أساليب حديثة في مجال رعاية المسنين

ملخص الدراسة

أسالیب عالجیة حدیثة في مجال رعایة المسنین

محمد مسفر القرني/ الدكتور جامعة أم القرى- المشاركأستاذ الخدمة االجتماعیة

االھتم ام بكاف ة فئ ات المجتم ع م ن خ الل تق دیم الرعای ة نح وتوج ھ الخدم ة االجتماعی ة جھودھ ا

ة األس رع نم وا ب ین فئ ات المجتم ع إذ ت شیر التق اریر وفئ ة الم سنین ھ ي الفئ . االجتماعی ة لھ م

الصادرة من األمم المتحدة في كل عام إلى تزاید أعداد المسنین ف ي دول الع الم وم ن المتوق ع أن

ھ ذه الدراس ة ت أتي و. م٢٠٥٠ من بین كل خمسة أشخاص بحلول عام واحدمسنإلى تزید لتصل

االعتب ارات عل ى ض وء م ستواه وتح سین ب ھ رتق اء لالرعای ة الم سنین في إطار االھتمام بمج ال

تط رح نم وذجین م ن األس الیب الحدیث ة ، فالواج ب مراعاتھ ا أثن اء الممارس ة واالجتماعیة الثقافیة

نم وذج ادارة الحال ة والنم وذج ال وظیفي : ف ي ممارس ة الخدم ة االجتماعی ة م ع فئ ة الم سنین ھم ا

ویمك ن . ھ ذه الفئ ة م ع الم شكالت الت ي تواج ھ التعام ل للتع رف عل ى تطبیقاتھم ا عن د الم ساعد

استخدام نتائج ھذه الدراسة في توجیھ االھتمام نحو أھمیة استخدام األسالیب العالجیة في التعام ل

م ع األخ ذ في المجتمع العربي ال سعودي، مع المشكالت االنسانیة التي تواجھ األفراد والجماعات

. أثناء التطبیق واالجتماعیةبعین االعتبار مراعاة الجوانب الثقافیة

.رعایة المسنین، نموذج ادارة الحالة، النموذج الوظیفي المساعد: مصطلحات الدراسة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com


2

Abstract

New Therapeutic Models for Aging Welfare

By

Mohammed Misfer Al-garni, Ph.D Associate Professor, Social Work Dep., Umm Al-Qura University

Social work is concerned with the provision of help and support to

the different sectors of society through various means of social

welfare and services. Among these sectors, the elderly has

attracted greater attention, being the fastest growing segment of

the population. UN statistical annual reports forecast considerable

increase in the elderly population, reaching about 20% of the total

population by 2050. Concomitantly, the profession of social work

should develop new tools and employ appropriate techniques to

cope with this emerging situation. This study attempts to contribute

to such endeavor by presenting two therapeutic models: the Case

Management and the Auxiliary Function models, explaining their

philosophical assumption and practitioner roles. Both models are

discussed to investigate their applicability with the elderly in Saudi

Arabia, bearing in mind the social and cultural considerations in

the Saudi society where the application will take place.

Keywords: Aging welfare, Case management, Auxiliary function

model.




3

أسالیب عالجیة حدیثة في مجال رعایة المسنین

محمد مسفر القرني/ الدكتور جامعة أم القرى- المشاركأستاذ الخدمة االجتماعیة

ھ ذه الرعای ة . تزدھر األمم وترقى في سلم الحضارة بقدر ما ت وفره م ن رعای ة ألفرادھ ا

وألن . والجان ب النف سي ، والجان ب االجتم اعي ، والجان ب البیئ ي تمتد لت شمل الجان ب ال صحي ،

رعای ة بھ ا االھتمام استلزم الثروة البشریة ھي العمود الفقري والمورد الحیوي للتقدم واالزدھار

وألن الك ائن الب شري ینم و ج سمیا ونف سیا وعقلی ا عب ر مراح ل . عبر مراحل النمو المختلفة الفرد

میزھ ا ع ن غیرھ ا ، كان ت أوج ھ ومج االت الرعای ة االجتماعی ة متنوع ة مختلف ة لك ل منھ ا م ا ی

فھناك الرعایة االجتماعی ة المقدم ة لفئ ة ال شباب ، . األشكال واألسالیب تبعا لخصائص كل مرحلة

كم ا . وھناك الرعایة االجتماعیة المقدمة لألسرة ، وھناك الرعایة االجتماعیة المقدمة لكبار ال سن

.ویلة المدى ، والرعایة قصیرة المدىأن ھناك الرعایة ط

لك ل إن سان : " م ن اإلع الن الع المي لحق وق اإلن سان عل ى أن ھ ) ٢٥(وق د ن صت الم ادة

الحق في مستوى معیشي مالئم لصحتھ ورفاھیتھ ، وكذلك لصحة ورفاھیة أس رتھ ، بم ا ف ي ذل ك

روریة ، والح ق ف ي المأك ل والمل بس والم سكن ، والرعای ة الطبی ة والخ دمات االجتماعی ة ال ض

).١٩٨٤األمم المتحدة ، (."األمان عندما یتقدم بھ السن

وق د كان ت م ن حكم ة الخ الق . وال شیخوخة ھ ي آخ ر مرحل ة عمری ة یم ر بھ ا اإلن سان

یم ر بمراح ل متع ددة، فیب دأ ولی دا ض عیفا ث م ش ابا قوی ا وأخی را اإلن سان سبحانھ وتع الى أن جع ل

الذي خلقكم من ضعف ثم جعل م ن بع د ض عف ق وة ث م جع ل م ن اهللا: " قال تعالى . شیخا ضعیفا

).٥٤الروم ، ( "بعد قوة ضعفا وشیبة یخلق ما یشاء وھو العلیم القدیر

وألن ھذه المرحلة تتمی ز بال ضعف والحاج ة إل ى اآلخ رین للقی ام بال شئون الدنیوی ة فھ ي

، وعدم القدرة عل ى الحرك ة ، مرحلة تتصف باالعتماد على اآلخرین ، والشعور بمظاھر العجز

إذا ھ ي مرحل ة االنتق ال م ن االس تقالل إل ى التبعی ة . وكثرة األم راض الج سمیة والنف سیة والعقلی ة

.ومن القوة إلى الضعف




4

وتحظى قضایا المسنین ومشاكلھم باالھتمام العالمي والمحل ي نظ را لم ا یمثل ھ كب ار ال سن م ن

٢٠٠٠ المتح دة ان ھ خ الل الفت رة م ن ع ام األم م ك د من شورات نسبة متزایدة من سكان العالم، فتؤ

ملی ون ن سمة ال ى ٢١٤ س تزید اع داد الم سنین ف وق س ن ال ستین ف ي الع الم م ن م٢٠٥٠الى ع ام

وذل ك نتیج ة تق دم العل وم الطبی ة "، م ن مجم وع س كان الع الم % ٢٢ لتف وق ملی ون ن سمة١١٢١

عب د (" وت وافر ق در م ن ال سالم الع المي ألمراضا الوقایة والعالج من وأسالیبوالرعایة الصحیة

.)٢٠٠١الحمید شاذلي،

أدت التح والت االجتماعی ة واالقت صادیة المت سارعة ف ي المجتمع ات اإلن سانیة مث ل لق د

الھج رة الجغرافی ة إل ى قل ة األفق ي والرأس ي و تفك ك ال روابط األس ریة ، والح راك االجتم اعي

إل ى زی ادة م ضطردة ف ي أدى التق دم الطب ي بینم ا م ن ناحی ة، االھتم ام األس ري برعای ة الم سنین

تق دم من الناحیة األخرى، غیر أن تلك الزیادة المضطرة لم یقابلھ ا م ا ت ستحقھ م ن أعداد المسنین

.لھمكمي وكیفي في أسالیب الرعایة االجتماعیة المقدمة

جھ ود علمی ة وعملی ة ف ي اآلون ة األخی رة بھ ذه الفئ ة وب ذلت قل یال تزای د االھتم ام ولق د

لخ دمتھم انح صرت معظمھ ا ف ي الجوان ب المادی ة مث ل نظ ام التقاع د ، والتأمین ات االجتماعی ة

م لیك ون س نة دولی ة للم سنین ب دعوة م ن الجمعی ة ١٩٩٩ عن ھذا االھتم ام تخ صیص ع ام وأسفر

لھم العام ة لألم م المتح دة م ن أج ل تركی ز الجھ ود للبح ث ف ي ق ضایا الم سنین ومعالج ة م شاك

.كفل لھم االحترام و العیش الكریمالصحیة والنفسیة واالجتماعیة مما ی

بعق د الجمعی ة ٥٤/٢٦٢ث م تب ع ھ ذا االھتم ام ق رار الجمعی ة العام ة لألم م المتح دة رق م

م بالعاصمة االسبانیة مدرید للعمل على اعتماد اس تراتیجیة دولی ة ٢٠٠٢العالمیة الثانیة في ابریل

أخ ذ بع ین االعتب ار الحق ائق االجتماعی ة واالقت صادیة والدیموغرافی ة للق رن لرعای ة الم سنین ت

الملتق ى العرب ي الثال ث ( اھتمام ا خاص ا البل دان النامی ة احتیاج اتالح ادي والع شرین م ع إی الء

. )٢٠٠٤لشؤون المسنین،

احتیاج اتھم وإش باع ومن ھنا فإن المطالبة بمحاولة ب ذل الجھ د لتح سین أوض اع الم سنین

الصحیة والنفسیة واالجتماعیة واالقتصادیة لھ أث ره بعی د الم دى عل ى اس تقرار حی اتھم بم ا ی ؤدي

غن یم، (بھ م إل ى أن یكون وا أكث ر تك امال وأق ل اض طرابا ف ي كاف ة المواق ف الت ي یم رون بھ ا

٢٠٠٣.(

ة ومما یؤكد ھذا االھتمام بفئة المسنین ما تتمیز بھ ھ ذه الفئ ة م ن م شكالت ص حیة ونف سی

تجع ل م ن الم سن غی ر ق ادر عل ى ممارس ة واجتماعی ة واقت صادیة م صاحبة للتق دم ف ي العم ر

وھ ذا یتطل ب ب ذل الجھ ود الحكومی ة واألھلی ة للتع رف . وظائفھ االجتماعیة والقیام ب شؤون حیات ھ




5

عن د التخط یط لب رامج وخ دمات الرعای ة وإش باعھاعل ى م شكالت الم سنین وتق دیر احتیاج اتھم

.االجتماعیة

والخدمة االجتماعیة كإحدى العلوم المتخصصة ف ي الرعای ة واالھتم ام بالك ائن اإلن ساني

تولي اھتماما بالغا بت وفیر الرعای ة االجتماعی ة لكاف ة أف راد المجتم ع وتت صدى للم شكالت النف سیة

ل ذا ج اءت ھ ذه الدراس ة مھتم ة بمج ال . النف سي واالجتم اعي ھمواالجتماعی ة الت ي تع وق ت وافق

تحسین م ستوى الرعای ة أسالیبو الصحیة والنفسیة واالجتماعیة ة المسنین موضحة سماتھم رعای

الواج ب مراعاتھ ا أثن اء واالجتماعی ة االعتب ارات الثقافی ة ف ي ض وء المقدم ة لھ م االجتماعی ة

