51

2014-1993دور االيرادات الضريبية في تمويل الموازنة العامة في الجزائر خالل الفترة دنان راضية

محاضرة أستاذة التطبيقي اإلقتصاد و اإلحصاء العميا االوطنية المدرسة

الممخصتعتمد الحكومات عمى مصادر متعددة لإليرادات العامة وتختمف أىميتيا حسب النظام

االقتصادي السائد ومدى تقدم الدولة و النظام السياسي المتبع، وتمثل الضرائب أىم مصادر التمويل التي تستخدميا الحكومة لتمويل برامجيا اإلنفاقية، حيث تشكل أعمى وزن نسبي في

. ىيكل التمويل الحكومي لمعظم دول العالم ولقد أظير البحث اعتماد الجزائر عمى الجباية البترولية في تمويل الموازنة العامة لدولة،

رغم اإلصالحات التي مست ىيكل الضريبي ال يزال يتميز ببنية ثنائية الجباية العادية وقد تزايدت مساىمة ىذه األخيرة في تمويل نفقات العامة في حين أنَّ والجباية البترولية،

من مجموع النفقات العامة ، %31الموارد المّتأتية من إيرادات الجباية العادية ال تغطي إال وكذا ضعف مساىمة الضرائب المباشرة وغير المباشرة في اإليرادات العامة، باإلضافة الى

ضعف الضغط الضريبي خارج المحروقات ويرجع السبب لعدم توسع القاعدة اإلنتاجية القتصاد الوطني باإلضافة إلى وجود صعوبات تعيق عمميات التحصيل الضريبي وكدا

. التيرب والغش الجبائيين، كما توصل البحث الى مجموعة من المقترحات

. الضريبة، االيرادات العامة، الموازنة العامة : الكممات الدالةمقدمة

إن النشاط المالي لمدولة يرتبط أساس بدورىا، ذلك أن اتساع دورىا يقتضي توسعا في نفقاتيا العامة و أن ىذا التوسع في النفقات يتطمب حصوليا عمى قدر أكبر من الموارد المالية،

وتمثل اإليرادات العامة مجموع األموال التي تحصل عمييا الدولة في شكل تدفقات نقدية من و تعتمد الدولة عمى مصادر متعددة لإليرادات العامة و تختمف . اجل تغطية نفقاتيا العامة

أىمية ىذه المصادر حسب النظام االقتصادي السائد ومدى تقدم الدولة و النظام السياسي وتنقسم ىذه اإليرادات العامة إلى اإليرادات غير جبائية و متمثل في إيرادات أمالك . المتبع

52

الدولة، و الثانية تتكون من اإليرادات الجبائية من رسوم و ضرائب، أما الثالثة فتضم كل . 1اإليرادات العامة األخرى و المتمثمة في القروض العامة و الوسائل النقدية

لقد اتبعت الجزائر غداة استقالليا إستراتيجية تنموية وفق نظرة اشتراكية قائمة عمى أساس التخطيط المركزي و ىيمنة القطاع العام عمى االقتصاد، و قد تبنيت أىمية القطاع

المحروقات في تحقيق التنمية االقتصادية، لذلك فقد ارتبط االقتصاد الجزائري ارتباط وثيقا وحدوث 1986بعامل تحكمو التغيرات في األسواق الدولية، أال وىو النفط، و مع حمول سنة

ما يعرف بالصدمة النفطية المعاكسة تزعزع االقتصاد الجزائري و ظيرت االختالالت في االقتصاد الكمي مما استدعى القيام بإصالحات اقتصادية موسعة مما أدى الى تغيير نمط تسيير االقتصاد و التخفيف من تبعية السياسة الميزانية لإليرادات النفطية بحيث تم تبني

و تبني كذلك إستراتيجية تصحيح مدعمة من طرف 1992قانون اإلصالح الضريبي لسنة و . المؤسسات المالية الدولية من أجل الدخول في االقتصاد يعتمد عمى آليات السوق الحر

مع بداية ألفية الثالثة عرف االقتصاد الوطني انتعاشا ال سيما بعد ارتفاع أسعار المحروقات، حيث شرعت الحكومة في انتياج سياسة ميزانية توسعية و ذلك عبر االستثمارات العمومية

مستغمة في ذلك التحسن المستمر (2014-2001)الضخمة و الممتدة عمى طول الفترة نسبيا في أسعار النفط، معتمدة في تمويل عل الجباية البترولية التي وصمت إلى ما يقارب

من اإليرادات العامة خالل نفس الفترة، مما يؤدي إلى تأثر الموازنة العامة لمدولة 70%بشكل مباشر بالتغيرات التي تسجميا أسعار النفط في أسواق العالمية، في ظل ىذه

. المعطيات تعد الضريبة من أنجع الوسائل لتمويل الموازنة العامة وعميو ينقسم ىذا البحث بعد المقدمة الى أربعة أجزاء نتطرق في الجزء األول إلى المفاىيم

المتعمقة بالضريبة ونخصص الجزء الثاني االبعاد االساسية االختيار الضريبة لتمويل و نختم 2014-1990أما الثالث نتناول فيو تمويل الموازنة العامة في الجزائر . الموازنة

. الورقة باستخالص أىم النتائج التي تحصمنا عمييا و التوصيات

المفاهيم المتعمقة بالضريبة : أوال أصبحت الضريبة من أىم أدوات التي تستخدميا الدولة في الحصول عمى الموارد المالية

التي تضمن من خالليا مواجية نفقاتيا العامة، إضافة إلى دور جديد يتمثل في كونيا . أصبحت أداة لتدخل لتحقيق أىداف المجتمع، و أداة لمتوجيو والضبط االقتصادي

1GAUDMET Précis de Finances Publiques Tome II ; p 77.

