خمتصر اخلرقيكتاب ديات النفس

معالي الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

مسجد أباالخيلالمكان:هـ28/12/1436تاريخ المحاضرة:

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

2

السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.

"الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال -رحمــه هللاتعالى-:

بــاب قتــال أهــل البغي: وإذا اتفــق المســلمون على إمــام، فمن خــرج عليــه من المســلمين يطلب موضـــعه حوربـــوا ودفعـــوا عن ذلـــك بأســـهل مـــا يعلم أن ينـــدفعوا بـــه، فـــإن آل مـــا دفعـــوا إلى نفوسهم فال شيء على الدافع، وإن قتل الدافع فهو شهيد، وإذا دفعوا لم يتبــع لهم مــدبر، ولمــل ــة، ومن قت ــل لهم أســير، ولم يغنم لهم مــال، ولم تســب لهم ذري يجهــز على جــريح، ولم يقت منهم غســـل وكفن وصـــلي عليـــه، ومـــا أخـــذوا في حـــال امتنـــاعهم من زكـــاة أو خـــراج لم يعـــد

عليهم، ولم ينقض من حكم حاكمهم إال ما ينقض من حكم غيره، وهللا أعلم." الحم����د هلل رب الع����المين وص����لى هللا وس����لم وب����ارك على عب����ده ورس����وله نبين����ا محم����د وعلى آل����ه

وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيق��ول المؤل��ف -رحم��ه هللا تع��الى-: ب��اب قت��ال أه��ل البغي، البغي ه��و الع��دوان، وحقيق��ة البغ��اة: ق��وم يخرج��ون على اإلم��ام المعتب��ر بتأوي��ل، ينقم��ون علي��ه أش��ياء ثم يخرج��ون علي��ه، فمث��ل ه��ؤالء يبعث لهم اإلم��ام من يناقش��هم، وينظ��ر في مط��البهم إن ك��انت حقا فيس��تجيب من غ��ير مناكف��ة وال معارض����ة، ح����تى ل����و رفض أن يس����تجيب لهم ال يج����وز لهم أن يخرج����وا علي����ه، لكن األص����ل أن يس��تجيب، وم��ع ذل��ك إذا رفض��وا أن يس��تجيبوا ورفض��وا ال��دخول في الطاع�ة ف��إنهم حينئ��ذ يق��اتلون حتى يفيؤوا، وإذا قوتلوا وحصل ما حصل من قت�ل س�واء منهم أو من أه�ل الح��ق، فتفص��يل ه�ذه المس���ائل ي���ذكرها المؤل���ف- رحم���ه هللا تع���الى-، وآي���ة الحج���رات ص���ريحة وواض���حة في أنهم ال

لحوا بينهما}يخرجون من اإلسالم ]س���ورة الحج���رات:{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصــاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى}[ الص��لح قب��ل ك��ل ش��يء، 9 رى فقــ داهما على األخــ فإن بغت إحـ

[ ف��التي ت��رفض الص��لح تقات��ل، ق��ال -رحم��ه هللا-، وس��وف نق��رأ م��ا9 ]س��ورة الحج��رات:{أمر هللا ج����اء في تفس����ير القرط����بي وتفس����ير ابن كث����ير في آي����ة الحج����رات؛ ألن كالم المؤل����ف مختص����ر، وصاحب المغني أط��ال في المس��ألة، وننظ��ر فيم��ا بع�د في الف��روق بين أه�ل البغي وبين الخ��وارج

وبين قطاع الطريق؛ ألن كل واحدة من هذه الفئات لها أحكام تخصها.

قال -رحمه هللا-: وإذا اتفق المسلمون على إمام يعني على خليفة، على أمير، على ولي أم��ر، وإذا اتفق المسلمون على إمام فمن خرج علي��ه من المس��لمين، من المس��لمين، بخالف م��ا ل��و ك��ان الخ���ارج ك���افرا فل���ه أحك���ام أخ���رى، يطلب موض���عه، يطلب مكان���ه، يطلب اإلمام���ة بدل���ه حورب���وا،

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير 3

فمن خرج علي��ه من المس��لمين يطلب موض��عه حورب�وا، من مع��روف أن أنه�ا تطل�ق على الواح�دوعلى الجماعة، والمراد هنا الجماعة بدليل حوربوا، طيب الواحد؟

طالب: ليس له شوكة.أ ويل�زم ب�الرجوع عن قول�ه وإال يقت�ل؛ ألن�ه يش��ق عص�ا المس��لمين، ليس ل�ه ش��وكة وال منع�ة، يلج� حورب�وا ودفع�وا عن ذل�ك بأس�هل م�ا يعلم أن�ه ين�دفع، يع�ني عم�وم من خ��رج س��واء ك�ان واح�دا أو

جماعة، أو يندفعوا باعتبار معنى من، ويندفع باعتبار لفظ من.

ف��إن آل م��ا دفع��وا ب��ه إلى نفوس��هم، يع��ني إلى قتلهم، لم ين��دفعوا إال بالقت��ل فال ش��يء على ال��دافع من يقتلهم ال ش��يء علي��ه، ب��ل قت��الهم واجب، قت��الهم واجب، يع��ني ل��و ك��ل واح��د ت��ورع وق��ال: إن دم����اء المس����لمين، وه����ؤالء مس����لمون، وأت����ورع، ض����اعت األم����ور، تض����يع أم����ور ال����دين وال����دنيا،

اتلوا التي تبغي حتى تفيء{ ويس���تحر القت��ل في المس��لمين، فال ب��د من [9]س��ورة الحج��رات:}فقــ يعني ترجع، فإن آل ما دفعوا ب��ه إلى نفوس��هم فال ش��يء على ال��دافع؛ ألن��ه قت��ال م��أمور ب�ه، ومن

يمتثل المأمور ال شيء عليه، وإن قتل الدافع فهو شهيد؛ ألنه قتال مشروع، قتال مشروع.

