كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية...

167
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻝﻤﻠﺘﻘﻰ ﺍﻝﺩﻭﻝﻲ ﺍﻝﺭﺍﺒﻊ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻝﻌﺎﻝﻤﻴ ﺔ ﺍﻝﺭﺍﻫﻨﺔ ﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻭل ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻝﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺸﻤﺎل ﺍﻓﺭﻴﻘﻴﺎwww.veecos.net ﺍﻝﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻝﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻝﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻝﻌﺎﻝﻲ ﻭﺍﻝﺒﺤﺙ ﺍﻝﻌﻠﻤﻲ ﺠﺎﻤ ــ ـ ﺩﺍﻝﻲ ﺍﺒﺭﺍﻫﻴﻡ) ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭ( ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻝﻌﻭﻡ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻝﺘﺴﻴﻴﺭ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺣﻮﻝ" ﺎ ﻋﻠﻰﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻭﺍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺩﻭﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﴰﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ" ﻓﻨﺩﻕ ﺍﻷﻭﺭﺍﺴﻲ) ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭ( 08 - 09 ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ2009

Upload: veecosnet

Post on 27-Jul-2015

2.793 views

Category:

Documents


21 download

TRANSCRIPT

Page 1: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

)الجزائر(دالي ابراهيم ة ـعــجام

كلية العوم اإلقتصادية وعلوم التسيير

كتاب امللتقى الدويل الرابع

حول

األزمة املالية العاملية الراهنة وانعكاساا على "

اقتصاديات دول

"األوسط ومشال إفريقيامنطقة الشرق

)الجزائر(فندق األوراسي

2009 ديسمبر 09 - 08

Page 2: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الفهرس العام

�� ��زم� ا���� � وا�����د�� ا����� � ا��اه�؟" ا������" - 1� ه! ه� �� ر

03 . ......................................................................................................................................................................................... )اجلزائر( -جامعة اجلزائر - مسعود اجميطنة

.وان�/� �ت-� ,+* ا�(ول ا��م � 2008م'م& وأ ��ب ا#زم� ا���� � ا����� � ���م - 2

18 . ............................................................................................................................................................. )فلسطني( -جامعة القدس املفتوحة -يوسف أبوفارة. د

� 9(وث ا#زم�ت دور ا#ب��د ا��+�آ � 5دارات ا��9(ات ا�����د�� �2 ا�7 �س وا��25ح ا���3 �� 2 - 3� .درا � ن<���: ا����

39 . ................................................................,................... )األردن( -يةامعة األردناجل - كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية -حممد عبد اهللا املومين. د

.ت73 G ا#م@ ا�����دي ب(ول ��Eل إ2��7 � وا�C�ق ا#و Bا# �اق ا���� � ب @ ا�?���9ت ا������ و - 4

67 ........................................................................................................................... )املغرب( -الرباط - جامعة حممد اخلامس السويسي -عمر العسري. د

5 - �ك ا���آ��M �2 م����L ا#زم� ا���� � ا��اه� مK إ�Eرة �Iص� �(ول م?�7 ا�C�ق ا#و B دور ا��� .و��Eل إ7��2

78 ................................................................................... )اجلزائر( - الشلف -جامعة حسيبة بن بوعلي -حبار عبد الرزاق. أ –زيدان حممد . د

6 - �E��ا�� �� .���9 ا�MLا�� -ا#زم� ا���� � ا��اه� وت(ا, �ت-� ,+* ا#داء ا�������P� '� Kر ا#ج

92 . ........................................................................................................................................................................ )اجلزائر( اجلوزي مجيلة. د/ - عبد ايد قدي . د

7 - � 7 � م@ ا�C�آ�ت . ا#زم� ا���� � ا����� � وأث�ه� ,+* ا� ���Pرات ا���� � وا�73 , *+, � 7 درا � ت?� .ج� �2 ب�رص� ,��ن ��وراق ا���� �ا��(ر

. ...................................................................................................... )األردن( –جامعة البترا - ريشق. د/ جامعة اإلسراء - وليد أمحد صايف. د

105

.ان�/� �ت ا#زم� ا���� � ا��اه� ,+* ا����د��ت ���ن - 8

Page 3: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

.......................................................................................................................................................................................... )لبنان( -جامعة اجلنان -رامز الطنبور. د

131

9 - �� .ت(, �ت ا#زم� ا���� � ا����� � وأث�ه� ,+* ا�����د ا�

. ...............................................................................................................................................................,.................. )اليمن( - جامعة ذمار -يق حممد حيي الرف. د

140

هي سبب " الممولة"هل

Page 4: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

العالمية الراهنة؟ ةادياألزمة المالية واالقتص

*مسعود مجيطنه. د

مقدمة

االقتصادية التي تشكل في عالقتها باألزمة المالية la financiarisation 1الممولة"إن ظاهرة

بل تعود نشأتها وتطوراتها المذهلة أساسا . لم تنشأ من العدم المية الراهنة موضوع مداخلتناواالقتصادية الع

واالقتصادي الذي انطلق في نهاية السبعينيات من إنجلترا والواليات المتحدة األمريكية تم إلى التحرير المالي

. consensus de Washingtonامتد ليشمل كافة دول العالم خاصة في إطار ما سمي بتوافق واشنطن

الية يرى منظرو التحرير المالي بأن من شأنه هذا األخير أن يضمن تخصيصا عقالنيا للموارد الم

السؤال المطروح أين نحن من هذا، . المتاحة على مستوى العالم، ومن تم تعزيز النمو االقتصادي العالمي

خاصة وأن العولمة المالية التي أدى التحرير المالي واالقتصادي إلى اتساع نطاقها بقدر لم يسبق له مثيل هي

من التحرير المالي محققة بذلك نتائج قد تكون بعض االقتصاديات استفادت. واقع معاش منذ عدة عقود

.اقتصادية جيدة، لكن هذا ال يصح على اقتصاديات أخرى وما أكثرها اليوم

يبدو أن التحرير المالي على مستوى العالم سمح للقطاع المالي بتحقيق نمو كبير، بحيث ازداد

قتصاديات الرأسمالية المتقدمة باستمرار وزنه في االقتصاد العالمي، وهو ما ينطبق بشكل خاص على اال

. وبدرجة على االقتصاديات الناشئة

بين هل توجد عالقة سببية :إن إشكالية بحت موضعنا هذا تمثل في السؤال المحوري التالي

ما تمخض عنه من ابتكارات الهندسة المالية واألزمات المالية؛ سيما وأن وتيرة تكرارها التحرير المالي و

* .الجزائر –جامعة دالي ابراهيم –أستاذ محاضر بكلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ، أي تاريخ قيامنا بهذه الدراسة، لم تتم ترجمة المصطلح المالي 2009حسب علمنا، حتى غاية مطلع عام 1financiarisation .ممولةلذا قمنا بترجمته، والمصطلح المقابل هو . اللغة العربيةإلى

Page 5: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

كيف يمكن مواجهة مثل عن هذا السؤال، اإليجاب الجواب بفي حالة وجة العولمة الراهنة؟ ازدادت خالل م

هل : هناك أسئلة فرعية تستحق الطرح هي األخرى، قد يكون من أهمها؟ هذه اآلثار السلبية للتحرير المالي

وما أدى إليه من نمو كان النمو االقتصادي العالمي خالل العقود الثالثة السابقة ممكنا دون التحرير المالي

مفرط في ديون كافة األعوان االقتصاديين وفي أسعار األصول المالية بحيث أصبحا يشكالن محركين من أهم

القطاع المالي عن القطاع dèconnectionمحركات النمو االقتصادي العالمي؟ ما مدى صحة فكرة انفصال

مختلفة؟ االقتصادي الحقيقي بسبب توظيف التقنيات المالية ال

: من خالل معالجتنا إشكالية هذا الموضوع سنحاول إثبات مدى صحة الفرضيات التالية

يؤدي التحرير المالي إلى مزيد من تركز في في حالة االقتصاديات الرأسمالية المتقدمة، : الفرضية األولى

.تقتضي إفراط في المديونية ينتهي حتما إلى تأزمهاالدخول والثروات ومن تم إلى عجوزات داخلية وخارجية

تنتهي على مستوى النظام المالي العالمي المشتقات المالية إلى تولد مخاطر نظاميةؤدي ت: الفرضية الثانية

؛ةأزمات مالية واقتصاديحتما إلى

I ـ مقتضيات الممولة

هي تطور منطقي وموضوعي لالقتصاد الرأسمالي بداية ال بد من اإلشارة إلى أن الممولة االقتصادية

إن تجاوز أزمة الكساد التضخمي التي انفجرت . العالمي وإن كان في الظرف الراهن يثير بعض اإلشكال

خالل السبعينات من القرن الماضي والتغلب على معضلة تخمة رؤوس األموال التي عرفتها البنوك آنذاك

واق المالية بصفة عامة من االستمرار في نمو وتطورها، كل ذلك اقتضى ومن تم السماح لهذه األخيرة ولألس

. فسح المجال لها على المستوى العالمي، وهذا هو في تقديرنا منطلق ظاهرة الممولة التي نحن بصدد دراستها

نشطة دور األنشطة المالية على حساب األتعاظم المستمر لممولة االقتصادية بأنها عبارة عن اليمكن تعريف ال

االقتصادية الحقيقية؛ األمر الذي ترتب عنه تكريس هيمنة المساهمين الكبار في المؤسسات االقتصادية على

صناعة القرار فيها ومن تم فرض منطقهم في تسييرها، بهدف تحقيق عائد على االستثمار ال يقل في العادة

Page 6: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

صة في االقتصاديات الرأسمالية كحد أدنى وذلك في الوقت الذي ال يتعدى معدل النمو ـ خا 15%عن

أكثر من ذلك فإن هؤالء المساهمين يهتمون بالفترة الزمنية . 2سنويا 4%المتقدمة ـ في أحسن الظروف

القصيرة ال الطويلة وهو أمر خطير العواقب على تطور المؤسسات االقتصادية ومن تم النمو االقتصادي في

له المساهمون الكبار، أي المستثمرون مؤسساتيون مثل المؤسسات نظرا للوزن الكبير الذي يمث. المدى البعيد

المصرفية وشركات التأمين وصناديق التقاعد وغيرها، فإن مسيري المؤسسات االقتصادية، وحتى السلطات

النقدية في كبريات االقتصاديات المتقدمة، يخضعون إلرادة المساهمين خوفا من التأثيرات السلبية التي قد

فيها نتيجة ردود أفعالهم المتمثلة عادة في القيام بتصفية وضعياتهم، أي الخروج كليا من رأس مال يتسببون

إن من بين ما أصبحت يميز المؤسسة االقتصادية، خاصة .3المؤسسات أو من سوق رؤوس األموال الوطنية

خيرين األجر واالقتراض لقد أصبح خالل العقدين األ. في البلدان المتقدمة، هو إلغاء وظيفتها االجتماعية

. المتغيرين االقتصاديتين األكثر توظيفا في اإلصالحات االقتصادية الهيكلية قصد تحقيق أكبر معدل ربح ممكن

يستخدم األجر كمتغير تصحيح من خالل تبني وتنفيذ خطط اجتماعية تقضي بتسريح عدد العمال الالزم

كما يتم اللجوء إلى رافعة االستدانة . بالمئات بل باأللوفلتحقيق أهداف مالية محضة، والذي عادة ما يكون

levier d’endettement تعظيم معدل الربح، وهو ما يفسر جزئيا الزيادة تحقيق نفس الهدف، أي من أجل

. الملحوظة التي عرفتها مديونية المؤسسات االقتصادية

في لثروات والدخول؛ التفاوت الذي يتمثليبدو أن الممولة تؤدي حتما إلى تفاقم التفاوت القطاعي في ا

تعاظم حصة القطاع المالي من إجمالي الناتج المحلي ومن كتلة األجور الوطنية وذلك بقدر غير متناسبة مع

أي أن حصة القطاع في مجموع الثروة الوطنية تزداد بقدر . 4نسبة تعداد عماله من مجموع السكان العاملين

االقتصادية الحقيقية، مما يجعل متوسط الدخل الفردي فيه يزيد بكثير عن مثيله يفوق زيادة حصص القطاعات

أدى ارتفاع متوسط مستوى الدخول في القطاع المالي في العديد من . ية الحقيقيةدفي مجمل القطاعات االقتصا

statut social الدول وخاصة في الواليات المتحدة األمريكية إلى تحسن ملحوظ في الوضعية االجتماعية

بعبارة واحدة، . للوظيفة المالية، مما جعلها حلما ومبتغى الكثير من دارسي الجامعات، خاصة النخبة منهم

هناك فكرة أصبحت من الوضوح وكأنها من المسلمات، مفادها أن كل ما هو حسن وإيجابي بالنسبة للقطاع

2 Michel Rocard,la crise actuelle est née en 1971, interview, le temps, jeudi 23 octobre 2008. 3 Marie Paule Virad, Faut-il avoir peur du marché, problèmes économiques,n°2495, 20 novembre 1996, pp.17 – 20. 4 Paul Jorion, comprendre la crise, http://contreinfo.info/article.php3,d_article=2216, consulté le 15 mai 2009.

Page 7: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

خاصة منذ مطلع الثمانينات ذه الفكرة أصبحت،ه .5المالي فهو كذلك بالنسبة لالقتصاد الوطني كله وعه الدولة

إن . من القرن العشرين، تحظى بالقبول العام واإلعجاب في المجتمع الرأسمالي بصفة عامة واألمريكي بصفة

فكرة التفاوت القطاعي في الدخول هذه سنعود إليها الحقا من هذه المداخلة وسنتناولها من حيث عالقتها

.ادية الحالية، وذلك من خالل حالة الواليات المتحدة األمريكيةباألزمة المالية واالقتص

ـ أسباب ظاهرة الممولة

التي جاء بها المستوحاة من النظريات االقتصادية الليبرالية الجديدة سياسات التحرير المالي إن

السياسات من ، وما تضمنته هذه les nouveaux classiquesوالكالسيك الجدد néoclassiquesالنيوكالسيك

مصدر إلهام رئيسيتعتبر ،dérégulationإجراءات اقتضاها إلغاء بعض قواعد الضبط وتعديل بعضها اآلخر

كذلك تجدر اإلشارة إلى أنه لم يكن بإمكان الممولة . للممولة االقتصادية؛ وهو ما سنركز عليه في ورقتنا هذه

الهائلة التي تمخضت عنها الثورة التكنولوجية أن تكون على ما هي عليه لوال التطورات التكنولوجية

أن التطورات التي عرفتها بنية أعمار تجدر اإلشارة إلى كما . المزدوجة، أي ثورة المعلوماتية واالتصاالت

وما رافقها من عجوزات مزمنة في أنظمتها المعاشية ،المتقدمة وخاصة منها من بلدان العالمسكان العديد

مبدئيا يمكن اعتبار تحرير أسعار الصرف .6أحد أسباب بروز ظاهرة الممولةخرى هي األشكلت والصحية،

في بداية السبعينات والذي تاله تحرير الصرف من بين أهم إجراءات التحرير المالي واالقتصادي بصفة

المالي لكن اكتمال التحرير المالي لم يكن ليتم دون تحرير معدالت الفائدة والتشجيع على االندماج . عامة

العالمي من خالل إلغاء تخصص المؤسسات المالية، وكذلك إلغاء الحواجز التي كانت تفصل بين مكونات

بعبارة واحدة تحقيق . السوق المالية الوطنية الواحدة وفيما بين األسواق المالية الوطنية على مستوى العالم

.سوق مالية عالمية

5 S. Johnson, Comment la finance a conquis et ruiner l’Amérique, http://contreinfo.info/article.php3?d_article=2683, consulté le 25/6/2009. إن تعرض المجتمعات المتقدمة إلى الشيخوخة سبب لها عجزا اشتراكات السكان العاملين عن تغطية مستحقات المتقاعدين 6

ما دفع القائمين على صناديق التقاعد إلى البحث عن حلول كان أهمها استبدال العديد من الدول لنظام التقاعد بالتوزيع بنظام م. رسملة التقاعد

Page 8: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الفائدة وتقلبات أسعر األصول المالية وغيرها في تسبب تحرير الصرف وأسعار الصرف ومعدالت

نظرا للتأثيرات السلبية البالغة للمخاطر على مختلف األنشطة االقتصادية التي . تزايد درجة المخاطر المالية

تدخل فيها عمالت أجنبية فإنه كان على الهندسة المالية أن تجد حلوال مناسبة للمتعاملين االقتصاديين من أجل

من أجل ذلك وفي سياق موجة العولمة األخيرة تم ابتكار العديد من التقنيات المالية . ة من منهاالتغطي

. وازدهرت بذلك ما تسمى بالصناعة المالية

إن ما سنحاول إبرازه فيما يلي من هذه المداخلة هو أن الممولة تجد مصدرها في التوظيف الواسع

تحويل تقنيات التغطية من : أدى إلى مجموعة من اإلفرازات، أهما النطاق للتقنيات المالية المذكورة والذي

، risques systémiquesالمخاطر إلى وسائل المضاربة المالية مما أدى إلى اتساع نطاق المخاطر النظامية

. وإلى مزيد من تركز في الثروات والدخول لصالح القطاع المالي، خاصة على مستوى االقتصاديات المتقدمة

ه اإلفرازات السلبية تكمن بعض ـ وليس كل ـ األسباب الحقيقية والعميقة لألزمة المالية العالمية في هذ

.الراهنة، وهو ما سنعالجه فيما يلي

dérégulation financiére إلغاء الضبط الماليـ

ا وتعديل إن المقصود بإلغاء الضبط المالي ليس إلغاء كل قواعد الضبط الموجودة بل إلغاء البعض منه

البعض اآلخر وإصدار قواعد ضبط جديدة وذلك حسب ما يقتضيه التحرير المالي نفسه، وهو ما تم فعال على

بخصوص الواليات المتحدة األمريكية التي انطلقت منها األزمة . مستوى العالم ابتداء من منتصف السبعينات

وابط الذي اعتمد على إثر أزمة الكساد الكبير لعا الحالية، بدأت عملية التحرير المالي من إلغاء أهم نظام الض

1933باعتباره قانون جاء في عام 1999في عام glass- Steagallوكان أهم ما تم إلغاؤه هو قانون . 1929

إن الغرض من عملية إلغاء العديد من قواعد . لضبط األنشطة المصرفية في الواليات المتحدة األمريكية

المنافسة بين مختلف المؤسسات المالية بحيث يتم توفير الخدمات المالية بأعلى جودة الضبط كان بهدف زيادة

وبأقل تكلفة ممكنة؛ وهو ما حصل فعال حيث اشتدت المنافسة فيما بين المؤسسات المالية المختلفة على

د قيمة النشطة وقد يكون من أهم ما نتيجة التحرير المالي واالقتصادي بصفة عامة ازديا. المستوى العالمي

المالية بحيث تضاعفت بقدر مذهل لتصبح في الوقت الراهن تعادل ما ال يقل عن ثمانية أضعاف قيمة الناتج

Page 9: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

المالحظ هو أن دائرة األنشطة المالية أصبحت تتمتع بنوع من االستقاللية عن األنشطة . 7المحلي العالمي

من االنفصال بين األنشطة المالية واألنشطة االقتصادية يرجع االقتصاديون مثل هذا نوع . االقتصادية الحقيقية

الحقيقية إلى االبتكارات المالية التي سمحت للقطاع المالي اكتساب نوع من االستقاللية والتغذية الذاتية في

بتعبير آخر فإن العمليات المالية المستقلة عن األنشطة الحقيقية لم تعد تقتصر على المضاربة . عملية نموه

فالمشتقات المالية . تحكيم فقط مثلما كان في السابق، بل اتسع نطاقها لتشمل أنواع جديدة من المعامالتوال

فإنها توظف عدة مرات ،Actif sous – jacentبصفة عامة، حتى وإن كانت تستند إلى أصل مالي أساسي

وهنا بالضبط يكمن مصدر .في كل مرة تحقيق عائدإمكانية بالنسبة لنفس األصل وهي تسمح بذلك لمنفذيها ب

.8استقاللية األنشطة المالية عن األنشطة االقتصادية الحقيقية

لتبلغ حد التغذية الذاتية ـ تطور ظاهرة الممولة

من المؤكد أن التطورات التي عرفتها القطاعات المالية لعبت دورا هاما في تكريس التفاوت في

على سبيل . على المستوى القطاعي أو على مستوى االقتصاد الرأسمالي العالمي ككل الدخول والثروات إن

كان موظفو القطاع المالي في الواليات المتحدة األمريكية يتقاضون دخوال تزيد في 1980المثال، في عام

فإن 2007أما في عام . فقط عن متوسط الدخول في باقي قطاعات االقتصاد الوطني 10%المتوسط بنسبة

50%هذا الفارق ارتفع ليبلغ نسبة تمثل حوالي 1980في عام كما أن كتلة أرباح القطاع المالي كانت .9

في بداية األمر، .منها 2610%ارتفعت لتبلغ حوالي 2007من إجمالي كتلة األرباح، بينما في عام %13

يفية توظيفها من قبل المتعاملين االقتصاديين كانت أسباب تفاقم التفاوت هذه تعود إلى االبتكارات المالية وإلى ك

المؤسساتيون على المؤسسات التي تحصل على نفي األنشطة المالية وإلى الضغوط التي يمارسها المستثمرو

فعلى سبيل المثال ال الحصر . إذ أنه يدخل في الصفقة االقتصادية الحقيقية الواحدة عدة عمليات مالية. أموالهم

جارية دولية بين كندي وفرنسي ويتم تمويلها وفق صيغة قرض مصدر وبمبلغ مالي محدد عندما تتم صفقة ت

مليار دوالر أمريكي 450000في الوقت الحالي، حسب بعض التقديرات تبلغ قيمة األنشطة المالية على مستوى العالم حوالي 7

.أضعاف 9أي أن النسبة بينهما هي . مليار دوالر 50000حوالي 2008عالمي بلغ عند نهاية عام مقابل ناتج 8 Gibert Joseph, L’appel des économistes pour sortir de la pensée unique, le piège de la finance mondiale, édition la découverte, 2000. 9 Pau Jorion, Comprendre la crise, http://contrinfo.info/article-php3?id_article =2216, consulté le 7 décembre 2008. 10 Paul Jorion, o.p.cit.

Page 10: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

في بادئ األمر يتم إبرام عقد قرض : مليون دوالر، فإنها قد تقتضي إتمام الصفقات المالية التالية 1وليكن

تقلب الدوالر المصدر بقيمة مليون دوالر أمريكي؛ تم تتم عملية تغطية كل من المورد والمصدر من مخاطر

باعتباره عملة أجنبية بالنسبة لكل منهما؛ وهما العمليتان الماليتان اللتان تقتضيان حصول كل منهما على

قرض بنفس قيمة الفاتورة ومن تم تحويله إلى العملة الوطنية وتوظيف المبلغ المحول؛ وبالتالي فإنه على األقل

من المؤكد أن عدد هذه . مقابل الصفقة التجارية المذكورةتكون قد تمت إلى حد اآلن خمسة عمليات مالية

. سيزداد بسبب لجوء البنوك المقرضة لعمليات التأمين من مخاطر عجز المدينين عن التسديد المالية العمليات

les swaps de garantie de crédit ou créditأي لجوء البنوك إلى ما يدعى استبداالت ضمانات القروض

défaut swap (CDS). من 1995ظهرت تقنية استبداالت ضمانات القروض هذه ألول مرة إلى الوجود عام

مليار 900حوالي 2000لتعرف سوقها رواجا كبيرا ال مثيل له، حيث بلغت عام ،J P Morganطرف بنك

مليار 62000ت المتحدة األمريكية وحدها حوالي قيمتها في الواليافبلغت 2007عند مطلع عام دوالر؛ أما

لتصبح بذلك من بين أهم أسواق المنتوجات دوالر، أي ما يقارب مجموع الودائع المصرفية في العالم بكامله

أن االستبداالت ضمانات القروض هناك نقطة على جانب كبير من األهمية ، وهي تتمثل في. المالية العالمية

المالية، مثلها كمثل العديد من المنتوجات المالية قابلة للتداول في السوق منتوجات مالية عتبارهااهذه ب

المشتقة، تم تحويلها من قبل المضاربين من وسيلة تغطية إلى وسيلة مضاربة لتلعب دورا هاما في تقلبات

خالصة القول هي أن كل عملية من العمليات المالية العديدة الناجمة عن الصفقة . أسعار البورصات العالمية

رة في مثالنا تهدف إلى تحقيق عائد لصاحبها، وهو ما يعبر عن جوهر تعاظم حصة القطاع التجارية المذكو

المالي في إنتاج الثروة الوطنية والعالمية من جهة، ومن جهة ثانية، اكتساب القطاع المالي لنوع من

. االستقاللية الذاتية في نموه غير المتوازن

مانات القروض هو واحد من بين نماذج عدة من المشتقات المالية التي تم ابتكارها إن استبدال ض

لقد ازدادت أهمية القطاع المالي في االقتصاديات الوطنية . خالل الفترة السابقة في سياق موجة العولمة المالية

وره، أي اعتماده في وخاصة منها االقتصاديات المتقدمة، مما جعله يكتسب صفة االستقاللية الذاتية في تط

نموه على نوع من التغذية الذاتية جعلته يهيمن إلى حد كبير على األنشطة االقتصادية الحقيقية، بحيث يفرض

إن كل هذه . 15%عليها شروط تمويله الهادفة إلى تحقيق أمر واحد يتمثل في عائد سريع ال يقل عن

ود األخيرة تجد جذورها في النمو األسي الخصائص التي طبعت تطور القطاعات المالية خالل العق

Page 11: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

exponentielle لقد عرف مجموع . المتمثل في غنى تشكيلة المنتوجات المالية وفي توظيفها على نطاق واسع

تجدر اإلشارة هنا . القيم المضافة التي يتم إنتاجها سنويا على مستوى القطاع المالي العالمي زيادة محسوسة

. 11يتأتى من تقلبات أسعار المنتوجات المالية في األسواق الماليةإلى أن جزءا معتبرا منها

II في تكريس التفاوت في الدخول المالية دور االبتكارات ـ

من أجل مواجهة المخاطر المستجدة والمتزايدة التي نجمت عن التحرير المالي واالقتصادي، خاصة

العمالت والتقلبات في أسعار األصول المالية، تم بابتكار تقنيات مالية تحرير الصرف ومعدالت الفائدة وأسعار

عدة بهدف تمكين المتعاملين االقتصاديين من التغطية من المخاطر المختلفة التي يعرضون أنفسهم إليها وهم

ية المعنية هو في بداية األمر، كانت الغاية من ابتكار التقنيات المال. يمارسون أنشطة مالية واقتصادية مختلفة

لكن ما حققته االبتكارات المالية للقطاع هو أكثر من مجرد تغطية . توظيفها بهدف التغطية من المخاطر المالية

التي تعرفها أسعار نتيجة التقلبات ذلك خاصة ،30%إلى 20بل المساهمة في زيادة الناتج العالمي بنسبة حوالي

عبير آخر، فهي متأتية من تطور مزدوج للقطاع تمثل من جهة في بت. في البورصات العالمية األصول المالية

على مسيري السريعنموه الكبير مقارنة باألنشطة االقتصادية الحقيقية، وفرض منطقه الهادف إلى الربح

المؤسسات االقتصادية؛ ومن جهة ثانية، في األرباح المعتبرة المتأتية من المضاربة والتأمين والتحكيم

. من المخاطر وغيرهاوالتغطية

إصالح نظام التقاعد ـ

كما هو معلوم، بصفة عامة فإن المجتمعات الرأسمالية المتقدمة تعاني من ظاهرة الشيخوخة، أي

كنتيجة منطقية لهذه الظاهرة تزايدت أعباء التغطية . تزايد نسبة األفراد المسنين مقارنة بمجموع السكان

جعل صناديق الضمان االجتماعي والتقاعد تعجز عن صرف كامل معاشات الصحية ومدفوعات التقاعد، مما

مثل هذه المشكلة عانت وال زالت تعاني منها كل االقتصاديات الرأسمالية . المتقاعدين وتعويضات العالج

.بالمائة من الناتج المحلي العالمي متأتية من تقلبات القيم المنقولة 30إلى 20حسب بعض التقديرات، فإن حوالي 11

Page 12: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

من أجل معالجتها لجأت السلطات إلى . المتقدمة، وذلك بشكل خاص منذ نهاية الستينات من القرن المنصرم

إجراءات إصالحية عدة، كان من بينها إطالة عدد سنوات العمل وبالتالي اشتراكات السكان العاملين اتخاذ

سنة في الدول المتقدمة؛ اإلجراء العالجي الذي لم يكن كافيا لسد العجز المذكور حتى 42لتبلغ ما ال يقل عن

حوالي (واليات المتحدة األمريكية وطنية تتميز بكون عدد ساعات العمل السنوية أكبر مثل ال تفي اقتصاديا

عليه فإن الحل الذي تم اللجوء إليه من قبل العديد من الدول المتقدمة والناشئة، باعتباره األنجع ). ساعة 1800

في نظر الكثيرين هو األنجع، لم يبق أمام الدول الرأسمالية المتقدمة ومعها العديد من الدول الناشئة سوى القيام

ألنظمتها التقاعدية، المتمثل في التحول من نظام التقاعد القائم على أساس نظام توزيع بإصالح جذري

système parالسكان العاملين إلى نظام التقاعد بالرسملة système par répartitionاشتراكات

capitalisation . متبوعة 1974لقد كانت الواليات المتحدة األمريكية سباقة، إذ بادرت إلى ذلك في عام

بين بحيث أصبح بعضها منأن صناديق التقاعد عرفت تطورا مذهال، تجدر اإلشارة إلى . بدول أخرى عدة

على . العالم ، وهي تقوم باستثمار أموالها على مستوى كل البورصات الكبرى فيأقوى المؤسسات المالية

California public Employées Retirement (calpers) صندوقسبيل المثال يقوم في الوقت الراهن

system مليار دوالر كاشتراكات لماليين العمال والموظفين 80 بتسيير ما يزيد عن االتابع لوالية كاليفورني

ففي حالة . إن صناديق التقاعد وهي تقوم باستثمار أموالها تكون تعرض نفسها لمخاطر كبيرة. الكاليفورنيين

صادية التي توظف أو تستثمر فيها االشتراكات، أو تعرض البورصات إلى خسارة أو إفالس المؤسسات االقت

أزمات مثلما هو في الوقت الراهن، فإن أصحاب االشتراكات قد يجدون أنفسهم بدون معاشات تقاعد أو في

. 2200األمريكية عام Enronأحسن األحوال بمعاشات أقل، وهو ما حصل في حالة فضيحة مؤسسة إيرنون

العائد التي يفرضها المستثمرون المؤسساتيون على المؤسسات التي تقدم لها، والتي ال تقل عن تجد نسبة

كعائد على االستثمار في منطق تصرف صناديق التقاعد وغيرها من المؤسسات المالية األخرى، 12 %15

المال المالي بعبارة واحدة، فإن هيمنة رأس. capitalisme actionnarialأي منطق رأس المال المساهمي

على األنشطة االقتصادية الحقيقية وفرض منطق النظرة القصيرة عليها، المتمثلة في إرغامها على اتخاذ كل

اإلجراءات التي من شأنها أن تعظيم الربح ال غير، هو أحج األسباب الرئيسية في تكريس التفاوت الكبير في

لمؤسسات المالية باعتبارها المساهم األكبر في رأس مال المؤسسات اإلنتاجية وهي ليس هناك أي تبرير نظري يقدم من قبل ا تفرض على هذه األخيرة نسبة كعائد على االستثمار في حين أن معدالت النمو في أحسن الظروف هي ال تزيد عن أربعة في

.المائة %1512

Page 13: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ة في امتصاص المعروض من السلع والخدمات وما توزيع الدخول والثروات ومن تم عجز القدرة الشرائي

.يترتب عن ذلك من تراجع في كل من النمو االقتصادي ومناصب العمل

هناك حقيقة ال بد من إبرازها تحقيق الواليات المتحدة األمريكية وإنجلترا نتائج إيجابية على إثر

شكل خاص وهي لم تتوفر بنفس إصالح نظام معاشاتهما كان بسبب عوامل وظروف محددة توفرت لهما ب

هذه العوامل والظروف تتمثل في كون الدولتان المذكورتان كانتا سباقتين في وضع نظام . القدر لغيرهما

المعاشات بالرسملة حيز التنفيذ مما أتاح لها فرص تحقيق عوائد ضخمة، األمر الذي جعل بعض األصوات

بعبارة أوضح، فإن العوائد . ى حساب سكانهم العاملينترتفع في دول ليبرالية صديقة مفادها أن تتم عل

الضخمة التي حققتها استثمارات صناديق التقاعد في األسواق المالية للدول األخرى هي التي تضمن لها تمتع

أما العامل الثاني الذي ساعد على نجاح النظام المذكور في مرحلة أولى . متقاعديها بمستويات معاشية أفضل

ي كون صناديق المعاشات تتمتع بقدرات وكفاءات عالية جدا تمكنت من استغالل الفرص المتوفرة فهو يتمثل ف

أما اآلن وقد تم تبني نفس النظام المعاشي على نطاق أوسع على مستوى العديد من . على نطاق عالمي

مقارنة بما كانت االقتصاديات المتقدمة والناشئة، فإن األمر يختلف بسبب تضاؤل فرص التوظيف واالستثمار

هذه الفكرة تنطبق ليس . عليه في السابق، وذلك بسبب المنافسة الشرسة فيما بين كثير من صناديق المعاش

فقط على النجاح النسبي الذي حققه نظام التقاعد بالرسملة بل وعلى مختلف استعماالت التقنيات المالية

يبقى أن . يفها منذ منتصف السبعينات من القرن العشرينالمبتكرة والتي كانت الواليات المتحدة سباقة في توظ

هذه المؤسسات المالية العمالقة، كغيرها من المؤسسات المالية األخرى، هي تهتم في سياق العولمة

االقتصادية الراهنة بالمدى القصير بغض النظر عن تأثيراتها السلبية، خاصة على الجانب االجتماعي

. 13ي تمولهاللمؤسسات االقتصادية الت

معدالت الفائدة المتغيرةـ

المتغيرة هي األخرى دورا هاما في تكريس التفاوت في الثروات والدخول فيما ةلعبت معدالت الفائد

بين مختلف الشرائح االجتماعية، وذلك منذ بداية الثمانينات من القرن المنصرم، وهو تاريخ استعمالها على

13 Journal Le Monde. Supplément économique, mardi 23 mai 2006.

Page 14: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إن هيمنة القطاع المالي، بما فيها مكونه المصرفي، . راض، الدولي منه والمحلينطاق واسع في عمليات اإلق

العمل لصالح /لعلى األنشطة االقتصادية منذ عقد السبعينات من القرن الماضي قد عدل العالقة رأس الما

األجور، والثروة لصالح كتلة األرباح على حساب كتلة لاألول حساب الثاني، مكرسا بذلك عملية توزيع الدخ

كما سبقت اإلشارة إليه، إذا كانت حصة . خاصة على مستوى االقتصاديات المندمجة في السوق العالمية

األنشطة المالية من إجمالي الناتج قد عرفت نموا متعاظما خلل العقود الثالثة األخيرة، فإن لمدفوعات الفوائد

: نصيبا معتبرا فيها، وذلك بسبب تفاعل عاملين اثنين هما

ـ كون مخزونات الديون بلغت مستويات قياسية في كافة بلدان العالم، وهو ما يعرف باقتصاد المديونية؛

ـ تزايد وزن معدالت الفائدة المتغيرة في إبرام القروض، باإلضافة إلى كونها تتطور دوما في صالح

ئالت والمؤسسات الحكومة من أهم األمثلة على ذلك أن نسبة مجموع ديون العا. الوساطة الجهات الدائنة

عشية انفجر أزمة 290 %في مقابل حوالي 400%األمريكية بلغت عند انفجار األزمة المالية الراهنة حوالي

كان ناتجا عن الحرب 1929هذا مع وجود فارق مهم بينهما، وهو أن جزء معتبرا بالنسبة لعام . 1929

2009لف األعوان االقتصاديين األمريكيين عند مطلع عام بالقيمة المطلقة تبلغ ديون مخت. العالمية األولى

.تريليون دوالر، أي ما يزيد عن ثالثة أضعاف ناتجها المحلي اإلجمالي 50حوالي

ـ دور معدالت الفائدة في األزمة المالية

باإلضافة إلى ما ورد في الفقرة السابقة حول دور معدالت الفائدة بصفة عامة ومعدالت الفائدة

متغيرة بصفة خاصة في تكريس التفاوت في الدخول، فإن معدالت الفائدة المتغيرة لعبت دور المفجر ألزمة ال

القروض العقارية عالية المخاطر في الواليات المتحدة األمريكية، وذلك تماما مثلما لعبت نفس هذا الدور في

ثير من المدينين لتسديد ديونهم، خاصة إن سعي الك. 1982أزمة المديونية الخارجية للدول النامية في صيف

من شأنه أن يجعل أثار رافعة ،déflation des actifs financiersبسبب انكماش أسعار األصول المالية

المديونية يعمل في االتجاه المعاكس مما يؤثر سلبا على جانب األصول من ميزانيات المدينين وقد يجعل وضع

ام عون اقتصادي بتصفية ديونه فهذا يكون إيجابيا بالنسبة إليه دون أن يكون بتعبير آخر، إذا ق. سيء للغاية

سعى كل لكن إذا . لذلك أثر يذكر على المتغيرات االقتصادية الكلية كالتوظيف والنمو االقتصادي وغيرها

ة األعوان االقتصاديين إلى تصفية ديونهم وتطهير ميزانيتهم من خالل بيع جزئي كافي ألصولهم المالي

Page 15: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

deleveraging من شأنه أن يتسبب في أزمة مالية ومن تم التأثير سلبا على النمو والتوظيف ، فإن ذلك

.14وغيرهما

III المخاطر المالية ـ

ليست جديدة، لكن من المؤكد أنها عرفت تطورا كميا ونوعيا في حد ذاتها صحيح أن المخاطر المالية

. وذلك نتيجة سياسات التحرير المالي المنتهجة على مستوى العالممذهلين خالل العقود الثالثة األخيرة،

فابتكار معدالت الفائدة المتغيرة وتوظيفها على نطاق واسع تولد عنه مخطر يتمثل في التقلبات التي تتعرض

وبدون شك فإن اإلحصائيات الرسمية تبين مدى ضخامة مبالغ مدفوعت الفوائد . لها معدالت الفائدة المتغيرة

. هذا ليس بالمثال الوحيد بل هناك العديد من األمثلة. لتي تكبدتها الدول النامية المدينة خالل العقود األخيرةا

فأزمة قروض الرهن العقاري عالية المخاطر كانت في مجملها تتم بمعدالت فائدة متغيرة وكانت السبب

. الرئيسي في عجز ماليين العائالت عن التسديد

صحيح أن أسعار الصرف الثابتة تنطوي على مخاطر وذلك بمجرد ما . ة ألسعار لصرفنفس الشيء بالنسب

تكون مقيمة بأقل أو بأكثر من قيمتها التوازنية، وهو ما ينطبق على نظام أسعار الصرف كما تمخضت عنها

طوي اتفاقيات برتن وودز؛ لكن تحول دول العالم إلى أسعر الصرف الحرة زاد من درجة المخاطر التي تن

إن ابتكار صيغ جديد ألسعار الصرف، مثل االرتكاز النقدي والدولرة والتعويم المدار، . عليها أسعار الصرف

لقد . لم تحول دون تعرض المتعاملين بالعمالت األجنبية إلى المخاطر ولم تقلل من درجتها بل زادت منها

دورا هاما في أزمة دول ancrage monétaireلعبت المخاطر التي تنطوي عليها أسعار الصرف االرتكازية

.1997جنوب شرق آسيا في عام

على ما يترتب عن تقلبات معدالت الفائدة وأسعار الصرف أسعر األصول المالية بصفة إن المخاطر المالية

؛ وقد يكون العجز عن الدفع من المخاطر األكثر ةعامة فقط، بل هناك أنواع أخرى من المخاطر ال تقل أهمي

تجدر اإلشارة إلى أن حجم مخطر اإلفالس هذا قد تفاقم وأصبح يساوي أضعافا مضافة ما كان عليه . اشيوع

14 - Paul krugman, le symptôme de la déflation salariale, http://contrinfo.info/article- php3?id_article=2699,consulté, le 20 mai 2009. - Thomas Pelly, Les risques de la liquidation, http://contreinfo.info/article.php3?article=2117, consulté le 20 mai 2009.

