P

شرح كتابتفسري ابن كثري

معالي الشيخ الدكتورالله الخضير عبد الكريم بن عبد

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ11/05/1439تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )75 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.بسم الله الرحمن الرحيم. طالب:

الحمد لله رب العالمين، وص��لى الل��ه وس��لم على نبين��ا محم��دوعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

"قول��ه تع��الى: ق��ال اإلم��ام ابن كث��ير -رحم��ه الل��ه تع��الى-:ر ق��ل فيهم��ا إثم كب��ير ومن��افع ألونك عن الخم��ر والميس�� }يس��ألونك م��اذا ينفق��ون ق��ل للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويس��

و ك��ذلك يبين الله لكم اآلي��ات لعلكم تتفكرون ) ( في219العف��الح لهم خي��ر وإن الدنيا واآلخرة ويسألونك عن اليتامى قل إص��اء تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ول��و ش��

[. 220، 219 ]البقرة: الله ألعنتكم إن الله عزيز حكيم{ قال اإلمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد، قال: ح��دثنا إس��رائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر أن��ه ق��ال: لم��ا ن��زل تحريم الخمر قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا. فنزلت

}يسألونك عن الخمر والميسر ق��لهذه اآلية التي في البقرة: [، ف��دعي عم��ر فق��رئت علي��ه،219 ]البق��رة: فيهما إثم كب��ير{

فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا. فنزلت اآلي��ة ال��تيالة وأنتمفي النس��اء: }ي��ا أيه��ا الذين آمن��وا ال تقرب��وا الص��

[، فكان من��ادي رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه43 ]النساء: سكارى{ عليه وسلم- إذا أقام الصالة نادى: أال ال يقربن الصالة سكران. فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان��ا ش�افيا. ف�نزلت اآلي�ة ال�تي في المائ�دة. ف�دعي عم�ر فق�رئت

[؟ قال عمر:91 ]المائدة: }فهل أنتم منتهون{عليه، فلما بلغ: انتهينا، انتهينا. وهكذا رواه أبو داود، والترمذي، والنس��ائي من طرق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. وكذا رواه ابن أبي ح��اتم وابن مردوي��ه من طري��ق الث��وري، عن أبي إس��حاق، عن أبي ميس��رة، واس��مه عم��رو بن ش��رحبيل الهم��داني الك��وفي، عن عمر. وليس له عنه سواه، لكن قال أبو زرع��ة: لم يس��مع من��ه.

.والله أعلم" الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورســوله نبينــا

محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.ــافعهــذه اآليــة: ــير ومن ر قــل فيهمــا إثم كب ألونك عن الخمــر والميســ }يســ

اس{ ا في حكم الخمــر. حكم219 ]البقرة: للن [، هذه أول مــا نــزل تــدريجي الخمر نزل بالتدريج هكذا، ولذا لم يقتنع عمر- ضي اللــه عنــه- بــنزول هــذه اآليــة في بيــان الحكم الشــافي القــاطع في تحــريم الخمــر. ثم نــزلت آيــة

"لما ن��زل تح��ريم الخم��ر، ق��ال:النساء، ثم نزلت آية المائــدة. قــال: ، وما نزل"لما نزل تحريم". اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا"

"لما نزل تحريم الخمر، قال: اللهم بين لنا في الخم��رهذه اآلية. .بيانا شافيا، فنزلت هذه اآلية"

الترتيب بالفاء معروف عند أهل العلم أن الفاء تقتضي الترتيب والتعقيب، كما هو معلوم، فيكون نزول تحريم الخمر على هــذا األســلوب قبــل نــزول

ر{قوله -جل وعال-: [. ولكن219 ]البقــرة: }يسألونك عن الخمــر والميســ

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

ــدئ بتحــريم"لما نزل تحريم الخمر"المقصود بقول عمر: يعــني لمــا با باآليات الثالث، أما التحريم القاطع الذي لزم منه االنتهاء في نزوله تدريجي

ــدة: ــة المائ ــاجتنبوه{آي ــدة: }ف ــا النظــر في90 ]المائ ــدبرنا وأمعن ــو ت [. ل لــو نــزل"لما ن��زل تح��ريم الخم��ر ق��ال: اللهم بين لن��ا"األسلوب:

تحريم الخمر انتهى، حصل به البيان، لكن بدئ بالتــدريج في تحريمــه الــذيا، المجموع: ابتدأ بهذه اآلية آية البقرة ثم بآية النساء ثم بآية المائدة تدريجي لما بدئ بتنزيل هـذه اآليـات المتضـمنة في نهايتهـا بـالتحريم الجـازم، قـال

