند أول منعط77ف حقيقي للثورة, وحول دور القوات المسلحة ال77تي وقفت خ77ارج حال77ة الحي77اد الس77لبي المف77ترض, أم77ام الحال77ة الثوري77ة. ولق77د رفضت القوات المسلحة في مصر, استخدام الق77وة المفرط77ة, كما أرادها ل77ه النظ77ام الح77اكم, ب77ل مثلت, ول7و في ص77ورة غ77ير مباشرة, نوعا من السياج الواقي ح77ول حرك77ة الث77ورة الش77عبية

.6، 5 عبد الجواد، المصدر السابق، ص ص (38)() محمد عب77د الش77فيع عيس77ى، ))ف77روض نظري77ة على مح77ك الخ77برة (39))(

الثورية األخيرة في تونس ومصر((، في توفيق المديني وآخرون، الربيع الع77ربي... إلى أين: إف77ق جدي77د للتغي77ير ال77ديمقراطي، مرك77ز دراس77ات

.195، 194(، ص ص 2011الوحدة العربية، )بيروت، 85

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

في لحظات معينة, ضمن حدود مفهومة بطبيعة الحال، م77ع علم الجميع بأن الجيش لن يتجاوز دور )الحارس( للوضع الق77ائم في ذلك الوقت, سواء كان هذا الوضع أكثر ميال إلى حف77ظ المع77الم األساسية للنظام االجتماعي القديم, أو أكثر ميال إلى وجهة نظر القوى الثورية في التغيير الجذري الشامل. وتج77در اإلش7ارة هن77ا إلى أن م777يزان الق777وى المتغ777ير, إذا ك777ان ل777ه أن يس777مح في المستقبل بتقدم جوهري للقوى الثورية, فانه يمكن لهذه القوى أن تس7تفيد من وض77عية )الح77ارس( التقليدي77ة للجيش, من أج7ل حماية عملية التحول الثوري ال77ديمقراطي. وفي ح77ال اس77تتباب وضعية االستقرار السياسي لسنوات عدة )أدناها خمس سنوات مثال( فإنه يمكن تحقي77ق اس77تقرار اجتم77اعي ديمق77راطي لف77ترة أطول, يتم خاللها إطالق عملية تفاعل سياس77ي حقيقي, يس77مح بفرز القوى السياسية المختلف77ة ووض77عها على المح77ك, تمهي77دا إلجراء انتقال ديمقراطي للسلطة, يسمح بتداول ه77ذه الس77لطة

. 40)(من خالل عملية االنتخابات من جهة أخرى، تطرح التجارب الس7ابقة للجي7وش العربي77ة في التع77اطي م77ع الث77ورات إب77ان حقب77ة م77ا بع77د االس77تقالل عن االستعمار الغربي، والتي عم77دت تل77ك الجي77وش على أثره77ا إلى اإلمس77اك بالس77لطة وتث77بيت ج77ذورها فيه77ا بع77د تحري77ر البالد، تساؤالت عدي77دة بش7أن ال7دور ال7ذي يمكن أن تض77طلع ب7ه تل77ك الجيوش في مرحلة ما بعد الثورات الشعبية ال77تي ش77هدتها دول

. وفي حين يبدو من السابق ألوانه2011عربية منذ مطلع العام حاليا إجراء تقييم موضوعي واضح ومتكام77ل لمواق77ف الجي77وش العربية حيال العملية السياسية، عقب الثورات الشعبية الراهنة، والتي كان لبعض هذه الجيوش دور محوري في إنجاحه77ا، يمكن القي77ام باستش77راف مب77دئي لألدوار المتوقع77ة للجيش المص77ري، ال77تي اتض77حت معالمهم77ا جزئي77ا ح77تى اآلن، من خالل ع77دد من المؤش77رات، ال77تي تل77وح في آف77اق م77ا بع77د الث77ورات الش77عبية العربية، كتصريحات قي77ادات ه77ذه الجي77وش، فض77ال عن مواق77ف وق77رارات تل77ك القي77ادات حي77ال الدس77اتير وش77كل نظ77ام الحكم

. 41)(المرتقب إن الجيش هو من قام بحسم الموقف لصالح قوى التغي77ير في مص7ر، لدرج7ة يمكن حس7بان الجيش ج7زءا من ق7وى ث7ورة يناير، ولكن الجيش في هذا البل77د ج77زء من النظ77ام الق77ديم في

. 195 المصدر نفسه، ص (40)().8عبد الفتاح، المصدر السابق، ص (41)()

86

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ال77وقت نفس77ه. من الممكن تفس77ير ه77ذا الموق77ف ب77أن الجيش المص77ري ق77د تخلى عن النظ77ام الق77ديم في لحظ77ة تاريخي77ة، ساهمت في إنقاذ البلد من مجزرة وكارثة وطنية، وقد جاء ه77ذا الموق77ف منس77جما م77ع طبيع77ة العالق77ة بين الجيش والنظ77ام السياس77ي ال77ذي ك77ان قائم77ا، وطبيع77ة الجيش نفس77ه، وطبيع77ة

. إذ تعد التركيبة االجتماعية في ه77ذا البل77د42)(المجتمع، في مصر ال77ذي وقفت في77ه المؤسس77ة العس77كرية إلى ج77انب المحتجين، األكثر تجانسا في العالم العربي، فضال عن ان الجيش المصري،

. ل77ذا43)(محترف نسبيا، ولم يكون أداة شخص77ية في ي77د الح77اكم كان من الصعب زج الجيش في مصر في القتال ض77د الش77عب، فالتكوين النفسي للجيش في هذا البلد مرتب77ط بكون77ه انعكاس77ا للمجتمع، فهو جيش وطني ال يقوى على مواجه77ة ش77عبه، بحكم

.44)(ارتباط قادته بمهمته التاريخية وهي حماية الوطن والش77عب وقد أظهرت وقائع األحداث األخيرة في مصر، بأن المؤسس77ات العسكرية في الدول العربي77ة لم تع77د جميعه77ا مج77رد أدوات في أيدي األنظمة الحاكمة، تسخر لخدمتها وقمع خصومها ومناوئيها، كما كان يشاع سابقا، بل إن الجيوش في المنطقة العربي77ة، في ه77ذه المرحل77ة تحدي77دا، أص77بحت مهي77أة ألداء دور مس77اعد في

.45)(عملية التحول الديمقراطي، والتسريع بعجلة دورانها إن الجيش المصري بمساهمته في إنجاح الثورة في مص77ر ق77د حج77ز لنفس77ه مكان77ا بين الق77وى ال77تي تس77اهم في ص77نع المستقبل السياسي في البالد، وهو يق77وم به77ذا الفع77ل انطالق77ا من طبيعته كأهم مؤسسات الدول77ة المص77رية، وأح77د المكون77ات الرئيسية ألي نظام سياسي سابق أو الحق، حتى يستقر النظام السياسي المصري على صيغة ال يع7ود فيه7ا التمي7يز بين الدول7ة والنظ77ام ذي مغ77زى. فض77ال عن أن الجيش يس77اهم في ص77ياغة النظام الجديد انطالقا من مصالح المؤسسة كما يدركها الغالبية من أعض77ائها، وك77ذلك انطالق77ا من ثقاف77ة المؤسس77ة، وال77رؤى السائدة بين صفوفها بش7أن الدول7ة والمجتم7ع والعالق7ة بينهم7ا،

ربي77ع الجي77وش العربي77ة وخري77ف االنظم77ة، " ش77فيق ن77اظم الغ77برا(42))( الديكتاتورية: عالقات الجيش بالسياسة في ظل الربيع الع77ربي" مقال77ة

منشورة في الشبكات المتصلة )االنترنيت( على الرابط: http://ar.qantara.de/417546c18099i1p735/index.html

. 149غوز الثالث، المصدر السابق، ص (43)() المصدر السابق.الغبرا، (44)() عواس، المصدر السابق.(45)()

87

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وكذلك التعري7ف الس7ائد بين قيادات7ه لألمن الق7ومي والمص77لحة الوطنية. فالجيش ليس مؤسس77ة خيري77ة تت77ولى تحقي77ق أه77داف الثورة نيابة عن القوى الثورية، فهذا تص77ور غ77ير واقعي ب77المرة، ولكنه مؤسسة لها تصوراتها الخاصة، وبالتالي فإنه يمكن القول

يناير( الباب لتطور ديمق77راطي، فإنه77ا25أنه بينما فتحت ثورة ) فتحت الب77اب أيض77ا لزي77ادة ت77أثير الجيش ونف77وذه في الحي77اة

. 46)(السياسية في مصر ويمكن الق77ول إن الجيش المص77ري يب77دو مي77اال ألداء دور الض77امن لعملي77ة االنتق77ال الس77لمي واآلمن والمنض77بط نح77و الديمقراطي777ة، بفعالي777ة وبأق777ل تكلف777ة اقتص777ادية واجتماعي777ة وسياسية وأمنية ممكنة، استنادا لخطة واضحة ومتكاملة، ووفقا لجدول زمني محدد. فإن السيطرة الكاملة لقيادة مدنية منتخبة على شؤون ال77دفاع والجيش في ديمقراطي77ة ناش77ئة تب77دو أم77را صعبا، وبخاصة في الحالة المصرية، التي أدى فيه77ا الجيش دورا رئيسا في حماية البالد من الفوض7ى، وفي س77د ف77راغ السياس77ة والشرعية، بعد أن كادت الطبقة السياسية، حكوم77ة ومعارض77ة، أن تقود البالد إلى الفوضى. وفي الوقت نفسه، فإن إبقاء كاف77ة شؤون ال77دفاع والجيش خ77ارج نط77اق س77لطات حكوم77ة منتخب77ة ديمقراطي777ة، لم777دة طويل777ة، ه777و أم777ر يتع777ارض م777ع مب777ادئ الديمقراطي777ة، ويمكن ل777ه أن يتس777بب في تع777ريض التجرب777ة

.47)(الديمقراطية الوليدة لخطر جدي من األهداف المهمة التي وض77عتها قي77ادة الجيش المص77ري نص77ب أعينه77ا خالل المرحل77ة االنتقالي77ة، ه77و ض77مان ع77دم قي77ام الحكومات المقبلة التي ستأتي عبر االنتخابات بالتعرض لمصالح وامتي777ازات الق777وات المس777لحة ال777تي اكتس777بتها خالل العه777ود الس77ابقة، فض77ال عن الحق77وق والص77الحيات ال77تي تص77ر القي77ادة العس77كرية المص77رية على االحتف77اظ به77ا. ومن أهم االمتي77ازات والصالحيات التي يسعى الجيش لضمانها: أن يكون مل77ف األمن الق77ومي للبل77د في ي77د قي77ادة الق77وات المس77لحة وأن يبع77د عن الصراعات السياسية والحزبية، وان يكون للجيش ح77ق الت77دخل في الش77ؤون السياس77ة في حال77ة وج77ود خط77ر يه77دد الوح77دة الوطنية أو الطابع المدني للدولة، وعدم ت77دخل السياس77يين في

.4 عبد الجواد، المصدر السابق، ص (46)().9عبد الفتاح، المصدر السابق، ص (47)()

88

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

العالقات العس77كرية م77ع الوالي77ات المتح77دة األمريكي77ة وميزاني77ة.48)(الجيش والمؤسسات االقتصادية التابعة للجيش

إن الثورات الشعبية ال77تي اجت77احت الع77الم الع77ربي مطل77ع2011العام ، وال77تي أدت بعض الجي77وش العربي77ة دورا محوري77ا

في إنجاحها من عدمه، نتج عنه77ا إمكاني77ة تغ77ير األدوار التدخلي77ة لتل77ك الجي77وش خالل المرحل77ة المقبل77ة، وتحوله77ا إلى جي77وش حارس777ة للعملي777ة السياس777ية، من دون الت777دخل في توجي777ه مساراتها، باستثناء الح77االت ال77تي تتطلب ت77دخل الجيش وال77تي تش77كل فيه77ا بعض الممارس77ات السياس77ية خط77را على الوح77دة الوطني777ة، خصوص777ا وأن تل777ك الث777ورات ق777د رفعت ش777عار الديمقراطية والدولة المدنية، في زمن لم يعد يتس77ع لغ7ير ه77ذه

.49)(القيم والمبادئموقف الجيش المصري من تسليم السلطة:رابعا-

نفذ المجلس العسكري أهم وع77وده ب77إجراء أول انتخاب77ات يناير(، أقيمت الجول77ة األولى منه77ا ي77ومي25رئاسية بعد ثورة )

، وأقيمت الجول77ة الثاني77ة2012 أي77ار/ م77ايو من الع77ام 24و 23 أس77فرتو من الع77ام نفس77ه. حزي77ران/ يوني1777و 16ي77ومي

ة المحس77وباالنتخابات عن فوز مرش77ح ح77زب الحري77ة والعدال77الدكتور محمد مرس77ي بنس77بة )على جماعة اإلخوان المسلمين

%( على منافسه في جولة اإلعادة الفريق أحمد شفيق.51,73 وص77فت ص77حيفة لومون77د الفرنس77ية في مق77ال نش77ر في

ف77وز ال77دكتور محم77د2012 حزي77ران 17ع77ددها الص77ادر في مرسي بكرسي الرئاسة في مصر، بأنه إيذانا بنهاي77ة م77ا س77متها الصحيفة ب7)جمهورية العسكر( التي "رسم طريقه77ا جم77ال عب77د الناص77ر والض77باط األح77رار ي77وم أط77احوا بالنظ77ام الملكي ع77ام

وأكدت لوموند أنه من77ذ ذل77ك الت77اريخ بقي الجيش ه77و ".1952 "العم777ود الفق777ري الحقيقي للس777لطة واالقتص777اد في مص777ر"، وأش77ارت إلى أن77ه "ح77تى اآلن ك77ل رؤس77اء مص77ر ينتم77ون إلى الجيش، ومس777ؤولوه الكب777ار يحرص777ون على أن يبقى منص777ب ال77رئيس في دائ77رة العس77كر، أو على األق77ل أن تبقى ل77ديهم الق77درة على توجي77ه اختي77ار من يش77غل ه77ذا المنص77ب". وع77دت الصحيفة "أن تخلي الجيش عن الرئيس المخلوع محمد حس77ني

()(48) Dorsey, Op.Cit., p.475..7عبد الفتاح، المصدر السابق، ص (49)()

89

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

يجد مبرره في أن مبارك ك77ان2011مبارك في شباط/ فبراير ة".يهيئ لخالفته ابنه جمال الذي ليس77ت ل77ه أي خلفي77ة عس77كري

ونقلت الص777حيفة عن ب777احثين ومحللين ق777ولهم إن العس777كر واإلخوان المسلمون هما القوتان الرئيستان في مصر منذ ث77ورة

، ولطالما كانت هنال7ك لغ7ة مش7تركة بينهم77ا،1952تموز/ يوليو بالرغم من إن العالق7ة بين ه7اتين الق7وتين تم7يزت على ال7دوام

ألن األمر "ال يتعلق ب77اختالف دي77ني وأي77ديولوجي، ب77لت، بالتوترا بمنافسة بين نخبتين ليست أي واحدة منهم77ا مس77تعدة لتقاس77م

وأش77ارت الص77حيفة إلى أن العس77كريينت". السلطة واالمتي77ازا "يعتقدون أنهم هم المالكون الحقيقيون للبلد، ولهم نظرة تراثية للسلطة ويرون أنهم هم الضامن الوحيد لتماسك الدول77ة"، كم77ا أن "وص7777777ول اإلخ7777777وان إلى الحكم من ش7777777أنه أن يمس باإلمبراطورية االقتصادية التي يتربع عليها العسكر، وهي خلي77ط من الش777ركات والعق777ارات". وذك777رت اللومون777د أن الجيش واإلخ77وان "عرف77ا كي77ف يتفق77ان على ض77بط الش77ارع ومي77دان التحرير بعد الثورة"، مشيرة إلى أن "ك77اتب اإلعالن الدس77توري المعين من المجلس العس7كري لم يكن غ7ير المستش7ار ط77ارق)البشري الذي له عالقة تاريخية وطيدة مع اإلخوان المس77لمين"

50)(50.) ب77الرغم من س77عي المجلس العس77كري خالل الم77دة ال77تي أعقبت سقوط نظام مبارك، وقبل تسليمه السلطة إلى الرئيس المنتخب، إلى تثبيت بعض الصالحيات واالستثناءات ال77تي تض77عه فوق جميع الهيئات والسلطات المدنية كمبادئ دستورية دائم77ة، إال انه كان يتطلع في الوقت ذاته إلى التخلي عن دوره المباشر بإدارة البالد، وإلى استبدال حكمه العسكري الش77امل والص77ريح

وألج77لة. بوص77اية عس77كرية أق77ل ظه77ورا على الدول77ة المص77ري تحقيق ذلك، ترتب على المؤسسة العس77كرية المص77رية القب77ولن بين الصالحيات السيادية الموروثة التي تص77ر على بتوازن معي أنها من حقه77ا، وبين تق77ديم التن77ازالت الحقيقي77ة إلى المط77البين

.5)(51)بالحكم المدني الفعلي مق77ال منش77ور في "لومون77د: عس77كر مص77ر واإلخ77وان ال يجتمع77ان"، (50))50(

على الش77بكات المتص77لة )االن77ترنيت(الجزي77رة للدراس77اتمرك77ز موقع ، المعلومات متاحة على الرابط:17/6/2012بتاريخ

http://www.aljazeera.net/news/pages/312fa718-ec44-47b8-b7d4-084dbaba7c07

يزيد ص77ايغ، "المرحل77ة االنتقالي77ة الثاني7ة في مص7ر: مرس7ي مقاب77ل(51)(51) علىكارنيغي للشرق األوسطمركز مقال منشور في موقع المجلس"،

90

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

سلم المجلس األعلى للقوات المسلحة في مصر الس77لطة رسميا للرئيس الجدي7د محم7د مرس77ي في الثالثين من حزي7ران

، وأقيمت مراس77م التس77ليم في مق77ر القي77ادة العس77كرية2012 وقد أدى المشير محمد حسين طنط77اوية. المركزية في القاهر

رئيس المجلس والقائ77د الع77ام للق77وات المس77لحة وزي77ر ال77دفاع والفريق س77امي عن77ان رئيس أرك77ان الجيش التحي77ة العس77كرية للرئيس الجديد عند وصوله إلى مقر االحتفال العسكري لتسليم المراسم. وعبر مرسي عن "التقدير البالغ" لهذه التحي77ة" ال77تي وصفها بأنها" نموذج يقدم للعالم على تماسك كل فئات الشعب المصري." وقال طنطاوي في كلم77ة ل77ه في ه77ذه المراس77م إن القوات المسلحة أوفت بوعدها بتس77ليم الس77لطة، مؤك77دا "والء

وأش77ار إلى أن77ه "آن األوان لن77دعن". الجيش للش77عب وال77وط الماضي خلفنا آخ77ذين من77ه الع7بر والعظ77ات". غ77ير أن77ه ق77ال إن الطريق ما ي77زال ص77عبا وط77ويال. وذك77ر المجلس العس77كري في بيان الحق خالل المراسم إن "أهداف الثورة كانت دائم77ا نص77ب أعين القوات المسلحة". وسرد البيان ما وصفه بجهد وتضحيات القوات المسلحة منذ ت77ولي المجلس األعلى للق77وات المس77لحة الس77لطة عقب تخلي ال77رئيس حس77ني مب77ارك عن الرئاس77ة في

. وأشار إلى أن ع77دد ض77حايا ومص77ابي2011 شباط/ فبراير 11 منة. ( شخصا خالل المرحلة السابق704القوات المسلحة بلغ )

جانبه، أشاد الرئيس مرسي بما عده "وقفة" للق77وات المس77لحة ليقول777وا "نعم إلرادة المص777ريين ويس777لمون الس777لطة بارتي777اح ورض77ا". وتعه77د ال77رئيس الجدي77د "ب77أال تمس حق77وق الق77وات المس77لحة"، و"بتلبي77ة مط77الب الق77وات المس77لحة ح77تى ي77ؤدون

(.52)(52)م"واجبه تعرض77ت وح77دة2012مع غروب شمس الخامس من آب

"الماسورة" الحدودية المص77رية )قبال77ة مع77بر ك77رم أب77و س77الم( لهجوم مب7اغت أثن7اء تن7اول أفراده7ا طع7ام اإلفط7ار مم7ا س77هل مهم77ة المنف77ذين. وفي غض77ون خمس دق77ائق قت77ل المه77اجمون ستة عشر من أفراد الوح77دة، وجرح77وا س77بعة آخ77رين. اس77تولى

، المعلوم77ات متاح77ة28/6/2012الشبكات المتصلة )االنترنيت( بت77اريخ على الرابط:

http://carnegie-mec.org/publications/?fa=48681 "الجيش المص77ري يس77لم مرس77ي الس77لطة رس77ميا في مراس77م (52)(52)

مق77ال منش77ور في الموق77ععسكرية، وطنطاوي يدعو لنسيان الماضي" على الش77بكات المتص77لة( ( اإلخبارية )البريطاني77ة( BBCالعربي لقناة ال7

، المعلومات متاحة على الرابط:30/6/2012)االنترنيت( بتاريخ http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2012/06/120630_mursi_militaryceremony.shtml

91

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المهاجمون على مدرعتين، قصفت القوات اإلسرائيلية إح77داهما لتقتل جميع من فيها أثناء محاولتها مهاجمة معبر كرم أبو س77الم )حسب الرواية اإلسرائيلية( بينما عثر على األخ77رى م77دمرة في رمال سيناء. لقد تمثلت خطورة هذا الحادث في أن77ه مس هيب77ة القوات المسلحة المص77رية؛ فه77و األول ض77د أف77راد من الجيش، كما أن اإلخفاق بدا الفتا سواء في من77ع حدوث77ه أو التص77دي ل77ه، فضال عن إن ه77ذه العملي77ة ق77د ش77كلت تح77ديا لمس77ار المرحل77ة االنتقالية المصرية، ووضعتها في مواجهة ملف77ات حساس77ة ك77ان قد تم القرار ضمنا على تأجيلها لحين استقرار الوضع السياسي

ولكن رب ض77ارة نافع77ة؛ فت77داعيات الهج77وم ع77ززتي، ال77داخل مطالب إبعاد الجيش عن التدخل في الشأن السياسي وضرورة تفرغ77ه لمهام77ه التقليدي77ة، وبخاص77ة تل77ك الص77ادرة عن قي77ادات األخ77وان المس77لمين، كم77ا أن العملي77ة العس77كرية الواس77عة في سيناء تفتح الباب إلعادة صياغة مفهوم األمن الق77ومي المص77ري

(.53)(53)وعالقة سيناء مع )إسرائيل( وقطاع غزة بعد تنصيب مرسي، اس77تلزم لحكم البالد وتس77يير ش77ؤونها، وج77ود تنس77يق )قس77ري( بين رئيس ينتمي إلى جماع77ة اإلخ77وان المسلمين والمجلس العس77كري. وعلى ال77رغم من طبيع77ة ه77ذا التنسيق، كان ثمة دالئل قوية على أن الجانبين كانا يعمالن على وضع مجموعة من الترتيبات - تستند إلى تفاهم77ات هادئ77ة أك77ثر منها إلى قواعد دستورية مكتوبة - لحكم البالد بصورة مشتركة. وبدت مؤسسة الرئاسة في البداية، إلى حد م77ا، ش77ريكا ص77غيرا

77دا في ه77ذه الترتيبا ولكن س77رعان م77ا تب77دلت األح77وال،ت. مقي وبخاصة بعد حادثة الهج77وم على الجن77ود المص77ريين في س77يناء، فأصبح الرئيس طرفا فاعال أكثر قوة، وأعاد مرسي طرح نفسه اآلن وبصورة قانونية بوص7فه رئيس7ا للمجلس العس7كري نفس7ه )أسند هذا المنصب للرئيس بالقانون، وبالفعل فقد ك77ان مب77ارك

وق77د اتخ77ذ يت77ولى رئاس77ة المجلس ح77تى اض77طر إلى التنحي(. ال777رئيس المص777ري محم777د مرس777ي سلس777لة من الخط777وات المفاجئ77ة، ك77ان من ش77أنها إع77ادة تش77كيل المش77هد السياس77ي الحالي في مص77ر حي77ال الكيفي77ة ال77تي س77تتم من خالله77ا إع77ادة تصميم ذلك المشهد، على الم77دى الطوي77ل. فق77د أرغم مرس77ي كبار القادة العسكريين على التقاع77د، وألغى اإلعالن الدس77توري

تق7دير موق77ف منش77ور في "المواجهات بسيناء.. تداعيات ومآالت"، (53)(53) مرك77ز الجزي77رة للدراس77ات على الش77بكات المتص77لة )االن77ترنيت(موقع ، المعلومات متاحة على الرابط:15/8/2012بتاريخ

http://studies.aljazeera.net/positionestimate/2012/08/2012815114023935521.htm92

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الص777ادر عن المؤسس777ة العس777كرية ال777ذي قلص الس777لطات الرئاسية. ويمكن لهذه السلس77لة من التغي77يرات في الم77وظفين والتعديالت الدس77تورية أن تح77دث تح77وال في م77يزان الق77وى بين

(.54)(54)القوى السياسية في مصر يحلل الكاتب ناثان ج. براون الخط77وات ال77تي أق77دم عليه77ا مرسي، إذ يقول: " يب77دو أن اثن77تين من أق77وى المؤسس77ات في البالد - رئاس77ة الجمهوري77ة والمؤسس77ة العس77كرية – ال زالت77ا مسيطرتين بشكل قوي جدا، كما يبدو أنهم77ا تعمالن مع77ا أيض77ا. بيد أن قرار مرسي يعزز سلطة مؤسسة الرئاس77ة، ال77تي ك77انت تعد الشريك األصغر في السابق، كثيرا، ويق77ايض دوره77ا بال77دور

(.55)(55)الذي لعبته المؤسسة العسكرية مؤخرا" ال ينبغي الخلط بين مص77لحة الجيش في طبيع77ة النظ77ام أو أنه يصر على أن يحكم فعليا، وقد وصف ستيفن ك77وك الب77احث في مجلس العالق77ات الخارجي77ة األم77ريكي من77ذ ع77دة أع77وام توجهات المؤسسة العسكرية في مصر بقوله:"إن الجيش يري77د أن يسيطر وال يريد أن يحكم"، وم77ا زالت تل77ك الحال77ة كم77ا هي اليوم، على الرغم من أن حركة االلتفاف المؤقت التي ق77ام به77ا المجلس العس77كري ليحكم الدول77ة فعلي77ا، )والواق77ع أن ه77ذه التجربة عززت نف77ور الجيش من السياس77ة(، ورغم أن المجلس العسكري لم يرغب في الحكم، إال أنه أراد االحتفاظ بالس77لطة، وبخاصة فيما يتعلق بصياغة الدستور لكي ينشئ إطارا مؤسسيا يحافظ على الطبيعة المدني77ة للدول77ة، بغض النظ77ر عمن ينتخب

(.56)(56)ةفي البرلمان والرئاس تعتمد احتماالت التغيير الج77دي في مص77ر - أي بن77اء ثقاف77ة ومؤسسات ديمقراطية- بدرجة كب77يرة على مواق77ف وإج77راءات الجيش ال77ذي ظ77ل متمتع77ا بوض77ع م77ريح م77ع اإلدارة السياس77ية وطبيعة النظام السياسي على مدى السنوات الس77تين الماض77ية

، وشهدت تلك الفترة لحظ77ات1952منذ قيام ثورة تموز/ يوليو من التوتر بين النخب السياس77ية والعس77كرية، لكن أي77ا من تل77ك

(54) مق77ال منش77ور في ناث77ان ج. ب77راون ، "مفاج77أة مرس77ي في رمض77ان"، (54)

على الش777بكات المتص777لةك777ارنيغي للش777رق األوسطمرك777ز موق777ع ، المعلومات متاحة على الرابط:13/8/2012)االنترنيت( بتاريخ

http://carnegie-mec.org/publications/?fa=49137

المصدر نفسه. (55)(55)المصدر السابق.شرف والبالسي، (56)(56)

93

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

األزمات الصغيرة لم تمثل تهديدا إلع77ادة تحدي77د طبيع77ة النظ77ام السياسي، فقد اختلف عبدالناصر وعب77دالحكيم ع77امر ح77ول من يكون صاحب الكلم77ة العلي77ا في ص77نع الق77رار، ودخ77ل الس77ادات وقادة )مراكز الق77وى( في ص77راع على الس77لطة السياس77ية في

، وأق77ال مب77ارك وزي77ر ال77دفاع عب77دالحليم أبوغزال77ة ع77ام1971 ، ليس فقط بتهمة الفس77اد ولكن أيض77ا ألن أبوغزال77ة ب77دا1989

منافس77ا على الس77لطة، أم77ا المش77ير طنط77اوى وق77ادة الجيش فإنهم لم يمانعوا إزاحة الرئيس مب77ارك عن الس77لطة في مطل7ع

من أجل الحفاظ على النظام وليس إس77قاطه، وبالت77الي2011 لم تكن العالق77ة بين الجيش والقي77ادة السياس77ية سلس77ة دائم77ا، لكنهما تعايشا كش7ركاء، ويتمث77ل التح77دي المقب7ل فيم7ا إذا ك7ان الجيش يس77تطيع االل77تزام ب77أنواع التغي77يرات المنهجي77ة ال77تي ستطبقها الحكومة والبرلمان تحت قيادة اإلخوان المسلمين في مرحل77ة التغي77ير الثوري77ة للنظ77ام وال77تي ب77دأت بانتفاض77ة مي77دان

(.57)(57)التحرير بعد انقضاء س77تة أش7هر على ت7ولي محم7د مرس7ي رئاس7ة77زا من مصر، منح الدستور المصري الجديد القوات المسلحة حي االستقاللية ودورا سياسيا صريحا لم تحظ بهم77ا في ظ77ل س77لفه حسني مبارك. وربما رأى مرسي، ومعه األكثري77ة اإلس77المية في الجمعية التأسيسية، أن7ه من المفي77د سياس77يا أن يقب7ل بش7روط القوات المسلحة من أجل ضمان حيادها خالل المرحل77ة الحالي77ة من عملية االنتقال الديموقراطي، ولكن من المحتمل أن يك77ون

(58)(58)ثمن ذلك القبول مكلفا على األخوان وحلفائهم. ربما يفسر مرسي وجماع77ة )اإلخ77وان( الم77واد الدس77تورية المتعلق77ة ب77القوات المس77لحة على أنه77ا تفص77ل بين المج77الين منهم77ا بم77ا ال لبس في77ه، تمهي77دا العسكري والم77دني وتح77دد كال لتأكيد الصدارة السياس77ية للم77دنيين. لكن االس77تقاللية الرس77ميةالممنوحة للقوات المس77لحة تتج77اوز بكث77ير ش77ؤونها )المهني77ة( – مثل العقيدة القتالية أو اختيار األسلحة، أو حتى ميزانية الدفاع–

.(59)(59)وسوف يكون من الصعوبة بمكان تقليصها مستقبالالمصدر نفسه. (57)(57) مقال يزيد صايغ، " العالقة المدنية - العسكرية الجديدة في مصر"، (58)(58)

على الش77بكاتك77ارنيغي للش77رق األوسطمرك77ز منش77ور في موق77ع ، المعلوم77ات متاح77ة على10/1/2013المتص77لة )االن77ترنيت( بت77اريخ

الرابط:http://www.carnegie-mec.org/2013/01/10

المصدر نفسه. (59)(59)94

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بع7د أك77ثر من ع7امين على ث77ورة الخ77امس والعش77رين من ، وسقوط نظام حسني مب77ارك؛ ال ي77زال المص77ريون2011يناير

غ77ير راض77ين عن إدارة المرحل77ة االنتقالي77ة لت77دهور األوض77اع السياسية، مع غياب التوافق المجتمعي، والصراع السياسي بين القوى المدنية والتي77ار اإلس77المي، والس77يولة األمني77ة، واألح77داث الدامي77ة ال77تي ش77هدها الش77ارع المص777ري، وت77ردي األوض77اع االقتصادية، وضعف مستوى النمو االقتصادي، وهو ما ب77دد كث77يرا

(.60)(60)من آمال وأحالم المصريين بعد الثورة تنظ77ر الق77وات المس77لحة المص77رية إلى نفس77ها على أنه77ا طرف مؤسسي مستقل ذاتي77ا ل77ه دور سياس77ي بامتي77از. وتجلى

حين قام الفريق عب77د2012 كانون األول/ ديسمبر 11ذلك في الفت77اح السيس77ي وزي77ر ال77دفاع المص77ري ال77ذي أعقب المش77ير طنطاوي، بدعوة الرئيس مرسي وال77وزراء اآلخ77رين وطيف77ا من األحزاب والق77وى السياس77ية والمجتمعي77ة والشخص77يات العام77ة، إلى عقد )حوار وط77ني(. وعلى ال77رغم من التأكي77دات ب77أن ه77ذه الدعوة ال تشكل أكثر من )لقاء في إطار األسرة المص77رية(، إالل فعال سياسيا غير مخفي، تم اتخ77اذه من ج77انب أن إصدارها مث واح777د ومن دون استش777ارة مس777بقة لرئاس777ة الجمهوري777ة أو المجلس الوزاري الذي يعد وزير الدف77اع عضوا فيه. وق77د دف77ع قيام متحدثي الرئيس مرس77ي بالتقلي77ل من ش77أن ال77دعوة، إلى إلغائها من الفريق السيسي، م77ا عكس رغب77ة مرس77ي في ع77دم

األمر ال77ذي ينب77أ.(61)(61)إتاحة مثل هذا الدور للقوات المسلحة بأن مصر مقبلة على مواجهة بين المؤسسة العسكرية وحكومة )األخوان(، وأن تفاعالت الشارع المص77ري والظ77روف اإلقليمي77ة والدولية هي العوامل التي ستحدد شكل هذه المواجهة ومدياتها

ونتائجها، وإنعكاساتها الداخلية والخارجية.خاتمة واستنتاجات

بعد مراجعة وتحليل أدوار الجيش المصري ومواقف77ه، قب77ل ، وإثناءه7ا، وبع7د تنحي ال7رئيس2011حركة التغيير مطلع العام

"التسلسل الزمني ألحداث ثورة يناير في مص77ر"، مقال77ة منش77ورة(60)(60) على موق77ع قن77اة الجزي77رة في الش77بكات المتص77لة )االن77ترنيت( على

الرابط:http://www.aljazeera.net/news/pages/807afb60-d07c-4c6e-8c40-4131a0533c97

صايغ، " العالقة المدني77ة - العس77كرية الجدي77دة في مص77ر"، المص77در(61)(61)

السابق. 95

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

مبارك وتكلي77ف قي77ادة ه77ذا الجيش بحكم البالد، ومن ثم تس77ليم الس77لطة إلى حكوم77ة مدني77ة منتخب77ة، يت77بين لن77ا إن الق77وات المسلحة في هذا البلد مقبلة على مرحل77ة جدي77دة من تاريخه77ا، تتطلب منه777ا التهي777ؤ للقي777ام بمه777ام، وأداء أدوار، تختل777ف عن الواجبات النمطية التي كانت تكلف بها سابقا. وان المؤسس77ات العسكرية، سواء في البل77دان العربي77ة ال77تي أنج77زت التغي77ير، أو التي ما تزال، تبدو الوحيدة المؤهلة من بين منظم77ات المجتم77ع العربي لضبط مسار عملي77ة التح77ول وحمايته77ا من االنح77راف أو الوقوع في أسر مخططات فئوية. فضال عن ان المرحلة الحالية من التاريخ العربي، التي تتنامى فيها المطالب الشعبية ب77التغيير واإلص777الح، تتطلب أط777را جدي777دة للعالق777ة بين المؤسس777ات العس77كرية واألنظم77ة الحاكم77ة في البل77دان العربي77ة، وأن ت77درك قيادات هذه الجي77وش إن مهمته77ا األساس77ية هي حماي77ة ال77وطن

وتوص77ل البحث في س77ياقوالش77عب، وليس77ت حماي77ة الح77اكم. معالجته للموضوع إلى مجموعة من اإلستنتاجات، أبرزها:-

إن ظاهرة تدخل الجيوش العربي77ة في الحي77اة السياس77ية.1 ليس77ت بجدي77دة، فهي س77مة رافقت تل77ك الجي77وش من77ذ

تأسيسها. كان الحكام العرب قبل حركات التغيير التي حص77لت في.2

ح77ذرين من المؤسس77ة العس77كرية، وعمل77وا2011العام على إقص77اءها عن الحي77اة السياس77ية، إلدراكهم الخط77ر الذي يمكن للجيش أن يشكله على أنظمتهم، بالرغم من أن أغلبهم أتى للسلطة من المؤسسة العسكرية نفسها.

جردت الجيوش العربية في العقود الثالثة األخيرة من أي.3 وزن أو دور م777ؤثر في مجتمعاته777ا، لص777الح تن777امي دور األجه77زة األمني77ة، والوح77دات العس77كرية الخاص77ة ال77تي

شكلت لحماية النظام الحاكم. بالرغم من غياب وتغييب المؤسسة العس77كرية المص77رية.4

عن الس77احة السياس77ية واالجتماعي77ة في الس77نوات ال77تي س77بقت حرك77ة التغي77ير في مص77ر، إال ان مواقفه77ا خالل األزمة، وبعد انجاز التغيير، اثبتت أن هذه المؤسس77ة على دراي77ة جي77دة بالعوام77ل الداخلي77ة والخارجي77ة الم77ؤثرة في الحياة السياسية المص77رية، فض77ال عن امتالكه77ا تص77ورات

96

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ش777املة عن طبيع777ة التن777افس والص777راع بين مكون777اتالمجتمع المصري وتياراته الفكرية.

يمكن االستنتاج من خالل متابع77ة مجري77ات األح77داث بع77د.5 سقوط نظام مبارك في مصر، وحساب إمكان77ات الق77وى المتدافع777ة في الس777احة السياس777ية المص777رية، ب777أن المؤسسة العسكرية س77تتمكن من ف77رض دور مس77تقبلي مؤثر في صنع القرار في هذا البلد، فضال عن تمكنه77ا من المحافظة على امتيازاتها، ومن إبقاء عالقاته77ا العس77كرية

الدولية خارج ساحة الصراع السياسي الداخلي. إن أفض777ل ص777يغة للعالق777ة بين المؤسس777ة العس777كرية.6

والعملية السياسية، هي في قيام الجيوش بتأمين س77المة الت777داول السياس777ي ونزاهت777ه، والت777دخل في الش777أن السياسي فقط في حالة وجود خطر يهدد وحدة المجتمع

وسلمه األهلي. بالرغم من قي77ام المجلس األعلى للق77وات المس77لحة في.7

مص77ر بتس77ليم الس77لطة رس77ميا لل77رئيس الجدي77د محم77د ، إال أن2012مرس77777777ي في الثالثين من حزي77777777ران

المؤشرات المس77تنبطة من المكان77ة والت77أثير ال77تي خ77رج بهما الجيش المصري بعد ثورة ين77اير من جه77ة، ومواق77ف القي77ادة الجدي77دة للمؤسس77ة العس77كرية المص77رية من التداعيات السياسية التي أعقبت تسليم السلطة للرئيس مرس77ي من جه77ة أخ77رى، ت77رجح ب77أن ه77ذه المؤسس77ة وقيادته77ا لن تبقى بعي77دة عن أداء أدوارا حاس77مة، إذا م77اوصلت العملية السياسية في مصر إلى طريق مسدود.

97

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

دور شباب التغيير في الدول العربيةفي إعادة صياغة العالقة بين الحكام والمحكومين

األستاذ الدكتور طه حميد حسن العنبكيأستاذ القانون الدستوري والنظم السياسية

كلية العلوم السياسية/الجامعة المستنصرية بغداد/العراقالمقدم777ة:

الج77رم أن األح77داث المتس77ارعة ال77تي ش77هدتها- وم77ازالت ،ب77اتت تش77غل2010تشهدها- المنطقة العربية من77ذ نهاي77ة س77نة

اهتم7777ام الع7777الم أجم7777ع،وذل7777ك ليس بفع7777ل م7777ا تمخض – وماس777يتمخض- عن تل777ك األح777داث من تط777ورات حاس777مة فحسب،بل بفعل طبيعة وماهية القوة الرئيسة التي حركت تلك األح77داث،والمتمثل77ة بالش77باب،وال77ذين حقق77وا م77اعجزت عن تحقيق77ه-على م77دى عق77ود خلت- ق77وى المعارض77ة التقليدي77ة،إذ تمكن الشباب من إسقاط نظم حكم مس77تبدة،طالم77ا اس77تأثرت بالس77لطة على م77دى تل77ك العق77ود،وه77و م77ا حص77ل في ك77ل من تونس ومصر وليبيا واليمن،وهناك مح77اوالت مس77تمرة إلس77قاط

نظم حكم عربية أخرى. أوال- أهمية الدراسة:

تعد ظاهرة صعود الش77باب كق77وة اجتماعي77ة-سياس77ية على الساحة السياسية لمعظم ال7دول العربي7ة بفع7ل دوره7ا الفاع7ل في تصاعد الحركات االحتجاجية في تلك ال77دول،ظ77اهرة ج77ديرة باالهتم77ام والدراس77ة والتحلي77ل المعم77ق،ذل77ك أن تل77ك الق77وة الجدي777دة تمكنت من تحقي777ق م777اعجزت عن تحقيق777ه ق777وى المعارضة التقليدية-على مدى عقود خلت-على اختالف توجهاتها وانتماءاته77ا،وفي مق77دمتها األح77زاب والحرك77ات ذات األص77ول

واأليديولوجيات اإلسالمية،هذا من جانب. ومن جانب آخ77ر،س77يمثل الش77باب رقم77ا ص77عبا في معادل77ة الحي77اة السياس77ية العربي77ة بع77د التغي77ير،إذ أن احت77وائهم وفس77ح المجال أمام مشاركتهم السياسية الواس77عة س77تدفع ثمن77ه بك77ل تأكي77د النخب التقليدي77ة،وبالمقاب77ل أي77ة محاول77ة لتهميش77هم أو تض777ييق فرص777هم في المش777اركة في بن777اء مؤسس777ات النظم السياسية الجديدة ستعرض تلك النظم للخطر وربما الزوال من جدي7د الس7يما أن تل7ك الق7وة الجدي7دة أض7حت – بع7د التغي77ير –

98

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تمتلك مفاتيح الحل واللجوء إلى ذات األسلوب الذي أطاحت به حزي77ران/يوني77و30الحكام الس77ابقين،وم7ا ج7رى في مص77ر بع7د

(خير دليل على ذلك. 2013الماضي)ثانيا- إشكالية الدراسة:

إن اإلشكالية في تلك الدراسة تكمن في أن المنج77ز ال77ذي حقق77ه الش77باب المحتجين وظفت77ه ق77وى المعارض77ة التقليدي77ة لصالحها وبالخصوص األحزاب والحركات اإلسالمية،إذ اس77تفادت األخ77يرة من األوض77اع ال77تي اس77تجدت في الس77احة السياس77ية للدول العربية السيما تلك الدول التي كان للش77باب الفض77ل في إسقاط أنظمتها وفي مق77دمتها ت77ونس ومص77ر،وبالت77الي لم يج77د الشباب - لحد كتابة تل77ك الس77طور- فرص77ته الكامل77ة في إثب77ات وجوده ودوره الحقيقي الذي يتناسب وحجم77ه وقدرات77ه وت77أثيره فض77ال على أن77ه ك77ان الق77وة ال77تي يع77ود له77ا الفض77ل في تحري77ر المجتمع والدولة من سطوة وتسلط الحكام الذين طالما أمعنوا في االس77تبداد والظلم والفس77اد وانته77اك الحق77وق والحري77ات

العامة والخاصة. وبغية التوصل إلى حلول لتلك اإلشكالية سنحاول في تل77ك الدراس77ة اإلجاب77ة على جمل77ة من التس77اؤالت منه77ا:كي77ف يمكن توصيف األحداث التي شهدتها دوال عربية عدة؟ وما أهم الدوافع التي حركت الشباب صوب االحتجاج في معظم الدول العربي77ة؟ وم777ا أهم النت777ائج ال777تي تمخض777ت- وس777تتمخض- عن تل777ك االحتجاج77ات؟ وم77اأهم التح77ديات ال77تي تواج77ه الش77باب كق77وة اجتماعية-سياسية في بناء النظم السياسية العربية بعد التغيير؟ وم77ا دور تل77ك الق77وة في إع77ادة ص77ياغة العالق77ة بين الحك77ام

والمحكومين؟ثالثا- أهداف الدراسة:

في ه77ذه الدراس77ة س77نحاول تس77ليط الض77وء على حجم وإمكانات قوة الشباب العربي،فضال على محاولة بيان األس77باب والدوافع التي تقف وراء تحرك تلك القوة والنت77ائج ال77تي ت77رتبت أو سوف ت77ترتب مس77تقبال على ه77ذا التح77رك،ومن ثم س77نحاول التعرف على العوامل ال77تي تعي77ق مش77اركة ه77ؤالء الش77باب في أداء الدور الذي يتناسب وحجم قوتهم العددي77ة والنوعي77ة،مقاب77ل الفرص التي يمكن استثمارها من قبل هؤالء ألداء ماهو منش77ود من دور فاع77ل في بن77اء مؤسس77ات النظم السياس77ية الجدي77دة ال77تي ينبغي أن تك77ون بالمس77توى ال77ذي ي77رتقي به77ا إلى تج77اوز

99

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تراكمات الماضي وسلبياته وتلبية طموحات كل فئ77ات المجتم77عوفي مقدمتهم الشباب.رابعا- منهجية الدراسة:

تستدعي تلك الدراسة - لم77ا تتض77منه من متغ77يرات كث77يرة متشعبة ومتداخلة- االسترشاد بمنهجي77ة مركب77ة تجم77ع بين منهج الجماعة ومنهج الثقافة السياس77ية فض77ال على اعتم77اد المنهجي77ة

المقارنة.خامسا-خطة الدراسة:

سنقسم تلك الدراسة- فضال على المقدم77ة والخاتم77ة- إلىالمباحث اآلتية:

المبحث األول:إطار مفاهيمي........المبحث الثاني:دوافع االحتجاجات الشبابية......

المبحث الثالث:نتائج االحتجاجات الشبابية... المبحث الرابع:دور الشباب في إع77ادة ص77ياغة العالق77ة بين

الحكام والمحكومين....المبحث األول:إطار مفاهيمي:

لتوصيف ما حصل- ومازال يحصل- في الساحة السياسية للكثير من الدول العربية،وأث7ره على إع7ادة ص7ياغة العالق7ة بين القابض7777ين على الس7777لطة والمجتم7777ع،الب7777د من بي7777ان بعض المص77طلحات والمف77اهيم ال77تي تش77كل بمثاب77ة مف77اتيح له77ذه

(،ومن تلك المصطلحات والمفاهيم مايتص77لKeywordsالدراسة ) بالشباب كقوة اجتماعية-سياسية جديدة،ومنها مايتص77ل ب77الثورة والتغيير،وهذا ماسنتعرض له في مطلبين،على أن نحاول تق77دير

األحداث الجارية في الدول العربية المعنية في مطلب ثالث.

المطلب األول:مفهوم الثورة والمفاهيم ذات الصلة:(:Revolutionأوال- الثورة)

الثورة لغ77ة تع77ني الهيج وهي من الفع77ل ث77ار،وث77ار الش77يء ،وعرفه77ا آخ77رون بأنه77ا تع77ني:)الهيج77ان والوث77وب1بمع77نى ه77اج

،بال،ص3- أبن منظور األفريقي:لسان العرب،بيروت،دار ص77ادر،مجل77د 153.

100

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

،أما اصطالحا فقد تعددت تعريفاتها1والظهور واالنتشار والقلب( التقليدية،فهناك من يعرفها على إنها:)قيام الشعب بقي77ادة نخب

،وعرفه77ا آخ77رون2وطالئع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة(،وهن77اك من يق77ول أنه77ا:3بأنها:)تغيير جم77اهيري س77ريع وع77نيف(

،وهن77اك من يع77رف الث77ورة على أنه77ا:4)إع77ادة بن77اء الدول77ة( )التغييرات الجذرية في البنى المؤسس77ية للمجتم77ع ال77تي تعم77ل على تحوي7ل المجتم7ع - ظاهري7ا وجوهري7ا- من نم7ط س7ائد إلى نم777ط جدي777د يتواف777ق م777ع مب777ادئ وقيم وأيدلوجي777ة وأه777داف

،وقد تكون الثورة عنيفة دموية ، كما قد تكون س77لمية ،5الثورة( وتكون فجائية سريعة أو بطيئة تدريجية ، أو أنه77ا عملي77ة حركي77ة

.6تتميز باالنتقال من بنيان اجتماعي إلى بنيان اجتماعي آخر وهناك من يعرف التغيير الثوري بأنه:)تغيير مفاجئ وسريع وعنيف نسبيا للقانون الرسمي الب77الي للجماع7ة أو المؤسس7ات ولنظام القيم التي تمثله77ا حيث م77يز بين ث77ورة سياس77ية وث77ورة اقتص777ادية ، وث777ورة ش777املة ، وال ب777د أن نعلم أن لك777ل ث777ورة

.7خصوصيتها فليس ثمة تشابه أو تطابق بين ثورتين أم77ا الفهم المعاص77ر للث77ورة يش77ير إلى نم77ط التغي77يرات الكبرى والجذرية التي تحصل في المجتمع نتيجة انتقال السلطة

،ل77ذا8من طبق77ة اجتماعي77ة إلى أخ77رى أو نش77وء طبق77ات جدي77دة فالثورة هي بمثاب77ة تغي77ير ج77ذري لألوض77اع القائم77ة إلى أوض77اع جديدة يعتقد قادتها إنها تس77ير إلى طري77ق أفض77ل وإلى التخلص من العلل السياسية واالجتماعية التي تنوء بكلكلها على أنف77اس المواطنين،وبالتالي فهي ليست مجرد تغيير جزئي وعالج لبعض العيوب،بل هي فوران وبركان وقوة القبل للحكام على الوقوف

. 9في وجهها1 -www.sudanile.com 2 - http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A93 -www.sudanile.com 4 -www.sudanile.com - سلمان بونعمان:فلسفة الثورات العربية،المغرب،مركز نم77اء للبح77وث5

.10،ص2012(،1والدراسات،سلسلة دراسات فكرية).10- سلمان بونعمان:مصدر سابق،ص6- المصدر نفسه.7 - خال777د المعي777ني: الربي777ع الع777ربي.. بين حس777ابات الحق777ل وحص777اد8

.3/5/2012البيدر،موقع مركز الجزيرة للدراسات آخر تحديث: - د.أحم777777د س77777ويلم العم77777ري:معجم العل77777وم السياس77777ية 9

.74-73،ص1985الميسر،القاهرة،الهيأة المصرية العامة للكتاب،101

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وعلى ذلك تستهدف الثورة هدم الكيانات القديمة،اجتماعيا واقتصاديا وفكريا وسياسيا،ولكنها التق7ف عن77د ح7دود اله7دم ب77ل تس77عى إلى بن77اء كيان77ات جدي77دة تح77ل مح77ل القديم77ة،ومن المفترض إنها تكون أفضل منها إلى الحد الذي تولد معها شعور بأهمية التغيير والحاجة إليه،لذا يقول ال77زعيم الص77يني)ماوتس77ي تونك(:)لسنا صالحين لتهديم العالم فقط بل إننا ص77الحون لبن77اء

،وعلى ذل77ك هن77اك من ع77رف الث77ورة على إنه77ا:1ع77الم جدي77د( )إطاحة بالنظام القديم الذي فقد جميع إمكانياته الخالقة لوض77ع أس77س أك77ثر رس77وخا وع77دال لنظ77ام جدي77د يح77ل محل77ه واع77د

.2بالتقدم( ل77ذا ف77القول إن الث77ورة ته77دف إلى تغي77ير أس77س النظ77ام السياس7777ي ومجم7777ل ترتيبات7777ه االقتص7777ادية واالجتماعي7777ة

،يع77ني العم77ل على ه77دم األس77س القديم77ة البالي77ة3والثقافية والفاس77دة منه77ا والعم77ل على إرس77اء أس77س جدي77دة وص77الحة تؤس77س لنظ77ام سياس77ي رش77يد تحق77ق في77ه س77عادة المجتم77ع ورفاهيته على وفق اإلمكانات المتاحة،وعلى ذلك يغدو الح77ديث عن الثورة في حال استبدال أوضاع فاس77دة بمثله77ا وربم77ا أك77ثر

فسادا حديث يجافي الحقيقة. والج7رم إن مفه7وم الث7ورة يت77أثر س7لبا وإيجاب7ا بن7اءا على خلفيات و قناعات ومايمكن تس77ميته بالمرجعي77ات الفكري77ة لمن يت77ولى مهم77ة توص77يف ه77ذه الحرك77ة أو ذاك الفع77ل والح77راك بالثوري77ة من ع77دمها، ف77الطرف المع77ادي ي77درس الث77ورة به77دف التنب77ؤ به77ا وإجهاض77ها والحيلول77ة دون وقوعه77ا ب77دافع المص77لحة الخاصة،والطرف المؤيد يدرس الث77ورة لبي77ان أثره77ا في تحقي77ق الصالح العام،ولهذا كان مصطلح الثورة،مائع بين الطرفين وغير محدد ،ف7)مونتسكيو(أعلن أن الطغيان هو النظ77ام الط77بيعي في الثورات،ويصفها )سوروكين( شذوذا وانحرافا، ويراها)جوس77تاف لوبون( بأنها جهدا ضائعا،والثورة عند)الماركسيون(مج77رد إع77ادة للت77وازن المفق77ود بين عالق77ات اإلنت77اج من ناحي77ة وبين أدوات اإلنت77اج من ناحي77ة أخ77رى،واعت77بر البعض إن الث77ورة هي:التغي77ير المف777اجئ في النظ777ام االجتم777اعي والسياس777ي والمؤسس777ي

- د.طارق علي الهاشمي: األحزاب السياس77ية،مط77ابع جامع77ة بغ77داد، 1.106،ص1989

2 - http://www.elaph.com/Web/ElaphWriter/2009/3/418178.htm - د.محمد صفار:إدارة مرحلة مابعد الثورة..حالة مصر،مجلة السياس77ة 3

.18،ص2011،أبريل،184الدولية، األهرام،العدد102

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

القائم،وهناك من يركز على عامل الس77رعة في التغي77ير وب77ذلك تكون الثورة تغيير مفاجئ وسريع وه77ام في النظ77ام االجتم77اعي

.1واألخالقي وبالمحصلة ينبغي القول إن توص77يف أي حرك77ة بأنه77ا ث77ورة ينبغي أن تكون منظم77ة ويتم اإلع77داد له77ا مس77بقا وله77ا قياداته77ا الثوري77ة ال77تي تخط77ط لتنفي77ذها بوس77ائل ش77تى تتص77درها الق77وة المس77لحة،وتنطل77ق من إيمانه77ا بفك77ر أو أيديولوجي77ة تح77وي بين طياتها مبادئ وأهداف تسعى لتطبيقها على الواقع،وتتمحور تلك المب77ادئ واأله77داف ح77ول العم77ل على رف77ع الحرم77ان الظلم واالستغالل والتسلط وبالمقابل العمل على نشر العدل والحرية

والرفاهية لكل أبناء المجتمع دونما تمييز. ثانيا-االنقالب:

يعرف االنقالب على إنه:)عملي7ة تغي77ير ش7كل الحكم فق7ط ،وهناك من يعرفه2دون تغيير لألسس التي يقوم عليها المجتمع(

على أنه:)عملية تغير نظام الحكم عبر وس77ائل س77لمية - انقالب أبيض- أو غ77ير س77لمية ويك77ون على الع77ادة من داخ77ل مؤسس77ة

،ل7ذا ف7االنقالب3الحكم نفسها سواء كانت سياس7ية أو مدني77ة...( اليعدو أن يكون تغيير لجزئي يط77ال قش77رة الس77لطة السياس77ية فحس77ب، حيث تتم اإلطاح77ة بالحك77ام من مناص77بهم واس77تبدال آخ77رين بهم دون أن يتب77ع ذل77ك تغي77ير ج77ذري على المس77توى االقتص77ادي أو على مس77توى منظوم77ة القيم االجتماعي77ة ال77تي

.وعلى ذلك ف77االنقالب:ه77و قي77ام بعض القي77اديين4تسود المجتمع الكبار- عسكريين ومدنيين- بالعمل على تنحية الق77ادة الفعل77يين والمس77يطرين على مق77درات الدول77ة ومن ثم الش77روع بتغي77ير مع77الم نظ77ام الحكم م77ع اإلبق77اء على الكث77ير من األوض77اع على

حالها.:ثالثا- التغيير

ر( ومعن77اه: إنتق77ال الش77يء التغيير لغة هو مصدر للفعل)غي77ه كأن77ه جعل77ه ل 77ه وبد ره(يعني:حول من حالة إلى حالة أخرى،و)غي

1 -http://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=29283..107- د.طارق علي الهاشمي:مصدر سابق،ص 2- من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. 3 معجم "بال،وك77ذلك:2- أنظر ك77ل من :خال77د المعي77ني:مص77در س77ابق،ص4

كويل" للعلوم السياسية، ترجمة مركز الخليج لألبح77اث، دول7ة اإلم77ارات.582 ، ص 2004العربية، سنة

103

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ر الح77ال وانتقاله77ا1غير ماكان ،والتغيير بمعن77اه اإليج77ابي ه77و: تغي )التغي77ير( في الق77رآن من الصالح إلى الفس77اد،وق77د ورد مفه7وم

( في س77ورة رن الك77ريم خمس م77رات وفي أربع77ة مواض77ع)يغير( في سورة الرعد اآلية) (،119النساء اآلية ) روا( (،11)يغي )يغي

رت في سورتين: األولى في األنفال اآلية) اني77ة في53تكر (، والثعد اآلية) ر( في سورة محمد اآلية) (،11الر .2(15)يتغي

أما اصطالحا فيعرف التغيير على أنه:)التح77ول الملح77وظ – كما يع77رف على أن77ه:3في المظهر أو المضمون – إلى األفضل(

)انتقال المجتمع بإرادت77ه من حال77ة اجتماعي77ة مح77ددة إلى حال77ة ،وهكذا فإن التغيير يقصد به ح77االت التح77ول4أخرى أكثر تطورا(

االجتماعية التي يخوضها المجتمع بعموم77ه لالنتق77ال إلى أوض77اع أفضل تمكنه من االنطالق إلى المس77تقبل،وهي ح77االت التح77ول التي يخرج منه7ا المجتم7ع - ب77أفراده ومؤسس7اته وهيئات77ه- أك7ثر إيجابية وفاعلية وقوة وقدرة على إدارة ش77ئونه، وعلى محاس77بة قيادته ومكافئتها أومعاقبته77ا، وعلى التص77دي لمح77اوالت كبت77ه أو قهره،ومن ثم فإن حاالت التح77ول ال77تي يتم فيه77ا اس77تبدال قل77ة مسيطرة متحكمة بقلة أخرى دون المشاركة اإليجابية والفعال77ة من قبل وحدات المجتمع المختلف77ة ال ت77دخل في نط77اق التغي77ير بمعن77اه االيج77ابي وإنم77ا بمعن77اه الس77لبي،ل77ذ ف77التغيير الش77امل والحقيقي يبدأ بتغيير القيادة الدكتاتوري77ة، ويمت77د ليش77مل جمي77ع من777احي النظم األخ777رى االجتماعي777ة واالقتص777ادية والتربوي777ة

.5 والتشريعية والقضائية والدينية، ...الخ(رابعا- مفهوم االحتجاج:

االحتجاج ه77و رد فع77ل رافض لتص77ريحات أو س77لوك يص77در من شخص أو حزب أو دول77ة وق77د يك77ون فردي77ا أو جماعي77ا،ومن مظ77اهر االحتج77اج التظ77اهر،االعتص77ام والعص77يان الم77دني ،أم77ا

107،ص11- أبن منظور األفريقي:مصدر سابق،مجلد 12 -http://salam-b.blogspot.com/2011/03/blog-post_13.html و د, هش777ام مرس777ي:تعريف التغيير وأنواعه: أحم777د عبد الحكي777م-7 3

4/3-/2007-http://aoc.fm/site/node/301 و د, هش777ام مرس777ي:تعريف التغيير وأنواعه: أحم777د عبد الحكي777م-7 4

4/3-/2007-http://aoc.fm/site/node/301 عبد الباسط محمد حسن ، أصول البحث االجتماعي، مكتبة وللمزيد راجع:

(، الطبعة الثانية عشر.1998وهبة، القاهرة )5 77- و د, هش77777ام مرس77777ي:تعري77ف التغي77ير أحم77777د عب77د الحكي77777م

http://aoc.fm/site/node/301-2007/-4/3وأنواعه: 104

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التظاهر فهو:)خروج إلى المجال العام طلبا إلحقاق حق أو دف77ع ظلم،فهو خروج من البيت إلى الشارع أو الميدان يعبر عن حالة من ع777دم الرض777ا في الح777يز الخ777اص وحمله777ا إلى الح777يز

،والمظاهرة تج77ري- في النظم السياس77ية الديمقراطي77ة-1العام( بطريقة منظمة ومعدة بشكل مسبق وفي توقيت معين وتجري

،وتتضمن مطالب بعينها،على أنها2بطريقة سلمية ووفق القانون ليست كذلك في النظم السلطوية)الفردي77ة والش77مولية(، فأنه77ا أق77ل تنظيم77ا وغالب77ا م77اتكون عفوي77ة وك77ردود فع77ل غاض77بة إزاء سياسات عامة،وقد تصاحب تلك المظاهرة عمليات عنف سواء من قبل الق7وات األمني7ة أو من قب77ل المتظ7اهرين أنفس7هم،أم7ا الطرف األول فيلجأ للعنف تحت ذريعة الحفاظ على األمن ومنع المتظ777اهرين- ك777ونهم خ777ارجين على الق777انون- من العبث ب777ه وزعزعة االستقرار،أما الطرف اآلخ77ر- المتظ77اهرين- فق77د يلج77أ

للعنف غضبا أو استفزازا أو يرد على العنف بالمثل . أما االعتصام فه77و:)مظه77ر احتج77اجي ض77د سياس77ة م77ا عن طريق الوجود والتجمع السلمي،أم77ام مك77ان أو مق77ر يرم77ز إلى

،وهن77اك من3الجه77ة ال77تي تم77ارس السياس77ة موض77ع االحتج77اج( يعرف االعتصام على أنه:)مرحلة متقدمة من حركة االحتجاجات الشعبية تسبب إزعاج77ا وض77غطا كب77يرين على النظم السياس77ية

،4القائمة،نتيجة لشمولية أهدافها واتساع نطاق المشاركة فيه77ا( وعلى ذلك فاالعتصام هو بمثابة احتجاجات ذات طابع فئوي تع7د بمثابة تعبير عن احتياجات ومطالب محددة لفئة بعينها من فئات

.5المجتمع - أش77رف عب77دالعزيز عب77دالقادر:المحتج77ون:كي77ف ت77ؤثر المظ77اهرات1

واالعتصامات في سياسات الدول؟اتجاهات نظرية في تحليل السياس77ة الدولي77ة ، ملح77ق دوري يص77در عن مجل77ة السياس77ة الدولي77ة،األه77رام-

،وللمزي77د راج7ع:محم77د بوجن77ال:في11،ص2012 ين77اير 187مصر،العدد مفاهيم:الحراك،االنتفاضة -المغ77رب كنم77وذج– مجل77ة الح77وار المتم77دن،

على الموق777777777777777777ع:2011-12-27 في 3589الع777777777777777777دد-http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=289094&-Robert Gooding

Williams; Reading Urban Uprising,Routledge.Inc,New Yourk,1993. - للمزيد حول مفهوم وتكتيكات المظاهرات واالحتجاجات راجع:أش77رف2

.12-11عبدالعزيز عبدالقادر:مصدر سابق،ص.11- أشرف عبدالعزيز عبدالقادر:مصدر سابق،ص3- المصدر نفسه.4،وكذلك:11- - أشرف عبدالعزيز عبدالقادر:مصدر سابق،ص5

105

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

(:Civil Disobedienceخامسا- العصيان المدني) هو عملية اللج77وء إلى اس77تعمال وس77ائل غ77ير عنيف77ة مث77ل المقاطعة وعدم دفع الضرائب،وغير ذلك مما يس77هم في الت77أثير في السياسات الحكومية العامة،وللعصيان المدني عناص77ر ع77دة أهمها خرق القانون،وعلى ذل77ك فاالحتجاج77ات القانوني77ة ليس77ت عص777يانا،وأن يك777ون خ777رق الق777انون عل777ني،وأن يأخ777ذ ش777كل االحتج77اج،وأن اليتم اللج77وء للعن77ف،وعلى ذل77ك يع77د العص77يان

.1المدني بمثابة احتجاج عام غير قانوني وغير عنيفسادسا-المظاهرة:

وهي غالبا ماتجري بطريقة منظمة ومع77دة بش77كل مس77بق وفي توقيت معين وقد تجري بطريقة سلمية ووفق القانون،وقد تنظم أحيان77ا ب77دون موافق77ة قانوني77ة،وتتض77من في ك77ل األح77وال

مطالب محددة.:2(Uprisingسابعا-االنتفاضة)

االنتفاضة لغة مشتقة من الفعل نفض،ونفض الشيء يعني "حركه ليزول عنه الغبار أو نحوه"،أو طهره،لذا يقال "نفض عنه

،أم777ا3الكس777ل" و"نفض عن777ه الهم"، وك777ذلك "انتفض واقف777ا" اصطالحا فتعني )االنتفاضة(أنه77ا حرك77ة خالق77ة تول77د الجدي77د من القديم، والكلمة بداللتها وإيحاءاتها تفترض وجود قوة ما كامن77ة، كانت ساكنة ثم تحركت، وأن مصادر الحرك77ة ليس77ت من خ77ارج

،وعرفها آخ77رون على أنه77ا:)عب77ارة عن4النسق، وإنما من داخله م777زيج من سلس777لة من االحتجاج777ات والمظ777اهرات العفوي777ة

-Anthony M. Orum;On Participation in Political Protest Movements,Journal of Applied Behavioral Science April 1974 vol. 10 no. 2 181-207.

- ك77ارل ك77وهن:العص77يان الم77دني والق77انون،نقال عن: أش77رفعبدالعزيز1 ،وللمزيد راج77ع ك77ذلك: جابري77ل المون77د و13عبدالقادر:مصدر سابق،ص

جي.بنجه77ام باوي77ل:السياس77ات المقارن77ة في وقتن77ا الحاض77ر،نظ77رة عالمية،ترجمة:هشام عبدالله،مراجعة:سمير نص77ار،عم77ان،ال7دار األهلي77ة

ومابعدها. 121،ص1997للنشر والتوزيع،2-For more information see;Games L.Gelvin;The Arab Uprising,Oxford

University Press, USA(March 6, 2012)&-Robert Gooding Williams;op.cit..324،ص14أبن منظور األفريقي:مصدر سابق،مجلد - 3 - هب77ة رؤوف ع77زت :مفه77وم االنتفاض77ة:من خي77ار الث77ورة إلى نم77وذج4

م09/02/2011التمكين المدني، على الموقع التالي فيttp://yanabeea.net/details.aspx?type=14&lasttype=388&pageid=431

106

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الشعبية ال77تي تس77تهدف تغي77ير األوض77اع الفاس77دة القائم77ة وق77د.1تنتقل من المرحلة السلمية إلى مرحلة العنف المسلح(

وهن77اك من يع77رف االنتفاض77ة على أنه77ا:)مقاوم77ة ش77عبية مستمرة، ومواجهة حضارية شاملة، بكاف77ة الوس77ائل المدني77ة أو العنيفة أو كالهما مع7ا، تجم77ع بين التص77اعد والخب77و؛ من جماع77ة إنسانية أو أفراد؛ لظلم أو فس77اد أو منك77ر أو تخل77ف أو تبعي77ة أو وهن ؛ وقع عليهم من قوة داخلية مستبدة، تعمل لصالح أهوائه7ا وبقائها في السلطة؛ أو من قوة قم77ع خارجي77ة اس77تعمارية أك77ثر قوة، تهيمن على مصير هذه الجماعة أو هؤالء األف77راد، فتس77عى إلى س77لب إرادتهم وطمس ه77ويتهم واس77تغالل أرض77هم ونهب ثرواتهم أو النيل من مقدساتهم، أو إبادتهم واستبدالهم بجماع77ة أخرى؛ لكن هذه الجماعة وه77ؤالء األف77راد ينجح77ون في التخلص

. 2منهما والتحرر بقوة إرادتهم وتضحياتهم وصبرهم( والنموذج االنتفاضي- خالفا للنم77وذج الث77وري- ال يتج77ه نح77و التصعيد المستمر فهو ال يحاول أن يصل إلى ال77ذروة،ول77ذا فه77و يتوهج أحيانا ويخبو أحيانا أخرى، ولكنه ال ينطفئ أبدا وال يس77تمر باالشتعال- خالفا للثورة بمفهومها السائد- كذلك فإنه يقوم على تفعي777ل الن777اس وتمكين األم777ة وليس الك777وادر الطليعي777ة أو

،لذا فاالنتفاضة )هي حراك جماهيري يه77دف إلى التغي77ير3النخب مس77تخدمة ومس77تثمرة مختل77ف مكوناته77ا من احتج77اج وتظ77اهر وعصيان معتمدة النهج أو األسلوب السلمي مدينة في ذلك ك77ل أساليب العنف والسالح، وفي هذا اإلط77ار ، نق77ول أن لالنتفاض77ة مطالب ذات س77قف مح77دد يتمث77ل في المطالب77ة ب77التغيير ال77ذي يتلخص في تحقي77ق المط77الب وتغي77ير النظ77ام السياس77ي دون الوعي بنوعية النظام الجديد المطلوب، أو قل االقتناع بنظ77ام ال يتعدى كونه النظام الس77ابق المع77دل بش77كل يتم االحتف77اظ في77ه ب77الجوهر، ل77ذلك نعت77بر االنتفاض77ة بمثاب77ة النهج العف77وي لحركي77ة الجم77اهير ال77تي ال يص77عب عليه77ا االرتق77اء إلى مس77توى الث77ورة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.- 12-http://www.almasalik.com - هب77ة رؤوف ع77زت :مفه77وم االنتفاض77ة:من خي77ار الث77ورة إلى نم77وذج3

:م09/02/2011التمكين الم7777777دني، على الموق7777777ع الت7777777الي فيhttp://yanabeea.net/details.aspx?

type=14&lasttype=388&pageid=431وللمزي77د راج77ع: محم77د بوجن77ال:في، مفاهيم:الحراك،االنتفاضة ،مصدر سابق،على الموقع:-

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=289094107

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وبالتالي عجزها عن تحقي77ق مط77الب الش77عب ح77تى وإن تمكنت.1من إسقاط النظام وتغييره(

واالنتفاضة غالبا م77ا تتس77م بمظ77اهر الالعن77ف كونه77ا تك77ون على شكل حمالت شعبية احتجاجي77ة واس77عة،ولكنه77ا ق77د تتح77ول إلى العن77ف وف77ق تغ77ير الظ77روف واألح77وال،كم77ا أن االنتفاض77ة التحتاج إلى تهيئة وغالبا ماتكون ردة فعل مفاجئة ،خالفا للث77ورة التي تحتاج إلى تهيئ77ة وتخطي7ط للعم7ل الث7وري من قب77ل قي7ادة ثوري7777ة معروف7777ة وتس7777تدعي اللج7777وء الس7777تعمال الق7777وة

والعنف،باستثناء مايسمى بالثورة البيضاء. ل77ذا يمكن الق77ول أن االنتفاض77ة فهي عب77ارة عن م77زيج من سلس77لة من االحتجاج77ات والمظ77اهرات ال77تي ق77د تنتق77ل من المرحل77ة الس77لمية إلى مرحل77ة العن77ف المس77لح بغي77ة اإلطاح77ة ب77رأس النظ77ام وبعض أعوان77ه فحس77ب،وق77د تنجح في تحقي77ق غايات جزئية ولكنها غالب77ا م77ا تفش77ل في الوص77ول إلى أه77دافها النهائية ويكون مص77ير المنتفض77ين القم77ع والتص77فية والمعتقالت

والتشريد. ثامنا- مفهوم الحراك:

يع77رف على إن77ه:)نش77اط متم77رد وج77ودي عقلي تحكم77ه القضايا المجتمعي77ة والذاتي77ة ال77تي تص77بح مطلب77ا حيوي77ا يقتض77ي

.2أسلوبا متمردا ومنظما لتحقيق إشباع تلك المطالب(المطلب الثاني:الشباب كقوة اجتماعية- سياسية جديدة:

الم77راء في إن الش77باب ال77ذين ك77انوا هم الق77وة المحرك77ة للحرك77ات االحتجاجي77ة ال77تي ش77هدتها الكث77ير من ال77دول العربي77ة أصبحوا بمثابة قوة اجتماعية- سياسية،وللتعرف على ماهية تلك الق77وة س77نحاول تحدي77د فئ77ة الش77باب،خصائص77هم وس77ماتهم،

تصنيفهم، حاجاتهم ودورهم في التغيير. أوال- تحديد فئة الشباب:

تتفاوت التقديرات العامة لتحديد فئة الش77باب،فهن77اك من يرى أنهم الفئة العمرية من األش77خاص ال77ذين ت77تراوح أعم77ارهم

عاما،وهن77اك من ي77ذهب إلى أنهم تل77ك الفئ77ة24 عاما و15بين - محم77د بوجن77ال: الح77راك الع77ربي، مجل77ة الح77وار المتم77دن الع77دد1

على الموقع:- 1/8/2012،في3601 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=289094

- محمد بوجنال:في مفاهيم الحراك،االنتفاضة،المغ77رب كنم77وذج،مجل77ة2.27/12/2011،في 3589الحوار المتمدن،العدد

108

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

عام77ا،ورأي ث77الث29 عام77ا و15ال77ذين ت77تراوح أعم77ارهم بين 32 عاما و15يحصر تلك الفئة بين عمر ،هذا من جانب.(1) عاما

ومن ج77انب آخ77ر هن77اك رأي77ا آخ77ر يؤك77د على أن ش77ريحة الشباب الينبغي حصرها في مرحلة عمرية بعينها،بل- كما يذهب

Robertإلى ذل77ك)روب77رت كيني77دي Kennedyبالحال77ة الذهني77ة -) السائدة ومستو من اإلرادة، ونوعية من الخيال، وغلبة الشجاعة

،وال77راجح أن(2)على التهيب، والشهية للمغامرة على م77دى كب77ير مرحلة الشباب هي تلكم المرحلة التي ينتقل فيها الش77خص من حالة االعتماد )الطفول77ة( إلى االس77تقالل )س77ن البل77وغ( وإقام77ة ترتيبات المعيشة الجديدة،استكمال التعليم بدوام كامل،تش77كيل عالقات شخصية وثيقة ومستقرة من خ77ارج األس77رة،البحث عن عمل أو ممارسة مهنة ما، وال77دخول في نقاش77ات عام77ة وربم77ا المش77اركة في ص77نع الق77رارات في المؤسس77ات االجتماعي77ة

.(3)والسياسية وما إلى ذلك على ذلك فالشباب هم الش77ريحة الهام77ة واألساس77ية في أي مجتم77ع وذل77ك لم77ا يتص77فون ب77ه من ص77فات تم77يزهم عن المرحلتين السابقة )الطفولة( والالحقة )الشيخوخة(، ومن تل77ك الصفات الحيوية والطاقة والنشاط وروح المغامرة والتطلع إلى التغيير على كل الصعد والمستويات،كما أن تلك الشريحة تمث77ل جيل المستقبل من المبدعين والمبتكرين ورواد األعم77ال، وعلى

،واألهم يخ77رج من(4)ذلك فهم مصدر التف77اؤل والفك77ر المتج77دد، صفوف تل77ك الفئ77ة النخب77ة ال77تي يع77ول عليه77ا في إدارة ش77ؤون

المجتمع والدولة وتحقيق التنمية والتطور.

خصائص وسمات الشبابثانيا- تعد مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر فيها الف77رد، حيث تبدأ شخصيته ب77التبلور،وتنض77ج مع77الم ه77ذه الشخص77ية من

- للمزي77د ح77ول تل77ك اآلراء ال77تي من بينه77ا رأي الجمعي77ة العام77ة لألمم1 المتحدة والبنك الدولي وبرنامج الكومونولث للش77باب ومنظم77ة الص77حة

من ويكيبيديا، الموس77وعة الح77رةالعالمية وآخرون راجع النص المترجم http://en.wikipedia.org/wiki/Youthعلى موقعها االلكتروني:

- نقال عن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة على موقعها االلكتروني: 2http://en.wikipedia.org/wiki/Youth

.2003 األمم المتحدة للشباب العالمي لعام - للمزيد راجع تقرير3 -مابعد الربيع العربي:ورق77ة عم77ل ح77ول نت77ائج اس77تطالع أص77داء ب77يرس4

على الموقع2،منشور في ص2012ونمارستيلر لرأي الشباب العربي .www.asdaa.com االلكتروني:

109

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

خالل ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، ومن خالل النضوج الجسماني والعقلي،والعالقات االجتماعي7ة ال7تي يس7تطيع الف7رد صياغتها ضمن اختي77اره الح77ر،وعلى ذل77ك ف77إن مرحل77ة الش77باب

تتلخص في التطلع إلى المستقبل بطموحات عريضة وكبيرة. وعلى ذل77ك ف77أن ش77ريحة الش77باب تتم77يز عم غيره77ا من

- إن1:1شرائح المجتمع األخ77رى بس77مات وخص77ائص ع77دة ومنها الشباب اجتماعي بطبعه، وه77ذا يع77ني المي77ل الط77بيعي لالنتم77اء

- الشباب هم طاقة للتغيير2لمجموعة اجتماعية يعطيها وتعطيه. - الش77777باب هم طاق77777ة إنس77777انية تتم77777يز3والتش77777كيل.

بالحماس77ة،الحساس77ية، الج77رأة واالس77تقاللية وازدي77اد مش77اعر -فض77ول4 والرواب77ط. القل77ق، والمثالي77ة المنزه77ة عن المص77الح

وحب استطالع، فهو يبدو دائم السؤال واالستفسار في محاول77ة إلدراك م77ا ي77دور من حول77ه واإللم77ام ب77أكبر ق77در من المعرف77ة

-بروز معالم استقاللية الشخص77ية، وال77نزوع5المكتسبة مجتمعيا. -يحم77ل فك77را ناق77دا،وينطل77ق من مثالي77ات6نح77و تأكي77د ال77ذات.

أقرب إلى الطوباوية، ونقده يقوم على أس77اس أن الواق77ع يجب - ال يقبل بالضغط والقهر مهم77ا7أن يتطابق مع تفكيره المثالي.

كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليه سواء كانت س77لطة أو أس77رة، وه77ذا الس77لوك ج77زء من العنف77وان ال77داخلي للش77باب

-8واالعت7داد ب7النفس وع7دم االمتث77ال للس7لطة كتوج7ه تق7دمي. درج77ة عالي77ة من الديناميكي77ة والحيوي77ة والمرون77ة، المتس77مة

- ب77دء التفك77ير في9باالن77دفاع واالنطالق والتح77رر والتض77حية. -10خي777ارات الحي777اة والمس777تقبل، ال777زواج، التعليم، ال777ثروة.

اضطراب اتزان الشخصية وارتفاع مستوى توتره77ا، حيث تص77بح معرضة النفجارات انفعالية متتالية واختالل عالقاته77ا االجتماعي77ة

- ق77درة على االس77تجابة11م77ع األس77رة واألص77دقاء وغ77يرهم. للمتغ77يرات من حول77ه وس77رعة في اس77تيعاب وتقب77ل الجدي77د المستحدث وتبنيه وال77دفاع عن77ه، وه77ذه الس77مات تعكس قناع77ة الشباب ورغبته في تغيير الواقع الذي وجد في77ه وإن لم يش77ارك

في صنعه.ثالثا- تصنيف الشباب

الش77باب قط77اع اجتم77اعي ع77ريض،ال يمكن التعام77ل مع77ه: باعتب77اره وح77دة واح77دة متس77اوية؛ فإن77ه يتب77اين من فئ77ات في المواق77ف والتعليم والثقاف77ة وك77ذلك موق77ع العم77ل والس77كن1 - http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=320

110

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

والوضع الطبقي،وعلى ذلك يمكن تقسيم الشباب اعتم77ادا على:1 أسس وهم ثالثة

. التعليم:1 أ- فئة الشباب المتعلم والمثقف ذو الخبرة، وهذه الفئ77ة تص77نف

على أنها فئة قيادية. ب- فئ77ة الش77باب ال77واعي وهي تل77ك الفئ77ة ال77تي تلم بق77در من الثقاف77ة والتعليم وامتالك بعض الخ77برات، لكنه77ا من ناحي77ة النشاط والفعل المباشر تبدو خاملة، أو أن نشاطها ال يتوازى مع إمكانياتها، وجزء من هذه الفئ77ة فاع77ل ونش77ط ويمكن أن

يتقاطع مع الفئة األولى. ت- فئ77ة الش77باب الت77ابعين وهي فئ77ة واس77عة وعريض77ة، ولكنه77ا تتصف بتدني الوعي والتعليم وغير مب77ادرة، ه77ؤالء يش77اركون في النشاط، ولكنهم ال يب77ادرون إلى فعل77ه ب77ل ينتظ77رون من

يقودهم ويوجههم إليه.. المهنة:2 فئ77ة الطلب77ة،وتش77مل ه77ذه الفئ77ة طلب77ة المرحل77ة الثانوي77ة،أ-

والمعاهد المتوسطة، والعلي77ا، وك77ذا طلب77ة الجامع77ات، وه77ذه الفئة واسعة بحكم موقعها وامتالكها الثقافة والتعليم، ووج77ود أطر حزبية ونقابية، فإنها تتسم بالديناميكية والنش77اط ول77ديها

استعداد عال لالنخراط في النشاط السياسي واالجتماعي. ب-فئ77ة العم77ال، وه77ذه الفئ77ة تعت77بر من الفئ77ات الواس77عة في المجتم777ع، ويمكنه777ا أن تلعب دورا في ح777ال تنظيم فعله777ا

وتأطيره من خالل النقابات والمؤسسات المهنية. ت- فئ7777ة الم7777وظفين، وهي فئ7777ة غ7777ير متجانس7777ة من حيث

االهتمامات ومستوى المعيشة ومستوى التعليم. ث- فئة العاطلين عن العم77ل، غ77البيتهم من خ77ريجي الجامع77ات

من حيث الواق7ع والعم77ال، وه77ذه الفئ77ة تص77نف بأنه77ا األس77وأ المعيشي واالستقرار النفسي ،وخياراتها، واهتماماتها يش77وبها

التشويش والضبابية بسبب وضعها االقتصادي غير المستقر.على أساس جغرافي:. 3 فئ77ة الش77باب ال77ذين يس77كنون الم77دن ويتم77يز ه77ؤالء ب77التفتحأ-

والثقاف77ة والخ77برات العلمي77ة وذل77ك بحكم وج77ود وتمرك77ز1 - http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=320

111

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المؤسسات التعليمي77ة والثقافي77ة واالقتص77ادية والترفيهي77ة م77ع وجود مناخات اجتماعية أكثر انفتاحا تس77مح بحري77ة االحتك77اك

واالختالط والتبادل. ب- فئ77ة الش77باب ال77ذين يس77كنون األري77اف،ونص77يب ه77ؤالء- وخصوصا سكان البلدان الفقيرة- أقل في التعليم والمستوىالمعيشي،وعالقاتهم محكومة باألجواء االجتماعية المحافظة،

ت- فئ77ة الش77باب الب77دو،وه77ؤالء مهمش77ون اجتماعي77ا وثقافي77اواقتصاديا ويعيشون على أطراف الحضارة اإلنسانية.

 .على أساس طبقي:4 وهنا ي7دور الح77ديث عن اتج77اهين: األول، التقس7يم الطبقي بين دول الش7777مال ودول الجن7777وب، حيث الش7777باب في دول الشمال الغني77ة يعيش77ون بمس77توى معيش77ي وخ77دماتي وثق77افي واجتماعي ع77ام أعلى بكث77ير من ش77باب دول الجن77وب الفق77يرة،

الذين ينعكس واقع بلدانهم ومجتمعاتهم عليهم. أما االتجاه الث77اني، أولئ77ك الش77باب المنح77درين من أص77ول طبقية فقيرة في ذات البل77د والمجتم77ع والمنح77درين من أص77ول

طبقية مترفة أو غنية. رابعا-حاجات الشباب:

لمعرف77ة اس77تعدادات الش77باب وانخ77راطهم في الش77ؤون العامة سواء أكان ذلك نشاطا اجتماعيا أو سياسيا أو تنمويا،فإن المطلوب معرفة االحتياج77ات األساس77ية للش77باب والعم77ل على تلبيته7777ا أو أخ7777ذها بعين االعتب7777ار ل7777دى ص7777ياغة الخط7777ط

:1والبرامج،ويتفق المتخصصون على تحديد الحاجات اآلتيةالحاجة إلى تقبل الشباب ونموهم العقلي والجسمي.1 الحاجة إلى توزيع طاقاتهم في نشاط يميلون إلي77ه،وع77دم.2

تفريغه77ا في أنش77طة بن77اءة يزي77د من حال77ة االض77طرابوالملل والتوتر لديه

الحاجة إلى تحقيق ذات الشاب، بما يعنيه من اختي77ار ح77ر.3 وواع ل77دوره ومش77اركته في الش77ؤون العام77ة وش77عوره

باالنتماء لفكره، أو مجموعة اجتماعية لها أهداف عامة

1 - http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=320

112

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية للشباب،وال77تي من.4 شأنها أن تجعل من نموهم نموا متوازنا الحاجة إلى المعرفة والتعليم، لما لهم77ا من دور مفت77احي.5

وأساسي في حياة الفرد، ولكونها توسع اآلفاق والمداركالعقلية

الحاج77ة إلى االس77تقالل في إط77ار األس77رة كمقدم77ة لبن77اء.6 شخصيته المستقلة، وتأهيله ألخ77ذ قرارات77ه المص77يرية فيالحياة والعمل واالنتماء، بطرق طوعية، بعيدا عن التدخل

تلبية الحاجات االقتص77ادية األساس7ية من مأك7ل ومش7رب.7وملبس ومسكن.

الحاجة إلى الترفيه والترويح؛ فحياة الشباب ليس77ت كله77ا.8 عمل ونشاط جدي، بل يحتاج الش77باب إلى توف77ير أم77اكن

-الحاج77ة إلى بن77اء9لل77ترويح ومراك77ز ترفيهي77ة ثقافي77ة. الشخص77ية القيادي77ة الش77ابة من خالل تنمي77ة الق77درات القيادية وصقلها للمواهب الواع77دة، وه77ذه العملي77ة ال تتم بق77رار إج77رائي بق77در م77ا تحت77اج إلى سياس77ات تربوي77ة مدروسة مقرونة بخبرة عمل ميداني تع77زز ثق77ة الش77باب

القياديين بقدراتهم وتضعهم أمام االختيار الجدي.

:1خامسا-الشباب كقوة تغيير الجرم إن الش77باب هم األك77ثر طموح7ا في المجتم7ع، وه7ذا يع77ني أن عملي77ة التغي77ير والتق77دم ل77ديهم ال تق77ف عن77د ح77دود، والح77زب السياس77ي أو المنظم77ة الش77بابية أو أي77ة مجموع77ة اجتماعية تسعى للتغيير السياس77ي أو االجتم77اعي يجب أن تض77ع في سلم أولوياته77ا اس77تقطاب طاق77ات الش77باب وتوظي77ف ه77ذه الطاق77ات باتج77اه أه77دافها المح77ددة،وح77تى يتس77نى للش77باب أن يعبروا عن آرائهم وقناعاتهم بوضوح وجرأة،يفترض وجود آلي77ات وقنوات يمكن من خاللها مشاركتهم بشكل جاد وإيجابي،تحقيق77ا لرغباتهم وقناعاتهم وتعبيرا عن الشعور باالنتماء للمجتمع ال77ذي يعيشون فيه،ولما كان الش77باب هم الق77وة السياس77ية المتح77ررة والمنفتحة واألكثر راديكالية،لذا ينبغي إفساح المجال أمامهم بل

.2وتوظيف قدراتهم وطاقاتهم لبناء المجتمع والدولة1 - http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=3202 - http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=320

113

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

والشباب هم األكثر تقبال للتغيير،هذه الحقيق77ة تعت77بر م77يزة رئيس77ية في ع77الم السياس77ة ال77ذي ه77و ع77الم متح77رك ومتغ77ير ويحمل دائما الجدي77د، والفك77ر المحاف77ظ ال يق77وى على مس77ايرة الجدي77د ب77ل يتعام77ل مع77ه وف77ق منظ77وره المحاف77ظ وبم77ا يع77ني الفش77ل المحت77وم،بينم77ا الش77باب وبحكم ه77ذه الخاص77ية، ف77إن استعدادهم الموضوعي نحو التغيير وتقبل الجديد والتعامل مع77ه ب77روح خالق77ة ومبدع77ة، سيض77من المواكب77ة الحثيث77ة للمتغ77يرات والتكيف معها بشكل سلس دونما إرباك،ولما كان الشباب يتمتع بالحماس والحيوية فكرا وحركة،فإنه يش77كل طاق77ة جب77ارة نح77و التق77دم، فالش77باب المتق77د حماس77ة وحيوي77ة في تفاعل77ه م77ع المعطي777ات السياس777ية ومتغيراته777ا وم777ع معطي777ات المجتم777ع ومتطلباته، هو الضمانة للتقدم بثبات، فيما الحرك77ات السياس77ية ال77تي ال تحظى به77ذه الطاق77ة الخالق77ة، فإنه77ا مه77ددة باالنهي77اروالموت أو على أقل تقدير التقوقع والمراوحة في ذات المكان. والمراء فإن الشباب يشكلون قوة اجتماعية هامة بص77فتهم قطاعا اجتماعيا رئيسيا في المجتم77ع، وكس77ب ه77ذا القط77اع من قبل صانعي الق77رار والسياس77يين يع77ني كس77ب معرك77ة التغي77ير، وهنالك الكثير من األمثل77ة الدال77ة على ه77ذه المعادل77ة،كم77ا إنهم ق77وة اقتص77ادية جب77ارة، فالعم77ال الش77باب هم ال77ذين ينتج77ون بسواعدهم والشباب المتعلم بجهدهم الذهني ينتجون ما يحتاجه المجتمع وهم الذين يبنون صرح الوطن ويضمنون منعت77ه وقوت77ه االقتص77ادية، ودور الش77باب في التنمي77ة الش77املة، دور أساس77ي ومحوري،ومن بداهة القول أن التقدم االقتصادي مس77تحيل دون تقدم علمي، وعقول الشباب النيرة والمستنيرة هي ال77تي ت77وفر

ال77تي تض77من النج77اح والتق77دم في الجه77د القاع77دة العلمي77ةاالقتصادي وفي الجهد التنموي أيضا.