دبر لم���اذا؟ ألنهم مس���لمون، لم يتب���ع لهم م���دبر وا وهرب���وا لم يتب���ع لهم م��� وإذا دفع���وا هزم���وا وف���ر [ مع القتال واالقتتال، ما خرج�وا من اإليم�ان،9 ]سورة الحجرات:}وإن طائفتان من المؤمنين{

وبه��ذا يس��تدل به��ذا وبغ��يره، يس��تدل أه��ل الس��نة والجماع��ة أن م��رتكب الكب��يرة ال يكف��ر وإن ك��انت به���ذه المثاب���ة ال���تي هي قت���ل المس���لمين وقت���الهم ال يكف���ر به���ذا خالف���ا للخ���وارج ال���ذين ي���رون كف���ر م���رتكب الكب���يرة، والقت���ل من أعظم الكب���ائر، والمعتزل���ة ال يكفرون���ه في ال���دنيا، ولكنهم يحكم���ون علي����ه ب����الخلود في الن����ار، ففي أحك����ام ال����دنيا يختلف����ون عن الخ����وارج، ويجعلون����ه في المنزل����ة بين

المنزلتين، وأما في اآلخرة فيتفقون معهم على خلوده في النار.

وإذا دفعوا لم يتبع لهم مدبر.

طالب: ...........ليس له شوكة وال منعة ما يحتاج إلى مقاتلة وال شيء.

طالب: ...........يقتل؛ ألنه شق عصا الطاعة.

طالب: ...........أين؟

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

4

طالب: ...........ال ال، الخروج شأنه عظيم.

طالب: ........... وه�ذا ي�دفع باألس�هل، فاألس�هل ين�اقش ويناص��ح إن رج�ع وإال إن ج�اءكم أح�د وأم�ركم جمي�ع ج�اء

األمر بقتله.

طالب: ...........أبدا مثل هذا.. ال ال.. مثل هذا يقطع دابره إذا لم يرجع؛ ألن مثل هذا ال يؤمن شره.

طالب: ...........مصر مصر على شق عصا الطاعة، ماذا نفعل؟!

طالب: ...........طيب وفي النهاية قتلوه، في النهاية قتلوه، ما يؤمنون..

طالب: ...........في النهاية قتلوا عثمان.

طالب: أحسن هللا إليك لما ناقشهم رجعوا رجعوا لما رجعوا إلى الكوفة عادوا. من يرج��ع مث��ل م��ا قلن��ا في أول األم��ر كم��ا ج��اء في النص تقات��ل الفئ��ة الباغي��ة ح��تى تفيء، ح��تى

ترجع.

وإذا دفع���وا لم يتب���ع لهم م���دبر ولم يجه���ز على ج���ريح، ولم يجه���ز على ج���ريح، قلن���ا ألنهم لم���اذا؟ ألنهم مسلمون، خالص اندفع شرهم، القتال ألجل دفع شرهم، ولم يقتل لهم أس��ير، ولم يقت��ل لهم

أسير قد يقول قائل: هذا األسير..

طالب: ...........ماذا؟

طالب: ...........ا إذا ك��ان ق��د يص���ر، ال، ه��ذه في مس��ألة م���ا إذا دفع��وا، م��اذا ي��دفعون ب��ه؟ بالقت��ال والرج��وع أيض��

الفكر مازال قائما ما دفع.

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير 5

ولم يقت�����ل لهم أس������ير، ولم يغنم لهم م�����ال، ولم يغنم لهم م�����ال، والعل�����ة في ذل�����ك كس�����ابقتها؛ ألنهمب لهم ذري���ة ك���ذلك؛ ألن���ه ال يج���وز س���بي المس���لم، ومن قت���ل منهم؛ ألن���ه مس���لم مس���لمون، ولم تس���ل ويكفن ويص���لى علي��ه. وم���ا أخ��ذوا في ح��ال امتن���اعهم من زك���اة أو فحكم��ه حكم المس���لمين يغس��� خ���راج لم يع���د عليهم، يع���ني تغلب���وا على بل���د، وأخ���ذوا الزك���اة من األغني���اء، وأخ���ذوا العش���ور ثم غلب���وا ودفع���وا يق���ول: وم���ا أخ���ذوا في ح���ال امتن���اعهم من زك���اة أو خ���راج لم يع���د عليهم، ال يق���ال

للتجارة: أنتم دفعتم زكاتكم لبغاة، فال بد من دفعها ألهل الحق ال.

وال ينقض من حكم ح���اكمهم إال م���ا ينقض من حكم غ���يره، وال ينقض من حكم ح���اكمهم؛ ألن���ه مس��لم وفي وقت غلب��ة لهم إال م��ا ينقض من حكم غ��يره، يع��ني من قض��اة أه��ل الع��دل ب��أن يخ��الف النص الص����حيح الص����ريح أو اإلجم����اع فإن����ه ينقض، وأم����ا إذا ك����ان مبنيا على اجته����اد فال ينقض

باجتهاد مثله.

طالب: ...........أبو حنيفة يقول: ينقض حكمهم، ينقض حكمهم، ولو كان اجتهاديا ولو كان باجتهاد.

نشوف ما ذكره المفسرون في آية الحجرات.

طالب: ...........مكانه من الحكم والوالية.

طالب: ...........ماذا فيه؟

طالب: ...........يطلع مكانه في الوالية في الحكم.

طالب: ...........يجب عليهم إعانة الحاكم.

طالب: ...........أين؟ ألنه ما نهاهم، عثمان هو الذي نهاهم.

طالب: ...........هؤالء ما تبين لهم.

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

6

طالب: ........... فتنة نعم، يعني هذا في عهد علي، ما هو في عه��د عثم��ان، عثم�ان ه�و ال�ذي نه�اهم عن المدافع�ة ال، ق��د يق�ول قائ�ل: إذا ك��ان البغ��اة أك�ثر من أه�ل الح��ق مثال وت��رتب على ذل��ك س��فك دم�اء بأع�داد

كبيرة وهائلة هذه لها أحكام تأتي، إن شاء هللا.

نشوف ابن كثير ماذا قال؟

أنت الذي وضع ذي؟

طالب: ...........أول السورة تضعها، هللا يصلحك!

الصفحة اليمنى.

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.قال -رحمه هللا تعالى-:

[.9 ]سورة الحجرات:}وإن طائفتان{قال هللا تعالى: قال -رحمه هللا تعالى- في قوله تعالى ألنك تريد أن تقرأ كالم المؤلف -رحمه هللا-.