Page 16: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إن حجم وقيمة مخاطر السوق بصفة عامة هي دالة لحجم المعامالت . الحال قبل ظهور زخم المشتقات المالية

ة على مستوى العالم قد تزايدت بقدر فإذا كانت قيمة المعامالت المالي. المالية التي تتم خالل فترة زمنية محددة

أضعاف قيمة إجمالي الناتج العالمي فهذا يعني أن مخاطر السوق هي 10 ما يقاربملحوظ لتصبح تعادل

. األخرى تضخمت مرارا وتكرارا

IV التغطية من المخاطر المالية وتكريس التفات في الدخول ـ

ع نطاق المخاطر نوعا وكما نتيجة التحوالت االقتصادية العميقة الناجمة عن التحرير المالي إن اتسا

من . واالقتصادي دفعت بالخبراء الماليين والمختصين بصفة عامة إلى ابتكار تقنيات مالية قصد الحماية منها

أمينات وغيرها، وهي تعرف تحت بين هذه االبتكارات الخيارات واالستبداالت والعقود اآلجلة والمستقبلية والت

.Dérivés financiersتسمية المشتقات المالية

في معالجة هذه التقنيات المالية ينبغي التركيز الجوانب التي تسمح لنا إبراز دورها في تكريس التفاوت في

. هة ثانيةالدخول والثروات من جهة، وتسببها في تولد مخاطر نظامية من شأنها أن تؤدي إلى أزمات، من ج

وأما . أما الجانب األول فيتعلق باإليرادات الضخمة التي يحققها التوظيف الواسع النطاق لهذه التقنيات المالية

.الجانب الثاني فيخص آليات انتشار المخاطر النظامية في حالة التأزم

les optionsـ الخيارات 1

تعلق األمر بخيارات الشراء أو خيارات إذا أخذنا على سبيل المثال تقنية خيارات الصرف، سواء

البيع، فإنها تقضي دفع عمولة شراء أو بيع الخيار للبائع من قبل الشاري وذلك أي كانت النتيجة بالنسبة

إذا هذا األخير يحصل على عمولة سواء مارس أو لم يمارس شاري . لشاري الخيار، أي البنك بصفة عامة

ات الصرف ينطبق كذلك تماما على الخيارات األخرى، فهي جميعا تحقق إن ما ينطبق على خيار. الخيار حقه

. للمؤسسات المالية عموالت معتبرة

les swapsـ االستبداالت 2

Page 17: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إن الشيء نفسه ينطبق على تقنية االستبداالت، إذ أن البنوك تحصل على عائد مقابل قيامها بإجراءات

الطرفان المعنيان باستبداالت الفوائد فعادة ما تكون غايتهم من أما . االستبدال لصالح الطرفين المتعاقدين

ورائها تنويع المخاطر وذلك من خالل تنويع تدفقات المقبوضات من الفوائد أو من العمالت أو غيرهم من

فبالنسبة الستبداالت الفوائد على سبيل المثال، فإن المتتبع لحركة المستويات العامة . ألصول المالية األخرى

لألسعار في كافة دول العالم سيدرك حقيقة ثابتة مفادها أن التضخم هو تحصيل حاصل، إذ أنه حتى في

الظروف االقتصادية الجيدة المتميزة باستقرار األسعار نجد بأن جرعة بسيطة من التضخم هو أمر ال بد منه

نما تم ابتكارها لخدمة مصالح الدائنين عليه يستنتج بأن معدالت الفائدة المتغيرة إ. ألنه مفيد للنمو االقتصادي

ونظرا لمستويات الديون التي تعرفها اقتصاديات العالم بصفة عامة فإن ذلك يعني . وخاصة منهم البنوك

إن ما ينطبق على . ببساطة تمتع الدائنين بمقبوضات فوائد ضخمة ومتزايدة بحكم تزايد مخزونات الديون

.أنواع االستبداالتاستبداالت الفوائد ينطبق على باقي

:ـ العقود المستقبلية 3

تجدر اإلشارة إلى أن توظيف العقود المستقبلية في التغطية من مخاطر تقلبات أسعار األصول المالية

؛ وذلك بعدما كان توظيفها يقتصر على التغطية من مخاطر تقلبات أسعار 1972قد ظهر ألول مرة في عام

لقد عرفت سوق هذا النوع من العقود نموا سريعا . ة مثل المواد األساسيةبعد األصول االقتصادية الحقيقي

effet deخاصة فيما يخص العقود المستقبلية الخاصة بمعدالت الفائدة، ويعود ذلك أساسا إلى أثر الرافعة

levier ذا قام إ: من أجل توضيح الفكرة نورد المثال العددي التالي. الذي يتوفر عليه هذا النوع من العقود

= x 10دوالر 6000دوالر، فإن قيمة العقد ستكون عبارة عن 6000مستثمر بشراء عقد مستقبلي بمبلغ

60000مبلغ االقتصادي يستطيع أن يستثمر أو يضارب على أساس المتعامل أي أن. دوالر 60000

داة إما للثراء أو الخراب نظرا لكون العقود المستقبلية تشكل أ. ضعفا 20، ألن قيمة أثر الرافعة هي دوالر

لذلك فهي إلى جانب . السريعين في نفس الوقت، فإن السماسرة المضاربين عادة ما يلجئون إليها وبقدر مكثف

في تحقق يالمشتقات المالية األخرى لعبت دورا بالغ األهمية في النمو المفرط لألنشطة المالية وبالتال

قيقية واألنشطة المالية، ومن تم في سيطرة الثانية على األولى، االنفصال ما بين األنشطة االقتصادية الح

. وبالتالي تركز الدخول والثروات أكثر فأكثر على مستوى االقتصاد الرأسمالي العالمي

swaps de garantie de créditضمانات القروض تـ استبداال 4

Page 18: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

عبارة عن نوع من استبداالت ضمانات القروض هي عبارة عن مشتقات قروض، وتعرف بأنها

والشاري له وهو assureurالتأمين يتم التعاقد عليه بين طرفين، البائع لالستبدال والذي يلعب دور المؤمن

في حالة . يدفع الشاري للعقد عمولة سنوية للبائع مقابل تحمل األخير لمخطر عدم التسديد. assuréالمؤمن له

سر العمولة وفي المقابل يحصل على تعويض لكامل حقوقه عجز المدين عن الدفع فإن الشاري يكون قد خ

إن . أما إذا لم يحصل عجز في الدفع فإن البائع يكون قد ربح العمولة ولم يتحمل أية تعويضات. على الغير

في الواليات المتحدة األمريكية، عرفت تطورا سريعا، بحيث 1995هذه التقنية التي ظهرت ألول مرة عام

2009استبداالت ضمانات القروض في الواليات المتحدة األمريكية وحدها عند مطلع عام بلغت قيمة مجموع

إن النقطة . 15تريليون دوالر، وهو ما يعادل مجوع ودائع بنوك العالم مجتمعة في الوقت الراهن 62حوالي

السريع لحجم كل من دور كبير في مثل هذا النمو effet de levierالجديرة باالهتمام هنا هي أن ألثر الرافعة

كوسيلة ةفي البداية ظهرت هذه التقني. والديون القائمة على األعوان االقتصاديين القروض تاستبداالت ضمانا

تغطية من مخاطر أسعار الصرف ومعدالت الفائدة ومؤشرات البورصة، لكنها سرعان ما تحولت إلى تقنية

أخيرا ومثلما سبقت إليه اإلشارة فإن هذه . العالمية الراهنةمضاربة خطيرة لعبت دورا هاما في األزمة المالية

التقنية من شأنها أن تحقق الثراء السريع للسماسرة أو تتسبب في إفالسهم، وذلك بسبب القيمة الكبيرة ألثر

.16الرافعة

التوريق أهدافـ

لة أصولها إن عمليات التوريق سواء كانت بهدف تحسين وضعية ميزانيات المؤسسات ودرجة سيو

االقتصادية، أو كانت بهدف التخلص من المخاطر التي تنطوي عليها بعض أصولها المالية، فهي في نهاية

إن التوظيف الواسع والمتزايد لهذه . المطاف تصب في تحقيق هدف واحد هو تعظيم ربح المؤسسات المالية

15 - Paul Jorion, Goldman, Morgan et le piège des CDS, http://contrinfo.info/article- php3? Id_article=2176, consulté le 11 juillet 2009. - Paul Jorion, CDS : monstrueux contraire d’une assurance, http://contrinfo.info/article- php3?id_article=2171,consulté le 11 juillet 2009.

16 مليون دوالر ستفلس، فإنه سيقوم 10لقرض بقيمة نفترض أن مضاربا توقع بأن مؤسسة مصدرة الستبداالت ضمانات ا متحمال بذلك دفع عالوة على كل استبدال ولتكن 10بشراء تأمينا على عدد منها وليكن %2 في حالة اإلفالس . بالمائة سنويا

الر دو 200000بعد فترة محددة ولتكون مثال نهاية السنة األولى فإن المضارب يكون قد خسر عالوة التأمين وقدرها x 10 =x 10000000دوالر وربح قيمة االستبداالت المشتراة، وقيمتها 2000000 مليون يشكل 98مليون؛ والفارق وهو 100= 10

. ربحا صافيا

Page 19: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إلى المساهمين والمدخرين الصغار، حتى التقنية خالل العقدين األخيرين يبين دورها في نقل المخاط خاصة

ضحاياها من غالبية التي كان Enronوإن كانت المؤسسات المفلسة هي كبيرة مثلما هي حالة إينرون

كما أن التخلص من المخاطر على نطاق واسع، كما تشهد عليه مخاطر . المدخرين الصغار من المتقاعدين

مليارات الدوالرات وتوزيعها على مستوى عالمي، هي بمثابة قروض الرهن العقاري األمريكية التي تقدر ب

قنبلة موقوتة من شأن انفجارها أن يؤدي إلى إلحاق خسائر فاضحة بالذين توجد في حوزتهم دون علم منهم

بتعبير آخر ، فإنه بمجرد ما تأخذ المخاطر في التجلي تؤدي إلى أزمة في النظام االئتماني تظهر . بمخاطرها

هذا النضوب يؤثر تأثيرا سلبيا مباشرا على األنشطة . 17لقروض ومن تم السيولة النقديةفي نضوب ا

في العديد من االقتصاديات الرأسمالية المتقدمة نتيجة 2008االقتصادية الحقيقية، وهو ما حدث ابتداء من عام

وظف ألغراض عديدة إن التوريق باعتباره تقنية مالية حديثة ت .األمريكية يأزمة قروض الرهن العقار

أو توزيع المخاطر على أوسع نطاق ممكن يتجاوز حدود الدولة /كإخراج األصول المسمومة من ميزانياتها و

الواحدة ليشمل دول كثيرة في العالم، من شأنها كتقنية أن تؤدي إلى عمليات مالية كالتأمين عليها من مخاطر

مثل هذه العمليات المالية المشتقة أن تؤدي إلى نمو من شأن. عدم تحصيلها عند حلول تواريخ استحقاقها

. األنشطة المالية بقدر غير متناسب مع األصول االقتصادية الحقيقية التي اشتقت منها

رئيسية لنقل األزمةقناة ـ التوريق

باإلضافة إلى ما يمكن أن يحققه التوريق من أهداف كزيادة درجة سيولة األعوان االقتصاديين ومن تم

ضمان تخصيص أمثل لالدخار العالمي، وإعادة هيكلة ميزانيات المؤسسات االقتصادية المعنية، وتوزيع

المخاطر على أكبر عدد ممكن من األعوان بحيث تقل درجة خطورتها، فإنه، أي التوريق، يشكل إحدى أهم

على هذا األساس . عبر العالمقنوات نقل عدوى األزمات المالية عبر وحدات القطاع المالي الوطني الواحد تم

تتعمق األزمة وتنتقل عدواها إلى مستوى االقتصاد الحقيقي؛ وهي حالة األزمة المالية واالقتصادية العالمية

لقد قام المستثمرون المؤسساتيون بإخراج األصول المالية السيئة من ميزانياتهم وتحميل مخاطرها . الحالية

ن تقنية التوريق قد تحولت من تقنية تستخدم لتحقيق أهدافها المذكورة لغيرهم على أوسع نطاق، وبذلك تكو

.إلى قناة نقل العدوى عبر النظام المالي واالقتصادي العالمي

17 Ben Bernanke. B., Le canal du crédit et le rôle du système bancaire, www. Larevuedesidées.fr/De-la-crise-de-1929-a-celle-de-htlm#nh1.

Page 20: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

المالية فصل األنشطة المالية أثار الرافعةأهمية دور ـ

لمالية، هناك نتيجة هي على جانب كبير من األهمية نستخلصها من معالجتنا لموضوع المشتقات ا

فالسماسرة والتجار في . موجودة على كل مستويات النظام المالي العالمي أثار الرافعة الماليةمفادها أن

األصول المالية المختلفة ومشتقاتها عادة ما يقومون بعمليات ذات أثر رافعة كبير تمكنهم من استثمار مبالغ

. dépôts de garantieي شكل ودائع ضماناتف margeمالية هي أضعاف مضاعفة لما يقدمونها من هوامش

ضعف 200إن بعض المؤسسات المالية تقدم للمستثمرين تشكيلة من آثار الرافعات تبلغ قيمة البعض منها

contraction foreign باسم في اللغة اإلنجليزية ، وهي حالة سوق العمالت المعروفوديعة الضمان

Exchange .عالية ولتكن مضارب بشراء عقد مستقبلي يمتاز بأثر رافعة قيمتها قامإذا ،في مثل هذه الحالة

لتوضيح الفكرة . دوالر فقط 1000دوالر مقابل وديعة ضمان قدرها 200000، فبإمكانه استثمار مبلغ 200

جنيه، 1.9750= دوالر 1إذا كان سعر صرف الدوالر مقابل الجنيه عند الشراء : نورد المثال العددي التالي

جنيه، فإنه بذلك تكون سوق الصرف قد تطورت في 1.9850= دوالر 1ند تاريخ االستحقاق صار وع

دوالر؛ وبذلك يكون قد ضاعف x 10 =1000 100نقطة، وبذلك يربح مبلغ 100صالحه، إذ أنه يكسب

.أما في الحالة المعاكسة فإنه سيفلس. رأسماله

أحد األسباب الرئيسية في االنفصال الحاصل ما بين خالصة القول، هي أن أثر الرافعة المالية هو

. األنشطة االقتصادية الحقيقية واألنشطة المالية؛ وهو بذلك يشكل مصدرا رئيسيا من مصادر ظاهرة الممولة

Page 21: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

V نزاع المصالح ـconflits d’intérêt

التي délit d’initiéجنح فشي المعلومات باإلضافة إلى نزاعات المصالح بجميع أنواعها، هناك

؛ وهي ممارسات منافية ألخالقية المهنة، عادة ما تحصل على مستوى 18تحصل من قبل بعض المسيرين

. ومدققي الحسابات ووكاالت التنقيط؛ وكلها تلحق الضرر باالقتصاد نالمحللين الماليي

سمعة المؤسسات يلعب كل من المحللين الماليين ومدققي الحسابات وبيوت التنقيط دورا هاما في صنع

قبل أن ندخل في صلب الموضوع .. االقتصادية التي يكلفون من قبل الجهة الموظفة لهم بالقيام بوظائفهم

لنتساءل عن مدى موضوعية التحليالت المالية وصحة وتنقيط المؤسسات وتدقيقات حساباتها التي تجرى في

سسات المعنية بالتحليل أو كان للمحلل المالي كون الجهة الموظفة للمحلل المالي هي نفسها مساهمة في المؤ

كما أن مدقق الحسابات قد تكون . عالقات متميزة مع بعض المساهمين فيها وهي حاالت غير مستبعدة إطالقا

في ظل وجود مثل هذه . تربطه معرفة قديمة سواء أثناء الدراسة أو في مراحا سابقة من حيتهم العملية

ون التحليل المالي غير موضوعي، ويكون تدقيق الحسابات مغفال عمدا ألخطاء العالقات الخاصة يمكن أن يك

conflitsومخالفات محاسبية، بحيث يكون في خدمة مصالح خاصة، وهو ما يصطلح عليه بنزاع المصالح

d’intérêts . ربما تكون النقطة الجديرة باالهتمام هنا هي أن صغار المساهمين في المؤسسات االقتصادية هم

. دائما ضحايا الفضائح المالية المختلفة

خالصة

من خالل دراستنا لموضوع الممولة االقتصادية وما اقتضته من ابتكارات مالية تم تحويله إلى أدوات

مضاربة بعدما أوجدت أساسا للتغطية من المخاطر المالية المختلفة، نخلص إلى النتائج التالية وفيها إثبات

.دراسةلصحة فرضيتي هذه ال

المدير العام لشركة ايرباص بتسريب معلومات هامة ألفراد سكشفت وسائل اإلعالم األوروبية قيام الرئي 2006في عام 18

باعتبارهم مساهمون في الشركة وذلك بهدف تجنيبهم خسائر كانت محدقة ستنجم عن التأخر المسجل في تسليم طائرات هعائلت A 380من

Page 22: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إذا كان التحرير المالي باعتباره تطور طبيعي لالقتصاد الرأسمالي العالمي، والمتمثل في حرية انتقال ـ 1

رؤوس األموال فيما بين دول العالم وما نجم عنها من تحرير ألسعار الصرف ولمعدالت الفائدة، قد سمح

بولة، وبصفة خاصة سمح القتصاديات دول في النمو بمعدالت مق بصفة عامة لالقتصاد العالمي باالستمرار

ناشئة عدة باالنطالق في عملية التحاق باالقتصاديات الرأسمالية المتطورة، فهو، أي التحرير المالي، في نفس

إذ عرفت األنشطة المالية تطورا كبيرا : الوقت انعكس في حصول نمو غير متوازن لألنشطة االقتصادية

يع على كافة األنشطة االقتصادية التي يمولها؛ وهو أمر سلبي للغاية مكنها من فرض منطق الربح السر

.بالنسبة للفترة الزمنية الطويلة

إن تحويل التقنيات المالية من أدوات تغطية من المخاطر المختلفة إلى أدوات مضاربة كان من شأنه أن ـ 2

لتغذية الذاتية، محققة ألصحابها ضخم حجم األنشطة المالية بقدر كبير، مما جعلها تكتسب القدرة على ا

معدالت عائد تفوق بكثير نظيراتها في األنشطة االقتصادية الحقيقية، وهو ما كرس عملية التفاوت المفرط في

.الثروات والدخول

في نفس الوقت الذي أدى فيه توظيف تقنيات التغطية من المخاطر المالية ألغراض المضاربة إلى زيادة ـ 3

األنشطة المالية بالنسبة للنشاط االقتصادي ككل، ومن تم إلى زيادة محسوسة في حصته من كبيرة في وزن

الدخل الوطني، تسبب في تولد مخاطر نظامية خطيرة من شأنها أن تنتهي إلى أزمات مالية واقتصادية

.كاألزمة المالية العالمية الراهنة

عرفتها األنشطة المالية على مستوى العالم تنطوي ـ إن رابع وأهم نتيجة هي أن التطورات الجذرية التي 4

. على مخاطر نظامية مثلها مثل التطورات التي عرفتها االقتصاديات الرأسمالية المتقدمة في فترات سابقة

:قائمة المراجع

1 - Michel Rocard,la crise actuelle est née en 1971, interview, le temps, jeudi 23 octobre 2008.

2 - Marie Paule Virad, Faut-il avoir peur du marché, problèmes économiques,n°2495, 20 novembre

1996.

3 - Paul Jorion, comprendre la crise, http://contreinfo.info/article.php3,d_article=2216, consulté le 15 mai 2009.

4 - S. Johnson, Comment la finance a conquis et ruiner l’Amérique,

, consulté le 25/6/2009.http://contreinfo.info/article.php3?d_article=2683

Page 23: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

5 – Gibert Joseph, L’appel des économistes pour sortir de la pensée unique, le piège de la finance mondiale, édition la découverte, 2000.

6 - Pau Jorion, Comprendre la crise, http://contrinfo.info/article-php3?id_article =2216, consulté le 7

décembre 2008.

7 - Journal Le Monde. Supplément économique, mardi 23 mai 2006.

8 - Paul krugman, le symptôme de la déflation salariale, http://contrinfo.info/article- php3?id_article=2699,consulté, le 20 mai 2009.

9 - Thomas Pelly, Les risques de la liquidation, http://contreinfo.info/article.php3?article=2117,

consulté le 20 mai 2009.

10 - Paul Jorion, Goldman, Morgan et le piège des CDS, http://contrinfo.info/article- php3? Id_article=2176, consulté le 11 juillet 2009.

11 - Paul Jorion, CDS : monstrueux contraire d’une assurance, http://contrinfo.info/article- php3?id_article=2171,consulté le 11 juillet 2009.

Ben Bernanke. B., Le canal du crédit et le rôle du système bancaire, www. Larevuedesidées.fr/De-la-

crise-de-1929-a-celle-de-htlm#nh1.

2008أسباب األزمة المالية العالمية عام ومالمح

وانعكاساتها على الدول النامية

*الدكتور يوسف أبوفارة

:Abstractملخص

هي أزمة مالية حدثت بفعل مجموعة متراكمة من األسباب كان آخرها 2008لعالمية عام إن األزمة المالية ا

واقع قروض الرهن العقاري في الواليات المتحدة األميركية، حيث تزايدت حاالت التخلف عن سداد دفعات

الرهن العقاري بصورة كبيرة جدا، وتزايدت حاالت حبس الرهن بصورة كبيرة جدا بسبب عدم قدرة

* ،FGHIJ ذHLMأ OحQLRSTس اWXTا OYJHZ، )\]^_`a.(

Page 24: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لمقترضين في الواليات المتحدة على سداد دفعات قروض الرهن العقاري، وكانت هذه األمور مؤشرات على ا

وقد عززت طبيعة وقوة األزمة المالية العالمية . أن سوق قروض الرهن العقاري قد دخلت في أزمة حقيقية

ادي والسياسي أن معالجة وعمقت اإلدراك لدى االقتصاديين الرأسماليين ولدى صناع القرار االقتص 2008

هذه األزمة معالجة جذرية وجوهرية هو أمر صعب جدا وقد يكون مستحيال في ظل االستمرار بنفس أسس

وقواعد النظام الرأسمالي، وقد تصاعدت دعوات كثيرة تؤكد على ضرورة العمل على إجراء مراجعة شاملة

.وكلية على مستوى العالم للنظام الرأسمالي

عمليات اإلقراض السهلة، : بمجموعة من المالمح الرئيسة أهمها 2008ألزمة المالية العالمية وقد اتصفت ا

، والنظم والتشريعات الضعيفة وعمليات )خصوصا قروض الرهن العقاري( Bad Loansوالقروض الرديئة

الدخار والتراجع اإلشراف والرقابة الضعيفة على األدوات المالية المعقدة، وتوجه المؤسسات واألفراد نحو ا

، معدالت البطالة تراجع النمو بصورة جوهرية على مستوى العالمفي عمليات االستهالك واالستثمار،

بطبقاتهم باألفرادإلحاق الضرر ، وتزايد شبح الكساد، وجوهري في أسواق األسهمالتراجع المتزايدة، وال

عدم ادات الحكومية، وانتشار الهلع والذعر المالي، واالجتماعية المختلفة، واآلثار السلبية الجوهرية على اإلير

كبيرة الخطار األب أنذرتإلى التحذيرات التي )يتقاضون أجورا مرتفعة جدا(مديري مؤسسات رائدة التفات

وهناك مجموعة . التي ضربت اقتصاديات العالم، وقرارات في المؤسسات المصرفية بوقف عمليات اإلقراض

وع األزمة المالية العالمية، وأدت إلى ترسيخ وتعميق هذه األزمة بعد وقوعها، وأهم من األسباب أدت إلى وق

الديون الفردية وديون الشركات (عمليات االقتراض المتتابعة والمتراكمة وتعاظم حجم الديون : هذه العوامل

قة في األسواق، ، ومنح القروض العقارية بمخاطر عالية، سيطرة عدم الث)في الواليات المتحدة األميركية

بسبب الزيادة الكبيرة في حجم المديونية، (والتوسع المالي الضخم غير المنضبط في إصدار األصول المالية

الذي Greedوالرقابة غير الفاعلة على المؤسسات المالية الوسيطة وعلى األدوات المالية الجديدة والجشع

ق العقارات، وسيطرة ثقافة غير أخالقية على أدى إلى تركيز المخاطر في قطاع واحد هو قطاع أسوا

األسواق، والدور السلبي لوسائل اإلعالم، والشائعات المالية، والمنافسة العالمية الحادة على المنتجات

وقد أدت األزمة المالية العالمية إلى مجموعة من . والموارد، والفساد، وسياسات صندوق النقد الدولي

ضعف المؤسسات المصرفية وانخفاض : ت الدول النامية، ومن أهم هذه االنعكاساتاالنعكاسات على اقتصاديا

قدرتها على إقراض األفراد والمؤسسات المحلية التي تحتاج لهذه القروض لتحقيق بقائها االستراتيجي،

في ضوء التراجع في أسعار البضائع، وتراجع طلب (والتراجع في العوائد المتحققة من عمليات التصدير

Page 25: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

، واالنخفاض والتراجع في التدفقات )الدول المتقدمة على الكثير من السلع، والتراجع في الطلب السياحي

.النقدية إلى اقتصاديات هذه الدول

:مقدمة

كشفت األزمة المالية العالمية عن خلل واضح في النظام الرأسمالي العالمي الذي يعتمد بصورة كبيرة على

، وكشفت هذه األزمة عن انخفاض الدور )أن كان يعتمد على الرأسمالية الصناعيةبعد (الرأسمالية المالية

االستراتيجي لمؤسسات االقتصاد الحقيقي، وكشفت أن األسواق المالية والمؤسسات المصرفية والمؤسسات

لمية المالية األخرى صارت تلعب الدور األكبر في تكوين وزيادة الثروات، وقد أظهرت األزمة المالية العا

الغياب الواضح آلليات الرقابة على أعمال وأنشطة المؤسسات المالية، ووجود انفصال واضح بين النظام

وأدت األزمة المالية العالمية إلى تراجع في الفكر .المالي والنقدي، من جهة، والنظام اإلنتاجي من جهة أخرى

يتعلق بعدم جواز تدخل الدولة في السوق وعدم الرأسمالي وفلسفة منظومة الرأسمالية العالمية وخصوصا فيما

التي تفجرت بصورة جوهرية (وأدت األزمة المالية العالمية . السماح بتدخلها في إدارة النشاط االقتصادي

إلى آثار كارثية على األسواق المالية العالمية وعلى االقتصاد العالمي، وأدت هذه ) 2008وواضحة عام

س للقطاعات االقتصادية والمالية فقط، بل ضربت هذه الصدمة الكبيرة أيضا جميع األزمة إلى صدمة كبيرة لي

وبسبب شدة هول هذه األزمة .القطاعات المجتمعية األخرى في المستويات السياسية واالجتماعية وغيرها

.المالية العالمية فإن هناك من أطلق عليها الزلزال المالي المدمر أو تسونامي المال واالقتصاد

هو أن هذه األزمة تفجرت في أوج زهو ) صدمة اندالع األزمة المالية العالمية(إن ما زاد من شدة الصدمة

النظام الرأسمالي العالمي، وفي ظل السيطرة شبه المطلقة لهذا النظام على اقتصاديات العالم، وفي ظل التنظير

وهناك من يرى . قتصادية والبيئات الماليةالفكري لتميز هذا النظام وقدرته على الصمود في كل الظروف اال

أن هذه األزمة المالية العالمية جاءت لتبرهن على أن كثيرا مما قيل عن هذا النظام لم يكن صحيحا، وأن هذا

.النظام قد أخفق بصورة جوهرية في قيادة وإدارة اقتصاديات العالم

Page 26: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

هذه وانعكاسات 2008الية العالمية عام األزمة الم وأسباب مالمحوتحاول هذه الدراسة التعرف على

.الدول الناميةاقتصاديات علىاألمة المالية

2008Global Financial Crisisاألزمة المالية العالمية : المبحث األول

:2008ما هي األزمة المالية العالمية عام : أوال

واقع قروض الرهن العقاري في هي أزمة مالية حدثت بفعل مجموعة متراكمة من األسباب كان آخرها

تزايدت حاالت التخلف عن سداد دفعات الرهن العقاري 2007الواليات المتحدة األميركية، ففي صيف عام

Mortgage Defaults بصورة كبيرة جدا، وكذلك تزايدت بصورة كبيرة جدا حاالت حبس الرهن

Foreclosures دة على سداد دفعات قروض الرهن العقاري بسبب عدم قدرة المقترضين في الواليات المتح

وفي . لمساكنهم، وكانت هذه األمور مؤشرات على أن سوق قروض الرهن العقاري قد دخلت في أزمة حقيقية

ضوء تزايد حاالت التخلف عن السداد وتزايد حاالت حبس الرهن فقد اتجهت أسعار المساكن نحو انخفاض

في ) تريليونات الدوالرات(فاض في األسعار إلى خسائر كبيرة جدا سريع وبصورة حادة، وقد أدى هذا االنخ

وقد أدت األزمة المالية العالمية إلى توقف مفاجئ . الثروة الخاصة بالمساكن في الواليات المتحدة األميركية

Interbank Credit Market في منح القروض بما في ذلك عمليات اإلقراض بين المؤسسات المصرفية

الكثير من Collapseلهذا التوقف المفاجئ في اإلقراض آثار سلبية جوهرية أدت إلى انهيار وقد كان

.المؤسسات، وأدت الى تراجع معدالت النمو االقتصادي وتزايد معدالت البطالة والدخول في مرحلة كساد

لمالية العالمية الكارثية إن أحد األسباب التي تقف وراء عدم التنبؤ الكافي والتوقع الفاعل بوقوع هذه األزمة ا

، كما )خصوصا في الواليات المتحدة(هو أنها قد جاءت في أعقاب سبع سنوات من النمو االقتصادي المرتفع

في اقتصاديات األسواق Slowdownأن بعض المحللين كانوا قد توقعوا أن تبدأ حالة من التباطؤ االقتصادي

.الناشئة

Page 27: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

:2008لمالية العالمية المالمح الرئيسة لألزمة ا: ثانيا

يمكن النظر إلى التركيب البنيوي لألزمة المالية العالمية وتشريحها وتحليلها بصورة مبسطة، وفيما يأتي

: عرض ألهم مالمح ومكونات التركيب البنيوي لهذه األزمة

:سياسات اقتصادية توسعية •

في العام Dotcom Bubbleإلى أنه بعد وقوع فقاعة شركات الويب ) Partnoy,2009(يشير

فإن الواليات المتحدة 2001عام ) أيلول(دي عشر من سبتمبر ا، وبعد وقوع هجمات الح2000

األميركية ومعظم االقتصاديات المتقدمة األخرى قد استقرت في مرحلة تسودها سياسات اقتصادية توسعية

لمثال فإن االحتياطي الفدراليعلى سبيل ا ،تحافظ على بقاء هذه االقتصاديات وتواجه الكساد بنجاح

.2003- 2001مرة بين األعوام 27م بتخفيض معدل الفائدة أكثر من اق األميركي

: Easy Creditعمليات إقراض سهلة •

ن معدالت الفائدة المنخفضة قد أدت إلى تحفيز على أ) Nan-Kuang, and Hung-Jen,2008(يؤكد

استخدمت فائض )مثل الصين ودول أخرى(ا أن بعض الدول ر ونمو سريع في عمليات اإلقراض، كميكب

.التجارة الضخم مع الواليات المتحدة األميركية لشراء سندات الخزينة األميركية

): خصوصا قروض الرهن العقاري( Bad Loansقروض رديئة •

هن في أسعار البيوت قد أدى إلى تزايد نمو الطلب على القروض، خصوصا قروض الر ن االرتفاعإ

إلى أنه كثرت قروض الرهن العقاري ) Richard,2009(ويشير . Mortgage Lendingالعقاري

1.3، وقد وصلت قيمة هذه القروض حوالي Subprime Mortgage) األقل جودة(متدنية الجودة

تريليون دوالر، علما أن هذا النوع من القروض ال يوفر الضمانات الكافية التي تكفل قيام المقترضين

.بإعادة دفع هذه القروض

Page 28: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وعمليات إشراف ورقابة ضعيفة على األدوات المالية Weak Regulationsنظم وتشريعات ضعيفة • : Weak Supervisionالمعقدة

الكبير والقصور ضعفالاألزمة المالية العالمية ألقت الضوء على أن ) Xiong & Liu 2009(يرى

المستخدمة في األسواق المالية العالمية، Risk-Management Toolsدوات إدارة المخاطر الواضح أل

. وبرهنت أن هذه األدوات غير كافية لتقويم المخاطر في ظل الحركة الصاعدة لالقتصاد العالمي

الوكاالت نقد تبين أإلى أنه ) Turbide, Laurin, Lapierre, and Morissette,2008(يشير و

بقيم ال تعبر عن ةفي عمليات التقويم حيث تم تقويم األصول المالي المتخصصة في تقويم المخاطر أخفقت

واقع القيمة الحقيقة لهذه األصول، حيث تمت عمليات التقويم في ظل ظروف النمو المفضلة والمناسبة،

.دون مراعاة لقدرة هذه األصول على الصمود في وجه الهزات االقتصادية واألزمات المالية المحتملة

:سسات واألفراد نحو االدخار والتراجع في عمليات االستهالك واالستثمارتوجه المؤ •

، والتراجع Hoarding of cashعلى توجه المؤسسات واألفراد نحو االدخار ) Tsuo, 2009(يؤكد

، وفي عمليات االستثمار خصوصا في الدول Consumption Declinesالحاد في عمليات االستهالك

التي (قد دفعت الخسائر و). ميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وكندا واليابانأ(الصناعية المتقدمة

هذه المؤسسات إلى )لحقت بكثير من المؤسسات االستثمارية الدولية وألمت بها داخل الدول المتقدمة

قع المشكالت بهدف االستجابة لوا) أسواق الدول الناميةوكذلك من ( سحب استثماراتها من األسواق الناشئة

.لهذه المؤسسات االستثمارية الدولية) األم(الكارثية التي تواجهها في البلدان األصلية

:تراجع النمو بصورة جوهرية على مستوى العالم •

أن األزمة المالية العالمية تؤدي إلى إضعاف وتراجع النمو بصورة إلى ) Pounder,2009(شير ي

األمر يؤثر بصورة جوهرية على العوائد واإليرادات المتحققة في جوهرية على مستوى العالم، وهذا

، كما أن األزمة المالية العالمية قد تسببت في إحداث حالة )المتقدمةوالناشئة وسواق النامية األ(األسواق

إلى أن المؤسسات المصرفية ) Markowitz,2009(ويشير . من التراجع والتباطؤ في االقتصاد العالمي

Page 29: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ة تأثرت باألزمة المالية العالمية بسبب االرتباط والتشابك الكبير مع األسواق المالية في الواليات األوروبي

.المتحدة

:معدالت بطالة متزايدة •

على أن األزمة المالية العالمية أدت إلى تعميق وتعظيم حالة عميقة من ظروف ) Meltzer,2009(يؤكد

بسبب استغناء منظمات Unemploymentمعدالت البطالة العمل السيئة، كما أدت إلى زيادة كبيرة في

األعمال عن ماليين العاملين وتسريحهم من العمل بسبب إفالس هذه المنظمات أو التراجع الكبير في حجم

ولم تقتصر معدالت البطالة على سوق العمل في الواليات المتحدة األميركية، بل امتدت إلى . أعمالها

مليون شخص فقدوا وظائفهم في 20على سبيل المثال فإن حوالي . ول العالمأوروبا وإلى كثير من د

الصين خالل أقل من عامين من وقوع األزمة المالية العالمية بسبب التراجع الكبير في أعمال القطاعات

).Export Sectorخصوصا قطاع التصدير (االقتصادية في الصين

:تراجع جوهري في أسواق األسهم •

تراجع جوهري في أسواق األسهم في على أن األزمة المالية العالمية تسببت في) Dowd,2009(يؤكد

في نهايات العام % 50، وقد بلغت قيمة معدل هذا التراجع حوالي والناميةالناشئة الدول المتقدمة و

مثل (في أسواق األسهم لبعض الدول % 60، وقد وصلت قيمة معدل هذا التراجع إلى أكثر من 2008

خصوصا بعض (في أسواق األسهم لدول أخرى % 30، وكانت قيمة معدل هذا التراجع حوالي )لصينا

).الدول الغنية

على أن التداعيات المرعبة ) Turbide, Laurin, Lapierre, and Morissette (2008(ويؤكد

ى المؤسسات والكارثية التي نجمت عن األزمة المالية العالمية أدت إلى تأثيرات سلبية جوهرية عل

Turmoilواألفراد، فاألزمة المالية أدت إلى هبوط حاد في أسواق األسهم، وأدت إلى اضطراب كبير

في األسواق المالية وغير المالية، وأدت إلى تراجع كبير في قدرة المصارف والمؤسسات المالية

يمة ما تمتلكه هذه بسبب تهاوي ق) Solvencyاإليفائية (ومؤسسات األعمال على الوفاء بالديون

المصارف والمؤسسات من رؤوس أموال في ظل الهبوط الكبير والحاد في األسواق المالية، وقد أدت هذه

األوضاع إلى انعكاسات سلبية حادة على المؤسسات وعلى األفراد، وأدت إلى تعزيز وتفاقم المشكالت

.فاعلةالمالية والسوقية وزادت من صعوبة إمكانية التوصل إلى حلول

Page 30: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إلى أن األزمة المالية العالمية التي تعمقت بصورة كبيرة في شهر تشرين األول ) James, 2009(وأشار

تريليون دوالر في قيمة أسواق األسهم العالمية، ولم يكن أحد من 25أدت إلى خسارة بحوالي 2008

.لخسائر بفعل هكذا أزمة ماليةالباحثين والمحللين االقتصاديين والماليين يتوقع هذا الحجم الضخم من ا

:شبح كساد عظيم •

أن الخسارة األولية التي لحقت بالثروة المالية، والصدمة النفسية ) Uludag, and Louis, 2008(يرى

Elite Wall Street Companiesالناجمة عن نكوص مجموعة من الشركات الرائدة في وول ستريت

في محطات اإلذاعة والتلفزيون Commentatorsعلقين قد دفعت وحثت الكثير من المحللين والم

إلى الحديث بصورة مرعبة ومخيفة عن شبح كساد عظيم سيضرب ) وكذلك في الصحف والمجالت(

.اقتصاديات العالم

:ضمن الطبقات االجتماعية المختلفة باألفرادإلحاق الضرر •

زمة المالية العالمية أدت األأن ) Hawes, 2009(و ) Sinnakkannu, and Nassir,2008(أوضح

.العاديين مع اإلشارة إلى أن هذا الضرر وقع بأشكال مختلفة وأنماط متعددة باألفرادإلحاق الضرر إلى

اعتادوا على شراء ويمكن القول أنه في أغلب األسواق الناشئة فإن األفراد األغنياء ومتوسطي الدخل

إلى آثار سلبية جوهرية على دخل األسهمهذه وقد أدت األضرار والخسائر فيوامتالك األسهم،

Income هؤالء األفراد، كما أدت إلى آثار سلبية جوهرية أيضا على ثرواتهمWealth . من جانب

آخر، فإن هناك آثارا جوهرية سلبية لحقت بالناس الفقراء الذين ال يملكون أية أسهم، وهذه اآلثار

.Indirect Impactاشرة سلبية لحقت بهم بصورة غير مبالالجوهرية

: آثار سلبية على اإليرادات الحكومية •

على أن األزمة تسببت في آثار سلبية على اإليرادات الحكومية، وإلى ) Xiong, and Liu,2009(يؤكد

وضع قيود كبيرة على اإلنفاق الحكومي على الخدمات االجتماعية والمساعدات والتحويالت إلى قطاعات

.الفقراء

: Financial Panicلهلع والذعر المالي انتشار ا •

في ضوء الترابط الكبير بين األسواق المالية، خصوصا في الدول المتقدمة، إلى ) Musil,2009(يشير

. أن الذعر المالي انتشر بصورة سريعة جدا، وتسبب ذلك في امتناع المؤسسات عن اإلقراض والتسليف

Page 31: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

يضرب ويسحق Financial Hurricaneار مالي وقد بدت هذه األزمة المالية العالمية كإعص

وفي ضوء ذلك، فإن الكثير من المحللين ). االقتصاديات المتقدمة والناشئة والنامية(اقتصاديات العالم

وجهوا الكثير من اإلنذارات التحذيرية إلى جميع دول العالم ألخذ كل االستعدادات لمواجهة اآلثار المالية

.تي قد تنال من اقتصاديات هذه الدولواالقتصادية الكارثية ال

إلى أنه قد زادت حالة الرعب المالي واالقتصادي في ) Nguyen,2008(و) Nguyen,2008(ويشير

أرجاء العالم في ظل تراجع اقتصاديات الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي واليابان واالقتصاديات

ات بين األزمات المالية واالقتصادية ودخول هذه األخرى ذات الدخل المرتفع، وترنح هذه االقتصادي

على أن ) Taylor,2009(ويؤكد . 2008االقتصاديات في مرحلة واضحة من الكساد في نهاية العام

بما Wall Streetاألزمة المالية العالمية قد أدت إلى إحداث شلل للجزء األكبر من شركات وول ستريت

.وق الماليةفي ذلك الشركات الرئيسة في هذه الس

خطار األب أنذرتإلى التحذيرات التي )يتقاضون أجورا مرتفعة جدا(مديري مؤسسات رائدة عدم التفات • :التي ضربت اقتصاديات العالمكبيرة ال

هناك بعض العوامل التي شجعت المديرين على أن ) Shore, and Manwani, 2009(يؤكد

على ) صول الناجمة عن توريق قروض الرهن العقاريخصوصا تلك األ(المسؤولين عن األصول المالية

عدم االلتفات إلى التحذيرات التي تنذر بأخطار كبيرة محتملة بسبب التعامل بهذه األصول المالية، ومن

ن يتقاضون وهؤالء المدير ، وكذلك كانأن االقتصاد العالمي كان يشهد نموا مشجعا: أهم هذه العوامل

ويؤكد .م يغضون الطرف عن المخاطر المحيطة بأعمالهمحوافز مالية مرتفعة جعلته

)Simkovic,2009 ( رعلى أن المبالغ الباهظة التي كانت تدفع للكثير من إدارات المؤسسات المالية تعب

الحكم الرشيد (عن خلل خطير وكبير في أسس الحوكمة وهي ابتعاد واضح عن مبادئ الحوكمة الجيدة

ويشير إلى أن المؤسسات المالية في دول ستريت Good Corporate Governance) للمؤسسات

Wall Street مع ربط هذا السلم بما يحققه هؤالء )خصوصا للمديرين(وضعت أعلى سلم لألجور ،

المديرون من أرباح لمؤسساتهم المالية، وهذا األمر دفع هؤالء المديرين إلى السعي الحثيث نحو تحقيق

قصير بصرف النظر عن المخاطر الناجمة عن السلوك السوقي الذي يقود إلى أرباح األعمال في األمد ال

. تحقيق األرباح الكبيرة

Page 32: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

: قرارات بوقف عمليات اإلقراض •

في ظل تصاعد - إلى أن المؤسسات المصرفية اتجهت ) Nan-Kuang and Wang,2008(يشير

نحو دعم وتعزيز رؤوس أموالها، إلى بذل كل الجهود وتوجيه كل اإلمكانات -األزمة المالية العالمية

ووقف الكثير من استثماراتها Stop Lendingوهذا جعلها تتخذ قرارات بوقف عمليات اإلقراض

، وبعض المؤسسات Operational Costsواستخدام ما تبقى من العوائد في تغطية التكاليف التشغيلية

.Laying off Workersاتجهت إلى البدء في تسريح جزء من عامليها

Causes of Global Financial Crisisأسباب األزمة المالية العالمية : ثالثا

يشير الباحثون والمختصون إلى أن هناك أسبابا متعددة أدت إلى وقوع األزمة المالية العالمية التي تفجرت

م هذه األسباب ، وهذه األسباب ساهمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في هذه األزمة، ومن أه2008عام

:ما يأتي

الديون الفردية وديون الشركات في (عمليات االقتراض المتتابعة والمتراكمة وتعاظم حجم الديون -1إضافة إلى الحجم الكبير للديون الحكومية األميركية، فقد بلغ حجم الديون : )الواليات المتحدة األميركية

تريليون دوالر، وأغلب هذه الديون الفردية هي ديون 9الفردية في الواليات المتحدة األميركية أكثر من وإضافة إلى الديون الحكومية ). تريليون دوالر 6.6حيث بلغت هذه الديون العقارية حوالي (عقارية

18.4والديون الفردية، فقد تعاظم حجم ديون الشركات أيضا، وقد وصل حجم هذه الديون إلى حوالي ) Herrmann, , Pornupatham, and Vichitsarawong 2008(ويؤكد . تريليون دوالر

خصوصا من المؤسسات (على أنه قد تزايد حجم القروض العقارية التي تم منحها برهونات عقارية والتي منحت بمعدالت فائدة متغيرة ترتفع في ضوء رفع المصرف المركزي ألسعار ) المالية األميركية

القروض العقارية دون الحصول على الضمانات الكافية، وقد تشجعت الفائدة، وقد تم منح الكثير من هذه أعداد كبيرة من الزبائن على االقتراض العقاري في ظل التسهيالت المتوافرة، مع اإلشارة إلى أن أسعار الفائدة كانت منخفضة ومناسبة ومشجعة على االقتراض، وقد تزايد حجم هذه القروض، وقد حصل

