1

الحجز لدى الغير على أموال الجماعات المحلية بين مقتضيات المحاسبة العمومية

المحلية و حجية األحكام القضائية

خليل بن تمزل

2

مقدمــة

التي تعرف عدة القضايا بالمغرب من أهم ضد اإلدارات العمومية تنفيذ األحكام القضائية يعتبر الذي ال زال يميز وذلك بالنظر إلى العجز ،سلبا على مصداقية دولة الحق والقانون عوائق تؤثر

وغير فعالة تتسبب ، واكتفائه بمساطر غامضةاإلشكاليةفي التصدي لهذه المشرع المغربي تكون هي مفتاح الحل. أنعوض اإلشكاالتفي العديد من

، ويتحمل عناء التصدي المبادرة يأخذأن اإلداريأمام هذا الفراغ التشريعي استطاع القضاء ، وذلك القضائية األحكامالمغربية في التعامل مع اإلدارةتميز التي أصبحت «ظاهرةال»لهذه

.في خلق وابتكار القواعد القانونية كمساهم اإلداريانطالقا من دور القضاء

ظلت التي قضائية ال عرافاأل بعضعلى تكسير جليد اإلداريمن هذا المنطلق عمل القضاء جواز الحجز على عدم أهمها من ، اب صفة القداسةاقتربت من اكتس، حتى سارية لعدة عقودولكن لم يعد العمل به ، هذا المبدأ بشكل نهائي إلغاءبطبيعة الحال لم يتم ؛األموال العمومية

،لإلدارةموال الخاصة كجواز الحجز على األ وتم وضع عدة استثناءات عليه، ،على إطالقهوهذا التوجه تمت مساندته من يترتب على حجزها تعطيل سير المرفق العام،ال واألموال التي

.1طرف غالبية الفقه المغربي

، كمظهر من يةوإذا كان مستند القضاء المغربي في هذا االتجاه هو تجسيد مبدأ المشروعبعض أنإال ،هذا المبدأمناقض ل ، واعتبار االمتناع عن التنفيذ بدون مبررمظاهر سمو القانون

، ة في التنفيذاإلشكاليات الدقيقبعض أنتجت، العمومية اإلدارات أموالمساطر الحجز على أحكاموذلك حينما تصطدم حجية المشروعية، تنازعبما يمكن أن نسميه إلى أدتوالتي

جبة التطبيق قضائية حائزة لقوة الشيء المقضي به واجبة التنفيذ، بقواعد قانونية آمرة واحينما تتعارض مع ، موال العمومية، ويتعلق األمر هنا بمسطرة الحجز لدى الغير على األكذلك

.القواعد المنظمة للمحاسبة العمومية

، لكن عمليا المؤسسات العموميةو اإلداراتعاما بالنسبة لكافة إشكاالهذه المسطرة تطرح اإلشكاليةهذا الشق من ، لذلك سيكون المحليةلجماعات لهي مطروحة بشكل أكبر بالنسبة

الدراسة.هذه هو موضوع

، فقد تولى هذه اوليس المقصود هنا التطرق لمسطرة الحجز لدى الغير بمختلف تفريعاتهت العامة لهذه التطرق لبعض المقتضيا سيتم وإنما، فقهية متخصصةالمهمة عدة مؤلفات

والمتمثلة حد مظاهر تطبيقاتها العملية،على أ، لتكون منطلقا لنا من أجل التركيز المسطرةكمسطرة من مساطر ،المحلية لدى المحاسبين العموميينفي الحجز على أموال الجماعات

م التطرق إليها من قبل لم يتوالتي تنفيذ األحكام النهائية الصادرة في مواجهة تلك الجماعات،)المحاسبين اإلدارةاألساليب والمعيقات التي تتلكأ بها كأحدإليها اإلشارةال من باب الباحثين إ

.دون تنفيذ األحكام الصادرة ضدها للحيلولة العموميين(

لمساهمة في البحث عن أنجع الوسائل لجعل مسطرة جل اتأتي هذه الدراسة من ألذلك وذلك عبر طرح التساؤالت التالية: ،تتميز بالسهولة والبساطة والفعاليةالقضائية تنفيذ األحكام

القانونية والعملية التي تطرحها مسطرة الحجز على أموال اإلشكاالتما هي أهممن مساطر تنفيذ األحكام ، كمسطرةالجماعات المحلية لدى المحاسبين العموميين

؟القضائية

؟كيف نظم المشرع خصوصيات هذه المسطرة وما هو موقف القضاء تجاهها لجعل مسطرة الحجز لدى الغير آلية فعالة لتنفيذ األحكام حلول مناسبة إيجادهل يمكن

وهل يمكن االستعاضة عنها بمساطر أخرى؟ القضائية ضد الجماعات المحلية؟

"تنفيذ بعنوان: لالطالع بتفصيل على مواقف الفقه والقضاء حول مدى قابلية الحجز على األموال العامة يراجع مقال األستاذ دمحم قصري 1

.http://moukhalif.voila.net/admin.pdf: األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز"، منشور عبر الرابط التالي

3

خمسة محاور التي سنتناولها في هذا الموضوع عبر تقسيمه إلى اإلشكاالتتلك مختلف كما يلي:أساسية

.لمسطرة الحجز لدى الغيرالمنظمة مدخل موجز حول القواعد العامة : ولالمحور األالجماعات المحلية أموالمسطرة على تطبيق هذه الالناتجة عن اإلشكاليات : الثاني المحور

لدى المحاسبين العموميين. .تنظيم المشرع لخصوصيات هذه المسطرة : المحور الثالث .تعامل القضاء مع إشكاليات هذه المسطرة : المحور الرابع

.والحلول المقترحةتقدير موقف المشرع والقضاء من هذه المسطرة المحور الخامس:

القواعد العامة المنظمة لمسطرة الحجز لدى : مدخل موجز حول المحور األول الغير

نظم المشرع المغربي مسطرة الحجز لدى الغير ضمن مقتضيات الباب الخامس من القسم (894الى 844، الذي خصصه لطرق التنفيذ )المواد من التاسع من قانون المسطرة المدنية

وبناء على المقتضيات الواردة في المواد السالفة الذكر سنتطرق في هذه النقطة إلى ما يلي:

تعريف مسطرة الحجز لدى الغير .1

بواسطتها المحجوز لديه، (الحاجز) نمسطرة يمنع الدائ» :بأنهربي المجبود األستاذ الععرفه ألشياء األخير بعض المبالغ أو بعض اهذا يدفع ل أنوالذي هو مدين لمدينه )المحجوز عليه(، من

يسدد دينه من تلك المبالغ أو ثمن تلك ، ثم يطلب من المحكمة أن التي هو مدين له بها .«األشياء

يمكن الدائن من التعرض بين يدي مدين المدين إجراء» كما عرفه األستاذ يونس الزهري بأنه:

فائدة المدين الستخالص خير ل)المحجوز لديه( على المبالغ والقيم المنقولة التي يحوزها هذا األبناء على أمر يصدره أوفي حالة وجود سند تنفيذي ، وذلك بواسطة كتابة الضبط دينه منها

.«2رئيس المحكمة عند وجود سند تنفيذي

الحجز لدى الغيرطبيعة .2

، أحدها يقول هاتلغير انقساما فقهيا بين ثالث اتجاتحديد طبيعة الحجز لدى ا انقسم الفقه في، وثالث يعتبره ذي طبيعة مختلطة، تنفيذي إجراء ذهب إلى كونهبأنه إجراء تحفظي، واآلخر ي

ولكل ،تصحيحهعلى الحجز أو تنفيذيا حين المصادقة إجراءبحيث يبدأ كإجراء تحفظي ثم يصبح لكن يبقى الرأي الثالث هو الراجح في الفقه سواء بالنسبة للفقه المغربي أو مستنده رأي

.3الفرنسي الحجز لدى الغيرومحل أطراف .3

، والتعريفات الفقهية لهذه المسطرة المنظمة لمسطرة الحجز لدى الغير انطالقا من النصوص)الحاجز( والمدين المراكز القانونية لثالثة أطراف: الدائنيتضح أن هذه األخيرة تنظم العالقة بين

محل ) والغير )المحجوز لديه(، ويكون محلها ما يحوزه هذا األخير بين يديه)المحجوز عليه( .(الحجز

أويمكن لكل دائن ذاتي »من ق.م.م على انه 844: تنص المادة الدائن الحاجز حجز بين يدي الغير بإذن من القاضي على إجراءاعتباري يتوفر على دين ثابت

.«مبالغ ومستندات لمدينه والتعرض على تسليمها له

2مطبعة 4، سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة عدد «الحجز لدى الغير في القانون المغربي» التعريفان معا مذكوران بمؤلف ذ يونس الزهري

.54- 52ص 5002الجديدة، الطبعة الثانية النجاح 3 .85إلى 54للتفصيل يراجع ذ يونس الزهري م.س ص من

4

اعتباري دائن للمحجوز عليه، أوتي كل شخص ذا هوالحاجز فانطالقا من هذه المادة

وثبوت الدائنية ، ثبوت صفة الدائنية له تجاه مدينههنا هو الشرط األساسي ذلك أن .)بناء على مستند أو حكم قضائي(حينما يكون الدين ثابتا تتحقق

والمستنداتوهو من وقع الحجز على المبالغ ، مدين الحاجز :المدين المحجوز عليه

، ومالك لألموال المحجوز عليها)...مبالغ فهو مدين شخصي للحاجزالتي تعود له،الواجب توفرهما في ، وهما الشرطان (-من ق.م.م 844المادة –ومستندات لمدينه

المحجوز عليه. ويالحظ أن المشرع رئيسي في المسطرة: وهو الطرف الثالث والالغير المحجوز لديه ،

المحجوز لديه والمحجوز عليه، ليبقى العنصر الرئيسي فيها لم يحدد طبيعة العالقة بين ، سواء كان األخير مدينا لديه مبالغ مملوكة للمحجوز عليه هو أن يكون تحت يد المحجوز

لديه... أو حارسا لها أو مودعةبها، وهي األموال والمستندات التي يحوزها المحجوز لديه، :محل الحجز لدى الغير

لمدينه(، وستسلم إليه ) أن تكون مملوكة للمحجوز عليه مدين الحاجز اويشترط فيه، بمعنى محققة الوجود أو ستتحقق مستقبال ، وأن تكونوالتعرض على تسليمها له()

.4جواز الحجز على الديون المؤجلة والديون االحتمالية والمعلقة على شرط الحجز لدى الغير إجراءات .4

وتتم عبر مرحلتين، األولى تحفظية والثانية تنفيذية:

طريقتين إلجراء الحجز لدى من ق.م.م على 894: نص الفصل المرحلة التحفظية، وذلك إما بناء على سند تنفيذي أو بأمر يصدره رئيس المحكمة االبتدائية بناء على الغير .5، وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة التحفظيةبشرط الرجوع إليه عند وجود صعوبة ،طلب