53

تعرف الضرائب بأنيا عبارة عن فريضة نقدية يدفعيا الفرد : تعريف الضريبة و قواعدها- 1جبرا إلى الدولة أو إحدى الييئات العامة المحمية بصفة نيائية مساىمة منو في تحمل

و يقترب ىذا . 2التكاليف و األعباء العامة دون أن يعود عميو نفع خاص مقابل دفع الضريبة Gaston Gézeقدمو جاستون جيز التعريف من أكثر التعريفات شيرة و ىو التعريف الذي

باعتبار الضريبة أداء نقدي تفرضو السمطة عمى األفراد بطريقة نيائية و بال مقابل بقصد : و يتبين من ذلك أن الضريبة تحوي عمى العناصر التالية.تغطية األعباء العامة

. ىي اقتطاع مالي بمعنى أنيا تفرض و تحصل بشكل نقدي - .إن الجية المخولة يفرض الضريبة ىي الدولة أو أحد ىيئاتيا الرسمية -فريضة إجبارية، بمعنى أن المكمف الذي تستحق عميو يكون مجبرا بتأديتيا لمدولة، و تدفع -

.بشكل نيائي .الضريبة فريضة يمتزم الممول بأدائيا دون مقابل -فرض الضريبة تحقيق النفع العام، و قد نصت الدساتير و القوانين في معظم الدول العالم -

.عمى تأكيد عدم استخدام األموال العامة في إشباع الحاجات الخاصةيقصد بيا تمك القواعد و األسس التي يتعين عمى المشرع : القواعد األساسية لمضريبة-2

المالي مراعاتيا و ىو بصدد تقرير النظام الضريبي في الدولة، و تنبع أىميتيا من ضرورة التوفيق بين مصمحتي المكمف و الدولة عمى حد سواء، و الواقع أن االقتصادي أدم سميث أول من وضع ىذه القواعد، و ال تزال إلى حد اآلن معتبرة كمبادئ عامة يحسن االسترشاد

.بيا في ىذا المجالو تعني ىذه القاعدة األولى وجوب اشتراك كل أفراد الدولة في : قاعدة العدالة أو المساواة -

أداء الضرائب المقررة بصورة تتناسب مع مقدراتيم المالية، بحيث تكون مساىمة األفراد في . األعباء العامة متناسبة مع دخوليم

و تقضي ىذه القاعدة أن كل أحكام و إجراءات الخاصة بالضريبة :قاعدة اليقين أو التحديد -تكون محددة و واضحة بدون غموض من حيث مقدارىا و وعانيا و موعد دفعيا و كيفية

يجب أن تتالءم أحكام الضريبة مع أموال المكمفين من : قاعدة المالئمة في الدفع.دفعيا .اختيار الوعاء و أسموب تحديده و كيفية جباية الضريبة و موعدىا و إجراءاتيا

و تقضي ىذه القاعدة وجوب تنظيم الضريبة بحيث تتكمف الدولة في : قاعدة االقتصاد - .سبيل تحصيميا أقل مبمغ ممكن

2006 مدخل للدراسة أصول الفن المالي لالقتصاد العام، مص، أحمد حشيش، أساسيات المالية العامة،ل عاد

.151 ص 2

54

و يقصد بذلك أن تكون الحصيمة الضريبية من بعض الضرائب تكون مرنة :مبدأ المرونة -أي قابمة لمزيادة و النقص بسيولة عن طريق تغيير أسعارىا واليدف من ىذا المبدأ اىو جعل الييكل الضريبي متالئما باستمرار مع متطمبات التغير في الظروف االقتصادية و مع أحوال

.3الخزينة العامة، مما يسيل استخدام النظام الضريبي في تحقيق أىداف السياسات العامة نقصد بيا تحديد األوضاع واإلجراءات التقنية المتعمقة :التصنيف الفني لمضرائب-3

: بفرض الضريبة وتشمل التصنيف التالييقصد بالضرائب الموحدة جمع كل اإليرادات : الضرائب الموحدة والضرائب المتعددة - أ

التي يحصل عمييا الممول من مصادر الدخل و الثروة المختمفة في وعاء واحد وتفرض سعر معين لمضريبة عمى ىذا الوعاء وتسمى أيضا بالضريبة العامة عمى الدخل، وىي

أما نظام الضرائب . تفرض عمى مجموع الدخل الصافي بعد استبعاد تكمفة الحصول عميوالمتعددة ىو أن يخضع الممولين لألنواع مختمفة من الضرائب، بمعنى أن الضريبة تتعدد بتعدد مصادر الدخل والثروة، ويعتبر مثل ىذا النوع من أنظمة الضريبية األكثر شيوعا واستعماال لدى معظم الدول في الوقت الحاضر، بما تتميز بو من تقميل لظاىرة التيرب الضريبي ويخفف من العبء عمى المكمفين وذلك لكونيا متعددة تصيب كل وعاء عمى

. حدى، باإلضافة إلى ذلك القدرة عمى حصول الدولة عمى األموال الالزمة لتطبيق أىدافيا يمكن من ناحية أن تفرض الضريبة :الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة - ب

مباشرة عمى المادة الخاضعة ليا، و ىي تصيب بشكل مباشر المال و الدخل الذي تقتطع منو وتسمى في ىذه الحالة بالضريبة مباشرة، ولكن يمكن أيضا أن تفرض بطريقة غير

ألن ىذه (...كاإلنفاق والتداول)مباشرة، أي عمى التصرفات التي يقوم بيا الممولون التصرفات تتناسب طرديا مع مقدار ما يتمتعون بو من موارد اقتصادية، وىنا تكون الضريبة

. غير مباشرةتنقسم الضرائب بالنسبة لمدة استمرار : ضرائب عمى الدخل، رأس المال، اإلنفاق - ت

وعاء الضريبي إلى ثالثة أنواع وىي ضرائب عمى الدخل وعمى رأس المال وضرائب عمى .إنفاق

يعتبر الدخل التعبير األساسي عمى المقدرة التكمفية لمممول نظرا :ضرائب عمى الدخل - ويترتب ،لصفة التجدد والتكرار المالزمة، عمى أن يشكل رأس المال وعاء تكميميا لمضريبة

مقدمة في اقتصاديات المالية العامة، جامعة الملك سعود، السعودية، الطبعة عبد هللا الشيخ محمود الطاهر،

.213 ص 1988األولى 3

55

بحيث منخفض بسعر تفرض وأن المال رأس عمى ال الدخل عمى تفرض الضرائب أن ذلك عمى

.لو المنتج المال رأس دون الدخل من بيا الوفاء يمكن رأس المال ىو جميع ممتمكات الشخص من عقارات :ضريبة عمى رأس المال -

، وتنقسم الضرائب عمى رأس المال (عقارية، األراضي والمباني)وحسابات مصرفية وأسيم إلى الضريبة عمى التركات والضريبة عمى فائض القيمة والضريبة االستثنائية عمى رأس

.المال يطمق عمى الضرائب غير المباشرة ضرائب اإلنفاق لكونيا :الضرائب عمى اإلنفاق -

تفرض عمى الدخل بمناسبة إنفاقو لذا فيي تصيب الدخل بطريقة غير مباشرة، والضرائب عمى اإلنفاق تحتل مكانة بارزة في األنظمة الضريبية المختمفة لغزارة الحصيمة الضريبية ، 4الناتجة عنيا، باإلضافة إلى سيولة جبايتيا،كما أنيا تتناسب مع فكرة العدالة الضريبية

