سبينوزا و مشكلة التعبير

12
221 ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺗﻘﺎس ﻋﻈﻤﺔ وﻗﻮة ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮرات واﳌﻔﺎﻫﻴﻢً اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻘﻬﺎ، أو ﲡﺪد ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ، واﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺮض ﺗﻘﻄﻴﻌﺎ ﻟﻸﺷﻴﺎء، واﻷﻓﻌﺎل، وﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻜﻮن.ً ﺟﺪﻳﺪا وﻗﺪ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺼﻮرات واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ، ﻟﺘﻐﺪو وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻌﺼﺮ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﲟﻌﻨﻰ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻳﺘﻮاﻓﻖ اﳌﻌﻴﺶ، ﻳﻜﺘﺸﻔﻬﺎ أو ﻳﺨﻠﻘﻬﺎ أو ﻳﻌﻴﺪ ﺧﻠﻘﻬﺎ أو أﻗﻠﻤﺘﻬﺎ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ أو اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ. وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺳﻌﻰ إﻟﻴﻪ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﻛﺜﻴﺮون، ﻣﻦ أﻣﺜﺎل أرﺳﻄﻮ، واﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ، واﺑﻦ ﺧﻠﺪون، ودﻳﻜﺎرت، وﺳﺒﻴﻨﻮزا، وﻛﺎﻧﻂ، وﻧﻴﺘﺸﺔ، وﻣﻴﺸﺎل ﻓﻮﻛﻮ، وﺟﻴﻞ دوﻟﻮز، وﺟﺎك درﻳﺪا وﺳﻮاﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮون.1632) وﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮاءﺗﻪ ﻷﻋﻤﺎل ﺑﺎروخ ﺳﺒﻴﻨﻮزاﺳﺒﻴﻨﻮزا» ، ﻳﺤﺎول ﺟﻴﻞ دوﻟﻮز، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ(1677 - ، اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮر ﺳﺒﻴﻨﻮزا ﳌﺸﻜﻠﺔ« وﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، وﺗﺒﻴﺎن ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻣﻊ ﺗﺼﻮرات ﻛﻞ ﻣﻦ دﻳﻜﺎرت وﻟﻴﺒﻨﺘﺰ. وﻳﺮﺗﻜﺰ اﳌﺴﻌﻰ اﻟﺪوﻟﻮزي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﲤﺜﻠﻪ اﻟﺴﺒﻴﻨﻮزﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺮاﻫﻦ،ً ﻣﻦ اﳌﺸﻜﻼت اﻷﻛﺜﺮ إﳊﺎﺣﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﲤﺲ اﻟﺪور اﳌﻘﺎرن ﻟﻺﻧﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، أي ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳉﻮﻫﺮ، واﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، أي ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮة أو اﳌﻌﺮﻓﺔ، واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، أي ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻷﳕﺎط واﻷﻓﻌﺎل واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت. وﻳﻨﺪﻣﺞ ﺟﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺜﻼﺛﺔ، أي اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺘﺄﻣﻠﻲ أو وﺣﺪاﻧﻴﺔ نّ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳉﻮﻫﺮ، وإﻧﺘﺎج اﳊﻖ أو ﺗﻜﻮ اﳌﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﻌﺮﻓﺔ، واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻟﻼﻧﻔﻌﺎﻻت أو اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﳊﺰﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻷﳕﺎط.، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻫﺬﻩ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎم ﺗﺼﻮر ﻣﻨﻈﻮﻣﻲ، ﻫﻮ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ. وﺳﻨﻌﺜﺮ ﺑﻔﻀﻞ دوﻟﻮز ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮر ﺳﺒﻴﻨﻮزا ﳌﺸﻜﻠﺔ ة ﻓﻌﻞ ﻣﻀﺎدة ﻟﺘﺼﻮر دﻳﻜﺎرت ﺣﻮلّ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺑﻮﺻﻔﻪ رد ذات اﳌﺸﻜﻠﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﺗﺼﻮر ﺳﺒﻴﻨﻮزا، وﻛﺬﻟﻚ ﺳﺒﻴﻨﻮزا وﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺗﺄﻟﻴﻒ: ﺟﻴﻞ دوﻟﻮز، ﺗﺮﺟﻤﺔ: أﻧﻄﻮن ﺣﻤﺼﻲ.2004 دار أﻃﻠﺲ، دﻣﺸﻖ،

Upload: yahia2009

Post on 14-Nov-2014

639 views

Category:

Documents


23 download

DESCRIPTION

سبينوزا و مشكلة التعبير

TRANSCRIPT

Page 1: سبينوزا و مشكلة التعبير

221

مكتبة

واملفاهيم بالتصورات ما فلسفة وقوة عظمة تقاستقطيعًا تفترض والتي معناها، جتدد أو تخلقها، التيالكون. قضايا ومختلف واألفعال، لألشياء، جديداًلتغدو التصورات واملفاهيم، الزمن تلك يستدعي وقدالعصر ومقتضيات يتوافق جماعي مبعنى مشحونةأقلمتها أو خلقها يعيد يخلقها أو أو يكتشفها املعيش،ما مع يتطابق أمر وهو املفكرين. أو الفالسفة من ثلةوابن أرسطو، أمثال من كثيرون، فالسفة إليه سعىوكانط، وسبينوزا، وديكارت، خلدون، وابن سينا،دريدا وجاك دولوز، وجيل فوكو، وميشال ونيتشة،

كثيرون. وسواهم 1632) سبينوزا ألعمال باروخ خالل قراءته ومن«سبينوزا كتابه في دولوز، جيل يحاول ،(1677 -سبينوزا ملشكلة تصور العثور على ومشكلة التعبير»،من كل تصورات مع التصور هذا وتبيان عالقة التعبير،

وليبنتز. ديكارت

السبينوزية متثله ما على الدولوزي املسعى ويرتكزالراهن، عصرنا في إحلاحًا األكثر املشكالت مننظرية أي لإلنثولوجيا، املقارن الدور متس التي تلك أو لفكرة ا نظرية أي واإلبستمولوجيا، اجلوهر،واألفعال األمناط نظرية أي واألنثروبولوجيا، املعرفة،العالقة سياق حتديد في جهده واالنفعاالت. ويندمجوحدانية أو التأملي التأكيد أي الثالثة، بني األبعاد ماتكّون أو احلق اجلوهر، وإنتاج نظرية في معنى الوجوداالنتقائي لالنفعاالت والتنظيم املعرفة، نظرية في املعنىاألمناط.، نظرية في االنفعاالت احلزينة على القضاء أوتصور مقام على الثالثة األبعاد هذه تنتظم بحيث

التعبير. هو منظومي،سبينوزا ملشكلة تصور على دولوز وسنعثر بفضلحول ديكارت لتصور فعل مضادة رّدة بوصفه التعبير،وكذلك سبينوزا، تصور يستلزم حيث املشكلة، ذات