نما : فإن الحاجز يجري الحجز لدى الغير دويذيفللحجز بناء على سند تنفبالنسبة

التنفيذ مباشرة مأمورذ يوقع هذا الحجز بواسطة ، إحاجة إلى إذن من رئيس المحكمةذي هو السند المذيل بالصيغة التنفيذية المنصوص ، والسند التنفي6لدى المحجوز لديه

، األحكام المشمولة بالنفاذ المعجلكاألحكام النهائية،) من ق.م.م 855عليها في الفصل ، أحكام المحكمين المذيلة كذلك بالصيغة ة بالصيغة التنفيذيةالمذيلاألحكام األجنبية

.7التنفيذية...(

، بحيث يلجأ كون في حالة غياب السند التنفيذي: فيأما الحجز بناء على أمر قضائي

اإلثباتالطالب إلى رئيس المحكمة في إطار األوامر المبنية على طلب مصحوبا بوثائق ى الغير.الستصدار أمر بالحجز لد

ق.م.م أن المشرع من 898الظاهر من خالل مقتضيات المادة :المرحلة التنفيذية، فيما يتعلق بمسطرة المصادقة على الحجز لدى الغير بين الحجز بناء المغربي لم يفرق

.8جعلهما خاضعين لنفس المسطرة ، وفيذي، والحجز بناء على أمر قضائيعلى سند تن

إذن القاضي إلى كل من أووتنطلق هذه المرحلة بداية من تبليغ نسخة من السند ، كما يسجل ناء على طلب يتقدم به طالب الحجز، وذلك بالمحجوز عليه والمحجوز لديه

وفقا للشكليات المنصوص عليها ،لدى الغير في سجل خاص اتكاتب الضبط جميع الحجوز

.44يونس الزهري م.س ص 4

المختصر العلمي في القضاء والقانون، مدى المقاربة والمفارقة بين الحجز لدى الغير و اإلشعار للغير » على أن لألستاذ مصطفى التراب رأي مخالف بالنسبة للحجز بناء على سند إذ يعتبره ذي طبيعة تنفيذية منذ الوهلة األولى 5

.458ص 5004مطبعة األمنية ط األولى «الحائز

ذا الشأن رغم توفره على سند تنفيذي.و إن كانت الممارسة العملية تبين غياب سلوك هذه المسطرة من طرف المتقاضين، إذ يحرص أغلبهم على استصدار أوامر قضائية في ه 6

.452م.س ص « المختصر العلمي في القضاء والقانون ... » ذ التراب 7

454نفس المرجع ص 8

5

وبعد ثمانية أيام على التبليغ السالف الذكر يستدعي رئيس ق.م.ممن 895في الفصل ويتضمن استدعاء المحجوز لديه ،طراف لجلسة االتفاق الوديالمحكمة بصفة تلقائية األ

يجابيا أو سلبيا.دين موضوع الحجز والذي يكون إما إدعوته لتقديم تصريحه بخصوص ال

، ، تصريح المحجوز لديهالدين نفسهدي حول االتفاق بخصوص وتتمحور جلسة االتفاق الوفي هذه و من ق.م.م(،898وتوزيع المبالغ المحجوزة في حالة تعدد طالبوا الحجز)الفصل

، ويعتبر هذا األخير كافيا فاق بين األطراف فيسجل محضر بذلكإما أن يحصل ات الجلسةطراف يستدعى األللدائنين لتسلم ديونهم من المحجوز لديه، وإذا لم يحصل اتفاق

لرئيس محضرا بفشل محاولة االتفاق.حرر الجلسة أخرى، فإذا لم يتفقوا ثانية

يالحظ على مشرع المسطرة المدنية أنه أبقى األمر غامضا ولم ينص األخيرة وفي هذه الحالة بشكل واضح على المسطرة الواجبة االتباع، وهو ما خلق تضاربا بين الجهات القضائية في

مع حالة فشل جلسة االتفاق الودي، فبعض المحاكم تقوم بإحالة الملف على الموضوع التعامللمناقشة ادعاءات األطراف، والبعض اآلخر يتحول فيها الرئيس إلى قاضي موضوع ويبت مباشرة

ويصرح بالتالي إما بالمصادقة على الحجز أو رفض ،في تقدير التصريح السلبي للمحجوز لديه .جة إلى فتح ملف جديد في الموضوعالطلب دونما حا

وعلى العموم ففي مرحلة المصادقة على الحجز إذا كان تصريح المحجوز لديه ايجابيا فإنه تتم

ولم ينازع ، أما إذا كان سلبياي تسليم المبالغ المحجوزة للدائنالمصادقة على الحجز ويؤذن ف، لكن ببطالن الحجز والتشطيب عليهرح فيه األطراف أو نازعوا وردت المحكمة منازعتهم فإنه يص

، فبمفهوم المخالفة تتم المصادقة على تصحيح قبلت منازعتهم في التصريح السلبيإذا .9الحجز

، ليطرح التساؤل حول المنظمة لمسطرة الحجز لدى الغير تلك باختصار كانت أهم المقتضيات، وما المحاسبين العموميين المحلية لدىالجماعات أموالمدى صالحية تطبيقها للحجز على

هذه المسطرة في هذه الحالة؟الناتجة عن تطبيقات اإلشكاالتهي

على الحجز لدى الغير مسطرةكشكاليات الناتجة عن تطبي المحور الثاني: اإل أموال الجماعات المحلية لدى المحاسبين العموميين

حينما يتعلق األمر إشكاالإذا كانت القواعد العامة المنظمة لمسطرة الحجز لدى الغير ال تطرح

ن األمر يكون أكثر تعقيدا بالنسبة للحجز على ، فإأشخاص القانون الخاصبالحجز على أموال أشخاص القانون العام، خاصة إذا كان كل من المحجوز عليه والمحجوز لديه من أشخاص

والمحاسبين العموميين ،لعام، كما في حالة الجماعات المحلية كمحجوز عليهاالقانون اهذه الحالة ، لذلك سنتطرق ألهم اإلشكاالت التي تثيرها هذه المسطرة في كمحجوز لديهم وذلك كما يلي: موضوع الدراسة

ومدى قابلية الحجز عليها طبيعة األموال المحجوز عليها .1

ية العالقة بين المحجوز عليه والمحجوز لديه في مسطرة الحجز على أموال الجماعات المحل إنأو الحراسة أو كما هي متعارف عليها بين الخواص، تتجاوز عالقة المديونية هي عالقة خاصة

لتبرز خصوصيتها في كونها عالقة محاسبية منظمة بمقتضى قواعد قانونية منصوص ،اإليداعبسن نظام 10(5040يناير 5) 4854محرم 41الصادر بتاريخ 5.09.884 رقمرسوم عليها في الم

المتعلق بالتنظيم 82.04القانون رقم و للمحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها، 55بتاريخ 4.09.05رقم بتنفيذه الظهير الشريف الصادر المالي للجماعات المحلية ومجموعاتها

قة بين الجماعة المحلية والمحاسب،وبالتالي فأي تكييف للعال ،11(5009فبراير44) 4850صفر

على أن هناك تضاربا في بعض قرارات المجلس األعلى حول مدى اختصاص رئيس المحكمة للبت في مسطرة المصادقة على الحجز، ففي 9

األعلى إلى أن ذلك من صميم اختصاصه بصفته رئيسا للمحكمة وليس بصفته قاضيا للمستعجالت ، وفي بعض القرارات ذهب المجلسمن ق.م.م هو قاضي المستعجالت 898قرارات أخرى اعتبر أن هذه المسطرة ليست من اختصاصه ألن رئيس المحكمة الوارد في المادة

(.459-454) يراجع مؤلف ذ التراب المشار إليه سلفا ص الذي يمنع عليه أن يبت فيما يمكن أن يقضى به في الجوهر10

(.5040فبراير 04)4854صفر 55بتاريخ 2444جريدة رسمية عدد 11

(.5009فبراير 55) 4850صفر 51بتاريخ 2144جريدة رسمية عدد

6

خاضع للضوابط المحاسبية المنظمة ، هو تكييف إيداع أوسواء في إطار مديونية أو حراسة وفقا لما هو منصوص عليه في النصين السالفي الذكر. ،للمالية المحلية

خصوصية أموال الجماعات المحلية المحجوز عليها لدى من هذا المنطلق تأتي ضرورة تحديد

، ومدى توافقها أو تعارضها مع قواعد المحاسبة العمومية المحليةوفقا ل ،المحاسبين العموميين .القواعد العامة المنظمة لمسطرة الحجز لدى الغير

يشترط في جز لدى الغير المشار إليها أعاله، فإنه مما فوفقا للنصوص المنظمة لمسطرة الح

وأن تكون ستسلم كية المحجوز عليهأن تكون في مل ،، أي األموال المحجوز عليهامحل الحجزمن ق.م.م 844، وفقا لصريح المادة ض يكون على تسليمها للمحجوز عليهالتعرأن له، ذلك

هل :، وهنا يطرح التساؤل «...مبالغ ومستندات لمدينه والتعرض على تسليمها له» ، وهل ستسلم لها؟لمحاسب ال زالت في ملكية الجماعةفعال األموال المودعة لدى ا

وهو أن ،إلى شيء مهم بهذا الخصوصبداية وقبل الجواب على هذا التساؤل ال بد من اإلشارة

لدى المحاسبين العموميين ال يمكن اعتبارها ودائع بالمفهوم الضيق أموال الجماعات المحلية فالمحاسب ال يتوفر إال على أوراق عبارة عن بيانات محاسبية تبين إال فبهذا المعنى للكلمة، و

أما موارد الجماعة المحجوز داءات،عليها من حيث الموارد واألالوضعية المالية للجماعة المحجوز عليها فتنقل مباشرة لدى بنك المغرب باعتباره المؤسسة الماسكة لحساب الخزينة العامة

الذي تودع به أموال الدولة والجماعات المحلية اعتمادا على مبدأ وحدة الصندوق. ،للمملكة

إال أن ،بالمنطق المحاسبيودائع زا أن موارد الجماعات المحلية هياعتبرنا تجاو إذالكن وحتى قانون المحاسبة العمومية محددة بمقتضى ،خصائص من النظام العاممبادئ و هذه الموارد لها

ومن أهم هذه المبادئ أن مداخيل الجماعة المحلية المنصوص عليها في ميزانيتها ،المحليةوذلك طبقا ، 12محصورة االستعمال فقط في النفقات المحددة كذلك في وثيقة الميزانية

المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية 82.04من القانون 4لمقتضيات المادة من القانون السالف الذكر تنص على 4تضى هو أن المادة ، وما يفسر هذا المق13ومجموعاتها

وإذا ظهر فائض تقديري في الجزء كون الميزانية متوازنة في جزئيها،وجوب أن ت»، بمعنى أن مبالغ الموارد المحددة في الميزانية ستنفق «األول وجب رصده بالجزء الثاني

