التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ر�ساد توام

املركز الفل�سطيني للتنمية واحلريات الإعالمية )مدى(

رام اهلل، فل�سطني، ت�سرين الثاين/ نوفمرب 2011

كلمات مفتاحية: حرية الإعالم – فل�سطني - تنظيم قانوين – ت�سريعات.

جميع احلقوق حمفوظة © 2011

املركز الفل�سطيني للتنمية واحلريات الإعالمية )مدى(

ن�سر هذا الكتاب بدعم من:منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة )اليون�سكو(.

ISBN: 000 – 0000 – 000 – 00 – 0

THE LEGAL REGULATION OF MEDIA FREEDOM IN PALESTINE

Rashad Twam

Palestinian Center for Development & Media Freedoms )MADA(

Ramallah، Palestine، November 2011

Kay words: Media Freedom، Palestine، Legal Regulation، legislation

Copyright © 2011

Palestinian Center for Development & Media Freedoms )MADA(

This publication is supported by: United Nations Educational، Scientific and

Cultural Organization )UNESCO(.

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

اإعداد امل�ست�سار القانوين

ر�ساد توام

تقدمي واإ�سراف املحامي

اأحمد ن�سرة

املركز الفل�سطيني للتنمية واحلريات الإعالمية )مدى(

2011

4

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

قائمة املحتويات

000تقدمي

000مقدمة

الف�سل الأول

الإطاران النظري والقانوين000

000املبحث الأول: الإطار النظري حلرية الإعالم والتنظيم القانوين لها

000املطلب الأول: ماهية حرية الإعالم وا�ستقاقها من النظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته

000الفرع الأول: ماهية حرية الإعالم

000الفرع الثاين: ا�ستقاق حرية الإعالم من النظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته

000املطلب الثاين: حرية الإعالم والقانون

000الفرع الأول: الأبعاد النظرية والفل�سفية يف العالقة بني حرية الإعالم والقانون

000الفرع الثاين: اجلهود الدولية والتجارب الوطنية يف حتديد العالقة بني حرية الإعالم والقانون

000املبحث الثاين: الإطار القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

000املطلب الأول: الوثائق الأ�سا�سية )الد�ستورية(

000الفرع الأول: القانون الأ�سا�سي الفل�سطيني

000الفرع الثاين: م�سروع د�ستور دولة فل�سطني

000املطلب الثاين: الت�سريعات اخلا�سة بتنظيم الإعالم

000الفرع الأول: الت�سريعات ذات العالقة املبا�سرة بتنظيم حرية الإعالم

000الفرع الثاين: ت�سريعات الإعالم ذات العالقة بتنظيم املرافق الإدارية واملهنية

000املطلب الثالث: م�ساريع القوانني اخلا�سة بالإعالم

000الفرع الأول: م�سروع قانون تنظيم الإعالم املرئي وامل�سموع

000الفرع الثاين: م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم

000املطلب الرابع: الت�سريعات الأخرى

000الفرع الأول: الت�سريعات ذات الطبيعة العامة

000الفرع الثاين: الت�سريعات ذات الخت�سا�س املو�سوعي

5

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الف�سل الثاين

حتليل التنظيم القانوين حلرية الإعالم000

000املبحث الأول: حتليل التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف اجلوانب الد�ستورية واحلقوقية

000املطلب الأول: حرية الإعالم ومبداأ امل�ساواة

000الفرع الأول: امل�ساواة يف حرية الإعالم على اأ�سا�س اجلن�سية

000الفرع الثاين: حرية الإعالم الأجنبي

000الفرع الثالث: خ�سو�سية املحطات الدينية

000املطلب الثاين: احلريات واحلقوق املت�سلة بحرية الإعالم

000الفرع الأول: احلق يف احل�سول على املعلومات

000الفرع الثاين: امللكية الفكرية

000الفرع الثالث: �سرية م�سادر املعلومات

000املطلب الثالث: مكانة الق�ساء من التنظيم القانوين حلرية الإعالم

000الفرع الأول: اأبعاد عالقة الق�ساء بحرية الإعالم

000الفرع الثاين: الإجراءات اجلزائية املتبعة يف ق�سايا الإعالم

000املبحث الثاين: حرية الإعالم والنظام الإداري )عالقة ال�سلطة التنفيذية بو�سائل الإعالم(

000املطلب الأول: اجلهة الر�سمية املخت�سة مبتابعة و�سائل الإعالم

000الفرع الأول: »وزارة الإعالم« كجهة خمت�سة وفقا للت�سريعات ال�سارية

000الفرع الثاين: »املجل�س الأعلى لالإعالم« كجهة خمت�سة وفقا للم�سروعني املطروحني

000املطلب الثاين: الرتاخي�س لالإ�سدار والبث

000الفرع الأول: �سروط احل�سول على الرتخي�س والحتفاظ به

000الفرع الثاين: م�سمون طلب الرتخي�س

000الفرع الثالث: حالت �سحب الرتاخي�س واإلغائها

000املطلب الثالث: الرقابة احلكومية على عمل و�سائل الإعالم

000املطلب الرابع: الرقابة القانونية على م�سادر متويل و�سائل الإعالم

6

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

000املبحث الثالث: حرية الإعالم والنظام اجلزائي )التجرمي والعقاب(

000املطلب الأول: حمظورات الن�سر والبث

000املطلب الثاين: موجبات الن�سر والبث

000الفرع الأول: اإيجاب الن�سر بداعي احلق يف الرد والت�سحيح

000الفرع الثاين: اإيجاب ن�سر حكم املحكمة مبوجب اأمر منها على املحكوم عليه

000املطلب الثالث: خمالفة الأحكام املنظمة للرتاخي�س واملوارد املالية لو�سيلة الإعالم

000الفرع الأول: خمالفة الأحكام املنظمة للرتخي�س

000الفرع الثاين: خمالفة الأحكام املنظمة للموارد املالية

000املطلب الرابع: الإعالم كو�سيلة للعالنية يف جرائم الذم والقدح والتحقري

000الفرع الأول: التمييز بني اجلرائم واجلزاءات املرتتبة عليها

000الفرع الثاين: ال�ستثناءات على التجرمي )الإباحة(

000الفرع الثالث: دور الق�ساء يف ق�سايا القذف والت�سهري

000خامتة

000قائمة امل�سادر واملراجع

000الأ�سكال

000ال�سكل رقم )1(:الإطار النظري حلرية الإعالم

000ال�سكل رقم )2(:الإطار القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

تقـــــديـــــــم

8

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

مقدمة

م اندفاعها، ويكفل لها كة من القاطرة، يحدد م�سارها، ويقوِّ القانون من احلرية مبكانة ال�سِّ

الو�سول اإىل غايتها، اأو هكذا يفرت�س اأن تكون العالقة بينهما. وبالتايل ما التقييد القانوين

املغايل للحرية اإل مبثابة التعرجات املتالحقة يف ال�سكة التي حتد من اندفاع القاطرة وتوؤخر

و�سولها اإىل غايتها، وقد توؤدي حدة التواء م�سار ال�سكة - مع ال�سرعة املفرت�سة واملِحقة

للحرية بالندفاع نحو غايتها - اإىل انقالب القاطرة]

لي�س التنظيم القانوين حلرية الإعالم بحد ذاته مثلبا اأو انتقا�سا من ف�سحة احلرية، واإمنا هو وجد لر�سم

و�سبط العالقة بني احلرية والنظام العام واأمن املجتمع، وهو ما اأكدت عليه اأغلب املواثيق الدولية والد�ساتري

والت�سريعات الوطنية. واأما النتقا�س من حرية الإعالم فيكون مبغالة القانون يف التقييد من هذه احلرية ل�سالح

»حماية النظام العام واأمن املجتمع«، املفاهيم التي طاملا انتقدت لعدم دقتها و�سعة باب التف�سري بخ�سو�سها.

احلقوق وطائفة وال�سيا�سية، املدنية احلقوق طائفة اأ�سا�سيتني: طائفتني اإىل الإن�سان حقوق ت�سنف

حلقوق الدوليني العهدين مبوجب ر�سميا الت�سنيف هذا تكري�س مت وقد والثقافية؛ والجتماعية القت�سادية

الإن�سان )1976/1966(، اللذين اخت�س كل منهما بتنظيم اأحكام طائفة معينة.

ترتبط حرية الإعالم ب�سكل وثيق بحريةالفكر والعتقاد وحرية التعبري عن الراأي، التي تنتمي عموما اإىل

العهد الدويل اخلا�س بهذه احلقوق واجب احرتامها الإن�سان املدنية وال�سيا�سية. هذا، ومل يعلق طائفة حقوق

اخلا�س الدويل العهد عليه ن�س ما قبيل من لظروف مراعاة اأو معايري اأو �سروط اأية على والفوري املبا�سر

باحلقوق القت�سادية والجتماعية والثقافية، مثل التزام الدول الأطراف بتنفيذ التزاماتها وفقا ملا ورد يف العهد

»باأق�سى ما ت�سمح به مواردها املتاحة« )مادة 1/2(. كذلك ترتبط حرية الإعالم ب�سكل غري مبا�سر باحلقوق

الثقافية التي ت�سمنها العهد الأخري.

هذا، وتبقى ال�سلة التي جتمع بني الإن�سان وحقوقه وفقا ملقاربات القانون الطبيعي والفكر الليربايل الأقدم

والأكرث تعبريا عن �سرعية متتع الإن�سان بتلك احلقوق، وهو الذي يو�سل يف املح�سلة النهائية اإىل اعتبار اأي من

الوثائق اأو الت�سريعات التي ن�ست على حقوق الإن�سان مبثابة الأحكام الكا�سفة ولي�س املن�سئة لتلك احلقوق، مبعنى

اأنها جاءت لتوؤكد على تلك احلقوق املوجودة اأ�سال، ولي�س لتخلقها اأو تقر مبنحها لالإن�سان الذي يفرت�س اأنه يتمتع

بتلك احلقوق منذ ولدته، بل ويف بع�س الأحيان – بخ�سو�س بع�س احلقوق – منذ نفخ الروح فيه، وهو جنني

يف رحم اأمه.

9

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

مت تنظيم حقوق الن�سان يف ن�سو�س قانونية، بداية، مبوجب وثائق ت�سريعية حملية )وطنية(، مثل »العهد

الأعظم - Magna Carta« يف بريطانيا مطلع القرن الثالث ع�سر، وجاء الن�س على جملة منها يف مواثيق

اإعالنات اأبرز الثورات العاملية كالثورتني الأمريكية والفرن�سية نهاية القرن الثامن ع�سر. وبالتايل كان الإقرار بها

مبثابة النتزاع من احلاكم اأو نظام احلكم، اأو بالإطاحة بهما عن طريق الثورة.

جهدت الثانية، العاملية احلرب انتهاء عقب املت�سكل اجلديد الدويل والنظام الدويل التنظيم ظهور مع

املنظمات الدولية يف اإر�ساء هذه احلقوق يف جملة من املواثيق الدولية اأبرزها ميثاق الأمم املتحدة )1945(،

اللذان الإ�سارة )1976/1966(، �سابقا الدوليان والعهدان الإن�سان )1948(، العاملي حلقوق والإعالن

متيزا عن الإعالن بالتفاق على اإلزاميتها لأطرافها، نظرا للخالف حول اإلزامية الإعالن وفقا ملا �سيتم تو�سيحه

لحقا. وهو حال بع�س قرارات اجلمعية العامة لالأمم املتحدة املختلف تقليديا وب�سكل عام حول ماهية اإلزامها

الدولية املواثيق بع�س اإىل بالإ�سافة هذا، .1946 عام يف )59( رقم القرار واأقدمها واأبرزها القانوين،

ال�سادرة عن بع�س الأجهزة والوكالت املخت�سة ال�سائرة يف فلك الأمم املتحدة وخ�سو�سا »اليون�سكو«، ي�ساف

اإليها جملة من املواثيق الإقليمية، مثل: التفاقية الأوروبية حلقوق الإن�سان )1950(، وامليثاق العربي حلقوق

الإن�سان )2004(.

خربت اأغلب دول العامل املعا�سرة التنظيم القانوين حلرية الإعالم، وحقوق الإن�سان وحرياته عموما، مبوجب

التحرير ملنظمة الت�سريعية التجربة تخرب مل الفل�سطيني، ال�سعيد على الد�ستور. يت�سدرها التي ت�سريعاتها

الفل�سطينية )قبل قيام ال�سلطة الفل�سطينية( وجود اأي من الت�سريعات املخت�سة بالإعالم، با�ستثناء ما ت�سمنته

مببادئ واللتزام الراأي«، لـ«حرية فل�سطني« »دولة ب�سمان بت�سريحها ،)1988( ال�ستقالل اإعالن وثيقة

الأمم املتحدة والإعالن العاملي حلقوق الإن�سان. هذا، وتظهر نتائج البحث يف املوروث الت�سريعي للمنظمة بع�س

الن�سو�س ذات العالقة بحقوق الإن�سان واحلريات العامة، واجلرائم الإعالمية، من قبيل ما ت�سمنته الت�سريعات

ذات العالقة بنظام العدالة اجلزائية الثوري، وحتديدا قانون العقوبات الثوري )1979(.

مع قيام ال�سلطة الفل�سطينية منت�سف ت�سعينيات القرن املن�سرم، اأخذت ت�سن نظامها الت�سريعي حمافظة

العثماين العهد فل�سطني، منذ تعاقبت على التي اأنظمة احلكم �سّنتها خمتلف التي الت�سريعات على جملة من

وحتى الحتالل الإ�سرائيلي. وفيما يتعلق بالإعال، مل ترث ال�سلطة منظومة ت�سريعات كاملة اأو حتى مقبولة لتنظيم

والن�سر رقم اإىل �سن قانون املطبوعات الإعالم، وذهبت يف مرحلة مبكرة من قيامها الإعالمي وحرية العمل

)9( ل�سنة 1995، الذي األغي مبوجبه قانونا املطبوعات والن�سر »النتدابي«)1933(، و«الأردين«)1967(،

اللذان كانا �ساريني يف قطاع غزة وال�سفة الغربية )على التوايل(.

اجلوانب بع�س با�ستثناء - اليوم �سامل(اإىل )ب�سكل وامل�سموع املرئي الإعالم تنظيم تاأخر حني يف هذا،

امل�ساريع وجود عدد من - رغم وزراء قرار جمل�س التي �سدر بخ�سو�سها املحطات تراخي�س بنظام املتعلقة

10

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املتعلقة بهذا املجال والإعالم ب�سكل عام منذ اأواخر الت�سعينيات، واآخرها م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع،

وم�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم. كما وجدت بع�س الأحكام املتعلقة بحرية الإعالم يف جملة من الت�سريعات

الأخرى التي �سي�سار اإليها لحقا.

هدف الدرا�سة:

تهدف الدرا�سة اإىل التعرف على ماهية التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني، �سواء القائم فعال اأو

املن�سود يف م�ساريع القوانني املعدة؛ بغية حتليل اأحكامه من حيث التنظيم والتقييد ومراعاتها للمعايري الدولية

ذات العالقة. وذلك لتقدمي تو�سيات تنفيذية للم�سرع و�ساحب القرار الوطنيني؛ لتطوير النظام القانوين اخلا�س

بالإعالم يف مناطق ال�سلطة الفل�سطينية.

الدرا�سة ر�سميا، تهدف املعدة قبل �سدورها القوانني الإقدام على درا�سة م�ساريع يتعلق بخ�سو�س وفيما

وامل�سرع لل�سائغ التو�سيات وتقدمي ال�سعيد، هذا على املبذولة اجلهود م�سهد يف املخت�س القارئ و�سع اإىل

الفل�سطيني لتاليف اأوجه الق�سور يف هذه امل�ساريع قبل �سدورها على �سكل قوانني.

الت�سريعات يف قانونًا املكفولة بحقوقهم وال�سحفيني الإعالميني جمهور تعريف اإىل الدرا�سة تهدف كما

املحلية واملواثيق الدولية، لتكون مبثابة الدليل املّي�سر واملبنّي لهذه احلقوق، الذي �سيحقق هدفني اثنني: الأول،

متكني الإعالميني من التعرف على حقوقهم املقرة مبوجب ت�سريعاتهم الوطنية، والتي على �سعفها وركاكتها،

كانت يف العادة مو�سع انتهاك يف املمار�سة العملية. اأما الهدف الثاين، فيتمثل بتعريف الإعالميني على الفجوة

راأي عام وجماعة �ساغطة ت�سكيل وبالتايل حتفيزهم على الدولية؛ واملعايري املحلية الت�سريعات احلا�سلة بني

جدية ت�سعى للتطوير يف النظام القانوين اخلا�س بالإعالم يف فل�سطني.

يف الإعالم طلبة ِقبل من منها لال�ستفادة الأكادميي ال�سعيد على اأهمية الدرا�سة لهذه �سيكون كذلك

اجلامعات الفل�سطينية، ويف امل�ساقات ذات العالقة بالإعالم والقانون خ�سو�سا، علما باأن كثريًا من اجلامعات

لتقدمي الدرا�سة هذه اإعداد فرتة خالل الباحث ُدعي وقد هذا، امل�ساقات. هذه مثل تطرح ل الفل�سطينية

حما�سرة حول مو�سوعها، �سمن م�ساق »قانون الإعالم« الذي تطرحه دائرة الإعالم بجامعة بريزيت لأول مرة،

وب�سكل جتريبي، مبعنى عدم اعتماده على اخلطة الر�سمية والدائمة. وقد لحظ الباحث مدى حاجة الأكادمييا

الإعالمية الفل�سطينية ملثل هذا النوع من الدرا�سات لعتمادها كمقررات اأو قراءات م�ساعدة، ولحظ كذلك مدى

ال�سغف لدى طلبة الإعالم بال�سوؤال عن خمتلف اأبعاد العالقة بني الإعالم والقانون.

ولذلك كله اهتمت الدرا�سة باإفراد مبحث م�ستقل يف الإطار النظري، وحاولت اخلروج بقدر ما ا�ستطاعت

عن التلقائية يف الطرح والتناول، وا�ستعمال املفاهيم القانونية على اأنها اأبجديات اأو بديهيات، بل ذهبت لتقدم

القانونية الأكادميية القارئ من غري ذوي اخللفيات اأمكن - ب�سكل ي�سهل على ما – الأفكار وت�سرح املفاهيم

التعامل مع الن�س.

11

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

اأهمية الدرا�سة:

متابعة يف والأهلية الر�سمية اجلهود مواكبة حتقيقها، اإىل ت�سعى التي الأهداف من الدرا�سة اأهمية تنبع

اإ�سدار م�ساريع قوانني ذات عالقة بتنظيم الإعالم؛ وبالتايل �سيكون للتو�سيات التي �ستخرج بها اأهمية للم�سرع

و�سانع القرار بتقدمي الن�سائح الأكادميية والعلمية لالأخذ بها عند اإقرار القانون ب�سكل ر�سمي. وتتعاظم اأهمية

ة فيها، لكونها تقدم معاجلة جديدة ملو�سوع �سحت فيه الدرا�سات ال�سابقة، ومل ياأخذ الدرا�سة بتوافر عامل اجلدَّ

مكانه امل�ستحق من حيز البحث العلمي.

وما مييز هذه الدرا�سة هو �سعة و�سمول الإطار القانوين الذي توؤ�س�س حتليل مو�سوعها عليه، وقد كانت اأغلب

الدرا�سات ال�سابقة تقف عند حدود الت�سريعات اخلا�سة بالإعالم، دون تعّديها نحو مفا�سل الت�سريعات الأخرى

التي ت�سمنت اأحكاما ذات �سلة بحرية الإعالم.

نطاق الدرا�سة:

الفل�سطينية من منظور مقارب ال�سلطة الإعالم يف مناطق القانوين حلرية التنظيم الدرا�سة تتناول هذه

مبعايري حرية الإعالم يف املواثيق الدولية، علما باأن الباحث مل يقع على اأي من الوثائق الدولية التي تت�سمن–

مبفردها اأو جمتمعة - اأحكاما �ساملة حلرية الإعالم، لت�سلح مقاربة ما جاءت به من معايري مع اأحكام الأنظمة

القانونية الداخلية للدول؛ بل اإن جممل الوثائق الدولية ذات ال�سلة ل تقدم خارطة وا�سحة املعامل ملاهية املعايري

1الدولية التي يجب مراعاتها يف الأنظمة القانونية الداخلية لت�سافها بالنموذجية.

الباحث فاإن مبا�سرة، غري اأو مبا�سرة دولية معايري اأو اأحكام بخ�سو�سها ورد التي املوا�سيع خال وفيما

�سيجتهد يف التعليق على اأحكام النظام القانوين اتفاقا ومبادئ املنطق، وجوهر حرية الإعالم وحقوق الإن�سان

ذلك اخل�سو�س. هذا يف اأدبي اإ�سهام لهم الذين والفقهاء الباحثني من عدد اآراء اإىل بالإ�سارة اأو عموما،

اإىل التعليق على مدى ان�سجام املنظومة الت�سريعية الفل�سطينية ككل فيما يتعلق بالإعالم، وهو ما ل بالإ�سافة

يحتاج اإىل املقاربة بقدر ما يحتاج اإىل تلم�س موا�سع اخللل والإرباك الت�سريعي.

وفيما يتعلق بنطاق الدرا�سة داخليا، ف�ستعر�س لالإطار القانوين الناظم للعمل الإعالمي وحرية الإعالمي،

الإن�سان )1948(، العاملي حلقوق والإعالن املتحدة )1945(، الأمم ميثاق التالية: الدولية املواثيق تعداد بالإمكان ال�سعيد على هذا 1

اليون�سكو واإعالنات ال�سلة، ذات املتحدة لالأمم العامة اجلمعية وقرارات ،)1976/1966( وال�سيا�سية املدنية باحلقوق اخلا�س الدويل والعهد

�سا�سية اخلا�سة باإ�سهام و�سائل الإعالم يف ...، واإعالن عام 1996 ب�ساأن تعزيز ا�ستقالل )خ�سو�سا اإعالن عام 1978، املو�سوم بـ«اإعالن ب�ساأن املبادئ الأ

وتعددية و�سائل الإعالم العربية، الذي يعرف باإعالن �سنعاء(. وفيما يتعلق بالوثائق الإقليمية، ف�ستتم ال�ستعانة بامليثاق العربي حلقوق الإن�سان )2004(،

الأحكام بع�س تورد الثانية ولكون الفل�سطيني، القانوين بالنظام الأوىل ذات عالقة الوثيقة لكون وذلك الإن�سان )1950(. الأوروبية حلقوق والتفاقية

التف�سيلية لتجربة حقوقية اإقليمية رائدة كتجربة املجل�س الأوروبي )الحتاد الأوروبي حاليا(.

هذا يف حني اأنه لو كانت املقاربة مع »القانون الدويل« ولي�س »املعايري الدولية« لكانت النتائج اأ�سيق بكثري، ذلك اأن مفردة القانون الدويل تدل على قواعد

قانونية واجبة املراعاة من قبل الدول الأطراف يف التفاقيات ال�سارعة بذلك اخل�سو�س، كما اأن جملة من املعايري الدولية ذات ال�سلة قد جاءت بها قرارات

للجمعية العامة لالأمم املتحدة، واإعالنات لوكالت دولية متخ�س�سة، وهي اأحكام خمتلف حول اإلزاميتها كم�سادر للقانون الدويل.

12

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

�سواء مبوجب ت�سريعات مبا�سرة اأو غري مبا�سرة، بالإ�سافة اإىل تناول م�ساريع القوانني ذات ال�سلة واملطروحة

الإعالمية واحلريات للتنمية الفل�سطيني »املركز عليها ح�سل التي الن�سخ على هنا الدرا�سة وت�ستند الآن.

)مدى(« من جمل�س الوزراء، بو�سفها الأحدث تعديال.

وبذلك، فاإن الدرا�سة تخت�س فقط بتناول التنظيم القانوين لالإعالم يف الت�سريعات الفل�سطينية؛ وبالتايل لن

تتعر�س لعالقة حرية الإعالم الفل�سطيني يف مواجهة �سلطات الحتالل ال�سرائيلية ومنظومته الت�سريعية. كذلك

ل ُتعنى الدرا�سة بتناول مو�سوعات من قبيل الأبعاد القانونية يف تنظيم املوؤ�س�سات الإعالمية واإدارتها، اأو �سوؤون

املهنة، اأو الإعالم الدويل )الإعالم يف العالقات الدولية(. ولن تعمد الدرا�سة اإىل املقارنة بني النظام القانوين

الفل�سطيني والأنظمة القانونية العربية، اإل بالقدر ال�سروري لإغناء الدرا�سة؛ ذلك اأن ما طورته التجارب العربية

ل يعترب اأ�سا�سا متينا ومقبول للبناء عليه واملقارنة به، اإذ اإن كثريًا من الدرا�سات ال�سابقة، يف �ستى مو�سوعات

التنظيم القانوين للحرية عموما، ذهبت باجتاه تربير الو�سع القانوين الفل�سطيني بداعي متيزه الإيجابي عن

املحيط العربي.

اأما مقاربة التنظيم القانوين الفل�سطيني حلرية الإعالم مع املعايري الدولية فياأتي من باب مالحظة مدى

مراعاة ال�سلطة الفل�سطينية - وهي الكيان ال�سيا�سي الذي لي�س بدولة، و لي�ست بطرف يف التفاقيات الدولية ذات

العالقة – لتعهدها الر�سمي مبوجب القانون الأ�سا�سي بالن�سمام اإىل الإعالنات واملواثيق الدولية ذات العالقة

بحقوق الإن�سان )مادة 2/10(، مبا يعني افرتا�سا حر�س ال�سلطة الفل�سطينية على تطويع �سيا�ستها الت�سريعية

ملالءمتها لأحكام املواثيق الدولية ذات العالقة.

كذلك فاإن ال�سلطة الفل�سطينية ملتزمة بجملة من اللتزامات يف جمالت حقوق الإن�سان بحكم طرفيتها اأو

ع�سويتها يف »ال�سراكة الأوروبية املتو�سطية«، مبوجب اإعالن بر�سلونة )ت�سرين الثاين/ نوفمرب 1995(. ذلك

اأن هذه »ال�سراكة« خمت�سة بالأ�سا�س يف التجارة وال�سيا�سة والثقافة، اإل اأنه مت ت�سمينها بجملة من الأحكام حول

واجب مراعاة واحرتام حقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية. كذلك فهي باتت ملزمة حديثا ب�سكل كامل بامليثاق

الأول/ ت�سرين موؤخرا )نهاية فل�سطني التي ح�سلت عليها فيها، الكاملة لليون�سكو بحكم ع�سويتها التاأ�سي�سي

الإن�سان واحلريات لكفالة حقوق الإلزامية بالن�سو�س اعتبارها خماطبة اإىل بالإ�سافة 2011(.هذا اأكتوبر

العامة مبوجب امل�سادر غري التعاهدية حلقوق الإن�سان كالإعالنات الدولية وقرارات املنظمات الدولية والأمم

املتحدة خ�سو�سا. وهكذا فاإن الدرا�سة �ستتجاوز مناق�سة مو�سوع مدى اإلزامية ال�سلطة الفل�سطينية بكفالة حقوق

ذلك اأن ال�سلطة قد األزمت ذاتها مبوجب منظومتها الت�سريعية، والد�ستورية خ�سو�سا، 2الإن�سان من عدم ذلك،

بكفالة هذه احلقوق. كما اأن كفالة احلقوق واحلريات يرتبط مداها مبدى ممار�سة احلكومة اأو النظام ال�سيا�سي

ل�سالحيات املنع واجلرب والتنظيم، وهو ما هو متوافر اإىل حد كبري لدى ال�سلطة الفل�سطينية. هذا، وهناك من

حول هذا املو�سوع بالإمكان الطالع على: حم�سن 1997، 35-34. 2

13

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

كذلك فلن تتعر�س 3يرى اأن ال�سلطة بقيت تراوح يف اإطار »ل التزام باحلرية ول اإ�سرار على القمع املك�سوف«.

واإمنا الوقوف 4الدرا�سة اإىل مو�سوع تطبيق هذه الت�سريعات يف اأر�س الواقع، مبعنى املقاربة بني الن�س والواقع،

على اأوجه الق�سور وعدم الن�سجام يف اأحكام ن�سو�س النظام القانوين.

الدرا�سات ال�سابقة:

مل ت�سفر نتائج البحث يف الأدبيات ال�سابقة اإل عن وجود ثالث درا�سات ذات �سلة بفكرة هذه الدرا�سة، ولي�س

الإن�سان« )PCHR(، يف نهاية عام الفل�سطيني حلقوق اإ�سدار »املركز الأوىل من العام ومنهجيتها: خطها

1995؛ والثانية من اإ�سدار »مركز اإ�سرائيل/ فل�سطني لالأبحاث واملعلومات«، مطلع عام 1997؛ والثالثة من ربيع عام 2006. هذا، بالإ�سافة اإىل جملة من الأوراق

5اإ�سدار »الهيئة الفل�سطينية امل�ستقلة حلقوق املواطن«،

النقدية حول قانون املطبوعات والن�سر، واأغلبها اأوراق مقدمة يف موؤمترات وحلقات نقا�س.

عليه واقت�سرتا والن�سر، املطبوعات قانون اإ�سدار مواكبتني مبكرتني، والثانية الأوىل الدرا�ستان جاءت

مع مقارنتها الأخرى حاولت الدولية، واملعايري القانون اأحكام مقاربة الأوىل حاولت حني ويف التناول؛ يف

الدميقراطيات الغربية. اأما الدرا�سة الثالثة فجاءت بعنوان ونطاق مو�سعني، »حرية الراأي والتعبري يف املواثيق

الدولية والت�سريعات املحلية«، فقدمت ف�سال نظريا حول ماهية مفهوم حرية الراأي والتعبري، وعر�ست يف ف�سل

اآخر للمقارنة بني تنظيم حرية التعبري يف الت�سريعات املحلية واملواثيق الدولية، م�ستعر�سة اأبرز القيود املفرو�سة

والإعالم والن�سر، الطبع حرية احلريات: من اأ�سكال اأربعة جتاه ذلك ومف�سلة املحلية، الت�سريعات يف عليها

املرئي وامل�سموع، وحرية التجمع ال�سلمي، واحلق يف احل�سول على املعلومات.

قانون على واقت�سارها قدمها، هو والثانية الأوىل الدرا�ستني الدرا�سة، جتاه هذه اإعداد اأهمية يربر وما

املطبوعات والن�سر يف وقت مبكر من �سدوره، وتركيز الأوىل على معايري �سكلية يف النتقاد، دون بحث املعايري

دولة د�ستور م�سروع من الأوىل امل�سودة على الد�ستوري بامل�ستوى املتعلق ال�سق الثانية يف واعتماد املو�سوعية،

فل�سطني. اأما اأهمية هذه الدرا�سة جتاه الدرا�سة الثالثة فيعود لعموميتها و�سطحية حتليلها، وتناولها حرية التعبري

عن الراأي ب�سكل عام، كذلك مل ت�سهد الفرتة التي �سبقت �سدور الدرا�سة الثالثة م�ساريع القوانني امل�سار اإليها

�سابقا، والتي �ستت�سدى لها هذه الدرا�سة بالتحليل واملقاربة مع املعايري الدولية.

عبد احلميد 2005، 43-42. 3

بهذا اخل�سو�س بالإمكان مراجعة: الفا�سد 1999، 25 وما بعدها. و: العمري 2010، 53 وما بعدها. و: اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 4

12-16. و: عبد احلميد 2005، 44-45. و: �سقري 1996، 41-43. كما ينظر يف تقارير كل من الهيئة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان، واملركز الفل�سطيني للتنمية واحلريات الإعالمية )مدى( ذات ال�سلة بدرا�سة واقع احلريات الإعالمية يف مناطق ال�سلطة الفل�سطينية.

.)ICHR( »بات ا�سمها: »الهيئة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان/ ديوان املظامل 5

14

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

اإ�سكالية الدرا�سة:

ال�سلطة مناطق يف الإعالم حلرية القانوين التنظيم ماهية عن البحث اإ�سكالية على الدرا�سة تقوم

ال�سليمة القانونية والكفالة الراأي، والتعبري عن الإعالم الدولية حلرية املعايري توافقه مع الفل�سطينية، ومدى

الأداة اأو ال�سكل اأ�سا�سية من قبيل املتعلقة مبو�سوعات الأ�سئلة البحث جمموعة من الإن�سان. كما يثري حلقوق

الت�سريعية للتنظيم الت�سريعي حلرية الإعالم ومهنة اأو مهن الإعالم عموما، مبعنى مناق�سة الإطار املادي ال�سكلي

الذي �سيعدل مبوجبه التنظيم القانوين لالإعالم، اإن كان بتعديل قانون املطبوعات والن�سر، واإ�سدار م�سروعي

قانوين الإعالم املرئي وامل�سموع وجمل�س الإعالم الأعلى، اأم باإ�سدار قانون »عام« �سامل، يلغي قانون املطبوعات

والن�سر وي�سمل الأحكام التي ت�سمنتها م�ساريع القوانني تلك.

منهجية الدرا�سة:

اأ�سا�سا على املنهج الو�سفي التحليلي املقارن، من خالل و�سف وحتليل ن�سو�س الت�سريعات تقوم الدرا�سة

املحلية، ومقاربتها مع املعايري الدولية ذات ال�سلة. وبذلك ت�ستخدم الدرا�سة اأ�ساليب البحث الكيفي، وت�ستفيد

من مدخل البحث املكتبي بال�ستعانة بالأدبيات النظرية والتطبيقية ذات العالقة مبو�سوع الدرا�سة، وخ�سو�سا

فيما يتعلق بالإطار النظري للدرا�سة. وي�ستخدم البحث جلمع مادته اأ�سلوب التحليل املنظم للت�سريعات والوثائق

التي �ستكون املادة املرجعية الأ�سا�سية للدرا�سة.

تق�سيم الدرا�سة:

مت تق�سيم الدرا�سة اإىل ف�سلني اثنني، تتلوهما خامتة جُتمل فيها النتائج والتو�سيات العامة، اإذ �سي�سار اإىل

والقانوين، النظري لالإطارين الأول الف�سل الدرا�سة تفرد والتحليل. العر�س �سياق يف التف�سيلية التو�سيات

الإعالم حرية ملاهية فيه تعر�س الإعالم، حلرية النظري الإطار يف الأول اثنني: مبحثني بدوره يفرد وهو

حرية بني العالقة مو�سوع مناق�سة اإىل بالإ�سافة العامة، واحلريات الإن�سان حقوق من وا�ستقاقها ومو�سعها

الإعالم والقانون. اأمااملبحث الثاين فيعر�س لالإطار القانوين الناظم حلرية الإعالم يف فل�سطني، وير�سم خارطة

تف�سيلية لذلك.

هذا يف حني تفرد الدرا�سة الف�سَل الثاين لتحليل التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني، من ثالثة

الد�ستورية اجلوانب يف الإعالم حلرية القانوين للتنظيم الأول املبحث فيعر�س تنظيمية: قانونية جوانب

التنفيذية بو�سائل واحلقوقية، يف حني يعر�س املبحث الثاين حلرية الإعالم والنظام الإداري )عالقة ال�سلطة

الإعالم(، ويعر�س املبحث الثالث حلرية الإعالم والنظام اجلزائي )التجرمي والعقاب(.

الف�سل الأول

الإطاران النظري والقانوين

يفرد هذا الف�سل مبحثني: الأول يف الإطار النظري، يعر�س فيه ملاهية حرية الإعالم ومو�سعها

بني العالقة مو�سوع مناق�سة اإىل بالإ�سافة العامة، واحلريات الإن�سان وا�ستقاقها من حقوق

الإعالم الناظم حلرية القانوين لالإطار فيعر�س الثاين املبحث اأما والقانون. الإعالم حرية

مت تو�سيحيني �سكلني اإىل الف�سل هذا ويحيل لذلك. تف�سيلية خارطة وير�سم فل�سطني، يف

خا�س والثاين الإعالم، حلرية النظري بالإطار خا�س الأول بالدرا�سة: كمالحق ت�سمينهما

بالإطار القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

16

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املبحث الأول

الإطار النظري حلرية الإعالم والتنظيم القانوين لها

كثرية هي تلك الأدبيات التي ناق�ست اأهمية الإعالم وتاأثريه يف بنية وعالقات املجتمع داخليا، بل ويف العالقات

الدولية التي يعترب الإعالم فيها اأحد اأبرز الو�سائل الالعنفية يف ال�سيطرة والتاأثري على م�سارات العالقات ما بني

اأ�سخا�س القانون الدويل، حتى بات الإعالم اأحد ا�سكال الدبلوما�سية العامة والدبلوما�سية ال�سعبية فيما ا�سطلح

على ت�سميته بالدبلوما�سية الإعالمية.

ي�سطلع اأ�سا�سا، الدرا�سة به تعنى ما وهو وال�سلطة، باملجتمع الإعالم عالقة يف الداخلي ال�سعيد على

الإعالم - يف حال توافر ف�سحة احلرية املالئمة - باأدوار مهمة يف تدعيم اأركان احلكم الدميقراطي وال�سفافية

الأبرز العمل املعلومات اإىل الو�سول تقييد ُيعترب الذي الف�ساد ملكافحة ويت�سدى والأهلي، العمل احلكومي يف

ة بتقدمي اأي منهما لتف�سيه كظاهرة. اأما عن عالقة الإعالم بالنظام الدميقراطي، فقد جهد كثريون يف املحاجَّ

على الآخر بالوجود؛ ومّما يعد م�سّلما به اأن كال منهما ل يح�سر يف غيبة الآخر، ول يقوم اأي منهما اإل من خالل

الرابعة«، و«ال�سلطة ال�سعبية« كـ«ال�سلطة لل�سحافة تو�سيفات جمازية املنطلق، ظهرت ومن هذا 6الآخر. دعم

كناية عن اأهميتها وفعاليتها اأ�سوة بال�سلطات الثالث يف الدولة )الت�سريعية، والتنفيذية، والق�سائية(.

كما اأن لالإعالم اأهمية كبرية ودورا موؤثرا يف تعزيز حقوق الإن�سان من خالل تاأثرياته املعرفية والن�سر واإعالم

وكان هذا الأمر حا�سرا يف جملة من الوثائق الدولية اأبرزها 7اجلماهري بحقوقهم وك�سف انتهاكات ال�سلطة لها.

اإعالن املوؤمتر العام ملنظمة اليون�سكو، يف عام 1978، املو�سوم بـ«اإعالن ب�ساأن املبادئ الأ�سا�سية اخلا�سة باإ�سهام

ن�سان، ومكافحة العن�سرية والف�سللعن�سري و�سائل الإعالم يف دعم ال�سالم والتفاهم الدويل، وتعزيز حقوق الإ

والتحري�س على احلرب«.

وذلك بالإ�سافة 8ودور الإعالم معترب اأي�سا يف دعم التنمية على خمتلف الأ�سعدة، وبناء اأ�س�س املجتمع املدين.

ولدى 9اإىل جملة من املزايا املجتمعية املتعلقة بن�سر الأخبار والثقافة والعلم والتقنية ورفع م�ستوى الوعي العام،

انظر يف عالقة الإعالم بالدميقرطية ومبكافحة الف�ساد: �سعبان 2007، 15-17. و: عبد احلميد 2005. و: ق. عبد املجيد 2008، 6

242-243. و: احللو 2006، 86-88. و: حم�سن 2003، 28-27.انظر يف دور الإعالم يف دعم حقوق الإن�سان: ق. عبد املجيد 2008، 113 وما بعدها. و: حم�سن 2003، 43 وما بعدها.

7

انظر: اأبو خليل 2011، 72 وما بعدها. 8

انظر: احللو 2006، 10-7. 9

17

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وهناك من ي�سري 11

ناهيك عن دوره يف تنمية »الن�ساط الإبداعي وتفتح ملكات الإن�سان«.10

الأطفال خ�سو�سا،

املعلومات توفري اثنتني: اأداء وظيفتني تقوم على متكينها من الإعالم لتنظيم حرية الأوروبية الفل�سفة اأن اإىل

12والرقابة العامة.

وملا كان لالإعالم تلك الأهمية اجلّمة والأدوار املتعددة واملت�سابكة، فاإنه يف انعدام احلرية اأو التقييد املغايل

لها �سيفقد الإعالم اأهميته ويبيت بال جدوى، ويقت�سر على الرتفيه، بل اإن الرتفيه �سيكون موجها. وكذلك فاإن يف

اإطالق عنان الإعالم كليا ما يعود بنتائج �سلبية، فيتعدى من خالله حقوق الآخرين باحلرمة ال�سخ�سية وقرينة

الإن�سانية، القطاعات ببقية اأ�سوة الإعالم، قطاع كان لذلك الدولة. للمجتمع العام النظام و�سيختل الرباءة،

حمّط تنظيم القانون الداخلي والدويل.

هذا، ولطاملا ات�سف التنظيم القانوين لالإعالم تاريخيا باملغالة واجلور على ح�ساب احلرية الالزمة للعمل

الإعالمي؛ ومع ظهور النظام العاملي اجلديد وال�سرعية الدولية حلقوق الإن�سان، �سهدت حرية الإعالم اهتماما

دوليا حقيقيا يدعو اإىل �سرورة عدم العتداء عليها، وعدم مغالة القانون يف تقييدها. وقد اأخذت الكثري من

الدول الدميقراطية واملتقدمة تعدل ت�سريعاتها اتفاقا وهذه الأهداف، وبقيت كثري من دول العامل الثالث توغل

مبوجب ت�سريعاتها يف تقييد ال�سحافة وت�سديد اأحكام عقوباتها على املخالفني. بل اإن هناك من يرى اأن مفاهيم

الدميقراطية الغربية والأوروبية، خ�سو�سا النابعة من نظريات القرن الثامن ع�سرـ يرى اأنها قد قدمت جتربة

13ت�سريعية يقتدى بها، وقد اأ�س�ست جلملة من املواثيق الدولية بهذا اخل�سو�س.

الختالف بني حرية نوؤكد على اأن ككل، والدرا�سة املبحث، درا�سة مو�سوع هذا ال�سروع يف قبل بنا حريٌّ

14

الإعالم يف عالقة املجتمع بال�سلطة احلاكمة )وهو ما تعنى به الدرا�سة(، وحرية الإعالم يف العالقات الدولية.

ذلك اأن اخلالف بينهما حا�سر يف املقدمات والنتائج، وما نقاط ال�سرتاك بينهما اإل عار�سة يف �سياق املمار�سة.

ومن ذلك على �سبيل املثال ل احل�سر القيود الت�سريعية املحلية على حرية الإعالم بعدم اإف�سادها لعالقة دولتها

بالدول الأخرى. ومن اأبرز موا�سع اخلالف، يف النتائج، بني حرية الإعالم يف النطاق املحلي وحرية الإعالم يف

العالقات الدولية، اأنه ل يوجد من ينازع با�ستقرار حرية الإعالم كاأحد حقوق الإن�سان، فيما يكاد يتفق اجلميع

على اأن حرية الإعالم ما بني الدول لي�ست مبلزمة لأي منها، واإمنا يحكمها مبداأ ال�سيادة احلا�سر دوما يف فكر

وممار�سة العالقات الدولية.

جاء يف اتفاقية حقوق الطفل )1990/1989(: »تعرتف الدول الأطراف بالوظيفة الهامة التي توؤديها و�سائط الإعالم وت�سمن اإمكانية 10

ح�سول الطفل على املعلومات واملواد من �ستى امل�سادر الوطنية والدولية، وبخا�سة تلك التي ت�ستهدف تعزيز رفاهيته الجتماعية والروحية واملعنوية و�سحته

اجل�سدية والعقلية....« )مادة 17(.