الضرائب عمى االستيالك والضرائب عمى : وتنقسم ضرائب عمى اإلنفاق إلى نوعين رئيسيين .التداول

الدور التمويمي لمضرائب : ثانياىدف السياسة الضريبية في الدول التي اكتممت أسباب نموىا ىو العمل عمى تحقيق

االستقرار االقتصادي ويمكن تبيان أىمية والدور التمويمي في مثل ىذه االقتصاديات من :خالل إظيار خصائص الييكل الضريبي ليذه الدول حيث تتصف بما يمي

تشكل الضرائب المباشرة نسبة كبيرة من مجموع إيرادات العامة، ىذا ما يفسر أن التقدم - .اإلقتصادي يتبعو تنوع النشاط االقتصادي، اين ترتفع المداخيل و مستوى الخدمات

.ارتفاع معدل اإلقتطاع الضريبي و ىو نسبة الحصيمة الضريبية إلى إجمالي الناتج الداخمي -تدني مردود الضرائب الغير المباشرة و متمثمة في الضرائب عمى االنفاق التي ينظر إلييا -

.عمى انيا تعرقل التداول و المبادالتتتميز االيرادات الضريبية في الدول المتقدمة بمردود عالي من خالل العنصر البشري المؤىل -

.و الوسائل التقنية الحديثة مما يساعد عمى تقميل من امكانية التيرب الضريبي: بينما تشترك أغمبية الدول النامية بالييكل االقتصادي المتصف بالخصائص التالية

تتميز إقتصاديات الدول النامية بضعف الجياز اإلنتاجي، التبعية لمخارج في االالت و - .المعدات و بغمبة النشاط الزراعي

.111ص ، 2013اقتصاديات اجلباية والضرائب ، دارة هومه، اجلزائر ، حممد عباس حمرزي، 4

56

وجود موارد بشرية ومادية معطمة وىي نتيجة طبيعية ومنطقية لمتفاعل بين خصائص التخمف - .والنمو السكاني وانخفاض مستوى التصنيع

تعتمد الكثير من الدول النامية بصفة كبيرة عمى صادراتيا من مادة اولية أو مادتين، التي -تشكل مورد لمدخل الوطني و العممة الصعبة كما أنيا تعتمد عمى الواردات في سد حاجياتيا من السمع الصناعية، و ينتج عن ذلك أن اقتصاديات ىذه الدول تكون عرضة لمتقمبات التي

.تحدث في االسواق العالميةوتنعكس خصائص االقتصاديات المتخمفة عمى نظميا الضريبية، الذي يتميز بالخصائص

:5االتية و تعتبر الطاقة الضريبية من أىم المقاييس األساسية لقياس الجيد :ضعف الجهد الضريبي

الضريبي، والتي تقيس نسبة حصيمة الضرائب باختالف أنواعيا إلى الناتج المحمي اإلجمالي، و تتسم الدول النامية بانخفاض نسبة الحصيمة الضريبية إلى الناتج المحمي اإلجمالي مقارنة بالدول المتقدمة ، و يرجع السبب في ذلك إلى انخفاض مستوى الدخل الوطني و متوسط نصيب الفرد منو، و اتساع نطاق العمميات العينية و من ثم انكماش

االقتصاد غير )نطاق المعامالت النقدية في تمك الدول واتساع نطاق االقتصاد الموازي الذي يتميز بكثرة األنشطة غير مشروعة أصحابيا يحققون دخوال مرتفعة ال تخضع (الرسمي

لمضرائب بإضافة إلى انخفاض الوعي الضريبي، كل ىذه األسباب تؤثر عمى الجيد .الضريبي

،رغم أن الضرائب المباشرة تعتبر كمصدر ميم في إيرادات الموازنة العامة لمدول المتقدمةإال أن ىذا غير ممكن حدوثو بالنسبة لدول النامية بسبب ما تعانيو من مشاكل عديدة أىميا مشكمة تحديد الدخل الخاضع لمضريبة بسبب استيالك جزء من االنتاج من قبل المنتجين و كذا الصعوبات التي تجدىا إدارة الضرائب في تحديد عدد دافعي و عائدات الضريبية، و

التي تتطمب توفير سجالت دقيقة، و عدم توفير االاتزام الطوعي من قبل المواطنين بالقوانين . الضريبية

يتم االعتماد بصفة كبيرة عمى الضرائب غير المباشرة و التي : أهمية الضرائب غير المباشرةتشكل جزء األكبر من اإليرادات الضريبية، و التي تعتبر أكثر فاعمية من الضرائب المباشرة في وصول إلى عدد أكبر من السكان كما أنيا مقبولة سياسيا ألن توزيع أعباءىا غير واضح

.و سيولة تحصيميا و عدم شعور الممول بثقميا

537ص اقتصاديات الضرائب ، الدار اجلامعية، ، سعيد عبد عزيز عثمان، شكري رجب عشماوي 5

57

تحتل الضرائب عمى التجارة الخارجية أىمية : االعتماد عمى ضرائب عمى التجارة الخارجيةنسبية في إجمالي اإليرادات العامة في عدد كبير من الدول النامية، التي تعاني الكثير منيا من عدم استقرار إيراداتيا المالية جراء اعتمادىا عمى إنتاج و تصدير المواد األولية، وكذلك

حيث يتضح (2)تمثل االيرادات النفطية أىم مصدر لمموازنة العامة كما يبينو الجدول رقم من %72إرتفاع مساىمة االيرادات البترولية في الموازنة العامة والتي تمثل أكثر من

، بينما ال تشكل االيرادات الضريبية سوى 2014-2005اإليرادات العامة في متوسط الفترة من نفس النسبة ما يدل عمى ضعف مساىمة االيرادات الضريبية في تمويل 17.9%

الموازنة العامة، ان إعتماد عمى االيرادات البترولية في تمويل الموازنة العامة والتنمية ىو ضعيف لمغاية ويجعل السياسة التنموية ليذه الدول عديمة االستقرار لتعرضيا لمتقمبات

. الخارجية نتيجة إضطراب أسعار النفط في األسواق الدولية/ 2005تطور اإليرادات الحكومية في الدول العربية خالل الفترة (2) جدول رقم

(مميار دوالر) 2014 السنواث 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2013 2014