، فاآلية األولى ليس فيها بيان شــاف،"اللهم بين لنا بيانا شافيا"عمر: واآلية الثانية كذلك ما فيها تحريم قاطع، وإنما التحريم القــاطع، الــذي لــزم

، خالص، ما يحتاج إلى بيان بعد آية المائدة. "انتهينا"منه قول عمر: اساألمــر الثــاني في قولــه -جــل وعال-: ــافع للن ــير ومن ــل فيهمــا إثم كب }ق

ــا{ ــر من نفعهم ــا أكب [، يعــني المقــرر في التشــريع219 ]البقــرة: وإثمهم اإلسالمي أن األفعال إما أن تكون منفعتها محضة، أو مفســدتها محضــة، أو مصلحتها راجحة، أو مفسدتها راجحة، أو مستوية األطــراف. ال شــك أن مــا كان مصلحته محضة أو راجحة فهذا من قسم المباح، قد يكون فيه الواجبــانت ــة. وإذا ك ــة أو راجح ــلحة محض ــانت المص ــو أوجب إذا ك ــا ه ــه م وفي المفسدة محضة ال شك في التحريم، وإذا كانت المفسدة راجحة عند أهــل

ــا{العلم فالحكم التحريم أيضا، وفي اآلية يقول: ــر من نفعهم }وإثمهما أكبــل219]البقرة: [، فمقتضى ذلك على االصطالح التحريم. لكن ما الذي جع

ــديهم، والمفســدة التحريم ليس بقطعي في هذه اآلية؟ المصلحة معلومة ل يعرفونها، ويعرفون أنها راجحة، لكن اجتثاث هذا األمر المحبوب لــديهم من قلوبهم ألول مرة وأول وهلة غير مستطاع، مــا يطيقـون فراقهـا، ال بــد منــد ــر من نفوســهم. وإال فعلى ضــوء التقعي ــذا األم ــتل ه ــتى يس ــدريج ح الت الشرعي في معرفة المصالح والمفاسد، أن ما كانت مفسدته راجحة فهذا

ال شك في تحريمه. نعم. ....... طالب:

. الذي دعاه إلى ذلك يعرف المفسدة الراجحــة، ويعــرف أنهــا ال"بين لنا" خير فيها، منفعتها مادية ومن باب التجارات وما التجارات. وابن كثــير- عفــاــا وعنــه- ســيبين مصــالح في الخمــر من خالل أقــوال العــرب في اللــه عن شعرهم -رحمه اللــه- ومــا كــان ينبغي أن تــذكر هــذه؛ ألنهم اقتصــروا على البيع المادي، ومعــروف أن الجــرائم الكــبرى من ورائهــا منــافع ماديــة، قــد

يوجد فيها منافع مادية، لكن ال أثر لها في الحكم الشرعي. "وق��ال علي بن الم��ديني: ه��ذا إس��ناد ص��الح وص��ححه ط��الب:

.الترمذي"قال: صالح صحيح.

حه الترمذي" طالب: ."إسناد صالح وصحإسناد صالح صحيح وصححه الترمذي. ما عندك صحيح؟

.ال طالب:عندكم؟ ....... طالب:

فيه صحيح. ولو اقتصر على صالح، كيف؟ ....... طالب:

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )75 )

4

وما سكت عنــه فهــو صــالح، وفي روايــة من روايــات مراســيل أبي داود أو رسالة أبي داود إلى أهل مكة: وما سكت عنه فهو حسن. فالصالح ال شــك أنه أقل من الصحيح، والجيــد كــذلك. إال أن ابن حجــر يقــول: جيــد تســاوي صحيح، بدليل أن الترمذي قال في عدة أحاديث ثالثة أو أربعة: هــذا حــديثــال: إال جيد حسن، بدل حسن صحيح. فقالوا: إن جيد تعادل "صحيح". ثم ق أن الجهبذ ال يعدل عن صحيح إلى جيــد إال لنكتــة، فيــه ســبب في كونــه لمح بالصحة. وعلى كل حال صالح، الصالحية أعم من أن تكون لالحتجاج يصر أو لالستشهاد، ولذا أوقعها أبـو داود في بعض نسـخه، بـل في أكـثر النسـخ