ــال -رحمــه هللا تعــالى- في قــول هللا تعــالى: لحواق ــوا فأصــ ؤمنين اقتتل ــان من المــ }وإن طائفتر هللا فــإن فــاءت اتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمــ رى فقــ داهما على األخــ ا فــإن بغت إحــ بينهمــلحوا بين وة فأصـ ا المؤمنـون إخـ طين إنمـ يحب المقسـ طوا إن هللا ا بالعـدل وأقسـ فأصلحوا بينهمـ

لعلكم ترحمون{ [ يقول تعــالى آمــرا باإلصــالح بين10-9 ]سورة الحجرات:أخويكم واتقوا هللاــوا فأصــلحوا بينهمــا ــان من المؤمــنين اقتتل الفئــتين البــاغيتين بعضــهم على بعض: وإن طائفت فســماهم مؤمــنين مــع االقتتــال، وبهــذا اســتدل البخــاري وغــيره على أنــه ال يخــرج عن اإليمــان بالمعصية وإن عظمت، ال كما يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحــوهم، وهكــذا ثبتفي صحيح البخاري من حديث الحسن عن أبي بكرة -رضي هللا عنه- قــال: إن رســول هللا -ا ومعــه على المنــبر الحســن بن علي -رضــي هللا عنهمــا- صــلى هللا عليــه وســلم- خطب يومــ

»إن ابــني هــذا ســيد، ولعــل هللا تعــالى أنفجعــل ينظــر إليــه مــرة وإلى النــاس أخــرى ويقــول: ، فكان كما قـال -صــلى هللا عليــه وســلم- أصــلحيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين«

هللا تعــالى بــه بين أهــل الشــام وأهــل العــراق بعــد الحــروب الطويلــة والوقعــات المهولــة، وقولــهر هللا{تعــالى: اتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمــ رى فقــ داهما على األخــ ]ســورة}فــإن بغت إحــ

ــا ثبت في9الحجـــرات: [ أي حـــتى ترجـــع إلى أمـــر هللا ورســـوله، وتســـمع للحـــق وتطيعـــه، كمـ

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير 7

»انصــرالصــحيح عن أنس -رضــي هللا عنــه- أن رســول هللا -صــلى هللا عليــه وســلم- قــال: ا؟! قــال - أخاك ظالما أو مظلوما« قلت: يا رسول هللا هذا نصرته مظلوما فكيــف أنصــره ظالمــ

صلى هللا عليه وسلم- »تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه«. ا -رضــي هللا وقــال اإلمــام أحمــد: حــدثنا عــارم حــدثنا معتمــر قــال: ســمعت أبي يحــدث أن أنســ عنه- قال: قيل للنبي -صلى هللا عليه وســلم-: لــو أتيت عبــد هللا بن أبي، فــانطلق إليــه النــبي -صــلى هللا عليــه وســلم- وركب حمــارا وانطلــق المســلمون يمشــون وهي أرض ســبخة، لمــا انطلق النبي -صلى هللا عليه وسلم- إليه قال: إليك عني، فوهللا لقد آذاني ريح حمارك، فقــالــال: ــك ق ا من ــه وســلم- أطيب ريحــ رجــل من األنصــار: وهللا لحمــار رســول هللا -صــلى هللا علي فغضب لعبد هللا رجـال من قومـه، فغضـب لكــل واحـد منهمـا أصـحابه قـال: فكــان بينهمـا ضـرب

لحوابالجريد واأليدي والنعال فبلغنا أنه أنزلت فيهم: ؤمنين اقتتلــوا فأصــ }وإن طائفتان من المــ [، ورواه البخاري في الصلح عن مسدد، ومسلم في المغــازي عن9 ]سورة الحجرات:بينهما{

محمد بن عبد األعلى كالهما عن المعتمر بن سليمان عن أبيه به نحوه. وذكر سعيد بن جبير أن األوس والخزرج كان بينهما قتال بالسعف والنعال، فأنزل هللا تعــالى

هذه اآلية، فأمر بالصلح بينهما. وقــال الســدي: كــان رجــل من األنصــار يقــال لــه: عمــران كــانت لــه امــرأة تــدعى أم زيــد، وأن المــرأة أرادت أن تــزور أهلهــا فحبســها زوجهــا وجعلهــا في عليــة لــه ال يــدخل عليهــا أحــد من أهلهــا، وأن المــرأة بعثت إلى أهلهــا فجــاء قومهــا وأنزلوهــا لينطلقــوا بهــا، وأن الرجــل كــان قــد خرج فاستعان أهـل الرجــل فجـاء بنـو عمـه؛ ليحولـوا بين المـرأة وبين أهلهــا، فتـدافعوا فـنزلت فيهم هــذه اآليــة، فبعث إليهم رســول هللا -صــلى هللا عليــه وســلم- وأصــلح بينهم، وفــاؤوا إلى

أمر هللا تعالى.طين{ وقوله -عز وجــل-: يحب المقســ طوا إن هللا ا بالعــدل وأقســ لحوا بينهمــ }فــإن فــاءت فأصــ

[ أي اعدلوا بينهما فيمــا كــان أصــاب بعضــهم لبعض بالقســط، وهـو العــدل،9]سورة الحجرات: إن هللا يحب المقسطين. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عبد األعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن مسيب عن عبد هللا بن عمرو -رضي

»إن المقسـطين في الـدنيا علىهللا عنهما- قال: إن رسول هللا -صـلى هللا عليـه وسـلم- قـال: منابر من لؤلؤ بين يدي الرحمن -عز وجل- بما أقسطوا في الدنيا«.

ق��د يق��ول قائ��ل: إن م��ا ج��اء في اآلي��ة وم��ا ي��ذكر في ب��اب قت��ال أه��ل البغي يع��ني مناس��ب في خف��ة الحكم، مناس���ب لم���ا حص���ل في س���بب ال���نزول مس���ألة جري���د ونع���ال وأي���دي وم���ا أش���به ذل���ك، لكن

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

8

المس��ألة اآلن قناب��ل وص��واريخ وعت��اد ثقي��ل ي��أتي م��ا يخص أولئ��ك الخ��وارج به��ذه األس��لحة علىاآلمنة المطمئنة يختلف عن هذا.