االيرادات العامة 392,7 486,4 576,6 822,0 589,7 703,0 889,3 1012,5 952,6

659,1 752,2 653,8 487,2 360,2 620,7 416,7 358,7 282,3

االيرادات

البترولية

نسبتها الى إع 71,9 73,7 72,3 75,5 61,1 69,3 73,5 74,3 69,2

169,8 168,3 142,2 132,2 128,2 120,3 104,3 88,4 75,9

االيرادات

الضريبية

106,9 92,0 93,4 83,6 101,3 81,0 55,5 39,3 34,5

إيرادات

*أخرى

المنح 1,6 1,8 2,0 3,5 3,1 4,1 3,0 3,1 16,8

952,6 1015,6 892,4 707,1 592,8 825,5 578,5 488,2 394,4

إجمالي

االيراداث العامت

والمنح

. االيرادات األخرى تشمل االيرادات غير الضريبية و الدخل من االستثمارات* -2006من إعدادنا اعتمادا عمى تقرير االقتصادي العربي الموحد لسنوات : المصدر

2014 2014-1993تمويل الموازنة العامة في الجزائر خالل الفترة : ثالثاتعتبر اإليرادات العامة المصادر التي تستمد : تبويب اإليرادات العامة في الجزائر- 1

الدولة منيا األموال الالزمة لسد نفقاتيا، وتقسم اإليرادات عكس النفقات التي تصنف حسب األىداف التي تحققيا، فإن تبويب اإليرادات العامة في الجزائر بحسب طرق تحصيميا، فمقد

58

المتعمق 84/17 من القانون 11حدد المشرع الجزائري قائمة ىذه اإليرادات في المادة بقوانين المالية وىي موارد كميا ذات طبيعة نيائية، وورد ترتيبيا في الجدول الممحق بقانون

تحت اسم اإليرادات النيائية المطبقة عمى الموازنة " أ"المالية، والمدونة في الجدول الممحق إيرادات الجباية العادية، إيرادات العادية : العامة لمدولة وذلك حسب األصناف الثالثة التالية

يرادات غير العادية . (الجباية البترولية)غير الجبائية وا ىي عبارة عن مجموع االقتطاعات الجبائية التي تحصميا الدولة، : إيرادات الجباية العادية-

:وتشتمل عمى ىي متكونة من كافة الضرائب التي تدخل صناديق : الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة

الخزينة العمومية، وأىميا ضريبة الدخل اإلجمالي وضرائب أرباح المؤسسات المتان أحدثا .1991بمقتضى اإلصالح الضريبي لسنة

تفرض عمى مجموع المواد االستيالكية، وىي تحتوي عمى الرسم :الرسوم عمى رقم األعمال عمى القيمة المضافة أساسا، والرسم الداخمي عمى االستيالك والرسم عمى المنتوجات

.البترولية إذا كانت الضرائب عمى رقم األعمال تعتبر ضرائب عامة عمى :الضرائب غير المباشرة

االستيالك تفرض عمى مجموع المواد االستيالكية، فإن الضرائب غير المباشرة بمفيوميا الضيق تعد ضرائب نوعية عمى االستيالك ال تنصب إال عمى بعض المواد االستيالكية

.(إلخ...كالذىب، والكحول) ىي تفرض عمى التداول القانوني باألموال كنقل حقوق الممكية :حقوق التسجيل والطابع

وحق االنتفاع، كما تفرض عمى تصرفات القانونية، أما حقوق الطابع فيي الضرائب . والتي تتخذ شكل طابع جبائي (مدنية أو قضائية)المفروضة عمى األوراق الرسمية

تخضع ليا مجموع السمع عند اجتيازىا الحدود الوطنية بمناسبة استيرادىا : الحقوق الجمركية .أو تصديرىا

تحتوي الموارد العادية الغير الجبائية عمى : اإليرادات العادية الغير الجبائية- الحواصل المختمفة لمميزانية واإليرادات األخرى والخصوص عمى حاصل أمالك الدولة،

تشتمل عمى كافة الموارد التي ال يكون مصدرىا الجبائية أو أمالك الدولة، نذكر من والتي الغرامات، التكاليف المدفوعة لقاء الخدمات المؤدات، الموارد النظامية، المساىمات : بينيا

.واليبات واليدايا

59

ىذا النوع من اإليرادات العامة يدرج نظريا ضمن اإليرادات الجبائية، : الجباية البترولية- ألنو عبارة عن اقتطاعات إجبارية تقوم بيا اإلدارة المالية، لكن الخصوصيات التي تميزه عن بقية اإليرادات الجبائية ىي التي جعمت المشرع الجزائري يفضل معالجتيا في جزء منفصل خاص بو فقط، وىي تخضع لقانون خاص بيا، ويتعمق األمر بالقانون المتعمق بنشاطات

التنقيب البحث، االستغالل، النقل عبر القنوات الخاصة بالمحروقات، وتشتمل الجباية البترولية عمى الرسم المساحي السنوي، الرسم عمى الدخل البترولي والضريبة التكميمية عمى

.الناتجلقد عرفت اإليرادات العامة زيادة مستمرة في قيميا : تحميل تطور الموازنة العامة - 2

لتصل 1993 مميار دج سنة 314 حيث ارتفعت من 2014-1993خالل الفترة لى 1998 مميار دج سنة 774.5إلى مميار دج 5719 و2008 مميار دج في 5111 وا ، ىذا االرتفاع الراجع أساسا إلى ارتفاع إيرادات الجباية البترولية والتي تمثل أكثر 2014في . 2 كما يبينو الجدول رقم 2014-1993 من اإليرادات العامة في متوسط فترة %64من

2014/ 1993تطور مكونات الموازنة لعامة في الجزائر خالل الفترة (2) جدول رقم الوحدة مميار دج

