uluslararasi kİŞİlİk ve karakter İnŞÂsinda dİnİn yerİ...

33
ORDU ÜNİVERSİTESİ İLAHİYAT FAKÜLTESİ ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ SEMPOZYUMU 10-12 HAZİRAN 2016, ORDU -I- EDİTÖRLER Yavuz Ünal Şevket Pekdemir Yusuf Bahri Gündoğdu Orhan İyibilgin Sait Kar

Upload: others

Post on 07-Jun-2020

21 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

ORDU ÜNİVERSİTESİ

İLAHİYAT FAKÜLTESİ

ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

SEMPOZYUMU

10-12 HAZİRAN 2016, ORDU

-I-

EDİTÖRLERYavuz Ünal

Şevket PekdemirYusuf Bahri Gündoğdu

Orhan İyibilginSait Kar

Page 2: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

117

موقع الدين في شخصية اإلنسان -تربية الشخصية في ضوء القرآن الكريم- حممد جنم احلق الندوي(*)١

ملخص

احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني وعلى آله وصحبه أمجعني وبعد:-

ا أخفقت يف معاجلة النواحي الروحية والوجدانية فمن اهتمام الرتبية احلديثة على تربية الشخصية املتكاملة أإلنسانية يف منزلقات املادية احملضة اليت تفقد اإلنسان إنسانيته, وتنحرف به عن أهدافه لإلنسان, مما دفع اليت خلق من أجلها, وعن املسرية اليت رمسها هللا له, فجاء هذا البحث املتواضع الستطالع منهج القرآن الكرمي يف تربية اإلنسان وبناء شخصيته, مستعرض املرتكزات الرتبوية ومعايري العمل الرتبوي وطرقه يف ضوء دراسة النصوص القرآنية بشكل خاص, وأظهر البحث جمموعة مرتكزات للبيئة تقوم على مصداقية املعرفة لعقل واالختيار, ومسئوليته أمام اخلالق واالنقياد والتسليم له القرآنية, ووحدانية اخلالق, ومتيز اإلنسان لعبادة واحلاكمية, وإعمار األرض. وقد ركز القرآن الكرمي يف منهجه الرتبوي على جمموعة من القيم املثلى ألسباب واحملبة والقوة والتقوى مراعيا متطلبات فرديته واجتماعيته, مستخدما كاخلريية والتوازن والعمل يف تربيته أساليب ال حصر هلا, أمهها تنوع اخلطاب, واستغالل احلدث, وأحداث اليوم اآلخر, والقدوة احلسنة, واملواعظ والعرب, والتعزير والعقاب, والقصة والعادة. وخلص البحث إىل أن الرتبية القرآنية تقوم هلل واليوم اآلخر نقطة االرتكاز ت احمليطة به, وجتعل من اإلميان ملكو على تعريف اإلنسان بنفسه, و

يف التعامل مع كل كل شيء.

Abstract

Although modern educat on stresses the mportance of bu ld ng an ntegrated personal ty, t falls short n deal ng w th man>s sp r tual and emot onal be ng. Man s thus consumed w th absolute mater al sm, wh ch has caused h m to lose h s human ty and dev ate from the goals for wh ch God has planned for h m. Am d th s somewhat d smal outlook, the present study

العاملية اإلسالمية جلامعة العربية اللغة معهد ومدير اإلسالمية والدراسات احلديث علوم قسم ورئيس األستاذ (*)

شيتاغونغ, بنغالديش. 01819336118-E-mail: [email protected]/Mobile:0088

Page 3: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

118

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

attempts to nvest gate the method of the Holy Quran n bu ld ng up the nd v dual and h s personal ty. Th s s done through rev ew ng the educat onal bases and cr ter a used n study ng Quran c texts systemat cally. The study spec f es a number of fundamentals for the educat -onal env ronment such as, present ng Quran c knowledge, stress ng the oneness of ex stence and the creator, establ sh ng the un queness of man n reason, and urg ng the nd v dual to be respons ble before God n worsh p. The study also po nts out how the Holy Quran emphas zes a number of supreme values such as goodness, balance, endeavor, love, strength and p ety, tak ng nto account both man>s nd v dual ty and soc ab l ty. In so do ng, the Holy Quran urges the use of a w de var ety of means, the most mportant of wh ch are the d vers f cat on of d scourse, the attr butes of God, remember ng the day of judgment, sett ng a good examp-le, preach ng, support and pun shment. The paper concludes that Quran c educat on s based upon dent fy ng man of h mself and of the const tuents around h m and argues that the bel ef n God and the day of judgment are the bas s for deal ng w th all th ngs.

أمهية الدراسة ومشكلتها:

ترجع كلمة الرتبية يف أصلها اللغوي إىل الفعل ر يربو أي زاد ومنا٢ ويف القرآن الكرمي {وترى األرض هامدة فإذا أنزلنا عليها املاء اهتزت وربت} {قل أمل نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنني }،{وقل رب أرمحهما كما ربياين صغري ا }.وترجع أيضا إىل ريب يرىب على وزن خفي خيفى ومعناها نشأ وترعرع. كما ترجع إىل رب يرب على وزن مد ميد مبعىن أصلحه وتوىل أمره وساسه وقام أي أصلحته ومتنته لذلك اختذ علماء املسلمني األوائل من هذه عليه ورعاه، ورببت األمر أربه ر وراألصول تعريفا للرتبية، فاإلمام البيضاوي يرى أن الرب يف األصل مبعىن الرتبية وهي تبليغ الشيء إىل كماله شيئا فشيئا مث وصف به هللا تعاىل للمبالغة. أما األصفهاين فريى أن الرب يف أصل الرتبية هو إنشاء الشيء حاال فحاال إىل حد التمام٣. أما علماء الرتبية احملدثون فريون أن الرتبية هي تلك العملية اليت ا املختلفة، مستوى الوعي واإلدراك املعريف، عن طريقها يتم تنمية جوانب الشخصية اإلنسانية يف مستوواملستوى العاطفي والوجداين والذي يشتمل على امليول واالجتاهات والقيم، واملستوى احلركي والنزوع

لدرجة األوىل على حركة البدن٤. ملهارات العملية املختلفة واليت تعتمد واملهارة، والذي يتصل

الضافة إىل أنه يتعني عليه أن ومييل اإلنسان بفطرته إىل تنظيم عناصر السلوك تنظيما حمكما للكائن الفيزيقي البقاء على (احملافظة الفرد مستوى على األساسية الوجود مشكالت إىل يتصدى

) راجع ما جاء من املعجم الوسيط، ج1، ط3، ص333، ولسان العرب البن منظور, اجمللد الرابع عشر، ص304 2.-305

2) عبد الرمحن النحالوي, أصول الرتبية اإلسالمية، دار الفكر، دمشق, 1979م,ص:13-12 . 33) سعيد إمساعيل علي, فلسفات تربوية، عامل املعرفة، الكويت, 1995م, ص:18. 4

Page 4: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

119

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

االساسية املشكالت من جمموعة تواجه ا فأ اجلماعات مستوى وعلى أواملستقل) املنعزل العضوي حلياة االجتماعية اليت ال تقل أمهية عن ذلك٥. اخلاصة

ن تصحيح وإذا كنا نؤمن أن احنراف السلوك إمنا هو نتيجة الحنراف يف الفكر فاننا ال نؤمن الفكر يؤدي حتما إىل تصحيح السلوك، فكثري من الناس يعون قيمة الوقت ومع ذلك تراهم يتخلفون بني حسن الفهم وسواء السلوك وإمنا األمر أمر احتمال عن املواعيد ويتأخرون، أننا ال نرى تالزما ضرورفهناك بعض غري قليل يصححون سلوكهم عندما يدركون احلقيقة. أن مهمة املريب هي تعبئة األجواء اليت لكنه ال حيمل الناس على ذلك٦ ومع ذلك فان النفس البشرية حتتاج تعني على أن يكون السلوك سوإىل دوام الرتبية و استمرارية التوجيه فهي ليست آله وليست حالة منتهيه ولكنها دائمة التقلب متعددة

املطالب متعددة االجتاهات، فهي حباجة إىل تربية وتوجيه مستمران٧.

أنفسهم وفهم العامل فهم على املتعلمني مساعدة هو تربية أي الرتبية عملية مهام أبرز من إن دة مضطردة لقدرات املتعلمني على إدراك العالقات بني األشياء وتنمية فهم أعمق وذي معىن لذلك وزتنمية مضمار يف أنفسهم عن التعبري على قدرة أكثر يصبحوا وأن جديد تكامل وإجياد واألحداث اية املطاف،فالرتبية هي إعداد م إىل مهارات تفكري عليا ويف م االبتكارية اإلبداعية فرتتقي قدرا

للمتعلمني للحياة وإعمار الكون والعمل املنتج٨.

أن الرتبية حبكم طبيعتها إذ تتجه إىل إجراءات عملية وتطورات تنفيذيه فان ذلك ال بد أن يستند كانت التسمية، فهي كلها تعرب إىل وجهة نظر وإىل فكرة وإىل فلسفة وإىل ايدلوجيا وإىل إطار فكري أعن حالة ضرورة تكمن يف طريقة فكرية أن صح هذا التعبري، بناء عليها جيول املريب يف دنيا السلوك مواهبه وتنمية ورعايتها اإلنسان فطرة على احملافظة على تعمل هادفه تربية إىل حباجة أننا البشرية.٩ ا ووفق خطة واستعداداته كلها وتوجيه هذه الفطرة وهذه املواهب كلها حنو صالحها وكماهلا الالئق ملرتيب من طور إىل طور ومن حال إىل حال ومن مرحلة إىل أخرى١٠. ليست متدرجه شيئا فشيئا تنتقل

ص: القاهرة, 1979م, للتوزيع، الكتاب دار ط2، االجتماع، علم يف معاصرة قراءات شكري, علي حممد ( 5.187

) سعيد إمساعيل علي, فلسفات تربوية، املرجع السابق, ص:16. 6) حممد قطب, مناهج الرتبية اإلسالمية، دار الشروق، بريوت, 1981م, ص:54. 7

) حممد فاضل اجلمايل, حنو تربية مؤمنة، الشركة التونسية للتوزيع، تونس, 1977م, ص:10-7. 8) سعيد إمساعيل علي, فلسفات تربوية، املرجع السابق, ص:24. 9

) عبد الرمحن النحالوي, أصول الرتبية اإلسالمية، املرجع السابق,,ص:13. 10

Page 5: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

120

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

لدرجة األوىل عملية تنمية بشرية وكيف ميكن لنا أن العملية الرتبوية جمرد تعليم معلومات وإمنا هي أوال ونطمئن إىل تنمية بشريه سليمة إذا افتقد (الشراع) املوجه؟ إذا افتقد بنية متماسكة من القيم السويه١١. لرغم من كثرة التعريفات للشخصية إال أنه أن تنمية الشخصية اإلنسانية هدف من أهداف الرتبية ووالعادات والقيم واملعتقدات واالجتاهات السلوك لنماذج نسبيا منظم عام أسلوب ا القول ميكن والتغريات لشخص معني وهذا األسلوب العام هو حمصلة خربات الشخص يف بئية ثقافية معينه وتتشكل من خالل التفاعل أفكار وأهداف وقيم، فالشخص يشارك اآلخرين يف بعض خصائصه االجتماعية

إلضافة إىل انفراده خبصائص غريبه عنهم١٢.

منظومية مشولية تربية توفر يف تكمن عصر ويف كل العصر هذا يف امللحة اإلنسان حاجة إن تربط بني اإلميان واألخالق والعلم الصحيح والعمل الصاحل. وأن هذه العناصر األربعة للرتبية ينبغي أن ا من شرور تصبح متالزمه متماسكة إذا شئنا سعادة البشر كأفراد ومجاعات وجناح اإلنسانية مما حييط وأخطار. أن معضم النظم الرتبوية السائدة يف العامل اليوم ومنها نظم التعليم يف العامل العريب واإلسالم . فاختلت الرتبية واعتلت وأصبحت تشكل ملها أحيا ألخالق أن مل نقل إلميان و ترتاخى يف العنايه

خطرا على أمهية الدين واألخالق الفاضلة يف حياة اإلنسان املعاصر١٣.