املادة )7( من اإعالن مبادئ التعاون الثقايف الدويل )1966(. 11

اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 17. 12

انظر: اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 18-17.13

انظر فيما يتعلق بحرية الإعالم الدويل واملاآخذ على الإطار القانوين الراهن لالإعالم: امل�سمودي 1985، 43 وما بعدها. 14

18

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

واأما نقاط ال�سرتاك فماأتاها عمومية بع�س ن�سو�س املواثيق الدولية التي جاءت لتنظم حرية الإعالم يف

الإن�سان. كذلك فاإن التاأ�سي�س حلرية الإعالم كاأحد حقوق التي ف�سحت جمال لقابليتها يف الدولية، العالقات

كثريًا من اللتزامات الدولية تفر�س على الدول عدم اإ�سهام الإعالم يف اإثارة احلرب والإخالل بال�سالم العاملي،

وهو ما تعك�سه الدول يف ت�سريعاتها الداخلية ل�سمان تطبيقه.

يعر�س هذا املبحث ملو�سوعني رئي�سني: ماهية حرية الإعالم وا�ستقاقها من النظرية العامة حلقوق الإن�سان

واحلريات العامة )املطلب الأول(، وحرية الإعالم والقانون )املطلب الثاين(.

املطلب الأول

ماهية حرية الإعالم وا�ستقاقها من النظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته

له ومبا الثانية، العاملية بالغرب، عقب احلرب واملمار�سة النظرية الإن�سان يف ارتبط ظهور مفهوم حقوق

عالقة بظاهرة التنظيم الدويل وتاأ�سي�س الأمم املتحدة واملنظمات الدولية ذات العالقة، اإل اأنه كان نتاج موروث

ن�سايل اإن�ساين طويل يعود اإىل ع�سور ازدهار اأمم الر�سالت ال�سماوية وتعاليم الأديان، واحل�سارة الإ�سالمية-

النظام اإىل عهد الفرن�سية والأمريكية، وو�سول والثورتني الو�سطى، الع�سور باأوروبا العربية خ�سو�سا، مرورا

15العاملي اجلديد بانتتهاء احلرب العاملية الثانية.

مت تق�سيم هذا املطلب اإىل فرعني: يعر�س الفرع الأول منهما ملاهية حرية الإعالم، فيما يعر�س الفرع الثاين

ل�ستقاق هذه احلرية من النظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته، وحماولة ر�سم خطوط العالقات التي جتمع

بني حرية الإعالم واحلريات املوازية لها، واملتاأ�سلة عنها، واملتفرعة منها.

الفرع الأول

ماهية حرية الإعالم

وا�ستعرا�س تعريفاته وفقا 16

لن تخو�س الدرا�سة يف تاأ�سيل مفهوم حقوق الإن�سان واحلريات العامة فل�سفيا،

ملختلف املدار�س الفقهية؛ اإذ تخ�سع »حقوق الإن�سان« كمفهوم ونظرية عامة اإىل حقل العلوم الجتماعية – مبعنى

والقيم ان�سجاما الفقهاء لدى التي طاملا كانت مو�سع خالف والأخالقية - ال�سيا�سية بالقيم اأ�سا�سا ات�سالها

ال�سيا�سية والأخالقية ال�سائدة يف اأي من املجتمعات.

انظر يف اجلذور التاريخية: ق. عبد املجيد 2008، 23-25، 90 وما بعدها. وانظر يف اجلذور التاريخية والفل�سفية حلرية التعبري عن 15

الراأي خ�سو�سا: اأبو خليل 2011، 126-124

لالإطالع حول هذا املو�سوع انظر: حم�سن 2003، 18 وما بعدها. و: ق. عبد املجيد 2008، 90 وما بعدها.16

19

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

اأو املو�سوعات من العديد ي�سم فبات وعموديا، اأفقيا ات�ساعا الإن�سان املفهوم احلديث حلقوق �سهد وقد

17الأبعاد الجتماعية والرتبوية والقت�سادية والثقافية.

وبتكري�س ر�سمي من قبل العهدين الدوليني حلقوق الإن�سان )1976/1966(، باتت حقوق الإن�سان

القت�سادية احلقوق وجمموعة وال�سيا�سية، املدنية احلقوق جمموعة رئي�سيني: فئتني �سمن ت�سنف

والجتماعية والثقافية.

اأما عن عالقة احلريات العامة بحقوق الإن�سان، فهي يف اأب�سط �سورها اأحد اأبرز �سور حقوق الإن�سان يف �سور

املمار�سة اجلماعية لها، التي هي مبثابة تعبري جمعي عن منظومة من احلقوق الفردية التي تتاآزر لت�سكل حرية

بالقدرة على للفرد »العرتاف باأنها العام، الفردية، مبفهومها الد�ستوري احلرية القانون فقه ويعرف عامة.

18الت�سرف يف الدائرة املحددة له مبا ل ي�سر الآخرين اأو يهدد النظام الجتماعي العام«.

عند حماولة تعريف حرية الإعالم يجد الدار�س نف�سه وهو ي�ستعر�س جملة من احلقوق املركبة التي ت�سكل

اأي من املعلومات اإىل الو�سول حق باأنه: تعريفه بالإمكان الذي 19

املفهوم، هذا م�سمون وتوافقها باجتماعها

اأن ل م�سدر، ونقلها وتبادلها، واحلق يف ن�سر الأفكار والآراء وتبادلها، من خالل و�سائل الإعالم التي يتوجب

تتعر�س لرقابة م�سبقة على ما تقدمه اإل يف اأ�سيق احلدود، ومبا له عالقة بالنظام العام والآداب، ومع �سرورة

التحديد الدقيق لهذين امل�سطلحني.

وبذلك جند اأن ملفهوم حرية الإعالم دللة اأو�سع واأ�سمل من مفاهيم حرية ال�سحافة وحرية البث الإذاعي

والتلفزيوين، وما اإىل ذلك من مفاهيم تربط احلرية بالو�سيلة اأو ا�سم املهنة، واإن كان هنالك من يو�سع من دللة

ال�سحافة التي طاملا ارتبطت بال�سكل املطبوع من الإعالم لت�سمل مفهوم الإعالم باإطاره الأو�سع، والذي يبقى

20

امل�سطلح الأدق تعبريا.

ومن تلك اجلهود التي حاولت التو�سيع من دللة ال�سحافة ما ذهبت اإليه »جلنة حرية ال�سحافة« بجامعة

�سيكاغو الأمريكية، يف تقرير لها يف عام 1947، باإ�سارتها لإمكانية اإدخال جميع و�سائل الت�سال اجلماهريية

الإجماع على النتيجة، مت ال�سحافة. ويف وال�سينما �سمن مفهوم والتلفزيون كالإذاعة املقروءة( اإىل )اإ�سافة

وامل�سموع املرئي الإعالم ال�سحافة وحرية تكون حرية وبذلك 21

ال�سحافة. الإعالم مكان حرية اإحالل حرية

22فرعًا حلرية الإعالم.

ق. عبد املجيد 2008، 26. 17

زلطة 2003، 27. 18

انظر يف عدد من تعريفات »حرية الإعالم«: اأبو خليل 2011، 140. و: العبيدي 2009، 137. و: احللو 2006، 7.19

انظر: احللو 2006، 7. و: العبيدي 2009، 138-137، 145-144.20

�سعبان 2007، 15-14.21

�س. اخلطيب 2009، 7. انظر يف املرجع ذاته تعريف حرية الإعالم املرئي وامل�سموع: 22-21.22

20

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ارتباطا بتفريع حرية ال�سحافة عن حرية الإعالم، ت�سمل الأوىل عن�سرين اأ�سا�سيني: حرية اإ�سدار ال�سحف،

هذا، ولطاملا بقيت حرية ال�سحافة تاريخيا مرتبطة بحرية 23

وعدم التدخل يف عملها اأو الرقابة امل�سبقة عليه.

وقد و�سل الغرب )فرن�سا خ�سو�سا( اإىل املرادفة بني مفهومي حرية الإعالم وحرية 24

طباعة الكتب ون�سرها،

متييزا لها عن املن�سورات الأدبية اأو العلمية نظر للطابع ال�سيا�سي 25

ال�سحافة يف عهد »لوي�س ال�ساد�س ع�سر«،

26لل�سحافة الذي خ�سها باهتمام ومتابعة احلكومات.

اإن حرية الإعالم تقوم اأول على حرية الو�سول اإىل املعلومات، وحرية ن�سرها تاليا، والتعقيب عليها باإبداء

الراأي. وهنا لي�س نهاية املطاف، واإمنا يتّم ذلك باإحداث نوع من احلوار والتفاعل املجتمعي بالأخذ والرد، ب�سكل

ي�سهم يف وجود تغذية راجعة.

الفرع الثاين

ا�ستقاق حرية الإعالم من النظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته

اإىل وردها ت�سبيكها بالإمكان وحرياته، الإن�سان حلقوق العامة النظرية من الإعالم حرية ا�ستقاق يف

م�ستويني: امل�ستوى الأول اأفقي، يقف عند حدود »العالقات الثنائية«حلرية الإعالم بحقوق وحريات اأخرى. واأبرز

هذه العالقات الثنائية ارتباطها بحرية املعرفة وحرية الو�سول اإىل املعلومات، بو�سف الثانية امل�سدر الذي ي�ستمد

منه الإعالمي ما ين�سر اأو يذ يع، وبو�سف الإعالم اأحد اأبرز امل�سادر التي ي�ستمد منها اجلمهور حقه باملعرفة

وبالتايل فاإن حق املعرفة بدون حق الو�سول اإىل املعلومات مبثابة احلق الناق�س املفرغ 27

والو�سول اإىل املعلومات.

28من امل�سمون والأداة.

لظواهر الوقائية الإجراءات اأبرز اأحد املعلومات اإىل الو�سول وحرية املعرفة حق ممار�سة كفالة تعد

ال�سيا�سية، امل�ساركة باحلق يف متبادلة، كعالقتها ثنائية بعالقات الإعالم ترتبط حرية الف�ساد. كذلك تف�سي

ومن اأبرز ال�سور التطبيقية لعالقة الإعالم مبجمل هذه املبادئ الدور الذي 29

والدميقراطية، واحلكم الر�سيد.

ي�سطلع به الإعالم يف تغطية العملية النتخابية والرقابة عليها، مبا يعزز ويكفل نزاهة النتخابات التي هي قوام

30اأي نظام دميقراطي حقيقي.

انظر يف تعريف »حرية ال�سحافة«: العبيدي 2009، 145. و: حافظ 1997، 6-9. و: احللو 2006، 86-85. 23

احللو 2006، 85.24

نيتز 2008، 11.25

احللو 2006، 85.26

انظر يف اأهمية الإعالم كم�سدر للمعرفة: ق. عبد املجيد 2008، 220 وما بعدها.27

حبيب 2008، 79. 28

انظر: ق. عبد املجيد 2008، 233.29

انظر يف عالقة حرية الإعالم ونزاهة النتخابات: مركز القاهرة لدرا�سات حقوق الإن�سان 2007. 30

21

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

يعرف حق الو�سول اإىل املعلومات بحق املواطن يف النفاذ اإىل ملفات املوؤ�س�سات العامة، وا�ستق�ساء املعلومات

ودون الإخالل 31

اخلا�سة بال�ساأن العام ممن يحظون بها من ال�سخ�سيات العامة متى اقت�ست احلاجة اإىل ذلك،

مببداأ املحافظة على اأ�سرار الدولة، ولكن بتحديد دقيق ومنطقي مل�سمون هذا املبداأ. اأما احلق يف املعرفة فيعرفه

البع�س بـ«حق اجلماهري يف ا�ستقاء املعرفة – ب�سكل مبا�سر ودون و�سيط – من م�سادرها اأو من خالل و�سائل

32الإعالم كوكيل عن اجلماهري«.

مم املتحدة رقم )59(عام 1946، الذياأعلن »اأن حرية وارتباطا بهذا الطرح جاء قرار اجلمعيةالعامة لالأ

مم �سا�سية، وهياملعيار الذي تقا�س به جميع احلريات التي تكر�س الأ ن�سان الأ تداول املعلومات حق من حقوق الإ

بني من )اليون�سكو( والثقافة والعلوم للرتبية املتحدة الأمم منظمة جعلت فقد كذلك لها«. جهودها املتحدة

اأهدافها – مبوجب ميثاقها التاأ�سي�سي )1945( – »ت�سهيل حرية تدفق الأفكار عن طريق الكلمة وال�سورة«،

ون�سر الثقافة واملعرفة )مادة 2/1(.

اأما امل�ستوى الثاين ل�ستقاق حرية الإعالم من النظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته، فهو م�ستوى عمودي،

بدورها ُترد التي الت�سال«، يف »احلق اإىل ابتداء الإعالم حرية برد �سعودا العالقة اقتفاء فيه وبالإمكان

املدنية اإىل جمموعة احلقوق اأ�سا�سا تنتمي التي اإىل »حرية العتقاد« الراأي«، ومن ثم التعبري عن اإىل »حرية

وال�سيا�سية.

فهي وبذلك والدينية، والفل�س�سفية ال�سيا�سية اآرائه اعتناق يف الإن�سان معار�سة عدم هي العتقاد حرية

مبنزلة اأوىل حقوق الإن�سان »التي يثبت له بها و�سف اإن�سان«؛ وبالتايل فاإن �سلب هذه احلرية هو مبثابة �سلب �سفة

اأو مدلول، فما قيمة لبقيت حرية العتقاد بال جدوى الراأي التعبري عن ولول حرية 33

الإن�سان. الإن�سانية عن

بناء الزاوية يف الراأي مبثابة »حجر تاأتي حرية اإتاحة املجال لالف�ساح والتعبري عنه؟ وبالتايل، العتقاد دون

وبذلك فهي يف طليعة حقوق الإن�سان وحرياته الأخرى لأنه بدونها ل ي�ستطيع 34

جميع حقوق وحريات الإن�سان«.

36 فيقول »هارولد ل�سكي«يف هذا اخل�سو�س »ل توجد حرية من دون حرية القول«.

35اأن يطالب بحقوقه الأخرى،

وهكذا ي�سار بال�ستطاعة تعريف حرية التعبري عن الراأي باأنها حرية الفرد واجلماعة يف التعبري والإعراب

اأو تراها منا�سبة، بدون معار�سة من اأو الو�سائل التي يراها عن الأفكار واملبادئ واملعتقدات اخلا�سة بال�سور

وهكذا ت�ستوعب �سور التعبري عن الراأي اأ�سكال خمتلفة من الو�سائل التي قد تكون بالكتابة اأو اخلطابة 37

اأحد.

: حبيب 2008، 80.31

تعريف لـ«حممد عبد اللطيف حمفوظ«، ينقل عنه: ق. عبد املجيد 2008، 225.32

حم�سن 1997، 7. 33

حم�سن 1997، 8. 34

�س. اخلطيب 2006، 6. 35

انظر: الفطافطة 2011اأ، 90. 36

الراعي 2011، 25-26. و: ق. عبد املجيد 2008، 248-246.37

22

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

كذلك فاإن حرية ال�سحافة، وحرية الإعالم عموما، تعترب اأحد 38

والكالم، اأو بالأعمال الفنية ال�ساكنة واملتحركة.

روافد حرية الراأي، نظرا لدورها املجتمعي يف تنمية الراأي العام ودعم الأفكار اجلديدة وتدعيم ركائز احلكم

39الدميقراطي، وهو ما يرتبط بالقوة التاأثريية لو�سائل الإعالم التي تتزايد مع الزمن والتقدم التكنولوجي.

اأما احلق يف الت�سال فيعرف بـ«حق النتفاع وحق امل�ساركة جلميع الأفراد واجلماعات والتنظيمات ...

العملية يف امل�ساركة من قدر اأكرب وحتقيق متوازن، نحو على املعلومات وموارد الت�سال ]بو�سائل امل�ستوى الأول حلقوق لالأفراد، وي�سمل

41 وهناك من يف�سل احلق يف الت�سال اإىل عدة م�ستويات:

40الت�سالية«.

احلق يف املعرفة واحلق يف التعبري واحلق يف احلركة ال�سخ�سية. اأما امل�ستوى الثاين فلحقوق و�سائل الت�سال،

وت�سمل حق الو�سول اإىل م�سادر املعلومات، وحرية الراأي والتعبري واحلق يف الن�سر وحرية احلركة والتنقل. واأما

امل�ستوى الثالث فيتمثل بحقوق الأمم يف الت�سال، فيما ي�سمل جملة من احلقوق ذات الطابع الدويل يف عالقة

الدول بع�سها ببع�س، ومبا يخرج عن مو�سوع الدرا�سة، من قبيل احلق يف ن�سر املعلومات والتداول احلر لها و�سون

الذاتية الثقافية وحقي الت�سحيح والرد.

وبذلك، فاإن حرية الإعالم »�سليلة �سرعية«للنظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية، وتت�سل بها

اإ�سافة اإىل »البعد الع�سوي«، ببعد وظيفي يتمثل بالدور الذي ت�سطلع به حرية الإعالم يف حماية حقوق الإن�سان

وحرياته والدفاع عنها، بو�سفها »الناطق الر�سمي« لها واملعرب احلقيقي عنها.

املطلب الثاين

حرية الإعالم والقانون

اإطار ويحدد فيه، وامل�ستغلني الإعالم قطاع القانون ينظم الإن�سانية، واحلقوق الن�ساطات مبختلف اأ�سوة

حرية الإعالم والقيود املفرو�سة عليها وحقوق الإعالميني، ويفر�س عقوبات على منتهكي اأحكامه �سواء بالتعدي

العام النظام وم�سالح واجلماعات الأفراد وحريات حقوق على الإعالم حرية بتعدي اأو الإعالم حرية على

للمجتمع والدولة.

وبذلك ل يكون القانون دائما يف مواجهة حرية الإعالم كما هو حال الفهم ال�سائد لدى كثريين، بل هو اأي�سا

ويف كثري من الأحيان يف �ساحلها. وبالتايل ل ي�سكل التنظيم القانوين لالإعالم بحد ذاته انتهاكا للحرية، وامنا

وغري ف�سفا�سة ومبادئ اعتبارات ل�سالح احلرية تقييد يف غالت ما اإذا اأحكامه م�سمون يف النتهاك يكون

حمددة بدقة.

اأبو خليل 2011، 124.38

ق. عبد املجيد 2008، 230. 39

العودات 2004، 13.40

انظر: ق. عبد املجيد 2008، 212 وما بعدها.41

23

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

هذا، ويبقى التنظيم اجلزائي جلرائم الإعالم من اأكرث املو�سوعات ح�سا�سية يف عالقة القانون بحرية

ال�سرعية« واأبرزها »مبداأ الأ�سا�سية، ال�سوابط بهذا اخل�سو�س جملة من يتوافر اأن ولذلك يجب الإعالم؛

باأن ل جرمية ول عقوبة اإل بن�س، و«مبداأ امل�ساواة« وعدم التمييز وفقا لأي اعتبار كاجلن�س والعرق والنتماء

ال�سيا�سي وما اإىل ذلك. وي�ساف اإليها عدم املبالغة يف التجرمي، ويف تقدير العقوبات للجرائم، كما يف�سل

وجود نظام جزائي اإجرائي خا�س بق�سايا الإعالم. و�سن�سري يف املبحث الثالث من الف�سل الثاين اإىل كيف اأن

عددا من الدول الدميقراطية قد هجرت ربط املخالفات الإعالمية بالنظام اجلزائي، وباتت تربطها بالنظام

املدين )التعوي�س(.

هذا وقد ق�سم هذا املطلب اإىل فرعني اثنني: يعر�س الأول لالأبعاد النظرية والفل�سفية يف العالقة بني حرية

الإعالم والقانون، يف حني يعر�س الفرع الثاين اإىل اجلهود الدولية واملمار�سات الوطنية يف حتديد العالقة بني

حرية الإعالم والقانون.

الفرع الأول

الأبعاد النظرية والفل�سفية يف العالقة بني حرية الإعالم والقانون

اإىل ال�سيا�سة الت�سالية اأبعاد اأحد الت�سريعي( البعد الناظم لالإعالم )ويطلق عليه القانوين يعتربالإطار

اأ�سناف الت�سريعات الناظمة جانب البعد القت�سادي والبعد التكنولوجي. فيما يتعلق بالبعد الت�سريعي، ي�سمل

القت�سادي بالبعد ويق�سد واإدارتها(، )تنظيمها الإعالمية واملوؤ�س�سات واملهنة امل�سمون حيث من لالإعالم

�سناعة الت�سال والإعالم كاإحدى ال�سناعات التي حتتاج اإىل روؤو�س اأموال وتقدم منتجا وتك�سب اأرباحا. واأما

42البعد التكنولوجي فيق�سد به مدى التطور التقني والتكنولوجي الذي ت�ستخدمه و�سائل الإعالم.

بغري التنظيم القانوين حلرية الإعالم، واإن حتقق لها اإطالقها، فاإنها �ستتعدى على حقوق د�ستورية وقانونية

، و«احلق املطلق 43

اأخرى؛ ولذلك فقد فّندت مقولت ونظريات من قبيل »خري قانون لالإعالم هو عدم وجود قانون«

حلرية التعبري«. وقد تراجع كثريون من اأن�سار نظرية احلق املطلق عن نظريتهم عندما عجزت هذه النظرية

عن حل الإ�سكاليات املثارة كنتيجة لإطالق احلرية وح�سانة اأدواتها وامل�ستغلني فيها جتاه جميع اأ�سكال الآراء، بل

اإن املحر�سني على اجلرائم واملروجني للفتنة الطائفية باتوا غري معاقبني. وعندما حاولت هذه النظرية تعديل

م�سارها باإدخال ما اأطلق عليه »�سمامات اأمان« عادت تلقائيا اإىل املربع الأول، ب�سرورة تدخل القانون لتنظيم

.44

حرية التعبري عن الراأي

اأبو خليل 2011، 31-29.42

انظر: �سعبان 2007، 28. 43

قني�س 2008، 122.44

24

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

هذا، وهناك من ينظر اإىل العالقة ما بني القانون وحرية التعبري، باعتبار اأنهما على طريف معادلة تعني فيها

وهو يوؤ�س�س فكره هذا على اأن الدولة باإ�سدارها القوانني الكافلة 45

مكا�سب اأحدهما خ�سارة يف الطرف الآخر.

واملنظمة للحرية، تكون هي م�سدر القوة للحرية وال�سامنة لها، بل اإنه ي�ستغِرب كيف اأن الدولة تكفل احلرية ويف

الوقت ذاته تاأتي باأدوات قمع وتعطيل.

اإن نظرية احلق املطلق حلرية التعبري، واإن ُفندت باعرتاف كثري من روادها، اإل اأنها دفعت وبفعل الزخم

اأنف�سهم يف معايري من �ساأنها املوازنة بني م�سلحة الفكري لها اإىل تفكري الفقهاء وامل�سرعني، بل والإعالميني

وترك م�سلحة، كل من العائدتني والفائدة التكلفة ملقيا�س وفقا الجتماعية، القيم وم�سلحة التعبري حرية

علما باأن هذه الق�سية ال�سائكة ما زالت مو�سع نقا�س م�ستمر منذ عام 1957 على اأقرب 46

التقييم للق�ساء.

47تقدير، وهو الذي �سهد ن�سر كتاب »هربرت هارت« حول القانون واحلرية والأخالق.

هذا، ول �سك يف اأن ال�سراكة يف و�سع وتطوير النظام القانوين من قبل احلكومة وال�سعب وممثليهم تبقى

يف الأخرى املت�ساربة امل�سالح خمتلف وبني بل امل�سلحتني، بني العالقة ل�سبط الأف�سل اأوالآلية املنهجية

الفردية واحلقوق احلريات بني التوازن م�ساألة ح�سم معيار حول اخلالف ا�ستمرار ظل يف وذلك 48

املجتمع.

ملغالة والت�سدي حوله، التفاق يتطلب والذي 49

الأخرى، الناحية من الإعالم وحرية ناحية من واملجتمعية

منا�سبة، واقت�سادية واجتماعية �سيا�سية مناخات توافر خ�سو�سا، الإعالم حرية �سبط يف القانوين التقييد

50وقائمة اأ�سال على اأ�سا�س التفاق بني �سلطات الدولة، مع عدم تغييب ال�سعب وموؤ�س�سات املجتمع املدين.

وعلى الرغم من هجر فكر احلرية املطلقة من كل قيد، ما يزال هناك من يجادل يف �سحة وحدات حتليلها

الأ�سا�سية، فيقول اأحدهم اإن »القانون مبعناه الت�سريعي اأو مبعناه العريف الجتماعي ... ]يقف موقفا حمافظا

اإن مل يكن خما�سما لقيمة احلرية«. ويعلل ذلك مبا و�سفه باأن »القانون، اأنطولوجيًا، هو نقي�س احلرية املطلقة

وهو يف تعليله حلكمه يحمل بذور تفنيد ادعائه؛ اإذ 51

اأو نفي لها ما دام ي�ستهدف تنظيم العالقات الجتماعية«.

اإن القانون لي�س خما�سما للحرية، بل هو خما�سم لإطالقها، ملا �سيت�سبب به هذا الإطالق من تعدٍّ على حقوق

وحريات ل تقل اأهمية عن احلرية، بل يف كثري من الأحيان يقيد اإحدى احلريات كي ل تتعدى على حرية اأخرى.

هذا، وقد �سبق اأن اأ�سرنا يف التمهيد لهذا املبحث اإىل خطورة الإعالم اخلارجي كاأداة غري عنفية يف �سراعات

العالقات الدولية، اإذ تتعاظم هنا خطورة اإطالق العنان حلرية الإعالم، ملا فيه من م�سا�س بالأمن القومي للدولة.

45 انظر: يا�سني 2010، 48-44.46 انظر: قني�س 2008، 123-122.

47 انظر: فرحات 2004، 57-5648 قني�س 2008، 122-123. و: فرحات 2004، 56.

49 انظر: ق. عبد املجيد 2008، 244-243.50 الراعي 2011، 16.

51 فرحات 2004، 56-55.

25

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

كانت وملا بينهما؛ و�سطي اجتاه وظهر والإطالق التقييد حول التقليدي اجلدل اأثري ال�سعيد هذا وعلى

52الدرا�سة تق�سر تناولها على عالقة الإعالم املحلي بال�سلطة املحلية، فاإنها لن تخو�س مطول يف هذا املو�سوع.

الفرع الثاين

اجلهود الدولية والتجارب الوطنية يف حتديد العالقة بني حرية الإعالم والقانون

مل تغب م�ساألة خطورة اإطالق احلرية عموما، وحرية التعبري عن الراأي وحرية الإعالم خ�سو�سا، عن جممل

اجلهود الت�سريعية الدولية، التي تو�سف يف العادة بالنموذجية، وتطالب الدول مبواءمة ت�سريعاتها اتفاقا معها.

فقد اأجازت خمتلف املواثيق الدولية واأبرزها العهد الدويل اخلا�س باحلقوق املدنية وال�سيا�سية، للدول الأطراف

اأن تنظم التمتع باحلرية مبوجب القانون، واإخ�ساعها لقيود قانونية حمددة ووا�سحة )اتفاقا ومبداأ ال�سرعية(،

اأو العام النظام اأو القومي الأمن اأو »حلماية اأو �سمعتهم« الآخرين اأن تكون �سرورية« لحرتام حقوق وب�سرط

53ال�سحة العامة اأو الآداب العامة« )مادة 19(.

بل وذهب العهد الدويل اإىل حظر جملة من املمار�سات التي قد ترتكب بوا�سطة و�سائل التعبري عن الراأي

كالدعاية للحرب والتحري�س والدعوة اإىل الكراهية والتمييز العن�سري والعنف )مادة 20(. وفيما يتعلق بحظر

اأدان الدعاية 1947،الذي مم املتحدة رقم)110(عام الدعاية للحرب جاء م�سمون قراراجلمعيةالعامة لالأ

العام ذاته، العدوان. ويف اأعمال اأي عمل من اأو لل�سلم اأو خرق لل�سلم اأي تهديد اأو ت�سجيع اإثارة التي ت�ستهدف

ع�ساء بالقيام - يف احلدود التي ت�سمح بها اإجراءاتها ومبوجب قرارها رقم )127(، طالبت اجلمعية الدوللأ

�ساءة اإىل العالقات الطيبة بين اأو امل�سوهة التي يكون من �ساأنها الإ نباء الزائفة الد�ستورية - بمكافحة ن�سر الأ

الدول، وبغيره من القرارات التياأ�سدرتها اجلمعية العامة ب�ساأن و�سائل الإعالم اجلماهيرية واإ�سهامها يف دعم

ال�سلم والثقة والعالقات الودية بين الدول.

وفيما يتعلق مبناه�سة التمييز العن�سري جاء م�سمون حكم املادة )4( من التفاقية الدولية للق�ساءعلى

والالزمة، الفورية التدابري باتخاذ الأطراف الدول األزمت التي ،)1965( التمييزالعن�سري اأ�سكال جميع

ومنها التدابري الت�سريعية.

انظر بهذا اخل�سو�س: �سعبان 2007، 24 وما بعدها.52

يف ذات امل�سمون، ورمبا ب�سكل اأكرث تو�سعا، جاء ن�س التفاقية الأوروبية حلقوق الإن�سان )1950(، بقولها: »هذه احلريات تت�سمن واجبات 53

وم�سوؤوليات. لذا يجوز اإخ�ساعها ل�سكليات اإجرائية، و�سروط، وقيود، وعقوبات حمددة يف القانون ح�سبما تقت�سيه ال�سرورة يف جمتمع دميقراطي، ل�سالح

الأمن القومي، و�سالمة الأرا�سي، واأمن اجلماهري وحفظ النظام ومنع اجلرمية، وحماية ال�سحة والآداب، واحرتام حقوق الآخرين، ومنع اإف�ساء الأ�سرار، اأو

تدعيم ال�سلطة وحياد الق�ساء« )مادة 2/10(. وكذلك جاء يف امليثاق العربي حلقوق الإن�سان )2004( الن�س على اأن »متار�س هذه احلقوق واحلريات يف

اإطار املقومات الأ�سا�سية للمجتمع ول تخ�سع اإل للقيود التي يفر�سها احرتام حقوق الآخرين اأو �سمعتهم اأو حماية الأمن الوطني اأو النظام العام اأو ال�سحة

العامة اأو الآداب العامة« )مادة 2/32(.

26

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الطفل حقوق اتفاقية اأوردته ما الإعالم، حرية على بالقيود يتعلق فيما الأخرى الدولية التوجيهات ومن

)1990( بـ«وقاية الطفل من املعلومات واملواد التي ت�سر ب�ساحله« دون الخالل بحق الطفل يف الفكر والوجدان

وحرية التعبري )مادة 17/هـ(.

اإليه »جلنة املباح ما ذهبت القانوين للتقييد املميزة ملحاولة و�سع معايري والإقليمية الدولية ومن اجلهود

حقوق الإن�سان«، و«املحكمة الأوروبية حلقوق الإن�سان« - وبالتاأ�سي�س على اأحكام العهد الدويل اخلا�س باحلقوق

القانون )اتفاقا الن�س عليه يف اأي تقييد قانوين ثالثة �سروط: يتوافر يف اأن املدنية وال�سيا�سية - با�سرتاطها

تلك حلماية �سروريا التقييد هذا يكون واأن م�سروعة، عامة م�سلحة حماية وا�ستهدافه ال�سرعية(، ومبداأ

كذلك فقد اأكدت جلنة حقوق الإن�سان يف الأمم املتحدة على اأن القيود القانونية التي تفر�سها الدولة 54

امل�سلحة.

55على ممار�سة حرية التعبري يجب األ توؤدي اإىل �سلل احلق نف�سه.

مم املتحدة رقم )59( وبالعودة اإىل توجه نق�س فكر نظرية احلرية املطلقة، جند قرار اجلمعية العامة لالأ

رادة والقدرة عىل عدم بـ »اأن اأحد العنا�سر التي ل غنى عنها يف حرية الإعالم هو توافر الإ 1946يقر عام

دبي بتق�سي الوقائع دون تعري�س وبن�سر املعلومات �سا�سية هي اللتزام الأ اإ�ساءة ا�ستعمالها، واأن اإحدى قواعدها الأ

واإمنا مبوجب والعاملني فيها، الإعالم اأن يرتك لأخالقيات و�سائل الذي ل ميكن الأمر �سوء ق�سد«. وهو دون

ن�سو�س قانونية تكفل ذلك.

على ال�سعيد الداخلي قرنت وعلقت خمتلف د�ساتري دول العامل ووثائقها الأ�سا�سية التمتع باحلرية بالتقييد

باأحكام القانون، من خالل ا�ستعمال عبارات من قبيل »يف حدود القانون« و«مبقت�سى القانون« ...اإلخ. وهو ما

56

الراأي. التعبري عن القانوين حلرية التنظيم اأجازت التي الدولية املواثيق اأحكام بـ«ا�ستغالل« البع�س و�سفه

الت�سريع مبادئ اأبرز اأحد امل�سلك هذا فاإن الد�ستوري« امل�سرع »نف�س يف ملا بحث ودومنا النتيجة، يف ولكن

الد�ستوري، اإذ يحر�س فقه القانون الد�ستوري على عدم اإطالق احلرية، والتاأكيد على طبيعتها الن�سبية، وتعليقها

دائما على عدم خمالفة اأحكام الد�ستور والقانون. وهناك من الفقهاء الد�ستوريني من مييزون من حيث جواز

التقييد القانوين بني حرية الراأي وحرية الإعالم، في�سفون الأوىل باأنها من »احلريات الفكرية« وبالتايل ل يجوز

57تقييدها، والثانية من »احلريات ال�سيا�سية« التي يجوز تقييدها.

اإىل التف�سيل لإحالتها نظرا القانونية، ال�سياغة ومعايري ان�سجاما بالعمومية الد�ستور اأحكام ولّت�ساف

الت�سريعات العادية )القوانني(، فاإن كثريًا من ن�سو�س القوانني يف الدول العربية ودول العامل الثالث قد و�سعت

من قيود القانون لدرجة عطلت فيها احلرية، وباتت اأحكام الد�ستور �سعارات بال نفاذ. ذلك اأن عمومية ن�سو�س

جبارين 2008، 164. ويف ذات ال�سياق: الراعي 2011، 31-30. 54

حم�سن 1997، 9. و: حم�سن 2003، 39-38.55

حم�سن 1997، 10-9. 56

زلطة 2003، 27. ويف ذات ال�سياق: حم�سن 2003، 38.57

27

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

واإن كانت اأ�سا�سا 58

الد�ستور ل تدل على �سيء اإذا ما حملت فوق ما حتتمل من تاأويل عند و�سع القوانني العادية،

مهما يف الطعن يف د�ستورية تلك القوانني؛ ولكن، هنا ي�ستلزم الأمر وجود نظام ق�سائي م�ستقل ونزيه، وهو ما

تفتقر اإليه كثري من تلك الدول. ومن اأبرز املفاهيم التي كانت يف العادة مو�سع تاأويل مو�سع من قبل احلكومات

بـ«اأمن ال�سحافة مت�سال تقييد حرية اأن املبداأ اأ�سا�س اإن اإذ ؛ القومي« »الأمن الدويل، مفهوم العهد لأحكام

59الدولة الإقليمي، ولي�س حلكومة معينة«.

اأما يف عالقة القانون املحلي لأي من الدول بالقانون الدويل، ومبا له عالقة بالتفاقيات الدولية حتديدا، فال

بد هنا من الإ�سارة اإىل اأنه يلزم لعتبار اأي من تلك التفاقيات ملزمة لأي من تلك الدول اأن تكون قد �سادقت

عليها ب�سكل كامل. ول بد بعد ذلك من حتديد كنه العالقة بني القانون املحلي والقانون الدويل، والتي تختلف

من جزءا الدولية التفاقيات تعترب القانون«، اأحادية »مبداأ بـ تاأخذ التي الدول ففي لآخر، قانوين نظام من

القانون الوطني يعدل فيه مبا�سرة )وفقا للدرجة التي تتمتع بها املعاهدات يف النظام القانوين املحلي بني درجات

الت�سريع(. اأما الدول التي تاأخذ بـ »مبادئ القانون العام« فاإنها تنظر لتلك التفاقيات بو�سفها »م�سدرا عر�سيا

60لقانونها املحلي«، يف حني تعترب طائفة ثالثة من الدول التفاقيات الدولية »مرجعا لتف�سري القانون املحلي«.

اأما يف ال�سياق الفل�سطيني فلي�س بالإمكان البحث يف هذا املو�سوع اأ�سال؛ ذلك اأن فل�سطني ما زالت دون درجة

الدولة، وبالتايل لي�س باإمكانها الت�سديق على اأي من التفاقيات ال�سارعة ذات ال�سلة، واإن اأبدت رغبتها يف ذلك.

وبالتايل ، ومن هذا الأ�سا�س، جاءت هذه الدرا�سة لتقارب بني النظام القانوين الفل�سطيني واملعايري الدولية

للقانون اأكانت تعترب م�سدرا ل خالف عليه الدولية �سواء الوثائق القانون الدويل(، مبعنى املقاربة مع )لي�س

ال�سلة، ذات الدولية املنظمات كاإعالنات ذلك، غري اأو وال�سيا�سية( املدنية للحقوق الدويل )كالعهد الدويل

بالإ�سافة اإىل قرارات اجلمعية العامة لالأمم املتحدة املختلف تقليديا حول اإلزاميتها يف القانون الدويل.

اأبو خليل 2011، 37. و: العودات 2004، 14-13. 58

انظر: حم�سن 2003، 40.59

انظر: اأبو خليل 2011، 193. و: الراعي 2011، 36.60

28

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املبحث الثاين

الإطار القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

تختلف م�سالك الدول يف التنظيم القانوين لأي من املو�سوعات، بل يختلف النظام القانوين ككل من بني دولة

اأو ت�سريعات خا�سة به، ومثالها النم�سا وال�سويد، وبع�سها واأخرى، فبع�س الدول تتظم الإعالم مبوجب ت�سريع

تنظمه مبوجب ت�سريعات »مبعرثة بني جمموعات قوانني خمتلفة«، ومثالها فرن�سا؛ بل هناك دول لي�س لديها اأية

61ت�سريعات بالإعالم كالوليات املتحدة واململكة املتحدة وهولندا والرنويج وغريها.

الإعالم مبوجب جملة تنظم قطاع فل�سطني، ما هو موجود يف اإىل الأقرب القانونية الأنظمة اأن اإل هذا،

ارتباطا مببداأ ذلك فيكون الدرجة من حيث اأما والتخ�س�س. الدرجة من حيث تختلف التي الت�سريعات من

»تدرج الت�سريع« )الد�ستور – القوانني العادية – املرا�سيم - الأنظمة اأو اللوائح – التعليمات(؛ واأما من حيث

)اأو جزئية القطاع ا�سم فُي�سمن بتنظيم قطاع معني تكون متخ�س�سة الت�سريعات ما التخ�س�س، فهناك من

منه( يف ا�سم الت�سريع، فمثال يف قطاع الإعالم يوجد قانون املطبوعات والن�سر وقانون الإعالم املرئي امل�سموع.

اآخر، بقطاع العالقة ذات الأحكام ببع�س فتاأتي الأخرى، القطاعات اإحدى تنظم ما الت�سريعات من وهناك

ومثالها بخ�سو�س الإعالم الأحكام ذات العالقة يف قوانني حق املوؤلف والت�سالت اال�سلكية والال�سلكية.

يت�سدر النظام القانوين يف اأي من الدول الد�ستور اأو الوثائق الأ�سا�سية، الذي ت�سعه يف الأحوال العادية هيئة

اآلية تعديله وفقا لكل نظام �سيا�سي-قانوين، الذي تختلف الد�ستور، تنعقد خ�سو�سا لو�سع ت�سريعية د�ستورية

ووفقا لالأحكام التي اأوردها الد�ستور بهذا اخل�سو�س من حيث ن�ساب النعقاد واأغلبية الت�سويت. ويتبع الد�ستور

القوانني اإليها ي�ساف الت�سريعي(، )املجل�س الربملان ي�سعها التي العادية الت�سريعات - نزول – التدرج يف

اأو »قانون موؤقت«، وذلك ال�سادرة بقرار من الرئي�س يف حال عدم انعقاد املجل�س حتت م�سمى »قرار بقانون«

ب�سرط توافر حالة ال�سرورة التي ل حتتمل التاأخري. هذا، ويكون لهذا النوع من الت�سريع قوة القوانني العادية اإىل

حني انعقاد املجل�س الت�سريعي الذي يكون له احلق يف اإقرارها اأو اإلغائها.

التي »اللوائح« اأو »الأنظمة« وتليها الرئي�س، عن ت�سدر التي »املرا�سيم« الت�سريعي التدرج يف ذلك يلي

ي�سدرها جمل�س الوزراء، وتليها »التعليمات« التي ت�سدر عن الوزراء. وارتباطا مببداأ التدرج الت�سريعي يعترب كل

ت�سريع من مرتبة اأدنى خمالفا اإذا ما تعار�ست اأحكامه مع اأحكام الت�سريع الذي يعلوه. وبالطبع يبقى وجود اأي

نوع من تلك الت�سريعات مرتبطا بكل نظام قانوين على حدة، اإل اأن الو�سف اأعاله هو الأقرب للحالة الفل�سطينية.

هذا، واإن ا�ستقرت كثري من الدول على اإ�سدار الوثيقة الت�سريعية الأ�سمى بو�سفها د�ستورا، فاإن عددا قليال

انظر: اأبو خاطر ودون�سكي 1997، 25.61

29

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

العربية واململكة الأمريكية املتحدة الوليات )مثل امل�سمى بهذا الوثيقة هذه مثل لها لي�س الدول من

ال�سعودية(، واإمنا لديها وثيقة اأ�سا�سية اأو جمموعة من الوثائق الأ�سا�سية التي ت�سد مكان الد�ستور.

اإىل بالإ�سافة الفل�سطينية، فهي الوطنية لل�سلطة ال�سيا�سي النظام الفل�سطينية، ونظرا لطبيعة يف احلالة

الد�ستورية مبوجب الأحكام تنظم زالت فاإنها ما الفل�سطينية، التحرير املوروث عن منظمة الد�ستوري الإطار

قانون اأ�سا�سي، هو جمازا مبثابة قائم باأعمال الد�ستور – اإن �سح التو�سيف – اإىل حني اإ�سدار ونفاذ الد�ستور

باأحكام »يعمل الأ�سا�سي: القانون من )115( املادة يف جاء فقد امل�سودات. من عدد لأجله طورت الذي

للدولة الد�ستور اجلديد اإىل حني دخول به العمل النتقالية، وميكن متديد املرحة الأ�سا�سي مدة القانون هذا

الفل�سطينية حيز التنفيذ«.

هذا وقد و�سع القانون الأ�سا�سي من قبل املجل�س الت�سريعي، واأ�سدره رئي�س ال�سلطة، يف عام 2002، ومت

لعام املعدل الأ�سا�سي بـ«القانون ت�سميته على ر�سميا وا�سطلح ،2005 وعام 2003 عام يف مرتني تعديله

2003«. وبالتايل، يلحظ اأن الوثيقة الت�سريعية الأ�سمى قد �سدرت عقب �سدور ع�سرات القوانني العادية الأقل درجة، والتي �سدرت يف غيبة الوثيقة الد�ستورية، ومن بينها قانون املطبوعات والن�سر )1995(.

لي�ست تلك املالحظة الإ�سكالية الوحيدة على النظام القانوين الفل�سطيني، فبموجب اتفاقيات ال�سالم، اتفق

اإ�سعار الفل�سطينية مطبقة حتى الأرا�سي ال�سارية يف الت�سريعات بقاء على والإ�سرائيلي الفل�سطيني اجلانبان

اآخر، فيما ذهب الرئي�س الراحل يا�سر عرفات يف قراره رقم )1( ل�سنة 1994 اإىل الإبقاء فقط على الت�سريعات

1967، مبا يعني ا�ستثناء الت�سريعات الإ�سرائيلية )تعرف بـ«الأوامر التي كانت �سارية يف فل�سطني قبل حرب

62الع�سكرية«(.

كذلك جاء يف التفاقات املوقعة بني اجلانبني الن�س على �سالحية اإ�سرائيل يف الرقابة )العرتا�س( على

خالل من الفل�سطيني امل�سرع حترر ما �سرعان ولكن، الآلية؛ حتديد دون اإ�سداره، قبل الفل�سطيني الت�سريع

املمار�سة من تلك الرقابة. كما تعهد الطرفان يف اتفاقية القاهرة )1994( املعروفة بـ«غزة اأريحا اأول«، ب�سبط

و�سائل الإعالم من خالل منع التحري�س والدعاية العدائية من خالل اإجراءات قانونية تكفل ذلك، بغري اإ�سرار

جلنة ت�سكيل على الطرفان اتفق )1998( ريفري« »واي اتفاقية ومبوجب لحقا 63

والتعبري. الراأي بحرية

فل�سطينية رئا�سية مرا�سيم لإ�سدار دافعة كانت التحري�س، �سد )فل�سطينية-اإ�سرائيلية-اأمريكية( م�سرتكة

64ان�سجاما وتلك اجلهود، وذلك على الرغم من عدم اتفاق اجلانبني على تعريف »التحري�س«.

هذا، وي�ساف اإىل جملة تلك الإ�سكاليات �سدور عدد من القوانني قبل وجود املجل�س الت�سريعي املنتخب،

الت�سريعات على توؤثر التي العوامل من عدد يوجد وبالإجمال، والن�سر. املطبوعات قانون بينها من وكان

انظر: رويرت وزيبولد 2001، 61. 62

انظر: قني�س 2008، 125-126. و: رويرت وزيبولد 2001، 62.63

انظر: العمري 2010، 50.64

30

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الت�سريعي املجل�س غياب 65

واأبرزها: عموما، الراأي عن التعبري وحرية الإعالم، بحرية املتعلقة الفل�سطينية

)يف ن�سخته الثانية( عقب انتخابات العام 2006، وحالة النق�سام بني ال�سفة وغزة عقب اأحداث غزة �سيف

2007، بالإ�سافة اإىل الحتالل الإ�سرائيلي وادعاءات التحري�س. يعر�س هذا املبحث لالإطار القانوين الناظم حلرية الإعالم يف فل�سطني، ويفرد لذلك اأربعة مطالب: يف الوثائق الأ�سا�سية اأو الد�ستورية )املطلب الأول(، ويف

الت�سريعات اخلا�سة بالإعالم )املطلب الثاين(، ويف م�ساريع القوانني اخلا�سة بالإعالم املطروحة الآن )املطلب

الثالث(، ويف الت�سريعات الأخرى )املطلب الرابع(.

املطلب الأول

يف الوثائق الأ�سا�سية )الد�ستورية(

كما هو معلوم، فاإن ال�سلطة الفل�سطينية ككيان �سيا�سي قد انبثقت عن منظمة التحرير الفل�سطينية، وت�سكلت

مبوجب قرار �سادر عن جمل�سها املركزي يف عام 1993. وبالتايل، فاإن ال�سلطة من الناحية الد�ستورية اإحدى

موؤ�س�سات املنظمة؛ ومن ثّم يحكمها الإطار الد�ستوري للمنظمة، اأو هذا ما يفرت�س اأن يكون.

اأن احلديث حول كما 66

اإن م�ساألة تناول العالقة بني ال�سلطة واملنظمة �سائكة ويطول �سرحها، يف العموم،

حرية عن احلديث باب يف يحبذ ل ال�سلطة عهد يف للمنظمة والقانوين الد�ستوري النظام اإحياء ا�ستجداء

- مل تاأِت بعبارات د�ستورية قوية ووا�سحة بهذا اخل�سو�س، 67

الإعالم؛ اإذ اإن مواثيقها الأ�سا�سية – على كرثتها

با�ستثناء الن�س على »حرية الراأي« يف وثيقة اإعالن الدولة )1988(؛ بل اإن تلك العبارة نف�سها مل تقرن بحق

التعبري عن الراأي، واإمنا حرية الراأي فقط. كذلك فاإن الت�سريعات اجلزائية للمنظمة واإن كانت مو�سع فخر يف

، اإل اأنها مو�سع نقد و�سجب يف عهد ال�سلطة، بتعدي �سلطانها اإىل املدنيني بفعل ممار�سات الق�ساء 68

عهد الثورة

الع�سكري.

يعر�س هذا املطلب مبنهجية و�سفية لالأحكام ذات العالقة بحرية الإعالم ب�سكل مبا�سر وغري مبا�سر يف كل

من القانون الأ�سا�سي الفل�سطيني )الفرع الأول(، وم�سروع د�ستور دولة فل�سطني )الفرع الثاين(.

انظر: قني�س 2008، 130-128.65

انظر يف عالقة املنظمة بال�سلطة: الربغوثي وتوام 2010، 35-32.66

والربنامج ،)1968( الأ�سا�سي والنظام ،)1968( الوطني امليثاق يت�سدرها وثائق، )10( حوايل للمنظمة الد�ستوري الطار ي�سم 67

ال�سيا�سي املرحلي )1974(، واإعالن ال�ستقالل )1988(، بالإ�سافة اإىل جمموعة من اللوائح التنظيمية الداخلية لأبرز املوؤ�س�سات الد�ستورية كاملجل�س

الوطني، واللجنة التنفيذية، واملجل�س املركزي، وقرارات متعلقة بدولة فل�سطني وال�سلطة الفل�سطينية. انظر: الربغوثي وتوام 2010، 48-40.

انظر يف النظام القانوين ملنظمة التحرير الفل�سطينية: الربغوثي وتوام 2010، 36 وما بعدها. 68

31

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الفرع الأول

القانون الأ�سا�سي الفل�سطيني

و�سّنه الفل�سطينية، بال�سلطة املبا�سرة �سلته بحكم الأبرز، الد�ستورية الوثيقة الأ�سا�سي« »القانون ميثل

من ِقبل املجل�س الت�سريعي لل�سلطة، وبحكم ان�سجامه �سكال ومو�سوعا ومعايري ال�سياغة الت�سريعية: �سكال من

ت�سملها التي املو�سوعات تنظيمه ملختف اأبواب وف�سول ومبواد مرقمة، ومو�سوعا من حيث اإىل تق�سيمه حيث

و�سالحياتها الثالث وال�سلطات العامة، واحلريات ال�سيادة، ورموز ال�سيا�سي النظام �سكل تقليديا: الد�ساتري

واخت�سا�ساتها، وما اإىل ذلك. اأفرد القانون الأ�سا�سي الباب الثاين للحقوق واحلريات العامة )املواد: 33-9(،

كافال بذلك مبداأ عدم التمييز بني الفل�سطينيني اأمام القانون والق�ساء، وموؤكدا على وجوب احرتام والتزام حقوق

الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية؛ ومن تلك احلقوق ومبا له عالقة بحرية الإعالم �سواء بتدعيمها اأو بتقييدها لتدعيم

حريات اأخرى: احلق يف احلرية وال�سالمة ال�سخ�سيتني، ومبداأ ال�سرعية )ل جرمية ول عقوبة اإل بن�س(، وقرينة

والتعبري، الراأي وحرية والعبادة، العقيدة وحرية امل�ساكن، وحرمة اإدانته(، ثبوت املتهم حتى )براءة الرباءة

وحرية الإقامة والتنقل، وامللكية ال�سخ�سية وعدم م�سادرتها اإل بحكم ق�سائي، وحرية البحث العلمي والإبداع

ال�سحف وتاأ�سي�س ال�سيا�سية، احلياة وامل�ساركة يف النقابي، والتنظيم العمل، وحرية والفني، والثقايف الأدبي

والتوزيع والن�سر الطباعة وحرية واملكتوبة، وامل�سموعة املرئية الإعالم و�سائل وحرية الإعالم، و�سائل و�سائر

اجلزائية الدعوى اإ�سقاط وعدم الق�ساء، رقابة من الإدارية القرارات حت�سني وعدم فيها، والعاملني والبث

اإىل الن�س على �سعي ذلك بالإ�سافة 69

بالتقادم يف ق�سايا العتداء على احلقوق واحلريات. والدعوى املدنية

ال�سلطة لالن�سمام اإىل املواثيق الدولية والإقليمية التي حتمي حقوق الإن�سان.

من جملة احلريات الداعمة حلرية الإعالم وفقا ملا جاء يف القانون الأ�سا�سي، وبالإ�سافة اإىل جملة احلقوق واحلريات املبا�سرة كحرية العتقاد 69

وحرية الراأي والتعبري وحرية و�سائل الإعالم املرئية وامل�سموعة واملكتوبة، وحرية الطباعة والن�سر والتوزيع والبث والعاملني فيها: »ال�سالمة ال�سخ�سية«، والتي

تعني يف هذا ال�سياق عدم العتداء على �سخ�س امل�ستغل بالإعالم مبا يت�سبب له ب�سرر يف بدنه، و«مبداأ ال�سرعية«، بعدم اتهام الإعالمي بجرمية اأو اإنزال

عقوبة فيما مل يرد ن�س ب�ساأنهما. كذلك فالإعالمي املتهم بجرمية يعترب بريئا حتى تثبت اإدانته )قرينة الرباءة(، ويتوجب يف تفتي�سه اأو تفتي�س �سكنه مراعاة

الأحكام اخلا�سة بذلك، وخ�سو�سا فيما يتعلق بـ«حرمة امل�ساكن«.

ولالإعالميني حرية اختيار عملهم، وحرية العمل يف مهنة الإعالم، واختيار املوؤ�س�سة التي يعملون بها اتفاقا و«حرية العمل«. وهم بذلك لهم »حرية الإقامة

والتنقل«، و«امللكية ال�سخ�سية« من معدات خا�سة بالعمل اأو غريه، وعدم م�سادرتها اإل بحكم ق�سائي، ويرتبط بذلك بال�سرورة »حرية البحث العلمي والإبداع

الأدبي والثقايف والفني«. ويرتبط بذلك اأي�سا حرية »التنظيم النقابي« يف نقابة اأو نقابات خا�سة بالإعالميني، و«امل�ساركة يف احلياة ال�سيا�سية« التي ل تعترب

حمظورة على ال�سحافيني. ولهم على وجه اخل�سو�س احلق يف »تاأ�سي�س ال�سحف و�سائر و�سائل الإعالم«، وممار�سة عملهم بحرية. ويف حال العتداء على اأي

من تلك احلقوق مبوجب قرار اإداري �سادر عن اأي من ال�سلطات، فللمت�سرر التظلم اإىل الق�ساء، و�سنده »عدم حت�سني القرارات الإدارية من رقابة الق�ساء«،

كذكلك فاإن الدعاوى الق�سائية )اجلزائية واملدنية( ل ت�سقط بالتقادم فيما يتعلق بهذه الق�سايا.

من جهة اأخرى فاإن حرية الإعالم قد تتعار�س مع جملة من احلريات التي كانت فيما �سبق تدعم هذه احلرية، ومن ذلك: عدم جواز التعذر بحرية الإعالم

بن�سر اأخبار من �ساأنها اأن توؤدي بال�سرورة اإىل تاأليب اجلمهور وحثهم على العتداء على »ال�سالمة ال�سخ�سية« لأي من النا�س. كما يفرت�س بها األ ت�ستعمل

األفاظا اأو تطلق اأحكاما جزافية من �ساأنها التعدي على ما هو من �سالحية الق�ساء وحده، باحلكم على اأي من النا�س بالإدانة اأو الرباءة، واإن كان لها اأن

توجه اإليه التهام بناء على معلومات موثقة. كذلك ل تربر حرية الإعالم العتداء على »حرمة امل�ساكن« بغر�س احل�سول على وثائق معينة اأوالتقاط ال�سور.

32

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الفرع الثاين

م�سروع د�ستور دولة فل�سطني

عام منذ اأعمالها با�سرت فل�سطني، دولة د�ستور لإعداد خا�سة جلنة الفل�سطيني الوطني املجل�س �سكل

1999، ومت اإعداد ثالث م�سودات للم�سروع، كانت اأولها يف نهاية عام 2000، واآخرتها يف ربيع عام 2003. اأكادميية و�سخ�سيات املدين املجتمع موؤ�س�سات مع الت�ساورية اللقاءات من جملة الد�ستور جلنة عقدت وقد

70و�سيا�سية، واطلعت على اآراء خرباء قانونيني، حمليني وعرب ودوليني.

توقفت اللجنة عن النعقاد عقب رحيل الرئي�س عرفات، لتعاود النعقاد ربيع العام اجلاري )2011( من

اأجل اإعداد امل�سودة الرابعة من امل�سروع، وكان ذلك حت�سريا للحملة الدبلوما�سية الفل�سطينية مبطالبتها للع�سوية

اإل اأن مو�سوع اإ�سدار الد�ستور بحاجة اإىل قرار 71

الكاملة يف الأمم املتحدة، وفقا ملا ُعرف بـ«ا�ستحقاق اأيلول«.

�سيا�سي متعلق اأ�سا�سا بح�سم جملة من ق�سايا احلل النهائي مع اجلانب الإ�سرائيلي، وخ�سو�سا مو�سوعي القد�س

واحلدود.

حتى اإعداد هذه الدرا�سة، مل ت�سدر امل�سودة الرابعة من م�سروع الد�ستور؛ وبالتايل، فاإن الدرا�سة تعتمد

امل�سودة فقد ويف هذه 72

.)2003 )اآذار/ مار�س »املنقحة« الثالثة امل�سودة الد�ستور على مل�سروع تناولها يف

الباب ت�سمني اإىل بالإ�سافة العامة«، والواجبات واحلريات لـ«احلقوق الثاين الباب الد�ستور م�سروع اأفرد

بـ«الأ�س�س العامة للدولة«، جملة من الأحكام ذات العالقة بحرية الإعالم كامل�ساواة يف احلقوق الأول املو�سوم

الق�ساء الإدارية من رقابة القرارات 8(، وعدم حت�سني ال�سيا�سية )مادة والتعددية ،)5 والواجبات )مادة

)مادة 10(، واللتزام بالإعالن العاملي حلقوق الإن�سان و�سعي الدولة لالإن�سمام اإىل املواثيق الدولية التي حتمي

حقوق الإن�سان.

اأما الباب الثاين )املواد: 19-62( فبالإ�سافة اإىل احلقوق التي ت�سمنها القانون الأ�سا�سي على النحو �سابق

الذكر، فمن اأبرز ما جاء فيه، ومبا له �سلة بحرية الإعالم مبفهومي الكفالة والتقييد: كفالة عدم احلرمان من

الفكرية، وعدم جواز امللكية املعلومات، وحماية اإىل الو�سول وكفالة حق �سيا�سية، لأ�سباب احلقوق واحلريات

تعطيل احلقوق واحلريات اإل ب�سكل موؤقت يف الظروف ال�ستثنائية وفقا ملا ينظمه القانون.

انظر »تقدمي« م�سروع الد�ستور مب�سودته الثالثة املقنحة )اآذار/ مار�س 2003(.70

: وكالة الأنباء واملعلومات الفل�سطينية )وفا(، 4 ني�سان/ اأبريل 2011. )ا�سرتجعت بتاريخ 2011/9/16(71

http://www.wafa.ps/arabic/index.php?action=detail&id=102202http://www. )2011/9/16 بتاريخ )ا�سرتجعت الإلكرتوين موقعها على الفل�سطينية اخلارجية ال�سوؤون وزارة تن�سرها كما

72

mofa.gov.ps/arabic/key_decuments/pdf_files/Constitution.pdf

33

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املطلب الثاين

يف الت�سريعات اخلا�سة بتنظيم الإعالم

اأحد الأ�سكال يف الأحوال العادية ينظم الإعالم مبوجب جملة من الت�سريعات التي يخت�س كل منها بتنظيم

اأو القطاعات الفرعية له، اأو مبوجب قانون واحد ي�سمل جميع القطاعات، وي�سم خمتلف الأحكام القانونية ذات

الأفكار من اأنه اإل به، خا�سة ت�سريعات مبوجب تنظيمه يتم ما الغالب يف احلكومي الإعالم كان واإن العالقة.

الإبداعية بهذا اخل�سو�س فكرة وجود ت�سريع مبثابة »قانون اأ�سا�س الإعالم«، على غرار فكرة »قانون اأ�سا�س الأمن«

الفل�سطينية القانونية، وهو ما كان مو�سع جهود فل�سطينية منت�سف العقد املا�سي. يف احلالة يف بع�س الأنظمة

و�سائل اأو معينة، قطاعات بتنظيم خا�س هو ما منها الإعالم، بتنظيم املخت�سة الت�سريعات من جملة يوجد

اإعالمية معينة، وتف�سل مو�سوع حرية الإعالم والتقييد القانوين لها؛ ومنها ما هو خا�س بالإعالم الر�سمي اأو نقابة

ال�سحافيني ويغلب على اأحكامها تنظيم ال�سوؤون الإدارية واملهنية. يعر�س الفرع الأول من هذا املطلب للت�سريعات

ذات العالقة املبا�سرة بتنظيم حرية الإعالم. اأما الفرع الثاين فيعر�س للت�سريعات الأخرى اخلا�سة بالإعالم والتي

مل تورد اأحكام تتعلق بحرية الإعالم فيها اإل ب�سكل عام، وغري مف�سل، لكونها تعنى بتنظيم مرافق اإدارية ومهنية.

الفرع الأول

الت�سريعات ذات العالقة املبا�سرة بتنظيم حرية الإعالم

كما �سبق اأن اأ�سري اإليه، فاإن النظام القانوين الفل�سطيني مل ي�سمل خمتلف قطاعات الإعالم ب�سكل كامل، فال

يوجد �سوى قانون خا�س بالإعالم املكتوب، وهو قانون املطبوعات والن�سر رقم )9( ل�سنة 1995 )اأول(. اأما

قطاع الإعالم املرئي وامل�سموع، والتنظيم الإداري لعمل و�سائل الإعالم وعالقتهما باحلكومة، فما زال بال تنظيم

اإل املبحث(.، الثالث من هذا املطلب له �سيعر�س قانون )وهو ما لكل منهما م�سروع اأعد وقد �سامل، قانوين

اأنه مت تنظيم مو�سوع تراخي�س املحطات مبوجب »قرارجمل�س الوزراء رقم )182( ل�سنة 2004ب�ساأن نظام

ترخي�س املحطات الإذاعية والتلفزيونية والف�سائية والال�سلكية« )ثانيا(.

قانون املطبوعات والن�سراأول

الت�سريعي املجل�س وجود قبل رئا�سي، مر�سوم مبوجب 1995 عام والن�سر�سيف املطبوعات قانون �سدر

املنتخب، فكانت اآلية اإ�سداره مو�سع النتقاد بل والطعن يف د�ستوريته من قبل عدد من الباحثني، وبع�سهم و�سف

73ذلك »باأحد املاآخذ الرئي�سية على هذا القانون«.

اأبو رم�سان 2003، 95-94. 73

34

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ذلك، اإل اأن القانون يف الواقع قد �سدر اتفاقا وال�سالحيات الت�سريعية للرئي�س يف تلك الفرتة، بو�سفه رئي�سا

ت�سكيله وانعقاده -على الت�سريعي عليه فور يوؤكده عدم اعرتا�س املجل�س الذي قد الأمر 74

ال�سلطة«، لـ«جمل�س

اأن املجل�س مل ينظر اإل ،75

الت�سريع بو�سفه قرارا بقانون النظر يف هذا اأحد الأع�ساء بطلب الرغم من تقدم

اأو بالأحرى وكما يروي مقدم الطلب، اأعاده املجل�س طالبا »تقدمي التعديالت مكتوبة ومف�سلة من اأجل 76

فيه،

- وبالتايل بقي �ساريا حتى اليوم.77

النظر فيه كم�سروع قانون«

وبذلك يعترب هذا القانون من اأوائل الت�سريعات التي �سنتها ال�سلطة ارتباطا بالأهمية التي اأولتها لتنظيم هذا

القطاع، ان�سجاما واإيقانها بدور الإعالم عموما، وهاج�سها من اإخالل العمل الإعالمي بالتفاقيات املوقعة مع

وكما ي�سري مدير عام املطبوعات والن�سر يف وزارة الإعالم 78

اجلانب ال�سرائيلي فيما يدخل يف باب »التحري�س«.

�سابقا، فقد ا�ستغرق اإعداد واإقرار القانون ثمانية اأ�سهر، �سهدت عدة م�سودات مت تطويرها خالل جل�سات وور�س

عمل متخ�س�سة مب�ساركة ممثلني عن املجتمع املدين، بالإ�سافة اإىل عر�سه قبل اإ�سداره يف ال�سحف اليومية،

اإ�سدار ال�سلطة تعجلها يف اأخذ البع�س على هذا، وقد 79

واإبداء املالحظات. العام من امل�ساركة الراأي لتمكني

هذا القانون، نظرا لق�سر الفرتة بني اتفاق ت�سلم ال�سالحيات واإ�سدار القانون، بحيث مل ياأخذ القانون حقه من

خذ على جمل�س ال�سلطة اإ�سداره للقانون يف جل�سة ت�سمن جدول اأعمالها العديد من ُالدرا�سة والتدقيق. كذلك اأ

80البنود، من بينها مو�سوع اإ�سدار القانون، مبا يعني عدم اإخ�ساعه للنقا�س اجلدي من قبل اأع�ساء املجل�س.

كما هو معلوم، ينظم هذا القانون القطاع املقروء )املطبوع( فقط من و�سائل الإعالم، ويقع يف )51( مادة،

غري مق�سمة اإىل اأبواب وف�سول ذات ت�سنيف مو�سوعي كما يف كثري من الت�سريعات؛ لذلك جاءت اأحكام مواده

غري مرتبة ت�سل�سليا، كما �سنالحظ بعد قليل، وهذه اأوىل املالحظات ال�سكلية على القانون.

والطباعة ال�سحافة قانونية حلرية كفالة )5 املواد )3-2، تورد فيما 81

للتعريفات، الأوىل املادة تعر�س

وحرية الراأي والتعبري عنها جلميع الفل�سطينيني، وحلق جميع ال�سخا�س )ومنهم الأحزاب ال�سيا�سية( بتملك

واحلقوق احلريات على املحافظة »اإطار ويف القانون حدود يف ذلك كل واإ�سدارها، ال�سحفية املطبوعات

ال�سعيبي 1999، 3.74

ادعي�س 2006، 16.75

عبد احلميد 2005، 39.76

ال�سعيبي 1999، 4.77

العمري 2010، 47. و: رويرت وزيبولد 2001، 63-62.78

انظر: امل�سري 1996، 8.79

حرب 1996، 68.80

من اأبرز اأحكام هذه املادة: �سمول تعريف »ال�سخ�س« املخاطب لكل من ال�سخ�س الطبيعي وال�سخ�س املعنوي. و�سمول تعريف املطبوعة لـ«كل 81

و�سيلة ن�سر دونت فيها الكلمات اأو الأ�سكال باحلروف و ال�سور اأو الر�سوم اأو بال�سغط اأو احلفر«. بالإ�سافة اإىل تعريف ال�سحافة بـ«مهنة التحرير املطبوعات

ال�سحفية واإ�سدارها«، وتعريف ال�سحفي بـ«كل من اتخذ ال�سحافة مهنة اأو مورد رزق وفقا لأحكام هذا القانون«. والقانون يخاطب اإ�سافة اإىل ال�سحافيني

ودور العام، الراأي قيا�س ودور والبحوث، الدرا�سات ودور والإعالن، الدعاية ومكاتب ال�سحفية، واملكاتب التوزيع، ودور الن�سر، ودور املطابع، من: كال

الرتجمة، ويورد لكل منها تعريفا ا�سطالحيا.

35

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الرابعة م�ستمالت املادة العامة واحرتام احلياة اخلا�سة لالآخرين وحريتها«. ذلك يف حني تف�سل والواجبات

الر�سمية ملهمة ال�سحفي والباحث يف الطالع ال�ساد�سة على »ت�سهيل« اجلهات املادة حرية ال�سحافة، وتن�س

على براجمها وم�ساريعها.

ويف املواد )7-10، 37، 39، 41( يفر�س القانون جملة من الواجبات واللتزامات على عاتق ال�سحافيني

عامة ب�سياغة ذكرت ومبادئ بحريات العالقة ذات املو�سوعات من ن�سر جملة واملطبوعات، من حيث حظر

الأمن، باأجهزة املتعلقة ال�سرية كاملعلومات ن�سرها يحظر التي املواد بع�س تعداد اإىل بالإ�سافة وف�سفا�سة،

واملواد التي فيها حتقري للديانات واملذاهب، اأو اإ�ساءة للوحدة الوطنية اأو حتري�س على ارتكاب اجلرائم، وغريها،

وكذلك و�سع التزامات تتعلق باملوارد املالية للمطبوعات، والعمل مع اجلهات الأجنبية.

اأما يف املواد )11-16، 33( فينظم القانون جملة من املو�سوعات ذات العالقة باإدارة وعمل املوؤ�س�سات

ال�سحفية ودور الن�سر والأبحاث وما اإىل ذلك، مثل و�سع �سروط تتعلق مبن يتوىل رئا�سة التحرير واإدارة تلك

املوؤ�س�سات ومالكيها، وامل�سوؤوليات الإدارية واجلزائية.

23-24(، من حيث اجلهات املواد )21-17، نظمتها فقد املطبوعات اإ�سدار تراخي�س مو�سوع واأما

اإ�سدار، بالإ�سافة اإ�سدارها، وم�ستمالت طلب احل�سول على ترخي�س التي متنح هذه الرتاخي�س، و�سالحية

اإىل ا�سرتاط قيمة راأ�س مال معينة لكل من املوؤ�س�سات ذات العالقة ملنح الرتخي�س، وحالت اإلغاء الرتخي�س،

والتنازل عن الرتخي�س للغري.

ويف املواد )25-29( نظم مو�سوع ن�سر املطبوعة ال�سحفية الأخبار اأو املقالت التي تت�سمن اأخبارا غري

�سحيحة، ون�سر املطبوعة للت�سحيح اأو الرد عليها، وقد �سملت الأحكام بذلك املطبوعات التي ت�سدر يف اخلارج

وتوزع داخل فل�سطني.

على الر�سمية بالرقابة تتعلق مو�سوعات ثالثة تنظم اأحكاما اأوردت فقد )32-30 ،22( املواد اأما

ورئي�س املطبوعة اأ�سماء مالك بارز، منها بالن�سر يف مكان ال�سحفية املطبوعات تكليف قبيل املطبوعات، من

حتريرها ومكان وتاريخ �سدورها وبدل ال�سرتاك فيها وا�سم املطبعة، والن�س على ا�ستمال املطبوعات )ب�سكل

عام( على ا�سم موؤلفها واملطبعة وتاريخ طبعها، وعدم جواز الن�سر با�سم م�ستعار ما مل يكن رئي�س التحرير يعلم

بال�سم احلقيقي.

وكذلك مت الن�س على عدم جواز ا�ستعمال ا�سم مطبوعة �سحفية �سبق اإ�سدارها وتوقفت عن ال�سدور، ا�سما

ملطبوعة �سحفية جديدة اإل بعد مرور مدة معينة، اأو يف حالة تنازل اأ�سحاب العالقة عن ال�سم. هذا، وتتقاطع

هذه الأحكام من حيث التنظيم - ل الغر�س منها - مع مو�سوع امللكية الفكرية.

ببيع والرتخي�س الدورية، املطبوعات با�سترياد تتعلق اأحكام اأوردت )38 ،36-34( املواد ويف

مو�سوع يف القانون بهذا اخلا�سة الأحكام بع�س )48-42( املواد نظمت حني يف هذا املطبوعات.

36

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املتبقية )49-51( فقد املواد واأما القانون. اأحكام هذا الإجراءات اجلزائية والعقوبات املقرة ملخالفة

�سملت اأحكاما انتقالية وحكم النفاذ.

قرار جمل�س الوزراء ب�ساأن نظام ترخي�س املحطات الإذاعية والتلفزيونية والف�سائية والال�سلكية:ثانيًا

عام خريف يف الوزراء جمل�س عن املحطات«( ترخي�س بـ«نظام لحقا له )ي�سار الت�سريع هذا �سدر

القرار يف هذا يقع وامل�سموع. املرئي الإعالم قطاع تنظيم الت�سريعي يف للق�سور للتاليف اجلزئي ،2004)20( مادة، مق�سمة اإىل ف�سول على الرغم من �سغر حجم الت�سريع مقارنة بقانون املطبوعات والن�سر الذي

اأخذنا عليه عدم التق�سيم.

لثالثة ب�سالحيات ويقر يخاطب القرار اأن هنا ويظهر العامة، والأحكام التعريفات الأول الف�سل ينظم

وزارات هي: وزارة الداخلية، ووزارة الت�سالت وتكنولوجيا املعلومات، ووزارة الإعالم، التي ت�سكل منها جلنة

ي�سطلح عليها القانون بـ«اللجنة الثالثية« )مادة 1(.

وقد حدد القانون يف املادة الثانية �سالحيات كل وزارة فيما يتعلق برتخي�س املحطة، ارتباطا بتخ�س�سها

الثانية تخت�س فيما املحطة، راأ�سمال قانونية مدى وتقدير الأمنية، باجلوانب الأوىل تخت�س اإذ الوظيفي؛

الثالثة بتحديد ال�سرورات بتحديدالرتدد املطلوب وجميع اجلوانب الفنية، واإ�سدار الرخ�سة الفنية، وتخت�س

التنموية لإن�ساء املحطة وطبيعتها،املحتوى الإعالمي، وموؤهالت وخربات العاملني، واإ�سدار الرخ�سة املهنية.

يف الف�سل الثالث )املواد: 3-8( مت تنظيم اآلية الرتخي�س، من حيث النماذج التي تعدها الوزارات الثالث،

وا�ستالمها وت�سليمها، بالإ�سافة اإىل حتديد �سالحية اللجنة الثالثية بهذا اخل�سو�س. اأما الف�سل الرابع )املواد:

9-13( فقد نظمت �سروط منح الرتخي�س، من حيث ال�سروط الفنية، وال�سروط املو�سوعية يف اأ�سخا�س مالك املحطة، ومديرها، والعاملني فيها. وكذلك فيما يتعلق باإنتاج املحطة من حيث حجم الإنتاج املحلي بالن�سبة للبث

العام، ومدة املواد الدعائية وما اإىل ذلك.

هذا، يف حني نظم الف�سل اخلام�س مو�سوع الرقابة على و�سائل الإعالم من قبل الوزارات الثالث كل فيما

مادة اإل يت�سمنا مل الف�سلني هذين اأن اإىل وي�سار املخالفات. اأحكام اأوردت ال�ساد�س الف�سل ويف يخ�سها،

واحدة يف كل منهما. اأما »الأحكام اخلتامية« فقد عنون بها الف�سل ال�سابع الذي جاءت فيه جملة من الأحكام ل

تدخل وفق مبادئ ال�سياغة الت�سريعية �سمن هذا العنوان، واإمنا عنوان »الأحكام العامة«. ومن ذلك ن�س املادة

)16( باإلزام جميع املحطات العاملة يف فل�سطني ت�سويب اأو�ساعها وفقا لهذا القرار خالل �ستة اأ�سهر من تاريخ

نفاذه. وق�سر املادة )17( »حق« اإن�ساء املحطات الإذاعية والتلفزيونية الدينية كـ«حق ح�سري لل�سلطة الوطنية

الفل�سطينية«، وهو ن�س بحاجة لتف�سري وتعليق مطول، بالإ�سافة اإىل حظر التنازل عن الرتخي�س للغري بت�سريح

19-20( ب�سكل �سليم ح�سري من اللجنة الثالثية. هذا، يف حني تدخل بقية اأحكام املواد املتبقية )املادتني

�سمن عنوان »اأحكام ختامية«، وقد حوت اأحكاما انتقالية ون�س النفاذ.

37

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الفرع الثاين

ت�سريعات الإعالم ذات العالقة بتنظيم املرافق الإدارية واملهنية

يندرج �سمن عنوان هذا الفرع جمموعة الت�سريعات التالية: »قانون نقابة ال�سحافيني الأردين ]رقم )17(

ل�سنة 1952« )اأول(، و«مر�سوم رقم )2( ل�سنة 2010 ب�ساأن الهيئة العامة لالإذاعة والتلفزيون الفل�سطينية«

)ثانيا(،و«قرار جمل�س الوزراء رقم )213( ل�سنة 2004 بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم« )ثالثا(.

اإن ال�سفة التي جتمع بني هذه الت�سريعات هي اأنها تنظم ال�سوؤون الإدارية واملهنية لل�سحافة والإعالم عموما؛

و�سنعمل يف هذا الفرع على ا�ستعرا�س الأحكام التي ت�سمنتها تلك الت�سريعات فيما له عالقة بحرية الإعالم.

قانون نقابة ال�سحافيني:اأوًلً

يعترب هذا القانون اأحد مكونات املوروث الت�سريعي لل�سلطة الفل�سطينية عن احلقب ال�سيا�سية التي �سبقتها،

والرتباط ال�سفتني« »وحدة بحكم الغربية، لل�سفة الأردين احلكم عهد اإبان �سريانه اأنفذ اأردين قانون وهو

الت�سمني. جاء هذا اأو بالت�سريح اإلغائه �سواء الغربية بحكم عدم ال�سفة بينهما، وما زال �ساريا يف القانوين

القانون باأحكام عامة بخ�سو�س حرية الإعالم، فيما اأفرد ُجّل اأحكامه يف تنظيم عمل النقابة وهياكلها وما اإىل

ذلك.

»عن الدفاع يف النقابة واجب بينها: من اأن واأهدافها، النقابة اأغرا�س حتدد التي )3( املادة يف جاء

حريةال�سحافة«، وقد و�سفت بالـ«مقد�سة« )فقرة 7(. كذلك جاء الن�س على عدم ت�سدي النقابة »حلرية اأحد

من اأع�سائها يف اآرائها ل�سيا�سية« )فقرة 8(.

مر�سوم الهيئة العامة لالإذاعة والتلفزيون الفل�سطينية:ثانيًا

»الهيئة باإن�ساء اخت�س وقد مر�سوما. بو�سفه ،2010 عام ربيع ال�سلطة، رئي�س عن الت�سريع هذا �سدر

العامة لالإذاعة والتلفزيون الفل�سطينية« كموؤ�س�سة ر�سمية تتبع للرئي�س، وتتمتع بال�سخ�سية العتبارية. وقد اأفرد

جل مواده يف تنظيم ال�سوؤون الإدارية واملالية للهيئة.

وفيما له عالقة بحرية الإعالم، اأوردت املادة )3( اأن من بني اأهداف الهيئة التي ت�سعى اإىل حتقيقها: »طرح

الراأي عن التعبري يف حقهم ودعم وم�سكالتهم، املواطنني مطالب عن التعبري يف والإ�سهام العامة، الق�سايا

وامل�ساركة واملعرفة« )وفقرة 5(.

قرار جمل�س الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم:ثالثًا

اخت�س فقد القرار، ت�سمية من يظهر وكما .2004 عام �سيف الوزراء جمل�س عن القرار هذا �سدر

38

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

بتنظيم ال�سوؤون الهيكلية والوظيفية لوزارة الإعالم؛ اإذ اأورد اأحكاما ذات عالقة بر�سالة الوزراة، واأهدافها،

والوكيل ومكتبه الوزير اخت�سا�سات من ذلك اإىل وما والوظيفية، التنظيمية وهياكلها واخت�سا�ساتها،

والوحدات الأخرى.

للوزارة: اخلا�سة الأهداف بني من اأن )2/2( املادة اأوردت الإعالم، حرية ب�سمانات عالقة له فيما

»امل�ساهمة يف و�سول املجتمع الفل�سطيني اإىل بيئة تعددية تكفل حرية التعبري والراأي ...« )بند 3(. وفيما جاء

]جلعل املعلومة يف ]والإعالميني ... �سمن اخت�سا�سات الوزارة »توفري املناخات املالئمة لو�سائل الإعالم ...

والرقابية التنظيمية الخت�سا�سات من جملة بالوزارة اأنيطت فقد كذلك .)12/3 )مادة اجلميع« متناول

لو�سائل الإعالم، على نحو ما �سيعر�س له املبحث الثاين من الف�سل الثاين.

املطلب الثالث

م�ساريع القوانني اخلا�سة بالإعالم

�ساأنها التي من القوانني م�ساريع الإعالم، قدمت عدد من لقطاع الفل�سطيني القانوين للتنظيم ا�ستكمال

�سّد الفراغ يف النظام القانوين، وقد كان ملوؤ�س�سات املجتمع املدين والأهلي دور مهم وبارز على هذا ال�سعيد،

وبالإمكان تعداد ثالثة م�ساريع رئي�سة بهذا اخل�سو�س: م�سروع 82

من خالل ال�سراكة مع املوؤ�س�سات احلكومية.

قانون الإعالم املرئي وامل�سموع )مب�سودتيه لعام 1996، ولعام 2011(، وم�سروع قانون جمل�س الإعالم الأعلى

)2011(، بالإ�سافة اإىل م�سروع قانون ال�سحافة والإعالم )2005(.

اإن م�سروع قانون ال�سحافة والإعالم )2005(، قام على فكرة الدمج بني قطاعات الإعالم املقروءة واملرئية

وامل�سموعة �سمن ت�سريع واحد، اإل اأنه وعلى عك�س امل�سروعني الآخرين، حظي بدعم و�سغط ومتابعة الراأي العام

له، على الرغم من اأنه الت�سريع الوحيد الذي قد تعدى عتبات املجل�س الت�سريعي اإىل الداخل، علما باأنه مل يقراأ

بالقراءة الأوىل. بل اإن هناك ما ي�سري اإىل اأن التوجه اإىل اإعداده كان نتيجة لعدم اإفالح جهود اجلهات احلقوقية

83واملهنية يف اإدخال تعديالت على م�سروع قانون الإعالمي املرئي وامل�سموع )م�سودة 1996(.

وبالتايل فاإن الدرا�سة لن تعر�س لهذا امل�سروع، و�ستكتفي بتناولها للم�سروعني الآخرين، بو�سفهما على طاولة

جمل�س الوزراء بانتظار القرار ب�ساأنهما بخ�سو�س رفعهما اإىل الرئي�س لالإ�سدار كقرار بقانون، اأو بانتظار انعقاد

قانون مل�سروع اجلديدة امل�سودة �ستعتمد وبالتاأكيد، وال�سليم. الطبيعي بال�سكل لإ�سدارهما الت�سريعي املجل�س

84الإعالم املرئي وامل�سموع.

وال�سريان، نظرا النفاذ لي�ست يف مو�سع الوثيقتني اأحكام هاتني اأن والتاأكيد على التذكري املهم هنا ومن

عبد اهلل 2008، 22.82

قني�س 2008، 128-127.83

كما �سبق اأن اأ�سري اإليه فاإن الدرا�سة �ستعتمد على الن�سخ التي ح�سل عليها »مركز مدى« من جمل�س الوزراء، بو�سفها الأحدث تعديال.84

39

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

لكونهما ما زالتا يف طور امل�سروع، ولي�س القانون ال�سادر والنافذ، وما التعر�س لهما اإل من باب و�سع القارئ يف

�سياق اجلهود املبذولة على هذا ال�سعيد، وما خل�ستا اإليه من نتائج مت التعبري عنها يف م�سروعي قانونني.

الفرع الأول

م�سروع قانون تنظيم الإعالم املرئي وامل�سموع

لقد تاأخر التنظيم القانوين لالإعالم املرئي وامل�سموع )16( عاما عن تنظيم الإعالم املقروء، على الرغم

القطاع لتنظيم هذا الفل�سطينية ال�سلطة الرغم من حاجة وعلى قانون، م�سروع م�سودات وجود عدد من من

البث موجات حول اإ�سرائيل مع ال�سلطة خالف اإىل ذلك يعزو من وهناك اخلا�سة. املحطات لزيادة جتاوبا

مو�سوع ح�سم يتم اأن اإىل الإ�سرائيلية، للموافقة ال�سالم اتفاقيات مبوجب تخ�سع والتي ال�سلطة، مناطق يف

85ال�سالحيات يف اتفاقيات �ساملة.

هذه وكانت والن�سر، املطبوعات قانون �سدور من عام عقب اأي ،1996 عام يف امل�سودات اأوىل قدمت

امل�سودة ت�ستند اإىل قانون املطبوعات والن�سر من حيث ت�سمني كثري من مواده العامة، مع بع�س الأحكام الإ�سافية

وعلى 86

ارتباطا وطبيعة القطاع الذي �سينظمه امل�سروع، وقد ورد فيها جملة من الأحكام املحيلة اإىل ذلك القانون.

الرغم من عدم اإ�سدار هذه امل�سودة، فاإن هناك من ي�سري اإىل اأنه مت »ال�ستئنا�س« بامل�سودة الأوىل له )1996(

ونعاود هنا التذكري 87

يف اإ�سدار الرتاخي�س، وكاأنه على حد تعبري اأحدهم »يزاول مهمة القائم باأعمال القانون«.

الوزراء اخلا�س مبنح قرار جمل�س باإ�سدار بهذا اخل�سو�س الت�سريعي الق�سور اأوجه بع�س قد مت تاليف باأنه

الرتاخي�س �سابق الذكر.

ومنذ 88

يف �سيف عام 2009 ظهرت م�سودة جديدة مل�سروع القانون، �ساغها معهد احلقوق بجامعة بريزيت،

ذلك الوقت وهي مو�سع تعديل وتنقيح، و�سول اإىل الن�سخة الأخرية التي ت�ستند اإليها الدرا�سة )2011(. وتقع

اأبواب وف�سول، وبذلك نورد املالحظة ال�سكلية ذاتها على امل�سودة الأخرية يف )40( مادة، غري مق�سمة اإىل

قانون املطبوعات والن�سر، فيما يتعلق بعدم ت�سل�سل الأحكام وترتيبها، بل اإن يف هذا امل�سروع، اأحيانا، عدم ت�سل�سل

89منطقي يف اأحكام املادة الواحدة.

ولي�س لالإعالم الأعلى املجل�س عن حديثها املادة: هذه اأحكام اأبرز ومن للتعريفات، الأوىل املادة تعر�س

رويرت وزيبولد 2001، 69. و:العمري 2010، 49. 85

انظر: رويرت وزيبولد 2001، 69-71. و:العمري 2010، 50-49.86

عبد احلميد 2005، 40.87

http://lawcenter.birzeit.edu/userfiles/ :انظر امل�سودة كما �ساغها معهد احلقوق بجامعة بريزيت على الرابط التايل 88

file/extra/media.pdfاإيراد قبل الإعالم، و�سائل تنظيم عمل اأوردت �سالحية فقد لالإعالم، الأعلى املجل�س نظمت �سالحيات التي املادة )6( مثال ذلك من

89

�سالحية اإ�سدار الرخ�سة، واعتماد مكاتب ومرا�سلي و�سائل الإعالم، التي هي اخت�سا�سات �سابقة على الأوىل من حيث الزمان.

40

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وزارة الإعالم، يف دللة على اأن هذا امل�سروع �سي�سدر برفقة م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم، وهو الهيئة

وحددت املادة الثانية نطاق القانون ب�سريانه على »جميع 90

التي �ستحل مكان وزارة الإعالم ب�سدور هذا القانون.

الر�سمي«، الإعالم با�ستثناء الفل�سطينية، ال�سلطة اأرا�سي العاملة يف وامل�سموع اخلا�سة املرئي الإعالم و�سائل

فيما عر�ست املادة الثالثة لأهداف القانون.

هذا وقد نظمت املواد )4، 7-10، 18-21( مو�سوع الرتخي�س الذي تعلق عليه ممار�سة البث، وحدد

�سروط احل�سول على الرخ�سة، ومرفقات طلب الرتخي�س، واآلية واإجراءات النظر فيه للح�سول على املوافقة؛

بعد بالبث للبدء والزمن املحدد الرخ�سة، واآلية جتديد اإعالم، و�سيلة الرخ�سة بخ�سو�س كل كما حدد مدة

الرتخي�س والذي بفواته يلغى الرتخي�س، وحظر التنازل عن الرخ�سة بدون موافقة املجل�س.

اأقرت املادة )5( بحق و�سائل الإعالم يف احل�سول على املعلومات من م�سادرها املختلفة، واحلق ب�سرية

م�سادر املعلومات، ما مل تقرر املحكمة خالف ذلك. وهو ن�س متطور اإىل الأف�سل من ن�س قانون املطبوعات

والن�سر �سابق الإ�سارة بخ�سو�س حق الو�سول اإىل املعلومات، وهو ما �سنعاود التعليق عليه لحقا.

اأ�سا�سا يتوىل اإذ 30-31(؛ ،11 املواد )6، تنظيمها يف فقد مت وعمله، الأعلى املجل�س اأما �سالحيات

كما الإعالم. و�سائل ومرا�سلي مكاتب واعتماد الرتاخي�س، واإ�سدار ومتابعتها، الإعالم و�سائل عمل تنظيم

مت منح �سفة ال�سبط الق�سائي لأمني عام املجل�س اأو من يفو�سه، وخول املجل�س ب�سالحيات الإنذار واليقاف

للمحطات املخالفة ل�سروط ترخي�سها.

باإدارة وعمل و�سائل اأما يف املواد )12-17( فينظم م�سروع القانون جملة من املو�سوعات ذات العالقة

الإعالم )املحطة(، مثل: ا�سرتاط تعيينات ومنا�سب معينة وعدد عاملني معني، وو�سع �سروط تتعلق مبن يتوىل

اإدارة املحطة ورئي�س حتريرها، واإيراد بع�س ال�سروط اخلا�سة بال�سخ�س الأجنبي املرخ�س له، واإلزام املرخ�س

له ورئي�س التحرير ومدير املحطة عما تبثه املحطة، واإلزام املرخ�س له باإ�سعار املجل�س بالتغريات الطارئة على

�سروط الرخ�سة ومتطلباتها.

هذا، يف حني فر�ست املواد )22-25( جملة من اللتزامات على عاتق املرخ�س له واملحطات، من قبيل

الحتفاظ بت�سجيل املواد املبثوثة ملدة معينة، وا�سرتاط اأن تبث املحظة بثا خا�سا من اإنتاجها ل يقل عن ربع حجم

البث العام لها؛ وذلك بالإ�سافة اإىل اللتزامات التقليدية التي ورد مثلها يف قانون املطبوعات والن�سر، فيما يتعلق

بعدم اإهانة الديانات والتحري�س والإ�ساءة اإىل النظام العام وما اإىل ذلك.

العامة، باخلزينة واإيداعها املقرة، الر�سوم حيث من )28-26( املواد نظمتها فقد املالية ال�سوؤون اأما

بالإ�سافة اإىل مو�سوع املوارد املالية لو�سائل الإعالم. فيما نظمت املواد )32-37( مو�سوع العقوبات دون الإخالل

كما عرفت هذه املادة و�سائل الإعالم بـ«و�سائل الإعالم املرئية وامل�سموعة اخلا�سة وخدمات البث املتنقل الف�سائي والكوابل، العاملة يف اأرا�سي 90

اأوردت تعريفات اإعادة البث«، فيما اأو رخ�سة اأو معنوي يح�سل على رخ�سة للبث ال�سلطة الفل�سطينية«. و�سملت تعريف »املرخ�س له: كل �سخ�س طبيعي

للبث واإعادة البث والبث املتنقل والرخ�سة وغريها. وقد عرفت »املرا�سل« باأنه »مندوب و�سيلة الإعالم الذي يتم اعتماده«. وعرفت »مكتب املرا�سل« بـ«املكان

املخ�س�س لعمل املرا�سلني«. فيما اأحالت اآلية اعتماد املرا�سل ومكتب املرا�سل اإىل اأنظمة ت�سدر لحقا بهذا ال�ساأن.

41

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الندماج املادة )29( موا�سيع الأخرى. هذا، يف حني نظمت الت�سريعات املن�سو�س عليها يف الأ�سد بالعقوبات

وال�سم والحتاد من قبل املحطات، واأما املواد املتبقية )38-40( فقد �سملت اأحكاما انتقالية وحكم النفاذ.

الفرع الثاين

م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم

�سادق جمل�س الوزراء، ربيع عام 2010، على ت�سكيل جلنة لإعداد و�سياغة م�سروع قانون املجل�س الأعلى

لتنظيم قطاع الإعالم، ولـ«توحيد الإطار القانوين الناظم لقطاع املرئي وامل�سموع وحماية امللكية الفكرية وتعزيز

الدولية التوجهات يف امل�سار حذو )املجل�س( املوؤ�س�سة حذت ذلك، ا�ستحداث ويف 91

والتعبري«. الراأي حرية

الر�سمية بحل وزارة الإعالم وال�ستعا�سة عنها مبجل�س اأعلى لالإعالم، مبا يعني يف اأ�سل املبداأ - ل يف تكييفه -

حتجيم دور احلكومة يف عمل الإعالم، وزيادة ف�سحة التعبري عن الراأي. اأما مدى ان�سجام »الن�سخة الفل�سطينية«

من هذا امل�سلك الدويل مع املعايري ذات ال�سلة فهو ما �سنناق�سه يف املبحث الثاين من الف�سل الثاين.

يقع م�سروع القانون يف )31( مادة، غري مق�سمة اإىل اأبواب وف�سول. تعر�س املادة الأوىل للتعريفات، يف حني

حددت املادة )5( نطاق �سريان القانون متوافقا ونطاق �سريان م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع. هذا، وقد

القانونية، والأهلية العتبارية، بال�سخ�سية له واأقر لالإعالم«، الأعلى »املجل�س املادتني)3-2( اأ�س�س مبوجب

وال�ستقالل املايل والإدراي، وخ�سه مبوازنة خا�سة �سمن املوازنة العامة.

6-7( الأحكام املتعلقة مبقر املجل�س، ور�سالته، وتوجهاته واأهدافه، يف حني مت تنظيم نظمت املواد )4،

ال�سوؤون الإدارية واملالية للمجل�س يف املواد )8-18، 25-27( من حيث ت�سكيل جمل�س الإدارة، و�سالحياته،

وانتهاوؤها؛ املجل�س، ع�سوية ومدة ونائبه، رئي�سه و�سالحيات ومهمات اأع�سائه، ومكافاآت جل�ساته، وانعقاد

بالإ�سافة اإىل تعيني الأمني العام، ومهماته، واخت�سا�سات اجلهاز التنفيذي للمجل�س، واملوارد املالية للمجل�س،

والإعفاءات ال�سريبية، وعر�س التقارير الدورية على جمل�س الوزراء.

اأو اأو وقفها اإنذارها تاأ�سي�س وعمل و�سائل الإعالم، وعدم اأحكاما تكفل حرية ت�سمنت املواد )22-19(

م�سادرتها اأو اإلغاتها اأو تقييدها اإل مبوجب »اأحكام هذا القانون«، اأو مبوجب »حكم ق�سائي �سادر عن حمكمة

خمت�سة«. بالإ�سافة اإىل كفالة احلق يف �سرية املعلومات ما مل ي�سدر حكم ق�سائي بخالف ذلك، وحق احل�سول

على املعلومات.اأما املادة )23( فقد اأوردت اأحكاما ت�سمنتها ب�سكل �سبه متطابق اأحكام املادة )6( من م�سروع

قانون الإعالم املرئي وامل�سوع، واملتعلقة ب�سالحيات جمل�س الإعالم الأعلى. هذا يف حني �سملت املواد املتبقية

)28-31( اأحكاما انتقالية وحكم النفاذ.

: �سبكة فل�سطني الخبارية )PNN(، 16 اأيار/ مايو 2010. )ا�سرتجعت بتاريخ 2011/9/17( 91

http://arabic.pnn.ps/index.php?option=com_content&task=view&id=83170

42

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املطلب الرابع

يف الت�سريعات الأخرى

تتكامل اأن الطبيعي ومن تتجزاأ، ل واحدة وحدة ال�سيا�سية، الكيانات اأو الدول من لأي القانوين النظام

الن�سجام بد من ولذلك، ل العام؛ القانوين النظام القانوين ملختلف عنا�سر التنظيم الت�سريعية يف املنظومة

لتطبيق اآخر ت�سريع اإىل الت�سريعات من اأي فيها يحيل التي الأحوال يف وخ�سو�سا التعار�س، وعدم بينها،

بع�س اأحكامه. نعر�س يف هذا املطلب لنوعني من الت�سريعات: الت�سريعات ذات الطبيعة العامة )الفرع الأول(،

والت�سريعات ذات الخت�سا�س املو�سوعي )الفرع الثاين(.

الفرع الأول

الت�سريعات ذات الطبيعة العامة

يدخل �سمن هذا الت�سنيف الت�سريعات التالية: قانونا العقوبات ال�ساريان يف ال�سفة الغربية وقطاع غزة،

كل على حدة )اأول(، وقانون مكافحة الف�ساد رقم )1( ل�سنة 2005 )ثانيا(، ومر�سوم رئا�سي رقم )3( ل�سنة

1998 ب�ساأن تكري�س الوحدة الوطنية ومنع التحري�س )ثالثا(.

قوانني العقوباتاأوًلً

تنظم الأحكام اجلزائية يف �سقها العام اأو املو�سوعي يف اأرا�سي ال�سلطة الفل�سطينية مبوجب ت�سريعني اثنني:

قانون العقوبات الأردين ) رقم )16( ل�سنة 1960 وتعديالته، ال�ساري يف ال�سفة الغربية، وقانون العقوبات

النتدابي )رقم )74( ل�سنة 1936 وتعديالته، ال�ساري يف قطاع غزة.

يعترب هذان الت�سريعان اثنني من اأبرز مكونات املوروث الت�سريعي لل�سلطة الفل�سطينية عن احلقب ال�سيا�سية

التي �سبقتها، فالت�سريع الأول قانون اأردين �سادر يف عهد احلكم الأردين لل�سفة الغربية، وما زال �ساريا يف ال�سفة

الغربية بحكم عدم اإلغائه �سواء بالت�سريح اأو الت�سمني.

واأما الت�سريع الثاين فهو قانون �سادر يف عهد النتداب الربيطاين على فل�سطني، وبقي �ساريا يف قطاع

غزة عقب حرب 1948، بحكم اأن الإدارة امل�سرية للقطاع مل تنفذ الت�سريعات امل�سرية عليه كما فعل

احلكم الأردين بال�سفة، اإل بالقدر ال�سيق جدا. وبذلك ما زال هذا القانون �ساريا يف قطاع غزة بحكم

فل�سطيني م�سروع من م�سودات عدة اإعداد مت قد باأنه علما الت�سمني. اأو بالت�سريح �سواء اإلغائه عدم

لقانون العقوبات.

بطبيعة احلال، فقد وجد هذان الت�سريعان، كل على حدة، لتنظيم ال�سق العام اأو املو�سوعي لقانون العقوبات؛

43

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وبالتايل فقد اأوردا اأحكاما عامة ت�سمل خمتلف اجلرائم والعقوبات، وما يهمنا بخ�سو�س هذين الت�سريعني هو

الطالع على اأحكامهما ذات العالقة بحرية الإعالم، وحرية التعبري عن الراأي عموما.

اأ. قانون العقوبات )يف ال�سفة الغربية(:

نظم هذا القانون جملة من الأفعال التي ترتكب من خالل اأو عن طريق و�سائل الإعالم، واأ�سا�س الربط بني

و�سائل الإعالم والتجرمي يف قانون العقوبات العام هو ات�سافها بالو�سيلة للعلنية، دون اأن يعني ذلك اأن العلنية

بحد ذاتها جرمية، واإمنا هي معتربة كركن مادي يف بع�س اجلرائم. يدعم هذا الفكر اإ�سارةاملادة )73( من

هذا القانون اإىل »و�سائل العلنية« كاإحدى العنا�سر املادية للجرمية، وقد بدا وا�سحا تقاطعها مع و�سائل التعبري

عن الراأي، وو�سائل الإعالم خ�سو�سا، واإن مل تذكر ذلك ب�سكل مبا�سر. هذا، وقد �سمى القانون جرمية با�سم

»اجلرمية املقرتفة بالكالم املنقول بالو�سائل الآلية«، وحدد ال�سريكني فيها بـ«�ساحب الكالم اأو الكتابة والنا�سر،

اإل اأن يثبت الأول اأن الن�سر مت دون ر�ساه« )مادة 77(.

التطبيق، نطاق حيث من القانون نظمها التي العامة الأحكام مبجمل اجلرائم اأو اجلرمية هذه ترتبط

والتدخل والتحري�س وت�سديد العقوبة وتخفيفها، وموانع امل�سوؤولية، والعفو، وما اإىل ذلك من اأحكام عامة. وفيما

يلي ا�ستعرا�س لأبرز اجلرائم التي قد ترتبط »تكييفيا« بتلك اجلرمية:

اأوىل تلك اجلرائم ما يدخل �سمن باب »اجلرائم التي تقع على اأمن الدولة«، ومن ذلك اأحكام املواد التالية:

املادة )114( با�ستعمال اخلطابة والكتابة ملحاولة اقتطاع جزء من الإقليم الوطني ل�سمه اإىل دولة اأجنبية اأو

ميلكها حق اأو امتياز خا�س بالدولة الوطنية. واملادة )118( بـ«خرق التدابري«التي اتخذتها الدولة للمحافظة على

خلطر«اأعمال 92

»حيادها يف احلرب«، والإقدام على »اأعمال اأو كتابات اأو خطط مل جتزها احلكومة »فعر�س البلد

ومن اأموالهم«. على اأو عليهم تقع ثاأرية «لأعمال 93

املواطنني »اأو عر�س اأجنبية بدولة اأو عكر �سالتها عدائية

ذلك اأي�سا املادة )122( بتجرمي الإقدام على حتقري دولة اأجنبية اأو التعر�س لرئي�سها اأو وزارئها اأو ممثليها

ال�سيا�سيني يف البلد عالنية بالقدح اأو الذم اأو التحقري، وبتعليق ذلك على �سكوى الفريق املت�سرر. هذا، وقد علق

اأو يف ال�ساأن الدولة ذات 122( على مبداأ املعاملة باملثل من خالل قوانني املواد )118، اأحكام تلك تطبيق

التفاقات بني الدولتني )مادة 123(.

ويدخل اأي�سا �سمن اجلرائم التي تقع على اأمن الدولة، كل ما له عالقة ب�سرقة وثائق ومعلومات »يجب

اأن تبقى مكتومة حر�سا على �سالمة الدولة« )املواد: 124-126(، والإقدام زمن احلرب بدعاية اأو اأنباء

غري �سحيحة اأو مبالغ بها، من �ساأنها اأن »ترمي اإىل اإ�سعاف ال�سعور القومي اأو اإيقاظ النعرات العن�سرية

ورد يف القانون لفظة »اململكة« اإ�سارة اإىل اللملكة الأردنية الها�سمية، وقد ا�ستبدل مكانها الباحث هنا »البلد« ملواءمة تطبيق الت�سريع يف اأرا�سي 92

ال�سلطة الفل�سطينية.

ورد يف القانون لفظة »الأردنيني« اإ�سارة اإىل مواطني اللملكة الأردنية الها�سمية، وقد ا�ستبدل مكانها الباحث هنا »املواطنني« ملواءمة تطبيق 93

الت�سريع يف اأرا�سي ال�سلطة الفل�سطينية.

44

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

اأو الطائفية«، اأو »اأن توهن من نف�سية الأمة«، اأو – ويف جميع الأحوال )احلرب وال�سلم( - »اأن تنال من هيبة

الدولة اأو مكانتها«، اأو النيل من هيبة »امللك اأو ويل العهد اأو اأحد اأو�سياء العر�س« من قبل املواطنني يف اخلارج

اأو اخلطابة، ومن 130-132(، وذلك بالإ�سافة اإىل جملة من اجلرائم التي ت�ستعمل فيها الكتابة )املواد:

�ساأنها اأن تنال من الوحدة الوطنية اأو تعكر ال�سفاء بني عنا�سر الأمة« )املواد: 150-152(. كما قد ترتبط

بو�سائل الإعالم جملة من اجلرائم التي تدخل �سمن باب »اجلرائم الواقعة على ال�سلطة العامة«، وقد نظمت

اأحكام هذا الباب جملة من اجلرائم التي قد تقع على �سخ�سيات عامة واأفراد املواطنني، واأبرزها الذم والقدح

والتحقري)املواد: 188-198(. هذا، وقد حظر القانون ن�سر جملة من الوثائق، على النحو الذي �سنعر�س له

يف املبحث الثالث من الف�سل الثاين.

ب. قانون العقوبات )يف قطاع غزة(:

فيما له عالقة بحرية الإعالم، وحرية التعبري عن الراأي عموما، ن�س القانون على جملة من اجلرائم التي قد

ت�ستعمل فيها و�سائل الإعالم، يف التكييف اجلرمي؛ ومن ذلك ما يدخل �سمن »اجلرائم امل�سرة بالنظام العام«،

من قبيل التحري�س على الإغارة على فل�سطني )مادة 50(، والت�سويق على التمرد )مادة 54-56(، والقيام

لإذاعة األفاظ، اأو طباعة اأو ن�سر اأو اإخراج اأو ا�سترياد مطبوع »ينطوي 94

اأو املحاولة اأو اإعداد العدة »بنية الف�ساد«

على نية الف�ساد« )املواد: 61-59(.

وكذلك مت جترمي �سمن هذا العنوان ن�سر وترديد اأقوال اأو اإ�ساعة اأخبار من �ساأنها ت�سبيب اخلوف والرعب

يف نفو�س النا�س، وتكدر �سفو »الطماأنينة العامة«، مع العلم بعدم �سحة تلك النباء )مادة 62(. واأي�سا جترمي

الت�سجيع باخلطابة اأو الكتابة، اأو باأية و�سيلة اأخرى، على القيام بالعمل يف »اجلمعيات غري امل�سروعة« التي ت�سعى

اإىل قلب النظام الد�ستوري اأو قلب احلكومة اأو تخريب واإتالف الأموال اأو الف�ساد )مادة 71(. وكذلك التعاون

مع اجلمعيات غري امل�سروعة بالطباعة والن�سر وعر�س وبيع تلك املن�سورات وتداولها )مادة 73(.

ب�سكل 95

اأجنبية، اأو حكومة اأ�سحاب »املقامات« يف بالد اأورد القانون اأحكاما جترم »النيل من مقام« وقد

اأو�سع مما جاء به القانون الأردين ال�ساري يف ال�سفة الغربية، باأن تن�سر »�سيئا بق�سد اأن يقراأه النا�س، اأو ن�سر

ر�سومات مرئية«، تعر�س ذلك ال�سخ�س للكراهية والحتقار، »دون اأن يكون لديه مربر اأو عذر كاف يربر فعله

ن�سر امل�سروعة«، مت جترمي ال�سلطة �سد ممار�سة تقع التي »اجلرائم )ق�سم( باب 77(. وحتت )مادة هذا«

الأخبار اأو املعلومات اأو النتقادات التي »من �ساأنها اأن توؤثر على اأي قا�س اأو حاكم �سلح اأو ماأمور ت�سوية ...

النية الف�ساد« ال�سابقة يراد »بنية املادة للغاية املق�سودة من اإيفاء التايل: »)1( بالن�س املادة )1/60( الف�ساد« جاءت يف تعريف »نية 94

املنطوية على اإيجاد الكراهية الزدراء اأو ايقاظ �سعور النفور �سخ�س جاللة امللك اأو الدولة املنتدبة اأو املندوب ال�سامي ب�سفته الر�سمية اأو من حكومة فل�سطني

القائمة بحكم القانون اأو من �سري العدالة، اأو النية املنطوية على حتري�س اأو تهييج اأهايل فل�سطني على حماولة اإيقاع اأى تغيري يف اأي اأمر قائم يف فل�سطني

اإثارة البغ�ساء والعداوة بني خمتلف فئات ال�سعب يف اأو على اأو النفور بني اأهايل فل�سطني، اإيقاظ ال�ستياء اأو على بحكم القانون، بغري الطرق امل�سروعة،

فل�سطني.«

»... اأي اأمري اأو حاكم اأو ملك اأو �سلطان اأو �سفري اأو �سخ�س من ذوي املقامات يف بالد اأو حكومة دولة اأجنبية...«95

45

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

تقارير غري ن�سر ال�سيئة( النية )بتوافر اأي�سا وجّرم ،)126 )مادة ال�سهود« على توؤثر اأن �ساأنها من اأو

�سحيحة عن الإجراءات التي اتخذت اأمام املحاكم )مادة 127(. وكذلك ن�سر كلمات من�سوبة لقا�ٍس بق�سد

الطعن ب�سفته، اأو »ن�سر طعن يف حق قا�ٍس« بق�سد »و�سع العدالة يف مو�سع ال�سك والزدراء« )مادة 131(.

وحتت باب )ق�سم( »اجلرائم امل�سرة بالنا�س على وجه العموم«، جرم ن�سر اأي مطبوع اأو خمطوط اأو �سور اأو

ر�سم اأو رمز من �ساأنه اأن يوؤدي اإىل اإهانة ال�سعور اأو املعتقد الديني لأ�سخا�س اآخرين )مادة 149(. واأي�سا مت

جترمي طباعة اأو بيع والإحراز لبيع اأو اإعارة اأو توزيع اأو عر�س »اأية مادة بذيئة مطبوعة اأو خمطوطة« اأو �سورة

اأو ر�سم »يوؤدي اإىل ف�ساد الأخالق« )مادة 179(. هذا يف حني اأفرد ف�سل خا�س بتنظيم اأحكام القذف والقدح

)املواد: 209-201(.

قانون مكافحة الف�سادثانيًا

�سدر هذا القانون يف العام 2005، وقد كان ا�سمه »قانون مكافحة الك�سب غري امل�سروع«، اإل اأنه مت تعديل

»قانون التعديل مبوجب ا�سمه وبات ،2010 ل�سنة )7( رقم بقانون قرار مبوجب اأحكامه من وعدد ا�سمه

مكافحة الف�ساد«، وقد احتفظ برقمه و�سنة اإ�سداره الأ�سليني. وكما يت�سح، فاإن هذا القانون ينظم مو�سوعا عاما

يف اإطار مكافحة الف�ساد، من حيث ت�سكيل الهيئة واملحكمة املخت�ستني، وطبيعة اخت�سا�سات الهيئة والإجراءات

التي يتم مبوجبها التحقيق مع املتهمني وحماكمتهم.

مل ينظم القانون اأي اأحكام خا�سة بال�سحافيني واإمنا اأورد اأحكاما عامة ي�ستفيد منها ال�سحافيون بو�سفهم

»مقدمي معلومات« و«�سهودا« و«مبلغني«. فقد اأورد القرار بقانون تعديال على املادة )18( من القانون الأ�سلي

لتورد حكما ين�س على كفالة هيئة مكافحة الف�ساد لـ«ال�سهود واخلرباء واملبلغني عن جرائم الف�ساد ح�سني النية

»باحلماية القانونية والوظيفية وال�سخ�سية، وذلك على اأن يتم حتديد اإجراء تلك احلماية مبوجب نظام ي�سدر

عن جمل�س الوزراء، وهو ما مل يتم حتى الآن.

هذا كما اأورد القانون )مبوجب القرار بقانون املعِدل( حكما يق�سي باأن يكون من بني �سالحيات واخت�سا�سات

هيئة مكافحة الف�ساد »التن�سيق مع و�سائل الإعالم ملمار�سة دور فاعل يف ن�سر ثقافة النزاهة ومكافحة الف�ساد يف

املجتمع« )4/8/ج(.

مر�سوم تكري�س الوحدة الوطنية ومنع التحري�س:ثالثًا

ال�سيا�سية بني 1998، جتاوبا والتفاقيات اإليه، فقد �سدر هذا املر�سوم، خريف عام اأ�سري اأن كما �سبق

اجلانبني الفل�سطيني والإ�سرائيلي )اتفاقية واي ريفر حتديدا(، وقد لقى هذا املر�سوم انتقادا �سديدا من قبل

وخ�سو�سا لكونه قد اأ�سار وا�ستند يف ديباجته اإىل قانون 96

جمموعة من احلقوقيني وموؤ�س�سات املجتمع املدين،

انظر: رويرت وزيبولد 2001، 69-68.96

46

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

العقوبات الثوري ملنظمة التحرير الفل�سطينية )1979(، واأحال اإليه تقرير العقوبات على اجلرائم ذات العالقة

املن�سو�س عليها يف املر�سوم. كذلك قد انُتقد لـ«�سبابية« املفاهيم واجلرائم التي ن�س عليها، مما ي�سكل م�سا�سا

97خطريا بحرية الراأي والتعبري.

على »التحري�س وهي: م�سروعة، غري تعترب التي الأفعال على الأوىل ن�ست مواد، ثالث يف املر�سوم جاء

ا�ستعمال اأو املختلفة للديانات الإهانة توجيه اأو للقوانني املخالفة العنف اأعمال وت�سجيع العن�سري التمييز

العنف اأو التحري�س على ا�ستعمال العنف الذي ي�سر العالقات مع الدول ال�سقيقة والأجنبية، وت�سكيل اجلمعيات

غريامل�سروعة التي متار�س اأو حتر�س على اجلرائم واإف�ساد احلياة وتهييج اجلماهري للتغيري بالقوة غري امل�سروعة

اأو التحري�س على الفتنة اأو التحري�س على خرق التفاقات التي عقدتها منظمة التحرير الفل�سطينية مع دول

�سقيقة اأو اأجنبية«.

اأما املادة الثانية فاأحالت تنظيم العقوبات اإىل الت�سريعات الواردة يف الديباجة، وهي قانونا العقوبات �سابقا

النفاذ. املادة على حكم التحرير. وذلك، يف حني ن�ست الثوري ملنظمة العقوبات اإىل قانون الذكر، بالإ�سافة

ولكن الغريب اأن كثريين ممن انتقدوا هذا املر�سوم، قد حملوه وزر اأحكام مل ترد فيه اإطالقا، كالقول اإنه قد حظر

اأو قول اإنه قد ا�ستند واأحال تطبيق اأحكام »اأوامر م�سرية 98

ب�سكل مبا�سر ا�ستخدام لفظة »العدو ال�سهيوين«،

ورمبا قد يف�سر ذلك بتناقل املعلومات من خالل التواتر ولي�س بالرجوع 99

�سدرت يف قطاع غزة عام 1962«،

اإىل ن�س املر�سوم ذاته.

الفرع الثاين

الت�سريعات ذات الخت�سا�س املو�سوعي

بالإعالم، مبا�سرة املت�سل غري املو�سوعي الخت�سا�س ذات الت�سريعات جمموعة الفرع هذا ي�سمن

واإمنا تورد بع�س الأحكام ذات ال�سلة بحرية الإعالم ارتباطا بتنظيم قطاعات ومو�سوعات اأخرى، في�سمل:

قانون حقوق الطبع والتاأليف النتدابي ل�سنة 1924 والقا�سي بتطبيق اأحكام قانون حقوق الطبع والتاأليف

والال�سلكية« ال�سلكية الت�سالت ب�ساأن 1996 ل�سنة )3( رقم و«قانون )اأول(، 1911 ل�سنة الربيطاين

)ثانيا(، و«قانون الإح�ساءات العامة رقم )4( ل�سنة 2000« )ثالثا(، وقرار بقانون رقم )1( ل�سنة 2007

ب�ساأن النتخابات العامة )رابعا(.

انظر: اأبو رم�سان 2003، 95.97

انظر: العمري 2010، 50.98

انظر: رويرت وزيبولد 2001، 69-68.99

47

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

قانون حقوق الطبع والتاأليف:اأوًلً

التي ال�سيا�سية الفل�سطينية عن احلقب لل�سلطة الت�سريعي املوروث مكونات اأحد اأي�سا القانون هذا يعترب

العام يف �سادر بريطاين قانون اأحكام بتطبيق ويق�سي 1924 العام يف �سادر انتدابي قانون فهو �سبقتها

اأو بالت�سريح �سواء اإلغائه عدم بحكم غزة وقطاع الغربية ال�سفة يف �ساريا الت�سريع هذا زال وما .1911الت�سمني، علما باأنه يوجد عدد من م�سودات مل�سروع قانوين فل�سطيني بهذا اخل�سو�س.

ول 100

املوؤلف، وهو حق الفكرية امللكية اأبرز قطاعات اأحد ويحمي ينظم الت�سريع فاإن هذا معلوم هو كما

�سك اأن احلماية القانونية للملكية الفكرية واملطبوعات وامل�سنفات تعد بحد ذاتها اأحد اأبرز اإيجابيات التدخل

يعترب ل - القانونية الأنظمة اأغلب القانون - يف اأن الإعالم. �سحيح تنظيم قطاع املبا�سر يف الت�سريعي غري

ا�ستثنائها ويف احلماية، بطبيعتها تقبل ل لكونها املحمية، امل�سنفات �سمن من ذاتها بحد احلوادث« »اأخبار

توافرت فيها ميزة البتكار الأخبار متى التي حتوي تلك اأنه يحمي امل�سنفات اإل من احلماية م�سلحة عامة،

وعلى ال�سعيد الفل�سطيني ن�ست املادة )20( من القانون الأ�سلي على عدم اعتبار 101

يف الرتتيب والعر�س.

»ن�سرخرب يف �سحيفة عن خطاب ذي �سبغة �سيا�سية األقي يف اجتماع عام اأنه اعتداء على حق الطبع والتاأليف«.

كذلك فاإن خمتلف اأ�سكال امل�سنفات املحمية ت�ستوعب بطبيعتها املحتوى ال�سحفي والإعالمي عموما؛ ذلك

اأن امل�سنفات املحمية على ثالثة اأ�سكال: اأدبية وعلمية )الكتب(، ومرئية وم�سموعة )مو�سيقى، واأفالم، وتقارير

املوؤلف« هيئات »اأ�سحاب احلقوق املجاورة حلق م�سورة(، وفنية )�سور، ولوحات، وعرو�س(. هذا، ويعترب من

وهذا ما مت تنظيمه مبوجب جملة من الأحكام يف القانون ال�ساري.102

الإذاعة والتلفزيون )جهات البث والإر�سال(،

خرقا ذلك يعترب ومل املحمية، للم�سنفات بتداولها »التلخي�س« لل�سحافة القانون اأباح اأخرى، جهة من

حلقوق املوؤلف، اإل اأنه قد علق اإباحة ن�سر ملخ�س املحا�سرات التي تلقى علنا بعدم وجود حظر م�سبق، مبوجب

اإعالن وا�سح خطي وجلي )املادة 1/1/2، 5 من القانون الأ�سلي(.

قانون الت�سالت ال�سلكية والال�سلكية:ثانيًا

�سدر هذا القانون مطلع عام 1996، لتنظيم الت�سالت ال�سلكية والال�سلكية. هذا واإن كان الفهم ال�سطحي

ملو�سوع هذا القانون يندرج �سمن اخت�سا�سها بتنظيم �سبكات الهاتف ال�سلكي والال�سلكي، اإل اأن القانون ينظم

جملة من املو�سوعات التي تدخل يف بث موجات الراديو واملوجات الكهرومغناطي�سية، كذلك فاإن التقنية

الرقمية باتت تتيح للمحطات الإعالمية ا�ستخدام خطوط الهاتف وخمتلف املوجات يف بث حمتواها الإعالمي.

يعرف حق املوؤلف باأنه: »تلك امللكية القانونية التي تخول املوؤلف احلق يف ن�سبة منتجه الفكري )املعرب عنه ماديا( اإليه، وتكفل له احلق يف 100

ا�ستغالله للك�سب املايل باأية و�سيلة قانونية م�سروعة«، انظر: توام 2008، 23.

انظر يف ماهية امل�سنف املحمي، وامل�سنفات غري امل�سمولة باحلماية: توام 2008، 60-43.101

توام، مادة تدريبية )�سباط/ فرباير 2011(.102

48

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

103

وبذلك تعترب هذه الأدوات اأو التقنيات املجال احليوي لن�ساط خمتلف و�سائل الإعالم املرئي وامل�سموع.

وما يعزز توجهنا ذاك، الإ�سارة اإىل هذا القانون )مبعنى ال�ستناد( يف ديباجة قرار جمل�س الوزراء اخلا�س

برتخي�س املحطات �سابق الذكر. ولذلك نعر�س يف هذا املو�سع لأبرز الأحكام ذات العالقة بحرية الإعالم

يف هذا القانون.

فيما يتعلق بال�سمانات، فقد ن�س القانون على »حق الدخول على ال�سبكات الثابتة �سمن �سروط مو�سوعية

ووا�سحة دون تفرقة بني امل�ستفيدين وامل�سرتكني« )مادة 11(. كما حظر القيام باعرتا�س »موجات خم�س�سة

للغري اأو بالت�سوي�س عليها اأو با�ستخدام موجات كهرومغناطي�سية بدون ترخي�س« )املادة 96(.

وامل�ستقلة برتخي�س �سادر عن ال�سبكات اخلا�سة اإن�ساء القانون فقد علق القانوين، بالتقييد يتعلق وفيما

احلكومة )مادة 19(، واأناط القانون بوزارة الت�سالت �سالحية مراقبة ا�ستعمال الرتددات املرخ�س بها لأي

ا�ستعمال غري م�سروع )مادة لها وقف كل واأجاز الال�سكلي، والتداخل الت�سوي�س تفادي اأجل من اجلهات، من

18(. كما حدد القانون التزامات املرخ�س له )مادة 28(، وحالت اإلغاء الرتخي�س )مادة 31(.وعلى ال�سعيد التنظيمي فقد اأجاز القانون لوزارة الت�سالت منح املوجات امل�سموعة واملرئية لوزارة الإعالم

لتنظيمها وتوزيعها بني م�سغلي الإذاعة والتلفزيون )مادة 16(.

قانون الح�ساءات العامة:ثالثًا

�سدر هذا القانون �سيف عام 2000، لإن�ساء اجلهاز املركزي لالح�ساء، وحتديد اأهدافه، وتنظيم عمله،

العالقة الأحكام ذات ت�سمينه جلملة من القانون يهمنا يف هذا وما العالقة. الأحكام ذات اإىل ذلك من وما

باحلق يف احل�سول على املعلومات ودور و�سائل الإعالم يف ذلك.

كفل هذا القانون »جلميع اأفراد املجتمع« احلق يف«احل�سول على الإح�ساءات الر�سمية التي يقوم اجلهاز

بجمعها واإعدادها ون�سرها ح�سب الأنظمة والتعليمات املعمول بها مع مراعاة �سرية البيانات وخ�سو�سية الأفراد«

)مادة 4(.

قرار بقانون النتخابات العامة:رابعًا

الت�سريعات من جملة ملغيا ،2007 عام خريف بقانون، قرارا بو�سفه الرئي�س عن الت�سريع هذا �سدر

ال�سابقة ذات ال�سلة. وبطبيعة احلال، فاإن هذا القانون خا�س بالنتخابات العامة، وما تعر�سنا له اإل من باب

ا�ستعرا�س الأحكام ذات ال�سلة بحرية الإعالم يف تغطية النتخابات والرقابة عليها.

عرف القانون »الت�سالت« باأنها: »نقل اأو اإر�سال اأو بث اأو ا�ستقبال الإ�سارات اأو الأ�سوات اأو ال�سور اأو البيانات �سواء اأكانت �سفوية اأو كتابية 103

بالو�سائل ال�سلكية اأو الراديوية اأو الب�سرية اأو الكهرومغناطي�سية اأو اأي و�سيلة اأخرى لالت�سالت« )مادة 1(.

49

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

فيما يتعلق ب�سمانات حرية الإعالم، فقد كفل الت�سريع متكني ال�سحافة وو�سائل الإعالم عموما من الطالع

على عملية ت�سجيل الناخبني )مادة 3/31(، ومراقبة جميع مراحل عملية النتخابات )مادة 1/70(، مبا فيها

عملية فرز الأ�سوات مبا يتيح له ات�ساع املكان وعدم الإخالل بالنظام )مادة 1/89(.

وعلى ال�سعيد التنظيمي ن�س القانون على �سرورة اعتماد ال�سحافيني الذين يرغبون بامل�ساركة يف تغطية

اللجنة وتقوم املركزية، من خالل تقدمهم بطلب لذلك، النتخابات والرقابة عليها من قبل جلنة النتخابات

مبنحهم بطاقات دالة على العتماد )مادة 2/70(.

الف�سل الثاين

حتليل التنظيم القانوين حلرية الإعالم

فل�سطني، من ثالثة جوانب، الإعالم يف القانوين حلرية التنظيم بتحليل الف�سل ُيعنى هذا

يفرد لكل منها مبحثا خا�سا: يعر�س املبحث الأول للتنظيم القانوين حلرية الإعالم يف اجلوانب

الد�ستورية واحلقوقية، يف حني يعر�س املبحث الثاين حلرية الإعالم والنظام الإداري )عالقة

ال�سلطة التنفيذية بو�سائل الإعالم(، ويعر�س املبحث الثالث حلرية الإعالم والنظام اجلزائي

)التجرمي والعقاب(

52

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املبحث الأول

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف اجلوانب الد�ستورية واحلقوقية

كما �سبق اأن اأ�سري اإليه يف املبحث الثاين من الف�سل ال�سابق، فقد جاءت املنظومة الت�سريعية الفل�سطينية

بجملة من الأحكام العامة التي تكفل حرية الإعالم مبختلف و�سائله، بالإ�سافة اإىل الن�س على كفالة جملة من

احلقوق واحلريات ذات ال�سلة بهذه احلرية، �سواء بالتدعيم اأو التقييد؛ ذلك اأن احلقوق واحلريات يف تعددها

وت�سابكها تكون، يف العادة، يف مو�سع املقابلة بع�سها جتاه بع�س، مبعنى اأن اإطالق اأي من احلريات قد يوؤدي اإىل

التعدي على حرية اأخرى ل تقل عنها اأهمية.

هذا، وملا كنا قد عر�سنا �سابقا لأبرز تلك احلقوق واحلريات، التي ل حتتاج بطبيعتها لالإ�سهاب يف ال�سرح

اأبرز احلقوق واحلريات اأن نعود لنوؤكد على اأحد والتحليل، ب�سكل ينفي �سرورة اإعادة تناولها هنا، جند لزما

يهمنا وما املهن، لأي من النقابي التنظيم كفالة حرية العام يف وتتمثل بحكمه الأ�سا�سي، القانون كفلها التي

بطبيعة احلال هنا هو التنظيم النقابي للعاملني يف الإعالم، وهو من �سمن املبادئ التي اأكد عليها اإعالن �سنعاء

)1996(. وقد جاء �سمن اخت�سا�سات وزارة الإعالم »ن�سج عالقة جيدة مع ال�سحافيني والإعالميني وبذل

104اجلهود املمكنة مل�ساعدتهم على ت�سكيل نقاباتهم املهنية امل�ستقلة«.

يعد العمل النقابي يف الأحوال العادية اأحد اأبرز اأدوات الدفاع عن حرية الإعالم وحرية العاملني فيه وحقوقهم

التي يرتكبها منت�سبوها من خالل حثهم على اأن ي�سوب الإخاللت �ساأنه اأن من ال�سلطات والكافة، كما جتاه

ممار�سة عملهم وفق مدونات �سلوك متوافقة واملعايري الدولية للعمل الإعالمي النزيه. ولكن يتوجب احلذر دائما

من حتول النقابة اإىل جانب ال�سلطة التنفيذية يف مواجهة منت�سبيها الذين وجدت النقابة لأجلهم يف املقام الأول.

تنظم نقابة ال�سحافيني الفل�سطيينن عملها مبوجب قانون نقابة ال�سحافيني الأردين؛ وعليه، من املالحظات

فيما يتعلق ب�سعف دور النقابة ما ي�ستدعي تعديله، اأو بالأحرى اإ�سدار قانون جديد ليحل مكانه. ذلك، واإن كانت

املمار�سة و�سعت من مفهوم ال�سحافيني اإىل الإعالميني عموما، اإل اأن الباحث يقرتح التو�سيع من مدلول النقابة

ر�سميا بتعديل ا�سمها اإىل نقابة الإعالميني.

هذا، واإن كان بالإمكان تربير م�سلك امل�سرع الد�ستوري الفل�سطيني يف عمومية اأحكامه وعدم تف�سيلها، بحكم

طبيعة ال�سياغة الت�سريعية، اإل اأن النظام القانوين الفل�سطيني جاء ليكرر تلك الأحكام العامة دون تف�سيلها،

وبقيت مفاهيم من قبيل »النظام العام« و«الآداب العامة« و«امل�سلحة العامة« و«يف حدود القانون«، على ما فيها

من �سبابية وف�سحة للتاأويل، مدخال لل�سلطة التنفيذية لتوغل تدخلها يف تنظيم الإعالم.

املادة )8/3( من قرار جمل�س الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة العالم.104

53

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

يفرد هذا املبحث ثالثة مطالب، يعر�س الأول حلرية الإعالم ومبداأ امل�ساواة، يف حني يعر�س املطلب

الثاين جلملة من احلقوق املت�سلة بحرية الإعالم، اأما املطلب الثالث فيعر�س ملكانة الق�ساء من التنظيم

القانوين حلرية الإعالم.

املطلب الأول

حرية الإعالم ومبداأ امل�ساواة

الأ�سل اأن تكون حرية الإعالم مكفولة للكافة، املواطنني اأول، والأجانب وفقا لعتبارات �سيا�سية. كما يفرت�س

اأن النظام القانوين قد اأورد اأحكاما خا�سة وغري اأن تكون حرية الإعالم مكفولة جلميع و�سائل الإعالم، ذلك

وا�سحة بخ�سو�س املحطات الدينية. وبذلك يعر�س هذا املطلب لكل من امل�ساواة على اأ�سا�س اجلن�سية )الفرع

الأول(، والإعالم الأجنبي )الفرع الأول(، وخ�سو�سية املحطات الدينية )الفرع الثالث(.

الفرع الأول

امل�ساواة يف حرية الإعالم على اأ�سا�س اجلن�سية

بحرية عالقة له وفيما عموما، الفل�سطينيني بني الت�سريعية املنظومة وجممل الأ�سا�سي القانون �ساوى

الإعالم، بني كال اجلن�سني، وبني متبعي خمتلف املذاهب والنتماءات، �سواء اأكانوا اأ�سخا�سا طبيعيني )اإعالميني

اأفرادا( اأم اأ�سخا�سا معنويني )موؤ�س�سات اإعالمية(. وبذلك يتوافق النظام القانوين الفل�سطيني بهذا اخل�سو�س

مع اأحكام التفاقيات الدولية ذات ال�سلة كالتفاقية الدولية ملناه�سة كافة اأ�سكال التمييز �سد املراأة )1979(.

وفيما يتعلق مب�ساألة ا�سرتاط امتهان العمل الإعالمي للتمتع بحرية الإعالم، جند عدم ان�سجام يف اأحكام

الراأي حرية الأ�سا�سي القانون فيه يكفل الذي الوقت ففي اخل�سو�س، بهذا الفل�سطيني القانوين النظام يف

»للجميع« )مادة الإعالم و�سائل و�سائر ال�سحف تاأ�سي�س وَجْعل احلق يف ،)19 )مادة اإن�سان« »لكل والتعبري

2/27(، جند قانون املطبوعات والن�سر يحدد اجلهات التي متنح رخ�سة لإ�سدار مطبوعة بكل من ال�سحفيني )وفقا لتعريف القانون(، وال�سركات ال�سحفية، والأحزاب ال�سيا�سية، بالإ�سافة اإىل وكالت الأنباء الفل�سطينية

والأجنبية )مادة 17(.

عدم الن�سجام هذا موجود يف الت�سريع الواحد ذاته، ففي الوقت الذي يورد فيه قانون املطبوعات والن�سر

ذلك احلكم، جند اأنه ي�سبقه بكفالة حلرية ال�سحافة والطباعة »لكل فل�سطيني« )مادة 2(. كما �سمل يف حرية

ال�سحافة »اإف�ساح املجال للمواطنني لن�سر اآرائهم« )مادة 4/ب(، ويف بع�س املواد التي تنظم الواجبات خاطب

الأعلى املجل�س قانون م�سروع اأكد حني يف هذا .)8 )مادة بال�سحافة« يعمل من و«كل »ال�سحفي« القانون

54

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

لالإعالم على الكفالة الد�ستورية لـ«حرية و�سائل الإعالم« )مادة 19(، وباأن تاأ�سي�س و�سائل الإعالم حق يكفله

القانون »للجميع« )مادة 20(.

وبذلك هناك من يو�سي ب�سرورة اإطالق حرية اإ�سدار املطبوعات للجميع، ودون التعليق على �سروط تتعلق

كما يوؤخذ على قانون املطبوعات والن�سر 105

مبهنة ال�سحافة، اأو بوجود �سركة م�سجلة، اأو بقيام حزب �سيا�سي.

اأنه غاىل يف التمييز الإيجابي ل�سالح الأحزاب بتحريرها من جملة من اللتزامات، وكان الأ�سل اأن يبقى اإطالق

106مبداأ امل�ساواة دون متييز ول على اأي �سبيل.

كذلك يوؤخذ على قانون املطبوعات والن�سر اأنه حرم اأع�ساء املجل�س الت�سريعي – جاء يف الن�س »املتمتعني

باحل�سانة الق�سائية« - من تويل رئا�سة حترير املطبوعة ال�سحفية )مادة 1/11/ز(. ففي الوقت الذي يتوىل

107

فيه ع�سو املجل�س التعبري عن ال�سعب، ل ي�ستطيع التعبري عن راأيه من خالل رئا�سة حترير مطبوعة �سحفية.

واإذا ما ربطنا هذا احلكم باحلكم الذي يليه وي�ستثني مبوجبه امل�سرع رئا�سة حترير املطبوعة احلزبية من هذا

ال�سرط اأو احلرمان )مادة 2/11(، فاإننا نكون يف مواجهة الإقرار بعدم مراعاة مبداأ امل�ساواة ببعدين: عدم

بني امل�ساواة وعدم املطبوعة، حترير برئا�سة احلق يف العاديني باملواطنني الت�سريعي املجل�س اأع�ساء م�ساواة

اأع�ساء املجل�س الت�سريعي امل�ستقلني واملنتمني اإىل اأحزاب �سيا�سية.

الفرع الثاين

حرية الإعالم الأجنبي

ق�سرت املنظومة الت�سريعية الفل�سطينية مبوجب اأحكامها العامة حق ممار�سة العمل الإعالمي يف اأرا�سي

املطبوعة حترير رئا�سة يتولون فيمن اجلن�سية ت�سرتط مل اأنها اإل الفل�سطينيني، على الفل�سطينية ال�سلطة

كذلك 108

ال�سحفية، يف حني علقت ملكية املطبوعات الدورية واملحطات ومدراء املحطات على �سرط اجلن�سية.

ترخي�س على احل�سول ب�سرط ومعنويني طبيعيني اأ�سخا�سا لالأجانب الإعالمي العمل ممار�سة اأجازت فقد

خا�س بذلك.

هذا، اإل اأنها رفعت من مرتبة اجلهة التي ت�سدر الرتخي�س لوكالة الأنباء الأجنبية، فجعلتها من اخت�سا�س

الوزير، ولي�س مدير عام املطبوعات والن�سر يف وزارة الإعالم كما هو حال بقية الرتاخي�س.

105 ال�سلمي وميندل 1999، 33.106 ال�سعيبي 1999، 5-6. و: اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 74.

107 البكري 1996، 29.108 املادة )16( من قانون املطبوعات والن�سر، واملادة )1/12-2( من قرار جمل�س الوزراء بتنظيم تراخي�س املحطات.

55

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الأول اأن يكون وفقا ملبداأ املعاملة باملثل، مبعنى اأن تكون 109

كما ا�سرتطت ملنح هذا الرتخي�س �سرطني اثنني:

اأما فل�سطينية. اأنباء لوكالت الرتاخي�س مثل هذا تقوم مبنح تلك، الأنباء وكالة التي حتمل جن�سيتها الدولة

ال�سرط الثاين فهو اأن يكون رئي�س حترير الوكالة الأجنبية فل�سطينيا.

الفرع الثالث

خ�سو�سية املحطات الدينية

يف الوقت الذي يكفل فيه القانون حرية اإن�ساء وتاأ�سي�س خمتلف و�سائل الإعالم واملحطات املرئية وامل�سموعة،

فقد اأورد قرار جمل�س الوزراء ب�ساأن نظام ترخي�س املحطات اأن »اإن�ساء املحطات الإذاعية والتلفزيونية الدينية

حق ح�سري لل�سلطة الوطنية الفل�سطينية« )مادة 17(. وعلى املنوال ذاته جاء ن�س املادة )24( من م�سروع

قانون املجل�س الأعلى لالإعالم، بحيث اإنه »حق ح�سري ملجل�س الوزراء«.

يف ظل غمو�س معنى حكم هاتني املادتني فاإنه يالقي النتقاد ل�سببني اأو ببعدين: الأول مو�سوعي، وهو قائم

على افرتا�س اأن املق�سود هو اأن هذا احلكم مبثابة حظر اإن�ساء حمطات دينية غري حكومية، وهنا مما ل �سك

فيه اأنه قيد غري مربر، وفيه تعدٍّ على حرية العقيدة والتعبري عنها فيما ل يخل بالنظام العام. اأما الثاين ف�سكلي،

ويقوم على افرتا�س اأن املق�سود هو ق�سر �سالحية ترخي�س املحطات الدينية على ال�سلطة الفل�سطينية )ح�سب

القرار( اأو جمل�س وزرائها )ح�سب امل�سروع(، وا�ستثناوؤها من �سالحيات وزارة الإعالم )ح�سب القرار( اأو جمل�س

الإعالم )ح�سب امل�سروع(.

وهنا، اإذا ما �سح الفرتا�س الثاين، جند اأن امل�سرع اأو ال�سائغ القانوين قد جانب ال�سواب يف �سياغة املادة؛

ذلك اأن احلديث هنا عن �سالحيات ولي�س عن حقوق؛ وكان الأجدى اأن تكون ال�سياغة كما يلي: تناط �سالحية

ترخي�س املحطات الدينية بال�سلطة الفل�سطينية اأو مبجل�س الوزراء.

املطلب الثاين

احلريات واحلقوق املت�سلة بحرية الإعالم

الكفالة بطبيعتها ت�ستحق التي واحلقوق احلريات لبع�س مانعة« »جامعة كفالة الأ�سا�سي القانون اأغفل

الد�ستورية ل�سمان مراعاة الت�سريعات الأقل درجة لها، وهو ما حاول م�سروع الد�ستور تداركه. وتتمثل اأبرز هذه

احلقوق واحلريات بـ: احلق يف احل�سول على املعلومات، وحماية امللكية الفكرية، و�سرية م�سادر املعلومات، وعدم

احلرمان من احلقوق واحلريات لأ�سباب �سيا�سية.

املادة )17( من قانون املطبوعات والن�سر.109

56

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

هذا، وكان القانون الأ�سا�سي قد اأورد بخ�سو�س املبداأ الأخري حكما عاما قد ي�سمل هذا املبداأ، وهو امل�ساواة بني

الفل�سطينيني »اأمام القانون والق�ساء« وعدم التمييز بينهم على اأي اأ�سا�س من بينه »الراأي ال�سيا�سي« )مادة 9(.

يفرد هذا املطلب ثالثة فروع: يعر�س الأول للحق يف احل�سول على املعلومات، يف حني يعر�س الثاين للملكية

الفكرية، واأما الفرع الثالث فيعر�س ل�سرية م�سادر املعلومات.

الفرع الأول

احلق يف احل�سول على املعلومات

ل مبعلومات حتتفظ العامة »املوؤ�س�سات اأن مفادها قاعدة على املعلومات على احل�سول يف احلق يوؤ�س�س

تخ�سها بل بالنيابة عن العامة«، واأن »ال�ساأن العام هو �ساأن العامة«. ولذلك فاإن من حق كل مواطن النفاذ اإىل

ال�ساأن يف عالقة ذات معلومات من لديهم ما على للح�سول العامة، ال�سخ�سيات ومقابلة العامة، املوؤ�س�سات

110العام، متى اقت�ست احلاجة ذلك.

وتنعك�س الكفالة القانونية ال�سليمة لهذا احلق على منظومة حقوق الإن�سان ككل، وحرية الإعالم خ�سو�سا،

111واحلكم الر�سيد ومكافحة الف�ساد.

هذا، ويختلف �سكل التنظيم القانوين حلق احل�سول على املعلومات بني نظام �سيا�سي واآخر، فلدى بع�سها

يكون مبوجب ت�سريع خا�س، ولدى بع�سها الآخر مبوجب جملة من الت�سريعات ذات الطبيعة العامة اأو اخلا�سة

112مبو�سوعات معينة.

ب�سمول يق�سي والن�سر حكما املطبوعات قانون اأورد الد�ستوري، ال�سند الفل�سطيني، ويف غياب ال�سياق يف

حرية ال�سحافة »البحث عن املعلومات والإح�سائيات التي تهم املواطنني من م�سادرها املختلفة« )مادة 4/ج(.

وت�سمن حكما اآخر باأن »تعمل اجلهات الر�سمية على ت�سهيل مهمة ال�سحفي والباحث يف الطالع على براجمها

وم�ساريعها« )مادة 6(.

التي القانوين الإلزام األفاظ اأدنى ا�ستعملت لفظة »تعمل« وهي من كما هو وا�سح يف احلكم الأخري، فقد

يت�سدرها »يجب/ تلتزم/ على«، كذلك فاإن القانون مل يت�سمن »متكني« واإمنا »ت�سهيل مهمة«، واأما عن اأ�سحاب

تو�سيع مدلول بالإمكان اإنه بالقول بالإمكان اجلزم ولي�س والباحثني، ال�سحفيني هذا احلق فهو مق�سور على

مفهوم »باحث« لي�سمل جميع املواطنني، من منطلق رغبتهم بالبحث؛ ذلك اأن هذا امل�سطلح يق�سد به يف الغالب

من ميتهن البحث.

الربغوثي )د.ت(، 7.110

انظر يف اأهمية هذا املبداأ: الربغوثي )د.ت(، 25-19.111

اأبو دهيم 2008، 104.112

57

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

كذلك مل ي�ستعمل لفظة »احل�سول« واإمنا »الطالع«، مبعنى عدم �سمان احل�سول على وثائق واإمنا الطالع

عليها، واأي�سا فقد ح�سر اأ�سكال الوثائق التي بالمكان الطالع عليها فيما يتعلق بالربامج وامل�ساريع فقط، ومل

ي�سمل الأر�سيف؛ هذا، ناهيك عن اأن املادة بالإمكان تف�سريها من قبل »اجلهات الر�سمية« بق�سر احلق بال�ستماع

اإىل اأحد م�سوؤوليها ولي�س الطالع املبا�سر على الوثائق. وهناك من علق على هذا الن�س الت�سريعي باأنه ل يتعدى

113

عليها. الرتقاء اىل درجة احلق يف احل�سول دون والأخبار من م�سادرها، املعلومات البحث عن »اإجازة«

هذا، ويعرت�س احلق باحل�سول على املعلومات جملة من القيود الت�سريعية املتعلقة بق�سايا الأمن والنظام العام،

114والأ�سرار التجارية، وحماية اخل�سو�سية، واملعلومات الق�سائية.

على عام، ب�سكل املعلومات على احل�سول حلق قانونية كفالة وجود بعدم القول بالإمكان ي�سبح وبذلك،

نحو ما جاءت به املواثيق الدولية ذات ال�سلة، كالإعالن العاملي حلقوق الإن�سان والعهد الدويل اخلا�س باحلقوق

هذا، وقد اأعدت »منظمة املادة 19«، يف العام 115

املدنية وال�سيا�سية، بالإ�سافة اإىل العديد من املواثيق الإقليمية.

2000، مذكرة �سمنت فيها ت�سعة مبادئ اأ�سا�سية للكفالة القانونية ال�سلمية حلق الو�سول اإىل املعلومات، يتفرع 116

عنها جملة من املبادئ الفرعية.

ومبقاربة هذه املعايري مع ما هو موجود يف النظام القانوين الفل�سطيني، نلحظ فجوة مو�سعة. ولي�س يف احلكم

ال�سابق تنكر جلملة من الأحكام اخلا�سة واملتفرقة التي اأوردتها جمموعة من القوانني يف تنظيمها ملو�سوعات

117بعيدة عن ال�ساأن الإعالمي.

بالنظر اإىل مو�سوع الو�سول اإىل املعلومات كحق عام، فيما يتجاوز �سلته بحرية الإعالم، تربز اأهمية تو�سية

بالتجارب اأ�سوة الر�سمية«، املعلومات اإىل الو�سول حق للمواطنني ي�سمن خا�س »قانون �سن ب�سرورة البع�س

وي�سار على هذا ال�سعيد اإىل اأنه قد �سهد يف العامني 2004 و2005 118

الدولية الرائدة يف هذا اخل�سو�س.

تقدمي م�سروعي قانونني للمجل�س الت�سريعي، الأول با�سم »م�سروع قانون حرية احل�سول على املعلومات«، وقد مت

120 والثاين با�سم »م�سروع قانون احلق يف الو�سول اإىل املعلومات«.

119قبوله يف املناق�سة العامة،

عبد احلميد 2005، 40.113

انظر: اأبو دهيم 2008، 115-113.114

انظر: اأبو دية 2005، 9-7، 17.115

انظر يف هذه املبادئ: الربغوثي )د.ت(، 7-17. و: اأبو دهيم 2008، 117-115.116

اأبرز هذه الت�سريعات: قانون الإح�ساءات العامة رقم )4( ل�سنة 2000 – على نحو العر�س الذي �سبق تقدميه يف املطلب الرابع من املبحث 117

ال�سابق – وقانون رقم )7( ل�سنة 1999 ب�ساأن البيئة، وقانون رقم )2( ل�سنة 1999 ب�ساأن الأحوال املدنية، وقانون اأ�سول املحاكمات املدنية رقم )2(

ل�سنة 2001، وقانون الإجراءات اجلزائية رقم )3( ل�سنة 2001، قانون البينات رقم )4( ل�سنة 2001. انظر بهذا اخل�سو�س: اأبو دية 2005، 17-

24. والربغوثي )د.ت(، 34-28. عبد احلميد 2005، 41-40.

118

انظر يف و�سف هذا امل�سروع: الربغوثي )د.ت(، 27- 28.119

انظر: اأبو دهيم 2008، 111. 120

58

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الأعلى لالإعالم املجل�س قانون املطروحة، فقد كفل كل من م�سروع الإعالم قوانني يتعلق مب�ساريع فيما

اإىل الو�سول الإعالم« احلق يف لـ«و�سائل ،)5 وامل�سموع )مادة املرئي الإعالم قانون 22(، وم�سروع )مادة

بني من يكون اأن على لالإعالم الأعلى املجل�س قانون م�سروع اأكد كما املختلفة. م�سادرها من املعلومات

�سالحيات جمل�س اإدارة املجل�س »التاأكد من حرية ال�سحافة وال�سحفي يف الو�سول اإىل املعلومات ون�سرها وفق

القوانني املرعية« )مادة 9/9(.

الفرع الثاين

امللكية الفكرية

وحق الفكرية امللكية منظومة مراعاة واأبرزها الفكرية، وامللكية الإعالمي العمل بني العالقة �سور تتعدد

على ال�سطو بعدم الإعالمي بالعمل امل�ستغلني عاتق على امللقاة الواجبات اأحد اخل�سو�س، وجه على املوؤلف

اأو القتبا�س منها دون توثيق. ويكون التعريج على 121

امل�سنفات ونقلها اأو ن�سرها اأو حتريفها دون اإذن �ساحبها،

امللكية الفكرية يف �سياق احلديث عن احلقوق واحلريات املت�سلة بحرية الإعالم، مبا له عالقة بحماية املنتج

وهذه وحماية هذا احلق تنظيم ويدخل وامل�سموعة. واملرئية املطبوعة اأ�سكاله الإعالمي، مبختلف امل�سنف اأو

اأو حق املوؤلف واحلقوق املجاوره له امل�سنفات من خالل الت�سريعات ذات العالقة بامللكية الفكرية ب�سكل عام،

ب�سكل خا�س.

ولول بوجه عام، امللكية قد كفل كان واإن ب�سكل �سريح، الفكرية بامللكية الأ�سا�سي احلق القانون يكفل مل

لل�سلطة الفل�سطينية عن حقبة النتداب الربيطاين، لكنا يف مواجهة فراغ ت�سريعي الت�سريعي اجلزئي املرياث

يف تنظيم وحماية اأحد اأبرز حقوق الإن�سان التي تتقاطع عندها احلقوق املدنية وال�سيا�سية واحلقوق القت�سادية

اإىل اأن امللكية الفكرية تكفل �سقني من احلقوق: احلقوق املعنوية بن�سب امل�سنف والجتماعية والثقافية. ذلك

122موؤلفه، واحلقوق املادية با�ستغالل امل�سنف للك�سب املايل.

فيما يتعلق بالت�سريعات اخلا�سة بالإعالم، اأورد قرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات حكما يلزم

املحطات، فيما تبثه وتنتجه، بـ«التقيد بت�سريعات حماية امللكية الفكرية مبا يف ذلك احل�سول على اإذن خا�س من

اأي حمطة اأخرى بهدف ال�سماح ببث اأو اإعادة بث براجمها يف فل�سطني« )مادة 4/4/12(.

انظر: احللو 2006، 347-346.121

انظر يف التف�سيل: توام 2008، 34-28.122

اإن قانون حقوق الطبع والتاأليف ال�ساري يف الأرا�سي الفل�سطينية، هو قانون جيد ن�سبيا، ومتوافق اإىل حد كبري واملعايري واملواثيق الدولية ذات ال�سلة، اإل اأنه

بحاجة اإىل اإدخال جملة من التعديالت ملالءمته مع تقنيات وتطورات الع�سر. وريثما يتم تعديل هذا القانون اأو اإلغاوؤه واإقرار م�سروع قانون جديد حلق املوؤلف،

يتوجب توعية جمهور املخاطبني به كاأ�سحاب حقوق، عدم التواين عن اللجوء اإىل الق�ساء ليحكم لهم مبوجب هذا القانون، ذلك اأن كثريين يعتقدون بوجود

فراغ ت�سريعي بهذا اخل�سو�س. انظر درا�ستني �سابقتني للباحث بهذا اخل�سو�س: توام 2008. و: توام وطواف�سة وجعوان 2010.

59

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وعدا هذا مل تورد اأي من تلك الت�سريعات كفالة �سريحة للملكية الفكرية، حتى اأن حماولة التو�سيع من دللة

بع�س اأحكام قانون املطبوعات والن�سر، التي و�سفناها �سابقا باأنها ذات �سلة بامللكية الفكرية، ل تقدم يف التكييف

الدقيق دللة مبا�سرة لذلك. ذلك اأن الفهم الدقيق لهذه املواد يخل�س اإىل نتيجة مفادها كفالة العن�سر املعنوي

للملكية الفكرية كو�سيلة للرقابة على منتجات و�سائل الإعالم. وهنا ي�سهد مل�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم

اأنه قد اأورد �سمن »توجهات واأهداف املجل�س« حكما يعرب عن �سعي املجل�س اإىل »توحيد الإطار القانوين الناظم

لالإعالم وحماية امللكية الفكرية« )مادة 8/7(.

ويف هذا ال�سدد يتوجب التفريق بني اليداع القانوين للم�سنفات وفقا لقانون حق املوؤلف، والإيداع القانوين

للمطبوعات وفقا لقانون املطبوعات والن�سر؛ ذلك اأن ال�سكل الثاين من الإيداع ل يكون اإل لغر�س الرقابة الإدارية

اأ�سا�سا الأول فيقوم الإيداع اأما يلي؛ على املطبوعات، على نحو ما �سنعر�س له يف املو�سع اخلا�س بذلك فيما

الوطني الرتاث وحماية الندثار، من والإن�ساين القومي الفكر كحفظ ال�سامية الأهداف من جملة لتحقيق

والفلكلور من الت�سويه والنحراف، بالإ�سافة اإىل اإغناء املكتبات الوطنية اأو جهات الإيداع بن�سخ جمانية، توفر

ذلك بالإ�سافة اإىل حجيته القانونية يف اإثبات ن�سب امل�سنف ملوؤلفه، كقرينة 123

للجمهور الطالع املجاين عليها.

ب�سيطة تقبل اإثبات العك�س. وقد كان هذا النوع من الإيداع فيما �سبق �سرطا للحماية القانونية حلق املوؤلف، وهو

املبداأ الذي مت هجره مبوجب »اتفاقية برين حلماية امل�سنفات الأدبية والفنية«، بداعي عدم تعليق احلماية على

مت تنظيم النوع الثاين من الإيداع مبوجب قانون املطبوعات والن�سر، فيما ل توجد اأية 124

اأية اإجراءات �سكلية.

اأن الأحكام املتعلقة بالإيداع يف القانون »الربيطاين« اأحكام �سارية تنظم ال�سكل الأول من الإيداع الأول؛ ذلك

وهذه اإحدى اأبرز املاآخذ على 125

ال�ساري قد ق�سر نفاذها على امل�سنفات التي تن�سر يف اأرا�سي »اململكة املتحدة«.

قانون حق املوؤلف ال�ساري، والتي ت�سرتعي تعديله اأو ت�سمنيها يف م�سروع القانون اجلديد.

الفرع الثالث

�سرية م�سادر املعلومات

املعلومات مقدمي بخ�سية ذلك لرتباط الإعالم، حرية مقومات اأبرز اأحد املعلومات م�سادر �سرية تعد

من املحا�سبة اأو الإ�سرار بهم يف الوظيفة اأو العمل، بل ورمبا التعر�س لأذى ج�سدي. كذلك فاإن ك�سف م�سادر

بكتمان متعهدا املعلومات من م�سادرها الذي ح�سل على الإعالمي بالثقة جتاه الإخالل �ساأنه املعلومات من

�سرية م�سادره.

123 انظر: توام وطواف�سة وجعوان 2010، 125، 128.124 توام وطواف�سة وجعوان 2010، 122، 125.

125 توام وطواف�سة وجعوان 2010، 129.

60

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

كما اأن من املت�سور اأن يكون ك�سف م�سادر املعلومات من قبل ال�سحفي بحد ذاته اإخالل مببداأ عدم

وقد و�سفت املحكمة الأوروبية حلقوق الإن�سان هذا املبداأ باأنه »�سرط اأ�سا�سي حلرية 126

اإف�ساء اأ�سرار املهنة.

127ال�سحافة«.

ت�سجيع �ساأنه من اأمرا املعلومات �سرية مبداأ كفالة اعتبار مدى م�ساألة اأثريت لطاملا ال�سياق هذا يف

مع هذه للتعاطي الأبرز املعيار اأن اإل الأ�سرار، وك�سف اخليانة على املهني اأو الوظيفي ال�سر على املوؤمتنني

للدولة، مبوجب جملة من القومي بالأمن تتعلق اأ�سرار ن�سر لي�س من حقها الإعالم اأن و�سائل الإ�سكالية هو

املحظورات الت�سريعية؛ وبالتايل، فاإن املعلومات اأو املواد التي ت�سعى و�سائل الإعالم لن�سرها يف املمار�سة املهنية

ال�سحيحة هي التي تتعلق باملمار�سات اخلاطئة لالإدارة واملخالفات التي ترتكبها اإخالل بالنظام القانوين الذي

اأقوى ال�سمانات القانونية كذلك فاإن عددا من الدول التي تكفل ر�سميا هذا املبداأ، وتقدم 128

يحكم اجلميع.

له، توؤ�س�س ذلك على فر�سية »اأن امل�سالح العامة للمجتمع ميكن �سيانتها ب�سكل اأف�سل عن طريق ت�سجيع النا�س

على التحدث يف امل�سائل املتعلقة بال�سالح العام لل�سحافة )حتى لو كانت املعلومات ت�ستمل على اأدلة خاطئة من

129�سنعهم( اأكرث من اتهام �سخ�س ورمبا اإدانته اإذا اأخطاأ«.

هذا وما زال مبداأ �سرية املعلومات يتنازع عليه ما بني اجتاه معار�س واجتاه داعم حتى املطالبة باإطالق املبداأ

ذلك اأن مبداأ �سرية م�سادر املعلومات لي�س مطلقا جتاه جميع ال�سلطات، فهذا املبداأ 130

جتاه الكافة حتى الق�ساء.

مطلق جتاه الكافة با�ستثناء الق�ساء، اإذا ما طلب من ال�سحايف ال�سهادة يف ق�سية ذات عالقة، ومل يعفه القا�سي

هذا ونادرا ما جترب املحاكم 131

من البوح مب�سادره، اأو لدفع الإعالمي التهمة عن نف�سه يف معر�س املحاكمة.

ول�سمان الكفالة ال�سليمة لهذا املبداأ 132

- يف الأنظمة الدميقراطية - ال�سحافيني على الك�سف عن م�سادرهم.

يتوجب وجود نظام ق�سائي نزيه وم�ستقل، وقادر على توفري احلماية مل�سادر املعلومات.

اأورد قانون املطبوعات والن�سر حكما يق�سي باحلق يف »اإبقاء م�سادر املعلومات اأو يف ال�سياق الفل�سطيني،

الأخبار التي يتم احل�سول عليها �سرية اإل اإذا قررت املحكمة غري ذلك اأثناء النظر بالدعاوى اجلزائية حماية

لأمن الدولة اأو ملنع اجلرمية اأو حتقيقا للعدالة« )مادة 4/د(.

احللو 2006، 348.126

من الأمثلة التي ت�ساق يف الإخالل مببداأ �سرية املعلومات، احلادثة التي ك�سف بها املحرر ال�سحفي يف هيئة الإذاعة الربيطانية )جليجان( عن م�سدر معلوماته

)الدكتور ديفيد كيلي( حول تورط حكومة بلري بالطلب من املخابرات الربيطانية ت�سمني تقاريرهم مبعلومات تفيد وجود اأ�سلحة دمار �سامل يف العراق عام

2003، وكانت النتيجة انتحار الدكتور كيلي هربا من ال�سغوط التي مور�ست عليه. انظر: احللو 2006، 354-353. ال�سلمي وميندل 1999، 40.

127

انظر: احللو 2006، 348-347.128

اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 62.129

انظر: احللو 2006، 352-348.130

احللو 2006، 348، 353.131

انظر: اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 63-62.132

61

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ويوؤخذ على هذا احلكم اأنه اأطلق �سلطان التقدير للق�ساء، وكان الأجدى اأن ين�س على تعليق طلب املحكمة

اإف�ساء م�سدر املعلومات على ف�سلها يف احل�سول على املعلومات بطرق اأخرى، مبعنى ا�ستنفادها جلميع الطرق

القا�سي �سالحية الأمر بك�سف م�سادر املعلومات ك�سرا حلق مقد�س يف وهناك من يرى يف منح 133

الأخرى.

134حرية الإعالم، وهو ل ي�ستوعب لذلك اأية مربرات، بل يرى فيه اخلطر الأكرب يف قانون املطبوعات والن�سر.

هذا، يف حني ن�ست املادة )21( من م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم، واملادة )5( من م�سروع قانون

الإعالم املرئي وامل�سموع، على كفالة �سرية م�سادر املعلومات، ما مل ي�سدر حكم ق�سائي بخالف ذلك.

املطلب الرابع

مكانة الق�ساء من التنظيم القانوين حلرية الإعالم

الق�ساء هو اإحدى ال�سلطات الثالث يف الدولة، ويتوجب اأن يكون له دور معترب ومناظر لل�سلطتني التنفيذية

ال�سلطات. بني املرن الف�سل ومبداأ واتفاقا واملواطنني، الدولة �سوؤون اإدارة امل�ساركة يف والت�سريعية من حيث

اجلزائية لالإجراءات الثاين الفرع يعر�س الإعالم، يف حني بحرية الق�ساء لأبعاد عالقة الأول الفرع يعر�س

املتبعة يف ق�سايا الإعالم.

الفرع الأول

اأبعاد عالقة الق�ساء بحرية الإعالم

تتعدد الأدوار التي يلعبها الق�ساء فيما يتعلق مبمار�سة حرية الإعالم، باختالف اأ�سكاله اأو م�ستوياته �سواء

اأكان ق�ساء د�ستوريا اأو اإداريا اأو جزائيا. فهو ي�سطلع ب�سفته الد�ستورية )املحكمة الد�ستورية( بالرقابة على عدم

خمالفة الت�سريعات لأحكام الد�ستور، وعدم خمالفة الت�سريعات الأدنى درجة للت�سريعات الأعلى منها درجة، هذا

اإن كان الد�ستور قد كفل ب�سكل مانع حرية التعبري عن الراأي وممار�سة ال�سحافة والعمل الإعالمي.

متار�سها اأو ت�سدرها التي الإدارية والت�سرفات القرارات نق�س يف معتربا دورا الإداري للق�ساء اأن كما

احلكومة والإدارة على العمل الإعالمي، ويتوجب هنا كفالة مبداأ عدم حت�سني القرارات والت�سرفات الإدارية من

الطعن لدى الق�ساء؛ كما كان لقرارات املحاكم العليا يف عدد من الأنظمة ال�سيا�سية املتقدمة دور مهم يف تف�سري

135�سمول كفالة الد�ستور حلرية الراأي والتعبري حلق احل�سول على املعلومات.

ال�سلمي وميندل 1999، 40.133

ن. اخلطيب 1996، 100.134

اأبو دهيم 2008، 103.135

62

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

كذلك فاإن للق�ساء اجلزائي دورا مهما واأ�سا�سيا يف تطبيق اأحكام القانون فيما يتعلق باجلرمية والعقاب،

والف�سل بني املتخا�سمني يف ق�سايا الإعالم وخ�سو�سا فيما يتعلق بدعاوى القدح والذم والت�سهري، ويكون للق�ساء

امل�ستقل يف هذا اخل�سو�س دوره املراعي حلقوق الإن�سان فيكون مبثابة املخل�س للمتهمني مبثل هذه اجلرائم، وهو

ما �سنعر�س له ببع�س من التو�سيح يف املبحث الثالث )الفرع الثالث من املطلب الرابع(.

والأ�سل اأن يكون للق�ساء وحده �سالحية التقرير فيما اإذا جتاوزت حرية الإعالم القيود القانونية املفرو�سة

احرتاما لدوره الد�ستوري كاإحدى ال�سلطات الثالث، و�سمانا لعدم تعدي ال�سلطة التنفيذية وجورها يف 136

عليها،

خما�سمة الإعالميني وو�سائل الإعالم، فتبيت هي »اخل�سم واحلكم«. ذلك اأن كثريا من العقوبات اأو الإجراءات

التي تفر�سها ال�سلطات الإدارية كالإنذار، وامل�سادرة، والتعطيل، والإيقاف، واإلغاء الرتخي�س، هي يف جوهرها

جزاءات ذات طبيعة ق�سائية، ول يفرت�س اأن ت�سدر من قبل جهات اإدارية، ويف ذلك اغت�ساب لل�سلطة الق�سائية

له وتركت الق�ساء، دور حجمت قد الت�سريعات تلك فاإن وبالتايل 137

ال�سلطات. بني الف�سل مبداأ على وتعدٍّ

ف�سحة �سيقة يعمل يف حدودها على تنظيم حرية الإعالم، ومل تتطرق لدور الق�ساء يف الرقابة على عمل وحقوق

الإعالميني. كذلك يكون الق�ساء حا�سرا كاأحد الأطراف املعتدى عليها من قبل و�سائل الإعالم، فيما يتعلق بن�سر

و�سائل الإعالم ملحا�سر جل�سات املحاكم يف الق�سايا املعرو�سة عليها قبل الف�سل فيها، اأو ن�سر حما�سر جل�سات

حماكم �سرية، بدون اإذن الق�ساء. ومن ذلك اأي�سا العتداء على هيبة الق�ساء والق�ساة بتلفيق اأكاذيب من �ساأنها

بانتقا�س من حرية لي�س للق�ساء الإعالم وو�سائل الإعالميني فاإن خ�سوع وهكذا 138

الق�ساء. امل�سا�س مبكانة

الإعالم، فما الإعالميون والقائمون على و�سائل الإعالم اإل ب�سر، واخلطاأ فيهم مفرت�س. والإعالم �ساأنه �ساأن

139قطاعات املجتمع، »لي�س فوق ال�سبهة اأو امل�ساءلة اأو التهام اأو التق�سري«.

الفرع الثاين

الإجراءات اجلزائية املتبعة يف ق�سايا الإعالم

يف�سل الق�ساء الفل�سطيني يف ق�سايا الإعالم وفقا للقواعد العامة املنظمة لالجراءات اجلزائية؛ ذلك اأن

اأّيا من الت�سريعات ذات العالقة بالعالم، وكذلك م�ساريع القوانني املطروحة، مل تن�س على اإجراءات جزائية

�سفة 30( مبنح وامل�سموع )مادة املرئي الإعالم قانون م�سروع ت�سمنه ما با�ستثناء الإعالم، بق�سايا خا�سة

ال�سابطية الق�سائية لالأمني العام للمجل�س الأعلى لالإعالم اأو من يفو�سه من موظفي املجل�س.

اأبو خليل 2011، 281.136

احللو 2006، 102.137

انظر: احللو 2006، 248-249. و: عبد احلميد 2010، 46 وما بعدها.138

انظر: الأ�سفر 2010، 29 وما بعدها.139

63

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وهنا نو�سي ب�سرورة وجود اإجراءات خا�سة من هذا القبيل، بل ورمبا حمكمة خمت�سة يف ق�سايا الإعالم،

ملا يف ذلك من �سمانات اإ�سافية وخا�سة تتالءم وكفالة حرية الإعالم، وخ�سو�سا فيما يتعلق بعدم جواز احلب�س

140الحتياطي )التوقيف( يف ق�سايا الإعالم اتفاقا واملعايري الدولية.

ويف الن�س على عدم جواز احلب�س الحتياطي من ال�سرورة ما ل يحتمل معه النظر يف مدى اإمكانية �سن

ت�سريعات جديدة، تنظم الإجراءات اجلزائية يف ق�سايا الإعالم؛ اإذ بالإمكان ت�سمني اأي من الت�سريعات ال�سارية

اأو امل�ساريع املطروحة بن�س يكفل ذلك، اأ�سوة بالتعديل الذي اأدخل على قانون املطبوعات والن�سر الأردين يف عام

والذي ا�ستمد امل�سرع الفل�سطيني من ن�سخته القدمية ُجّل اأحكامه. 141

،2007هذا، وقد ذكر قانون املطبوعات والن�سر حكما يتعلق بـ«املحكمة املخت�سة«، اإذ جاء يف املادة )42/اأ( منه:

»تقوم املحكمة املخت�سة بالنظر يف املخالفات التي ترتكب خالفا لأحكام هذا القانون ...«. ول بد هنا من التعليق

لتاأ�سي�س حمكمة بـ«املحكمة املخت�سة« نية امل�سرع اأن القانون مل يق�سد اأمرين: الأول على هذا املو�سوع لتبيان

لتاأ�سي�س هذه اأو الإعالم املطبوع حتديدا، ولو ق�سد ذلك لذكره ب�سراحة، بل واأورد الأحكام بق�سايا الإعالم

املحكمة وتنظيمها، اأو اأحال تنظيمها اإىل ت�سريع اآخر.

باملحكمة القانون ق�سد باأن البع�س اأبداه الذي التوج�س ي�سح ل - الثاين بالأمر يتعلق فيما – كذلك

واإن كان التطبيق اجلائر للقانون يحتمل اإمكانية 142

املخت�سة قد يحتمل �سمنا اإ�سارة اإىل »حمكمة اأمن الدولة«،

اإحالة الدعوى اإىل حمكمة اأمن الدولة �سيئة ال�سيت التي حلت يف عام 2003.

وبذلك فاإن ق�سد امل�سرع باملحكمة املخت�سة هو الإحالة اإىل الأحكام العامة التي تنظم الخت�سا�س املو�سوعي

اإذ تخت�س حماكم ال�سلح 143

واملكاين للمحاكم وفقا لنوع اجلرمية واملعايري املحددة للمحكمة املخت�سة مكانيا،

بق�سايا اجلنح واملخالفات، وتخت�س حماكم البداية بق�سايا اجلنايات، وذلك بالطبع ما مل ين�س القانون على

خالف ذلك باإيراد جملة من الق�سايا املحددة على �سبيل احل�سر كاخت�سا�س لأي من املحاكم.

واأما ما يحدد درجة اجلرمية وت�سنيفها فهو نوع العقوبة املقرة لها، فتو�سف باجلناية كل جرمية عقوبتها

ال�سجن ما فوق ثالث �سنوات، فيما تو�سف بجنحة كل جرمية عقوبتها احلب�س ما بني اأ�سبوع وحتى ثالث �سنوات

اأو بغرامة جنحية، واأما املخالفة فما عقوبتها ما دون ذلك اأو بغرامة.

هناك من ي�سري اإىل وجود معايري دولية بحظر احلب�س الحتياطي، ولكن غري وا�سح مبوجب ماذا بالتحديد. انظر: الراعي 2011، 35. و: 140

اأبو خليل 2011، 281.

الراعي 2011، 11.141

قني�س 2008، 127.142

تن�س املادة )163( من قانون الجراءات اجلزائية رقم )3( ل�سنة 2001 على اأن »يتعني الخت�سا�س باملكان الذي وقعت فيه اجلرمية، 143

اأو الذي يقيم فيه املتهم، اأو الذي يقب�س عليه فيه.«

64

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املبحث الثاين

حرية الإعالم والنظام الإداري )عالقة ال�سلطة التنفيذية بو�سائل الإعالم(

لطبيعة النظام ال�سيا�سي ال�سائد دور موؤثر يف حتديد كنه العالقة التي تربط بني احلكومة وال�سلطة التنفيذية

الأنظمة لدى والتحكم املركزية اأ�سد فتبلغ اأخرى؛ جهة من فيها وامل�ستغلني الإعالم وو�سائل جهة، من ككل،

الر�سيد واحلكم الدميقراطية معايري من ال�سيا�سي النظام اقرتاب مع درجتها وتخف وال�سمولية، ال�سلطوية

ومتكني املجتمع املدين.

يعر�س هذا املبحث لأبرز م�ستويات العالقة بني ال�سلطة التنفيذية وو�سائل الإعالم، يت�سدرها مو�سوع اجلهة

تنعك�س اخت�سا�سها وطبيعة م�سماها يكاد والتي الأول(، )املطلب الإعالم و�سائل مبتابعة املخت�سة الر�سمية

على جممل العنا�سر الأخرى، ومن تلك العنا�سر اإجراءات من قبيل تراخي�س و�سائل الإعالم )املطلب الثاين(،

و�سائل متويل م�سادر على القانونية والرقابة الثالث(، )املطلب الإعالم و�سائل عمل على الإدارية والرقابة

الإعالم )املطلب الرابع(.

املطلب الأول

اجلهة الر�سمية املخت�سة مبتابعة و�سائل الإعالم

و�سائل عمل ملتابعة منا�سبة الأكرث الر�سمية اجلهات من اأي لتحديد الدولية املعايري من اأي تعر�س مل

الإعالم، بل عر�ست لطبيعة ال�سالحيات والخت�سا�سات املناطة بتلك اجلهة يف عالقتها مع و�سائل الإعالم، اإل

اأنه ويف الوقت الذي مت فيه ال�ستغناء اأ�سا�سا عن وزارة الإعالم، طورت بع�س التجارب الدولية الرائدة يف جمال

متكني حرية الإعالم، فكرة اإن�ساء جمل�س اأعلى لالإعالم ليحل مكان وزارة الإعالم، ولكن بالطبع ب�سالحيات

اأقل وبتدخل حمدود.

على ال�سعيد الفل�سطيني ما زالت وزارة الإعالم هي �ساحبة الخت�سا�س الأ�سيل مبتابعة و�سائل الإعالم،

ولها من الخت�سا�سات وال�سالحيات ما اأهلها للعب دور مركزي يف »اإدارة« الإعالم اخلا�س. ويوؤازر هذه الوزارة

يف موا�سيع معينة كالرتاخي�س، وزارات ذات اخت�سا�س مو�سوعي )وزارة الداخلية(، اأو اخت�سا�س فني )وزارة

ال�ستعا�سة عن اإىل واأهلي توجه حكومي اإليه، هناك اأ�سري اأن �سبق وكما املعلومات(. وتكنولوجيا الت�سالت

وزارة الإعالم مبجل�س اأعلى لالإعالم، وقد اأعد لأجله م�سروع قانون خا�س بذلك.

يفرد هذا املطلب فرعني اثنني: يعر�س الأول لوزارة الإعالم كجهة خمت�سة مبتابعة و�سائل الإعالم وفقا ملا هو

�سائد، يف حني يعر�س الفرع الثاين للمجل�س الأعلى لالإعالم وفقا للروؤيا التي جاءت بها م�ساريع القوانني املطروحة.

65

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الفرع الأول

»وزارة الإعالم« كجهة خمت�سة وفقا للت�سريعات ال�سارية

اإىل »الو�سول 144

الت�سريعي، الن�س كما ر�سالتها« و«انطالقا من للوزارة، اخلا�سة الأهداف جاء �سمن

اإقامة يف والإ�سهام احلكومية وغري الر�سمية الإعالمية والهيئات املنابر خمتلف مع التن�سيق درجات اأعلى

وهكذ، فاإن الن�سو�س العامة ت�سري اإىل عالقة »تن�سيق«، اإل اأنه با�ستطالع 145

البنية التحتية لالإعالم الوطني«.

اخت�سا�سات وزارة الإعالم و�سالحياتها، يف جملة من الحكام اخلا�سة، تتطور عالقة »التن�سيق« اإىل عالقة

»اإ�سراف« واأحيانا »رقابة«.

ذلك اأن لوزارة الإعالم ابتداء �سالحية منح الرتاخي�س اأو عدمه )نعر�س له ب�سكل خا�س يف فرع م�ستقل(،

بالإ�سافة اإىل »م�ساعدة 146

ومن ثم متابعة و�سائل الإعالم وتنظيم عملها بالتن�سيق مع »الوزارات ذات ال�سلة«.

حتريرها، لهيئات ا�ست�سارات تقدمي عرب املهني م�ستواها لتطوير وامل�سموع املرئي الإعالم وو�سائل ال�سحف

147

وتو�سيف تقييمي لها بني فرتة واأخرى«.

تلك كانت واإن »ال�ست�سارات«، لتلك ومراعاتها الإعالم و�سائل تقّيد اإلزامية مدى الوا�سح من ولي�س

ال�ست�سارات بطلب من و�سيلة الإعالم اأم اإن الوزارة تاأخذ على عاتقها املبادرة يف ذلك. وغري وا�سح اأي�سا ما هو

اأثر »التو�سيف التقييمي« يف حال كونه �سلبيا.

املهمات الإعالم جملة من الإعالم« يف وزارة و�سوؤون و�سائل للمطبوعات العامة بـ«الإدارة اأنيط هذا، وقد

لأحكام وفقا الإعالمية« واملواد املطبوعات حركة كـ«�سبط و«الإذنية«، الرقابية الطبيعة ذات والخت�سا�سات

واأنيط 148

الإعالمية. للو�سائل الرتاخي�س منح �سالحية اإىل بالإ�سافة العالقة، ذات والت�سريعات القوانني

التي والتقييمات املالحظات وو�سع الإعالم لو�سائل املهني الأداء »متابعة الإعالمي لالإنتاج العامة بالإدارة

149ت�ساهم يف تطويره«.

ومبوجب قرار جمل�س الوزراء ب�ساأن نظام ترخي�س املحطات، �سكلت جلنة ثالثية من وزارة الإعالم ووزارة

الداخلية ووزارة الت�سالت وتكنولوجيا املعلومات، ملنح الرتخي�س كل وفق اخت�سا�سها )مادة 2(.

جاء ن�س املادة )1( من قرار جمل�س الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة العالم، واملعنونة بـ«ر�سالة الوزارة«: »ت�سعى وزارة الإعالم 144

اإىل اإبراز البعد الإن�ساين واحل�ساري لالإن�سان الفل�سطيني عرب الو�سيلة الإعالمية، لتو�سيح �سعيه نحو عامل ي�سوده العدل وال�ستقرار وال�سالم والرخاء. كما

ت�سعى الوزارة اإىل ترويج رغبة ال�سعب الفل�سطيني يف امل�ساهمة مع باقي �سعوب العامل يف بناء ح�سارة اإن�سانية حرة ودميقراطية«.

املادة )4/2/2( من قرار جمل�س الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم.145

املادة )4/3( من القرار ال�سابق.146

املادة )10/3( من القرار ال�سابق.147

املادة )1/21( من القرار ال�سابق.148

املادة )5/1/22( من القرار ال�سابق.149

66

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وتقدم طلبات الرتخي�س للوزارات الثالث، كل واحدة ب�سكل م�ستقل، وعلى النموذج اخلا�س لدى كل وزارة،

لتحال الطلبات الثالثة بعد ذلك اإىل اللجنة الثالثية لدرا�ستها والبت فيها )مادة 3-8(. ومما ل �سك فيه اأن يف

ذلك عناء وتعقيدا لإجراءات ا�ست�سدار الرتخي�س.

يوجد لوزارة الإعالم ب�سكل عام، ويف ال�سياق الفل�سطيني ب�سكل خا�س - ووفقا جلدوى وجودها مبا ي�ست�سف

اأهدافها و�سالحياتها املنظمة قانونا - �سقان من الخت�سا�سات: الأول ذو �سلة بعالقة املوؤ�س�سة الر�سمية من

بو�سائل الإعالم الداخلية والأجنبية العاملة يف مناطق ال�سلطة الفل�سطينية، ويف هذا ال�سق �سي�سد املجل�س الأعلى

لالإعالم مكان وزارة الإعالم يف حال ا�ستبدلت به الوزارة.

الراأي اخلارجي« وخماطبة »الإعالم الوزارة يف ودور بر�سالة فيتعلق الخت�سا�سات من الثاين ال�سق اأما

املو�سوع بهذا املتعلقة ال�سالحيات نقل ال�سروري �سيكون من الوزارة، اإلغاء وهنا ويف حال 150

الدويل، العام

اإىل موؤ�س�سة ر�سمية بحتة، ويعد »مكتب الإعالم احلكومي« القائم حاليا الأن�سب لذلك. هذا مع اإيجاد �سيغة من

التعاون والتن�سيق، ورمبا التبعية، مع الهيئة العامة لالإذاعة والتلفزيون، واأية موؤ�س�سات اإعالمية ر�سمية اأخرى.

الفرع الثاين

»املجل�س الأعلى لالإعالم« كجهة خمت�سة وفقا للم�سروعني املطروحني

كما �سبق اأن اأ�سري اإليه، فاإن يف فكرة اقتداء التجربة الفل�سطينية مب�سلك الدول الدميقراطية، باإلغاء وزارة

الإعالم وتاأ�سي�س جمل�س اأعلى توجها دميقراطيا ي�سهد له، اإل اأن هنالك من يرى يف تطبيق هذا املبداأ يف ن�سخته

الفل�سطينية تغيريا للم�سميات وا�ستحداثات اإدارية ل اأكرث، بدللة حتويل كافة موظفي وممتلكات وزارة الإعالم

اأو املنتقد، ارتباطا بجملة من املعايري القانونية اإن هذا احلكم بحد ذاته لي�س باملعيب 151

اإىل املجل�س الأعلى.

الإعالم وزارة العملية ملوظفي تنا�سب اخلربة ناهيك عن اأمانا وظيفيا، العام للموظف تكفل التي والأخالقية

وطبيعة عمل املجل�س.اجلديد وامل�ستحدث يف جمل�س الأعلى لالإعالم – وفقا مل�سروع القانون اخلا�س به – اأن

جمل�س اإدارة املجل�س يتكون من خليط من ال�سخ�سيات التي متثل جهات ر�سمية حكومية، واأهلية مهنية وحقوقية

152

واأكادميية واإعالمية، بالإ�سافة اإىل القطاع اخلا�س.

ويتم تعيينهم من قبل جمل�س الوزراء برت�سيح من قبل »جهاتهم التمثيلية«، با�ستثناء رئي�س جمل�س الإدارة

الذي يعني من قبل رئي�س ال�سلطة الفل�سطينية بتن�سيب من جمل�س الوزراء )مادة 8(.

انظر اخت�سا�سات الوزارة على هذا ال�سعيد: املادة )23( من قرار جمل�س الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم.150

انظر: نزال 2011، 9.151

الإعالم وقطاع ال�سحفيني، ونقابة العايل، والتعليم الرتبية ووزارة الداخلية، ووزارة الت�سالت، وزارة كل من: واحدا عن ي�سمل ممثال 152

املرئي، وقطاع الإعالم امل�سموع، ومركز الإعالم احلكومي، والهيئة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان، وموؤ�س�سات املجتمع املدين العاملة يف القطاع الإعالمي، و�سخ�سية

اإعالمية، و�سخ�سية اأكادميية، وممثال عن القطاع اخلا�س.

67

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

هذا، وقد اأخذ البع�س على اآلية ت�سكيل املجل�س اأنها ت�ستوعب اإبقاء »التاأثري ال�سلطوي« على املجل�س، كما هو

املجل�س واأن يكون منبثقا »عن املجل�س »مهنيا اجتماعيا«، اأن يكون البع�س وقد اقرتح 153

الإعالم. و�سع وزارة

154الت�سريعي حتى يكون فوق احلزبية«، فيعينه رئي�س الوزراء وي�سادق عليه املجل�س الت�سريعي.

وبالإجمال، تتيح �سالحية »اجلهات التمثيلية« برت�سيح ممثليها ف�سحة ملبداأ امل�ساركة ال�سليمة يف اإدارة �سوؤون

الإعالم، كذلك مل يرد �سمن حالت انتهاء الع�سوية الف�سل من قبل جمل�س الوزراء كجهة التعيني )مادة 15

من م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم(، مبا يعني عدم خ�سية الع�سو لفقدان ع�سويته اإذا مل ي�ساير احلكومة.

ولكن بالتاأكيد يف�سل اأن يتم اعتماد املر�سحني مبا�سرة دون تدخل جمل�س الوزراء.

كذلك، مل يح�سم م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم ب�سكل وا�سح اإن كان اأع�ساء جمل�س الإدارة موظفني

يف املجل�س، يخ�سعون كبقية موظفي املجل�س لقانون اخلدمة املدنية واللوائح ال�سادرة مبقت�ساه )املادة 2/28(،

اأم اإن لهم نظاما وظيفيا خا�سا )وهنا نت�ساءل: ما هو؟ ومبوجب ماذا؟(، وخ�سو�سا اأن مكافاآتهم حتدد من قبل

»جمل�س الوزراء بناء على تن�سيب من جمل�س الإدارة« )مادة 11(.

وزارة من بدل الإدارة جمل�س يف العدل وزارة متثيل الأجدى من كان اأنه اأحدهم مالحظة وت�سح هذا،

الداخلية، لكون وزارة العدل »جهة اأكرث قربا من القانون وتطبيقه«. وقد تكون خ�سيته مربرة من بقاء »ت�سلط

واإمنا لأن جمل�س 155

�سيف الرقابة الأمنية لوزارة الداخلية«، ولكن لي�س لأنها ممثلة ب�سوت واحد داخل املجل�س،

الداخلية وزارتي على املجل�س عام اأمني قبل من عر�سها قبل الرتخي�س طلبات يف ينظر لن املجل�س اإدارة

تراخي�س بتنظيم تتحكم التي الثالثية اللجنة بوجود الآن حا�سل هو وما يتوافق ما وهو 156

والت�سالت،

املحطات، على النحو الذي �سبق تو�سيحه.

واإذا ما جئنا اإىل ا�ستعرا�س اأهداف املجل�س )وفقا للم�سروعني( باملقارنة مع وزارة الإعالم القائمة حاليا،

�سنجد اأنه يتوافق والوزارة ب�سعيه اإىل »تنظيم عمل و�سائل الإعالم«، بالإ�سافة اإىل »الو�سول اإىل اأعلى درجات

التن�سيق ..« متاما كما ن�ست املادة �سابقة الذكر اخلا�سة بالوزارة. اإل اأنه مل ياأِت �سمن �سالحياته تقدمي اأية

اأو عمل »تو�سيف تقييمي« لها كما ورد يف اخت�سا�سات وزارة الإعالم على النحو ا�ست�سارات لو�سائل الإعالم،

�سابق الإ�سارة. يف املقابل جاءت املادة )1/9( من م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم لتو�سع من نطاق املادة

)1/3( من قرار جمل�س الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم؛ اإذ اإن ن�س املادة الأخرية يجعل

نزال 2011، 9.153

بـ«اإطار ات�سافه وبالتايل التقريرية«، »ال�سلطة تتعدى ل اخت�سا�ساته اأن اإل ال�ستقاللية، ببع�س متتعه حال ويف اأنه املجل�س اإدارة جمل�س على اأخذ كما

17 من م�سروع قانون اإن الأمني مكلف قانونا بتنفيذ �سيا�سات املجل�س كما يقرها جمل�س الإدارة )مادة اإذ �ست�ساري« لالأمني العام، وهذا لي�س �سحيحا،

املجل�س الأعلى لالإعالم(.

راأي لعارف حجاوي، انظر: �سليمان 2006، 150.154

نزال 2011، 9.155

املادة )9( من م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع.156

68

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

من �سالحيات الوزارة »بلورة ال�سيا�سة الإعالمية لل�سلطة الفل�سطينية«، يف حني اأن ن�س حكم مادة امل�سروع

الإعالمي«. هذا، للقطاع الإعالمية وامل�ساهمة يف و�سع اخلطط املنظمة ال�سيا�سة بـ«امل�ساهمة يف ر�سم يق�سي

واإن كان ن�س امل�سروع قد نزل بالخت�سا�س مو�سع الإ�سهام ولي�س التفرد كما هو اخت�سا�س الوزارة، اإل اأن هذا

الن�س مل يحدد اجلهة التي �سي�ساهم معها املجل�س يف ذلك.

لالإعالم الأعلى للمجل�س العام الأمني منح على وامل�سموع املرئي الإعالم قانون م�سروع ن�س فقد كذلك

م�سمون من الرغم وعلى .)30 )مادة الق�سائية ال�سبطية �سفة بذلك، املجل�س موظفي من يفو�سهم ومن

على �سالحيته يف املادة تلك اأكدت فقد عام، ب�سكل الق�سائية ال�سبطية اأع�ساء بها يتمتع التي ال�سالحيات

الدخول لأي من املحطات »للتاأكد من عدم خمالفة حكام هذا القانون«.

لهم للمرخ�س املوؤقت البث واإيقاف الإنذارات بتوجيه املجل�س �سالحية على املذكور امل�سروع ن�س كما

املخالفني ل�سروط منح الرخ�سة )مادة 31(، وهو ما مل يرد يف قرار جمل�س الوزراء ب�ساأن ترخي�س املحطات

الإجراءات لتخاذ الق�سائي اجلهاز »اإىل املخالف باإحالة الإعالم« »وزارة �سالحية ح�سر الذي ال�ساري،

القانونية املن�سو�س عليها يف القوانني املعمول بها« )مادة 15(.

هذا، وقد اأورد م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم ن�سا ل يو�سف باأقل من الغرابة، اأورد �سمن �سالحيات

املجل�س بندا اأخريا ن�سه »اأية اأمور اأخرى يراها �سرورية للقيام باأعماله« )مادة 11/9(؛ ذلك اأن الأ�سل يف

ال�سالحيات التحديد ولي�س تركها بهذا ال�سكل املو�سع واخلطري.

املطلب الثاين

الرتاخي�س لالإ�سدار والبث

يخ�سع اإ�سدار ال�سحف وبدء بث املحطات املرئية وامل�سموعة لإذن قبلي من قبل ال�سلطات الر�سمية لدى كثري

من دول العامل، با�ستثناء بع�س الدول الدميقراطية الغربية، التي طورت »نظام الإخطار« بدل من اإذن الإ�سدار

اأو الرتخي�س. ويقوم نظام الإخطار على اف�ساح حرية الإ�سدار، مع اللتزام »باإخطار الإدارة املخت�سة« بالبيانات

157املت�سلة ب�سفة القائمني على و�سيلة الإعالم، »دون تعليق الأمر على موافقة الإدارة اأو اإذنها امل�سبق«.

كذلك فاإن بع�س الدول الغربية ابتكرت اأنظمة تاأتي و�سطا بني نظامي الرتخي�س والإخطار، مثل »احل�سول

على رقم ت�سجيل« يف ال�سويد، كما اأن بع�سا منها ما زالت حتتفظ بنظام الت�سجيل، ولكن مع حتجيم دور الإدارة

تنازل الت�سهيالت مبثابة فيه هذه تعترب الذي الوقت ياأتي هذا يف 158

الطلبات. تلك مع التعاطي احلكومية يف

احلكومات الأوروبية عن »حقها« يف فر�س الرتخي�س، مبوجب التفاقية الأوروبية حلقوق الإن�سان )مادة 1/10(.

احللو 2006، 183.157

انظر: اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 30-31. ويف ذات ال�سياق: الغول 2006، 34.158

69

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ا�ستعمالها فكرة على الأوىل، ن�ساأته يف – البع�س عليه يطلق كما »الجازة« اأو - الرتخي�س نظام قام

هذا واإن مل يكن بدٌّ من الإبقاء على 159

كـ«اإجراء وقائي مانع ي�سع يف قب�سة احلكومة �سالحا ملقاومة خ�سومها«.

، علما باأن »منظمة 160

نظام الرتخي�س، فبما يكفل التنظيم العادل حلرية الإعالم، ولي�س ت�سييق القيود عليها.

املادة 19« و«مركز حرية الإعالم« الدوليني ي�ستنكران وجود هذا النظام، وقد را�سال ال�سلطة الفل�سطينية لتعديل

161ت�سريعاتها بهذا اخل�سو�س.

الرتخي�س توجب القوانني، م�ساريع مبوجب واملرتقبة ال�سارية، الفل�سطينية الت�سريعية املنظومة زالت ما

كذلك وتنظم الإعالم، وو�سيلة الرتخي�س، طالب �سروط يف الأحكام من جملة ذلك لأجل مف�سلة القبلي،

�سالحيات النظر يف طلب الرتخي�س، واإجراءاته وحالت اإلغاء الرتخي�س، وما اإىل ذلك من �سروط واإجراءات.

والن�سر للمطبوعات العامة املديرية قبل من للمطبوعات الرتخي�س منح يكون اإليه، اأ�سري اأن �سبق وكما

وزارات. بلجنة ثالثية مكونة من ثالث فيناط وامل�سموع املرئي الإعالم و�سائل ترخي�س واأما الإعالم، بوزارة

ومبوجب م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع فاإنه يكون من �سالحية املجل�س الأعلى لالإعالم )مادة 6(، ولكن

بعد عر�س الطلبات على وزارتي الداخلية والت�سالت واحل�سول على موافقتهما )مادة 9(، وقد خ�س م�سروع

قانون املجل�س الأعلى لالإعالم جمل�س اإدارته بذلك )مادة 3/9(.

معقولة زمنية فرتة خالل الرتخي�س جهة قرار ي�سدر اأن الرتخي�س، طلب تقدير عند والأ�سل هذا

)حوايل �سهر(، واإل اعترب الرتخي�س �سادرًا حكما، والأ�سل كذلك اأن يكون قرار رف�س الرتخي�س م�سببا،

وخا�سعا للطعن من قبل الق�ساء الإداري. واأما عند ا�ستطالع قانون املطبوعات والن�سر، فنجده يق�سر هذا

احلكم على »املطبوعات الدورية املتخ�س�سة« )مادة 19(، ودون اإ�سارة اإىل اآلية التعامل مع اأي �سكل اآخر

من املطبوعات.

اأما فيما يتعلق بو�سائل الإعالم املرئي وامل�سموع، فقد ن�س قرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات

على وجوب ت�سبيب قرار الرف�س، وقابليته للطعن لدى »اجلهات الق�سائية املخت�سة«، ومل ي�سمن حكما يق�سي

بالرتخي�س احلكمي بعد جتاوز املدة بدون رد )مادة 2/8-3(. وهو ما يحاول تداركه م�سروع قانون الإعالم

ت�سبيب الن�س على بالن�س على اعتبار قبول الرتخي�س حكما بعد مدة )30( يوما، وكذلك املرئي وامل�سموع

القرار يف حالة الرف�س، وقابليته للطعن »وفقا لالإجراءات املقرة يف القوانني ذات العالقة« )مادة 10(.

مت تق�سيم هذا املطلب اإىل ثالثة فروع: يعر�س الأول ل�سروط احل�سول على الرتخي�س والحتفاظ به، يف حني

يعر�س الثاين مل�سمون طلب الرتخي�س، اأما الفرع الثالث فيعر�س للرقابة احلكومية على عمل و�سائل الإعالم.

ال�سواربي 1997، 155.159

�س. اخلطيب 2006، 11.160

ال�سلمي وميندل 1999، 27.161

70

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الفرع الأول

�سروط احل�سول على الرتخي�س والحتفاظ به

حدد القانون جملة من ال�سروط املو�سوعية الواجب توافرها يف و�سيلة الإعالم ومالكها ومديرها، بالإ�سافة

اإىل احلد الأدنى لراأ�س املال، اإل اأن ن�سو�س القانون ترتك يف العادة ف�سحة تقديرية ل�سلطة الرتخي�س اأثناء

مبا يزيد من الأثر ال�سلبي 162

حتققها من توافر ال�سروط، وخ�سو�سا فيما يتعلق بعدم خمالفة النظام العام،

لنظام الرتخي�س على حرية الإعالم. وبذلك فاإن وجود تلك ال�سروط اأف�سل من عدمها، اإذا ما علمنا اأن نتيجة

عدم و�سعها �ستكون ل�سالح زيادة ال�سلطة التقديرية للجهة املخت�سة باإ�سدار الرتخي�س، كما كان عليه احلال يف

وبالتايل، يعد نظام الرتخي�س اأحد اأبرز و�سائل الرقابة الإدارية القبلية على حرية 163

عهد الت�سريعات العثمانية.

164الإعالم، وذلك لقيامه على فكر »النظام الوقائي«.

والن�سر املطبوعات قانون من كل يف بالرتاخي�س اخلا�سة ال�سروط تنظيم مت الفل�سطيني، ال�سعيد على

املرئي الإعالم )بخ�سو�س املحطات ترخي�س بنظام الوزراء جمل�س وقرار ، املطبوع( الإعالم )بخ�سو�س

وامل�سموع(. هذا، و�سنعر�س لل�سروط املو�سوعية الواجب توافرها يف الأ�سخا�س الطبيعيني واملعنويني، بالإ�سافة

اإىل �سرط احلد الأدنى لراأ�س املال، اأما ال�سروط الفنية فال تعنى بها الدرا�سة.

ال�سروط املو�سوعية يف الأ�سخا�س الطبيعيني واملعنويني:اأوًل

�سبق اأن اأ�سرنا يف معر�س احلديث حول مبداأ امل�ساواة يف حرية الإعالم، اإىل اأن قانون املطبوعات قد ق�سر

باإطالق هذا احلق جتاه البع�س تو�سية اإىل اأ�سرنا كما فئات، اإ�سدار مطبوعة على ثالث احلق مبنح رخ�سة

الكافة، ل بل اإلغاء الرتخي�س اأ�سال.

فيما يتعلق بو�سائل الإعالمي املرئي وامل�سموع، مل يت�سمن قرار جمل�س الوزراء اخلا�س بذلك اأية �سروط من

هذا القبيل. اإل اأن م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع قد اأورد �سرطني بخ�سو�س ال�سخ�س الطبيعي، وهما

اأن يكون حا�سال على »�سهادة ت�سجيل �سرط اجلن�سية و�سرط عدم املحكومية، وا�سرتط يف ال�سخ�س املعنوي

اأو مدير ال�سابقني قد ت�سمن �سروطا مو�سوعية يف املالك واملدير الت�سريعني اإن كال من .)8 ر�سمية« )مادة

اأن يكون اأي من و�سائل الإعالم. ي�سرتط يف مالك املطبوعة الدورية ومالك املحطة التحرير ويف العاملني يف

165فل�سطينيا مقيما )اأو غري مقيم بعذر واإذن ر�سمي(، وغري حمكوم بجناية اأو جنحة خملة بال�سرف والأمانة.

احللو 2006، 184.162

انظر: �س. اخلطيب 2006، 13. 163

احللو 2006، 184.164

املادة )16( من قانون املطبوعات والن�سر، واملادة )1/12( من قرار جمل�س الوزراء بتنظيم تراخي�س املحطات.165

71

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وغري �سحفيا، يكون اأن فيه في�سرتط 166

املحطة واإدارة ال�سحفية املطبوعة رئا�سة حترير يتوىل من اأما

حمكوم بجناية اأو جنحة خملة بال�سرف اأو الأمانة. هذا فيما ي�سرتط يف مدير حترير املطبوعة ال�سحفية )دون

بها ت�سدر التي الأخرى باللغات كافيا اإملاما وملما للمطبوعة، الأ�سا�سية للغة متقنا يكون اأن املحطة( مدير

املطبوعة. كما ي�سرتط يف مدير املحطة )دون مدير حترير املطبوعة ال�سحفية( اأن يكون فل�سطينيا ومقيما يف

فل�سطني. وفيما يتعلق مب�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع، فقد ا�ستبعد يف من يتوىل اإدارة املحطة ورئا�سة

حتريرها �سرط الإقامة، وا�ستوجب �سرط احل�سول على موؤهل علمي ل يقل عن الدرجة اجلامعية الأوىل، واأبقى

�سرط اجلن�سية وعدم املحكومية )مادة 13(.

يوؤخذ على تلك الأحكام الع�سوائية والنتقائية والتمييز غري املربر يف ال�سروط الواجب توافرها فيمن يتولون

تلك املواقع، وقد يكون الأ�سلم حتديد هذه ال�سروط من قبل النقابات املهنية ذات العالقة )نقابة ال�سحافيني

هذه اإىل الو�سول فر�س »ت�سييق - املطبوعات قانون – بخ�سو�س الأحكام هذه يف يرى من وهناك مثال(.

بحرية نف�سه التعبري عن »يف ال�سخ�س ملبداأ حق فيها خمالفة اأن كما التعبري«، اإعاقة حرية وبالتايل املواقع،

167بو�سيلته التي يختارها«.

يف �سياق قريب، ولكن فيما يتعلق بال�سروط الواجب توافرها يف »مدير حترير املطبوعة املتخ�س�سة«، يورد

قانون املطبوعات والن�سر حكما ي�ستثني مبوجبه ال�سحافيني من اإدارة حترير هذا النوع من املطبوعات )مادة

علمي كتخ�س�س ولكن كمهنة ل بال�سحافة متخ�س�سة مطبوعة وجود فكرة ي�ستبعد القانون وكاأن ،)13واأكادميي، ويف ذلك تقييد غري مربر بتاتا.

ال�سروط املتعلقة باإدارة املوؤ�س�سات الإعالمية:ثانيًا

كمدير الإعالمي العمل على القائمني اخت�سا�سات تنظيم يف تدخله املطبوعات قانون على على يوؤخذ

التحرير اأو مدير املوؤ�س�سة الإعالمية، وهو تدخل غري مربر للت�سريعات الإعالمية ولوزارة الإعالم يف تنظيم هذه

الأمور، التي يفرت�س اأن تنظم مبوجب وثائق نقابية تنظيمية، اأو مبوجب قانون ال�سركات يف حال كون املوؤ�س�سة

كما يخرج من اخت�سا�س امل�سرع 168

الإعالمية �سركة، اأو مبوجب قانون املنظمات الأهلية اإذا كانت موؤ�س�سة اأهلية.

الر�سمي التدخل يف تنظيم اأخالقيات املهنة ومبادئها التوجيهية التي يكون تنظيمها من حق ال�سحافيني اأنف�سهم اأو

النقابات التي ت�سمهم ومتثلهم، وبذلك جاءت تو�سية اإعالن �سنعاء )1996(. وي�ساف اإىل ال�سروط املتعلقة مبدير

يف اأخرى وظيفة اأية ممار�سة وعدم واحدة، دورية مطبوعة من لأكرث مديرا يكون األ ال�سحفية، املطبوعة حترير

�سحيفته اأو �سحيفة اأخرى، واأل يكون من الأ�سخا�س املتمتعني باحل�سانة الق�سائية.

املادة )11( من قانون املطبوعات والن�سر، واملادة )2/12( من قرار جمل�س الوزراء بتنظيم تراخي�س املحطات.166

ال�سلمي وميندل 1999، 27، 36.167

ال�سعيبي 1999، 7.168

72

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ويف هذه ال�سروط مغالة وا�سحة، فالأي �سخ�س حق ممار�سة العمل الذي يريده، وله يف ذلك مطلق احلرية،

مبا ل يتعار�س واأحكام قانون العمل الذي هو �ساحب الخت�سا�س الأ�سيل بتنظيم مثل هذه الأحكام. واإن كان

ق�سد امل�سرع هنا �سبط حما�سبة ال�سخ�س عن م�سوؤولياته، فليحا�سبه تف�سيليا عن كل م�سوؤولية مناطة به. كذلك

فاإن يف ا�ستثناء القانون لالأ�سخا�س املتمتعني باحل�سانة الق�سائية، خ�سية وا�سحة من ارتكان ذلك ال�سخ�س اإىل

ح�سانته خالل عمله يف ال�سحافة.

�سرط احلد الأدنى لراأ�س املال:ثالثًا

فيما يتعلق باحلد الأدين لراأ�س املال، فهو واإن بدا للوهلة الأوىل مو�سوعا فنيا، اإل اأنه يدخل يف �سلب ال�سروط

اإذا ما قرئ يف باب ت�سيق ف�سحة تاأ�سي�س و�سائل الإعالم من خالل املبالغة يف قيمة احلد الأدنى، مبا املو�سوعية

يحرم فئات كثرية من املخاطبني بالقانون، وق�سره العمل الإعالمي على املي�سورين ماليا. ولكن ذلك ل يعني النزول

يف قيمة راأ�س املال حدا مبالغا به، اإذ يرتبط به مدة الثقة التي �ستت�سكل جتاه اجلمهور والعاملني يف و�سيلة الإعالم

جتاهها. فيما يتعلق بالإعالم املطبوع، فّرق قانون املطبوعات والن�سر يف حتديده لقيمة احلد الأدنى من راأ�س املال

بني املطبوعات ال�سحيفية اليومية وغري اليومية، فجعلها )25( األف دينار لالأوىل، و)10( اآلف دينار للثانية، وقد

ا�ستثنى من هذا ال�سرط ال�سحف التي ت�سدرها الأحزاب ال�سيا�سية. هذا، ولن نطلق اأحكاما جزافية بتقدير منا�سبة

املبلغ من عدمه؛ ذلك اأن املو�سوع بحاجة اإىل درا�سة خمت�سة من قبل خرباء، وهو ما نو�سي به امل�سرع الفل�سطيني

عند نظره يف تطوير املنظومة الت�سريعية لالإعالم. وهناك من يو�سي – اتفاقا و«املعايري الدولية« – بـ«اإلغاء املتطلبات

اأما فيما 169

اأو ال�سروط املالية لإ�سدار املطبوعات، مبا يف ذلك �سرط احلد الأدنى يف راأ�س مال املطبوعة امل�سجل«.

يتعلق بالإعالم املرئي وامل�سموع، ويف ظل �سكوت قرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات، فاإنه ل يوجد تنظيم

اأورد وقد الرتخي�س. هذا، التقديرية جلهة ال�سلطة الأغلب مو�سع حتّكم على يجعله املو�سوع، مما لهذا قانوين

م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع حكما يق�سي بتحديد قيمة راأ�س املال الالزم لإن�ساء املحطات )مادة 26(،

كما اأناط بـ«�سلطة النقد« �سالحية الرقابة على راأ�س مال و�سائل الإعالم )مادة 2/9(. وقد كان الأجدى اأن يحدد

القانون مبا�سرة راأ�س املال، ول يرتكه �سمن الخت�سا�سات الت�سريعية لل�سلطة التنفيذية.

الفرع الثاين

م�سمون طلب الرتخي�س

اأوجب قانون املطبوعات والن�سر اأن يت�سمن طلب احل�سول على رخ�سة اإ�سدار جملة من البيانات املتعلقة

وا�سم وعنوانهما، اإقامتهما وحمل املطبوعة حترير ومدير الرخ�سة طالب كا�سم ،)18 )مادة باملطبوعة

ال�سلمي وميندل 1999، 35.169

73

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املطبوعة ومكان اإ�سدارها وطبعها، ومواعيد �سدورها، وتخ�س�سها، ولغتها اأو لغاتها، وراأ�س مالها، بالإ�سافة اإىل

»التوقيع على �سند تعهد بنكي مبا يكفل الأجور والنفقات للعاملني ملدة ن�سف عام على الأقل«.

طلب عند الرتخي�س جلهة �سرورية البيانات هذه فاإن واقعا، الرتخي�س نظام بوجود �سلمنا ما واإذا

الرتخي�س، ولكن الإ�سكال يحدث يف حال وقوع تعديل يف واقع تلك البيانات؛ اإذ اإن القانون الفل�سطيني قد اأغفل

ترخي�س جديد، اأو مبوجب الرتخي�س، املطبوعة جلهة قبل اإخطار من كان مبوجب اإن املو�سوع، تنظيم هذا

الأمر الذي اإذا ما حتقق يعترب تقييدا قانونيا مبالغا فيه، ويحد من حرية الإعالم، ويلقي عليها التزامات جائرة.

اأما فيما يتعلق بو�سائل الإعالم املرئي وامل�سوع، فلم ي�سر قرار جمل�س الوزراء اخلا�س بذلك، اإىل اأية بيانات،

واإمنا اأحال تنظيم املو�سوع اإىل حمتوى النماذج التي تعدها الوزارات الثالث )املواد: 3-5(، ويف ذلك اإطالق

غري م�سبوط لل�سالحيات. هذا، يف حني نظم م�سروع قانون الإعالم املرئي امل�سموع هذا املو�سوع، واأورد جملة

من البيانات التي تتقاطع كثريا مع البيانات امل�سار اإليها اأعاله بخ�سو�س الإعالم املطبوع )مادة 7(.

الفرع الثالث

حالت �سحب الرتاخي�س واإلغائها

)يلغيها( »ي�سرتدها التي »املنحة« مبثابة الرخ�سة فاإن الرتاخي�س، نظام عليه يقوم الذي بالفكر ارتباطا

م�سدرها متى �ساء«، بربطها مبخالفة املرخ�س له للتزاماته اأو لأحكام القانون. ولذلك حدد القانون جملة من

اإ�سدار عدم :)23 )مادة والن�سر املطبوعات قانون مبوجب وهي حكمًا، الرتاخي�س فيها تلغى التي احلالت

به يقبل م�سروع »عذر دون ال�سدور عن املطبوعة وتوقف الرخ�سة، منح تاريخ من اأ�سهر �ستة خالل املطبوعة

الوزير«، ملدة ثالثة اأ�سهر مت�سلة )للمطبوعة اليومية(، واثني ع�سر عددا متتالية )املطبوعة الأ�سبوعية(، واأربعة

اأعداد متتالية )للمطبوعة التي ت�سدر ب�سورة منتظمة يف مدة اأطول من الأ�سبوع(. هذا يف حني خال قرار جمل�س

الوزراء بنظام تراخي�س املحطات من اأي اأحكام بهذا اخل�سو�س. ول يبدو غر�س ملثل هذه الأحكام �سوى �سبط

ن�س فقد لالإعالم، الأعلى املجل�س قانون يتعلق مب�سروع فيما بواجبه جتاه اجلمهور. واإلزامه ال�سحفي، العمل

القانون ا�ستنادا لأحكام هذا اإدارة املجل�س »�سحب تراخي�س و�سائل الإعالم اأن من بني �سالحيات جمل�س على

بناء على تو�سية املجل�س« )مادة 4/9(. ولكن با�ستعرا�س مواد امل�سروع، جند اأنه مل ي�سمن اأحكاما تنظم حالت

�سحب الرتاخي�س. هذا، وقد جاء م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع على �سيء مبتكر يف املنظومة الت�سريعية

اإنه يحدد مدة �سريان لرخ�سة البث، فقد حددها بع�سر �سنوات للمحطات اإذ الفل�سطينية فيما يتعلق بالإعالم؛

الف�سائية، وخم�س �سنوات للمحطات الأر�سية التلفزيونية والإذاعية وخدمات البث الف�سائي )مادة 18(. وبانتهاء

اأن مدة خم�س �سنوات 19(. ونعتقد هذه املدة ي�ستوجب جتديد الرتخي�س، واإل اعتربت الرخ�سة لغية )مادة

قليلة، وكان الأجدى حتديدها جميعا بع�سر �سنوات، ملا ت�سيفه اإجراءات التجديد من عبء على و�سائل الإعالم.

74

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املطلب الثالث

الرقابة احلكومية على عمل و�سائل الإعالم

اإعالمية و�سيلة م�سمون بـ«مالحظة خروج »جهة خمولة حكوميا« قيام الإعالم و�سائل على الرقابة تعني

معينة على �سوابط وت�سريعات د�ستورية اأو قانونية«، ويف العادة يكون لتلك اجلهة �سالحيات من قبيل الإغالق

هذا، واإن كان 170

واحلجب بحق و�سيلة الإعالم، والتجرمي والتغرمي بحق املحرر اأو املالك اأو �ساحب الرتخي�س.

م�سدر الرقابة القانون، اإل اأن ممار�ستها خلفت ف�سول �سوداء كثرية يف تاريخ العمل الإعالمي وحرية الإعالم،

ففاقمت املمار�سة جور اأحكام القانون.

ملا ي�سطلح وفقا الإعالم ذاتها، و�سيلة الداخلية �سمن الرقابة الرقابة عن النوع من وبذلك يختلف هذا

عليه يف الأدبيات الإعالمية بـ«حار�س البوابة«، الذي يعمل على مواءمة خط ن�سر اأو بث و�سيلة الإعالم مبا يتوافق

وما ل يزعج النظام. وكذلك تختلف الرقابة احلكومية عن الرقابة الذاتية التي ي�سطلع بها �سخ�س الإعالمي

ولكن، يف النتيجة فاإن كال من ال�سكلني الآخرين للرقابة قد ت�سكل بفعل هاج�س 171

خ�سية من اخرتاقه للمحظور.

وال�سيا�سية الدينية ال�سلطة اأ�سكال بوجود خمتلف تاريخ طويل مت�سل للرقابة الرقابة احلكومية. اخلوف من

اأمكن. اإن اأو تعطيلها والأخالقية، و�ساحب ال�سلطة مبوجب الرقابة ل هّم له �سوى الت�سيق على حرية التعبري

وهي يف املمار�سة العملية مبثابة »حق ت�سرف يف حق طبيعي من حقوق الإن�سان متنحه �سلطة ما لنف�سها اأو من

وتبقى هذا، )البعدية(. الزجرية والرقابة )القبلية( الوقائية الرقابة هناك التوقيت حيث ومن 172

ميثلها«.

و�سائل الإعالم املطبوع الأكرث قابلية للمراقبة، لأن من ال�سعب يف العادة �سيطرة احلكومة على الأثري الذي تبث

من خالله و�سائل الإعالم املرئي وامل�سموع.

هذا، ول تعني الرقابة دائما، اأو فقط، مراجعة الن�سو�س من قبل الرقيب لُيعِمل قلمه بال�سطب والتعديل،

واإن كان هذا اإحدى اأب�سع �سورها. وهكذا، كما يقول اأحدهم، 173

كما تعر�س لها كثري من الأدبيات احلقوقية،

»مل يعد عنوان الرقابة هو )مق�س الرقيب( وح�سب، واإمنا تعدى ذلك اإىل مفهوم و�سع قوانني )رقابية( �سمن

174الت�سريعات الر�سمية، تخول ال�سلطة التنفيذية التدخل حيثما اقت�سى الأمر«.

اأبو خليل 2011، 170.170

اأبو خليل 2011، 171-170.171

اأدوات البحث العلمي، بربطها مبنهجيات التقومي والقيا�س، وتنطلق من جملة من كذلك تختلف الرقابة يف مفهومها التقليدي عن مفهوم الرقابة كاإحدى

املقومات التي تكلف الناأي بها عن الرقابة التقليدية، واأبرزها األ تكون جهة الرقابة حتمل ال�سفة احلكومية، واأل حتمل تو�سياتها تو�سيف الإلزامية. كذلك

يكون غر�س هذه الرقابة تطوير الأداء، ولي�س اإعاقة العمل. انظر يف هذا املو�سوع: اأبو خليل 2011، 173-171.

انظر بخ�سو�س الرقابة الذاتية يف ال�سياق الفل�سطيني: الفطافطة 2011ب، 91 وما بعدها. و: الفا�سد 1999، 42-39.

اأبو خليل 2011، 173. انظر يف تاريخ الرقابة على املطبوعات: نيتز 2008، 10 وما بعدها.172

انظر: الراعي 2011، 69 وما بعدها. و: �س. اخلطيب 2006، 89 وما بعدها.173

يا�سني 2010، 48.174

75

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ومما يت�سل بذلك، ما �سبق اأن اأ�سرنا اإليه من اأن نظام الرتخي�س يعترب اإحدى اأبرز و�سائل الرقابة القبلية

على حرية الإعالم، وي�ساف اإليه الإجراءات الإدارية التي تتخذ ا�ستنادا له كالإنذار والتعطيل والإلغاء الإداري.

كذلك يعد احلجز الإداري اإحدى اأبرز اأدواتها يف ال�سق البعدي لها، ويق�سد به �سبط الإدارة – من دون اأمر

ال�سلطة الق�سائية – للمطبوعات بدعوى احتوائها على اأمور م�سرة بامل�سلحة العامة اأو لنتهاكها اأحكام القانون.

175هذا، وقد جتاوزت الأنظمة القانونية املتقدمة الن�س على مثل هذه الجراءات منذ حوايل القرن.

جواز وعدم الإعالم، و�سائل على الرقابة الأ�سا�سي القانون حظر فقد الفل�سطيني، بال�سياق يتعلق فيما

اأو فر�س قيود عليها اإل وفقا لقانون ومبوجب حكم ق�سائي« )مادة اإلغائها اأو اأو وقفها اأو م�سادرتها »اإنذارها

3/27(. وعلى الأغلب فاإن امل�سرع الد�ستوري قد ق�سد بالرقابة هنا مفهومها التقليدي، مبعنى اإخ�ساع منتجات و�سائل الإعالم للرقابة القبلية، ومراجعتها من قبل »الرقيب« قبل الن�سر اأو البث. كذلك علق جمموعة الإجراءات

الق�سائي يف اأو احلكم القانون لي�س ن�س وهنا الذي يطبق مبوجب حكم ق�سائي، القانون املذكورة على ن�س

مو�سع املناظرة، مبعنى اأي منهما، بل ي�سرتط لال�ستناد اإىل ن�س القانون اأن ي�سدر حكم ق�سائي بذك. ويف هذا

احلكم كفالة د�ستورية وا�سحة ومانعة، ول ميكن تاأويلها بغري ذلك.

اأحكام املادة )37( من اأجاز »لل�سلطة املخت�سة«، يف حال خمالفة اأن قانون املطبوعات والن�سر اإل هذا،

القانون - التي تعدد جملة من حمظورات الن�سر - اأن تقوم مبوجب »قرار اإداري«، بـ«�سبط وم�سادرة جميع ن�سخ

املطبوعة يف ذلك اليوم« )مادة 47(.

اأحكام اأية يورد اأنه مل اإل الن�سر، والن�سر جلملة من حمظورات املطبوعات قانون اإيراد الرغم من وعلى

مبا�سرة بت�سريع الرقابة القبلّية على املطبوعات، با�ستثناء تنظيمه ملو�سوع الرتاخي�س كاأحد اأ�سكال الرقابة، على

النحو ال�سابق ذكره، بالإ�سافة اإىل اإيجاب اإيداع ن�سخ من املطبوعة غري الدورية لدى دائرة املطبوعات والن�سر

املطبوعة، على الرقابة بغر�س واإمنا بالأر�سيف، بغر�س احلفظ لي�س الإيداع اأن هذا الإعالم. ذلك وزارة يف

وخ�سو�سا اأنه ا�سرتط اأن يتم اليداع قبل الن�سر. ويف هذا احلكم اإ�سافة اإىل حمتواه الرقابي القبلي حتميل دار

176الن�سر لـ«تكاليف عملية ومادية ل مربر لها« اإذا ما منعت الرقابة ن�سر املطبوعة، وطالبتها بتعديل املحتوى.

اأما قرار جمل�س الوزراء بنظام ترخي�س املحطات، فقد اأورد ف�سال بعنوان »الرقابة«، اأدرج حتته مادة واحدة

والتفتي�س على املحطات »ملعرفة بالرقابة والداخلية والت�سالت الإعالم األزم مبوجبها وزارات ،)14 )مادة

مدى تقييدها وتطبيقها للموا�سفات الفنية والتنظيمية الالزمة ل�سروط ترخي�س املحطات وفق الت�سريعات ذات

العالقة«، ويف حال وجود خمالفة تتم الإحالة اإىل الق�ساء )مادة 15(.

اأبو خليل 2011، 155.175

املركز الفل�سطيني حلقوق الإن�سان 1995، 14.176

انظر يف �سياق قريب فيما يتعلق باعتبار اليداع �سكال من اأ�سكال الرقابة احلكومية: عبد احلميد 2005، 42. و: ال�سلمي وميندل 1999، 38. و: �سقري

1996، 36. و: الغول 2006، 31.

76

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وهنا ل بد من اإعادة التذكري باأحكام قرار جمل�س الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم، التي

جاءت بها عبارات من قبيل تنظيم عمل و�سائل الإعالم بالتن�سيق مع الوزارات املخت�سة )مادة 4/3(، ومتابعة

الأداء املهني لو�سائل الإعالم وو�سع املالحظات وتقدمي ال�ست�سارات لو�سائل الإعالم وتو�سيفها تقييميا بني فرتة

الف�سفا�سة. العبارات اإطالق هذه اإىل خطورة اأ�سرنا اأن �سبق وقد .)5/1/22 ،10/3 )املادتني: واأخرى

كذلك اأناط هذا القرار بالإدارة العامة للمطبوعات والن�سر »�سبط حركة املطبوعات واملواد الإعالمية املقروءة

وامل�سموعة واملرئية« من خالل ال�سهر على تطبيق القوانني ذات ال�سلة )املادة 1/21(.

وبذلك يت�سح اأن الرقابة القبلية مفعلة بقدر ما ا�ستطاعت احلكومة يف املمار�سة التو�سيع من دللة حكم

جمل�س قرار من )10 ،4/3( واملادة املحطات، ترخي�س بنظام الوزراء جمل�س قرار من )14( املادة

الوزراء بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم. فيما تاأتي الرقابة البعدية مبوجب املادة )1/21( من

القرار الأخري.

فيما يتعلق مب�ساريع القوانني املطروحة، فقد ت�سمن م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم ن�سا يق�سي بعدم

اإل مبوجب »اأحكام هذا اأو فر�س قيود عليها، اإلغائها، اأو اأو م�سادرتها، اأو وقفها، اإنذار و�سائل الإعالم جواز

القانون ومبوجب حكم ق�سائي �سادر عن حمكمة خمت�سة« )مادة 19(. ومل يرد يف امل�سروع اأية اأحكام تنظم

الإنذار اأو الوقف اأو امل�سادرة اأو الإلغاء من قبل جهة حكومية.