حاصل

الجمارك

حاصل

التسجيل

و الطابع

ضرائب

غير

المباشرة

ضرائب

المباشرة

الجبايت

العاديت

الجبايت

البتروليت

االيراداث

العامت

النفقاث

السنت العامت

27,3 6,7 52,3 35,2 121,5 179,2 314 390,5 1993

47,9 6,9 77 44,4 176,2 222,2 477,2 461,9 1994

73,3 6,4 99,9 53,6 233,2 336,1 600,9 589,1 1995

84,4 9,2 129,7 67,5 290,8 496 825,2 724,6 1996

73,5 10,6 148,1 81,8 314 564,8 926,7 845,2 1997

75,5 11,4 154,9 88,1 329,9 378,6 774,5 875,7 1998

80,2 12,7 149,7 72,2 314,8 560,1 950,5 961,7 1999

86,3 16,2 148,5 98,5 349,5 1173 1578,1 1 178,10 2000

103,7 16,8 165,5 112,2 398,2 956,4 1505,5 1 321,00 2001

128,3 18,9 207,9 127,9 483 942,9 1603,2 1 550,60 2002

143,8 19,3 213,8 148 524,9 1285 1974,5 1 766,20 2003

138,8 19,6 168,9 168,1 495,4 1571 2229,7 1 891,80 2004

143,9 19,6 235,8 241,2 640,5 2268 3082,8 2 052,00 2005

114,8 23,5 324,5 258,1 720,9 2714 3639,9 2 453,00 2006

133,1 28,1 295,9 309,6 766,7 2712 3687,9 3 108,50 2007

60

153,2 27,7 252,1 462,1 895,1 4089 5 111 0. 4 191,00 2008

170,2 35,8 378,9 561,7 1147 2413 3 676 0. 4 246,30 2009

181,9 39,7 391,7 684,7 1298 2905 4 392,9 4 466,90 2010

222,4 47,4 395 862,3 1527 3980 5790,1 5 853,60 2011

338,2 56,1 697,3 817 1909 4184 6339,3 7 058,10 2012

402,3 61,7 737,5 817 2019 3678 5940,9 6 092,10 2013

369,2 69,9 764,3 875,7 2079,1 3388 5 719 0. 6 980,20 2014

من إعدادنا اعتمادا عمى تقارير الديوان الوطني إلحصائيات و تقارير بنك : المصدر 2014-2008الجزائر

: تطور إيرادات الجباية العادية- وذلك بسبب مواصمة الحكومة إلصالحاتيا 1993لقد عرفت الجباية العادية ارتفاعا منذ

لمقطاع الضريبي بيدف زيادة فعاليتو، وكذا الحد من التيرب والغش الضريبيين، فمقد ارتفعت مميار دج سنة 766,7 إلى 1993 مميار دج سنة 314,8إيرادات الجباية العادية من

، إال أن نسبة ىذه اإليرادات من إجمالي 2014 مميار دج سنة 5719 ووصمت إلى2008اإليرادات العامة غير مستقرة، بسبب عدم استقرار النظام الضريبي في األساس والذي يمثل

القاعدة األساسية لمجباية العادية، فقد مثمت نسبة الجباية العادية إلى إجمالي اإليرادات إلى 2002 وترتفع مرة ثانية في 2000في %22,1،لتنخفض إلى 1993 سنة 38,1% %34، وترتفع مرة ثانية إلى2008 في %17,5 ، وتنخفض مرة أخرى إلى 30,1%

نالحظ من خالل ىذه النسب أن نسبة إيرادات . عمى التوالي2014 و2013 في %36و من %30الجباية العادية إلى إجمالي اإليرادات العامة غير مستقرة ، حيث تمثل نسبة

مجموع اإليرادات العامة في متوسط فترة الدراسة ، وجاء ىذا التحسن في اإليرادات الجباية العادية بفضل العديد من العناصر الرئيسية والتي كانت نقاط أساسية في برنامج التصحيح

المطبق من طرف السمطات ومن بينيا تعديل سعر الصرف، تحرير التجارة الخارجية، وتنفيذ . التدابير الرامية إلى تقوية النظام الضريبي

لقد أدى اإلصالح الضريبي إلى تحسين نظام الضرائب المباشرة وغير المباشرة ، فيما في سنة %42يتعمق بالضرائب المباشرة طبقت الضريبة عمى أرباح الشركات بمعدل عادي

ألرباح المعاد %5، ومعدل مخفض 1999 سنة %38، الذي أصبح فيما بعد 1992 نتيجة التيرب الضريبي الذي 1995 سنة %33استثمارىا، ثم ارتفعت ىذه النسبة إلى

يصعب عمى إدارة الضرائب متابعتو، ولكن انعكس ىذا المعدل سمبيا عمى مدى تحفيز ، كما 1999 في سنة %15المؤسسات إلعادة استثمار أرباحيا، ولذلك أعيد تخفيضو إلى

61

طبقت ضريبة عمى الدخل األشخاص الطبيعيين لتحل محل نظام الضرائب المجدولة المتعددة، أما الضرائب الغير المباشرة، كان العنصر الميم في اإلصالح ىو إدخال نظام

. الرسم عمى القيمة المضافة والذي يتميز ببساطة وسمح بتوسيع القاعدة الضريبية لقد أسفر اإلصالح الضريبي عمى مجموعة النتائج التي يمكن رصدىا من خالل تطور الجباية العادية ومكوناتيا ،ومعرفة األىمية التي تتمتع بيا كل من الضرائب المباشرة وغير

(3)المباشرة كما يوضحو الجدول

% 2014-2000تطور إيرادات الجباية العادية خالل : (3)جدول رقم 2014 2013 2011 2009 2008 2005 2003 2000 1995

السنواث

42,3 40,5 56,5 49,0 51,6 37,7 28,2 28,2 23 عج/ ضرائب مباشرة

36,8 36,5 25,9 33,0 28,2 36,8 40,7 42,5 42,8 ج / ضرائب غ مباشرة

ع

17,8 19,9 14,6 14,8 17,1 22,5 27,4 24,7 31.4 ج ع / حاصل الجمارك

1من إعداد الباحثة اعتمادا عمى الجدول : المصدر لقد عرفت نسبة ضرائب مباشرة إلى اإليرادات اضريبية تطورا ممحوظا، إذ انتقمت من

56.5 ووصمت إلى 2008في %51.6 و الى 2000في % 28 إلى 1995في 23%، ولقد جاء ىذا التحسن بفضل إسيامات المباشرة لمضريبة عمى المداخيل 2011في %

مميار دج في 112,2واألرباح التي عرفت زيادة ميمة خالل ىذه فترة، إذ ارتفعت من ، نتيجة 2012 مميار دج في 862,3 لتصل إلى 2009 مميار دج في 462,1 إلى 2002

االقتطاعات التي خصت الزيادات المعتبرة في أجور الوظيف العمومي، في حين عرفت مميار دج، رغم ذلك 817 حيث بمغت 2013الضرائب عمى المداخيل واألرباح انخفاضا في

في %35تبقى الضرائب المباشرة تشكل أكبر حصة ضمن اإليرادات الضريبية بنسبة من اإليرادات الكمية لمدولة وىي نسبة تعتبر %10متوسط ىذه الفترة، وال تمثل سوى

، ويرجع السبب إلى انخفاض 6ضعيفة مقارنة بكثير من مثيمتيا في البمدان المشابية ليا

الجزائر تحقيق االستقرار و التحول إلى اقتضاء السوق، صندوق النقد الدولي كرمي النشاشيب وآخرون، 6

.51، ص 1998واشنطن،

62

األرباح في القطاع الصناعي ، وكثرة اإلعفاءات والتخفيضات الرامية إلى تشجيع االستثمار وعدم قدرة المؤسسات الوطنية من منافسة المؤسسة األجنبية، مما نجم عنو تدني أرباح تمك