حمصي أنطون ترجمة: دولوز، جيل تأليف: التعبير، ومشكلة سبينوزا.2004 دمشق، أطلس، دار

Page 2: سبينوزا و مشكلة التعبير

222

وإعادة وقوتها، الطبيعة اكتشاف إعادة ليبنتز، تصورجديدة، «مادية» وفق واألنطولوجيا، للمنطق خلق

جديدة. و«شكالنية»الكينونة على سبينوزا عند التعبير مفهوم وينطبقفي نفسه عن اهللا يعّبر اهللا، بقدر ما بوصفها املتعّينة،بوصفها املتعينة، األفكار على ينطبق كما العالم،والعالم، احلقيقية عن اهللا األفكار تعّبر ما بقدر حقيقية،متفّردة كذوات املتعينني األفراد على كذلك وينطبقفي نفسها عن املتفّردة الذوات هذه تعّبر ما بقدرالتعينات الثالثة: أن بحيث كله ذلك األفكار. ويتّمهذا ضمن وتنسق تقاس الفعل، املعرفة، الوجود، في الوجود أنواع التعبير السبينوزي التصور. وتتجلىعصر دولوز جيل حسب مجسدة والفعل، واملعرفةالكافي السبب فروع جتد حيث الكافي»، «السبب العقل والتي تتجسد في: املشترك، جذرها التعبير في

الفاعل. والعقل العارف، والعقل املوجود،سبينوزا، اكتشافه أعاد كما التعبير، تصور أن غيرفلسفيًا تاريخًا قبل، من ميتلك، فهو جديداً، ليس«تاريخ مخبوء قليًال، دولوز: يقول طويًال، ولكنه كماكيف بالفعل يبني أن منه استوجب قليًال»، ملعونالفيض جتاذبات بني ما تتأرجح التعبير مسألة كانت ليس للتعبير سبينوزا تصور أن مع الالهوتيني، واخللقاخلارج، من واخللق الفيض تصوري ينافس تصوراً ثالثًاإنه لصاحله. بتحويلهما ويهدد معهما، يتدخل بلالتصورات يتدخل في كامن مضمون فلسفي، له مفهوماخلطر ويحمل معه فيضي أو خلقي. لالهوت املتعاليةكمون الكمون، الوجود أو احلقيقي: وحدة الفلسفيعنه في التعبير. املعّبر وكمون ُيعّبر، الذي في التعبير،جهاز -إمكانيًا- تصور ميتلك في ذاته كل كان وإناملرآة في حتققه يجد املجازي التعبير فإن مجازات، املرآة في موجود، كعقل التعبير، ينعكس حيث والبذرة،

كعقل فاعل، لكن البذرة في إنتاجه كعقل عارف، ويعادينعكس عليها الذي الكائن متتص تبدو وكأنها املرآةأو البذرة، تبدو كما الصورة. إلى ينظر الذي والكائنوالشجرة منها، تأتي التي الشجرة وكأنها متتص الغصن،

البذرة. هذه عنها تنجم التيخالل من في ثالثية، سبينوزا ويتبدى التعبير لدىيعبر فاجلوهر والذات، والصفات اجلوهر ما بني التمييزنفسها في األمناط، عن تعبر التي نفسه في الصفات عنمعّبر والذات تعابير، الصفات أن أي التعبيرية، واألفكاراألخير أن حيث من اجلوهر مع التعبير ويتفق عنها. من الصفات مع أيضًا يتفق وهو مطلق، بشكل المتناهحيث من الذات مع ويتفق كما متناهية، ال حيث أنهاطبيعة هناك وبالتالي صفة، في المتناهية كل ذات أنتصوري عنصر موارد سبينوزا لزم وقد الالمتناهي.

اإليجابي وحاليته. الالمتناهي قوة ليعرضفذلك الدور، بهذا تقوم التعبير فكرة كانت وإذاالتي التمايزات بعض الالمتناهي في حتمل ما بقدروالذات، وهنا والصفات اجلوهر ثالثية حدود تناسبالالمتناهي، في منوذج التميز ماهية عن دولوز يتساءلاملطلق، في في حمله ميكن الذي منوذج التميز هو ومامن األول منت الكتاب تشكل مسألة وهي طبيعة اهللا؟يؤكد دولوز لكن «األخالق». الضخم: سبينوزا مؤلفجهة من تعبيره، خارج ينوجد أن ميكن ال عنه املعّبر أناألمر نفسه، عن يعّبر ما ذات بوصفه عنه معّبراً كونهعن يعبر الذي اجلوهر بني التمييز ضرورة يقتضي الذيعنها. والذات املعّبر تعبيرات، هي نفسه، والصفات التيال اجلوهر، فكيف ذات عن تعبر الصفات أن صح وإذا

بالضرورة؟ الوجود الذي ينجم عنها عن تعبرتصور التاسع عشر، القرن في استعاد سبينوزا، لقدزمنه، سياق ضمن جديداً، ضوءاً واعطاه التعبير،تصوره إنتاج معيداً منظومته، مشكالت ومبوجب

Page 3: سبينوزا و مشكلة التعبير

223

«أسرع» صناعة فلسفة ديكارت وأخذ على للتعبير.ميضي ديكارت أن ينبغي، ذلك مما مما ينبغي، و«أسهل»السبب معها السرعة، يدع من املجاالت، بدرجة كل فيأدلة وتستند النسبي. عند ليبقى منه، يفلت الكافيوال معطاة، واقع كميات تأمل إلى البعدية ديكارتثم األدلة، عليه هذه تتوقف مبدأ ديناميكي إلى ترتفعولكن واملتميز، الواضح معياري يكتشف ديكارت إنللفكرة، املنشأ خارجي تعّني هو أيضًا، واملتميز، الواضحالشيء وإمكانية الفكرة طبيعة عن معلومات يعطينا وال

كذلك. بوصفه الفكر عن وال كفكرة،مثلثة، أهمية السبينوزي التعبير مفهوم وميتلكوالفعل النوعية، الكلي، واملعرفة الكائن جهة نظر منجسده في قلب الفرد، في يقع التعبير حيث الفردي،وال ومعلوالته، علله في وأفعاله، انفعاالته في وروحه،كمركز خالف الفرد أخر شيئًا بـ«النمط» سبينوزا يعنيويشكل «املوناد». في ليبنتز يعني وكذلك تعبيري،التعبير يكون فيها ال للتعبير «رمزية» كله فلسفة ذلكيكون مفصوًال مما أكثر تنوعاته عن عالمات مفصوًالالفلسفة هذه ومثل التي يغوص فيها. املظلمة املناطق عنيعطي ملتبسة، تعبيرات فلسفة بالضرورة هي الرمزيةاالختالف، كل مختلفًا حيًا تفسيراً فيها التعبير سبينوزاعالقة وتتجسد هو املعنى. ألن األساسي بالنسبة إليهأن حيث واملتكّثر،، بالواحد أساسية بصورة التعبيراجلوهر، لواحد مساوية، بشكل صارم، الصفات كثرةالصفات، الصارمة أن هذه املساواة من نفهم أن علىاألمناط تعدد تأملنا وإذا اجلوهر. عليه هو صوريًا، ما هيأن غير الصفة، من تغلف األمناط هذه فإن كل صفة، فيشكًال آخر خالف تتخذ الصفة أن التغليف هذا يعنيتغلف فاألمناط اجلوهر. ذات به تكّون الذي الشكلالذي يغلف نفسه الشكل هذا ضمن عنها الصفة وتعبر