ولكن يف املقابل فاإن م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع نّظم حالت يجيز بها للمجل�س الأعلى لالإعالم

اإنذار واإيقاف بث و�سائل الإعالم موؤقتا )ملدة �ستة اأ�سهر قابلة للتجديد مرة واحدة( يف حال خمالفتها ل�سروط

منح الرخ�سة )مادة 31(، كما منح املجل�س �سالحية اإيقاف البث ملدة ل تزيد على �ستة اأ�سهر يف حال بث مواد

حتتوي على حمتوى حمظور مبوجب القانون )مادة 36(، على نحو ما �سنعر�س يف املو�سع اخلا�س بذلك. ومما

ل �سك فيه اأن يف اإجراء اإيقاف البث هذاعقوبة مغلظة جدا، و�سادرة من جهة تنفيذية ولي�ست ق�سائية.

بهذا اخل�سو�س ويف حال �سدور الت�سريعني مب�سودتهما احلالية، �سيكون هناك تعار�س مبا�سر وفوري بني

هذين »الت�سريعني«؛ اإذ اإن ن�س م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم اأورد حكما مطلقا بعدم جواز اإنذار و�سيلة

الإعالم اأو وقفها اأو م�سادرتها اأو اإلغائها اإل مبوجب اأحكامه هو )جاء يف الن�س »هذا القانون«( اأو مبوجب قرار

حمكمة خمت�سة. ويف املقابل، جند م�سروع الإعالم املرئي وامل�سموع ي�سمح بفر�س اإجراءات من ذلك القبيل.

اإلغاء اإذا ما ن�س على حكم اأول ليعترب الأخري هو املعدل اأي القانونني �سي�سدر وبالتايل، �سيكون الفي�سل هو

�سمني. ولكن، بالتاأكيد ل يفرت�س بال�سائغ القانوين اأن يتجاوز عن مثل هذا التعار�س بني م�سروعني يفرت�س

اأنهما �سي�سدران يف الفرتة ذاتها.

وبالإجمال، قد ت�سح مقولة اأحدهم باأنه على افرتا�س دميومة ال�سراع التاريخي بني ال�سحافة وال�سلطة،

الرقابة على ال�سلطة ياأتيان يف مقابل فر�س بها، املهنية و�سدة مت�سكهم املعايري فاإن حر�س ال�سحافيني على

77

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

هذا، وهناك من ياأخذ على مفهوم »املعايري املهنية« الغمو�س واملطاطية، فهي يف الأو�ساط 177

العمل ال�سحفي.

كال من للمراوغة ا�ستخدامها اإىل في�سار كمقيدات، اعتبارها حيث من للرقابة رديفا تكون قد ال�سحفية

للرقابة اأقرب كانت ال�سلطة نحو املهنية املعايري اجنذبت فكلما ال�سلطة(، ورجال )ال�سحافيني اجلانبني

املحكومة الف�سفا�سة احلرية اإىل اأقرب كانت ال�سحافيني نحو اجنذبت وكلما وال�سريح«، اخلفي »مبعنييها

بـ«اأهواء كل �سحفي على حدة«، اإل اأن املعايري املهنية تبقى البديل الأف�سل للرقابة، فتقف يف امل�سافة الو�سط بني

178احلكومة وال�سحافيني.

املطلب الرابع

الرقابة القانونية على م�سادر متويل و�سائل الإعالم

يفر�س القانون رقابة على م�سادر متويل و�سائل الإعالم ملعرفة مدى �سرعية م�سادر املداخيل املالية، و�سمان

ا�ستقالل و�سيلة الإعالم وعدم تورطها يف تنفيذ �سيا�سات خارجية خملة بالأمن القومي. كما تهدف الرقابة على

تتمثل العادة ويف املايل. العجز يف وقوعها وعدم الإعالمية املوؤ�س�سة موازنة من التاأكد اإىل التمويل، م�سادر

والقانوين، املهني الإعالمي مبفهومه العمل الناجتة عن ممار�سة باملوارد الإعالم للو�سيلة امل�سروعة امل�سادر

بال�سافة اىل تلقي تربعات ودعم غري م�سروط.179

كاأثمان مبيعات اأعداد ال�سحف، واأجور الإعالنات.

)مادة القانون لرقابة الإعالم و�سائل متويل م�سادر اإخ�ساع على الفل�سطيني الأ�سا�سي القانون ن�س

1/27(. كما ن�س قانون املطبوعات والن�سر على اأن تعتمد املطبوعة الدورية »يف مواردها على م�سادر م�سروعة معلنة وحمددة«، وحظر عليها »تلقي اأي دعم مادي اأو توجيهات من اأية دولة اأجنبية«، واأجاز لها تلقي الدعم من

»جهات خارجية غري حكومية« بعد احل�سول على موافقة وزارة الإعالم )مادة 9(. فيما مل ترد اأحكام من هذا

القبيل يف قرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات.

وفيما يتعلق مب�ساريع القوانني املطروحة، فقد كرر م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع – يف املادة )20(

- ن�س املادة )1/27( من القانون الأ�سا�سي. هذا يف حني اأورد م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم – يف

املادة )27( - ن�سا م�سابها للن�س الذي اأورده قانون املطبوعات والن�سر، ولكنه ويف حني حظر قانون املطبوعات

تلقي الدعم املايل من »اأية دولة اأجنبية«، و�سع هذا امل�سروع نطاق ذلك وحظره جتاه »اأية جهات«. ولكن يف املقابل

ربط هذا احلظر بجملة »بدون علم م�سبق من املجل�س«، مبعنى اإمكانية احل�سول على متويل مع اإعالم املجل�س،

ولي�س اإذنه، كما هو احلال يف قانون املطبوعات والن�سر الذي علق ذلك على موافقة وزارة الإعالم.

اإ�سماعيل 2010، 8.177

اإ�سماعيل 2010، 8.178

�س. اخلطيب 2006، 104-103.179

78

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

كذلك حدد قانون املطبوعات والن�سر اجلهات التي ميكنها احل�سول على موافقة الوزارة بتلقي الدعم منها

الدعم من جهات تلقي اإمكانية امل�سروع مطلقا، مبعنى باجلهات اخلارجية غري احلكومية، يف حني جاء ن�س

خارجية حكومية، ب�سرط اإعالم املجل�س الأعلى لالإعالم.

هذا وي�سار اإىل اأن و�سائل الإعالم الفل�سطينية، وب�سبب عدم ال�ستقرار ال�سيا�سي و�سوء الأو�ساع ال�سيا�سية

واخل�سية من ال�ستثمار يف القطاع الإعالمي، تعتمد كليا على الإعالنات و«دعم الربامج من قبل املنظمات الأهلية

والدولية واملمولة من الدول املانحة«. وبذلك جتد و�سائل الإعالم نف�سها مقيدة فيما تطرح من موا�سيع مبا مت

وقد ذهب عدد من الدول الدميقراطية اإىل دعم و�سائل الإعالم، من خالل »منح 180

التفاق عليه مع املمول.

181امتيازات �سريبية خا�سة لل�سحف، اأو تخفي�س اأ�سعار اخلدمات الربيدية اأو التلفزيونية«.

املبحث الثالث

حرية الإعالم والنظام اجلزائي )التجرمي والعقاب(

بعدين اثنني: الأول له عالقة مبنظومة التجرمي والعقاب 182

ت�ستوعب العالقة بني حرية الإعالم والنظام اجلزائي

اأو جرائم العادة جرائم ال�سحافة القانون، ويطلق عليها يف التي حتكم خمالفة و�سائل الإعالم والإعالميني لأحكام

الإعالم، وهو ما تعنى به الدرا�سة يف هذا املبحث. اأما البعد الثاين، فيت�سل مبنظومة التجرمي والعقاب فيما له عالقة

معادلة يف عليه املعتدى طرف على الإعالم وو�سائل الإعالميون يكون اأن مبعنى الإعالم، بحرية املا�سة باجلرائم

ممار�ستهم بحكم والإعالميني الإعالم و�سائل خالل من املرتكبة اجلرائم الإعالم، بجرائم يق�سد 183

التجرمي.

للعمل الإعالمي، وامل�سطلح الدارج بهذا اخل�سو�س هو جرائم ال�سحافة اأو جرائم املطبوعات. ومن املت�سور اأن تكون

اجلرمية الإعالمية اإيجابية بارتكاب فعل )مثل حمظورات الن�سر( اأو �سلبية بالمتناع عن فعل )مثل موجبات الن�سر(.

ويف ت�سنيف وتف�سيل النظام اجلزائي اخلا�س بالإعالم، نكون ب�سدد ت�سنيف النظام اجلزائي العام اإىل فئتني: ت�سم

الإعالم، اأن يطلق عليها جرائم وي�سح بالإعالم، وال�سريحة املبا�سرة العالقة والعقاب ذات التجرمي اأحكام الأوىل

وي�ستبعد بخ�سو�سها متام التجرمي من دون ح�سور ال�سفة والو�سيلة والأ�سخا�س الإعالميني، ومثال ذلك حمظورات

�سليمان 2006، 147-146.180

الغول 2006، 34-33.181

يق�سد بالنظام اجلزائي منظومة الت�سريعات اجلزائية ب�سقيها املو�سوعي )العقوبات( والإجرائي )اأ�سول املحاكمات(، وي�ساف اإليها جممل 182

الأحكام ذات العالقة بتنظيم مو�سوع اجلرمية والعقاب، والإجراءات املتبعة يف حتقيق ذلك، التي ترد متفرقة يف عدد من الت�سريعات الأخرى. وبذلك يندرج

داخل كل نظام قانوين نظام جزائي عام، يندرج حتته هو اأي�سا نظام جزائي خا�س باأحد املو�سوعات اأو الن�ساطات الإن�سانية، ومثالها العمل الإعالمي.

اأما بخ�سو�س الإعالم، وكما �سبق اأن اأ�سري اإليه، فال يوجد يف النظام القانوين الفل�سطيني اأ�سول حماكمات جزائية خا�سة بجرائم الإعالم، وبذلك تنظم

مبوجب قانون الإجراءات اجلزائية رقم )3( ل�سنة 2001. وبالتايل �سيقت�سر تناولنا على ال�سق املو�سوعي للنظام اجلزائي. واإن كنا يف هذا ال�سدد نوؤكد

على التو�سية ب�سرورة ت�سمني التطورات القادمة على النظام القانوين الفل�سطيني بخ�سو�س الإعالم، تنظيم خا�س لالإجراءات اجلزائية يف جرائم الإعالم،

وذلك ل�سمان م�ستويات مرتفعة من �سمانات املحاكمة العادلة وب�سكل اأكرب من الأحوال العادية التي ينظمها قانون الإجراءات اجلزائية.

انظر يف خ�سائ�س اجلرائم املا�سة بالإعالم و�سورها وخطورتها: العبيدي 2009، 154 وما بعدها. 183

79

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الن�سر يف املطبوعات الدورية. ويف العادة ترد اأغلب الأحكام املنظمة لهذه الفئة يف الت�سريعات الإعالمية. اأما الفئة الثانية

فت�سم اأحكام التجرمي والعقاب ملو�سوعات غري مبا�سرة ب�سلتها بالعمل الإعالمي، واإمنا تلتقي معها بالتكييف القانوين

والق�سائي، مبعنى اأنه با�ستبعاد ال�سفة والو�سيلة وال�سخ�س الإعالميني ل ينتفي قيام اجلرمية ووجوب املعاقبة عليها.

ومثال ذلك اجلرائم املتعلقة بالدعاية للحرب والتهجم على ال�سخ�سيات العامة. ويف العادة، ترد اأغلب الأحكام املنظمة

العقوبات قانونا نظمها التي لالأحكام ال�سابق املبحث اأن عر�سنا يف �سبق وقد العام، العقوبات قانون الفئة يف لهذه

ال�ساريان يف كل من ال�سفة الغربية وقطاع غزة. هذا، وملا كانت الفئة الثانية تنتمي اإىل الأحكام العامة ل�سرح قانون

العقوبات، وقد اأفرد لأجلها جملة من الإ�سهامات واملوؤلفات الفقهية التي نحيل اإليها، فاإن هذا املطلب �سيتناول حمتوى

املنظمة والأحكام الأول(، )املطلب والبث الن�سر املنظمة ملحظورات الأحكام ثالثة مطالب: لها فيفرد الأوىل، الفئة

ملوجبات الن�سر والبث )املطلب الثاين(، والأحكام املنظمة للرتاخي�س واملوارد املالية لو�سيلة الإعالم )املطلب الثالث(.

كذلك �سيفرد هذا املبحث مطلبا رابعا لتناول اأحد اأبرز حمتويات الفئة الثانية، واأقربها للتمايز عن الأحكام العامة فيما

يتعلق بحرية الإعالم، وهو مو�سوع الإعالم كو�سيلة للعالنية يف جرائم الذم والقدح والتحقري. ولكن قبل ذلك يجدر بنا

احلديث حول امل�سوؤولية اجلزائية. امل�سوؤولون جزائيا هم الأ�سخا�س املخاطبون مبوجب القانون، مبا يفر�س عليهم من

اأن يكون ال�سخ�س امل�سوؤول حمظورات )جترمي( ويتوعدهم بجزاءات. وفيما له عالقة بق�سايا الإعالم، من املت�سور

كما 184

جزائيا �سخ�سا طبيعيا اأو �سخ�سا معنويا، اإل اأنه »ل يحكم على الأ�سخا�س املعنويني اإل بالغرامة اأو امل�سادرة«.

اأنه من املت�سور اأن يكون ال�سخ�س م�سوؤول جزائيا عما يرتكب بنف�سه من حمظورات )مثل ال�سحفي كاتب املقال(، اأو

عما يرتكبه غريه، ويقره هو، اأو ين�سره ويبثه دون الطالع عليه )مثل مدير التحرير(، كما اأنه من املت�سور اأن يو�سع باب

185امل�سوؤولية جتاه مالك و�سيلة الإعالم بتو�سيف معني.

املادة )3/74( من قانون العقوبات الأردين ال�ساري يف ال�سفة الغربية. وقد اأ�سارت هذه املادة اإىل اأنه يف حال »كان القانون ين�س على عقوبة 184

اأ�سلية غري الغرامة ا�ستعي�س بالغرامة عن العقوبة املذكورة واأنزلت بالأ�سخا�س املعنويني يف احلدود املعينة يف املواد 22 اإىل 24«.

مبوجب قانون املطبوعات والن�سر اعترب كل من كاتب املقال ورئي�س التحرير ومالك املطبوعة م�سوؤولني عما ورد يف املقال )مادة 12(. وقد 185

اأن على فن�ست الدورية، املطبوعات غري وجرائم الدورية املطبوعات بني جرائم وميزت للم�سوؤولية اجلزائية، التهامي التو�سيف املادة )42( و�سحت

تقام دعوى احلق العام بخ�سو�س الأوىل على رئي�س التحرير وعلى كاتب املقال كـ«فاعلني اأ�سليني«، ومالك املطبوعة كم�سوؤول بالت�سامن معهما »عن احلقوق

ال�سخ�سية الناجمة عن تلك اجلرائم، ويف نفقات املحاكمة«. وجاء حكم بعدم ترتب اأي م�سوؤولية جزائية على املالك »اإل اإذا ثبت ا�سرتاكه اأو تدخله الفعلي

يف اجلرمية«. اأما بخ�سو�س الثانية فتقام الدعوى على »موؤلفها كفاعل اأ�سلي وعلى نا�سرها ك�سريك«، اأما املالك فال يالحق اإل اإذا مل يكن موؤلف املطبوعة

اأو النا�سر معروفا. وفيما يتعلق بقرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات فقد خاطب بو�سف امل�سوؤولية اجلزائية »املرخ�س له«، وهو مبوجب التعريف

اأو جمموعة، �سركة اأكان فردا اأو ف�سائية �سواء اأو تلفزيونية اإذاعية اأو ت�سغيل حمطة الإجرائي الذي قدمه القرار له: »كل من ح�سل على رخ�سة لإن�ساء

حمدودة اأو م�ساهمة، حزبا اأو منظمة اأهلية اأو نقابية اأو موؤ�س�سة حكومية اأو خا�سة« )مادة 1(. وعلى املنوال ذاته جاء م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع،

الذي قدم تعريفا اإجرائيا خمت�سرا للمرخ�س له، وهو: »كل �سخ�س طبيعي اأو معنوي يح�سل على رخ�سة للبث اأو اإعادة البث مبوجب اأحكام هذا القانون

)مادة 1(. ولكن هذا امل�سروع اأورد حكما مب�سوؤولية املرخ�س له ورئي�س التحرير ومدير املحطة »عن م�سمون وحمتوى اأية مادة اإعالمية يتم بثها يف املحطة«

)مادة 15(، وعندما جاء لينظم اأحكام العقوبات خاطب املرخ�س له وحده.

اأما قانون العقوبات )الأردين( ال�ساري يف ال�سفة الغربية، فقد خاطب بامل�سوؤولية اجلزائية بخ�سو�س »اجلرمية املقرتفة بالكالم املنقول بالو�سائل الآلية«،

كال من »�ساحب الكالم اأو الكتابة والنا�سر« بو�سفهما �سريكني، »اإل اأن يثبت الأول اأن الن�سر مت دون ر�ساه« )مادة 77(. وقد اعترب نا�سرا - »عندما تقرتف

اجلرمية بوا�سطة ال�سحف« - »مدير ال�سحيفة امل�سوؤول، فاإذا مل يكن من مدير، فاملحرراأورئي�س حتريرال�سحيفة« )املادة 78(.

80

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املطلب الأول

حمظورات الن�سر والبث

اأو حقوق وحريات العام التي من �ساأنها الإ�سرار بالنظام القانوين جملة الأفعال وامل�سالك يحظر النظام

الأفراد الإعالميني جتاه اأو املعنويني(، )الأ�سخا�س الإعالم و�سيلة جتاه موجهة اإما العادة يف وهي الأفراد،

التي يعترب اأو كليهما. وميكن ت�سنيف املحظورات فقها �سمن جملة من املو�سوعات )الأ�سخا�س الطبيعيني(،

اأخالقيات للدولة، القت�سادية امل�سالح واخلارجي، الداخلي القومي الأمن وهي: للقانون، خرقا بها امل�سا�س

186املجتمع، ال�سعور الديني، املعلومات ال�سرية، وت�سليل اجلمهور.

وحقوق الوطنية وامل�سوؤولية احلرية مبادئ مع يتعار�س »ما ن�سر والن�سر، حظر املطبوعات قانون مبوجب

اأن واملراهقني الأطفال اإىل املوجهة الدورية املطبوعات 7/اأ(، وحظر على الإن�سان واحرتام احلقيقة« )مادة

7/ب(. كما حظر اأو اأخبار »تخل بالأخالق والقيم والتقاليد الفل�سطينية« )مادة اأو ق�س�س اأية �سور تت�سمن

ب�سكل عام ن�سر »كل ما من �ساأنه اأن يذكي العنف والتع�سب والبغ�ساء اأو يدعو اإىل العن�سرية والطائفية« )مادة

8/د(، اأو »ا�ستغالل ال�سحيفة للرتويج ملنتوج جتاري اأو النتقا�س من قيمته« )مادة 8/هـ(.هذا بالإ�سافة اإىل جملة من املحظورات التي ن�ست عليها املادة )37( من القانون ذاته، وهي: حظر ن�سر

»اأي معلومات �سرية« عن اأجهزة الأمن، اأو مواد ت�سمل على »حتقري للديانات واملذاهب املكفولة حريتها قانونا«،

اأو زرع وبذر الكراهية اأو التحري�س على ارتكاب اجلرائم اأو ت�سمل ما من �ساأنه »الإ�ساءة اإىل الوحدة الوطنية

اأو ال�سخ�سية اأو حرياتهم الأفراد لكرامة »الإ�ساءة اأو املجتمع«، اأفراد بني الطائفية واإثارة والتنافر وال�سقاق

الإ�سرار ب�سمعتهم«، اأو مواد يق�سد منها »زعزعة الثقة بالعملة الوطنية«، اأو ن�سر مواد منافية »لالأخالق والآداب

اأو ن�سر اإعالنات »تروج الأدوية وامل�ستح�سرات الطبية وال�سجائر وما يف حكمها« بدون اإجازة من قبل العامة«،

وزارة ال�سحة. بالإ�سافة اإىل ن�سر »وقائع جل�سات �سرية للمجل�س الوطني وجمل�س وزراء ال�سلطة« )مادة 37(.

املن�سورات من جملة تداول الغربية ال�سفة يف ال�ساري الأردين العقوبات قانون حظر قريب �سياق ويف

)مادة الأخالق تف�سد بذيئة مواد على باحتوائها والأخالق، العامة لالآداب تتعر�س التي كتلك واملطبوعات،

319(. كما جرم قانون العقوبات النتدابي ال�ساري يف قطاع غزة ن�سر اأية مادة من �ساأنها اأن توؤدي اإىل اإهانة ال�سعور اأو املعتقد الديني لأ�سخا�س اآخرين )مادة 149(، وجرم اأي�سا طباعة اأو بيع والإحراز لبيع اأو اإعارة اأو

توزيع اأو عر�س »اأية مادة بذيئة مطبوعة اأو خمطوطة« اأو �سورة اأو ر�سم »يوؤدي اإىل ف�ساد الأخالق« )مادة 179(.

يف �سياغة اأغلب الن�سو�س ال�سابقة عمومية �سديدة، با�ستخدام مفاهيم ل يتفق اثنان على دللتها - مثل

الإعالمي. العمل اإعاقة وبالتايل للتاأويل، وا�سعا املجال يف�سح الفل�سطينية« - مما والتقاليد والقيم »الأخالق

اأن تكون جل�سات الربملان واملحاكم علنية، ول يتم كذلك فاإن الأ�سل يف الأنظمة ال�سيا�سية والقانونية املتطورة

انظر: احللو 2006، 109-116، 245 وما بعدها.186

81

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

يف احلالة الفل�سطينية ومبوجب املادة )25( من النظام الداخلي 187

اإعالنها �سرية اإل يف حالت حمددة بدقة.

للمجل�س الت�سريعي من ال�سهل واملو�سع اإعالن اأي من جل�سات املجل�س الت�سريعي جل�سة �سرية، اإذ تنعقد اجلل�سة

ال�سرية بناء على طلب رئي�س ال�سلطة اأو رئي�س املجل�س اأو ربع اأع�ساء املجل�س.

وهناك من يرى اأن هذا التنظيم القانوين - وخ�سو�سا قانون املطبوعات والن�سر - مبا فيه من عموميات

قابلة للتاأويل، قد اأتاح للمتنفذين يف ال�سلطة الفل�سطينية »اإعطاء تف�سريات تخدم م�ساحلهم ملا ين�سر، وتف�سريها

ويف 188

اإغالق �سحف واعتقال �سحفيني«. اإليه يف ال�سلطة اأجهزة ا�ستندت للقانون؛ وهو ما اأنها خمالفة على

املوؤثمة باإدخال جملة من الأفعال »غري الت�سريعية امل�سرية تاريخيا، ال�سياق ي�سار اإىل ما طورته التجربة هذا

189بطبيعتها« اإىل دائرة التجرمي، بفعل ا�ستعمال »عبارات مطاطة« غري وا�سحة وقابلة للتاأويل.

وهناك من يرى اأن روح هذه املحظورات ل ن�سها الف�سفا�س اأمر اإيجابي، يتوجب على الإعالميني احرتامها،

ولكن باأن تكون نابعة من ذات الإعالمي ولي�س من القانون. ذلك اأن اخلطاأ مفرت�س لدى اأكرث الإعالميني مهنية،

ومن غري املقبول معاقبتهم جزائيا عن خطاأ مهني، تفر�س جتاهه امل�سالة التاأديبية، وخ�سو�سا عندما يتوافر

190مبداأ ح�سن النية.

التي - )37( املادة اأحكام خمالفة جزاء يكون اأن على والن�سر املطبوعات قانون ن�س حني ويف هذا،

تعطيل باأمر املحكمة اإىل �سالحية اإ�سافة الإدارية، وامل�سادرة الإداري بال�سبط - الن�سر عر�ست ملحظورات

ال�سدور ملدة موؤقتة، اإل اأنه ن�س على مراعاة »اأية عقوبة اأخرى من�سو�س عليها«. ومن العقوبات املن�سو�س عليها

ما جاء به قانون العقوبات الأردين ال�ساري يف ال�سفة الغربية، اإذ عاقب على خمالفة حمظورات الن�سر �سابقة

الإ�سارة باحلب�س مدة ل تزيد على ثالثة اأ�سهر اأو بغرامة ل تزيد على خم�سني دينارا )مادة 319(، واأي�سا ما

جاء به قانون العقوبات النتدابي ال�ساري يف قطاع غزة الذي عاقب على خمالفة اأحكام املادة )149( باحلب�س

البذيئة واملف�سدة لالأخالق املواد بن�سر املتعلقة املادة )179( اأحكام مدة �سنة، يف حني عاقب على خمالفة

باحلب�س مدة ثالثة اأ�سهر اأو بغرامة قدرها )100( جنيه اأو بكلتا العقوبتني.

كما حظر قانون املطبوعات والن�سر، مبوجب املادة )39(، ن�سر »حما�سر املحاكم يف اأي ق�سية معرو�سة

اإجازة 16 عاما« من دون يقل عمره عن تتعلق مبواطن القطعي فيها ويف كل ق�سية عليها قبل �سدور احلكم

املحكمة. ويف ذات ال�سياق حظر قانون العقوبات الأردين ال�ساري يف ال�سفة الغربية ن�سر وثائق التحقيق اجلنائي

اأواجلنحي قبل تالوتها يف جل�سة علنية، وحماكمات اجلل�سات ال�سرية، واملحاكمات يف دعوى ال�سب، واملحاكمات

التي منعت املحكمة ن�سرها. وقد عاقب هذا القانون على ذلك بغرامة )5-20( دينارا )مادة 225(.

اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 56 و: عبد احلميد 2005، 41.187

العمري 2010، 49. يف �سياق قريب: عبد احلميد 2005، 41.188

اجلمل 1999، 10.189

ال�سلمي وميندل 1999، 42-41.190

82

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

اأما فيما يتعلق بقرار جمل�س الوزراء بنظام ترخي�س املحطات، فقد حظر جملة من املواد التي يتقاطع بع�سها

مع ما ت�سمنه قانون املطبوعات والن�سر، وهي: حظر بث املواد املوجهة لالأطفال واملراهقني التي تت�سمن ما من

�ساأنه »الإ�سرار بهم اأو تنمي نزعات العنف لديهم«)مادة 5/4/12(، و«المتناع عن كل ما من �ساأنه اأن يزكي

التع�سب والبغ�ساء ويدعو للعن�سرية والطائفية اأو يوؤدي اإىل القذف والت�سهري بالأفراد« )مادة 6/4/12/ح(،

اأو اأو اللون اأو الدين اأو اجلن�س اأو الإثنية اأكانت مرتبطة بالعرقية اآراء عن�سرية �سواء اأو اأفكار اأية و«عدم بث

خالفه« )مادة 5/13(.

امللكية وبـ«ت�سريعات والن�سر املطبوعات بقانون بالتقيد عام حكم على املحطات ترخي�س نظام ن�س كما

اإلزام مو�سع، بتكييف ولكن الباب، تدخل يف هذا التي الأخرى الأمور ومن .)5-4/4/12 )مادة الفكرية«

املحطة باأل تبث مواد من غري انتاجها الذاتي ما مدته اأكرث %60 من النتاج العام للبث، مبعنى اأن يكون لها

اإنتاجها اخلا�س بن�سبة %40 كحد اأدنى )مادة 1/4/12(. واأي�سا باأن ل تزيد ن�سبة الإعالن على )8( دقائق

لكل �ساعة بث، مع وجوب و�سع اإ�سارة تعلن بدء الإعالن )مادة 2/4/12(.

وبالجمال، مل يربط نظام ترخي�س املحطات تلك املخالفات اأو اجلرائم بعقوبات حمددة، واإمنا ن�س على

اأنه »يف حالة خمالفة املرخ�س له لأي �سرط من �سروط الرتخي�س تقوم الوزارة املخت�سة ح�سب احلال باإحالة

الأمر اإىل اجلهاز الق�سائي لتخاذ الإجراءات القانونية املن�سو�س عليها يف القوانني املعمول بها« )مادة 15(.

ويف هذا الن�س على اإطالقه، ويف ظل الق�سور الت�سريعي احلا�سل، اإخالل مببداأ ال�سرعية. كذلك ، غري وا�سح اأن

الإقدام على اأي من تلك املخالفات يعترب خمالفة من قبل املرخ�س له ل�سروط الرتخي�س.

بالذات التي من �ساأنها »امل�سا�س املواد يتعلق مب�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع، فقد حظر بث فيما

العامة«، والآداب العام للنظام و«الإ�ساءة الداخلية«، والفنت النعرات و«اإثارة الدينية«، املعتقدات اأو الإلهية

و«امل�سا�س بحقوق وحريات الأفراد وحياتهم اخلا�سة« )مادة 24(. وعاقب على خمالفة اأحكام هذه املادة بغرامة

ل تقل عن )10( اآلف دينار، ول تزيد على )30( األف دينار )مادة 36(.

وبخ�سو�س ن�سبة حجم ما تبثه املحطة من غري اإنتاجها اخلا�س من جممل ما تبثه، فبما ل يتجاوز 75%،

اإذ اإن املحطة ملزمة باأن ل يقل اإنتاجها اخلا�س عن %25 )مادة 23(. وبذلك هناك توجه لتخفيف هذا القيد

عما هو قائم الآن مبوجب قرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات، على النحو �سابق الإ�سارة. اأما عقوبة

،)35 دينار )مادة اآلف تزيد على )10( ول دينار اآلف تقل عن )5( خمالفة هذا احلكم فهي غرامة ل

ونعتقد اأن هناك مبالغة يف تقدير احلد الأعلى للعقوبة.

املقال كاتب يكن ما مل با�سم م�ستعار، لأي �سخ�س ن�سر مقال والن�سر، املطبوعات قانون ويحظر مبوجب

قد قدم ا�سمه احلقيقي لرئي�س التحرير )مادة 32(، والعقوبة املقرة تاأخذ احلكم العام الذي جاءت به املادة

)48( من القانون، وهي غرامة ل تزيد على األف دينار اأو احلب�س �سهر او بكلتا العقوبتني.

للمخالفات املقررة العقوبات تقدير يف الفل�سطيني القانوين النظام مبالغة يالحظ وبالإجمال،

83

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

عموما، وخ�سو�سا تطبيق عقوبات احلب�س، وهو ما هجرته خمتلف الأنظمة القانونية املتقدمة، وا�ستبدلت

التجاوب معه من خالل ما ت�سمنه م�سروع قانون التوجه الذي يلحظ بداية وهو 191

املالية، الغرامات به

الإعالم املرئي وامل�سموع.

املطلب الثاين

موجبات الن�سر والبث

يدخل �سمن هذا الإطار مو�سوعان اأ�سا�سيان: اإيجاب الن�سر بداعي احلق يف الرد والت�سحيح، واإيجاب ن�سر

حكم املحكمة املكت�سب الدرجة الق�سية مبوجب اأمر من املحكمة على املحكوم عليه.

الفرع الأول

اإيجاب الن�سر بداعي احلق يف الرد والت�سحيح

يثار حّقا الرد والت�سحيح فيما اإذا ن�سرت اأي من و�سائل الإعالم اأو بثت اأخبارا اأو مواد تت�سمن »معلومات

غري �سحيحة«، فيكون من حق ال�سخ�س الذي تتعلق به تلك املعلومات، اأو »اجلهة املعنية« يف حال كون املعلومات

تتعلق بـ«امل�سلحة العامة«، املطالبة بن�سر رد على تلك املعلومات، اأو املطالبة بت�سحيحها، جمانا بو�ساطة الو�سيلة

العالمية التي ن�سرتها. ومن الأحكام التي تنظم هذا املو�سوع اأن ين�سر اأو يبث الرد اأو الت�سحيح بذات املوا�سفات

ال�سكلية والفنية التي ن�سر اأو بث بها اخلرب اأو املقال اأو املادة املرئية اأو امل�سموعة. ويف حال امتناع رئي�س التحرير

عن ن�سر الرد اأو الت�سحيح، تثار جتاهه امل�سوؤولية اجلزائية.

مت تنظيم هذا اللتزام يف املادتني )25 و26( من قانون املطبوعات والن�سر، وعر�ست املادة )28( لعدد

�سبيل احل�سر: يف الت�سحيح، وهي على اأو الرد ن�سر رف�س املطبوعة رئي�س حترير باإمكان التي من احلالت

حال ما �سححت املطبوعة اخلرب اأو املقال »ب�سورة دقيقة وكافية« قبل ورود طلب الرد اأو الت�سحيح، ويف حالة

كون الرد اأو الت�سحيح موقعا باإم�ساء م�ستعار اأو مكتوب بلغة غري اللغة التي حرر بها اخلرب اأو املقال الذي اأثار

الإ�سكال، اأو كان ذلك الرد اأو الت�سحيح خمالفا لأحكام القانون اأو النظام العام اأو منافيا لالآداب العامة، اأو يف

حالة ورود الرد بعد �سهرين على ن�سر اخلرب اأو املقال ما مل يكن هناك عذر مقنع.

اأو الت�سحيح بال�سجن ملدة ل تقل عن وقد رتب القانون جزاء خمالفة رئي�س التحرير للتزامه بن�سر الرد

�سهر، اأو بغرامة مالية ل تقل عن )500( دينار ول تزيد على )1500( دينار، اأو بالعقوبتني معا، مع تعليق

الدعوى على �سكوى املت�سرر )مادة 44(.

ال�سلمي وميندل 1999، 28، 45.191

84

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

على ن�س فقد املو�سوع، هذا بخ�سو�س املحطات، ترخي�س بنظام الوزراء جمل�س بقرار يتعلق فيما اأما

التزام املحطة بـ«ت�سحيح اأية مادة اأو معلومات �سبق ورودها اأو اأ�سدرت خطاأ يف براجمها على اأن يكون الت�سحيح

بنف�س احلجم والوقت الذي بث فيه اخلرب اأو املو�سوع الذي احتوى اخلطاأ« )مادة 6/4/12/هـ(.

وكما اأ�سرنا، مل يربط هذا الت�سريع اأيا من املخالفات التي ن�س عليها بعقوبة حمددة، وبالتايل ي�سح جتاهها

احلكم ال�سابق واملتمثل بالإخالل مببداأ ال�سرعية. ويف املقابل مل يتعر�س م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع

لهذا املو�سوع.

اأنه مل يحدد بدقة الآلية التي حتدد مبوجبها يوؤخذ على التنظيم القانوين ملو�سوع التزام الرد والت�سحيح

مدى �سحة املعلومات من خطئها، وهناك من يرى اأن احلق يف ن�سر الرد قد بني »على افرتا�س وجود معلومات

�ستوؤثر على فرد اأو جماعة ما«، وهو ما من �ساأنه ترتيب اأعباء على حرية الن�سر. بل اإن هناك من ال�سحافيني من

192يرون فيه »فر�س تغطية اإعالمية وتعليق موجهني على ال�سحافة الإخبارية امل�ستقلة«.

الفرع الثاين

اإيجاب ن�سر حكم املحكمة مبوجب اأمر منها على املحكوم عليه

تتعلق ق�سية يف عليه، للمحكوم اأمرا ت�سدر اأن املحكمة �سالحية على والن�سر املطبوعات قانون ن�س

مبحظورات الن�سر، »بن�سر احلكم املكت�سب الدرجة القطعية بكامله جمانا اأو ن�سر خال�سة عنه يف اأول عدد من

املطبوعة الدورية �سي�سدر بعد تبليغ احلكم ويف ذات املكان من املطبوعة التي ن�سرت فيه املقال مو�سوع ال�سكوى

وبالأحرف ذاتها...« )مادة 43(.

اأو الرد ن�سر ملخالفي عليها ن�س التي ذاتها باجلزاءات يعاقب لذلك، عليه املحكوم خمالفة حال ويف

الت�سحيح. هذا فيما مل يرد فيه ن�س من هذا القبيل يف نظام جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات، اأو يف

م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع.

املطلب الثالث

خمالفة الأحكام املنظمة للرتاخي�س واملوارد املالية لو�سيلة الإعالم

يفرد هذا املطلب فرعيني اثنني: يعر�س يف الأول ملخالفة الأحكام املنظمة للرتاخي�س، يف حني يعر�س يف

الفرع الثاين ملخالفة الأحكام املنظمة للموارد املالية.

الفا�سد 1999، 21.192

85

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الفرع الأول

خمالفة الأحكام املنظمة للرتخي�س

حدد قانون املطبوعات والن�سر ب�سكل غري مبا�سر جزاء خمالفة اأحكام الرتخي�س، مبوجب املادة )48( التي

ن�ست على اأن: »كل خمالفة اأخرى لأحكام هذا القانون ومل يرد ب�ساأنها ن�س على عقوبة عليها«، وهي التغرمي مبا

ل يتجاوز األف دينار اأو احلب�س �سهرا اأو بكلتا العقوبتني. اأما قرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات فجاء

اإرباكا عندما اأحال الف�سل بها اإىل الق�ساء وفقا لـ«القوانني املعمول بها« )مادة تنظيمه للعقوبات عموما اأكرث

15(. وهنا نت�ساءل: اإذا كان القانون املُحال اإليه اأ�سال من ِقبل هذا القرار )على فر�س اأنه قانون املطبوعات والن�سر(، مل ي�سر ب�سكل مبا�سر ووا�سح اإىل العقوبة املرتتبة على خمالفة �سروط واأحكام الرتخي�س، فكيف �سيتم

تقدير العقوبة، خ�سو�سا اأن مبداأ القيا�س ي�ستبعد كليا يف �سياق تقدير العقوبات.

احل�سول دون العمل بخ�سو�س تف�سيلية باأحكام وامل�سموع، املرئي الإعالم قانون م�سروع جاء وقد

الرتخي�س، اإذ عاقب على ذلك – »مع مراعاة اأي عقوبة اأ�سد من�سو�س عليها يف اأي ت�سريع اآخر« - باحلب�س

مدة ل تقل عن �سنة ول تزيد على خم�س �سنوات، اأو بغرامة ل تقل عن )20( األف دينار ول تزيد على )50(

كما .)33 )مادة ال�سابقة الغرامة بذات الرتخي�س �سروط خمالفة على وعاقب .)32 )مادة دينار األف

تقل عن ل بغرامة الرخ�سة متطلبات اأو �سروط التغيري يف لإجراءات املنظمة الأحكام عاقب على خمالفة

)10( اآلف دينار ول تزيد على )20( األف دينار )مادة 34(. وعاقب على خمالفة الأحكام املتعلقة بتنظيم

التنازل عن الرخ�سة بغرامة ل تقل عن )5( اآلف دينار ول تزيد على )10( اآلف دينار )مادة 37(. ويف

ذلك اإجمال مبالغة يف تقدير الغرامة.

الفرع الثاين

خمالفة الأحكام املنظمة للموارد املالية

على نعرج املو�سع الإعالم، ويف هذا لو�سائل املالية املوارد على القانونية الرقابة ملو�سوع اأن عر�سنا �سبق

اجلزاءات التي رتبها امل�سرع على خمالفة الأحكام املنظمة لهذا املو�سوع. مبوجب قانون املطبوعات والن�سر، يعاقب

على ذلك باحلب�س ملدة ل تقل عن اأربعة اأ�سهر ول تزيد على �ستة اأ�سهر اأو بغرامة ل تقل عن )4000( دينار ول

اأو لغريهم وذلك ل�سالح تزيد على )6000( دينار. بالإ�سافة اإىل ا�سرتداد »اأي مبلغ مدفوع للمحكوم عليهم

اخلزينة« )مادة 45(. وكما �سبق اأن اأ�سري اإليه، مل يتطرق قرار جمل�س الوزراء بنظام تراخي�س املحطات ملو�سوع

املوارد املالية، وبالتايل مل يتطرق لأية عقوبات بهذا اخل�سو�س. اأما م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع، فقد

عاقب على ذلك بغرامة ل تقل عن )5( اآلف دينار ول تزيد على )10( اآلف دينار )مادة 37(.

86

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املطلب الرابع

الإعالم كو�سيلة للعالنية يف جرائم الذم والقدح والتحقري

تعترب جرائم الذم والقدح والتحقري من اجلرائم العامة التي جاء تنظيمها يف قانون العقوبات العام، وما

�سلتها بالإعالم اإل بح�سور و�سائله كاأدوات للنقل والعالنية. وهذه النوع من اجلرائم يندرج �سكال �سمن حمظورات

الن�سر، اإل اأن الرتكيبة الع�سوية له دفعت بنا جتاه تخ�سي�سها يف التاأ�سيل النظري والتناول املو�سوعي. هذا، ول

يعترب يف جترمي هذه الأفعال بحد ذاته اأي انتهاك لأي من احلقوق، بل فيه كفالة لعدم التعدي على �سمعة الآخرين

و�سرفهم، وعدم العتداء على قرينة الرباءة وح�سن النية املفرت�س يف الآخرين. ولكن جترمي مثل هذه الأ�سكال

من امل�سالك ل يفرت�س به اأن يبقى على اإطالقه فيقيد العمل الإعالمي، ويعرقل دوره يف دعم النظام الدميقراطي

ومبادئ ال�سفافية ومكافحة الف�ساد واحلكم الر�سيد.

ولذلك يتوجب وجود �سوابط ومعايري قانونية وا�سحة تنظم ما هو مباح وما هو حمرم ي�ستوجب العقاب،

حني يف املو�سوع، لهذا الدقيق التنظيم عن قا�سرة العادة يف الت�سريعية الن�سو�س تكون اخل�سو�س وبهذا

يكون الدور الأبرز لل�سلطة التقديرية للق�ساء يف ذلك التمييز، ولكن يتوجب هنا ت�سمني الن�سو�س الت�سريعية

ل�سالحية الق�ساء يف هذا اخل�سو�س.

يفرد هذا املطلب ثالثة فروع: يعر�س الأول للتمييز بني اجلرائم واجلزاءات املرتتبة عليها، يف حني يعر�س

الثاين لال�ستثناءات على التجرمي )الإباحة(، اأما الفرع الثالث فيعر�س لدور الق�ساء يف ق�سايا القذف والت�سهري.

الفرع الأول

التمييز بني اجلرائم واجلزاءات املرتتبة عليها

العقوبات الغربية، وقانون ال�سفة ال�ساري يف العقوبات الذم والقدح والتحقري يف كل من قانون مت جترمي

فوفقا بع�س. بع�سها عن تلك اجلرائم ومتييزها تعريف كل من كل منهما وقد حاول ال�ساري يف قطاع غزة،

للقانون ال�ساري يف ال�سفة الغربية يظهر اأن التحقري غري مت�سور بو�سائل العالنية على عك�س الذم والقدح اللذين

ت�سرتط فيهما العالنية؛ وما يجمع بني الذم والقدح هو اأنهما ينالن من املجني عليه بالتعر�س ل�سرفه وكرامته

واحتقاره من قبل النا�س، وما يفرق بينهما اأن الذم ل يكون اإل باإ�سناد مادة معينة )مادة 188(.

وتختلف عقوبة الذم والقدح والتحقري تبعا للمعتدى عليهم، فعقوبة »الذم« احلب�س من ثالثة اأ�سهر اإىل �سنتني،

وعقوبة »القدح« احلب�س من �سهر اإىل �ستة اأ�سهر اأو بغرامة )10-50( دينارا »اإذا كان موجها اإىل جمل�س الأمة

اأو اأحد اأع�سائه اأثناء عمله اأو ب�سبب ما اأجراه بحكم عمله اأو اإىل اإحدى الهيئات الر�سمية اأو املحاكم اأو الإدارات

العامة اأو اجلي�س اأو اإىل اأي موظف اأثناء قيامه بوظيفته اأو ب�سبب ما اأجراه بحكمها« )املادتني: 191، 193(.