، طارح ة نم وذجین م ن األس الیب الحدیث ة ف ي ممارس ة الخدم ة االجتماعی ة م ع فئ ة الممارس ة

م وذج إدارة الحال ة والنم وذج ال وظیفي الم ساعد للتع رف عل ى تطبیقاتھم ا عن د ن: الم سنین ھم ا

ویمك ن اس تخدام نت ائج ھ ذه الدراس ة ف ي توجی ھ . التعام ل م ع الم شكالت الت ي تواج ھ ھ ذه الفئ ة

االھتمام نحو أھمیة استخدام األسالیب العالجی ة ف ي التعام ل م ع الم شكالت اإلن سانیة الت ي تواج ھ

ات ف ي المجتم ع العرب ي ال سعودي، م ع األخ ذ بع ین االعتب ار مراع اة الجوان ب األف راد والجماع

. الثقافیة واالجتماعیة أثناء التطبیق

أھداف الدراسة

:تھدف ھذه الدراسة إلى تحقیق األھداف التالیة

.معرفة حجم وواقع فئة المسنین في مجتمع المملكة العربیة السعودیة .١

. والنفسیة واالجتماعیة لفئة المسنینالتعرف على التغیرات الحیویة .٢

الوقوف على أھم المشكالت الصحیة والنفسیة واالجتماعیة التي تواجھ فئة المسنین .٣

.تقدیم بعض األسالیب العالجیة الحدیثة في التعامل مع فئة المسنین .٤

معرفة االعتبارات االجتماعیة والثقافیة في البیئة السعودیة التي یجب على األخصائي .٥

.جتماعي مراعاتھا في التعامل مع فئة المسنیناال

أھمیة الدراسة

یعتبر مجال رعایة المسنین من المجاالت الرئیسیة في ممارسة الخدمة االجتماعیة فكب ار

السن فئة من المجتمع تتطلب الرعایة االجتماعیة والنف سیة وال صحیة بم ا یكف ل لھ ا الع یش اآلم ن

دالت المسنین في المجتمعات االن سانیة نتیج ة للتق دم ف ي الن واحي ومع ازدیاد مع. والحیاة الكریمة

وتحسین مستوى الغذاء تعددت األس الیب العالجی ة ف ي ممارس ة الخدم ة االجتماعی ة ف ي العالجیة

بی د أن . العالجی ة ومھارات ھ المھنی ة وأس الیبھ مج ال رعای ة الم سنین وك ل منھ ا ل ھ أط ره الفل سفیة




6

أن الممارس ة المھنی ة للخدم ة – منھ ا واح د والمجتم ع ال سعودي – النامی ةالمالح ظ ف ي ال دول

أس الیب عالجی ة تقلیدی ة تقت صر عل ىاالجتماعی ة ب صفة عام ة وم ع فئ ة الم سنین ب صفة خاص ة

وعل ى ال رغم م ن أھمی ة ھ ذه . والع الج المعرف ي ك العالج النف سي التحلیل ي والع الج ال سلوكي

لممارس ة المھنی ة إال أن الحاج ة ماس ة إل ى اختب ار فعالی ة األسالیب العالجیة وكفاءتھا ف ي می دان ا

ھ ذه وكفاءة أسالیب عالجیة حدیثة للوق وف عل ى م دى ق درتھا ف ي اح داث التغیی ر المرغ وب م ع

ھذا باالضافة إلى التعرف على مواطن القوة وال ضعف ف ي تطبی ق ھ ذه األس الیب العالجی ة .الفئة

وم ن ھن ا تنب ع .ة والثقافی ة ع ن البیئ ة الت ي ن شأة فیھ ا في بیئة مختلف ة لھ ا خ صوصیتھا االجتماعی

أھمی ة ھ ذه الدراس ة م ن حی ث طرحھ ا ل بعض األس الیب العالجی ة الحدیث ة ف ي التعام ل م ع فئ ة

وعلى الرغم من أھمی ة االختب ار االمبریق ي لھ ذه األس الیب للوق وف عل ى م دى كفاءتھ ا .المسنین

ة المسنین، إال أن الوقوف عل ى االط ار النظ ري لھ ذه وفاعلیتھا في مجال الممارسة المھنیة مع فئ

كم ا أن م ن أھمی ة ھ ذه الدراس ة .األسالیب ومعرفة أسسھا المنھجیة ھو الھ دف م ن ھ ذه الدراس ة

تح سین ل تشجیع الممارسین للخدم ة االجتماعی ة م ع فئ ة الم سنین م ن اختب ار كف اءة ھ ذه األس الیب

.مؤسسات االیوائیة لرعایة المسنیني تقدمھا الالخدمات والبرامج الوقائیة والعالجیة الت

منھج الدراسة

تم إجراء ھذه الدراسة بالرجوع إل ى األدبی ات المتنوع ة ف ي مج ال الممارس ة المھنی ة م ع

فئة المسنین وھي دراسة نظریة اعتمدت على البح ث المكتب ي واالط الع عل ى الدراس ات ال سابقة

باح ث بع ض ال صعوبات نتیج ة لقل ة الدراس ات الت ي وواجھ ت ال. ذات ال صلة بموض وع الدراس ة

تناولت األسالیب العالجیة الحدیث ة الت ي تتناولھ ا ھ ذه الدراس ة للوق وف عل ى م دى فاعلی ة وكف اءة

. ھذه األسالیب العالجیة في التعامل مع فئة المسنین

حجم المشكلــــة

ة واالھتمام بالصحة مع تقدم وسائل المعیشة الحدیثة وارتفاع مستوى الخدمات الصحی

العامة في جمیع نواحیھا الوقائیة والعالجیة ، فإنھ قد حدثت زیادة في أعداد المسنین في العالم

ولیس أدل على ذلك من اإلحصاءات التي أجریت في مختلف دول كما سبق ذكره آنفا،كلھ

اد المسنین في ففي الوالیات المتحدة األمریكیة تشیر مصلحة اإلحصاءات إلى أن أعد. العالم

كما أشارت تقاریر مصلحة اإلحصاءات . العالم سیزید إلى الضعف في غضون العقدین القادمین

٢٠٣٠ سنة سوف یزید بحلول عام ٦٥ األمریكیین الذین تزید أعمارھم على عددالعامة إلى أن




7

الصحیة وھذه الزیادة أرجعھا التقریر إلى التطور في أوجھ الرعایة. م إلى سبعین ملیون فرد

).٢٠٠٥األمم المتحدة، (التي یتلقاھا كبار السن

وعلى مستوى العالم تشیر اإلحصاءات السكانیة أن القطاع المسن من السكان ھو

م أنھ یوجد اآلن مسن یزید عمره ٢٠٠٥إذ یشیر تقریر األمم المتحدة لعام . األسرع في النمو

إلى ستزیدشیر التقریر أن ھذه النسبة كما ی. أشخاص في العالم١٠ سنة من بین كل ٦٥على

بین أربعة أشخاص بحلول عام م ، ومن٢٠٥٠ین كل خمسة أشخاص بحلول عام مسن من ب

. )٢٠٠٥األمم المتحدة، (م٢١٥٠ بین ثالثة أشخاص بحلول عام م ، ومن٢١٠٠

ما ھو حجم مشكلة المسنین في المجتمع : ولكن السؤال الذي یطرح نفسھ ھنا ھو

ھل أعداد المسنین في المجتمع السعودي في ازدیاد مطرد بحیث أن ذلك یشكل السعودي؟

ظاھرة اجتماعیة یجب التصدي لھا ومواجھتھا ؟

تشیر المؤشرات السكانیة الصادرة عن الجھات المختصة باألمم المتحدة إلى أن نسبة

ودي وأن من من المجتمع العربي السع % ٣٧ سنة یشكلون ما نسبتھ ١٥من تقل أعمارھم عن

من المجتمع ولو قارنا ھذا التشریح السكاني % ٩ سنة یمثلون ما نسبتھ ٦٥تزید أعمارھم على

بمثیلھ في المجتمعات األخرى لوجدنا أن المتوسط العمري للسكان في المجتمع السعودي یقل

.)٢٠٠٥احصائیات األمم المتحدة ، ( سنة٢٠عن

االحصائیة الصادرة عن مصلحة االحصاءات وعلى المستوى المحلي تشیر التقاریر

سنة فما ٦٠م إلى أن عدد السكان الذین تبلغ أعمارھم ١٩٩٢العامة وفقا للتعداد السكاني لعام

وفي نتائج التعداد . ملیون نسمة تقریبا١٣من مجموع السكان المقدر بــــ % ٥فوق یمثلون

١٦٫٥جموع السكان المقدر بـــ من م % ٩م قفزت النسبة لتصل إلى ٢٠٠٤السكاني لعام

.)٢٠٠٥مصلحة االحصاءات العامة، (ملیون نسمة

في الوالیات المتحدة األمریكیة وفي مقارنة لنسبة المسنین في بعض دول العالم نجد

سنة، وفي المملكة المتحدة تمثل نسبة المسنین ٦٥من السكان تزید أعمارھم على % ٢٢ھناك

. سنة٦٥من السكان تزید أعمارھم على % ١٩وفي فرنسا ھناك من مجموع السكان ، % ٢١

األمم ( في ھذه الدول یزید عن الثالثین عاماالعمري للسكانمتوسط الھذا باإلضافة إلى أن

.)٢٠٠٥المتحدة،

التقاریر السكانیة التي تنشرھا األمم المتحدة سنویاومما یعزز ھذه اإلحصاءات ھو

بینما ھي ٢٫٦٩ یمثل ما نسبتھالمجتمع السعودي لنمو السكاني في معدل ا أن تشیر إلى حیث

وفي ھذا دلیل على أن ھناك . ٠٫٣٤ البریطاني المجتمع وفي٠٫٩٧في المجتمع األمریكي




8

في المجتمع السعودي یؤدي إلى زیادة مضطردة في تعداد السكانارتفاع في النمو السكاني

).٢٠٠٥األمم المتحدة ، (

قول أن المجتمع السعودي ال یعاني من ظاھرة ارتفاع أعداد المسنین في إذا یمكن ال

باالضافة . عاما١٥من سكانھ تقل أعمارھم عن % ٣٧الوقت الحالي ، فھو مجتمع نامي إذ أن

إلى أن المجتمع السعودي في تركیبتھ األسریة یتضمن قیما دینیة وتربویة تحض على رعایة

لي ال توجد مشكلة في الوقت الراھن تتمثل في وجود أعداد كبیرة وبالتا.كبار السن واحترامھم

).٢٠٠٣إحصائیات األمم المتحدة ، ( سنة٦٥من األفراد تزید أعمارھم على

من مجموع سكان % ٩ولكن ھذا االستنتاج ال یعني بالضرورة تجاھل ما نسبتھ

لى الرعایة الصحیة سنة، ألن لھم الحق في الحصول ع٦٠المجتمع السعودي ممن ھم فوق

كما أنھ ال یعني أیضا أننا لن نعاني من .واالجتماعیة بما یكفل لھم االحترام والعیش الكریم

تزاید أعداد المسنین في المستقبل في ظل التقدم الحضري وما یفرزه من تغیرات اجتماعیة

.وبیئیة تؤثر على كل قطاعات المجتمع

نین في المجتمع السعودي ال یعكس حجم المشكلة وإذا كان الجانب الكمي ألعداد المس

فإنھ یمكن تلمس ذلك في الجانب الكیفي المتمثل في كفاءة وفاعلیة الخدمات المقدمة للمسنین عبر