»إن المقســطين في الــدنيا على منــابر من لؤلــؤقــال: إن رســول هللا -صــلى هللا عليــه وســلم- ورواه النسـائي عن محمـد بن المثـنىبين يدي الرحمن -عز وجل- بمـا أقسـطوا في الـدنيا«،

عن عبد األعلى به، وهذا إسناد جيد قوي رجاله على شـرط الصـحيح، وحـدثنا محمـد بن عبـد هللا بن يزيد حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمــرو بن أوس عن عبــد هللا بن

»المقســطون عنــد هللا تعــالىعمرو رضي هللا عنهما عن النبي -صــلى هللا عليــه وســلم- قــال: ــدلون في حكمهم وأهليهم ومــا ــذين يع ــور على يمين العــرش ال ــوم القيامــة على منــابر من ن ي

ا المؤمنــون، ورواه مسلم والنسائي من حديث سفيان بن عيينة به. وقوله تعــالى: ولوا« }إنمــ[ أي الجميع إخوة.10 ]سورة الحجرات:إخوة{

ــور« ــابر من ن ــا{ »المقســطون على من انوا لجهنم حطب طون فكــ [15 ]س����ورة الجن:}وأما القاســنسأل هللا العافية، المقسطون غير القاسطين.

وة{وقوله تعالى: [ أي الجميــع إخــوة في الــدين كمــا10 ]ســورة الحجــرات:}إنما المؤمنــون إخــ وفي»المســلم أخــو المســلم ال يظلمــه وال يســلمه«قــال رســول هللا -صــلى هللا عليــه وســلم-:

ا: »وهللا في عون العبد ما كان العبد في عــون أخيهالصحيح: »إذا دعــا«، وفي الصــحيح أيضــ واألحـــاديث في هـــذا كثـــيرة، وفيالمســـلم ألخيـــه بظهـــر الغيب قـــال الملـــك آمين ولـــك بمثلـــه«

»مثــل المؤمــنين في تــوادهم وتــراحمهم وتواصــلهم كمثــل الجســد الواحــد إذا اشــتكىالصــحيح: ا: منه عضو تـداعى لـه سـائر الجسـد بـالحمى والسـهر« »المـؤمن للمـؤمن وفي الصـحيح أيضـ

وشبك بين أصابعه -صلى هللا عليه وسلم-.كالبنيان يشد بعضهم بعضا« وقال أحمد: حدثنا أحمد بن الحجاج حدثنا عبد هللا أخبرنا مصــعب بن ثــابت حــدثني أبــو حــازم

قال: سمعت سهيل بن سعد..سهل، سهل.

سهل بن سعد، كاتبها سهيل.. ســمعت ســهل بن ســعد الســاعدي -رضــي هللا عنــه- يحــدث عن رســول هللا -صــلى هللا عليــه

وسلم-.

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير 9

أب���و ح���ازم س���لمة بن دين���ار ال���ذي ي���روي عن س���هل بن س���عد، ال���ذي ي���روي عن أبي هري���رة، أب���و حازم اسمه.. أبو حازم ما اسمه الذي يروي عن سهل؟ قلنا: سلمة بن دينار، والذي ي��روي عن

أبي هريرة قالوا: سلمان مولى عزة، وشف التقريب تأكد فالمعلومات عفا عليها الدهر.

ث عن رسول هللا -صلى هللا عليه قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي -رضي هللا عنه- يحد »إن المؤمن من أهل اإليمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المــؤمن ألهــل اإليمــانوسلم- قال

لحوا بين تفرد به أحمد وال بأس بإسناده. وقوله تعالى: كما يألم الجسد لما في الرأس« }فأصـ{[ يعــني الفئـتين المقتتلــتين، 10 ]ســورة الحجــرات:أخويكم{ وا هللا [189 ]ســورة البقــرة:}واتقـ

ــع أمــوركم ــالى132 ]ســورة آل عمــران:}لعلكم ترحمــون{أي في جمي ــه تع ــق من [ وهــذا تحقي[..11 ]سورة الحجرات: }يا أيها الذين آمنوا ال يسخر{للرحمة لمن اتقاه

نكمل يا شيخ أم..؟ ال يسخر..خالص انتهى.

شف القرطبي هو الذي عنده األحكام، رحمه هللا، رحم هللا الجميع.

ر ب��األثر -رحم��ه هللا-، وق��د ي��ذكر بعض األحك��ام، لكن م��ا ه��و مث��ل القرط��بي في ابن كث��ير يفس�� األحك��ام، والقرط��بي م��ا ه��و مث��ل ابن كث��ير في تحقي��ق اآلث��ار واألح��اديث، فهم���ا متك���امالن ل��ذلك بعض��هم يق��ول: ل��و نوق��ف ابن كث��ير ونس��تمر على أض��واء البي��ان؛ ألن��ه أك��ثر فائ��دة من ابن كث��ير؛ ألنا أوقفنا أضواء البيان واستمر ابن كثير، إيقافا مؤقت�ا ويع��اد إن ش��اء هللا، فبعض��هم يل�وم: كي��ف تق����ول ه����ذا أفض����ل وه����ذا تفس����ير أث����ري؟ على األث����ر من كالم الن����بي -علي����ه الص����الة والس����الم- والص��حابة والت��ابعين، وذاك مع�دود في التفس��ير ب�الرأي، وعلى ك��ل ح��ال كالهم�ا إن ش��اء هللا في�ه

خير.

ــالى: ؤمنين اقتتلـــواقـــال القرطـــبي -رحمـــه هللا تعـــالى- في قولـــه تعــ }وإن طائفتـــان من المـــ فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على األخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر هللا فإن

طين{ يحب المقســ طوا إن هللا ا بالعــدل وأقســ لحوا بينهمــ [ فيــه9 ]ســورة الحجــرات:فــاءت فأصــا{عشــر مســائل: األولى: قولــه تعــالى: لحوا بينهمــ ؤمنين اقتتلــوا فأصــ }وإن طائفتــان من المــ

[ روى المعتمر بن سليمان عن أنس..9]سورة الحجرات:تجاوز سبب النزول، مر في ابن كثير، تجاوزه.

روى المعتمر بن سليمان عن أنس بن مالك..أذن يا أبا عبد هللا.