زانية.وبصيغة الوجوب على النفقات المحددة في نفس المي صرياح

أن موارد الجماعات التي تدفع للمحاسب هي مخصصة فقط ويترتب على هذا المقتضى وذلك للنفقات المنصوص عليها في ميزانية الجماعة، بمعنى أنها ستؤول للغير وليس للجماعة،

بحسب نوع النفقة )أجور موظفين، حقوق التقاعد ، حقوق مقاولين...الخ(، وهذا يعني عدم إمكانية الحجز لدى الغير في هذه الحالة، ألن هذه المسطرة يجوز مباشرتها فقط على المبالغ

من ق.م.م، في حين أن 844والمستندات التي ستسلم للمحجوز عليه طبقا لمقتضيات المادة الذي ينتج في آخر عات المحلية كلها حقوق للغير، وال يستثنى منها إال الفائض موارد الجما

فهو وحتى هذا الفائض ،موع المداخيل يفوق مجموع النفقاتبعدما يكون مجالسنة المحاسبية ، وإنما يبرمج في ميزانية السنة المقبلة ضمن الجزء المخصص لالستثمار ال يسلم للجماعة،

، ويخصص تحديدا لتسديد االعتمادات المنقولة من «سنة السابقةفائض ال» تحت عنوان .14التسيير و التجهيزنفقات

وانطالقا من هذه المعطيات يظهر عدم تحقق أحد الشروط األساسية المنصوص عليها في

، والمتمثلة في كون المبالغ فيما يتعلق بمحل الحجزالقواعد العامة لمسطرة الحجز لدى الغير المحجوزة تعود لملكية المحجوز عليه والتعرض يتم على تسليمها له، ومما يؤكد هذا الطرح أن

االعتمادات تمادات المخصصة للصفقات العمومية وبحجز االعفي بعض الحاالت المحاكم تقضي

12

الوثيقة التي يقرر ويؤذن » الميزانية بكونها المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتها 82.04من القانون 5تعرف المادة

.«موارد و تحمالت الجماعة المحلية أو المجموعة بموجبها بالنسبة لكل سنة مالية في مجموع13

من طبيعة الحال وفقا لشروط محددة كعدم تخصيص مداخيل بنفقة بالنسبة للجزء األول من الميزانية ، إال في نطاق ميزانية ملحقة أو

من نفس القانون(. 4(، وعدم استعمال مداخيل االستثمار في مقابل نفقات التسيير)المادة 82.04من القانون 4صوصي )المادة حساب خ14

.82.04من القانون24و 20المواد

7

م أصحاب الحقوق ه، بحيث يكون المحجوز عليه في هذه الحاالت المخصصة ألجور الموظفين ذاتها.خيرة في حد وليست هذه األ تجاه الجماعات المحلية

ل بجواز الحجز على االتجاه القائ أنإلى اإلشارةسبقت ، ومن جهة أخرى فقد هذا من جهةومن بينها أال يكون من اءات في غالبيته على هذا الجواز،، أورد بعض االستثناألموال العامة

يارة المخصصة لرئيس للمرفق العام، فالحجز على السن ذلك الحجز تعطيل السير العادي شأاألول يبرره ن كاننفايات، فلئ، ليس هو الحجز على الحافالت المخصصة لنقل الالجماعة مثال

ل في السير الطبيعي الحجز الثاني يترتب عنه خل أن، إال مرفق العامعدم تأثيره على سير ال ، وهو ما يبرر عدم جوازه.ام، وبالتالي تعطيل المصلحة العامةللمرفق الع

موال المحجوز عليها لدى المحاسب، فهي كما سلف القول ومن هنا يطرح التساؤل حول األ

قات بدورها تهم سير المرفق كلها مخصصة للنفقات المحددة في وثيقة الميزانية، وهذه النفجوهرية حول قابلية إشكالية، وهو ما يطرح كل مباشري تمس المصلحة العامة بش، وبالتالالعام

يترتب عن ذلك نظرا لما ،اسبين العموميين للحجزبين يدي المح تيالالجماعات المحلية موال أ من خلل بسير المرفق العام.

وجود المال المحجوز عليه .2

كممثل كل من اآلمر بالصرف، أن، فقد سبق أن أشرنا إلى وأهمها اإلشكالياتوهي من أدق ، بتنفيذ العمليات المالية للجماعة، والمحاسب المحجوز لديه يقومان المحجوز عليهاللجماعة

، وهذه العمليات هي قواعد المحاسبة العمومية المحليةوالمحددة في وثيقة الميزانية طبقا ل النفقات. وأداءاستخالص المداخيل

الحكم القاضي بالحجز بين يدي المحاسب هو في آخر المطاف يمثل نفقة يجب أن أنومعلوم

يكون منصوصا عليها أن معناهبالنسبة للقابض تؤدى من المداخيل المتوفرة لديه، ووجود النفقة ، وهذا أمر إلزامي بالنسبة للقابض قاتفي وثيقة الميزانية ضمن الفصول المخصصة للنف

ال يمكن القيام بالتزام »التي تنص على أنه 5.09.884المرسوم رقم من 89مادة بمقتضى الوتنفيذ نفقات الجماعات المحلية بكيفية قانونية، إال إذا كانت مطابقة للقوانين

وهو نفس المقتضي الذي سبق «ومقررة في ميزانياتها. ،واألنظمة التي أحدثتها 4914لسنة من المرسوم المنظم لمحاسبة الجماعات المحلية 85التنصيص عليه في الفصل

يجب أن تقرر النفقات في ميزانية الجماعات المحلية والهيئات » والذي ينص على أنه ، بمعنى أن أية نفقة غير منصوص عليها في ميزانية «وأن تكون مطابقة للقوانين واألنظمة

بأن الحجز ، مما يفضي إلى القول سبة للقابضلق بها غير موجود بالن، فالدين المتعجماعةالالنتفاء محل الحجز وفقا ،على دين غير مقرر في ميزانية الجماعة هو حجز غير ذي موضوع

أخرى تتعلق بطبيعة إشكاليةتقود إلى اإلشكاليةلقواعد المحاسبة العمومية المحلية، وهذه تصريح المحاسب في مسطرة الحجز لدى الغير.

ح المحاسب في مسطرة الحجز لدى الغيرطبيعة تصري .3

وبعدما يصدر األمر ، ة الحجز لدى الغيرلمسطر اإلجرائيةرأينا سابقا أنه من ضمن المقتضيات خاصة بذلك، بالحجز لدى الغير بمقتضى أمر قضائي أو بناء على سند تنفيذي، تبليغ األطراف

سلبيا، فما هي أو، والذي يكون إما ايجابيا ويدعى هذا األخير لتقديم تصريحه،المحجوز لديه طبيعة تصريح المحاسب كمحجوز لديه؟

من مداخيل الجماعة أن يؤديه لدى المحاسب هو الدين الذي يمكن إن الدين القابل للحجز

ألن القواعد ،أي أن يكون من الديون )النفقات( المنصوص عليها في الميزانية،المتوفرة لديهبأن النفقات التي تؤدى من مداخيل الجماعة هي النفقات المقررة في المحاسبية تقضي

وال السالفة الذكر(، 89يغة الوجوب )المادة بص وهذه قاعدة آمرة ألنها وردت ميزانية الجماعة،يمكن للمحاسب أن يقوم بأداء أية نفقة غير منصوص عليها في الميزانية تحت طائلة تحميله

.المسؤولية الشخصية

8

وبناء عليه فتصريح القابض هنا ليس كتصريح سائر المدينين العاديين، بل هو تصريح منضبط على اعتماده في ما يكون الدين موضوع الحكم منصوص، فحيند المحاسبة العموميةبقواع

، أي أنه يمكن أداؤه من موارد الجماعة التي يسيرها المحاسب، ففي هذه الحالة الميزانيةخصوصية التصريح في مجال الصفقات االعتبارخذ بعين )مع األصريحا ايجابيا يصرح ت يمكنه أنالجماعة فإنه ة عليه في ميزاني غير منصوصالدين موضوع الحكم أما إذا كان ، 15العمومية(

بالنسبة للمحاسب غير موجود وال تربطه بخصوصه أية عالقة مع المحجوز عليه بالمنطق بشأن وجوده. يصرح تصريحا سلبيا إال أنالمحاسبي، وبالتالي فال يمكنه

ماعات المحلية لدى التي تطرحها خصوصية الحجز على أموال الج اإلشكالياتتلك كانت أهم المشرع أن يوجد بعض اآلليات القانونية لحل هذه فهل استطاع ،موميينالمحاسبين الع

؟اإلشكاليات

تنظيم المشرع لخصوصيات هذه المسطرة المحور الثالث:

يمكن التطرق لموقف المشرع المغربي من إشكالية الحجز لدى الغير على أموال الجماعات المحلية بين يدي المحاسبين العموميين، من خالل استعراض المقتضيات الواردة بهذا

ت المحلية ة للجماعابسن نظام للمحاسبة العمومي 5.09.884رقم الخصوص في المرسوم منشور السيد الوزير األول عدد ومجموعاتها، كما يمكن اإلشارة في هذا اإلطار لمقتضيات

كام والقرارات ( المتعلق بتنفيذ األح5004فبراير 8) 4859محرم 54المؤرخ في 2008/1 القضائية النهائية، والذي تناول بدوره مقتضيات هذه المسطرة.

فبالنسبة لمرسوم المحاسبة العمومية المحلية نجد أن المشرع قد سمى مسطرة الحجز لدى الغير بشكل صريح ضمن المقتضيات المرتبطة بالقواعد المتعلقة بعمليات النفقات )الفرع

(، وهذا 95إلى 44، المواد من 5040الخامس من الباب الثاني من المرسوم الجديد لسنة لمحاسبة الجماعات المحلية الذي استخدم بسن نظام 4914بق لسنة بخالف المرسوم السا

يسمي بشكل صريح مسطرة الحجز لدى الغير.أن و الحجز دون مفهوم التعرض

بها نظميتبين أن المقتضيات التي 5040مرسوم المستجدات التي جاء بهاوانطالقا من في التالي: أهمها تلخصالمحلية يعلى ميزانيات الجماعات هذه المسطرة تطبيقالمشرع

المحجوز لديه في هذه المسطرة هو المحاسب المكلف باألداء جعل المشرع فمن جهة أولى: .1

يتم » :والتي تنص على أنه السالف الذكرمن المرسوم 44، وذلك بمقتضى المادة تحت طائلة البطالن

بين يدي المحاسب المكلف باألداء، تحت طائلة البطالن، كل حجز لدى الغير وتعرضات عن

مبالغ مستحقة على الجماعات المحلية أو مجموعاتها أو إكشعار للغير الحائز، أو كل

التبليغات المتعلقة بتفويت هذه المبالغ أو نقلها وكل التبليغات األخرى الرامية إلى توقيف

.«للشخص المأمور باستالمهك عن طري تبليغ يوجه أو يسلم األداء، وذل

من المرسوم 49واستثناء من المقتضيات الواردة في قانون المسطرة المدنية نصت المادة ال يجوز إجبار الخزنة المكلفين باألداء على القيام بتصريح » :السالف الذكر على أنه

كون قد وجهت لهم ضد المدين إيجابي ويسلمون بيانا يتضمن التبليغات التي ت .«والمبالغ التي يحوزونها لحساب هذا األخير

يالحظ أن المشرع في هذا المرسوم عمل على تنظيم مسطرة خاصة إال أنه من جهة ثانية: .2

المشمولة بالتنفيذ ضد الجماعات المحلية أو مجموعاتها وذلك بمقتضى األحكام السندات و لتنفيذ

هذه المسطرة كما يلي:التي فصلت 11المادة

15

مبالغها، لكن اإلشكال ذلك أن الصفقة المنصوص على اعتمادها في الميزانية وصدرت بشأنها أوامر باألداء ال تطرح إشكاال في الحجز على

لم تنجز بعد أو تم فسخها، أي أنها غير مستحقة األداء ففي هذه الحالة ال يمكن يطرح حينما يكون االعتماد منصوص عليه، لكن الصفقة للمحاسب إال أن يصرح سلبيا.