مبنیة على –وعلى حد علم الباحث . المؤسسات المتخصصة في مجاالت الرعایة االجتماعیة

فإن الخدمات المقدمة للمسنین في - داني مشاھدات من واقع االشراف على طالب التدریب المی

الرعایة االیوائیة في دور الرعایة االجتماعیة : مؤسسات الرعایة االجتماعیة ال تتعدى أسلوبین

. والرعایة االقتصادیة عن طریق الضمان االجتماعي والجمعیات الخیریة

ذ بعین االعتبار ومن ھنا تبرز الحاجة إلى ایجاد برامج وأسالیب عالجیة ووقائیة تأخ

المشاركة الفعالة للمسنین واستثمار قدراتھم وتلبیة احتیاجاتھم بما یحقق لھم التوافق النفسي

).٢٠٠١السیسي، (واالجتماعي في بیئتھم

مفاھیم الدراسة مفھوم المسن: أوال

. ھناك الكثیر من وجھات النظر لتعریف المسن وكل منھا ینطلق من جوانب متعددة

البیولوجي یرتكز على التغیرات البنائیة والوظیفیة في جسم الكائن البشري نتیجة فالتعریف

ویرى ھذا التعریف أن االضمحالل الجسمي یحدث بتقدم السن لدى كل كائن . للتقدم في السن

).٢٠٠٣غنیم، (حي




9

وفي الجانب السیكولوجي یعرف المسن بعدم القدرة على التوافق الذاتي ، وعلى ھذا

ویعرف . شیخوخة حالة من عدم التوافق یصاحبھا الشعور بالیأس والخوف من المصیریرى ال

التوافق إمكانیاتالمسن في علم النفس بأنھ الشخص الذي لدیھ حالة من االضمحالل تعتري

الجسمیة والعقلیة والنفسیة في مواجھة إمكانیاتھالنفسي واالجتماعي فتقل قدرتھ على استغالل

).٢٠٠١اوي، قن(ضغوط الحیاة

واجتماعیا یعرف المسن بأنھ الشخص الذي یعاني من ھجر العالقات االجتماعیة

وھذا یعني أن المسن یعاني من . واألدوار التي تطابق مرحلة الرشد وذلك نتیجة للتقدم في السن

لھ اآلخرینإدراكتغیرات في المراكز واألدوار المھنیة واالجتماعیة التي من شأنھا التأثیر في

وما یؤدي إلیھ ذلك من طرق مختلفة للتفاعل معھ، مما یؤثر على صورة المسن لذاتھ وسلوكھ

).١٩٩٦عثمان، (

ویمكن القول أن الشیخوخة مرحلة عمریة یصاحبھا تغیرات جسمیة ونفسیة واجتماعیة

الخدمة وعلى ھذا تنظر. تؤدي إلى قصور اإلمكانیات الذاتیة لتحقیق التوافق النفسي واالجتماعي

االجتماعیة للشیخوخة على أنھا ظاھرة اجتماعیة لھا احتیاجاتھا الخاصة وتتطلب أسالیب متمیزة

تحقق ألفرادھا التغلب على القصور الجسمي والعقلي والنفسي واالجتماعي بما یتناسب

. والمواقف االجتماعیة

رعایة المسنین: ثانیا

ة والنفسیة واالجتماعیة واالقتصادیة یقصد برعایة المسنین تقدیم الخدمات الصحی

ورعایة المسنین لیست . للمسنین الذین ال عائل لھم أو ممن ال یجدون أوجھ الرعایة في أسرھم

اتجاھا حدیثا في المجتمعات االنساني فھي موجودة منذ القدم وأكدت علیھا األدیان السماویة

. ومنھا دیننا االسالمي

التي طرأت على المجتمعات االنسانیة وما صاحبھا من ولكن نتیجة للتحوالت السریعة

االتجاه نحو األسرة النوویة والتنصل من االلتزامات األسریة من قبل األجیال الحدیثة، نشأة في

المجتمعات االنسانیة مؤسسات متخصصة لرعایة فئة المسنین وتقدیم أوجھ الرعایة المختلفة

عایة النھاریة التي تقدم خدماتھا للمسنین وھي أشبھ ومن تلك المؤسسات نجد مؤسسات الر. لھم

وھناك المؤسسات االیوائیة لمن ال عائل لھم وھي ).١٤١١أبالخیل، (ما تكون بأندیة المسنین

وكذلك . الدائمة للمسن مثل دور الرعایة االجتماعیة في المجتمع السعودياإلقامةالتي تتطلب

.ة وبرامج لفئة المسنینھناك جمعیات وھیئات خیریة تقدم أنشط




10

وال تقتصر رعایة المسنین على تقدیم الخدمات المادیة للمسن بل تتعدى ذلك لتشمل

تنمیة واستثمار خبرات المسنین من خالل البرامج التطوعیة التي تھتم بتنمیة الشعور بأھمیة

یثة في مجال الذات لدى المسن وأنھ مازال قادرا على العطاء وھذا یعتبر من االتجاھات الحد

.رعایة المسنین

األسالیب العالجیة: ثالثا

مع تنوع المشكالت االنسانیة وازدیاد تأثیرھا على االنسان نتیجة لتعقد الحیاة ونمطھا

المتسارع ، ظھرت العدید من األسالیب العالجیة في میادین علم النفس والطب النفسي وعلم

من ھذه – إحداھا والخدمة االجتماعیة –االنسانیة واستفادت مھن المساعدة . النفس االجتماعي

فھناك من األسالیب العالجیة من . تلك المشكالت والحد من تأثیرھااألسالیب العالجیة لمقابلة

یعتمد على الفرد نفسھ في عالج مشكالتھ النفسیة واالجتماعیة، وھناك من یعتمد على البیئة

على حل مشكالتھ، بینما نجد أسالیب أخرى تعتمد على المحیطة في التأثیر على الفرد ومساعدتھ

استثمار االمكانیات المجتمعیة وتوظیفھا لمقابلة االحتیاجات الفردیة واألسریة كنموذج ادارة

.الحالة

وعلى الرغم من تعدد األسالیب العالجیة في العقدین األخیرین واستخدام كل منھا

أن معظمھا یندرج تحت مدارس علم النفس إالمنھا،لتكنیكات عالجیة ومھارات مھنیة تمیز كل

مدرسة التحلیل النفسي والمدرسة السلوكیة : وھي) Three – D Force(الرئیسیة الثالث

).Corey, 1996(والمدرسة االنسانیة

واألسلوب العالجي ھو مجموعة من المھارات المھنیة التي یستخدمھا الممارس

وبالتالي فكل . لنفسي واالجتماعي مع ذاتھ ومع البیئة المحیطةلمساعدة العمیل على التوافق ا

. أسلوب عالجي لھ ما یمیزه عن غیره من المھارات

وفي المجتمعات الغربیة نشأة تلك األسالیب العالجیة وتطورت وتم استخدامھا مع فئات

أسریة (تنوعة ومع مشكالت م) المسنین– البالغین – المراھقین –األطفال (مختلفة من العمالء

وتشیر أدبیات الممارسة .للوقوف على مدى كفاءتھا وفاعلیتھا) انحراف– اجتماعیة – نفسیة –

. المھنیة إلى التباین في مدى فاعلیة ھذه األسالیب مع بعض المشكالت التي یواجھھا العمالء

ة وفي مجتمعاتنا العربیة حاول بعض الباحثین استخدام بعض من األسالیب العالجی

كالعالج السلوكي المعرفي، والعالج السلوكي، ونموذج حل المشكلة، واالتجاه الوظیفي وغیرھا

ولكن المالحظ افتقار .لمعرفة مدى كفاءة ھذه األسالیب في بیئة مختلفة عن البیئة التي نشأة فیھا

.جیة الحدیثةالمكتبة العربیة للدراسات النظریة والتطبیقیة التي تواكب التطور في األسالیب العال




11

وھذه الدراسة تأتي لتسلیط الضوء على بعض من األسالیب العالجیة الحدیثة التي لم یتم

في أدبیات الممارسة المھنیة في المجتمعات العربیة بصفة – حسب علم الباحث –التطرق إلیھا

.عامة وفي المجتمع السعودي بصفة خاصة

النظریات المفسرة للشیخوخة

وعلى . طبیعة وخصائص مرحلة الشیخوخة دید من النظریات التي تفسرلقد ظھرت الع

الرغم من تعدد األطر الفلسفیة والمنطلقات النظریة التي تعتمد علیھا كل من ھذه النظریات، إال

مالحظة أن التركیز في ھذه النظریات اعتمد على الجوانب االجتماعیة والنفسیة في أنھ یمكن

ویمكن مالحظة ذلك من خالل استعراض بعض من تلك . للمسنتفسیر األنماط السلوكیة

:النظریات

تؤكد ھذه النظریة على : )Continuation Theory(نظریة االستمرار والتواصل -١

ولذلك یسعى . أھمیة االستقرار النسبي للدور الذي یقوم بھ المسن قبل فترة الشیخوخة

ة من خالل استمرار األنماط المسن على ایجاد التكیف والتوافق مع مرحلة الشیخوخ

. السلوكیة المرتبطة باألدوار التي كان یقوم بھا في السابق والمحافظة على استمراریتھا

ویستند أنصار ھذه النظریة على أن المسنین یحاولون التمسك بأنماط حیاتھم السلوكیة

وخة التي اعتادوا علیھا وكثیرا ما یحاولون أن یجعلوا حیاتھم خالل مرحلة الشیخ

.مشابھھ لحیاتھم قبل الوصول إلى ھذه الفئة العمریةتقوم ھذه النظریة على افتراض أن الفرد لكي ): Activity Theory(نظریة النشاط -٢

یصل إلى التوافق بشكل فعال فإنھ یجب علیھ أن یواصل نشاطھ وینمي اھتماماتھ وھذا

میة األنشطة والبرامج وتركز ھذه النظریة على أھ. یساعد على رفع روحھ المعنویة

البدیلة التي تشغل وقت فراغ المسن وإعادة توافقھ واندماجھ مع مجتمعھ الذي یعیش فیھ

.ویتفاعل معھ

تتخذ ھذه النظریة من العالقات ): Disengagement Theory(نظریة االنسحاب -٣

ت بؤرة للعالقافتفترض أن الفرد یكون. االجتماعیة محورا لتفسیر مرحلة الشیخوخة

االجتماعیة ولكن مع تقدم السن تتقلص العالقات االجتماعیة وبالتالي یفقد المسن الكثیر

من الروابط االجتماعیة التي تكون مرتبطة في الغالب باألدوار االجتماعیة واألنشطة

فینتج عن ذلك نوعا من االنسحاب عن الواقع . التي كان یقوم بھا قبل مرحلة الشیخوخة

فیرى المسن أن االنسحاب من المجتمع مفید بالنسبة لھ وأیضا . اتوالعیش مع الذكری

.بالنسبة للمجتمع




12

السنلكبرالتغیرات الصحیة

تجمع كثیر من العلوم الطبیة على أن الشیخوخة من الناحیة البیولوجیة عبارة عن نمط

كتمال النضج شائع من االضمحالل في البناء والوظیفة یحدث بتقدم السن لدى كل كائن حي بعد ا