لمطلب الثالث:تقدير األحداث الجارية في الدول العربية:ا الجرم أن األحداث التي جرت وم77ازالت تج77ري في العدي77د من ال77دول العربي77ة من الص77عب وض77عها في إط77ار مف77اهيمي معين،ذل777ك ألنه777ا تج777اوزت األش777كال واألنم777اط التفس777يرية التقليدية،وكسرت عظمة النماذج الثورية التاريخي77ة فجمعت بين ال77واقعي واالفتراض77ي وبين العفوي77ة والتنظيم،ومن ج77انب آخ77ر فإن التحليل الحضاري ينظ77ر إلى م77ا ح77دث ويح77دث في ال77دول العربية بما يش77به المعج77زات،ذل77ك ألن النظم العربي77ة الفاق77دة للشرعية والفعالية السياسية والغارقة في الفس77اد وص77لت إلى

114

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

درجة من الظلم والفساد ومحارب7ة اإلنس7ان على نح77و يتع7ارض مع كل السنن والشرائع السماوية والوضعية، ولعل مالحظ77ة م77ا حصل أثن77اء لحظ77ات االحتج77اج األولي77ة من تغي77ير في س77لوكيات المواطنين لم نشهدها ال في السابق أو الالحق يؤكد ه77ذا البع77د الحضاري المركب لشباب التغيير، فما حصل من تكاتف وت77ؤازر بين الش77باب ومن ك77ل أطي77اف المجتم77ع وتوجهات77ه المتع77ددة والمختلفة ، جسد حالة مختلفة وغير مس77بوقة تحت77اج إلى تأم77ل

.1خاص والحقيق77ة ال77تي الم77راء فيه77ا هي أن الق77وة ال77تي تح77ركت معبرة عن احتجاجها ضد األوضاع القائمة جملة وتفص77يال تش77كل

تيار يمثل توجه جديد يحمل أفكارا متوافقة تصب في هذابمثابة اإلطار أكثر مما يمثل فئة عمرية بعينها،كما أن هذا التي77ار اليمت بأية صلة ألي حزب أو تيار سياس77ي واض77ح المع77الم،وعلى ذل77ك ف77أن تي77ار الش77باب اليجس77د كتل77ة واح77دة متجانس77ة بش77كل كام77ل،كم77اتميز الح77راك الش77بابي بالالمركزي77ة، وبالت77الي طب77ع األحداث الجارية في الدول العربية بهذا الطابع، ل77ذلك لم تظه7ر بين ص77فوف الش77باب زعام77ات كب77يرة تلت77ف حوله77ا الجم77اهير وتص77درها كرم77وز للح77راك الث77وري، كم77ا إن النخب السياس77ية والثقافي77ة بك77ل تنوعاته77ا لم تفلح في تص77دير نفس77ها كقي77ادة للحراك الشبابي، كما أن الحراك نفس77ه لم ينتج زعام77ة وقي77ادة مركزية حقيقي77ة رغم محاول77ة بعض وس77ائل اإلعالم إيج77اد ه77ذه

.2الزعامة في شخص أو مجموعة أشخاص من أهل هذا الحراك واألهم في هذا الحراك الشبابي أنه فاجأ جمي77ع األط77راف، فكان التخب77ط في التع77اطي م77ع ه77ذا الح77راك في بدايات77ه س77يد الموقف عند شريحة ال بأس بها من النخب السياسية والثقافي77ة ومن وس77ائل اإلعالم، واألهم أن التخب77ط اس77تمر س77يد الموق77ف في تعاطي األنظمة االستبدادية م77ع ه77ذا الح77راك، فق77د تع77ودت تل77ك األنظم77ة على ض77رب "رأس" التم77رد لتص77فيته كم77ا ج77رت العادة في تعاطيها مع قوى المعارضة التقليدية على مر العق77ود الماضية، لكنها فوجئت هذه المرة بع77دم ق77درتها على اس77تخدام ه77ذه اإلس77تراتيجية م77ع ح77راك يظه77ر في ك77ل مك77ان ليحاص77ر

.5- سلمان بونعمان:مصدر سابق،ص1 - بدر اإلبراهيمي:تيار الشباب العربي في ال77زمن الث77وري، موق77ع مرك77ز2

.3/5/2012الجزيرة للدراسات آخر تحديث:115

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

النظام، وكلما زاد القمع وال77ترويع زادت ح77دة الح77راك واق77ترب.1أكثر من تحقيق أهدافه

إن الحراك الشبابي العربي هو بمثابة تعبير ب77دأ عفوي77ا عن حالة من الغضب واالحتقان من الواقع القائم في العالم العربي من جه777ة، وعن الرغب777ة في التغي777ير لألفض777ل والتطل777ع إلى المشاركة الفاعلة في إدارة أم77ور الدول77ة من جه77ة أخ77رى، وإذا كان لهذا التيار مزايا عدي77دة مكنت77ه من إنج77از تغي77يرات حقيقي77ة حتى اآلن،وبالخصوص ماحصل من عمليات إزاحة لرؤوس أرب77ع نظم استبدادية، فإن عجزه وقصوره في أخ77ذ مكان77ه ودوره ب77دا واض77حا في المرحل7ة الالحق7ة،ومن ذل7ك مش7اركته الفاعل77ة في صناعة القرارات والسياس77ات الحاس77مة لبن77اء النظم السياس77ية

.2الجديدة وعلى ذلك فما يحصل اآلن في الكث77ير من ال77دول العربي77ة وبفعل عدم اكتمال الص77ورة وتب77اين األح77داث واختالف طبيعته77ا من بل77د إلى آخ77ر يع77د من الس77ابق ألوان77ه توص77يفه بش77كل دقيق،وبالتالي فه77و ي77تراوح بين االحتج77اج والتظ77اهر واالنتفاض77ة والثورة، ومع ذلك فإن كل الحرك77ات االحتجاجي77ة ال77تي ش77هدتها معظم ال77دول العربي77ة تس77عى إلى تغي77ير الواق77ع الم77زري ال77ذي تعيشه منذ عشرات الس77نين إلى واق77ع أفض77ل،وعلى ذل77ك ف77أن الحقيقة التي ال مراء فيها هي أن الدوافع التي حركت الش77عوب العربية ضد حكامها هي دوافع مشتركة،وه77ذا م77ا س77نعرج علي77ه

في الصفحات الالحقة. لذا فأن الواقع الجديد ال77ذي أفرزت77ه األح77داث الجاري77ة في ال7دول العربي77ة بحاج7ة إلى اس77تكمال أساس77ها النظ77ري ورس77م الطريق أمام محرك تلك األحداث)الشباب( ليعرف77وا بدق77ة م77اذا يريدون؟ وما هي حدود آمالهم؟ وكيف يمكن تحقيق التقدم إلى األمام ومواجهة تحديات العصر؟ لكي يدركوا أن مع77ركتهم ض77د كراس77ي الحكم هي المعرك77ة األيس77ر، وأن التغي77ير المنش77ود ال يمكن أن يتحقق على األرض دون العم77ل على نس77ف تراكم77ات التخلف واألساطير والخرافات التي تحولت إلى ش77به مس77لمات

،وللمزي77د ح77ول النظم االس77تبدادية1- بدر اإلبراهيمي: مصدر سابق،ص1العربية وأساليب تعاطيها مع المعارضة راجع:

-Games L.Gelvin;The Modern Middle East History,Oxford UniversityPress, USA(March 4, 2011).

، وك7ذلك:مابع7د الربي77ع الع7ربي:1- ب77در اإلب77راهيمي: مص77در س7ابق،ص2 ورقةعمل حول نتائج استطالع أص77داء بيرسونمارس77تيلر ل77رأي الش77باب

.2،مصدر سابق،ص2012العربي .116

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وعقائد مقدسة ال يمكن المساس بها،وه77ذه المعتق77دات تش77كلعائقا وتقف في اتجاه معاكس لروح العصر وتوجهاته وتحدياته.

ولكن يش77كل غي77اب الهوي77ة الوطني77ة الجامع77ة في معظم ال77دول ال77تي ش77هدت احتجاج77ات تح77ديا رئيس77يا لتي77ار الش77باب الجديد، حيث يصبح االنخ77راط في مؤسس77ات المجتم77ع الم77دني وتق77ديم مب77ادرات مدني77ة ض77روريا إلنش77اء ق77وى حديث77ة تكس77ر77نى التقليدي77ة )القبيل77ة والطائف77ة( وس77يادة الهوي77ات س77يطرة الب الفرعية على حساب الهوية الوطنية، ويمكن للشباب المتخف77ف من إرث الماض77ي والمتطل77ع للمس77تقبل تحقي77ق ه77ذه النقل77ة النوعية الضرورية لحياة ديمقراطي7ة س77ليمة في بل77داننا العربي77ة بعي77دا عن منط77ق المحاصص77ة القبلي77ة والطائفي77ة ال77تي تبقي مكوناتها االجتماعية المختلف77ة معرض77ة لخط77ر الح77روب األهلي77ة الباردة والساخنة والتوترات المستمرة،مثلما حصل في الع77راق

في العقد الماضي. إن المرحلة الراهنة التي تمر بها الدول العربية الس77يما م77ا بعد سقوط األنظمة االستبدادية تتطلب روحا جدي77دة يع77بر عنه77ا تيار الشباب العربي بخطاب مختلف يقدم القيم ال77تي افتق77دناها لعقود، ويؤكد بش77كل عملي التطل77ع الش77عبي للنه77وض والتق77دم والخروج من واقع التخلف الذي كرسته أنظم77ة ادعت التقدمي77ة وزعمت أنها توفر الرفاهة والحماية للن77اس،ل77ذا فتل77ك المرحل77ة ينبغي أن تشهد فعال تغييرا جذريا،وهذا األم77ر يحت77اج ش77بابا يث77ور على كامل المنظومة القديمة، ويملك من الوعي م77ا يمكن77ه من إنتاج أنظمة حديثة ال مكان فيها للنهج ال77ذي أفس77د دني77ا الع77رب

.1لعقود عديدة خالصة القول أن الشباب الذين كانوا هم الفاعل األساسي في األحداث القائمة وما زالوا،وبفعلهم هذا جس77دوا ظه77ور تي77ار جدي7د تش7كل من رحم انس7داد اآلف7اق ال7ذي أنتجت7ه المنظوم7ة القديمة بكل آلياتها وجماعاته77ا وأشخاص77ها، فال الس77لطة نجحت في تقديم حياة كريمة للناس، وال الجماعات واألحزاب التقليدية المعارض77ة نجحت في إح77داث التغي77ير المنش77ود، وبالت77الي ف77إن الش7777باب هم من أطل7777ق الرصاص7777ة األولى على المنظوم7777ة القديم777ة، وهم من ب777دأ معرك777ة التغي777ير الك777برى في الع777الم

،وم77ازالت تل77ك المعرك77ة مس77تمرة والأح77د يس77تطيع أن2العربي يتكهن بالنهايات الحقيقي77ة لمس77ارات تل77ك المعرك77ة،والمهم في

.3- بدر االبراهيم:مصدر سابق،ص1.1- المصدر نفسه،ص2

117

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

األمر أن يكون لهؤالء الشباب تنظيم77ا وطني77ا ف77اعال وم77ؤثرا في الساحات السياسية العربي77ة وذل7ك بغي77ة إع7ادة رس7م الخارط77ة السياسية للدول العربية مجتمع7ة،بم7ا يص77ب في تنظيم العالق7ة

بين القابضين على السلطة)الحكام( والمحكومين.المبحث الثاني:دوافع االحتجاجات الشبابية...

- التي بدأت نهاية العام1الجرم إن تحركات الشارع العربي التي أخ77ذت ط77ابع مطل77بي تص77عيدي2011 وبداية العام 2010

سلمي في بادئ األم77ر لكنه7ا تح77ولت م7ع م77رور ال7وقت وتزاي7د القمع الحكومي ضدها إلى حالة العن77ف والعن77ف المض77اد- تق77ف وراءه77ا العدي77د من ال77دوافع واألس77باب،وس77نتعرض ألب77رز تل77ك

الدوافع واألسباب من خالل المطالب اآلتية:المطلب األول:الدوافع واألسباب السياسية:

تشترك كل النظم العربية تقريبا- ملكية كانت أو جمهورية- السياس777ية ال777تي ش777كلت في في مجموع777ة من الخص777ائص

مجموعها دوافع وأسباب كافية لقيام االحتجاجات )الثورات( في    معظمها،ومن أبرز تلك الدوافع واألسباب:

أوال- استبداد الحكام العرب: الجرم أن سجل معظم الحكام العرب- ال77ذين ج77اؤا للحكم بطرق غير شرعية- حافل باالس77تبداد واإلس77تئثار بالس77لطة على مدى عشرات الس7نين،ومن ثم العم7ل على توريثه7ا ليس فق7ط على صعيد النظم الملكية بل حتى النظم الجمهورية التي غ77دت

،وعلى ذلك فأن معظم النظم العربية2بمثابة)جمهوريات ملكية( هي نظم الدستورية بالرغم من امتالكها لوث77ائق دس77تورية،إذ إن معظم النصوص التي تض77منتها تل77ك الوث77ائق غ77دت بمثاب77ة ح77بر على ورق،السيما تلك التي تتص77ل بحق77وق الم77واطن على وج77ه

الجملة. ( على سبيل المثال ال77ذيمعمر ألقذافي فالزعيم الليبي )

ث777ورة اس777ماه )1969ج777اء للحكم ب777انقالب عس777كري س777نة (,ومن ثم استمر في الحكم أكثر من أربعة عقود وبقبض77ةالفاتح

لإلطالع على تفاصيل أح77داث االحتجاج77ات –الث77ورات أو االنتفاض77ات--1 في ال777دول العربي777ة األخ777رى راج777ع:وث777ائق الث777ورات العربي777ة لع777ام

،ملحق قرص م77دمج)2011:كشاف مجلة السياسة الدولية لعام 2011CD 2012 يناير 187(بالعدد.

2- For more information see; Roger Owen: The Rise and Fall of Arab Presidents for Life(Cambridge, MA: Harvard University Press, 2012).

118

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حديدية،والرئيس التونسي)زين العابدين بن علي( تسلم مقالي77د ب777انقالب )أبيض( على س777لفه)الح777بيب1987الس777لطة س777نة

بورقيبة(مدعيا العودة إلى العمل بالنصوص الدستورية واآللي77ات الديمقراطي77ة ولكن77ه س77رعان م77اإنقلب على تل77ك النص77وص

،كم77ا1واآلليات ساعيا للبقاء في السلطة بكل الوس77ائل والس77بل خلف77ا ألبي77ه س77وريا( إلى الحكم في بش77ار األسدوصل الرئيس )

في سابقة لم تشهدها الدول العربي77ة2000 األسد(سنة حافظ) 15في نظ77ام الحكم الجمه77وري, حيث تم تع77ديل الدس77تور في

دقيق77ة ليناس77ب عم77ر أبن77ه )بش77ار( ويتمكن من حكم س77وريا بمفرده دون منافس, وفي مصر واليمن كانت هناك رغب77ات من

و)علي عب7777د الل7777ه(حس7777ني مب7777اركحاكميه7777ا المس7777تبدين) ( علىواحمد جم77777ال(لت77777وريث الحكم ألبن77777ائهم )ص77777الح

التوالي،وهكذا ح77ال النظم العربي77ة األخ77رى جمهوري77ة ك77انت أم ملكية م77ازالت معظمه77ا نظم مطلق77ة،وعلى ذل77ك ك77انت معظم الحركات االحتجاجي77ة في ال77دول العربي77ة تط77الب أوال ب77الحقوق والحري77ات وض77رورة تغي77ير تل77ك األوض77اع البائس77ة وص77وال إلى

إسقاط النظم المستبدة القائمة.ثانيا- غياب المشاركة الفاعلة:

المشاركة السياسية الفاعلة هي تلك المشاركة التي تجعل الم77واطن ق77ادرا على الت77أثير في عملي77ة اختي77ار ممثلي77ه ال77ذين ينوبون عنه في ممارسة السلطة فعليا؛ تولي المناصب العام77ة؛ الت77أثير في ص77نع السياس77ات العام77ة؛ ومس77اءلة ب77ل ومحاس77بة الحك7777ام، ولم7777ا ك7777انت معظم النظم العربي7777ة هي أنظم7777ة سلطوية،فإنه77ا بال ريب التع7اني من أزم77ة المش7اركة السياس77ية فحس77ب،ب77ل أنه77ا تس77عى بك77ل الوس77ائل على تض77ييق قن77وات المشاركة إن لم نقل غلق تل77ك القن77وات بش77كل مطل77ق،وح77تى البعض من تلك النظم التي حاولت- بشكل جدي أو تظ77اهرا- أن تفسح المجال للمشاركة السياسية لفئات وجماعات معينة،ف77إن تلك المحاوالت لم تكن كفيلة بحل تلك األزمة، لذا فأن الحقيق7ة ال777تي الج777دال فيه777ا أن معظم النظم العربي777ة القائم777ة- وفي

- للمزيد راجع كل من:توفيق المديني:سقوط الدولة البوليسية في1 43،ص2011، 1تونس،بيروت،الدار العربية للعلوم)ناشرون(،ط

وكذلك:أطروحتنا للدكتوراه الموسومة:التطورات السياسيةومابعدها، ،مقدمة إلى المعهد العالي2002-1987والدستورية في تونس للمدة

للدراسات السياسية والدولية،الجامعة المستنصرية،بغداد، وما8،وكذلك:األزهر بوعوني:مصدر سابق،ص 2004 وكذلك:الصادق الشعبان:النظام السياسي التونسي،تونس،الداربعدها،

وما بعدها.19،ص2005العربية للكتاب،119

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

مقدمتها تلك التي تمت اإلطاحة بها- تتسم بخاصية المبالغ77ة في إقص77اء الش77ركاء وقم77ع الخص77وم وتفري77غ اآللي77ة االنتخابي77ة-إن وج7دت- من مض77امين المش77اركة وتحوي77ل المؤسس7ات النيابي77ة ومؤسس77ات المجتم77ع الم7دني واألهلي إلى مج77رد مس77امير في عربة الحاكم الفرد، وعلى ذل77ك أدت عملي77ة إغالق المؤسس77ات

وسد قن77وات االتص77ال بين تل77ك الرسمية والدستورية للمشاركة ،وعلى ال77777رغم من الض77777غوط الداخلي77777ة1النظم ومواطنيها

والخارجية المتزايدة التي تعرضت له77ا تل77ك النظم باتج77اه تب77ني إصالحات سياسية ودستورية تفضي إلى توسيع آفاق المش77اركة

،وه77ذا م77ا افق77دها2السياسية،إال إنها لم تستجب لتل77ك الض77غوط القدرة على االستجابة ألي77ة مط77الب ش77عبية،وي77أتي في مقدم77ة ذل77ك ع77دم اس77تجابة النظم السياس77ية العربي77ة طيل77ة العق77ود السابقة للشباب وفشلها في استيعاب تلك الشريحة الهامة في المجتمع لدوافع وأسباب شتى،ما أفضى بالنتيج77ة إلى دف7ع تل77ك

الشوارع والقيام باالحتجاجات،وهذا ماتنبأ به أح77د الشريحة إلى    .3الباحثين العرب

ثالثا- قمع المعارضة: من حيث الدرجة- تتفق معظم النظم العربية-وإن اختلفت

بأنها تقمع المعارضة أيا كان نوعها،وال تس77مح ب77التعبير الس77لمي عن الرأي مهما كان مهذبا،كما تمنع منظمات المجتم77ع الم77دني من ممارسة نشاطها بحرية،فضال على لجوء السلطات إلى قمع النشطاء والكتاب والصحف،وتتفنن في إتباع األس77اليب لتحقي77ق

،م77ا أفض77ى إلى ح77دوث كبت سياس77ي واجتم77اعي4تلك الغاي77ات - عبدة عايش:اليمن بعد تونس ومصر:على موقع صحيفة اليقين اليمنية1

االلكتروني،وللمزيد راجع:-Jean Pierie Filiu; Arab Revolution:Ten Lessons from the democracy

uprising,Oxford University Press, USA(2012)& Hamid Dabashi;The Arab Spring, the end post colonialism,Oxford University Press, USA(May 8, 2012).

،وك7777ذلك:د.خال7777د حنفي12- د.دين7777ا ش7777حاته :مص7777در س7777ابق،ص2 علي:االنتفاضات المتتالية،انهيار النظم السياسية العربية،ملف السياسة

ومابعدها.56،مصدر سابق،ص184الدولية،العدد - للمزيد راجع :علي الص77اوي:الش77باب والحكم الجي77د والحري77ات،ورق77ة3

مقدمة إلى ورشة العمل اإلقليمية الثالثة في الرباط/المغرب،في المدة ومابعدها.19،ص6/8-7-2005

في الغ77الب اس77تعملت تل77ك النظم حج77ة األمن لت77برير من77ع الحري77ات-4 العام77ة وقم77ع المعارض77ة:للمزي77د راج77ع ك77ل من:د.حي77در إب77راهيم علي:األمنوقراطية والتح77ول ال77ديمقراطي في المنطق77ة العربي77ة،مجل77ة

51،مص7777777در س7777777ابق،ص184السياس7777777ة الدولي7777777ة،الع7777777دد ومابعدها،وكذلك:د.عبدالحسين شعبان:الربيع العربي والمستقبل:عالق77ة

120

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وثقافي جعل الثورة - بما تمت77از ب77ه من مفاج77أة- هي األس77لوب الوحيد للتغيير.

رابعا- انعدام اإلصالحات: تتحدث النظم العربي77ة جمهوري77ة ك77انت أو ملكي77ة-وبش77كل مس77تمر- عن اإلص77الح السياس77ي وتوس77يع قاع77دة المش77اركة وحماية حرية الرأي والتعب77ير، لكن تل77ك اإلص77الحات في أحس77ن األحوال تشبه النباتات الصحراوية التي تظهر بس77رعة ثم تختفي ليح77ل محله77ا رمض الص77حراء وس77رابها،فق7د ش77هدت دول مث77ل الجزائر واألردن واليمن ومصر وتونس البدء في تنفيذ إصالحات

،م77ع1سياسية شكلية لم تغير من مضمون المنظومة الس77لطوية بداية العقد األخير من القرن العشرين أو حتى قبل ذلك الت77اريخ لكنها سرعان ما ت77راجعت كلي77ة عن تل77ك اإلص77الحات م77ع نهاي77ة العقد األول من القرن الواح7د والعش7رين،وق7د تط7ورت األم7ور في دول مثل مصر وتونس بحيث إن أي إصالح يتم الحديث عنه

أصبح يعني المزيد من التضييق لدائرة السلطة والنفوذ. خامسا-فقدان األمل في التغيير:

س77ادت قناع77ة ل77دى معظم الش77عوب في الع77الم الع77ربي مفادها:أنها وص77لت إلى مرحل77ة انس77داد األف77ق بالنس77بة لعملي77ة

إلى ثوابت وطني77ة التغيير بحيث تحولت تشوهات النظم القائمة يعاقب من يتجرأ على مجرد التفكير بالخروج عليها.ومع أن ب77ني

التغي77ير الت77دريجي لش77ئون حي77اتهم  يميلون بطبعهم إلى البشر وليس إلى الث77ورات،إال أن النظم االس77تبدادية ال77تي تس77د آف77اق التغيير أمام الناس عن طريق اإلقصاء والقمع واالنتهاك المتكرر للحقوق ال تدع أمام الناس من طريق آخر للتغيير سوى طري77ق

الثورة. سادسا- تراجع الدعم الخارجي لالستبداد:

اعتمدت معظم النظم االستبدادية في الع7الم الع7ربي في بقائها في السلطة على الدعم الخارجي لها–الغ77ربي على وج77ه الخصوص-حتى وصلت إلى مرحلة ظنت معها إن تخويف الغرب الحاكم بالمحكوم، مجلة حمورآبي،مركز حمورآبي للبحوث والدراس77ات

/ديس777مبر،1،الس777نة األولى،ك1اإلس777تراتيجية،بغ777داد-ب777يروت،الع777دد ،وحول تونس هناك احصائيات صادرة من قبل منظمات حقوقي77ة2011

دولية عن القمع واإلرهاب ضد المعارض77ة ولإلطالع عليه77ا راج77ع:توفي77ق 137المديني:سقوط الدولة البوليسية في تونس،مصدر سبق ذكره،ص

ومابعدها..12- د.دينا شحاته :مصدر سابق،ص1

121

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ذلك الدعم بشكل دائم بخطر صعود "اإلسالميين" قد ضمن لها في مواجهة شعوبها،ولكنها تجاهلت كثافة التفاعالت بين الشرق والغرب وما يمكن أن يترتب على تلك التفاعالت من فهم جدي7د ل77دى الغ77رب ألوض77اع وظ77روف وأه77داف وتطلع77ات الحرك77ات اإلسالمية،ولم تلتفت تلك النظم االستبدادية الجام77دة إلى األث77ر الذي يمكن أن يتركه صعود اإلس77الميين إلى الس77لطة في تركي77ا

 .1على نظرة الغرب لإلسالم وق77د فش77لت النظم المس77تبدة العربي77ة -وفي مق77دمتها النظامين السابقين في مصر وتونس- في ق7راءة التح7والت في أوض7777اع وسياس7777ات الغ7777رب ال7777تي تج7777ري دائم7777ا وراء مصالحها،وبالتالي فالقوى الخارجية –الغربية خاصة-ال ت77تردد في التخلي عن المس77تبدين عن77دما تتح77رك الش77عوب ض77دهم،ب77ل وتح77اول الت77أثير على تل77ك التحرك77ات كي توجهه7ا الوجه77ة ال77تي

تصب في مصالحها ولو بعد حين. وصفوة القول أن معظم النظم السياسية العربية أضحت بمثاب77ة نظم مخابراتي77ة راحت تتج77ه ش77يئا فش77يئا باتج77اه إحك77ام قبضتها األمنية التي تغولت وفرضت سيطرتها على ك77ل أش77كال الحياة السياسية واالجتماعية واالقتص77ادية والثقافي77ة ب77ل وح77تى الرياضية والفنية،وكانت تخصص الجزء األكبر من موازناتها لبناء مؤسستها العسكرية واألمني77ة،و لتعزي77ز ترس77انتها،ح77تى أض77حى

. 2البعض من الدول العربية بمثابة معتقل كبيرالمطلب الثاني:الدوافع واألسباب االقتصادية:

تمث77ل األوض77اع االقتص77ادية المتردي77ة في معظم ال77دول الدول-وإن اختلفت طبيعتها من حالة إلى أخرى- محركات هامة لقيام أي ثورة،فاألوضاع المعيشية الصعبة وتنامي أسعار الغ77ذاء على نحو خاص-السيما بعد نشوب األزم7ة المالي77ة ال7تي ض7ربت

- عبدة عايش:اليمن بعد تونس ومصر:على موقع صحيفة اليقين اليمنية1االلكتروني.

- للمزيد حول أعداد القوات المسلحة والقوات والمليشيات األمني77ة في2 بعض الدول العربية راجع كل من:صحيفة الشرق األوسط الص77ادرة في

،77777،20/2/2011 30/1/2011لن77777دن في أع77777دادها الص77777ادرة في: ، وكذلك:توفيق شومان:الث77ورات العربي77ة:الب77نى والهياك77ل24/7/2011

والمنطلق77ات،مجل77ة حم77ورآبي،مرك77ز حم77ورآبي للبح77وث والدراس77اتاألولى،ك1اإلستراتيجية،بغداد-بيروت،العدد ،ص2011/ديسمبر،1،السنة

30-31.122

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

- تمث77ل بالتأكي77د ج77زءا من2008االقتص77اد الع77المي من77ذ س77نة القوى المحركة لالحتجاج77ات – الث77ورات- العربي77ة،وإن ك77ان من الخطأ، كما ي77ذهب الكث77ير من المفك77رين،اخ77تزال عوام77ل قي77ام الثورة في الجانب االقتصادي أو اختزال الجانب االقتص77ادي في

التضخم في أسعار السلع األساسية. وفي حين يعتبر نجاح النظم السياسية في إشباع الحاج77ات األساسية لعامة الناس مصدرا ثانيا من مصادر تعزي77ز الش77رعية لها،فبالمقابل يعد الفشل في إشباع تل77ك الحاج77ات ع77امال هام77ا

 في تآكل شرعية تلك النظم. وفي الوقت الذي ي77ؤدي في77ه تحري77ر االقتص77اد، والح77د من االحتكار وتشجيع المنافس77ة وخل77ق بيئ77ة اس77تثمارية مواتي77ة إلى زيادة االستثمار،خل77ق ف77رص العم77ل،وتحقي77ق النم77و االقتص77ادي وبالتالي زيادة الرضا عن النظام الحاكم، فان دخول السياسيين مي77دان التج77ارة ومنافس77تهم للتج77ار الحقيق77يين بط77رق غ77ير مش77روعة وعن طري77ق توظي77ف نف77وذهم في الدول77ة والم77وارد العامة يؤدي إلى تزايد النقم77ة ض77د النظ77ام الق77ائم،وق77د لوح77ظ الت77أثير الكب77ير له77ذا الج77انب في معظم ال77دول العربي77ة حيث انخ77رطت القل77ة الحاكم77ة في النش77اط االقتص77ادي واحتك77رت مجاالت االستثمار وشاركت الناس في أرباحهم بدون وج77ه ح77ق وهو ما اث77ر س77لبا على مع77دالت االس77تثمار، والنم77و االقتص77ادي، وعلى خلق فرص العمل،مع ازدياد حاالت الفساد، هذا فضال عن تراج77ع دور الدول77ة بفع77ل تل77ك السياس77ات االقتص77ادية في دعم

،وم77ا أنعكس ب77دوره بش77كل س77لبي على1الطبق77ات الفق77يرة    الشعوب العربية وبالتحديد على الشباب.

المطلب الثالث:العوامل االجتماعية: تعددت العوامل االجتماعي77ة ال77تي تع77د كمحرك77ات لتص77اعد

:2االحتجاجات )الثورات( ومن تلك العواملأوال- االنقسام االجتماعي

،وك77ذلك:عب77دة ع7ايش:اليمن بع7د11- د.دين7ا ش7حاته:مص7در س7ابق،ص1تونس ومصر:على موقع صحيفة اليقين اليمنية االلكتروني.

،وك77ذلك:عب77دة11- للمزيد أنظر كل من:د.دينا شحاته:مصدر س77ابق،ص2 ع77ايش:اليمن بع77د ت77ونس ومص77ر:على موق77ع ص77حيفة اليقين اليمني77ة االلك7تروني،وك7ذلك: ص7افيناز محم77د أحم77د-ع7ام من الث77ورة التونس7ية: المسار والتحديات، مركز األهرام للدراس77ات السياس77ية واإلس77تراتيجية

http://acpss.ahramdigital.org.eg/News.aspx?Serial=55على الموقع:-123

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الحاد إلى أقلية غنية مسيطرة تس77تأثر بالس77لطة وال77ثروة وأغلبية فقيرة مستلبة الحقوق وتتع77رض للقم77ع واالض77طهاد من قب77ل األقلي77ة المس77يطرة،ففي مص77ر على س77بيل المث77ال أغ77نى

أضعاف مايحصل عليه أفقر8% من السكان يحصلون على 10 ( ض77عفا في ت77ونس،وذل77ك13% من الس77كان بالمقارن77ة ب7)10

. 2008-2007طبقا إلحصاءات األمم المتحدة للسنوات ثانيا- المعدالت المرتفعة للبطالة

وخصوص77ا بين الش77باب المتعلم،إذ تبل77غ نس77بة الش77باب % من مجم77وع الع77اطلين الكلي ال77ذي95الع77اطلين عن العمل

وف77ق إحص77ائية منظم77ة العم77ل2010% س77نة 23تجاوز نس77بة .1الدولية

ثالثا- غياب العدالة االجتماعية في توزيع الثروة وأعباء اإلصالحات االقتصادية.

،وغي77اب الخ77دمات2،وس77وء التغذيةرابع77ا- انتش77ار ظ77اهرة الفقرالعامة أو شحتها.

خامسا- ارتفاع نسبة التعليم: %70فبعد أن كانت نسبة األمية في الدول العربية حوالي

،وتش77ير إحص77ائيات2000% س77نة38 انخفضت إلى 1970سنة ،إلى أن ع77دد الطلب77ة الج77امعيين2007،2008،2009السنوات

ألفا،وفي349في مصر بلغ أكثر من مليوني طالب،وفي تونس ألف77ا،كم77ا بل77غ خ77ريجي352 أل77ف ط77الب،وفي اليمن 300ليبيا

مايق77ارب2009الجامعات الحكومية والخاص77ة في مص77ر س77نة ألفا،وفي تونس بلغ مجموع خ77ريجي الجامع77ات الحكومي77ة333.2009/20103 للسنة الجامعية 379

سادسا- ارتفاع نسبة الشباب وتنامي وعيهم:. نقال عن الموسوعة الحرة)ويكيبيديا(1/5/2011- الجزيرة نت, 1 إلى إن واح77دا من2009- أشار تقرير التنمية اإلنسانية العربي77ة لس77نة 2

كل خمسة أشخاص في الدول العربية يعيشون تحت خ77ط الفق77ر )يبل77غ دخلهم أقل من دوالرين في اليوم الواحد(ففي مصر وصل عدد الفقراء

،وبل777غ ع777دد2009 ماليين ح777تى س777نة 7 ملي777ون وفي اليمن 14إلى 25 ح77والي 2004المص77ابين بس77وء التغذي77ة في ال77دول العربي77ة س77نة

في ك77ل من ت77ونس وليبي77ا،راج77ع:توفي77ق2,5ملي77ون م77واطن،منهم .30شومان:مصدر سابق،ص

- ه77ذه االحص77ائيات م77أخوذة من منظم77ة اليونس77كو وجامع77ة الدول77ة3.23العربية:نقال عن:توفيق شومان:مصدر سابق ،ص

124

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تعد نسبة الشباب – دون سن الثالثين- في ال77دول العربي77ة هي الغالبة اجتماعيا،فعلى وجه اإلجمال تصل نسبة الشباب في الدول العربية مجتمعة إلى الثلثين من مجموع الس77كان الع77رب

،وقد بلغت تل77ك النس77بة في1(مليون نسمة200الذي يتجاوز أل7) % وفي47,4% وفي ليبيا42,1% وفي ت7777ونس 54,3مص7777ر % وفي المغ7777777رب50,8% وفي الس7777777عودية 54,3األردن ،وبفعل تنامي نسبة التعليم بين الشباب مقاب77ل تف77اقم47,7%2

معاناتهم كانوا هم المحرك األساسي لالحتجاجات)الث77ورات( في ال777دول العربي777ة،مس777تثمرين التط777ور في مج777ال تكنولوجي777ا

المعلومات.المطلب الرابع:العوامل التكنولوجية:

ش77هدت الس77نوات العش77رين الماض77ية أك77بر ث77ورة عرفه77ا التاريخ اإلنساني في مجال تكنولوجيا االتصال والمعلومات،وتعد القنوات الفضائية وشبكات اإلنترنت أبرز التطورات على ص77عيد االتصال والتواصل ونقل المعلومات،وقد ساهمت التح77والت في تكنولوجي7777ا االتص7777ال في توف7777ير وس7777ائل تواص7777ل زهي7777دة التكلف77ة،وتمكن الناش77طون ع77بر الت77دوين وش77بكات التواص77ل االجتماعي من التعبير عن مظ77المهم ونق77د أنظمتهم م77ا أفض77ى

.3إلى خلق ثقافة التغيير وإشاعتها بشكل واسع ومم77ا ينبغي ذك77ره في ه7ذا اإلط77ار إن حرك7ة االحتجاج7ات التي تشهدها المنطقة العربية كانت موجهة نحو التغي77ير بمعن77اه األش777مل،فج777ل الترك77يز ك777ان موجه777ا نح777و إزاح777ة(الح777رس الق77ديم(،وذل7ك بع7د اس7تمرار المعان7اة على م7دى عق7ود،بفع7ل سيادة بل وتفاقم وتقادم التحديات واألزمات- وهي أزم77ات بن77اء األمة وبن77اء الدول77ة والتوزي77ع والمش77اركة وال77تي اليمكن تحقي77ق التنمية الشاملة من دونها- التي طالما قدم قادة وحكام ال77دول العربية الوعود تلو الوعود لمواجهة تلك التح77ديات والعم77ل على

- مابع77د الربي77ع الع77ربي: ورق77ة عم77ل ح77ول نت77ائج اس77تطالع أص77داء1.6،مصدر سابق ،ص2012بيرسونمارستيلر لرأي الشباب العربي .

.24- توفيق شومان:نفس المصدر السابق،ص2 ،وك77ذلك:عب77دة ع7ايش:اليمن بع7د11- د.دين7ا ش7حاته:مص7در س7ابق،ص3

ت7ونس ومص7ر:على موق77ع ص7حيفة اليقين اليمني7ة االلك7تروني،وللمزي7د ح77ول ت77أثير العوام77ل التكنولوجي77ة راج77ع:إيم77ان أحم77د رجب:الالعب77ون الجدد:أنماط وأدوار الفاعلين من غير الدول في المنطقة العربية،مجل77ة

-37،ص2012 ين777اير 187السياس777ة الدولي777ة،األه777رام- مص777ر،الع777دد ،وكذلك:دراسة حول تأثير المجتم77ع السياس77ي في السياس77ة العام77ة39

)ترجم77ة2000باللغ77ة اإلنكليزي77ة أجرته77ا وزارة الص77حة الكندي77ة س77نة .35الباحث(ص

125

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حل األزمات حتى أيقنت شعوب المنطقة بأن تنفيذ تلك الوع77ود أضحى ضربا من الخيال،لذا كانت سيادة حاالت اإلحباط واليأس من تغي77ير األح77وال البائس77ة ال77تي يعيش77ها الم77واطن الع77ربي – الشاب العربي والشابة العربية- هي المح77رك للبحث عن س77بل

الخالص. المبحث الثالث:نتائج االحتجاجات الشبابية:

الجرم إن الشباب الذين خرج77وا إلى الش77وارع والس77احات العامة في معظم الدول العربية التي ش77هدت احتجاج77ات- ك77ان قد أججها الم77واطن التونس77ي)محم77د الب77وعزيزي( حينم77ا أق77دم على إضرام الن77ار في نفس77ه ك77ردة فع77ل على مص77ادرة عربت77ه واإلساءة له من قبل السلطات المحلية-كانوا يعبرون أوال وقب77ل ك7ل ش77يء عن اس77تيائهم وت77ذمرهم من س77وء األح77وال وت77دهور األوضاع في دولهم،وبكل تأكيد لم يكن يدر في خلدهم ما ال77ذي سينجم عن تلك االحتجاجات الغاضبة،لذا شكلت النت77ائج األولي77ة المذهلة إشكالية بدورها بعد ما كانت حلما لك7ل م7واطن ع7ربي مض77طهد،إذ أض77حت مهم77ة التعام77ل م77ع تل77ك النت77ائج وكيفي77ة استثمارها من قب77ل الق77وة ال77تي أح77دثت التغي77ير- الش77باب- هي المش77كلة األك77ثر ص77عوبة وتعقي77دا،في المرحل77ة الراهن77ة أو في المستقبل على حد سواء،وللوقوف على حقيق7ة ه7ذه المش7كلة والكيفية التي يمكن من خاللها التعامل معها،نرى من المناس77ب التعرض للنتائج األولية والمباشرة الحتجاج77ات الش77باب الع77ربي في المطلب األول،ومن ثم نتن7777اول دور ش7777باب التغي7777ير في

المرحلة االنتقالية في المطلب الثاني.المطلب األول:النتائج األولية لالحتجاجات في الدول العربية:

مع م77رور ال77وقت وم77ع تص77اعد ح77دة االحتجاج77ات واتس77اع ، وم77ع تن77امي ردود الفع77ل1حجمها في العديد من الدول العربية

القمعية والعنيف77ة الموجه77ة ص77وب الش77باب المحتجين من قب77ل قوات أمن النظم العربي77ة ال77تي ش77هدت تل77ك االحتجاج77ات،رف77ع هؤالء الشباب سقف مطالبهم شيئا فشيئا الس77يما بع77دما ك77انت االستجابة للخروج إلى الشارع تزايد يوما بعد يوم،م77اعزز الثق77ة لديهم ونمى قناعة بأن قدراتهم أض7حت بالمس7توى ال7ذي يمكن أن تقهره77ا الترس77انة األمني77ة ال77تي طالم77ا كرس77ت له77ا النظم العربي77ة تخصيص77ات هائل77ة من موازناته77ا،مم77ا دفعهم إلى رف77ع شعار:)الشعب يريد إس77قاط النظ77ام(،وق77د أفض77ى بالفع77ل ه77ذا1 - For more information see;Games L.Gelvin;The Arab Uprising,op.cit,p.10-

50,&Hamid Dabashi;op.cit,p.100 & after it.126

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التصعيد المصحوب باإلصرار على تحقيق هذا الهدف إلى تمكن المحتجين في ت77ونس إلى إس77قاط ال77رئيس)زين العاب77دين بن علي( وإجب77اره على الف77رار خ77ارج البل77د،م77ا أفض77ى ب77دوره إلى تشجيع الشباب المحتجين في الدول العربية األخرى إلى تصعيد احتجاج77اتهم وإص77رارهم على إس77قاط حك77امهم،وه77و م77ا حص77ل الحق777ا في مص777ر ومن ثم في ليبي777ا واليمن،م777ع الف777ارق في األس7لوب واآللي7ات،وم7ازالت دول أخ7رى تتع7رض للتهدي7د ذات7ه بطرق متفاوتة،وتحت ظروف وضغوط محلي77ة وإقليمي77ة ودولي77ة

متباينة بل ومتعارضة. ففي مص77ر وت77ونس وحتى اليمن ثم77ة أح77زاب سياس77ية معارض777ة قائم777ة،له777ا قواع777دها االجتماعي777ة وله777ا برامجه777ا أيضا،وبصرف النظر عن السمة العامة لحركات االحتج77اج ال77تيبابيا عفوي7ا اشتعلت في ه77ذه البل77دان وال7تي اكتس77ت طابع7ا ش7777ه ال ينبغي أن نغف77ل دور على نح77و م77ا في مراحله77ا األولى فإن القوى واألحزاب السياسية ال77تي انخ77رطت ب77اكرا في نش77اطاتوغ ش77عاراتها وأه77دافها وتالي77ا هذه االحتجاجات وأسهمت في ص77 برامجه77ا السياس77ية ، األم77ر ال77ذي ح77ال دون تفج77ير داخلي في

،أم77ا اليمن(1)مرحلة مابعد سقوط النظامين:المصري والتونسي فبالرغم من انسحاب الرئيس)علي عبدالله ص77الح(من الس77لطة على وفق المبادرة الخليجية وبدعم دولي،ولكن األوضاع العام77ة في البالد لم تشهد استقرارا ولكنها ب77ذات ال77وقت لم تص77ل إلى مرحلة الفوضى واالنهيار وربما يعود ذل77ك إلى س77يطرة القبائ77ل

على الموقف. أما في الحالة الليبية فقد ك77ان األم77ر مختلف77ا،غي77اب كام77ل للقوى واألحزاب السياس77ية المعارض77ة على م77دى أربعين عام77ا77ف،والمعارض77ون على ش77كل أف77راد أو جماع77ات ص77غيرة وني ينتشرون في عواصم الغ77رب،ال قواع77د اجتماعي77ة،وال ت77أثير لهم في المجتم77ع اللي77بي،وحين ب77دأت حرك77ة االحتج77اج العفوي77ة لم يستجب النظام لمطالبها وحاول القضاء عليه77ا في المه77د،فلج77أ ناشطون ليبيون إلى الس77الح ثم اس77تقطبوا قي77ادات من النظ77ام نفسه فحددوا بذلك قاعدة اشتباك،أفض77ت كم77ا ه77و معل77وم إلى حرب أهلية بدأت تتسع شيئا فشيئا،حتى جاء الحسم - بعد جهود مضنية وخسائر بشرية كبيرة – أثر تدخل قوات حلف األطلس77ي

77ة، بين خي77اري اإلص77الح1 - عبد الهادي النشاش: حركات االحتج77اج العربيوالتدخل األجنبي:

http://www.saotaliassar.org/Frei%20Kitabat/ArabicWriter/AbdulhaadyAlnashaash01.htm

127

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ال777تي س777اعدت في إس777قاط رم777وز النظ777ام وفي مق777دمتهم. (1)2011)ألقذافي(الذي قتل في شهر أكتوبر سنة

أما في الشأن السوري فال جرم إن إعادة إنت77اج النم77وذج الليبي سيكون أشد هوال وأعظم فداح77ة ليس لس77ورية وحس77ب وإنم77ا لإلقليم بأس77ره،وهن77اك أوج77ه ش77به كب77يرة بين الق77وى السياس777ية المعارض777ة في ك77ل من ليبي777ا وس77ورية،فهي غ777ير منظمة،وال تحظى بقاعدة اجتماعية يعت77د به77ا،وعلى العكس من ذلك فإن النظ77ام الح77اكم في س77وريا يمتل77ك في الواق77ع قاع77دة اجتماعي77ة عريض77ة ألس77باب كث77يرة أهمه77ا: إنج77از اس77تقرار غ77ير مس77بوق في البالد ، سياس77ة ش77عبية على الص77عيد االجتم77اعي واالقتص77ادي ودور ق77ومي في مواجه77ة الع77دو الص77هيوني وفي

،واألهم إن77ه يمتل77ك جيش ق77وي2نص77رة قض77ايا األم77ة ومقاوماتها تسليحا وتدريبا،فضال على المنظومة األمنية التي تعد فريدة في

العالم العربي. اليختل77777ف اثن77777ان ح77777ول م77777ا حققت77777هوبالمحص77777لة

االنتفاضات)الثورات(الشعبية العربية من إيجابيات في المرحل77ة تمكن الشباب من كسر حاجز الخوف ال77ذيومن ذلك االنتقالية،

طالما كان مخيما على تفك77ير عم77وم ش77عوب المنطق7ة العربي77ة وعلى م77دى عق77ود خلت،فض77ال على فتح أب77واب الحري77ة على مص77راعيها من خالل إس77قاط النظم التس77لطية،ولكن م77ازالت النتائج اإليجابية محدودة جدا،مقابل ظهور مشاكل وأزمات أك77ثر جس77امة وتعقي77دا مم77ا ك77ان علي77ه الح77ال قب77ل التغي77ير،وكم77ا يقول)صبحي غندور(عن تلك )الثورات(:)...ال يص77ح ب77القول إنه77ا ثورات مولودة حديثا، وهي بحاجة لف77ترة من ال77وقت، ف77المولود يعاني أصال من نقص في قوة المناعة، ومن ص77راع على أبوت77ه، حيث تتص77ارع الق77وى السياس77ية التقليدي77ة على ح77ق الرعاي77ة للمولود اليتيم، وبعض ه77ذه الق77وى ال يأب77ه حتى بمص77ير الطف77ل

.3الثوري المولود طالما كان هو الضامن للوراثة من بعده!( أما الدول العربية األخرى التي تمكنت لغاية الي77وم من درء مخ77اطر االحتج77اج والمحتجين بأس77لوب أو ب77آخر،فأنه77ا تح77اول

77ة، بين خي77اري اإلص77الح1 - عبد الهادي النشاش: حركات االحتج77اج العربيوالتدخل األجنبي:

http://www.saotaliassar.org/Frei%20Kitabat/ArabicWriter/AbdulhaadyAlnashaash01.htm

- نفس المصدر السابق.23 -www.alhewar.com

128

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

جاهدة العمل بكل الوسائل على إجراء إصالحات حقيقية تمكنها من اس77تيعاب الش77باب ومحاول77ة إرض77اء طموح77اتهم أو تلبي77ة مط7777البهم،والحيلول7777ة دون تك7777رار أو ظه7777ور احتجاج7777ات جدي77دة ،ونحن ن77زعم أن تل77ك اإلص77الحات س77تكون جدي77ة ه77ذه الم777رة، بفع777ل إدراك الحك777ام الع777رب اآلخ777رين لخط777ورة الموقف،فأن لم يتمكن الشباب باالعتماد على ق77دراتهم الذاتي77ة – مثلم77ا حص77ل في الح77التين التونس77ية والمص77رية- فس77يكون للعام777ل الخ777ارجي- اإلقليمي و/أو ال777دولي دور في زعزع777ة عروش77هم وربم77ا إس77قاطهم- مثلم77ا حص77ل في الحال77ة اللليبي77ة وسوريا على هذا الطريق،السيما أن هن77اك دول عربي77ة أض77حت قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في هذا المأزق ومنها البحرين والسودان بل حتى المملكة العربية السعودية قد التكون بمن77أى

عن هذا األمر.المطلب الثاني:دور الشباب في المرحلة االنتقالية:

بفع77ل انع77دام التخطي77ط والتنظيم للحرك77ات االحتجاجي77ة العربي777ة، لم تكن هن777اك غاي777ات وأه777داف واض777حة للش777باب المحتجين،وحينما تحقق مالم يكن بالحسبان وهو )سقوط بعض الحكام العرب،ب77دء ب77الرئيس التونس77ي بن علي وتبع77ه ال77رئيس المص77ري حس77ني مب77ارك،م77رورا بالعقي77د ألق77ذافي وال77رئيس اليمني(،ح77تى أض77حى دور الش77باب مث77ار ج77دل الس77يما بع77د أن قفزت إلى الواجهة حركات وأح77زاب سياس77ية،بعض77ها من ق77وى المعارض77777ة التقليدي77777ة وفي مق77777دمتها ق77777وى اإلس77777الم السياس7777ي،والبعض اآلخ7777ر ظه7777رت ح7777ديثا على الس7777احة السياسية،وقد حاولت تلك القوى استثمار تل77ك الفرص77ة - ال77تي طالم77ا حلمت وس77عت بك77ل قواه77ا للوص77ول إليه77ا وكلفه77ا ذل77ك الشيء الكثير- لتجيير التغيير لصالحها،لذا فالسؤال الذي يط77رح نفسه بقوة هن77ا:م77ادور الش77باب- ص77انعوا التغي77ير- في المرحل77ة

االنتقالية؟ لإلجاب777ة على ه777ذا الس777ؤال ينبغي الوق777وف على أب777رز التحديات ال77تي تعرق77ل ه77ذا ال77دور وهي تح77ديات تواج77ه النخب الحاكمة الجديدة على وجه الجملة في مس77يرتها إلنج77از التغي77ير الشامل المنشود،فمما الشك فيه أن الشباب المحتجين - وك77ذا عموم المواطنين العرب-الذين طالما كانوا يتطلعون إلى نظ77ام سياسي عادل،وجدوا أنفسهم أمام واقع جديد مثل بداية التغي77ير الحاسمة – أثر سقوط نظم الحكم- ولكن الحقيقة الم77رة ال77تي ربما شكلت صدمة للكثيرين ممن ساهموا وشجعوا التغي77ير ه77و

129

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

أنهم قد يعانون من واقع جديد ليس بأفضل حاال مما ك77ان علي77هالوضع في مرحلة ماقبل التغيير.

فمن الواضح إن المشكالت في معظم الدول العربية ال77تي شهدت احتجاج77ات وتغ77يرات متش77ابكة ومعق77دة إلى درج77ة ق77د يصعب معها إيجاد حلول ترضي جميع األط77راف،وفي مق77دمتهم الشباب المعنيين بالتغيير،فالقضايا التي تواجهه77ا ت77ونس ومص77ر وليبيا واليمن ومثيالتها من الدول التي عص77فت به7ا االحتجاج7ات كث77يرة منه77ا:س77وء األح77وال المعيش77ية للم77واطن،انع77دام البني77ة التحتي77ة والخ77دمات األساس77ية،تفش77ي ظ77اهرة الفس77اد اإلداري والم7777الي،ارتف7777اع مع7777دالت البطال7777ة،الش7777عور المتن7777امي بالالمباالة،والغضب لدى شرائح واس77عة من الش77عب،ه77ذا فض77ال عن تداعيات األزم77ة المالي77ة العالمي77ة ال77تي ت77ركت آث77ارا س77لبية للغاية على االستثمارات األجنبية المباشرة في المنطق77ة،وال77تي

ملي77ار دوالر فق77ط30إلى2008مليار دوالر سنة 92تراجعت من ،مع توقعات باس77تمرار انخفاض77ها،والش77ك ب77أن قل77ق2011سنة

المستثمرين األجانب يزداد من احتمال نشوء اضطرابات جديدة في المنطق77ة على الم77دى المنظ77ور،والس77يما في ال77دول ال77تي شهدت تغي77ير في أنظمته77ا الحاكم77ة مث77ل مص77ر وت77ونس وليبي77ا واليمن،وهي الدول التي تبقى فيها أولويات الحكومات الجدي77دة غائمة حتى الي77وم،وفي نفس ال77وقت ال77ذي ينخفض في77ه ت77دفق االستثمارات األجنبية المباشرة،تتع77رض الحكوم77ات في منطق77ة الشرق األوسط إلى ضغوطات أكبر ومطالبات مستمرة بالعمل على خفض تك77اليف العيش،وه7و مص77در القل77ق األك7بر للش7باب العربي،فوفقا لحسابات صندوق النقد الدولي بل77غ إجم77الي دعم

نح77و2011األسعار في الشرق األوسط وش77مال أفريقي77ا س77نة من إجم77الي ال77دخل8 مليار دوالر أمريكي،أي مايعادل % 200

المحلي للمنطقة،ومع النمو المس77تمر في أس77عار الس77لع،ت77زداد ندرة الموارد،ويتراجع حجم االستثمارات األجنبية المباشرة،مم77ا يزيد بدوره من الضغوطات التي تتعرض لها حكوم77ات المنطق77ة

.1لسداد كل هذه المستحقات لذا فعلى صعيد األوضاع المعيشية للمواطن لم يط77رأ أي تحسن في المرحلة االنتقالية ال77تي تم77ر به77ا تل77ك البل77دان ال77تي حص77ل فيه77ا تغي77ير النظم القائم77ة،الب77ل ازدادت األوض77اع س77وءا وت77دهورا م77ع توق77ف أو تلك77ؤ الكث77ير من المراف77ق اإلنتاجي77ة

- ما بعد الربيع العربي:ورق77ةعمل ح77ول نت77ائج اس77تطالع أص77داء ب77يرس1.7ونمارستيلر...،مصدر سابق،ص

130

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

والخدمية والتجاري77ة بفع77ل حال77ة ع77دم االس77تقرار وع77دم ق77درة المؤسسات األمنية ال77تي ض77بط األوض77اع والس77يطرة عليه77ا م77ا أفسح المجال أمام تزايد نس77بة الج77رائم والس77رقات م77ع وق77وع مص777ادمات ع777دة في من777اطق كث777يرة من البل777دان العربي777ة المعنية،ويعود ذل77ك ألس77باب إض77افية أخ77رى اس77تجدت في تل77ك المرحل77ة من أبرزه77ا مح77اوالت أنص77ار النظم الس77ابقة مقاب77ل تشكيك المحتجين وفي مق77دمتهم الش77باب من اس77تغالل أنص77ار النظام السابق- المستمرين في العمل في المؤسسات األمني77ة من المتهمين بارتك77اب أعم77ال قمعي77ة ض77د الش77عب- م77واقعهم لسلب مكاسب الثورة،وبالمحصلة أض77حت المؤسس77ات األمني77ة في م77أزق فهي بين خي77ارين أحالهم77ا م77ر،وهم77ا اتخ77اذ م77ايمكن اتخاذه من إجراءات لضبط األمن م77ع احتمالي77ة التص77عيد وتفج77ر األوضاع بفعل ردود الفعل الغاضبة واستغالل هذا األمر من قب77ل أط77راف محلي77ة وإقليمي77ة ودولي77ة لتحقي77ق مآربه77ا،وبالمقاب77ل التساهل في تلك اإلجراءات سيفضي حتما إلى تم77ادي ك77ل من

له مصلحة في التصعيد وخلط األوراق ونشر الفوضى. وبالمقابل كانت لدى الدول العربي77ة األخ77رى ال77تي ش77هدت حركات احتجاجي77ة ولكنه77ا ص77مدت،مح77اوالت الج77راء إص77الحات اقتص777ادية واجتماعي777ة لتحس777ين أوض777اع الش777باب،ولكن تل777ك المحاوالت مازالت دون مستوى طموح الشباب،إذ يرى الطرف األخ77ير إنه77ا إج77راءات تس77كينية والتمث77ل عالج77ا حقيقي77ا لحقيق77ة

المشاكل واألزمات المتفاقمة والمتقادمة. أم77ا على الص77عيد السياس77ي ف77إن حرك77ات االحتج77اج ال77تي شهدتها أقطار عربية عدة إنما عبرت بوض77وح عن إرادة ش77عبية جادة لدى أغلبية ساحقة من المواط77نين الع77رب إلح77داث تغي77ير جوهري في أنماط أنظمة الحكم السائدة في بل77دانهم ، وص77وال إلى ان77تزاع »مب77دأ المواطن77ة« والحري77ات األساس77ية وت77داول السلطة وفق تعددية سياسية تعبر كل منها عن مص77الح الفئ77ات االجتماعي77ة ال77تي تمثله77ا،وعلى ذل77ك ف77إن مش77روعية حرك77ات االحتجاج تنبع في األصل من طبيع77ة األه77داف ال77تي تس77عى إلىعد السياس77ية واالجتماعي77ة واالقتص77ادية في تحقيقه77ا على الص77

.1إطار برنامج وطني واضح المعالم

- د.أمل حمادة:متحدو السلطة،األلتراس كقوة تعيد تعريف العالق77ة بين1 الش77777ارع والدول77777ة،اتجاه77777ات نظري77777ة في تحلي77777ل السياس77777ة

.25الدولية)ملف(،مصدر سابق،ص131

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي وإذا ك77انت بعض حرك77ات االحتج77اج ق77د انطلقت عفوي77ا

وباشرت نشاطاتها بعيدا عن أدوار فاعلة لقوى سياسية منظم77ةتات ، فإن نجاحها يرتهن بقدرتها على تنظيم نفس77ها ولملم77ة ش77 ناشطيها ضمن برنامج سياسي واضح،ولكن اإلش77كالية في ه77ذا اإلطار تتجسد بوضوح بعدم ظهور مثل هذا األمر)تنظيم الشباب كقوة سياسية(،هذا من جانب،ومن جانب آخ77ر،لم نلح77ظ وج77ود دور واض777ح للش777باب في عملي777ة بن777اء مؤسس777ات الدول777ة االنتقالي77ة،وهي مؤسس77ات له77ا دور كب77ير في ص77ياغة مس77تقبل الدولة والمجتمع ألنها تتولى مهم77ة ص77ياغة دس77اتير دائم77ة تنظم العالق7777ة بين الح7777اكم والمحك7777وم على أس7777س عقالني7777ة ورش77يدة،وم77رد ذل7ك غي77اب تنظيم يمث77ل الش77باب وك7ذا فش77ل النخب السياس77777ية الجدي77777دة في اس77777تيعاب الش77777باب في المؤسسات المذكورة بطريقة أو بأخرى،ب77الرغم من إن الق77وى السياسية التي تنافست على االستئثار بمواقع السلطة كان عبر كسب أصوات الشباب بالدرجة األس77اس ألنهم يش77كلون غالبي77ة

الناخبين وفق ما ذكرناه أعاله. فعلى س777بيل المث777ال في ت77ونس ك77ان أج77راء انتخاب777ات

أكت7777وبر/تش7777رين أول س7777نة23المجلس التأسيس7777ي في) (بمثابة نقطة تحول حاسمة في تلك المرحلة، ذل77ك ألنه77ا2011

عبرت عن رغبة جماهيرية عارمة في بناء الجمهوري77ة التونس77ية الثانية على أسس وقواعد ديمقراطية جدي77دة،كم77ا تمت عملي77ة إص77دار ق77انون انتخ77ابي ص77يغ بطريق77ة تمن77ع احتك77ار أي فص77يل سياسي لألغلبي7ة البرلماني7ة وال7ذي حتم على الق7وى السياس7ية الف77ائزة باالنتخاب77ات ال77دخول فى تحالف77ات من أج77ل تش77كيل الحكوم77ة،م77ا ف77رض حال77ة من التواف77ق بين الق77وى السياس77ية الرئيس77ة ال77تي ح77ازت على مقاع77د تتناس77ب – إلى ح77د م77ا-

.1وامتداداتها الجماهيرية في المجلس الوطني التأسيسي وعلى ال777رغم من أن حال777ة التواف777ق السياس777ي ال777تي عايش77تها ت77ونس خالل تل77ك المرحل77ة ك77انت تعب77يرا عن حال77ة ديمقراطية وليدة، إال أنها في الوقت نفس77ه ق77د أنتجت تح77ديات كبيرة على الس77احة السياس77ية تمثلت أولى ه77ذه التح77ديات في تشكيل أول حكومة بعد االنتخابات التي شهدت تجاذبات عدي77دة بين القوى السياسية المكون77ة للمجلس التأسيس77ي، إال أن ه77ذه التجاذب77ات تم تطويعه77ا في حال77ة من التواف77ق انعكس77ت على مفاوض77ات حس77م الرئاس77ات الثالث77ة بع77د حال77ة من التب77اين بين

.3- صافيناز محمد أحمد:مصدر سبق ذكره،ص1132

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

،كم777ا ص777ادق المجلس(1)أح777زاب النهض777ة والم777ؤتمر والتكتل التأسيس777ي على دس777تور م777ؤقت للبالد وعلى ق777انون التنظيم

37 صوتا مقابل 141المؤقت للسلطات بغالبية ص77وتا معارض77ا ( ، كم77ا2011ديس77مبر/ك77انون أول 11 عض77وا في )39وامتن77اع

"توافقت" اآلراء على رئاسة الوزراء لصالح األمين العام لح77زب النهض77ة )حم77ادي الجب77الي(باعتب77اره ص77احب األغلبي77ة النيابي77ة، ورئاسة الدولة لصالح )منصف المرزوقي( رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ورئاسة المجلس التأسيسي لص77الح األمين

.(2)العام لحزب التكتل )مصطفى بن جعفر( ولكن تلك التطورات السياسية والدستورية لم تنق77ل البالد إلى ب77ر األم77ان،ب77ل ازدادت األوض77اع السياس77ية واألمني77ة س77وءا وتف77اقمت ح77دة األزم77ات االقتص77ادية واالجتماعي77ة،الس77يما بع77د إعالن قوى المعارضة- التي تشكل فئ77ة الش77باب النس77بة األك77بر بين ص7فوفها كونه7ا ك7انت الق7وة المحرك7ة للتغي77ير ولم تقط7ف ثم77اره- للخ77روج إلى س77احات االعتص77ام احتجاج77ا على اغتي77ال الزعيم المعارض اليساري)شكري بلعي77د(في ش77هر ش77باط ومنثم اغتيال النائب المعارض في شهر تموز/يوليو من ه77ذا الع77ام)

(،وق77د ط77البت تل77ك الق77وى - فض77ال على االقتص77اص من2013 الجناة- بحل المجلس التأسيسي وإسقاط الحكومة ال77تي تهيمن

.3عليهما حركة النهضة،وضرورة تشكيل حكومة كفاءات حيادية

% من الن77اخبين77,65- بلغت نس77بة المش77اركة في تل77ك االنتخاب77ات 1 (90 ماليين( حصل فيها حزب النهضة اإلس77المي على )4,1المسجلين )

(وهي ع7دد مقاع7د المجلس التأسيس7ي الكلي،أي217مقعدا من أصل) %(،وح7ل ح7زب الم7ؤتمر من اج7ل الجمهوري77ة41.47أنه حق7ق نس7بة)

(مقعدا30)يسار قومي( بزعامة المنصف المرزوقي ثانيا وحصل على ) %(،وج77اء ثالث77ا ح77زب التكت77ل ال77ديمقراطي من اج77ل العم77ل13,82)

%(9,68( مقعدا )21والحريات )يسار( بزعامة مصطفى بن جعفر ب7) (مقع77دا،والح77زب ال77ديمقراطي19ومن ثم قائم77ة العريض77ة الش77عبية)

)  ،والقطب ال77ديمقراطي الح77داثي  ( 5(وحزب المب77ادرة)17التقدمي)(وح77زب العم77ال الش77يوعي التونس77ي)5(وح77زب آف777اق ت77ونس ) 5 (،للمزي77د راج77ع ك77ل من:توفي77ق12(ومس77تقلون/أح77زاب ص77غيرة) 3

الم777ديني:الط777ور الث777اني من الث777ورات الش777عبية العربي777ة:العوائ777ق والع77ثرات،مجل77ة حم77ورآبي،مرك77ز حم77ورآبي للبح77وث والدراس77ات

األولى،ك1اإلستراتيجية،بغداد-بيروت،العدد ،،ص2011-ديسمبر1،السنة .2011-10-28 في 24 ومابعدها،وكذلك: موقع قناة فرانس-43

.2- صافيناز محمد أحمد:مصدر سبق ذكره،ص2 - فؤاد محجوب:ت77ونس....المعارض7ة تتطل7ع إلى)س7يناريو مص7ري( بع7د3

18تجميد المجلس التأسيس77ي،ص77حيفة الحري77ة)تونس77ي( الص77ادرة في .2013أغسطس

133

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وقد حققت المعارضة فعال أحد مطالبها حينم77ا أعلن رئيس المجلس التأسيس777ي عن تعلي777ق أعمال777ه ح777تى ب777دء الح777وار الوطني،وبالرغم من تزاي77د احتم77االت تك77رار المش77هد المص77ري في تونس،السيما مع استمرار حال77ة الش77د والج77ذب بين حرك77ة

- ال77ذي1النهض77ة والق77وى السياس77ية الحليف77ة له77ا والمعارضة س77نتطرق ل77ه الحق77ا- إال إن اس77تيعاب حرك77ة النهض77ة لل77درس المصري وإبدائها للمرونة من خالل الجلوس إلى طاولة الح77وار وبالخصوص مع االتحاد التونس7ي للش7غل ال7ذي يح77اول أداء دور فاعل في ح77ل األزم77ة بش77كل س77لمي وبموافق7ة ك7ل األط77راف المعنية،ومن المتغيرات التي يمكن أن تسهم في احتواء األزم77ة والتوصل إلى حلول سلمية ومرضية لك77ل األط77راف ه77و ال77تزام الشباب المحتجين - وهم األكثر استعدا للعنف والعنف المض77اد- بسلمية التظاهر،ومما يع77زز ه77ذا االحتم77ال حال77ة االنس77جام بين

أبناء الشعب التونسي. أما في مص77ر وبع77د أن ب77دأت االحتجاج77ات تحق77ق أه77دافها الرامية لإلطاحة برموز النظام والتي كانت البداي77ة م77ع اس77تقالة

ف777براير/ش777باط س777نة11ال777رئيس)حس777ني مب777ارك( ي777وم ،وتخويل كام77ل ص77الحياته لنائب77ه)عم77ر س77ليمان(،ومن ثم2011

تولي المجلس العسكري مهمة إدارة شؤون الدولة لحين إجراء االنتخابات البرلمانية والرئاسية،وفي غضون ذلك نشط عدد من الش777باب في األح777زاب السياس777ية والحرك777ات والمنظم777ات الحقوقي77ة والمدني77ة ولكنهم ك77انوا في الص77فوف الخلفي77ة ولم

.2يكونوا في المناصب القيادية وحينما أجريت االنتخابات البرلمانية الختيار أعض77اء مجلس

،ك77ان2012 وبداية س77نة 2011على مراحل نهاية سنة الشعب المراقبون لتلك االنتخابات قد رصدوا مشاركة واس77عة للش77باب )ذكورا وإناث( قل نظيرها في االنتخابات التي ك77انت تج77ري في

،وق77د تك77رر نفس المش77هد3ظل حكم مبارك – على حد قولهم-

- المصدر نفسه. 1 خالد عز العرب:خريطة األحزاب السياسية في مصر بعد الثورة،بي بي-2

يوني7777و/ حزي7777ران،23س7777ي- الق7777اهرة،آخ7777ر تح7777ديث: الخميس، ،وكذلك:2011

http://translate.google.iq/translate?hl=ar&langpair=en%7Car&u=http://yaleglobal.yale.edu/content/egyptian-youth-sidelined-their-own-revolution

3- http://www.egynews.net/wps/portal/reports?params=149443

134

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

201تقريبا في االنتخاب77ات الرئاس77ية في منتص77ف ه77ذه الس77نة) ،ولكن مع ذلك كانت هناك تحديات تواجه مش77اركة الش77باب1(2

منها سطوة المال السياسي والعصبيات وض77عف ثق77ة األح77زاب بالمرشحين الش77باب الس77يما في حال77ة الترش77ح الف77ردي،واألهم

.2نظرة المجتمع للشباب )التهور وقلة الخبرة( وبالمحص77لة لم يتس77نى للش77باب ال77ذين يع77ود لهم الفض77ل في إسقاط النظام جني ثمار ماقاموا به، وحتى النخب القيادية التي تسلقت على أكتاف هؤالء الشباب لجني تلك الثمار الس77يما في وص777ولها للس777لطة وعلى وج777ه الخص777وص في المؤسس777تين التش77ريعية)مجلس77ي الش77عب والش77ورى(والتنفيذي77ة)رئاس77ة الجمهورية ومجلس الوزراء( االنتق77اليتين،فأنه77ا تح77اول اس77تثمار تلك الفرصة للحصول على أكبر ق77در من المكاس77ب السياس77ية حاضرا ومستقبال،الس77يما بع7د أن أق77ر مجلس الش77ورى تش77كيل اللجن77ة التأسيس77ية المختص77ة بص77ياغة دس77تور دائم للبالد وال77تي واجهت اعتراضات وانتقادات كثيرة من قبل أطراف عدة ومنه77ا ش77باب التغي77ير بفع77ل هيمن77ة الق77وى اإلس77المية عليه77ا)بش77قيها األخوان والسلفيون( باعتبارهم يمتلكون غالبية مقاع77د مجلس77ي الشعب والشورى،كما إن فوز مرشح )األخوان()محمد مرس77ي(

16بمنصب رئاسة الجمهورية في الجولة الثانية المنعقدة يومي % ج77اء ليع77زز51.7 وبنس77بة 2012 حزي77ران/يوني77و س77نة 17و

موق77ف ه77ذه الق77وى وق77درتها على الت77أثير على عملي77ة ص77ياغةالدستور.

وبالفعل تمت عملية صياغة الدستور الدائم من قبل اللجنة الم77ذكورة وب77دال من أن تحق77ق الت77وازن المنش77ود على ك77لعد – االجتماعي77ة والسياس77ية والمؤسس77اتية- المس77تويات والص77 فإنها ولدت صراعا سياسيا واجتماعيا وقيميا شرس77ا بين الق77وى السياس777ية والمجتمعي777ة ال777تي تس777عى لحماي777ة مص777الحها في

1- Elections in Egypt:Implications of Recent Court Decisions on the Electoral Framework , Middle East and North Africa International Foundation for Electoral Systems1850 K Street, NW | Fifth Floor | Washington, DC 20006 | www.IFES.org August 9, 2012.

2 - : http://www.masress.com/akhbarelyom/5461

135

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الدستور الجديد،وتزايدت حدة هذا الصراع بعد ع77رض الدس77تور % من الن77اخبين64على االستفتاء الشعبي وحصوله على تأيي77د

،وب77الرغم من إن ه77ذه النتيج77ة تع77د إق77رارا له77ذا1المص77ريين الدستور،إال إن تلك العملية لم تكن انعكاسا لحال77ة من التواف77ق المجتمعي بين مكون777ات الش777عب المص777ري- وفي مق777دمتهم الشباب- من أجل التوص77ل إلى ص7ياغات دس77تورية عام7ة تمث7ل خارط77ة طري77ق عادل77ة لألجي77ال القادم77ة يتم فيه77ا ح77ل قض77ايا مص7777يرية)كالهوي7777ة،ال7777روح العام7777ة للدس7777تور- التع7777ديل والتفس777ير-،طبيع777ة النظ777ام السياس777ي،الحق777وق والحري777ات العام77ة(،ل77ذا فالمعرك77ة الحقيقي77ة أض77حت ت77دور ح77ول مض77مون وصياغات الدستور الجدي7د،وعلي7ه فب77دال من أن يك77ون الدس77تور المص77ري الجدي77د وس77يلة إلع77ادة ص77وغ العالق77ات السياس77ية واالجتماعي77ة في إط77ار عق77د اجتم77اعي-سياس77ي مت77وازن، ف77إن الرؤية الضيقة للقوى السياس7ية المهيمن77ة – وبالتحدي7د األخ7وان المسلمين-حولتها إلى قضية خالفية رس77خت حال77ة االس77تقطاب

.2اإليديولوجي والسياسي بين المصريين ومع مرور الوقت ولما لم يتمكن القابض77ون على الس77لطة وفي مق777دمتهم ال777رئيس)مرس777ي( على مواجه777ة التح777ديات واألزم77ات ال77تي احتج الش77باب من أج77ل الخالص منه77ا،وحينم77ا إزدادت األوض77اع س77وء الس77يما بع77د ت77ردي مس77توى الخ77دمات األساسية وتزايدت معاناة المواطن المصري فض77ال على انته77اك حقوقه وحرياته بشكل فاضح من قبل األخوان ومؤيديهم،ع77ادت الجموع الغفيرة إلى ساحات االحتجاج- وبك77ل تأكي77د ك77انت فئ77ة الشباب هي األكثر حضورا في تلك الس77احات- للمطالب77ة بإيج77اد حل77ول جذري77ة له77ذا الواق77ع وك77انت النتيج77ة ت77دخل المؤسس77ة

تموز/يوليو الذي3العسكرية وإعالنها إقالة الرئيس)مرسي(يوم احتج وأنص77اره – وبين ص77فوفهم ع77دد كب77ير من الش77باب أيض77ا- على هذا القرار وعدوه انقالبا وخروج77ا على الش77رعية،في حين إن العسكر والمؤيدين لهذا القرار عدوه استكماال للث77ورة بفع77ل عجز)مرسي( وفش77له في إدارة ش77ؤون البالد فض77ال على حال77ة التخبط الممزوج77ة بارتك77اب أخط77اء جس77يمة من قب77ل ال77رئيس

- موقع الجزيرة نت. 1 - خلي777ل العن777اني:األس777الميون وكتاب777ة الدس777اتير العربي777ة :ص777حيفة2

.2012-7-24الحياة)اللندنية(الصادرة بتاريخ 136

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وإخوانه وأعوانه،ما أفضى إلى اختالل الش77رعية واقتض77ى األم77ر. 1سحب الثقة منه

3وم777ع إن العس777كر نجح777وا في مهمتهم وق777اموا ي777وم تم77وز/يولي77و بتع77يين رئيس المحكم77ة الدس77تورية وه77و)ع77دلي منصور( ك77رئيس م77ؤقت جدي77د ومن ثم تش77كيل حكوم77ة مدني77ة

تموز/يوليو،- إال إن التداعيات التي ص77احبت تل77ك16مؤقتة يوم العملي77ة وماأعقبه77ا من احتجاج77ات - من قب77ل أنص77ار ال77رئيس المخلوع- واإلجراءات ال77تي اتخ77ذتها الق77وات األمني77ة لفض تل77ك االحتجاجات وأحداث العن77ف والقت77ل واالعتق77االت ال77تي رافقته77ا ،هذا من جانب.2زادت األمور تعقيدا ومن جانب آخر فإن كل المعطيات المتوفرة تؤكد ص77عوبة تحسن األحوال في مصر على األقل في المدى المنظ77ور وذل77ك بفعل ماتواجهه من تحديات كبيرة اقتص77ادية،ف77الراجح أن تش77هد معدالت الفقر والبطالة ارتفاعا ملحوظ77ا،وعلى وج77ه الخص77وص في أوس77اط الش77باب م77ع ت77دني مس77توى التعليم واألهم الوض77ع المتدهور بسرعة االقتصاد الكلي،وكل ذلك ينذر بعواقب خطيرة على مستقبل المجتمع والدولة،واإلش77كالية األك77ثر تعقي77دا تكمن في أن الحلول لتلك التحديات تب77دوا مكلف77ة ج77دا،إذ أن ق77درات مصر الذاتية ليست بمستوى تلك التحديات،وسوف اليبقى أم77ام النخب777ة ال777تي س777تقود البل777د س777وى اللج777وء إلى ال777دعم الخارجي،وبالشك سيكون هذا الخيار ب77اهض الثمن،فعلى س77بيل المثال يف77رض البن7ك ال7دولي لإلعم7ار والتنمي77ة ش7روط قاس77ية ل77دعم مص77ر لتحقي77ق االنتق77ال الن77اجح،من خالل العم77ل على الحف77اظ على اس77تقرار االقتص77اد الكلي،وتعزي77ز دور القط77اع الخ77اص،إيج77اد ف77رص عم77ل،تعزي77ز الش77فافية والمحاس77بة في مؤسسات الدولة بما في ذل77ك تعزي77ز مش77اركة المواط77نين في

،3إج77راءات المس77اءلة ودعم تحس77ين تق77ديم الخ77دمات العامة وعلى ذل77ك س77تواجه الحكوم77ة المص77رية المؤقت77ة مص77اعب وتح77ديات جم77ة م77ا س77ينعكس س77لبا على الوض77ع االقتص77ادي واالجتماعي وبالتالي من المرجح أن ما كان يتأمله الش77باب من

- للتعرف على المواقف المؤيدة والمعارضة لعملي77ة الع77زل راج77ع ك77ل1 يولي777و4من:موق777ع الجزي777رة نت،جري777دة األه777رام الص777ادرة ي777وم

،موقع الويكيبديا.اورك.20132 - www.al-jazirahonlin.com & www.ahram.org.eg3 http://translate.googleusercontent.com/translate_c?

depth=1&hl=ar&langpair=en%7Car&rurl=translate.google.iq&u=http://menablog.worldbank.org/

137

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وراء احتجاجاتهم من تغيير في تلك األوضاع من العسير تحقيق77هوفق المعطيات المتوفرة.

أم77ا في ليبي77ا واليمن – وك77ذا الح77ال في س77ائر ال77دول العربي7ة- وب7الرغم من تب7اين الظ7روف المعطي77ات بش7كل كب7ير ولكن من الواض77ح أن الش77باب غ77ير ق77ادرين في ه77ذه المرحل77ة على لعب دور سياس77ي م77ؤثر، وهم بحاج77ة إلى س77نوات لبن77اء قاعدة جماهيرية مؤثرة على أساس برامج عم77ل يفتق77دونها في هذه الف7ترة، لكن ال7دور التعب7وي الض77اغط ال7ذي مارس77وه من7ذ بداية االحتجاج77ات بحاج77ة إلى التأكي77د علي77ه، فالتكت77ل الش77بابي يمكن77ه ببعض التنظيم القي77ام بمهم77ة الض77غط لبل77وغ أه77دافهم الرامية إلى التغيير بمعناه الشامل والعم77ل على إنه77اء س77يطرة بقايا األنظمة السابقة والضغط على الق77وى السياس77ية الفاعل77ة

كي ال تنحرف عن مسار التغيير المنشود. وعلى وجه الجملة يعد التغي77ير ال77ذي ج77رى في الكث77ير من ال77دول العربي77ة بمثاب77ة انعطاف77ة ك77برى في المش77هد السياس77ي واالقتصادي واالجتم77اعي الع77ام،وتش77كل ه77ذه االنعطاف77ة نقط77ة تحول بين مرحلتين متب77اينتين ومن ن77واح ع77دة، ومن ذل77ك تغ77ير عالق77ات الق77وة،ش77كل الدول77ة،طبيع77ة النظ77ام ونم77ط إدارة المجتم77ع،وبت77أثير ع77املين أساس77يين، األول داخلي يتمث77ل في الحراك الجماهيري غ77ير المس77بوق،والث77اني خ77ارجي يتمث77ل في تأثيرات المحيط وت77دخالت اإلقليم وق77وى النظ77ام الع77المي،وفي كل األحوال أضحى هذا التغيير يث77ير الكث77ير من المخ77اوف ال77تي التشكل تحديا هائال أمام القوى السياس77ية واالجتماعي77ة النازع77ة للديمقراطية وفي مقدمتها الشباب الذي حرك وقاد هذا التغي77ير ومن أبرز تلك التح77ديات مح77اوالت التف77تيت والتقس77يم الجاري77ة اآلن التي ربما ستصل إلى مديات بعي77دة أخطره77ا زوال الدول77ة العربي777ة الوطني777ة وال777دخول في الفوض777ى الش777املة،ومن ثم استغوال العامل الخارجي وتأثيراته على مجري77ات األح77داث في اتجاه77ات بعينه77ا وتمكن77ه من الس77يطرة والتحكم في مق77درات

.1الشعوب العربية وتغيير هويتها وتحريف مسارها التاريخي وبالمحص77لة م77ازال دور الش77باب هامش77يا أو أن77ه يس77تظل وراء الق77وى السياس77ية األخ77رى ال77تي قف77زت إلى الواجه77ة في

- تيس77ير محس77ن:ق77راءة في دور المجتم77ع الم77دني في مرحل77ة مابع77د1 الربيع الع77ربي،فلس77طين نموذج77ا،من بح77وث م77ؤتمر المجتم77ع الم77دني الع77ربي المنعق77د من قب77ل مرك77ز دراس77ات المجتم77ع الم77دني س77نة

.1،ص2011138

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

خضم تصاعد الحركات االحتجاجية وراحت تحشد ش7باب التغي7ير لتوسيع نشاطها وتعزيز وجودها على الساحة السياسية في تلك المرحلة الحرجة التي تتأسس عليها أمور مص77يرية تق77رر مس77ار

الدولة والمجتمع مستقبال. المبحث الراب77ع:دور الش77باب في إع77ادة ص77ياغة العالق77ة

بين الحكام والمحكومين: سنقس77م ه77ذا المبحث على مطل77بين أم77ا المطلب األول فنتعرض فيه ألبرز التح77ديات ال7تي م77ازالت تواج7ه الش77باب في مسار بناء مؤسسات النظم السياسية العربية الجدي77دة،ومن ثم نحاول في المطلب الثاني رسم المشاهد المستقبلية المتوقع77ة حول حقيقة الدور ال77ذي يمكن أن يق77وم ب77ه الش77باب في إط77ار ص7777ياغة العالق7777ة بين القابض7777ين على الس7777لطة)الحك7777ام(

والشعب)المحكومين(.المطلب األول:التحديات التي تواج77ه الش77باب كق77وة اجتماعي77ة-

سياسية جديدة في بناء النظم السياسية العربية بعد التغيير: المراء في إن الشباب ال77ذين ك77انوا هم المح77رك األس77اس للحرك777ات االحتجاجي777ة في ال777دول العربي777ة،وبحكم تك777وينهم وقناع777اتهم ودوافعهم،أثبت777وا أنهم ق777ادرون على ه777دم األط777ر القديمة،ولكن اإلشكالية تكمن في ع77دم ق77درتهم لح77د اللحظ77ة على تق77ديم ب77دائل بن77اءة لرس77م العالق77ات الجدي77دة بين الدول77ة والمجتمع،وذلك ألنه مازال من العسير تحول هؤالء الشباب إلى قوة سياسية،ولكن مما تجدر اإلشارة إليه في ه77ذا اإلط77ار وبم7ا اليرقى إلى الشك أنهم- أي شباب التغيير- سيكونون قوة إسناد ودعم لقوى سياس77ية أخ77رى موج77ودة أو س77تظهر على الس77احة

،وق77د أثبتت التط77ورات ال77تي ش77هدتها بعض ال77دول1السياس77ية العربية في مرحل7ة مابع7د التغي77ير)كمص77ر وت7ونس واليمن(ه7ذه

الحقيقة. وعلى ذلك لم يفلح الشباب الثائر في البلدان العربية ال7تي حدث فيها التغي77ير في التح77ول من الفع77ل الث77وري العف77وي إلى الفعل السياسي المنجز، ولعل هذا طبيعي في ظل ع77دم وج77ود خبرة سياسية عند الغالبية منهم، وك77ون بعض77هم ال يعرف77ون م77ا يريدون، وبالتالي ال رؤية أو تصور لهم لما بعد إس77قاط النظ77ام،

- د.أمل حمادة:متحدو السلطة،األلتراس كقوة تعيد تعريف العالق77ة بين1 الش77777ارع والدول77777ة،اتجاه77777ات نظري77777ة في تحلي77777ل السياس77777ة

.25الدولية)ملف(،مصدر سابق،ص139

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لكن المش77كلة أنهم حين لم يتمكن77وا رغم مح77اوالتهم من تنظيم أنفسهم بش77كل جي77د، وال اس77تطاعوا في ت77ونس ومص77ر تحدي77دا إيجاد مكان لهم في اللعبة السياسية التي أعقبت سقوط رأسي النظ77امين الس77ابقين،وذل77ك بفع77ل اع77تراض مس77يرتهم تح77ديات

جمة. ولكن بالمقابل أسهمت النتائج التي تحققت بفعل ماقام به الشباب من احتجاجات تنمية الشعور ل77ديهم ب77امتالكهم ق77درات خالقة الت77دفعهم للمطالب77ة بتغي77ير أح77والهم فحس77ب،ب77ل ول77دت ل77ديهم قناع77ة بض77رورة أن يك77ون لهم حض77ور واض77ح في بن77اء مستقبلهم عبر مشاركتهم بشكل فاعل في تش77كيل مؤسس77ات النظ77ام السياس77ي الدائم77ة ليس فق77ط ع77بر اختي77ارهم الح77ر والواعي لمن يمثلهم في تل77ك المؤسس77ات،ب77ل وع77بر وج77ودهم الفعلي كأعضاء فيها،ولكن بل77وغ تل77ك الغاي77ة ليس ب77األمر الهين

بفعل ماتعترضه من تحديات جمة،نذكر منها مايأتي:أوال- عدم قدرة الشباب على تنظيم أنفسهم في إطار حزب أو

حركة أو تجمع،وذلك بفعل تباين انتماءاتهم الطبقية وتوجه77اتهموثقافاتهم وكذا اختالف مصالحهم.

ثانيا- اضطرار أعداد كبيرة من الش77باب لالنخ77راط في ص77فوف أحزاب المعارضة التقليدية،ليس فق7ط العلماني77ة منه77ا،بتياراته77ا الليبرالية واليسارية،بل ح77تى تي77ار اإلس77الم السياس77ي وبخطي77ه السلفي والمعتدل،وذلك بغي77ة الحص77ول على مكاس77ب س77ريعة ومضمونة وذلك بحكم امتالك تل77ك األح77زاب لرص77يد جم77اهيري وخبرة في العمل الح77زبي،وعلى ذل77ك ف77إن ف77رص نجاحه77ا في الوص77ول إلى الس77لطة كب77يرة،م77ا أفض77ى إلى إض77عاف ف77رص

تشكيل تكتل شبابي مستقل وفاعل.ثالثا- تدني مستوى الثقافة السياسية ومن ذل77ك ض77عف ال77وعي

االنتخابي وكذا االفتقار لمهارات التمكين من ال77دخول في لعب77ةالمنافسة وفق اآلليات الديمقراطية المشروعة.

رابعا- قلة التجربة ونقص الخبرة وض77عف الكف77اءة وذل77ك بحكم السن وعدم تحمل المسؤولية،ما يع77زز القناع77ة الس77ائدة ل77دى

عموم الناس بأنهم غير مؤهلين لتولي مهام وأدوار قيادية.خامسا- المراء إن وص77ول الش77باب إلى س77دة الحكم وك7ذا أداء

أي دور فاع777ل وم777ؤثر على الس777احة السياس777ية بحاج777ة إلى إمكان77ات مادي77ة،ومن الن77ادر أن يمتل77ك الش77باب مث77ل تل77ك اإلمكان7ات،ذل7ك إن معظمهم من طبق7ات معدم7ة ويع7انون من الحرم77ان والبطال77ة،واألن77در من ذل77ك أن ي77ولي ممن يمتل77ك االهتم77ام بالسياس77ة،كم77ا إن ه77ؤالء على األعم األغلب يغ77دو

140

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

طم777وحهم في الس777لطة لتحقي777ق مص777الح شخص777ية وربم777اطبقية،الللمصلحة الوطنية.

سادس777ا- ص777عود الحرك777ات اإلس777المية إلى مواق777ع الس777لطة الهامة)رئاسة الدولة، البرلمان، الحكوم77ة(،وب77الرغم من قبوله77ا بتحدي77د قواع77د جدي77دة للنظ77ام السياس77ي إلى ح77د إن بعض77ها تخالف فكرها وأيديولوجياتها،إال إنه7ا ليس من الس7هل أن تقب7ل كل طروحات التيارات العلمانية التي تجد لها ص77دى واس77عا في صفوف أعداد كبيرة من الش77باب،وه77ذا م77اجرى فعال في مص77ر وك77ذا الح77ال في ت77ونس ولكن بدرج77ة أق77ل ح77دة،م77ا أفض77ى بالمحص77لة إلى تعوي77ق نش77اط الش77باب السياس77ي على كاف77ة الصعد،وذلك بفعل إتب77اع الحرك77ات اإلس77المية س77بل ش77تى لم77ا

يمكن وصفه ب7)أخونة(النظام السياسي.س777ابعا- لم ت777زل النظم االنتخابي777ة واآللي777ات المعتم777دة في

االنتخاب777ات مع777وق أساس777ي لص777عود الش777باب إلى مواق777ع السلطة،بفع77ل ق77درة األح77زاب التقليدي77ة وبحكم ماتمتلك77ه من تنظيم وامتدادات جماهيري77ة وربم77ا اللج77وء إلى أس77اليب ش77تى للت77أثير على مخرج77ات العملي77ة االنتخابي77ة وتجييره77ا لص77الح مرشحيها دون غيرهم،فضال على إن اشتراط تحديد سقف عال

سنة( لتولي منصب سياسي يحرم25لسن المرشح)اليقل عن قطاع واسع من الشباب من مثل هكذا فرصة.

ثامنا- غياب البيئة اآلمنة والمستقرة ما يعرق77ل نش77اط الش77باب س7واء باتج7اه تنظيم أنفس77هم كق7وة سياس77ية مس7اندة للنظ7ام السياسي الجديد في تحقيق أهداف التغي77ير المنش77ودة،أو ق77وة

مشاركة بشكل فاعل في صناعة سياسات التغيير.تاسعا- التدخالت والضغوط اإلقليمية الرامية إلى تنفيذ برامجه77ا

الضامنة لمصالحها وبوسائل شتى وبشكل متق77اطع،فبعض تل77ك األط77راف تري77د جع77ل تل77ك ال77دول ال77تي طاله77ا التغي77ير س77احة للصراعات بغية إشاعة الفوضى وتمزيق نسيج المجتمع الواح77د وص77وال إلى تفتيت77ه إلى وح77دات جغرافي77ة ص77غيرة على أس77س فرعي77ة جدي77دة،والبعض اآلخ77ر الس77يما الحرك77ات والتنظيم77ات المسلحة تبغي أن تكون أراضي تل77ك ال77دول س77احة لنش77اطاتها ضد أع77دائها تمهي77دا لت77ولي زم77ام األم77ور فيه77ا كي تك77ون ن77واة لتحقيق أحالمها في إقامة إمبراطورية جديدة،ومما عقد األم77ور أكثر انقسام القوى بين مؤيد لما جرى في مصر مؤخرا – إقالة مرسي ومالحقة أتباعه واعتق77الهم- مث77ل الس77عودية واإلم77ارات وبين معارض مثل تركيا وقطر وكل ذلك يس77هم بالمحص77لة في

تشتت الشباب ويعرقل نشاطهم.عاش77را- دور الق77وى الدولي77ة وفي مق77دمتها الوالي77ات المتح77دة

األمريكي77ة ال77تي ت77رى في ص77عود التي77ار اإلس77المي خط77ر على مصالحها،وعلى ذلك تعمل جاهدة على تطبيق سياسة)الفوضى

141

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الخالق77ة( الس77تنزاف ق77درات تل77ك ال77دول وإض77عافها كي تطلب الع77ون والمس77اعدة منه77ا من ج77انب،وإفش77ال مش77روع التي77ار اإلسالمي برمته والقبول بمشاريع بديل77ة ض77امنة لمص77الحها من ج77انب آخ77ر،وه77ذا ه77و م77اتحقق على األرض في مص77ر وق77اب

قوسين أدنى من تحقيقه في تونس ولو بآليات مختلفة. اإلمكان77اتحادي عشر- تعاني الدول المعنية من نقص كبير في

والم77وارد المتاح77ة م77ا يفض77ي إلى تف77اقم المش77اكل السياس77ية واالجتماعية واالقتصادية التي ستبقى تشكل تح77دي كب77ير أم77ام كل من يتصدى للمسؤولية،وقد يك77ون الش77باب أق77ل ق77درة من

على مواجهة هذا التحدي. غيرهم

بل77دان العربي77ة ال77تي تمكنت حركاته77اوعلى ذل77ك ف77إن أل االحتجاجي7777ة الش7777بابية بتغي7777ير نظمه7777ا الحاكم7777ة بط7777رق

تع77اني جميعه77ا وبأش77كال مختلف77ة أيض77ا منم77ازالت مختلف77ة، معض77لة االنتق77ال من مرحل77ة التغي77ير إلى بن77اء الدول77ة المدني77ة الحديثة،وعلى الرغم من أن معظم هذه الدول شهدت انتخابات رئاسية وبرلمانية،إال إن القيادات أو األنظم77ة الحاكم77ة الجدي77دة في ه777ذه ال777دول واجهت ص777عوبات بالغ777ة في تحقي777ق األمن واالس77تقرار وتحقي77ق أه77داف حرك77ات التغي77ير الش77بابية ال77تي أوص777لتها إلى س777دة الحكم،والمش777كلة تكمن في أن أه777داف وطموحات وتطلعات الثوار كانت أك77بر من اإلمكان77ات والم77وارد ال77تي ينبغي تخصيص77ها لبل77وغ تل77ك الغاي77ة،وهي على ش77حتها معرض77ة لالس77تنزاف بفع77ل اس77تمرار حال77ة ع77دم االس77تقرار السياسي واألم77ني،يض77اف إلى ذل77ك حجم الترك77ة الثقيل77ة ال77تي خلفتها األنظمة السابقة في هذه الدول وال77تي تحت77اج إلى وقت

.1طويل لمعالجتها وإزالة آثارها السلبية في المجتمع والدولة وبالرغم من كل التحديات المذكورة التي تعرق77ل الش77باب في الحض77ور والمش77اركة بفاعلي77ة في بن77اء وإدارة مؤسس77ات النظم السياس777ية الجدي777دة في ال777دول العربي777ة على وج777ه الجمل77ة،وال77دول ال77تي ش77هدت التغي77ير السياس77ي على وج77ه الخصوص،إال إن األحداث أثبتت قدرة الشباب على الت77أثير على

دول الربي77ع الع77ربي .. ومعض77لة بن77اء الدول77ة - د.خالد حسن الحري77ري:1-2012/12/31http://www.alالمدني777ة الحديث777ة،على الموق777ع األلك777تروني:

tagheer.com/arts17838.html

142

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تلك المؤسسات إلى الح77د ال77ذي يص77ل إلى إس77قاطها أو إزاح77ة يوني7و/حزي7ران30القائمين عليها،وهذا ماحص77ل في مص77ر بع7د

( وربما سيحصل في ت77ونس أو ح77تى في ال77دول2013الماضي) العربية األخرى.