روض إما لغرض السكن أو لغرض االستثمارات طويلة األمد أو ألغراض المضاربة الزبائن على هذه الق

Page 33: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

أنه حتى تستفيد المصارف بصورة متزايدة من هذه القروض فقد ) Uludag, 2008(ويرى . أو غير ذلكعمليات (اتجهت بصورة واسعة إلى تحويل القروض الممنوحة إلى سندات يتم تداولها في األسواق المالية

من خالل البيع إلى شركات التوريق، وقد قام المستثمرون الذين اشتروا هذه السندات برهنها لدى ) دالتسنيالمصارف للحصول على قروض جديدة قد يستخدمونها في شراء المزيد من هذه السندات، وقد تكررت

ات أدت للحصول بضمانها على المزيد من القروض، وهذه العملي - الديون -عمليات استخدام القروضوقد زادت عملية شراء السندات في . إلى زيادة كبيرة في الفجوة بين االقتصاد المالي واالقتصاد الحقيقي

ضوء اتجاه المصارف إلى تعزيز مركز السندات من خالل تأمين هذه السندات لدى شركات التأمين، رف أو إفالس صاحب العقار رسوم التأمين مقابل الحماية من إفالس المص) حامل السند(ويتحمل الزبون

). البيت مثال(

أدى إلى أن تصبح قيمة 2007الى أن انخفاض أسعار العقارات منذ العام ) Rizzi, 2008(ويشير

العقارات أقل من قيمة السندات المتداولة والصادرة بضمان هذه العقارات، وأصبح الزبائن أيضا غير

شراء العقارات حتى لو اضطروا إلى بيع عقاراتهم قادرين على سداد الديون المتراكمة عليهم من

المرهونة، وهذا األمر أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة وفادحة بالمصارف الدائنة نتيجة عدم قدرة الزبائن

المدينين على سداد ديونهم، وهذا األمر أدى إلى تراجع حاد وهبوط كبير في قيمة األسهم للمصارف

.وشركات التأمين ذات العالقة، وتم اإلعالن عن إفالس الكثير منهاالدائنة والشركات العقارية

إلى أن أسواق العقارات في ) Liu, and Rizzi,2008(يشير : منح القروض العقارية بمخاطر عالية -2، وهذا االزدهار الكبير 2006-2001الواليات المتحدة األميركية شهدت ازدهارا كبيرا خالل األعوام

جوهرية التي شجعت المصارف والمؤسسات المالية األخرى على أن تمنح القروض كان من األسباب الالعقارية بدرجات عالية من المخاطرة، ودون أن تحصل على ضمانات كافية للسداد، وكان دافعها إلى ذلك

).كسب األرباح(هو الحصول على فوائد بمعدالت مرتفعة

قاري تنامت وتزايدت إلى أن وصلت إلى مبالغ على أن عمليات اإلقراض الع) Mun, 2008(ويؤكد

ضخمة جدا على مستوى السوق العقارية األميركية، فقد بلغت قيمة هذه القروض العقارية في نهاية العام

.مليار دوالر 700حوالي 2006

وتجدر اإلشارة هنا إلى أن الشخص الذي يحصل على القرض يقضي السنوات األولى في سداد فوائد

بل أن يبدأ في تسديد قيمة هذا القرض، وقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى تزايد قيمة القرض، القرض ق

وأصبحت أعداد كبيرة من المقترضين غير قادرة على السداد، وهذا أدى إلى زيادة متنامية في أعداد

Page 34: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ايات العام وبد 2006وفي أواخر العام . المقترضين الذين أصبحوا عاجزين عن سداد القروض العقارية

مصارف ومؤسسات (فقد تزايدت أعداد التوقف عن الدفع وتزايدت عمليات سيطرة المقرضين 2007

على العقارات المرهونة، وتزايدت الدعاوى القضائية بين المقرضين والمقترضين، وقد ) مالية أخرى

وفي .مليار دوالر 100وصلت قيمة القروض المتعثرة التي لم يتمكن األفراد من سدادها إلى أكثر من

، وبلغ عدد %75التي أصبحت معروضة للبيع بنسبة ) المساكن(فقد زاد عدد العقارات 2007بدايات

من مجموع % 1، وهذا العدد يشكل حوالي )مسكن(مليون عقار 2.2حوالي ) المساكن(هذه العقارات

تراجعت قدرة المصارف على وفي ظل هذه األوضاع فقد .عدد المساكن في الواليات المتحدة األميركية

، وهذا األمر أدى إلى انخفاض واضح في اإلنفاق االستثماري )سواء تمويل الشركات أم األفراد(التمويل

وفي ضوء االرتباطات الكبيرة التي تربط المصارف والمؤسسات المالية األخرى في آسيا .واالستهالكي

قادت إلى االنتقال تألميركية فإن هذه االرتباطات والعالقاوأوروبا باألسواق المالية في الواليات المتحدة ا

السريع لألزمة من الواليات المتحدة األميركية إلى آسيا وأوروبا، ومع هذا االنتقال فقد تنامت وتطورت

. 2008األزمة وأصبح لها أبعاد دولية وعالمية مترامية، وصارت تدعى األزمة المالية العالمية عام

أن التداعيات المالية السلبية وسوء األداء المالي ) Lim, 2008(يرى : الثقة في األسواق سيطرة عدم -3وعدم الجدوى وعدم كفاءة وفاعلية األدوات المالية الحديثة دفعت باتجاه عدم الثقة في األسواق، واتجه

على سيولة المودعون بكثافة نحو سحب ودائعهم من المصارف، وأدى ذلك إلى انعكاسات سلبية حادة . المصارف، ولم تنجح تدخالت المصارف المركزية في معالجة هذا األمر بصورة فاعلة

قد أدى " ليمان برذرز"مصرف Bankruptcyأن إفالس ) Shore, and Manwani, 2009(ويؤكد

مالية إلى تعميق حدة عدم الثقة، وكان إفالسه صدمة كبيرة للمستثمرين، وجعل ثقتهم تهتز بالمنظومة ال

واالقتصادية، وبالدور الحكومي، فقد كانوا يعتقدون أن الحكومة األميركية لن تسمح بإفالس مصرف مهم

من األخطاء اإلستراتيجية ) عدم إنقاذ مصرف ليمان برذرز(مثل هذا المصرف، وربما كان هذا األمر

ليمان "إلى أن مصرف الجوهرية التي رسخت وعمقت حدة األزمة المالية العالمية، وتجدر اإلشارة

Page 35: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وبلغت خسائره حوالي سبعة مليارات % 90قد أفلس بعد أن تراجعت قيمة سهمه إلى أكثر من " برذرز

.دوالر

لقد كان للقطاعات المصرفية دور كبير : التوسع المالي الضخم غير المنضبط في إصدار األصول المالية -4ل المالية المتنوعة وفي زيادة حجم األصول في التوسع الضخم في إصدار األنواع المتعددة من األصو

إلى أنه مع تزايد التوسع ) Markowitz, 2009(المالية المتداولة وترسيخ الثقة في هذه األصول، ويشير في إصدار األنواع المتعددة من األصول المالية المتنوعة فقد زادت الفجوة بين االقتصاد المالي واالقتصاد

تجري في األسواق المالية بعيدا عن الواقع الفعلي الذي يعبر عنه االقتصاد العيني، وأصبحت األعمال العيني، فقد تمادت المؤسسات المالية في إصدار أصول مالية أكثر بكثير من حاجة وعبء االقتصاد

على أن هذا التوسع في إصدار األصول المالية أدى إلى اتساع كبير ) Horton, 2009(العيني، ويؤكد أعداد المدينين، وهذا األمر زاد من حجم المخاطر المترتبة على عدم السداد ألسباب تتعلق جدا في

وهناك مجموعة من األسباب التي ساعدت المؤسسات المالية على التوسع في .بظروف هؤالء المدينين ):Richard, 2009(و) Pounder, 2009(إصدار األصول المالية، وأهم هذه األسباب

. ادة الكبيرة في حجم المديونيةالزي -أ

. الرقابة غير الفاعلة على المؤسسات المالية الوسيطة وعلى األدوات المالية الجديدة -ب

إن الجشع ). قطاع أسواق العقارات(الذي أدى إلى تركيز المخاطر في قطاع واحد Greedالجشع - ج

إلى التوسع في إصدار األصول المالية، ويمكن تفسير الذي سيطر على سلوك إدارات المؤسسات المالية أدى

: هذا الجشع بالتركيز على بعض الممارسات منها

.عدم اهتمام إدارات المؤسسات المالية بالمخاطر الكبيرة الناجمة عن التوسع الضخم في عمليات اإلقراض •

. االستخدام غير المناسب للمشتقات المالية •

إن من أهم االنتقادات الموجهة إلى النظام الرأسمالي هو أن هذا : األسواق سيطرة ثقافة غير أخالقية على -5النظام ال يولي البعد األخالقي اهتماما كافيا، فالنظام الرأسمالي يؤمن بأن السوق هي ساحة للصراع والمنافسة التي ال تحكمها قواعد واضحة أو قيود ذات أفق متطور، بل أن تركيزها ينصب على حرية

جارة وتحريرها، وهذا يقود إلى بقاء الشركات والمنظمات األقوى في األسواق، ويعزز هيمنة القوى التإلى أن هذه الثقافة غير األخالقية قد دفعت المؤسسات ) Park, and Lee, 2009(ويشير .على الضعيف

ييف في األرقام العاملة في األسواق إلى الركض وراء تعظيم األرباح، وكانت تلجأ إلى التالعب والتز .إلعطاء صورة تجميلية لهذه المؤسسات بعيدا عن الواقع الحقيقي القتصاد السوق

Page 36: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إن الدور اإليجابي والفاعل الذي ينبغي أن تلعبه وتضطلع به وسائل : الدور السلبي لوسائل اإلعالم -6ية التي تكفل اإلعالم هو وضع المصلحة العامة في رأس األولويات، وبناء منظومة متكاملة من التوع

المحافظة على مصالح جميع األطراف في األسواق، وبما ال يعزز أية ثقافة سلبية أو سلوكيات خاطئة في في ضوء تشابك المصالح ، فإن وسائل اإلعالم لم تركز على أنه) Pauly, 2008(ويرى .هذه األسواق

ركزت على تجميل صورة مؤسسات إبراز المؤشرات الجوهرية التي تنبئ وتنذر بأزمة كبيرة قادمة، بلاألعمال في السوق، وقد كان لهذا السلوك لوسائل اإلعالم دور حقيقي في طبيعة األزمة المالية العالمية

.2008التي تفجرت عام

الشائعة بصورة عامة هي أقوال وروايات يجري تناقلها بين الناس حول موضوع ما : الشائعات المالية -7قق من مدى صدقها وصحتها، وال تستند إلى مصادر موثوقة، وقد تتضمن الشائعة دون التأكد ودون التح

ويشير . جزءا صغيرا من الحقيقة يكون فخا يقع فيه البعض إلسقاطه على األجزاء األخرى من الشائعة)Trussel, and Rose, 2009 ( إلى أن الشائعة توصف بأنها مالية عندما تتضمن بيانات ومعلومات

مثل ارتفاع في أسعار السلع أو الخدمات أو األوراق المالية (ندما تؤدي الشائعة إلى نتائج مالية مالية أو ع ).أو غير ذلك

2007نهاية العام أن إلى) Cowen, 2009(يشير : المنافسة العالمية الحادة على المنتجات والموارد -8ى المنتجات والموارد، وقد تنامت هذه شهدت تزايدا كبيرا في المنافسة العالمية عل 2008وبداية العام

.المنافسة في ظل النمو الكبير في الناتج المحلي العالمي

على أن أحد األسباب التي وقفت وراء ) Markowitz, 2009(و) Partnoy, 2009(يؤكد : الفساد -9، ومنها ما هذه األزمة هو الفساد، وهذا الفساد وقع في مستويات مختلفة، منها ما هو في مستوى الشركات

هو في مستوى بعض المؤسسات الحكومية، فالدور األساسي للمؤسسات الحكومية هو المحافظة على المصلحة العامة، لكن بعض الفئات الفاسدة في بعض المؤسسات الحكومية في الدول الرأسمالية كانت

لظاهرة وتزايدها تعمل على تحقيق مصالح بعض الفئات على حساب المصلحة العامة، ومع تفاقم هذه اخصوصا في مجال األسواق والمؤسسات المالية فقد ساهمت بصورة واضحة كأحد أسباب األزمة المالية

.2008العالمية التي تفجرت عام

إن السياسات التي انتهجها صندوق النقد الدولي على مدار عشرات :سياسات صندوق النقد الدولي -10، )خصوصا في آسيا وأفريقيا(ي تدهور اقتصاديات دول كثيرة السنوات كانت من األسباب التي ساهمت ف

أن هذه السياسات قد ساهمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في التدهور المالي ) Taylor,2009(ويرى والغريب في . 2008واالقتصادي على مستوى العالم، وساهمت في تفجر األزمة المالية العالمية عام

بي الذي لعبته سياسات صندوق النقد الدولي فقد صدرت القرارات بزيادة موارد األمر أنه رغم الدور السل

Page 37: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

، )قرارات قمة لندن(مليار دوالر من أجل مساعدته في مواجهة األزمة 500هذا الصندوق بحوالي ويتوقع الكثير من الباحثين أن هذه المؤسسة لن تؤدي دورها االستراتيجي والفاعل في مواجهة هذه األزمة

.دعم وزيادة مواردها المالية رغم

انعكاسات األزمة المالية العالمية على الدول النامية: المبحث الثاني

Reflections og Global Financial Crisis on Developing Countries

على وشك أن يضرب ويسحق Financial Hurricaneلقد بدت هذه األزمة المالية العالمية كإعصار مالي

وفي ضوء ذلك، فإن الكثير من المحللين ). االقتصاديات المتقدمة والناشئة والنامية(يات العالم اقتصاد

والماليين وجهوا الكثير من اإلنذارات التحذيرية إلى دول العالم الثالث ألخذ كل نوالباحثين االقتصاديي

من اقتصاديات هذه الدول، وهذه االستعدادات لمواجهة اآلثار المالية واالقتصادية الكارثية التي قد تنال

التحذيرات دعت القائمين على اقتصاديات الدول النامية إلى دق ناقوس الخطر على مدار الساعة والى إحكام

األزمة المالية العالمية الدول النامية وقد جعلت. استعداداتها للتعاطي مع امتدادات هذه األزمة المالية العالمية

هذه الدول نفسها ووجدت، Financial Developmentع عملية التنمية المالية ملزمة بالعمل على تسري

ل تعميق التنمية المالية المحلية، وكذلك من اللتحقيق هذه التنمية المالية من خ أمام حاجة كبيرة وضرورة ملحة

فاقم والتأثير الجوهري األزمة المالية العالمية تستمر في التإن .خالل العمل على إصالح النظام المالي العالمي

، كما أن شاملةتتعاظم بصورة على اقتصاديات الدول المتقدمة واألسواق الناشئة، كما أن تأثيرات هذه األزمة

وعلى الرغم من أن بعض الباحثين والمحللين . في معزل عن هذه التأثيرات ليست اقتصاديات الدول النامية

ديات الدول النامية غير أن هناك باحثين آخرين ينظرون إلى هذا ة على أسواق واقتصايتوقعون انعكاسات حاد

المشهد بصورة أكثر تفاؤال وال يتفقون مع جميع التوقعات السلبية المتعلقة بمستقبل اقتصاديات الدول النامية

.بفعل انعكاسات وتأثيرات األزمة

من األسباب تعزز أن هناك مجموعة ) Harsch, 2009(و) Taylor,2009(و ) Lin, 2008(ويرى

النظرة اإليجابية والتكهنات والتوقعات المتفائلة بخصوص مستقبل اقتصاديات الدول النامية وتأثيرات األزمة

:المالية العالمية عليها، ومن هذه األسباب

Page 38: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

.القطاعات المالية في الدول النامية لم تتأثر بصورة مباشرة باألزمة المالية العالمية •

صاديات الدول النامية قد أصبحت تتمتع بدرجة عالية وكافية من المرونة والقدرة على أن الكثير من اقت • Good Growthنمو جيد لما تحقق لها من التأقلم مع التغيرات المحيطة، وقد تحقق لها ذلك كنتيجة

زمة واعتماد سياسات مالية واقتصادية أفضل، كما أن هذه االقتصاديات قد تعلمت دروسا مفيدة خالل األ . 1998اآلسيوية عام

التي يجري الشروع في تنفيذها تساعد في ) خاصة ما يتعلق بأموال خزينة الدولة(ن برامج التوسع المالي إ • .التخفيف من مستوى ومدة عمليات التراجع في النمو

هناك تدابير وإجراءات يجري اعتمادها خالل السنوات األخيرة لتقليل ارتباط معدالت النمو في • .صاديات الدول النامية بمعدالت النمو في الدول المتقدمةاقت

سوف تستمر في النمو، وإذا حدث لها بعض المصاعب فإن ) الصين والهند(أن األسواق الناشئة الكبرى •أن صمود . هذه المصاعب ستضرب هذه االقتصاديات ببطء وبصورة تتيح لها أن تتعاطى معها بفاعلية

وجه األزمة المالية العالمية سيترك آثارا وانعكاسات إيجابية على اقتصاديات األسواق الناشئة الكبرى في .الدول النامية في ظل العالقات االقتصادية التي تربط هذه االقتصاديات

إن الدول المتقدمة هي مركز هذه األزمة وليس الدول النامية كما هو الحال في كثير من األزمات المالية • .تحسب أيضا لصالح اقتصاديات الدول النامية السابقة، وهذه النقطة

:أهم انعكاسات األزمة المالية العالمية على الدول النامية

تأثرت اقتصاديات الدول النامية بهذه األزمة بأشكال وأنماط مختلفة، وعلى سبيل المثال، يمكن توضيح

: ر وهيتأثيرات هذه األزمة على اقتصاديات الدول النامية من خالل بعض المحاو

ضعف المؤسسات المصرفية وانخفاض قدرتها على إقراض األفراد والمؤسسات المحلية التي تحتاج : أوال

.لهذه القروض لتحقيق بقائها االستراتيجي

.التراجع في العوائد المتحققة من عمليات التصدير: ثانيا

.االنخفاض والتراجع في التدفقات النقدية إلى الدول النامية: ثالثا

:فيما يأتي توضيح لهذه المحاورو

Page 39: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ضعف المؤسسات المصرفية وانخفاض قدرتها على إقراض األفراد والمؤسسات المحلية التي تحتاج : أوال

: لهذه القروض لتحقيق بقائها االستراتيجي

بوقوع األزمة المالية في الواليات المتحدة فإن الخوف األكبر الذي انتشر في كل أرجاء العالم هو الخوف

والرعب من االنتقال السريع لعدوى وتأثيرات هذه األزمة، وصارت المؤسسات تتصرف على هذا األساس،

. وهذا األمر كان مصدر خطر كبير يجلب تأثيرات سلبية كبيرة على المؤسسات المالية في الدول النامية

:ويمكن توضيح هذا األمر كما يأتي

لنامية تتأثر بصورة مباشرة باألزمة المالية العالمية أن المؤسسات في الدول ا) James, 2009(يرى •، ولكن Subprime Mortgageوذلك بقدر ما تمتلك من أصول ترتبط بالرهون العقارية متدنية الجودة

يمكن القول أنه لغاية اآلن لم تلحق بالمؤسسات المصرفية في الدول النامية أضرار جوهرية بتأثير ودة، وقد يعود السبب في ذلك إلى أن ارتباطات وعالقات الكثير من الرهون العقارية متدنية الج

. المؤسسات المصرفية في الدول النامية بالمؤسسات المصرفية الدولية هي ارتباطات وعالقات محدودةمن جانب آخر، فإن تأثيرات المؤسسات المصرفية األجنبية العاملة في كثير من الدول النامية هي تأثيرات

ومثال ذلك المؤسسات المصرفية األجنبية في دول أمريكا الالتينية وفي (ضا وغير جوهرية محدودة أي ).أفريقيا

إلى أن األزمة المالية العالمية تؤدي إلى تأثيرات سلبية غير مباشرة على ) Meltzer, 2009(يشير •اضات كبيرة في أسعار اقتصاديات الدول النامية، وقد تعززت هذه التأثيرات السلبية عبر ما وقع من انخف

األسهم في األسواق المالية وأسعار المنازل، وقد ترتب على ذلك تخفيض ونقص في رؤوس أموال المؤسسات المصرفية ومؤسسات األعمال خصوصا المؤسسات الكبيرة، وقد تسبب ذلك في الكثير من

. الالزم والكافي Cashقد المشكالت بسبب عدم توافر المستويات الكافية من رأس المال التي توفر الن

هذا الواقع دفع المؤسسات المصرفية إلى االبتعاد واإلحجام عن منح القروض التي تدعم المؤسسات • . وتعزز رؤوس أموالها في مواجهة األزمة المالية

فتصبح غير Solvencyفي أسوأ السيناريوهات فإن المؤسسات المصرفية قد تقع في مشكالت اإليفائية •ى الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الغير وقد يتطلب األمر قيام الحكومات في دول تلك المؤسسات قادرة عل

.بإعادة هيكلة رؤوس أموال تلك المؤسسات

Page 40: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لألفراد (أن تخفيض المؤسسات المصرفية لعمليات اإلقراض في الدول النامية ) Dowd, 2009(يرى •ر، ومعدالت نمو متدنية وزيادة في معدالت البطالة، يؤدي إلى تخفيض واضح في االستثما) والمؤسسات

.ويؤدي األمر إلى انخفاض الطلب والذي بدوره يؤدي إلى تراجع معدل النمو االقتصادي

إلى أن اإليرادات الحكومية تتراجع بسبب اعتماد هذه اإليرادات على النمو ) Tsuo, 2009(يشير • .قدرة الحكومة وإضعاف أدواتها في محاربة الفقراالقتصادي بدرجة كبيرة، وهذا يقود إلى إضعاف

على أن ) Harsch, 2009(و) Turbide, Laurin, Lapierre, and Morissette,2008(يؤكد • International Financialاألزمة المالية العالمية قد أثرت على حجم رأس المال المالي الدولي

Capital اتجهوا إلى سحبه من تلك الدول، والسبب في ذلك في الدول النامية، حيث أن المستثمرين قدهو قناعة هؤالء المستثمرين بأن وقوع األزمة المالية العالمية قد جعل االستثمارات في الدول النامية أكثر

مثل االستثمار في سندات الخزينة في (من استثمارات أخرى في الدول المتقدمة More Riskمخاطرة ).كيةالواليات المتحدة األمير

:التراجع في العوائد المتحققة من عمليات التصدير: ثانيا

إذا تم االفتراض أن الدول النامية قد تمكنت من تجنب األذى والضرر واآلثار السلبية الجوهرية الناجمة عن

نه ال يمكن األزمة المالية العالمية وتمكنت من تجنيب نظمها المالية لآلثار السلبية الجوهرية لألزمة المالية، فإ

، ويشير Recessionإغفال الحقيقة المرة وهي أن االقتصاديات المتقدمة قد دخلت في مرحلة ركود

)Takeuchi, and Nakamichi, 2008 ( إلى أن هذا الركود يؤثر في االقتصاديات النامية ويجلب لها

ة على عوامل متعددة، وأهم الضرر واألذى، ويعتمد مستوى الضرر واألذى الذي يلحق باالقتصاديات النامي

.هذه العوامل درجة االرتباط بين االقتصاديات النامية واالقتصاديات المتقدمة

، Exportومن المعروف أن الدول النامية قد أسست جزءا كبيرا من اقتصادياتها اعتمادا على الصادرات

القتصاديات، كما أن معدالت وتراجع العوائد المتحققة من هذه الصادرات يؤثر بصورة واضحة على هذه ا

.النمو االقتصادي في الدول النامية تتأثر بعوائد صادراتها

أن االرتباط بين عوائد الصادرات ومعدالت النمو االقتصادي ال يقتصر على ) Monaghan, 2009(ويرى

والحاالت االقتصاديات النامية، بل أن هذا االرتباط قائم وواضح في جميع االقتصاديات، ومن األمثلة

Page 41: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ويتوقع كثير من الباحثين والمحللين . الواضحة على ذلك هي حاالت كوريا والهند والصين وماليزيا واليابان

.االقتصاديين والماليين أن تتراجع عوائد الدول من الصادرات بفعل تأثيرات األزمة المالية العالمية

أن يتراجع معدل النمو في International Monetary Fund (IMF)وقد توقع صندوق النقد الدولي

). Macartney, 2009( 2009في أواخر العام % 2.1إلى 2006في العام % 7.4التجارة العالمية من

:وأهم مصادر هذا التراجع هي

أن التراجع في أسعار البضائع يلحق أضرارا ) Coonan, 2009(يرى :التراجع في أسعار البضائع •عدد كبير من الدول التي تعد من المصدرين الرئيسين للبضائع، وقد توقع جوهرية بعوائد الصادرات ل

هذا التقدير ال ( 2009في العام % 19البنك الدولي أن تتراجع أسعار بعض البضائع المصدرة بحوالي ). يشمل منتجات النفط والطاقة

أسعار البضائع في إلى أن هناك عددا كبيرا من الدول التي تعتمد على) Macartney, 2009(ويشير

تدعيم عوائد صادراتها تقع في أفريقيا، وخالل السنوات السبع الماضية فإن أسعار الكثير من الضائع

المصدرة قد ارتفعت ارتفاعا ملحوظا وساهمت بشكل جوهري في تحقيق معدالت نمو جيدة في تلك

، والبالتين Copperوالنحاس Nickelالنفط، والنيكل : الدول، ومن األمثلة على هذه السلع والبضائع

Platinum وقد 2009لكن ما حدث هو أن أسعار البضائع بدأت بالتراجع منذ شهر أيلول . وغيرها ،

، وقد اتجهت أسعار 2008خالل النصف الثاني من العام % 70تراجع سعر برميل النفط بأكثر من

من الحاالت الواضحة التي تظهر تأثر و. البضائع والسلع األخرى بنفس االتجاه من التراجع واالنحدار

وهو مصدر South Africaالدول بانخفاض أسعار البضائع المصدرة هي حالة دولة جنوب إفريقيا

لمجموعة البالتين، وعندما تراجعت أسعار هذه المجموعة فإن األمر قد Major Exporterرئيس

عجز في هذا الميزان، وأدى إلى انعكس بصورة جوهرية على ميزان المدفوعات وأدى إلى إحداث

، Currency Valueضغوط كبيرة على الحسابات التجارية للدولة، وأدى إلى تخفيض في قيمة العملة

في مقابل الدوالر % 40بحوالي ) وحدة العملة في دولة جنوب أفريقيا( Randحيث تراجعت قيمة الرند

. األميركي

على أن الشركات العاملة في المناجم الخاصة بمجموعة ) Te Velde, 2009(من جانب آخر، فقد أكد

عامل، وأشار 10,000البالتين قد أعلنت عن تقليص في طواقم عامليها، وقد شمل هذا التقليص حوالي

.إلى تراجع أو توقف في االستثمارات األجنبية في صناعة المناجم في دولة جنوب أفريقيا

Page 42: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إن تأثيرات األزمة المالية العالمية ال تقتصر على :ر من السلعتراجع طلب الدول المتقدمة على الكثي •الواليات المتحدة (اقتصاديات الدول النامية بل إن حالة الكساد التي تتفاقم في دول مجموعة الثماني

قد امتدت تأثيراتها على هذه الدول وغيرها ) وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابانإلى تراجع الطلب على صادراتها، أي أن األمر لم يقتصر على تراجع صادرات الدول النامية إلى وأدت

إلى أن هناك حصة جوهرية من واردات ) Coonan, 2009(ويشير . أسواق هذه الدول الصناعيةImports الواليات المتحدة األميركية تأتي من الدول النامية، وهذه الواردات تشمل السلع وتشمل

الذي يقوم بتصدير خدمات (الخدمات أيضا، وعلى سبيل المثال فإن مؤشرات قطاع البرمجيات في الهند بدأت تسجل تراجعا ) تكنولوجيا المعلومات إلى الواليات المتحدة األميركية وإلى الدول المتقدمة األخرى

.في النمو

ن أحد المصادر أ )McClatchy, 2009(يرى : Tourism Demandالتراجع في الطلب السياحي •، ومنذ Tourismالمهمة األخرى لتحقيق إيرادات وعوائد العملة الصعبة في الدول النامية هي السياحة

قد تراجع بصورة حادة على ) خصوصا عبر الخطوط الجوية(فإن عدد المسافرين 2008أيلول عام . مستوى العالم

من أن جزءا مهما من هذا التراجع يعود إلى إلى أنه على الرغم ) Douglas, Hanks (2009(ويشير

، فإن األمر يتضمن انخفاضا واضحا Business Purposesانخفاض حاالت السفر ألغراض األعمال

الكمالية والترفيهية، وكذلك عفي مستوى الطلب السياحي، كما أن األفراد قد خفضوا من إنفاقهم على السل

ثانية أخرى في دول ) بيوت(غراض الحصول على منازل انخفض الطلب على قروض الرهن العقاري إل

لقضاء اإلجازات في هذه المنازل، إضافة إلى صعوبة الحصول على هذا النوع من ) غير دولهم(أخرى

التي (، وتشير اإلحصاءات إلى أن هناك الكثير من الجزر الصغيرة Second Mortgageالقروض

.عا كبيرا في الحجوزات على فنادقهاقد سجلت تراج) تعتمد على مدخوالت السياحة

:تراجع التدفقات المالية إلى الدول النامية: ثالثا

(يؤكد Lin, 2008 على أن الدول النامية تتطلب دخول التدفقات المالية ) Financial Inflows من بقية نمية في هذه الدول، دول العالم إليها وذلك حتى تساهم في تسهيل وتسريع النمو االقتصادي والتجارة والت

(ويرى Pounder, 2009 : أن هذه التدفقات المالية تتضمن)

.Official Development Assistance ODFمساعدات التنمية الرسمية •

Page 43: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

).في صورة محافظ استثمارية أو في صورة استثمار أجنبي مباشر(التدفقات االستثمارية •

.Trade Creditsاالعتمادات التجارية •

.Remittancesالمالية من الخارج الحواالت •

إن جميع العناصر المذكورة تقلصت بصورة جوهرية في ظل األزمة المالية العالمية الحالية، وأدت إلى (وقد أشار .انعكاسات سلبية على اقتصاديات الدول النامية Cowen, 2009 إلى أن التقديرات تشير إلى أن )

Financial Resourcesالتراجع في المصادر المالية قد بلغ حوالي 2008للدول النامية في أواخر العام .دوالر مليار 400دوالر، وهناك تقديرات أخرى تشير إلى أن هذا المبلغ قد وصل إلى حوالي مليار 300

ODAوفيما يتعلق بمساعدات التنمية الرسمية فإن هذه المساعدات لم تصل يوما ما إلى المستوى المأمول، تم اتفاق وإجماع في مونتيري 2002ك فإنه تم في العام ولتوضيح ذل Monterrey بين الدول المتقدمة

بخصوص االلتزام بالتنمية، ووفقا لهذا االتفاق واإلجماع فإن كل دولة من هذه الدول المتقدمة ألزمت نفسها من ناتجها القومي اإلجمالي % 0.7بأن تقدم على األقل GNP ، وفي المؤتمر الدولي كمساعدات للدول النامية

بخصوص 2002في الدوحة لمتابعة ومراجعة تنفيذ ما تم االتفاق عليه عام ( 2008للمتابعة الذي عقد عام فقد اتضح أن قلة صغيرة من الدول المتقدمة التزمت بتنفيذ تعهداتها التي ) تمويل التنمية في الدول النامية

على األقل من ناتجها القومي اإلجمالي لتمويل التنمية في % 0.7تقديم ( 2002قطعتها على نفسها في العام تمويل التنمية فإن أغلب الدول المتقدمة أعادت إلزام نفسها الخاص بوبعد إعالن الدوحة ). الدول النامية

باإلبقاء والمحافظة على تعهداتها السابقة بالمساعدة في تمويل التنمية في الدول النامية، والعمل على تسريع .لك قدر المستطاعذ

بتقديم التزاماتها ) 2008-2002(وجدال، إذا تم االفتراض أن الدول المتقدمة قد التزمت خالل المدة المذكورة وتعهداتها المذكورة كمساهمة ومساعدة في التنمية فإن االنخفاض في الناتج القومي اإلجمالي سيؤثر سلبا على

يجب عدم إغفال التأثيرات التي تنجم عن االنخفاض في قيمة العملة القيمة الحقيقية لمساعدات التنمية، كما Currency Depreciation.

(ويرى Lin, 2008 أنه على الرغم من التوقعات التي تشير إلى أن المساعدات الكلية لتمويل التنمية في ) يل التنمية هو حجم الدول النامية سوف تتراجع، غير أنه يمكن تجنب هذا األمر، حيث أن حجم مساعدات تمو

محدود جدا قياسا باألموال التي يجري إنفاقها إلنقاذ النظام المالي في الواليات المتحدة األميركية وإخراجه من . أزمته الحالية، كما أن هناك دوال مانحة جديدة قد ظهرت مثل الهند والصين

(ويشير Markowitz, 2009 وكذلك إلى (الخاص إلى الدول النامية إلى أن التدفقات االستثمارية من القطاع ) سوف تتراجع بسبب أن المستثمرين يتجهون إلى تحريك استثماراتهم إلى األسواق ) االقتصاديات الناشئة

Page 44: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

، وهذا التراجع في التدفقات االستثمارية الخاصة يتضمن المحافظ Safer Havensوالمالذات األكثر أمانا المباشرة االستثمارية واالستثمارات األجنبية FDI (يؤكد و . Meltzer, 2009 أن نقص تدفقات المحافظ )

االستثمارية سوف يؤثر في إمكانية حصول حكومات الدول النامية على بعض الديون من مؤسسات القطاع وكالهما (من جانب آخر، فإن تكاليف السندات الحكومية والديون التجارية . الخاص المستثمرة في هذه الدول

.قد ارتفعت بصورة حادة وكبيرة) لتمويل حكومات الدول الناميةمصادر مهمة

إلى أن انخفاض أسعار البضائع في أجزاء كثيرة من أفريقيا أدى إلى ) Harsch, Ernest (2009(ويشير

تعظيم وتعزيز التراجع في االستثمار األجنبي المباشر، علما أن أغلب االستثمار األجنبي المباشر في معظم

في تلك القارة ، وفي ظل ارتفاع أسعار هذه الموارد فإن Resourceريقيا تجلبه وتحفزه الموارد اء أفزأج

.حوافز استقطاب االستثمار األجنبي المباشر تتضاءل وتصبح غير قادرة على استدراج هذا االستثمار

Remittancesإن التحويالت الخارجية ل النامية، ويؤكد هي أحد مصادر تدفق األموال من الخارج إلى الدو )Markowitz, 2009 ذات األعداد الكبيرة من المهاجرين (على أن المؤشرات المسجلة في الدول النامية )

تشير إلى تراجع واضح وكبير في هذه التحويالت الخارجية ) العاملين في الخارج ويحولون األموال إلى دولهمك العاملين في الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي من هؤالء المهاجرين العاملين في الخارج خصوصا أولئ

الناتج القومي اإلجمالي من% 10مع العلم أن تحويالت هؤالء المهاجرين العاملين تشكل ما يزيد عن (GNP (.

(ويؤكد Simkovic, 2009 على ان التحويالت الخارجية من أبناء الدول النامية العاملين في الخارج قد ) وصارت واحدة من أهم 2008خالل السنوات األخيرة التي سبقت األزمة المالية العالمية تنامت وتزايدت

دوالر، وهذا مليار 240مبلغ 2007التدفقات المالية إلى الدول النامية، وهذه التحويالت تجاوزت في العام .2007المبلغ يتجاوز بمرتين حجم المساعدات التي تدفقت إلى هذه الدول في العام

:قترحاتم

: التركيز على ما يأتي 2008تتطلب األزمة المالية العالمية التي تفجرت عام

تحسين وتطوير فاعلية الرقابة المالية وغير المالية على المؤسسات المالية، وأن يجري تنفيذ ذلك من • .ات الماليةخالل هيئات رقابية عالمية مستقلة تعمل بشفافية كاملة وتمتلك صالحيات المساءلة للمؤسس

Page 45: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إحداث إصالحات حقيقية في آليات العمل المتبعة والمعتمدة في مؤسسات البنك الدولي وصندوق النقد •الدولي، وأن تكفل هذه اإلصالحات منع هيمنة وسيطرة أية دولة أو مجموعة دول على هذه المؤسسات

.الدولية

.وضع برامج تكفل إدارة فاعلة وكفؤة للسيولة على مستوى العالم •

العمل على إعادة الثقة في األسواق ألن انعدام الثقة يشارك بصورة جوهرية في تعميق حدة األزمة المالية • .العالمية

التدخل المحدود والمدروس للمصارف المركزية والحكومات في السوق من أجل اإلنقاذ وعدم السماح •كافية لألجهزة المصرفية على مستوى باستمرار تعميق وترسيخ األزمة، ومن أجل ضمان توفير السيولة ال

.العالم ككل

إعادة تقييم النظام النقدي الدولي المعتمد حاليا وبناء نظام نقدي دولي جديد يكفل لكل دولة الحريات •السياسية واالقتصادية التي تتيح لها اختيار ربط عملتها بسلة عمالت يجري االتفاق عالميا على تركيبتها،

. عادة النظر في االعتماد على الدوالر األميركي كما هو سائد حالياوهذا األمر يتطلب إ

المراجع

• Coonan, Clifford (2009), Global financial crisis hits Chinese exports, Irish Times, Dublin: Jan 14.

• Cowen, Tyler (2009), "A Simple Theory of the Financial Crisis; or, Why Fischer Black Still Matters",

Financial Analysts Journal,. Vol. 65, No. 3; pp.17-22.

• Douglas, Hanks (2009), "South Florida hotels see no bottom in tourism decline", Tribune Business

News, Washington: Apr 9.

• Dowd, Kevin (2009), "Moral Hazard and the Financial Crisis", Cato Journal of Fixed Income, Vol.

18, No. 4, pp. 39-52.

• Harsch, Ernest (2009), "Africa Braces For Global Shockwaves", Africa Renewal, Vol. 22, No. 4, pp.4-

16

• Hawes, Michael (2009), "The financial crisis, the economy, the election, and the new president: A

view from north of the border", International Journal, Vol. 64, No. 1; pp.105-115.

• Herrmann, Donald, Sompong Pornupatham, and Thanyaluk Vichitsarawong (2008), "The Impact of

the Asian Financial Crisis on Auditors' Conservatism", Journal of International Accounting

Research, Vol. 7, No. 2; pp.4364.

• Horton, Richard (2009), "The global financial crisis: an acute threat to health", The Lancet, Vol.

373, No. 9661; pp. 355-360.

• James, Harold (2009), "The Making of a Mess: Who Broke Global Finance, and

Who Should Pay for it??", Foreign Affairs, Vol. 12, No. 7.

• Lim, Kian-Ping (2008), "Sectoral efficiency of the Malaysian stock market and the Impact of the

Asian financial crisis", Studies in Economics and Finance, Vol. 25, No. 3; pp.196-202.

• Lin, James (2008), "The Impact of the Financial Crisis on Developing Countries", Multinational

Monitor, Vol. 29, No.3, pp.52-67.

Page 46: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

• Liu, Rui, and Joseph Rizzi (2008), "Present Financial Crisis and Human Greed: Some Musings",

Business Renaissance Quarterly, Vol. 3, No. 3; pp.145-152.

• Macartney, Jane (2009), "EU suffers record trade deficit as financial crisis curtails exports", Belfast

Telegraph. Feb 18.

• Markowitz, Harry (2009) "Proposals Concerning the Current Financial Crisis", Financial Analysts

Journal, Vol. 65, No.1, pp.25-37.

• McClatchy , Spolar (2009), "Europe feels U.S. financial crisis in absence of tourism: Countries feeling

the impact of fewer American visitors",

Tribune Business News, Washington: Jan 25.

• Meltzer, Allan (2009), "Reflections on the Financial Crisis", Cato Journal, Vol. 29, No. 1, pp. 25-30.

• Monaghan, Angela (2009), "Study sees Germany hit particularly hard by financial crisis due to

exports", BBC Monitoring European, London: Feb 27.

• Mun, Kyung-Chun (2008), "Effects of Exchange Rate Fluctuations on Equity Market Volatility and

Correlations: Evidence from the Asian Financial Crisis", Quarterly Journal of Finance and

Accounting, Vol. 47, No. 3; pp.77-103.

• Musil, Thomas (2009), "Financial Shock: A 360 Degree Look at the Subprime Mortgage Implosion

and How to Avoid the Next Financial Crisis", Journal of Real Estate Literature. Vol. 17, No. 1;

pp.127-133.

• Nan-Kuang Chen, and Hung-Jen Wang (2008), "Identifying the Demand and Supply Effects of

Financial Crises on Bank Credit--Evidence from Taiwan", Southern Economic Journal, Vol. 75, No.

1; pp.26-50.

• Nguyen, Eric (2008), "Parents in Financial Crisis: Fighting to Keep the Family Home", The

American Bankruptcy Law Journal, Vol. 82, No. 2; pp. 229-252.

• Park, Jae-Ha, and Sangche Lee (2009), "Global Financial Crisis: Background, Prospects, and Its

Impacts on Korea", Seoul Journal of Economics, Vol. 22, No. 1; pp. 77-95.

• Partnoy, Frank (2009), "Historical Perspectives on the Financial Crisis: Ivar

Kreuger, the Credit-Rating Agencies, and Two Theories about the Function,

and Dysfunction, of Markets", Yale Journal on Regulation, Vol. 26, No. 2;

pp.431-444.

• Pauly, Louis (2008), "Financial Crisis Management in Europe and Beyond", Contributions to

Political Economy, Vol. 27, No. 1; pp.73-90.

• Pounder, Bruce (2009), "Financial Instruments and the Financial Crisis", Strategic Finance, Vol. 90,

No. 10; pp. 19-26.

• Richard, Cooper (2009), "The Subprime Solution: How Today's Global Financial Crisis Happened,

and What to Do About It", Foreign Affairs, Vol. 88, No. 2; pp.143-149.

• Rizzi, Joseph (2008), "Behavioral Basis of the Financial Crisis", Journal of Applied Finance, Vol. 18,

No. 2; pp.84-97.

• Shore, Barry, Sharm Manwani (2009), "The Financial Crisis on Wall Street: Complexity, Stability,

and Information Technology", Journal of Global Information Technology Management, Vol. 12, No.

1; pp. 4-9.

• Simkovic, Michael (2009), "Secret Liens and the Financial Crisis of 2008", The American

Bankruptcy Law Journal, Vol. 83, No. 2; pp.253-296.

• Sinnakkannu, Jothee, and Annuar Nassir (2008), "Revisiting the Causes of the East Asian Financial

Crisis: Was it predictable?", International Journal of Economic Perspectives, Vol. 2, No. 2; pp.78-

94.

