these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و...

220
1 ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺯﺍﺭﺓ ـ ﺳﻄﻴﻒ ـ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﺮﺣﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻛﻠﻴﺔ ـ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ـ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻗﺴﻢ ﲣﺼﺺ: ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﲣﺮﺝ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟ ﻌﻨــﻮﺍﻥ: ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ: ﻣـــ ﻭﺭﺩﺓ ـﻬﲏ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻑ: . ﺭﻗﻴﺔ ﻋﻮﺍﺷﺮﻳﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨـــــﺔ ﺃﻣﺎﻡ: 1 - . ﺭﺋﻴﺴﺎ، ﺳﻄﻴﻒ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳋﲑ، ﻗﺸﻲ. 2 - . ﻣﺸﺮﻓﺎ، ﺑﺎﺗﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻛﻠﻴﺔ ﺭﻗﻴﺔ، ﻋﻮﺍﺷﺮﻳﺔ. 3 - . ﻋﻀ، ﺑﺎﺗﻨﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻛﻠﻴﺔ، ﻏﻀﺒﺎﻥ ﻣﱪﻭﻙ ﳑﺘﺤﻨﺎ ﻮﺍ. 4 - . ﳑﺘﺤﻨﺎ ﻋﻀﻮﺍ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ، ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﻠﻴﺔ، ﺃﳏﻨﺪ ﺑﺮﻗﻮﻕ.

Upload: others

Post on 30-May-2020

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

1

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل و البحث العلي

كلية احلقوق و العلوم السياسية جامعة فرحات عباس ـ سطيف ـ قسم الدراسات العليا ـ ماجستري ـ

حقوق اإلنسان و احلريات األساسية: ختصص مذكرة خترج مقدمة لنيل شهادة املاجستري

:عنــوانال

ـهين وردةمـــ: إعداد الطالبة عواشرية رقية. د: املشرف على مذكرة التخرج

:أمام اللجنـــــة .د قشي اخلري، كلية احلقوق والعلوم السياسية، جامعة سطيف ، رئيسا.أ -1

 .عواشرية رقية، كلية احلقوق ، جامعة باتنة ، مشرفا. د -2

 .وا ممتحنامربوك غضبان ، كلية احلقوق ، جامعة باتنة ، عض.د -3

.د برقوق أحمند ، كلية العلوم السياسية وعلوم االتصال ، جامعة اجلزائر، عضوا ممتحنا.أ -4

Page 2: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

2

وقل اعملوا فسيرى اهللا عملكم و رسوله "

..."و المؤمنون

فما أصبت فبتوفيق من اهللا وحده و ما أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و أستغفر اهللا

Page 3: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

3

يرشكر و تقدرغم ما يعجز عنه الكالم، أتقدم بجزيل الشكر و التقدير و العرفان و بخالص

االمتنان إلى من آانت سندا لي بقبولها اإلشراف على مذآرتي

األستاذة الدآتورة الفضلة عواشرية رقية،

و ذلك لما قدمته لي من عون و نصائح و توجيهات مثمرة

حتى تمكنت من إتمام هذا العمل،

مل الشكر موصول آذلك لألستاذ الدآتور الفاضل غضبان مبروكو آا

.الذي تفضل علي بالتوجيه و النصح و اإلرشاد و المتابعة

آما ال يفوتني أن أخص آل من األساتذة الفضالء

على رأسهم الدآتور العميد الفاضل قشي الخير

ر وذلك لما قدموه و الدآتور مويسي بلعيد بالشكر و التقدي و الدآتور برقوق أمحند

.لي و لكل زمالئي من جميع أشكال الدعم و النصح و التوجيه

آما أتوجه لهم بجزيل الشكر و اإلمتنان لتفضلهم القبول

.بمناقشة البحث و الحكم عليه

Page 4: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

4

إهداء

إلى من آانا قبسا من نور أضاء لي طريقي و أنار لي حياتي،

شوار الدراسيإلى من آانا سندا لي في آل خطوة من م

، إلى والدي الكريمين،

إلى والدي الفاضل الذي آزرني و حماني

، إلى والدتي الحبيبة التي آانت آالشمعة التي أضاءت دربي و شجعتني

.و وقفت إلى جنبي حتى آخر آلمة آتبتها بقلمي

إلى أخي الكبير نبيل الذي أيدني آالما و فعال و لم يبخل يوما

.النصح لي عن تقديم العون و

إلى رفيق حياتي و زوجي المحترم سمير الذي ساعدني و آزرني حتى أتممت هذا

.العمل

.إلى أخي جمال و أختي الصغيرة بسمة نورا عيني و بهجة قلبي

.إلى جدي و جدتي اللذان حفاني بالدعاء بارك اهللا لهما في عمريهما

.بتدائي إلى الجامعيإلى آل أساتذتي اللذين مررت على أيديهم من الطور اال

.إلى آل هؤالء أقدم جزيل الشكر و االمتنان و العرفان

Page 5: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

5

:ةـدمـــمق التعريف باملوضوع : أوال

أصبحت قضية اإلرهاب تشغل مجيع دول العامل يف الوقت الراهن، ورغـم أن اإلرهـاب

حدى بـبعض بعد أن ذاق العامل ويالت احلرب الطاحنة مما خاصة كجرمية ليس بالقضية اجلديدةالدول إىل حتقيق أهدافها بطرق أخرى منها ترويج اإلرهاب كون هذا األخري حيقـق األهـداف

والسياسـية ةقتصـادي واإل جتماعيةاإلاملنشودة بأقل كلفة ، حيث تقوم به مجاعات تقوض البنيه ديـه احلرب اليت تتطلب نفقات ما إعالن إىلدون أن يكون معروفا ومن غري حاجة اآلخرللطرف

إال أن اجلديد يف هذا املوضوع هو أنه أصبح ظاهرة عاملية ال تـرتبط عاليه وخسائر بشريه كبرية، .مبنطقة أو ثقافة أو جمتمع أو مجاعات دينية أو عرقية معينة

مث أن هذه الظاهرة أصبحت ترتبط بعوامل اجتماعية وسياسية وثقافيـة وتكنولوجيـة أفرزـا قة يف العصر احلديث، فقد شهدت السنوات األوىل من القرن الواحـد التطورات السريعة املتالح

والعشرين تصاعدا ملحوظا يف العمليات اإلرهابية مما تطلب قدرة على احتـواء هـذا السـلوك اإلجرامي واحلد منه، خاصة بعد اعتماد هذه الظاهرة على منتجات التكنولوجيا واستغالهلا لتنفيذ

.اجلرائم اإلرهابيةمركـز أين مت استهداف 2001امهت أحداث احلادي عشر من سبتمرب من عام و قد س

جمات إرهابية مستهجنة بكل املعايري اإلنسانية و الدينية تجارة العاملية ووزارة الدفاع األمريكيةالهذا املفهوم، حيث ألقي الضوء عليـه و تنوعـت بلورةو األخالقية و العرفية سامهت يف ازدياد

شأنه، و أصبح يشكل ديدا حقيقيا ألمن اجلماعة الدولية و الداخلية على حد السواء، الدراسات بيعد حتديا دائما ألمن و استقرار الدول ال سـيما الـدول الدميقراطيـة و املتحولـة إىل و بات

و السـالمة الشخصـية، احليـاة يفبتداءا من احلق إإهدارا لكل حقوق اإلنسان و ،الدميقراطيةا عظيما على اتمع مبا خيلفه من ضياع لألمن وتدمري للممتلكات وانتـهاك للحرمـات خطرو

.وتدنيس للمقدسات وقتل وخطف للمدنيني اآلمنيني وديد حلياة الكثري منهمو أمام هذا اخلطر سارعت أغلب دول العامل بعد النداءات العاجلة اليت صدرت من قبـل

من خالل القرارات الـيت العامة، رأسها جملس األمن و اجلمعيةهيئات منظمة األمم املتحدة على و اليت أهابت فيها بكل الدول إىل ضرورة التعامل حبزم مع هذه ،استصدرا على عجالة من األمر

Page 6: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

6

دول العامل إىل أغلبالظاهرة باختاذ كل اإلجراءات و التدابري الالزمة اتها، و بالفعل سارعت ئ و استصدار قوانني استثنائية و أخرى ملكافحة اإلرهاب، و كانت النتيجة إعالن حاالت الطوار

أن أغلب هذه اإلجراءات تنكرت بكل املقاييس القانونية و احلقوقية حلقوق اإلنسـان و مبـادئ ت و التوقيفات و اإلحتجـازات و الدميقراطية و سيادة القانون، حيث وسعت من دائرة اإلشتباها

لرئيس الدولة إعالن حالة الطوارئ استمر العمل ا على مـدى سـنوات وأجازت ،عتقاالتاإل .ناء و أصبح االستثناء هو القاعدةلتتحول قاعدة كفالة احلقوق و احلريات العامة لألفراد هي االستث

و ترافقت احلملة الدولية ملكافحة اإلرهاب باستفحال ظاهرة اإلرهـاب والعنـف علـى اجلزائر، اململكة العربية السعودية واملغرب والسودان ومصر وسوريا كل من :الصعيد العاملي مشلت

، ورغـم .ندونيسيا واسبانيا وأملانيا وبريطانيا وغريهاواليونان وأكرانيا وأولبنان واألردن وروسيا ارتفاع منسوب اهلاجس األمين على حساب الكرامة واختالل معادلة األمن وحقوق اإلنسان سواء

ملي أو الصعيد العريب واإلقليمي، فان اإلرهاب استفحل عامليا، ويستوي يف ذلـك على الصعيد العاالبلدان املتقدمة، اليت ترسخت فيها قيم احلقوق واحلريات، أو البلدان املتخلفة أو النامية، اليت ظلت

إال تعاين من النقص الفادح يف ميدان احلريات واحلقوق، ناهيك عن احلاجة املاسة إىل اإلصـالح، أنه وحتت باب مكافحة اإلرهاب الدويل اشتدت القبضة األمنية وتراجعـت خطـط اإلصـالح

.والدميقراطية و محاية حقوق اإلنسانو أبرز الواقع عدم قدرة األنظمة القانونية القائمة على جماة وكبح مجاح هذه الظاهرة، مما أدى يف

ة وأساليب اإلجرام اإلرهـايب، وأثـر هـذا تصاعد حدة الصدام بني أساليب ااهبالنهاية إىل ، "حقوق اإلنسان"الصدام بزاويتيه على أحد أهم املواضيع يف العصر احلديث وهو موضوع

.حيث أدى ذلك إىل تضييق دائرة االنتفاع والتمكني هلذه احلقوق

عريف و رغم استفحال هذه الظاهرة و ازدياد االهتمام ا إال أنه مل يتم بعد التوصل إىل ت حيث أنه مـن رغم احملاوالت العديدة يف هذا الشأن،مساا املميزة حمدد لعناصرها و خصائصها و

املالحظ رواج مفهوم اإلرهاب باملعىن العام دون حتديد وتعريف جامع مانع له، و أدت إشـكالية مما يبقـي ،يةغياب تعريف حمدد و متفق عليه إىل افتقاد العديد من قوانني مكافحة اإلرهاب للفعال

الباب مفتوحا لكل الدول لكي تضع لنفسها التعريف األكثر مالءمة ملصاحلها السياسية و األمنيـة . و االقتصادية بعيدا عن أي صيغة متفق عليها

Page 7: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

7

ثانيا: أمهية املوضوع

التساؤالت اليت أثارت جدال واسعا على كـل املسـتويات يثري هذا املوضوع جمموعة من ستوى القانوين أو على املستوى األمين أو على املستوى احلقوقي و القيمي، تتعلق هذه سواء على امل

األسئلة بالتأثري املزدوج لظاهرة اإلرهاب على موضوع التمكني حلقوق اإلنسان، و نعين بالتـأثري املزدوج أي التأثري املباشر لإلرهاب على احلقوق و احلريات و الذي يظهر أساسا مـن خـالل

ال التقتيلية اليت تقودها اجلماعات اإلرهابية ضد املدنيني و حرمام من حريـام و تـدمري األعمممتلكام و انتهاك حقهم يف األمن و األمان الشخصي هذا من جهة، و التأثري اآلخر يظهر مـن خالل دفع احلكومات إىل تبين سياسات و اعتماد ممارسات تتجاوز حدود ما ميكن أن ميسح بـه

اهتزاز نظرية األمن االستراتيجي القومي األمريكي، نون الدويل، فقد أدت أحداث سبتمرب إىل القاوانعكس ذلك بالتهديدات وردود الفعل اإلستراتيجية على املستوى اخلـارجي يف املوقـف مـن

واملسلمني، و على املستوى الداخلي أي على مستوى اتمع املدين األمريكـي واألورويب اإلسالم، فقد سامهت يف تضييق احلريات لدرجة كبرية و انتهاك صـارخ للحقـوق ى وجه اخلصوصعل

تعكسه حاالت اإلعدام خارج نطاق القضاء و حاالت التعذيب و احملاكمات غري العادلة و اعتقال األحكاماآلالف من أبناء اجلاليات العربية واملسلمة، وانعكس ذلك أيضا على أحكام الطوارىء أو

خاصة بعد احلملة األمريكية الدولية ضد أفغانستان ،على املستوى اخلارجي وعسكرة العامل العرفيةوتنظيم القاعدة وحكومة طالبان، وكذلك بعد احلرب على العراق وما تالها من تداعيات دولية، عسكرية وفقهية وسياسية وإنسانية خصوصا جلهة إدعاء احتكار العدالة والتصرف مبنطق القـوة

.لذلك، سواء حدث ذلك بغطاء دبلوماسي أو بدونه وفقا

كيف ميكن وصف اإلرهاب إذا مل نتمكن و طرحت عدة تساؤالت يف هذا الشأن منها ناجعـة األمنيةأي حد ميكن اعتبار املقاربة إىل مثمن إعطاءه تعريفا دوليا مقبوال من اجلميع ؟

قـوق اإلنسـان حل احلد من التمكنير مكافحة اإلرهاب تربهل ؟ اإلرهايبيف التصدي للفعل ؟و هل ميكننا طـرح التسـاؤل ضمانات قضائية أيأو إنشاء مناطق ينعدم فيها القانون دون

كيف ميكـن مة نظام حقوق اإلنسان يف حاالت األزمات ؟ءمدى مال ما.بصفة عكسية بالقولقوق كني النصي و الفعلي حلبني كفالة التم و اإلرهابيةالربط بني احلزم يف التعاطي مع الظاهرة

؟اإلنسان

Page 8: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

8

كفيلة باحلد القانونيون و احلقوقيون هي بعض البدائل واملقترحات اليت يراها املتدخلون مامث ؟ التمكني للحق و اإلرهايب مبا يضمن حتقيق معادلة األمنمن اخلطر

الدراسات السابقة: ثالثا ا لتشعبه و صعوبة حتليله و معاجلتـه رغم قلة الدراسات املتخصصة يف هذا املوضوع نظر

معاجلة موضوعية و كذلك نظرا للحساسية اليت تكتنفه، إال أن الدراسات اليت هلا عالقة مباشـرة جلنـة الدراسة اليت صدرت عن مههاهي يف أغلبها دراسات قامت ا جهات رمسية أ ذا األخري

و املبادئ املتعلقة مبكافحة اإلرهاب نشرت فيها جمموعة من الضوابطو اليت وزراء جملس أوربا مع االلتزام مببادئ الشرعية القانونية و الدستورية للدولة، وكذلك الدراسة اليت صدرت عـن الفدرالية الدولية حلقوق اإلنسان، و اليت عاجلت فيها موضوع العالقة بني اإلرهاب و حقـوق

حقوق اإلنسان حبسب مـا متليـه اإلنسان و مفاتيح التوفيق بني مكافحة اإلرهاب و احترامالدراسات األكادميية اليت هلا ، أما عن اإلنسانالدولية املتعلقة حبماية و ترقية حقوق االلتزامات

عالقة مباشرة مبوضوع الدراسة فهي يف أغلبها تعاجل تأثري اإلرهاب و العمليات اإلرهابية على لدول و استقرارها مثل الدراسات األمنية ممارسة حقوق اإلنسان و تأثري هذا األخري على أمن ا

الصادرة عن جامعة نايف للعلوم األمنية ، أما عن الدراسات األكادميية األجنبية ذات العالقة و املتعلقة مبكافحـة اإلرهـاب Sydney Adoua املباشرة باملوضوع ما قدم من قبل

عض حقـوق اإلنسـان يف و احترام حقوق اإلنسان و اليت ركزت على جزئية اإلنتقاص من بسياق احلملة على اإلرهاب و مدى تأثري ذلك على احلقوق األساسية، حيث أبـرزت هـذه

.الدراسة حدود مكافحة اإلرهاب من الناحية القانونية و الدوليةهي عبارة "اإلرهاب و حدود التمكني حلقوق اإلنسان" إن هذه الرسالة اليت حتمل عنوان

لإلرهاب علـى الـتمكني املزدوجوضوع التأثري تفصيلي مل إطارتقدمي حياولعن اجتهاد متواضع ل كل النقاط و اجلزئيات اليت هلا صلة مباشـرة بـه، جيمحيث ،النصي و الفعلي حلقوق اإلنسان

دراسـة بـإجراء قف أوال على التأثري السليب للعمليات اإلرهابية على ممارسة حقوق اإلنسان فيعمد ي إلبراز مدى خطورة اإلرهاب على أمن الفرد و الدولة ، مثية تطبيقو أخرى قانونية نظرية

بالدراسة و التحليل الدقيق ملدى التأثري السليب غري املباشر لإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسان، من تأثري سياسات الدول يف جمال مكافحة اإلرهاب على التمتع حبقوق اإلنسان توضيحاول حيأي عدم انسجام و توافق تدابري مكافحة اإلرهاب مع االلتزامات تبنية و تطبيقية دراسة قانوني خالل

Page 9: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

9

و ضع كل مـن يصل إىلالقانونية و الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان، و من خالل هتني اجلزئيتني ـ و بالتبعية ،اإلنسان قحدود مكافحة اإلرهاب بالنظر لاللتزامات الدولية ذات الصلة حبقو اول حي

،حدود التمكني حلقوق اإلنسان يف سياق احلملة الوطنية و الدولية على اإلرهـاب استخالص ، و كـذلك رهاب و العنففعالة و فعلية حتقق أوال الوقاية من اإل بإستراتيجيةاخلروج و أخريا

فاعلة و فعلية حتقق التوازن بني حتقيق األمن الوطين يف مواجهة اإلرهاب من جهـة إستراتيجيةلتمكني النصي و الفعلي حلقوق اإلنسان مبا متليه مبادئ دولة احلق و القانون و القيم و كفالة ا

.الدميقراطية و االلتزامات الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان من جهة ثانية :املطروحة الصعوبات: رابعا

كأي حبث علمي تعترضه جمموعة من الصعوبات اليت قد حتاول عرقلته و تعطيله، فبالنسبة العلمية هلذا البحث فإن أكثر الصعوبات اليت واجهتها يف إعداده هي النقص الشديد يف الدراسات

املتخصصة يف جزئية العالقة بني مكافحة اإلرهاب و حتقيق أمن الدول مـن جهـة املوضوعيةو محاية حقوق اإلنسان من جهة أخرى، كذلك بالنسبة للجزئية املتعلقـة بالدراسـة التطبيقيـة لتجارب بعض الدول يف مواجهة اإلرهاب و تأثري سياساا على قضية التمكني حلقوق اإلنسـان، فقد واجهت صعوبة يف احلصول على املعلومات اليت هلا مصداقية علمية و أكادميية و رمسيـة يف

حىت بالنسبة لإلحصائيات الرمسية تعذر احلصول عليها مـن ،هذا الشأن نظرا حلساسية املوضوع .هات الرمسية على أساس أا قضية تتعلق بأمن الدولة اجل

أسباب الدراسة: خامسا

إن اهتمامنا ذا املوضوع جاء وفق اعتبارات موضوعية و أخرى نابعة عن رغبة ذاتية ميكن إجيازها :فيما يلي

إن املتتبع لدراسات موضوع اإلرهاب وعالقته حبقوق اإلنسان قلما يعثـر علـى دراسـات -1وعية نقدية تفسريية و حتليلية متخصصة يف هذا اال، حيث أن الدراسـات املتـوافرة يف موض

غالبيتها ذات طابع ذايت، ال تعتمد بشكل أساسي على املفهوم العلمـي والنظـري والتطبيقـي لإلرهاب وحقوق اإلنسان، لذلك يتطلب األمر وجود دراسة تكاملية موضوعية حيادية تعتمـد

د املعرفية واملنهجية للظاهرة، وتأثريها على سياسة مكافحتها من جهة وعلى حقوق التحليل لألبعا .اإلنسان من جهة أخرى

Page 10: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

10

إن التحوالت اتمعية واألمنية املتسارعة يف القرن احلادي والعشرين أدت كما قلنا إىل تنامي -2ضوع حقوق اإلنسان، ظاهرة اإلرهاب بشكل موازي لتنامي وازدياد االهتمام الوطين والعاملي مبو

واملناداة بضرورة احترامها وضمان التحقيق والتمكني الفعلي ملمارستها، هذا األمر تطلب حتليلـها من املنظور القانوين واالجتماعي والسياسي بشكل معمق، من أجل تقدمي تفسريات هلذه الظـاهرة

ى أن قضـايا اإلرهـاب اإلجرامية وأثرها على موضوع التمكني حلقوق اإلنسان، مع التأكيد عل النسق احلقـوقي والعنف يف العموم، هي نتاج خلل يف تنظيمات اتمع وأنساقه املختلفة خاصة

تغييب ممارسة حقوق اإلنسان وعدم استيعاب احلاجات اإلنسانية االجتماعية واملدنية واالقتصادية ب .وحىت الفكرية والعقائدية

عاله، فإن الدافع الذايت هلذه الدراسة ينبع من شعورنا بأنه إضافة إىل الدافع املوضوعي املبني أ -3يتعني على الباحث أن يهتم بدراسة املواضيع اليت تلقى اهتماما واضحا حمليا ودوليا علـى حـد

، املهددات اتمعية واألمنية اليت يعانيها جمتمعـه السواء، وبصفة خاصة، يتعني االهتمام بدراسة ، خاصة و أنـه يالحـظ أن ممارسة حقوق اإلنسانة أو غري مباشرة على و اليت تؤثر بصفة مباشر

موضوع اإلرهاب بأبعاده وعالقته حبقوق اإلنسان ذو مفهوم متغري نسيب، بسبب ارتباطـه بعـدة عوامل، أمهها الفهم اتمعي هلذه الظاهرة من جهة، وتسييس املفهوم من جهة أخرى، فما يعـد

مشروعا من وجهة نظر اآلخر، هذا األمر ولد صورة منطيـة لـدى إرهابا بنظرنا، قد ميثل عمالثقافات معينة، وارتبطت هذه النمطية املتصلة مبفهوم اإلرهاب باألحكام القيمية واملعيارية عند تلك الثقافات واليت تسعى للدفاع املشروع عن قضاياها الوطنية والتحررية، مما أدى إىل ظهور مفاهيم

.التطرف والعنفبعا لذلك يتعني حتليل طبيعة ظاهرة اإلرهاب وعالقاا بباقي الظواهر األخـرى، واجتاهاـا و ت

وكيفية تأثريها على حقوق اإلنسان من جهة، وتأثري وصورها وكذلك أسباا وأساليبها، وأمناطهاالقانوين على حدود وأطـر وأآليات مكافحتها سواء على املستوى األهلي أو الرمسي، السياسي

.التمكني والتمتع باحلقوق املدنية والسياسية و كذلك االقتصادية و االجتماعية و الثقافيةوجتدر اإلشارة إىل أن تقدمي مفهوم حمدد للظاهرة والذي يرتبط باإلطار النظـري يتـأثر

بغياب مفهوم عاملي حيدد ماهيتها، إضافة إىل غياب السوابق املعرفية التنظريية املفسرة هلا، وذلـك وبروز الذاتية يف مقابل املوضـوعية يف ،الختالف األطر اإليديولوجية واتمعية املنبثقة من املفهوم

.تفسري خصائص هذه الظاهرة اإلجرامية

Page 11: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

11

خطة البحث و منهج الدراسة: سادسامن خالل ما تقدم يظهر لنا أن موضوع الدراسة يقتضي تقسيمه إىل ثالثة فصول، حيـث

إىل حتديد اإلطار املفاهيمي لظاهرة اإلرهاب من خالل بيان األطر النظرية ولالفصل األنعمد يف واملنهجية هلا لفهم بنية هذه األخرية، وبيان حجمها واجتاهاا وأساليبها وأهدافها، كمـا نـبني

.مفهوم حقوق اإلنسان وحتديد مصطلح التمكني هلذه احلقوق و كذا مسارها التارخييلنبني العالقة اليت تصل بني حقوق اإلنسان واإلرهاب وسياسة جماـة ثاينالفصل المث نعرج إىل

. اإلرهاب، وحتليل حدود حقوق اإلنسان يف ظل مكافحة هذه الظاهرةاخلروج بإستراتيجية فعالة وفعلية حتقـق التـوازن بـني الفصل الثالثوأخريا، حناول من خالل

ني حلقوق اإلنسان مبا يوافق املعـايري الدوليـة مقتضيات جماة اإلرهاب وضرورات احترام التمك .حلقوق اإلنسان

ونتيجة لالختالف السياسي واالجتماعي واألمين وحىت القانوين يف معاجلة هذا املوضـوع بصفة حمايدة وموضوعية، يصعب علينا حتديد منهج معني لتفسري هذه الظاهرة وبيـان عالقتـها

املنـهج واملنهج التـارخيي مناهج علمية متداخلة بني حبقوق اإلنسان، لذلك ارتأينا استخدام، وذلك بغيـة التوصـل إىل مع االستعانة باملنهج املقارن يف دراستنا التطبيقيةالتحليلي القانوين

.حيادية معرفية قدر اإلمكان يف هذا املوضوع إشكالية البحث: سابعا

:إذن ميكننا حتديد اإلشكالية الرئيسية للموضوع كما يلي حقوق اإلنسان، وهل يوجد تعارض فعلي بني تـدابري ممارسة كيف تؤثر ظاهرة اإلرهاب على

املعايري الدولية اليت يرقى إىل خمالفةقوق اإلنسان بشكل حل مقتضى التمكنيجماهبة اإلرهاب وبني .قوق ؟احل هذه محاية واحترامتلزم

:وتندرج حتت هذه اإلشكالية أسئلة فرعية أمهها ؟األعمال اإلرهابية على ممارسة حقوق اإلنسان أثريو تما ه -1 .ذه احلقوق يف إطار جماة اإلرهاب؟التمكني هلما هي حدود -2اإلرهاب وبني يف مواجهةكيف ميكن حتقيق التوازن من مقتضيات حتقيق األمن الوطين -3

.ضرورات محاية وكفالة التمكني حلقوق اإلنسان؟ .ات من خالل اخلطة املبينة أدناهسنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالي

Page 12: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

12

اإلطـــار املفـاهيـمي: الفصـــل األول وتطوره أشكالهمفهوم اإلرهاب و: املبحث األول مفهوم اإلرهاب: املطلب األول

إشكالية تعريف مصطلح اإلرهاب: الفرع األول تعريف اإلرهاب: الفرع الثاين ه املميزةأشكال اإلرهاب ودوافعه وخصائص: الفرع الثالث

التطور التارخيي لظاهرة اإلرهاب: املطلب الثاين اإلرهاب يف العصور القدمية: الفرع األول اإلرهاب يف العصور الوسطى: الفرع الثاين اإلرهاب يف العصر احلديث: الفرع الثالث

مفهوم حقوق اإلنسان وتطورها التارخيي: املبحث الثاين انمفهوم حقوق اإلنس: املطلب األول

تعريف حقوق اإلنسان: الفرع األول خصائص حقوق اإلنسان: الفرع الثاين :تقسيمات حقوق اإلنسان: الفرع الثالث

التطـور التـارخيي حلقـوق اإلنسان: املطلب الثاين حقــوق اإلنسان العصــور الوسطـى و عصر النهضة: الفرع األول ديثالعصر احلحقــوق اإلنسان يف : الفرع الثاين ظهور مفهوم التمكني حلقوق اإلنسان: الفرع الثالث

.تهحدود حقوق اإلنسان بني اإلرهاب وجماهب:الفصل الثاين

آثار اإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسان:املبحث األول آثار اإلرهاب على التمكني للحقوق املدنية و السياسية: املطلب األول

يف احلياةانتهاك اإلرهاب للحق : الفرع األول انتهاك اإلرهاب للحق يف األمن: الفرع الثاين انتهاك اإلرهاب للحق يف احلرية:الفرع الثالث

آثار اإلرهاب على التمكني للحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية: املطلب الثاين انتهاك اإلرهاب للحق يف العمل: الفرع األول ستثمار و الـتأمنيأثر اإلرهاب على اال: الفرع الثاين أثر اإلرهاب على قطاع السياحة: الفرع الثالث

Page 13: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

13

املبحث الثاين احلرب على اإلرهاب و تأثريها على التمكني حلقوق اإلنسان مفهوم احلرب على اإلرهاب و نتائجها القانونية: املطلب األول

موقف القانون الدويل اإلنساين من اإلرهاب: الفرع األول التكييف القانوين للحرب على اإلرهاب و القانون الواجب التطبيق: الفرع الثاين

أساس التزام الدول مبكافحة اإلرهاب: املطلب الثاين األساس القانوين اللتزام الدول مبكافحة اإلرهاب: الفرع األول األساس النظري اللتزام الدول مبكافحة اإلرهاب: الفرع الثاين

اإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسانحة مكافتأثري : لثاملطلب الثا تطبيق نظام اإلعفاءات من بعض احلقوق يف سياق مكافحة اإلرهاب: الفرع األول

"حدود حقوق اإلنسان"شروط تطبيق نظام اإلعفاءات : أوال

احلقوق غري القابلة للمساس يف سياق مكافحة اإلرهاب:ثانيا

ة اإلرهاب على بعض حقوق اإلنساندراسة تأثري مكافح: الفرع الثاين

مكافحة اإلرهاب على احلق يف احلياة تأثري: أوال

تأثري مكافحة اإلرهاب على احلق يف عدم التعرض للتعذيب و املعاملة القاسية و الالإنسانية: ثانيا

تأثري مكافحة اإلرهاب على مبدأ شرعية اجلرائم و العقوبات : ثالثا

هاب على احلق يف احلرية و األمنتأثري مكافحة اإلر: رابعا

حتقيق التوفيق بني محاية األمن الوطين يف مواجهة اإلرهاب إستراتيجية: الفصل الثالث

قوق اإلنسانالتمكني حلو بني

و احلرية األمنمقتضيات املوازنة بني : املبحث األول

ثريها على التمكني حلقـوق تقييم جتارب بعض الدول يف جمال مكافحة اإلرهاب و مدى تأ: املطلب األول

اإلنسان

.التجربة اإلجنليزية يف مكافحة اإلرهاب: الفرع األول

 التجربة األمريكية يف مكافحة اإلرهاب: الفرع الثاين

التجربة اجلزائرية يف مكافحة اإلرهاب: الفرع الثالث

قيمة حقوق اإلنسان يف سياق جماهبة اإلرهاب : املطلب الثاين

املرجعية القانونية حلل مشكلة التوازن العادل بني أمن الدولة و اتمع و أمن حقوق اإلنسان :الفرع األول

لتحقيق التوازن بني محاية حقوق اإلنسان و محاية األمن القانوناملبادئ التوجيهية املفروضة من دولة احلق و : الفرع الثاين

الوطين

Page 14: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

14

فعالة لإلرهاب مع الضمانات الكافية حلماية و تعزيز حقوق اإلنسان استراتيجيات التوصل إىل جماهبة: املبحث الثاين

الوقاية من اإلرهاب إستراتيجية: املطلب األول

ضمان األمن اإلنساين من أجل الوقاية من مجيع أشكال اإلرهاب : الفرع األول

محاية حقوق اإلنسان العمل اإلجتماعي و التنمية املستدامة جوهر الوقاية من اإلرهاب و: الفرع الثاين

مكافحة األعمال اإلرهابية إستراتيجية: املطلب الثاين

اإلستراتيجية الوطنية ملكافحة اإلرهاب : األولالفرع

اإلستراتيجية الدولية ملكافحة اإلرهاب : الفرع الثاين

ةـــــامتخـــ

Page 15: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

15

اإلطار املفاهيمي: الفصل األول

ي اإلرهاب و حقوق اإلنسان، فإن منطق الدراسـة نظرا الرتباط موضوع الدراسة مبفهوم يقتضي حتديد مفهومهما من خالل حتديد اإلطار املعريف هلا، حىت نتمكن من حتديد العالقة الـيت

.تربط بني هذين املفهومني الحقافوضع تعريف واضح لإلرهاب وحقوق اإلنسان يساعد على فهم املوضوع وحتديد مساره، خاصة

هلما سـواء علـى املسـتوى الفقهـي واضحني مل حيوزا بعد على تعريف وأن هذين املوضوعأو القانوين أو على املستوى الدويل، لذلك سوف نعرض أهم االجتاهات اليت سجلت ذا الصدد

.وحناول اعتماد تعريف ننطلق منه يف دراستنا هلذا املوضوع

:مفهوم اإلرهاب ونشأته وتطوره: املبحث األول

خلط بني مفهوم اإلرهاب ومفهوم املقاومة الشعبية املسلحة ضد االحـتالل، نظرا لوجود وكذلك حماولة ربط اإلرهاب ببعض الصور اإلجرامية األخرى كاجلرميـة السياسـية أو اجلرميـة املنظمة، أصبحت احلاجة ملحة إىل وضع تعريف لإلرهاب نستطيع من خالهلـا الوقـوف علـى

وبيان مدى خضوع فعل معني لوصف الفعل اإلرهايب من عدمه، اخلصائص املميزة هلذه الظاهرة،حبيث إذا ما انطبق عليه هذا الوصف خضع لنظام عقايب وقانوين خمتلف عن األفعـال اإلجراميـة

.األخرى وحتديد إستراتيجية تشريعية وسياسية معينة اته

Page 16: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

16

:مفهوم اإلرهاب: املطلب األولال أنه مل يوجد اتفاق حول مفهومها، سواء على املستوى بالرغم من قدم ظاهرة اإلرهاب إ

األكادميي أو على مستوى العمل الدويل، وهذا راجع إىل اخـتالف الـبىن الثقافيـة والعوامـل اإليديولوجية والنظرية والتفسريية املتصلة باملصطلح، مبعىن أنه ما يعد عمال إرهابيا من وجهة نظر

بالضرورة أن يكون عمال إرهابيا من وجهة نظر دولـة أخـرى دولة معينة أو جمتمع معني، ليس .أو جمتمع آخر

فما هي أهم اإلشكاليات اليت تواجه حتديد تعريف هذا املصطلح؟، وهل ميكن حصـر أهـم .خصائصها ومساا املميزة؟

:إشكالية تعريف مصطلح اإلرهاب: الفرع األول

:اد ميكن حصرها فيما يليترتبط إشكاليات تعريف مصطلح اإلرهاب بعدة أبع )1( ):مبا يتصل باملفاهيم واملصطلحات واملعاين(إشكالية على املستوى التنظريي -أوال

تنطلق هذه اإلشكالية من عدم وجود إمجاع بني املفكرين والباحثني حول حتديد املفهوم، إضـافة ة و العنف السياسي ممـا أدى إىل تداخله مع مفاهيم أخرى مشاة له يف املعىن مثل اجلرمية السياسي

)2( .إىل اختالط املفاهيم لدى الكثريتتباين أمناطه وأشكاله وأهدافه مـن جمتمـع ديناميضف إىل ذلك فمصطلح اإلرهاب ذو مفهوم

آلخر، ومن دولة إىل أخرى، وذلك حسب التغري يف املوقف اإليديولوجي والسياسي، و كـذلك العلمية حتدد هذا املصطلح نتيجة لتسييسه ممـا يشـكل غياب تأصيل نظري على مستوى النظرية .عائقا معرفيا أمام تأصيله نظريا ومنهجيا

)3( :إشكالية متعلقة بنقص املوضوعية واحلياد القيمي يف التحليل البنيوي للظاهرة-ثانيا

فغياب مفهوم علمي ونظري موضوعي وحيادي لإلرهاب إىل حد ما يظهـر تغـريات خمتلفـة لذلك ينظر إىل مقاومة االحتالل على أا فعل إجرامي إرهايب، وعلى ذلك، فتحليل هذه للظاهرة،

1 Brian Walters Sc President, Liberty victoria: Terorism and Human Rights – Discussion paper, 22nd69/2005(pdf).

.56ن، دون طبعة، ص.ت.ن، د.م. إسالمية، دار البباوي للنشر، داإلرهاب صناعة غري: نبيل لوقا بباوي 2 .16، ص 2006أمحد فالح العموش، مستقبل اإلرهاب يف هذا القرن، جامعة نايف للعلوم األمنية، مركز الدراسات و البحوث، الرياض، 3

Page 17: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

17

الظاهرة بإبراز اجلوانب الذاتية يؤدي إىل التحيز والبعد عن احليـاد القيمـي، فالذاتيـة وغيـاب .املوضوعية ناجتة أساسا عن اختالف املصاحل واالهتمامات السياسية

:كوين املعريف الذايت حول اإلرهابإشكالية تشمل غياب الت-ثالثا

ففي ظل الوضع القائم للزاد املعريف املتناثر بني املعارف العلمية املتنوعة سواء أكانـت قانونيـة أم سياسية أم اجتماعية، البد من تأصيل علم قائم بذاته ومستقل، وميثل حقيقة معرفية على املستوى

)1( .ابط مع املعارف ذات الصلةالنظري واملنهجي، ويرتكز على التداخل والتر :إشكالية تتصل باملنهج-رابعا

يالحظ الباحث يف موضوع اإلرهاب أن هناك افتقار إىل منهج علمي قائم بذاتـه يعـاجل هـذا املوضوع بصفة موضوعية ويأخذ يف االعتبار خصوصية الظاهرة، ويعزز فهمها بناء على جمرياـا

فغياب فهم علمي واضح للمصطلح وحمـدد ، ) 2( ياسية املوجهةدون التأثر باملعارف اخلارجية والسديولوجيـات خمتلفـة إيرتكز على احليادية، وما جنم عن ذلك من فوضى وتشتت معريف، وبروز

ومتباينة يف حتديد مفهوم الظاهرة، حيتم ضرورة بيان املصطلح وآلية حتليله وفهمه، سواء املعىن العام .دد وواضح املعاملأو العلمي للخروج بتعريف حم

تعريف اإلرهاب: الفرع الثاين . ل التطرق إىل تعريف اإلرهاب، البد من التعرف على املعىن اللغوي لكلمة اإلرهاب و تطـور قب

.مفهومها عرب الزمن باللغة اإلنكليزية و الفرنسية و العربية :املفهوم اللغوي لكلمة اإلرهاب: أوال

وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف و اإلرهاب لتحقيـق هو إخافة الغري، و اإلرهابيون .3أهدافهم السياسية عادة

والذي يشري إىل الذعر والرعب واخلوف، وقد ذكرت " رهب"يأيت اإلرهاب من أصل فعل وأعدوا هلم ما :" ومشتقاا يف القرآن الكرمي ستة عشر مرة، حيث يقول اهللا تعاىل" رهب"كلمة

.17املرجع نفسه، ص 1 17املرجع نفسه، ص 2 .09، ص2006ني السياسة و القانون،املكتبة الوطنية اجلزائرية، دار اخللدونية للنشر و التوزيع، اجلزائر، مكافحة اإلرهاب ب: وقاف العياشي 3

Page 18: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

18

ومن رباط اخليل ترهبون به عدو اهللا وعدوكم، وآخـرون مـن دوهنـم ال استطعتم من قوة )2("وأضمم يدك إىل جناحك من الرهب:" ويقول تعاىل )1(".تعلموهنم اهللا يعلمهم

)3(."وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون:" وكذا قوله يف قاموس لسان العرب ويشري مصطلح اإلرهاب يف املعاجم العربية إىل الرعب واخلوف، فقد جاء

رهبانـا و كـذلك أرهبـه و خوفـه –رهبا –رهبة –رهب : معىن كلمة اإلرهاب من الفعل .و الراهب من اهللا هو اخلائف من عقابه، و اإلرهايب من يلجأ إىل اإلرهاب

رعب حتدثه أعمال العنف مثل القتل وإلقاء املتفجرات : ويعرف معجم الرائد املصطلح بأنه .إقامة سلطة أو تفويض سلطة أخرى وذلك دف

رهبوت خـري أي ما يستعمل يف السفر من اإلبل، ويقال " ركب الرهب"مبعىن " إرهاب"و كلمة )4( .ترحممن رمحوت أي ألن ترهب خري من أن

.من يلجأ إىل اإلرهاب إلقامة سلطته: واإلرهايب يف املنجد يعينيف اللغة العربية، وهذه الترمجة يرى البعض أا إىل كلمة إرهاب " Terrorisme"و ترمجت كلمة

ليست صحيحة لغويا، ألن اخلوف من القتل أو اخلطف أو تدمري املنشـآت واملمتلكـات وهـي األفعال اليت يرتكبها اإلرهابيون ال يقترن به احترام القائمني به، وإمنا هو جمرد خوف مادي يعـرب

)5( عنه بالرعب وليس بالرهبةهي إرعاب وليس إرهـاب،ونظرا ألن Terrorismeة العربية الصحيحة اليت تقابل وعليه فالكلم

الكلمة األخرية أصبح هلا معىن اصطالحي أقره جممع اللغة العربية فإن استخدام هذه الكلمة جرى .الناس على استعماهلا

اللـة بـني أستاذ جبامعة األزهر، أن هناك فرقا يف املعـىن والد " علي أمحد طلب"ويقول الدكتور الفعلني رهب وأرهب، فاألول معناه خاف وخشي، أما الثاين معناه أخـاف وأفـزع، مصـدره

)6( .مبعىن إخافة وإفزاع" إرهاب"

.60سورة األنفال، اآلية 1 .92سورة القصص، اآلية 2 .40سورة البقرة، اآلية 3ة، أكادميية نايف للعلوم األمنية،مركز الدراسات و البحوث، الرياض الطبعـة األوىل، اإلرهاب والعومل: عبد الرمحن رشدي اهلواري،التعريف باإلرهاب و أشكاله، أعمال ندوة 2

.14، ص2002 .18،،املرجع نفسه، ص 5 .18املرجع نفسه، ص 6

Page 19: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

19

يف قاموسهما الالتيين، أن األصل اللغوي لكلمة إرهاب جاء Bailly Bereal etويرى األستاذان ، "الرجفـان "يدالن على نفس املعىن وهـو Tresأو Tersمن الالتينية، ويريان أن الفعل الالتيين الذي tersيف اللغة اإلجنليزية هو الفعل الالتيين Terrorismeوتكاد جتمع املراجع أن مصدر كلمة

.1أي الرعب أو اخلوف الشديد Terreurاستمدت منه كلمة ـ رعب ـ خوف شديد : كما يلي1694و قد جاء تعريف يف قاموس األكادميية الفرنسية لعام

ارت بعض القواميس شاضطراب عنيف حتدثه يف النفس صورة شر حاضر أو خطر قريب، و قد أالقدمية األوروبية مثل قاموس ريشيلية إىل إعطاء بعض األمثلة عن كلمة إرهاب الـيت تشـري إىل

. 2سادت رهبة جعلتهم أسياد الساحة: استعمال عبارة الرهبة بالقول :رهاباملفهوم االصطالحي لإل: ثانيا

يف تعريف مصطلح اإلرهاب يرى هاردمان، يرى أن اإلرهاب ميثل منـهاجا أو نظريـة كامنة، والذي يرمي إىل حتقيق أهداف معينة من خالل جمموعة منظمة أو حزب وذلك باستخدام

.العنفأن اإلرهايب يف نظـر : يف احلقيقة، ساد يف املاضي قول شائع وجد يف العديد من املؤلفات

ض هو حمارب من أجل احلرية يف نظر اآلخرين، وهذا يعين أن هنـاك اخـتالف واضـح يف البعالوصف الذي يطلق على األشخاص القائمني باألعمال اإلرهابية بل اختالف يف الوصف املعطـى لطبيعة هذه األعمال يف حد ذاا، هذا االختالف أفرز جمموعة من املالحظات ميكن تسـجيلها،

:وهيتوصل إىل اتفاقيات أو معاهدات دولية ذا الشأن الختالف مصاحل الدول، وحماولـة صعوبة ال: 1

.كل جمموعة منها فرض وجهة نظرها اليت تتفق مع مبادئها ومصاحلها وخلفياا التارخيية

منهما مميزات مستقلة ، و لـو و مها تشتركان إىل حد كبري يف الداللة على املعىن نفسه، إال أنه لكل واحدة Terrorismeو كلمة Terreur جند يف الفرنسية كلمة 1

ترادفها رعب أو ذعر أو رهبة، كما ترادفها اصطالحيا كلمة إرهـاب و Terreurحاولنا نقل هاتني املفردتني إىل العربية بالصورة املتعارف عليها معجميا لوجدنا أن كلمة يتضح إذا أن كلمة إرهاب بالعربية تدل علـى كلتـا . ها يف العربية كلمة إرهابو ترادف Terrorismeذلك للداللة على حكم اإلرهاب، ضف لذالك أن هناك أيضا كلمة

دون أن يكون مثة ما مييز يف املفردات العربية بني خصوصيات كل حالة على حدة كما هو حاصل يف اللغة الفرنسية أو اللغات األجنبية Terrorismeو Terreurاحلالتني اإلرهاب السياسي حبث يف أصول الظـاهرة و أبعادهـا : أودنيس العكرة / وذج معني من مناذج اإلرهاب ، ملزيد من التفصيل راجع داألخرى حيث أن كال منهما يدل على من

. 26،25،ص،1993اإلنسانية،دار الطليعة، بريوت، الطبعة الثانية،: ، نقال عن أدونيس العكرة 15، ص 2001/2002علوم اإلدارية، جامعة اجلزائر، مفهوم اإلرهاب يف القانون الدويل ، رسالة ماجستري، معهد احلقوق و ال: سليم قرحايل 2

30، ص 1983اإلرهاب السياسي، دار الطليعة بريوت،

Page 20: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

20

أن تعريف اإلرهاب أصبح مشكلة تصعب على احلل، إذ أنه من العسري التوصل إىل حتليل جمرد : 2ال عناصر خارجية عنه، تتمثل يف اآلراء املتباينة حـول شـرعية التنظيمـات لإلرهاب دون إدخ

.وأنشطتهااختالط مفهوم اإلرهاب مع صور العنف السياسي املختلفة، حيث أن معامل احلدود بينها غـري : 3

واضحة، بل جتاوز األمر إىل اختالط مفهوم اإلرهاب مع بعض صور احلرب أو حـىت اجلـرائم .العادية

ل هذا يؤكد عدم وجود اتفاق موحد على تعريف اإلرهـاب بـني املتخصصـني إذن ك الختالف اآلراء واالجتاهات ومواقف الدول، وعلى ذلك سوف حناول عرض أهم احملاوالت اليت وجدت يف هذا الشأن وحتليلها حىت نتمكن من التوصل إىل تعريف جامع لإلرهاب نعتمده يف هذه

.الدراسة :ة يف تعريف اإلرهاباحملاوالت الفقهي-1

ميكننا عرض اهودات الفقهية اليت سجلت يف إطار تعريف اإلرهاب على مستويني، على .مستوى الفقه العريب و على مستوى الفقه الغريب

:اإلرهاب يف الفقه العريب -أ:" بأنه شريف بسيوينحاول الكثري من الفقهاء إيراد بعض التعريفات لإلرهاب، فقد عرفه

، وتتوخى إحداث عنف مرعب )إيديولوجية(تراتيجية عنف حمرم دوليا حتفزها بواعث عقائدية إس داخل شرحية خاصة من جمتمع معني لتحقيق الوصول إىل السـلطة أو للقيـام بدعايـة ملطلـب أو ملنظمة، بغض النظر عما إذا كان مقترفوا العنف يعملون من أجل أنفسهم أو نيابة عنها، أم نيابة

)1(".ولة من الدولعن ديالحظ أن هذا التعريف خمصص لإلرهاب الدويل أين يكون الدافع سياسي أكثر، يف حني

أن هناك من الفقهاء من يرى أن أعمال اإلرهاب اليت تنشأ من دوافع ذاتية أو شخصية أو تلـك أعمـال الواقعة دف احلصول على منافع شخصية كاالبتزاز واحلصول على املال، تعد من قبيل

.اإلرهاب الداخلي إذا وقعت يف حدود الدولةعمـل :" بأنه" اإلرهاب الدويل،دراسة قانونية ناقدة"يف كتابه حممد عزيز شكريوعرفه

عنيف وراؤه دافع سياسي أيا كانت وسيلته، وهو خمطط، حيث خيلق حالة من الرعب واهللـع يف

، 1999، الرياض، تعريف اإلرهاب، الندوة العلمية اخلمسون حول تشريعات مكافحة اإلرهاب يف الوطن العريب، أكادميية نايف للعلوم األمنية:نقال عن حمي الدين عوض 1 .54ص

Page 21: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

21

اية ملطلب أو ظالمة، سواء كان الفاعـل قطاع معني من الناس، لتحقيق هدف بالقوة أو لنشر دعيعمل لنفسه بنفسه، أم بالنيابة عن جمموعة متثل شبه دولة، أم بالنيابة عن دولة منغمسـة بصـورة مباشرة أو غري مباشرة يف العمل املرتكب، شريطة أن يتعد العمل املوصوف حدود دولة واحدة إىل

)1(".زمن احلربدول أخرى سواء ارتكب العمل يف زمن السلم أم يف بأنه ظاهرة دولية معقدة، وجرمية خطرية ضـد الشـعوب واحلكومـات، اجلحينوعرفه الفقيه

و يقوض دعائم األمن واالستقرار، ويعطل مشروعات التنمية واالزدهار، ويسبب أضرارا فادحـة )2( .على كل املستويات

:تعريف اإلرهاب يف الفقه الغريب-بميثل منهاجا، والذي يرمي إىل حتقيق نه صطلح اإلرهاب أيرى هاردمان يف تعريف م

)3( .أهداف معينة من خالل جمموعة منظمة أو حزب وذلك باستخدام العنفمبراجعة مائة تعريف لإلرهاب مـن " Alex Schmid"قام " Political Terrorisme"و يف كتابه

شتركة بني هذه التعاريف على طرف اخلرباء والباحثني يف هذا اال، وخلص إىل وجود عناصر م :النحو التايل

.ال يكفي تعريف واحد حلصر مجيع استخدامات مصطلح اإلرهاب - .العديد من التعريفات املختلفة تشترك يف عوامل عامة - .معىن اإلرهاب مستمد من الضحية املستهدفة -

:ب، فيما يلي وعلى العموم ميكننا إيراد بعض احملاوالت الفقهية الغربية يف تعريف اإلرها 1998لعـام " Inside Terrorism" "داخـل اإلرهـاب "يف كتابه Bruce Hofmanعرفه اإلرهاب عنف فكري خمطط له، وذلك من خالل استخدام القـوة لتحقيـق أهـداف :" بالقول )4(".معينة

:Lemkinو عرفه الفقيه "Le terrorisme consiste à intimider les gens à l'aide d'actes de violence."

:Givanovitchوعرفه الفقيه

.54املرجع نفسه، ص 1 .20املرجع السابق، ص: عبد الرمحن رشدي اهلواري 2 .19أمحد فالح عموش، املرجع السابق، ص 3 .20املرجع نفسه، ص 4

Page 22: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

22

"Des actes de nature a provoquer chez quelqu'un le sentiment de crainte d'un mal

quelconque, actes qui sont intimidation sous tous les rapports.")1( غـري اإلحسـاس و عليه فإن اإلرهاب يشمل كل األعمال اليت من طبيعتها أن تثري لدى ال

باخلوف من ضرر أيا كان و يلحق به كل األعمال اليت تعد ترويعا حتت كل الظـروف و بكـل .املقاييس، ترى بـأن تعـبري 1994دائرة املعارف االجتماعية األمريكية الصادرة عام من جهتها

اإلرهاب إمنا يستخدم لوصف ج أو أسلوب حياول من خالله جمموعة منظمة أو حزب حتقيـق )2( ...".أهدافها املعلنة باستخدام العنف املنظم بصفة أساسية

:أن اإلرهاب عملية رعب تتألف من ثالثة عناصر Walterو يرى الفقيه .فعل العنف أو التهديد باستخدامه -1 .ردة الفعل العاطفية النامجة عن أقصى درجات اخلوف الذي يصيب الضحايا -2 .نف أو التهديد باستخدامهالتأثري الذي يصيب اتمع بسبب الع -3

وميكننا تلخيص ما جاء على لسان كل هؤالء الفقهاء، حيث اتفقوا على جمموعـة مـن )3( :كما يلي هوفمانالعناصر، واليت حددها الفقيه

.اإلرهاب يكون ذا أهداف ودوافع سياسية بدون شك -1 .أن يتسم بالعنف أو يهدد باستخدامه -2 .سية بعيدة املدى يتجاوز القيمة املستهدفة حالياأنه يكون ومهيا لتحقيق نتائج نف -3 .أنه تقوم به منظمة ذات قيادة معروفة أو هيكل خاليا تآمرية -4 .ترتكبه غالبا جمموعة شبه قومية أو كيان ال ينتمي للدولة -5 .ال حيمل أعضاؤها زيا موحدا أو شارات تعريفية -6

:لتعريف اإلرهاب احملاوالت اإلتفاقية-2اب يف إطار االتفاقيات واملواثيق الدولية له أمهية خاصة، حيث أن التعريف إن تعريف اإلره

باإلرهاب وحتديد األفعال واألعمال اليت تدخل يف نطاقه تعترب بداية اجلهود الدولية ملكافحته، من .خالل أرضية مشتركة متفق عليها بني الدول

ية نايف للعلوم األمنية،مركز الدراسات و حممد حمي الدين عوض، تعريف اإلرهاب، معهد الدراسات العليا،تشريعات مكافحة اإلرهاب يف الوطن العريب، أكادمي 1

.54، ص 1999البحوث،الرياض، .22، ص2004حممد بن عبد اهللا العمريي، موقف اإلسالم من اإلرهاب، جامعة نايف للعلوم األمنية، مركز الدراسات و البحوث، الرياض، الطبعة األوىل، 2 .22أمحد فالح العموش، املرجع السابق، ص 3

Page 23: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

23

بصدد حماربة اإلرهـاب بشـىت إال أن املالحظ على أغلب االتفاقيات الدولية اليت عقدت صوره وأنواعه جاءت دون حتديد متفق عليه لتعريف اإلرهاب، إذ ال يوجد حلد اآلن إمجاع دويل

، حيث أثار مفهوم 1على هذه املسألة، وهذا راجع بطبيعة احلال إىل العامل السياسي واإليديولوجي ملفهوم من اعتبـارات سياسـية اإلرهاب الكثري من اجلدل و اخلالف بسبب ما أحاط حتديد هذا ا

من بني األسباب اليت كانت وراء عدم التصـديق االختالفو نظرات مصلحية، و قد كان هذا .بشأن اإلرهاب 1937على اتفاقييت جنيف لعام

:ميكننا تسجيل هذه اجلهود على املستوى احمللي و على املستوى الدويل كما يليو :الدويلعلى املستوى -أ

لعام اتفاقية جنيف لقمع ومعاقبة اإلرهابأول وثيقة تضمنت تعريفا لإلرهاب كانت جند أن -1األعمال اإلجرامية املوجهة ضد دولة ما، وتستهدف، :" حيث عرفت اإلرهاب على أنه )2(،1937

أو يقصد ا، خلق حالة رعب يف أذهان أشخاص معينني، أو جمموعة من األشـخاص أو عامـة ".اجلمهورلى هذا التعريف أنه قصر ضحايا اإلرهاب على الدول، يف حني أنه قد توجـه ما يؤخذ ع

األعمال اإلرهابية ضد حركات حترير وطنية أو حركات ثورية أو ضد كيانات مل تصبح بعد دوال .أو ضد شعوب مشردة من أراضيها

ـ :" بقوله Paul Piursen Mathyوهذا ما يؤكده ي إن اإلرهاب يوجه غالبـا إىل نظـام سياسأو اجتماعي أو اقتصادي معني، أو إىل بنية حتتية ما، أو إىل مؤسسة حاكمة، ولـيس إىل الدولـة

)3( ...".ذاا

29ما بني يف القاهرة الذي انعقدعاملة احملرمة املمؤمتر األمم املتحدة التاسع ملنع اجلرمية وأما -2وضع معىن حمدد لإلرهاب، لكن وافق الدول املنعقدة على فيه فلم تتفق. )4( 1995ماي 8 وأفريل

املؤمتر على مشروع القرار الذي تقدمت به تركيا ومصر لربط اإلرهاب باجلرمية املنظمـة بقصـد .حماربته حيث جيوز فيها تسليم ارمني

:اإلقليميعلى املستوى -ب

24و املقاومة يف ضوء القانون الدويل العام، املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع،دم ن، د ط، د ت ن، ص باإلرها: ادكمال مح 1 .63، ص2002اإلرهاب الدويل والنظام العاملي الراهن، حوارات لقرن جديد، دار الفكر املعاصر، دمشق، الطبعة األوىل، أفريل : أمل يازجي، حممد عزيز شكري 2 la définition et la répression du terrorismeاليت نشرت بعنوان 1974ملزيد من التفاصيل إرجع إىل أعمال مؤمتر بروكسل حول اإلرهاب لعام 3

international. .33، ص1999لرياض، واقع اإلرهاب يف الوطن العريب، أكادميية نايف للعلوم األمنية،مركز الدراسات و البحوث ا: حممد فتحي عبد 4

Page 24: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

24

ديـد حيث مل يوجد حت ،عنه على املستوى الدويل اإلقليميال خيتلف الوضع على املستوى .واضح لعناصر اإلرهاب حتدد مالمح هذا املفهوم

مل تأت بتعريف حمدد ملفهوم اإلرهاب، بل عددت جمموعة من 1977لعام األوربية ةفاالتفاقي -1أو كان التعامل الـدويل قـد حرمهـا، )1(األفعال منها ما كان قد حرم سابقا باتفاقيات دولية،

دد حياة األشخاص وأصوهلم إذا كانت ختلـق خطـرا وأضافت إليها كل األفعال اخلطرة اليت .مجاعيا

املالحظ على هذه االتفاقية أا مل تعتمد معيارا حمددا واضحا يف اعتبار األعمال اإلرهابية وتركت .الباب مفتوحا للتقدير التعسفي للدول

وىل منـها اإلرهـاب يف املـادة األ 1998لعام االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهابوعرفت -2والصادرة عن االجتماع املشترك لسي وزراء الداخلية ووزراء العدل العرب املنعقد بالقـاهرة يف

كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه وأغراضه يقع :" على أنه 1998أفريل 22و ترويعهم بإيذائهم، تنفيذا ملشروع إجرامي فردي أو مجاعي، ويهدف إىل إلقاء الرعب بني الناس أ

أو تعريض حيام أو أمنهم للخطر، أو إحلاق الضرر بالبيئة، أو بأحد املرافق أو األمـالك العامـة .2"أو اخلاصة، أو احتالهلا أو االستيالء عليها أو تعريض أحد املوارد الوطنية للخطر

ى الـدويل، والـيت ويرى كثري من الفقهاء أن هذه االتفاقية األوىل من نوعها على املستو .تؤكد إمجاع الدول العربية املوقعة عليها لتحديد مفهوم علمي ودقيق لإلرهاب

لكن ما نالحظه على هذا التعريف أنه مل يشر إىل الباعث السياسي الذي يكتنف مفهوم اإلرهاب، ض وساوى بني كل األفعال العنيفة أيا كان باعثها إذا كانت تسبب الرعب بني األفـراد أو تعـر

حيام للخطر، يف حني أن هناك العديد من اجلرائم العادية تلحق الرعب ولكنها ال تصنف ضمن .األعمال اإلرهابية، كاجلرمية املنظمة أو القتل مثال بقصد السرقة

:)املستوى احمللي( تعريف اإلرهاب يف التشريعات اجلنائية الوضعية-3هاب، وعملت على تضمني قوانينها اجلنائيـة اهتمت الدول يف الفترة األخرية بتحرمي اإلر

نصوصا بذلك بقصد احلد من هذا الفعل على املستوى الوطين، حيث سنت يف قوانينها نصوصـا

لسالمة الطريان املدين، واتفاقية نيويورك ملنع ومعاقبة جرائم 1971بشأن مكافحة االستيالء غري املشروع على الطائرات، واتفاقية مونتريال لعام 1975اتفاقية الهاي لعام 1

.1973املوجهة ضد أشخاص متمتعني حبماية دولية لعام 2002أبريل 4الصادرة يف 4992اجلريدة الرمسية رقم 2

http://adala.justice.gov.ma/production/Conventions/ar/Conv_Arabe/CA_Lutte_contre_terrorisme.htm

Page 25: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

25

ضد اإلرهاب سواء كانت متضمنة يف قانون العقوبات العام نفسه أم يف قوانني جنائية خاصة ذا )1( .الفعل

، وسوف نورد فيما يلي بعـض )2(تجرمي اإلرهابومتلك حوايل ثلث دول العامل نصوصا خاصة ب .التعريفات اليت تبنتها نصوص قانونية لبعض الدول على الصعيدين العريب و الغريب

:على املستوى العريب-أموقف املشرع العريب الدول العربية على سبيل املثال إلبراز بعضمن تشريعات اأخذنا عدد

، حيث اعتمـدنا القـانون اللبنـاين والسـوري هابيف اإلرـ على العموم ـ من مسألة تعر .و املصري و اجلزائري

أن املقصـود باألعمـال 1943لعـام قانون العقوبات اللبناينمن 314فقد ورد يف املادة -1كل األفعال اليت ترمي إىل إجياد حالة ذعر وترتكب بوسائل كاألدوات املتفجرة واملواد :" اإلرهابية

ت السامة أو احملرقة والعوامل الوبائية أو املكروبية اليت من شأا أن حتدث خطـرا امللتهبة واملنتجا )3( ".عاما

املضـافة 304"يف املـادة 1949 لعـام قانون العقوبات السوريمن 304و عرفت املادة -2أا كل األفعال اليت ترمي إىل إجياد حالـة :" األعمال اإلرهابية 1978لسنة 36بالقانون رقم

ذعر وترتكب بوسائل كاألدوات املتفجرة واألسلحة احلربية واملواد امللتهبة واملنتجـات السـامة )4(".أو احملرقة والعوامل الوبائية أو اجلرثومية اليت من شأا إحداث خطر عام

منـه يف 86، نصـت م 1996لسنة 97املعدل بالقانون رقم قانون العقوبات املصرياما يف -3كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد به أو الترويج يلجأ إليه اجلاين تنفيذا :" هابتعريفها لإلر

ملشروع إجرامي فردي أو مجاعي يهدف إىل اإلخالل بالنظام العام أو تعريض سالمة اتمع وأمته للخطر، إذا كان من شأن ذلك إيذاء األشخاص أو إلقاء الرعـب بينـهم أو تعـريض حيـام

م أو أمنهم للخطر أو إحلاق الضرر بالبيئة أو باالتصاالت أو احتالهلا أو االستيالء عليها أو حرياأو منع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم ألعماهلا أو تعطيل تطبيـق

)5(".الدستور أو القوانني أو اللوائح

.23املرجع السابق، ص: حممد بن عبد اهللا العمريي 1 .71املرجع السابق، ص: حممد حمي الدين عوض 2 .67بق، ص، املرجع السا:أمل يازجي، حممد عزيز سكري 3 .67، نقال عن أمل يازجي، املرجع السابق، ص1949متوز 22بتاريخ ) 148(صادر باملرسوم التشريعي، رقم 4 .251املرجع السابق، ص: نبيل لوقابباوي 5

Page 26: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

26

اإلرهابية ضمن قانون العقوبات الصادر وفق فقد عرف األعمال للمشرع اجلزائريبالنسبة - 4يتضمن قانون 1966يونيو 8املوافق ل 1386عام صفر 18املؤرخ يف 156-66األمر

- 03،82-78،و القوانني رقم48- 48،75-84،73-69األوامر العقوبات املعدل و املتمم ،10-22،97-96، مث األمر رقم 15-90، و القانون رقم 5،90-02- 26،89- 04،88

-06، و القانون رقم 06-05، و األمر رقم 15-04، و القانون رقم 9-01و القانون رقم ، و ذلك ضمن القسم الرابع مكرر املتعلق باجلرائم املوصوفة 20/12/2006املؤرخ يف 23

أو ختريبية، حيث أوردها ضمن الفصل األول املتعلق باجلنايات و اجلنح ضد أمن إرهابيةبأفعال باب األول اخلاص باجلنايات و اجلنح ضد الشيء العمومي ضمن الكتاب األول الدولة من ال

87املخصص للجنايات و اجلنح و عقوباا، فقد جاء تعريف األعمال اإلرهابية ضمن نص املادة هذا األمر كل فعل يستهدف أمن الدول مفهومختريبيا، يف أو إرهابيايعترب فعال : مكرر كما يليعمل أينية و السالمة الترابية و استقرار املؤسسات و سريها العادي عن طريق و الوحدة الوط : غرضه ما يأيت

بث الرعب يف أوساط السكان و خلق جو انعدام األمن من خالل اإلعتداء املعنوي أو اجلسدي - .على األشخاص أو تعريض حيام أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو مس ممتلكام

.يف الساحات العمومية معتصااإلرور أو حرية التنقل يف الطرق و التجمهر أو عرقلة حركة امل - ,االعتداء على رموز األمة و اجلمهورية و نبش أو تدنيس القبور - االعتداء على وسائل املواصالت و النقل و امللكيات العمومية و اخلاصة و االستحواذ عليها -

أو احتالهلا دون مسوغ قانوين، عليها إلقائهايف اجلو أو يف باطن األرض أو أو تسريبهامادة إدخالداء على احمليط أو عتاإل -

أو يف املياه مبا فيها املياه اإلقليمية من شاا جعل صحة اإلنسان أو احليوان أو البيئة الطبيعية يف .خطر

سري املؤسسات عرقلة عمل السلطات العمومية أو حرية ممارسة العبادة و احلريات العامة و - .املساعدة للمرفق العام

أعواا أو ممتلكاا أو عرقلة تطبيق عرقلة سري املؤسسات العمومية أو االعتداء على حياة -- .القوانني و التنظيمات

Page 27: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

27

املشرع اجلزائري مل حيدد بدقة معىن األعمال اإلرهابية مما جيعل مفهومها وفقا هلذا أنيالحظ السرقة جرمية يم أخرى مثل األعمال التخريبية و أعمال الشغب والتعريف خيتلط مع مفاه

الدولة، فقد خلط بني هذه املفاهيم خاصة من حيث دوافعها و أهدافها بأمنو اجلرائم املاسة .و موضوعها

:على املستوى الغريب-بنون يقدم خرق للقا:" تعريفا لإلرهاب بأنه 1986لسنة 1020/86أورد القانون الفرنسي رقم -1

عليه فرد من األفراد أو تنظيم مجاعي يهدف إىل إثارة اضطراب خطري يف النظام العام عن طريـق )1(".التهديد بالترهيب

أما يف الواليات املتحدة األمريكية، جند أن القانون الفدرايل مل يتضـمن تعريفـا لإلرهـاب -2ذه اجلرائم داخلة يف نطاق اجلرائم العادية، أو حىت جرمية متعلقة باسم اجلرمية اإلرهابية، حيث أن ه

أما على مستوى الواليات، فإن هناك بعض القوانني اليت نصت على اعتبار التهديد اإلرهايب جرمية على معاقبة من يرتكب جرمية التهديد :" نص )2( يعاقب عليها القانون، فقانون العقوبات التكساسي

:موجها إىل األشخاص أو املمتلكات بقصد اإلرهايب وارتكاب أي أفعال تتضمن عنفاإحداث رد فعل ألي منط من هذا التهديد من وكالة رمسية أو تطوعية ختتص باحلـاالت -

.الطارئة .وضع أي شخص يف حالة خوف من جراح خطرية وشيكة احلدوث - منع أو إعاقة أشغال أو استعمال مبىن أو حجرة أو مكان اجتماع أو مكان متاح للعامـة -

مكان للعمل أو احلرفة أو الطائرة أو سيارة أو أي وسيلة أخرى للنقل أو أي مكـان أو .آخر

من خالل دراستنا هلذه التعريفات الواردة يف تشريعات بعض هذه الدول ميكننا تسـجيل :املالحظات التالية

هناك من التشريعات ما عرف اإلرهاب وأورد جرائم خاصة تنطوي عليه كما هـو احلـال يف * .القانون املصري واللبناين والسوري

.26حممد بن عند اهللا العمريي، املرجع السابق، ص 1 .26املرجع نفسه، ص 2

Page 28: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

28

و هناك من التشريعات ما رأى أنه ال داعي إلجياد تعريف للجرائم اإلرهابية بصفة مستقلة عـن * جرائم القانون العام، وإن كان بعضها قد أفرد تشريعا لإلجراءات والتدابري اليت تتخذ حيال اجلرائم

.فدرايل للواليات املتحدة األمريكيةاإلرهابية منها القانون الفرنسي والقانون ال .قد تتبع بعض الدول اجتاها آخر وهو تعريف حصري لألفعال اليت تعد أعماال إرهابية*

و يف اخلتام خنلص إىل القول أنه بعد استعراضنا لإلجتاهات املختلفة لتعريف اإلرهاب، سـواء يف بعضا من تشريعات الدول، ميكننـا الفقه أو من خالل استقراء بعض االتفاقيات الدولية و كذلك

:تسجيل العناصر األساسية التالية لتعريف اإلرهابإن ممارسات بعض الدول ال تدع شكا يف أن السبب يف غياب تعريف متفق عليه بشأن -1

اإلرهاب يرجع إىل غلبة االعتبارات السياسية على االعتبارات القانونية عند تعامل كثري من 1.حملسوبة على اإلرهابالدول مع القضايا ا

يتضمن اإلرهاب استخداما للقوة أو العنف أو التهديد بصوره ووسائله املختلفة، مبـا يف -2ذلك األسلحة بأنواعها وسواء كانت هذه القوة أو العنف موجها حنو األشخاص أو املمتلكات

.رأو بقصد اإلخالل باألمن العام أو تعريض اجلمهور أو املرافق العامة للخطيكون الغرض من استخدام القوة أو العنف أو التهديد به إحداث رعب أو فزع أو ترويـع -3

.يف أذهان الشعب بكافة أو مجاعة معينةوال يعد الذعر واخلوف مها الناجتان الوحيدان املرجوان من العمل اإلرهايب بل يسعى هـذا -4

.األخري إىل حتقيق أهداف تفوق يف أمهيتها هذين العنصرينتعريض السلم واألمن الدوليني للخطر أو توجيه يتضمن إرهاب الدولة عنصرا دوليا وهو -5

.الضربة إىل أهداف دولية .و أخريا هناك اتساقا يف منط انتقاء الرموز أو متثيل الضحايا أو األهداف-6

:لتحديد تعريف اإلرهاب النقاط اهلامةيتعني األخذ بعني االعتبار جمموعة من و

يفسر (،129،130، ص 2007لدويل بني االعتبارات السياسية و االعتبارات املوضوعية، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، تعريف اإلرهاب ا: حممد عبد املطلب اخلشن1

جانب االعتبارات الدول و احلكومات إىل االعتبارات السياسية تفسريا واسعا يشمل االعتبارات اإليديولوجية و العقائدية اليت أصبح هلا يف الوقت الراهن الغلبة يف حتديد مواقف ). 132، 131، 130انظر الصفحات االجتماعية و االقتصادية

Page 29: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

29

هاب ليس وقفا على فكر سياسي معني، إمنا هو تقنية يستعني ا كـل مـن لـه اإلر -1مصلحة فيها، وليس بالضرورة أن يكون إيديولوجية جلماعة ما حىت تلجأ إليه بل هـو

)1( .أسلوب عمل يف مرحلة معينةالوصف اجلرمي لإلرهاب ال يتغري تبعا حلجم األضرار أو عدد الضحايا، فقد يكـون -2

ضحايا عديدة وخسائر كـبرية هايب بدون أي ضحية، وقد يكون هناك هناك عمل إر .ال يوصف باإلرهاب من عمل

العامل السياسي هو يف الغالب الدافع لإلرهاب، لذلك ال ميكن فصل السياسـة عـن -3 .2دراسة هذه الظاهرة خاصة يف جمال اإلرهاب الدويل وإرهاب الدولة

غة حتديد تعريف دقيق لإلرهاب من خالل حصر وحسب رأينا، فإننا جند من الصعوبة البال معيار حمدد نستند إليه يف التعريف، أو من خالل اللجوء إىل حتديد الفعل املادي الذي ميكن اعتباره عمال إرهابيا، على أساس أن هناك أفعاال تشكل أعماال إرهابية مل تشملها ال اإلتفاقيات الدوليـة

يبقى الباب مفتوحا لتعريف اإلرهاب من زوايا متعددة و بنـاء و ال التشريعات الداخلية، وبالتايل على معايري خمتلفة، و لكننا يف كل األحوال سنعرض حماولتنا يف تعريف اإلرهاب بعد اسـتقرائنا

.السابق عرضها يف هذا الصدد لالجتاهاتو حتليلنا :التعريف التايل لإلرهاب إيرادوعليه ميكن

هو جرمية مقصودة ذات دافع سياسي غالبا، ترتكب من قبل فرد و عمل عنفي اإلرهابيعد " حتقيق أهداف ونشر الذعر والرعب لأو مجاعة أو منظمة أو نظام حاكم ميثل الدولة، و يهدف

، وعليه فالعمل اإلرهايب ليس مقصورا على "معينة كزعزعة نظام سياسي قائم أو حماولة استبعادهخسائر، بل هناك هدف حقيقي مبطن غـري مباشـر، ويعمـد آثاره املباشرة من فزع وخوف و

.اإلرهايب من خالله إىل إثارة فضول الرأي العام للبحث عن هدفه اجلوهريو قد يكون باعث اإلرهاب دينيا أو نبيال، لكن ال يؤثر على موقف الدولة من حرمـان -

.3اإلرهايب من التمتع باحلقوق اليت متنح للمجرم السياسيإلرهاب ينطلق من دوافع خمتلفة، فهو يتخذ أشكاال خمتلفة و يشـتمل علـى و ملا كان ا

.خصائص متيزه عن ظواهر قد تشتبه به

. 2007حقوق اإلنسان، تيسيطر على العامل ـ دراسة سياسية علمية موضوعية، مركز عمان لدراسااإلرهاب :خالد عبيدات 1101k-look/book/7.htmwww.alerhab.net/ .