9

ضد جماعة محلية أو أحكام مشمولة بالتنفيذللدائنين الحاملين لسندات أو ال يجوز» أن يقوموا بطلب األداء بكيفية صحيحة إال أمام اآلمر بالصرف لهذه الجماعةمجموعة،

ء أو لهذه المجموعة، وال يتم أداء السندات أو األحكام المذكورة إال بموجب أمر باألدا .«صادر سلفا عن اآلمر بالصرف

إذا لم يقم اآلمر بالصرف المعني بتطبي األحكام السابقة، يمكن اللجوء إلى ح

السالف الذكر المتعل 40.54من القانون رقم 43الحلول المقرر في المادة بالتنظيم المالي للجماعات المحلية ومجموعاتها.

، صدار األمر بصرف النفقة المذكورةلمعني إفي هذه الحالة إذا رفض اآلمر بالصرف ا

بعد إعذاره من طرف عامل العمالة أو اإلقليم، يجوز لوزير الداخلية أو الشخص المفوض من لدنه لهذا الغرض، بعد عرض األمر عليه من طرف المعني باألمر، اتخاذ

المتعلقة مقرر يكون بمثابة أمر باألداء ويعتبر كذلك تأكشيرة على المستندات المثبتة بالصرف المذكور.

ترتب عنها إشكاليات في عالج الحاالت التي تفقد 5004/4أما منشور السيد الوزير األول رقم

حكم أو قرار حالة عدم تنفيذ »تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارات العمومية، ومن بينها: تتولى الوصاية قضائي نهائي من لدن الدولة أو إحدى األجهزة أو المؤسسات التي

مما يدفع بعض المحاكم إلى إصدار أوامر بحجز ما للمدين لدى المحاسبين ،عليهاة تطب يالعموميين الذين يتعين عليهم تنفيذها تحت طائلة تحملهم غرامات تهديد

.16«عن كل يوم تأخير

القضائية ولحل هذه اإلشكالية نص هذا المنشور على أن األصل هو وجوب تنفيذ األحكام وذلك النهائية الصادرة في مواجهة الدولة والجماعات المحلية وهيئاتها والمؤسسات العمومية،

بأن يقوم رؤساء هذه اإلدارات باألمر بأداء المبالغ المستحقة، أي أنه يتعين عليهم إصدار أوامر المبالغ لتغطية حكام، وفي حالة عدم كفاية االعتمادات الالزمة بأداء النفقات موضوع تلك األ

إصدار األمر باألداء في حدود االعتمادات م، فإن اآلمرين بالصرف يتعين عليهالمحكوم بهاالمتوفرة، وبالموازاة مع ذلك يتعين فتح االعتمادات الكفيلة بتغطية المبالغ المتبقية، داخل أجل

.17ال يتعدى الشهرين من تاريخ تبليغ األحكام

عن تنفيذ األحكام في حالة عدم إدراج االعتمادات الخاصة بالنفقات ونظرا للصعوبات المترتبة فقد نص هذا المنشور على ضرورة تخصيص فقرة في ميزانية اإلدارة أو ،موضوع تلك األحكام

كما رخص هذا المنشور ، النفقاتهذه المؤسسة المعنية إلدراج االعتمادات الخاصة باألحكام القضائية عبر مسطرة الحجز لدى الغير على تنفيذ العمل بللمحاسبين العموميين

مباشرة من مبلغ االعتمادات المرصدة لإلدارة المعنية، شريطة أن يتحقق من توفر األموال.

ويالحظ في هذا السياق أن هذا المنشور لم يتضمن أي مقتضى يمكن المحاسب من تنفيذ المعنية، بل ظل يؤكد جماعاتزانيات الدون توفر االعتمادات الخاصة بها في مياألحكام القضائية

على ضرورة توفر االعتمادات تم بعد ذلك التحقق من توفر األموال.

تلك كانت أهم المقتضيات التشريعية التي تناولت خصوصيات مسطرة الحجز لدى الغير ن تطبيقات هذه القضاء م موقفكمسطرة من مساطر تنفيذ األحكام القضائية، فكيف سيكون

رة.المسط

16

.5004/4الفقرة الثانية من المنشور رقم 17

.الفقرة الثالثة و الرابعة من نفس المنشور

11

تعامل القضاء مع إكشكاليات هذه المسطرةالمحور الرابع:

لى أموال عدم جواز الحجز ع أولموقف القضاء من جواز سوف ال نتطرق في هذه النقطة ، مبدأ الحجز على األموال العموميةلى اعتبار أننا سلمنا بأهمية تقرير ، عالجماعات المحلية

ثناءات المنطقية الواردة عليه، ولكن سنقتصر على االجتهادات تمن طبيعة الحال وفقا لالسالحجز على أموال الجماعات المحلية لدى المحاسبين إشكاليةالقضائية التي تناولت بالضبط

، ، خاصة في الشق المتعلق بكونها مسطرة من مساطر تنفيذ األحكام القضائيةالعموميينوالتي توزعت إلى ثالثة اتجاهات مختلفة، األول يقول بعدم الجواز بدون تحفظ، والثاني بالجواز

المسطرة لكن بشرط عدم التعارض مع مقتضيات المحاسبة العمومية أجازبدون تحفظ، والثالث المحلية.

420عدد بمقتضى قرارها بالمجلس األعلى اإلداريةويمثله موقف الغرفة الموقف األول: .1

والذي جاء فيه ما يلي: 4491/8/5/500818ملف عدد في ال 59/09/5008الصادر بتاريخ

من ق.م.م تنص على أن مسطرة الحجز لدى الغير 494مقتضيات الفصل إنحيث » القضاء، إكشارةتقتضي أن يكون هذا األخير قد حجز مبلغ مالي بين يديه ووضعه رهن

ذلك أنه يستفاد من مقال االستئناف المقدم من ،ما لم يتم في هذه النازلة وهوفي إطار قواعد طرف القابض أن دوره مقتصر على تدبير وتسيير أموال الجماعة

مودعة لديه ، الشيء الذي يستشف منه أن هذه األموال ليست المحاسبة العموميةالقاضي بالمصادقة على المستأنف، فيكون بذلك األمر حتى يمكن الحجز عليها

، والحكم بعد التصدي بعدم قبول غير مجانبا للصواب ويتعين إلغاؤهالحجز لدى ال «الطلب

فالقاعدة التي قررها هذا االجتهاد هي أنه ما دام دور القابض يقتصر على تدبير وتسيير أموال

وبالتالي لديه،فهذا يعني أنها ليست مودعة الجماعة في إطار قواعد المحاسبة العمومية المشار اإلشكالياتوهذا الموقف من تجليات انتفاء شروط المصادقة على الحجز لدى الغير،

إليها سلفا. ، وتم تأييده من طرف محكمةبمراكشدارية لمحكمة اإلا وقد تبنته: الموقف الثاني .2

يمكن استقراؤه من خالل األحكام التالية: ، وهو مااالستئناف اإلدارية بمراكش

48و45و45و44في الملفات عدد بمراكش اإلداريةعن المحكمة األوامر الصادرة بما يلي: اي قضت فيه،والت 44/44/500419بتاريخ 48/5004/

...وحيث ورد تصريحه )القابض( بكونه يمسك فعال ودائع مالية لفائدة »

مخصصة هذا التصريح كون هذه الودائع غير وحيث ال يحد من ايجابية الجماعة. على وجه التحديد لغرض تنفيذ األحكام القضائية.

بمقتضى المنشور الوزيري الصادر مأمورينالمحاسبين العموميين إنوحيث

وامر القضائية بتنفيذ األ 54/12/2554بتاريخ 1/2554ول برقم عن الوزير األبحجز ما للمدين لدى الغير الصادرة في سياق تنفيذ األحكام والقرارات

القضائية النهائية.

نه وبغض النظر عن المنشور الوزاري المشار إليه فإن األحكام القضائية وحيث أ، تعتبر وثيقة محاسبية كافية كسند فاء بهاالمتضمنة لمبالغ مالية يتعين الو

، واآلمرين بالصرف الماسكين رئة ذمة المحاسبين العموميينبمحاسبي لت .عامة أموالوالمتصرفين في

يناير فبراير 445انظر منطوق القرار والتعليق عليه من طرف ذ محسن قرافي )محامي بهيئة الدار البيضاء( بمجلة المحاكم المغربية عدد 18

5004. وهي أوامر غير منشورة 19

11

ث يتأكد من كل ما تقدم أن مقومات تصحيح الحجز لدى الغير وتحويله إلى حي

حجز تنفيذي منتج آلثاره القانونية والمادية بتمكين الحاجز المنفذ له من المبالغ .«...موضوع الحجز

قضية مقاولة 48/01/5040بتاريخ 44/48/5040ملف رقم 48وفي أمر آخر تحت عدد(

يلي: الخازن الجماعي لمراكش(، قضت نفس المحكمة بماأوعالل لحسن و دمحم ضد

وحيث إن السند التنفيذي المتمثل في الحكم القضائي النهائي يعتبر وثيقة »محاسبية لها حجيتها في مجال المحاسبة العمومية كما أنه يعتبر أمرا بالصرف صادرا عن سلطة قضائية أعلى من سلطة اآلمر بالصرف الذي يفترض فيه

«تثال طواعية وتلقائيا لألحكام القضائية.االم 4544وفي نفس االتجاه ذهبت محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش بمقتضى قرارها عدد

)قضية سلتاوي عبد السالم ومن معه ضد 44/05/5009ملف عدد 01/40/5009بتاريخ قابض سيدي بوعثمان( والتي أقرت فيه ما يلي:

ورد بوسيلة االستئناف أعاله يتبين أن القابض ال لكن حيث أنه باستقراء ما »

ينكر توفره على ميزانية خاصة بالجماعة القروية المحجوز عليها، وهو ما في حد ذاته تصريحا ايجابيا بالمفهوم الذي يسمح بتصحيح الحجز بين يشكل

يديه، ودون أن يكون له أن يعترض على ذلك بعلة عدم إمكانية الحجز على طالما لم يتم إدراج الدين المطلوب استيفاؤه ضمن فصولها الميزانية

ومن تم فإن كشروط الحجز لدى الغير تعتبر قائمة في نازلة المخصصة للنفقات، «الحال...