من رسالته إلى أهل مكة.ــا أعم بهذه: وما سكت عنه فهو صالح، ولذا قال أهــل العلم: الصــالحية هن من أن تكون لالحتجاج أو لالستشهاد؛ ولذا سكت عن أحــاديث ال تصــل إلى درجة الصحة ودرجـة االحتجـاج. وهـذه القواعـد العامـة الـتي يطلقهـا أهـل العلم خاضعة للنظر والنقد والنظـر في مفرداتهـا، فقــد وجـد في كثــير من مواقع استعمالهم في هـذا اللفـظ مـا يخـالف مـا يزعمـه بعضـهم: كـل مـا سكت عنه أبو داود فهو حجة. وجد أحاديث سكت عنها وفيهــا ضــعف، ومــا فيــه ضــعف ووهن شــديد بينتــه، مــا يــدل على أن مــا ليس فيــه وهن ليس

نه وفيه ضعف. بشديد أنه ال يبي على كل حال الكالم في هذه المسألة طويــل جـدا، وجـاء هنــا عن علي بن المديني: هذا إســناد صــالح صــحيح، واألئمــة الكبــار المتقــدمون الحفــاظ ال يحاكمون إلى القواعد التي أحــدثها من بعــدهم، فأحكــامهم على األحــاديث هي األصل ومستقلة ال يحاكمون فيها إلى القواعــد، ولكن القواعــد ال مفــر

لطالب العلم من تطبيقها والعمل على ضوئها حتى يتمكن. "وزاد ابن أبي ح��اتم -بع�د قول��ه: انتهين�ا-: أنه��ا ت��ذهب ط�الب:

ا م��ع م��ا رواه المال، وتذهب العقل. وسيأتي هذا الح��ديث أيض�� أحمد من طريق أبي هريرة أيضا عند قوله في س��ورة المائ��دة:اب واألزالم رجس من عم��ل ر واألنص�� }إنم��ا الخم��ر والميس��

يطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون{ [ اآليات. 90 ]المائدة: الشر{فقوله: ألونك عن الخم��ر والميس�� [، أم��ا219 ]البق��رة: }يس��

ي الل��ه الخمر فكما قال أمير المؤمنين عم��ر بن الخط��اب -رض�� عنه-: إنه ك��ل م��ا خ��امر العق��ل. كم��ا س��يأتي بيان��ه في س��ورة

.المائدة، وكذا الميسر، وهو القمار"ــة: ــا مــأخوذة عن األزهري مــا فيــه"هذا إس��ناد ص��الح"الطبعة التي معن

صحيح، هذا إسناد صالح. نعم. ]البق��رة:}قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس{"وقوله: طالب:

219"]. كل ما خامر العقل، هذا عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهـو ثـابت عنــه في تحديــد الخمــر، وأنــه كــل مــا خــامر العقــل من أي مــادة كــانت. والحنفية يقولون: ما يسمى خمرا حقيقة إال ما كان من العنب، وجــاء الــرد

عليهم أنه نزل تحريم الخمر وما بالمدينة إال التمر، وهذا يرد عليهم. ....... طالب:

خامر العقل، لكن ما فيه نشوى وال فيه ....... ....... طالب:

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

ما فيه وجه، إال أذهبت. ....... طالب:

نعم. ....... طالب:

نعم، ما فيه نشــوة وال طــرب وال فيــه أي فائــدة من الفوائــد الماديــة الــتيذكروا.

]البق��رة:}قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس{"وقوله: طالب: [، أما إثمهما فهو في ال��دين، وأم��ا المن��افع فدنيوي��ة، من219

حيث إن فيها نفع البدن، وتهضيم الطع��ام، وإخ��راج الفض��الت، وتشحيذ بعض األذهان، ولذة الشدة المطرب��ة ال��تي فيه��ا، كم��ا

قال حسان بن ثابت في جاهليته: ونشربها فتتركنا ملوكا*** وأسدا ال ينهنهها اللقاء.