378، ص 1994املسؤولية الدولية يف عامل متغري، د م ن،د ب ن، الطبعة األوىل،: نبيل بشري 2 .املرجع السابق: خالد عبيدات 3

Page 30: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

30

هي أشكال اإلرهاب و ما هي بواعثه و خصائصه املميزة؟ فما

Page 31: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

31

أشكال اإلرهاب ودوافعه وخصائصه املميزة: الفرع الثالثلتعريفات اليت تبناها بعـض من خالل تعرضنا ملفهوم اإلرهاب، و حتليل عدد من ا

الفقهاء و احلقوقيني الدوليني و عدد من االتفاقيات الدولية و التشريعات الداخلية، يبدو أن .و السبب احملدد اإلرهاب ميكن أن ميارس بصور شىت و ألهداف شىت، تبعا للدافع

أشكال اإلرهاب: أوال

عدة صور وأشكال، منها ما حرمها ملا كان اإلرهاب يشتمل على فعل أو أكثر، فهو يتخذ القانون الدويل ومنها ما حرمها القانون الداخلي خلطورا،و قد وجدت عدة معايري يف حتديد هذه

فقد يكون مباشرا أو غري مباشر،جزئي أو شـامل، )1(شكل العمل اإلرهايبمنها معيار : األشكال )2( .طاق العمل اإلرهايبن، أو معيار دوافع اإلرهابينيمعيار فردي أو مجاعي، أو

حيث يبدو لنـا مرتكب اجلرميةلذلك سوف نعرض أهم أشكال اإلرهاب معتمدين على معيار :حيث يقسم األعمال اإلرهابية إىل األكثر وضوحا

:إرهاب الدولة/أوالذي يعين استخدام احلكومة يف دولة مـا لدرجـة باإلرهاب الرمسي املنظميطلق عليه أحيانا

ن العنف ضد املدنيني من املواطنني من أجل إضعاف أو تدمري إرادم يف املقاومة أو الرفضعالية م

، أو ضد مجاعات أو دولة أو دول أخرى، و غالبا ما ينفذ هذا النوع من اإلرهاب عن طريق ) 3( .العمالء أو املنشقني أو عناصر املخابرات أو التدخل العسكري أو غري ذلك من الوسائل األخرى

.4و يصنف هذا الشكل من اإلرهاب إىل إرهاب الدولة الداخلي وإرهاب الدولة اخلارجي :إرهاب األفراد واجلماعات/ب

.38-34واقع اإلرهاب يف الوطن العريب، املرجع السابق، ص: ملزيد من التفصيل راجع 1 44، ص .2003/2004ريف اإلرهاب الدويل، رسالة ماجستري،كلية احلقوق، جامعة سطيف، مشكلة املعيارية يف تع: ميهوب يزيد 2

.38اإلرهاب والعوملة، املرجع السابق، ص 3ستبداد و قمع أجل فرض اإل يتمثل الصنف األول يف ما يسمى بإرهاب الدولة املوجه للداخل و الذي يعين إستخدام أجهزة الدولة من قبل السلطة احلاكمة كأدوات قمع من 4

ن خارج الدولة و هو األخطر ملا حيدثه احلريات الدميقراطية ، أما الصنف الثاين فيتمثل يف إرهاب الدولة املوجه للخارج من خالل استخدام الوسائل اليت متكن من إرهاب اآلخري .من آثار كربى على املستوى الدويل دد السلم و األمن الدوليني

Page 32: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

32

وهي أفعال عنف و رهيب ميكن أن ترتكب من قبل فرد، كما ميكن أن ترتكب من جانب هو أن جمموعة أفراد تشكل عصابة أو مجعية أو منظمة، والذي يضفي صفة اإلرهاب على الفعل،

.يكون اهلدف من وراء ارتكابه سياسيا يف الغالب :أسباب اإلرهاب: ثانيا

، هو نتيجة ألسباب خمتلفـة وسائله ، على اختالف أهدافه واإلرهاب أنفيه ريبال مما أناخل ، ومن املتفـق عليـه .. متعددة منها أسباب سياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية ونفسية

همة صعبة ألا تستلزم الغور يف معظم املشكالت املعقدة اليت تواجه األفراد دراسة هذه األسباب مع الـبعض ـذه وقد تـذر ،واتمع الدويل على حد سواء ، واليت تكمن فيها أسباب اإلرهاب

صوب التركيز أوال على اختاذ تدابري عملية عاجلة ملكافحة اإلرهـاب دون الصعوبة ورأى من األحتديد أسباب اإلرهاب أنولكن هناك من رأى ،حتديد أسبابه املتعددة واملعقدة االنغمار يف حماولة

.وإزالتها جيب أن يسبقا العمل على اختاذ أية تدابري ملنع اإلرهاب، البد منه قبـل يما بعد توسعه يف الفترة األخريةوحنن نرى أن تشخيص أسباب اإلرهاب وال س

يعين بان العمل على اختاذ ولكن هذا ال اله يف املدى البعيد،عالة الستئصإجراءات ف أيةاإلقدام على مقاومة أنوذلك ،حتديد أسباب اإلرهاب وإزالته ينتظر ، بالضرورة تدابري ملنع اإلرهاب جيب أن

حالة من حاالت اإلرهاب ميكن أن تتزامن واملساعي املبذولة الستئصال جذورها ، ونرى كذلك ة ال تفيد هذه املعاجلة يف جتزئمعاجلة مشكلة اإلرهاب قد يؤدي إىل اإلصرار على أولوية ما يف أن

شيء ، وبصورة عامة ، ميكننا القول بان تشخيص أسباب اإلرهاب يساعد على إيضاح مفهـوم . اإلرهاب ذاته وإثارة مزيد من االهتمام مبكافحته

لل هلـذه األسـباب يف الواقع تتنوع أسباب اإلرهاب على النطاق العاملي و الداخلي، فاحمل يكتشف مدى خطورا على اتمع و أثرها الكبري على حقوق اإلنسان واملواطن وعلـى أمـن

.الدولةمن :" و يف هذا الصدد يقول املندوب النمساوي يف اللجنة الدولية اخلاصة مبسألة اإلرهاب الدويل

سباب العميقة الكامنة وراءه، العبث والنفاق أن نقتصر على إدانة اإلرهاب الدويل دون دراسة األألن هذه اإلدانة اردة عن ذكر أسبابه وظروفه، سوف تطبعنا بطابع االحنياز وعـدم املوضـوعية واحملافظة على األمر الواقع الذي يتجلى ليس فقط يف الظلم والعنف االجتماعي، ولكن أيضـا يف

)1(".ةالظروف اليت ال تطاق وال حيتمل أن تعيشها الشعوب املقهور

.47ص: ميهوب يزيد 1

Page 33: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

33

فهو فاإلرهاب ، كظاهرة إجرامية هلا خصوصيتها بني غريها من الظواهر اإلجرامية األخرى ، إذنولكنه مثرة تضافر عوامل عديدة حتركه وحتدد تكوينه وهيئته وظهوره ،عرضيا أوليس فعال منعزال

احثني فيما يتعلـق الب آراء، فقد تعددت ) تعدد دوافع اإلرهاب وميزاته ( وبالنظر إىل هذا التعدد وميكننا على العموم تقسيم هذه ،اإلرهاب و أسباب باألسس اليت عليها يتم التحليل ودراسة دوافع

:األسباب إىل :األسباب السياسية-أ

يف البداية، جيب أن نشري إىل أن اإلرهاب يرتبط بطبيعة النظم السياسية، ودرجة الشـرعية .حقاقها يف توفري محاية خاصة حلقوق اإلنسان وحرياته العامةاليت تستند إليها، ومدى جناحها أو إ

)1(

:واعترب كثري من احملققنيأن الكبت السياسي الناتج عن دكتاتورية الدولة وعنفها و كبحها حلقوق األفـراد وحريـام -

يـة خاصة السياسية، والتعديالت السياسية الفجائية املتعلقة بنظام احلكم أحد أهم األسباب املؤد .لإلرهاب

كما يالحظ أن ختلف األحزاب السياسية عن املسامهة يف حل املشاكل املختلفة اليت تواجههـا -الدولة، وعدم قيامها بدور ملموس يف تقدمي األطروحات هلا يعترب أحد األسباب السياسية الداخلية

)2( .لإلرهاب

ة السياسية السليمة ،وعزوفهم للتربي كثري من الشعوب خاصة فئة الشبابافتقاد ضف إىل ذلك -افتقـادهم إىل إضافةعن املشاركة السياسية الواعية نتيجة لعدم اقتناعهم جبدوى صوم يف التغيري ،

.ءمباالة وعدم االنتماحيث شاعت مظاهر السلبية والالالثقة يف نتائج االنتخابات لتركيبة باغريات املتعلقة شمل كافة الظروف واملتلإلرهاب ت فاألسباب السياسيةوعلى ذلك

السياسية يف جمتمع ما ،فقد يعرب اإلرهاب عن رفض بعض اجلماعات القيم الرأمسالية السياسية،كما يتم هذا الرفض بالعنف الدموي ،كما قد أنخريين،على الغربية خالل العقدين األ باوأورحدث يف

.رفض الرفض هذا ما يدعىم واجلماعات لرفض السلطة هل األفراديعرب اإلرهاب عن رفض بعض :األسباب االقتصادية-ب

السلطة من الغري بسبب انقالب نقصد بالشرعية هنا كيفية تقلد السلطة من قبل احلكام، وهل مت ذلك عن طريق االنتخابات احلرة والرتيهة أم أن ذلك جاء عن طريق اغتصاب 1

.ةأو ثور .26، ص2005ة، اجلديدة للنشر، اإلسكندري ةاجلرمية اإلرهابية، دار اجلامع: عصام عبد الفتاح عبد السميع مطري 2

Page 34: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

34

وتتعدد مظـاهر ،نوعية اجلرائم املرتكبة وأيؤثر العامل االقتصادي غالبا على كم اإلجرام ،كالتوزيع الطبقي للمجتمـع الصـناعي ،يف اتمع العامل االقتصادي ذات الصلة حبركة اإلجرام

وقد بلغ مـن ، سعار والدخول والفقر والكساد والبطالةاأل: ودور التقلبات االقتصادية ،كتقلباتالنظام االقتصادي إىلأمهية هذا العامل ظهور بعض النظريات يف التحليل الوصفي للجرمية مرجعها

أوهلما يربط بني اجلرمية ونظام اقتصـادي :ينة ،وقد سلك هذا التحليل منهجنيالسائد يف دولة معترب اجلرمية منتجا رأمساليا،وثانيهما يربط بني بعض الظروف والظواهر معني هو النظام الرأمسايل ،فيع

االقتصادية ـ دون ربطها مبذهب اقتصادي معني ـ وبني حركة اإلجرام بصفة عامـة، حبيـث . تتظافر هذه الظروف مع غريها من العوامل لوقوع اجلرمية

بأن نظاما اقتصـاديا معينـا، ومن جانبنا نؤيد املنهج الثاين على أساس انه ال ميكن القطع ، وذلك ألن القول ال يؤيده الواقـع العملـي خمتلطا ينتج عنه بذاته اجلرمية رأمساليا أو اشتراكيا أو

فاجلرمية ظاهرة اجتماعية مرتبطة بوجـود الذي يثبت وجود اجلرمية يف مجيع اتمعات واألنظمة،ـ اإلنسان، أي نظام اقتصادي يف القضاء على مجيـع أشـكال باإلضافة إىل انه مل ينجح ـ بعد .ومن مث فأن العوامل االقتصادية هي عوامل مساعدة على ارتكاب اجلرمية اإلجرام،

و رمبا يعد تغييب احلق يف املساواة االقتصادية واملادية بني طبقات وفئات اتمع والـذي يولـد االقتصادية من األسباب األكثر جديـة يف ظاهرة الفقر، والبطالة، وغياب عدالة التوزيع للثروات

.اللجوء إىل العمليات اإلرهابية

:األسباب االجتماعية والثقافية-جـتتمثل غالبا يف حالة التنوع واالنسجام الثقايف يف اتمع، فكلما كان هناك درجة عالية من

دة اهلوية العامة، الثقافة، االنصهار الثقايف واحلضاري، كلما قلت درجة امليول اإلرهابية بسبب سياالشخصية العامة للمجتمع وهذا بدوره ينشئ نظاما سياسيا مركزيا، ويسهل الوصول إىل اإلمجاع حول القضايا األساسية، أما يف احلالة العكسية حالة اتمع التعددي، فغالبا ما تسيطر فيه عمليات

.االضطهاد االجتماعي والعرقيثنية أو التنوع العرقي تلعب دورا يف دفع اجلماعات املسـيطرة إىل إضافة إىل أن مسألة األ

اللجوء إىل العنف أو التمييز العنصري يف أكثر احلـاالت، كمـا أن التعصـب ملبـدأ فكـري .أو إيديولوجي معني يولد حاالت من العنف الطائفية والفئوية

Page 35: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

35

)1( :األسباب األمنية-د :ناجتة إماقد يكون الدافع لإلرهاب أسباب أمنية

لعدم ارتفاع احلس األمين لدى بعض الكوادر األمنية املنوط ا مهمة التأمني واحلراسة، إىل - .املستوى القادر على إمكان التمييز بني اخلطر اإلرهايب يف مرحليت التوقع والوقوع

أي فشل األجهزة األمنية يف احتواء احلدث األمين ومواجهتـه، ممـا : أو اإلخفاق األمين - .دي إىل تصعيد النشاط اإلرهايبيؤ

أو فقدان الثقة بني جهاز الشرطة واملواطنني وتقييد حريام دون مربر أو مسوغ قـانوين - .يبيح ذلك

وعلى العموم، هذه األسباب ال تساهم بصفة مباشرة يف اإلرهاب، ولكن قد تكون إحدى العوامل ذه الثغرات األمنية مـن قبـل اجلماعـات املؤدية لتنامي وتصعيد األعمال اإلرهابية، باستغالل ه

.اإلرهابيةوكخالصة ملا سبق، جند أن اإلرهاب يساهم يف حدوثه أسباب متعددة ليس من الضروري

توافرها مجيعها، ولكن القدر املتوافر منها يكفي حلدوث هذه الظاهرة، إال أنه مهما كانت هـذه .ر الرتكاب األفعال اإلجراميةاألسباب ال ميكن بأي حال من األحوال اختاذها كمرب

:اخلصائص املميزة لإلرهاب: ثالثاتنفرد ظاهرة اإلرهاب خبواص نوعية جتعلها تتميز عن باقي الظواهر اإلجراميـة األخـرى

املشاة هلا، ولكن يصعب إىل حد ما حصرها بدقة، نظرا لصعوبة تعريف الظاهرة كمـا ذكرنـا :صائص فيما يليسابقا، ولكن سنحاول عرض بعض هذه اخل

:استخدام القوة أو العنف أو التهديد بذلك-أهو معروف، أن استخدام العنف أو التهديد به يكون مصاحبا ألغلـب العمليـات فكما

اإلرهابية بغرض السيطرة ونشر الرعب لدى اجلماهري، أو متخذي القرار، وقد ال يكون استخدام )2( ).كاإلرهاب اإللكتروين(القوة أو العنف ظاهرا يف العمل اإلرهايب

Terrorوالعنف ليس هدفا يف حد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق ما يسـمى مبحصـلة الرعـب

Outcom،)3( ديد وإفزاع حيقق على املدى اهلدف احلقيقي من اإلرهاب فما حيمل من.

.34عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر، املرجع السابق، ص 1، الطبعة األوىل، الرياض، جامعة نايف للعلوم )دراسة حتليلية للمجتمع السعودي(األنساق االجتماعية ودورها يف مقاومة اإلرهاب والتطرف : عبد اهللا بنعبد العزيز اليوسف 2

.7، ص2006األمنية، .22ب والعوملة، املرجع السابق، صاإلرها 3

Page 36: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

36

:خاصية التنظيم املتصل بالعنف-بدث أثره إال إذا كان منظما من خالل حيث أن العنف يف النشاط اإلرهايب، ال ميكن أن حي

محلة إرهاب مستمرة ونشاط متسق يؤدي إىل خلق حالة من عدم االستقرار والرعب وبالتايل يصل إىل غايته، واملالحظ أن هذا التنظيم أصبح يف اآلونة األخرية بالغ التعقيد تدبره منظمات على قدر

)1( .عال من التدريب والتسليم واملعرفة الفنية :خاصية اهلدف السياسي لإلرهاب-ـج

ما مييز العمل اإلرهايب عن اجلرمية املنظمة هو أنه يسعى لتحقيق أهداف سياسـية ولـيس حتصيل مكاسب مادية، فكثري من احملللني يرون أن اإلرهاب يستهدف النظام احلـاكم والقـرار

حياول الضغط على متخذي السياسي، مما يعطيه قدرا من األمهية واخلطورة على حد السواء، فهو .القرارات السياسية لتحقيق املطالب السياسية للجماعة اإلرهابية

:عدم استهداف الضحية-دغالبا ما تكون ضحايا اإلرهاب غري مستهدفني بذوام، إمنا جاءت م األقدار لتضعهم يف هـذا

العمل اإلرهـايب مـن املوقف، إذ املهم لدى مرتكب العمل اإلرهايب رد الفعل الذي يعكسه هذا .إفشاء حالة الرعب واخلوف

)2( :عدم التقيد باحلدود اإلقليمية-هـفالعمل اإلرهايب يف العصر احلديث ليس له حدود معينة، وال يتقيد باحلـدود اإلقليميـة

للدولة، فقد ترتكب عملية إرهابية يف أراضي دولة معينة ضد مصاحل دولة أخرى، ويكون ضحاياه .دة دول أو يكون املخططون يف دولة غري الدولة مسرح العمليةمن رعايا ع

:اإلرهاب ميثل جرمية ضد اإلنسانية-وحيث ينطوي على القتل واإلبادة اجلماعية واإلبعاد، وقد جاء يف املبدأ السادس من مبادئ رتكـب أن اجلرائم ضد اإلنسانية هي القتل واإلبادة واإلبعاد واالسترقاق وكل فعل ي:" نورمربج

...".ضد املدنيني :وقوعه من جهة أو أكثر-

خيتلف العمل اإلرهايب عن غريه من األعمال اإلجرامية بإمكانية القيام به من جهة واحـدة .أو أكثر، فقد يقع من فرد أو مجاعة أو منظمة أو دولة، وقد يشترك يف القيام به أكثر من جهة

.68املرجع السابق، ص: حممد بن عبد اهللا العمري 1 .50-45، ، ص2002جملة السياسة الدولية لعام ،"الشكل الرئيسي للصراع املسلح يف السياسة الدولية اإلرهاب اجلديد،:" أمحد إبراهيم حممود: 2

Page 37: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

37

:جذب انتباه الرأي العام-ل

عليه اإلرهابيون، وقد يكون أحد أهدافهم، فقد حتدث جرمية قتل عاديـة وهذا ما حيرص ويذهب ضحيتها أكثر من شخص، وال جتذب انتباه اجلماهري، بينما عملية إرهابية واحدة ولو مل يكن هلا ضحايا أو هلا ضحية واحدة حتدث صدى واسعا يف اتمع ملا تتسم به مـن وحشـية يف

.التنفيذاإلرهاب عنف منظم ومتصل بقصد إجيـاد :" هذه اخلصائص فيما يلي إذن، ميكننا مجع

حالة من التهديد العام املوجه إىل دولة أو مجاعة سياسية، والذي ترتكبه مجاعة منظمة بقصـد ".حتقيق أهداف حمددة

:املشاهبة له املفاهيممتييز اإلرهاب عن باقي : رابعايز بني اإلرهاب وثالث مفاهيم تكاد تشتبه به، تبعا للخصائص السابق تباينها، ميكننا أن من

.اجلرمية املنظمة، العنف السياسي، اجلرمية السياسيةحيث خيلط بينها الكثري من الباحثني وهي :اإلرهاب واجلرمية املنظمة-أ-4

مجاعة ذات هيكل تنظيمـي، " مجاعة إجرامية منظمة" آو ما يسمى اجلرمية املنظمةبيقصد خاص أو أكثر، موجودة لفترة من الزمن وتعمل بصـورة متضـافرة ـدف مؤلفة من ثالثة أش

ارتكاب واحدة أو أكثر من اجلرائم اخلطرية أو األفعال ارمة ، من أجل احلصول، بشكل مباشر .أو غري مباشر، على منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى

الرعب والـذعر إفشاء قد تشترك هتني الظاهرتني يف أمور معينة، حيث يسعى كالمها إىل :والرهبة يف النفوس، إال أن احلد الفاصل بينهما يتحدد فيما يلي

غالبا ما يسعى اإلرهابيون إىل حتقيق غايات سياسية والقيام بعمل دعائي لقضيتهم، أمـا - .العصابات اإلجرامية فتسعى إىل حتصيل مكاسب مادية وذاتية

حمدودا ال يتجاوز نطاق الضحايا، أما الفعـل كما أن الفعل اإلجرامي يترك تأثريا نفسيا - )1( .اإلرهايب فتأثريه ميتد إىل الضحايا غري املباشرين للضغط عليهم

:اإلرهاب واجلرمية السياسية-ب-4تعرف اجلرمية السياسية بأا جرائم موجهة لتنظيم الدولة وسريها ، وهي جرمية ترتبط عادة

يزها عن اإلرهاب أنه ال يشترط أن تكون دائما مشتملة على باالضطرابات السياسية، إال أن ما مي

.17-16حممد عزيز شكري، املرجع السابق، ص 1

Page 38: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

38

عنف، وحىت ولو كانت كذلك فإنه ال يكون متصال أو منظما، و قد استبعدت االتفاقيات الدولية )1( .اإلرهاب من نطاق اجلرائم السياسية منذ املؤمتر الدويل لتوحيد قانون العقوبات يف الهاي

:اإلرهاب والعنف السياسي-جـإىل استخدام القـوة أو ) Political Violence(يشري كل من اإلرهاب والعنف السياسي

.التهديد باستخدامها إلحلاق أذى باآلخرين بغية حتقيق أهداف سياسية معلنةويعد العنف السياسي مفهوما مركزيا لفهم حالة عدم االستقرار السياسي فهو املظهر الرئيسي هلا،

)2(.مظاهرات و اعتقاالت و أحكام باحلبس واإلعدام وقد يتخذ عدة أشكال منولكنه خيتلف عن الصور األخـرى مظهرا من مظاهر العنف السياسيويعترب الباحثون اإلرهاب

اليت تكون أهدافها مباشرة دون التركيز على املؤثرات النفسية، إضافة إىل أن اإلرهاب يعتمد على .ال ميثل نقطة جوهرية يف العنف السياسي اإلعالم يف حتقيق أهدافه وهذا االعتماد

:النتائج املتوصل إليها :ميكننا يف احملصلة اخلروج بالنتائج التالية

لظاهرة اإلرهاب، وهذا راجع إىل واضحإىل تعريف وإقليميامل يتم التوصل بعد وطنيا ودوليا -1يف اإلرهاب حىت ال جتـد ختالفات السياسية واإليديولوجية، و عدم رغبة كثري من الدول تعراال

.نفسها مقيدة يذلكعدم وجود معيار دويل عام ملباشرة ردود الفعل ضد األعمال اإلرهابية بشكل متـوازن، ألن -2

.الدول غالبا ما در حقوق اإلنسان يف تناوهلا ملعاجلة اإلرهاب .ولتنيعدم إمكان تسليم ارمني ألن من شروط ذلك ازدواج التجرمي يف كل من الد -3رغم عدم االتفاق على تعريف حمدد إال أن ظاهرة اإلرهاب تشتمل على خصائص معينة جتعلها -4

-28تتميز عن باقي املفاهيم اليت قد ختتلط به، و هذه اخلصائص سبق ذكرها أعاله ضمن الصفحة

29. .تتعدد بواعث اإلرهاب و تشترك يف جمموعها إلحداث العمل اإلرهايب-5

من خالل لد عرضنا مفهوم اإلرهاب و أهم اإلشكاالت اليت يطرحها، سنحاوو هكذا نكون قاملطلب الثاين تبني صحة القول الذي يرى أن اإلرهاب ال ينتسب إىل مرحلة تارخيية حمددة، و أن

.64املرجع السابق، ص :عبد الرمحن رشدي اهلواري 1 .59أمحد فالح العموش، املرجع السابق، ص 2

Page 39: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

39

التاريخ على طوله حافل باحلركات اإلرهابية اليت عرفتها البشرية، فهل عرفت اتمعات القدميـة .؟ و ما هو املسار التطوري هلذه الظاهرة؟ظاهرة اإلرهاب

التطور التارخيي لظاهرة اإلرهاب: املطلب الثاينعرفت اتمعات ظاهرة اإلرهاب منذ أمد بعيد، وتطورت هذه األخرية مع تطور اتمـع

اليـوم، حيـث هي عليهاومع العالقات االجتماعية املختلفة، إال أنه مل يكن بذات اخلطورة اليت ر فعالية وخطورة اإلرهاب حسب احلاجة، وتتدرج حسب الظروف مستخدمة علوم العصر تتطو

.بكفاءة عاليةو عليه سنتتبع املسار التارخيي الذي مر به اإلرهاب إىل أن وصل إىل الشكل اجلديد الذي نعرفه يف

.هذا العصر

:اإلرهاب يف العصور القدمية: الفرع األولج خمتلفة من اإلرهاب، فكل أمة من األمم كانت السلطة فيها حفلت العصور القدمية بنماذ

متارس اإلرهاب بالطريقة اليت تراها مناسبة إلحالل األمن يف البالد، واحملافظـة علـى سـلطتها، )1( .والوثائق التارخيية تؤكد ذلك

:سنعرض فيما يلي املراحل الزمنية املختلفة اليت مر ا اإلرهاب :إلغريقاإلرهاب عند ا: أوال

كان الصراع يف أثينا القدمية يتجاوز يف كثري من األحيان حدود احملاوالت الـيت ميـزت احلضارة اإلغريقية، سواء تلك احملاوالت اليت تدور بني الفالسفة أو املناقشات السياسية احلاصـلة

دولتـهم بني أفراد اتمع، مما أدى إىل صراع الطبقات، وكان احلكام حيرصون على سالمة أمنويرتلون مبن حياول املساس به أشد أنواع العذاب، فكانوا جيرمون األعمال اليت متس بأمن الدولـة ويعاقب مرتكبوها باملوت، ومتتد العقوبة إىل أسرته اليت يلحقها العار طيلة الدهر، وكانت حروم

)2( .ال ختلو من اجلرائم اإلرهابية :اإلرهاب عند الفراعنة: ثانيا

الربديات يف مصر القدمية على ممارسة إرهاب دموي بني أحزاب الكهنة بفعل اخلالف دلت .حول بعض األفكار واملعتقدات السائدة آنذاك

http://ebooks.roro44.com. مطيع اهللا بن دخيل اهللا الصرهيدي احلريب، حقيقة اإلرهاب، املفاهيم واجلذور 1

.91ص املرجع السابق،: ملزيد من التفصيل راجع حممد بن عبد اهللا العمريي 2

Page 40: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

40

الدماء يف كل مكان، وأرديات املوميات تتحدث قبل أن يقترب أحد :" ويف إحدى الربديات كتب )1(".منها، لقد غاض النهر ودفن وأصبحت أماكن التحنيط هي النهر

وجتدر اإلشارة إىل أن االعتداءات اإلرهابية يف ذلك العصر متثلت يف صورة االغتياالت يف .الغالب دون أي صورة أخرى من صور اإلرهاب

:اإلرهاب عند الرومان: ثالثااختذ اإلرهاب يف العصر الروماين صورة العنف سواء من احلاكم ضد احملكومني أو العكس،

م استخدم العنف ضـد .ق 323-333املقدوين الشرق األدىن خالل أعوام فعندما فتح اإلسكندر )2(.شعوب الشرق

ويعد التعذيب العلين من أهم األساليب اإلرهابية اليت استخدمها الرومان، ومل يقتصر األمر علـى ذلك بل جلأ اإلرهاب الروماين إىل استخدام الوحوش الضارية ملصارعة الضحايا، كما يالحظ أنه

ا ظهرت الديانة املسيحية وبدأت باالنتشار يف اإلمرباطورية الرومانيـة حـاول اإلرهـابيون عندماستغالهلا وإعطاء اإلرهاب مسحة دينية، وكانت السلطات الرومانية تصف اإلرهابيني ومـرتكيب

)3( .، واعتربت أعماهلم نوعا من اإلعمال احلربية"أعداء األمة"اجلرائم السياسية بأم ثلة األساليب اإلرهابية اليت كانت تستعمل يف تعذيب املتهمني لدى الرومـان، أن ومن أم

يؤت باملتهم، مث يعلق على ارتفاع كبري لبث الرعب يف نفوس األشخاص الذين يرونـه، ويقـوم اجلالد بتقطيع جسد املتهم حىت يصبح مشوه متاما، ويتم إشعال النار حتت قدميه فترة طويلة حـىت

)4(.يه كالشمع املذابيصبح حلم قدم

اإلرهاب يف العصور الوسطى: الفرع الثاينميكننا إلقاء نظرة عن واقع اإلرهاب يف كل من اتمعات الغربية و العربية اإلسـالمية يف

:العصور الوسطى تبعا ملا يلي :اإلرهاب يف اتمع الغريب: أوال

الرومانية، وظهور اإلسالم الذي ظهرت مالمح اإلرهاب بشكل واضح عقب سقوط اإلمرباطوريةبدا يف االنتشار شرقا وغربا، رفضت الشعوب الغربية االنصياع للحكم اإلسالمي، وأنشأت مـا

.3عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر، املرجع السابق، ص 1 .مطيع اهللا بن دخيل، املرجع السابق 2 .91حممد بن عبد اهللا العمريي، املرجع السابق، ص 3 .93املرجع نفسه، ص 4

Page 41: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

41

اليت كانت تنعقد بغرض القضاء على الوافدين للشـريعة اإلسـالمية، )1(يسمى مبحاكم التفتيشالثـاين يف جممـع أوريـاين فتفشى اإلرهاب بكافة أنواعه، حيث يؤكد ذلك خطاب ألقاه البابا

اضـوا :" م و الذي كان سببا يف قيام احلروب الصليبية حيث يقول1095كيلومنت بفرنسا سنة وأديروا أسلحتكم اليت كنتم تستعملوا ضد إخوانكم، ووجهوها ضد أعدائكم أعداء املسـيحية،

ن الشـعب يف الطـرق إنكم تظلمون األيتام واألرامل، وتتورطون يف القتل واالغتصاب، وتنهبوكم الذين استولوا على مدينة اضوا إذن وقاتلوا أعداء...لدماءالعامة وتقبلون الرشاوى وتريقون ا 2...".القدس، حاربوا حتت راية املسيح

وقد ارتكب هؤالء كافة أصناف الترهيب وأشكال اإلرهاب عند االستيالء على القـدس .صة عن طريق حماكم التفتيشبالقتل واحلرق والتدمري ضد املسلمني خا

:اإلسالمي اإلرهاب يف جمتمع الشرق: ثانيامل تسلم شعوب الشرق هي األخرى من اجلماعات اإلرهابية واالعتداءات اإلرهابية، فقد

انتشرت احلركات اإلرهابية دف تشويه اإلسالم واملسلمني وحماولة القضاء عليه، فكانـت أوىل ، حيث كانت شديدة علي كرم اهللا وجههالذين خرجوا عن طوع فرقة اخلوارجهذه احلركات

3.التطرف والغلو، وكانت تسفك دماء معارضيها وتستبيح أمواهلمو أرادت 4.حيث ينحدر أعضاؤها من الطائفة اإلمساعيليـة احلشاشنيكما ظهرت فرقة

الف معتقدات وتعـاليم هذه اجلماعة التمسك مبعتقداا الدينية وعاداا االجتماعية اليت كانت خت .احلكام، وقامت باستخدام العنف واإلرهاب ضد احلكام وكان من أبرز ذلك اإلغتيال السياسي

:اإلرهاب يف العصر احلديث: الفرع الثالث

يؤرخ كثري من الباحثني يف ظاهرة اإلرهاب يف العصر احلديث باندالع الثورة الفرنسية عام ب للداللة على أعمال العنف سواء املرتكبة من قبل احلكام ، حيث استخدم مصطلح اإلرها1798

.61،62، ص1999حممد فتحي عبد، وواقع اإلرهاب يف الوطن العريب، أكادميية نايف للعلوم األمنية، الرياض، 1م، ملزيد من التفصيل راجع حممد بن عبد اهللا العمريي، 1835-1333قدر عدد ضحايا حماكم التفتيش يف اسبانيا مبا ال يقل عن تسعة ماليني شخص خالل الفترة بني 2

.113-110املرجع السابق، ص .18املرجع نفسه، ص 3ي فيه الصور اجلسمانية، والثاين علوي وفيه احلدود الرومانية، وتعمل بتعاليم باطنية وظاهرية، راجع عصام عبد الفتاح، األول أرض: اإلمساعيلية طائفة تعتقد بوجود عاملني 4

.5املرجع السابق،ص

Page 42: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

42

اإلرهـاب ، أو تلك األعمال املرتكبة من الشعب ضد احلكـام، إضـافة إىل 1ضد أعداء الثورة ، وعرفت فرنسا أنواعا أخرى من اإلرهاب، وميكن ذكر اإلرهاب االنفصـايل و الـذي الثوريمبا يشمله من إرهـاب واإلرهاب العقائدي ني تسعى فيه اجلماعات إىل استقالل إقليم مع كانت

2.اإلرهاب األجنيباليمني وإرهاب اليسار، وكذلك كما شهدت خمتلف الدول األخرى أمناطا كثرية من اإلرهاب املماثل لإلرهاب يف فرنسا، :فمثال

إذ من أخطر املنظمات اإلرهابيـة " إيتا"عرفت اإلرهاب اإلنفصايل، حيث تعد منظمة يف اسبانياإقليم الباسك عن اسبانيا، وتوجه هذه األخرية أكثر اعتداءاا اإلرهابيـة انفصالتسعى إىل حتقيق

3.ضد رجال الشرطة والقوات املسلحةبدأت من (ا فقد ظهرت احلركة اإليرلندية اإلرهابية من أجل االستقالل عن بريطانيا يف اجنلترأما

مهوري اإليرلندي ومنظمة جيش التحرير الوطين ، إىل جانب منظمة اجليش اجل)1960إىل 1881 .اإليرلندي، تركزت اعتداءاا اإلرهابية يف عمليات اخلطف وتدمري املراكز االقتصادية اهلامة

وعلى خالف هذه العمليات اإلرهابية، ظهرت االغتياالت اإلرهابية اليت قامت ـا املنظمـات ظمة األرض واحلرية، ومحل احلزب الثوري االشتراكي الثورية الروسية كمنظمة اإلرادة الشعبية ومن

اإلرهاب لن يكون فقط وسـيلة إلثـارة " م شعارا ومبدأ أساسي 19يف العقد األخري من القرن 4".، ولكنه سيستخدم أيضا كوسيلة من وسائل الدعاية واإلثارةةالفوضى يف النظم القيصري

تسعى اجلماعات اإلرهابية من خالله إىل فـرض فقد انتشر اإلرهاب العقائدي حيث يف أملانياأما مذهبها على الدولة مستعينة باالغتياالت واخلطف والتدمري ويطلق على هذا اإلرهـاب يف أملانيـا

، و تعد منظمات اجليش األمحر األملانيـة واخلاليـا 5بإرهاب اليمني وإرهاب اليسار: وإيطاليا .الية من أخطر املنظمات اليساريةالثورية األملانية واأللوية احلمراء اإليط

كما تعرضت الواليات املتحدة األمريكية للعديد من اهلجمات واالعتداءات اإلرهابية ومل تكـن م قامت بعض اجلماعات 1992مبنأى عن اإلرهاب باعتبارها القوة العظمى الوحيدة يف العامل، ففي

ون االشتباه الذي ختتص بتطبيقه يف هذه الفترة مل تكن هناك أي ضمانات لألفراد يف مواجهة تعسف احلكومة، بل مت العصف باحلرية الشخصية والسياسية هلم، وقد صدر قان 1

.احملكمة الثورية ومل يكن للمتهم أي ضمانات احملاكمة، بل كانت احملاكمة صورية واية احلكم تكون باإلعدام .5ملزيد من التفصيل راجع عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر، املرجع السابق، اهلامش، ص 2 .بقاإلرهاب يسيطر على العامل، املرجع السا 3 .137-136حممد عبد اهللا العمريي، املرجع السابق، ص 4 .م الرأمسايل وإقامة نظام اشتراكييستهدف إرهاب اليمني حماولة تغيري النظام السياسي القائم من حكومة شعبية إىل استبدادية ويستهدف إرهاب اليسار إىل القضاء على النظا 5

Page 43: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

43

ملوجودة يف ميناء عدن اليمين، ويف عـام اإلرهابية جمات بالقنابل استهدفت القوات األمريكية اطائرة هيلكوبتر أمريكية يف الصومال، وحاولت بعض املنظمات اإلرهابية تفجري إسقاطمت 1993

.مركز التجارة العامليمتكنت بعض العصابات اإلرهابية من تفجري املبىن احلكومي الفدرايل بأوكالهومـا 1995ويف عام 1.سييت

اليت استهدفت بعض املراكـز السياسـية 2001/09/11ت، هي اعتداءات و آخر هذه االعتداءا .واالقتصادية اهلامة، يف الواليات املتحدة األمريكية و اليت غريت نظرة العامل إىل هذه الظاهرة

1961-1976وقد بلغ عدد العمليات اإلرهابية اليت قامت ا املخابرات األمريكية يف األعوام بني ية تشمل عمليات إسقاط حكومات واغتيال شخصيات غري مرغـوب فـيهم عمل 900أكثر من

2...وزعزعة االستقرار داخل بعض الدولوعلى غرار باقي الدول، واجهت الدول العربية موجات عنف جسيمة مـن اإلرهـاب،

واكبت احلياة السياسية، إال أن أغلب هذه العمليات اإلرهابية تأخذ البعد الديين، وتتستر به لطرحمبدأ القضاء على نظام احلكـم القـائم وتطبيـق الشـريعة فكر خاص به يقوم يف جممله على

، مستخدمة أسلوب العنف االجتماعي الواسع املنظم والتحريض ضد احلكم كما حدث اإلسالميةيف اجلزائر، مصر، السعودية، ناهيك عن األعمال اإلرهابية الصهيونية اإلسرائيلية اليت قامـت ـا

.اشتهرت بالقتل والتدمري مستهدفة العرب يف فلسطني 3إرهابية صهيونية عصاباتإذن من خالل هذا الدراسة التارخيية ملسار الظاهرة اإلرهابية، يتبني لنـا أن اإلرهـاب ال

ينتسب إىل مرحلة تارخيية حمددة، فالتاريخ على طوله حافل باحلركات اإلرهابيـة الـيت عرفتـها حيتها األوىل واألخرية حقوق اإلنسان وعلى رأسـها احلـق يف احليـاة البشرية، واليت كانت ض

والكرامة اإلنسانية وحق املواطنة، واليت تعد حجر الزاوية يف إقامة جمتمع متحضر مسـتقر وآمـن .ونظام حكم عادل وعامل حر

:عنعصام عبد الفتاح عبد السميع مطر، نقال 1

John Hamilton : Terror in the heart land, the Oklahoma City bambing, the day of the disaster library binding amazon.com 1996.

.136حممد بن عبد اهللا العمريي، املرجع السابق، ص 2ى رأسها املنظمة الصهيونية العاملية، املؤسسة يف خالل املؤمتر الصهيوين األول املنعقد يف بلغ عدد هذه العصابات خالل مائة عام أكثر من مخسة وثالثني منظمة إرهابية عل 3

.من أجل إقامة وطن قومي لليهود يف فلسطني، ارجع إىل مطيع اهللا بن دخيل، املرجع السابق 1872سويسرا عام

Page 44: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

44

نسان كما يظهر من خالل هذه الدراسة اخلطورة الكبرية اليت متثلها ظاهرة اإلرهاب على حقوق اإلواليت تعد من أهم املواضيع اليت تشغل اهتماما كبريا منذ القرن املاضي علـى املسـتوى الـدويل

والوطين، .فماذا نعين حبقوق اإلنسان؟ وكيف يؤثر اإلرهاب على ممارسة هذه احلقوق واحترامها؟

مفهوم حقوق اإلنسان وتطورها التارخيي: املبحث الثاين

وية يف إقامة اتمع املتحضر احلر، واحترام هـذه األخـرية تعد حقوق اإلنسان حجر الزا وكفالة ممارستها هو عماد احلكم العادل يف اتمعات احلديثة والسبيل الوحيد حنـو عـامل آمـن

.ومستقروقد ترسخت فكرة حقوق اإلنسان مع تنامي املناداة بضرورة االعتراف ا من خالل تكريسـها

ما حدث فعال حيث عرف اتمع الدويل والوطين حركة واسـعة مبوجب نصوص قانونية، وهذا .النطاق من التنصيص القانوين هلذه احلقوق

وعليه، سنحاول من خالل هذا املبحث حتديد مفهوم حقوق اإلنسان كمرحلة أوىل، مث نقف على .التطور التارخيي الذي مرت به إىل أن وصلت إىل ما هي عليه اليوم

وم حقوق اإلنسانمفه: املطلب األولمن املفاهيم شائعة االستخدام يف األدبيات " Human Rights"إن مفهوم حقوق اإلنسان

، ملفهوم شغل رجال القانون والسياسـة السياسية واخلطابات السياسية املعاصرة بشكل عام، هذا اام هذه احلقوق مـن واستأثر باهتمام املختصني ذا اال من العالقات اإلنسانية ملا يف تعزيز احتر

نتائج منشودة يتجلى فيها خري للحاكم والرعية، مما حدا م إىل بذل اجلهد الفكـري املتواصـل .للتثقيف يف جمال هذه احلقوق وضمان التمتع ا

فما املقصود حبقوق اإلنسان؟ و ما هي أهم خصائصها و تقسيماا؟

Page 45: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

45

تعريف حقوق اإلنسان: الفرع األولنسان ساحة مشتركة ألكثر من علم من العلوم االجتماعية واإلنسـانية، تؤلف حقوق اإل

فهي تتعلق باحلاجات اإلنسانية واملطالب األساسية اليت يتعني توفريها لإلنسان بغية صيانة كرامتـه .ووجوده اإلنساين

ا العامة، لكن مع تطور مفهومه/وقد وصفت هذه احلقوق يف بواكريها األوىل باحلريات األساسية 1.أصبحت تتميز عنها، وختتلف يف معناها عن معىن احلريات العامة أو احلريات األساسية

و قد حاول الكثري من الفقهاء والباحثني والفالسفة، تعريف حقوق اإلنسان، ولكننـا ال نكاد نقع على تعريف دقيق هلا، والصعوبة تعود إىل طبيعة هذه احلقوق وعالقتها بالوجود اإلنساين

حد ذاته، ففكرة حقوق اإلنسان تعين أن هذه األخرية مقررة حلماية احلرية والكرامة اإلنسـانية يف وأساس متتع الفرد ا يرجع إىل وصفه إنسانا، فهي حقوق مالزمة أو لصيقة بشخص اإلنسـان،

2.ال مينع من وجودها، ألا تدور وجودا وعدما مع الكائن اإلنساين وإنكارهاتقع خارج دائرة القانون الوضعي، فهي تستند يف أصوهلا "حقوق اإلنسان"فكرة نفإ و تبعا لذلك

إىل فكرة القانون الطبيعي اليت تعين امتالك الفرد حلقوق طبيعية أوجدا الصفة اإلنسانية املتأصـلة ، خالفا ملا هي عليه فكرة احلريات العامة، حيث ال تظهر هذه األخرية إىل الوجـود إال مـن 3فيهل القانون النافذ فعال يف زمان ومكان معينني، فهي تعرب عن حقوق ورخصة ممنوحة مبقتضـى خال

4.القوانني الوضعية املوضوعة من قبل السلطات العامة املختصة بذلك داخل الدولة Bribosia Emanuelle ،Ludovicحممد اذوب، حممد خليل املوسى، : كثري من الفقهاء أمثال

Hennebel ن احلريات العامة هي وحدها اليت تعرب عـن حقيقـة قانونيـة يروا أ"Une réalité

juridique " ا تنشأ مبوجب القوانني الوضعية النافذة فعال يف دولة معينـة، بينمـاعلى أساس أحيـث L’imagination juridique"5"حقوق اإلنسان تدخل فيما ميكن وصفه باخليال القانوين

.اشفة ومعترفة ا ال منشئة هلاتعد القوانني الوضعية ك

.9، ص2005صادر ووسائل الرقابة، اجلزء األول، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القانون الدويل حلقوق اإلنسان، امل: حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى 1 .John Rivero, les libertés publiques, t1 : les droits de l’homme, PUF, 1991, p23 et 22املرجع نفسه نقال عن 2 .32-29، ص1998تطبيق، املكتبة األكادميية،د ب ن، حقوق اإلنسان العاملية من النظرية وال: جاك دونللي: ملزيد نن التفصيل أنظر 3 .42-39، ص1998احلريات العامة وحقوق اإلنسان بني النص والواقع، الطبعة األوىل، دار املنهل اللبناين،د ب ن ، : عيسى بريم 4 Frédiric Sudre, Droit internationnal et européen des droits deحممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى، املرجع السابق، نقال عن 5

l’homme,Paris : PUF, 1993, p13.

Page 46: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

46

وجتدر اإلشارة إىل أن مضمون احلريات العامة ينصرف إىل مجلة مـن احلقـوق احملـددة واملعرفة بدقة من قبل القانون الوضعي، وعلى ذلك ميكننا القول أن احلريات العامة كلـها تعـد

امة، فحقوق اإلنسـان حقوق لإلنسان، بينما يتعذر القول أن حقوق اإلنسان كافة هي حريات عتتجاوز النطاق الضيق للحريات العامة لتشمل نطاقا أوسع ميتد إىل كل ما تفرضه الطبيعة اإلنسانية

.سواء مت االعتراف ا من قبل النظام القانوين أم الوعلى العموم، فإن مفهوم حقوق اإلنسان حسب التصور الغريب، اختزل يف نطاق فلسفتني بارزتني

:وجود إيديولوجيتان خمتلفتان حتددان هذا املفهومتعربان عن :الفلسفة الفردية-1

واليت ترى أن اإلنسان ميلك حقوقا طبيعية مستمدة من ذاته بوصفه إنسانا، فوجودها الزم لوجود اإلنسان، لذلك تكون هذه احلقوق مطلقة سابقة يف وجودها على وجود اتمع والقانون،

ا األخري ما هو إال وسيلة معرة عن هذه احلقوق واحلمايـة هلـا مـن بل هي أساس القانون، وهذاالعتداء، وليس للسلطة القائمة على اتمع أن توجد حقوقا ألا موجودة بوجود اإلنسان، وليس هلا أن تلغ حقوقا، فهي غري قابلة لإلسقاط أو التنازل أو التجزئة أو التعديل، ويكون دور السـلطة

وقد تنامت هذه الفلسفة على أرضية مـذهب القـانون . قوق وضمان ممارستهاهو محاية هذه احل 1.الطبيعي

:الفلسفة االجتماعية-2تؤسس هذه الفلسفة ملفهوم حقوق اإلنسان من معتقد أن القانون بوصفه ظاهرة اجتماعية

إىل جيب أن ينب على أساس واقعي، هذا الواقع يؤكد على طبيعة اإلنسان االجتماعية مما يفضـي ضرورة إقامة نظام سلوك األفراد ضمن اجلماعة، وعليه فاحلقوق من اجلماعة وإىل اجلماعة، وليس للفرد حظ فيها أصالة على وجه االستقالل، فما يتمتع به األفراد من حقوق إمنا هي اختصاصات

ـ ل هـذه أو وظائف اجتماعية متنحها اجلماعة ألفرادها، وبالتايل ال مكان للحقوق الفردية يف ظ .الفلسفة

خصائص حقوق اإلنسان: الفرع الثاينلفرد لكونه إنسـانا، ل تثبتسبق وأن أشرنا إىل أن حقوق اإلنسان هي تلك احلقوق اليت

مبعىن أن مصدرها الذات اإلنسانية أو الطبيعة البشرية، انطالقا من فكرة احلاجات اإلنسانية املتمثلة،

. فلسفة احلق يف املنظور اإلسالمي والوضعي ودور حقوق اإلنسان-أحباث يف الفقه اإلسالمي 1www.damascusbar.org/AIMUNTADA1/printvieuw.php?t=512&start=0

Page 47: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

47

حقوق البقاء وحقوق الكرامة اإلنسانية، : ، أو طائفتني وهيواليت جتسد أساسا، نوعني من احلقوق: وقد أكدت املواثيق الدولية والعهود الدولية حلقوق اإلنسان هذه الفكرة من خـالل قوهلـا أن

.حقوق اإلنسان تنبع من الكرامة املتأصلة يف الشخصية اإلنسانيةتبط بطبيعة اإلنسان مـن جهـة، وتتميز حقوق اإلنسان مبجموعة من اخلصائص واملزايا واليت تر

:، ومن أبرز هذه اخلصائص1وبكوا حقوقا حمددة من جهة أخرى :تتصل بالطبيعة اإلنسانيةحقوق اإلنسان : 1

وهي ليست منحة من أحد، بل هي ملك للبشر بصفتهم بشر، فهي حقوق متأصـلة يف و جنسـه أو دينـه، أو رأيـه كل إنسان، مالزمة له كونه إنسانا بغض النظر عن لونه أو عرقه، أ

....السياسي أو أصله االجتماعي :للتصرف حقوق اإلنسان غري قابلة : 2

فال ميلك أي شخص احلق يف حرمان شخص آخر منها، مهما كانت األسباب، وهذا مـا ، حىت ولو كانت القوانني يف بلد ما تعترف بذلك، 2أكدته املعايري الدولية اخلاصة حبقوق اإلنسان

ن بلد ما يقوم بانتهاكها، فإن ذلك ال يفقدها قيمتها وال ينكر تأصلها يف البشـر، فانتـهاك أو أ .حقوق اإلنسان ال يعين عدم وجودها، فهي غري قابلة للتصرف

:عدم قابلية حقوق اإلنسان للتجزئة: ا3حيث متثل حقوق اإلنسان وحدة متكاملة ذات ارتباط داخلي، وهذا ما أكده مؤمتر األمم

كلها علـى احلريـة واألمـن ، حيث تنطوي19933ملتحدة حول حقوق اإلنسان يف فيينا عام ا .مع هذه اخلاصية، إعطاء أولوية حلقوق على حساب أخرى عليه يصعبواملستوى الالئق، و

:حقوق اإلنسان يف حالة تطور مستمرتعد : 4وارتفاع مسـتواه املـادي فكما أا مرتبطة باإلنسان بصفته إنسانا، فإن حاجة اإلنسان

.والروحي يف حالة تطور مستمر، يستوجب معه تطوير احلقوق والواجبات :حقوق اإلنسان قيم ومبادئ تشكل: 5

.29املرجع السابق، ص: جاك دونللي 1

2 Les normes relatives aux droits de l’homme, p19. 3 Emmanuelle Bribosia et Ludovic Hennebel : Classer les droits de l’homme, Bruylant, 2004.

Page 48: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

48

وما يؤكد ذلك هو االهتمام الفائق بالدعوة هلا واملطالبة ا يف اآلونة األخرية، فهي تشكل العامل، و تعترب حقوق اإلنسان يف جمموعها القاسم املشترك بني اتمعات واحلضارات املختلفة يف

وحدة واحدة جرى التأكيد عليها دوما من خالل أعمال األمم املتحدة املختلفة، ذات العالقة، بل ميكن التأكيد على أنه نادرا ما ختلو وثيقة حلقوق اإلنسان من التأكيد على ذلك، حيث جـاء يف

نسان وحدة واحدة وغري قابلة للتجزئـة ومتالمحـة كل حقوق اإل:" مؤمتر فيينا املشار إليه آنفاومترابطة، وعلى اتمع الدويل أن يعامل حقوق اإلنسان عامليا، بطريقة متساوية ومنصفة على

1".قدم املساواة وبنفس التأكيدوتسعى األمم املتحدة إىل حتقيق ومحاية اإلنسان ذه اخلصائص، حيث تلزم الدول على مراعاـا

2.وتكييف التزاماا الوطنية مبا يوافق معايري حقوق اإلنسان واحترامها

:تقسيمات حقوق اإلنسان: الفرع الثالثدرجت دراسات القانون الدويل حلقوق اإلنسان على تقسيم حقوق اإلنسان املعترف ـا

ميـة يف الصكوك الدولية اخلاصة ا إىل تقسيمات خمتلفة ومتنوعة، فالثابت اآلن أن احلقـوق احمل مبقتضى هذا القانون تتسم بالتكامل وعدم التجزئة كما ذكرنا سابقا، حيث يوجـد نـوع مـن

.التداخل واالعتماد املتبادل فيما بينهاإال أن املالحظ تأثر هذه احلقوق بالتطور التارخيي للقانون الدويل حلقوق اإلنسان والـذي ميثـل

ي، الذي نشأت حقوق اإلنسـان يف ظلـه، انعكاسا للسياق اإليديولوجي واالجتماعي والسياسفاحلقوق احملمية اآلن، مل جتد االعتراف ا دفعة واحدة، ولكنها مرت حبقب وأجيال خمتلفة، لذلك جندها قد خضعت إىل تصنيفات عديدة، اختلفت باختالف الزاوية أو الرؤية اليت جيري النظر مـن

.خالهلا هلذه احلقوق :التصنيفات ويف كل األحوال، فإن أهم هذه

.إىل حقوق مدنية وسياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية وثقافية ملوضوعهاتقسيمها وفقا : أوالإىل حقوق فردية وأخرى مجاعيـة وحقـوق ألشخاص احلق أو املنتفعني بهمها وفقا يتقس: ثانيا

.تضامن أو تكافلية

.29جاك دونللي، املرجع السابق، ص 1

: ملزيد من التفصيل راجع 2 Gérard Cahen-Jonathon : protéger les droits humains, outils et mécanisme s juridiques internationaux, Edition du Juris-classeur, 2003, p34-43.

Page 49: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

49

.و الثالث و الرابعإىل حقوق اجليل األول و الثاين من حيث بروزهاتقسيمها : ثالثا .إىل حقوق أساسية و حقوق ثانوية من حيث أمهيتهاتقسيمها : رابعاو حقـوق ماديـة و أخـرى ،إىل حقوق سلبية و حقوق اجيابيةطبيعتها حسبتقسيمها : ثالثا

1.معنوية :)يةاإلجياب( واحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية)السلبية(احلقوق املدنية والسياسية : أوال

رغم ما يعتري هذا التقسيم من انتقادات وعيوب، بات شائعا يف القانون الدويل حلقـوق اإلنسان القول بوجود أجيال من احلقوق، أبرزها اجليل األول وهي احلقوق املدنيـة والسياسـية،

2.واجليل الثاين من احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافيةوصف احلقوق املدنية والسياسية بأا حقوق سلبية، حيث ال يتعني على ووفقا للمقاربة التقليدية، ت

الدولة ضمان االمتثال الفعلي هلا، سوى االمتناع عن التدخل يف ممارسة األفراد واألشخاص هلـا فهي حريات مدنية وسياسية ال يطلب من الدولة إال أن ترفع يدها عنـها، وتتـيح لألشـخاص

3.االنتفاع االعتراف ذه احلقوق مع مفهوم الدولة احلارسة، الذي مل يكن يلقي على عاتق الدولة وقد تزامن ا

.يف جمال حقوق اإلنسان سوى حراسة التمتع ا وعدم التدخلأما احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية تتصف باحلقوق اإلجيابية ألن إعماهلا يتطلب

لتنفيذ، وكفالة التمتع ا بصورة حسية ومادية، مبعىن أا أن تتدخل الدولة إجيابيا لوضعها موضع ا .مبثابة تأديات يتوجب على الدولة توفريها لصاحل املنتفعني ا مثل احلق يف العمل، احلق يف الصحة

كما أن هذه احلقوق يتم الوفاء ا تدرجييا، أي أا ليست قابلة للتطبيق الفوري، حيث أن حتقيقها سخري املوارد املتوفرة، سواء كانت حملية أو دولية وهي تعتمـد علـى اختـاذ الكامل يستوجب ت

إجراءات وتسخري املوارد املتوفرة، سواء كانت حملية أو دولية تؤدي يف املآل النـهائي إىل الوفـاء .4ا :حقوق اإلنسان األساسية وحقوق اإلنسان العادية: ثانيا

.9، ص2007القانون الدويل حلقوق اإلنسان، احلقوق احملمية، اجلزء الثاين، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الطبعة األوىل، : حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى 1 http://www.Khesset.gov-il/libray/arb/docs/sif004-arb-htm: وق اإلنساناخللفية التارخيية حلق 2

3 Gilles le breton ; Libertés publiques et droits de l’homme, 6ème édition, 2003, p14-15. 4 Emmanuelle Bribosia et Ludovic Henne bel, op.cit, p18.

Page 50: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

50

ل فكرة بسيطة روج هلا جانب من الفقـه، بدأت فكرة حقوق اإلنسان األساسية من خال مؤداها أن هناك حقوقا أمسى من القوانني الوضعية، مبعىن أا حقوق ال يكون نفاذها رهنا بقبوهلـا

1.من األشخاص املخاطبني بالقاعدة القانونية وال جيوز التنازل عنها أو التصرف أو املساس اموضع يف ميثاق األمم املتحدة واإلعالن العـاملي وقد ورد اصطالح احلقوق األساسية يف أكثر من

حلقوق اإلنسان، والعهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية واالتفاقية الدولية للقضاء علـى كل أشكال التمييز ضد املرأة، كما أن االتفاقيات اإلقليمية حلقوق اإلنسان ال تقل دورهـا عـن

2.طلحاالتفاقيات العاملية استخداما للمصوتتضمن أغلب االتفاقيات اخلاصة حبقوق اإلنسان عددا من احلقوق اليت ميتنع على الدول األطراف

وهي حقوق مطلقة يتوجب 3:خمالفتها أو التحلل منها أو تعطيلها أو تقييدها مهما كانت الظروف .ياة األمةمحايتها يف وقت احلرب والرتاعات املسلحة أو يف حالة أي خطر عام استثنائي يهدد ح

حلقـوق اإلنسـان، Le noyau dur" النواة الصلبة"و غالبا ما يطلق على هذه احلقوق تعبري واملالحظ أن االتفاقيات مل تتفق على قائمة حمددة وحمصورة هلذه احلقوق، إال أن كلها تشترك يف

نية أو املهينة، جترمي احلق يف احلياة، حترمي التعذيب وضروب املعاملة القاسية أو الالإنسا: أربع حقوق .الرق والعبودية وعدم رجعية القوانني اجلزائية

يف مقابل هذه احلقوق، توجد حقوق أخرى مشروطة، تقع ضمن تدخل الدول وختضـع للقيود واالستثناءات، وال تكون مطلقة، حيث تكون عرضة للتعطيل واإليقاف املؤقت أو لتطبيـق

د على ممارستها والتمتع ا و لكـن وفقـا لشـروط جزئي أو مقيد من خالل فرض بعض القيو .موضوعية و إجرائية حتددها عادة املواثيق و العهود و االتفاقيات الدولية و تلزم الدول مبراعاا

:احلقوق الفردية واحلقوق اجلماعية: ثالثاـ ا احلقوق الفردية هي حقوق تثبت للفرد، ويستطيع ممارستها مبفرده مثل حرية الرأي، إمن

احلقوق اجلماعية فتثبت للفرد ولكن التمتع ا وممارستها ال يتيسران إال من خالل وسط مجـاعي .أو عرب مجاعة من األفراد مثل احلق يف التجمع

.11-10جع السابق، صحممد خليل موسى، املر: حممد يوسف علوان 1 .قوق األساسيةيف القانون الدويل النافذ ينظر إىل احلق يف احلياة وعدم التمييز العنصري والديين وحترم التعذيب واإلبادة اجلماعية على أا من احل 2 .من االتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان 27/02حلقوق اإلنسان واملادة من االتفاقية األوربية 15/02من العهد الدويل حلقوق املدنية والسياسية، واملادة 04راجع املادة 3

Page 51: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

51

ويرى كثري من الفقه بعدم دقة هذه احلقوق، فللشخص احلق يف كال النـوعني ضـف إىل ، مثل حرية العقيدة، وحريـة الديانـة ذلك، هناك حقوقا يصعب إدراجها ضمن إحدى الطائفتني

.واالجتماع والتجمعفهذه التقسيمات يف جمموعها، ال تعدو أن تكون جمرد تقسيمات فقهية، أو إيديولوجية، ال تعـين بأي حال من األحوال إعطاء أمهية حلقوق دون أخرى فكلها تعرب عن جوهر واحد هلذه احلقـوق

) فكري وقانوين(وهذا ما جعلها حمل ومركز اهتمام دويل ص،وهي عامليتها وعدم قابليتها لالنتقا .تطور مع تطور اريات الوطنية والدولية املهددة هلذه احلقوق ؟فما هي املراحل التارخيية اليت مر هبا مفهوم حقوق اإلنسان

التطـور التـارخيي حلقـوق اإلنسان: املطلب الثاينورته الراهنة ظاهرة حديثة، فإن املسائل ذات إذا كان موضوع حقوق اإلنسان يشكل يف ص

.الصلة حبقوق اإلنسان وجدت منذ أن ظهرت اتمعات البشرية و تطورت بتطورها

و الدراسة التارخيية يف جمال حقوق اإلنسان تؤدي نفس الدور الذي تؤديـه يف اـاالت كن من التنبـؤ مبسـارها األخرى، فهي بإلقائها الضوء على املاضي تعني على فهم احلاضر، و مت

املستقبلي، كما أن دراسة حقوق اإلنسان يف التشريعات و الفلسفات القدمية تساعد على اإلطالع على العوامل اليت تؤثر سلبا و إجيابا على حقوق اإلنسان، و جتعلنا أكثر فهما هلـذا املوضـوع يف

.صورته احلاليةن العصور الوسطى و عصـر النهضـة سنحاول من خالل هذه اجلزئية الرجوع إىل كل م

باحثني يف مدى استيعاب فكرة حقوق اإلنسان و من مث حناول تتبع املسار التارخيي هلا، مـارين .بواقع هذه احلقوق يف الشريعة اإلسالمية الغراء، لنصل أخريا إىل العصر احلديث

و عصر النهضة ىـور الوسطــوق اإلنسان يف العصــحق: األولالفرع

أوهلما يطلق عليه عصر آباء الكنيسة، و يبدأ هذا األخري نقسم العصر الوسيط إىل عصرينا م ، و الثاين يطلق عليه العصر املدرسي 800مع أواخر القرن اخلامس ميالدي و ينتهي أواخر عام

.م و ينتهي بانتهاء العصور الوسطى800يبدأ من عام

يطوسـر الــان يف العصـوق اإلنســحق :أوال

Page 52: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

52

متيز عصر أباء الكنيسة باحنياز رجال الدين إىل العقيدة املسيحية و تأكيد اإلميان ا بالدليل العقلي، و العمل على تأكيد تأييدها تأييدا مطلقا، و أصبحت الفلسفة تابعة هلذه العقيدة بعون من

" أوغسـطني "القديس ،و يعد1 العقل، و طغت السلطة الدينية للكنيسة على السلطة الزمنية احلاكمةمن أبرز الفالسفة و الدعاة يف هذا العصر، كان يدعو إىل تكوين جمموعة أمم مسيحية حيث جاء

إن من املغالطة الزعم أن الدولة قادرة على أن تعطي كل ذي حق حقه إذا كانـت :" على لسانه .2"الدولة نفسها ال تعطي للرب نفسه حقه يف العبادة

" سي ظهر عدد كبري من رجال الفكر و الفلسـفة، مـن أبـرزهم أما خالل العصر املدر الذي اعترب الدولة نتيجة ضرورية من أجل إشباع احلاجات اإلنسانية اليت ترتبط " توماس اإلكويين

أساسا بطبيعة اإلنسان اإلجتماعية، و تنحصر مهمة الدولة يف صيانة األمن و السكينة و حتقيـق ا الفيلسوف أن الدولة تنال مرتبة أقل من مرتبة الكنيسـة، و بـذلك الصاحل العام ، كما اعترب هذ

يتعني على الدولة أن توافق قرارات الكنيسة، و انتهى إىل ضرورة خضوع اجلميع إىل القـانون ـ الذي يهدف إىل حتقيق اخلري العام ـ حىت و لو كان قانونا ظاملا طاملا ال ميس القواعد الالهوتيـة،

.3حدوث الفوضى و الفسادو برر ذلك بتجنب حتدث عن القيم اإلنسانية و اليت ال تعرف احلدود، " دانيت اجلريي" من جهته الفيلسوف

و ربطها بوجود اإلنسان و يل بأصله، و يعد أول من حتدث عن مبدأ التنوع الذي جيمـع كـل سياسي لإلنسانية يف اإلختالفات و يعترف بكل القيم اإلنسانية، و نادى بضرورة توحيد النظام ال

دولة واحدة لتحقيق السالم العاملي، رافضا مبدأي التصنيف و احلرب و دعا إىل فصل الدولة عـن .الكنيسة

ر النهضةـان يف عصـوق اإلنســحق-ثانيا بدأ اإلجتاه و الفكر السياسي مييل إىل االبتعاد عن فكريت الدين و الدولة باجتاه فكرة الدولة

زاوية العالقة بني احلكام و احملكومني، و بالتأكيد على سيادة الدولة و لـو علـى و القانون من حساب حقوق و حريات األفراد، و ظهر باملقابل اجتاه عكسي يدعو إىل التمسك حبقوق األفـراد و لو على حساب سلطة الدولة، و يعترب كل من ميكيافللي و جان بودان و جروسيوس من بـني

.22قانون حقوق اإلنسان يف الفكر الوضعي و الشريعة اإلسالمية، ص : عبد الواحد حممد الفار 1 .30السيد عبد احلميد فودة، املرجع السابق، ص 2، جانفي 367، العدد 1967ة لنظرية القانون الطبيعي يف العصر الوسيط، حبث منشور يف جملة مصر املعاصرة، دراسة فلسفي: حممود السقا: للمراجعة و التفصيل ارجع إىل - 3

.83-60، ص 1977

Page 53: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

53

حيث دعا ميكيافللي إىل احملافظة على قوة الدولة و زيادة هذه القوة و تعزيزها فالسفة هذا العصر،بكل الوسائل و األساليب أيا كانت، و أجاز للحكام اخلروج عن دائـرة اخلضـوع للقواعـد األخالقية و القانونية، مبختصر القول أن هذا الفيلسوف رفع من شأن الدولة على حساب حقوق

.األفراد و حرياممن جهته جان بودان دعا إىل تدعيم النظام امللكي املطلق، و أجاز للملك احلاكم اخلروج

عن القانون الوضعي بالنظر إىل سلطته املطلقة، و اعترب أن أفراد الشعب ال يتمتعون باحلقوق و إمنا راد يف عليهم واجبات يف مواجهة احلاكم، و بذلك يتفق هذان الفيلسوفان يف التضحية حبقوق األف

.1سبيل دعم السلطة احلاكمة و تقويتهاأما جروسيوس فقد نادى بضرورة العودة إىل القانون الطبيعي الذي يعلو عـن القـانون

الوضعي، باعتبار أن هذا األخري قائم على فكرة العدل و احلق، و هو قانون ثابت ال يتغري سـام تستند إىل العقل و اعترب اإلنسانية إرث ينطبق يف كل مكان و زمان، و يرتكز على أسس أخالقية

مشترك ال ميكن التخلي عنه حىت يف العالقة مع العدو، و اعترب أن احلياة اإلنسانية كلـها تؤلـف .جمتمعا واحدا

المــان يف اإلسـوق اإلنســحق - ثالثا، و مل مل تأت حقوق اإلنسان يف العصر اإلسالمي نتيجة ضغوط وطنية أو إقليمية أو عاملية

يأت إقرارها نتيجة ملطالبات و مظاهرات و تضحيات، و إمنا هي حقوق نابعة من نواة الشـريعة اإلسالمية، لذلك اتصفت هذه احلقوق بصفة الشمولية و رفض اإلنتقاص، حيث يشكل كل مـن القرآن الكرمي و السنة الشريفة املرجعية األساسية هلذه احلقوق، كما أا تشكل حقـوق انتفـاع

و السمة الواضـحة هلـذه .و اجتماعية و حىت دولية إنسانيةو تأسيس و حقوق ترس لتعامالت احلقوق يف صدر اإلسالم أا مؤسسة يف الشرع و مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتكليف و الواجب ممـا

.يضمنها معان جديدة خاصة ناط ا مشروعيتها و أقامها على عنصر اإلعتقاد

الفرنسية جاءت لتفرغ احلقـوق ةإن الثور:"ن الدكتور فتحي الدريينو يقول يف هذا الشأ " و احلريات من لقيم اليت ترقى إىل مستوى املعقولية أو املعىن اإلنساين الذي يليق بقولـه تعـاىل

Roubier : Théorie Général du Droit ; 1949 ; p 100املرجع السابق، نقال عن : السيد عبد احلميد فودة 1

Page 54: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

54

حيث أطلقتها و أفرغتها من املعىن اإلجتماعي و اإلنساين، لتمألهـا مبعـىن " و لقد كرمنا بين آدم 1"حلق اتمع، تطرفا منها يف تقديس الفرد و حقوقه نانية املطلقة و لتجاهل التامالفردية و األ

عنصر الواجب يف احلقوق الفردية هو التكليف مؤيد باملسؤولية و عنصر " و يواصل بالقول الواجب هو حق اتمع، فاحلقوق إذن يف التشريع اإلسالمي آلت إىل أن تكون واجبات مبقتضـى

و لذلك جند وأغلب الفقهاء يعترب أن هذه احلقوق هي يف ، 2 "قبل أن تكون حقوقاأصل التكليف .حقيقتها حقوق هللا تعاىل تشريفا و تعظيما لشأا و حرمة انتهاكها

و لعل نافلة املقال أن نؤكد أن اإلسالم يقوم على اعتقاد راق يف نظرته لإلنسان، حيث أن و لقد كرمنـا :" ه و تفضيله على سائر املخلوقات لقوله تعاىلهذا األخري مكرم لتكرمي اهللا تعاىل ل

بين آدم و محلناهم يف الرب و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كـثري ممـن خلقنـا "تفضيال

إن النظرية العامة حلقوق اإلنسان يف اإلسالم بتطبيقاا يف عهد الرسول صـلى اهللا عليـه ن، تبني قدرة التشريع اإلسالمي خبصوبته و مرونته الفائقة على مواجهـة و سلم و اخللفاء الراشدو

كل اإلحتماالت و الظروف يف كل عصر و بيئة على حنو حيقق مقاصـد التشـريع يف اتمـع اإلنساين، و التوازن بني حق الفرد و حق اتمع، و بتأصيل حق كل منهما و جعله قيمة حموريـة

يستهدفه من مصلحة خيتص ا كـل منـهما دون تنـاقض، مث إن للتشريع اإلسالمي ككل مبا مشروعية ممارسة حقوق اإلنسان يف اإلسالم منوطة باملصلحة العليا للمجتمع و مرتكـزة أساسـا

.على مفهوم العدل االجتماعي و اإلنساين انطالقا من عنصر جوهري و هو اإللزام بالتكليف ديثـر احلــصان يف العــوق اإلنســحق :الفرع الثاين

على عكس العصر اإلسالمي و الشريعة الغراء اإلسالمية، فإن احلركة الوضـعية حلمايـة حقوق اإلنسان بفكر سياسي متغري، عكس تطور التاريخ السياسي للبشرية، و أصبح السـائد يف

كننا العصر احلديث وجود حركة عاملية حلماية حقوق اإلنسان دف إىل تطويرها و محايتها، و مي .تتبع مسار ذلك على غري املعتاد من خالل أجيال احلقوق

اجليل األول حلقوق اإلنسان -أوال

213ي املعاصر، دار التيبة، بريوت، الد ااألول، الطبعة األوىل ، صدراسات و حبوث يف الفكر اإلسالم: فتحي الدريين 1

214املرجع السابق، ص :فتحي الدريين 2

Page 55: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

55

فإذا رجعنا إىل تطور مفهوم حقوق اإلنسان، جندها بدأت مبا يسمى باجليل األول حلقوق طنيـة يف اإلنسان املتمثلة يف احلقوق املدنية و السياسية، حيث أكدت عليها املواثيق الدولية و الو

.1القرنني الثامن عشر و التاسع عشرففي القرن الثامن عشر جتسـدت هـذه احلقـوق يف إعـالن فرجينيـا للحقـوق يف

يف أمريكا الشمالية، و الذي انعكس بعدها يف اإلعالن األمريكي لالسـتقالل يف 12/06/1776اإلنسان و املواطن عام ، مث تأكدت هذه األخرية يف إعالن الثورة الفرنسية حلقوق 04/07/1776

.2، و ما لبثت معظم الدساتري الوطنية أن تضمنت هذه احلقوق خالل القرن التاسع عشر1789 اجليل الثاين حلقوق اإلنسان-ثانيا

مع بداية القرن العشرين، امتدت احلماية الدستورية إىل عدد مـن احلقـوق اإلقتصـادية و دستور قـاميز يف أملانيـا 1917اد السوفيايت عامو اإلجتماعية، حيث نص كل من دستور اإلحت

على ما أمساه باملبادئ 1937على هذه الطائفة من احلقوق، كما نص دستور ايرلندا عام 1919، كما عىن ميثاق احلكومة األساسية لإلحتاد األورويب الـذي أقـره 3 احلاكمة للسياسة اإلجتماعية

بالنص على هذا اجليل الثـاين للحقـوق 07/12/2000جملس أوربا يف قمته املنعقدة يف نيس يف .و إقامة التوازن بينه و بني جيلها األول

و قد سارت يف هذا املسار األمم املتحدة بإصدارها لإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لعـام أن كل البشر ولدوا أحـرارا :" و الذي أخذ جبيلي احلقوق، و قد أكد يف املادة األوىل منه 1948

".متساويني يف الكرامة و احلقوق و أم يتمتعون بالعقل و الضمري

و مها العهـد 1966بعدها مت إصدار العهدين الدوليني على مستوى األمم املتحدة يف عام الدويل للحقوق املدنية و السياسية و العهد الدويل للحقوق االقتصادية و االجتماعيـة الثقافيـة،

4.املختلفة للحقوقاللذان مجعا بني الفئات أما على املستوى اإلقليمي، فقد ظهرت عدة وثائق تؤكد على هذين اجليلني منها اإلتفاقي

، و االتفاقيـة األمريكيـة 04/11/1945األوربية حلقوق اإلنسان و احلريات األساسية يف روما ، و يف 1981و امليثاق األفريقي حلقوق اإلنسان و الشـعوب لعـام 1948حلقوق اإلنسان عام

.317، ص 2005، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الثانية، "نظرات يف عامل متغري " العامل اجلديد بني االقتصاد و السياسة و القانون: أمحد فتحي سرور 1

.317، ص املرجع نفسه 2 .173، 171،172، 2007حقوق اإلنسان من منظور عصري، دار الفجر للنشر و التوزيع، القاهرة، : للتفصيل راجع أنتوين ووديوويس 3

www.un.org .قرارات اجلمعية العامة متاحة على موقع األمم املتحدة4

Page 56: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

56

حنت أسم امليثاق العـريب 1994الدول العربية رغم حماولتها لوضع وثيقة عن حقوق اإلنسان عام .حلقوق اإلنسان إال أن هذه اجلهود مل تكلل بالتصديق

اجليل الثالث حلقوق اإلنسان -ثالثا قوق إال أنه رغم كثري من الوثائق الدولية امللزمة خلت من اإلشارة إىل هذه الطائفة من احل

مت املناداة ا يف مرحلة تارخيية جديدة ملراحل حقوق اإلنسان و مسيت باسم حقـوق التضـامن كاحلق يف السالم و احلق يف التنمية و احلق يف بيئة نظيف، و قد أشار امليثاق األفريقـي حلقـوق

.يئةاإلنسان و الشعوب إىل احلق يف التنمية و احلق السالم و األمن و احلق يف الب خالل دورـا اخلامسـة 05كما نص القرار الصادر عن جلنة حقوق اإلنسان حتت رقم

على أن احلق يف التنمية هو من حقوق اإلنسان، و أصدرت اجلمعية العامة 1979و األربعني عام خالل دورا السادسـة و الـثالثني 133ـ رقم 1ـ 14/12/1981لألمم املتحدة قرارا يف

.ق يف التنمية غري قابل للتصرف فيهتعترب فيه احل 1يف دورا الواحـد و األربعـني 128القرار رقم 04/12/1986و أصدرت كذلك يف

أن احلق يف التنمية حق إنساين ال جيوز التصرف فيه و مبقتضاه حيق جلميع :" نصت املادة األوىل منهاإلجتماعية و الثقافية و السياسية، و اليت الناس اإلشتراك و املسامهة و التمتع بالتنمية اإلقتصادية و ".ميكن ا حتقيق مجيع حقوق اإلنسان و احلريات السياسية

لتصـدر بعـدها 1986و بالنسبة للحق يف السالم نادت به ألول مرة جلنة حقوق اإلنسان سنة اإلعـالن يف الدورة الثالثة و الـثالثني 73القرار رقم 1987اجلمعية العامة لألمم املتحدة سنة

. اخلاص بإعداد اتمعات للحياة يف سالم

و أما احلق يف بيئة نظيفة فقد مت اإلشارة إليه ألول مرة يف اإلعالن اخلتامي ملـؤمتر األمـم يف ستوكهومل، و جاء إعالن ريو عن البيئة و التنمية 1982املتحدة حول البيئة اإلنسانية يف جوان

أكد على حق اإلنسان يف حياة صحية و منتجة مبا يتفق مـع الذي 14/06/1992الذي عقد يف .الطبيعة، و اكتفى بالتشديد على واجب الدول حبماية البيئة

ما يالحظ على هذه احلقوق هو الغموض الذي يكتنف حمتواها، كما أـا ال تشـري إىل .تدابري و التزامات معينة جيب على الدول اختاذها