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

10

المؤذن يؤذن.ؤمنينقال -رحمه هللا تعــالى-: فيــه عشــر مســائل األولى: قولـه تعــالى: }وإن طائفتـان من المـ

ا{ لحوا بينهمــ [ روى المعتمــر بن ســليمان عن أنس بن مالــك9 ]ســورة الحجــرات:اقتتلــوا فأصــ قـال: قلت: يـا نـبي هللا، لـو أتيت عبـد هللا بن أبي فـانطلق إليـه النـبي -صـلى هللا عليـه وسـلم- فركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون وهي أرض ســبخة، فلمــا أتــاه النــبي -صــلى هللا عليــه

وسلم- قال: إليك عني فوهللا لقد آذاني نتن حمارك. فقال رجل من األنصار: وهللا..وهللا وهللا..

ا منــك، فغضــب لعبــد هللا رجــل من وهللا لحمــار رســول هللا -صــلى هللا عليــه وســلم- أطيب ريحــ قومه، وغضب لكل واحد منهما أصحابه، فكان بينهما حرب بالجريــد واأليــدي والنعــال، فبلغنــا

أنه أنزل فيهم هذه اآلية. وقــال مجاهــد: نــزلت في األوس والخـــزرج قــال مجاهــد: تقاتــل حيــان من األنصــار بالعصــي والنعــال فــنزلت اآليــة. ومثلــه عن ســعيد بن جبــير: أن األوس والخــزرج كــان بينهم على عهــد رسول هللا- صلى هللا عليه وسلم- قتال بالسعف والنعــال ونحــوه، فــأنزل هللا هــذه اآليــة فيهم. وقال قتادة: نزلت في رجلين من األنصــار كــانت بينهمــا مــدارأة في حــق بينهمــا فقــال أحــدهما: آلخذن حقي عنوة. لكثرة عشيرته، ودعاه اآلخــر أن يحاكمــه إلى رســول هللا -صــلى هللا عليــها باأليــدي وســلم- فــأبى أن يتبعــه، فلم يــزل األمــر بينهمــا حــتى تواقعــا وتنــاول بعضــهما بعضــ

والنعال والسيوف، فنزلت هذه اآلية. وقال الكلبي: نزلت في حرب سمير وحاطب، وكان سمير قتل حاطبا فاقتتل األوس والخــزرج حــتى أتــاهم النــبي -صــلى هللا عليــه وســلم- فــنزلت. وأمــر هللا نبيــه -صــلى هللا عليــه وســلم-

والمؤمنين أن يصلحوا بينهما.ــار، ــير األنصـ ــل من غـ ــد تحت رجـ ــا أم زيـ ــال لهـ ــار يقـ ــانت امـــرأة من األنصـ ــدي: كـ ــال السـ وقـــدخل ــة ال ي فتخاصــمت مــع زوجهــا أرادت أن تــزور قومهــا، فحبســها زوجهــا وجعلهــا في علي عليها أحد من أهلها، وأن المرأة بعثت إلى قومها، فجاء قومها فأنزلوها لينطلقوا بها، فخرج الرجل فاستغاث أهله فخرج بنو عمه؛ ليحولوا بين المرأة وأهلها، فتدافعوا وتجالدوا بالنعــال، فنزلت اآلية، والطائفة تتناول الرجل الواحد والجمع واالثنين فهو مما حمـل على المعـنى دون اللفظ؛ ألن الطائفتين في معنى القوم والناس. وفي قراءة عبـد هللا: }حــتى يفيـؤوا إلى أمـر هللا فإن فاؤوا فخذوا بينهم بالقسط{، وقرأ ابن أبي عبلة: اقتتلتــا على لفــظ الطــائفتين، وقــد مضــى

في آخر براءة القول فيه وقال ابن عباس -رضي هللا عنهما- في قوله عز وجل.

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير 11

فلوال نفر..

سم.فلوال نفر.. آية.. هناك.

نهم طآئفة{نعم في آخر براءة [.122 ]سورة التوبة:}فلوال نفر من كل فرقة م وقد مضى في براءة القول فيه، وقال ابن عباس -رضي هللا عنهما- في قوله -عــز وجــل-:

ؤمنين{ ن المــ ة م ذابهما طائفـ هد عـ [ قـال: الواحــد فمــا فوقـه، والطائفــة2]سـورة النــــور:}وليشـمن الشيء.

مث��ل م��ا قي��ل في ص��الة الخ��وف يص��لي بالطائف��ة األولى، ويص��لي بالطائف��ة الثاني��ة ق��الوا: الطائف��ةتطلق على الواحد.

والطائفــة من الشــيء: القطعــة منــه، فأصــلحوا بينهمــا بالــدعاء إلى كتــاب هللا لهمــا أو عليهمــا،ــاول ــ ــه. والبغي: التطـ ــ ــدت ولم تجب إلى حكم هللا وكتابـ ــ ــرى تعـ ــ ــداهما على األخـ ــ ــإن بغت إحـ ــ فـ والفساد. فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر هللا أي: ترجع إلى كتابــه. فــإن فــاءت: رجعت. فأصـــلحوا بينهمـــا بالعـــدل أي: احملوهمـــا على اإلنصـــاف. وأقســـطوا أيهـــا النـــاس فال تقتتلـــوا،

وقيل: أقسطوا أي اعتدلوا إن هللا يحب المقسطين أي: العادلين المحقين.ــان من المســلمين في اقتتالهمــا إمــا أن يقتتال على ســبيل ــال العلمــاء: ال تخــل الفئت ــة: ق الثاني البغي منهمــا جميعــا أو ال فــإن كــان األول فــالواجب أن يمشــى بينهمــا بمــا يصــلح ذات الــبين،ــير إلى ــا على البغي صــ ــ ــطلحا وأقامت ــاجزا ولم يصــ ــإن لم يتحــ ــ ــة، ف ــة والموادعــ ــر المكافــ ويثمــ مقاتلتهما. وأما إن كان الثاني وهو أن تكون إحداهما باغية على األخرى فــالواجب أن تقاتــل فئة البغي إلى أن تكف وتتـوب، فـإن فعلت أصـلح بينهمـا وبين المبغي عليهـا بالقسـط والعـدل، فإن التحم القتــال بينهمــا لشــبهة دخلت عليهمــا وكلتاهمــا عنــد أنفســهما محقــة، فــالواجب إزالــةرة والبراهين القاطعة على مراشد الحق، فإن ركبتا متن اللجــاج ولم تعمال الشبهة بالحجة الني على شاكلة ما هديتا إليه ونصحتا به من اتباع الحــق بعــد وضــوحه لهمــا، فقــد لحقتــا بــالفئتين

الباغيتين، وهللا أعلم. الثالثة..