:ةلتاليواعد ايمكن استخالص القمن خالل هذه األحكام

تصريح القابض ال يحد من ايجابيته كون الودائع التي يمسكها غير مخصصة لتنفيذ األحكام القضائية.

.األحكام القضائية تعتبر وثيقة محاسبية تبرئ ذمة المحاسبين واآلمرين بالصرف الحكم القضائي يعتبر أمرا بالصرف صادرا عن سلطة قضائية أعلى من سلطة اآلمر

بالصرف.

مجرد إقرار المحاسب بوجود ميزانية للجماعة المحجوز عليها يقوم بتسييرها، ولو لم يتمإدراج الدين موضوع الحكم ضمن فصولها، فإن ذلك يعتبر بمثابة تصريح ايجابي يبرر

المصادقة على الحجز.

ملف 04/05/5005بتاريخ 51/5005أمر رقم ) بفاس اإلدارية ةللمحكمالموقف الثالث: .3

، والذي جاء فيه ما يلي: (20س 42/5004رقم إداري ..تخضع لنظام محاسبة و مراقبة مالية الجماعة أموالإنه من المسلم به أن »

بمثابة .35/59/195المؤرخ في 044..1.5منظمة بمقتضى الظهير الشريف رقم وهيئاتها والذي ينص في فصله قانون يتعل بالتنظيم المالي للجماعات المحلية

تحمالت على أن الميزانية هي الوثيقة التي يقرر ويؤذن بموجبها في مجموع الثالث وموارد الجماعة المحلية أو الهيئة...

ذلك يعني أن تحمالت الجماعة والتي من بينها اعتمادات تنفيذ األحكام وحيث إن

أن تقرر أو يؤذن بها سواء من طرف المجلس الجماعي أو من طرف القضائية ال يمكن زم من قانون المسطرة المدنية المل 494القابض أو حتى من طرف قاضي الفصل

إال إذا كانت مدرجة بتطبي القانون الواجب التطبي على النازلة المعروضة عليه «لميزانية...بوثيقة ا

20

.552 إلى 555ص 5001شتنبر 44منشور بمجلة القصر عدد

12

ثم يعقب هذا الحكم بالقول :

غ المحكوم بها في المبال إدراجتبقى حرة في اإلدارة...على أن ذلك ال يعني أن »، وإنما يعني ذلك انه في انتظار تدخل رغم وجود حكم قضائي قابل للتنفيذالميزانية،

ن الممتنعة يمك اإلدارةنصوص واضحة لمسطرة التنفيذ على المشرع بمقتضى ، كالغرامة التهديدية أو طلب التعويض أو حتى حجز اللجوء الى مساطر أخرى للتنفيذ

على أن ال يمتد ذلك إلى األكشياء أو األموال العامة التي لإلدارةاألمالك الخاصة «توقف سير المرف عليها...ي

ما يلي:لتقرر المحكمة في األخير

اعتمادات مالية لتنفيذ إدراج... وحيث إنه باالعتماد على ما ذكر وأمام عدم ثبوت »يكون الحجز السنة، الجماعة خالل هذهميزانية الحكم القضائي موضوع التنفيذ في

حساب الجماعة القروية سيدي احرازم بين يدي قابض فاس المدينة علىالمضروب تصحيحه في ظل هذه الوضعية في غير إلىوالطلب الرامي أساسهغير صحيح من

«.محله ويتعين رفضه

، أن األحكام القضائية الغير منصوص على اعتماداتها ضمن القاعدة التي قررها هذا االجتهادف تنفيذها عن طريق مسطرة الحجز لدى الغير.وثيقة الميزانية ال يصح

، وما هي الحلول اإلشكاليةالقضائية من معالجة التشريعية و فإلى أي حد تمكنت هذه الحلول

،كجزءالمقترحة لتسهيل تنفيذ مسطرة الحجز على أموال الجماعات المحلية لدى المحاسبين لقضائية ضد الجماعات المحلية؟من حل اإلشكالية العامة المتمثلة في تنفيذ األحكام ا

حلول من هذه اإلكشكالية وأية موقف المشرع والقضاءتقدير : الخامسالمحور مقترحة

ـ موقف المشرع1

بسن نظام للمحاسبة 5.09.884 من خالل استقراء المقتضيات الواردة في المرسوم رقمالعمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها، يالحظ أنه ال يوجد هناك نص يتضمن حال صريحا إلشكالية تنفيذ األحكام القضائية ضد هذه الجماعات عبر مسطرة الحجز لدى الغير، بل إن

؛ لية بدل حلهاستزيد في تعميق هذه اإلشكا المشرع تعامل بمنهجية خاصة حول هذا الموضوعباألداء، وهو الفرع إذ تطرق لمسطرة الحجز لدى الغير كمسطرة تنفيذية ضمن الفرع المتعلق

أن يتم الحجز من هذا المرسوم 44بمقتضى المادة الخامس من الباب الثاني، بحيث أوجب نلدى الغير وكل التعرضات عن مبالغ مستحقة على الجماعات المحلية أو مجموعاتها ... بي

يدي المحاسب تحت طائلة البطالن، بمعنى أن من له مبالغ مستحقة على تلك الجماعات بناء .على سندات أو أحكام فله الحق أن ينفذها عبر مسطرة الحجز لدى الغير

ورغم أنه قد يفهم أن مقصد المشرع ينصرف إلى الحاالت التي تكون فيها النفقة موضوع الحجز

كأجور األداء، بمعنى أنه تمت تصفيتها لحساب من يستحقها، أو التعرض قد وصلت مرحلة بمعنى أنه يمكن القول أن المحجوز عليه في هذه الحالة ، أو مستحقات المقاولين...الموظفين

مبالغ مستحقة على »ليس هو الجماعة المحلية، إال أن استخدام المشرع لعبارة بأن كل من له مبالغ مستحقة على سيفضي إلى القول «الجماعات المحلية أو مجموعاتها

دى الغير فله الحق أن يلجأ إلى مسطرة الحجز ل ،بناء على سندات أو أحكام ،هذه الجماعات لتنفيذ هذه السندات واألحكام. بين يدي المحاسب المكلف

ث أنه سبق أن وهنا سيظهر وجه اإلشكالية التي وقع فيها المشرع في هذا المرسوم، بحي

ال يجوز للدائنين الحاملين لسندات أو أحكام مشمولة » أنه على 11 نص في المادةبالتنفيذ ضد جماعة محلية أو مجموعة، أن يقوموا بطلب األداء بكيفية صحيحة إال أمام اآلمر بالصرف لهذه الجماعة أو لهذه المجموعة ، وال يتم أداء السندات أو

أي أن هذه ، «فا عن اآلمر بالصرف...األحكام المذكورة إال بموجب أمر باألداء صادر سل

13

األداء لتنفيذ سندات أو أحكام إال أمام اآلمر بالصرف وفقا لمسطرة المادة ال تجيز للدائنين طلبالسالفة الذكر رخصت لكل من 44خاصة منصوص عليها في هذه المادة، في حين أن المادة

لحجز لدى الغير، وهذه له مبالغ مستحقة على الجماعات المحلية أن يلجأ لمسطرة ا المسطرة ال يمكن أن تكون إال أمام المحاسب.

ال » :التي تنص على أنه 49ومن المقتضيات الغريبة في هذا المرسوم، ما ورد في المادة

وانتفاء التصريح يفقد «يجوز إجبار الخزنة المكلفين باألداء على القيام بتصريح إيجابي...ألنه مرتبط ببيان وضعية أحد األطراف الرئيسية في ،معنى مسطرة الحجز لدى الغير من أي

هذه المسطرة والذي هو المحجوز لديه، كما أن هذا المقتضى فيه تعارض صريح مع ما هو من 898سيما الفصل ردة في قانون المسطرة المدنية المنصوص عليه في القواعد العامة الوا

رتب على عدم حضور الغير المحجوز لديه يت» :ق.م.م في فقرته الرابعة التي تقضي بأنهأو عدم تصريحه الحكم عليه حكما قابال للتنفيذ بأداء االقتطاعات التي لم تقع

ومن طبيعة الحال فإن أي قاض عرض عليه هذا التناقض فسيرجح النص ، «والمصاريفجب ظهير أما القانونية، ومعلوم أن قانون المسطرة المدنية صادر بمو تراتبيةاألعلى من حيث ال

قانون المحاسبة العامة المحلية فصادر بموجب مرسوم، مما سيكون معه من الصعب اقتناع القضاء بأن ال يلزم المحاسب بتقديم تصريحه في النازلة.

أما بالنسبة لمنشور السيد الوزير األول فيالحظ أنه انتبه لعمق اإلشكالية المتمثل في صعوبة

اعتمادات خاصة بالنفقات المتعلقة بها، لذلك نجده يؤكد في كل تنفيذ األحكام دون وجود فقراته على ضرورة األداء من أجل تنفيذ هذه األحكام في حدود االعتمادات المتوفرة، وحتى

كام وإن غض الطرف عن ضرورة صدور األمر باألداء في بعض الحاالت المتعلقة بتنفيذ األحلمحاسبين العموميين أن يؤدوا مباشرة من االعتمادات االقرارات النهائية، إال أنه طلب من و

المرصدة لإلدارات المعنية.

إال أنه ،ضيات المهمة التي تضمنهاإال أن ما يعاب على هذا المنشور هو أنه رغم بعض المقت ،جاء في األخير وعلق إجراءات تنفيذ األوامر القضائية المتعلقة بحجز ما للمدين لدى الغير

وبمنشور مشترك بين وزير الداخلية ووزير المالية ،ور لوزير المالية بالنسبة للدولةبواسطة منشمما وهذه المنشورات ال زالت لم تصدر لحد كتابة هذه السطور، بالنسبة للجماعات المحلية،

بأن تلك المقتضيات ليست إال على سبيل االستئناس وال تفيد اإللزام سيؤدي إلى االعتقاد في شيء.