.320ص املرجع السابق، : أمحد فتحي سرور 1

Page 57: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

57

قوق اإلنسان و موضوعها عرف تطورا ملحوظا أكده املسـار صفوة املقال أن مفهوم ح التارخيي الذي عرضناه، و قد كلل هذا التطور يف العصر احلديث بالربط بني مفهوم الدميقراطيـة و حقوق اإلنسان و حكم القانون، و اعتبار كل ذلك وحدة واحدة متكاملة و مترابطة تؤكد على

.قامة دعائم احلكم الرشيد و حتقيق التنمية اإلنسانيةمفهوم األمن اإلنساين و تسعى إىل إ

Page 58: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

58

ظهور مفهوم التمكني حلقوق اإلنسان: الفرع الثالثظهر مصطلح التمكني ألول مرة يف خطابات البنك الدويل املتعلقـة بالتنميـة اإلنسـانية

.املستدامة ، و قبل التفصيل يف ذلك يتعني حتديد معىن التمكني لغويا مث اصطالحيا التمكني يف اللغة: والأ

.متكن من الشيء و استمكن أي ظفر، و االسم من كل ذلك املكانة و يعين قدر و ظفرمكناهم أي ثبتناهم و ملكناهم، و نقول مكنته من الشيء متكينا أي جعلت لـه : و قال الطرجبيلشيء و اإلقـدار فلكلمة التمكني عدة معان متقاربة كاملرتلة و التمليك و الظفر با. عليه سلطانا

.1منه ، ...ما يصح يه الفعل كائنا ما كان مـن اآلالت و العـدد و القـوى إعطاء أيو التمكني لغة

ذلك أن الذي له القدرة مثال على الكتابة تتعذر عليه إذا مل يتوفر ،و اإلقدار لغة يعين إعطاء القدرةالعجز و التمكني ضد التعذر كمـا له آلة الكتابة و يتمكن منها إذا حضرت اآللة، و القدرة ضد

.هو يف كتاب الفروق اللغوية التمكني يف القرآن الكرمي: ثانيا

: " مرة منها قول اهللا عز و جـل 18وردت كلمة التمكني يف القرآن الكرمي باشتقاقاا فـالتمكني يف " و منكن هلم يف األرض و نري فرعون و هامان و جنودمها منهم ما كانوا حيذرون

ه اآلية الكرمية فعل مجيع ما ال يصح الفعل و ال حيصل إال معه من القدرة و اآللـة و العـدد هذ أي أقـدرناكم علـى التصـرف فيهـا، " و لقد مكاناكم يف األرض:" و العدة و قول اهللا تعاىل

و حيتاج إىل القدرة إىل الداللة و إىل السـبب ما يصح به الفعل مع رفع املنع، إعطاءو التمكني .و إىل رفع املنع

قـدار و رفـع اء ما يسمح به الفعل من تبيني و إإذن التمكني باملفهوم الشامل يعين إعطو اجياد الدوافع و املقدمات و اآلليات و األسباب و كل ما هو ضروري ممـا ) املعوقات ( للموانع

كني للقـوة إىل ال حيصل الفعل إال معه، فهو يعرب عن عملية تتكفل بتحويل األشخاص غري املـال

Empowermentالتمكني : خالد بو املطيع 1

http://ejabat.google.com/ejabat/thead?tid=5634ffa6c=135bf47

Page 59: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

59

ىل حقوقهم و أداء دورهـم إمدركني و واعني ألوضاعهم و قادرين على تنظيم أنفسهم للوصول .و تبوء مكانتهم

Page 60: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

60

مفهوم التمكني حلقوق اإلنسان: ثالثاأصبح التمكني يف السنوات األخرية كلمة رئيسية يف استراتيجيات التنمية اجلديدة، و قـد

خطاب املنظمات الدولية و السياسيني و احلقوقيني و اجلهات الفاعلة أصبح هذا املفهوم شائعا يفيف هذا الشأن حيث يشري إىل احلصول على املزيد من الصالحيات ملختلف فئات السكان خاصـة احملرومة منها و الضعيفة ، حيث يرتبط مبفهوم التنمية الشاملة و التركيز على حقـوق اإلنسـان

أنه عملية زيادة قدرة الفرد أو اجلماعات علـى " من قبل البنك الدويلاألساسية، و قد مت تعريفه .1"اختاذ اخليارات املناسبة

فهناك عالقة وثيقة بني خطاب التمكني و حقوق اإلنسان خاصة ما يتعلق بالتغلب على اهلياكـل كني جيعـل االجتماعية غري املتكافئة و اليت تولد يف معظم األحيان ظاهرة الفقر و احلاجة، فـالتم

األفراد على بينة حبقوقهم و ممارساا و جيعلهم قادرين على صياغة و تنفيذ خيارام اخلاصة مـع .التركيز على خلق بيئة مستقرة يعيش فيها اجلميع حبقوق متساوية يف املشاركة يف اختاذ القرارات

الفرد لتبوء مراكـز صـنع و عليه يرتبط مفهوم التمكني مبفهوم التنمية املنصبة أساسا على متكني القرار و مشاركته يف وضع االستراتيجيات اإلمنائية، فالتنمية ليست حقا أساسـيا مـن حقـوق اإلنسان فقط و امنا هي احتياج إنساين أساسي جيب االلتفاف إليه، فهي دف أساسا إىل تعزيـز

و من جهـة أخـرى ال قيمة الفرد اإلنسان و توسيع نطاق اخليارات املتاحة أمامه هذا من جهة، ميكن احلديث عن التنمية و التمكني بعيدا عن حقوق اإلنسان حيث يـرى أكثـر احلقوقيـون

.2و االقتصاديون أن هناك عمودين تبىن عليهما حقوق اإلنسان مها الدميقراطية و التنميةلعدالـة يف ا إلرساءإن معىن التمكني حلقوق اإلنسان يعين توفري األرضية الفعلية و القانونية

اخليارات مع تساوي الفرص هذا من جهة، و مـن جهـة إتاحةو ،اتمع للتمتع بكافة احلقوقلتمكني األفـراد مـن ممارسـة اال إتاحةأخرى توفري اآلليات و رفع املعوقات اليت حتول دون

.حقوقهم

1 Jane Palier : L’empowerment : ambriguités théoriques et portée prati http://www.lamicrofinance.org/files/17287_file__PalierPr_vostESS2.doc

أعمدة التنمية و التمكني و تعزيز حقوق اإلنسان: شكيبشعلة 2http://www.alwaqt.com/blog art.php?baid=6012

Page 61: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

61

فـراد مـن و ملا كان اإلرهاب من أكثر و أخطر املعوقات اليت تقف حاجزا أمام متكن األنوع من التفصيل ممارسة حقوقهم و مباشرة خيارام، كان من األمهية مبكان حبث هذه اإلشكالية ب

.ستراتيجية فعالة حتقق التمكني النصي و الفعلي حلقوق اإلنسان بغية التوصل إىل إ

لوطين، يف الواقع و أمام تزايد خطر اإلرهاب يف السنوات األخرية على الصعيدين العاملي و ا ال جيد املراقب العادي صعوبة تذكر يف حتسس الواقع األليم الذي تعاين منه حقوق اإلنسان يف شىت أحناء العامل، حيث تواجه انتهاكات و تقييدات و حتديدات مقلقة خترج يف كثري من األحيان عـن

ع مفـاهيم العدالـة إطار الشرعية، و ترتفع و تريا يوما بعد يوم، و تترافق مع ممارسات تتناىف مو قد زاد هذا الوضع خطورة بعد أحداث سبتمرب اليت فتحت اال أمام العنف و القوة / اإلنسانية

حـدود و جتاوز قواعد القانون الدويل، فما هو وقع ظاهرة اإلرهاب و أساليب جماتـها علـى ؟ و االنتفاع ا قوق اإلنسانحل التمكني

Page 62: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

62

.نسان بني اإلرهاب وجمـابـهتهحدود حقوق اإل:الفصل الثاين

لقد فرضت مسالة العالقة الثالثية بني كل من اإلرهاب وجماة اإلرهاب وحقوق اإلنسان نفسها بإحلاح على الساحة الدولية والداخلية على حد سواء خاصة بعد اهلجمات اإلرهابية الـيت

رورة اختـاذ كـل اإلجـراءات استهدفت الواليات املتحدة األمريكية وتعالت النداءات بشان ضوالتدابري الالزمة ملكافحة اإلرهاب بكافة صوره وأشكاله وأيا كانت دوافعه ،وأثـريت باملقابـل مسالة التوفيق بني ضرورة التمكني حلقوق اإلنسان ومحايتها يف سياق مكافحة اإلرهاب من جهة ،

رهايب من جهة ثانية، خاصة بعـد وبني مقتضيات حتقيق األمن الوطين للدولة يف مواجهة اخلطر اإلصدور جمموعة من القوانني يف معظم الدول واليت شكلت بكل املعايري مساسا حبقـوق اإلنسـان

.ووضعت حدودا لبعض احلقوق األساسية حتت حجة مكافحة اإلرهاب ؟ ـ فما هي تداعيات اإلرهاب على ممارسة حقوق اإلنسان

ة األمن الـوطين يف مواجهـة التهديـدات وهل هناك تعارض فعلي بني متطلبات محاي - ؟ اإلرهابية، وبني ضرورات حتقيق التمكني النصي والفعلي حلقوق اإلنسان

لإلجابة على هذه التساؤالت إىل آثار اإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسـان املدنيـة منـها قتضـيات مجايـة ، مث إىل آثار مكافحة اإلرهاب بني م)مبحث أول(و االقتصادية و االجتماعية

).مبحث ثاين( األمن الوطين و حتقيق التمكني النصي و الفعلي حلقوق اإلنسان

آثار اإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسان:املبحث األول بات اإلرهاب يشكل يف السنوات األخرية خطرا كبريا على امن الدول وحقوق األفراد ،

لي ليشمل دوال وجمتمعات متعددة ، وتعالت األصوات خاصة بعد اتساع رقعته وجتاوزه اإلطار احملبضرورة مباشرة التعاون الدويل لكبح مجاح هذا التهديد اخلطري وضرورة محاية حقوق اإلنسـان،

أكدت وثيقتـه 1-1993جويلية -ففي خالل املؤمتر العاملي حلقوق اإلنسان الذي عقد يف فيينا ساته جبميع أشكاله ومظاهره تشكل تقويضـا حلقـوق ن اإلرهاب وأعماله وأساليبه وممارعلى أ

.67،66ص، حقوق اإلنسان بني مطرقة اإلرهاب و سندان الغرب، دار الفكر العريب، اإلسكندرية، د ط، د ت،: حسنني احملمدي بوادي - 1

Page 63: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

63

اإلنسان واحلريات األساسية فضال عن ديده للسالمة اإلقليمية للدولـة و زعزعـة اسـتقرار "احلكومات

و قد أعقبت هذا املؤمتر الكثري من الوثائق و املؤمترات و تصرحيات رؤساء املنظمات العاملية يث أكدت مجيعها على اعتبار كل األنشطة اإلرهابية بغض النظـر و اإلقليمية و رؤساء الدول، ح

عن دوافعها و أسباا تشكل اعتداء على حقوق اإلنسان، نظرا ملا تنشره من رعـب و خـوف .و فزع يف األوساط املدنية مبا يتعارض مع حق اإلنسان يف احلياة و األمن و العيش بسالم

اإلحباط، يتم اللجوء إليه من طرف املنظمـات صحيح أن اإلرهاب يعرب عن أسلوب وليد اإلرهابية عندما تفقد بوصلة التوجه الصحيح، و ختتلط عليها مسارات العمل السياسـي حماولـة اختصار هذه املسارات مبمارسات العنف، و هي يف الواقع ال ختتصر سوى طريق ايتها لتنحسـر

األلوية احلمراء، و اجليش األمحر و إال فأين هي يف النهاية املطاف و تصبح أثرا بعدما كانت عينا،، لقد تينية و التكفري و اهلجرةا، و الراديكاليني يف أمريكا الالالياباين، و مجاعة املفوضني يف أورب

احنسرت مجيعها، و لكن ال ميكننا أن ننف اخلسائر املروعة اليت أحلقتها علـى صـعيد األرواح و كتنظيم القاعـدة يف تنتشر على الصعيد العاملي تنظيمات إرهابية املمتلكات، و لألسف ال تزال

و اجليا يف اجلزائر يا، يف أوغندا و القوات املسلحة الثورية يف كولومبالرب أفغانستان و جيش ، و غريها من اجلماعات اليت 1و اجلماعة اإلسالمية يف أندونيسيا و اجلماعات اهلندوسية يف اهلند

قيا لألفراد و الدول على حد سواء، نتيجة سياستها اهلمجية الرببرية اليت باتت تشكل هاجسا حقي .ترفضها كل الديانات املسيحية و يرفضها احلس السليم و املنطق الصحيح

و قد أعربت اجلمعية العامة لألمم املتحدة عن استيائها الشديد إزاء تزايد عـدد األبريـاء و إرهاب عشوائية و جزافية ال ميكن تربيرها حتـت أي الذين يقتلهم اإلرهابيون يف أعمال عنف

ظرف كان، و أدانت إدانة قاطعة هذه األعمال بوصفها تدمري حلقوق اإلنسان، و تقويضا ألركان سنحاول من خالل هذا اجلزء أن نربز التأثري املباشـر لإلرهـاب علـى ، 2اتمع املدين ألتعددي

.اسية و اإلجتماعية و الثقافيةالتمكني ملختلف احلقوق املدنية و السي

آثار اإلرهاب على التمكني للحقوق املدنية و السياسية: املطلب األول

/doc-attachements/f2/422d1107712095forum.jro7i.com. - اإلرهاب السياسي - 1 .26لحقوق اإلنسان، ص" السابق"، المرصد الوطني الجزائري1996التقرير السنوي لعام -2

Page 64: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

64

املـؤرخ يف 1997/42أكدت اجلمعية العامة لألمـم املتحـدة مـن خـالل قرارهـا على إدانة كل أعمال و أساليب " حقوق اإلنسان و اإلرهاب" الذي جاء بعنوان 11/04/1997

النظر عن دوافعه، أينما ارتكب و أيا كان مرتكبوه، بوصفه أعماال عدوانية دف اإلرهاب بغض إىل تقويض احلريات األساسية و احلقوق السياسية و الدميقراطية، و تزعزع استقرار احلكومـات

.1املشكلة بصورة مشروعة، و تقوض أركان اتمع املدين التعددين األعمال اإلرهابية باتت تشكل يف الوقت الراهن يف الواقع ال يوجد خالف حول اعتبار أ

أكرب ديد ملمارسة احلقوق، خاصة احلقوق املدنية و السياسية األساسية على رأسها احلق يف احلياة و السالمة الشخصية، و احلق يف األمن و األمان الشخصي، و احلق يف احلرية باملعىن الواسع سواء

تكوين األحزاب السياسية أو حرية العقيدة أو احلـق يف املشـاركة حرية التعبري و الرأي أو حرية السياسية، و اليت أكدت عليها كل املواثيق الدولية، يف مقدمتها كل من اإلعالن العاملي حلقـوق اإلنسان و العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية، حيث تدين االستخفاف و االحتقـار هلـذه

.لوحشية و اهلمجية اليت يأباها الضمري اإلنسايناحلقوق من خالل األفعال او على الرغم من وجود قبول واسع و اتفاق صريح بأن هناك عوامل ترتبط بتغييب ممارسة

احلقوق، و اليت توفر البيئة املناسبة لنمو اإلرهاب، حيث أن تردي األداء و تسلط النظام السياسي و االستالب الثقايف، و التراجع املريع لدى اتمعات و اهليكل االجتماعي و التهميش االقتصادي،

ميثل أهم األسباب اجلذرية لإلرهاب، رغم كل ذلك إال أن اللجوء إىل العنف و رفـض احلـوار بالوسائل السلمية املتحضرة غري مربر على اإلطالق، و ال ميكن اخلروج به إىل نتائج مرضية اجيابية

هذا االجتاه متردا على املبادئ األساسية حلقوق اإلنسان، بل على العكس من ذلك، سوف يشكل .و عائقا أمام ممارسة هذه احلقوق

و لو أردنا حتسس مواضع تأثري اإلرهاب على احلقوق املدنية و السياسية سيظهر لنا ذلـك بشكل واضح من خالل انتهاك احلق يف احلياة و السالمة اجلسدية كأمسى حق على اإلطالق، من

جمموع العمليات التقتيلية اجلزافية و العشوائية اليت ترتكبها اجلماعات املسلحة اإلرهابية ضد خالل

ميكن الرجوع إىل ,إلنسان أوصت اللجنة اخلاصة حبقوق اإلنسان بتعيني السيدة كوفا كاليويب يف منصب املقرر اخلاص املكلف بإجراء دراسة شاملة عن اإلرهاب وحقوق ا - 1

ECONOMIC AND SOCIAL COMMISSION ON HUMAN UNITED NATIONS: راجع, org .un www. موقع األمم املتحدة لإلطالع على التقرير RIGHTS :

SUB-COMMISSION ON THE PROMOTION AND PROTECTION OF HUMAN RIGHTS –THIRD SESSION ITEM 6OF THE PROVISIONAL AGENDA : DISTR GENERAL E/CN .4 /SUB⋅2/2001 /31 :27JUNE 2001 ORIGINAL : ENGLISH :OTHER ISSUES :TERRORISM AND HUMAN RIGHTS PROGRESS REPORT PREPARED BY MS ⋅KALLOPI K⋅KOUFA ,SPECIAL RAPPORTEUR GE⋅01-

Page 65: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

65

املواطنني املدنيني ، فضال عن عمليات االختطاف و االغتياالت الفردية و استعمال املواد اخلانقـة سياسـية يف إدارة جممل احلقوق السياسية كاملشاركة ال، إضافة إىل انتهاك 1 و إشعال املواد الضارةحيث يقف اإلرهاب حائال أمام تطلعات األفراد اإلنتخابية، و أمام قيـام شؤون األمة و اتمع،

.بعض الكيانات السياسية حبمالا االنتخابية يف كثري من الدول اليت تعاين من اإلرهابية تأثرا باإلرهاب، من جهتها حرية الرأي و التعبري و اإلعالم تعد من بني أكثر احلقوق املدن

فهذه وسائل اإلعالم اليت تعتمد على حرية الفكر و الرأي لكل املفكرين و املثقفني، جندها يف كثري من األحيان

تذكر آراء تبتعد عن حقيقة األمر حتت ضغط اجلماعات اإلرهابية بشكل خيـالف حريـة نقـل .ةاملعلومة، و حق املواطنني يف الوصول إىل املعلومة احلقيقي

كما يشكل اإلرهاب السبب الرئيسي يف عزوف كثري من املفكرين عن الكتابة و التعـبري و مناقشة القضايا السياسية و العامة، و أدى إىل اخنفاض مستوى مشاركة املواطنني يف الشـؤون

اطاا العامة للبالد، و أثر على ممارسة منظمات اتمع املدين كأحد أركان اتمع الدميقراطي لنش .اهلامة يف اتمع

و وقف اإلرهاب أيضا حاجزا أمام املرأة حلقوقها السياسية، و منعها من التقدم للترشـح .كند للرجل و غرمي له يف االنتخابات و احلياة السياسية عموما

، 2 سنركز يف دراسة تأثري اإلرهاب على احلقوق املدنية و السياسية، على ثـالث حقـوق كثر احلقوق مساسا باألعمال اإلرهابية، فضال عن كوا أهم احلقوق حيث يكون التمتع تبدو لنا أ

ا ضروريا للتمتع بباقي احلقوق املدنية و السياسية، و هي احلق يف احلياة و احلق يف األمن، و احلق 3احلرية

انتهاك اإلرهاب للحق يف احلياة: الفرع األول

www.elaph.com/ElaphWriter/2005/2/43293.htm. 24/02/2005من أجل تشريع دويل للقضاء على اإلرهاب،: زهري كاظم عبود 1

ال الميكننا إستثناء أي حق من احلقوق من دائرة اإلنتهاكات اإلرهابية ،وهذا ما أكدته املقرر اخلاص باألمم املتحدة اليت أشارت أن األعم 2اجلهات الفاعلة األخرى تؤثر على احلق يف احلياة واحلق يف عدم التعرض للتعذيب واإلعتقال التعسفي رهابية سواء ارتكبت من قبل الدولة أواإل

أكدت ،و،وحقوق املرأة وحقوق الطفل ،والصحة واإلقامة والنظام الدميقراطي والسلم واألمن الدوليني واحلق يف عدم التمييز وعدد أخر من احلقوق .،راجع التقرير املشار إليه سابقا اإلرهابأنه ال يوجد حق واحد معفى من أثار

الضمري نصت املادة الثالثة من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان على هذه الثالثية ،وأدانت اإلستخفاف ا بارتكاب أعمال وحشية ومهجية يأباها 3 .اإلنساين

Page 66: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

66

استهدافا و انتهاكا يف اهلجمات اإلرهابية الـيت ترتكبـها يعد احلق يف احلياة احلق األكثر اجلماعات املسلحة ضد املواطنني املدنيني و بشكل عشوائي و جزايف و دون متييز على أساس السن أو اجلنس أو الوضع االجتماعي أو االنتماء املهين، هذا إىل جانب عمليات اإلغتيـاالت الفرديـة

إلرهاب أكرب خطر يتسبب يف خسائر بشرية هائلة سجلت على و االختطافات، و بذلك يكون ااجلزائر، اململكة العربية السعودية، مصر ، اليمن، اململكـة املتحـدة، : مستوى أغلب دول العامل

حـوايل كينيا،ترتانيا، اندونيسيا و الواليات املتحدة األمريكية و اليت سجلت خالل هجوم واحد .1ضحية 3000

ستطالعات للرأي قام ا معهد الدراسات العليا لألمن الداخلي يف فرنسا مع و قد أظهرت إحدى او اإليـدز ، %80ألف شخص، أن املشاكل األمنية الكربى تتمثل أساسا يف املخدرات بنسبة 15

207وفاة 89و 81و نتج عن هذا األخري ما بني عامي ، %67و اإلرهاب بنسبة ،%68بنسبة بزيادة عدد املنظمات اإلرهابية زادت العمليات اإلرهابية زيادة ، و 2آخرين 748و جرح شخص

، و تشـري 3% 45 ملحوظة تسببت يف ارتفاع عدد الضحايا، كان نصيب دول أوربا الغريب منهامنظمة، متوسط نصيب 2176دراسة حديثة قدرت عدد املنظمات اإلرهابية على املستوى العاملي

، مما يظهر أن 13,9و نصيب كل دولة نامية من املنظمات منظمة، 25.5كل دولة من املنظمات .عدد املنظمات يف الدول املتقدمة يضاعف عددها يف الدول النامية

و ال أدل على انتهاك احلق يف احلياة من جتربة اجلزائر اليت عانت مـن اإلرهـاب خـالل املتحدة بعد فحصها تقريـر العشرية السوداء، و قد أدانت اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان يف األمم

احلكومة اجلزائرية و البيان الشفوي الذي قدمته عن أوضاع احلقوق املدنية و السياسية يف اجلزائـر ، أعربت اللجنة عن أشد إدانة صادرة عن هيئة من هيئات 1998إىل 1992يف الفترة املمتدة من

قد أعلنت اللجنة عن استنكارها البالغ ، و4األمم املتحدة حىت اآلن حلال حقوق اإلنسان يف اجلزائر .للمذابح الواسعة النطاق اليت راح ضحيتها مواطنون أبرياء

pd⋅ ch/wifor/staff/as/dievolksw terrorismus fr⋅unibas⋅wwz⋅ www rismeimpact économique du terro′l 1

،نقال عن إمام حسنني عطا اهللا 22/01/2007الوطن العريب بني ثالثية اإلرهاب والقاعدة واألمركة ،جملة ديوان العرب ،: حممد سيد سلطان 2 e7615 php/articl⋅com/spip⋅diwanalarab⋅www.2004اإلرهاب :

.املرجع نفسه 3 ⋅طورات يف جمال حقوق اإلنسان ، دور اتمع الدويل ،األمم املتحدة الت: 1999ن ،التقرير السنوي لعام منظمة مراقبة حقوق اإلنسا 4

htm⋅org/arabic/reports/wr99/algeria ⋅hrw⋅http://www

Page 67: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

67

الـيت 1997و تبعا لذلك استنكرت اللجنة املذابح اليت وقعت يف أوت و سبتمرب من عام مدين على وجه اإلمجال يف منطقة بن طلحة و بين مسوس على مشارف 600أسفرت عن مقتل

.1اجلزائرية، و كانت هذه اهلجمات من بني اهلجمات األعنف يف اجلزائرالعاصمة : و ميكننا إجياز أهم االعتداءات اإلرهابية على احلق يف احلياة باألساليب اإلرهابية التالية

:باهلجوم املباغت و املركز: 1بادة اجلماعية تظهر هذه االعتداءات من خالل اازر و املذابح اجلماعية اليت تقوم على اإل

لألفراد و العائالت، مما يوقع عددا كبريا من الضحايا يصل إىل اآلالف و املئات، كما حـدث يف مناطق بن طلحة و بين مسوس و سيدي حامد بالعاصمة اجلزائرية، حيث شهدت هذه األخـرية

2 .1998جانفي 11إىل 10جرحيا ليلة من 70قتيال و 103جمزرة خلفت

زيفةاحلواجز امل -2 اإلجرامي يف وضع حواجز على الطريق أمـام سـائقي السـيارات يتمثل هذا األسلوب

و املركبات عموما و اليت تنتهي يف الغالب حبصيلة من الضحايا و املختطفني مبا يشـكل انتـهاكا .التنقليف للحق يف احلياة و احلق

:اآلليات املفخخة:-3رود املفخخة واليت تسـتعمل يف ختويـف األفـراد القنابل واآلالت والط اليت تتمثل يفو

التفجريات اليت استهدفت ثالث جممعات سكنية لألجانب : واالعتداء على حيام ،ومن أمثلة ذلكقتيال وجرح 35واليت خلفت م12/05/2003يف شرق الرياض باململكة العربية السعودية بتاريخ

.شخص 200حوايل ة إرهابية مسلحة تنتمي للجماعة السلفية اجلهادية مخسة وبعدها بأربعة أيام ضربت جمموع

100شخصا وجـرح 45م واليت خلفت 16/05/2003مواقع يف مدينة الدار البيضاء املغربية يف .آخرين

قتيل وتشـويه 52وخلفت 2005وكذلك اهلجمات اإلرهابية اليت استهدفت بلندن يف جويلية .)3(ت األعنف يف اململكة املتحدةعشرات آخرين واليت اعتربت من بني اهلجما

1999إىل أكتوبر 1998اول الفترة من نوفمرب يتن 2000منظمة مراقبة حقوق اإلنسان التقرير السنوي لعام 1

HTML⋅/WR2K/INDEX /REPORTE org/arabic/1000⋅hrw⋅www 25،املرصد الوطين اجلزائري حلقوق اإلنسان ،ص 1999التقرير السنوي لعام 2

3 -House of lords , House of Commons : Joint committee on Human Rights , CounterTerrorism, Policy and Human Rights :Terrorism Bill and Related matters ⋅Third Report of session 2005 06 http://www⋅icj⋅org/IMG/pdf/joint committee report 6F DBD⋅pdf

Page 68: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

68

م عنـدما 17/11/1997ومن العمليات التفجريية املؤثرة يف الوطن العريب ما حـدث يف هاجم اإلرهابيون السياح يف معبد امللكة حتشيبسوت يف األقصر يف مصر، حيـث قتـل حـوايل

م 1981اكتـوبر 6سائح أجنيب ،واعتربت هذه العملية اإلرهابية األكثر دموية يف مصر منذ 60حيث تعرض قطاع السياحة املصري املزدهر إىل ضربة رئيسة لكنها مل تكن األخرية، حيث قـام

بعملية اغتيالية يف املنتجع السياحي املصري الشعيب ملدينة شرم الشيخ 23/07/2005إرهابيون يف .آخرين 200شخصا و جرح أكثر من 64قتل فيها على األقل

حىت شهد العامل العريب تفجريات إرهابية جديدة يف عمان األردنية 2005و مل ينقض عام 58نوفمرب، حيث هومجت فنادق سياحية من طرف ثالث انتحاريني قتل علـى إثرهـا 09يف

.)1(شخصا االغتياالت الفردية -4

مع تزايد عدد املنظمات و اجلماعات اإلرهابية يف السـنوات األخـرية ذات األهـداف البا، أصبحت توجه هجماا ضد الشخصيات السياسية نذكر على سبيل املثال علـى السياسية غ

:املستوى العريب .29/06/1992اغتيال الرئيس اجلزائري حممد بوضياف يف

 .10/06/1987 اغتيال رئيس الوزراء اللبناين رش كرامي يف

 .14/02/2005 اغتيال رئيس الوزراء اللبناين رفيق احلريري يف

 .12/2007 يسة الوزراء السابقة الباكستانية بيناطري بوتو يفاغتيال رئ إذن، يظهر من خالل ما سبق أن اإلرهاب بات يشكل ديدا خطريا حلياة األفراد علـى

.املستوى العاملي، مما ميثل انتهاكا خطريا ملنظومة حقوق اإلنسان انتهاك اإلرهاب للحق يف األمن: الفرع الثاين

وزير خارجية الواليات املتحدة األمريكية تقريرا إىل حكومتـه عـن قدم 1945يف عام األمم املتحدة، و جـاء هـذا التقريـر اءنشفرز إنتائج املؤمتر الذي عقد يف سان فرانسيسكو و أ

:حمدودا، و مما جاء فيهمن إن معركة السلم يتعني خوضها على جبهتني، األوىل جبهة األمن و اليت تعين النظر يف التحرر "

"اخلوف، و الثانية هي اجلبهة االقتصادية و االجتماعية اليت تعين النظر يف التحرر من احلاجة

1 Encyclopedia Britannica 2007 Ultimate reference Suite DVD :Chicago.

Page 69: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

69

لقد كانت فكرة األمن لعقود كثرية تنصرف إىل املعىن العسكري و مسألة احلدود و توازن فهـوم القوى، و لكن بتزايد التهديدات و تغري طبيعتها، و زيادة االهتمام حبقوق اإلنسان، تغري م

م األمن لينتقل التركيز على حمورية الفرد اإلنسان، امج األم املتحدة للتنمية يف تقريره حيث أآد برنعلى أن الفرد جيب أن يتخذ موقعه داخل مركز االهتمامـات الدوليـة، و يف عـام 1993سنة

ة كرامـة أعطى الربنامج فكرة األمن اإلنساين بأبعاده السبعة، و الذي يركز على صيان )1(1994 اإلنسان و تلبية حاجاته املادية و املعنوية، و توفري التمكني للمشاركة السياسـية و االجتماعيـة

و حماولة التقليل منها إىل احلد األدىن ليصبح مفهـوم األمـن )2(و محايته من ديدات و املخاطرأصبح مفهوم األمن اإلنساين مركزا أساسا على فكريت التحرر من اخلوف و التحرر من احلاجة، و

و يعترب اإلرهـاب أخطـر .اإلنساين يرتبط بالتنمية اإلنسانية و يركز على حقوق اإلنسانالتهديدات اليت تواجه األمن اإلنساين، حيث يستهدف زرع الرعب و اخلوف وسـط املـدنيني

حتت رمحة بشكل يلغي شروط التحرر من اخلوف، و يعمل على تدمري البىن التحتية و إبقاء األفراد أعمال النهب و التخريب احلاجة و الفقر عن طريق انتهاك حقهم يف االنتفاع باملمتلكات، خالل

.و احلرق الواسعة النطاق مما يقضي بالضرورة على شروط التحرر من احلاجة إذن ، يظهر أن التنظيمات اإلرهابية على اختالف أمسائها و علـى اخـتالف أهـدافها

.3يف وسيلة متماثلة معتمدة أساسا على ترويع أمن األفراد كنهج تتميز بهو أفكارها، تتوحد :و ميكننا التماس تأثري اإلرهاب على احلق يف األمن من خالل ما يلي ختريب اهلياكل القاعدية و التجهيزات: أوال

القاعدية سواء اليت تتبـع ةحيث غالبا ما تستهدف األعمال اإلرهابية اهلياكل ذات الصبغ القطاع اخلاص أو القطاع العام، و ذلك بقصد االعتداء على وسائل عيش املواطنني و حقوقهم يف

، كما دفع اإلرهاب كثريا من املسـتثمرين 4التملك و التنقل و السكن، وحقهم التنمية بشكل عام لفقـر الوطنيني و األجانب إىل العزوف عن القيام مبشاريع تنموية مما زاد ذلك من تزايد معدالت ا

.و الطالة و تدين املستوى املعيشي

.222، ص 2005، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الثانية، "نظرات يف عامل متغري" بني اإلقتصاد و السياسة و القانونالعامل اجلديد : أمحد فتحي سرور 1عامل ، مما جيعل أليات الت قد يكون حتديد الفرق بني مصطلحي التهديدات و املخاطر صعبا نوعا ما ،فمصطلح املخاطر يوحي بالغموض و التباين و امليوعة وعدم التحديد 2

⋅ ″ غالبا ما يعطي هلا الطابع العسكري″معها أكثر تعقيدا ،يف حني أن التهديدات تكون معلومة املصدر والفاعل وجمددة األثر مما جيعل أليات التعامل معها معلومة ، 1975اإلرهاب و حقوق اإلنسان، احلوار املتمدن، العدد : سجر مهدي الياسري 3

13/7/2007. 10260?ald= ebat/show.art.aspwww.ahewar.org/d .35، ص 2001اإلرهاب و التطرف و العنف الدويل، املكتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، : أمحد أبو الروس 4

Page 70: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

70

اختطاف األفراد و ابتزازهم: ثانياهي تقنية إجرامية يستعملها اإلرهابيون من أجل إحداث صدمة مجاعية لدى أكرب عدد من

السكان إليهامهم بالقوة، و تكون يف غالب األوقات متزامنة مع ارتكاب جمازر مجاعية و إقامـة .حماوالت االغتياالت الفردية احلواجز املزيفة و و

جري السكان: ثالثاحيث غالبا ما ينتج عن األعمال اإلرهابية هروب سكان املناطق النائية و الريفية حنو املدن

بعد إصابتهم بالصدمة نتيجة هذه االعتداءات، و نتيجة شعورهم بالالأمن و الفزع و العـيش يف هذه املنظمات يف استهداف كل الطبقـات و الفئـات إستراتيجيةحاالت من الترقب، مما يربز

.1االجتماعية، مبا ميثل اعتداء مباشرا على حق اإلنسان يف األمن و العيش يف سالم انتهاك اإلرهاب للحق يف احلرية:الفرع الثالث

تعد احلرية من أمسى احلقوق على اإلطالق، فهي تشري إىل منظومة من احلريـات املتعلقـة يث هو نواة اتمع، كحق اإلنسان يف التعبري و الرأي، و حريـة املعتقـد و حريـة بالفرد من ح

االجتماع و حرية التملك، و حرية تكوين اجلمعيات الدينية، و غريها، فهي متثل األساس يف قيام الدولة الدميقراطية، و املعيار الذي تقاس من خالله مشروعية قيام أي نظام أو حـزب أو دولـة

.2مدين أو جمتمعو ال خيفى أن اإلرهاب يسعى إىل إغالق قنوات احلوار و يعتمد على وسيلة خرقاء، رافضا

حرية اآلخر يف االختالف و الرأي و التعبري، فاجلماعات اإلرهابية باستهدافها لنخبة اتمع مـن و التهديـد، املفكرين و املثقفني و السياسيني عن طريق عمليات االغتيال و االختطاف و االبتزاز

حتاول إزاحة أي فكر سليم يناقش أطروحتها و أفكارها القائمة على التفسريات الضيقة و اخلاطئة لإلسالم، و يهدف إىل فرض أمناط حياة اجتماعية بالية و قائمة على التمييز و ثقافة املوت، و تربز

:انتهاكات حقوق اإلنسان للحق يف احلرية من خالل الرأيانتهاك حرية : أوال

حيث تسعى اجلماعات اإلرهابية إىل التركيز على رجال الدين املعتدلني و رجال اإلعـالم .و املثقفني دف فرض رأي وحيد، و تغييب ألي فكر متفتح يقبل احلوار و النقاش و اإلقناع

http://www.saaid.net/Duat/yahia/41.doc .ه 08/01/1426اإلرهاب أسبابه، آثاره، الوقاية منه، : حيىي بن موسى الزهراين 1

، 14احلرية بني الشرق و الغرب،احلوار املتمدن،العدد:راشدي املطويفهد 22251/04/2008.?d=&nr=2251 http://www.ahewar.org/search/dsearch.asp

Page 71: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

71

لذلك كان اإلرهاب الفكري أشد خطرا من إرهاب القتل و التدمري، النتهاكـه بشـكل يم جوهرية و أساسية تتعلق حبق التعبري و املشاركة، و رفض االستئصـال و النفـي منهجي مفاه

لآلخر، و نفي كل معاين التعددية اليت تعد مبدأ أساسي من مبـادئ دولـة احلـق و القـانون .الدميقراطية

انتهاك حرية اإلعالم: ثانيا عن األخبار و األفكار تتصل حرية اإلعالم باحلق يف الوصول إىل املعلومة، و حبرية البحث

و استقباهلا و نشرها و إيصاهلا إىل املواطن، لذلك كانت األسرة اإلعالمية مستهدفة مـن طـرف اجلماعات اإلرهابية عن طريق عمليات االغتيال للصحافيني سواء املنتمني إىل الصحافة املكتوبة أو

.السمعية البصريةغتيال هلذه الفئة اإلعالمية، ففي خـالل الفتـرة و تعد اجلزائر مسرحا لعمليات االختطاف و اال

شخصا تابعني إىل قطاع اإلعالم، و هي حصـيلة 52، مت اغتيال 1995إىل 1994املمتدة من ، و قد أدى هذا الوضع إىل هجرة العديـد مـن 1اعتربها العامل األعلى و األعنف يف تلك الفترة

نا ملمارسة مهنهم، مما أثر سلبا على حق املواطن الصحفيني و اإلعالميني اجلزائريني إىل دول أكثر أميف التوصل إىل املعلومة، و ال شك أن حرية اإلعالم ركيزة هامة يف اتمع الدميقراطي، ملا تعنيه من

.شفافية و تقريب املواطن و اطالعه على األوضاع العامة يف الدول 2انتهاك حرية العقيدة: رابعا

كثر الفئات استهدافا من قبل اإلرهاب الـديين، علـى أسـاس أن لطاملا كان رجال الدين من أ اجلماعات اإلرهابية تتبىن قيم و أفكار دينية متطرفة، لذلك كان رجال الدين من املسلمني

.املعتدلني و من باقي الديانات األخرى عرضة لالغتياالت الفردية و اجلماعية يف اجلزائـر، " رات يف وزارة الشؤون الدينيةمن أئمة و إطا"رجل دين مسلم 86فمثال مت اغتيال

، إضافة إىل اغتيال سـبع 1996و منتصف عام 1992و ذلك يف الفترة املمتدة من مطلع عام بواليـة " تيجرين"مارس من معبد 27إىل 26رهبان من جنسية فرنسية ذحبا بعد اختطافهم ليلة

.3املدية باجلزائر

.70ـ67، املرجع السابق، ص 1995ـ1991تقرير عام 1 .26،27، ص 1990التوزيع، القاهرة، الطبعة األوىل،اإلرهاب و القانون الدويل، املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و :امساعيل الغزال 2 .60ـ59، املرجع السابق، ص 1996تقرير عام 3

Page 72: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

72

عريب و الغريب هذا النوع من االعتداءات على حرية العقيـدة، و قد عرفت العديد من دول العامل الففي مصر عرفت العديد من االغتياالت ضد رجال الدين املسيحيني التابعني للكنيسة القبطيـة يف

متعبدين، 10سالموية هذه الكنيسة و قتلت هامجت مجاعة إ 12/02/1997، ففي ":أبوقورقس" ".جنع داوود"رية القبطيةشخصا يف الق 13اغتالت 13/03/97و يف

على النحـو و ميكننا أن نفهم هذا احلقد اإلرهايب على رجال الدين سواء املسلمني أو املسيحينيفبالنسبة لرجال الدين املسلمني فهم يقفون حجر عثرة يف طريق نشر أفكار اإلرهابيني -- :التايل

.املغلوطة و التضليلية عن الدين اإلسالمي الصحيح و املعتدلأما رجال الدين املسيحيني، فينظر إليهم من قبل تلك اجلماعات املتطرف على أم يسعون إىل -

إفساد املعتقد اإلسالمي يف اتمع العريب اإلسالمي عن طريق عادام الدينية، و يكون بذلك قـد عاهدين أو مـن جتاهلت تلك اجلماعات اإلرهابية احلرمة اليت أوالها اإلسالم هلؤالء سواء كانوا مت

من آذى ذميا فقـد :" أهل الذمة أو عريهم حيث يقول الرسول صلى اهللا عليه و سلم يف حقهممنم آذى ذميا فأنا خصمه ، و من كنت خصـمه " و يقول" آذاين، و من آذاين فقد آذى اهللا

من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا، أو كلفه فوق طاقتـه، :"، و يقول كذلك"خصمته يوم القيامة ".أو أخذ منه شيئا بغري طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة

إذن يتبني لنا مما سبق أن اإلرهاب يشكل مساسا جسيما بثالثية احلقوق األساسية، و اليت .تعد ركيزة و أساس و أصل التمتع بباقي احلقوق املدنية و السياسية

تصادية و االجتماعية آثار اإلرهاب على التمكني للحقوق االق: املطلب الثاين

و الثقافيةفحسب، بـل تسـبب يف سية اال تقتصر آثار اإلرهاب على انتهاك احلقوق املدنية و السي

الـبىن املمتلكـات و معاناة كبرية و أضرار هائلة أبعد من اخلسائر يف األرواح ، لتمتد إىل تدمري صيص املوارد الداخلية فضال عن التحتية للدول، و دحر رأمسال األجنيب ، و إحلاق تشوهات يف خت

التكاليف غري املباشرة جراء تكثيف اإلجراءات األمنية، و عرقلة االستثمار و تدمري وسائل اإلنتاج، و خفض مستوى االدخار، و انعكس ذلك على التمتـع بـاحلقوق االقتصـادية و االجتماعيـة

احلق يف التنمية االقتصادية و االجتماعية و الثقافية، و ميكننا أن نلمس هذا التأثري من خالل انتهاك بشكل عام، فاألمن و االستقرار السياسي يعدان مدخال أساسيا للتنمية االقتصادية و االجتماعية،

Page 73: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

73

و أحد املقومات البديهية هلا، و هذا يعين أن أي اختالل يف مسرية التنمية يرجع أساسا إىل زعزعة التطبيقية إىل أن من أهم أسباب التخلف يف كثري مـن االستقرار الوطين، حيث تؤكد الدراسات

.1الدول النامية ناتج عن االضطرابات السياسية و االجتماعية السائدة فيهاإن اإلرهاب يعد من أخطر املهددات للتنمية االقتصادية، حيث تسعى اجلماعات اإلرهابية

و املـوانئ و املواقـع السـياحية إىل ضرب اهلياكل احليوية يف الدولة، فعادة ما تكون املطارات و األمالك العامة األكثر استهدافا بغرض إشاعة اخلوف و الرعب، و إعطاء طابع بعـدم األمـان

.و االستقرار يف تلك الدولةو قد أكد خرباء االقتصاد أن تداعيات اإلرهاب على التنمية عموما تظهر خالل أسبوع، حيـث

.ى القطاعات االقتصادية و االجتماعية يف الدولةسرعان ما تظهر اآلثار السلبية علمليار دوالر فضال عن مقتل أكثـر مـن 30و الواقع يؤكد ذلك، فاجلزائر مثال كلفها اإلرهاب

مدرسة، أما الواليات املتحدة األمريكية فقد كلفتـها 400ألف شخص، و حرق أكثر من 200ر دوالر، أما الـيمن فقـد كلفـت مليا60و 25بني 2001اهلجمات اليت وقعت يف سبتمرب

مليارات الدوالرات من دخل التجارة و االستثمار و السياحة، و اخنفض االستثمار يف الصـناعة فرصة عمل لتصل اخلسائر إىل 7360و ضياع % 47و يف السياحة بنسبة % 34باليمن بنسبة .2بليوين دوالر

ملواد الغذائية و كل الواردات الغذائيـة كما تسبب اإلرهاب يف كثري من الدول إىل رفع أسعار ا ألف دوالر على كل سفينة تتوجه للعـامل 60و زيادة تكاليف التأمني على السفن التجارية ب

.اإلسالمي و العريب من تكاليف و أسعار املواد الغذائية على املسلمني و العرب :و ميكننا تفصيل كل ذلك يف اجلزئيات التالية

اك اإلرهاب للحق يف العملانته: الفرع األوللقد كان لفقدان األمن االقتصادي الدويل نتيجة اإلرهاب أثرا واضحا يف تزايد معـدالت

عام % 5.9البطالة يف معظم دول العامل، حيث ارتفع معدل البطالة يف الدول الرئيسية املتقدمة من فاع هذه املعدالت يف ، و تشري التقديرات إىل توقع استمرار ارت2002عام % 6.1إىل 2001

.و ما بعده 2003معظم االقتصاديات العاملية عام

.2008يف جانفي "اإلقتصاد و اإلتصال" هذا ما اكده رئيس احلكومة اجلزائري عبد العزيز بلخادم يف حديث أجراه مع جملة 1 .06/02/2007، 2060، كتب و مقاالت، العدد "عكاظ"جملة اإلرهاب و اخلسائر اإلقتصادية، : عبد الوهاب الكاشف 2

Page 74: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

74

و قد وضع كل من الدكتور خالد بن عبد الرمحن مشعل و عبد اهللا بن سليمان الباحوث و ميكننا إيراده فيما 2003إىل 2001جدوال يبني معدال البطالة العاملية خالل الفترة املمتدة من

:يلى

Page 75: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

75

2003 2002 2001 صاديةاملنطقة االقت

االقتصاديات الرئيسية املتقدمة

5.9% 6.5% 6.8%

%8.00 %7.7 %7.4 اإلحتاد األورويب %6.2 %5.8 %4.8 الـو م ا %5.5 %5.4 %5.00 اليابــان %9.00 %8.8 %8.6 فرنســا

%5.4 %5.2 %5.1 اململكة املتحدة %7.6 %7.6 %7.2 كنـــدا

.1 2003ـ 2001ية خالل الفترة معدالت البطالة العاملأما على املسـتوى .إن ارتفاع معدالت البطالة أدى إىل املزيد من املشاكل السياسية و االجتماعية

القطاعي، فقد حدث تسريح لآلالف من العمال بلغ حجم ذلك يف قطاع النقل اجلوي وحده يف وظيفي، و أعلنت شـركة ألف مركز 100حنو 2001األسبوع األول الذي تلي هجمات سبتمرب

ألف موظف ميثلون ثلث العـاملني يف قطـاع تصـنيع 30صناعة الطائرات بوينج االستغناء عن أن تتجاوز خسائر قطاع النقل يف الواليات 3و قد توقع عدد من احملللني2الطائرات املدنية بالشركةريكية أن قطاع التصـنيع مليار دوالر، و قد ذكرت وزارة العمل األم 17املتحدة األمريكية مبلغ

.سبتمرب 11ملني وظيفة خالل العامني اللذين تليا هجمات 602وحده فقد أثر اإلرهاب على االستثمار و الـتأمني: الفرع الثاين

قرار الداخلي و الدويل بسبب اإلرهاب إىل اخنفاض تدفقات االسـتثمار أدى زعزعة االست ، و قـد 2001عن مستواها لعام % 27أي ما نسبته مليار دوالر، 2002األجنيب املباشر عام

شهدت كل من بريطانيا و الواليات املتحدة األمريكية النسبة األكرب من هذا االخنفاض، حيـث

.05،كلية الشريعة، جامعة اإلمام، ص 11/09/2001اآلثار اإلقتصادية لإلرهاب الدويل مع التركيز على أحداث : خالد عبد الرمحن مشعل، عبد اهللا بن سليمان الباحوث 1

islam.com/images/books/177.doc-http://alminbar.al .املرجع نفسه 2 .03/07/2003ارتفاع معدالت البطالة يف الواليات املتحدة األمريكية، موقع هيئة اإلذاعة الربيطانية، 3

Page 76: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

76

ألن االستثمارات األجنبية اإلمجالية 26/06/2003بينت إحصائية لوزارة التجارة األمريكية يف زيد عن النصف، و تراجع إمجايل االستثمارات العاملية تراجعت للعام الثاين على التوايل إىل نسبة ت

.مليار دوالر أمريكي 147.1لتصل إىل % 64يف الواليات املتحدة األمريكية بنسبة أنه اخنفض 1991و عام 1976و 1975كما بينت دراسة يف اسبانيا أنه يف خالل الفترة بني

ملتوسط مما قلل من تكوين رأمسـال ، و يف يف ا% 12معدل االستثمارات األجنبية املباشر بنسبة الفترة نفسها و نتيجة للعديد من اهلجمات اليت استهدفت اليونان، أدت إىل اخنفاض االستثمارات

.1يف املتوسط% 12األجنبية املباشرة بنسبة و بذلك يكون اإلرهاب قد أدى إىل اخنفاض معدالت االستثمار و تكوين رأس املال و عاد سلبا

. عدالت االدخار، و اخنفض معدل النمو االقتصادي يف كثري من الدولعلى معلى صعيد آخر، ونظرا الرتباط التأمني باملخاطر، فقد تعرضت شركات التأمني يف أغلب

دول العامل اليت عرفت هجمات إرهابية لضربة قوية و باألخص يف الواليات املتحـدة األمريكيـة ويضات للشركات و مجيع اجلهات و األفـراد الـذين تـأثروا بسبب التزامها بضرورة دفع التع

مليار دوالر، و أثر ذلك علـى ارتفـاع 60و 30باحلادث، و يقدر اخلرباء هذه املبالغ ما بني .2أقساط التأمني يف عدة جماالت

و نشري إىل أن اإلرهاب تسبب يف تسجيل معدالت العجز يف امليزانية العامة للعديد مـع تفـاوت بة بينها حسب الوضع االقتصادي و األمين لكل دولة، و كان لكل ذلك أثر سليب على مسار النس

.التنمية و على متكني األفراد من االنتفاع حباجام اإلنسانية أثر اإلرهاب على قطاع السياحة: الفرع الثالث

وازين تعد السياحة من القطاعات املهمة للعديد من الدول، حيث تسهم بنسبة كبرية يف ممدفوعات العديد من الدول، بل إن عائدات السياحة على املستوى القطاعي قد فاقت عائدات

.مجيع القطاعات اإلنتاجية على املستوى العاملي حبسب تقرير منظمة السياحة العامليةو بدون شك أن اإلرهاب خاصة بعد أحداث سبتمرب ساهم يف التأثري السليب على السياحة بشكل

حيث تبني إحصاءات جملس السفر و السياحة العاملي أن آثار سبتمرب أدت إىل اخنفاض يف مباشر،، و نـتج 2002-2001و ذلك يف عامي % 4.7الطلب العاملي على السياحة بنسبة تصل إىل

1 L’impact économique du terrorisme ;op cit و

.21،22املرجع السابق، ص :خالد عبد الرمحن مشعل، عبد اهللا بن سليمان الباحوث 2

Page 77: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

77

عن ذلك ركود شبه كامل يف قطاع السياحة و يف األنشطة املرتبطة به، و عاد ذلك بالطبع سـلبا .1مل حيث تسبب يف بطالة أكثر من عشرة ماليني موظف على املستوى العامليعلى احلق يف الع

و اخنفض 2001يف اية عام % 3.1كما أن عدد السياح على املستوى العاملي قد اخنفض مبعد .2001مليون سائح عام 689إىل 2000مليون سائح عام 697عدد السياح من

هدفة يف اهلجمات اإلرهابية، و يرجع ذلـك إىل أـا و يعترب قطاع السياحة من القطاعات املستتتداخل مع مراكز النقل و املواصالت، و تتعلق بالعمال و التعاونيات الكبرية، كما أا متثل تاريخ و إرث و ثقافة األمة و اتمع، لذلك كان تأثري اهلجمات اإلرهابية يف الدول السياحية سلبيا إىل

الغ كبرية من دخل السياحة الذي يعيش عليه ماليـني املصـريني حد كبري، فقد خسرت مصر مبو تعتمد علية بعض املدن بكامل سكاا مثل األقصر و شرم الشيخ و الغردقـة، خاصـة بعـد

سـائحا، و 19اهلجمات اإلرهابية اليت استهدفت سياح سويسريني يف األقصر حيـث قتـل .ذلك سياح أجانباهلجمات اليت وقعت بالقاهرة و سيناء استهدفت ك

كما أثرت اهلجمات اإلرهابية على السياح يف اندونيسيا، و أدت إىل خسائر ضخمة لالقتصـاد منهم من واردات % 80، و سكان جزيرة بايل دخل %40الوطين، و اخنفض عدد السياح بنسبة

.2السياحةة يف الـدول، و يظهر من خالل ما سبق أن اإلرهاب يسعى إىل تدمري األسس و املعامل السـياحي

.إشاعة جو من الرعب و الفزع و إعطاء طابع بعدم األمان و عدم االستقرار الداخليو هكذا تبينا أن األعمال اإلرهابية بكافة أشكاهلا و صورها و أيا كانت الدوافع الرتكاا

ي حق تشكل هاجسا حقيقيا يهدد ممارسة كل احلقوق اإلنسانية دون استثناء، و ال ميكن إعفاء أمن التأثر ذه الظاهرة اخلطرية، ضف إىل ذلك ال يقتصر تأثري اإلرهاب على عرقلة ممارسة احلقوق بصفة مباشرة فحسب و إمنا يؤثر على التمكني هلذه األخري بصفة غري مباشرة كما أكدت علـى

هـاب و ذلك املقررة اخلاصة التابعة للجنة حقوق اإلنسان كوفا كاليويب يف تقريرها بشـأن اإلر حقوق اإلنسان حيث نصت على التأثري املزدوج املباشر و غري املباشر لإلرهاب و بينت أن التأثري غري املباشر يظهر من خالل أن اإلرهاب يدفع كثريا من الدول إىل اختاذ تدابري و مباشر ممارسات

نسان و وضـع قد خترج عن نطاق الشرعية اليت حددها القانون الدويل عن طريق تقييد حقوق اإل .حدود مبالغ فيها عند ممارسة هذه احلقوق حتت حجة مكافحة التهديد اإلرهايب

؟فما هو واقع حقوق اإلنسان يف سياق مكافحة اإلرهاب

.23املرجع السابق، ص : ل، عبد اهللا بن سليمان الباحوثخالد عبد الرمحن مشع 1 .24املرجع نفسه، ص 2

Page 78: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

78

احلرب على اإلرهاب و تأثريها على التمكني حلقوق اإلنسان :املبحث الثاينيا على أمن الـدول و يف السنوات األخرية تشكل خطرا حقيق 1أصبحت مشكلة اإلرهاب

.أمن مواطنيها، مما تطلب اختاذ تدابري استعجاليه مناهضة هلذه الظاهرةو أمام ضرورة اختاذ اإلجراءات الالزمة ملكافحة اإلرهاب، تنامت ضرورة أخرى على قدر مـن األمهية، خاصة بعد تطبيق القوانني اخلاصة مبكافحة اإلرهاب و تتعلق هذه الضرورة بإجراء تقيـيم

قوق اإلنسان من جهة و تدابري مكافحة اإلرهاب من جهـة حل التمكنيقانوين لكيفية التوفيق بني أخرى، خاصة بعد اجتاه كثري من الدول إىل توسيع اختصاصات السلطة التنفيذية بشكل يؤثر سلبا

.على ممارسة حقوق اإلنسان عموما و حقوق املتهمني على وجه اخلصوصل هذا املبحث التعرف على املفهوم القـانوين لعبـارة احلـرب علـى و عليه، سنحاول من خال

اإلرهاب، و معرفة اآلثار القانونية املترتبة عليها، مث نتطرق إىل اإللزام الدويل بضـرورة مكافحـة .اإلرهاب

مفهوم احلرب على اإلرهاب و نتائجها القانونية: املطلب األوليف القانوين لعبارة احلرب على اإلرهاب، حىت نربز من خالل هذا املطلب التحليل والتكي

.نتمكن من التوصل إىل القانون الواجب التطبيق؟ و ما هو 2فهل تعد احلرب على اإلرهاب نزاعا مسلحا باملعىن احملدد و فقا للقانون الدويل اإلنساينجابـة ؟لإلالقانون الواجب التطبيق خاصة بشأن األشخاص احملتجزين يف سياق مكافحة اإلرهاب

على هذه التساؤالت يقتضي منا منطق الدراسة التعرض قبل ذلك إىل التعرف على موقف القانون الدويل اإلنساين من األعمال اإلرهابية، فهل يذكر هذا األخري اإلرهاب حتديدا ضـمن نصوصـه

و بنوده االتفاقية؟

دولة أو مجاعة بدعوى إن عدم التوصل إىل تعريف جامع مانع لإلرهاب يشكل سببا اضافيا النتهاك حقوق اإلنسان، حيث يطلق يد احلكومات يف انزال العقاب على أية 1

.متعمدا بني اإلرهاب و حق الشعوب يف تقرير مصريهامكافحة اإلرهاب يف ظل خلط قد يكون أو غري دويل، مبعىن أنه ميثل جمموعة يعرف القانون الدويل اإلنساين بأنه جمموعة من القواعد القانونية الدولية املطبقة حينما يرقى مستوى العنف املسلح إىل نزاع مسلح دويل 2

يف العالقات الدولية و بيان احلاالت اإلستثنائية اليت رخص مبناسبتها القانون الدويل املعاصر استخدام جزاء العنف العسكري يف من القواعد اليت دف إىل حظر استخدام القوة قانون الدويل، و تعد اتفاقيات من اشخاص ال العالقات الدولية يف اطار املشروعية الدولية، كما يتضمن مجلة من املبادئ اخلاصة بكيفية ادارة الرتاعات املسلحة الدولية بني اخلصوم

قانون الرتاعات : أكثر معاهدات القانون الدويل اإلنساين انتشارا، ملزيد من التفصيل راجع حازم حممد عتلم 1977و بروتوكوالا اإلضافيني لعام 1949جنيف األربع لعام .137،144، ص 1994املسلحة الدولية، املدخل، د م ن ، الطبعة األوىل،

Page 79: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

79

موقف القانون الدويل اإلنساين من اإلرهاب: الفرع األولن احملاوالت الدولية للتوصل إىل إبرام معاهدة عاملية بشأن حظر األعمال اإلرهابية بالرغم م

غري أنه يف العقـود ،بصفة شاملة و تسري يف مجيع الظروف، إال أنه مل يتم التوصل بعد إىل ذلك .1األخرية أقرت األمم املتحدة عددا من املعاهدات اليت تتناول جوانب حمددة من العنف اإلرهايب

بالنسبة ملعاهدات القانون الدويل اإلنساين الرئيسية، و اليت تتمثل يف اتفاقيات جنيـف األربـع و ، فإا مل تضـع 1977و الربوتوكولني اإلضافيني املكملني هلا لعام 12/08/1949املربمة يف

.تعريفا حمددا لإلرهاب و إمنا عاجلت األعمال اإلرهابية اليت ترتكب يف سياق أي نزاع مسلحصحيح أن تدمري املمتلكات و استعمال العنف ضد األفراد يعد من السمات األساسية ألي

حرب، إال أن فرط استعمال العنف ضد األفراد يعد منافيا للقانون الدويل اإلنساين يف حال ما إذا اإلنسـاين جتاوزت تلك األفعال املعايري اليت تقررها القوانني الدولية، و عليه جند أن القانون الدويل

مييز بني العنف املشروع يف احلروب و األعمال اإلرهابية اليت تلجأ إىل العنف بصفة غري مشروعة، :2و يعاجل ذلك من زاويتني

جييز القانون الدويل اإلنساين استعمال القوة املسلحة و اللجوء إىل العنف يف نطاق شخصـي ملسلحة فقط، و هذه اإلجازة مقيدة بضرورة حمدود، مبعىن أنه ال جييز ذلك إال ألفراد القوات ا

توجيه هذه القوة أو هذا العنف ضد أفراد القوات املسلحة األخرى و األهـداف العسـكرية فقط، و هذا مبدأ أساسي من املبادئ املرساة يف القانون الدويل اإلنساين و الذي يعرف مبـدأ

ني املقاتلني و غري املقاتلني و بـني التمييز حيث يوجب على املقاتلني التمييز يف كل الظروف ب .األهداف العسكرية و األهداف املدنية

ال تعد فئات غري املقاتلني خاصة املدنيني أهدافا مشروعة لالعتداءات العسكرية، فهي ختضـع  .3وفقا ألحكام اتفاقيات جنيف للحماية، و ال بد من وقايتها يف كل الظروف

سلحة ـ رغم متتعهم باحلق يف اللجوء إىل العنف و عليه قد يتحمل أفراد القوات املـ املسؤولية عن انتهاك القوانني اليت تكفل محاية األفراد أو املمتلكات املدنية، و ميكن حماكمتـهم

.على املستوى احمللي أو الدويل، و معاقبتهم على األعمال اإلرهابية اليت يثبت أم ارتكبوها

//www.intreaty.un.org/English/terrorism,asp http: الع على اتفاقيات اإلرهاب راجع املوقعلالط1 .122، ص )136ـ115(، 2002الة الدولية للصليب األمحر، العدد "األعمال اإلرهابية و القانون الدويل اإلنسان:" هانز بيتر جاسر 2 .122املرجع نفسه، ص 3

Page 80: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

80

مال اإلرهابية املرتكبة يف وقت الرتاعات املسلحة الدولية،فنجـد أما عن القواعد املطبقة على األعحتظر العقوبات اجلماعية، و باملثل مجيـع :" املادة الثالثة و الثالثني من اتفاقية جنيف الرابعة تنص

، أما املادة الرابعة من الربوتوكول اإلضايف الثـاين فتحظـر أعمـال "تدابري التهديد أو اإلرهاب . شخاص الذين ال يشتركون أو الذين كفوا عن االشتراك يف األعمال العدائيـة اإلرهاب ضد األ

و اهلدف الرئيسي هو التركيز على أنه ال جيوز أن يكون األفراد أو السـكان املـدنيني عرضـة .لعقوبات مجاعية من الواضح أا تؤدي إىل إحداث حالة من الذعر و اخلوف

األول، تـنظم القواعـد اإلضـايف الربوتوكولمن 02فقرة /51من جهتها تنظم املادة محاية السـكان " األساسية الواجب احترامها يف العمليات العسكرية، حيث وردت ضمن عنوان

القواعد التفصيلية اليت حتظر تدمري األعيان املدنية، و خاصة تلك اليت 52، وتضيف املادة 1املدنينيال يعد السكان املدنيون يف حد ذام :" 51نص املادة متثل جزءا من البنية األساسية املدنية، كما ت

باإلضافة إىل املدنيني من األفراد هدفا لالعتداءات، و حيظر اقتراف أعمـال العنـف و التهديـد "باقتراف أعمال عنف يتمثل الغرض الرئيسي من ورائها يف نشر الرعب بني السكان

اءات أو أعمال العنف اليت تؤدي يف الواقـع و يتضح مما سبق أن هذه القواعد حتظر حصريا االعتدتدمري املرافق املدنية دون متييز، حىت و إن كان يقصد ا ضـرب  إصابة املدنيني أو أوإىل مصرع

، 2هدف عسكري، كما حتظر بطريقة غري مباشرة النشاطات اإلرهابية اليت تسـتهدف املـدنيني الذعر يف نفوس املتواجدين رغم أن االعتـداء و استعمال القوة الفتاكة يف احلرب بشكل قد خيلق

.قد يكون موجها إىل هدف مشروعإذن ميكننا التوصل إىل نتيجة هامة مفادها أن قواعد القانون الدويل اإلنساين حتظر األعمال اإلرهابية اليت تلحق الذعر و الضرر باملدنيني أو املمتلكات املدنية، و تعترب تلك األعمال اإلرهابية

تتسبب يف مصرع املدنيني أو إحلاق الضرر باملدنيني خرقا جسيما التفاقية جنيف الرابعة وفقا اليت، و تعتربها جرائم حرب جتيز حماكمة مقترفيها و معاقبتهم يف حالة اإلدانة مـن 147لنص املادة

.لدوليةخالل احملاكم احمللية أو وفقا للنظام األساسي لروما تبعا الختصاص احملكمة اجلنائية او نشري إىل أن هذه األحكام تعد عنصرا أساسيا من قواعد القانون الدويل اإلنساين الـيت حتكم سري العمليات العدائية، أي الطريقة اليت جتري ا العمليات العسكرية، فهي حتظر العنف أثناء

د ذاا و غزى قانوين لوصف أعمال العنف املتعمدة املشار إليها أعاله بوصف األعمال اإلرهابية ألن مثل هذه األعمال يشكل كما رأينا جرائم حرب حبحسب رأينا أنه ال م 1

.يضا من قبل كل دولة\سب بل أيكون بناء على مبدا الوالية القضائية العاملية جيوز رفع دعوى جنائية ضد املشتبه بارتكاا ليس من قبل البلد الذي حدثت فيه فح .فقرة واحد من الربوتوكول األول 35راجع املادة 2

Page 81: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

81

ه حـىت اهلجـوم الرتاعات املسلحة اليت ال تؤدي إىل اجناز عسكري حمدد، و من املهم التأكيد بأنالشرعي على أهداف عسكرية ميكن أن يبث الذعر و اخلوف بني املدنيني، إال أن تلك األحكـام

.جتعل من اهلجمات اليت دف بالتحديد إىل إرهاب املدنيني أعماال غري مشروعةيف و عليه فالقانون الدويل اإلنساين ينص على إجراء حماكمة مرتكيب األعمال اإلرهابية املقترفـة

، بينمـا ميكـن يف "وفقا للمادة الثامنة من نظام رومـا "املنازعات املسلحة بوصفها جرائم حرب 1.حاالت أخرى اعتبار تلك األعمال جرائم ضد اإلنسانية و فقا للمادة السابعة

هل قواعد القانون الدويل اإلنساين تـوفر احلمايـة ألفـراد : و السؤال اآلخر الذي يطرح نفسه لحة يف مواجهة األعمال اإلرهابية اليت تستهدفهم؟القوات املس

ضـد على أساس أن ما يعد عمال إرهابيا إن اإلجابة على هذا التساؤل حتتاج إىل حتليل،املدنيني يعد عمال حربيا مشروعا عند ارتكابه يف مواجهة القوات املسلحة للعدو، إال أنه حـىت يف

أن حق أطراف الرتاع يف اختيار "نني احلرب علىنطاق هذا احلق، فقد مت تضييقه حيث نصت قوامن الربوتوكول األول ضمن الفقرة األوىل 35فقد نصت املادة " أساليب و وسائل احلرب حمدود

فرض قيود على احلرب لصاحل املشاركني يف جهود احلرب أي لصـاحل أفـراد القـوات :" علىاألساليب احلربية اليت مـن شـأا أن و القذائف و املواد و املسلحة، مع حظر استعمال األسلحة

.2"تلحق إصابة مفرطة أو معاناة غري ضروريةعلى ضرورة معاملة أفراد القوات املسلحة الذين يـتم 1949كما تنص اتفاقية جنيف الثالثة لعام

حتظر أي معاملة تشكل خطرا على حياة ، و كأسرى حربالقبض عليهم من قبل الطرف املعادي .سة أي منط من أمناط العنف ضدهمهؤالء أو ممار

ال :" من اتفاقية جنيف الثالثة حيث جاء فيهـا 33و قد وردت مفردة اإلرهاب ضمن نص املادة جيوز معاقبة أي شخص خيضع للحماية على جرمية مل يقترفها شخصيا، و حيظر ممارسة العقوبـات

فيبدو أن معىن اإلرهاب وفقـا ، و مع ذلك، "اجلماعية و كل إجراءات الترويع أو اإلرهاب أيضا .لقواعد القانون الدويل حمدود بصورة أكرب من املعىن املنسوب إليه يف الوقت احلايل

:إذن صفوة املقال أنه

.38ـ31، ص 2006القانون الدويل اإلنساين، الس األعلى للثقافة، القاهرة، الطبعة األوىل، : انظر أمحد أبو الوفا 1يتمثل الغرض الرئيسي من ورائها يف نشر الذعر بني السكان املدنيني، مع التاكيد على حظر أعمال: تعرف هذه النشاطات بالقول 02فقرة 51نشري إىل أن نص املادة 2

.التهديد باستعمال القوة و العنف الذي يهدف على نشر الذعر، انظر جملة الصليب األمحر، املرجع السابق

Page 82: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

82

حيظر اقتراف أعمال إرهابية يف أي نزاع دويل مسلح دون استثناء أو حتفظ، و ال ميكن تربير -1من 33األعمال اإلرهابية ـ حسب املادة ارتكاب أي أعمال انتقامية كرد فعل إزاء هذه

من الربوتوكول اإلضايف األول ـ 51اتفاقية جنيف الثالثة و املادة يعترب قانون الرتاعات املسلحة أن أي انتهاك هلذه القواعد خرقا جسيما التفاقيـات جنيـف -2

.و الربوتوكول اإلضايف األول، و تدخل ضمن جرائم حرب يف الرابعة بأي حال من األحوال املدنيني احلق يف استعمال القـوة، ال متنح اتفاقية جن -3

.و من مث جيوز حماكمة أي شخص متهم باقتراف أعمال عنفكما جتدر اإلشارة إىل أن القانون الدويل اإلنساين حيظر بشكل مطلق اللجوء إىل األعمال اإلرهابية

.1دة الثالثة من اتفاقيات جنيف األربعحىت يف الرتاعات املسلحة غري الدولية، طبقا لنص املاو إذا كان هذا الوضع بالنسبة لألعمال اإلرهابية املرتكبة أثناء الرتاعات املسـلحة، فمـاذا عـن األعمال اإلرهابية املرتكبة يف وقت السلم؟ هل تعد احلرب على اإلرهاب نزاعا مسلحا يقتضـي

ل اإلجابة على هذا التساؤل مـن خـالل خضوعها ألحكام القانون الدويل اإلنساين؟ سوف حناو .العنصر الثاين ضمن هذه الدراسة التحليلية القانونية

التكييف القانوين للحرب على اإلرهاب و القانون الواجب التطبيق: الفرع الثاينسبقت اإلشارة إىل أن القانون الدويل اإلنساين ال ينطبق إال يف حاالت وجود نـزاع مسـلح،

يستدعي تلقائيا تطبيق قانون احلرب، و على العموم يغطي هذا األخري ثالث فوجود هذا األخري :2جوانب جوهرية للرتاعات املسلحة

 التمييز بني العمليات العسكرية املشروعة و غري املشروعة

 محاية ضحايا الرتاعات املسلحة

.مراقبة األسلحة املستخدمة يف هذه الرتاعات :ا يتعلق باملسائل املتصلة باإلرهاب بنيكما مييز القانون اإلنساين فيم

 .الرتاعات املسلحة و أحداث العنف العامة اليت قد تكون لديها مضامني تتصل باإلرهاب  .التمييز بني أنواع املقاتلني و أنواع الرتاعات املسلحة اليت قد تكون مرتبطة باإلرهاب

على اعتبار األعمال اإلرهابية اخلطرية اليت تقترف 04و 20يف املادة 1996لدويل لعام نصت مسودة قانون اجلرائم ضد السالم و امن البشرية الصادر عن جلنة القانون ا 1

.يف أي نزاع مسلح غري دويل جرمية حربيما اإلرهاب و مكافحة ديدة، السالتقرير النهائي للمقرر اخلاص املعين باإلرهاب و حقوق اإلنسان، السيدة كوفا كاليويب، قضايا حمددة يف جمال حقوق اإلنسان، أولويات ج 2

اإلرهاب E /CN.4/SUB.2/2004/40(25/06/2004)

Page 83: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

83

 .العسكرية املشروعةالتمييز بني اإلرهاب يف الرتاعات املسلحة و بني العمليات إذن حىت يتم تطبيق القانون الدويل اإلنساين، يتعني وقوع نزاع مسلح كشرط جوهري مسـبق، لذلك من املهم حتديد أو تعريف الرتاع املسلح بدقة، حيث يعترب العنصر املركزي يف مفهوم هـذا

يف نزاع مسلح أكثر أو دول و حركات حترر وطنية األخري هو وجود أطراف قد تكون دولتني أويف " قوات مترد أو جمرد مجاعات مسلحة" دويل، و قد تكون األطراف دول مع جمموعات مسلحة

نزاع مسلح غري دويل، ويف كلتا احلالتني يتميز أطراف الرتاع املسلح بتكـوين شـبه عسـكري اإلنسـاين و مستوى معني من التنظيم و بنية قيادية، و من مث القدرة على احترام القانون الـدويل

.و ضمان احترامهو ذا الصدد قدمت اللجنة الدولية للصليب األمحر تعليقا على نص املادة الثانية املشتركة، حيـث

أي خالف : أبرزت مبوجبه رؤية واسعة لعبارة نزاع مسلح من خالل تفسري املادة على أا تشمللو مل يعترف أحد الطـرفني حبالـة ينشأ بني دولتني و يؤدي إىل تدخل القوات املسلحة، حىت و ".احلرب، و ال م الفترة اليت استغرقها الرتاع أو عدد القتلى

كما استخدمت هذه العبارة أيضا دون تعريف هلا يف نص املادة الثالثـة املشـتركة بـني ، و تضع هذه1977و الربوتوكول اإلضايف الثاين لعام 1949اتفاقيات جنيف األربع املربمة عام

املادة القواعد املنطبقة على الرتاعات املسلحة غري الدولية، و عليه فاملادة الثالثة املشتركة تنص على أنه يف حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دويل يف أراضي أحد األطراف السامية املتعاقدة، يلتـزم

.1 ساسيةكل طرف يف الرتاع املسلح بأن يطبق كحد أدىن بعض األحكام اإلنسانية األو بالرجوع إىل القواعد العرفية الراهنة املتعلقة مبوضوع الرتاعات املسلحة، من حيث شدة

األعمال العدائية اليت ترقى إىل مصف الرتاعات املسلحة، و نوعية هذه األخرية، جنـد أن املقـررة اخلاصة للجنة حقوق اإلنسـان قـد وصـفت الـرتاع املسـلح يف تقريرهـا املرحلـي األول

"E/CN.4/SUB.2/ " وضع يستدعي نشوب عمليات عسكرية :" على أنه 2003يف ديسمرب ".و استخدام معدات حربية

ضف إىل ذلك من بني الشروط املوضوعة و املقبولة منذ أمد بعيد لرتاع مسلح هـو اسـتخدام و و القيام بعمليات عسـكرية " بدال من تلك اليت تستخدمها الشرطة" أسلحة و معدات عسكرية

.2"ليس عمليات شرطية

.التقرير السابق 1,املرجع نفسه 2

Page 84: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

84

أما عن تعريف احلرب باملعىن القانوين، فينصرف إىل كل نزاع مسلح أطرافه الدول أو غريها مـن أشخاص القانون الدويل العام األخرى، و قد يكون الغرض من ورائه حتقيق مصاحل ذاتية خاصـة

بيق لقـانون الرتاعـات ا، مىت اجتهت إرادة األطراف إىل قيام حالة حرب و ما تستتبعه من تط .1 املسلحة

:و يتعني على العموم لقيام حالة احلرب توافر العناصر األساسية التاليةقيام نزاع مسلح كموقف دويل ينشأ عن تناقض املصاحل أو القيم بني أطراف تكون على وعي

 .ذا التناقض، مع ضرورة اتصاف الرتاع بصفة التسلح .تتمثل األطراف يف الدول عادة

 .اجتاه إرادة األطراف إىل قيام حالة احلرب مبا تستلزمه من تطبيق أحكام قانون احلرب و عليه حىت نتمكن من اإلجابة على التساؤل املطروح سابقا هل احلرب على اإلرهـاب

حربا باملعىن الفين القانوين يستدعي إخضاعها ألحكام قانون الرتاعات املسلحة؟ يتعني علينا إسقاط .ل السابق على أوضاع هذه احلرب املعلنةالتحلي

إىل إثـارة 11/9/2001 لقد أدت األحداث اليت شهدا الواليات املتحدة األمريكية يف هل تعرضت الواليـات : جمموعة من التساؤالت طرحت على صعيد القانون الدويل اإلنساين منها

مليات عسكرية يف أفغانستان على املتحدة األمريكية للعدوان؟ و هل قامت هذه األخرية بقيادة ع أساس من الشرعية؟

من ميثاق األمم املتحدة؟ 51هل دافعت الواليات املتحدة األمريكية وفقا لنص املادة هل ميكننا فعال وصف األعمال اإلرهابية هذه كجرائم حرب أو جرائم ضد اإلنسانية؟

: ملفاهيم املوجودة، منها مثالساسا عن مسخ اأو نتجت عن هذه األحداث مفاهيم جديدة نامجة احلرب الشاملة على اإلرهاب أو احلرب اإلسـتباقية، أو احلـرب الوقائيـة، و أدى اسـتعمال مصطلحات قانون الرتاعات كوضعية قانونية ناجتة عن تلك األحداث إىل ترمجتها من قبل الواليات

لقانون العام و إحالل قانون آخر املتحدة األمريكية يف سياق احلرب، مما يعين رفض تطبيق قواعد ا 11/09/2001مع سياق هجمات " قانون السلم" حمله بسبب عدم تناسب هذا الفرع من القانون

. 2كوضعية قانونية جديدة

,43ـ18املرجع السابق، ص : احازم حممد عتلم 1

2 Article Paru Dans « The Canadian Yearbook of International law », vol,39,2001 La Guerre Contre le Terrorisme, Le Droit International Humanitaire et leStatut De Prisonnier de Guerre MAROCO SASSOLL http// :www.crimeshumanité.be/data/documents/sassoli.terrorisme.2001.fre.pdf

Page 85: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

85

و يرى الفقه أن أحداث سبتمرب أدت إىل إحداث تغيري مفاهيمي و حمو التمييز بني حالة احلـرب .تائج األفعال اإلرهابية من الناحية القانونيةباملعىن احملدد يف قانون الرتاعات و ن

فقبل أحداث سبتمرب كان املعىن الكالسيكي للحرب كما سبقت اإلشارة إليه هـو كـل أو قانون " قانون احلرب"أكثر يؤدي إىل نشوء نظام جديد للقانون أونزاع مسلح يقوم بني دولتني

يز بنشوء عالقات قانونيـة جديـدة بـني الذي حيل حمل قانون السلم، و يتم" الرتاعات املسلحةيف املقابل يعرب اإلرهاب عن وقائع غري مشروعة مرتكبة من قبل فـرد . املتحاربني و غري املتحاربني

أو جمموعة أفراد ضد أشخاص أو ممتلكات مسجلة يف إطار قانون السلم، و يتميز مبستوى عنـف .يف خطر الدولينيخطري من شأنه أن يضع السلم و األمن

تقريبا على و رغم أن احلرب و اإلرهاب يشتركان يف استعمال العنف مما ينتج نفس اآلثار تـرم لتحقيـق أهـداف أناألمن الدويل إال أما خيتلفان يف اهلدف و الفواعل، فاحلرب ميكن

إيديولوجية، أما اإلرهاب فيهدف عادة إىل نشر الرعب و اهللع ـ ولو ـ مبـدئيا يف األوسـاط ة، إضافة إىل أن احلرب باملعىن الكالسيكي تكون دائما من فعل الدولة يف حني أن اإلرهـاب املدني

يكون يف حاالت كثرية من فعل شخص خاص، كما قد ترتكب األعمال اإلرهابية يف وقت السلم و يف وقت الرتاعات املسلحة، و يف كل األحوال سوف يؤدي إىل اإلضرار و املساس باملعايري اليت

.األشخاص وقت السلم أو وقت الرتاعحتمي و لكن رغم اخلطورة اليت يسببها اإلرهاب، خاصة باختاذه ألشكال خطرية يف استعمال القوة، إال

قـانون " تطبيق نظام قانوين حمل نظام قانوين أخر إحاللأنه ال ميكننا اعتباره سببا كافيا بذاته إىل .1احلرب حمل قانون السلممريكيون قبل أحداث سبتمرب بني حالة احلرب و الوضعية القانونية الناجتة عن و قد ميز القضاة األ

1974مرتكبة يف وقت السلم، حيث جاء يف قرار ألحد القضاة األمريكيني لعـام إرهابيةأفعال اعترب من خالله أن الواليات املتحدة األمريكية ال ميكنها التصريح بأا يف حالة حرب ضد جمموعة

2.بت أفعاال إرهابيةخاصة ارتكو أكد على ذلك قاضي حمكمة العدل الدولية، يف قضية الرهـائن املسـتخدمني الدبلوماسـيني

يشدد فيه على خطـورة اهلجمـات الـيت 1980األمريكيني يف طهران، حيث أصدر قرار يف ن قلقه ارتكبت ضد مستخدمي السفارة األمريكية مع الكفالة الفورية للدولة اإليرانية، و أعرب ع

1 HELENE TIGROUDJA : Quel(s)Droit(s) Applicable(s) à La guerre Au Terrorisme !,Annuaire de français De Droit International XL VIII2001 , p85 . 2 Ibid. ;pp.85 ,86.