طالب: ...........يقاتلون يدفعون باألسهل حتى يفيؤوا.

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

12

الثالثة: في هذه اآلية دليل على وجوب قتــال الفئــة الباغيــة المعلــوم بغيهــا على اإلمــام أو على أحـــد من المســلمين أو على فســـاد من منــع قتــال المؤمـــنين، واحتج بقولـــه -عليـــه الســالم-:

ولو كان قتال المؤمن الباغي كفرا لكان هللا تعالى قد أمــر بــالكفر، تعــالى»قتال المؤمن كفر«،هللا عن ذلك.

[ مع وصفهم باإليمان.9]سورة الحجرات:}فقاتلوا التي تبغي{ في قوله:

ك باإلســالم وامتنــع من الزكــاة، وأمــر أال يتبــع وقــد قاتــل الصــديق -رضــي هللا عنــه- من تمســل أمــوالهم بخالف الــواجب في الكفــار. ، وال يجهز على جريح، ولم تحل أموالهم بــولم تحــ مول وقال الطبري: لو كان الواجب في كل اختالف يكون بين الفريقين الهـرب منـه ولـزوم المنـازل لما أقيم حد وال أبطل باطل، ولوجد أهـل النفــاق والفجــور ســبيال إلى اســتحالل كــل مــا حــرم هللاــف ــوا عليهم ويكــ ــ ــأن يتحزب ــ ــائهم ب ــفك دمــ ــائهم وســ ــبي نســ ــلمين وســ ــوال المســ عليهم من أمــ

»خذوا على أيدي سفهائكم«.المسلمون أيديهم عنهم، وذلك مخالف لقوله -عليه السالم-: الرابعة: قال القاضي أبو بكر ابن العربي.

[ ل��و ك��ل إنس��ان ت��ورع9 ]س��ورة الحج��رات:}فقاتلوا التي تبغي{األوض��ح من ذل��ك األم��ر بالقت��ال ا لألم��ر بالقت��ال }فقاتلوا التيعن ه��ذا القت��ال وق��ال: أك��ف ي��دي عن قت��ال المس��لمين ألثم��وا جميع��

[ والنتيج��ة معلوم��ة ل��و ت��ورع الن��اس وك��ل ل��زم بيت��ه وق��ال: ه��ذه فتن��ة9]س��ورة الحج��رات:تبغي{ أو.. ألتى القتل على األخضر واليابس.

الرابعــة: قــال القاضــي أبــو بكــر بن العــربي: هــذه اآليــة أصــل في قتــال المســلمين، والعمــدة في حرب المتأولين، وعليها عول الصحابة، وإليها لجأ األعيان من أهل الملة، وإياها عــنى النــبي

وقولــه -عليــه الصــالة والســالم-»تقتل عمارا الفئة الباغية«-صلى هللا عليه وسلم- بقوله: والروايــة األولى أصــح»على حين فرقــة«،« أو »يخرجون على خير فرقةفي شأن الخوارج:

وكــان الـذي قتلهم علي»تقتلهم أولى الطـائفتين إلى الحــق«،لقوله -عليه الصـالة والسـالم-: بن أبي طالب ومن كان معه فتقرر عنــد علمــاء المســلمين وثبت بــدليل الــدين أن عليا -رضــيا، وأن كــل من خــرج عليــه بــاغ، وأن قتالــه واجب حــتى يفيء إلى الحــق هللا عنــه- كــان إمامــ

وينقاد إلى الصلح؛ ألن عثمان -رضي هللا عنه- قتل والصحابة برآء من دمه؛ ألنه منع..لحظة.

طالب: ...........صححه برواية أخرى من حيث المعنى كالمه صحيح، لكن الكالم على الدراسة دراسة السند.

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير 13

ألن عثمان -رضي هللا عنه- قتل والصحابة برآء من دمه؛ ألنــه منــع من قتــال من ثــار عليــه وقال: ال أكون أول من خلف رسول هللا -صـلى هللا عليـه وســلم- في أمتــه بالقتــل فصــبر على البالء، واستســلم للمحنــة، وفــدى بنفســه األمــة، ثم لم يمكن تــرك النــاس ســدى، فعرضــت على باقي الصحابة الذين ذكرهم عمر في الشورى، فتدافعوها، وكان علي -رضي هللا عنه- أحــق بها وأهلها فقبلهـا؛ حوطـة على األمــة أن تســفك دماؤهـا بالتهــارج والباطــل، أو يخــترق أمرهـاق أمرها إلى ما ال يتحصل، فربما تغير الدين وانقض عمود اإلسالم، فلمـا إلى ما ال.. أو يتخر بويع له طلب أهل الشام في شرط البيعة التمكن من قتلـة عثمــان وأخــذ القـود منهم، فقــال لهم علي- رضي هللا عنه-: ادخلوا في البيعة واطلبوا الحق تصلوا إليه، فقــالوا: ال تســتحق بيعــةا وأصــوب قيال؛ ألن عليا وقتلة عثمان معك تراهم صباحا ومساء، فكان علي في ذلك أسد رأيــ

لو تعاطى القود منهم لتعصبت لهم قبائل وصارت حربا ثالثة.. كيف يتعاطى القود بغير وصف؟ ما وصفه ح�تى يتع�اطى الق�ود قب�ل أن يب�ايع بالخالف�ة؟ ف��الطلب

طلب في غير محله.

طالب: ...........ال، اإلمامة ما ثبتت حتى يطبق الحد أو ينفذ أو يطالب.