• Takeuchi, Takeshi, and Takashi Nakamichi (2008), Financial Crisis & Repair: G-7 warns of volatile

yen; Currency's rise may hurt Japan's exports amid recession fears, Wall Street Journal (Europe),

Brussels: Oct 28, 2008.

Page 47: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

• Taylor, John. (2009), "The Financial Crisis and the Policy Response: An Empirical Analysis of What

Went Wrong", Working Paper, Cambridge, Ma: National Bureau of Economic Research.

• Trussel, John, and Laura Rose (2009), "Fair Value Accounting and the Current Financial Crisis", The

CPA Journal, Vol. 79, No. 6; pp.26-31.

• Tsuo, Kurt (2009), "The European Single Market after the Financial Crisis", Harvard International

Review, Vol. 31, No. 1; pp.32-42.

• Turbide, Johanne, Claude Laurin, Laurent Lapierre, and Raymond Morissette (2008), "Financial

Crises in the Arts Sector: Is Governance the Illness or the Cure?", International Journal of Arts

Management, Vol. 10, No. 2; pp.4-15.

• Uludag, Ilhan (2008), "The Restructuring of the Banking Sector in Turkey After the Last Financial

Crisis and Its Cost", Journal of American Academy of Business, Vol. 14, No. 1; pp. 63-71.

• Uludag, Ilhan, and Pauly, Louis (2008), "The background to the 2007 financial crisis",

"International Economics and Economic Policy", Vol. 4, No. 4; pp.331-347.

• Xiong, Qiyue, and Rui Liu (2009), "The Potential Risk and Investment Analysis of China's

Automobile Industry in the Context of Financial Crisis", Management Science and Engineering,

Vol. 3, No. 1; pp.51-60.

• Cowen, Tyler (2009), "Survival lessons for developing nations; The importance of family ties in a

financial crisis", Financial Analysts Journal, Vol. 65, No. 3; pp. 27-38.

دور األبعاد السلوكية إلدارات الوحدات االقتصادية في القياس واإلفصاح المحاسبي في حدوث األزمات

دراسة نظرية: المالية

*محمد عبد اهللا المومني. د

الملخص

األبعاد السلوكية إلدارات الوحدات االقتصادية في القياس واإلفصاح دور تهدف هذه الدراسة الى معرفة

ولتحقيق هدف الدراسة . 2008الذي واجه اإلقتصاد العالمي في خريف ث األزمات الماليةالمحاسبي في حدو

تم أستخدام المنهج األستنباطي والمنهج التحليلي عند أستعراض األدبيات المختلفة التي عالجت هذا الموضوع

ة العالمية واالبعاد السلوكية وتناولت الدراسة اسباب االزمة المالي. باإلضافة الى مظاهر األزمة المالية الراهنة

لتدخل ادارات الوحدات االقتصادية في عمليات القياس واالفصاح المحاسبي بما يحقق مصالحها الخاصة على

حساب مصالح أطراف أخرى من المجتمع المالي ضمن إطار العقود الناظمة لعملها، وكذلك بيان مسؤولية

وخلصت الدراسة الى أن تدخل االدارة في عمليات القياس . المدقق الخارجي في كشف غش وتالعب اإلدارة

ه نتيجة الممارسات المحاسبية المتحيزة من نواالفصاح المحاسبي لها دور في االزمة المالية العالمية الراه

* W]ShOداریlم اQ`YTد واHoLpqا O]`آ- Tاsردtا OYJHuO]- )ردنtا(.

Page 48: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وأن ثمة قصور في المعايير المحاسبية المطبقة ،ولديها عجز في حوكمة الشركات لضبط سلوك . قبلها

. اإلدارة

.، األزمة المالية، االبعاد السلوكية لالدارة، تالعب االدارة، دوافع االدارة، اساليب االدارة:فتاحيهكلمات م

Abstract

This study investigates the role of behavioral dimensions of corporate

management on transactions of accounting measurement and disclosure that

cause financial crises which affected the financial market all over the world in

autumn 2008. To achieve this objective, the research used deductive and

analytical approaches, through financial press and publications regarding

behavioral dimensions of corporate management on transactions of accounting

measurement and disclosure related to this crisis. The research concentrates on

causes of crisis and self motives and intervention approaches that used in

measurement and disclosure. The result indicates that there is a shortage on

accounting standards and corporate governance. So, they note that the positive

approach is dominant and it has an important role in the financial crises as a

result of biased accounting practices by management. The research suggests

some related recommendations.

:مقدمة

أزمة مالية عالمية بدأت في الواليات المتحدة األمريكية وانتقلت عدواه إلى م 2008في خريف شهد العالم

مما أدى إلى نشؤ أزمة األسواق المالية لمختلف دول العالم نتيجة تزايد عولمة التجارة واألعمال واألسواق،

وتحملت خسائر مالية كات جزءا كبيرا من أسهمهامالية عالمية انعكست على األسواق المالية، إذ فقدت الشر

عالية وارتفاع مستمر لمؤشرات البطالة والتضخم والفقر وضياع حقوق أصحاب المصالح وخاصة

المستثمرين الحاليين، وفقدان الثقة في المعلومات المحاسبية التي تتضمنها التقارير والقوائم المالية للوحدات

التي تعرضت ،المالية الحالية امتداد النهيارات مالية حدثت خالل السنوات الماضيةاالقتصادية، وتعد األزمة

Page 49: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

في والواليات المتحدة األمريكية وحدثت دول شرق آسيا وأمريكا الالتينية وروسيالها العديد من اقتصاديات

ورلد Enronومثال ذلك ما حدث في شركة انرون كبرى الشركات العالمية وخاصة في الدول المتقدمة

، وما تبعها من حاالت افالس وانهيار فقدت ....وشركة هلث ساوث Harkinوهاركن World comكوم

وقد يعزى .معظم الشركات ثقة غالبية المجتمع واقترن الشك بإداراتها من حيث الكفاءة والنزاهة واالداء

ارسات المحاسبية المتحيزة من محاسبيا لتدخل اإلدارة في عمليات القياس واألفصاح المحاسبي، وتعد المم

جانب اإلدارة المسؤول األول عن نقص الشفافية واالفصاح وعدم االهتمام بتطبيق المبادئ المحاسبية المالئمة

.واظهار بيانات ومعلومات ال تعبر عن حقيقة االوضاع المالية للمشروعات االقتصادية

للمعلومات المحاسبية لمستخديمها من االطراف ذات تعد القوائم المالية المنشورة المصدر االساسي والمهم

،لتساعدهم في اتخاذ قراراتهم االستثمارية ....العالقة في الوحدة االقتصادية كالمستثمرين والمقرضين والدائنين

والتمويلية االقتصادية الرشيدة ،فالقوائم المالية تعد وفق مبادئ متعارف عليها ومقبولة قبوال عاما في كيفية

جيل الموجودات والمطلوبات واي التغيرات التي يجب ان تسجل؟ ومتى يجب ان تسجل؟واي المعلومات تس

التي يجب االفصاح عنها؟ واي القوائم المالية التي يجب اعدادها؟، فالقوائم المالية تحتوي على معلومات كمية

عتبر الجهة المسؤولة عن مختارة اساسية والتي يعبر عنها بوحدات نقدية، فهي تصدر عن االدارة، وت

.محتوياتها فهي تختار الطرائق والسياسات المحاسبية، وتجميع البيانات المحاسبية واعداد القوائم المالية

االدب المحاسبي اهتماما في القوائم المالية من حيث المحتوى واالفصاح المالي بهدف تقديم معلومات اهتم

مكانية االعتماد عليها في اتخاذ القرارات، وكذلك اهتم في االبعاد محاسبية ضرورية تتمتع بصفات نوعية ال

السلوكية لتدخل االدارة المقصود وغير المقصود في عمليات القياس واالفصاح المالي من خالل اتخاذها

لية، للعديد من االجراءات المحاسبية التي من شأنها التأثير على دقة وجودة المعلومات المعلنة في التقارير الما

مما يؤدي الى تضليل مستخديمها، ويكون تدخل االدارة على حساب صدق التعبير عن النتائج واالحداث

أن تدخل اإلدارة في عمليات القياس واالفصاح المحاسبي يؤدي الى التالعب . الفعلية التي حدثت في الشركة

سة لها من فضائح مالية وتسبب في محتوى التقارير المالية ادى الى نتائج وخيمة على الشركات الممار

لذلك من . بانهيارها وخروجها من السوق وكذلك باللحاق خسائر كبيرة لكل من المستثمرين والمقرضين

الضروري متابعة التقارير والبيانات المالية وتحليلها بشكل مستمر من جانب مستخدميها لتقييمها والتنبؤ

.معلومات المعلنة وإمكانية االعتماد عليها في اتخاذ القراراتبممارسات االدارة المحتملة ولتحديد جودة ال

Page 50: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وعناصرها الدراسة مشكلة

د من يعدالانهيار إن االبعاد السلوكية لإلدارة في عمليات القياس المحاسبي واإلفصاح المالي قد تؤدي إلى

ي جودة ندت نة مما يؤثر علىاالرقام المحاسبية المحتواة في القوائم المالية المعلالشركات بسبب التضليل في

مصداقية البيانات المالية بانخفاض ثقة المستثمرين مالمعلومات المحاسبية في البيانات المالية، ومن ث

الضروري إخفاء حقائق وأرقام كان من نتيجة، يةسواق المالاألاالستثمار في علىسلبا يؤثروشفافيتها، مما

الطرائق المحاسبية التي استخدمتها االدارة لمعالجة االرقام المسجلة في ومعرفة للجمهور االطالع عليها

تحقيق أهداف محددة خاصة بها، ومثل هذا حسابات الشركات، إن تالعب اإلدارة بعمليات القياس يهدف إلى

في بعض الحاالت إلى يصل المالية وقد في األسواق كثير من الشركات إلى اهتزاز وضعالسلوك قد يؤدي

من خالل االجابة على ويمكن تلخيص مشكلة الدراسة. خروجها من ساحة المنافسةوعالن إفالسها إ

:التساؤالت االتية

ما هو دور السلوكي لتدخل اإلدارة في عمليات القياس واالفصاح المحاسبي في حدوث االزمات المالية؟ - 1

واإلفصاح المحاسبي لتجنب حدوث ماهي االجراءات المطلوبة للحد من تدخل اإلدارة في عمليات القياس - 2 األزمات المالية؟

ما مسؤولية مدققي الحسابات لكشف غش وتالعب اإلدارة في عمليات القياس واإلفصاح المحاسبي - 3 لتجنب حدوث األزمات المالية؟

أهداف الدراسة

:تسعى هذه الدراسة الى تحقيق االهداف االتية

.2008لية العالمية التعرف على العوامل المسببة لإلزمة الما - 1

.تدخل اإلدارة في عمليات القياس واإلفصاح المحاسبيأساليب علىالتعرف - 2

.اإلدارة لتدخل في عمليات القياس واإلفصاح المحاسبيدوافع علىالتعرف - 3

التعرف على مسؤولية مدققي الحسابات في كشف غش وتالعب اإلدارة في عمليات القياس واإلفصاح - 4 .المحاسبي

:الدراسةأهمية

Page 51: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

بعد تزايد الفضائح واالنهيارات المالية وافالس العديد من الشركات الكبرى، وتعاظم الخسائر التي تكبدها

المستثمرون وحاالت االرباك في االسواق المالية العالمية بسب انخفاض اسعار االسهم المتسارع نتيجة عولمة

شارت الصحافة المالية الى العديد من االسباب التي االسواق المالية وحركة رؤوس االموال بين الدول، قد أ

تقف وراء هذا اإلعصار المالي، كغياب الشفافية والوضوح والتغاضي عن االخطاء، وتضخيم االنجازات

وتقديم أرقام وهمية عن ارباح خيالية ساهمت في رفع اسعار اسهم تلك الشركات في االسواق المالية دون

تواطؤ شركات المحاسبة والتدقيق مع مسؤلي هذه الشركات، وتوسع دائرة الفساد مبررات اقتصادية فعلية، و

لذلك جاءت هذه الدراسة لتبين . بين المسئولين الكبار في هذه الشركات وتقديم الرشاوي لمسئولين حكومين

األسواق إدارات الوحدات االقتصادية في حدوث االزمات المالية، وماهية اإلجراءات األزمة الستعادة دور

،وذلك من خالل التركيز على االقتصادية تالمالية نشاطها وتعزيز ثقة األطراف ذات العالقة بالوحدا

لما تحملة من تأثير على مختلف الجهات المستخدمة ممارسات إدارات الشركات لعمليات القياس واالفصاح

دعم االقتصاد وتنشط الحركة التجارية فالشركات وجدت لكي تساهم في التنمية وت. لمعلومات القوائم المالية

وتساهم في تحقيق الرفاة واالستقراراالقتصادي واالجتماعي الفراد المجتمع، لكن ما يشهده العالم في الوقت

التي بدورها تسببت بحدوث الحاضر من أزمة مالية عالمية ادت الى انهيار العديد من الشركات العالمية

تمر لمؤشرات البطالة والتضخم والفقر وضياع حقوق اصحاب المصالح خسائر مالية عالية وارتفاع مس

وخاصة المستثمريين، وفقدان الثقة في المعلومات المحاسبية التي تتضمنها التقارير والقوائم المالية للوحدات

في االقتصادية، وقد عزي ذلك الى الفساد االداري والمحاسبي وافتقار إدارات الشركات الممارسات السليمة

الرقابة واإلشراف والى قصور في االفصاح والشفافية وعدم اظهار البيانات المالية الحقيقية التي تعبر عن

نتيجة ممارسات اإلدارة وتدخلها في عمليات االوضاع المالية لهذه الوحدات االقتصادية، ويعزى محاسبيا

.لمعالجة األرقام المسجلة في حسابات الشركاتالمحاسبيه والقوانين القواعد بمعارفهم القياس المحاسبي نتيجة

إن معرفة أساليب ودوافع اإلدارة وتعزيز دور المدققين في كشفها وبيان اإلجراءات التي تحد منها تشكل

و تأتي أهمية الدراسة بتناولها عامال مهما لتجنب حدوث وانهيارات وأزمات مالية في الوحدات االقتصادية،

. مة التي يركز عليها األدب المحاسبيإحدى المواضيع المه

منهجية الدراسة

Page 52: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ووصوال ألفضل النتائج لبيان دور الممارسات السلوكية إلدارات الوحدات االقتصادية الدراسةتحقيقا ألهداف

األزمات المالية وتأثيرها على األسواق المالية وعلى جودة المعلومات المحاسبية ولمعالجة مشكلة في حدوث

من خالل التفكير المنطقي والمقارنة للكشف عن الممارسات المحاسبية المطبقة في الوحدات الدراسة

:االقتصادية، فإن الباحث سوف يعتمد المناهج العلمية األتية

المنهج االستنباطي - 1

يعتمد المنهج االستنباطي على التفكير المنطقي اإلستنتاجي لمحاولة الربط بطريقة منطقية بين الجوانب

تلفة لممارسات السلوكية إلدارات الوحدات االقتصادية ونتائجها من خالل االطالع على بعض الكتابات المخ

.والدراسات السابقة التي تحدثت عنها للوصول الى اسنتاجات لمعالجة مشكلة الدراسة

المنهج التحليلي -2

ة بموضوع البحث للوقوف على النتائج سيتم استخدام المنهج التحليلي النظري لبيان إسهامات الدراسات المتعلق

.التي توصلت اليها، وكيفية االستفادة منها في التغلب على مشكلة البحث

خطة البحث

:ومعالجة مشكلة الدراسة، فقد تم تقسيم الدراسة الى المباحث االتية الدراسةلتحقيق أهداف

.العوامل المسببة لالزمة المالية العالمية: المبحث األول

. مفهوم االبعاد السلوكية للممارسات اإلدارية: ث الثانيالمبح

. اساليب تدخل االدارة في عمليات القياس المحاسبي: المبحث الثالث

.دوافع تدخل االدارة في عمليات القياس المحاسبي: المبحث الرابع

س واإلفصاح مدققي الحسابات في كشف غش وتالعب اإلدارة في عمليات القيامسؤولية : المبحث الخامس

.المحاسبي

.االستنتاجات والتوصيات:المبحث السادس

Page 53: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

2008 العوامل المسببة لإلعصار المالي: المبحث األول

لم يسبق للصحافة المالية بمختلف وسائلها أن اهتمت بأزمة مالية كاألزمة الراهنة، إذ أن هذه األزمة

منذ سنوات طويلة، وقد انخفضت قيمة أصول أدت إلى انخفاض مؤشرات األسواق المالية بنسب لم تشهده

الشركات المدرجة في األسواق المالية وحققت بيوت االستثمار خسائر هائلة، وتقدر الخسائر التي حققتها

أسواق الخليج العربي وحدها بخمسمائة مليار دوالر، وبدأ الناس في أمريكيا يشعرون بنقص في السيولة

لهلع بين المواطنين، مما حدا بالحكومة األمريكية إلى اللجوء إلى الوصفة الموجودة في األسواق، وانتشر ا

وكان المقترح في بداية .مليار دوالر لمساعدة الشركات المهددة باإلفالس 700النقدية المعتادة فقررت ضخ

األزمة شراء الديون المشكوك بتحصيلها وخاصة ما يتعلق بسندات الرهن العقاري التي كانت تعبر عن

األزمة االقتصادية الحقيقية وليس نتيجة سلوك المضاربين، إال أن الديمقراطيين عارضوا وجهة نظر الرئيس

بوش وقالوا أن هذا بمثابة مكافئة للبنوك المهددة باإلفالس وجعلها رابحة، لذا تحول الرأي إلى زيادة رؤوس

الشركات بدافع الحرص على عدم تدخل أموال المؤسسات المتعثرة، وشراء الحكومة ألسهم ممتازة في هذه

ودعت الحكومة األمريكية إلى اجتماع للدول السبع . بإدارة هذه الشركات عن طريق األسهم الناخبة العامة

الصناعية الكبار فتبنت هذه الدول الموقف األمريكي بضرورة الدعم، إال أن األوربيين قرروا شراء أسهم

.عادية وليست ممتازة

مة األمريكية إلى اجتماع لعشرين دولة من بينها المملكة العربية السعودية باإلضافة إلى بعض ثم دعت الحكو

، وقد جاء في البيان الختامي لمؤتمر العشرين ليؤكد على ......الدول األخرى كالبرازيل والهند والصين

مالية دون أن يقضي ذلك ضرورة الدعم المالي باإلضافة إلى المطالبة بوجود ضوابط رقابية على األسواق ال

بوش بمصطلح يإلى التدخل المباشر من الدولة في إدارة هذه األسواق وهذا ما عبر عنه الرئيس األمريك

). 2009المومني والقاضي، ".(إصالح العجالت دون استبدالها"

:لعل أهم عوامل اإلعصار المالي الراهن تكمن فيما يلي

. عولمة األسواق ) أ

.ارتفاع أسعار النفط ) ب

. نمو المضاربات واالتجار بالمشتقات ) ج

.الرهن العقاري ) د

Page 54: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

. عجز الموازنة األمريكية) هـ

. ضعف رقابة المصرف االحتياطي الفدرالي على البنوك األمريكية األخرى ) و

.االبعاد السلوكية للتدخل االدارة في عمليات القياس واالفصاح المحاسبي) ي

:واألتي عرض موجز لهذه العوامل

. ة األسواقالعولم ) أ

أدت المنافسة العالمية إلى تجاوز الحدود الجمركية والسياسية بين الدول بعد توسع نطاق السوق واتساع

العولمة لتغطي معظم أرجاء كوكبنا وتهافت كافة دول العالم على الدخول إلى المنظمة الدولية للتجارة إلى

اق العالم وما يعنيه ذلك من الحد من حرية زيادة نفوذ الشركات متعددة الجنسيات وسيطرتها على أسو

، وقدرة هذه الشركات المتعددة الجنسيات من رسم األسعار والتحكم باإلنتاج والتوزيع عبر أنحاء المنافسة

. العالم

وقد أدى ذلك إلى التأثير سلبا على المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعدم قدرتها على الصمود في وجه

ذا ما أدى بطبيعة الحال إلى تفتت شرائح من الطبقة الوسطى لتنظم إلى شريحة الفقراء الشركات العظمى، وه

. التي تتعاظم باستمرار على مستوى العالم كله

وبالرغم من أن غالبية هذه الشركات متعددة الجنسيات أمريكية الجنسية إال أن هدفها هو تعظيم األرباح دون

وهذا ما دفعها إلى نقل استثماراتها إلى آسيا حيث تنخفض أجور اليد التقيد باعتبارات وطنية أو سياسية،

العاملة ومعدالت الضرائب مما يؤدي إلى زيادة األرباح وقد أدى تمركز هذه الشركات في الصين الشعبية في

يكيين وهذا بدوره أدى إلى اعتماد المستهلكين األمر. العقدين الماضيين إلى تحقيق الصين أعلى معدالت للتنمية

على منتجات مصنوعة في الصين، وتزايد البطالة في أمريكا نفسها باإلضافة إلى تفشي الكساد في قطاعات

. اقتصادية عديدة

.ارتفاع أسعار النفط - ب

Page 55: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وقد عملت هذه الشركات على رفع أسعار النفط تدريجيا مما زاد من تكاليف المعيشة في كافة أنحاء العالم،

) الميثانول(إلى حدود تزيد على مئة دوالر للبرميل صارت صناعة الوقود الحي األسعار وصلتوحين

مبررة اقتصاديا، وهذا ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الحبوب وغيرها من المواد الغذائية مما هدد عشرات

لجأت الحكومة وقد. الماليين في العالم بالمجاعة، ورفع من معدالت الكساد التي يعيشها االقتصاد األمريكي

األمريكية إلى تطبيق النظرية االقتصادية النقدية، فاستدانت أمواال، أعادت ضخها إلى كافة دافعي الضرائب

لكل دافع ضرائب لمحاولة رفع الطلب في السوق المحلي وتالفي حلول الكساد، إال أن $ 800بمعدل

. األسبرين ال يؤدي إلى شفاء المريض بل يريحه مؤقتا

. المضاربة في المشتقات المالية -ج

من عقود مستقبلين أو آجلة أو ) Derivatives(اتسعت في السنين األخيرة المتاجرة بالمشتقات المالية

وبلغ حجم تجارة هذه . عليهاعموالت الارتفاع ومضاربة على أسعار صرف العمالت أو أسعار الفائدة

عي المتاح في العالم، مما أدى إلى رفع األسعار بشكل المشتقات أضعافا مضاعفة من حجم التداول السل

منع بقاء مثل هذه المضاربات خارج الميزانية، ) IAS39(متصاعد وبالرغم من أن المعيار المحاسبي الدولي

لكن ضخامة عمليات المشتقات وتنوعها وعدم تأثيرها في النقدية أو األصول أو االلتزامات األخرى جعل

. قبل مدققي الحسابات غاية في الصعوبةالرقابة عليها من

.الرهن العقاري -د

يلعب قطاع السكن دورا قياديا في النمو االقتصادي في كافة دول العالم، ويعد سوق السكن في الواليات

المتحدة سوقا مالية بكل ما للكلمة من معنى، إذ أن مجرد قيام الشركة ببيع المنزل أو الشقة إلى أي مواطن

النظر إلى دخله أو وظيفته تقوم برهن الشقة المباعة مقابل أدوات مالية يوقعها المشتري ويمكن بيعها إلى دون

المصارف بأسعار تختلف باختالف الظروف االقتصادية السائدة ومنها الطلب على السكن الذي يتأثر بحالة

ألجور، وانخفضت تكاليف المعيشة كلما التشغيل السائدة في المجتمع، فكلما قلت البطالة وارتفعت الرواتب وا

ارتفع سعر هذه الورقة المالية والعكس هو الصحيح، وقد أدى الكساد الذي واجه االقتصاد األمريكي في

السنوات الماضية إلى انخفاض الطلب على السكن وانخفاض سعر األدوات المالية الخاصة به، مما ألحق

Page 56: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

مارسان نشاط السكن في لواليات المتحدة، وقد أدى تفاقم أزمة الكساد الخسائر بالشركتين العمالقتين اللتين ت

الذي كان يتعامل ) Leman Brothers(إلى إفالس هاتين الشركتين، كما تم إفالس بنك ) م2008(عام

وقد أدى إفالس هذا البنك إلى تهديد مصارف أخرى اشترت منه أدوات . باألدوات الخاصة بالرهن العقاري

من غيره من البنوك المتعثرة، وهكذا عم اإلفالس وانخفضت مؤشرات األسواق المالية في وهم أمالية أو أس

وكان البد من اللجوء إلى النظرية النقدية مرة أخرى فتقرر ضخ . نيويورك ثم في دول العالم األخرى

بنوك المتعثرة، مليار دوالر تقدمها وزارة الخزانة إلنقاذ الموقف عن طريق شراء أسهم ممتازة في ال700

وفي شركتي البناء المفلستين لزيادة رأس المال مما يمكن من دوران عجلة االقتصاد من جديد، كما تبنت

الدول األوروبية كإنجلترا وبلجيكا نفس األسلوب لكن عن طريق شراء أسهم عامة بما يمكن الحكومة من

. التدخل في اتخاذ القرار

. عجز الموازنة األمريكية -هـ

دت الحروب التي خاضتها أمريكا في العراق وأفغانستان إلى تراكم العجز في الموازنة األمريكية عن طريق أ

اللجوء إلى االقتراض بسندات الخزينة وغيرها من الوسائل مما أدى إلى تفاقم األزمة االقتصادية التي تعيشها

. بصورة عامة االستثماريةوإضعاف الحوافز أمريكا عن طريق الحد من اإلنفاق العام داخل الواليات المتحدة

ضعف رقابة المصرف االحتياطي الفدرالي - و

من رقابة المصرف ) Leman Brothers(إن الحكومة األمريكية سبق أن أعفت مصرف ليمان براذرز

االحتياطي الفدرالي، بدعوى أهمية هذا المصرف من الجانب االستثماري وخاصة دعم قروض السكن، كما

لمصارف األمريكية ال تخضع لقواعد بازل الولية حرصا من الحكومة األمريكية على حرية العمل أن ا

.المصرفي وسريته

األبعاد السلوكية لتدخل اإلدارة في عمليات القياس واألفصاح المحاسبي: المبحث الثاني

نونية متنوعة ومتشابكة، يعتبر النظام المحاسبي نظاما مفتوحا يتعامل مع ظواهر اقتصادية وسياسية وقا

ويخضع النظام المحاسبي لمبادئ محاسبية مقبولة قبوال عاما لضبط وترشيد الممارسات المحاسبية العملية،

لذلك تخضع أسس القياس المحاسبي ألهم المؤثرات البيئية، بما في ذلك رغبات األطراف ذات العالقة بالوحدة

Page 57: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لدخل المحاسبي، فالوحدة االقتصادية تبادل المعلومات والمدخالت االقتصادية المؤثرة والمتأثرة بنتائج ا

إن التقارير . والمخرجات مع البيئة المحيطة بها، إذ يتوقف استمرارها على مدى التكيف والمواءمة معها

والقوائم المالية تمثل المصدر الرئيسي للمعلومات التي يعتمد عليها مستخدموها في اتخاذ قراراتهم، واألرقام

التي تتضمنها هي محصلة لعمليات قياس خضعت ألسس اتبعتها إدارة الوحدة االقتصادية باالعتراف

باإليرادات والمصروفات، وكذلك لنوع الطرائق المحاسبية المتبعة في القياس مثل طرائق احتساب اإلهتالك،

لمعالجات المحاسبية لكثير من إن المعايير المحاسبية قد سمحت بتعدد بدائل ا. الخ...وطرائق تسعير المخزون

األحداث بحيث تنسجم مع الظروف البيئية المحيطة بها، إال أن اإلدارة تستغل المرونة المتاحة لتحقيق ما

به من أهداف، مما يجعل عملية االختيار للطرائق والسياسات المحاسبية عملية تحكمية من قبلها، والتي بترغ

.دوافع المؤثرة على سلوكهاتعكس التأثير النهائي للعوامل وال

إن قرار االختيار بين البدائل المحاسبية يقوم أساسا على افتراض وجود عالقة سببيه بين خصائص الوحدة

االقتصادية واختيارها للطرائق المحاسبية طبقا لرغبة اإلدارة بتحقيق مكاسب خاصة لها وللوحدة االقتصادية،

لومات المنشورة في التقارير والقوائم المالية المستخدمة من قبل األطراف والذي من شأنه التأثير على دقة المع

ذات العالقة، لذلك تبرز الحاجة لترشيدهم وزيادة وعيهم بدالالت األرقام المحاسبية المنشورة، وتحسين قدرتهم

ي قديمة منذ نشأت أن تدخل االدارة لتأثير في البيانات المحاسبية ظاهرة ليست بالجديدة فه. على اتخاذ القرار

الثورة الصناعية، إذ كانت كل وحدة اقتصادية تختار ما يناسبها من المبادئ المحاسبية، إذ انحصرت االعمال

المحاسبية الممارسة بتلك الفترة من جانب المحاسبين لتحقيق اهداف االدارة، ونتيجة ظهور الشركات الكبيرة

ان البد من وجود نظام محاسبي يحضى بقبول عام يقلل وما صاحبها من عمليات اندماج بين الشركات ك

االخطاء المحاسبية ويحد من السرقات ولدية القدرة لبيان المركز المالي للوحدة االقتصادية ونتيجة أعمالها، لقد

تطورت اعمال الشركات وتوسعت وتعقدت عبر العقود الماضية، وواكبها ايضا تطورا في المبادئ والمعايير

لتستجيب لتلك التطورات، وفي كل مرحلة تمارس االدارة سلوك بأتباعها اساليب واجراءات متعددة المحاسبية

لتالعب باالرقام المحاسبية المحتواة في التقارير المالية لتحقيق اهداف خاصة بها، وقد ظهرت العديد من

القياس واالفصاح اتالمصطلحات في االدب المحاسبي التي تعبر عن سلوك االدارة في تدخلها في عملي

وهو تدخل مقصود من قبل (Income Smoothing)المالي ومن هذه المصطلحات مصطلح تجميل الدخل

لدخل المحقق على أنه هو الدخل ااإلدارة للحد من تذبذب الدخل والمحافظة على مستويات نموه بحيث يظهر

ظهرت العديد من المصطلحات ضيينوخالل العقدين الما، (Belkaoui, 2004, P.450) الطبيعي للشركة

Page 58: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

أخذ وقدموا خالل دراستهم و تحليلهم التي ترتبط بأوجه تدخل اإلدارة في عمليات القياس واإلفصاح المحاسبي

عرف المحاسبة ، إذ 1986في عام )Grifliths( جرفلثز لهذه الظاهرة العديد من التعريفات أبرزها ما قدمه

ت األعمال بهدف التقليل من ئااإلجراءات التي تمارسها منش" بأنها (Creative Accounting)االبداعية

ها بشكل هادئ، بطريقة خفية للتغطية على بأرباحها أو زيادتها، من خالل حساباتها التي تم تشكيلها والتالعب

,.Blake, et al)(وكذلك عرفها ). Griftiths, 1986,1(المخالفات والجرائم، واعتبرها عملية خداع كبرى

2000, PP: 136-137 ،أو للتالعب بأنها اختيار مدروس من جانب المحاسبين للسياسات المحاسبية

.Bolkaoui, 2004, p(بالعمليات بحيث تعطي انطباعا مفضال لها و لنتائجها، في حين بين بلخاوي

ياب عن النتائج المالية المعدة إن مصطلح المحاسبة اإلبداعية يستخدم عادة بالصحافة؛ ليبعد الشك واالرت) 59

من قبل المحاسب، بحيث تظهر بصورة أفضل مما تكون عليه أصال، أي إنها عملية تحويل األرقام المحاسبية

من وضعها الحقيقي إلى ما ترغب به اإلدارة باستخدام العديد من الوسائل الخادعة، ومصطلح الغش بالتقارير

(Fraudulent Reporting)قيام اإلدارة بشكل مقصود بتحريف األداء المالي للشركة نع ، الذي يعبر

على المبادئ المحاسبية على نحو ال تسمح به (Violation)بحيث يكون أثرة ماديا وذلك بالتعدي

(Weidman, 1999) . وبرز مصطلح إدارة األرباحEarnings) (Management ،فه سكوتإذ عر

)(Scott, 2003, P.369 فها أيضا . لمحاسبية لتحقيق أهداف محددةا مدير للسياساتأنه اختيار الوقد عر

على أنها تدخل اإلدارة المقصود في التقارير المالية Healy&Wahlen, 1999, P. 368)(هيلي وويلين

حول األداء االقتصادي للشركة، (Stakeholders)والعمليات من أجل تعديلها لتضليل بعض ذوي المصالح

تأثير على األطراف المتعاقدة مع الشركة، والتي تعتمد على المعلومات والبيانات المحاسبية أو من أجل ال

فقد بين بان مصطلح المحاسبة الخالقة يمثل ) 116 .ص، 1997مطر، (أما مطر .الواردة في هذه التقارير

في وبحيتها، أفي ر) غير حقيقي(اإلجراءات التي تلجا إليها اإلدارة سعيا وراء إحداث تحسين صوري

مركزها المالي وذلك عن طريق استغالل الثغرات المتواجدة في أساليب التدقيق الخارجي أو االستفادة من

تعدد البدائل المحاسبية مما يؤثر على نوعية األرقام التي تظهرها تلك القوائم سواء بالنسبة لألرباح أو بالنسبة

لوصف حاالت إظهار الدخل والموجودات هذه المفاهيمتخدم وتس. للمركز المالي مما يؤثر على مصداقيتها

إلى حدوث العديد من يؤدية، األمر الذي يت األعمال بصورة غير صادقة وغير حقيقئاوااللتزامات، لمنش

، وورلدكومEnron نرونإاالنهيارات والفضائح المالية في العديد من المنشئات االقتصادية الكبرى مثل

Worldcomوهاركن ، Harkin ومريل انديكوا ،Merill Endico وغيرها .

Page 59: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

يتضح مما سبق أن مصطلحات التالعب والغش في التقارير والمحاسبة اإلبداعية وإدارة األرباح تمثل التدخل

العمدي من قبل اإلدارة لتغيير مدلول البيانات المالية، وجعل النتائج خالفا لألصول والقواعد المحاسبية

تحقيق غايات معينة للشركة والتأثير على أدائها كتعظيم الحوافز اإلدارية، وتقليل المدفوعات المعتمدة، بهدف

الخ ..........الضريبية، أو تقليل تكاليف اإلقراض، أو زيادة أسعار األسهم في السوق لمالي

رة وتدخلها مما سبق وجود قواسم مشتركة في كافة المصطلحات والمفاهيم المعبرة عن ممارسات اإلدايتضح

:في عمليات القياس واالفصاح المحاسبي يمكن تلخيصها باالتي

تدخل مقصود من قبل شكلت كافة الممارسات السلوكية الممارسة من قبل إدارات الوحدات االقتصادية - 1 .في مهنة المحاسبة اإلدارة

وذلك غير حقيقية قيمإلى المحاسبية الحقيقية قيمالفي تغيير ينتج عنه تدخل اإلدارة في عمليات القياس - 2 .من خالل وجود ثغرات في المبادئ المحاسبية

إطار المبادئ والمعايير والقواعد المحاسبية المتعارف قد تكون قانونية إذا بقيت في اإلدارةممارسات - 3 . اإطار المبادئ والمعايير والقواعد المحاسبية المتعارف عليهوقد تكون غير قانونية إذا خرجت عن عليها،

قدرات مهنية محاسبية عالية تدخل إدارات الوحدات االقتصادية في عمليات القياس المحاسبي يعني لديها - 4 .قيم المحاسبية كا ترغب بها بالوقت الذي تريدمن التالعب بال اتمكنه

يعتبرتدخل اإلدارة في عمليات القياس إحدى السياسات غير المعلنة للتحكم في كمية ونوعية المعلومات - 5المعلنة في القوائم المالية، وبالتالي يؤثر سلبا على جودة المعلومات المحاسبية وفائدتها لغرض اتخاذ القرار

.من قبل االطراف ذات العالقة

. يؤدي تدخل اإلدارة إلى حدوث انهيارات وأزمات مالية - 6

أخالقي يستهدف تضليل يعد تدخل اإلدارة في عمليات القياس واإلفصاح المالي من قبل اإلدارة عمل غير - 7 .مستخدمي القوائم المالية

دوافع اإلدارة للتدخل بعمليات القياس واإلفصاح المحاسبي: المبحث الثالث

لقد اهتمت بحوث النظرية المحاسبية الوضعية بتحديد دوافع تدخل االدارة المقصود في عمليات القياس

المعلنة في القوائم المالية، بهدف تضليل االطراف ذات واالفصاح المحاسبي لتأثير على االرقام المحاسبية

Page 60: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لتحقيق اهداف خفية تعرفها االدارة والتي تتوقع ...) كالمستثمرين،والمقرضين، والدائنيين(العالقة في الشركة

لذلك تعد ممارسات االدارة في هذا الجانب احدى السياسات غير المعلنة لتحكم في . السلوك الممارس من قبلهم

(Watts and Zimmerman, 1978)وفي هذا السياق بين واتس وزيمرمان. ومات المحاسبية المعلنةالمعل

االدارة بأختيارها للطرائق المحاسبية البديلة، وذلك من أجل تعظيم منفعتها المتمثلة باألجور ) حوافز(دوافع

ا لبلورة النظرية االجابية بحيث وتعد دراسة واتس وزيمرمان ركنا اساسي. والمكافأت النقدية وتوزيعات االسهم

ربطت بين الممارسات المحاسبية وبين اهداف ممارسيها، اي من خالل تحليل العالقات المركبة والمتداخلة

سكوت . بين قرارات التقرير المحاسبي والعوامل االقتصادية المؤثرة على مصالح الجهات المعده للتقرير

(scott,2003.p.368) وواتس زيمرمان(Watts and Zimmerman, 1990) قد بين مدخلين لتفسير

مدخل المعلومات ومدخل التعاقدات : ممارسات االدارة في تدخلها في عمليات القياس واالفصاح المالي هما

وقد استخدم كال من المدخلين في ادبيات المحاسبية لشرح وتفسير سلوك االدارة، فمدخل التعاقدات ينظرالى

جموعة من العقود التي تحكم العالقة بين االطراف ذات المصلحة في الشركة كالعالقة بين الشركة على انها م

الخ هذه العالقة قائمة على عقود . .المالكين واالدارة، وعالقة االدارة مع العاملين والدائنين والمستثمرين

أ التعارض في رسمية وغير رسمية يعتمد تحديده على تقليل التعارض بين مصالح االطراف، حيث ينش

المصالح نتيجة رغبة كل طرف من االطراف ذات العالقة بتعظيم منفعتة الشخصية على حساب مصالح

يتبين أن مدخل التعاقدات يفسر سلوك االدارة اتجاه العالقات التعاقدية للتهرب من اإليفاء بالتزماتها . االخرين

. محتملة لالطراف االخرى ذات المصلحة في الشركةالتعاقدية ولتتجنب االثار السلبة المحتملة للقرارات ال

وتستخدم اإلدارة مدخل المعلومات الذي يفسر دور االدارة في توصيل المعلومات اعتمادا على توقعاتها لمستقبل الشركة، أي توفير معلومات أكثر مالءمة للمستخدمين القوائم المالية للتنبؤ باالرباح المستقبلية

دون االهتمام بتقديم صورة حقيقية عن عملياتها الحقيقية وألدائها الفعلي وبالتدفقات النقدية(Holthausen,1990) . ومن اهم ما قدمة المدخل االيجابي لبناء الفكر المحاسبي بأنه يفسر دور اإلدارة تجاه

بين وقد. بدائل القياس المحاسبية، وذلك من خالل تحليل التكاليف والمنافع الخاصة بإدارة المشروع(Athanasaken, et al, 2009) أن الشركات البريطانية تلجأ إلى التدخل بعمليات القياس واإلفصاح

أجرى وفي هذا السياق . وذلك من خالل تصنيفها للمصاريف نالمحاسبي للتأثير على توقعات المحللين الماليي Equity Incentives and Earnings: دراسة بعنوان (Cheng and Warfield, 2005) الباحثان

Management هدفت الى اختبار العالقة ما بين إدارة األرباح الممارسة من قبل ادارة الشركة وما بين دوافعالملكية للمديرين في المنشآت التي تكون لديها خطط حوافز أسهم للمديرين وعندما تكون أيضا لديهم ملكية

Page 61: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ةم دوافع ملكية عالية لتملك األسهم، ولديهم الرغبة المستقبليوافترضت الدراسة أن المديرين الذين لديه. متاحةبممارسة إدارة األرباح بهدف زيادة األرباح، مما يؤدي إلى رفع القيمة السوقية ألسهم نلبيعها، فإنهم يقومو

:وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية.الشركة

احها المعلنة مطابقة لتوقعات المحللين الماليين أو المنشآت التي لديها حوافز ملكية أسهم للمديرين، تكون أرب

.قريبة منها

مديري الشركات الذين لديهم حوافز ملكية أسهم عالية، الرغبة ببيع أسهمهم بعد مقابلة توقعات المحللين يكون ل

.الماليين

.مستقبلية لملكية أسهمالمديرين الذين لديهم حوافز ملكية أسهم في السنة الحالية، يكون لديهم الرغبة في دوافع

المنشآت التي لديها حوافز ملكية أسهم للمديرين، تسعى إلى زيادة أرباحها االعتيادية بصورة أكبر، مقارنة مع

.المنشآت التي ال يكون لديها خطط حوافز لإلدارة

ادافعلكلف السياسية تشكل اأن )Hang and Wang, 1998( وفي هذا السياق بين الباحثان هانق ووانق

والعب بأرباحها لتتجنب ردود الفعل عليها، و ينظر إلدارة األرباح كاستراتيجية تتبع من قبلها، وهتلل ةلإلدار

تسبب الغزو بارتفاع يث، ح1990النفط والغاز إبان غزو العراق للكويت عام ةعانص تاكما استخدمته شر

ألرباح لتلك الشركات، لكن أثبتت الدراسة بان إدارة دة ااقعات زيتومفاجئ بأسعار المنتجات النفطية، وكانت ال

الشركات استخدمت المستحقات االختيارية لتخفيض األرباح تجنبا للضغوطات والتدخالت عليها من قبل

ية وان سايلحكومات والتي قد تفرض عليها كلف إضافية، هذا اإلجراء جاء منسجما مع فرضية الكلف السا

.نفطية على المستهلكين قابله تخفيض بأرباح الشركاتلت االمنتجار ارتفاع أسعا

اهباحإدارة أرأن إدارة الشركات تسعى إلى اأثبتفقد ) Godfrey and Jones, 1999(أما جودفري وجونز

لمتل تخفيض الكلف السياسية التي من المحجن أم على الحفاظ على مستويات الدخل ومعدالت نموه لمعتو

م وسائل متعددة كاختيار الطرائق المحاسبية البديلة أو بتصنيف بنود اتخدسالل االتعرض لها، وذلك من خ

ل تكلفة، وتهدف من إدارة ققائمة الدخل، أو من خالل االعتراف بتوقيت العمليات، فاإلدارة تستخدم الوسيلة األ

على دفعا رتهألجور، وتظهر مقدا عأرباحها تجنب الضغوطات السياسية، والحد من مطالبات العاملين برف

.رهم من اجل المحافظة على معنوياتهمأجو

Page 62: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ةصاخو ةاسيطات السيصاح بالتقارير والقوائم المالية له دور فعال في الحد أو التخفيض من الضغوفإن اإل

المة س ىتدخل الحكومي والذي يهدف للمحافظة عللله رضي شركات الصناعات الكيماوية والتي تكون عف

ظ على البيئة المحيطة بالشركات، لذلك تتوسع هذه الشركات باإلفصاحات البيئية الحفات وشركاالالعاملين لدى

)Environmental Disclosure (يجية للشركة تراتساك وتسعى لتخفيضه احهابل تتالعب بأربوبالمقا

).(Patten and Trempeter, 2003 يةللتعامل مع الضغوطات السياس

بينوا أن من دوافع إدارة الشركة للتدخل في عمليات القياس هو تخفيض ) Field, et al., 2001( اما دراسة

دعان يحفز السلطات الضريبية لفرض قوأ ملحتالعبء الضريبي، إن ظهور مستويات الدخل المرتفعة من الم

بة على الشركات، مما يزيد المدفوعات الضريبية على الشركات، تمترلضرائب االمحاسبية جديدة الحتساب

ة عن ممر الذي يحفز إدارة الشركات المناورة بتخفيض الدخل للحد من زيادة المدفوعات الضريبية الناجاأل

إذ تستثمره بأنشطة ه،دإن الوفر الضريبي الذي تحققه الشركة نتيجة تخفيض الدخل ال ترغب أن تفق. ذلك

. تختار الطرائق والسياسات المحاسبية التي تحقق لها ذلكذلك الشركة، ل

تعتبر األسواق المالية من أهم األدوات المهمة في تنمية الموارد االقتصادية الوطنية، وذلك عن طريق جذب

المدخرات وتوجيهها نحو االستثمار، وتوفير التمويل الالزم للفعاليات االقتصادية، فهي توفر معلومات مالية

المعلومات تنعكس بأسعار األسهم المتداولة، وغير مالية عن الشركات التي يتم تداول أوراقها المالية، هذه

ر أسعار األسهم السوقية وعوائدها من العوامل المؤثرة في تفضيل اإلدارة للطرائق تعتبفإدارة الشركة

ر ممارسات اإلدارة بالمفاضلة بين ث، إذ تتأالمحاسبيوالسياسات المحاسبية المتبعة للتأثير على أرقام الدخل

أسعار األسهم وعوائدها المتوقعة، فاإلدارة تستطيع التأثير ىمحاسبية باآلثار المحتملة علالطرائق والسياسات ال

على أسعار األسهم من خالل زيادة األرباح الحالية والحفاظ على مستوياتها بالسنوات المتعاقبة وتتجنب

.)Field, et al., 2001(الخسارة أو تخفيض األرباح

يادة األرباح ز السوق المالي يحفزها على يفة الشركة ممثلة بأسعار أسهمها يمق ينحسام اإلدارة بتاهتم إن

المعلنة والحفاظ على معدالت نموها للتأثير على توقعات المحللين الماليين والمستثمرين عند تقديرهم

خل لسلسلة لدا اتويتقبلية المرتبطة بها، فينظر إلى تذبذب مستسملا دئاللعو أو لالتجاهات المستقبلية لألرباح

االستثمار في الشركات التي تكون أرباحها بوننرون يتجثملمرتبطة باإلرباح فالمستا ةزمنية كمؤشر للمخاطر

) Beidleman, 1973(متقلبة

Page 63: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

أن هناك العديد من األسباب التي تدعو المديرين الستغالل نفقات إعادة الهيكلة (Moehrle, 2002) فقد بين :يستخدمونها لتحقيق العديد من الدوافع وهيفي إدارة األرباح وانهم

.لمقابلة توقعات المحللين الماليين لألرباح أو تكون قريبة منها - 1

.لتجنب انخفاض األرباح - 2

.لتجنب الخسارة - 3

: ويمكن تلخيص دوافع اإلدارة لتدخلها في عمليات القياس واالفصاح المحاسبي باالتي

: المحاسبية المعلنة في القوائم المالية لتحديد التعاقدات ومن امثلة ذلك دوافع تعاقدية، اي تستخدم االرقام: اوال

المحافظة على المصالح الشخصية لالدارة، وذلك لتاكيد قدرتها ونجاحها في ادارة اصول الشركة، ولتحقيق -

المان الوظيفي خطط حوافزها االدارية المتمثلة بتعظيم منافعها الشخصية، كالمكافات النقدية وزيادة االجور وا

.لها

شروط منح االئتمان، إذ تلجأ االدارة للتدخل لتخفيض حدة الشروط المقيدة لها في اتخاذ القرارات -

.االستثمارية والتمويلية وكذلك السعي لتخفيض كلف االقتراض المفروضة على الشركة من جانب المقرضين

إذ تسعى االدارة لتخفيضها او للمحافظة على دوافع ضريبية، لتأثير على المدفوعات الضريبية، - ثانيا

.مستوياتها ضمن الحدود التي ترغب فيها

دوافع تشريعية وسياسية، إذ تلجأ االدارة لتخفيض الكلف السياسية الناجمة عن مطالبة النقابات المهنية -ثالثا

لزيادة والسلطات التشريعية والحكومة لزيادة اجور العاملين وتحسين ظروف عملهم وكذلك

. مسؤوليتهااالجتماعية اتجاة المجتمع

دوافع السوق المالي، وذلك للمحافظة على سمعة الشركة أمام منافسيها، وللحفاظ على اسعار اسهم - رابعا

.الشركة في السوق المالي وتحسينها بشكل مستمر، ومقابلة توقعات المحلليين الماليين

عمليات القياس واإلفصاح المحاسبي أساليب تدخل اإلدارة في: المبحث الرابع

التقارير والقوائم المالية المعلنة خالصة ما تم من عمليات وأحداث اقتصادية خالل السنة المالية، إذ تعديخضع إعدادها لمبادئ ومعايير محاسبية متعارف عليها تحدد البيانات التي تشملها وتحكم عمليات تنظيمها

Page 64: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ارة الشركة هي الجهة المسؤولة عن إعدادها ومحتوياتها، فهي التي فإد. وقياسها وتجميعها وعرضهاتختار الطرائق والسياسات المحاسبية لمعالجة العمليات واألحداث االقتصادية وتسعى إلظهار مركزها المالي

له من تأثير مباشر على قيمة الشركة، بأفضل صورة وإن يكون وضعها االقتصادي مستقرا لماالمقرضون واألطراف األخرى يعتمدون على القوائم المالية المعلنة، لذلك تلجأ إدارة الشركة فالمستثمرون و

تحت ظروف تشغيلية معينة إلى اختيار طرائق وسياسات محاسبية تؤثر على األرقام المحاسبية المعلنة، ع المبادئ مستغلة بذلك المرونة المتاحة لخدمة أغراضها، بحيث تظهر بشكل ال يتنافى في الظاهر م

المحاسبية المقبولة، وبحيث تضلل وتتالعب باألرقام المحاسبية بطريقة تؤدي إلى إظهار األداء المالي بشكل إن ممارسات اإلدارة في إدارة . طبيعي ال يثير الشكوك والتساؤالت واالنتقادات الموجهة إلدارة الشركة

تلجأ إلى اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى زيادة الدخل األرباح ترتبط باألهداف الخاصة لإلدارة وللشركة، ولذلكأو تخفيضه أو التقليل من تقلباته والمحافظة على مستويات نموه، فاستقرار مستويات الدخل يعطي انطباعا بانخفاض المخاطرة، مما يؤدي إلى استقرار سياسة توزيع األرباح وبالتالي يدفع المستثمرين لالستثمار في

فاع الدخل المحقق يؤدي إلى زيادة قيمة األسهم في السوق المالي، وإلى زيادة الحوافز الشركة، وإن ارتلإلدارة، وتخفيض كلف االقتراض وشروطه، أما تخفيض دخل الشركة تهدف اإلدارة إلى تخفيض الكلف

.السياسية والكلف الضريبية

مية دوره في تقييم أدائها، ولذلك تحاول إن اإلدارة تعطي الوزن األكبر لقيم صافي دخل الشركة، لمعرفتها بأه

أن تقلل من تقلباته للحفاظ على مستوياته ومعدالت نموه من خالل اللجوء إلى وسائل وأساليب مختلفة، إلظهار

وإن تقليل . لدى األطراف المهتمة في الشركة فاألداء المالي للشركة بشكل طبيعي ومستقر، وال يثير المخاو

ن ناتجة عن الممارسة الطبيعية للنشاط االعتيادي للشركة، أو أن تكون مقصودة من قبل تقلبات الدخل قد تكو

وقد ركزت العديد من الدراسات على دراسة تدخل اإلدارة في . اإلدارة بقصد التأثير على األرقام المحاسبية

.عمليات القياس واإلفصاح المالي

: يجميل الدخل على النحو التالأن طرائق ت) 2001الجهماني، (وفي هذا السياق بين

وهي ناتجة عن العمليات الطبيعية لتوليد (Naturally Smoothing)الطبيعي لطريقة التجمي: أوال .األرباح في الشركة دون وجود أي تأثير غير طبيعي منها

سم إلى وهي ناتجة عن تدخل اإلدارة وتنق (Intentionally Smoothing) طريقة التجميل المقصود: ثانيا :قسمين

Page 65: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ويمثل تدخل اإلدارة في اإلجراءات التي تراها مناسبة لهيكلة ) Real Smoothing(تجميل حقيقي -1 .النشاطات االقتصادية للشركة بطريقة تؤدي إلى إنتاج دخل بالمستوى الذي ترغب فيه إدارة الشركة

محاسبية من ويمثل تدخل اإلدارة باتخاذ قرارات) Artificial Smoothing(تجميل صوري -2 .شأنها التالعب باألرقام المحاسبية ال ترتبط بمعامالت اقتصادية فعلية

إن ممارسات اإلدارة متنوعة ومتعددة ناجمة عن استغاللها للمرونة المتاحة لها بالمبادئ المحاسبية باختيار

ئق تسعير المخزون، الطرائق والسياسات المحاسبية البديلة كاختيار طرائق إهتالك األصول المتاحة، وطرا

. الخ.....وطرائق احتساب المخصصات كمخصص الديون المشكوك في تحصيلها، ومخصص الضمانات

فالتجميل الحقيقي يمثل تدخل اإلدارة باألحداث االقتصادية، ويؤثر بشكل مباشر على التدفقات النقدية، مثال

أما التجميل الوهمي فيمثل تدخل . خير المبيعاتذلك تدخل اإلدارة بتوقيت حصول العمليات الفعلية كتقديم أو تأ

اإلدارة وتالعبها بالقرارات المحاسبية في المناورة بالتكاليف من فترة مالية إلى أخرى، بحيث ال يتطلب منها

.إجراء معامالت اقتصادية فعلية ذات أثر على التدفقات النقدية

ية اختيار متكرر للمقاييس المحاسبية أو أن تجميل الدخل هو عمل (Copeland, 1968) بين كوبالندلقواعد التقدير بنمط معين بحيث يكون االنحراف بالدخل قليال عن اتجاهه المرغوب به، وقد حدد الخصائص الواجب توافرها في األساليب واألدوات المستخدمة من قبل اإلدارة للتأثير على األرقام المحاسبية، وهي كما

:يلي

.لمنشأة أي التزام في المستقبلأن ال يترتب على ا -1

.اأن تعتمد على حكم مهني، وتتفق مع المبادئ المحاسبية المقبولة قبوال عام -2

.في الدخل من سنة إلى أخرى) تفروقا(أن ال تؤدي إلى انحراف مادي -3

أن ال يتطلب معامالت حقيقية مع األطراف األخرى، بل يتطلب فقط إعادة تصنيف أرصدة الحسابات -4 .يةالداخل

أن تستخدم األدوات واألساليب منفردة أو بالترابط مع ممارسات أخرى على مدار الفترات الزمنية -5 .المتعاقبة

فهي ال تشمل المعامالت ) Artificial(إن الخصائص المذكورة ركزت على التجميل الصوري للدخل

مصروفات وال تؤثر بشكل واألحداث االقتصادية مع الغير، بل ركزت على عملية إعادة تصنيف لبنود ال

مباشر على التدفقات النقدية، وتكون بمعرفة اإلدارة لعلمها باألثر من استخدامها، فهي تملك الخبرة والدراية

Page 66: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إن األدوات والوسائل المستخدمة متعددة وتكون مدروسة من قبلها وقد بين بارنا واخرون . والدافع الستخدامها

(Barnea, et al., 1976) ائق يمكن أن تستخدمها اإلدارة للتأثير على األرقام المحاسبية وهيثالثة طر:

Through events occurrence and/ or)من خالل توقيت حدوث األحداث أو االعتراف - 1

recognition) أي تلجأ اإلدارة إلى التدخل في توقيت حدوث العملية بحيث تقلل االنحراف في تقلبات

مصاريف البحث والتطوير، : إلدارة مخططه مسبقا لتوقيت األحداث، مثلالدخل، وفي الغالب تكون ا

.والتدريب، والصيانة، واإلعالن

أي أن تلجأ اإلدارة إلى (Through allocation over time)من خالل التوزيع الزمني لألحداث - 2

تحدد الفترات التي تتأثر التدخل من خالل توزيع بعض البنود على فترات محاسبية معينة، فاإلدارة تستطيع أن

مثال ذلك االختيار ما بين رسملة التكاليف، أو عدم رسملتها، أو اختيارها لطرائق اإلهتالك لألصول ،بذلك

.الثابتة، وإطفاء تكاليف األصول المعنوية

أي تلجأ اإلدارة للتدخل بتصنيف بعض اإليرادات (Through Classification)من خالل التصنيف - 3

.روفات غير المتكررة عند قياس الدخل كبنود عادية أو غير عادية حسب تأثيرها على مستوى الدخلوالمص

The Timing of Assets and بعنوان بدارسته (Bartov, 1993)وفي هذا السياق بين بارتوف

Earnings Manipulation دخل إن مديرو الشركات يلجاؤن للتالعب باألرباح من خالل توقيت االعتراف ببيع األصول الثابتة طويلة األجل، وإن استغالل المديرين وتدخلهم االنتهازي بتوقيت االعتراف بعملية بيع

على فرضية تجميل األصول الثابتة يكون مدروسا من قبلهم، ومن أجل تحقيق هدف الدراسة اعتمد الباحث -debt)ى حقوق الملكية وفرضية نسبة الديون عل (Earnings- smoothing hypotheses)األرباح

equity hypotheses) لتفسير التالعب باألرباح وتنص هاتان الفرضيتان على ما يلي:

تنص هذه الفرضية على أن اإلدارة تلجأ للتالعب بأرباحها لتقليل تقلبات مستوى : فرضية تجميل األرباح • .األرباح، بحيث تظهره حول مستواه الطبيعي

تنص هذه الفرضية على أن اإلدارة تلجأ للتالعب بأرباحها بهدف : قوق الملكيةفرضية نسبة الديون إلى ح • .تخفيض كل من تكاليف اإلقتراض شروطه

وقد بينت الدراسة أن اإلدارة تؤخذ باعتبارها عند بيع األصول الثابتة نسبة الديون إلى حقوق الملكية باإلضافة :إلى العوامل التالية

.(Bonus plan)خطط حوافز اإلدارة -

Page 67: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

. (Tax effects)األثر الضريبي -

. (current ratio)ونسبة التداول -

أن تالعب اإلدارة وتدخلها بعمليات القياس يؤدي إلى (McNichols and stubben,2008)وقد أكد

.تشويه المعلومات المحاسبية المعلنة بحيث تؤثر على القرارات المرتبطة باالستثمار الداخلية والخارجية

يتبين مما ذكر أعاله أن سلوك اإلدارة في إدارة أرباحها، وللتأثير على األرقام المحاسبية اعتمدت وسائل متعددة، فهي تناور باإليرادات والمصروفات من خالل عمليات توقيت االعتراف أو التوزيع الزمني لألحداث،

ة، أو تستخدم وسائل صورية من خالل وسائل حقيقية تتعلق بقرارات تشغيلي وإعادة التصنيف، فهي تستخدمالبدائل المحاسبية بحيث ال يترتب أي التزام مستقبلي مرتبط بها، وقد تتبع تصنيف فقرات قائمة الدخل

.حسب ما تراه مناسبا لتحقيق أهدافها

إن تدخل اإلدارة واتخاذها العديد من القرارات المرتبطة بعمليات القياس المحاسبي من شأنها زيادة أوتخفيض مستويات الدخل، أو التقليل من تقلباته للحفاظ على مستوياته، فتمثل تلك القرارات استراتيجية

تتبعها اإلدارة لتحقيق أهداف متعددة، منها ما هو متعلق بها وخاصة عندما يوجد خطط حوافز لها، ومنها ، ومنها ةمدفوعات الضريبيما يرتبط بتخفيض تكاليف االقتراض وشروطه أو تخفيض الكلف السياسية وال

.للتأثير على القيمة السوقية ألسهم الشركة في السوق المالي

ورد في العديد من الدراسات التي أجريت على دراسة سلوك اإلدارة وممارستها في إدارة األرباح :كما يلي األدوات المستخدمة من قبلها للتأثير على األرقام المحاسبية لتحقيق األهداف الراغبة بها وهي

Changes Accounting التغييرات المحاسبية -1

Items Classification of Extraordinaryتصنيف البنود غير العادية -2

Provisions Restructuring تكوين المخصصات -3

.وسنتناول هذه المواضيع بالتفصيل

.التغييرات المحاسبية: أوال

ة من أهم األدوات التي تستخدمها اإلدارة في تدخلها بالقياس المحاسبي تعتبر التغييرات المحاسبي للتأثير على األرقام المحاسبية، فهي تستغل المرونة المتاحة لها في حدود ما تسمح به المبادئ المحاسبية،

باالستناد إلى رأي مجلس معايير ) Schroeder, et al., 2003, pp:102-104(وقد بين شرويدر : بأنه حدد ثالثة أنواع للتغييرات المحاسبية وهي كما يلي ،عشرونرقم ) APB(ة المحاسب

Page 68: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

هذا النوع من التغيير (Change in an Accounting Principle): التغييرات في المبادئ المحاسبية - 1

: اة مثال ذلكيحدث عندما تتبنى المنشأة مبدأ محاسبيا مقبوال وغير مخالف لمبدأ سابق ومستخدم من قبل المنش

.(FIFO)إلى (LIFO)التغير بطرائق تسعير المخزون كالتحول من طريقة -

.التغير بطرائق حساب اإلهتالك كالتحول من القسط الثابت إلى طريقة اإلهتالك المتسارع -

.تغيرات في الطرائق المتبعة في ترجمة العمالت األجنبية -

.الخسائر الناجمة عن عمليات ترجمة العمالت األجنبيةتغيرات في طرائق معالجة المكاسب و -

هذه التغيرات تتضمن (Change in an Accounting Estimate)التغيرات في التقديرات المحاسبية - 2

أي تغير سبق وإن وضع من قبل اإلدارة، وتكون هذه التغيرات ضرورية للفترات الالحقة، وهذه التغيرات ال

:حاسبي قائم، ومن أمثلة التغيرات في التقديرات المحاسبية نذكر منهاتؤدي إلى تغير مبدأ م

.تقدير العمر االقتصادي لألصول الثابتة -

.تقديرات قيمة األصل كخردة بنهاية عمره االقتصادي -

.تقديرات لحجم المخزون للموارد الطبيعية -

.تقديرات لاللتزامات المحتملة إلى الضمانات، الدعاوى القضائية -

.تقديرات المتعلقة باحتساب مخصص الديون المشكوك فيها -

.التقديرات لنسبة إنجاز عقود اإلنشاء طويلة األجل -

هذه التغيرات تحدث نتيجة التغير (Change in reporting entity)تغييرات في الوحدة المحاسبية - 3

أو تغيرات في (Consolidation)في اعمال الوحدة االقتصادية وهو ناتج عن عملية الدمج واالتحاد

تغير في عدد الوحدات المندمجة، أو نتيجة شراء شركة ألخرى مما أو (Subsidiaries)الشركات التابعة

.يتطلب إعداد تقارير مالية موحدة لتلك الشركات

على أسباب لجوء اإلدارة لتغييرات المحاسبة لتأثيرها الملموس) 2001الجهماني، (وفي هذا السياق بين :عمليات القياس واإلفصاح المالي، وهي كما يلي

Page 69: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إن التغييرات المحاسبية لها اثر مادي ملموس على أرباح الشركة، وبالتالي، فإن تبنيها من قبل اإلدارة :أوال

يكون بعد دراسة مدى تأثيرها على األرباح وباألسلوب والتوقيت المناسب الذي تحدده اإلدارة لتحقيق هدفها

.إدارة أرباحهاخالل

ال نحتاج إلى عمل أي افتراض يأخذ بعين االعتبار مقدار الجزء المنصرف فيه من أي تغيير محاسبي :ثانيا

وفصله عن الجزء الذي يعتبر عاديا، فمثال عند يقوم الباحث بفحص المصروفات والمستحقات كأدوات محتملة

د إلى جزئيين، جزء ناتج عن تدخل اإلدارة، وجزء ناتج لتمهيد الدخل، فانه يحاول فصل التغير في هذه البنو

.عن الممارسة الطبيعية، لذلك عملية الفصل ال تكون دقيقة، وهذا يعتمد على األسلوب المعتمد من قبل الباحث

تكوين المخصصات: ثانيا

تها المخصصات أنها التزامات غير مؤكدة قيم)37(بمعيار ) IAS(عرفت معايير المحاسبة الدولية

:ووقتها، ويتم االعتراف بها إذا حققت الشروط التالية

.خاصة ثإذا رتبت التزاما على الوحدة االقتصادية نتيجة أحدا - 1

.إذا تضمنت تضخيما بالموارد لتسديد االلتزامات - 2

.أن يكون التقدير معوال عليه - 3

وقت والقيمة فهي تؤثر على إن الهدف من تكوين المخصصات هو مواجهة التزامات غير محددة ال

:المركز المالي للشركة وعلى نتائج أعمالها، وعند تقدير مقدار المخصص تؤخذ االعتبارات التالية

.المبلغ المقدر للمخصص والظاهر بالميزانية العمومية بحيث يكون أفضل تقدير بتاريخ إعداد الميزانية -

.د تقدير المخصصالمخاطرة وحاالت عدم التأكد تؤخذ بالحسبان عن -

.تسجيل االلتزامات المقدرة بالسنة الحالية -

.المخصص يجب أن يخدم الغاية التي أنشىء من أجلها -

مخصص ديون الشكوك في تحصيلها، ومخصص إعادة الهيكلة، ومخصص :ومن أمثلة المخصصات

.ضمانات، ومخصص صيانة وقطع غيار، ومخصص مكافآت نهاية الخدمة

Page 70: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إحدى المفردات التي تظهر بالقوائم المالية ويخضع تقديرها للحكم الشخصي، تمنح هذه تعتبر المخصصات

الخاصية اإلدارة مرونة كبيرة، وتعتبر أحد أهم األدوات المستخدمة في إدارة األرباح للمناورة في تحديد

داؤها ضعيفا، مستوى الدخل المطلوب، وتلجأ اإلدارة إلى تقليل قيمة المخصصات في السنوات التي يكون أ

.وتعمل على زيادتها في السنوات ذات األداء الجيد

الى الوسائل الخادعة الممارسة من قبل الشركات للتالعب (Bolkaoui,2004,p.59)وقد اشار بلخاوي

:في حساباتها مثل

.تسجيل ايراد قبل اكتسابة -

.خلق ايرادات صورية -

.زيادة االرباح الحالية من عمليات غير تشغيلية -

.مناقلة مصاريف من فترة مالية الى اخرى -

. تخفيض أو عدم تسجيل لاللتزمات المترتبة على الشركة -

.مناقلة االيرادات من الفترة الحالية الى الفترة القادمة -

. التالعب في تقييم االصول -

.االفصاح غير السليم وحجب بعض المعلومات المهمة عن االطراف ذات العالقة -

قد ) المفلسة(بأختبار إذا كانت الشركات ضعيفة األداء (Rosner, 2003)ام روسنر وفي هذا السياق ق

مقارنة مع الشركات غير المفلسة، وهل أدرك المدققون ) كزيادة أرباحها(أظهرت دالئل مادية قبل إفالسها

المبالغة بالتقارير المالية؟

:لتاليةمن خالل العناصر ا) إدارة اإلرباح(ويتم التالعب باألرباح

.تضخيم في حساب المدينين والمخزون - 1

. التقليل في المصاريف المستحقة وااللتزامات - 2

.تضخيم في الممتلكات والمعدات - 3

.تضخيم في المبيعات وإجمالي الربح - 4

.تضخيم في صافي رأس المال العامل - 5

Page 71: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

. تضخيم في المستحقات االختيارية - 6

س االستحقاق والتدفقات النقدية من العمليات التشغيلية وخلصت الدراسة إلى وجود عالقة بين الدخل على أسا

للشركات المفلسة مقارنة مع الشركات غير المفلسة، ويكون تقرير المدقق فيما يتعلق باستمرارية الشركات

.مختلفا في السنوات التي يكون فيها تضخيم إلرباح الشركات

دارة للتالعب في الحسابات متعددة ومتنوعة، من خالل ما سبق يتضح أن الوسائل واألساليب المتاحة لإل

وتستطيع من خاللها التأثير على األرقام المحاسبية، فهذه الوسائل تؤدي إلى التأثير الصوري على كل من

المركز المالي وخلق أرباح صورية تؤثر على صدقية وجودة األرقام المحاسبية وبالتالي نشر قوائم مالية

ا من قبل األطراف المهتمة في الوحدة االقتصادية لتقييمها واتخاذ القرارات المرتبطة مضللة، والتي يعتمد عليه

واألحداث التي حدثت في الشركة، تبها، فاالرقام المحاسبية المعلنة ال تمثل النشاط الفعلي والحقيقي للمعامال

تي ترغب فيها ولتحقيق بل إن إدارة الشركة تدخلت باستخدام ما لديها من أدوات لتعديلها للمستويات ال

ألهدافها، فهي ال تعبر عن اإلنجازات الفعلية للشركة، وينتج عنه أن يكون هناك انحراف كبير ما بين الدخل

المحاسبي الفعلي للمنشاة ودخلها الصوري، فاإلدارة عندما تمارس هذة االعمال فهي تمتلك قدرات مهنية

ويرها للشكل الي ترغب به فهي بذلك ال تعبر عن الجوهر محاسبية عالية تمكنها من التالعب بالقيم وتح

االقتصادي للعمليات التشغيلية للمنشاة األمر الذي يتطلب الوقوف عنده من قبل مستخدمي المعلومات

والسؤال المطروح في هذا .المحاسبية وخاصة المستثمرين لفهم وإدراك األعمال واألفعال التي تقوم بها اإلدارة

دور مدقق الحسابات في اكتشاف التالعب والغش الممارس من جانب االدارة ؟ السياق ما هو

إعطاء صورة حقيقية عن المركز المالي للمشروع، ونتائج أعماله، لخدمة األطراف المعنية بأموره، إن يجب أن لذلك ؛يعتبر الهدف األساس لعلم المحاسبة ،اتخاذ القرارات االقتصادية الرشيدة علىومساعدتهم

المالءمة، والتوقيت الجيد، والقيمة : التاليةالمعلومات الواردة في القوائم المالية بالصفات األساسية تمتعتية، والقدرة على التحقق من صحة القرارات التي اتخذت سابقا، والموثوقية، وقابلية التحقق من صحتها، ؤالتنب

ة رداإلفي ممارسة ا إن أية فروقاتو .تساق في تطبيقهاوحيادها، وصدق بياناتها، وكذلك قابليتها للمقارنة، واالخصائصها النوعية وتصبح لالمعلومات انعند إعدادها للقوائم المالية لهذه المفاهيم يؤدي إلى فقدأو المحاسبين

.غير مفيدة ومضللة لألطراف المعنية باتخاذ القرارات

آلية لمراقبة العقود بين المديرين ل في أنهايتمثن الدور األساسي للمحاسبة أوبالمجمل يمكن استخالص وتشخيص إمكانية التالعب , ةين آلية السوق سوف تعمل بكفاأووالجهات األخرى التي تزود التمويل؛

Page 72: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

تجميد جميع واستنادا إلى ذلك فإنه يمكن. المحاسبي، وانعكاس ذلك بشكل مناسب في قرارات التسعير والتعاقدواستعمالها كأساس أو قاعدة لجميع وسائل وطرق اإلبالغ ،في القطاع الخاص خدمةالمستالمعايير المحاسبية

المستقبلي (FASB)وبدال من ذلك، يطبق عمل مجلس معايير المحاسبة المالية . المالي والتعاقد المستقبلي ن التمويل الحكوميأبما في ذلك مؤسسات مثل مؤسسات القروض والمدخرات حيث ،على القطاع العام

نظام السوق صامت تجاه القطاع العام ومرتكبي ألنإن مثل هذا التركيز ضروري . ايضمن دعم نشاطهويعتبر تدخل إدارات الوحدات االقتصادية المقصود في .معوقات أقل نالعرض المالي المضلل يواجهو

قابة الداخلية الموجودة احتيال ال تستطيع نظم الر توجد وقدعمليات القياس واإلفصاح المحاسبي غير أخالقية، . اكتشافها

مسؤولية مدققي الحسابات لكشف غش وتالعب اإلدارة في عمليات القياس واإلفصاح : المبحث الخامس المحاسبي

نشأت مهنة التدقيق استجابة أو تلبية للحاجة الى التدقيق الحيادي لتلك المعلومات، وحتى يتم تقديم تلك الخدمة

موضوعي وحيادي الى جمع أدلة اإلثبات المتعلقة بموضوع الفحص، حيث قد تتمثل يسعى المدقق على نحو

تلك األدلة في البيانات المحاسبية الموجودة بالدفاتر واليوميات والحسابات والمستندات المؤيدة والمصادقات

عايير المحاسبية بما في ذلك الم( وما الى ذلك، ثم يقارن كمدقق تلك العمليات والمعلومات مع معايير مقررة

على أساس ان تلك المزاعم والمعلومات التي تتضمنها القوائم المالية قد ) أو أي أسس محاسبية متفق عليها

عرضت بصدق وبعدالة وال تتضمن أي تدخل مقصود من قبل إدارات الوحدات االقتصادية في عمليات

لمراجع أداة التوصيل الى مستخدمي تلك القياس واالفصاح المحاسبي، األمر الذي من شأنه يوفر تقرير ا

. (Credibility and Reliability)المعلومات بما يفيد مدى إمكانية مصداقيتها وإمكانية االعتماد عليها

ترتبط فاعلية التدقيق الخارجي بمدى تحقيق االهداف المرتبطة بأنشطة التدقيق، ومدى قدرة المدقق على القيام

ام أنشطة التدقيق ضمن معايير التدقيق وقواعد السلوك المهني، للوصول الى درجة باالنشطة الالزمة إلتم

معقولة من االطمئنان ألعطاء الرأي المهني في عدالة البيانات المالية التي تقوم إدارة الشركة بتحضيرها

للمعلومات الالزمة تعد القوائم المالية المعلنة المصدر االساسي .ونشرها، وخلوها من األخطاء المادية والغش

لقياس اداء الشركات وأعطاء صورة حقيقية عن مركزها المالي على اختالف قطاعاتها، بهدف مساعدة

االطراف ذات العالقة في الشركة بأتخاذ العديد من القرارات االقتصادية الرشيدة ،ولتحقيق هذا الهدف يجب

Page 73: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

. الءمتها وموثوقيتها وقابليتها للفهم وللمقارنةان تتوافر في المعلومات المحاسبية صفات نوعية من حيث م

تعتبر القوائم المالية المعلنة من مسؤلية االدارة لذلك من المحتمل اتخاذها العديد من االجراءات التي من شأنها

.التأثير على جودة المعلومات التي تتضمنها القوائم، وبالتالي التأثير سلبأ على نتائج القرارات المترتبة عليها

: ان الغش ينطوي علي) 1999(وقد بين القاضي والدحدوح

.تزوير أو تشويه أو تغيير السجالت والمستندات والوثائق -

.سوء توزيع األصول -

.حذف او إلغاء أثار العمليات من السجالت والمستندات -

.سوء تطبيق السياسات المحاسبية -

هرة ليست بالجديدة فهي تختار ما يناسبها من يعد تدخل االدارة لتأثير في البيانات المحاسبية ظا

المبادئ المحاسبية، لتحقيق اهدافها، ونتيجة ظهور الشركات الكبيرة وما صاحبها من عمليات اندماج بين

الشركات كان البد من وجود نظام محاسبي يحضى بقبول عام يقلل االخطاء المحاسبية ويحد من السرقات

مالي للوحدة االقتصادية ونتيجة أعمالها، لقد تطورت اعمال الشركات وتوسعت ولدية القدرة لبيان المركز ال

وتعقدت عبر العقود الماضية، وواكبها ايضا تطورا في المبادئ والمعايير المحاسبية لتستجيب لتلك التطورات،

بية المحتواة وفي كل مرحلة تمارس االدارة سلوك بأتباعها اساليب واجراءات متعددة لتالعب باالرقام المحاس

. في التقارير المالية لتحقيق اهداف خاصة بها

قامت العديد من الهيئات المنظمة لمهنة نتيجة تزايد حاالت الغش والتضليل في القوائم المالية المعلنة

Auditingبوضع حدود دنيا إلجراءات التدقيق التدقيق بإصدار تعليمات أكثر تفصيال ووضوحا تعنى

Procedures لواجب على مدقق الحسابات االلتزام بها كدليل على اتباع المدقق لمعايير التدقيق المتعارف ا

والمتعلق (SAS No.82)بإصدار (AICPA)ومنها ما قام به مجمع المحاسبين القانونيين األمريكي ،عليها

المرفوعة ضد مدققي الحسابات نظرا لتزايد عدد القضايا " باألخذ في االعتبار الغش عند تدقيق القوائم المالية"

بسبب عدم قدرتهم على اكتشاف حاالت الغش والتضليل في القوائم المالية من قبل إدارة المشروع، ويتضمن

إيضاحا لمفهوم التضليل في القوائم ، وتوضيحا لمفهوم الغش والفرق بينه وبين الخطأ غير المقصود المعيار

تحديدا لمؤشرات الخطر الدالة على احتمال وجود إقرار ودام األصول، المالية والفرق بينه وبين إساءة استخ

تحديدا لمسؤولية مدقق ، وهانلمؤشرات الخطر الدالة على إساءة استعمال األصول، وأمثلة عو مالي مضلل

Page 74: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

تحديدا للحد األدنى من إجراءات التدقيق ، والحسابات تجاه اكتشاف األخطاء غير المقصودة وحاالت الغش

Arens and) الغش والتضليل في القوائم المالية حاالت اجب على مدقق الحسابات اتباعها الكتشافالو

Loebbecke,2000,PP:145-148) . وقد وصف(Rezaee,2005) الغش على انه إجراء متعمد من

خداع خالل خطة مدروسة يتم إعدادها بعناية من قبل إدارة الشركة من خالل نشر بيانات مالية مضللة بهدف

.مستخدمي القوائم المالية

معيارا (IFAC) (International Federation of Accountants)الدولي للمحاسبين االتحاد أصدرو حدد معيار التدقيق . (IFAC,1999, 95) (ISAs No.240: Fraud and Error) خاصا بالتضليل والخطأ

التدقيق الواجب على المدقق اتباعها في جميع عمليات إجراءات" بالتضليل والخطأ"والخاص 240الدولي رقم على المدقق أن يأخذ في االعتبار مخاطر وجود تضليل أو خطأ في القوائم المالية في مرحلة وأهمها التدقيق،

بناء على نتائج تقييم المخاطر لدى العميل موضع التدقيق، على المدقق تصميم ، والتخطيط وعند تقييم المخاطرت التدقيق للحصول على تأكيد معقول من خلو القوائم المالية من البيانات الكاذبة الناتجة عن الغش أو إجراءا

عند ظهور مؤشرات على احتمال وجود غش أو خطأ على المدقق األخذ في االعتبار اآلثار ، والخطأ الماديعلى القوائم المالية فعليه امادي الخطأ تأثيرالمستقبلية على القوائم المالية، فإذا اعتقد المدقق بأن لهذا الغش أو ا

بأن أضيف إليه ملحق 240معيار التدقيق الدولي رقم عدل وقد .زيادة إجراءات التدقيق بما يتالءم مع الوضع(IASs No.240A) يشير بشكل تفصيلي لمسؤولية مدقق الحسابات تجاه التضليل والخطأ في القوائم المالية

مسؤولية منع (ISAs) (International Standards on Auditing)التدقيق الدولية وفيه تحمل معايير كافية لية إلدارة المشروع من خالل تطبيقها ألنظمة رقابة داخليةاواكتشاف التضليل والخطأ في القوائم الم

وضوعية يدعم فالمدقق يستخدم حدسه المهني في كل مراحل التدقيق وان يكون حكمة مبنيا على ادلة م .وكفؤهقرارة، وأن يناقش مدقق الحسابات مع زمالئه فريق العمل مدى وجود بيانات خاطئة ومهمة بسبب الخطأ او التالعب، وعلى ان يقوم بالتخطيط وتصميم اجراءات التدقيق للحصول على تاكيدات معقولة من خلو البيانات

غش والخطأ تأثير مادي على القوائم المالية فعلية زيادة المالية من الغش والخداع، فإذا اعتقد المدقق بإن لهذا ال .إجراءات التدقيق بم يتالئم مع الوضع وقد حملت معايير التدقيق الدولية مسؤولية التضليل الدارة المشروع

وبناءا على ما تقدم إن مدققي الحسابات لديهم القدرة على معالجة اساليب التدخل المقصود إلدارة الشركة

ل الحد من استخدام الطرائق المحاسبية البديلة وتحديد الظروف واالحوال التي يجب ان تستخدم فيها من خال

هذه الطرائق وبيان انعكاساتها على البيانات المحاسبية المعلنة، وكذلك الحد من اساءة حكمها الشخصي في

، دوث االحداث او االعترافتدخلها بتوقيت حتقديراتها للعناصر التي تخضع لتقديرها، وايضا للحد من

المدقق الكفؤ يسعى عادة إن .والتركيز على مبدأ الثبات في معالجة العمليات المحاسبية واالفصاح عنها

Page 75: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

للحصول على أدلة إثبات كافية ومناسبة تثبت انه لم تحدث تحريفات أو أخطاء، وهنا البد من اإلشارة الى

في عملية التدقيق فإنه توجد مخاطر ال يمكن تجنبها في عدم نقطة مهمة وهي انه ونتيجة للقيود الكامنة

اكتشاف التحريفات الجوهرية في القوائم المالية نتيجة للممارسات اإلدارة المقصودة، فمن الممكن ان يتم

اكتشاف تحريفات وتجاوزات بالبيانات المالية للفترة التي يغطيها تقرير المدقق إال ان هذا األمر ال يعني فشله

بالتمسك بالمبادئ األساسية واإلجراءات الضرورية للتدقيق، فأحيانا وبالرغم من التمسك بتلك المبادئ

. واإلجراءات فانه من الممكن اكتشاف بعض التجاوزات والتحريفات بالقوائم المالية

Page 76: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

استنتاجات الدراسة وتوصياتها: المبحث السادس

استنتاجات الدراسة: أوال

:ض لما تقدم نستنتج االتيمن خالل استعرا

األزمة المالية كانت نتاج تراكم سياسات خاطئة اعتمدتها ادارات كبرى الشركات في عمليات القياس : اوال

ووقوف قادة . واالفصاح المحاسبي، ادى الى تأثيرعلى اقتصاديات الدول وتكبد المستثمرين خسائر فادحة

.الدول عاجزين عن ايجاد حلول سحرية لألزمة

اسباب األزمة المالية الراهنة تعزى إلى غياب الشفافية والوضوح والتغاضي عن االخطاء، وتضخيم : ثانيا

االنجازات وتقديم أرقام وهمية عن ارباح خيالية ساهمت في رفع اسعار اسهم تلك الشركات في االسواق

مسؤلي هذه الشركات، وتوسع المالية دون مبررات اقتصادية فعلية، وتواطؤ شركات المحاسبة والتدقيق مع

. دائرة الفساد بين المسئولين الكبار في هذه الشركات وتقديم الرشاوي لمسئولين حكومين

يلعب المدخل اإليجابي الذي يسود الفكر المحاسبي في الوقت الحاضر دورا في االزمة المالية الراهنه : ثالثا

تها الخاصة وعرض القوائم المالية بما يخدم هذه نتيجة ممارسات اإلدارة المتحيزة وحرصها على مصلح

.المصلحة دون مراعاة بقية أطراف المجتمع المالي

تستخدم إدارات الوحدات االقتصادية اساليب قياس محاسبية تؤثر من خاللها على االرقام المحاسبية : رابعا

. اهم بحدوث االزمات الماليةالمعلنة وبالتالي خداع االطراف ذات العالقة بالوحدة االقتصادية مما يس

يعتقد الباحث أن من أسباب االزمة المالية العالمية يرتبط في األخالقيات المهنية لإلطراف المعنية : خامسا

.بتطبيق المعايير والقوانين واألنظمة

توصيات الدراسة: ثانيا

:في ضوء االستنتاجات السابقة يوصي الباحث ما يلي

، وتحديد الظروف واألحوال البديلة في القياس المحاسبي المحاسبية لطرائقا استخدامنطاق ضتخفي -1وضع قواعد وأحكام من شأنها تقليل استخدام ،التي يجب أن تستخدم فيها كل طريقة من هذه الطرق

.الممارس من قبل اإلدارة االجتهاد الشخصي

Page 77: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

قتصادية، ويسمح بالتغيير فقط الثبات في استخدام السياسات المحاسبية من قبل إدارات الوحدات اال -2 . في حالة الضرورة القصوى شريطة االفصاح عن التأثيرات المحاسبيةالناجمة عن التغيير

ضرورة إنشاء لجنة تدقيق في كل شركة مكونة من عدد من األعضاء غير التنفيذيين تكون مهمتها -3عند إبداء الرأي في القوائم المالية التي ترشيح تعيين المدقق الخارجي وتحديد أتعابه وكذلك دعم استقالليته

.تصدرها الشركة، وايضا دعمها للمدقق الداخلي

يجب أن تضع البنوك المركزية قيود على المصارف سواء كانت تجارية أو استثمارية لحماية - 4 .المودعين من المخاطر التي قد ترتكبها اإلدارة

.الشركات وتطبيقهاضرورة إلزام إدارات الشركات التقيد بقواعد حوكمة -5

. ضرورة إلزام األسواق المالية بوضع قيودا على تداول أسهم الشركات المهددة باإلفالس -6

المدرجة في البورصات التقيد بتعليمات أن تلزم هيئة األوراق المالية المعنية الشركاتضرورة -7 .اإلفصاح عن السياسات المحاسبية المطبقة

، بحيث يلتزم بها المهني لمن لهم عالقة في الممارسات المحاسبية لوكوضع ميثاق وقواعد للسضرورة -10

. كافة االطراف المعنية بمعالجة العمليات المحاسبية والمدققين عليها

مكاتب التدقيق ذات الكفاءة والمصداقية العالية، حيث ) حملة االسهم(ضرورة أن تختار الهيئة العمومية -11تصميم إجراءات التدقيق للحصول على تأكيد معقول عن التحريفات ان المدقق المؤهل والكفؤ يقوم على

الناشئة عن تدخل اإلدارة في عمليات القياس المحاسبي التي يتم اكتشافها، والتي تعتبر جوهرية للقوائم . المالية الواحدة

المراجع

الشركات سلوك تمهيد الدخل في األردن، دراسة ميدانية على " ). 2001. (جهماني، عمر عيسى - .142-104: ، المجلة العربية المحاسبية، المجلد الرابع، العدد األول، ص صالمدرجة في بورصة عمان

الطبعة . اساسيات التدقيق في ظل المعايير االمريكية والدولية).1999(القاضي، حسين، و دحدوح، حسين - .االرن - االولى، مؤسسة الوراق، عمان

الطبعه األولى، عمان . لي األساليب واألدوات واالستخدامات العمليةالتحليل الما ).1997(مطر، محمد - .األردن

Page 78: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

دور الفكر المحاسبي في االعصار المالي ). 2009(المومني،محمد عبداهللا، والقاضي، حسين -

ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر الجامعة االردنية بعنوان القضايا الملحة لالقتصاديات الناشئة في بيئة .2008 . 2009نيسان 15- 14الذي سيعقد في الفترة بين.الحديثة األعمال

- Arens, M. Elder, and Loebbecke, A. (2000).Auditing an Integrated Approach. Eighth Edition, New Jersey, Prentice Hall.