. المؤسسات وبالتالي تقميص األوعية الضريبية ومن ثم تدني حصيمة اإليرادات الضريبيةأما الضرائب غير المباشرة فقد عرفت نسبتيا من اإليرادات العادية تذبذب ما بين

1998 سنة %47 إلى 1995 سنة %42.8االرتفاع واالنخفاض فقد ارتفعت من لى 2000في %42.5وانخفضت ىذه نسبة إلى 36.5 ،لترتفع الى 2008في % 28.2 وا

من مجموع %13.3 و%12,4 عمى التوالي وبنسبة 2014 و 2013في % 36.8و %وبذلك نالحظ أن ىناك اتجاه التنازلي لموزن النسبي لمضرائب عمى السمع . اإليرادات العامة

2014 في %36,8 من 2014- 1998والخدمات في اإليرادات الضريبية خالل الفترة ، والمتزامن مع ازدياد الوزن النسبي لمضرائب عمى المداخيل 1998 في سنة %47مقابل

(. 2014 في %42,1 مقابل 1998 في %26)واألرباح أما عن المكونات األخرى لمجباية العادية فقد كانت نسبتيا من مجموع اإليرادات مند بداية

التسعينات ما بين االرتفاع واالنخفاض، فقد شيدت حقوق الجمركية تطورا ممحوظا، إذ و الى 2000 مميار دج في 86.3 إلى 1995 مميار دج سنة 73.3ارتفعت قيمتيا من

، إال أن ىذا االرتفاع يخص ضمنيا االنخفاض الكبير 2014 مميار دج في 369.2والمتتالي في قيمة العممة الوطنية مقابل الدوالر األمريكي، حيث لم يتجاوز مساىمة

، كما مثمت 2014-1993خالل فترة %6.7الحقوق الجمركية في اإليرادات العامة نسبة وعمى . من الجباية العادية خالل نفس الفترة%22.1الحقوق الجمركية في المتوسط

العموم يمكن القول أن متوسط نسبة اإليرادات الجباية العادية إلى اإليرادات الكمية تقدر بـ . خالل ىذه الفترة مما يدل عمى ضعف حصة ىذه اإليرادات في اإليرادات الكمية30%

من بين المؤشرات المستخدمة : 2014-1995تطور مستوى الضغط الضريبي خالل فترة - لتقييم األنظمة الضريبية نجد مستوى الضغط الضريبي الذي ىو عبارة عن نسبة االقتطاع الضريبي مقارنة بكمية الثروة المنتجة، وسنعتمد عمى الناتج الداخمي خارج المحروقات من

أجل قياس نسبة اإليرادات الضريبية، ويعتبر الضغط الضريبي مؤشر لمتقدير الكمي لمضرائب . عمى مستوى االقتصاد الوطني

2014/ 1995معدل الضغط الضريبي خارج المحروقات في الجزائر (4) جدول رقم %الوحدة

السنواث 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002 2003 2004

63

17,3 20,3 21,5 19,5 16,4 16,9 18,1 18,6 18,1 17,7 الضغط الضريبي خارج

المحروقاث

السنواث 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014

18.6 19,5 20,4 19,5 19 18,4 16,8 18,5 20 19,7 الضغط الضريبي خارج

المحروقاث

من إعدادنا اعتمادا عمى تقارير الديوان الوطني إلحصائيات و تقارير بنك : المصدر 2014-2008الجزائر

نالحظ من الجدول أعاله أن معدالت الضغط الضريبي خارج المحروقات لم تتجاوز وىي نسبة (2013-1995) خالل الفترة %18.7 وىي تقدر في المتوسط بنسبة 20.4%

، كما أنو يعد أقل %25ضعيفة مقارنة مع المستوى الذي وضعو كولين كالرك التي تقدر بـ مما ىو سائد في الكثير من الدول بحيث نجده في الدول الصناعية الكبرى ال يقل عن

، وعميو نستنج عدم مردودية النظام الضريبي بعد اإلصالحات بحيث لم يتمكن من 27%: 7تحسين المقدرة التكميفية لمدخل الوطني وذلك راجع لعدة عوامل أىميا

ضعف اإلدارة الضريبية في إيجاد األوعية الضريبية المالئمة ذات المردودية العالية؛ -ضعف االقتطاعات الضريبية نتيجة انخفاض الدخل الفردي وانتشار ظاىرتي الغش -

ويعتبر 2011-1990 مميار دج لمفترة 600والتيرب الضريبي الذي بمغت قيمتيا ما يقارب .8قيمتو جد معتبرة

انتشار البطالة التي تفوت عمى الدولة إخضاع فئة كبيرة من أفراد المجتمع، باإلضافة -إلى اتساع حجم االقتصاد غير الرسمي حيث تشير االحصائيات الى أن السوق الموازية

مما يؤثر سمبا عمى حجم 9 من الكمية النقدية% 50 مميار دج ما يعادل 4500تحتكر عمى .الحصيمة الضريبية

ارتفاع حدة التضخم وتدىور قيمة العممة الوطنية، مما يخفض القيمة الحقيقية - . لحصيمة الضرائب

ناصر مراد، تقييم االصالحات الضريبية في الجزائر، مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية، 7

.192، ص 2009 العدد الثاني 25المجلة 8

http://www.djazairess.com/essalam/15276 .

9http://www.echoroukonline.com/ara/mobile/articles/260281.html

64

، فقد وصل في 2014-1995ضعف معدالت نمو االقتصاد الوطني خالل الفترة - كما ىو مبين في الشكل 2014 في سنة %3,8 و%6,8 إلى حد أقصى بـ 2003سنة أدناه

2014-1995تطور معدل النمو االقتصادي خالل فترة : الشكل

من اعدادنا إعتمادا عمى تقارير بنك الجزائر :المصدر

نسبة 2014- 1995 لقد بمغ متوسط معدل نمو االقتصاد الوطني خالل الفترة الممتدة من الناتج الداخمي اإلجمالي، بينما سجل النمو الناتج الداخمي خارج المحروقات 3,5% الخالل نفس الفترة، مما يدل عمى تواضع أداء االقتصاد الوطني وكذا تواضع %5.1نسبة

مساىمة القطاعات االقتصادية خارج المحروقات في تكوين الناتج الداخمي االجمالي لعدم تنوع الييكمية لالقتصاد الوطني و اعتماده بدرجة عالية عمى قطاع المحروقات، مما انعكس

.سمبا عمى مردودية الجباية العاديةمن جية أخرى، تميز النظام الضريبي الجزائري بعدم االستقرار، فال يكاد يخمو قانون

45 تضمن 1993المالية من تدابير تعديمية في المجال الضريبي، فقانون المالية لسنة لغاء أو إتمام، وقانون المالية لسنة إجراء 49 تضمن 1995إجراء ضريبيا ما بين تعديل وا