إن حماوالت جتديد الفكر اإلسالمي يف العصور احلديثة مل تصل إىل غايتها ومل تستطع أن تصل حاضر املسلمني املتخلف املؤسف مباضيها التليد الزاهر فقد خيم على العامل اإلسالمي فرتة ركود ثقايف خلف وراءه أوضاعا عربية سيئه. إن الصلة ما بني الرتبية والتعليم يف اإلسالم وما بني اإلسالم ذاته عقيدة ما يسريان يف خطني متوازيني من حيث الغاية واألهداف ومن وشريعة ونظام حياة وثيقة جدا، بل لكأحيث معامل الطريق اليت ترمسها الشريعة لعباد هللا املتقني الذين يتخذون من العلم واهلداية ومن التأدب واألخالق زادا للطريق ونورا للمسرية {وتزودوا فإن خري الزاد التقوى *واتقون أويل األلباب}. (البقرة: ١٩٧)، فالدين اإلسالمي يدعو إىل اإلميان والتقوى والرتبية اإلسالمية تنمي التقوى،والتقوى تزيد من العلم {فاتقوا هللا ما استطعتم} (التغابن١٦)وقال تعاىل {واتقوا هللا ويعلمكم هللا} (البقرة: ٢٨٢).إن القرآن الكرمي هو الذي قام فعال بدور الرتبية وله يف ذلك منهج فريد يريب اإلنسان الفطرة

السليمة والقلب الذكي والعقل الواعي والقدوة احلسنة.١٤

) سعيد إمساعيل علي, فلسفات تربوية، املرجع السابق, ص:34. 11) هادي نعمان اهليثي , ثقافة الطفل، عامل املعرفة، الكويت, 1988م, ص:37. 12

) حممد فاضل اجلمايل, حنو تربية مؤمنة، املرجع السابق, ص:5. 13) املرجع السابق, ص:9. 14

Page 6: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

121

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

إجهادا نفسها أجهدت واحدة ساق على تقف إمنا حديثا ظهرت اليت االجتماعية العلوم إن شديدا يف دراسة ما هو مادي بدين يف اإلنسان وأغفلت أو جتاهلت اجلانب الروحي غري املادي الذي ا قد ضلت فأضلت أجياال لغيب أال وهو الوحي فإ ينتمي إىل عامل الغيب،فلما أمهلت مصدر املعرفة

متعاقبة من البشر ممن أحسنوا الظن بتلك العلوم١٥.

إن القرآن يف صياغته للنظرية الرتبوية لإلنسان يعمل على جعله مرهف احلس موصوال بربه،كأمنا يرى يد هللا تسقط الغيث وتنبت الزرع وتبعث احلياة يف موات األرض وينبض قلبه مع كل ظاهرة من ظواهر الكون ويتجاوب حسه مع تسبيح الوجود وحبمد هللا وقدرته١٦. قال تعاىل{حنن خلقناكم فلوال تصدقون، أفرأيتم ما متنون أأنتم ختلقونه أم حنن اخلالقون حنن قدر بيمكم املوت وما حنن مبسبوقني * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما ال تعلمون، ولقد علمتم النشأة األوىل فلوال تذكرون أفرأيتم ما حترثون أأنتم تزرعونه أم حنن الزارعون لو نشاء جلعلناه حطاما فظلتم تفكهون * إ ملغرمون بل حنن حمرومون * أفرأيتم املاء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من املزن أم حنن املنزلون * لو نشاء ا أم حنن املنشئون * جعلناه أجاجا فلوال تشكرون * أفرأيتم النار اليت تورون * أأنتم أنشأمت شجرسم ربك العظيم} (الواقعة: ٥٧-٧٤).كان القرآن حنن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين * فسبح ريخ الفكر اإلنساين، ونقلة هائلة للعقل والتفكري، وثورة عنيفة على الكرمي وال يزال فتحا جديدا يف الغفلة واجلمود والتقليد. وعلى ضوء هذا املنهج ونتيجة هلذه الرتبية سارت احلضارة اإلسالمية على أساس إلميان واخللق القومي لكون واحلياة، مرتبطة فكري سليم، وكانت علومها ومعارفها على صلة وثيقة

فجاءت نتائجها عملية دفع للحياة اىل التقدم،والبشرية حنو املعرفة١٧.

فالقرآن منهج حياة متكامل تنبثق أخالقه وعباداته وشرائعه من عقيدته فهي األصل وما عداها ا من قيم وما عداها من موازين وما فروع ومن مث جعلها ميزا ألفكار الناس وقيم احلياة، ووضع ما دوقام على غري أساسها من األفكار١٨. إن القرآن الكرمي وهو يعرض األفكار واملفاهيم واألوامر والنواهي جاء بل رابطة تربطها ال متفرقة مشتتة يعرضها مل الواقع وإخبار الغيب وإخبار والرتهيب والرتغيب

ته. مضمونه الرتبوي وحدة واحدة ومنهجا مرتابطا شامال واضح املعامل ميكن استقراؤه من خالل آ

،(80) العدد ـ املعاصر املسلم جملة االجتماعية، للعلوم اإلسالمي التوجيه منهج رجب, الرمحن عبد إبراهيم ( 15السنة(20)، دملون للنشر, قربص, 1996م, ص:40.

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، مؤسسة الرسالة، بريوت, 1994م, ص:109. 16) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:109. 17) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:316. 18

Page 7: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

122

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

أوال: املرتكزات الرتبوية األساسية اليت أكد عليها القرآن الكرمي:

إن الباحث يف القرآن الكرمي الذي حياول استطالع املفاهيم اليت تشكل مرتكزات أساسية لعملية حوضه يرد ينضب ال نبع فهو وعدها حصرها يصعب املفاهيم هذه من هائال سيواجه كما الرتبية الواردون يغرتفون من معينه ويسطرون مبداده ما شاء هلم أن يسطروا. إن هذه الدراسة هي حماولة متواضعة استجلت ما قدر هلا فوفقت بتوفيق هللا على ما تيسر هلا من مفاهيم تنطوي يف مظلة منهجية القرآن

الكرمي يف تربية اإلنسان وفيما يلي عرض ألهم املرتكزات الرتبوية كما جاءت يف القرآن الكرمي.

١- مكانة القرآن الكرمي:القرآن الكرمي اسم يطلق على الكتاب املنزل من عند هللا على سيد حممد صلى هللا عليه وسلم بواسطة الوحي، وقد جاء يف القرآن الكرمي نصوص كثرية تعرف به وبصفاته مثل قوله تعاىل {إ حنن نزلنا عليك القرآن تنزيال} (اإلنسان: ٢٣)، وقوله تعاىل {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم} (النمل: ٦)، وقوله تعاىل {ولقد صرفنا للناس يف هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} (الزمر: ٢٧)، وقوله تعاىل { ق والقرآن اجمليد} (ق١:)، وقوله تعاىل {إن هذا القرآن يهدي لليت هي أقوم وبشر املؤمنني} (اإلسراء٩:)، وقوله تعاىل {إنه لقرآن كرمي يف كتاب مكنون} (الواقعة: ٧٧)، وقوله تعاىل {ولقد يسر القرآن للذكر فهل من مدكر} (القمر١٧:)، وقوله تعاىل {ولو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا} (احلشر٢١:)، وقوله تعاىل{وقرآ فرقناه لتقرأه على الناس على

مكث} (اإلسراء١٠٦:).

ذا اخلصوص تبني منزلة القرآن الكرمي العظيمة ودوره ت وغريها مما حفل به القرآن هذه اآلالفاعل يف تربية اإلنسان، وقد حث القرآن الكرمي البشرية على تدبره وفهمه واالتعاظ مبا جاء فيه قال اختالفا كثريا} (النساء٨٢:). فيه لوجدوا هللا غري عند من ولو كان القرآن يتدبرون تعاىل{أفال م مقفلة فقال تعاىل {أفال يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفاهلا} ن قلو ووصف الذين ال يتدبرونه (حممد٢٤:). فتدبر القرآن الكرمي حيتاج إىل االنفتاح والتفاعل والتوجه املنظومي ملا جاء فيه فالقرآن لنسبة للعرب وصرف فيه من األخبار واألمثال للغة العربية املفهومة ميسر للتدبر والفهم فقد نزل عربيا والوعد والوعيد ما أحاط بكل شيء ويكفي لتعليم اإلنسان وتربيته قال تعاىل {إ جعلناه قرآلعلكم تعقلون} (الزخرف٣٠:). وقال أيضا {وإنه لتنزيل رب العاملني نزل به الروح األمني على

Page 8: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

123

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

لقرآن قلبك لتكون من املنذرين بلسان عريب مبني} (الشعراء١٩٣:-١٩٥). وقال أيضا {فذكر من خياف وعيد} (ق٤٥:) وقال {ما فرطنا يف الكتاب من شيء} (األنعام:٣٨)، وكان فيما اختتم به القرآن إشارة واضحة إىل متام ما جاء فيه وكماله فقال تعاىل{واليوم أكملت لكم دينكم وأمتمت

عليكم نعميت ورضيت لكم اإلسالم دينا} (املائدة٣:).

كان لونه ومكانه وزمنه، فهو لثبات يريب اإلنسان أ ومنهج القرآن الكرمي منهج عاملي يتصف رئه وهو أعلم مبا خلق، فهو يعلو وال يعلو عليه، ترجع إليه العقول وحي السماء وكالم خالق اإلنسان ولدارين الدنيا واآلخرة. فقد ضمن ألخالقه وآدابه وتطمئن به النفوس، من تدبره اهتدى ومن عقله فاز حلق األصيل الذي قامت عليه السموات واألرض ونسبها إىل هللا تعاىل وله املثل الثبات واخللود فربطها آلخرة مثل السوء وهلل املثل األعلى يف كل ما خلق ودبر وارتضى من خلق كرمي١٩، {الذين ال يؤمنون األعلى وهو العزيز احلكيم} ( النحل: ٦٠)، {وهو الذي يبدو اخللق مث يعيده وهو أهون عليه وله

املثل األعلى يف السموات واألرض وهو العزيز احلكيم} ( النحل: ٦٠).

٢- وحدة الوجود:بني بعده من الناس تناسل مث السالم عليه آدم األول اإلنسان خلق عن احلديث معرض ويف ا اخلاصة ولكنها حمكومة بعالقات ونواميس مع بقية القرآن الكرمي أن اإلنسان منظومة خاصة هلا صفااملخلوقات واليت تشكل معا منظومة كربى ؛ اإلنسان والكون واحلياة. انظر إىل مطلع سورة الزمر كيف حتدثت عن خلق اإلنسان يف سياق خلق السموات واألرض والليل والنهار واألنعام قال تعاىل { خلق حلق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر السموات واألرض كل جيري ألجل مسمى أال هو العزيز الغفار * خلقكم من نفس واحدة مث جعل منها زوجها وأنزل لكم من األنعام مثانية أزواج خيلقكم من بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق يف ظلمات ثالث ذلكم

هللا ربكم له امللك ال اله إال هو فأىن تصرفون} (الزمر: ٥-٦).

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:179. 19

Page 9: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

124

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

إن هذا العرض لإلبداع ولإلتقان وللخلق بعناصره املختلفة يشري إىل منظومة تشكل وحدة واحدة ا تكشف عن عالقة قهر هذه كيد العالقة اخلالقية واإلبداع واإلتقان، كما أ تتوجه فيها العالقات حنو ن أو غري مضطردة وليس العناصر مجيعها بنواميس وسنن من خلق هللا وتدبريه مضطردة هلا صفة اجلرن، ففي مطلع سورة احلج تتضح معامل هذه العالقات اجللية قال تعاىل { أيها الناس إن هلا صفة اجلركنتم يف ريب من البعث فإ خلقناكم من تراب مث من نطفة مث من علقة مث من مضغة خملقة وغري خملقة لنبني لكم ونقر يف األرحام ما نشاء إىل أجل مسمى مث خنرجكم طفال مث لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوىف ومنكم من يرد إىل أرذل العمر لكي ال يعلم من بعد علم شيئا وترى األرض هامدة فإذا أنزلنا عليها املاء ن هللا هو احلق وأنه حيىي املوتى وأنه على كل شيء يج * ذلك اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج قدير، وأن الساعة آتية ال ريب فيها وأن هللا يبعث من يف القبور} ( احلج: ٥-٧). فهذه املنظومة من العناصر املختلفة حمكومة بطالقة القدرة اإلهلية يف اخللق والتدبري ومن هذا التدبري إرادة هللا أن تكون ا العظيمة.فاإلنسان والكون هنالك نواميس وسنن من خلقه سبحانه وتعاىل حتكم هذه املنظومة ومسرين يف املخلوقية هلل وحمكومان بنفس القانون اإلهلي يف كالمها عنصر من عناصر منظومة الوجود متساوذا العامل هي عالقة مبنية على وحدة الوجود ووحدة السيطرة والتدبري وحتديد املصري. وعالقة اإلنسان

التكوين ووحدة النظام.