- Barnea, A. Ronen,J.and sadan, S. (1976). Classificatory Smoothing of Income with Extraordinary Items. The Accounting Review. Vol.51. Issue1 pp: 110- 122.

- Bartov, E. and Bonder, G.M. (1996). Alternative Accounting Methods, Information Asymmetry and liquidity: Theory and Evidence. The Accounting

Review, Vol. 71.No. 3. pp: 397- 418.

- Beidlman, R. C. (1973, October). Income Smoothing: The Role of Management. The Accounting Review, Vol. XLVIII. NO. 4. pp: 653- 667.

- Belkaoui, A. R. (2004). Accounting Theory. Fifth Edition, Thomson Learing,

London.

- Blake, J. Bond, Amat, O. and Oliveras, E. (2000). The Ethics of Creative Accounting- Some Spanish Evidence. European Review, Vol.3. pp: 136- 142,

Available for: http// web 4. epnet. Com / external frame. Asp. Ebscohost Data

Base.

- Cheng, Q. (2005). Equity Incentives and Earnings Management. The

Accounting Review, Vol. 80. No. 2 pp:441-476.

- Copeland, R.M. (1968). Income Smoothing. Supplement to Journal of

Accounting Research, Vol.16, pp: 101 -116. Available for: http: // web13. Epnet.

Com. Ebscohost Data Bases.

- Fields, T.D. Lys, T.Z.and Vincent, L. (2001). Empirical Research on Accounting Choice, Journal of Accounting and Economics. 31. pp: 255- 307.Availabel for:

http: // www. Elsevier. Com/ Locate/ econbase.

- Godfrey, J.M.and Jones, K.L. (1999). Political Cost Influences on Income

Smoothing Via Extraordinary Item Classification. Accounting and Finance.

Vol.39. pp: 229- 254.

- Griftiths, I, (1986), Creative Accounting, London: Sedgwick & Jackson.

- Han, J.C.Y. and Wang, S.W.U. (1998). Political Costs and Earnings Management of Oil Companies During the 1990 Persian Gulf Crisis. The

Accounting Review, Vol 73. No. 1. pp 103- 117.

Page 79: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

- Healy, P.M. and Wahlen,J.M. (1999). A Review of the Earnings Management

Literature and its Implications for Standard Setting. Accounting Horizons,

Vol. 13.No. 4. pp: 365- 383. Available for: http: // www. Epnet. Com. Ebscohost

Data Bases.

- Holthousen, R.W.(1990). Accounting Method Choice: opportunistic

Behavior, Efficient Contracting and Information Perspectives. Journal of

Accounting and Economics. Vol.12.No.1-3 pp:207-218.

- IFAC Handbook, (1999), Technical Pronouncements, IFAC, ISAs.

- Maureen, f. McNichols, and Stephan, R. Stubben(2008).Does Earning Management Affect Firms Investment Decisions? The Accounting Review, Vol

83. No. 6. pp 1571- 1603.

- Moehrle,S.R. (April 2002). Do Firm Use Restructuring Charge Reversals to Meet Earnings Targets? The Accounting Review, Vol. 77. No 2. pp:397- 413.

- Patten, D. M. Trompeter, G. (2003). Corporate Responses to Political Costs:

an Examination of the Relation Between Environmental Disclosure and Earnings Management. Journal of Accounting and Public Policy Vol.22. pp; 83-

94.Avialable for: http// www. Elsevier. Com/ locate/ JaccpubpoI.

- Rezaee, Z.(2005)Causes ,Consequences, and Deterrence of Financial Statement

Fraud. Critical Perspectives on Accounting.vol.16.3.pp:277-298.

- Rosner, R. (2003). Earnings Manipulation in Failing Firms Contemporary. Accounting Research, Vol.20, No. 2, pp: 361- 408.

- Schroeder, R.C. Clark, M. W. and Cathey, J.M. (2001). Accounting Theory and Analysis. Text cases and Readings, seventh Edition, John Wiley and Sons- Inc.

New York.

- Scott, W.S.(2003). Financial Accounting Theory. Third Edition, Toronto,

Prentice Hall.

- Vasiliki, E. Athanasaken, Norman, C. Strong and Martin Walker (2009). Earnings Management or Forecast Guidance to Meet Analyst Expectations?

Accounting and business Research, Vol. 39, No. 1, pp: 3- 35.

- Watts, L. R. Zimmerman, J. L. J. (1978, January). Towards a Positive Theory of the Determination of Accounting standard. The Accounting Review. Vol. Llll.

No.1.pp:112- 143.

- ___________________________,(1990). Positive Accounting Theory: A Ten Year Perspective. The Accounting Review. Vol.65. No 1. pp: 131- 1990.

Page 80: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

- Wiedman, C.I. (1999). Instructional Case: Detecting Earnings Manipulation.

Issues in Accounting Education Vol.14, No.1. pp: 145- 176. Available for : http//

web1. epnet. Com. Abscohost Data base.

في معالجة األزمة المالية الراهنة ةك المركزيولبنادور

لدول منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيامع إشارة خاصة

*زيدان محمد. د

**رزاقلحبار عبد ا. ا

).الجزائر(الشلف ، أستاذ محاضر، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي *

).الجزائر(الشلف ، بن بوعلي، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير جامعة حسيبة أستاذ مساعد **

Résumé :

Depuis le début de la crise financière actuelle (juillet 2007) jusqu'à aujourd'hui, les banques

centrales des pays du MENA sont intervenues à plusieurs reprises pour tenter d'en limiter les effets,

chacune agissant différemment.

Notre communication a pour objectif de déterminer les actions prises par las banques centrales

arabes face à la crises financière, ainsi, d’évaluer le rôle de ces banques afin de tirer des

Page 81: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

:تمهيد

أهمية بالغة في ظل التطورات التي يشهدها القطاع المصـرفي، منوط بالبنوك المركزية بيحظى الدور ال

خاصة بعد اإلعصار المالي األخير والذي ال تزال تأثيراته ممتدة إلى فترات قادمة دون تحديد درجة تأثيرها

طى العولمة المالية، الحقيقي، ومع اتساع دوائر األعمال المصرفية وتأثر الجهاز المصرفي العالمي بتسارع خ

وتعرض البنوك في كثير من دول العالم لمخاطر متعددة سواء المتقدمة أو النامية، في ظـل هـذه األجـواء

.اليةومعالجة األزمات الم المخاطرللتقليل من حجم ازدادت مسؤولية البنوك المركزية

مع إشـارة لـبعض -المالية المعاصرة أداء البنوك المركزية في معالجة األزمة تتناول ورقتنا البحثية

حيث تلعب البنوك المركزية دور هام جدا خصوصا في الدول النامية -عربيالتجارب على الصعيد الدولي وال

والعربية في تأمين االستقرار المالي والمصرفي، وتعتبر المسؤول األول والمباشر في توفير مناخ مالئم وآمن

.فيالمصرالمالي ولممارسة النشاط

األزمة المالية العالمية، مضمونها وأسبابها وتأثيراتها: المحور األول

من السمات الغالبة للعالم في العصر الحديث الكيانات والصراعات الكبرى والمصالح المتعارضة،

يادها عالم يمتد ويتطور وتترسخ دعائمه وتزداد و تتعارض مصالحه يوما بعد يوم، وعلى قدر اتساعها وازد

.iوتعارضها تكون أزمات ذات التنوع والتكاتف بشكل متزايد

:مفهوم األزمات المالية -1

تعبر األزمة كمصطلح بغض النظر عن نوعها عن أحداث مفاجئة في أي نظام أو كيان إداري تنطوي

زمات يفات لألبرز التعرأومن ، iiعلى تهديد واضح الستقرار هذا النظام أو الكيان في ظروف ضيقة الوقت

اختالل غير خطي في األسواق المالية بحيث تتفاقم فيها مشكالت "بأنها (Mishkin 1996)المالية تعريف

Page 82: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

فتصبح األسواق غير كفء، بمعنى انخفاض قدرتها على أداء دورها ∗∗والمخاطر المعنوية ∗االختيار المعاكس

. iii"ش حاد في النشاط االقتصاديكقناة لتمويل المستثمرين وهو ما قد يؤدي إلى حدوث انكما

ويشير هذا التعريف إلى أن المعلومات غير المتماثلة قد تؤدي إلى حدوث أزمات مصرفية وأزمة الدين

أو عدم قدرة /، ويقصد بأزمة الدين عجز وivوأزمات متعلقة بتدهور أسعار األصول في األسواق المالية

م للبنوك التجارية مما قد يؤثر على ميزانياتها، وقد تكون أزمة دين المؤسسات واألفراد على سداد التزاماته

، مما قد يؤدي إلى حدوث أزمة البنوك نتيجة النخفاض إيراداتها والتي قد )دولية(أو خارجية ) محلية(داخلية

.تؤثر في بعض األحيان على قدرتها في منح االئتمان

لية قد تتكون من ثالثة أنواع من األزمات متمثلة في أزمة يشير بعض االقتصاديين على أن األزمات الما

. vعملة، وأزمة مصرفية، وأزمة دين

ويلعب تدهور أسعار األصول في األسواق المالية دورا هاما في تصعيد األزمات المالية والمصرفية،

الختيار المعاكس ويقصد بانهيار سوق األسهم باالنخفاض الحاد في أسعر األسهم، ومع زيادة مشكالت ا

كبر في صافي القيمة السوقية ألصول أوالمخاطر المعنوية في األسواق المالية، فإنها تتسبب في انخفاض

المؤسسات، وبالتالي فان هذا االنخفاض يقلل من رغبة المقرضين في منح االئتمان، ويؤدي إلى زيادة

ط استثمارات مما يترتب عليه انخفاض في النشالمخاطر المعنوية للمؤسسات التي تسعى لالقتراض لتمويل اال

.االقتصادي

:تشخيص األزمة المالية الحالية -2

بما –وخاصة أدوات الدين –ترجع بذور األزمة المالية الحالية إلى االختالل في نمو األصول المالية

ورة المعلومات المعاصرة في ث ةيتجاوز حاجة االقتصاد العيني، حيث ساعدت التطورات التكنولوجي

ساعدت على انتشارها على " باالنفجار المالي"واالتصاالت على بزوغ ثروة مالية أو ما عبر عنه البعض

نطاق العالم في مجموعه عبر شبكات االتصال العالمية، وقد ساعدت هذه اإلمكانيات التكنولوجية المعاصرة

من ناحية، وفي نفس الوقت الذي زادت فيه على فتح فرص االستثمار أمام المدخرين على اتساع العالم

المخاطر المرتبطة بها نتيجة للتداخل والترابط بين مختلف المؤسسات من ناحية أخرى، وفي هذه المعادلة

. viالجديدة بين الفرص والمخاطر مالت الكفة إلى ترجيح كفة المخاطر

Page 83: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

:األسباب المباشرة لالزمة المالية الحالية -3

–المالية المعاصرة بالدرجة األولى عن التوسع الكبير في األصول المالية على نحو مستقل نجمت األزمة

عما يحدث في االقتصاد العيني، ويرجع ذلك إلى المؤسسات المالية التي أسرفت في إصدار –إلى حد كبير

التوسع الكبير في بأكثر من حاجة االقتصاد العيني، ومع هذا –وخاصة أصول المديونيات –األصول المالية

إصدار األصول المالية، زاد عدد المدينين وزاد بالتالي حجم المخاطر إذا عجز أحدهم عن السداد، وهناك

:viiثالثة عناصر متكاملة يمكن اإلشارة إليها أدناه

توسع أو ما يطلق عليه اسم الرافعة المالية، فقد بالغت المؤسسات المالية في ال :زيادة أحجام المديونية 3-1

في المديونية ، وهي ليست مجرد مديونيات فردية وإنما تأخذ عادة شكل مديونيات قابلة للتداول في األسواق

المالية، وبالتالي فهي أشبه بالمديونيات العامة، فقد ازدادت األصول المصرفية للبنوك األمريكية بمقدار

مليار 785، مقابل زيادة بلغت فقط 2008ر إلى نهاية سبتمب 2007مليار دوالر خالل الفترة يناير 1915

دوالر في الودائع المصرفية، أما في منطقة اليورو، فقد ازدادت األصول للبنوك األوروبية خالل الفترة نفسها

مليار يورو لودائع هذه البنوك خالل الفترة نفسها، وهي 2426مليار يورو مقابل زيادة فقط 4639بمقدار

.وح التوسع في اإلقراض لهذه البنوكالحالة التي تعكس بوض

وكانت التجارب التاريخية السابقة قد تطلبت ضرورة وضع الحدود على هذا التوسع في اإلقراض،

فالمدين يجب أن يمتلك حدا أدنى من الثروة حتى يستدين خاصة من المؤسسات المالية، ولذلك حددت لجنة

للبنوك بأال يتجاوز نسبة من رأس –وبالتالي االقتراض - ض بازل في اتفاقياتها حدود التوسع في اإلقرا

المال المملوك لها، ورغم أن البنوك المركزية تراقب البنوك التجارية في ضرورة احترام هذه النسب فان ما

يعرف باسم بنوك االستثمار في الواليات المتحدة األمريكية ال يخضع لرقابة البنك المركز، ومن هنا توسعت

، ولكن USBذه البنوك في اإلقراض ألكثر من ستين ضعف حجم رؤوس أموالها كما في حالة بنك بعض ه

التوسع في اإلقراض ال يرجع فقط إلى تجاهل اعتبارات الحدود المعقولة للرافعة المالية لكل مؤسسة، بل أن

لمشتقات المالية التي النظام المالي في الدول الصناعية قد اكتشف وسيلة جديدة لزيادة حجم اإلقراض عن ا

.تسمح بتوليد موجات متتالية من األصول المالية بناءا على أصل واحد

Page 84: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

أو ما يدخل في إطار تركيز اإلقراض على قطاع معين، فقد ولدت األزمة :أزمة الرهون العقارية 3-2

أكبر مصدر لإلقراض المالية الحالية نتيجة لما أطلق عليه أزمة الرهون العقارية، فالعقارات في أمريكا هي

واالقتراض، فاألزمة بدأت فيما يعرف بالرهون العقارية األقل جودة، فيشتري المواطن بيته بالدين مقابل رهن

هذا العقار، ثم ترتفع قيمة العقار في السوق، فيحاول صاحب العقار الحصول على قرض جديد مقابل ارتفاع

الثانية، ومن هنا التسمية بأنها الرهون األقل جودة، ألنها قيمة العقار وذلك عن طريق رهن جديد من الدرجة

رهونات من الدرجة الثانية، وبالتالي فإنها معرضة أكثر للمخاطر إذا انخفضت قيمة العقارات، وقد بلغت قيمة

، وارتفعت في نهاية عام 2001تريليون دوالر في نهاية عام 1.2الرهون العقارية من الدرجة الثانية حوالي

.تريليون دوالر 4إلى أكثر من 2006

لتوليد مصادر " المشتقات المالية"ولم تكتف البنوك بالتوسع في هذه القروض األقل جودة بل استخدمت

جديدة للتمويل وبالتالي التوسع في اإلقراض، فتم استخدام هذه المحفظة من الرهونات العقارية إلصدار أوراق

على زيادة ) العقارات(ه بالتوريق، وهكذا أدى تركز اإلقراض في قطاع واحد مالية جديدة وهو ما يطلق علي

.المخاطر، وساعدت المشتقات على تفاقم هذا الخطر بزيادة أحجام اإلقراض

إذا كانت البنوك التجارية في : نقص أو انعدام الرقابة واإلشراف على المؤسسات واألدوات المالية 3-3

قة من البنوك المركزية ومؤسسات الرقابة، ولكن هذه الرقابة تضعف أو حتى معظم الدول تخضع لرقابة دقي

تنعدم بالنسبة لمؤسسات مالية أخرى مثل بنوك االستثمار وسماسرة الرهون العقارية، فضال عن نقص الرقابة

شهادات الجدارة على المنتجات المالية الجديدة مثل المشتقات المالية أو الرقابة على الهيئات المالية التي تصدر

.االئتمانية والتي تشجع المستثمرين على اإلقبال على األوراق المالية

:آثار األزمة المالية الحالية -4

سوف يكون من االدعاء االعتقاد أننا نعرف كل أبعاد األزمة المالية الحالية وكافة تداعياتها، فكل يوم

كان االعتقاد أنها قاصرة على قطاع الرهون 2007في عام يظهر جديد لم يكن معروفا، فعندما بدأت األزمة

العقارية األقل جودة، ثم لم يلبث أن ظهر أن العديد من كبريات المؤسسات المالية العالمية حققت خسائر

بباليين الدوالرات من وراء هذه األزمة، ثم بدأت افالسات أن التهديد بإفالس بنوك في انجلترا ثم انهيار

Page 85: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لية عمالقة في الواليات المتحدة األمريكية ثم العديد من المؤسسات المالية األوروبية، ومازالت مؤسسات ما

: ix، وتتلخص أهم تأثيرات األزمة المالية الحالية فيمايليviiiالصورة غير كاملة

لى باقي رغم أن األزمة المالية بدأت في القطاع المالي، إال أنها امتدت إ :الكساد االقتصادي العالمي 4-1

القطاعات االقتصادية العينية، وقد دخل االقتصاد العالمي بالفعل في مرحلة الكساد، إذ تشير العديد من

. المؤشرات بالواليات المتحدة األمريكية وببريطانيا أنهما سجال بداية مظاهر الركود

من ثركبأ البترول سعر ضانخفا إلى األزمةلقد أدت :أسعاره وتدهور مستوى النفط على الطلبان���ض 4-2

لألزمة بركاأل هو التأثير هذا ويعتبر، النفط من إنتاجها تخفيف إلى األوبك دول اضطرار إلى إضافة هذا % 60

ا وفق يتأثر سوف لالقتصاد األساسي المحرك وهو الحكومي اإلنفاق أن يعني مماالنفطية االقتصاديات على

.لذلك

الممارساتكان لألزمة المالية الحالية األثر الكبير على : تكاليفهاع ارتفو التمويلانخفاض أحجام 4-3

والمشاريع المقترضين اختيار فيكبير رص، حيث أصبح هناك حوتكاليفه االئتمان بمنح الخاصة المصرفية

ثركوأ حذرا ثركأ مصرفية ممارسات إلى ىدأ الذي األمر نسبيافارتفعت التمويل تكاليف نع ما، أللتمويل القابلة

.انتقائية

ووفقا، ألزمةا هذه أثر على األجنبية االستثمارات انخفض حجم: األجنبية االستثماراتانخفاض حجم 4-4

. %30 إلى يصل قد االنخفاض هذا مثل فإن التقديرات لبعض

رية بينأثرت األزمة المالية الحالية بشكل سلبي على حجم المبادالت التجا: التجارةالتأثير السلبي على 4-5

.الطلبانخفاض مختلف دول العالم نتيجة

وتقلص فرص العمل انخفضت االقتصادي النشاط نكماشا نتيجة: العاملة األيدي تحويالتانخفاض 4-6

.، مما سينقص من التحويالت المالية لأليدي العالمة المهاجرةجوراألو رواتبال ستوياتم

هي األسواق المالية، فهذه ات تأثرا باألزمة المالية العالميةمن أكثر القطاع: المالية األسواقانهيار 4-7

التوقعات إلى المتضررة المالية المؤسسات أوضاع ضعف من األزمة هذه مع التفاعالت مختلف تعكساألخيرة

Page 86: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إلى إضافة القطاعات ومختلف اتكالشر أداء ضعف من عليه يترتب وما ،عام بشكل االقتصاد ألداء السلبية

.التمويل تكاليف رتفاعوا صعوبة

اضطرت معظم الحكومات نتيجة األزمة المالية الحالية إلى التدخل بشكل : التغيرات المؤسسية العالمية 4-8

كبير في الحياة المالية واالقتصادية بضخ أموال هائلة في القطاع المالي حماية لالستقرار المالي وضمانا

، وهناك شكل من االتفاق العام على ضرورة إخضاع القطاع لحقوق المودعين في معظم المؤسسات المالية

المالي لمزيد من الرقابة واإلشراف من السلطات، مما ينبئ بظهور مجموعة من المبادئ والمعايير والقواعد

).صندوق النقد الدولي، بنك التسويات الدولي(الواجبة اإلتباع في معظم المؤسسات المالية

معالجة األزمة المالية الحالية وموقف الدول العربيةأساليب : المحور الثاني

المالي القطاع وإصالح مراجعةتفتح المجال بشكل قوي إلى س المالية الحالية األزمة هذه فداحة أن شك ال

التوجه هذا مثل فإن وبالطبع، األزمة هذه وراء انتك التي الممارسات من ثيرك في النظر إعادةو والتفكيرالعالمي

مدى عن النظر وبغض ، الحر االقتصاد فلسفة مع اإلجراءات هذه مثل انسجام مدى حول ثيرةك تساؤالت ثيري

إصالحات بإجراء يسمح بشكل المشكلة جذور على ينصب أن يجب يزكالتر أن إال اإلجراءات هذه جدوى

ومن المؤكد أن لالزمة ستقبل،الم في لتكرارها وتجنبا األزمة هذه لتفاقم تفاديا اآلن حتى المتبعة للممارسات

.الحالية عدة دروس مستفادة لدول العالم وهذا حسب درجة انعكاسها عليها

:xالدروس المستفادة من األزمة المالية -1

مشكلة في التورط هو األزمة هذه أسباب أهم إن: المخاطر لدرجة السليم التقييم بأهمية االستهانة عدم 1-1

والحرص الحذر توخيك المخاطر إدارة في األساسية بالمبادئ االستخفاف عن نتجت التي العقاري الرهن قروض

.لإلقراض رئيسي شرطك االئتمانية الجدارة توفر على

إن: االستثمار أوصناديق للمؤسسات المالية المراكز في للمديونية عالية بنسب السماح عدم ضرورة 1-2

صعيد على أو كلك االقتصاد صعيد على سواء إدمان عملية يبدو حسبما األمريكي االقتصاد في أصبحت المديونية

.ضعفا 30 إلى بعضها في المديونية وصلت التي المؤسسات أو األفراد

Page 87: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

اإلشكالية إن: المشتقات وغيرها مثل المعقدة المالية بالمنتجات التعامل في المبالغة من الحذر ضرورة 1-3

درجة يقدرون وال يفهمون ال بها المتعاملين من ثيرك لكون فقط ليس المنتجات من النوع هذا عن نتجت التي

.السيطرة عن خارجة مستويات إلى الحاالت بعض في تصل ذلكك لكونها بل المنتجات هذه خطورة

الدولليست من سمات الشفافية نقص أثبتت األزمة الحالية أن: والشفافية اإلفصاح من مزيد إلى الحاجة 1-4

السلطات الرقابية أن حيث ،المتقدمة االقتصاديات لدى أخطر هو الشفافية مستوى ضعف أن فقط، بل المتخلفة

.المالية المؤسسات ومديونيات التزامات بكاملإلى غاية وقوع األزمة لم تكن على علم تام

أنشطة من متزايد حجم تمويل أن حيث: التزاماتها جميع المؤسسات ميزانيات تعكس أن ضرورة 1-5

األمر ،المؤسسات لها تتعرض التي لكللمشا الحقيقي الحجم شفك عدم شأنه من الميزانية خارج من اتالمؤسس

.معالجتها أو بها بالتحكم يسمح ال الذي

ال ينبغي ألي دولة أن تلتزم بقوالب إيديولوجية أو اقتصادية جامدة في إدارة األزمات المالية ويتعين 1-6

االستقرار المالي والنقدي وبعث الثقة في نفوس الجميع، وال يتأتى ذلك إال من دائما أن تكون األولوية لتحقيق

.xiوالشفافية أساس التعامل وإشاعة الثقة في العمل المالي والمصرفي ةخالل جعل المصداقي

:الجهود الدولية في مواجهة األزمة المالية الحالية -2

ي العالم، في خطوات منسقة طغى عليها الطابع التكتلياتخذت كثير من الدول والمجموعات االقتصادية ف

إجراءات وأعلنت خططا إلنقاذ األسواق المالية ومواجهة تداعيات األزمة المالية - وإن بدت منفردة -

:xiiونورد أهم هذه الجهود بشكل مختصر فيما يلي العالمية،

خطة إنقاذ صادق عليها "هنري بولسون"في الواليات المتحدة األميركية صاغ وزير الخزانة األميركية -

مجلسا النواب والشيوخ، وتهدف إلى تأمين حماية أفضل للمدخرات واألمالك العقارية التي تعود إلى دافعي

هي ، والضرائب، وحماية الملكية وتشجيع النمو االقتصادي وزيادة عائدات االستثمارات إلى أقصى حد ممكن

مع احتمال تمديدها بطلب من الحكومة 2009ها مهلة تنتهي بنهاية عام الخطة التي حدد لها قانون اعتماد

.مليار دوالر لشراء الديون الهالكة 700لفترة أقصاها سنتين اعتبارا من تاريخ إقرارها، تقوم على ضخ

Page 88: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الواليات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا (وضعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى -

، الكبرىبنوك ضاؤها بمنع إفالس اللمواجهة األزمة المالية العالمية، وتعهد أع" خطة تحرك") ليابان وكنداوا

واتفقت القمة على اتخاذ جميع اإلجراءات الضرورية لتحريك القروض واألسواق النقدية كي تتمكن

.المؤسسات المالية من الحصول على السيولة والرساميل

يورو خطة إنقاذ مالي تعتمد على تأميم جزئي للمؤسسات المالية المتضررة، وتستند تبنى قادة مجموعة ال -

المتضررة وضمان الودائع، كما تسعى إلى ضمان القروض بين بنوك أساسا إلى ضخ أموال عامة في ال

بنوك ذ الففي فرنسا اعتمد البرلمان خطة اقترحتها الحكومة إلنقا، ، مع إمكان اللجوء إلى إعادة تمويلهابنوكال

مليار يورو، وفي ألمانيا وافقت حكومتها على خطة إلنقاذ البنوك تتضمن تأسيس صندوق إلعادة 360بمبلغ

إلىمليار يورو، وأقرت بريطانيا خطة تضخ بموجبها ما يصل 400االستقرار إلى األسواق، وخصصت له

وتشمل الخطة عرض سيولة قصيرة من أموال الحكومة في أكبر بنوك البالد، مليار جنيه استرليني 250

األجل على البنوك وإتاحة رؤوس أموال جديدة لها، إضافة إلى توفير أرصدة كافية للنظام المصرفي من أجل

.مواصلة تقديم قروض متوسطة األجل

مليار يورو، وسيتم توفير 63أقر مجلس الدوما الروسي خطة إلنقاذ القطاع المصرفي في البالد بقيمة -

الخطة من االحتياطي النقدي الروسي وبتمويل من بنك التنمية، حيث ستحصل البنوك المتعثرة على مبالغ

.القروض من هذه المبالغ

:آثار األزمة المالية العالمية على الدول العربية -3

مالية أكد العديد من الخبراء االقتصاديين والمصرفيين العرب أن دول المنطقة العربية ستتأثر باألزمة ال

العالمية بشكل غير مباشر وفي إطار محدود، ولن يكون هناك نفس حجم التأثر الذي أصاب اقتصاديات الدول

:xiiiالصناعية الكبرى، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أن أسواق البلدان العربية تتسم بطبيعتين

عربية النفطية فالعائدات هي التي األولى، تتمحور حول عائدات صادرات الطاقة من بترول وغاز للبلدان ال -

تعزز من سيولة بنوكها، إضافة إلى نوعية استثماراتها المصرفية، حتى ولو أن البعض منها له استثمارات

.خارجية

Page 89: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

والطبيعة الثانية تعود للبلدان العربية غير النفطية وهي أن معظم استثمارات هذه الدول يتم محليا في -

خلي، ناهيك عن أن أغلب السلطات النقدية في الوطن العربي تضع قيودا لبنوكها اإلقراض وفي التمويل الدا

.ألية استثمارات مالية خارجية

دول –بشكل غير مبرر في كثير من األحيان –ومع ذلك، فان موجة الذعر المالي العالمي قد أصاب

معظم أسواق المال في هذه المنطقة العربية وخصوصا منها في الشرق األوسط، حيث تدهورت مؤشرات

المنطقة، ناهيك عن التأثيرات الغير المباشرة لالزمة المالية التي أدت إلى انخفاض الطلب على الطاقة نتيجة

بوادر الكساد االقتصادي مما أثر بشكل مباشر على أسعار النفط، كما سادت حالة من عدم الثقة في كثير من

ه في بعض الحاالت أعطت مؤسسات مالية ومصرفية مؤشرات جيدة عن أسواق المنطقة العربية بالرغم من أن

.وضعيتها المالية

:موقف الدول العربية في مواجهة األزمة -4

وفقا لما سبق ذكره، سنحاول فيما يلي عرض أهم الخطوات التي قامت بها الدول العربية في مواجهة

:األزمة المالية العالية

ة العربية السعودية بشكل كبير جراء األزمة المالية الحالية، األمر الذي دفع تضرر سوق المال بالمملك -

سلطتها النقدية إلى ضخ السيولة في النظام المصرفي، وهذا على الرغم من بيانات المؤسسات المالية

.والشركات االيجابية

.البنوككذلك األمر ضخت السلطات الكويتية عشرات المليارات في األسواق لدعم سيولة -

أما اإلمارات العربية المتحدة، فاتخذت تدابير وقائية لم تسبقها دولة خليجية نفطية أخرى على اتخاذها، -

وأعلنت حكومتها أنها ستضمن الودائع والمدخرات في البنوك الوطنية إلى جانب ضمان عدم تعرض أي من

مليات االقتراض فيما بين البنوك العاملة في البنوك الوطنية ألية مخاطر ائتمانية إلى جانب توفير ضمانات ع

.الدولة وضخ السيولة الالزمة في الجهاز المصرفي في حال تطلب األمر ذلك

في مصر ونتيجة امتالك العديد من الشركات الوطنية المدرجة في بورصة مصر لشهادات إيداع دولية في -

اجع أسعارها في البورصة المحلية، أضف بورصات أخرى وتراجع قيمة هذه األخيرة انعكس سلبا على تر

Page 90: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

إلى ذلك أن ارتفاع نسبة تعامالت األجانب في البورصة المصرية أدى إلى انخفاض مؤشر البورصة بعد أن

اتجه هؤالء للبيع واالنسحاب بأموالهم مع هبوط أسعار بورصات بالدهم، وأعقب هذا البيع توجه مستثمرين

.عمق االتجاه الهبوطي لبورصة مصر محليين إلى البيع أيضا مما زاد من

بالنسبة للجزائر والتي تعتبر من أكثر الدول المغاربية سيولة، باعتبار أنها منتجة ومصدرة للطاقة، وهذه -

السيولة تستخدم في تمويل مشاريع بنى تحتية وتشييد واستثمارات محلية وخارجية لكن بدرجة أقل، وتتمتع

عبة، غير أن مصدر الخطر يأتي من عدم استقرار أسعار النفط مما ينعكس باحتياطي كبير من العمالت الص

.سلبا على العائدات وبالتالي على سيولتها

من استثماراتها الخارجية عبارة عن ودائع مصرفية من دون تحديد %80بالنسبة لليبيا فقد أعلنت أن نسبة -

عديدة على صعيد العالم وهذا ما يخفف من حجمها، فليبيا توظف أموال البترو دوالر في مؤسسات مالية

.تداعيات األزمة على استثماراتها، كما توظف أموالها أيضا في مشاريع البنى التحتية والعقارات في إفريقيا

بالنسبة للمغرب تأثرت بورصة الدار البيضاء باألزمة إلى حد كبير ليخسر مؤشرها كل ما حققه من أرباح -

مغرب يشهد أيضا طفرة عقارية ضخمة، ونظامه المصرفي متين، لكن حالة الذعر ، وال2008من مطلع عام

.أصابت هذا البلد

أما تونس فسوقها شبه منغلقة على نفسها والودائع تستثمر محليا، كما أن القنوات المصرفية تعمل فيما بينها -

ألمر الذي أعطى غطاءا واسعا لتمويل مشاريع وطنية، وسوق العقارات ال يمثل وزنا كبيرا في االقتصاد، ا

. للمؤسسات التونسية

البنوك المركزية العربية في مواجهة األزمة المالية الحالية: المحور الثالث

تحتل البنوك المركزية في مختلف بلدان العالم مكانة هامة بين مختلف المؤسسات الحكومية التي تعتمد

ساتها المختلفة، ويرجع ذلك الدور الذي تأمل الحكومات أن تؤديه هذه عليها الدولة في تنفيذ برامجها وسيا

للدولة من خالل إدارتها للسياسة النقدية، ومراقبة أعمال والمالي البنوك في تحقيق االستقرار االقتصادي

االئتمان بصفة خاصة، ومن أجل هذا تخص الدول تلك البنوك عادة بصالحيات معينة تميزها عن سائر البنوك

Page 91: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

التجارية، كما تفوضها في استخدام أدوات وقرارات سيادية مختلفة لتمكنها من أداء الوظائف والمهام الموكلة

.إليها وتحقيق األهداف المرجوة منها بأكبر كفاية ممكنة

:االستقرار المالي ودور البنك المركزي -1

ت بروز وتنامي ظاهرة العولمة في القطاع يعتبر مفهوم االستقرار المالي من المفاهيم الجديدة التي صاحب

المالي والمصرفي، وتلعب البنوك المركزية في تحقيق هذا االستقرار دورا أساسيا من خالل التنظيم

االحترازي والرقابة المصرفية وتأمين نظم الدفع، وتؤدى هذه الوظيفة من طرف البنوك المركزية في دول

ي بعض الدول تدخل مباشر للبنك المركزي في إتمام هذه الوظيفة على العالم وفق أشكال مختلفة، حيث نجد ف

عكس دول أخرى أين يتم استحداث هيئة مستقلة تتكفل بذلك، وقد يحدث توزيع هذه المهمة على عدة هيئات

، ولكن مهما تعددت xivمشاركة مع البنك المركزي على غرار ما هو يمارس في الواليات المتحدة األمريكية

كال فالبد من تدخل البنك المركزي بشكل أو بآخر للحفاظ على االستقرار المالي والمصرفي من هذه األش

يتبع البنك المركزي في إدارة المخاطر المصرفية بالبنوك تماد سياسة إلدارة المخاطر فعالة، وخالل اع

:والمؤسسات المالية شكلين أساسيين

رتطبيق القواعد االحترازية ذات العالقة بالتسييعن طريق التنظيم االحترازي وفرض :شكل خارجي -

المصرفي للبنوك والمؤسسات المالية المتعارف عليها على الصعيد الدولي على غرار معدل السيولة ومعدل

. xvتقسيم المخاطر ومعدل تغطية المخاطر ومعدل األموال الذاتية والمصادر الدائمة ومعدالت الصرف

تباع الرقابة الداخلية ونظم التسيير واإلدارة السليمة وفق مفاهيم الحوكمة على فرض تطبيق وإ :شكل داخلي -

. البنوك والمؤسسات المالية

بنظام - لتحقيق االستقرار المالي - ويدعم البنك المركزي هذين الشكلين في إدارة المخاطر المصرفية

.مقرض أخير داخل السوق النقديالتأمين على الودائع ونظام اإلنذار المبكر باألزمات ودوره ك

:األزمة المالية العالمية الحالية ودور البنوك المركزية -2

إن الواقع الذي يشهده عالم اليوم جراء األزمة المالية يلقي مسؤولية كبيرة على البنوك المركزية في إيجاد

دورهم مصيريا لتمكين االقتصاد من سلطات واسعة سيجعل بهاألزمة، لما تتمتع الحلول المناسبة لمعالجة

Page 92: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

مقاال يتناول دور رئيس االحتياطي االتحادي "واشنطن بوست"ونشرت صحيفة األسوء، العالمي من تفادي

المركزي الياباني ونظرائهم في الصين والهند األميركي ومحافظ البنك المركزي األوروبي ومحافظ البنك

.ة الحاليةتدبير األزمة المالي والبرازيل والمكسيك في

المركزية في موقع يمكنهم من إحياء نه يبدو أن محافظي البنوكأ "روبرت سمويلسون"ويقول كاتب المقال

العالمية قررت خفض نسبة الفائدة بنوك على ذلك أن كبرى ال االقتصاد الذي يتوجه نحو التوقف التام، والدليل

فإن منطق التاريخ وحسب المقال، عم األنظمة الماليةمن أجل الدفع بالنمو ود )2008( وديسمبر في نوفمبر

والدليل على ذلك أنه كان باإلمكان تفادي يقول إن التعاون بين البنوك المركزية ضروري لمواجهة األزمة

.اتفقت ألمانيا وفرنسا على خطة إنقاذ لو 1931في النمسا عام بنك إفالس أكبر

بنكا مركزيا عبر قروض 14االحتياطي الفدرالي األميركي و بينوأورد المقال نموذجا حاليا للتعاون

محلية وشركات ومستثمرين في بنوك تلك المؤسسات قبل أن تقرضها إلى ضخمة بالدوالر األميركي بين

البنوك المركزية من وخلص المقال إلى أن هناك ضغوطا كبيرة على رؤساء، وأميركا الالتينية أوروبا وآسيا

المخاوف من حصول أزمة شبيهة بالكساد مو االقتصادي، لكن التعاون بينهم ال يرقى إلى حجمأجل إحياء الن

.الماضي الكبير الذي حصل في ثالثينيات القرن

-وقد اتخذت البنوك المركزية الرئيسية تحركات قوية لمعالجة خسائر السيولة عن طريق تسهيل الوصول

ألجل باستخدام التسهيالت القائمة، ولكن ذلك لم يحقق إال نجاحا أوليا إلى التمويل القصير ا - على نطاق واسع

في ونظرا ألن عالوات السيولة ظلت عند مستويات عالية قام البنك المركزي األوروبي، جزئيا

بتوسيع جديد في نطاق عملياته، وقام مجلس االحتياطي الفدرالي األميركي وبنك إنجلترا 2007 ديسمبر

يع كبير في نطاق الضمانات اإلضافية المقبولة ونطاق المقترضين المسموح لهم بالوصول بتوس) المركزي(

.إلى أموال البنك المركزي

وأعلنت البنوك المركزية الرئيسية مبادرة منسقة ترمي إلى ضمان السيولة المالئمة بما في ذلك توفير

بنوك المركزية األوروبية بتوسيع نطاق سيولة خطوط المبادالت من قبل مجلس االحتياطي الفدرالي للسماح لل

بما في ذلك فتح نافذة خصم 2008قد اتخذ مجلس االحتياطي الفدرالي إجراءات جديدة في مارس ، والدوالر

فعلية أمام المضاربين ذوي الجدارة االئتمانية العالية، وقام عدد من البنوك المركزية أيضا بتخفيف مواقف

Page 93: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

تأثير الزيادة المستمرة في مخاطر النتائج دون المتوقعة المحيطة باآلفاق المستقبلية السياسات النقدية تحت

بتخفيض 2007وت وكان أكثر تلك المبادرات حدة قيام مجلس االحتياطي الفدرالي منذ أ، للنمو في هذه الفترة

ركزي أيضا بتخفيض أسعار سعر الفائدة على األموال الفدرالية، بينما قام بنك كندا المركزي وبنك إنجلترا الم

الفائدة المستخدمة كأداة للسياسة النقدية، وتنازل البنك المركزي األوربي وبنك اليابان المركزي عن إحداث

.زيادات جديدة في أسعار الفائدة

:ةسياسة البنوك المركزية العربية في مواجهة األزمة المالية العالمي -3

ة العربية في حزمة إجراءات تحوطية للحيلولة دون انتقال تبعات المركزيبنوك شرعت ال أنسبق ذلك

األزمة المالية العالمية إلى القطاع المصرفي العربي، من أبرزها ضخ أموال في النظام المصرفي لمواجهة أي

ربية نقص في السيولة النقدية، وتحديد نسبة التمويل الموجه إلى الرهن العقاري، ومراقبة المؤسسات المالية الع

، ونورد فيما يلي أهم تلك الخطوات التي أقدمت عليها المرتبطة بالمؤسسات الدولية التي عصفت بها األزمة

:البنوك المركزية في الدول العربية

، عرض البنك المركزي أمواال األسواقبضخ مليار دينار كسيولة في الكويت قيام إلى إضافة :الكويتفي -

وذلك كخطوة من الحكومة ، ستعداده لضمان توفير سيولة كافيةللبنوك إلظهار ا لليلة واحدة وألسبوع ولشهر

استعدادها لضخ مزيد من األموال إذا تطلب األمر ذلك أكدتالكويتية لتخفيض أسعار الفائدة بين البنوك، كما

.رغم المخاوف من ارتفاع التضخم

وك قروضا قصيرة األجل من خالل تسهيل بقيمة أن يتيح للبن اإلماراتي المركزيبنك قرر ال :اإلماراتفي -

تسهيالت للبنوك الستخدامها كقروض مصرفية بنك ، وخصص ال)مليار دوالر 13.61(مليار درهم 50