عنها. ويعبر ضمنه الذات اإللهة

عالم في يغوص دولوز أن هو تسجيله ميكن ماضمن وذلك الفلسفة، في التعبيرية ليصوغ سبينوزاشاملة قراءة إعادة منه تطلب الذي الفلسفي اشتغالهاألساسية املفاهيم حتويل منها استهدف للفلسفة،على اشتغاله وما نسبيتها. تبيان جهة من أفاهيم، إلىاالنعزالي، املتوحد، املفكر لهذا كشف سوى سبينوزاوكشفًا حتريريًا، عمًال الفلسفة تصور الذي املكروه،اشتغاله من الهدف إن القول يصعب لذلك جذريًا،إلى هذا التصور جلأ أنه أم التعبير، تقومي كان الفلسفي

ديكارتية. بعد ما فلسفة لتأسيسالفالسفة الذين مجموعة إلى دولوز جيل وينتمينقدهم وجهوا الذين االختالف، فالسفة باسم عرفواوطرحوا واملطابقة، واجلدل التمركز والهوية منطق إلىجتد الفلسفة تعد فلم جديداً، ومنطقًا ساحة املختلففي وال منطقها امليتافيزيقي، أو في الذات في متحققهااملختلف: عالم في إمنا املتعالي، خطابها في أو متركزاتهافي واملقصي املنسي وامللغي، أو املهّمش اآلخر، ساحةالداخل مع وحلظة متفصله اخلارج في األحوال. أحسنفي االختطاط املواجدة، أو والتشييد املقامات عالم علىاملتغيرات عالم إلى يحيل الذي األثر في أو الواقعي،

والتباين. والفوارقفي الواحد املنوجد من بدًال املختلف دولوز وطرحاملختلف باعتبار امليتافيزيقي، والفصل عالم اإلحاالتصار الوجود قانون أن الصيرورة، حتى أو املتغير، هوتشابه في ليس التكرار فإن وبالتالي املختلف، تكرار

الكل. تشابه في أو الواحد،األنظمةواخلطابات، إلىكليانية نقده وّجهدولوز كماوتعزل احلياة قوى تزيف التي وإلى شمولية امليتافيزيقايتعامل ال آخر عالم عن يبحث وراح األشياء. عالمالسابقة املعياريات كل عن متخضت التي القيم معميت ما عن كل تكشف مختلفة معيارية والالحقة، وعن

Page 4: سبينوزا و مشكلة التعبير

224

الفكر والعمل، في القوة والقيمة إرادة إلى عالم بصلةاحلياة، إلى وطبيعتها، األشياء واقع إلى االحتكام وإلىامليتافيزيقي للفكر تصدى بهذا وهو وممارسة. سلوكًاوحتديد بالعقل، للغة امليتافيزيقي التحديد ولّد الذي

باملعرفة. الداللةمبدأ في دومًا يتجسد الفلسفة مسعى وكانوالفصل اإلحالة يقتضي قاّر، مبدأ وهو التماثل،و«املعنى»، «الكينونة»، مفاهيم خالل واإلرجاع، منمتقاربة مركبات وحموالت متتلك التي و«الوحدة»،أو بتعدده، حسيًا، تقّر شيئًا حني تتأمل فهي التماثل،ترده فإنها نظريًا، تعاجله حني أو تناثره، لكنها تشتته،ثابت التصور. هو مبا «املعنى»، أو «املقصد» وحدة إلىإطار في االجتماعي التعدد الفلسفة تختزل هنا مناألحوال وفي كل األمة. أو الدولة وحدة شمولي، وهوتفكر ال وبالتالي الشمولي، وعلى املماثل، على تبقياملماثل، إلى برده يسمح إال مبا املغاير أو املختلف فيوالكوجيتو، والذات، الوعي، مفاهيم: خالل من

والدولة، وغيرها.املوانع الفارغة رغم املساحات إلى ينفذ املختلف لكنفي عليه اإلبقاء حتاول التي األسيجة ورغم احملكمة،اجتماعية، أو معرفية سلطة تفرضها التي املعرفية املساحةوفي «دريدا»، تناوله حيث الكتابة، في يظهر وهوحوله، «دولوز» أعمال ومتحورت الرغبة، أو التيه املعرفية. حفرياته «فوكو» له كرس الذي اجلنون وفيالهوية تخوم عند املختلف يقيم األحوال كل وفيوتفرد ووحدته، القائم النظام بنية مهدداً وأطرافها،واحلفر، والتيه التفكيك خالل من االختالف، فالسفةاملعيش، اليومي في االختالف قيمة عن الكشف فياملماثل، بل يقابله ال الواحد حيث واحمللي، اجلزيء وفيوصيغ الهوية، أشكال مختلف تفحص يعني مبا اآلخر.األصوات بجانب والوقوف املستبعد، وإبراز الوحدة،

تغيير بغية اخلطابات، وخلخلة امللجومة، أو املنسيةالشمولية وحدة من وتخليصه اإلنساني، الفرد وعي

األنظمة. وكليانيةالفلسفة متحقق عن البحث دولوز» «جيل على كانمنسية، فضاءات عن التقليدية، بحثًا الفلسفة خارجذلك القيام واقتضى بعد، الفلسفة تصلها ومساحات لمخالل وأطروحاته، الفلسفي الفكر فلسفية ملسار مبراجعةبـنيتشه، مروراً «أفالطون»، من بدءاً تاريخه، مجملكانط، إلى وصوًال وبرغسون.. وهيوم، وسبينوزا، الغربية، الذات فلسفة تفتيت اقتضى كما وهيغل.ممكنات بغية إيجاد األبسط، عناصرها إلى وتفكيكهاطريق إلى الفلسفة هذه وصلت أن بعد منها، اخلروج

مسدود.دريدا، تفكيكية مع التقى هذا دولوز مسعىأنتج الذي املطابقة فكر عن اخلروج في فوكو، وحفرياتعلى الفلسفة خالل تاريخ عملت ميتافيزيقية، سالسلتبرير إلى الوحدة، وسعت كي تظهر التناقض، حجبلدرجة السياسي، الصعيد على أوضاع من قائم هو ماكي السلطة، تغيبه الذي األمن عون أن الفلسفة غدتلذلك، نهض برمته. والفكر بل الفلسفة، يحرس حدوداملعرفية، أركان الفكرة خلخلة الدولوزي على املشروعليس ثمة إذ زمنيًا، وتواتراً تاريخًا ثمة بأن التي تزعمفي كما يحصل املعرفية، بني األنساق استمرار اتصال أوالتبعثر، دائم متعدد، نسق هناك بل الفلسفية، املتوندون حتول التي والقيود باملوانع الدوام على يصطدم