. وھذه التغیرات تؤثر على الوظائف العضویة والحركیة والعصبیة). ١٩٨٧قناوي، (

:ویمكن القول أن التغیرات التي تصاحب التقدم في السن تتعلق بجانبین

الجانب البنائي المتمثل في فقدان الخالیا من أعضاء الجسم نتیجة لزیادة التفاعالت الكیمیائیة .١

. عن التفاعالت الكیمیائیة البناءة في كل عضو من أعضاء الجسم الحيالھدامة بالجسم

الجانب الوظیفي ویشیر إلى عدم قدرة الجسم على مقاومة المؤثرات الخارجیة نتیجة الضمحالل .٢

بناء الجسم وبالتالي عدم القدرة على القیام بالوظائف الحیویة مثل ضعف البصر ، وضعف

.بات العصبیةحركة األمعاء ، و ضعف االستجا

التجعد الواضح : ن مالحظتھا على المسنین منھاك إن ھناك تغیرات عدیدة یمالواقعوفي

للجلد إذ یصبح بصفة عامة جافا مع فقدان لیونتھ وطبقة الدھن التي تبطنھ ویترتب على ذلك

ومن التغیرات الجسمیة أیضا . انخفاض سمك الجلد إلى ما یقل عن نصف سمكھ في سن الشباب

اھر الوھن والضعف فتصبح العظام أقل تماسكا وقابلة للتحطم والتكسر بسھولة ، وتصبح مظ

العضالت ذات توتر زائد ، كما تزداد الرعشة والتي ترتبط مباشرة بقصور وظائف الجھاز

حول احتیاجات المسنین أظھرت النتائج أن ھناك ) ٢٠٠١( ففي دراسة فتحي السیسي .العصبي

، وتدني النظر،الجلدتطرأ على المسنین منھا فقدان الذاكرة، وتجعد تغیرات جسمیة وصحیة

. القدرة على التركیز، وفقدان الذاكرةوعدم

في دراستھ عن مشكالت مرحلة الشیخوخة في المجتمع ) ١٩٩٣ (رفعت عبدالباسطویشیر

ما یفاقم وم. المسنین الكویتي إلى أن التغیرات الصحیة ھي من أكثر المشكالت تأثیرا على حیاة

.ھذه المشكالت فقدان الشھیة وعدم الرغبة في الحیاة والشعور بالعزلة

التغیرات النفسیة واالجتماعیة

وھذا یبدو من . ترتبط التغیرات النفسیة واالجتماعیة إلى حد كبیر بالتغیرات الجسمیة

رض وكثرة خالل ظھور أعراض االكتئاب والملل والشعور بالوحدة وفقدان الذاكرة وتوھم الم

). ١٩٩٨السدحان ، (الشكوى

ونتیجة الستقالل كثیر من األبناء سواء من الناحیة الجغرافیة حیث یسكنون بعیدا عن

والدیھم حسب ظروف حیاتھم المعیشیة أو من الناحیة االجتماعیة والعاطفیة نتیجة النشغالھم




13

ر تغیرا كبیرا بحیث تتغیر بتربیة أبنائھم ، فإن مفھوم الفرد عن ذاتھ وعن اآلخرین یتغی

. )٢٠٠١محمد، (اھتمامات المسن فتتركز حول الجوانب الشخصیة المتعلقة بھ

ومن السمات االجتماعیة أیضا والتي تشكل محورا لكثیر من السمات األخرى لدى

فیجد المسن نفسھ . المسنین حالة ھجر العالقات االجتماعیة واألدوار التي تطابق مرحلة الرشد

قادر أو محروم من مزاولة كثیر من األدوار التي كان یقوم بھا في مرحلة ما قبل غیر

).١٩٨٩عیسوي، (وفي ھذا التغیر انسحاب من أنشطة المجتمع التنظیمیة والتنفیذیة . الشیخوخة

أن ھناك نقصا واضحا في درجة إلى) ١٩٦٨(وفي ھذا الصدد یشیر ھافجھرست

انسحاب المجتمع عن الفرد إلىسن وأفراد المجتمع وذلك یرجع التفاعل االجتماعي بین كبار ال

أكثر من انسحاب الفرد من المجتمع، ومن ثم یعاني معظم كبار السن من االنخفاض التدریجي

التخلص من الكثیر من أعمالھم ومسئولیاتھم السابقةإلىفي المجال الكلي للنشاط ، فیعمدون

).م ١٩٩٢شنایدر و كروف ، (

السمات االجتماعیة التي تؤثر على المسنین الشعور بالوحدة بعد ترك األبناء ومن

للمنزل فمنھم من تزوج ومنھم من سافر ومنھم من غادر المكان إلى غیره، فال یجد المسن سوى

نفسھ وحیدا في المنزل وبالتالي یشعر بأنھ في فراغ كبیر وأن الخدمة التي كان یرجوھا لنفسھ

. لھمتوفرةغیر

:ن ما یليومن التغیرات النفسیة التي تصاحب التقدم في الس

وھذا القصور . القصور في القدرات العقلیة مثل القدرات اللفظیة والعددیة واالدراكیة والمعرفیة .١

.یؤدي بالمسن إلى إیجاد صعوبة في عملیات التذكر واالستدالل وحل المشكالت

، إذ تتركز االھتمامات حول االھتمامات الشخصیة أو التغیر الكبیر في االھتمامات لدى المسنین .٢

.كما تزید االھتمامات الدینیة والترویحیة لقضاء وقت الفراغ. الخاصة بالذات

.عدم االتزان االنفعالي حیث یثور ویغضب المسن بسرعة ویتسم االنفعال بالحدة والصالبة .٣

نسبي، أي أن تأثیرھا على المسنین وبالرغم من أن ھذه السمات النفسیة واالجتماعیة ذات تأثیر

تتفاوت من شخص آلخر تبعا للفروق الفردیة ، إال أن ذلك ال یلغي كون ھذه السمات ذات تأثیر

).١٩٩٣محمود ، (كبیر على درجة التوافق في حیاة المسنین النفسیة واالجتماعیة

مشكالت المسنین

مفھومینسنین یالحظ أن ھناك یة المع للدراسات االجتماعیة في مجال رعاإن المتتب

. األول ھو مفھوم االختالفات العمریة والثاني ھو مفھوم التغیرات العمریة: یجب التفریق بینھما

فبینما یشیر األول إلى المرحلة العمریة التي یمثلھا اإلنسان مثل مرحلة الطفولة، ومرحلة




14

ھوم الثاني یتعلق بالتغیرات الشباب ، ومرحلة الرجولة ، ومرحلة الشیخوخة ، نجد أن المف

. المختلفة التي تعتري أي فئة عمریة مثل التغیرات الجسمیة ، والنفسیة ، واالجتماعیة

خاضعة لمجموعة من اإلنسانومن ھنا كانت التغیرات العمریة التي تطرأ على

العمریة عبر المراحل العمریة ولیست ولیدة المرحلة اإلنسانالمؤثرات والخبرات التي مر بھا

.التي یمثلھا

وإذا تم تطبیق ھذا المفھوم على فئة كبار السن یمكن مالحظة أن المشكالت التي تعاني

منھا ھذه الفئة ال یمكن فقط إرجاعھا إلى االختالف العمري وحده ، بل یمكن أیضا إرجاعھا إلى

ه المرحلة بالنسبة ولھذا نالحظ أن ھناك من المسنین من تكون ھذ. الخبرات التي مر بھا المسن

).١٩٨٤مناع ، (لھم خالیة من االضطرابات النفسیة واالجتماعیة

:ویمكن القول أن غالبیة المشكالت التي تواجھ المسنین یمكن تقسیمھا إلى اآلتي

المشكالت الصحیة المتمثلة في القصور في الوظائف الفسیولوجیة مثل ضعف البصر ، .١

ھذا باإلضافة إلى . ، وأمراض الدم وتصلب الشرایینوضعف السمع ، وتغیر مظھر الجلد

.القصور في وظائف الجھاز العصبي مثل ذھان الشیخوخة

ترتبط المشكالت النفسیة في الغالب بعدم التكیف مع التغیرات : المشكالت النفسیة .٢

فالمسنون تنتابھم مشاعر الوحدة ، والفراغ ، والخوف من المستقبل ، وفقدان حب . العمریة

. خرین ، وفقدان األبناء واألھلاآل

وتتمثل في فقدان األمن االقتصادي نتیجة لفقدان مكانة العمل : المشكالت االقتصادیة .٣

وألن العائدات المادیة تمتاز بالثبات بینما . وبالتالي فقدان جزء من الدخل المادي

ي للدخل المصروفات تمتاز دوما باالرتفاع فإن عدم القدرة على تعویض التناقص النسب

كما أن الدراسات االجتماعیة أشارت إلى أن . یشكل نوعا من القلق واالكتئاب لدى المسن

وھذه . عدم إشباع الحاجات المادیة یؤدي إلى ظھور آثار الحرمان المادي لدى المسنین

اآلثار المادیة تنعكس سلبا على المسن من خالل العجز عن توفیر المسكن الصحي ،

.والغذاء الكافي

لعل ھذا النوع من المشكالت یعتبر من أكثر المشكالت تأثیرا : المشكالت االجتماعیة .٤

فبعد أن یكون المسن ربانا وقائدا ومعیال ألسرتھ یسیر أمورھا ویدبر شئونھا . على المسنین

، یتخلى عن ھذه األدوار والمواقع واحدا تلو اآلخر ویصبح عاجزا عن تدبیر شئون نفسھ

ولذلك نجد أن كبار السن تتقلص عالقاتھم ). م١٩٩٣الكیالني، (خرین ما لم یستعن باآل

. االجتماعیة إلى حد كبیر، فنراھا إلى حد كبیر تقتصر على األصدقاء القدامى القریبین

وعموما یمكن القول أن تقلص العالقات االجتماعیة ووسائل االتصال باآلخرین تبعث




15

الحیاة تسیر بال ھدف وھذا قد یؤدي إلى مظاھر الملل والسأم واإلحباط والشعور بأن

.اضطرابات سوء التكیف مع البیئة

رعایة المسنین في المملكة العربیة السعودیة

لقد أولت المملكة العربیة السعودیة اھتماما خاصا ببرامج رعایة المسنین منذ عھد الملك

م وانشاء الدور الذي أمر بصرف المخصصات لھ - طیب اهللا ثراه –عبدالعزیز آل سعود

وحین أنشئت الرئاسة العامة لدور . "الخاصة الملكیة"وكانت تتبع ھذه الدور الخاصة للعنایة بھم

ھـ تولت االشراف على خدمات رعایة المسنین ثم ضمت الرئاسة العامة ١٣٧٥األیتام في عام

ى الوزارة إلى تغیر مسم (ھـ١٣٨٠لدور األیتام إلى وزارة العمل والشؤون االجتماعیة في عام

حیث تولت الوزارة مسؤولیة خدمات رعایة المسنین وتطویرھا )وزارة الشؤون االجتماعیة

الشؤون وزارة (الجتماعیة لرعایة المسنین وأصدرت اللوائح الخاصة بدور الرعایة ا

).١٤١٩، االجتماعیة

في كل أرجاء المملكة وتوجد حالیًا عشر دور لرعایة المسنین والمسنات موزعة على

المدینة - الجوف -الدمام - وادي الدواسر- عنیزة - الریاض لإلناث والریاض للذكور (من

تستقبل ھذه الدور كبار السن الذین أعجزتھم .) الطائف– مكة المكرمة - أبھا -المنورة

. الشیخوخة عن العمل أو الذین یعجزون عن القیام بشؤون أنفسھم

حیاة األسر مع -ما إلى حد -الدور أن تكون مشابھة ولقد روعي عند اعداد ھذه

وتوفر لھم . الطبیعیة یتمتع فیھا المسن بنوع من االستقالل ویشعر فیھا بالراحة واألمن والسكینة