Page 86: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

86

من التدخل األمريكي يف األراضي اإليرانية لتحرير الرهائن نتيجة األعمال اإلرهابية، و أسس قراره انطالقا من مبدأ أن حمكمة العدل الدولية تفصل يف إطار نظام قانوين حمدد و هو قانون السلم الذي

.حيظر الضرر بسالمة اقليم الدولة و اللجوء إىل إجراءات مضادة مسلحة

بعد أحداث سبتمرب أدت هذه األخري إىل إعادة النظر يف احلدود بني احلـرب و الوضـعية القانونية النامجة عن تلك األعمال اإلرهابية، يظهر ذلك جليا من خالل ردود الفعل األوىل للدول من خالل استعمال بعض املصطلحات كاحلرب و العدوان و اهلجوم و االعتداء كمحاولة إلبـراز

.تلك اهلجماتخطورة نوعا من الشك حول مدى اختفاء التمييز بني حالة احلـرب و رغم أن هذه اهلجمات تثري

نشوء وضعية نزاع مسلح أو حرب شاملة على الصعيد الـدويل، إال وو اإلرهاب، و مدى خلق أأنه على املستوى الداخلي للواليات املتحدة األمريكية فإن حالة احلرب وجدت منـذ أن وافـق الكونغرس األمريكي الرئيس على أن يتصرف يف إطار السلطات املخولة له من قبل الدسـتور يف

، حيث صرح أن اهلجوم 13/11/2001حالة احلرب، وقد أكد ذلك املرسوم الرئاسي املؤرخ يف .1اإلرهايب خلق حالة نزاع مسلح تطلب من الواليات املتحدة األمريكية استعمال سالحها

" احلرب على اإلرهاب " لواليات املتحدة األمريكية على لسان رئيسها بوشو قد أعلنت ا كرد فعل على هذه اهلجمات، حيث استخدم كلمة احلرب يف خطابه عن حالة اإلحتاد إلثين عشر

.2مرة ليس هذا فقط، بل إن القضاء الفدرايل الذي رفعت أمامه دعوى استئناف ضد السلطة التشريعية

ترف بوجود آثار هامة من حيث أن دور السلطة القضائية جيب أن متتنع عن تقييد األمريكية، قد اع .النظر يف اهود احلريب الذي يقوده الرئيس إعادةأو عرقلة أو

:يف الواقع، إن وصف األفعال اإلرهابية بأا أفعال حرب يرتب جمموعة من النتائج منهاقديرية يف استعمال القوة للدفاع عـن نفسـها، طاملا أن حالة احلرب متنح للدولة السلطة الت

يصبح تبعا لذلك مبدأ منع اللجوء إىل القوة املنصوص عليه من قبل ميثاق األمم املتحـد كمبـدأ  .جمرد مبدأ نظري أساسي يصبح يف هذه احلالة

1 Hélène Tigroudja.op.cit, 86.

، جملة حلقيقة، جامعة أدرار، العدد الثالث، ديسمرب"سبتمرب و تأثريها على محاية احلقوق و احلريات11تداعيات احلرب على اإلرهاب بعد أحداث :" بن صغري عبد العظيم 2 .114ـ 106ن ص 2003

Page 87: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

87

خوصصة مفهوم احلرب، حيث أصبح من املمكن قيام حرب من قبل جمموعة خاصة أو ضـد بأن ،اليت هي ليست دولة وال شبه دولة ةهذا يشكل اعتراف ضمين هلذه األخريجمموعة خاصة، و

، كما يؤدي ضمنيا إىل االعتـراف هلـذه األخـري بـبعض 1هلا القوة املشاة لقوة الدولة تكونالصالحيات اليت تكون من املفروض يف نطاق صالحيات الدولة، كما يعطي للفرد قوة جديـدة

ها، فمثال العمليات العسكرية اليت قادا الواليات املتحدة ضد حكومة ليس للدولة أي سيطرة عليو للقاعدة صفة طالبان اليت كانت تدع اجلماعات اإلرهابية، يعطي لنب الدن صفة شبه رئيس دولة

.شبه دولةهناك من يعترب أن احلرب على اإلرهاب ختلو من الطابع اإلقليمي مبعـىن أن الكفـاح غـري

رغم أن هذه النتيجة قد تبدو واقعية إال أنه يف كل احلاالت يبقى إقليم الدولة هو معروف املوقع، .مسرح عمليات البحث عن اإلرهابيني و توقيفهم

أدت تطبيقات عبارة احلرب على اإلرهاب إىل إفراغ مفهوم احلرب من حمتـواه املـادي، ، بل كل العمليات األخرى اليت فاحلرب على أفغانستان مثال، مل تشمل العمليات العسكرية فقط

قامت ا الواليات املتحدة األمريكية منذ سقوط نظام طالبان يف أفغانستان و خارجها من أجـل أو مشاركتهم يف 11/09/2001البحث و اعتقال األشخاص املشكوك يف تورطهم يف هجمات

 .نشاطات إرهابيةن هذا الرتاع ـ إن ثبت وجود نـزاع ضف إىل ذلك تتميز هذه احلرب برتع الصفة العسكرية م

مسلح باملعىن القانوين ـ ألا موجهة أقل فأقل ضد أهداف عسكرية، حيث تكـون األهـداف .املدنية هي األكثر استهدافا

يف الكفاح املسلح ضد اإلرهاب يتم تطبيق قانون " P.WECKELو يقول يف هذا الصدد   حتكم بعض احلاالت اليت تتضمن العقاب املادي حرب مزيف، على أساس أن قواعد قانون احلرب

عندما تتعلق هذه احلاالت مبواجهات بني الدول أو قوات مسلحة، و ذا فهي ال تتكيف إال جزئيا .2مع احلرب على اإلرهاب

فقانون الرتاعات املسلحة كما سبق اإلشارة إليه، يتضمن مبدأ مهم و هو ضرورة التمييـز بـني اربني، يف حني أن احلرب على اإلرهاب تبتعد عن هذا املبدأ املهم بسبب نـزع احملاربني و اغري احمل

1 HELENE TIGROUDJA.op.cit,p87,88.

.علق بنهايتهانستطيع القول أنه طاملا أن املواجهات بني الدولة و اإلرهاب تصبح غري مادية ، فهناك شك كبري فيما خيص نقطة انطالقها و خاصة فيما يت 2

Page 88: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

88

الطابع العسكري عنها، ضف إىل ذلك الدولة اليت تقود احلرب على اإلرهاب ال اجم يف األغلب .جيشا حمددا و قابال للتعرف عليه مما أدى إىل قمع الشعوب املدنية املشكوك يف إيوائها لإلرهابيني

، يبدو أن اإلجابة على التساؤل السابق مثري للجدل، خاصة فيما يتعلق برد فعل الدولة إذن خاصة الواليات املتحدة األمريكية و حالة األشخاص احملتجزين، فقد انقسمت اآلراء بشأن هـذه

: املسألة إىل قسمنيما استجد من يرى البعض أن قواعد القانون الدويل اإلنساين قدمية ال تغطي الرأي األول

أحداث و لذلك من املهم إعادة النظر فيها، على أساس أنه مل يتم التفاوض بشأن مدى تطبيقهـا على مثل هذه األحداث، وقد سار على هذا الرأي أعضاء احلكومة الكندية يف جملـس العمـوم ،

.ولةحيث صرحوا أن هذه اإلتفاقيات املكتوبة وضعت يف احلقبة السابقة وهي ال تنطبق بسهمن جهتها اللجنة الدولية للصليب األمحر، اعتربت أن اتفاقيات جنيف وضعت استنادا إىل نزاعات تقليدية مل تكيف بشكل كامل و واضح ظاهرة عاملية كظاهرة اإلرهاب، ضف إىل ذلك أن الرتاع

ع ضرورة املسلح الذي يستدعي تطبيق القانون الدويل اإلنساين يستلزم استخدام القوة املسلحة، م :1توافر الشروط التالية

أن يصل القتال إىل مستوى معني من الكثافة و االتساع بشكل مينـع احلـديث عـن جمـرد  .اضطرابات داخلية أو أعمال شغب متفرقة

 .إذا باإلمكان حتديد و تعيني األطراف  .إذا كان باإلمكان تعريف حدود الصراع و حصرها  .اع، و كان باإلمكان تعريفه و حتديدهإذا كان باإلمكان وضع حد هلذا الصر

ففي غياب هذه املالمح املميزة للرتاعات املسلحة، ال ميكن تطبيق قواعد القانون الـدويل اإلنساين، و عليه خترج اللجنة بنتيجة تستبعد فيها اعتبار تلك اهلجمات و ردود الفعل عليها حربا

عبارة احلرب على اإلرهاب يتعـدى املفهـوم إن:" باملعىن الفين القانوين، حيث جاء على لساااللغوي و ليس هلا أي مدلول قانوين، و ال تتعدى يف املعىن املدلول الذي تطرحه عبارة احلرب على

..."املخدرات، أو احلرب على الفقر،

1Rapport d’analyse l’anti-terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme : les clés de la compatibilité http // :www.libertysecurity.org/IMG/pdf_FIDH_rapport_antiterro.pdf

Page 89: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

89

يعترب هذا الرأي أن احلرب على اإلرهاب حرب قانونيـة، وقـد متسـكت : الرأي الثاينمريكية ذا الرأي، و لكن ما يثري التساؤل، أن هذه األخرية اعتربت معتقليها الواليات املتحدة األ

.مقاتلني غري شرعيني و ليسوا أسرى حرب، و بالتايل ال تنطبق عليهم قواعد اتفاقية جنيف الثالثة ؟فما هو القانون املطبق على هذه الفئة من األشخاص

املتحدة األمريكية هلا جوانب قد ترقى إىل إن احلرب على اإلرهاب اليت أطلقتها الواليات تشنها هـذه األخـرية يف اليتمصف الرتاعات املسلحة وفقا للقانون الدويل اإلنساين، و احلرب

تشكل مثاال على ذلك، و قـد 2001أفغانستان بتحالف القوى الدولية و اليت بدأت يف أكتوبر ويل العريف قابلة للتطبيق كاملة على هذا و قواعد القانون الد 1949كانت اتفاقيات جنيف لعام

.1فغانستان من جانب آخرذي يشمل قوات التحالف من جانب و أالرتاع املسلح الدويل الإذن النتيجة املهمة املتوصل إليها، أن الرتاع املسلح الدويل الذي مت على اإلقلـيم األفغـاين

حة، لكن ماذا عن العمليات األخـرى جسد حالة حرب، و أدى إىل تطبيق قانون الرتاعات املسلاليت اتبعتها الواليات املتحدة األمريكية من توقيف إلرهابيني مفترضني هلم عالقة مباشرة أو غـري

مباشرة بالقاعدة، ، حسـب رأينـا أن هـذه 11/09/2001مشكوك أو غري مشكوك يف تورطهم يف اعتداءات

2.العمليات العسكرية ختضع لقانون السـلم رإطاالعمليات تعد عمليات شرطة دولية ال تدخل يف و قانون السلم يف هذه احلالة هو قانون العقوبات، و هذا األخري قانون غـري عسـكري يضـمن احملاكمة العادلة، و عليه يكون ما قامت به أمريكا من إجراءات باطل مـن هـذه الناحيـة ممـا

. يستوجب التعويض يف حالة عدم ثبوت التهم

: موم، يوجد ثالث أصناف من األشخاص الواجب التمييز بينهمو على الع كصنف أول ، األعضاء املفترضون للقاعدة و املوقوفون أثناء الرتاع يف أفغانستان كصنف الطالبان

ثان ، و أخريا األشخاص املشكوك يف أم أسهموا يف النشاطات اإلرهابية و اللذين هلم أو لـيس .هلم عالقة بأحداث سبتمرب

و هل ة إىل هذه احلرب،وجد جدل بشأن مدى مسؤولية أفغانستان عن اهلجمات اإلرهابية، و مدى اعتبارها طرف يف الرتاع و كذلك مدى مشروعية جلوء الواليات املتحد 1

:من ميثاق األمم املتحدة، لإلطالع على هذا املوضوع راجع 51ع عن نفسها وفقا للمادة اكانت حمقة يف الدفMichèle Poulain : Les attentas du 11 septembre et leurs suites ; quelques points de repère : Annuaire français de droit de international : CNRS Editions : 2002 , P 25-36 .

لقضائي و تسليم ارمني و معظم العمليات اليت تقوم ا الدول ملكافحة اإلرهاب ال تعامل على أا أعمال حرب فهي تشمل مجع املعلومات االستخبارية و التعاون ا 2 .ربيةفهي ابعد إىل أن تكون يف إطار العمليات احل... العقوبات اجلنائية و التحقيقات املالية

Page 90: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

90

ففيما يتعلق باملوقوفني بسبب الشك يف مشاركتهم يف هجمات سبتمرب أو قيـامهم بنشـاطات خارج مرحلة احلرب، يبدو جليا أنه يتعني إخضاعهم للقانون الداخلي أو الدويل املطبـق إرهابية

على الكفاح ضد اإلرهاب يف وقت السلم مع كل اإلجراءات و تقييدات احلقوق املسموح ا يف .كفاح ضد هذه املخالفاتسياق ال

أما فيما يتعلق باألشخاص املوقوفني أثناء الرتاع يف أفغانستان، فاحلكومة األمريكية وافقت علـى لطالبـان " االعتراف ببعض احلقوق الناشئة عن اتفاقية جنيف الثالثة املتعلقة حبماية أسرى احلرب

عضاء القاعدة املشكوك يف تورطهم ، لكنها مل تعترف هلم مبركز أسرى احلرب، و استثنت أ"فقطيف أحداث سبتمرب حيث رفضت منحهم احلقوق احملددة مبوجب اتفاقية جنيف الثالثة، رغم أنـه

ه الثالثة و الرابعة تنص على خالف ذلك، فحىت يحسب نصوص قانون الرتاعات املسلحة و اتفاقياتتفاقية الثالثة إال أن احلمايـة املقـررة و إن كانت الفئة املشار إليها أعاله ال تستفيد من محاية اال

.مبقتضى االتفاقية الرابعة املتعلقة حبماية األشخاص املدنيني تنطبق بصفة مباشرة عليهم ال توجد فجوة بني اتفاقيات جنيـف الثالثـة :" DELALIC  1يف قضية TPIYو يشري

له من قبل االتفاقية الثالثـة، و الرابعة إذا مل يكن للشخص كأسري حرب حق يف احلماية املمنوحةفإنه بالضرورة حممي باالتفاقية الرابعة طاملا أا تليب املعايري املنصوص عليهـا يف املـادة الرابعـة

حىت ولو كان املقتلون غري قانونيني وحمرومني مـن بأنههذا التفسري يقودنا إىل القول " باالتفاقية 2يون من طرف القانون اإلنساين كأشخاص مدنيني املركز القانوين ألسرى حرب إال أم حمم

املقاتلون األسرى يف الرتاع املسلح : " و هذا ما أكدت عليه اللجنة الدولية للصليب األمحر بالقولالدويل بني طالبان و التحالف و الذي تقوده الواليات املتحدة األمريكية، جيب معاملتـهم وفقـا

ملدنيون احملتجزون من املواطنني ال جيب معاملتهم إال وفقا التفاقية ألحكام اتفاقية جنيف الثالثة، و ا .جنيف الرابعة

و خالصة القول، نقول من جهتنا أنه كل استعمال للعنف أو القوة ال يؤدي بالضـرورة إىل حالة حرب باملعىن القانوين، و رغم أن اإلرهاب ميثل شكال من أشكال العنف اخلطري، إال أننا

ع اجلزم بأن هذا األخري يستطيع بذاته إحالل قانون احلرب حمل قانون السلم، على أساس ال نستطيأن شروط انطباق قانون الرتاعات ال تتم ببساطة و سهولة، لذلك يرى بعض الفقه مراجعة قواعد هذا األخري من أجل تبين آليات تسمح بتطبيق مرضي هلذا القانون، فعدم تكيف هذا األخري مـع

1 Helene Tigroudja.op.cit, p95.

.من الربوتوكول اإلضايف األول 03و املادة 75راجع املادة الثالثة املشتركة و املادة 2

Page 91: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

91

اهرة قد يؤدي يف األخري إىل عدم األمن يف العالقات الدولية اليت ال ميكـن أن تكتمـل هذه الظمل تكن من آثارها إحالل 11/09/2001و تتوازن إال إذا مت التأكيد و التأكد من أن هجمات

حالة احلرب حمل حالة السلم، ألنه إذا اعتربنا فعال أن احلرب على اإلرهاب تتميز بعمليات شرطة .ة ، فالنظام القانوين الواجب التطبيق جيب البحث عنه يف إطار قانون السلمدولي

مث إن غموض عبارة احلرب على اإلرهاب و ما تستتبعه من نتائج سبق اإلشارة إليها، جيعلنا كقانونيني ملزمني بانتقاء العبارات القانونية الواضحة و احملددة، لذلك سوف نعتمد يف دراسـتنا

حمل عبارة احلرب على اإلرهاب لتفادي النقاش و اجلدل بشأا، و قد " حة اإلرهابمكاف"عبارة أا جمموع العمليات " عرفت اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان و اإلرهاب عبارة مكافحة اإلرهاب

و الرد على األعمـال إجهاضاهلجومية اليت تتضمن التدابري و اإلجراءات الالزمة ملنع و ردع و .1"ابيةاإلره

و جتدر اإلشارة يف األخري إىل أن القانون الدويل حلقوق اإلنسان يطبق يف وقيت السلم و الرتاعـات املسلحة، و ما جيعلنا نشكك يف اعتبار اخلرب على اإلرهاب حربا حقيقية أن قـوانني مكافحـة

القـانون اإلرهاب اليت شرعتها أغلب الدول وضعت لتطبق يف وقت السلم و ليس احلرب، مث إن الدويل حلقوق اإلنسان نظم للدول حاالت استثنائية لتقييد بعض من حقوق اإلنسان يف حـاالت

ما هي حدود حقوق  حمددة دد حياة األمة، فمن أين تستمد الدول التزامها مبكافحة اإلرهاب؟ مث اإلنسان يف سياق مكافحة اإلرهاب؟

ابأسس التزام الدول مبكافحة اإلره: املطلب الثاين .ميكننا إرجاع أسس التزام الدول بضرورة مكافحة اإلرهاب إىل أساس قانوين و آخر نظري

األساس القانوين اللتزام الدول مبكافحة اإلرهاب: الفرع األولاإلرهاب إىل اعتراف الوثائق الدولية و اإلقليمية جبملة من جاة يعود أساس التزام الدول مب  

ق يف احلياة و احلق يف السالمة اجلسدية و احلق يف األمن كحقـوق حقوق اإلنسان على رأسها احل .أساسية يتعني كفالتها حىت ميكن التمتع بباقي احلقوق

و تضع هذه املواثيق على عاتق الدول واجب كفالة احترامها و تكريسها و متكني املواطنني .من احلقوق املمنوحة هلم دوليا و دستوريا و قانونيا

1Jasmine Gerges : « The human Rights Committee And Counter-Terrorism measures By States ا » :Abo Akademi University-Turku law School In The Course Of The « Spécialisation Seeminar On human rights : The Covenant on Civil and Political Rights-trends And Developments Professor Martin Scheinin ;Submited On the 09THof November 2004 .

Page 92: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

92

راف النصي القانوين هو الذي يفرض على كافة الدول مكافحة اإلرهاب باعتباره أخطر فهذا االعتالتهديدات اليت تسعى إىل تقويض حقوق اإلنسان، و هو ما أكدته جلنة حقوق اإلنسـان التابعـة

، ويف املؤمتر العاملي حلقوق اإلنسان الذي عقد يف فيينا عام 1996لألمم املتحدة يف تقريرها لعام اإلرهاب و أعماله و أساليبه و ممارساته جبميع أشـكاله " حيث أكدت وثيقته على أن 1993

و مظاهره دف إىل تقويض حقوق اإلنسان و حرياته األساسية، كما أا دد السالمة اإلقليمية .1"للدولة و تزعزع استقرار احلكومات

اجن اخلاصة بقمـة التنميـة هذا فضال عن وثيقة القاهرة اخلاصة بالسكان و وثيقة كوبنه، و اللجان احلكومية لألمم 1995االجتماعية، و املؤمتر التاسع ملنع اجلرمية املنعقد يف القاهرة عام

.على اعتبار اإلرهاب انتهاكا مباشرا حلقوق اإلنسان 2املتحدة، حيث أكدت كل هذه الوثائقإن االعتراف بكرامة اإلنسان : 1948 و قد جاء يف ديباجة اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لعام

املتأصلة فيه و حبقوقه املتساوية جلميع أعضاء األسرة البشرية أساس احلرية و العدل و السـالم يف 3.."تكون حممية وفقا لسيادة القانون أنإن حقوق اإلنسان ينبغي ...العامل

ء تزايد عدد ضـحايا األعمـال كما أعربت اجلمعية العامة لألمم املتحدة عن استيائها الشديد إزااإلرهابية العشوائية اليت ال ميكن تربيرها حتت أي ظرف من الظروف، و أدانت إدانة قاطعة هـذه األعمال اليت ترمي إىل تدمري حقوق اإلنسان املكرسة يف األنظمة القانونية الدولية و الوطنيـة مبـا

.افحتهابفرض على كل الدول اختاذ التدبري الالزمة ملنعها و مكو خالصة القول أن أمهية حقوق اإلنسان اليت أكدت عليها كل املواثيق الدوليـة تشـكل

دافعا قويا لضمان ممارستها و محايتها يف مواجهة أعمال العنف و اإلرهـاب الـيت تسـعى إىل .تقويضها

األساس النظري اللتزام الدول مبكافحة اإلرهاب: الفرع الثاينالدميقراطية و سيادة القانون و حقوق اإلنسان، حيث ال ميكن بأي توجد عالقة وطيدة بني

حال من األحوال كفالة و ضمان احترام و تكريس التمتع ذه احلقوق بعيدا عن تطبيق مبـادئ

.65، ص 2006ندان الغرب، دار الفكر اجلامعي، اإلسكندرية، د ط، حقوق اإلنسان بني مطرقة اإلرهاب و س: حسنني احممدي بوادي 1 .اخلاصة حبقوق اإلنسانكما دعا اإلحتاد الربملاين الدويل يف عديد من مؤمتراته أنه على الدول أن تعتمد تشريعات وطنية ملكافحة اإلرهاب مع مراعاة املعايري 2

3 Terrorism and ااHuman Rights – Discussion paper 22ndSeptember 2005 Brian Walters SC president, Liberty Victoria http//:www.bobbrown.org.au/files/campaigns/extras/terrorismHumanRights220905.pdf

Page 93: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

93

الدميقراطية يف إطار دولة احلق و القانون، و ملا كان اإلرهاب يشـكل حتـديا حقيقيـا للـدول ما على الدول اختاذ التدابري الكفيلة بإرساء دولة القـانون ازون كان لراطية و ملبدأ حكم القانالدميق

لدميقراطية يف مواجهة هذا األخري، و يف هذا الصدد سيتم التطرق إىل اإلرهاب و سـيادة و القيم ا القانون، و اإلرهاب و الدميقراطية،

اإلرهاب يشكل حتديا لدولة القانون: أوالماعات اإلرهابية هو زعزعة االستقرار و تـدمري التنظـيم إن اهلدف الذي تسعى إليه اجل

اإلداري للدولة، و ديد وجود و متاسك الشعب و وحدته و املساس بأهم و أمسى مبدأ قـانوين و هو سيادة القانون، أي اإلطاحة بدولة الشرعية القانونية من خالل القضاء علـى املثـل العليـا

.1ن حقوقه و حرياته األساسيةلإلنسان احلر الذي يكفل له القانولذلك و تطبيقا ملبدأ املشروعية يلزم على كافة الدول مكافحة اإلرهاب و وضع السياسات السليمة

.مبا يوافق القانون الساري املفعول لدحر هذه الظاهرة و محاية حقوق املواطنني اإلرهاب يشكل حتديا للدميقراطية: ثانيا

ة حتمل القوة الكفيلة بزعزعة اإلستقرار و املساس باملبادئ لقد أصبحت الشبكات اإلرهابي الدميقراطية من خالل استخدامها ألساليب التخويف و العنف و التهديد، فهي تعرب عن طائفة قليلة يلجأ إىل هذه األساليب غري املشروعة للتعبري عن وجهة نظرها ماسة بالقيم و املعايري اليت ترسـيها

.الدميقراطيةاء على لسان األمني العام لس أوروبا من خالل املؤمتر القضائي الدويل العاشـر علـى وقد ج

اإلرهاب هو اعتداء على حقوق اإلنسان :" خطورة التهديد اإلرهايب كتحدي حقيقي للدميقراطية 2"و الدميقراطية و مبدأ سيادة القانون لذلك جيب حماربته بأقصى درجات القوة

ب أصبح من يشكل ضربا من ضروب املعاملـة التعسـفية و إنكـارا إذن طاملا أن اإلرها ملقتضيات الدميقراطية اليت مثلت على مدى عصر التنوير انتصارا للقانون على الظلم و التعسف، و أصبح يشكل عقبة حقيقية للحد من التمتع الكلي باحلريات اليت متثل القيمة األساسـية يف قـيم

1 Elkhadir Mahmoud : L e terrorisme, Les causes et Les remède, Mémoire pour l’obtention du licence, Université mohamadi, faculté des sciences juridiques – droit public-, relations internationales,2004-2005. http// :www.mémoireonline.com/recherche .html 2 Sydney Adoua :la lutte contre le terrorisme et le respect des droits des droits de l’homme : Université d’Oréans. http// :www.mémoireonline.free.fr/02/07/368/lutte-contre-droits-de-l-homme.html

Page 94: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

94

و الرعب و اخلوف داخل اتمعات ، و التشكيك يف دور القيـادة الدميقراطية من خالل نشره جل، أصبح لزاما الوقوف ضده و مكافحته بشىت الوسائل 1و النظام السياسي و جتاهل السيادة الشعبية

).كالردع و اهلجوم(و العسكرية ) التحاور( السلمية وار و التعبري، لتحل حمل ذلك بإلغائه كل قنوات احل أصبح اإلرهاب بديال عن القانونبتعبري آخر

إرادة األقوى و العودة إىل حالة الطبيعة، لذلك يتعني الدفاع عن الدميقراطية و إرسـاء مبادئهـا و قيمها لضمان التمكني الفعلي حلقوق اإلنسان و املواطن و احلريات األساسية و هذا ما أكـدت

إن صيانة احلريات األساسية يسـتند إىل : " لعليه ديباجة االتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان بالقو ".نظام سياسي دميقراطي حقيقي

إن الدميقراطية :" بالقول 1990كما أكد على ذلك مؤمتر األمن و التعاون يف أوروبا عام "التعددية و سيادة القانون هي أمور أساسية لضمان احترام كل حقوق اإلنسان

، االنفتـاح، حريـة حرية التعبري، التعددية: راطي و هيو قد خرج بأهم مكونات اتمع الدميق .2الدين كجزء من هذه التعددية مع شروط إجراء احملاكمات العادلة وسيادة القانون

إذن من خالل ما سبق، يظهر أن العالقة الوطيدة بني الدميقراطية و حقـوق اإلنسـان و حكـم تستدعي مكافحة اإلرهاب بكل الوسـائل القانون، و اليت يعمل اإلرهاب على عزهلا متثل ضرورة

املشروعة، وجتعل ذلك التزاما يقع على عاتق الدول، فحقوق اإلنسان ال متارس و ال تكفـل و ال .تنتعش إال يف إطار نظام دميقراطي يؤسس ملنطق احلق و القانون

ملكافحة و بناء على هذين األساسني، جتد الدول نفسها ملزمة باختاذ كل التدابري الضرورية اإلرهاب، فقد أصبحت هذه القضية من أهم شواغل برنامج األمم املتحدة حلقوق اإلنسان، كمـا شدد األمني العام و املفوض السامي حلقوق اإلنسان و غريمها يف منظومة األمم املتحدة علـى أن

.3قواعد هذه احلقوق جيب احترامها احتراما تاماملذكورة يف سياق مكافحة اإلرهاب لب توصيات األمـني كما شكلت مسألة التمسك باملبادئ ا

العام، الذي دعا إىل ضرورة إرساء إستراتيجية عاملية ملكافحة اإلرهاب كتحدي حقيقـي لدولـة .القانون

1 Royal United services Institute : London : human right and terrorism: speech by lord chancellor and securettate of state for constitutional affairs: lord falconer of throton:14/02/2007. 2 Ibid. 3 In the name of counter terrorism: human rights abuses worldwide http//:www.hrw.org/un/chr59-counter-terrorism-bck4-himl#P34282629

Page 95: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

95

و من جهته أكد األمني العام يف توصياته املوجهة للدول األعضاء، على ضرورة الدفاع عن ارستهم األعمال اإلرهابية و ملن يقعون ضحية هلـا، بـل حقوق اإلنسان ليس فقط للمشتبه يف مم

كذلك ملن يتأثرون بعواقبه، و اعترب مكافحة اإلرهاب أمرا أساسيا و إلزاميا، و دعا كل الـدول األعضاء إىل ضرورة كفالة كل التدابري بشكل متتثل فيه اللتزاماا الدولية احملددة مبوجب القـانون

.لالجئني و معايري القانون الدويل اإلنساينالدويل اإلنساين و قانون ا، ليلزم الـدول 28/09/20011الصدر عن جملس األمن يف 1373وقد جاء القرار رقم

باختاذ التدابري املشروعة دوليا ملكافحة اإلرهاب و جيربها على مزيد من التعاون الـدويل يف هـذا مون قوانينها الوطنية و إنزال العقوبـات اإلطار، و ضرورة جترميها لكل األفعال اإلرهابية يف مض

2:الالزمة على مرتكبيها والتعاون إلجراء حتقيقات جنائية، كما تضمن هذا القرار اقتصـادية ملـرتكيب األعمـال ثمواري أوأي أصول مالية أوضرورة القيام بتجميد األموال 1

اإلرهابية او الكيانات األخرى املرتبطة ا الكيانات أوخدمات مالية هلؤالء األشخاص أوحة أي أموال ضرورة حضر إتا: 2اختاذ اخلطوات الالزمة ملنع ارتكاب اجلرائم اإلرهابية مبا فيها توفري طرق تبادل املعلومات بني -3

الدول يدعمون هذه األعمال أوخيططون أوعدم توفري مالذ آمن ملن ميولون -4 مواطين دول أخرى أوء األشخاص ضد دول أخرى عدم تسهيل استخدام أراضيها هلؤال -5كفالة تقدمي أي شخص يشارك يف التمويل والتخطيط واإلعداد الرتكاب أعمال إرهابيـة اىل -6

أي تدابري أخرى ضدهم بوصفها جرائم خطرية يف القوانني واألنظمة احمللية مع إىلالعدالة، إضافة حتديد عقوبة تعكس خطورة هذه األعمال

تعامل الدويل خاصة يف جمال االتفاقيات الثنائية ومتعددة األطراف ملنع وقمـع االعتـداءات ال -7 اإلرهابية

زيادة التنفيذ الكامل لالتفاقيات والربوتوكوالت الدولية ذات الصلة باإلرهاب وقراري جملس -8 م 2001لعام 1368م والقرار رقم 1999لعام 1269األمن رقم

rg/french/terrorism.un.o :www // httpراجع نشاط منظمة األمم املتحدة يف مسألة جماة اإلرهاب من خالل املوقع 1

.1373اطلع على امللحق اخلاص بالقرار 2

Page 96: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

96

ملناسبة يف التدابري طبقا لألحكام ذات الصلة بالقوانني الوطنية والدولية مبا يف اختاذ اإلجراءات ا -9 .1ذلك املعايري الدولية حلقوق اإلنسان

م أعلن فيه جملس 2003لعام 1456أصدرت منظمة األمم املتحدة القرار رقم والحقا، رهـاب موافقـا جيب على الدول أن تضمن أن يكون أي تـدبري ملكافحـة اإل : " األمن ما يلي

..."لاللتزامات الدوليةتزال األمم املتحدة تعمل على تكثيف اجلهود ملكافحة اإلرهاب على الصعيد العـاملي وال يضع خطة عملية للدول األعضاء لتعزيز األساليب الوطنية م8/09/2006قرارا يف أصدرتحيث

. 2اعي واإلقليمية مع ضرورة محاية حقوق اإلنسان بشكل عملي فردي ومج :وميكننا إجياز السمات الرئيسية يف النقاط التالية

كان مرتكبها أيا إدانة األعمال اإلرهابية بكل أشكاهلا و -1االلتزام باختاذ إجراءات عاجلة ملنع و مكافحة اإلرهاب تبدأ أساسا بانضمام كل الـدول إىل -2

إلرهاب، و تنفيذ كل قرارات اجلمعية العامة االتفاقيات و الربوتوكوالت الدولية املتعلقة مبكافحة ا .املتعلقة بالقضاء على اإلرهاب و كذلك ذات الصلة بالتمكني حلقوق اإلنسان و محايتها

اإلقرار بالتعاون الدويل و التعهد باختاذ التدابري الوطنية ملنع و مكافحة اإلرهـاب مبقتضـى -3 .القانون الدويل

لظروف املواتية النتشار اإلرهاب كحل الصراعات و مشـاكل التشديد على ضرورة معاجلة ا -4األقليات العرقية و القومية و الدينية، و االستبعاد السياسي و التهميش االقتصادي و االجتمـاعي،

.مع التسليم أن أيا من هذه الشروط ميكن أن يؤخذ كمربر لإلرهاب ام حقوق اإلنسان للجميـع، و سـيادة ضرورة االلتزام بالتدابري املنصوص عليها لضمان احتر -5

القانون و تعزيز الدميقراطية باعتبار ذلك ركيزة أساسية ملكافحة اإلرهاب، و اعتبار أن التـدابري .الفعالة ملكافحته ومحاية حقوق اإلنسان ليست أهداف متضاربة بل تكمل وتعزز بعضها

: مراعاة ما يلي ويشدد هذا القرار على الدول

جيب علينا مجيعا اختاذ إجراءات فعالة ضد اإلرهاب ، و :" ، صرح األمني العام لألمم املتحدة18/01/1002نشري إىل أنه مت إنشاء جلنة لرصد األداء احلكومي للدول، و يف 1

ني اختاذ إجراءات فعالة ضد اإلرهاب و بني محاية حقوق اإلنسان، بل العكس، أعتقد أنه على املدى الطويل سنجد أن حقوق جيب أن يكون واضحا أنه ليس هناك مبادلة ب .اإلنسان جنبا إىل جنب مع الدميقراطية، و العدالة االجتماعية هي واحدة من أفضل الطرق الوقائية ضد اإلرهاب

2 Bernard Dorin : les suite des attentats du 11 Septembre 2001 , Diploweb, 20 Février 2002 http// : www.diploweb.com/p5dori2.html

Page 97: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

97

الذي ينص على اإلطـار م16/12/2005املؤرخ يف 60/156العمل يف إطار قرار ضرورة -1 .األساسي حلماية حقوق اإلنسان واحلريات األساسية يف سياق مكافحة اإلرهاب

أي تدابري تتخذها الدول تكون موافقة لاللتزامات الدولية خاصة القانون الـدويل حلقـوق -2 .وقانون الالجئني اإلنسان

وير واحلفاظ على وجود فعال وفعلي لسيادة القانون ، وضرورة تقدمي أي شخص يشارك التط -3العدالة وفقا ملبدأ التسليم واحملاكمة العادلة ونظـم إىليدعم أو يكفل أو يعد لألعمال اإلرهابية أو

هـاب العادلة اجلنائية الفعالة و ضرورة تصحيح االختالل بني حقوق املواطنني يف احلماية من اإلر .و بني حقوق األفراد يف احلماية من احلد التعسفي حلريام

من كل ما سبق يتضح أن مكافحة اإلرهاب باتت أمرا ضروريا تستدعيه مقتضيات دولـة .القانون و املبادئ الدميقراطية و تقتضيه املعايري الدولية اإللزامية املتعلقة حبقوق اإلنسان

هاب ؟ هل هناك تعارض بني مقتضيات محاية األمن الوطين فما هي أطر سياسات مكافحة اإلر ؟ هل من جهة ثانية ضرورات محاية حقوق اإلنسانمن جهة و بينه و بني يف مواجهة اإلرهاب

باإلمكان تقييد حقوق اإلنسان بدعوى حتقيق األمن الوطين و جماهبـة األعمـال اإلرهابيـة؟ .سيتم تقدميه يف املطلبني املتبقيني سنحاول اإلجابة على هذه التساؤالت من خالل ما

مكافحة اإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسان تأثري: املطلب الثالث إن تأثري اإلرهاب على حقوق اإلنسان تأثري مزدوج، ال يظهر فقط من خـالل األعمـال

سية، و تدمري التقتيلية اليت تقودها اجلماعات اإلرهابية ضد األفراد ، و حرمام من احلريات األساممتلكام و انتهاك حقهم يف األمن، و إمنا يظهر هذا التأثري بصفة غري مباشرة من خـالل دفـع احلكومات إىل تبين سياسات و اعتماد تدابري تتجاوز حدود ما ميكن أي يسمح به القانون الدويل،

عـذيب و يظهر ذلك أساسا من خالل عمليات اإلعدام خارج نطاق القضـاء، و حـاالت الت و احملاكمات غري العاملة، و حاالت االحتجاز و االختفاء القسري، و غريها من التدابري القمعيـة

1.غري القانونية اليت تنتهك حقوق املواطن و حقوق املتهم على حد السواء

2001سبتمرب 02، اسالم اون الين، ! سبتمرب 11ضحية ...حقوق اإلنسان : عالء النادي 1

/12/article.shtml /2001 :islamonline.net/arabic/politics http//

Page 98: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

98

فاإلرهاب مبا حيدثه من عنف و قلق بني السكان، و مساسا بأسس احلكم و سيادة القانون، يدفع إىل اختاذ إجراءات تشريعية و أمنية و سياسية قاسية إىل حد قد يـؤدي إىل تقـويض احلكومات

.ممارسة حقوق اإلنسانطرح املوضوع تساؤال مهما يتعلق بكيفية املوازنة بني املخـاوف و أمام هذه اإلشكالية،

ـ ن هـو األمنية و محاية حقوق اإلنسان العاملية؟ و أفضى هذا التساؤل إىل تساؤل آخر يتعلـق مب 1 ؟املسؤول على إعطاء األولوية لتقييم التهديدات األمنية يف مواجهة حقوق اإلنسان

يف الواقع ترك تقدير هذه املسألة إىل السلطة التنفيذية وحدها، و هذا يتناىف مع الغرض من األمـن ـ ات يف كل األحوال أال و هو محاية احلرية و ليس تقويضها، لذلك كان يتعني تفعيـل دور اهليئ

القضائية كحارس على حقوق اإلنسان يف سياق مكافحة اإلرهاب مبا يتوافق مع مقتضيات دولـة احلق و القانون إال أن هذا ما جنده غائبا يف كثري من الدول مبا يف ذلك الـدميقراطيات الغربيـة ال

.سيما بريطانيا و الواليات املتحدة األمريكيةيت صدرت عن هيئة األمم املتحدة جبهازيها سواء و قد أكدت على ذلك أغلب القرارات ال

اجلمعية العامة أو جملس األمن، و اليت أثارت نوعا من الوعي الدويل حول خماطر اإلرهاب علـى حقوق اإلنسان، و اخلروقات اجلسيمة هلذه األخرية نتيجة املمارسات اإلرهابية من جهة و تـدابري

ها من أن هذه األخرية قـد تسـتخدم بطريقـة مكافحتها من جهة أخرى، كما أعربت عن قلقعشوائية تنتهك حقوق اإلنسان و تؤثر سلبا على ممارستها، حيث صدر عن اجلمعية العامة لألمم

بشأن احترام حقـوق اإلنسـان يف سـياق 18/12/2002املؤرخ يف 219املتحدة القرار رقم بـنفس 20/01/2003 املـؤرخ يف 1456مكافحة اإلرهاب، و صدر عن جملس األمن القرار

جيب على الدول أن تضمن أن يكون أي تـدبري : "املوضوع حيث أعلن جملس األمن من خاللهيتخذ ملكافحة اإلرهاب موافقا جلميع التزاماا مبوجب القانون الدويل، خاصة القـانون الـدويل

."اخلاص حبقوق اإلنسان و القانون الدويل اإلنساين و قانون الالجئنيكل هذه املخاوف، إال أن الواقع يشري إىل تزايد انتهاكات حقوق اإلنسان يف سياق و رغم

مكافحة اإلرهاب، حيث تشري أغلب اإلحصائيات و البحوث و االستطالعات إىل بعد القـوانني األمنية و تشريعات الدول عن الوفاء بااللتزامات املكرسة مبوجب القانون الدويل، حيث تـذكر

بقلق أن تدابري مكافحة اإلرهاب ال تزال تنتهك حقوق اإلنسان يف العديد اشهيومان رايتس وو

1 Jasmin Gerges,op.cit

Page 99: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

99

من الدول خاصة يف إطار اعتماد تدابري أمنية تقلص من احلق يف احلرية ، و ختل مببدأ عدم التمييز، من ضروب املعاملة القاسية إضافة إىل احملاكمات العسكرية السرية و االعتقاالت الطويلة و غريها

نسانية و املهينة أثناء االستجواب، و حظر نشاط املنظمات و مصادرة املمتلكات و إغـالق لالإو ا .1احملطات اإلذاعية و الصحف و جتميد احلسابات املصرفية

فعلى سبيل املثال،يدور النقاش حادا يف الواليات املتحدة األمريكية حول مـدى شـرعية يف خليج غوانتنامو، و مدى مشروعية قانون باتريوت احتجاز السجناء مبعزل عن العامل اخلارجي

الذي يعطي للحكومة صالحيات واسعة يف احلصول على السجالت اخلاصة، و زيـادة الرقابـة اإللكترونية على نطاق واسع، و كذلك مدى مشروعية برنامج الترحيل االستثنائي الذي تعتمـده

2.الواليات املتحدة األمريكية على نطاق واسعبرر القيود املفروضة على حرية الصحافة و بـاقي " روبارت موجايب"جهته الرئيس الزميبابويمن

احلريات حبجة مكافحة اإلرهاب، و نفس املوقف اختذه الرئيس الكازاخستاين حبجـة مكافحـة اإلرهاب لتربير املوقف الصارم الذي اختذه حيال الصحفيني و املنظمات غري احلكوميـة حلقـوق

.اإلنساناحلرب على اإلرهاب الدويل هـي يف أغلـب : "JERALD 3يقول يف هذا الصدد السيد و

احلاالت حجة لبعض الدول مثل كولومبيا اليت جلأت إىل تكثيف إنفاذ القوانني اخلاصة مبكافحـة اإلرهاب ضد املتمردين، و يف أوغندا جلأت السلطات إىل وضع تشريعات جديدة حبجة مكافحـة

، و بلدان أخرى مثل ترتانيا و كينيا تواجه زيادة الضغط .. اكمة قادة املعارضةاإلرهاب لتنظيم حم .الدويل لتعزيز تدابري مكافحة اإلرهاب مبا يوافق محاية حقوق اإلنسان

إذن، من خالل هذه األمثلة الواقعية، يتأكد لنا أن قضية حقوق اإلنسان تواجـه حتـديا ة االحتجاج املتكرر من جانب الدول بسلطات الطوارئ حقيقيا يف إطار مكافحة اإلرهاب، نتيج

.اليت نصت عليها معظم املعاهدات و الصكوك الدولية و اإلقليمية املتعلقة حبقوق اإلنسانهل احلاجة امللحة لتحقيق األمن الوطين تـربر انتـهاك حقـوق : و التساؤل الذي يطرح نفسه

؟انويناإلنسان األساسية و تقييدها متجاوزة كل ما هو ق

1 Presumption of guilt : human rights abuses post –September 11detainees, human rights watch. http//:www.hrw.org/reports/2002/us911/USA0802.pdf

2002سبتمرب، حتوالت الفكر و السياسة، السياسة الدولية، جانفي 11الواليات املتحدة األمريكية بعد : حممود محد 2 /1/1/File3.html /asiyassa/ahram/2002 :www.siyassa.org.eg http//

3 La guerre contre le terrorisme sape les droits de l’homme ;selon des ONG http://www.spyworld-actu.com/IMG/article_PDF/article_5810.pdf

Page 100: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

100

اإلجابة ستكون بالنفي حتما، فاملبادئ املتعلقة حبقوق اإلنسان عاملية و غري مؤقتة، و جتاهل هذه احلقوق يف سياق مناهضة اإلرهاب بدال من استعادا لن يؤدي إال إىل انعدام األمن، و قـد

حـىت ميكـن التوصـل إىل :" بالقول نأكدت على ذلك مفوضة األمم املتحدة ماري روبنسوإستراتيجية دولية ملكافحة اإلرهاب، ينبغي وضع اإلنسان كمنطلق و مركز و منتهى، و مـن اخلطأ القول أنه مت االعتراف بانتهاكات حقوق اإلنسان يف بعض الظروف أيا كانت، حيـث ليس هناك ما ميكن أن ينتقص من احلياة و األمن، و أن بعض األعمال سواء قامت هبا الـدول

1" علة من غري الدول ال ميكن تربيره ألي غرض كانأو اجلهات الفاو لقد حدد القانون الدويل حلقوق اإلنسان حدود حقوق اإلنسان يف أوقات معينة ـدد

أمن و حياة األمة كحالة اإلرهاب، مبعىن انه وضع حدودا للتصـرفات السياسـية و القانونيـة اإلنسان احملمية، و أي سلوك خـارج هـذه و العسكرية و األمنية املباحة مبا يوافق حدود حقوق

.احلدود اجتاه حياة األفراد و حريام األساسية يقلل من فعالية التدبري الرامية إىل مكافحة اإلرهابفما هي احلقوق املعفاة يف سياق مكافحة اإلرهاب، و ما هو النظام الذي حيكم هذه اإلعفاءات؟

.يأيت من فروع سنعمد إىل اإلجابة عن هذه األسئلة فيما تطبيق نظام اإلعفاءات من بعض احلقوق يف سياق مكافحة اإلرهاب: الفرع األول

إن الطبيعة املتوحشة و اخلطورة العالية لألعمال اإلرهابية ، ال ميكنها بأي حال من األحوال ـ ذهب أن تتخذ كذريعة للتحلل من االلتزامات الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان، على خالف ما ي

إليه أنصار اخلطاب األمين الذي جييز انتهاك حقوق اإلنسان و تقييدها تقييدا مطلقا و شامال باسم حتقيق األمن الوطين يف مواجهة التهديد اإلرهايب، ألنه ال يوجد تناقض بني واجب الدول يف محاية

ار و األمن الوطين، حقوق األفراد املهددين باإلرهاب و مسؤولية الدولة يف ضماا حتقيق االستقرفكل من محاية حقوق األفراد يف مواجهة التهديد اإلرهايب و احترام حريام األساسية يقع يف إطار

.و نظام واحد من نظام محاية الدولة و اتمعفاملفهوم اجلديد لألمن الوطين خيتلف عن املفهوم الذي تضمنه مصطلح األمن القومي سـابقا، و

، يف حني أن معىن اجلدة يف مفهوم األمن الوطين "أمن احلكومة" أمن الدول الذي كان يركز علىيركز على حمورية حقوق اإلنسان بصفة أساسية، فهو مقاربة ألمن الدولة و أمن اتمع، و يسمح

1 L’anti-terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme, op.cit,p14.

Page 101: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

101

بإبراز درجة عاملية حقوق اإلنسان و مدى شرعية و دميقراطية أو مشولية األنظمة السياسية، كمـا . تكريس ثالثية السيادة و االستقرار و التجانس اتمعيأنه يسعى إىل

:و تربز العالقة بني األمن الوطين و حقوق اإلنسان من خالل ثالث حماور هامة و أساسية ما تعلق بإشكالية احلرب و تطبيق القانون الدويل اإلنساين و الذي يعكس البعـد اخلـارجي

 .لألمن الوطين يف عالقته مع حقوق اإلنسان

ما تعلق بإشكالية االستقرار و احلفاظ على األمن العام و النظام العام داخل الدولة و التقليص

 "منطق االستقرار و حالة الطوارئ." من حقوق اإلنسان

 .ما تعلق مبفهوم األمن الوطين و فلسفة التهديدات

الدول و ديـد ميثل أكرب التهديدات لالستقرار و األمن العام داخل و ملا كان اإلرهاب

لألمن العاملي، فهو يتعلق مبفهوم األمن الوطين، لذلك كانت مكافحة هذا األخري تستلزم التوافـق

مع حقوق اإلنسان مبا يقتضيه منطق األمن الوطين، و الذي يفترض أن تكون التـدابري املتخـذة

هذا الصدد األمني العـام موافقة لاللتزامات و املعايري الدولية اخلاصة حبقوق اإلنسان، و يقول يف

إن مكافحة اإلرهاب ال جيـب : "  WALTERS CHUVIMMERللجمعية الربملانية الفرنسية السيد

أن تكون فقط مكافحة ضد شيء معني و هو اإلرهاب، بل أيضا جيب أن تكون املكافحة مـن

أن نضـح ، من اخلطأ االعتقاد أنه جيب...أجل شيء آخر و هو محاية و احترام حقوق اإلنسان

حبقوق اإلنسان من أجل مكافحة اإلرهاب، كالمها جيب أن يسري جنبا إىل جنب، ألن هدفهم هو

يعين ذلك أن واجب احتـرام حقـوق 1احلفاظ على محاية جمتمعات سليمة و دميقراطية ، عمليا

مـن اإلنسان ال جيب أن ينظر إليه أنه عائق أمام مكافحة اإلرهاب، بل إا تشكل جزءا ال يتجزأ

و عليه فمكافحة اإلرهاب ميكن اعتبارها مسألة تتعلق باألمن القومي فقـط و إمنـا هذه األخرية

.مسألة ترتبط ارتباطا واضحا بالقيم اإلنسانية و حقوق اإلنسان

ما نريد التوصل إليه، هو أن حقوق اإلنسان متثل نقطة التوازن بني احلرية و األمن، و تضع املبادئ

لقة باملقبول و غري املقبول من تدابري يف جمال مكافحة اإلرهاب، لذلك نص القانون التوجيهية املتع

الدويل حلقوق اإلنسان على إمكانية وضع حدود ملمارسة بعض احلقوق و تقييدها لـيس بصـفة

1 Sydney Adoua, op.cit.

Page 102: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

102

مطلقة، و يف ظل ظروف معينة تربر وجود هذه االستثناءات و تترك هامشا من احلرية للدولـة يف

ازالت و اإلعفاءات دون اخلروج عن األطر القانونية و ضرورة احترام احلقوق ذات تنفيذ هذه التن

.الصفة اآلمرة

، و نعمد )ثانيا(، مث نقيم هذه الشروط )أوال(و عليه نتناول هذه الشروط املتعلقة بنظام اإلعفاءات

مكافحـة ، مث دراسـة تـأثري )ثالثا(إىل احلقوق غري القابلة للمساس يف سياق مكافحة اإلرهاب

).رابعا(اإلرهاب على بعض حقوق اإلنسان

"حدود حقوق اإلنسان"شروط تطبيق نظام اإلعفاءات : أوال

يتميز القانون الدويل حلقوق اإلنسان بأنه قانون احتياطي، مبعىن أن النظم القانونية الوطنية   

ول حلقوق اإلنسان يف كل هي املعنية يف األساس حبماية حقوق اإلنسان و أن الدولة هي احلامي األ

الظروف، و ما دور النظم اإلقليمية و العاملية يف هذا الصدد سوى دور فرعي أو تكميلـي يـأيت

، و عليه فالسلطات الوطنية داخل الدول األطـراف 1عقب فشل أو إخفاق النظم القانونية الوطنية

ليت تراهـا األنسـب إلنفـاذ يف اتفاقيات حقوق اإلنسان متلك حرية اختيار التدابري و الوسائل ا

التزاماا الدولية املتصلة حبقوق اإلنسان، و بصالحية التنظيم القانوين للحقوق املعترف ا مبقتضى

اتفاقيات حقوق اإلنسان بشرط احترام احلد األدىن منها الـذي ال يقبـل املسـاس أو التقييـد

.أو التعطيل

   دد أمنها و سالمة مواطنيها، مما يضـطرها إىل إذن قد جتد دولة معينة نفسها أمام حالة

إعالن حالة الطوارئ و يستدعي ذلك التوفيق قدر اإلمكان بني محاية حقوق األفراد و حريـام

ويف هـذه ،و بني الصاحل العام، أي التوازن بني التنافس الفردي للحقوق و محاية الصاحل املشـترك

و ممارسة هذه احلقوق إىل تقييدات و حدود معينـة، احلالة تتمتع الدولة بصالحية إخضاع التمتع

و هذه القيود تستند يف األساس على فكرة ضرورة احلفاظ على الدميقراطية و الطابع الـدميقراطي

.للدولة و مؤسساا يف األوقات العادية

ها القضاء الوطين ت الوطنية يف مقدمتما يؤكد ذلك هو أن القواعد اإلجرائية اخلاصة حبماية حقوق اإلنسان مشروطة باستنفاذ طرق الطعن الداخلية املتاحة، مما يعين أن السلطا 1

.هو املتخصص ابتداء حبماية احلقوق املعترف ا دوليا أو اقليميا

Page 103: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

103

: على ما يلي من العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية 03و 29/02و قد نصت املادة

خيضع الفرد يف ممارسة حقوقه و حرياته لتلك القيود اليت يقررها القانون فقط، لضمان االعتراف " حبقوق الغري و حرياته و احترامها و لتحقيق املقتضيات العادلة للنظام العـام و املصـلحة العامـة

".و األخالق يف جمتمع دميقراطي ".ممارسة تتناقض مع أعراض األمم و مبادئهاو ال يصح حبال من األحوال أن متارس هذه احلقوق "

ال يوجد يف هذا اإلعالن نص جيوز تأويله على أنـه خيـول : " فنصت على ما يلي 30أما املادة لدولة أو مجاعة أو فرد أي حق يف القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إىل هدم احلقوق و احلريات

. الواردة فيهفروضة على حقوق اإلنسان بالرجوع إىل العهد الـدويل و عموما ميكننا حصر احلدود امل

قيود باسم األمن القومي، و قيود باسم السالمة العامة : إىل 1966للحقوق املدنية و السياسية لعام

.أو النظام العام، و قيود باسم الصحة العامة و األخالق

1قيود باسم النظام العام -1

مشتركا، يسمح للدول األطراف تقييد ممارسة هذا نيةبنودا قانوتتضمن اتفاقيات حقوق اإلنسان

احلق، و قد جرت العادة يف أدبيات القانون الدويل حلقوق اإلنسان على تسمية هذا األخري ببنـد

 النظام العام LA CLAUSE D’ORDRE PUBLIC بـاحلقوق ، و وصف احلقوق املشـمولة بـه

ـ املوصوفة ر و التعـبري و حريـة التنقـل و حريـة منها احلق يف احلياة اخلاصة و حريـة الفك

.،حيث عادة ما تكون هذه احلقوق حمال لتدخل الدولة و تقييد التمتع ا و ممارستها 2االجتماع

:و حىت يتسىن للدولة مباشرة هذه القيود البد من اجتماع جمموعة من الشروط تتلخص يف

قابة االتفاقية بأنه كـل نـص حسب تفسري هيئات الر" وجوب النص على القيد يف القانون/ أ

قانوين نافذ بصرف النظر عن مصدره، قد يكون تشريعا أو لوائح أو تعليمات، و قد يكون حكما

1 L’anti terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme, op. cit, p 19 .

.من العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية 22، 21، 19، 03، فقرة 14، 12راجع املواد 2

Page 104: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

104

، مع ضرورة أن يكون القانون 1قضائيا بالنسبة للدول األطراف اليت تأخذ بنظام السوابق القضائية

 .2حمددا و دقيقا يف حتديده للقيود، و معلوم النتائج

 .وعية اهلدف و الغاية من التقييدمشر/ ب

، حيث أشارت كل من املادة الثانية و املادة الثانية و ضرورة التقييد يف جمتمع دميقراطي/ ج

العشرون من العهد الدويل للحقوق احلقوق املدنية و السياسية إىل هذا الشرط، حيث تضمنت

، و نصتا على شرط تقييدها احلديث عن احلق يف االجتماع السلمي و حرية تكوين اجلمعيات

مع ضرورة خضوع هذا التقييد لتدابري تكون ضرورية يف جمتمع دميقراطي، و تضمنت الفقـرة

.3من االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان شرطا مماثال 11و 08الثانية من املادتني

قيود باسم األمن القومي - 2

مي مربرا ملمارسة القيد على حرية التنقل فوفقا ألحكام العهد، ميكن أن يشكل األمن القو

املـادة " و استبعاد الصحافة و اجلمهور عن احملاكمـة " 02ف/12املادة " و حرية اختيار املسكن

، و يعين األمن القـومي "03ف / 13املادة " و القيود املفروضة على حرية التعبري " 01ف/14

" ة أجنبية أو ديد باستعمال القوة محاية السالمة اإلقليمية و االستقالل السياسي ضد قو

االنتهاك املنهجي حلقوق اإلنسان و تقـويض : و قد حذر واضعو املبادئ التوجيهية من أن

األمن الوطين احلقيقي ميكن أن يعرض السالمة الدولية و األمن للخطر و الدولة مسؤول عن هـذا

الختاذ تدابري دف إىل قمع املعارضة على االنتهاك، و ال جيوز التذرع باألمن الوطين بوصفه مربرا

." هذا االنتهاك أو ارتكاب ممارسات قمعية ضد سكاا

نظمة و يف دول عديدة ذه الفكرة الواسعة، حيث اقر جملس الدولة الفرنسي بأن لفظ القانون لغايات هذا الشرط يشمل التشريع و اللوائح و األاخذ القضاء الوطين 1

ن، اجلزء الثاين، الطبعة األوىل، القانون الدويل حلقوق اإلنسان ـ احلقوق احملمية ـ دار الثقافة للتوزيع و النشر، عما: التعليمات، انظر يوسف علوان، حممد خليل موسى .، نقال عن اهلامش82، ص 2007

مة احلياة اخلاصة ـ مستندا على قضت احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان أن االتنصت على املكاملات اهلاتفية و مراقبتها جيب أن يكون ـ بسبب ما يتضمنه من اعتداء على حر 2ص ناهية مينح األفراد حد أدىن من احلماية و مبا يتفق مع مبدأ سيادة القانون يف جمتمع دميقراطي، ملزيد من التفصيل راجع املرجع نفسه، نص قانوين نافذ و حمدد الداللة بدقة مت

83. .84املرجع السابق، ص : يوسف علوان، حممد خليل موسى 3

Page 105: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

105

قيود باسم السالمة العامة - 3

وسائل السالمة العامة و احلماية :" الذي نص على 1" 33املبدأ " ورد يف مبادئ سرياكيوز

السالمة العامة خيتلف عـن معـىن من اخلطر أي سالمة األشخاص، و هناك من يرى أن مصطلح

الصحة و األخالق العامة أو األمن العـام : النظام العام، و هناك يرى أن استخدامات عبارات مثل

.أو الرفاه للدولة هي كلها مصطلحات تتعلق بفكرة النظام العام

ابري ضوء التطورات املشار إليها سابقا، بادرت أغلب الدول إىل اختاذ إجراءات و تـد  و يف

الصادر عن جملس األمن، و سنت قـوانني أمنيـة 1373ملكافحة اإلرهاب يف إطار القرار رقم

جديدة و لألسف كانت أغلبها بعيدة عن الوفاء بالتزاماا املقررة مبوجب القانون الدويل، و قـد

و اليت ميكن أن أعربت اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان عن آثار التدابري التشريعية اليت ميكن أن تترتب

، لذلك 2تكون بعيدة املدى عن احلقوق املكفولة مبوجب العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية

يتطلب من الدول األطراف يف العهد ضمان أن يكون أي تدبري موافق ألحكام التقييد الـواردة يف

.3من العهد 04و املادة 06/07/14العهد خاصة ما تعلق باملواد

القانون الدويل على إمكانية وضع حدود ملمارسة بعض احلقوق يف حاالت معينة، إذن نص

و أحاط ذلك بشروط موضوعية و أخرى إجرائية تساعد قدر اإلمكان على احلفاظ علـى احلـد

.األدىن من ممارسة احلقوق اإلنسانية

يف حاال الطـوارئ :" من العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية تنص 01فاملادة الرابعة الفقرة

االستثنائية اليت دد حياة األمة، و املعلن عن قيامها رمسيا جيوز للدول األطراف يف هذا العهـد أن

تتخذ يف أضيق احلدود اليت يتطلبها الوضع، تدابري ال تتقيد بااللتزامات املترتبة عليها مبقتضى العهد

املترتبة عليها مبقتضى القانون الدويل و عـدم شريطة عدم منافاة هذه التدابري لاللتزامات األخرى

1 L’anti-terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme, op.cit, p 19. 2 Jasmin Gerges : op, cit ;

على الرغم من أننا نشارك يف اإلدانة اإلرهاب، و أننا نعرب عن قلقنا إزاء تكاثر : صدر يبان مشترك يف االجتماع السنوي العاشر للمقررين اخلاصني و اخلرباء املستقلني ذكر 3 .الدول باسم احلرب على اإلرهاب، و اليت تؤثر سلبا على التمتع بكل احلقوقالسياسات و التشريعات و املمارسات اليت تزايد اعتمادها من قبل العديد من

Page 106: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

106

انطوائها على متييز يكون مربره الوحيد هو العرق أو اللون أو اجلنس أو اللغة أو الدين أو األصـل

.1اإلجتماعي

2001الصدر يف عام 29/76و قد وصفت اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان يف تعليقها العام رقم

تواها ذو أمهية قصوى يف جمال محاية حقوق اإلنسان، فهي تفتح اـال بشأن املادة الرابعة بأن حم

أمام الدول األطراف للخروج من األحكام الزمانية للعهد ،وبذلك التعطيل الذي تضمنته املادة حيل

حمل الشرعية العادية اليت تقتضي ـا  une légalité exceptionnelleشرعية استثنائية

وذلك يف حاالت الطوارئ العامة او يف األوضاع االستثنائية لكن هـذا اإلنساناتفاقيات حقوق

القيام مبا إجرائياالبند مشروط بأحكام إجرائية او شكلية وأخرى موضوعية ،فيتوجب على الدول

: يلي

.2إخطار اجلهاز اإلداري املختص مبقتضى االتفاقية املعنية -

.لداخلي مع تقدمي تربير يف الوقت نفسه يتعني إعالن رمسي من الدولة وفقا للقانون ا-

.3ضرورة تقدمي فوري للمعلومات من خالل وساطة األمني العام لألمم املتحدة -

.من العهد إساءة استخدام الدولة لسلطات الطوارئ 05/01واملادة 04متنع املادة -

يؤدي عضرغم هذه الشروط الصارمة إىل حد ما إال أن إعمال بند التعطيل كما يرى الب

بل تغييبه وإهداره يف بعض األحيان، فهو ينتصر يف الواقع ملا 4إىل التقليل من مبدأ سيادة القانون

يعرف مبنطق الدولة على حساب املنطق الدميقراطي ، لذلك انصب اجتهاد أجهزة الرقابة االتفاقية

.ن مبدأ سيادة القانون على املوازنة بني حقوق األفراد ومحاية اتمع الدميقراطي انطالقا م

ونشري إىل أن دوال أوروبية عديدة ، على رأسها اململكة املتحدة طبقت البنـد املـذكور

مـن " 15"وقامت بإصدار قوانني ملكافحة اإلرهاب عقب أحداث سبتمرب مسـتندة إىل املـادة

من االتفاقية األمريكية 01فقرة 27من االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان و املادة 15تتضمن اتفاقيات حقوق اإلنسان األخرى نصا مماثال، كما هو احلال يف نص املادة 1

ا. حلقوق اإلنسان .األمني العام لألمم املتحدة، أو األمني العام ملنظمة الدول األمريكية، أو األمني العام لس أورباقد يكون 2 .راجع املادة الرابعة الفقرة الثالثة منها 3 .87املرجع السابق، ص : انظر حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى 4

Page 107: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

107

شروط أمننـا :"ين االتفاقية األوروبية حلقوق اإلنسان ، فقد جاء على لسان رئيس الوزراء الربيطا

"القومي قد تغريت ، وإذا لزم األمر ميكننا تعديل قانون حقوق اإلنسان

: بعد إعالن رئيس الوزراء الربيطاين عن تدابري مكافحة اإلرهاب حيث يقول waldilyوقد علق

إذا كان توين بلري يعتقد فعال ما يقول، فسيكون تشريع مكافحة اإلرهاب هـزة ملـدرجات "...

لذي وجهـت إليـه قانون مكافحة اإلرهاب و اجلرمية و األمن ا، و قد صدر ."نسانحقوق اإل

انتقادات عديدة لعدة أسباب، على رأسها صدوره يف عجلة من أألمر مع قليل من الوقت ملناقشة

حمتوياته، و قد وجدت اململكة املتحدة من الضروري اخلروج عن االتفاقيـة األوربيـة حلقـوق

:" رئيس الوزراء الربيطاين تربير ذلك أثناء املناقشة الربملانية هلذا القانون بالقول، و حاول 1اإلنسان

".من أجل سالمة بالدنا...إن هذا التشريع هو الذي تطالب به الشرطة و أجهزة األمن

: و على العموم يشترط إلعمال بنود التعطيل جمموعة من الشروط

 :وجود خطر يهدد حياة األمةـ 1

ذا الشرط مسألتني مها اهلدف من اإلجراء التعطيلي و الباعث على اختاذه، حيـث حيث يتضمن ه

أن الثابت أن الدول ليس هلا اختاذ أي إجراء لغاية أو هلدف غري الذي أقر بند التعطيـل ألجلـه،

لذلك جيب أن تكون غاية التعطيل محاية حياة األمة أو وجودها، و ليس أي هدف مرتبط بـالنفع

أن يربر هذا التعطيل، ضف إىل ذلك يتعني أن يكون الباعث على هذا اإلجراء ديـد العام ميكن

.احلياة املنظمة للجماعة املكونة للدولة

2:و على العموم يشترط اخلرباء

 .أن يكون اخلطر ماسا بالسكان كليا أو جزئيا و على أراضي الدولة -

ستقالل السياسـي، أو سـالمة أن يشكل هذا اخلطر ديدا للسالمة اجلسدية للسكان و اال -

أراضي الدولة أو وجود أو أداء املؤسسات السياسية الالزمة لضمان و محاية احلقوق املعترف

 .ا يف العهد

يف اململكة املتحدة، 2001إىل اإلاء الفوري لقانون مكافحة اإلرهاب و اجلرمية و األمن لعام 2004يف ديسمرب " يفيستريي د" و قد دعا األمني العام لس أوربا السيد 1

".هذا القانون أدار ظهره يشكل متعمد ملبدأ سيادة القانون و حدد شكال جديدا للنظام السياسي:" و يقول عامل االجتماع جان كلود2 L’anti-terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme : op. cit ; p. 15.