وامتداده. انبساطه

Page 5: سبينوزا و مشكلة التعبير

225

الكتاب، هذا في خليل، أحمد خليل يبحث بلدان في والديني السياسي اجلمهور سوسيولوجيا فياجلمهور كشف واقع في ويأمل املعاصر، الشرق األوسطوبيان سلطته، إنتاج مجال عن واملستبعد املستلبدور اجلمهور تعطل التي والسياسية االجتماعية األسبابيجري وعليه والسيادة. واحلرية والدميوقراطية في احلداثةقوة بوصفهم رجال العلم وأهل الفكر والرأي، ألدوار حتليًالمختلفًا حضاريًا، أفقًا للجمهور تقدم أن ميكنها معرفيةوشعارات إيديولوجية أطروحات من عليه يفرض عما

سياسية ـ دينية.بوصفه السياسة، رجل يتقدم إشكالية مقاربة ووفقالدين، بوصفه رجل السياسي، بينما يتقدم باملعنى مقدسًاالصورتني هاتني منطية الديني، وبناء على باملعنى مقدسًاالسياسي حيال اجلمهور يتصرف مفترضني، ملقدسني«العاديني» من عامة الناس كل واحد فيه وكأن والديني،منهما. والرهبة اخلوف فينتابه استثنائيًا، شيئًا يواجهوتخدير استالب عمليات أن يكشف األمر واقع لكنتصّب العربية، بلداننا في للجمهور جتري دماغ وغسل إمكانية فيفقد والديني، السياسي من مصّب اخلوف فيسياقيهما في أي االجتماعي، واقعهما في عليهما التعرفطرف من تدار آلة جعله قصد وذلك والسياسي، التاريخيظل في أنه ذلك إلى يضاف الدين. ورجل أعوان احلاكمتنتشر األمنية القبضة بواسطة الشمولية السلطة هيمنة

املجتمع، مختلف أوساط في من السلطان اخلوف ثقافةوالفقيرة. الشعبية األوساط في وخصوصًا

الدولة رجل أو العام، الرجل بأنه السياسي ويوصفأمام يفعل عما املسؤول املدبر بسمة ـ نظريًا ـ املوسومبني العالقة اختالل ظل في لكن مواطنيه، أي سائليه،فإن احلاكم، لصالح العربية بلداننا في واحملكوم احلاكمحق من السائل مينع حيث أفعاله، على يحاسب ال املسؤولاملواطنة وحقوق حقوق ومن أبسط بل واملساءلة، السؤالالدين، رجل أما الدولية. األعراف أقرتها كما اإلنسانالدين في في خبرته يتجسد امتياز خاص، صاحب فهوربط وظيفته على وتنهض الديني، عاملا باملعنى أو بوصفهوبالتالي، باملقدس. ربط املدنس الدنيوي باألخروي، أيينهض العاِلم الرجلني هذين مقابل وفي وظيفيًا. يقدس فهومفترقًا بعلم، للعلم ممارسته من جهة كاستثناء، احلديثوإيديولوجياتهم والدين السياسة رجال إدعاءات عن بهاألجدى حيث الطرح، هذا مع اختلف وهنا وشعائرهم.وخاصة احلديث، العالم مكان احلديث، املثقف وضع عن احلديث املثقف يفترق حني أي النقدي، املثقف

وأزالمها. السلطةبلداننا املثقفون احلداثيون في توجه فقد املقابل، فيـ العشرين املنصرم القرن ستينيات بعد ـ خصوصًا العربيةإلى ينتمون أنهم مع بالدهم، مشكالت في تناول يساراًمتمايز، بشكل فيه واسع املناحي، يتوزعون اجتماعي حقل

والديني اجلمهور السياسي سوسيولوجيااملعاصر األوسط الشرق في

خليل أحمد خليل املؤلف:

بيروت، 2005. للدراسات، العربية املؤسسة الناشر:

Page 6: سبينوزا و مشكلة التعبير

226

السياسي ولزمانهم واالقتصادي، الثقافي لرأسمالهم تبعًا«بيير تعبير حسب اجتماعيني، والتاريخي، وهم كفاعلنييكونوا أي ليسوا، ولم واحد، ال يجمعهم هدف بورديو»،في واحدة، إال أو فئة واحدة األيام، جماعة من يوم فيكتبوه. الذي صفحات الورق على املفكرين أو بعض أذهانالواقع متثيالتهم في املثقفني باختالف أدوار اختلفت وقدمن وبرز بدوره واملتمايز، املختلف والسياسي االجتماعيالسلطة مع القطيعة إلى انحاز الذي النقدي، املثقف بينهمحرية غياب ظّل احلاكمة. ومن الطبيعي أنه في السياسيةالصوت يختفي والرأي، التفكير وحرية واملساءلة النقد السلطة صوت واحدية لصالح التعددية وتختفي اآلخر،عديدة وألسباب دوره. النقدي املثقف ويفقد احلاكمة،ومتاحًا مباحًا كان الذي باجلمهور، عالقته القطع طاولالوهم انقشاع بعد ثم الدين. ورجال السياسة لرجالالدميوقراطي، اخليار إلى النقدي انحاز املثقف اإليديولوجيمعظم في الثقافية النخب أوساط في جرى مهم، حتول فيحيث ولبنان، وسورية مصر في وباألخص العربية، البلدانإلى ذلك ينتمون النقدييني، اليوم، املثقفني إن القول ميكن

والتغيير. باإلصالح املنادي الواسع، التيارمنذ العربية، البلدان في حكمت التي النخب لكنتقوم وال التغيير، ترفض هذا، يومنا وإلى االستقالل،على القبض في استمراريتها يضمن ال إصالح بأيوتركيبتها، نشأتها إلى تعود رفضها وأسباب السلطة.منوذجًا في وأضفت انقالبية، بحركات جاءت أصًال فهيفي منوذجها الدولة عن جتليات شرعية يختلف الشرعيةزعامات أوساطها من وبرزت البلدان األخرى، احملقق فيالقيادة وادعت الهرم السلطوي، قمة اعتلت وشخصياتحتت االنضواء الشعب إال عامة على التاريخية، وما كانعمليات جرت ذلك على عالوة هؤالء. قائد من عباءة كلكما األمني، أمام السياسي تراجع حيث للسياسة، قتل اجلماهير من إلى حفنة أو اجلمهور اختصار الشعب جرى

احلزبي مبفهومه السياسي فحضر لباسلة، وا املناضلةأم السلطة في احلزب أكان سواء للحزب، املوالي الضيق،التعاقدي مبفهومه املواطن وغاب األخرى. األحزاب فيمفتاح األبّية» «اجلماهير مقولة وغدت والواسع، احلر ولم الكارزمية. و«شخصناته» السلطوي احلزبي اخلطاببل احلاكمة، األحزاب على «الشخصنة» تلك تقتصراملعارضة واألحزاب معها املتحالفة األحزاب إلى تعدتهاوصوب كل حدب من «املناضلون» وأخذ كذلك. لهاواملناص، بوصفه اخلالص صاحب األوحد، للزعيم يهتفونجرى فيما سواه! مجد وال مجدها، وباني األمة مخّلصكفئات املثقفني وخصوصًا الشعب فئات بقية إلى النظروتوجيهها ومضايقتها مراقبتها يجب «الشرعية» عن مارقةذلك في وساهمت السلطة، ضرورات تقتضي حسبمامتفاوتة. بدرجات احلاكمة السياسية األحزاب أغلببل املثقف، وتطلعات طموحات كبح توجب وعليه،الضرورة. اقتضت أمنيًا وسجنه وقتله إذا مالحقته وحتىالوالء والتضرع من املزيد تقدمي اجلمهور على توجب كماوالرقاب. البالد شيء: كل مالك السلطة، صاحب إلىمن أكثر في وقعها جتد املمارسات هذه مثل زالت وماالتردي حاالت احلال يشهد على واقع أن رغم عربي، بلدواالجتماعية االقتصادية األصعدة: مختلف واالنهيار على