داخل دور الرعایة االعاشة الكاملة والرعایة االجتماعیة والصحیة والنفسیة وخدمات العالج

ما تتیح الدور للمسنین القادرین مزاولة بعض األعمال ك. الطبیعي وبرامج العنایة الشخصیة

. الیدویة واألعمال الفنیة بغرض شغل وقت الفراغ

وتعمل ھذه الدور على تقدیم البرامج الدینیة والثقافیة والترفیھیة المناسبة لفئة المسنین

زیارات كما یتم تنظیم ال. من خالل التعاون مع المؤسسات االجتماعیة األخرى في المجتمع

كما .والرحالت المیدانیة من أجل ربطھم بالمجتمع الخارجي والقضاء على احساسھم بالعزلة

وفق ضوابط معینة للمساھمة في ربط المسن بالبیئة وأصدقاءھمتستقبل الدور أقارب المسنین

.االجتماعیة وتعزیز الدعم االجتماعي

ه إلى كل ما سبق یصرف لكل مقیم بالدار مصروف جیب شخصي مقداروباإلضافة

شھریا ینفق منھا المقیم بالدار على احتیاجاتھ الكمالیة التي یرغب ریاالمائة وخمسون ) ١٥٠(

. شرائھافي




16

اقتصادیة : إلى أن الرعایة في المملكة تتمثل في محاور ثالثة) ١٤٢١(ویشیر السدحان

المساعدات االجتماعیة : والثاني. ونظام التأمینات والضمان االجتماعيممثلة في نظام التقاعد

ممثلة في تقدیم البرامج واألنشطة للمسنین في الفترة النھاریة وھذا یمثلھ مركز األمیر سلمان

حكومیة : الرعایة اإلیوائیة وھي نوعان: ثالثا. ھـ١٤١٥االجتماعي الذي تم إنشاءه في عام

دما انشأ مدیر األمن العام مھدي بك المصلح دارًا إلیواء العجزة من ھـ عن١٣٥٤بدأت عام

ثم أمر الملك عبد العزیز ببناء دار خاصة " في بیت مستأجرة بمكة"الحجاج لوقایتھم من التسول

في المملكة فقط )٥(أما الرعایة اإلیوائیة األھلیة فھي . ھـ١٣٦٣بھم في مكة على نفقتھ عام

. في المجتمع السعودياألسريتمرار الترابط ا مما یدل على اس مسن)١٤١ (یوجد بھا

إلى أن ھـ١٤٢٥ویشیر الدلیل االحصائي لوزارة العمل والشؤون االجتماعیة في عام

. من االناث) ٦٦٨(منھم ) ١٨٢٦(عدد نزالء دور الرعایة االجتماعیة لرعایة المسنین بلغ

لى أن ویعود ذلك إ. سبة إلى التعداد العام للسكانولعلنا نالحظ من ذلك أن ھذه األعداد قلیلة ن

ھذا باالضافة إلى أن تأثیر . المجتمع السعودي مجتمع شاب، أي أن غالبیة سكانھ من فئة الشباب

العوامل الدینیة والثقافیة في المجتمع تفرض على األبناء االھتمام برعایة آبائھم وامھاتھم إذا ما

.)١٤٢٥ االجتماعیة، وزارة الشؤون (تقدم بھم العمر

الدور بتطبیق برنامج وحرصًا على إبقاء المسن في محیط أسرتھ الطبیعیة فقد شرعت

بالدار، وذلك في الفترة الصباحیة االستضافة المؤقتة، وھو قائم على استضافة المسن أو المسنة

ة الخدماتسن أثناء وجوده على كافالم وحتى المساء ثم تأتي أسرتھ ألخذه من الدار، ویحصل

.ونفسیة المقدمة للمقیمین من رعایة طبیة واجتماعیة

والرحالت األسبوعیة والنزھات أما البرامج التي تقدم لھؤالء خارج الدور فتتمثل في الزیارات

.الخارجي والقضاء على إحساسھم بالعزلة التي تتم بانتظام للقادرین منھم بغیة ربطھم بالمجتمع

الدور، س مبدأ التكافل االجتماعي فقد تم الحد من مسألة القبول في ھذهلتطلعات وتكریلومواكبة

أقارب یمكن أن إذ یأتي أھم شرط من شروط القبول بتلك الدور أن ال یوجد للمسن أو المسنة

رعایة المسنین ھم من من نزالء ونزیالت دور% ٩٠والجدیر بالذكر أن أكثر من . یعتنوا بھم

یمثلون نسبة كبیرة قیاسًا بنسبة ھم أبناء أو أقارب وأرحام، وھؤالء الاألشخاص الذین ال یوجد ل

تماسكھ األسري من تعلیمات دیننا اإلسالمي السكان في ھذا المجتمع المترابط والذي ینطلق في

.واإلحسان إلیھما الحنیف الذي یحث على البر بالوالدین

ة المسنین تعطي مؤشرات وإذا كانت البیانات الصادرة عن الجھات المعنیة برعای

الخدمات المقدمة للمسنین في دور الرعایة االجتماعیة، إال أن مختلفاحصائیة كمیة حول

المؤشرات الكیفیة حول مدى فاعلیة وكفاءة تلك الخدمات في تلبیة احتیاجات المسنین مازالت




17

حدیثا فضال عن وھذا األمر طبیعي في مجتمع لم تظھر فیھ الخدمة االجتماعیة إال. غیر واضحة

.ھذه الفئة العمریةاحتیاجات ندرة األخصائیین االجتماعین المؤھلین علمیا وعملیا للتعامل مع

الدراسات السابقة

على الرغم من الحاجة الماسة لتطویر أسالیب الممارسة المھنیة واالستفادة من األسالیب

العربیة في البیئة العربیة، إال أن المكتبة للتطبیقمالءمتھاالعالجیة الموجودة للوقوف على مدى

. تفتقر إلى الكثیر من الدراسات النظریة والتطبیقیة في ھذا المجال- حسب علم الباحث -

حاول الباحث التأكد من مالئمة مدخلین عالجیین لرعایة ) ١٩٨٩(ففي دراسة فتوح

إمكانیةوخلصت الدراسة إلى . عیةمدخل المساعدة الذاتیة ومدخل المدافعة االجتما: المسنین ھما

. تطبیق المدخلین لمساعدة المسنین على تنمیة المساعدة الذاتیة لدیھم

في دراستھ قیاس فعالیة النماذج المھنیة في رعایة المسنین ) ١٩٩٩(وحاول سرحان

وأوضحت الدراسة ضعف الممارسة المھنیة نتیجة الفتقار الممارسین للمھارات المھنیة المؤدیة

العمل في مجتمع المنظمة ھو كما أوضحت نتائج الدراسة أن نموذج . لفاعلیة مخرجات البرامج

.أكثر النماذج ممارسة وأكثرھا تحقیقا لفاعلیة الرعایة المؤسسیة للمسنین

جول فاعلیة ممارسة العالج المعرفي السلوكي في تعدیل ) ٢٠٠٤(وفي دراسة راشد

رت النتائج وجود عالقة ایجابیة ذات داللة احصائیة بین اسلوب حیاة المسنات األرامل أظھ

كما أوصت الدراسة . ممارسة العالج المعرفي السلوكي وتعدیل أسلوب حیاة المسنات األرامل

.بأھمیة تفعیل ھذا األسلوب العالجي في مجال رعایة المسنین

لتخفیف من في دراستھ حول فاعلیة برنامج التدخل المھني في ا) ٢٠٠٢(ویحاول محمد

وھو في حقیقتھ استخدام (العزلة االجتماعي للمسنین التأكید على أن االستجابة للتدخل المھني

ساھم بدرجة كبیرة في التخفیف من العزلة االجتماعیة للمسنین وجعلھم أكثر ) أسلوب عالجي

.اندماجا مع اآلخرین

في المؤسسات حول أسالیب رعایة المسنین اجتماعیا ) ١٩٨٠(وفي دراسة جوھر

االیوائیة ظھرت النتائج وجود قصور في تقدیم أوجھ الرعایة االجتماعیة تمثل في قلة

األخصائیین االجتماعیة وعدم وجود فریق للعمل المھني لدیھ المھارات المھنیة لتقدیم خدمات

.الرعایة االجتماعیة للمسنین




18

مسنین حاول السوداني وفي ورقة عمل قدمت إلى الملتقى العربي الثالث لشؤون ال

التأكید على تخلف البرامج المستخدمة في الدور االیوائیة لرعایة المسنین واقتصار ) ٢٠٠٤(

كما . والتغذیة والكسوة وھي ال تلبي جمیع االحتیاجات االنسانیة للمسنیناإلیواءدورھا على

ین للعمل مع فئة أكدت نتائج الدراسة على وجود نقص كبیر في تأھیل األخصائیین االجتماعی

. وضرورة إكسابھم المھارات المھنیة لتطویر واقع الممارسة المھنیةالمسنین

في دراستھا حول برامج رعایة المسنین ودور الخدمة ) ١٤٠٩(وتؤكد الخمیس

االجتماعیة أن تلك البرامج تسیر على النمط التقلیدي المتمثل في تقدیم الخدمات المادیة من

وبالتالي . كساء ومخصص مالي دون االھتمام بتقدیم الرعایة النفسیة واالجتماعیةإیواء وغذاء و

.نرى المسن یعاني من الشعور بالعزلة االجتماعیة واالضطراب الوظیفي

ومما سبق یتضح أن الدراسات التي اطلع علیھا الباحث تؤكد االھتمام بتقدیم أوجھ

وأن . ھم الجسمیة والنفسیة واالجتماعیة واالقتصادیةالرعایة االجتماعیة للمسنین وتلبیة احتیاجات

غیر أن . اشباع ھذه االحتیاجات یساھم في عالج كثیر من المشكالت التي یعاني منھا المسنون

مما یزید من فاعلیة وكفاءة الخدمات المقدمة للمسنین ھو تطبیق أسالیب حدیثة للتدخل المھني

وھذا ما تفتقر إلیھ . لنفسیة واالجتماعیة لفئة المسنینتأخذ بعین االعتبار الخصائص الجسمیة وا

. تلك الدراسات وبالتالي تأتي ھذه الدراسة لتسلیط الضوء على أسلوبین حدیثین للممارسة المھنیة

مداخل عالجیة ووقائیة في مجال رعایة المسنین

لما یعتري إن العمل االجتماعي مع المسنین یتطلب الكثیر من المھارات المھنیة نظرا

ھذه الفئة من تغیرات جسمیة ونفسیة واجتماعیة متالحقة ومتسارعة تجعل الممارسین یشعرون

.باإلحباط عندما ال یصلون إلى تحقیق األھداف المرسومة

ومن ھنا كانت ھناك العدید من المداخل العالجیة والوقائیة التي تناولت مجال العمل

أن ھناك نوعا من االتفاق بین المھتمین في ھذا المجال وبالرغم من . االجتماعي مع المسنین