٣- تكرمي اإلنسان:أ- تسخري الكون لإلنسان:

ا معىن االشرتاك بينهما يف جزء من الطبيعة املادية إن مظاهر الوحدة بني اإلنسان والكون دالالحبكم االنتماء لنفس الظروف. ولكن يف التفاضل القيمي يبقى اإلنسان متميزا على الكون متيز استعالء لثة يف نطاق رفعة ورفعة، فمن حقيقة الوحدة بني اإلنسان والكون وحقيقة استعالئه عليه نشأت حقيقة اإلنسان وهي حقيقية تسخري الكون لإلنسان، فلما كان اإلنسان يشرتك مع الكون يف وحدة تركيب مادي فإنه يكون بذلك مهيئا ألن يتفاعل معه تفاعل انتفاع، إذ التجانس شرط يف هذا التفاعل قال تعاىل{ولقد كرمنا بين آدم، ومحلناهم يف الرب والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثر ممن خلقنا تفضيال} (سورة اإلسراء: ٧٠). فمن تكرميه أن مكنه هللا من استخدام ما حوله من مسخرات ذن هللا قال تعاىل { هللا الذي خلق السموات واألرض وقوى كونية ولفت نظره إىل أنه مسلط عليها مره وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري يف البحر

Page 10: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

125

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

كم من كل ما ار وسخر لكم الشمس والقمر دائبني وسخر لكم الليل والنهار وآ وسخر لكم األسألتموه، وإن تعدوا نعمة هللا ال حتصوها * إن اإلنسان لظلوم كفار} ( إبراهيم: ٣٢-٣٤).

ا بعض الفلسفات بني اإلنسان والطبيعة صراع ينبئ بروح عدائية إن عالقة الصراع اليت تقول قائمة بينهما تعرب عنه ألفاظ مثل غزو الفضاء وأمثاهلا، وعمل اإلنسان املادي على مصارعه الطبيعية بقصد إخضاعها لرغباته املادية هلي يف نظر القرآن الكرمي أوضاع مرذولة، والعالقة اليت جيب أن تكون ا عالقة خري وإحسان هي عالقة تفاعل وإعمار وإصالح وانتفاع ومحاية للطبيعة، وقد وصفها القرآن بينما ما تتصوره تلك الثقافات عن عدائية العالقة وحتوهلا إىل صراع بني طرفيه هي عالقة شر وخسران إصالحها بعد األرض يف تفسدوا تعاىل {وال قال به واالنتفاع الكون إلعمار تصلح وال مرفوضة وأدعوه خوفا وطمعا إن رمحة هللا قريب من احملسنني} ( األعراف٥٦:)، وقال { وإىل مدين أخاهم شعيبا قال قوم اعبدوا هللا ما لكم من إله غريه وقد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل وامليزان وال تبخسوا الناس أشياءهم وال تفسدوا يف األرض بعد إصالحها ذلكم خري لكم إن كنتم مؤمنني } ( األعراف: ٨٥)، وقال { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا يف األرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم هللا فأصمهم وأعمى أبصارهم } ( حممد: ٢٢-٢٣)، وقال { ومن الناس من يعجبك قوله يف احلياة الدنيا ويشهد هللا على ما يف قلبه وهو ألد اخلصام، وإذا توىل سعى يف األرض ليفسد فيها ويهلك احلرث والنسل وهللا ال حيب الفساد } ( البقرة: ٢٠٤-٢٠٥) ، وقال تعاىل { الذين ينقضون عهد هللا من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر هللا به أن يوصل ويفسدون يف األرض أولئك هم اخلاسرون } ( البقرة: ٢٧)، وقال تعاىل { والذين ينقضون عهد هللا من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر هللا به أن يوصل ويفسدون يف األرض أولئك هلم اللعنة وهلم سوء الدار } ( الرعد: ٢٥)، وقال أيضا ك هللا الدار اآلخرة وال تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن هللا إليك وال { وابتغ فيما أ

تبغ الفساد يف األرض إن هللا ال حيب املفسدين } ( القصص: ٧٧).

ب - متيز اإلنسان:طقا أو عاقال أو اجتماعيا كما فاإلنسان الذي حيتل هذه املنزلة العالية بني املخلوقات ليس حيوايقول بعض الفالسفة أمثال أرسطو وال متطورا عن إحياء أدىن منه بل هو خملوق مكرم من اللحظات

Page 11: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

126

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

لسجود له األوىل اليت خلقه هللا فيها وهذه املنزلة واضحة يف قصة اخللق األوىل عندما أمر هللا املالئكة عند اكتمال خلقه {وإذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من صلصال من محأ مسنون، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} (سورة احلجر: ٢٨-٢٩). وحىت يكون مؤهال هلذه ا أن جتعله قادرا على التمييز بني اخلري والشر وجعل له اإلرادة اليت املنزلة كرمه هللا تعاىل بصفات من شأا للكسب واالكتساب، قال تعاىل يف وصف متكنه من االختيار بينهما. إن النفس اإلنسانية نزاعة بفطرطبيعتها {ونفس وما سواها فأهلمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } (الشمس: ٧-١٠)، خلقها هللا سبحانه وتعاىل وأودع فيها ما قدر وأراد من قوة وضعف وذكاء وبالدة وعزم وقعود، وهذه الصفات هي طاقتها احليوية وأدوا ت النشاط البشري يف كل اجملاالت. وجعل هلا نوافذ وأدوات متكنها من االختيار الصحيح {وهللا أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة لعلكم تشكرون } ( النحل: ٧٨)، وقال أيضا { وال تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئوال } ( اإلسراء٣٦:)، كل هذا وذاك متداخل مرتاكم ال يقدر على فرزه أحد وإحصائه عددا وعدال إال احلق احملض جل شأنه{ يوم يبعثهم هللا مجيعا فينبؤمها مبا عملوا أحصاه هللا ونسوه وهللا على كل شيء شهيد } ( اجملادلة٦:)، يقول مكدوجل يف كتابه ( األخالق والسلوك يف احلياة)، إن كل نزعة من النزعات الفطرية ينبوع من الطاقة.

ت نبيلة أو وضيعة، كما أما أن هذه الطاقة ستتجه إىل اخلري أو الشر فأمر يتعلق بتوجيهها إىل غالتحكم الرشيد يف هذا التوجيه. إن كل النزعات الفطرية قديرة على فعل اخلري والشر، وهذا يعين يتعلق ن لنزعات اإلنسان الفطرية إذا أرد أن نوجهها وجهة خري نبيلة. قال تعاىل{ أن الرتبية والتوجيه ضرور

سم ربك األعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى} ( سورة األعلى: ١-٢)، فاإلنسان سبح مغروز يف جبلته اليت أبدعها هللا القدرة على التمييز واالهتداء والتعلم ومزود بكل األدوات اليت متكنه وشفتني وهديناه النجدين} (البلد: ٨-١٠)، وقال من ذلك قال تعاىل { أمل جنعل له عينني ولساأيضا {وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة لعلكم تشكرون} (النمل:٧٨). وقد حظيت النفس ن تكون حمل قسم من هللا تعاىل ملا اختصت به من فطرة جتعلها قادرة على االختيار بني اخلري البشرية والشر، وجعل تزكيتها من الفالح واخلري وإمهاهلا وتركها احلبل على الغارب من الفشل والشر قال تعاىل { ونفس وما سواها فأهلمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها } ( الشمس: لقدرة على التعلم وملكه أدوات التعلم ؛ التفكري والقراءة والكتابة فكان ٧-١٠)، وميز هللا اإلنسان

سم ربك الذي خلق}(األعلى:١). أول ما نزل من القرآن الكرمي قوله تعاىل {اقرأ

Page 12: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

127

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

سلوب منظومي فمحمد األمي عليه أفضل لقد بدأت عملية الرتبية القرآنية منذ هذه اللحظة لرغم من أميته، فالقراءة ليست فوق طاقته بل هو مؤهل هلا ومهيئ لقراءة الصالة وأمت التسليم مكلف بفطرته وقادر على االمتثال للطلب، وحىت يستطيع محل الرسالة عليه أن يلج مداخل املعرفة، إن اقرأ لنسبة لإلنسان تعين فتح أبواب العلم واملعرفة أمامه ومفتاحها القراءة، وامتالك اإلنسان هلذه القدرة سم هللا الذي خلق هو فضل من هللا ميزه فيها على مجيع املخلوقات، لذلك وجب أن تكون القراءة اإلنسان وهداه للقراءة وليس هذا األمر صعبا على هللا، فقد خلق اإلنسان من علق من ماء مهني، مث كرمه فأنشأه خلقا آخر تبارك هللا أحسن اخلالقني، يقول هللا تعاىل{خلق اإلنسان من علق}.(األعلى: ٢)، {ولقد خلقنا اإلنسان من ساللة من طني مث جعلناه نطفة يف قرار مكني مث خلقنا النطفة علقة ه خلقا آخر فتبارك هللا فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا املضغة عظاما فكسو العظام حلما مث أنشأأحسن اخلالقني}.(املؤمنني: ١٣-١٤)، منذ البداية ومن هذه اللحظة عليه أن يدرك أنه خملوق هلل كبقية املخلوقات وأن أصل خلقه من مادة هذا الكون وطينه، فال يغرت بنفسه وال يتجرب وال يتأله فاهلل ا {اقرأ وربك األكرم لقدرة على امتالك العلم واملعرفة وامتالك أدوا هو خالقه، وبكرمه تعاىل ميزه لقلم علم اإلنسان ما مل يعلم}، وقبل ذلك كان أول مهام املخلوق البشري األول آدم الذي علم عليه السالم ودون غريه من املخلوقات، تعلم األمساء كلها قال تعاىل { وعلم آدم األمساء كلها مث مساء هؤالء إن كنتم صادقني، قال سبحانك ال علم لنا إال ما عرضهم على املالئكة فقال أنبئوين علمتنا إنك أنت العليم احلكيم}.( البقرة: ٣١)، فاإلنسان دون غريه تعلم من ربه ما شاء هللا أن يعلمه تكرميا له ومتيزا، بل هيئه لصفة العلم وهللا تعاىل هو العليم احلكيم، فصفة العلم من صفات هللا تعاىل أكرم اإلنسان مبا يناسبه منها. فال جيوز لإلنسان أن ينسى أن ما به من نعمة وكرامة ومتيز فمن هللا تعاىل خللق والتميز. إذن فهي منظومة تربوية حدد عناصرها جمموعة من العالقات خالقه ومعلمه ومتكرم عليه خلالق وبصرته بنفسه وكشفت له جانبا هاما من قدراته على بناء احلضارة اإلنسانية. عرفت اإلنسان وتتسع دائرة هذه املنظومة حىت تشمل تفصيالت دقيقة عن خلق اإلنسان على اعتبار أنه طرف يف ثنائية لبصر ملالحظة والبحث ا لسمع واكتسا الوجود (الكون واإلنسان). فاكتساب املعرفة من اآلخرين دوات اللغة اللسان والشفتان منظومة من األدوات تعمل لفؤاد ونقلها وإشاعتها وتنقيتها وإنضاجها

معا وتتضافر بعضها على بعض مبنة هللا وحكمته لتصنع حضارة راقية لإلنسان.

Page 13: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

128

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

٤- مهمة اإلنسان يف احلياة:هذه املنظومة اليت تكشف عن مؤهالت اإلنسان للتكرمي والتميز ال بد وأن هلا هدفا فلم خيلق اإلنسان عبثا وال هلوا، وكذلك الكون قال تعاىل{ وما خلقنا السموات واألرض وما بينهما العبني حلق ولكن أكثرهم ال يعلمون} ( الدخان: ٢٨-٢٩)، وقال يف خلق اإلنسان * وما خلقنامها إال { أحيسب اإلنسان أن يرتك سدى، أمل يك نطفة مين ميىن مث كان علقة فخلق فسوى } ( القيامة : ٢٦-٢٨)، لقد استو يف اخللق والتدبري إال أن لإلنسان مهمة أخرى غري مهمة الكون فهو مبتال بتكاليف خلق من أجل حتقيقها قال تعاىل { إ خلقنا اإلنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه مسيعا

بصريا * إ هديناه السبل إما شاكرا وإما كفورا } ( اإلنسان: ٢-٣).