وسواها. والسياسيةأو اليومية احلياة في اجلمهور، يكتشف أخرى، جهة منبالضرورة خبيرا ليس الدين رجل أن العملية، املمارسة فييشكل وهو نادرة. استثناء حاالت في إال أمور الدين فيالتي تقمعه وتقهره، وتركيبتها من أجهزة السلطة جزءاًاألمر استبدادها، تقيم للجهل وتعصبه استالبه وعلى السياسي السلطة: طرفي بني مشتركًا جمهوراً يجعله الذي

والديني.العام اجلمهور تصنيف خليل أحمد خليل ويقترحاجلمور مسمى حتت يندرج حيث وخاص، عادي إلى

Page 7: سبينوزا و مشكلة التعبير

227

كما اخلام، االجتماعي حراكهم في الناس عامة العادياالقتراع، ممارسة قبل احملتملني الناخبني جمهور حال هووأيضًا ممارسة التدين، قبل املؤمنني جمهور حال وكذلكفرق، أو فريقني إلى االنقسام قبل الرياضة حال جمهورمتشكلة غير كامنة، جماعات وجود يعني الذي األمر

. والتنظيم الوعيمن متفرعة جزئية في فينحصر اخلاص اجلمهور أمافي اجتماعية بعالقة وتتميز العادي، العام اجلمهوراملريض وعالقة عالقة الزبون بالبائع، مثل: مجال محدد،عالقة يقلده، الذي املتدين برجل الدين وعالقة بالطبيب،

. الخ بعالم.. أو مبعلم املتعلمالعالم في اجلمهور العام، العادي واخلاص، تكّون وقدهذا، يومنا إلى وصوًال العشرين القرن منذ بداية العربيإطاره شكلت وموضوعية ذاتية وشروط ظروف وسطتستلزم لذلك، املعرفي. نسقه وحددت االجتماعياالجتماعية مرجعيته معرفة سوسيولوجيًا اجلمهور دراسةالباحث من املطلوب ونسقه السياسي، ألن املعرفي ونظامهوظيفته، وتعيني اجلمهور معنى اكتشاف السوسيولوجيالعالم العربي اجلمهور في حركات آليات فهم خالل منديناميكية وتناول االجتماعية، تركيبته في البحث عبرالظروف مستويات بني تربط منهجية وفق سكونيته أوتاريخية، كتلة اجلمهور بوصف املادية، واملعطياتوجوده ينتج معنى وهو غرامشي، رأى فعالة كما عضوية

معاناته. خالل منواقع يقترن والديني، السياسي املستويني، وعلىقمعية ثقافات أو ايديولوجيات له ُتنتج إذ بخياله، اجلمهوريجعل وهذا سياسيًا. دماغه غسل منها الهدف وأخالقية،حيث تتقاذف داخله، ورمبا منفصما في ملتبسا، اجلمهورمع واخليال، مكونات العنف االجتماعية البدائية أنسجتهاالختباري استبعاد العلم وكذلك املعرفة النقدية، استبعاداحلديثة املعاصرة. املجتمعات في احلال هو مثلما وتقنياته،

ينبغي عيوب، إلى االجتماعية املشكالت تتحول وهناللجمهور. الديني ـ السياسي في اخليال عليها التستر

في اجلمهور واقع بخصوص استخالصه ميكن ماتدمج دامجة، العربية، أنه بحاجة إلى أنظمة املجتمعاتالقوى مجموع وتدمج اجلماعية، بنيته أو فئته الفرد فياحلديث املادي التنظيم عصر ففي عام، نظام في االجتماعيةالقوة جلنون األساسي املصدر الفوضى للجماعات، تشكلقدرية، مشاكله أن يظن الذي العربي، اجلمهور يعانيه الذيإلى يلجأ لذلك السياسية. أسبابها وعيه عن غابت بعدمامفرغة، حلقات في ليدور الديني، املجال في لها حلولإن إذ املعرفية، املرجعية أطره كسر عنه ينتج الذي األمرإلى بل تنحرف االجتماعية، مواقعها في تدور ال سجاالتهاالستلحاق، أو التبعية عليه متارس حيث أخرى، مواقعاملوقع ومستلب مستلب الشخصية، ويصبح والعبودية،

االجتماعي. الدور أوشخص، إلى يتحول ال اجلمهور هذا من الفرد إنيتحول إمنا مميزة ومبدعة، مستقلة، شخصية إلى وبالتاليسلطتا عليه وتنهض الرعية. أرقام من رقم مجرد إلىاجتماعيًا تعبر قلقة، توازنات وفق الدين ورجل السياسيمعارضة وضعف احلاكم ضعف الضعف، توازن عن

أيضًا. اجلمهورعلى املواطن العثور ميكن كيف هنا، املطروح والسؤالسلطة بسياسة فاملقموع اجلمهور؟ هذا وسط السياسيوطن مواطن ألنه سياسيا، مواطنا يكون أن ال ميكن دولتهامللكوت، في يجده أو الهجرة، عبر املنفى، في يجده آخر،يجد ال احلالتني، وفي كلتا أو القيامة. اآلخر، العالم أييتحدث ذلك، من وبالرغم موطنه. في نفسه اإلنسانوعن الوطنية، الساحة عن واإلعالميني السياسيني بعضغياب ظل في اجلمهور، أحوال يصفوا كي العربي، الشارعأن ميكن ال املواطنني أن مع والدولة. واملواطنة الوطن مفهوماجلمهور مثل ومقموع مستلب جمهور وسط من يخرجوا

Page 8: سبينوزا و مشكلة التعبير

228

العربية. البلدان فيالوطنية للهوية معنى أي خليل أحمد خليل يجد والاألولى، هي الفئة فئتني: املأخوذ بني اجلمهور أوساط بنيوالفئة الداخل، من عليه يهيمنون الذين «العمالء» فئةاخلارجية بالقوى ممثلة العمالء، أسياد فئة هي الثانية،ملواطنني وجود ال وبالتالي اخلارج. من تسيطر عليه التيمبعنى أي الرومانسي، باملعنى إال اجلمهور هذا وسطوعلى باملقابل، ما. أصل إلى كحنني التراث إلى االنتماءبني نفسه مأخوذاً اجلمهور يجد السياسي، التكتل صعيدال ونظام األحزاب، يجيز سياسي نظام األول، نظامني،تقدم وال الدميقراطية، عن كالمًا اجلمهور فيسمع يجيزها،دميوقراطية، شخصيات وال للحكم، دميوقراطية مناذج له