المطلب الث77اني:دور الش77باب في ص77ياغة العالق77ة بين الح77اكموالمحكوم:

مما الشك فيه إن األوضاع في الدول العربية التي ش77هدت التغي77ير وعلى وج77ه الخص77وص ت77ونس ومص77ر ب77دأت م77ع م77رور ال77وقت ت77زداد س77وءا وذل77ك بفع77ل التخب77ط واإلخف77اق في األداء للنخب التي ت77ولت زم77ام األم77ور فيه77ا،األم77ر ال77ذي ين77ذر بوق77وع احتماالت ع77دة،ت77تراوح بين مش77هد الت77دهور ال77ذي ربم77ا س77يقود النهيار مؤسسات الدولة وك77ذا تمزي77ق نس77يج المجتم77ع،ومش77هد العم777ل على ض777بط تل777ك األوض777اع ومن ثم الش777روع ببن777اء المؤسس777ات الم777ذكورة على وف777ق آلي777ات ومع777ايير الحكم الرشيد،وإزاء ذلك لنا أن نتصور الدور ال77ذي يمكن أن يق77وم ب77ه

الشباب في ظل هذين االحتمالين،وهذا ما سنعرج عليه تباعا. أوال- مشهد التدهور واالنهيار:

في تل77ك المرحل77ة طغى على المش77هد السياس77ي لل77دول العربية التي أطالتها رياح التغي77ير ق77در كب77ير من ع77دم الوض77وح أفض77ى إلى التن77اقض في المواق77ف لمختل77ف الق77وى السياس77ية الفاعلة في الساحة وفي مقدمتهم الشباب،ومن تل77ك المواق77ف من يريد اجتثاث رموز النظام الس7ابق باعتب77اره الس7بيل األمث7ل لحماية أهداف وتلبية مطالب المحتجين،ومن يري7د تط7بيق مب7دأ التسامح)وعفا الله عم77ا س77لف(من منطل77ق أن النظ77ام الجدي77د ينبغي أن يتأسس على مبادئ مغايرة تماما لم7ا ك7ان س77ائدا من إقصاء وتهميش وظلم وتصفية،هذا فضال على أن تل77ك المرحل77ة أتس77مت بتش77تت الق77رار السياس77ي بين العدي77د من الجه77ات المؤسس777777ية؛ وهى الحكوم777777ات المؤقت777777ة والمؤسس777777ة العس77كرية،ومس77ئولي وق77ادة األجه77زة األمني77ة التابع77ة ل77وزارة الداخلية،ويض77اف إلى ذل77ك كل77ه وج77ود ع77دد كب77ير من األح77زاب والحركات السياسية على الساحة السياسية بل77غ العش77رات ب77ل والمئات،مما يع77ني المزي77د من االنقس77ام السياس77ي،وك77ل ذل77ك أنعكس سلبا على األوضاع العامة،ما أفض77ى إلى ازدي77اد ح77االت

. 1اإلحباط والتذمر لدى المواطنين وفي مقدمتهم شباب التغيير.2- صافيناز محمد أحمد:مصدر سبق ذكره،ص1

143

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ومع مرور الوقت ومع استمرار ت77دهور األوض77اع في ال77دول العربي777ة المعني777ة ب777دأت تش777هد ع777ودة ألج777واء االحتجاج777ات الش77بابية،ومن ذل77ك ماش77هدته العدي77د من المن77اطق التونس77ية

والي77ات فق77يرة تط77الب بإح77داث تغي77ير في8المهمش77ة في المنظوم77ة السياس77ية واالجتماعي77ة واالقتص77ادية القائم77ة نح77و األفض7777ل،ثم ج7777اءت ح7777ادث اغتي7777ال ال7777زعيم اليس7777اريالمع77ارض)ش77اكر بلعي77د( في ش77هر ش77باط من ه77ذه الس77نة)

(لتزيد الطين بل77ة،وك77انت البالد مرش77حة لتك77رار المش77هد2013 المصري لوال تغلب منطق العقل والحكم77ة،وم77ازال ه77ذا الخي77ار ه77و ال77راجح في ت77ونس بفع77ل مايمتلك77ه الش77عب التونس77ي من ثقافة وتعليم يتفوق بها على الكث77ير من الش77عوب العربي77ة،وم77ع ذلك مازالت المخاطر ال77تي ته77دد البالد بوق77وع الفوض77ى قائم77ة

لألسباب التي تعرضنا لها سابقا. والحال في مصر أكثر سوءا إذ وصلت األمور إلى مرحل77ة بالغة الخط7ورة،م7ا يع7ني اس77تمرار ت77دهور األوض7اع االقتص77ادية واالجتماعية بفعل التصعيد في األوضاع األمنية،مع استمرار حالة عجز المؤسسات االنتقالية لتلبية مط77الب ش77باب التغي77ير بفع77ل تفاقم التحديات التي تواجهها وفي مقدمتها عامل الزمن ونقص اإلمكان77ات المادي77ة وت77راخي الق77وى العامل77ة وحال77ة ألالس77تقرار األمني والسياسي،واألهم غياب الدور الواضح والمباشر لش77باب التغيير في إدارة شؤون النظام السياسي الجدي77د برمت77ه،واألهم من ذل77ك غي77اب دورهم الواض77ح في تقري77ر مس77تقبل البالد،ب77دء بمهمة صياغة الدستور ال77دائم للبالد،وذل77ك بفع77ل هيمن77ة الق77وى واألح77زاب السياس77ية التقليدي77ة ال77تي س77يطرت على مقاع77د المجلس التأسيسي الذي تولى مهمة إعداد تلك الوثيقة المهم77ة ال77تي تح77دد ماهي77ة النظ77ام السياس77ي الجدي77د وتنظم عملي77ة ممارسة السلطة وانتقالها السلمي واألهم أنه77ا تص77ون الحق77وق والحريات العامة،ومع إن الدستور المذكور قد تم إقراره بعد أن جرت عملية االستفتاء عليه في الع77ام الماض77ي ولكن77ه لم ينق77ل إلى حيز التطبيق بعد،بفعل التجاذبات بين الحزب المهيمن على مؤسسات النظام )ح7زب الحري7ة والعدال7ة( واألح7زاب والق7وى السياسية والمعارضة العلمانية التي تضم في صفوفها قطاعات واسعة من الشباب المحتجين،وفي المحصلة لم تش77هد الس77احة السياس777ية في مص777ر أي تحس777ن،ب777ل على العكس ب777دأت االحتجاجات تتزاي77د ح77دة واتس77اعا ح77تى بلغت أع77داد المحتجين الماليين وغالبيتهم من الشباب الذين أصروا على تغيير األوض77اع

144

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

من جدي77د وه77و م77ا حص77ل نتيج77ة اس77تجابة العس77كر لمط77الب المحتجين وتمت عملية اإلطاح77ة ب77اإلخوان -كم77ا أس77لفنا- ولكن ك7ان الثمن باهض77ا بفع7ل م7اجرى من أعم77ال عن77ف وقت77ل ومن العس77ير ج7دا انته77اء األزم77ة في مص77ر في الق77ريب العاج7ل م77ع استمرار مؤيدي الرئيس السابق)مرسي(في تنظيم لالحتجاجات وربما اللجوء إلى ممارسات أخرى ما يه77دد ب77انجراف البالد إلى

خطر االنهيار. وكذا الدول العربي77ة األخ77رى ومنه77ا اليمن وليبي77ا م77ازالت األوضاع فيها غ77ير مس77تقرة واألمن هش بفع77ل ض77عف س77يطرة األجهزة األمنية مقاب77ل انتش77ار الجماع77ات المس77لحة في معظم مناطق البلدين مع استمرار حوادث القتل والمصادمات وما إلى

ذلك. وإزاء ذل7ك كل7ه س7يبقى الش7باب الع7ربي مش7تت وغ7ير فاعل في مثل تلك األوضاع غير المستقرة،وس77يزداد تش77تتا في حال ازدادت األمور تدهورا- والواقع يؤك7د ذل7ك- ل7ذا ينبغي على الش77باب وبالتع77اون م77ع ك77ل المعن77يين بش77ؤون بل77دانهم وفي مق77دمتهم النخب السياس77ية الم77ؤثرة والمش77اركة في ص77ناعة السياسات العامة في تل77ك البل77دان،العم77ل على وق77ف الت77دهور واالنهيار بكل الوسائل والسبل،ومن ثم الشروع ببناء مؤسسات

النظام السياسي على وفق معايير الرشادة والعقالنية. ثانيا- مشهد ضبط األوضاع والبناء المؤسسي:

م77ع إن الواق77ع السياس77ي في ال77دول العربي77ة م77ازال ين77ذر بوقوع المحظ77ور،إال إن ف77رص ض77بط األوض77اع والس77يطرة على مجريات األحداث وص77وال إلى الش77روع بالبن77اء وتحقي77ق التنمي77ة السياس77ية م77ازالت ممكن77ة،وفي ه77ذا اإلط77ار ينبغي أن يأخ77ذ الش777باب دوره في تع777ديل عالق777ات الق777وى االجتماعي777ة،ع777بر مقارب77ات وإس77تراتيجيات التمكين والمناص77رة والتنظيم وبن77اء الوعي وتق77ديم الب77دائل التنموي77ة، بم77ا يسه777م في تعزي77ز ق77درة الفئ77ات االجتماعي77ة الض77عيفة على إس77ماع ص77وتها والتعب77ير عن مصالحها والتأثير في السياسات ذات الصلة،وكل ذلك يخلق م77ا يمكن تسميته ب7)الفاعلية السياسية( التي تتض77من طيف77ا واس77عا من العملي7777ات االجتماعي7777ة والت7777دخالت العملي7777ة،تعزي7777ز الحق77وق،الت77أثير في الش77أن الع77ام،المش77اركة، تقلي77ل التف77اوت وخل77ق الف77رص المتكافئ77ة، الحماي77ة ض77د المخ77اطر، العدال77ة االجتماعية،وبعب77ارة مختص77رة:تنط77وي الفاعلي77ة السياس77ية على ثالثة أبعاد: المشاركة، الحقوق، بناء القدرات،وك77ل ذل77ك اليمكن

145

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بلوغه من قبل الشباب إال وفق نشاطات منظمة ويمكن تحقيقذلك عبر تشكيل حزب أو كتلة سياسية أو حتى جماعة مصلحة. لذا ينبغي على الشباب ولما كانت االحتجاجات الشبابية قد قامت على أساس توظيف التقني77ة الرقمي77ة وبالتحدي77د ش77بكات التواصل االجتماعي77ة وس77لطتها الرمزي77ة،ل77ذا س77يفتح ه77ذا األم77ر آفاقا واسعة للت77أثير في الس77احة السياس77ية لل77دول المعني77ة،م77ا يجعل النخبة السياسية ذاتها تدرك هذا المتغير الجديد وض77رورة أخ77ذه بنظ77ر االعتب77ار ألن77ه مثلم77ا ك77ان قن77اة أساس77ية وفاعل77ة للتغي77ير،س77يبقى ك77ذلك وربم77ا س77يتعاظم دوره،وعلى الش77باب توظيف هذه التقنية سياسيا في مجاالت عدة منها الترك77يز على إعادة االعتبار لمنظمات المجتمع الم77دني،كم77ا يمكن اس77تثماره في إطار عمليات التنشئة االجتماعية-السياس77ية،يج77ري الترك77يز فيه77ا على نش77ر ثقاف77ة المش77اركة وقب77ول اآلخ77ر والتع77ايش واالن77دماج والتكام77ل وتنمي77ة ال77وعي االنتخ77ابي،فض77ال على حض النخب77ة السياس77ية على تب77ني وإق77رار رؤى وسياس77ات تنموي77ة مالئم77ة،وإحق77اق العدال77ة االنتقالي77ة والمص77الحة الوطني77ة،واألهم مراقبة أداء تلك النخبة ونقدهم بشكل بناء ،والعمل على إنج77احعمليات إستعادة التوزان االجتماعي والسياسي والمؤسساتي. ومن جانب آخر يمكن توظيف شبكات التواصل االجتماعي لبناء تنظيم شبابي رقمي على مستوين وطني وعربي،يمكن أن يكون قادرا على التصدي لمحاوالت فرض سياس77ات واختي77ارات اقتصادية واجتماعية ال تل77بي الحاج77ة إلح77داث تغي77ير حقيقي في

. 1العالقة بين الدولة والمجتمع وفي المحصلة النهائية هناك مجموعة من األسس واآلليات ال77تي إن ت77وافرت زادت من فاعلي77ة الش77باب في بن77اء الدول77ة

:2المدنية وهي وجود أحزاب ديمقراطية التك77وين تش77كل جاذب77ا للش77باب.1

للدخول الطوعي الحر فيها، وتفتح أمامهم األفاق لإلب77داع وإطالق الطاق777ات والتق777دم في الحي777اة الحزبي777ة دون عقبات، وتعطي المجال من خالل الديمقراطي77ة الداخلي77ة الواسعة ال المقننة، أو الممركزة بغطاء ديمقراطي كام77ل الحق في المناقشة وإبداء الرأي والمش77اركة في ص77ناعةالقرار إلى جانب التقرير في القضايا المحلية أو الوطنية.

.7 - تيسير محسن:مصدر سابق،ص12 - http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=320

146

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تط777وير النظ777ام التعليمي في المجتم777ع، وبن777اؤه بمنحى.2 ديمقراطي يعطي قيمة ك77برى للعق77ل وينمي من ق77درات الشباب في التفكير وصقل المواهب، ويعمل على تشجيع

قيم المشاركة في المجتمع لدى الشباب. ص777حافة ح777رة ومس777تقلة، ه777دفها البحث عن الحقيق777ة.3

والشفافية، وإعالم حر يتس77ع لنق77اش ح77ر ومفت77وح ح77ول مجمل القض77ايا ال77تي تهم المجتم77ع بقطاعات77ه المختلف77ة، ويتس77ع لتنظيم ح77وار مجتمعي ح77ول األح77زاب ودوره77ا السياسي، وحول السياسات الحكومية والتشريعات ال77تي تحمي الشباب وتضمن حقوقهم ومشاركتهم الفاعل77ة في

مختلف الميادين... دعم روح الحماس77ة ل77دى الش77باب، من خالل إث77ارة روح.4

الغ77يرة والمس77ؤولية وتنوي77ع األنش77طة الثقافي77ة والفني77ة والفلكلورية والرياضية، وكل م77ا يث77ير الحمي77ة والمنافس77ة الشريفة في نف77وس الش77باب، ويكس77ر ال77روتين والرتاب77ة

والملل والضجر الذي يقود إلى البالدة والالمباالة. تنفيذ مشاريع محددة قوامها الطاق77ات الش77ابة، من خالل.5

التنمية واالعمار، سواء تنمية الريف أو استغالل المن77اطق تح77دد فيأن الصحراوية والجبلية،وهذه المش77اريع يمكن

ف777ترات العط777ل الص777يفية، ويتم فيه777ا توظي777ف طالب المدارس والجامعات في أعم77ال منتج77ة مقاب77ل أج77ور أو

مكافآت تحفيزية.الخاتمة:استنتاجات ومقترحات:

أوال- االستنتاجات: اليمكن إيج77اد توص77يف معين ينطب77ق على ك77ل الحرك77ات.1

االحتجاجية التي شهدتها معظم الدول العربي77ة،وم77رد ذل77ك أن لكل مجتمع خصوص77يته، كم77ا أن النت77ائج ال77تي حققته77ا-

وستحققها- كل حركة على حدة تختلف من بلد آلخر. مثل خ7روج الش77باب إلى الش77وارع والس77احات العام77ة في.2

العديد من الدول العربية بمثابة احتجاج على سوء األوضاع المعيشية والسياسات التسلطية للحكام الع77رب والتهميش واإلقص77اء والحرم77ان من أبس77ط الحق77وق واألهم انته77اك

الكرامة. لم يتمكن الش77باب المحتحجين من تحقي77ق أه77دافهم في.3

التغيير المنشود- حتى في الدول التي تمكن77وا من إس77قاط147

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حكامه77ا المس77تبدين- الس77يما على الص77عيدين االجتم77اعي واالقتصادي،وذلك بفعل وجود تح77ديات جم77ة،ومن الم77رجحأن اليتحقق التغيير حتى على المديين القريب والمتوسط.

ك77ان وم77ازال دور الش77باب الع77ربي كفئ77ة وق77وة سياس77ية.4 قائمة ب7ذاتها ض77عيفا في بن7اء مؤسس77ات النظم السياس77ية العربية،س77واء في المرحل77ة االنتقالي77ة بالنس77بة لتل77ك ال77تي حصل فيها تغيير نظمه77ا الحاكم77ة،أو في المرحل77ة الراهن77ة بالنسبة لتلك التي صمدت أم77ام ش77باب التغي77ير،ولكن ه77ذا الدور يمكن تفعيله في المستقبل في حال تهيئة الش77روط

المالئمة لذلك.ثانيا- المقترحات:

ينبغي العمل على تهيئة الشباب واألجي77ال القادم77ة للعم77ل.1 السياسي في عموم الدول العربية وفق مايسميه )غابري77ل الموند( بالتأهيل السياسي بالشكل الذي يسهم في ترسيخ قيم الرش77ادة وال77وعي الكام77ل في التص77رف من معظم الفاعلين في الساحة السياسية،ويجري ذلك من خالل تبني خط77ط للتنش77ئة االجتماعي77ة السياس77ية يتم تنفي77ذها ع77بر قن77وات متع77ددة يق77ف في مق77دمتها مؤسس77ات التربي77ة

والتعليم. ينبغي العمل بمايسمى بنظام الحصص )الكوت77ا( لتخص77يص.2

مقاع77د للش77باب في مؤسس77ات النظم السياس77ية العربي77ة المركزي77ة والمحلي77ة،كم77ا حص77ل في المملك77ة المغربي77ة وبالتحديد وفق ماجاء في التعديل الدستوري األخ7ير ال7ذي

2011 تموز/يوليو 1تم عرضه على االستفتاء الشعبي في (40وخص77ص للش77باب من ال77ذكور ممن هم دون س77ن ال7)

.(1)% من مقاعد البرلمان30سنة مانسبته ينبغي إع77ادة النظ77ر ب77القوانين االنتخابي77ة الحالي77ة بالش77كل.3

الذي يمنح الشباب لف77رص أك77بر في المش77اركة السياس77يةبش7777كل ع7777ام،ومن ذل7777ك تحدي7777د س7777ن الن7777اخب ب7)

(عام،وكذلك تقسيم الدوائر االنتخابي77ة لمن77اطق ص77غيرة18وتوسيع االنتخاب الفردي.

،ويكيبي77ديا:الموس77وعة2011- االنتخاب77ات البرلماني77ة المغربي77ة لس77نة 1الحرة.

148

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ينبغي اإلس77راع في تحقي77ق أه77داف الش77باب الع77ربي في.4 التغيير المنشود من خالل إنج77از اإلص77الحات الجذري77ة على ك7777ل الص7777عد،وفي مق7777دمتها اإلص7777الحات االقتص7777ادية

واالجتماعية. ينبغي أن تجري عملية صياغة الدساتير الجدي77دة أو تع77ديل.5

الدساتير القائمة بالشكل ال77ذي ت77وفر اآللي77ات والض77ماناتلحقوق وواجبات كل أفراد المجتمع حكاما ومحكومين.

149

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

يالثورات العربية وإشكالية بناء النموذج االسالم اإلخوان المسلمين وح77زب النهض77ة االس77المى واالس77تفادة

من الخبرة اإلسالمية التركيةأ.فتحية فاروق عمر

باحث بمركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوثدائرة العالقات الدولية – الخرطوم ، السودان

مقدم777ة : تعالج ه77ذه الدراس77ة مس77ألة بن77اء النم77وذج االس77المى بع77د الصعود الكبير لقوى اإلسالم السياسي في الع77الم الع77ربي بع77د

م. وال77ذي لم تتفاج77أ2010الثورات التي حدثت منذ أواخر ع77ام ب777ه األوس777اط السياس777ية والكث777ير من المحللين والمراق777بين واألكاديميين إذ كانت القوى اإلس77المية معروف77ة ل77دى الش77عوب وأوس777اط المجتم777ع من خالل ممارس777تها ألنش777طة دعوي777ة

واجتماعية. إذا ك77ان عق77دا الخمس77ينيات والس77تينيات هم77ا ف77ترة الم77د الق77ومي في ال77وطن الع77ربي، ف77إن الرب77ع األخ77ير من الق77رن العش77رين ش77هد تص77اعد ظ77اهرة اإلحي77اء اإلس77المي، فك77انت الصحوة اإلسالمية في إيران ونجاحها في اإلطاح7ة بحكم الش7اه وتأس77يس جمهوري77ة إس77المية وبص77فة عام77ة اتخ77ذت الص77حوة اإلس77المية مظ77اهر ومؤش77رات عدي77دة، اقتص77ادية واجتماعي77ة وسياس77ية وس77لوكية. وفى ه77ذا الس77ياق ش77هدت دول عربي77ة عدي77دة ظه77ور العدي77د من الحرك77ات والتنظيم77ات اإلس77المية المسيسة التي انخرطت في العمل السياسي بأشكال متع77ددة، بعضها سلمى وبعضها اآلخ77ر ع77نيف. كم77ا تص77اعد دور الحرك7ات والتنظيمات التي كانت موجودة بالفعل في بعض الدول ول77ذلك فقد ش77كلت العالق77ة بين النظم الحاكم77ة والحرك77ات اإلس77المية المسيسة أحد المالمح األساسية للتطور السياس77ي في ال77وطن

"1العربي خالل الربع األخير من القرن العشرين " ت77أتى أهمي77ة ه77ذه الدراس77ة من أنه77ا تتن77اول مش77روعات اإلخوان المسلمين وحزب النهضة في العصر الجديد لإلسالميين الذي صنعته الثورات العربية، حيث حولت القوى اإلس77المية من اجتماعي77ة وسياس77ية محظ77ورة إلى ق77وى اجتماعي77ة وسياس77ية معترف بها وذات وزن وثقل كبيرين مما أدى إلى ب77زوغ ظ77اهرة

- حسين توفيق إبراهيم، اإلسالم والسياس77ة في ال77وطن الع77ربي خالل1 الق77رن العش77رين ، ام77تى في الع77الم الع77دد الس77ابع، مرك77ز الحض77ارة

.67للدراسات السياسية ،ص 150

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

جدي7دة في الع7الم الع7ربي هي انتق7ال اإلس7الميين من ص7فوف المعارضة إلى مراك77ز اتخ77اذ الق77رار. وذل77ك ب77التركيز على بعض المحددات ومقاربتها بالتجربة اإلسالمية لحزب العدالة والتنمي77ة

التركي وهى: .الديمقراطية والمسار السياسي.مواجهة الدولة العميقة.السياسات االقتصادية

وتنطلق الدراس77ة من فرض77ية أساس77ية أن ح77زب الحري77ة والعدالة "جماعة األخوان المسلمين" في مصر وحرك77ة النهض77ة في ت77ونس يقترب77ا في بن77اء مش77روعهما االص77الحى والنهض77وى والتنموي من فقه اإلصالح والتجديد في الخبرة اإلسالمية لحزب العدال77ة والتنمي77ة في تركي77ا. ويتب77دى ذل77ك في التع77ايش م77ع المظ77اهر العلماني77ة وإفس77اح ق77در أك77بر في مج77ال الحري77ات

الشخصية.أوال : الثورات العربية وصعود التيارات اإلسالمية: حال77ة "ما نشهده فعلي77ا في الواق77ع الع77ربي يمكن تس77ميته

ه77ل: ويثور في هذا الس77ياق ع77دد من األس77ئلة". صعود إسالمي يمكن لهذا الصعود أن يستقر في بنية السياس77ة العربي77ة، س77واء على مس77توي ال77دول أو اإلقليم، ليص77بح ذا حض77ور ممت77د ي77تيح

فعلي77ة على األق77ل من ناحي77ة" حقب77ة إس77المية "الح77ديث عن االمتداد الزمني لوجود الحركات المنتمية له77ذا التي77ار في دوائ77ر الحكم؟ وبالتالي، ما هي العوامل التي قد تعزز من هذا الحضور أو تحول دونه، سواء داخل بنية الحرك77ات المع77برة عن77ه، أو في البيئة المحيطة به77ا؟ وه77ل يمكن أن يط77ور ه77ذا الص77عود آلي77ات للتوافق مع بيئتيه الداخلية والخارجية؟ أم س77تكون العالق77ة بين77ه

"1وبين هاتين البيئتين أو إحداهما على األقل صراعية؟." الص77عود اإلس77المي في ه77ذه المرحل77ة يختل77ف، في أبع77اده

الص77عودوآليات77ه وس77ياقاته، عم77ا اص77طلح على تس77ميته ب777 " تميزت مرحل77ة. منذ بداية سبعينيات القرن العشرين" اإلسالمي

الصعود األولي تلك، حسبما عرفته77ا أدبي77ات العل77وم االجتماعي77ة عام77ة، والسياس77ية خاص77ة، بان77دراجها ض77من حرك77ة المعارض77ة السياس7777ية واالجتماعي7777ة ألنظم7777ة حكم داخلي7777ة ونماذجه7777ا

- مالك عوني، األس7ئلة اإلش7كالية : محاول77ة أولي77ة لالق77تراب من أبع77اد1 الصعود االسالمى ومآالته، تح77والت إس77تراتيجية على خريط77ة السياس77ة

م2012 ابري77ل 188الدولي77ة، مالح77ق مجل77ة السياس77ة الدولي77ة ،الع77ددالقاهرة.

151

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

. وان ص77عودها "الحرك77ات اإلس77المية " في ظ77ل1األيديولوجية الثورات العربية يتطلب استدعاء أمرين استراتيجيين م77تراكمين

كما ترى د.نادية مصطفى: أولهما: فقه الواقع، اى تحدي7د طبيع7ة اللقط7ة الراهن7ة من هذا المش77هد ال77ذي يتش77كل، أي فق77ه حال77ة م77ا يس77مى الص77عود االسالمى ونمطه وتجلياته الراهنة وم77ا يمثل77ه من جدي77د مقارن77ة بمشاهد سابقة قريبة ط77رحت فيه7ا أيض77ا مق77والت عن الص77عود

االسالمى على األقل خالل القرن الماضي. ثاني األمرين: فقه التاريخ أي تس77كين ه77ذه المش77اهد ع77بر هذا القرن في س77ياق ت77اريخي ممت77د تع7اقبت علي77ه مراح77ل من تطور األمة اإلسالمية أو الع77الم االس77المى أو ال77دول اإلس77المية، اتسمت كل مرحلة فيها بدرجة من ش77هود األم77ة أو المش77هودية عليها عبر تطور تاريخه77ا متف77اعال م77ع ت77واريخ األمم األخ77رى في

سياقات عالمية متغيرة. عن مالمح فق77ه واق77ع اللحظ77ة التاريخي77ة الراهن77ة للص77عود االس77المى، اق77ترن ه77ذا الص77عود بث77ورات ش77عبية، أك77دت للنظم المستبدة وقوى الهيمنة العالمية المتحالفة معها أن الشعوب لم تمت، ويجمع بين جمي77ع ه77ذه الث77ورات أنه77ا انفج77رت في إط77ار أزمة شاملة ثالثية األبعاد: أزمة النظام العالمي السائد الهيكلي77ة والقيمية في ش7قها السياس7ي وش77قها االقتص7ادي، أزم7ة النظم والهياكل العربية المتيبسة والشائخة والفاسدة، والتي ت77راكمت عواقبه77ا ع77بر م77ا يزي77د على نص77ف الق77رن من عم77ر االس77تقالل السياس77ي لل77دول القطري77ة العربي77ة، أزم77ة هوي77ة الش77عوب والمجتمعات بعد تأرجح ممتد عبر ق77رن كام77ل بين اي77دولوجيات مس7توردة مفروض7ة من أعلى دون ق7درة على تحقي77ق اخ7تراق لتحديث هذه المجتمع77ات، وف77ق نم77وذج وط77ني حض77اري، كم77ا يتس77م ذل77ك الص77عود االس77المى بتعددي77ة الق77وى والحرك77ات اإلسالمية خاصة مع الص77عود السياس77ي للس77لفية ال77تي تح77ولت روافد منها لقب77ول اللعب77ة السياس77ية، بع77د أن لفظته77ا كلي77ة من قبل، أو ارتبطت برافدها الجهادي العسكري ومن ثم المش77اركة في الثورات سلميا أو عسكريا والمشاركة في السلطة برلماني77ا أو تنفيذيا أو رئاسيا تطرح على الس77احة تن77وع الرواف77د الحركي77ة

.2من مرجعية واحدة - المرجع السابق . . 13 - نادية مصطفى ، حال "الصعود االسالمى" في ظل الثورات العربي77ة ،2

تح77والت إس77تراتيجية على خريط77ة السياس77ة الدولي77ة مالح77ق مجل77ة152

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ثانيا : جماعة األخوان المسلمين وحركة النهضة التكيفمع الواقع الجديد بعد الثورات

كش77فت العملي77ة االنتخابي77ة عن األوزان الحقيق77ة للتي77ارات اإلس77المية ل77دى الش77عوب وال77تي ك77ان في الس77ابق يتم تزييفه77ا بقرارات وسياسات السلطة العليا، وفى هذا الج77انب س77نتعرض بش77يء من التفص77يل إلى جماع77ة األخ77وان المس77لمين وحرك77ة

النهضة في تونس وهما التيارين محل الدراسة: األخوان المسلمين في مصر" حزب الحرية والعدالة" :

ال ش777ك أن حرك777ة األخ777وان المس777لمين هي أهم حرك777ة إسالمية في العص7ر الح77ديث أث7رت في كث77ير من بل7دان الع7الم العربي وبعض بلدان العالم اإلسالمي، كم77ا أث77رت في الجالي77ات العربية والمسلمة في بلدان الغرب، واستمر ه77ذا الت77أثير طيل77ة

عام77ا الماض77ية. أس77س حس77ن البن77ا ه77ذه ال77دعوة ع77ام75ال7 , بدأها من مدينة اإلسماعيلية على ضفاف قناة السويس1928

وهي في ظل االحتالل البريطاني, ثم انتقل إلى الق77اهرة ومنه77ا انتقلت دعوته إلى باقي أنحاء مصر, ثم خرجت بع77د ذل77ك لع77ددمن ال7777777777777777777777777777777دول العربي7777777777777777777777777777777ة. لقد امتد تأثير الحركة جغرافيا كما امت77د زمني77ا وم77رت بمراح77ل

" ب77دأ نش77اط اإلخ77وان1عدة خاصة في بل77د المنش77أ وه77و مص77ر" كحرك77ة جامع77ة ش77املة تع77نى باإلص77الحمصرالمس77لمين في

، زادالق77رن العش77ريناالجتم77اعي والسياس77ي وفي ثالثيني77ات التفاعل االجتماعي والسياسي لالخوان المسلمين وأصبحت من

اإلخ77وانالتيارات المؤثرة سياسيا واجتماعيا. منذ بداي77ة جماع77ة األس77س للعم77ل السياس77ي لإلخ77وانحسن البنا وضع المسلمين

وأنهم ليسوا مج77رد جماع77ة دعوي77ة إس77المية ولكنهم أيض77ا هيئ77ة وأن مش77اركتهم السياس77يةلإلسالمسياسية نتيجة لفهمهم العام

ت77أتي من منطل77ق اإلص77الح في األم77ة وتط77بيق لتع77اليم اإلس77الم وأحكام777ه. وفى مراح777ل تطوره777ا المختلف777ة م777رت الحرك777ة بمنعطفات حرجة حيث اغتيل مؤسسها ومرشدها العام في عام

وفى ع77ام1951م واس77تمرت بغ77ير مرش77د ح77تى ع77ام 1949 حيث الصدام التاريخي م77ع النظ77ام الناص77ري واس77تمرت1954

م القاهرة.2012 ابريل 188السياسة الدولية ،العدد - أبو العالء ماضي،الحالة التنظيمي77ة لحرك77ة اإلخ77وان المس77لمين، على1

الموقع http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/7a6f1059-e0db-4738-9465-

96e5b721735f

153

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بوف77اة عب77د الناص77ر ،ثم ب77دأت مرحل77ة1970هذه الف77ترة ح77تى جديدة من إعادة بن77اء الجماع77ة وانتش77ارها م77رة أخ77رى وك77انت الجماعة محظ77ورة في ف77ترة ال77رئيس الس77ابق مب77ارك ونص77يب قياداتها السجون والمط77اردات األمني77ة والمحاكم77ات العس77كرية االستثنائية إال أنها مع ذلك مارس77ت العم77ل السياس77ي من خالل تحالفات مع أح77زاب أخ77رى في ظ77ل ض77غوط داخلي77ة وخارجي77ة

كبيرة. مع أول انتخابات يش7رف عليه7ا القض77اءم2000وفي عام

بمجلس الش77عب مقع77دا 17المص77ري جزئي77ا، ف77از اإلخ77وان ب عض77و مكتب اإلرش77اد ان77ذاكمحم77د مرسي، وأشار د. المصري

والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية لإلخ77وان في ه77ذه ال77دورة أن % من جمي77ع أنش77طة30% ق77امت بنس77بة 3.7نس77بة اإلخ77وان

وفعاليات المجلس مستخدمين كل األدوات الرقابية التي يتيحه7ا مرش77حا160 رش77ح اإلخ77وان م2005لهم المجلس، وفي ع77ام

مرش77ح بعض77وية مجلس88تحت بن77د المس77تقلين ف77از منهم بالمائة من مقاعد المجلس ليص77بحوا أك77بر كتل77ة20الشعب أي

معارضة في مصر. الح77زب الوط77ني المص77ري ق77ام م2007 م77ارس19وفي

وإض77افة م77ادة ال تج77يزالدس77تور المص77ري مادة من 34بتعديل مباش77رة أي نش77اط سياس77ي أو قي77ام أح77زاب سياس77ية ذات مرجعية دينية أو أس77اس دي77ني. فيم77ا رأت المعارض77ة ومحلل77ون سياسيون أن هذه التعديالت الدس77تورية انقالب دس77توري وق77ام مائة نائب بارتداء أوشحة س77وداء كتب عليه7ا ش77عار "ال لالنقالب الدس77توري" وق77اموا بمقاطع77ة التص77ويت علي ه77ذه التع77ديالت، ويري اإلخوان أن إضافة هذه المادة تهدف باألساس إلي إقصاء

اإلخوان أو الحد من نشاطهم ومنعهم من ممارسة السياسة. يناير التي شارك فيه77ا األخ77وان ض77من25وبعد نجاح ثورة

فئ77ات الش77عب المختلف77ة أص77بح هن77اك واق77ع جدي77د في مص77ر انفتحت في77ه الحري77ات وتغ77ير في77ه النظ77ام السياس77ي وح77انت الفرصة لالخوان لتأسيس حزبهم السياسي وال77ذي ك77ان فكرت77ه موجودة قبل ذلك بس77نوات، وفي ي77وم الح77ادي والعش77رين من

م، وبعد أيام قليلة من تنحي الرئيس الس77ابق2011فبراير عام محمد حسني مبارك، أعلن الدكتور محم77د ب77ديع المرش77د الع77ام لجماع77ة اإلخ77وان المس77لمين عن تأس77يس الجماع77ة لح77زب سياسي ي77ؤمن بفك77رة اإلخ77وان المس77لمين، ويتب77نى رؤيته77ا في

المجال الحزبي والسياسي.154

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

م2011 يوني77و 6ولد حزب "الحرية والعدالة" رس77ميا ي77وم ين77اير، ويس77عى إلى تب77ني مطالبه77ا وتحقي77ق25من رحم ث77ورة

، البرن77امج ال77ذي أعلن77ه الح77زب يوض77ح منطلقات77ه1أه77دافها وإستراتيجيته وال77تي تس77عى إلى بن77اء اإلنس77ان الص77الح المحب لوطنه، والعمل على إعادة بن77اء مؤسس77ات الدول77ة على أس77س قوي77ة س77ليمة، ب77إرادة ش77عبية ح77رة بالوس77ائل الديمقراطي77ة السلمية.ويالحظ أن برنامج الحزب يتعاطى بش77كل ايج77ابي م77ع فكرة الدولة الحديثة ال77تي تنهض على فك77رة الكي77ان السياس77ي الذي يحكمه دس77تور ينظم العالق77ة بين س77لطات ثالث تش77ريعية وتنفيذية وقضائية، وكذا العالقة بين الدولة والمواطن، من حيث أن األخير يتمتع بحقوق أساسية في مواجهة األولى في مجاالت الحياة المختلفة، حيث يجب على الدولة أن تحمى وتصون ه77ذه الحق777وق، وفى مقاب777ل ذل777ك ف777المواطن مط777الب ب777أال يخ777ل

بالمنظومة القانونية للدولة . وفى ه77ذا اإلط77ار ي77ؤمن الح77زب ب77أن مب77ادئ الش77ريعة اإلسالمية هي المصدر الرئيسي للتشريع، مما يحقق الع77دل في س77ن الق77وانين وفي التط77بيق وفي األحك77ام، م77ع اإلق77رار لغ77ير المس777لمين بحقهم في التح777اكم إلى ش777رائعهم، فيم777ا يتعل777ق ب7األحوال الشخص77ية. وتتض7ح مع7الم الدول7ة ال7تي يعلن الح7زب إيمانه به أنها تقوم على مبدأ المواطنة، أنها دولة دستورية تقوم على الشورى"الديمقراطية"، يحكمها القانون، وأخيرا أنها دولة مدنية وهنا ينصرف معناه77ا إلى أنه77ا ليس77ت عس77كرية وال ديني77ة "ثيوقراطي77ة" بمع77نى أن الحكم يجب أن ال يت77واله العس77كريون الن حكمهم يقوم على االنقالب ال االنتخاب، كما أن الدولة يجب أن ال يحكمه77ا رج77ال ال77دين حيث ال وج77ود من األس77اس له77ذا المصطلح في الخبرة اإلسالمية بل هناك فق77ط متخصص77ون في الدين. وإنما األمة مصدر الس77لطات تنتخب بمحض إرادته77ا، من خالل انتخاب77ات ح77رة نزيه77ة من يحكمه77ا ومن ين77وب عنه77ا في

المجالس التشريعية. كم77ا ي77ؤمن ب77أن الش77ورى هي ج77وهر الديمقراطي77ة، وهي الس77بيل لتحقي77ق مص77الح ال77وطن، ح77تى ال يس77تبد ف77رد أو فئ77ة بالتصرف في األمور العامة التي تتأثر بها مص77الح الش77عب، وأن الديمقراطي77ة ليس77ت مج77رد التص77ويت في االنتخاب77ات، ب77ل هي

- حزب الحرية والعدالة : من نحن على الموقع1http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=35807

155

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

خلق وثقاف7ة وس7لوك، كم7ا هي مجتم7ع ح77ر فاع7ل، وهي تع7ني إرساء دولة الق77انون، وحري77ة التعب77ير، والتنظيم، والحف77اظ على

1حقوق اإلنسان.

والى ذل77ك ف77ان برن77امج الحري77ة والعدال77ة يعلن انحي77ازه الكام77ل للديمقراطي77ة حيث يس77اويها بالش77ورى في المفه77وم االس77المى وي77ذهب البرن77امج إلى ان77ه م77ا دام اإلس77الم ال يعين نموذج77ا مح77ددا للش77ورى، فان77ه يص77بح من المل77زم "أن نأخ77ذ بأحس77ن م77ا وص77لت إلي77ه المجتمع77ات اإلنس77انية في ممارس77تها الديمقراطية من أشكال وقواعد وطرق إجرائية وفني77ة لمعرف77ة إرادة األمة، وتحسين ممارسة السلطة وض77مان ت77داولها س77لميا

وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية فيها، وتفعيل المراقبة عليها. أيضا فان فكر البرنامج يحترم مبدأ سيادة القانون، بما في ذلك أن تنضبط السلطات العامة به وتخضع له، وتكون مس77ئولة في حالة اإلخالل به، من خالل آلي77ات الرقاب77ة والمحاس77بة ال77تي

يكفلها الدستور الذي تنهض عليه الدولة. ويالح77ظ أن كاف77ة ه77ذه المب77ادئ تتس77ق م77ع فك77رة الدول77ة الحديث77ة، وبخاص77ة الق77ول أن األم77ة مص77در الس77لطات وأس77اس تولى الوظائف المختلفة فيها للكفاءة والخبرة واألمان77ة، واألم77ة كم77ا هى ص77احبة الح77ق في اختي77ار حكامه77ا ونوابه77ا، فهي أيض77ا صاحبة الحق في مساءلتهم وعزلهم، ف77ان الدول77ة وفق77ا لتص77ور الح77زب تق77وم على أس77اس المواطن77ة بمع77نى ان77ه ال تمي77يز بين مواطن وأخر بس77بب العقي77دة أو الجنس أو غ77ير ذل7ك، ف77الجميع

.2متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات ويؤمن الحزب أن المواطن هو ه77دف التنمي77ة األول، وه77ذا البرنامج يستهدف بناء اإلنسان المصري ال77ذي يمتل77ك مقوم77ات وأدوات التقدم بن77اء متك77امال، ول77ذلك فه77و حج77ر الزاوي77ة، وأداة التغي77ير، فبص77الح اإلنس77ان يتم اإلص77الح، وي77ؤمن الح77زب ببن77اءا بم77ا ا وب77دني ا وعقلي ا وثقافي اإلنسان المصري بن77اء متك77امال روحي يحفظ عليه هويته وانتماءه. ويس77عى الح77زب إلى كفال77ة حق77وق

- أسامة صالح ، االقتراب الحذر: هل تعيد الحركات اإلسالمية الصاعدة1 هيكلة "الدولة العربي77ة"؟، تح77والت إس77تراتيجية على خريط77ة السياس77ة الدولية، الحقبة اإلسالمية، ملحق مجل77ة السياس77ة الدولي77ة، ع77دد ابري77ل

.19-18م ص 2012 - أسامة صالح ، المرجع السابق.2

156

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الم77واطن كاف77ة، وخاص77ة ح77ق الم77واطن في الحي77اة، والص77حة، .1والعمل، والتعليم، والسكن، وحرية الرأي، واالعتقاد، والعباد

وي777ذهب ح777زب الحري777ة والعدال777ة أيض777ا إلى أن النظ777ام البرلم77اني ه77و أفض77ل أنظم77ة الحكم، ألن77ه يق77وم على أس77اس الفصل المرن بين السلطات، ويض77من الرقاب77ة والمحاس77بة من جانب السلطة التنفيذي77ة. ويش77دد البرن77امج أيض77ا على التعددي77ة السياس77ية وي77رى ض77رورة كفال77ة س77بل المش77اركة في العملي77ة السياسية لكل من يريد إطالق ذلك، ولتحقيق ه77ذه الغاي77ة الب77د من إطالق حق تكوين األحزاب والنقابات والجمعيات األهلية الن احترام التعددية ه77و ال77ذي يكف77ل التعب77ير عن مص77الح األط77راف المختلف77ة وبالت77الي ي77تيح التوص77ل لحل77ول فيم77ا يتعل77ق بتنظيم

.2األولويات ووفق77ا له77ذه الرؤي77ة خ77اض الحري77ة والعدال77ة االنتخاب77ات

% من أص777وات47البرلماني777ة وحص777ل على األغلبي777ة بنس777بة الناخبين وأصبح رئيس المجلس من حزب الحرية والعدالة، كم77ا سيطر الحزب على اغلب لجان مجلس الشعب، وفى انتخاب77ات مجلس الشورى "الغرفة الثانية للبرلمان " حص77ل الح77زب على

% وكم77ا58,3أعلى نس77بة من األص77وات، إذ حص77ل على نس77بة في مجلس الشعب ف77ان رئيس مجلس الش77ورى ينتمي لح77زب الحرية والعدالة، وأيضا خاض الحزب االنتخابات الرئاسية وتب77نى مش77روع النهض77ة في برنامج77ه االنتخ77ابي وف77از مرش77ح الح77زب "األخ77وان" د. محم77د مرس77ى عض77و مكتب اإلرش77اد ليص77بح أول رئيس منتخب في مصر، فإن نجاح الحرية والعدال77ة في تحقي77ق مش777روعه لنهض777ة مص777ر يحت777اج إلى إدراك أهمي777ة إش777راك مؤسس77ات المجتم77ع في تب77ني المش77روع، ومعهم77ا األح77زاب والمؤسس77ات اإلس77المية، والشخص77يات الفاعل77ة في المجتم77ع. وحشد جهود المخلصين من الخبراء واألك77اديميين، وأه77ل الفك77ر وال77رأي للمش77اركة في مش77روع النهض77ة، وال ينس77ى الحري77ة والعدال77ة أن77ه دائم77ا م77ا يك77رر أن مص77ر بمش77كالتها الكث77يرة، ال يستطيع تيار واح7د أن ينهض بمس77ئولية إص77الحها.يحت77اج الحري77ة والعدالة إلى الكثير من المبادرات، كم77ا يحت77اج إلى فتح ملف77ات الفس77اد المستش77ري في جنب77ات الدول77ة المص77رية، ح77تى يقتن77ع الناس بأن الحزب جاد في مكافحة الفساد، واس77تخالص حق77وق

-للمزيد عن حزب الحرية والعدالة وبرنامجه يمكن زيارةالموقع1http://www.hurryh.com/

- المرجع السابق.2157

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المص77ريين وتهدئ77ة أج77واء المنافس77ة السياس77ية م77ع األح77زاب األخ77رى، ال77تي ش77عرت بحقيق77ة حجمه77ا في المجتم77ع ف77راحت تختلق المشكالت، وترفع الصوت عاليا كلما ح77دث خط77أ هن77ا أو خلل هناك. كذلك ال بد للحري7ة والعدال7ة أن يعطي لإلعالم ق7درا أك77بر من االهتم77ام، والتنب77ه لخط77ورة ه77ذا الجه77از اله77ام ال77ذي يستطيع تعويق المسيرة، أو إجهاض خطط اإلصالح التي يس77عى

الحزب لتنفيذها.حركة النهضة في تونس النشأة والصعود:

حركة النهضة "حركة االتجاه اإلسالمي سابقا" هي الحرك77ة . أسست الحرك77ةتونس في التيار اإلسالميالتاريخية التي تمثل

تعت777بر حرك777ة1981 يونيو6 وأعلنت رس777ميا في 1972ع777ام االتجاه اإلسالمي جزء ال يتج77زأ من الواق77ع السياس77ي التونس77ي وهي وان لم تتمكن من التحول إلى الرقم الصعب في المعادلة السياس77ية التونس77ية إال م77ؤخرا بع77د الث77ورات العربي77ة , إال أنه77ا استطاعت أن تهز الواقع السياسي والذي كانت ترسم مساراته

ومنحنياته القوى العلمانية والتغريبية. وعندما تأسست حركة االتجاه اإلسالمي كان المناخ السائد في تونس مناخا تغريبيا تتجلى فيه األنماط الغربية بكل صورها، وكان مشروع حركة االتجاه اإلس77المي مناقض77ا لمش77روع الحكم والقوى السياسية التي كانت تس77بح في فل77ك الس77لطة. وك77انت حركة االتجاه اإلسالمي ضد العلمانية مع اإلسالم الحضاري، ضد الظلم مع الدولة العادلة ودولة اإلنسان والعدال77ة، ض77د األحادي77ة السياسية مع التعددية السياسية واإلعالمية، ض77د إغ77راق ت77ونس في التبعية للغرب ومع عودة تونس إلى أصالتها وشخص77يتها في نطاق المنطلقات اإلسالمية، ضد مش77روع بورقيب77ة ال77ذي أغ77رق ت77ونس في كم هائ77ل وال ح77دود ل77ه من المعض77الت االقتص77ادية والثقافية واالجتماعية والمعيشية، مع مشروع مغاير هو مشروع دولة اإلسالم. ص77حيح أن الغنوش77ي لم يكن يط77رح ه77ذا الط77رح بشكل مباشر إال أنه وفي خطابات حركة االتجاه اإلسالمي ك77ان

.1يركز على ضرورة المشروع اإلسالمي وجاهزيته لقيادة األمة تحت اس77مالس77تيناتترج77ع ب77دايات الحرك77ة إلى أواخ77ر

الجماعة اإلسالمية ال77تي أق77امت أول لقاءاته77ا التنظيمي77ة بص77فة . من أب77رز مؤسس77يها أس77تاذ الفلس77فة1972 أبريلس77رية في

المنص77ف وال77دكتور عبد الفتاح مورو والمحامي راشد الغنوشي - للمزيد عن حركة الهضة وبرامجها يمكن زيارة الموقع1

http://www.ennahdha.tn/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81158

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

. إقتص77ر نش77اط الجماع77ة في البداي77ة على الج77انببن س77الم الفك777ري من خالل إقام777ة حلق777ات في المس777اجد ومن خالل االنخ77راط بجمعي77ات الق77رآن الك77ريم. لقي نش77اط الجماع77ة في

الح77زب االش7تراكي الدس7تورياألول ترحيب77ا ض7منيا من ط77رف "الحزب الواحد آنذاك"، الذي رأى في الحرك77ة اإلس77المية س77ندا في مواجهة اليس77ار المهيمن وقتئ77ذ على المعارض77ة. وفي ع77ام

ال77تيمجل77ة المعرفة س77مح ألعض77اء الجماع77ة بإص77دار 1974 أقيم بش77كل1979أصبحت المنبر الفعلي ألفك77ار الحرك77ة. في

سري المؤتمر المؤسس للجماعة اإلسالمية تمت فيه المصادقة على قانونها األساسي الذي أسس على أساسه هيكل77ة التنظيم. شهد منتصف الثمانينات صعودا للحرك77ة وتنامي77ا للص77دامات م77ع

م77ع الحكم على1987السلطة. شهدت الصدامات أوجها س77نة الغنوشي باألشغال الشاقة مدى الحياة واتهام الحكومة للحرك77ة بالتورط في عدد من التفجيرات ، ويقول الباحثون الذين تتبعوا مسار الحركة اإلسالمية التونسية أن الغنوشي كان يرف77ع ش77عار الديمقراطية وحقوق اإلنسان ونبذ العنف في مرحلة كان يعم77ل فيها على تكريس حزب االتجاه اإلسالمي في الواق77ع السياس77ي التونسي , ذل77ك أن قواع77د اللعب77ة السياس77ية ك77انت تقتض77ي أن يناور الغنوش77ي إلى ح77د م77ا , لكن بع77دما ت77بين ل77ه أن الس77لطة التونس777ية ال يمكن على اإلطالق أن تس777توعب وج777ود حرك777ة إسالمية سياسية تتبنى المش77روع اإلس77المي وتح77ارب التغ77ريب. وبعد انقالب السلطة الجزائرية على مشروع الجبه77ة اإلس77المية لإلنقاذ في الجزائ77ر، ب77دأ الغنوش77ي يطل77ق تص77ريحات ومواق77ف تدين كافة األنظمة , وأخ77ذ ي77دعو إلى الجه77اد على المنظوم77ات السياس77ية القائم77ة وفي تص77ريحه لص77حيفة اإلنق77اذ الوط77ني السودانية قال الغنوشي: الجهاد ض77د أنظم77ة الكف77ر واالس77تبداد والعش77ائرية والتجزئ77ة وال77والء لألجن77بي - وتك77اد أنظم77ة الع77الم اإلسالمي ال تخرج من هذه األوصاف – فان لألم77ة اإلس77المية أن تنهض بمهام الصراع الحض77اري والش77هادة للمش77روع الحض77اري اإلسالمي، فال مناص من تركيز الجهد الجم7اهيري على مجاه7دة هذه األنظمة الخائنة لتعريتها وتوهينها وإرضاخها لسلطة الشعب

.1واإلطاحة بها وهذا الكالم الذي كرره راشد الغنوشي في أكثر من مك77ان وأدلى به ألكثر من منبر إعالمي أخذ يطلقه بعد مغادرت77ه ت77ونس77د. ويمكن الق77ول أن الغنوش77ي حيث حكم علي77ه بالس77جن المؤب

.1991-04-25صحيفة اإلنقاذ الوطني السودانية في تاريخ -1159

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بات مقتنعا أن الديمقراطية هي حكر على طبقة سياسية معينة , وفي ح77ال حق77ق التي77ار اإلس77المي ألي نج77اح وع77بر القواع77د المعترف بها فان مصير هذا التيار وعاقبت77ه س77تكون على وت77يرة م7777ا ح7777دث في الجزائ7777ر عن7777دما ألغت الدباب7777ة المش7777روع الديمقراطي, وعندما أسقطت الدبابة اختيار الشعب الجزائري. ولم يتم االعتراف بحركة النهضة كحزب سياس77ي في ت77ونس إال

المؤقت77ةحكومة محم77د الغنوشي من قبل 2011 مارس 1في البالد على إثر ان77دالعزين العابدين بن عليبعد مغادرة الرئيس

. تعت77بر النهض77ة في2010 ديس77مبر17 في الث77ورة التونس77ية األح77زاب السياس77ية في ت77ونسال77وقت الحاض77ر من بين أهم

ق77امت الحرك77ة اإلس77المية في ت77ونس بمراجع77ات في الفك77ر والمنهج أفض77ت إلى جمل77ة من التوجه77ات تق77وم على تأص77يل الحرية والديمقراطية كمدخل إلص77الح المجتم77ع، م77دخل يرس77ي أس77اس المواطن77ة في الدول77ة كأس77اس للقب77ول به77ذا األس77اس الديمقراطي، ومشروع الحركة السياس77ية ه77و مش77روع مجتم77ع

، بع77د س77قوط1مدني يقوم على التعددي77ة السياس77ية والثقافي77ة حكومة محمد الغنوشى أخ77ر حكوم77ة لبن على، عاش77ت ت77ونس ظاهرة انفجار حزبي هائلة لم يع77رف له77ا التونس77يون م77ثيال من قبل فخالل أشهر قليلة فقط انتقل عدد األحزاب في تونس من تسعة إلى أكثر من مئة حزب، ولكن هذا لم يؤثر كث77يرا في أداء حزب النهضة الذي ض77م في ص77فوفه اغلب القي77ادات التاريخي77ة البارزة في التيار االسالمى وق77د أعطت ه77ذه الخاص77ية حض77ورا رمزيا كبيرا لهذا الح77زب في الس77احة اإلس77المية، ش77كل حماي77ة لقادته من حمالت التشكيك، سواء المغرضة أو الص77حيحة ال77تي

عانى منها بعض رموز المعارضة األخرى غير اإلسالمية. والسبب الثاني الذي ساعد اإلس77الميين على أدنى درج77ات الوحدة إضافة إلى خبرتهم التنظيمية – أنهم ك77انوا غ77ير معن77يين في خطاب77اتهم بالبني77ة األفقي77ة للمجتم77ع التونس77ي، اى بتكوين77ه الطبقي عم77ال وفالحين وبرجوازي77ون...الخ أو فق77راء وأغني77اء، كم77ا أنهم لم يتوجه77وا إلى التونس77يين بص77فتهم مواط77نين من حقهم االختالف في عقائدهم وأفك7ارهم وأس77اليب عيش7هم، ب7ل توجهوا إليهم بصفتهم مؤمنين ينتم77ون إلى رابط77ة ديني77ة واح77دة هى اإلس77الم، دون اعتب77ار للطبق77ة االجتماعي77ة أو لالختالف77ات

-يح77يى أب77و زكري77ا،الحرك77ة اإلس77المية في ت77ونس من الثع77البي إلى1" على الموقع 1989-1981الغنوشى"

http://www.awu-dam.org/book/01/study01/351-t-m/book01-sd019.htm#Dooaly_Footer(25)#Dooaly_Footer(25(

160

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الثقافية التي تشقهم، ومن ثم ف77ان خط77ابهم لم يس77تثن مب77دئيا اح777د. كم777ا أن اإلس777الميين نجح777وا في ال777بروز خالل الحمل777ة االنتخابية كق77وة سياس77ية تق77ترح على الش77عب مرجعي77ة ثقافي77ة

".وعلى اثر ذلك1مختلفة عن مرجعية النظام السياسي المنهار" دخ77ل ح77زب حرك77ة النهض77ة في انتخاب77ات الجمعي77ة التأسيس77ية

م وحص77ل2011أكت77وبر 23للدستور الجديد ، والتي عقدت في مقع7دا89 % من األص7وات مكنت77ه من الحص7ول على 37على

%" من عدد المقاعد.41 "217من أصل ويعتبر برنامج حزب حركة النهضة نموذجا فريدا في الفك77ر السياسي للحركات اإلسالمية في الوطن العربي فالبرنامج يعتز بالقيمة الحضارية لإلسالم، وينص على انه دين الدولة التونس77ية وان اللغة العربية هي لغته77ا ، ولكن77ه في ال77وقت نفس77ه يع77ترف برصيد الخبرات الوطنية لتونس ، بل وبالخبرة اإلنسانية للعالم . انه يرى الدين مصدر لإللهام ويس77عى إلى ع77دم فص77ل مج77االت الحي777اة عن فل777ك القيم واألخالق ب777ل ان777ه يق777وم على فك777رة

استخدام تعاليم اإلسالم كأساس لنهضة البالد. وفى المادة العاشرة من برن77امج الح77زب يع77ترف ص77راحة بمدنية الدولة ويحدد وظائفها وهى" تتبنى حركة النهض77ة نم77وذج الدول77ة المدني77ة ال77تي ت77رعى الش77أن الع77ام ، وتحمى الس77لم االجتم77اعي ، وتعم77ل من اج77ل ال77رقى االقتص77ادي وتس77عى إلى ترسيخ الحريات العامة والخاصة ، وتحترم قواع77د الديمقراطي77ة

. واض77ح أن2والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات" برنامج الحزب منفتح على المجتم77ع الم77دني وي77دعم مؤسس77اته

على أن الحرك77ة تعم77ل "على13بقوة ، حيث ينص في الم77ادة قيام مجتمع مدني منظم ومستقل يس77عى إلى تحري77ر طاق77ات األف77راد ، وإش77راكهم في الش77أن الع77ام وتوحي77د جه77ودهم درءا لالس777تبداد ، وتغ777ول وطغي777ان الدول777ة أو رأس الم777ال على المجتم777ع ، ه777ذا باإلض777افة إلى العم777ل على إلغ777اء الق777وانين

القمعية ، التي تحد من الحقوق والحريات. رؤية الحركة في النظام السياسي تتبنى النظام البرلم77اني كنظام حكم في البالد ، حيث الحزب الحائز على أغلبية المقاعد

- المولدى األحمر، االنتخابات التونسية : خفاي77ا فش77ل الق77وى الحداثي77ة1 ومشاكل نجاح حزب النهضة االسالمى ، سلس77لة تق7ييم حال7ة ، المرك77ز

م، ص2011العربي لألبحاث ودراسة السياس77ات ، الدوح77ة ، ديس77مبر 7-8.

.8 -برنامج حركة النهضة ،ص2161

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

هو الذي يشكل الحكومة التي تكون مسئولة أمام البرلمان ،أما ال777رئيس فان777ه يخت777ار من خالل البرلم777ان، وليس باالنتخاب777ات الشعبية أما القضاء فهو مستقل عن الس77لطة التنفيذي77ة وتح77دد محكمة دس77تورية علي77ا م77دى دس77تورية الق77وانين ال77تي يص77درها البرلم7ان ، البرلم7ان ذو غرف7ة تش7ريعية واح7دة والبرلم7ان ه7و

1الذي يعين رئيس المحكمة الدستورية

وبشكل عام يالحظ أن برنامج النهضة ال يدخل في تفاصيل بخصوص عالقة اإلسالم بالدولة ، وان77ه ال يتح77دث كمن يري77د أن يقيم توازنا حرجا بين اإلسالم والدولة المدنية وهذا يدل على أن التيار االسالمى في ت77ونس لدي77ه ق77درة اك77بر على التع77ايش م77ع

فكرة الدولة بمعناها الحديث. ثالث77ا : ح77زب الحري77ة والعدال77ة وح77زب النهض77ة وخ77برة

خبرة العدالة والتنمية:حزب العدالة والتنمية في تركيا ،2002أثار فوز حزب العدالة والتنمية التركي في نوفم77بر

ج77دال في تركي77ا والع77الم الع77ربي، ف77الحزب عم77ره عام77ا واح77دا استطاع أن يكتسح أول انتخابات برلماني77ة يخوض77ها، والمفاج77أة انه استطاع أن يزيح القوى العلمانية من الحياة السياسية، وفى

استطاع حزب العدالة والتنمية أيض77ا أن يص77ل بمرش77حه2007 لرئاس77ة الجمهوري77ة "عب77د الل77ه غ77ول " بع77د ص77راع م77ع الق77وى العلمانية استمر أربعة أش77هر مم77ا يش77ير إلى أن الح77زب أص77بح يمثل مركز الحي77اة السياس77ية التركي77ة وان77ه ال يمكن االنقض77اض علي77ه وإغالق77ه كم77ا ح77دث لألح77زاب السياس77ية ال77تي أسس77ها "اربك77ان"، ورغم أن الح77زب تع77رض لمحاول77ة اإلغالق بس77بب التعديالت الدستورية بشأن الحجاب أال انه افلت منه77ا في ظ77ل نظ77ام مع77روف بس77وابقه في إغالق األح77زاب السياس77ية وال77تي

.2 حزبا سياسيا، كان اغلبه77ا أح77زاب إس77المية أو كردية24بلغت وهنا يمكن أن نورد بعض خصائص وممارسات العدال77ة والتنمي77ة

في إطار تطبيقها للمرجعية اإلسالمية: تب777ني العدال777ة والتنمي777ة اإليديولوجي777ة "الديمقراطي777ة.1

المحافظ777ة" وه777و تعب777ير عن إدراك لطبيع777ة الهندس777ة السياس77ية للنظ77ام السياس77ي ال77تركي وال77ذي يق77وم على قبول يمين الوسط ويسار الوس77ط بمع77نى أن النظ77ام لم

.20 -أسامة صالح ، مرجع سابق ، ص1 - كمال حبيب ، هذه هي علماني77ة تركي77ا ، موق77ع ل77واء الش77ريعة بت77اريخ2

.2008مارس 22162

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

يؤسس أص77ال ليقب77ل حرك77ة سياس77ية تتب77نى اإليديولوجي77ة اإلسالمية وأن كل األح77زاب ال77تي تبنت الرؤي77ة اإلس77المية تم إغالقها ول77ذا أدرك جي77ل الوس77ط اإلس77المي في تركي77ا لطبيع77ة النظ77ام السياس77ي وأن77ه يمكن تحقي77ق أه77داف الحركة اإلسالمية بوسائل مختلفة عن تل77ك ال77تي أرس77اها

"أربكان". أن الحالة اإلسالمية في تركي77ا لم تخاص77م الدول77ة ولكنه77ا.2

خاصمت العلمانية االتاتوركية والكمالي77ة و أنه77ا تعب77ير عن ممارس777ة في الحكم والسياس777ة، فالنظ777ام السياس777ي التركي رغم علمانيته ولكنه قبل بوجود مقي77د لإلس77الميين داخل77ه، غ77الب قي77ادات العدال77ة والتنمي77ة مارس77وا الحكم والسياس77ة في المج77ال المحلى أو م77ا يمكن أن نص77فه بالسياسة الص77غيرة في المج7ال المحلى قب77ل أن يص77لوا

لمواجهة معضالت السياسة العامة أو الكبيرة . العدالة والتنمية تعبير عن منهج يقوم على التوافق وعدم.3

المواجهة ونبذ االستقطاب والصراع واحترام التقاليد التي تقدس األسرة والدين في المجال الخ77اص والع77ام البعي77د عن السياس77ة. فهم ي77رون أنفس77هم تعب77يرا عن "اإلس77الم المدني" أي اإلسالم الذي يح77ترم تقالي77د الجماع77ة ويق77ف من اآلخرين موقف المتساوي معهم وليس موق77ف ال77ذي

يفرض عليهم رؤية أو منهجا. يركز حزب العدالة والتنمي77ة على ط77رح ال77برامج العملي77ة.4

في الواق77ع وليس الج77دال اإلي77ديولوجي أو الفك77ري فه77و تعبير عن التي77ار الع7ام في الع7الم ال77ذي يش77ير إلي نهاي7ة اإلي77ديولوجيات البش77رية الك77برى. والح77ديث عن الحي77اة اليومية للناس أو م7ا يطل7ق علي7ه "ثقاف7ة المع7اش" كم7ا اس77تطاع ه77ذا الجي77ل من اإلس77الميين األت77راك أن يحق77ق نجاحات واسعة على المستوى االقتصادي بحل مش77كالت البطال777ة والتض777خم وج777ذب روس األم777وال لالس777تثمار

وتشجيع المشاريع الخاصة. غلب حزب العدالة والتنمية فكرة "الجماع77ة" على فك77رة.5

الشريعة في سعيه للتخلص من التشويش الكم77الي على عقل تركيا وروحها عبر العسكر ببيروقراطي77ة الدول77ة من ناحية واألحزاب العلماني77ة واليس77ارية واليمني77ة من ناحي77ة أخ77رى، فه77و يتح77رك في الس77ياق الق77ائم ويستص77حب للجماعة الموجودة اإلسالم حتى لو كانت الدولة علماني77ة

163

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ويعتبر أن األمة والجماع77ة هي األولوي77ة ال77تي يتخ77ذ منه77ا قاعدة لمواجهة النظام العلماني، أم77ا أربك77ان فق77د ك77ان يعت77بر أن77ه ال ب77د من تغي77ير النظ77ام السياس77ي العلم77اني وإقامة دول77ة تق77وم على الش77ريعة وب77دأ أن ذل77ك لم يكن

منهجا مناسبا في الحالة التركية. خبر ق77ادة العدال77ة والتنمي77ة الحكم من خالل المس77تويات.6

الصغيرة مما جعلهم يعرفون حدود الدولة والتعامل معه77ا واكتش77اف دهاليزه77ا كم77ا عرف77وا طبيع77ة الدول77ة العميق77ة التركيبة األمر الذي جعلهم يواجهونها ويخلص77وا تركي77ا من خطر تنظيم "ارجينكون" الذي دبر لالنقالب على حكومة العدالة والتنمي7ة والتخلص من أوردغ7ان بالقت7ل وتك77ررت

م.2007محاوالت اغتياله سبع مرات منذ عام اعتمد العدالة والتنمية خطة عم77ل طويل77ة النفس لتغي77ير.7

الطبيعة العلماني77ة المتطرف77ة للدول77ة الكمالي77ة وذل77ك من خالل تحرير سطوة العسكر واس77تعادة ق77وة المؤسس77ات السياسية مثل البرلمان في مواجهة مؤسسات عس77كرية مثل مجلس األمن القومي، وبناء قاعدة اجتماعي77ة تعتم77د على تحويل الق77وى المؤي77دة للعلماني77ة إلي تأيي77د حكوم77ة العدال7ة والتنمي7ة وه7و م7ا ح7دث على مس7توى الص7حافة

".1ورجال األعمال التوسياد" ول77ذلك عن77دما ان77دلعت الث77ورات العربي77ة واتت ب77القوى اإلس77المية وال77تي ب77الطبع مرجعيته77ا اإلس77الم إال أنه77ا تحت77اج إلى خ77برات في الممارس77ة ف77اتجهت األنظ77ار إلى الخ77برة التركي77ة لنجاحها فى سياقاتها وواقعها لكن يظل الس77ؤال المح77وري ه77ل يمكن تطبيق هذه التجربة ونقلها ويمكن اعتبارها نم77وذج يق77اس عليه النجاح واإلخفاق أم أن لكل نظام واقعه وسياقه المختل77ف الذي يفرض عليه مسارات مختلفة وفى هذا اإلطار رأينا مقاربة

تركيا تجمعات هائلة لرجال األعمال تعت77بر أح77د أدوات السياس77ة  - في1 التركية التجارية في عالقتها بالعالم الخارجي مث77ل تجم77ع " الموس77ياد " وهو تجمع لرجال أعمال إسالميين يطلق عليهم نمور األناضول .وهن77اك تجمع آخر لرجال األعمال من غير اإلسالميين اسمه تجمع " التوس77ياد " وهذان التجمعان يركزان بشكل رئيسي علي العلم والتكنولوجيا والربط

والمصانع التي يمتلكونها وبين الم77زارع والمص77انع بحيث بين الجامعات تتعانق العالقة بين العلم وخدمة المجتمع خاص77ة فيم77ا يتعل77ق باألوق77افالتي تملكها القوة االقتصادية التركية والتي تعمل علي خدمة المجتمع .

164

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بعض المحددات في المشهد العربي ال77راهن خاص77ة في مص77روتونس مع الخبرة التركية

.الديمقراطية والمسار السياسي:1 ق77امت ه77ذه الث77ورات بمطلبي77ات ودع77وات ديمقراطي77ة وص777عدت الحرك77ات اإلس777المية لمقالي777د الحكم ع77بر اآللي777ات الديمقراطية والمدنية وطورت في خطاباتها تص77الحا م77ع فك77رة مدنية الدولة وقد دار في مصر جدل طويل ح77ول مدني77ة وديني77ة الدولة فأكد قادة حزب الحرية والعدالة على مدنية الدول77ة وه77و ما واجه77ه ح77زب العدال77ة والتنمي77ة فى تركي77ا من اتهام77ات بأن77ه يق77وض أس77س العلماني77ة التركي77ة ويخفى أجن77دة إس77المية يري77د فرضها على المجتمع التركي إال أن قادة الحزب أك77دوا للش77عب على اح77ترامهم للدس77تور ال77تركي وعلماني77ة الدول77ة ومؤسس77ة الجيش ال77تي تحمي الدس77تور والعلماني77ة ول77وال إعالن ح77زب العدالة والتنمية المستمر وتأكيدات77ه والتزام77ه الق77وى بالعلماني77ة وتخفيف77ه من توجه77ات زعيم77ه الس77ابق أربك77ان نح77و الدول77ة اإلس77المية والش77رق وتح77دي الجيش والعلم77انيين لم77ا نجحت

التجربة الديمقراطية في تركيا. ولع77ل خط77اب حرك77ة النهض77ة التونس77ي األق77رب للنم77وذج ال77تركي وتأكي77دها ع77بر قادته77ا وإعج77ابهم ب77النموذج ال77تركي والديمقراطي77ة التركي77ة، و مم77ا يج77در اإلش77ارة إلي77ه أن رئيس الوزراء حمادي الجبالي تحدث عن استعادة الخالفة و حديثه هذا احدث جدال واسعا ، وقلل نور الدين البحيري، من ه77ذا الج77دل مشيرا إلي أن حديث حم77ادي الجب77الي ك77ان في إط77ار الح77ديث عبر سياق تاريخي معين، وأن77ه ق77د تم فهم77ه على غ77ير مقص77ده الحقيقي مش77ددا على أن حرك77ة النهض77ة س77تبقى دائم77ا م77ع مشروع الدولة المدنية والنظ77ام الجمه77وري وأن حرك77ة النهض77ة كانت وال زالت وس7تبقى تناض7ل من أج7ل ال7دول المدني7ة ال7تي تكون فيها السيادة للش77عب وح77ده، ع77بر انتخاب77ات ح77رة نزيه77ة ومستقلة، وأن حركة النهضة تدافع عن النظام الجمهوري ال77ذي

، وأك77بر م77ا1يتساوى فيه كل المواطنين في الحقوق والواجب77ات اتضحت فيه مواق77ف الحرك77ة وقربه77ا من الديمقراطي77ة التركي77ة من أنه لن يتم النص على الشريعة مصدر للتشريع في الدستور التونسي القادم، المخ77ول وض77عه للمجلس الوط77ني التأسيس77ي وهو ما يجعلها أقرب خطوة للديمقراطية والنموذج ال77تركي من

-هاني نسيرة ،تركيا أم إيران؟"النماذج المتوقعة" للحكم االسالمى في1.64،ص2012يوليو189مصر وتونس.، السياسة الدولية عدد165

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حزب الحرية والعدالة التي يقول قادته بأنهم معجبون ب77النموذجالتركي ولكن مصر سيكون لها نموذجها الخاص.

فه77ذه البني77ة الديمقراطي77ة لطبيع77ة الث77ورات العربي77ة تك77اد تسقط من اإلسالم السياسي خيار الشمولية الدينية بغير رجع77ة - ويح77ل مك77ان مقوالت77ه التاريخي77ة في اس77تئناف الخالف77ة أو اس77تعادة الدول77ة اإلس77المية مق77والت أخ77رى مدني77ة وتنموي77ة وتوافقية، أكثر قب77وال من الق7وى المدني7ة والش77ابة وال77تي ك7انت

أكثر فاعلية في الثورات العربية..مواجهة الدولة العميقة:2

تأكيد أن الدولة ك7انت مح77ور الث77ورات العربي77ة، نظ77رابكل للتماهي الكبير بين النظام ال77ذي ث77ار علي77ه الث77وار، ومؤسس77ات الدولة، حتى تحدث البعض عن أن الثورة سيترتب عليه77ا انهي77ار

.الدولة حيث اتض77ح أن الدول77ة هيك77ل أك77ثر عمق77ا وت77داخال م77ع المجتم77ع، فهي ليس77ت هياك77ل فق77ط، وإنم77ا جماع77ات ومص77الح

وربما هذا ما يعطي أهمية لمفهوم الدولة العميقة، ال77ذي.وقوى ظه77ر م77ع التط77ورات ال77تي تش77هدها مص77ر وغيره77ا من ال77دول

التي شهدت تغييرا ثوريا ، في اس77تدعاء لفك77رة الدول77ة العربية،.1العميقة التركية

يش77ير مفه77وم الدول77ة العميق77ة إلى الدول77ة األمني77ة ال77تي تتغلغ7ل فيه7ا ش7بكات المص77الح والفس7اد بين رج7ال المؤسس7ة

وأعض77اء المج77الس ورجال القضاء، العسكرية، ورجال األعمال، ورغم ارتباط. التشريعية، بشكل يقترب من الدولة داخل الدولة

نشأة هذا المفهوم ب7الخبرة التركي7ة، خاص7ة في النص7ف الث7اني من الق777رن العش777رين، ورغم أن777ه يمكن مالحظ777ة ع777دد من التش77ابهات بين الس77ياق ال77تركي وغ77يره من الس77ياقات العربي77ة الحالي77ة، من حيث تغلغ77ل الفس77اد والمحس77وبية في مؤسس77ات

2الدولة.

في تركيا، كما في مص77ر، تش7كلت أرك7ان الدول77ة العميق77ة من م77ركب والءات متداخل77ة "رج77ال أعم77ال"، و"مؤسس77ات إعالمية"، و"أصحاب مناصب رفيع77ة في اإلدارات المدني77ة، وفى

.1 -إيمان رجب، لماذا الدولة ؟ على الموقع - الدولة/1 http://www.siyassa.org.eg/SupplementsNews/3/134/2588

- أم77ل حم77ادة، معادل77ة جدي77دة؟ إع77ادة تش77كل العالق77ة بين الدول77ة2 يولي77و189والمجتم77ع بع77د الث77ورات العربي77ة،السياس77ة الدولي77ة الع77دد

، القاهرة.17-15، ملحق اتجاهات نظرية ص2012166

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المؤسس7ات األمني77ة"، وبعض "قي7ادات المؤسس7ة العس7كرية". ولكن حكوم77ة أردوغ77ان لم تق77رر ش77ن هج77وم كاس77ح وش77امل وخاطف لضرب ك77ل تل77ك ال77والءات دفع77ة واح77دة؛ وإنم77ا ب77دأت بتجفيف منابع الفساد ومحاكم77ات رم77وزه أوال ب77أول، ثم اتجهت بقوة لكس7ب قل77وب وعق7ول غالبي77ة الش77عب ال7تركي بمع7دالت إنجاز اقتصادية عالية، ثم انتقلت الجتذاب أغلبية جمعيات رج77ال األعمال الوطنيين وكس77بت ثقتهم بض77مان مص77الحهم في إط77ار

.1القانون لم تكن الدولة العميقة في مصر أق77ل ق77وة أو أق77ل تغلغال في مفاصل الدولة من نظيرته7ا في تركي77ا. فق7د ت7زامن نش7أتها في كل من مصر وتركي77ا في خمس77ينيات الق77رن الماض77ي وفى مص77ر اس77تقبلت الدول77ة العميق77ة ف77وز ال77دكتور محم77د مرس77ى بردود فعل سلبية وليس من المتوقع تص77ور أن تستس77لم ق77وى الدولة العميق77ة بيس77ر وس77هولة لألم77ر الواق77ع، م77ع مالحظ77ة أن خطوات ترويضها قد ب7دأت بالفع7ل ب7القبض على بعض معت77ادى اإلجرام "والبلطجية" والقرارات التي اتخ77ذها ال7رئيس باعف7اءه لبعض ق77ادة المؤسس77ة العس77كرية في خط77وة س77ريعة وجريئ77ة وغير متوقعة وعم77ر تس77لمه الرئاس77ة لم يتع77دى األش77هر وذل77ك بعكس ما حدث في تركيا إذ اخذ ذلك سنوات عدي77د.وله77ذا ف77إن من المهم التع77رف على "إس77تراتيجية تف77تيت ال77و الءات" ال77تي اتبعتها الحكومة التركية من أجل ترويض وتقويض أركان الدول77ة

العميقة في تركيا. في تركي77ا ك77انت الخط77وة األولى للمواجه77ة هى "التئ77ام الشرعية الشعبية بالشرعية الرسمية"، وقد تحقق ذل7ك أول م7ا تحقق بفوز حزب العدالة والتنمية في االنتخابات البرلماني77ة في

، وتك77رر ه77ذا الف77وز ع77دة م77رات بع77د ذل77ك،2002نوفمبر سنة واحتفظ الح77زب منف77ردا بتش77كيل الحكوم77ة وبرئاس77ة البرلم77ان ثالث دورات متتالي777ة، كم777ا تمكن من كس777ب منص777ب رئاس777ة الجمهورية أيضا بعد معركة سياسية ودستورية طاحنة في س77نة

. وقد أتاحت تلك االنتصارات االنتخابية فرصة هائل77ة ليس2007 فق77ط اللتئ77ام المش77روعية القانوني77ة ب77اإلرادة الش77عبية، ومن ثم تعزيز قوة الدولة الرسمية؛ وإنما أيضا لتحقيق درج77ة عالي77ة من االس777تقرار السياس777ي، ال777ذي انتعش777ت في777ه ق777وى الدول777ة

- إبراهيم البيومى غانم، ترويض الدولة العميقة، على الموقع 1http://www.hurryh.com/Party_StudiesReports_Details.aspx?

Kind=9&News_ID=13696167

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الرسمية،وقد ظلت تركيا تحلم باس77ترجاع االس77تقرار السياس77ي ال77ذي فقدت77ه أك77ثر من عش77رين عام77ا؛ أي من77ذ وق77وع االنقالب

.1980العسكري في سنة في ظل هيمنة حزب العدالة والتنمية منفردا على السلطة بانتخاب77ات ح77رة، وبفض77ل االس77تقرار السياس77ي، وب77التوازي م77ع اإلنجاز االقتصادي الكبير الذي حققته حكومة رجب أردوغان في الداخل، والمكانة الدولي7ة العالي77ة ال7تي حققته7ا في الخ7ارج، تم الشروع فئ تطبيق إستراتيجية متكامل77ة ل77ترويض ق77وى الدول77ة العميقة التي ما فتئت تثير القالقل وت77دبر الم77ؤامرات من أج77ل االنقضاض على الحكومة المنتخبة وتخريب جهود اإلص77الح وبن77اء

نظام ديمقراطي حر في تركيا. وقد قامت إستراتيجية تف77تيت والءات الدول77ة العميق77ة في تركيا على ركنين أساس77يين: أولهم77ا ه77و الت77درج في المواجه77ة، والث77اني ه77و تق77ديم رءوس الدول77ة العميق77ة لمحاكم77ات عادل77ة وناجزه دون ه77وادة مهم77ا ك77انت م77واقعهم في س77لم المناص77ب الرسمية في الدولة؛ بما في ذل77ك أرف77ع منص77ب عس77كري وه77و منص7ب "رئاس7ة أرك7ان الجيش"؛ حيث يقب7ع في الس7جن حالي7ا

% من إجمالي عدد ج77نراالت الجيش ال77تركي، على رأس77هم19 الج77نرال محم77د إلك77ر باش77بوغ -رئيس األرك77ان الس77ابق- بتهم77ة الضلوع في جرائم لإلطاحة بالحكومة المنتخبة ب77إرادة الش77عب،

" الس77رية وهى1واالنخ77راط في عض77وية منظم77ة "األرجنك77ونأخطر تنظيمات الدولة العميقة في تركيا.

- االرجنك77ون منظم77ة س77رية ترم77ز كلم77ة "أرجنك77ون" -في األس77اطير1 السياسية القديمة- إلى النزعة القومية التركية المتفانية في الدفاع عن هوية ونقاء العرق ال7تركي. وال يع77رف م77تى نش77أت منظم77ة األرجنك77ون على وجه التحديد في ت77اريخ تركي77ا الح77ديث؟ البعض يق7ول إنه77ا نش77أت بمساعدة السي آي إيه األمريكية في خمسينيات القرن العش77رين إب77ان الح77رب الب77اردة للمس77اعدة في مواجه77ة الخط77ر الش77يوعي، وحماي77ة الحكام الموالين للمعسكر الغربي في تركيا والبلدان المحيط77ة به77ا في الشرق العربي، والبعض اآلخر يرج77ع ت77اريخ نش77أتها إلى ب77دايات الق77رن العشرين، وأنها امتداد لجمعية االتحاد والترقي التي أطاحت بالس77لطان

. وأي77ا ك77ان األم77ر1924عبدالحميد، وقضت بعد ذلك على الخالفة سنة فه77ذه المنظم77ة تض77خمت، ويص77ل ع77دد أعض77ائها حالي77ا -حس77ب بعض

شخص منتشرين في مفاصل الدولة التركي77ة،40.000التقديرات- إلى وخاصة في المؤسسة العسكرية، والقض77اء، واإلعالم، والتعليم؛ دون أن يعلم أحد عن حقيقة انتمائهم ش77يئا، وهم يش77كلون الق77وة الض77اربة لم77ا

يعرف في تركيا باسم "الدولة العميقة.168

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لم تحصل المواجهة مع قوى الدولة العميق77ة دفع77ة واح77دة وال بشكل جذري؛ وإنما جرت بالت77دريج وبع77د ب77ذل جه77ود كب77يرة في س77بيل اس77تيعاب أغلبي77ة العناص77ر ال77تي ارتبطت به77ا نتيج77ة الرهب77ة أو الرغب77ة. وق77د اتض77ح أن الت77درج في مواجه77ة "الدول77ة العميقة" هو أفضل طريق لتجنب ردود فعله77ا غ77ير المحس77وب. وأكدت أيضا أن المواجه77ة الش77املة من ش77أنها أن ت77وفر أفض77ل من77اخ لتح77رك عمالئه77ا كي يوجه77وا ض77رباتهم بال رحم77ة في أي اتجاه؛ فالجذرية تستفز كل طاقاتهم، والشمول يجم77ع ش77تاتهم، والس77رعة تفق77دهم ص77وابهم في ردود أفع77الهم، والنتيج77ة هى

ارتكابهم جرائم بشعة. وفى سياق هذه اإلجراءات أفس77حت المج77ال أم77ام الق77وى اإلس77المية والوطني77ة الص77اعدة للمنافس77ة في قط77اع األعم77ال الخاص وفى السوق اإلعالمي77ة بك77ل وس77ائلها، وكس77رت احتك77ار وكاالت األنباء والصحف والمحطات الفضائية ودور النش77ر ال77تي ك77انت تخ77دم سياس77ات الفس77اد واالس77تبداد والفش77ل وتعم77ل

لمصلحة قوى الدولة العميقة. أم77ا بالنس77بة للمؤسس77ات األمني77ة والعس77كرية فق77د اتبعت الحكوم77ة سياس77ة "اإلحالل ثم اإلزاح77ة" وليس العكس؛ وج77رت عملي77ة اإلحالل واإلزاح77ة خط77وة. ولم تتب77ع سياس77ة الص77دمات الكهربائية الرعناء؛ ألن ض77ررها أك77بر من نفعه77ا أغلب الح77االت. وبهذه السياسة الحكيم77ة تق7دمت الديمقراطي77ة التركي77ة بثب77ات، وتقهقرت ق77وى الدول77ة العميق77ة وانكمش77ت باس77تمرار، وك77انت اإلرادة الشعبية هى السند الرئيسي للحكومة في كل اإلجراءات

.1التي قامت بها.المسألة االقتصادية: 3

تظهر المؤشرات االقتصادية صعوبة الواقع االقتص77ادي في ت77ونس ومص77ر إذ تواج77ه بمع77دالت عالي77ة من الفق77ر والبطال77ة وانخف77اض اإلنتاجي77ة والق77درة التنافس77ية. وانخف77اض مس77تويات االن77دماج م77ع االقتص77اد الع77المي والتف77اوت الح77اد بين طبق77ات المجتم77ع، وانتش77ار الفس77اد، وارتف77اع مع77دالت ال77ديون المحلي77ة

.2والخارجية - إبراهيم البيومى غانم، ترويض الدولة العميقة، على الموقع1

http://www.hurryh.com/Party_StudiesReports_Details.aspx?Kind=9&News_ID=13696

- إب77راهيم يوس77ف ومحم77د ابوم77ازن،األجن77دات االقتص77ادية لألح77زاب2 اإلس77المية ،أوراق ك77ارينغى، مرك77ز ك77ارينغى للش77رق األوس77ط، م77ايو

169

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

أق77ترح ك77ل من ح77زب الحري77ة والعدال77ة وح77زب النهض77ة سياس777ات للتغلب على التح777ديات االقتص777ادية ال777تي تواجهه777ا بلدانهم وغلبت الواقعية على خطاباتهم الحزبية، حيث تؤكد أنه77ا

تسعى بشكل كبير إلي تحسين إدارة الشئون االقتصادية. ويمكن تمي77يز ع77دد من النق77اط الرئيس77ية في األجن77دات االقتصادية لحزبي الحرية والعدال77ة والنهض77ة، فهي ال ت77دعو إلي تأميم الصناعات أو إعادة تأميم الشركات المملوكة للدولة التي تمت خصخص77تها، وتب77دي االح77ترام لحق77وق الملكي77ة الخاص77ة – وترحب بإقامة شراكات م77ع القط77اع الخ77اص لتنفي77ذ مش77اريعها المقترح777ة – والس777يما م777ا يتعل777ق ب777المرافق العام777ة والبني777ة األساس777ية، فهي تواف777ق على ال777دوام على ض777رورة مكافح777ة الفس77اد وتعزي77ز أس77س الحكم الرش77يد، والقض77اء على اله77در الم77الي واالقتص77ادي، وإتب77اع سياس77ات اجتماعي77ة عادل77ة، كم77ا

أظهرت التزامها باالتفاقات االقتصادية الدولية. من الناحي77ة النظري77ة على األق77ل يب77دو أن أفك77ار األح77زاب اإلسالمية تتماشى مع التفك77ير ال77دولي الس77ائد، فاإلس77الميون ال يق77ترحون إح77داث تغي77ير ج77ذري في السياس77ة في أي من ه77ذه المج7777االت، لكنهم يراهن7777ون على أنهم س7777يتمكنون من إدارة االقتصاد على نح7و أك7ثر فاعلي77ة من األنظم7ة الس77ابقة. وت7درك هذه األحزاب أن التحدي األكبر ال77ذي يواجهه77ا ه77و تق77ديم نت77ائج

.1على صعيد النمو االقتصادي وفرص العمل والعدالة االجتماعية على الص77عيد الخ77ارجي أظه77رت ه77ذه األح77زاب اهتمام77ا بالتع77اون اإلقليمي والمش777اريع المش77تركة ودعت إلي اعتم77اد سياس77ات التج77ارة المفتوح77ة. لكن لم يتم تن77اول ه77ذا الموق77ف صراحة في برامجها. ولم تقرر األحزاب تحدي77د بعض المش77اريع

التي يمكن أن تعزز التعاون اإلقليمي. يشير الكثيرون في جماعة األخ77وان المس77لمين إلي ح77زب العدالة والتنمية في تركيا كنموذج لحزب إس77المي حق77ق نجاح77ا في سياسته االقتصادية – ولكن هل البرامج االقتصادية ألح77زاب الحرية والنهضة مماثل77ة ل77برامج ح77زب العدال77ة والتنمي77ة. حق77ق حزب العدالة والتنمية بالفعل نجاحات اقتص77ادية اس77تثنائية على مدى العقد الماض77ي، ويمكن لل77دول العربي77ة اس77تخالص دروس مفيدة وعملي77ة من التجرب77ة التركي77ة من77ذ البداي77ة رس77م ح77زب العدالة والتنمية خطوطا واض77حة بين برنامج77ه السياس77ي الع77ام

.1،ص 2012 - إبراهيم سيف ، ومحمد ابومازن ،مرجع سابق.1

170

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

من جهة وبين األزم77ة االقتص77ادية وس77بل التص77دي له77ا من جه77ة أخ77رى، وق77د حق77ق توازن77ا بين السياس77ة النش77طة لخصخص77ة األصول المملوكة للدولة، وبين تطوير العالقات مع المؤسس77ات الدولية. وجذب االس77تثمارات ببرن77امج ج77دي لمكافح77ة الفس77اد، شكلت هذه التدابير سواء في ما يتعلق بالضرائب والميزاني77ة أو اإلنف77اق واالس77تثمار أداة أساس77ية في إخ77راج تركي77ا من أزمته77ا

االقتصادية. شملت قائمة حلفاء حزب العدالة والتنمية رج77ال األعم77ال الفعالين والناجحين الذين أمنوا بالليبرالي77ة االقتص77ادية والس77وق الحر، وكانت لهم مؤسساتهم الفعالة المبنية على هذه المبادئ، وقد ربطوا دعمهم لحزب العدالة والتنمية بتب77ني الح77زب ب7رامج اقتصادية معينة، وهو م77ا وف77ر للح77زب رافع77ة مهم77ة في الت77أثير ومشاركة أصحاب المصلحة مجتمع رجال األعمال، لم يكن ه77ذا ه77و الح77ال في مص77ر وت77ونس بش77كل ع77ام ال ت77زال توجه77ات األحزاب اإلسالمية تجاه الشركات الكبرى والدور ال77ذي س77يعهد إليها به في المستقبل الق77ريب غامض77ة، وم77ع ذل77ك ق77د يص77عب إج77راء مقارن77ة بين تجرب77ة العدال77ة والتنمي77ة في تركي77ا وتجرب77ة النهضة والحرية والعدالة وبخاصة عندما يعزو المراقبون النج77اح االقتصادي ال7تركي إلي السياس77ة ال7تي اعتم77دها ح7زب العدال77ة والتنمي777ة خالل الس77نوات العش77ر الماض77ية، إذ يع77ود برن77امج التحديث التقليدي والصناعات في تركيا إلي ع77دة عق77ود مض77تعندما كانت آمال أنقرا في االنضمام إلي االتحاد األوروبي قوية. الطابع الع77ام لل77برامج ال77تي اقترحته77ا األح77زاب اإلس77المية والعدد الكبير لألهداف المختلف77ة ال7تي تس77عى لتحقيقه77ا يجع77ل من الص777عب الحكم على فعالي777ة ه777ذه األح777زاب قب777ل أن يتم اختبارها عمليا، ما هو واضح هو أن جميع التح77ديات ال77تي توج77ه مص777ر وت777ونس تتطلب تغي777يرات جذري777ة في النظ777ام الق777ائم

وتخطيطا بعيد النظر.خاتمة: المقترحات والتوصيات

ت7برز التجرب7ة العملي7ة لألح7زاب السياس77ية اإلس7المية بع7د الث77ورات العربي77ة تح77ديات أساس77ية تفرض77ها البيئ77تين الداخلي77ة والخارجي77ة على ح77د س77واء بعض77ها ذو ط77ابع اس77تراتيجي يمث77ل إش77كاليات ممت77دة وم77آزق حقيقي77ة ورثته77ا ه77ذه األح77زاب من

المنظومات السابقة.

171

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التمييز بين المجال ال77دعوى والسياس77ي أهم تح77دى يجاب77ه الث77ورات اإلس77المية في بل77ورة نم77وذجهم االس77المى ويجب على هذه الحركات أن تفرق بين المجال العام الوظيفي ذو الطبيعة المؤسسية والمجال ال77دعوى والطب77ع ه77ذا التقس77يم يك77ون فى ظ77ل مرجعي77ة ش77املة تس77تند إلى اإلس77الم وقيم77ه ومقاص77ده

. 1ومآالته الج77انب الفك77ري والج77انب التنظيمي له77ذه الق77وى يواج77ه تحديات ثورية ، نظرا الرتباط الصعود هذه الم77رة بث77ورة ش77عبية وبالوصول التدريجي للسلطة وهو األمر الذي يف77رض مراجع77ات نظرية وفكرية وحركية على كاف7ة الق7وى والحرك7ات اإلس7المية

وغيرها. ضرورة تسكين بداية هذه "الحقبة اإلسالمية" بعد الث77ورات الشعبية في مسار تاريخ تطور األم77ة اإلس77المية واألم77ة العربي77ة في النظام الدولي، باعتبار الثورات الشعبية وما سيليها مش77هدا تاريخيا من مشاهد مقاومة هذه األمة من اجل النهوض ، منذ أن بدأ انحدارها قب7ل ع7دة ق7رون . ف7ان مش7هد ه7ذه الث7ورات في بداية األلفية الثالثة ال يب77دأ من ف77راغ أو نقط77ة ص77فر ، ولكن ل77ه س777ياق ت777اريخي ممت777د في قلب777ه الص777راع أو "الت777دافع" بين مشروعين حضاريين في المنطقة ، احدهما وافد و اآلخر يحاول

.2منذ ثالث قرون النهوض من جديد الخبرة التركية حالة خاصة او استثناء ، وت77تيح لن77ا نظري77ات ومن77اهج العل77وم االجتماعي77ة االس77تفادة من الخ77برات والتج77ارب المختلفة ويمكن استخدام هذه المناهج وتوظيفها لالستفادة من الخ77برة التركي77ة ومؤاءمته77ا لتناس77ب طبيع77ة وتركيب77ة المجتم77ع والدولة في مصر وت77ونس دون الوق77وع فى خط77أ نق77ل التجرب77ة وتطبيقها كما هى والذي يجب عمله هو االستفادة من الطريق77ة التي تدير بها العدالة والتنمية الدول77ة والطريق77ة ال77تي ت77دار به77ا العالقات مع األعداء والخصوم والطريق77ة ال77تي يتعام77ل به77ا م77ع الفصائل اإلسالمية األخ77رى والطريق77ة ال77تي ت77دار به77ا العالق77ات

اإلقليمية والدولية .

