تفسري القرطبيالنملسورة

معايل الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

تاريخالمكان:المحاضرة:

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

2

السالم عليكم ورحمة هللا وبركاتهبسم هللا الرحمن الرحيم

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.قال اإلمام القرطبي -رحمه هللا تعالى-:

انوا"قول���ه تع���الى: ن األرض تكلمهم أن الناس ك��� ا لهم دابة م ول عليهم أخرجن��� }وإذا وق���ع الق���[.82 ]سورة النمل:بآياتنا ال يوقنون{ول عليهم{، وفي الدابة، فقي�ل: مع�نى }وقع القول{اختلف في معنى: ]س��ورة النم��ل:}وق�ع الق�

[ وجب الغضب عليهم، قاله قتادة، وق�ال مجاه��د: أي ح��ق الق��ول عليهم ب��أنهم ال يؤمن��ون.82 وقال ابن عمر وأبو سعيد الخدري- رضي هللا عنهما-: إذا لم يأمروا ب��المعروف وينه��وا عن المنكر وجب السخط عليهم. وقال عبد هللا بن مسعود: وقع القول يكون بموت العلماء وذهاب

العلم، ورفع القرآن. قال عبد هللا: أكثروا تالوة القرآن، قبل أن يرفع، ق��الوا: ه��ذه المص��احف ترف��ع، فكي��ف بم��ا في صدور الرجال؟ ق�ال: يس�رى علي�ه ليال فيص�بحون من�ه قف�را، وينس�ون ال إل�ه إال هللا، ويقع�ون

في قول الجاهلية وأشعارهم، وذلك حين يقع القول عليهم. قلت: أسنده أبو بكر البزار، ق��ال: ح��دثنا عب��د هللا بن يوس��ف الثقفي، ق��ال: ح��دثنا عب��د المجي��د بن عب��د العزي��ز عن موس��ى بن عبي��دة عن ص��فوان بن س��ليم عن ابن لعب��د هللا بن مس��عود- رض��ي هللا عن��ه- عن أبي��ه أن��ه ق��ال: "أك��ثروا من زي��ارة ه��ذا ال��بيت من قب��ل أن يرف��ع، وينس��ى الن��اس مكان��ه، وأك��ثروا تالوة الق��رآن من قب��ل أن يرف��ع"، ق��الوا: ي��ا أب��ا عب��د ال��رحمن، ه��ذه المص��احف ترف��ع، فكي��ف بم��ا في ص��دور الرج��ال؟ ق��ال: فيص��بحون فيقول��ون: كن��ا نتكلم بكالم،ونقول قوال، فيرجعون إلى شعر الجاهلية، وأحاديث الجاهلية، وذلك حين يقع القول عليهم."الخبر ضعفه ظاهر بجاهلة ابن عبد هللا بن مسعود، وأيضا موسى بن عبيدة الربذي ضعيف.

طالب:.......... من الصدور فهذا معروف.ومحوهأما رفع القرآن

ول مني ألمألن جهنم{"وقي��ل: الق��ول ه��و قول��ه تع��الى: ق الق�� [.13 ]س��ورة الس��جدة:}ولكن ح�� فوقوع القول وج�وب العق��اب على ه�ؤالء، ف�إذا ص�اروا إلى ح�د ال تقب�ل ت�وبتهم، وال يول�د لهم

ولد مؤمن فحينئذ تقوم القيامة، ذكره القشيري." والحد الذي ال تقبJل معJه التوبJة خJروج أحJJد العالمJJات الثالث: المسJJيح الJدجال، والدابJة، وطلJوع الشJJJمس من مغربهJJJا، وبالنسJJJبة لكJJJل شJJJخص بعينJJJه، في الغرغJJJرة إذا عJJJاين انتهت، انتهى قبJJJول

التوبة.

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

}وإذا وق��ع"وق��ول س��ادس: ق��الت حفص��ة بنت س��يرين: س��ألت أب��ا العالي��ة عن ق��ول هللا تع��الى: ن األرض تكلمهم{ ا لهم دابة م ول عليهم أخرجن�� [. فق��ال: أوحى هللا إلى82 ]س��ورة النم��ل:الق��

ن��وح إن��ه لن ي��ؤمن من قوم��ك إال من ق��د آمن، وكأنم��ا ك��ان على وجه��ه غط��اء فكش��ف، ق��ال النح����اس: وه���ذا من حس����ن الج����واب؛ ألن الن���اس ممتحن���ون وم���ؤخرون؛ ألن فيهم مؤم���نين وص��الحين، ومن ق��د علم هللا- ع��ز وج��ل- أن��ه س��يؤمن ويت��وب؛ فله��ذا أمهل��وا وأمرن��ا بأخ��ذ

}إنه لنالجزي��ة، ف��إذا زال ه��ذا وجب الق��ول عليهم، فص��اروا كق��وم ن��وح حين ق��ال هللا تع��الى: [."36 ]سورة هود:يؤمن من قومك إال من قد آمن{

يعني إذا علم هللا- جJل وعال- أنه ليس ممن ينتسJب لهJJذا الJدين من يتJوب ويرجJع إلى هللا- جJلوعال- ومن غيرهم ممن يحق له البقاء بدفع الجزية ال تؤخذ منه الجزية تعطلت األحكام.

}أن الناس"قلت: وجميع األقوال عند التأمل ترجع إلى معنى واحد، وال��دليل علي�ه آخ��ر اآلي��ة: [. وق��رئ )أن( بفتح الهم��زة وس��يأتي، وفي ص��حيح82 ]سورة النم��ل:كانوا بآياتنا ال يوقنون{

»ثالثمسلم عن أبي هريرة- رضي هللا عنه- قال: قال رسول هللا- صلى هللا علي��ه وس��لم-: ا إيمانه���ا لم تكن آمنت من قب���ل أو كس���بت في إيمانه���ا خ���يرا: طل���وع إذا خ���رجن ال ينف���ع نفس���

وق��د مض��ى، واختل��ف في تع��يين ه��ذه الداب��ةالش��مس من مغربه��ا، وال��دجال، وداب��ة األرض« وصفتها."

مJJا الفائJJدة من ذكJJر العالمJJة الثانيJJة والثالثJJة؟ إذا كJJانت واحJJدة منهJJا إذا خJJرجت أو إذا ظهJJرت الا إيمانهJJJا؟ فيعلJJJق بJJJاألولى منهJJJا، فمJJJا الفائJJJدة من ذكJJJر الثانيJJJة والثالثJJJة؟ يعJJJني إذا كJJJانت JJJع نفسJJJينف ا إيمانهJJJا، فال داعي لJJJذكر الJJJدجال JJJع نفسJJJا، انتهت، ال ينفJJJمس من مغربهJJJوع الشJJJا طلJJJاألولى منه

والدابة، وقل مثل هذا في الدجال والدابة.طالب:..........

إذا كJJJان هللا- جJJJل وعال- أعمى ترتيبهJJJا وأخفJJJاه على الخلJJJق بحيث ال يعلم األول منهJJJا، فيصJJJحا JJع نفسJرج ال ينفJا إذا خJد منهJل واحJة وكJJرفت مرتبJة، وإذا عJذه الكيفيJلوب على هJJذا األسJمثل ه إيمانهJJا، ال شJJك أن األمJJر يتعلJJق بأولهJJا، و)الJJواو( الJJتي عطفت بهJJا العالمJJات الثالث ال تقتضJJي الJJJJJترتيب، يحتمJJJJJل أن يكJJJJJون الJJJJJدجال هJJJJJو األول، أو الدابJJJJJة هي األولى، أو طلJJJJJوع الشJJJJJمس من مغربهJJا، على كJJJل حJJال الحJJديث في صJJحيح مسJJلم، وهJJو مشJJكل من هJJذه الحيثيJJة، من حيث إن

واحدة من هذه العالمات كافية في عدم قبول التوبة.طالب: مثل عالمات بلوغ الصبي.

ال، عالمات بلوغ الصبي قد يسبق بعضها على بعض في بعض الناس، قد يبلغ الخامسة عشرةوهو لم ينزل، قد ينزل ولم ينبت، والعكس، لكن هذه للناس كلهم.

طالب:..........

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

4

لكن هJJJل هJJJذا مقJJJرون بJJJإدراك النJJJاس أو هJJJذا حكم شJJJرعي ثJJJابت؟! من يقJJJول طلJJJوع الشJJJمس منمغربها، يخفى على بعض الناس؟

"واختلف في تعيين ه�ذه الداب��ة وص��فتها، ومن أين تخ��رج اختالف��ا كث��يرا، ق��د ذكرن��اه في كت��اب التذكرة، ونذكره هنا إن شاء هللا تعالى مستوفى، فأول األق��وال: إن��ه فص��يل ناق��ة ص��الح، وه��و أصحها، وهللا أعلم، لما ذكره أبو داود الطيالسي في مسنده عن حذيفة قال: ذك��ر رس��ول هللا-

»لها ثالث خرجات من ال��دهر، فتخ��رج في أقص��ى البادي��ة،صلى هللا عليه وسلم- الدابة فقال: ."وال يدخل ذكرها القرية، -يعني مكة-، ثم تكمن زمانا طويال«

تكمن، ثم تكمن، يعني تختفي. »ثم تكمن زمانا طويال، ثم تخرج خرج�ة أخ��رى دون ذل�ك، فيفش��وا ذكره��ا في البادي�ة وي�دخل"