ففي ضوء مكانة اإلنسان ومتيزه بني الكائنات وقدرته على التمييز بني اخلري والشر وحرية إرادته يف االختيار حدد القرآن مهمة اإلنسان ومسؤوليته وجزاؤه فقال تعاىل { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة هللا اليت فطر الناس عليها ال تبديل خللق هللا ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس ال يعلمون } ( ليوم اآلخر أساس هذه الفطرة وهذه األمانة. والوحدانية هلل تعاىل هلل تعاىل و الروم: ٣٠)، فاإلميان مغروزة يف فطرة اإلنسان قال تعاىل { وإذ أخذ ربك من بين آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهد أن تقولوا يوم القيامة أ كنا عن هذا غافلني * أو تقولوا إمنا ؤ من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا مبا فعل املبطلون } (األعراف: ١٧٢-١٧٣)، أشرك أهلل وربوبيته هو ما فطرت عليه النفس اإلنسانية وجبلت على معرفته وجذوره عميقة يف هذه اإلميان ا من أوطار لرغم من كل ما ميكن أن يطرأ عليها ويعلق النفس ال سبيل إىل إنكارها أو التخلص منها

الوراثة والبيئة وخرافات العرف والتقاليد والغفلة.

لقد اعتىن القرآن ببلورة العقيدة اإلميانية وترسيخها يف النفس اإلنسانية فالغاية هي هداية البشر م يف الدنيا واآلخرة وإعانتهم على إعمار األرض واالستفادة مما سخره هللا هلم يف هذا وحتقيق سعادا الكون،وحىت تتحقق هذه الغاية ال بد من ارتكازها على قاعدة متينة تنبثق منها كل املفاهيم وتتصل اكل التوجيهات وتنقاد هلا كل الدوافع، هذه القاعدة املتينة جيب أن متثل كل القضا وتتكامل يف رحاأوىل العالقات واصلها، عالقة اإلنسان خبالقه فهي عالقة العقيدة الصحيحة واإلميان الصادق املبين على اليقني واملبين على التمثل الذايت لكل عناصره فتصبح هذه العقيدة وهذا اإلميان جزءا من الذات اإلنسانية ت األوىل اليت نزلت يف العهد املكي هو ال ينازعه فيها منازع. لذلك جند أن أول ما اهتمت به اآلتكوين العقيدة اإلسالمية بعناصرها اإلميانية اليت تشكل معا صورة منظومية عن الوجود منذ اللحظات

Page 14: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

129

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

ت األوىل خللقه وإىل ما بعد احلياة الدنيا، فهي وصف ملسرية هذا الوجود وعالقاته خبالقه فجاءت اآلخلالق املبدع املدبر الذي له اخللق وله األمر{أال له اخللق واألمر والسور املكية دعوة للبشرية لإلميان تبارك هللا رب العاملني} (األعراف٧:)، كما اهتم هذا اجلزء من القرآن يف إثبات بطالن عباده غري ن وأصنام وغريها وجادل املشركني يف ذلك وأورد هلم األدلة الدامغة مما هو معروف لديهم هللا من أوم مع أقوامهم وما آلت إليها حال ت الكونية وقصص األنبياء الذين جاؤوا من قبل ومعا من اآل

الكافرين منهم.

يف هذا املقام شنع القرآن الكرمي على الغافلني الذين يعطلون عقوهلم ويغلقون يف أنفسهم منافذ حيول دون السمع والبصر املعرفة والنور كما هاجم التقليد واملقلدين وذم اهلوى وأصحابه واعتربه حجاواهلداية، فهبطوا بذلك إىل دون مستوى األنعام٢٠. قال تعاىل{ولقد ذرأ جلهنم كيثرا من اجلن واإلنس ا أولئك كاألنعام بل هم ا وهلم آذان ال يسمعون ا وهلم أعني ال يبصرون هلم قلوب ال يفقهون أضل * أولئك هم الغافلون} (األعراف١٧٩:)، وقال {وإذا قيل هلم اتبعوا ما أنزل هللا قالوا بل نتبع ؤهم ال يعقلون شيئا وال يهتدون * ومثل الذين كفروا كمثل الذي ء أولو كان أ ما ألفينا عليه أينفق مبا ال يسمع إال دعاء ونداء صم بكم عمي فهم ال يعقلون} (البقرة:١٧٠-١٧١)، وقال {

أفرأيت من اختذ إهله هواه وأضله هللا على علم وختم على مسعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة، ا فمن يهديه بعد هللا أفال تذكرون} (اجلاثية٢٣:). اكتفى القرآن يف هذه املرحلة مبعاجلة العقيدة وبلورستخدام منظومة من األساليب حىت أصبحت هذه العقيدة شيئا حيا وتعميقها يف النفس اإلنسانية متحركا نشطا له ارتباط وثيق بواقع اإلنسان وحبس اإلنسان وبدوافع اإلنسان وبفطرة اإلنسان وبتاريخ هلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر اإلنسان وحباضر اإلنسان ومبستقبل اإلنسان، فأصبح اإلميان احلد الفاصل بني الكفر واإلميان، ونقطة االنطالق لإلنسان املؤمن، والنواة اليت يدور حوهلا نظام اإلقناع لكمال املطلق واخلري املطلق، خلق كل شيء القرآين، منحصر يف هذه الفكرة الرئيسة أن صانعا يتصف يف الوجود وأخضعه إلرادته خضوعا مطلقا {آمن الرسول مبا أنزل إليه من ربه واملؤمنون كل آمن هلل ومالئكته وكتبه ورسله * ال نفرق بني أحد من رسله} (البقرة٢٨٥:)، وقال أيضا {قل أهل الكتاب تعالوا إىل كلمة سواء بيننا وبينكم أال نعبد إال هللا وال نشرك به شيئا وال يتخذ بعضنا بعضا

من دون هللا فإن تولوا فقولوا اشهد مسلمون } (آل عمران٦٤:). أر

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:161. 20

Page 15: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

130

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

إن أوىل املهمات اليت خلق من أجلها اإلنسان هي عبادة هللا تعاىل قال تعاىل {وما خلقت اجلن ت: ٥٦-٥٧)، لقد سعى واإلنس إال ليعبدون وما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون} (الذارهلل تعاىل، وحىت تكون هذه الصلة فاعلة القرآن الكرمي يف تربيته لإلنسان بعد اإلميان إىل توثيق صلته يت دور العبادات لتمثل لعقيدة واليت مثلت اجلانب املعريف لدى اإلنسان، و ومؤثرة ربطها القرآن الكرمي اجلانب الروحي يف هذه العالقة، لذلك جند كثريا من املشاهد يف القرآن الكرمي تعرض العقيدة اإلسالمية ا أوال مث تنتقل بعد ذلك إىل احلض على العبادات اليت هي ترمجة ملعاين العقيدة على الواقع ومن شألغيب مباشرة قال تعاىل {ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقني * ذيب نفس اإلنسان وربطه لغيب ويقيمون الصالة ومما رزقناهم ينفقون } ( البقرة: ٣)، وقال أيضا { إن الصالة الذين يؤمنون هلل } (النساء: ١٠٣)، وقال أيضا { إمنا يعمر مساجد هللا من آمن موقو كانت على املؤمنني كتاواليوم اآلخر وأقام الصالة وآتى الزكاة ومل خيش إال هللا فعسى أولئك أن يكونوا من املهتدين } ( التوبة: ١٨)، وقال أيضا {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصالة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعالنية يت يوم ال بيع فيه وال خالل} ( إبراهيم: ٣١)، وقال أيضا {إنين أ هللا ال إله إال أ من قبل أن م وأقاموا الصالة فاعبدين وأقم الصالة لذكري} ( طه: ١٤)، وقال أيضا {والذين استجابوا لروأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون } (الشورى: ٣٨)، فواضح من النصوص القرآنية السابقة لعقيدة اإلميانية وهكذا حيدث التكامل بني اجلانب املعريف واجلانب الروحي لدى اإلنسان ارتباط العبادة الستسالم له واالنقياد له واإلذعان له والتوكل عليه. وحيدث جراء ذلك تفويض العالقة إىل هللا تعاىل وما عباده الدعاء إال دليل واضح على أصالة فطرة اإلنسان، فما من إنسان ميسه الضر وتضيق به السبل إال ويلجأ إىل هللا بفطرته قال تعاىل { وإذا مس اإلنسان الضر دعا جلنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن مل يدعنا إىل ضر مسه كذلك زين للمسرفني ما كانوا يعملون } ( يونس: ١٢)، والعبادة يف جمملها تزيل احلواجز والعقبات يف طريق اإلنسان إىل هللا وصلته املباشرة به فليس بني اإلنسان وبني هللا حجاب قال تعاىل { وإذا سألك عبادي عين فإين قريب أجيب دعوة الداع إذا

دعان فليستجيبوا إيل وليؤمنوا يب لعلهم يرشدون} (البقرة: ١٨٦).

حياته كلها فيجعل التصور ذا اإلنسان يسمو وحني متصلة عبادة املفهوم ذا احلياة تصبح خالصة هلل تصبح أعماله وأقواله صالة وتسبيحا وتتسع صورته حىت يتجاوز ذاته وحسه وأرضه، فريى ذه لدعاء والعبادة والتسبيح و تدب فيه احلياة مؤلفا من كائنات تتوجه كلها إىل هللا الوجود كله حمرا

Page 16: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

131

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

السبع السموات له تعاىل{تسبح قال ا٢١، وعمار األرض يف االستخالف رسالة تتحقق الصورة واألرض ومن فيهن، وإن من شيء إال يسبح حبمده ولكن ال تفقهون تسبيحهم } ( اإلسراء: ٤٤)، لقد أوضح القرآن الكرمي أن مدلول العبادة شامل ال يقتصر على الفرائض فاحلياة يف منهجه وحدة كل ما فيها هلل ال يفصل بني طريق الدنيا وطريق اآلخرة وال يفرق بني الفرائض والسلوك وجيعل كل حركة ا أمره وحمققا رسالته { قل ا إىل ربه منفذا يف حياة اإلنسان وحتقيق الصلة بعقيدته اإلميانية يتوجه إن صاليت ونسكي وحياي وممايت هلل رب العاملني ال شريك له وبذلك أمرت وأ أول املسلمني } ( األنعام: ١٦١-١٦٢)، ومنهج العبادة يليب يف اإلنسان فطرته، وجيعل منها تربية لنفسه وعالجا لضعفه وينري له طريقه وحيدد معامله، حىت يصل إىل غايته دون شطط أو ضالل ويقوم هذا املنهج على لتضرع رئها فكرة القرآن عن وضع اإلنسان مع الكون واحلياة وفطرة نفسه على التقيد والتوجه إىل والدعاء، وهدفه أن يضع اإلنسان يف مكانه الصحيح من الكون، حىت ال خيرج على سننه وال ينحرف ن به إال إىل الضالل والفساد والشقاء، وليس هدفه جمرد إظهار موسه، فخروجه واحنرافه ال يؤد عن العبودية هلل، فهو سبحانه غين محيد، إمنا هو سبيل اإلنسان الوحيد لبلوغ غايته يف احلياة وهو الصراط املستقيم الذي حيقق سعادته يف الدنيا واآلخرة، ولكل شيء يف الكون منهج مقدر يسري على هداه، لو

خرج عنه لفسدت السموات واألرض وتعذرت احلياة٢٢.

ذه واالستخالف يف األرض وإعمارها جزء من هذه األمانة وقد جبل على االستعداد لالضطالع ا عن سائر املخلوقات قال تعاىل{ هو الذي خلق لكم ما يف األرض مجيعا مث استوى املهمة وأنفرد إىل السماء فسواهن سبع مسوات وهو بكل شيء عليم * وإذ قال ربك للمالئكة إين جاعل يف األرض خليفة * قالوا أجتعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وحنن نسبح حبمدك ونقدس لك ت أن هللا أعد األرض جبميع ما فيها قال إين أعلم ما ال تعلمون} (البقرة٢٩:-٣٠)، ففي هذه اآلملصلحة اإلنسان مل يكن اإلنسان غريبا عن هذه األرض فهو من طينتها بينه وبينها متتد أواصر احملبة واأللفة فلن يكون خصما هلا وال مصارعا هلا واستخلفه فيها لعلمه سبحانه وتعاىل مبا فطر عليه اإلنسان من قدرة على إعمارها واالستخالف فيها رغم توقع املالئكة عكس ذلك ولكن هللا هو الذي خلقه ويعلم وما توسوس به نفسه قال تعاىل{ ولقد خلقنا اإلنسان ونعلم ما توسوس به نفسه وحنن أقرب

إليه من حبل الوريد} ( ق: ١٦).

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:33. 21) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:215. 22

Page 17: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

132

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

٥- االبتالء:إن هللا تعاىل هو املريب وهو املعلم للبشرية ال جدال يف ذلك، وتتم هذه الرتبية عن طرق خمتلفة من ا وبه تصاغ شخصية اإلنسان صياغة أمهها االبتالء، ويتم يف عملية االبتالء اختبار لعمق العقيدة وثباالقتالع مهما اشتدت خاصة يتم فيها تدريب النفس اإلنسانية ومتكينها وعجم عودها فال تعود مهددة ا العواصف، فاإلميان يف الرخاء سهل وال يكلف صاحبه شيئا كثريا وال يهدده يف أمنه وسالمته ولكن البتالء، وهي تدريب للعزمية اإلنسانية واإلرادة اإلنسانية حقيقة اإلميان ال تتبني حىت لصاحبها إال لبناء اإلنساين واملواجهة والتمكني يف األرض وحتمل املشاق والتعويد على على االستعداد للنهوض خطر مهمة يف الكون كله مهمة اجلهد واالستمرار فيه، وإعداد روحي ونفسي وعقلي وبدين للقيام االستخالف يف األرض، ذلك االبتالء جيعل اإلنسان قادرا على محل التبعة الثقيلة بشقيها ؛ مواجهة التكاليف الباهظة بنفس راضية واالرتفاع إىل مستوى القدوة إنه يدربه على الصرب واالحتمال وعلى االنفالت من جاذبية األرض واالخنالع من متاعبها بال توهج وال حتسر وال هلفة قال تعاىل { أحسب الناس أن يرتكوا أن يقولوا آمنا وهم اليفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم،فليعلمن هللا الذين صدقوا تكم مثل الذين خلوا من وليعلمن الكاذبني} (العنكبوت٢:)، {أم حسبتم أن تدخلوا اجلنة وملا قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حىت يقول الرسول والذين آمنوا معه مىت نصر هللا أال إن نصر هللا قريب } (آل عمران:٤٢)، {أم حسبتم أن ترتكوا وملا يعلم هللا الذين جاهدوا منكم ومل هلل يتخذوا من دون هللا وال رسوله وال املؤمنني وليجة } (البقرة:٢١)، {ومن الناس من يقول آمنا واليوم اآلخر،فإذا أوذي يف هللا جعل فتنة الناس كعذاب هللا} (العنكبوت ١٧٩)، {وال تتخذوا ا وتذوقوا السوء مبا صددمت عن سبيل هللا ولكم عذاب أميانكم دخال بينكم فتزل قدم بعد ثبو

عظيم } (النحل: ٩٤).

نيا: معايري العمل اليت تستند إليها العملية الرتبوية يف ضوء القرآن الكرمي:

مث تبدأ مرحلة العمل. وللعمل الرتبوي معايري معينة حددها القرآن الكرمي مبا يتناسب ومنزلة اإلنسان يف هذا الوجود ومتيزه على كثري من املخلوقات واستخالفه يف األرض. إن مهمة استخالفه يف األرض مسألة دقيقة وعظيمة حيتاج فيها اإلنسان إىل وعي وإرادة ليكون سيدا هلذه األرض وليكون عنصر خري وإصالح فيها وإال انقلب األمر إىل الضد فيصبح اإلنسان عبدا للشهوات فيخلد إىل األرض ويعيث فيها

Page 18: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

133

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

فسادا قال تعاىل { واحسن كما أحسن هللا إليك وال تبغ الفساد يف األرض } ( القصص: ٧٧). وفيما يلي استعراض لبعض املعايري اهلامة للسلوك.

معايري العمل الرتبوي يف ضوء القرآن الكرمي

أ - معيار احلق:

احلق أصيل يف طبيعة الكون،عميق يف تكوين الوجود والباطل طارئ ال أصالة فيه وال استقرار له، وظهور احلق وانتصاره هو ظاهرة من ظواهر الكون وسنة من سنن هللا ؛ فاهلل سبحانه هو احلق وقامت حلق يهدي إىل منهج احلق وكل ما خالف احلق فهو غريب عن حلق ونزل القرآن السموات واألرض ن هللا هو احلق وأن ما يوعدون من دونه الباطل وأن هللا هو موس الوجود{ذلك طبيعة الكون وحلق تعاىل عما يشركون} (النحل:٣)، { العلي الكبري} (احلج٢٢: )، {خلق السموات واألرض

حلق نزل’وما أرسلناك إال مبشرا ونذيرا}(اإلسراء ١٠٥)، {وحيق احلق بكلماته ولو حلق أنزلناه و وحلق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل كره اجملرمون}. (يونس٨٢:)، { بل نقذف لنفس يروضها على احلق ويربيها على منهجه حىت مبا تصفون.} (األنبياء١٨:) وال يزال القرآن الكرمي تنفر من الباطل وتتأذى من وجوده وحىت يصبح احلق أصال يف حياة الناس وأساسا يف تكوين اجملتمع

مهما كانت مرارته ومهما خالف اهلوى واملصاحل العاجلة٢٣.

ب- مفهوم اخلريية:

أو العمل لتمييز معيارا وجعلها الكرمي القرآن عليها أكد اليت القيمة املفاهيم من اخلري مفهوم السلوك الصحيح من اخلطأ،كما جعل حتري اإلنسان هلذه القيمة هو من اإلحسان وإمهاهلا شر. وقال أيضا { فاتقوا هللا واطيعون * وال تطيعوا أمر املسرفني * الذين يفسدون يف األرض وال يصلحون تنا فانسلخ منها فأتبعه } ( الشعراء: ١٥٠-١٥٢)، وقال أيضا { وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آا ولكنه أخلد إىل األرض واتبع هواه فمثله كمثل الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه يتنا فاقصص القصص الكلب أن حتمل عليه يلهث أو ترتكه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:79. 23

Page 19: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

134

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

لعلهم يتفكرون} (األعراف: ١٧٥-١٧٦). لقد جعل القرآن من مفهوم اخلريية مفهوما أساسيا يتصل بكل شيء ويشكل موضوعه فاهلل تعاىل هو اخلري يف ذاته ويف صفاته ويف أفعاله {وهللا خري وأبقى} (طه: ٧٢)، {قل احلمد هلل وسالم على عباده الذين اصطفى هللا خري أما يشركون} (النمل:٥٩)، وخري عقبا { وال يرتقى إىل منزلته شيء بصفة وال فعل فكل صفاته خري وكل أفعاله خري فاهلل خري ثوا

وخري عقبا} (الكهف:٤٤)، وهو خري احلاكمني {واصرب حىت هنالك الوالية هلل احلق هو خري ثواحيكم هللا وهو خري احلاكمني} (يونس: ١٠٩)، وخري الرازقني{وإن هللا هلو خري الرازقني} (احلج: ٥٨)، وخري الرامحني{ربنا آمنا فاغفر لنا وارمحنا وأنت خري الرامحني} (املؤمنون: ١٠٩)، وكل ما عند هللا خري {إمنا عند هللا هو خري لكم إن كنتم تعلمون} (النمل: ٩٥)، {وما عند هللا خري وأبقى أفال تعقلون} (القصص: ٦٠)، {بيدك اخلري إنك على كل شيء قدير} (آل عمران: ٢٦)، {فعسى هلل فهو خري {أفمن أن تكرهوا شيئا وجيعل هللا فيه خريا كثريا} (النساء: ١٩)، وكل فعل موصول أسس ببنائه على تقوى من هللا ورضوان خري أم من أسس بنيانه على شفا جرف} (التوبة٦١:)، {

ملعروف وينهون عن املنكر مرون فإذا عزم األمر فلو صدقوا هللا كان خريا هلم} (حممد: ٢١)، {وويسارعون يف اخلريات} (آلعمران:١١٤)، واإلسالم هو اخلري{ولتكن منكم أمة يدعون إىل اخلري} (آل عمران: ١٠٤)، واألمة اإلسالمية هي خري أمة بسبب ما تقوم به من أفعال خري {كنتم خري أمة هلل ولو آمن أهل الكتاب لكان خريا ملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون مرون أخرجت للناس هلم} (آل عمران: ١١٠)، والدار اآلخر هي دار خري للمتقني {والدار اآلخرة خري للذين يتقون أفال تعقلون} (األعراف٦٩:)، {قل متاع الدنيا قليل واآلخرة خري ملن اتقى} (النساء: ٧٧)، مث يتفاضل األشخاص وتتفاضل األشياء على مقياس اخلري {ولعبد مؤمن خري من مشرك ولو أعجبكم} (البقرة: ٢٢١)، {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خري لكم} (البقرة: ٢١٦)، {ذلك ومن يعظم حرمات هللا هلل والتقوى والعبادة واإلنفاق يف سبيل فهو خري له عند ربه} (احلج: ٣٠)، والتقوى خري فإميان والعمل لآلخرة والتوبة إىل هللا واالحتكام إىل هللا واإلصالح يف األرض وغريها مما أطنب القرآن يف شرحه وتوضيح اخلريية فيه هي أفعال خري وقد رتب هللا عليها نتائج كلها خري كالنصر واالستخالف يف األرض والرمحة والرزق الطيب ونعيم اآلخرة{فإن تبتم فهو خري لكم} (التوبة: ٣)، {وألجر اآلخرة خري للذين آمنوا وكانوا يتقون } (يوسف: ٥٧)، {ولئن صربمت هلو خري للصابرين} (النمل: ١٢٦)، {وعد هللا الذين آمنوا وعملوا الصاحلات ليستخلفهم يف األرض} {وعد هللا الذين آمنوا وعملوا الصاحلات حلسنة فله خري منها} ليستخلفهم يف األرض} {ورزق ربك خري وأبقى} (طه: ١٣١)، {من جاء

Page 20: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

135

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

(النمل: ٨٩)، وهكذا جند من جممل ما جاء يف القرآن أن قيمة اخلريية هي قيمة أساسية وعلى أساسها يتم وصف األشياء ويتم التفاضل بني األفعال.

ج - مفهوم القوة:

ا من شهوات وما يستويل عليها من غفلة وما لضعف بسبب ما ركب تتصف النفس اإلنسانية تتعرض له من إغراء وما جيري يف دمها من شيطان قال تعاىل {يريد هللا أن خيفف عنكم وخلق اإلنسان ضعيفا} (النساء٢٨:)، وقوله {ولقد عهد إىل آدم من قبل فنسي ومل جند له عزما} (طه١٥:)، عن ا والتسامي واألهواء والشهوات الغرائز تلك بضبط إال يكون ال الضعف هذا من والتخلص ا والتزام العبادة واالستغراق احليوانية بدون مبالغه وال طغيان. وجناح هذا يعتمد على عمق العقيدة وقوفيها فالعقيدة الصحيحة تقوي النفس على مواجهة الكفر وطغيانه والعبادة الصحيحة تليب من اإلنسان فطرته وتريب فيه القوة وتعاجل الضعف وقد سعى القرآن الكرمي لرتبية النفس املؤمنة على هذه القوة ومحايتها من أي ضعف أو وهن. {حممد رسول هللا والذين، أمنوا أشداء على الكفار رمحاء بينهم} (الفتح٩:)، فالذل قبيح ويف قبوله هالك الفرد واجملتمع، والقوة الصحيحة املبنية على أن يصبح هوى النفس تباعا ملنهج القرآن الكرمي هي عزه ورفعه وتواضع ورمحة{واخفض هلما جناح الذل من الرمحة وقل ريب أرمحهما كما } (اإلسراء٢٤:)، {ال تصعر خدك للناس وال متش يف األرض مرحا * إن هللا ال حيب كل خمتال فخور * واقصد يف مشيك واغضض من صوتك إن أنكر األصوات لصوت احلمري} (لقمان١٨:-

١٩)، واليقظة من القوة والغفلة من الضعف وهي داء موبق يورد النفس موارد التهلكة، فاإلنسان يسري يف حياته وفق ما فطر عليه ال حييد وال ينوف.

رائه ووعيه ويقظته فإذا غفل وتداعى وعطل آرائه عاش أسري أهوائه وشهواته أما اإلنسان املتميز وهبط دون مستوى احليوان قال تعاىل{ولقدذرأ جلهنم كثريا من اجلن واإلنس هلم قلوب ال يفقهون ا أولئك كاألنعام * بل هم أضل أولئك هم ا وهلم آذان ال يسمعون ا وهلم أعني ال يبصرون الغافلون } (األعراف٧٩:)، لذلك كانت الغفلة ضعفا ووهنا يف النفس حتتاج إىل عالج فكان دور لنية هللا حببل بوصله عمل يف كل الواعية واإلرادة اليقظة على اإلنسانية النفس تربية الكرمي القرآن للسان فقط وال جمرد عزم على العمل فقط ولكنها مجع للهمة وتركيز لإلرادة وإيقاظ الصادقة ال قوال للنفس وإعمال للفكر وإرهاف للحس خملصا يف اجتاهه إىل هللا. واعترب القرآن أن من فساد النية فساد

Page 21: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

136

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

هلل من صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك … إخل وهوى النفس العمل واإلشراك يئة النفس عارم وحيتاج يف مقاومته إىل يقظة دائمة وإرادة واعية ومن مث كان للعبادات املختلفة دور يف

ستمرار.٢٤ اإلنسانية للقوة واليقظة

د- مفهوم السببية:

ال شك أن الكون واإلنسان واحلياة ختضع لنواميس وسنن واحدة مستقرة وتعترب هذه النواميس ن سيحدث يف هذا الوجود وهلا صفة اجلر والسنن يف وضعها املباشر أسبا ملا حدث وحيدث وما لتايل تشكل نظام هذا الوجود احملكم والقهر ال خيرج عنها شيء وهي من تقدير هللا تعاىل وإحسانه وت القرآن الكرمي ذا املعىن ختضع لنفس النظام ونواميسه واملتدبر لآل املتقن فالكون واإلنسان واحلياة يعقل ذلك بسهولة وعلى سبيل املثال ففي مطلع سورة اجلاثية وصف هلذه السنن ودعوة إىل مالحظتها ت للمؤمنني ويف خلقكم وما يبث من دابة واستشراقها، قال تعاىل{إن يف السموات واألرض آلت لقوم يوقنون واختالف الليل والنهار وما أنزل هللا من ح آ ت لقوم يوقنون وتصريف الر آت هللا ت لقوم يعقلون تلك آ ح آ ا وتصريف الر السماء من رزق فأحيا به األرض بعد موت وأمثاهلا ته يؤمنون} (اجلاثية:٣-٦)، إن هذه اآل حلق فبأي حديث بعد هللا وآ نتلوها عليك تدل على اشرتاك مجيع املخلوقات يف نظام واحد وهي مقهورة به ال حتيد عنه، ومن هذا املنطلق ميكن سبابه، ففي قوله تعاىل{إن هللا ال يغري ما بقوم حىت القول أن كل ما حيدث يف هذا العامل منضبط كيد على أمهية األسباب املادية اليت هي نواميس كونية خلقها هللا، ويف قوله نفسهم} مثال يغريوا ما كيد أيضا على أن أي تغيري ال ميكن أن يتم إال إذا توافرت له م نداوهلا بني الناس} {وتلك األيت ن وإمنا هو ن، أما ما ليس له صفة اجلر لنسبة لألسباب اليت هلا صفة اجلر األسباب املادية. هذا رادة {كن فيكون} فهي ليست مألوفة يف احلياة وال حتدث إال على سبيل املعجزات لألنبياء فجأة والرسل وسببها يف هذه احلالة( كن فيكون )، لذلك ال ترتبط األسباب املادية واليت هي نواميس هذا الكون بعقيدة وال جبنس وال بوضع، فال خيتلف يف طلب الرزق مثال وال يف الغلبة مسلم أو كافر، قال تعاىل{كال مند هؤالء وهؤالء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك حمظورا} (اإلسراء: ٠٢)، {

ط اخليل ترهبون به عدو هللا وعدوكم}.(اإلسراء: ٠٢) وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة ومن ر

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:252-250. 24

Page 22: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

137

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

إذن ما الذي خيتلف بني املسلم والكافر يف هذا اجملال؟ ينظر املؤمن إىل السبب على أنه مكون من شقني مرتاكبني متوازيني يعمالن كوحدة واحدة (شق الشهادة وشق الغيب) انظر إىل التوكل على سبيل ألسباب الشائعة يف عامل الشهادة ألخذ يت إال املثال وهو ميثل الشق الغييب يف طلب الرزق فالرزق ال ألسباب املادية حصل من الرزق ما وهي متثل جزءا من السبب ويتساوى فيه املؤمن والكافر فمن أخذ شاء هللا له أن حيصل وال جيوع كافر بكفره، فما أمهية الشق الثاين من السبب وهو التوكل على هللا ال بد أن نفهم قبل كل شيء أن األسباب مجيعها وبشقيها هي من قدرة هللا ونعمه مث أن للشق الثاين املتعلق لغيب دور آخر، فهو ميثل نوع العالقة بني اخلالق واملخلوق فالتوفيق والتعسري والتوجيه واخلذالن ونزع ت الكرمية لتوضيح هذه املعاين فقال تعاىل الربكة ملن نسي هللا هي مضمون الشق الغييب، وجاءت اآل{واضرب هلم مثل احلياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات األرض فأصبح هشيما ح وكان هللا على كل شيء مقتدرا} (الكهف:٤٥)، وقوله تعاىل {من عمل صاحلا من تذروه الرحسن ما كانوا يعملون} (النحل: ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجورهم م حيوزون الرزق والغلبة وما يرتتب على هذه لشق املادي من األسباب ال شك أ خذون ٩٧) فالذين

األسباب فهو من حتميات السنن {فلن جتد لسنة هللا تبديال } (فاطر٤٣:)

ا الصحيحة هو طلب من هللا أن يفي بوعده وهللا ال سبا إن حترك اإلنسان وطلبه بعمله النتائج خيلف امليعاد فهذه األسباب جاهزة للتلبية ألي من بين البشر عند طلبها الصحيح، ولكن ما فائدة الشق الغييب؟إن من ال يرى أمهية ألسباب الغيب فإنه مهما حصل من ربح وفائدة وغلبة وجناح، فإن االعتبارات القيمية واخلريية يف استعمال هذه النتائج تبقى مبلبلة وغامضة ومهملة فيتصرف صاحب الربح برحبه فيما ال ينفع وينغمس يف اللذات واملتع احلرام واالعتداء واالستعالء والبغي والفساد والصد عن ألسباب املادية والغيب فيحوز النتائج من ربح وتوفيق ويوفق حلسن استعماهلا خذ سبيل هللا،أما من واالستفادة منها لدنياه وعاقبة أمره ال يستعلي وال يتكرب وال يتجرب، وإذا أصابته مصيبة من السماء صرب واحتسب ذلك لوجه هللا. هذا املفهوم املركب لألسباب هو ما أوضحه القرآن الكرمي وسعى إىل تعميقه

يف النفس اإلنسانية.

Page 23: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

138

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

هـ- قيمة احلب:

اهتم القرآن بقيمة احلب وجعلها من املعايري األساسية لتنظيم العالقة بني الفرد وربه وبني الفرد النفس يف مؤصلة القيمة هذه تكون ما ومبقدار جمتمعه. وبني وبينه وسلم عليه هللا صلى والرسول اإلنسانية تكون هذه العالقة متينة وقد جعل القرآن حمبة هللا تعاىل هي األساس {ومن الناس من يتخذ م كحب هللا والذين آمنوا أشد حبا هلل} (البقرة: ١٦٥)، فحب هللا نواة من دون هللا أندادا حيبواإلميان وال يصلح إميان بال حب فبمقدار هذا احلب ينقاد اإلنسان وخيضع ويسلم هلل تعاىل يف كل شأن ويرجع إليه يف كل أمر ويرتتب على حبه هلل تعاىل حب الرسول املبعوث من عند هللا فهو القدوة هلل، ففي إتباعه ضمان من السرف احلسنة واملثل األعلى الكامل والتطبيق العملي ملنهج القرآن وصلته واالحنراف والشطط وسبيل إىل حب هللا {فاتبعوين حيببكم هللا ويغفر لكم ذنوبكم وهللا غفور رحيم

}. (آل عمران: ٣١)

على القرآن أثىن فقد والعبادة املعرفة مثرة هللا وحب وطاعته، هللا حب على العملية الرتبية ا إم إىل هذا املقام، وهو حب له أثره ومثرته يف النفس وال بد أن يؤدي م عباد املؤمنني الذين وصلت ؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وعشريتكم وأموال اقرتفتموها واه {قل إن كان آ إىل حب ما حتبه النفس ومره وهللا يت هللا وجتارة ختشون كسادها أحب إليكم من هللا ورسوله وجهاد يف سبيله فرتبصوا حىت ال يهدي القوم الفاسقني } (التوبة: ٢٤)، فحب هللا ورسوله فوق كل حب واإلحساس الدائم بنعم هللا

وفضله ينمي عاطفة احلب ويؤدي إىل السمو إىل مقام الشكر وشكر النعم نوع من اإلحسان.

و- القيمة الفردية مقابل القيمة االجتماعية:

شديد فهو االجتماعي، واجلانب الفردي اجلانب معا جانبني من اإلنسان شخصية تتشكل آلخرين واحلياة معهم كواحد منهم، لذلك أكد القرآن على تربية اإلحساس بفرديته ومييل إىل االجتماع لتكاليف واجلانب االجتماعي مهم كل من اجلانبني، فاجلانب الفردي مهم يف حتمل املسؤولية والنهوض . فاإلنسان حر يف تصرفاته ما دام خيشى يف املسامهة يف بناء اجملتمع اإلنساين املؤمن بناء صحيحا قوهلل هللا ويتبع أوامره ونواهيه فهو ال خيشى أحد إال هللا. واجملتمع اإلسالمي احلق الذي يقوم على اإلميان وخشيته جمتمع عادل ال يظلم فيه ضعيف وال جيور فيه قوي، مث أن املؤمنني أخوة فال تفريق وال استعالء على أساس اجلنس أو اللون أو القوميات أو الثروة قال هللا تعاىل{واعبدوا هللا وال تشركوا به شيئا

Page 24: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

139

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

جلنب وابن وبذي القرىب واملساكني واجلار ذي القرىب واجلار اجلنب والصاحب لوالدين إحسا والسبيل وما ملكت أميانكم إن هللا ال حيب من كان خمتاال فخورا}. (النساء: ٣٦)

وأساس العالقة يف اجملتمع اإلسالمي األخوة{إمنا املؤمنون أخوة} (احلجرات: ١٠). تربط بني األفراد بعد صلة اإلميان صلة الرمحة وصلة احملبة، والتكافل. قال تعاىل {حممد رسول هللا والذين معهم أشداء على الكفار رمحاء بينهم}. (الفتح: ٢٩)، وقال أيضا{ أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثريا من كل حلم أخيه الظن أن بعض الظن إمث وال جتسسوا وال يغتب بعضكم بعضا أحيب أحدكم أن ميتا فكرهتموه واتقوا هللا إن هللا تواب رحيم} (احلجرات: ١١)، وقد وصف رسول هللا اجملتمع عضو منه اشتكى إذا اجلسد وتعاطفهم كمثل وترامحهم توادهم يف املؤمنني مثل فقال:{ املؤمن

لسهر واحلمى} ( البخاري ومسلم ). تداعى له سائر اجلسد

ز- البيئة االجتماعية السليمة:

إذا كان القرآن أعطى للفرد كيانه واعتباره وعين بعقله وضمريه وهيأ له أسباب احلياة الكرمية وضمن له كل أسباب العزة والقوة واحلرية وأقام حساب آخر على مبدأ املسؤولية الفردية، فال يعين ذلك أنه يريد

منه أن يعتزل احلياة يف خلوة أو يعتكف للعبادة يف صومعة أو ينزع بسلوكه وعمله حنو الفردية املنعزلة.

ومنهج القرآن منهج مجاعي يهدف إىل تكوين مجاعة متميزة حتمل مبادئه وتعمل على تبليغها مينها والدعوة إليها وفرائض اإلسالم مجيعا تريب الفرد ليكون لبنة يف بناء اجملتمع واجلهاد يف سبيل وعضوا يف مجاعة املؤمنني،فالزكاة تربية للفرد على املسامهة مباله يف سبيل إسعاد جمتمعه ويف بذله وصدقته ألخوة واحلب، وكذلك الصوم شعور بوحدة األمة والصالة إحساس جلماعة وشعوره وبره إحساس ليت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ويل جلماعة{ال تستوي احلسنة وال السيئة ادفع محيم، وما يلقاها إال الذين صربوا وما يلقاها إال ذو حظ عظيم}. (فصلت: ٣٤-٣٥) وهكذا أغلق القرآن أبواب العالئق مجيعا إال ما كان منها قائما على أساس اإلميان وجعل من العقيدة صلة أقوى من هلل وعلى أساس هذه الرتبية صالت القرابة والرحم وجعل من املؤمنني أمة واحدة جتمعهم رابطة اإلميان

أقام الرسول الكرمي جمتمعه اجلديد يف املدينة٢٥.