.وكذا بيعها واالنتفاع بثمنها" "نفع البدن، وتهضيم الطعام، وإخراج الفضالت، وتش��حيذقوله:

، هــذه كلهــا قــد تحصــل لبعضبعض األذهان، ولذة الشدة المطربة" الناس دون بعض، وقد يخيل لإلنسان أنه انتفع بهــا، وقــد انتفــع بغــيره ممــا يأكله ويتناوله وينســبها إليهــا، وإال هي فيهــا منــافع، والمجــزوم بــه المنــافع المادية في مسألة البيع والشراء، ما أنتم تعرفــون بيــع المخــدرات وغيرهــاــة فيها الماليين، هذه منافعها، وال تعادل وال جزءا يسيرا من مضارها الدنيويــة والدينية، الدين هذا أمر منته ومفروغ منه، وأما بالنسبة لمضــارها الدنيوي فأهل المروج يعيشون في جحيم، وقد يعتدي على أمه، ويعتدي على أخته، ويقتل ويرتكب الفواحش، ويجــر على أمــه وعلى أختــه وعلى زوجتــه، هــذا

شيء مشاهد، والشكوى منه تدمى لها القلوب، والله المستعان. ....... طالب:

ا، فهي إضــافة إلى إتالف فيه مفاســد كبــيرة، مضــار كبــيرة في الــدنيا أيضــــزة - المال من المستخدم، وأيضا زوال عقله وإتالفه ألمواله، ماذا صنع حم رضي الله عنه-؟ بقر بطون النوق، قال للحاضــرين وفيهم الرســول -عليــهــا، هــذا الم-: ما أنتم إال عبيد ألبي. يقول: ونشربها فتتركنا ملوك الصالة والس الذي يخيل إليه، وإذا كــان بهــذا الشــعور ســوف يصــنع مــا يصــنعه الملــوك ناقص العقل، الملوك عنــدهم عقــول تمنعهم من فعــل الظلم في الجملــة،

لكن هذا! تصور ملكا بدون عقل ماذا يصير؟ نسأل الله العافية. "وكذا بيعها، واالنتفاع بثمنها، وما كان يقمشه بعض��هم طالب:

من الميسر فينفقه على نفسه أو عياله. ولكن هذه المصالح ال.توازي مضرته ومفسدته الراجحة"

ما يقمشه أو يقمشه من المكاســب الــتي يزعمونهــا في الميســر ومــا في حكمها مما يــراهن عليــه في مقابــل المــال مــا يكســبه، قــد يكســب اليــوم ويخســر غــدا، فهــذا ليس بمضــمون، كثــير منهم يــدخلون بهــذه النيــة أنهمــا يربحون من ورائها، ويخرجون بالخسارات الفادحة، والديون القاصمة، فم يقمشه بعضهم أو يقمشه من الميسر فينفقــه على نفســه، لكن هــذا ليس بمحض، قد يكون يقمش منه ويؤخذ منه جميع ما بيده، وما كــان مثــل هــذاــير أو نظيره مما ال يجزم به، وال يركن إليه هو خاضع للحظ، إما أن يأخذ بغ مقابل، أو يؤخذ منه كذلك، هذا حكمه التحريم، ومثل الــنرد والشــطرنج إذا

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )75 )

6

كان على مقابل، وفيها تآليف ألهــل العلم، وأنهــا داخلــة في حكم الميســر.نعم.

"لتعلقه��ا بالعق��ل وال��دين، وله��ذا ق��ال الل��ه تع��الى: ط��الب: [؛ وله��ذا ك��انت ه��ذه219 ]البقرة: }وإثمهما أكبر من نفعهما{

حة ب��ل اآلية ممهدة لتحريم الخم��ر على البت��ات، ولم تكن مص��ري الل��ه عن��ه- لم��ا ق��رئت علي��ه: ضة؛ ولهذا ق��ال عم��ر -رض�� معر اللهم بين لن��ا في الخم��ر بيان��ا ش��افيا، ح��تى ن��زل التص��ريح

}يا أيه��ا الذين آمن��وا إنم��ا الخم��ربتحريمها في سورة المائدة: يطان اب واألزالم رجس من عم����ل الش���� ر واألنص���� والميس����

يطان أن يوق��ع90ف��اجتنبوه لعلكم تفلح��ون ) ( إنم��ا يري��د الش��دكم عن ذك��ر ر ويص�� بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميس��

الة فهل أنتم منتهون{ .["91، 90 ]المائدة: الله وعن الص وهذه العلل الــتي ذكــرت في تحــريم الخمــر والميســر توجــد في كثــير من األلعاب التي يلهو بها الناس ولو لم يكن فيها رهان على مال، توجد، وتوقع العداوة والبغضاء وبذاءة اللسان والشــتم، وقــد يصــل إلى الضــرب، وتصــد عن الصالة وعن الذكر، وتقلب اللسان من ذاكر إلى بذيء صخاب وصراخ،

وأشياء ال تليق باألسوياء، والله المستعان. "وسيأتي الكالم على ذل��ك في س��ورة المائ��دة إن ش��اء طالب:

.الله، وبه الثقة" ....... طالب:

أين؟ انظر اآلية؟ اقرأ اآلية.