»ثم بينما الناس في أعظميعني مكة، قال رسول هللا- صلى هللا عليه وسلم-: ذكرها القرية« المساجد على هللا حرم��ة، خيره��ا وأكرمه��ا على هللا المس��جد الح��رام لم ي��رعهم إال وهي ترغ��و بين الركن والمقام، تنفض عن رأسها التراب، فانفض الناس منها شتى ومعا، وتثبت عصابة من المؤم��نين، وعرف��وا أنهم لن يعج��زوا هللا، فب��دأت بهم فجلت وج��وههم ح��تى جعلته��ا كأنه��ا الك��وكب ال��دري، وولت في األرض ال ي��دركها ط��الب، وال ينج��و منه��ا ه��ارب، ح��تى إن الرج��ل ليتعوذ منه�ا بالص��الة، فتأتي��ه من خلف��ه فتق�ول: ي�ا فالن: آآلن تص��لي، فتقب�ل علي��ه فتس��مه في وجهه، ثم تنطلق ويشترك الن��اس في األم��وال، ويص��طلحون في األمص��ار، يع��رف الم��ؤمن من

، وموض��ع ال��دليل من ه��ذا الح��ديث أن��هالك��افر، ح��تى إن الم��ؤمن يق��ول: ي��ا ك��افر اقض حقي« ، والرغ��اء إنم��ا ه��و لإلب��ل، وذل��ك أن الفص��يل لم��ا قتلت الناق��ة»وهي ترغ��و«الفص��يل قول��ه:

هرب، فانفتح له حجر فدخل في جوف�ه ثم انطب��ق علي�ه، فه��و في�ه ح��تى يخ��رج ب�إذن هللا- ع��زوجل-."

الخبر مخرج.طالب:.........

فيه تخريج غيره؟! ما فيه تخريج ثان؟طالب:.........

يعني إن صح الطريق الثاني، غير الطريق الذي فيه طلحة، على كل حJJال طريJJق فيJJه مجهJJول،ا، المجهول ينجبر إذا وجد معه طريق ضعيف، لكن الطريJJق الثJJاني وطريق فيه ضعيف واه جد ضJJعفه شJJديد ال يقبJJل االنجبJJار، فمJJا فيJJه شJJك من كونJJه ينجJJبر؛ ألن الطريJJق الثJJاني ضJJعفه شJJديد

الذي فيه طلحة.طالب:........

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

كالمه، ال، مرفوع، ذكر الرسول- صلى هللا عليه وسلم- الدابة.طالب:.........

ال، هو من الرغاء.طالب:..........

ال أعرفه، اللغة الثانية ال أعرفها.طالب:..........

وأثبته أم خطأ. يعني أثبته قال: في رواية كذا؟ على كل حال يراجع. "وروي أنها دابة مزغبة شعراء، ذات قوائم، طولها ستون ذراعا ويقال: إنها الجساسة، وهو ق��ول عب��د هللا بن عم��ر، وروي عن ابن عم��ر أنه��ا على خلق��ة اآلدم��يين، وهي في الس��حاب، وقوائمه��ا في األرض، وروي أنه��ا جمعت من خل��ق ك��ل حي��وان، وذك��ر الم��اوردي والثعل��بي، رأس��ها رأس ث��ور، وعينه��ا عين خ��نزير، وأذنه��ا أذن في��ل، وقرنه��ا ق��رن أي��ل، وعنقه��ا عن��ق نعام��ة، وص��درها ص��در أس��د، ولونه��ا ل��ون نم��ر، وخاص��رتها خاص��رة ه��ر، وذنبه��ا ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصل ومفصل اثنا عشر ذراعا، ق��ال الزمخش��ري: ب��ذراع آدم- علي��ه الس��الم-، ويك��ون معه��ا عص��ا موس��ى، وخ��اتم س��ليمان، فتنكت في وج��ه المس��لم بعص��ا موس��ى نكت��ة بيض��اء في��بيض وجه��ه، وتنكت في وج��ه الك��افر بخ��اتم س��ليمان- علي��ه الس��الم-

فيسود وجهه، قاله ابن الزبير- رضي هللا عنهما-. وفي كتاب النقاش عن ابن عباس- رضي هللا عنهما- إن الدابة الثعب��ان المش��رف على ج��دار

الكعبة التي افتعلتها.التي ماذا؟

التي اقتلعتها. التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة، وحكى الماوردي عن محم��د بن كعب عن علي بن أبي طالب- رضي هللا عنه- أنه سئل عن الدابة فقال: أما وهللا ما لها ذنب، وإن لها

للحية.قال الماوردي: وفي هذا القول منه إشارة على أنها من اإلنس، وإن لم يصرح به"

يعJJJJني لم يJJJJأت في وصJJJJفها، وال في جنسJJJJها نص ملJJJJزم، بJJJJل هللا- جJJJJل وعال- ذكرهJJJJا، وذكرهJJJJا النJJJJJبي- عليJJJJJه الصJJJJJالة والسJJJJJالم-، ولم يJJJJJذكر من أوصJJJJJافها وال من جنسJJJJJها، وعJJJJJادة المفسJJJJJرين وبعض شJJJJراح الحJJJJديث- وهJJJJو في التفاسJJJJير أكJJJJثر-، تتبJJJJع مثJJJJل هJJJJذه األمJJJJور، ونقلهJJJJا وجمعهJJJJا واستقصJJاؤها ممJJا ال يثبت بJJه خJJبر، فJJالوقوف على مJJا جJJاء عن هللا وعن رسJJوله هJJو األحJJرى، فالمسJJلم ال سJJيما طJJالب العلم المحقJJق مJJا وجJJد مثJJل هJJذه األوصJJاف، رأسJJها رأس ثJJور، وعينهJJا

عين خنزير، وأذنها أذن فيل .. إلى أخره.

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

6

فالذي يظهر أنها أكرم على هللا من أن تكJJون بهJJذه المثابJة، وقJJد انتJJدبها هللا- جJل وعال- للتميJJيز ، وهللا- جJJل وعال- سJماها دابJة،ابين خلقه، بين المؤمن وبين الكافر فضال عن أن تكون إنسان

فاإلنسJJان أشJJرف من أن يقJJال لJJه: دابJJة، وإن كJJان ممن يJJدب على األرض، لكن اإلنسJJان إنسJJان، حتى قال بعض أهل العلم: إنه إنسJان وتميJيزه بين المسJلم والكJافر ببيJان الحJق وتزييJف الباطJل، ونصJJر المحقين والJJرد على المبطلين، قJJال بعض أهJJل العلم: إن هJJذه هي الدابJJة، لكن هJJذا ليس

بصحيح. "قلت: وله��ذا- وهللا أعلم-، ق��ال بعض المت��أخرين من المفس���رين: إن األق��رب أن تك��ون ه��ذه الدابة إنسانا متكلما، يناظر أهل البدع والكفر، ويجادلهم؛ لينقطع��وا فيهل��ك من هل��ك عن بين��ة، ويحي��ا من حي عن بين��ة، ق��ال ش��يخنا اإلم��ام أب��و العب��اس: أحم��د بن عم��ر القرط��بي في كت��اب

[،82 ]س��ورة النم��ل:}تكلمهم{المفهم ل��ه، وإنم��ا ك��ان عن��د ه��ذا القائ��ل األق��رب؛ لقول��ه تع��الى: وعلى هذا فال يكون في هذه الدابة آية خاصة، خارقة للعادة."

وهذا اإلنسان الJذي ينJJاظر أهJJل البJJدع ويJJرد عليهم موجJJود في كJJل عصJJر، في كJل مصJJر، يعJني لو بهذا الوصف مثال يقال: شيخ اإلسالم ابن تيمية هJJو الدابJة، يصJJح هJJذا الكالم، هJل يقJول مثJJل

هذا عاقل مثال؟ أو شخص مثله يأتي في آخر الزمان؟ هذا ال يمكن أن يقبله عاقل. "وال يك��ون من العش��ر اآلي��ات الم��ذكورة في الح��ديث؛ ألن وج��ود المن��اظرين والمحتجين على أه���ل الب���دع كث���ير، فال آي���ة خاص���ة به���ا، فال ينبغي أن ت���ذكر م���ع العش���ر، وترتف���ع خصوص���ية

وجودها إذا وقع القول، ثم فيه العدول عن تسمية هذا اإلنسان المناظر." ثم بوجJJود هJJذا اإلنسJJان يغلJJق بJJاب التوبJJة، على حJد زعم هJؤالء، هJل يمكن أن يغلJJق بJاب التوبJة بوجJJJود إنسJJJان ليس بنJJJبي وال، إنمJJJا هJJJو شJJJخص عJJالم ينJJJاظر أهJJJل البJJJدع ويJJJرد عليهم تنقطJJJع بJJJه

التوبة، ويغلق باب التوبة؟ ال يمكن هذا أبدا. "فال آي���ة خاص���ة به���ا، فال ينبغي أن ت���ذكر م���ع العش���ر، وترتف���ع خصوص���ية وجوده���ا إذا وق��ع القول، ثم فيه العدول عن تسمية ه�ذا اإلنس��ان المن��اظر الفاض��ل الع��الم ال�ذي على أه�ل األرض أن يسموه باسم اإلنس��ان، أو بالع�الم أو باإلم�ام، إلى أن يس�مى بداب�ة، وه�ذا خ�روج عن ع�ادة الفصحاء، وعن تعظيم العلم��اء، وليس ذل�ك دأب العقالء، ف��األولى م��ا قال��ه أه�ل التفس��ير، وهللا

أعلم بحقائق األمور." يعJJني يJJرجح المؤلJJف- رحمJJه هللا- أنه الفصJJيل، فصJJيل الناقJJة- ناقJJة صJJالح- وذكJJر مJJا ذكJJر من