ضريبيا من نفس الطبيعة السابقة،مما يدل عمى عدم وضوح الرؤية لدى السمطات وتعقد . النظام

رغم اإلصالحات التي مست المجال الضريبي والتعديالت التي جاءت في مختمف القوانين المالية، تبقى المردودية المالية لمنظام الضريبي الجزائري ضعيفة إذا ما قورنت

( 5)بالنفقات العامة، كما يوضحو الجدول -1993تغطية اإليرادات العادية لمنفقات العامة خالل : (5) جدول رقم

%الوحدة2014

6,33,94,3

1,1

5,1

3,22,2

2,14,1

6,85,2

5,1

1,8

4,6

2,4

2,4

3,32,83,42,83,8

-5

0

5

10

15

19

95

19

96

19

97

19

98

19

99

20

00

20

01

20

02

20

03

20

04

20

05

20

06

20

07

20

08

20

09

20

10

20

11

20

12

20

13

20

14

%معدل تمو االقتصادي

65

2005 2003 2001 2000 1999 1997 1995 1993 السنواث

31,2 29,7 30,1 29,7 32,7 37.2 39.6 31.1 ن ع/إج ع

51,4 46,1 49,9 40,8 40,6 48.8 49.2 41.7 ن ث /إج ع

2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 السنواث

29,8 33,1 27,0 26,1 29,1 27,0 21,4 24,7 ن ع/إج ع

46,3 48,0 39,9 39,4 48,8 49,9 40,4 45,8 ن ث /إج ع

الديوان الوطني لإلحصائيات - من إعدادنا اعتمادا عمى معطيات بنك الجزائر: المصدر ايرادات الجباية :إج ع- نفقات التسيير :ن ت - النفقات العامة: ن ع:حيث تمثل

العادية في %31يبين جدول أعاله أن نسبة تغطية الجباية العادية لمنفقات العامة لم تبمغ سوى

المتوسط الفترة، في حين لم تتمكن الجباية العادية من تغطية نفقات التسيير إال في حدود . في متوسط الفترة، مما يدل أن باقي نفقات التسيير يتم تمويميا بالجباية البترولية46%

تعد الجباية البترولية المورد الرئيسي إليرادات العامة : إيرادات الجباية البترولية- لمدولة، مما يؤدي إلى تأثر الموازنة العامة لمدولة بشكل مباشر بالتغيرات التي تسجميا أسعار النفط في أسواق العالمية، والتي تتميز بعدم استقرارىا بالنظر لتأثيرىا بمجموعة من العوامل االقتصادية والسياسية، فأي تغير في أسعار النفط سيؤدي بالضرورة إلى حدوث تغيير في

دوالر 17,8الجباية البترولية، فمقد عرفت بداية األلفية الثالثة إرتفاع في أسعار النفط من وارتفعت معو إيرادات الجباية البترولية بنسبة زيادة 2000 دوالر في 28,5 إلى 1999سنة 100 حيث وصمت ما يقارب 2008، كما ارتفعت أسعار النفط في سنة %109,4تقدر

مميار دج ووصمت نسبتيا إلى إجمالي 4088,6دوالر، وارتفعت معيا الجباية البترولية إلى تراجع في أسعار النفط إلى 2009، بينما عرفت سنة %80اإليرادات العامة إلى رقم قياسي

بنسبة نمو ( مميار دج1675,9-) دوالر وتراجعت معيا الجباية البترولية بمبمغ 62,2 بنسبة 2013، وانخفضت إيرادات الجباية البترولية في 2008 مقارنة بسنة %33,6سالبة إلى 2012في $ 111 نتيجة انخفاض أسعار بترول من 2012 مقارنة بسنة 12,1%

. 2013في $ 109,5من ىنا نستنتج أن أي تقمب في أسعار النفط ستؤثر تأثيرا مباشرا في وضعية الموازنة العامة لمدولة، ومن المفترض أن يعقد االعتماد الشديد عمى إيرادات النفط ذات الصفة

.المتقمبة عاجال أو آجال عمى السياسة الميزانية في الجزائر ومن تم رصيد الموازنة

66

2014-1993تطور رصيد الموازنة العامة خالل فترة -

يمكن تتبع تطور الرصيد الموازني من خالل الشكل أدناه

الديوان الوطني لإلحصائيات - من إعدادنا اعتمادا عمى معطيات بنك الجزائر: المصدر

من االجمالي الناتج الداخمي في %13.7من الشكل يتبين انخفاض عجز الموازني من عمى التوالي ، وسبب 1999 و1998 من نفس النسبة في %0.35 و % 3.5 الى 1993

في ذلك ىو اإلجراءات المنتيجة من طرف الدولة والمتمثمة في تعميق اإلصالحات الييكمية، بتسجيل فوائض في رصيد الموازنة، فقد ارتفع ىذا الفائض 2008-2000ولقد سجمت الفترة

من نفس النسبة في %13.94 إلى 2000 من إجمالي الناتج الداخمي في %9.76من ، ويرجع سبب في ذلك إلى االرتفاع في اإليرادات العامة ال سيما عائدات 2006

عجزا بعد تسجيل فوائض خالل عشرية تقريبا بسبب تأثير 2009المحروقات، وسجمت األزمة المالية الدولية وعواقبيا السمبية عمى الوضع االقتصادي العالمي، حيث شيد العالم ركودا اقتصاديا مس معظم الدول العالم وانخفض الطمب العالمي عمى النفط مما أدى إلى

من %5.68انخفاض أسعارىا والتي أثرت عمى اإليرادات العامة، حيث وصل العجز الى و بيذا تشكل تطورات . 2014 في %7.33 ويرتفع إلى 2009إجمالي الناتج الداخمي في

الجباية البترولية، ارتباطا بتوجو حجم الصادرات لممحروقات وىيكل اإليرادات الضريبية خارج ان ارتفاع نسبة .المحروقات، عناصر ىشاشة أمام الييكل الجديد لنفقات الموازنة العامة

من %64مساىمة إيرادات الجباية البترولية في تمويل الموازنة العامة والتي تمثل أكثر من يعني تخمف في مساىمات قطاعات 2014-1993اإليرادات العامة في متوسط فترة

-13,7

-6 -7,3

3,92,9

-3,5-0,33

9,76

4,351,18

4,075,51

13,6313,94

6,199,03

-5,63

-0,61-0,44

-4,54

-0,91

-7,33

-20

-15

-10

-5

0

5

10

15

20

1993 1995 1997 1999 2001 2003 2005 2007 2009 2011 2013

% PIBنسبة الرصيد الى

67

الصناعة و الزراعة والخدمات و ضعف الجياز الضريبي في خمق موارد اضافية لمموازنة . العامة