87

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

واإذا ما كان من »ثبتت جراأته باإطالة الل�سان على جاللة امللك« اأو »امل�س بكرامة جاللته« اأو »امللكة اأو ويل العهد

اأو اأحد اأو�سياء العر�س اأو اأحد اأع�ساء هيئة النيابة«، تكون العقوبة من �سنة اإىل ثالث �سنوات )مادة 195(.

بكلتا اأو دينارا )30-5( بغرامة اأو اأ�سهر �ستة اإىل اأ�سبوعني من باحلب�س عليه فيعاقب »التحقري« اأما

العقوبتني اإذا »كان موجها اإىل موظف«، وباحلب�س من �سهر اإىل �سنة اإذا كان املوظف »ممن ميار�سون ال�سلطة

العامة، وباحلب�س من ثالثة اأ�سهر اإىل �سنتني اإذا كان على »قا�ٍس يف من�سة الق�ساء« )مادة 196(.

اأما قانون العقوبات ال�ساري يف قطاع غزة، فقد بدا اأنه ي�سمل حتت مفهوم »القذف« كال من »القدح« و«الذم«،

اأو الن�سر »بوا�سطة الطبع الن�سر. فيكون »القدح« من خالل اأو �سكل اأو و�سيلة اأداة وقد ميز بينهما وفقا ملعيار

الكتابة اأو الر�سم اأو الت�سوير اأو باأية وا�سطة اأخرى غري جمرد الإمياء اأو اللفظ اأو ال�سوت« )مادة 1/201(،

اأما »الذم« فيكون بالن�سر ال�سفوي )مادة 1/202(. هذا فيما عاقب على الذم بو�سفه جنحة باحلب�س مدة �سنة،

يف حني مل يحدد عقوبة القدح واكتفى بتو�سيفها كجنحة، مبعنى اأن حتديد العقوبة ياأخذ احلكم العام بعقوبات

اجلنح. هذا، وقد ن�س القانون �سراحة على اأنه »لي�س من ال�سروري لإثبات القدح اأو الذم اأن يكون القذف معربا

عنه مبا�سرة اأو ب�سراحة تامة، بل يكفي اأن يكون يف الإمكان ا�ستنتاج معنى القذف وتطبيقه على ال�سخ�س الذي

يزعم اأنه قذف يف حقه ... اأو من ظروف خارجية اأو بع�سه من هذا وبع�سه من ذاك« )مادة 3/203(.

الفرع الثاين

ال�ستثناءات على التجرمي )الإباحة(

اأورد كل من قانوين العقوبات ال�ساريني يف ال�سفة الغربية وقطاع غزة حالت ي�ستثنى بها جترمي اأي من اأفعال

الذم اأو القدح، مبعنى جعلها مباحة، وغري معاقب عليها، ويلحظ هنا �سبه وتوافق كبري بني اأحكام القانونني بهذا

اخل�سو�س؛ اإذ اإن الختالف يكاد يقت�سر على تبديل بع�س م�سميات الأجهزة الر�سمية يف الكيان ال�سيا�سي. فقد

193اأباح القانونان ن�سر القدح والذم اإذا كان »�سحيحا ويعود بالفائدة على امل�سلحة العامة«.

كما اأباح كل منهما جملة من احلالت الأخرى ودون تعليقها على �سرط ال�سحة اأو �سالمة النية، وهي: اإذا

كان مو�سوع الذم اأو القدح قد ن�سر من قبل احلكومة اأو الربملان )اأو اأذيع يف الربملان( اأو يف م�ستند اأو حم�سر

اأو �ساهد اأو فريق ٍر�سمي، اأو اإذا كان ن�سر اأثناء اإجراءات ق�سائية من قبل �سخ�س ا�سرتك فيها )كقا�ٍس اأو حمام

194يف دعوى«، اأو اإذا قيل اأو اأبرز اأثناء اإجراءات ق�سائية غري �سرية اأو حمظور بخ�سو�سها الن�سر.

وعن عالقة نا�سر الذم بـ«�ساحب امل�سلحة« )يق�سد املتهم( فقد اأورد كل من القانونني حكما بعدم »موؤاخذة«

النا�سر اإذا ما وقع الفعل »ب�سالمة نية«، وكانت العالقة بينهما من �ساأنها اأن »جتعل النا�سر اإزاء واجب قانوين

: مادة )1/198( من قانون العقوبات ال�ساري يف ال�سفة الغربية، واملادة )1/205( من قانون العقوبات ال�ساري يف قطاع غزة. 193

: مادة )2/198-3( من قانون العقوبات ال�ساري يف ال�سفة الغربية، واملادة )206( من قانون العقوبات ال�ساري يف قطاع غزة. 194

88

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

وفيما اكتفى القانون ال�ساري يف ال�سفة الغربية 195

يق�سي عليه بن�سر ذلك املو�سوع ل�ساحب امل�سلحة بالن�سر«.

بهذا احلكم، جاء القانون ال�ساري يف قطاع غزة ليف�سله، ويحدد متى ل تتوافر �سالمة النية )مادة 208(.

الفرع الثالث

دور الق�ساء يف ق�سايا القذف والت�سهري

والعقاب، باجلرمية يتعلق فيما القانون اأحكام تطبيق الق�ساء يف يلعبه الذي الهام للدور اأ�سرنا اأن �سبق

والف�سل بني املتخا�سمني يف ق�سايا الإعالم وخ�سو�سا فيما يتعلق بدعاوي القذف والت�سهري. وقد يتجاوز دور

اإذا ما كان يتمتع الت�سريعية ل�سالح حرية الإعالم، هذا اأحكام الن�سو�س الق�ساء التطبيق الأعمى لعموميات

الق�ساء با�ستقالله ودوره املعترب بني ال�سلطات.

واأقد اأجتهت كثري من الأحكام الق�سائية يف عدد من الدول باجتاه اإباحة القذف يف حق املوظف العام اإذا

ما ثبت ح�سن نية القاذف واعتقاده ب�سحة طعنه وق�سد امل�سلحة العامة ل الت�سهري. ومن ذلك ا�ستقراء اأحكام

حمكمة النق�س امل�سرية بهذا اخل�سو�س، ولكن مع جعل عبء اإثبات ح�سن النية وق�سد امل�سلحة العامة على

ويف هذا ال�سدد يجدر التنويه اإىل اأن امل�سلك ال�سليم يتمثل بجعل عبء الإثبات على الطاعن )النيابة 196

القاذف.

اأو يف ح�سن النية وق�سد امل�سلحة 197

العامة اأو امل�سرور(، وخ�سو�سا فيما يتعلق بالطعن يف �سحة اخلرب املن�سور،

198العامة، ومن ذلك ما هو حا�سل يف كل من اأملانيا والوليات املتحدة والنم�سا.

يعترب ال�سيا�سي النقد اأن هو والق�ساء، الت�سريع يف اجلرائم من النوع هذا بخ�سو�س املعا�سر التوجه اأن كما

اإذا ما كان متعلقا بدورهم من النقد املباح والقذف غري املجرم، واأن ل يعاقب على القذف بحق ال�سخ�سية العامة

اإ�سكالية �سعوبة الف�سل الر�سمي يف املجتمع، مبعنى حت�سني حياتهم ال�سخ�سية وجترمي العتداء عليها، وهنا تثور

ومناط هذه الإباحة ينبع من عدة اعتبارات، من بينها كون النقد املوجه لل�سخ�سية العامة مبثابة اأحد 199

بني الثنني.

التكاليف امللقاة على عاتق امل�ستغل باحلياة العامة واملراكز احلكومية خ�سو�سا، وارتباطا بالقلق الطبيعي الذي ينظر به

200عامة النا�س والإعالميون اإىل تلك ال�سخ�سيات، التي تربتط م�ساحلهم ال�سخ�سية مبا تقوم به هذه ال�سخ�سيات.

يف هذا اخل�سو�س جتدر الإ�سارة اإىل املبداأ الق�سائي الذي جاءت به املحكمة الد�ستورية امل�سرية بقولها:

: مادة )199( من قانون العقوبات ال�ساري يف ال�سفة الغربية، واملادة )207( من قانون العقوبات ال�ساري يف قطاع غزة. 195

اجلمل 1999، 16.196

انظر يف اأمثلة على �سوابق ق�سائية م�سرية ملحاكمة �سحافيني بجرائم القذف: اجلمل 1999، 15-18. و: حم�سن 1997، 12.

اجلمل 1999، 14.197

انظر: اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 40-39.198

انظر: احللو 2006، 251-254. و: اجلمل 1999، 14-15. و: �سقري 1996، 40-39.199

انظر راأي حممد عبد اهلل يف: حم�سن 1997، 24-23.200

89

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

اإن انتقاد ال�سخ�سيات العامة مبراجعة �سلوكها وتقييمه، وهو حق متفرع من الرقابة ال�سعبية، النابعة

موقفهم وتقرير ال�سلبية جوانبها متابعة على احلري�سني العامة، بال�سوؤون املعنيني املواطنني يقظة من

اأن ت�سمح للحوار باأن ي�ستمر كذلك فقد طورت التجربة الأمريكية مبداأ موؤداه »اأن الدولة ل بد 201

منها.

مهما بدا هذا احلوار بغي�سا، ول ي�سمح للحكومة باأن تعاقب املتحدث اإل عندما يكون النظام الجتماعي يف

202خطر �سديد«.

وقد يكون من املنا�سب هنا اإيراد اإ�سارة تتعلق مبا �سرحت به اإحدى املحاكم الأوروبية كمبداأ ق�سائي بقولها:

التعبري وحرية واخلا�سة من جهة العامة امل�سالح تق�سد متناق�سني مبداأين بني التوفيق لي�س يعنيها ما »اإن

عن الراأي من جهة اأخرى] واإمنا حماية مبداأ حرية التعبري الذي هو ُعر�سة لعدد من ال�ستثناءات التي يجب

203حتديدها بدقة متناهية«.

وبذلك يت�سح مدى اأهمية وجود ق�ساء م�ستقل ونزيه ليلطف جور الأحكام الت�سريعية ويف�سل عمومية األفاظها

ل�سالح حرية الإعالم، فالتطاول على احلكومات يف بع�س الدول الأوروبية من قبل الإعالم معاقب عليه بن�سو�س

ت�سريعية، ولكن الق�ساء يف�سل يف هذه الق�سايا بحرية ونزاهة، ويف بع�س املجتمعات النامية ل ي�ستوجب عقوبات

هذا، والأ�سل اأن يكون للق�ساء دور 204

�سارمة مبوجب ن�سو�س ت�سريعية، ولكن تكون اأحكام الق�ساء اأكرث جورا.

205معترب واأ�سا�سي يف الرقابة على كفالة حرية الإعالم وحقوق الإعالميني.

كذلك فقد ذهبت عدد من الدول املتقدمة باجتاه عدم تلغيم ت�سريعاتها بقوائم املحظورات باألفاظ عامة،

206واأناطت باملحاكم العليا م�ساألة »حتقيق تكافوؤ بني النظام العام وحرية التعبري«، ومن ذلك التجربة الأمريكية.

هذا، وقد اأخذت ق�سايا الت�سهري يف الوليات املتحدة مع بداية القرن التا�سع ع�سر تتعلق تدريجيا بالقانون

مبعنى اأن احلكم ل يكون اإل بتعوي�س املت�سرر ماليا ومعنويا 207

املدين اأكرث من كونها مو�سوع حماكمات جنائية،

عن ال�سرر الذي اأحلقه به امل�سهر. كما اأن هناك من ي�سري اإىل اأنه يف كثري من الدول الغربية )كالوليات املتحدة

208واأملانيا وال�سويد( قلما يكون حكم الق�ساء يف ق�سايا الت�سهري ل�سالح املدعني.

اأما يف التجربة الفل�سطينية، فهناك من ي�سري اإىل عدم وجود »حالت كافية اأو مكتملة ميكن درا�ستها حلالت

اأو ق�سايا مت من خاللها مقا�ساة �سحايف«، وذلك نظرا لطابع »الع�سائرية« و«الروح الوطنية« و«الت�سامح« يف

انظر: احللو 2006، 254-253.201

اأبو خليل 2011، 286.202

اأبو خاطر ودودن�سكي 1997، 18.203

رويرت وزيبولد 2001، 54-55. )براأيهما اأن الق�ساء يف ال�سلطة الفل�سطينية ينطبق عليه امل�سلك ال�سابق(.204

انظر يف بع�س ال�سوابق الق�سائية الغربية بهذا اخل�سو�س: احللو 2006، 252-253. و: اأبو خليل 2011، 289-283.

عبد احلميد 2005، 42.205

اأبو خليل 2011، 282.206

اأبو خليل 2011، 284.207

اأبو خاطر ودون�سكي 1997، 38.208

90

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

املجتمع الفل�سطيني، فكثري من الق�سايا جتد لها »حلول توافقية قبل و�سولها اإىل املحكمة والبت فيها

ومن التطبيقات الق�سائية القليلة الدعوى التي رفعتها هيئة اإذاعة وتلفزيون فل�سطني 209

من قبل الق�ساء«.

اإحدى ال�سحافيات بتهمة الذم والت�سهري، وقد حكم فيها قا�سي �سلح رام اهلل بعدم قبول الدعوى �سد

210

اجلزائية، وبراءة ال�سحافية.

الذم بتهمتي بيت حلم، راديو بيت حلم �سد مدير قبل حمافظ املوجهة من التهمة الق�سايا اأحدث ومن

والتحقري، والإ�ساءة لالأفراد والإ�سرار بهم، ويف حني اأ�سقطت التهمة الأوىل عنه، ما زالت الق�سية منظورة اأمام

211الق�ساء بخ�سو�س التهمة الثانية.

انظر: الأ�سفر 2010، 33.209

انظر: الأ�سفر 2010، 34.210

http://www.pnn.ps/index.php?option=com_content&task=view&id=112147 انظر: 211

&Itemid=40www.alif.ps/atemplate.php?id=13633 :واأي�سا

91

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

خامتة

وترتبط بجملة من الأ�سا�سية، الإن�سان وحرياته العامة حلقوق للنظرية »�سليلة �سرعية« الإعالم اإن حرية

اإىل »البعد الع�سوي«، ببعد وظيفي اإ�سافة واأفقية، وتت�سل بها احلقوق واحلريات الأخرى، مب�ستويات عمودية

يتمثل بالدور الذي ت�سطلع به حرية الإعالم يف حماية حقوق الإن�سان وحرياته والدفاع عنها، بو�سفها »الناطق

الر�سمي« لها واملعرب احلقيقي عنها.

هذا، ول يكون القانون دائما يف مواجهة حرية الإعالم كما هو الفهم ال�سائد لدى كثريين، بل هو اأي�سا ويف

واإمنا للحرية، انتهاكا ذاته بحد لالإعالم القانوين التنظيم ي�سكل ل وبالتايل �ساحلها. يف الأحيان من كثري

اعتبارات ومبادئ ف�سفا�سة وغري تقييد احلرية ل�سالح اإذا ما غالت يف اأحكامه، يكون يف م�سمون النتهاك

حمددة بدقة كالأمن والنظام العام والعادات والتقاليد.

وقد عر�ست الدرا�سة يف هذا ال�سياق اإىل تفنيد نظريات مغالية اأو متطرفة من قبيل »خري قانون لالإعالم

هو عدم وجود قانون« و«احلق املطلق حلرية التعبري«. كما اأ�سارت الدرا�سة اإىل اأن اأغلب دول العامل تنظم الإعالم

اإل من حيث درجة مراعاتها للمعايري القانونية للدول مبوجب ت�سريعاتها الداخلية، وما املفا�سلة بني الأنظمة

الدولية والنظرية العامة حلقوق الإن�سان وحرياته الأ�سا�سية.

قانونية- مو�سوعات اأو جوانب ثالثة خالل من فل�سطني يف الإعالم حلرية القانوين التنظيم حتليل مت

تنظيمية: املو�سوع الأول، له �سلة بـ اجلوانب الد�ستورية واحلقوقية، وقد اأو�ست الدرا�سة فيما اأو�ست بخ�سو�سها

ب�سرورة امل�ساواة بني جميع املواطنني بتمتعهم بحرية الإعالم دون ا�سرتاط امتهان الإعالم وال�سحافة، بالإ�سافة

اإىل �سرورة وجود كفالة د�ستورية �سريحة للحق يف احل�سول على املعلومات، وامللكية الفكرية، و�سرية م�سادر

املعلومات. ناهيك عن �سرورة متكني الق�ساء من القيام باأدواره املتعددة يف كفالة حرية الإعالم �سواء ب�سفته

الد�ستورية اأو الإدارية اأو اجلزائية اأو املدنية.

اأما املو�سوع الثاين، فيت�سل بـ عالقة ال�سلطة التنفيذية بو�سائل الإعالم )حرية الإعالم والنظام الإداري(،

وقد تبني لنا من خالل الدرا�سة اأن التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف مناطق ال�سلطة الفل�سطينة يغايل يف تو�سيع

املوؤ�س�سات احلكومية لبقية القائم النظام كما مينح الإعالم. يحد من حرية ب�سكل العالم وزارة �سالحيات

ذات ال�سلة حق الرقابة والإ�سراف على و�سائل الإعالم، ب�سكل من �ساأنه تعطيل حرية الإعالم واإلزام اأ�سحابها

باإجراءات وقيود �ستى، اأبرزها نظام الرتخي�س الذي نو�سي باإلغائه وال�ستعا�سه عنه بنظام اأو اإجراءات اأكرث

عملية ومراعاة حلرية الإعالم كنظام الإخطار مثال.

من هي التي الإعالمية املهنة �سوؤون تنظيم يف يتدخل لكونه القائم القانوين النظام انتقد فقد كذلك،

اخت�سا�س النقابات املهنية، كا�سرتاطه �سروطا معينة يف روؤ�ساء التحرير والكادر العامل يف و�سائل الإعالم. ويف

92

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

هذا ال�سدد نو�سي ب�سرور اإ�سدار قانون جديد لنقابة ال�سحافيني ليحل مكان القانون الأردين ال�ساري الآن.

كما تو�سل الباحث اإىل وجود مبالغة يف تقدير احلد الأدنى لراأ�س مال و�سائل الإعالم، وذلك دون ا�ستناد

اأن تطلق الأحكام جزافا، اأجل و�سح احلد الأدنى؛ والأجدى بدل من اأو معايري وا�سحة من اإىل درا�سة علمية

التو�سية باإحالة املو�سوع اإىل الدرا�سة املخت�سة من قبل اخلرباء، ليقدروا القيمة الأن�سب لذلك اتفاقا وهدف هذا

التحديد، األ وهو مدى م�سداقية و�سائل الإعالم تلك، وثقة اجلمهور بها، وكي ل يكون العمل الإعالمي عر�سة

للع�سوائية والتخبط الفردي.

ومن اأهم التو�سيات على هذا ال�سعيد �سرورة اإلغاء جميع اأ�سكال الرقابة القبلية على و�سائل الإعالم، مبا يف

ذلك املبطن منها كالإيداع القبلي للمطبوعات لدى وزارة الإعالم، وكذلك اإلغاء خمتلف الإجراءات الإدارية التي

هي اأ�سا�سا من اخت�سا�س الق�ساء كاحلجز وامل�سادرة والإغالق وما اإىل ذلك.

هذا، وتدعم الدرا�سة التوجه الأهلي والر�سمي لإن�ساء املجل�س الأعلى لالإعالم ليحل مكان وزارة الإعالم،

ولكن لي�س بال�سيغة التي يطرحها م�سروع القانون اخلا�س به وم�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع؛ ذلك اأن

املجل�س يف حال اإن�سائه وفقا لالأحكام التي يت�سمنها امل�سروعان �سيحتفظ بقدر وا�سع من ال�سالحيات التي تتمتع

بها وزارة الإعالم الآن ب�سكل من �ساأنه عرقلة حرية الإعالم. ولذلك، نو�سي ب�سرورة مراجعة هذه ال�سالحيات،

كما نو�سي باأن يكون جمل�س الإعالم الأعلى هيئة م�ستقلة غري مرتبطة باأي من اأجهزة املوؤ�س�سة احلكومية ب�سكل

اإداري اأو اإ�سرايف، واأن يقتدى يف ذلك ب�سكل اأو منوذج »الهيئة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان«.

اأما املو�سوع الثالث، فيت�سل بـ حرية الإعالم والنظام اجلزائي )التجرمي والعقاب(، وقد اأو�ست الدرا�سة

ب�سرورة تدارك غمو�س وعمومية الن�سو�س الت�سريعية ب�سكل من �ساأنه اأن يفت يف ع�سد مبداأ ال�سرعية )باأن ل

جرمية ول عقوبة اإل بن�س(. كذلك يوؤخذ على جممل اأحكام العقوبات املغالة والتغليظ يف تقديرها، وخ�سو�سا

اأنها تن�س على عقوبات احلب�س يف مو�سوعات هجرتها اأغلب الأنظمة القانونية املتقدمة، وا�ستبدلت بها التعوي�س

املايل.

كما تو�سي الدرا�سة ب�سرورة التعامل مع ق�سايا الذم والقدح والتحقري بنوع من اخل�سو�سية متى ات�سلت

نقدا ال�سيا�سي النقد واعتبار له، والتنموي وال�سيا�سي الجتماعي والدور لطبيعته مراعاة الإعالمي، بالعمل

مباحا متى توافرت امل�سلحة العامة وح�سن النية، ومتكني الق�ساء من ال�سطالع بدوره يف هذا اخل�سو�س. كما

نو�سي ب�سرورة وجود نظام جزائي اإجرائي خا�س بق�سايا الإعالم، وخ�سو�سا فيما يتعلق ب�سرورة عدم الإبقاء

على احلب�س الحتياطي يف هذا النوع من الق�سايا.

فيما يتعلق بـ املالحظات العامة، يوؤخذ على التنظيم القانوين الفل�سطيني لالإعالم الق�سور الت�سريعي )عدم

يوؤخذ الواحد. كما الت�سريع اأحكام اأحيانا بني بل وحتى الت�سريعات، الن�سجام بني خمتلف ال�سمولية(، وعدم

�سكال على اأغلب الت�سريعات ذات ال�سلة عدم ترتيب اأحكامها وتبويبها ب�سكل علمي �سليم، بالإ�سافة اإىل بع�س

موا�سع الغمو�س والركاكة وجمانبة ال�سواب يف ال�سياغة الت�سريعية.

93

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

هذا ول ي�سكل م�سروعا قانوين املجل�س الأعلى لالإعالم والإعالم املرئي وامل�سموع تطورا اإيجابيا ل�سالح حرية

الإعالم، واإمنا قد اأفقدها التعديل املتكرر بني �سد وجذب، كثريا من املبادئ الأ�سا�سية يف ال�سياغة الت�سريعية

حتى و�سال بها حّد التناق�س وعدم الن�سجام بع�سها مع بع�س. علما باأن اجلهود الر�سمية ذاهبة اإىل اإقرارها

واإ�سدارها دفعة واحدة. كذلك فاإن �سدور هذين امل�سروعني ب�سيغة معدلة و�سليمة لن يغري �سيئا من واقع قانون

املطبوعات والن�سر امل�سبع باملثالب.

ولذلك نو�سي باإعداد م�سروع قانون جديد مبثابة »قانون اأ�سا�س لالإعالم« يتم فيه تنظيم خمتلف قطاعات

الإعالم املطبوع واملرئي وامل�سموع، بالإ�سافة اإىل تنظيم و�سائط الإعالم الإلكرتوين )الإعالم اجلديد( الذي ما

زال بال تنظيم قانوين. ذلك اإىل جانب تاأ�سي�س وتنظيم املجل�س الأعلى لالإعالم اأو »الهيئة امل�ستقلة لالإعالم«.

وليقوم هذا القانون اجلديد باإلغاء خمتلف الت�سريعات ال�سارية وينحي جانبا امل�ساريع املطروحة، ليكفل تنظيما

قانونيا �سليما لقطاع الإعالم، ويكفل حماية امل�ستغلني بالعمل الإعالمي ولي�س فقط تقييد �سلوكهم املهني. ويتوجب

اأن يكون ذلك من خالل ال�سراكة من قبل احلكومة وموؤ�س�سات املجتمع املدين والإعالميني اأنف�سهم، وبال�ستعانة

بخربات اأكادميية متخ�س�سة يف القانون والإعالم. ذلك اأن هذه الآلية تبقى املنهجية الأف�سل ل�سبط العالقة بني

امل�سلحتني، بل وبني خمتلف امل�سالح املت�ساربة الأخرى يف املجتمع.

95

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

قائمة امل�سادر واملراجع

اأول: قائمة امل�سادر

الق�سم الأول: الت�سريعات واملواثيق املحلية

اأ. وثائق اأ�سا�سية:

وثيقة اإعالن الدولة الفل�سطينية )1988(

القانون الأ�سا�سي الفل�سطيني املعدل )2003(

قرار الرئي�س رقم )1( ل�سنة 1994

النظام الداخلي للمجل�س الت�سريعي الفل�سطيني )2000(

ب. قوانني:

قانون حقوق الطبع والتاأليف الربيطاين] ل�سنة 1911

قانون نقابة ال�سحافيني الأردين] رقم )17( ل�سنة 1952

قانون العقوبات الأردين] رقم )16( ل�سنة 1960 وتعديالته

قانون العقوبات النتدابي] رقم )74( ل�سنة 1936 وتعديالته

قانون املطبوعات والن�سر رقم )9( ل�سنة 1995

قانون رقم )3( ل�سنة 1996 ب�ساأن الت�سالت ال�سلكية والال�سلكية

قانون الإح�ساءات العامة رقم )4( ل�سنة 2000

قانون مكافحة الف�ساد رقم )1( ل�سنة 2005

قرار بقانون رقم )1( ل�سنة 2007 ب�ساأن النتخابات العامة

ج. مرا�سيم:

مر�سوم رئا�سي رقم )3( ل�سنة 1998 ب�ساأن تكري�س الوحدة الوطنية ومنع التحري�س

مر�سوم رقم )2( ل�سنة 2010 ب�ساأن الهيئة العامة لالإذاعة والتلفزيون الفل�سطينية

96

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

د. قرارات جمل�س وزراء:

والتلفزيونية الإذاعية املحطات ترخي�س نظام 2004ب�ساأن ل�سنة )182( قرارجمل�سالوزراءرقم

والف�سائية والال�سلكية

قرار جمل�س الوزراء رقم )213( ل�سنة 2004 بالتنظيم الهيكلي والوظيفي لوزارة الإعالم

هـ. م�ساريع ت�سريعات:

م�سروع د�ستور دولة فل�سطني )امل�سودة الثالثة، اآذار 2003(

م�سروع قانون ال�سحافة والإعالم )2005(

م�سروع قانون الإعالم املرئي وامل�سموع )امل�سودة الأخرية، 2011(

م�سروع قانون جمل�س الإعالم الأعلى )2011(

الق�سم الثاين: املعاهدات واملواثيق الدولية

اأ. اتفاقيات ثنائية )منظمة التحرير الفل�سطينية – اإ�سرائيل(:

اتفاقية اإعالن املبادئ – اأو�سلو )1993(

اتفاقية القاهرة »غزة اأريحا اأول« )1994(

اتفاقية »واي ريفري« )1998(

ب. اتفاقيات دولية �سارعة:

الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان )1948(

التفاقية الدولية للق�ساء على جميع اأ�سكال التمييزالعن�سري )1965(

العهد الدويل اخلا�س باحلقوق املدنية وال�سيا�سية )1976/1966(

العهد الدويل اخلا�س باحلقوق القت�سادية والجتماعية والثقافية )1976/1966(

اتفاقية حقوق الطفل )1990(

ج. مواثيق دولية تاأ�سي�سية:

ميثاق الأمم املتحدة )1945(

امليثاق التاأ�سي�سي ملنظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة – اليون�سكو )1945(

97

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

د. قرارات واإعالنات منظمات دولية:

مم املتحدة رقم )59(عام 1946 قرار اجلمعية العامة لالأ

مم املتحدة رقم)110(عام 1947 قرار اجلمعية العامة لالأ

مم املتحدة رقم)127(عام 1947 قرار اجلمعية العامة لالأ

�سا�سية اخلا�سة باإ�سهام و�سائل الإعالم يف دعم ال�سالم والتفاهم الدويل، اإعالن اليون�سكو »ب�ساأن املبادئ الأ

ن�سان، ومكافحة العن�سرية والف�سل العن�سري والتحري�س على احلرب« )1978(. وتعزيزحقوق الإ

اإعالناليون�سكو »ب�ساأن تعزيز ا�ستقالل وتعددية و�سائل الإعالم العربية«، اإعالن �سنعاء )1996(.

هـ. مواثيق اإقليمية:

التفاقية الأوروبية حلقوق الإن�سان )1950(

امليثاق العربي حلقوق الإن�سان )2004(

99

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

ثانيا: قائمة املراجع

مع مقارنة درا�سة الفل�سطيني: والن�سر املطبوعات قانون .1997 دودن�سكي. ونتا�سا يا�سر، خاطر، اأبو

الدميقراطيات الغربية. من�سورات املجتمع املدين )3(. القد�س: مركز اإ�سرائيل/ فل�سطني لالأبحاث واملعلومات.

اأبو خليل، فار�س جميل. 2011. و�سائط الإعالم: بني الكبت وحرية التعبري. عمان: دار اأ�سامة.

اأبو دهيم، مو�سى. 2008. »حق املواطن يف احل�سول على املعلومات«. ت�سامح، عدد 21: 120-103.

اأبو دية، اأحمد. 2005. حرية الو�سول اإىل املعلومات يف فل�سطني. عزمي ال�سعيبي، اإ�سراف. رام اهلل:

الئتالف من اأجل النزاهة وامل�سائلة )اأمان(.

2003. »نظرة على احلق يف الراأي والتعبري يف قطاع غزة«. يف: حرية الراأي اأبو رم�سان، حم�سن.

والتعبري: التجربة الفل�سطينية. رام اهلل: مركز رام اهلل لدرا�سات حقوق الإن�سان.

ادعي�س، معن. 2006. »اخت�سا�سات رئي�س ال�سلطة الوطنية باملقارنة مع اخت�سا�سات جمل�س الوزراء

واملجل�س الت�سريعي يف املجال الت�سريعي«. يف: �سالحيات رئي�س ال�سلطة الوطنية باملقارنة مع اخت�سا�سات

جمل�س الوزراء واملجل�س الت�سريعي، 5-18. �سل�سلة تقارير قانونية )66(. رام اهلل: الهيئة امل�ستقلة حلقوق

املواطن.

اإ�سماعيل، دنيا الأمل. 2010. »احلر�س على املعايري املهنية ورف�س الرقابة«. يف: اأخالقيات مهنة ال�سحافة

املمار�سة فل�سطينيا، 7-12. نبال ثوابتة، حترير. رام اهلل]: مركز تطوير الإعالم بجامعة بريزيت.

املمار�سة ال�سحافة مهنة اأخالقيات يف: للمحاكمة«. ال�سحافيني »خ�سوع .2010 عماد. الأ�سفر،

فل�سطينيا، 28-35. نبال ثوابتة، حترير. رام اهلل]: مركز تطوير الإعالم بجامعة بريزيت.

الربغوثي، بالل. )د.ت(. درا�سة احلق يف احل�سول على املعلومات وواقعه يف فل�سطني. اأحمد حماد،

�ساعد يف الإعداد. رام اهلل: املركز الفل�سطيني للتنمية واحلريات الإعالمية )مدى(.

الت�سريعات الفل�سطينية: التحرير ملنظمة القانوين النظام .2010 توام. ور�ساد معني، الربغوثي،

الناظمة لالأمن والق�ساء الثوري. رام اهلل: معهد احلقوق بجامعة بريزيت.

البكري، عالء. 1996. »قانون املطبوعات والن�سر: نقد وحتليل«. يف: حرية الراأي والتعبري وال�سحافة

الفل�سطيني الثاين حول قانون املطبوعات والن�سر الدرا�سي اليوم اأ�س�س املجتمع الدميقراطي )وقائع من

لعام 1995، 23-33. )د.م(: مركز الدفاع عن احلريات ودار وال�سرارة للن�سر.

توام، ر�ساد. 2008. حق املوؤلف: املاهية واحلماية اجلزائية. رام اهلل: مركز اأوغاريت الثقايف.

توام، ر�ساد، وعزام طواف�سة، و�سعاد جعوان. 2010. »الإيداع القانوين وفقا لت�سريعات حق املوؤلف:

100

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

نحو نظام فل�سطيني خا�س وفعال«. �سيا�سات، عدد 12: 141-121.

الفكرية«، امللكية العمل الإعالمي وحماية توام، ر�ساد. مادة تدريبية غري من�سورة حول »العالقة بني

مقدمة خالل ور�سة تدريبة حول »تعزيز قدرات املحامني يف التعامل مع ق�سايا احلريات الإعالمية«. منظمة

من قبل معهد احلقوق بجامعة بريزيت، واملركز الفل�سطيني للتنمية واحلريات الإعالمية )مدى(، ونقابة

املحامني الفل�سطينيني، وبتمويل من منظمة اليون�سكو. )�سباط/ فرباير 2011(.

جبارين، �سامي. 2008. »احلريات الإعالمية يف الأرا�سي الفل�سطينية خالل العام 2007«. ت�سامح،

عدد 21: 170-163.

اجلمل، �سعيد. 1999. »حرية ال�سحافة وقيود الت�سريعات«. الدرا�سات الإعالمية، عدد 94: 19-9.

حافظ، اأ�سما ح�سني. 1997. الت�سريعات املنظمة لل�سحافة واأحكام جرائم العالنية والن�سر. )د.م(:

دار الأمني.

حبيب، هاين. 2008. »حرية الو�سول اإىل املعلومات بني ال�سرية واحلماية«. ت�سامح، عدد 21: 94-79.

الراأي 1995«. يف: حرية ل�سنة والن�سر املطبوعات قانون 1996. »مالحظات حول اأحمد. حرب،

والتعبري وال�سحافة من اأ�س�س املجتمع الدميقراطي )وقائع اليوم الدرا�سي الثاين حول قانون املطبوعات

والن�سر الفل�سطيني لعام 1995، 68-72. )د.م(: مركز الدفاع عن احلريات ودار وال�سرارة للن�سر.

احللو، راغب. 2006. حرية الإعالم والقانون. الإ�سكندرية: من�ساأة املعارف.

من�سورات بريوت: وامل�سموع. املرئي الإعالم حلرية القانوين التنظيم .2009 �سعدى. اخلطيب،

احللبي احلقوقية.

العهد العثماين وحتى العهد ال�سحافة، منذ القانونية على حرية القيود .2006 اخلطيب، �سعدى.

احلايل: درا�سة مقارنة. بريوت: من�سورات احللبي احلقوقية.

والتعبري الراأي حرية يف: الفل�سطيني...«. والن�سر املطبوعات »قانون .1996 نبيل. اخلطيب،

والن�سر املطبوعات قانون الثاين حول الدرا�سي اليوم الدميقراطي )وقائع املجتمع اأ�س�س وال�سحافة من

الفل�سطيني لعام 1995، 99-104. )د.م(: مركز الدفاع عن احلريات ودار وال�سرارة للن�سر.

درا�سة الدولية: للمعايري ومواءمتها الت�سريع يف ال�سحافة حرية .2011 فتحي. اأ�سرف الراعي،

مقارنة. عمان: دار الثقافة للن�سر والتوزيع.

رويرت، كري�ستوف، واإيرمرتاود زيبولد. 2001. الإعالم وحرية الراأي يف فل�سطني. عارف احلجاوي،

ترجمة. فل�سطني: موؤ�س�سة هايرنيخ بويل ومعهد الإعالم بجامعة بريزيت.

زلطة، عبد اهلل. 2003. ت�سريعات ال�سحافة والإعالم يف م�سر مع اأحدث اأحكام املحكمة الد�ستورية

ال�سادرة يف ق�سايا ال�سحافة. القاهرة: )د.ن(.

101

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الراأي والتعبري: امل�ستقبل«. يف: حرية واآفاق العقبات الراأي والتعبري: 2003. »حرية �سعد، عاطف.

التجربة الفل�سطينية، 59-88. رام اهلل: مركز رام اهلل لدرا�سات حقوق الإن�سان.

املطبوعات قانون والن�سر«. يف: املطبوعات قانون »مذكرة حول .1999 ميندل. وتوبي �سعيد، ال�سلمي،

والن�سر: درا�سات ومالحظات نقدية، 25-45. عمار الدويك، حمرر. رام اهلل: الهيئة امل�ستقلة حلقوق املواطن.

�سليمان، ملكي. 2006. »ال�سحافة: �سرورة �سن قوانني تنظم عمل و�سائل الإعالم الر�سمية وتركز

على ا�ستقالليتها ماليا«. ت�سامح، عدد 13: 154-145.

�سعبان، حممد عطاهلل. 2007. حرية الإعالم يف القانون الدويل. الإ�سكندرية: مركز الإ�سكندرية للكتاب.

قانون يف: والن�سر«. املطبوعات وقانون الأ�سا�سي القانون بني »العالقة .1999 عزمي. ال�سعيبي،

املطبوعات والن�سر: درا�سات ومالحظات نقدية، 3-10. عمار الدويك، حمرر. رام اهلل: الهيئة امل�ستقلة

حلقوق املواطن.

الراأي حرية يف: .»1995 ل�سنة والن�سر املطبوعات قانون حول »مالحظات .1996 رزق. �سقري،

والتعبري وال�سحافة من اأ�س�س املجتمع الدميقراطي )وقائع اليوم الدرا�سي الثاين حول قانون املطبوعات

والن�سر الفل�سطيني لعام 1995، 34-43. )د.م(: مركز الدفاع عن احلريات ودار ال�سرارة للن�سر.

والرقابة على املوؤلف والن�سر وقانون حماية حق 1997. جرائم ال�سحافة ال�سواربي، عبد احلميد.

امل�سنفات الفنية: يف �سوء الق�ساء والفقه. الإ�سكندرية: من�ساأة املعارف.

عبد احلميد، مهند. 2005. دور الإعالم الفل�سطيني يف مواجهة الف�ساد. عزمي ال�سعيبي، اإ�سراف.

رام اهلل: الئتالف من اأجل النزاهة وامل�سائلة )اأمان(.

عبد احلميد، مهند. 2010. »ديالكتيك.. الق�ساء والإعالم«. يف: اأخالقيات مهنة ال�سحافة املمار�سة

فل�سطينيا، 45-52. نبال ثوابتة، حترير. رام اهلل]: مركز تطوير الإعالم بجامعة بريزيت.

عبد املجيد، قدري علي. 2008. الإعالم وحقوق الإن�سان: ق�سايا فكرية ودرا�سة حتليلية وميدانية.

الإ�سكندرية: دار اجلامعة اجلديدة للن�سر.

عبد املجيد، ليلى. 2001. ت�سريعات ال�سحافة يف الوطن العربي الواقع واآفاق امل�ستقبل. القاهرة: العربي

للن�سر والتوزيع.

العبيدي، نوال. 2009. اجلرائم املا�سة بحرية التعبري عن الفكر. عمان: دار احلامد للن�سر والتوزيع.

والت�سريعات الدولية املواثيق بني فل�سطني يف والتعبري الراأي »حرية .2008 يا�سر. عالونة،

الفل�سطينية«. ت�سامح، عدد 21: 141-133.

العمري، وليد. 2010. ال�سحافة الفل�سطينية: ثالث مطارق و�سندان. رام اهلل: مركز رام لدرا�سات

حقوق الإن�سان.

102

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

الإعالم يف العربية«. يف حرية الإعالمية وال�سيا�سات 2004. »احلق يف الت�سال العودات، ح�سني.

العامل العربي والغرب. �سل�سلة براعم. دم�سق: اللجنة العربية حلقوق الإن�سان، واملوؤ�س�سة العربية الأوروبية

للن�سر )اأوراب(، والأهايل للن�سر والتوزيع.

�سل�سلة املحلية. والت�سريعات الدولية املواثيق يف والتعبري الراأي حرية .2006 نهاد. اأحمد الغول،

تقارير قانونية )65(. رام اهلل: الهيئة امل�ستقلة حلقوق املواطن.

الوطنية ال�سلطة ظل يف التعبري حرية حول تقرير ال�سمت: اأ�سوات .1999 اأريان. الفا�سد،

الفل�سطينية. �سل�سلة تقارير قانونية )9(. رام اهلل: الهيئة امل�ستقلة حلقوق املواطن.

فرحات، حممد نور. 2004. »القانون واحلرية: قراءة يف مالمح التنظيم القانوين حلرية الراأي والتعبري

يف الت�سريعات العربية«. يف حرية الإعالم يف العامل العربي والغرب، 55-70. �سل�سلة براعم. دم�سق: اللجنة

العربية حلقوق الإن�سان، واملوؤ�س�سة العربية الأوروبية للن�سر )اأوراب(، والأهايل للن�سر والتوزيع.

الفطافطة، حممود. 2011اأ. عالقة الإعالم اجلديد بحرية الراأي والتعبري يف فل�سطني: الفي�سبوك

منوذجا. رام اهلل: املركز الفل�سطيني للتنمية واحلريات الإعالمية )مدى(.

واأدوات التكوين عوامل الفل�سطينية: ال�سحافة يف الذاتية »الرقابة 2011ب. حممود. الفطافطة،

التفكيك«. ت�سامح، عدد 32: 106-91.

قني�س، جمان. 2008. »البيئة الت�سريعية حلرية التعبري يف فل�سطني«. ت�سامح، عدد 21: 132-121.

القد�س: الفل�سطينية. ال�سلطة الراأي يف ظل والتعبري عن ال�سحافة 1997. حرية �سميح. حم�سن،

اجلمعية الفل�سطينية حلماية حقوق الإن�سان والبيئة )القانون(.

والتعبري: الراأي حرية يف: اأ�سا�سية«. منطلقات الإن�سان: وحقوق »الإعالم .2003 �سميح. حم�سن،

التجربة الفل�سطينية، 15-57. رام اهلل: مركز رام اهلل لدرا�سات حقوق الإن�سان.

املركز الفل�سطيني حلقوق الإن�سان. 1995. مالحظات انتقادية على قانون املطبوعات والن�سر لعام

1995 ال�سادر عن ال�سلطة الوطنية الفل�سطينية. ن�سخة الكرتونية، )ا�سرتجعت بتاريخ 2011/8/1(، http://www.pchrgaza.org/arabic/studies/presslaw%20 على: متوافر

_1_.pdfجمموعة النتخابات: ونزاهة الإعالم حرية .2007 الإن�سان. حقوق لدرا�سات القاهرة مركز

)ا�سرتجعت الكرتونية ن�سخة وتقدمي. مراجعة القجريي، معتز والإقليمية. الدولية املعايري حول وثائق

http://dar.bibalex.org/webpages/mainpage. )2011/10/1 بتاريخ

jsf?BibID=356604امل�سري، هاين. 1996. »ورقة وزارة الإعالم«. يف: حرية الراأي والتعبري وال�سحافة من اأ�س�س املجتمع

103

التنظيم القانوين حلرية الإعالم يف فل�سطني

،1995 لعام الفل�سطيني والن�سر املطبوعات قانون حول الثاين الدرا�سي اليوم )وقائع الدميقراطي

7-10. )د.م(: مركز الدفاع عن احلريات ودار وال�سرارة للن�سر.الكويت: .)94( املعرفة عامل �سل�سلة اجلديد. الإعالمي النظام .1985 م�سطفى. امل�سمودي،

املجل�س الوطني للثقافة والفنون والآداب.

نزال، عمر. 2011. »م�سروع قانون املجل�س الأعلى لالإعالم: املطلق واجلوهر«. مدى الإعالم، عدد 1: 10-9.

نيتز، روبرت. 2008. تاريخ ارقابة على املطبوعات. فوؤاد �ساهني، ترجمة. بريوت: دار الكتاب اجلديد املتحدة.

يا�سني، �سباح. 2010. الإعالم: حرية يف اإنهيار. بريوت: ال�سبكة العربية لالأبحاث والن�سر.

الأ�سكال