-كم777ال ح777بيب،ح777زب العدال777ة والتنمي777ةالتركى:رؤى االس777الميين1العرب،ورقة قدمت للمؤتمر العربى ال77تركى االول للعل77وم االجتماعي77ة-

.2010انقرة ديسمبر - نادية مصطفى ، حال الصعود االس77المى فى ظ77ل الث77ورات العربي77ة ،2

ملحق تحوالت استارتيجية على خريطة السياسة الدولية ،م القاهرة2012 ابريل 188 مجلة السياسة الدولية ،العدد

172

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المراجع : د. بره77ان غلي77ون ، د.محم77د س77ليم الع77وا ، النظ77ام السياس77ي في.1

م.2005، يناير 1اإلسالم، دار الفكر العربي ، بيروت ،ط د. محمد خ77ير عب77د الق7ادر ، نش77أ الحرك77ة اإلس7المية في الس77ودان.2

م.1999، 1م،الدار السودانية للكتب ،ط1946-1956 د. احمد الوصلى ، موسوعة الحركات اإلسالمية في الوطن العربي.3

،2وإي77ران وتركي77ا،مرك77ز دراس77ات الوح77دة العربي77ة ، ب77يروت، طم.2005

د. عب77د الل77ه س77امي ال77دالل ، اإلس77الميون والديمقراطي77ة عص77ف.4م.2007 ، 1ورميم، مكتبة مدبولى ، ط

مجموع77ة ب77احثين ، الحرك77ات اإلس77المية المعاص77رة في ال77وطن.5م.2003 ، 1العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، ط

مجموع باحثين اإلسالميون والمس77الة السياس77ية ، مرك77ز دراس77ات.6م.2003 ،1الوحدة العربية ،ط

هويدا صالح الدين عتبانى" محرر" قضايا إشكاالت الدولة اإلسالمية.7 المعاصرة " السودان نموذجا"، ورشة عمل مركز دراسات السالم

م.2007 ، الخرطوم ، 1والتنمية ، مطابع العملة ، ط،2012 ،يوليو189مجلة السياسة الدولية، مؤسسة االهرام ،العدد.8.2012- ربيع 34مجلة العربية للعلوم السياسية ،العدد.9.2012،ابريل 188مجلة السياسة الدولية ،مؤسسة االهرام،العدد.10

173

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اإلسالم السياسي في مصر بعد الربيع العربي وصعود حزب الحرية

والعدالةالباحثة م.د.إرواء فخري عبد اللطيف

دكتوراه في العلوم السياسية كلية اللغات \ جامعة بغداد

محور البحث : تدور الدراسة حول اإلسالم السياسي في مصر بع77د ث77ورة

، ال77تي تمخض عن تل77ك الث77ورة س77قوط الح77زب2011ين77اير الوطني المتمثل بالرئيس حسني مبارك وص77عود ح77زب الحري77ة والعدالة وهو الذراع السياسي لجماعة اإلخ77وان المس77لمين في مصر ومن ثم اسقاطه بانقالب عس77كري بع77د حكم لإلخ77وان لم

يدم سنة . الهدف من البحث :

يه777دف البحث إلى توض777يح مفه777وم اإلس777الم السياس777ي وجذوره في مصر . وكيف استطاع حزب إسالمي ت77ابع لإلخ77وان المسلمين الوصول إلى السلطة محاولين معرفة أسباب الث7ورة في مص77ر . ومن ثم نح77اول التع77رف على كيفي77ة حكم ح77زب إسالمي لدولة مدني77ة مث77ل مص77ر وم77ا ه77و برنامج77ه وأفك77اره ، ولم77اذا فش77لت تجرب77ة االخ77وان بقي77ام الث77ورة الثاني77ة ومن ثم

االنقالب العسكري . أهمية الدراسة :

تنب77ع أهمي77ة الدراس77ة من ك77ون الث77ورات ال77تي ح77دثت في اغلب الدول العربية ومنها مص77ر وال77تي ع77رفت بث77ورات الربي77ع العربي قامت بفعل الشعوب العربية وليس بفعل جهة خارجية ، وبالت77الي أس77قطت جمي77ع االدع77اءات الغربي77ة ال77تي ت77رى إن أي تغيير في الدول العربية مصدره خارجي . أضف إلى ذلك إن م77ا تمخض عن ثورة مصر هو صعود حزب الحرية والعدالة وبش77كل سلمي عن طرق االنتخابات وهو حزب ذو مرجعية إسالمية يعود إلى اإلخوان المسلمين في مصر وه77ذا يعت77بر س77ابقة في ت77اريخ اإلخوان المسلمين . من ثم معرفة اسباب ع77دم نج77اح االخ77وان في البق777اء في الس777لطة لم777دة س777نة واح777دة ، وكي777ف يمكن

174

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

االستفادة من اخطاءهم في المرحلة الجديدة التي تعيشها مصر حزيران \ يونيو.30بعد ثورة

تقسيم الدراسة : تنقسم دراستنا إلى ثالث مطالب ,, وكاالتي :

المطلب األول :-اإلسالم السياسي .مفهومه ، الموقف منه . المطلب الثاني :- اإلخوان المسلمين في مص77ر . نش77ؤهم واهم

أفكار المؤسسين . المطلب الث77الث :- ح77زب الحري77ة والعدال77ة في مص77ر . أس77باب

الثورة ، نشوء الحزب ، اإلسالميون في السلطة.المقدم77ة

كان لإلحداث األخيرة التي شهدتها منطقة الشرق األوسط والتي سميت بثورات الربيع العربي ومن ثم صعود حزب الحرية والعدالة في مصر إلى السلطة ، وه77و اح77د األح77زاب اإلس77المية وال77ذراع السياس77ي لحرك77ة اإلخ77وان المس77لمين في مص77ر إن شهدت عودة ما يسمى باإلسالم السياسي . وقد أث77ار ك77ل ذل77ك اهتم77ام وج77دل الكث77يرين من المعن77يين بالسياس77ة واالقتص77اد واالس777تراتيجيا والثقاف777ة . ورغم إن االهتم777ام لم يكن ح777ديثا بالحركات اإلسالمية بل انه بدا منذ عق77دين من ال77زمن حيث تم ربط الحركات اإلسالمية بالعديد من األحداث المهم77ة والم77ؤثرة التي شدت انتباه العالم بدءا من منتصف السبعينيات بعد ح77رب

، ومن ثم ارتف77اع أس77عار النف77ط1973أكت77وبر/ تش77رين األول وقيام الثورة اإلسالمية في إيران . وفي السنوات األخيرة أصبح العالم اإلسالمي بؤرة للتوترات والفتن والحروب األهلية تحركها يد ملوثة بالجريمة كما شهدت تل77ك ال77دول ص77راعات وتح77والت سياسية عميق77ة ، وجعلت بعض77هم يتح77دث بع77د س77قوط االتح77اد السوفيتي عن الخطر األخضر إي اإلس77المي عوض77ا عن الخط77ر األحمر المتمثل بالخطر الشيوعي ، وهذا م77ا أكدت77ه كتاب77ات ك7ل من )فرانس77يس فوكويام77ا( في كتاب77ه )نهاي77ة الت77اريخ( وكتاب77ات )صموئيل هنتنغتون( في كتابه )صراع الحضارات( . وبعد أحداث الح77ادي عش77ر من أيل77ول / س77بتمبر والتفج77يرات ال77تي ش77هدتها الواليات المتحدة األمريكية واتهام دول إسالمية بالوقوف ورائها أخذت نظرة الغ7رب العدائي77ة لإلس77الم ت77زداد ولم يف77رق اإلعالم

الغربي مابين اإلسالم وبين الحركات اإلسالمية .

175

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اخ77ذ2010وما إن بدأت الثورات العربية في كانون األول مصطلح اإلسالم السياس77ي يث77ير الج77دل السياس77ي من جدي77د . وهذا الجدل لم يقتصر داخ77ل ال77دول العربي77ة فحس77ب ب77ل وفي جميع أنح77اء الع77الم . فهن77اك نظ77رة تط77رح من قب77ل العدي77د من األوساط السياسية الداخلي77ة والخارجي77ة ت77رى إن ال77دين بش77كل ع77ام واإلس77الم بش77كل خ77اص ال يمكن ل77ه ال77دخول في الوس77ط السياسي ألنه عامل من عوامل العودة إلى الخل77ف ، فاإلس77الم والسياسة ال يلتقيان . ولهذا يرون ب7ان اإلس77الم مكان77ه التش77ريع وال عالق777ة ل777ه بالسياس777ة . ومن هن777ا تول777دت نظ777رة داخ777ل المجتمع77ات العربي77ة وه77و الخ77وف من وص77ول اإلس77الميون إلى الس77لطة . متج77اهلين إن اإلس77الم مك77ون أساس77ي للسياس77ة

واالقتصاد والقيم في المجتمعات العربية . ويجب أن ندرك أيض77ا أن م77ا حص77ل بع77د الث77ورات العربي77ة

لم يكن تغيير في السلطة فحسب ،2010التي بدأت في نهاية ب77ل ه77و ث77ورة على كاف77ة األفك77ار االس77تبدادية وأس77اليب الحكم السلطوية ، ث77ورة على القيم الغربي77ة واألس77اليب العنيف77ة ال77تي استخدمت لفترات طويلة من قبل الحكام ضد الشعوب العربية

. في هذه الدراسة نحاول إلقاء الضوء على مفهوم اإلس77الم السياس77ي وكي77ف ظه77ر في مص77ر وكي77ف وص77ل بع77د ك77ل تل77ك السنوات إلى السلطة وباألساليب السلمية التي تتح7دى الغ7رب ونظرتها التي ت77رى ب77ان اإلس77الم والحرك77ات اإلس77المية حرك77ات إرهابية .. واالهم من كل ذلك ماذا حص77ل في مص77ر بع77د تس77لم

اإلسالميون السلطة .المطلب األول : اإلسالم السياسي :مفهومه – الموقف منه .

اوال : تعريف االسالم السياسي . اختل77ف الب77احثين ح77ول بداي77ة ظه77ور مص77طلح اإلس77الم السياسي. لكن يمكن القول ان بدايته كانت مع الش77يخ "محم77د عبده" اذ انه اول من استخدم مص77طلح االس77الم السياس77ي في التعبير عن الحكومات اإلسالمية ال77تي تس77وس األم77ة في إط77ار األمة اإلسالمية ، وهذا ما اشار اليه الدكتور )محمد عمارة ( في كتاب77ه )اإلس77الم السياس77ي والتعددي77ة السياس77ية من منظ77ور

" .(1)إسالمي( وبغض النظر عن بداية استخدام هذا المصطلح فان القصد من مص77طلح اإلس77الم السياس77ي حس77ب موس77وعة ويكيبي77ديا

176

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الحرة "بأنه مجموعة األفك77ار واأله77داف السياس77ية النابع77ة من الشريعة اإلسالمية ال77تي يس77تخدمها مجموع77ة من ) المس77لمين األصوليين ( الذين يؤمن77ون ب77أن اإلس77الم ليس عب77ارة عن ديان77ة فق77ط وإنم77ا عب77ارة عن نظ77ام سياس77ي واجتم77اعي وق77انوني

. (2)واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة " أما الكاتب )رضوان السيد ( فانه يعرف اإلسالم السياس77ي بأنه " تلك الحركات التي تصرح بهدف معلن في السعي بش77تى الوسائل ألقامه هذه الدولة اإلسالمية والتي تمتلك بنية تنظيمي77ة علنية أو سرية وتحظى بدعم جماهيري يختل77ف من قط77ر ألخ77ر ومن ناحي77ة ألخ77رى من حيث الحجم والفاعلي77ة لكن77ه ص77الح الن

. ومم7ا يؤخ7ذ(3)يتخذ أساسا إلقامة النظام السياسي المنش7ود" على تعريف رضوان الس77يد لإلس77الم السياس77ي نقط77تين : ليس جمي77ع التنظيم77ات اإلس77المية ال77تي تس77عى إلى الس77لطة ه77دفها إقامة دولة إسالمية والدليل على ذلك ما ح77دث في مص77ر حيث أعلن ح77زب الحري77ة والعدال77ة قبول77ه بمب77دأ الدول77ة المدني77ة . والنقطة الثانية إن الكاتب يبيح استخدام كافة الوسائل لتحقي77ق

التغيير المطلوب وهذا يعني انه يبيح استخدام العنف . في حين يرى ) محمد الظري77ف ( فاإلس77الم السياس77ي من وجه77ه نظ77ره ه77و " تل77ك الجماع77ات ال77تي ال تقيم تمي77يزا في تص77وراتها وممارس77اتها بين ال77دين والسياس77ة وهي به77ذا تق77وم

.(4)بتسييس الدين وتديين السياسة " بينم777ا ) راش777د الغنوش777ي ( – مؤس777س حرك777ة النهض777ة اإلس77المية في ت77ونس – فه77و ي77رى اإلس77الم السياس77ي كم77ا يلي"اقصد بحركة اإلسالم السياسي بأن نعمل على تجدي77د فهم اإلسالم ، واقصد أيضا ه7ذا النش77اط ال7ذي ب77دأ في الس77بعينيات وال77ذي ك77ان ين77ادي ب77العودة إلى أص77ول اإلس77الم ، بعي77دا عن

. ما يتميز به تعريف(5)األساطير الموروثة عن التمسك بالتقاليد" الغنوشي هو طرح فكرة التجدي77د . وه77و األم77ر ال77ذي يع77بر عن77ه ال77دكتور )مص77طفى محم77ود( في كتاب77ه )اإلس77الم السياس77ي والمعركة القادمة( من خالل دعوته لتقديم قراءة تجديدية للدين تس77تخدم أس77لحة العص77ر الح77ديث في تش77كيل رؤيت77ه لمختل77ف قضايا العصر برؤى إصالحية حضارية تقدمية ته77دف إلى تحقي77ق

. (6)تقدم في حياة المواطنين وليس الوصول إلى الحكم وعلي77ه يمكن الق77ول ب77ان اإلس77الم السياس77ي ه77و اختص77ار للحركات اإلسالمية التي تتخذ من الشريعة اإلسالمية منهجا له77ا في الحياة مستخدمة بذلك منهج العمل السياسي الحديث الذي

177

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

يق77وم على المش77اركة السياس77ية في الس77لطة . وبالت77الي ف77أن القصد من كلمة السياسي ليست وص77فا لإلس77الم بق77در م77ا هي وصف للحركات اإلسالمية التي تقبل مب77دأ الش77راكة في العم77ل السياسي من خالل تقب7ل التعددي7ة الحزبي7ة وخ7وض االنتخاب7ات

.(7)واالحتكام إلى صناديق االقتراع ورغم شيوع اس77تخدام مص77طلح اإلس77الم السياس77ي إال إن العدي77د من المفك77رين والمهتمين ب77األمور السياس77ية رفض77وا اس77تخدام ه77ذا المص77طلح مؤك77دين ع77دم الفص77ل بين اإلس77الم

1938السياسي واإلسالم ككل . وهذا ما اكده حسن البن77ا ع7ام بقوله " ليس هناك شيء اسمه دين وشيء اسمه سياس77ة وهي

.وقد تحدث الدكتور )محم77د عم77ارة( في كتاب77ه(8)بدعة اوربية " "اإلسالم السياسي من منظور إسالمي" عن ذلك بقوله )إنني ال أس77تريح كث77يرا لمص77طلح اإلس77الم السياس77ي رغم ش77يوع ه77ذا المص77طلح ، وص77دور الكث77ير من الكتاب77ات ح77ول ه77ذا الموض77وع وتحت ه77ذا العن77وان" ويض77يف " في اإلس77الم السياس77ي ش77بهة اخ7تزال اإلس77الم في السياس77ة ، ألن77ه ليس هن77اك إس77الم ب77دون سياسة " . وفي نفس السياق ق77ال األس77تاذ )علي ص77در ال77دين البي77انوني (- الم77راقب الع77ام لإلخ77وان في س77وريا- " بالنس77بة لمص77طلح اإلس77الم السياس77ي ، ان77ه مص77طلح ناش77ئ أص77ال عن الجهل باإلسالم الذي جاء بالعقيدة والشريعة ، خالفا للمس77يحية التي جاءت بالعقيدة فقط ، ونادت بإعطاء ما لله لله وما لقيصر لقيص77ر. ان77ك حين تج77رد اإلس77الم من بع77ده التش77ريعي ال يبقى إسالما ، إنم77ا يتح77ول إلى ش77يء أخ77ر . إن اإلس77الم دين ش77امل لكل جوانب الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعي77ة .. فليس هناك إسالم سياسي وإسالم اقتصادي وإسالم اجتماعي ، بل هو إسالم واحد شامل لكل جوانب الحي77اة ، ول77ذلك ن77رفض مقول77ة

. (9))اإلسالم السياسي( أما الدكتور )جعفر شيخ إدريس( في مقال مهم له عن هذا المصطلح فيقول " عب77ارة اإلس77الم السياس77ي كأخته77ا األص77ولية صناعة غربية استوردها مستهلكو قبائح الفكر الغربي إلى بالدن77ا وفرحوا بها ، وجعلوه77ا حيل77ة يحت77الون به77ا على إنك77ارهم لل77دين

. (10)والصد عنه " وفي نفس الس77ياق ي77رى المحل77ل األم77ريكي في ش77ؤون اإلس77الم )روب77رت سبنس77ر( إن ال ف77رق بين اإلس77الم واإلس77الم السياسي وانه من الغير منطقي الفصل بينهما فإلس77الم بنظ77ره يحمل في مبادئ77ه أه77دافا سياس77ية . ويق77ول " إن اإلس77الم ليس

178

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

مجرد دين للمسلمين وإنم7ا ه7و طريق7ة وأس77لوب للحي7اة وفي77ه تعليمات وأوامر من ابسط األفعال كاألكل والشرب إلى األم77ور

. (11)الروحية األكثر تعقيدا " من ذلك نرى رفض الكثير من المهتمين لمصطلح اإلس77الم السياسي إال إن ه77ذا المص77طلح ش77اع اس77تخدامه في األوس77اط الداخلي77ة والدولي77ة لوص77ف الحرك77ات اإلس77المية ال77تي تس77عى

للوصول إلى السلطة وإقامة دولة دينية . ثانيا : الموقف من اإلسالم السياسي .

تب77اينت المواق77ف واآلراء ح77ول اإلس77الم السياس77ي وعلى ال77رغم من اختالف وجه77ات النظ77ر بين المحللين والسياس77يين والمهتمين به77ذه الحرك77ات اإلس77المية ، إالإن اغلبه77ا رفض77ت وص77ولها إلى الس77لطة . فق77د لعبت فك77رة تط77بيق الش77ريعة اإلسالمية بحذافيرها في السياسة عدم قبول من قب77ل التي77ارات الليبرالي77ة والحرك7ات العلماني77ة ، فهي تري77د بن77اء دول7ة علماني77ة محاي77دة ديني77ا ، وان تك77ون مس77الة أتب77اع الش77ريعة اإلس77الميةأو غيرها من الشرائع شأنا خاصا بكل ف77رد في المجتم77ع ال تت77دخل فيه الدولة ويتهم هؤالء الحركات اإلسالمية بأنها تحاول بطريق77ة أو بأخرى الوصول إلى السلطة واالستفراد بها، وبناء دولة دينية

. (12)ثيوقراطية وتطبيق رؤيتها للشريعة اإلسالمية ويرى بعض المحللين والكتاب إناإلسالم السياس77ي وإقام77ة دول77ة ديني77ة يش77كل فس77اد ورجعي77ة لل77دول وانتهاك77ات لحق77وق اإلنسان وسلب خ77يرات ال77دول ، وه77ذا م77ا نالحظ77ه من تعري77ف الكاتب والمحل77ل )ت77اج الس77ر عثم77ان( لإلس77الم السياس77ي حيث ي777رى بأنه777ا " تل777ك الحرك777ات الس777لفية ال777تي اتخ777ذت من اإلس77المغطاءاإيديولوجيا . وال77تي ب777دأت في ش777كلها الح77ديث بمدرسة حسن ألبن77ا في مص77ر والم7ودودي في باكس77تان . تل77ك الحرك77ات ال77تي رفعت ش77عار الحاكمي77ة لل77ه ، وح77اولت إعادتن77ا لمربع الدولة الدينية التي تجاوزه7ا الت77اريخ ". ويض77يف :" إن م7ا يؤكد فساد ورجعية الدول7ة الديني77ة التج7ارب المعاص7رة له7ا في أفغانستان والسودان وإيران والتي كانت مثاال لمص77ادرة حق77وق اإلنسان ونهب قدرات البالد االقتصادية لمصلحة فئات رأسمالية طفيلية قليلة ، وإفقار الغالبي77ة العظمى من الش77عب ، وتمزي77ق البالد لسيادتها الوطنية وبالتالي لم تق77دم نم77اذج لفك77رة الدول77ة

. (13)الدينية باسم اإلسالم"

179

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

أما نظرة الغربيين لإلسالم السياسي فإنها ك77انت ممزوج77ة مابين الرفض بإقامة دولة دينية في الدول العربية وبين الخ77وف من عودة الدولة اإلسالمية القوي77ة المنافس77ة بقيمه77ا وحض77ارتها للقيم والحض77ارة الغربي77ة ويمكن إيج77از نظ77رة الغ77رب لإلس77الم

:(14)السياسي بما يليظاهرة غريبة بعد سني الحكم االستعماري الذي ظن77وا ان77ه

وطد الحكم العثماني على المنهاج الغربي ، ووض77ع أسس77ا متينة للتبعي77ة وض77مان المحافظ77ة على المص77الح الغربي77ة . فشق عليهم أن تنبت في بالد المسلمين نابتة تعارض ه77ذه العلماني77ة ال77تي يرونه77ا تعم الع77الم بأس77ره ، وكي77ف تنش77ا جماعات تسير عكس هذا التي77ار الع77المي وت77دعو ب77الرجوع

إلى حكم ديني .الن الرأي السائد بين الغربيين ، ال أق77ول ال77ذي يعتق77د ك77ل

واحد منهم ، هو أن الدين ينبغي أن يك77ون ش77أنا فردي77ا بين العب77د ورب77ه ، ال م77دخل ل77ه في الحي77اة العام77ة وال س77يما السياس77ة منه77ا ال77تي ي77رون إن تك77ون متروك77ة لم77ا ي77راه الن77اس ، وان تك77ون مبني77ة على المس77اواة الكامل77ة بين

المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم .الن الرأي الشائع بين الغرب77يين أيض77ا إن النص77وص الديني77ة

محدودة بزمانها ومكانه77ا ال77ذي ظه77رت في77ه ، وإنه77ا ل77ذلك ينبغي أن ال تفهم على ظاهرها ، ب77ل يجب أن ت77ؤول ت77أويال

يجعلها متناسبة مع ثقافة العصر .الن من الغربيين من ظن إن الدعوة إلى الحكم بم77ا ان77زل

الله تعالى ظ77اهرة جدي77دة لم تكن في اإلس77الم من قب77ل ، وهذا دعا إلىأن توصف باإلس77الم السياس77ي تمي77يزا له77ا عن

اإلسالم الديني .أن الغربيي77نرأوا في اإلس77الم السياس77ي ص77ورة من ص77ور

استغالل الدين للمآرب السياسية . لهذه األسباب وغيره77ا ك77انوا وم77ا يزال77ون ش77ديدو الع77داوة الفكري77ة والعملي77ة للجماع77ات ال77تي تتس77م بم77ا أسموهباإلس77الم السياس77ي ، وي77دعون لكبته77ا ح77تى ل77و ك77ان ذل77ك على حس77اب

الديمقراطية التي استفادت منها تلك الجماعات . والس77بب في ذل77ك إن الغ77رب يحم77ل الحرك77ات اإلس77المية والمسلمين عموما مسئولية عدم االستقرار واالضطرابات ال77تي استمرت رغم انتهاء الحرب الب77اردة وانهي77ار االتح77اد الس77وفيتي وانتهاء الخطر الشيوعي . وب77رى العدي77د من المفكرين77إن الع77دو

180

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

القادم بعد انتهاء الحرب الباردة هو اإلسالم ال77ذي يش77كل خط77ر على الحض777ارة والقيم الغربي777ة ، ه777ذا م777ا أك777ده )فرانس777يس فوكاياما( الكاتب األمريكي من أص77ول ياباني77ة في كتاب77ه "نهاي77ة التاريخ" . كما طرح نفس الفكرة الك77اتب )ص77موئيل هنتنغت77ون( في كتاب77ه "ص77راع الحض77ارات" . حيث أك77د الك77اتبين إن انته77اء الحرب الباردة ال يعني انتهاء الخطر الذي يواج7ه الغ7رب ب7ل إن هناك خطر أخر غير الش77يوعي تواج77ه الحض77ارة الغربي77ة وال77تي

.(15)تتمثل باإلسالم ككل ولم يكن األمر يقتصر على هؤالء ب77ل إن هن77اك العدي77د من الباحثين والمحللين الغربيين توقعوا عودة اإلسالم وص77عوده من جدي77د ومنهم المفك77ر األلم77اني )باولش77متز( في كتاب77ه الش77هير "اإلسالم ق77وة الغ77د العالمي77ة" ترجم77ة ال77دكتور محم77د ش77امة " االسالم قوة الغد العالمية– على األقل – عدديا وروحيا باعتب77اره بديال عن النظم واإليديولوجيات ال77تي س77قطت ، واألخ77رى ال77تي تواجه األزمات" . وهذا ما أكدهأيضا اح77د المفك77رين الع77رب من

. (16)جنسية المانية )مراد هوفمان( في كتابه "اإلسالم كبديل"المطلب الثاني : اإلخوان المسلمين في مصر .

أوال : بداية النشوء . في مص77ر هم جماع77ة من المس77لمين*اإلخوان المس77لمين

تدعون وتطالب بما يسمونه ) تحكيم شرع الل77ه ( ، والعيش في ظل اإلسالم ، شعارهم السياسي ) اإلس77الم ه77و الح77ل ( ، وهي

. (16)الفرع المؤسس لجماعة اإلخوان المسلمين العالمي نشأت جماعة اإلخوان المسلمين في اإلسماعيلية برئاس77ة

(1928الشيخ حسن احمد عبد الرحمن ألبنا ) الساعاتي ( عام ) كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين وأخالقيات77ه ، وفي ع77ام

( انتق77ل نش77اط الجماع77ة إلى الق77اهرة ولم يب77دأ نش77اط1932) .(81)(1938الجماعة السياسي إال عام )

ويمكن تلخيص العوامل التي س77اعدت على نش77وء حرك77ة :(19)اإلخوان المسلمين في مصر باالتي

. الحرب العالمية األولى وسقوط الخالفة اإلسالميةخض77وع مص77ر لالس77تعمار البريط77اني للف77ترة من

1882-1922. الت777أثير الغ777ربي الفك777ري والثق777افي والس777لوكي

واألخالقي على مصر والشعور بالخطر الغ77ربي علىالشباب المصري .

181

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

. الصراع الفكري بين دع77اة الحداث77ة ودع77اة ال77تراث فقد اشتد الصراع الفكري بين دع77اة الحداث77ة ال77ذين تلقوا تعليمهم في مدارس الغرب ودع77وا إلى فص77ل ال77دين عن الدول77ة أمث77ال ) ط77ه حس77ين - س77المة موس77ى ( ، وبين المح77افظين رافض77ي الحداث77ة من رجال الدين ال77ذين لم يكن ل77ديهم ت77أثير حقيقي في

تلك الفترة .البنية االجتماعية المصرية وتردي األحوال االقتصادية

للمواطنين . حيث تعتبر البيئ77ة االجتماعي77ة المص77رية المنقس7777مة إلى طبق7777تين اإلقط7777اعيين والفالحين الفقراء البيئة الخصبة لدعاة التراث من اج77ل تجني77د اإلتباع المؤيدين لهم . حيث اعتبر الري77ف المع77روف بتمسكه بالع77ادات والتقالي77د والقيم الديني77ة مجتمع77ا مثاليا مكن رواد الفكر اإلسالمي السياسي من نشر

أفكاره . . البنية الحزبية المترهلة وضرورة وجود بديل

وقد عرضت الجماعة نتيجة لتلك األوضاع حال سلميا لكاف77ة المشاكل االجتماعية واالقتصادية ال77تي تع77اني منه77ا البالد ، وق77د رفضت في تلك الفترة الدستور والنظام النيابي على أساس إن دس77تور األم77ة ه77و الق77رآن ، كم77ا دعت الجماع77ة إلى مفه77وم

القومية اإلسالمية كبديل للقومية المصرية . : (20)ويمكن إيجاز أهداف الجماعة السياسي كاآلتي

أن يتحرر الوطن اإلسالمي من ك77ل س77لطان أجن77بي وذلك ح77ق ط77بيعي ال ينك77ره إال ظ77الم ج77ائر مس77تبد

قاهر.إقام77ة دول77ة إس77المية ح77رة تعم77ل بأحكاماإلس77الم

وتط77بيق نظام77ه االجتم77اعي وتعلن دعوت77ه الحكيم77ةللناس.

وفي ال7777777ذكرى العاش7777777رة لتأسيس7777777اإلخوان لخصاإلخوانأفك77ارهم في الم77ؤتمر الخ77امس ال77ذي عق77د في ين77اير )

:(21)( كما يلي1939 اإلسالم دين شامل كامل بذاته وهو الس77بيل النه77ائي.1

للحياة بكافة نواحيها . إناإلسالم ن77ابع من مص77درين أساس77يين هم77ا الق77رآن.2

الكريم وسنة نبيه الكريم .182

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اإلسالم دين قابل للتطبيق في كل مكان وزمان ..3 وي77رى ال77دكتور) علي ال77دين هالل ( في كتاب77ه )السياس77ة والحكم في مصر( إنأفكاراإلخوان يمكن تلخيصها بثالث خصائص

. (22)وهي ) الشمولية ، اإلسالم كمنهج ، العمومية ( ولكي نفهم طبيعة العمل السياسي لإلخوان المسلمين في مصر ال بد من إلقاء نظرة على أفكار كل من الشيخ حسن ألبنا والشيخ سيد قطب وهما أكثر شخصيتين بارزتين كان ألفكارهما

دور كبير للحركة اإلسالمية في مصر.ثانيا : اإلسالم السياسي في فكر حسن ألبنا .

مؤس777س حرك777ة اإلخ777وان(23)يعت777بر الش777يخ حس777ن ألبنا المس77لمين في مص77ر وق77د س77اعدت تربيت77ه الريفي77ة في نش77وء الصفات القيادية منذ طفولته مما أهلته مستقبال ليكون المرشد العام لكبرى حركات اإلسالم السياسي في العالم وه77و ال ي77زال

في الثانية والعشرين من العمر . وق77د تأثرألبن77ا بجم77ال ال77دين األفغ77اني ص77احب الخط77اب اإلصالحي الديني . إذإنألبنا استطاع أن يوجد فكرا انقالبي ثوري

. ويمكن(24)تج77اوز م77ا دون77ه من الخطاب77ات الديني77ة الس77ابقة : (25)تلخيص أفكارألبنا بالنقاط التالية

. أن يتحرر الوطن اإلسالمي من كل سلطان أجنبيإقام77ة دول77ة إس77المية تحتكم إلى الش77ريعة اإلس77المية

في مصر تحتضن دعوة اإلسالم وتجم77ع األمم العربي77ة وتعمل لخيرها . وتنشر كلمة الله وتبلغ رس77الته ح77تى

ال تكون فتنة ويكون الدين كله لله .الدعوة إلى ضرورة التغيير وباألخص في فئة الش77باب

ويدعو ألبناإلى انتهاج أس77لوب التغي77ير المت77درج ال77ذي يبدأ بالفرد ثم يمتد إلىاألس77رة قب77ل إن ينطل77ق باتج7اه

الشعب والحكومة ثم العالم .. العقد االجتماعي بين الحكام والمحكومينوحدة األمة ، ووحدة الس77لطة حيث أك77دألبناإن الحكم

النيابي – برلماني أو غير برلم77اني – ال ي77رفض وح77دة األمة كما فرضها اإلسالم . كما دعا الى حل االحزاب

والسماح الى اقامة حزب اسالمي اصالحي. نتوص77ل من خالل ه77ذه األفك77ار إلى نقط77ة مهم77ة وهي إن ألبنا لم يملك اي برنامج سياسي خ7ارج اط77ار الدول7ة االس7المية المس77تندة على الق77ران والس77نة والش77ورى . كم77ا ان افك77اره

183

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الثورية التي دعا اليها في ش77بابه اص77بحت اق77ل ثوري77ة عنه7ا فيشيخوخته .

ثالثا : اإلسالم السياسي في فكر سيد قطب . من أك777ثر الشخص777يات ت777أثيرا في(26)يعت777بر س777يد قطب

الحرك77ات اإلس77المية ال77تي وج77دت في بداي77ة الخمس77ينيات من القرن الماضي . ويمثل عالمة فارقة في تاريخ الفكر اإلس77المي عامة وت77اريخ األفك77ار داخ77ل الحرك77ات اإلس77المية خاص77ة ، فه77و انتقل بالفكر اإلسالمي كله نقلة نوعية كبيرة جعلته يمثل ملمحا فاتحا ومفارقا في التطور الفكري العام داخل الع7الم اإلس7المي

وداخل الحركات اإلسالمية الحديثة والمعاصرة. وق77د اوج77د س77يد قطب ثقاف77ة تغيري77ة جدي77دة في فكره77ا وممارستها ، ويقوم المنهج التغي77يري في فك77ر س77يد قطب على

: (27)األسس التاليةجاء بفكرة الحاكمية وضرورة أن يتحق77ق ذل77ك من خالل

سيطرة حزب سياسي ذات توجه ديني إسالمي ولو عن طريق القوة . والحاكمي77ة في فك77ر س77يد قطب تع77ني " أفراد الله وحده بالحكم والتشريع والقوامة والسلطان ، واس777تمداد ك777ل التش777ريعات والمن777اهج والنظم والقيم والتقاليد والموازين من الله وحده وتطبيق مناهجه على

كافة مناهج الحياة ". . وجوب إقامة دولة اإلسالمإلزالة دولة الباطل والجاهلية

وهنا سيد قطب يقس77م الع77الم إلى دول77تين دار اإلس77الم ودار الجاهلي7777ة . ويعت7777بر إن دار اإلس7777المأو ال7777وطن اإلسالمي هو الدار الوحيد ال77تي يمنحه77ا والئ77ه ، والع77الم كله دار حرب يقف المسلم معه موقف حرب أو مهادن77ة وهنا يدفع فيها الجزية . ومن هنا اعتبرت أفكاره مص77درا للثورة على النظم السياسية في ال77داخل وعلى النظ77ام

العالمي الذي يرى سيد قطب انه نظام ضد اإلنسان .ج77اء بفك77رة التغي77يرالثوري الش77امل العمي77ق ال77ذي يب77دأ

بالجماعة ومن ثم الفرد وهنا يختل77ف م77ع ألبن77ا في ه77ذه الفكرة . وهن77ا مثلت أفك77اره منبع77ا ثوري77ا متج77ددا ي77دعو للتغيير والحركة التي ال تتوق7ف ض7د الس7لطان الط7اغي المستبد ال77ذي ين77ازع الل77ه حق77ه في التش77ريع والحكم ..

وهذه األفكارأقلقتاألنظمة التسلطية واالستبدادية .تفضيله ألنظمة الحكم المركزية على غيرها من األنظمة

الديمقراطي777ة . حيث ي777رى س777يد قطب ب777أن مس777ألة184

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الش77ورى في اإلس77الم هي مس77ألة تخض77ع في تطبيقه77ا لوس77ائل العص77ر وإمكانيات77ه ، باإلض77افةإلى ان77ه ق77د ب77رر سلطات كبيرة للحاكم مشيرا بان سلطاته يجب إن تمتد

لتشمل حقه بالتشريع ضمن إطارالشريعة اإلسالمية. المطلب الثالث : حزب الحرية والعدالة في مصر .

أوال : أسباب قيام الثورة في مصر: يعت77بر مص77طلح الث77ورة كغ77يره من المف77اهيم السياس77ية واالجتماعية التي يصعب وضع تعريف واضح لها . ويعرفال77دكتور احمد سعيفان في قاموسه الثورة بانها " تغي77ير ج77ذري ، عمي77ق وعام ، للبنى االجتماعية لبلد ما ، يترافق عموما بحركات شعبية هامة، وينطوي غالبا على استعمال العن77ف . والث77ورة هي تقني77ة في االستيالء على الس77لطة ، يمكن ان ي77ؤدي الى اقام77ة نظ77ام

. ام77ا الموس77وعة السياس77ية فهي تع77رف(28)اجتم77اعي جدي77د " الثورة بأنها " خروج عن الوضع الراهن ، بقص77د تغي77يره ، س77واء كان إلى وضع أفض77ل أو أس77وا ، بان77دفاع يحرك77ه ع77دم الرض77ا ،

ف77الثورة كظ77اهرة.77 (77 29)والتطلع إلى األفضل أو حتى الغض77ب " تجاوزاجتماعية وسياسية هي انتفاض77ة الش77عب ض77د الظلم ال77ذي

والث77ورة من منظ77ور التحلي77لكل حدود تحمل الطاقة البش77رية. النفوس على عامل الخوف منانتصار عامل الغضب فيهيالنفسي

عبارة عن عملي77ةوالث77ورة كفع77ل إنس77انيقوة وإرهاب السلطان. ويوض77ح ه77ذا التعري77ف وج77ود مرحل77تينهدم تليه77ا عملي77ة بن77اء. هدم الوضع الظ77الم والفاس77د والفاش77لللثورة المرحلة األولى:

يريد إس7777قاطالش7777عبالق7777ائم وش7777عار ه7777ذه المرحل7777ة " حاجات وتطلع77اتيلبيبن77اء وض77ع جديدوالمرحلة الثانية: ،النظام"

ول77و طبقت تل77ك.(03)يريد حي77اة كريم77ة(الش77عباألم77ة وش77عارها) التع77اريف على الث77ورة في مص77ر ن77رى حص77ول عملي77ة ه77دم لم ترافقها لحد االن عملي77ة بن77اء ح77تى بع77د ص77عود االس77الميين الى السلطة وهذا ما سوف نوض77حه حين نتكلم عن ص77عود االخ77وان

الى الحكم . 2011 ين77اير25لم تكن الثورة المصرية ال77تي ان77دلعت في

حدثا مفاجئا ، بل ك77انت نتيج77ة العدي77د من المش77اكل السياس77ية واالجتماعية واالقتصادية والنفسية التي تراكمت عبر ثالث عقود من الزمن وهي فترة حكم النظام الجمه7وري المتمثل77ة الح77زب

الوطني الحاكم . ويمكن إيجاز أسباب الثورة كاآلتي :

185

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

شخصانية السلطة وغياب مبدأ التوازن بين الس77لطات ،.1 حيث يمثل التفرد بالس77لطة إح77دى أهم مظ77اهر النظ77ام السياس77ي المص77ري . حيث يتمت77ع ال77رئيس بص77الحيات تنفيذية وتشريعية واسعة ينع77دم معه77ا مب77دأ الفص77ل بين

السلطات الذي يقوم عليه النظام المصري . وجود خلل كبير في النظام الحزبي ألتع77ددي ، ف77الحزب.2

الوط77ني ال77ديمقراطي يحتك77ر األغلبي77ة البرلماني77ة من77ذ . وعلى الرغم من وجود العديد من1978تأسيسه عام

األحزاب الغير معروفة لدى الشعب المصري إلى ج77انب الح77زب الح77اكم ، إال إن ه77ذه األح77زاب ليس له77ا دور حقيقي على الساحة السياسية . مع انعدام مبدأ التداول

.(31)السلمي للسلطة او تقاسمها ش77هدت مص77ر من77ذ ب77دأ األلفي77ة العدي77د من الحرك77ات.3

الشعبية واإلص77الحية داخ77ل مص77ر ال77تي تم77يزت بالعم77ل االحتجاجي المباشر خارج األطر المؤسسية ، ومن ه77ذه

( م777ارس المناهض777ة للغ777زو20الحرك777ات ، حرك777ة ) األمريكي للعراق، والحملة الشعبية المناهضة للصهيونية

تأسس7777ت الحرك7777ة2005واالمبريالي7777ة . وفي ع7777ام "حرك777ة كفاي777ة" على المش777هدالسياس777ية المص777رية

السياسي المصري، والتي قامت برفع سقف المعارض77ة السياس77ية لح77دها األقص77ى، حين اخت77ارت رأس النظ77ام لتصب عليه احتجاجها. وكان شعارها ضد التمديد لمبارك

من رحمولوالية سادس77ة، ورافض77ة ت77وريث الحكم البن77ه. هذا ال77زخم االحتج77اجي خ77رجت الحرك77ات الس77ت ال77تي

ك7انون الث7اني/ين7اير.25كانت المح7رك ال7رئيس لث7ورة 6وقد ولد بعضها تضامنا مع إض77رابات العم77ال )"حرك77ة

ابريل" تضامنا مع عمال غزل المحلة(، أو احتجاج77ا على التعذيب والتعامل األمني الق77امع )مجموع77ة "كلن77ا خال77د سعيد"(، أو لتحقيق مطالب سياسية )"الجمعية الوطني77ة

.(32)للتغيير" و"الجبهة الديمقراطية" و"حزب الغد"( جاءت الثورة بعد سلس77لة من اإلض77رابات واالحتجاج77ات.4

التي مست كل المواقع العمالي77ة والوظيفي77ة في مص77ر. فعلى س77بيل المث77ال ، بل77غ ع77دد الحرك77ات االحتجاجي77ة

(1000 ما يقارب )2007العمالية في مصر خالل العام فعل احتجاجي ما بين إضراب ووقفة واعتص77ام . ط77الت كل قطاعات العمل الحكومية منها والخاصة . وأكثر من

186

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

. واستمرت هذه االحتجاجات2009( احتجاج عام 800). (33)حتى قيام الثورة

قانون الطوارئ : هو القانون الذي أص77دره نظ77ام الحكم.5 ( والمعمول162 رقم )1958الجمهوري في مصر سنة

( ف77ترة انقط77اع .18 ، باس77تثناء )1967ب77ه من77ذ ع77ام وبموجب هذا القانون توسعت س77لطة الش77رطة وعلقت الحق77وق الدس77تورية وفرض77ا الرقاب77ة المش77ددة وقي77د القانون أي نشاط سياسي ، وغ77ير حك77ومي مث77ل تنظيم المظاهرات غ77ير المس77جلة . وبم77وجب ه77ذا الق77انون تم

( إل77ف ش77خص . ووص77ل ع77دد17احتج77از أك77ثر من ) ( ألف . وبموجب ه77ذا الق77انون30السجناء إلى حوالي )

يحق للحكوم77ة احتج77از أي ش77خص وبالم77دة ال7تي تراه77ا مناس77بة دون تحدي77د التهم77ة ودون الس77ماح للمعتق77ل

الدفاع عن نقسه . قسوة الش77رطة : تعت77بر قس77وة الش77رطة من األس77باب.6

الرئيس77ية ال77تي أدت إلى الث77ورة . إذ بم77وجب ق77انون الطوارئ عانى المواطن المصري من انتهاكات لحقوق77ه اإلنس77انية من خالل إتب77اع أس77اليب قاس77ية في القبض والتحقيق والحبس تصل أحيانا إلى القتل كما ح77دث في حادث77ة ) خال77د س77عيد ( . ويبل77غ ه77دد وزارة الداخلي77ة

( أل77ف رج77ل850( ملي77ون موظف77ا و)107المص77رية ) ( أل77ف400( ألف جن77دي امن مرك77زي ،)450شرطة ، )

. أض77ف إلى2009من الشرطة السرية، وفقا إلحص77اء ذل77ك الكتل77ة غ77ير الرس77مية لألمن ، أو الكتل77ة المكلف77ة بترويع الشعب وتسمى ) ميليشيا البلطجة( ال77تي خلقت ثقافة العنف المرخص من قبل الدولة . وال77تي تس77تخدم

.(34)لقمع المتظاهرين وترويعهم وتزوير االنتخابات تزوير نتائج االنتخابات البرلمانية والمحلية لصالح الحزب.7

الوطني الحاكم . ولع77ل انتخاب77ات مجلس الش77عب ال77تي ، خير شاهد على جسامة2010( نوفمبر 28جرت في )

وتردي الوضع السياسي واألخالقي ، كما تبين انعدام أيدور للمعارضة المصرية بشكل حقيقي .

طرح ملف التوريث والتحول إلى جمهورية وراثية ، وهذا.8 .1952ما يخالف مبادئ ثورة يوليو

التزاوج بين السلطة وال77ثروة : فس77وء اس77تخدام م77وارد.9 الدول777ة وانتش777ار الرش777وة من خالل اس777تغالل بعض المتنفذين لس77لطاتهم والقي77ام بص77فقات غ77ير مش77روعة

187

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لمصلحتهم الخاصة ، األم77ر ال77ذي أدى إلى إه77دار الم77ال العام ، وسلب حقوق المواطنين . وتقدر منظمة النزاهة المالية والدولية متوسط حجم النفقات غ77ير المش77روعة

\77 2000للخارج خالل الفترة من (6،4 ح77والي )2008 مليار دوالر سنويا .

غي77اب مص77داقية الخط77اب السياس77ي والرس77مي ، حيث.10 تتضارب أقوال السياسيين مع الواقع ال77رديء والم77تردي وسوء األحوال السياسية واالقتصادية واالجتماعي77ة ال77تي يعيشها الشعب ، مما جعل ألقوالهم فاقدة ألي مصداقية

. انتش77ار الفس77اد والفوض77ى وانع77دام حق77وق اإلنس77ان ،.11

إضافة إلى قمع الحريات وإبداء الرأي . أدت السياسة االقتصادية المتبعة في مصر وال77تي تق77وم.12

على الخصخصة ونظام السوق الحر إلى انتشار البطالة بين قطاع عريض من أبناء الشعب خاصة الفئة المتعلمة ، مقابل ارتفاع المعيشة . كما انعكس77ت ه77ذه السياس77ة على دور الدول7777ة في تق7777ديم الخ7777دمات ك7777التعليم ، والصحة ، واإلسكان ، والتوظيف ، والرعاية االجتماعي77ة. مما أدى إلى اتساع الفقر بين فئات كب77يرة من الش77عب

.(35)أضف إلى الكثافة السكانية المهشمة

هذه العوام7ل وغيره7ا ك7انت الب7د أن تنتهي بقي7ام الش7عب بالثورة على النظام القائم والمطالب77ة بتغي77ير الس77لطة . خاص77ة وان الشعب المصري يتمتع بوعي ثقافي عالي ساعدته في ذلك وسائل اإلعالم وش77بكات االتص77ال االلكتروني77ة . حيث ك77انت من خاللها الحركات االحتجاجية ت77دعو إلى الث77ورة . كم77ا ان المم77يز في الثورة المصرية انه ال توجد جه77ة محرك77ة للث77ورة ب77ل يمكن القول ان الشهب بك7ل ش7رائحه المختلف7ة ش7ارك ب7الثورة دون توجي77ه من قب77ل ح77زب معين وبالت77الي ف77ان الش77عب لم يمل77ك أيديولوجية معينة ، لكنه ك77ان لدي77ه ه77دف مش77ترك ه77و القض77اء

على السلطة وتحقيق حريته .ثانيا : حزب الحرية والعدالة : النشأة والصعود إلى السلطة .

يعتبر من أهم التطورات الالفتة للنظر والمطروحة للنقاش . اذ2011العام ظهور الحركات السلفية بعد قيام ث77ورة ين77اير

لم يكن لإلخ777وان اي دور مهم عن777د ان777دالل الش777رارة االولى للثورة ، بل كانوا على العكس من ذلك كانوا مستعدين للدخول

188

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

في تسوية مع نظام الرئيس المصري الس7ابق حس7ني مب7ارك ، لكن نج77اح الث77ورة اج77بر االس77الميين على اللح77اق به77ا. وي77رى السلفيون إن عودتهم إلى الساحة السياس77ية ه77و ش77يء متوق77ع بعد التهميش والقمع الذي تعرضوا له من قبل النظام المص77ري السابق ، وه77و كم77ا أس77موه ) رج7وع للح77ق( _ وال س77يما أنهم _ بحسب رأي قياداتهم ، شاركوا في الثورة ولم ينفكوا عنه77ا من77ذ أول ي77وم ، ب77ل ك77انوا موج77ودين في م77داخل مي77دان التحري77ر

.(36)ومخارجه ، لحماية الثورة والدفاع عنها كان قيان الثورة ان س77مح لحري77ة تأس77يس االح77زاب ال77تي استغلت الفرص77ة ونش77ات بالعش77رات ، وك77ان ابرزه77ا االح77زاب ذات المرجعي777ات االس777المية ال77تي ك777انت محظ77ورة س777ابقا ، ومحجوبة عن الشرعية ، ومحرومة من العمل السياسي العلني . وكان لإلسالميين قدرة اكثر من غيرهم من التيارات الليبرالي77ة واليس77ارية على تق77ديم ق77وائم المرش77حين لالنتخاب77ات، ع77بر احزابهم الجديدة الناشئة . كما شاركت تيارات اسالمية جديدة ، ألول مرة ، لم يعرف عنها من قبل اي اهتمام بالعمل السياسي ، او خوض المعترك االنتخابي ، كتيار السلفيين ، ال77ذين اسس77وا

.ويعت77بر ح77زب(37)احزابا تعبر عنهم ومن امثلة ذلك حزب الن77ور الحري77ة والعدال77ة ه77و اح77د األح77زاب السياس77ية اإلس77المية ال77تي

( ، أسس77ه2011 يناير / كانون الث77اني 25تمخضت عنها ثورة ) جماع7777ة اإلخ7777وان المس7777لمين ، ووافقت اللجن7777ة العلي7777ا

(7 .2011 يونيو / حزيران 6لشؤوناألحزاب على تأسيسه في ) ويعرف الحزب نفسه بأنه ) حزب مدني ذو مرجعية إس77المية (. ويؤك77د على ان77ه )ح77زب لك77ل المص77ريين دون تمي77يز( ويم77ارس نشاطه " طبقا للدس77تور المص77ري " ويعم77ل على نهض77ة األم77ة وتحقيق أمال وطموحات الشعب ومنها أه77داف ث77ورة الخ77امس

.(38)والعشرين من يناير تعود أولىإشارات الجماعة لتأسيس حزب سياسي إلى عام

(، إال انه تلت تلك اإلشارة عملية اعتق77االت في ص77فوف1996) الجماع77ة ومحاكم77ات عس77كرية ألعض77ائها.وبع77د ف77وز الجماع77ة

%( من مقاع77د مجلس الش77عب المص77ري ع77ام )20بنس77بة ) (2007( ق77امت جماع77ة اإلخ77وان المس77لمين في ع77ام )2005

باإلعالن عن برنامج الح77زب السياس77ي ، لكنه77ا لم تعط77ه اس77ما في ذلك الوقت .وتم توزيع مس77ودة لبرن77امج ذل77ك الح77زب على عدد من الشخصيات السياسية بمصر والخارج . وق77د أث77ار ذل77ك البرن77امج ردود فع77ل متباين77ة بين مؤي77د ومع77ارض ومتحف77ظ الن

189

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الحزب يعتبر امتداد سياسي لحركة اإلخوان المسلمين التي له77ا العدي77د من المؤي77دين والمعارض77ين المنتش77رين في مص77ر وفي

جميع إنحاء العالم . ال77تي أط77احت2011( يناير/ ك7انون الث77اني 25وبعد ثورة )

ب77الرئيس المص77ري الس77ابق حس77ني مب77ارك أعلنت الجماع77ة تأسيس حزب الحرية والعدالة واختارت ال77دكتور "محم77د س77عيد الكت77اتني"- رئيس الكتل77ة البرلماني77ة لإلخ77وان المس77لمين في

. وفي المرحل77ة(39) – وكيال للمؤسس77ين 2005مجلس الش77عب االنتقالي77ة لمص77ر بع77د س77قوط نظ77ام حس77ني مب77ارك تس77لم العسكريين السلطة ، وقد عمل االخ77وان وغ77يرهم من الق77وى ، وفق77ا لروزنام77ة المجلس العس77كري ح77ول االنتخاب77ات النيابي77ة ومجلس الش77ورى واالنتخاب77ات الرئاس77ية ، وبس77بب انهم ك77انوا القوى االك77ثر تنظيم77ا وجاهزي77ة للتعبئ77ة الش77عبية تص77دروا نت77ائج

خ77اض ح77زب2011االنتخابات. وفي انتخاب77ات مجلس الش77عب الحرية والعدالة االنتخابات ضمن التحالف الديمقراطي ) الحرية

( ص77وتا ، بم77ا يع77ادل )10,138,134والعدال77ة ( وحص77ل على ) ( مقع7دا108( مقعدا في نتيجة القوائم ، كما حص77ل على )127

في توزيع المقاعد الفردية . وفي انتخابات مجلس الشورى ف7از (49( مقع777دا للق777وائم و)56( مقع777دا ، منهم )105الح777زب )

للفردي . وقد تم اختيار)محمد مرسي( رئيسا للحزب ، و)عصام العريان( نائبا للرئيس ، كما تم اختيار المفكر المس77يحي )رفي77ق

.(40)حبيب( نائبا لرئيس الحزبثالثا : اإلسالميون بعد تسلم السلطة .

يعتبر صعود اإلس77الميون من خالل ح77زب الحري77ة والعدال77ة إلى السلطة تجربة جديدة في تاريخ مصر لم يس77بق له77ا مثي77ل. وق77د اختل77ف الب77احثون ح77ول اس77باب نج77اح االس77الميون في االنتخابات وحصولهم على االغلبي77ة ، اذ ي77رى البعض ان الس77بب يعود الى ضعف الوعي السياسي ، وسلوك التص77ويت الع77اطفي الوجداني الذي يجذبه الخطاب الديني ، بغض النظر عن محتواه او برامج77ه . في حين ي77رى اخ77رون ان االس77الميون هم االك77ثر تنظيما واالقدم ممارسة للعمل السياسي ، في حين يرى فري77ق ث777الث ، انه777ا ردة فع777ل مؤقت777ة لظلم النظم الس777ابقة لهم ، وس77رعان م77ا يتح77ول الم77زاج الش77عبي عنهم بع7د اختي77ارهم في دورة برلمانية واح7دة . ويمكن الق7ول ان ك7ل م7ا ذك7ر انف7ا ق7د

. وكان ه77ذا(41)كانت السبب في صعود االسالميين الى السلطة الصعود إن طرح العديد من التساؤالت في األوس77اط السياس77ية

190

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الداخلية والدولية حول كيفي77ة حكم اإلس77الميين للدول77ة وم77ا هي أفك77ارهم ال77تي يس77عون إلى تطبيقه77ا ح77ول طبيع77ة الدول77ة والنظ77ام ، وكي77ف س77يواجهون التح77ديات الداخلي77ة والخارجي77ة السياس77ية واالقتص77ادية واالجتماعي77ة ، وم77ا هي العقب77ات ال77تي سوف يالقونها وكيف سيكون طرحهم للحلول والمش77اكل ال77تي

تعاني منها مصر بعد سقوط النظام الحاكم . فق77د اتس77م برن77امج الح77زب السياس77ي واالقتص77ادي بع77دم الوضوح وانعدام آليات التنفيذ. وقد تباينت اآلراء وردود األفع77ال بين ع77دد من الخ77براء السياس77يين والق77انونيين ح77ول برن77امج الحزب السياسي ما بين مؤيد ومعارض . فق77د اعت77بر البعض إن البرنامج لم ي77أتي بش77يء جدي77د يختل77ف عن ال77برامج السياس77ية السابقة ، كما انه غامض ويخل77و من تحدي77د آلي77ات للتنفي77ذ . في

حين يرى آخرون انه جيد جدا ويغطي جميع مناحي الحياة . فقد جاء في برنامج الحزب السياسي طرح مف77اهيم عام77ة حول الدولة وطبيعة النظام. ففيما يتعلق بخصائص الدولة يتبنى الح77زب " الدول77ة اإلس77المية الوطني77ة الدس77تورية الديمقراطي77ة

. دون الح77ديث عن الدول77ة اإلس77المية ال77تي تح77دث(42)الحديث77ة عنه77ا المؤسس77ين األوائ77ل في كتاب77اتهم عن الدول77ة اإلس77المية

الثيوقراطية . ويرى البعض إن اإلسالميون يطرحون مفهوم مزدوج ح77ول طبيعة الدول77ة حين وص77فوا الدول77ة بكونه77ا " مدني77ة ذو مرجعي77ة إسالمية " لكونهم لم يقدموا توضيح حول ما هو المدني وما ه77و ال77ديني . لكن الواض77ح ان االس77الميون اب77دوا تراجع77ا في ط77رح شعارهم ح77ول الحكوم77ة الديني77ة ) االس77الم ه77و الح77ل ( واعالن

، اماوكيل مؤسسي حزب التح77الف(43)تأييدهم للحكومة المدنية الشعبي ) أبو الع7ز الحري7ري ( فان77ه ي77رى إن تخلي اإلس77الميون عن شعار " اإلسالم ه77و الح77ل " ليس ص77حيحا ، وه77و تخلي عن الق77ول نص77يا وليس فعلي77ا الن الح77زب يخل77ط م77ابين ال77دين

.(44)والسياسة ، لكن باليات وطرق مختلفة إما فيما يتعلق بطبيعة النظام السياسي فان حزب الحري77ة والعدال77ة يط77رح في برنامج77ه ) النظ77ام البرلم77اني الرئاس77ي ( للمرحلة االنتقالية . وقد القى هذا الطرح رفض من قبل العدي77د من السياسيين والق77انونيين إذ وج77دوا إن إق77رار نظ77ام برلم77اني رئاسي لمصر ال يصلح للتطبيق في المرحلة االنتقالية الحالية إذ)ال بد أن تتوزع السلطة ويحدث التوازن بين البرلم77ان والرئاسة

45) . 191

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

أما فيما يتعل77ق بالدس77تور المص77ري ال77ذي أعدت77ه الجمعي77ة ، وط77رح لالس77تفتاء في2012التأسيسية المصرية في ديسمبر

% من الش777عب ،63،8 بع777د إن اق777ر بموافق777ة 2013ش777باط % من إجم7الي الن7اخبين ، فلم يختل7ف33وبمش7اركة ال تتع7دى

عن البرنامج السياس77ي ال77ذي س77بق وان طرح77ه ح77زب الحري77ة والعدالة في كونه دستور غ77امض في بن77وده ويفتق77ر إلى آلي77ات تنفيذ . أضف إلى ذلك فان البعض غير القليل من الش77عب ي77رى إن بعض بنود الدستور مخالفة لحقوق اإلنسان ) حق77وق الم77رأة

. (46)والطفل ( لم يقدم االخوان المسلمين تجربة جدي77دة في مص77ر، فق77د كان االستئثار بالحكم كما فعل النظام السابق سمة االخواني77ة ، اذ انتهج محم77د مرس77ي سياس77ة ح77ق التص77رف وفق77ا لرغب77ات االسالميين على اساس التفويض الشعبي الممن77وح ل77ه متناس77يا ان الديمقراطية ليست حكم االكثرية ول77و بأغلبي77ة على حس77اب

% في ال77دورة25االقلية . كما ان التف77ويض الش77عبي الض77ئيل ) % في الدورة الثانية( ال يمنح77ه ح77ق اتخ77اذ ق77رارات51االولى و

غير مدروس7ة فق7د وض7ع دس77تورا غ7ير متوازن7ا ، واص7در اعالن7ا دستوريا يضرب التوازن بين الس7لطات ويجع7ل ك7ل االم7ور بي7د

. وبالت77الي ف77ان التعددي77ة الحزبي77ة اف77رزت جزب77ا(47)ال77رئيس مس77يطرا ي77دعى تمثي77ل االغلبي77ة ، وتي77ارا واح77دا ينف77رد بمعظم مقاعد العض77وية ، وبرئاس77ة اغلب اللج77ان التش77ريعية تحت قب77ة البرلم77ان ، بمجلس77يه الش77عب والش77ورى . وه77ذه السياس77ة ال تختلف عن سياسة حسني مبارك السابق ، وبالتالي فان التغيير الذي ح7دث لمص77ر لم يع7الج الخل7ل والقص77ور والفج77وات ال7تي

عانت منها مصر ، وهذه اول اخطاء االسالميين. وفيما يتعلق بالحقوق السياس77ية ، ال ت77زال هن77اك ، من بين قطاع77ات المجتم77ع الش77عبية ، ثالث فئ77ات مس77تبعدة ، لم تن77ال فرصتها في التمثيل السياس77ي ، او الوص77ول ، من خالل قن77وات الترش77يح واالنتخ77اب ، الى البرلم77ان ، وهم الم77رأة والش77باب واالقب77اط . فلم يط77را اي تغي77ير على تل77ك الفئ77ات فيم77ا يتعل77ق بنس77ب ومع77دالت تم77ثيلهم ومش77اركتهم في العملي77ة السياس77ية وال777تي ظلت في ح777دود ض777يقة ج777دا . ومن الخط777أ اته777امهم بالعزوف السياسي حيث كانت لهم مشاركة قوية في االستفتاء

.(48)واالنتخابات التشريعية اما فيما يتعلق بالشأن االقتصادي ، فلم يمتلك االخ77وان اي مش777روع إلدارة الش777أن االقتص777ادي ، حيث ع777ادت سياس777ة

192

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

االقتراض والمفاوضات م7ع البن7ك ال7دولي كم7ا ك7انت علي7ه في وك77ان ه77ذه من(49)عه77د مب77ارك ، ولم يتغ77ير ش77يء ول77و قليل

مجموع االخطاء . في الواقع ان م7ا حص77ل في مص77ر بع7د الث77ورة لم يختل77ف كثيرا عن الوضع قبل الثورة اال من خالل تغيير الالع77بين . فب77دال من الحزب الوطني المسيطر ، ظهر حزب اخ77ر مس77يطر تمث77ل باإلسالميين . وعلى ال77رغم من اختالف االث77نين اختالف77ا جوهري77ا وج77ذريا ، اال ان فلس77فة النظ77ام الق77ائم على فك77رة الح77زب المسيطر او الحزب القائد ، في اطار تعددية حزبي77ة اق77رب الى الشكلية ، ال تزال مستمرة ، وهيمنة الرؤي77ة الواح77دة في اط77ار الدولة لم تزل مستمرة ، واجهزة تزييف الوعي السياسي بك77ل انواعه لم تزل كما هي ، اضف الى ذلك اس77تمرار اجه77زة االمن

.(50)الداخلي والخارجي ان التغيير بالنسبة لإلخوان في مص77ر ه7و مج77رد ) تب77ديل ( االدوار ومراك77ز الق77وى، وليس تغي77يرا هيكلي77ا في بني77ة الدول77ة ومؤسساتها وممارساتها . والمس77الة ال تتعل77ق في الرغب77ة ل77دى الجماعة في انج77از تغي77ير ث77وري ، وانم77ا باألس77اس في ض77عف ، وربما انعدام القدرة االدراكية والتصورية للجماعة على االنتق77ال

من المعارضة الى السلطة . ان التغيير ال7ذي س7عى الي77ه االخ7وان المس7لمين من خالل الثورة هو ازالة الرئيس مبارك ) كشخص ( من السلطة ، وذلك لما يمثله من رفع المظلومية السياسية والتاريخية عن الجماعة .والعودة الى قلب العملية السياسية ، بما يتناس77ب م77ع حجمه77ا ووزنها . واذا كان هذا اله77دف يمث77ل الس77قف االعلى للجماع77ة ، فانه يمثل الحد االدنى للقوى الثورية االخرى ، وهذه تمثل احدى

.(51)الفجوات بين االسالميين وبقية القوى الثورية لم يحس77ن االخ77وان ان يق77دم تجرب77ة جدي77دة لمص77ر بع77د ص77عودهم الى الس77لطة من خالل ح77زب الحري77ة والعدال77ة في مصر الذراع السياسي لهم . لتك77ون ق77دوة للحرك7ات االس77المية داخل مصر وخارجها ، وبدت مصر اكبر من ق77درة االخ77وان على فهمها وادارتها . لقد كانت اخطاء االخوان س77ببا مباش77رة لث77ورة

، حيث ن77زلت الماليين الى الش77وارع2013 حزيران \ يونيو 30 مطالبة بأبع77اد االخ77وان وع77زل مرس77ي عن الس77لطة .وك77ان ان تدخل الجيش بقيادة الفريق اول ) عبد الفت77اح السيس77ي( معلن في بيان له تعطي77ل الدس77تور ووض77ع روزنام77ة لمرحل77ة انتقالي77ة جديدة من اجل وضع دستور جديد وانتخابات نيابية ورئاسية بع7د

193

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تع77يين ) ع77دلي منص77ور( – رئيس المحكم77ة االتحادي77ة ، رئيس77ا مؤقتا لمصر وتشكيل حكومة جديدة برئاسة ) حازم ال77بيالوي( . وكان من الطبيعي ان يرفض االخ7وان طريق77ة ع77زلهم من قب77ل

. (52)الجيش معتبرين ما حصل انقالب عسكريا ضد الشرعية حزي7ران\ يوني7و30وها هي مصر بعد الث7ورة الثاني7ة ث7ورة

ام777ام مرحل777ة جدي777دة ال تتوق777ف بمج777رد االطاح777ة ب777اإلخوان المسلمين ، بل عليها ان تكون منسجمة م77ع قيم مص77ر ودوره77ا واحتياجاتها . فهي بحاجة الى نظام ال يمثل فئة واحدة بل يمث77ل ك77ل ش77رائح الش77عب المص77ري ، نظ77ام يحق77ق في77ه الحري77ات والحقوق للجميع ، ليس لطائفة على حساب اخ77رى ، او لص77الح دين على حساب اخ7ر ، نظ7ام يتناس77ب م77ع ق7وة الش7عب ال7تي رفضت للمرة الثانية سلب حقوقها وحرياتها . وان تكون حق77وق المعارضة مصانة قب7ل حق7وق االكثري7ة . كم7ا ان الث7ورة الثاني77ة مطالبة بان يكون لها مشروعها الوطني في التنمي77ة االقتص77ادية بعي77دا عن سياس77ة الق77روض واالس77تجداء في الخ77ارج . كم77ا ان الثورة الجديدة مطالب77ة ب77ان تعي77د لمص77ر دوره77ا في المحيطين االقليمي والدولي بما يالئم مكانتها الحض77ارية والتاريخي77ة . ف77اذا لم تحقق الثورة تنمية سياسية واجتماعي77ة واقتص77ادية من خالل برنامجها الخاص بها محاول77ة ارض77اء جمي77ع الش77رائح السياس77ية واالجتماعية المختلفة، فان الخالفات الداخلية سوف تقتل مصر وتجعلها في دوامة مستمرة من العنف وهذا ما تري77ده اس77رائيل

لكي تبقى مصر ضعيفة حالها حال بقية البالد العربية .الخاتمة واالستنتاجات

من خالل دراستنا لإلسالم السياسي في مص77ر بع77د الربي77ع العربي وصعود حزب الحرية والعدالة فإننا يمكن القول ما يلي

:اإلس777الم السياس777ي مص777طلح يطل777ق على الحرك777ات

اإلسالمية التي تسعى للوصول إلى السلطة إلقام77ة دول77ة ديني77ة تطب7ق مبادئاإلس77الم والش7ريعة اإلس77المية ب7الطرق

السلمية عن طريق االنتخابات .هناك رفض كب77ير لمص77طلح اإلس77الم السياس77ي من قب77ل

العديد من الجهات السياسية واالجتماعية وحتى اإلعالمية المهتمة باإلسالم والحركات اإلسالمية التي ترى إناإلسالم

194

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كال متكام77ل اليتج77زأ فليس هن77اك إس77الم سياس77ي وأخ77راقتصادي وأخر اجتماعي وأخر ثقافي بل هو إسالم واحد .

لقد شهد الشارع المصري تظاهرات واعتصامات منظم77ة ومارس77وا حري77ات واس77عة لم تتح لهم به77ذا الش77كل من77ذ نش77أة الدول77ة المص77رية ، رغم إن البعض منه77ا ش77هدت صدامات تعد األعنف وقمعا يع77د األك77ثر جس77امة . وب77رغم التباين من اآلراء حول المظاهرات بين مؤيد لها ومعارض

إال أنها نجحت في تحقيق أهدافها وإسقاط النظام .إن ماحدث في الدول العربية من ث77ورات س77لمية ومنه77ا

مصر قادتها شرائح مختلفة من أبناء الشعب الع7ربي ض7د األنظم77ة االس77تبدادية الفاس77دة تؤك77د ب77ل تحطم جمي77ع النظريات الغربي77ة ال77تي ت77رى إن التغي77ير دائم77ا ي77أتي من

الخارج .إن وصول الحركات اإلسالميةإلى السلطة كما ح77دث في

وب77الطرق2011مصر في بعد ثورة يناير / كانون الث77اني الس777لمية عن طري777ق االنتخاب777ات وص777ناديق االق777تراع وبالشكل الديمقراطي الغربي يؤكد بال شك إن الحرك77ات اإلسالمية حركات سلمية ترفض العنف وال تس77تخدمه في الوص77ول إلىأهدافهابإقام77ة الدول77ة اإلس77المية المنش77ودة ، وبالتالي م77ا حص77ل يخ77الف ماينش77ره اإلعالم الغ77ربي من أفكارحوالإلس777الم واس777تخدامه للعن777ف لتش777ويه نظ777رة

الغربيين حول اإلسالم والشعوب اإلسالمية .ان هن777اك ع777دة اس777باب س777اعدت في اس777قاط حكم

االس77الميين في مص77ر من اهمه77ا ع77دم امتالكهم برن77امج سياسي واجتماعي واقتصادي جديد خاص بهم يختلف عن النظام السابق ، اضافة الى تهميش بعض فئات المجتم77ع المص777ري ، وخاص777ة النس777اء واالقب777اط ، وع777دم منحهم

حقوقهم .ان التغيير ال77ذي حص77ل بص77عود االس77الميين الى الس77لطة

ك77ان تغي77ير في الش77كل وليس في الج77وهر ، فق77د ظلت نفس االدوار باختالف االعبين ، اذا بقي الحزب االس77المي هو الحزب المسيطر مهمش77ا االح77زاب االخ77رى ، وه77ذا ال

يختلف عن النظام المصري السابق .195

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اننا ال نعارض صعود حزب اسالميا الى السلطة سواء في مص77ر او في اي بل77د اخ77ر ، بش77رط ان يك77ون للح77زب برنامج77ه السياس77ي واالجتم77اعي واالقتص77ادي الواض77ح الخ77اص ب77ه ، وان ي77راعي حق77وق وحري77ات الش77عب بك77ل طوائفه وشرائحه االجتماعي77ة . وان ي77راعي مب77دا الفص77ل بين السلطات وال يحاول االنف77راد بالس77لطة على حس77اب

القوى السياسية االخرى وان يراعي حقوق المعارضة .ان مصر تم77ر بمرحل77ة جدي77دة بع77د االطاح77ة باإلس77الميين

وعليها االسراع بح77ل مش77اكلها الداخلي77ة من خالل اقام77ة برنامج سياسي واجتم77اعي واقتص77ادي ، وانه77اء المرحل77ة االنتقالية من خالل اص77دار دس77تور واض77ح، واقام77ة نظ77ام برلماني مستقل ممثل عن جمي77ع طوائ77ف الش77عب ، واال ف77ان اس77تمرار الص77راعات الداخلي77ة س77وف يقض77ي على

مصر ويزيد في ضعفها داخليا وخارجيا .

196

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المصادر والهوامش ( مصطلح اإلسالم8انظر : سليمان بن الخراشي : ثقافة التلبيس ).1

www.saaid.netالسياسي ، مجلة صيد الفوائد ، مجلة الكترونية أي77ار11انظ77ر : إس77الم سياس77ي : ويكيبي77ديا الموس77وعة الح77رة ، .2

2012 . www.ar.wikipedia.org. انظر : السيد رض77وان : اإلس77الم السياس77ي واألنظم77ة السياس77ية ،.3

لبن777ان ، مجل777ة ش777ؤون الش777رق األوس777ط ، مرك777ز الدراس777ات .1995 ، 41االستراتيجية والبحث والتوثيق ، العدد

انظ77ر : ظري77ف محم77د : اإلس77الم السياس77ي في ال77وطن الع77ربي ،.4المغرب ، منشورات المجلة المغربية لعلم االجتماع السياسي ، ط

.1992 ، نوفمبر 2 انظر : بورغا فرانسوا : اإلسالم السياسي – صوت جنوب – ق77راءة.5

جديدة للحركة اإلسالمية في شمال إفريقيا ، الق77اهرة ، دار الع77الم .13 ، ص1992الثالث ،

انظر : محمود مصطفى : اإلس77الم السياس77ي والمعرك77ة القادم77ة ،.6 ،1997مطبوعات قطاع الثقافة ، القاهرة ،

انظر : رائد محم77د عب77د الفت77اح دبعي : أس77اليب التغي77ير السياس77ي.7 لدى حرك77ات اإلس77الم السياس77ي بين الفك77ر والممارس77ة )اإلخ77وان المسلمين في مصر نموذج77ا(، جامع77ة النج77اح الوطني77ة ، ن77ابلس –

.12 ، ص 2012 شباط 13فلسطين ، انظر : حس77ن البن77ا : االخ77وان بين ال77دين والسياس77ة – اه77و ت77دخل.8

،1038 ،7 10حزبي ام قيام بواجب اسالمي ، مجلة النذير ، العدد .3ص

انظر : رع77د الحاف77ظ : خراف77ة اإلس77الم السياس77ي : موق77ع الح77وار.9 المتمدن ، محور العلمانية – الدين والسياسة ونقد الفك77ر ال77ديني ،

.www.ahewar.org ، 2009 أيلول 1 في 2756العدد انظر : جعفر شيخ ادريس : االسالم السياس77ي ، من نش77رة فض77اء.10

. www.almawsil.com، 2011 يوليو 3الموصل ، يوني77و13انظر : االخوان المسلمين : ويكيبيديا الموسوعة الحرة ، .11

2012 ، www.ar.wikipedia.org . انظر : االسالم السياسي من موسوعة ويكيبيديا ، مصدر سابق ..12 انظر : تاج السر عثمان : حول مفه77وم االس7الم السياس7ي ، مجل7ة.13

. www.ahewar.org ، 3119المحور ، العدد انظر : فرانسيس فوكوياما : نهاية التاريخ ، ترجمة الدكتور حس77ين.14

1،199الشيخ ، دار العلوم العربية ، لبنان-بيروت ، ط انظ777ر ايض777ا : نع777وم تشومس777كي : ص777راع الحض777ارات ، مرك777ز.15

،1الدراسات االستراتيجية والبحوث والتوثيق ، لبنان- ب77يروت / ط 1995.

: مص77طلح االس77الم السياس77ي ، موق77ع جس77ورdjallelkhechiblانظر : .16،2012 / م777777777ارس 28الدراس777777777ات الدولي777777777ة ،

www.internationalstudiesbridgs.maktoob.org .

197

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

انظر : د.محمد ابراهيم الفيومي : االس77الم السياس77ي واالص77ولية ،.17www.alarabnews.com، 18/1/2002اخبار العرب ،

انظ77ر : زكري77ا س77ليمان بي77ومي : االخ77وان المس77لمين والجماع77ات.18 ( ، مكتب77ة1948-1928االسالمية في الحياة السياس77ية المص77رية )

. 98، ص1979وهبة ، القاهرة ، انظر : د. رض7وان احم77د شمس77ان الش7يباني : الحرك77ات االص77ولية.19

، الق77اهرة ،1االسالمية في العالم الع77ربي )دراس77ة تحليلي77ة ( ، ط . 128-127 ، 2005مكتبة مدبولي ،

انظر : د. محمد حافظ دياب : سيد قطب الخطاب وااليديولوجي77ة ،.20.70-ص54 ، ص2010، رؤية للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 1ط

انظر : د. رفعت السعيد : حسن البن77ا الش77يخ المس77لح ، دار اخب77ار.21 .89-ص88 ، ص2004اليوم - قطاع الثقافة ، القاهرة ،

انظر : حسن البنا : مق77ال بعن77وان االخ77وان المس77لمون والدس77تور.22 .33المصري ، مجلة النذير ، العدد

.54انظر : رائد محمد عبد الفتاح دبعي ، مصدر سابق ، ص .23 14حسن ألبن77ا : ه77و حس77ن احم77د عب77د ال77رحمن ألبن77ا الس77اعاتي ).24

( ، في أس77رة ريفي77ة بمدين77ة المحمودي77ة محافظ77ة1906اكت77وبر البحيرة ، ولد في بيئة دينية أثرت بشكل جلي في نشأنه وأفكاره ، عرف والده بالتدين ، وهو مؤسس حرك77ة االخ77وان المس77لمين في مصر ، وكان المرشد األول لهم ، أصيب بالرصاص في مقر جمعية

(للمزبد انظ77ر: د.1949 فبراير 12اإلخوان المسلمين وتوفي في ) .71-ص67رفعت السعيد ، مصدر سابق ، ص

.60انظر : د. رفعت السعيد ، مصدر سابق ، ص.25 انظر : حسن البنا : رسالة المؤتمر الخامس في مجموع77ة رس77ائل.26

االمام الش77هيد حس77ن البن77ا ، مطبع77ة دار الش77هاب ، الق77اهرة ، ص . للمزي77د انظ77ر : د. رفعت الس77عيد ، المص77در الس77ابق ،154-155

.164- ص157ص أكت77وبر9سيد قطب : ه77و س77يد قطب إب77راهيم حس77ين الش77اذلي ).27

1906 77– ( ك77اتب وأديب ومنظ77ر إس77المي1966 أغس77طس 29 وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة اإلخ77وان المس77لمين ورئيس س7ابق لقس77م نش77ر ال7دعوة في الجماع7ة ورئيس جري77دة اإلخ7وان المسلمين للمزيد انظر : طفل من القري77ة )س77يرة ذاتي77ة ( ، لجن77ة

.211، ص1946النشر للجامعيين ، القاهرة ، .178-ص174انظر : د. محمد حافظ دي77اب ، مص77در س77ابق ، ص.28

للمزيد انظ77ر : يوس77ف علي بوت77ا : ق77راءة في أفك77ار س77يد قطب ،،2011 تش77رين األول 26مجلة الوعي العربي ، دراس7ة فكري77ة ،

www.alw3yalarabi.org . انظر : الدكتور احم77د س7عيفان : ق77اموس المص77طلحات السياس7ية.29

، مكتب77ة1والدس77تورية والدولي77ة ، ع77ربي –انجل77يزي-فرنس77ي ، ط.114 ، ص2004لبنان ناشرون ، بيروت-لبنان،

انظ77ر : عب77د الوه77اب الكي77الي : الموس77وعة السياس77ية ، ب77يروت ،.30 ، ص1979المؤسسة العربية للدراسات والنش77ر ، الج77زء األول ،

870 . 198

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

انظر : وفاء علي داود : التأصيل النظري لمفهوم الثورة والمفاهيم.31 المرتبط77ة به77ا ، مجل77ة الديمقراطي77ة ، مجل77ة فص77لية تص77در عن

،2013 ، ابري7777ل 50مؤسس7777ة األه7777رام ، الق7777اهرة ، الع7777دد www.democracy.ahram.org.

انظر : دينا شحاتة وآخرون : عودة السياسة -الحركات االحتجاجي77ة.32 في مص77ر ،الق77اهرة ، مرك77ز الدراس77ات السياس77ية واالس77تراتيجية-

،77 1األه77رام ، ط :1 . للمزي77د انظ77ر : مي77ادة ال77دمرداش2010 الحركات االحتجاجي77ة الجدي77دة في مص77ر ..الساس77ة في الش77ارع ،

،2209القاهرة ، مركز المصري للدراسات والمعلوم77ات ، الع77دد .2010تموز

انظر : ربيع وهبة وف77ارس اش77تي واخ77رون : الحرك77ات االحتجاجي77ة.33 في الوطن العربي)مصر-المغرب-لبن77ان-البح77رين( ، تحري77ر عم77رو

، مركز دراسات الوحدة العربية ، ب77يروت ، ك77انون1الشوبكي ، ط .241-ص199 ، ص2011االول \يناير

انظ77ر : اميم77ة عب77د اللطي77ف : الث77ورة الش77عبية في مص77ر –الق77وى.34 المحركة وتحدي77د األدوار في المرحل77ة االنتقالي77ة ، المرك77ز الع77ربي

.2011 فبراير 16لألبحاث ودراسة السياسات ، القاهرة ، انظر : المنتفع رضوان : الح77راك االحتج77اجي في مص77ر –األس77باب.35

والتداعيات للثورة ، جامعة محمد الخامس ، السويسي - القاهرة ، .2012يناير

انظ77ر : د. نص77ر محم77د ع77ارف : النف77ق االنتق77الي : المس77ارات.36 المضطربة للثورات في المنطقة العربية ، مجلة السياسة الدولية ،

، مجلة دوري77ة علمي77ة فص77لية محكم77ة تص77در من مط77ابع118العدد . 53-ص52، ص2012االهرام التجارية ، مصر، ابريل

انظ77ر : اميم77ة عب77د اللطي77ف : الس77لفيون في مص77ر والسياس77ة ،.37 26الق77اهرة ، المرك77ز الع77ربي لألبح77اث ودراس77ة السياس77ات ،

. www.dohainstitute.org ، 2011ديسمبر د. ناهد عز الدين : خريطة محدودة : ثبات الفاعليين وتغي77ير االدوار.38

، االه77رام188بعد الثورات العربية ، مجلة السياسة الدولية ، العدد .62 ، ص2012للنشر ، القاهرة ،

يولي77و ، افتتاحي77ة مجل77ة30انظر : محمد نور ال77دين : مص77ر ث77ورة .39 ش77ؤون االوس77ط ، مجل77ة فص77لية متخصص77ة تع77نى باالس77تراتيجيات

،145االقليمية صادة من مركز الدراس77ات االس77تراتيجية ، الع77دد . www.cssrd.org.Ib ، 2013 اب\اغسطس 19االثنين

انظر : حنان ابو سكين : الصعود السياسي لإلخوان المسلمين في.40 االنتخاب77ات البرلماني77ة ، المص77در الديمقراطي77ة ، األه77رام – مجل77ة

. www.digital.ahram.org.eg ، 2012الكترونية ، يناير انظر : محمد نور ال77دين ، مص77در س77ابق . انظ77ر ايض77ا : حن77ان اب77و.41

السكين ، مصدر سابق . .55انظر : د. نصر محمد عارف ، المصدر السابق ، ص.42 انظر : برن77امج ح77زب الحري77ة والعدال7ة : الموق77ع الرس77مي لح77زب.43

،2013 \ م777777ايو 13الحري777777ة والعدال777777ة في مص777777ر ، www.hurryh.com.party.program.asp.

199

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

انظر : علي حرب : ثورات القوة الناعمة في العالم الع77ربي – من.44 ، ال77دار العربي77ة للعل77وم الناش77رون ،2المنظوم77ة الى الش77بكة ، ط

.59 ، ص2012بيروت ، انظر : حامد عبد الماجد : اإلسالميون وتحديات السياسة والحكم ،.45

الديمقراطي77ة – قس77م السياس77ة ، الق77اهرة ، مؤسس77ة االه77رام .2012المصرية ، أكتوبر

انظر : احمد علي ومحمد ابو العينين : تباين أراء القوى السياس77ية.46 حول البرنامج االنتخابي لح77زب الحري77ة والعدال77ة ، المص77ري الي77وم

. www.almasryalyom.com ، 2011تشرين األول انظر : مصر :توازنات م77ا بع77د االس77تفتاء وإق77رار الدس77تور ، مرك77ز.47

،2012 ديس77777مبر 31الجزي77777رة للدراس77777ات ، االث77777نين www.studies.aljazeera.netللمزيد انظ77ر : مش77روع دس77تور جمهوري77ة .

. للمزي77د انظ77ر : نص الدس77تور2012 نوفم77بر 30مصر العربي77ة ، ديس77مبر13 ، جري77دة الش77عب ، الخميس 2012المص77ري الجديد

2012 ، www.elshaab.org . انظر : محمد نور الدين ، مصدر سابق ..48 . 46انظر : ناهد عز الدين ، مصدر سابق ، ص.49انظر : محمد نور الدين ، مصدر سابق ..50 . 56انظر : د. نصر محمد عارف ، مصدر سابق ، ص.51 انظ77ر : خلي77ل العن77انى : خلخل77ة قيمي77ة : تفكي77ك مأسس77ة على.52

المستوى الثق77افي – االجتم77اعي، مجل77ة السياس77ة الدولي77ة ، الع77دد . 71 ، ص 2012 ، االهرام للنشر ، القاهرة ، 188

انظر : محمد نور الدين ، مصدر سابق ..53

200

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اإلسالميون أمام امتحان السلطةمؤشرات التجربة في تونس و مصر و المغرب.

مقدم777ة: عاش777ت الش777عوب العربي777ة عه777ودا طويل777ة من الحكم االس77تبدادي و التس77لطي اس77تمرت طيل77ة لي77ل االس77تعمار، و تواصلت هذه الوض77عية )م77ع األس77ف( من77د االس77تقالل تحت ن77ير أنظمة مستبدة تم77يزت باالش77تراك في تعميم القم77ع البوليس77ي والعسكري، و في االعتماد على حكم العائلة وعبادة الشخص77ية بدال من المؤسس77ات. ول77ذلك ينظ77ر إلى المرحل77ة الجدي77دة في التاريخ العربي المعاصر، والتي بدأت باندالع الثورة الشعبية في تونس و السقوط السريع للنظام البوليسي الرهيب فيه77ا، على أنها والدة ثانية للشعوب العربي77ة. كم77ا تك77اد ه77ذه المرحل77ة أن تحض77ي باإلجم77اع األك77اديمي واإلعالمي على كونه77ا مجموع77ة ثورات شعبية شبابية بالدرجة األولى فاجأت األنظمة الحاكمة و القوى السياسية المهيكلة في شكل أح77زاب و تي77ارات إس77المية وعلمانية على السواء . كما فاج77أت األنظم77ة الغربي77ة الداعم77ة تقليديا لهذه األنظم7ة العربي77ة إلى آخ7ر لحظ7ة. و ه7و الموق77ف

الذي عبرت عليه فرنسا رسميا النقاد بن علي في تونس. لكن التط7777ورات الالحق7777ة في مس7777ار ه7777ده الث7777ورات واالنتفاضات، والسيما االس77تحقاقات االنتخابي77ة األولى، أف77رزت خريطة سياسية جديدة تتصدرها األحزاب والتي77ارات اإلس77المية. األمر الذي فجر النقاش حول قض77ايا فكري77ة و سياس77ية تتعل77ق بصفات الدولة والنظ77ام السياس77ي و موق77ف اإلس77الميين منه77ا، وأثار العديد من المخاوف والتس77اؤالت ل77دى الق77وى السياس77ية المدنية والعلماني77ة من أس77اليب وممارس77ات الس77لطة في عه77د اإلسالميين، و من هذه التساؤالت الجوهري77ة يمكن االش77ارة الى

: ما نموذج الدولة المنشودة: مدنية أم دينية؟ وهل يتقبلما يلي االس77الميون الت77داول على الس77لطة أو مش77اركة اآلخ77رين من العلمانيين واليساريين في الحكم؟ هل سيتجه اإلس77الميون نح77و البراغماتي77ة والواقعي77ة في تع77املهم وس77لوكهم السياس77ي م77ع القوى الوطنية في الداخل وفي عالقاتهم السياسية واالقتصادية بالخارج؟ وما مفهومهم للمواطنة؟ وما نظرتهم لحق77وق الم77رأة واألقلي77ات؟ وم77ا م77وقفهم من التي77ارات اإلس77المية المتش77ددة والعنيفة؟ وهل يملكون مشاريع سياس77ية واقتص77ادية متكامل77ة و

قابلة للتطبيق؟.201

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ض77من ه77ذا اإلط77ار، ته77دف الورق77ة إلى محاول77ة تق77ديم القضايا الخالفية الفكرية والسياسية التي برزت بحدة مع تجربة

اإلسالميين و السلطة، وذلك في أربعة نقاط أساسية هي: : اإلشارة إلى بعض الحقائق التي تم تغييبها ط77والأوال

عقود من باب التعريف بهذه التيارات و إنصافها. : محاولة حصر و تحلي77ل القض77ايا العاجل77ة للمرحل77ةثانيا

االنتقالية على المستويين السياسي و االقتصادي . :مناقشة القضايا الخالفية حول طبيع77ة و مس77تقبلثالثا

الدولة والنظام السياسي. و أخ77يرا: س77تجتهد الورق77ة في رس77م اآلف77اقرابع!!ا

المستقبلية لهده المرحلة.أوال: الحركات اإلسالمية: بعض الحقائق المغيبة.