Page 108: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

108

من االتفاقيـة 15من جهتها احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان، يف تفسريها ألحكام املادة

ة من العهد، حددت حالة الطوارئ اليت دد حياة األوربية حلقوق اإلنسان، و الشبيهة باملادة الرابع

.األمة ، بأا أزمة استثنائية و خطر داهم يؤثر على السكان و يشكل ديدا حلياة اتمع

و قررت اللجنة األوربية حلقوق اإلنسان أن الطوارئ العامة ال ميكن اعتبارها ديدا حلياة   

:لتاليةاألمة إال إذا كانت تتوافر على اخلصائص ا

 .جيب أن تكون فعلية أو وشيكة -

 .جيب أن تؤثر على األمة بأكملها -

 .جيب استمرار حالة التهديد حلياة اتمع -

جيب أن تكون استثنائية يف حدود ما تسمح به االتفاقية من أجل احلفاظ على السالمة العامة -

.و الصحة العامة

 :ضرورة اختاذ اإلجراءات التعطيليةـ 2

املادة الرابعة من العهد على أنه جيب أن تكون اإلجراءات ضرورية ال غىن عنها حيث تنص   

مطلقا حىت تتمكن الدول من مواجهة اخلطر العام الذي يهدد حياة األمة أو وجودها ، مع وجوب

.1تناسبها مع الظرف اإلستثنائي الذي متر به الدولة، أي بالقدر الذي يستدعيه الوضع

جنة املعنية حبقوق اإلنسان و احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان تساءلت يف و نشري إىل أن الل  

أكثر من مناسبة عن طبيعة دورها الرقايب إزاء اهلامش التقديري الواسع املمنوح للدول و لسلطاا

الوطنية يف إطار إعمال الدول لبند التعطيل، و قد أوضحت هذه اللجان أا ال متلك مراجعة طبيعة

ري املتخذة من جانب الدول األطراف و اليت اعتربا هذه األخرية األنسب ملواجهة الظـرف التداب

االستثنائي، فمثال عدت اللجان متديد توقيف أو احتجاز شخص مشتبه بصالته جبماعات إرهابية

كاستثناء من القاعدة العامة املعمول ا يف سياق احلق يف احلرية الشخصية متفقـا مـع أحكـام

خضوع قراري التوقيف و اإلحتجاز يات حقوق اإلنسان، و لكنها اشترطت لصحة اإلجراء اتفاق

ه مع الظرف االستثنائي، ألا األدرى درجت هيئات الرقابة االتفاقية على اإلشارة إىل اهلامش التقديري الذي تتمتع به الدول يف جمال تقدير ضرورة اإلجراء ألتعطيلي و تناسب 1

.إليها الدولة و تكييفها تكييفا قانونيا تينحصر يف التحقق من وجود الوقائع اليت استندفإن دورها يئات الرقابة االتفاقية بالوضع و اخلطر و اإلجراء الواجب اختاذه، أما ه

Page 109: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

109

طيلة مدة التوقيف و االحتجاز، و ذلك حرصا على مبـدأ سـيادة و متديده إىل الرقابة القضائية

إجراءا ضروريا ضرورة مطلقة ملواجهة خطر ال يعد بذاتهالقانون، و ألن انعدام الرقابة القضائية

.و ظرف استثنائي يهدد حياة األمةأ عام

:ـ عدم املساس بااللتزامات الدولية الناشئة عن القانون الدويل 3يتعني إحاطة اإلجراءات التعطيلية بقيد على قدر من األمهية يتمثل يف وجوب عدم تعارضها

يـة و اإلقليميـة مع االلتزامات الدولية األخرى املقررة مبوجب القانون الدويل، فاالتفاقيات العامل

حلقوق اإلنسان، تتضمن يف العادة بنودا تعطيلية تتوافق مع البنود التعطيلية األخـرى الـواردة يف

اتفاقيات أخرى حلقوق اإلنسان، فمثال ال ميكن للدولة الطرف يف االتفاقيـة األوربيـة حلقـوق

، و جيب 1الرابعة من العهدبصفة ختالف التزاماا مبوجب املادة 15اإلنسان أن تطبق أحكام املادة

أال تتعدى تدبري التعطيل على احلقوق غري القابلة للمساس اليت يتوجب علـى الـدول احترامهـا

مبقتضى االتفاقية، وغالبا ما تقوم هيئات الرقابة االتفاقية يف معظم احلاالت بفحص مدى توافـق

.ت الدولية مجيعهاهذه التدابري مع األحكام الناظمة هلذ احلقوق يف ضوء االلتزاما

و يف حالة توقيف أو احتجاز شخص مشتبه يف تورطه يف أعمال إرهابية باالستناد إىل حالة

الطوارئ العامة املعلن عنها رمسيا، قد تتناول هيئات الرقابة االتفاقية مبناسـبة نظرهـا يف هـذه

ملهينة كحق غري قابل للمسـاس نسانية أو التعذيب و املعاملة القاسية و الالإاحلالة،احلق يف حترمي ا

2.أو التعطيل

و قد أوضحت حمكمة الدول األمريكية حلقوق اإلنسان يف رأيها االستشاري الصادر يف

، أن بند التعطيل ال يشمل اإليقاف املؤقت لدولة القانون، و أنه يهدف إىل تعديل 30/01/1987

ليس تعطيلها أو وقف العمل ا، لذلك بعض الشروط القانونية املتعلقة بنشاط السلطات العامة و

ال يرخص للدول بأن توقف العمل بالضمانات القضائية الالزمة مثل احملاكمة العادلة أو احلق يف

 .التقاضي أو احلق يف احلصول على سبيل انتصاف عادل

.خاصة و أن العهد يتضمن حقوقا غري قابلة للتقييد أو التعطيل أكثر مما تتضمنه االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان 1ئية يكية حلقوق اإلنسان أا توفر قدرا أكرب من غريها من اتفاقيات حقوق اإلنسان، حيث متنع أن ختل اإلجراءات التعطيلية بالضمانات القضانشري إىل أن االتفاقية األمر 2

.الالزمة حلماية حقوق اإلنسان

Page 110: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

110

:التمييز العنصري أساسعدم قيام بند التعطيل على -4

لتمييز على أي أساس كان، حيث أكدت جلنة حقوق و ميكننا يف األخري إضافة شرط منع ا

.اإلنسان أن مبدأ التمييز حمظور يف نظام اإلعفاءات

:الشروط الالزمة ملمارسة اإلعفاء تقييم: ثانيا جيب علينا التأكيد قبل كل شيء على الطابع االستثنائي للتدابري املنصوص عليها يف العهد

" أن 1جه العموم، فقد الحظت جلنة وزراء جملـس أوروبـا و يف اتفاقيات حقوق اإلنسان على و

الظروف اليت أدت إىل اعتماد هذه التدابري ينبغي إعادة تقييمها على أساس منتظم، يف حماولة إلزالة

، مبعىن األخذ مببدأ املراجعة الدورية و الشاملة ملبدأ التعطيـل .."تلك اإلعفاءات على مدى قريب

روف االستثنائية حىت ال يفهم بأنه مبدأ مطلق و ثابت ، فهو جمرد مبـدأ حىت يف أثناء استمرار الظ

.استثنائي ملواجهة حاالت استثنائية و هو يزيد أو يتناقص بزيادة أو تناقص الظرف

من جهة أخرى، توجد بعض أدوات التفسري اليت جيب أخذها بعني االعتبار لتقييم األسباب

لـيس يف :" د اإلستثناء، فعلى ضوء نص املادة اخلامسة من العهداملقدمة من قبل الدولة لتربير وجو

هذا العهد ما جيوز تفسريه بأنه يعين ضمنا أن ألي دولة أو مجاعة أو شخص أي حق للمشاركة يف

، ..."أي نشاط أو القيام بأي عمل يهدف إىل هدم احلقوق و احلريات املعترف ا يف هذا العهـد

ن الدولة وإن كانت تتمتع بقدر من احلرية، إال أا ليست حرة بصفة حيث يستفاد من هذه املادة أ

مطلقة يف تفسريها للحالة االستثنائية من جهة، و هي مقيدة كذلك يف تدابريها باهلدف ألساسـي

املتمثل يف تكريس احلقوق املتضمنة يف العهد،كما أا تدعو إىل التدقيق يف أسباب اختـاذ قـرار

عن حق ما ، مما يتيح إدراج معايري أكثر موضوعية للحكم على حالـة معينـة التنازل أوالتنفيذ

.مقتضيات العهد إىلبالنظر

إن السماح بتقييد بعض حقوق اإلنسان يف مرحلة وجود األزمة ميكن أن يبدو لنا متناقصا

ستعجالية واحلرب وأزمات أخرى يكون اإلنسـان قـابال عا ما، ألنه يف سياق الوضعيات اإلنو

1 L’anti-terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme : op, cit ; p 16 .

Page 111: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

111

أال جيب يف هذه السياقات أن يستفيد اإلنسان للتجريح أكثر وحقوق األفراد أقل احتراما، لذلك

.من محاية حقوقه على األقل األكثر أساسية ؟

سياق مكافحة اإلرهاب احلقوق غري القابلة للمساس يف:ثانيا

تتمتع  نسان الاحلقوق احملمية من طرف الصكوك واملواثيق الدولية ذات الصلة حبقوق اإلإن

هـذا التسلسـل .كلها بنفس املركز ،حيث تتشكل يف تسلسل هرمي ضمن قائمة هلذه احلقوق

بصفتها املقرر اخلاص للجنة الفرعيـة "  Mme Nicole Questiaux"حتدثت عنه ألول مرة

أكدنا أنـه إذا كانـت :"حيث تقول 1التابعة لألمم املتحدة يف حاالت الطوارئ اإلنسانحلقوق

صكوك ذات الصلة اعترفت بوجود جمموعة أو عدد من احلقوق اليت جيـوز تقييـدها حـىت يف ال

.2"حاالت الظروف االستثنائية أو الطارئة

وعليه فالنظام القانوين حلقوق اإلنسان يف جمموعها خمتلف، فبعض احلقوق تستفيد من محاية مطلقة

.والبعض اآلخر ال يتمتع إال حبماية نسبية

حيث ، الظروف االستثنائية ةنظريز بني خمتلف أنواع هذه احلقوق جيد مصدره يف والتميي

يف إطـار الشـروط –مبوجب هذه النظرية ميكن للدولة اليت صادقت على اتفاقية حقوق اإلنسان

تعليق التمتع وممارسة احلقوق يف احلاالت السابقة وبعض احلقوق تفلت مـن –املشار إليها سابقا

و التقييد أو التنفيذ أو التعطيل أو اخلرق ، هذه احلقوق تدعى باحلقوق غري القابلـة سلطة اإلعفاء أ

للمساس ،وهي حقوق ال ميكن يف أي حال من األحوال إقصاؤها مهما تكن الظـروف ، ألـا

تعطيل ممارساا سـواء أوتتصل بشكل واضح حبياة وكرامة الشخص فيمتنع على الدولة تقييدها

ق منصوص عليها صراحة باحلماية مبوجب اتفاقيات حقـوق اإلنسـان أم ال أكانت هذه احلقو

،حيث أن القانون العريف يلزم كل الدول عدم اإلنقاص منها، وتشري جلنة حقوق اإلنسان بشـكل

قائمة القواعـد اآلمـرة أنواضح إىل أن قائمة هذه احلقوق غري حمدودة وليست حصرية، وترى

هـذه إىلألنه قد تستند الـدول 02فقرة 04aحملددة مبوجب املادة أبعد من الالئحة ا إىلتستند

ت كلها على قدم عدم قابلية حقوق اإلنسان للتجزئة و متيزها باالرتباط الداخلي، إال أنه من خالل قراءة أهم وسائل احلماية هلذه احلقوق تظهر أا ليس رغم املظالبة مببادئ 1

.منا تصنيف يتطلبه العمل املساواة،فنظامها القانوين خيتلف، و ال يعين ذلك تفضيل حقوق على أخرى إ2 Emmanuelle Bribosia et Ludovic Hennebel : classer les droits de l’homme ; brulant ; bruxelle ; 2004 ; p 195 .

Page 112: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

112

الالئحة فقط لتنتهك القانون الدويل ،على سبيل املثال بفرض مجـاعي للعقوبـات أو احلرمـان

اخلروج عن املبادئ األساسية للمحاكمة العادلة وقاعدة افتراض الـرباءة أوالتعسفي من احلرية ،

من العهد الدويل 02فقرة 04حلقوق وإن مل تكن واردة يف املادة لذلك حددت اللجنة عددا من ا

احلد من التمكني ملمارستها أوالتنازل عنها أوللحقوق املدنية و السياسية، فال جيوز االنتفاض منها

وهي تشمل مثال حق كل األشخاص املسلوبة حريام يف املعاملة اإلنسـانية واحتـرام الكرامـة

اإلنساين ،حضر الدعاية للحرب أو خطاب الكراهيـة القوميـة أو العرقيـة املتأصلة يف الشخص

.1أو الدينية حتريضا على التمييز أو العنف أو كراهية األجانب أو التعصب

ن العهد الدويل للحقوق املدنية والسياسية حدد صراحة احلقـوق غـري على العموم جند أ  

 les:القابلة لإلنقاص أو املساس droits  intangibles" واملادة 02/ 04من خالل نص م

احلـق يف " و املادة السـابعة " احلق يف احلياة "من العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية  06

احلق يف عدم " 01/02حظر التعذيب و املعاملة القاسية و اإلنسانية و املهينة، و املادة الثامنة فقرة

اليت نصت على حظر السجن لعدم الوفـاء بـالتزام 11ادة اخلضوع لالسترقاق أو العبودية، و امل

، إضافة إىل حظر التمييز على أي أساس "مبدأ عدم رجعية القانون اجلنائي" 15تعاقدي، و املادة

.من العهد 26يف املادة

ميكن اعتباره من احلقوق غـري 02/و هناك بعض احلقوق اليت مل جير النص عليها يف املادة الرابعة

بلة للمساس، منها مبدأ احملاكمة العادلة ، و افتراض الرباءة و حظر أخذ الرهائن و االحتجـاز القا

.2غري املعترف به، و النقل القسري للسكان دون أسس قانونية

منـها للـدول 27/02تفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان، فإا قد أجازت يف املادة أما اإل

خلطر العمومي أو األزمة اليت دد اسـتقالل أو أمـن الـدول تعليق إحدى عشر تدبري يف حالة ا

العضوة، كما نصت على احلقوق غري القابلة لالنتقاص، حيث نصت على الضمانات القضـائية

1 Emmanuelle Bribosia et Ludovic Hennebel : op . cit ; p 16. 2 Jasmine Gerges : op. cit ;

Page 113: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

113

 األساسية هلذه احلقوق و اليت مل يذكرها العهد، إضافة إىل احلق يف احلياة و احلـق يف احملاكمـة 1

و أشارت إىل أثر حالة الطوارئ املعلنة بسبب األنشطة اإلرهابية، العادلة و حق املثول أمام القضاء،

.2و رفضت خيار التنازل عن بعض احلقوق األساسية

و يرى بعض املنظرين أن النظام ما بني الدول األمريكية يويل اهتماما خاصا للمبادئ الدميقراطية،

راطية هي حقـوق غـري قابلـة قو ال يتردد يف اعتبار أن احلقوق الضرورية من أجل محاية الدمي

23، و ما يؤكد ذلك، أن حمكمة حقوق اإلنسان األمريكية يف اعتمادها لـنص املـادة للمساس

و اليت تضمنت احلقوق السياسية كحقوق غري قابلة للمساس، اعتربت أن سري انتخابات دميقراطية

نقل و حريـة التعـبري، ال ميكن أن ميارس دون ممارسة حرية التجمع، و حق االجتماع، و حق الت

لذلك فطاملا أن هذه احلقوق ضرورية ملمارسة احلقوق السياسية ميكن القول أا حقوق غري قابلـة

.3للخرق

من جهتها اإلتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان نصت على احلقوق غري القابلة للمساس من خـالل

حالـة الوفـاة باستثناء"باحلق يف احلياة، و اليت متنع خرق املادة الثانية اخلاصة 15/02نص املادة

04/01، و املادة الثالثة املتضمنة منع التعذيب، و املـادة "النامجة عن أعمال مشروعة يف احلرب

املتضمنة منع العبودية و الرق، و املادة السابعة املتضمنة مبدأ املشروعية، و املادة الرابعـة عشـر

.املتضمنة مبدأ عدم التمييز

ما سبق ، ميكننا استنتاج احلقوق غري القابلة للمساس املشتركة بني االتفاقيـات من خالل   

منع يف و هي احلق يف احلياة، و احلق : الثالث و اليت متثل النواة الصلبة يف منظومة حقوق اإلنسان

نسانية، و منع العبودية، و احلق يف عـدم رجعيـة القـانون تعذيب و املعاملة القاسية و الالإال

.نائي، و شرعية اجلرائم و العقوباتاجل

هي ضرورية من اجل محاية احلقوق غري القابلة ) ،01ف 26، و 02ف 07( املواد أكدت حمكمة ما بني الدول األمريكية أن الضمانات القضائية املنصوص عليها يف 1

االتفاقية، و اعتربت أن الوضعية اإلستعجالية أو االستثنائية ال ميكنها يف أية حالة الوصول إىل إلغاء هذه تللمساس، و تعترب أن تعليق هذه الضمانات ال تتماشى مع التزاما .الضمانات القضائية

.من العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية 05، 23، 20، 19، 18، 17، 12، 07، 06راجع املواد 23 Emmanuelle Bribosia et Ludovic Hannebelle :op.cit ; p212 .

Page 114: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

114

و نشري يف األخري إىل أن جلنة حقوق اإلنسان قد أعربت عن قلقها إزاء تصرفات بعـض

الدول اليت جلأت إىل إعالن حالة الطوارئ و اإلبقاء عليها لعدة سنوات رغم عدم وجـود حالـة

االت اليت أعلنـت فيهـا حالـة استثنائية دد حياة األمة، و أشارت اللجنة إىل أنه يف بعض احل

الطوارئ مل تكن حمددة بشكل واضح يف القانون، واستخدمتها الدول كحجة لتقييـد حقـوق

اإلنسان بطريقة غري مباشرة هذا من جهة، و من جهة أخرى أعربت اللجنة عن أسفها حلـاالت

نسان، و دعت يف كانت فيها حالة الطوارئ مدعاة و مل تعلن رمسيا أو قانونيا عن محاية حقوق اإل

األخري إىل ضرورة متاشيب تدابري حالة الطوارئ مع االلتزامات الدولية للدول، و ال بد من التحقق

من مدى تقييد تشريعات مكافحة اإلرهاب للحقوق األساسية اليت متثل النواة الصـلبة يف نظـام

اصة شرط الضـرورة حقوق اإلنسان، مع ضمان الشروط املنصوص عليها يف املعاهدات الدولية خ

.و التناسب و الـتأقيت

دراسة تأثري مكافحة اإلرهاب على بعض حقوق اإلنسان: الفرع الثاين

سوف حناول من خالل هذه اجلزئية دراسة تأثر بعض احلقوق اليت نراها أكثر مساسـا يف

املعاملـة احلق يف احلياة و احلق يف منع التعذيب و : سياق مكافحة اإلرهاب، لذلك سنركز على

.املهني، شرعية اجلرائم و العقوبات، احلق يف احلرية و األمن، و احلق يف احملاكمة العادلة

احلق يف احلياة تأثري مكافحة اإلرهاب على/ أ

يعد احلق يف احلياة من احلقوق اليت حتمل قيمة أساسية يف اتمعات الدميقراطيـة، حيـث

احلق يف احلياة يشكل قيمة عليا يف سـلم : " حلقوق اإلنسانتقول يف هذا الشأن احملكمة األوربية

، و هو احلق األكثر أمهية من بـني 1"يف اتمعات الدميقراطية أساسيةحقوق اإلنسان و حيمل قيمة

احلقوق الذي يتعني احترامه و تأمني محايته لصاحل األفراد، و قد وصفته اللجنـة املعنيـة حبقـوق

، 2كما أن املواثيق الدولية جتمع على أمهية هذا احلـق " ى للكائن البشرياحلق األمس" اإلنسان بأنه

1 Joel Andriantsimbazovina et Hélene Gaudin Et Jean et pierre Marguenaud et stéphane Rials et Frédéric Sudre :le droit à la vie, une valeur fondatrice des sociétés démocratiques ; ouvrage publié avec le concour du centre national du livre ; presses universitaires de France ; dictionnaire des droits de l’homme, p 774 ,775.

من االتفاقية األوروبية حلقوق 06من العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية و املادة 06من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان و املادة 03راجع بشان هذا احلق املواد 2من اتفاقية دول الكومنولث املستقلة حلقوق 06اإلنسان و املادة الرابعة من اتفاقية الدول األمريكية حلقوق اإلنسان و املادة الرابعة من امليثاق العريب حلقوق اإلنسان و املادة

.اإلنسان

Page 115: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

115

فحماية هذا احلق شرط أساسي للتمتع جبميع حقوق اإلنسان، و هو من احلقـوق غـري القابلـة

.لالنتقاص أو التقييد أو التعطيل سواء يف األوقات العادية أو يف حاالت الطوارئ العامة

عات الوطنية عادة حبماية هذا احلق ، فالقاعدة األساسية يف كـل وتعىن القوانني و التشري

اتمعات هي عدم احلرمان التعسفي من احلياة، و عدم اللجوء إىل العنف ضد حياة اآلخرين إال يف

حالة الدفاع الشرعي عن النفس، و مع هذا فإن هذا احلق يتعرض يف الوقت الراهن إىل صعوبات

التصفية ، االغتيال، االختفاء القسـري علـى : ك بصور متعددة أمههامن حيث إعماله، فهو ينته

أيدي الشرطة و األمن و أجهزة السلطة، إرهاب الدولة و إرهاب األفراد و اإلرهاب املضاد، وهي

صور أصبحت تودي حبياة األفراد يف عدة دول، لذلك يترتب على الدول األطراف يف اتفاقيـات

زامات اإلجيابية ذات الصلة باحلق يف احلياة خاصة يف سياق مكافحة حقوق اإلنسان عددا من االلت

:اإلرهاب، يف مقدمة هذه االلتزامات

االلتزام بسن تشريعات متنع االعتداء على هذا احلق، و املعاقبة على ذلك خاصـة محايـة حيـاة

رهـاب األشخاص مسلويب احلرية و احملتجزين أو املوقوفني، حيث يالحظ يف سياق مكافحـة اإل

العاملية و اليت باشرا الواليات املتحدة األمريكية و كثريا من الدول، تزايـد حـاالت االختفـاء

القسري أو الالإرادي لألفراد، حيث ذهبت جلنة حقوق اإلنسان إىل القول أن اختفاء أشـخاص

و احلكم حمتجزين أو موقوفني من طرف السلطات العامة ميثل اعتداء صارخا على احلق يف احلياة،

نفسه ينطبق على حالة الوفاة غرب املربرة بالنسبة لألشخاص املوقوفني أو احملتجزين من قبل اجلهات

.األمنية أو العسكرية أو القضائية داخل الدولة

هذا إىل جانب التزام الدول حبماية صحة األشخاص املوقوفني أو احملتجزين أو اخلاضعني لنظم رقابة

.زام بتوفري نظام العناية الطبية هلمحتت إمرا، مع االلت

رغم هذه األمهية األساسية للحق يف احلياة و رغم اعتباره من احلقوق األساسية غري القابلة

للخرق، إال أنه ليس حقا مطلقا باملعىن احلريف للكلمة، حيث يسـمح للـدول حرمـان بعـض

: األشخاص من هذا احلق يف حاالت حمددة و ظروف معينة، منها

Page 116: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

116

حيث يقر القانون الدويل تقليديا حبق الدول يف تنفيذ عقوبة اإلعدام يف :حالة عقوبة اإلعدام ‐*

أشد اجلرائم خطورة و بشرط صدور حكم قضائي قطعي عقب حماكمة عادلة و قانونية من قبـل

، و قد نص العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية علـى تطبيقـات 1حمكمة خمتصة و مستقلة

 .2بة اإلعدام و اختذ بشأا موقفا صارما من خالل نص املادة السادسة عقو

إال أنه و رغم الشروط الصارمة اليت نص عليها العهد ، إال أن الواقع يشهد تزايد حاالت اإلعدام

خارج نطاق القانون اليت تشهدها أغلب الدول يف سياق مكافحة اإلرهاب، أو صـدور أحكـام

كمات غري مستوفية لشروط احملاكمة العادلة، و يف هذا الصدد جاء علـى باإلعدام يف أعقاب حما

اجلرائم اليت جييز القانون النافذ داخل الـدول األطـراف يف :" لسان اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان

العهد توقيع عقوبة اإلعدام بشأا ال جمال فيها ألي استثناء خيص التزام الدول األطراف بالتقييـد

من العهد الدويل، 14الكامل بكافة ضمانات احملاكمة العادلة املنصوص عليها يف املادة الصارم و

فإذا ما حكم على شخص بعقوبة اإلعدام دون احترام هذه الضمانات يعـد حقـه يف احليـاة

.3"منتهكا

كما أنه ال ميكن اعتبار التصديق على األحكام القضائية املطبق عادة يف أوقات الطـوارئ

ا من طرق الطعن القضائي الذي من شأنه أن يكسب احلكم الدرجة القطعيـة، و يف هـذا طريق

ذلك ألن جهات التصديق يف هذه احلاالت :" ...الصدد يقو الدكتور عبد الرحيم حممد الكاشف

ليست جهات قضائية عليا، و إمنا جهات تابعة للسلطة التنفيذية سواء أكانت جهـات مدنيـة أم

.لغاء هذه العقوبةبات ااالمر اليوم إزاء هذه العقوبة خمتلفا عما كان إىل حد ما، حيث مت اعتماد جمموعة من االتفاقيات و الربوتوكوالت اليت دف إىل إ 1

وال جيـوز . وعلى القانون أن حيمى هذا احلـق . احلق يف احلياة حق مالزم لكل إنسان -1.: "سية على ما يليتنص املادة السادسة من العهد الدويل للحقوق املدنية و السيا 2 .حرمان أحد من حياته تعسفا

جلرمية وغري املخالف ألحكام هذا كاب اال جيوز يف البلدان اليت مل تلغ عقوبة اإلعدام، أن حيكم ذه العقوبة إال جزاء على أشد اجلرائم خطورة وفقا للتشريع النافذ وقت ارت. 2 .وال جيوز تطبيق هذه العقوبة إال مبقتضى حكم ائي صادر عن حمكمة خمتصة. العهد والتفاقية منع جرمية اإلبادة اجلماعية واملعاقبة عليها

هذه املادة أي نص جييز ألية دولة طرف يف هذا العهد أن تعفى نفسها حني يكون احلرمان من احلياة جرمية من جرائم اإلبادة اجلماعية، يكون من املفهوم بداهة أنه ليس يف. 3 .على أية صورة من أي التزام يكون مترتبا عليها مبقتضى أحكام اتفاقية منع جرمية اإلبادة اجلماعية واملعاقبة عليها

.فو العام أو العفو اخلاص أو إبدال عقوبة اإلعدام يف مجيع احلاالتوجيوز منح الع. ألي شخص حكم عليه باإلعدام حق التماس العفو اخلاص أو إبدال العقوبة. 4 .ال جيوز احلكم بعقوبة اإلعدام على جرائم ارتكبها أشخاص دون الثامنة عشرة من العمر، وال تنفيذ هذه العقوبة باحلوامل. 5

.".م من قبل أية دولة طرف يف هذا العهدليس يف هذه املادة أي حكم جيوز التذرع به لتأخري أو منع إلغاء عقوبة اإلعدا. 6 3 Royal United Services Institute ; op. cit;

Page 117: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

117

وجدت مراجعة للحكم القضائي باإلعدام من هذه اجلهات و التصديق عليه من عسكرية، فحىت لو

.1"قبلها يكون تنفيذ حكم اإلعدام خملفا ألحكام العهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية و السياسية

حيث أقرت الصكوك الدولية حلقـوق اإلنسـان : استخدام القوة املسلحة يف حالة الضرورة *

ة املسلحة من طرف السلطات العامة يف ظروف معينة و على نطـاق ضـيق للدول استخدام القو

، إال أن اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان يف استنتاجاا العديدة الصادرة يف قضـايا خمتلفـة، أن 2جدا

من العهد تعاجل حقا أمسى من بني حقوق اإلنسان، لذلك فقوات األمن ال متلـك 06/01املادة

 . 3حياته رد احليلولة دون إفالته من يدها أو منعا هلربه حق حرمان اإلنسان من

إال أنه و يف إطار مكافحة اإلرهاب ، أصبحت السلطات األمنية داخل كثري من الـدول تعتمـد

، هـذه السياسـة SHOOT TO KILL POLICYسياسة أطالق الرصاص من أجل القتـل

.ظورة قبل ذلك يف بعض الدولأضحت تثري جدال و خالفا واسعني، خاصة و أا كانت حم

و تدور معظم اآلراء املعارضة هلذه السياسة يف األساس حول مسألة تناسبها مـع اهلـدف

املرجو حتقيقه من اللجوء إليه ، و قد سبق ألجهزة الرقابة األوربية حلقوق اإلنسان معاجلـة هـذه

MACCAN; FARELL AND"السياسة يف عدد من القضايا املنظورة من قبلـها، حيـث يف قضـية

SAVAGE " ضد اململكة املتحدة، رفع املشتكون التماس ضد الدولة املعنية نيابة عن الضحية الـذي

قتل بالرصاص من قبل األمن الربيطاين يف جبل طارق بسبب انتمائـه إىل اجلـيش اجلمهـوري

اضـع للسـيادة االيرلندي، و االشتباه بأنه خطط لعملية إرهابية جرى تنفيذها يف جبل طارق اخل

الربيطانية، بداية اعتربت اللجنة األوربية حلقوق اإلنسان استخدام القوة املسلحة متناسبا مع اهلجوم

اإلرهايب، إال أن احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان مل توافق اللجنة و اعتربت اململكة املتحدة مرتكبة

ل املمكنة األخرى ملنعه من القيام بالعملية العتدا على احلق يف احلياة، حيث مل تتخذ القوات البدائ

4.اإلرهابية يف جبل طارق

.548، ص 2003الرقابة الدولية على تطبيق العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية، دار النهضة العربية، القاهرة، : عبد الرحيم حممد الكاشف 1 .من اتفاقية دول الكومنولث للدول املستقلة حلقوق اإلنسان 06وربية حلقوق اإلنسان، و املادة الرابعة فقرة راجع املادة السادسة من االتفاقية األ 2 ; CDH ; N 146 et 148 et 145 / 154/1983 ; Baboeram ، نقال عن164املرجع السابق، ص: حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى 3

Kamperveam ; Lekrie ; oem-rausingh ; soloansingh ;raham 4 Cour EDH ; Sér. A ; N : 324 ; 1995.

Page 118: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

118

نفس املوقف اختذته احملكمة يف قضية أخرى، حيث قضت مبسؤولية قوات األمن التركيـة

اليت أردت الضحية قتيال ، على أساس أنه مل يكن هناك أي دليل كاف على أا كانت يف حالت

ايب أو اعتداء، و انتهت احملكمة إىل أن اللجوء إىل القوة املسلحة دفاع، و أا تعرضت هلجوم إره

.مل يكن ضروريا ضرورة مطلقة

إن :" من جهتها اللجنة اإلفريقية حلقوق اإلنسان و الشعوب تبنت نفس املوقـف بـالقول

إطالق الرصاص بشكل تعسفي على املشاركني سلميا يف إضراب ماالوي ينطوي علـى خـرق

1..احلياةواضح للحق يف

و على العموم، و مهما تكن الظروف و األسباب تبدو مشروعة النتهاك هذا احلق، إال أا ال ترفع

عليه وصف أمسى و اعتباره سدة احلقوق و رأس اهلرم يف احلقوق األساسية غري القابلة للمسـاس

د اسـتثناء فسـيبقى أو التقييد أو التعطيل حىت يف أخطر احلاالت اليت دد حياة األمة، و إن وج

.حمصورا يف نطاق ضيق للغاية و فقا للقانون الدويل و التشريع الوطين

نسانية أو املهينةعذيب و املعاملة القاسية أو الالإحظر التتأثري مكافحة اإلرهاب على /ب

يهدف حترمي التعذيب إىل محاية حق اإلنسان يف السالمة العقلية و البدنية، و هـو حـق

مم للحق يف احلياة، حيث جند كل دساتري الدول حتظر إخضاع أي إنسان للتعـذيب مكمل و مت

أو املعاملة القاسية أو املهينة، و جترم القوانني يف عدة دول أعمال التعذيب املاسة بسالمة اإلنسـان

.و تشدد العقوبة على مرتكبيها

لعاملي حلقوق اإلنسان سباقا أما على صعيد القانون الدويل حلقوق اإلنسان، كان اإلعالن ا

يف النص على هذا احلق من خالل نص املادة اخلامسة منه، أما االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسـان

فقد نصت يف املادة الثالثة على حظر التعذيب و املعاملة املهينة بصفة مطلقة باعتبارها تشكل إنكارا

ملادة السابعة من العهد الدويل للحقوق املدنيـة كما تضمنته ا للكرامة املتأصلة يف اجلنس البشري،

.و السياسية

1 Commission ADH ; Auctan et Amnesty international / Malawi. P 161 .

Page 119: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

119

و يشكل احلق يف منع التعذيب حقا غري قابل للمساس و ال يقبل أي تقييد أو استثناء، فال

ميكن للدول ممارسة التعذيب أو املعاملة املهينة سواء يف الظروف العادية أو يف حالة احلرب أو أي

ة أو أي ظرف استثنائي آخر، لذلك فهذا احلق يشكل جزءا من النـواة خطر عام يهدد حياة األم

07الصلبة حلقوق اإلنسان، و قد جاء يف قرار احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان القرار املـؤرخ يف

هذا احلق يعترب من بني أهم القيم األساسية يف اتمعات الدميقراطية اليت :" ما يلي 1989جويلية

. 1"باتشكل جملس أور

يف الواقع، كثري من الدول تربر جلوءها إىل التعذيب بالتمسك بـاحلق يف محايـة نفسـها

بالوسائل املتاحة مبا فيها التعذيب، خاصة يف إطار مناهضة اإلرهاب بوصفه ديدا جسيما ألمنها

يف 2هينة املؤرخةو امن مواطنيها، و يف هذا الصدد ترد اتفاقية منع التعذيب و املعاملة القاسية و امل

أنه يتعني على الدول ليس فقط جمرد االلتزام باختاذ التدابري الفعالة ملنـع ذلـك، : 10/12/1984

و إمنا تشدد عليها بعدم جواز التذرع بأية ظروف استثنائية أو طارئة مهما كان نوعها و شـدا

.3كمربر للتعذيب

يـتلخص يف موضـوعي األول: زامنيإذن يقع على عاتق الدول يف مواجهة هذا احلق الت  

محاية الدولة لألشخاص اخلاضعني لواليتها من االنتقاص من سالمتهم البدنية و العقلية، و محايـة

األشخاص احملرومني من احلرية و تقدمي اخلدمات الطبية و الصحية الالزمة هلم، و هذا ما أكـدت

يتمثل يف ضـرورة إجـراء إجرائيفهو لثاينااللتزام اعليه احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان، أما

حتقيق رمسي فعال و معمق بغية حتديد املسؤولني عن أعمال التعذيب و معاقبتهم مىت وجد اعتقاد

بأن األعمال املرتكبة من جانبهم تؤلف تعذيبا أو معاملة حمظورة باملعىن الوارد يف اتفاقيات حقوق

.اإلنسان

1 Arrêt Soeing c.royaume-uni en 07/07/1989 ; série a ; n= 161-88 .

//www.un.orghttp: لالطالع على االتفاقية راجع موقع األمم املتحدة 2 و نص املادة السابعة ال تسمح 1992الصادر عن اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان يف عام " 44" 20انظر املادة الثانية فقرة الثانية من االتفاقية، و قد ورد يف التعليق العام رقم 3

ملشار إليها يف املادة الرابعة من العهد ، ال يسمح بأي انتقاص من احلكم الوارد يف املادة بأي تقييد و تؤكد اللجنة مرة أخرى أنه حىت يف حاالت الطوارئ العامة مثل تلك اكان، مبا يف ذلك األسباب املستندة السابعة، و جيب أن تبق أحكامها سارية املفعول، و ال جيوز التذرع بأي مربرات أو ظروف خمففة كتربير النتهاك املادة السابعة ألي سبب

.الصادر من مسؤول أو سلطة عامةإىل األمر

Page 120: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

120

ى التزام الـدول يف هـذا الصـدد يف حكمهـا املـؤرخ يف و قد أكدت احملكمة األمريكية عل

 valasquezيف قضية 29/07/1988 rodriguez  "c honduras "1 باالختفـاء و املتعلقـة

القسري، و قررت فيما يتعلق باحلق يف السالمة الشخصية واجب الدول ليس فقط عدم التعـرض

.هلذا احلق و إمنا كذلك واجب منع انتهاكه

جملس أوربا صرح يف النقطة الرابعة من املبادئ التوجيهية املتعلقة حبقوق اإلنسان من جهته

استخدام التعذيب أو املعاملة القاسية أو املهينة حمظور بصفة مطلقة، :" و مكافحة اإلرهاب بالقول

مبا يف ذلك اثناء عمليات االعتقال و االستجواب و االحتجاز التعسفي للشخص املشتبه يف ارتكابه

ألعمال ارهابية أو احملكوم عليه يف مثل هذه األنشطة و مهما كانت تصرفات هـذا الشـخص

.2أو اليت يشتبه يف أا أدانته

و أكدت احملكمة األوربية على عدم اخلروج عن نص املادة الثالثة من االتفاقيـة حـىت يف

لـذي تعلـق بقضـية و ا 06/04/2001سياق مكافحة اإلرهاب، و ذلك يف قرارها املؤرخ يف

labita.c.itali هذا احلق ميثل إحـدى القـيم :" ...، حيث أعادت تأكيد هذا االلتزام بالقول

األساسية للمجتمعات الدميقراطية، حىت يف أصعب الظروف مثل مكافحة اإلرهـاب و اجلرميـة

ــة ــية ..." املنظمـ ــية 27/08/1992يف .tomasi.c.franceو يف قضـ و قضـ

aksoy.c.turquie حيث يف القضية األوىل تعلقت مبـواطن فرنسـي 18/12/1996يف ،

 felixاملدعو tomasi  يف شبهة التورط 23/03/1983الذي مت توقيفه من قبل الشرطة يف

مع جبهة التحريـر الـوطين السـابقة 11/02/1982يف عملية قتل أو حماولة قتل ارتكبت يف

delacorse التاريخ الـذي 25/03/1983ز إىل غاية ، حيث بقي قيد التوقيف و االحتجا

وجه فيه إليه اإلام و وضع قيد احلبس االحتياطي، ليتم تربئته من قبل حمكمة اجلنايات، وقال هذا

األخري أنه كان يشتكي من سوء املعاملة أثناء االحتجاز، و كشفت املعينات الطبية اليت خضع هلا

1 Sydney Adoua ;Op ; Cit. 2 Ibid

Page 121: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

121

10/03/1987ىل اللجنة حقوق اإلنسان بتـاريخ معاناته من أذى بدين، و قد تقدم بالتماس إ

:1أشار فيه إىل خرق املادة الثالثة من أالتفاقية ، و قد وجدت احملكمة

ال أحد يستطيع أن يدع أن اآلثار اليت سجلت على جسم الشاكي ميكن أن تعود إىل فتـرة -1

.سابقة على االعتقال أو نتيجة حماولة هرب

املعين عقب احتجازه، ووضعوا شهادات طبية احتوت مالحظـات شهادة أربع أطباء عاينوا -2

.دقيقة أكدت إصابته

و خلصت احملكمة يف األخري إىل وجود معاملة قاسية مبا خيالف نص املادة الثالثة مـن االتفاقيـة ،

و أكدت على أن احلاجة امللحة للتحقيق أثناء اجلرمية خاصة يف سياق مكافحة اإلرهاب ال جيب

إىل احلد من احلماية الواجبة للحق يف السالمة اجلسدية للشخص، و توصلت باإلمجاع إىل أن تقود

.وجود خرق لنص املادة الثالثة

: 2، حيث مت سرد الوقائع كما يلي18/12/1996أما يف القضية الثانية املؤرخة يف   

االحتجـاز يف عامل معادن و هو تركي اجلنسية مت إيقافه و وضع قيـد  Zéki Aksoyالسيد

بتهمة اشتباهه يف أنه عضو نشط يف حزب العمال الكردستاين، وبقي مـدة 1992أواخر نوفمرب

يوما و بعد تقدميه لشكوى جعلته الشرطة يعاين من خمتلف أشكال التعذيب على رأسه مـا 14

. يسمى بالشنق أو اخلنق الفلسطيين، و قال أنه أصيب بوهن على مستوى الذراعني و اليدين

، 08/12/1992نفت احلكومة ادعاءات الشاكي و اعتربت أن ال أساس هلا من الصحة، و يف

دعي إىل املثول أمام املدعي العام ملنظمة الصحة العاملية، و بعد االستجواب أمرت بإطالق صراحه

و مت اإلفراج عنه، و قال أنه أصيب بالشلل و بقي يف املستشفى مدة معتربة، و يف شكواه الـيت

تقدم ا إىل جلنة حقوق اإلنسان، اعترب من خالهلا أن السلطات انتهكت املادة الثالثة من االتفاقية

النار إطالققال ممثلوه للجنة حقوق اإلنسان أنه مت 2/04/1994األوربية حلقوق اإلنسان، ويف

.عليه و قتله ، و قالوا أنه تلقى ديدات بالقتل حىت يسحب شكواه من اللجنة

1 Sydney Adoua ;Op ; Cit. 2 Ibid

Page 122: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

122

األخري توصلت اللجنة أن املعين باألمر قد تعرض فعال للخنق الفلسطيين، و حسب احملكمـة و يف

فإن التعذيب كان عمديا لغرض احلصول على اعتراف منه أو احلصول على معلومات، بغض النظر

عن املعاناة اخلطرية اليت تسبب فيها هذا التعذيب، و قد وصلت إىل وجود انتهاك واضـح لـنص

حظر التعـذيب " لثالثة اليت حتظر بشكل مطلق املعاملة القاسية و املهينة، و صرحت بالقولاملادة ا

.يتعني منعه حتت أي استثناء، و أيا كانت القضايا الساخنة يف وقت األزمات

احلرب على اإلرهاب ال ينبغي بـأي حـال مـن :" ويقول يف هذا الشأن باتريك واشسمان

1."احلق األساسي األحوال أن تشكل استثناء هلذا

و ال يفوتنا اإلشارة إىل قضية السجناء العراقيني يف سياق احلرب على العـراق الـيت قادـا

، حيث شهد سجن أبو غريب أفضـع انتـهاك 2003الواليات املتحدة األمريكية يف مارس

.صارخ على هذا احلق األساسي و بشكل خمزي لإلدارة األمريكية

هاب على مبدأ شرعية اجلرائم و العقوبات اجلنائيةتأثري مكافحة اإلر ج -3

إن العقوبات املتخذة يف حق الشخص املتهم بارتكاب جرمية إرهابية جيب أن ينص عليها "   

القانون، كما يتعني أن ينص على كل فعل أو امتناع عن فعل مبا يشكل خمالفة يف وقت ارتكابـه،

2..ملفعول يف الوقت الذي ارتكبت فيه اجلرميةو ال عقوبة أكرب من تلك اليت كانت سارية ا

إن هذا املبدأ األساسي يشمل العناصر الواردة يف نص املادة السابعة من االتفاقية األوربيـة

ال " حلقوق اإلنسان، و اليت تكرس مبدأ شرعية اجلرائم و العقوبات، حيث نصت الفقـرة األوىل

.3جرمية و ال عقوبة إال بنص

:د املادة قد كرست مبادئ هامة تتلخص يف اآليت يف الواقع جن

،حيث تسـتند شرعية اجلرائم، شرعية العقوبات، عدم رجعية اجلرائم،و عدم رجعية العقوبات

هذه األخرية إىل فكرة الضمان القانوين للمواطنني، حيث يتعني قبل العقاب جترمي الفعل و فقا لنص

1 Sydney adoua ;op ; cit.

,Guidelines on human rights and the fight against terrorismاملبدأ العاشر من املبادئ التوجيهية اليت وضعتها جلنة وزراء أوربا، راجع 2adopted by the commit y of ministers on 11 jully 2002 at the 804th meeting of the ministers deputies, General of human rights, December 2002.

.07اليت حتضر االنتقاص من املادة 02فقرة 15تظهر أمهية هذه املادة من خالل املادة 3

Page 123: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

123

انوين، حيث من املنطقي أن يكون املواطن على بينـة قانوين، فال جرمية و ال عقوبة دون أساس ق

باملعايري اليت ميكن تطبيقها، فيفترض وجود اليقني القانوين الذي جيعل األفراد على علم مبوضـوع

.اجلرم اجلنائي

:و قد ميزت احملكمة األوربية بني املبادئ الثالث اليت تشكل مضمون هذه املادة، حيث ميزت بني

 .ال عقوبة إال بنصمبدأ ال جرمية و

 .مبدأ عدم رجعية القوانني اجلنائية

 .مبدأ حظر التفسري عن طريق القياس

s.w.etو قد أتيحت للمحكمة للتذكري بالطبيعة األساسية هلذا املبدأ األساسي يف قضية

c.r.c حيث الحظت احملكمة أن الضمان الذي كرسته املادة السابعة يعتـرب 12/11/1995يف ،

يا يدخل يف إطار مبدأ سيادة القانون، حيث حيتل مكانة مميزة و هامة يف نظام احلماية عنصرا أساس

من االتفاقية على ذلك بأن منعت أي استثناء على 15الذي كرسته االتفاقية، و قد أكدت املادة

يف كل الظروف سواء يف وقت احلرب أو يف أوقات الطوارئ اليت دد حياة األمة، 07نص املادة

.عتربت تطبيقه يف ظل الظروف االستثنائية يوفر محاية فعالة يف مواجهة العقوبات التعسفيةو ا

و تضمنت املادة السابعة مبدأ عدم رجعية القانون اجلنائي لصاحل الشخص املتهم، و لكـن

شة، يالحظ أن مشروع القانون الربيطاين املتعلق باإلرهاب و الذي قدم إىل الربملان الربيطاين للمناق

يشكل تقويضا خطريا هلذا املبدأ، حيث تضمن املعاقبة على أفعال التحريض على الكراهية العنصرية

.و الدينية بأثر رجعي باسم مكافحة اإلرهاب

:احلق يف احلرية و األمن تأثري مكافحة اإلرهاب على د-3

با عادية ككل إن احلرب على اإلرهاب اليت نادت ا الدولة الكربى مع حلفائها ليست حر

احلروب، بل هي حرب ضد عدو جمهول ميثل ديدا حقيقيا للمجتمعات املدنية، فهو ال حيترم أي

قاعدة حربية، بل يسعى إىل جتسيد فلسفة الرعب و اخلوف، لذلك تسعى الدميقراطيات إىل جتنيد

باسم املصـلحة كافة الوسائل لذلك، و كان البد أن متر هذه املكافحة بتقييد للحريات و احلقوق

.ما يسمح به القانون الدويل و الوطين إطارالعامة يف

Page 124: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

124

و يعد احلق يف احلرية و األمن من احلقوق اليت أجاز القانون الدويل تقييدها و حتديـدها يف

ظروف معينة، وفقا ملا متليه الضرورة يف جمتمع دميقراطي و لصاحل األمن القومي، و سالمة اجلمهور

تصادي و حفظ النظام العام و منع اجلرمية و محاية الصحة و اآلداب العامة و محايـة و الرخاء االق

.1حقوق و حريات األفراد

و قد أشار كل من العهد الدويل و االتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان إىل عـدم جـواز

ية األوربية جنـدها احلرمان من احلرية إال لألسباب احملددة وفقا للقانون الوطين، يف حني أن االتفاق

حددت األسباب بشكل حصري و اليت جتيز للدول األعضاء اللجوء إىل تقييد هذا احلـق و هـي

.ست حاالت

و على العموم هناك شرطني جيب توافرمها ملشروعية حرمان األفراد من احلرية أشـارت إليهمـا

:دراسة تفصيلية أعدا األمم املتحدة حول احلق يف احلرية، و مها

.خضوع احلرمان من احلرية من الناحيتني املوضوعية و اإلجرائية للقوانني النافذة داخل الدول -1

.طبقة يف جمتمع دميقراطيو متفقا مع املعايري امل 2أن يكون احلرمان صحيحا -2

ما نالحظه على هذين الشرطني هو أما وردا بصيغة فضفاضة تقبل التأويل و االجتـهاد،

من احلرمان من غري املشروع ال يزال حباجة إىل حتديد قانوين دقيق يوضح نطاقه فتحديد املشروع

.و حدوده

على صعيد آخر جند أن القانون الدويل تناول بالتنظيم الضمانات اإلجرائية الـيت يـتعني علـى

السلطات املختصة توفريها لألشخاص احملرومني من احلرية، و ذلك منعا من التعسف يف استعمال

:ة و االحنراف ا، و ميكننا إجيازها يف النقاط التاليةالسلط

 التحديد الفوري ملشروعية االعتقال أو التوقيف طبقا ملا ينص عليه التشريع الوطين

 إخالء سبيل املوقوفني أثناء احملاكمة

 تعويض ضحايا التوقيف أو االعتقال التعسفي أو غري القانوين

من االتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان 07من االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان و املادة 01ف . 05ويل للحقوق املدنية و السياسية، و املادة من العهد الد 09راجع املادة 1 .2004من امليثاق العريب حلقوق اإلنسان املعدل عام 14و املادة

مع دميقراطي و على رأسها سيادة القانون، راجع تعليق جلنة حقوق اإلنسان حول مفهوم صحة احلرمان من نقصد بكلمة صحيح أال خيل بالقيم و الركائز األساسية ألي جمت 2 .بشان املادة التاسعة الفقرة الثانية من العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية" 16" 8احلرية يف تعليقها العام رقم

Page 125: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

125

 ة وجوب معاملة مسلويب احلرية بإنساني

 .حترمي االختفاء القسري للمحرومني من احلرية

إن مسألة التوفيق بني احلق يف احلرية و األمن من جهة و بني ضرورات مكافحة اإلرهاب

تطرح بشدة على املستوى الدويل، فالدول يف مالحقتها ملرتكيب اجلرائم اإلرهابية تكون يف التـزام

املتعلقة باحلق يف احلرية و ضرورة محاية السالمة الشخصـية يتعلق باالمتثال التام للمعايري الدولية

هلم، و جند هذا اإلشكال قد طرح بالنسبة ملعتقلي غوانتنامو الذين أسروا على يد الواليات املتحدة

األمريكية يف سياق احلرب على اإلرهاب، يف أعقاب اية احلرب على أفغانستان و قد وصـفت

إن املعتقلني نقلوا على منت طائرات عسكرية :" كيفية نقلهم بالقول bbcهيئة اإلذاعة الربيطانية

و كانوا مكتويف األيدي و األرجل و معصويب العينني، و على وجوههم أقنعـة و يف آذاهنـم

صمامات، و كانوا مثبتني على املقاعد، و بعضهم جرى ختديره، ومل يسمح هلم خالل الرحلة

و قـد ...تفتقر إىل اخلصوصية، زج هبم يف زنازين ضيقة باستخدام املراحيض، و عند وصوهلم

1"..نسانية مبحاوالت انتحار عديدة قام هبا بعض املعتقلنيالالإتسببت املعاملة

ـ من جهة أخرى جند اإلدارة األمريكية تنفي عن معتقليها التابعني للقاعدة مركـز أ رى سـ  ق يف األمـن القـانوين حرب وفقا التفاقية جنيف الثالثة، و هذا يعد خرقا للح la surtée

juridique حيث مل يتضح املركز القانوين املمنوح هلؤالء، خاصة و أن مصطلح مقاتلني غـريالذي أطلقته اإلدارة األمريكية عليهم غري معروف يف القانون الدويل اإلنسـاين، فهـذا 2قانونيني

ي العدو خالل نزاع مسلح إمـا أن األخري كان واضحا يف أحكامه، فاألفراد الذين يقعون يف أيديكونوا مقاتلني و بالتايل يستفيدون من محاية االتفاقية الثالثة، او يكونوا غري مقاتلني و يسـتفيدوا من محاية االتفاقية الرابعة اخلاصة باملدنيني، و ال ميكن أن يتمركزا يف حالة وسطية بني هذه و تلك

نوين املقرر مبوجب القانون الدويل اإلنساين، و يقـول يف و ال مينكن أن يكونوا خارج اإلطار القا

، ص 96ـ 12، من ص 2004، جملة احلقوق، جامعة الكويت، العدد الرابع، ديسمرب "ون الدويل اإلنساين و منطق القوةمعتقلوا غوانتنامو بني القان: "رشيد حممد العتري 1

40. يري ففي خطاب ب Exparte هذا املصطلح هو وضع وزارة اخلارجية األمريكية اليت استندت إىل حكم احملكمة اليت استندت إىل حكم احملكمة األمريكية العليا يف قضية 2

، جاء ما مفاده أن الواليات 2001ـ 12ـ .04ريتشارد بروسري السفري يف وزارة اخلارجية لشؤون جرائم احلرب أمام جلنة الشؤون القانونية يف الكونغرس األمريكي يف اليت حتكم عالقة الدول املتحاربة ذات اجليوش النظامية املعترف املتحدة األمريكية يف حالة حرب غري تقليدية مع عدو غري تقليدي ال تنطبق عليه قواعد القانون الدويل اإلنساين

ترموا عادات احلرب و قوانينها، و ا أو اجلماعات اخلاضعة لقيادة مسؤولة، اما األشخاص الذين يشنون أعماال غري حربية دون أن يكونوا خاضعني لقيادة منظمة و دون أن حي .33، 32ري شرعيني وفقا حلكم احملكمة العليا يف هذه القضية، راجع القضية يف املرجع السابق، ص من مث إذا قاموا باحلرب فهم مقاتلون غ

Page 126: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

126

املادة اخلامسة من اتفاقية جنيف الثالثة تنص على أن األشخاص :" darryl.mundisهذا الشأن الذين اسروا أثناء نزاع مسلح دويل حيق هلم احلماية حىت و لو كانت هويتهم كأسرى حرب على

، و عليه يظهـر .."ك، إىل غاية حتديد وضعيتهم من قبل احملكمةالنحو احملدد يف املادة الرابعة يف شأن حتديد املركز القانوين هلؤالء يكون من قبل اهليئات القضائية و ليس من طرف السلطة التنفيذية

على أن املقاتلني الذين ال يستفيدون من محاية 1أو من طرف الرئيس، و على العموم أمجعت اآلراءوصفهم أسرى حرب، يكون من احملتم خضوعهم حلماية املادة الرابعـة اخلاصـة االتفاقية الثالثة ب

باملدنيني غري املقاتلني أو املتوقفني عن القتال؟، و بالتايل تبقى الضمانات سارية املفعـول بالنسـبة .لألشخاص مسلويب احلرية يف كل األحوال

شكل واضح إىل تقليص على صعيد آخر يرى كثري من احملققني أن أحداث سبتمرب أدت ب احلق يف احلرية باملفهوم الواسع، و حتجيم دور احملاكم يف محاية هذا احلق، فقد أثار نقـد سياسـة الواليات املتحدة األمريكية املخاوف من أن احلق يف احلرية بات يضحى به من أجـل منفعـة ال

مايـة الواجـب من الذي يقرر حجم احل: تذكر لألمن القومي، و طرحت عدة تساؤالت جدية ؟منحه للحقوق الفردية

من الذي حيدد متطلبات العدالة و األمن؟ من الذي حيدد ما ميكن أن يطلع عليه اجلمهور من السياسات الداخلية ملكافحة اإلرهاب اليت جتور على احلريات الفردية؟

تمرب باتت و يالحظ أن الكثري من االستراتيجيات الداخلية لعدد من الدول بعد أحداث سب متثل حتديا مباشرا لدور احملاكم يف تقييد اإلجراءات التنفيذية خاصة تلك اليت تؤثر على احلـق يف

شـخص 1000احلرية و األمان الشخصي، فقد احتجزت الواليات املتحدة األمريكية أكثر من معظم رهابية أو على علم ا، و أصرت على حقها يف حجب أمساءبأنشطة إيفترض أن هلم صلة

املقبوض عليهم، و زعمت أن هلا سلطة وضعهم يف احلجز االنعزايل يف السجون العسـكرية دون .توجيه مة إليهم أو السماح هلم باالتصال مبحامني

من خالل كل ما سيق دراسته أصبح من الضروري التحث عن استراتيجية فعالة حتقق معادلة حق .اول حبثه يف الفصل الثالثالفرد من حقوقه، و هذا ما سنحكني الدولة يف حتقيق أمنها الوطين و مت

hrw.org/arabic/mena/wr2k4/abovelaw6.htm http//www. . 2004مقاتلو العدو احملتجزون يف الواليات املتحدة، منظمة مراقبة حقوق اإلنسان، 1

Page 127: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

127

الفصل الثالث: إستراتيجية حتقيق التوفيق بني محاية األمن الوطين يف مواجهة اإلرهاب و بني التمكني حلقوق اإلنسان على ضوء جتارب

بعض الدولاإلرهاب عرفت السنوات األخرية هجمات إرهابية متتالية، وعلى ذلك أصبحت مكافحة

أولوية قصوى حيث باتت تشكل هاجسا حقيقيا و هجوما مباشرا على القيم اإلنسانية العاملية

.حلقوق اإلنسان و الدميقراطية و سيادة القانون

و قد دفعت هذه اهلجمات أغلب الدول و احلكومات و الربملانات إىل الرد فورا باستعمال

احترام احلقوق األساسية الضرورية يف أي جمتمع إجراءات و تدابري ابتعدت كثريا عن مقتضيات

دميقراطي، و أظهرت اهتماما يكاد يكون حمدودا ملسألة مدى تأثري تلك التدابري على التمكني

.حلقوق اإلنسان

لذلك سنحاول من خالل هذا الفصل دراسة جتارب بعض الدول اليت باشرت إجراءات يف

ضمن املباشر و غري املباشر على حقوق اإلنسان سياق احلملة على اإلرهاب و مدى تأثريها

، مث نبحث يف قضية االمتثال اإللزامي الدويل ملعايري حقوق اإلنسان يف سياق احلرب املبحث األول

ضمن على اإلرهاب، من أجل التوصل إىل إستراتيجية فعالة و عادلة ملكافحة هذا التهديد اخلطري

.املبحث الثاين

املوازنة بني األمن و احلرية مقتضيات:املبحث األوليواجه كل من صانعي السياسة و واضعي القانون و مطبقوه حتديا صعبا يف مسألة كيفية

إحداث توازن يف معادلة األمن و احلرية، هذا التحدي يعد ضروريا و هاما يف ظل عصر سادت فيه

إلنسان اليت أصبحت جزءا من دولة القانون و مبادئ الدميقراطية و احترام القيم العاملية حلقوق ا

.1الضمري العاملي

,2006جويلية 09و 08يات القانونية ـ من خالل املؤمتر الدويل املنعقد بالقاهرة بتاريخ اإلرهاب ـ التحد: أمحد فتحي سرور 1

Page 128: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

128

:لذلك نريد التوصل من خالل هذه اجلزئية إىل األهداف التالية

.تقدمي املساعدة العملية و القانونية الفنية لصانعي القرار بشأن هذه القضية •

ضمان دقة متوازنة بني األمن و احلق يف احلرية، تراعي كل من ضرورات و صعوبات •

.رهابمكافحة اإل

تفعيل مكافحة اإلرهاب بطريقة نستطيع من خالهلا إعطاء اهتمام لاللتزامات املتعلقة •

حبقوق اإلنسان، و يف الوقت نفسه اإلقرار بواجباا يف محاية اتمع و املسامهة يف صيانة

.السلم األمن الدوليني

إن التحدي احلقيقي الذي تواجهه أغلب الدول هو جتسيد مواجهة شاملة لإلرهاب على اختالف

أنواعها و أبعادها استخداما حلقها يف الدفاع عن سيادا و أمنها، و على وجه حيقق الدفاع عن

حقوق املواطنني، و أمام هذا التحدي املهم، سوف حناول دراسة جتارب بعض الدول يف مكافحة

رهاب، و تقييم مدى جناحها يف حتقيق هذا اهلدف بالتوازي مع محاية حقوق اإلنسان، مث حناول اإل

معادلة توازن بني احلق من جهة و األمن من جهة ثانية اعتمادا على دراسات قانونية صياغة

و اعتمادا على مقتضيات كل من دولة احلق و القانون، و مبادئ / و دولية و مؤسساتية عاملية

.ميقراطية و نظم العدالةالد

تقييم جتارب بعض الدول يف جمال مكافحة اإلرهاب و مدى تأثريها : املطلب األول

على التمكني حلقوق اإلنسان

:ما يدعونا إلجراء هذه الدراسة التطبيقية جمموعة من اإلعتبارات ميكننا إجيازها فيما يلي

معينة خترج عـن نطـاق اجلـرائم حنن بصدد قوانني خاصة واستثنائية تتعامل مع جرائم

املتعارف عليها و املوصوفة بشكل واضح و ملموس، كجـرائم القتـل و السـرقة و التزويـر

، و اليت تعارفت أغلب الدول و القوانني على التعامل معها بقوانني عامة، األمر الذي ...و التهريب

صة و عقوبات خاصة، و جيعلها يتطلب أن تشمل هذه القوانني اخلاصة أو االستثنائية إجراءات خا

Page 129: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

129

الوضع الراهن إجراءات و عقوبات قابلة للتطبيق بصفة دائمة، و تطبيقها غري مقصور على ظروف

 1.استثنائية، مما يعين يف اية األمر إمكانية تقنني هذه القوانني

إن هذه القوانني تتعامل مع ظاهرة ينجم عنها أعمال عنف مسـلحة يقـوم ـا أفـراد

عات أو منظمات، بل يف بعض األحيان تقوم ا دول و مؤسسات حكوميـة، يف الوقـت أو مجا

الذي مل يتم التوصل إىل تعريف متفق عليه ملصطلح اإلرهاب رغم احملاوالت العديـدة يف هـذا

 .اإلطار

عند تناول الدراسات املطلوبة يف هذا الصدد، يتعني بالضرورة مواجهة التحـديات الـيت

هرة املتنامية بأشكاهلا العديدة و املتباينة و مربراا األكثـر تباينـا، و بأبعادهـا تفرضها هذه الظا

العديدة، و اليت أصبحت متثل خطرا على اتمع، و ما تتطلبه هذه الظـاهرة نظـرا لتعقيـداا

و طبيعتها العشوائية يف افتقاد أهدافها من إجراءات بوسائل خاصة للتعامل معها و مواجهتها، مبـا

يف ذلك اإلجراءات ذات الطابع القانوين، و اليت متثل يف أغلب احلاالت توسيعا لـدائرة االشـتباه

و االعتقال و التوقيف و االحتجاز و تشديد العقوبات، مما يطرح تساؤال يتعلق مبـدى و جـود

جراءات ذات طابع استثنائي للتعامل مـع هـذه محاية احلقوق و بني ضرورة وجود إمواءمة بني

، فهل ميكن أن يكون هناك خط فاصل واضح و حمدد و ملموس يضمن عدم لظاهرة االستثنائيةا

انتهاك احلقوق و احلريات الفردية يف ظل وجود مثل هذه القوانني؟ أين يقع هذا احلد الفاصل

 على ضوء معظم القوانني اليت بادرت أغلب الدول على وضعها؟

ملخاطر و التهديدات اليت تستهدف اتمع و الدول معروف أن القوانني اليت تتعامل مع ا

تكتسي أمهية خاصة الرتباطها املباشر بعالقة الدولة بكل سلطاا بالفرد، و ما جيب أن توفره من

حقوق و حريات عامة، و ما ميكن أن متثله تلك القوانني من قيود على هذه احلقوق مما جيعلنا أمام

:فكرتني

 .الفرد بدعوى احلفاظ على أمن و سالمة اتمعفكرة مسو الدولة على -

1 Pour les références des sites internet qui contiennent des chronologies et des répertoires des pays frappés par les attaques terroristes et nombre de morts qu’elles ont causé, voir : http // :www.un.org/depts/dhl/resources/terrorism/elinks.htm et pour une liste des instruments juridiques internationaux et régionaux relatifs à la répression du terrorisme voir http// :www.fidh.org/IMG /pdf/terroinstru11f.pdf

Page 130: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

130

.فكرة مسو الفرد على الدولة كفكرة أصلية -

فبصدور العديد من القوانني و اليت أجازت للرئيس إعالن حالة الطوارئ استمر العمل ا -

على مدى سنوات كما هو احلال يف اجلزائر و مصر، لتتحول قاعدة كفالة احلقوق و احلجريـات

. ناء و أصبح االستثناء هو القاعدةهي االستث

و بالنظر إىل جتارب الدول يف هذا اال يظهر بوضوح أن حالة األحكام العرفية و الطـوارئ مل

حتقق األمن و األمان ال لدولة و ال للمجتمع، حيث وقعت العديد من اجلـرائم اإلرهابيـة الـيت

ا األمنية على حقوق الفرد، و هـو مـا روعت املواطنني و خلقت حالة من مسو الدولة و أجهز

.يناقض مبادئ دولة احلق و القانون

سنحاول من خالل هذه الدراسة التعرض لتجارب ثالث دول يف سياق مكافحة اإلرهاب نراهـا

من بني أكثر الدول تأثرا باألعمال اإلرهابية، و كذلك تبدو األكثر شهرة يف التعامل مع اإلرهاب

تشريعية و األمنية اليت اختذا، و هي كل من اململكة املتحدة و الواليـات من خالل اإلجراءات ال

.املتحدة األمريكية و اجلزائر ذات اخلربة البارزة يف مكافحة اإلرهاب

الفرع األول التجربة اإلجنليزية يف مكافحة اإلرهاب

ميقراطيات تعترب تشريعات مكافحة اإلرهاب الربيطانية من أكثر القوانني صرامة بـني الـد  

.الغربية، و اليت طرحت مشاكل خطرية على حقوق اإلنسان

هذه األخرية، تعهدت إدارا برئاسة توين بلري حبماية حقوق اإلنسان و املواطن، حيـث عقـب  

عادت اإلدارة العمالية إىل السلطة، و بادرت احلكومـة 1997االنتخابات العامة اليت جرت عام

، و الذي تضمن إيذانا بسـن قـانون "جلب احلقوق إىل املواطن" نوانالعمالية إىل نشر كتاب بع

، حيث يكرس هذا األخري يف التشريع األساسي جمموعة من احلقوق اإلنسـانية 1حقوق اإلنسان

اليت تضمنتها االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان ، لكن و على إثـر اهلجمـات الـيت وقعـت يف

يف اململكة املتحدة إىل التآكل شـيئا فشـيئا بسـبب ، اجتهت حقوق اإلنسان11/09/2001

سياسات مكافحة اإلرهاب اليت اختذا احلكومة، و قد حذر توين بلري يف أعقاب تفجريا لندن لعام

ذه حيث جعل االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان تنطبق بصفة مباشرة من قبل احملاكم الربيطانية و بالتايل معظم احلقوق املنصوص عليها يف ه 1998القانون لعام اعتمد هذا 1 .االتفاقية صارت نافذة يف القوانني الداخلية

Page 131: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

131

إذا لزم األمر ميكننا تعـديل ...قواعد اللعبة قد تغريت، ال يشكك أحد يف ذلك :" قائال 2005

".قانون حقوق اإلنسان

هل كان يعين أنـه ل بشأن اخلطاب األمين الذي صرح به رئيس الوزراء، و طرح التساؤ  

يتعني تعليق القانون يف يساق مكافحة اإلرهاب؟ هل تكون تلك اهلجمـات نقطـة انطـالق

لتحديد االستثناءات الالزمة من تطبيق قانون مكافحة اإلرهاب، و إعالن اعتماد قانون جديد

لإلرهاب؟

، حيث 2005تحدة بدأت يف سن قوانني مكافحة اإلرهاب قبل هجمات يف الواقع ان اململكة امل

بعد أحداث سبتمرب سنت سلطات اململكة جمموعة من القوانني اجلديدة تضمنت أحكاما كاسحة

ممـن اعتقلـوا يف إرهابيةتناقض حقوق اإلنسان فمثال األشخاص املتهمون بالتورط يف هجمات

مل آخر حيث احتجزوا لسنوات يف ظروف قاسية استنادا إىل اململكة املتحدة وجدوا أنفسهم يف عا

1.اامات سرية ال يسمح هلم باإلطالع عليها و ال ميكنهم دحضها

، اقترحت املزيد من التدابري منها 2005و عقب األحداث اليت وقعت يف جوان من عام

:قاطمشروع قانون اإلرهاب الذي تضمن أحكاما غامضة و عامة، تتلخص يف ثالث ن

إعطاء احلكومة الربيطانية صالحية وضع قائمة بأمساء املواقع و املكتبات و مراكز املتطرفني / 1

.الدينيني و األجانب و صالحية إصدار األوامر بالطرد من وزارة الداخلية

.احلكومة صالحية متديد فترة االحتجاز إعطاء/ 2

قامة و ترحيل األفراد يف حالة تواجـد وزارة اخلارجية و الداخلية صالحية حظر اإل إعطاء/ 3

.أنشطة أو آراء تشكل ديدا ألمن بريطانيا العظمى

و يالحظ الكثري من احملققني أن هذه التدابري متنح الرخصة للحكومة دون رقابة أو مسؤولية، فعلى

أخرى أي أساس قانوين ميكن لوزير الداخلية طرد أجنيب يشتبه يف صلته بأنشطة إرهابية، من جهة

تضمنت العديد من التدبري اليت اختذت عقب أحداث سبتمرب معاقبة أشخاص ال تتوفر ضدهم أدلة

جنائية كافية لتقدميهم للمحكمة و ذا تكون قد شكلت هذه التدابري خروجا عن قانون حقـوق

.ة قد اضطهدت فعليا األشخاص الذين صنفتهم على أم إرهابينيهذا ما أكدته منظمة العفو الدولية حيث ترى أن سلطات اململكة املتحد 1

Page 132: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

132

اإلنسان الذي كرس ضمانات احملاكمة العادلة و مبدأ شرعية اجلـرائم و العقوبـات و التـدابري

. اجلنائية

على الصعيد الدويل ، أثرت أغلب اإلجراءات اليت باشرا اململكة املتحدة على احلـق يف

منع التعرض إىل التعذيب و املعاملة املهينة داخل الدولة و خارجها، حيث حاولت اململكة التراجع

اليت يتم احلصول عن احلضر القانوين للتعذيب خاصة يف اإلجراءات القضائية املفروض لقبول األدلة

عليها حتت التعذيب و املعاملة القاسية، كما أن احلكومة عمدت إىل توقيع مذكرات تفاهم مـع

، يف مقدمتها احلـق يف 1دول أخرى معروفة بسجلها يف جمال االنتهاكات اخلطرية حلقوق اإلنسان

على جمـرد عدم التعرض للتعذيب، حيث من خالل هذه املذكرات تسعى احلكومة إىل احلصول

تأكيدات دبلوماسية بأن املواطنني األجانب املتهمني بالتورط يف أنشطة إرهابيـة لـن يتعرضـوا

النتهاكات خطرية حلقهم يف منع التعذيب عندما يتم ترحيلهم من اململكة املتحدة إىل هذه الدول،

.ق األساسيو من املؤكد أن هذه التأكيدات غري قابلة للتنفيذ و تشكل خرقا واضحا هلذا احل

و ترى منظمة العفو الدولية أن اململكة املتحدة عجزت عن الوفاء بوعدها يف جلب احلقـوق إىل الوطن، و عربت عن استيائها املتزايد من التعدي املستمر على حقوق اإلنسان و استقالل القضـاء

.2و حكم القانونة و فعلية ملكافحة اإلرهاب إن احترام حقوق اإلنسان ال يتساوق فقط مع إستراتيجية فعال 

و إمنا تعد عنصرا أساسيا يف هذه اإلستراتيجية، و يف هذا الصدد يؤكد كويف عنان األمني العـام

واجب الدول يف اختاذ التدابري الالزمة ملنع اهلجمات اإلرهابية ضد املدنيني : " السابق لألمم املتحدة

ق تقدمي املسؤولني عنها إىل العدالـة ضـمن و ضمان اإلنصاف السريع و الكايف للضحايا، و حتقي

//www.amnesty.org http: حقوق اإلنسان ـ نكث الوعود ـ راجع املوقع: اململكة املتحدة1

ملتحدة املعنية مبناهضة التعذيب و اللجنة املعنية بالقضاء على مل تكن منظمة العفو الدولية الوحيدة اليت عربت عن هذا االستياء، حيث كان إىل جانبها كل من جلنة األمم ا 2أوربا و اللجان الربملانية املعنية التمييز العنصري، و مفوض األمم املتحدة السامي لشؤون حقوق اإلنسان، و اللجنة األوربية ملنع التعذيب و مفوض األمم املتحدة يف جملس

.وق اإلنسان و أعضاء يف السلطة القضائية و منظمات غري حكوميةبالشؤون الدستورية و خلارجية و شؤون حق

Page 133: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

133

نزيهة تتمثل يف ضمان توجيه مة جنائية معترف ا على وجه السرعة إىل أي شـخص إجراءات

1..." يعتقل أو حيتجز لالشتباه على حنو معقول بأنه ارتكب جناية

تحـدة و جتدر بنا اإلشارة يف عجالة، إىل أن مسألة تآكل حقوق اإلنسان يف اململكـة امل  

ليست باجلديدة، حيث ظل تشريع الطوارئ ساري املفعول يف اململكة مبعث قلق طيلة عقود مـن

الزمن، ومنذ أوائل السبعينات، عندما بدأت اململكة املتحدة فرض تدابري للطوارئ يف سياق الرتاع

سم األمن يف ايرلندا الشمالية مع اجليش اجلمهوري األيرلندي، جرت التضحية حبقوق اإلنسان با

و بني اإلنتهاكات اخلطرية اليت سهلت تدابري الطوارئ ارتكاا، و مع صدور قانون منع اإلرهاب

الذي شدد 1989لعام

أوامـر إصداراإلجراءات على احلق يف التنقل من و إىل اجنلترا، و خول لوزير الداخلية سلطة

خول لرجال الشرطة القـبض دون بتحرمي نشاط أي منظمة يعتقد أا متورطة يف اإلرهاب، كما

2.مدة اإلحتجاز إطالةاام مع جواز

، سعت احلكومة العمالية إىل إنفاذ أربعة تشريعات 1997و منذ قدومها إىل السلطة عام  

:بغرض مكافحة اإلرهاب

".1998اإلرهاب و التآمر لعام "قانون القضاء اجلنائي

 .2000قانون اإلرهاب لعام

 .2001رهاب و اجلرمية و األمن لعام قانون مكافحة اإل

.2005قانون منع اإلرهاب لعام

1 House Of lords, House Of Commons ;Joint Committee On Human Rights,” Counter Terrorism ,Policy And Human Rights : Terrorism Bill And Related matters". Third Report of Session 2005 06 http://www.publications.parliament.uk/pa/jt200506/jtselect/jtrights/75/75i.pdf

، 2002اإلرهاب الدويل، جوانبه القانونية و وسائل مكافحته يف القانون الدويل و الفقه اإلسالمي، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، : منتصر سعيد محودة 2 .301ـ300ص

Page 134: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

134

و ترى منظمة العفو الدولية أن كل تشريع من التشريعات املذكورة أعاله يتضمن أحكاما هذه القوانني إىل انتهاكات خطرية إنفاذال تتماشى مع قانون و معايري حقوق اإلنسان، و قد أدى

. أدناه بشيء من التفصيلحلقوق اإلنسان كما هو مبني 2000قانون اإلرهاب لعام : أوال

كان هذا القانون قد دخل حيز النفاذ قبل ذلك بأقل 2001عندما وقعت أحداث سبتمرب ، كما وضـع تعريفـا 1من سنة واحدة، و قد منح هذا القانون للسلطات صالحيات بعيدة املدى

اإلرهاب الالحقة يف اململكة املتحـدة، حيـث لإلرهاب اعتمد كمعيار جلميع قوانني مكافحة أنه كل اسـتخدام لألفعـال " :" راجع املادة ضمن امللحق"عرفته املادة األوىل ضمن اجلزء األول

أو التهديد باستخدامها بغرض التأثري على سياسة احلكومة أو خدمة قضـية سياسـية أو دينيـة نف ضد شخص أو أي عمل يسعى إىل اإلضـرار و أضافت املادة الثانية أنه كل ع" أو إيديولوجية

حبياة األفراد أو ممتلكام أو بالسالمة العامة و كل عمل ينطوي على استخدام لألسلحة الناريـة 2"أو املتفجرات

يظهر من خالل هذا التعريف أنه غامض نوعا ما، و يفتقد إىل التحديد من جهة و ينطوي يترك الباب مفتوحا أمام التحمل السياسي يف اختاذ القـرار على اتساع نطاقه من جهة أخرى، مما

بشأن مقاضاة شخص ما، فالتعريف مفتوح على التأويالت الذاتية، مما حيوله إىل مطية للممارسات املسيئة من جانب الشرطة، ففي اململكة املتحدة جرى إيقاف املتظاهرين السـلميني و تفتيشـهم

ادا إىل السلطات الواسعة املمنوحة للشرطة مبقتضى تشريع مكافحة و االستيالء على مقتنيام استن .اإلرهابو قد استندت كل قوانني مكافحة اإلرهاب اليت تلت هذا التشريع إىل التعريـف الـذي

تضمنه هذا األخري، و بالتايل أي جرمية تستند إىل هذا التعريف الغامض تفتقد إىل مقتضيات الدقة نون اجلنائي، و السلوك الذي جيرم مبقتضى البنود املختلفة لتشريع مكافحة و الوضوح الالزمة للقا

اإلرهاب، ميكن أال يرقى إىل مرتبة اجلرمية اجلنائية املعترف ا مبقتضى املعايري الدولية املتعلقة حبقوق اإلنسان، و هنا تكمن اخلطورة حيث ميكن أن يؤد األمر إىل مقاضاة أفـراد ألسـباب سياسـية

ينية أو إيديولوجية، إضافة إىل أن أو د

، ووصفتها منظمة العفو الدولية بأا تناقض "من أكثر تشريعات مكافحة اإلرهاب يف أوربا مشولية:" جملس أوربا هذه الصالحيات بقولهوصف مفوض حقوق اإلنسان يف 1 .ذ القانونفني بتنفيالتزامات اململكة املتحدة مبقتضى القانون و املعايري الدولية حلقوق اإلنسان و أا مدخل إلساءة االستخدام من جانب املوظفني املكل

: House Of Llord, House Of Commons ; Joint Commitee On Human Rights, Counter Terrorism, Policy and human rightsا 2op. cit

Page 135: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

135

.1النظام القضائي هذا يوفر ضمانات أقل للمشتبه به باملقارنة مع القضاء اجلنائي العاديهذه عدم متاشيها مع املعايري املعترف ا 2و لقد أظهرت األحكام املتعلقة مبكافحة اإلرهاب

م أو حماكمة تتصل جبرمية أسسـت علـى دوليا للمحاكمة العادلة، فأي اعتقال أو احتجاز أو ااالتعريف السابق، من شانه أن يؤد إىل الظلم، و أن يعرض محاية حقوق اإلنسان و حكم القانون يف اململكة ملزيد من التقويض، فاتمع الدويل اعترف لألشخاص املرتكبني ألبشع اجلرائم كجرائم

.جرائيةاحلرب و اإلبادة اجلماعية باحترام أرفع حقوقهم اإل .و إلبراز مدى جدية خطورة هذه األحكام نستعرض القضية التالية ، مت اعتقال الشخص املدعو لطفي رايسي و هو مواطن جزائري بعمـر 21/09/2001بتاريخ

سنة، مت توقيفه يف سالو باجنلترا، و حسب ما ذكر، مت اعتقاله يف الثالثة صباحا حتت ديـد 27ول سيارة الشرطة بشبهة املشاركة يف أنشطة إرهابية، و بعد سـبعة السالح، حيث أجرب على دخ

أيام من االستجواب أطلق سراحه، مث أعيد اعتقاله على الفور استنادا إىل مذكرة توقيف تطلـب أشهر بصفته سجينا من الفئـة أ حتـت 6تسليمه إىل الواليات املتحدة األمريكية، ليحتجز ملدة

بيلمارش، و ادعت سلطات الواليات املتحدة األمريكية أنـه مـن إجراءات أمنية فائقة يف سجن، بوصفه مدرب طريان لبعض خمتطفي الطـائرات الـيت 11/09/2001املتورطني يف هجمات