"قال ابن عمر، والشعبي، ومجاهد، وقتادة، والربي��ع بن طالب: أنس، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ه��ذه أول آي��ة ن��زلت في

ر ق�ل فيهم��ا إثم كب�ير{الخمر: ألونك عن الخم��ر والميس�� }يس�� [، ثم نزلت اآلية التي في سورة النساء، ثم ال��تي219]البقرة:

مت الخمر. قول��ه: ألونك م��اذا ينفق��ونفي المائدة، فحر }ويس�� [ ق��رئ بالنص��ب وب��الرفع، وكالهم��ا219 ]البق��رة: قل العف��و{

.حسن متجه قريب" بالنصب يعني أنفقوا العفو،}قل العفو{وهما قراءتان سبعيتان متواترتان،

الفضل، القدر الزائد على ما تحتاجونه أنفقوه، أنفقوا العفو. وقرئ بالرفع: قل: المنفق العفو، والمعنى واحد.}قل العفو{

"ق��ال ابن أبي ح��اتم: ح��دثنا أبي، ح��دثنا موس��ى بن ط��الب: إسماعيل، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن��ه بلغ��ه: أن مع��اذ بن جب��ل وثعلبة أتيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقاال: يا رس��ول

ألونكالله، إن لنا أرقاء وأهلين من أموالنا. فأنزل الل��ه: }ويس��.["219 ]البقرة: ماذا ينفقون{

....... طالب:فما ننفق من أموالنا؟

....... طالب:."إن لنا أرقاء وأهلين من أموالنا. فأنزل الله" طالب:

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

موجودة أم ما فيهـا؟ مــا فيهـا فمـا ننفـق. على كـل حـال إذا لم توجـد فياألصل فهي مقدرة ما يستقيم الكالم إال بها.

."وقال الحكم، عن مقسم" طالب:مقسم، مفعل كمنبر. نعم.

ألونك م��اذا ينفق��ون"عن مقسم عن ابن عباس: طالب: }ويس�� [، قال: ما يفضل عن أهلك. كذا روي219 ]البقرة: قل العفو{

عن ابن عم��ر، ومجاه��د، وعط��اء، وعكرم��ة، وس��عيد بن جب��ير، ومحمد بن كعب، والحسن، وقتادة، والقاسم، وس��الم، وعط��اء الخراس��اني، والربي��ع بن أنس، وغ��ير واح��د: أنهم ق��الوا في

يعني الفضل. وعن طاوس: اليسير من كل}قل العفو{قوله: شيء، وعن الربيع أيضا: أفضل مالك وأطيبه. والكل يرجع إلى

.الفضل. وقال عبد بن حميد في تفسيره.." وهو المحبوب لدى اإلنسان، وجاء قول الله -جل"أفضل مالك وأطيبه"

ون{وعال-: ى تنفقــوا مما تحب ــر حت ــالوا الب [، وجــاء92 ]آل عمــران: }لن تنــه تنفقــون{قوله: [. فــالطيب بمــا ال267 ]البقــرة: }وال تيمموا الخبيث من

يضــر باإلنســان وال بمن تحت يــده، يعــني ينظــر إليــه اإلنســان وينفــق منــهويتحراه لينال البر.

.........طالب:ألونك"حدثنا ه��وذة بن خليف��ة، عن ع��وف، عن الحس��ن: }ويس��

و{ [، ق�ال: ذل�ك أال تجه��د219 ]البق��رة: ماذا ينفقون قل العف� مالك ثم تقعد تسأل الناس. ويدل على ذلك ما رواه ابن جري��ر: حدثنا علي بن مسلم، قال: ح��دثنا أب��و عاص��م، عن ابن عجالن، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رجل: ي��ا رس��ول الل��ه،

. ق��ال: عن��دي آخ��ر؟»أنفق��ه على نفس��ك«عندي دين��ار؟ ق��ال: »أنفق��ه على. قال: عندي آخر؟ قال: »أنفقه على أهلك«قال:

. وقد رواه مسلم»فأنت أبصر«. قال: عندي آخر؟ قال: ولدك«في صحيحه".

....... طالب:ما هو؟ ....... طالب:

ماذا فيه؟ طالب: .......، إنما عزاه ألبي داود وغيره.

نعم. عندها هنا: وقول المصنف: وقد رواه مســلم في صــحيحه وهم، وكــذاقال الشيخ أحمد شاكر بتعليقه على الطبري.