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:316. 25

Page 25: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

140

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

وعالقة احلب قائمة بني أفراد اجملتمع املسلم وعليها تبىن العالقات فيحس املؤمن أنه واحد من األمة املؤمنة املتميزة يف األمن حتت راية هللا، له من جهادهم رصيد ومن عملهم أسوة ومن ذكرهم سكينة ومن حبهم زاد على طول الطريق {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا وإلخواننا الذين سبقو

إلميان وال جتعل يف قلوبنا غال للذين آمنوا * ربنا إنك رؤوف رحيم}. ( احلشر: ٣٠ )

ح- التوازن:

دعى اإلسالم إىل التوازن يف كل شيء فالكون كله مبين على ذلك، فقد خلق هللا كل شيء وقدره تقديرا حمكما قال تعاىل {وإن من شيء إال عند خزائنه وما ننزله إال بقدر معلوم} (احلجر:٢١ ت القرآن الكرمي جيد الدعوة )، وقوله {قد جعل هللا لكل شيء قدرا} (الطالق: ٣). واملتتبع آلرة رة يربطها خبلق السموات واألرض وخلق كل شيء و إىل التوازن يف كل شيء واضحة صرحية فهو يربطها مبفهوم اخلريية واليت فيها مصلحة اإلنسان نفسه قال تعاىل { أفلم ينظروا إىل السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وماهلا من فروج } (ق:٦)، { والسماء رفعها ووضع امليزان،أال تطغوا يف امليزان

وأقيموا الوزن وال ختسروا امليزان} (الرمحن: ٧-٩)..

فمن الواضح أن هذا الوجود مبا فيه من مساء مرفوعة وما فيها من زينة وإتقان قد خلق وفق ميزان، ت احلياة، فلو ترك ودعى البشرية أن حتفظ هذا التوازن وتعيده إذا اختل، فالتوازن ضرورة من ضرورورهبة، رغبة س و أمل وإحجام ميل وبغض حب املتصارعة املتضاربة نفسه لنوازع منقادا اإلنسان لو تركت هذه العوامل على حريتها ألوقعت اإلنسان يف حبائل مصائدها وسببت له اهلالك والشقاء فضبطت هذه النوازع وضبط كل شيء يف هذا الوجود مبيزان التوازن املقدر بدقة متناهية، وما خلق احلياة ك هللا الدار اآلخرة ب هذا التوازن، يقول تعاىل يف ذلك {وابتغ فيما آ الدنيا وخلق اآلخرة إال من وال تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن هللا إليك وال تبغ الفساد يف األرض إن هللا ال حيب املفسدين} (القصص:٧٧) فهي دعوة صرحية إىل احملافظة على التوازن بني الدنيا واآلخرة، فطلب العمل لتأكيد معيار التوازن واحملافظة على التوازن إحسان للدارين، ووضع معيار اإلحسان وعدم الفساد، وهو وإيقاع اخللل فيه فساد..إن مفهوم التوازن كما حدده القرآن الكرمي أبرز لدى اإلنسان اجتاهني أوهلما نيهما العمل على إعادة التوازن إذا حدث له اختالل، قال تعاىل{ البحث عن التوازن واحملافظة عليه و

Page 26: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

141

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

والذين إذا أنفقوا مل يسرفوا ومل يقرتوا وكان بني ذلك قواما} (الفرقان ٦٧). {وال جتعل يدك مغلولة إىل عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما حمسورا} (اإلسراء: ٢٩).

لثا: أساليب القرآن الرتبوية يف خماطبة النفس اإلنسانية:

املعرفة النظرية الذهنية الباردة امليتة املتوارثة واليت ليس هلا واقع يف حياة اإلنسان ال تعين شيئا، وقد ثريا معينا يف السلوك ا النفس كلها وتعطي ألغاها اإلسالم. واملعرفة احلية اليت تنبع من الوجدان فتنفعل الواقعي شيء آخر، هي ما يطلبه اإلسالم ويستنبته يف قلوب الناس القرآن الكرمي. سجل القرآن الكرمي هلل اخلالق املدبر ومع ذلك ألغاها البتة، إن للقرآن طريقته اخلاصة يف ملس القلوب على العرب معرفتهم

ا إىل حقيقة األلوهية.٢٦ والشكل يوضح أساليب اخلطاب القرآين يف تربية اإلنسان: واستجابة وجدا

األساليب القرآنية يف الرتبية

١- أسلوب اخلطاب املتنوع:

ز املشاعر ليس القرآن جمرد كتاب يلتزم منهجا واحدا لبيان تشريعاته وليس جمرد كتاب أدب يعتىن ختالف املواقف واملوضوعات رة األخيلة وإمنا هو كتاب لرتبية الناس ينوع من أساليبه واألحاسيس وإفلم يعرب يف كل ما كان واجبا مبادة الوجوب وال يف ما هو حمرم مبادة احلرمة، بل تراه يعرب طورا عن الواجب نه ا} (التوبة:١٠٣)، وطورا يعرب عنه لفعل {خذ من أمواهلم صدقة تطهرهم وتزكيهم بصفة األمر الفعل املكتوب،{ أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} (البقرة:

رة يدل على الوجوب مبا يرتتب على الفعل يف الدنيا واآلخرة من خري. ١٨٣)، و

أما ترتيب اخلري على الفعل يف الدنيا، فمثل قوله تعاىل {فمن يتق هللا جيعل له خمرجا، ويرزقه ليت هي أحسن فإذا من حيث ال حيتسب} (الطالق: ٣)، {ال تستوي احلسنة وال السيئة ادفع حلسنة واجب وهذا الوجوب الذي بينك وبينه عداوة كأنه ويل محيم} (فصلت٣٤:)، فدفع السيئة مل يعرب عنه مبادة وجب، وإمنا دل عليه مبا رتبه على الفعل يف الدنيا من اخلري وهي صريورة العدو صديقا

محيما٢٧.

حممد قطب, مناهج الرتبية اإلسالمية، دار الشروق، بريوت,1981م,ص:28. 26دار الدوحة، الرتبوية، االجتماعية الدراسات فلسفة يف اإلسالمية النظرية هاشم, القادر عبد رمزي، ( 27

Page 27: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

142

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

وأما ترتيب اخلري على الفعل يف اآلخرة فمثل قوله تعاىل{من عمل صاحلا من ذكر وأنثى وهو لنسبة للتعبري مؤمن، فأولئك يدخلون اجلنة يرزقون فيها بغري حساب} (غافر٤٠:)، وكذلك احلال لشر وعدم رة يصف الفعل } (اإلسراء٣٢:)، و لنهي {وال تقربوا الز عن احلرمة فتارة يعرب عنها هم هللا من فضله هو خريا هلم بل هو شر الرب ويرتب عليه العقاب {وال حيسنب الذين يبخلون مبا آرة أخرى يدل على احملرم مبا يرتبه على هلم، سيطوقون ما خبلوا به يوم القيامة.} (آل عمران: ١٨٠) وا يف سبيل هللا، الفعل اآلجل أو العاجل من شر مثل قوله {والذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقوم وظهورهم هذا ما ا جباههم وجنو ر جهنم فتكوى فبشرهم بعذاب أليم * يوم حيمى عليها يف

كنزمت ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون } (التوبة: ٣٤-٣٥).

إن هلذا األسلوب قيمته الرتبوية الكربى، فإنسان ال مييل إىل األسلوب املباشر يف النصح واإلرشاد يت فعال طيبا، فإمنا يفعل ذلك بدافع داخلي ال بناء على أوامر ألنه حيب دائما أن يشعر أنه عندما مره ونواهي، ومع أن املريب هنا هو هللا سبحانه وتعاىل مما يوجب على اإلنسان أن يستمع إليه وينصاع ملا به وينهاه عنه، إال أنه خياطبه مبا هو مفطور عليه بغري قهر أو قسر، فكأنه بذلك يبني لإلنسان ضرورة

لنتائج.٢٨ يت أن يسلك مثل هذا السلوك يف دعوته لغريه من الناس يف تربيتهم وتعليمهم حىت

مساء هللا وصفاته: ٢- الرتبية

تصور املؤمن لصفات هللا يشكل لديه اإلحساس املرهف بقدرة هللا وطالقة هذه القدرة، كما جيعله ذا الكون وتدبريه املستمر ليس جمرد نظرية بل هو واقع ر هذه الصفات فتصرف هللا تعاىل حيس ر ويصاحبها. يف كل شيء من شؤون حمسوس ملموس مدرك لكل ذي عقل حىت أنه ليعيش هذه اآلخذ بيده إذا كبا ويسدده إذا زل وميده إذا أحتاج وجييبه إذا احلياة فإذا أحس اإلنسان أن هللا معه دائما هلل تعاىل وإىل قوة هللا تعاىل اليت ال سأل ويعينه إذا ضعف ويبصره إذا جاهد، عندها يطمئن إىل صلته

تغلب وهذا يقويه يف نفسه ويقويه على شهواته وأعدائه.

الثقافة,1984م,ص154.) سعيد إمساعيل علي, أصول الرتبية اإلسالمية، دار الثقافة، القاهرة, 1987م, ص:23. 28

Page 28: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

143

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

٣- الرتبية يف ظل األحداث:

ا حتدث يف النفس حالة خاصة هي أقرب لالنصهار.أن احلادثة تثري ألحداث أ تتميز الرتبية ا إىل أو الوصول النفس بكاملها وترسل فيها قدرا من حرارة التفاعل واالنفعال يكفي لظهورها أحياقرب االنصهار، وتلك حالة ال حتدث كل يوم يف النفس. وليس من اليسري الوصول إليها والنفس يف مل لذلك كان استغالل احلادثة مهمة كبرية من مهام راحتها وأمنها وطمأنينتها، مسرتخيه ومنطلقة يف الرتبية لينطبع على النفس يف حالة انصهارها ما يريد املريب أن يطبعه من التوجيهات والتهذيبات فال يزول أثرها أبدا. وهكذا كانت تربية القرآن لإلنسان فصورها كثرية، كان القرآن ينزل بعد كل حادثه ومع لتوجيه والرتبية، فجاءت تربية جتريبية واقعية كما جاء تشريعه مرتبطا بواقع النفوس متمشيا كل مناسبة

مع الفطرة ليس فيه افرتاض وال تعسف٢٩.

ليوم اآلخر: لتعريف ٤- الرتبية

ليوم اآلخر فقد رسخ القرآن الكرمي يف النفس اإلنسانية معىن املصري وحقيقته لتعريف أما الرتبية سلوب تربوي جيمع بني خماطبة ومل يلجأ يف ذلك إىل اإلقناع الذهيب اجملرد بل ساق الدليل على البعث العقل والوجدان وأقام احلساب على مبدأ التبعية الفردية وقرر املسؤولية الفردية من ذلك بوضوح فبدون هذا املنهج ال تثمر تربية وال يصح يف احلياة سلوك وال يقوم لضمري الفرد وجود وال لتكليفه أو حسابه لكل وزن أو اعتبار أن صورة ما جيب أن يكون هو العنصر املعياري، ألنه بدونه يكون كل شيء مساوليوم اآلخر هي شيء دون وجود نقطة بدء يقاس إليها كل شيء. فالعقيدة الصحيحة مبا فيها اإلميان

نقطة البدء وهي معيار الفالح يف الدنيا واآلخرة.

لقدوة: ٥- الرتبية

اعتىن القرآن مبواصفات القدوة اليت تريب مالحظتها وفق مهج هللا تعاىل، فكان الرسول صلى هللا عليه وسالم هو خري قدوه للناس: { لقد كان لكم يف رسول هللا أسوة حسنة } (األحزاب: ٢١)، اخلالدة احلية الصورة اإلسالمي، للمنهج الكاملة الصورة وسالم عليه هللا صلى شخصية يف ووضح

) حممد شديد، منهج القرآن يف الرتبية، املرجع السابق, ص:362. 29

Page 29: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

144

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

وداعيا إىل هللا وسراجا منريا{ أيها النيب ونذيرا على مدار التاريخ. كان خلقه للقرآن وكان مبشرا أ أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } (األحزاب: ٤٥-٤٦)، وعن طريقه صلى هللا عليه وسالم أنشأ إلسالم { لقد من هللا على املؤمنني إذ بعث فيهم رسوال من أنفسهم هللا هذه األمة ومن هللا عليها ته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب واحلكمة، وأن كانوا من قبل لفي ضالل مبني } (آل يتلو عليهم آللعاملني} رمحة إال أرسلناك وما واألرض { السموات بقيت ما قية القدوة وهذه عمران١٦٤:). (األنبياء:١٠٧)، إن شخصية الرسول صلى هللا عليه وسالم هي القدوة احلسنه الدائمة املتجددة على

مر األجيال والعصور تظل حيويتها دافعه شاخصة وال تتحول إىل خيال جمرد.