قامت باهلجمات، و يف وقت اعتقاله ادعت الو م ا أن لديها أدلة كافية لتثبت تورطه و مشاركته حسب ما ذكر أن هذه األدلة تضمنت أشرطة فيديو يف تلك اهلجمات مع أعضاء من القاعدة، و

.3و مراسالت و اتصاالتبتهم " بيد أن مذكرة التوقيف مل تستند إىل أية أدلة، و عوضا عن ذلك وجهت الو م ا إليه ما أمسته

استنادا إىل أن املعين مل يكشف لدى تقدمه بطلب رخصة طيـار عـن إدانـة " حجب املعلوماتسنوات، و كذلك عن إجرائـه لعمليـة 10ى دفع عنها غرامة قبل صدرت حبقه يف سرقة صغر

.جراحية يف ركبته ملعاجلته إصابة قدمية من الناحية الفنية أن هذين اجلرمني الثانويني اللذان شكال األساس يف مـذكرة الترحيـل،

و على الرغم من إجازما عملية الترحيل فإما ال حيتمالن أكثر من عقوبـة بالسـجن لسـنة

.ترى منظمة العفو الدولية أن أي خروج على اإلجراءات و الضمانات النظامية املعتادة رمبا يكون غري مربر و بالتايل غري قانوين 1، 2000، و يف سياق إقرار التشريع الرابع يف جمال مكافحة اإلرهاب منذ عام 2005نظرا خلطورة بواعث القلق اليت جرى التعبري عنها بشأن ذلك التعريف يف نوفمرب 2

املراجع املستقل لتشريع مكافحة اإلرهابـ ويل أوف بريإعادة النظر يف تعريف اإلرهاب و طلب وزير الداخلية للمملكة ممن مستشار امللكة اللورد كارالعلى وافقت احلكومة .2005إجراء مراجعة لتعريف اإلرهاب خالل عام من سريان مشروع قانتون اإلرهاب لعام ـ .املرجع السابق: اململكة املتحدة 3

Page 136: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

136

اليت انتاا القلق إزاء األسباب اليت تذرعت ـا " وفقا ملا صرحت به منظمة العفو الدولية"واحدة .الواليات املتحدة األمريكية يف طلب تسليم املعين

، وضع القاضي الذي ترأس احملكمة حدا إلجراءات الترحيل ضد لطفي 2002و يف أفريل " أي صورة من الصور أدلة تثبت تورطه يف اإلرهابأنه ليس هناك ب" رايسي، حيث أعلن القاضي

لقد مثل موكلك أمامي عدة مرات، وجهـت " و أضاف موجها القول إىل املمثل القانوين للمعين إليه فيها مزاعم بالتورط يف األعمال اإلرهابية، و أود أن أوضح أنين مل أتلق أي أدلة تسـند هـذا

:" عاء التاج الربيطاين يف اململكة املتحدة قالت بـدورها ، رغم هذه التصرحيات فإن دائرة اد"الزعمإن السيد رايسي ال يزال خاضعا ملقتضيات حتقيق جار بشأن األشخاص املسؤولني عن هجمـات

11/09/2001...1 لقد تعرضت حيايت للتدمري، فقد :" و قد أدىل املعين باألمر بتصريح لوسائل اإلعالم بالقول

نيا و عملت جبد من أجل ذلك، و لكن الواقع هو أنين و بسبب هوييت اخترت أن أكون طيارا مدطيار مدنيا قد عانيـت هـذا الزيـغ يف تطبيـق الشخصية كوين جزائري و مسلم و عريب و

أنا أعتقد أن الشخص بريء حىت تثبت إدانته، أما أنا فاعتربت مذنبا و كـان علـي أن ...العدالة 2..." حدث أثبت براءيت، و هذا هو األساس فيما

إن ما حدث للمعين باألمر يشكل شاهدا قويا على أن اهلجمة الكاسحة ملكتب التحقيـق حتت شعار تصديها ملتآمرين يف اهلجمات أو تصـديها ألعضـاء الفدرايل ميكن أن تستهدف ـ

.ـ أشخاصا أبرياء و أن تنتهك حقهم يف احلرية و األمان الشخصي القاعدة :2001رهاب و اجلرمية و األمن لعام قانون مكافحة اإل:ثانيا

يف أعقاب أحداث سبتمرب صرحت حكومة اململكة املتحدة بأن التهديد اإلرهايب الذي متثله .القاعدة، قد جعل من الضروري إنفاذ تدابري تشريعية جديدة ملكافحة اإلرهاب

هناك :" ة بالقولو يف تأكيدها على وجود حالة طوارئ عامة يف اململكة املتحدة، صرحت احلكومديد إرهايب للمملكة املتحدة من قبل أشخاص يشتبه يف تورطهم يف اإلرهاب الـدويل، و علـى وجه اخلصوص هناك مواطنون لدول أجنبية موجودون باململكة املتحدة يشتبه يف أـم معنيـون

ـ م أعضـاء يف بارتكاب أفعال إرهابية دولية أو التحضري هلا أو التحريض عليها، أو يشتبه يف أ

.املرجع السابق: اململكة املتحدة 1 .املرجع نفسه 2

Page 137: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

137

منظمات أو جمموعات معينة، أو لديهم صالت بأعضاء من مثل هذه املنظمات أو اموعات ممن ".يشكلون ديدا لألمن القومي للمملكة املتحدة

تقدمت حكومة اململكة املتحدة مبشروع قانون ملكافحة اإلرهاب 13/11/2001و يف يف عجالة من األمر، مما أثارت هذه العملية التشريعية ، و قد صدر هذا التشريع 1و اجلرمية و األمن

شكوكا حول مدى الدقة و الكفاية و الفعلية يف التفحص التشريعي الذي ناله هذا القـانون مـن .برملان اململكة املتحدة

و جند هذا القانون قد وسع من سلطات احلكومة إىل حد كبري، حيث نص على مصادرة على جواز إصدار أوامر جلميع املوجودات و األموال اإلرهابية، و أعطـى املمتلكات اإلرهابية، و

إرهابيـة و ذلـك يف أعماالالشرطة سلطات أكرب يف التعرف على اإلرهابيني املشتبه يف ارتكام 2.جماالت من قبيل التبصيم و التصوير

لقانون و الذي و األمر الذي شكل ديدا جسيما حلقوق اإلنسان هو اجلزء الرابع من هذا ا إن أحكامـه :" 3دار بشأنه جدال كبريا، حيث عربت حمكمة االستئناف الربيطانية عنه بـالقول

، و قد خول هذا اجلزء لوزير الداخلية صـالحية "تشكل انتهاكا لالتفاقية األوربية حلقوق اإلنسانو الذين .ة املتحدة،إصدار شهادات حبق مواطين الدول األجنبية الذين يشكلون ديدا ألمن اململك

ال ميكن إبعادهم أو إخراجهم من اململكة، حيث مبجرد صدور هذه الشهادات، يصبح من املمكن اعتقاهلم اعتقاال احترازيا إىل أجل غري مسمى دون توجيه مة أو حماكمة، و استنادا إىل معلومات

مما ينجر عن ذلـك إمكانيـة استخبارية سرية، و ال حيق للمعتقلني و ال حملاميهم اإلطالع عليها، .تعذيبهم أو تعريضهم لضروب املعاملة القاسية و املهينة و احلرمان من حقوق احملاكمة العادلة

يف وجود شخص ميثل ديدا على أمن " االعتقاد املعقولعبارة 21و قد تضمنت املادة :دويل، بالقول إرهايباململكة املتحدة، و أن هناك شك معقول بأنه

Suspected international terrorist: certification (1) The Secretary of State may issue a certificate under this section in respect of a

person if the Secretary of State reasonably. ...4

: هاب و باقي قوانني اإلرهاب راجع موقع احلكومة الربيطانيةلإلطالع على فحوى قانون مكافحة اإلر 1 :www.legislation.hmso.gov.uk/acts/acts2001 http//

مقدمات و تطورات، التجديد العريب -1-رؤية عربية:اإلرهاب و حقوق اإلنسان: عبد احلسني شعبان 221/04/2007.:www.arabrenwal.org/articles/3009 http//

//res-gov-:www.statewatch.org/news/doc/hot http-ز حكم حمكمة االستئناف يف جملس اللوردات عن اجلزء الرابع متاح على املوقعموج 3 .pdf 164

. 03راجع املادة من خالل امللحق رقم 4

Page 138: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

138

دس و هـو إن استعمال هذه العبارة يعكس الطابع الذايت هلا و يؤدي إىل املساس مببدأ مق هذا القانون أدار ظهـره :" ، و يقول عامل اإلمجاع جان كلود1مبدأ افتراض الرباءة أو قرينة الرباءة

..."بشكل متعمد ملبدأ سيادة القانون، و حدد شكال جديدا للنظام السياسية فخطورة هذا اإلجراء الذي يستبعد اليقني القانوين و يستبدله باإلهلام الذايت لوزير الداخلي

ماذا يقصد بذلك من الناحية القانونيـة اجلنائيـة فما هو االشتباه املعقول؟ : يثري عدة تساؤالتو احلقوقية؟ هل القول مبجرد كون الشخص مسلم فهو إرهايب حمتمـل اسـتنادا إىل الشـك

، ال شك أن هذا القانون خيـرق بشـكل املعقول؟ هل ميكن إقامة نظام التجرمي رد االشتباه؟قررنا لقد :" فهو يقول بلسان احلال مببدأ افتراض الرباءةالقاعدة اجلنائية األساسية املتعلقة واضح

، حنن ليس لدينا األدلة حىت آلن، و لكننا بصدد البحـث إرهايبأن السيد فالن حسب اعتقادنا "االحتجاز طوال مدة البحث عـن األدلـة عنها، لذلك وجدنا أنه يتعني أن يبق السيد فالن يف

. يستبدل مبدأ افتراض الرباءة مببدأ افتراض الذنبو بذلك على صعيد آخر، اعترب كثري من احملللني أن أحكام اجلزء الرابع تتصف باإلفراط و التمييـز

و عدم الشرعية، إذ ال تتسق مع احلق يف احلرية املكفول مبوجب االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان دنية و السياسية، و تعترب اململكة املتحدة الدولة األوربية الوحيـدة يف و العهد الدويل للحقوق امل

جملس أوربا اليت جلأت إىل تقييد وفائها بأحكام االتفاقيتني يف هذا الصدد بعد أحـداث سـبتمرب 2001. من جهتها منظمة العفو الدولية يف تعليقها على اجلزء الرابع من القانون، اعتربت أنه يقـوم ، و اعتربت أن إصدار 2000ف اإلرهاب وفقا ملا مت النص عليه يف قانون اإلرهاب لعام على تعري

وزير الداخلية هلذه الشهادات يف حق املعتقلني اعتقاال احترازيا بوصفهم إرهابيني دوليني مشتبه م ذا كانت مة يرقى إىل مرتبة التهمة اجلنائية، و ترتب أثارا جنائية الطابع، و عليه فمسالة تقرير ما إ

أو إجراءات ما جنائية يف طبيعتها، ال يأخذ القانون الدويل حلقوق اإلنسـان و الفقـه القـانوين للمحكمة األوربية حلقوق اإلنسان التوصيف القانوين لتهمة ما و النتائج املترتبة عليها باعتبارهـا

يعة العقوبات احملتملة و الفعلية جنائية أم ال بعني االعتبار فحسب، و إمنا أيضا يأخذ يف االعتبار طبهلذه التهمة، كما تأخذ يف احلسبان ما إذا كانت هذه التهمة او اإلجراءات حتمل يف طياا إمكان

لية للمملكة املتحدة ملزيد من التفصيل راجع املادة األوىل و الثانية من القانون على موقع وزارة الداخ 1

:www.homeoffice.gov.uk.docs4/terrorismbill.pdf http//

Page 139: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

139

حرمان األفراد املعنيني من حريتهم لفترة معتربة من الزمن، و بالتايل جيعل من اإلجراءات مصـريية .على حنو خطري بالنسبة للشخص

اليت تنظر يف اسـتئناف " الرابع أوكلت إىل اللجنة اخلاصة بطعون اهلجرة و مبقتضى اجلزء ، أوكلت "األفراد الذين صر يف حقهم أوامر إبعاد من اململكة بشبهة اعتبارهم ديدا ألمن بريطانيا

هلا مهمة مراجعة قرار وزير الداخلية يف إصدار شهادة حبق شخص ما يشتبه يف صـلته بأعمـال ستخبارية السرية و أفسح للوزير عرض املعلومات اإل للمعتقلني استئناف هذا القرارإرهابية، و مسح

يف جلسات مغلقة سرية دون السماح للمعتقل من احلضور، و بالتايل حرمانه من حـق الـدفاع على الرغم من تعيني حمام خاص للمعتقل يسمح له باإلطالع على هذه املعلومـات إال أنـه ال ."

، و قد جاء على لسان جلنة الشؤون الدستورية يف برملان اململكـة "وكله عليهايسمح له باطالع مإن نظام احملامي اخلاص يفتقر أكثر السمات األساسية اليت جتعل من احملاكمـة " 2005يف أفريل .1"عادلة

و اعتربت منظمة العفو الدولية بعد أجرائها لفحص لعدة جلسات استماع أمام اللجنـة املعنيـة، ت يف النهاية أن رد اللجنة على الطعون املرفوعة إليه من قبل املعتقلني ترقى إىل مرتبة تضـليل اعترب .العدالة

و بالتايل ميكننا االستنتاج أن اجلزء الرابع من هذا القانون أنشأ نظاما سريا موازيا للقضاء اجلنـائي ها النظام العادي، و هذا يف حق األجانب، حيث ال يوفر هلم نفس الضمانات و احلقوق اليت يوفر

خيالف ما هو قائم و متفق عليه كمبدأ أساسي و حق أساسي، و هو عدم جـواز احتجـاز أي شخص دون توجيه مة

جنائية حمددة حتديدا واضحا و دقيقا من قبل القانون ، و حق كل شخص يف حماكمته خالل فترة يل يعترب هذا النظام املستحدث مظهرا معقولة ضمن إجراءات نزيهة مع ضمان حق الدفاع، و بالتا

يف ديسمرب إىل " تريي ديفيس"خادعا للشرعية القانونية اجلنائية، وقد دعا األمني العام لس أوربا .2يف اململكة املتحدة 2001اإلاء الفوري لقانون اإلرهاب لعام

ونيـة نظـام كما تدخلت منظمة العفو الدولية يف نفس العام، حيث تقدمت بطعن يف قان اجلزء الرابع من هذا القانون أمام جلنة االستئناف يف جملس اللوردات، و انضمت إليهـا منظمـة

للة على حنو ، قضت اللجنة بأن دعوى اعتقال رجل لييب بوصفه ارهابيا دوليا مشتبه به، ال أساس هلا، و بأن بعض الفرضيات اليت تقدمت ا السلطات مض2004مارس 1

.ان هذا هو الشخص الوحيد الذي كسب دعوى طعن يف شهادة صدرت حبقه مبقتضى قانون مكافحة اإلرهابواضح و غري دقيقة و غري معقولة، و ك //pdf-resp-gov-:www.statewatch.org/news/dec/ho/ http.164.راجع موقع املعلومات التايل لإلطالع على كلمة األمني العام 2

Page 140: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

140

libertée حيث طلبت كالمها من لوردات القانون أن يبني أن االعتقال ألجل غـري مسـمى ، .مبوجب اجلزء الرابع يعد انتهاكا حلقوق اإلنسان األساسية

للوردات بأن هذا االعتقال هو ذو طبيعة متييزيـة ال قضى جملس ا 16/12/2004و يف يتسق مع احلق يف احلرية، و كان موقف وزير الداخلية الذي رفض سابقا اإلفراج عن املعـتقلني، قال أن احلكومة تقبل حبكم اللوردات و سوف تتقدم بتشريع جديد، و تبني أن هذا القانون هـو

.يف الشهر نفسه الذي مت فيه إيقاف العمل باجلزء الرابع،مت إقراره 2005قانون منع اإلرهاب لعام و نشري على صعيد آخر ضمن اخلروقات اليت عرفتها منظومة حقوق اإلنسان يف اململكـة

املتحدة، نشري إىل قرار يثري الدهشة، يف سياق االستئناف أمام اللجنة السابق ذكرها ، صدر قـرار إرهايب دويل، و الذي تقدم بطعن يف صالحية الوزير حبق شخص يشتبه يف أنه 2003يف جويلية

يف االستناد إىل معلومات حتصلت عليها أجهـزة األمـن عـن طريـق التعـذيب، حيـث يف ردت اللجنة بأن مثل هذه األدلة ليست مقبولة فحسب يف اإلجراءات القضائية 29/10/2003

، و على إثر هذا القرار املذهل، قدم وإمنا ميكن االعتماد عليها من طرف اللجنة للتوصل إىل قرارهامعتقلني طعنا ضده أمام حمكمة االستئناف إلجنلترا، و كان قرارها أكثر دهشة، حيث قضت 10

أن قانون مكافحة اإلرهاب يستدعي االعتراف باألدلة و املعلومات اليت يتم احلصول عليها عـن ها الرمسيني مل يرتكبوا التعذيب بأنفسهم طريق التعذيب يف حماكم اململكة املتحدة، طاملا أن موظفي

1."أو يقوموا بالتواطؤ يف ارتكابهو ذا يكون هذا القرار قد وضع اململكة يف تناقض مع التزاماا الدولية النابعة من احلظـر

ينبغـي أال :"2005املطلق للتعذيب و سوء املعاملة ، و يؤكد األمني العام لس أوربا يف أكتوبر احلكومات األوربية بشأن التعذيب الذي ميارس يف مناطق من العامل، و جيب أال تقبل أبدا تتساهل

املعلومات اليت يتم احلصول عليها نتيجة التعذيب، و يف أي ظـرف مـن الظـروف كأدلـة يف وأي ...اإلجراءات القضائية بغض النظر عن مكان احلصول عليها أو اجلهة اليت حصـلت عليهـا

التفاقية األوربية حلقوق اإلنسان فيما يتعلق ذه النقطة سيعرض حقوقنـا و أمننـا اقتراح بتغيري ا . 2.."للخطر

الذي يرقى إىل مرتبة متويل التعذيب، و قالت أن حمكمة االستئناف قد ختلت على حنو خمجل عن واجبها يف احترام حقوق أدانت منظمة العفو الدولية هذا القرار بشدة و 1

ثلةهيئات أخرى وجهة نظر مما اإلنسان و حكم القانون، و احلكم الذي أصدرته يشجع من الناحية العملية و الفعلية التعذيب على أيدي وكالء الدول األجنبية، كما أعربت .House Of Lord, House Of commons ; Joint Commitee On Human Rights, Counter Terrorism, Policy and human rights : opا 2cit

Page 141: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

141

و أخريا خسرت احلكومة الربيطانية معركتها القانونية بشأن هذه املسألة أمام لوردات القانون، أنه حيث قرر سبعة من أعضاء لوردات القانون باإلمجاع على عدم جواز مثل هذه األدلة، وقضوا

يف حالة وقوع تعذيب يتعني رد قضايا املعتقلني إىل اللجنة إلعادة النظر فيها و إقصاء األدلة اليت مت .احلصول عليها حتت التعذيب

2005قانون منع اإلرهاب لعام : ثالثاإقناع الربملان من أجل تبين تشريع جديد مـن تشـريعات مكافحـة متكنت احلكومة من

ىن الربملان التشريع اخلاص مبنع اإلرهاب على وجه السرعة و الذي دخل حيز اإلرهاب، و بالفعل تب ، حيث وصف هذا التشريع مبوقف عدائي من وجهة نظـر قانونيـة 11/03/2005النفاذ يف

، و اسـتبدل 2001و حقوقية وقضائية، رغم أنه يف ظاهره جاء كتعديل للجزء الرابع من قانون أوامر الرقابة، حيث خيول لوزراء احلكومة سلطات غري مسبوقة يف نظام االعتقال االحترازي بنظام

إصدار هذه األوامر اليت من شاا أن تقيد حرية األشخاص املشتبه م، سواء كانوا من مـواطين .1اململكة أو من األجانب

دام إذن خيول هذا القانون للوزير أن مينع على أي شخص يشتبه يف ارتكابه ألنشطة إرهابية، استخاهلاتف النقال، و احلد من قدرته على التنقل و االتصال عرب شبكة اإلنترنت، و املكوث يف املـرتل

.لساعات معينة، و تقييد حقه يف التوصل إىل مكان العمل أو املهنةيف احلقيقة قد تبدو هذه اإلجراءات أو الصالحيات معقولة و قانونية ، و لكن هذه األخرية

د قائمة ألشخاص أو ألماكن أشخاص ينتمون فعليا إىل شبكات إرهابية، لكن تثبت يف حالة وجوجمرد وجـود " املؤسف أن هذه التدابري تطبق على أشخاص يشتبه يف ضلوعهم يف أنشطة إرهابية

، و عن مدة هذه األوامر فتكون عاما كامال قابال للتجديد يف اية كل فتـرة، حيـث "اهلام ذايت 2تمر إىل أجل غري مسمىميكن يف األخري أن تس

النوع األول يدعى بأوامر : و نشري إىل أن الوزير له صالحية إصدار نوعني من أوامر املراقبة املراقبة غري املقيدة، يصدرها مىت توافرت لديه أسباب معقولة لالشتباه بشخص يشارك يف أعمـال

ة، تفرض بناء على طلب من قاضـي يف إرهابية، أما النوع الثاين منها فيدعى بأوامر املراقبة املقيدحالة ما إذا ثبت أو وجد ترجيح بشأن تورط شخص يف أعمال إرهابية، و ترقى هذه األخرية إىل

.مستوى احلرمان من احلرية

www.hrw/org // http: .2006 ـ 09ـ 06قضايا و أحداث، دميقراطية بلري يف ظل احلرب على اإلرهاب، : هيومان رايتس وواتش 1 ىل مخس سنوات، راجع املرجع نفسهإجرمية جنائية ميكن احلبس عليها ملدة قد تصل يشكل لقيود املفروضة مبوجب أوامر املراقبة دون أي مربر معقولأي خرق ل 2

Page 142: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

142

و تكون بذلك قد احتفظت احلكومة بسلطة إصدار أوامر احلرمان من احلرية إىل أجل غري ىل معلومات سرية، الفرق الوحيد بـني هـذا القـانون مسمى بال مة أو حماكمة أو استنادا إ

و القانون السابق هو أا أضحت تطبق على املواطنني و األجانب، و بذلك يكون هذا القانون قد استحدث هذا األسلوب الذي ينتهك و حيد من طائفة عريضة من احلقوق يف مقدمتها حرمة احلياة

رية التنقل، و احلق يف احلرية و احلق يف احملاكمة العادلـة اخلاصة، و حرية التعبري و حق الدفع و ح .و احلق يف األمان الشخصي و القانوين

مهما اختلفـت :" كاراليل أف برييو" و يقول يف هذا الشأن السيد مستشار امللك اللورد ة التقييـد اآلراء فإن هذه االلتزامات أو القيود املفروضة مبوجب أوامر املراقبة غري املقيدة، شـديد

و هي و إن وجد أا ال ترقى إىل الدرجة اليت ال تستدعي طلب التقييد، فواقع احلال، هو أنـه مل إذ ..جير أي اعتراض عليها حىت اآلن يف هذا الصدد، و لكن ما تفرضه من تقييد شـديد للغايـة

جتماعات بالنسبة ساعة، و حتديدا للزوار و لال 18تشمل االلتزامات حظرا للتجوال ملدة تصل إىل لألشخاص الذين توافق عليهم وزارة الداخلية، و اإلخضاع لعملية التفتـيش و تقييـدا للـدائرة

و بالتايل تكون حياة الشخص غري طبيعيـة إىل ...اجلغرافية اليت ميكن أن يتحرك الشخص ضمنها .1حد بعيد لس أوربا بـالقول و عن املراجعة القضائية هلذه األوامر يعلق مفوض حقوق اإلنسان ":

تتسم بأا أحادية اجلانب،جتيز للقاضي النظر يف معقولية شكوك تقوم جزئيا على أدلـة سـرية ال ميلك تأكيد صدقها أو صلتها بالوضع يف ضوء رد املشتبه فيه عليها، و بعيدا متاما عـن التجـاوز

اعتبـار إجـراءات املراجعـة الواضح ملبدأ افتراض الرباءة، فثمة صعوبة ال يستهان ا يف إمكان "املذكورة نزيهة و مستقلة

إن قانون منع اإلرهاب جيرد األفراد من حقوق احملاكمة العادلة و الرتيهة، مبا يف ذلك احلـق يف أن يبلغوا و على وجه السرعة و بالتفصيل بطبيعة و بسبب االامات املوجهة إلـيهم، و حقهـم يف

لة أو اإلفراج عنهم إىل غاية احملاكمـة، و كـذلك حقهـم يف احملاكمة يف ظرف فترة زمنية معقو افتراض الرباءة الذي يطبق يف كل األوقات سواء احلاالت العادية أو حاالت الطـوارئ العامـة، و الذي يستدعي وجود إثبات للتهمة و ال حمل للشك املعقول و احلق يف أن تفصـل يف التهمـة

.املرجع السابق: اململكة املتحدة 1

Page 143: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

143

دفاع أو طلب املساعدة القانونيـة مـن أشـخاص وفقـا حمكمة مستقلة و نزيهة ، و احلق يف ال .الختيارهم احلر

على صعيد آخر من هذا القانون، جند أن منظمة العفو الدولية اعتربت أن القرار اخلاص باالستثناء من البقاء داخل اململة يشكل خرقا حلق اللجوء، فبالرجوع إىل اتفاقية األمم املتحدة اخلاصة بوضع

امللحق ا، تقضي أنه إذا 1967، و الربوتوكول اخلاص بوضع الالجئني لعام 1951الالجئني لعام استثين شخص ما من وضع اللجوء فإن السلطات ملزمة مبوجب القانون الدويل العريف و مبوجـب اتفاقية مناهضة التعذيب و االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان باحترام مبدأ عدم اإلعادة القسـرية،

حظر التعذيب و سوء املعاملة و الذي يقضي أال يرسل شخص إىل أي مكان أبدا ميكن أن و مبدأ .يتعرض لإلخضاع للتعذيب أو غريه من ضروب املعاملة القاسية أو املهينة

و جند أن هذا القانون قد استحدث جرائم جديدة، حيث نشري أنه قد مت تقدمي مشـروع اعتربه الكثري من احملللني أنه يف غاية القسوة و قـائم ، و الذي2005قانون اإلرهاب يف أكتوبر

على تصورات سيئة، و من شأن أحكامه أن تشكل خرقا للمعايري الوطنيـة و الدوليـة حلقـوق اإلنسان، على عكس ما ادعته احلكومة من أنه يشكل أحكاما متوافقة مع االتفاقية األوربية حلقوق

.1اإلنسانانون قد زعزعت كل من احلق يف حرية التعبري و احلـق يف حريـة و بذلك تكون أحكام هذا الق

" بتشجيع و متجيد اإلرهاب" جرمية جديدة تتعلق مبا يسمى التجمع، حبيث ابتدع هذا املشروع أي جترمي أي تعبري عن رأي من مفاده التحريض بصفة غري مباشرة على أعمال إرهابية و يدخل يف

.عات اليت تتضمن هذا األمرذلك نشر و توزيع و إعداد املطبوكذلك ابتدع جرمية جديدة تتمثل يف احلضور ملعسكر تدريب اإلرهابيني إضـافة إىل اسـتمرار

.2استناده إىل التعريف الغامض لإلرهاب الذي سبق و أن أشرنا إليهاألحكام املستحدثة ضمن البند األول من هذا التشريع، تفتقد إىل الدقـة يف حتديـد إن من شأن

ناصر اجلرمية اجلنائية نتيجة استنادها على تعابري غامضة و فضفاضة من قبيل التشجيع املباشر على عاإلرهاب أو غريه من أشكال التحريض و التمجيد، و فكرة املطبوعات اإلرهابية، حيث كل هذه

1 House of lords ,house of Commons ;joint Commitee on Human Rights,Counter Terrorism,policy and human rights : op ;cit.

نظرا : إىل حكومة اململكة لتعرب عن قلقها إزاء خمتلف جوانب املشروع 2005يف هذا الشأن كتبت لويز آرير مفوضة األمم املتحدة السامية حلقوق اإلنسان يف نوفمرب - 2الفضفاضة و الكاسحة لبعض هذه اجلرائم مبا يثري تساؤالت حول إمكان احترام مبدأ حكم تستند إليه اجلرائم اجلديدة و لطبيعة 2005لعدم وجود تعريف دقيق لإلرهاب

من االتفاقية األوربية، مما يؤدي إىل 10من العهد و 19و شرعية اجلرائم و العقوبات خاصة أمام غياب متطلبات القصد الفعلي يف بعض اجلرائم على ضوء املواد نالقانو ..يات األمن القومي و احلقوق األساسيةاختالل التوازن بني مقتض

Page 144: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

144

ث ال التعابري تفتقد للوضوح بشكل يؤدي إىل خرق ضمانات تقييد احلق يف التعبري و الرأي، حيلعنصر القصد اجلنائي يف هذه اجلرمية ضف إىل ذلك أنه يلقي عبء اإلثبات على إشارةيوجد أي

الشخص املتهم ، و يرى الوزير أن الثغرة املوجودة يف هذا القانون جتعل من الصعب املالحقة على لـتفجري جيب أن تذهب " أساس جمرد التحريض على األعمال اإلرهابية فمثال القول و التصريح

هو تصريح دقيق ميكن االعتماد عليه يف التجـرمي، و لكـن " جويلية يف لندن 07أنبوب قطار يف هذا التصريح العام يفتقـد " حنن نشجع اجلميع على الذهاب و تفجري أنبوب القطارات :" القول

1للوضوح و عدم استبيان القصد اجلنائي و ال ميكن اعتباره جرمية جنائية إن أحكام هذا القانون حتظر أية منظمة تتضمن أنشطتها متجيد أعمال إرهابية أو من جهة أخرى ف

التحضري هلا أو التحريض عليها أو االحتفاء ا أو اإلعالء من شأا، سواء يف املاضي أو احلاضر إن غموض عبارات متجيد و تشجيع و االحتفاء و تأييد اإلرهاب تعرب عن غياب اليقني القانوين،

لفرق بني هذه العبارات من الناحية القانونية؟ فغموض تعريف اإلرهاب و اجلرائم اليت أسست فما ااستنادا إلية يؤدي إىل انتهاك طائفة عريضة من حقوق اإلنسان و يطلق يـد السـلطة التنفيذيـة ية للتالعب مببدأي قرينة الرباءة و مبدأ شرعية اجلرائم و العقوبات بشكل يعارض االلتزامات الدول

أما عن احلق يف احلرية فقد كان له هو اآلخر نصيب من أحكـام هـذا .املقررة يف هذا الشأن املشروع، حيث تضمن حكما بتمديد الفترة القصوى لالحتجاز دون توجيه التهمة لألشـخاص

أشهر، و قد قام الربملان 3يوم إىل 14الذين سبق اعتقاهلم مبوجب تشريع مكافحة اإلرهاب من يوما، لكن احلكومة أبقت على موقفها بأن حد االحتجاز يكـون ملـدة 28ص الفترة إىل بتقلي

2. أشهر بال مة و ادعت ضرورة اختاذ هذا اإلجراء 3أقصاها و يظهر لنا واضحا أن هذه األجراء ميثل خروجا واضحا عن املعايري الدوليـة للحـق يف

ملدة طويلة دون توجيه مة و دون حماكمة، مما قد احملاكمة العادلة من خالل متديد قترة االعتقال خيلق مناخا مواتيا أمام املمارسات السيئة اليت ميكن أن تـؤدي إىل إدالء املعـتقلني باعترافـات

.دالءات غري طوعيةإو

ن أن متس املشتبه به له ما يربره، فالكلمات اليت يتحدث ا ميك" فضيل اجليش األمحر"قضت حمكمة حقوق اإلنسان أن رفض السماح إلذاعة مقابلة تلفزيونية مع اإلرهايب 1

.بأمن الدولةعارضه مع القانون اجلنائي الساري املفعول يف اململكة، الذي ال جييز احتجاز أي شخص موقوف بشبهة ارتكاب جرمية عارضت منظمة العفو الدولية هذا األمر بشدة نتيجة ت 2

مة أيام، و اعتربت أن التمديد إذا وضع موضع التنفيذ يعين جواز احتجاز شخص يشتبه يف ارتكابه جرمية مبقتضى أحكام مكافحة اإلرهاب دون 4يف غاية اخلطورة ألكثر من

.، راجع موقع اململكة املتحدة، املرجع السابقاضعاف ذلك اليه لفترة تبلغ سبعة

Page 145: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

145

وال يفوتنا يف هذه الدراسة أن نشري إىل أن جلنة القضاء على التمييز العنصري أكـدت أن تـدابري هاب يف هذه الدولة اتسمت بالتمييز إىل حد كبري سواء على املستوى القانوين أو على مكافحة اإلر

حذر من أنه على املسلمني أن " هيزل بلريز" املستوى التطبيقي ، حىت أن وزير مكافحة اإلرهاب يواجهوا حقيقة أن الشرطة سوف تستهدفهم بعمليات وقف و تفتيش جراء التهديد الذي ميثلـه

.فون يرتبطون باإلسالمأشخاص متطرلقد كانت هذه جمرد دراسة موجزة حاولنا من خالهلا الكشف عن مدى االنتهاكات اليت

عرفتها اإلجراءات التشريعية اليت اختذا احلكومة الربيطانية يف سياق سياسات مكافحة اإلرهـاب ق اإلنسان حتت حجة األمـن و اليت أظهرت من خالهلا عدم مباالا باملعايري الدولية املتعلقة حبقو

.القومي و الصاحل العام لقد أدت هذه التدابري إىل إطالق يد احلكومة على حقوق اإلنسان و احلريات العامة و كان نتيجة

:ذلك .التشكيك يف حق الدفاع و حقوق احملاكمة العادلة

 .تقويض احلظر املطلق للتعذيب وسوء املعاملة

 .لفصل بني السلطاتزعزعة مبدأ حكم القانون و ا

 .تكريس أولوية الشك على مبدأ افتراض الرباءة

 .تقويض احلق يف احلرية باملفهوم الواسع

حماولة إبطال احلظر القانوين املفروض على منع اعتماد أدلة يتم احلصول عليها حتـت طائلـة

 .التعذيب يف اإلجراءات القضائية

دوليني مشتبه ـم إىل أمـاكن ميكـن أن ينيإرهابحماولة إبطال احلظر املطلق بشان إرسال

 .نسانية و املهينةىل ضروب املعاملة القاسية و الالإتعرضهم إ

السعي إىل التحايل على واجباا مبقتضى القانون الوطين و الدويل فيما يتعلق باالنتهاكات اليت

مبعتقلي غوانتناموا مثال ما يتعلق: تقترفها دول أخرى على رأسها الواليات املتحدة األمريكية

 "و تسليم املطلوبني

Page 146: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

146

صفوة القول أن اململكة املتحدة أضعفت من قوا على تعزيز و محاية و تكريس الـتمكني   

حلقوق اإلنسان على املستوى الوطين و الدويل بصورة خطرية، و هي الدولة اليت تسمي نفسـها

ة حتول خطري يف النظام احلقوقي و القيمي بالدميقراطية و تزهو حبقوق اإلنسان، مما يبعث على بداي

.و املفاهيمي الذي تقوم عليه اململكة

التجربة األمريكية يف مكافحة اإلرهاب: الفرع الثاينيف أعقاب احلادي عشر من سبتمرب و األحداث اليت شهدا الواليات املتحدة األمريكيـة،

نسان، من خـالل جممـوع اإلجـراءات أعادت هذه األخرية النظر يف ميزان األمن و حقوق اإل

و التدابري القانونية و األمنية اليت اختذا، حيث أعلنت عن حرب مسـتمرة ال ايـة هلـا علـى

.اإلرهاب

سوف نركز يف هذه الدراسة عن التدابري التشريعية اليت اختذا الواليات املتحدة األمريكية،

.ية يف سياق احلرب على اإلرهابو املمارسات اليت انتهجتها اإلدارة األمريك

قانون باتريوت و آثاره على حقوق اإلنسان :أوال

قام الكونغرس األمريكي على وجه السرعة بعد أحداث سبتمرب بسن قانون مكافحـة اإلرهـاب

، و إصدار جمموعة مـن املراسـيم و أألوامـر  patriot act1يسمى قانون الوطين باتريوت

.ىل قمع و منع اإلرهابالتنفيذية اليت دف إ

و تضمن هذا التشريع املهم تقييدا واضحا للحريات املدنية، و كان له آثار سـلبية علـى

احلريات السياسية، مما أثار مناقشة حادة يف الواليات املتحدة األمريكية بشأن التوازن بني محايـة

.احلقوق و احلريات األساسية و متطلبات األمن القومي

ظ على هذا القانون أنه صدر على عجلة من األمر بعد مناقشة برملانية مقيـدة، و ما يالح

على الرغم : " عن خماوف عدد من السيناتورات إزاء هذه املسألة بقوله" ليهي"و قد عرب السيناتور

من بعض املخاوف على بلدي، إنين قبلت مقترحات لتحريك التشريع إىل األمام ـ و أعتقـد أن

الذي صادقت عليه السلطة التشريعية بعد أحداث سبتمرب بايام، اما قانون combating terrorismeصدر هذا القانون قبل قانون آخر ملكافحة اإلرهاب عرف باسم 1

.2001ـ10ـ 26ش بعد مصادقة السلطة التشريعية يف باتريوت األكثر مشوال فقد وقعه بو

Page 147: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

147

ستواجه اختبارات صعبة يف احملاكم و اليت حنن يف الكونغرس سوف نعاود النظـر بعض األحكام

1..."فيها يف وقت ما يف املستقبل عندما متر األزمة احلالية

صفحة، مقسمة إىل عشرة أجزاء، كل جزء يركز على موضـوع 166و قد تضمن هذا القانون

نون ملستوى عال مـن الرقابـة علـى و على عدد من احلريات و احلقوق، فمثال يسمح هذا القا

.املواطنني و األجانب، مع حد أدىن من اإلشراف القضائي و اإلجراءات القانونية الواجبة

و وفق هذا القانون، حصلت السلطة التنفيذية على سلطات أوسع للتنصت على اهلواتف و مراقبة

قيد هذا القانون حقوق املهاجرين ، الرسائل اإللكترونية، و التفتيش يف قواعد البيانات العامة، كما

مبا يف ذلك إخضاعهم لالعتقال اإلستباقي إداريا بناء على أمر من املدعي العام، حىت و إن مل توجه

2.أي مة إليهم

كما أعطى هذا القانون للحكومة سلطات واسعة على املـواطنني األمـريكيني، و علـى وجـه

اليت ميكـن أن تضـف إىل 3"احملارب العدو"بصفة اخلصوص املهاجرين، و جاءت هذه األخرية

السجن املؤبد دون حماكمة و إىل غاية اية احلرب على اإلرهاب اليت ال اية هلا، و طبـق هـذا

. االنتهاك الواضح حلقوق احملاكمة العادلة على معتقلي غوانتنامو يف كوبا

الواليات املتحدة األمريكيـة جدال واسعا احتدم يف هذا قانون األمن الوطينو لقد أثار

على ضوء ما كشفته النقاشات احلادة حول عمليات التعذيب و التنصت يف السـجون السـرية

" معهد كارنيغي للسالم الدويل السـيد ، و قد عرب اخلبري يف CIAلوكالة االستخبارات املركزية

لسنوات األربع اليت تلت مل يكن من املمكن التوصل إىل توازن خالل ا:" بالقول"ديفيد روتكويف

4"، ألن الوضع برمته كان حمكوما بالعواطف أكثر بكثري من املنطق11/09/2001

و قد رد الرئيس األمريكي و مسؤولون كبار على هذه النقاشات بالقول إن عمليـات التنصـت

ن زعماء دف إىل محاية األمريكيني من العمليات اإلرهابية، مشريين إىل برنامج ضيق النطاق، و أ

1 Charle Doyle : The USA patriot Act : Legal Analysis; Storming Media, April 15, 2002 http//:www.stormingmedia.us/98/9837/A983764.html

.يكية على اإلرهابسياسة التصنت، جتاوز للحريات الفردية يف اطار احلرب األمر: قضايا و أحداث 2 world.de/dw/article.0.2144.1831680.00.html-.du :www http//

. 2004مقاتلوا العدو احملتجزون يف الواليات املتحدة، منظمة مراقبة حقوق اإلنسان، 3 :www.hrw.org/arabic/mena/wr2k4/abovelaw6.htm http//

.76ـ69، ص 2008رهاب يف العالقات الدولية، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع، اجلزائر، عدم مشروعية اإل: راجع بالتفصيل آمال بوسفي 4

Page 148: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

148

يف الكونغرس اطلعوا بشكل مناسب على معلومات أساسية بشأنه، يف حماولة منهم للتهوين مـن

.شأن آثار ذلك على ممارسات حقوق اإلنسان و احلريات املدنية

و عن السلطات االستثنائية الواسعة اليت منحها هذا القانون للرئيس و السلطة التنفيذيـة يقـول

أستاذ القانوين جامعة فرجينيا و موظف سابق يف وكالة اإلسـتخبارات " فريد هيتس" الربوفيسور

السلطات االستثنائية املمنوحة للرئيس تستمد شرعيتها من وضع ال يعرف فيه املرء ماذا :" املركزية

، ال 2001ينتظره، و لكن بعد مرور سنوات ومل حتدث فيها عمليات حبجم تلك اليت حدثت يف

  1"مارسات القانونية اليت كانت سائدة قبل ذلكبد من العودة إىل امل

و يف إطار صالحيات احلكومة، يسمح هذا القانون بإمكانية اإلطالع علـى السـجالت

التجارية و امللفات احملفوظة يف املكتبات، و غريها من البيانات اخلاصة باألفراد الذين قد ال تكون

مما يؤدي إىل تقييد خطري حلق احلرية و حتجـيم هناك أي شبهة حمددة يف تواطئهم مع اإلرهاب،

يف املثـول " مسلوب احلرية"دور احملاكم يف محاية هذا احلق، و قد عرضت إدارة بوش حق املعتقل

أمام القاضي للحظر من خالل عمليات االعتقال و االحتجاز ملـدة طويلـة دون توجيـه مـة

، كما أجاز إجـراء حتقيقـات دون 2انونيةأو عرضهم على القضاء و ذلك بصفة تعسفية أو غري ق

.ترخيص أو تفويض حمدد و واضح، و احلبس االحتياطي إىل اية االستجواب رد االشتباه

يف احلقيقة لقد أظهر هذا القانون شكل رد فعل مفرط و غري مربر على هجمات سـبتمرب

تضيها اتمع الدويل خاصـة يف من خالل اخلروج عن أطر املعايري الدولية حلقوق اإلنسان اليت يق

.ظل الظروف االستثنائية

على صعيد آخر، نشري إىل أن احلكومة األمريكية يف إطار هذه السلطات املمنوحـة هلـا،

ضد املتهمني، و هـو بالدليل السريو يف سياق مكافحة اإلرهاب جلأت إىل استخدام ما يدعى

لبا ما تستخدم مثل هذه األدلة ضد األجانب، مما خيـل دليل ال يعرفه املتهم، و ال يواجه به، و غا

3.حبق املساواة أمام القانون و الذي أكدت عليه كل القوانني و املواثيق الدولية

1 Sydney Adoua, Op. Cit, نسان و الصراع ، حقوق اإل2004السلطة التنفيذية يف الواليات املتحدة األمريكية بعد احلادي عشر من سبتمرب، التقرير العاملي : فوق القانون: اليسون باكر و جيمي فيلتر 2

.املسلح .52املرجع السابق، ص : امني مكي 3

Page 149: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

149

، فتسعى احلكومة للحصول على سلطات أوسع يف التحري قانون باتريوت الثاينأما عن مشروع

عدة بيانات عن احلمض النووي ألي شـخص القبض أالستباقي، و االحتفاظ بقا إلقاءو املراقبة و

يشتبه به يف دعمه موعة إرهابية دون توجيه مة إليه، وصوال إىل سحب اجلنسية من املـواطنني

.األمريكيني الذين يشتبه يف دعمهم موعات إرهابية، و من مث سجنهم أو ترحيلهم

احلكومة لصفة اإلرهـاب إلصاقعة و ال تتيح هذه القوانني للكونغرس األمريكي أو احملاكم مراج

مبجموعة معينة، باختصار للحكومة حق سجن أي شخص و لو كان مواطنا و رمبا لألبـد دون

. إدانته بأي مة و دون حماكمته

و قد لوحظ على عدد من النواب و الشيوخ و القانونيني الذين كانوا قد أيدوا حبماسـة

دوا إىل معارضة إدارة بوش بصفة علنية، عندما الحظوا أن قوانني مكافحة اإلرهاب يف البداية، عا

السلطة التنفيذية اختذت هذا التوجه العام هلذه القوانني ذريعة إلبرام مراسيم خمالفة للدستور، حيث

كان منها جمموعة من القرارات اليت اختذها وزير العدل، مثل التصنت على احملادثات بني املعتقلني

. 1صراحة الدستور و حماميهم مبا خياف

 Patrick" هذا القرار الذي قال عنه رئيس اللجنة القضائية يف جملـس الشـيوخ Leahy " يف

إن هذا القرار يذهب إىل ابعد من قوانني مكافحة اإلرهـاب نفسـها " رسالة بعث ا إىل الوزير

2"دون إي غطاء قانوين على اإلطالق

ه القـرارات يف جملـس الشـيوخ يـوم كما عرب هذا األخري عـن اسـتيائه إزاء هـذ

إن إدارة الرئيس استغلت قوانني مكافحـة اإلرهـاب لتتجاوزهـا " ، بالقول28/11/2001

بإجراءات فردية من لدا مثل احملاكمات العسكرية السرية و غريها، و هـذه اإلدارة فشـلت يف

تعاونا مع هـذه اإلدارة يف احترام الضوابط و التوازنات اليت تشكل اإلطار القانوين لنظامنا، و قد

//www.wikipedia.org http:. احلرب على اإلرهاب، التغيريات السياسية األمريكية: ويكيببيديا ـ املوسوعة احلرة ـ 1

حلر الصوت العريب إجراءات مؤقتة أم انقالب على الدستور؟،: قوانني مكافحة اإلرهاب األمريكية: إبراهيم علوش 2 //freearabvoice.org/arabi/new/Americanlaws.htm :www. http.ا

Page 150: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

150

، فلماذا ترفض جمرد استشـارتنا 11/09/2001إبرام قوانني مكافحة اإلرهاب اليت أرادا غداة

1"فيما يتعلق بإجراءاا اجلديدة؟

كما طلبت وزارة العدل إىل األجهزة األمنية استدعاء مخسة آالف شخص من العرب و املسلمني

رعية على تأشريات دخول سياحية أو طالبية أو جتارية، و ذلك من الذين دخلوا البلد بصفة غري ش

أجل احلصول على معلومات قد تستخدم يف إدانة املتهمني يف احملاكمات العسكرية غري املخولة من

قبل السلطتني التشريعية و القضائية، هذا القرار ال شك أنه يتجاوز حـدود القـانون، فهـؤالء

م أية شبهة، سوى أن التحقيق قد يفيد يف احلصول علـى معلومـات املستدعون للتحقيق ال تقر

أمنية، فضال عن أن هذا القرار يتسم بالعنصرية الواضحة حيث يقوم على أساس االنتقاء القـومي

.و الطائفي مبا خيالف مبدأ أمام القانون

أكثر و على صعيد آخر، و حسب قوانني مكافحة اإلرهاب، فقد وصل عدد املعتقلني إىل

، معظمهم من العرب و املسلمني، و تقـول 29/11/2001نيويورك تاميز "شخص 1200من

معـتقال، 641الصحيفة أن وزارة العدل وافقت على كشف عدد املتبقي لديها من هؤالء و هو

، و أكدت الصحيفة نقال عـن 548منهم، ورفض الكشف عن 93وافقت على كشف أمساء

املعتقلني تبني أن ال عالقة هلم باإلرهـاب أو القاعـدة، باسـتثناء وزارة العدل أن معظم هؤالء

2 .معتقال تدور حوهلم شبهات غري مؤكدة 11أو 10

 Christopherو يقول الربوفيسور Bollyn  إن :" 30/11/2001يف مقالة له نشرت يوم

العنصري ألنـه قيام الواليات املتحدة األمريكية باعتقال األجانب على أراضيها، فضال عن بعده

املربمة عـام  موجه ضد املسلمني و العرب أساسا، فإنه خيالف معاهدات فيينا للعالقات القنصلية

حال اعتقال مواطين الدول املوقعـة علـى  و اليت جترب الدول على إبالغ بعضها البعض يف 1963

.3املعاهدة، و جتربها على إتباع جمموعة من اإلجراءات القانونية األخرى

.املرجع نفسه 1 املرجع السابق: ابراهيم علوش 2االعتقال، و يقول الربوفيسور أنه بوقعت الواليات املتحدة األمريكية على هذه املعاهدة، و بالتايل ال حيق هلا أن تعتقل مواطين هذه الدول دون ابالغ دوهلم بذلك و بأسبا 3

الئحة خمتصرة للدول املوقعة على املعاهدة املذكورة ال تضم من الدول العربية و اإلسالمية إال الكويت، راجع التغيري يف إستراتيجية لحبث لدى وزارة العدل فوجد أا تستعم. كز األهرام للدراسات السياسية و اإلستراتيجيةاألمن القومي األمريكي، التقرير االستراتيجي العريب، القاهرة، مر

:wwwahram.org.eg/acpss/ahram/2001/1/1/1/RARB35.HTM http//

Page 151: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

151

ريد اإلشارة فقط من وجهة نظرنا، أن السلطة التشريعية على عكس ما يبدو أا تقـف ن

كمعارض لسياسية اإلدارة األمريكية، برأينا ، هذا األمر غري صحيح، فقد أيدت هـذه السـلطة

التشريعية احلملة اليت قادها الرئيس األمريكي على اإلرهاب، و يظهر هذا جليا من خالل مضمون

فحة اإلرهاب اليت حتد من اإلشراف القضائي على السلطة التنفيذيـة و سـلوكياا، قوانني مكا

و تسمح بانتهاك احلقوق الدستورية للمعتقلني و مسلويب احلرية، و تقوض مبادئ احملاكمة العادلة،

و تشرع االعتقال ألجل غري مسمى دون إبداء األسباب املوجبة، و تتيح القيام بعمليات التفتـيش

، و تعاقـب يف 1سري، و تربر املصادرة و املراقبة و التنصت على مستويات غري مسبوقة بشكل

حال وقوع الشبهة دون وجود إثبات أو دليل، فمن الطبيعي أن تطغى السلطة التنفيذية مبوجـب

كل هذه الصالحيات على السلطتني التشريعية و القضائية، و على رأس هذه القـوانني القـانون

سابقا و الذي اعترض عليه يف جملس الشيوخ واحد من أصل مائة شيخ، و اعترض عليه املشار إليه

نائبا، فكيف تعترض بعدها السلطة التشـريعية علـى 538نائبا من أصل 66يف جملس النواب

.سياسة اإلدارة و قد كانت قد وافقت على كل الصالحيات املمنوحة السابقة

ـ نونيا لقانحتليال قاوفيما يلي سوف نستعرض 2 رافون باتريوت قام به احملامي أالن غ

:و هو أحد قيادي نقابة احملامني يف والية أوريغون األمريكية، و حناول مناقشته على النحو التايل

املقيمني يف الواليات املتحدة األمريكية إبعاد، يسمح باعتقال و "411اجلزء "القانون اجلديد* 1

دمون أي نوع من املساعدة، حىت و لو كانت ذات طابع قانوين ألية من غري األمريكيني الذين يق

جمموعة يقرر وزير اخلارجية أا جمموعة إرهابية دون احلاجة إىل قيام احلكومة مسبقا بتحديد أي

.املنظمات تعتربها إرهابية

، أي ضد األشخاص الذين قدموا قبل عشر سنوات تربعـات 3و ميكن تطبيق القانون بأثر رجعي

أو مأوى ألشخاص أصبحت احلكومة تعتربهم اليوم إرهابيني، و على املدعى عليه أن يثبت أنه مل

//opinion/op_politics.htm -01-:www.alwatan.com.sa/daily/2006 http/04.التنصت و ضالل ووترجيت، الوطن، اململكة العربية السعودية 1

ACLU (American Civil Liberties Union.تابع الحتاد احلريات املدنية األمريكيال تراجع موقع اإلنترن 2 .املرجع السابق: إبراهيم علوش 3

Page 152: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

152

يعرف أن اموعة اليت ساعدها هل هي جمموعة إرهابية، و يف ذلك خلل دستوري خطري حيـث

.أن األصل أن املتهم بريء حىت تثبت إدانته

حيث يسمح مبنع محلة البطاقة اخلضـراء و يعدل القانون اجلديد قانون اهلجرة و اجلنسية،

من العودة إىل الواليات املتحدة األمريكية إذا اعتربت وزارة اخلارجية أن آراء هذا املهاجر تعيـق

من تعريف اإلرهاب، حيث 411اجلزء مكافحة اإلرهاب فما املقصود ذه العبارة؟ كما يوسع

هذه الصياغة كما يبدو جاءت واسعة و يشمل تدمري املمتلكات حىت دون أي أذى لألشخاص، و

غري حمددة بشكل يعترب أن أي نشاط عمال إرهابيا يف الوقت الذي يكون مسموحا لألفراد القيـام

إن إعاقة السري خالل مظاهرة ميكن أن تصـبح " بالقول" آالن غراف" ، كما يؤكد على ذلك1به

ون على ممارسـة بعـض احلريـات إذن يؤثر هذا القان" إرهابا إذا فسر هذا النص بشكل متشدد

.السياسية و اإلعالمية خاصة بالنسبة للعرب األمريكيني

من هذا القانون، يسمح باعتقال املقيم األجنيب يف الواليات املتحدة األمريكية، 412يف اجلزء * 2

و منهم محلة البطاقة اخلضراء يف الواليات املتحدة، و ألجل غري مسمى دون توجيه أي مة بأيـة

جرمية، و هنا جيب على وزارة العدل أن توجه مة جنائية تتعلق مبخالفة قوانني اإلقامة خالل سبعة

أيام من تاريخ االعتقال، أما إذا قالت جمرد قول أنه يشكل خطرا على األمن القومي للبالد فـإن

.راعتقاله ميكن أن يستمر إىل أجل غري مسمى على أن يعاد النظر يف ملفه كل ستة أشه

و باملخالفة ملبادئ احملاكمة العادلة، فإن هذا القانون ال يشترط حماكمة املعتقل خالل املدة   

أو يف ايتها، بل خيالف كافة الشروط املعمول ا عادة يف جمال األدلة و اإلثبات، هذا فضال عـن

".اخلطر على األمن القومي: غموض االامات و عدم دقتها و غموض مفهوم

لذلك، قد يستمر االعتقال ألجل غري مسمى يف حالة صدور قرار باإلبعاد و رفـض بلـد إضافة

.إذا مل يوجد بلد يقبل استقباله أواملعتقل استقباله،

،العدد 25لسنة احلريات املدنية يف الواليات املتحدة األمريكية بعد احلادي عشر من سبتمرب، املستقبل العريب، بريوت، مركز دراسات الوحدة العربية، ا: منار الشورجبي 1

.11، ص )2002/ 11(2865

Page 153: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

153

حيد من اإلشراف القضائي على مراقبة اهلواتف و اإلنترنت ممـا يعكـس 216اجلزء رقم /* 3

احلق يف اخلصوصية، كما يسـمح لألجهـزة غياب أو حمدودية الضمانات احملددة دوليا يف تقييد

األمنية أن حتصل على كل عناوين الربيد اإللكتروين اليت تتراسل مع الشخص املعين ، و األهـم أن

تصرحيا باحلصول على هـذه العنـاوين FBI  1هذا القانون يفرض على القضاة أن يعطوا عناصر

ار دون أي توضيح و دون أن يكـون مبجرد ادعائهم أن هذه املعلومات تتصل بتحقيق جنائي ج

.هذا التحقيق متصال بأعمال إرهابية وليس للقاضي خيار يف هذا األمر

إضافة لذلك ، يسمح هذا القانون لألجهزة األمنية حق معرفة كل املواقع اليت يزورها الشـخص

شخص املعين املعين على االنترنت، مبا يف ذلك الربيد اإللكتروين لألشخاص الذين يتراسلون مع ال

.باملعية، و دون حاجة لتصريح جديد، و ينطبق كل ذلك على املكاملات اهلاتفية

يعطي لوكالة املخابرات األمريكية صالحية احلصول على املعلومات مباشرة من : 203اجلزء * 4

CIAالشرطة احمللية يف املناطق و من مكتب التحقيقات الفدرالية، يف الوقت الذي كـان عمـل

خارج الواليات املتحدة األمريكية إال يف حدود ضيقة، حىت جاء هذا القانون مما أثار قلقا ينحصر

يف الوسط األمريكي نتيجة السماح جبمع كم هائل من املعلومات من السجالت الدراسية أو املالية

ية غري ، مما يعطي صالحCIAأو القانونية أو الطبية للذين حيملون اجلنسية األمريكية و إعطائها ل

.حمدودة للحصول على املعلومات، و يسمح بتبادهلا على مجيع املستويات

تضمن قرارات غـري باتريوت آكت اجلديدأ ن قانون آالن غراف حنن نؤيد ما توصل إليه احمللل

دستورية تنتهك احلقوق املدنية، بل ختالف ما تضمنته املواثيق الدولية مـن ضـمانات يف تقييـد

.يف األوقات االستثنائية و حتديد احلقوق

و الغريب يف األمر أن السلطة القضائية متيل إىل احلد من ممارسة احلقوق املدنية، بل أن القانون حيد

فرانسيس " من صالحيات هذه األخرية لصاحل السلطة التنفيذية، و يقول يف هذا الصدد الربوفيسور

نح تصرحيات املراقبة، و اليت تكون صاحلة يف الو م ا، فمثال يستطيع قاضي يف مدينة يف أقصى الغرب أن مينح و أية حمكمة مهما كان مستواها ميكن أن مت امللفت أن أي قاضي 1

خلارج عن مبدأ إقليمية االختصاص القضائي يتوافق مع خطورة اجلرمية اإلرهابية من جهة و مع تصرحيا ملراقبة اتصاالت شخص يف مدينة يف أقصى الشرق، فهل هذا اإلجراء ا .أمهية املبادئ الدولية املتعلقة حبق اخلصوصية

Page 154: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

154

الدويل للحقوق السياسية و املدنية، من خالل أن هذا القانون ميثل انتهاكا ألحكام القانون" بويل

السماح مبمارسات إخفاء أشخاص يف معتقالت غري معروفة و ألجل غري مسمى و دون حماكمـة

.1.."األسباب القانونية املوجبة إبداءو دون

:2و ميكننا إمجال انتهاكات هذا القانون للحقوق فيما يلي

نع محلة البطاقة اخلضراء من العودة للواليات املتحدة يسمح باعتقال و سجن غري املواطنني و مي

 "انتهاك احلق يف الرأي و التعبري" بسبب اآلراء املعارضة

حيد من القيود القضائية على إجراءات مراقبة اهلواتف و اإلنترنت حىت يف القضـايا املتعلقـة

 "ةاحلد من الضمانات القضائية و انتهاك احلق يف احلياة اخلاص" باإلرهاب

يعطي املدعي العام و وزير الداخلية صالحية تصـنيف أي جمموعـة يف الواليـات املتحـدة

األمريكية كمجموعة إرهابية و التعامل معها على هذا األساس و منع أي أجنيب ينتمي إليهـا،

الطـابع الـذايت لإلجـراءات القانونيـة " حىت من محل البطاقة اخلضراء من دخول الدولـة

 ".قانونيةو التكييفات ال

جيعل دفع رسوم العضوية يف املنظمات السياسية اليت اختذت احلكومة منها موقفا، دليال إجراميا

 "انتهاك حرية االنضمام إىل اجلمعيات و املنظمات "عليه القانون باإلبعاد من الدولة يعاقب

دون أمر صالحية احلصول على السجالت الطبية و املالية و التعليمية ألي شخص، FBIمينح

قضائي و دون دليل إجرامي و يسمح بإجراء عمليات مراقبـة واسـعة النطـاق ألغـراض

 .استخباراتية دون إبراز دالئل االشتباه يف احملاكم

بشكل ميكن أن يفتح اال أمام احلكومة حلضـر أو نقييـد " يوسع تعريف اإلرهاب احمللي

 .أو منع النشاطات السياسية السلمية

1Nancy Chang : The USA patriot Act : What’s So Patriotic About Trampling On The Bill Of Rights? Center for constitutional rights, November 2001. http//:www.ccr-ny.org/v2/reports/docs/USA_PATRIOT_ACT.pdf

.، ملخص عن قانون األمن الوطين األمريكي2001ـ 10ـ 26األمريكية يف العدد الصادر يف The Nationوضعت أسبوعية 2

Page 155: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

155

ن هذا القانون و حبجة مكافحة اإلرهاب و حتقيق أمن الواليات املتحدة األمريكيـة، يبدو جليا أ

أعطى صالحيات أوسع للسلطة التنفيذية لتنفيذ ما تراه مناسبا لتحقيق ذلك يف مقابل احلـد مـن

الرقابة القضائية،

بالذكر مما ينعكس ذلك على فئة أساسية و عريضة من حقوق املواطنني األمريكيني األجانب خنص

منهم العرب و املسلمني، فهل جنح اإلرهاب يف فعل ما مل تفعله احلربني العامليتني من انتـهاكات

.حلقوق اإلنسان؟

:برنامج الترحيل االستثنائي و أثره على احلقوق : ثانيا

و الـيت " احلرب األمريكية على اإلرهاب" شهدنا مؤخرا ظهور عبارة جديدة يف مفردات EXTRAORDINARY"ة األمريكية تتمثل يف ما مسي بربنامج الترحيـل االسـتثنائي طورا اإلدار

RENDITION ; TRANSFERTS SPÉCIAUX ألشـخاص مشـكوك يف تـورطهم يف أحـداث، حيث يتم ترحيلهم إىل بلدان أخرى الحتجازهم و سجنهم و تعذيبهم خارج 11/09/2001

غالبا ما تكون عمليات االعتقال و التوقيف ، و"أوزباكستان، مصر و سوريا" مثل أي إطار قانويندون أدىن محاية " حاالت االختفاء ألقسري أي"غري قانونية و سرية، مما يدخلهم يف دائرة املفقودين

، القـانون قانونية، فضال عن تعرضهم للمعاملة القاسية و الالانسانية اثناء االستجواب خارج إطار .وب شبه مستحيلمما جيعل تقدير عدد ضحايا هذا األسل

موقوف أو متهم شخص الناحية القانونية، توجد قواعد قانونية حتكم تسليم و بالطبع من حمدود و ليس بصـفة عشـوائية غـري إطارأو مدان من دولة إىل أخرى و بأشكال حمددة و يف

يف الواقع طاملا نتعامل هنا مع برنامج ينـدرج : " AGAMBEN، و يقول يف ذلك 1قانونية منيا ضمن جهاز مدرب قائم على بىن حتتية ثابتة و روتينات، فإننا لسـنا يف ميـدان اإلبعـاد ز

و االلتباس، و االستثناء البحت، بل يف ميدان االستثناء املؤسسايت، يف جمال سياسة االستثناء الذي أصبح قاعدة، و الذي يف هذه احلالة سوى شكال آخر مـن أشـكال اإلرهـاب االختيـاري 2

إرهـاب عنصري قائم على االستعالم، حىت و لو كان يستند على فكر حسب األصناف، إنه و ال " مقابال اإرهابهدا إىل تشريع ذاته بتقدمي نفسه يدعو نفسه دفاعيا و يسعى جا

بارات املركزية األمريكية مع عمليات هبوط على األرض األوربية استعملت الفضاء اجلوي أظهرت التحقيقات أنه ما يقارب ألف رحلة جوية منظمة من طرف وكالة االستخ 1

.اسبانيا، أملانيا، األردن، أفغانستان، رومانيا، بولونيا، قربص، ألبانيا ، اجلمهورية الشيكية: ، و قد شاركت عديد من الدول فيها 2001األوريب هلذه الغاية منذ أحداث .10، ص 137-129، من ص 2007، "الرعب و اإلرهاب "جملة، "برنامج الترحيل االستثنائي: بعض األفكار حول: لبوا الربنامجاط: أالن بروسات 2

Page 156: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

156

:و يؤثر هذا النظام على حمورين هامني :"مبدأ اإلقليمية"يادة الدول س تأثريه على *1

حتركات و رحالت وكالة االستخبارات األمريكية -ت حيث يتضح من هذه املمارسا تعرب عن سيادات مت التنازل عنها بصفة رضائية من خـالل أا، - األشخاصاملركزية اليت تنقل

التنازل عن واحدة من الصالحيات التقليدية للدولة، حيث تترك الدول هلذه الوكاالت اال واسعا هاب، و يبدو أن سياسة االستثناء املستدمية اليت تتبعها الواليـات ملمارسة سياستها العاملية ضد اإلر

املتحدة األمريكية ال تكون قابلة للتطبيق إال بشرط أن يتم تثبيتها يف إطار و نظام ما بعد إقليمـي، ، و إقامـة "املوقوفني و القائمني عليهم" بأن تكون احلدود عامال دون تأثري على قدرة األشخاص

سياسة ما –ني سهولة التنقل اجلوي غري احملدود و وجود أرصفة أرضية غري مستندة عالقة مرنة ب .1"بعد اإلقليمية حمررة من القيود التقليدية، املرتبطة بإقامة احلياة السياسية على األرض الصلبة

املتفوقة على كل األشكال التقليدية "الفوق " إذن يتعلق األمر بكل معاين الكلمة بسياسة وة على رأسها سيادة الدول، فهي سياسة متحررة متاما من النظام القانوين الدويل املتعلق ـذه للق

.املسألة :حريات األفراد حقوق و تأثريه على*2

يتعلق األمر بشروط املواطنة، اجلنسية، و سيادة الدولة و الضمانات املمنوحة لألشخاص، فأين كل ذلك من هذا النظام؟

كلمـة " املمارسات أن أي شخص يف أي مكان معرض لالحتجاز و التوقيفتظهر هذه بدون حدود و معرض للعنف و بدون االستفادة من محاية أي قانون "من األساس القانوين جمردة

يضمن له احلقوق الفردية يف مواجهة التوقيف التعسفي، و بذلك فإنه حىت و إن كان الشـخص ترمة كفرنسا و أملانيا و كندا مل يعد ذلك يقدم أي نوع من الضمان رعية دولة دميقراطية قوية و حم

ستعجايل غري احملدود، و يؤكد ذلك تزايد عدد الالجئني، مارسات النامجة عن هذا النظام اإلأمام امل .و عدميي اجلنسية و املتخلى عنهم أو املرفوضني من قبل الدول اليت كانوا رعاياها

ضد أي شخص يتواجد حمتجزا بدعوى احلـرب العامليـة علـى و بذلك يكون مرسوم التخلي .اإلرهاب يكون بدون رمحة و دون حدود وجمرد من أي نوع من القانون و احلماية

.11املرجع نفسه، ص 1

Page 157: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

157

:احلرب األمريكية على اإلرهاب على حقوق اإلنسان يف الدول األخرى أثار: ثالثا

رب العاملية على اإلرهاب، بادر الرئيس األمريكي إثر اعتداءات سبتمرب إىل إطالق لفظ احل

معتربا إياها أقصى و أطول من أي حرب دخلتها الواليات املتحدة األمريكية، حيـث جـاء يف

إن حربنا على اإلرهـاب تبـدأ : " 20/09/20011خطابه أمام الكونغرس األمريكي بتاريخ

ض على كل جمموعة بالقاعدة و لكنها ال تنتهي عندها، و ال تنتهي هذه احلرب إال عندما يتم القب

إرهابية دولية بإيقافها و حتطيمها، و منذ اليوم فإن كل أمة تستمر يف احتضان و دعم اإلرهـاب

اإلستراتيجية الوطنيـة " ، و قد جاءت كل من وثيقة "ستعتربها الواليات املتحدة نظاما معاديا هلا

الصادرتان عـام " دمار الشاملاإلستراتيجية الوطنية ملواجهة أسلحة ال" و وثيقة" ملكافحة اإلرهاب

لتؤكدا هذه العقيدة اجلديدة اليت صرح ا الرئيس للكونغرس و على اخلصوص جاء على 2002

يكمن اخلطر األعظم الذي تواجهه أمتنا عند مفترقي طرق الراديكالية و التكنولوجية، لقد :" لسانه

و حبكم البديهية السليمة ...لشاملصرح أعداؤنا بصورة علنية أم يسعون المتالك أسلحة الدمار ا

و احلاجة للدفاع عن النفس سوف تعمل الواليات املتحدة ضد أي ديدا ناشئة قبل أن تتبلور يف

.2"شكلها الكامل

:و ميكننا إجياز إستراتيجية هذه احلرب يف النقاط الرئيسية التالية

 .ة و القانونية الالزمةمالحقة التنظيمات اإلرهابية بالوسائل العسكرية و املخابراتي

 .القضاء على أسلحة الدمار الشامل و مالحقة أنظمة اليت تنتجها و إسقاطها

 3.نشر املبادئ و القيم الدميقراطية األمريكية يف املناطق اليت تفتقدها

و بالفعل، فبعد ذلك احلدث ألقت الواليات املتحدة املسؤولية على تنظيم القاعدة و على

ليت حتكم أفغانستان و دون تقدمي أي أدلة مثبة لذلك، فصلت الواليـات املتحـدة حركة طالبان ا

.56 ص ن،د س ، اإلشكاالت الفكرية و اإلستراتيجية، الدار العربية للعلوم، مكتبة مدبويل، القاهرة،2001سبتمرب11عامل ما بعد : ولد أباه - 1 .56املرجع نفسه، ص 2 .57املرجع نفسه، ص 3

Page 158: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

158

بوصفها احلكم يف هذا األمر و حددت اجلاين و أعلنت احلرب على أفغانستان األمر الـذي دعـا

بعض القانونيني و السياسيني إىل طرح سؤال ملاذا أفغانستان بالذات؟ و حاولوا اإلجابـة عليـه

.يت أدت إىل اختيار أفغانستان ببحث األسباب ال

و طرحت عدة تساؤالت فقهية و دولية و قانونية حول مدى مشروعية هذه احلرب و آثارها على

القانون الدويل، و لكن مهما تعددت األسباب و سواء كانت احلرب اليت قادا الواليات املتحدة

و النتيجة اليت نريد إبرازها يف هـذه ، األمر املؤكد أن هذه احلرب وقعت بالفعل، 1مشروعة أم ال

، حيث 07/10/2001اجلزئية هي واقع حقوق اإلنسان يف سياق تلك احلرب اليت بدأت بتاريخ

ملدة شهر و نصف أمطرت أقوى دولة يف التاريخ وابال يوميا من القذائف على أفقر دول العـامل

 ـD68و أكثرها ختلفا، حيث كانت القذائف كروز من طراز IJM و قـذائف مـن طـراز

JM130 األف رطل، و قنابل استخدم فيها اليورانيوم املسـتنفذ 15و قنابل انشطارية يبلغ وز

ن قتل الكثري مـن لك أ، ونتج عن ذB52 » "2و قنابل العنقودية احملرمة دوليا فضال عن طائرات

يا مـدن 51أن 03/05/2007يـوم واشطن بوستاملدنيني يف هذه احلرب ، حيث ذكرت

يف ظرف أسبوع واحد، وقالت جمموعة حقـوق اإلنسـان نيمريكيأأفغانيا قتلوا على يد جنود

النار ودون متييز بني احملاربني وغري احملاربني اليت تؤكـد أطلقتوحدة حبرية أمريكية أن األفغانية

م، كما قال منسق خاص لألمم املتحدة حول محايـة حقـوق 1949عليها اتفاقيات جنيف عام

هـذه األخـرية أننسان يف سياق مكافحة اإلرهاب بعد زيارته للواليات املتحدة األمريكيـة اإل

وقد 3ألف يف العراق ألسباب متصلة مبكافحة اإلرهاب 18شخص يف أفغانستان و 700اعتقلت

أعرب املنسق اخلاص عن قلقه حيال أحوال املعتقلني يف خليج غوانتانامو ومراكز االعتقال السرية

. 4ى ، نتيجة التعذيب وغياب محاية العدالة األخر

.108ـ 103حتالفات العوملة العسكرية و القانون الدويل، املكتبة الوطنية اجلزائرية، د ط، د ت، ص : السيد مصطفى أمحد أبو اخلري.راجع للتفصيل د 1 .111املرجع نفسه، ص 2//summary-:web.amnesty.org/report2004/usa http- .2004دة األمريكية، منظمة العفو الدولية، تقرير حول حقوق اإلنسان بالواليات املتح 3

ara 2005/072/51لتداول العام راجع تقرير منظمة العفو الدولية حول عمليات االعتقال على خلفية احلرب على اإلرهاب اليت تشنها الواليات املتحدة األمريكية، وثيقة ل 4

AMR 13/05/2005 يف.