....... طالب:ماذا فيهم؟

....... طالب: األصل في األهل الزوجة. لم يذكر الوالد سواء كان أبا أو أما، والعلمــاء في

الترتيب في النفقات من يقدمون؟ ....... طالب:

من المقدم في النفقة، إذا كــان عنــده والــد ووالــدة وزوجــة وأوالد ورقيــقوبهائم، من المقدم؟

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )75 )

8

الزوجة واألوالد. طالب:الزوجة واألوالد، من بعد؟

....... طالب: هذا المعمول به عند أهل العلم، تقديم الزوجة واألوالد على الوالدين، وفي حديث الرجل من بني إسرائيل الذي انتظــر أبــاه حــتى يســتيقظ من نومــهج عنه بســببه، بســبب والصبية يتضاغون، وسيقت قصته مساق المدح، وفر

بره بوالده. ....... طالب:

نعم؛ ألن المسألة هي مسألة مخالفة هوى النفس لمــراد اللــه -جــل وعال-،ــذا تقديم ما يحبه الله. وإال فاألصل في الترتيب معروف عند أهل العلم، فه قـدر زائـد على األصـل، وفيـه زيـادة فضـل ومخالفـة لهـوى النفس، واللـه

المستعان. "وأخرجه مسلم أيضا عن ج��ابر: أن رس��ول الل��ه -ص��لى طالب:

»ابدأ بنفسك فتصدق عليها، ف��إنالله عليه وسلم- قال لرجل: فضل شيء فألهلك، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابت��ك،

."فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا«ــا أحبكما جاء في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: »م

ــار، إال أن أقــول أن يكون لي مثل أحد ذهبا تأتي علي ثالثة وعندي منــه دين البه: هكذا وهكذا وهكذا، عن يمينه وعن شــماله ومن أمامــه ومن خلفــه«

يبقى منه شيء بعد ثالث ليال. "وعن��ده عن أبي هري��رة -رض��ي الل��ه عن��ه- ق��ال: ق��ال ط��الب:

»خير الصدقة م��ا ك��ان عنرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ظه��ر غنى، والي��د العلي��ا خ��ير من الي��د الس��فلى، واب��دأ بمن

»ابن آدم، إنك إن تبذل الفضل خير. وفي الحديث أيضا: تعول« . ثم ق��د قي��ل:لك، وإن تمسكه ش��ر ل��ك، وال تالم على كف��اف«

إنه��ا منس��وخة بآي��ة الزك��اة، كم��ا رواه علي بن أبي طلح��ة، والع��وفي عن ابن عب��اس، وقال�ه عط��اء الخراس�اني والس��دي،

وقيل: مبينة بآية الزكاة، قاله مجاهد وغيره، وهو أوجه. ( في219}كذلك يبين الله لكم اآليات لعلكم تتفكرون )وقوله:

[، أي: كما فصل لكم ه��ذه220،�� 219 ]البقرة: الدنيا واآلخرة{ األحكام، وبينها، وأوض��حها، ك��ذلك ي��بين لكم س��ائر اآلي��ات في

أحكامه ووعده ووعيده، لعلكم تتفكرون في الدنيا واآلخرة. قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: يعني في زوال ال��دنيا

.وفنائها، وإقبال اآلخرة وبقائها"ر لمن كـان لـه قلب، يعـني ينظـر اإلنسـان في دنيـاه وفيهمـا معتـبر ومـدك وحقيقة هذه الدنيا وحقارة هذه الدنيا، وينظــر في عمــره المديــد الطويــل، ويقارن بين عمر فالن وعمر فالن بحيث االستغالل فيمــا ينفــع وفيمــا يضــرــانت وفيما يذهب سبهلال من األوقات، ويا خيبة األعمار تمضي سبهلال. إذا ك تمضي الساعات في األيام والليالي بدون أن يودع فيها؛ ألنها خزائن، بــدون أن يودع فيها ما ينفع، فضال عن أن يودع فيها ما يضــر، كمــا هـو حـال كثـير

من الناس.