الخبر. "قلت: قد رفع اإلشكال في هذه الدابة ما ذكرناه من ح��ديث حذيف��ة فليعتم��د علي��ه. واختل��ف من أي موضع تخرج، فقال عبد هللا بن عمر: تخرج من جب��ل الص��فا بمك��ة، يتص��دع فتخ��رج من��ه، ق��ال عب��د هللا بن عم��رو نح��وه، وق��ال: ل��و ش��ئت أن أض��ع ق��دمي على موض��ع خروجه��ا لفعلت،

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

»إن األرض تنش�ق عن الداب�ة وعيس�ى-وروي في خ��بر عن الن�بي- ص�لى هللا علي�ه وس�لم- علي��ه الس��الم- يط��وف ب��البيت، ومع��ه المس��لمون من ناحي��ة المس��عى، وأنه��ا تخ��رج من الص��فا فتس��م بين عي��ني الم��ؤمن ه��و م��ؤمن س��مة كأنه��ا ك��وكب دري، وتس��م بين عي��ني الك��افر نكت��ة

وذكر في الخبر أنها ذات وبر وريش، ذكره المهدوي.سوداء كافر«، وعن ابن عب����اس أنه����ا تخ����رج من ش����عب فتمس رأس����ها الس����حاب، ورجاله����ا في األرض لم تخرج�ا، وتخ�رج ومعه�ا عص�ا موس��ى وخ��اتم س�ليمان- عليهم�ا الس�الم-، وعن حذيف��ة تخ��رج ثالث خرج��ات: خرج��ة في بعض الب��وادي ثم تكمن، وخرج��ة في الق��رى يتقات��ل فيه��ا األم��راء

حتى تكثر الدماء، وخرجة من أعظم المساجد وأكرمها وأشرفها وأفضلها. قال الزمخشري: تخرج من بين الركن حذاء دار ب��ني مخ��زوم عن يمين الخ��ارج من المس��جد،

فقوم يهربون، وقوم يقفون نظارة."نظارة يعني ينظرون إليها؟

"وروي عن قتادة أنها تخرج في تهامة." أشJJJيع قبJJJل خمس سJJJنوات أن صJJJدعا حصJJJل في المسJJJعى اشJJJتهر بين النJJJاس وشJJJاع ومشJJJى على كثJير من النJاس وصJاروا يتحJدثون بJه، واإلشJJاعات ال شJJك أن القلJوب تشJرئب إليهJJا، والمجJJالس تعمر بها، ومع ذلJك هJذا أمJر محسJوس ويمشJي على كثJير من النJاس، مJا يJدل على أن اإلشJاعة تؤثر في الناس، وكما قال الحافظ ابن حجJJر- رحمJJه هللا-: اإلشJJاعات وإن كJJثر ناقلوهJJا فإنهJJا ال تفيد العلم ما لم تستند إلى الحس، فهؤالء أشاعوا أن هناك صدعا في المسJJعى، وأنJJه تخJJرج منJJه الدابJJة، وقبلJJه النJJاس وتJJداولوه وبعضJJهم تحJJرك قلبJJه، وبعضJJهم أزمJJع على التوبJJة، ثم لمJJا كJJذبت

هذه اإلشاعة ما صار شيء، رجعوا وكأن شيئا لم يكن، وهللا المستعان. "وروي عن قتادة أنها تخرج في تهام��ة، وروي أنه��ا تخ��رج من مس�جد الكوف�ة، من حيث ف�ار تنور نوح- عليه السالم-، وقيل: من أرض الطائف، قال أبو قبيل: ضرب عب��د هللا بن عم��رو أرض الطائف برجل��ه، وق�ال: من هن��ا تخ��رج الداب��ة ال��تي تكلم الن��اس، وقي��ل: من بعض أودي��ة تهامة، قاله ابن عب��اس، وقي��ل: من ص��خرة من ش��عب أجي��اد، قال��ه عب��د هللا بن عم��رو، وقي��ل:

من بحر سدوم، قاله وهب بن منبه، ذكر هذه األقوال الثالثة األخيرة الماوردي في كتابه."وكل هذه األقوال ال تستند إلى دليل، وال حاجة إلى المسلم بها.

"وذك��ر البغ��وي -أب��و القاس��م- عب��د هللا بن محم��د بن عب��د العزي��ز ق��ال: ح��دثنا علي بن الجع��د، عن فض��يل بن م��رزوق الرقاش��ي األغ��ر- وس��ئل عن��ه يح��يى بن معين فق��ال: ثق��ة- عن عطي��ة الع��وفي عن ابن عم��ر ق��ال: تخ��رج الداب��ة من ص��دع في الكعب��ة كج��ري الف��رس ثالث��ة أي��ام ال

يخرج ثلثها.

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

8

قلت: فهذه أقوال الصحابة والت�ابعين في خ��روج الداب�ة وص�فتها، وهي ت�رد ق�ول من ق�ال من المفسرين: إن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل الب�دع والكف��ر، وق�د روى أب��و أمام��ة أن

ذك��ره»تخ��رج الداب��ة فتس��م الن��اس على خ��راطيمهم«، الن��بي- ص��لى هللا علي��ه وس��لم- ق��ال: الماوردي.

تكلمهم بض���م الت���اء وش���د الالم المكس���ورة، من الكالم ق���راءة العام���ة ي���دل علي���ه ق���راءة أبي: "تن����بئهم"، وق����ال الس����دي: تكلمهم ببطالن األدي����ان س����وى دين اإلس����الم، وقي����ل: تكلمهم بم����ا

انوايسوؤهم، وقيل: تكلمهم بلسان ذلق، فتقول: بصوت يسمعه من ق��رب وبع��د: }أن الناس ك��ا ال يوقن��ون{ }أال[ أي بخ��روجي؛ ألن خروجه��ا من اآلي��ات، وتق��ول: 82 ]س��ورة النم��ل:بآياتن��

[، وقرأ أبو زرعة وابن عباس والحسن وأبو رجاء:18 ]سورة هود:لعنة هللا على الظالمين{ "تكلمهم"، بفتح الت��اء من الكلم، وه��و الج��رح، ق��ال عكرم��ة: أي تس��مهم، وق��ال أب��و الج��وزاء: س���ألت ابن عب���اس عن ه���ذه اآلي���ة: تكلمهم أو تكلمهم؟ فق���ال: هي وهللا تكلمهم وتكلمهم، تكلم

المؤمن، وتكلم الكافر والفاجر أي تجرحه." يعJJني كأنهJJا تكتب على جبينJJه بشJيء محJJدد بJإبرة ونحوهJJا، فينجJJرح جلJJده، فيكJJون من الكلم وهJJو

، هذا هو كالمها.}تكلمهم أن الناس{الجرح، لكن الظاهر أنه من الكالم، بدليل: }أن الناس"وق��ال أب��و ح��اتم: تكلمهم كم��ا تق��ول: تج��رحهم، ي��ذهب إلى أن��ه تكث��ير من تكلمهم،

ا ال يوقن��ون{ انوا بآياتن�� (82 ]س��ورة النم��ل:ك�� [ وق��رأ الكوفي��ون وابن أبي اس��حاق ويح��يى )أن( بكس�ر الهم�زة، ق�ال النح�اس: في بالفتح، وقرأ أهل الح��رمين وأه�ل الش��ام وأه�ل البص�رة )إن

") ، وكذا قرأ ابن مسعود )بأن المفتوحة قوالن: وكذا المكسورة، قال األخفش: المعنى بأنفيكون تعليال، تعليال.

"وقال أبو عبيدة: موضعها."ا ال يوقن��ون{يعJJJني تعليJJJل خروجهJJJا وصJJJنيعها انوا بآياتن�� [ هJJJذه82 ]سJJJورة النمJJJل:}أن الناس ك��

العلة، على قراءة فتح الهمزة. "وقال أبو عبيدة: موضعها نص��ب بوق�وف الفع�ل عليه�ا أي تخ�برهم أن الن��اس، وق�رأ الكس�ائي

والفراء )إن(."[ فيكون موضعه موضع المفعول.82 ]سورة النمل:}أن الناس{فالمخبر به

"وقرأ الكسائي والفراء: "إن الناس" بالكسر على االس��تئناف، وق��ال األخفش هي بمع��نى تق��ول:"إن الناس" يعني."

ومقول القول تكسر فيه همزة )إن(.

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

"هي بمعنى تقول: "إن الناس" يع��ني الكف��ار بآياتن��ا ال يوقن��ون، يع��ني ب��القرآن وبمحم��د- ص��لىا، ولم يب��ق إال مؤمن��ون وك��افرون في هللا عليه وسلم-، وذل��ك حين ال يقب��ل هللا من ك��افر إيمان��

علم هللا قبل خروجها، وهللا أعلم.ا{قوله تع��الى: ل أمة فوج�� ر من ك�� وم نحش� [. أي زم��رة وجماع��ة، يع��ني83 ]س��ورة النم��ل:}وي�

ب����القرآن وبأعالمن����ا الدال����ة على الح����ق، فهم يوزع����ون: أي ي����دفعون ويس����اقون إلى موض����عالحساب، قال الشماخ:

وكم وزعنا من خميس جحفل ... وكم حبونا من رئيس مسحل" الوزع: هو الدفع، إن هللا ليزع بالسلطان، يعني يدفع به من الشرور واآلفJJات والفتن مJJا ال يJJدفع

وال يزع بالقرآن، فالوزع معناه هنا الدفع.اءوا ق��ال{"وقال قتادة: يوزع��ون أي ي��رد أولهم على آخ��رهم، [84 ]س��ورة النم��ل:}حتى إذا ج��

اتي{أي ق���ال هللا: بتم بآي��� ذ ال���تي أنزلته���ا على رس���لي، وباآلي���ات ال���تي أقمته���ا دالل���ة على}أك���ا{توحيدي، ، أي ببطالنه��ا ح��تى تعرض��وا عنه��ا، ب��ل ك��ذبتم ج��اهلين غ��ير}ولم تحيطوا بها علم��مستدلين."

يعني من غير نظر وال تأمل، أنكروها وردوها قبل أن ينظروا فيها.اذا كنتم تعملون{" [، تقريع وتوبيخ أي ماذا كنتم تعمل��ون حين لم تبحث��وا84 ]سورة النمل:}أم

عنها ولم تتفكروا ما فيها.ا ظلم���وا{ ول عليهم بم��� [ أي وجب الع���ذاب عليهم بظلمهم، أي85 ]س���ورة النم���ل:}ووق���ع الق���

[ أي ليس لهم ع��ذر وال حج��ة، وقي��ل: يختم على85 ]سورة النمل:}فهم ال ينطقون{بشركهم، أفواههم فال ينطقون، قاله أكثر المفسرين.

كنوا في���ه{قول���ه تع���الى: ل ليس��� ا اللي��� روا أنا جعلن��� [. أي يس���تقرون86 ]س���ورة النم���ل:}ألم ي���را{فين��امون، ار مبص�� }إن في ذل��ك[ أي يبص��ر في��ه لس��عي ال��رزق. 67 ]س��ورة ي��ونس:}والنه��

وم يؤمن���ون{ ات لق��� باهلل، ذك���ر الدالل���ة على إلهيت���ه وقدرت���ه، أي ألم يعلم���وا كم���ال ق���درتناآلي���فيؤمنوا؟."

ومن أعظم نعم هللا- جل وعال- على الناس، وعلى المخلوقات أن قسم الوقت إلى قسمين: قسJJم ينJJامون فيJJه ويسJJتريحون ويسJJكنون فيJJه. وقسJJم: يبحثJJون فيJJه عن أرزاقهم ومJJا ينفعهم في أمJJور دينهم ودنيJJاهم، فلJJو تصJJور أن الJJوقت كلJJه ليJJل، سJJرمد، ظالم دامس، كيJJف يتصJJرف النJJاس في معاشهم؟ قد يقول قائل: الكهربJJاء يحJJل هJJذه المشJJكلة، نقJول: ال يحJJل هJJذه المشJJكلة، األمم عاشJJت قرونJJا متطاولJJة بJJدون كهربJJاء، مJJا يكJJون واقعهم لJJو كJJان الJJوقت كلJJه ليال، والعكس لJJو كJJان كلJJه نهJJارا، فالنهJJار ليس بصJJالح للنJJوم، وإنمJJا النJJوم فائدتJJه إنمJJا تكJJون في الظالم، حJJتى قJJال بعضJJهم:

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

10

إن من كان نومه بالنهJار فقJط، ال شJJك أن هJJذا يتضJJرر عJاجال أو آجال، وإذا ابتلي بJJذلك وصJJارا أن كلهم عسJJJJJس، JJJJJذا واقعJJJJJار هJJJJJلمين صJJJJJير من المسJJJJJوهم، وكثJJJJJس ونحJJJJJل كالعسJJJJJه بالليJJJJJوظيفت المقصود أنهم إذا ابتلوا بهذا يعمJJدوا في النهJJار إلى مكJJان مظلم، شJJديد الظلمJJة، فينJJاموا فيJJه؛ ألن هذا أنفع لهم، وبعض الناس أصJJال ال يأتيJه النJوم وال يسJتطيع أن ينJام في الضJوء ضJJوء النهJJار، المقصJJJود أن هJJJذه من أعظم نعم هللا- جJJJل وعال- على النJJJاس، إذ لJJJو كJJJانت الJJJدنيا كلهJJJا نهJJJارا؛ ألضJJر بهم ذلJJك، والنJJوم مصJJلحته ظJJاهرة، وال يمكن أن يعيش اإلنسJJان بدونJJه، لJJو كJJانت الJJدنيا كلهJJJا نهJJJارا ألدى ذلJJJك ببعض النJJJاس أن تكJJJون معيشJJJته في كJJJل الJJJوقت، من شJJJدة حرصJJJهم على الJJJدنيا ونهمهم بهJJJا، وتركJJJوا النJJJوم الJJJذي هJJJو، الJJJذي تقJJJوم بJJJه حيJJJاتهم ويسJJJتعينون بJJJه على قضJJJاء

حوائجهم. وقل العكس: لو كان الوقت كله ظالما دامسا؛ ألخلJJد كثJJير من النJJاس إلى الراحJJة ونJJاموا جميJJع

}يولج الليلالJJوقت، وهJJذه من نعم هللا- جJJل وعال- أن جعJJل الJJوقت مقسJJوما بين ليJJل أو نهJJار، ل{ ار في اللي�� ار وي��ولج النه�� يعJJJني يJJJدخل النهJJJار على الليJJJل فيطJJJول[6 ]سJJJورة الحديJJJد:في النه��

النهار، ويدخل الليل على النهار فيطول الليل، وهذا واضح في الشتاء والصيف. ور{"قول�ه تع��الى: وم ينفخ في الص� ا أو ذك��رهم ي��وم87 ])}وي� ( س��ورة النم�ل[، أي واذك��ر يوم��

ينفخ في الصور، ومذهب الفراء أن المعنى: وذلكم يوم ينفخ في الصور، وأج�از في�ه الح�ذف،والصحيح في الصور أنه قرن من نور."

مذهب الفراء، أن المعJنى: وذلكم يJوم ينفخ في الصJور، لJو كJان المJراد هJذا لكJJانت يJوم ينفخ في الصJJJور، مJJJا صJJJارت يJJJوم؛ ألن الظJJJرف )يJJJوم( أضJJJيف إلى جملJJJة صJJJدرها معJJJرب فيعJJJرب، لJJJو كJJJJانت )يJJJJوم نفخ في الصJJJJور( سJJJJاغ كالمJJJJه، صJJJJح تقJJJJدير ذلكم يJJJJوم ينفخ في الصJJJJور؛ ألن يJJJJوم

ع{أضJJيف إلى جملJJة صJJدرها مبJJني، فيبJJني على الفتح، قJJال هللا: وم ينف�� ]سJJورة المائJJدة:}ه��ذا ي�� [ وفي الحJJديث البنJJاء: كيJJوم ولدتJJه أمJJه؛ ألنJJه أضJJيف إلى جملJJة صJJدرها مبJJني فبJJني. وهنJJا119

؟ من أجJلمJاذا مضاف إلى جملة صدرها معJرب فيعJرب، فالتقJدير اذكJر من أجJل }ويوم ينفخ{أن يستقيم الفتح الذي في اآلية، وهو يوم ينفخ، فال بد أن تقدر ما يقتضي الفتح.

"والصحيح في الصور أنه قرن من نور ينفخ فيه إسرافيل، قال مجاه��د: كهيئ��ة الب��وق، وقي��ل:زع من فيهو البوق بلغة أهل اليمن، وقد مضى في )األنعام( بيانه وما للعلم�اء في ذل�ك، }فف�

} ماوات ومن في األرض إال من شاء هللا [: ق�ال أب�و هري�رة ق�ال الن�بي-87 ]س�ورة النم�ل:السرافيلص�لى هللا علي�ه وس�لم-: ور فأعط�اه إس� ماوات خل�ق الص� ق الس� ا ف�رغ من خل� لم »إن هللا

، قلت: يا رس��ولفهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر بالنفخة«"»قرن وهللا عظيم والذي بعثني بالحق إن عظم دارة فيه« هللا ما الصور؟ قال:

عظم دارة فيه يعني فمه، دارة فيه، هذا يظهر.

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

ات" ماء واألرض فينفخ في���ه ثالث نفخ��� »والذي بعثني ب���الحق إن عظم دارة في���ه كع���رض الس���ام ل�رب الع�المين« ة البعث والقي� عق والثالث��ة نفخ� النفخة األولى نفخة الفزع والثانية نفحة الص

وذكر الحديث: ذكره علي." النفخات الثالث كلها مJJذكورة في القJJرآن، لكن الخالف بين أهJJل العلم في عJJدد النفخJJات هJJل هي ثالث، أو اثنتJJJJان؟ معJJJJروف بين أهJJJJل العلم فيجعلJJJJون نفخJJJJة الفJJJزع مقدمJJJJة، يعJJJJني نفخJJJJة الصJJJJعق يفزعون أوال ثم يصJJعقون، فتكJون واحJدة، ومن أثبت الثالثJJة قJJال: ينفخ فيJه ثم يفزعJون، ثم ينفخ

ثانية فيصعقون، ثم ينفخ ثالثة فيبعثون. يقول؟ماذاالحديث من خرجه؟ تخريج الحديث،

طالب:........... حديث البخاري يدل على أنهما نفختان فقط، لكن ما يمنع أن يكون بين النفخJJتين األولى والثانيJJة أربعون عاما، وبين الثانية والثالثة أربعون عاما. فيه مJا يمنJJع؟! يعJJني بين كJJل نفخJتين يمكن أن نوجه هذا، ال سيما وأن الثالث جاءت بألفاظها من القJرآن، وأمJJا من يقJJول: إنهمJJا اثنتJJان فيجعJJل

الفزع مقدمة للصعق، هل عندك تخريج ثان؟؟ "ذكره علي بن معبد والطبري والثعلبي وغيرهم، وص��ححه ابن الع��ربي، وق��د ذكرت��ه في كت��اب التذكرة، وتكلمنا عليه هنالك، وأن الص�حيح في النفخ في الص��ور أنهم�ا نفخت��ان ال ثالث، وأنا نفخة الفزع إنما تكون راجعة إلى نفخة الص��عق؛ ألن األم��رين الزم��ان لهم��ا، أي فزع�وا فزع�� م�اتوا من��ه، أو إلى نفخ��ة البعث وه�و اختي�ار القش�يري وغ�يره، فإن��ه ق�ال في كالم�ه على ه�ذه

]س��ورة يس:}من بعثنا من مرق��دنا{اآلية والمراد النفخة الثانية: أي يحيون فزعين يقولون: [ ويعاينون من األمر ما يهولهم ويفزعهم، وهذا النفخ كص�وت الب�وق؛ لتجتم�ع الخل�ق في52

ور{أرض الج��زاء، قال��ه قت��ادة، وق��ال الم��اوردي: وم ينفخ في الص�� ه��و ي��وم النش��ور من}وي�� القبور، ق�ال: وفي ه�ذا الف�زع ق�والن: أح�دهما: أن�ه اإلس�راع واإلجاب�ة إلى الن�داء، من ق�ولهم:

فزعت إليك في كذا، إذا أسرعت إلى ندائك في معونتك. والق��ول الث��اني: إن الف��زع هن��ا ه��و الف��زع المعه��ود من الخ��وف والح��زن؛ ألنهم أزعج��وا من

قبورهم، ففزعوا وخافوا وهذا أشبه القولين.قلت: والسنة الثابتة من حديث أبي هريرة وحديث عبد هللا بن عمر ويدل على"

طالب: عمرو أم عمر؟ابن عمر، )الواو( استئنافية، وهذا يدل على أنهما نفختان.

"من حديث أبي هريرة وحديث عبد هللا بن عمر ويدل على أنهما نفختان ال ثالث."

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

12

ال ال، غJJJJير صJJJJحيح، والسJJJJنة الثابتJJJJة من حJJJJديث أبي هريJJJJرة وحJJJJديث عبJJJJد هللا بن عمJJJJرو يJJJJدل، واألصJJل أن يقJJول: تJJدل على أنهمJJا نفختJJان ال ثالث؛ ألنه لJJو أراد االسJJتئناف لقJJال: ويJJدل على

أنهما نفختان ال ثالث، ما خرجه مسلم.طالب:..........

ال، لJJJو كJJJانت )الJJJواو( اسJJJتئنافية ويJJJدل على أنهمJJJا نفختJJJان ال ثالث، مJJJا خرجJJJه مسJJJلم، يJJJدل مJJJاخرجه، لكن هو راجع على السنة الثابتة.

طالب: إذن ابن عمرو؟ ابن عمرو.نعم

"والس��نة الثابت��ة من ح��ديث أبي هري��رة وح��ديث عب��د هللا بن عم��رو ي��دل على أنهم��ا نفخت��ان ال ثالث، خرجهما مسلم، وقد ذكرناهما في كتاب التذكرة، وهو الصحيح إن شاء هللا تعالى أنهما

ماوات ومن في األرض إال مننفختان. ق��ال هللا تع��الى: عق من في الس�� ور فص�� }ونفخ في الص��} اء هللا [، فاس��تثنى هن��ا كم��ا اس��تثنى في نفخ��ة الف��زع، ف��دل على أنهم��ا68 ]س��ورة الزم��ر:ش��

واح��دة، وق��د روى ابن المب��ارك عن الحس��ن ق��ال: ق��ال رس��ول هللا- ص��لى هللا علي��ه وس��لم-: بها كل ميت«. ، واألخرى يحيي هللا بها كل حي »بين النفختين أربعون سنة األولى يميت هللا

ة)فإن قيل: فإنه قول�ه تع�الى: اجف� ف الر وم ترج� ادف�ة{6}ي� ا الر -6 ]س�ورة النازع�ات:( تتبعه� [ وه��ذا يقتض��ي بظ��اهره أنه��ا13 ]سورة النازع��ات:}فإنما هي زجرة واحدة{[، إلى أن قال: 7

ثالث. قيل له: ليس كذلك، وإنما المراد بالزجرة النفخة الثانية، التي يكون عنه��ا خ��روج الخل��ق من

قبورهم، كذلك قال ابن عباس ومجاهد وعطاء وابن زيد وغيرهم. قال مجاهد: هما صيحتان أما األولى فتميت كل شيء بإذن هللا، وأما األخرى فتحيي كل ش��يء ب��إذن هللا، وق��ال عط��اء: الراجف��ة القيام��ة، والرادف��ة: البعث، وق��ال ابن زي��د: الراجف��ة: الم��وت،

والرادفة: الساعة، وهللا أعلم.} اء هللا [، ثم اختل���ف في ه���ذا المس���تثنى منهم، ففي ح���ديث أبي87 ]س���ورة النم���ل:}إال من ش���

هريرة: أنهم الشهداء عند ربهم يرزقون، إنم��ا يص��ل الف��زع إلى األحي��اء، وه��و ق�ول س��عيد بن جب���ير أنهم الش���هداء متقل���دو الس���يوف ح���ول الع���رش، وق���ال القش���يري: األنبي���اء داخل���ون في جملتهم؛ ألن لهم الش���هادة م���ع النب���وة، وقي���ل: المالئك���ة، ق���ال الحس���ن: اس���تثنى طوائ���ف من المالئك��ة يموت��ون بين النفخ��تين، ق�ال مقات�ل: يع��ني جبري��ل وميكائي�ل وإس��رافيل ومل�ك الم��وت،

وقيل: الحور العين، وقيل: هم المؤمنون؛ ألن هللا تعالى قال عقب هذا.."عقب؟

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

ماذا عندك؟عقيب هذا.

عقيب.."}من جاء بالحسنة..{ألن هللا تعالى قال عقيب هذا

ماذا عندك؟ قال:"ألن هللا تعالى قال عقيب هذا"

عقيب، هي بالتصغير عقيب هذا."ألن هللا تعالى قال عقيب هذا"

عندك يا أبا عبد هللا؟ماذاطالب:..........كذلك، هي غلط.

ن ف��زع يومئذ آمن��ون{"ألن هللا تعالى قال عقيب هذا: ا وهم م نه�� ر م }من جاء بالحسنة فله خي�� [. وق��ال بعض��هم علمائن��ا: والص��حيح أن��ه لم ي��رد في تع��يينهم خ��بر ص��حيح،89]س��ورة النم��ل:والكل محتمل."

وهJJJJذا هJJJJو الصJJJJواب أنJJJJه لم يJJJJرد تعJJJJيينهم، كمJJJJا في نفخJJJJة الصJJJJعق، جJJJJاء االسJJJJتثناء وخفي أمJJJJر المستثنى على النبي- عليه الصالة والسالم-؛ ألنه- عليه الصالة والسالم- أول من تنشق عنه

»فJJإذا موسJJى آخJJذ بقائمJJة العJJرش، فال أدري أبعث يعJJني إذا قJJام، »فJJإذا موسJJى«األرض يقJJول: يعني لم يصعق.قبلي أم جوزي بصعقة الطور«

طالب:.......... والمقصJJJJJود أن هJJJJJذا االسJJJJJتثناء ال يعلمJJJJJه إال هللا- جJJJJJل وعال- ولJJJJJذا قJJJJJال النJJJJJبي- عليJJJJJه الصJJJJJالة

وفي روايJJة:»ال أدري أبعث قبلي أم جوزي بصعقة الطور فيكون ممن استثناه هللا«والسالم-: .»أو ممن استثنى هللا«

طالب:...........يمكن رجوعها إلى اثنتين على سبيل االختصار.

طالب:..........كيف؟

طالب:......... ال أصJJل الثالثJJة الJJتي هي نفخJJة البعث النJJاس أمJJوات كيJJف يفزعJJون؟ يحتJJاجون إلى مقدمJJة، لكن

يحتاجون إلى بعدها، يفزعون بعدها ما يفزعون قبلها.

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

14

"قلت: خفي عليه حديث أبي هري��رة وق��د ص��ححه القاض��ي أب��و بك��ر بن الع��ربي، فليع��ول علي��ه؛ألنه نص في التعيين وغيره اجتهاد، وهللا أعلم. وقيل غير هذا على ما يأتي في )الزمر(.

ماوات{وقول��ه: زع من في الس�� [، م��اض وينفخ مس��تقبل، فيق��ال: كي��ف87 ]س��ورة النم��ل:}فف�� عطف ماض على مستقبل، فزعم الفراء أن هذا محمول على المعنى؛ ألن المع��نى إذا نفخ في

{الص��ور فف��زع اء هللا رين{، نص��ب على االس��تثناء، }إال من ش�� ل أت��وه داخ�� ]س��ورة النم��ل:}وك�� [ ق���رأ أب���و عم���رو وعاص���م والكس���ائي ون���افع وابن ع���امر وابن كث���ير "آت���وه" جعل���وه فعال87

مستقبال".يعني جاؤوا إليه.

ل أت����وه{" جعل����وه فعال مس����تقبال، وق����رأ األعمش ويح����يى وحم����زة وحفص عن عاص����م: }وك���� مقصورا على الفعل الماضي، وكذلك قرأه ابن مس��عود. وعن قت��ادة: "وك��ل أت��اه داخ��رين"، ق��ال

ل أت�وه{النح�اس: وفي كت�ابي عن أبي إس��حاق في الق�راءات، من ق�رأ: ده على لف�ظ:}وك� ، وح� ، فلم}وكل أتوه{كل، ومن قرأ: "آتوه" جمع على معناها، وهذا القول غلط قبيح؛ ألنه إذا قال:

د لق��ال: أت��اه، ولكن من ق��ال: "أت��وه"، جم��ع على المع��نى وج��اء ب��ه د وإنم��ا جم��ع، ول��و وح�� يوح��ا، وق��ال: "آت�وه"؛}وكل أتوه{ ومن قرأ: }ففزع{ماضيا؛ ألنه رده إلى ، حمله على المع��نى أيض�

ألنها جملة منقطعة من األول." }وكلهم آتيه يومآتوه: يعني جائين إليهم، كل الناس، وكل من يبعث آت إلى هللا- جل وعال-،

.[95 ]سورة مريم:القيامة فردا{لقال ابن نصر: قد حكي عن أبي إسحاق- رحم�ه هللا- م�ا لم يقل�ه، ونص أبي إس�حاق: " }وك��

رين{ د فلف��ظ )ك��ل( ومن جم��ع فلمعناه��ا، يري��د م��ا أتى فيأت��وه داخ�� ، ويق��رأ "آت��وه"، فمن وح��القرآن."

أبو إسحاق، الزجاج علق عليه بشيء؟ لعله أبو إسحاق الزجJJاج في معJاني القJJرآن، لكن قJJال فيكتاب القراءات، في كتاب القراءات. على كل..

طالب: مكتوب في القراءات. مكتJJوب في األول؟ في الصJJفحة الJJتي قبلهJJا في القJJراءات، على كJJل حJJال الJJذي يغلب على الظن

أنه الزجاج. "يريد ما أتى في القرآن أو غيره من توحيد خ��بر )ك��ل( فعلى اللف��ظ أو جم�ع فعلى المع��نى، فلم

يأخذ أبو جعفر هذا المعنى. ، فه��و فع��ل من اإلتي��ان، وحم��ل على مع��نى )ك��ل(}وكل أتوه داخرين{قال المهدوي: ومن قرأ:

دون لفظه��ا، ومن ق��رأ: "ك��ل آت��وه داخ��رين". فه��و اس��م الفاع��ل من أتى، ي��دلك على ذل��ك قول��ه

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

15

ة ف�ردا{تع�الى: وم القيام� [. ومن ق�رأ: "وك��ل أت�اه" حمل�ه على95 ]س�ورة م�ريم:}وكلهم آتي�ه ي�رين{لف��ظ )ك��ل( دون معناه��ا، وحم��ل على المع��نى ومعن��اه: ص��اغرين، عن ابن عب��اس}داخ��

وقتادة، وقد مضى في النحل.حاب{قوله تعالى: ر الس�� دة وهي تم�ر م�� بها جام� ال تحس�� [. ق�ال88 ]س��ورة النم��ل:}وت�رى الجب��

ابن عب��اس: أي قائم��ة وهي تس��ير س��يرا حثيث��ا، ق��ال القت��بي: وذل��ك أن الجب��ال تجم��ع وتس��ير، فهي في رؤي��ة العين كالقائم��ة وهي تس��ير، وك��ذلك ك��ل ش��يء عظيم، وجم��ع كث��ير يقص��ر عن��ه النظر؛ لكثرته وبعد ما بين أطرافه، وهو في حسبان الناظر كالواقف وهو يس��ير، ق��ال النابغ��ة

في وصف جيش:وقوف لحاج والركاب تملجبأرعن مثل الطود تحسب أنهم

"لحاج يعني حاجة.

"وقوف لحاج والركاب تملجبأرعن مثل الطود تحسب أنهم

قال القشيري: وهذا يوم القيامة." يعني ال شك أنه يJوم القيامJة هJو الJذي تسJJير فيJه الجبJال، وأمJا في الJدنيا فال؛ ألنهJا ثابتJة، وثبتت بهJJا األرض وأرسJJيت بهJJا، وهJJذا أمJJر مشJJاهد محسJJوس، وبعضJJهم، بعض النJJاس يقJJول: إنه في الJJJJدنيا، والجبJJJJال تJJJJدور، ويسJJJJتدل بهJJJJذا على دوران األرض، يسJJJJتدل بهJJJJذا على دوران األرض، لكن إذا كانت األرض تدور، هل تدور الجبال بمفردهJJا أو تJJدور معهJJا؟ إذا دارت معهJJا هJJل هي ثابتJJة أم تJJدور، تسJJير بنفسJJها؟ ثابتJJة على أي حJJال، سJJواء دارت األرض أم لم تJJدر الجبJJال ثابتJJة

دة وهي[، يقJJول: 32 ]سJJورة النازعJJات:}والجبال أرساها{وراسية بها جام�� }وترى الجبال تحس��حاب{ ر الس�� [، نعم إذا أتيت إلى هJJذا الجبJJل في هJJذا اليJJوم ثم جئت بعJJد88 ]سJJورة النمJJل:تم��ر م��

شJJهر لم تجJJده في مكانJJه تقJJول: نعم، تمJJر مJJر السJJحاب، لكن يبقى أنJJك تجJJده في مكانJJه من أول يJJوم، من خلJJق هللا األرض إلى يومنJJا هJJذا، منJJذ أن أرسJJاها بالجبJJال إلى يومنJJا هJJذا مكانJJه. فليس

فيه دليل ألبتة. يعJJJJني اسJJJJتدل بJJJJه بعضJJJJهم على دوران األرض، لكن إذا دارت األرض على فJJJJرض أنهJJJJا تJJJJدور األرض، هل نقول: إن الجبال تمر مر السحاب؟ يعني هJJل الJJذي على وجJJه األرض وهي تJJدور بهم مJJع غJJيره من المخلوقJJات، وهJJذا على سJJبيل التJJنزل، يJJJرى الجبJJال تمJJر مJJر السJJحاب؟ أبJJدا، ليس في هJJJذا مJJJا يJJJJدل على مJJJا ذهبJJJJوا إليJJJه، أحيانJJJا عنJJJJد الجيولوجJJJJيين أشJJJJياء قJJJJد تكJJJJون بعضJJJJهاا، جبJل مضحك، قJد يقولJون: إنكم ال تJدركون مثJل هJذه األمJور، أحيانJا يقJول: هJذا جبJJل قJديم جJد

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

16

قJJJديم، فيJJJه جبJJJال جديJJJدة؟ قJJJد يكJJJون من الحجJJJارة مJJJا يتحجJJJر، يطJJJرأ عليJJJه تحجJJJر، أمJJJا جبJJJل قJJJائمأرسيت به األرض يكون قديما أو حديثا؟

فعلى كJJJل حJJJال يJJJأتون بأحجJJJار ويحJJJددون أعمارهJJJا، هJJJذا لJJJه خمسJJJة ماليين سJJJنة، وهJJJذا لJJJه مئJJJة مليون سنة، وهذا له عشJJرة ماليين سJنة، وإذا نظJرت مJا تجJد إال أنهJا من ضJمنها هJذه األحجJار التي توجد في األرض، والتحديد بهذه المدد المتطاولة ال شك أنه، هم يستدلون، عندهم مقJJدمات يقولJJون عليهJJا نتJJائج قJJد ال نعرفهJJا، لكن يبقى أن هJJذه األمJJور لJJو كJJانت ممJJا تنفJJع المسJJلم ويسJJتفيد

منها في دينه ودنياه لبينها هللا- جل وعال-.طالب:.........الجبال أرساها.طالب:.........

األرض راسJJJJية، والشJJJJمس تجJJJJري، األرض راسJJJJية، والشJJJJمس تجJJJJري، هJJJJذا مJJJJا عنJJJJدنا ممJJJJا فيالنصوص، وما عدا ذلك ال نكلف به.

"قال القش�يري: وه�ذا ي�وم القيام�ة، أي هي لكثرته�ا كأنه��ا جام�دة، أي واقف��ة في م�رأى العين، وإن ك��انت في أنفس�ها تس�ير س��ير الس�حاب، والس��حاب الم�تراكم يظن أنه�ا واقف�ة وهي تس�ير،

رابا{أي تمر مر السحاب حتى ال يبقى منها شيء، فقال هللا تعالى: انت س�� رت الجبال فك�� }وسي [، ويقال: إن هللا تعالى وصف الجب��ال بص��فات مختلف��ة ترج��ع كله��ا إلى تفري��غ20]سورة النبأ:

األرض منها، وإبراز ما كانت تواريه، فأول الصفات." يعJJJني انتفت الحكمJJJة من وجودهJJJا، يعJJJني انتفت الحكمJJJة من وجودهJJJا وإرسJJJاء األرض وتثبيتهJJJا

مرت بهذه المراحل. "ف��أول الص��فات االن��دكاك، وذل��ك قب��ل الزلزل��ة، ثم تص��ير ك��العهن المنف��وش، وذل��ك إذا ص��ارت

ل )الس��ماء كالمه��ل، وق��د جم��ع هللا بينهم��ا فق��ال: ماء كالمه�� وم تك��ون الس�� ال8}ي�� ( وتك��ون الجب�� ، والحال��ة الثالث��ة أن تص��ير كالهب��اء، وذل��ك أن تتقط��ع بع��د أن[9-8 ]سورة المع��ارج:كالعهن{

ك��انت ك��العهن، والحال��ة الرابع��ة أن تنس��ف؛ ألنه��ا م��ع األح��وال المتقدم��ة ق��ارة في مواض��عها، واألرض تحتها غير بارزة، فتنسف عنها لتبرز، ف��إذا نس��فت فبإرس��ال الري��اح عليه��ا، والحال��ة

الخامسة .."نعم إذا كانت كالصوف المندوف المنفوش وجاءتها الرياح أزالتها عن أماكنها.

"والحال��ة الخامس��ة: أن الري��اح ترفعه��ا على وج��ه األرض فتظهره��ا ش��عاعا في اله��واء كأنه��ا غبار، فمن نظر إليه��ا من بع��د حس��بها لتكاثفه��ا أجس��ادا جام��دة، وهي في الحقيق��ة م��ارة إال أن

ة متفتتة". مرورها من وراء الرياح كأنها مندكة متفتتة. مندك

17

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

17

ة متفتتة. " كأنها مندك والحال����ة السادس����ة: أن تك����ون س����رابا، فمن نظ����ر إلى مواض����عها لم يج����د فيه����ا ش����يئا منه����ا كالسراب، قال مقاتل: تقع على األرض فتسوى بها، ثم قيل: ه��ذا مث��ل، ق��ال الم��اوردي: وفيم��ا

ضرب له ثالثة أقوال:أحدها: أنه مثل ضربه هللا تعالى."

ربت JJJال ضJJJا هي أمثJJJون، إنمJJJور لن تكJJJذه األمJJJه، وأن هJJJة لJJه ال حقيقJJJل أنJJJه مثJJJولهم إنJJJى قJJJمقتض للناس، واألصل حمل كالم هللا- جل وعال- على حقيقته، وأن القدرة اإللهية صالحة لمثJJل هJJذا، فالJJJذي أوجJJJدها قJJJادر على أن يجعلهJJJا كالصJJJوف، والJJJذي ثبتهJJJا وأرسJJJى بهJJJا األرض قJJJادر على

تسييرها، كل هذه حقائق وليست أمثاال. "أح��دها: أن��ه مث��ل ض��ربه هللا تع��الى لل��دنيا، يظن الن��اظر إليه��ا أنه��ا واقف��ة كالجب��ال، وهي آخ��ذة

بحظها من الزوال كالسحاب، قاله سهل بن عبد هللا.الثاني: أنه مثل ضربه هللا لإليمان، تحسبه ثابتا في القلب وعمله صاعد إلى السماء.

الثالث: أنه مثل ضربه هللا للنفس عند خروج الروح، والروح تسير إلى العرش.يء{ ل ش�� نع هللا الذي أتقن ك�� [ أي ه��ذا من فع��ل هللا، وم��ا ه��و فع��ل من��ه88 ]س��ورة النم��ل:}ص��

من رؤية العين، ولو كانت من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين، واألص��ل}وترى{فهو متقن، ترأى، فألغيت حرك��ة الهم��زة على ال��راء فتح��ركت ال��راء وح��ذفت الهم��زة، وه�ذا س��بيل تخفي��ف الهمزة إذا كانت قبلها ساكن، إال أن التخفيف الزم لترى، وأهل الكوفة يقرؤون تحس��بها بفتحب، إال أن��ه ق��د روي عن الن��بي- ص��لى هللا علي��ه ب يحس�� الس��ين وه��و القي��اس؛ ألن��ه من حس��

وسلم- خالفها أنه قرأ بالكسر في المستقبل."يعني في المضارع: يحسب.

"فتكون على فعل يفعل مثل: نعم ينعم، وبئس يبئس، وحكي: يئس ييئس من السالم، ال يعرفحاب{في كالم العرب غير هذه األح��رف، ر الس�� ا88 ]س��ورة النم��ل:}وهي تم�ر م� [، تق��ديره م�ر

مث��ل م��ر الس��حاب، ف��أقيمت الص��فة مق��ام الموص��وف، والمض��اف مق��ام المض��اف إلي��ه، فالجب��ال تزال من أماكنها من على وج��ه األرض، وتجم��ع وتس��ير كم��ا تس��ير الس��حاب، ثم تكس��ر فتع��ود

ا{إلى األرض كما قال: ت الجبال بس [.5 ]سورة الواقعة:}وبس [ عند الخليل وسيبويه منصوب على أنه مصدر؛ ألنه لما قال-88 ]سورة النمل:}صنع هللا{

حاب{عز وجل-: ر الس�� دل على أن��ه ق�د ص�نع ذل��ك ص�نعا، ويج��وز النص��ب على}وهي تم�ر م� اإلغراء: أي انظروا صنع هللا، فيوقف على ه�ذا على الس��حاب، وال يوق��ف علي��ه على التق��دير األول، ويج��وز رفع��ه على تق��دير: ذل��ك ص��نع هللا ال��ذي أتقن ك��ل ش��يء أي أحكم��ه، ومن��ه ق��ول

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

18

. وق��ال قت��ادة: معن��اه: أحس��ن»رحم هللا من عمل عمال فأتقنه«النبي- صلى هللا عليه وسلم-: كل شيء."

مخرج الحديث، مخرج؟!طالب:.........

يعني بطرقه، يعني بطرقه، حسن لغيره. "واإلتق��ان: اإلحك��ام، يق��ال: رج��ل ت��ق أي ح��اذق باألش��ياء، وق��ال الزه��ري: أص��له من ابن تقن، وهو رجل من عاد لم يكن يسقط ل��ه س��هم، فض��رب ب��ه المث��ل يق��ال ل��ه: أرمى من ابن تقن، ثم

يقال لكل حاذق باألشياء: تقن.ا تفعل��ون{ [، والب��اقون: تفعل��ون بالت��اء على الخط��اب ق��راءة88 ]س��ورة النم��ل:}إنه خب��ير بم��

الجمهور، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وهشام بالياء." الزيJJJJادة، الزيJJJJادة الJJJJتي بين القوسJJJJين بالنسJJJJخة ويسJJJJتقيم الكالم بJJJJدونها، يسJJJJتقيم الكالم، "والبJJJJاقون تفعلJJون" مJJا لهJJا داع، "بالتJJاء على الخطJJاب قJJراءة الجمهJJور، وقJJرأ ابن كثJJير وأبJJو عمJJرو وهشJJام

بالياء. انتهى، ال داعي لما زاده من النسخة.طالب:..........

على قراءة النصب، إما أن يكون مصدرا.طالب:.........

نعم، يعJJني هJJل هJJذا خJJبر أو تسJJمية أو وصJJف؟ هJJل يوصJJف بأنJJه صJJانع، أو أن هJJذا خJJبر، إنمJJا [ دائJJرة اإلخبJJار أوسJJع، يعJJني ال88 ]سورة النمل:}صنع هللا الذي أتقن كل شيء{ذكر في هذا:

يوصف وال يسمى إذا كJJان مجJJرد خJبر، وإذا قلنJا: إنJه وصJJف قلنJJا: إن هللا يوصJJف بأنJJه يصJJنع، صJJانع، وإذا قيJJل: إن صJJنع هللا من أسJJمائه، على كJJل حJJال إذا ثبت وصJJف هلل- جJJل وعال- أنJJه يصJJنع فال يشJJتق منJه اسJJم؛ ألن األسJJماء دائرتهJJا أضJJيق من األوصJJاف واألخبJJار، وقJJل مثJJل هJJذا

إذا قلنا إنه على سبيل اإلخبار ال يوصف به، وعلى كل حال أقرب ما يكون الوصف.طالب:..........

ألن المقJJرر عنJJJد أهJJل العلم ليس هJJو األصJJJل، االسJJم هJJJو األصJJJل فال يؤخJJذ منJJJه فJJJرع، والعكسصحيح.

طالب:.........هو يخبر عن هذا الشخص بأنه صنع هللا، ما فيه إشكال.

طالب:......... ما فيه إشكال؛ ألنه ال يسمي هللا- جل وعال- بهذا االسم، إنما يسمي هذا الشخص بما ثبت عن

هللا- جل وعال- ما فيه إشكال.

19

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

19

طالب:.........ال ما يصح هذا، ال.

ا{"قول��ه تع��الى: نه�� ر م نة فل��ه خي�� اء بالحس�� [، ق��ال ابن مس��عود وابن89 ]س��ورة النم��ل:}من ج�� عباس- رضي هللا عنهما-: الحسنة ال إله إال هللا، وقال أب��و معش��ر: ك��ان إب��راهيم يحل��ف باهلل

الذي ال إله إال هو وال يستثني، أن الحسنة ال إله إال هللا محمد رسول هللا."أبو معشر الطبري معروف من أهل القراءات، وله عناية بالقراءات، أبو معشر الطبري.

"وق��ال علي بن الحس��ين بن علي- رض��ي هللا عنهم-: غ��زا رج��ل فك��ان إذا خال بمك��ان ق��ال: الإله إال هللا وحده ال شريك له، فبينما هو في أرض الروم في أرض جلفاء وبردى."

في أرض جلفاء وبردى، المعروفة بالشام. "رفع صوته فقال: ال إله إال هللا وحده ال ش�ريك ل�ه، فخ�رج علي�ه رج��ل على ف�رس علي�ه ثي�اب

}من جاء بالحسنة فله خيربيض، فقال له: والذي نفسي بيده إنها الكلمة التي قال هللا تعالى: ا{ نه��� »ات���ق هللا، وإذا عملت س���يئة، وروى أب���و ذر ق���ال: قلت ي���ا رس���ول هللا أوص���ني؟ ق���ال: م

»من أفض�ل قال: قلت: يا رس�ول هللا أمن الحس�نات ال إل�ه إال هللا؟ ق�ال: فأتبعها حسنة تمحها« ذكره البيهقي.»نعم، هي أحسن الحسنات« وفي رواية قال: الحسنات«

وقال قتادة: من جاء بالحسنة، باإلخالص والتوحيد، وقيل: أداء الفرائض كلها."حديث أبي ذر خرجه؟!