الرعایة الصحیة ھشمولیة من حیث تناولھا لكافة أوجعلى أن رعایة المسنین یجب أن تتسم بال

والنفسیة واالجتماعیة ، إال أن التطبیق الفعلي لھذه المداخل ال یخلو من المعوقات المھنیة

. المساعدالنموذجو إدارة الحالة نموذج: ھما عالجیینننموذجیوھنا سوف یتم تناول . والبیئیة

Case Managementنموذج إدارة الحالة : أوال




19

تقوم فلسفة ھذا النموذج العالجي على تنسیق تقدیم الخدمات الصحیة والنفسیة واالجتماعیة

میلر (سن عن طریق التوافق بین االحتیاجات الفعلیة للمسن وبین وجود ھذه الخدمات في بیئة الم

،١٩٨٣.(

ھذا المدخل العالجي إلى حركة مجتمع تنظیم اإلحسان في أواخر القرنیرجع تاریخ و

كروف (فمنذ ذلك الوقت وإدارة الحالة تقوم على مقابلة حاجات األفراد في بیئاتھم . التاسع عشر

،١٩٩٢.(

ة وإدارةمتابعوفي ھذا النموذج یكون األخصائي االجتماعي ھو المسئول المباشر عن

واألخصائي االجتماعي لیس ھو المزود للخدمة، ولكنھ المسئول األول عن . احتیاجات المسن

.ذلك من خالل التأكد أن المسن حصل على الخدمة التي تقابل حاجاتھ

وألن الخدمات ھي نسق معقد البناء والوظائف ، فإن احتیاجات المسن ال یمكن تلبیتھا عن

المسن یحتاج إلى مساعدة مادیة، وسكن ، وخدمات تغذیة ، ورعایة فمثال. طریق مؤسسة واحدة

ولذلك كان التنسیق . وھذه االحتیاجات ال یمكن تقدیمھا عن طریق مؤسسة واحدة فقط. صحیة

.بین تقدیم الخدمات المختلفة واحدا من األسس الفعالة لتقدیم الخدمات للمسنین بفعالیة

:اسقة تتضمن العناصر التالیةوإدارة الحالة ھي عملیة منظمة متن

التقدیر الشامل الحتیاجات المسن من خالل دراسة العوامل الذاتیة والبیئیة التي یمكن استغاللھا .١

. وھذه العوامل تشمل ذات المسن ، واألسرة ، واألقارب ، واألصدقاء. لمقابلة احتیاجات المسن

والنفسیة واالجتماعیة على المسن كما تشمل الدراسة معرفة مدى تأثیر مشكالت المسن الصحیة

. نفسھ وعلى أسرتھ

التخطیط للتدخل ویتضمن وضع استراتیجیة یمكن من خاللھا حصر تنسیق االحتیاجات .٢

وھنا على األخصائي االجتماعي أن یجعل خطة . والمصادر المتوفرة في البیئة وفق األولویات

ضا، یجب أن ترتكز الخطة على أھداف أی. التدخل متطورة وقابلة للتغییر تبعا لظروف الحالة

.المسن المرحلیة وطویلة األمد ووصف تفصیلي حول الخد مات التي یجب توفیرھا لمقابلتھا

وھنا یقوم األخصائي االجتماعي بإحالة المسن . ربط المسنین بالخدمات التي تقابل احتیاجاتھم .٣

االجتماعي من األخصائيم بھ والدور الذي یقو. إلى المؤسسات التي تقدم الخدمات المختلفة

األھمیة بحیث یذلل الصعوبات التي تعترض حصول المسن على الخدمات المختلفة من

. المؤسسات المختلفة

وھذه مرحلة تتسم باالستمراریة واالتصال المستمر مع المسن : تقییم تنفیذ خطة التدخل .٤

االجتماعي من التأكد أن ياألخصائالتقییم والمتابعة تمكن ،. والمؤسسات المزودة للخدمة

. األھداف التي وضعت في خطة التدخل متحققة




20

إن الغایة من نموذج إدارة الحالة ھو تقدیم أكبر قدر من الخدمات المختلفة للمسن على

وفي ھذا النموذج . اعتبار أنھ لیس ھناك مؤسسة واحدة تقدم كل االحتیاجات التي تتطلبھا الحالة

اإللمام الكامل بشبكة الخدمات االجتماعیة التي تقدم في المجتمع ، على األخصائي االجتماعي

.والقوانین المنظمة لعملھا ، والقواعد المنظمة للحصول على الخدمات التي تقدم من خاللھا

تصورا لنموذج إدارة الحالة )Vourlekis and Greene ) 1992وقد اقترح

المؤسسات بین المسن والخدمات التي تقدمھا تقدیر الموائمةمرحلة : مراحلأربعةیرتكز على

تقدیر درجة ومرحلة .النفسیة واالجتماعیة في المجتمع المختلفة التي تقدم الخدمات الصحیة و

ویتم خاللھا وضع ومرحلة تقدیر احتیاجات المسن. تأثیر األسرة واآلخرین في حیاة المسن

عتبار أھداف المسن وأسرتھ ، ثم مرحلة االحتیاجات والمشكالت في أولویات بحیث یؤخذ في اال

التدخل لمعالجة المشكالت التي تم تتم عملیة والتي من خاللھا وإعادة تقییم الموقفالتنفیذ

.اختیارھا وتقدیم الخدمات التي تلبي االحتیاجات الفعلیة للمسن

ة إل ى أن ھن اك ت سعة متغی رات ت ؤثر ف ي اختی ار نم وذج ادار Sullivan (1990)وی شیر

-:الحالة ھي

Duration of Services استمراریة الخدمات -١

Intensity of Contact االرتباط مع العمالءقوة -٢

Focus of Service الخدمةبؤرة اھتمام -٣

Availability of Service مدى توفر الخدمة-٤

Site of Intervention موقع التدخل-٥

Consumer Direction اتجاه العمالء-٦

Professional Training التدریب المھني-٧

Authority السلطة-٨

Team Structure بناء فریق العمل-٩

و Austin أن وعلى الرغم من تعدد نماذج إدارة الحالة وفقا لھذه المتغی رات إال أنن ا نج د

(2000) McClelland یقدمان النموذج العام Generic Model إلدارة الحال ة وال ذي یتك ون م ن

-:الخطوات التالیة




21

Client Outreach: الوصول للعمالء-١

. ویعنى ذلك الجھود الت ي یب ذلھا المم ارس إلدارة الحال ة م ن أج ل الوص ول إل ى العم الء

حتى یصل إلیھ العمالء بل إن دوره الفعلي ھو البح ث ع ن أولئ ك العم الء الممارس وھنا ال یقف

وھ ذا ال دور ال ذي یق وم ب ھ المم ارس ھ و . وف عل ى ماھی ة الخ دمات الت ي ت شبع احتیاج اتھم والوق

ع ن العم الء المم ارس وكم ا یبح ث . دور نشط وفعال وبعید عن السلبیة في التعام ل م ع العم الء

یبحث أیضًا عن الم صادر البیئی ة المت وفرة والمتاح ة والت ي یمك ن توجی ھ العم الء إلیھ ا للح صول

.ات التي تلبي احتیاجھمعلى الخدم

Screening and intake: البث فحص حالة العمیل أثناء مقابلة -٢

ف ي ھ ذه الخط وة یق وم المم ارس ب إجراء تق دیر مب دئي ع ن حال ة العمی ل والعوام ل

المختلف ة الت ي ت ؤثر عل ى توافق ھ النف سي واالجتم اعي وذل ك بھ دف تحدی د م دى إمكانی ة ح صولھ

وم ا یق وم ب ھ . یة الت ي تق دمھا المؤس سة أو المت وفرة ف ي مؤس سات أخ رى على الخدمات االجتماع

المم ارس ھن ا ھ و عملی ة الموافق ة والموائم ة ب ین جوان ب حال ة العمی ل وب ین ش روط وإمكانی ات

الخ دمات والب رامج االجتماعی ة م ع األخ ذ ف ي االعتب ار إمكانی ة تحقی ق أھ داف تل ك الب رامج

.والخدمات

Comprehensive Assessment: التقدیر الشمولي-٣

& Kane)یعتب ر ھ ذا الن شاط ال ذي یق وم ب ھ المم ارس حج ر الزاوی ة ف ي إدارة الحال ة

Kane, 1981) ویع رف Shreider و Weiss (1982) طریق ة لجم ع " التق دیر ال شمولي بأن ھ

عل ى حال ة العمی ل االجتماعی ة والج سمیة والعقلی ة والنف سیة الت ي ت ساعد ع ن المعلوم ات الدقیق ة

وعل ى ض وء م ا یتوص ل إلی ھ المم ارس م ن ". تحدی د م شكالت العمی ل والخ دمات الت ي یحتاجھ ا

.معلومات یمكن لھ تخطیط وتنظیم وتنسیق الخدمات التي تلبي احتیاجات العمالء

Care Planning: التخطیط للرعایة-٤

تق دیر ال(ف ي ھ ذه الخط وة ی تم ترجم ة المعلوم ات الت ي ت وفرت ف ي الخط وة ال سابقة

وھ ذه الخط وة . إلى برنامج مقترح یتم من خالل ھ رب ط العمی ل بالخ دمات الت ي یحتاجھ ا ) الشمولي

.مھمة جدًا ألنھا تحدد حجم النفقات التي یحتاجھا البرنامج

Service arrangement: ترتیب الخدمات-٥




22

د ھذه الخط وة عب ارة ع ن عملی ة ات صال یجریھ ا المم ارس م ع الجھ ات الت ي س وف ت زوّ

وھ ي ،العمیل بالخدمات وفق ًا للخط ة المقترح ة س واء كان ت تل ك الجھ ات رس میة أم غی ر رس میة

عن حاجات العمالء ل دى الجھ ات المقدم ة والمدافعتستلزم من الممارس أن یلعب دور المفاوض

.للخدمات

Monitoring: المراقبة-٦

لت ي تط رأ عل ى حال ة ھ ذه الخط وة تمك ن المم ارس م ن االس تجابة ال سریعة للتغی رات ا

وھنا قد یتطلب األمر زیادة الخدمات أو إنھائھا أو توقفھ ا أو المحافظ ة عل ى اس تمراریتھا . العمیل

نوعی ة الخ دمات المقدم ة وش دة : ومن العوامل التي ت ؤثر ف ي المراقب ة أم ران . وفقا لطبیعة الحالة

ذات ت أثیر كبی ر عل ى نفق ات ومم ا یج در اإلش ارة إلی ھ أن عملی ة المراقب ة . احتیاج ات العم الء

والممارس من خالل المراقبة یستطیع الوقوف على مقدار التغیر الذي ح دث للعمی ل م ن . الخدمة

.خالل الخدمات التي حصل علیھا

Reassessment: إعادة التقدیر-٧

خالل ھذه الخطوة یعمد الممارس إلى إعادة تقدیر حالة العمی ل والوظ ائف الت ي یق وم بھ ا

. معرف ة وتحدی د التغی رات الت ي ح دثت نتیج ة الس تفادتھ م ن الخ دمات الت ي اس تفاد منھ ا م ن أج ل

وعملی ة إع ادة . وممك ن أن ی تم التق دیر بطریق ة مجدول ة أي خ الل أس بوعین أو ثالث ة أو ش ھر

التقدیر تمّكن الممارسین وراسمي برامج وخدمات الرعایة االجتماعیة من الوقوف على ما تحق ق