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

فعلى اإلنســان أن يعتــبر ويــدكر وينظــر هــذه الســاعات تمضــي بســرعة،ــا، فيستغل هذه األوقات فيما ينفعه، وإذا زاد تأمله في الدنيا، زاد زهده فيه

وإذا عرف قيمة اآلخرة، عمل لها. والله المستعان. ....... طالب:

هذه اآلية مجملة، فالعفو لمن يرث ومن ال يــرث، نعم، مجملــة، جـاء بيانهـاــا حث على ــتي فيه ــات ال ــا من اآلي ــاة وفي غيره ــة الزك ــيلها في آي وتفص

الصدقة. "وقال ابن أبي حاتم: ح��دثنا أبي، ق��ال: ح��دثنا علي بن طالب:

عق التميمي، قال: محمد الطنافسي، حدثنا أبو أسامة، عن الص}لعلكم تتفكرون )شهدت الحسن، وقرأ هذه اآلية من البق��رة:

[، ق��ال: هي220،�� 219 ]البق��رة: ( في ال��دنيا واآلخ��رة{219 والل��ه لمن تفك��ر فيه��ا، ليعلم أن ال��دنيا دار بالء ثم دار فن��اء، وليعلم أن اآلخ��رة دار ج��زاء ثم دار بق��اء. وهك��ذا ق��ال قت��ادة، وابن جريج، وغيرهما. وقال عبد ال��رزاق عن معم��ر عن قت��ادة: لتعلموا فضل اآلخرة على الدنيا. وفي رواية عن قتادة: فآثروا

}ويسألونك عن اليتامى قل إصالحاآلخرة على األولى. وقوله: .["220 ]البقرة: لهم خير{

....... طالب:ماذا؟

سقط .......طالب:نعم. من أي النسخ؟

....... طالب:ماذا قال عليها؟ علق عليها الشيخ؟

....... طالب:زيادة؟ ماذا يقول؟

....... طالب:هذا مزيد، من زيادات المؤلف المتأخرة في العرضات األخيرة فيوجد..

الح لهم خي��ر"وقوله: طالب: }ويسألونك عن اليت��امى ق��ل إص��لح ول��و وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المص��

[ اآلية. 220 ]البقرة: شاء الله ألعنتكم{ قال ابن جرير: حدثنا سفيان بن وكيع، ق��ال: ح��دثنا جري��ر، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لم��ا

]اإلس��راء:}وال تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن{نزلت: }إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما ي��أكلون في[، و34

[، انطلق من ك��ان10 ]النساء: بطونهم نارا وسيصلون سعيرا{.عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه"

خشية أن يدخل عليه شيء من طعام هذا اليتيم، فيقع في الوعيد الشــديد، يعني من باب االستبراء للدين والعــرض، ومن بــاب إبــراء الذمــة والحــرصــامهم في على ذلك قالوا: طعامهم ال يقرب طعامنا، طعامنا في جهة، وطعــه وال ــاقي من ــتى يبقى الب ــامهم ح ــون عليهم من طع ــاروا ينفق ــة، فص جه

ــارا{يتعرضون له ولو فسد! ولو فسد! قــال: ــونهم ن أكلون في بط مــا ي }إن

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )75 )

10

[، وعيد شديد، ومن حــرص على إبــراء ذمتــه يفعــل هــذا. لكن10]النساء: ه يعلم المفسد من المصلح{المقصود اإلصالح: [.220 ]البقرة: }والل

طالب: "فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذل��ك عليهم، ف��ذكروا ذل��ك لرس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-،

الح لهم خي��ر وإنفأنزل الله: }ويسألونك عن اليتامى ق��ل إص�� [، فخلط��وا طع��امهم220 ]البق��رة: تخ��الطوهم ف��إخوانكم{

بطعامهم وشرابهم بشرابهم. وهكذا رواه أبو داود، والنس��ائي، وابن أبي ح���اتم، وابن مردوي���ه، والح���اكم في مس���تدركه من ط��رق، عن عط��اء بن الس��ائب، ب��ه. وك��ذا رواه علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. وك��ذا رواه الس��دي، عن أبي مال�ك وعن أبي صالح، عن ابن عباس- وعن م��رة، عن ابن مس��عود-بمثل��ه. وهك��ذا ذك��ر غ��ير واح��د في س��بب ن��زول ه��ذه اآلي��ة كمجاه��د، وعط��اء، والش��عبي، وابن أبي ليلى، وقت��ادة، وغ��ير واح��د من

السلف والخلف. ق��ال وكي��ع بن الج��راح: ح��دثنا هش��ام ص��احب الدس��توائي، عني الل��ه عنه��ا-: إني حماد، عن إبراهيم قال: قالت عائش��ة- رض�� ألكره أن يكون مال اليتيم عندي على حدة ح��تى أخل��ط طعام��ه