الخاتمة حاولنا في ىذا البحث دراسة و تحميل دور الضريبة في تمويل الموازنة العامة خالل

ىو 1992كان اليدف من االصالح الضريبي لسنة . التسعينات و بداية القرن الحاليالوصول الى مردودية مقبولة لمنظام الضريبي و كذا مالئمة ىذا االخير مع المعطيات

االقتصادية الجديدة لمبالد وتبني نظام االقتصاد السوق، رغم اإلصالحات التي مست ىيكل وقد تزايدت مساىمة الضريبي ال يزال يتميز ببنية ثنائية الجباية العادية والجباية البترولية،

ىذه األخيرة في تمويل نفقات العامة في حين أنَّ الموارد المّتأتية من إيرادات الجباية العادية من نفقات التسيير، وكذا % 50 إلى 40من مجموع النفقات العامة و %31ال تغطي إال

ضعف مساىمة الضرائب المباشرة وغير المباشرة في إيرادات العامة، وتبقى الضرائب الغير في متوسط ىذه الفترة، %40المباشرة تشكل أكبر حصة ضمن اإليرادات الضريبية بنسبة

من اإليرادات %10 من نفس النسبة في حين ال تمثل سوى %35وتمثل الضرائب المباشرة العامة وىي نسبة تعتبر ضعيفة مقارنة بكثير من مثيمتيا في البمدان المشابية ليا، باإلضافة

الى ضعف الضغط الضريبي خارج المحروقات كونو لم يتجاوز في المتوسط نسبة ، ويرجع السبب لعدم توسع القاعدة اإلنتاجية القتصاد الوطني باإلضافة إلى وجود 18.7%

صعوبات تعيق عمميات التحصيل الضريبي ليست ناجمة عن مصالح إدارة الضرائب في نما ناجمة عن كون التشريع الجبائي يحمل العديد من الثغرات من جراء أداء مياميا فقط، وا تغييرات وتعديالت، مما يؤدي إلى عجز األفراد عن استيعاب كل التغيرات المتكررة، خاصة في غياب إعالم قانوني واقتصاد يعيق عمل اإلدارة الضريبية، باإلضافة إلى التيرب والغش

. الجبائيينعمى ضوء النتائج التي تم توصل إلييا نقترح بعض التوصيات التالية

باعتبار أن االقتصاد الجزائري مرتبط بدرجة كبيرة بتغيرات أسعار النفط في األسواق العالمية -يحدث في قطاع المحروقات، لذلك يجب عمى وأن معدالت النمو ىي نتاج التطور الذي

الحكومة العمل عمى تنويع القاعدة اإلنتاجية كالصناعة والزراعة والسياحة بما يحقق من رفع .القدرة التنافسية في القطاعات اإلنتاجية ىذه ومن ثم التقميل من أثر التغيرات الخارجية

68

الرفع من المردودية الضريبية وذلك عبر تطيير وتحريك القطاعات اإلنتاجية لرفع الدخل -الوطني، ىذا ما يسمح بزيادة اإليرادات الضريبية وتوسيع الوعاء الضريبي بشكل يجعل

الضريبة عامل مؤثر في النشاط االقتصادي؛تييئة المناخ االستثماري المالئم لتطوير وجذب االستثمارات نحو المشاريع اإلنتاجية الميمة، -

سواء كان ذلك متعمقا بإيجاد بيئة قانونية وتشريعية مناسبة لذلك إما إتباع سياسة ميزانية .ونقدية داعمة ليذه القطاعات من أجل توسيع الوعاء الضريبي

لمعالجة باإلطارات الكفوءة ودعمو المنظمة القوانين سن ل خال من الضريبي الجياز تقوية -التيرب والغش الجبائيين، ومحاربة االقتصاد الموازي بإحصاء االنشطة الموازية حالة

خضاعيا لفرض الضريبة .وا المراجع

قائمة المراجع بالمغة العربية :أوال :الكتب - أ

عبد الكريم صادق بركات، يونس أحمد بطريق، المالية العامة، الدار الجامعية، بيروت، . 11986 .عبد اهلل الشيخ، محمود الطاىر، مقدمة في اقتصاديات المالية العامة، جامعة الممك .1

.1988سعود، الرياض، السعودية، الطبعة األولى عادل أحمد حشيش، أساسيات المالية العامة، مدخل لمدراسة أصول الفن المالي .2

2006لالقتصاد العام، دار الجامعية الجديدة مصر، محمد عباس محرزي، اقتصاديات الجبائية و الضرائب، الطبعة الخامسة دار .3

2013ىومة، كريم نشاشبي وآخرون، الجزائر تحقيق االستقرار و التحول إلى اقتضاء السوق، .4

.1998صندوق النقد الدولي واشنطن، سعيد عبد عزيز عثمان، شكري رجب العشماوي، اقتصاديات الضرائب، الدار .5

. 2007الجامعية، مصر،يمس شاوش بشير، المالية العامة و تطبيقاتيا في القانون الجزائري، ديوان المطبوعات .6

. 2013الجامعية الجزائر، المجالت و المقاالت و الدوريات - ب

69

ناصر مراد، تقييم اإلصالحات الضريبية في الجزائر، مجمة جامعة دمشق لمعموم .1. 2009، العدد الثاني 25االقتصادية و االدارية و القانونية المجمد

عبد المجيد قدي، النظام الجبائي الجزائري و تحديات األلفية الثالثة، الممتقى .2 .2002 ماي 21 و 20الوطني األول حول االقتصاد الجزائري و األلفية الثالثة البميدة

حراش براىيم، الضغط الضريبي و تطور مستوياتو في الجزائر خالل الفترة مابين .3 . 2012 الجزائر2012 18، مجمة االحصاء واالقتصاد التطبيقي،العدد 1993-2010

قائمة المراجع بالمغة االجنبية :ثانيا1- Gaudmet, Précis des Finances Publiques, les ressources publiques « Emprunt

et Impact » Tome II, édition Montchrestien, Paris, 1981.

2- ONS, l’Algerie en quelque chiffres, les années 1992-2008

3- Bank of Algeria , Rapport ,évolution économique et monétaire en Algérie

pour les années 2001-20014 .

مواقع االنترنت:ثالثا متوفر عمى الموقع2014-2006تقرير االقتصادي العربي الموحد لسنوات -

http://www.arabmonetaryfund.org/ar/jerep

- http://www.djazairess.com/essalam/15276

- www.echoroukonline.com/ara/mobile/articles/260281.html//http: