الغالف

1

االطمئنانفي القرآن

بواعثه، صوره، العون عليه، صفات أهله)تفسير موضوعي(

محمد خير رمضان يوسف

هـ1441

2

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:ه الحمد لله على هدايته وعافيته، والصالة والسالم على نبي�ا إلى��ل من دع��حبه وك��ه وص��ه، وعلى آل� ورحمته إلى خلق

دينه.�يرا��ا كب� �كل جانب��ة في النفس، وتش��ة تبعث الراح� الطمأنين�د، وال��ة من الجس��ع في أهم منطق� من سعادة المرء، وتقب

تسكن إال في أفئدة مؤمنة!�ذي��ا، ال� ولها بواعث، ال تستقر القلوب بدونها، أولها خالقه�ه��ه، ثم كتاب��اء من خلق��ة لمن ش��عادة والعافي� يهب الس�رى:��ة، والبش��دى ورحم��اس، وه��فاء للن��و ش��ز، فه� العزي�رة��هادة المبش��اد والش��ة، والجه��ة الجميل��ة المتفائل� الكلم�الته��ه بهم، وص��اده، ورحمت��ه لعب� بالجنة، ووالية الله، وتثبيت�وس��ه نف� عليهم، وعدالته، ورضاه، والحق وحده تسكن إلي

المؤمنين، والمغفرة، والثواب الجزيل، والعبودية...�الى،��ه تع��ر الل��وس: ذك��ان النف��ا يعين على اطمئن� ومم�ه،���ل على الل���ة، والتوك���بر على الطاع���ة، والص�� والتزكي�ري واالطالع،���دعاء، والتح���بحانه، وال���ه س���كر ل�� والش

والبصيرة... وغيرها.ومن صفات المطمئنين: عدم الخوف والحزن.

�ل��ان والعم��در، اإليم��راح الص��ى، انش��وره: الرض� ومن ص�ر،��ه، الفتح والنص� الصالح، األمن والعافية، السالم، حب الل

الوحدة، العدل، صالح البال، وأمور أخرى..�ات�دا بآي �د، مؤي��ذا البحث الفري��ه في ه�نت هذا وغيره مما بي

من الكتاب العزيز.�رآن��ان في الق��نى االطمئن��ارئ على مع��ع الق��ه يطل� وفي�ه،��ف يطمئن قلب��رف كي� الكريم، وشروط االتصاف به، ليع

ومتى؟�ه��ده، وكفى ب��رآن وح��دوده الق��وعي، ح��ير موض� وهو تفس

أصال ومجدا.�ني��ذي وفق� وأوردت تفسير اآليات الكريمة من التفسير ال�ر إلى�lش �ير(، ولم أ��ح في التفس��و )الواض��عه، وه� الله لوض

3

�د� ذلك سوى مرة في أوله، كما استعنت بتفاسير أخرى عناللزوم، وذكرتها في المتن أو الهوامش.

�ا��ه، ويطمئن قلوبن��ع ب��ه، وينف��الى أن يتقبل��ه تع��و الل� أدعرنا بجنته. بذكره، ويبش

والحمد لله رب العالمين.

محمد خير يوسفإستانبول

ه�1441العشر األواخر من شهر رمضان

4

الفصل األول

معنى االطمئنان

االطمئنان والسكينة بمعنى واحد، وقد وردت الكلمتان في�ه��ذكر الل� آيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: }أال ب

�د: ��ورة الرع�{ ]س lوب��l ل28تطمئن القlل ���ه: }وص� [، وقولهlم{ ]سورة التوبة: [.103عليهم إن صالتك سكن ل

�رء في النفس،��ده الم��ر القلب، وأمن يج��ة تغم��و راح� وهوسعادة يشعر بها، وسالم وهناء يمأل كيانه.

�د��يرية، عن��واطره التفس��عراوي في خ��يخ الش��ول الش� ويق�كونl القلب،��ان س��نى االطمئن��د: مع��ورة الرع��ير س� تفس

lنسه. واستقراره وأ�ان��ص، ولس��كن ورد في المخص��نى الس��ان بمع� واالطمئن العرب، ومختار الصحاح، وتاج العروس، وغيرها. وقال في�ان وأخبتت��أنت باإليم� األخير: النفس المطمئنة: التي اطم

إلى ربها.�ا في��ار، كم��ة والوق� وتضاف معان أخرى للسكينة، كالرزان�دم��ة، وع��ة: الثق��نى الطمأنين��ه مع��يط. وفي� المعجم الوس

القلق.lرار���وداعl والق��ة وال���روس: الطمأنين��اج الع���ال في ت� وق�ؤمن��ده الم��الى في قلب عب�lه الله تع lنزل : الذي ي lوالسكون عند اضطرابه من شدة المخاوف، فال ينزعجl بعد ذلك، لما

بات. يرد عليه ويوجبl له زيادة اإليمان وقوة اليقين والث

�دنيا ال يبعث على���اة ال���ام في الحي���و الع�� ولنعلم أن الج�اس��ار على الن��راء اختب��ة إلج��ة مؤقت��ا حال� االطمئنان، ألنه

وتنتهي، فال قرار لها، وفناؤها مكتوب فيها. �ل،��ق والباط��ر، وبين الح� وهي حياة صراع بين الخير والش�ه��ه آدم علي��زل الل��د أن��ده. وق��ني آدم وإبليس وجن� وبين ب�دوين����ة إلى األرض ع����الم وإبليس اللعين من الجن��� الس�ه لئال��ذر دائم من��ان على ح� لبعضهما البعض. ويكون اإلنس�دlو�lم لبعض ع ك l�� يغلبه. قال الله تعالى: }وقlلنا اهبطlوا بعض

5

lم في األرض مlستقر ومتاع إلى حين{ ]سورة البقرة : ولك36.]

�دة����ان في القلب، إلى العقي����ود االطمئن��� ولكن المقص الصحيحة، والرضا بما قدره الله، وطاعته، وذكره وشكره،ا له، وتعظيما لشأنه سبحانه، وألن�ه يس�تحق ذل�ك، فه�و حب�وقا إلى��المين كلهم. ثم ش��ق، رب الع��ود بح��ه المعب� اإلل�ؤمن��عل قلب الم��ذا يش��ل ه��ه.. وك� لقائه، وطمعا في جنت�ال،����ة الب����ل، ويبعث على راح����وق والحب واألم��� بالش

والسعادة في الحال، في طاعة وخشوع وتبتل. فالتركيز في هذا البحث على معنى )الراحة النفسية( التيا �ه قوي��ان إيمان� يجدها المسلم نتيجة إيمانه وآثاره، وكلما ك

كان اطمئنانه أوضح وأكثر. واالطمئنان له عالقة بمصطلحات أخرى تحوم حول معناه،

خاصة وعامة، ومن جوانب. �ة(،��ال(، ومن )العافي��ة الب��نى )راح��ريب من مع��و ق� وه�انب� و)السعادة(، ولكن هذه األخيرة أشمل. واالطمئنان ج

كبير منها، أو هو أولها.ا، ���ية أيض��ة والمعيش��واحي المالي��مل الن��يرة تش� فهذه األخ�يرا أو��ؤمن فق��ون الم� واالطمئنان ال يلزم فيه هذا، فقد يكما بقض�ائه، مصابا وقلبه مطمئن، رضى بق�در الل�ه، ومس�ل

ومنتظرا رحمته بصبر وإيمان واحتساب.

6

الفصل الثاني

االطمئنان للقلوب المؤمنة

�دى�lة للمتقين: }ه���ه هداي��ريح بأن��ريم تص��رآن الك� في الق�رة: ��ورة البق�قين{ ]س لمlت قين،2ل �ان للمت��ور وتبي� [ أي: ن

�ون��ه، ويرج� �ذرون عقوبت��ه ويح��ة الل��ون بطاع��ذين يعمل� ال�ل� رحمته بالتصديق بما جاء فيه، أما غير المؤمنين فال يعم�ه����ارهم عن فهم����ماعهم وأبص����وا أس��� فيهم؛ ألنهم أغلق

واستيعابه، وبذلك يكونون أبعد عن االطمئنان إليه وبه. �بين،��وره الم��رآن ون��دهم عن الق��وبهم علة تبع� إن في قلlه��� �زادهlمl الل��وبهم مرض ف�l ا: }في قlل ���ه مرض��ماها الل� س

�وبهم علة جعلتهم10مرضا{ ]سورة البقرة: � [. أي: في قلlه���زادهم الل��وقفهم، ف�ون على م �ر�lص يحيدون عن الحق وي�ع��زدادl م��رض ي��ر، والم�l �راف يكب��إن االنح�ة، ف �ذلك عل� ب

وا ولم يحاولوا اإليمان.. .(1 )اإلصرار، فشك

ــتمر ــالل مسـ ــون في ضـ ــذين يعيشـ ــؤالء الـ وهـــل والعمى ــال الجه ــون في أوح �تقريتقلب� ، وال تس

�ون��ا ظن��ا، ألنه��ون إليه� نفوسهم على فكر أو عقيدة يطمئن�د��ا. وق��تقرار له��دة وال اس��ات ال قاع��تنتاجات ونظري� واسlكم عlمي{ م ب l���أنهم }ص��الل ب��التهم في الض��ه ح� وصف الل

[، فقد عطلوا وظائف آذانهم وألسنتهم18]سورة البقرة: �ا ينفعlهم، وال��ون بم� وعيونهم؛ فال يسمعون خيرا، وال يتكلم

يرون الحق. �ؤالء إذا ك�انوا��ال إلى ه� ومن أين يأتي االطمئنان وراحةl الب

على هذه الصفة؟

�رواوقــد ضــرب اللــه مثالI ألهــل الضــالل��ذين آث� ، ال�التهم��ور ح��دى، وص��الل على اله� الباطل على الحق، والضlهlم �بحانه: }مثل� التي آلت إلى تخبط وتحير وعمى، فقال س

�ا من1� )( ينظر الواضح في التفسير/ محمد خير يوسف. وتفسير اآليات كلههذا المصدر، إال أن يشار إلى غيره.

7

lه �هl ذهب الل �ا حول�اءت م ���ارا فلما أض� lستوقد ن ذي ا كمثل ال�رة:��ورة البق�ون{ ]س lر ��lبص lمات ال ي lورهم وتركهlم في ظlل بن

17] أي: مثلl هؤالء الذين عدلوا عن الهlدى إلى الضالل، وآثروا�دلهم،� العمى على التبصر، كمثل رجل أوقد نارا في ليل م�ا��ر به� فلما أضاءت النارl ما حولها وانتفع بها مlوقدlها، وأبص �ار في ظالم��ا طlفئت، فص��ا، إذا به��تأنس به��هl واس��ا حول� م

lبصرl وال يهتدي!. شديد، ال ي�وا��آمنوا، ثم انقلب��الم ف��ور اإلس��ذلك، رأوا ن��افقون ك� والمن�الل على��ؤثرين الض�lائرين، م���ون ح�lوههم يخبط�� على وج�ع� lب وا فط lر��lم كف �وا ث�l هlم آمن �أن� �ك ب� نوه. }ذل �بي� الهlدى بعدما ت

lوبهم فهlم ال يفقهlون{ ]سورة المنافقون: [.3على قlل�ور،��و الن� فكان جزاؤهم أن أذهب الله عنهم ما ينفعlهم، وههم، وهو اإلحراقl والدخان، وتركهم في وأبقى لهم ما يضر�بيل��دون إلى س��اق، ال يهت�ف �ر والن��ك والكف��ات الش� ظلم

الخير.بومثال آخر ي ���الى: }أو كص��ه تع� ، أوضح وأشد قوة، قول

ابعهlم في ��lون أص lمات ورعد وبرق يجعل ماء فيه ظlل من الس�افرين{� هl مlحيط بالك آذانهم من الصواعق حذر الموت والل

[19]سورة البقرة: �ل� �رددهم، كمث�هم وكفرهم وت أي: حالl هؤالء أيضا في شك مط�ر هط�ل من الس�ماء في لي�ل مظلم، في�ه رع�د ق�وي�ون��اروا يجعل��ديد، فص��ان ش�lضيءl في لمع مخيف، وبرق ي�ا� أصابعهم في آذانهم حذرا من أن يصيبهم شيء من آثاره�ط بهم��هl محي��ذرا، فالل��دي عنهم ح�lج �و ال ي��وا، وه� فيموت

بقدرته، وهم تحت مشيئته وإرادته.، lر��، والكف lالظلمات هي الشكوك lه المثل: حالlأوج lوتشبيه

فاق. والن�أن��إن ش��وف، ف��وب من الخ��زعجl القل�l �ا ي��و م��دl ه� والرع

المنافقين الخوفl الشديدl والفزع.�افقين��م من المن��ذا القس��وب ه� والبرقl هو ما يلمعl في قل

في بعض األحيان من نور اإليمان.

8

�ه�وا في ��اء لهlم مش ���ا أض�lلم }يكادl البرقl يخطفl أبصارهlم كمعهم ���ذهب بس�هl ل اء الل ���و ش� �امlوا ول� وإذا أظلم عليهم ق�رة:��ورة البق��دير{ ]س�lل شيء ق ه على ك وأبصارهم إن الل

20.]�ارهم؛��تلب أبص��ه أن يس��دته وقوت��برقl لش� أي: يكادl هذا ال�ائرين� فإذا أضاء لهم مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم وقفوا ح

ال يدرون أين يذهبون.هم إذا ظهر لهم من والبرقl كناية عن شدة ضوء الحق، وأن�رضl لهم��ارة تع��وه، وت�بع �ه وات��وا ب��يء استأنس��ان ش� اإليم

lهم ويبقون حائرين! lظلمl قلوب الشكوكl فت�وا�هم ترك ولو شاء اللهl ألخذ سمع المنافقين وأبصارهم، ألن�ادرا��ان ق��ة ك��اده نقم��و إذا أراد بعب��ه، وه� الحق بعد معرفت

على إنفاذها.

�ال��ة، فق��دنيا بدق��اة ال��ية في الحي��التهم النفس��ور ح� وص نكا ��ة ض ���هl معيش��إن ل��ري ف� سبحانه: }ومن أعرض عن ذك

هl يوم القيامة أعمى{ ]سورة طه: lر l124ونحش.]�دنيا�هl يعيشl في ال أي: من خالف هlداي، وكذب رسلي، فإن�دا��قاء، وإن ب��يق وش��رج، وض��ك وح� حياة قلق وحيرة، وش�ة أعمى�lحشرl يوم القيام قl عليه في قبره، وي lضي متنعما. وي

البصر...lرى من ظاهر سعادة لهم فإنما هو ابتالء لهم ليزدادوا وما ي�ا منهlم��ه أزواج� �ا ب� عن �ا مت� به عذابا: }وال تمlدن عينيك إلى م

[.131زهرة الحياة الدنيا لنفتنهlم فيه{ ]سورة طه: lطل نظرك رغبة وميال إلى ما أمددنا به أصنافا من أي: ال ت�د،��ال والول��ثرة الم��ا، من ك��دنيا وبهجته��ة ال� الكفار من زين

لنبتليهم بها، ونعذبهم بها في اآلخرة.

والمؤمنــون يعرفــون لــذة اإليمــان واطمئنــان�ه، والقلوبهم به��ه أن يثبتهم علي� ، ولذلك فهم يدعون الل

�زغ�l �ا ال ت� ن �ائهم: }رب��بحانه في دع� يزيغ قلوبهم عنه. قال سك أنت �ة إن��دlنك رحم��ا من ل� �ديتنا وهب لن��د إذ ه��ا بع� lوبن قlل

{ ]سورة آل عمران: l8الوهاب. ]9

�ؤمن:��ل م��ولl معهم ك��خون في العلم، ويق��ولl الراس� فيق�د أن��دى بع�lميل قلوبنا عن الحق والهl اللهم إنا نسألك أال تبعون أقمتها عليه، وال تجعلنا مثل الذين في قلوبهم زيغ فيت�دك��ا من عن��ه، وأعطن� ما تشابه من القرآن ويذرون مlحكم�راط��دى والص�lا على اله���ا قلوبن�ت به �عة تثب��ة واس� رحم�دى�lادي إلى اله���واهبl المنعم، اله��أنت ال��تقيم، ف� المس

واإليمان.

�وال،واإليمان يكـون شـامالI ألركانـه ��ون مقب��تى يك� حونافعا لصاحبه، ليكون معدود من المسلمين.

�بومن ذلــك اإليمــان بالقضــاء والقــدر��ا يناس� ، فيم�روف��أة االبتالءات وص��ف من وط� موضوعنا، فإن هذا يخف�ا��يبه إال م��ه ال يص��ه بأن��لم، ويطمئنl قلب��اة على المس� الحي�رف� كتب الله له، وأن ما قدره ربه عليه خير له ولو لم يع�باب،��ذ األس��د األخ��ذا بع��ه، ه��راه ويلمس��ا ي��ة مم� الحكم

وتفويض األمر لله.�و�lا ه�� �هl لن��ا كتب الل� م lصيبنا إال يقول الله تعالى: }قlل لن ي

lون{ ]سورة التوبة: ل المlؤمن [.51موالنا وعلى الله فليتوك�ا، فنحن��ه علين��دره الل��ا ق��دا إال م��يء أب��يبنا ش� أي: لن يصlد lا، وملجؤنا وسي نا وحافظن lتحت مشيئته وإرادته، فهو ناصر �بهم��و حس� أمورنا، وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنون، فه

ونعم الوكيل.�ألت��يره: "إذا س��ذي وغ��حيح رواه الترم��ديث ص� وفي ح�ة��ه، واعلم أن األم��تعن بالل� فاسأل الله، وإذا استعنت فاس

�وك�����و اجتمعت على أن ينفع�����وك ل�����يء لم ينفع���� بش�يء إال����وا على بش����ك، وإن اجتمع����هl ل����هl الل����د كتب��� قوك أن �ر��يء يض�وك لم بش �ر��يء إال يض��هl بش��هl الل��د كتب� ق

عليك".�اوس��واجس ووس��ان من ه��ذا اإليم��ؤمن به� ويتخلص الم�ل��روف العم��ه من ظ��ا يعتري� كثيرة في تقلبات الحياة، وم�ر،��تى من البش��نوف ش��ع ص��ل م� ومخالطة الناس والتعام فيقلب األمور على وجوهها، ويتمنى لو فعل كذا ولم يفعل

10

�ة ال تنتهي من��ل... في منظوم��ال ولم يق��ه ق��و أن��ذا، ول� كاألفكار والهواجس.

�ه:��حا أمت��الم ناص��الة والس��ه الص� يقول رسولنا الكريم علي�ز، وإن�ه وال تعج �تعن بالل��ك، واس�lا ينفع���رص على م� "اح

ي لو أصابك شيء فال تقل �ذا فعلتl أن��ان ك��ذا، ولكن ك� وك�إن��ل، ف��اء فع��ا ش�هl وم �در الل��ل: ق��و( ق��ل )ل� تفتحl عم

يطان". )صحيح مسلم (.2664الش�لم،��ر المس��ه نظ��ك، ويوجه إلي��ة من ذل��ه الحكم�ن الل ويبي

ويصحح فكره، فيقول: lم إال في ك ��يبة في األرض وال في أنفlس �� }ما أصاب من مص�ورة�برأها إن ذلك على الله يسير{ ]س كتاب من قبل أن ن

[22الحديد: �ان،��ط، وطوف��يبة، كقح��دث في األرض من مص��ا ح� أي: م�د أوالد،�، ومرض، وفق وزلزال، وغيره، وفي أنفسكم: كهم�ق�وح المحفوظ قبل أن نخل وغيره، إال وهي مكتوبة في الل�ل��ط بك��هl محي��ه، فعلم��ير على الل��هل يس� الخلق. وهذا س

شيء، ما كان وما يكون.هl ال lم والل �اك� �ا آت��وا بم�lم وال تفرحl }لكيال تأسوا على ما فاتك

lل مlختال فخlور{ ]سورة الحديد: lحب ك [23ي�يء��فوا على ش��وا وتأس�ى ال تحزن �ذلك حت��اكم ب� أي: أعلمنى ال هl لو قlدر لكم أمر لكان، وحت فاتكم من نعيم الدنيا، فإن�دره��و مما ق��ا ه�م �ا، فإن� تفرحوا وتبطروا بما أعطيناكم منه�روا وال��ك، وال تفخ��كروهl على ذل��هl لكم من رزق، فاش� الل�ر على�ر في نفس�ه، المفتخ تأشروا، فإن الله يبغضl المتكب

غيره بماله وجاهه.�د��ه: ليس من أح�l ذlكر عن ابن عباس رضي اللهl عنهما قول�برا،��يبته ص� إال وهو يحزنl ويفرح، ولكن المؤمن يجعلl مص

وغنيمتهl شكرا.

والمؤمنــون أبعــد النــاس عن األمــراض النفســية�ون على ربهم،واليأس واإلحباط��ون، ويتوكل� ، فهم يعمل

ويفوضون أمورهم إليه، ويدركون أن ما قدره الله لهم بعد

11

�افر ليس��ذلك. والك��وبهم ب��ير لهم، فتطمئن قل��و خ� ذلك هلديه هذا اإليمان.

وفي قصة يوسف عليه السالم، أمر يعقوب بنيه أن يبحثوا�وا،��وا، وال ييأس��تى يطمئن��امين ح��ه بني��ف وأخي� عن يوس �وا��l �ا بني اذهب�� �نين: }ي���فات المؤم���أس ليس من ص�� فالي هl ال وح الله إن وا من ر lف وأخيه وال تيأس lوسl وا من ي lفتحسس �ف:��ورة يوس�ون{ ]س lافر�� القومl الك وح الله إال ييأسl من ر

87.]ه ال �ه، إن�جاء واألمل من فرج الله ورحمت أي: ال تقطعوا الر يقنطl من فرج الله - ولو أحاط بهم الكربl - إال الكافرون؛

إلنكارهم سعة رحمة الله، واستبعادهم عفوه.