عند الحديث عن التجربة السياسية الجديدة ال7تي تعيش7ها بعد البلدان العربية بوصول أحزاب إسالمية إلى السلطة، تج77در اإلشارة إلى بعض الحقائق ال7تي غالب77ا م7ا يتم التع7تيم أو القف7ز عليها ، و السيما في الخط77اب و التحلي77ل اإلعالمي المتس77رع و

أهمها: : دأبت التحالي77ل العدي77دة علىأ/ تج!!در الحرك!!ة اإلس!!المية

البحث في أسباب ضعف التيارات السياسية غير اإلس77المية، مقارنة بما تميزت به الحركات اإلسالمية من بروز س77ريع و واس77ع ض77من فعالي77ات االنتفاض77ات الش77عبية و المواعي77د االنتخابي7777ة في ت7777ونس و مص7777ر و اليمن و المغ7777رب و الك77ويت...الخ. و الواق77ع أن مث77ل ه77ذه المواق77ف و اآلراء ترج77ع إلى ض77عف االطالع و المعرف77ة بطبيع77ة المجتمع77ات العربية. فقد كانت الحركات اإلسالمية نشيطة مند عق77ود و مرتبط77ة بق77وة باألوس77اط الش77عبية. و في ال77وقت ال77ذي تعرضت األح77زاب األخ77رى على امت77داد س77نوات طويل77ة إلى التوظي77ف أو االخ77تراق من ط77رف النظم القائم77ة، ح77افظت األح77زاب اإلس77المية عموم77ا على مس77افات معين77ة أكس77بتها

(. واألحس77ن من ذل77ك،1قدرا من المص77داقية الش77عبية ) أنه و بحكم التجربة و الممارسات الطويلة للعمل السياسي و االحتك77اك المي77داني المباش77ر، عملت ه77ذه التنظيم77ات ط77وال عق77ود على إع77ادة تش77كيل و ص77ياغة رؤى و ثقاف77ة1 ) Voir Christophe Ayad, les partis islamistes éprouvés par le pouvoir, Le

Monde du 09 février 2013202

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ش77رائح واس77عة امت77دت إلى مختل77ف مس77تويات المجتم77ع و ج7اءت االنتخاب7ات فرص77ة تاريخي77ة إلب77راز نت77ائج ه7ذا العم77ل

(. و األهم من ذل7ك1الخيري-النضالي في أعم7اق المجتم7ع ) أنها تتميز عن بقية التنظيمات السياسية بكونه7ا تنش7ط في مجتمع77ات مس77لمة ال زالت تحاف77ظ على درج77ة عالي77ة من

(. و أم77ام مختل77ف أش77كال القه7ر واإلحب77اط ال77ذي2الت77دين) تعانيه هذه المجتمعات بسبب االستبداد و الت77دهور المري77ع و المستمر لظروف العيش و و مؤشرات التنمية االجتماعية و االقتصادية و السياسية، أصبح الخطاب الديني واعدا ج77دا

لشرائح واسعة من الشعب في أغلب البلدان العربية. : إن الحديث عن ه77ذه الحرك77اتب/ تنوع الحركة اإلسالمية

بصيغة المفرد يذهب بالنقاش و التحلي77ل في اتج77اه خ77اطئ، دلك ألن هذه الحركات ليست موحدة ب7ل تض7م تي7ارات و توجهات عديدة و ذات طروحات متباعدة أحيانا. و هذا م77ا يجعل منه77ا س77احة مفتوح77ة للص77راعات و أش77كال التن77افس

السياسي التي قد تصل في بعض الحاالت إلى الصدام. و يرج77ع ه77ذا التن77وع طبع77ا إلى طبيع77ة البيئ77ات السياس77ية و المجتمعي77ة المختلف77ة ال77تي نش77أت فيه77ا ه77ذه الحرك77ات، و طورت نشاطها و أطروحاتها الدينية و السياسية. و في ه77ذا السياق، تجدر اإلشارة خاصة إلى مختلف المس77ارات ال77تي مرت بها في ظ77ل األنظم77ة السياس77ية و النخب الحاكم77ة، كما أنها تعكس البيئ7ة الديني77ة ال77تي نش7أت فيه7ا و مختل77ف

مكوناتها. : لقد شهدت المجتمع7ات العربي77ة علىج/ رجال الدين الجدد

امتداد النصف الثاني من القرن العشرين جهدا معت77برا في ميادين التربية و التعليم و االحتكاك بالثقافات المختلف77ة. و من الطبيعي أن ينعكس ه77ذا المعطى في نش77أة و تك77وين القي77ادات الجدي77دة و المعاص77رة للحرك77ات اإلس77المية، في اتجاه التميز عن رجال الدين بالمفهوم التقليدي بكل م77ا1 ) voir Arielle Thedrel : le nouveau pouvoir tunisien face à l’inconnue

islamiste, - Voir aussi, Au Maroc , les islamistes et le teste du pouvoir , Le monde du 28-11-2011

2 ) Voir Mohamed Ayad, L’islamisme : de la contestation u pouvoir, www.iemed.org/observatori-fr/arees-danalisi/arxius.../Elayadi_fr.pdf

203

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كان يرمز إليه من تأخر و تخلف عن مسارات التقدم التي تعيشها العديد من المجتمعات في ميدان العل77وم و الفك77ر

و الحقوق الحريات. والواقع أن رجال الدين الج77دد هم نت77اج البيئ77ة الجدي77دة و الحديث77ة بك77ل م77ا تحتوي77ه من عناص77ر العص77رنة: التعليم الحديث ، استعمال التكنولوجيات العصرية، مواكب77ة الث77ورة

وعليه الكبرى في ميدان اإلعالم و االتصال و الدعاية..الخ. فإن القيادات الجديدة للحركات اإلس77المية و رغم م77ا يب77دو علي خطابها من تواصل م77ع التش77كيالت التقليدي77ة لرج77ال

الدين إال أنها ال تشكل استمرارية عقائدية قوية لها. د/ تح!!!رر المج!!!ال السياس!!!ي و ب!!!روز الحرك!!!ات

: لم تكن الحركات اإلسالمية هي المبادرة أواإلسالمية القائدة لخروج الشعوب العربية إلى الش77ارع ، لكن الربي77ع الع77ربي ال77ذي فتح المج77ال واس77عا أم77ام ك77ل التي77ارات السياس77ية، ك77ان بمثاب77ة الفرص77ة التاريخي77ة لخ77روج ه77ذه التنظيمات اإلسالمية و اندفاعها بق77وة ض77من ال77ديناميات التي فجرها هذا الربيع. و بفضل ما تتسم به هذه الحركات من خ77برة في مي77دان النش77اط االحتج77اجي و االنض77باط النض77الي والق77درة على التجني77د، اس77تطاعت أن ت77ؤطر

فضاءات سياسية و مجتمعية واسعة و بسرعة. : لق77د ش77كلت النت77ائجه!!!/ أهمي!!ة االنتخاب!!ات الش!!فافة

االنتخابي77ة ص77دمة كب77يرة للعدي77د من المحللين و المت77ابعين للش7أن السياس7ي في البل7دان العربي77ة، و الس77يما في بل77دان معينة مثل تونس و المغرب . و الواقع أن ه77ذه االنتخاب77ات، ال77تي ج77رت ألول م77رة في ج77و نزي77ه و ش77فاف، عكس77ت الواق77ع االنتخ77ابي و المجتمعي ال77ذي تم تغييب77ه من ط77رف النظم القمعي777ة العربي777ة بواس777طة الممارس777ات االنتخابي777ة الص77ورية ال77تي دأبت عليه77ا من77د قيامه77ا، و بمبارك77ة النخب الحاكم77ة في الع77الم الح77ر ال77تي فض77لت دعم مص77الحها م77ع الحك77ام، وض77حت بالعدي77د من ق77وى المعارض77ة س77واء منه77ا

العلمانية أو اإلسالمية.ثانيا/ المرحلة االنتقالية و التحديات العاجلة:

تع77د المرحل77ة االنتقالي77ة من نظ77ام سياس77ي إلى آخ77ر من المراحل الدقيقة و الحرجة في مسار تطور النظم السياسية. و في هذا اإلطار، اجتهد علم السياسية في وض77ع التص77ورات و

204

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الخط77وات الض77رورية له77ذه المرحل77ة، حيث تؤك77د العدي77د من المقاربات على مجموعة مراح77ل فرعي77ة لض77مان انتق77ال ن77اجح نح77و الديمقراطي77ة أهمه77ا: مرحل77ة التح77ول إلى الليبرالي77ة: و تتضمن عمليات توسيع و ترسيخ آلي77ات الس77وق و تأكي77د حق77وق األف77راد و الجماع77ات، و مرحل77ة االنتق77ال ال77ديمقراطي: أي م77ا يجب القيام ب77ه من تح77ول في الهياك77ل و األه77داف و العملي77ات المتعلقة بممارسة السلطة أو م77ا يص77طلح عليه77ا بآلي77ات ص77نع الق77رار السياس77ي. و في ه7ذا الس77ياق، تؤك77د أغلب الدراس77ات على ت77أثر ه77ذه المرحل77ة س77لبا أو إيجاب77ا بظ77روف التنمي77ة االقتصادية و االجتماعية و بطبيعة الثقافة السياس77ية الس77ائدة في البلد . و بعنى آخر، فإن نجاح ه77ذه المرحل77ة مرتب77ط بم77دى توفر بيئة داخلية و خارجية مالئمة و داعم77ة له77ا. و أخ77يرا، ت77أتي مرحلة تعزي77ز الديمقراطي77ة: أين يتم الترك77يز على االنتق77ال إلى مؤسسات و ترتيبات تشريعية منتظمة و معترف بها من ج77انب المواطنين و مختلف القوى و الفعاليات السياسية و المجتمعية. و ه77ذا م77ا يع77ني االنتق77ال إلى مرحل77ة المؤسس77ات السياس77ية القائمة على توافقات وطنية واسعة تؤسس لمرحلة االس77تقرار المؤسس77اتي في ظ77ل مش77اركة واس77عة و فعال77ة من ج77انب

المواطنين. و عليه، تعد المرحل77ة االنتقالي77ة بمثاب77ة مرحل77ة إع77ادة بن77اء جديدة ألهم مؤسسات للنظام السياس77ي )المج77الس المنتخب77ة، القانون االنتخ77ابي، الفص77ل بين الس77لطات، اس77تقاللية القض77اء، مكانة المؤسس77ة العس77كرية، الض77مانات الدس77تورية للحق77وق و الحريات..الخ(، و توجهاتها و طريقة عملها بما يضمن تميزه7ا

االيجابي عن المرحلة السابقة. و الواقع أن العديد من الدول شهدت في السنوات األخيرة تجارب انتقالية مختلفة كانت ناجحة في بعض الحاالت مث77ل م77ا حصل في بلدان أورب7ا الش7رقية، وم7دمرة في ح7االت أخ7رى، أين وصل التنافس و الصراع بين القوى السياسية الفاعلة على الساحة الوطنية إلى مستوى الحرب األهلية مثل م77ا حص77ل في

الجزائر. في ه77ذا اإلط77ار، تواج77ه األح77زاب اإلس77المية القادم77ة إلى السلطة في تونس ومص77ر المغ77رب، و ل77و ك77ان دل77ك بنس77ب متفاوتة و ظروف مختلفة نوعا ما، تحديات ك77برى و مش77تركة

نذكر منها:

205

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

:أ/ غي!!اب الخ!!برة في قض!!ايا تس!!يير الش!!ؤون العامة حرك77ات احتجاجيةينظر إلى الحرك77ات اإلس77المية على أنه77ا

بالدرجة األولى، أي أنها، و بسبب ظروف القم77ع و التس77لط التي مورست ضدها مند االستقالل ت77دربت و لم77دة طويل77ة على ط777رق االحتج777اج االجتم777اعي و الخط777اب السياس777ي الحماسي /االنفعالي حول فساد األنظمة و استبدادها. لكنه77ا بالمقاب77ل تفتق77ر إلى الخ77برة في مي77ادين اإلدارة و تس77يير الشأن العام، كما أنها غير متواجدة في دواليب اإلدارة أو ما

(. السيما ما يتعلق منها1أصبح يسمى ب "الدولة العميقة" ) ب77إدارة المرحل77ة االنتقالي77ة، ب77النظر لم77ا تتطلب77ه من عم77ل سياسي هادئ و دءوب نح77و توس77يع دائ77رة المش7اركة ألك7بر ق77در من الفعالي77ات المجتمعي77ة والتي77ارات السياس77ية، بم77ا

يحقق التوافق حول القضايا الجوهرية المطروحة . ب/ تبع!!!ثر الق!!!وى السياس!!!ية و غي!!!اب التوافق!!!ات

: أفرزت انتفاضات الربيع العربي خريطة سياسيةالوطنية واس777عة و متع777ددة. و هي ظ777اهرة ص777حية تعكس الرغب777ة الكب77يرة في حري77ة التعب77ير السياس77ي بع77د عق77ود الكبت و تكميم األف77واه، كم77ا تعكس التن77وع في اآلراء و التوجه77ات. لكنها بالمقابل تتسم بغياب التقارب و االنتظام في تكتالت سياس77ية يجمعه77ا ح77دا معين77ا من التواف77ق ح77ول قض77ايا و سياس777ات. و تمت777د ه777ذه الظ777اهرة إلى كاف777ة التوجه777ات السياس77ية س77واء اإلس77المية منه77ا أو العلماني77ة. األم77ر ال77ذي يض777اعف من تعقي777دات المرحل777ة و "يزي777د من احتم777االت االن77زالق نح77و الطائفي77ة و التعص77ب ب77دال من التواف77ق و اإلجم77اع، فكث77ير هي الث77ورات ال77تي فش77لت و انح77رفت عن مس77ارها أو أف77رغت من مض77مونها و تح77ولت ، كم77ا أش77رنا سابقا، إلى مواجهات مدمرة . و تقع المسؤولية على النخب الحاكم77ة الجدي77دة لض77بط الح77راك السياس77ي االجتم77اعي

( .2لمرحلة ما بعد الثورة") ج/ الط!!ابع الزب!!ائني لمؤسس!!ات الدول!!ة و أجهزته!!ا

: تشكل المؤسسات العمومية جوهر الدولة و عماداإلدارية قوتها و مصداقيتها و كلم77ا ك77انت ه77ذه المؤسس77ات قوي77ة و محاي77دة كلم77ا ارتفعت مص77داقيتها و ك77انت مؤهل77ة أك77ثر1 ) Thierry Oberlé , Les islamistes tunisiens face au défi du pouvoir en

Tunisie ; le Figaro du 26-10-20112 ) : االنتقال : تحديات العربية الثورات و اإلسالميون ندوة تقرير عنصر العياشي

للدراسات الجزيرة مركز الدولة بناء إعادة و 11الديمقراطي – 206

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لمواجه77ة التعقي77دات ال77تي تفرض77ها المرحل77ة من نزاع77ات اجتماعي777ة و سياس777ية متس777ارعة و مكثف777ة. و ق777د ورثت األح77زاب اإلس77المية القادم77ة إلى الس77لطة مؤسس77ات و أجه77زة إداري77ة من ص77نع األنظم77ة الس77ابقة و على أس77س شخصية و زبائنية بحتة، و بالت77الي فهي تش77كل في الواق77ع اس777تمرارية ألدوات وأج777زاء خط777يرة من مكون777ات النظم

(. و ت77برز1الس77ابقة أو م77ا يص77طلح على تس77ميته ب77الفلول ) خط77ورة ه77ذه الوض77عية في ع77دة أش77كال أهمه77ا: امت77داد الظاهرة إلى مختلف مفاص77ل الدول77ة ، ص77عوبة إن لم نق77ل

احتم7ال تعاونه7ا م7عو استحالة معالجته7ا في ظ77رف وج7يز، القوى المعادية في الداخل و الخارج .

ردد اإلس77الميون و:قضايا اجتماعية و اقتصادية حارقة د/ لمدة طويلة شعار "اإلسالم هو الحل"، و قد س77مح لهم ه77ذا الش77عار الواس77ع ج77دا بتف77ادي تق77ديم مواق77ف و اقتراح77ات

( . لكن و2محددة حول قضايا اجتماعية و اقتصادية حيوي77ة ) وجد اإلسالميون أنفسهم أم77ام وض77عمند تسلمهم السلطة،

اجتم77اعي و اقتص77ادي ح77ارق . فق77د اقتص77ر خط77ابهم على امت777داد س777نوات على تق777ديم وع777ود واس777عة، لكنهم اآلن مطالبون بتجسيد هذه الوع77ود مي77دانيا و بس77رعة. و يواج77ه اإلسالميون هذا التحدي على المستوى النظ77ري والمي77داني الملموس . فقد دأب الخطاب اإلسالمي على تأكي77ده إلدارة االقتص77اد وف77ق التع77اليم اإلس77المية لكن م77ا تقدم77ه التجرب77ة اإلسالمية اليوم ليس اقتصادا متكامال بقدر ما ه77و مجموع77ة من التطبيق77ات الجزئي77ة ، و في ه77ذا الص77دد يؤك77د جيلب77ير

Gilbertآشكار ) Achcarعلى "أن اإلس77الميين ليس لهم أي ) حلول بديلة لمشاكل بلدانهم االجتماعية واالقتصادية... و هم يمارس777ون رأس777مالية متطرف777ة ب777رهنت على فش777لها و مح7777دوديتها في ض7777ل األنظم7777ة االس7777تبدادية العربي7777ة

( ، األمر الذي يطرح إشكاالت معقدة و عدي77دة3السابقة") سواء على مس77توى المع77امالت م77ع بيئ77ة داخلي77ة و خارجي77ة1 ) Isabelle Mandraud, Tunisie : les premiers pas d’un Etat islamiste, in LE

MONDE GEO ET POLITIQUE du 06-07-2012  : في االسالميون بعنوان ادريس السالم عبد ورقة مراجعة يمكن النقطة نفس حول

له؟،: هزيمة أم السياسي لإلسالم انتصار السلطةhespress.com/writers/67821.html

2 ) Alain Gresh , Egypte , de la dictature militaire à la dictature religieuse ?, Le Monde Diplomatique , Novembre 2012, P. 19 

207

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

مرتبطة بقوانين اقتصادية و آليات معولمة أحيانا. و بالت77الي استحالة تكييفها مع حدود الشريعة و تطبيق نظام اقتصادي منفرد كاالقتصاد اإلس77المي . م77ا يع77ني أن التح77دي م77ا زال قائما أم77ام اإلس77الميين لتط77بيق نم77وذج االقتص77اد اإلس77المي الموجود في نظرياتهم السياسية. حيث يواجه ه77دا النم77وذج بتركة ثقيلة، وتحديات كبرى وجسيمة داخلية وخارجية منه77ا: أن اقتص77اديات ال77دول المعني77ة تعتم77د على الخ77ارج بق77وة بسبب المعونات و التبعي77ة للمؤسس77ات المالي77ة الدولي77ة، و في مقدمتها صندوق النقد ال77دولي. كم77ا يواج77ه اإلس77الميون تراجعا خطيرا جدا في مؤش77رات النم77و القتص77ادي و ص77لت

(، و ت77دهورت في مص77ر1إلى ما دون الصفر في تونس مثال) إلى حافة اإلفالس و تشهد الساحة المغربية احتقانا متزايدا. هذا باإلضافة إلى م77ا تعاني77ه ه77ذه االقتص77اديات من إختالالت سلبية عميق77ة في ش77كل تض77خم ح77اد للنفق77ات العمومي77ة و ارتفاع معدالت البطالة إلى مستويات قياس77ية تن77در بتوج77ه بل7دان الربي7ع الع7ربي نح7و مرحل7ة طويل7ة من االض7طراب

السياسي - االجتماعي. تش77هد ه!/ االصطفاف السياسي الحاد و غياب الثق!!ة:

الساحة السياسية في بلدان "الربيع العربي" و ال س77يما في مصر و تونس اصطفافا حادا يفصل التيارات اإلس77المية من جهة و التيارات العلماني77ة و المدني7ة عموم7ا من جه7ة ثاني77ة. وفي ال77وقت ال77ذي تتطلب المرحل77ة و بس77رعة العم77ل على بناء توافقات وطنية واسعة، يتمحور الج77دل السياس77ي بين الطرفين حول العديد من االتهامات و االتهام77ات المض77ادة. و في هذا السياق، تتلقى التيارات اإلس77المية اتهام77ات قوي77ة بالس77عي للتف77رد بالس77لطة و هيمن77ة الح77زب الح77اكم على الدولة )مصطلحات: "أسلمة" الدولة و "أخونة" الدولة كم77ا يقال في مصر( . و بالتالي ع77ودة النظ77ام الس77ابق – يق77ول المعارض77ون لهم - تحت الفت77ات جدي77دة. واكتس77ب ه77ذا الموق777ف من اإلس777الميين ق777درا من المص777داقية بس777بب

3 (Gilbert Achcart, professeur franco-libanais à la School of oriental and African studies de l’Université de Londres (Interview) ,

www.dailymotion.com/.../xxt210_l-entretien-gilbert-ac...

1 ) Isabelle Mandraud, Tunisie : les premiers pas d’un Etat islamiste, in LE MONDE GEO ET POLITIQUE du 06-07-2012

208

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

القرارات المتسرعة والتص77رفات غ77ير الرش77يدة للحكوم77ات الجدي77دة، وتفرده77ا ببعض الق77رارات ال77تي تمس المص77لحة العامة. و تأتي قضايا التعديالت الدستورية و السعي لتع77ديل األح777وال الشخص777ية في ت777ونس مثال في مقدم777ة ه777ذه اإلج777راءات المث777يرة للريب777ة و الج777دل. بالمقاب777ل، ي777رد اإلسالميون بالنفي طبعا و يتهمون التي77ارات العلماني77ة بع77دة صفات أهمها: ممارسة المزايدة السياسية، ضعف االحتك77اك

1.5باألوساط الشعبية، ضعف القواعد االجتماعية )أح77زاب بالمائة كما يسمونها في تونس(، االغتراب، عدم االع77تراف بالقواعد الديمقراطية ألن نتائج الصندوق جاءت مخيبة لهم. و يصل هذا الجدل أحيانا إلى حد االته77ام بالتع77اون م77ع بقاي77ا

النظام السابق.....الخ. والواقع، أن77ه من الس77ابق ألوان77ه الحكم على م77دى ص77حة هذه االتهامات المتبادل77ة في االتج77اهين، و دل77ك لم77ا تتس77م ب77ه المراح77ل االنتقالي77ة عموم77ا من ع77دم اس77تقرار ونقص الخ77برة وعدم وضوح ال77برامج والسياس77ات، وك77ذلك قص77ر ف77ترة الحكم الديمقراطي، وضعف نظام المشاركة والتن77اوب على الس77لطة، وقلة خبرة التيارات اإلس77المية في إدارة الش77أن الع77ام عموم77ا،

(1.)ثالثا: القض7777777777ايا الخالفية للمرحلة الجديدة:

تجمع اآلراء على اعتبار اإلسالميين ق77وة سياس77ية أساس77ية فاعلة في التحوالت ال77تي تش77هدها المنطق77ة العربي77ة عموم77ا، و هي القوة التي جرى إقصاؤها و قمعه77ا بش77دة لف77ترة طويل77ة، و حرمت من االعتراف الرسمي و حرية التعب77ير و المش77اركة في إدارة الشأن العام. ب77ل أك77ثر من ذل77ك، ع77انت المتابع77ة والقم77ع والتنكي777ل بقياداته777ا. لكن ينبغي التأكي777د أن ه777ذا لم يكن ق777در اإلسالميين وحدهم، بل كان مصير كل معارضة سياسية حقيقي77ة بصرف النظر عن توجهاتها األيديولوجية. فاألنظم77ة االس77تبدادية في البالد العربية كانت بارعة في توظيف القوى السياس77ية في لعبة التوازنات التي حققت بقاءها وأمنت سيطرتها على الدول77ة والمجتمع معا. فالحرك77ات والتنظيم77ات السياس77ية على اختالف توجهاتها العقدي77ة وظفت ببراع77ة في تحالف77ات ظرفي77ة قص77يرة المدى وضربت بعضها ببعض، م77ا أض77عفها جميعه77ا وتركه77ا تحت

1 .العياشي عنصر ، مصدر سابق(

209

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

رحم77ة تل77ك النظم االس77تبدادية لف77ترة طويل77ة. لكن بع77د ه77ذه المرحلة المريرة ، تنامت التساؤالت و النقاش77ات الح77ادة ح77ول قضايا جوهرية و موق77ف اإلس77الميين منه77ا و أهم ه77ذه القض77ايا: الدولة الدينية و المدنية و م77دى اح77ترام قيم الجمهوري77ة، مب77دأ

.التداول على السلطة، و مسألة الحقوق و الحريات السياسة طبيع!!ة الدول!!ة )ديني!!ة/مدني!!ة( و م!!دى اح!!ترام قيم-1

: الجمهورية يطرح نهوض اإلسالميين الجدد مع الربيع الع7ربي مش7اكل77ة، تكمن في م77دى اح77ترام أس77س العق77د االجتم77اعي جوهري والدولة الل77ذان يمكن77انهم من التعب77ير عن آرائهم والوص77ول إلى البرلمانات والسلطة التنفيذية. ففي تونس ومصر كما في غزة و من77اطق أخ77رى، هن77اك م77زج بين ش77رعية ه77ذه التي77ارات وبين حقها في تغيير أسس الديمقراطية والمواطنة. في ظ77ل ص77مت

هذه التيارات حول هدا االلتباس الخطير. لم يص77ل اإلس77الميون إلى الس77لطة والحكم في أك77ثر من بلد عربي في ظروف انتقال طبيعية؛ والمقص77ود هن77ا ب77الظرف الطبيعي هو انتقال للسلطة التنفيذية من تيار سياسي أو ح77زبي إلى آخ777ر، كم777ا يج777ري ع777ادة في البل777دان العريق777ة بالحي777اة الديمقراطية؛ حيث تشكل جملة األعراف والدس77اتير والق77وانينر والقيم العام77ة والعق77ود االجتماعي77ة الض77ابط والحكم والمؤش77 لطبيعة ذلك االنتقال. و عليه، ف7إن م7ا ج7رى و الزال يج77ري في حاالت هذه البلدان هو شيء خاص. فعملية انتقال السلطة لدى غالبية الحرك77ات اإلس77المية ال ته77دف إلى تغي77ير الق77ائمين على الس77لطة والش77ؤون العام77ة فحس77ب، ب77ل ج77ل تل77ك األع77راف77ة والدساتير والق7وانين والقيم والعق7ود العام77ة ال77تي تنظم مظل الحياة العامة في هذه البالد. وما يزي77د تك77ريس خصوص77ية ه77ذه الحالة، هو بالضبط الفهم والوعي الخاص ال77ذي يملك77ه اإلس77الم

السياسي لجملة تلك المفاهيم. ضمن هذا الس77ياق، يعتق77د اإلس77الميون الج77دد، تحت ت77أثير خطاب777اتهم االحتفالي7777ة بالوص777ول للس777لطة ع777بر العملي777ة الديموقراطية، بأن وصولهم ه77ذا واس77تحواذهم على مؤسس77ات السلطة التنفيذية، يمنحهم الحق تماما بممارسة السلطة بشكل غير مضبوط، أي أن السلطة تتساوى في وعيهم م77ع الحكم. إال أنه عدا آلية "فصل السلطات" الثالث أو األربع، التي تعد ال7ركن األساس في ممارسة الديمقراطية، هناك ثمة م77ا أعم77ق وأش77د77ه يق77وم تعقيدا للحياة السياس77ية والعام77ة، في أي بل77د ي77دعي أن

210

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

على أس777اس المواطن777ة وترتس777م مؤسس777اته حس777ب القيم الجمهوري77ة. ه77ذا الش77يء العمي77ق غ77ائب تمام77ا عن ال77وعي السياسي للحركات اإلس77المية الجدي77دة. يتجلى ه77ذا األم77ر في

(: 1نقطتين أساسيتين)أ/ عدم التمييز بين السلطة و الدولة:

أتسم الخطاب اإلسالمي الصادر ح77ول العدي77د من قض77ايا تسيير الشأن العام بالغموض أحيانا و االزدواجية أحيانا أخرى. و في ه77ذا اإلط77ار عموم77ا، يس77تمر خط77اب األح77زاب اإلس77المية القادم77ة إلى الس77لطة بع77دم التمي77يز الواض77ح بين مفه77ومي

، دل7ك أن م77ا ه77و مخ77ول بممارس77ته حس77ب الس77لطة والدول77ة العملية الديموقراطية هي األفعال والحقوق المنوط77ة بالس77لطة التنفيذية فحسب، و بالتالي فهي ال تشمل كل ممارسات أجهزة الدول77ة المختلف77ة . فم77ا منح من حق77وق لممارس77ة الس77لطة التنفيذية ألي طرف سياسي، يتم حسب جس77م وش77كل أس77اس هو الدولة بمؤسساتها وقيمها والروابط الموجودة بينه77ا. حيث ال77ر الهيك77ل يمكن للف77رع، المتمث77ل بالس77لطة التنفيذي77ة، أن يغي77ه في ذل77ك الحين يه77دم األساسي الذي قامت علي77ه الدول77ة. ألن األساس الذي قامت عليه وكسبت الش77رعية عبره77ا. فالس77لطة ممنوحة ألنه ثمة دستور معين ومضبوط قد صاغ آلياتها. دس77تور نتج عن تفاعل تاريخي وذاكرة جماعية ونضاالت مش77تركة وقيم عالمية ومكتسبات اجتماعية والكثير من العوامل األخرى، ال77تي شكلت مجتمعة هذا الدس77تور، الوثيق7ة األساس77ية ألي دول7ة. وال يمكن ألي حزب ح77از على الس77لطة بفع77ل حص77وله على نص77ف أصوات الن77اخبين، أو حتى أق77ل، أن يتع77دى على ه77ذه األس77س. والشيء الذي يصح على الوثيقة األساسية للدول77ة، "الدس77تور"، يصح أيضا بحق المؤسسات التي صاغها، أي مؤسس77ات الجيش والتعليم والنقاب777ات والض777مان الص777حي والقض777اء. وم777ا يمنح للسلطة التنفيذية هو فقط حق اإلدارة وتس77يير ش77ؤون مح77ددة بالقوانين واألعراف في هذه المؤسسات، أو بعض77ها. أم77ا تغي77ير بنية ومعاني ومقاص77د وج77وهر ه77ذه المؤسس77ات وغيره77ا، ال77تي تشكل بنيان الدولة الحديثة، فهو غير منوط بأي طرف سياسي. وال يمكن وسم أي سلطة تريد التحكم باألسس والمؤسسات إال كونها سلطة استبدادية، حتى ل77و ك77انت مف77روزة حس77ب عملي77ة

"ديموقراطية".1 )Le monde Diplomatique, les islamistes et le respect des valeurs

républicaines, juin 2012211

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

والواق77ع أن م77ا يس77هل من ذه77اب اإلس77الميين في ه77ذا االتج77اه، و م77ا يزي77د من ت77أثير ذل77ك الخل77ط ه77و أن األنظم77ة السياسية السابقة كانت تمارس بشكل مقص77ود اس77تحواذا على الدولة. فهي خلفت من جهة نظما سياسية خالية من أي ع77رف ونم77ط في التفك77ير السياس77ي يفص77ل بين األم77رين؛ و من جه77ة أخ77رى جعلت ب77نى الدول77ة مترهل77ة، تحت77اج إلع77ادة تأس77يس وتأهي77ل، وه77و ش77يء س77يزيد من دور الس77لطة الحاكم77ة راهن77ا، وتأثيرها على تشكيل هذه المؤسسات الخاصة بالدولة. وال يجب أن يغيب عن المتابعين لخطابات اإلسالميين ض77رورة اح77ترامهم

.للدستور وللعقد االجتماعي األساسيب/ السعي لبسط السيطرة على الحقل العام:

الشيء اآلخر غير المدرك في الوعي السياس77ي للتي77ارات اإلسالمية الجديدة، هو التمييز ال77واجب بين الس77لطة السياس77ية في األجهزة التنفيذية وبين س77لطة الهيمن77ة على الحق77ل الع77ام. فمجموعة المعطيات التي تش77كل الحق77ل الع7ام، من المس77اواة بين الجنس777ين والمس777اواة بين جمي777ع األف777راد على أس777اس المواطني77ة وحري77ة التعب77ير وإب77داء ال77رأي والنش77ر والتجمه77ر وتأس777يس المؤسس777ات إلى الحري777ات الجنس777ية والشخص777ية والعقائدي777ة، ال777تي على أساس777ها يتم التفاع777ل بين جم777وعها أو االنتق77اص منه77ا ب77أي ظ77رف من المواط77نين ال يمكن مس77 الظروف، وتحت أي تفس77ير خ77اص سياس77ي أو ثق77افي أو دي77ني للمعاني. فهذه الحقوق مكتسبة ومشرعنة عبر نضاالت طويل77ة، س77اهمت في وض77عها و ترس77يخها فعالي77ات مجتمعي77ة وإنس77انية شتى. فكما ال يحق ألي نظام ديمقراطي أوروبي حديث مثال أن يعيد تشريع أي قانون يبيح االس77تعباد أو العنص77رية أو الكراهي77ة، فأنه ال يمكن ألي تيار سياسي أن يحتك77ر مع77نى ال77دين وتفس77ير القيم وتحدي77د الحي77اء الع77ام، كم77ا ك77انت األنظم77ة االس77تبدادية77ة واالنتم77اء والمقاوم77ة. كم77ا أن السابقة تحتكر تعريفات الوطني أي مس ج777وهري بمؤسس777ات ومواثي777ق الدول777ة يعت777بر فعال

استبداديا، حتى لو صدر عن سلطة منتخبة ديمقراطيا. إن عدم احترام وضمان أي سلطة سياسية للحق77ل الع77ام وخواصه، ودفاعها عنه وعن المنخرطين به، من أي ت77أثير عنفي أو مؤسس77اتي يحم77ل تفس77يراته وقيم77ه الخاص77ة، يش77كل في77ة العلي77ا ال77تي الحقيق77ة ممارس77ة تن77اقض قيم الدول77ة الجمهوري أنتجت المؤسسات ال77تي مكنت الفع77ل ال77ديمقراطي من إف77راز هذه السلطة. والحالة اإلسالمية تمل77ك خصوص77ية مض77اعفة في

212

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ه77ذا الحق77ل، ألنه77ا أساس77ا تنظيم77ات ومج77االت سياس77ية تعج77ة، أض77عاف م77ا تس77تحوذ على مب77ادئ بالمف77اهيم وال77رؤى القيمي

وبرامج وتصورات سياسية واقتصادية وتنموية . ثمة معيار بس77يط يمكن من خالل77ه قي77اس درج77ة انتظ77ام77ة ال77تي يجب أن تنظم اإلس77الميين الج77دد في القيم الجمهوري الحياة السياسية في بلداننا حديثة الديمقراطي77ة: أال وه77و معي77ار أن تعني الكلم77ات والعب77ارات م77ا يقص77د منه77ا بالض77بط. مثال إن عبارة "الدولة المدنية" في الوعي السياسي لإلس77الميين الج77دد77ة. تعني أن ال تكون الدولة عس77كرية، أو أال تك77ون الدول77ة طائفي لكنها ال تعني أبدا مرادها الج77وهري في أس77س الدول77ة. كم77ا أن كلم77ة "األغلبي77ة" بالنس77بة له77ؤالء اإلس77الميين الج77دد تع77ني في77ة الكثير من البل77دان ال77تي به77ا تن77وع ط77ائفي أو م77ذهبي، األغلبي77ة العمودي77ة، وال تع77ني األغلبي77ة 77ة أو المذهبي 77ة أو الطائفي الديني السياسية األفقية. وكذلك عبارات العدالة والمس77اواة والحق77وق77ة المعتق77د ..إلخ. فه77ل ي77أتي ه77ذا ألن قيم الدول77ة الفردية وحري الجمهورية واإلسالم السياسي ينتميان لمنشأين ذهنيين متباينين أساس77ا؟ ربم77ا، وربم77ا ألج77ل ذل77ك ثم77ة ص77عوبة في تح77ول

الديمقراطية من مجرد عملية انتخابية إلى ثقافة وقيم. : مبدأ التداول على السلطة-2

مكنت االنتخاب77ات في مص77ر وت77ونس األح77زاب اإلس77المية )حرك77ة اإلخ77وان في مص77ر والنهض77ة في ت77ونس( من الحص77ول على حص77ة كب77يرة من الهيئ77ات المنتخب77ة، وجعلتهم في مواق77ع الس77لطة والحكم. لكن ه77ل يخ77دم ه77ذا الف77وز فك77رة التعددي77ة والتوافق ويس77مح بالت77داول الس77لمي على الس77لطة؟وإذا ك77انت التعددي77ة والتواف77ق، "يعني77ان الوص77ول إلى منطق77ة تالقي بين الفرق777اء دون نفي أو اس777تالب لآلخ777ر، ف777إن اإلس777الميين رغم دعوتهم للتواف7ق، إال أن ممارس7اتهم السياس77ية فيه7ا كث7ير مم7ا يتعارض ويتناقض مع هذه ال77دعوة ويحت77اج اإلس77الميون لتج77اوز هذا التناقض إلى عدد من اإلجراءات الجريئ77ة منه77ا: أوال، فص77ل النش77اط السياس77ي عن ال77دعوي، ألن االلتب77اس بين المج77الين مص77در ت77وترات خط77يرة وي77ذكي الص77راع. ثاني77ا، ح77ل إش77كالية المرجعية والممارسة في مجال حقوق اإلنسان بتأكيد عالميته77ا. ثالث77ا، توض77يح مفه77وم األغلبي77ة واألقلي77ة، بحيث يوض77ع نج77اح الحرك77ات اإلس77المية في إط77اره النس77بي، وال يعطى أك77ثر مم77ا يمثل فعال. ورابعا، بناء توافقات سياس77ية وطني77ة واس77عة تظم تي77ارات مختلف77ة، دل77ك ألن عملي77ة التن77اوب على الس77لطة في

213

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الغرب تتم بين قوى بينها قواسم مشتركة عديدة تحق77ق حال77ة من التواف77ق واإلجم77اع ح77ول قض77ايا جوهري77ة محس77ومة، لكن الوضع في البلدان العربية التي عرفت حرك77ات ثوري77ة س77محت بصعود اإلسالميين للسلطة مختل77ف، إذ تعج الس77احة السياس77ية بقوى سياسية ذات برامج متعارضة ومتناقضة تس77عى للس77لطة،

وهو ما يعيق إقامة نظام للتداول. و الواقع أن جانبا كبيرا من خطاب اإلسالميين بع77د الف77وز سرعان ما أثار مخاوف واسعة في أوساط التي77ارات السياس77ية المنافس77ة لهم. فاإلس77الميون ظه77روا في س77لوكهم السياس77ي أوص777ياء على النظ777ام السياس777ي بمجمل777ه، ومن هن777ا ج777اءت مص77طلحات: "األخون77ة" و "األس77لمة"، وهي بالض77رورة ق77د ال تعكس حقيقة ما يجري، وإنما تعكس في جزء منه77ا "فوبي77ا" تم التأسيس لها على امتداد سنوات طويلة. األهم في فهم طريق77ة تفك77ير خص77وم اإلس77الميين يكمن في الس77ياق الت77اريخي ال77ذي تطورت فيه مسألة إدارة الش77أن الع77ام و الحكم عن77د الع77رب وغ77يرهم من ش77عوب المنطق77ة. فم77ا ك77ان س77ائدا في الق77رن الماضي هو أن الدولة الحديثة منقطعة عن ال77دين أو مس77تعملة له ، لذلك مارست النخب الحاكمة سياسات معين77ة تج77اه ال77دين ت77تراوح أساس77ا بين التهميش أو التوظي77ف. و ك77ان ذل77ك في الواقع مظهرا من مظاهر التطرف لدى هذه النخب ب7رز بش7كل خاص في تونس و أدى إلى إقصاء مكون أساسي من مكون77ات الثقافة والهوية للمجتمعات. و ازدادت هذه السياسات تش77ددا و تطرفا في بعض البلدان تدريجيا مع إحكام تلك الق77وى قبض77تها على السلطة ومعه النظام؛ فاس77تعانت بالقبض77ة األمني77ة لتأكي77د ذل77ك الع77زل لإلس77الميين الراغ77بين في أن يك77ون لهم دور في الشأن العام، واألمثلة معروف77ة للجمي77ع. و يخش77ى حالي77ا من أن تلك الطريقة في التفكير وفي إدارة المجتمع والشأن العام قد انتقلت إلى اإلسالميين. وما أصبح معروف77ا الي77وم ه77و أن77ه ح77تى تصبح مؤثرا في الشأن العام ال يكفي أن تكون في السلطة، بل عليك أن تسيطر على النظ77ام. و مث77ل ه77ذا يق77ود بال أدنى ش77ك

إلى إنتاج نوع من االستبداد المبرر دينيا. و هكذا نالحظ إجماع التحاليل و اآلراء حول أهمي77ة الط77ابع الس77لمي لوص77ول اإلس77الميين إلى الس77لطة في بل77دان الربي77ع العربي عن طريق صندوق االقتراع و اعتب77اره ح77دثا تاريخي77ا في مسار الحياة السياسية، لكن العديد منها يس7ارع إلى التس7اؤل حول مدى استعداد اإلسالميين لاللتزام بقواعد اللعبة السياس77ية التي تضمن التداول على السلطة بش77كل س77لمي. إذ هن77اك من

214

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

يوج77ه التهم77ة لإلس77الميين ب77أنهم يتقن77ون الخط77اب الم77زدوج و يضمرون غ77ير م77ا يعلن77ون، وأنهم ليس77وا أوفي77اء له77ذه القواع77د، وليس هناك ما يضمن عدم انقالبهم عليها بإح77داث تغي77يرات في قواعد اللعبة نفس77ها بحيث تض77من بق77اؤهم وتبع77د خص77ومهم. و يأتي مطلب اإلسالميين بإلزام الجميع بديمقراطي77ة تحت س77قف اإلجم77اع على الش77ريعة اإلس77المية، في مقدم77ة التهم الموجه77ة لهم، نظ777را لم777ا يتض777منه ه777دا المطلب من إقص777اء مباش777ر

للخصوم . إن التطورات التي عاشتها المنطق77ة في الق77رن الماض77ي، وتعيش77ها اآلن، تط77رح س77ؤاال كب77يرا على اإلس77الميين أنفس77هم، عليهم أن يتص777دوا لإلجاب777ة عن777ه قب777ل اآلخ777رين، وه777و: ه777ل اإلس77الميون راغب77ون في الس77لطة؛ وه77ذا يع77ني االنتق77ال بين الحكومة والمعارضة، أم يريدون النظام السياسي برمت77ه؟ على الجانب اآلخ77ر، ف77إن على الق77وى السياس77ية ال77تي تعت77بر نفس77ها ليبرالي77ة اإلق77رار ب77أن التي77ارات اإلس77المية ليس77ت غريب77ة عن المنطقة وهي مكون أساسي من الفعاليات السياسية النش77طة فيها، وظهور أصوات متنافسة على السلطة في تل77ك البل77دان ال

يعني بالضرورة األسلمة. ويبقى المهم في ه77ذا الس77ياق ه77و بن77اء التوافق77ات؛ ليس ب77المعنى ال77ذي ي77روج ل77ه البعض ع77بر األغلبي77ة واألقلي77ة، ب77ل التوافق77ات ح77ول قيم مش77تركة و عميق77ة تش77كل مرجعي77ات سياس777ية واقتص777ادية واجتماعي777ة تض777بط إيقاع777ات الحي777اة السياس77ية و المجتمعي77ة، وتض77من مب77دأ الت77داول الس77لمي على الس77لطة بين التي77ارات و الكت77ل السياس77ية طبق77ا لم77ا تف77رزه االستحقاقات االنتخابية. وبغير ذلك، سيستمر الجمي77ع في دائ77رة

(.1االستبداد وإعادة إنتاجه ) - مسألة احترام الحقوق و الحريات: 3

أص777بحت مس777الة الحق777وق و الحري777ات و كيفي777ة تعام777ل اإلس77الميين معه77ا مح77ور انش77غال ج77ل األوس77اط السياس77ية و األكاديمية و اإلعالمية سواء في البلدان المعنية و في مق77دمتها

تونس ومصر أو في بقية البلدان العربية. و الواقع أن الخطاب اإلسالمي حول هدا الموضوع ي77تراوح بين : - من يؤك77د على اح77ترام الحق77وق و الحري77ات طبق77ا لم77ا

( انظر محجوب الزوبيري ، اإلسالميون المعاصرون بين السلطة و1 الدولة

http://www.alghad.com/index.php/afkar_wamawaqef/article/32068.html215

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تنص علي77ه المواثي77ق و العه77ود الدولي77ة، ب77ل وي77ذهب إلى ح77د ب77أن اإلخالل به77ا يمث77ل خط77را حقيقي77ا يته77دد الث77وراتاالعتراف

العربية، ويعيق بناء الدولة الحديثة، دولة المواطنة ال77تي تض77من الحقوق األساسية لكل مواطنيها بص77رف النظ77ر عن انتم77اءاتهم

- ومن ي77رغب و يط77الببوجوب تك77ييفالسياسية واأليديولوجية. هذه الحق77وق والحري77ات ب77دعوى أح77ترام التع77اليم اإلس77المية و

الخصوصية الثقافية . و يث77ير موض77وع التك77ييف و الخصوص77ية مخ77اوف و ردود أفعال قوية في أوساط القوى المعارضة التي تؤك77د من جهته77ا على التهديدات المحدقة بالعدي77د من المكتس77بات المنج77زة في

أوله7ا/ مجال الحق77وق و الحري77ات و تؤك77د على نق7اط جوهري77ة: وجود فجوة كبيرة بين خطاب اإلسالميين و أفعالهم التي ته77دف أساسا إلى إخضاع مختلف مجاالت الحياة االجتماعي77ة والثقافي77ة والسياسية واالقتصادية والقانونية والفني77ة إلى األحك77ام الديني77ة.

خط77ورة الغم77وض ال77ذي يكتن77ف موق77ف اإلس77الميين منثاني77ا/ مسألة المرجعيات الحقوقي77ة و خاص77ة ع77دم االع77تراف بأولوي77ة المرجعيات الحقوقية الدولية . حيث يستند غ7البيهم إلى مقول7ة مركزية بأن "اإلسالم دين ودولة، ومصحف وسيف" مم77ا ي77ترتب علي77ه "أس77لمة" جمي77ع مج77االت الحي77اة، بطريق77ة تتجاه77ل تن77وع الظروف التاريخية وتغيرها، وتنكر خصوصية الوقائع االجتماعية.

( و1و بهذا المع77نى اإلس77الميون يس77عون الى "أخون77ة الدول77ة" ) إقامة نظم سياسية ال تكتفي بمج77رد الس77يطرة على الس77لطة السياسية، بل تستخدم السلطة إلعادة صياغة حي77اة الن77اس في أبعادها المتعددة، وبذلك فإن النظام اإلسالمي ي77روم الس77يطرة

أن مفه77وم المواطن77ة ال77ذيثالثا على الض77مير الشخص77ي. و يلخص المساواة و عدم التمييز والحرية والمسؤولية االجتماعية

جديد على الثقافة العربية اإلسالمية. رابعا: التوجهات العامة للحراك السياسي في

أقطار الربيع العربي ش777هدت التجرب777ة القص777يرة لإلس777الميين في الس777لطة ب777روز سلوكات و مؤشرات عدي77دة و متناقض77ة أحيان77ا، لكنه77ا شكلت مادة دراسة و تحليل حول مستقبل الحراك السياس77ي

في البلدان المعنية ، تسمح برصد اتجاهين رئيسيين هما: 1 ) Alain Gresh, Egypte , de la dictature militaire à la dictature religieuse ?,

Le Monde Diplomatique , Novembre 2012, P. 19  216

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التوجه نحو التشدد و المواجهة: ي77رى أن مس77ار ه77ذه الحرك77ات يتج77ه ال محال77ة نح77و التش77دد و المواجه77ة، و يس77تند في ذل77ك إلى الممارس77ات األولى وبعض األخطاء التي ارتكبت للتأكي77د على ع77دم جدي77ة اإلس77الميين في اح77ترام القواع77د األساس77ية المم77يزة للدول77ة الحديث77ة مث77ل: الديمقراطية و التداول على السلطة و حق77وق اإلنس77ان. و في

هذا الشأن، يتم التنبيه والتحذير من المؤشرات التالية: يتسم خطاب اإلسالميين باالزدواجية من موق7ف إلى آخ7ر، وأ/

من قي77ادي إلى قي77ادي آخ77ر، مم77ا يس77اعد على اس77تمرار الغموض تجاه قضايا أساسية. كما يتسم هذا الخط77اب أيض77ا باالعتدال لدى القي77ادات و بالتش77دد ل77دى القواع77د النض77الية لهذه األحزاب، األمر ال77ذي يث77ير مخ77اوف جم77ة من وص77ول عناصر شابة و متشددة إلى قيادة هذه األح77زاب، و بالت77الي التوج77ه به77ا سياس77يا نح77و مواق77ف متطرف77ة ت77دفع بالحي77اة السياس77ية في ه77ذه البل77دان نح77و مواجه77ات مفتوح77ة م77ع

أقليات و تنظيمات سياسية معارضة . يعتبر ظهور التيار السلفي بقوة في مصر خاص77ة، و بنس77بةب/

متفاوتة في دول أخرى )تونس، اليمن، المغرب،....( بمثاب77ة (. إذ يش77كل من1مأزق كبير لألحزاب اإلس77المية الحاكم77ة )

جهة حليفا سياسيا و رصيدا انتخابيا ال يمكن االس77تغناء عن77ه. و من جهة أخرى تيارا سياسيا خطيرا ي77دفع نح77و التش77دد. و ق777د أثبتت بعض التس777ريبات اإلعالمي777ة في ت777ونس مثال

(. و إذا ك77انت التج77ارب2التواط77ؤ و التنس77يق بين التي77ارين ) األولى من االنتخاب77ات ق77د ش77هدت نوع77ا من االرتب77اك في مواقف التشكيالت المكون7ة للتي77ار اإلس77المي بس7بب الم7دة القصيرة و نقص التجربة فإن التخوف يش77تد من توج77ه مجموع التيارات اإلسالمية مستقبال نحو التحالف و التمترس تج77اه مختل77ف الق77وى السياس77ية األخ77رى بك77ل تنوعه77ا و

اتجاهاتها . على المستوى الفكري-العقيدي يجزم العديد من المفكرينج/

ألن التنش777ئةعلى ع777دم "قابلي7777ة اإلس777الميين للتغي777ير األيديولوجي77ة على الس77مع والطاع77ة للمرش77د، والتك77وين1 ) Tunisie : les islamistes au pouvoir confrontés à la pression salafiste, AFP

du 25 janvier 2013 ( حادثة الفيديو الدي تم تسريبه لزعيم النهصة راشد الغنوشي و هو 2

يتفاوض سرا مع عناصر من التيار السلفي التونسي217

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الثق77افي المغل77ق لإلس77الميين، ال يس77محان لهم ب77أن يكون77وا م77رنين منفتحين على اآلخ77رين، فاإلس77الميون أي77ديولوجيون، واألي7777ديولوجي- عام7777ة- دكت7777اتوري بطبع7777ه...، والحكم األي77ديولوجي يهتم أوال بتعزي77ز س77لطانه وتوس77يع ص77الحياته والتمكين لجماعت777777ه أك777777ثر من اهتمام777777ه بقض777777ايا ش777عبه".ويستش777هد المعارض777ون بمختل777ف المواق777ف و القرارات ال7تي اتخ7ذها اإلس7الميون من77د ت7وليهم الس7لطة و التي تصب في خانة التسلط و الحكم الفردي و االس77تبداد و منه77ا: إس77راع اإلخ77وان في مص77ر إلص77دار إعالن دس77توري على المقاس و رفضته قوى سياسية و مجتمعية واسعة جدا ألنه "يعطي الرئيس – كما صرح وحيد عبد المجي77د - وض77عا ف77وق جمي77ع س77لطات الدول77ة الدس77تورية، ويمنح77ه س77لطة

(، و محاول77ة1مطلقة ليفعل ما يشاء عبر االستفتاء الع77ام" ) تطويع مؤسسة القضاء و التدخل في شؤون األزهر ورفض أحكاما قضائية صادرة من المحكمة الدستورية العليا . و لم يختلف المشهد كث77يرا في ت77ونس أين س77ارع ح77زب النهض77ة أيض77ا الى المس77اس بالط77ابع الجمه77وري للدول77ة و محاول77ة تعديل و "أسلمة" قانون األح77وال الشخص77ية. واالنتق77ال إلى استعمال الترهيب بواسطة مليشيات ت77دعي حماي77ة الث77ورة، وغض الط77رف عم77ا يق77وم ب77ه الس77لفيون و التكف77يريون من تخوي77ف واعت77داء ض77د مناض77لي و مق77رات المعارض77ة و

النقابة . كل هذه المؤش77رات و أخ77رى اجتماعي77ة و اقتص77ادية ته77دد بقوة مكتسبات الثورة و تدفع ت77دهور الوض77ع ال77داخلي بس77رعة

نحو مواجهات و اسعة و عنيفة.التوجه نحو االعتدال و التوافق:

يرى بتفاؤل أن الحركات و األحزاب اإلسالمية القادم77ة إلى الس77لطة متجه77ة نح77و مزي77د من االعت77دال في طروحاته77ا، و التوافق مع التيارات السياس77ية المع7ارض. و يس7تند ه7ذا ال7رأي طبعا إلى مجموعة مؤشرات ملموس77ة و مواق77ف معلن77ة تعم77ل

مسايرة و متفتح77ة علىعلى التأسيس ألحزاب و نخب إسالمية متطلبات العصر. و يمكن تلخيص هذه المؤشرات في ما يلي:

أن منط77ق الس77لطة غ77ير منط77ق المعارض77ة، ومتطلب77ات أ/ الحكم ومسؤولياته، تفرض على اإلسالميين إتب77اع سياس77ات

( عبد الحميد اآلنصاري، اإلسالميون في السلطة و الواقعية 1.10/04/2013السياسية ، االتحاد اإلماراتية

218

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

براغماتية تتماشى و احتياجات الجم77اهير الملح77ة و ت77راعي و يستش77هد على ذل77ك ب77المواقف،المص77الح العلي77ا لل77وطن

/ على المستوى الداخلي تج77اه الحري77اتأوالالمطمئنة جدا الفردي77ة و ص77لت ب77زعيم النهض77ة راش77د الغنوش77ي إلى ح77د

و لن يغل77ق الحان77ات والبكي77نيالتصريح بأن حزبه "لن يمنع أن حزب77ه لن يض77يف إلى إس77الم الن77اس وإيم77انهم ش77يئا. ويضيف: "لم نأت لنقول للرج77ال: التح77وا وللنس77اء تحجبن"، مؤك77دا أن منط77ق الت77دخل في خصوص77يات الن77اس غ77ير

/ بالسياسات المتعاونة جدا إلس77الميي(. و ثانيا1)إسالمي مصر و تونس و المغرب....الخ على المستوى الخ77ارجي اتج77اه االتفاقي77ات الدولي77ة )و في مق77دمتها ك77امب دافي77د( و صندوق النقد الدولي و االس77تعداد الكب77ير للتع77اون م77ع ع77دو

األمس : الواليات المتحدة األمريكية......الخ. ف77از اإلس77الميون في الموج77ة األولى من االنتخاب77ات ال77تيب/

أعقبت الث77ورات العربي77ة بأغلبي77ات مهم77ة لكنه77ا ليس77ت مطلقة، األمر الذي دفعهم إلى البحث عن تحالفات موس77عة م77ع تكتالت سياس77ية أخ77رى مث77ل م77ا ح77دث في ت77ونس و

و ما سيحدث في بلدان عربية أخرى .  المغرب، وعليه، يؤكد هذا االتجاه على أن مرحلة م77ا بع77د االس77تبداد

( مم77ا2هي "ليس77ت إس77المية بالكام77ل و ال علماني77ة بالكام77ل" ) يدفعها حتما إلى االعت77دال. و الواق7ع أن7ه و ب7العودة إلى الت7اريخ السياسي للنظم السياسية الغربية نجد أن االنتق77ال من مرحل77ة االستبداد إلى الديمقراطية الناضجة يمر بالضرورة ع77بر مرحل77ة انتقالي77ة مض77طربة. و بنفس المنط77ق، فمن المس77تحيل انتق77ال الشعوب العربية بكل ما عرف عن تاريخها الدموي المعق77د إلى الديمقراطية بين عشية و ضحاها. بل يذهب بعض المحللين إلى الق77ول ب77أن وض77ع اإلس77الميين على مح77ك ممارس77ة الس77لطة و اختب77ار إمكاني77اتهم ه77و مرحل77ة ض77رورية س77تؤدي ال محال77ة إلى تراج7777ع ش7777عبية األح7777زاب اإلس7777المية و تقلص حص7777تها في االستحقاقات االنتخابية القادمة، و دلك لعدة أسباب نذكر منه77ا:

( وردت اإلشارة إلى هدا التصريح بورقة عبد الحميد األنصاري ،1 اإلسالميون في السلطة و الواقعية السياسية صحيفة االتحاد االماراتية

10/04/2013 ( عبد الخالق حسين، فوز االسالميين: نعمة أم نقمة؟، الموقع الخاص: 2

http://www.abdulkhaliqhussein.nl219

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

انتقام77اأن السلوك االنتخابي في المرحلة األولى كان يتض77من االنتخابي77ةتجاوب77ا م77ع الوع77ود من العه77د الس77ابق وواض77حا

لإلس77الميين بتحقي77ق الع77دل و محارب77ة الفس77اد و غيره77ا من الشعارات الجذاب77ة، و ه77و أم77ر ط77بيعي في الحمالت االنتخابي77ة، لكن الممارس77ة الميداني77ة س77رعان م77ا أدت إلى إب77راز عج77ز اإلسالميين عن تقديم حلول و بدائل ناجعة للقضايا االجتماعية و االقتص77ادية الحارق77ة . األم77ر ال77ذي انعكس مباش77رة في ش77كل تراجع واضح لشعبية اإلسالميين، و في تزايد وتيرة االحتجاجات االجتماعي77ة و السياس77ية بق77وة في ك77ل من ت77ونس ومص77ر و

( . و1المغرب "بأشكال و أحجام لم يكن يتوقعه77ا اإلس77الميون") تعكس هذه الظاهرة تحوال عميق77ا في طبيع77ة الح77راك ال77داخلي يتسم أساسا بالتنافس السياسي و االجتماعي المفتوح و بزوال حاجز الخوف و استعداد الش77باب و التي77ارات المختلف77ة لل77نزول إلى الشارع، مثل ما ح77دث و يح77دث في البل77دان الثالث يومي77ا

تقريبا . أخيرا، أعتقد أن القيادات اإلس77المية و بم77ا تت77وفر علي77ه منج/

ثقاف77ة سياس77ية و من رص77يد في العم77ل السياس77ي، ق77د استفادت كثيرا من التج77ارب الس77ابقة في ط77رق الوص77ول

أن ما ج!!رى في الجزائ!!ر حاض!!ر فيإلى السلطة، و أذه!!ان ك!!ل الق!!ادة اإلس!!الميين. و يب!!دو من خالل التصريحات المختلفة أن هذه القيادات اإلس!!المية، و بقدر م!!ا هي مرعوب!!ة من المس!!ار ال!!ذي س!!لكته األح!!داث في الجزائ!!ر بين الجيش و اإلس!!الميين ممثلين في جبه!!!ة اإلنق!!!اد. فهي حالم!!!ة ج!!!دا

(، و بما حقق!!ه ح!!زب العدال!!ة و2بالنموذج التركي) التنمي!!ة على المس!!تويات الفكري!!ة والسياس!!ية و

االقتصادية.

1 ) voir Mohamed Hasni, Le printemps arabe : l’horizon s’assombrit pour les islamistes au pouvoir , A.F.P du 11 fevrier 2013, Voir aussi l’article de Jacques Benillouche : les déconvenues des islamistes au pouvoir ,

2 ) Les islamistes tunisiens face à leur pouvoir, Le Monde (Editorial) du 20/02/2013

220

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

221

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التحوالت الوظيفية في النظام اإلقليمي العربيفي ظل الثورات العربية

)جامعة الدول العربية – دراسة حالة(د.زياد عبدالوهاب النعيمي

مدرس –مركز الدراسات اإلقليمية –جامعة الموصل-العراق

المقدم77ة تشكل جامعة الدول العربية احد أهم النظم اإلقليمية كونها تأسس77ت لتعم77ل على توحي77د الق77رار الع7ربي في ظ77ل مواجه7ة األزمات العربية واإلقليمي7ة والدولي7ة،وش7كلت الجامع7ة العربي7ة

في ظل عملها وقراراتها أهمية زمانية ومكانية. فهي نظ77ام إقليمي ع77ربي يعم77ل على إقام77ة ت77وازن في القرار العربي.. ويدخل المنهج الوظيفي اح77د مرتك77زات العم77ل اإلقليمي الع77ربي، اذ تش77كل الوظيفي77ة مح77ورا هام77ا في عم77ل الجامع77ة وتطوره77ا من خالل قراراته77ا السياس77ية واالقتص77ادية واالجتماعي777ة، واعتم77دت جامع77ة ال77دول العربي77ة على المنهج الوظيفي شكال وموضوعا منذ تأسيس77ها وطورت77ه باتج77اه خدم77ة

قراراتها لتحقيق أهدافها ومبادئها , 2010وفي ظل قيام ث77ورات )الربي77ع الع77ربي( من77ذ نهاي77ة

التي شهدتها دوال عربية، دخلت الجامع77ة العربي77ة اختب77ارا عملي77ا ص77عبا بم77دى ق77درتها على المحافظ77ة على بقائه77ا كونه77ا نظام77ا إقليميا عربيا مايزال يتمتع بمص77داقية ومن اج77ل تعزي77ز مفه77وم الوظيفية التكاملية واالنتقال بالمفهوم نحو تعزيز دورها في ظل تلك الثورات وتأثير تل77ك الث77ورات على قراراته77ا وم77دى تحمله77ا لمسؤوليتها خصوصا في ظل وجود أزم77ات عربي77ة له77ا ت77أثيرات

دولية.. يناقش البحث مفهوم التحول الوظيفي لدور جامعة ال77دول العربي77ة وت77وازن الق77رار ال77دولي في ظ77ل اإلبق77اء على المنهج ال77وظيفي بعي77دا عن الس77لبية في مقاب77ل الق77درة على األعم77ال المشتركة لل7دول العربي7ة وم7دى تحمله7ا مس7ؤولياتها القانوني77ة

والسياسية في ظل تلك األزمات .

إشكالية البحث :222

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تنب77ع إش77كالية البحث من خالل بي77ان الموازن77ة بين الق77رار العربي وفق منهج الوظيفية ومدى القدرة على إحداث تغييرات جوهرية على أساس المنهج الوظيفي في ظل الثورات العربية، التي جاءت لتعلن عن جمل77ة تغي77يرات في المف77اهيم والس77لطة، وت77أتي إش77كالية البحث من خالل م77دى تحق77ق الق77رار ال77دولي للمنهج ال777وظيفي والتح777والت الوظيفي777ة بص777ورة ايجابي777ة في

مواجهة أالزمات القائمة .منهجية البحث :

انطلق البحث من دراسة تحليلية، كرس77ت لحال77ة الجامع77ة العربي77ة بوص77فها النظ77ام اإلقليمي الع77ربي ال77ذي يجم77ع ال77دول العربي77ة ويوح77دهم بق77راراتهم ومس77ؤولياتهم وتنفي77ذ التزام77اتهم

تجاه شعوبهم.خطة البحث :

تم تقس77يم البحث إلى مبح77ثين تناولن77ا في المبحث األول جامعة الدول العربية من حيث النشأة واأله77داف والمب77ادئ أم77ا المبحث الثاني فقد تناولنا في اثر ثورات )الربي77ع الع77ربي( على

المنهج الوظيفي لجامعة الدول العربية.

223

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المبحث األولجامعة الدول العربية النشأة واألهداف والمبادئ

تعد جامعة ال7دول العربي7ة تنظيم7ا إقليمي77ا عربي7ا ج7اء بع7د الح77رب العالمي77ة الثاني77ة ليض77ع تص77ورات الع77رب وطموح77اتهم وأهدافهم ضمن هذا التنظيم، الذي كتب له النجاح تارة، والتع77ثر والتراجع تارة أخ77رى، ومهم77ا يكن من أم77ر ، ف77ان ه77ذا التك77وين التنظيمي المهم إنما جاء ليشمل الع77رب في رؤي77اهم وفك77رهم، بعي77دا عن الت77أثير الخ77ارجي، وأري77د ل77ه أن يك77ون امت77داد مكاني77ا وزمانيا لنبذ الخالفات العربية واتخاذ قرارات موحدة إزاء الكث77ير

من القضايا الرئيسة والمركزية والمحورية . نتن77اول في ه77ذا المبحث نش77أة الجامع77ة في مطلب أول،

وأهدافها ومبادئها في مطلب ثان وكما ياتي:المطلب األول:اإلطار المفاهيمي لجامعة الدول العربية

إن فك77رة إنش77اء منظم77ة تض77م ال77دول العربي77ة هي فك77رة تتج77اوب م77ع طموح77ات الع77رب وتطلع77اتهم ورغب77اتهم, وترتب77ط بفكرة التالحم الطبيعي والعضوي الذي يجب ان يق77وم في دول

تجمعها حضارة وأهداف ولغة وتاريخا مشتركا.وشهد الوطن العربي عند ان7دالع الح77رب العالمي77ة الثاني77ة)

( اتجاها فكريا يدعو إلى إقامة اتحاد بين الشعوب1939-1945 العربية وتحقيق طموحاتها في حل مشاكلها لتحقيق رباط أوث77ق

آذار22فيما بينهم, وبالفعل أنشئت جامعة ال77دول العربي77ة في , لتكون أول تنظيم إقليمي عربي، بوصفها منظمة دولي77ة1945

إقليمي77ة، تض77م ال77دول العربي77ة األعض77اء, كم77ا إنه77ا تعم77ل على تحقيق أهدافها ومبادئها وفق ميثاقها ووفق ما تخوله77ا حكوم77ات

.(1)(1)الدول األعضاء ولذلك توصف جامعة الدول العربية بأنه77ا )نظام77ا إقليمي77ا( ويمكن تجزئ7777ة المص7777طلح من خالل مفه7777ومي )النظ7777ام(

ومفهوم)اإلقليمي(. فالنظام هو من النظم, والنظم والتأليف وضم الشيء إلى الشيء, ونظمه أي ألفه وجمعه, كما يعني النظام انس77جام ك77ل جزء مع بقية األجزاء بحيث ال يتعارض تنفيذ جانب منها مع تنفيذ

د.رجب عبدالحميد :المنظمات الدولية بين النظرية والتطبيق ،جامع77ة (1)(1).146 ص 2008القاهرة ،

224

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بقية الج77وانب وال تق7وم بعض أجزائه7ا عقب7ة في س77بيل تحقي77ق(.2)(2)بعض أهداف الخطة

فه77و)نم77ط معين من القيم وقواع77د الس77لوك ال77تي تحكم التفاعالت بين وحدات النظام, إذ أن كل نظام يقرر نمطا معين77ا من القيم وقواعد السلوك ال77تي تتص77ارع أو تس77ود في77ه, وترك77ز دراسة نظام بهذا المعنى على تحليل تلك القيم ومتابع77ة قواع77د السلوك التي تنتهجها أطراف النظام بغية التع77رف على النم77ط

(.3)(3)السائد فعال للسلوك السياسي الواقعي( أم77ا اإلقليم, فه77و عالق77ات بين دول متع77ددة من العالق77ات السياسية واالقتصادية واالجتماعية الخاصة بالنظام والتي تمتلك تس77ييرها ذاتي77ا، وفق77ا لحركته77ا المنبثق77ة من ه77ذه التف77اعالت باالستقالل عن النظ77ام ال77دولي، ويك77ون ض77من ح77دود جغرافي77ة معينة, وال تعني اإلقليمية االستقالل عن النظام الدولي, ب77ل هي جزء ال يتجزأ من النظام الدولي, إنما هي ضمن مفهوم التكامل الدولي في العالقات الدولية, وقد اعترف ميث77اق األمم المتح77دة بمفه77وم اإلقليمي77ة ونظ77ر إلى التنظيم77ات اإلقليمي77ة باعتباره77ا وسائل لتحقيق السلم واألمن ال7دوليين, وأش77ار إليه7ا بالتفص77يل في الفصل الثامن منه، كذلك أخذت فكرة اإلقليمي77ة تتبل77ور في شكل العديد من المنظمات اإلقليمية بعد انتهاء الحرب العالمية

.وك77ان من اب77رز تل77ك1945الثاني77ة وقي77ام األمم المتح77دة ع77ام المنظمات اإلقليمية هي جامع77ة ال77دول العربي77ة, وهن77ا يمكن أن

نسأل: لماذا برز االهتم77ام ب77777) اإلقليمي77ة( خصوص77ا بع77د الح77رب العالمي77ة الثاني77ة وش77كلت أهمي77ة كب77يرة مقارن77ة بأهميته77ا قب77ل الحرب, وإذا م77ا ح77ددنا الس77ؤال بجامع77ة ال77دول العربي77ة, لم77اذا

النظام اإلقليمي العربي؟ لإلجابة نقول: إن الدول77ة لم تع77د بش77كل ع77ام ق77ادرة على التعام77ل م77ع.1

األزمات الدولية – اإلقليمي77ة بمفرده77ا ب77ل الب77د من وج77ود التع777اون ال777دولي خصوص777ا في مج777ال الس777لم واألمن

الدوليين.

د.خليل إسماعيل الح77ديثي: النظ77ام الع77ربي وإص77الح جامع77ة ال77دول (2)(2).18،ص2001، بيت الحكمة ، بغداد ،1العربية ،ط

د. حس77ن نافع77ة :األولوي77ات الدولي77ة المتغ77يرة وال77وطن الع77ربي (3)(3).95،ص1991القاهرة ،معهد البحوث والدراسات العربية ،

225

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وج77ود التكتالت والتجمع77ات ف77رض على ال77دول األخ77رى.2 ضرورة مواجهتها بذات المستوى الجماعي فوج77ود تكت77ل

إقليمي يلزمه تكتل أخر لمجابهته. تع77اظم درج77ة االعتم77اد ال77دولي المتب77ادل لتعزي77ز الق77وة.3

التفاوضية لمجموعة من ال7دول في مواجه7ة مجموع7ة أو(.4)(4) مجموعات دولية أخرى

عليه فإننا وضمن نطاق بحثن77ا نس77تطيع أن نع77رف )جامع77ة ال77دول العربي77ة( بوص77فها نظام77ا إقليمي77ا عربي77ا بأنه77ا )مجموع77ة الدول العربية التي ترتبط م77ع بعض77ها ارتباط77ا جغرافي77ا, وتوج77د بينها شبكة من التف77اعالت السياس77ية واالقتص77ادية واالجتماعي77ة, تهدف إلى تعزيز التعاون فيما بينها من اجل مواجه77ة أي أخط77ار خارجية, وتعمل هذه المجموعة ضمن إطار قانوني ه77و )النظ7ام اإلقليمي( الذي يحدد عالقة النظام اإلقليمي بغيره من األنظم77ة اإلقليمية والنظام الدولي عموما, وبينه وبين أعضاء النظ77ام من

الدول العربية(. ويتميز أي نظ77ام إقليمي بنم77ط معين من المتغ77يرات وهي نوعين, المتغيرات الكمية والمتغ77يرات النوعي77ة, أم77ا المتغ77يرات الكمي77ة نج77د ان77ه يرتب77ط بم77دى خض77وع التف77اعالت الحادث77ة في المنطقة اإلقليمية، لقواعد وقوانين نافذة ومعروفة سلفا, فض77ال عن ال77تزام األط77راف اإلقليمي77ة به77ذه الق77وانين, أم77ا المتغ77ير الن77وعي, فيتعل77ق بوص77فه طبيع77ة العالق77ات الس77ائدة بين ه77ذه األطراف والتي يمكن أن تتحدد باتجاهات ثالثة هي )المش77اركة(

( و)حركة النظام(5)(5)في العالقات بين أعضاء النظام اإلقليمي التي ترتبط بدرجة مالئم77ة الترتيب77ات اإلقليمي77ة لتحقي77ق تحس77ن مطرد مع مستوى انجاز النظام ككل, و)تكاملية النظام( وتع77ني قدرة النظ77ام على ت77دعيم س77لطة الشخص77ية المعنوي77ة للتنظيم اإلقليمي, إذ أن النظ7ام اإلقليمي كم7ا ه7و مع7روف يتط7ور تبع7ا لدرجة التكييف القانوني للجماع77ة اإلقليمي77ة، وبالنس77بة لجامع77ة الدول العربية, إذ يوصف بأن77ه نظ77ام إقليمي, وتتج77ه مالمح ه77ذا النظ77ام كلم77ا اتج77ه نح77و التكام77ل واالن77دماج, ولكي يص77ل ه77ذا النظ7ام إلى غايات77ه وينهض من اج7ل تحقي77ق أهداف77ه, فالب77د من وجود منظمة إقليمية تتولى العمل على حماي77ة النظ77ام وتباش77ر جزءا من تنظيم عالقاته وف77ق إط77ار ق77انوني )الميث77اق( ويباش77ر

د.خليل حسين:المنظمات القارية واالقليمية، التنظيم الدولي،المجل77د (4)(4).16،ص2010الثاني ،دار المنهل اللبناني بيروت،

.20المصدر السابق ، ص (5)(5)226

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

األعض77اء باس77م المنظم77ة اإلقليمي77ة اختصاص77اتهم وال77تي تك77ون مس77تقلة عن س77لطات ال77دول األعض77اء, بمع77نى أخ77ر أن يك77ون للتنظيم اإلقليمي العربي شخص77ية قانوني77ة مس77تقلة عن ال77دول األعض777اء المك777ونين ل777ه ومن ثم يك777ون له777ذا التنظيم تحم777ل االلتزام77ات والواجب77ات واكتس77اب الحق77وق, وان يق77رر ويعم77ل ضمن حدود الميثاق وقواعده. إذ تشكل الجامعة العربي77ة نظام77ا إقليمي77ا متم77يزا ذات أه77داف ومب77ادئ قانوني77ة وص77فها ال77دول األعضاء ضمن )ميثاق جامع77ة ال77دول العربي77ة( للعم77ل به77ا ومن خالله777ا من اج777ل تحقي777ق التكام777ل االقتص777ادي والسياس777ي

واالجتماعي والتعاون في المجاالت كافة. ويمكنن77ا الق77ول :أن نش77وء التنظيم77ات اإلقليمي77ة ومنه77ا )جامعة الدول العربية( فض77ال عن العام77ل ال77داخلي ال77ذي يمث77ل حاجة العرب إلى التوحد في منظم7ة إقليمي77ة لتحقي77ق أه7دافهم فان العامل الخارجي يتمثل باالستجابة لوجود نظ77ام دولي بغض النظ77ر عن مس77توى تماس77ك ذل77ك النظ77ام أو ض77عفه, كم77ا أن وظيفة أي تنظيم إقليمي يتحدد بتولي عملية بناء قانوني للنظام القائم )عربيا – أوروبيا – دوليا( والنهوض بمس77ؤولياته واالرتق77اء

به إلى المستوى متقدم تتطلع إليه أطراف النظام. وفي ظ77ل تل77ك الحاج77ة إلى ه77ذه التنظيم77ات, تبقى هن77اك مسألة ذات أهمية, أال وهي خضوع المنظم77ة اإلقليمي77ة لالختب77ار والتقويم على وفق ما تحتله من موقع في محيط النظام ومدى تمثيلها إياه, وهذه االختبارات العملية التحليلية ال77تي تخض77ع له77ا التنظيم777ات اإلقليمي777ة, هي األزم777ات اإلقليمي777ة والدولي777ة – اإلقليمية, التي تعطي دور التنظيمات اإلقليمية في ايج77اد الح77ل وفق ميثاقها, وإيجاد الحلول العملية لتل77ك األزم77ات, وهن77ا تكمن

مسألة االختبار السياسي والقانوني للتنظيمات اإلقليمية. ولذلك فإننا نجد في ظل التغيرات إما التطورات اإلقليمي77ة – أو الدولي77ة – اإلقليمي77ة, ت77دخل المنظم77ة مح77ل اختب77ار وه77ذا

االختبار يأتي من خالل مسألتين أساسيتين: األولى: فرضية ان النظام متخلف عن المنظمة التي تتولى قيادته ومسؤولياته, ومن ثم فان األزم77ة او األزم77ات هي س77بب

ذلك النظام القائم. الثاني: فرضية ان المنظمة االقليمي77ة متخلف77ة عن النظ77ام وهي ال تستطيع ان تنهض بمسؤولياتها كما يجب وف77ق ميثاقه77ا, ل77ذلك ف77ان البحث عن ق77درة التمثي77ل للنظ77ام في المنظم77ة

227

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اإلقليمي77ة, وه77و م77ا يس77تنتج معرف77ة م77ا إذا ك77انت المنظم77ة ق77د اس7تلهمت طبيع7ة النظ7ام وسياس77ة أطراف7ه وخصائص7ه لرس77م

(.6)(6)سياستها على أساس هذا الفهم واإلدراك ول777ذلك, ف777ان م777ا يوض777ح تل777ك الفرض777يتين من خالل إس77قاطهما على جامع77ة ال77دول العربي77ة, إذ انه77ا ثم77رة النظ77ام الع77ربي بك77ل م77ا يحمل77ه من تف77اعالت سياس77ية وقانوني77ة وقيم موروثة, كذلك تأثيره في المحيط ال77دولي, وان النظ77ام الع77ربي لم يكن رتيبا ش77ديد االنتظ77ام في توجهات77ه السياس77ية وعالقات77ه, وفي ك77ل ذل77ك ف77ان جامع77ة ال77دول العربي77ة ك77انت ص77دى ه77ذه التف77اعالت بوص77فها طرف77ا أص77يال وف77اعال في النظ77ام اإلقليمي العربي وهي ب77ذلك ليس77ت طرف77ا هامش77يا, وبعب77ارة أخ77رى, إن جامعة الدول العربية هي ليست منظمة إقليمي77ة – دولي77ة تق77ف عن77د اإلط77ار الق77انوني والمؤسس77اتي ال77ذي يق77ف عن77د أط77راف النظ77ام, ب77ل هي منظم77ة ارتبطت بأه77داف النظ77ام اإلقليمي الع77ربي وأزمات77ه وتفاعالت77ه الداخلي77ة والخارجي77ة, ول77ذك فهي تتع77رض وتتع77رض إلى الكث77ير من األزم77ات بوص77فها حص77يلة

التفاعالت السياسية والفكرية العربية. في خضم الحرب الب77اردة ال77تي, ف77ان النظ77ام اإلقليمي لم يكن بعيدا عن هذا التأثير, وبالرغم مما اتصف النظام العربي به في هذه الفترة من خالل بروز مواجه77ات سياس77ية بين أطراف77ه ومح77اوره وم7ا رافق7ه من ت7دخل ح7اد ومباش77ر أحيان7ا من ق7وى دولية عالمية لصالح أطراف ومحاور عربية, ومع دخ77ول مرحل77ة التوازن77ات الدولي77ة, ف77ان جامع77ة ال77دول العربي77ة اس77تطاعت ان تحافظ على وحدتها، وان تتج7اوز مرحل77ة الت7دخل دون التفري7ط بأية دولة عضو ض7من نطاقه7ا، إلى ج7انب ذل7ك ب7ذلت الجامع7ة العربية جهودا لتعزيز العمل العربي المش77ترك, وهي ان لم تكن ذا حص77يلة مهم77ة إال أنه77ا أثبتت أهمي77ة ودور الجامع77ة وك77ان من اب77رز تل77ك األعم77ال عق77د معاه77دة ال77دفاع الع77ربي المش77ترك

, اتفاقي77ة الس77وق العربي77ة1950والتع77اون االقتص77ادي ع77ام من خالل تحدي7د ه7دفها بإنش7اء منطق7ة1964المش7تركة ع7ام

تجارية حرة ثم اتحاد كمركي واتفاقية التعاون الستخدام الطاقة(.7)(7) 1965الذرية لإلغراض السلمية عام

د.خليل إسماعيل ألحديثي : النظ77ام الع77ربي وإص77الح جامع77ة ال77دول (6)(6).52العربية، مصدر

.52المصدر السابق:ص (7)(7)228

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المسألة التي البد من طرحها في هذا المج77ال إن اإلط77ار المفاهيمي لمس77الة النظ77ام اإلقليمي الع77ربي، تع77د ذات أهمي77ة قانونية سياسية، فهي من الناحية القانونية تعد منظمة إقليمي77ة- دولي77ة تتمت77ع بالشخص77ية القانوني77ة وق77ادرة على التص77رف في ش77ؤونها وف77ق منطلق77ات أه77دافها ومبادئه77ا وعلى وف77ق م77واد ميثاقه77ا كم77ا وإنه77ا ذات شخص77ية معنوي77ة مس77تقلة عن ال77دول األعضاء المكونين لها هذا من الجانب القانوني، أم77ا من الناحي77ة السياسية فهي منظمة مؤسساتية لها دور في تط77وير العالق77ات اإلقليمي77ة- الدولي77ة، وق77ادرة على القي77ام بواجباته77ا في النظ77ام اإلقليمي العربي- السياس77ي انطالق77ا من رؤي77ة ال77دول األعض77اء السياسي، ولذلك، فان الجانب السياسي ل77ه أهميت77ه في تعزي77ز دور الجامع77ة العربي77ة والقي77ام ب77دورها الن االختالف المف77اهيمي ضمن محددات التع77اون بين ال77دول األعض77اء ي77ؤدي إلى انهي77ار القيمة القانونية والسياسية للجامعة، ويشير ذلك أهمية التوافق واألخذ بالرأي األقرب والذي البد أن يكون رأي77ا سياس77يا مقب77وال للجميع ومطروحا بأصوله الواقعي77ة، بعي77دا عن ص77عوبة الح77ل أو استحالته، ومن ثم يبقى دور جامعة الدول العربية هو المنطل77ق في تحديد أهمية الدور الذي تؤدي77ه في ظ77ل األزم77ات اإلقليمي77ة القائمة بناءا على مفاهيم )التعاون والتضامن وتحقي77ق األه77داف

المشتركة(.المطلب الثاني:أهداف جامعة الدول العربية ومبادئها

تشكل أهداف جامع77ة ال77دول العربي77ة ومبادئه77ا، األس77اس القانوني الذي تنطلق للعم77ل ب77ه وف77ق الميث77اق, ل77ذلك تؤس77س المنظمة اإلقليمية دورها على أساس تحقيق أهدافها وفق جملة مبادئ أساسية ال يمكن تغيرها أو تعديلها, ويتحقق لك77ل منظم77ة إقليمية العمل وفق أهداف ومبادئ فالجامعة العربي77ة وبوص77فها منظمة إقليمية عربية جعلها تعمل من اجل تحقيق التع77اون بين الدول العربية المنظمة لها, لدعم الرواب77ط التاريخي77ة المختلف77ة التي تربط الدول العربية بعضها البعض مع األخذ باحترام سيادة

كل دولة عضو فيها.الفرع األول:أه7داف الجامع777ة

يمكن االسترشاد بأه77داف الجامع77ة من خالل نص الم77ادة الثاني77ة من ميث77اق جامع77ة ال77دول العربي77ة إذ نص77ت على األتي: الغرض من الجامعة توثيق الص77الت بين ال77دول المش77تركة فيه77ا

229

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وتنس77يق خططه77ا السياس77ية, تحقيق77ا للتع77اون بين77ه وص77يانة الس77تقاللها وس77يادتها, والنظ77ر بص77فة عام77ة في ش77ؤون البالد العربية ومصالحها, كذلك من أغراضها تع77اون ال77دول المش77تركة فيه77ا تعاون77ا وثيق77ا بحس77ب نظم ك77ل دول77ة منه77ا وأحواله77ا في

(:8)(8) الشؤون اآلتية الشؤون االقتصادية والمالي77ة. ش77ؤون المواص7الت، ش77ؤون الثقاف77ة، ش77ؤون الجنس77ية والج77وازات الش77ؤون االجتماعي77ة،

الشؤون العلمية. فمن خالل نص الم77ادة الثاني77ة من ميث77اق جامع77ة ال77دول العربية فتشير بوض77وح إلى أه77داف ه77ذه المنظم77ة اإلقليمي77ة - العربية وإغراضها, والمالحظ ان مقدمة الميث77اق )الديباج77ة( ق77د أش777ارت الى العم777ل على دعم الرواب777ط العربي777ة بين ال777دول وتوطيدها, وتوجيه جهود تلك الدول إلى ما فيه خير البالد قاطبة

(9)(9) وصالح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وأمالها وعند قراءة نص المادة الثانية فإنن77ا نس77تطيع التوص77ل إلى أهداف الجامعة على وفق ن77وعين من األه77داف وهم77ا األه77داف السياسية واألهداف غير السياسية, فلو دققنا النظر في الم77ادة الثانية سنجد أن الفقرة األولى من المادة الثانية من الميثاق قد

حددت هذه األهداف وهي ما يأتي:توثيق الصالت بين الدول المشتركة فيها..1تنسيق خططها السياسية..2التعاون بينها وصيانة استقاللها وسيادتها..3النظر بصفة عامة في شؤون البالد العربية ومصالحها..4

وهذا يع77ني تأكي77د الج77انب السياس77ي وأهميت77ه في أه77داف الجامع77ة تحقيق77ا لمبادئه77ا وعمال بميثاقه77ا ال77ذي يع77د األس77اس الق77انوني لعمله77ا أو المعاه77دة الجماعي77ة لل77دول العربي77ة ال77تي

نظمت قيام المنظمة اإلقليمية. وبعبارة أخرى نقول, ال جدال في ان الديباج77ة أك77دت على الروابط التي تربط الدول العربية على أساس احترام اس77تقالل

(, وتوجي77ه الجه77ود10)(10) تل77ك ال77دول الموقع77ة على الميث77اق للمزيد ينظر نص المادة الثانية من ميثاق جامعة الدول العربية الصادر (8)(8)

.1954عام للمزيد ينظر في ديباجة ميثاق الجامعة العربية . (9)(9)ال77دول الموقع77ة على الميث77اق س77بعة هي ك77ل من )س77وريا –لبن77ان- (10)(10)

العراق-االردن- السعودية-مصر –اليمن (230

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

العربية لما فيه خير البالد العربية وت77أمين مس77تقبلها السياس77ي, وإذا كانت المادة األولى من الميثاق ق77د أوج77دت اإللي77ة لالنتم77اء

(،11)(11) )الدول العربية المستقلة الموقع77ة على ه77ذا الميث77اق( فان المادة الثانية قد أكدت هذه األهداف السياسية في فقرته77ا

األولى. ومما يالح77ظ أن مفه77وم )تنس77يق خططه77ا السياس77ية( من اجل تحقيق التع77اون, في ه77ذا الش77أن ه77و مب77دأ الس77يادة ال77ذي يصطدم به هذا الهدف خصوصا وان مبدأ السيادة قد تم التركيز

( ولذلك نجد أن هذا الهدف وهو تنسيق9-8-7عليه في المواد ) الخطط السياسية ال77ذي اض77طلعت ب77ه اللجن77ة السياس77ية ال77تي

أش77ارت العدي77د من التحفظ77ات من30/11/1946أنش77ئت في جانب الدول العربية, ويالحظ أن ذل77ك يع77ني ع77دم وج77ود نس77ق الختالف اي777دولوجيات النظم السياس777ية العربي777ة، ك777ذلك بينت الفقرة االولى من المادة الثاني77ة على )النظ77ر بص77فة عام77ة في شؤون البالد العربية ومصالحها( وبالواقع ان هذه العب77ارة قابل77ة للتطبيق في مجاالت واسعة غير محددة لعمومية العبارة وع77دم وجود قيد قانوني – او سياسي لها, ما ي77دفع الق77ول ض77رورة ان يك77ون هن77اك تحدي77د ض77مني او ص77ريح له77ذه العب77ارة يتواف77ق

والتطورات الدولية الحديثة. وبالعودة الى الشطر الث77اني او الفق77رة الثاني77ة من الم77ادة الثانية من الميثاق فيالحظ ان األهداف ال7تي أش77ارت اليه7ا إنم7ا هي أهداف غير سياسية, ويتجلى ذلك من العديد منها والمالحظ تعددية األهداف غير السياسية وقد اشتملت على االتي:الشؤون االقتص7777ادية والمالي7777ة مث7777ل التب7777ادل التج7777اري والعم7777ل

ش77ؤونووغيره77ا.وش77ؤون المواص77الت: س77كك الحدي77د وغيره77ا.الشؤون العلمية.والشؤون االجتماعية.والجنسية.

والمالح77ظ ان عم77ل والي77ة تفعي77ل ه77ذه االه77داف )غ77ير السياسية( تكون وفق لجنة خاصة تتمثل فيها ال77دول المش77تركة وتتولى هذه اللجان وض77ع قواع77د التع77اون وم77داه وص77ياغتها في مش77روع اتفاقي77ات تع77رض على المجلس للنظ77ر فيه77ا تمهي77دا لعرضها على ال77دول الم77ذكورة والواق77ع ان ه77ذه اللج77ان تعم77ل ضمن نطاق وصالحيات مجلس جامعة ال7دول العربي77ة وبمعاون7ة

(.12)(12) األمانة العامة

للمزيد ينظر نص المادة االولى من ميثاق جامعة الدول العربية. (11)(11)انظر المادة الرابعة من ميثاق جامعة الدول العربية. (12)(12)

231

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ويمكن ان تتبين أهداف جامع77ة ال77دول العربي77ة في الم77واد األخرى من الميثاق مثل حفظ الس77لم واالمن الع77ربي والتع77اون م77ع المنظم77ات الدولي77ة األخ77رى, اذ بينت الم777ادة الخامس777ة والسادسة على مفهوم السلم واالمن العربي حيث أش7ارت الى وجوب عدم اللجوء الى الق7وة لح77ل المنازع7ات الناش77ئة بينهم7ا وأوجبت اللج77وء الى مجلس الجامع77ة لفض النزاع77ات وحف77ظ السلم يكون من خالل ما بينته المادة الخامس77ة والسادس77ة من

خالل نصوصهم: عدم لجوء الدول العربية األعضاء بالجامع77ة الى الق77وة لفض.1

المنازعات التي تنشأ بينهم. ان يت77دخل مجلس الجامع77ة في ك77ل خالف ينش77أ بين ال77دول.2

األعضاء او خالف يخشى منه وقوع حرب. احترام كل دولة من الدول األعضاء نظم الحكم القائم77ة في.3

دول الجامع77ة األخ77رى واعتب77اره حق77ا من حقوقه77ا والتعه77د1)(13) بالعمل بعدم القيام بما يرمي تغي7ير ذل7ك النظ7ام فيها

3.) أما التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولي77ة فه77و يستش77ف ضمنيا كاح77د أه77داف الجامع77ة من خالل نص الم77ادة الثالث77ة من الميث77اق اذ نص77ت الم77ادة الم77ذكورة على األتي)ان من مهم77ات مجلس الجامعة تقرير وسائل التعاون مع الهيئات الدولي77ة ال77تي قد تنشأ في المستقبل والمعلوم ان جامع77ة ال77دول العربي77ة ق77د جاءت قبل األمم المتح7دة, إال أن الجامع7ة اهتمت بالتع7اون م7ع المنظمات الدولية وتوثيق التعاون بها بوصف ه77ذا التع77اون اح77د

(.14)(14)أهداف جامعة الدول العربية(الفرع الثاني:مبادئ جامعة الدول العربية

للجامع77ة بوص77فها منظم77ة إقليمي77ة – دولي77ة في النظ77ام اإلقليمي العربي, ش77أنها ش77أن غيره77ا من المنظم77ات اإلقليمي77ة والعالمية تخضع لعدد من المبادئ, ويمكن أن نبين هذه المب77ادئ

في:. المساواة القانونية بين الدول األعضاء:1

للمزيد ينظر المادة الخامسة من ميثاق جامعة الدول العربية. (13)(13)المادة الثالثة من ميثاق جامعة الدول العربية. (14)(14)

232

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

يمكن أن ن7777بين ه7777ذا المب7777دأ من خالل النص الق7777انوني والممارس77ة العملي77ة, وبالنس77بة للنص الق77انوني, فق77د أش77ارت المادة الثاني7ة من ميث77اق جامع7ة ال7دول العربي77ة ب7النص )يك77ون للجامع777ة مجلس يت777ألف من ممثلي ال777دول المش777تركة في الجامعة, ويكون منهما صوت واحد مهما يكن عدد ممثليها( وهذا النص واضح في أمرين المس77اواة في التمثي77ل لل77دول األعض77اء

والمساواة في التصويت مهما كان عدد الحضور. أما من الناحي77ة العملي77ة, فق77د دأبت الجامع77ة على ترس77يخ هذا المبدأ )المس77اواة( وذل77ك من خالل المس77اواة في المجلس واللجان المتخصصة او المختلفة او صف رئاسة مجلس الجامعة

1)(15) بالتساوي وان لكل دولة صوت واحد في كل هذه األحوال5.)

وإذا م77ا ع77دنا إلى بروتوك77ول اإلس77كندرية فان77ه ينص على )يك77ون له77ذه الجامع77ة مجلس يس77مى مجلس جامع77ة ال77دول العربي77ة, تمث77ل في77ه ال77دول المش77تركة في الجامع77ة على ق77دم المساواة( وال يوجد في النظام األساسي والميث77اق للجامع77ة أي تمييز قانوني في األصوات بين األعض77اء, مم77ا يؤك77د أن التمثي77ل يكون على قدم المساواة وإنها المب77دأ المهم والمعم77ول ب77ه في

Unitedظ777ل الجامع777ة, على عكس منظم777ة األمم المتح777دة )Nationsالتي ميزت بين األعضاء الخمسة دائمي العض77وية على )

(.16)(16) األعضاء العشرة اآلخرين في ميثاقها) . عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء217)(17:)

نصت المادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية على ما ي77أتي )تح77ترم ك77ل دول77ة من ال77دول المش77تركة في الجامع77ة نظام الحكم في دول الجامعة األخرى, وتعتبره حق77ا من حق77وق تلك الدول وتتعهد بان )تق7وم ب7أي عم7ل ي77رمي إلى تغي7ير ذل7كالنظام فيها( وقد ترجم هذا المبدأ في واجبين أساسيين, وهما:

د.طارق عزت رخا:المنظمات الدولية المعاصرة ،دار النهضة العربية (15)(15).252،ص2006،القاهرة ،

د.خليل حسين: المنظمات القارية واإلقليمية ،التنظيم الدولي،مصدر (16)(16).76سابق، ص

للمزيد ينظر نص المادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية. (17)(17)233

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وجوب أن تحترم الدول األعضاء نظام الحكم القائم في بغيةأ. الدول األعضاء في الجامعة العربية, ويترجم هذا المبدأ من خالل اعتبار هذا المبدأ حق77ا من حق77وق الدول77ة المش77تركة

في الجامعة. التزام وجوبي وهو عدم القيام بأي عم7ل ي7رمي لتغي7ير ذل7كب.

النظ7ام فيه7ا, وه77ذا في واق7ع األم77ر ه77و الترجم77ة العملي7ة للمبدأ وهو التطبيق العملي للواجب األول ونتيج77ة ل77ه, ل77ك أم احترام نظام الحكم يترتب عليه عدم القي77ام ب77أي عم77ل ي77رمي إلى تغي77يره, ولم يح77دد الميث77اق ن77وع العم77ل ال77ذي يرمي إلى تغيير النظام سواء كان عمال سياسيا أو عسكريا أو انقالب77ات أو التح77ريض على ذل77ك النظ77ام سياس77يا أو

(.18)(18) إعالميا(:19)(19) . فض المنازعات بالطرق السلمية3

في واق77ع األم77ر يتف77رع عن ه77ذا المب77دأ مس77ألتين هم77ا )االلتجاء إلى فض المنازعات بالطرق السلمية وع77دم اس77تخدام

القوة في العالقات بين الدول األعضاء(. وقد أشار بروتوكول اإلسكندرية إلى مسألة ع77دم اللج77وء للقوة من خالل النص )ال يجوز على أي حال االلتجاء إلى الق77وة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة( كذلك نص ميثاق جامعة الدول العربية على ع77دم اس77تخدام الق77وة في العالق77ات الدولي77ة, اذ نص77ت الم77ادة الخامس77ة من الميث77اق على )ال يج77وز االلتجاء الى القوة لفض المنازعات بين دولتين او اك77ثر من دول

(.20)(20) الجامعة...(. مبدأ المساعدة المتبادلة:4

يمكن القول انه من الصعب تصور إمكاني77ة نج77اح الجامع77ة العربية في تحقيق هدف صيانة اس77تقالل أعض77ائها, من دون أن تض77من مبادئه77ا مب77دأ المس77اعدة المتبادل77ة, ألن77ه يع77ني ال77تزام الجامع7ة بتق7ديم ك7ل ع7ون لل7دول األعض7اء يق7ع عليه7ا ع7دوان خارجي واتخاذ كافة التدابير الممكنة س77واء ك77انت السياس77ية أو االقتصادية أو العسكرية لدفع ه7ذا االعت7داء, وق7د اف7رد الميث7اق في المادة السادسة من إلى هذا المبدأ بالنص )إذا وق77ع اعت77داء

د.طارق عزت رخا:المنظمات الدولية المعاصرة، مص77در س77ابق ص (18)(18)256.

.78د.خليل حسين: المنظمات القارية واإلقليمية،مصدر سابق،ص (19)(19)نص المادة الخامسة من ميثاق جامعة الدول العربية. (20)(20)

234

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

على دولة من أعضاء الجامعة خشي وقوعه, فللدول77ة المعت77دى عليها, او المه77ددة باالعت77داء أن تطلب دع77وة المجلس لالنعق77اد فورا, ويقرر المجلس التدابير الالزمة لدفع هذا االعتداء, ويصدر القرار باإلجماع, فإذا كان االعت77داء على إح77دى دول الجامع77ة ال

يدخل في حساب اإلجماع رأي الدولة المعتدية(. وتأكيدا له77ذا المب77دأ, فق77د عق77دت ال77دول العربي77ة معاه77دة الدفاع المشترك بالتعاون االقتصادي لتؤك77د ه77ذا المب77دأ وتزي77ده إيضاحا في المادة الثالثة منها التي تصن على ان )تعت77بر ال77دول

المتعاقدة كل اعتداء مسلح يقع في أية دولة أو أكثر(.

235

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المبحث الثاني الثورات العربية والمنهج الوظيفي لجامعة الدول

العربية واس7تمرار بالع7ام2010شهد الع7الم الع7ربي من7ذ نهاي7ة

تغ77يرا كب77يرا اث77ر في الواق77ع ال77دولي, اذ ان77ه ك77ان ع77ام2011 الث77ورات العربي77ة بح77ق, إذ ب77دأ م77ع وج77ود وقي77ام ه77ذه الث77ورات واالنتفاض77ات والتغ77يرات الحديث77ة البحث عن س77بب الث77ورات وأهميته77ا ونتائجه77ا فض77ال عن ذل77ك, الدراس77ات ح77ول إش77كالية الث77ورات العربي77ة ، ول77ذلك ذهبت اآلراء ش77تى الق77ول في غاي77ة االتفاق وان اختلفت في المض77مون ، في77ذهب بعض ال77رأي إلى القول إن الفرد وهو يتحرر من سطوة الجماعة يعرض ذات77ه في ال77وقت نفس77ه إلى الض77عف والوح77دة, وهن77اك من كتب عن م77ا يجري في الحالة العربية من انتفاضات من كتاب غربيين وعرب قاطنين في دول غربية, يتصورون ان هذا الح77راك إي77ذانا ب77بروز الفرد العربي في المجال السياسي وهذا م77ا أش77ار إلي77ه البعض

( إلى القول )أن انهيار األشكال التأطيريةGilles Lipovetskyمثل ) والتنش77ئة ليس دليال على الوص77ول إلى درج77ة الص77فر من القيم

بالنسبة للفرد من التحرر لالنخراط في بل يستدعي هذا االنهيار(.21)(21) سبيل أخالق للمسؤولية(

وقد تناولنا في هذا المبحث ،في مطل77بين رئيس77ين ث77ورات الربيع العربي التغي77ير ومتطلب77ات اإلص77الح ،أم77ا المطلب الث77اني فقد تناولنا فيه المنهج الوظيفي لجامعة الدول العربية في ظ77ل

الثورات العربية وكما ياتي:المطلب األول:الثورات العربية التغيير ومتطلبات اإلصالح

إن الثورات العربي77ة ال77تي ب77دأت بت77ونس واح77دث تغي77يرات جوهري77ة باإلطاح77ة بالنظ77ام الح77اكم وامت77دت إلى مص77ر واليمن وليبيا واليمن, أدت إلى انهيار األنظمة القائمة سواء ب77التنحي او بالموت أو بالتسليم السلمي للسلطة, لكن المفارق77ة األهم هي مسألة التدخل األجنبي واالستعانة بالقوات األجنبي77ة األم7ر ال7ذي اث77أر لغط77ا وش77كوكا ومخ77اوف ح77ول أه77داف الت77دخل في دعم وتعزي77ز )االنتفاض77ة الليبي77ة( مثال, وه77ذا األم77ر أدى إلى إيج77اد مبررات أق77وى واهم من م77بررات الت77دخل نفس77ها, ففي ت77ونس

2010مثال, قام الش7عب بثورت7ه في أواخ7ر ك7انون الث77اني ع7ام د.خ77ير ال77دين حس77يب:ليبي77ا الى اين ؟س77قوط نظ77ام الق77ذافي (21)(21)

. 17،ص2011، 34،السنة391ولكن،مجلة المستقبل العربي،العدد 236

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

نتيجة على سوء الوضع ألمعاشي, فضال عن التضييق السياسي, وفعال نجحت الث77ورة التونس77ية ال77تي أط77احت بنظ77ام بن علي, لتعطي الشرارة نحو انطالق الثورات تباعا في ع77دد من ال77دول العربي77ة أبرزه77ا )مص77ر, ليبي77ا, اليمن( مح77ل بحثن77ا, ثم ث77ورة

في مصر والتي أنتجت عن تنحي مبارك، وتس77ليم25/1/2011 الس777لطة الى المؤسس777ة العس777كرية, ومن ثم اليمن والث777ورة اليمني77ة ال77تي أل77زمت علي عب77د الل77ه ص77الح على التن77ازل عن

التي أودت بحي7اة2011 شباط 17السلطة، والثورة الليبية في القذافي بقصف قاده حلف الناتو .