ا كان موقف المشرع غير واضح في حسم هذه اإلشكالية، فكيف سينعكس ذلك على وإذ

؟ مواقف القضاء ـ موقف القضاء2

نه ، فإسةية التي تناولت صور الحجز لدى الغير موضوع هذه الدراأما بخصوص االجتهادات القضائالثاني القائل بالجواز مطلقا، لم يدركا يالحظ أن كل من االجتهاد األول، القائل بالمنع مطلقا ، و

مسطرة الحجز لدى الغير على أموال الجماعات المحلية إعمالالتي تحول دون اإلشكاليةعمق قواعد المحاسبة وجود الدين محل الحجز وفقا ل إشكاليةوهي ، محاسبينالمودعة لدى ال

.العمومية المحلية

طالما أن هناك إمكانية تتحقق فيها ،المنع بدون تحفظفاالتجاه األول ال يمكن مسايرته في وهي ،شروط تنفيذ مسطرة الحجز لدى الغير دون تعارض مع مقتضيات المحاسبة العمومية

الحالة التي تكون فيها النفقة موضوع الحكم المراد تنفيذه منصوص على اعتماداتها ضمن صدر أمر باألداء بخصوصها.و، محققة الوجود ألداء هذه النفقة المرصدةكما أن األموال الميزانية

حظ أنه طبق مقتضيات الحجز لدى الغير الواردة في قانون المسطرة اليأما االتجاه الثاني فالمحلية، بل إنه لم يتطرق إليها إال من العمومية المدنية بدون أي اعتبار لمقتضيات المحاسبة

فالمستندات مقتضيات المسطرة المدنية، لذلك تطبيقات أنها ال يمكن أن تحول دون حيث اعتبار وجه:أالتي اعتمد عليها هذا التوجه هي موضع نقاش من عدة

14

فتكييف المحكمة لتصريح المحاسب بكونه يتوفر على ميزانية أو يسير ميزانية على أنه تصريح ة أال إيجابي فيه نظر، خاصة وأن المحاسب يتقدم بتصريحه السلبي كتابة، وإذا كان للمحكم

سيترتب عليه هألن جابي،تعين عليها لزاما أن تعلل تكييفه إلى تصريح إييتقتنع بهذا التصريح ف، وال يمكن للمحكمة أن تعلل توجهها بهذا الخصوص إال مسؤولية شخصية تجاه المحاسب

التوجه القضائي، مية المحلية، وهو ما لم يفعله هذابخوضها في مقتضيات المحاسبة العمووحيث ال يحد من »كالقول مثال وهذا واضح من خالل أسلوب الرد على دفوع المحاسب،

ايجابية هذا التصريح كون هذه الودائع غير مخصصة على وجه التحديد لغرض تنفيذ ودون أن يكون له أن يعترض على ذلك بعلة عدم ...»أو القول «األحكام القضائية

الميزانية طالما لم يتم إدراج الدين المطلوب استيفاؤه ضمن إمكانية الحجز على أن هيئة الحكم ترد على المبادئ القانونية فيالحظ هنا ، «فصولها المخصصة للنفقات

المحاسبية التي دفع بها المحاسب بمنهجية فرض األمر الواقع دون أي تعليل أو تفسير، ولعل تحول دون تنفيذ األحكام لة كل المعيقات التي هذا التوجه القضائي معذور من حيث هاجس إزا

بادئ محاسبية من النظام العام، ويتعين الحرص على لكنه غير مبرر في تجاهله لم ،القضائيةألن كال األمرين من مقتضيات ،تنفيذ األحكام القضائيةعلى احترامها كما هو الحرص

.المشروعية االتجاه األول والثاني في تناول هذه اإلشكالية قد ويمكن القول أن ما نعتقد أنه مآخذ على

تجاوزه االتجاه الثالث، بحيث يالحظ أنه أدرك عمق هذه اإلشكالية وعلل توجهه بأسس محاسبية صرفة، دون أن يبقى حبيسا لمقتضيات القواعد العامة في معالجة هذه اإلشكالية،

كتف فقط بتبيين وجه الصعوبة القانونية ومن مظاهر تفهم هذا االتجاه لعمق اإلشكالية أنه لم يفي تنفيذ األحكام القضائية ضد الجماعات المحلية عبر مسطرة الحجز لدى الغير، بل أعطى حلوال مؤقتة لتنفيذ تلك األحكام إلى حين تدخل المشرع بنصوص واضحة لحل هذه اإلشكالية،

لصواب.ل تهصادفوهو ما نعتقد م

ه المعطيات المتعلقة بالمقتضيات التشريعية والتوجهات القضائية، انطالقا من سبر أغوار كل هذ هل من حلول مقترحة تصلح لحل هذه اإلشكالية؟

ـ الحلول المقترحة3

إلى ما نعتقد أنه يشكل مقترحات لحل اإلشكالية موضوع الدراسة ال بد من لتطرققبل االتي ترتكز و ،االعتبار في هذا السياقالمداخل التي نرى ضرورة أخذها بعين اإلشارة إلى بعض

على ثالثة نقط رئيسية:

اإلشارة إلى أن امتناع المحاسبين العموميين عن تنفيذ بعض األحكام القاضية أنه يتعينبالحجز على أموال الجماعات المحلية، ال يحمل في طياته أي سوء نية أو تحقير

أصال، ولكن يكون موقفهم هذا ناتج عن للمقررات القضائية، ألنه ال مصلحة لهم في ذلك اإلشكاالت التي تنتج عن تعارض مقتضيات قانون المحاسبة العمومية، ومنطوق األحكام

قضي به وفقا لما تم توضيحه أعاله، إضافة إلى القضائية الحائزة لقوة الشيء المهاجس المحاسبة من طرف المجلس األعلى للحسابات في حالة خرق مقتضيات

والدليل على ذلك أن الكثير من األحكام القاضية بالحجز لدى الغير المحاسبة العمومية، لحجز ، اسة )كالحجز على الصفقات العموميةفي صور أخرى غير الحالة موضوع الدرا

على أجور الموظفين،الحجز على الحسابات المفتوحة للمؤسسات العمومية لدى ، ويقوم المحاسبون يترتب عنها أي إشكال في التنفيذ ال، (للمملكة الخزينة العامة

بتنفيذها على الفور وفقا لما صرحوا به أمام القاضي المشرف على المسطرة.

حكام القضائية، وتماشيا مع منشور السيد نرى أنه من باب حسن النية في تنفيذ األالوزير األول الصادر بشأن تنفيذ األحكام القاضية بالحجز على أموال الجماعات المحلية لدى المحاسبين، فإنه يتعين بداية على اآلمرين بالصرف، بمجرد إشعارهم من طرف

داء لتسهيل عملية المحكمة أو القابض باألمر القاضي بالحجز، أن يقوموا بإصدار أمر باأل تنفيذ الحكم.

15

هذه اإلشكالية هو تدخل المشرع بنصوص صريحة أن الحل األمثل لى ينبغي التأكيد علوواضحة، بحيث ال يترتب عليها أي اختالف أو تضارب بين الجهات القضائية في الموقف

مسطرة الحجز إلنفاذيمكن اقتراح الحلول التالية من هذه المسطرة، و في انتظار ذلك فدون ،العموميينالجماعات المحلية المودعة لدى المحاسبين أموالعلى لدى الغير

:التاليةحاالت للوفقا وذلك تعارض مع مقتضيات المحاسبة العمومية المحلية

في وثيقة الميزانية للمبلغ المحكوم بهالحالة التي يوجد فيها اعتماد مخصص

آمرا بالصرف المطروح فيها هو عدم إصدار رئيس الجماعة بصفتهيكون اإلشكال وهذه الحالة بالميزانية، أي الألمر باألداء، في حين يكون االعتماد المتعلق بالدين موضوع الحكم مفتوح

إما في فصل خاص بتنفيذ األحكام أو الفصل الخاص ،عليه ضمن فصول الميزانية امنصوصمتوفرة، األموال الالزمة لألداءوتكون أو صفقة عمومية...(بالنفقة التي نتج عنها )كنزع الملكية،

وما ينقصها ، ط العامة لمسطرة الحجز لدى الغيرلشروأي أن هناك على العموم تحقق نسبي لقواعد المحاسبة حتى يكون هناك توافق مع ،هو إصدار األمر باألداء من طرف اآلمر بالصرف

.المحلية العمومية

وفي هذه النقطة هناك خالف في المواقف، بين كل من القضاء اإلداري والمجالس الجهوية يذهب القضاء اإلداري إلى اعتبار الحكم بمثابة فمن جهةللحسابات والمحاسبين العموميين.

وهناكالمذكور سابقا(، بمراكش من األمر باألداء )حكم المحكمة اإلدارية أقوىوثيقة محاسبية يمكن بموجبه ،إلى اعتبار حكم المحكمة اإلدارية بمثابة أمر باألداء تذهب 21جتهاداتاالبعض

يالحظ لكن من جهة أخرى ، دونما حاجة إلى إصدار أمر باألداء للمحاسب أن يؤدي مبلغ الحكمتميل إلى التشديد ،ها رسمياللحسابات، وإن كانت مواقفها غير معبر عن أن المجالس الجهوية

النفقة ، وال يمكن للمحاسب أن يؤدي 22مر باألداء من طرف اآلمر بالصرفاألن يصدر على ضرورة أالتوجه يميل إليه المحاسبين العموميين وهذا بدونه ولو أمام وجود حكم قضائي،موضوع الحكم

مخافة من المسائلة أمام المجلس األعلى للحسابات.

النظر إلى التبريرات المحاسبية التي يتشبث بها التوجه الثاني، إال أنه يتعين وعلى الرغم من السياق العام الذي تتم فيه مسطرة الحجز لدى الغير والتي يصبح فيها المحاسب هو الطرف الضعيف، إذ يواجه بالغرامة التهديدية وبالحكم عليه بتحقير المقررات القضائية، وكان من األولى

ذه المقتضيات اآلمر بالصرف، باعتباره هو المعني األول بالتنفيذ، ثم بالنظر إلى أن أن يواجه بهمحلية في غالبيتهم أصبحوا يتملصون من تنفيذ األحكام القضائية عن طريق رؤساء الجماعات ال

مسطرة التنفيذ العادية، وذلك لعلمهم أن مسطرة الحجز لدى الغير ستنقل مسؤولية التنفيذ في أساليب التملص من تنفيذ العمومي، لذلك تجدهم يتفننون وبسوء نية إلى المحاسب

.األحكام القضائية الصادرة في مواجهتهم على نقيض قصدهم نرى أنه من باب التعامل مع بعض اآلمرين بالصرف أمام هذه الحيثيات

رقابة بالجدية التي تقوي من موقع المحاسب العمومي وتحفظ له حرمته كسلطة ومواجهتهم ، فإنه مالية، ومن باب كذلك المساهمة الفعالة في تسهيل إجراءات تنفيذ األحكام القضائية

يتعين التعامل بنوع من المرونة في هذه الحالة، وذلك بإعطاء الصالحية للمحاسب أن يقوم بأداء فرة الشروط األخرى متودامت ماالنفقة موضوع الحكم، بدون الحاجة إلى إصدار أمر باألداء،

والتي منها وجود االعتمادات الالزمة للنفقة موضوع الحكم داخل وثيقة الميزانية، مع توفر ، وعموما تحقق كل المقتضيات المتعلقة بمراقبة هذه النفقة األصول المالية التي ستؤدى منها

صحة النفقات.