ــانتظر بهم أن ــة، فـ ا ثالثـ ــ ــارت حربـ ــل وصـ ــبت لهم قبائـ ــود منهم لتعصـ ــاطى القـ ــو تعـ ألن عليا لـ يســتوثق األمــر، وتنعقــد البيعــة، ويقــع الطلب من األوليــاء في مجلس الحكم، فيجــري القضــاء بالحق، وال خالف بين األمة أنه يجوز لإلمام تأخير القصاص إذا أدى ذلك إلى إثارة الفتنة أو تشــتيت الكلمــة، وكــذلك جــرى لطلحــة والزبــير -رضــي هللا عنهمــا- فإنهمــا مــا خلعــا عليا من

والية وال اعترضا عليه في ديانة، وإنما رأيا أن البداءة بقتل أصحاب عثمان أولى. قلت: فهذا قول في سبب الحرب الواقع بينهم، وقال جمع من أهل العلم: إن الوقعــة بالبصــرة بينهمــا كــانت على غــير عزيمــة منهم على الحــرب، بــل فجــأة وعلى ســبيل دفــع كــل واحــد من الفريقين عن أنفسهم؛ لظنه أن الفريق اآلخر قـد غـدر بـه؛ ألن األمــر كـان قـد انتظم بينهم وتمــه- من التمكين منهم ــ ــي هللا عن ــان -رضــ ــة عثمــ ــ ــاف قتل ــا، فخــ ــرق على الرضــ ــ ــلح والتف الصــ واإلحاطـــة بهم فـــاجتمعوا وتشـــاوروا واختلفـــوا، ثم اتفقت آراؤهم على أن يفـــترقوا فـــريقين،

ويبدؤوا بالحرب سحرة.. وه���ذا م���ا يخ���اف من���ه عن���د نش���أة الفتن���ة؛ ألن���ه في وقت���ه ك���ل واح���د من الط���رفين يظن أن���ه يب���ادره صاحبه بالقتل فيقتله، ولو تأخر عن قتله فاحتمال أن يقتل، ولو تق�دم يقت��ل، وهك��ذا تنش��أ الفتن ل��و

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

14

أن كل واحد من الطرفين تأخر لب�ادره الط��رف اآلخ��ر، وإذا تق�دم خش��ية أن يب��ادره اس��تحق القت�لمن جهة أخرى، فإذا نشأت وبدأت الفتن فالعواقب وخيمة، والخروج منها صعب.

طالب: ........... وهللا إذا لم يكن ثم إم���ام فعض على رأس ش���جرة م���ا في���ه ش���يء إال براي���ة وإمام���ة يب���ادر بمبايع���ة

إمام يقود الناس.

وال سراة إذا جهالهم سادواال يصلح الناس فوضى ال سراة لهم

فخــاف قتلــة عثمــان -رضــي هللا عنــه- من التمكين منهم واإلحاطــة بهم، فــاجتمعوا وتشــاوروا واختلفــوا، ثم اتفقت آراؤهم على أن يفـترقوا فـريقين ويبـدؤوا بـالحرب سـحرة في العسـكرين، وتختلـف السـهام بينهم، ويصـيح الفريـق الـذي في عسـكر علي: غـدر طلحـة والزبـير والفريـق الذي في عسكر طلحة والزبير: غدر علي، فتم لهم ذلك على ما دبروه، ونشبت الحرب، فكانــريقين ــا من اإلشــاطة بدمــه، وهــذا صــواب من الف ــد نفســه ومانع ــه عن ــا لمكرت ــق دافع ــل فري ك وطاعـــة هلل تعـــالى؛ إذ وقـــع القتـــال واالمتنـــاع منهمـــا على هـــذه الســـبيل، وهـــذا هـــو الصـــحيح

المشهور، وهللا أعلم. [ أمــر9 ]سورة الحجــرات:}فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر هللا{ الخامسة: قوله تعالى:

بالقتـال وهـو فـرض على الكفايـة إذا قـام بـه البعض ســقط عن البــاقين، ولـذلك تخلـف قـوم منــد هللا بن عمــرو الصــحابة -رضــي هللا عنهم- عن هــذه المقامــات كســعد بن أبي وقــاص وعبب ذلـك علي بن أبي طـالب -رضـي هللا عنـه- لهم واعتـذر ومحمد بن مسلمة وغـيرهم، وصـو

إليه كل واحد منهم بعذر قبله منه. ويروى أن معاوية -رضــي هللا عنــه- لمــا أفضــى إليــه األمــر عــاتب ســعدا على مــا فعــل وقـالــه ســعد: ــال ل ــة فق ــة الباغي ــل الفئ ــتين حين اقتتال وال ممن قات ــه: لم تكن ممن أصــلح بين الفئ ل

ندمت على تركي قتال الفئة الباغية، فبين أنه ليس على الكل درك فيما فعل، وإنما.هذا شأن فروض الكفايات إذا قام به من يكفي سقط اإلثم عن الباقين.

فتبين أنه ليس على الكل درك فيمــا فعــل، وإنمــا كــان تصــرفا بحكم االجتهــاد وإعمــاال بمقتضــىالشرع، وهللا أعلم.

[ ومن العــدل9 ]ســورة الحجــرات:}فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل{ السادسة: قوله تعالى: في صلحهم أال يطالبوا بما جرى بينهم من دم وال مال، فإن تلــف فإنــه تلــف على تأويــل، وفي طلبهم تنفير لهم عن الصلح واستشــراء في البغي وفيهــا، وهــذا أصــل في المصــلحة. وقــد قــال

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير 15

لسان األمة: إن حكمة هللا تعالى في حرب الصــحابة التعريــف منهم ألحكــام قتــال أهــل التأويــل؛ إذ كان أحكام قتال أهل الشرك قد عرفت على لسان الرسول -صـلى هللا عليـه وســلم- وفعلـه. الســابعة: إذا خــرجت على اإلمــام العــدل خارجــة باغيــة وال حجــة لهــا قــاتلهم اإلمــام بالمســلمين كافة أو بمن فيه كفاية، ويــدعوهم قبــل ذلــك إلى الطاعــة والــدخول في الجماعــة، فــإن أبــوا من الرجوع والصـلح قوتلـوا، وال يقتـل أسـيرهم، وال يتبـع مـدبرهم، وال يـدفف على جــريحهم، وال تسبى ذراريهم وال أموالهم، وإذا قتل العــادل البــاغي أو البــاغي العــادل وهــو وليــه لم يتوارثــا،

وال يرث قاتل عمدا على حال، وقيل: إن العادل.. ألن القت��ل من موان��ع اإلرث ه��ذا في كون��ه ال ي��رث القات��ل المقت��ول وال العكس إن ك��ان ع��ادال أو

باغيا لكن القول الثاني وهو أن العادل يرث الباغي؛ ألنه قتله بحق كما لو قتله بقصاص.