ومنحت التسهيالت للبنوك إعادة شراء كل شهادات ، استثنائية بهدف تخفيف التوترات في القطاع المصرفي

يوما أو أكثر على أن يساوي أجل إعادة الشراء أو يقل عن 14أجلها اإليداع التي تكون الفترة المتبقية من

.الفترة المتبقية من الشهادات المقدمة كضمان أو أن يكون الحد األقصى لألجل ثالثة أشهر

لمركزي قاعدة األيام الستة للسحب على المكشوف من الحسابات الجارية بصفة مؤقتة بنك اكما ألغى ال

وفي خطوة إجرائية أخرى أعلن بنك دبي الوطني التقليل من ، نوك في األجل القصيرإلتاحة سيولة للب

.القروض الكبيرة وخطط السداد طويلة األجل تشجيعا منه لإلقراض الذي يتسم باإلحساس بالمسؤولية

Page 94: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

بسبب الخروج الجماعي للمستثمرين من أسواق الدول بعد تضرر البورصة المحلية في قطر :قطرفي -

من رأسمال البنوك المدرجة 20%و %10هيئة االستثمار بشراء ما بين ية، تم اتخاذ قرار من طرف النام

في سوق الدوحة لألوراق المالية لتعزيز الثقة في السوق، وتهدف الخطوة القطرية بشراء األسهم إلى ضخ

مة بشكل أوسع وتأكيد الثقة سيولة لتعزيز قدرة البنوك القطرية على تمويل مشروعات التنمية في المرحلة القاد

إلى جانب تخفيض الفائدة على أدوات السياسة النقدية في جميع الدول الخليجية ، الكبيرة في أوضاعها المالية

.لتقليل كلف السيولة على البنوك

ك، البنو إليهاالمركزي أنه سيوفر أي سيولة تحتاج بنك في المملكة العربية السعودية، أعلن ال :السعوديةفي -

من األوراق المالية الحكومية التي تبلغ قيمتها نحو مائتي مليار %75وطرح خيار لبنوك المملكة باقتراض

%5كما قرر البنك المركزي خفض نسبة الفائدة الرئيسية بنصف نقطة لتصبح ، )مليار دوالر 53.1(ريال

دية المحافظة عليه مقارنة بودائعها التجارية السعوبنوك الذي ينبغي على ال اإللزاميوخفض معدل االحتياط

.اإلجراءاتفي المئة، وكانت ردة فعل القطاع المصرفي جيدة على هذه 10 إلى 13من

غلب بنوكها تستثمر أموالها في منطقة الخليج المنتعشة أالبحرين فإن إلىأما بالنسبة :البحرينفي -

المالية المشتقة، مما حد من األدواتفي المركزي، وليس بنكها محافظ تصريحات اقتصاديا، على حسب

كما أعلنت الحكومة ، )ليست عرضة للتأثر باألزمة( اإلسالميةتعرضها لألزمة العالمية، شأنها شأن البنوك

.البحرينية سالمة األوضاع االقتصادية فيها

بتنفيذها خالل الفترة اليمني كنتيجة مباشرة آلثار اإلصالحات الكبيرة التي قام البنك المركزي :اليمن في -

الماضية من برنامج اإلصالح وخاصة فيما يتعلق بإجراءات الرقابة االحترازية مثل صدور مجموعة من

القوانين التي تنظم مختلف جوانب العمل المصرفي وإتباع معايير كفاية رأس المال ومعايير اإلئتمان

رف والسيولة ومخاطر التركزات وتفعيل الرقابة والمخاطر المحتملة مثل مخاطر السوق والفائدة وأسعار الص

المكتبية والرقابة الميدانية وإصدار قائمة المتعثرين وتنبيه البنوك بمخاطر حيازة النقد األجنبي كنسبة من نسبة

رأس المال، فضال عن عمل معايير مخصصات الديون، فقد كان لذلك كله دور هام وكبير في حماية النظام

. الراهنةالمالية من تداعيات األزمة اليمني المصرفي

Page 95: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لسيولة بالدوالر وقام البنك المركزي بتلبية طلباتها من العمالت األجنبية ل اليمنية احتاجت بعض البنوكوقد

أبدى البنك المركزي استعداده التام قد و، فورا خصما من حساباتها الجارية وبحسب طلب واحتياجات كل بنك

.لعمالت األجنبية وكذا القيام بتنفيذ التحويالت بالعملة األجنبية لتلك البنوكلتوفير أية مبالغ با

الحكومة التونسية حزمة من اإلجراءات على صعيد التصرف في مدخرات البالد من ت أقر :في تونس -

وتوجيه 2009و 2008األسواق المالية الدولية عامي إلىالعملة الصعبة وتتمثل خاصة في عدم اللجوء

.يات توظيف العملة في البنك المركزي التونسي نحو أدوات االستثمار األكثر أمناعمل

قبل هذه األزمة أزمة مصرفية أثرت –بنك الجزائر –واجه البنك المركزي في الجزائر :في الجزائر -

بشكل كبير على القطاع المصرفي نتيجة إفالس مجموعة من البنوك الخاصة انتهت بزوال القطاع الخاص

المصرفي ذا الرأس مال الوطني، وقد اتخذ خالل تلك األزمة بنك الجزائر مجموعة من اإلجراءات

االحترازية في اعتقادنا مكنت من تالفي التأثيرات المباشرة لالزمة المالية العالمية، إضافة إلى ضعف أداء

م يتخذ إجراءات خاصة ، ولذلك نالحظ أن بنك الجزائر ل)بورصة الجزائر(السوق المالي في الجزائر

.لمواجهة األزمة

:تقييم أداء البنوك المركزية العربية في مواجهة األزمة المالية -4

برز الدور الهام الذي )2009منتصف (األزمة المالية العالمية في االنحصار فيه في الوقت الذي بدأت

ية في معالجة األزمة، ولو أن أسئلة عديدة ال قامت به البنوك المركزية في الدول المتقدمة أو في الدول العرب

تزال مطروحة حول حجم األموال التي تضمنتها خطط اإلنقاذ وكيفية التعامل معها مستقبال مع احتمال حدوث

موجات تضخمية غير مسبوقة نتيجة ما تم ضخه من أموال طائلة في اقتصاديات الدول، وقد كان االتجاه العام

. بية هو التخفيف من السياسة النقدية وتبني سياسات مالية توسعيةللبنوك المركزية العر

نفرق في تقييمنا ألداء البنوك المركزية العربية في معالجة األزمة المالية المعاصرة بين مجموعتين للدول

مالية أكثر رغم تأثرها باألزمة ال –العربية، المجموعة األولى الممثلة بدول الخليج والتي نرى أنها استطاعت

تخطي األزمة الحالية وهذا لسببان، األول يتعلق بالعائدات الهائلة المحصل عليها من الطفرة –من غيرها

النفطية غير المسبوقة، والسبب الثاني يتمثل في اشتراك بنوكها المركزية في إعداد خطط مشتركة في إطار

دول المغرب والمشرق العربي فان بنوكها المركزية لم مجلس التعاون الخليجي، أما المجموعة الثانية الممثلة ب

Page 96: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

تصرت في طرحها على السياسة ، واقتبني خطط إنقاذ شبيهة بالتي تبنتها دول مجلس التعاون الخليجيتستطع

النقدية على المستوى الوطني، وليس ثمة مؤشر على أن هذه الدول سوف تنخرط في مناقشة خطة عمل

. سات المالية والنقدية والقطاعية على المستوى شبه اإلقليميمشتركة من أجل تنسيق السيا

:النتــائج والتوصيات

تباين موقف الدول العربية في مواجهة األزمة المالية العالمية بشكل بارز وإن اتفقوا في العموم على أنها

عيتها المالية خصوصا ما بعيدة عن التأثيرات المباشرة لالزمة دون إعطاء بيانات أو أرقام واضحة عن وض

تعلق بحجم وطبيعة استثماراتها الخارجية، ولهذا نجدها قد اتخذت في مجملها بعض اإلجراءات المالية للتكيف

مع واقع األزمة المالية، دون أن يظهر ذلك التنسيق فيما اتخذ من قرارات على غرار ما أقدمت عليه البنوك

.في الدول المتقدمة –خصوصا –المركزية

بعض الدول خطط إنقاذ شاملة وخصصت قدرا كبيرا من الموارد من أجل استدامة األداء لقد وضعت

وفي المقابل، ، وكان هذا الحال غالبا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية األكثر ثراء، االقتصادي

مصر واألردن (العربي ودول المشرق) الجزائر والمغرب وتونس(نجد أن كال من دول المغرب العربي

ـ التي تتسم بدرجات متباينة من الموارد المالية المحدودة والقدرة المؤسسية الضعيفة ) ولبنان وسورية واليمن

والعجز المتصاعد في الموازنة ـ ناضلت بغية االستجابة الفعالة لألثر االقتصادي الكلي واالجتماعي المترتب

في مواجهة األزمة إلى اختالف الوضع االقتصادي والمالي واالجتماعي ، ويعزى هذا التباينعلى هذه األزمة

.والسياسي للدول العربية

:ويمكننا في االخير طرح بعض النتائج والتي أمكننا استخالصها من معالجة موضوع هذه الورقة البحثية

المالية الحالية حيث يعتبر تتحمل البنوك المركزية بشكل أو بآخر جزء من المسؤولية فيما حدث في األزمة -

للرقابة واإلشراف المصرفي من طرف البنوك المركزية على –في بعض الحاالت –نقص أو انعدام

.المؤسسات المالية وبنوك االستثمار واألسواق المالية من األسباب المباشرة في حدوث األزمة

Page 97: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ة، إال أنه يعول كثيرا على هذا التدخل في اليتختلف أوجه تدخل البنوك المركزية في معالجة األزمات الم -

.معالجة تلك األزمات

من العوامل المساهمة بشكل كبير في معالجة األزمة المالية هو التنسيق بين البنوك المركزية من جهة، -

وبينها وبين السلطات الرقابية من جهة أخرى، حيث أن توفر المعلومات حول تطور ميزانيات البنوك وحول

.السوق النقدي يسمح بتحديد حجم المخاطر التي تهدد االستقرار المالي والمصرفي تسيير

في حالة األزمات وعدم االستقرار المالي يجب على البنوك المركزية أن تفرق بين توجيه السياسة النقدية -

يتم اللجوء نحو تحقيق استقرار األسعار على المدى المتوسط، وشروط إعادة تمويل القطاع المصرفي التي

. إليها في حالة األزمات، وهذا لتالفي الوقوع في موجات تضخمية

من المهم أن تقوم البنوك المركزية بتطوير أدائها الرقابي واإلشرافي في مجال العمل المصرفي خصوصا -

تعاملين ما تعلق منه بالمشتقات المالية، والهدف المتوخى من هذا هو تحقيق انضباط السوق وتعزيز ثقة الم

.االقتصاديين في هذا األخير

:الهوامش والمراجع

Page 98: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

حالة - وتداعياتها على األداء المتوقع لالستثمارات األجنبية المباشرة الراهنة األزمة المالية

-الجزائر

*قدي عبد المجيد. د.أ

**الجوزي جميلة. د

:مقدمة

تعد من أسوء األزمات التي عرفها التاريخ االقتصادي، مالية بأزمة 2008سبتمبر منذ العالمي االقتصاد يمر

الرديئة، العقارية القروض فيها تسببت التي األمريكية، المتحدة الواليات في العقاري هنالر مشكلة عن نتجت

في صورة انهيارات متتالية لعدة مؤسسات مالية كبرى من بنوك تتمدد وتتفاقم واألزمة التاريخ ذلك ومنذ

لمال والبورصات وشركات تأمين وشركات التمويل العقاري وصناديق االستثمار، وشملت تداعياتها أسواق ا

العالمية في صورة انخفاضات حادة ومتتالية للمؤشرات بها وامتدت تأثيراتها إلى جميع أنحاء العالم وإلى

حتى أصبحت . جوانب االقتصاد في صورة ركود بدأ يخيم على حركة األسواق وانخفاضات في معدل النمو

. عالماألزمة المالية عنوانا في مختلف الصحف والمجالت ووسائل اإل

وفي هذه الورقة نحاول إبراز تداعيات األزمة الحالية على األداء المتوقع لالستثمار األجنبي المباشر وذلك

.بعد تشخيص األزمة المالية الحالية وإلقاء الضوء على مفهوم األزمات المالية وأنواعها وأسباب حدوثها

(I مفهوم األزمة المالية وأنواعها:

بالرغم من عدم وجود تعريف محدد لألزمة المالية، إال أن معظم التعاريف :المالية مفهوم األزمة )1المقدمة لها تتفق على كونها اختالال عميقا واضطرابا حادا ومفاجئا في بعض التوازنات االقتصادية يتبعهما

.ىويمتد آثار ذلك كله إلى القطاعات األخر. انهيار في المؤسسات المالية ومؤشرات أدائها

Page 99: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

1:يمكن أن نفرق بين ثالثة أنواع لألزمات المالية :أنواع األزمات المالية )2

:وتتخذ شكالن: األزمات المصرفية ) أ

وبما أن . تحدث أزمة السيولة عندما يفاجئ بنك ما بزيادة كبيرة في طلب سحب الودائع: أزمة السيولة ••••بسيطة لمواجهة طلبات السحب اليومي، فلن البنك يقوم بإقراض أو تشغيل معظم الودائع لديه ويحتفظ بنسبة

وإذا . يستطيع بطبيعة الحال االستجابة لطلبات المودعين إذا ما تخطت تلك النسبة، وبالتالي تحدث األزمة .امتدت إلى بنوك أخرى، تصبح تلك الحالة أزمة مصرفية

القروض خوفا من عدم وتحدث لما تتوافر الودائع لدى البنوك وترفض تلك البنوك منح :أزمة االئتمان •••• .قدرتها على الوفاء بطلبات السحب تحدث أزمة في اإلقراض

يحدث هذا النوع من األزمات في أسواق المال بسبب ما يعرف ": حالة الفقاعات"أزمات أسواق المال ) بارتفاع أي عندما ترتفع أسعار األصول بحيث تتجاوز قيمتها العادلة، على نحو ". الفقاعة"اقتصاديا بظاهرة

وهو ما يحدث عندما يكون الهدف من شراء األصل هو المضاربة على سعره وليس شراء من . غير مبرروهنا يصبح انهيار أسعار هذه األصول مسألة وقت فقط، حيث لما يكون هناك . أجل االستثمار لتوليد الدخل

االت الذعر في الظهور فتنهار األسعار اتجاها قويا لبيع تلك األصول تبدأ أسعارها في الهبوط، ومن ثم تبدأ ح .ويمتد هذا األثر نحو أسعار األصول األخرى في ذات القطاع أو في القطاعات األخرى

وتحدث هذه األزمات لما تتخذ السلطات النقدية قرار بخفض سعر العملة نتيجة : أزمات العمالت ) تداء مهمتها كوسيط للتبادل أو كمخزون عمليات المضاربة، مما يؤثر بشكل كبير على قدرة العملة على أ

كما تسمى . 1%25للقيمة، ويكون هذا التدهور أكثر من الحدود المعقولة التي يتم اعتبارها في الغالب ما فوق .أيضا هذه األزمة بأزمة ميزان المدفوعات

II( والخسائر الناجمة عنها نبذة تاريخية عن األزمات المالية:

:ات الماليةنبذة تاريخية عن األزم )1

من ينتقل فهو لوجوده، العادي الشكل االقتصادية، وهي بالدورة لما يعرف الرأسمالي االقتصاد يخضع

االقتصاد الرأسمالي االنتعاش، وقد عرف إلى الركود من فينهض يعود ثم األزمة عبر الركود إلى االنتعاش

:القرن العشرين ومن أهمهاالعديد من األزمات منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل

Page 100: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

حيث تعرضت عدد من البنوك اإلنجليزية لإلفالس، مما أدى في إلى أزمة مالية : 1866أزمة عام •وتعد هذه األزمة باعتباره المركز المالي األساسي للعالم آنذاك، .عصفت باستقرار النظام المالي البريطاني،

. سماليأقدم األزمات المالية التي شهدها االقتصاد الرأ

.حدثت أزمات مالية حادة في أوربا في بداية القرن العشرين ترتبت عليها الحرب العالمية األولى •

. والتي تعد أشهر األزمات المالية التي شهدها االقتصاد العالمي وأقواها أثرا :1929أزمة الركود الكبير •م توالت االنهيارات في أسواق المال ث 1،%13إذ هبطت أسعار األسهم في سوق المال األمريكية بنسبة

.الدولية، حيث استمر أثرها عشر سنواتوقعت عدة أزمات في ستينات القرن العشرين منها أزمة الديون البولندية ثم :أزمة الديون البولندية •

.متعددة ومتشابهة أخرى أزمات

ل تحرير القطاع المالي والمصرفي ففي ظ: من القرن العشرين أزمة الديون العالمية مع بداية الثمانينات •. وحرية حركة رؤوس األموال، توسعت البنوك التجارية العالمية في اإلقراض لحكومات دول العالم الثالث

وقد اقترنت حركة التوسع في اإلقراض بتعثر تلك الحكومات وإعالن الدول المدينة عدم قدرتها على الوفاء 1.وتبعها عدد من الدول 1982كسيك في العام بأعباء الديون وخدمتها، كما فعلت الم

.1987انهيار بورصة لندن في أكتوبر •

.األزمة النمور األسيوية التي عصفت ببلدان شرق آسيا في النصف الثاني من التسعينات •

عرف العالم نوعا جديدا من األزمات المالية بدأت لم أدرجت :2000" فقاعات شركات اإلنترنيت"أزمة •ت االنترنيت في سوق األوراق المالية في الواليات المتحدة في أواخر القرن العشرين والذي أسهم شركا

حيث ارتفعت أسعار أسهم تلك الشركات في البداية بشكل كبير في وقت " NASDAQ"يعرف بمؤشر ناسداك 2000م حقق فيه عدد قليل من تلك الشركات أرباحا حقيقية مما أدى إلى انفجار تلك الفقاعة في عا

1 .

.سبتمبر الشهير في الواليات المتحدة األمريكية 11آخر االنهيارات الكبرى ما حدث بعد •

:1من السرد التاريخي السابق يتضح

أن السبب في كل هذه األزمات واحد، وهو الدين المبالغ فيه والذي ال يبرره النشاط الحقيقي وإنما يسنده -

.دين نفسهنشاط مرتبط ومساعد على نمو ال

عادة ما ينتج عن األزمة المالية مشاكل اقتصادية في االقتصاد الحقيقي المتمثلة في الركود وانخفاض -

.اإلنتاج وانتشار البطالة

Page 101: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

أن التدخل الحكومي للحد من األزمة كان دائما هو رد الفعل األساسي عن طريق ضخ مبالغ مالية كبيرة -

.إلنقاذ النظام المصرفي المتعثر

.يوضح الجدول التالي خسائر األزمات المالية في بعض الدول: خسائر األزمات المالية في بعض الدول) 2

خسائر األزمات المالية في بعض الدول): 1(الجدول رقم

%الخسائر كنسبة من الناتج المحلى الفترة الدولة

17 85-77 إسبانيا

8 93 – 91 فنلندا

6 92- 91 السويد

4 89 – 87 النرويج

3 91 – 84 الواليات المتحدة

18 95- 94، 83– 80 فنزويال

55– 13 1985، 82 – 80 األرجنتين

15 – 12 95- 94 المكسيك

10 – 4 1996 – 94 البرازيل

IMF ,World Economic Survey 1998 P 78 : المصدر

1:يتضح من خالل التجارب السابقة ما يلي

Page 102: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ضعف األزمات في - على األقل- ة واألزمات المصرفية في االقتصاديات الناشئة تكون أزمات العمل - الدول الصناعية؛

يمكن أن يشهد االقتصاد الكلي كال النوعين من األزمات في نفس الوقت، بحيث تغذي كل منهما - األخرى،

بق أزمة وعندما يحث العكس وتس. عادة ما تسبق األزمات المصرفية أزمات العملة بعام أو عامين - .العملة األزمة المصرفية نجد أيضا أن الفترة هي عام أو عامان

(III أعراض األزمات المالية وأسبابها:

، ويكفيأجمعت العديد من الدراسات على األعراض المختلفة لألزمات المالية :1أعراض األزمات المالية )1 :وفيما يلي أهمها الية،وجود عدد منها كي يكون النظام المالي والمصرفي معرضا ألزمة م

.اتجاه رؤوس األموال األجنبية للهروب للخارج - .قيام البنوك باإلفراط في اإلقراض بدون ضمانات كافية - مما يؤدى إلى ) سلوك القطيع( قيام كل من المستثمرين والمقرضين باتخاذ قرارات خاطئة أسوة باآلخرين -

. تعميق األزمة وزيادة الخسائردفقات رأس المال األجنبي عنصر هام، حيث كلما كانت تلك التدفقات قصيرة األجل تزايد ميل هيكل ت -

.االقتصاد لتعرضه ألزمة مصرفيةانهيار العملة يؤدى إلى تدهور أوضاع البنوك وتزايد خسائرها وتعرضها لإلعسار وتنشأ معها أزمات -

.مصرفية :أسباب األزمات المالية )2

:خصائصها وأسبابها إال أن هناك عوامل مشتركة توجد في معظم األزمات أال وهي رغم أن لكل أزمة ويقصد بها عدم دقة المعلومات عن أداء الكثير من الشركات والمؤسسات : نقص الشفافية -

االقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالكشف عن الحجم الحقيقي لالحتياطات الدولية من العمالت األجنبية، مما .1فقدان الثقة وهروب رؤوس األموال إلى الخارجيؤدي إلى

تدفق رؤوس أموال ضخمة للداخل والتي يرافقها توسع مفرط وسريع في اإلقراض دون التأكد من -. المالءة االئتمانية للمقترضين، مما يعمل على زيادة حجم القروض المشكوك في تحصيلها لدى البنوك المحلية

وهذا ما يؤدي إلى موجة من . ة العملة المحلية إزاء العمالت القياديةوعندها يحدث انخفاض اسمي في قيم .1التدفقات الرأسمالية نحو الخارج

Page 103: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ضعف اإلشراف والرقابة الحكومية، مما يؤدي إلى تصاعد الشكوك السياسية حول التزامات الحكومة - 1.وقدرتها على القيام باإلصالحات المناسبة لمواجهة األزمة

بيق السياسات النقدية والمالية الكلية المالئمة، خاصة إذا تزامن ذلك مع انعدام خلل في تطوجود - 1.الشفافية والفساد والتالعب في البيانات والقوائم المالية في المؤسسات التي تكون المبعث األولي لالضطراب

قتصادية، فبعد يمر االقتصاد بالمراحل المعروفة للدورة اال 1:الطبيعة الدورية لالقتصاد الرأسمالي -مرور االقتصاد بمرحلة كساد، تفضل الشركات تمويل أنشطتها بحرص وعدم تحمل مخاطر كبيرة في تعاملها

وفي إبان مرحلة النمو، تتوقع الشركات ارتفاع األرباح، ". التمويل المتحوط"مع القطاع المالي، وهو ما يسمى قتراض بافتراض القدرة المستقبلية على سداد القروض، ومن ثم تبدأ في الحصول على التمويل والتوسع في اال

ويبدأ المقرضون في التوسع في إقراض الشركات دون تحوط كاف أو التحقق من قابلية استرداد القروض وفى . مجددا، ولكن بناء على قدرة تلك الشركات على الحصول على تمويل مستقبلي نظرا ألرباحها المتوقعة

وفى حال حدوث مشكلة مادية . تصاد قد تحمل مخاطرة بشكل معنوي في نظام االئتمانذلك الوقت يكون االقأو أزمة مالية لكيان اقتصادي كبير يبدأ القطاع المالي في اإلحساس بالخطر مما يؤثر على قابليته لإلقراض،

أ األزمة المالية التي قد األمر الذي يؤثر بدوره على قدرة معظم الكيانات االقتصادية على سداد التزاماتها، وتبدال يتمكن ضخ أموال في االقتصاد من حلها، وتتحول إلى أزمة اقتصادية تؤدى لحدوث كساد ويعود االقتصاد

.لنقطة البداية مجددا

والنقدي واالقتصاد المالي والخدمات السلع تدفقات في العيني المتمثل االقتصاد بين المتزايد االنفصام -

النصف منذ متزايدة استقاللية تكتسب األخيرة التدفقات هذه أخذت حيث ,واالئتمان النقود تدفقات في المتمثل

ينب أي, النقدي ورأس المال نتجلما المال رأس بين متزايد انفصام هناك أصبح قدو ,السبعينات من األول

في رأس المال خداماست بين متصاعدة مفاضلة هناك وأصبحت .الرمزي االقتصادب يسمى وما الحقيقي االقتصاد

الطابع ازدياد عن يكشف خطير تطور وهو. واالستثمار المضاربةين ب وأيضا ,اإلنتاج في واستخدامه الديون

1.للرأسمالية المعاصرة الطفيلي

IV (تشخيص األزمة المالية الحالية وجذورها :

داخل تتكون بدأت أنها إال ،2008األزمة المالية الحالية لم تظهر بشكل واضح حتى سنة أن رغم

كما ، 1 % 1من أقل إلى لتصل كبير بشكل الفائدة أسعار انخفضت حيث ،2000عام منذ األمريكي االقتصاد

الشركات أسهم معها وارتفعت ترتفع، قيمة العقارات أخذت ثم االنترنت، شركات فقاعة تزامن ذلك مع انفجار

انخفاض مقابل العالم دول من غيرها في أو المتحدة في الواليات سواء مستمر، بشكل بالبورصة المسجلة العقارية

إلى أدى الذي األمر الحديثة، واالتصاالت التكنولوجيا قطاعات فيها بما األخرى القطاعات االقتصادية في األسهم

Page 104: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لذلك وفقا وزادت األجل، طويل االستثمار بهدف والعقارات المساكن شراء على وشركات أفرادا إقبال األمريكيين

الدخول ذوى من لألفراد العقارية القروض منح في والتساهل التوسع وازداد البنوك، قبل من اإلقراض عمليات

.السداد على قدرتهم من التحقق دون وذلك ،" الرديئة " بالقروض والمسماة السداد، على القادرين وغير المنخفضة

25.5إلى لتصل الفائدة أسعار ارتفعت العقاري التمويلي التشبع من حالة وحدوث 2006 عام بداية ومع

عليهم، المستحقة األقساط سداد على قادرين غير الجودة متدنية القروض من المستفيدين األفراد ، وأصبح%

لم من لعقارات البنوك حجز معدالت وازدادت للقروض، المنخفضة المثبتة الفائدة فترة بانتهاء سوءا األمر وازداد

وأصبحوا العقارات لهذه ملكيتهم مليون أمريكي 2 من أكثر وفقد ،% 93 حوالي إلى لتصل السداد، تطيعوايس

:وما زاد للطين بلة .1حياتهم طيلة المالية بااللتزامات مكبلين

قامت البنوك وشركات التمويل العقاري باالتفاق مع مشترى العقارات على التأمين على سداد �تأمين مقابل أقساط وعندما عجز المشترون عن دفع األقساط كانت شركة التأمين القروض في شركات ال

مطالبة بالسداد، وعند تفاقم المشكلة عجزت هذه الشركات عن توفير السيولة الالزمة لدفع التعويضات فدخلت .دائرة التعثر واإلفالس

العقارية القروض تجميع خالل نم تم ذلك( العقارية الديون لخصم القروض لهذه المقدمة البنوك اتجاه �

بتجميع األخيرة لتقوم األخرى، والعقارية المالية والشركات .للمؤسسات بيعها وإعادة واحدة سلة في المتشابهة .عليها المترتبة المخاطر من للحد محاولة في ، وذلك)المدينين من القروض أقساط

د تقويمها بمبالغ أكثر من قيمتها األصلية قام المقترضون أصحاب المنازل بإعادة رهن العقارات بع �) التوريق(والحصول على قروض من مؤسسات أخرى التي بدورها باعت هذه القروض إلى شركات الخصم

التي أصدرت بموجبها سندات وطرحتها في أسواق المال والبورصات للتداول

ت وتم طرحها في األسواق هي للمضاربة على فروق أسعار هذه السندا) مشتقات(تم إصدار أدوات مالية � .األخرى ويتم تداولها منفصلة عن السندات

وبدأت .العالم وحول المتحدة الواليات في البنوك والشركات من كبير لعدد األزمة آثار امتداد إلى أدى ما وهذا

عالمية مالية أزمة عن الحديث بدأ وهنا والعقارية، المالية معظم الشركات لتشمل وتنتشر الثلج ككرة تكبر األزمة

في معظم االقتصاد آثارها لتطول األمريكية المتحدة الواليات حدود تتجاوز األمريكي، ولكنها االقتصاد مصدرها

.العالم دول

Page 105: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

V (تداعيات األزمة المالية الحالية:

مة المالية تأثر االقتصاد الجزائري باألز إن:االقتصاد الجزائري على آثار األزمة المالية العالمية) 1

مرتبط أساسا بحالة الكساد التي ستهيمن على االقتصاد العالمي، وعلى اعتبار أن الصادرات النفطية العالمية

، إذ يشكل قطاع )2007من إجمالي قيمة الصادرات لسنة % 98.01(تمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلي

دوالرا للبرميل في شهر 147ر البترول من المحروقات المصدر الرئيسي للدخل الوطني، فإن انخفاض أسعا

، % 334دوالرا للبرميل في شهر ديسمبر من نفس السنة، أي بانخفاض نسبته 33.87إلى 2008فيفري

مما ال شك فيه أن هذا االنخفاض الحاد سيؤثر على وضع الموازنات العامة القادمة، وعلى معدالت النمو

ولة من العملة األجنبية والتي يعتمد عليها اعتمادا كليا في تمويل فضال عن تدني إيرادات الد االقتصادي،

:التحتية وبرامج التنمية المختلفة، ويمكن توضيح هذه اآلثار في المخطط الموالي ةمشاريع البني

الشكل رقم (01) : آثار األزمة المالية العالمية على االقتصاد الجزائري

لفترة طويلة نسبيا، سيكون له انعكاسات مباشرة على االقتصاد الجزائري، ةميإن استمرار األزمة المالية العال

: 1يمكن تلخيصها في النقاط الرئيسية التالية

ا���� ��� ا���� ��ا�

ا����ض ��ر ا�����أ

إ"�ادات��ا� �$�ا�()ا'� &% ا�

*� ا�+ ا�0/�ل ا-ز& ��()ا'�

آ�5د 34وث ا�0+�دي

�� ر�3ه8ر ا�3و>ر ص�ف

ا-&�"<=

Page 106: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

العامة للواليات المتحدة األمريكية، سيؤدي إلى ارتفاع معدالت ةإن الزيادة المطردة في عجز الموازن .1من الواردات تقيم % 50ها بالدوالر، بينما من صادرات الجزائر يتم فوترت % 98التضخم، ومادامت . ستكون تراجعا حادا في مداخيل االقتصاد الوطني من العملة الصعبة ةباليورو، فإن النتيج

2مليار دوالر من احتياطاتنا األجنبية في سندات الخزينة األمريكية بمعدل فائدة ال يتعدى 43إن توظيف .2األمريكي، سيؤدي دالدوالر وارتفاع نسبة التضخم في االقتصاالمستمر لسعر صرف ر، في ظل التدهو%

.إلى خسارة ما يقارب ثلث احتياطاتنا من الصرف األجنبي، وباعتراف (AAA)إن احتياطات الصرف من غير الدوالر الموظفة في بنوك الدرجة األولى المصنفة .3

أن جزءا من احتياطات الصرف تم ، الذي أكد في تصريحه 2007وزير المالية أمام نواب البرلمان سنة توظيفه لدى هذه البنوك، دون تحديد دقيق للمبالغ المودعة في الحسابات الخاصة بتلك المؤسسات المالية، تستوجب مزيدا من الشفافية حول مصير تلك األموال التي تم توظيفها خارج سندات الخزينة األمريكية،

.باألزمة المالية العالمية (AAA)تلك البنوك المصنفة وتتطلب توضيحا للرأي العام حول مدى تأثر إن دخول االقتصاد العالمي في كساد سيؤدي حتما إلى تراجع الطلب العالمي على الطاقة والمحروقات .4

بشكل حاد، خاصة وأن االقتصاديات اآلسيوية مرتبطة بشكل كامل مع االقتصاد األمريكي الذي دخل مرحلة ثالث سنوات طبقا لتقديرات خبراء صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وعليه فإن ركود تمتد من سنتين إلى

50أسعار البترول ستتأثر بشكل كبير وتنهار على إثرها أسعار الغاز الطبيعي، الذي ال يتجاوز سعره الحالي .خطيرةمع أسعار البترول، وفي هذه الحالة ستتراجع مداخيل الجزائر إلى مستويات ةبالمقارن %، سيؤدي حتما إلى تراجع حاد في وتيرة )أزمة كساد(إن تحول األزمة المالية العالمية إلى أزمة اقتصادية .5

.االستثمارات األجنبية بسبب الممارسات الحمائيةمليار دوالر نهاية سنة 40ستشهد الجزائر ارتفاعا فاحشا في فاتورة وارداتها السنوية التي قاربت .6

ة لالتجاه التضخمي على الصعيد العالمي والناتج أساسا عن ضخ كميات كبيرة من السيولة ، وهذا نتيج2008 .النقدية في البنوك واألسواق المالية، والتي ال يقابلها إنتاج حقيقي

:تداعيات األزمة المالية على االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر )3

:يل األزمةتطور االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر قب ) أ

2007-2005جنبي المباشر في الجزائر في الفترة طور االستثمار األت) 1: (الجدول رقم

2007 2006 2005 البيان

%نسبة النمو القيمة %نسبة النمو القيمة

Page 107: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

729 290 52 35 23 الصادر

7- 1665 66 1795 1081 الوارد

.المؤسسة العربية لضمان االستثمار على إحصائيات دمن إعداد الباحثة باالعتما: المصدر

تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الصادر من الجزائر قد ارتفع خالل السنتين نالحظ من الجدول أن

2007وذلك يرجع لالرتفاع المستمر في أسعار النفط التي وصلت ذروتها في أواخر سنة 2007و 2006

.2008والنصف األول من

ر االستثمار العالمي الصادر عن األمم المتحدة ارتفاع تدفقات االستثمار األجنبي المباشر ويعزو تقري

إلى تضافر عدة عوامل، يأتي على رأسها إضفاء 2006الوارد إلى الجزائر والعديد من الدول العربية سنة

جال الخدمات المالية، المزيد من المرونة على األطر التشريعية الخاصة باالستثمار األجنبي المباشر في م

العقارية، واالتصاالت، حيث استقطبت هذه القطاعات أكبر حصة من االستثمار األجنبي المباشر بعد

.المحروقات

تراجع اعتماد الجزائر على االستثمار األجنبي المباشر وزيادة االعتماد على 2007كما يبدو في سنة

ة المحلية، والذي يعود بدوره إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية في المدخرات المحلية لتميل الخطط االستثماري

تلك الفترة مما شجع الجزائر على اإلنفاق من اإليرادات النفطية المتراكمة على المشاريع الضخمة في قطاع

.البنية التحتية

:تداعيات األزمة على األداء المتوقع لالستثمار األجنبي المباشر ) ب

بدرجة لم 2009والذي استمر خالل . 2008معدل نمو االقتصاد العالمي خالل العام فيإن التراجع

يعرفها العالم منذ ثالثينيات القرن العشرين، سوف يؤثر سلبا على تدفقات االستثمار األجنبي المباشر، وذلك

المية لالستثمار األجنبي ألن نمو االقتصاد العالمي يعد أهم العوامل المؤثرة على توليد وانتعاش التدفقات الع

المباشر، ومن ثم تباطؤ هذا النمو نتيجة األزمة المالية الراهنة من شأنه أن يجعل أسواق الدول المتقدمة أقل

Page 108: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

قدرة على اجتذاب استثمارات مباشرة جديدة أو تصديرها إلى باقي دول العالم مما يقلص اإلجمالي العالمي من

تأن اقتصاديات الدول المتقدمة تهيمن على حصة األسد من إجمالي التدفقاتدفقات االستثمار المباشر خاصة و

.سواء الواردة أو الصادرة عالميا

أسعار المواد األولية وعلى رأسها النفط والغاز من شأنه أن يؤثر سلبا على كما أن التراجع الحاد في

ذي يعتبر القطاع األكثر جذبا لالستثمارات تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الموجهة إلى هذا القطاع ال

.األجنبية المباشرة في الجزائر

ويقلص االنكماش الحاد في حجم االئتمان المصرفي عالميا والناجم أيضا عن األزمة المالية الحالية من

التي تمثل ( قدرة الشركات على االستثمار في الخارج أو تمويل عمليات االندماج والتملك عبر الحدود الدولية

حيث تراجعت قيمة الصفقات ). أهم أشكال االستثمار األجنبي المباشر وخاصة الشركات متعددة الجنسيات

2007.1من قيمتها خالل العام % 28بنسبة 2008الدولية لالندماج والتملك خالل عام

وضعف مراكزها المالية )أرباح الشركات(كما يمكن أن يؤدي تدهور عوائد االستثمار األجنبي المباشر

الناتجة عن األزمة المالية الحالية إلى استرداد الشركات األم لعوائد استثماراتها المباشرة من فروعها أو من

الشركات التابعة لها العاملة الجزائر بدال من إعادة استثمارها مرة أجرى مما يقلص من االستثمار األجنبي

ركات األم إلى بيع فروعها أو الشركات التابعة لها بغرض الدعم السريع المباشر في الجزائر، وقد تلجأ الش

.لمراكزها المالية واالحتفاظ بالمستوى المطلوب من السيولة

:الخالصة

االقتصادي النظام عجز ثبت بعدما خاصة المالية، األزمات تاريخ في تعتبر األزمة المالية الراهنة األخطر

انطالقها كون من األزمة هذه خطورة وتأتي. وفعال سريع بشكل آثارها من التخفيفو احتوائها عن العالمي

في األكبر هو فاقتصادها العالمي، االقتصاد في النمو يشكل قاطرة الذي المتحدة الواليات اقتصاد من كان

التجارة جماليإ من % 10 من أكثر لها الخارجية التجارة وتشكل تريليون دوالر، 14 حوالي يبلغ بحجم العالم

أية فإن لذا العالمية، المالية لألسواق القيادة موقع األمريكية المالية السوق تحتل أخرى ناحية ومن .العالمية

.كبيرة بسرعة األخرى المالية األسواق باقي إلى آثارها تنتشر السوق هذه لها تتعرض مخاطر

Page 109: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

فاع درجة عدم التأكد الحالية، وردود أفعال تسفر عنه هذه األزمة خاصة في ظل ارتويصعب التنبؤ بما س

الالعبين الدوليين، حيث اتضح من تجارب األزمات المالية السابقة أن فترة الكساد تتبعها فترة سكون لحركة

االستثمارات المباشرة تتراوح مابين سنة وسنتين، لكن تداعيات األزمة الحالية من ندرة االئتمان المصرفي

.طؤ أنشطة االستثمارات األجنبية المباشرةسارع من وتيرة تبا

وتعتمد شدة تراجع االستثمار األجنبي المباشر على مدى عمق وانتشار وفترة بقاء الركود العالمي، لكن في

الوقت الذي تؤكد فيه التوقعات المبدئية على تراجع تدفقات االستثمار األجنبي المباشر إلى الجزائر، تسلط هذه

لى أن األزمة الحالية تعتبر حافزا على بذل المزيد من الجهود لتحسين المناخ االستثماري التوقعات الضوء ع

.في الجزائر قصد استقطاب االستثمارات األجنبية التي أصبحت أكثر صعوبة من ذي قبل

:قائمة المراجع

، متوفر -رؤية تحليلية -هل تؤرخ األزمة المالية العالمية لعودة سيطرة الدولة على االقتصاد: أحمد حسن سامي .1 ).www.centoryarabic.canalblog.com )04/03/2009: على الموقع اإللكتروني

الغرف مجلس السعودي، االقتصاد على وتداعياتها العالمية المالية األزمة االقتصادية، والدراسات البحوث إدارة .2

.2008 أكتوبر 10وديةالسعأكتوبر 22أم أزمة نظام؟ حوار األربعاء بمركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي جدة، .. أزمة عقار بلوافي أحمد، .3

2008.

تاريخ , alraid.com-http://www.iid على الرابط , محاولة للفهم,األزمة المالية الحالية.حازم الببالوي .4 . 12/01/2009:االطالع

مقدمة لاستمرار األزمة المالية العالمية سيلحق أضرارا باالقتصاد الجزائري، ورقة عم: عبد الرحمان مبتول .5 :، على الرابط 2008أكتوبر 5، "األزمة المالية العالمية " إلى ندوة الشروق اليومي حول

http://www.echoroukonline.com/ara/economie/26871.html, (17/01/2009). على 18/01/2009 األزمة المالية العالمية وأثرها على الفكر االقتصادي اإلسالمي، عبد الرحيم حمدي، .6

segs.com/forum/login.phpwww.i:الرابط

عبد النبي إسماعيل الطوخي، التنبؤ المبكر باألزمات باستخدام المؤشرات المالية القائدة، موقع أبحاث فقه .7 .25/01/2009، تاريخ االطالع http://www.kantakji.com:المعامالت اإلسالمية

www.pidegypt.org/arabic/azma.doc المفهوم واألسباب، على الرابط: زمة الماليةاأل عبد اهللا شحاتة، .8 .14/02/2009تاريخ االطالع ،

Page 110: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

عرفان الحسني، االقتصاد السياسي ألزمة أسواق المال الدولية، في مجلة المال والصناعة، الصادرة عن بنك .9 .2007سنة 25الكويت الصناعي، العدد

, www.apnoor.se/extra/26.doc:Http : على الرابط النشاط الربوي واألزمات المالية فالح شفيع، .10

.12/01/2009تريخ االطالع

.1990سنة , 147ة رقم سلسلة كتب عالم المعرف, فؤاد مرسي، الرأسمالية تجدد نفسها .11

ربيع 46قدي عبد المجيد، األزمة االقتصادية األمريكية وتداعياتها العالمية، مجلة بحوث اقتصادية عربية، العدد .122009.

األزمة المالية العالمية «محمد عبد الحليم عمر، قراءة إسالمية في األزمة المالية العالمية، ورقة مقدمة في ندوة .13 .2008من أكتوبر 11، جامعة األزهر، »أثيرها على االقتصادات العربيةمن منظور إسالمي وت

14. yTوtا O]`oRTة اF{|Tر، اHS}LMqن اHS~T O]�FYTا O_M�ST2009ا .

15. Robert Boyer, Mario Dehove, Dominique Plihon, les Crises Financières, Paris : la Documentation Française, 2004, p 15.