وسياسية. فكريةللدولة، العامة باملؤسسات اجلمهور وبخصوص صلةاملؤسسة خارج هو العربي اجلمهور أن الباحث يجداملناسبات في إال فيها يشارك ال وأنه متامًا، الدولة /في مشاركة شكلية هناك تكون عندما املوسمية، حتىمقموعًا، إال ال يندرج في سياقها فإنه جمهورية، أنظمةفي فاعل بشكل اجلمهور يتصل أن ميكن وال مقهوراً.السلطة أن ذلك العربية. البلدان في الدولة مؤسساتومؤسساتها الدولة على تهيمن وهي اجلمهور، فوق هيبكافة اجلمهور حتييد إلى السياسي يسعى لذلك وأجهزتها،

واأليديولوجي، الديني، مكلفا باملعنى وجعله الوسائل،السياسي. باملعنى مواطنا وليس

الكتاب في هذا خليل أحمد خليل إذاً، ينشغل أدوار وكاشفًا عقليته، أغوار سبر بحال اجلمهور، محاوًالالدين، ورجال السياسة من رجال استالبه، على تعاقبوا مندمه. ويقترح في أغرق بعدما ضرورة حترير اجلمهور، ومبينًامجتمع نتاج أن الدولة العاملة هي ذلك اجلمهور، علمنةاأليديولوجيات عن مستقلة والعلمانية متعلم، أو علميمثاًال لدراسة لبنان والسياسية. ويتخذ من جتربة الدينيةمختصراً العربية، النخبة في البلدان وتطور اجلمهور تطورالواقع أن مع الدين، ورجل بالسياسي اجلمهور نخبةهذا من واتساعًا تنوعًا أكثر تصنيفًا يكشف االجتماعي

احلصر.اجلمهور حترير كيفية حول السؤال يتمحور وبالتالي،أنساق في االنغالق عليه ُفرض الذي العربية، البلدان فياإلجماع وتراجع السياسة، انتفت بعدما معينة، ماضويةاملدنية. وبات يعيش قبل الوالءات ما مختلف أمام العاممن ليخرج األحرار، املواطنني دولة في ال املستلبني، دولة فيانفصام في ويدخل مسؤوليات، ومن حتمل دنياه، تدبيروكأنه احلياتية، مبعارفه الدينية معارفه واصًال منه، فكاك ال

اآلخرة. في وعقله الدنيا في يعيش

Page 9: سبينوزا و مشكلة التعبير

229

بعده» «االستشراق وما كتاب في أحمد إعجاز يوجهوخصوصًا سعيد، إدوارد ألطروحات ماركسيا حادا نقداًعديدة سنني نقده تأخر ويعزو باالستشراق. تلك املتعلقةثقافيًا ناقداً وليس األصل، كون إدوارد سعيد فلسطيني إلىإدوارد سعيد مع الكبير تضامنه بسبب وحسب، وبالتاليسعيد بأن إدوارد ويقّر اإلمبريالية». أميركا وسط «احملاصراملصاعب، كل من بالرغم األصل، إذ أن يشّرف هذا حاولاختصاصه نطاق من خرج الطاقة، من ميلك ما وبأقصىيخضع أن دون األصلي، الفكري تكوينه ومن األكادميي،شخصي، كسب وراء يسعى أن ودون شهرة، أو ملهنةليوجه مخيفة، شخصية مبخاطرة كله ذلك من خرجالقضية عن وليدافع وسياساتها، ألميركا الثقافي نقدهمن له تعّرض ما رغم عادلة، قضية بوصفها الفلسطينية،وفي بالقتل. وصلت إلى حّد التهديد ومضايقات صعوباتوتلقى تضامنًا كبيراً، شرفًا سعيد إدوارد كله، نال ذلكاختالفاته يعّبر عن أن أحمد ميكن إلعجاز واسعًا، فكيف

وسط تضامنه الشديد؟ معهاحلياد موقف أن أحمد إعجاز رأى فقد ذلك، معخاطىء موقف هو سعيد، حيال اتخذه الذي اإلراديالنقد، كبت وأن للدفاع عنه أخالقيًا، مجال وال سياسيًا،يشحذ وعليه، التضامن. عن للتعبير الطريقة املثلى ليسسعيد، إدوارد كتابات إلى متجهًا املاركسي قلمه أحمدوفي في«االستشراق» ألطروحاته نقديًا سجاًال لينتجاملؤلف هذا بعد كتبها التي والفكرية األدبية املقاالت

التأسيسي.على مفهوم االستشراق ومالبساته، نقده أحمد يركّزألول الشخصي صوته أقحم قد سعيد إدوارد أن معتبراًاخلاص، االستشراق نسيج وأن كتاباته، في احلّدة مّرة بهذهاألدب شأن من وإعالءه املكّرس، املعتمد النص على وإحلاحهاإلنسانية والعلوم االستشراقية، املعرفة تكوين في اللغة وفقهاألوروبية اللغات جميع عبور ومشيئته عام، بشكلتاريخ الطموح إلى كتابة من كل ذلك مستمد األساسية،الكتاب الذي ذلك «احملاكاة»، قبالة ميكن وضعه مضاد،األوروبية والعقالنية الواقعية تكوين عن «أورباخ» كتبه

اللحظة احلداثية. وحتى القدمية اليونان منذ السلسقراءة خالل من أنتج سعيد إدوارد أن هذا، من يفهمالغربية للنصوص مضادة قراءة يشبه ما الغربية األدبية لآلثاراللغة، وفقه األدب مجالي خصوصًا في واملكّرسة، املعتمدةكتاب عن الغائب املضاد البطل مبثابة أورباخ إريك وكانأن فكما مضاداً. كالسيكيًا عمًال بوصفه «االستشراق»إدوارد فإن بهوميروس، «احملاكاة» كتابه بدأ قد كان أورباخثم اليونانية، بالتراجيديا كتابه يبدأ أن إلى اضطر سعيدأسخليوس من األوروبي، لألدب الكامل السرد حشدكل من مع وداًال، موحداً مساراً بوصفه لني، إدوارد إلىإدوار على أحمد إعجاز ويأخذ والكولونيالية. االستشراقتنقص هذه أن ميكن مشكلة بوصفه هذا التحديد، سعيداإلنسانوية ما بني سرديات قرونًا من العمر بلغت التي الرابطة