21

)قضية العلمي دمحم ومن 54/45/5045بتاريخ 4495/45/4في الملف عدد 5840تحت عدد األمر الصادر عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء

معه ضد القباضة البلدية لبني مالل(.22

استسقينا هذا الموقف من خالل اتصاالت بعض القباض بطريقة غير رسمية، ببعض قضاة المجالس الجهوية للحسابات بمناطق مختلفة،

باألداء من اآلمر بالصرف ولو مع وجود حكم قضائي يقضي باألداء.والذين أكدوا ضرورة صدور أمر

16

لمحاسبة المنظمة لقواعد وفي هذا اإلطار نرى أن هذا الموقف له ما يستند عليه من جهة المن المرسوم المنظم للمحاسبة 45ويتعلق األمر بالفقرة األولى من الفصل المحلية، العمومية

العمومية للجماعات المحلية و مجموعاتها، والتي جاء فيها ما يلي: أعاله، وحده للقيام بما يلي، 11يكلف المحاسب العمومي المشار إليه في المادة »

أداء النفقات إما بأوامر صادرة عن تنظيمية على خالف ذلك:ما لم تنص أحكام اآلمرين بالصرف المعتمدين، وإما بعد االطالع على سندات يقدمها الدائنون، وإما بمبادرة منه، وكذا اإلجراء الواجب اتخاذه بشأن التعرضات وكل موانع األداء

«األخرى...

إمكانية أداء النفقات ولو بدون أمر صادر عن فهذا نص صريح في تخويل المحاسبين العموميين اآلمرين بالصرف، ما دام يوجد هناك سند للنفقة المؤداة، وما دام األمر يتعلق في مسطرة الحجز لدى الغير بحكم حائز لقوة الشيء المقضي به، فهو أكبر سند يبرئ ذمة المحاسب،

بمراكش في اعتبار الحكم وثيقة نتفق مع اجتهاد المحكمة اإلدارية في ظل هذه الشروط قدو .راء المحاسب من أية متابعةمحاسبية من شأنها إب

ما دامت مسألة الترخيص للمحاسب باألداء دون إصدار أمر بذلك من اآلمر بالصرف ال زالت لكن

محل خالف، فإن المحاسب العمومي ما عليه إال أن يتشبث بضرورة إصدار هذا األمر، ومن باب نيته في التنفيذ أمام القضاء، فإنه يتعين عليه أن يقوم بحجز المبلغ موضوع الحكم إظهار حسن

، ويخبر قاضي التنفيذ بذلك في انتظار إصدار أمر من ميزانية الجماعة المعنية بحساب اإليداعتفعيل مسطرة الحلول المنصوص عبر باألداء من طرف اآلمر بالصرف، والذي يمكن أن يصدر

إما وذلك ذكورة أعاله، ممن القانون المنظم للمحاسبة العمومية المحلية ال 11ة عليها في المادمسطرة الحجز لدى الغير وفقا لما من خاللكمسطرة إدارية بناء على مبادرة طالب التنفيذ، أو

سيتم توضيحه في الحالة الثانية والمتعلقة بعدم وجود اعتماد مخصص للحكم في وثيقة .الميزانية

التي ال يوجد فيها اعتماد مخصص لتنفيذ الحكم ضمن وثيقة الميزانيةالحالة

ه أي اعتماد ضمن وثائق م قضائي غير مخصص لكمطالبة المحاسب العمومي بتنفيذ ح إن

تغيير في إحداث، بمعنى ا في الميزانيةنفقة غير منصوص عليه بإحداث،يعني مطالبته الميزانيةتي يمكن المقتضيات المنظمة لمحاسبة الجماعات المحلية والما يتعارض مع الميزانية، وهذا

فيما يلي: تلخيصها

ات المحلية المتعلق بالتنظيم المالي للجماع 82.04من القانون 54مادة لا فباالستناد إلىأن تتم التعديالت المدخلة على الميزانية وفق الشكليات ها تنص على وجوب ومجموعاتها نجد

ورة في هذه اعتمادها والمصادقة عليها، باستثناء بعض التعديالت المذك والشروط المتبعة في .23المادة على سبيل الحصر

المنصوص عليها في تماد الميزانية والمصادقة عليها، بالرجوع إلى المسطرة المتبعة في اع و

(، نجد أنها موزعة بين اختصاصات 51إلى 44)المواد من 82.04الباب الثالث من القانون مما يعني ،ء الذي ال يمتلك صالحيته المحاسبالشيالمجالس الجماعية وسلطات الوصاية،

يتعارض بشكل صريح مع غير منصوص عليها في الميزانية،بتسليم مبالغ مالية األمر أن لمقتضيات المنظمة للمالية المحلية.ا

يقوم بأداء نفقة خرقا للمقتضيات القانونية المنظمة إضافة إلى ذلك فالمحاسب العمومي الذي

للمالية المحلية يعرض نفسه للمتابعة والتأديب من طرف المجلس الجهوي للحسابات ، وذلك التي تقضي بأن:من مدونة المحاكم المالية 454طبقا للمادة

بالنسبة للجماعات الحضرية والقروية: يمكن تحويل اعتمادات التسيير داخل نفس -هذه الحاالت في: 28.04من القانون 54حددت المادة 23

للمقاطعات يمكن لرئيس المقاطعة أن يجري، تنفيذا لمقرر بالنسبة –الفصل وداخل نفس الباب بقرار لرئيس المجلس بعد مداولة المجلس. يتخذه المجلس، تحويالت من فقرة إلى أخرى بحساب المقاطعة.

17

المحاسبون العموميون بالجماعات المحلية وهيئاتها بتقديم حسابات هذه يلزم »األخيرة سنويا إلى المجلس الجهوي، وذلك وف الكيفيات واآلجال المقررة في

.«النصوص التنظيمية الجاري بها العمل

المتعلق للتأديبمن نفس المدونة التي تنص على المخالفات المستوجبة 454والمادة والتي من أهمها ما يلي: 24و 22و 28بالميزانية والشؤون المالية، الواردة في المواد

.مخالفة قواعد االلتزام بتصفية النفقات العمومية وتصفيتها واألمر بصرفها

.التقييد غير القانوني لنفقة بهدف التمكن من تجاوز االعتمادات

بتحديد مسؤولية اآلمرين بالصرف والمراقبين والمحاسبين المتعلق 99.44كما أن القانون رقم منه على أن من بين المسائل التي يعتبر فيها المحاسبون 4العموميين ينص في المادة

ون بصفة شخصية ، التحقق مما يلي:العموميون مسؤول

توفر االعتمادات. .صحة تقييد النفقات في أبواب الميزانية المتعلقة بها

يه تنفيذ حكم قضائي غير لالمقتضيات التشريعية التي تجعل المحاسب يتعذر ع فهذه هيما يمكن ، بحيث يكون أمام يزانيةى المبالغ التي يقضي بها ضمن اعتمادات الملمنصوص ع

ومشروعية عد المحاسبية الواجبة التطبيق،؛ مشروعية القواتسميته بتنازع المشروعية يذ.األحكام القضائية الواجبة التنف

ألسف أغلبية ، والتي لتطرحها قواعد المحاسبة العمومية الصعوبات التي أهميةومن هنا تبرز

لمحاسبون العموميونابها يدفعتثيرها من باب وصفها كمعرقالت إنما، األحكام التي تثيرها، من الواجب صعوبات قانونية حقيقية تشكل أنها، في حين ضدهم األحكامللحيلولة دون تنفيذ

أخذها بعين االعتبار حفاظا على التطبيق السليم لمبدأ المشروعية.

اعة ال المترتبة عن عدم تخصيص اعتماد لتنفيذ الحكم الصادر ضد الجم اإلشكاليةإثارة أنعلى ، فنحن هنا بصدد البحث عن أنجع الوسائل لتسهيل هذا التنفيذ، يعني تعليق مسطرة التنفيذبعض اإلجراءات التي يمكن أن تساهم في تسهيل عملية تنفيذ لذلك نقترح في هذا اإلطار

األحكام ضد الجماعات المحلية، والتي قد تغني أحيانا عن سلوك مسطرة الحجز لدى الغير ضد هذه الجماعات وذلك وفقا لما يلي:

ألنها مقررة في ذمة الجماعة، مستحقاتعتبر دينا إن النفقة موضوع الحكم محل التنفيذ

المستحقة على الجماعات المحلية والديون حكم حائز لقوة الشيء المقضي به، بمقتضى (.82.04القانونمن 84من المادة 8)الفقرة لهذه األخيرة النسبة ب اإلجباريةتعتبر من النفقات

من القانون السالف الذكر نجد أنها تنص على وجوب أن تتضمن ميزانية 85وبالرجوع للمادة

الجماعات المحلية ومجموعاتها االعتمادات المتعلقة بالنفقات اإلجبارية والموارد الضرورية تفعيل سلطة الحلول فيما يخص فتح لسلطة الوصاية بل إن هذه المادة خولت ، التغطيته

أن تقوم تلقائيا بتسجيل كل نفقة إجبارية لم يتم إدراجها بميزانية الجماعة وذلك ب ،االعتمادات وتتخذ لهذا الغرض كل تدبير ضروري بما في ذلك حذف نفقة إجبارية. المحلية ومجموعتها،

وهنا يظهر حل جوهري لتسهيل تنفيذ األحكام الغير منصوص على اعتماداتها ضمن ميزانيات الجماعات، وهو على عاتق سلطات الوصاية التي يتعين عليها أن تطلب من الجماعات المحلية

وبالتخصيص البيانات المتعلقة باألحكام الصادرة ،تلقائياموافاتها ببيانات عن النفقات اإلجبارية هذه الجماعات والمحتمل أن تكون محل مسطرة التنفيذ. ضد

ه ال فإنإذا كان تسجيل النفقات اإلجبارية مسطرة معهود باختصاصها لسلطة الوصاية، على أنه

أنه ما دام تاريخ عرض ذلك طالب التنفيذ، من طرف الدائنهذه الصالحية يوجد ما يمنع ممارسةنونبر )المادة 50قة سلطة الوصاية محدد في أجل أقصاه ميزانيات الجماعات المحلية على مصاد

(، فإن الدائن يتعين عليه أن يقدم طلبه الرامي إلى تسجيل دينه 82.04من القانون 44

18

دى للجماعة المعنية قبل هذا التاريخ في ميزانية ا)باعتباره نفقة إجبارية لكونه دين مستحق( مجلس الجماعة المعنية للمداولة على بدورها يتعين عليها أن تحيلهالتي ،سلطة الوصاية

إذا لم يتم تسجيل و يوما من تبليغ الطلب من سلطات الوصاية، 42وذلك داخل أجل بشأنه،من القانون 85)المادة سلطات الوصاية تقوم بذلك تلقائيافإن موضوع الطلب الحكم نفقة

شرط ضروري اإلجبارية، إال أن دعوة المجلس من طرف سلطة الوصاية بتسجيل النفقة (82.04 .للتسجيل التلقائي