.لمرسومة في الخطط والبرامج المقترحةمن األھداف ا

ولتطبی ق ھ ذا النم وذج العالج ي ف ي البیئ ة ال سعودیة یتطل ب األم ر ت وفر ش بكة م ن

المؤس سات االجتماعی ة المتخص صة ف ي تق دیم الخ دمات ال صحیة والنف سیة واالجتماعی ة

. والترویحیة، باالضافة إلى التنسیق بین ھذه المؤسسات في تقدیم تلك الخدمات

Auxiliary Function Modelالنموذج الوظیفي المساعد : ثانیا

بتطویر ھذا النموذج العالجي ١٩٨٣قام العالمان سلفرستون و بوراك ویز في عام

. سنة ویعانون من قصور في األداء الوظیفي٦٥للعمل مع كبار السن الذین تزید أعمارھم على

ت والحلول المرتبطة بتقدم العمر یجب النظر إلیھا ویقوم ھذا النموذج العالجي على أن المشكال

وعلى ذلك یوظف ھذا النموذج طریقة حل . على أنھا متعددة الجوانب ولیست أحادیة السبب

. من أجل جمع المعلومات وصیاغة خطة التدخل تبعا لذلك problem solvingالمشكلة




23

.فقد واالستنزاف للطاقاتیرى ھذا النموذج العالجي أن مشكالت كبار السن تنتج من ال

فالمسن مع تقدم العمر یتعرض لالضمحالل في قدراتھ الجسمیة والعقلیة ویصبح غیر قادر على

وعلى ذلك حدد العالمان سیلفرستون .القیام باألدوار التي كان یقوم بھا قبل مرحلة الشیخوخة

: من فقدان الطاقة لدى المسننوعینوبوراك ویز

ي ویرجع إلى العوامل البیولوجیة مثل القصور في النظر والسمع ، وعدم فقدان الطاقة األول .١

. القدرة على الكالم ، والقصور في الوظائف العصبیة كاإلدراك ، والتذكر

. فقدان الطاقة الثانوي ویرجع إلى العوامل البیئیة واالجتماعیة المصاحبة للعوامل البیولوجیة .٢

یزید التفكیر في الموت ، أیضا التغیرات في محیط العمل على سبیل المثال، مع التقدم في العمر

.مثل التقاعد ، والتغیرات في الدخل المادي ، وفقدان العالقات االجتماعیة أو تقلصھا

وبناء على ذلك تقوم فلسفة ھذا النوع العالجي على زیادة التكیف والتدعیم لدى الشخص

تستخدم األسرة والجیرة واألصدقاء من أجل ویكون ذلك من خالل إیجاد بیئة تدعیمیة . المسن

إعادة بناء القدرة المفقودة لدى المسن وإعادة التوازن النفسي واالجتماعي لدیھ، أي بمعنى آخر

). aging in place(عدم نزع المسن من بیئتھ االجتماعیة

ةوكیفیإذا یمكن القول أن ھذا النموذج یرتكز على استجابة المسن لھذه التغیرات

:ومن ھنا قدم العالمان ثالث أشكال من االستجابات. تكیفھ معھا

ومثال على . اإلعادة للجزء المفقود لدى المسن وھنا تتم استعادة الوظیفة التي تعطلت نتیجة للفقد .١

.ذلك عملیة االستشفاء من المرض المؤقت

ومثال ذلك . فقودةوھي عملیة یتم من خاللھا تعویض الجزء المفقود أو الوظیفة الم: التعویض .٢

استخدام العكاز لتعویض تعطل وظیفة أحد الساقین أو إنشاء عالقات صداقة لتعویض فقدان

.العالقات األسریة

وھذه العملیة تكون عندما یكون مبدأ . وھي عملیة القبول والتسلیم بالواقع كما ھو: التكیف .٣

و النظر من الصعب استعادتھ أو فعلى سبیل المثال، فقدان السمع أ. اإلعادة والتعویض متعذرین

.تعویضھ وعلى المسن التكیف معھ

ودور األخصائي االجتماعي في ھذا النموذج یقوم على دراسة احتیاجات المسن

وھو ھنا . ودراسة المصادر المحیطة بھ والتي یمكن توظیفھا بفعالیة لمقابلة تلك االحتیاجات

فیة وكیفیة إعادة بنائھا أو تعویضھا أو على یربط بین فقدان المسن للوظائف الحیویة والوظی

على ھذا فدور األخصائي ).Gelfand ,1988 ( األقل مساعدة المسن على التكیف بدونھا

االجتماعي یتمحور حول مساعدة المسن على االستبصار بواقعھ وإدراك أوجھ القصور في

.القدرات الجسمیة والعقلیة واستثمار ما تبقى منھا للتكیف مع ذلك




24

. ومن ھنا فاألدوار التي یقوم بھا األخصائي االجتماعي أدوار أساسیة ولیست ثانویة

فتھیئة بیئة المسن وما یتطلبھ ذلك من االتصال بالعناصر المؤثرة في حیاة المسن كاألسرة

فیقوم األخصائي االجتماعي باالتصال . واألصدقاء یعتبر دورا أساسیا إلحداث التغییر المرغوب

البیئیة المادیة منھا والبشریة وتوظیفھا لمساعدة المسن على التوافق النفسي بالمصادر

.واالجتماعي

أن األخصائي االجتماعي على البیئة السعودیة تطبیق ھذا األسلوب العالجي علىوفي

أھمیة تدعیم العالقات االجتماعیة لدى المسن من خالل استثمار الجوانب الدینیة والثقافیة یراعي

وھنا .تماعیة التي تشكل اطارا مرجعیا یشكل ویوجھ أنماط السلوك االنساني لدى األفرادواالج

تلعب العالقات األسریة للمسن والعالقات االجتماعیة بین المسن وأصدقاءه وزمالءه دورا كبیرا

وعلى ھذا یعمل األخصائي .في استعادة المسن لبعض األدوار التي فقدھا نتیجة لتقدمھ في السن

. االجتماعیةجتماعي على مساعدة المسن على تعویض النقص في شبكة العالقاتاال

وجود عالقات أسریة ومما یساعد على تطبیق ھذا األسلوب العالجي في البیئة السعودیة

متماسكة على الرغم من التحوالت االجتماعیة المتسارعة التي طرأت على البناء األسري في

.ماضیة واالتجاه نحو استقاللیة األبناء اقتصادیا وسكنیا عن اآلباءالمجتمع في الثالثة عقود ال

وحیث أن ھذا األسلوب العالجي یقوم على فلسفة عدم نزع المسن من بیئتھ الطبیعیة

، فإن إمكانیة تطبیقھ في المجتمع السعودي متوفرة حیث أن الكثیر من األبناء ال داخل األسرة

ایة االجتماعیة ویفضلون رعایتھم والقیام بمتطلباتھم وتلبیة یفضلون ایداع آبائھم في دور الرع

.والخوف من انتقادات اآلخریناحتیاجاتھم وذلك نتیجة لعدة دوافع منھا الرغبة في بر الوالدین

في المجتمع السعوديللممارسة واالجتماعیةاالعتبارات الثقافیة

لعدید من االعتبارات الثقافیة إن ممارسة أي مھنة من المھن تتعلق باإلنسان تخضع ل

فھي تتأثر بالعادات . ومھنة الخدمة االجتماعیة لیست ببعیدة عن ذلك. السائدة في مجتمع ما

ومن ھنا كان على الممارس للعمل االجتماعي . في المجتمعوالقیم واألعراف والنظم السائدة

.اإللمام بالثقافة السائدة في المجتمع الذي ینوي الممارسة فیھ

وإن كان ھذا اإللمام من األھمیة بمكان بحیث یعطي الممارس األطر واألبعاد الثقافیة

والمھنیة التي تصبغ عملیة الممارسة، فإن العمل مع كبار السن یستلزم مراعاة االتجاھات

لدى المسنین التي نمت وتطورت عبر سني حیاتھم حتى أنھا والعادات السلوكیةالفكریة

.بة لھم وجودھم وبقائھم على قید الحیاةأصبحت تمثل بالنس




25

والمجتمع العربي السعودي من المجتمعات المحافظة التي تستمد من القیم الدینیة

العالقات االجتماعیة التي تربط بین الفرد ومن یحیط بھ سواء داخل السلوك ووالثقافیة أنماط

لغیر مباشر على األفراد أثناء وھذه القیم الدینیة تمارس نوعا من الضغط ا. األسرة أو خارجھا

. في التعامل مع اآلخرین االجتماعیة السلوكیة والقیام بأدوارھم

وفي حالة كبار السن تكون ھذه القیم اتجاھات فكریة متأصلة من الصعب تغییرھا أو

مجریات الحیاة ، فعلى سبیل المثال عاعات فكریة قد ال تكون متوافقة مفالمسن لدیھ قن. تعدیلھا

ى المسن أن ما كان في الماضي أفضل مما ھو علیھ في الوقت الحاضر بالرغم من أن الواقع یر

. وھو في ھذا التفكیر یرسم لنفسھ اطارا مرجعیا یحدد سلوكیاتھ.المعاش یتسم بالرفاھیة

عاة من أسباب نجاح التدخل وعلى ما تقدم یكون أخذ االعتبارات الثقافیة موضع االھتمام والمرا

حیث أن التدخل المھني ما ھو في حقیقتھ إال تعدیل كلي أو جزئي في . مع فئة المسنین المھني

وھذا ال یعني موافقة األخصائي االجتماعي لكل ما ھو علیھ المسن .البیئة الذاتیة واالجتماعیة

من اتجاھات فكریة ولكن دور األخصائي االجتماعي یتطلب مساعدة المسن على الوصول إلى

وعملیة التوافق یمكن تقسیمھا إلى الخطوات التالیة . واالجتماعيق النفسي درجة التواف

),Schneider & Kropf 1992:(

تقبل الواقع المعاش على أنھ واقع یختلف عن الماضي نتیجة للتغیر االجتماعي الذي .١

.تمر بھ كل الكائنات والمجتمعات

. من عدم التوافق مع الواقعالتغلب على مظاھر اإلثارة واإلحباط واالرتباك التي تنشأ .٢

محاولة استغالل ردود األفعال الناتجة عن عدم التوافق بصورة إیجابیة لتكون الدافع .٣

.نحو الوصول إلى التوافق النفسي واالجتماعي

إعادة توجیھ االتجاھات الفكریة ومساعدة المسن على التعبیر عنھا ألن ذلك یساعد .٤

.التعایش معھاالمسن على تقبل االتجاھات الجدیدة و

إعادة التوافق النفسي واالجتماعي من خالل االستثمار األمثل للموارد الذاتیة والبیئیة .٥

.المتوفرة في بیئة المسن

إذا نخلص من ذلك إلى أن مراعاة الجوانب الثقافیة السائدة في المجتمع والتعامل معھا

ار السن وصوال إلى التوافق بنوع من الحذر یزید من كفاءة عملیة الممارسة المھنیة مع كب

. النفسي واالجتماعي

ووصوال إلى ھذا الھدف یسعى األخصائي االجتماعي الممارس في المجتمع السعودي

:إلى مراعاة األمور التالیة




26

یشكل الجانب الدیني في حیاة اإلنسان محورا لتفسیر وتأصیل العالقات االجتماعیة السائدة .١