طالب:........ ما يلزم أن يكJون معJنى اآليJة، لكن ذكJر اآليJJة مJع بيJان كJون ال إلJه إال هللا من الحسJنات مناسJJب

ا، من جاء بالحسنة من أعظمها: ال إله إال هللا، تصلح أن تكون فردا من أفراد الحسنات. جد "قلت: إذا أتى بال إل���ه إال هللا على حقيقته���ا، وم���ا يجب له���ا على م���ا تق���دم بيان���ه في س���ورة )إبراهيم(، فقد أتى بالتوحيد واإلخالص والفرائض فله خ�ير منه��ا، ق�ال ابن عب�اس: أي وص�ل

إليه الخير منها وقال:.." ليس معنJJاه لJJه أفضJJل منهJJا، إذ ال أفضJJل منهJJا، لكن معنJJاه أنJJه وصJJل إليJJه الخJJير بسJJببها، منهJJا،

)من( هذه سببية. "وقاله مجاهد، وقيل: فله ج��زاء الجمي��ل وه�و الجن��ة، وليس خ��ير للتفض��يل، ق��ال عكرم��ة وابن جريج: أما أن يكون له خير منها يع��ني: من اإليم��ان فال، فإن��ه ليس ش��يء خ��يرا ممن ق�ال: ال إل�ه إال هللا، ولكن ل�ه منه��ا خ�ير وقي�ل: فل�ه خ�ير منه�ا، للتفض�يل، أي ث�واب هللا خ��ير من عم�ل

العبد وقوله وذكره، وكذلك رضوان هللا خير للعبد من فعل العبد، قاله ابن عباس.

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

20

وقي��ل: يرج��ع ه��ذا إلى اإلض��عاف، ف��إن هللا تع��الى يعطي��ه بالواح��دة عش��را، وباإليم��ان في م��دةيسيرة الثواب األبدي، قاله محمد بن كعب، وعبد الرحمن بن زيد.

ن فزع يومئذ آمنون{ [، قرأ عاصم وحمزة والكس��ائي: "ف��زع يومئ��ذ"89 ]سورة النمل:}وهم م باإلض���افة، ق���ال أب���و عبي���د: وه���ذا أعجب إلي؛ ألن���ه أعم الت���أويلين أن يك���ون األمن من جمي���ع

. صار كأنه فزع دون فزع"}من فزع يومئذ{الفزع ذلك اليوم، وإذا قال: إذا قJJال "فJJزع يJJوم" يعJJني من جميعJJه، من جميJJع أنJJواع الفJJزع، وإذا قJJال من "فJJزع يومئJJذ" صJJار

من فزع واحد دون ما سواه.ا واح��دا، كم��ا ق��ال: }ال"ق��ال القش��يري: وق��رئ: "من ف��زع" ب��التنوين، ثم قي��ل: يع��ني ب��ه فزع��

[، وقيل عن الكثرة؛ ألن��ه مص��در والمص��در ص��الح103 ]سورة األنبياء:يحزنهم الفزع األكبر{للكثرة، قلت: فعلى هذا تكون القراءتان بمعنى.

قال المه��دوي: ومن ق�رأ "من ف�زع يومئ�ذ"، ب�التنوين انتص�ب يومئ�ذ بالمص��در ال�ذي ه�و ف�زع،ا بمح��ذوف؛ ألن المص��ادر يخ��بر عنه��ا بأس��ماء ويج��وز أن يك��ون ص��فة لف��زع، ويك��ون متعلق��

الزمان وتوصف بها، ويجوز أن يتعلق." وال يخJJبر بأسJJماء الزمJJان عن األسJJماء، أسJJماء األعالم، ال يخJJبر بأسJJماء الزمJJان عنهJJا أبJJدا، وال

يكون اسم الزمان خبرا.طالب:..........

الجواب، عن جثة، يقول ابن مالك: وإن يفد فأخبر، لكن األصل أنه ال يكون. ، واإلضافة على االتساع في الظروف، ومن}آمنون{"ويجوز أن يتعلق باسم الفاعل الذي هو

حذف التنوين وفتح الميم بن��اه؛ ألن��ه ظ��رف زم��ان، وليس اإلع��راب في ظ��رف الزم��ان متمكن��ا،فلما أضيفت إلى غير متمكن وال معرب بني، وأنشد سيبويه:"

المتمكن، ينقسJJJJJJJJJJJم إلى قسJJJJJJJJJJمين: إلى متمكن أمكن، ومتمكن غJJJJJJJJJJير أمكن، المتمكن األمكن هJJJJJJJJJJذا المعJJJJرب المصJJJJروف، والمتمكن غJJJJير األمكن المعJJJJرب غJJJJير المصJJJJروف، وغJJJJير المتمكن هJJJJو

المبني."وأنشد سيبويه:

فندال زريق المال ندل الثعالبعلى حين أنهى الناس جل أمورهمئة{قوله تعالى: ي اء بالس� [. أي بالش�رك، قال�ه ابن عب�اس والنخعي90 ]س�ورة النم�ل:}ومن ج�

وأبو هريرة ومجاهد، وقيس بن س�عد والحس�ن، وه�و إجم�اع من أه�ل التأوي�ل في أن الحس�نةوههم في النار{ال إل��ه إال هللا، وأن الس��يئة الش��رك في ه��ذه اآلي��ة، ]س��ورة النم��ل:}فكبت وج��

21

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

21

[، ق���ال ابن عب���اس: ألقيت، وق���ال الض���حاك: ط���رحت، يق���ال: كببت اإلن���اء أي قلبت���ه على90، وقلما يأتي هذا في كالم العرب." وجهه، والالزم منه أكب

كالم العرب العكس، كالم العرب العكس، الالزم الثالثي يعدى بالهمزة، وهنا لزم بالهمزة. أي يقال لهم هل تجزون، ثم يجوز أن يكون من قول هللا: ويجوز أن يكون من}هل تجزون{"

[ إال جزاء أعمالكم.90 ]سورة النمل:}إال ما كنتم تعملون{قول المالئكة، مها{قوله تعالى: [، يعني: مكة91 ]سورة النمل:}إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حر

التي عظم هللا حرمتها، أي جعلها حرما آمنا، ال يسفك فيها دم، وال يظلم فيها أحد، وال يص��اد فيها صيد، وال يعضد فيها شجر، على ما تقدم بيانه في غير موضع، وقرأ ابن عب��اس: "ال��تي

، وهي في موضع نص��ب نعت ل�� )رب( ول�و ك�ان}الذي{حرمها" نعتا للبلدة، وقراءة الجماعة: باأللف والالم لقلت: المحرمها."

يعني بدل الذي )أل( و )أل( تأتي موصولة، فJJإذا جعلت مكJان )الJذي( )أل( قلت: المحرمهJا، إذاكانت نعتا، وإذا كانت للبلدة قلت: المحرمها هو.

"ف��إن ك��انت نعت��ا للبل��دة قلت: المحرمه��ا ه��و، ال ب��د من إظه��ار المض��مر م��ع األل��ف والالم؛ ألنالفعل جرى على غير من هو له، فإن قلت: الذي حرمها لم تحتج أن تقول: هو وله."

وال يكون نعتا حقيقيا حينئذ نعت سببي.يء{" ل ش�� ا، }ول��ه ك�� ا وملك�� لمين{ خلق�� رت أن أك��ون من المس�� [ أي من91 ]س��ورة النم��ل:}وأم��

رآن{المنق��ادين ألم��ره الموح��دين ل��ه، [ أي وأم��رت أن أتل��و92 ]س��ورة النم��ل:}وأن أتل��و الق�� القرآن أي أقرؤه، فمن اهتدى فله ثواب هدايته، ومن ضل فليس علي إال البالغ، نسختها آية

نصب ب� )أن( قال الفراء: وفي إح�دى الق��راءتين "وأن اتل�وا"،}وأن أتلو{القتال، قال النحاس: وزعم أن��ه في موض��ع ج��زم ب��األمر، فل��ذلك ح��ذف من��ه )ال��واو(. ق��ال النح��اس: وال نع��رف أح��دا

قرأه هذه القراءة وهي مخالفة لجميع المصاحف.د هلل{ قول��ه تع��الى: يريكم[، أي على نعم��ه وعلى م��ا ه��دانا 93 ]س��ورة النم��ل:}وق��ل الحم�� }س��

ا في اآلف�اق[، أي: في أنفسكم وفي غ�يركم، كم�ا ق�ال: 93 ]سورة النمل:آياته{ نريهم آياتن� }س� أي دالئل قدرته ووحدانيته، في أنفس��كم وفي}فتعرفونها{[،�� 53 ]سورة فصلت:وفي أنفسهم{

كم أفالالس��ماوات وفي األرض، نظ��يره قول��ه تع��الى: ات للم��وقنين وفي أنفس�� }وفي األرض آي��رون{ ا ربك بغاف��ل عما تعمل��ون{[،�� 21-20 ]س��ورة ال��ذاريات:تبص�� وروى أه��ل المدين��ة}وم��

ا{وأه��ل الش��ام، وحفص عن عاص��م: بالت��اء على الخط��اب؛ لقول��ه: يريكم آيات��ه فتعرفونه�� }س��. "[93]سورة النمل:

خطاب، فتعرفونها: خطاب.}سيريكم{ألن السياق سياق خطاب، الكاف هذه

تفسير القرطبي-سورة النمل(006)

22

ا{" لقوله: يريكم آيات��ه فتعرفونه�� فيك��ون الكالم على نس��ق واح��د، والب��اقون بالي��اء على أن}س�� يرد إلى ما قبله، فمن اهتدى ف��أخبر عن تل��ك اآلي��ة، كملت الس��ورة، والحم��د هلل رب الع��المين،

وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه."اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.