Page 159: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

159

م نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا مستندا علـى احـد 25/11/2002يف تاريخ

هناك وسائل التعذيب تستعمل يف التحقيق مع املشتبه أنعناصر وكالة املخابرات األمريكية مفاده

نـامو يف كوبـا يف أفغانستان ومعتقل غوانتا  BAGRAME A I R BASEم يف معتقل

 DIEGOومعتقل GARCIA تقـارير 2004يف جزيرة على احمليط اهلندي ، ونشرت جبانفي

عن حاالت مماثلة يف سجن أبو غريب بالعراق ، وكانت هناك تقارير عن قيام السلطات األمريكية

لغرض االستجواب حيث ال توجد يف قوانني تلـك 1بنقل املشتبه م إىل سجون يف دول أخرى

.و املغرب أوزباكستاندول بنود متنع التعذيب مثل ال

املعتقلني أجربوا على الوقوف أو الركوع لسـاعات أنو أضافت تقارير صحيفة واشنطن بوست

و منعوا من النوم، وقد وصفت يف البداية اخلارجية األمريكيـة / طويلة مع أكياس على رؤوسهم

.من وزارة الدفاع باملقبولةهذه األساليب بالسيئة يف حني اعتربها مسؤولون

األمريكية الواليات املتحدة  Human Rights Watchمن جهتها طالبت منظمة

بتوضيحات عن هذه التقارير، و طالبت بتصريح رمسي من احلكومة األمريكيـة يشـجب هـذه

هـا األساليب و اعترب بعض من خرباء التحقيق و االستجواب أن املعلومات اليت يتم احلصول علي

نتيجة التعذيب ال ميكن االعتماد عليها لكوا صادرة عن شخص يريد الـتخلص مـن طريقـة

.االستجواب

و بعد احلرب على أفغانستان، وجهت الواليات املتحدة األمريكية وجهتها إىل العراق،

، مستندة على مزاعم أن ستة من 11/09/2001متهمة الرئيس العراقي بضلوعه يف أحداث

ه اهلجمات قد التقوا عدة أفراد يف املخابرات العراقية يف أحد الدول األوربية و أن هناك منفذي هذ

، و مهما كانت التربيرات 2معسكرا لتنظيم القاعدة يف منطقة سلمان باك جنوب العاصمة بغداد

الذي بدأ يف  و تعددت الدوافع، املؤكد أن العراق بات حتت االحتالل و العدوان األمريكي

، و الذي أحدث أكرب مأساة حلقوق اإلنسان و اشد كارثة إنسانية يف الوقت 29/03/2003

//www.wikipedia.org http: أسري حرب أم مقاتل غري عسكري –املوسوعة احلرة –ويكيبيديا 1 لى ، صدر تقرير من هيئة شكلت من قبل جملس الشيوخ لتقصي احلقيقة نصت فيه أنه بعد جهود حديثة من اهليئة مل يتم التوصل على دليل ملموس ع29/07/2004يف 2

الغزو األمريكي للعراق ـ شرعية احلرب من : نفى كولن باول وجود أي عالقة بني الطرفني، راجع موقع ويكيبيديا 2005ئيس العراقي بتنظيم القاعدة، و يف سبتمرب ارتباط الر .وجهة نظر قانونية ـ

Page 160: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

160

، و هذا يعين أنه 1مدنيني% 99ألف عراقي حتفه، منهم 660املعاصر، حيث منذ الغزو لقي

يف صفوف املدنيني الوفياتفإن عدد ليس تاميزلوس اجنيشخصا ميوتون يوميا و حسب 450

و كشف تقرير لصندوق الطفولة للواليات املتحدة األمريكية، أن حوايل بالعراق جتاوز املليون،

ألف 75مليون عراقي مشردون، نصفهم أطفال ،و يف معسكرات الالجئني و املالجئ املتنقلة

.ألف تلميذ ال ميكنهم مباشرة الدراسة 76طفل، و أن حوايل

ت املتحدة األمريكية أراد كثري من هو أنه عقب األحداث اليت عرفتها الواليا قوله،ما نستطيع

األمريكيني أن تبذل حكومتهم كل ما يف وسعها حلمايتهم من هذا اخلطر الداهم، لكن لألسف أن

بوش استغلت هذا األمر الستصدار قوانني جديدة تسمح باختاذ تدابري و مباشرة إجراءات ال إدارة

و كانت النتيجة إسـاءة معاملـة السـجناء و تويل اعتبارا كبريا ملعايري حقوق اإلنسان الدولية،

.اعتقاالت واسعة بدون حماكمة و اقتراح إنشاء حماكم غري رمسية ال تتقيد بأصول احملاكمة العادلة

و أصبح كل من سجن أبو غريب و سجن غوانتنامو و سجون سرية أخرى مثاال جلهـود

ن باسم مكافحة اإلرهاب، و ال تزال هذه اإلدارة األمريكية يف خرق املعايري الدولية حلقوق اإلنسا

اإلدارة، رغم رفض احملكمة العليا األمريكية مساعي إدارة بوش إىل استبعاد غوانتنامو من وسـائل

تنتهك قواعد القانون الـدويل ،جلان عسكرية ماحلماية القانونية األمريكية و حماكمة املتهمني أما

ادعاء اإلدارة بأن حظر التعـذيب ال حيمـي غـري اإلنساين ، و رغم رفض الكونغرس األمريكي

، رغم كل هـذه الضـغوطات األمريكيةاملواطنني األمريكيني احملتجزين خارج الواليات املتحدة

و التطورات إىل حد ما، ال تزال إدارة بوش تعتقل املشتبه م باعتبارهم مقـاتلني أعـداء يف أي

حىت اية احلرب على اإلرهاب، و تدعي احلق يف مكان، و حتبسهم دون توجيه مة و ال حماكمة

إرسال املشتبه م إىل دول متارس التعذيب معتمدة على الوعود الدبلوماسية ، و تسعى إىل عقـد

. حماكمات أمام جلان عسكرية إلدانة املتهمني دون تذكر

حسب إحصاءات " Lancet Survey of mortality befor an after the 2003 invasion of Irakهناك إحصاءات مستندة إىل 1

" نسبة دقة% 95"52192إىل 47016، و القتلى الذين مل يثبت وفام بشهادة وفاة "2008"90149القتلى املدنيني الذين ثبت وفام بشهادة وفاة ": 08/04/2007 .حسب موقع ويكيبيديا

Page 161: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

161

ـ مبختصر القول ال تزال الواليات املتحدة حتد من وق التمكني الـوطين و الـدويل حلق

إن لنا أن إسـتراتيجيتها ضـيقة للغايـة، باسم مكافحة اإلرهاب، مبا يعكس اإلنسان األساسية

مكافحة اإلرهاب بفاعلية ال تتطلب وقف اإلرهابيني املوجودين فحسب و إمنا تتطلب منع تكون

جيل جديد من اإلرهابيني، فضياع حقوق اإلنسان كمثال و قيمة أخالقية عليا جيعل من الصعب

.ردع الكثري من اإلرهابيني الغاضبني عن اللجوء إىل العنف و قتل املدنيني عمدا جدا

إن مسألة الرد املالئم على اهلجمات اإلرهابية عموما و علـى تلـك الـيت وقعـت يف

و بريطانيا و غريها من الدول بـأن شـر األمريكية، بررا الواليات املتحدة 11/09/2001

للرد عليه، مما يعين تربير أي هجوم 1"سياسة متاثله يف اإلطالق" حق و أنه يست" مطلق"اإلرهاب

وحشي تبعا للمبدأ الذي وضعته الواليات املتحدة األمريكية، و الذي يعكس عدم رقي هذه الدولة

إىل املستوى األخالقي الذي يقضي بتطبيق املعايري اليت تطبقها على غريها على نفسها أوال، لذلك

عن الصحيح و اخلطأ أو عن اخلري خذ كالمها جبد حينما تتحدث عن الرد املالئم أوال ميكن أبدا أ

و الشر أو عن معايري حقوق اإلنسان احلر و الكرامة اإلنسانية، فما يثري التعجب، هـو سـلوك

الواليات املتحدة اليت كانت تفخر حبقوق اإلنسان و املبادئ الدميقراطية و مبادئ احملاكمة العادلة،

ذ فترة ليست بالطويلة، انتقدت حكومة هذه الدولة بعض الدول مثل دولة البريو اليت تستخدم فمن

احملاكم العسكرية حملاكمة األشخاص املشتبه يف أم إرهابيون، اآلن الوضـع اختلـف، فخلـيج

شخص، حمتجزين ألجل غري مسمى، هذا إضافة إىل انتهاك 500غوانتنامو وحده يضم أكثر من

تعلقة باإلجراءات القانونية الواجبة، إىل جانب إحلاق الضرر اجلسدي و العقلي بكثري من احلقوق امل

املعتقلني يف سجوا السرية ، هذا إىل جانب حاالت اإلبعـاد إىل دول أخـرى مثـل سـوريا

، ناهيك عن الطابع التمييزي و االنتقائي يف التدابري و اإلجراءات اليت تتخـذها ضـد 2و األردن

.مني على وجه اخلصوص و األجانب عمومااملسل

:صفوة املقال

العوملة و اإلرهاب حرب أمريكا على العامل ـ : كو، هاواردزن، دينيس كوتشينيتشنعوم تشومسكي، تيم وابز، روبرت فيسك، نورمان فينكلشتاين، سانتياجو آيالري 1 .123،124، ص 2003السياسة اخلارجية األمريكية و إسرائيل اإلرهاب و الرد املناسب، ـ اإلرهاب و الرد املناسب، مكتبة مدبويل، القاهرة، الطبعة األوىل،

.قراءة يف املدلوالت املستقبلية، العرب نيوز...سيناريوهات املوقف األمريكي: ورك و واشنطنتفجريات نيوي: حممد بن املختار الشنقيطي 22001/Mokhtar.htm -09-:www/alarabnews.com/alshaab/GIF/28 // http

Page 162: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

162

أن اإلرهاب نتيجة و الفقر و البطالة و حصر حقوق اإلنسان هي السبب، لذا فإن احلملة الـيت *

ملكافحة اإلرهاب هي حرب يف اجلبهة اخلطأ، تنطلق أساسا من اليات املتحدة األمريكيةتشنها الو

.ن رؤية تنموية ضويةرؤية عسكرية أمنية حبتة و ليس م

فأحداث سبتمرب كانت اختبارا تارخييا حقيقيا ملدى إميان و متسك هذه الدولة حبقوق اإلنسان على

الصعيدين الوطين و الدويل، و قد أظهرت هذه األحداث أن الواليات املتحدة األمريكية اليت طاملا

إلنسان، أظهرت عـدم االكتـراث اعتربت نفسها الراعي الرمسي للمبادئ الدميقراطية و حقوق ا

تـه مكافحو و الالمباالة ذه احلقوق يف مواجهة مصاحلها العليا و تناست أن حجة اإلرهـاب

كمربر شرعي ال ميكن بأي حال من األحوال أن تتجاوز حقوق اإلنسان و احلريات األساسـية،

ال ميكن حبجة محاية األمـن و ،و ال ميكن املساس ا يف كل األوقات سواء زمين احلرب أو السلم

قبول التجاوز على الكرامة أو احلرية، فمعادلة األمن ينبغي أن تكون متوازنة مع القواعد الدوليـة

.حلقوق اإلنسان و قواعد القانون الدويل املعاصر و مبادئ العالقات الدولية

التجربة اجلزائرية يف مكافحة اإلرهاب: الفرع الثالث

سنوات، كانت نتيجة تراكم أسـباب 10أحداث أليمة طيلة أكثر من لقد مرت اجلزائر ب  

وطيلة هذه املدة قتل مئـات  معينة و احنرافات عن توجهات الشعب و مصادرة حقوقه و تطلعاته،

اآلالف من املدنيني اجلزائريني على أيدي اجلماعات املعارضة املسلحة و أصبح الوضع حيتـاج إىل

لسياسة املتبعة يف ظل هذه الظروف، و حىت يتسىن و مراجعة جذرية ل مراجعة عامة للواقع الداخلي

.لنا اإلحاطة مبا حدث، جيب التطرق إىل اخللفية التارخيية لألعمال اإلرهابية يف اجلزائر

:خلفية األعمال اإلرهابية يف اجلزائر:أوال

خ اجلزائر بعد مت توقيف االنتخابات التشريعية التعددية األوىل يف تاري 11/01/1992يف

خـالل الـدور األول، 430مقعد من أصـل 188أن حتصلت اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ على

و اضطر رئيس اجلمهورية الشاذيل بن جديد إىل االستقالة، و عهدت إدارة الدولة إىل هيئة جديدة

.1الذي ترأسه حممد بوضياف "الس األعلى للدولة " مل ينص عليها الدستور و هي

.83ص رية،دتن،زيع، املكتبة الوطنية اجلزائمكافحة اإلرهاب بني السياسة و القانون،دار اخللدونية للنشر و التو: وقاف العياشي 1

Page 163: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

163

، مت الـزج بـاآلالف مـن املسـؤولني 1992و عشية إعالن حالة الطوارئ يف فيفري

و املتعاطفني مع اجلبهة اإلسالمية لإلنقاذ يف احملتشدات، و حلت اجلبهة اإلسـالمية لإلنقـاذ يف

من قبل القضاء اجلزائري بعد أن رفعت وزارة الداخلية و اجلماعـات احملليـة 04/03/1992

ضد هذا احلزب، و تالها حل االس البلدية املنتخبة لتنصب حملها املنـدوبات دعوى استعجالية

.التنفيذية غري املنتخبة

كان هذا املوقف دافعا أوال للجماعات املسلحة لتبدأ هجماا ضد قوات األمن و اغتيـال

فـا تكرس العنف بصورة غري مسبوقة، خمل 1993الشخصيات و بعض املثقفني، و ابتداء من عام

اجلماعـات : ضحايا من مدنيني من كل الفئات، و نسبت مسؤولية العنف لكال طريف الصـراع

...املسلحة و القوات احلكومية

أرقام خميفة مـن القتلـى و املفقـودين و قد كانت حصيلة هذه املأساة بني أبناء الوطن الواحد

، ناهيـك جلمهوريةألف حسب أحد تصرحيات رئيس ا 200جتاوزت و النازحني و املهاجرين

عزلـة اخلسائر االقتصادية اليت قدرت مبليارات الدوالرات و انسداد األفق السياسـي و عن

ألف مفقود و عشرات اآلالف مـن حـاالت 20 اجلزائر على الصعيد الدويل، باإلضافة إىل

.1.التعذيب، و نزوح مليون و نصف مليون شخص

انتهاكات واسعة النطاق حلقوق اإلنسان نتيجة األعمال و متثلت معاناة اجلزائر يف التسعينيات يف

اإلرهابية من جهة و نتيجة السياسة اليت اتبعتها األجهزة األمنية أثناء مكافحة اجلـرائم اإلرهابيـة

و اليت كانت عاجزة عن احتواء احلدث األمين و مواجهته، حيث جاء يف تقرير عن وكالة هيومن

ق اإلنسان من قبل اجلهاز األمين مشلت التضييق علـى حريـة رايتس وواتش أن انتهاكات حقو

اإلعالم و حرية التجمع و إساءة الشرطة للمشـتبهني يف التـورط يف أعمـال إرهابيـة أثنـاء

. 2االستجواب، و اإلخفاق يف احملاسبة على االختفاء ألقسري لألفراد يف التسعينيات

:التسعينياتأبرز الصعوبات اليت واجهتها اجلزائر خالل على العموم ميكن القول أن

.84املرجع السابق، ص : وقاف العياشي 1 .1http://www.hrw.org/ar/news/2006/01/17/2006. 2006التقرير العاملي هليومن رايتس وواتش لعام 2

Page 164: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

164

حجب العديد من الضمانات القانونية و الدستورية حلقوق اإلنسان يف سياق مكافحة اإلرهاب -

1992و قانون مكافحة اإلرهاب يف عام 1992حالة الطوارئ يف فيفري إعالنعلى اثر

 .أيضا، هذا من جهة

ـ مكافحة الت إجراءاتو ضعف - ان اجلزائـري عذيب و حاالت االختفاء القسري، لكن الربمل

، و يعاقب مرتكبيه بالسجن ملدة 2004صدار قانون جيرم التعذيب عام تدارك األمر و قام بإ

 .تصل إىل ثالث سنوات من جهة أخرى

:و قد اختذت اجلزائر اجراءات قانونية سواء على الصعيد الداخلي أو الدويل ميكن تقييمه كما يلي :التجربة اجلزائرية على املستوى القانوين :ثانيا

سعيا منها لتطويق هذه الظاهرة أصدرت اجلزائر تشريعات رأا ضرورية الستئصال هـذه

:الظاهرة، حيث قامت

:على الصعيد الداخليأـ

عن الس األعلى للدولة الـذي 92/44صدر املرسوم الرئاسي رقم 09/02/1992يف •

 .1لة الطوارئ تضمن إعالن حا

من الس األعلى للدولة املتعلـق 92/03أصدر املرسوم التشريعي 30/09/1992و يف •

مـادة 43، حيث تضمن هذا املرسوم أربع فصول، نظمت يف 2مبكافحة اإلرهاب و التخريب

قانونية و قد أشار الفصل األول منه إىل املخالفات املوصوفة بأعمال إرهابية أو ختريبية ، كما

 .ضمنت املادة الثانية على العقوبات و األحكام العامة و االنتقاليةت

93/02صدر عن الس األعلى للدولة املرسوم التشـريعي رقـم 06/02/1993و يف •

 3املتضمن متديد حالة الطوارئ

، 1املتضمن تدابري الرمحة 95/12صدر عن رئاسة اجلمهورية األمر 02/1995/ 25و يف •

مر تدابري الرمحة و القواعد و الشروط و الكيفيات املطبقة على األشـخاص و قد حدد هذا األ

.285، ص 09/02/1992و املؤرخة فس 10اجلريدة الرمسية رقم 1 .1817، ص 01/10/1992و املؤرخة يف 70اجلريدة الرمسية رقم 2 .05، ص 07/02/1993و املؤرخة يف 08اجلريدة الرمسية رقم 3

Page 165: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

165

املتابعني جبرائم اإلرهاب أو التخريب، و الذين سلموا أنفسهم تلقائيا للسلطات املختصة، كما

ميز هذا األمر بني نوعني من األشخاص املرتكبني هلا و حدد لكل ما يناسبه حيـث جـاء يف

ال يتابع قضائيا من سـبق أن انتمـى إىل إحـدى :" ر املشار إليه ما يلياملادة الثانية من األم

مكرر من قانون العقوبات، أدت إىل قتل شخص أو تسببت 87املنظمات املذكورة يف املادة

له عجزا دائما أو بالسالمة املعنوية أو اجلسدية للمـواطنني أو خربـت أمالكـا عموميـة

 ".أو خاصة

قد أعفت إعفاء تاما كل من انتسب لتلك املنظمات احملظورة، و قرر و بذلك تكون هذه املادة

العودة طواعية إىل جادة الصواب طالبا إدماجه يف اتمع، و مل يكتف األمر بذلك فقد أعفى

من املسؤولية و املتابعة حىت من امتلك األسلحة و املتفجرات و غريها مـن لـوازم الفعـل

قام بتسليمها طواعية إىل سلطات الدولة، فجاء يف نص املادة اإلرهايب، و لكنه مل يستعملها و

ال يتابع قضائيا أيضا، الشخص الذي يكون حائزا أسلحة :" الثالثة من األمر املشار إليه ما يلي

 ".و متفجرات أو وسائل مادية أخرى، و قام بتسليمها تلقائيا إىل السلطات

:" ت ارتكاب األعمال اإلرهابية أو التخريبيةكما نصت املادة الرابعة من هذا األمر على حاال •

يف حالة ارتكاب األشخاص املذكورين يف املادة األوىل من األمر املشار إليه جرائم تسببت يف

 :قتل شخص أو يف إصابته بعجز دائم، فإن العقوبة املستحقة تكون كما يلي

نصوص عليها يف القانون سنة إذا كانت العقوبة امل20إىل 15السجن املؤقت ملدة تتراوح بني -

 .عقوبة اإلعدام

 .إذا كانت العقوبة املستحقة السجن املؤبد 15و 10السجن املؤقت ملدة تتراوح بني -

 .يف كل احلاالت األخرى اليت ختفض العقوبة بنصفها -

ما نالحظه هو أن املشرع حاول قدر اإلمكان مساعدة األشخاص املرتكبني لألفعـال اإلرهابيـة

 .وبات تشجيعا هلم على التخلي عن تلك األعمال اإلجرامية و العودة إىل اتمعبتخفيف العق

.01، ص 01/03/1995املؤرخة يف 11م اجلريدة الرمسية رق 1

Page 166: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

166

املعدل و املـتمم للمرسـوم 93/05صدر املرسوم التشريعي رقم 19/04/1993و يف •

املتعلق مبكافحة اإلرهاب و التخريـب، 30/09/1992املؤرخ يف 92/03التشريعي رقم

مال النصوص السابقة و التخلص من بعض النواقض حيث حاول املشرع يف هذا املرسوم استك

04خالل التطبيق العملي هلذا املرسوم، فأشار إىل تعديل و إكمال بعض املواد منـها املـادة

 ....24و 17و 15و 12و 11و

الصادر عن رئاسة اجلمهورية املتعلـق 13/07/1999املؤرخ يف 99/08أما القانون رقم •

، يهدف إىل تأسيس تدابري خاصة بغية توفري حلول مالئمة لألشـخاص 1باستعادة الوئام املدين

املورطني و املتورطني يف أعمال اإلرهاب أو التخريب، و الذين يعربون عن إرادم يف التوقف

على ج إعـادة  بكل وعي عن نشاطام اإلرهابية، بإعطائهم الفرصة لتجسيد هذا الطموح

ى األشخاص املذكورين أعاله إشعار السلطات املختصة بتوقفهم اإلدماج املدين يف اتمع و عل

عن كل نشاط إرهايب و احلضور أمامها، و قد حددت املادة الثانية تدابري االستفادة من هـذا

 :القانون

 .اإلعفاء من املتابعات -

 .الوضع رهن الرجاء -

 .2ختفيف العقوبات -

" ميثاق من أجل السلم و املصـاحلة أجرى الرئيس بوتفليقة استفتاء على 09/2005/ 26و يف

الذي مسح للرئيس اختاذ إجراءات الضرورية للمضي قدما يف تنفيذ رؤيته للمصـاحلة، و يتضـمن

عـن 21/02/2006قرارات عفو و تعويضات و إعادة إدماج، و قد كشـفت احلكومـة يف

إلغـاء : فصول، تضمنت على وجه اخلصـوص 7نصوص القوانني التطبيقية للمصاحلة و تشمل

و األشـخاص 13/1/2000متابعات القضائية حبق األشخاص الذين سلموا أنفسهم ابتداء من

اجلريدة الرمسية إلطالع علىن و ميكن ا182، ص 1999زائر اجل ،املؤسسة الوطنية لالتصال و النشر، وحدة رويبة ،قانون استعادة الوئام املدين :راجع جملس األمة اجلزائري 1

"03ص 13/07/1999املؤرخة يف 46رقم .109، 108، 107وقاف العياشي،امرجع السابق، ص للتفصيل راجع 2

Page 167: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

167

غري املتورطني يف اازر اجلماعية و االغتصاب و وضع املتفجرات يف األماكن العمومية، ومتـنح

ة أشهر لتسليم أنفسهم، و تتناول النصوص التنفيذية للمصاحل 6نصوص املصاحلة للمطلوبني فرصة

1اخل...تعويض أسر املختفني الذين اعتربم ضحايا املأساة الوطنية

، و األمـر 93/05، و رقـم 92/03و من خالل هذين املرسومني التشريعيني رقـم

و املرسوم اخلـاص 1999لعام املتضمن تدابري الرمحة مضاف إليها قانون الوئام املدين 95/12

أن اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية، قد بذلت جهودا باملصاحلة و السلم يف اجلزائر، نالحظ

معتربة لتطويق الظاهرة اإلرهابية خالل عشرية كاملة حاولت جاهدة جماة الظاهرة و حصـرها

تشريعاا املتدرجة يف التعامل مع أشخاص هذه الظـاهرة مسـتخدمة و استئصاهلا من خالل

.الترهيب حينا و الترغيب حينا أخرى

منسجما مع التوصيات الدوليـة اهلادفـة و نالحظ أن قانون استعادة الوئام املدين جاء

، حيث أشـار و مبا يتوافق ـ إىل حد ما ـ مع معايري حقوق اإلنسان العاملية لتطويق الظاهرة

ال ميكن احلديث عن السلم االجتماعي و الوئام املدين دون العمل يف نفس الوقت :" الرئيس بالقول

، و هـذه هـي 2..." الفقر و ضد تعميق الشروخ االجتماعية و ضد البطالة و أزمة السكن ضد

احلقيقة، فال ميكن استئصال هذه الظاهرة دون البدء جبذورها من خالل دراسة معمقـة ألسـباا

.و دوافعها و القضاء عليها

يف شىت صوره إن البؤس " و يؤكد على ذلك خطاب رئيس جملس األمة اجلزائرية بالقول

3 ".العنف بدوره يعيدنا إىل البؤس املادية و الروحية و الثقافية يولد العنف، و

:و على العموم مشل عمل اجلزائر ثالث حماور هامة

و هو قانوين انطلق من التمسك بالدستور و احلرص على تنفيذ قوانني اجلمهورية : احملور األول •

 .لوطنيةدون ضعف أو اون، أو مساس بالسيادة ا

Ghrorgr.jeeran.com/%20alg.html /:/ http. ح أوضاع حقوق اإلنسان العربية:منظمة غاندي حلقوق اإلنسان 1

املؤسسة الوطنية لالتصال : انظر قانون استعادة الوئام املدين ،عن قانون استعادة الوئام املدين 02/08/1999عزيز بوتفليقة بتاريخ يف خطاب السيد عبد الذلك جاء – 2 .12، ص 1999و النشر، وحدة الرويبة،

.21السابق، ص املرجعيف خطاب بشري بومعزة عن قانون استعادة الوئام املدين، جاء ذلك 3

Page 168: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

168

 .التكفل حبقوق الضحايا الذين مستهم الظاهرة ماديا و معنويا: احملور الثاين •

و الذي فسح اال لعودة األشخاص املغرر م و غريهم إىل سـلطة الدولـة : احملور الثالث •

 .و االمتثال لقوانينها يف خالل ستة أشهر

:على الصعيد اخلارجيب ـ

املتضمن املصادقة على االتفاقيـة العربيـة 98/413صدر املرسوم 07/12/1998يف

"1" 22/04/1998ملكافحة اإلرهاب و املوقعة يف القاهرة بتاريخ

املتضمن التصديق بتحفظ علـى 000/445صدر املرسوم الرئاسي 23/12/2000و يف

2.االتفاقية الدولية لقمع متويل اإلرهاب املعتمدة من قبل اجلمعية العامة

جلزائر قد اختذت جمموعة من اإلجراءات و التدابري كانت ترى فيها السـبيل و بذلك تكون ا

األمثل للخروج من النفق، فبدأت بتدابري الرمحة يف وقت متزامن مع توجه الدولة بصفة رمسية

حيث اعتـربت " حنو احلل األمين، مما جعل هذا املشروع يولد ميتا و مل حيقق املقصد املنشود

".ا املشروع وثيقة استسالم مرفوضةاجلماعات املسلحة هذ

جيء مبشروع الوئام املدين الذي عرض على االسـتفتاء الشـعيب و نـال 1999و يف سنة

كانت الظروف مناسبة لعرض مشروع امليثاق من أجـل 29/09/2005املوافقة، و بعدها يف

.رىالسلم و املصاحلة الوطنية لالستفتاء الشعيب لينال املوافقة الشعبية مرة أخ

كانت متوافقة -خاصة من خالل جتربة املصاحلة -إن اجلزائر يف تعاملها مع هذه األزمة

إىل حد كبري مع متطلبات حقوق اإلنسان، ملا عرفته من اجتاه عقالين يف معاجلة الظاهرة بتشخيص

حتقيـق و دراسة أسباا و اإلحاطة بظروفها و الوقاية من عدم تكرارها من باب دفع الضرر بغية

بني سبق الفعـل و محاية و متكني األفراد من ممارسة حقوقهم قدر املستطاع، و هنا يظهر الفرق

.و رد الفعل، و يظهر الفرق بني السبق و املبادرة، و بني اإلصرار على اخلطأ و املكابرة

04، ص13/12/1998املؤرخة يف و 93مسية رقم اجلريدة الر 1

".10ص 03/01/2001املؤرخة يف 01اجلريدة الرمسية رقم  2

Page 169: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

169

ة اليت من خالل دراستنا السابقة لتجارب هذه الدول يف جمال مكافحة اإلرهاب يظهر لنا األمهي

فكيف جنعل من حقـوق . تعتريها حقوق اإلنسان كنقطة توازن رئيسية يف معادلة األمن و احلرية

اإلنسان مركز و مصدر أي تدبري لتحقيق األمن يف مواجهة التهديد اإلرهايب ؟

قيمة حقوق اإلنسان يف سياق جماهبة اإلرهاب: املطلب الثاين

أصبحت من أهم القضايا املطروحة على كل لقد أشرنا سابقا أن قضية حقوق اإلنسان

املستويات، و تعاظم االهتمام ا كرد فعل تلقائي لكافة األحداث االجتماعية و االقتصادية

و السياسية العاملية و أصبح احترام هذه احلقوق هو احملك الذي تقوم على أساسه السياسات

ين، سواء على الصعيد الدويل أو اإلقليمي و اإلستراتيجيات يف كل جمال من جماالت السعي اإلنسا

.1أو احمللي

ملا كان اإلرهاب من أكثر الظواهر اليت فاجأت اتمع الدويل الذي ظل لسنوات يدافع عن أمنه و

و يعمل من أجل تأسيس منظومة حقوق اإلنسان، هذه املنظومة اليت بالكاد اارت أمام هذا

لفكر اخلاطئ أو املنحرف، أو باإلحساس بفقدان العدالة التهديد اخلطري الذي ترتبط جذوره با

و املساواة أو تنامي مشاعر اليأس، و رغم أن عديد من الدول سارعت إىل وضع استراتيجيات

و تدابري ملكافحة اإلرهاب دفاعا عن أمنها و محاية حلقوق مواطنيها، إال أن هذه الدول مل تفلح

اية منظومة حقوق اإلنسان من جهة و بني الدفاع عن أمنها يف التوصل إىل نقطة التوازن بني مح

.بني فكرة احلق و األمن نظريو أمن جمتمعها من جهة أخرى، رغم أنه ال يوجد أي تعارض

من خالل التقرير الذي من اجلامعة األمريكية ROBERT GOLDMANو قد اكد الدكتور

ضرورة احلفاظ على سيادة القانون على 2005قدمه إىل جلنة حقوق اإلنسان يف فيفري

مكافحة اإلرهاب و محاية : " و حقوق اإلنسان يف خالل مواجهة اإلرهاب، حيث صرح بالقول

.2"حقوق اإلنسان ليست متناقضة و لكنها تعرب عن مسؤوليات متكاملة للدول

.جدلية األمن و اإلرهاب و حقوق اإلنسان 1

2 Independent Expert on the protection of human rights and fundamental freedoms whil countering terrorisme. Protection of human rights and fundamental freedoms whil countering terrorism ESCOR(61SESS) UN DOC E/CN.4/2005/103.DR GOLDMAN was appointed under UNCH RRES 2004/87(2004)ESCOR (60 sess)UN DOC E/CN.4/RES/2004/84/87,

Page 170: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

170

اإلنسان و لو رجعنا إىل مبادئ روزفلت األربعة اليت كانت حجر الزاوية يف تطور فلسفة حقوق

و نظامها الذي أقيم بعد احلرب العاملية الثانية، جندها مجعت بني التحرر من اخلوف و حق

اإلنسان يف األمن، رغم ن روزفلت اعترب التحرر من اخلوف مقصور يف السيطرة العسكرية و مل

حقا ينسبه إىل األمن الفردي، و لكن منظومة حقوق اإلنسان اهتمت مبفهوم األمن حيث اعتربته

أن حق اإلنسان يف " ن اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان، حيث جاء يف املادة الثالثة م1قائما بذاته

احلياة و احلرية و األمن تعد من احلقوق األساسية لإلنسان بشكل ال يقبل التجزئة بأي حال من

."األحوال

ية أي عمل حتديد مشروعمن جهة أخرى، تعد حقوق اإلنسان معيارا متفقا عليه يف

، فاالفتقاد إىل وجود معيار واضح ميكن االستناد إليه يف حتديد ما إذا كانت األعمال أو نظام معني

اللتزامات الدولية من عدمه، اليت تؤديها السلطات العامة للحفاظ على أمنها الوطين تتوافق مع ا

نسان الدولية مقياس نه أن يؤد إىل وجود لبس و عدم وضوح، لذلك تعد معايري حقوق اإلمن شأ

دويل ملدى مشروعية أعمال الدولة من جهة، و مدى حتقيق األمن الوطين مبفهومه الشامل من

.جهة أخرى

:لذلك فمعايري حقوق اإلنسان ختدم غرضني أساسيني يف مسألة األمن

ملربر أا حتمي كل املواطنني من اإلجراءات اليت تتخذها احلكومات و اليت قد تبتعد فيها عن ا 1

.املناسب

أا تضع التزاما على احلكومة بأن توفر منافع معينة و هذا يفترض على احلكومات التزاما اجيابيا 2

.حبماية حقوق املواطنني مبا فيها حقهم يف األمن الفردي

يتضح أن حقوق اإلنسان من املفروض نظريا و فلسفيا أن تتعايش مع حقوق الدولة

.ضرورية من أجل حتقيق و صياغة أمن الدولة الوطيناألمنية، فحقوق األفراد

نه يف ظل شيوع أفكار تغليب محاية األمن القومي على احترام و تعزيز حقوق فإو رغم كل ذلك

اإلنسان نتيجة سن تشريعات و اختاذ تدابري تبتعد كثريا عن فلسفة األمن و احلرية و احلق،

.سابقجدلية األمن و اإلرهاب و حقوق اإلنسان، املرجع ال 1

Page 171: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

171

انتهاك ي يف مواجهة اإلرهاب حتتم فعال هل محاية األمن القوم: و طرحت عدة تساؤالت

حقوق اإلنسان؟ هل هذه الرتعة اجلديدة املناوئة حلقوق اإلنسان ستتسبب يف حدوث عواقب

على عالقة األفراد بالدولة؟ مستقبالوخيمة غري مدروسة اآلثار

هاب إن ما يتم ارتكابه من أخطاء هنا و هناك على صعيد حقوق اإلنسان يف سياق مكافحة اإلر

سائل ال ميكن أن يقاس عليه يف التطبيق العام، ألن نظرية حقوق اإلنسان يف حد ذاا ليست من امل

تفسح مساحة مدروسة ملقتضيات األمن بل ،اليت تصادر على ضرورات األمن الوطين املطلقة

نفس يفبالقدر الذي حيقق و 1ستثنائيةاالظروف ال يف حاالتالوطين بفرض قيود على تطبيقاا

اعتبارات احملافظة على األمن الوطين من جهة، و كذلك احلد األدىن الضروري حلفظ : الوقت

.2من جهة ثانية الكرامة البشرية لإلنسان و آدميته

اإلرهاب، سنشري إىل املرجعية جماةو حىت نتمكن من إبراز قيمة حقوق اإلنسان يف سياق

محاية حقوق اإلنسان أثناء مكافحة اإلرهاب، مث حناول القانونية اليت تؤكد على حتقيق التوازن يف

.اإلرهاب و التمكني حلقوق اإلنسانحتديد أهم أطر و حدود و مبادئ التوفيق بني مكافحة

ن الدولة و اتمع و أمناملرجعية القانونية حلل مشكلة التوازن العادل بني أم: الفرع األول

حقوق اإلنسان

يل و القوانني الوطنية لكل دولة على ضرورة امتثال كافة أعضاء أكد القانون الدولقد

اجلماعة الدولية لاللتزامات الدولية، خاصة املتعلقة حبقوق اإلنسان و محايتها يف ظل احلملة الدولية

الذي تضمن 3 2002يف تقرير له عام العام لألمم املتحدة على اإلرهاب، و قد أكد األمني

جية عاملية ملكافحة اإلرهاب، أكد أن التدابري الفعالة املتعلقة مبكافحة توصيات بشأن استراتي

اإلرهاب و مسألة محاية حقوق اإلنسان ال تعد أهدافا متضاربة، حيث اعترب أن الدفاع عن حقوق

.راجع ما مت تفصيله يف هذه النقطة الفصل الثاين 1 ."الشراكة السياسية و األمنية و بناء منطقة سالم و استقرار مشتركة" فقرة ثانية من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان و إعالن برشلونة الذي محل عنوان 29راجع املادة 2

3 Repport of the secretary general. Uniting Against terrorism: Recommendation for a global counter terrorism strategy. UN DOC A/60/825(2006);para-para5sess also V1 of the report.

Page 172: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

172

ال ميكن للمجتمع الدويل أن ينجح يف " اإلنسان ضروري لتحقيق أمن الدول فقد جاء على لسانه

".الظاهرة إال من خالل احترام و تعزيز حقوق اإلنسان جهوده ملكافحة هذه

كما أن قرارات كل هيئات األمم املتحدة أكدت على هذه املسألة، فقد جاء يف مؤمتر القمة العاملي

إن التعاون الدويل : " 1باملتعلق باحترام حقوق اإلنسان يف سياق احلملة على اإلرها 2005لعام

طبقا للقانون الدويل مبا يف ذلك امليثاق و االتفاقيات ملكافحة اإلرهاب جيب أن يتم

و الربوتوكوالت ذات الصلة، و جيب على الدول أن تكفل امتثال أي تدابري تتخذها ملكافحة

.2"اإلرهاب اللتزاماا مبوجب القانون الدويل، خاصة القانون الدويل اإلنساين

القرارات أكدت يف جمموعها على احلاجة كما أصدرت اجلمعية العامة لألمم املتحدة سلسلة من

امللحة إىل االمتثال ملعايري حقوق اإلنسان الدولية عند تنفيذ الدول لتدابري جماة اإلرهاب، فمثال

و إذ تضع يف اعتبارها احلاجة إىل : " 1995الصادر لسنة 50/186جاء يف مضمون القرار

حقوق اإلنسان الدولية ذات الصلة، و إذ تؤكد محاية حقوق اإلنسان و ضمانات الفرد مبا يتفق و

... تدابري املتخذة ملكافحة اإلرهاب جيب أن تتفق اتفاقا كليا مع هذه املعايريالمن جديد أن مجيع

3"و يب بكافة الدول إىل االلتزام ذه التوصيات

أنه يتعني على من جهتها جلنة حقوق اإلنسان أولت اهتماما كبريا هلذا املوضوع، فقد أكدت على

كل الدول االلتزام حبماية هذه احلقوق، مع ضرورة توافق إجراءات املكافحة مع القانون الدويل

.4احلقوقي

إن إفراط يف الرد على اإلرهاب ميكن " ، علقت اللجنة بالقول 20045و يف تقرير هلا أعدته عام

واجب تعزيز و محاية حقوق أن يؤثر على التمكني حلقوق اإلنسان، لذلك يتعني على كل الدول

اإلنسان لكل األشخاص اخلاضعني لواليتها و سيطرا العسكرية و السياسية وفقا جلميع معايري

".حقوق اإلنسان و قواعد القانون الدويل اإلنساين

1 The promotion and protection of human rights while countering terrorism, chapiter 07. 2 2005Warld summit out come ; GA Res 6/1, UN DOC A/RES/60/1(2005)PARA 85.

.محاية حقوق اإلنسان و احلريات األساسية يف سياق مكافحة اإلرهاب" راجع موقع األمم املتحدة ـ قرارات اجلمعية العامة اليت جاءت حتت عنوان 34 CHR RES 2001/37, UN ESCOR,57TH SESS,72ndMTg,UN NDOC E/CN.4 RES/2001/3/2001. 5 CHR RES 2004/87, UN ESCOR, 60th sess, 58MTg, UN DOC E/CN.4/RES/2004/87(2004),paras 1 and 2.

Page 173: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

173

ديد هذا األخري على أما عن قرارات جملس األمن املتعلقة مبوضوع اإلرهاب، فقد ركزت

وليني، حيث تعكس هذه القرارات دور الس كجهاز مسؤول عن صيانة لألمن و السالم الد

احلاجة امللحة إىل امتثال هذه التدابري املتعلقة األمن الدويل، غري أنه ميكننا االستنتاج أا تؤكد

مبكافحة اإلرهاب إىل املعايري املتعلقة حبقوق اإلنسان، على أساس أن مكافحة اإلرهاب تكون

.1بادئ ميثاق األمم املتحدة، و على رأس هذه املبادئ تعزيز و محاية حقوق اإلنسانمتوافقة مع م

و جدير بالذكر أن جملس األمن أصدر قرارين سبق اإلشارة و التفصيل فيهما على قدر كبري من

الذي 1456، و القرار رقم 2001سبتمرب من عام 11عقب أحداث 1373األمهية مها القرار

جيب على الدول أن تضمن أن يكون أي تدبري :" ا هلذا املوضوع، حيث جاء فيهوجه اهتماما كبري

ملكافحة اإلرهاب موافقا لاللتزامات الدولية مبوجب القانون الدويل، خاصة القانون الدويل

.2"اإلنساين و قانون الالجئني و القانون الدويل حلقوق اإلنسان

ل هيئات األمم املتحدة تؤكد على خالصة القول، أن أغلب القرارات الصادرة عن ك

و جتدر اإلشارة إىل أنه رغم ، 3 حتقيق أمن الدولة و اتمعضرورة املوافقة بني محاية احلقوق و بني

عدم التوصل إىل اتفاقية دولية عاملية ملكافحة اإلرهاب مبا يتفق و مبادئ حقوق اإلنسان، إال أن

نية أساسية يف مسألة التوفيق، عىن بضمان حقوق القانون الدويل حلقوق اإلنسان كمرجعية قانو

.اإلنسان على وجه ال جييز ختطيها بأي شكل من األشكال

حلل مشكلة التوافق، فتجد أساسها يف أن حماربة اإلرهاب جيب أن املرجعية القانونية الوطنيةأما

ليت حيددها ، فالضمانات الدستورية ا3تتقيد باإلطار الدستوري الذي يرمسه دستور كل دولة

الدستور الوطين جيب على التشريع الداخلي أن يلتزم ا، فوفقا للمبادئ الدستورية العامة جيب

مراعاة مبدأ الضرورة و التناسب يف جماالت التجرمي و العقاب، إىل جانب احملاكمة املنصفة يف مجيع

.مراحلها

. من ميثاق األمم املتحدة، و انظر إىل ديباجة امليثاق 56و املادة 55راجع املادة 1

Elementny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N03/216/03/PDF/N0321603.pdf?Open-dds-http://daccess 2

.السابق ، املرجعالتحديات القانونية، القاهرة: املؤمتر الدويل حول اإلرهاب: أمحد فتحي سرور 3

Page 174: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

174

لوطين سلطة تقديرية يف و قد عنيت دساتري أغلب الدول بوضع نصوص خاصة تعطي للمشرع ا

إعمال معايري الضرورة و التناسب حبرية أوسع يف حالة اإلرهاب مثل الدستور اإلسباين لعام

.20011، و الربتغايل املعدل لعام 1987

يف واقع األمر، أنه ال يوجد تـدرج بـني : " 2و يف هذا السياق يذكر الدكتور أمحد فتحي سرور

إن الواقع و عامل الزمن متطلبات الظروف االستثنائية، بلات و القواعد الدستورية لصاحل مقتضي

و يلعبان دورا هاما يف حتديد أساس مشروعية القواعد املطبقـة، ،مها اللذان خيلقان هذه الظروف

الداخلي يف حماربة اإلرهاب حيكمان التوازن داخل النظام القانوين مها اللذان فالضرورة و التناسب

.حقوق اإلنسان احترام ني أمن الدولة و اتمع وب و حتقيق التوازن

املبادئ التوجيهية املفروضة من دولة احلق و القانون لتحقيق التوازن بني محاية : الفرع الثاين

األمن الوطين محاية حقوق اإلنسان و

ـ يت وجدت الكثري من الدول نفسها أمام غياب األطر التشريعية و القانونية و الوسائل الفنية ال

، لـذلك 3دتسمح هلا مبواجهة التهديد اإلرهايب على وجه فعال يضمن عدم التعرض حلقوق األفرا

بدت احلاجة ملحة لتفكري مشترك و نقاش موضوعي جاد و فهم دقيق هلذه املسألة خاصـة و أن

:4ةاألمر يتطلب اجلمع بني ثالث مسائل هام

باعتباره أكرب ديد حلقوق التزام الدول حبماية كل األشخاص ضد اإلرهاب : أوال •

 .اإلنسان، لذلك فعليها واجب الرد املناسب

حيث يتعني االمتثال حلكم القانون : حظر التدابري التعسفية عند مكافحة اإلرهاب: ثانيا •

 .و استبعاد أي شكل من أشكال التعسف و أي معاملة متييزية أو عنصرية

.املرجع نفسه 1 .املرجع نفسه 2

3 Guidelines on human rights and the fight against terrorism, adopted by the commit y of ministers on 11 jully 2002 at the 804th meeting of the ministers deputies, directorate General of human rights, December 2002. 4 Guidelines on human rights and the fight against terrorism, op. cit ;

Page 175: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

175

حيث أن أية إجراءات تتخذها : وعةجيب أن تكون تدابري مكافحة اإلرهاب مشر: ثالثا •

الدول ملكافحة اإلرهاب جيب أن يكون هلا أساس قانوين ، و أي تدبري حيد أو يقيد من

التمكني لبعض احلقوق يتعني حتديده بأكرب قدر ممكن من الدقة مع وجوب أن يكون

 .متناسبا مع اهلدف و ضروريا للوضع

مارس 02ارعت جلنة وزراء جملس أوربا بتاريخ و أمام إشكالية التوفيق بني احلق و األمن س

، إىل اعتماد جمموعة من املبادئ التوجيهية على قدر كبري من األمهية و اليت تعد ضرورية يف 2005

جمتمع دميقراطي و دولة احلق و القانون ، دف إىل توجيه الدول إىل حتقيق توازن عادل بني

فراد من مجيع احلقوق املقررة هلم، و تعد هذه املبادئ ضرورة الدفاع عن اتمع و بني متكني األ

مبثابة دليل عملي للدول من أجل وضع سياسات و اختاذ تدابري فعالة تراعي حقوق اإلنسان

.1العاملية

: و ميكننا دراسة هذه املبادئ على مستويني

.مستوى شكلية اإلجراء أو التدبري و مدى تأثريه على احلق املراد تقييده -1

. ى موضوع التدبري يف حد ذاته و تأثريه على جوهر احلقمستو -2

:املبادئ الشكلية :أوال

يعد اجلزء األول و الثاين من هذا الدليل العملي خمصص لدراسة تأثري التدابري املتخذة على

احلقوق و تقدير مدى مشروعيتها و مدى امتثاهلا لاللتزامات الدولية و ذلك من خالل النقاط

:التالية

ذا كان احلق املتأثر بالتدبري التشريعي أو األمين قابل للتقييد أم غري قابلجيب أوال حتديد ما إ /1

، فإذا كان احلق من احلقوق غري القابلة إطالقا للتقييد فال حمل لتقييم مدى مشروعية التدبري، للتقييد

، فإن 2ل تعطيل أو تقييدحيث يصبح التدبري املعتمد حمظورا، أما إذا كان احلق قابال ألن يكون حم

1 IbiD .

.و ذلك ضمن الفصل الثاين سبق لنا التفصيل يف التفرقة بني احلقوق القابلة للتعطيل و احلقوق غري القابلة للمساس 2

Page 176: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

176

ح به التعبري عن هذا احلق و بالقدر الذي يتوافق مع شرطي مالتدبري جيب أن يباشر يف حدود ما يس

.1ةالتناسب و الضرور

طار احترام مبدأ سيادة ريعي أو األمين وسائل مالئمة يف إجيب أن يتضمن اإلجراء التش/ 2

" التدابري املنصوص عليها يف القانون" ترد عبارة، حيث غالبا ما القانون، و مبدأ عدم التمييز

:مبفهومه الواسع، و قد خلصت احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان يف هذا الصدد إىل أنه

جيب أن يكون الوصول إىل القاعدة القانونية على حنو واضح و كاف ميكن املواطن من -

 .حتديد حقوقه

دقيقة و واضحة متكن املواطن من تنظيم جيب صياغة القانون الذي تضمن التدابري صياغة -

 .2سلوكه وفقا ملا حدده القانون

جيب مراعاة و احترام مبدأ عدم التمييز و مبدأ املساواة أمام القانون الذي يعترب من القواعد -

.اآلمرة اليت ال جيوز خمالفتها يف أي ظرف كان

إلنسان، جيب أال يتم أي قانون مينح سلطة تقديرية يف فرض قيود على نظام حقوق ا/ 3

، لذلك يتعني توفري ضمانات كافية ملراقبة أعمال تطبيقها من قبل املسؤولني بشكل تعسفي

، فاهلدف من هذه التدابري هو مكافحة اإلرهاب و حتقيق األمن و لكن ليس على حساب 3السلطة

للجنة املعنية حبقوق التمكني حلقوق اإلنسان و املواطنني، و هذا ما أكده كل من املقررين اخلاصني

اإلنسان و اللجنة الفرعية و اإلحتاد الربملاين الدويل، و اللجنة األمريكية حلقوق اإلنسان ، و جلنة

وزراء جملس أوربا ، حيث أكدوا مجيعا على ضرورة التقليص من القيود املفروضة على حقوق

ذلك إىل احلد األدىن الضروري اإلنسان مبوجب السلطة التقديرية املمنوحة للسلطة التنفيذية، و

.لتحقيق أمن الدولة و الفرد

1 AMNESTY INTERNATIONAL, Quaker United Nation Office, "Déclaration Conjointe sur la nécessité d’un mécanisme international de control de la compatibilité, des mesures de lutte contre le terrorisme avec les droits de l’homme".

.29 نصت كذلك على هذا املبدأ اللجنة املشتركة بني الدول األمريكية حلقوق اإلنسان و اللجنة املعنية حبقوق اإلنسان يف تعليقها العام رقم 2و النشر و التوزيع، دمشق، الطبعة موسوعة عاملية خمتصرة، األهايل للطباعة : حقوق اإلنسان يف لغتها اجلديدة، ضمن موسوعة حقوق اإلنسان هليثم مناع: انظر شفيق املصري 3

.201-195، ص ص 2000األوىل،

Page 177: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

177

، فحسب ما جاء ضمن الفقرة الرابعة من املبادئ جيب مراعاة مبدأ الضرورة و التناسب-4

التوجيهية أنه يتعني أن تكون األحكام و التدابري ضرورية و غري مفرطة بالقدر الذي حيقق السالمة

ألفراد، كما يتطلب األمر إثبات أن األهداف من التدبري متناسبا العامة و محاية حقوق و حريات ا

.1منطقيا مع الوسائل اليت تعتمدها الدولة و الطرق اليت تنتهجها

:ضرورة إجراء تقييم على أربع مستويات – 5

:لى مستوى احلق يف حد ذاتهع •

يمة و أمهية احلق يف حيث ال يكفي تقييم أثر التدبري على احلق فقط، و إمنا يتعني النظر يف ق

.ن املنظومة الكلية حلقوق اإلنسانحد ذاته ضم

 :على مستوى مدى مسامهة التدبري التشريعي أو األمين يف مكافحة اإلرهاب دوليا •

.حيث يتعني تقييم هذا التدبري بالنظر إىل مدى مسامهته يف احلملة الدولية ملكافحة اإلرهاب

 : يق املصاحل الوطنية الكربىعلى مستوى مسامهة التدبري يف حتق •

و اليت قد تتعلق باألمن القومي، حيث ميكن أن تعزز تدابري مكافحة اإلرهاب بعض املصاحل

الوطنية األخرى مثل قضية أمن احلدود، اليت هلا صلة بالتهديد اإلرهايب و مبسائل أخرى كاالسترياد

.و التصدير و ريب املخدرات و اهلجرة غري املشروعة

املبادئ املوضوعية :نياثا

إن اهلدف الرئيسي من نظام فعال ملكافحة اإلرهاب هو ضمان حقوق اإلنسان و تعزيز

الدميقراطية و إعالء سيادة القانون، لذلك ال ميكن أن يكون الرد انتقائيا أو عشوائيا، يؤدي إىل

ى جوهر و مضمون إطالق موجة من القمع املطلق، و الذي من شأنه أن يشكل تعديا كبريا عل

حقوق اإلنسان، لذلك فمن األمهية مبكان أجراء توازن موضوعي يف ضمان أمن الدولة و سالمتها،

و بني جوهر موضوع حقوق األفراد و بغري ذلك، ال ميكن أن يكون هناك أي حل وسط يف اجلهد

. 2الرامي إىل استئصال جذور اإلرهاب

1 Guidelines on human rights and the fight against terrorism, op.cit ; 2 WILSON JOHN and P.V. RAMANA: Terrorism and human rights, February 2007.

Page 178: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

178

وزراء جملس أوربا جمموعة من املبادئ اليت تعاجل هذه و قد تضمن الدليل الذي وضعته جلنة حقوق

:املسألة من ناحية موضوع التدبري و موضوع احلق، و ذلك من خالل

:احلظر املطلق للتعذيب/ 1

يف كل الظروف نسانية حمظور بصفة مطلقة،ذيب أو املعاملة املهينة أو الالإحيث أن استخدام التع

ص أثناء عمليات االعتقال و االستجواب للمشتبه يف قيامهم على وجه اخلصو و أيا كان السبب و

.بأنشطة إرهابية

: تدابري انتهاك احلرمات/ 2

حيث أن التدابري اليت قد تتخذ يف سياق مكافحة اإلرهاب ميكن أن تشكل تدخال يف احلياة اخلاصة

مجع املعلومات لألفراد من خالل عمليات البحث و التفتيش و التنصت و مراقبة املراسالت، و

: 1و البيانات الشخصية، و إذ يتعني أن ختضع لضوابط مهمة

 .جيب أن حتكمها أحكام القانون احمللي •

 .جيب أن ختضع للرقابة و املراجعة القضائية •

 ".الذي هو حتقيق األمن" جيب أن تكون متناسبة مع الغرض •

خاص املشتبه يف ارتكام حيث أن إلقاء القبض على األش:2ضمانات االعتقال و االحتجاز/ 3

أنشطة إرهابية ال ميكن أن يكون مؤسسا على جمرد شكوك أو بناءا على أسباب ذاتية وأي شخص

يكون قيد االعتقال أو االحتجاز بتهمة القيام بأنشطة إرهابية، جيب أن ميثل يف أقرب وقت ممكن

 . نص عليه القانون أمام حمكمة خمتصة حيث تكون مدة االحتجاز معقولة وحمددة وفقا ملا

كما جيب أن يتمتع كل معتقل أو حمتجز حبق الطعن يف قانونية اعتقاله أو احتجازه وذلك أمام

.حمكمة خمتصة

1 Guidelines on human rights and the fight against terrorism, op.cit ; 2 IbiD .

Page 179: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

179

: ضمانات اإلجراءات القضائية 4

وذالك ،حيث يتعني أن يكون للمتهم يف أنشطة إرهابية احلق يف احلصول على حماكمة عادلة

أمام احملاكم املستقلة و احملايدة واملنشأة مبوجب القانون، وجيب أن خالل فترة زمنية معقولة و

.يستفيد املتهم من قرينة الرباءة

ونظرا خلصوصيات تتعلق مبكافحة هذه الظاهرة اخلطرية، ميكن تربير فرض بعض القيود على

:حقوق الدفاع خاصة ما تعلق ب

.االتصال مبحام -

.ترتيبات اإلطالع على ملف القضية -

تماد شهادات جمهولة اع -

و رغم ذلك فإن القيود املفروضة على حق الدفاع جيب أن تكون صارمة مبا يتناسب مع احلدث،

كما يتعني اختاذ تدابري تعويضية قادرة على محاية مصاحل املتهم مبا يف ذلك عدالة احملاكمة وعدم ,

.إفراغ حق الدفاع من مضمونه

ملتهم جيب أن يتم النص عليها يف القانون، وال عقوبة أكرب أما العقوبات اليت يتكبدها الشخص ا

.من تلك اليت كانت سارية املفعول يف الوقت الذي ارتكبت فيه اجلرمية أو تلك اليت مل تفرض

كما يتعني تنظيم االتصاالت و املراسالت بني احملامي و موكله، و قد أقرت احملكمة األوربية يف

حيح أن سرية املراسالت بني السجني و حماميه هو حق من احلقوق من الص" 1هذا الشأن قوهلا

األساسية للفرد و يؤثر تأثريا مباشرا على حقوق الدفاع، إال أنه و استثناءا من هذا املبدأ ميكن

، "السماح و يف حاالت استثنائية اإلطالع عليها مع كامل الضمانات الكافية ضد إساءة املعاملة

اكمة جنائية املساواة بني الدفاع و اإلدعاء باعتبار أن ذلك ميثل جانبا كما جيب أن تضمن أي حم

1 Guidelines on human rights and the fight against terrorism, op. cit;

Page 180: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

180

رئيسيا يف احلق يف حماكمة عادلة، مع ضمان أن حياط املتهم علما بكل األدلة و املالحظات اليت

.1يقدمها الطرف اآلخر

:تدابري اللجوء و اإلبعاد و الطردتقييم .5

جيب أن خيضع القرار الصادر إلنصاف فأي طلب للجوء جيب أن يدرس على حدى، و

فعال مع التسليم انه عندما تكون لدى الدولة أسباب معقولة تدعو إىل التأكد بأن الشخص الذي

.يسعى إىل اللجوء متورط يف أنشطة إرهابية ينبغي حرمانه من هذا الطلب

الطلب عند عودته عدم تعرض مقدم و جيب على الدول املعنية بطلب اللجوء أن تضمن يف النهاية

ىل بلده األصلي أو أي بلد آخر لعقوبة اإلعدام أو التعذيب أو املعاملة القاسية أو الالإنسانية إ

.أو املهينة، و يطبق الشيء نفسه يف حاالت الطرد، كما أن الطرد اجلماعي لألجانب حمظور

ذلك مع احترام و يف كل األحوال، أي إبعاد لألشخاص املشتبه م أو طردهم جيب أن يتم

.السالمة اجلسدية و الكرامة املتأصلة يف الشخص البشري

إن ما سبق ذكره يلخص أهم احلدود و الضوابط املفترضة من طرف دولة احلق و القانون

من أجل املساعدة على حتقيق قدر من التوافق بني حق الدولة يف احلفاظ على أمنها من جهة،

.واطنيها العامليةو بني واجبها يف محاية حقوق م

يف احلقيقة، من خالل ما سبق، يظهر أن مسألة التوفيق بني محاية احلق و حتقيق األمن ليس

باألمر املستحيل، ألن حقوق اإلنسان هي ضرورة من ضرورات حتقيق األمن الوطين، و ال يوجد

ة يعتربها الكثري من ادين تعارض بني املتطلبات األمنية و محاية املنظومة احلقوقية، فهذه األخري

املتخصصني و احلقوقيني نقطة التوازن يف معادلة األمن و احلرية، صحيح أن خطورة التهديد

تستدعي اختاذ تدابري تؤدي إىل احلد من التمكني للحق يف احلرية، و لكن جيب أن يكون ذلك

ا لصاحل حبسب احلد املعقول ذلك أن أي أحكام ملكافحة اإلرهاب جيب تفسريها و تطبيقه

كيف ميكن املوازنة بني احلق : اإلنسان و لصاحل حقوقه على العموم، و أي إجابة على التساؤل

ليا متناسقة مثل األمن اإلشارة إىل أن احلق يف كشف األدلة ذات الصلة ليس حقا مطلقا يف دعوى جنائية تتعلق مبكافحة اإلرهاب، ألن األمر يتعلق بوجود مصاحل عجيب 1 .طين أو محاية الشهود املعرضني خلطر اإلنتقام أو اإلبقاء على سرية أساليب البحث، راجع املرجع نفسهالو

Page 181: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

181

، لن تكون إجابة مباشرة حيث ختضع للنقاش و التحليل إذ يتعلق األمر يف احلرية و بني األمن

ة احلق من بأمهية و قيمة التدبري من جهة، و أمهية و قيمة اهلدف من جهة ثانية، و أمهية و قيم

، ألن املسألة حينها تتعلق أكثر فأكثر مبفاهيم قيميةجهة ثالثة، مما جيعل التحليل معقدا إىل حد ما

. كما أن ما يقال نظريا ليس من السهل جتسيده واقعيا

استراتيجيات التوصل إىل جماهبة فعالة لإلرهاب مع الضمانات : املبحث الثاين

نسانالكافية حلماية و تعزيز حقوق اإلمن أجل نصرة احلق و العدل و محاية احلقوق و احلريات و إعالء الكرامة اإلنسانية يف ظل

تزايد خطورة اهلاجس اإلرهايب الذي بات ميثل شبح القرن احلايل بتهديده حلياة األفراد و استقرار

اتمعات و أمن الدول، كان من الضروري على الدول و على كافة املستويات الوطنية

و اإلقليمية و الدولية، الرمسية و غري الرمسية، العمل بصرامة من أجل التوصل إىل ج متكامل

منسق و فعال ملواجهة هذا التهديد اخلطري، يف حدود ما ينص عليه القانون الدويل، و ما متليه

نسان أعراف النظام العاملي بعقالنية و فاعلية، فهي جماة تنطلق من ضرورات محاية حقوق اإل

كفالة التمكني هلا، و غليه سنتطرق يف هذا املبحث إىل و دف إىل محاية حقوق اإلنسان و

).مطلب ثاين( مث استراتيجية مكافحة اإلرهاب ) مطلب أول( استراتيجية الوقاية من اإلرهاب

املطلب األول: إستراتيجية الوقاية من اإلرهاب

لب أساسا حتقيق دولة احلق و القانون، مبعىن التعامل مع رأينا أن ااة الفعالة لإلرهاب تتط

.هذه الظاهرة ضمن أطر و حدود حقوق اإلنسان و سيادة القانون

لذلك، حنن نؤكد من خالل هذه الدراسة على ضرورة التركيز على ثالثية مهمة تنطلق من

الظاهرة و معاجلة املوازنة بني األمن و حقوق اإلنسان و املواطن، مث النظر يف مسببات هذه

دوافعها، وصوال إىل التعاون الداخلي بني املؤسسات الرمسية و غري الرمسية و التعاون الدويل بني

.الدول و املنظمات الدولية ملكافحة اإلرهاب

Page 182: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

182

و حنن ال ندعي من خالل هذه الدراسة تقدمي حلول سهلة و مباشرة و لكننا نأمل يف حتفيز النقاش

من أجل إعداد جمتمع دميقراطي و إقامة دولة احلق و القانون ترد على حول هذا املوضوع،

.التهديدات املختلفة بعقالنية و فاعلية

تتطلب خمتلف الفواعل الدولية و الوطنية، و إن مكافحة اإلرهاب مسؤولية مشتركة بني

ماعية التفاعل بني كل اجلهات و النظر يف كل ااالت السياسية و االقتصادية و االجت

و الدبلوماسية و القضائية، و ربط السياسة اخلارجية بالشؤون الداخلية، و التعاون يف جمال العدالة

و إمنا هو منظور حديث او سياسة التنمية، لذلك منظور جماة اإلرهاب ليس منظورا أمنيا تقليدي

.1ثالثية األمن و العدالة و محاية حقوق اإلنسانيعتمد على

:ألولويات املهم اإلشارة و التأكيد عليها يف هذا املطلبابداية نركز على جمموعة من و حنن يف ال

لإلرهاب، من خالل واضحىل تعريف عاملي إيتعني قبل كل شيء العمل على الوصول •

وضع صك دويل حيدد أركان هذه اجلرمية و عناصرها و مميزاا و على حنو مييزها عن حق

.املصري الدفاع املشروع و حق تقرير

.الضرورة امللحة للتحليل املوضوعي للواقع االجتماعي و ملشاكله •

ضرورة توضيح الرؤية اإلسالمية السمحة، القائمة على االعتدال و السماحة و االنفتاح •

.على اآلخر، و نبذ الغلو و التطرف و التصدي لتهمة إلصاق اإلرهاب بالدين اإلسالمي

رهابية املتطرفة على كل األصعدة دون إفراط مواجهة اجلماعات و التنظيمات اإل •

أو تفريط، و دون املساس مببدأ عدم التمييز و دون اخلروج عن املعايري الدولية حلقوق

املواطنني و األجانب و الالجئني و األسرى املدنيني، حيث يقول يف هذا الشأن الدكتور

ائم اإلرهابية عليه أن يتنب إحدى على من يريد املعاجلة الناجعة للجر:" الصياد عبد العاطي

: 2اإلستراتيجيتني

.احملاربة يف كل االجتاهات و يف الوقت نفسه •

1 The fight against terrorism –security with safeguards for citizen’s rights, 10 July 2007. املنعقدة بكلية التربية جبامعة قناة السويس –اإلرهاب بني األسباب و النتائج : مة إىل ندوة مشروع حماضرة مقد –اإلرهاب بني األسباب و النتائج : الصياد عبد العاطي 2

.351املرجع السابق، ص –الرؤية و املواجهة –آثار اإلرهاب على العوملة السياسية : ، نقال عن سلطان أمحد الثقفي05/04/1994اإلمساعيلية،

Page 183: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

183

فهم العالقات الديناميكية بني املتغريات و املسببات، من أجل البحث عن أولويات وسائل •

.احملاربة و طرق العالج

تشجيع لغة االعتدال ىلإالتأكيد على ضرورة دعوة كل املؤسسات و احلكومات و اهليئات •

و احلوار اهلادئ و املناقشة املوضوعية و قبول اآلخر، و على العموم سوف حناول التوصل

إىل التصور األمثل للمجاة السليمة و العقالنية و الفعالة لإلرهاب مبا حيقق التمكني الفعلي

رهاب تتطلب النظر للحقوق و ألمن الفرد و الدولة يف الوقت نفسه، فالوقاية الفعالة من اإل

وضرورة التعاون مع كل الظروف اليت يترعرع فيها اإلرهاب، فغياب **يف كافة ااالت

مبادئ الدميقراطية و الفشل يف إجناز إطار مؤسسي من العدالة واألمن يعيق التقدم يف جمال

رشادة ون وجماة اإلرهاب، كما أن النقص العام يف االنفتاح واملساءلة وتغييب سيادة القان

.سيؤدي بالضرورة إىل توسيع دائرة العنف والتطرف 1احلكم

إذا فالوقاية من هذه الظاهرة توجب النظر يف الواقع املعاش وإعادة هيكلة اتمع سياسيا

واقتصاديا وحقوقيا و مواجهة األسباب اجلذرية له من إقصاء اجتماعي استبعاد سياسي وفقر

تماعي، واليت من شاا أن تؤد إىل مظامل ونتائج سلبية على اتمع وعدم املساواة و استياء اج

كثريا ما يتم استغالهلا من طرف اإلرهابيني، لذالك جيب أن تستند حماربة أسباب اإلرهاب إىل

تعزيز القيم العاملية وضرورة التمسك باحلريات املدنية والسياسية للجميع وتعزيز االندماج

.ل أفضل بني األقليات واملهاجريناالجتماعي وحتقيق تكام

على وجه التحديد ميكننا التركيز يف نقطة الوقاية من اإلرهاب على عاملني و مفهومني

على قدر كبري من األمهية و اللذان من شأما أن حيققا قدرا وافرا من التكامل احلقوقي

للحق و تكريس و التساوي الفعلي للحقوق، و جعل كل التشريعات متمحورة حول التمكني

نظام سياسي قائم أساسا على مبدأ إنتاجالضمانات الفعلية و القانونية ملمارسة هذا احلق ، مع

تساوي الفرص و نبذ التعسف و التجاوز و الفساد لضمان تكملة فعلية للتساوي يف التمكني

1 Laurent Pech :Droit et Gouvernance vers une privatisation du droit, document de travail de la Caire MCD- 2004 – 02 , CANADA H3C3P8, Mars 2004, P18 ./

Page 184: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

184

ساين و التنمية احلقوقي و أمام القانون، هذين العاملني ينحصران يف كل من مفهوم األمن اإلن

.املستدامة، و سنعمد فيما يلي إىل التفصيل يف ذلك

Page 185: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

185

.ضمان األمن اإلنساين من أجل الوقاية من مجيع أشكال اإلرهاب : الفرع األول

األمن أن تعترب اليتحناول من خالل هذه اجلزئية تأكيد وجهة النظر اليت نؤيدها كثريا و

ضية السليمة حلماية و تعزيز كل حقوق اإلنسان و نبذ اإلنساين باملفهوم احلايل يهيئ األر

.العنف و كافة أشكال التطرف و التمرد و اإلرهاب

: مفهوم األمن اإلنساين: أوال

كانت فكرة األمن لعقود من الزمن تركز على البعد العسكري بشكل أحنصر يف امن الدول

من اإلنساين يف تقرير اللجنة املستقلة وحموريتها ضد التهديدات الصلبة، إىل غاية ظهور فكرة األ

، وبعد أكثر من عقد من الزمن 1 1984واخلاصة للحد من التسلح و املوضوعات األمنية عام

تلقى برنامج األمم املتحدة اإلمنائي أفكار هذا التقرير، حيث ركزت على منطق اإلنسان يف

من اإلنساين حيث أكد هذا الربنامج مقاربة األمن اجلديدة، وجعلته حمورا مركزيا يف مفهوم األ

على أن الفرد اإلنسان جيب أن يتخذ موقعه داخل مركز االهتمامات 1993يف تقريره عام

.الدولية

فرنكلني وتعود فكرة األمن اإلنساين كتأسيس هلا إىل احلريات األربع اليت نادى ا

اليت مشلت حرية التعبري، 1941جانفي 6يف خطابه املوجه إىل األمة األمريكية يف روزفلت

2حريات العقيدة، التحرر من اخلوف و التحرر من احلاجة

أعطى برنامج األمم املتحدة لفكرة األمن اإلنساين مضمونا جوهريا ركز على 1994ويف عام

من خالل حتقيق شروط الكينونة والرفاه وحتسني األمن من اخلوف واألمن من احلاجةفكريت

خلق جمال لألجيال القادمة هذا من جهة، ومن جهة أخرى إلغاء شروط ظروف احلياة و

اخلوف من القهر والتعسف والتسلط حىت بالنسبة لألجيال القادمة، وبالتايل حتقيق شروط تلبية

.) توسيع اخليارات (احلاجات اإلنسانية بالتركيز على ثنائية التمكني واجليلنة

.322املرجع السابق، ص : أمحد فتحي سرور 1 .323أمحد فتحي سرور، املرجع السابق، ص 2

Page 186: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

186

:و هي 1دأبعا سبعةم األمن اإلنساين سبعة وهي وقد أكد هذا التقرير على إعطاء مفهو

األمن االقتصادي أي التحرر من الفقر •

األمن الغذائي أي االكتفاء الغذائي •

األمن الصحي أي توفري الرعاية الصحية واحلماية من املرض •

األمن البيئي أي احلماية من التلوث •

األمن السياسي أي التحرر من القسر السياسي •

.جتماعي أي ضمان االنسجام االجتماعي بني أفراد اتمع و مكوناته العرقيةاألمن اال •

.أي ضمان التعددية الثقافية األمن الثقايف •

ونشري إىل أن العديد من املنظمات والدول تبنت مفهوم األمن اإلنساين حيث أخذت كندا

أنشئت 1999 عام بفكرة األمن اإلنساين وصاغتها كأحد أولويات سياستها اخلارجية، ويف

واليت 20012يف عام اليابان صندوق خاص لألمن اإلنساين أدى إىل إنشاء جلنة األمن اإلنساين

: منها سطرت جمموعة من األهداف

.حتسيس الرأي العام بضرورة حتقيق األمن اإلنساين وترقية دعم اجلماهري خلدمته •

.طبيق سياسات حقيقيةحتويل هذا املفهوم إيل أداة وظيفية من اجل صياغة وت •

.اقتراح خطة عمل ملواجهة التهديدات اخلطرية ضد األمن اإلنساين •

حتقيق األمن اإلنساين للوقاية من كافة أشكال اإلرهاب :ثانيا

مما ال شك فيه أن اإلرهاب يشكل أحد التهديدات اخلطرية لألمن اإلنساين ،ويقف عائقا

، إال أن العالقة بني هذا وذاك هي عالقة تبادلية، فاإلرهاب أمام اهودات اليت تسعى إيل حتقيقه

هو سبب و عائق أمام تأسيس فكرة األمن اإلنساين وهو يف نفس الوقت نتيجة لعدم جتسيد فكرة

األمن اإلنساين، فالدول واحلكومات اليت تسعى إيل محاية جمتمعها من اإلرهاب قد تلجأ إىل

نني تضفي على عملها الشرعية ضد العدو، وباملقابل يسعى مشروعية استعمال العنف، وتضع قوا

ين املشار إليها يف تقارير برنامج األمم املتحدة اإلمنائي ليست إال انعكاسا للحقوق اليت تبناها العهدان ، و نشري إىل أن معظم أبعاد األمن اإلنسا323املرجع نفسه، ص 1

.1966الدوليان حلقوق اإلنسان لعام .جدلية األمن و اإلرهاب و حقوق اإلنسان، املرجع السابق 2

Page 187: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

187

املتمردون عن الدولة والقانون إىل الرد يف حدود إمكانيام مستعملني عدة طرق غري مشروعة،

هنا تقف هذه املواجهة عند طريق مسدود ويكون أي حل بعيد عن مبادىء األمن اإلنساين

حتقيق محاية أمن و أهداف املتمردين ويف نفس للخروج من هذا اإلشكال غري فعال، إذ يتعني

1.الوقت محاية أمن وأهداف احلكومات

من ، على أن فكرة األ2003وقد أكدت اللجنة املستقلة لألمن اإلنساين يف تقرير هلا عام

اإلنساين تساعد على حتديث ماهية احلقوق الواجب احترامها يف كل الظروف ،فهي دف إىل

ل املتعلقة ئاملساين بفة تعزز احلريات الشخصية وتوسع من اخليارات وتعمحاية اإلنسان بص

. 2باحلرمان والظلم والفقر واملرض واألمية والتلوث وغريها

بية احلاجات اإلنسانية و إلغاء إذن فتحقيق أبعاد األمن اإلنساين بإلغاء شروط احلاجة وتل

ياسي سوف يؤدي إىل الوقاية من اخلوف من التعسف والتسلط والقهر واإلقصاء الس مظاهر

مظاهر العنف والتمرد، وذا يشكل األمن اإلنساين حاجزا أمام خمتلف أشكال اإلرهاب سواء

كان إرهابا ممارسا من طرف هؤالء اللذين يعتربون أنفسهم ضحايا لالضطهاد والعدل أو

اإلنسان ضد اإلرهاب املمارس من طرف هؤالء اللذين يعلنون أنفسهم كمدافعني عن حقوق

.املنظمات أو الدول اإلجرامية

العمل االجتماعي و التنمية املستدامة جوهر الوقاية من اإلرهاب و محاية : الفرع الثاين

حقوق اإلنسان

3مفهوم العمل االجتماعي و التنمية اإلنسانية املستدامة: أوال

خترج عن نطاق قدرة يعين العمل االجتماعي بتنمية اتمعات و معاجلة املشكالت اليت

األفراد الذين يعانون منها و يؤسس ألنسب الوسائل الفعالة يف اتمع للقضاء عليها أو التقليل

1 Béchir Chourtou : "assurer la Securiité Humaine pour combater toutes forms de terrorism", pp 75-88, revue d’études et critique social NAGD: TERRORISME, ETATS –SOCETES, 2007, p 80.