یكون قد نشأ وتربى على نموذج معین في التربیة ولكن وإن والمسن . في المجتمع السعودي

.تعددت األشكال فإن المضمون في الغالب یكون واحدا

إن االتجاھات الفكریة خاصة إذا كانت تتصل وترتبط في أذھان الناس بالجانب الدیني وإن .٢

.لم یكن لھا في األصل أي ارتباط تجعل عملیة تغییرھا تتسم بالصعوبة والتحدي

ب أن ترتكز عملیة التدخل المھني على الجانب التوافقي بدال من التغییر الجذري أو یج .٣

.ألن التوافق ھنا یعني التعایش والتكیف مع الواقع بدال من رفضھ واالنسحاب منھ. الكلي

إن التقارب الفكري بین األجیال سالح ذو حدین فمن ناحیة ھو یعمل على وصل .٤

ولذلك فإن محاولة . ى قد یؤدي إلى التصادم الفكريالماضي بالحاضر ومن ناحیة أخر

التقارب الفكري بین األجیال یجب أن تتم وفقا للظروف النفسیة واالجتماعیة والبیئیة لدى

.المسن وأسرتھ ومجتمعھ

إن العادات والتقالید السائدة في المجتمع تقوم على األعراف غیر المكتوبة والتي تتأصل .٥

وتغییر ھذه العادات یتسم . للسلوك الجمعي المحاكى عن طریق التقلیدفي نفوس األفراد نتیجة

.بالصعوبة البالغة ولكن یمكن تعدیلھا بما یتالءم مع الواقع المعاش

الخالصة

إن العنصر البشري على اختالف فئاتھ ھو الثروة التي تفخر بھا األمم والشعوب، وكل

وإذا كان االھتمام األكبر یوجھ في . ة المختلفةفرد في المجتمع بجب أن تتوفر لھ أوجھ الرعای

فإن االھتمام ال یجب أن یغفل فئة كبار – األطفال والشباب –العادة إلى الفئات ذات العمر األقل

.السن

وبالرغم من أن المجتمع السعودي ال یعاني في الفترة الحالیة من مشكلة تزاید أعداد

ألخرى ألنھ مجتمع غض، فإن ذلك ال یعني بأي حال المسنین كما ھو الحال في بعض الدول ا

فما تعاني منھ الوالیات المتحدة األمریكیة ، على . من األحوال عدم االستعداد والعمل من اآلن

سبیل المثال، من قصور في الخدمات االجتماعیة المقدمة للمسنین یرجعھ الكثیر من العلماء

ال ة الستینات والسبعینات یوم كانت نسبة المسنینالمتخصصین إلى عدم االستعداد لذلك في فتر

.ضئیلة في المجتمع األمریكي

والتدخل المھني مع فئة كبار السن یجب أن تأخذ بعین االعتبار السمات الجسمیة

أیضا یجب . والنفسیة واالجتماعیة لھذه الفئة وكذلك االعتبارات الثقافیة الموجودة في المجتمع




27

ستثمار قدرات المسن مھما تكن قلیلة وضعیفة ومحاولة توظیفھا لتقویة على الممارس المھني ا

.الذات وتدعیم التوافق النفسي واالجتماعي

ومن الجدیر ذكره في ھذا الصدد، أن استخدام األسالیب العالجیة في مجال الممارسة

ة فئة المسنین بصفة خاصة یجب أن یراعي الخصوصیة االجتماعیالمھنیة بصفة عامة ومع

تختلف في إنسانیةوالثقافیة لمجتمع الممارسة حیث أن ھذه األسالیب نشأت في مجتمعات

وھذا ما یستلزم من الممارسین مراعاة . واإلسالمیةأنماطھا الثقافیة عن المجتمعات العربیة

ة واالجتماعیة في مجتمع الممارسة ، فنجاح تلك األسالیب العالجیة في البیئة االعتبارات الثقافی

الغربیة ال یعني بالضرورة نجاحھا في المجتمعات العربیة ویبقى نجاح الممارسة المھنیة لتلك

لمعرفة فاعلیتھا في مساعدة المسنین على الوصول إلى األسالیب العالجیة مرھون بمدى تطبیقھا

.التوافق النفسي واالجتماعي في بیئتھم االجتماعیة

المراجع

القرآن الكریم

.دار الخریف، الریاض. الشیخوخة ومراكز العنایة بالمسنین). ١٤١١. (اشد محمدأبالخیل، ر

.التقریر السنوي لمؤشرات التنمیة االجتماعیة في العالم. )٢٠٠٥ (.األمم المتحدة

. مركز األمم المتحدة لإلعالم، القاھرة.الوثیقة الدولیة لحقوق اإلنسان). ١٩٨٤. (األمم المتحدة

.الدوحة، قطر). ٢٠٠٤. (ثالث لشؤون المسنینالملتقى العربي ال

، دار القل م.دراس ات نف سیة اجتماعی ة : التق دم ف ي ال سن . )١٩٨٤(. إس ماعیل، ع زت وآخ رون الكویت

الم شكالت الفردی ة الت ي تقاب ل الم سنین وأس الیب رع ایتھم ). ١٩٨٠. (ج وھر، ع ادل موس ى

.كلیة الخدمة االجتماعیة، حلوان. ورةرسالة ماجستیر غیر منش. اجتماعیا بالمؤسسات االیوائیة

رس الة . ب رامج رعای ة الم سنین ودور الخدم ة االجتماعی ة ). ١٤٠٩. (الخم یس، أس ماء عب داهللا .جامعة الملك سعود، الریاض. ماجستیر غیر منشورة

ممارس ة الع الج المعرف ي ال سلوكي ف ي خدم ة الف رد ف ي تع دیل ). ٢٠٠٤. (راش د، عف اف راش د

كلیة الخدم ة االجتماعی ة، . مؤتمر الخدمة االجتماعیة السابع عشر . مسنات األرامل أسلوب حیاة ال .حلوان

.الریاض ،مكتبة العبیكان .رعایة المسنین في اإلسالم. )١٩٩٨(. السدحان، عبد اهللا ناصر




28

.مكتبة العبیكان، الریاض. العقوق). ١٤٢١. (السدحان، عبداهللا ناصر

العالق ة ب ین الممارس ة المھنی ة لطریق ة تنظ یم المجتم ع وفعالی ة ).١٩٩٩. (سرحان، نظیمة أحم د كلی ة الخدم ة . الم ؤتمر العلم ي الث اني ع شر للخدم ة االجتماعی ة . الرعای ة المؤس سیة للم سنین

.االجتماعیة، حلوان

.قطر. الملتقى العربي الثالث لشؤون المسنین). ٢٠٠٤. (السوداني، خالد أحمد

نحو تصور مقترح لدور الخدمة االجتماعیة في رعایة الم سنین ). ٢٠٠١. (السیسي، فتحي فتحي .المؤتمر السنوي الثاني عشر، الفیوم. نزالء مؤسسات الرعایة االیوائیة

االسكندریة ، التوافق النفسي للمسنین، ، المكتبة الجامعیة. )٢٠٠١ (الشاذلي، عبد الحمید محمد

. تماعی ة للم سنین م ن المنظ ور ال شمولي المعاص ر الخدم ة االج ). ١٩٩٦. (عثم ان، عب دالفتاح

.مؤسسة نبیل للطباعة، القاھرة

م ع دراس ة ح ول دور : اض طرابات ال شیخوخة وعالجھ ا. )١٩٨٩ (.عی سوي، عب د ال رحمن .بیروت ،دار النھضة العربیة .الشیوخ في معركة التنمیة

الم ؤتمر . ت الم سنین مؤش رات تخطیطی ة الش باع احتیاج ا ). ٢٠٠٣. (غن یم، عب دالعزیز أحم د

.العلمي السابع عشر للخدمة االجتماعیة، حلوان

الرعای ة المجتمعی ة للم سنین م ا ب ین الم ساعدة الذاتی ة والمدافع ة ). ١٩٨٩. (فت وح، م دحت ف ؤاد .كلیة الخدمة االجتماعیة، حلوان. المؤتمر العلمي الثالث للخدمة االجتماعیة. االجتماعیة

.مركز التنمیة البشریة والمعلومات: مصر.سیكولوجیة المسنین. )١٩٨٧(قناوي، ھدى محمد

.الكویت ،منشورات ذات السالسل:.الشیخوخة والصحة. )١٩٨٣ (.الكیالني، یوسف عبد اهللا

فعالیة خدمة الفرد الجماعی ة ف ي التعام ل م ع العزل ة االجتماعی ة ). ٢٠٠٢. (محمد، جمال شكري

.كلیة الخدمة االجتماعیة، حلوان. ر للخدمة االجتماعیةالمؤتمر العلمي الخامس عش. للمسنین

دراس ة تحلیلی ة لمظ اھر التغی ر االجتم اعي الم رتبط ). ٢٠٠١. (محم د، عبدالناص ر ص الح مجل ة دراس ات ف ي الخدم ة االجتماعی ة . بالم شكالت االجتماعی ة للم سنین ف ي المجتم ع القط ري

. ٢٠٠١والعلوم االنسانیة، المجلد العاشر، ابریل

.، القاھرةالدار المصریة للنشر والتوزیع .ال للشیخوخة المبكرة. )١٩٩٣ (.محمود، سامي

الم ؤتمر العلم ي . سیاس ات الرعای ة االجتماعی ة للم سنین ). ١٩٩٣. (محم ود، رفع ت عبدالباس ط .السابع للخدمة االجتماعیة، حلوان

.الریاض ، للطباعة والنشردار العلوم. رعایة المسنین. )١٩٨٤ (.مناع، محمد عبد الرزاق




29

. الم ؤتمر العلم ي الراب ع ع شر . س لوك الط الب نح و ص حة البیئ ة ). ٢٠٠١. (قناوي، ھدى محمد .كلیة الخدمة االجتماعیة، حلوان

الری اض، المملك ة . ال دلیل االح صائي ال سنوي ). ١٤١٩. (وزارة العم ل وال شؤون االجتماعی ة

.العربیة السعودیة

الری اض، المملك ة . ال دلیل االح صائي ال سنوي ). ١٤٢٥. ( االجتماعی ة وزارة العم ل وال شؤون .العربیة السعودیة

Austin, C. & McClelland, R. (2000). Perspectives on Case

Management Practice. Manticore Publishers, Canada.

Corey, G. (1996). Theory and Practice of Counseling and

Psychotherapy. Brooks/Cole Publishing Company, N.Y. Gelfand, D. (1988). The Aging Network: Programs and Services. Springer Publishing Company. New York.

Kane, R. & Kane, R. (1981). Assessing the Elderly. Lexington

Press, Lexington. Miller, G. 1983. Case Management: The Essential Services. In C.J. Sanborn. Case Management in Mental Health Service. New York: Haworth Press.

Sullivan, W. (1990). Becoming A Case Manager: Implications for Social Work

Educators. Journal of Teaching in Social Work. Social Work, 4, 159-172.

Schneider, R. & Kropf, N. 1992.Gerontological Social Work. Nelson-Hall Publishers, Chicago.

Shneider, B. & Weiss, L. (1982). The Channeling Case

Management Manual. Temple University Institue on Aging,

Philadelphia.

Vourlekis, B. and Greene, R. (1992). Social Work Case

Management. Aldine De Gruyterm New York.




أساليب حديثة في مجال رعاية المسنين

Documents