وقيل: إن العادل يرث الباغي قياسا على القصاص. الثامنــة: ومــا اســتهلكه البغــاة والخــوارج من دم أو مــال ثم تــابوا لم يؤاخــذوا بــه. وقــال أبــو حنيفة: يضمنون، وللشافعي قـوالن، وجــه قـول أبي حنيفــة أنــه إتالف بعــدوان فيلـزم الضـمان،ل في ذلــك عنــدنا أن الصــحابة -رضــي هللا عنهم- في حــروبهم لم يتبعــوا مــدبرا، وال والمعــوا وال مـاال، وهم القـدوة. وقـال ابن عمـر: دففــوا على جـريح، وال قتلـوا أســيرا وال ضـمنوا نفسـ

ــه وســلم-: ــبي -صــلى هللا علي ــال الن ــد هللا أتــدري كيــف حكم هللا فيمن بغى من هــذهق ــا عب »يــيرها وال يطلب ــل أسـ ــا وال يقتـ ــز على جريحهـ ــال »ال يجهـ ــوله أعلم فقـ ــال هللا ورسـ ــة؟« قـ األمـ

. فأما ما كان قائما رد بعينه، هذا كله فيمن خــرج بتأويــل يســوغ لــه.هاربها وال يقسم فيؤها« وذكر الزمخشري في تفسيره: إن كانت الباغيــة من قلــة العــدد بحيث ال منعــة لهــا ضــمنت بعــدالفيئــة مــا جنت، وإن كــانت كثــيرة ذات منعــة وشــوكة لم تضــمن إال عنــد محمــد بن الحســن - رحمه هللا-، فإنه كان يفتي بأن الضمان يلزمها إذا فـاءت، وأمــا قبـل التجمــع والتجنـد أو حين تتفرق عند وضع الحرب أوزارها أو تتفرق عند وضع الحرب أوزارها فما جنتـه ضـمنت عنـد

ا بالعـدل{الجميع فحمل اإلصالح بالعدل في قوله: لحوا بينهمــ [ على9 ]ســورة الحجــرات:}فأصــ مذهب محمــد واضــح منطبــق على لفــظ التنزيــل، وعلى قـول غــيره وجهــه أن يحمــل على كــون الفئة الباغية قليلة العــدد والــذي ذكــروا أن الغــرض إماتــة الضــغائن وســل األحقــاد دون ضــمان

الجنايات ليس بحسن الطباق المأمور به من أعمال العدل ومراعاة القسط.ليس بحسن؟

كذا.ليس بحسن..

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

16

كذا.الذي بعده.

ليس بحسن الطباق المأمور به من أعمال العدل ومراعاة القسط.االنطباق..

كذا الموجود يا شيخ.ــراد ــدل دون األول؟ قلت: ألن المـ ــاني العـ ــالح الثـ ــرن باإلصـ ــإن قلت: لم قـ ــري: فـ ــال الزمخشـ قـ باالقتتــال في أول اآليــة أن يقتــل بــاغيتين أو راكبــتي شــبهة، وأيتهمــا كــانت فالــذي يجب علىــق ــإرادة الحـ ــدهماء بـ ــكين الـ ــبين، وتسـ ــالح ذات الـ ــأنهما إصـ ــه في شـ ــذوا بـ ــلمين أن يأخـ المسـ والمواعظ الشافية ونفي الشبهة إال إذا أصرتا، فحينئذ تجب المقاتلــة، وأمــا الضــمان فال يتجــه

وليس كذلك إذا بغت إحداهما فإن الضمان متجه على الوجهين المذكورين. التاسعة: ولو تغلبوا على بلد فأخذوا الصدقات وأقاموا الحدود وحكمــوا فيهم باألحكــام لم تثن

عليهم الصدقات والحدود.يعني ما تؤخذ ثانية مادام دفعوا لمن له شوكة وقوة ومنعة وأخذها منهم قهرا تجزئ.

وال ينقض من أحكامهم إال ما كان..ألن أخذها ثانية ظلم لهم.

وال ينقض من أحكامهم إال ما كان خالفا للكتاب أو السـنة أو اإلجمـاع، كمــا تنقض أحكـام أهـلف وابن الماجشــون، وقــال ابن القاســم: ال تجــوز بحــال، وروي عن العــدل والســنة، قالــه مطــر

أصبغ أنه جائز، وروي عنه أيضا أنه ال يجوز كقول ابن القاسم. والمس��ألة مفترض��ة في ق��اض تنطب��ق علي��ه ش��روط القاض��ي، أم��ا إذا ول��وا قاض��يا ال تنطب��ق علي��ه

الشروط فهذا أحكامه باطلة، كما لو واله أهل الحق والعدل.

طالب: ..........سيأتي إن شاء هللا.

وروي عنه أيضا أنه ال يجوز كقول ابن القاسم وبه قال أبو حنيفة؛ ألنه عمل بغــير حــق ممنال تجــوز توليتــه فلم يجــز كمــا لــو لم يكونــوا بغــاة، والعمــدة لنــا مــا قــدمناه من أن الصــحابة - رضــي هللا عنهم- لمــا انجلت الفتنــة وارتفــع الخالف بالهدنــة والصــلح لم يعرضــوا ألحــد منهم

17

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير 17

في حكم قال ابن العربي: الذي عندي أن ذلك ال يصـلح؛ ألن الفتنـة لمـا انجلت كــان اإلمـام هـوالباغي ولم يكن هناك من يعترضه، وهللا أعلم.

العاشرة.كان اإلمام..

يقصد معاوية، رضي هللا عنه..طويل الباقي..

باق وهللا.. قف عليه..

لقيت..

طالب: ..........نعم أبو حازم االثنان.. ما جهزتهم؟!

طالب: ..........سلمان..

طالب: ..........تجده بسلمان مولى عزة هذا يروي عن أبي هريرة، وهذا يروي عن سهل بن سعد.

طالب: ..........إذا قال لهم اإلمام: كفوا ولم يكفوا ما خرجوا عن الطاعة؟ خرجوا عن الطاعة.

طالب: ..........ما يلزم أن يكون موضعه، لكن إذا خرجوا عن طاعته وشقوا عن عصا الطاعة..

... اللهم صل

طالب: ..........ما أنت مصل أنت؟! ماذا تريد؟!

طالب: ..........هللا يصلح قلبك..

مختصر الخرقي-كتاب ديات(07النفس )

18

طالب: ..........بين األذان واإلقامة.. لكن الموانع المشكلة، المشكلة الموانع..