بطعامي وشرابه بشرابي". هشام هذا هو الدستوائي، والصحبة تضاف ألدنى سبب، وهــو منســوب إلى

الدستواء. وما هي الدستواء؟ ما أدري؟ طالب:

تدري، لكنك نسيت. المقصود أن النسبة أو الصحبة تضــاف ألدنى مالبســة،عال، يعمل بالنعال، ويخرز النعال ويقال له: صاحب النعــال، مــا مثال: زيد الن المانع؟ ومثله الدستوائي وصاحب الدستوائي. ومن ذلك قوله -عليه الصالة

، صواحب يوسف من يعني بذلك؟»إنكن ألنتن صواحب يوسف«والسالم-: أمهات المؤمنين حين طلبوا منه، عائشة ومن معها طلبوا منه أن يستخلف عمر، ما يستخلف أبا بكر، قالوا: إنــه رجــل أســيف، إذا قــام في مقامــك الي اللــه يسمع صوته من البكاء، والذي في قرارة نفسها مــا هــو بهــذا -رضــالة عنها وأرضاها-؛ لئال يتشــائم بــه، من يقــف موقــف الرســول -عليــه الصــ والسالم- ال شك أنــه يحصــل في نفــوس النــاس تجــاههم شــيء، فتريــد أال يتشائم الناس به، قالوا: استخلف عمــر، قــالت لحفصــة وقــالت لــه، قــال:

، هل صــنيعهن مثــل صــنيع صــواحب يوســف»إنكن ألنتن صواحب يوسف«في قصة امرأة العزيز مع يوسف؟ من باب إظهار خالف المبطن.

الح لهم خي��ر{"فقوله: طالب: }وإن أي: على ح��دة، }ق��ل إص�� أي: وإن خلطتم طع��امكم بطع��امهمتخ��الطوهم ف��إخوانكم{

وشرابكم بشرابهم، فال بأس عليكم؛ ألنهم إخوانكم في الدين؛لح{ولهذا قال: [220 ]البق��رة: }والله يعلم المفسد من المص��

.أي: يعلم من قصده ونيته اإلفساد أو اإلصالح" يعني أراد أن يخلط ماله مع مال هذا اليتيم، واشترى لليــتيم من التمــر مثال من النفيس الغالي جدا، واشترى لنفسه من الــرخيص جــدا، وقــال: نخلــط

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

، اللــه يقــول -جــل وعال-:}وإن تخــالطوهم فــإخوانكم{مالنا مع مال اليتيم ه يعلم المفسد من المصلح{ [، لكن تشــتري من مالــك220 ]البقرة: }والل

بمثل ما تشتري به من مال اليــتيم، وتريــد بــذلك اإلصــالح، ثم تأكــل زيــادةــه يعلم المفســد، إخــوانكم هــؤالء. لكن تمــرة أو نقص تمــرة أو هكــذا، الل اإلفساد غير، يعني تشتري له من ماله الكيلو بثالثين، أربعين، وتشــتري من

! اللــه يعلم المفســد من}وإن تخــالطوهم{مالك بريالين، ثالث، ثم تقول: المصلح. ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

نعم، قالت عائشة -رضي الله عنها-: إني ألكره أن يكون مال اليتيم عندي. ....... طالب:

ة عندك؟ عرعلى حدة. طالب:

ماذا؟ نعم، يقول: هي القذر وعذرة الناس، هذه؟ هذا التعليق. ....... طالب:

ــام عندك، نعم. يكون عرة، يعني يترك حتى يفسد ويصلح وتمضي عليه األيحتى يكون مثل القذر.

اء الله ألعنتكم إن الله عزي��ز حكيم{"وقول��ه: طالب: }ول��و ش��.["220]البقرة:

أو يكون عندي ماله على جهة بحيث أستقذره وال أقــرب منــه، وأبتعــد عنــهكما أبتعد من العذرة. نعم.

"أي: ول��و ش��اء لض��يق عليكم وأح��رجكم، ولكن��ه وس��ع ط��الب: عليكم، وخفف عنكم، وأباح لكم مخالطتهم ب��التي هي أحس��ن،

ن{ق��ال تع��الى: }وال تقرب��وا م��ال اليتيم إال ب��التي هي أحس�� [، بل قد جوز األكل من��ه للفق��ير ب��المعروف، إم��ا34]اإلسراء:

بشرط ضمان البدل لمن أيسر، أو مجانا كما س��يأتي بيان��ه في.سورة النساء، إن شاء الله، وبه الثقة"

عبدك.اللهم صل وسلم على