املشروع الكولونيالي. وبني الرفيعة

بعده وما االستشراقاملاركسي النقد منظور من سعيد إدوارد

أحمد إعجاز تأليف: دمشق، 2004. الناشر: دار ورد،

Page 10: سبينوزا و مشكلة التعبير

230

فإن سعيد، بإدوارد فوكو ميشيل عالقة وبصددعند اخلطاب مفهوم استخدم بأنه يقّر سعيد إدواردأحمد إعجاز يرى بينما االستشراق، لتحديد فوكو طول على قويًا يظل فوكو إلى باالنتساب اإلحساس أن الفوكوية املصطلحات حتضر حيث االستشراق، كتاباألرشيف، التمثيل، احلقل، اخلطاب، بقوة: االنتظامية،إعجاز حفيظة يثير ما لكن وسواها. اإلبستمي، االختالف،وسعيد من كارل ماركس، فوكو هو موقف كل من أحمديضع التسوية، إذ يقبل ال املاركسية من فوكو فاختالفبـ«اإلبستيم يسميه ما ضمن قاطع نحو على ماركس فوكوجهة من متامًا مؤّطر ماركس فكر أن حيث من الغربي»،هذا أن مثلما السياسي، االقتصاد بخطاب بنائه اإلبستمي

اإلبستيم. محتشد ضمن ذلك اخلطابفي املنطلقات األساسية يخالف ماركس ال فوكو لكناملميزة املكانية والزمانية احلدود كل يحّدد وحسب، بلإبستيم بأنه فيسمه ماركس، فيه انخرط الذي لإلبستيمفي تاريخيًا، اإلبستيم، هذا ميوقع كونه جهة من غربي،السادس القرن من تقريبية بصورة متتد التي السيروراتأحمد إعجاز ويعتبر عشر. الثامن القرن إلى وصوًال عشرأنها الفوكوية على املصطلحات يستخدم سعيد إدوارد أنأن يقبل يرفض لكنه جهاز، في ومتفردة عناصر متميزةالضغوط أن ذلك فوكو، رسمها التي التاريخ خارطة عواقبإلى اخلطاب االستشراقي بدايات يعيد ألن تدفعه الفوكويةاألورباخية، اإلنسانوية ضغوط بينما عشر، الثامن القرنهذا أصول يعيد تدفعه ألن ال سبيل إلى مقاومتها، والتيأوروبي أدبي لنص التقليدي الشكل في ذاته، اخلطاب

اليونان القدمية. متواصل، إلىمتضاربني تعريفني سعيد إدوارد يقدم ولهذا،هذين من كل يجّند أن ميكن بحيث لـ«االستشراق»،أن بيد الوقت. نفس في الفوكوي واألورباخي املوقفني،من سلسلة إلى وأورباخ تشير بني فوكو التسوية محاولة

عن الوقت، فضًال نفس في واملفهومية املنهجية املشكالتالسياسية. املشكالت

فإن سعيد، إدوارد نقاد من العديد أشار ومثلمافهو «االستشراق»، تصنيف بصعوبة يقّر أحمد إعجازفرع أي أوسطية، أو في الشرق كتابًا في الدراسات ليسشهير، فكري تقليد إلى ينتمي بل وراسخ، قاّر أكادمييوالنصب العظيمة اآلثار تلك زيف كّتاب بفضح فيه يقوماملثقفني توّرط بتفحص أو اخلاصة، األكادميية فروعهم فيتخدم اختالفات وتلفيقات وفي سائدة، إيديولوجيات في

شرعية. ال سلطةيجد فال النوع حيث من منه، أما اجلزء األدبي في هذاأن جّدة ذلك لتصنيف «االستشراق»، قابلية أحمد إعجازعليه أسبغت والتي لالنتباه، لفتًا األشّد «االستشراق»هي جّدة الطليعية، الثقافية النظرية في األساسية هيبتهالفروع من الواسعة استعاراته على تقتصر ال منهجية،إلى بشكل حاسم، تتعدى ذلك بل القائمة، األكادميية أي االستشراق، الدراسة، موضوع أن وإعالنه فوكو توسلهاملؤسس للحضارة هو هذا اخلطاب وتأكيده أن خطاب، هو

أم حضاريًا. كرونولوجيًا الغربية، سواءاخلطر، آخر أوروبا سيعيد «الشرق» على أنه وبتعريفهذه في لكنه نفسه. عّرف قد يكون حضاريًا، إمنا واملتدنيإلى من ماركس جلّي بشكل حتول قد أيضًا يكون اجلدةحيث احلداثية، بعد ما اللحظة مع يتسق حتول وهو فوكو،املاركسي السياسي التقليد مع سعيد إدوارد قطيعة تتجسد«االستشراق» كتاب في وصفه حينما ملاركس، نبذه فيابنة أنها على املاركسية ووصف آخر، بأنه مجرد مستشرق

التاريخانية». لـ» كريهةتعريف في االنتقائية قضية أحمد إعجاز ويناقشاالستشراق مصطلح سعيد يقدم حيث «االستشراق»،فمرة األخرى. مع الواحدة متعارضة تعريفات ثالثة فيأو عنه، أو يكتب الشرق، يدرس من أنه «كل على يقدمه

Page 11: سبينوزا و مشكلة التعبير

231

هذا أكان وسواء العامة، أم جوانبه احملددة في سواء يبحثه،تفعله أو يفعله وما اجتماع، عالم أم أنثروبولوجيًا، الشخصأسلوب «االستشراق إن يقول: ثانية ومرة استشراق»، هوومعرفي [أنطولوجي] كياني متييز على قائم الفكر مناألحيان) معظم و(في «الشرق» بني [إبستمولوجي] «االستشراق إن فيه: فيقول الثالث التعريف أما «الغرب»،للتعامل املشتركة املؤسسة بوصفه ويحلل يناقش أن ميكنغربيًا أسلوبًا بوصفه االستشراق باختصار، الشرق. مع

عليه». والتسلط بنائه، وإعادة الشرق على للسيطرةمن والثالث، الثاني التعريفني في التناقض ويظهراالستشراقي، اخلطاب كان فإذا االنطالق، نقطة جهةيعني هذا فإن األثينية، التراجيديات أوائل في أطلق قدالكولونيالية، عن وكإنشاء كمؤسسة، االستشراق فصليتساءل وعليه، وإيديولوجي. واقتصادي سياسي وكنظاملـ«اخلطاب تاريخ أي هنالك يكن لم إن أحمد: إعجازأسخيلوس واملتنامي من املتصل التاريخ سوى االستشراقي»القرن نتخذ أن ميكن فكيف ماركس، إلى دانتي إلىهل بدأ اخلطاب وبالتالي، لالنطالق-» نقطة عشر الثامناحلضارة فجر عند أم التنوير، بعد ما مرحلة في االستشراقيالعالقة سؤال مجدداً يطرح سوف الذي األمر األوروبية-

والكولونيالية. االستشراق بنيأخذه سواه ما سعيد إدوارد على أحمد ويأخذ إعجازيتحدث سعيدا أن جهة من وغيرهم، املاركسيني النقاد منذاته، مع متطابقًا كيانًا بوصفه الغرب، أو أوروبا، عنوخياًال جوهراً، ومشروعًا، امتلك لطاملا وثابتًا متجانسًا،وعسكريًا. موضوعه، نصيًا، الشرق بوصفه وعن وإرادة،ينتج الذي الطرف أنه على الغرب، عن يتحدث فهوفإن وبالتالي، موضوع املعرفة، على أنه الشرق وعن املعرفة،الذات، إحداهما ثابتتني: هويتني من ميثل ضربا يطرحه مابني كياني ومعرفي متييز عن فضًال املوضوع، واألخرى هييكون أن إمكانية عن أحمد إعجاز يتساءل وعليه اجلانبني،