.جدلية األمن و اإلرهاب و حقوق اإلنسان، املرجع السابق 2 .األمن االجتماعي، اإلرهاب و حقوق اإلنسان: فاكر حممد الغرايبية 3

Page 188: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

188

من آثارها، عن طريق البحث عن القوى و العوامل املختلفة اليت حتول دون النمو و التقدم

.1ةاالجتماعي مثل احلرمان و البطالة و املرض و الظروف املعيشية السيئ

أما عن مفهوم التنمية اإلنسانية املستدامة، فقد ارتبط بتنامي الوعي السياسي و التقدم

الذي صدر عام " مستقبلنا املشترك"االقتصادي حيث متت صياغتها ألول مرة خالل تقرير

HARLENعن اللجنة العاملية للتنمية و البيئة برئاسة رئيسة وزراء النرويج السابقة 1987

BRAINDLAND2 و يركز مفهوم التنمية املستدامة على جعل اإلنسان منطلق و غاية، حيث ،

تتعامل مع كافة األبعاد اإلنسانية و االجتماعية و تعترب الطاقات املادية شرط لتحقيق التنمية

: على رباعية املفهوم ركزيو

تساوي أي" املساواةأي مقدرة اإلنسان على القيام بنشاطات منتجة، " اإلنتاجية •

. الفرص أمام كل أفراد اتمع دون متييز أو عوائق

أي عدم اإلخالل حبقوق األجيال القادمة، و عدم اإلضرار ا من خالل " االستدامة •

استرتاف املوارد الطبيعية أو التلويث أو بسبب الديون اليت تتحمل عبئها األجيال

".القادمة

أجلهم، و التمكني جيب أن يكون نصيا حيث تتم التنمية بالناس و من " التمكني •

".و فعليا

دور التنمية اإلنسانية يف الوقاية من اإلرهاب: ثانيا

إن الوقاية من اإلرهاب و العنف و التمرد تستدعي تنمية و تطوير املوارد البشرية اليت

و التغذية و البيئة تتضمن معاجلة املشاكل املتعلقة بالقضايا الدميغرافية و البطالة و العناية الصحية

كما أن مراعاة و تطبيق مبادئ حقوق اإلنسان يف هذه العملية تقوم على التنمية 3و التعليم

باملشاركة سواء كان ذلك على مستوى اختاذ القرار أو على مستوى التنفيذ، مما يساعد على حتقيق

االجتماعي عند حدود حتسني احلاجات األساسية لألفراد، و بالتايل ال يقف هدف التنمية و العمل

.ي للعمل االجتماعي على أن العمل االجتماعي يعزز قيم الدميقراطية و الكرامة اإلنسانية و املساواة بني األفراد، راجع املرجع نفسهأكد اإلحتاد العامل 1 .1995انظر تقرير التنمية البشرية لعام 2 الرشيدة، التعليم، الفقر، البيئة، فهي ذات أبعاد اقتصادية و بيئية و اجتماعية على اعتبار أن أولويات التنمية املستدامة تشمل قطاعات الصحة، التجارة التكنولوجيا، اإلدارة 3

.و ثقافية

Page 189: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

189

حياة األفراد و إمنا يتعداه إىل الرضا العام بدرجة حتمي اتمع من اجلرمية و العنف و التطرف

و األمراض، و توسيع اخليارات السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية، و مبا يضمن حتقيق

.مشولية و عدالة حقوق اإلنسان

فهذه األخـرية حتقـق الرفـاه االقتصـادي 1ةمون التنمية احلقيقي هو احلريو إذا اعتربنا أن مض

و االرتفاع باملستوى الثقايف لإلنسان يف وسط أكثر أمنا و استقرارا، و بالتايل حتقق فوائد اجتماعية

و معنوية تتجاوز بكثري الفوائد املادية و اإلنتاجية، و إذا حتدثنا عن احلرية فهي أوسع رحبا لتشمل

احلريات االقتصادية و السياسية من خالل إشراك األفراد و املواطنني يف العملية السياسية و التنموية

".االجتماعية و االقتصادية"

:إذن، يتعني وضع حلول جدية تنبع من مقتضيات التنمية املستدامة و ذلك من خالل

 .ضمان ممارسة احلقوق األساسية و التمكني حلقوق املواطنة •

 ".خاصة يف جمال التعليم و العمالة" بة التمييز و تشجيع املساواة يف الفرصحمار •

 ".العرقية و الدينية" تعزيز و تطوير اندماج األقليات •

تعزيز احلوار متعدد الثقافات و قبول التنوع الثقايف و االجتماعي و السياسي و الديين مع •

تفاديا لنشوب الصراعات الداخلية ضمان التمكني املتكافئ و املشاركة يف اتمع للجميع

 .2و العنف بكافة أشكاله

مكافحة األعمال اإلرهابية إستراتيجية: املطلب الثاين

لقد أكدنا سابقا أن مكافحة اإلرهاب تستدعي تضافر اجلهود على كل املستويات و بني

الدويل للبحث عن كل املؤسسات الرمسية و غري الرمسية على املستوى الوطين، و من خالل التعاون

ج دويل متكامل ملكافحة هذه الظاهرة اليت تعدت خطورا و ديداا احلدود الوطنية إىل النطاق

،مث اإلستراتيجية الدولية )الفرع األول( ، و غليه سيتم التطرق إىل اإلستراتيجية الوطنية العاملي

).الفرع الثاين(

.ج األمم املتحدة اإلمنائيهذا ما يراه الباحث آمارتياس، و هو من ساهم مع الباحث الباكستاين حمبوب احلق يف وضع نظرية التنمية املستدامة خالل عملهما يف برنام 1 www.un.org لنقطة منظمة األمم املتحدة عند صياغتها إلستراتيجية جماة اإلرهاب، ميكن اإلطالع عليها من خالل مراجعة موقع األمم املتحدةركزت على هذه ا 2

Page 190: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

190

افحة اإلرهاب كمل اإلستراتيجية الوطنية:الفرع األول

تعتمد أي إستراتيجية وطنية ملكافحة اإلرهاب على التنسيق بني األجهزة األمنية

و االجتماعية و كل املواطنني، و يتعني تضافر جهود كل مؤسسات الدولة مع إشراك املواطن يف

:احلملة على اإلرهاب و ذلك وفقا ملا يلي

ابدور املؤسسات الشعبية يف مكافحة اإلره: أوال

هي تلك املؤسسات اليت تقوم بعمل إنساين أو ديين أو أي عمل ال يستهدف حتقيق ربح،

و يسعى إىل حتقيق النفع العام، حيث تقوم هذه املؤسسات مبساعدة األفراد خاصة الطبقة املهشمة

، 1على إدماجها و نشر الوعي و توسيع نطاق احلريات و تقدمي خدمات إنسانية و اجتماعية

، فهذه املؤسسات أكثر اتصاال بأفراد اتمع و أكثر وعيا حبقوقهم مما جيعل لديها القدرة و عليه

و املرونة الكبرية يف حتفيز األفراد و اجلماعات للمشاركة يف أعماهلا اليت دف إىل مكافحة

.2اإلرهاب و تقصي األفراد املمارسني لألعمال اإلرهابية

عملية مكافحة اإلرهاب سوف يساعد على احلفاظ كما أن مشاركة هذه املؤسسات يف

على التوازن بني األمن اجلماعي و احلريات الفردية، و تضمن ارتباط املواطنني ذه التدابري و تعزز

متاسك اتمع من خالل مسامهتها يف نزع فتيل الرتاعات اليت ميكن أن تشكل مصدرا لردود فعل

.عنيفة

ملثال إىل دور اجلمعيات اخلريية يف مكافحة اإلرهاب، حيث و ميكننا اإلشارة على سبيل ا

غالبا ما يشرف على عمل هذه األخرية صفوة اجتماعية مشهود هلا بالوطنية و اخلربة االجتماعية ،

تقوم بتوفري اخلدمات املالية و العينية لفقراء اتمع ، و بالتايل فهي تبعد اجلرمية على قطاع يف

.3بتهواؤه لإلرهااتمع من السهل اس

.135رجع السابق، ص امل –مكافحة اإلرهاب –دور املؤسسات االجتماعية و األمنية يف مكافحة اإلرهاب : حممد فتحي عيد 1 .130، اإلرهاب و القرصنة البحرية، املرجع السابق، ص 153-119دور مؤسسات اتمع األهلي يف مكافحة اإلرهاب، ص ص : صاحل بن رميح الرميح 2 .مها اإلرهابيون و طرق التصدي هلااألساليب و الوسائل التقنية اليت يستخد: ، نقال عن حممد فتحي عيد1973السياسة اجلنائية، القاهرة، : يس السيد 3

Page 191: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

191

كما تقوم املؤسسات الدينية بدور هام جدا يف مكافحة اإلرهاب من خالل اإلفتاء

و اإلرشاد و الدعوة إىل اإلسالم املعتدل و التصدي للفتاوى املضللة و إقامة احلجة على خمالفتها

.للشرع اإلسالمي و بيان اآلثار اخلطرية لإلرهاب على اتمع

.تشجيع النقاش داخل اتمع بني املواطنني و املؤسسات املدنية و احلكومةإذن يتعني عموما

دور مؤسسات الدولة الرمسية يف مكافحة اإلرهاب: ثانيا

يقع على عاتق الدولة و مؤسساا الرمسية الدور الريادي يف مكافحة اإلرهاب و ذلك من

:خالل

 .تبنيها لسياسة ثابتة و معلنة •

 .كافحة اإلرهابتأسيس وحدات خاصة مل •

 .وضع تشريع وطين متكامل جيرم األفعال اإلرهابية و يرصد هلا عقوبات مشددة •

توفري معلومات و استخبارات و إنشاء جهاز خاص و متخصص يف مكافحة اإلرهاب •

 .1مهمته مجع املعلومات و القدرة على حتليلها

منية اليت تتحمل العبء و يربز دور الدولة يف مكافحة اإلرهاب من خالل دور املؤسسات األ

:األكرب يف هذه املوضوع و ذلك من خالل ثالث جوانب رئيسية

 :منع وقوع اجلرمية اإلرهابية أساسا -1

روي "و ذلك من خالل حتديث املؤسسات األمنية و تطويرها حيث تقول يف هذه الشأن

أكثر قوة بفضل لقد أصبحت اجلرمية : " اخلبرية مبركز املعلومات الوطين األمريكي" جودسون

التقنية احلديثة، و إن التكنولوجيا احلديثة فتحت آفاقا جديدة و جماالت واسعة أمام ارمني

و العصابات اإلجرامية لالستفادة منها يف اهلروب من القانون، لذلك يتعني يف املقام األول معاجلة

ية و استشرافية تعتمد املهارات العوامل االجتماعية و االقتصادية و السياسية للجرمية بطريقة عصر

، نقال عن أمحد فالح العموش، املرجع السابق، 1999الد الثامن، العدد الثامن، جويلية ، دورية الفكر البشري، "استراتيجية مكافحة اإلرهاب: "عز الدين ، أمحد جالل 1

.184ص

Page 192: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

192

املهنية و السلوكية املتفوقة للعاملني يف املؤسسات األمنية و أجهزة العدالة األخرى و التزود بكل

.1..."العلوم اإلنسانية

كما يتطلب األمر توفري نظام فعال يرتقي بأسلوب املمارسة الشرطية يف شىت صورها و يوفق بني

دورها يف محاية حقوق اإلنسان حىت و لو كان جمرما، و دورها يف حفظ األدوار املختلفة للشرطة،

.األمن الذي يتسم باستخدام القوة و العنف

اختاذ التخطيط أسلوب عمل ملواجهة األعمال اإلرهابية،و جتنيد املصادر و إجراء التحريات -2

.و مجع املعلومات إلحباط هذه العمليات اإلرهابية

طريقة توازن بني إرضاء العدالة حبمل ارم على التكفري عن ذنبه و بني تأهيل السجني ب إعادة -3

 .2دفاع اتمع ضد اإلجرام و ارمني

من خالل ما سبق، تتأكد فكرة ضرورة تضافر جهود الدولة التشريعية و األمنية مع جهود

.و فعالةاملؤسسات و مشاركة املواطن يف احلملة على اإلرهاب، حىت تكون محلة عقالنية

اإلستراتيجية الدولية ملكافحة اإلرهاب : الفرع الثاين

لقد ترتب على اخلسائر اهلائلة اليت أحدثتها اهلجمات اإلرهابية املتالحقة و اليت عرفتها دول

العامل تقريبا يف السنوات األخرية، أن أصبحت جماة اإلرهاب شأنا دوليا تعجز عن النهوض به

لغ شأا و تعاظمت قدراا، و أيا كانت كفاءة ااة الوطنية، فإا تظل دولة مبفردها مهما ب

.3إجراء حمدود التأثري بالنظر إىل الطابع الدويل لإلرهاب

لذلك يتعني على كافة الدول من أجل إحراز مكافحة فعالة لإلرهاب مبا يوافق املعايري الدولية

تطوير عالقاا فيما بينها، و إمنا كذلك تدعيم املتعلقة حبقوق اإلنسان، العمل ليس فقط على

التعاون األمين و القضائي حملاصرة و تطويق اإلرهابيني اللذين أصبحوا ال يعرفون االنعزال

و االحنصار داخل احلدود الوطنية فحسب، كما يتعني املشاركة املشتركة يف البحث عن حلول

.154، نقال عن حمي الدين عوض،املرجع السابق، ص 37، ص 1998ية لشبكة اإلنترنت، جملة الفكر الشرطي، املنظومة األمنية و اآلثار السلبية و اإلجياب: الشهاوي قدري1إعادة تأهيل نزالء املؤسسات العقابية يف القضايا اجلنائية و اإلرهابية، دار الكتب القانونية، دار شتات للنشر و الربجميات، : راجع لتفصيل هذه النقطة مصطفى حممد مرسي 2 .219-199، ص 2007صر، م

.31، املرجع السابق، ص -التحديات القانونية –املؤمتر الدويل حول اإلرهاب ": وزير العدل جلمهورية مصر العربية" حممد أبو الليل 3

Page 193: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

193

ازدواجية املعايري يف محاية حقوق اإلنسان و نشر سليمة للرتاعات اإلقليمية و الدولية، و جتنب

.1السالم و تعزيز حقوق املواطنني خاصة يف مناطق الرتاع

كما يتعني التعاون من أجل تقدمي مبادئ دميقراطية فعالة على املدى الطويل لدحر اإليديولوجية

.2اإلرهابية و حرمان اإلرهابيني من الدعم و املالذ

:تعاون الدويل يف مكافحة اإلرهاب على مستوى ثالث جماالتو ميكننا أن نلمس ال

التعاون الدويل يف اال األمين: أوال

:و يكون ذلك من خالل ما يلي

احليلولة دون اختاذ أراضي الدولة مسرحا لتنظيم اجلرائم اإلرهابية أو الشروع فيها •

 .أو االشتراك فيها

نقل و استرياد و ختزين و استخدام األسلحة و تطوير و تعزيز األنظمة املتصلة بالكشف عن •

 .الذخائر و املتفجرات

 .تطوير و تعزيز أنظمة املراقبة و تأمني احلدود ملنع حاالت التسلل منها •

تعزيز احلماية و األمن و سالمة الشخصيات و البعثات الدبلوماسية و القنصلية و املنظمات •

 .3تعاقدةاإلقليمية و الدولية املعتمدة لدى الدول امل

تأمني محاية فعالة لكل من ضحايا اإلرهاب و مصادر املعلومات العاملني باألجهزة األمنية •

 .4و للشهود عن اجلرائم اإلرهابية

توسيع دائرة التعاون األمين من خالل إبرام اتفاقيات ثنائية تستهدف بصورة رئيسية •

 .مكافحة اإلرهاب

العدل و اجلهات األمنية املعنية لالضطالع بانتهاج التعاون و التنسيق مع وزاريت اخلارجية و •

. سياسة تشريعية و أمنية موحدة تستهدف محاية األمن الوطين للدول يف بعده اخلارجي

.190-187-183ص ، ص2005دراسات يف القانون الدويل املعاصر، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، الطبعة الثانية، : عمر سعد اهللا 1عن اجلمعية العامة، و 1996الصادر يف 51/240على التعامل معها حبزم من خالل قراريهما، القرار نقطة و حثتأكدت اجلمعية العامة و جملس األمن على هذه ال 2

.28/09/2001الصادر عن جملس األمن بتاريخ 1373القرار 186امحد فالح العموش، املرجع السابق، ص 3 .278،279،276، ص 2008احلماية اجلنائية المن الدولة، دار الكتب القانونية، دار شتات للنشر و الربجميات، مصر، : للتفصيل راجع ابراهيم محودة حممود اللبيدي 4

Page 194: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

194

التعاون الدويل يف اال القضائي: ثانيا

تعد املساعدة القضائية املتبادلة بني الدول من أهم وسائل التعاون يف اال القضائي، و اليت

ينصرف مضموا إىل كل إجراء ذو طبيعة قضائية يكون من شأنه تسهيل ممارسة االختصاص

و جتد هذه الوسيلة أساساها يف عدة مبادئ قانونية ، 1القضائي يف دولة ما بصدد جرمية من اجلرائم

:فلسفية أمهها

 .الدفاع عن أمن و سالمة اتمع •

 .الدفاع اجلماعي عن النفس •

عدم استخدام الدول ألراضيها أو السماح بذلك بطريقة دد أمن و سلم االلتزام الدويل ب •

 .أراضي الدول األخرى

االلتزام الدويل العام الواقع على الدول مؤداه ضرورة قيام تعاون دويل ملكافحة اإلرهاب •

 .2الدويل و مالحقة مرتكبيها و تقدميهم للمحاكمة إلنزال العقاب املناسب عليهم

:القضائية بني الدول عدة صور منها و تتخذ املساعدة

قيام دولة ما بتسليم متهمني أو حمكوم عليهم يف جرائم إرهابية و مطلوب تسليمهم وفقا •

 .3لشروط اتفاقية أو عرفية

اإلنابة القضائية يف التحقيقات حيث حيق لكل دولة أن تطلب من أخرى نيابة عنها القيام •

ل تنفيذ عمليات التفتيش و احلجز أو إجراء بأجراء قضائي بدعوى ناشئة عن جرمية مث

 .املعاينة و فحص األشياء

املساعدة القضائية أو قبول إجراءات املراقبة أي حتويل دولة ما بناء على اتفاق دولة أخرى •

سلطة مراقبة شخص حمكوم عليه حبكم ائي، من قبل هذه األخرية إذا كان هذا الشخص

ر بدون صدور حكم باإلدانة أو أدين مث أفرج عنه قد اعترب مذنبا ووضع حتت االختبا

.بشروط

.359املرجع السابق، ص : منتصر سعيد محودة 1 .359،360،361املرجع نفسه، ص 2

.م يف اتفاقيات التسليم أو وفقا ملبدأ املعاملة باملثل كمبدأ عريف دويلعادة ما يتم النص على شروط التسلي 3

Page 195: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

195

كذلك يظهر التعاون الدويل يف جمال مكافحة اجلرائم الدولية بصفة عامة و جرائم اإلرهاب •

الدويل على وجه اخلصوص حيث ال ميكن ألي دولة يف العامل منفردة مهما كانت قدرا

مث مت تنفيذها يف دولة ثانية يهرب اجلناة عالية يف مكافحة جرائم مت اإلعداد هلا يف دولة

 .لدولة أخرى

قليمها متهم جبرمية أو مدان حبكم قضائي بتسليمه إىل إو يعين هذا النظام قيام دولة موجود على

الدولة اليت وقعت اجلرمية على إقليمها أو اليت صدر فيها احلكم القضائي باإلدانة و ذلك بناء على

لى معاهدة تسليم ارمني أو على أساس مبدأ املعاملة باملثل وفقا طلب هذه الدولة تأسيسا ع

.1لشروط معينة

كما ال ينبغي إغفال أمهية و ضرورة انتهاج طرق ووسائل تشجع اإلرهابيني على التوبة و ترك

 .2ةطريق اإلجرام طواعي

التعاون الدويل القانوين: ثالثا

ا ملسألة إبرام اتفاقيات دولية ملنع و املعاقبة على يتعني على الدول يف جمموعها أن تول اهتمام

األعمال اإلرهابية و ضرورة تعزيز العمل الدويل يف هذه الشأن جنبا إىل جنب مع جمهودات األمم

.املتحدة

و رغم أن األعوام األخرية شهدت جهدا دوليا دف مكافحة اإلرهاب إال أن املالحظ على

توصل إىل تعريف دقيق للجرمية اإلرهابية و مل حتدد خصائصها أغلب هذه االتفاقيات أا مل ت

أو مميزاا، و معروف أن مسألة تعريف اإلرهاب من األمهية مبكان حيث تعد مفتاحا لبحث

إستراتيجية فعالة اة اإلرهاب لذلك يتعني توسيع دائرة إبرام االتفاقيات الدولية يف هذه الشأن

رامية إىل تقنني عمليات رصد و متابعة حركات النشاط اإلرهايب يف يف أطار خيدم السياسات ال

355إىل ص 340عن أسس و شروط هذا النظام راجع املرجع نفسه، من ص 1، ص 2006، الرياض، الطبعة األوىل، حث اإلرهابيني على التوبة و إعادة تأهيل املفرج عنهم، اإلرهاب و القرصنة البحرية، جامعة نايف للعلوم األمنية: أمحد رأفت رشدي 2

44.

Page 196: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

196

اخلارج، و اعتماد مفاهيم تشريعية و أمنية موحدة بشان اجلرائم اإلرهابية و توضيح الرؤية األمنية

.1يف بعدها احلقوقي املتصل مبجاة اإلرهاب يف الداخل و اخلارج على حد سواء

يف مكافحة اإلرهاب و منعه، يتعني أن تسع إىل تنب خالصة القول، و عن دور الدولة

سياسة ثابتة معلنة، و أن يكون هلا تشريع قوي و عادل ووحدات كفأة ملكافحة اإلرهاب، مع

االلتزام الكلي و الصارم باملعايري الدولية املتعلقة حبقوق املواطنني و حقوق املتهمني، إىل جانب

افحته من خالل تسليم ارمني و التعاون األمين التعاون الدويل يف منع اإلرهاب و مك

و القضائي، و جترمي اإلرهاب، و إقامة صندوق دويل لضحايا اإلرهاب دون أن نقلل من شأن

دور القوة العسكرية اليت جيب أن توجه بدقة و إحكام يف مكافحة اإلرهاب، إضافة إىل األمهية

.ول يف جماة اإلرهابالبالغة لالستخبارات اليت تعد خط الدفاع األ

تعزيز التعاون الدويل و املساعدة التقنية يف جمال الترويج لتنفيذ اتفاقيات و بروتوكوالت عاملية ذات الصلة : جلنة منع اجلرمية و العدالة اجلنائية: الس االقتصادي و االجتماعي1

.، البند السابع2005ماي 27-23باملخدرات و اجلرمية ، الدورة الرابعة عشر، فيينا، باإلرهاب يف إطار أنشطة مكتب األمم املتحدة املعين

Page 197: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

197

:ـةمــاتــخبعد العرض السابق ملشكلة اإلرهاب و حدود التمكني حلقوق اإلنسان ميكننا القول بادئ

أن اإلرهاب من املشاكل الدولية القدمية اليت واجهت العامل، و إن كانت قد مرت بالعديد ي بدءذليت دد رب و أخطر اجلرائم الدولية ارات، غري أا أصبحت يف السنوات األخرية من أكومن التط

قات الدولية، و على وجه اخلصوص أثرت بشكل سليب على ممارسة الدول و الشعوب و العالحقوق اإلنسان و تكريس التمتع الفعلي ا ، و كان هذا األثر مباشرا من خالل انتهاك اإلرهاب

جلسدية و احلق يف احلرية ، و احلق يف احلق يف احلياة و السالمة ا" حلقوق احلياة و حقوق الرفاه، و كان األثر كذلك غري مباشر من خالل دفع احلكومات إىل \...الصحة، احلق يف للتعليم

مباشرة إجراءات و تدابري ملكافحته دون ختطيط عقالين و موضوعي، حيث أثرت أغلب هذه تضاربت كل من ضرورات اإلجراءات على ممارسة احلقوق األساسية لإلنسان املواطن، و بذلك

.ية لإلنسانب و بني واجبات محاية احلقوق العاملمحاية أمن الدولة الوطين يف مواجهة اإلرهاهاب يف ظل التعارض الدويل و االختالف بني الدول و املنظمات ت خماطر اإلرو قد زاد

ذه املشكلة و أعطى الدولية حول حتديد مفهوم اإلرهاب و الوسائل اليت ميكن اختاذها ملواجهة ه: الفرصة لبعض القوى الكربى لتربير انتهاكاا حلقوق اإلنسان حتت شعارات غري شرعية منها

ستباقية على اإلرهاب ، و فتح الباب على مصراعيه لسياسة العدوان و استخدام القوة يف اإلاحلرب القانون الدويل اإلنساين العالقات الدولية، و إمهال أحكام القانون الدويل حلقوق اإلنسان و

.و قانون الالجئنين ما يلفت االنتباه من خالل هذه الدراسة أن اإلرهاب أزمة قوية كشفت عن العديد من إ

:منها 2001سبتمرب من عام 11خاصة بعد أحداث التناقضات اليت يعيشها العامل اآلن، اصة مشكلة احلرب على اإلرهاب ظهور املعايري املزدوجة عند التصدي للمشاكل الدولية، خ – 1

.و آثارها على حقوق اإلنسان و الشعوبأن نظريات حقوق اإلنسان و شعارات محاية احلريات األساسية تبني أا جمرد حرب على ورق -2

.مل جتسد على أرض الواقع خاصة يف ظل الظروف اإلستثنائية و الطارئةوحيدة اليت بإمكاا العمل على العامل بأا القوة ال حماولة الواليات املتحدة األمريكية إقناع -3 عادة صياغة العالقات الدولية و سعيها إىل تغليب الذاتية على املصاحل املشتركة للعامل ككل، إ

Page 198: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

198

و انتهاكها الواضح للعديد من القواعد القانونية الدولية، خاصة تلك املتعلقة بانتهاك سيادة الدول .ن الداخلية و احترام القانون اإلنساين و قانون الالجئنيو عدم التدخل يف الشؤو

مل إىل تشريعات جادة و فعالة و قوية و عادلة قادرة على مواجهة اعافتقاد أغلب دول ال -4 .أصعب الظروف بكل عقالنية و موضوعية

:و يف ضوء كل ما سبق ميكننا رصد أهم النتائج املتوصل إليهاعيار دويل عام ملباشرة ردود الفعل ضد األعمال اإلرهابية بشكل مل يتم التوصل بعد إىل م -1

.متوازن بسبب غياب اتفاق عاملي يف هذا الشأن .املتبناة به حسب اإليديولوجيات و الفلسفياتتتعدد أسباب و دوافع اإلرهاب و ختتلف أسبا -2 جانب البعض إن انتهاكات حقوق اإلنسان قد تشكل دافعا لنشوء اإلرهاب و ممارسته من -3

و خاصة بعض األقليات اليت ال تعترف هلا الدول حبقوقها اإلجتماعية و االقتصادية و الثقافية و من اإلرهاب ميثل اعتداءا صارخا على حقوق مث قد يظهر اإلرهاب العرقي أو االنفصايل، كما أن

األساليبو افاألهداإلنسان و انتهاكا مباشرا هلا، فهو يتعارض مع حقوق اإلنسان من حيث و األشكال، فالعمل اإلرهايب الواحد ينطوي على مصادرة ألكثر من حق من حقوق اإلنسان و خاصة عندما يوجه للمدنيني األبرياء، و مع هذا ال ينبغي للدول أن تتذرع به لتقويض حقوق

رهاب مربرا لإللغاء ميكن أن تكون جماة اإل األمنية و التشريعية ، و ال إجراءاااإلنسان من خالل النهائي و الدائم حلقوق اإلنسان ألن ذلك سيكون مربرا مقبوال وقتها ملمارسة اإلرهاب من أجل

.استرداد هذه احلقوقسارعت أغلب الدول إىل مباشرة سياسات 2001 سنةالعامل ابعد األحداث اليت عرفه -4

ليب ااة اسس و أسأخفقت بشكل حمسوس يف مواجهة هذه الظاهرة بسبب نقص الوعي بأ ة هذا من جهة و من جهة ثانية عدم اإلكتراث بقيمة حقوق اإلنسان الفعالة و الصحيح

.و حموريتها يف هذه ااةبصدور العديد من قوانني مكافحة اإلرهاب يظهر جليا أن حاالت األحكام العرفية و الطوارئ -5

و إمنا خلقت حالة من مسو الدولة و أجهزا مل حتقق األمن و األمان ال للدولة و ال للمجتمع،األمنية على حقوق الفرد و هو ما يتناقض مع مبادئ دولة احلق و القانون، حيث أدت تطبيقات هذه القوانني و التدابري إىل احلد من التمكني النصي و الفعلي حلقوق اإلنسان،

اإلنسان و اليت تسمى باحلقوق و كذلك املساس بتلك احلقوق اليت متثل النواة الصلبة حلقوق

Page 199: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

199

غري القابلة للمساس، و على اإلمجال أدى نقص الوعي بقيمة حقوق اإلنسان إىل زعزعة مبدأ حكم القانون و الفصل بني السلطات، و تقويض احلق يف احلرية مبفهومه الواسع، و التشكيك

.ذيب و سوء املعاملةيف حق الدفاع و حقوق احملاكمة العادلة و تقويض احلظر املطلق للتعحقوق كفالة النمكنيو الثية بني اإلرهاب و مكافحتهإن الدراسة السابقة لواقع العالقة الث -6

بني محاية أن الكثري من الدول مل تفلح يف التوصل إىل نقطة التوازن واقعيااإلنسان أثبتت جهة ثانية، رغم أنه نلدفاع عن أمنها و أمن جمتمعها ممنظومة حقوق اإلنسان من جهة و بني ا

بني فكريت األمن و احلق و احلرية، ألا متثل يف جمملها مسؤوليات نظري ال يوجد أي تعارض، ضف إىل ذلك أن قانون حقوق اإلنسان جسد هذه املوازنة بأن ضمن لكل متكاملة للدول

فاءات اليت تباشرها من الدولة و الفرد نصيبا من احلماية، حيث أقر نظاما قائما بذاته يتعلق باإلعالدول يف حالة الظروف االستثنائية اليت دد أمنها و أمن جمتمعها و ضمن شروط حمددة بدقة كبرية متنع جتاوز هذه احلدود و متنع انتهاك احلقوق غري القابلة للمساس و اليت تتعلق أساسا

.حبقوق احلياة و حقوق الكرامة :اإلقتراحاتننا، تسطري جمموعة من الدراسة ميك يفو من خالل ما تناولناه

كل الدول و اتمعات شكل اإلرهاب ديدا مستمرا للسلم و األمن الدوليني و استقرار ي -1 .إدانته و التصدي له بصفة شاملة لذلك يتعني

إن غياب االتفاق بشان تعريف شامل لإلرهاب يكون مقبوال لكل املشاركني يؤدي إىل -2يتوجب التغلب على هذه اإلشكالية بضرورة اإلتفاق على ية ملكافحته، و بالتايلاجلهود الدول إعاقة

تعريف متفق عليه حمدد و شامل ملفهوم اإلرهاب و أساليبه و أشكاله و ذلك من خالل مؤمتر تنظمه األمم املتحدة لضمان اختاذ اإلجراءات الالزمة اته و تفادي ازدواجية املعايري يف التعامل

.ذه الظاهرة، و كي ال يكون وصفا نصف به األعداء للتخلص منهممع هطورة اليت حيدثها اإلرهاب على الدولة و اتمع تدعو إىل التركيز على إجراءات اخلطبيعة إن-3

سواء على املستوى الفردي الداخلي من رهابيةظمات اإلرهابية و منع األعمال اإلالقضاء على املنة ملكافحة اإلرهاب، و وضع تشريعات وطنية متكاملة جترم األفعال خالل تأسيس وحدات خاص

اإلرهابية و ترصد هلا عقوبات مشددة و التركيز على الدور الريادي للمؤسسات األمنية يف مكافحة اإلرهاب مع توعيتها بقيمة حقوق اإلنسان هذا من جهة و من جهة أخرى يتعني على

اتفاقيات ثنائية تستهدف إبرامالدويل األمين من خالل املستوى الدويل توسيع دائرة التعاون

Page 200: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

200

مكافحة اإلرهاب، و ضرورة تعزيز العمل الدويل يف هذا الشأن جنبا على جنب مع جمهودات وامل اليت توفر أرضية خصبة لتطور من األمهية مبكان معاجلة الع ثالثةو من ناحية األمم املتحدة،

ة االجتماعية و نشر مبادئ الدميقراطية و القضاء على شروط نظم العدال إرساءمن خالل اإلرهاب التعسف و احلاجة، و توسيع اخليارات أمام املواطنني بشكل ميكنهم من ممارسة و التمتع حبقوقهم

.و مينع اللجوء إىل العنف للمطالبة ذه احلقوقأية حماولة أن لتأكيد علىينتهك اإلرهاب متتع األفراد باحلقوق األساسية لإلنسان مما ينبغي ا -4

.بعيدة عن مراعاة حقوق اإلنسان يف سياق احلملة على اإلرهاب لن تكون جمديةإن مسألة التوفيق بني محاية أمن الدول يف مواجهة التهديد اإلرهايب و ضرورة احترام حقوق -5

من الوطين اإلنسان ليس باألمر املستحيل ألن حقوق اإلنسان هي ضرورة من ضرورات حتقيق األو نقطة التوازن يف معادلة األمن و احلرية، صحيح أن خطورة التهديد اإلرهايب تستدعي اختاذ تدابري تؤدي إىل احلد من التمكني لبعض حقوق اإلنسان و لكن جيب أن يكون ذلك حبسب ما

لصاحل نصت عليه املواثيق الدولية، ذلك أن أي أحكام ملكافحة اإلرهاب جيب تفسريها و تطبيقهاحقوق اإلنسان ، فيجب التركيز أساسا على أمهية احلق يف حد ذاته ضمن املنظومة الكلية حلقوق اإلنسان هذا من جهة، والتركيز على أمهية اهلدف من التدبري و مدي مشروعيته و كذلك مدى

و التناسب مالءمته و احترامه ملبادئ دولة احلق و القانون و مبدأ عدم التمييز و مبدأي الضرورة .من جهة ثانية

و قيود يف حاالت و ظروف استثنائية و من إجراءاتإن نظرية حقوق اإلنسان تسمح باختاذ -6مث فإن نظرية احترام القيم و املعايري اخلاصة حبقوق اإلنسان ليست مطلقة، بل و يف ظروف حصرية

د األدىن من كرامة و آدمية حتفظ احل آللياتو استثنائية قابلة للتعطيل و التحديد و لكن وفقا اليت تقوم األعمالستخبارايت و قا جامدا أمام العمل األمين و اإلئاإلنسان، إذن فهي ال تشكل عا

ىل حفظ األمن و حتقيق االستقرار و الذي ينعكس إا السلطات العامة يف الدولة و اليت دف من حقوق اإلنسان يف صفاالنتقاو عليه اجيابيا على مجيع املناحي املتعلقة حبياة اإلنسان نفسه،

تتم تلك العملية وفق مبدأ أنحاالت الطوارئ و يف جمال الظروف االستثنائية أمر مقبول شريطة الشرعية الدستورية و يف حدود ال إطارسيادة القانون و ضمن معايري الشرعية القانونية و داخل

.األخالقية و بدون متييز مهما كان أساسهتتجاوز مظلة القيم االجتماعية و االقتصادية و

Page 201: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

201

قدرات هيئات نسان و حقوق الدولة مع الرفع من سن قوانني فعالة و فعلية تراعي حقوق اإل -7 . إنفاذ القانون مبا فيها السلطة القضائية لتطبيق هذه القوانني وفقا ملبادئ دولة احلق و القانون

احلوار و تعميق التفاهم املتبادل بشأن خمتلف األديان تشجيع التعايش و يتعني التأكيد على أن -8 .يؤدي إىل الوقاية من أعمال العنف و اإلرهابكار فاأل من خالل املناقشة العامة و تبادل

من يف هذا الشأن أساسا متينا و شامال ملكافحة اإلرهاب على النطاق تشكل قرارات جملس األ -9 مل للدول الختاذ اإلجراءات الالزمة الصحيحةالعاملي، حيث تقدم هذه القرارات خطة ع

و املتماشية مع املعايري الدولية حلقوق اإلنسان، مع ضرورة املراجعة الدورية و الفعالة و احملايدة من جانب األمم املتحدة ملعايري حقوق اإلنسان على املستويات الدولية و اإلقليمية و الوطنية و عدم

للتدخل يف الشؤون الداخلية لبعض الدول بدعوى الدفاع عن اختاذ ذلك وسيلة لبعض القوى .حقوق اإلنسان

ة اإلرهاب و مراعاة الية املتعلقة مبكافحفيذ الكامل للمعايري الدولية احلتشجيع الدول على التن-10حقوق اإلنسان، و ضرورة نشر ثقافة حقوق اإلنسان لدى مجيع الدول و الشعوب و خاصة أجهزة

العدالة اجلنائية لتكون حمددا هلم يف ممارسة أعاهلم يف مكافحة اجلرمية خاصة إدارةن و القانو إنفاذ .اإلرهاب

اإلنسان هي أحد أهم اهتمامات الدول ألن االلتزام الواسع ذه احلقوق قد يسهم إن حقوق -11أخالقية، اهتماماتمهما يف حتقيق أهداف األمن الوطين ، ألن حقوق اإلنسان ليست جمرد إسهاما

لذلك يتعني دجمها بصفة أساسية يف اإلطار الواسع لسياسات الدول، كما يتعني اجناز ترتيب تنظيمي لألهداف العريضة لسياسات الدول مثل األمن الوطين و املصاحل االقتصادية و حقوق

ملطلوب وضع باعتبارها أهدافا ذات أولوية أو ثانوية أو جانبية أو متكاملة، بلغة أخرى ا... اإلنسان إعداد، صحيح أن هناك صعوبة يف اهتمامموضوع التضحية بأي إثارةهيكل و قواعد حمددة عند

هذه القواعد بدقة رياضية و لكن دوا ستكون لغة التضحيات و التنازالت جمرد تغطية للتضحية مهية، و إذا الطائشة حبقوق اإلنسان من أجل كل أو بعض االهتمامات اليت قد تكون حقيقية أو و

,مل يؤخذ هذا األمر جبدية فإن أي سياسة تتخذ ستكون دون أساس و غري منسجمةالقاعدة األساسية و الصحيحة للنجاح تتمثل يف إستراتيجية حكومية فعالة أنصفوة املقال

ة اإلدارات و الوكاالت املتخصصة ملكافحة اخلطر اإلرهايب و تضع أهدافا واضحة و مدروسة لكافعاون الدويل يف هذا الشأن، مع اإلستراتيجية الوطنية و الت التأكيد على احلاجة امللحة للتنسيق بني و

Page 202: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

202

بصفة جدية و واضحة و غري قابلة لإلقصاء يف املتعلقة حبقوق اإلنسان مراعاة االلتزامات الدولية .أي ظرف كان

تشري يف املقام األول كما أن أي استجابة فعالة ملواجهة اإلرهاب و محاية حقوق اإلنسان حنو تدعيم األمن كهدف متمثل يف استخدام القوى العسكرية و يتزامن مع ذلك احلاجة لتقوية

ستخبارية و ال جيب عية، فضال عن دعم و تطوير أنشطة إاإلجراءات القانونية و القضائية و التشريهته، و هي االعتبارات اليت أن يتم إغفال املسببات بعيدة املدى لإلرهاب يف غمرة التخطيط ملواج

ترتبط بالتفاوت االجتماعي و االقتصادي، و مبدى استعداد و قدرة احلكومات على التكيف مع .هده التباينات

و حبكم عدم منطقية عمل احلكومات مبفردها على هذا الصعيد، تربز احلاجة لتحقيق من أن النضال ملواجهة مستوى قوي من التعاون الدويل كضرورة ملحة و ليس أدل على ذلك

اإلرهاب كان املثال التقليدي عل التفاعل اإلجيايب بني الفاعلني على املستويني الداخلي و الدويل .للتحرك من أجل ردع تأثريات اإلرهاب

Page 203: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

203

:ادرــــــــــاملص القرآن الكرمي: أوال :نيةاملعاهدات الدولية و املواثيق و النصوص القانو: ثانيا :الربيطانية احلكومة قانون مكافحة اإلرهاب و باقي قوانني اإلرهاب راجع موقع - 1

http//:www.legislation.hmso.gov.uk/acts/acts2001 .املتحدةوزارة الداخلية للمملكة -2

http//www.homeoffice.gov.uk/docs4/terrorismbill.pdf االتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان -3 االتفاقية األوربية حلقوق اإلنسان -4 اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان -5 حلقوق اإلنسان" السابق"، املرصد الوطين اجلزائري1996التقرير السنوي لعام -6 ،املرصد الوطين اجلزائري حلقوق اإلنسان 1999التقرير السنوي لعام -7 و الثقافية العهد الدويل للحقوق االقتصادية و االجتماعية -8 العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسية -9

:عـــــــــاملراج املراجع باللغة العربية -1

الكتب: أوال

دار الكتب القانونية، دار شتات للنشر و الربجميات، : احلكاية اجلنائية ألمن الدولة: إبراهيم حممود اللبيدي -1 2008مصر،

، جملـة "اجلديد، الشكل الرئيسي للصراع املسلح يف السياسة الدوليـة اإلرهاب :" أمحد إبراهيم حممود -2 2002السياسة الدولية لعام

Page 204: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

204

حث اإلرهابيني على التوبة و إعادة تأهيل املفرج عنـهم، اإلرهـاب و القرصـنة : أمحد رأفت رشدي -3 2006البحرية، جامعة نايف للعلوم األمنية، الرياض، الطبعة األوىل،

حقوق اإلنسان بني النظم القانونية الوضعية و الشريعة اإلسـالمية، دار الفكـر : حلميد فودهالسيد عبد ا -4 2006اجلامعية، اإلسكندرية،

حتالفات العوملة العسكرية و القانون الدويل، املكتبة الوطنية اجلزائرية، د ط، : السيد مصطفى أمحد أبو اخلري -5 د ت

اآلثار السلبية و اإلجيابية لشبكة اإلنترنت، جملـة الفكـر الشـرطي، املنظومة األمنية و: الشهاوي قدري -61998

اإلرهاب الدويل والنظام العاملي الراهن، حوارات لقرن جديد، دار الفكر : أمل يازجي، حممد عزيز شكري -7 2002املعاصر، دمشق، الطبعة األوىل، أفريل

،2001، املكتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، اإلرهاب و التطرف و العنف الدويل: أمحد أبو الروس -8 2006القانون الدويل اإلنساين، الس األعلى للثقافة، القاهرة، الطبعة األوىل، : أمحد أبو الوفا -9

، دار "نظـرات يف عـامل مـتغري " العامل اجلديد بني االقتصاد و السياسة و القانون: أمحد فتحي سرور-10 2005الثانية، الشروق، القاهرة، الطبعة

السلطة التنفيذية يف الواليات املتحدة األمريكية بعد احلادي : فوق القانون: اليسون باكر و جيمي فيلنر -11 .-احلكم الرشيد يف ظل القانون -حقوق اإلنسان و الصراع املسلح:2004عشر من سبتمرب، التقرير العاملي

ات الدولية،دار هومة للطباعـة و النشـر و التوزيـع، عدم مشروعية اإلرهاب يف العالق: آمال يوسفي -12 2008اجلزائر،

2007حقوق اإلنسان من منظور عصري، دار الفجر للنشر و التوزيع، القاهرة، : أنتوين ووديوويس -13اإلرهاب و القانون الدويل، املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيـع، القـاهرة، :امساعيل الغزال-14 1990ة األوىل،الطبع أمحد فالح العموش، مستقبل اإلرهاب يف هذا القرن، جامعة نايف للعلوم األمين، مركـز الدراسـات -15

2006و البحوث، الرياض، 2005مدخل إىل احلريات العامة و حقوق اإلنسان، املؤسسة احلديثة للكتاب، لبنان، : خضر خضر -16 1998والتطبيق، املكتبة األكادميية،د ب ن، حقوق اإلنسان العاملية من النظرية -17حقوق اإلنسان بني مطرقة اإلرهاب و سندان الغـرب، دار الفكـر العـريب، : حسنني احملمدي بوادي -18

اإلسكندرية، د ط، د تمفهوم اإلرهاب يف القانون الدويل ، رسالة ماجستري، معهد احلقوق و العلوم اإلداريـة، : سليم قرحايل -19

2001/2002جلزائر، جامعة ا

Page 205: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

205

موسوعة : حقوق اإلنسان يف لغتها اجلديدة، ضمن موسوعة حقوق اإلنسان هليثم مناع: شفيق املصري -20 ،2000عاملية خمتصرة، األهايل للطباعة و النشر و التوزيع، دمشق، الطبعة األوىل،

موسـوعة : هليثم مناع حقوق اإلنسان يف لغتها اجلديدة، ضمن موسوعة حقوق اإلنسان: شفيق املصري-21 .201-195، ص ص 2000عاملية خمتصرة، األهايل للطباعة و النشر و التوزيع، دمشق، الطبعة األوىل،

، 153-119دور مؤسسات اتمع األهلي يف مكافحة اإلرهـاب، ص ص : صاحل بن رميح الرميح -22 اإلرهاب و القرصنة البحرية

دراسـة (نساق االجتماعية ودورها يف مقاومة اإلرهاب والتطرف األ: عبد العزيز اليوسف عبد اهللا بن -23 2006، الطبعة األوىل، الرياض، جامعة نايف للعلوم األمنية، )حتليلية للمجتمع السعودي

اإلرهاب والعوملة، أكادمييـة : عبد الرمحن رشدي اهلواري،التعريف باإلرهاب و أشكاله، أعمال ندوة -24 2002الدراسات و البحوث، الرياض الطبعة األوىل، نايف للعلوم األمنية،مركز

إستراتيجية مكافحة اإلرهاب، دورية الفكر البشري، الد الثـامن، العـدد : عز الدين ، أمحد حالل -25 ، نقال عن مستقبل اإلرهاب يف هذا القرن1999الثامن، جويلية

،2005ر اجلامعة اجلديـدة، اإلسـكندرية، اجلرمية اإلرهابية، دا: عصام عبد الفتاح عبد السميع مطر -26 .أ: ص

اجلديدة للنشـر، اإلسـكندرية، ةاجلرمية اإلرهابية، دار اجلامع: عصام عبد الفتاح عبد السميع مطري -272005

دراسات يف القانون الدويل املعاصر، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، الطبعة الثانيـة، : عمر سعد اهللا -282005

احلريات العامة وحقوق اإلنسان بني النص والواقع، الطبعة األوىل، دار املنهل اللبناين،د ب : عيسى بريم -29 1998ن ، الرقابة الدولية على تطبيق العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسـية، دار : عبد الرحيم حممد الكاشف -30

2003النهضة العربية، القاهرة، الرقابة الدولية على تطبيق العهد الدويل للحقوق املدنية و السياسـية، دار : كاشفعبد الرحيم حممد ال -31

2003النهضة العربية، القاهرة، حقوق اإلنسان وحرياته ودور شـرعية اإلجـراءات :علي حممد صاحل الدباس،علي عليان حممد أبو زيد -32

نسان وحرياته وأمن اتمع تشريعيا وفقهيـا دراسة حتليلية لتحقيق التوازن بني حقوق اإل -الشرطية يف تعزيزها 2005دارالثقافة للنشروالتوزيع،اإلردن،-وقضائيا

الوجيز يف حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،مكتبة دار الثقافة والنشر والتوزيع : غازي حسن صباريين -33 1994عمان

Page 206: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

206

ر التيبة، بريوت، الد ااألول، الطبعة دراسات و حبوث يف الفكر اإلسالمي املعاصر، دا: فتحي الدريين -34 .األوىل و املقاومة يف ضوء القانون الدويل العام، املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشـر باإلرها: كمال محاد -35

و التوزيع،دم ن، د ط، د ت ن 1999ياض، حممد فتحي عبد، وواقع اإلرهاب يف الوطن العريب، أكادميية نايف للعلوم األمنية، الر -36حممد بن عبد اهللا العمريي، موقف اإلسالم من اإلرهاب، جامعة نايف للعلوم األمنية، مركز الدراسات -37

،2004و البحوث، الرياض، الطبعة األوىل، القانون الدويل حلقوق اإلنسان ـ احلقوق احملمية ـ دار الثقافة للتوزيع و النشـر، : حممد خليل موسى-38

2007اين، الطبعة األوىل، عمان، اجلزء الثتعريف اإلرهاب الدويل بني االعتبارات السياسية و االعتبارات املوضوعية، : حممد عبد املطلب اخلشن -39

129،130، ص 2007دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، لدراسـات واقع اإلرهاب يف الوطن العريب، أكادميية نايف للعلـوم األمنيـة،مركز ا : حممد فتحي عبد -40

و البحوث الرياض،القانون الدويل حلقوق اإلنسان، املصادر ووسـائل الرقابـة، : حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى -41

،2005اجلزء األول، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الثاين، القانون الدويل حلقوق اإلنسان، احلقوق احملمية، اجلزء: حممد يوسف علوان، حممد خليل املوسى -42

2007دار الثقافة للنشر والتوزيع، الطبعة األوىل، حممد حمي الدين عوض، تعريف اإلرهاب، معهد الدراسات العليا،تشريعات مكافحـة اإلرهـاب يف -43

.54، ص 1999الوطن العريب، أكادميية نايف للعلوم األمنية،مركز الدراسات و البحوث،الرياض،

،1978اريخ النظم االجتماعية و القانونية، دار الفكر العريب، فلسفة و ت: حممود السقا -44اإلرهاب يف ضوء القانون الدويل، دار الكتب القانونيـة، دار شـتات : مسعد عبد الرمحن زيدان قاسم -45

،2007للنشر و الربجميات، مصر، ية و اإلرهابية، دار الكتب اعادة تأهيل نزالء املؤسسات العقابية يف القضايا اجلنائ: مصطفى حممد مرسي -46

2007القانونية، دار شتات للنشر و الربجميات، مصر، مشكلة املعيارية يف تعريف اإلرهاب الدويل، رسالة ماجسـتري،كلية احلقـوق، جامعـة : ميهوب يزيد -47

.2003/2004سطيف، اإلرهـاب يف تعريف اإلرهاب، الندوة العلمية اخلمسون حول تشريعات مكافحـة :حمي الدين عوض -48

1999الوطن العريب، أكادميية نايف للعلوم األمنية، الرياض،

Page 207: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

207

اإلرهاب الدويل، جوانبه القانونية و وسائل مكافحته يف القانون الدويل و الفقـه : منتصر سعيد محودة -49 .301-300، ص 2002اإلسالمي، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية،

1994ية يف عامل متغري، د م ن،د ب ن، الطبعة األوىل،املسؤولية الدول: نبيل بشري -50 ن، دون طبعة،.ت.ن، د.م.اإلرهاب صناعة غري إسالمية، دار البباوي للنشر، د: نبيل لوقا بباوي -51نعوم تشومسكي، تيم وايز، روبرت فيسك، نورمان فينكلشتاين، سانتياجو أبالريكـو، هـاواردزن، -52

-السياسة اخلارجية األمريكية و اسـرائيل –اإلرهاب حرب أمريكا على العامل العوملة و: دينيس كوتشينيتش 2003،اإلرهاب و الرد املناسب، مكتبة مدبويل، القاهرة، الطبعة األوىل،

، اإلشكاالت الفكرية و اإلستراتيجية، الدار العربيـة للعلـوم، 2001سبتمرب11عامل ما بعد : ولد أباه -53 مكتبة مدبويل، القاهرة

مكافحة اإلرهاب بني السياسة و القانون،املكتبة الوطنية اجلزائري، دار اخللدونية للنشر : وقاف العياشي -54 2006و التوزيع، اجلزائر،

1973السياسة اجلنائية، القاهرة، : يس السيد -55

املقاالت العلمية: ثانياجيابية لشبكة اإلنترنت، جملة الفكر الشـرطي، املنظومة األمنية و اآلثار السلبية و اإل: الشهاوي قدري -56

1998. إستراتيجية مكافحة اإلرهاب، دورية الفكر البشري، الد الثـامن، العـدد : عز الدين، أمحد حالل -57

.، نقال عن مستقبل اإلرهاب يف هذا القرن1999الثامن، جويلية الترحيـل االسـتثنائي، جملـة الرعـب اطلبوا الربنامج، بعض األفكار حول برنـامج : أالن بروسات -58

.2007و اإلرهاب، معتقلوا غوانتنامو بني القانون الدويل اإلنساين و منطق القوة، جملة احلقوق، جملـس : رشيد حممد العرتي -59

.2004النشر العلمي، العدد الرابع، ديسمرب تمرب و تأثريها علـى محايـة سب 11تداعيات احلرب على اإلرهاب بعد أحداث : بن صغري عبد العظيم -60

.2003احلقوق و احلريات، جملة احلقيقة، جامعة أدرا، العدد الثالث، ديسمرب ، العـدد "الة الدولية للصليب األمحر" األعمال اإلرهابية و القانون الدويل اإلنساين،: هانز بيتر جاسر -61

2002.

املذكرات و رسائل املاجستري: ثالثامفهوم اإلرهاب يف القانون الدويل، رسالة ماجستري، معهد احلقوق و العلوم اإلداريـة، :سليم قرحايل -62

.2001/2002جامعة اجلزائر،

Page 208: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

208

مشكلة املعيارية يف تعريف اإلرهاب الدويل، رسالة ماجستري، كلية احلقـوق، جامعـة : ميهوب يزيد -63 .2003/2004سطيف،

، رسالة 2001سبتمرب 11سلمة بالواليات املتحدة األمريكية بعد احلريات العامة لألقلية امل: ليتيم نادية -64 .2007/2008ماجستري، كلية احلقوق، جامعة عنابة،

مواقع اإلنترنت: رابعا

تعمان لدراسااإلرهاب يسيطر على العامل ـ دراسة سياسية علمية موضوعية، مركز :خالد عبيدات -65 . 2007حقوق اإلنسان،

فلسفة احلق يف املنظور اإلسالمي والوضعي ودور حقوق اإلنسان-قه اإلسالميأحباث يف الف -66 : اخللفية التارخيية حلقوق اإلنسان -72

htm-arb-il/libray/arb/docs/sif004-http://www.Khesset.gov اهللا الصرهيدي احلريب، حقيقة اإلرهاب، املفاهيم واجلذور مطيع اهللا بن دخيل -67

101k-www.alerhab.net/look/book/7.htm اإلرهاب السياسي -68

.doc-forum.jro7i.com/attachements/f2/422d1107712095 /24/02ريع دويل للقضاء على اإلرهاب،من أجل تش: زهري كاظم عبود -69

- 11september/23.htm-abumatar.com/boeken/boek-http://www.dr 

قانون حقوق اإلنسان يف الفكر الوضعي و الشريعة اإلسالمية: عبد الواحد حممد الفار -70الوطن العريب بني ثالثية اإلرهاب والقاعدة واألمركـة ،جملـة ديـوان العـرب : سيد سلطان حممد -71،22/01/2007

www.diwanalarab.com/spip.php?article7615 ورات يف جمال حقوق اإلنسان ، دور املط: 1999منظمة مراقبة حقوق اإلنسان ،التقرير السنوي لعام -72

⋅اتمع الدويل ،األمم املتحدة htm⋅org/arabic/reports/wr99/algeria ⋅hrw⋅http://www

إىل أكتوبر 1998الفترة من نوفمرب يتناول 2000منظمة مراقبة حقوق اإلنسان التقرير السنوي لعام -73

1999 HTML⋅INDEX/WR2K/ /REPORTE org/arabic/1000⋅hrw⋅www

13، 1975اإلرهاب و حقوق اإلنسان، احلوار املتمدن، العدد : سجر مهدي الياسري -74

/7/2007.?ald=10260 www.ahewar.org/debat/show.art.asp ---

Page 209: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

209

ه 08/01/1426اإلرهــاب أســبابه، آثــاره، الوقايــة منــه، : حيــىي بــن موســى الزهــراين -75..dochttp://www.saaid.net/Duat/yahia/41

.2251/04/2008، 14احلرية بني الشرق و الغرب،احلوار املتمدن،العدد:فهد راشدي املطوي -76?d=&nr=2251 http://www.ahewar.org/search/dsearch.asp

، كتـب و مقـاالت، العـدد "عكاظ"جملة اإلرهاب و اخلسائر اإلقتصادية، : عبد الوهاب الكاشف -77

2060 ،06/02/2007 ://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070206/Con2007020684996.htmhttp

اآلثار اإلقتصادية لإلرهاب الدويل مع التركيز : خالد عبد الرمحن مشعل، عبد اهللا بن سليمان الباحوث -78 .05،كلية الشريعة، جامعة اإلمام، ص 11/09/2001على أحداث

- http://alminbar.al-islam.com/images/books/177.doc التقرير النهائي للمقرر اخلاص املعين باإلرهاب و حقوق اإلنسان، السيدة كوفا كاليويب، قضايا حمددة يف -79

جمال حقوق اإلنسان، أولويات جديدة، السيما اإلرهاب و مكافحة اإلرهاب E /CN.4/SUB.2/2004/40(25/06/2004)

-نكث الوعود –حقوق اإلنسان : اململكة املتحدة -80 http//:www.amnesty.org

مقدمات و تطورات، التجديد العريب-1-رؤية عربية:اإلرهاب و حقوق اإلنسان: عبد احلسني شعبان -81،21 /04/2007.:www.arabrenwal.org/articles/3009 http//

موقع املعلومات التايل لإلطالع على كلمة األمني العام -82164.pdf. -resp-gov-g/news/dec/ho/:www.statewatch.or http//

قضايا و أحداث ، دميقراطيـة بلـري يف ظـل احلـرب علـى اإلرهـاب ، : هيومان رايتس وواتش -8306/09/2006

.جتاوز للحريات الفردية يف إطار احلرب األمريكية على اإلرهاب: سياسة التنصت: أحداث -84

1680.00.htmlworld.de/dw/article/0.2144.183-;www.du http//

2007سجل حقوق اإلنسان يف الواليات املتحدة األمريكية عام.: هيومان رايتس وواتش -85

احلرب على اإلرهاب، التغيريات السياسية األمريكية: -املوسوعة احلرة -ويكيبيديا -86

Page 210: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

210

.:www.wikipedia.org http//

اإلنسانجدلية األمن و اإلرهاب و حقوق -87.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=76615http://www

األمن االجتماعي، اإلرهاب و حقوق اإلنسان: فاكر حممد الغرايبية -88

تعزيز التعاون الدويل و املسـاعدة : جلنة منع اجلرمية و العدالة اجلنائية: الس االقتصادي و االجتماعي -89

روتوكوالت عاملية ذات الصلة باإلرهاب يف إطار أنشـطة مكتـب التقنية يف جمال الترويج لتنفيذ اتفاقيات و ب ، البند السابع2005ماي 27-23األمم املتحدة املعين باملخدرات و اجلرمية ، الدورة الرابعة عشر، فيينا،

2001سـبتمرب 02، اسـالم اون اليـن، ! سـبتمرب 11ضحية ...حقوق اإلنسان : عالء النادي -90

/12/article.shtml /2001 .net/arabic/politics:islamonline http//

سبتمرب، حتوالت الفكر و السياسة، السياسة الدولية، 11الواليات املتحدة األمريكية بعد : حممود محد -91 2002جانفي

/1/1/File3.html /asiyassa/ahram/2002 :www.siyassa.org.eg http//

. 2004يـات املتحـدة، منظمـة مراقبـة حقـوق اإلنسـان، مقاتلوا العدو احملتجـزون يف الوال -92:www.hrw.org/arabic/mena/wr2k4/abovelaw6.htm http//

التغيري يف إستراتيجية األمن القومي األمريكي، التقرير االستراتيجي العريب، القـاهرة، مركـز األهـرام -93

.للدراسات السياسية و اإلستراتيجيةg/acpss/ahram/2001/1/1/1/RARB35.HTM:wwwahram.org.e http//

التنصت و ضالل ووترجيت، الوطن، اململكة العربية السعودية -94

04/opinion/op_politics.htm -01-:www.alwatan.com.sa/daily/2006 http//

. 2004تقرير حول حقوق اإلنسان بالواليـات املتحـدة األمريكيـة، منظمـة العفـو الدوليـة، -95ara-summary-:web.amnesty.org/report2004/usa http//

Page 211: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

211

تقرير منظمة العفو الدولية حول عمليات االعتقال على خلفية احلرب على اإلرهـاب الـيت تشـنها -96 .13/05/2005يف AMR 2005/072/51الواليات املتحدة األمريكية، وثيقة للتداول العام

قـراءة يف ...سيناريوهات املوقف األمريكي: ورك و واشنطنتفجريات نيوي: حممد بن املختار الشنقيطي-97

.املدلوالت املستقبلية، العرب نيوز1- 2001/Mokhtar.htm-09-:www/alarabnews.com/alshaab/GIF/28 // http

2004مقاتلو العدو احملتجزون يف الواليات املتحدة، منظمة مراقبة حقوق اإلنسان، -98

األمن االجتماعي، اإلرهاب و حقوق اإلنسان: فاكر حممد الغرايبية -99

قوانني مكافحة اإلرهاب األمريكية،إجراءات مؤقتة أم انقالب على الدستور: إبراهيم علوش -100

أسري حرب أم مقاتل غري عسكري –املوسوعة احلرة –ويكيبيديا -101

ية و املواجهةالرؤ –آثار اإلرهاب على العوملة السياسية : سلطان أمحد الثقفي -102

.1995تقرير التنمية البشرية لعام -103

األجنبيةاملراجع باللغة - 2

الكتب : أوال

56104- Gérard Cahen-Jonathon : protéger les droits humains, outils et mécanisme s juridiques internationaux, Edition du Juris-classeur, 2003 105- Gilles le breton ; Libertés publiques et droits de l’homme, 6ème édition, 2003 106- Jasmine Gerges : « The human rights committee and counter-terrorism measures by states ا » :Abo Akademi University-Turku law school in the course of the « Spécialisation seeminar on human rights : the covenant on civil and political rights-trends and developments professor martin scheinin ;submited on the 09THof November 2004 107- EMMANUELLE BRIBOSIA ET LUDOVIC HENNEBEL : CLASSER LES DROITS DE L’HOMME ;BRUULANT ;BRUXELLES ;2004

Page 212: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

212

108- Independent expert on the protection of human rights and fundamental freedoms whil countering terrorisme. Protection of human rights and fundamental freedoms whil countering terrorism ESCOR(61SESS) UN DOC E/CN.4/2005/103.DR GOLDMAN was appointed under UNCH RRES 2004/87(2004)ESCOR (60 sess)UN DOC E/CN.4/RES/2004/84/87 109- Patrik wachsmann, les droits de l’homme, 3ème édition, paris, dalloz, 1977. 110- Encyclopedia britannica 2007 ultimate reference suite DVD :Chicago. 111- Cynthia vroom, lutte contre le terrorisme et protection des droits de fondamentaux, annuaire international de justice constitutionnelle, paris, economica ; 2003. 112- Glaude leclercq, libertés publiques, quatrième édition, paris, litec, 2000. 113- Michèle poulain : les attentas du 11 septembre et leurs suite ; quelques points de repère : Annuaire francais de droit de international : CNRS Edition : 2002. 114- Glaude albert, colliard, libertés publiques, cinquieme édition, France, Dalloze, 1975.

املقاالت العلمية – ثانيا

116- ABDLLAH BEN HAMOU :LE DROIT INTERNATIONAL ENTRE LUTTE CONTRE LE TERRORISME ET PROTECTION DES DROITS DE L4HOMME ; 2003ديسمبر ; العدد الثالث مجلة الحقيقة 117- HELENE TIGROUDJA : Quel(s)droit(s) applicable(s) à la guerre au terrorisme !,Annuaire de francais de droit international XL VIII2001 118- Hanspeter MOCK, Guerre contre le terrorisme et droits de l’homme, réflextions à propos de la fédération internationale des droits de l’homme intitulé : l’anti – terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme : les clés de la compatibilité, revue trimestrielle des droits de l’homme, 1èr janvier 2006, 17ème Année, N65, Bruxelles X. 119- Antoine Mekinda Beng, Les Droits universels et le developement durable ; l’oxymoron du droits international public dans le contexte de l’afrique, Revue trimestrielle des droits de l’homme, 16ème Année, 1èr juiller 2005, N63, BRUXELLES X.

مواقع اإلنترنت – ثالثا

120- Brian Walters Sc President, Liberty victoria: Terorism and Human Rights – Discussion paper, 22nd69/2005(pdf).

- 121-Les normes relatives aux droits de l’homme

www.ohchr.org/Documents/.../training5Add3fr.pdf

Page 213: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

213

122-UNITED NATIONS :ECONOMIC AND SOCIAL COMMISSION ON HUMAN RIGHTS : SUB-COMMISSION ON THE PROMOTION AND PROTECTION OF HUMAN RIGHTS –THIRD SESSION ITEM 6OF THE PROVISIONAL AGENDA : DISTR GENERAL E/CN .4 /SUB⋅2/2001 /31 :27JUNE 2001 ORIGINAL : ENGLISH :OTHER ISSUES :TERRORISM AND HUMAN RIGHTS PROGRESS REPORT PREPARED BY MS ⋅KALLOPI K⋅KOUFA ,SPECIAL RAPPORTEUR GE⋅01- 121- www.unescap.org

www.elaph.com/ElaphWriter/2005/2/43293.htm -241

125- l′impact économique du terrorisme http://www.iew.uzh.ch/chairs/frey/formerembers/luechinger/publications/DVW_LVE_fr.pdf 126- House of lords , house of commons : joint committee on human rights , counter terrorism, policy and human rights :terrorism bill and related matters ⋅third report of session 2005 06

http://www.publications.parliament.uk/pa/jt200506/jtselect/jtrights/75/75i.pdf /pdf⋅org/IMG/pdf/joint committee report 6F DBD⋅icj⋅http://www -127

128- Article paru dans « The Canadian Yearbook of international law », vol,39,2001 La guerre contre le terrorisme, le droit international humanitaire et le statut de prisonnier de guerre MAROCO SASSOLL

:www.crimeshumanité.be/data/documents/sassoli.terrorisme.2001.fre.pdf http// 129- Rapport d’analyse l’anti-terrorisme à l’épreuve des droits de l’homme : les clés de la compatibilité http // :www.libertysecurity.org/IMG/pdf_FIDH_rapport_antiterro.pdf

/ 130- Terrorism and human rights – Discussion paper 22ndSeptember 2005 Brian Walters SC president, liberty Victoria http//:www.bobbrown.org.au/files/campaigns/extras/terrorismHumanRights220905. pdf

131- Elkhadir Mahmoud : l e terrorisme,les causes et les reméde, Mémoire pour l’obtention du licence, Université mohamadi, faculté des sciences juridiques – droit public-, relations internationales,2004-2005.

.html :www.mémoireonline.com/recherche http// 132- Sydney Adoua :la lutte contre le terrorisme et le respect des droits des droits de l’homme : Université d’Oréans.

homme.html-l-de-droits-contre-:www.mémoireonline.free.fr/02/07/368/lutte http//

Page 214: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

214

/: human right and terrorism: speech by : London Royal United services Institute-133lord chancellor and securettate of state for constitutional affairs: lord falconer of throton:14/02/2007.

134- In the name of counter terrorism: human rights abuses worldwide http//:www.hrw.org/un/chr59-counter-terrorism-bck4-himl

/135- LA GUERRE CONTRE LE TERRORISME SAPE LES DROITS DE

L’HOMME ; SELON DES http://www.spyworldactu.com/IMG/article_PDF/article_5810.pdf

ONG.PDF 126- 136-LA GUERRE CONTRE LE TERRORISME SAPE LES DROITS DE

L’HOMME ; SELON DES ONG.PDF2006 /.http://www.un.org/depts/dhl/resources/terrorism/elinks.htm

instru11f.pdfhttp://www.fidh.org/IMG/pdf/terro-137

138- house of lords, house of Commons ;joint commitee on human rights,counter terrorism,policy and human rights : terrorism bill and related matters. Third Report of Session 2005 06 http://www.publications.parliament.uk/pa/jt200506/jtselect/jtrights/75/75i.pdf

139- Human Rhits and terrorism http://www.unhchr.ch/terrorism/index.html

140-Repport of the secretary general. Uniting Against terrorism: Recommendation

for a global counter terrorism strategy. UN DOC A/60/825(2006);para-para5sess also V1 of the report.

/141- The promotion and protection of human rights while countering terrorism.

Chapiter 07 http://www.ohchr.org/Documents/Publications/Factsheet32EN.pdf

/142- 2005warld summit out come ;GA Res 60/1,UNGAOA ?69th sess,8th phen MTg

UN DOC A/RES/60/1^(2005)PARA 85.

143- Guidelines on human rights and the fight against terrorism, adopted by the commit y of ministres on 11 jully 2002 at the 804th meeting of the ministres deputies,directorate General of human rights, December 2002.

inf(2002)8eng.pdf-www.coe.int/T/E/Human_rights/h

144-AMNESTY INTERNATIONAL, quaker United nation office, déclaration conjointe sur la nécessité d’un mécanisme international de control de la compatibilité, des mesures de lutte contre le terrorisme avec les droits de l’homme

145- WILSON JOHN and P.V. RAMANA: Terrorism and human rights, Februrry

unter_terrorism/index.html2007http://www.hreoc.gov.au/Human_Rights/co

Page 215: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

215

146- Béchir ChourtouM assurer la Securiité Humaine pour combater toutes forms de terrorism, pp 75-88, revue d’études et critique social NAGD: TERRORISME, ETATS –SOCETES, 2007

147- Bernard Dorin : les suite des attentats du 11 Septembre 2001 , Diploweb, 20 Février 2002

www.diploweb.com/p5dori2.htm: http// 148- Presumption of guilt : human rights abuses post –September 11detainees, human rights watch. http//:www.hrw.org/reports/2002/us911/USA0802.pdf

149- Joel Andriantsimbazovina et Hélene Gaudin et Jean et pierre Marguenaud et stéphane Rials et Frédéric Sudre :le droit à la vie, une valeur fondatrice des sociétés démocratiques ; ouvrage publié avecle concour du centre national du livre ; presses universitaires de France ; dictinnaire des droits de l’homme

.hrw.org/arabic/mena/wr2k4/abovelaw6.htm http//www 150- Charle Doyle : The USA patriot Act : Legal Analysis; Storming Media, April 15, 2002 http//:www.stormingmedia.us/98/9837/A983764.html 151- Nancy chang : The USA patriot Act : What’s So Patriotic About Trampling On The Bill Of Rights? Center for constitutional rights,November 2001. http//:www.ccrny.org/v2/reports/docs/USA_PATRIOT_ACT.pdf

152- AMNESTY INTERNATIONAL, quaker United nation office, déclaration conjointe sur la nécessité d’un mécanisme international de control de la compatibilité, des mesures de lutte contre le terrorisme avec les droits de l’homme. 153-Conventions de l’ONU pour la répression des actes de terrorisme http://www.un.org/french/terrorism/conventions.htm 154- COMMISSION DES DROITS DE L'HOMME Résolution 2001/18 – Terrorisme et droits de l’homme 16.08.2001 " Terrorisme et droits de l'homme Rapport préliminaire établi par Mme. Kalliopi K. Koufa, Rapporteuse Spéciale. 27.06.2001 http://www.un.org/french/terrorism/ecosoc.htm

Page 216: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

216

رقم الصفحة الموضوع

01 مقدمـــــــة12 اإلطـــار املفـاهيـمي: الفصـــل األول

12 وتطوره أشكالهومفهوم اإلرهاب : ألولاملبحث ا 13 مفهوم اإلرهاب: املطلب األول 13 إشكالية تعريف مصطلح اإلرهاب: الفرع األول 14 تعريف اإلرهاب: الفرع الثاين

27 أشكال اإلرهاب ودوافعه وخصائصه املميزة: الفرع الثالث 35 رخيي لظاهرة اإلرهابالتطور التا: املطلب الثاين 35 اإلرهاب يف العصور القدمية: الفرع األول 36 اإلرهاب يف العصور الوسطى: الفرع الثاين

37 اإلرهاب يف العصر احلديث: الفرع الثالث

40 مفهوم حقوق اإلنسان وتطورها التارخيي: املبحث الثاين 40 نسانمفهوم حقوق اإل: املطلب األول 41 تعريف حقوق اإلنسان: الفرع األول

42 خصائص حقوق اإلنسان: الفرع الثاين

44 :تقسيمات حقوق اإلنسان: الفرع الثالث

47 التطـور التـارخيي حلقـوق اإلنسان: املطلب الثاين 47 .لنهضةالعصــور الوسطـى و عصر ايف حقــوق اإلنسان : الفرع األول

50 العصر احلديث حقــوق اإلنسان يف: الفرع الثاين

53 ظهور مفهوم التمكني حلقوق اإلنسان: الفرع الثالث

Page 217: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

217

56 تهحقوق اإلنسان بني اإلرهاب وجماهبحدود :الفصل الثاين

56 آثار اإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسان:املبحث األول 57 ثار اإلرهاب على التمكني للحقوق املدنية و السياسيةآ: املطلب األول

59 انتهاك اإلرهاب للحق يف احلياة: الفرع األول

62 انتهاك اإلرهاب للحق يف األمن: الفرع الثاين

64 انتهاك اإلرهاب للحق يف احلرية:الفرع الثالث

66 لحقوق االقتصادية آثار اإلرهاب على التمكني ل: املطلب الثاين .و االجتماعية و الثقافية

.67 انتهاك اإلرهاب للحق يف العمل: الفرع األول

.68 أثر اإلرهاب على االستثمار و الـتأمني: الفرع الثاين

69 .أثر اإلرهاب على قطاع السياحة: الفرع الثالث

ريها املبحث الثاين احلرب على اإلرهاب و تأث. 71 .على التمكني حلقوق اإلنسان

71 مفهوم احلرب على اإلرهاب و نتائجها القانونية: املطلب األول 72 موقف القانون الدويل اإلنساين من اإلرهاب: الفرع األول

75 التكييف القانوين للحرب على اإلرهاب و القانون الواجب التطبيق: الفرع الثاين

84 أساس التزام الدول مبكافحة اإلرهاب: الثايناملطلب 84 األساس القانوين اللتزام الدول مبكافحة اإلرهاب: الفرع األول

85 .األساس النظري اللتزام الدول مبكافحة اإلرهاب: الفرع الثاين

90 تأثري مكافحة اإلرهاب على التمكني حلقوق اإلنسان: املطلب الثالث 93 تطبيق نظام اإلعفاءات من بعض احلقوق يف سياق مكافحة اإلرهاب: فرع األولال

107 دراسة تأثري مكافحة اإلرهاب على بعض حقوق اإلنسان: الفرع الثاين

Page 218: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

218

حتقيق التوفيق بني محاية األمن الوطين إستراتيجية: الفصل الثالث

120 نسانقوق اإلحل التمكنييف مواجهة اإلرهاب و بني 120 مقتضيات املوازنة بني األمن و احلرية: املبحث األول

121 تقييم جتارب بعض الدول يف جمال مكافحة اإلرهاب: املطلب األول

و مدى تأثريها على التمكني حلقوق اإلنسان

123 التجربة اإلجنليزية يف مكافحة اإلرهاب: الفرع األول

 139 التجربة األمريكية يف مكافحة اإلرهاب: ع الثاينالفر

155  .التجربة اجلزائرية يف مكافحة اإلرهاب: الفرع الثالث

162 قيمة حقوق اإلنسان يف سياق جماهبة اإلرهاب : املطلب الثاين

املرجعية القانونية حلل مشكلة التوازن العادل بني: الفرع األول

164 أمن الدولة و اتمع و أمن حقوق اإلنسان

املبادئ التوجيهية املفروضة من دولة احلق و القانون : الفرع الثاين

167 لتحقيق التوازن بني محاية حقوق اإلنسان و محاية األمن الوطين

استراتيجيات التوصل إىل جماهبة فعالة لإلرهاب: املبحث الثاين

174 .الكافية حلماية و تعزيز حقوق اإلنسانمع الضمانات

174 إستراتيجية الوقاية من اإلرهاب: املطلب األول

177 .ضمان األمن اإلنساين من أجل الوقاية من مجيع أشكال اإلرهاب: الفرع األول

179  . إلرهابالعمل االجتماعي و التنمية املستدامة جوهر الوقاية من ا: الفرع الثاين

و محاية حقوق اإلنسان

181 إستراتيجية مكافحة األعمال اإلرهابية: املطلب الثاين

182 اإلستراتيجية الوطنية ملكافحة اإلرهاب : الفرع األول

184 اب اإلستراتيجية الدولية ملكافحة اإلره: الفرع الثاين

189 ـــــامتةخـــــ

195قائمة املراجع

Page 219: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

219

208فهرس املوضوعات

Page 220: these fin d'étude · 3 ﺮﻳﺪﻘﺗ و ﺮﻜﺷ ﺺﻟﺎﺨﺑ و نﺎﻓﺮﻌﻟا و ﺮﻳﺪﻘﺘﻟا و ﺮﻜﺸﻟا ﻞﻳﺰﺠﺑ مﺪﻘﺗأ ،مﻼﻜﻟا

220

اإلرهاب و حدود التمكني حلقوق اإلنسان

تعترب كل من قضي حقوق اإلنسان و اإلرهاب من أهم القضايا الوطنية و الدولية اليت نالتيهما و تنوعت الدراسات بشأهنما على عل ا يف الوقت الراهن، حيث القي الضوءرياهتماما كب

يدا حقيقيا ألمن اجلماعة الدولية و اعتبار أن اإلرهاب أصبح يشكل يف السنوات األخرية دالداخلية، و حتدبا دائما الستقرار الدول و إهدارا لكل حقوق اإلنسان، هذه األخرية الين متثل

.النواة احلقيقية و الدعامة الرئيسية و القيمة العلبا يف أي جمتمع آمن و دميقراطياهبته و التمكني حلقوق رهاب و جمالعالقة الثالثية بني اإلواقع تسلط هذه الدراسة الضوء على

اإلنسان، حيث تثري موضوع التأثري املزدوج لإلرهاب على موضوع التمكني النصي و الفعلي اهبة هذه الظاهرة و بني محايـة جمحلقوق اإلنسان، خاصة بعد تصاعد حدة الصدام بني أساليب

كني حلقوق اإلنسان، لذلك األمر الذي أدى إىل تضييق دائرة اإلنتفاع و التم حقوق اإلنسان،مكني للحق، و وضع إستراتيجية و الت ق األمند من وضع نقطة التوازن العادل بني حتقيكان الب

فعالة و فعلية للتوفيق بني ضرورات حتقيق األمن الوطين يف مواجهة اخلطر اإلرهـايب، و بـني .مقتضيات محاية حقوق اإلنسان

Le terrorisme et ses répercutions sur l'accès aux droits de l’homme

Chacune des questions des droits l’Homme et du terrorisme est considérée parmi les issues nationales et internationales auxquelles un intérêt particulier est accordé actuellement

Ces deux phénomènes font l'objet de plusieurs études sachant que le terrorisme est devenu durant les dernières années une véritable menace contre la sécurité de la communauté internationale et intérieure et un challenge continuel vis-à-vis de la stabilité des pays vu qu’il bafoue tous les droits de l’Homme. Ces derniers constituent le noyau dur, la pierre de base et les valeurs supérieures dans toute société jouissant de la sécurité et de la démocratie…

Cette étude met l'accent sur la réalité tridimensionnelle liant le terrorisme la lutte contre ce dernier et l'accès aux droits de l’Homme. Elle invoque le sujet du double effet du terrorisme en matière d'accès théorique est effectif aux droits de l'Homme notamment après l'apparition d'une pluralité de moyens de lutte contre ce phénomène chose qui a limité l'accès aux droits de l’Homme, il fallait donc atteindre le juste équilibre entre la sécurité et la protection des droits de l’Homme, ainsi que la mise au point d'une stratégie efficace est effective afin de concilier les nécessités garantissant la sécurité nationale contre les dangers terroristes et les exigences de protection des droits de l'Homme.