وفي رأينا تركزت تلك الثورات في حص77يلة نهجه77ا وعمله77ا مط7الب مح77ددة في أه7داف معلن77ة ك7انت نتيج77ة لع7دة أس77باب

أبرزها: الفساد اإلداري والمالي وسوء المعيشة وعدم وج77ود حق77وق.1

معاشيه تؤمن العيش. غي777اب مفه777وم حق777وق اإلنس777ان )السياس777ية واالقتص777ادية.2

والفكرية الخ( من الناحية التطبيقية.عدم وجود مساحات من مفهوم إدارة الدولة المدنية..3وجود قوانين الطوارئ واألحكام التعسفية..4تهميش دور األحزاب األخرى..5

وغيرها من األسباب ال77تي دفعت الش77باب الع77ربي لخ77وض الثورات من اجل تلك األسباب فقد ك77انت أولى أه77دافها وال77ذي يبنى عليه باقي األهداف وهو قيام الحكم الديمقراطي والحرص على قيام هذا النظام بم77ا يس77اعد على توف77ير الحق77وق المدني77ة والسياسية واالقتصادية واالجتماعية للمواطن الع77ربي، فالحال77ة بالنسبة للحقوق المدنية وهي )الحريات( والتي تمثل بفعل ع77ام من الحري77ات وتش77مل )حري77ة ال77رأي والفك77ر والتعب77ير والنش77ر وغيرها( أي جملة ما يجعل اإلفراد مواطنين يمارسون حق77وقهم دون قيود سياسية بل في ظل وجود القيود القانونية المتع77ارف

عليها, وبدون انتقاص تلك الحقوق او تغييرها. أما بالنسبة للحقوق السياسية والقانونية فيمكن ان تشمل الحق في المشاركة في االنتخابات بل, وإج77راء االنتخاب77ات أوال, واإلق77رار ب77الحقوق السياس77ية والقانوني77ة للمواط77نين من خالل

237

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حري77ة ال77رأي السياس77ي وتك77وين األح77زاب واإليم77ان بالتعددي77ة(.22)(22)الحزبية والسياسية

أما الج77انب الق77انوني فان77ه يمث77ل النظ77ام التم77ثيلي وال77تيتتضمن ما يأتي:

حرية االقتراع أي لكل مواطن حق التصويت من المواط77نين.1البالغين والمسجلين في القوائم االنتخابية.

حق الرقابة, إذ على السلطة تخضع للرقابة القانوني77ة ش77أنها.2 شأن األفراد من خالل السلطات التشريعية والرقاب77ة على

المال العام والرقابة على عمل وأداء السلطة التنفيذية. إقامة الفصل بين الس77لطات الثالث في الدول77ة )التش77ريعية,.3

التنفيذية, القضائية( واحترام استقاللية القضاء. والسؤال الذي يتبادر في ه7ذا المج77ال :ه7ل ه7ذه الث7وراتهي في الوقت ذاته صراعا داخليا داخل حدود الدولة الواحدة؟

المالح77ظ ان هن77اك زي77ادة في نم77ط الح77روب الداخلي77ة خصوص77ا بع77د الح77رب الب77اردة، وي77رى وزي77ر خارجي77ة اس77تراليا

فقد ظهر ما يقارب1992السابق )كارت افانس( انه في العام 2)(23) منها كانت داخل حدود الدولة الواحدة29 صراعا كبيرا 32

3.) وك77ذلك ووف77ق الدراس77ات ال77تي أجراه77ا معه77د س77توكلهم الدولي ألبحاث السالم, فان ما توصل إليه )ماريانو انميري( إلى أن نزاعات ما بعد الحرب الباردة تحدث أكثر داخل حدود الدولة

. (24)(24)وكانت تهدف الى السعي للحصول على السلطة في الواقع, نحن نختلف مع هذا الرأي, الن وصف الث77ورات العربي77ة ال يمكن أن يص77دق م77ع مفه77وم الص77راعات من اج77ل السلطة, ألنه صراع الفرد مع السلطة وليس صراع األف77راد م77ع بعضهم, وهدفها إصالح وتغيير النظ77ام الق77ائم ومحاول77ة التخلص من العجز االقتصادي، وسوء المعيشة، وتراجع حق77وق اإلنس77ان,

ص777اموئيل ه777امنتغون:ص777دام الحض777ارات،اع777ادة ص777نع النظ777ام (22)(22)،ص2،1999العالمي،ترجمة طلعت الشايب،تق77ديم د.ص77الح قنص77وة،ط

235.235المصدر السابق:ص (23)(23)1999معهد ستوكلهم الدولي ألبحاث السالم:تقرير (24)(24)

238

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ومفاهيم إنسانية كثيرة, ألننا لو أسقطنا مفهوم الصراعات علىالثورات لخرجنا بنتيجتين:

ان الصراع بين فئة وبين السلطة وهذا غ77ير ص77حيحأولهما ذلك ألن الثورات شارك بها الشعب وليس فئة منه.

ان الث77ورات العربي77ة س77وف ينظ77ر إليه77ا باعتباره77اثانيهما حرب داخلية )أهلية( وه77ذا يع77ني خ77روج الس77لطة من المعادل77ة ودخول طرفي الحرب األهلية ضمن مفهوم مغاير لما ه77و علي77ه الثورات, أي تقسيم الشعب داخل حدود الدولة وف77ق مس77ميات معين77ة وتحيي77د دور الس77لطة القائم77ة, وكال الح77التين ال يمكن ان

إنم77ا هي2011تكون ثورة ربيع عربي, بل أن الثورات العربي77ة تعزيز لوحدة الشعوب تجاه قض77ية مركزي77ة واح77دة ربم77ا يك77ون هن77اك ص77راع لكن الص77راع ه77و ص77راع بين ش77عب يري77د التغي77ير وسلطة تريد البقاء وهذا هو الوص77ف األفض77ل للث77ورات العربي77ة

اليوم. يش77ير األس77تاذ ال77دكتور خ77ير ال77دين حس77يب في تحلي77ل الثورات العربية بالتأكي77د على أن هن77اك أربع77ة عوام77ل متالزم77ة وأساسية ساعدت على القي77ام باالنتفاض77ات والث77ورات العربي77ة, وان77ه في ظ77ل ه77ذا التمثي77ل الموض77وعي تعم77ل ه77ذه المع77ايير كمجموعة متكاملة أي أن تزامن هذه العوام77ل والتقاءه77ا س77ويا ي77ؤثر مباش77رة في احتم77ال قي77ام عم77ل اجتم77اعي يه77دف الى التغيير, وهذه العناصر او الشروط وكم77ا ح77ددها د. حس77يب هي

كاألتي: أوال:كس77ر ح77اجز الخ77وف, حيث أن عام77ل الخ77وف لطالم77ا قي77د-

الحركات الشعبية وصرفها عن التمرد رغم الظروف القاسية ال77تيكان يعيشها الشعب.

ثانيا: يجب على الث77ورة أن تك77ون س77لمية, الن لجوؤه77ا إلى الق77وة-سيقدم للنظام التبريرات باستخدام كافة السبل لقمع الثورات.

ثالثا: التماسك االجتماعي,اذ يرى انه يجب أن يكون هناك ق77در من-التماسك االجتماعي بين الشعب

رابعا: موقف الجيش من الثورة، فثمة فرصة اكبر لنجاح الثورة إذا- ما تبنى الجيش موقف الشعب, أما إذا كان قد تبنى موقف الحاكم

(.25)(25) فسوف يلحق ذلك خسائر

ون77رى وانطالق77ا من رأي ال77دكتور حس77يب وتعقيب77ا على تحليليه إذ نرى أن الرؤية التحليلية السابقة صائبة إلى حد كبير, وهي ض77رورية, ولكن اليمكن لك77ل ه77ذه العوام77ل مجتمع77ة ان

د.خير الدين حسيب:الربيع العربي،نحو اليه تحليلية الس77باب النج77اح (25)(25).12-8،ص2012،نيسان 398والفشل ،مجلة المستقبل العربي،العدد

239

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تتوحد وتصبح جزءا من الثورة, بل البد أن يكون هن77اك تسلس77ل زم77ني ومك77اني لتوحي77د العناص77ر, فالعنص77ر األول ه77و المك77ون للثورة ويتحقق قبل قيامه77ا، ثم تب77دأ الث77ورة من خالل الع77املين األساسين وهما سلمية الثورة والتوافق أو التماسك االجتماعي, أما بالنسبة لموقف الجيش فإننا ن77رى ان ه77ذا العام77ل إنم77ا ه77و عام77ل مكم77ل للث77ورة وليس من عناص77ر الث77ورة أو ش77روطها وبعبارة أخرى نقول أن موقف الجيش أو المؤسس77ة العس77كرية فهو عنصر خارج الث77ورة أي أن الث77ورة تتحق77ق وتعلن الش77عوب انتفاض77تها وبع77د ذل77ك يمكن ت77بين موق77ف الجيش أو المؤسس77ة العسكرية من الثورة, ولذلك, فان العنص77ر األخ77ير ليس عنص77را

.0ناشئا للثورة, بل هو عنصر الحق عليها ففي الث777ورة التونس777ية, تحققت العوام777ل جميعه777ا وبين موق77ف الجيش من الث77ورة وبقي الجيش التونس77ي على الحي77اد مما سهل إس77قاط نظ77ام بن علي ومن ثم س77هل ذل77ك االنتق77ال وبصورة سريعة وفعالة نحو انتخابات المرحلة االنتقالية وع77ادت

سيادة القانون لتونس. في مص777ر, ك777انت العوام777ل متحقق777ة, رغم أن الجيش المصري استخدم قوة قليلة ومح77دودة م77ع الش77عب في مواق77ع معينة, إال انه وقف عموما على الحياد, بل ان الموق77ع المش77جع

17للجيش والذي بينته الثورة, أدى إلى انهيار نظام مبارك بع77د , وتس77لمت المؤسس77ة2011/كانون الثاني 25يوم من انتفاضة

العسكرية السلطة في مصر مما احدث تغيرات جوهري77ة مهم77ة بع77د النم77وذج التونس77ي، واس77تطاعت مص77ر أج77راء انتخاب77ات تشريعية ومن ثم رئاسية ليتسلم محمد مرسي رئاسة مصر بعد

الثورة على مبارك. ال77تي2013ثم التغي77ير الحاص77ل في مص77ر في حزي77ران

أطاحت بحكم محمد مرسي وتكليف عدلي منصور رئاسة مصر مؤقتا بدعم المؤسسة العسكرية .في اليمن: يرى الدكتور خ77ير الدين حسيب ان اليمن تحققت فيها ثالث77ة عوام77ل دون العام77ل األخ7ير وه7و موق7ف الجيش, ومن ثم ف7ان اس7تخدام الق7وة من الجيش يعد عامال متراجعا عن التحقق الن ال77رئيس ص77الح ك77ان

(.26)(26)هو قائد الجيش ولكننا في هذه الحالة نختلف مع راي ال77دكتور حس77يب في هذا المج77ال إن الث77ورة في اليمن ح77دثت واس77تنفذت ش77روطها

.23المصدر السابق،ص (26)(26)240

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كافة وخرج الشعب اليمني مطالبا بتنحي صالح عن السلطة, إال أن موقف الجيش جاء على عكس إرادة الش77عب اليم77ني وه77ذا ليس معناه تخلف عامل من عواملها, ألننا وكما ذكرنا سابقا, إن موقف المؤسسة العس77كرية إنم77ا ه77و عام77ل كاش77ف ال منش77ئ

, الن الث77ورة ال تعتم77د في قيامه77ا2011لثورات الربي77ع الع77ربي على دور الجيش, بل تعتمد عليه في تحقي77ق نتائجه77ا وأه77دافها, وم777ع وج777ود بعض العقب777ات أو العوائ777ق في انض777مام الجيش للسلطة لم يمنع صالح من التنحي وتسليم السلطة إلى س77لطة

. انتقالية بعد الوساطة الخليجية في هذا األمر أما ليبيا, فالثورة الليبية فان وج77ود ن77وع من ال77والء لنظ77ام القذافي خصوصا القبائ77ل ق77د أدى إلى تخل77ف عام77ل )االن77دماج االجتماعي( في الثورة الليبية, كذلك ف77ان وج77ود الق77وة ق77د أدى إلى نتائج سلبية ب77وقت قلي77ل ووق77ف الجيش بين ط77رفي نقيض منه ما انسحب وأعلن انشقاقه ومنه ما أيد الق77ذافي فيم77ا ب77ات يعرف ب7 )كتائب القذافي( ولكن النتيج77ة األك77ثر أهمي77ة في ه77ذا

(Natoالمجال هي )الت77دخل العس77كري لح77ف ش77مال األطلس77ي ال77ذي وان حس77م النتيج77ة لص77الح الث77وار اال ان77ه ارب77ك الت77وازن الداخلي للثورة الليبية, وأودى بخسائر بشرية ومادية كب77يرة في ليبيا, مما انعكس سلبا على الوضع الليبي إلى ح77د الي77وم, وهن77ا نقول هل يعد ت77دل حل77ف ش77مال األطلس77ي بوص77فة المؤسس77ة العسكرية الدولية عامل من ضمن عوامل الث77ورة ام ه77و عام77ل خارجي ؟ وهل يعد التدخل العسكري األجنبي ب77ديال عن موق77ف الجيش او المؤسس77ة العس77كرية الداخلي77ة ؟ حيث أن الم77ؤتمر

, ق77د ت77أخر في وض77ع2012العام والذي سلم الس77لطة في آب حد للفوضى داخ77ل ليبي77ا... ول77ذلك ف77الثورة الليبي77ة ت77وفرت به77ا عامل )كسر الخوف( دون األخرى, ول77ذلك ج77اءت نتائجه77ا به77ذا الشكل من خالل خسائر بشرية وتدخل خارجي وفوض77ى وت77أخر في التحول نحو بناء الدولة.وشكلت الثورات العربية أو )ث77ورات الربي77ع الع77ربي( انعطاف77ة تاريخي77ة في ت77اريخ الش77عوب العربي77ة والوطن العربي, إذ أنها أحدثت نت7ائج وعلى مس7توى كب7ير خالل عام واحد, ق77امت ب77التغيير وح77اولت أن تحص77ل على ثم77رة ه77ذا التغيير بما يتالئم وحاجاته77ا وحقوقه77ا وأه77دافها, ول77ذلك نج77د أن هذه الثورات أج77رت ال77دول والمنظم77ات الدولي77ة على التعام77ل معه77ا, لكونه77ا ث77ورات انطلقت من أه77داف سياس77ية واقتص77ادية

واجتماعية إلنجاح طموحات أبناءها.

241

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لقد كانت ثورات )الربيع الع77ربي( س77واء من حيث أس77بابها وأهدافها وهيكليتها من أهم الخطوات الشعبية للح77د من الكث77ير من التصرفات التي كان مصدرها الس77لطة باس77م الق77انون وفي قراءة متأنية لمضمون هذه الثورات يتبين أن هن77اك بع77دا فكري77ا فلسفيا ذات إطار يتكاثف في مج77ال المعرف77ة من خالل الواق77ع الفكري الذي يريد أن يحص77ل على ض77روريات الحي77اة من خالل حقوقه المدونة له في الدس77تور والمكفول77ة ب77القوانين الوطني77ة والدولي77ة, أم77ا البع77د الفلس77في, ف77ان فلس77فة الث77ورات العربي77ة جاءت من إطار )مفهوم الحرية( الذي انطلقت منه في )ت77ونس واليمن ومص77ر وليبي77ا ...الخ( لتعطي مع77نى للحري77ة يختل77ف عن فلسفة اإلصالح الذي تبناه الشعب بوصفه الحل الجذري للنظام الق77ائم, وربم77ا ك77ان هن77اك نوع77ا من التس77ابق االص77طالحي بين إصالحات السلطة ومطالب الشعوب, فقد ظهرت ثورات الربيع الع77ربي لتن77ادي ب77التغيير ال اإلص77الح في حين ط77رحت حكوم77ات )تونس, مصر, اليمن, ليبيا( مفهوم اإلصالح باعتب77اره حال وس77طا

يبقى النظام ويرضي الشعوب الثائرة. ولذلك يمكن القول, أن تغير الواقع يفرض بالضرورة تغيرا لرؤية األشياء والعالم وقبول تص77ورات جدي77دة وعلمي77ة مختلف77ة ومتط77ورة, وه77ذا م77ا ك77ان للث77ورات العربي77ة, إذ أن اإلحس77اس المض77طرد ل77دى الش77عوب العربي77ة ق77د ول77د النم77و نح77و قناع77ة الش77عوب أن المؤسس77ات القائم77ة لم تع7د تق77در وبش77كل مالئم على ح77ل ومواجه77ة المش77اكل ال77تي تفرض77ها البيئ77ة, وبالص77ورة نفسها فقد جاءت الثورات العربية شرط ضروري وأولي النبثاق نظري77ات جدي77دة في مفه77وم الق77انون والعالق77ات الدولي77ة, م77ع التأكيد على عدم القدرة على إفراز نظرية كاملة ومتف77ق عليه77ا على تفسير وإيجاد الحلول الشاملة التامة لكل المشاكل، واق77ع الثورات العربية بوص77فها ص77راعات نص77ية وانتفاض77ات وحرك77ات تغيير واسعة مثلت تطورا فكريا وفلسفيا كبيرة أثرت في الواقع الدولي نتيجة التغيرات الجوهرية الواقعة في النظام العربي في ظل التغ77يرات ال77تي أح77دثتها تل77ك الش77عوب بإرادته77ا ومن خالل رغبتها في ان تحدث تغيرا جوهريا في حياتها من كافة الن77واحي وأس77همت بمس77احة الحري77ة ال77تي هي من حقه77ا وف77ق حقوقه77ا اإلنس77انية والقانوني77ة والوطني77ة والدولي77ة, وش77كلت منعط77ف

تاريخي كبير. المطلب الث77اني:المنهج ال77وظيفي لجامع77ة ال77دول العربي77ة في

ظل الثورات العربية242

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

من المعلوم إن صلة الجامعة العربية ب77المنهج ال77وظيفي أو الوظيفي77ة وثيق77ة قديم77ة س77واء من حيث اإلش77ارة إلى الفك77رة والمقاصد واألهداف والمبادئ أو في ميثاقه77ا وبإس77هام الجامع77ة العربية او حثها على إنشاء الهيئات أو الوكاالت المتخصصة التي تتولى تطبيق هذا المنهج ،وقد جربت الجامع77ة المنهج ال77وظيفي ومارسته منذ وقت مبكر ونشا في ميثاقها العدي77د من األنش77طة والمنظم77ات المتخصص77ة بوص77فها مس77تلزمات تنظيمي77ة له77ذا

المنهج.الفرع األول:ماهية المنهج الوظيفي

ظهر المنهج الوظيفي بداية األمر في ظل تنظيم العالق77ات الدولية وظه7رت المنظم7ة الدولي77ة على أس77اس تط7بيق المنهج ال77وظيفي ،اذ ش77كل ه77ذا المنهج األس77اس الفلس77في للنظري77ة الوظيفي77ة ال77تي ظه77رت فيم77ا بع77د وال77تي دعت إلى التع77اون والتكامل الدولي في الميادين التطبيقية ألنها ادعى إلى القب77ول من القبل الدول ،ففي ظل العالقات الدولي77ة ال77تي ظلت تعيش مرحلة الفوض77ى نتيج77ة التن77اقض الواض77ح بين المب77ادئ الدولي77ة والمص77الح واأله77داف القائم77ة مم77ا دع77ا بعض االتجاه77ات وعلى رأس77ها المدرس77ة الواقعي77ة إلى األخ77ذ بالوظيفي77ة نتيج77ة وص77ف

العالقات الدولية بالفوضى . ويمكن تعريف الوظيفية بأنها )القدرة على اتخاذ القرارات وإصدار التشريعات والوفاء بااللتزامات المترتب77ة عليه77ا(، ل77ذلك توصف اإلقليمية بأنها األعمال المشتركة التي تق77وم به77ا ال77دول رس77ميا ع77بر المعاه77دات الدولي77ة وينتج عنه77ا منظم77ات دولي77ة وإقليمية ت77دير تل77ك األعم77ال لغ77رض إح77داث تكام77ل في قط77اع

( .27)(27)النشاطات االقتصادية والسياسة المختلفة( وت77ذهب بعض اآلراء الفقهي77ة إلى الق77ول ان عج77ز التنظيم الدولي عن تحقيق السلم واألمن ال77دوليين وع77دم الق77درة على تجنب الح77روب وعج77ز التنظيم77ات اإلقليمي77ة عن إقام77ة وح77دة إقليمية وتكوين حكوم77ة واح77دة ه77و عجزه77ا عن القي77ام بالوف77اء

2)(28)بالتزاماتها وإصدار القرارات طبقا لمفهوم المنهج الوظيفي إلى القول ان هذه التنظيمات ليست( Jerre(. في حين يشير )8

سوى شراكة بين ال7دول اإلقليمي77ة يس7ودها مب77دأ األغلبي77ة فيم77ا زيادعب7777دالوهاب النعيمي:التنظيم االقليمي في ظ7777ل الق7777انون (27)(27)

70،ص2011الدولي،اطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق،جامعة الموصل،د.محمد حسين االبياري:المنظمة الدولية الحديثة،القاهرة ،ب ت،ص (28)(28)

249.243

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بينها ولكل دولة ان تبط77ل أي ق77رار التواف77ق علي77ه وه77ذا يح77ول( .29)(29)دون مهام المنظمة اإلقليمية

والواقع ان هذه اآلراء توضح فلسفة النهج الوظيفي بكون77ه عجز عن تق77ديم أفض77ل طريق77ة بالنس77بة للتنظيم77ات اإلقليمي77ة، ول77ذلك ولك77ثرة اإلخفاق77ات على الص77عيدين اإلقليمي وال77دولي على حد سواء فقد جاء نظرية الوظيفي الجدي77دة وال77تي تع77رف

New-Functionalismال77تي تؤك77د على التع77اون في اتخ77اذ الق77رار )) الدولي وص77وال إلى ع77الم متع77اون عن طري77ق عامي77ة تدريجي77ة تصاعدية ليكون التعامل منك77ل الن77واحي السياس77ة واالقتص77ادية

(.30)(30)واالجتماعية وب77العودة الى جامع77ة ال77دول العربي77ة ،ال77تي تعتم77د على الوظيفية في عملها ويمكن ان نبين مث77اال واض77حا في ه77ذا وه77و مجلس الجامعة اذ يعد اهم أجهزتها ويعمل على اتخاذ القرارات وتنفي77ذ االلتزام77ات، والمالح77ظ ان جامع77ة ال77دول العربي77ة وهي تصدر رأيها باألغلبية بعد تعديل فق77رة اإلجم77اع في التص77ويت لم تكون الجامعة حكومة أعلى من حكومات الدول األعض77اء ،وهي ليست شراكة بل هي عالقة قانونية قائمة على أس77اس ق77انوني يمثلها الميثاق ويع77د المص77در األعلى للق77وانين الناف77ذة بالنس77بة لق77وانين الجامع77ة العربي77ة ،ول77ذلك اليمكن تط77بيق بعض اآلراء المنتق777دة للتنظيم اإلقليمي ح777ول الوظيفي777ة،لكن الوظيفي777ة الجديدة أوجدت سبال أوس7ع للتع7اون بص77ورة تدريجي7ة خصوص7ا بع77د ان أدرك الع77الم ض77رورة التع77الم في مواجه77ة مش77اكل مش77تركة مث77ل حق77وق اإلنس77ان وحماي77ة البيئ77ة واألمن ال77دولي

وغيرها . الفرع الثاني:اثر ثورات )الربيع الع77ربي( على وظيفي77ة الجامع77ة

العربية تبدو التجربة الوظيفية العربية كامل77ة من حيث الش77كل إذا ما قيست بعدد المنظمات الدولية المتخصص77ة وتع77دد األنش77طة االقتصادية واالجتماعي77ة والسياس77ية.وك77انت مواثي77ق واتفاقي77ات وتنظيم7ات العم7ل الع7ربي المش7ترك على درج7ة من الش7مول

.249المصدر السابق:ص (29)(29) قدم الفك77ر الق7انوني والسياس7ي اس7هاما عملي77ا جدي77دا في نظري77ة (30)(30)

الوظيفية ذلك من خالل الدراسة التي اج77ريت على تف7اعالت الجماع7ة ( اطل7ق على ه7ذا االس7هام بالوظيفي77ةEscssاالوروبية للحدي77د والص77لب)

الجديدة للمزيد ينظ77ر :زي77اد عب77دالوهاب النعيمي ،التنظيم االقليمي في.73ظل القانون الدولي ،مصدر سابق،ص

244

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بحيث يمكن الق77ول إنه77ا غطت وتغطي جمي77ع متطلب77ات النهج الوظيفي من حيث صيغتها القانوني77ة واجرائته77ا التنظيمي77ة ،وق77د

قامت على هذا النظام المواثيق األساسية االتية : 1945ميث77اق جامع77ة ال77دول العربي77ة الص77ادر ع77ام .1

ومنها بدا العمل المشترك في ميادينه المختلفة. معاهدة الدفاع المشترك والتع7اون االقتص7ادي ال7تي.2

جسدت بعد سنوات طويلة من صدور الميثاق وح77دد ل77ه مجلس وه77و )المجلس اقتص77ادي (ال77ذي أص77بح

يسمى المجلس االقتصادي واالجتماعي . اتفاقي77ة الوح7دة االقتص77ادية بين دول الجامع7ة ال7تي.3

ودخلت ح77يز1957اقرها المجلس االقتصادي ع77ام ( 31)(31)1964التنفيذ عام

وثيق777ة إس777تراتيجية العم777ل االقتص777ادي الع777ربي.4 المشترك وميثاق العم77ل االقتص77ادي ال77ذين اقرهم77ا م77ؤتمر القم77ة الع77ربي الح77ادي عش77ر المنعق77د في

والتي نقلت العمل االقتصادي إلى1980عمان عام مستوى متقدم وواضح .

ولذلك نعود إلى السؤال األهم في ه77ذا المض77مون بم77ا ان الوظيفية أدركت نجاحا موضوعيا وشكليا أوص77لها الى التكاملي77ة )التكاملية الوظيفية( في األصعدة المختلفة فم77ا ت77أثير الث77ورات العربية في المنهج الوظيفي للجامعة العربية خصوصا في خضم أراء فقهي77ة تج77د ض77رورة إع77ادة هيكلي77ة الجامع77ة اوالغائه77ا او

استبدالها اواصالحها ؟ ونق77ول:لق77د أح77اطت الكث77ير من اإلجاب77ات ح77ول وظيفي77ة الجامعة العربية والتي تتعل77ق بم77دى فاعلي77ة دور الجامع77ة في

ظل ثورات الربيع العربي وبعدها . ي77رى البعض )ان هن77اك رغب77ة في اإلص77الح ومنه77ا إص77الح مجلس االمن خصوصا ومنظم77ة االمم المتح77دة على وج77ه ع77ام وهناك محاوالت لتغي77ير دور وأهمي77ة المنظم77ات اإلقليمي77ة مث77ل

( 32)(32)جامعة الدول العربية(

د.خلي77ل اس77ماعيل الح77ديثي:النظ77ام الع77ربي واص77الح الجامع77ة (31)(31).290العربية:مصدر سابق ص

جيمس دنيلي77و:الجامع77ة العربي777ة بع777د الربي777ع الع77ربي،تك777ون او (32)(32)www.majla.com/arbالتكون،موقع المجلة االلكتروني ،لندن

245

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

في حين يذهب البعض ب77القول )ان جامع77ة ال77دول العربي77ة هي انعك77اس لواق77ع الحكوم77ات العربي77ة تمام77ا ومن ثم فهي لم تكن بطبيعتها وتكوينه77ا واس77تراتيجيها الحالي77ة مواكب77ة لتغي77يرات الربيع العربي ومتطلبات المرحلة، وهي بحاج7ة الى ربي7ع خ7اص بها يغير من واقعها كي تصبح معبرة عن راي الش77عوب العربي77ة

(.في حين يج77د رأي77ا فكري77ا33)(33)وليس عن راي الحكوم77ات ( اخر) ان جامعة الدول العربية وقفت ع7اجزة ام77ام ك77ل القض77ايا التي واجهت األمة ابتداءا من القضية المركزية ومرورا بمشاكل

3)(34)الحدود بين الدول العربية وانتهاءا بثورات الربيع الع77ربي (4.)

المالحظ ان اآلراء ال77تي قيلت في منظم77ة إقليمي77ة عربي77ة هي جامع77ة ال77دول العربي77ة إنم77ا هي من الواق77ع تعكس تمام77ا المآخذ التي أربكت عمل الجامعة العربية ،اما بالنس7بة للث77ورات التي شهدتها بعض الدول العربية أدخلت تجربة الجامعة العربي77ة في اختبار صعب وقفت معها كل الطموحات بان تكون الجامعة على موقف قوي يستطيع التغلب على السبات الذي تعاني من77ه وتنتق77ل من جامع77ة ال77دول العربي77ة للحك77ام الى جامع77ة ال77دول العربية للشعوب العربية، ول7ذلك ش77كلت الث77ورات العربي77ة في ك77ل من ت77ونس ومص77ر وليبي77ا واليمن وال77دول األخ77رى أهمي77ة مكانية وزمانية تجاه وظيفية الجامعة العربي77ة ودوره77ا ،فب77الرغم

بوصفها مؤسس77ة رس77مية،1945من أن الجامعة تأسست عام فكلم77ا تم توجي77ه االنتق77ادات إلى دوره77ا ال77وظيفي في ظ77ل األزمات القائمة منها والسابقة كان ال77رد موج77ودا ب77ان الجامع77ة مقيدة بما نص عليه ميثاق الجامعة وبما تتواف77ق علي77ه األنظم77ة رس77ميا وإنه77ا التت77دخل بالش77أن الع77ربي ال77داخلي اال بطلب من حكوماته7ا، ح7تى ب77دا ه77ذا واق77ع الح77ال وت77وقفت ك77ل مح77اوالت اإلصالح والتغيير فيها مما جعلها منظمة إقليمية غير ق77ادرة على أحداث تطورات نوعية واتخاذ قرارات ص77عبة وفش77لت في ح77ل القضايا الخالفية )عربية –عربية( )عربية إقليمية دولية (والواق77ع ان األطروحات الفكرية والفلس77فية ال77تي اوض77حناها قب77ل قلي77ل تؤكد اختالف الرأي حول مصير الجامعة في خضم هذه الثورات

ه الثورات الشعبية،ففي اقل من ع77ام تم اإلطاح77ة بزعام77ة1هذ )تونس ومصر وليبي77ا واليمن( وهن77ا نب77دا لن77بين موق77ف الجامع77ة العربي77ة من ه77ذه الث77ورات ،ف77الموقف ال77ذي تبنت77ه من ت77ونس

المصدر السابق. (33)(33) محمد حس77ين الس77امرائي:جامع77ة ال77دول العربي77ة وتح77ديات الربي77ع (34)(34)

.2،ص3522،2011العربي،الحوار المتمدن ،العدد 246

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

أعلنت الجامع77ة في77ه ان مايح77دث هن77اك ش77ان داخلي ،وأك77د المتحدث الرسمي باسم جامعة الدول العربية ان الجامعة قلقة من األوض77اع في ت77ونس وانه77ا تراقبه77ا عن كثب ودع77ا جمي77ع األطراف العم77ل على التوص77ل إلجم77اع وط77ني يخ77رج البالد من أزمتها.اما الثورة المصرية،فقد كان موقف الجامعة مثل موقفها من تونس، فهي اكتفت بإصدار البيانات التي دعت من الخ77روج

من األزمة . في المسالة الليبية تغ77ير موق77ف الجامع77ة،اذ ابت77دأ بالبي77ان

وقرار مجلس جامعة الدول2011 الصادر في شباط 136رقم بخص77وص المس77تجدات األخ77يرة2011 في آذار 7298العربي77ة

2011 اذار 12 في 7360في ليبي77ا وق77رار الجامع77ة ذي ال77رقم بخصوص تداعيات األحداث الجارية في ليبيا وال77ذي اح77ال مل77ف ليبيا إلى مجلس األمن الدولي لتطبيق حظر جوي طبقا للفص77ل الس77ابع من ميث77اق األمم المتح77دة اذا بين الق77رار في فقرت77ه األولى الى ض777رورة ان يتحم777ل مجلس االمن مس777ؤولياته ازاء تدور األوضاع في ليبيا واتخاذ اإلجراءات الكفيلة بف77رض منطق77ة حظر جوي على حركة الطيران العسكري فوريا وإقامة من77اطق امنة في المناطق المعرض77ة للقص77ف .فض77ال عن قيامه77ا ب77وقت

سابق بتعليق عضوية ليبيا في مجلس الجامعة . اما موقف الجامع77ة العربي77ة من الث77ورة اليمني77ة فق77د ك77ان موقفا ملتبس77ا ، اذ لم تقم الجامع77ة باتخ77اذ إج77راءات او تط77بيق قرارات حول الوضع في اليمن ب77ل إحالت77ه إلى مجلس التع77اون لدول الخليج العربي لتوفيق المصالح بين الرئيس الس77ابق علي عبدالل77ه ص77الح والمعارض77ة ، وم77ايجري االن من ث77ورات عربي77ة يتبين فيها االختالف في موقف الجامعة مواقفا شتى ولكننا أثرنا أن نختار هذه العينة من )ت7ونس مص7ر وليبي7ا واليمن ( لحص7ول نتيج77ة له77ذه الث77ورات في تغي77ير األنظم77ة القائم77ة وإقام77ة حكم جديد قائم على مفاهيم توائم مع ثورات الربيع العربي ومبادئه77ا وأه77دافها .وفي المحص77لة نش77ير إلى ان جامع7ة ال7دول العربي77ة وبوصفها منظم77ة إقليمي77ة عربي77ة تجم77ع ال7دول العربي77ة وان م77ا ح77دث الي77وم من تط77ورات أح77دثت تغي77يرا ج77ذريا في المف77اهيم والتطلعات الش77عبية وأض77فت الى إث77ارة تس77اؤل ج77وهري ح77ول الجامعة بل ومصيرها في المستقبل في ظل التط77ورات ..وهن77ا

البد لإلجابة دقيقة وواضحة البد من التفرقة بين امرين وهما : إذا كانت جامعة الدول العربية هي جامعة األنظمة العربية.1

فإننا حتما أمام محاولة للتغيير ستطال الجامعة العربي77ة ،247

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وان ثورة الربيع الع77ربي ستش77مل الجامع77ة كم77ا ش77ملت حكامها العرب ،وبعبارة أخرى نق77ول أن التنظيم اإلقليمي العربي سيطاله التغيير ويؤثر فقي شكل قراراته وبيانات77ه وميثاقه وبالتالي البد من تغي77ير يتماش77ى م77ع م77اجرى في العالم العربي وما ارتب77ط ه77ذا التغي77ير في تغي77ير فلس77فة نظام الحكم ومفاهيم77ه وانعكاس77ات ه77ذه المف77اهيم على واق77ع الجامع77ة العربي77ة بتفص77يالتها القانوني77ة والسياس77ية واالقتصادية،فال يمكن لميثاق جرى وضعه في ق77ترة تلت الحرب العالمية الثانية ان يبقى بعيدا عن التغيير في ظل

ها الواقع اذا كانت الجامعة العربية جامعة الشعوب العربي77ة فحتم77ا.2

ان يص77يب الجامع77ة التغي77ير من خالل كونه77ا بمس77توى مس77ؤولياته وتأخ77ذ زم77ام المب77ادرة لتحقي77ق طموح77ات شعوبها ومن ثم ان التغيير يك77ون في قراراته7ا وليس في ميثاقها ، وهذا التغيير لن يكون اال نتيجة حتمي77ة اال للربي77ع العربي ،اي ان يكون التغيير يمعزل عن توقع النتيج77ة من

عدمها . وهنا قد يسال البعض مالفرق بين التغيير األول والثاني في الفرض77يتين، ونق77ول ان التغي77ير األول س77يكون ش77امال ك77التغيير الحاص77ل في ال77دول أي بمع77نى تغي77ير يط77ال ميث77اق الجامع77ة وهيكليتها وبنائها القانوني والسياسي وربما يقود الى إلغائها في حين أن التغي77ير في الفرض77ية الثاني77ة س77يكون مقتص77را على مسؤولياتها وقراراتها فقط ألنها وبوصفها تمثل الشعب الع77ربي الالحك77ام ف77التغيير يك77ون بم77ا يط77الب ب77ه الش77عب الع77ربي إزاء

قضيته . ونعود لنقول : اننا نقف بالوس77ط من اآلراء واألفك77ار ال77تي جاءت لتعلن نتيجة الثورات العربية على نهج الجامعة ال77وظيفي ) قراراته77ا وسياس77اتها وميثاقه77ا( وهن77ا نؤك77د وب77رأي اق77رب الى الواقع النميل إلى إلغاء التنظيم العربي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، الن العرب قد ج77اءوا بتنظيم مهم ربم77ا تع77ثر او توقف عن اداء مهام77ه اال ان77ه م77ا ي77زال يش77كل اهمي77ة محوري77ة للعرب، والمسألة الثانية ان العرب ربما لن يقدروا على تشكيل تنظيم إقليمي عربي جديد يوحد العرب مرة ثانية في ظل وجود ال77دول العربي77ة جميعه77ا تحت مظل77ة الجامع77ة، فل77و تم إلغاءه77ا س77وف يك77ون الح77ل بإيج77اد تنظيم77ات تجم77ع دول بعينه77ا )دول إفريقيا، دول خليجية( ويكون هذا التنظيم او ذاك هو البديل غير

248

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المهي77أ ليح77ل مح77ل الجامع77ة العربي77ة ام77ا ال77رأي القائ77ل ببق77اء الجامعة وعدم تطورها فهذا رأي بج77انب الص77واب، فال يمكن ان التت77أثر بم77ا ج77رى في بعض ال77دول العربي77ة من حرك77ات تغي77ير جذرية وفق رؤية شعوبها في الربيع العربي،إذا اليمكن ان تبقى

وال77رأي األق77ربالجامعة بعيدا عن ذلك التغيير المهم والجذري للواقع وال77ذي نتبن7اه ونؤي7ده، ان جامع7ة ال7دول العربي7ة س77وف تتغير وهذا التغيير بصورة ايجابية يعزز من وجودها ويعم77ل على تفعي77ل بن77ود ميثاقه77ا وي77ؤدي إلى ان تس77اهم الجامع77ة بقراراته7ا وحضورها في تعزيز قدرة الش77عوب على تلبي77ة طموحاته77ا ، فال يمكن الغ77اء ه77ذا التنظيم المح77وري المهم واليمكن إبق77اءه دون تغيير، بل ان الجامعة تبقى بهيكليتها )القانونية والسياس77ية( وان الت77أثير والتغي77ير س77يكون ب77المنهج ال77وظيفي ال77ذي س77يكون ل77ه الحصة األكبر في التغيير نتيجة ثورات الربيع العربي وبه77ذا ف77ان التطورات والتغييرات س77تكون وظيفي77ة تزي77د من تط77ور وعم77ل الجامع77ة نح77و األفض77ل بم77ا يع77ني تعزي77ز ق77درتها على تحم77ل المسؤولية واتخاذ القرارات المصيرية وتبني مواقف أكثر حزم77ا

تجاه القضايا العربية.الخاتمة

249

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

من خالل البحث يمكن ان نتوصل الى استنتاج واقتراح77اتفي ماياتي االستنتاجات

ان جامعة الدول العربية منظمة إقليمية عربية تس77عى الى.1 تعزي777ز الوح777دة بين ال777دول األعض777اء وترس777يخ التع777اون

السياسي واالقتصادي واالجتماعي . تشكل الجامعة العربية من خالل عملها تكامال نح77و ترس77يخ.2

التع7اون في ظ7ل ميثاقه7ا وعلى أس7اس أه7دافها ومبادئه7ا وأجهزتها وي77أتي في المقدم77ة منه77ا مجلس جامع77ة ال77دول العربي77ة بوص77فة الس77لطة ال77تي تل77زم ال77دول ب77القرارات

واالتفاقيات العربية والدولية . يعد المنهج ال77وظيفي اح77د المرتك77زات الرئيس77ة في عم77ل.3

التنظيم77ات اإلقليمي77ة ومنه77ا جامع77ة ال77دول العربي77ة ال77تي تعاملت مع هذا النهج منذ قيامه77ا وطورت77ه باتج77اه التكام77ل

الشكلي والموضوعي . ش77كلت ث77ورات الربي77ع العربي77ة اختب77ارا لعم77ل الجامع77ة.4

الوظيفي في ظل دخوله77ا تجرب77ة جدي77دة تمثلت في م77دى استجابتها للمتغيرات القائمة وهذا مادعا البعض من ال77راي الى ضرورة إلغائها او استبدالها في حالة عجزها عن ق77ديم

الجديد في المعادلة العربية اليومالمقترحات

ان الجامعة العربية هي تنظيم اقليمي ع77ربي يحاف77ظ على.1 توحي77د الع77رب في ق77راراتهم ورؤيتهم ت77اريخهم فالب77د من تق77ديم ال77دعم الع77ربي له77ذا التنظيم في ظ77ل التغ77يرات

العربية والدولية بما يعزز من دورها الوظيفي . الدعوة الى إقامة اص77الح هيكلي ق77انوني سياس77ي يوظ77ف.2

من اج77ل ت77دعيم وإص77الح الجامع77ة العربي77ة دون إلغ77اء او إس77قاط الجامع77ة العربي77ة او اس77تبدالها..ب77ل العم77ل على تحص77ين دوره77ا وتعزي77ز المس77ؤولية ال77تي تض77طلع به77ا الن العرب اذام77ا الغ77وا جامع77ة ال77دول العربي77ة الي77وم ربم77ا لن يستطيعوا ان يأتوا ببديل جديد قادر على تلبي77ة طموح77اتهم بل سنكون ام77ام تنظيم77ات فرعي77ة لع77دد معين من ال77دول ضمن رقعة جغرافية ضيقة مم77ا ي77ؤدي الى تجزئ77ة التنظيم

اإلقليمي العربي وهذا حل غير واقعي .جامعة الدول العربية في ظل المتغيرات الراهنة

في المنطقة العربية250

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

أ.د.فاطمة غلمانتقدي777م

من777ذ نهاي777ة الح777رب العالمي777ة الثاني777ة و بع777د أن بلغت المجتمع77ات السياس77ية تط77ورا ف77رض عليه77ا تج77اوز وض77عها التنظيمي السياس77777ي ال77777داخلي و البحث عن االنتم77777اء إلى مجتمعات سياسية أوسع نطاق من الدولة، تبين أن نظام الدولة لم يعد يكفي لمواجهة التحديات و الظروف السياسية الطارئ77ة. فحاجة الشعوب إلى األمن و االستقرار لم يعد تحقيق77ه باعتم77اد الدولة على قدراتها الخاصة، مما ألزم هذه األخيرة إلى االندماج في تنظيم77ات دولي77ة و إقليمي77ة ذات اختص77اص المحافظ77ة على

األمن و قمع العدوان. ففي ال77وقت الحاض77ر، و نظ77را لم77ا أفرزت77ه نهاي77ة الح77رب الباردة من صراعات واقتتال داخلي ألسباب عرقية، أو ديني77ة أو اجتماعية، و ما نتج عن نظام العولمة من ارتفاع وثيرة التنافس االقتصادي و الس77باق نح77و األس77واق الخارجي77ة، أص77بحت ال77دول مج77برة على التكت77ل إقليمي77ا في تنظيم محكم بغي77ة مواجه77ة

التحديات الجديدة ذات الطبيعة السياسية و االقتصادية. فماذا عن الع77الم الع77ربي خالل ه77ذه الحقب77ة؟ ه77ذا األخ77ير واجه تحديات متنوعة، منها ذات ط77ابع داخلي، كإش77كالية ف7رض النم77وذج ال77ديمقراطي الغ77ربي، العن77ف بمظ77اهره المختلف77ة، و أسبابه المتنوعة، اقتصادي، اجتماعي، عقادي، سياسي ملف77وف في غالف دي77ني؛ و منه77ا م77ا ه77و خ77ارجي، اس77تراتيجي، أم77ني، جغرافي- اقتصادي، تبشيري إلخ.. الي77وم و من77ذ انطالق ش77رارة الحراك االجتماعي العربي، تتعرض الدول العربية إلى تصدعات داخلي77ة ته77دد اس77تقرارها السياس77ي و المجتمعي، و ت77ؤثر على أمنها إقليمي77ا و دولي77ا. فم77ا يح77دث الي77وم في المنطق77ة العربي77ة بغربه و شرقه من انتفاضات و ثورات داخلي77ة، و م77ا ق77د تس77ببه من تغيرات بالغة التأثير على الخريطة الجيوسياسة، توحي ب77أن الظرفية التاريخية و السياسية، و طبيعة النزاع77ات، تختل77ف عن تلك التي شهدتها المنطقة العربي77ة أثن77اء حقب77ة الس77بعينيات من

القرن الماضي. ضوء مما س77بق، ف77إن اإلش77كالية ال77تي تطرحه77ا ه77ذهعلى

الدراسة تتعلق باإلمكاني77ات ال77تي تمنحه77ا آلي77ات جامع77ة ال77دول العربية إلدارة األزمات المحلية ذات الخصوصية الداخلية، و ذلك

251

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ع77بر فهم طبيع77ة الجامع77ة العربي77ة، وظيفته77ا، و موقعه77ا فيم77ا و هذا ما يفسر أهمية ه77ذا البحث ال77ذييسمى بالنظام العربي.

يهدف باألساس إلى تسليط الض77وء على المتغ77ير في المنطق77ة العربية الناتج عن الثورات العربية و ما تطرح77ه من تح77دي على الط77رح المث77الي الم77دافع على الجامع77ة العربي77ة ككي77ان إقليمي

عربي قادر على تحقيق التوازن في المنطقة العربية. الفقرة األولى: جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية

من خالل ق77راءة لمفه77وم اإلقليمي77ة و م77دى تطبيق77ه على جامعة الدول العربية، يمكن الق77ول ب77أن المع77ايير الرئيس77ية في تعريف األنظمة اإلقليمية تنطب77ق على مفه77وم النظ77ام اإلقليمي الع77ربي، ال77ذي يجم77ع بين تواص77ل جغ77رافي، و تماث77ل العناص77ر التاريخي777ة و االقتص777ادية و االجتماعي777ة بين مكوناته777ا. إال أن الرافضين لهذا االستنتاج يرون بأن المنظمة العربية ال تس77تجيب لهذه المعايير لكونها تضم دوال متباعدة جغرافيا )موريتاني77ا غرب77ا

ناهي77ك عنإلى جزر القمر و الجيبوتي جنوب77ا و الع77راق ش77رقا(، غياب تفاعالت سياس77ية و اقتص77ادية و اجتماعي77ة و ثقافي77ة فيم77ا بينها. و يعتمد هذا االتجاه من المفك77رين الع77رب على التباين77ات الواس777عة من حيث المس777احة، و ع777دد الس777كان، و الق777درات العس77كرية، و ع77دم التناس77ق في المكان77ة بين ال77دول المش77كلة للمنظمة العربية. فهناك مثال بعض الدول التي تمتلك المقومات السكانية و السياس77ية و العس77كرية )مص77ر(، إال أنه77ا تع77اني من ضعف الق77درات المالي77ة للتنمي77ة، و هن77اك دول غني77ة )مجموع77ة دول الخليج( لكنه77ا ال تمل77ك المقوم77ات الس77كانية و العس77كرية، إض77افة إلى وج77ود دول فق77يرة )موريتاني77ا، اليمن، الص77ومال(؛ و النتيج77ة أن ه77ذا التف77اوت ي77ؤثر على العالق77ات السياس77ية بين عناص77ر النظ77ام، و يخل77ق تط77ورا ال متكافئ77ا على المس77توى االقتصادي و االجتم77اعي. ل77ذلك ي77رى ه77ذا االتج77اه بأن77ه ال يمكن اعتبار الجامعة العربية مؤسسة إقليمية، أك77ثر مم77ا هي منظم77ة قومية قائمة على أساس ميثاق ال يشترط في االنضمام إليها إال

1شرط العروبة. الواق77ع أن فك77رة التنظيم اإلقليمي ال77واردة في الفص777ل الث77امن من ميث77اق األمم المتح77دة ال تتط7ابق م7ع ميث7اق جامع7ة الدول العربية، ألن ه77ذا األخ77ير يفتق77ر إلى العدي77د من الج77وانب

- حس77ن نافع77ة: من أج77ل االس77تفادة من التنظيم الهيكلي للمنظم77ات 1اإلقليمية و الدولية، مركز دراسات الوحدة العربية،

312، ص 2004 مارس 252

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الهامة ال77تي تتطلبه77ا ض77وابط العم77ل في منظم77ة إقليمي77ة ذات أهداف أمنية، و من هذه النواقص عدم النص و التحدي77د بش77كل دقيق لطبيعة الجامعة و لشخصيتها القانوني77ة، و ربم77ا يع7ود ه77ذا األم77ر إلى أن نش77أة الجامع77ة العربي77ة وقعت قب77ل ظه77ور األمم المتحدة. لكن مع هذا، نجد أن منظمة األمم المتحدة تتعامل مع جامعة الدول العربية على أس77اس أنه7ا منظم77ة إقليمي7ة، و ه7ذا االعتراف نستنتجه من خالل قرارات الجمعي77ة العام77ة، ك77القرار

9 بت77اريخ 52/5، و الق77رار 1947 ش77تنبر16 بت77اريخ 120رقم ، تحت عن777وان "التع777اون بين األمم المتح777دة و1997أكت777وبر

و من المالحظ أن عالقة األمم المتحدة1جامعة الدول العربية". مع جامعة الدول العربية تتبنى نفس النهج الذي تتعام77ل ب77ه م77ع المنظمات اإلقليمية األخرى، فالمنظمة العربي77ة دائم77ة الحض77ور خالل دورات الجمعية العامة كطرف مالحظ مم77ا يس7هل عملي77ة

اس77تجابةالتواص77ل بين المنظم77تين. إض77افة إلى ه77ذا، تعت77بر الجامع77ة لل77دعوة ال77تي ق77دمها األمين الع77ام ح77ول مس77اهمة

بمثاب77ة2،المنظمات اإلقليمية في حفظ السلم و األمن الدوليين التزام من طرفها لم77ا ورد في الفص77ل الث77امن من ميث77اق األمم

الع77ام مما يستجيب مع الطرح ال77ذي ج77اء ب77ه األمين 3المتحدة. الس777ابق لألمم المتح777دة، بط777رس غ777الي، و ال777ذي يعت777بر أن المنظم77ات اإلقليمي77ة هي األك77ثر ت77أهيال للتعام77ل م77ع القض77ايا

و بذلك يتأكد أن جامعة الدول العربية تع77د منظم77ة إقليمي77ة ألنه77ا ال-77 1 تقتصر على تجاوز العامل الجغرافي بين الدول األعضاء كما ه77و الح77ال في منظمة الوحدة اإلفريقية و رابطة الدول األمريكية وغيرها، بل تضم أيض777ا دول تش777ترك في وح777دة األص777ل والت777اريخ واللغ777ة والتقالي777د

المشتركة. أنظر:2 - Agenda pour la paix « sécurité des forces et du personnel des

N.U.déployées dans des conditions de conflits, Note du Président du Conseil de Sécurité S/25184, 28 janvier 1993, pp 1-2

- التع77اون بين الجامع77ة و منظم77ة األمم المتح77دة يتض77من إج77راء 3 مشاورات مباشرة و فورية في حاالت النزاع التي تهدد الس77لم و األمن في المنطق77ة العربي77ة، إيج77اد آلي77ات مش77تركة بين المنظم77تين لجم77ع المعلومات و البيانات و تحليليها، و ذلك قصد اإلنذار المبكر لألزم77ات؛ و تشكيل بعثات مشتركة لتقصي الحقائق، تم التشاور بش77أن ت77دبير نش77ر القوات بصورة وقائية، و التنسيق و التخطيط و التنفيذ المشترك لبعض

و آليات حل النزاعات، دفاترجامعة العربية المشاريع. غلمان فاطمة: ال القانون و االقتصاد و التدبير، دورية نصف سنوية تصدر عن كلية العلوم

، سطات، المغ77رب،77،2011 4القانونية و االقتصادية و االجتماعية، عدد 68ص

253

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

1المحلية، لكونها مهيأة ثقافيا لفهم األوضاع اإلقليمية و المحلية. لكن إلى أي حد يمكن تط77بيق ه77ذا الط77رح على جامع77ة ال77دول العربية؟ خاصة في ظل األوض77اع ال77تي تعيش77ها مختل77ف ال77دول العربي77ة و ال77تي تختل77ف من حيث الطبيع77ة و األه77داف عن تل77ك التي تعرضت لها المنطقة العربية خالل مرحلة الس77بعينيات من

القرن الماضي. في تحقي77ق األمنالفقرة الثانية: مساهمة جامعة الدول العربية

اإلقليمي تمش77يا م77ع ط77رح الس77يد بط77رس غ77الي، األمين الس77ابق لألمم المتح77دة، يمكن الق7ول ب7أن عوام7ل الق7رب الجغ7رافي و تقاسم القيم، و الظروف التاريخية ق77د تس77هل إنش77اء منظم77ات إقليمية، إال أن كفاءة ه77ذه األخ77يرة في ض77مان أمن و اس77تقرار المنطقة التي تنتمي إليها ق77د تتطلب أدوات إض77افية، قانوني77ة و سياسية و لوجيستية، تساهم في تأكيد حضور المنظم77ة كفاع77ل

مستقل و مقرر و ليس كأداة تتحكم فيها الدول األعضاء. وبالعودة إلى جامعة الدول العربية، كمنظمة إقليمية مهيأة ثقافيا لفهم األوضاع المحلية و اإلقليمي77ة، نالح77ظ أنه77ا غالب77ا م77ا تكون عاجزة عن التعامل مع التوترات الناش77ئة بين أعض77ائها، و ذلك إما بسبب تباع77د المواق77ف السياس77ية الداخلي77ة، أو بس77بب ضعف إمكانياتها المادية و البشرية بل و حتى القانوني77ة، إض77افة إلى ذاك اإلبهام المحي77ط ب77دورها و م77ا تنتظ77ره ال7دول األعض77اء

2منها.

،األوسط في الش77رق األمن بشأن الحالة اجتماع مجلس- أنظر أيضا: 12012 شتنبر 26نيويورك

- ألجل ذلك، و مع كل إخف77اق تحقق77ه المنظم77ات اإلقليمي77ة في حف77ظ2األمن و التكامل اإلقليمي، و تسوية النزاعات القائمة

بين أعض77ائها، ي77زداد تعل77ق ال77دول إم77ا بالمنظم77ة الدولي77ة، أو ب77القوىالخارجية. و هذا السلوك تتقاسمه غالبية دول

الجنوب، إذ و أم77ام ك77ثرة اإلخفاق77ات س7اد اإلحب77اط ل77دى ه7ذه ال7دول، وتعمقت الشكوك في جدوى وجود هذه المنظمات

و من األمثل77ة على إخف77اق المنظم77ات اإلقليمي77ة اإلقليمية و اس77تمرارها. منظمةلمعالجة مشاكل األمن المحلية، إخفاق

الدول األمريكية في هايتي، و منظم777ة الوح777دة اإلفريقي77ة في روان77دا، وجامعة الدول العربية في الصومال و اليمن، و

العراق.254

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لكن و ب77الرغم من ه77ذه المعوق77ات تمكنت جامع77ة ال77دول العربي77ة من المس77اهمة في حف77ظ الس77لم واألمن ال77دوليين من خالل بعض األحداث اإلقليمية في المنطقة العربية، مثل أزم77تي

. و1961 و أزم77ة الك77ويت ع77ام 1975 و عام 1958لبنان عام كمنظم77ة إقليمي77ة ك77ان له77ا دور ملح77وظ في بعض المراح77ل التاريخي777ة من نض777ال بعض ال777دول العربي777ة في س777بيل ني777ل استقاللها، كدول شمال إفريقيا، و السودان مثال. إال أنها فش77لت

،1947في بعض المساعي األخرى، كمنع تقسيم فلسطين عام ، و أزم77ة1948و اندالع الحرب العربية-اإلسرائيلية األولى ع77ام

منذ انسحاب عضوية مصر منها، ش77هدت. و 1990الكويت عام المنظمة تراجعا استمر مع الت77دخل الع77راقي في الك77ويت س77نة

الذي كان وراء تمزق المنطق77ة العربي77ة و انقس77امها إلى1990 معسكرين مم77ا أدى إلى ش77ل عم77ل الجامع77ة. إلى ج77انب ه77ذا،

، و االتف77اق اإلس77رائيلي-1993ك77انت اتفاقي77ات أوس77لو لس77نة وراء حرمان الجامع7ة من أهم مل7ف ل7ديها1994األردني لسنة

)القضية الفلسطينية(؛ كما أن تهميش المنظم77ة جعله77ا ع77اجزة عن التأثير في القرارات الخاص77ة بمش77اكل أمن ال77دول العربي77ة

و1)قضية الصحراء بين المغ77رب و الجزائ77ر، األزم77ة العراقي77ة(. ال77تي تعرض77ت له77ا الوالي77ات2001 ش77تنبر 11ج77اءت أح77داث

المتح77دة األمريكي77ة و ال77تي ه77زت بعنفه77ا األوس77اط الحكومي77ة الغربية و العربية، لتعلن عن والدة اإلرهاب الدولي. و قد ارت77أت من خاللها إدارة الرئيس األم77ريكي الس77ابق ج77ورج ب77وش رب77ط اإلره77اب باإلس77الم، مم77ا جع77ل الع7الم الع7ربي برمت77ه في وض77ع المتهم أمام المجتمع الدولي. إلى جانب هذا، ش77هدت مجموع77ة من الدول العربية أحداث عنف دامية، مث77ل الجزائ77ر، المغ77رب، ت77ونس، موريتاني77ا، اليمن، مص77ر، العربي77ة الس77عودية )م77ا بين

(، و هي كله77ا أعض77اء في جامع77ة ال77دول2010-1990س77نوات العربية. لكن بدل أن يتم التنسيق داخل المنظمة لمواجهة ه77ذه األح77داث بكاف77ة أدوات الض77غط الممكن77ة، سياس77ية، بوليس77ية، استخبراتية، أو تبني أساليب وقائية جماعية قصد تفادي األعمال اإلرهابية، لتهيئ برامج سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية؛ فضلت الدول المعنية نهج سلوك انف77رادي يعتم77د على سياس77ة حمائي77ة بتش77ديد الحراس77ة على الح77دود لمن77ع أي تس77رب للجماع77ات اإلرهابية إلى إقليمه77ا، أو الترك77يز على احت77واء التهدي77دات ال77تي تشهدها جبهاتها الداخلية بالرفع من وثيرة االنغالق السياس77ي، و1 - Projet de loi relatif à l'établissement, à Paris, d'un Bureau de la Ligue des

Etats arabes. Rapport 472 (98-99) Commission des Affaires Etrangères 255

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

1زيادة النفقات العسكرية، أو باالعتم77اد على الحلف77اء الغرب77يين. مما يعني أن الدول العربية المعنية فضلت التعامل مع المس77ألة األمنية داخليا و إقليميا بعيدا عن جامعة الدول العربي77ة. و دائم77ا في إطار المسألة األمنية في المنطقة العربية، يمكن القول بأن

( كانت بمثابة زل77زال تص77دعت على1990حرب الخليج األولى ) إثره فكرة نظام إقليمي عربي، و بعدها جاء الت77دخل العس77كري

( ليكش77ف2003الغربي برئاسة الواليات المتحدة في الع77راق ) للع77الم غي77اب عم77ل ع77ربي مش77ترك خصوص77ا على المس77توى المؤسساتي أي في نطاق الجامعة العربية المؤسسة الرئيس77ية

في ظل هذا الواقع ال ش7ك أن إمكاني7ة ص7ياغة2للنظام العربي. الع77المنظام أمن قومي ع77ربي أم77ر ب77الغ التعقي77د، خاص77ة و أن

واسعة الهادفة إلى اللحركة ا سلوكا يتناقض مع تيارنهجالعربي االس77تراتيجي الع77المي لمرحل77ة م77ا بع77د الح77رب إع77ادة البن77اء

ك7ل ه7ذا أدى إلى اس77تمرار عج77ز الجامع7ة سياس77يا و3الب77اردة،دبلوماسيا إضافة إلى ضعفها قانونيا.

اآلليات القانونية لعمل جامعة الدول العربيةالفقرة الثالثة:

1 77- أنظر: فاطمة غلمان: اتح77اد المغ77رب الع77ربي و التح77ديات األمني77ة، رؤية جديدة لبناءالملتقى العلمي المغاربي األول:

2011 أبريل 14 المغرب العربي :االحتماالت والرهانات، تونس الدور التدخلي للجامعة العربية بين التطور والثبات،س77امح راش77د: -7 2

شؤون عربية، مجلة رقمي77ة ص77ادرة عن األمان77ة العام77ة لجامع77ة ال77دول2012، السنة 151العربية عدد

SFEIR (Antoine) : Le Monde Arabe : Constat d'échec et mise sous- أنظر: 3tutelle ? Revue Géostratégiques N°2 janvier 2001, P 6

256

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

انطالقا من نصوص الميث77اق تت77وفر جامع77ة ال77دول العربي77ة على مجموع77ة من اإلج77راءات القانوني77ة ال77تي تؤهله77ا للقي77ام بالوظيفة المنوطة بها من أج77ل ص77يانة األمن اإلقليمي الع77ربي. بحيث تطرح المادة الخامسة التي تتناول مسألة ح77ل الخالف77ات بين الدول األعضاء، و سبل تسويتها س77لميا و ع77دم اللج77وء إلى القوة لفضها، وسيلتين هما: الوساطة و التحكيم. إال أن الميث77اق ربط مسألة إجراء الوساطة بالخالفات ال77تي يمكن أن تتط77ور و تؤدي إلى نزاع مس77لح، أو يستش77ف منه77ا تط77ور ق77د ي77ؤدي إلى نشوب ح77رب بين األط77راف المتنازع77ة، باإلض77افة إلى أن نت77ائج الوساطة غير ملزمة لهؤالء. يمكن أيضا للدول األعض77اء اللج77وء إلى التحكيم في حالة تع77ذر إيج77اد ح77ل للخالف المط77روح، لكن

إذ ال يح77ق1تحريك آلية التحكيم، ك77إجراء قض77ائي، يبقى اختياريا لمجلس الجامع77ة القي77ام بمهم77ة التحكيم ب77دون رض77ا األط77راف المعنية، بغض النظر عن درجة خطورة هذا ال77نزاع و طبيعت77ه. و

من نط77اق التحكيمهن77ا تج77در اإلش77ارة إلى أن الميث77اق أخ77رج يحظر على الجامع77ةالمنازعات التي تمس سيادة الدول، بحيث

2التدخل في هذا النوع من النزاعات، مما يؤدي إلى شل عملها.

بالنظ77ام و تحت ض77غط بعض العوام77ل منه77ا م77ا ارتب77ط الدولي و اإلقليمي، و منها ما كانت ل77ه عالق77ة بالص77راع الع77ربي اإلسرائيلي، تم استحداث آلية قانونية جديدة في إط77ار معاه77دة ال77دفاع الع77ربي المش77ترك و التع77اون االقتص77ادي المبرم77ة ع77ام

بم77وجب ه77ذه المعاه77دة تم إنش77اء مجلس ال77دفاع ف1950.3 المش777ترك والتع777اون االقتص777ادي، المختص بجمي777ع الش777ؤون

من خالل و 4 منه77ا.77،5 77،4 77،3 2المتعلقة بتنفيذ أحك77ام الم77واد حسب المادة السابعة من الميثاق، فإن قرارات التحكيم تكون ملزمة-7 1

إذا صدرت باإلجماع، وملزمة فقط للدول الموقعة في حال التصويت عليها باألكثرية.

1990 و 1961 النزاع العراقي- الكويتي عامي - 2 - أنظر ميثاق جامعة الدول العربية.3 نصت المادة الثانية من المعاهدة، "تعتبر الدول المتعاقدة كل اعتداء-7 4

مسلح يق77ع على أي77ة دول77ة أو أك77ثر منه77ا أو على قواته77ا، اعت77داء عليه77ا جميعا، لذلك فإنها، عمال بحق الدفاع الشرعي-الف77ردي والجم77اعي- عن كيانها، تلتزم بأن تبادر إلى معونة الدولة أو الدول المعت77دى عليه77ا، وأن تتخذ على الفور، منفردة ومجتمعة، جميع الت77دابير وتس77تخدم جمي77ع م77ا لديها من وسائل، بما في ذلك استخدام القوة المس77لحة ل77رد االعت77داء، وإلع77ادة األمن والس77الم إلى نص77ابها". كم77ا نص77ت الم77ادة الثالث77ة على "تتشاور الدول المتعاقدة فيما بينها، بناء على طلب إحداها، كلما هددت سالمة أراضي أية واحدة منه77ا أو اس77تقاللها أو أمنه77ا. وفي حال77ة خط77ر حرب داهم أو قيام حال77ة دولي77ة مفاجئ77ة يخش77ى خطره77ا، تب77ادر ال77دول

257

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

قراءة نصوص المعاهدة نالحظ تجاوبها مع الضوابط المؤسس77ية الالزمة إلقامة نظام أمن جم77اعي، أو أحالف دفاعي77ة عس77كرية. بحيث تم اس77تحداث أجه77زة و آلي77ات عم77ل جدي77دة تمثلت في إنشاء لجنة عسكرية دائمة تتكون من ممثلي هيئة أرك7ان ح7رب جيوش ال77دول العربي77ة المتعاق77دة، و مجلس لل77دفاع المش77ترك الذي يتألف من وزراء الخارجية و الدفاع؛ كم77ا نص ال77بروتوكول اإلضافي للمعاهدة على تشكيل هيئة استشارية عسكرية تتكون من رؤساء أركان حرب الدول المتعاقدة لإلش77راف على اللجن77ة

1العسكرية الدائمة. إال أن هذا التجديد الذي بدا ثوريا في ظاهره لم يكن كذلك في جوهره، فق77رارات مجلس ال77دفاع المش77ترك، و ال77تي تتخ77ذ باألغلبي7ة و تل7زم الجمي7ع، ليس7ت نهائي7ة ب7ل يتعين إقراره7ا من

و له77ذا2ج77انب مجلس الجامع77ة ال77ذي يتخ77ذ قرارات77ه باإلجم77اع، ظلت قرارات ه77ذا الجه77از، و ال س77يما م77ا يتعل77ق بإنش77اء قي77ادة

و لملئ هذا الفراغ ق77امت3عربية موحدة، مجرد حبر على ورق. أس77لوب آخ77ر لم ي77رد في الميث77اق يتمث77ل فيالجامع77ة بإنش77اء

المتعاقدة على الفور إلى توحيد خططه77ا ومس77اعيها في اتخ77اذ الت77دابير الوقائية الدفاعية التي يقتضيها الموقف"؛ أما الم77ادة الرابع77ة فق77د ج77اء فيها: "رغبة في تنفيذ االلتزامات السالفة الذكر على أكمل وجه، تتعاون ال77دول المتعاق77دة فيم77ا بينه77ا ل77دعم مقوماته77ا العس77كرية وتعزيزه77ا، وتشترك بحسب مواردها وحاجاتها في تهيئة وسائلها الدفاعي77ة الخاص77ة والجماعية لمقاومة أي اعتداء مسلح"؛ أم77ا الم77ادة الخامس77ة فق77د ج77اء فيها: "تؤلف لجنة عسكرية دائمة من ممثلي هيئة أركان ح77رب جي77وش ال77دول المتعاق77دة لتنظيم خط77ط ال77دفاع المش77ترك وتهيئ77ة وس77ائله وأساليبه... وترفع هذه اللجن77ة الدائم77ة تقاريره77ا عم77ا ي77دخل في دائ77رة

ميث77اق جامع77ة ال77دول العربي77ة،أعمالها إلى مجلس الدفاع المش77ترك". 2009مطبعة جامعة الدول العربية، مارس

- و استحدثت المعاهدة في الوقت نفسه آلية جديدة التخاذ الق77رارات 1في مجلس الدفاع المشترك، على اعتبار أن ما

يقرره هذا المجلس بأغلبية الثلثين يكون ملزما لجميع الدول المتعاقدة،و هو ما يختلف جذريا عن طريقة اتخاذ

من الميثاق.7 القرارات في مجلس الجامعة نفسه. أنظر:المادة فيينا من طرف المؤسسة الفرنس77ية للعالق77ات عقد في في منتدى-77 2

موسى، األمين العام السابق لجامعة ال77دول عمرو، دعا إفري( )الدولية منظم77ة ذات التس77يير ال عملش77فافية" " إلى(،2011-2001العربي77ة )

بتواف77ق اآلراء وليس األغلبي77ة، بو دعا أيضا إلى التص77ويت للغاية. مبهمال. في: العديد من قرارات الجامعة شلالذي ي

Barluet ( Alain) : La Syrie, un test pour la crédibilité de la Ligue arabe. Journal le Figaro.fr, le 26/ 12/2011

و آلي77ات ح77لجامع77ة العربي77ة - للمزيد العودة إلى: غلم77ان فاطم77ة: ال 373، ص 72النزاعات، مرجع سابق، ص

258

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

و بنفس الطريق77ة أض77افت1تش77كيل ق77وات عس77كرية مؤقت77ة، الجامعة بعض اإلجراءات الس77لمية لتس77وية المنازع77ات العربي77ة

2مثل المساعي الحميدة، التحقيق، و التوفيق، و المصالحة.

إلى جانب ه77ذه اآللي77ات، ش77هد دور األمين الع77ام للجامع77ة تط77ورا ملحوظ77ا و بالخص77وص دوره السياس77ي. و أخ77يرا هن77اك دبلوماس77ية القم77ة، كآلي77ة لتس77وية المنازع77ات أو التخفي77ف من حدتها و التي تتوفر على سند قانوني )المادة الثاني77ة من ملح77ق الميث77اق(. لكن ك77ل ه77ذه اآللي77ات س77واء تل77ك ال77واردة في نص الميثاق أم تلك التي تم اس77تحداثها أو إنش77ائها ك77ان اله77دف من ورائها مساهمة الجامعة في فك الخالفات التي ق77د تش77وب بين الدول العربية، و حماية هذه األخيرة من أي تهديد خ77ارجي. إذ و كما سبق الق77ول، ف77إن الميث77اق يحظ77ر أي ت77دخل في الش77ؤون الداخلية للدول األعضاء الذي قد يمس سيادة هذه األخيرة، مما يجع77ل الجامع77ة تفتق77ر إلى أي س77ند ق77انوني لش77رعنة حماي77ة أعضائها من مخاطر التوترات الداخلية. و فيما يتعلق باس77تعمال آليات خارج الميثاق عند حدوث مثل هذه التوثرات، كالوس77اطة مثال، فإن هذا األمر يتطلب إرادة سياسية قوية من قب77ل ال77دول

األعضاء. جامع7ة ال7دول العربي77ة و واجب الوس77اطة فيالفق77رة الرابع7ة:

النزاعات الداخلية موجة االنتفاضات التي ش77هدها الع77الم الع77ربي لقد جعلتنا

أم77ام نزاع77ات بين ش77رائح مهم77ة من المجتم77ع ض77د الس77لطات و قد تم تأسيس هذه قوات مرتين في تاريخ الجامعة، أثن77اء ال77نزاع-77 1

، حيث ع77رفت الق77وات ال77تي أرس77لت إلى1961العراقي الكويتي سنة الكويت باسم " قوات الطوارئ العربية" أو" ق77وات الجامع77ة العربي77ة".

، تحت اس77م " ق77وات أمن1975ثم خالل أزمة الحرب األهلية اللبناني77ة الجامعة العربية" أو "القوات العربية الرمزية"، ال7تي تح77ولت فيم77ا بع77د

محمد السيد سليم: دور الجامع77ة العربي77ة فيإلى قوات الردع العربية.181/ ص 173إدارة المنازعات، مرجع سابق، ص

األزمة اليمني77ةو أول نزاع تدخلت فيه بهذا الشكل هو ذاك الخاص ب-77 2 ، حيث اتخذت مجموعة من الق77رارات تخص1972 و 1948في حالتيها

تشكيل لجنة لتقصي الحقائق و لجنة توفيقية، كما ق77امت بإرس77ال وف77د إلى البلديين، استطاع أن يتوصل إلى موافقة طرفي النزاع حول وق77ف إطالق النار، و الدعوة إلى المباحثات. وظيفة جامعة الدول العربي77ة في مجال التس7وية الس7لمية للمنازع7ات) حلق7ة نق7اش(، مجل7ة المس7تقبل

، و أيضا: محمد السيد سليم:117، ص 1993، مايو 171العربي، عدد دور الجامعة العربية في إدارة المنازعات، المرجع السابق.

259

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

القائمة، هكذا هزت رياح الثورة التي تح77ولت في بعض األحي77ان إلى عاصفة منطق77ة جغرافي77ة واس77عة تنطل77ق من المغ77رب إلى البح77رين. و مب77دئيا في حال77ة ع77دم وج77ود إرادة للتف77اوض بين األط77راف المتن77احرة فمن الض77روري قي77ام كي77ان ث77الث ب77دور الوساطة لمنع أي تصعيد قد يؤدي إلى تهدي77د األمن اإلقليمي أو

من ميثاق األمم المتحدة52الدولي. في هذا اإلطار نجد المادة تشير إلى أنه "..ال يوج77د في ه77ذا الميث77اق م77ا يح77ول دون قي77ام المنظمات اإلقليمية بحفظ السلم و األمن الدوليين عندما يكون العم77ل اإلقليمي ص77الحا و مناس77با و متالئم77ا م77ع مقاص77د األمم المتح77دة و مبادئه77ا". و ب77العودة إلى ميث77اق الجامع77ة نج77د أن المهم777ة األمني777ة واردة في الم777ادة الخامس777ة و السادس777ة المنسجمتان مع ما ورد في الميثاق األممي، خاص77ة في الفص77ل

السادس منه. لكن هن77ا تج77در اإلش77ارة إلى أن ه77ذه النص77وص القانوني77ة تخص فض النزاع77ات القائم77ة بين ال77دول و ليس تل77ك القائم77ة داخل إقليمها. فالقانون الدولي يمنح ح7ق الت77دخل في الش77ؤون الداخلية للدول فق77ط في حال77ة تع77رض الس77لم و األمن للتهدي77د )المادة الثانية، الفق77رة الس77ابعة من الميث77اق األممي(، أو أم77ام حالة عدوان خارجي )الفصل السابع من الميثاق األممي(. و م77ا دام أن ميثاق الجامعة مستلهم من ميثاق األمم المتح77دة، فه77ل يمكن للجامع77ة الت77دخل في نزاع77ات فكه77ا مرتب77ط بالس77لطان الداخلي للدول المعنية؟ هنا تجدر اإلش77ارة إلى أن77ه ب77الرغم من أن اإلج77راء المتعل77ق بوظيف77ة الكيان77ات اإلقليمي77ة ينص على أن

من52األمن اإلقليمي ش77أن داخلي ل77دول المنطق77ة )الم77ادة فإن ميث77اق الجامع77ة يل77زم1الفصل الثامن من الميثاق األممي(،

في مادته الثامنة احترام سيادة الدول األعض77اء و أنظم7ة الحكم القائمة فيها. و من جانب آخ77ر، نج77د أن77ه ال الميث77اق األممي و ال ميثاق الجامع77ة تطرق77ا إلى تنظيم الح77روب الداخلي77ة قانوني77ا أو مادي77ا)من حيث حق77وق و واجب77ات األط77راف المتن77احرة، أو من

- فيما يتعلق بموج77ة االحتجاج77ات ال7تي تعرض7ت له77ا منطق7ة الش7رق 1 األوسط و شمال إفريقيا، ف77إن اللج77وء إلى منظم77ات إقليمي77ة مطل7وب خاص77ة و أن ه77ذه الت77وارث ح77دثت و تح77دث في دول تعرض77ت لص77دمة التدخل الغربي في العراق، كدولة نفطي77ة، و ب77أن أي ت77دخل أجن77بي في بلد عربي سوف ينظر إليه من زاوية مصالح اقتصادية و جيوس77تراتيجة.Garabachi (Ninou) : Les organisations internationales et régionales et les

révoltes arabes. In, Revue Géostratégiques N° 32, 3e Trimestre 2011, p 81 260

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حيث الوسائل العسكرية المستعملة(، إذن النتيج77ة أن الجامع77ةتبقى مكبلة أمام مثل هذه األوضاع.

ما تعرضت له الدول العربية من أحداث م77عو بالعودة إلى م77ا س77مي ب "الري77ع الع77ربي"، فينبغي التأكي77د على الط77ابع ال77داخلي ال77ذي اتس77مت ب77ه المواجه77ات العنيف77ة ال77تي تش77كلت أطرافه77ا من نظ77ام الدول77ة )الس77لطة الحاكم77ة( و مجموع77ات

هذا النوع من النزاعات ال77ذي1متمردة من المواطنين المدنيين. يدخل في خانة "الحروب الجديدة" التي شهدتها الساحة العربية يط77رح تح77ديا حقيقي77ا على الق77انون ال77دولي و على المنظم77ات البينحكومي77ة س77واء ك77انت عالمي77ة أو إقليمي77ة؛ خصوص77ا عن77دما يتعلق األمر بتدخل سياسي أو عسكري بسبب ح77رب داخلي77ة أو

عند حدوث خروقات جماعية لحقوق اإلنسان قد ته77ددأهلية، أو كيان الدولة باالنفجار. فكما جاء في مقدمة هذه الفقرة، عن77دما يصل ن77زاع محلي س77واء بين أو داخ77ل دول77ة عض77و في منظم77ة إقليمية إلى سقف ق77د يجع77ل اس77تقرار منطق77ة برمته77ا مع77رض للخطر، وجب تدخل هذا الكيان للمساعدة على تجاوز الوض77ع و لقطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. في هذا السياق كان من المف77روض تش77جيع الجامع77ة للقيام بتسوية سلمية للنزاعات الداخلية العربية و لو عن طريق

آلية الوساطة. األمر البارز في األحداث التي شاهدتها كل من ت77ونسلكن

و مصر هو انسحاب المنظمات اإلقليمية المحلي77ة بش77كل ع77ام، حيث جاء رد فع77ل ك77ل من مجلس التع77اون الخليجي، و االتح77اد اإلفريقي متأخرا، أما دور جامعة الدول العربية فقد انحص77ر في تصريحات خجولة مفادها أن ما يج77ري ه77و ش77أن داخلي. بينم77ا نجدها في حالة ليبيا قد بادرت بتجميد عضويتها ومطالبة مجلس

م77ارس12األمن بالت77دخل وف77رض منطق77ة حظ77ر ج77وي في . هذا النهج الذي تجاوز مجرد الوساطة في أزمة داخلي77ة،2011

مهد الطريق لت77دخل عس77كري فرنس77ي و بريط77اني في ش77مال ساهم في نقل الملف الليبي من اإلط77ار اإلقليميإفريقيا، حيث

الع77ربي إلى المس77توى ال77دولي، مم77ا جع77ل المتتبعين للش77أن

- و هي تختلف تماما مع حروب التحرير التي تدخل في خانة الح77روب 1الدولية و التي يخوضها شعب ضد قوة

8 مستعمرة لتحقيق تقرير مصيره. ال77برتوكول األول التفاقي77ة ج77نيف، 1977يونيو

261

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

و1،الع77ربي يتس77اءلون ح77ول ه77ذا النش77اط المف77اجئ للجامعة يعلنون عن سياسة الكيل بالمكيالين بسبب غيابه77ا في المش77هد اليمني و البحري77ني حيث تع7رض مئ77ات من األش77خاص الم77دنين

و هنا نش77ير أن77ه في نفس ال77وقت ال77ذي تمإلى مجازر إنسانية. في77ه الت77دخل العس77كري الغ77ربي في ليبي77ا "لحماي77ة" الس77اكنة

كانت الش77رطة البحريني77ة تفتح مستبد، نظامالمدنية من بطش الن77ار على قبيل77ة ش77يعية غ77رب المنام77ة من دون أن يث77ير ذل77ك

امتعاض المجتمع الدولي. و في الس77ياق ذات77ه نش77ير إلى أن77ه في كلت77ا الح77التين تم تجاوز الجامع77ة العربي77ة بحيث اس77تأثر مجلس التع77اون الخليجي بدور الوس77اطة في اليمن معتم77دا على الدبلوماس77ية الس77عودية التي تحججت بسياسة الجوار لترعى التفاوض بين المنتفضين و

3، و بتدخل عسكري في حالة البح77رين2الرئيس عبد الله صالح. و هك77ذا تم س77حب واجب الوس77اطة وبمباركة أمريكية و أممية.

حق التدخل من جامعة الدول العربية ليمنح إلى مجلس التعاون الخليجي، لكن سرعان ما تم ت77دارك ه77ذا األم77ر لتع77ود الجامع77ة العربية إلى الواجهة من جدي77د من خالل أزم77ة س77وريا، فم77ا ه77و

المتغير إذن؟ الفقرة الخامسة: خلفيات إحياء دور الجامعة في أحداث سوريا

- تج77در اإلش7ارة هن77ا إلى أن الت7دخل في ليبي77ا ك7ان م77دعما أيض77ا من 1طرف مجلس التعاون الخليجي حيث شاركت فيه قطر

83، نفس المرجع السابق، ص Garabachi( Ninou عسكريا. أنظر: )

- منذ بداية االحتجاجات السياسية في اليمن و مجلس التع77اون ل77دول 2 ش77بهالخليج يجري محاوالت وساطة، لكون هذه االحتجاجات ته77دد أمن

يمكن حيث لتنظيم القاع77دة معقال أن تصبح:بطريقتين الجزيرة العربية األقلية الشيعية في حال77ة مطالب إحياء، ثم األنظمة أن يزعزع استقرار

 Le Yémen GOURDIN:  (Patriceفي )ين. الحوثي تفوق en crise. Essai d’analyse géopolitique, Diploweb.Com. Le 10 juillet 2011, p 6

- خوف77ا من س77قوط عاه77ل البح77رين ال77ذي ق77د ي77ؤدي إلى ظه77ور حكم3 شيعي على أبواب المملكة العربية السعودية، و لكن أيض77ا س77قوط أول حكم ملكي كض77حية ألح77داث لربي77ع الع77ربي، ق77امت ك77ل من المملك77ة

بإرسال ألف جن77دي2011 مارس 14السعودية و اإلمارات العربية في Les relations Saoudo- :Romain ABYإلى البحرين لقمع التمرد المدني.

américaines à travers le prisme du "printemps arabe", Diploweb.Com. le 8 août 2011  

262

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

مارس17جسدت أزمة سوريا، التي انطلقت بوادرها منذ ، منعطفا جديدا في ت77اريخ العم77ل الع77ربي المش77ترك من2011

موقفه7ا في ب77داياتخالل جامع77ة ال77دول العربي77ة، فبع7دما ك77ان األحداث أقرب من تعاملها مع حالة تونس و مصر، أي التجاه77ل والحياد السلبي، تطور فيم7ا بع7د لينتق7ل إلى ت77دخل كام7ل ع7بر قيامها بدور أساسي في إدارة األزمة الس77ورية. فبش77كل ف77اجئ جمي77ع المتتبعين للش77أن الع77ربي تح77ركت الجامع77ة و أدرجت موض77وع س77وريا على رأس ج7دول أعماله7ا منخرط77ة فيم77ا بع7د بش77كل كب77ير وبوت77يرة س77ريعة أوحت بأنه77ا تتعج77ل االنتق77ال إلى خطوات متقدمة في إدارة األزم77ة. ه77ذا التح77ول المهم في أداء الجامعة لم يقتصر على م77دى انخراطه7ا في األح7داث الس77ورية الداخلية، ب77ل امت77د أيض77ا إلى طبيع77ة ومض77مون ذل77ك الت77دخل و

1آلياته وأدواته المستعملة. فق7د أق7دمت الجامع7ة على اتخ77اذ ق77رارات هي األولى من

نوعها منذ إنشائها، من أهمها: ( بمنح النظ77ام2011-11-16ق77رار الرب77اط )بت77اريخ -

الس77وري مهل77ة ثالث77ة أي77ام لتوقي77ع بروتوك77ول خ77اصبحماية المدنيين،

قرار تجميد مش77اركة الوف77ود الس77ورية في الجامع77ة- إلى حين امتث777ال النظ777ام للمط777الب المس777تعجلة المتعلق7777ة بإيق7777اف القم7777ع و القت7777ل في ح7777ق

(؛2011-11-12المتظاهرين، )بتاريخ قرار إيفاد بعثة مراق77بين ع77رب لمتابع77ة بن77ود تنفي77ذ-

المبادرة العربي77ة لح77ل األزم77ة، و ه77و عم77ل مي77دانيمحض؛

دع77وة مجلس الجامع77ة ال77دول العربي77ة إلى س77حب- س77فراءها من دمش77ق، وف77رض عقوب77ات سياس77ية و

اقتصادية على الحكومة السورية. بعد هذا العرض لبعض منج77زات الجامع77ة في قض77ية تعت77بر شأنا داخليا لدولة عض7و يح77ق لن7ا أن نتس7اءل ح7ول المتغ7يرات التي ساهمت في تنشيط أدائها و تكثيف مبادرته77ا. فه77ل أدركت الجامعة فجأة أن مواقفه77ا اتج77اه ال77دول العربي77ة األخ77رى ال77تي

الدور التدخلي للجامعة العربي77ة بين التط77ور والثب77ات،سامح راشد: -77 1شؤون عربية، مجلة رقمية صادرة عن األمانة

2012، السنة 151 العامة لجامعة الدول العربية عدد 263

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

عانت من موجة "الربيع العربي" كانت مخجلة أمام الرأي العام العربي، و حاولت استدراكها ع77بر تجاوبه77ا م77ع معان77ات الش77عب

بتغير العقلي77ات، أم أن77ه والدةالسوري. وهل هذا النشاط يبشر جديدة للجامعة؟

حس777ب المستش777ار السياس777ي ألمين ع777ام الجامع777ة، إن دورها، تطورا كبيرا ل7يمثل األزمة السورية فيمشاركة الجامعة

كما أن اقتراحها لوضع صيغ من أج77ل ح77ل ص77راع داخلي لدول77ة و1عضو، يعتبر تحد هائل و اختبار لمه77ارات و ق77درات الجامع77ة.

األمين، ف77إن المجلس الوط77ني الس77وريبالنس77بة ألح77د أعض77اء نبي77ل الع77ربي، "جع77ل من األح77داث في س77وريا ملف77ا، الع77ام

مواقفنا االس77تماع إلىوشخصيا، عبر المشاركة في المحادثات اقتراحاتنا". الواقع أن هذا الزخم العربي الجماعي ال يع77ود إلىو

حزم أمينها العام أكثر ما هو ناتج عن توافق مواقف أعض77ائها، و في مقدمة هؤالء نجد قطر التي ترأست اللجنة الوزارية العربية ح77ول المل77ف الس77وري. من ج77انب آخ77ر، ال يمكن التوص77ل إلى توافق اآلراء داخل الجامع7ة دون دعم من ط7رف أعض77اء وازن7ة كمص77ر و العربي77ة الس77عودية، فه7ذه األخ7يرة مارس77ت ض77غوطا، حس777ب المعارض777ة الس777ورية، للتغلب على ع777زوف عم777ان و

إن استقراء مواقف الدول األعضاء يكشف عن وج77ود2الجزائر. تيارين متناقضين فيما يتعلق بأزمة سوريا، األول بقي77ادة قط77ر و الس77عودية ال77ذي ك77ان يش77جع على تس77ليم المل77ف إلى مجلس األمن، و يؤي77د ت77دخال عس77كريا في س77وريا، و تس77ليح المعارض77ة السورية لمواجهة اآلل77ة العس77كرية الرس77مية. أم77ا التي77ار الث77اني الذي ترأسته ك77ل من لجزائ77ر والس77ودان و اليمن، فق77د تش77بث

معالج77ة األزم77ة، و رفض أي ت77دخل عس77كريفي بدور الجامعة 3في سوريا.

تباين المواق77ف ه77ذا ظه77ر جلي77ا عن77د التص77ويت على ق77رار دول77ة، في16تعليق عضوية سوريا، حيث اتخذ القرار بموافق77ة

حين عارض777ته ك777ل من اليمن و لبن777ان، و امتن777ع الع777راق عن بم77ا في، الس77وريينحماية الم77دنيين بالنظر إلى التدابير المقترحة ل-77 1

منتمين إلى منظمات مراقب500 ذلك إرسال . صحفيين عربو محامين و، و أطباء حقوق اإلنسان إنسانية تدافع عن

Le réveil de Kodmani (Hala) :la Ligue arabe. Libération.fr 17 novembre 2011

2 -Kodmani (Hala) نفس المرجع ،س77امح راش77د، المرجع السابق - 3

264

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

و فيما بعد أثار هذا القرار احتجاجات داخل الجامعة،1التصويت. لميثاقه77ا و لنظامه7ا ال77داخلي و إذ اعت77بر غ77ير ق77انوني ومخ77الف

ب77ذلك ال يج77وز اتخ77اذه إال باإلجم77اع. أم77ا س77وريا فق77د رأت في77ه سيادة ال77دول القائم على احترامانتهاكا لميثاق الجامعة العربية

2 في شؤونها الداخلية.عدم التدخل األعضاء و

الح77ديث عنانطالقا من واقع األمر داخل الجامعة ال يمكن هي إس77تراتيجية عربي77ة موح77دة، خاص77ة و أن مواق77ف الجامعة

إقليمية. أما ه77ذه اليقظ77ة سياسية وقوة انعكاسا لعالقات دائما ال77تي يعكس77ها أداء الجامع77ة بالخص77وص في اإلقليم ال77داخلي السوري، إنما هي نتيجة لعوامل م77ؤثرة منه77ا م77ا ه77و إقليمي، و

آخر دولي. فمن الناحي777ة اإلقليمي777ة، تنبغي اإلش777ارة إلى أن منطق777ة الش77رق األوس77ط و الخليج الع77ربي تش77هد من77ذ ان77دالع أح77داث "الربي77ع الع77ربي" خروق77ات جس77يمة لقواع77د الق77انون ال77دولي

و في حالة سوريا جاء ق7رار3اإلنساني الخاصة بحماية المدنيين. تعليق العضوية باسم توقيف عنف الس77لطة السياس77ية الم77ؤدي

- الغريب أن البحرين التي تعنف شعبها، العربية السعودية التي تقم77ع 1 أي تحرك شعبي، السودان المطالب بتقديم رئيسه للعدالة الدولي77ة المتهم بجرائم ضد اإلنسانية، قامت بالتصويت على هذا الق77رار. أنظ77ر:Gresh (Alain) : Séisme géopolitique au Proche-Orient, Le Monde

Diplomatique décembre 2011 - يشار إلى أن ميثاق جامع77ة ال77دول العربي77ة ال يحت77وي على إج77راء مح77دد تحت مسمى تعليق أو تجميد العضوية. لكنه نص على الطرد أو الفصل

من77ه، "لمجلس الجامع77ة أن يعت77بر أي دول77ة ال تق77وم18في الم77ادة بواجبات هذا الميثاق منفصلة عن الجامعة، و ذلك بقرار يصدره بإجم77اع ال77دول ع77دا الدول77ة المش77ار إليه77ا". لكن ب77الرغم من ه77ذا فق77د ق77امت

، كما جمدت الجامع77ة عض77وية1979الجامعة بتعليق عضوية مصر عام عند احتالله للكويت. إضافة إلى تجميد عضوية ليبي77ا1990العراق عام فبراير و إزالة التجمي77د عقب انتص77ار الث77ورة واالع77تراف17خالل ثورة

بالمجلس الوطني الليبي االنتقالي ممثال شرعيا ا للشعب الليبي. أنظر: هل الجامعة العربية قادرة على إنقاذ سورية؟ المركز العربي لألبحاث و

2011دراسة السياسات، الدوحة، نوفمبر

2

، و الملح77ق1949 1949 غش77ت 12- أنظر: اتفاقية ج77نيف الرابع77ة 3 1977 يونيو 8الثاني بتاريخ

265

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

قتي77ل من77ذ3500إلى الم77وت لش77ريحة واس77عة من الم77دنيين ) االعتبارات اإلنسانية إلى تاريخ اتخاذ القرار(، لكن2011مارس

الجامع77ة ظلت الدليل على ذل77ك أن و ليست هي الدافع الوحيد بش77أن و والبح77رين. في اليمن الدموي حملة القمع صامتة أمام

من األسد نظ77ام بش77ار النواي77ا األص77لية هي إنق77اذ ك77انت، سوريا من ج77انب1،الثورية الع77دوى خش77ية من تن77ازالت، لخالل تقديمه

آخ77ر، ف77إن غي77اب مص77ر، ك77زعيم تقلي77دي في المنطق77ة بس77بب دولمشاكلها الداخلية ترك فراغا مهم77ا داخ77ل الجامع77ة تح77اول

الجامع77ة، مم77ا يفس77ر التحرك77اتالخليج ملئ77ه بالهيمن77ة على المكثفة في الملف السوري خاصة من جانب قط77ر ذات النف77وذ المالي و الدبلوماسي القوي، و الطموحات المتنامية التي ترمي

راعي77ةلواش77نطن أن77ه بإمكانه77ا أن تك77ون من خالله77ا اإلثب77ات أك77ثر من لمص77الح الوالي77ات المتح77دة األمريكي77ة في المنطقة

نش77اط الجامع77ة يكش77ف2.و األردنالمملكة العربي77ة الس77عودية تركيا التي على قدم المساواة مع اللعبأيضا عن رغبة األعضاء

و س777اهمت فيالس777ورية، المعارضة اجتماع777ات استض777افت مؤتمر له في الذي عقد أول الوطني السوري تأسيس المجلس

اسطنبول. ال77تي ك77انت وراءالجيوسياسيةهناك أيضا بعض االعتبارات

جامعة الدول العربية في الملف السوري، أهمه77ا قرارات توجيه قطع الطريق على إيران المحاربة دبلوماسيا من ط77رف ال77دول الغربية بسبب برنامجها النووي المشكوك في طبيعته، إذ هن77اك اعتقاد بأن إيران ستكون الض77حية الرئيس77ية لض77غوطات ال77دول العربي77ة على النظ77ام الس77وري المدعم77ة من ط77رف الق77وى

جس77رهاالغربية. ففي حالة سقوط حليفه77ا س77وف تفق77د إي77ران السوري إلى البحر األبيض المتوس77ط، بحيث س77تتعرض طرقه77ا لإلغالق بفعل تواجد األسطوليين البحريين األمريك77يين الخ77امس و الس777ادس، و أس777اطيل دول حل777ف الش777مال األطلس777ي و إس77رائيل، و مراقب77ة الحكوم77ات الموالي77ة للوالي77ات المتح77دة

- نقوال نصار: حرب الناتو التالية، يوغوسالفيا الشرق األوسط العربية، 1 ديسمبر394مجلة المستقبل العربي، ع

152 إلى 150، صص 2011 2 -Gresh (Alain)  :أيضا و سابق مرجع ،Diffalah (Sarah) : SYRIE. Les

enjeux inavoués de la Ligue arabe, In. Le Nouvel Observateur, le 17-11-2011, Slimani (Leïla) : Ligue arabe : le réveil a sonné, in. Revue Jeune

Afrique du 28/11/2011

266

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المطل77ة على الط77رق البحري77ة في الخليج، و بح77ر الع77رب، و مضيق باب المندب، و البحر األحمر، و قن77اة الس77ويس. زد على

بت77ولي للطائف77ة الس77نية س77مح ينظام األسد قد سقوطهذا، أن خط77وط اإلم77دادقط77ع من ش77أنه ال77ذي زمام األمور في س77وريا

، و إخراج سوريا من دائرة المحور الش7يعي. ل7ذلك ولحزب الله أمام هذه المخططات الخفية فإن لعبة الخ77داع ال77تي تق77وم به77ا بعض الدول المتحكمة في خيوط اللعبة داخلة الجامع77ة العربي77ة فيها شيء من المخاطرة، فقد تؤدي إلى انهيار ص77ورة الجامع77ة

نش77وبأمام الرأي العام العربي بشكل نهائي، و ق77د ت77ؤدي إلىحرب إقليمية مكلفة لكل األنظمة العربية الجارة.