ملوعظة: ٦ – الرتبية

ومما استخدمه القرآن يف تربية اإلنسان أسلوب املوعظة فالنفس اإلنسانية لديها االستعداد للتأثر مبا يلقى إليها من كالم وهو استعداد مؤقت يف الغالب ولذلك يلزمه التكرار واملوعظة املؤثرة تفتح طريقها ملواعظ والتوجيهات { زه هزا وتثري كوامنه٣٠، والقرآن مليء إىل النفس مباشرة عن طريق الوجدان ولعدل أن هللا نعما ت إىل أهلها، وإذا حكمتم بني الناس أن حتكموا مركم أن تؤدوا األما أن هللا وبذي القرىب، لوالدين إحسا يعظكم به } (النساء٥٨:) { واعبدوا هللا وال تشركوا به شيئا وجلنب أبن السبيل وما ملكت واليتامى واملساكني، واجلار ذي القرىب، واجلار اجلنب والصاحب إميانكم أن هللا ال حيب كل خمتاال فخورا} (النساء:٣٦)، {وإذ قال لقمان ألبنه وهو يعظه بين ال ا هلل أن الشرك لظلم عظيم} (لقمان: ١٣-١٩) هذه بعض النماذج من املواعظ اليت حفل تشرك

القرآن الكرمي حلث النفس اإلنسانية على التقوى واهلدى.

لتعزير والعقوبة: ٧- الرتبية

لقد رتب القرآن على العمل الصاحل جزاء حسنا يف الدنيا واآلخرة قال تعاىل {والذين آمنوا وعملوا الصاحلات ال نكلف نفسا إال وسعها أولئك أصحاب اجلنة هم فيها خالدون} (األعراف:٤٢)، ومل يقتصر اإلسالم على أسلوب واحد يف الرتبية بل استخدم خمتلف األساليب املتاحة حسب احلاجة ففي

) حممد قطب, مناهج الرتبية اإلسالمية، املرجع السابق,ص:187. 30

Page 30: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

145

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

لنعيم للمتقني الذين يعملون الصاحلات رتب العقاب على الكفار والعصاة ومن يسعون مقابل الوعد يف األرض فسادا. وال خيفى على أحد أن الرتبية املتزنة هي اليت توازن بني الرقة واللطف واحلنان من جهة م لذكر هللا وما نزل من احلق ن للذين أمنوا أن ختشع قلو واحلزم والعقوبة من جانب آخر{ أمل م وكثري منهم فاسقون} وال يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم األمد فقست قلوتنا واستكربوا عنها ال تفتح هلم أبواب السماء وال يدخلون (احلديد: ١٦)، {إن الذين كذبوا هلل اجلنة حىت يلج اجلمل من سم اخلياط وكذلك جنزى اجملرمني } (األعراف: ٤٠)، {والذين أمنوا يتنا م هلم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا ورسوله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ر

أولئك أصحاب اجلحيم .} (احلديد: ١٩)

لقصة: ٨- الرتبية

نفعال ومتابعة وكأمنا أحداثها حد يف القصة سحر يسحر النفوس وجتعلها تعيش أحداثها حدذا واقعة ومشاهدة يتتبعها اإلنسان من موقف إىل آخر، وهو ميل فطري لدى اإلنسان، فاهتم القرآن ثري فائق وأكثر من استخدامه يف خمتلف املواقف الرتبوية، فقد أستخدم خمتلف أنواع األسلوب ملا له من ماكنها وأشخاصها وحوادثها والقصة الواقعية اليت تعرض منوذجا القصص التارخيية الواقعية املقصودة ي شخص يتمثل فيه ذلك النموذج، والقصة شخاصها الواقعني أو حلالة بشريه فيستوى أن تكون ا ولكنها ميكن أن تقع يف أية حلظه من اللحظات ويف أي عصر من التمثيلية اليت ال متثل واقعة بذام من جراء لرساالت وما أصا العصور٣١. ففي قصص األنبياء عليهم السالم ويف قصص املكذبني حلق}(املائدة٢٧: )، ويف قصة صاحب هذا الكذب ويف قصة ابين آدم {واتل عليهم نبأ بين آدم اجلنتني {واضرب هلم مثال رجلني جعلنا ألحدمها جنتني من أعناب وحففنامها بنخل وجعلنا بينهما ألحداث لقدوة واملوعظة وهو سجل حافل زرعا } (الكهف).وتربية للروح والعقل واجلسم وتربية لشيطان من أهم القصص التوجيهية يف القرآن فهي قضية البشرية واألمثال، وقصة خلق آدم وعالقته

األوىل وقصة البشر على مدار التاريخ.

) حممد قطب, مناهج الرتبية اإلسالمية، املرجع السابق,ص:193. 31

Page 31: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

146

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

لعادة: ٩- الرتبية

عندما تتكون العادة لدى اإلنسان ختتزل كثري من أشكال الطاقة وتتوجه إىل ميادين أخرى جديدة من العمل واإلنتاج املبدع واإلسالم يستخدم العادة كوسيلة من وسائل الرتبية فيحول اخلري كله إىل عادة ا النفس بغري جهد وبغري كد وبغري مقاومة ويف الوقت ذاته حيول دون اآللية اجلامدة يف األداء تقوم اليت كانت السيئة العادات من اإلسالم كثريا حارب وقد هذا املقصودة. ألهداف الدائم لتذكري منتشرة بني الناس كوأد البنات وشرب اخلمر والز والر وامليسر..إىل غريها من العادات السيئة اجلاهلية.

رة الوجدان وإنشاء الرغبة يف العمل مث حيول الرغبة إىل عمل واقعي ذي فيلجأ القرآن يف ذلك إىل إلباطن فيتطابقان ويتكافأن رغبة وسلوكا مث حيول الرغبة صورة حمددة واضحة السمات فيلتقي الظاهر

ط اجتماعي٣٢. والعمل من مسألة فردية إىل ر

اخلامتة والتوصيات:

نالحظ مما سبق عرضه أن منهج القرآن الكرمي يف تربية اإلنسان يرتكز بشكل أساسي على اإلميان هلل تعاىل وبصفاته وهي تشكل النواة اليت تنطلق منها كل املفاهيم واملناهج واألساليب، فنظرة الصادق اإلنسان إىل الكون واحلياة ومفاهيمه عنها تنطلق من هذه النواة، وحتديده ألهدافه ومهامه يف احلياة ينطلق منها، وتنظيم كل العالقات مع هللا ومع نفسه ومع اجملتمع ينطلق منها أيضا، وضبط عمله وفق قيم ومعايري معينة ينطلق منها وإعماره لألرض ينطلق منها واستعداده لآلخرة ينطلق منها أيضا، فما ذه العقيدة. واالمتثال هلذه العقيدة وتفعيل أثرها يتطلب من من فكر وال عمل إال ويتصل مباشرة لعبادة واحلمد والشكر. كما يتوجه اإلنسان التوجه إىل اخلالق العظيم واملنعم على الوجود جبليل النعم، لتسليم واالحتكام إليه فله سبحانه وتعاىل اخللق واألمر وهو خري احلاكمني، ومما يالزم هذه العقيدة إليه الصادقة العمل اجلاد الصاحل اخلالص لوجه هللا فاإلخالص هلل يف االعتقاد ويف التوجه ويف العمل ميثل

درجة اإلحسان اليت أكد عليها القرآن يف أكثر من موقع وأحسن كما أحسن هللا إليك.

) حممد قطب, مناهج الرتبية اإلسالمية، املرجع السابق,ص:204-200. 32

Page 32: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

147

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

ويف ضوء ذلك توصي الدراسة مبا يلي:

١- أن يركز الرتبويون على بلورة العقيدة اإلميانية الصحيحة وتعميقها يف نفوس الطلبة وجعلها املنطلق الذي تنطلق منه كل األفكار والقيم واألساليب..

٢- أن يتوجه الرتبويون إىل القرآن الكرمي يستمدون منه الفكر والقيم والوسائل واألساليب لرتبية لقيم واألخالق. هلل ومتمسك جيل صاحل مؤمن

٣- أن يؤكد املربون على اجلانب الروحي والقيمي يف عملية الرتبية.

لغ يف تربية النفوس وضبط ليوم اآلخر ملا له من أثر ٤- أن يركز الرتبويون على دور اإلميان السلوك.

٥- حفز الرتبويني على استخدام أساليب متنوعة على غرار ما جاء يف القرآن ملناسبتها لطبيعة ا على حفز املتعلم على التعلم. النفس اإلنسانية وقدر

املراجع:

الرابع العاملي العلمي املؤمتر ومناقشات حبوث النفس، لعلم إسالمية وجهة فؤاد, حطب، أبو ١ (لقاهرة, سنة ١٩٨٩م. للتفكري اإلسالمي

أبو سليمان، عبد احلميد, قضية املنهجية يف الفكر اإلسالمي، حبوث ومناقشات املؤمتر العاملي ٢ (الرابع للفكر اإلسالمي، اخلرطوم، املعهد العاملي للفكر, سنة ١٩٩٠م.

اإلبراشي، حممد عطية, الرتبية اإلسالمية وفالسفتها، القاهرة, سنة ١٩٧٥م.) ٣ اجلمايل، حممد فاضل, حنو تربية مؤمنة، الشركة التونسية للتوزيع، تونس, سنة ١٩٧٧م.) ٤

رجب، إبراهيم عبد الرمحن, منهج التوجيه اإلسالمي للعلوم االجتماعية، جملة املسلم املعاصر ـ ٥ (العدد (٨٠)، السنة(٢٠)، دملون للنشر – قربص, سنة ١٩٩٦م.

رمزي، عبد القادر هاشم, النظرية اإلسالمية يف فلسفة الدراسات االجتماعية الرتبوية، الدوحة، ٦ (دار الثقافة, سنة ١٩٨٤م.

زيتون، حسن حسني, تصميم التدريس (رؤية منظومية)، ج١، طبعة ٢، عامل الكتب –) ٧ القاهرة, سنة ٢٠٠١م.

السيد، فؤاد, علم النفس االجتماعي، دار الفكر العريب – القاهرةو سنة ١٩٨١م.) ٨

Page 33: ULUSLARARASI KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ ...isamveri.org/pdfdrg/G00217/2016/2016_1_NECMULHAKM.pdf · KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ attempts

148

KİŞİLİK VE KARAKTER İNŞÂSINDA DİNİN YERİ

)، منهج القرآن يف الرتبية، مؤسسة الرسالة، بريوت. شديد، حممد (١٩٩٤) ٩ ، دار الكتاب شكري، علياء واجلوهري، حممد علي, قراءات معاصرة يف علم االجتماع، ط٢) ١٠

للتوزيع، القاهرة, سنة ١٩٧٩م.عبد هللا، عبد الرمحن صاحل, املرجع يف تدريس علوم الشريعة، دار البشري –) ١١ األردن, سنة

١٩٩٧م.علي، سعيد إمساعيل، الفكر الرتبوي العريب احلديث، عامل املعرفة، الكويت, سنة ١٩٨٧م.) ١٢ علي، سعيد إمساعيل, أصول الرتبية اإلسالمية، دار الثقافة، القاهرة, سنة ١٩٨٧م.) ١٣ علي، سعيد إمساعيل، فلسفات تربوية، عامل املعرفة، الكويت, سنة ١٩٩٥م.) ١٤

م. قطب، حممد, مناهج الرتبية اإلسالمية، دار الشروق، بريوت, سنة ١٩٨١) ١٥ مالت يف السنن الكونية اليت حتكم قيام احلضارات ومراجعها يف ضوء املصري، حممود زايد, ١٦ (القرآن الكرمي، جملة املسلم املعاصر، العدد (٨٠)، السنة (٢٠)، دملون للنشر – قربص, سنة

١٩٩٦م.م. النحالوي، عبد الرمحن, أصول الرتبية اإلسالمية، دار الفكر، دمشق, سنة ١٩٧٩) ١٧

اهليثي، هادي نعمان, ثقافة الطفل، عامل املعرفة، الكويت, سنة ١٩٨٨م.) ١٨