12

الفصل الثالث

بواعث االطمئنان

الله!�دائد،��د الش��اس عن��وب الن��ه قل��ده تطمئن إلي��ه وح� الل�ل حين، فهي��بحانه في ك� والمؤمنون قلوبهم متعلقة به س

مطمئنة به وقت الشدة والعافية، ال تتغير. الله وحده ملجأ الناس إذا ضاقت بهم األرض على وسعها،�ه،��ه ال معين إال الل��دائد، ورأوا أن��تدت عليهم الش� وإذا اش�ه ال��ده وآالت��وة اإلنس�ان ومكائ� وأن ال منق�ذ إال ه�و، وأن ق�ه! وأن��ه إال إلي��أ وال منجى من� تنفعهم مهما بلغت، فال ملج�ذا��الق ه��ان، وخ��الق اإلنس��ط إلى خ��وب تطمئن فق� القل�ماوات واألرض،��اتيح الس��ده مف��ذي بي��ون العظيم، ال� الك

فها كيف يشاء، والذي يقول للشيء كن فيكون. ويصرر بهذا في كتاب الله الكريم. آيات عظيمة تذك

�وال�دائد واأله ���كم من الش��ر: من يخلص��ا البش�روا أيه �ذك� ت�اطت بكم��ر فأح��افرين في البح�lكم إذا كنتم مس التي تصيب�ط��ةl في وس� األمواجl من كل مكان، وقذفتكم الرياحl العاتي�ة��ال العالي��بر، أو الجب��ه ال��حارى ومهام��ر، أو في ص� البح�ه��اء الل��ة بقض��داث طبيعي��ة، أو وقعت أح��ة العميق� واألودي�اجت��براكين، وه��رت ال�ت األرض، وانفج �اهتز��دره، ف� وق�ه��ؤون إلي��راضl وال عالج، فتلج��ير، أو الزمتكم األم� األعاص�ه��ين ل��انا، مخلص��ا ولس��ا، قلب��را وإعالن��ه س��تغيثون ب� وتس�ذا��هl من ه��ا الل� الدين، ال تدعون غيره، وتقولون: لئن أنجان�ا��ا كم��ا بحقه��ة، وقمن��هl الجليل� الكرب والضائقة لقدرنا نعم

ينبغي، حامدين شاكرين: عا ر ���هl تض� �ر تدعlون�lمات البر والبح lم من ظlل lنجيك }قlل من ياكرين{ ]سورة lونن من الش ئن أنجانا من ه�ذه لنك فية ل lوخ

[.63األنعام: �ه� �ارl علي�lج �يرl وال ي�lج lل شيء وهlو ي lوتl ك }قlل من بيده ملك

lم تعلمlون{ ]سورة المؤمنون: lنت [: من الذي يؤمن88lإن ك

13

�د��هl أح��اره، وال يمنع��ه من المك�وء ويحمي من شاء من السوء الذي أراد به؟ من األمر الذي قدرهl عليه والس

�ود��و المقص��ف، ه��ه األك��ع ل�lرف �ذي ت��بحانه ال� فهو وحده س�ون��ذلك تك� بالحاجات، هو المنعم، هو المنقذ، هو الله... ول

العبادة له وحده، فهو المعبودl بحق، ال سواه.نا سبحانه: lم قال رب ك lمl اللهl رب lل}ذلك هlو خالقl ك ال إل�ه إال

lل شيء وكيل{ ]سورة األنعام: lدlوهl وهlو على ك شيء فاعب102 ]

�ريك��ذي ال ش�كم، مالكl أمركم، الواحدl ال أي: ذلكمl اللهl رب�دوهl وال��يكون، فاعب��ان وس��ا ك��يء، مم��ل ش��القl ك��ه، خ� ل�و��ادة، وه��تحق للعب��دهl المس��و وح��يئا، فه��ه ش��ركوا ب� تشر �دب��ا وي��رفl أحواله��ياء، يع�قيبl على كل األش الحفيظl والر

شؤونها، ويتولى جميع أمورها.

القرآن:- القرآن شفاء.. يبعث على االطمئنان:1

�ا،��فى به�lستش �ه ي��ان؛ ألن� سورة الفاتحة تبعث على االطمئنقية، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم lفهي ر �ا�في: "وم l���ديغ وش��ا على ل��رأ به� في قوله لصحابي، وقد ق

قية"؟ )صحيح البخاري l5736أدراك أنها ر.)�اء،��باح والمس� وهكذا كل آية أو سورة تكون من أذكار الص�لم،��ان في قلب المس��ة، تبعث على االطمئن��رأ للرقي�lق أو ت

ألنها من كالم الله تعالى، والمسلم يثق به ويقدسه. �كن وتطمئن،�lخبت له القلوب وتخشع، فتس والقرآن حق، تذين �بحانه: }وليعلم ال� ألنه كالم رب العالمين، يقول الله سlه���lخبت ل �ه فت�� �وا ب��l lؤمن ك في ب �ق من ر��هl الح �وا العلم أن��l lوت أ

lهlم{ ]سورة الحج: lوب [، أي: ليعلم العلماءl المخلصون54قlل�اهl في��ولنا وأثبتن� الثابتون على الحق، أن ما أوحينا إلى رس�دقوه،�هم، فيؤمنوا به ويص القرآن، هو الحق المنزلl من رب

lهم وتخشع له. lن له قلوب فتسك

14

�فاء��ه ش��ة؛ ألن��ة والطمأنين��ه يبعث على الراح��رآن كل� والق�اؤل��ه روح التف��فاء في� للناس بنص القرآن الكريم، وكل ش

واالطمئنان. �ا��ة، منه��ثر من آي��فاء في أك��ه ش��رآن وأن� وقد ورد ذكر الق

قوله تعالى:�ا�م فاء ل ��lم وش ك ب �ة من ر�lم موعظ �اءتك�اسl قد ج ها الن }يا أي�ونس:��ورة ي��ؤمنين{ ]س�lلم �ة ل��دى ورحم�lور وهlد �� في الص

57.]lلينl القلوب بالترغيب وذكر كم، مما ي أي: فيه تذكرة من رب�ه دواء��اب، وفي��وء العق� حlسن الثواب، وبالترهيب وبيان س�ة�اللة، ورحم ��كوك، وهlدى من الض به والش من الجهل والشرهم ���ا، ويبش� �دlهم إيمان�ة، فيزي ���نين خاص��ان للمؤم� وإحس

بالجزاء الحسن. وذكر الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره أن�ازه زوال��رض واأللم، ومج��فاء هي زوال الم��ة الش� حقيق�و��ذا ه��رج على النفس، وه��ه ح� النقائص والضالالت وما في

المراد هنا. �ائع في��و ش��ا ه��وس كم��دور النف��راد بالص��ال: والم� ق

االستعمال.�رآن��فl الق��أ وص��ال: أوم��ا فق�ن المقصود بالشفاء هن ثم بي�رآن،��بة إلى الق��وس بالنس��ال النف��ل ح��فاء إلى تمثي� بالشlام���ير نظ��ذي تغ��قيم ال��ل الس��ال المعت��ه بح� وإلى ما جاء ب�وال،��طرب األح��بح مض��تقامة فأص��ة االس��ه عن حال� مزاج�فاء،��ه بالش��دبر ل��ذي ي� خائر القوى، فهو يترقب الطبيب ال�و��ا ه��ا مم��ذره به��ريض يح� وال بد للطبيب من موعظ�ة للم�ه��ذي ب��دواء ال��ه ال��ا، ثم ينعت ل��ه ودوامه�ت �ء عل� سببl نش�ه��ذي ينبغي ل��ام ال��ه النظ��ف ل��فاؤه من العلة، ثم يص� ش�رض،��ه الم� سلوكه لتدوم له الصحة والسالمة وال ينتكس ل�يي� فإن هو انتصح بنصائح الطبيب أصبح معافى سليما، وح

حياة طيبة ال يعتوره ألم وال يشتكي وصبا. �بيب على��ح الط�ه بنص lشب قال: فزواجرl القرآن ومواعظه ي�دواء��به بنعت ال��الة يش��د الض�lه العقائ وجه المكنية، وإبطال

15

�ة� للشفاء من المضار على وجه التصريحية، وتعاليمlه الدينيه بقواعد حفظ الصحة على وجه المكنية... وآدابه تشب

�الطبيب��رآن ب��اعث الق��أن ب��بيه ش��من تش� ثم إن ذلك يتض�ة تلقي��بيه هيئ� العليم باألدواء وأدويتها، ويقوم من ذلك تش�اهم��ول إي��ة الرس��ه ومعالج��اعهم ب��رآن وانتف��اس للق� الن�بيب��دي الط��ى بين ي��ة المرض� بتكرير النصح واإلرشاد بهيئ�زجتهم، فمنهم��الحl أم��رؤهم وص� �ه ب��ا في��ف لهم م� وهو يص

.(2)القابل المنتفع، ومنهم المتعاصي الممتنع

�ةواآلية الثانية�فاء ورحم ���و ش�lرآن ما هlمن الق lل lنز : }ون�راء:��ورة اإلس� خسارا{ ]س لمlؤمنين وال يزيدl الظالمين إال ل

82.]�راض��ا ألم��فاء وعالج��ونl ش��ا يك��رآن م�لl من الق �نز� أي: ن�غ� النفس والقلب، من ضاللة وجهالة، ووسوسة وشك، وزينl النفس، �ك�lس �ل، في��راف وزل��ع، وانح��وى وطم��ق، وه� وقل

lطمئنl القلب. وي�ق،��دليلl إلى الح��حيح، وال��انl الص��ه اإليم��ة، ففي��و رحم� وهlد��مهي غبةl في الخير والعمل الصالح، والت باتl عليه، والر والث

ته. إلى رضى الله ودخول جنlوه��بعين لهديه، الذين جعل هl للمؤمنين بالقرآن، المت وهذا كل

دستورا لهم، يتحاكمون إليه، ويجتمعون عليه.�ة، فهم� أما الكافرون به، فليس القرآنl شفاء لهم وال رحم�الال،��يزدادون ض��ه، ف�lكذبون المنزل علي يكفlرون بمlنزله، وي�ه، فهم��تهم ألحكام��ه ومlناقض��دهم عن�lع �ادا، لب��ا وفس� وظلم

خائبون خاسرون.�رآن،��ة الق� قال األستاذ سيد قطب رحمه الله: بيان لوظيف فهو شفاء ورحمة لمن يؤمنون به، وهو عذاب ونقمة على�ون���دنيا، ويلق���ه في ال���ذاب من���ذبون. فهم في ع�� من يك

.(3)العذاب بسببه في اآلخرة�واطره��ه في خ��ه الل��عراوي رحم��يخ الش��اءل الش� ويتس�راض��وي ألم��فاء معن��رآن ش��فاء الق��ل ش��يرية: ه� التفس

)( التحرير والتنوير، عند تفسير اآلية المذكورة.2)( في ظالل القرآن، عند تفسير اآلية.3

16

�ق���لم من القل��lخلص المس �وس، في���ل النف���وب وعل�� القل�د��ل والحق��ه من الغ��ا في نفس� والحيرة والغيرة، ويجتث م�راض معنوي�ة، أم ه�و ش�فاء��ذا من أم� والحسد، إلى غير ه

للماديات وألمراض البدن أيضا؟ �رآن��ه، أن الق�ك في ���ذي ال ش� والرأي الراجح، بل المؤكد ال�فاء��و ش��ة، فه��ذه الكلم��امل له��ام الش��المعنى الع� شفاء بوي عن أبي lا ر�� للماديات كما هو شفاء للمعنويات، بدليل م�ذي��ديغ ال��ديث الل� سعيد الخدري رضي الله عنه )وساق ح

في بالقرآن(. lش�راض��فاء أم��ة: فش� ثم قال بأسلوبه الممتع وأمثلته الواقعينة، وليس عجيبة من العجائب؛ البدن شيء موجود في الس�و� ألنك حين تقرأ كالم الله فاعلم أن المتكلم بهذا الكالم ه�رف في��ه، يتص��يء ومليك��ل ش��و رب ك� الحق سبحانه، وه�د أن�lن يفعل ما يريد، وليس ببعي كونه بما يشاء، وبكلمة ك

lؤثر كالمl الله في المريض فيشفى. ي�د��ع أح� ولما تناقش بعضl المعترضين على هذه المسألة م�ير��ذا غ��ة؟ ه��ريض بكلم�lشفى الم العلماء، قالوا له: كيف ي�ب� معقول، فقال العالم لصاحبه: اسكت أنت حمار!! فغض�ه��ر إلي��ه، فنظ��ارت ثورت��د ث��ان وق� الرجل، وهم بترك المك�ة��ك بكلم�l �ا بال� العالم وقال: انظر ماذا فعلت بك كلمة، فم

.(4)المتكلم بها الحق سبحانه وتعالى؟

�دىواآلية الثالثة�lوا ه��l ذين آمن �و لل�lل ه��lالى: }ق�� قوله تع�و عليهم عمى�lون في آذانهم وقر وهl lؤمن ذين ال ي وشفاء وال

lنادون من مكان بعيد{ ]سورة فصلت: lولئك ي [.44أ�ق���وب إلى الح���دي القل���اب يه���رآن كت���ذا الق�� أي: إن ه

بهات. كوك والش والصواب، ويشفي الصدور من الش�أن في��معونه، وك� والذين ال يؤمنون به بعيدون عنه فال يس�نين� آذانهم ثقال وصمما فال يفهمون ما فيه، وإذا كان للمؤم�ق��دون إلى الح��افرين عمى، فال يهت��و على الك��فاء فه� شlن�ادى من �ه، وهم كمن ي��ون ب��ه، وال ينتفع��ان ال�ذي في� والبي

نl المعنى. بعيد فيسمعl الصوت وال يتبي)( خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي، عند تفسير اآلية.4

17

�دون� وقال الشوكاني في معنى كون القرآن شفاء: أي يهت�بهة، ومن��ك وش��ل ش��ه من ك��تفون ب��ق، ويش��ه إلى الح� ب

.(5)األسقام واآلالم�ة��الغيب هداي��نين ب� وقال القاسمي في تفسيره: هو للمؤم�ل��فاء يزي��ة، وش�رهم بالمعرف ���ق، وتبص��ديهم إلى الح� ته أمراض قلوبهم من الرذائل، كالنفاق والشك، أي: تبصرهم

.(6)بطريق النظر والعمل، فتعلمهم وتزكيهم وفصله الش�يخ إس�ماعيل حقي فق�ال: إن�ه ش�فاء لم�ا في�ه من��تراحوا ب� الصدور من شك وشبهة، أو شفاء حيث اس�دور���يق ص���فاء لض���واطر، أو ش��ر الخ �رة وتحي���د الفك�� ك�ه،� المريدين، لما فيه من التنعم بقراءته والتلذذ بالتفكر في�ه من� أو شفاء لقلوب المحبين من لواعج االشتياق، لما في�والى��ا يت��ارفين، لم��وب الع��فاء لقل� لطائف المواعيد، أو ش

عليها من أنوار التحقيق وآثار خطاب الرب العزيز.�دين���ار المعان���ون عمى على الكف���رآن يك��ن أن الق وبي�ات...� لتصاممهم عن سماعه، وتعاميهم عما يريهم من اآلي

.(7)وفي "المفردات": محتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا�دى��اب ه��ذا الكت��ه: ه��ه الل��احب الظالل رحم��ال ص� وق للمؤمنين وشفاء، فقلوب المؤمنين هي التي تدرك طبيعته�ون��ذين ال يؤمن��ا ال��تفي. فأم��ه وتش��دي ب��ه، فتهت� وحقيقت فقلوبهم مطموسة ال تخالطه�ا بشاش�ة ه�ذا الكت�اب، فه�و�يئا؛��بينون ش� وقر في آذانهم، وعمى في قلوبهم. وهم ال يت

ألنهم بعيدون جدا عن طبيعة هذا الكتاب وهواتفه.�ل��ان وفي ك��ل زم� ويجد اإلنسان مصداق هذا القول في ك�اء،� بيئة. فناس يفعل هذا القرآن في نفوسهم فينشئها إنش�ا��ا وفيم��ائم في ذاته��ا العظ��ا ومنه� ويحييها إحياء، ويصنع به�وبهم،� حولها. وناس يثقل هذا القرآن على آذانهم وعلى قل�رآن. ولكن��ر الق �ا تغي���مما وعمى. وم���دهم إال ص�� وال يزي

.(8)تغيرت القلوب. وصدق الله العظيم)( فتح القدير، عند تفسير اآلية.5)( محاسن التأويل.6تفسيره روح البيان. )(7)( في ظالل القرآن، عند تفسير اآلية الكريمة.8

18

- القرآن هداية ورحمة2�دي إلى أنجح��و يه��ة وه� وكيف ال يكون القرآن شفاء ورحم�ورة��ومl{ ]س�تي هي أق السبل؟: }إن ه�ذا القlرآن يهدي لل

[.9اإلسراء: �ن الطرق��اس إلى أحس�دl الن ��lرش �رآن ي��ذا الق� أي: إن ه�و��ؤونهم، فه�lل وأبينها، في جميع ش ب وأصلحها، وأوضح الس

نظامl حياة شامل.لمlؤمنين{ ]سورة النمل: هl لهlدى ورحمة ل [.77}وإن

lرشدlهم إلى الطريق أي أن القlرآن هداية لمن يؤمنl به، في�ذlهم إلى��دارين، فيأخ��عادة في ال��ة لهم وس��ق، ورحم� الح

الفوز والظفر.�ريم:��دى ووصف عظيم لكتابه الك�lاس وه ائرl للن ���ذا بص� }ه

lون{ ]سورة الجاثية: lوقن قوم ي [.20ورحمة ل�ق،��لl لهم في الح�اس ودالئ �المl للن��رآن مع��ذا الق� أي أن ههم lلهم األمور على حقيقتها، ويهديهم إلى ما فيه فوز lن يبي�ه��ه، وتيقن أن��دق ب��ة لهم، لمن ص� وفالحlهم، ورحمة عظيم

من عند الله العليم الحكيم.�وب، وتعمر���دور، وتطمئن القل���رح الص���ة تنش�� وبالهدايlظلم �الكفر ت��اس. وب��ير أس��نى األمم على خ�lب �وس، وت� النف

القلوب، وتقلق وتتشاحن..lرد اللهl أن يهديهl يشرح صدرهl يقول عز من قائل: }فمن ي

�ا�م �ا كأن�قا حرج هl يجعل صدرهl ضي lضل lرد أن ي لإلسالم ومن ي ذين ال جس على ال �ر��هl ال�ماء كذلك يجعلl الل يصعدl في الس

lون{ ]سورة األنعام: lؤمن [.125ير فه طريق الحق، يس أي: إذا أراد اللهl أن يهدي امرءا ويعرlه���الم، وفتح قلب��دره لإلس��رح ص��ة، وش��باب الهداي��ه أس� لاللة ���ه الض��الح. ومن أراد ل��ل الص�ب إليه العم لإليمان، وحب�ه، وال�ى ال يجد الخيرl منفذا إلي ق صدره لقبول الحق حت ضيعود إلى أعلى، ���اولl الص��ونl كمن يح� اإليمانl نورا إليه، فيكlع��ما يرتف فهو يجدl مشقة بالغة وتعبا في إدراك ذلك، أو كأن�رج��يق وح� في السماء فينقlصl عليه األكسجين، فيشعرl بض

ا. في تنفسه. وهو ثابت علمي19

اللة، ���ه الض��دور من أراد ل�يق في ص ���هl الض��ل الل� وكما جع�ذالن على من أبى���ذاب والخ���ة والع��عن �لl الل���ذلك يجع�� ك

اإليمان وأصر على الكفر. �ة:��ذه اآلي��د ه��الى بع��ه تع��ال الل�ك ق راطl رب ���ذا ص�� }وه

�ام:�ون{ ]سورة األنع lر مlستقيما قد فصلنا اآليات لقوم يذك126.]

�ه��راطl الل��و ص��بي، ه�ها الن أي: هذا الذي جاء به اإلسالمl أياس، �هl ال�تي رض�يها للن��ويم، وهدايت� المستقيم، وطريقهl القحناها، ���ات ووض��ا اآلي�ن �د بي��راف، ق� فال اعوجاج فيها وال انح

ر، وعقل عن الله ورسوله. لمن وعى وتدبهlم هم وهlو ولي وجزاؤهم على هذا: }لهlم دارl السالم عند رب

lوا يعملlون{ ]سورة األنعام: [127بما كان�ه�ةl الل �ة، جن��وم القيام��واعين ي��نين ال��ؤالء المؤم� أي: له�افظlهم��هl ح�المةl من المنغصات واآلفات، والل الخالدة، الس�الهم��تقيم، وامتث�راط المس ���لوكهم الص�هم، جزاء س lوناصر

هم. أمر رب

:أمثلة تبعث على الطمأنينة لجوء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار�ركون��ورة، والمش��ة المن��ه إلى المدين��ق هجرت� في طري�ار��لوا إلى الغ��تى وص��اك، ح��ة هن��ل بقع� يبحثون عنه في ك�ه��زل علي��ه، وأن��ه طمأن��هال، ولكن الل��ه، لم يكن س� نفس�لم،��ه وس��ه علي��لى الل� السكينة حتى هدأ واطمأن قلبه، ص

فما أنجاه منهم إال الله: �اني� وا ث lر��ذين كف وهl فقد نصرهl اللهl إذ أخرجهl ال lرlتنص }إال�ه��زن إن الل�احبه ال تح ���ولl لص�lما في الغار إذ يقlاثنين إذ ه �ا{�م تروه �ود ل�l ن lبج lده �ه وأي� كينتهl علي ���هl س��أنزل الل��ا ف� معن

[40]سورة التوبة: �ه��ارl في إخراج�ب الكف �ب��دما تس� أي أن الله تولى نصرهl عن�رة إلى��ام الهج��الخروج من بينهم ع��ه ب��أذن ل�ة، ف من مك�ه،��ه عن��ي الل�ديقl رض ���ر الص��و بك� المدينة، ومعه صاحبهl أبlره���وا أث�lع �ذين تتب��ركين، ال��ه من المش��افl علي��ان يخ� وك�لم في��ه وس��ه علي��لى الل� ليقتلوه، فقال له رسولl الله ص

20

lه���اثنين الل�ك ب �ا ظن��ر، م�ته: "يا أبا بك نهl ويثب الغار وهو يسكlهما"؟ ثالث

�ة�دهl بالمالئك �وله، وأي��هl على رس� �هl وطمأنينت� فأنزل الله أمن�ل��رهم، وأفش�تونه، وأحبط تدبير الكفار ومك يحرسونهl ويثب

مؤامرتهم في قتله...

ــذر ، حكىوهؤالء الذين تخلفوا عن الجهاد بدون ع�دما��ابهم عن��ذي أص��يق ال��ار إلى الض��تهم، وأش��ه قص� اللlع���لم وجمي��ه وس��ه علي��لى الل��ه ص��ول الل��رهم رس� هج�وب عليهم،��ده ليت� المسلمين، فكانوا يلتجؤون إلى الله وح�ل��المية مث��اة اإلس��ودوا إلى الحي��تى يع��ى عنهم، ح� ويرض غيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم

كان الفرج!{lاألرض lاقت عليهم ��ى إذا ض �وا حت�lف ل lذين خ الثة ال وعلى الث

�أ من� ملج وا أن ال هlم وظن l��اقت عليهم أنفlس �� بما رحlبت وضlواب �و الت�lه ه���وا إن الل�l lوب �اب عليهم ليت� lم ت �ه ث� إلي �ه إال� الل

حيمl{ ]سورة التوبة: [118الر�وا عن�ف �ذين تخل�حابة ال ���ة من الص� لقد تاب اللهl على الثالثlزول���أخر ن��ه. وت�lوا إلي �اب��د ت� غزوة تبوك تكاسال ال نفاقا، وق�جد��واري المس� توبتهم عن آخرين ممن ربطوا أنفسهم بس�ة��رl الثالث��اب عليهم، وبقي أم��هl عليهم، فت��وب الل�ى يت حتقا، حيثl لم يفعلوا مثلما فعلوا. وأمر رسولl الله صلى معل�تهم��دم مجالس��اإلعراض عنهم، وع��لم ب��ه وس��هl علي� اللlاقت عليهم األرض��هم إلى أن ض lر���أخر أم��ادثتهم. وت� ومحهم l��lهم، وامتألت نفوس �وب��اقت قل�عتها، وض ���ا وس� على رحبههl ال �وا أن�روا، فال يدرون ما يصنعون، وعلم حزنا وغما، وتحي�ائه،�بر على قض �� ملجأ من سخط الله إال باإلنابة إليه، والصlه���ده، ثم وفقهمl الل� واالستكانة إليه، وانتظار الفرج من عن�دق��وبتهم؛ لص��ول ت��زل قب��ا إلى أن أن��ات عليه�وبة والثب للت�اده،��ة من عب��ول التوب��يرl قب��هl كث�هم، والل �� مقالهم، وإخالصlهم بذنوبهم بعد قبول توبتهم، ولو كانت رحيم بهم، فال يعذب

كثيرة.

21

البشرى:ومن بواعث االطمئنان: البشرى.

�اؤل،��ة، وهي تبعث على التف��ة جميل��رى كلم��إن البش� ف�رى من��انت البش��ذا إذا ك��رح. ه��ار الف��ة، وإظه� والمحب�ا س�عادة��اءت من الل�ه تع�الى؟ إنه��ف إذا ج� اإلنس�ان، فكي�كن،� عظيمة، وبهجة في القلب ال تقدر مساحتها! وفيها س�ا��ق م� وغبطة، وراحة بال، واطمئنان أكيد، ألن المصدر أوث

يكون، وآكد ما يعتبر.

الجزاء الحسن على اإليمــان - وأول البشرى هو1�ذاوالعمل الصالح��نين. فه� ، وهو الجنة، أمل العباد المؤم

يطمئن المؤمنين على مصيرهم الذي ينتظرونه.الحات أن ��lوا الص lوا وعمل ذين آمن ر ال قال الله تعالى: }وبش

{ ]سورة البقرة: lات تجري من تحتها األنهار [.25لهlم جن�ر،��ا أم��ه فيم��اعوا الل��ذي أط� فهؤالء المؤمنون الطيبون، الlلقى عليهم �ير ي��اب العس��وم الحس��ا نهى، في ي��وا عن� وانته الخبر السار المفرح، بأن لهم جنانا كبيرة رائعة، تجري من

خاللها المياهl العذبة..

فرح المؤمنين بما أعدوقد وصف الله تعالى جانبا من وكيف أنهم يستبشرون بذلك، فقال فيلهم من الجنان

�ورة عبس )�� 38س�- فرة{ أي:39 ���وه يومئذ مس�lجlو{ :) عداء يومئذ مستنيرة متهللة، احكة وجوهl المؤمنين الس �� }ض

�ا�عيم وم �رون من الن��ا ي��رورة؛ لم��ة مس� مستبشرة{: فرحlبهجl القلب. ي

�يبهم في- والبشرى للصــابرين2��ذي يص� على البالء اليء من ��lم بش ك �ون�l �دره: }ولنبل��ائه وق��ا بقض��دنيا، والرض� ال�رات�م �وال واألنفlس والث��وع ونقص من األم�lوف والج�� الخ

ر الصابرين{ [.155]سورة البقرة: وبشلقد فازوا وأحرزوا األجر على صبرهم.

22

- وبشــرى لمن اجتنب الشــرك واتبــع مــا أنــزل3lوا إلىالله �اب� �دlوها وأن�l �وا الطاغlوت أن يعب�l ذين اجتنب : }وال

�ول�تمعlون الق ��ذين يس �اد . ال� ر عب ��رى فبش ��lش ه لهlمl الب الل�وا�l lول lولئك هlم أ هl وأ �داهlمl الل�ذين ه lولئك ال بعlون أحسنهl أ فيت

[.18األلباب{ )سورة الزمر: هم �اب رب��ؤثرون كت� فهم الذين يستمعون القرآن وغيره، في�ه،��ه فيعملون�lؤمرون ب بعون أحسن ما ي هم يت بعونه، أو أن ويتlواب���ه الث��ا في��ه، وإلى م� فأولئك الذين هداهم اللهl إلى دين�ر��حيحة، والفط ����ول الص���حابl العق���ك أص�� العظيم، وأولئ

ليمة. الس

�ه- والقرآن العظيم نفسه بشرى للمؤمــنين4� ؛ ألن�الى:��إذن يبشرهم بالجنة، قال الله تع� �ك ب� �هl على قلب�ل }نز

�ؤمنين{�lرى للم ��lش �دى وب�lه وه�� �ا بين يدي�م دقا ل ���ه مlص� الل[.97]سورة البقرة:

�ة��دى ورحم�lيء وه ���ل ش�l ك �ا ل��اب تبيان� �ك الكت� �ا علي� لن }ونزlشرى للمlسلمين{ [89]سورة النحل: وب

اس في دعوته ففيه هداية للقلوب من الضالل، ورحمة بالنوأحكامه، وبشارة للمسلمين بالفوز والفالح وقد آمنوا به.

�د من��ه يزي��زل؛ ألن��ه إذا ن��رون ب��لمون يستبش� وكان المس�زلت�lن �ا أ��الى: }وإذا م��ه تع��ال الل��اتهم. ق��ناتهم ودرج� حسذين �ا فأما ال��ذه إيمان�lم زادتهl ه ك ورة فمنهlم من يقlولl أي lس �ة:��ورة التوب�ون{ ]س lر ���ا وهlم يستبش��زادتهlم إيمان��وا ف�l آمن

124.]�عادة� وما دام القرآن هكذا، فإنه باعث على الفرح به والس

�زول: ��دنيا ي��رض من ال��ى، ال بع��ه}والرض�ل الل ���ل بفض�lق �ورة��ون{ ]س�lر مما يجمع�� وبرحمته فبذلك فليفرحlوا هlو خي

[58يونس: �ان��ريم، وباإليم��رآن الك��ه والق��دين الل�اسl ب �رح الن� أي: ليف�ون��ذي يحرص�ه أفضلl وأحسنl من هذا ال باع الحق، فإن واتعليه ويجمعونه من حطام الدنيا وزخارفها وزهرتها الفانية.

23

�ه- والرسول عليه الصالة والسالم )بشير(5� كما أن�رة: نذير.��ورة البق�ا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا{ ]س }إن119.]

�وم��ار ي��ين بالن��ذر العاص�lن ة، وت �ائعين بالجن�ر الط �� أي: تبشالقيامة.

�رج��ان يخ��ان واالطمئن��دل واألم� وهو مبعوث بالرحمة، والع�ة!��المين{ من رحم الرحم�لع �ة ل�لناك إال رحم ���ا أرس� }وم

�اء: �اس107]سورة األنبي �ة للن��لناك إال رحم��ا أرس� [، أي: مlدة���ا العقي��ريعة عامة، فيه��ه من ش�لت ب ��lرس �ا أ� كلهم، بملوك ����دعوةl إلى الس���ة، وال���امl العادل��حيحة، واألحك ��� الص

عادة واألمان في الدارين. المستقيم، التي تؤدي إلى الس�ه��ه، وتطمئن إلي��ه، ويجلون��المؤمنين، فيحبون��و رحيم ب� وه�ا��ه م� �ز علي�lم عزي ك ��ول من أنفlس lم رسl قلوبهم: }لقد جاءك�ورة��حيم{ ]س �المlؤمنين رؤlوف ر�� lم ب �ريص عليك��م ح عنت

[.128التوبة: �ررا يلحقlكم، أو��رى أذى وض��ه أن ي��عب علي��اق وص� أي: ش�ا��الحكم، وم��دايتكم وص��ريص على ه�lكم، ح �يب��ذابا يص� ع�المؤمنين،��ة ب�حم �يرl الر��رتكم، كث��اكم وآخ� ينفعlكم في دني

رحيم بالمطيعين منكم والمذنبين.

رون6 �ومهم، عليهم- واألنبيــاء كلهم مبشــ��اء بق� رحم�ن إن هم��الجزاء الحس��اس ب�رون الن �� الصالة والسالم، يبشديد �� أطاعوا وثبتوا على الحق، ويخوفونهم من العقاب الش

وا: ����الفوا وعص��رين إن هم خ ���ين مlبش بي �هl الن�� }فبعث الل[.213ومlنذرين{ ]سورة البقرة:

ر بمولــود وال تتصور فرحا مثل فرح شيخ عجوز -7 يبشــ�ذا��ه إن ه��ل ل� وهو لم يرزق بأوالد في حياته، فكيف إذا قي�يى،�ر بيح ��lش ا مثل أبيه؟ إنه زكريا، الذي ب المولود يكون نبيلي ��lص عليهما الصالة والسالم: }فنادتهl المالئكةl وهlو قائم ي�ة من�دقا بكلم ��ك بيحيى مlص lر ��lبش �ه ي��راب أن الل� في المح�ورة آل�الحين{ ]س ��ا من الص ورا ونبي l��دا وحص ي ���ه وس� الل

[.39عمران: 24

رت مريم بنبي الله عيسىوأعظم من هذا عندما بش�الت��ل: }إذ ق��زم من الرس��الم، من أولي الع��ه الس� عليlالمسيح lهlاسم lك بكلمة منه lر lبش المالئكةl يا مريمl إن الله يبين{ عيسى ابنl مريم وجيها في الدنيا واآلخرة ومن المlقر

[. 45]سورة آل عمران:�ذا وذاك ���ل ه�� بشـــرى المالئكـــة ألبي األنبيـــاءوقب

ــراهيم اإب �ل إن�lوا ال توج �ال��حاق: }ق��الم بإس� عليهم السك بغlالم عليم{ lر lبش [.53]سورة الحجر: ن

�د-8�lح �لمين في أ��ة المس��ريش على محارب� واجتمعت قرهم اللــه تعــالى بــأنانتقاما لما أصابها في بدر، وبش

ــدهم بالمالئكة �تى تطمئنيمـ���وا، ح���بروا واتق�� إذا صقلوبهم، وال يجزعوا:

�ا��ه وم� lم ب lك �وب�l lم ولتطمئن قlل lشرى لك }وما جعلهl اللهl إال بصرl إال من عند الله العزيز الحكيم{ ]سورة آل عمران: الن

126 .]�رى لكم،�lش �ة إال ب��داد بالمالئك��ذا اإلم��ل الل�هl ه��ا جع� أي: م�ا�كم، أم l��lت جأش كم، ويثب l��lكم، وتطيب نفوس �وب� لتطمئن قل

النصرl فهو من عند الله وحده...

�د- والنصر على األعداء من أكبر المبشــرات9� ، وق�حابه��لم وأص��ه وس��ه علي��لى الل�ر الله تعالى رسوله ص بش�ا�ونه lحب �رى ت�lخ �ركين: }وأ��دائهم من المش��ر على أع� بالنص�ورة���ؤمنين{ ]س��lر الم ����ريب وبش��ه وفتح ق ر من الل ��� نص

[.13الصف: �ه��ر من الل��رى لكم: نص�lش �ا، هي ب�ونه أي: نعمة أخرى تحب�ل،��ريب العاج��ده، في الق��ركين، وفتح من عن� على المش�ة��دنيا، وبالمثوب�صر في ال ها الرسولl بالن ر المؤمنين أي وبش

الحسنى في اآلخرة.

الجهاد:

25

�ان؛��واعث االطمئن��هادةl من ب� والجهاد في سبيل الله والش�وز��ة، وهي أعظم ف��حابها بالجن�ر أص ���الى يبش��ه تع� ألن الل

لإلنسان، وأكثر ما تقر به عينه!lم ذي بايعت lمl ال وا ببيعك lيقول ربنا سبحانه وتعالى }فاستبشر

[111به وذلك هlو الفوزl العظيمl{ ]سورة التوبة: �ه��ة من الل�ون بنعم lويقول واصفا حال الشهداء: }يستبشر �ورة آل��ؤمنين{ ]س�lر الم��يعl أج ��lض �ه ال ي�ل وأن الل �� وفض

[ 171عمران: �ه من��دوا ب��ا وlع��ا رأوا م�ون بم ر ��lس هم يستبشرون وي أي أن�ع��ه م��أنl الل��ذا ش�واب من فضل الله ونعمته. وه جزيل الث�رمlهم،�lك �بيله، في��اجرين في س�ادقين، والمه �� المؤمنين الصواب. ف�اطمئنوا أيه�ا المؤمن�ون المه�اجرون lجزلl لهم الث وي وا lاجر���وا وه�l ذين آمن �ه لكم: }ال��دl الل��ه وع� المجاهدون... إن�ة�هم أعظمl درج ���أموالهم وأنفlس� �ه ب� وجاهدlوا في سبيل اللlه�� �ة من�هlم برحم هlم رب lر lبش ون . ي lالفائز lمlولئك هl عند الله وأ

هlم فيها نعيم مقيم{ ]التوبة: ات ل [.21 - 20ورضوان وجن�زع��وم الف�رهم في ي ��هم يبش �إن رب��يزة ك�برى، ف� فلهؤالء م�ة�ات عالي �ة، وجن�ى والعافي ��ض �ة واألمن، والر�حم األكبر بالرعيمl الدائم، من كل ما تشتهيه األنفسl وتلذ األعين. فيها الن

والية الله:�ه��وب. فال أعظم من��نين يطمئن القل��ه للمؤم��ة الل� ووالي�هl ولي��بحانه: }والل��ول س��وى. يق��ل وال أق��بحانه وال أج� س

�ازيهم68المlؤمنين{ ]سورة آل عمران: ��رهم ويج� [، فينص�بحانه لهم� الحسنى بإيمانهم )روح البيان(، وهو وعد منه س

بالنصر في الدنيا والنعيم في اآلخرة )المحرر الوجيز(.�ة: ��ورة الجاثي�قين{ ]س هl ولي المlت �ه19}والل� [، أي أن الل

تعالى مlعين عباده المؤمنين الملتزمين طاعته.

�وا�l الة وآت ���أقيمlوا الص� وقال الله تعالى لعباده المؤمنين: }ف�ولى ونعم�lم فنعم الم �والك��و م�lوا بالله هlم ���اة واعتص� ك الز

{ ]سورة الحج: lصير [.78الن

26

lظ���ولي الحاف��ركم، ونعم ال� أي أن اللهl ناصركم ومتولي أمlخذل. هl ولن ي اصرl لكم، ولن يضيع من كان اللهl ولي هو، والن

�ول: ��وله أن يق��ه رس��ر الل�لوأم �ز� ذي ن �هl ال��ي الل�� }إن وليى الصالحين{ ]سورة األعراف: [196الكتاب وهlو يتول

�هl رب��و الل��وري ه��ولي أم�ري ومت ���افظي وناص� أي: إن ح�ار،��عl المض� العالمين، الذي بيده وحدهl تحصيلl المنافع ودفlدني بتنزيل كتابه العظيم، فهو الذي ينصرني ويدفع الذي أيlح عمله� عني ضرر أعدائي، وال يخذلني، كما يتولى من صل

بطاعته من خ�لقه.

�ا كتب� م يبنا إال ��lص كما أمره أن يقول للمنافقين: }قlل لن ي�ورة��ون{ ]س�l ل المlؤمن �ه فليتوك� اللهl لنا هlو موالنا وعلى الل

[51التوبة: �ا��دا إال م�ها النبي الكريم: لن يصيبنا شيء أب أي: قل لهم أي�ر�رl أم �ه، ال يتغي� قدرهl اللهl علينا، فنحن تحت مشيئته وإرادت�و��حابكم، فه��اركتكم وانس��الفتكم، وبمش��وافقتكم ومخ� بمlده���ه وح�دl أمورنا، وعلى الل lا، وملجؤنا وسي نا وحافظن lناصر

lهم ونعم الوكيل. فليعتمد المؤمنون، فهو حسب

�لم في��ه المس��دعو ب��حيح ي��ديث ص��ل في ح��اء جمي� ودعيت". نا فيمن تول القنوت عندما يقول: "وتول

�ه��لى الل� أما الكافرون فال مولى لهم. وقد أمر الرسول ص�ر��ركين في آخ��وا المش��لمين أن يجيب��لم المس��ه وس� علي�اري��ولى لكم" )البخ��ا وال م��ه موالن� معركة أحد بقوله: "الل

4043.)�واl ذين آمن ه م�ولى ال �أن الل� �ك ب �الى: }ذل��ه تع� وهو في قول

�د: ��ورة محم��ولى لهlم{ ]س� [، أي أن11وأن الكافرين ال م�افرون ليس لهم��دائهم، والك��نين على أع��رl المؤم� الله ناص

من يدفعl عنهم العذاب إذا حل بهم.

الثبات:

27

�ه��وكلين علي��نين والمت��اده المؤم��اءه وعب��ه أنبي��بيت الل� وتث�اليب��ك بأس��ون ذل� تسكين لقلوبهم وطمأنة لنفوسهم. ويك

وأسباب، حسب الظرف والمقام... �و��لم وه��ه وس� مثاله قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله علي �ال��l �دا: }وك��دة وص��ركين ويلقى منهم ش��ه المش� يدعو قومتl به فlؤادك وجاءك في lثب ل ما ن lس قlص عليك من أنباء الر ن

[.120ه�ذه الحق وموعظة وذكرى للمlؤمنين{ ]هود: lمم أي: نقص عليك كل ما تحتاجl إليه من أخبار الرسل واأل�ر��ذيب، ونص��ديق وتك��رى لهم من تص��ا ج��دمين، وم� المتق�ه�ت ب �ذبين، لنثب��افرين المك� للرسل والمؤمنين، وهالك للك�الة،��ا على أداء الرس� �ة، وثبات��ا وطمأنين� �تزداد يقين��ك، ف� قلب�ك��بقك من إخوان��وة بمن س�lس �افرين، أ� وتحمال ألذى الك�ه،��د الل��ق من عن� المرسلين. وجاءك في هذه السورة الح�ون،��ه المؤمن��ظ ب�ع �ق، ليت��ص الح�ادق والقص �� من النبأ الص

ويرتدع به الكافرون، ويكون لهم جميعا عبرة بما سبق.

رحمة الله:�ه ورحمة الله تعالى كذلك، قال جل ش�أنه: }يختص برحمت�ران:��ورة آل عم�ل العظيم{ ]س ���هl ذlو الفض� من يشاءl والل

74 .]�د خص� فهو سبحانه يخص من يشاءl من عباده برحمته، وق�ه��ة خليل �دما جعلهم على مل���ير عن���ل كب���نين بفض�� المؤم�ه محمد��ه إلي�الم، وعلى دين أحب خلق ���ه الس��راهيم علي� إب�ل عميم،� صلى اللهl عليه وسلم. وهو ذو إحسان كبير وفض

وسعت رحمتهl كل شيء!�ه مlوا ب ��وا بالل�ه واعتصl ذين آمن �الى: }فأما ال��ه تع� وقال اللراطا ��ه ص ل ويه�ديهم إلي ��هl وفض lهlم في رحم�ة من lدخل فسي

[. 175مlستقيما{ ]سورة النساء: �ق��ه ح��وا علي�ل �اعوهl وتوك�هم وأط �رب��وا ب��ذين آمن� أي أن الة، �دخلهم الجن��يرحمهم، وي��ورهم، فس��ع أم�ل في جمي التوك�ورهم،��اعفl لهم أج��انه، فيض��له وإحس��دlهم من فض� ويزي�ة في� ويزيدهم نورا وهداية وتثبيتا على دينه، ودرجات عالي

ة. الجن28

�اس��دخل الن��ا ي��ه يغف�ر ال�ذنوب، وبه� والله س�بحانه برحمت�ة،��تي تبعث على الطمأنين��ل، ال��ة هي األص� الجنة، فالرحم

لتعلم النفوسl أن الرب يعدل ويرحم وال يظلم. �الى: ��بحانه وتع��ا س��ال ربن��ة{ق�حم ه الر �� }كتب على نفس

�ه[12]سورة األنعام: ��بحانهl على نفس��هl س� . أي: قضى الل�ل��وبتهم، وأن يقب��اد، وال يعجل عق� المقدسة بأن يرحم العب

توبتهم، إحسانا وتفضال منه...�ول:��عة ويق��ه الواس��الحين برحمت��اده الص��ه عب��ر الل� ويبش

�ون}��lق ذين يت lها لل lب أكت ���يء فس ����ل ش��l عت ك ��� ورحمتي وس�ورة���ون{ ]س��l lؤمن �ا ي�� ذين هlم بآياتن �اة وال���ك �ون الز��l lؤت وي

[.156األعراف: �املة عامة،��ة ش��تي عظيم��اه: ورحم��ا معن��هl م��ال الل� ق�دون عن��ذين يبتع�lها لعبادي المؤمنين، وأخص بها ال فسأثبتون ���اب، ويخش��وم الحس��افون ي��ي، ويخ�رك والمعاص �� الش�اكين،��راء والمس��والهم للفق� عقوبة الله، ويدفعون زكاة أم

ها. ويؤمنون بآياتنا كل

صالة الله ومالئكته: ومن فضل الله العظيم على عباده المؤمنين أن يصلي هو

�ه عليهم:����هl ومالئكت���l lم ومالئكت لي عليك ����lص ذي ي �و ال���lه{ ور وكان بالمlؤمنين رحيما{ lمات إلى الن lم من الظل lخرجك لي

[.43]سورة األحزاب: �ني�lث �ذلك، وي��رحمlكم ب��وه، وي�lم كم ما ذكرت lأي أن الله يذكر �ذلك،��تغفرون لكم ك� عليكم عند مالئكته، وهم يدعون ويس�ور��ي إلى ن��ل والمعاص��ات الجه��ه من ظlلم��رجكم الل� ليخ�داهlم� العلم واإليمان والطاعة، وكان رحيما بالمؤمنين إذ ههم في اآلخرة. للحق في الحياة الدنيا، وأعد لهم ما يسر

�ات )�-7وأدعيتهم كثيرة لنا، ومتنوعة وجليلة، كما في اآلي �ون9�l ذين يحمل lفرح المؤمن: }ال ( من سورة غافر، وإنها لت

�ه� �ون ب�l lؤمن هم وي �د رب�حlون بحم ب ��lس �هl ي� �رش ومن حول� الع�ة�حم يء ر ���ل ش�l عت ك ���ا وس� ن �وا رب�l ذين آمن ون لل lتغفر �� ويس�ذاب�بيلك وقهم ع ���وا س�lبع lوا وات �اب� ذين ت �اغفر لل��ا ف� وعلم

الجحيم{.29

�اده��ون من الل�ه العف�و والمغف�رة لعب� أي أن المالئكة يطلب�يء،��ل ش��عت ك��ك وس��ائلين: اللهم إن رحمت��نين، ق� المؤم�وه، من��ا عمل��ون وم� وعلمك أحاط بما قالهl عبادك المؤمنائبين الذين أنابوا إليك، والتزموا خير وشر، فاغفر ذنوب الت

ار. صراطك المستقيم، واحفظهم من عذاب النلح من ��هlم ومن ص �دت�تي وع �دن ال�ات ع �ا وأدخلهlم جن� ن }رب

:}lالحكيم lك أنت العزيز اتهم إن ي lر آبائهم وأزواجهم وذ�ا،��دتهم به��تي وع��ة ال��ة الدائم�ات اإلقام اللهم وأدخلهم جن�الحا من أزواجهم،��ل ص��ع بينهم وبين من آمن وعم� واجمlالب��هم، فأنت الغ lهم، ويكتمل سرورl ياتهم، لتبتهج قلوب وذر

الذي ال يمتنعl عليه شيء، الحكيمl فيما تفعلl وتقول.ئات يومئذ فقد رحمتهl وذلك ي ئات ومن تق الس ي }وقهمl الس

:}lالعظيم lو الفوزlه�ا��هl منه� ئات وسوء عاقبتها، فإن من حفظت وقهم وبال السي�ذاب،� يوم المؤاخذة والحساب، فقد رحمتهl وأنقذتهl من الع

عادةl العlظمى. وذلك هو الفالحl والس

عدالة الله:�ان��و ك��اده، ول��دا من عب��ادل، ال يظلم أح��بحانه ع� والله س�وم��دل ي��يزان ع��تحقون، بم��ا يس��ازيهم بم��ل يج��افرا، ب� ك�ه،��ه ورحمت� القيامة، فتطمئن قلوب المؤمنين إلى عدل الل�ترفوه من آث�ام فإنه�ا��ا اق� وأن أعمالهم لن تذهب هباء، وم

تقدر بقدرها، وقد تمحى بالحسنات، أو يعفو الله عنها:ه �وم إن الل� بت ال ظlلم الي ���ا كس�lل نفس بم lجزى ك }اليوم ت

[.17سريعl الحساب{ ]سورة غافر: lحاسبl كل نفس على ما عملت من أي: في يوم القيامة ت�ة، وال ظلم في��ة أو عقوب�lجزى على ذلك إثاب خير وشر، وتlصlدل، ال ينق���هl الحكمl الع��و الل��ه ه��اكمl في� هذا اليوم، فالحlريع���و س��د. وه��ة أح��دl في عقوب��د، وال يزي��واب أح� من ث

الحساب، على كثرة الخلق، وكثرة ما عملوا.ك �ا رب��ا وم�اء فعليه ��ه ومن أس ��الحا فلنفس ���ل ص� }من عم

لعبيد{ ]سورة فصلت: م ل [.46بظال

30

�ه،��ودl على نفس��ه يع��إن نفع��الحا ف��ل عمال ص� أي: من عم ومن أساء العمل فإن سوء عاقبته يعودl على نفسه كذلك،�وابهم، وال��اده، فال ينقlصl من ث��دا من عب��هl ال يظلمl أح� والل

يزيدl في عقابهم.

رضى الله: ثم إن رضى الله تعالى هو قمة السعادة عند المؤمن، ألن�ه��بحانه، ويطمئن قلب��اه س��ا هي رض� غايته من عباداته كله�د� إلى آخر درجات االطمئنان إذا علم يقينا أن الله تعالى ق

رضي عنه!ات �ات جن� �ؤمنين والمlؤمن�lالم lه���د الل��أنه: }وع� يقول جل ش�ة في� ب اكن طي ���ا ومس��دين فيه��ارl خال� تجري من تحتها األنه}lالعظيم lو الفوزlذلك ه lات عدن ورضوان من الله أكبر جن

[.72]سورة التوبة: عيم كله، �ك الن��ل من ذل��برl وأج��ه عنهم أك��اء الل� أي أن رض�ذي ليس��وزl ال�عادةl والهناء، والف جاح، والس وهو الفالحl والن�ك،��د ذل��هl عليهم بع��خط الل��ني أن ال يس�ه يع بعده فوز، ألن

ون ويهنؤون إلى األبد. فيطمئن ومن قبل قد رضي الله عن المهاجرين األولين من صحابة�لم، ومن آواهم من��ه وس��ه علي��لى الل��ه ص��ول الل� رس

األنصار.. ومن تبعهم بإحسان في جميع العصور!ذين ار وال ����اجرين واألنص���ون من المlه��l ابقlون األول ��� }والس

lه�� وا عن l���هl عنهlم ورض�ضي الل بعlوهlم بإحسان ر �د لهlمات� وأعات �ارlجن��ا األنه��ري تحته��وزl تج��ك الف� �دا ذل� �ا أب��دين فيه� خال

[.100العظيمl{ ]سورة التوبة: �روا��الم وناص��وا اإلس��ون ممن اعتنق��ابقون األول� أي: الس�ذين��اجرين ال��لم من المه��ه وس� رسول الله صلى الله علي هاجروا إلى المدينة دار اإلسالم، ومن األنصار أهل المدينة�وا��ذين لحق��اجرين وآزروهم، وال��وانهم المه��ذين آووا إخ� ال بهم من بعدهم باإليمان والطاعة إلى يوم القيامة، فاقتدوا�ك��وءا، فأولئ��وا فيهم س��ان، ولم يقول��وهم بإحس�بع بهم واتوا l�� رضي اللهl عنهم بقبول طاعتهم وارتضاء أعمالهم، ورضأ �د هي��عة، وق��ة الواس�حم عيم والر lوهl من الن �ال� هم عنه بما ن

31

�ار،��ات، تج�ري من تحته�ا األنه��ات عالي لهم في اآلخ�رة جنlعادة ���اح، والس�ج �و الفالحl والن��ك ه�ين فيها أبدا، وذل مستقر

والهناء.

الحق:�نين��وس المؤم��ه نف��كن إلي��ده تس��هوالحق وح��ع ل� ، وتخش

�الى:��ه تع��ال الل��ه. ق��رب علي��ل فهم ح��ا الباط��ذل، أم� وت�ه �وا ب�l lؤمن ك في ب �ق من ر�هl الح �وا العلم أنl lوت ذين أ }وليعلم الراط ���وا إلى ص�l ذين آمن �اد ال�ه له lهlم وإن الل �وب�l lخبت لهl قlل فت

[.54مستقيم{ ]سورة الحج: �ا��ق، أن م��ابتون على الح� أي: ليعلم العلماءl المخلصون الثlنزل���ق الم��رآن، ه�و الح� أوحينا إلى رسولنا وأثبتناهl في القlهم �وب��ه قل�lن ل �ك��دقوه، فتس��ه ويص��وا ب�هم، فيؤمن من رب�ق�lرشدl عبادهl المؤمنين إلى نور الح وتخشع له، وإن الله ي

هم بالباطل ويرزقlهم اجتنابه. lباعه، ويبصر ويرزقlهم اتي إلى �داني رب�ني ه �ل إن�lده: }ق���الم وح��ق في اإلس� والح�ان من� �ا ك��ا وم�ة إبراهيم حنيف صراط مستقيم دينا قيما مل

[.161المlشركين{ ]سورة األنعام: �تقيم ال��ح مس��ق واض��ني إلى طري� أي أن الله هداني ووفق�ه��بي الل�ةl ن �ابت، مل��ائمl الث��ه الق��و دينl الل��ه، ه� اعوجاج في�ا��ق، وم� إبراهيم، المائل عن جميع األديان الباطلة إلى الحهl منهم! كان من المشركين، كما ادعت اليهودl والنصارى أن

غفران الذنوب:�ا بلغت، إذا��ذنوب، مهم��رة ال��ان مغف��واعث االطمئن� ومن ب

تاب العبد منها. قال الله تعالى:�وا من�lهم ال تقنط ��ذين أسرفlوا على أنفlس }قlل يا عبادي الlور��lو الغف��lه lه �ا إن�lوب جميع �ذن��رl ال�ه يغف ه إن الل �ة الل�حم ر

حيمl{ ]سورة الزمر: [.53الر

32

�ذين��ادي ال�ها الرسول من معنى كالم الله: يا عب أي: قل أي أفرطوا في المعاصي وأك�ثروا من ال�ذنوب والف�واحش، ال�ذنوب��رl ال��هl يغف��ه، فالل��ه ومغفرت��ة الل��وا من رحم� تيأس�ا،�ته ها وعالني �ر��ا، س��غيرها وكبيره��انت، ص� جميعها، مهما ك�اده��ة بعب�حم ائبين، عظيمl الر فاللهl كثيرl المغفرة لذنوب الت

المؤمنين.�ة� وب �لl الت� ذي يقب �و ال�lاده: }وه�� وذكر أنه يقبل التوبة من عب�ورة��ون{ ]س�l ئات ويعلمl ما تفعل ي عن عباده ويعفlو عن الس

[.25الشورى: �ابوا��اده إذا ت��ة عن عب�وب �لl الت��ذي يقب��وابl ال��و الت� أي: ه�ا،�ئاتهم، صغيرها وكبيره وأنابوا، ويعفو عنهم ويغفرl لهم سي

واللهl يعلمl ما تفعلون من خير وشر.

العبودية: وعب�ادة الل�ه تع�الى تبعث على االطمئن�ان، ه�ذا لمن ك�ان قلبه ممتلئا باإليمان، فإنه يشعر براحة إذا صلى لله تعالى،�ك��د على ذل��ه، ويزي��ه علي��رض الل� وال يطمئن إال إذا أدى ف

فيتهجد، ليتلذذ بالعبادة لله ومناجاته.�ح��ا ص��ول كم��ذا، يق�ح به �ر� وكان صلى الله عليه وسلم يص

في الحديث: "يا بالل، أقم الصالة، أرحنا بها".بر ��lوا بالص تعين ���وا اس�l ذين آمن �ا ال�ه �ا أي� ويقول الله تعالى: }ي

[153]البقرة: والصالة إن الله مع الصابرين{�ورا،�l �ة، وتمأل القلب ن��ددl الطاق� فالصالةl تشد العزيمة، وتج ولذلك كان رسولl الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبهl أمر�ن��ديث حس��ا في ح��لى، كم��هl - ص� �ه أو غلب� - أي هجم علي

رواه أحمد وأبو داود.�ا،��ور أدائه��ادات وص��اد في أداء العب� �ات العب��ف درج� وتختل�ة في� وكان من السلف من يتعمد صيام أيام القيظ الطويل

الصيف ويتلذذ بذلك، طلبا لألجر، ومبتغيا رضى الله.�ه األولى في� وليعلم كل أنه مأمور بعبادة الله، وأنها وظيفت�ام وإخالص���ا بإحك���ا، وليؤده���ه به���اة، فلتطب نفس�� الحي

�هl واطمئنان.� ين ل ���ادعlوهl مlخلص��و ف�lه إال ه�� }هlو الحي ال إل[.65الدين{ ]سورة غافر:

33

الثواب الجزيل:�ده� ومن بواعث االطمئنان أيضا: كل ثواب من عند الله أع

للمؤمنين: - وأوله األمن والسالم يــوم الحشــر والحســاب،1

�رl وتتلقاهlمlيوم الفزع األكـبر� �زعl األكب�lهlمl الف ن lز�� : }ال يح�اء:��ورة األنبي�lوعدlون{ ]س lم ت lنت ذي ك lمl ال المالئكةl هذا يومlك

103.]�ون�lعط هم ي �بر، ألن��ول األك��ومl اله� أي: ال يهمهم وال يغمهم ي�ة�حم �ةl الر��تقبلهم مالئك�ة، وتس �ل الجن�هم من أه �أن� األمان ب�زون�lج واب الذي ت رهم بذلك، وتقولl لهم: هذا يومl الث وتبش

lم به. به، وهذا يومl سروركم الذي وlعدت�زع يومئذ��ا وهlم من ف��ر منه� �هl خي� نة فل ���اء بالحس� }من ج

lون{ ]سورة النمل: [.89آمنlجازى خيرا يوم القيامة، أي: من أطاع الله وعمل صالحا في�المون من��ون س��ك، وهم آمن�lعطى أفضل من حسنته تل وي

خوف ذلك اليوم العصيب.

�ذلك- وأعظم الثواب الجنة2��ؤمن يطمئن ب��إن الم� ، ف إلى ما يقوم به من عمل صالح، وأنه ال يذهب هباء، كقوله

تعالى: �ة{� ة عالي ية . في جن ��عيها راض ���ة . لس�اعم �وه يومئذ ن�lجlو{

[.10 – 8]سورة الغاشية: ة، مشرقة ناضرة، أي: وجوه يوم القيامة تكونl مبتهجة بهية ة، في جن �ية مطمئن��دنيا راض��هl في ال��ذي عملت��ا ال� لعمله

رفيعة عالية الدرجات.وقال الله تعالى في ثواب إيمانهم وأعمالهم الصالحة:

�ري من�ات تج الحات لهlم جن ���وا الص�l lوا وعمل ذين آمن }إن ال{ ]سورة البروج: lالكبير lذلك الفوز l11تحتها األنهار.]

�ال� أي: إن الذين آمنوا وأخلصوا في إيمانهم، وعملوا األعم�وم��عات ي�ات واس �الم، لهم جن��ة لإلس�الحة الموافق �� الص�ك� القيامة، تجري األنهارl من خالل مساكنها وأشجارها، وذل

عادةl العظمى. جاة، والس هو الفوزl والن34

lهlموقال سبحانه: lدخل lوا الصالحات سن lوا وعمل ذين آمن }وال�دا لهlم فيه�ا ات تجري من تحتها األنه�ارl خال�دين فيه�ا أب جن

lهlم ظال ظليال{ ]سورة النساء: lدخل [. 57أزواج مlطهرة ون�ؤمن�lو م��lنثى وهl �ر أو أ� الحا من ذك ���ل ص��ال: }من عم� وق lوا �ان� �ا ك�ن م ���رهlم بأحس�هlم أج �زين��ة ولنج� ب هl حياة طي lحيين فلن

[.97]سورة النحل: يعملlون{lشترطl فيها بة في الحياة الدنيا، وال ي lجزى حياة طي أي أنه ي�و�عادة، لكن المهم ه �� المالl الوفير، فليس هو مقياسا للس�رة��ة، وفي اآلخ�وفيقl للطاع الهناءةl والقناعةl والعافية، والت�نة��ال حس��ه على أعم��ازى ب�lج �ا ي��لl م��و أفض�lجزى ثوابا ه ي

عملها.�اعب��وا من مت��دون ربهم على أن تخلص� وأهل الجنان يحم�زانهم إلى��ومهم وأح��روفها، وانتهت هم� الدنيا وأعبائها وص

غير رجعة:�ور�lا لغف�� ن �زن إن رب�ا الح ذي أذهب عن ه ال �دl لل�lوا الحم }وقال

lور{ ]سورة فاطر: [:34شكا �ذي أذهب عن��ه ال��دl لل�ة: الحم �وا الجن��ون إذا دخل� فيقولlه���ا، والل��ة أمرن��افl من عاقب�ا نخ األحزان والهموم، فقد كن�اعتهم،�ائبين، ويشكرl لهم ط يغفرl ذنوب عباده المؤمنين الت

ويجازيهم عليها خير الجزاء.نا فيها نصب وال نا دار المlقامة من فضله ال يمس ذي أحل }ال

lغlوب{ ]سورة فاطر: نا فيها ل [:35يمس�ا وال��وت فيه��تي ال م��ة، ال� الحمدl لله الذي أنزلنا دار اإلقام�اوي��ا تس�lن �ه، ولم تكن أعمال��له ونعمت� انتقال عنها، من فض

lنا فيها تعب ومشقة، وال إعياء وفتور. ذلك، ال يصيب�ره ال��مون، وأج� فالمؤمن بيوم الحساب يعلم أن ثوابه مض

ه له: يضيع، فإذا فاز تذكر إيمانه به ووعد رب�ه .��رؤlوا كتابي��اؤlمl اق�lوتي كتابهl بيمينه فيقlولl ه }فأما من أاضية . في ي مlالق حسابيه . فهlو في عيشة ر ي ظننتl أن إن

ة عالية{ ]سورة الحاقة: [22 – 19جنواب �الث��اب، وب��البعث والحس��ا ب� �د كنتl موقن��ول: لق� يقة ة، وسعادة غامرة، في جن والعقاب. فهو في عيشة مرضي

واسعة مرتفعة.35

�دنيا،��ب في ال��اءة العيش والمنص��عادة وهن��روع الس� أما ف التي كانت تبعث على راحة النفس والشعور بالنشوة، فلم تنفع أصحابها، ممن لم يكن مؤمنا بيوم الحساب، وبالثواب

رت الموازين: والعقاب. لقد تغيlوت �ا ليتني لم أ� �ولl ي�lماله فيق ���هl بش� lوتي كتاب }وأما من أية . م�ا ��انت القاض �ا ليته�ا ك كتابيه . ولم أدر ما حسابيه . يlم وهl . ث �ذlوهl فغlل�lلطانيه . خ l��ي س ي ماليه . هلك عن أغنى عن

[.31 – 25الجحيم صلوهl{ ]الحاقة:

الهدية والخبر السار:�ة���ارة يبعث على البهج���ار الس���دايا واألخب���ل اله�� وحام

�اء��ا ج��ال، كم��ة الب�ة وراح �ر��ير وألقى قميص والمس� البش�اء� يوسlف على وجه أبيه يعقوب، وعاد بصيرا: }فلما أن ج�ف:��ورة يوس�يرا{ ]س ���د بص� �ه فارت� البشيرl ألقاهl على وجه

96.]

المطر:�زرع��قيا لل��ة س��ه رحم��المطر ألن��رون ب��اسl يستبش� والن�د ل�ه من الري�اح� والحيوان والبشر، بل يستبشرون بما يمهlل ��lرس �و الذي ي�lاء: }وه�� التي تحمل الغيم المثقل ببخار الم �اال�حابا ثق ��ت س ى إذا أقل �ه حت� �دي رحمت� را بين ي ��lش ياح ب الر�ل�l �ه من ك� �ا ب� �اء فأخرجن��ه الم� �ا ب� ت فأنزلن �د مي� قناهl لبل l�� س

مرات{ ]سورة األعراف: [57الثlه�� رl رحمت l���وا وينش�lالغيث من بعد ما قنط lل lنز ذي ي }وهlو ال

[28وهlو الولي الحميدl{ ]سورة الشورى: �ر ليغيثهم من�لl المط �نز��ذي ي��اده، ال�حيمl بعب �ر��و ال� أي: هlه�� �طl رحمت��ه، ويبس� الجدب والقحط، بعدما يئسوا من نزول�وان،�بات والحي هل والجبل، والن بهذا المطر كذلك على السل عليهم، ���ان إليهم والتفض��اده باإلحس� وهو الذي يتولى عب

وهو وحده المستحق للحمد بذلك.

36

الفصل الرابع

العون على االطمئنان

ذكر الله:�د���ة النفس عن���ان القلب وراح���ذي يعين على اطمئن�� ال�د��ير وتحمي��الى، من تس�بيح وتكب��و ذك�ر الل�ه تع� المؤمن ه وتهليل ودعاء ونجوى وتبتل... وأولها قراءة القرآن الكريم

وتدبره واالستماع إليه.�الى: �lهlميقول ربنا سبحانه وتع �وب�l �وا وتطمئن قlلl ذين آمن }ال

{ بذكر الله lوب��l �ه تطمئن القlل��ذكر الل� �د:أال ب��ورة الرع� ]س28.]

�انl في���ذين ثبت اإليم���دين هم ال���ائبين المهت�� أي أن الت�ه��ذكر الل��وبهم ب��كنl قل��ذين تطيبl وتس��وبهم، وهم ال� قل�ا، أال��ولى كريم��ا وم��ا رحيم� وكالمه المعجز، وترضى به إله�ة،�فوسl المؤمن بذكر الله وحدهl تطمئن القلوب، وترتاحl الن

ة. دون غيره من األمور الدنيوي�ه��ذهبون في��ل ي��ة، ب��اء طويل��د العلم��ذكر( عن��ة )ال� وقائم�ر��د ذك��ا. وق��أليف بينه��انع من الت��تى، وال م��ذاهب ش� م�ه: كتالوة��ة - أن��ير اآلي��د تفس��يره - عن��وكاني في تفس� الش القرآن، والتسبيح، والتحميد، والتكبير، والتوحيد، أو بسماع�را... ثم��رآن ذك��بحانه الق��مى س��د س��يرهم، وق� ذلك من غ�راد��ل: الم��ه، وقي��د الل��وبهم بتوحي��ل: تطمئن قل��ال: قي� ق�ه،� بالذكر هنا الطاعة، وقيل: بوعد الله، وقيل: بالحلف بالل�ه،��ذكر رحمت��ل: ب��ه، وقي��كن قلب� فإذا حلف خصمه بالله سلله{ �ذكر � �ده، }أال ب��ة على توحي��ه الدال��ذكر دالئل��ل: ب� ٱوقي�ر في���{. والنظ lوب����l لقlل �يره }تطمئن ����ده، دون غ��� ٱوح مخلوقات الله سبحانه وبدائع صنعه وإن كان يفيد طمأنينة�ر��ذلك النظ��ة، وك��ذه الطمأنين��ت كه� في الجملة، لكن ليس�ا البش�ر، فليس��تي ال يطيقه��ور ال��زات من األم� في المعج�ذا� إفادتها للطمأنينة كإفادة ذكر الله، فهذا وجه ما يفيده ه

التركيب من القصر.

37

�يرية أن���واطره التفس���عراوي في خ���يخ الش���رى الش�� وي�رض��و في مع� المقصود بالذكر هنا القرآن، وأن الحديث ه�ه من� تصديق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء ب�ه دون��ديق ب� عند الله، وأن قلوب المسلمين تطمئن بالتص

يعني أن القلوب تطمئن بالقرآن وما فيه من الكفار، قال:�ه��لى الل��دا ص��د أن محم��دق، لتؤك��ام الص� أخبار صادقة تمه، وأن القرآن ليس من عند محمد عليه وسلم مبلغ عن رب

صلى الله عليه وسلم، بل هو من عند الله.�كيك في��زعبالتهم للتش��ار خ��ير الكف�lث �ذلك فحين ي� قال: ول �ا��رآن مlطمئن��أتي الق��لم ي��ه وس��ه علي��لى الل��د ص� محم

للمؤمنين، فال تؤثر فيهم خزعبالت الكفار. �ل� ثم قال: يعني أن االطمئنان مستوعب لكل القلوب، فك إنسان له زاوية يضطرب فيها قلبه، وما أن يذكر الله حتى

يجد االطمئنان ويتثبت قلبه.�ر��يره )التحري��ور في تفس��اهر بن عاش��ة الط��ال العالم� وق�ا��تعير هن��كون، واس��ان الس��را: االطمئن��وير( مختص� والتن�طراب.��ه االض��تعار ل��ك يس��ك، ألن الش� لليقين وعدم الش�الوقوف��ه ب� وذكر الله يجوز أن يراد به خشية الله ومراقبت�راد� عند أمره ونهيه. ويجوز أن يراد به القرآن. ويجوز أن ي�وب��ه القل��ان ينب� ذكرl الله باللسان، فإن إجراءه على اللس إلى مراقبته. وهذا وصف لحسن حال المؤمنين ومقايسته

بسوء حالة الكافرين الذين غمر الشك قلوبهم. �ارع في��ير المض��ة: اخت��ة بالغي��ه في لفت��ه الل��ال رحم� وق{ مرتين لداللته على تجدد االطمئنان واستمراره، }تطمئن�ذكر� �ة }أال ب��ردد. وافتتحت جمل��ك وال ت��ه ش��ه ال يتخلل� وأن الله{ بحرف التنبيه اهتماما بمضمونها وإغراء بوعيه، وهي{ من التعميم. lوب��l �ف }القlل��ا في تعري��ذييل لم��ة الت� بمنزل�مة��موا بس��ر على أن يتس��اقين على الكف��ارة الب��ه إث� وفي�ه��وبهم، كأن��رآن لتطمئن قل��دبير في الق��نين من الت� المؤم�أن��اذا يمنعكم ب��نين فم��ال المؤم��ة ب� يقول: إذا علمتم راح

تكونوا مثلهم؟

38

�رة� وقال اآللوسي في )روح المعاني(: فيه إشعار بأن الكف�ه���وا ب���واء، حيث لم يطمئن���دتهم ه���وب لهم، وأفئ�� ال قل

)بالقرآن(، ولم يعدوه آية، وهو أظهر اآليات وأبهرها.�ه في��ه الل��يد قطب رحم��تاذ س��ول األس��ه يق� وفي رائعة ل�ه،��لة بالل��ها بالص��ة: تطمئن بإحساس��ة الكريم��ير اآلي� تفس�اه؛ تطمئن من� واألنس بجواره، واألمن في جانبه وفي حم�ق��ة في الخل��إدراك الحكم� قلق الوحدة، وحيرة الطريق، ب�ل��ة من ك��عور بالحماي��ير، وتطمئن بالش��دأ والمص� والمب�ع��داء، ومن ك�ل ض�ر، ومن ك�ل ش�ر، إال بم�ا يش�اء، م� اعت�ه في��بر على البالء. وتطمئن برحمت��االبتالء، والص��ا ب� الرض

الهداية والرزق والستر في الدنيا واآلخرة: } lوبlلlأال بذكر الله تطمئن الق{

�ة��نين حقيق��وب المؤم��ه في قل��ذكر الل��ان ب��ك االطمئن� ذل�وبهم،��ان قل��ة اإليم��الطت بشاش��ذين خ��ا ال� عميقة، يعرفه�ا��ات أن ينقلوه� فاتصلت بالله، يعرفونها وال يملكون بالكلم�ات،��ل بالكلم��ا ال تنق��ا، ألنه��ذين لم يعرفوه� إلى اآلخرين ال�ا،� إنما تسري في القلب فيستروحها، ويهش لها، ويندى به�ه��الم، ويحس أن��ة والس� ويستريح إليها، ويستشعر الطمأنين�ه��ا حول��ل م��ردا بال أنيس، فك��ود ليس مف��ذا الوج� في ه

صديق، إذ كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه. �ون���ذه األرض ممن يحرم���ه ه���قى على وج�� وليس أش

طمأنينة األنس إلى الله. �لة��وت الص��ذه األرض مبت��ق في ه� ليس أشقى ممن ينطل�تي��وثقى ال� بما حوله في الكون، ألنه انفصم من العروة ال

تربطه بما حوله في الله خالق الكون. ليس أشقى ممن يعيش ال يدري لم جاء؟ ولم يذهب؟ ولم

يعاني ما يعاني في الحياة؟ �يء��ل ش� ليس أشقى ممن يسير في األرض يوجس من ك�يء��ل ش��ه وبين ك��ة بين� خيفة ألنه ال يستشعر الصلة الخفي

في هذا الوجود. �دا��دا وحي��ه فري��ق طريق��اة ممن يش� ليس أشقى في الحي�اد وال� شاردا في فالة، عليه أن يكافح وحده بال ناصر وال ه

معين.39

�ر إال أن��ا بش��مد له��اة ال يص��ات في الحي��اك للحظ� وإن هن�ا أوتي من��اه، مهم�ا إلى حم يكون مرتكنا إلى الله، مطمئن�ات��اة لحظ��داد.. ففي الحي��البة واالعت��ات والص� القوة والثب �ه: }أال��ون بالل��ا إال المطمئن� تعصف بهذا كله، فال يصمد له

.�{. ا. ه lوبlلlبذكر الله تطمئن الق

lؤمن�� وذكرl الله تعالى فضائلهl كثيرة، وفوائدهl عميمة، والمذين �ا ال�ه ه في ذلك قبل كل شيء: }يا أي يستجيبl لنداء ربيال{ ���رة وأص� lك حlوهl ب ب ���يرا . وس� �را كث� ه ذك وا الل lر��l �وا اذك�l آمن

� 41]األحزاب: �- �ات42 � [، أي: ذكرا كثيرا يعlم أغلب األوق�أنواع� واألحوال، على ما هداكم إلى اإليمان، وأنعم عليكم ب

عم. الن وذكر اإلمام النووي في أول كتابه )األذكار(، أن من أفضل�ار��تغاله باألذك��المين، واش��ره رب الع��ال ذك��د ح��ال العب� ح

الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

�الم: "أحب� أما أفضل األذكار، ففي قوله عليه الصالة والس�ه إال��ه، وال إل� الكالم إلى الله أربع: سبحان الله، والحمدl لل�لم��حيح مس��دأت". )ص�هن ب �أي�ك ب �ر�. ال يض lأكبر lوالله ،lالله

2137.) �لم: أي الكالم��ه وس��ه علي��لى الل��ه ص�ئل رسولl الل lكما س �اده:��ه أو لعب��ه لمالئكت��طفى الل��ا اص��ال: "م��ل؟ فق� أفض

(.2731سبحان الله وبحمده". )صحيح مسلم �ذي ال�هl وال وقال عليه الصالة والسالم: "مثلl الذي يذكرl رب

ت". �لl الحي والمي� ه، مث �اري يذكرl رب��يخان: البخ� )رواه الش(.779، مسلم 6407

�الى: �ة}وقوله تع ���هl معيش��إن ل��ري ف� �رض عن ذك� ومن أعهl يوم القيامة أعمى{ ]سورة طه: lر l124ضنكا ونحش.]

�دنيا�هl يعيشl في ال لي، فإن lداي، وكذب رسlأي: من خالف ه �دا��قاء، وإن ب��يق وش��رج، وض��ك وح� حياة قلق وحيرة، وش�ة أعمى�lحشرl يوم القيام قl عليه في قبره، وي متنعما. ويضي

البصر.40

�اس ال��ه: قلب ق��بين في كتاب��الى بين قل� وقد قارن الله تعيلين لذكر الله، وآخر يخشع ويطمئن لذكره:

ه ب �ور من ر�l �و على ن�lالم فه ��درهl لإلس ��رح اللهl ص �� }أفمن ش�ر الله � lهlم من ذك �وب�l ية قlل ��لقاس �ل ل� اللفوي ��lولئك في ض أ

[22 ]سورة الزمر: مlبين{�د��عl عن��ي القلب، ال يخش� أي: الويلl والهالكl لمن كان قاس

ذكر الله وال يلين، أولئك في ضالل ظاهر عن الحق.lل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه هl نز }اللlهlم إلى �وبl �ودlهlم وقlل�l ل lج lم تلينl هlم ث ون رب ��ذين يخش �ودl الl ل lج lه lضلل الل ه ذلك هlدى الله يهدي به من يشاءl ومن ي ذكر الل

[23فما لهl من هاد{ ]سورة الزمر: �د��ودهم عن��رتعشl جل��طرب، وت� أي أن قلوب المؤمنين تض�ده،��ده ووعي��ات وع� تالوة القرآن العظيم، أو عند سماع آيlهم �وب�lن، وتطمئن قل هم، ثم تلينl وتسك خوفا وخشية من رب

إلى ذكر الله وتأنسl به، لما يأمlلون من رحمته ولطفه..

التزكية: والتزكية تطهير للنفس من أوضارها، فإذا طهرت ارتاحت،

واطمأن بها القلب.�يرا� ففيها صفاء للنفس، وعون على الراحة والسكون. وكث�ة��دة في الطاع��الى، وبالمجاه��ه تع��ذكر الل��ذا ب� ما يكون ه

والعبادة والتبتل، والتربية والمراقبة، والصبر والثبات.�ذكره��وفيقهم ل��اده، بت��زكي عب��ذي ي��و ال��الى ه��ه تع� والل�الحة،��ال الص��دايتهم إلى األعم� وشكره وحسن عبادته، وبه�وبتهم،��ول ت� وإلهامهم التوبة واالستغفار، فيزكيهم ربهم بقب وغفران ذنوبهم، وتهيئة نفوسهم ألعمال جليل�ة، وت�وفيقهم

ألفضل األعمال وأحسن األقوال. ي من �زك�l ه ي �ة: }ولكن الل��زء من آي� يقول الله تعالى في ج

�ور: ��ورة الن�هl سميع عليم{ ]س �ه21يشاءl والل� [، أي أن الل�ة، ثم�وب �دايتهم للت� يطهرl من شاء من خلقه، بتسديدهم وه

قبولها منهم.

41

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يزكي بتوجيه وتأييد من�ا��الى: }كم��ه تع��ال الل��حابه، ق��ه ألص��ك تزكيت��ه، من ذل� ربlم يك �زك��l �ا وي�� lم آياتن �و عليك��l lم يتل وال منك l���lم رس لنا فيك ��� أرس

�ة{��اب والحكم� lمl الكت مlك lعل �رة: وي��ورة البق� [، أي:151]س�ل����ه العظيم، ويطهركم من رذائ����رأ عليكم كالم الل��� يق�رجlكم من�lخ �وس، وي�ة، ودنس النف األخالق، وأفعال الجاهلية... مlكم القرآن والسن ه، ويعل الظلمات إلى النور، بإذن رب

�ؤمنين إذ بعث فيهم�lعلى الم lه���د من الل�ا: }لق ���ال أيض� وقlمlهlم lعل يهم وي �زك�l �ه وي� �و عليهم آيات�l هم يتل ��وال من أنفlس l�� رسالل مlبين{ ���لl لفي ض� lوا من قب �ان� �ة وإن ك��اب والحكم� الكت

[ 164]سورة آل عمران: �ة،�ة، فيطهرهم من أوضار الجاهلي يهم تربية إسالمي أي: يربهم lأمر���ا، وي��انوا عليه� ودنس الطبائع، وسوء العقائد التي ك

بالخير وينهاهlم عن الشر والفحشاء...�د��ه: }ق��ة ل��ه وهداي��ق من الل� والعبد قد يزكي نفسه بتوفي

اها{ ]سورة الشمس: عد9أفلح من زك ���از وس� [، أي: قد ف�ي��رك والمعاص ����ا من الش��هl وطهره ����لح نفس�� من أص

ومساوىء األخالق.

الصبر على الطاعة:�ه،���ة الل���بر على طاع���ان: الص���ا يعين على االطمئن�� ومم

والصالة له. وهذا عام، ينفع لالطمئنان وغيره.�الى:��بحانه وتع��ا قال س�ه الة وإن ��بر والص ��lوا بالص تعين �� }واس

على الخاشعين{ ]سورة البقرة: [.45لكبيرة إال�رة��ير في اآلخ��ون على طلب الخ�ها المؤمن أي: استعينوا أي�د��بر الب� والدنيا، بالصبر على طاعة الله، والصالة. فإن الص�ات على�lعينl على الثب �الةl ت��اق، والص��ر ش��ل أم��ه في ك� من�عين المطيعين��ة إال على المتواض��اقة وثقيل� األمر، وهي ش

لله.�ة� ولكن من هم الخاشعون، المرشحون لهذه المهمة الديني

الجليلة؟�ه�هlم إلي هم وأن هlم مlالقlو رب ون أن lن ذين يظ يقول سبحانه: }ال

[.46راجعlون{ ]سورة البقرة: 42

�ورون�هم محش �أن��ده، وب� أي: الذين يؤمنون بوعد الله ووعي�ذا��ه. وه��ة علي��الهم معروض��ة، وأن أعم��وم القيام��ه ي� إلي

ب معاصيه. اإليمانl هو الذي يدفعlهم إلى طاعته، وتجن وا lتغفر ���اس: }وأن اس��ول للن��وله أن يق��ه رس��ر الل� وقد أممى ���ل مس�نا إلى أج ��lم متاعا حس عك lمت lوا إليه ي lوب lم ت lم ث ك ربlم �افl عليك�ي أخ �إن�وا ف لهl وإن تول ��ل فض ��lل ذي فض lؤت ك وي

[.3عذاب يوم كبير{ ]سورة هود: أي: اطلبوا المغفرة من الله لذنوبكم، وتوبوا إليه منها، وال�ة،��ا أمن وعافي��ة، فيه�ب �اة طي��ا، ليمنحكم حي��ودوا إليه� تع�ل�lعطي ك ى يأتي أجلlكم المقدرl لكم، ولي وسكن وراحة، حت�انه في��له وإحس��زاء فض��دنيا ج��نة في ال��ل وحس� ذي فض

اآلخرة.

�ف��إذا اتص��ة، ف� وطاعةl الله تعالى تكون في جوانب مختلفر بالجنة: بها في الحياة الدنيا وصبر عليها فإنه يبش

�ون}��lاكع ائحlون الر ����دlون الس���دlون الحام�� lون العاب ائب الت�ر�� اهlون عن المlنك وف والن lالمعر��� ون ب lر���اجدون اآلم ��� الس�ة:��ورة التوب��ؤمنين{ ]س�lر الم والحافظlون لحlدlود الله وبش

112.]�ائبون من�هم ت �ربهم أن��ائعين ل��نين الط��فات المؤم� فمن ص�ال،��ل ح�هم على ك �رب� الذنوب، صغيرها وكبيرها، حامدون ل صائمون لله، والصومl من أفضل الطاعات، فهو يقلصl منهم �رب���ون ل���ه، راكع���هl إلى الل��ب �ان ويقر���هوات اإلنس�� شlجود���وعl والس��ات، والرك� ساجدون، في الصلوات المفروض�ه،�ة لل من أعظم أركان الصالة، وفيهما أظهرl صور العبوديه وه�و س�اجد"، كم�ا في �ونl العب�دl من رب� و "أق�ربl م�ا يك

صحيح مسلم.�ة،��ان والطاع��دونهم إلى اإليم��اس ويرش��ون الن� وهم ينفع�ه،��أوامر الل�رك والمعصية، ويأتمرون ب ويحذرونهم من الش�نين�ر المؤم ��م. وبش �ر��ا ح��ون م�م ، ويحر �ل��ا أح�lحلون م في

صفين بهذه الصفات الجليلة بكل خير وفالح. المت

43

�انت� وال يستوي من أطاع وأخبت ومن أشرك: }أمن هlو قه...{ يل ساجدا وقائما يحذرl اآلخرة ويرجlو رحمة رب آناء الل

�ركl أم من9]سورة الزمر: ��ا المش�ه �لl أي� [، أي: أأنت أفضيل، ساجدا كر في ساعات الل هو قائم بواجب الطاعة والشlع���رة، ويطم��ذاب اآلخ�ى ع �� لله وقائما له في الصالة، يخش

ه وعفوه؟ في رحمة رب

التوكل:�عر��ان، فيش���بحانه يعين على االطمئن��ه س��ل علي� والتوك�ه��ان، وأن��ه في أم��ه أن��ره إلى رب��وض أم��و يف��ؤمن وه� الم

سيقدر له الخير، فمهما يأتي له من أمر يحمد الله عليه.ل على الله فإن الله قال ربنا في كتابه العزيز: }ومن يتوك

[.49عزيز حكيم{ ]سورة األنفال: lه يلتجئ �ه، فإن��د علي��ه ويعتم� أي: ومن يفوض أمرهl إلى الل�رl من��ر، وحكيم ينص�lقه �ز ال ي��الب، وعزي�lغ �وي ال ي� إلى ق

صر. يستحق النlهl{}وقال في آية أخرى: ب ���و حس�lه فه ل على الل ومن يتوك

[.3]سورة الطالق: �ه��و كافي��ره، فه��ه أم��وض إلي� أي: ومن يعتمد على الله ويف

في جميع أموره.�دهم:��نين وح��و للمؤم��ان، فه��ك عن اإليم��ل ال ينف� والتوكlوا إن ل lم بالله فعليه توك lم آمنت lنت }وقال مlوسى يا قوم إن ك

lم مسلمين{ ]سورة يونس: lنت [.84ك�ا��وفهم: ي��دما رأى تخ��ه عن��ني قوم��ى لمؤم� فقد قال موس�دتكم�كين بعقي ���انكم، متمس� قوم، إذا كنتم صادقين في إيمlم هl كافيك حقا، ففوضوا أمركم إلى الله واعتمدوا عليه، فإن�ه،��اء الل��لمين لقض��ذا إذا كنتم مستس�ر، ه l���ر وض��ل ش� ك

مخلصين له. �ا أال� �ا لن��الم: }وم��الة والس��ه عليهم الص��ل الل��ول رس� ويق

lلنا{ ]سورة إبراهيم: ب lل على الله وقد هدانا س [:12نتوك�ا�ن �ه رب�لl على الل �ف ال نتوك��وامهم: وكي� فقالت الرسل ألق�ا�ر لن ���دليل، ويس��ا بالحجة وال��ه لن�ن �ه، وبي��دانا لدين��د ه� وق

الطريق إليه، فنحن على هlدى ونور منه؟44

الشكر:�دين���نين العاب���فات المؤم���بحانه من ص���ه س���كر ل�� والش�وبهم إلى� القانتين، وهم يعرفون فضله وثوابه، وتطمئن قل�ذلك من��دهم ب��ه يزي��واب، وأن� ما أعد الله للشاكرين من ثlم ولئن ك lم ألزيدن lم لئن شكرت ك فضله ونعمته: }وإذ تأذن رب

lم إن عذابي لشديد{ ]سورة إبراهيم: [.7كفرت�ا��بغها عليكم، وقابلتموه��تي أس��هl ال��كرتم نعم� أي: إذا ش

باإليمان والطاعة، أثبتها لكم، وزادكم منها. lرl ما يشك وفائدةl الشكر تعود على الشاكر: }ومن شكر فإن�ل:��ورة النم��ريم{ ]س� ي غني ك �إن رب��ر ف�ه ومن كف �� لنفس

40:]lه �ذلك، ألن�هl ب ��ما ينفعl نفس أي: من شكر الله على نعمه فإنفع، ومن فlها الحق، ويستجلبl لها المزيد من الخير والن يعراس �ادة الن��كره، وعن عب��ني عن ش��إن الل�ه غ� لم يش�كر فlنعمl على من لم �ريم، في��بحانهl ك� وشكرهم أجمعين. وهو س

يشكرهl أيضا، وال يعجلl في عقوبتهم.

الدعاء:�ا��راد منه� ودعاءl األنبياء عليهم الصالة والسالم ألمتهم أو أف

طمأنة وسكن وبشرى لهم، فإن دعاءهم مستجاب.لقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: �� }وص

هlم{ ]سورة التوبة: [.103عليهم إن صالتك سكن لهم ����اءك يبعثl في نفوس���تغفر، إن دع�� أي: ادعl لهم واس

األمن والرحمة والطمأنينة.

التحري واالطالع:�ري، واالطالع���ان: البحث والتح���ا يعين على االطمئن�� ومموالمعاينة، ومعرفة الكيفية واألسرار، حتى يطمئن القلب.

- وهذا أبو األنبياء، خليل الــرحمن عليــه الصــالة1�ك أراد أنوالسالم��ع ذل��ان، وم��ق اإليم��ا عمي� ، كان مؤمن

45

�د، فطلب من��اء من جدي��ق، واإلحي� يطمئن إلى كيفية الخلالله تعالى أن يريه ذلك عيانا، فاستجاب لطلبه سبحانه:

�ال أولم�lحيي الموتى ق }وإذ قال إبراهيمl رب أرني كيف ت�ة من��ذ أربع�lال فخ���ال بلى ولكن ليطمئن قلبي ق��ؤمن ق�l تlم زءا ث lن جlل جبل منهl lم اجعل على ك الطير فصlرهlن إليك ث�ورة��ز حكيم{ ]س��ه عزي�عيا واعلم أن الل �� ادعlهlن يأتينك س

[. 260البقرة:�ا��اء ي��ادر على اإلحي�ي ق �أن��ؤمن ب�ه: أولم ت �ه رب��ال ل� أي: ق

إبراهيم؟ه أثبتl الناس إيمانا وأقواهlم يقينا. وهو يعلمl سبحانهl أن

�د��ا رب، ق��الم: بلى ي��ه الس��راهيمl علي�هl إب �دهl ونبي� فقال عب�م��ا، لينض��ك عيان�ي أريدl أن أرى ذل علمتl وقد آمنت، ولكن�يرة،��اهدة بص��أزدادl بالمش��ا، ف��دهl يقين� ما أراهl إلى ما أعتق�اهده،��يئا وش�ه يسكنl إذا عاين ش ويطمئن بذلك قلبي، فإن

وليس الخبرl كالمعاينة.ة زادت �ة الكيفي��اني": وال أرى رؤي��احبl "روح المع� قال صما أفادت أمرا ال من إيمانه المطلوب منه عليه السالم، وإن

يجبl اإليمانl به".�ه:��ال ل�ة اإلحياء عيانا، وق فاستجاب اللهl دعاءه، وأراهl كيفي�ا�ق أجزاءه �ر�قها، وف خlذ أربعة طيور، فاذبحها وقطعها ومز�اجتمعت��رعة. ف��ك مس��وف تأتي��ا، فس� على جبال، ثم ناده

ة أخرى، وعادت إلى الحياة بإذن الله. أجزاؤها مر

- أما موسى عليه الســالم فقــد ســأل أكــبر من2�ابذلك���راه، من ب���الى أن ي���ه تع���دما طلب من الل�� ، عن

�ه���ة، أو الحب، ولكن الل���ان، أو االطالع، أو الرغب�� االطمئن�دنيا على األرض،��اة ال�ن له استحالة ذلك في الحي تعالى بي�ا في��ذلك، كم��ه ل� وضرب له مثال حتى يتيقن، ويطمئن قلب

اآلية الكريمة:�ر�lقال رب أرني أنظ lه مهl رب }ولما جاء مlوسى لميقاتنا وكلتقر ���إن اس��ل ف� �ر إلى الجب�lكن انظ��� إليك قال لن تراني ول�ر��ا وخ� هl للجبل جعلهl دك مكانهl فسوف تراني فلما تجلى رب

46

lا أول�� �ك وأن� lبتl إلي بحانك ت l�� موسى صعقا فلما أفاق قال س[. 143المlؤمنين{ ]سورة األعراف:

ه، �هl رب��ه، وكلم��دد ل��وقت المح��ى في ال� أي: لما جاء موسي أرني أنظlر إليك، قال اللهl تعالى: ال قال عليه السالم: رب�ر إلى�lدنيا، ولكن انظ���اة ال��تي في الحي��ك على رؤي� قدرة ل�ه ولم��إذا ثبت في مكان��ك، ف� جبل سيناء الذي هو أقوى منlبحانه���هl س��راني. فلما تجلى الل��وف ت��هl التجلي فس�ت يفت�قط��األرض، وس��تويا ب��ا مس�ت �دكوكا متفت��هl م��ل جعل� للجب�اق من��ا أف��ا رأى، فلم��ول م��ه من ه�ا علي �ي��ى مغش� موسي �ك، إن��ا أعظم��بحانك م� غشيته، قال تعظيما ألمر الله: س�ألك���ير إذن، أو أن أس���ألك من غ���ك من أن أس�� تبتl إلي

الرؤية، وأنا أولl المؤمنين من بني إسرائيل.

، وهم- والحواريون من قوم عيسى عليه السالم3�نزل عليهم من��دة ت��ه مائ��وا من��ه، طلب��وا ب��فوة من آمن� ص�ذا الطلب،��نيهم عن ه��ولهم أن يث��ا أراد رس��ماء! ولم� الس�ادوا���ان، أع���اف لإليم���ات ك���ا رأوه من آي��ن لهم أن م وبي�ا ونعلم� lن lوب �ا وتطمئن قlل��ل منه�l أك lريدl أن ن lوا ن السؤال: }قال�ورة�اهدين{ ]س ���ا من الش��ون عليه�l دقتنا ونك ���د ص� أن ق

[ .113المائدة: �ل نحب أن��ط، ب��زة فق��ؤالنا للمعج� أي أنهم قالوا: ليس س �ا��اهدنا رزق�lنا بازدياد اليقين إذا ش نأكل منها، وتطمئن قلوبك �ان أن��اهدة وعي�ماء، ونعلم عن مش ���ا من الس� ين�زلl علينها آيةl صدق من عند الله، صدقت إيماننا بنبوتك، ولنشهد أن�ذلك من لم��برl ب��ك، ونخ��دق نبوت��اهرة على ص��ة ظ� ودالل

يحضlر المائدة.lجيب لهم... واست

فهم- وكان إبراهيم منــاظراI لقومه4 �ر��أراد أن يع� ، ف�واكب��ادة الك��ه من عب� خطأهم وجهلهم وبطالن ما هم علي�وب ال��نام، وأن القل�ة األص �ان بطالن إلهي��د بي��وم، بع�ج والن

تطمئن إال بالتوجه إليه وحده، إيمانا وعبادة:

47

�ل�ي فلما أف �ذا رب���ال ه�يلl رأى كوكبا ق }فلما جن عليه اللlحب اآلفلين{ ]سورة األنعام: [. 76قال ال أ

�ع،�l �يئا يطل��ا مض��ر، رأى كوكب��ل ينتش��دأ ظالمl اللي� فعندما ب�اب��ا غ��ل. فلم�ي، في زعمكم الباط �ذا رب��ه: ه��ال لقوم� فق�رب�رين من حال إلى حال، وال قال: ال أحب األرباب المتغي

بl وال يزول. lدائم ال يغر�ال لئن��ل ق�ي فلما أف �ذا رب�� }فلما رأى القمر بازغا قال هين{ ]سورة األنعام: lونن من القوم الضال ي ألك م يهدني رب ل

77 :]�وؤه،��ر ض��ة وانتش��ق الظلم��د ش��ا ق� فلما رأى القمر طالعي، في زعمكم. فلما غاب مثل غياب الكوكب، قال: هذا رب�ائعا،��ق، فسأبقى تائها ض�ي على الح ني رب قال: إذا لم يدlل

ين الذين يعبدون ما ال تعقل. مثل القوم الضال�رl فلما� �ذا أكب��ي ه �ذا رب���ال ه�مس بازغة ق }فلما رأى الش�ورة�lون{ ]س رك ��lش �ريء مما ت� ي ب �وم إن��ا ق� �ال ي� أفلت ق

[. 78األنعام: �ل من��ة اللي��ددت ظلم��د ب��ة ق��مس طالع��ا رأى الش� فلم�برl من���و أك��ي، في زعمكم، فه �ذا رب���ال: ه���راقها، ق�� إش�وم،� الكوكب ومن القمر. فلما غابت هي األخرى قال: يا قlع��l �اب، فهي تطل��ت بأرب��وم ليس�ج �واكب والن��ذه الك� إن ه�ا من���ه، فهي كغيره���انت علي���ا ك���ودl إلى م�� وتغيبl ثم تع�ا�فا، وأن �ر��ها تص��كl لنفس��درة، ال تمل��خرة مق��رام مس� األج

بريء من عبادتها، ومن إشراككم إياها في عبادة الله. �ا�ماوات واألرض حنيف ���ر الس�ذي فط ي وجهتl وجهي لل }إن

[: 79وما أنا من المlشركين{ ]سورة األنعام: �ق���ني لمن خل���تl دي���ادتي وأخلص���وجهتl بعب���د ت��ي ق إن�ات��اء ونب��رام وأحي��ا فيهن من أج�ماوات واألرض، وم �� الس�ان��رك في األدي��ل وش��ل باط��ائال عن ك��ار، م��اد وبح� وجم والعقائد الفاسدة إلى الحق والتوحيد الخالص، ولستl من

المشركين في شيء من األقوال واألفعال.

البصيرة:

48

�ان على���د ك���براهين وتأك��ى الحجج وال �ر�� ومن بحث وتح�ذلك��أن ب��تقامة ونهج واض�ح، واطم��ني على اس� بصيرة، يع�ف��لم المثق� قلبهl وارتاحت نفسه، وهو ما يكون عليه المسبيلي ��ذه س���ل ه�lان: }ق�� ال�واعي، ال المقل�د وض�عيف اإليم�ه�بحان الل l��بعني وس �ا ومن ات� يرة أن �� أدعlو إلى الله على بص

[:108وما أنا من المlشركين{ ]سورة يوسف: �ه من��وكم إلي��ذي أدع��ذا ال��ول: إن ه�س ها الر اس أي قل للن�تقيم،� اإليمان والتوحيد، هو المسلكl الحق، والطريقl المس�ة من�بهة عليه، وأنا على نور وهداي lالذي ال عوج فيه وال ش �ه، وعلى علم ويقين من��ددني في��ه إلي ويس� الله بما يوحي�وي��نين، ال نلت��دين من المؤم��ذا ال�بعوا ه ذلك، أنا والذين ات�ه�ههl عما ينسبl إلي lجل الله وأعظمlه، وأنز وال نزيغl عنه، وأ�تl من��ه، ولس��ه وكمال��قl بجالل��ا ال يلي�رك، وعم �� من الش�ه، في�lخلصl عملي لل المشركين في أمر من أموري، بل أ

lسكي، ومحياي، ومماتي. صالتي، ون

الزواج: والزواج الحميد فيه اطمئنان كثير، فال مجال لراحة النفس�ان،� من دون امرأة، فإنها النصف الثاني من شخصية اإلنسlرزق منها بالذرية وال تسكن غرائز النفس إال بالزوجة. ثم ي�رى��عادهم، وال ي��ل في إس��ة، فيعم��ه بهج��تي تمأل نفس� ال

الحياة بدون راحتهم.�ل��و من أجم� وقد وصف الله االقتران بالمرأة بالسكن، وه

تعابير الحب والمودة والطمأنينة وراحة البال. �الى:��دة قال سبحانه وتع�فس واح lم من ن ذي خلقك �و ال�lه{

�راف: ��ورة األع�lن إليها{ ]س [189وجعل منها زوجها ليسكأي: ليألفها ويأنس بها ويستقر لها.

وقال سبحانه في آية أوضح من هذه: }ومن آياته أن خلقة lم مود �ل بينك��ا وجع�lوا إليه lن تسك lم أزواجا ل lم من أنفlسك لك�روم:�ون{ ]سورة ال lر قوم يتفك ورحمة إن في ذلك آليات ل

21.]كم، �� أي: ومن آياته العظيمة أن خلق ألجلكم إناثا من جنسوا، �آلفوا معهن وتطمئن���وا إليهن وتت���تزوجون بهن، لتميل�� ت

49

lلة���و لم تكن بينكم ص��ة، ول�ة ورأف وجعل بينكم وبينهن محبرا �دب�lوتي فكرا ووعيا، وت رحم. وفي ذلك آيات وعبر، لمن أ

وفهما.lلفة والمحبة. lنس واأل وال شك أن هذا السكن يأتي من األ

التعارف والتآلف:�ارف بين��رى التع��رية ن��اة األس��ة أعلى من الحي� وفي درج

�دفع إلى أنواأللفــة الشعوب والقبائل ��تي ت� بينهم هي ال�در��أمن الغ��ذلك، وت� يأمن بعضهم بعضا، فتطمئن القلوب ب

والغارات..�ة،��روب طويل��ان من ح��ا ك��زرج م��ان بين األوس والخ� وك�د بغض��ابوا بع��الم، فتح��أخوة اإلس� فألف الله تعالى بينهم ب

وفرقة، واطمأن بعضهم إلى بعض.�و أنفقت��وبهم ل�l ف بين قlل �الى: }وأل� يقول ربنا سبحانه وتعف �ه أل�فت بين قlلlوبهم ول�كن الل ما في األرض جميعا ما أل

هl عزيز حكيم{ ]سورة األنفال: [.63بينهlم إن�ا��لمين، على م��وب المس�ف بين قل �ذي أل� أي أن الله هو ال�ة، ومن��غينة قاتل��داوة وض�ة من ع �ان بينهم في الجاهلي� كة عمياء، وخاصة األوس والخزرج من األنصار، ة وعصبي حمي�روبl بينهم ال��انت الح�lهلكهم، فك �ربl أن ت� الذين كادت الح�رون في��وة يتناص��اروا إخ��المl وص��ع، فجمعهمl اإلس� تنقط�ا في�ك أنفقت م �و أن��ير، ول��حون على الخ��ق، ويتناص� الحف بين قلوبهم، ة، وتؤل ق بينهم المحب األرض من أموال لتوث �ام�ن روح االنتق �داوة بينهم، وتمك� لما استطعت، لتناهي الع�آلف بينهم،��ذا الت��د ه��ه أوج� فيهم، ولكن الله بلطفه ورحمت�دير على�ة والتآخي بينهم، وهو سبحانه ق ووطد روح المحب�ور على�رl األم �دب� ذلك، عزيز ال يصعبl عليه شيء، حكيم، ي

أحسن وجه، وأفضل مقام.

البيوت: والبيوت سكن ألصحابها، فال يرتاح المرء إال في بيته، وبينlم �وتك�l lي lم من ب �ل لك��هl جع��الى: }والل��ه تع��ال الل��ه. ق� عيال

[.80]سورة النحل: سكنا{50

�ا��أوون إليه��بيوت ال�تي تبنونه�ا وت� أي: جعل الله لكم من السكنا وطمأنينة تأمنون فيها وترتاحون.

العيش الرغيد:�ان��نيء، يبعث على االطمئن��ن، والعيش اله��رزق الحس� وال�ذره من��ة، وح� أيضا، ومن الله بهذا على آدم وهو في الجن�دوه، وال��ه ع��ه، فإن��ترار بقول� االستماع إلى الشيطان واالغ

يحب له الجنة!�ه: ��ورة ط� ]: إن118}إن لك أال تجlوع فيها وال تعرى{ [س

�د، فال تبقى��نيء رغي��ون في عيش ه��ة أن تك��ك في الجن� لlذذ��ل تأك�لl وتتل�زق، ب �ر��ا وال تش�قى في طلب ال� فيها جائع�ا وال تتعبl في��رى فيه��ه، وال تع��ة والفواك��ن األطعم� بأحس�اس�ب �ن الل�ى أحس ��lكس �ل ت��ا، ب��اب والبحث عنه�ي �نع الث� ص

وأجملها.�ه: ��ورة ط�l فيها وال تضحى{ ]س ك ال تظمأ [: وإن119}وأن

�ا�l بمائه �أ��روى وتهن� ة أال تبقى فيها عطشا، بل ت لك في الجن�ونl في��ل تك��ؤذى، ب�l �ر فت��ا ح��يبك فيه�lص �ائرها. وال ي� وعص

قصور تجري من تحتها األنهار، وأشجار ممدودة الظالل.

51

الفصل الخامس

من صفات المطمئنين

من صفات المطمئنين: عدم الخوف والحزن�ه��ة قول��ثر من آي��الى في عقب أك��ه تع��اب الل��رد في كت� ي�ون{، وفيه�ا دالل�ةl س�بحانه: }ال خ�وف عليهم وال هlم يحزن

كبيرة على االطمئنان. ومن بواعث ذلك:

�ني آدم:- اتباع هدي الله1��ا ب� �الى مخاطب��ه تع� ، قال الل�وف عليهم��داي فال خ�lع ه�� ي هlدى فمن تب lم من ك }فإما يأتين

lون{ ]سورة البقرة: [38وال هlم يحزن أي: إذا اتبعتم هدى الله، فال تضلون في الدنيا، وال تشقون�دنيا، وال� في اآلخرة، وال تحزنون على ما فاتكم من أمور ال

تخافون ما ينتظركم يوم القيامة.�ائرين��ه، الس��نين المتبعين دين الل� وفي ذلك طمأنة للمؤم�رة، وفي���اتهم الحاض���تقيم، في حي���راط المس�� على الص�ه��دين بهدي��د المهت��بحانه يزي��ه س��روي، فإن� مستقبلهم األخ�دوا� ذين اهت هl ال �دl الل��ق: }ويزي��ا على الح� �ا وثبات� �ا يقين� إيمان

[.76هlدى{ ]سورة مريم:

�الى: }بلى من- إنها الطاعة واإلخالص2� . قال الله تع�وف�ه وال خ �د رب�هl عن lر�� أسلم وجههl لله وهlو مlحسن فلهl أج

lون{ ]البقرة: [.112عليهم وال هlم يحزن�ة،� فالقاعدةl في األمر، هي أن من أسلم وجههl لل�ه بالطاعبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسن في عمله وات باإلخالص، فهذا أجرهl مضمون عند الله، فال يخافن على ما

lه، وال يحزنن على ما تركه. يستقبلlهم �رب� lوا ل تجاب ��ذين اس �ن: }لل� ويثاب هذا المطيع بجزاء حس

[.18الحlسنى{ ]سورة الرعد: lزاء���اعlوه، الج��اهlم فأط�هم إذ دع �رب��تجابوا ل� أي: للذين اس

ة، بةl يوم القيامة في الجن الحسنl والحياةl الطي

52

�بحانه��ا س��ال ربن��ور! ق��ة عظيم، ال يتص��ذه الطاع� وجزاء هذين أنعم �ع ال�lولئك م ول فأ l��س lطع الله والر وتعالى: }ومن يالحين ��هداء والص ��ديقين والش ��ين والص بي �هl عليهم من الن� الل

lولئك رفيقا{ ]سورة النساء: ن أ l69وحس .]�تجاب� أي: من عمل بما أمرهl الله فانقاد ألمره ونهيه، واسlهم في �ون درجت��ك المطيع��ه، فأولئ�غ عن �ا بل��وله فيم� لرس�ير��رمهم وجعلهم خ��ه عليهم وأك�ة مع الذين تفضل الل الجنهداء، �����ديقين والش����اده الص����ه، وعب����اس، من أنبيائ��� النهم lرائر���لحت س� والصالحين الذين توالهمl اللهl بالصالح فص

lهم، وما أحسن هؤالء رفقة، ولطافة وعشرة. وعالنيت

ــان الصــحيح،3 ــون باإليم ــه يك ــاع هــدي الل - واتب�بحانهوالعمــل الصــالح��ال س��ه، ق��رع الل��ق لش� المواف

ارى ����ص �ادlوا والن���ذين ه �وا وال���l ذين آمن �الى: }إن ال��� وتعالحا فلهlم ���ل ص� والصابئين من آمن بالله واليوم اآلخر وعمlون{ ]سورة هم وال خوف عليهم وال هlم يحزن هlم عند رب lأجر

[.62البقرة: �وف عليهم��دموه، فال خ��ا ق� فهؤالء لهم المثوبة الحسنى بم�ا��ون على م��داث، وال هم يحزن��تقبلونهl من أح��ا يس� فيمباع النبي في يتركونهl ويخلlفونه. فالعبرةl بصحة العقيدة وات�وة، فال دين�هl قبل البعثة، أما وقد خlتمت النب وقته. وهذا كلlقبل منهl وهlو إال اإلسالم: }ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن ي

[.85في اآلخرة من الخاسرين{ ]سورة آل عمران: �اده��ا عب� �رى، ومطمئن��رة أخ� وقال الله تعالى مؤكدا ذلك م�وا��l �وا وعمل��l ذين آمن �ن: }إن ال���آلهم الحس���الحين بم�� الص�د� هlم عن lر���اة لهlم أج� ك �وlا الز� الة وآت �� الصالحات وأقامlوا الص

lون{ )البقرة: هم وال خوف عليهم وال هlم يحزن ( 277رب�الحة،��ال الص��انهم باألعم��وا إيم��وا وأتبع��ذين آمن� فالم ���ا قس�هم، وشكروا له نعمهl عليهم، ورضlوا بم فأطاعوا رب�وا على���lه، وداوم����نوا إلى خلق ���� لهم من الحالل، وأحس�اجين، لهم� صلواتهم، وأعطوا زكاة أموالهم للفقراء والمحت�وم��وف عليهم ي�هم، وال خ �د رب��زاءl العظيمl عن��ا الج� جميع�رابي،�lصيبl الم ط والهلع الذي ي الحساب، في مقابل التخب

53

�ان��دنيا، فهم في مك��اتهم من ال��ا ف� وال هم يحزنون على م�ا في��ارنl بم�lق �فl وال ت��عادة ال توص� أجل، ونعيم أعظم، وس

الدنيا.�ه��د الل��وز والفالح عن��وان الف��ا عن��الح، هم��ان، والص� فاإليم�تقامة إال��ؤمن، فال اس��ه الم��ذي يطمئن إلي��و ال��الى، وه� تع�ان��ا، وال اطمئن��ف بهم��وى إال ممن اتص� بهما، وال تأتي التق�ا��ه أينم��لم في حيات��يزان المس��ه م��ا. إن� على نتيجة إال بهمlم ل منك l��س lم رl ك �أتين� �ا بني آدم إما ي� �بحانه: }ي��ال س� كان. ق�وف عليهم�لح فال خ ��قى وأص �اتي فمن ات� lم آي ون عليك �� يقlص

lون{ ]سورة األعراف: [.35وال هlم يحزنرين �� مlبش لين إال ��لl المlرس ��lرس �ا ن��ه: }وم��ل جالل��ال ج� وق�وف عليهم وال هlم���لح فال خ �����ذرين فمن آمن وأص��� ومlن

lون{ ]سورة األنعام: [. 48يحزن �ا��الحا موافق��ل ص��لl وعم��ه الرس��اء ب��ا ج� أي: من آمن بمlرة���افl الكف��دما يخ��زاء عن��وم الج�ريعة، فلهم األمانl ي للش

lهم. lصيب lهمl الهم والغم كما ي lصيب الجاحدون، وال ي

�ه يبعث على -4��ذا كل��ةاالستقامة وه��ا مطمئن� ، ونتيجته�بحانه:��رب س� تماما، ألنها جودة عالية في الحياة، ترضي الlم استقامlوا فال خوف عليهم وال هl ث نا الل lوا رب ذين قال }إن ال

lون{ ]سورة األحقاف: [.13هlم يحزن أي أنهم ثبتوا على إيمانهم وإخالصهم، ولم يخلطوهl بشرك ورياء، فال يتوقعوا مكروها من أمر اآلخرة، وال هم يحزنون

على ما خلفوا من أمر الدنيا.lم هl ث �ا الل�� ن lوا رب �ال��ذين ق �ة: }إن ال��رون بالجن ��� إنهم يبش�وا�l �افlوا وال تحزن��ةl أال تخ� لl عليهمl المالئك �ز� تقامlوا تتن �� اس

lوعدlون{ ]سورة فصلت: lم ت lنت تي ك ة ال وا بالجن l30وأبشر]lه���ه الل��دlهم ب��ان يع��ذي ك�عيم الدائم ال ة والن رون بالجن يبش

على ألسنة رسله. وقد أمر الل�ه عب�اده المؤم�نين أن يتق�وه ويس�تقيموا على�را� صراطه المستقيم ليصلح حالهم، ويجزيهم على ذلك أج

عظيما:

54

�ورة�lوا قوال سديدا{ ]س ه وقlول قlوا الل lوا ات ذين آمن ها ال }يا أي [، أي: اخشوا الله وأطيعوهl وال تخالفوا أمره،70األحزاب:

وقولوا قوال مستقيما ال اعوجاج فيه، غير جائر وال باطل.ه �ع الل�lط lم ومن ي �وبك�l lم ذlن �ر لك�lم ويغف �الك�lم أعم لح لك ��lص }ي

�زاب: ��ورة األح��ا{ ]س��وزا عظيم��از ف�ولهl فقد ف l71ورس:] �اعف��نة، ويض��الكم الحس�lثبكم ويزك أعم فإن تفعلوا ذلك يوبة، ويغفر ذنوبكم، لها منكم، ويوفقكم للت األجر لكم، ويتقب�ير�lج عيم المقيم، وأ �الن��ر ب��د ظف�lطع الله ورسوله فق ومن ي

من العذاب األليم.

�ة،-5��از الوالي� ومن آمن، وأصلح، واتقى، واستقام، فقد ح�وف على ��نى، فال خ��ر بالحس�ــاء اللهوظف : }أال إنأولي

lون{ ]سورة يونس: أولياء الله ال خوف عليهم وال هlم يحزن62.]

اسl ويجزعون، ال خوف عليهم يوم القيامة عندما يخافl الن�زن.����تريهم الهم والح����ون، ال يع����ون فرح����ل هم آمن��� ب

فليطمئنوا.�ن،��زاء الحس��ع، والج��ف الرائ��ذا الوص��د ه��وا بع� ليطمئن�ه المتقين:��المين ألوليائ��ة، من رب الع��رى الكريم� والبش�ديل� �رة ال تب��دنيا وفي اآلخ��اة ال�رى في الحي ��lش }لهlمl الب

[.64لكلمات الله ذلك هlو الفوزl العظيمl{ ]سورة يونس: رهم ���ة وتبش��اهم المالئك��دما تتلق��رة عن�lشراهlم في اآلخ وبlار���ا األنه��ري من تحته�ات تج �وم جن� lمl الي راك ��lش ة: }ب بالجن

[.12خالدين فيها ذلك هlو الفوزl العظيمl{ ]سورة الحديد: وال تغيير لقول الله تعالى، وال خlلف لوعده. فلتطمئنوا أيها

المؤمنون الصالحون.

�ه- واإلنفــاق في ســبيل اللــه لــه أجــر عظيم6� ، إن�اعدة��المي، ومس� أسلوب عملي للتفاعل مع المجتمع اإلس�ه��ار لحب دين الل��ررين، وإظه��عفاء والمتض��ه الض� عباد الل تعالى بسرعة االستجابة لندائه. على أن يكون اإلنفاق عن

طواعية وحب، ال من فيه وال أذى.

55

lم lنفقlون أموالهlم في سبيل الله ث ذين ي قال الله تعالى: }الهم وال �د رب� هlم عن lر��ا وال أذى لهlم أج �وا من�lون ما أنفقlتبعl ال ي

lون{ ]سورة البقرة: [. 262خوف عليهم وال هlم يحزنهم، وال �د رب��ه عن��ودl ب��يرl الموع��رهم الكب��ؤالء لهم أج� فه�ا���فون على م���دارين، وال هم يأس���روه في ال�� يلحقهم مك�و��ا ه��دنيا وزهرته�ا، فق�د ص�اروا إلى م� فاتهم من الحياة ال

أفضلl منها. فليطمئنوا.�ل��ه إلى فض��ة أخ�رى، للتنبي��الى ذل�ك في آي��ه تع� وأك�د الل�ه��ان ثواب��المية، ثم بي��اة اإلس��ه في الحي��اق، وأهميت� اإلنف�ون�lنفقl ذين ي �أنه: }ال��ل ش��ال ج��بحانه، فق� العظيم عنده سهم هlم عند رب lم أجرlا وعالنية فله هار سر يل والن أموالهlم بالل

lون{ ]سورة البقرة: [. 274وال خوف عليهم وال هlم يحزن�وم���وف عليهم ي���وابl العظيم، وال خ���ه الث���د الل�� فلهم عن�ون إذا��حاء، وال يحزن��افl البخالءl األش��دما يخ��اب عن� الحس

تأسف المفرطون المسرفون.

أقصر طريق إلى الجنة،- والشهادة في سبيل الله 7�دائم،��روي ال��تقبلك األخ��د إلى مس��ا المجاه��اطمئن أيه� ف

وجاهد بحق حتى تنالها، فإن مكانك عال عند الله. �ك:��دا ذل��المه مؤك��ك س��هيد يبعث ل��د ش��و ذا مجاه��ا ه� وه�وف��وا بهم من خلفهم أال خ�lذين لم يلحق ون بال lويستبشر{

lون{ ]آل عمران: [:170عليهم وال هlم يحزن�ائه��ه عليهم ورض��ل الل��ون بفض��ون مغتبط� فالشهداء فرح�دهم في��ون بع�lقتل �ذين ي��إخوانهم ال��رون ب� عنهم، ويستبش سبيل الله أال خوف عليهم فبما يستقبلونه، فهم أمام نعمة�اتهم من��ا ف��ون على م��ل يفيضl عليهم، وال هم يحزن� وفض

الدنيا، فاآلخرةl لهم خير وأبقى.

صفات أخرى:�األحرىوالمؤمنــون لهم صــفات أخـرى��ة، هي ب� طيب

�وز� صفات المطمئنين، التي تبعث على البشرى، وعلى الفوالفالح.

56

ائحlون lون العابدlون الحامدlون الس ائب قال ربنا سبحانه: }التاهlون عن وف والن lالمعر�� ون ب lر��اجدون اآلم ���ون الس�lاكع الر�ورة��ؤمنين{ ]س�lر الم �� المlنكر والحافظlون لحlدlود الله وبش

[.112التوبة: �غيرها��ذنوب، ص��ائبون من ال�هم ت �نين أن� فمن صفات المؤم�ه،��ائمون لل��ال، ص��ل ح�هم على ك �رب��دون ل��ا، حام� وكبيره�هوات��و يقلصl من ش��ات، فه��ل الطاع�ومl من أفض �� والص�اجدون، في�هم س �رب��ون ل��ه، راكع��ه إلى الل�ب اإلنسان ويقر�جودl من أعظم���وعl والس���ات، والرك��لوات المفروض ��� الصlرب���ه، و "أق��ة لل� أركان الصالة، وفيهما أظهرl صور العبوديه وهو ساجد" كما في صحيح مسلم. ما يكونl العبدl من رب

�ة،��ان والطاع��دونهم إلى اإليم�lرش �اس وي��ون الن� وهم ينفع�ه،��أوامر الل�رك والمعصية، ويأتمرون ب ويحذرونهم من الش�نين�ر المؤم ��م. وبش �ر��ا ح��ون م�م ، ويحر �ل��ا أح�lحلون م في

صفين بهذه الصفات الجليلة بكل خير وفالح. المت

التقوى:�هوهم المتقون�ا فالله معه، ومن كان الل ، ومن كان تقي

ذين هlم �وا وال��ق ذين ات �ع ال���ه م���ه فليطمئن: }إن الل�� معlون{ [.128]النحل: محسن

lه����ذين يطيعون��قين وراحمlهم، ال �اده المت���ه ولي عب�� فالل�نون عملهم�lحس �ذين ي�هم وعالنيتهم، وال �ر� ويخشونهl في سlحسنون إلى خلقه ويش�فقون عليهم. وأولهم مع الله، كما ي�رات ارعlون في الخي �lس lوا ي �ان هlم ك أنبياؤه المص�طفون: }إن�اء:��ورة األنبي�عين{ ]س ��lوا لنا خاش ويدعlوننا رغبا ورهبا وكان

90.]�ل���ارعون في عم���الحين، يس���دين ص���انوا عاب�� أي أنهم ك�ده من��ا عن��ه وم�ا في الل �ات، حب��واع القlرب��ات وأن� الطاععين �ر�واب، وخوفا ورهبة من نقمته وعذابه، وكانوا متض الث

هم، مؤمنين مlخبتين. إلى رب

هم: }مثلl، هم المتقون الذين صبروا على دينهم وطاعة ربlها دآئم lل lك قlون تجري من تحتها األنهارl أ تي وlعد المlت ة ال الجن

57

} lار �افرين الن� �وا وعlقبى الك�ق ذين ات �ك عlقبى ال� �ا تل�ه وظل[.35]سورة الرعد:

lمl الم عليك ����ون س��l بين يقlول �ةl طي�� ذين تتوفاهlمl المآلئك }الlم تعملlون{ lنت ة بما ك lوا الجن ل l[.32]سورة النحل: ادخ

�ون��وت فيقبض��ةl الم��أتيهم مالئك��ون ي��ؤالء المتق� أي: ه�رت وزكت�lه، وطه���اء الل� أرواحهم وقد طابت نفوسlهم بلق�الم عليكم"،��ا بهم: "س� �ائلين لهم ترحيب��ان، ق� بالعلم واإليم�زاء��ة ج �وا الجن��lكم، ادخل �يب���وف عليكم وال أذى يص�� فال خ

كم. ب وصبركم على طاعة رب عملكم الطي�ا من� �ورثl من عبادن�l تي ن ةl ال �ك الجن� �ة للمتقين: }تل� فالجن

[.63كان تقيا{ ]سورة مريم: ا من عبادنا المؤمنين، الذين آثروا أي: نعطيها لمن كان تقي�دنيا��اتl ال��رفهم مlغري��ا، ولم تص��بروا عليه�هم وص طاعة رب

عن االلتزام بالدين. �ام�قين في مق �ترم: }إن المlت� ومقامهم في الجنة مميز مح

�دخان: أمين{ ���ورة ال���ريم،51]س���ع ك�� [، فهم في موضومجلس أمين، قد أمنوا من الحزن والخوف.

�ك��د ملي�ات ونهر . في مقعد صدق عن قين في جن }إن المlت�ر: �� 54مقتدر{ ]سورة القم�– �ة،[55 � ، إنهم في دار كرام

�د��أثيم، عن��ه وال ت��و في��ق ال لغ��ي، ومجلس ح� ومكان مرضlعجزهl أمر من األمور. ملك قادر عظيم، ال ي

58

الفصل السادس

صور االطمئنان

ومن أنواع االطمئنان وصوره: : الرضى

�ذا��دو ه��ا، ويب��تقرار النفس من لواعجه� فإنه دليل على اس�به في��ا يناس��ب م��يرة، حس� في حياة اإلنسان من أمور كث

ظروفه.ا، عليه الصالة والسالم، ويهمه أمر اإليمان وكان يعقوب نبي أكثر من كل شيء، وعندما حضره الموت لم يطمئن حتى�رهم� سأل أوالده عن حالهم بعد موته، وهو يريدl بذلك تقري�ا،� على التوحيد واإلسالم، وأخذ ميثاقهم على الثبات عليهم�وتl إذ��وب الم�lر يعق ��هداء إذ حض l��lم ش lنت �الى: }أم ك� قال تعlدl إل�هك وإل�ه آبائك lوا نعب lدlون من بعدي قال قال لبنيه ما تعبlه����دا ونحنl ل���ها واح���حاق إل ���ماعيل وإس ����راهيم وإس�� إب

[.133مlسلمlون{ ]سورة البقرة:

ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يطمئن قلبه حتى�ل موجه�ا إلى��ه إلى القبل�ة، وك�ان من قب��اد الل�ه وجهت� أع�رى� �د ن��الى: }ق��ه تع��ال الل��دس، ق� الصخرة من بيت المق�ول�اها ف ���ة ترض� ك قبل ين lول ماء فلن ���ك في الس�ب وجه تقل وا lم فول lنت �ا ك���رام وحيثl م��جد الح ���طر المس ����ك ش�� وجه

lم شطرهl{ ]سورة البقرة: [.144وlجlوهك

:انشراح الصدر�و��ا، فه��ل الرض��ان ودالئ� وانشراح الصدر من صور االطمئن�د��ل من العlق��ة في القلب، وتحل��ة في النفس، وراح� بهج�رور، والطيب��اء والس��ه يبعث على الهن��ات... إن� والمعوق�ده��ه على عب��ذلك من الل� والرضى، والنشاط واالنفتاح. ول�ع��دره، م��رح ص��ه ش�ه محمد صلى الله عليه وسلم بأن ونبي

� 1أمور أخرى يطيب بها قلبه، في اآليات �– �ورة4 � من سالشرح:

59

�ا،� �يحا رحيب� }ألم نشرح لك صدرك{: أما جعلنا صدرك فسا، باإليمان والنبوة، والعلم والحكمة؟ ا مطمئن رضي

�ك في��لف من��ا س��ك م��ا ل��ك وزرك{: وغفرن�عنا عن �� }ووض�اك على تحمل��أن قوين��ك، ب��ك حمل��ا عن�ة. أو خففن الجاهلي

سالة، أعباء الر�ك��ق علي��رك، وش��ل ظه��ذي أثق�ذي أنقض ظهرك{: ال }ال

حملlه؟�ود��النبوة في الوج��رك ب��ا ذك��رك{: ورفعن� �ك ذك� }ورفعنا ل�رآن،��درك في الق��ا ق�اس كافة، وأعلين �لناك للن�ه، فأرس كلوحيد، وجعلنا اسمك مقرونا باسم الله تعالى في شهادة الت�ابر،��ة على المن��ة، وفي الخlطب��ل أذان وإقام��ذكرl في ك�l وت

اعة. ى قيام الس وفي الصلوات، حت

مجموع أمور:�ة��ا راح�ه جملة أدعية رأى فيه ودعا موسى عليه السالم رب�ه على االنطالق���وة ل���ا في القلب، وق�� للنفس، واطمئنان

من سورة طه: 35 – 25لخدمة رسالته، وهي اآليات �دري،��ع ص ���دري{: اللهم وس ���رح لي ص ����ال رب اش�� }ق

تني بالحسنى. وألهمني الصبر، وجملني بالحلم، وثب�ه، ألتحمل��ني ب��ا أمرت��هل علي م��ري{: وس�ر لي أم }ويس

مشاق الدعوة، وأؤديها كما تحب.�اني.��ة من لس��ك حlبس�lاني{: وف ���دة من لس��ل عlق�l }واحل

وكانت في لسانه عlقدة.}يفقهlوا قولي{: ليفهموا بذلك كالمي.

�اعدا من��ل لي مس��را من أهلي{: واجع��ل لي وزي� }واجعأهلي، يتحمل معي أعباء الدعوة.

�ى،��بر من موس�ون أخي{: وهو هارونl أخي. وكان أك lهار{ وأفصح منه لسانا.

}اشدlد به أزري{: قو به ظهري، وأحكم به عزيمتي.بليغ. سالة والت }وأشركهl في أمري{: وأشركه في الر

حك كثيرا{: كي نوحدك ونقدسك كثيرا. lسب }كي ن�ا�اس، وأدائن �دعوتنا الن��يرا، ب��ذكرك كث�lرك كثيرا{: ون }ونذك

سالة، وبطاعتك وعبادتك. الر60

�عفنا،��ا وض��ا بأحوالن�ك كنت عالم يرا{: إن ��lنت بنا بص ك ك }إن �د إال��ك، وال تأيي��ق إال ب�هl ال توفي �ه، وإن� وبعظم ما دعوتنا إلي

منك.

اإليمان والعمل الصالح:�ه عنه��ي الل��الحا رض��ل ص��نl؛ ومن آمن وعم� ألنهم أحس

الخليقة أعماال. ورضوا هم عن ربهم بما أثابهم عليه: ة �رl البري� lولئك هlم خي lوا وعملlوا الصالحات أ ذين آمن .}إن ال

lار���ا األنه��ري من تحته��دن تج�اتl ع هم جن �د رب��زاؤlهlم عن� ج�ك لمن� �هl ذل� وا عن l��هl عنهlم ورض ي الل ��ض �دا ر� خالدين فيها أب

هl{ ]سورة البينة: [:8 - 7خشي رب�ة�اتl إقام �ة جن��وم القيام��اعتهم ي��انهم وط�lهم على إيم ثواب�ا، ال��دين فيه��ار، خال��جارها األنه� دائمة، تجري من تحت أش�ي�عيم. رض عادة والن ���ا من الس��ا فيه��وال، لم� يبغون عنها تحعيم. �وهl من الن�lوت �ا أ��بحانه أعلى م��وانهl س��هl عنهم، ورض� الل�له العميم، مما ال عين��ا منحهم من فض��ه فيم�وا عن l�� ورض�ذا�ر. وه ���ر على قلب بش��معت، وال خط�lذن س رأت، وال أ�الف��دنيا ولم يخ�وابl الجزيل، هو لمن خشي الله في ال الث

أمره.�يرا،�ة! عملت خ �ي��ية المرض� إنها النفس )المطمئنة(، الراض

فجوزيت خيرا أعظم، من رب كريم، رحيم بالمؤمنين:ية ����ك راض ةl . ارجعي إلى رب فسl المlطمئن �ا الن���lه ت �ا أي��� }ي

ة{ ]سورة الفجر: [:28 – 27مرضي�ه،��د ب��ا وع�فسl المؤمنةl بما قال الله، المصدقةl بم lها الن أيت�ا���ره، ارجعي إلى م��ةl إلى ذك ه، المطمئن اكنةl إلى حب ��� الس�ا��ية بم��ه، راض� ت �ل في جن�واب الجزي �ك من الث��هl ل� أعدهl الل�ة�ة عند الله بما قدمت من طاع عيم، مرضي أعطاك من الن

وعمل صالح.

األمن والعافية:�ال،��ة الب��ا راح� واألمن والسالم من مظاهر الرضى، ففيهم�الى:��ه تع��ال الل��آل. ق��اال أو في الم��ان القلب، ح� واطمئن

61

lاألمن lمlئك له���lول �انهlم بظlلم أ�وا إيم lوا ولم يلبسl ذين آمن }ال[.82وهlم مهتدlون{ ]سورة األنعام:

�انهم��وا إيم��ان، ولم يخلط��ق اإليم��وا ح��ذين آمن� أي: إن ال�وم��ه ي��ذاب الل��ون من ع��رك، فهم اآلمن��ائبة من ش� بشحيحة، ومن ����دة الص���دون إلى العقي���ة، وهم المهت�� القيامخذl الطواغيت عداهم في ضالل، كمن ادعى اإليمان وهو يت

شفعاء إلى الله، ويعتبرl ذلك من تتمات اإليمان بالله!

�الم��ه الس� وكتب الله األمن والسالم والعافية لنبيه نوح علي من الطوفان وآثاره، وبارك في موطنه الجديد وفي ذريته.

�ات}قال الله تعالى: � ا وبرك الم من ���ط بس� �وحl اهب�l �ا ن� �ل ي� قيlمم ممن معك..{ ]سورة هود: [:48عليك وعلى أ

�دنا،�فينة بسالمة وأمن من عن قال اللهl لنوح: انزل من الس�لة من��ة متناس� ودعاء لك بالخير والبركة، وعلى أمم مؤمن

أوالدك إلى يوم القيامة...

�المواألمن من الخــوف بشــكل عــام��دل على الس� ي�ة�ر الله به قريشا ليعرفوا نعم والراحة واالطمئنان، وقد ذك الله عليهم، في رحلتيهم التجاريتين الصيفية والش�توية في

كل سنة:�ورة���وف{ ]س���وع وآمنهlم من خ��lم من جlذي أطعمه }ال

[4قريش: �د��رضl لهم أح��ا، فال يتع� أي: أنعم عليهم بنعمة األمان فيهم�دهم،��د في بل��يرl عليهم أح�lغ �ة، وال ي��فارهم الطويل� في أس

lتخطفون من حولهم! اس ي وهم يرون الن

واللـــه تعـــالى قـــادر على أن يحـــول المصـــائب والمعضالت في أحلك الظــروف إلى أمن وســالم�ه��راهيم علي��ه إب��ه وخليل��ه لنبي� وعافية واطمئنان، كما جعل�وا� السالم، عندما أوقد قومه نارا عظيمة ليحرقوه ويتخلص منه لدعوته إياهم إلى التوحيد والتخلي عن عبادة األصنام،�ا� فأمر الله النار أال تحرقه، بل حولها إلى برد وسالم: }قlلن

62

�دا �ه كي �راهيم . وأرادlوا ب الما على إب ��ردا وس �وني بl يا نارl ك[70 – 69فجعلناهlمl األخسرين{ ]سورة األنبياء:

�ور��ذلك ن��وا ب��وهl ليطفئ�lحرق �ه في��روا ب� أي: أرادوا أن يمك�ائبين��ر بهم، وجعلهم خ��ذي مك��و ال��ه ه��ق، ولكن الل� الح

مغلوبين.

�و��رب وه�ه يونس عليه السالم من الغم والك وكما نجى نبي وأعاده إلى الحياة ليكمل مسيرته النبوية في بطن الحوت

lنجي �ذلك ن� �اهl من الغم وك� ين �هl ونج�تجبنا ل ���ة: }فاس� والدعوي[.88المlؤمنين{ ]سورة األنبياء:

السالم: والسالم من الل�ه على أنبيائ�ه عليهم الص�الة والس�الم في�ان.��ة االطمئن��ه قم��ريم، وفي��رآن الك��ع من الق��ير موض� غlوت��lوم يم�� �د وي��وم وlل� �ه ي� الم علي �� فسالم على يحيى: }وس

lبعثl حيا{ ]سورة مريم: [.15ويوم ي�د: من أن��وم وlل��ه ي� أي: سالم على نبي الله يحيى وأمان ل�ذاب��لمl من ع��وت: يس��وم يم��يئا، وي�يطانl ش ينال منه الشا: ي�أمنl من ه�ول القيام�ة lبعثl حي الق�بر ووحش�ته، وي�وم ي

ار. وعذاب الن�دت��وم وlل� المl علي ي ���يح: }والس� وسالم على عيسى المس

lبعثl حيا{ ]مريم: [.33ويوم أمlوتl ويوم أlيطان ���ني الش�: فلم ينل lلدتlعلي يوم و lواألمان lأي: السالم lبعثl �وم أ��بر، وي��ذاب الق��لمl من ع�: أس lوت�� بسوء، ويوم أم

م. ا: أسلمl من هول القيامة وعذاب جهن حي�افات: ��ورة الص�لين{ ]س �� [، أي:181}وسالم على المlرس

�ائزين�لين، الف ���ه المرس��ه ألنبيائ��ان من��ه وأم��الم من الل� سباألجر العظيم.

البيت الحرام:اس وأمنا{ لن وجعل الله بيته أمنا: }وإذ جعلنا البيت مثابة ل

�اك،125]سورة البق�رة: ��د وهم هن��دي عليهم أح� [، فال يعتlصاد. ةl في أمان هناك فال ت ى الحيواناتl البري وحت

63

�ا� ا جعلن �روا أن� �ة: }أولم ي��ل مك��ريش وأه��اب لق� وفي خطاسl من حولهم{ ]سورة العنكبوت: lتخطفl الن حرما آمنا وي

67:]ة مكانا آمنا من ألم يشاهدوا ويعتبروا كيف جعلنا بلدهم مكاسl من حولهم يسبي هب، والن لب والن القتل واألسر، والس

lغيرون وينهبون ويتقاتلون؟ بعضlهم بعضا، وي�ران: ��ا{ ]آل عم� [97وفي آية أخرى: }ومن دخلهl كان آمن

�وء. فيطمئن��ه بس��رضl ل�lع �د أمن، فال ي��هl فق� أي: ومن دخلlغدر به. من قصده، ويعلم أنه لن ي

األمان والسالم في الجنة:�ان:��ة في أم�الم آمنين{ وأهل الجن ���ا بس�لlوه lورة }ادخ�� ]س

�ر: ��ترمlكم، وال46الحج��وت يخ�lكم، وال م �يب�lص �ة ت� [، فال آفخوف يعتريكم.

فاد{ ]سورة ورزقهم ال ينقطع: }إن هذا لرزقlنا ما لهl من ن[.54ص:

�وا�ق ذين ات يق ال ���ون: }وس��ة، ال يموت� فهم خالدون في الجنlها وقال ى إذا جاؤlوها وفlتحت أبواب مرا حت lة ز هlم إلى الجن رب�ورة��دين{ ]س�لlوها خال lم فادخl lم طبت lها سالم عليك لهlم خزنت

[.73الزمر: �الم عليكم: أنتم في��ا: س��ون ألهله� أي أن خزنة الجنة يقولا، ���الlكم، فطبتم نفس��ابت أعم��روه، ط��ل مك��ان من ك� أم�دا، ال��ا أب��اكثين فيه�ة م �ادخلوا الجن��ام، ف��اب لكم المق� وط

موت فيها، وال تحول عنها.

�اوالســالم هــو تحيــة اللــه تعــالى ألهــل الجنة� . ومأروعها، وما أجلها من تحية!

�ورة��ا{ ]س�lهlم يوم يلقونهl سالم وأعد لهlم أجرا كريم ت }تحي[.44األحزاب:

lجل جالله lون بها يوم لقائه هو قوله ة التي يحي أي أن التحي�ل��وف، وهنئتم بك�lل مخ��lم من ك �لمت� لهم: سالم، ويعني: س

خير.

64

�ه�حيم{، أي أن الل ب ر وفي سورة يس: }سالم قوال من رة مباركة من عنده ويقولl لهم: سالم. وفيه من يهم تحي يحي

ضا ما فيه. أمان الله واالطمئنان والرهم وليتصور كل مسلم شعوره وطيب نفسه وقد حياهم رب

بالسالم واألمان، وهنأهم بطيب المقام! الله اجعلنا منهم.

حب الله: وحب المؤمنين لربهم عظيم، إنه يمأل قلوبهم رضى ونورا.

�ه{�ل �ا ل� ب lد ح ��lوا أش ذين آمن �ورة يقول ربنا سبحانه: }وال� ]س[.165البقرة:

�ان،�هم وبره �ور من رب� أي أن المؤمنين يعبدون الل�ه على ن�ه من�ا ل �ثرl حب��ه، وهم أك��ائبة في��ا ال ش�ا خالص �ه حب�ون ويحب�دهم�هم أنفسهم وما يملكون؛ لتمام معرفتهم به، وتوحي حب

لهم عليه. وتعظيمهم له، ولجوئهم إليه وحlسن توك�رس��ودة، فيغ��ل لهم م��الى يحبهم، ويجع��بحانه تع� والله سlوا lوا وعمل ذين آمن هم في قلوب عباده الصالحين: }إن ال حب

حمنl وlدا{ ]سورة مريم: [.96الصالحات سيجعلl لهlمl الر

الفتح والنصر:�ه��ل في��ا حص��اهرا، لم�lبر صلح الحديبية نصرا وفتحا ظ واعت�وب��المl من قل�ن اإلس �د تمك��لحة للمس�لمين، فق� من المصlهم. �وت��اعفت ق��يرا، وتض��ددlهم كث��ك، وزاد ع��د ذل�اس بع الن�ون��ون أنهم مقبل��ه عليهم يظن��وان الل��حابة رض� وكان الص�ه على��ط الل� على فتح مكة، فلما رأوه صلحا تفاجأوا! فرب�يتم��أنهم أن الفتح س��كينة عليهم، وطم� قلوبهم، وأنزل الس�ير لهم��و خ��لح ه��هل، وأن الص��كل أس� في وقت آخر، وبش

اآلن، فهو صلح وفتح معا.كينة في ���زل الس�ذي أن �و ال�lالى: }ه���بحانه وتع��ا س� قال ربن قlلlوب المlؤمنين ليزدادlوا إيمانا مع إيمانهم{ ]سورة الفتح:

4.]�نين��وب المؤم�بات في قل أي: هو الذي أنزل الطمأنينة والث�ه���تجابوا لحكم الل���ة، فاس���لح الحlديبي���هدوا ص���ذين ش�� ال

65

�ع يقينهم،��ا م� �يزدادوا يقين�lهم به؛ ل ت قلوب ورسوله، واطمأنضا بحlكم الله ورسوله في قلوبهم. برسوخ العقيدة والر

هl عن ي الل ���د رض��ذه: }لق� وقال الله تعالى بعد آيات من ه�وبهم�l �ا في قlل�جرة فعلم م ��lبايعlونك تحت الش المlؤمنين إذ ي�ورة الفتح:��ا{ ]س�كينة عليهم وأثابهlم فتحا قريب فأنزل الس

18.]�ك��هدوا مع��ذين ش��نين ال��هl عن المؤم��ي الل��د رض� أي: لق�ة،� �أرض الحlديب�مlرة ب �� الحlديبية، إذ يبايعونك تحت شجرة س�دثت� على مناجزة قريش وعدم الفرار من المعركة، إذا ح�اء في�دق والوف ���وبهم من الص��ا في قل��رب، فعلم م� الحتهم على �ة واألمن عليهم، وثب���أنزل الطمأنين���ايعتهم، ف�� مبلح، ���و الص��ه، وه� �ا ينالون� ضا والقبول، وجزاهlم فتحا قريب الر�ر�اس، وانتش �ير من الن��لم كث��ير عظيم، فأس��هl خ��ذي تبع� ال

العلمl واإليمان.

الوحدة والتعاون على الخير:�ه�ا خاف �ان قوي��إن من ك��ان، ف� والوحدة من مظاهر االطمئن�وى،��رق الق� عدوه ولم يتعرض له، ومن كان ضعيفا أو متف

أصبح وأمسى خائفا على نفسه وماله، ولم يطمئن. �وا�lق قال ربنا سبحانه: }واعتصمlوا بحبل الله جميعا وال تفرlم �وبك�l ف بين قlل lم أعداء فأل lنت lم إذ ك وا نعمة الله عليك lرl واذكار �رة من الن�فا حlف ��lم على ش lنت �ا وك� �ه إخوان� lم بنعمت فأصبحت�دlون{� lم تهت ك �ه لعل� lم آيات �هl لك�نl الل lبي �ذلك ي� �ا ك�lم منه فأنقذك

[.103]سورة آل عمران: أي: تمسكوا بعهد الله والقرآن الذي أنزلهl عليكم، الذي به�وا�ين، وال تختلف هlديتم، وكونوا جميعا إخوة مجتمعين متحاب�ل��روا فض�قوا وتتباغضوا، واذك مثل اليهود والنصارى فتتفر�ا في��كم بعض��لl بعض��داء يقت��دما كنتم أع��ه عليكم عن� الل�ق،��ذا ال�دين الح��ع بين قل�وبكم به�ة، فجم �تمر��روب مس� ح فصرتم بفضله ونعمته إخوانا متآلفين، ينصرl بعضlكم بعضا،�دخول��ك ال��د أن كنتم على وش��ه، بع�lعليه ويرحم lويعطف �داكم��دين وه� في النار بسبب كفركم، فأنقذكم اللهl بهذا ال

66

�وا��ه لتثبت��هl لكم دالئل�ن الل �بي� لإليمان، وأنقذكم من النار، ويعلى الهداية، وتزدادوا إيمانا.

lوا ل ���ازعlوا فتفش� �رى: }وال تن��ة أخ��الى في آي��ه تع��ال الل� وقlم{ ]سورة األنفال: [.46وتذهب ريحlك

lنوا وتضعlفوا أمام أعدائكم، ويكونl ذلك أي: ال تختلفوا فتجبسببا لتخاذلكم وفشلكم وذهاب قوتكم.

�وى واألعلى�ه الله عباده المؤمنين إلى أنهم يبق�ون األق ونبما داموا متمسكين بإيمانهم حق اإليمان.

lم lنت �ون إن ك� lمl األعل lوا وأنت lوا وال تحزن قال سبحانه: }وال تهن[139مlؤمنين{ ]سورة آل عمران:

أي: ال تضعlفوا مما أصابكم، وال يدخلن الوهنl إلى قلوبكم، وال تحزن�وا على م�ا ف�اتكم، ف�أنتم األعل�ون ب�دينكم، وأنتم الغالبون، ما دمتم مؤمنين، فإن اإليمان يوجبl الثقة بالله،ة، وأمرl الكافرين فلكم النصرl والغلبة، وشهداؤكم في الجن�يرl قتالهم إلى��الفهم، ومص��الl أس��ان ح��ا ك��دمار كم� إلى ال

النار.�اع��ع إال من االئتالف واتب��وة الجم� وال تأتي وحدة الصف وق

الصراط المستقيم:lل ب ��وا السlبع بعlوهl وال تت تقيما ف�ات �راطي مlس ��ذا ص� }وأن ه�ون{�lق lم تت ك �ه لعل� lم ب اك ��lم وص بيله ذلك ��lم عن س ق بك �ر� فتف

[.153]سورة األنعام: lتقيم���راطي المس��و ص��الم ه��بي: إن اإلس��ا الن�ه �ل أي� أي: قبعوا �ات��ه، ف��و إلي��لكهl وأدع��ا أس� الذي ال اعوجاج فيه، فهو م�دع��الالت، والب ����وا الض��بع �ه، وال تت���وا ب���هl واعمل�� تعاليم�ا��ذا م�قها عن دين الله. ه قكم حسب تفر lفر بهات، فت والش�ومات،���راء والخص���دوا عن الم���ه، لتبتع���هl ب���ركم الل�� أم

واالختالف والفرقة، التي أهلكت من قبلكم.

العدل:�دل� والعدالة تجلب الرضى، فإن المرء إذا لمس سيادة الع�ة ال���ه محفوظ���ه، وعلم أن حقوق���ه ومال�� أمن على نفس�ال��وا، ق��تى يطمئن��دل ح��اس بالع� تمس، ولهذا أمر الله النlؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا lم أن ت ك lرlسبحانه: }إن الله يأم

67

lم �ه نعما يعظlك�lمlوا بالعدل إن الل اس أن تحك lم بين الن حكمت[.58به إن الله كان سميعا بصيرا{ ]سورة النساء:

�احب "روح��اده ص��ا أف��وية، كم��اف والتس� والعدل هو اإلنصالبيان" عند تفسير اآلية.

�ن في��و حس��امالت. وه��ع المع��دخل في جمي��دل ي� والع�د��ذلك يص��ه، ك��دي عن اعتدائ� الفطرة؛ ألنه كما يصد المعت

.(9)غيره عن االعتداء عليه�ان��يزة تش�ريعات األدي��ور م��اهر بن عاش�ن العالمة الط وبي�دعي��تي ت��عية ال��وانين الوض��ا من الق��ماوية عن غيره� الس�رائع��وانين هي الش��يره: أعلى الق��ال في تفس� العدالة، فق�ا�رعت ألجلهم، وأعظمه l���ال من ش��بتها لح��ة، لمناس� اإللهي�ة أو� شريعةl اإلسالم، البتنائها على أساس المصالح الخالص الراجحة، وإعراضها عن أهواء األمم والعوائد الضالة، فإنها�نى�lب �ا ال ت��اد، وألنه��د الفس� ال تعبأ باألنانية والهوى، وال بعوائ�نى على�lبت �اص، ب�ل ت�ة، أو بل�د خ ��الح قبيل�ة خاص� على مص�واء���ه إلى س���ه، وهدي���ري وتقويم���وع البش���الح الن�� مص

.(10)السبيل وحذر الله تعالى المسلمين من االنحراف عن العدل مهما �وا�l lون �وا ك�l ذين آمن �ا ال�ه �ا أي� �الى: }ي��ال تع��ر. ق��غ بهم األم� بل�ورة�lم...{ ]س هداء لله ولو على أنفlسك lقوامين بالقسط ش

[.135النساء: �رفكم عن��ا، ال يص��وركم دائم��ادلين في أم��وا ع� أي: كونا �ا دنيوي��ه، ال غرض��ه الل��ذلك وج��وا ب��ارف، وابتغ��دل ص� الع�ولlكم��دل أو ق��امlكم بالع��ان قي��واء ك�ة، س ومصلحة شخصي

الحق لصالحكم أو لغير صالحكم..

صالح البال:�كينة،��ة وس��ه راح��ان، ففي��ور االطمئن��ال من ص� وصالحl الب�دنيا��دين وال��در، في ال��ة بالمص��تقامة في المنهج وثق� واسداد، وال يكون هذا إال ألهل أييد، والهداية والس وفيق والت بالت

الحق:)( التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.9)( التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.10

68

ل على �ز�l �وا بم�ا نl الحات وآمن ���وا الصl �وا وعملl ذين آمن }واللح ��ئاتهم وأص ي ��هم كفر عنهlم س ب �ق من ر��و الح�lحمد وهlم

[.2بالهlم{ ]سورة محمد: �تى تطمئن��ينها ح��ور وتحس��ة األم��ال تهيئ��الح الح� ومن ص

القلوب وترضى النفوس:�الهlم .��ل أعم ���lض ه فلن ي بيل الل ����وا في س��l ذين قlتل }وال�ا لهlم{�فه ة عر lهlمl الجن �دخل�l �الهlم . وي� لحl ب ��lص يهديهم وي �� س

[6 – 4)سورة محمد: هداءl يهديهمl اللهl يوم القيامة إلى ثواب أعمالهم، من فالش�الهم،��رهم وح��لحl أم�lص عيم المقيم، وي �رام العظيم والن� اإلك�وقهم عليهم،��ل حق��دنيا مقاب��ماءهم في ال��ي خص�lرض في�د��ا، وق��دهم به��ا وع�ة كم �دخلlهم الجن�l �الهم. وي��لl أعم� ويقب

ن لهم منازلهم فيها، وهداهم إليها. فهم بما فيها، وبي عر

النوم والنعاس:�اده� والنوم آية من آيات الله تعالى، جعله سبحانه راحة لعب�تى من��ق، وح��اق والقل��يبهم من التعب واإلره���ا يص� مم�ول� الخوف واألحزان والمصائب، فإن المرء إذا نام بعد حل

بالء تغيرت حالته النفسية.�ورة�باتا{ ]س lم سl يقول ربنا سبحانه وتعالى: }وجعلنا نومك

[9النبأ: وم سكونا وراحة ألبدانكم. أي: وجعلنا الن

�ثرة� وفي غزوة بدر كان عدد المسلمين قليال، في مقابل ك�واجس،��ابتهم ه��ة، وانت� من جند المشركين، فتوجس�وا خيف

ا ���ل لكن الله ألقى عليهم برحمته نعاس��ا حص��ه لم��ا من� أمنرت حالهم بعده، ونشطت نفوسهم! لهم من الخوف، فتغي

�ورة��هl{ ]س� �ة من� �اس أمن�ع lمl الن يك lغش قال الله تعالى: }إذ ي[.11األنفال:

�ة��ولت حال��دما تح��رب عن��دة وك��لمين ش� كما أصاب المس�أراد�lحد من نصر إلى هزيمة، واغتموا كثيرا، ف الحرب في أ�اس عليهم،��لطان النع��ل س��ا بهم، فأرس��ف م� الله أن يخف

69

�ال��وم.. ق��ديدة في الن��ة ش��عروا برغب� وهو أول النوم، فشالله تعالى:

�ة�ى طائف ��ا يغش ��lعاس �ة ن� lم من بعد الغم أمن lم أنزل عليك }ثون بالله غير الحق{ lن هlم يظ lسlم أنفlم وطائفة قد أهمتهl منك

[.154]سورة آل عمران: �ة��ى جماع� أي: من اللهl عليكم بعد هذا الحزن بنعاس يغش�ا.��كنا لهم وأمن��ون س��رب، ليك��اس الح� منكم وهم في لب

lاس���اهمl النع��رى ال يغش��ة أخ��وف من وطائف��ق والخ� القل�ط،��هم فق��اةl أنفس��افقون( تهمهم نج��زع )وهم المن� والج

ئة ال توافقl الحق... فذهبت بهم نفوسlهم إلى ظنون سي

سكون الليل:�ه��دأ في� والليل كذلك آية عظيمة، وقد جعله الله مظلما ليه�بحانه:��ال س� الناس ويناموا حتى يرتاحوا من تعب النهار. قرا إن ���ار مlبص�ه lوا فيه والن lن يل لتسك lمl الل ذي جعل لك }هlو ال

قوم يسمعlون{ ]سورة يونس: [.67في ذلك آليات لlوا فيه lن يل ليسك ا جعلنا الل وقال في آية أخرى: }ألم يروا أن�ورة��ون{ ]س�l lؤمن �وم ي�ق هار مlبصرا إن في ذلك آليات ل والن

[.86النمل: �ه من��ا في��ل وم�ي �ا الل��ف خلقن�روا كي أي: ألم ينظروا ويتفك

هار ويناموا... سكون وظالم، ليستريحوا من تعب الن

راحة الوالدين واألسرة:�ا،��انت بين أواله��ال إال إذا ك� وال تطمئن األم وال يرتاح لها ب�ى��زعت أم موس��ذلك ج��ا إليهم، ول��ا وحنانه��وة عاطفته� لق�ه على��ط الل��تى رب��ل، ح��ه في الني� على ولدها بعد أن ألقت

قلبها فسكنت: �وال أن��ه ل� lبدي ب lم مlوسى فارغا إن كادت لت }وأصبح فlؤادl أ�ص:��ورة القص�lون من المlؤمنين{ ]س بطنا على قلبها لتك ر

10.]�ى وهمه،� أي: أصبح فؤادl أم موسى خاليا إال من ذكر موس وكادت أن تذكر حقيقة أمره من شدة قلقها عليه، لوال أن

70

�ون�كينة، لتك ���ا الس��ا عليه�تنا قلبها وألهمناها الصبر وأنزلن ثبمن المصدقين بما وعدناها به، من رد ولدها إليها.

وكذلك األسرة كلها.. اآلباء واألمهات وأبناؤهم جميعا. وهذا�اده��الى عب��ه تع� ما يجري في الجنة أيضا، عندما يجازي الل�تى��ا لهم، وح��ق بهم ذريتهم إكرام��ة، يلح��نين بالجن� المؤم

تطمئن قلوبهم، ويسعدوا السعادة التامة بها: تهlم ي �ا بهم ذlر� �ان ألحقن�lهlم بإيم ت ي بعتهlم ذlر �وا وات�l ذين آمن }وال

[.21وما ألتناهlم من عملهم من شيء{ ]سورة الطور: �ان،��lهم في اإليم �ات��ي بعتهlم ذر �ذين ات���نين ال�� أي أن المؤم�انوا دونهم�ة، وإن ك ألحقناهم بآبائهم فكانوا معهم في الجن�نا من��ا نقص�lهم بهم، وم في العمل، إكراما لهم، ولتقر أعين

عمل اآلباء شيئا بهذا اإلكرام.

71

الفصل السابع

مقارنات

مقارنات تبين أهمية االطمئنان وفضله:�ؤمن��توي الم��ثر. فال يس��يز أك��دو وتتم��دها تب��ياء بض� األش�ور��ان، وال في أم��ا من حيث االطمئن��افر في إيمانيهم� والك�ذي ال��وحي ال��ذ من معين ال��المؤمن يأخ��ة، ف��اة عام� الحي�افر��تريح. والك��در، ويس��ك، فيطمئن إلى المص��ه ش� يعتري�تقر على��د ال يس��ادره، ق� مضطرب وقلق في أفكاره ومص

رأي..

�رق� ومن هذه المقارنات قوله سبحانه وتعالى في بيان الفبين المؤمن والكافر:

�ه في� ي ب ��ورا يمش�l �هl ن��ا ل� }أو من كان ميتا فأحييناهl وجعلن�ورة�lمات ليس بخارج منها{ ]س lهl في الظل اس كمن مثل الن

[.122األنعام: اللة، ���الكفر والض��ا ب��ا وهالك��ان ميت��ونl من ك��ل يك� أي: ه فأحيينا قلبهl باإليمان، ودللناهl على طريق الحق والصواب،�رف��اة، ليع��ه في الحي��يءl ب��ورا يستض��رآن ن� وجعلنا له الق�ود،��ه حق�ائقl الوج��اة، وتنكش�ف ل� طبيعة األش�ياء في الحي�ر��ذي يعيشl في ظالم الكف��رف، كال��ف يتص��رف كي� ويع�ور��ا إلى ن��دي منه�الل، ال يهت ���اوي الض� وغياهب الجهل ومه�ل��رج؟ ب��يق وح��ردد، وض��يرة وت� ليخرج منها، ويبقى في ح

شتان ما بينهما.

�ون��افرون يطمئن� والمؤمنون تطمئن قلوبهم باإليمان، والكبلذائذ الدنيا وحدها، فال يرون غيرها!

وا �أن�ذين ال يرجlون لقاءنا ورضlوا بالحياة الدنيا واطم }إن الlون{ ]سورة يونس: ذين هlم عن آياتنا غافل [.7بها وال

�زاء على��الوا ال ج��وم البعث، وق��روا بي��ذين كف� أي: إن ال�دنيا��اة ال��ه من الحي��ه وعلي��ا هم في��وا بم��ال، واكتف� األعم�اب،��واب أو عق�روا بث �ا دون أن يفك� ومظاهرها، وركنوا إليه

72

روا �ون، ولم يتفك��ة في الك��ه المبثوث��ات الل��وا عن آي� وغفل�ق� فيها كما ينبغي، ولم يعرفوا الحكمة من خلقهم ومن خل

�ا،��دنيا كله�lون{ ال ب ��lوا يكس �ان� �ا ك�ارl بم �أواهlمl الن��ئك م��lول }أ[.8]سورة يونس:

هlم ولكن: �ديهم رب�الحات يه ���وا الص�l �وا وعمل�l ذين آمن }إن العيم{ ات الن �ارl في جن����ري من تحتهمl األنه����انهم تج��� بإيم

[.9]سورة يونس: �ال��وا األعم��ه، وعمل� أي: إن الذين آمنوا بما يجبl اإليمانl بlرشدهم ريعة، الخالصة لوجه الله، ي الصالحة، الموافقة للش�ون��ات يلق� �رون بعملهم إلى جن��انهم المق��بب إيم�هم بس ربعيم المقيم، تجري من خاللها األنهار، مما عادة والن فيها الس

يزيدl في سعادتهم ونعيمهم.

73

أهم المصادر

/ محمد الطاهر بن عاشور.تفسير التحرير والتنوير/ إسماعيل حقي.روح البيان

روح المعاني في تفسير القرآن الكــريم والســبع/ محمود اآللوسي.المثاني

الجامع بين فني الرواية والدرايــة من فتح القدير.الشوكاني / محمد بن عليعلم التفسير

/ سيد قطبفي ظالل القرآن/ محمد جمال الدين القاسمي.محاسن التأويل

/المحـــرر الوجـــيز في تفســـير الكتـــاب العزيزعبدالحق بن غالب بن عطية األندلسي.

/ محمد خير رمضان يوسف.الواضح في التفسيرالصحيحان وبعض السنن.

معاجم لغوية.

74

فهرس الموضوعات

مقدمة

الفصل األولمعنى االطمئنانمعنى االطمئنانالفصل الثاني

االطمئنان للقلوب المؤمنةاالطمئنان للقلوب المؤمنة

الفصل الثالث بواعث االطمئنان

الله تعالىالقرآن

أمثلة تبعث على الطمأنينةالبشرىالجهاد

والية اللهالثبات

رحمة اللهصالة الله ومالئكته

عدالة اللهرضا الله

الحقغفران الذنوب

العبودية75

الثواب الجزيلالهدية والخبر السار

المطر

الفصل الرابع العون على االطمئنان

ذكر اللهالتزكيةالتوكلالشكرالدعاء

التحري واالطالعالبصيرةالزواج

التعارف والتآلفالبيوت

العيش الرغيد

الفصل الخامسعدم الخوف والحزن

صفات أخرىالتقوى

الفصل السادسصور االطمئنان

الرضىانشراح الصدر

76

مجموع أموراإليمان والعمل الصالح

األمن والعافيةالسالم

البيت الحراماألمان والسالم في الجنة

حب اللهالفتح والنصر

الوحدة والتعاون على الخيرالعدل

صالح البالالنوم والنعاسسكون الليل

راحة الوالدين واألسرة

الفصل السابعمقارناتمقارنات

أهم المصادرالفهرس

77

78