حسبما معكوسًا» «مستشرقًا أو مستشرقًا نفسه سعيدالعظم. جالل صادق يقول

كيانًا بوصفه الغرب عن احلديث ميكن ال أنه في شك الاأليام. من كذلك في يوم يكن لم موحداً، إذ هو واحداًمفهومي لكن ما، يوم في موحداً يكن لم الشرق فإن كذلكوساهم غامضة، في سياقات استخدما ووظفا والشرق الغربالغرب عن منطية ملتبسة صور إنتاج في االستخدام هذامفهوم والشرق إلى الغرب من كل حتول فقد الشرق. وعنعلى متركز تنهض على ميتافيزيقا بناء أو متثيلي، متمثلالوجود فابتعد بتمركزات عديدة داعمة له، محاط ذاتيالواقعي املعطى بذلك وغاب منهما، كل لواقع املتعني أشكال وفق ومركباته مكوناته نسجت حيث للمفهوم،واإللغاء، التهميش إمكانيات كل تستلهم ومنطية متخيلة

والتواصل. أي إمكان للجدل والرأي املفهوم ليفقدللتعيني، كصيرورة قابلة تأسس إيديولوجيًا الغرب لكنأنتجتها هي إذ التاريخ، من تأتي ال الصيرورة أن معالهوية معها تأسست وقد نفسها، حول املتمركزة الذاتخلفية على الوسطى العصور في والتصورات امليتافيزيقيةتغريبها جرى والتي من الشرق، القادمة املسيحية الهوتصنعت التي هي أن العصور الوسطى مبعنى و«أوربتها»،ظهر مسيحيًا، ثم معنى وأعطته اسمًا، كلمة الغرب منفعاليات من كفعالية اإلمبريالي التوسع مع االستشراقإطاره في الشرق شكل حيث الذات، على الغربي التمركزوأقوال وأبحاث دراسات عنه نتجت لتفكير موضوعًا باألساطير ملتبسًا ومفعمًا الشرقي منطًا فيها وبدا مختلفة،ومفارقًا مغايراً الشرق فيه وظهر املغلوطة، والتصورات

لواقع الشرق ذاته.األوروبية الثقافة على مقصور غير التمركز كان وإنعلى التمركز من نوعا بأن أحمد إعجاز قول فإن وحدها,ومن املسلمني، من كبيرة أعدادا أن في يتمثل الذات،الهندوسية الروحانية أو جوهرانية اإلسالم يضعون الهنود

Page 12: سبينوزا و مشكلة التعبير

232

وال جديداً، اكتشافًا يعّد ال الغربية، املادية مواجهة فيوقفها التي الدونية النظرة املاركسية، وال يلغي تاريخانيةعن الدفاع يجدي واجلزائر، ولن الهند شعوب من ماركسوتصنيف متييز نزعات بوجود بالقول األوروبية املركزيةمن واخلوف والدين واالثنية واجلنس، بالطبقة، ترتبطلألسف وشغالة فاعلة وهي األعمى، والتعصب الغريب,

األوروبية. البشرية، األوروبية وغير املجتمعات كل فيماركس مواقف وعن املاركسية عن دفاعه سياق وفيفي كتب ماركس إن ليقول أحمد إعجاز ينبري الهند، منباستعمارها تتسبب بريطانيا بأن الصحفية مقاالته إحدىفي رأى ماركس وأن اجتماعية، ثورة إحداث في للهندجانب، من مدمرة مزدوجة, مهمة البريطانية الكولونياليةالتجديد عن آماله ينجم حيث آخر، ومجددة من جانبالتعجيل بغية الهند، إلى الرأسمالي الغربي النموذج نقل فيبالثورة، للقيام يؤهلها أعلى اجتماعي طور إلى انتقالها في

بذلك.- حدث لم يشهد الذي لكنأكثر ليست قد كتب بأن املاركسية سعيد وكان إدواردللكولونيالية معارضتها وأن اإلنتاج، أمناط عن سرد مناملاركسية. تقدمها التقدم الوضعية التي أسطورة في غارقةقليل كان ماركس بأن القول غير احمد إعجاز يجد ولمنظام امللكية بخصوص أخطاء ارتكب وقد املعرفة بالهند،إلى تؤدي بنا ال أن يجب خبرته قلة ولكن هناك، الزراعيةوضعه حني سعيد اتبعها ادوارد االختزالية التي اإلجراءات

التفكير االستشراقي. واحد مع صف فياملسبقة، كما واألفكار األحكام سعيد إدوارد يرفضاإليديولوجي»، و«التأطير املسبقة» «النمذجة فكرة يرفضمثل بعناوين واملسبق املقيد، بالنقد املؤدلج النقد وشبه

نتيجة إلى يؤدي والذي و«الليبرالية»، «املاركسية»فإن وبالتالي، السياسي، االنحياز بإعالن تتمثل نهائية،أن إلى الكتابة املاركسية تفضي املاركسي أو النقد ممارسةهذه في األشياء اجلارية من كبير قدر خارج نفسه املرء يضعنقد وعلى أحمد إعجاز نقد على ينطبق أمر وهو الدنيا.يجري ما خارج منهما كل يضع حيث العظم، صادق جالل

األخرى. النقد صنوف وخارج احلال، واقع في«االستشراق» شديداً إلى نقداً إدوارد سعيد وّجه وقداإليديولوجيا أظهر حني بعيداً نقده في وذهب الغربي،هذا الكتابة. معينة من ضروب آثار كأثر من اإلمبرياليةالعديد أثار حفيظة النصوص، على املبني املوقف النقدي

املواقع. مختلف ومن والنقاد، الكّتاب منيعتبر لـ«االستشراق»، املوجه النقد على رده وفيوينسخه يلغيه جمعي، عمل االستشراق أن إدوارد سعيديحمل الغرب، مبعاداة االستشراق اتهام لكن كمؤلف.أولهما: جانبني، يحمل كما الصخب، بالغ تضليًال املرسل، املجاز من ضرب هي ظاهرة االستشراق الزعم بأناجلانب أما الغرب برمته. عن يعبر املصّغر، الذي الرمز أوقد انتهكا واالستشراق النّهاب الغرب أن فمفاده الثاني،الشرق يضع الذي التضاد أن ويعتبر والعرب. حرمة اإلسالمويستغرب إلى أبعد احلدود. هو تضاد مضلل الغرب، مقابلمن وأن املقاطع تلقاه بسبب ماركس، اللوم الذي سعيداملقاطع التي هي الدوغمائيون، النقاد يفردها التي كتابهاملاركسية إلى اللجوء أن معتبراً ماركس، استشراق تتناولشأن هو متماسكًا، كليًا نظامًا بوصفه «الغرب» إلى أوألرثوذكسية استخدام مبثابة اإلسالم، عن الدفاع ضروب

أرثوذكسية أخرى. إلسقاط معينةعمر كوش