في حالة رفض المجالس المعنية تسجيل النفقة موضوع الحكم )دون أن تكون هناك لكن

، إما ت الوصاية التسجيل التلقائي كذلكسلطا ت، ورفضمنازعة بشأنها أمام القضاء المختص( صريح أو ضمني، فهل يمكن أن نتكلم عن مسطرة قضائية لجعل هذا التسجيل إجباريا؟ بشكل، ولم يكن يتم إجبار سلطات الوصاية بداية من طرف القضاء طرحت في فرنسا اإلشكاليةهذه

ات التي عرفهما الفقه والقضاء والتغير ، لكن بفعل التطوراتاإلجباريةمن أجل تسجيل النفقات إجبار سلطة الوصاية على التسجيل التلقائي منحى اإلداري، سينحو القاضي اإلداريين

(les condamnations pécuniaires)النقدية اإلداناتالنفقات الناتجة عن المتعلقة ب لالعتماداتإلى حد تحميل اإلداري( بل تجاوز ذلك القاضي 4920ماي 54)قرار مجلس الدولة بتاريخ

ممثلها )أي ممثل سلطة الوصاية(الخطأ الجسيم المرتكب من طرف المسؤولية للدولة بسبب .24(4994شتنبر 50بتاريخ حكم المحكمة اإلدارية بكرونوبل)

وني موجود بالنسبة لمثل هذه وهذا االتجاه يمكن األخذ به في المغرب ما دام األساس القانفي إطار دعوى التعويض، وذلك قصد إرغام سلطة أوسواء في إطار دعوى المسؤولية وىالدع

الوصاية على تسجيل النفقات التي بذمة الجماعات المحلية بمقتضى أحكام حائزة لقوة وبعد ذلك يمكن مباشرة مسطرة الحجز لدى الغير من دون تعارض مع الشيء المقضي به،

المقتضيات المنظمة للمحاسبة العمومية.

النجاعة الالزمة لتفعيل إعطاءمن شأن أخذها بعين االعتبار على أن هناك وسائل أخرىينها تفعيل مسطرة االتفاق الودي بضد الجماعات المحلية، ومن مسطرة الحجز لدى الغير

، بحيث تكون مجرد جلسة عادية من جلسات لبا ما يطغى عليها الطابع الشكليوالتي غا، وان اقتضى الحال بعض التعقيبات عليها همبمذكرات اإلدالء األطرافالمحكمة يطلب فيها من

ما اإلداري، في حين أن هذه الجلسة ينبغي أن يجسد فيها القاضي لتحجز القضية للمداولة األطرافيسميه بعض الفقه بالعدالة التصالحية، إذ هي اآللية المناسبة للحرص على استدعاء

والمحاسب( وإثارة الجماعة، ، وممثلجزطالب الحى الغير )الثالثة في مسطرة الحجز لدخاصة اآلمرين بالصرف باعتبارهم المعنيون األولون ،كل في حدود اختصاصه ،مسؤولية الجميع

سواء القانونية اتب، وتذليل كافة الصعولحرص على تنفيذ األحكام القضائيةمن اجل ا بالتنفيذ، تنفيذ.حل توافقي بين األطراف يسهل عملية ال إليجاد ،منها أو الواقعية

يضاف إلى ذلك ضرورة مباشرة هذه المسطرة في الفترات التي تشكل عامال مساعدا على

عدم تسجيل إشكاليةلتفادي اإلعدادتكون فيها الميزانية قيد ، كالفترة التي إنجاحهاكون فيها الميزانية الغالب أن تنفيذ هذه المسطرة يكون في المراحل التي ت إذ، االعتماداتنا يكون المحاسب في حيرة من ، بل أحيامما يطرح صعوبات قانونية للمحاسب، ئيةأصبحت نها

، هل هي الميزانية التي انية المعنية بالحكم الذي بلغ بهما هي الميز، بحيث ال يدري أمرهرات التي تعقد فيها وأيضا ضرورة مراعاة الفتللسنة المقبلة، إعدادهايسيرها أم تلك التي يتم

وهذه من كل سنة(، أكتوبر) ، خاصة الدورات التي يبرمج فيها فائض الميزانيةدورات المجلسون مسطرة التنفيذ ضد كاإلجراءات األخيرة تقع على عاتق السادة المحامين الذين يسل

الجماعات المحلية، إذ عليهم التركيز على فترة إعداد الميزانية والمصادقة عليها من أجل تفعيل من المرسوم المنظم 11 والمادة 82.04من القانون 85 في المادة سلطة الحلول الواردة

، والتي قد تغنيهم عن إشكاليات مسطرة الحجز لدى للمحاسبة العمومية للجماعات والمحلية الغير.

24 Stephanie DAMAREY «Le juge administratif, juge financier », thèse pour le doctorat en droit public de l’université de Lille II

1999, Ed DALLOZ, 2001 p 258.

19

أو من جهة فتح (11)المادةاألمر باألداء سواء من جهة إصدارتفعيل مسطرة الحلول وإذا كانفعاال في إطار مواجهة اآلمرين بالصرف الممتنعين عن ، يشكل حال (85)المادة عتماداتاال

التنفيذ، إال أن هذه المسطرة تبقى ذات طبيعة إدارية، لذلك يطرح اإلشكال حول كيفية تفعيلها مسطرة الحجز لدى الغير كمسطرة قضائية؟ في إطار

مومية المحلية، وفي نرى في هذا اإلطار أنه من باب الحرص على تطبيق قواعد المحاسبة الع

يتعين التعامل مع تصريح فإنهجعلها خادمة لتسهيل تنفيذ األحكام القضائية، الوقت نفس المحاسب كتصريح له طبيعة خاصة، أي ليس كباقي تصريحات المحجوز لديهم، بل باعتباره

لمحلية المنظمة طار مقتضيات المحاسبة العمومية اتصريح صادر عن محاسب عمومي وفي إلذلك وبالتالي ينبغي أن يتم التعامل معه بهذا المنطق المحاسبي، مقتضى قواعد آمرة، ب

بعدم وجود اعتماد مفتوح للنفقة موضوع الحكم بميزانية الجماعة فحينما يصرح المحاسب المحجوز عليها، أو بوجود هذا االعتماد لكن مع عدم إصدار األمر باألداء من طرف اآلمر بالصرف،

يفعل جلسة االتفاق الودي وذلك بالحرص على استدعاء ن على القاضي المكلف أن فإنه يتعي، بما فيها اآلمر بالصرف وأن يطلب من هذا األخير العمل على تطبيق كافة األطراف المعنية

مقتضيات المحاسبة العمومية المحلية بفتح اإلعتمادات الالزمة وإصدار األمر باألداء، وبالتالي ابته لتلك المقتضيات فإنه تتم المصادقة على الحجز لدى الغير وتستمر ففي حالة استج

القاضي يمكنه أن يصادق على الحجز لدى إجراءات التنفيذ بشكل عادي، وفي حالة الرفض فإن الغير لكن على أن تكون هذه المصادقة مشروطة باحترام مقتضيات المحاسبة العمومية

لقاضي بالمصادقة على الحجز موجه ضد المحجوز عليه المحلية، أي أن يكون منطوق األمر امرحلة تنفيذ هذا األمر ينبغي أن وفي ، )اآلمر بالصرف( و ليس ضد المحجوز لديه )المحاسب(

من باب إظهار حسن ،من طرف المحاسببصفة أساسية يتم تفعيل طلب مسطرة الحلول، للمساهمة في عملية التنفيذ ومن باب دفع المسؤولية عنه فيما يتعلق بتنفيذ نيته أمام القضاء

األحكام القضائية، كما يمكن تفعيل هذه المسطرة من طرف طالب الحجز باعتباره صاحب ضد المعني به بصفة رئيسية قد تم توجيهه في هذه الحالة سيكون التنفيذ المصلحة، و بالتالي

.25رفاألول الذي هو اآلمر بالص

لم تفلح كل هذه الوسائل لحمل اآلمر بالصرف على تنفيذ األحكام الصادرة ضد الجماعة وإذا المحلية التي يمثلها، فإنه يمكن متابعته شخصيا من أجل إرغامه على التنفيذ، وذلك عن طريق

ي الغرامات التهديدية وطلب التعويض، والمتابعة من أجل تحقير محرر قضائي، باعتباره المعنال عالقة لهم بالحكم األصلي الذي بدل متابعة المحاسبين العموميين الذين بالتنفيذ، الرئيسي

.ييتم تنفيذه عبر مسطرة الحجز لدى الغير

خاتمة ، فإن القضاء عموما مدعو إلى إعادة النظر في التي تم بسطها اإلشكالياتوبناء على كل

، وأن المحلية لدى المحاسبين العموميينتعامله مع مسطرة الحجز على أموال الجماعات ، وذلك حتى لتعامل معها وفقا للقواعد العامة، بدل الحيثياتها ومقتضياتها الخاصةيعالجها وفقا

، سواء كأحكام قضائية أو كقواعد قانونية.تم تطبيق مبدأ الشرعية بشكل سليمي

، فإنه ال غنى اإلشكالياتأن القضاء يمتلك القدرة على ابتكار قواعد قضائية لحل هذه لكن ورغم العمومية، وفقا اإلداراتعن تدخل المشرع بنصوص صريحة وواضحة تسهل تنفيذ األحكام ضد

.لمساطر سهلة واضحة وفعالة

مع المحكمة اإلدارية بمراكش، إذ بمجرد ما تتم المصادقة على الحجز لدى توصلت إليها الخلية القانونية بمراكش هنا نشير إلى تجربة مهمة 25

يطلب من الغير فإن القاضي المكلف بالتنفيذ يستدعي اآلمر بالصرف باعتباره المعني األول بالتنفيذ، و في حالة عدم حضور هذا األخير من المرسوم المنظم للمحاسبة 11المحاسب العمومي أثناء جلسات التنفيذ مراسلة سلطة الوصاية من أجل تفعيل مقتضيات المادة

مر بالصرف إلى التنفيذ طواعية بمجرد توصله بمراسلة سلطة الوصاية في الموضوع.، وفي أغلب هذه الحاالت، يضطر اآلالعمومية المحلية

21

المراجع المعتمدة

، سلسلة الدراسات القانونية «المغربيالحجز لدى الغير في القانون »يونس الزهري -4 .5002مطبعة النجاح الجديدة ط الثانية 4المعاصرة عدد

المختصر العلمي في القضاء والقانون مدى المقاربة والمفارقة بين »مصطفى التراب -5 .5004، مطبعة األمنية الطبعة األولى «الحجز لدى الغير و اإلشعار للغير الحائز

.5004يناير / فبراير 445عدد «بيةمجلة المحاكم المغر» -5 .5001شتنبر 44عدد «مجلة القصر» -8

5- Stephanie DAMAREY «Le juge administratif, juge financier», thèse pour le

doctorat en droit public de l’université de Lille II 1999, Ed DALLOZ, 2001. 6- Site internet : http://moukhalif.voila.net/admin.pdf.