خالصة البحث: هيئة التس77جيل و جامع77ة ال77دول العربي77ة عب77ارة عن دائ77رة

القليل من المبادرات، هك7ذا هي بالنس7بة لل77رأي األخبار و إلنتاج العام العربي و الدولي. الواق77ع أن الجامع77ة تعرض77ت النتق77ادات متنوعة طيلة العق77دين الماض77يين على اعتب77ار أنه77ا لم ت77ؤثر في قضايا المنطقة العربية التي تعرضت للعديد من االضطرابات. و بذلك يحملها هؤالء مسؤولية إخفاق األنظمة العربية، ألن العج77ز الذي يعرفه أداء الجامعة يعود بالدرجة األولى إلى هياكلها و إلى محدودية و إبهام بعض نصوص ميثاقه77ا؛ إلى ج77انب أن أجهزته77ا خاضعة لرغبة و إرادة الدول ال77تي تش77كلها، ثم إن الجامع77ة هي

ف77وق وطني77ة، فجامع77ةمنظم77ة و ليس77ت منظم77ة بين حكومية الدول العربية عبارة عن مرآة النقس77امات األنظم77ة العربي77ة م77ا يجعله77ا كيان77ا غ77ير متج77انس، و لم تكن أب77دا ق77اطرة لتكام77ل أو

تعالت. فجأة و مع أحداث "الربيع العربي"اندماج إقليمي عربي األص777وات لتط777الب الجامع777ة ب777التحرك و مس777اندة الش777عوب المض777طهدة من قب777ل أنظمته777ا، م777ع العلم أن قض777ايا مث777ل الديمقراطي77ة و حق77وق اإلنس77ان، لم تط77رح أب77دا على ج77دول أعمالها ما دام أن ميثاقه77ا يرك77ز على س77يادة ال7دول األعض77اء و عدم التدخل في شؤونها الداخلي77ة، و حماي77ة األنظم77ة الحاكم77ة. فكيف يمكن إذن اليوم القول بأن الجامعة اس77تيقظت بش77جاعة من س77باتها لتس77اهم بفعالي77ة في إدارة أزم77ات عربي77ة داخلي77ة و تتقاس77م مس77ؤولية المحافظ77ة على األمن اإلقليمي م77ع األمم المتحدة؟ هل التحركات التي تقوم بها بعض ال77دول العربي77ة من خالل الجامع77ة لمحاص77رة النظ77ام الس77وري تع77بر عن انبث77اق

ناش77ئة، أم أن األم77ر ال يع77دو أن يك77ون ذرالدبلوماس77ية عربي77ة الديناميكية الجديدة في حركة الجامع77ةللرماد على العيون؟ إن

267

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ليس77ت س77وى حال77ةالعربي77ة وتفاعله77ا م77ع التط77ورات الداخلية ال تعكس بالضرورة وضعا دائم7ا، و ال تع7ني أن تغ7يراتمؤقتة و

حقيقية دخلت على آليات عمل "النظام العربي".

التغير في منطقة شمال أفريقيا في ضوء التدخل الدول: ليبيا نموذجا

د.خلود خميس/ العراقة77777المقدم

لم تكن منطقة ش77مالي افريقي77ا بعي77دة عن الث77ورات ال77تي تؤدي الى تغيير االنظمة السياسية ولنا شواهد كث77يرة ومنه77ا م77ا ح77دث من ث77ورات ش77عبية في مص77ر خالل حقب77ة االربعيني77ات والخمس77ينيات من الق77رن الماض77ي وم77ا ح77دث من ث77ورات في الس77تينيات للحص77ول على االس77تقالل ومن ثم ث77ورة الخ77بز في الثمانيني7777ات حيث انتفض الش7777عب التونس7777ي على النظ7777ام السياسي بسبب ما تعرض ل77ه عم77وم الش77عب من حال77ة الفق77ر بسبب البطالة والمحسوبية والفساد االداري ،كما قامت الث77ورة في الجزائ77ر الج77ل الحص77ول على االس77تقالل من االس77تعمار الفرنسي ومعاوني7ه داخ7ل البل7د وك7ذلك الح7ال في ليبي7ا ح7دث

واستمرت الى ايلول1968التغيير ومن ثم الثورة منتصف عام حيث تغير النظام الملكي الى نظام جمهوري رئاسي ،اال1969

ان تل77ك االنظم77ة اس77تلمت الس77لطة لف77ترات طويل77ة وكانه77ا اس77تندت الى نظ77ام الحكم الملكي ومن ثم اراد زعم77اء ه77ذه االنظم777ة تحوي777ل الحكم الى وراثي حيث عم777ل معظمهم على تهئية ابنائهم واخوانهم الستالم الس77لطة من بع77دهم ،فلم ي77رض االم77ر معظم الش77عوب تل77ك السياس77ات القائم77ة والقادم77ة فانتفضت الشعوب الج77ل القي77ام ب77التغيير وان ك77ان التغي77ير ق77د

268

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

حص77د ارواح المئ7ات من الش7باب واالطف77ال لتل7ك ال7دول ال7تي ح77دث فيه77ا التغي77ير،وال77ذي اتهم من قب77ل العدي77د من االط77راف

الداخلية والخارجية بانه تغيير ارتبط بتدخل خارجي. ومن خالل دراستنا الموسومة )التغيير في منطقة شمالي افريقيا في ضوء التدخل الدولي 7 ليبيا انموذج77ا( س77وف نح77اول االجابة على تس77اؤل مهم وه77و ،ه77ل فعال ك77ان لل77دور الخ77ارجي ت77أثير في اح77داث التغي77ير في منطق77ة ش77مالي افريقي77ا؟ وكم77ا يحاول البحث اثبات الفرضية التالية وهي )حينما يح77دث التغي77ير السياسي في اية دول77ة وقلب النظ77ام سياس77ي فان77ه ع77ادة م77ا يرتبط بعاملين مهمين هما ال77داخلي والخ77ارجي (.وق77د قس77مت

الدراسة الى عدة محاور وهي :مدخل تمهيدي / في مفهوم التغيير

المبحث االول : التغي7777ير في بل7777دان ش7777مالي افريقي7777ا) االسباب والنتائج(

المطلب االول :اسباب التغييرالمطلب الثاني:نتائج التغيير

المطلب الثالث:الدور الدولي في التغيير السياس77ي ل77دولالمنطقة

المبحث الثاني: انموذج الدراسة )ليبيا(المطلب االول:دوافع التغييرونتائجه

المطلب الثاني: الدور الدولي في التغيير في ليبيا المطلب الث77الث:رؤي77ة مس77تقبلية لت77داعيات التغي77ير على

منطقة شمالي افريقيا مدخل تمهيدي: في مفهوم التغيير

يستند مفهوم التغيير السياسي للفكرة القائل77ة )بان77ه ربم77ا يتم تحديد هدف اي نظام اجتماعي وفق77ا للمن77افع ال77تي يحص77ل عليها االعضاء المختلفون جراء عمل هذا النظام كما يحدث م77ع المجتمع المحلي،فالتغيير الذي تقوم به الجماعات الداخلي77ة في

(1)الدولة او خارجها يعود في جوهره الى سببيبن هما:

اما الى زيادة الكف77اءة االقتص77ادية وتوس77يع الكس77ب.1المتبادل الى اقصى حد.

او اعادة توزيع الثروة والقوة لص77الحها على حس77اب.2الكفاءة ومكاسب الجميع.

269

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

فموضوع التغ77يراو التغي77ير السياس77ي يثيرمس77الة جوهري77ة في النظرية االجتماعية وهي ما اذا كان تغير النظام االجتم77اعي يتم من خالل التغ77يرات التدريجي77ة المتزاي77دة او يجب ان يك77ون ناجما عن الغليان والعنف السياسيين بما في ذل77ك الث77ورة على

المستوى المحلي والحرب الكبيرة على المستوى الدولي . ف77التغيير ال يح77دث بش77كل تلق77ائي او عف77وي او بش77كل انس77يابي وانم77ا تق77ف وراءه ارادة وادوات ،ارادة تض77ع الخط77ط والمشاريع والبرامج واالهداف وادارة تدير عمليات التغيير ،فه77و يحت777اج الى ادوات ومؤسس777ات الس777تنباط تنظيم777ات وط777رق ووسائل لمعالجة ما يستجد من مشكالت وما سيواجه المجتم77ع

(2)والوطن من تحديات تفوق تطلعات المواطن لحياة افضل.

فم77ا يح77دث من تغي77ير سياس77ي ف77ان م77ا ه77و س77يء وجي77د مسالة تخضع الطار قيمي شديد النسبية ،فالتداعيات ال77تي تنتج عن التغيير قد تكون المفضلة من قبل بعض الجماعات اوت77ؤدي الى حدوث الحرب االهلية والتي تعني فشل االنظمة االجتماعية او االقتصادية او السياسية او الثقافية لمجتمع م77ا في اس77تيعاب

(3)مختلف مكوناته بتنوعاتها المختلفة .

اال ان مصطلح التغيير يك77ون عكس التغ77ير في العدي77د من الدول التي يحصل فيها ه77ذا الن77وع من التط77ورات ،فهنال77ك دوال حصل فيه77ا تغي77يرا للمؤسس77ات وهي تغ77يرات س77لمية اس77تجابة للتطورات االقتصادية والتقنية وغيره77ا،وتل77ك التغ77يرات ش77هدتها الدول االوربية وكذلك الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة خالل ف77ترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ،بعكس التغيير الذي شهدته المنطقة العربية والذي اثار جدال كبيرا فه77و تغي77ير وتغ77ير بالوقت نفسه ،نظرا لما اصاب الب77نى التحتي77ة ال77تي ح77دث فيه77ا التغي77ير من اض77رار واث77ار س77لبية على عم77وم المجتمع77ات ال77تي حدث فيها التغيير السياسي.،وهذا يوص77لنا الى مس77الة جوهري77ة وهي ارتباط التغيير في المنطقة العربية او بعموم بلدان الع77الم الثالث بالقوة حيث يوجد تناقض بين النظ77ام االجتم77اعي الق77ائم والقوى المؤثرة في التغير ،وه77ذا التن77اقض خل77ق ازم77ة حقيقي77ة في معظم البل77دان العربي77ة لع77دم تخلي اي ق77وة مهيمن77ة عن امتيازاتها بدون اي صراع ،فالتغيير ال7ذي ش7هدته بل77دان ال7وطن العربي كان يف77ترض ان يك77ون تغي77يرا ت77دريجيا الج77ل ان تتكي77ف

قوة التغيير مع النظام االجتماعي القائم. وعلى هذا االساس ال يمكن اغف77ال ارتب77اط مس77الة التغي77ير بمسالة الوعى السياسى بانواع77ه المختلف77ة وابع77اده المتع77ددة

270

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

منها الذاتي اي الفردي والجم77اعي وال77وعى السياس77ى النظ77رى )اوال77وعى ال77ذى يكتفى بوص77ف االح77دات(, وال77وعى المم77ارس )اوالتطبيفى( الذى أثبت نجاح77ة فى المي77دان. وال77وعى الزائ77ف والوعى الحقيقى. بمعنى البد من التفريق بين ال77وعى المض77لل كما هو الحال اليوم فى كل االنظمة الشمولية الدكتاتورية, وم77ا

(4)بين الوعى السليم والمفيد.

وعلى هذا االساس فان نجاح عملية التغيير مرتبطة بشكل رئيس ب777وعي النخب ال777تي تق777ود عملي777ة التغي777ير االجتم777اعي والسياس7ي ،من خالل ق7درتها على التمي77يز بينه7ا لتك7ون ق7ادرة على التعامل مع التحديات التى سوف تواجهها وتحقق اه77دافها باقل التكاليف. حيث ان التغيير ال يشمل اسقاط نظام الحكم او ازالة الفئة التي تمسك زمام السلطة بل ان المراحل التي تاتي بعد ذلك قد تكون اصعب من حيث المحافظة على سالمة البنى التحتي77ة للدول77ة وعلى س77المة المجتم77ع من التفك77ك وال77نزاع الط77ائفي والم77ذهبي وال77ذي ي77ؤدي الى التض77حية ب77االف االرواح البريئة من الشعوب العربية كم77ا يح77دث في س77وريا خالل م77دة

كتابة البحث وما حدث في ليبيا حالة الدراسة التي تم تناولها. وهذا يعني وجود ف77رق واض77ح بين الث77ورة السياس77ية ال77تي تتعلق بتغيير طريقة ادارة الحكم وتاثيره في النظام االجتم77اعي وبين الث77ورة النظامي77ة ال77تي تتعل77ق بتغي77ير البني77ة االقتص77ادية

(5)واالجتماعية التي يقوم عليها نظام الحكم .

المبحث االول : التغي777ير في بل777دان ش777مالي افريقي777ا) االسباب والنتائج(

لق77د واجهت معظم دول ش77مالي افريقي77ا بع77د اس77تقاللها مجموع77ة من االش77كاليات ال77تي اث77رت على اس77تقرارها وانج77از مهمتها في بناء الدولة القومية ،فازم77ة النظم السياس77ية تمثلت في غياب الديمقراطي77ة والت77داول الس7لمي للس7لطة ،ف7انتهجت تل77ك النظم معظمه7ا ص7يغة نظ7ام الح77زب الواح7د بع7ده اط77ارا سياس77يا موح77دا ي77ؤدي وظيف77ة مح77ددة في عملي77ة بن77اء الدول77ة فقبض7ت بعض ه7ذه االنظم7ة على الس7لطة بش7مولية انطلقت من المؤسس77ات العس77كرية وفي ال77وقت نفس77ه وج77دت نظم اخرى في المنطقة معادية للظاهرة الحزبية وعدتها غير مالئم77ة

(6)للسياق المجتمعي.

فاتص77فت معظم انظم77ة المنطق77ة بخاص77ية االستعاض77ة بالعملية السلطوية بدال من المشاركة الشعبية االمر ال77ذي دف77ع

271

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الجماهير للصمت وايثار السالمة على نحو عزز من قيم السلبية( 7)والالمباالة عن العمل العام .

وه77و االم77ر ال77ذي ادى الى تخب77ط ه77ذه النظم في تنس77يق سياستها الداخلية على الرغم من اتجاه نظم المنطقة معظمه77ا

(8)الى نوع من الليبرالية كمصر وتونس والجزائر والمغرب .

اال ان هذه الديمقراطية الشكلية وانتخاب77ات ب77دون ت77داول سلمي للسلطة ادت الى نشوء مجتمعات مستقطبة وقعت بين

فاص77بح(9)خيارين هما البدائل الس77لمية او الدول77ة االس77تبدادية .العنف الوسيلة الوحيدة لمواجهة الطرفين .

اص77بحت الهشاش77ة ال77تي2003اال انه و من77ذ اواخ77ر ع77ام يتسم بها النظ77ام االقليمي الع77ربي اك77ثر تعرض77ا ووض77وحا فق77د تع777رض ه777ذا النظ777ام االقليمي لمح777اوالت االص777الح الوط777ني واالقليمي ،وفي ذات االتج77اه اص77بح واض77حا الغي77اب المتزاي77د التجاه حركة ورؤية مشتركة بين الدول العربية ،حتى جاء اواخ77ر

فتص77اعدت االحتجاج77ات االجتماعي77ة في ال77وطن2010ع77ام العربي والتي اختلفت في طبيعتها من بلد الى اخر حتى اخذت صورا واشكاال متعددة تباينت من مرحل77ة الى اخ77رى ومن واق77ع الى اخ77ر واص77بح من الص77عب تجاه77ل تطوره77ا ومس7تقبلها على

الواقع السياسي واالجتماعي العربي . فق77د ك77ان مس77ار االحتجاج77ات االجتماعي77ة متنوع77ا وث77ري اختل77ف في خ77برة البل77دان العربي77ة ال77تي ح77دثت فيه77ا تل77ك االحتجاجات السيما ما حدث في مصر،المغرب،البحرين،فبعضها كانت حركات احتجاج اجتم77اعي بامتي77از لم تق77ترب من المج77ال

(10)السياسي.

اال ان77ه يمكن الق77ول ان ظ77اهرة االحتجاج77ات هي ع77ابرة لمختل777777ف النظم السياس777777ية، فهي موج777777ودة في النظم الديمقراطي77ة وغ77ير الديمقراطي77ة ،ولكنه77ا في االولى ع77ادة م77ا تؤدي الى تطوير النظام ولفت انتباهه الى مظ77الم اجتماعي77ة او تهميش سياس77ي ق77د ي77ؤدي الى تحس77ين ادائ77ه واحيان77ا تجدي77د نخبته ،اما الثانية فانها تكرس وربما تعمق ازماته الن77ه ع77ادة م77ا يعجز عن االستجابة لمطالب المحتجين السياسية وقد يستجيب لجانب من المط77الب االجتماعي77ة عن طري77ق تغي77يرات في بني77ة العالقة بين النظام والمحتجين السياسين ،ويعم77ل على التحاي77ل عليها ،فهو يلبي جانبا ويرفض جوانب كثيرة بصورة ال تجعله في

272

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ك77ل االح77وال ق77ادرا على االس77تفادة منه77ا من اج77ل التط77ور( 11)الديمقراطي واالنفتاح السياسي.

المطلب االول :اسباب التغيير لقد اتسمت معظم دول ش77مالي افريقي77ا من مص77ر وح7تى المملكة المغربية بجمود انظمتها السياسية سواء كانت رئاس77ية ج77اءت على اث77ر حص77ول ه77ذه ال77دول على اس77تقاللها كمص77ر وتونس والجزائ77ر او هي انظم77ة ملكي77ة ك77المغرب،فعلى ال77رغم من االختالفات المهمة بين هذه النظم بين الدول المنتجة للنفط وال777دول المص777درة للعمال777ة ف777ان سياس777اتها ذات خص777ائص واح77دة ،فك77انت مط77الب الق77وى المطالب77ة ب77التغيير على اطالق الحري7777ات السياس7777ية وتحقي7777ق الديمقراطي7777ة والعدال7777ة االجتماعي77ة ،كم77ا تش77ابهت ايض77ا اس77تجابة النظم العربي77ة له77ذه الث77ورات بش77كل كب77ير حيث اتهم الث77وار بالخيان77ة والعمال77ة وتم اس77تخدام العن77ف،كم77ا تش77ابهت تص77ريحات المس77وؤلين الع77رب والتي اكدت ان كل دولة عربية لها خصوصيتها ،مثلم77ا ص7رح ب77ه وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي )بان الجزائ7ر ليس7ت ت77ونس

(12)والجزائر ليست مصر(. فق777د تن777وعت االس777باب ال777تي ادت الى القي777ام بحرك777ة

االحتجاجات في منطقة شمالي افريقيا منها: العامل السياسي.: ان معظم دول شمالي افريقيا تع77اني.1

من مظاهر االنقسام القبلي والطائفي ،فقد كانت للق77وى ذات ارض77ية طائفي77ة او قبلي77ة او مناطقي77ة دور مهم في

(13)الحراك الشعبي ضد النظم الحاكمة .

العام77ل االقتص77ادي:ان مع77دالت التنمي77ة البش77رية طبق77ا.2 لتقرير االمم المتحدة االنم77ائي ال تعكس الواق77ع في ع77دد

وه77و ال53من دول المنطق77ة ،فليبي77ا ت77اتي في الموق77ع يمثل مستوى مرتفع في التنمية البشرية اما تونس فتق77ع

(14).101 اما مصر في الموقع 81في الموقع

وهذا يعني ان احد اسباب الثورة يرجع الى ازمة النمو غ77ير المتكافىء والفجوة الكبيرة بين المركز واالطراف ،فقد تركزت

% من االس777تثمارات الحكومي777ة والخاص777ة في ت777ونس في80 المن77اطق الس77احلية الش77مالية والش77رقية للبالد بينم77ا ع77انت المحافظات الداخلي77ة في الغ77رب والجن77وب نقص االس77تثمارات والخدمات والوظائف ووصلت معدالت البطالة في )والية سيدي

% مقارنة بالمتوسط الوطني الذي ي77تراوح وفق77ا30بوزيد( الى 273

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

% كم77ا ش77هدت ت77ونس ايض77ا16% و13لالرق77ام الرس77مية بين اتساعا كب7يرا في الفج77وة االقتص77ادية بين الطبق77ات االجتماعي77ة المختلفة في ظل طبقة راسمالية استحوذت على نصيب االسد

( 15)من ثمار عملية التنمية االقتصادية .

المطلب الثاني:نتائج التغيير عن77دما ب77دات ب77وادر التغي77ير في المنطق77ة العربي77ة فانه77ا ارتبطت بحرك77ة االحتجاج77ات وال77تي ش77كلت جماع77ات ض77غط حقيقية ضد االنظمة القائمة ،اال انها اتهمت ب77ان تل77ك الحرك77ات كانت بدون تنظيم وانها سوف ال تستطيع احداث اي77ة اص77الحات او تغي77يرات واس77عة ،والس77بب يع77ود الى انه77ا ك77انت حرك77ات احتجاجية اجتماعية لم تقترب من المض77مون السياس77ي ،ويبقى الم77برر في ذل77ك ب77ان اغلب النظم الديمقراطي77ة تح77دث فيه77ا حركات احتجاجي77ة ه77دفها لفت انظ77ار النظ77ام الى س77وء االدارة في الخدمات او وجود مظالم اجتماعية او تهميش سياسي لفئة معينة داخل تلك المجتمع77ات،لكن ماع77انت من77ه تل77ك الحرك77ات االحتجاجي77ة في المنطق7ة العربي77ة انه7ا اتجهت نحوتع7دد عناص7ر الت777اثير فيه777ا وق777امت على اس777اس م777ذهبي او اجتم777اعي او سياسي،وقد ارتبطت هذه المسألة بامر مهم يجب االنتباه علي77ه وهو ال77وعي السياس77ي ل7دى النخب ال77تي ق77امت بعمي77ة التغي77ير

والتي بدأتها بحركة االحتجاجات االجتماعية . فاغلب بلدان شمال افريقيا والتي ش77هدت ظ77اهرة التغي77ير عانت من معضلة التطور الديمقراطي اي النتائج التي تمخض77ت عن الثورة ،فمصر كانت اسرع بلدان شمالي افريقيا في انج77از االنتخاب777ات البرلماني777ة للغرفت777يين على الت777والي ومن بع777دها االنتخابات الرئاسية ثم وضع دستور جديد للبالد ،اال انها اصبحت الدول777ة االك777ثر عرض777ة للتقلب777ات السياس777ية نتيج777ة س777وء ادارةالمرحلةاالنتقالية ،فقد حلت الغرفة االولى للبرلم77ان بحكم قضائي ،وصدر حكم اخر ببطالن الغرفة الثانية مع تمديد عمله77ا الى حين انتخاب الغرفة االولى ،وقد تسبب الدستور الجديد في استقطاب سياسي اتسم بالعنف وط77رحت مس77الة تعديل77ه ف77ور االستفتاء عليه بااليجاب ،اما رئيس الدولةنفسه فبعد عام واح77د على انتخابه يكاد يزي77د ع77دد توقيع77ات ال77داعين الى اقالت77ه على ع77دد اص77وات ناخبي77ه ،وهوم77ا ح77دث في حرك77ة )تم77رد(في

وما بع77دها ،حيث تم ع77زل رئيس الجمهوري77ة2013حزيران 30 واعتم77اد ) خط77ة طري77ق ( جدي77دة تتض77من تع77يين رئيس جدي77د م77ؤقت لمص77ر،وه77و رئيس المحكم77ة الدس77تورية العلي77ا واع77داد

274

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

دس77تور جدي77د واج77راء اس77تفتاء علي77ه وح77ل مجلس الش77ورىوانتخاب مجلس جديد.

اما في تونس فقد انعكس77ت نت77ائج التغي77ير على الخالف77ات التي ظهرت بين رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه في ظل جدل واس77تقطاب سياس77يين بين االس77الميين وغ77ير االس77الميين على هامش تمديد فترة المجلس التأسيسي المنتخب لم77دةعام اخ77ر بع77777دما تعذروض77777ع دس77777تور جدي77777د للبالد خالل الم77777دة المحددة ،باالضافة لذلك فان تونس لم تسلم من حوادث العنف السياس777777ي والمواجه777777ات المض777777طردة بين الش777777رطة والمتظ77اهرين ،ح77تى ك77ان اح77د الت77داعيات له77ذا العن77ف اطيح بالحكوم7ة القائم7ة وت7رتب على الخالف ح7ول طبيع7ة الحكوم7ة الجديدة تعذر تكليف رئيسها بمهمة اعادة التأليف ، فقد شهدت ت77ونس بع77د مص77ر تص77اعدا في الموج77ة الس77لفية حيث اض77فى الصراع في مالي ابعادا جديدة على هذه الظاهرة في اط77ار م77ا تردد من مساعي لتكوين مثلث ذهبي جزائري 7 ليبي 777 تونس77ي يكون مرتكزا لدول77ة الخالف77ة االس77المية ،كم77ا اتخ77ذ ه77ذا العن77ف منحى جديدا لم تعرف77ه الس77احة التونس77ية من قب77ل وه77و منحى االغتيال السياسي الذي كان ضحيته االولى المعارض السياس77ي

وتبع ذلك اغتي77ال2013)شكري بلعيد (والذي اغتيل في شباط / (.2013/تموز 25المعارض السياسي محمد البراهمي في

(16)

المطلب الث77الث:ال77دور ال77دولي في التغي77ير السياس77ي ل77دولالمنطقة

ان التدخل الخارجي ليس بجديد على دول المنطقة ولكن77ه ك77ان في ف77ترات س77ابقة مرتبط77ا اساس77ا بالمش77روع االقليمي للشرق االوسط الكبير وال77ذي وض77عته الق77وى االس77تعمارية في النصف االول من القرن العشرين وهذا النظام وض77ع ب77دعم من القوى السلطوية الموالية للغرب ،اال ان هذا االتفاق تع77رض في فترة ما بعد انتهاء الح77رب الب77اردة الى الخل77ل بس77بب معارض77ة

بعض قادة النظم السياسية للنهج الدولي والسيما االمريكي . واليوم فانه ما تشهده الساحة العربية ما ه77و اال م77ا تخفي77ه السياس77ة الغربي77ة من اه77داف وغاي77ات تج77اه عم77وم المنطق77ة العربي77ة وتل77ك الغاي77ات ال77تي تخفي ورائه77ا اه77داف اقتص77ادية وسياسية وثقافي77ة ب77ل وح77تى عس77كرية،وه77ذا يع77ني بالت77الي ان النظام العالمي وان تبدل نحو القطبية اال انه م77ا زال يخفي بين اقطابه صراعا يهدف الى اعادة السيطرة من جديد على العالم

275

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

واعادة توزيع من77اطق النف77وذ من جدي77د وكان77ه يرج77ع الى حقب77ة الح777رب الب777اردة ،فاص777بح ملعب ه777ذه الق777وى هي المنطق777ة العربية ،ف77القوى الك77برى ب77الطبع ال تحكمه77ا مب77ادىء او ق77وانين معين77ة ب77ل تحكمه77ا مص77الحها بالدرج77ة االولى ،وفي مق77دمتها الواليات المتحدة االمريكية فقد بلورت لجنة تخطيط السياسات في الخارجي77ة االمريكي77ة وبالتنس77يق م77ع جه77ات اخ77رى في االدارة االمريكية سياسات جديدة تم وضعها قي77د التط77بيق من77ذ

سنوات في اطار مشروعين اثنين :centuryمشروع .1 statecraft صناعة الدول في الق77رن الح77ادي

والعشرين ،بهدف احداث التغي77يرات في الب77نى السياس77ية لبعض الدول وخاص77ة المناوئ77ة المريك77ا عن طري77ق توظي77ف التكنولوجيا االتصالية واالعالمية عبر تش77كيل ق77وى سياس77ية ومدنية وش77بابية في س77احة الخص77م ،ت77ؤمن باالفك77ار والقيم والسياس77ات االمريكي77ة ويتم التواص77ل معه77ا ع77بر االن77ترنيت ووسائل االعالم،ويمكن ترميز هذا المشروع بما اطلق علي77ه

اعالميا بثورة الديمقراطيات الرقمية.divertingمش77روع .2 the radicalization track وال77ذي يق77وم على

اع77ادة توجي77ه مض77مار التط77رف ويع77ني االتص77ال بالبيئ77ة السياس77ية للجماع77ات والنظم المتطرف77ة والمعادي77ة وفتح حوارات معها عبر جهات ثالثة او عن طريق واجه77ات مدني77ة والسعي لتوجي77ه زخمه7ا وامتص77اص عنفه7ا وتحوي77ل حراكه7ا واشراكها في اطار اللعبة الديمقراطية وبالشكل الذي يخدم

(17)المشروع االمريكي. فخالل الفترة التي سميت بالربيع الع77ربي او ف77ترة التغي77ير الديمقراطي او مرحلة الثورات العربية والتي انتقلت من دول77ة الى اخرى بتسلسل زمني متدرج وليس بوقت واحد فان ال77دول ال77تي له77ا مص77الح في المنطق77ة لعبت ادوارا مختلف77ة واش77كاال متنوعة في التدخل واختلفت طبيع77ة الت77دخل ب77دأ من انطالقته77ا في مص7777ر وم7777رورا بت7777ونس وليبي7777ا والجزائ7777ر وس7777وريا والبحرين .حيث لن يغب عن77ا مس77ألة في غاي77ة الدق77ة واالهمي77ة وهي ارتباط اغلب قادة تلك النظم بالدول الغربية ،اال ان الدول الغربية حين وج77دت ان مص77الحها س77وف تتض77رر رفعت دعمه77ا عن قادة تلك االنظمة من اجل الحفاظ على امتيازاتها في تل77ك الدول وأتهمت بهذه الحالة او الصورة فرنسا والواليات المتحدة

االمريكية .

276

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اال ان777ه لم يكن ت777دخل مباش777ر ك777دول او مجتمع777ات او مؤسسات وهذا يعني ان دور الخارج كان مهما للغاية ولكنه غير مباش77ر ،فح77تى انفج77ار الث77ورات لم يكن للخ77ارج تص77ور واض77ح ودقيق ومتكامل عن امكانيات تطور تلك الحركات وتحوله77ا الى

اال ان ه77ذا ال77دور اختل77ف م77ا بين مص77ر وت77ونس عن(18)ثورات.ليبيا.

ف77دور ه77ذه ال77دول من حيث ت77دخلها ظه77ر بش77كل واض77ح ومعلن ام77ام الع77الم اثن77اء ح77دوث الث77ورة الليبي77ة وه77ذا الت77دخل الدولي جاء من خالل الدفع االمريكي والذي له تاريخ طويل في مواجه777ة زعيم النظ777ام السياس777ي اللي777بي الس777ابق معم777ر القذافي ،اال ان الوالي7ات المتح7دة االمريكي7ة ن7ائت بنفس7ها عن التدخل العسكري واشتركت بقواتها مع حلف الناتو والذي تكفل بمهم77ة التخلص من زعيم النظ77ام السياس77ي اللي77بي الس77ابق

عام77ا دون افس77اح41والذي استحوذ على الس77لطة على م77دى المجال لباقي القوى او الفئات بالمش77اركة في الس77لطة وادارة مؤسسات الدولة بشكل ديمقراطي ،فجاء الت77دخل الج77ل الح77د

من دكتاوتورية النظام السياسي الليبي.المبحث الثاني: انموذج الدراسة )ليبيا(

لق77د تم7يزالحكم وعملي77ة ص77نع الق7رار السياس7ي في ليبي77ا بوج77ود مؤسس77ات رس77مية حكومي77ة تفتق77ر الى الكف77اءة كم77ا يصفها الكثير من منتق77ديها ،من حيث الترك77يز الش77ديد للس77لطة في اي777دي مجموع777ة ص777غيرة من االف777راد والش777بكات غ777ير الرسمية ،فقد تخلى الرئيس الليبي معمر القذافي الس77ابق عن دوره الرسمي وتبنى لعب شخصية قائد الثورة والذي عد مركزا

فع77اشغير رسمي يمارس من خالله سلطة ونفوذ غير محددين،المجتمع الليبي تحت ظل ثالثة انظمة :

االول:ال77ذي يمكن تس77ميته بالنظ77ام االي77دولوجي وال77ذي يتحدث عن العدالة والديمقراطية والمساواة وال77ذي وص77ف في الكتاب االخض77ر ،حيث دعم ه77ذا النظ77ام ش77رعية الحكم اللي77بي

)حكم القذافي(. الثاني:والذي يمكن تسميته بالنظام الرسمي وال77ذي تمث77ل في شكل المؤسسات السياس77ية واالداري77ة والحكم المحلي ،اال

انها لم تكن لتمارس سلطات حقيقية . الث77الث:وال77ذي وص77ف بان77ه النظ77ام غ77ير الرس77مي وهي الترتيبات التي ح77رص ال77رئيس اللي77بي الس77ابق معم77ر الق77ذافي

277

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

على اقامته777ا على ك777ل المس777تويات االقتص777ادية والسياس777ية واالجتماعية والعسكرية والتي ق77امت على م77ا يمكن تس77ميته او وصفه بانه نمط من التحالف السياسي 777 العس77كري 777 القبلي 7

االقتصادي . فالمجتمع الليبي مجتمع قبلي عاش على تناثر القبائل في عدد من الجزر القبلية الص77غيرة مم77ا جع77ل ك77ثرة ه77ذه القبائ77ل يسبب ضبابية تجع77ل ام77ر تمييزه77ا ليس يس77يرا، فكال النظ77امين الملكي ونظ77ام الق77ذافي اعتم77دا على تح77الف قبلي في ادارة السلطة وهو ام77ر ك77ان دائم7ا ل77ه ال7دور في اث77ارة الحساس7يات

( 19)القبلية والجهوية .

فقد كان النظ77ام السياس77ي بحاج77ة كب77يرة للنظ77ام القبلي من اجل الشرعية حيث يوجد داخ77ل المجتم77ع اللي77بي المتك77ون

قبيل77ة120من س77بعة ماليين ونص77ف الميل77ون نس77مة بح77دود ثالثون منها على االقل ذات عدد كبير ونفوذ مؤثر داخل الدول77ة ،فقد استغل القذافي هذه المس77الة وعم77ل على اع77ادة تفعي77ل التحالف777ات القبلي777ة ،وس777عى الى تفعي777ل دور البن777اء القبلي والسلطوي مستخدما مؤسسته العسكرية اض77افة الى تحالف77ات

القبلية . وعلى اساس هذه السياسة الداخلية ال77تي اتبعه77ا ال77رئيس اللي77بي الس77ابق معم77ر الق77ذافي ع77اش المجتم77ع اللي77بي خالل الس77نوات العش77رة ال77تي س77بقت التغي77ير حال77ة ع77زل وفص77ل المجتم77ع عن الدول77ة ،فك77ان انفص77اال كب77يرا بين الخط77اب ال77ذي يعلنه القذافي) ال77رئيس اللي77بي الس77ابق (على المأل و المحت77وى االيدولوجي الذي عبر عنه في الكتاب االخض77ر وبين السياس77ات ال77تي ك77ان يتم تطبيقه77ا وتحدي77دا عن العدال77ة والديمقراطي77ة والمساواة ،هذا التن77اقض بالت77الي دعم النظ77ام وش77رعية الحكم

(20)الليبي )حكم القذافي السابق(

وحين حصل التغيير السياسي داخل ليبيا كانت له العدي77د من الدوافع واالس77باب ومن ثم اف77راز الكث77ير من النت77ائج وال77تي سوف نتناوله77ا خالل ه77ذا المبحث في مطل77بين /االول ال77دوافع

والثاني النتائج.

المطلب االول/دوافع التغييرونتائجه في ض77وء السياس77ة ال77تي اتبعت داخ77ل ليبي77ا من تهميش

17سياسي وفقر اقتصادي يمكننا ارجاع التغيير الذي حدث في 278

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

داخل ليبيا الى ع77دد من االس77باب وال77دوافع ال77تي2011شباط دفعت ابناء شرق ليبيا لالندفاع واعالن عصيانهم وحصولهم على تأيي77د ابن77اء جن77وب ووس77ط ليبي77ا ورفض77هم للنظ77ام السياس77ي

القائم ،وقد تجسدت باالتي:المحور االول :دوافع التغيير

اوال: العامل السياسي : ان مص77ادر الس77لطة السياس77ية الحقيقي77ة في ليبي77ا لم يتم تحديدها بصورة رسمية ،فكانت تمارس بص77ورة فعلي77ة بمبارك77ة الرئيس الليبي القائد حتى وص77فت المؤسس77ات الرس77مية على انها مجرد العبين ص77غار على المس77رح السياس77ي في حين يق77ع المركز الحقيقي للسلطة في ايدي شبكات متعددة غير رس77مية يرعاه77ا القائ7د من77ذ بداي77ة حكم77ه ،فالقض77ايا الحساس77ة الخاص7ة بسياس77ة الدول77ة يتحكم فيه77ا مص77درين غ77ير رس77ميين للس77لطة واللذين اثرا بشكل كبير في مواقف ال77رئيس اللي77بي س77واء في

المواقف الداخلية والمواقف الخارجية االقليمية والدولية. فالمصدر االول : كان يعرف برجال الخيم77ة وه77والء ش77بكة غير رسمية من المستشارين والرجال الموثوق بهم اهمهم ابناء عائلت77ه وقبيلت77ه حيث يتمت77ع الكث77ير منهم بعالق77ات خاص77ة بقائ77د

اذ ش777غل الكث777ير من اعض777اء ه77ذه1969الث777ورة من777ذ ع77ام المجموع777ة مراك777ز قيادي777ة في الجيش اللي777بي والمؤسس777ات

(21االمنية.) اما المصدر الثاني :وهم الذين شكلوا حركة اللجان الثورية والتي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي بهدف حماية الثورة الليبي77ة فاص77بحت تل77ك اللج77ان كمنت77دى يس77تطيع في77ه الرج77ال الطموحين للوصول الى اعلى المناص77ب في النظ77ام واص77بحت ه77ذه الق77وة غ77ير الرس77مية تتمت77ع في النهاي77ة ب77وزن اك77بر من المؤسس77ات السياس77ية الرس77مية.وبالت77الي انعكس77ت س77لبيات السمة غ77ير الرس77مية للس77لطة والنف77وذ في المس77تويات العلي77ا للدولة على طبيعة عملية ص77نع الق77رار السياس77ي اللي77بي وعلى المستويين الداخلي والخارجي ،باالضافة الى ذل77ك ك77ان هنال77ك س77متيين اتس77م بهم77ا النظ77ام السياس77ي اللي77بي هم77ا السياس77ة المتعلقة بالكلمات والتي كان يتف77وه به77ا الق77ذافي لتش77كل بع77د حين في ض77وئها عملي77ة ص77نع الق77رارين ال77داخلي والخ77ارجي لليبيا،حتى وصفت تلك السياسة بانه77ا سياس77ة زئبقي77ة وال يمكن

التنبوء بها بسبب التاثير غير المباشر في عملية صنع القرار.279

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وبم77وجب تل77ك السياس77ات الداخلي77ة وجهت العدي77د من االنتقادات الى النظام السياسي الليبي والتي على اثرها ح77اول زعيم ليبي77ا الس77ابق الق77ذافي احت77واء االزم77ة الداخلي77ة من خالل تطبيق وتغي77ير بعض االس77س ال77تي اس77تند عليه77ا في ادارة دف77ة الحكم ،فعمل على تط77بيق الديمقراطي77ة داخ77ل ليبي77ا وبالش77كل الذي لم يبعده عن نهجه ونظام الحزب الواحد واألخذ بالتعددي77ة السياسية التي تنادي بها ال77دول الغربي77ة وعلى رأس77ها الوالي77ات

المتحدة األمريكية . ولكن عمله كان مرتبطا الى ح77د م77ا بالط77ابع القبلي ال77ذي يعيش77ه الش77عب اللي77بي ،فلم ي77ردم اله77وة الس77ابقة ب77ل عم77ل القذافي على تعميقها من خالل سياساته المختلفة ،والتي نعت به777ا النظ777ام السياس777ي اللي777بي من خالل االلغ777اء المتك777رر للمؤسس77ات والهيئ77ات والتكوين77ات االداري77ة وال77تي زادت من تعمي777ق ازم777ة الدول777ة ،ح777تى غلب نم777ط التحالف777ات القبلي777ة والجهوية ،وهذا الطابع القبلي الذي زاده ال77تريف ال77ذي ش77هدته

% من س77كان ليبي77ا يعيش77ون في80الم77دن الليبي77ة ،حيث ان المدن اال انهم يتحدثون عن االنتم77اء القبلي ،ح77تى انعكس ذل77ك االنتماء على عملية التحديث التي ك77ان يمكن ان تح77دث تط77ورا

في مختلف مجاالت حياة المجتمع الليبي في المدن. اما السمة الثانية وال77تي اتس77م به77ا النظ77ام السياس77ي ه77و

في2003محاوالته للقيام باالصالحات الداخلية السيما بعد عام ض77وء موج77ة التح77والت الديمقراطي77ة ال77تي اجت77ازت العدي77د من الدول المحيطة بليبيا على السواء بعدها واقعة ضمن النط77اقين الع7777ربي واالف7777ريقي ،اال ان تجرب7777ة الق7777ذافي في التح7777ول الديمقراطي لم تنل النجاح بسبب مواقف القوى المعارضة في الداخل والذين عارض77وا التح77ول اللي77برالي )اللبرل77ة( ومن خالل تلك التجربة حاول معمر القذافي ان يفسح المجال امام الق77وى

المعارضة اال انه لم يلزم نفسه امامها بموقف معين.ثانيا:! العامل االقتصادي:

ان سياس77ة اللبرل77ة ال77تي س77ار ال77رئيس الق77ذافي باتج77اه عندما ارتفعت اسعار2005تطبيقها زاد منتقديها وخصوصا عام

%من95% على الرغم من ان النفط يش77كل 30الوقود بنسبة % من واردات الحكوم777ة ،فاتج777ه80 7 70ص777ادراتها ويش777كل

القذافي نحو اجراء تعديالت حكومية وزارية والتي اج77ريت على وزارة الطاق77ة واس77تبدالها بالمؤسس77ة الوطني77ة للنف77ط ولكن سياسة الحكومة تجاه الشعب سارت بغير اتج77اه ،ففي خط77اب

280

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اتج77ه2005 للثورة وال7تي ك7انت ع7ام 37للقذافي في الذكرى الق77ذافي نح77و تش77جيع اللي77بين على الهج77رة نح77و افريقي77ا وان يتحرك77وا قب77ل ان يس77تولي الص77ينيون والهن77ود على الوظ77ائف

الجيدة . كما سار نظام القذافي باتج77اه تش77ديد قبض77ته على رج77ال االعم77ال واعتق77الهم على اس77اس انهم ك77انوا يحتك77رون مي77دان العمل التجاري ويخرقون مبادىء اشتراكية الشعب وهذا االتجاه جاء ليتناغم مع ما جاء في الكتاب االخضر ويتوافق م77ع م77ا ك77ان

يطرحه القذافي من ايماءات ورسائل شفهية. ولكن سياس77ة ال77رئيس اللي77بي الس77ابق )معم77ر الق77ذافي( س77ارت باتج77اه تول77د الش77عور بع77دم الرض77ا بطبيع77ة االص77الحات االقتصادية التي وع7د به7ا الق7ذافي ولم تج77د االرض7ية المناس7بة لتنفيذها ،ومما زاد من توتر االوضاع حول حكم الق77ذافي اعابت77ه للديمقراطية من خالل اعالنه برفض الديمقراطية القائم77ة على اساس تعددية االحزاب التي تروجها الحكومات واصفا اياها في

بانه77ا ع77اربحق الحكوم77ات2007خطاب ل77ه في تش77رين االول التي تتعامل بها.

كما حاول النظام السياسي الليبي السابق تطبيق االصالح االقتصادي من الداخل من خالل المش77روع ال77ذي طرح7ه س7يف االسالم )نجل القذافي (والذي طرح من خالل77ه رؤي77ة مس77تقبلية

والذي تض77من مجموع77ة أه77داف )التعليم2019تمتد حتى عام والصحة وأجهزة األمن والمؤسسة العسكرية والقضاء والقط77اع الم77الي وملكي77ة االرض واالس77كان واالس77تثمار واالعالم (وه77و المشروع الذي سار جنبا م77ع االس77تراتيجية االقتص77ادية الوطني77ة ال77ذي يمكن ان نع77ده الحلق77ة الرئيس77ة في مش77روع التح77ول

(الس77يما بع77د الس77نوات الطويل77ة ال77تي عاش77ها22واالص77الح.) المجتمع الليبي تحت مظلة العقوبات االقتصادية،اال ان السياسة

.2003الجديدة لم تفلح على الرغم من انها بدأت بعد عام الث77الث 777 تطورحرك77ة االحتجاج77ات ال77تي اجت77احت منطق77ة

شمالي افريقيا. ومجم77ل تل77ك االخط77اء ال77تي وق77ع به77ا الق77ذافي ادت الى تصعيد الراي العام العام الشعبي ض77ده في ض77وء التص77عيد ض77د االنظمة السياسية التي شهدته المنطق7ة العربي77ة ب7دأ من مص77ر

متمثلة باالنتفاضات والث77ورات ال77تي ح77دثت في2011في يناير باقي دول شمالي افريقيا كتونس والجزائ7ر ،وه7و التغي7ير ال7ذي

281

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

لم تشهده عم77وم المنطق7ة العربي77ة من77ذ الس7تينيات من الق7رن الماضي ،صحيح ان هذه االنظمة شهدت تجارب ديمقراطية في العملي77ات االنتخابي77ة اال انه77ا لم تش77هد تل77ك الديمقراطي77ة ،وق77د بدات عملية التغيير في ليبيا منطلقة من المدن الشرقية الليبية

بقي77ادة )اللج77ان الثوري77ة( وال77تي2011في اواس77ط ش77باط ال77ف وه77ذه اللج77ان15 االف الى 10تراوحت اع77دادهم م77ابين

شكلت لها مجلسا اطلق عليه المجلس الوط77ني اللي77بي الجدي77د وال77ذي تش77كل عقب اجتم77اع معارض77ي الق77ذافي في مدين77ة طرابلس ،وحركة اللج77ان الثوري77ة اتجهت نح77و االيق77اع ب77القوات الحكومية اال ان تلك التحرك77ات العس77كرية ادت الى ردود فع77ل سلبية مسلحة على مئات المدنيين الع77زل واش77اعة حال77ة ع77دم االستقرار السياسي في عموم ليبيا،مع العلم ان الثورة في ليبيا لم تبدأ بهذا التاريخ بل بدأت جذورها تنمو في ف77ترة التس77عينات من القرن الماضي حين قامت اعمال معارض77ة ونش77اطات ض77د نظام القذافي كانت ابرزها حركة انقالب شهيرة في مدينة )بني

حين ق77ام النظ77ام الس77ابق بف77رض1993وليد( بدات في سنة عقوبات على قبائل )ورفلة( التي تسكن هذه المدينة ،حيث قام

(23النظام بتصفية ابناء ها والذين كانوا يعملون في الجيش .)المحور الثاني :نتائج التغيير

/ش77باط17وهكذا حدثت االحتجاجات ثم تبعته77ا الث77ورة في واس777تطاع ق777ادة المجلس الوط777ني االنتق777الي وال777ذي2011

السيطرة على زمام الس77لطة في البالد2/3/2011تأسس في والذين استخدموا مسالة القبلية من جديد في س77يطرتهم على مختل77ف الم77دن الليبي77ة اثن77اء س77عيهم لتغي77ير النظ77ام السياس77ي الليبي والذي افرز العديد من النتائج على المجتم77ع والدول77ة في

الوقت نفسه وبالشكل االتي : اوال:وضعت العديد من االحتماالت لما سيكون علي77ه ش77كل النظ77ام السياس77ي اللي77بي الق77ادم فوض77ع العدي77د من المحللين والكتاب عدد من السيناريوهات لشكل هذا النظام بعد الفوضى العارمة التي عاشها ال77داخل اللي77بي مجتمع77ا ومؤسس77ات ح77تى

(.واهم تل77ك الس77يناريوهات24وص77فت ليبي77ا بالدول77ة الفاش77لة )تجسدت في :

7 ما سيكون علي7ه الوض7ع داخ7ل لليبي77ا فهنال7ك العدي7د منالسيناريوهات والمشاهد التي رسمت للداخل الليبي منها:

282

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الح77رب االهلي77ة وهي االحتم77ال ال77ذي ك77ان واردا بس77بب.1 طبيع7ة المجتم7ع القبلي واس77تعانة ق7ادة التغي7ير في ليبي77ا بزعماء القبائل وكذلك حدوث التنازع بين القبائ77ل نفس77ها

والسيما بين قبائل شرق ليبيا . الحكم العسكري،وهو االحتم7ال ال7ذي ش7كل تخوف7ا ل7دى.2

فئات واسعة من الشعب الليبي حيث ال يحبذون تكرار ما وح77تى قي77ام1969سبق منذ قيام ثورة الفاتح في ايلول

.2011ثورة شباط المنطقة الرمادية. وبموجب هذا االحتم77ال تبقى ليبي77ا في.3

مرحلة انتقالية الهي ديمقراطي77ة وال هي ديكتاتوري77ة حيث يتفاقم الفس77اد داخ77ل مؤس77ات الدول77ة والمجتم77ع اللي77بي

عموما . التقسيم او الفيدرالية .وهذا االحتمال يض7ع امام7ه حقيق7ة.4

تقسيم ليبيا الى ثالثة اقس77ام ش77رق ليبي77ا )برق77ة( وغ77رب ليبيا )ط77رابلس( وجنوب77ا)ف77زان( على ال77رغم من ان ليبي77ا

ش77عبية او م77ا تس77مى بمقاطع77ة ام77ا22قس77مت الى التتقسيم العام لليبيا فقد تغير بحدود ثماني م77رات خالل

.وه77و2007 ولغاي77ة ع77ام 1951الفترة الممتدة من عام االمر الذي سيش77عل الص77راع بين االق77اليم الثالث77ة بس77بب غ77نى اقليم الش77رق ب77الموارد االقتص77ادية وخاص77ة النف77ط

وفقر بقية االقاليم. الملكية الدس77تورية،وه77و الس77يناريو ال77ذي وض77ع من قب77ل.5

االم777ير اللي777بي السنوس777ي لعه777د م777ا قب777ل قي777ام حكم الق77ذافي ،فوجه77ة نظ77ره تجس77دت في ) ان دس77تور ع77ام

الذي يق77ر النظ77ام الملكي الدس77توري ه77و االص77لح1963 الدارة البالد ولو لفترة انتقالية 777 يس77تفتى بع77دها الش77عب اللي777بي على نظ777ام حكم777ه ام777ا ملكي دس777توري وام777ا

(25)جمهوري.

ثاني77ا :دخ77ول ق77وات الن77اتو بم77وجب ق77رار مجلس االمن 1970 وك77ذلك الق77رار 2011في اذار 1973ال77دولي الم77رقم

.2011والتي باشرت عملها نهاية اذار ثالثا :وض77ع االس77تعددات الج77راء االنتخاب77ات البرلماني77ة في

الجل التهي77أة لالنتخاب77ات الرئاس77ية بع77د2012 حزيران 720 19االنتهاء من هذه المرحلة .

283

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

رابع77ا:ظه77ور العدي77د من الحرك77ات والجماع77ات العلماني77ة واالسالمية والتي وضعت اغلب خططها لتغي77ير الوض77ع ال77داخلي في ليبيا وعلى راسها الحركة االس77المية للتغي77ير وال77تي أسس77ها رئيس المجلس الوط77ني االنتق77الي في ط77رابلس )عب77د الحكيم بلحاج( فه77ذه الحرك77ة اتجهت من77ذ البداي77ة الى التس77لح وتك77وين كتائب مس77لحة خاض77عة له77ا، فيم77ا عملت قيادته77ا على الظه77ور االعالمي والسياس77ي الم77برمج ،فه77ذه الحرك77ة اتهمت بحص77ولها على الدعم الخ77ارجي اال ان زعيم الحرك77ة ) بلح77اج( نفى تل77ك االتهامات ب7القول)بان7ه م7ع الديمقراطي7ة والدول7ة المدني7ة ،وان حقيق77ة كون77ه يق77ود كت77ائب مس77لحة ويتلقى دعم77ا خارجي77ا يث77ير

(26)حفيظة االخرية ( .

خامسا:ظه77ور العدي77د من منظم77ات المجتم77ع الم77دني في ع77دد من الم77دن الرئيس77ة في ليبي77ا عملت على قض77ايا حق77وق االنس77ان ،اال ان ه77ذه الجمعي77ات قليل77ة ولم تنتش77ر على عم77وم

المدن الليبية . المطلب الث77اني:دور الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة في التغي77ير

السياسي الليبي. س77عت الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة وم77ا زالت ومن خالل االس77اليب التقليدي77ة زي77ادة موارده77ا بغ77رض االحتف77اظ بموقعه77ا الدولي المهيمن من حيث استخدامها النزاعات الداخلي77ة لل77دول وتطويره77777ا الى اش77777كال متع77777ددة سياس77777ية واقتص77777ادية وايدولوجي777ة .فليبي77ا لم تكن بعي77دة عن انظ777ار ص777انع الق77رار السياسي الخارجي االم77ريكي وعن االطم77اع االمريكي77ة بالنف77ط

الليبي والموقع االستراتيجي الذي تحتله ليبيا . فالتدخل العس77كري االم77ريكي في الش77ان اللي77بي لم يكن

السيما م77ع م77ا ق77امت ب77ه الغ77ارات1986بجديد بل انه تم عام االمريكية على طرابلس وبنغازي والتي استهدفت القيادة الليبية فحينها قال القذافي )لو ك77ان ل77دينا س77الح رادع مث77ل الص77واريخ تس77تطيع الوص77ول الى نيوي77ورك لقمن77ا باطالقه77ا في اللحظ77ة

(27)نفسها( .

ولم تتوقف الواليات المتحدة االمريكية عند ذل77ك الح77د ب77ل فرض77ت عقوب77ات اقتص77ادية ض77د ليبي77ا وجم77دت الودائ77ع الليبي77ة وامرت شركاتها بالتوقف عن العم77ل في ليبي77ا .ام77ا الي77وم ف77ان الوالي77ات المتح77دة تت77دخل بش77كل رس77مي وش77رعي اال انه77ا لم تت77دخل بش77كل منف77رد ب77ل س77عت الى ادخ77ال اط77راف اخ77رى

284

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كاالتحاد االوربي وال77دول العربي77ة نفس77ها ح77تى يكتس77ب ت77دخلهاشرعية بصورة اكبر.

وهنا تساؤل يطرح نفس77ه :لم77اذا ه77ذا الت77دخل في الش77ان الليبي ؟لقد وض77عت الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة اس77تراتيجيتها

عن77دما تم اكتش77اف اهم مك77امن1959الخاصة بليبيا من77ذ ع77ام النفط في شرقي ليبيا وبكميات تجارية كبيرة .

بين اك77بر منتجي النف77ط في17فاليوم تحتل ليبيا المرك77ز الع77الم وهي ث77الث اك77بر منتج للنف77ط في افريقي77ا وتح77وز اك77بر احتياطي77ات من النف77ط الخ77ام في الق77ارة االفريقي77ة فهي عض77و

1،6منظم77ة البل77دان المص77درة للب77ترول اوب77ك فتص77در بح77دود الف بمي77ل يومي77ا على100مليون برميل يوميا،وقد توقف انتاج

االقل اي ستة بالمائة من اجمالي انتاج ليبيا جراء االضطرابات . فق77د انتهجت الوالي77ات المتح77دة وس77ائل عدي77دة لتنفي77ذ سياستها تجاه ليبيا وتحقيق اه77دافها والس77يما االقتص77ادية وال77تي تجس77دت باوض77ح ص77ورها التدخلي77ة عن77دما فرض77ت الوالي77ات

1986المتح7دة االمريكي7ة عقوباته7ا االقتص77ادية ض7د ليبي77ا ع7ام على الرغم 1999واستمرار تلك العقوبات حتى عام

من رض77وخ النظ77ام السياس77ي اللي77بي لالوام77ر االمريكي77ة 2003واتخذت صور الرضوخ اشكاال عدة الس77يما م77ا بع77د ع77ام

من خالل التنازالت التي قدمها الرئيس الليبي الجل نيل الرض77اءاالمريكي .

اذن حددت الواليات المتحدة االمريكية اهدافها مس77بقا من التدخل في الشان اللي77بي ف77اعتبرت ان حماي77ة مص77الحها تكمن في التدخل لتغيير النظام السياس77ي اللي77بي وال77ذي وق77ف ام77ام تحقيق استراتيجيتها في منطقة شمالي افريقيا .وتل77ك االه77داف يمكن ان ترجع بنا الى السياسة االمريكية المتبعة مع ليبي77ا من77ذ سبعينيات القرن الماضي فسلوك صانع القرار السياسي الليبي اث77ر ت77أثيرا كب77يرا على ن77وع العالق77ات القائم77ة بين الط77رفين

(28)االمريكي والليبي .

فلم تاخذ الواليات المتحدة االمريكية سعي الحكومة الليبية محمل الجد باتجاه تطبيع عالقاته77ا م77ع الوالي77ات2003بعد عام

المتحدة االمريكية بعد ان قررت ليبيا التخلي عن االسلحة غ77ير التقليدية اال ان الخط البياني للتطبيع األمريكي – الليبي السائر لم تص77ل وت77يرة مس77اره إلى الس77رعة ال77تي ك77ان يتطل77ع إليه77ا الجانب االمريكي ،حتى ظ77ل الت77وتر يخيم على س77ماء العالق77ات

285

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الثنائي777ة؛ فأحيان777ا حين ي777ذهب مس777ؤول أم777ريكي كب777ير إلى77ذر الخالف وال7ذي ي7ؤدي إلى إلغ7اء لق7اء م77ع ط77رابلس،يل77وح ن ال77زعيم اللي77بي في اللحظ77ة األخ77يرة، وأحيان77ا أخ77رى، يعلن في واشنطن عن تسمية س77فير في ليبي77ا، لكن77ه لم يلتح77ق

بمقر عمله. وقد تكررت لعبة شد الحبل ه77ذه م77رات عدي77دة ، لكن في ه77ذه الم77رة تط77ورت إلى أزم77ة صام777تة ال تظه77ر منه77ا س77وى المصادمات اإلعالمية واالتهام بالمواقف والمواقف المضادة في

مجلس األمن. فق77د عارض77ت ليبي77ا، بص777فتها العض77و الع77ربي الوحي77د في مجلس األمن، مشروع القرار الذي تقدمت ب77ه واش77نطن إلدان77ة العملية الفدائية التي استهدفت المدرسة التلمودية في الق77دس المحتل77ة، وأثنت الش77عوب ووس77ائل اإلعالم في الع77الم الع77ربي،

7يبي. وفي مقدمتها الفلسطينيون، على الموقف الل لكن رد الفع77ل ه77ذا زاد من ت77دهور عالق77ات ط77رابلس م77ع الواليات المتحدة، خاص77ة أن الع77رب أنفس77هم ش77ددوا على أن77ه "ل77وال وج77ود ليبي77ا في مجلس األمن، لتم تمري77ر ق77رار إدان77ة الفلسطينيين، وعلى اساس هذه الخلفية أيض77ا، ق77اطع اللي77بيون مؤتمر أنابوليس، الذي نظمته الواليات المتحدة في أواخر ش77هر

، "كي ال تكون شاهد زور"، كم77ا ق77ال حينه77ا وزي77ر2008شباط الخارجي77ة اللي77بي عب77د ال77رحمن ش77لقم في كلم77ة ألقاه77ا أم77ام البرلمان، معتب7را أن ذلك المؤتمر "كان مج77رد تس77ويق للوج77ود اإلس77رائيلي م77ع الع77رب"، وه77و موق777ف ال ش77ك في أن77ه أغ77اظ

واشنطن. غير أن الس7حب التي تنتش77ر بين الحين واآلخ77ر في س77ماء العالقات السياسية، لم تعط77ل المش77اريع اإلس77تثمارية الس77ائرة حينه77ا على ق777دم وس77اق، قب77ل التغي77ير وبخاص77ة في القط77اع

النفطي. وحين بدأت بوادر التغيير واالحتجاجات تعم منطقة ش77مالي افريقيا ، انسحب السفير االمريكي )جين كري77تز( من ط77رابلس

مبررة واش77نطن ه77ذا التص77رف بانه77ا ال2011في كانون الثاني ترتبط مع ليبيا باية عالقات عسكرية الحت77واء تط77ورات االوض77اع

( 29)الداخلية كما حدث في البحرين .

وحين حدث التغيير السياسي في ليبيا ب77ادرت ادارة اوبام77ا بض77رورة2011باقتراحها للبنت77اغون االم77ريكي في مطل77ع اذار

286

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

االس77تعجال لوق77ف نزي77ف ال77دم في ليبي77ا مص77رحا ب77القول ) ان العقيد القذافي ليست لديه الش77رعية ان يحكم ويجب ان يتنحى

(30)وينبغي ان يوقف جميع اعمال العنف(.

وب77ررت موقفه77ا من خالل اش77تراكها بتح77الف ض77م خمس دول هي) فرنس7777777ا ،بريطاني7777777ا،الوالي7777777ات المتح7777777دة االمريكية،كندا ،ايطاليا( فقام التحالف بعملي77ة مش77تركة لض77رب

110اهداف في ليبيا سميت )فجر اوديسا( والتي اطلقت بحدود (31)صاروخا على اهداف ليبية محددة.

وج77ه الق77ذافي رس77الة الى ال77رئيس2011ام77ا في نيس77ان االمريكي باراك اوباما يطلب فيها انهاء الضربات الجوي77ة ،اال ان الرسالة لم تالقي االستجابة من قبل ال77رئيس االم77ريكي ب77ل ان وزيرة الخارجية االمريكية هيالري كلنتون رفضت الطلب وقابلته

(32)بمطالبة القذافي بالذهاب الى المنفى.

كما قامت الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة بتوجي77ه م77دمرتان امريكيتان الى ساحل البحر المتوسط المحاذي للساحل اللي77بي هم777ا )س777توت وب777اري ( باالض777افة الى ثالث777ة غواص777ات هي

(33))بروفيدانس،فلوريدا ،سكرانتون(

وعززت مشاركتها خالل االسبوع االول من التدخل الدولي فش77اركت الوالي77ات المتح77دة بق77وة2011وال77ذي ب77دأ في اذار

غواص77ة2 ف و16 و22 مقاتلة ف 42 صاروخ توما هوك و180(34)ومدمرة صواريخ باالضافة لوحدات اعاقة الكترونية .

ام77ا بع77د انته77اء االس77بوع االول ق77امت الوالي77ات المتح77دة االمريكية بتسليم قيادة العمليات العسكرية في ليبي77ا الى قي77ادة حلف الناتو،فالتدخل العسكري االمريكي في االزمة الليبية انم77ا كان االختبار االول لقي77ادة الق77وات االمريكي77ة في افريقي77ا الج77ل حماي77ة خط77وط النف77ط الغ77از الممت77دة من ليبي77ا الى تش77اد ثم الكاميرون ونيجيريا او احت77واء التنظيم77ات االرهابي77ة في منطق77ة

(35)الساحل والصحراء.

وحين حصل التدخل فانه حصل تحت غط77اء ش77رعي لكن77هاتسم بجانبين وهما:

الجانب االيج77ابي:وه77و تخليص الش77عب اللي77بي من تس77لطنظام فئوي تسلطي قبلي.

الجانب السلبي:ادى هذا التدخل الى تدمير ج77زء كب77ير من البنية التحتية وتدمير السالح العسكري اللي77بي واالهم واالس77وء

287

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

هو سقوط عشرات االالف من المدنيين والعس77كريين من ابن77اءالشعب الليبي .

المطلب الثالث:رؤية مس77تقبلية لت77داعيات التغي77ير على منطق77ةشمالي افريقيا

المحور االول/تداعيات التغيير على دول المنطقة. ان ما حدث ادى الى االساءة الى فحوى ومع77نى الث77ورات العربي77ة وال77تي ج77اءت ألج77ل التغي77ير وبث الفرح77ة في نف77وس الش77عب الع77ربي وال77ذي ع77اش لس77نوات طويل77ة تحت تس77لط انظمة فردي77ة ال تق77ر بالديمقراطي77ة وال التعددي77ة وال المش77اركة

السياسية الحرة. ودور التدخل الدولي في هذه الفترة انما جاء الج77ل اع77ادة تقسيم االمتيازات واالستثمارات والتي ستحصل عليها الشركات الغربية بع77د اس77تتباب االمن واالس77تقرار السياس77ي الس77يما في

الدول التي تمتلك ثروات نفطية كبيرة وعلى رأسها ليبيا. وبالنتيجة ف77ان الت77دخل ال77دولي ق77د عكس نتائج77ه الس77لبية اكثر من االيجابية فاتهمت الدول التي تدخلت بانها قامت بتمرير ق77رارات اممي77ة ادانت باالنظم77ة العربي77ة في ليبي77ا وس77وريا في مجلس االمن ام77ا االيجابي77ة فتجس77دت ب77بروز دول جدي77دة على الس77احة الدولي77ة كروس77يا والص77ين وال77تي اخ77ذت تعي77د برمج77ة تحالفاته77ا من جدي77د م77ع المنطق77ة العربي77ة واللت77ان وقفت77ا ض77د موقفي الدول االوربية والواليات المتحدة االمريكية ومواجهتهم77ا حيث ترتبط كال من روسيا وسوريا والصين وليبيا بعالقات جيدة. باالض77افة الى االجن77دة االخ77رى وال77تي تح77اول الوالي77ات المتحدة االمريكي7ة العم7ل على تطبيقه7ا واالبق7اء عليه7ا ،وال7تي تتجلى في جع77ل منطق77ة المغ77رب الع77ربي مكان77ا للمن77اورات العسكرية المشتركة وحقال للتج77ارب النووي77ة في البح77ر االبيض المتوس777ط ، فق777د اك777د تقري777ر علمي ص777ادر عن )مؤسس777ة ك77ارنيغي (الدولي77ة ان زالزل الجزائرغ77ير الطبيع77ة وان الس77بب االقوى يرجع الى التجارب النووي77ة المح77دودة ال77تي اج77ريت في البحر االبيض المتوسط بمش77اركة الخ77براء االس77رائيلين ،ونظ77را لق77وة ه77ذه االنفج77ارات وض77خامتها باالض77افة الى تكراره77ا فق77د احدثت انكسارات عنيفة في اراضي الجزائر وت77ونس والمغ77رب وليبيا ومصر ،اال ان الجزائر كانت االكثر تاثرا به77ذه االنكس77ارات

( 35لمواجهة االراضي الجزائرية لتلك التجارب مباشرة.)

288

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المحور الثاني /مستقبل الدول77ة السياس77ي في ليبي77ا وتداعيات77هعلى العالقة مع الواليات المتحدة االمريكية

واليوم وبعد تغير النظام السياس77ي اللي77بي ف77ان الوالي77ات المتحدة تجد الفرصة امامها سانحة الجل تحقيق مأربها في ليبيا وعموم منطقة ش77مالي افريقي77ا من خالل تحقي77ق ع77دة اه77داف

منها : انه77اء حكم اخ77ر رئيس ع77ربي وق77ف بوج77ه التوجه77ات.1

االمريكية منذ الستينات من القرن الماضي وح77تى س77اعة اعالن قرار مجلس االمن ال77دولي ال77ذي ف77رض ض77د ليبي77ا

بفرض عقوب77ات2011 في شباط 1973بموجب القرار على نظام الزعيم الليبي وعائلته والمق77ربين من77ه وحظ77ر

بيع السالح ومنعهم من السفر، ان الوالي77ات المتح77دة تح77اول تحقي77ق ه77دفها االهم في.2

السيطرة المباش77رة على منطق77ة ش77مالي افريقي77ا وعلىعموم القارة االفريقية .

ك77ذلك تحقي77ق اله77دف االم77ريكي في محارب77ة االص77ولية.3 والقاعدة والتي تدعي الواليات المتحدة بتواج77د قواع77دها ورموزها في منطقة شمالي افريقيا في اراضي جمهورية م77الي القريب77ة من االراض77ي الليبي77ة ،ويبقى اله77دف االهم وهو الحصول على النفط خصوص77ا وان احتي77اطي النف77ط

تريليون54 مليار برميل من النفط و44الليبي يصل الى قدم مكعب من الغاز الطبيعي بقدرة انتاجية نفطية تص77ل

مليون برميل يوميا فالنفط اللي77بي يتم77يز بص77فة1،8الى مهمة وهي ان77ه من الن77وع الجي77د الخفي77ف وال77ذي تفض77له

معظم المصافي االوربية واالمريكية. وهنا نستطيع الق77ول ان الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة حين وضعت اهداف استراتيجيتها تجاه ليبيا وعموم المنطقة العربي77ة فانه77ا ش77ملت ن77وعين من االه77داف االني77ة والمس77تقبلية ،فم77ا ال تستطيع الواليات المتحدة تحقيقه اليوم فانه77ا بوس77ائلها والياته77ا المختلفة سياسية واقتصادية وعسكرية تحقيقه غ77دا او بع77د غ77د السيما وانها تجد نفسها القطب االوحد في العالم بدون منافس ح77تى ل77و ك77ان ل77ديها منافس77ين في المنطق77ة كاالتح77اد االوربي وفرنسا وروسيا والصين فانهم بسبب ترابط مصالحهم والس77يما االقتصادية سوف يصبحون شبكة اصدقاء حميم77ة الج77ل تحقي77ق

تلك المصالح.289

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ولكن التساؤل الذي يطرح نفس77ه ،ه77ل تس77تطيع الوالي77ات المتحدة االمريكية تحقيق اهدافها المستقبلية في ضوءالض77بابية ال77تي تحي77ط بمس77تقبل النظ77ام السياس77ي اللي77بي بع77د حص77ول

التغيير ؟ ان االجابة على ه77ذا التس77اؤل ترتب77ط بمس77الة مهم77ة ج77دا وهي حالة المجتمع الليبي حيث ظهور العديد من الحركات منه77ا االس77المية والعلماني77ة وال77تي تري77د الوص77ول الى س77دة الحكم

والحصول على منافع سواء شخصية او عامة. فم77ع من س77تتعامل الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة بع77د ان س77اهمت مس77اهمة فاعل77ة في تغي77ير النظ77ام السياس77ي اللي77بي وعملت على ذل77ك من77ذ س77بعينيات الق77رن الماض77ي ولح77د قي77ام الثورة مع احتم77ال كب77ير لتقس77يم ليبي77ا الى ثالث77ة دول او اق77اليم ذات توجه777777ات مختلف777777ة الى الغ777777رب او اورب777777ا او الى العرب،ومشاهد التعامل مع الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة يمكن

ان نقسمها الى مشهدين هما: االول مش77هد التع77اون /حيث س77تعمل الوالي77ات المتح77دة االمريكية على مساعدة ليبيا وه77و م77ا ص77رح ب77ه اوبام77ا في اذار

33 حين قال )سنضمن ان يكون المبل77غ ال77ذي يزي77د عن 2011 بلي77ون دوالر ال77ذي جم77دناه من نظ77ام الق77ذافي مت77وفرا الع77ادة اعمار ليبيا فه77ذه االم77وال ال تخص الق77ذافي ب77ل تخص الش77عب

(36)الليبي(.

فالوالي7777ات المتح7777دة االمريكي7777ة يجب ان تحاف7777ظ على مصالحها النفطية في ليبيا الس77يما وان الش7ركات االمريكي7ة م7ا زالت تعم77ل في لييبي77ا الى ج77انب الش77ركات العالمي77ة االخ77رى )اي77ني،اوكس77يد نت77ال هاي77درو،اوكس77يد نت77ال ب77تروليوم،او ام في،كونوك77777و فيليبس ،هيس ك77777روب،م77777اراثون،ش77777ل ،بي بي ،وينترشال(.اال ان ما يذهب الى الواليات المتحدة االمريكي77ة

% فقط من النفط الليبي ، وهن77ا يت77وجب ان5تصل نسبته الى تحافظ الواليات المتحدة االمريكي77ة على الوح77دة الليبي77ة وع77دم ذه77اب مواق77ع النف77ط الرئيس77ية الى جه77ات تعم77ل خ77ارج اط77ار المص77الح االمريكي77ة ربم77ا تك77ون االس77يوية او االوربي77ة وتل77ك المصافي الليبية تقع في من77اطق الوس77طى والجنوبي77ة من ليبي77ا وال77777777777777777777تي تس77777777777777777777مى ب77777777777777777777المثلث النفطي)الزاوية،السرير،سرت،طبرق،راس الن7وف( وال7تي تبل7غ

( 37) الف برميل يوميا.378طاقتها االنتاجية بحدود

290

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وهو التقسيم الذي ي77اتي بالض77رر على المص77الح االمريكي77ة ،فان ما يهم الواليات المتحدة االمريكية في حال77ة التقس77يم ه77و المثلث النفطي الممت77د في المنطق77ة الوس77طى من ليبي77ا من

)البريقة الى راس النوف 7 سرت 7 مصراتة( . كما يظهر لنا مش77هد تقس77يم ليبي77ا قبائ77ل الط77وارق وال77تي تطمح لالنضمام الى طوارق الجزائر وال77نيجر والمغ77رب وال77ذين يصل ع77ددهم الى ثالث77ة ماليين ونص77ف ،باالض77افة له77والء يوج77د

مناطق انتشار القاعدة في الجزء الجنوبي الغربي من ليبيا . الث77اني/مش7هد الت7وتر /فه7ذا الت7وتر يرتب7ط بن7وع الحكوم7ة القادمة ان كانت مؤيدة للتعاون مع الواليات المتحدة االمريكي77ة ام ال من خالل ظهور القوى المعارضة القامة عالقات ودي77ة م77ع الوالي77ات المتح77دة االمريكي77ة والس77يما الق77وى االس77المية ال77تي

ظهرت في ليبيا مع بدأ انطالق الثورة الليبية .ومن تلك الحركات :

الحركة اإلسالمية للتغي77ير: وال77تي مررن77ا على ذكره77ا حيث.1 قامت هذه الحركة بديال للجماعة اإلس77المية المقاتل77ة، بع77د سلسلة مراجعات وتطورات في الداخل وفي دول الجوار، وعلى مستوى الجماعة نفسها. وأعلن بش77كل رس77مي عن

قب77ل ي77ومين فق77ط من2011 شباط 15إقامة الحركة في فبراير.17اندالع ثورة

وق77د تأسس77ت من قب77ل بعض ق77ادة ونش77طاء الجماع77ة.2 الس77ابقة ب77المنفى، خاص77ة القي77ادي بالحرك77ة والجماع77ة الس777ابقة وعض777و مكتبه777ا السياس777ي، )أنيس الش777ريف(، المتحدث باسمها والمقيم بالعاصمة البريطاني77ة لن77دن، ولم تعلن الحركة حتى اآلن عن كل قياداتها، لكنه77ا تض77ع اخت77ام بياناته77ا وتص77ريحاتها الص77حفية بتوقي77ع "المكتب السياس77ي

للحركة". جماعة اإلخوان المسلمين: تعد جماعة اإلخوان المس77لمين.3

في ليبي77ا امت77دادا للجماع77ة اإلس77المية في مص77ر وال77تي ، لكن لم يعلن عن الجماع777ة1968تأسس777ت في ع777ام

باسمها الحالي إال في ثمانيني77ات الق77رن الماض77ي، بع77د أن أعيد تشكيلها في الخارج من جديد، عقب االعتقاالت التي تعرضت لها من قبل نظ77ام الق77ذافي الس77ابق وال تس77تخدم الجماع77ة كلم77ة المرش77د لزعيمه77ا، كم77ا ه77و الح77ال في

291

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الجماعة األم بمص77ر، ولكنه77ا تطل77ق علي77ه الم77راقب الع77امللجماعة.

وللجماعة موق77ع إلك77تروني ه77و "المن77ارة"، ونش77رة "ليبي77ا الي77وم" اإللكتروني77ة أيض77ا، وهي ت77دعم منظم77ات حقوقي77ة، منه77ا جمعية "التض77امن"، ومنظم77ة "ال77رقيب لحق77وق اإلنس77ان".وم77ع انطالق ثورة السابع عشر من ش77باط ،دعمت الحرك77ة المجلس

(38)الوطني االنتقالي .

في مدين77ة1992التجم77ع اإلس77المي: وال77ذي تأس77س في .4 جنيف السويسرية، وكان يقوده عبد الوهاب الهاللي، ويتخذ موقعا وسطيا بين اإلخ77وان و"المقاتل77ة". وللحرك77ة ميث77اق، وهيكل تنظيمي، ولوائح داخلية تنظم وتحدد وتوجه نشاطها وتوجهاتها، وتنظم العالقة بين القاعدة والقمة. وقد فق77دت الحرك77ة معظم قياداته77ا وأعض77ائها في مذبح77ة بوس77ليم

. وت77دور الفك77رة المركزي77ة للتجم7ع اإلس77المي ح7ول1996 تأسيس تنظيم إسالمي يتوافق مع طبيعة المجتمع اللي77بي، معتم77دة على أبن77اء الحرك77ة اإلس77المية الليبي77ة ال77تي تق77ود

المجتمع وتدفعه للتغيير. الحركة الصوفية: حيث تعد هذه الحركة األقدم بين تي77ارات.5

اإلسالم السياسي في ليبيا، والالعب السياسي األبرز فيه77ا محم77د بن1937هو السنوسية الصوفية، التي أسسها في

علي السنوسي، وانتشرت في ليبي77ا انطالق77ا من المن77اطق الش77رقية عن طري77ق ش77بكة من الزواي77ا الديني77ة. وأدت الص77وفية السنوس77ية دورا سياس77يا في ض77بط النزاع77ات القبلي77ة، إذ وح77دت الص77وفية السنوس77ية القبائ77ل الليبي77ة، وعلى رأس77ها شخص77يات أس77طورية، مث77ل عم77ر المخت77ار،والملك إدريس األول، في مواجهة قوى االحتالل اإليطالي. وم77ع وص77ول الق77ذافي للحكم، تفككت السنوس77ية عملي77ا - على المستوى الرسمي على األقل - ألنها مؤيدة للملكية، لكنها ربما س77تجد ص7عوبة في الع7ودة السياس77ية من جدي77د، في ظ77ل سيطرة الجماعات السلفية واإلخوان المسلمين، ورغبة أتباعه77ا في االنكفاء على الذات، خاصة أنها فق77دت الكث77ير من كوادره77ا خالل حقبة القذافي ،ومع تطور األح77داث واق77تراب نهاي77ة نظ77ام الق77ذافي، ب77دأ ع77دد من اإلس77الميين في االع77تراض على أداء المجلس االنتق77الي ومكتب77ه التنفي77ذي، فأس77همت المس77اندات الخارجية لليبيين إبان الثورة كثيرا في أج7واء الت77وتر ال7تي ب77اتت هي السمة التي تطبع العالقة بين المجلس االنتق77الي والتي77ارات

292

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

اإلسالمية خالل الفترة األخيرة، مم77ا خل77ق حساس77ية كب77يرة بين الجانبين، ظهرت في تشكيلة حكومة )عبد الرحيم الكيب (ال77تي ادارت مرحلة الفترة االنتقالية، رغم أنها لم تلق اعتراض77ا كب77يرا من اإلسالميين عكس غيرهم. وهو ما قد يعني أن إسالميي ليبيا ب77اتوا يفك77رون في العملي77ة السياس77ية الجدي77دة بتمعن وتمه77ل، وينتظ77رون االنتخاب77ات الحكوم77ة ال77تي ق77د ت77أتي بهم من خالل

عملية ديمقراطية. اال انهم يسعون إلى ضرورة أن تك77ون الش77ريعة اإلس77المية هي المصدر الرئيسي للحكم القادم في ليبيا، وهو ما يتف77ق م77ع طرح مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوط77ني االنتق77الي،

وال77ذي أق77ر في77ه "أن2011خالل إعالن التحري77ر في أكت77وبر الش77ريعة اإلس77المية س77تكون المص77در الرئيس77ي للتش77ريع في

ليبيا....". كما يعمل اإلسالميون حاليا على تأسيس أح77زاب سياس77ية ذات مرجعي777ة إس777المية، مث777ل جماع777ة اإلخ777وان المس777لمين، والجماعة الليبي77ة للتغي77ير، إض77افة الى أن هن77اك أيض77ا ليبرال77يين يسعون كذلك إلى إقام77ة أح77زاب سياس77ية ذات مرجعي77ة ديني77ة، مثل حزب العدالة والتنمية الليبي ال7ذي أسس7ه اله7ادي ش7لوف أستاذ القانون، وك77ذلك ح77زب المح77افظين ال77ذي أسس77ه أحم77د

المغربي. 2013وق77د نجحت ليبي77ا في اج77راء انتخاب77ات في تم77وز

المؤتمر الوطني )السلطة التش77ريعية (منهي77ة ب77ذلك ف77ترة حكم المجلس االنتقالي كما الفت حكومة تضطلع بالمهمات التنفيذية وارست قواعد انشاء الجمعية التأسيسية ال77تي ستض77ع دس77تورا دائما للبالد ،وهذا يع77ني ليبي77ا اس77تطاعت ان تق77ف على ق77دميها على الرغم من معاناتها من حوادث العنف السياسي والتي كان ابرزه77ا اغتي77ال الس77فير االم77ريكي فض77ال عنح77وادث االغتي77ال السياسي التي تمت داخل البالد وخارجها ومثلهم77ا ايض77ا ق77انون العزل السياسي في ليبيا مادة للتجاذب الح77اد وال77ذي اس77تهدف

(39)حتى رؤوساء الهيئات االكاديمية من جامعات وكليات .

وحين نقوم بالتحليل الدقيق لألوضاع السائدة في ال77داخل  الليبي ب77أن ف77رص إقام77ة دول77ة ديني77ة في ليبي77ا ال تب77دو بالدرج77ة المتوقعة، نظرا لغياب الرؤية الموحدة ح77ول مس77تقبل ليبي77ا بين هذه التيارات، وتب77اين المواق7ف ح7ول الش7كل المتوق7ع للنظ7ام السياس77ي ال77ذي س77تكون علي77ه ليبي77ا، وافتق77ار ه77ذه التي77ارات للتنظيم الجيد، مثل بقية القوى والتيارات األخرى، حيث ال ت77زال

293

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تعاني قصورا شديدا في العملية التنظيمي77ة، وتفتق77ر إلى هيك77لقيادة واضح ومحدد المعالم.

الخاتمة في ضوء ما تقدم من معالجة لموضوع التغيير في منطق77ة شمالي افريقيا من حيث االس77باب ال77تي ادت الى تغي77ير معظم االنظمة السياسية لبلدان شمالي افريقيا والتي نتجت عن نت77ائج ايجابية لصالح شعوب المنطقة من حيث تغيير واسقاط االنظمة السياس77ية الي اس77تمرت لحكم ه77ذه البل77دان لحقب متتالي77ة وبالتالي عملت على ان يك77ون الحكم وراثي77ا بع77د م77وت االب او االخ او تنحيهما عن السلطة وهو م77ا ك77ان واض77حا في مص77ر او تونس او ليبيا ،فحدثت حرك77ة االحتجاج77ات العربي77ة في البل77دان الثالثة والتي قادت الى الثورة الشعبية الخالصة والتي اعتم77دت على الشباب المتعطش الخذ فرص77ته في الحي77اة واخ77ذ حقوق77ه الطبيعية حال77ه كح77ال الش77باب في بقي77ة انح77اء الع77الم والس77يما الدول االوربي77ة القريب77ة من دول ش77مالي افريقي77ا وال77تي اث77رت بمستويات مختلفة على ابناء هذه الدول .بالتاكيد ان لك77ل ث77ورة او تغيير سياسي او اجتماعي له العديد من النتائج السلبية كذلك وهو ما شاهدناه في الثورات العربية في دول منطق77ة الدراس77ة فهنالك العديد من االرواح التي حصدت الجل ان يق77وم ويس77تمر

التغيير ،وهنالك دول اسقطت فيها البنى التحتية كليبيا . لكن في الوقت نفسه انتقدت هذه الث77ورات بانه77ا حص77لت على الدعم الخارجي والدولي الج77ل ان يق77وم التغي77ير وتس77قط االنظمة السابقة المتمسكة بالسلطة الجل السلطة وليس الجل الشعوب ذاتها،فالدعم الدولي كان واض77حا في ليبي77ا الن الث77ورة في ليبيا لم تكن ذات قيادة موح77دة باالض77افة الى افتقاره77ا الى التنظيم فجاء التدخل الدولي لحماية المدنيين العزل من اس77اءة القوات الحكومية الليبي77ة الس77يما بع77د ان ن77داء االس77تغاثة ال77ذياطلقته الجماهير الليبية في المدن والنواحي الليبية المحاصرة . وبعد حصول التغيير واستعداد معظم تيارات التغيير الج77راء انتخابات ديمقراطية الجل عودة النظام الديمقراطي بما يحوي77ه من عدالة ومساواة اجتماعية واقتصادية واحداث التنمية بنوعيها السياسي واالقتصادي ،فهل ستستطيع ه77ذه االح77زاب بزعمائه77ا االس77الميين واللي77برالين والعلم77انيين ان يق77ودوا ش77عوب بل77دان شمالي افريقيا مصر وتونس وليبيا الى ب77ر االم77ان ،والتنحي عن

االختالفات المذهبية والطائفية التي تحكم العالقة بينهم .294

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

295

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المصادر روبرت جيلين ،الحرب والتغيير في السياسة العالمية ،ترجم77ة باس77م.1

،ص1990مفتن النص77ر الل77ه ،دار الش77وؤن الثقافي77ة العام77ة ،بغ77داد،235.

د. عب77د الس77الم بغ7دادي ،النظم السياس77ية العربي77ة وتح77ديات التغ7ير.2 .13،ص2011واالصالح السياسي ،بغداد،دار الكتب العلمية

مال77ك ع77وني،لم77اذا فوجئن77ا ؟ اش77كاليات ظه77ور البج77ع االس77ود في.3 المنطق77ة العربي77ة ،مجل77ة السياس77ة الدولي77ة،الع77دد ملح77ق تح77والت

. 4،ص2011 تموز 185استراتيجية،السياسة الدولية،العدد د.محم77د ب77الروين ،من الالوعي .... الى ال77وعي السياس77ي ،موق77ع.4

libyaaLmastakbaL@yahoo.comان77ترنيت/مق77االت ليبي77ا المس77تقبل 3/7/2008بتاريخ

د.محم77د ص7فار ،ادارة مرحل7ة م7ا بع7د الث7ورة ... حال7ة مص7ر،مجل7ة.5.23،ص2011 نيسان 184السياسة الدولية،العدد

احمد المبارك ،العالقات العربية7 االفريقية،مجموعة ب77احثين :الع77رب.6 وال77دائرة االفريقي77ة ،مرك77ز دراس77ات الوح77دة العربي77ة،ب77يروت،اب

.53،ص2005 وحي777د عب777د الحمي777د وعم777اد ج777اد ال777رب،التس777وية والتط777ور.7

الديمقراطي ،مجموعة باحثين ،تسوية الص77راع العربي777 االس77رائيلي 7 دور مص77777777ر االقليمي ،مرك77777777ز الدراس77777777ات السياس77777777ية

. 195،ص1997واالستراتيجية،االهرام حس77ن ك77ريم ،مفه77وم الحكم الص77الح ،مجموع77ة ب77احثين 777 الفس77اد.8

والحكم الص77الح في البالد العربي77ة،ب77يروت،مرك77ز دراس77ات الوح77دة.111 ،ص2004العربية ،كانون االول

.111،حسن كريم ،المصدر السابق نفسه،ص.9 عم777رو الش777ويكي،الحرك777ات االحتجاجي777ة في ال777وطن الع777ربي10.1

)مصر،المغ7رب(،مجل7ة المس7تقبل الع7ربي ،ب77يروت،مرك7ز دراس7ات.101،ص2011الوحدة العربية العدد ،

.102المصدر السابق نفسه ،ص 11.1 د.دينا شحاتة ،مريم وحيد ،محركات التغيير في العالمم العربي،مجلة.12

.10،ص 2011 نيسان 184السياسة الدولية،العدد . 13المصدر السابق نفسه ،ص.13.11المصدر السابق نفسه ،ص14.1.14المصدر السابق نفسة ،ص.15 :مس777تقبل التغي777ير في2013 7 2012نيفين مس777عد ،ح777ال االم777ة .16

ال77وطن الع77ربي :مخ77اطر داهم77ة،مجل77ة المس77تقبل الع77ربي ،مرك77ز15،ص2013 /اب 414دراسات الوحدة العربية ،بيروت،العدد

د. محم77د حم77دان ،الق77وى الناعم77ة وادارة الص77راع عن بع77د ،مرك77ز.17 ،شباط1حمورابي للبحوث والدراسات االستراتيجية العراق ،بغداد،ط

.766 65،ص2013 د.مصطفى علوي ،كيف يتعامل العالم م77ع الث77ورات العربي77ة؟،مجل77ة.18

.39،ص2011 نيسان 184السياسة الدولية،العدد 296

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

د. يوسف محمد الصواني،ليبيا بعد القذافي :ال77ديناميات المتفاعل77ة.19 والمس77تقبل السياس77ي ،مجل77ة المس77تقبل الع77ربي،مرك77ز دراس77ات

.12،ص2012 كانون الثاني،395الوحدة العربية،بيروت،العدد وهو المشروع الذي تقدم به مجموعة من الخبراء اللي77بين واالج77انب.20

حيث تقدمت ب77ه مجموع7ة ف77وكس االمريكي77ة الى مجلس التخطي77ط www.libya .موق777ع ان777ترنيت2006/ش777باط/9الع777ام اللي777بي في

forum.org-images-stories-liby. مولفري77د ب77روت 777 رونال77د ب77روس س77انت ج77ون ،التوج77ه الجدي77د.21

لليبي777ا ،دراس777ات عالمي777ة،مرك777ز االم777ارات للدراس777ات والبح777وث.10 ص79االستراتيجية،العدد

.10المصدر السابق نفسه،ص.22.10 ،صد. يوسف الصواني ،مصدر سبق ذكره.23 د.عمر عاشور،الدولة الفاشلة في ليبيا،مجلة السياسة الدولية،ملحق.24

.21،ص2011 تموز 185تحوالت استراتيجية العدد .24المصدر السابق نفسه ،ص.25.31د.يوسف الصواني ،مصدر سبق ذكره، ص.26مولفريد بروت ورونالد بروس س77انت ج77ون/مص77در س77بق ذك77ره،ص.27

19. ص77حيفة الش77رق االوس77ط،حق77ائق عن انت77اج النف77ط في7 716 28.28

.24/2/2011 بتاريخ 11776ليبيا،العدد صحيفة الشرق االوسط،ادرة اوباما تع77بر عن قل77ق ب77الغ ازاء العن77ف.29

. 22،2/2011 بتاريخ 11774في لييا ،العدد ينظر :صحيفة الش77رق االوس77ط ، اوبام77ا يس77تعجل البنت77اغون اع77داد.30

بت77اريخ68711خط77ة عس77كرية لوق77ف حم77ام ال77دم في ليبي77ا،الع77دد 6/3/2011.

ص77واريخ توم77اهوك تص77يب اه77دافا110ص77حيفة الش77رق االوس77ط ،.31.20/3/2011 بتاريخ 11800ليبية،العدد

3874صحيفة الزمان /الناتو يخش77ى حرب77ا بال نهاي77ة في ليبي77ا،الع77دد .32.17/4/2011بتاريخ

،مصدر سبق ذكره.11800صحيفة الشرق االوسط، العدد .33 لواء/حسام سويلم ،ليبيا بين سيناريوهات التجميد او التقسيم ،مل77ف.34

االه777777رام االس777777تراتيجي، مرك777777ز الدراس777777ات السياس777777ية تم77وز199واالس77تراتيجية،الق77اهرة،الس77نة الس77ابعة عش77رة ،الع77دد

.81، ص2011 د.خال777د حنفي علي ،الكيان777ات المس777تقلة على الح777دود العربي777ة 35.7

185االفريقية ،ملحق دراسات استراتيجية ،السياسة الدولي77ة،الع77دد .30،ص2011تموز

سعيد الهوسي،مكانة دول المغرب العربي االمني77ة في االس77تراتيجية.36 االمريكية،المجل77ة العربي77ة للعل77وم السياس77يةبيروت،مرك77ز دراس77ات

.54،ص2012،شتاء 33الوحدة العربية ،العدد ص77حيفة الزم77ان،اوبام77ا ،الت77دخل االممي ينق77ذ بنغ77ازي من مج77ازر.37

.30/3/2011 بتاريخ 3859وحشية،العدد 297

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

105صحيفة الشرق االوس77ط ،اض77طرابات ليبي77ا ترف77ع النف77ط ف77وق .38.22/2/2011 بتاريخ 11774دوالرات ، العدد

.16نيفين مسعد ،حال االمة ،مصدر سبق ذكره،ص.39

298

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

299

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

أثر التدخل الدولي )العسكري( في نجاح الثوراتالعربية

)دراسة مقارنة بين الحالتين الليبية والسورية(إعداد محمود جميل الجنديماجستير دراسات السالم والنزاعات

ملخص ح777اولت ه777ذه الدراس777ة تحلي777ل أث777ر الت777دخل ال777دولي

، وتحلي77ل أث77ر التنس77يق)العس77كري( في نج77اح الث77ورات العربية السياسي والعسكري للمعارض7ة أو ائتالف المعارض7ة في نج77اح أو فش777ل الث777ورات في بالد الربي777ع الع777ربي، من خالل تن777اول الحالتين الليبية والسورية كحالتين للدراسة، وذلك خالل الف77ترة

. 2013 ولغاية العام 2010الزمنية الممتدة من عام كما حاولت اإلجابة على سؤالها الرئيس ح7ول أث77ر الت77دخل الدولي )العسكري( في نجاح الثورات العربي77ة، وذل77ك من خالل اإلجاب77ة على األس77ئلة الفرعي77ة التالي77ة:ه77ل للت77دخل ال77دولي )العس777كري( دورا في نج777اح الث777ورات العربي777ة ؟ وه777ل يلعب التنسيق السياسي والعسكري للمعارضة دورا مهما في نجاح أو

فشل الثورات العربية ؟ وانطلقت الدراس77ة من فرض77ية مفاده77ا: أن هن77اك عالق77ة ايجابي77ة بين الت77دخل ال77دولي العس77كري وبين نج77اح الث77ورات

كما أن هناك عالقة ايجابية بين قوة المعارضة وتماسكها،العربية وتنسيقها السياس77ي والعس77كرية وبين نج77اح أو فش77ل الث77ورات

العربية. وخ77رجت الدراس77ة بنتيج77ة مفاده77ا: أن الت77دخل ال77دولي ،العسكري يعد س77ببا رئيس77يا ومهم77ا في نج77اح الث77ورات العربية

وان التنسيق السياسي والعسكري للمعارضة يشكل أيضا س77ببا حيث نجح الت77دخل العس77كري لق77وات،مهما لنجاح هذه الثورات

كم77ا،"الن77اتو" في تغي77ير المعادل77ة لص77الح المعارض77ة في ليبي77ا ساهم التنظيم السياسي والعس77كري الق77وي للمعارض77ة الليبي77ة

وبنفس ال77وقت،في اإلطاح77ة بنظ77ام حكم "معم77ر الق77ذافي" شكل الموق77ف ال77دولي من ال77نزاع في س77وريا برفض77ه الت77دخل

في إطالة أمد المعارك وترجيح الكف77ة لص77الح نظ77ام، العسكري300

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كما ساهم ضعف التنسيق السياسي والعس77كري،"بشار األسد" س77ببا إض77افيا لع77دم تحقي77ق، لدى مكونات المعارض77ة الس77ورية

الثورة في سوريا أهدافها لغاية أالن . هذا وتوصي الدراسة بضرورة إتخاذ المجتمع الدولي ق77رارا بالتحرك عس7كريا لحماي7ة الم7دنيين في س7وريا من خالل إيج7اد مناطق أمنة لهم إستنادا الى القانون الدولي الذي يكفل حماي77ة

المدنيين أثناء النزاعات . ت77دخل، تدخل عس77كري،مصطلحات أساسية: تدخل دولي

تدخل في سوريا.إنساني، تدخل في ليبيا،اإلطار النظري للدراسة

تبحث ه777ذه الدراس777ة في تحلي777ل أث777ر الت777دخل ال777دولي ، وتح77اول تحلي77ل أث77ر)العس77كري( في نج77اح الث77ورات العربي77ة

التنسيق السياسي والعس77كري للمعارض77ة أو ائتالف المعارض77ة في نج7اح أو فش7ل الث7ورات في بالد الربي77ع الع7ربي ، من خالل التركيز على الحالتين الليبية والسورية ، حيث يعزا نجاح الث77ورة

لعبحين في ليبيا الى التدخل العس77كري لحل77ف "الن77اتو" ، في دورا مهم77ا فيالليبي77ة التنسيق السياسي والعسكري للمعارضة

القذافي" ،رتحقيق الثورة أهدافها باإلطاحة بنظام العقيد "معم كما أن عدم التدخل الدولي )العس77كري( وض77عف التنس77يق بين مكونات المعارضة السورية ،كان له دورا مهما في عدم سقوط نظام الرئيس "بشار األسد" وإطالة أمد المعارك وسقوط العدد

الكبير من الضحايا المدنيين والعسكريين . وتحاول الدراس77ة اإلجاب77ة على س77ؤالها ال77رئيس ح77ول أث77ر التدخل الدولي )العس77كري( في نج77اح الث77ورات العربي77ة، وذل77ك من خالل اإلجاب77ة على األس77ئلة الفرعي77ة التالي77ة: ه77ل للت77دخل الدولي )العسكري( دورا في نجاح الثورات العربية ؟ وهل يلعب التنسيق السياسي والعسكري للمعارضة دورا مهما في نجاح أو

فشل الثورات العربية؟ وتتوقع الدراسة إثبات فرضيتها والتي قامت على أن هن77اك

وبين نج77اح ،عالق77ة إيجابي77ة بين الت77دخل ال77دولي )العس77كري( كما أن هناك عالقة ايجابية بين ق77وة التنس77يق،الثورات العربية

وبين نجاح أو فش77ل الث77ورات، السياسي والعسكري للمعارضة العربية. حيث

يتناول الفصل األول منها، تم تقسيم الدراسة الى فصلين الحالة الليبية من خالل اس77تعراض مكون77ات المعارض77ة الليبي77ة،

301

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كم77ا، ومدى تنسيقها السياسي والعسكري في الداخل والخارج من خالل اس777تعراض مالمح الث777ورةالحال777ة الس777ورية يتن777اول

ومكونات المعارضة وضعف التنسيق السياسي والعس77كري له77ا ، فيم77ا يتن77اول الفص77ل الث77اني الت77دخل ال77دوليفي ه77ذا االتج77اه

)العسكري( ويتناول بالتحليل إستراتيجية حلف الناتو في دواعيوموانع التدخل العسكري .

مق7دم777ة: ش77هدت المنطق77ة العربي77ة منعط77ف س777ياسي واقتص77ادي واجتماعي خط7ير بات يع7رف )بالربيع الع777ربي(، وه77و مص77طلح

حت بحكم زين العابدين بن عل777ياأطلق على األحداث التي أط في تونس، وحسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبي77ا،

وعلى صالح في اليمن. ان77دلعت موج77ه2011 وبداية ع77ام 2010ففي أواخر عام

عارم77ة من الث77ورات واالحتجاج77ات في مختل77ف أنح77اء ال77وطن الع7ربي ب7دأت من ت77ونس ثم امت7دت لتش7مل دوال عدي77دة فيم77ا

وعزا كثيرين أسباب ه77ذه الث77ورات، عرف الحقا بالربيع العربي ،الى انتشار الفساد والركود االقتصادي وسوء األحوال المعيشية

إض77افة الى التض77ييق السياس77ي وس77وء األوض77اع المعيش77ية فيالبالد العربية عموما.

جاءت إيديولوجيا التغيير في المنطقة العربية لعدة أسباب، سياسية واقتصادية واجتماعي77ة ،ك7ان له7ا دور مهم وحاس77م في تغ7يير األحداث، ه77ذا بج77انب عوام77ل خارجي77ة ال يمكن إغفاله77ا ، اختلف الب77احثون ح77ول أهميته7ا في عملي77ة التغي77ير ، ألن البعض يرى أن الثورات العربية ان77دلعت من المحي77ط الع77ربي ال77داخلي ولم يكن ألي عنص77ر خ77ارجي دورا في ذل77ك ، إال أن الكث77يرين اجمعوا على أن الت77دخل الخ77ارجي لعب دورا حاس77ما في نت77ائجهذه الثورات السيما التدخل العسكري لحلف "الناتو" في ليبيا . ولكن هل كان بإمكان حراك الش77ارع الع77ربي أن ينجح في بعض بل77دان الربي77ع الع77ربي وإس77قاط أنظمته77ا ل77وال الت77دخل

األجنبي؟ وه77ل يمكن االف77تراض ب77أن الث77ورات العربي77ة ك77انت بفع77ل مخطط أجن77بي ؟ أم إن ث77ورات الربي77ع الع77ربي ول77دت من رحم

هذه األسئلة وغيرها ربما تقودنا الى نظري77ةظروفها االجتماعية، بعي77د، إال أنالمؤامرة التي يعتقد البعض إنه77ا تالش77ت من77ذ زمن

مناصري هذه النظرية ال يس77تبعدون أن الح77راك الش77عبي ال77ذي302

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ش77هدته ك77ل من ت77ونس ومص77ر وليبي77ا واليمن وس77ورية ، واكب77ه حضور أياد خارجية إقليمية ودولية ، وذل77ك إلنه77اء األنظم77ة فيه77ا

عبر الضغط عليها بطرق مختلفة. وهل يمكن القول أن التطورات التاريخية التي حدثت في المنطقة العربية، والتي قادت التيار اإلسالمي إلى س77دة الحكم، بعد عقود من المواجه77ة المختلف77ة م77ع األنظم77ة ك77انت مرتب77ة ؟ نجيب بالتأكيد ال، فال يمكن التسليم ب77أن ث77ورات الربي77ع الع77ربي كانت بفعل مخططات أجنبية أو لتنفي77ذ أجن77دات دولي77ة، وه77ذا ال ينفي إمكانية التدخل األجنبي في س77ياق محاول77ة ح77رف الث77ورة عن مس77ارها أو محاول77ة احتوائه77ا، وتوجيهه77ا خدم77ة لمص77الحه، لكنها إمكاني77ة الحق77ة على قي77ام الث77ورة وليس77ت س77ابقة عليه77ا. ولكن ولنفس التحليل لماذا التدخل األجنبي يأخذ شكال عس77كريا قويا كالحالة الليبية ثم نجده بطيئا الى حد الالمب77االة في الحال77ة

السورية ؟.مشكلة الدراسة :

تبحث هذه الدراسة في أثر التدخل ال77دولي العس77كري في نج777اح الث777ورات العربي777ة، كم777ا تبحث في بي777ان دور التنس777يق السياس77ي والعس77كري للمعارض77ة في نج77اح أو فش77ل الث77ورات

العربية.أسئلة الدراسة :

هل للت77دخل ال77دولي )العس77كري( دورا في نج77اح الث77ورات العربية ؟ وهل يلعب التنسيق السياسي والعس77كري للمعارض77ة

دورا في نجاح أو فشل الثورات العربية ؟

فرضية الدراسة : هن7777اك عالق7777ة ايجابي7777ة بين الت7777دخل ال7777دولي-

والتنس777يق السياس777ي والعس777كري ، )العس777كري(للمعارضة وبين نجاح الثورات العربية .

أهداف الدراسة :- نج77اح في بي77ان أث77ر الت77دخل ال77دولي )العس77كري(-

الثورات العربية. بيان دور التنسيق السياس77ي والعس77كري للمعارض77ة-

في نجاح أو فشل الثورات العربية.

303

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ح77دود الدراس77ة: تبحث الدراس77ة في أث77ر الت77دخل ال77دوليالعسكري في ليبيا وامتناعه عن ذلك في سوريا.

الفترة الزمنية: تغطي الدراسة الفترة الزمنية الممتدة من وهي الف77ترة ال77تي ش77هدت، 2012 ولغاي77ة الع77ام 2010ع77ام

تدخال عسكريا لحلف "الناتو" في ليبي77ا س77اهم بش77كل كب77ير في في حين م77ا زالت الح77رب مس77تمرة في،نج77اح الث77ورة الليبي77ة

سوريا بين قوات النظام والمعارضة في غياب شبه ت77ام للعم77لالعسكري الدولي .

مفاهيم الدراسة : )التدخل الدولي لحماية المدنيين( تعاالنزء اثناق اإلنس777ان أحقو ال777تي تحمي عدالقو اوهي

مجموع777ةسعالون ال777دولي اإلنس777اني(، أي بمعناه777ا القانو)ا ق اإلنس77ان ،حقو اح77ترام تكفل يتل اليةولد القانونية اعدالقوا

عنة مباشررة بصو لناشئةت اإلنس7777انية املشكالوتحدي7777د ا افطر أحق تقيد يتل وغير الدولية اليةولدالنزاعات المسلحة ا

، وربماتناسبها يتلب احلر اساليبق وأطرام ستخد ايفاع لنزا تقتضي من المجتمع الدولي استخدام العم77ل العس77كري إلجب77ار ط77رفي ال77نزاع آو إح77داهما على وق77ف أعم77ال العن77ف وحماي77ة

من القانون الدولي اإلنساني(3/ الفقرة 4المادةالمدنيين .)

304

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الفصل الثانيالحالة الليبية

دور التنسيق السياسي والعسكري للمعارضة ش777هدت الس777احة السياس777ية الليبي777ة نش777وء العدي777د من الحركات السياسية المعارضة لنظام "معمر الق77ذافي" ، وال77تي تختلف في انتماءاته77ا واي77دولوجياتها ، إال أن القاس77م المش77ترك ل77ديها ك77ان اإلطاح77ة بنظ77ام "معم77ر الق77ذافي" ،حيث تش77ير المعطيات إلى أن بعضها نش77أت على خلفي77ة عش77ائرية قبلي77ة ، وبعض77ها األخ77ر حرك77ات معارض77ة نش77أت على خلفي77ات مذهبي77ة ودينية ، ويمكن تصنيف انتماءه77ا الفك77ري والجه77وي على النح77و

التالي: االتحاد الدستوري الليبي: بقيادة محمد السنوس77ي ال77ذي-

يعت77بر نفس77ه ولي الع77رش وال77وريث الش77رعي لوال77ده الملك إدريس السنوس77ي ال77ذي أط77اح ب77ه الق77ذافي في

.1969انقالب الفاتح من سبتمبر عص77بة حق77وق اإلنس77ان الليبي77ة : تم إنش77اؤها بواس77طة-

الناشطين الليبيين في مجال حق77وق اإلنس77ان، س77ليمانبوشقير ومنصور الكيخيا.

م77ؤتمر األم77ازيغ اللي77بي : تم إنش77اؤه بواس77طة رم77وز- األم77ازيغ / الط77وارق الليب77يين، ويهتم بمل77ف المس77ألة األمازيغي777ة في ليبي777ا خاص777ة في الج777وانب المتعلق777ة بالحقوق الثقافية األمازيغ الليبيين باعتب77ارهم أقلي77ة غ77ير

ناطقة باللغة العربية. الجبه77ة الوطني77ة إلنق77اذ ليبي77ا : تم إنش77اؤها في ع77ام-

م في العاص777مة الس777ودانية الخرط777وم، وتحت1981 إش77راف ال7رئيس الس7وداني الس77ابق "جعف77ر النم7يري" وب777دعم من وكال777ة المخ777ابرات المركزي777ة األمريكي777ة

والمخابرات المصرية. منظمة التحرير الليبية: بقيادة عبد الحميد البكوش، وقد-

تأسس77ت في العاص77مة المص77رية الق77اهرة، ه77ذا وتج77در اإلشارة إلى أن البكوش كان من أبرز الوزراء في ف77ترة

حكم الملك إدريس السنوسي.

305

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

منظم77ة البرك77ان: تتم77يز ب77الجمع بين عنص77ر الس77رية- المطلقة والعنف المطلق، وقد برزت هذه المنظم77ة من خالل االغتي77االت ال77تي نف77ذتها ض77د بعض رم77وز نظ77ام

"القذافي" داخل وخارج ليبيا. التجم77ع الوط77ني ال77ديمقراطي اللي77بي: بقي77ادة س77ليمان-

.المغربي والذي انشق عن نظام "معمر القذافي" حرك77ة الح77ق: وهي حرك77ة يميني77ة متطرف77ة التوجه77ات-

وتعمل من أجل عودة النظام الملكي الليبي السابق. م، من1987حزب الله اللي77بي: ظه77ر إلى الوج77ود ع77ام -

خالل عملية االغتيال التي نفذها أحد عناصر الحزب ض77د أحد كبار المسئولين في حركة اللجان الثورية في مدينة بنغازي، والتي بحس77ب المعلوم77ات تمث77ل معق77ل تمرك77ز

عناصر هذا الحزب. حركة الجهاد المقدس: ظهرت إلى الوج77ود على خلفي77ة-

أحداث العنف التي اندلعت في بعض مناطق شرق ليبيا. حركة اإلخوان المسلمين الليبية: تمثل الفصيل ال77رئيس-

اإلسالمي، وتتمركز في منطقة بنغ77ازي وبقي77ة المن77اطق المجاورة لها في شرق ليبيا، وهي ترتبط بحركة اإلخوان المس77لمين المص77رية، وق77د ظلت تلعب دورا ف77اعال في تحريك الفعالي77ات األص7ولية اإلس7المية في كاف77ة الم7دن الليبية وعلى وجه الخصوص بنغازي والبيضاء وغيرها من

مدن شرق ليبيا . تنظيم القاع77دة: س77عى العدي77د من اإلس77الميين الليب77يين-

إلى المشاركة إلى ج77انب الفص77ائل اإلس77المية األفغاني77ة المسلحة ضد القوات الس7وفييتية، وبع7د خ7روج الق7وات الس77وفييتية ب77رزت ظ77اهرة األفغ77ان الع77رب، ومن بينه77ا العناصر اإلسالمية الليبية، والتي لم تكتسب القدرة على خوض العملي77ات القتالي77ة وحس77ب، وإنم77ا بن77اء الرواب77ط والص777الت الوثيق777ة م777ع العناص777ر األص777ولية الجهادي777ة اإلس77المية األخ77رى ، وعلى ه77ذه الخلفي77ة فق77د تش77كل تنظيم القاعدة اللي77بي كامت77داد لتنظيم القاع77دة في بالد

أرشد ( المغرب العربي. )2011،سامح كم77ا أن هن77اك العدي77د من الحرك77ات السياس77ية الليبي77ة المعارض77ة، ولكن وبس77بب عملي77ات االس77تقطاب واالص77طفاف

% من90السياسية، فإن الحركات اإلسالمية تمثل اآلن ح77والي 306

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

إجمالي نشاط المعارضة السياسية الليبي77ة ال77تي ح77اربت نظ77ام "معم77ر الق77ذافي" حيث تمكنت حرك77ات المعارض77ة السياس77ية الليبي77ة من الحص77ول على المزي77د من الق77درات وتوظيفه77ا في مس77رح عملي77ات الص77راع السياس77ي/ العس77كري ض77د نظ77ام

"القذافي" وهي كالتالي :القدرات العسكرية:

استطاعت المعارض77ة تجني77د العدي77د من عناص77ر الش77باب الذين تلقوا تدريبهم العسكري بواسطة المؤسس77ات العس77كرية الرسمية الليبية، وإضافة لذلك فقد نجحت المعارضة في تجني77د المزي77د من العس77كريين ال77ذين انش77قوا عن النظ77ام، وتتمت77ع

المعارضة المسلحة الليبية بوجود ثالثة أنواع من القدرات هي: الق77درات العس77كرية البري77ة : وتتك77ون من عناص77ر الجيش-

الليبي من الق77وات المدرع77ة ،وق77وات المش77اة ، والق77واتالخاصة.

الق77درات العس77كرية الجوي77ة: وتتك77ون من عناص77ر الس77الح-الجوي الليبي الذين انشقوا عن النظام.

القدرات العسكرية البحرية: وتتكون من عناصر فرقاطتين- فرقاط77ة،17تابعتين لسالح البحري77ة اللي77بي ال77ذي يمتل77ك

وقد انش77ق عناص77ر الفرق77اطتين وانض77موا إلى المعارض77ة، راف77ق ذل77ك كل77ه انطوائه77ا تحت إم77رة قائ77د مي77داني واح77د متمرس هو "اللواء عبد الفتاح يونس" ،مما شكل لها نوع77ا

من االنضباط العسكري والعمليات العسكرية المنظمة . القدرات السياسية:

اس77تطاعت حرك77ات المعارض77ة السياس77ية الليبي77ة التغلب على عامل الضعف الناتج عن كثرة الع77دد عن طري77ق التنس77يق المشترك وبناء تحالف واسع ضم العديد من الفصائل الرئيس77ية وحمل اسم )المجلس الوطني الليبي االنتقالي(، وال77ذي أمس77ى يتمتع بالمزيد من الروابط والعالق77ات م77ع العدي77د من األط77راف اإلقليمية والدولية، فقد اعترفت به السلطات الفرنسية كممث77ل شرعي ووحيد للشعب الليبي،إض77افة إلى وج77ود اتص77االت ش77به معلنة لهذا المجلس مع كل من أمريكا وبريطانيا وجامعة ال77دول

العربية .

307

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

كما ساهم انشقاق العديد من السفراء والقناص77ل الليب77يين في الخارج وعلى رأسهم مندوب ليبيا في األمم المتح77دة )عب77د

الرحمن شلقم( في تش77كيل تح77الف سياس77ي منظم، كم77ا س77اهم تع77يين متحدث رسمي باسم المعارضة في إكس77ابها ص77فة رس77مية في

المحافل الدولية.القدرات االجتماعية:

اس77تطاعت حرك77ات المعارض77ة السياس77ية الليبي77ة القي77ام بعملي77ات تعبئ77ة س77لبية فاعل77ة واس77عة النط77اق أت77احت له77ذه الحرك7ات الحص77ول على التأيي77د الواس7ع ألف77راد وزعم77اء قبائ7ل وعشائر مناطق شرق ليبي77ا، وعلى وج77ه الخص77وص الموج7ودين في منطق777ة بنغ777ازي والبيض777اء والمن777اطق المج777اورة للج777زء

الشمالي من شريط الحدود الليبية-المصرية.القدرات اإلعالمية:

تمتعت حرك777ات المعارض777ة السياس777ية الليبي777ة بال777دعم اإلعالمي الكبير ليس غير المسبوق وحسب، بل والمثير لالنتب77اه والج77دل، ف77القنوات اإلعالمي77ة العربي77ة الك77برى مث77ل الجزي77رة والعربي77ة، والقن77وات اإلعالمي77ة العالمي77ة مث77ل ال77بي بي س77ي البريطانية وقناة الحرة األمريكي77ة، إض77افة إلى ش77بكات ف77وكس نيوز وسي إن إن األمريكية وغيرها، والتي قامت بتق77ديم الس77ند اإلعالمي والنفسي للمعارضة، و تق77ديم التحليالت ال77تي تنط77وي على قدر كبير من الدعاية النفسية الداعمة لحركات المعارض77ة

الليبية وعملياتها. القدرات اللوجستية:

تح77دثت الكث77ير من التق77ارير عن نج77اح حرك7ات المعارض77ة الليبي77ة في بن77اء ثالث77ة أن77واع من خط77وط اإلم77داد ع77بر الم77وانئ البحرية الليبية الش77رقية المطل77ة على البح77ر األبيض المتوس77ط )وتحديدا ميناء بنغ77ازي( ، وع77بر خ7ط الح77دود الليبي77ة- المص77رية المتاخم لمناطق شرق ليبيا، وع77بر الج77و )مط77ار بنغ77ازي(.حيث س777اهمت بوص777ول اإلم777دادات العس777كرية والغذائي777ة والعت777اد العسكري والذخائر بانتظام إلى حركات المعارضة الليبي77ة ال77تي

بالحماي77ة الدولي77ة المس77لحة ،ب77دليل ت77دخلهاأصبح واضحا تمتعت الق77وات األمريكي77ة والفرنس77ية والبريطاني77ة ،من أج77ل توف77ير الحماي77ة له77ا عن77دما أص77بحت ق77وات "الق77ذافي" على مش77ارف

مدينة بنغازي وبدأت الدخول لضواحي المدينة.308

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وب77النظر إلى الق77وى السياس77ية الفاعل77ة في المش77هد السياسي الليبي يبدو جليا أن ميزان القوى يميل لص77الح الق77وى

42المناهض77ة "لنظ77ام الق77ذافي"، ال77ذي حكم ليبي77ا من77ذ عام77ا بشكل فوضوي غير واضح المعالم "وديكت77اتوري" ومنف77ر محلي77ا ودوليا. فلم تحقق ليبيا تنمية تتواءم مع إمكانياتها الض77خمة، ب77ل بدد نظام القذافي الموارد على حروب تش7اد والس7ودان وأزم7ة لوكربي وتسليح الجيش االيرلندي وغ77يره، ولع77ل االزدراء ال77ذي أظه77ره تج77اه الليب77يين والع77رب ق77وض ش77رعيته وع77زز ش77رعية

(2011 ،مناهضيه أخالقيا وسياسيا.)طارق حميد في ال777وقت ال777ذي "تتضعض777ع" في777ه ش777رعية الق777ذافي السياسية واألخالقية، يظهر المجلس الوطني االنتق77الي بوص77فه ب77ديال مقب77وال داخلي77ا وعربي77ا ودولي77ا. يتك77ون المجلس الوط77ني

( عضوا يمثلون مختلف مناطق ليبي77ا وم77دنها ،31االنتقالي من ) تم تسمية ج77زء منهم بش77كل عل77ني، في حين تم التحف77ظ على أسماء ممثلي مدن )أجدابيا والكف77رة وغ77ات ون77الوت ومص77راته

والزنتان والزاوية( ألسباب أمنية. ويشكل اإلخوان المسلمون القوة السياسية األكثر تنظيم77ا داخ77ل ليبي77ا في ظ77ل نس77بية التنظيم في ليبي77ا وخلخل77ة "نظ77ام الق77ذافي" لك77ل إمكاني77ات بن77اء منظم77ات قابل77ة للحي77اة، وظلت العالقة بين اإلخوان المس77لمين ونظ77ام الق77ذافي مت77وترة طيل77ة فترة العقود األخ77يرة. وعن77دما ق77دم "س77يف اإلس77الم الق77ذافي"

، وال77ذي وع77د2007 آب/أغس77طس 21مشروعه اإلصالحي في 77ات وتط77بيق نظريت77ه الخاص77ة "الديمقراطي77ة فيه ب77إطالق الحري المباشرة وسلطة الشعب"، مع االلتزام بالخطوط الحمراء التيها ، وهي بحسب تعريفه تطبيق الشريعة اإلس77المية ال يمكن مسوأمن ليبيا واستقرارها، ووحدة البلد، وشخصية معمر القذافي.

وافق اإلخوان المسلمون على تلك الخطة و شرعوا حوارا ب77ل دخل77وا وس77طاء في عملي77ة مباش77را م77ع س77يف اإلس77الم،

المصالحة بين نظام القذافي والجماعة الليبية المقاتلة التي قبع عدد كبير من أعض77ائها في الس77جون ، وتحم77ل الجماع7ة الليبي77ة

أنش77أتها المقاتل77ة فك77ر الس77لفية الجهادي77ة، وهي تنظيم مس77لح، مجموع77ة من الش77باب الليب77يين ال77ذي ش77اركوا في القت77ال ض77د االتحاد السوفييتي في أفغانس77تان ، وق77امت الجماع77ة بعملي77ات مس77لحة ض77د مواق77ع مدني77ة وأمني77ة بليبي77ا في تس77عينات الق77رن العش77رين به77دف إس77قاط "معم77ر الق77ذافي".إال أن الق77وات المسلحة الليبية وأجهزة األمن قض77ت على تنظيمهم ، واعتقلت

309

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

، ب77دأ زعم77اء الجماع77ة2009مجموعة كب77يرة منهم. وفي ع77ام أفك77ارهم، تمخض عن ذل77ك اعت77ذار متف77ق علي77ه في مراجع77ة

للدولة، األمر الذي أدى إلى إطالق سراحهم. وهناك قوى ليبية أخرى تجهر ببرامجها الديمقراطي77ة، مث77ل الجبه777ة الوطني777ة إلنق777اذ ليبي777ا ال777تي تأسس777ت في تش777رين

وهي تنظيم77ا معارض77ا لحكم الق77ذافي في1981األول/أكت77وبر ليبي77ا يس77عى لإلطاح77ة ب77ه وإنش77اء ب77ديل دس77توري ديمق77راطي، وتؤمن الجبهة أن مواجهة نظام "القذافي" تقتضي توحي77د كاف77ة العناص77ر الوطني77ة - داخ77ل ليبي77ا وخارجه77ا - في برن77امج عم77ل ونضال متكامل يس77تهدف اإلطاح77ة بحكم الق77ذافي ومن يرتب77ط ب77ه، وتحري77ر ليبي77ا من77ه مس77تخدمة ك77ل الوس77ائل المش77روعة الممكنة. وتطرح الجبهة في مرحلة ما بع77د س77قوط "الق77ذافي" ع77دة نق77اط لالنتق77ال إلى نظ77ام ديمق77راطي، أهمه77ا إج77راء "انتخابات عامة" خالل ستة أشهر من تش77كيل مجلس الرئاس77ة والحكومة المؤقتة الختيار "جمعية وطنية تأسيس77ية"، يك77ون من بين مهامها وضع "دس77تور دائم" للبالد، يط77رح لالس77تفتاء الع77ام. وإجراء "انتخابات عامة" الختيار رئيس للدولة في ضوء الدستور

الجديد بعد إقراره من الشعب في استفتاء عام . أما التدخل العسكري الغ77ربي في ليبي77ا فق77د حظي بن77وع من القب77ول نتيج77ة لطبيع77ة حكم "الق77ذافي" وفقدان77ه البع77د األخالقي، الستخدامه القوة وبكثافة ض77د المتظ77اهرين الم77دنيين سلميا، ثم توافق مع ذلك ت77داخل المص77الح الدولي77ة م77ع مص77الح القوى الليبية الفاعلة في الداخل والخارج في جو يس77وده قلي77لك . وله77ذا يب77نى تق77دير المواق77ف من الثق77ة وكث77ير من الش77

الفاعل77ة على المص77الح الدولي77ة وأولوي77ات الق77وى الليبي77ة على األرض، حيث تتركز المصالح الدولي77ة في ليبي77ا بش77كل أساس77ي في موارد الطاقة واالستحواذ على من77اطق النف77وذ في أفريقي77ا، فإض77افة إلى الم77يزة النس77بية للنف77ط اللي77بي، من حيث الج77ودة وكلفة االس7تخراج وكلف7ة التص77دير المنخفض77ة نظ7را لقرب7ه من األسواق األوروبية، هناك نشاط ليبي في الق77ارة األفريقي77ة ك77ان قد شكل في الماضي القريب "صداعا" لفرنسا وجنوب أفريقي77ا وللواليات المتحدة وقوى طامحة أخ77رى.إذ أن الق77ارة األفريقي77ة

% من احتي77اطي النف77ط الع77المي المثبت، وي77تركز10تملك نحو %( في ثالث دول رئيس777ة منتج777ة هي: نيجيري777ا60معظم777ه )

والجزائر وليبي77ا.وم77ع ب7دء الليب77يين في تغي77ير النظ7ام السياس7ي للق77ذافي، انفتح الب77اب واس77عا لالع77بين ال77دوليين لكي يعي77دوا

310

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تموض77عهم بالتن77افس على حص77ص من مخ77زون النف77ط المق77در ملي77ار ق77دم51 ملي77ار برمي77ل، والغ77از المق77در بنح77و 41.5بنحو

(2011،مكعب.)محمدخيرحسيب أما التردد اإليط7الي في تأيي77د ف77رض الحظ7ر الج77وي ح77تى

ش777ركة "إي777ني" م77ؤتمر ب777اريس فيمكن تفس777يره جزئي777ا أن : اإليطالية هي أكبر الشركات النفطي77ة العامل77ة في ليبي77ا، إذ تنتج

77ل عائ77داتها من النف77ط اللي77بي550000نحو برميل يوميا، وتمث % من مجمل عائدات المجموعة. وتليه77ا ش77ركة "أو أم في"14

% من مجمل إيراداتها من ليبيا. ثم ش77ركة10النمساوية بنسبة %، وش77ركة "ريبس77ول" اإلس77بانية11"مراثون أويل" األميركي77ة

%. في حين تأتي شركة "توت77ال" الفرنس77ية في مرتب77ة5بنسبة % فق77ط من2متدنية، إذ تبل77غ عائ77داتها من النف77ط اللي77بي نح77و

مجم77ل عائ77داتها. تب77دو فرنس77ا الدول77ة األق77ل اس77تفادة من بين القوى الكبرى من عقود النفط الليبي. وبإضافة هذا العامل إلى ال77تردد الفرنس77ي تج77اه ث77ورتي ت77ونس ومص77ر، يب77دو الحم77اس الفرنسي لإلطاحة بنظام معمر القذافي متناغما مع أولويات بلد يرى أنه فقد ما لديه من احترام لدى الرأي العام العربي لتنكره

الث77ورة الفرنس77ية بتأيي77ده نظ77ام زين العاب77دين بن علي لمبادئ في ت77رميم ص77ورته، "الدكتاتوري" حتى الرمق األخ77ير، وي77رغب

وه77و م77ا ين77درج أيض77ا في إط77ار اإلع77داد لالنتخاب77ات الفرنس77يةالقادمة.

77ردد تج77اه 77ديم الت لم يكن بمق77دور الوالي77ات المتح77دة أن ت التدخل في ليبيا في ظل إصرار فرنس77ي على المض77ي ق77دما،إذ أن التنافس بين البلدين على النفوذ في شمال أفريقي77ا س77يميل

الوالي77ات المتح77دة البق77اء خ77ارج لصالح فرنسا في حال ق77ررت المسرح. أسست الواليات المتح77دة من77اطق نف77وذ ومص77الح من

منطق77ة النف77وذ الفرنس77ي في تخ77ترق  خالل )أفريكوم( وبدأت مالي والنيجر ضمن حملتها في محاربة تنظيم القاعدة، وأقامت معسكرا لتدريب القوات المالي77ة والنيجيري77ة في منطق77ة )غ77او( شمال مالي. وللرد على ذلك أعادت فرنسا وجوده77ا العس77كريع خط77ط لت77دريب جيش77ي في ك77ل من م77الي وال77نيجر، م77ع وض77 البل77دين وتس77ليحهما في إط77ار م77ا يس77مى ب777"الح77رب على اإلرهاب". كما زادت عدد قواتها في منطقة الساحل والص77حراء لتنتشر على امتداد الح77زام الواص77ل بين موريتاني77ا غرب77ا وتش77اد شرقا وصوال إلى جيبوتي. وسيكون لصاحب الحظوة في ليبيا ما بعد القذافي وزن استراتيجي ق77وي. وعلي77ه لم ولن يس77مح ك77ل

311

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

منهما لآلخر ب77االنفراد في محاول77ة كس77ب من77اطق نف77وذ جدي77دةمحتملة بما في ذلك ليبيا.

ولوحظ أثناء الثورة أن بعض القوى الليبية في الخ77ارج ق77د طورت خطابا أقرب إلى الغرب منه إلى الع77رب. وق77د ترجمت77ه

في الت77دخل الغ77ربي العس77كري من77ذ بداي77ة إلى رغب77ة ص77ريحة األحداث، مع أن التدخل ما ك77ان ليحص77ل ل7وال الموق77ف الع7ربي

المساند للثورة. وفي محاولة تق77دير اتجاه77ات مس77ارات األح77داث في ليبي77ا يبدو جليا أن استمرار "القذافي" في الس77لطة أم77ر ب77ات أق77رب للمستحيل، وتبدو القوى الليبية المعارضة في وضع أفضل يوم77ا بعد يوم، خصوصا مع الدعم الدولي المتوالي لها ممثال في دعم

)المجلس الوطني االنتقالي(. إذا إال أن التدخل الدولي ق77د يك77ون ل77ه انعكاس77ات س77لبية

تحول إلى تدخل بقوات بري77ة على األرض، إذ س77يتحول الت77دخل بع77دم1973إلى احتالل، منافي77ا لنص ق77رار مجلس األمن رقم

77ة ،وعلي77ه س77يتحول ال77رأي الع77ام اللي77بي إلى احتالل أراض ليبي يرجح خي77ار أن يت77ولى اللي77بيون تغي77ير مقاومة االحتالل . ولذلك

النظام بعد أن تمكن القصف الجوي لقوات "الناتو" من إضعاف الح77ال س77تتمكن القدرة العسكرية لنظام الق77ذافي، وفي ه77ذه

الق77وى السياس77ية الليبي77ة من إرس77اء نظ77ام سياس77ي تنافس77ي كوسيلة لحفظ التوازنات بينها ولحل الخالف7ات ال7تي ق7د تح7دث77ر ص77ناديق االق77تراع، وق77د تخض77ع العملي77ة بالطرق السلمية وعب الديمقراطية في ليبيا إلى تش77وهات العتب77ارات داخلي77ة تفرض77هاروط "براغماتية" القوى السياسية الليبية في التع77اطي م77ع الش77 الخارجية.ويمكن للتجربة الليبية أن تنجح بالتوفيق بين المص77الح

الليبية والمصالح الدولية لألسباب التالية: من الممكن تقاسم المكتسبات. ويأتي اجتماع لن77دن-

لبحث تدخل الناتو والتوصل إلى خارط77ة طري77ق فيليبيا ضمن هذا السياق.

ل إلى اتف77اق بش77أن مس77ألة الطاق77ة- 77ة التوص77 إمكاني لضمان أن تك77ون أس77عار النف77ط معتدل77ة وأن يك77ون

أمن الطاقة في ليبيا مصانا. - 77دخل الخ77ارجي في حال77ة ليبي77ا ليس ت77دخال إن الت

عسكريا مباشرا على األراضي الليبي77ة، م77ا ال يفس77ح المج77ال أمام77ه لوض77ع ش77روط جوهري77ة على أي

حكومة ليبية قادمة.312

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تم77دد الث77ورات في ال77وطن الع77ربي ال ي77تيح للق77وى- الداخلية أن تحتكر العملية الديمقراطي77ة أو أن تض77ع

شروطا مجحفة بحق القوى األخرى. في عروب77ة البل77د أو الره77ان على ت77دخل إن أي تش77كيك

غربي إضافي على حساب الجهد الذاتي في الحرب وفي تنظيم المجتم77ع، س77وف يمس بش77رعية )المجلس الوط77ني االنتق77الي( ويفسح المجال النقسامات قبلية في ظل نفوذ أجنبي على البلد النفطي، كم77ا حص77ل في الع77راق. وق77د ينجح المجلس الوط77ني

المقبل، االنتقالي في أن يصبح الطرف األقدر على بناء النظام لكن هذا رهن بقدرته على إدارة البالد والتنسيق مع الثوار، بمن فيهم اإلسالميون، وإشراك المناطق الغربية في عملية التنمية ، واالبتع777اد عن التبعي777ة للخ777ارج، والتمكن من تج777اوز القبلي777ة،السياسية، وااللتزام بالديمقراطي77ة فعال. )عب77د ال77رحمن ش77اكر

2012:63): إن الخطوات التي ق7ام به7ا )المجلس الوط77ني االنتق7الي ( بعد س77قوط نظ77ام "معم77ر الق77ذافي" هي خط77وات مهم77ة ج77دا أثبتت أهليته وقدرته على إدارة البالد، السيما إج77راء االنتخاب77ات ووضع دستور جدي7د ، ولكن يبقى الطري7ق ط7ويال عن7دما يتعل7ق اآلمر باألمن ودمج الثوار تحت قيادة واحدة ربما تحقق في قادم

األيام .الحالة السورية:

التنسيق السياسي والعسكري للمعارضة يمكن القول إن هناك هوة واس77عة بين المعارض77ة والث77ورة في س77ورية ال يمكن إخفاؤه77ا بس77هولة ، فالمعارض7ة ال77تي تبنت في صراعها مع النظ77ام ط77وال عق77ود سياس77ة النفس الطوي77ل، وخاضت معه معارك منخفض77ة الح77دة، واعتم77دت برن77امج الح77د األدنى من العنف ، تفاجأت بالثورة ال77تي فجرته77ا وقادته77ا ق77وى اجتماعية غير حزبي77ة وغ77ير مسيس77ة ، وج77دت نفس77ها في من77اخ عاصف وأمام وضع جديد أدواته مختلفة وإيقاعه أسرع مما تبنته واعت77ادت علي77ه ، إذ ارتبكت المعارض77ة وتح77ركت للعب دور في الحدث العظيم ، وحج77ز موق77ع على مس77رح األح77داث ي77تيح له77ا البق77اء في المعادل77ة الجدي77دة ، ويمنحه77ا فرص77ة المش77اركة في ص77ياغة مس77تقبل البالد. لكنه77ا ، وهي تس77عى لتحقي77ق ذل77ك ، كشفت عن هشاشتها وضعف خبرتها، وعجزه77ا عن التكي77ف م77ع مناخ الث77ورة والتواص77ل م77ع ش77بابها ، ناهي77ك عن ض77عف ص77التها

313

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

االجتماعية عامة، فغ7دت مص77درا لمش7كالت وتعقي77دات إض7افيةللثورة وعبئا عليها.

ويمكن مالحظة نقاط ضعف المعارضة من التالي : بنيتها الفكرية: فقد غ77اب تص77ور انفج77ار ث77ورة ش77عبية عن-

تقديراتها، وبالت77الي غ77ابت الخط77ط الالزم77ة لمواجه77ة ه77ذااالحتمال.

خبرته777ا السياس777ية : فب777الرغم من محافظ777ة ج777زء من- المعارض77ة ، وخاص77ة المعارض77ة الثقافي77ة على حض77ورها السياسي، إال أن خبرته77ا السياس77ية والعملي77ة ظلت هزيل77ة نتيجة خياراتها وبرامجها خالل مراحل الصراع مع النظ77ام ، ثم إن إرث العم77ل الس77ري ال77ذي ال يس77مح بنش77وء خ77برة سياسية وميدانية س77اهم في هزاله77ا وعجزه77ا عن التكي77ف

مع ظروف الثورة. بنيته7ا العمري7ة : إذ أن المتوس77ط العم77ري لكوادره7ا ف7وق-

الخمس77ين، مم77ا أدى الى انعزاله77ا عن الجمه77ور وح77دوثقطيعة بين األجيال،غاب فيها الجيل الشاب عن صفوفها.

لقد زاد من ض77عف[التنس77يق السياس77ي للمعارض77ة ظه77ور مصطلح "معارضة الداخل" ومعارضة "الخارج " (هيئة التنس77يق لقوى التغي77ير ال77ديمقراطي) وس77عيها لتث77بيت ه77ذا االدع77اء ع77بر

حزبا منه77ا30تضخيم تمثيلها للقوى السياسية بالقول أنها تضم حزبا كرديا ، وه77و كالم ال يمت للواق77ع بص77لة، حيث إن ع7دد15

من شارك في تشكيل هذه الهيئ77ة من األح77زاب الكردي77ة أربع77ة أحزاب فقط ،كما أن األحزاب الكردية قد عقدت مؤتمرا أسمته المؤتمر الوطني الك77ردي تبنت في77ه ق77رارا باالنس77حاب من ك77ل التحالفات السابقة ، وأعلنت أنها س77تبدأ مفاوض77ات جدي77دة م77ع التكتالت والتحالفات الس77ورية األخ77رى وس77تدخل التكت77ل ال77ذي يلبي مطالبها الخاصة بحقوق الك77رد كم77ا تراه77ا، وق77د انس77حبت األحزاب الكردية من "الهيئة"، ولم يبق منها س77وى ح77زب واح77د هو االتح77اد ال77ديمقراطي/جن77اح ح77زب العم77ال الكردس77تاني في سوريا، عدا عن أن معظم األحزاب العربية هي أح77زاب ص77غيرة

(2012،جدا وهامشية.)محمد فرج ولم يكت777ف المروج777ون لمعارض777ة "ال777داخل" ومعارض777ة "الخارج" بالتشكيك في وطنية معارضة "الخ77ارج"، ب77ل اعت77بروا المجلس الوطني السوري معارض77ة "خ77ارج"، رغم أن77ه تأس77س بمش77اركة ع77دة مكون77ات سياس77ية وش77بابية في ال77داخل،)إعالن دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، وأحزاب كردية – الم77ؤتمر

314

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الوط77ني الك77ردي- وع77دد من تنس77يقيات الث77ورة)، وأخ77رى في الخارج (حركة اإلخوان المسلمين، والتيار اإلسالمي( المس77تقل، ومجموع77ة العم77ل الوط77ني، وتكت77ل لي77برالي علم77اني أسس77ته شخص77يات س77ورية مقيم77ة في الخ77ارج، وع77دد من الشخص77يات

المستقلة. بدأت قضية وح77دة المعارض77ة وانقس77امها من77ذ عق77ود على خلفي77ة الص77راع م77ع النظ77ام االس77تبدادي، وأس77اليب مواجهت77ه والخي777ارات المناس777بة ل777ذلك ، حيث ت777وزعت المعارض777ة على مواقف وتوجه77ات متباين77ة إلى ح77د التن77اقض بين تي77ارات ت77ؤمن بالحل الثوري الع77نيف وأخ77رى ت77ؤمن بالنض77ال الس77لمي، وك77ان ألح7داث الثمانين77ات، والعن7ف ال7ذي مارس77ته المعارض7ة )حرك7ة اإلخوان المسلمين) في الصراع مع النظام ، ورد النظام العنيف والمدمر، والذي راح ضحيته عشرات آالف الس77وريين باإلض77افة إلى ت77دمير م77دن وال77زج بمئ77ات اآلالف في الس77جون ولف77ترات طويل77ة ، األم77ر ال77ذي ت77رتب علي77ه انكس77ار ال77روح المعنوي77ة للمواطنين بعامة والمناضلين بخاصة ، وسيطرة النظام وهيمنته على ك77ل مفاص77ل الدول77ة ، وتبني77ه سياس77ة أمني77ة في مواجه77ة المجتم777ع بعام777ة والمعارض777ة بخاص777ة ، وتع777اظم دور أجه777زة

المخابرات في الحياة الوطنية. لم تنجح المعارضة السورية وال م77ا يع77رف ب77إعالن دمش77ق للتغيير الوطني الديمقراطي، كائتالف سياسي مك77ون من ق77وى سياسية متعددة المش77ارب الفكري77ة والسياس77ية، وال77تي اتفقت على ه77دف واح77د ه77و التغي77ير ال77ديمقراطي الس77لمي الت77درجي اآلمن في سورية،في تشكيل كي77ان سياس77ي منس77جم، ف77القوى السياسية التي شكلته متباينة في الرؤى والتقديرات والمواقف، وق77د س77عت، ك77ل منه77ا بطريقته77ا الخاص77ة، لف77رض رؤاه77ا على االئتالف وتجي77ير حركت77ه في ص77الح أه77دافها م77ا عرق77ل قيام77ه بنشاطات وتحركات ثقافي77ة وسياس77ية تك77رس حض77وره الفاع77ل

في المشهد السياسي السوري . كم77ا انعكس77ت الخالف77ات في ب77روز مظ77اهر ع77دم الجدي77ة وعدم اإلخالص لدى بعض قوى "اإلعالن" في تنفيذ المتفق عليه من أهداف سياسية وميداني77ة، ثم ج7رت محاول7ة أخ7رى لتوحي7د المعارضة بتش77كيل "ائتالف وط77ني س77وري"، دع77ا إلي77ه المرك77ز العربي لألبحاث ودراس77ة السياس77ات، ال77ذي ي77ديره من الدوح77ة "ال77دكتور ع77زمي بش77ارة"، حض77ره ق77ادة إعالن دمش77ق وهيئ77ة التنس77يق وحرك77ة اإلخ77وان المس77لمين وشخص77يات إس77المية

315

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وليبرالي77777ة ك77777انت تح77777اول تش77777كيل مجلس وط77777ني في اسطنبول،حددت خطوطه العريضة في بيان تأسيس77ي كتب في الدوحة على أن يوقع في دمشق بعد الع77ودة لألط77ر التنظيمي77ة، غ777ير أن خالف777ات ظه777رت بين "الهيئ777ة" ومجموع777ة المجلس

:(20124،الوطني/اسطنبول قبل اختتام الحوار.)خليل عرنوس إن تشكيل المجلس الوطني السوري حاج77ة هام77ة للث77ورة ومس77تقبلها أال وهي قي77ام كي77ان سياس77ي يتح77دث باس77مها في المحافل العربي77ة والدولي77ة، لكن77ه لم يس77توف ش77روط اندماج77ه بالثورة، فباإلضافة إلى ما ذك77ر أعاله من مظ77اهر ض77عف تش77كو منه77ا المعارض77ة، وال77تي تنطب77ق على الق77وى ال77تي ش77كلت المجلس، هناك حالة جدي77دة ت77رتبت على انفج77ار الث77ورة تف77وق ق77درات المعارض77ة، فالمواجه77ة المحتدم77ة بين الث77وار والنظ77ام الذي استنفر آلته القمعية وقرر اس77تخدام أعلى أش77كال العن77ف لس77حق الث77ورة والقض77اء الم77ادي على الث77وار، تس77تدعي عمال مؤسسيا وعقال خالقا وخياال واسعا للتخطيط والتنفي77ذ ، لم تنجح قوى المجلس الوطني في توفيره ، وهذا أف77رز تباين77ا في إيق77اع التحرك وآلياته وأولويات77ه بين المجلس، كن77اطق باس77م الث77ورة ، وبين القيادات الميدانية التي تتحرك على األرض وتواجه الموت وتدرك قدراتها وحاجاتها الملحة لالستمرار واالنتصار على نظ77ام

(31:2012،:بشار األسد.)عبد العزيز حسين أم77ا من ناحي77ة الت77دخل ال77دولي العس77كرية في الحال77ة

، ظ77ل2011 م77ارس/آذار 15السورية فمنذ بداية األزمة بتاريخ Andersالحلف األطلسي يؤكد ، من خالل تصريحات أمينه العام،

Fog Rasmussen بأن سوريا ال تدخل في جدول أعمال7ه، وأن7ه ال ، ينوي التدخل العسكري، وإنما سيكتفي بمتابعة الوضع باهتمام ، ه77ذا الموق77ف المب77دئي من ع77دم الت77دخل العس77كري تحكم77ه حسابات عس77كرية وسياس77ية ، لكن77ه يعكس باألس77اس العقي77دة األمنية الجديدة لحلف "الناتو" فيما يتعلق بتدبير األزم77ات خ77ارج الحدود الجغرافية ألعضائه ، فما هي مرتك77زات ه77ذه العقي77دة ؟ وكيف يمكن أن نقرأ تطبيقاتها على نزاعات الش77رق األوس77ط ؟ ولماذا يمتنع "الناتو" عن التدخل في سوريا على خالف م77ا ق77ام ب77ه في ليبي77ا ؟ وه77ل هن77اك تن77اقض بين موقف77ه بع77دم الت77دخل العس77كري ونش77ره ص77واريخ "ب77اتريوت" على الح77دود الس77ورية

التركية ؟

316

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

317

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

الفصل الثانيالتدخل الدولي )العسكري(

"مفهوم التدخل العسكري في العقيدة األمني77ة لحل77ف الناتو "

منذ نهاية الحرب الباردة وانهيار االتح77اد الس77وفيتي (الع77دو التقليدي للحلف األطلسي)، عرف هذا األخ77ير تح77والت وظيفي77ة من منظم777ة تهتم فق777ط بال777دفاع المش777ترك ض777من المج777ال الجغرافي الذي يحدده الفص77ل الخ77امس من معاه7دة واش77نطن

، إلى منظمة تعطي اهتمام77ا متزاي77دا لقض77ايا األمن1951لسنة الجماعي،حيث أصبح يشارك في تدبير األزمات وعمليات حف77ظ الس77الم ، ويط77ور عالق77ات ش77راكة م77ع ع77دد من ال77دول غ77ير

األعضاء. وخالل العش77رين س77نة الماض77ية تح77ول "الن77اتو" من حل77ف يرعى الح77دود وف77ق نظ77ام مح77دد لل77دفاع المش77ترك إلى حل77ف

حيث تكمنout of areaينظر خارج الحدود الجغرافية ألعضائه )) وهذا األمر.األخطار الصاعدة التي لها تأثير مباشر على مصالحه

يب77دو جلي77ا من خالل مش77اركته في ع77دد من عملي77ات ت77دبير األزم777ات وحف777ظ الس777الم في الع777راق والبوس777نة وكوس777وفو وأفغانس77تان إلى ج77انب ال77دور اإلنس77اني المتزاي77د في ع77دد من

المناطق مثل دارفور. هذا التطور الوظيفي دف77ع الحل77ف األطلس77ي الى مراجع77ة عقيدته المرتبطة بتدبير األزمات خارج الحدود فيما يتعلق بتدبير النزاع77ات الدولي77ة ،غ77ير أن ال77دور ال77ذي يق77وم ب77ه الن77اتو لبن77اء إس77تراتيجيات الس77الم ، يجب أن ال يفهم من77ه أن77ه س77يتحول إلى شرطي العالم بدون أي77ة ض77وابط أو مح77ددات لمفه77وم الت77دخل خارج الحدود . وبناء على ه77ذه التج77ارب والمراجع77ات ، أض77حى مفهوم التدخل العسكري في العقيدة األمني77ة للن77اتو ينب77ني على

ثالثة مرتكزات:- وجود عالقة بين النزاع واألمن األطلسي. 1

وهذا معناه أن أي تدخل عسكري لحلف الناتو في نزاع ما، يجب أن يق7اس بم7دى ت7أثيره على مص7الحه وطبيع7ة األط7راف المتدخلة في هذا النزاع: هل هي دول أعض77اء أم ش77ريكة. ف77إذا تعلق األمر بالدول األعضاء، فإنه في ه77ذه الحال77ة س77يتم تفعي77ل مقتضيات الفصل الخامس من معاهدة واشنطن، وفي حالة م77ا

318

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

إذا تعلق األمر بالشركاء من غير األعض77اء، فإن77ه س77يتم مراع77اةمصالحهم دون إعطائهم أية ضمانة للتدخل العسكري المباشر.

ويتبين من خالل هذا المرتك77ز أن الن77اتو ال ي77زعم أو ي77دعي أنه سيتدخل في جميع نزاعات العالم في جمي77ع الق77ارات ب77دون محددات ، فهو ال يملك اإلمكانيات المادي77ة والعس77كرية الالزم77ة لمثل هذه المهمة. كما أن هذا األمر ال ينسجم مع طبيعته وبنيته كحلف تشكل أساسا لتأمين أعضائه وليس لحماي77ة ال77دول غ77ير األعضاء. ومن هذا المنطق، يمكن تلخيص هذا المب77دأ في ك7ون الن77اتو ال يت77دخل عس77كريا، إال في إط77ار م77ا يمكن أن يق77وم ب77ه انسجاما مع طبيعته كحلف عسكري، أي في المجال الذي يملك

فيه قيمة مضافة.- وجود شرعية قانونية للتدخل العسكري .2

بمع777نى أن الن777اتو ال يس777عى ألن يك777ون ب777ديال عن األمم المتحدة، وإنما يشترط مسبقا ض77رورة التع77اون م77ع المنظم77ات الدولي77ة، خاص77ة األمم المتح77دة، وأيض77ا المنظم77ات اإلقليمي77ة كالجامعة العربية، من أجل بناء تصور شامل للتدخل العس77كري للحلف. وبناء على هذا المرتك77ز، يش77ترط الن77اتو وج77ود تف77ويض واض7ح من مجلس األمن ح7تى يك7ون الت7دخل في إط7ار قواع7د القانون ال77دولي على مب77دأ مس77ؤولية الحماي77ة ، كم77ا ح77دث في

( .1591ليبيا بعد تبني القرار) - توف!!ير الش!!روط السياس!!ية والفعالي!!ة الميداني!!ة3

للتدخل العسكري. ترتبط الشروط السياس77ية بوج77ود طلب لت77دخل الن77اتو من جهة األطراف المتدخلة مباش77رة في ال77نزاع، وأيض77ا ت77وفر دعم

إقليمي. أما على مس77توى الفعالي77ة الميداني77ة، ف77إن الن77اتو اليطمح للت77دخل من أج77ل الت77دخل، ولكن يطمح ل77ربح المعرك77ة على المستوى الميداني.فهو في نهاية المط77اف يبقى حلف77ا عس77كريا يس77عى إلى تحطيم الق77درات الدفاعي77ة للع77دو وف77رض إرادت77ه السياس77ية علي77ه، وه77ذا أم77ر يتطلب إمكاني77ات مادي77ة وأس77لحة وعت77ادا بالمس77توى الض77روري والمناس77ب إلنج77اح ه77ذا الت77دخل

بالشكل الذي ينعكس إيجابيا على صورة الحلف. بناء على ما تقدم يتبين أن "الن77اتو" ال ي77رفض، من الناحي77ة النظرية، مبدأ التدخل العسكري في نزاع77ات الش77رق األوس77ط، التي كانت خالل الحرب الباردة وال ت77زال منطق77ة نف77وذ ومرك77ز

319

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المصالح الحيوي77ة بالنس77بة ل77ه ولع77دد كب77ير من أعض77ائه، خاص77ة الواليات المتحدة األميركية. فالحلف األطلسي يرتب77ط م77ع دول ه77ذه المنطق77ة بمب77ادرتين للتع77اون والش77راكة مب77ادرة الح77وار

وال77تي تش77مل إس77رائيل1995المتوسطي التي تعود الى ع77ام وست دول عربية (المغ77رب، الجزائ77ر، ت77ونس، موريتاني77ا،مص77ر

ال77تي تش77ارك فيه77ا1991واألردن)، ومب77ادرة اس77طنبول لس77نة أربع دول خليجية (قط77ر، الك77ويت ، اإلم77ارات العربي77ة المتح77دة

والبحرين) . ويرتبط نجاح هذه المبادرات في جزء كبير منه بالمساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في ح7ل نزاع77ات الش77رق األوس77ط وش7777مال إفريقي7777ا ، فخالل زيارت7777ه األخ7777يرة إلس7777رائيل في

، ص77رح األمين الع77ام الس77ابق للحل77ف2007ف77براير/ش77باط بأن الحلف يمكن أن يتدخل في DE HOOP SCHEFFER األطلسي

ال77نزاع الع77ربي- اإلس77رائيلي، إذا ك77ان هن77اك اتف77اق س77الم بين األط77راف المتنازع77ة، وإذا ك77ان هن77اك طلب مق77دم من ه77ذه

Andrewاألطراف، ثم إذا كان هناك تف77ويض من األمم المتح77دة.)2012)

هذه الشروط الثالثة إلى جانب المرتك77زات س77ابقة ال77ذكر: تفسر بشكل واضح سبب تدخل حلف الناتو عسكريا في ليبي77ا ، وتشبثه بعدم التدخل في سوريا.كما أن هن77اك ع7دة اعتب7ارات ال

تنسجم مع الرؤية السابقة لحلف الناتو وهي: أوال: وجود انقسام داخل مجلس األمن بس77بب المعارض77ة

الشديدة ألي تدخل عسكري من طرف روسيا والصين. فالوضع مختلف تماما عما كان عليه الحال في ليبيا، حينم77ا لجأ الناتو الس77تعمال قوات7ه الجوي77ة لتط7بيق ق77رار مجلس األمن

1591الدولي رقم لحماية المدنيين وإقامة حظر جوي، ثم أن روسيا والص77ين لم يس77تخدما ح77ق النقض " الفيت77و" في مجلس األمن ض77د أي قرار يدين نظام القذافي على عكس مناصرتهم الدائمة للنظ77ام

السوري. وإض77افة إلى ه77ذا، فإن77ه ليس هن77اك أي أف77ق لتج77اوز ه77ذا االنقسام رغم ت77وفر ك77ل األدل77ة القانوني77ة لت77دخل عس77كري في

سوريا بناء على مبدأ "مسؤولية الحماية" وإحالة ملف الجرائم ضد المدنيين إلى

المحكمة الجنائية الدولية.320

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

ثانيا: عدم توفر الدعم اإلقليمي ألي تدخل عسكري يق77ودهالناتو أو أية جهة أخرى.

فعلى س77بيل المث77ال تع77ارض مص77ر أي ت77دخل أجن77بي في سوريا، فيما طالبت قطر بإرسال قوات عربي77ة لحف77ظ الس77الم، بينم77ا ت77رفض الجزائ77ر مب77دأ الت77دخل جمل77ة وتفص77يال باعتب77اره يتعارض مع مبدأ السيادة، أما المغرب فهو يؤكد من جهته، على أهمية الحل السياسي وإعطاء أهمية أكبر للدور اإلنساني داخ77ل س77وريا وفي مخيم77ات الالج77ئين. وق77د أدى ه77ذا التض77ارب في المواقف إلى فشل الجامعة العربية في القي77ام ب77دور ي77ذكر في تدبير هذا النزاع . ف77إذا ك77انت ه77ذه األخ77يرة ق77د اتخ77ذت موقف77ا واض77حا من خالل تأيي77د ق77رار مجلس األمن المتعل77ق باألزم77ة الليبية، وطالبت بتدخل عسكري لحماية المدنيين في ليبي77ا، وأن دوال عربية، خاصة قطر، ساهمت ميدانيا في العملية العس77كرية لحل77ف الن77اتو، ف77إن ه77ذه الش77روط غ77ير مت77وفرة في الحال77ة

السورية. ثالثا: اليوجد ترحيب من طرف المعارضة السورية للت77دخل الخارجي األجنبي. المعارضة الس77ورية ب77دأت منقس77مة وغ77ير مجهزة وفاقدة للخبرة في مواجه77ة أح77د أهم الجي77وش العربي77ة تسليحا وتدريبا،كم77ا أن التوج77ه الع77ام داخ77ل فص77ائل المعارض77ة السورية يميل إلى معارضة أي تدخل أجنبي خارجي، خاصة من طرف الناتو. وبعبارة أخرى ، فإن الدعم اإلقليمي لتدخل أجنبي خارجي عسكري قد تغير، وأن المعارض77ة ال77تي ط77البت ب77ه في وقت كان يبدو فيه االنتصار مستحيال على الجيش السوري، ق77دتغير اليوم نحو االعتماد على نفسها لإلطاحة بنظام بشار األسد. يت77بين من خالل االعتب7ارات س7الفة ال7ذكر، أن الش7روط التي يضعها الناتو للتدخل في النزاعات غير مت77وفرة في الحال77ة السورية ، وأكثر من هذا، فهناك حسابات أخ77رى لع77دم الت77دخل ذات طبيعة داخلية وخارجية، عسكرية وسياسية بالنسبة للحلف

أهمها:االنقسامات الداخلية في الحلف.

إن فكرة التدخل في ال77نزاع الس77وري مطروح77ة للنق77اش على مس77توى الهيئ77ات السياس77ية والعس77كرية بحل77ف الن77اتو ، فهناك اتجاه تقوده الواليات المتح77دة وبريطاني77ا وتركي77ا واألمين الع777ام، يمي777ل إلى الت777دخل ولكن ليس على ش777اكلة النم777وذج الليبي،ولكن باعتماد خطة عسكرية لت77أمين األس77لحة الكيماوي77ة

321

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التي يمتلكها النظام السوري، والحيلولة دون وص77ولها كامل77ة أوأجزاء منها إلى حزب الله في لبنان .

وفي المقاب77ل، هن77اك توج77ه آخ77ر محاف77ظ تق77وده ألماني77ا وهولن77دا ي77رفض الت77دخل في ه77ذا ال77نزاع ويش77كك في إمكاني77ة استعمال النظام السوري السالح الكيماوي. وفي الحقيقة، ف77إن هذه التوجهات هي اس77تمرار لالنقس77امات الداخلي77ة ح77ول هوي77ة الناتو بعد الحرب الباردة وانعكاس77ا لطبيع77ة التكتالت الجغرافي77ة داخل الحلف، فال77دول ال77تي ترتب77ط جغرافي77ا بالش77رق األوس77ط تميل دائما إلى إعطاء دور أكبر للحلف في هذه المنطقة، بينم77ا توج77د دول أخ77رى مث77ل ألماني77ا وبولوني77ا تفض77ل تقوي77ة ش77راكة

الحلف وتعاونه مع دول أوربا الشرقية.انعكاسات األزمة االقتصادية العالمية.

إن سياس77ة التقش77ف ال77تي اعتم77دتها أغلب دول الن77اتو انعكست بش77كل مباش77ر على ميزاني77ات ال77دفاع، وبالت77الي على االعتم77ادات المخصص77ة للحل77ف األطلس77ي. ف77أغلب ميزاني77ات الدفاع األوربية تتجه نح77و االنخف77اض: على س77بيل المث77ال، ف77إن ألمانيا ستقلص ميزانيتها الدفاعي7ة بنس7بة الرب7ع خالل الس7نوات األرب77ع القادم77ة، وس77يتم تقليص ميزاني77ة ال77دفاع البريطاني77ة إلى

. وه77ذه2015 بالمائة من قيمتها الحالية بحلول عام 8أكثر من االعتب77ارات تض77عف من ق77درة الن77اتو على الت77دخل العس77كري الخارجي، فخالل قمة شيكاغو األخيرة دع77ا الحل77ف إلى الترك77يز أكثر على تأثير السياس77ات التقش77فية على قدرات77ه العس77كرية ، وعلي77ه ، ف77إن الت77دخل في س77وريا يط77رح من جدي77د إش77كالية التمويل، خاصة وأن ال77دول األعض77اء ال تتقاس77م األعب77اء المادي77ة

والعسكرية التي يتطلبها التدخل العسكري بشكل متساوي.تآكل النظام السوري من الداخل.

يدرك الناتو أنه بعد أكثر من سنة ونصف من النزاع لم يعد النظام السوري قادرا على االستمرار، خاصة بفعل االنش77قاقات داخ77ل الجيش النظ77امي وتن77امي ق77وة الجيش الس77وري الح77ر. فالتدخل في مثل هذه الظروف يزيد من المشاكل، ولن يش77كل قيمة مضافة لحسم المعركة التي ستكون نتيجتها لصالح الق77وى اإلسالمية كما حدث في ليبيا، وهذا م77ا ال يري77د الحل77ف تك77راره، خاصة وأن المعارضة في نظر الن77اتو يتجاذبه77ا ع77دد من تي77ارات اإلس77الم الجه77ادي المعادي77ة إلس77رائيل. وبالت77الي، ف77إن البيئ77ة

322

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

السياسية التي سيفرزها التدخل العسكري للناتو ال تتق77اطع م77ع(.Boyle. 2012مصالحه )

التوازن اإلستراتيجي في الشرق األوسط. مما الشك فيه أن الناتو ينظر إلى النزاع السوري بناء على الت77وازن اإلس77تراتيجي بين إس77رائيل ودول المنطق77ة. فإحج77ام الناتو عن عدم التدخل ينطوي على رغبة أكي77دة إلخ77راج س77وريا من دائ77رة الت77وازن اإلس77تراتيجي م77ع إس77رائيل بحكم ق77درتها العسكرية ، وهذه المدة الطويلة لل77نزاع، س77واء انتهت بس77قوط نظام األسد أو عدم سقوطه، فإنها بالتأكيد سوف تخ77رج س77وريا من مح77ور التش77دد اإلقليمي، أو م77ا يس77مى بمح77ور الممانع77ة، وس77يفقد التح77الف اإلس77تراتيجي الثالثي )إي77ران ، ح77زب الل77ه ، س77وريا( أح77د أركان77ه األساس77ية )س77وريا(، وه77ذا م77ا يص77ب في مص77لحة إس77رائيل، حيث ستنش77غل س77وريا أك77ثر ف77أكثر بدوام77ة

قضاياها الداخلية.تعدد جبهات الصراع .

يرتبط هذا االعتبار أساسا بكون الناتو حديث عهد ب77الخروج من النزاع الليبي، وال يريد أن يتورط في نزاع إقليمي آخر يأخ77ذ من طاقته كما حصل في ليبيا ويحصل في أفغانس77تان، وإض77افة إلى هذا، فإن هناك الت77دخل الفرنس77ي في م77الي، حيث ال يمكن للن77اتو أن يع77ول على ال77دعم العس77كري الفرنس77ي في ه77ذه الظروف، بحكم ترك77يز النخب العس77كرية الفرنس77ية على نج77اح العملية العسكرية في منطقة الساحل. وهن77ا يجب الت77ذكير ب77أن الناتو ال يمتلك جيشا خاصا، وإنما مركز قيادة عسكرية، ويباش77ر عمليات77ه العس77كرية من خالل الق77وات ال77تي تس77اهم به77ا ال77دول

األعضاء في الحلف.نشر صواريخ باتريوت في تركيا .

إن نشر صواريخ باتريوت بتركيا على الحدود السورية التي كيلوم77تر يث77ير عالم77ات اس77تفهام عدي77دة. ففي نظ77ر899تبل77غ

النظ77ام الس77وري وحلفائ77ه، تعت77بر ه77ذه الخط77وة إي77ذانا للت77دخل العسكري في سوريا، بحيث يمكن استعمال صواريخ "باتريوت" في حالة تغ77ير موق77ف الحل77ف كج77زء من العملي77ة الجوي77ة، كم77ا يعتبرونها تصرفا استفزازيا في إطار اس77تعراض الق77وة، وأنه77ا ال تقدم دليال على حسن النية والرغبة في تش77جيع الح77ل الس77لمي لألزمة ، إلى جانب اعتبار ه77ذه المن77اورة تحف77يزا للمعارض77ة في حربها ضد الجيش النظامي، غير أنه من وجهة النظر العس77كرية

323

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وبناء على مقتضيات الدفاع المشترك، فإن نشر هذه الص77واريخ يدخل في إطار تفعيل الفص77ل الخ77امس من معاه77دة واش77نطن ال77ذي ينص على مب77دأ التض77امن في حال77ة تع77رض أح77د أعض77اء الحلف لالعتداء أو التهديد ال7ذي يمس بأمن77ه وس77يادته ، وض7من هذا اإلطار تدخل استجابة "الن77اتو" لطلب تركي77ا بنش77ر ص77واريخ

(White. 2012 )"الباتريوت" على حدودها المحاذية لسوريا . وفي ارتب77اط م77ع م7ا تق7دم ذك7ره، ف77إن الن77اتو يتعام7ل م7ع األزمة السورية بناء على عضوية تركيا في هذا الحلف، وه77و م77ا يستوجب حمايتها ضد أي تهدي77د حقيقي أو محتم77ل، خاص77ة بع77د حادث تدمير قاذفات قنابل تركية من ط77رف ال77دفاعات الجوي77ة السورية. ومن جه77ة أخ77رى، ف77إن ه77ذا النظ77ام من الص77واريخ ال يعت77بر ب77أي ح77ال تمهي77دا للت77دخل العس77كري بس77وريا، ألن77ه لن يستخدم خارج الحدود التركي77ة، وال يحق77ق أي77ة حماي77ة للم77دنيين السوريين أو الث77وار على ح77د س77واء، فه77و نظ77ام دف77اعي بحت، الغ77رض من77ه ه77و ردع س77الح الج77و الس77وري ومنع77ه من قص77ف الحدود الشمالية السورية التي يسيطر عليه77ا الث77وار، وللت77ذكير، فإنه سبق للحلف أن نشر هذا النوع من الصواريخ على ال77تراب ال777تركي خالل ح777رب الخليج األولى والثاني777ة ، غ777ير أن777ه لم

يستعملها، وتم جمعها بعد انتهاء الحرب بشهور قليلة. خالصة القول: إن التوجه الع77ام للحل77ف األطلس77ي يتجس77د في عدم التدخل العسكري في النزاع الس77وري س77واء بتف77ويض أو عدم تفويض من األمم المتح77دة. وح7تى في حال7ة اس7تعمال النظام الس77وري للس77الح الكيم77اوي -وه77و أم77ر مس77تبعد ج77دا -

، فإن هذا األمر لن يؤدي إلى تغيير موقف الحل77فبنظر الحلف األطلس7ي، بعب7ارة أخ7رى، مس7ألة اس7تعمال الس7الح الكيم7اوي يمكن أن تدفع بعض أعضاء الحلف إلى التدخل في إطار تحالف تق77وده الوالي77ات المتح77دة األميركي77ة وبريطاني77ا وليس الحل77ف

األطلسي كمنظمة.الحاجة ألهداف واضحة

يتعين أن يك77ون ألي ت77دخل عس77كري في س77وريا أه77داف واضحة وواقعية، وس77وف يك77ون اله77دف األدنى ه77و وض77ع بعض تدابير الحماية للشعب السوري، المعرض حاليا لمخاطر كب77يرة. ومن بين األهداف األخرى منح المعارضة القدرة على االش77تباك عسكريا م7ع ق7وات النظ7ام. إن ي7د النظ7ام في ال7وقت الح7الي مطلقة فعليا في العمل ضد المعارضة، والهدف األك77ثر طموح77ا هو إلحاق هزيمة كلية ببشار األسد، م77ع ت77دخل الق77وات األجنبي77ة

324

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بمفردها أو بالتع77اون م77ع عناص77ر المعارض77ة، وبغض النظ77ر عن األهداف التي يتم اختيارها، إال أنه ينبغي فهمها بوضوح واالتف77اق

عليها من قبل المشاركين في التدخل.تقييم القدرات

يجب أن يقوم قرار الت77دخل ك77ذلك على فهم واض77ح لق77وة النظام ومرونته، واستنادا إلى أدائه77ا ح77تى اآلن، تب77دو الحكوم77ة قادرة على صراع طويل األجل، كما يل77زم ك77ذلك تق77ييم ق77درات المعارض77ة على خ77وض ص77راع طوي77ل. ه77ل س77يكون بمق77دور معارضي األسد تحمل الوضع الذي من الم77رجح أن يص77بح أك77ثر عنفا؟ هل يمكنهم تط77وير مك77ون مس77لح فع77ال واالس77تفادة من المساعدات العسكرية الخارجية؟ لقد أظهرت المعارضة الليبية كل هذه القدرات وأكثر من ذلك بكثير منذ بداي7ة ث7ورتهم؛ إال أن

الصورة في سوريا أقل وضوحا بكثير.تحديد الوسائل

هناك مسارات عمل محتملة عديدة لتحقيق األهداف ال77تي يقع عليها االختيار. ولحماية السكان، على س77بيل المث77ال، يمكن لألطراف المتدخلة أن تنشئ "مناطق آمنة" على حدود س77وريا. وبدال من ذل77ك، يمكنهم إنش77اء مالذ آمن داخ77ل س77وريا، رغم أن هذا الخيار س77وف يحمي ع77ددا ص77غيرا نس77بيا من المش77ردين أو المعرض77ين للخط77ر، إال أن المعارض77ة، رغم اتس77اع نطاقه77ا، ال تستحوذ على أي مناطق كبيرة. وه77ذا مختل77ف ج77دا عن الوض77ع في ليبيا، حيث تم إنشاء معاق77ل كب77يرة للمتم77ردين عن77د ان77دالع القتال وتم االحتفاظ بها بشكل كبير على مدار الحرب، وه77و م77ا

(. Trager. 2012 )كان عامال حيويا في النتيجة فقوات المقاومة السورية بدائية فقط عند ه77ذه المرحل77ة، لكن يب77دو أن ل77ديهم على األق77ل بعض الق77درات للبن77اء عليه77ا، وإلعط77ائهم وس77ائل أفض77ل لمقاوم77ة النظ77ام، تس77تطيع ال77دول المتدخل77ة توف77ير مقاوم77ة عس77كرية س77رية في ش77كل أس77لحة وتدريب وإرشادات. ثم بدال من مواجهة المدنيين غير المسلحين ال77ذين ق77د يتم قتلهم ب77دون عق77اب، ق77د تواج77ه ق77وات األس77د احتم77االت متزاي77دة من المص77ادمات م77ع الخص77وم المس77لحين. وسوف يؤدي هذا المنهج إلى زيادة تكلفة اإلجراءات العس77كرية على النظام، وسوف يؤدي هذا إلى زعزعة قواته نفس77يا وربم77ا

يعجل من معدل االنشقاقات عن الجيش.

325

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

وباإلضافة إلى ذلك، يمكن الجمع بين فرض مناطق "حظ7ر الطيران" و"حظ77ر القي77ادة" و"حظ77ر إطالق الن77ار" على س77وريا لتقييد العمليات العس77كرية للنظ77ام، وكم77ا ه77و الح77ال في ليبي77ا، سوف يحد هذا من ق77درة األس77د على إج77راء عملي77ات هجومي77ة

ضد السكان. إن جهود اإلطاحة بالنظام سوف تمثل مسار العمل األك77ثر طموح77ا وتعقي77دا. وفي ليبي77ا، ف77إن عملي77ات الن77اتو "لحماي77ة السكان" سهلت في النهاية من سقوط النظام، لذا ف77إن جه77ود

الحماية في سوريا قد يكون لها تأثير مماثل. إن تنفيذ أي من المناهج الواردة أعاله سوف يتطلب توفير الم77وارد، والم77زيج الفعلي للق77وات س77وف يعتم77د على المس77ار الذي يتم اختياره، وربما يلزم توفير قدر محدود من الم77وارد إذا اقتصر التدخل على توفير المس77اعدات العس77كرية؛ لكن س77وف يل77زم توف77ير ق77وات أك77بر بكث77ير لف77رض قي77ود على اإلج77راءات

العسكرية للنظام أو دعم تغيير النظام.تقييم المخاطر

ينطوي التدخل على مخاطر جوهرية وفي الحالة السورية، تشمل المخ7اطر المحتمل7ة وق7وع خس7ائر بين ص7فوف الق7وات المتدخل77ة والش77عب الس77وري، أو التص77عيد المحتم77ل للموق77ف لل77دخول في ح77رب أهلي77ة أو الص77راع م77ع ال77دول المج77اورة، أو احتمالية أن تص77بح ال77دول المتدخل77ة مس77ؤولية كلي77ة عن مس77ار

النزاع ونتائجه. بي77د أن ع77دم الت77دخل ينط77وي على مخ77اطر أيض77ا، فمن المحتمل أن يزداد العنف ضد الشعب، مثلما حدث في ليبيا قبل التدخل، كما أن النظام قد يفقد أعصابه داخليا وخارجي77ا إذا رأى أنه مع7رض للخط7ر بس7بب الض77غوط الداخلي7ة، كم7ا أن الوض7ع الح77الي ق77د يتح77ول إلى ح77رب اس77تنزاف ب77دون م77دة أو نتيج77ة واضحة، وربما يكون السيناريو األسوأ على اإلطالق هو أن يف77وز

النظام بسحقه للمعارضة.عملية التدخل

أثبتت الحالة الليبية أن التدخل العسكري ليس بسيطا،كم77ا أن هن77اك عوام77ل عدي77دة تدفع77ه، أحيان77ا في اتجاه77ات ال يمكن

التنبؤ بها.

326

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

إن ردود النظام تطورت في مواجه77ة المعارض77ة الداخلي77ةوالخارجية، وقد تتحول مهمة التدخل نفسها قبل أن تنتهي.

إن اإلجراء العسكري الخ77ارجي، ح77تى في أض77يق الح77دود،ن المتم77ردين المس77لحين على زي77ادة الهجم77ات قد يش77جع ويمك على قوات النظام، ويؤدي إلى مزي7د من االنش7قاقات، كم7ا ق7د يح77دث اس77تنزاف، لك77ل من النظ77ام والمتم77ردين بك77ل تأكي77د ، ويحتمل للقوات المتدخلة كذلك . ورغم أن ليبيا لم تشهد إراق77ة

.دماء فعلية للناتو، إال أن التدخل في سوريا قد ي77ؤدي إلى ذلك(Doran, 2011)

وإيجازا، لن يسير التدخل بشكل دقيق وفق الخطة. سوف يترتب على العملي77ات العدي77دة بش77كل ض77روري ح77االت طارئ77ة تمثل تح77ديات لألط77راف المتدخل77ة، وق77د ينفذ النظ77ام تهديدات77ه باالنتقام، سواء ضد الشعب أو القوات المتدخلة ، وق77د يتص77اعد النزاع داخل سوريا وخارجها. على سبيل المثال، هددت دمش77ق بالفعل بالهجوم على إسرائيل في حال77ة مهاجمته77ا من الخ77ارج، وحتى الديناميكيات العادية للعمليات العس77كرية – بم77ا في ذل77ك االشتباكات والتعقب والخطأ البش77ري – ق77د ت77دفع األح77داث في

اتجاهات غير مرغوبة.دروس تحذيرية من ليبيا

تشير الحالة الليبية إلى أن التدخل العسكري المح77دود ق77د يحمي السكان ويساعد على اإلطاحة بنظ7ام ال يحتم7ل كم7ا أن77ه يظه77ر أن مخ77اطر مث77ل ذل77ك الت77دخل يمكن اإلبق77اء عليه77ا عن77د مستوى مقبول، على األقل في ظل بعض الظروف. إال أن ليبي77ا ت77وفر ك7ذلك بعض ال7دروس الس77لبية، فالت77دخل المح77دود يع77ني ت77أثيرا مح77دودا على األرض وعلى النتيج77ة، فمن77ذ البداي77ة إلى النهاية، كان للمعارضة الليبية على األقل نفس تأثير تدخل الناتو على تطور األحداث .وباإلض7افة إلى ذل77ك، تش77ير الحال7ة الليبي77ةن إلى أن أي تدخل في سوريا قد يطول مداه، فالنظ77ام المحص77

هو خصم قوي. لقد حاربت قوات معمر القذافي ببعض المه77ارة والعزيم77ة الفعلي77ة، وتحملت س77بعة أش77هر من عملي77ات الن77اتو إلى ج77انب جهود هائلة ومتزايدة من جانب المتمردين قب77ل االستس77الم، وال يبدو أن الوضع في س77وريا س77يكون أك77ثر س77هولة، كم77ا أن ليبي77ا تقدم رسالة ت77ذكير ب77أن المعارض77ة الس77ورية معق77دة وق77د تثبت صعوبة التعامل معها ، فتكوينها ودوافعه77ا ونواياه77ا وق77دراتها لن

327

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

تكون أمورا واضحة كلي77ة على اإلطالق، ومن الم77رجح أن تتغ77يرعلى مسار التدخل.

الخاتمة ح777اولت ه777ذه الدراس777ة تحلي777ل أث777ر الت777دخل ال777دولي

وبيان الدور الذي يلعب77ه، )العسكري( في نجاح الثورات العربية تماسك المعارضة وتنسيقها في المجالين السياسي والعس77كري

من خالل اس77تعراض الح77التين، في نج77اح أو فش77ل الث77ورات وذلك خالل الفترة الزمني77ة الممت77دة من ع77ام، الليبية والسورية

ولغاية أالن . 2010 وانطلقت الدراس77ة من فرض77ية مفاده77ا أن هن77اك عالق77ة ايجابي77ة بين الت77دخل ال77دولي العس77كري وبين نج77اح الث77ورات

كم77ا أن هن77اك عالق77ة ايجابي77ة بين تماس77ك المعارض77ة،العربي77ة وقوته77ا وتنس77يقها السياس77ي والعس77كري وبين نج77اح آو فش77ل

الثورات العربية. وخرجت الدراسة بأن التدخل الدولي العسكري يع77د س77ببا

وك77ذلك األم77ر بالنس77بة لق77وة،رئيس77يا لنج77اح الث77ورات العربية حيث ش777كلت، المعارض777ة وتنس777يقها السياس777ي والعس777كري

الضربات الجوية التي قام به77ا حل77ف الن77اتو ض77د ق77وات "معم77ر كم77ا،القذافي" في ليبيا عامال مهما في س77قوط النظ77ام اللي77بي

لعبت المعارض77ة الليبي77ة القوي77ة من خالل انطوائه77ا تحت قي77ادة واحدة ممثل77ة في )المجلس االنتق77الي( دورا مهم77ا في س77رعة

ف77أن الت77دخل أما بالنسبة الى الحال77ة الس77ورية ،سقوط النظام العسكري على أي نطاق كبير قد يكون له مسارا معقدا وص77عبا ينط77وي على بعض المخ77اطر. لكن ع77دم الت77دخل في مواجه77ة العنف والطبيعة القمعية اللذين كشف عنهما النظام اآلن بشكل كامل س77وف ينط77وي على مخ77اطر أيض77ا، وي77رجح أن تك77ون ل7ه

تبعات عكسية. وعلى أي حال يجب على المجتمع ال77دولي وعلى الوالي77ات المتحدة األمريكية وحلفائها تحديدا بدء مناقشة المس77ألة عالني77ة اآلن، )التدخل العس77كري( وس77وف تبعث المناقش77ة القوي77ة في ح77د ذاته77ا برس77الة هام77ة إلى النظ77ام الس77وري لوق77ف أبادت77ه الجماعي77ة للمواط77نين. أم77ا اس77تمرار رب77ط الت77دخل العس77كري

328

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

بالمصالح الدولية وتكرار مقولة )عقيدة الحل77ف( وأهداف77ه فإنه77ا تع77ني اس77تمرار الم77ذابح وانتهاك77ات حق77وق اإلنس77ان الى م77ا ال

نهاية . 

329

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

المصادر والمراجعالمراجع العربية

(. حص7اد الربي7ع الع7ربي في عام7ه2011سامح أرشد. )- ،59-777 :148:57األول، مجل777ة ش777ؤون عربي777ة، ع777دد

األمانة العامة لجامعة الدول العربية ، القاهرة ( . تسونامي الربيع العربي، جري77دة2011طارق حميد. )-

، لندن، المجموعة33 ص 12047الشرق األوسط، عدد السعودية لألبحاث والتسويق

( . الربي77ع الع77ربي وال77دروس2011. )محمدخيرحس77يب- :،20-38622المستفادة، مجلة المستقبل العربي، عدد

بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية (، الث77ورة العربي77ة الجدي77دة،2012عبد الرحمن شاكر . )-

(، القاهرة، مكتبة األصالة 64- 63، (ص1ط ( . الربي777ع الع77ربي الى2012عب777د العزي777ز حس777ين . )-

، ب77يروت ، مرك77ز دراس77ات34-)13 ، (ص1أين ؟ ، طالوحدة العربية

-7 )3، (ص1 ط( . ليبيا الجديدة،2012خليل عرنوس . )- ، الدوحة، المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات4

(. الث77ورة والص77راع بين الق77ديم2011محم77د ف77رج. )- ،14 11: ص-44والجدي77د، مجل77ة الديمقراطي77ة، ع77دد

مركز األهرام للدراسات اإلستراتيجية ، القاهرة

English References- Andrew, J , Is the End Near in Damascus? foreign affairs, VO 98

(224) (2012) 43– 47- Boyle, F, ast Act in Damascus, foreign affairs, VO 99 (87) (2012)

65-69 - Doran, M , The project for New Middle east, foreign affairs,VO

108 (274) (2011) 53-58- Eric,T , Arab Power after the Spring, Foreign Policy, VO 86 (77)

(2012) 3-11- Jeffrey,W , Toward the Endgame in Libya, Foreign Policy, VO 67

(118) (2012) 17-21- Works Cited :- www.ohchr.org

330

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

البيان الختامي لمؤتمر التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص

والتحديات في ظل الربيع العربيالعالي التعليم وزير معالي عنه ونيابة الوزراء رئيس دولة برعاية

" ب77 الموسوم االول الدولي المؤتمر افتتاح تم العلمي، والبحث : في والتحديات الفرص العربي الوطن في والتغيرات التحوالت

" االردنية الجمعية بين بالتعاون نظم الذي العربي الربيع ظلعقد والذي الخاصة التطبيقية العلوم وجامعة السياسية للعلوم

والثالثاء االثنين يومي الجامعة رحاب 11/6/2013-10فيإلى المؤتمر وهدف

1. العربي- الوطن بها يمر التي التحوالت بأهم التعريفالداخلي- 2 الصعيدين على التحوالت هذه ودوافع اسباب دراسة

والخارجي.االيجابية- 3 الجوانب تقييم ومحاولة التحوالت هذه نتائج تحليل

. منها والسلبية4. المستقبل- استشراف محاولة

الى النظر في التغير شملت متعددة مواضيع االوراق عالجتالمواطن دور طبيعة وفي التغيير نظريات في وتحوال السلطةالمؤتمر محاور تقسيم تم وقد االحداث، صياغة في والسلطة

. والخارجي الداخلية العوامل تتناول موضوعات الىواالستقرار العربي الربيع جذور الداخلية العوامل وشملتاالسالم ودور السياسية العملية في الجديدة والفواعل

االحزاب وصول بعد وخاصة العربي الربيع في السياسي. العربية البالد بعض في للحكم االسالمية

331

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

التحوالت على االقليمية العوامل اثر الخارجية العوامل وشملت. ودوره الدولي النظام وكذلك العربي الوطن في والتغيرات

من والباحثين السياسية العلوم أساتذة من نخبة وبمشاركة. عدة عربية أقطار

فيها شارك جلسات خمسة الى التقسيم تم باحثا 16وقدواقع على وتساؤالتهم كلماتهم في المتدخلون ركز حيث وباحثة؛بما فيها وحراكات ثورات عرفت التي العربية الدول ومستقبل

. مازالت والتي فيها التغيير انجز التي سواء العربي بالربيع عرفالتوصيات

لرعاية- 1 الوزراء رئيس دولة الى واالحترام الشكر تقديم . العالي التعليم وزير محمود أمين د أ معالي وانتدابع المؤتمر

رئيس دولة عن نيابة المؤتمر افتتاحه عن العلمي والبحثالوزراء.

جامعة- 2 المؤتمر لمنظمي والعرفان الجزيل الشكر تقديم. السياسية للعلوم االردنية والجمعية التطبيقية العلوم

منها- 3 لالستفادة العربية الثورات قيام مبررات ودراسة تحليل. العامة األهداف وتحقيق االصالح في العربي الوضع تحسين في

المنطقة- 4 في التحوالت مصير على بالقلق الشعور نتيجةتقرير في الشعبية االرادة باحترام يطالب المؤتمر فان العربية

. المنطقة في االحداث مصيروالعملية- 5 العسكرية المؤسسة بين للعالقة صيغة أفضل ان

السلمي التداول تأمين في الجيوش قيام في هي السياسيةللسلطة.

مؤسسات- 6 على للحفاظ يؤدي بشكل التحوالت مسار ضبطوان التغيير، دول في االجتماعي والتماسك وركائزها الدول

ضرورة هي خاص بوجه والتنمية عام بوجه الدمقراطة عملية. السلطة ضبط على تعمل مساءلة وجود

التغيير- 7 في العربي الشباب أهداف تحقيق في االسراعالصعد، كل على الجذرية االصالحات إنجاز خالل من المنشود

السياسي للعمل القادمة واالجيال الشباب تهيئة على والعملالسياسي بالتأهيل يسمى ما وفق العربية الدول عموم في

في الكامل والوعي الرشادة قيم ترشيد في يسهم الذيالسياسية الساحة في الفاعلين معظم من التصرف

332

التحوالت والتغيرات في الوطن العربي: الفرص والتحديات في ظل الربيعالعربي

القضايا- 8 مع التعامل في العربية الدول جامعة دور اصالح. الشعبية والتطلعات يتماشى بما العربية

في- 9 العسكرية االجنبية التدخالت وخطورة اهمية الى التنبيههذه بمصالح الرتباطها وذلك العربي الوطن في التحوالت توجيه

. التحوالت مجريات في تدخلت التي االجنبية الجهاتفي- 10 العظمى القوى بصراع ارتبط العربي والربيع التحوالت

وتراجع الجديد، الدولي النظام من جديدة أشكال وظهور العالم. المتحدة االمم دور

مثل- 11 خصوصيتها لها العربي الربيع حاالت من حالة كل. الحكم نوع او االعالم او التدخل

من- 12 االنتقالية المرحلة خطور من والحيطة الحذر ضرورة. السياسية العملية في المشاركين

انتهىد.خالد شنيكات

333