ستثمارات المالية والحقيقيةعلى اإلواثرها زمة المالية العالمية األ دراسة تطبيقية على عينة من الشركات المدرجة في بورصة عمان لالوراق المالية

Page 111: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

*وليد أحمد صافي. د **شقيري نوري موسى. د

الملخص بالعربية

ستثمارات المالية والحقيقية وذلك بالتطبيق يهدف هذا البحث إلى معرفة أثر األزمة المالية العالمية على اال ولغاية 2/1/2008خالل الفترة وذلك، على عينة من الشركات المدرجة في بورصة عمان لألوراق الماالية

حيث قام الباحثان بأخذ عينة عشوائية لعشر شركات منها خمسة شركات تستثمر أموالها في ، 1/3/2009 واختبار، موالها في أموالها في أصول حقيقية وباستخدام تحليل التباينأصول مالية وخمسة شركات تستثمر أ

(T-test ) توصل الباحثان إلى أن األزمة المالية العالمية أثرت على الشركات التي تستثمر أموالها فيعني مما ي، أصول مالية في حين لم تؤثر األزمة المالية على الشركات التي تستثمر أموالها في أصول حقيقية

عملية االستثمار في األصول الحقيقية يشكل عنصر أمان وحماية من األزمات أن

: مقدمة البحث

موال لما تعطيه مركز إهتمام أصحاب رؤوس األو الحقيقية محط أنظار العالم أجمعو تثمارات الماليةسإن اإلصبح لها أو الحقيقية في التطورو ستثمارات الماليةمنذ خمسين عاما بدأت اإلو في الثروات نموو من عوائد

تعطي من االسواق المالية ألنها دول العالمجميع أصبحت ال تخلو و جهات رقابيةو ها هيكل تنظيميسواق لأ، ثمارات الحاصلة فيهتساإلو أصبح اإلقتصاد القومي يقاس بأداء أسواقه المالية ومن ثم، اإلقتصاد القومي قوة

الحقيقية بعض األزمات بسبب األسواق و سواق الماليةله تنظيم مثل األ يمر على كل هيكلن طبيعي أومن ال خر هذه األزماتآو قد تعرضت لكثير من األزماتفاق جزء من هذا النظام ومنذ نشوء هذه األسو يخلل في أ

بالغ في رالم لما تركته من ضرالتي صدمت جميع الع 2008يلول أشدها على العالم أجمع هي أزمة أولوجية ومحدثاتها التكنو لفية الجديدةأن األ .ومن المتوقع أن تستمرهذه األضرار لسنين يات العالمية اإلقتصاد

ما حصل في األسواق وعليه فإنطورت العالقة بين األسواق المالية و قتصادياتخلقت تشابكا كبير في اإلخر مع و بآبشكل أ رتباطمن الها لما نيةردسواق األمنها األو ع إلى األسواق العرييةالعالمية إنتقل بالطب

همية وبالذات في األردن من تغييرات شتى برزت أ ونظرا لما أحدثته هذه األزمة في العالم. ق العالمية سوااألي هذا البحث من عدة جوانب تخص األثر الذي تركته مجريات تسليط الضوء عليه فو تناول هذا الموضوع

.ردنحقيقية في األالو ليةستثمارات المااألزمة على اإل

.أستاذ مساعد، جامعة اإلسراء، المملكة الهاشمية األردنية *

.المملكة الهاشمية األردنية، أستاذ مساعد، جامعة البترا **

Page 112: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

: حثبمشكلة الهمية وأ �

أمتد هذا و أثر كبير وواضح على جميع األسواق العالمية 2008كانت لألزمة العالمية التي حصلت في أيلول بالطبع على السوق األردني بشكل خاص، وتكمن أهمية هذا البحث في توضيح و ق العربيةسوااألثر على األ

خدام النسب المالية التي توضح اإلختالف ردن باستالحقيقية في األو ارات الماليةثمستاإلعلى األزمةثر هذه أ .م سلبيهل كان هذا التأثير إيجابي أوكيف أثرت عليها األزمة و الذي حصل في هذه اإلستثمارات

: يمكن توضيح مشكلة البحث من خالل*

؟ ردني األية العالمية على األستثمارات المالية فزمة المالكيف أثرت األ -1 ؟ ردنفي األالحقيقية اإلستثمارات على المالية العالمية زمةاألثرت كيف أ -2 ؟ زمةي التغيرات الحاصلة في حجم اإلستثمارات الحقيقية في األردن بعد األماه -3 ؟ زمةثمارات المالية في األردن بعد األستي التغيرات الحاصلة في حجم اإلما ه -4

: فرضيات البحث � .ستثمارات الحقيقية المية لها تأثير سلبي ذو داللة إحصائية على اإلالع المالية زمةاأل -1 .الماليةاألزمة المالية العالمية لها تأثيرسلبي ذو داللة إحصائية على اإلستثمارات -2

: عينة البحثو مجتمع �

الشركات الشركات التي تستثمر اموالها في االصول المالية جميع منن مجتمع البحث وكت )5(عينة عشوائية مكونة من وقد تم أخذ . التي تستثمر اموالها في االصول الحقيقية والشركات

. تستثمر اموالها في االصول الحقيقية )5(و شركات تستثمر اموالها في االصول المالية : ت البحثجرائي بمتغيراالتعريف اإل �

ع أو أكثر من األصول األزمة المالية هي اإلنخفاض الفجائي في أسعار نو: األزمة المالية فإذا انهارت ، )المشتقات و كاألسهم والسندات( واألصول المالية ، )كاآلالت واألبنية ( الحقيقية

في سوق فإن ذلك قد يعني إفالس أو انهيار قيمة المؤسسات التي تملكها ، قيمة أصول ما فجأةلتمتد ، المؤسسات الماليةأو مجموعة من ، أو في السوق العقاري، األسهم أو في عملة دولة ما

.بعد ذلك إلى باقي القطاعات االقتصادية

Page 113: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

او أدوات )األسهم بانواعها(،أدوات ملكية )و معنويطبيعي أ(حصيلة إمتالك المستثمر : المالي ستثماراإل .لتحقيق عائد في ظل مخاطر محسوبة ) نواعهاسندات بأ(مديونية

قتصادية تكمن بالجهة مثل أصال ليس له قيمة بحد ذاتها إذ قيمتها اإلالسندات تو دوات المالية األسهمأن األ .دوات درة لهذه األالمص

عقاركال ( صل حقيقيتى توفر للمستثمر الحق في حيازة أستثمار حقيقيا ميسمى اإل: ستثمار الحقيقياإل يترتب على إستخدامه و يقصد باألصل الحقيقي هو كل أصل له قيمة إقتصادية في حد ذاتهو )الذهبو السلعو

يطلق على اإلستثمارات الحقيقية أيضا إستثمارات و مةوخدإما في شكل سلعة أضافية تظهر منفعة إقتصادية إ .زيادة في ثروة المجتمعو ة مضافةالمشروعات لما تحققه من قيمو عمالاأل

: الدراسات السابقة ) 2009، يوسف( ففي دراسة

.ة، بعنوان االزمة المالية واالقتصاديات الخليجي )2009(يوسف خليفة ، اليوسف ثار المتوقعة سباب الحقيقية وراء األزمة المالية العالمية واأللى التعرف على األراسة إحيث هدفت هذه الد

دراسة التسلسل التاريخي والرجوع إلى الفكر الرأسمالي في ب الباحث وقد قامات الخليجية يقتصادعلى اإلوتراجعها الحاد في ظل زمةى تأثر اإلقتصادات الخليجية بإرتفاع أسعار النفط في بداية األومد، اإلقتصادجية ستحصد خسائر كبيرة ن الدول الخليسة بالعديد من النتائج منها أزمة عالميا، وقد خرجت الدراشيوع األ

همة في و بالمسان العقارية أة المستثمرة في الرهوزمة سواء تلك المتعلقة بموارد الصناديق السياديمن هذه األاجع النمو األقتصادي ومعه الطلب على النفط أو بإنخفاض قيمة و نتيجة ترصناديق مساعدة المتضررين أ

.و غيرها من صور الخسائرالدوالر أ ) Taylor, 2008( أما دراسة

المالية والتي بدأت اإلجراءات والتدخالت الحكومية في األزمات ستقصاء دورحيث هدفت هذه الدراسة إلى إالدراسة إلى نتائج منها أن التدخل الحكومي في األسواق المالية عمل وقد توصلت 2007في شهر تموز عام

األزمة المالية وقد أوصت الدراسة بضرورة الرجوع إلى على إضعاف عمل هذه األسواق وفاقم من حدة .بشكل كبيرالقواعد الناظمة لسعر الفائدة عند عمليات ضبط األسواق

( Berrone , 2008 أما دراسة )

أكثر ، حيث ناقشت هذه الدراسة األزمة المالية العالمية الحالية كإشارة عامة للممارسات الحكومية كشركة دات العقارية تأكيدا فقد أشارت الدراسة إلى أن خيارات السوق المالي سوف تقود إلى أخطار زائدة في السن

Page 114: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

نهيار الثروة عند ارتكابه أخطاء قد تؤدي إلى إ ه ال يوجد هناك عقاب للمدير وال حتىنعالية الضمان بسبب أنه ال يوجد هناك حافزا يكون سهال لحل مثل هذه المشاكل المالية بشكل وقد توصل الباحث إلى أ، شكل كاملب

.سريع

االطار النظري للبحث

تحولت فقد استثماراتنا، على أثرت كيفو قتصادياتناإب فعلته ماو العالمية زمةاأل ناآل لسنةاأل جميع تتداول فقد العالم، جميع لتشمل ثارهاآ متدتأ ان بعد) العالمية المالية زمةاأل( لتصبح األمريكية العقاري الرهن أزمة جذرية تتغيراو مالية ضطراباتإ من اليوم نشهده لما ولىاأل الشرارة بمثابة قاريالع الرهن مشكلة كانت بعقاأ في ةيالسكن القروض خدمة عباءأ زديادإ هو المشكلة لهذه الرئيسي السبب كانو العالمي لماليا للنظام دوالرال صرف سعر هبوط كذلكو قياسية مستويات من النفط سعارأ إرتفاع عن الناتجة الحاد التضخم موجة عجوزات من طويلة عقود منذ يتعان مريكيةاأل المتحدة الواليات كانت إذا. األخرى الرئيسية العمالت مقابل حجم كون عن ساساأ ناجم ذلك نفإ، الخارجي والدين الحكومية الموازنةو التجاري الميزان في مزمنة

. التصدير حجم من بركأ ستيراداإل وحجم اإلنتاج محج من كبرأ األمريكية المتحدة الواليات في ستهالكإلا قراضاإل حجم من كبرأ األقتراض حجم يكون ألن أدى لواقعا هذاو، دخاراإل حجم من كبرأ تثماراإلس وحجم

.االقتراض على المالية حتياجاتهمإ معظم تمويل في يعتمدون المنتجينو المستهلكين نفإ بالتاليو .

يعود بعضها و هناك مجموعة متشابكة من األسباب التي حفزت حدوث األزمةأن ) 2008، قندح( ويري :برز االسباب من أألكثر من عقد من الزمان و

نتيجة التخوف من الركود ) 2006- 2001(سعار الفائدة في الواليات المتحدة لفترة طويلة إنخفاض أ -1 .قتصادي اإل . سكانياإلو إلنفاق لصالح القطاع العقارياو ستثمارحصول تحول في اإل -2 . ون التوثيقدخلهم منخفض ووفقا للدخل المعلن ودو قراض والبيع لمقترضين ذو مخاطر عاليةاإل -3 رتفاع معدالتالمتغيرة مع مرور الوقت ونتيجة إلسعار الفائدة تفاع تكلفة القروض العقارية ذات أرإ -4

. )2006، 2005(التضخم كما حصل عامي . رتفاع حاالت العجز على الرهونات العقاريةإو حاالت التخلف في السداد رتفاعإ -5 . سعار العقارحدوث إنفجار في فقاعة أ -6 . سواق الماليةبيعها في األو الديون العقاريةد تسني -7

Page 115: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ئتماني بتصنيف السندات العقارية تصنيفا مرتفعا نظرا النها صادرة عن قيام مؤسسات التصنيف اإل -8 . بنوك قوية

: ردنياأل اإلقتصاد على األزمة ثرأ •

عالمية، بسبب قلة قتصاد األردني بمنأى عما يجري في األسواق المالية الأن اإل) 2008، الكساسبة(يرى قتصاد الوطني مصرفي األميركي من جهة، وأداء اإلوالنظام ال ردنالنظام المصرفي في األ التشابكات بين

. أنظمة الرقابة في السوق المالي من جهة اخرى ، وسالمة2008الجيد خالل عام في المبالغة العالمية بـ التوقعات بوجود آثار لألزمة المالية المحللين الماليين في بورصة عمان ووصفوا

، رغم عدم زمةبعد األ التقديرات من قبل صغار المستثمرين، مما دفع لتراجع البورصة في يومين متتاليين . وجود مبررات لهذه التقديرات

لعلو العالمية المالية األزمة جراء كبيرة إستفادة يستفيد سوف القصير المدى على بانه األردني اإلقتصاد أظهر النفط أسعار إلنخفاض نتيجةو أنه حيث، الخام النفط من مستورداته قيمة إنخفاض خالل من جليا يبدو ذلك

تسيير في الخام النفط من مستورداتها على الحكومي اإلنفاق خفض في كبير بشكلو يسهم أن شأنه من عالميا دعم في اإلنخفاض هذا ببسب تشكل الذي الفارق تخصيص لها يتيح بحيث الحكومي اإلنفاق جوانب كافة

.الدولة موازنة في تشكل الذي العجز تغطية في كافيا يكون أن األقل على أو تنمويةو إقتصادية مشاريع إنخفاض ذلك على األمثلة منو الخارج من إستيرادها يتم التيو وليةاأل المواد أسعار إنخفاض ذلك إلى يضاف كمواد ذلك الى ماو النحاسو الحديد أسعار إنخفاض الى ةإضاف غذائية اولية كمواد الذرةو القمح أسعار

أنه خالل من المتوسط المدى على نسبيا تأثرا يظهر قد األردن أن حين في . الصناعة قطاع في ساسيةأ األمر، اإلستهالكية المنتجاتو السلع على الطلب ضعف بسبب اإلقتصادية القطاعات مختلف لتأثر نتيجةو

خالل من اإلنتاج تكاليف خفض لىإ فتسعى السلع لتلك المنتجة الشركات بحيةر على يؤثر سوف الذي مرتفع بشكل األردن في البطالة نسبة رفع في يسهم أن نهشأ من مراأل هذاو . لديها الموظفين عن اإلستغناء

يف الثقة زتعزي أن حيث .2008و 2007 االعوام الخصوص وجه علىو السابقة السنوات في عليه كانت عما اإلقتصاد تشجيع في يسهم أن نهشأ منو الفعال الوطني اإلقتصاد بناء في يسهم أن نهشأ من المحلى اإلقتصاد

.... السلبية آثارها كافة درءو العالمية المالية األزمة وجه في للوقوف الوطني

ياتها، هوت فيهدنى مستوهبطت في أسعار األسهم إلى أالية العالمية شهدت يوما اما بالنسبة لالسواق المفيما ارتفع سعر الذهب نحو ، دوالر للبرميل 81.87وهبطت فيه أسعار النفط االمريكي ستة دوالرات الى

.ستثماراتهم مع هبوط أسواق االسهم بصفة عامةمع اقبال المستثمرين عليه كمالذ آمن إل% 3

قتصادي بما فيها تدفقات االستثمار ووفقا للبنك المركزي فإن الزيادة في االحتياطيات كانت من النشاط اال .المباشر من الخارج والسياحة وتحويالت المغتربين العاملين في الخارج

Page 116: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

عجزا أقل بكثير من العجز المستهدف، مشيرا إلى أن البيئة االستثمارية في تسجل 2008 موازنة عامكما ان .األردن ال تزال تحتفظ بجاذبيتها مقارنة مع دول أخرى

وخسارتها زمةألول من األأول يومي تداول من األسبوع اخفاض الذي شهدته بورصة عمان في نوعن اإل .يؤثر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على البورصة ن ما يحدث في العالمأ نقطة، 193

أن ،كما ةاألسواق المالية العالميأن السوق المالية المحلية محمية مما يجري في وفقا لهيئة االوراق المالية السوق المالية المحلية أكثر اطمئنانا لالستثمار من األسواق الخارجية وهو محمي بالرقابة والشفافية واإلفصاح

.المستمر جاء ، ول يومين من االزمةأقتصاديين، فإن إقدام المستثمرين في بورصة عمان على البيع ووفقا لمراقبين إ

مما دفع لموجة بيوع غير ، لمالية العالمية على السوق المالية المحليةوسط مبالغتهم في تقديرات أثر األزمة ا . مبررة

من األسواق العالمية في إتباع الرقابة المستمرة ضمن المعايير سوق األوراق المالية المحلية أكثر نجاعة .ر بشكل عامالدولية إلى جانب عمليات اإلفصاح المستمرة عن بيانات الشركات الجوهرية والمالية للجمهو

ية في األسواق نفالت من قبل هيئات الرقابة البنكلمستمرة في السوق المحلية قابله اإللتزام في الرقابة ااإلو نتقلت بعدها العدوى إلى المؤسسات الرقابية األخرى ورافق ذلك مبالغة من قبل المؤسسات في المالية العالمية إ

زيادة في المعروض من العقارات وض غير المضمونة وتبعهومنح القر والتركيز على العقاراتاإلقراض أي من السوق مين ستريت إلى وول ستريت نخفاض أثمانها وعندها ظهرت األزمة وانتقلت من لــوإ

. المالية األميركي إلى باقي النشاطات االقتصاديةناشئة في الرقابة والشفافية في هذه األزمة درس للدول للعودة إلى إتباع األساسيات التي تطبقها األسواق ال

.التعامل مع جمهور المساهمين والمستثمرين وأظهرت اإلحصاءات الصادرة عن بورصة عمان بأن قيمة األسهم المشتراة من قبل المستثمرين غير

مليون دينار ) 8،357(األردنيين والتي تمت من خالل التداول في بورصة عمان خالل شهر أيلول قد بلغت ) 1،327(من حجم التداول الكلي، في حين بلغت قيمة األسهم المباعة من قبلهم %) 7.25(ما نسبته مشكلة

.مليون دينار خالل شهر أيلول) 7،30(مليون دينار، وبذلك يكون صافي االستثمار األجنبي قد ارتفع بمقدار

:19العالمية االزمة ظل في االردني المحلي السوق في االجنبي االستثمار •

19 - www.alaswaq.net/articles

Page 117: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الشهر في% 69 بنسبة عمان بورصة في األجنبي ستثماراإل صافي تراجع ردنيةأ رسمية إحصائيات شفتك العام من نفسها بالفترة مقارنة دينار مليون 16.4 بمبلغ مقارنة دينار ماليين 5 ببلوغه الحالي العام من األول

).دينار 0.71 يعادل الدوالر( الماضي إجمالي في األردنيين غير المستثمرين تملك مناصفة من شيئا يغير لم ستثماراال صافي في التراجع ذلك أن إال

%.51.4 على باستحواذهم المالي القطاع في تفوقهم وحتى السوقية القيمة العالمية المالية األزمة تداعيات ظل في - سالبة وليس- موجبة أرقام صدور مجرد أن ماليون خبراء ويرى

المحللين من العديد ويجتهد .تعبيرهم حسب جيد أمر أنه على األردني غير تثماراالس لصافي نهائية كمحصلة .المالية األسواق تشهدها التي الذعر حالة كبح بهدف المستثمرين روع تهدئة في لألرقام قراءتهم في

غير المستثمرين قبل من المشتراة األسهم قيمة أن األردنية البورصة عن الصادرة اإلحصاءات وأظهرت بلغت 2009 الثاني كانون/ يناير شهر خالل عمان بورصة في التداول خالل من تمت والتي األردنيين، من المباعة األسهم قيمة بلغت حين في الكلي، التداول حجم من% 27.2 نسبته ما مشكلة دينار مليون 163.1

.ناردي مليون 158.1 نفسها للفترة قبلهم من تعد والتي السوقية، القيمة اجمالي من% 50 الى تصل األردنيين رغي تملك نسبة أن الدراسات وأوضحت

.المحفزة االستثمارية والقوانين الجاذبة التشريعية البيئة نتيجة المنطقة، في األسواق أفضل : العربية ستثماراتلال بالنسبة اما

شهر خالل شرائهم لعمليات اإلجمالية القيمة بلغت العرب، بالمستثمرين الخاصة عمان بورصة لبيانات وفقا األردنيين، غير شراء قيمة إجمالي من% 89.7 نسبته ما شكلتو دينار، مليون 146.3 حوالي الماضي يناير

من% 10.3 نسبته ما شكلت دينار مليون 16.8 العرب غير شراء لعمليات اإلجمالية القيمة بلغت حين في .األردنيين غير شراء إجمالي

2009 عام بأن يعلم الجميع ألن األهمية، غاية في أمر هو موجبة، األردنيين غير اراتاستثم ظهور بقاء أن .الدولية االقتصاديات مختلف على صعب عام هو

ما واألجانب العرب المستثمرين أن على تدل بأنها األردنيين غير استثمارات عن الظاهرة األرقام توفسر .وشراء بيعا اولونويتد يغادروها ولم األردني السوق في زالوا

إجمالي من% 87.3 نسبته ما وشكلت دينار، مليون 138.0 بلغت فقد العرب، بيع لعمليات اإلجمالية القيمة أما ما وشكلت دينار، مليون 20.1 العرب غير بيع عمليات قيمة بلغت حين في األردنيين، غير بيع عمليات قيمة

.يناألردني غير بيع قيمة إجمالي من% 12.7 نسبته األجواء عليه تسيطر ذيال 2009 بعام بالتفاؤل بدايته في امتاز الذي 2008 عام نقارن أن نستطيع الو

غير أو أردنيين كانوا سواء عمان، بورصة في المستثمرين على تسيطر الترقب حالة أن كما التشاؤمية

Page 118: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

للشركات خصوصا 2008 سنةل المالية النتائج ظهور مع يتجذر أو انحسارها سيتبدد وبالتالي أردنيين، .القيادية

309.8 بلغ والذي الماضي، العام نهاية في عمان بورصة في األردني غير االستثمار صافي إلى النظر عند %.50 نسبته تراجعا ،نجد 2007 العام من الفترة لنفس دينار مليون 466.2 مقابل دينار مليون السوقية، قيمتها في% 25 بنسبة تراجع على الماضي العام تعامالت أنهت عمان بورصة أن إلى ويشار .رينالمستثم على األقسى بأنه وصف الذي العام ذلك من األول النصف في% 32 بنسبة مكاسب مودعة

.المالية األوراق بعض ييلتس بورصة في يملكونها التي المالية األوراق بعض بتسييل الخارج في المستثمرين بعض قيام احتمالية وهناك

.منه الخليجيين خصوصا بلدانهم في المالية مراكزهم لتعديل مانع . النهائي بشكلها الحالي العام في السوق توجهات صورة لتتضح الوقت من مزيد إلى حتاجي كما

نهاية في البورصة في المدرجة الشركات في األردنيين غير مساهمة نسبة فإن عمان بورصة بيانات وبحسب العرب مساهمة شكلت حيث السوقية، القيمة إجمالي من% 49.4 حوالي أصبحت 2009 الثاني كانون شهر الناحية من أما ،للبورصة السوقية القيمة إجمالي من% 14.7 العرب غير مساهمة شكلت حين في ،34.7%

%.53.2 الصناعة ولقطاع ،%34.3 الخدمات ولقطاع ،%51.4 المالي للقطاع النسبة بلغت فقد القطاعية،

ار العملي للبحثاالطالبرنامج ستخدامتحليل البيانات المالية من خالل إسلوب التحليل الوصفي في استخدام أ تم في هذا الجانب

عوائد االسهم لخمس تم حسابو ية لوصف عينة الدراسةئوستخراج النسب المذلك إلو ( SPSS) اإلحصائيعوائد قبل السيتم المقارنة بين و 2009\3يخ الى تار 2008\1 من تاريخ خمس شركات عقاريةو شركات مالية

لجميع الشركات المالية 3/2009الى شهر 2008\8بعد االزمة اي بعد شهر و 2008\8االزمة اي قبل شهر ستخراج النتائج من إبعد التحليل االحصائي سيتم و وقد تم تحليل عوائد كل شركة على حدة العقارية المحليةو

االستثمارات و زمة على االستثمارات الماليةثرت األأفرضيات البحث اي هل التحليل االحصائي إلثبات .م سلبيةأيجابية إهل كانت و م لم تؤثرأالحقيقية

: تم استخدام القانون التالي لحساب العوائدقد و حتافتسعر اال –سعر االغالق =السهم عائد

× 100 سعر االغالق

Page 119: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

واختبار الفرضيات التحليل االحصائي � وذلك العائد متوسطات بين للمقارنة) Independent-Sample t-test( ت اختبار باستخدام انالباحث قام

: النتائج تلك توضح التالية والجداول األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين المقارنة بهدف لجميع الشركات t- testاختبار - 1

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى

الداللة

0.008 2.668 1.94213 16.24906 %0.93 قبل األزمة

1.47199 13.16592 %5.47- بعد األزمة

نرفض الفرضية الغدمية وبناءا على ذلك وعلي 0.008 داللة مستوى عند دالة وهي 2.668= ت قيمة أن الجدول من يتضح . ونقبل الفرضية البديلة

) %0.93(= األزمة قبل العائد متوسط أن حيث األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد أنه أى

.جميع االستثماراتبشكل سلبي بشكل عام على و أي األزمة المالية اثرت. )%5.47-(= األزمة بعد بينما

اختبار الشركات المالية - 2

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى الداللة

0.002 3.227 3.10644 18.37793 %4.88 قبل األزمة

2.00325 12.66966 %6.76- بعد األزمة

وبناءا على ذلك نرفض الفرضية لعدمية ونقبل 0.002 داللة مستوى عند دالة وهي 3.227= ت قيمة أن الجدول من يتضح . الفرضية البديلة

) %4.88(= األزمة قبل العائد متوسط أن حيث األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد أنه أى

.وبشكل سلبي على اإلستثمارات الماليةو هذا يعني ان االزمة المالية أثرت ) .%6.76-(= األزمة بعد بينما اختبار الشركات العقارية - 3

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى الداللة

0.703 0.382 2.17781 12.88409 3.0134- قبل األزمة

Page 120: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

2.16342 13.68264 4.1920- بعد األزمة

وبناءا على ذلك نقبل الفرضية العدمية . دالة غير وهي 0.703= داللتها ومستوى 0.382 =ت قيمة أن الجدول من يتضح . ونرفض الفرضية البديلة

أي أن األزمة المالية لم تؤثر على . األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد ال أنه أى

.اإلستثمارات العقارية

رب المتحدونالمستثمرون الع - 4

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى

الداللة

0.54 0.625 4.38429 11.59974 %1.96- قبل األزمة

6.98587 19.75903 %7.29- بعد األزمة

ى ذلك نقبل الفرضية العدمية وبناءا عل . دالة غير وهي 0.54= داللتها ومستوى 0.625=ت قيمة أن الجدول من يتضح .ضية البديلة رونرفض الف

هذا يعني أن االزمة المالية لم تؤثر على و .األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد ال أنه أى .المستثمرون العرب المتحدونشركة

ميثاق لالستثمارات العقارية - 5

قيمة ت الخطأ المعياري نحراف المعيارياإل متوسط العائد المقارناتمستوى

الداللة

0.72 0.36- 8.57339 22.68305 %5.79- قبل األزمة

6.95949 19.68442 %1.85- بعد األزمة

وبناءا على ذلك نقبل الفرضية العدمية . دالة غير وهي 0.72= داللتها ومستوى 0.36- =ت قيمة أن الجدول من يتضح . البديلة نرفض الفرضيةو أي أن االزمة لم تؤثر على شركة ميثاق . األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد ال أنه أى

.لإلستثمارات العقارية

الشركة الشامخة لالستثمارات العقارية - 6

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى

لداللةا

0.96 0.05 1.86373 4.93096 %0.11 قبل األزمة

Page 121: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

3.81435 10.78862 %0.12- بعد األزمة

وبناءا على ذلك نقبل الفرضية العدمية . دالة غير وهي 0.96= داللتها ومستوى 0.05=ت قيمة أن الجدول من يتضح .نرفض الفرضية البديلة و األزمة لم تؤثر على الشركة الشامخة . األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين ةاحصائي داللة ذات فروق توجد ال أنه أى

.لإلستثمارات العقارية ةالمحفظة العقارية االستثماري - 7

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى

الداللة

0.86 0.175- 4.46329 11.80876 %2.22- قبل األزمة

4.21808 11.93052 %1.15- عد األزمةب

وبنتءا على ذلك نقبل الفرضية العدمية . دالة غير وهي 0.86= داللتها ومستوى 0.175- =ت قيمة أن الجدول من يتضح .ونرفض الفرضية البديلة

م تؤثر على المحفظة أي أن األزمة ل. األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد ال أنه أى

.العقارية اإلستثمارية

اعمار للتطوير واالستثمار العقاري - 8

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى

الداللة

0.60 0.54 5.37009 14.20791 %2.24- قبل األزمة

4.62626 13.08503 %6.02- بعد األزمة

نرفض و وبذلك نقبل بالفرضية العدمية . دالة غير وهي 0.60= داللتها ومستوى 0.54=ت قيمة أن لالجدو من يتضح

.الفرضية البديلة أي االزمة لم تؤثر على شركة إعمار . األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد ال أنه أى

.اإلستثمار العقاريو للتطوير ربي لالستثمارات العقاريةالشرق الع - 9

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى الداللة

0.16 1.49 2.21702 5.86568 %4.92- قبل األزمة

Page 122: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

3.86546 10.93317 %11.82- بعد األزمة

بناءا على ذلك نقبل الفرضية العدميةو . دالة غير وهي 0.16= داللتها ومستوى 1.49=ت قيمة أن الجدول من يتضح .نرفض الفرضية البديلة و أي أن األزمة المالية لم تؤثر على شركة . األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد ال أنه أى

.الشرق العربي لإلستثمارات العقارية

10 -ةالثقة لالستثمارات المالي

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري العائدمتوسط المقارناتمستوى

الداللة

0.39 0.88 1.44959 3.83526 %1.73- قبل األزمة

4.60007 13.01097 %6.23- بعد األزمة

وبناءا على ذلك فاننا نقبل الفرضية العدمية . دالة غير وهي 0.39= داللتها ومستوى 0.88=ت قيمة أن الجدول من يتضح .نرفض الفرضية البديلة وأي أن األزمة لم تؤثر على شركة الثقة .األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد ال أنه أى

.لإلستثمارات المالية

11 -اموال انفست

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى

الداللة

0.01 2.93 4.16763 11.02652 %7.87 زمةقبل األ

3.85744 10.91048 %8.74- بعد األزمة

ونقبل وبناءا عليه فإننا نرفض الفرضية العدمية ، 0.01 داللة مستوى عند دالة وهي 2.93= ت قيمة أن الجدول من يتضح . الفرضية البديلة

) %7.87(= األزمة قبل العائد متوسط أن حيث األزمة وبعد قبل ائدالع متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق توجد أنه أى

.هو تاثير سلبيو أي أن األزمة اثرت على شركة اموال انفست . )%8.73-(= األزمة بعد بينما 12 – المتحدة لالستثمارات المالية

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتمستوى الداللة

0.04 2.24 11.28322 29.85260 %22.13 قبل األزمة

Page 123: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

3.91500 11.07328 %3.24- بعد األزمة

وبناءا عليه فإننا نرفض الفرضية العدمية ونقبل ، 0.04 داللة مستوى عند دالة وهي 2.24= ت قيمة أن الجدول من يتضح . الفرضية البديلة

األزمة قبل العائد متوسط أن حيث األزمة وبعد قبل العائد توسطاتم بين احصائية داللة ذات فروق توجد أنه أى

.أي ان األزمة كان لها تأثير سلبي على شركة المتحدة لإلستثمارات المالية ) .%3.24-(= األزمة بعد بينما) 22.13%(=

البنك العربي - 13

قيمة ت الخطأ المعياري اإلنحراف المعياري متوسط العائد المقارناتوى مست

الداللة

0.32 1.02 5.79615 15.33517 %1.90- قبل األزمة

2.97852 8.42454 %8.31- بعد األزمة

بنتءا على ذلك فإننا نقبل الفرضية العدمية . دالة غير وهي 0.32= داللتها ومستوى 1.02=ت قيمة أن الجدول من يتضح

.ونرفض الفرضية البديلة

أي أن األزمة لم تؤثر على . األزمة وبعد قبل العائد متوسطات بين احصائية داللة ذات فروق جدتو ال أنه أى البنك العربي

: البحث نتائج الشرارة هيو االمريكي العقاري الرهن ازمة سببهاو كبير العالمية المالية االسواق في االزمة تاثير كان -1

لحدوث ادت اخرى اسباب هناك شك وال ميةالعال االقتصاديات في تدهورو ازمات من نشهده لما االولى .الخام النفط سعر ارتفاعو االمريكي الدوالر انخفاضو التضخم مثل االزمة

ذلك و )عينة البحث(الشركات تبين من التحليل اإلحصائي أن األزمة المالية اثرت تأثير سلبي على جميع -2 .لشركات العقاريةجمع الشركات المالية مع ا عند

Page 124: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

سيولتها ويرجع ذلك لعدم.اإلحصائي أن األزمة المالية لم تؤثرعلى اإلستثمارات العقاريةبين التحليل -3امريكا أي أن في العقاري الرهن أزمة من المحلية بعيدة العقارية االسثماراتو المالية لإلستثمارات بالنسبة

عوائد طمتوس كانت فقد وبشكل متكررو عدم وجود بيع لسندات الرهن العقاري ألكثر من جهة .)4.1920- ( االزمة بعدو )3.0134- ( االزمة قبل االستثمارالعقاري

قبل العائد متوسط كان فقد التحليل اإلحصائي أن األزمة المالية أثرت على اإلستثمارات المالية تبين من -4

اإلستثمارات المالية أن إن سبب هذا األثر . %) 6.76-( الى انخفضو %) 4.88( االزمةألن اقتصادنا رصات العالم حتى لو كان هذا األثر منخقض نسبيامرتبطة مع بو بورصة عمان .قتصاد العالمي مرتبط مع اإل

فقد العالميةو منها العربية االخرى المالية لالسواق بالنسبة طفيف اتأثر باالزمة المالي عمان سوق ثرتأ -5 قوي مادي ارتباط وجود عدم على ليد هذاو محدودة خسائر هيو % 24.9 المالي عمان سوق خسائر بلغت لدى نفسية عوامل سسبب كانت المالي عمان سوق في الناتجة الخسائر.االسواق هذهو المالي عمان سوق بين

.االزمة من يومين اول عمان بورصة في مبرر الغير الهبوط بالذاتو المستثمرين .المستمر واالفصاح والشفافية ةالرقاب انظمة سالمة بسبب هي عمان لبورصة البسيط ثرالتأ سبب نإ -6

: التوصيات .تشديد الرقابة في السوق المالي لضمان عدم تدهور السوق - 1

.تجنب الخسائرو زيادة وعي المستثمرين باعطائهم محاضرات توعية لكيفية االستثمار لزيادة العوائد - 2

.من بعيد عن االزماتآ زي بحيث تكفل نمو االقتصاد بشكلتطبيق السياسة النقدية من قبل البنك المرك - 3

بالطبع و محاولة الحكومات اليجاد حل سريع لالزمة المالية الن استمرارها سيؤثر سلبا على العالم - 4 .هذا سيؤثر بشكل او باخر على اقتصادنا االردني

المصارف مثل بالذات في قطاعو عدم الخوفو االستثمار في الشركات الكبرى المدرجة في السوق - 5 .ذي لم يتاثر باالزمة العالمية البنك العربي ال

بعيدة عن التذبذبات في اسعارهاو ضرورة اإلستثمار في القطاعات المضمونة - 6

.اإلبتعاد عن المضاربةو االستثمار طويل االجل يكفل إعادة االقتصاد لوضعه - 7

تأهيل الوسطاء الماليين في بورصة االوراق المالية لجعلهم أكفاء للتعاطي مع مختلف الظروف - 8 .ليكونو قادرين على توعية المستثمرين الفضل اإلستثماراتو قتصادية بجدارةاال

.في ظل األزمة المالية تكون اإلستثمار العقاري افضل إستثمار بسبب االمان الذي يتميز به - 9

Page 125: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

نخفاض إبالبيع مدفوعا بالخوف من اإلسراعو .الداخلي اإلحساسو العواطفوراء عدم اإلنزالق - 10في حالة دورة (نتعاش السعر إستمرار إمن منطلق تمني الشراءأو ) دورة الهبوط في حالة(األسعار األهدافواضحة لالستثمار تحدد فيها وضع خطة .اعتمادا على العقل والمنطق القراراتذ ااتخ). الصعود

.للدخول والخروج من السوق ياسةوس

مراجع البحث .2008كانون االول .27المجلد .العدد العاشر .في االردن جمعية البنوك .مجلة البنوك .2008، عدلي، قندح -1

.ولايل .27المجلد .العدد التاسع .مجلة البنوك في االردن، 2008، عدلي، قندح -2

.15صفحة .دار وائل للنشر.ادارة االستثمار. 2006، ، محمدمطر -34- www. Ammanstock.net. .دار المسيرة للنشر:عمان .اإلستثمار باألوراق المالية. 2004.أرشد ، التميمي -5

.دار وائل للنشر: عمان .الحقيقيو مبادئ اإلستثمار المالي1999، زياد .رمضان -6

.دار المنهل اللبناني: لبنان .البورصات واالسواق المالية العالمية، 2008 .مالك، وسام -7

.ردار وائل للنش: عمان.الماليو أساسيات الغستثمار العيني .1999، محمد نوري، ناظم -89- www.ase.com.jo ص ، 358العدد ، المستقبل العربي، األزمة المالية واالقتصاديات الخليجية، 2009. يوسف خليفة ، اليوسف - 1014 – 28 .

12 – John . B . Taylor,2008: The financial crisis and the policy responses : an empirical analysis and what went wrong . Stanford university .

13 – Pascal . Berrone ,2008 : Current global finacial crises : an incentive problem , University of navara

. 19العدد , مجلة األفق . ى اإلقتصاد األردنيلأثر األزمة المالية العالمية ع: 2009، محمد، الكساسبة – 14

Page 126: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

قــالحــــالم

)شركة مالية(المستثمرون العرب المتحدون ) 1( جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ

2-1-2008 2.86 2.70 -5.59%

2-2-2008 2.70 2.32 -14.07%

2-3-2008 2.32 2.29 -1.29%

1-4-2008 2.29 2.27 -0.873%

4-5-2008 2.27 2.36 3.964 %

Page 127: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

1-6-2008 2.36 2.81 19.067%

1-7-2008 2.81 2.39 -14.946%

3-8-2008 2.39 2.76 15.481%

1-9-2008 2.76 2.50 -9.420%

5-10 -2008 2.50 1.80 -28%

2-11 -2008 1.80 1.13 -37.22%

1-12 -2008 1.13 0.92 -18.58%

4-1-2009 0.92 1.03 11.95%

1-2-2009 1.03 0.98 -4.85%

1-3-2009 0.98 1.10 12.244%

Page 128: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

)شركة مالية(البنك العربي )2(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ

2-1-2008 29.35 29.95 2.044%

2-2-2008 29.25 30.68 4.888%

2-3-2008 30.68 26.53 -13.52%

1-4-2008 26.53 18.10 -31.77%

4-5-2008 18.10 19.79 9.33%

1-6-2008 19.79 21.67 9.499%

1-7-2008 21.67 23.02 6.229%

3-8-2008 23.02 21.83 -5.169%

1-9-2008 21.83 19.65 -9.986%

5-10 -2008 19.65 17.00 -13.48%

2-11 -2008 17.00 13.80 -18.82%

1-12 -2008 13.80 15.16 9.855%

4-1-2009 15.16 13.49 -11.015%

1-2-2009 13.49 12.00 -11.045%

1-3-2009 12.00 11.18 -6.833%

Page 129: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

المتحدة لالستثمارات المالية )3(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ

2-1-2008 2.68 2.43 -9.328%

2-2-2008 2.43 2.71 11.522%

2-3-2008 2.71 2.80 3.321%

1-4-2008 2.80 3.08 48.076%

4-5-2008 3.08 5.30 72.077%

1-6-2008 5.30 7.00 32.075%

1-7-2008 7.00 6.80 -2.857%

3-8-2008 6.80 5.99 -11.911%

1-9-2008 5.99 5.32 -11.185%

5-10 -2008 5.32 4.29 -19.36%

2-11 -2008 4.29 4.01 -6.526%

1-12 -2008 4.01 3.69 7.980%

4-1-2009 3.69 4.10 11.11%

1-2-2009 4.10 3.95 -3.658%

1-3-2009 3.95 4.25 7.594%

Page 130: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

)شركة مالية( اموال انفست )4(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ

2-1-2008 2.00 1.98 -1%

2-2-2008 1.98 2.09 5.55%

2-3-2008 2.09 2.10 0.478%

1-4-2008 2.10 2.20 4.761%

4-5-2008 2.20 2.17 -1.36%

1-6-2008 2.17 2.74 26.26%

1-7-2008 2.74 3.30 20.43%

3-8-2008 3.30 2.91 -11.81%

1-9-2008 2.91 2.59 -10.99%

5-10 -2008 2.59 1.98 -23.55%

2-11 -2008 1.98 1.56 -21.21%

1-12 -2008 1.56 1.57 0.641%

4-1-2009 1.57 1.40 -10.82%

1-2-2009 1.40 1.40 0

1-3-2009 1.40 1.29 7.85%

Page 131: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

) مالية شركة( المالية لالستثمارات الثقة )5(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ2-1-2008 2.94 3.10 5.444% 2-2-2008 3.10 3.09 -0.322% 2-3-2008 3.09 2.88 -6.796% 1-4-2008 2.88 2.75 -4.51388% 4-5-2008 2.75 2.69 -2.181% 1-6-2008 2.69 2.66 -1.1152% 1-7-2008 2.66 2.59 -2.63% 3-8-2008 2.59 2.75 6.1776% 1-9-2008 2.75 2.78 1.0909% 5-10 -2008 2.78 2.19 -21.22% 2-11 -2008 2.19 1.78 -18.72% 1-12 -2008 1.78 1.50 -15.730% 4-1-2009 1.50 1.37 -8.666% 1-2-2009 1.37 1.25 -8.759% 1-3-2009 1.25 1.45 16%

Page 132: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الشرق العربي لالستثمارات العقارية )6(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ2-1-2008 11.50 11.38 -1.043% 2-2-2008 11.38 10.80 -5.0966% 2-3-2008 10.80 10.00 -7.47% 1-4-2008 1.00 9.35 -6.5% 4-5-2008 9.35 9.71 3.850% 1-6-2008 9.71 8.25 -15.036% 1-7-2008 8.25 7.99 -3.151% 3-8-2008 7.99 7.21 -9.7622% 1-9-2008 7.21 7.60 5.409% 5-10 -2008 7.60 5.87 -22.76% 2-11 -2008 5.87 4.34 -26.064% 1-12 -2008 4.34 3.71 -14.516% 4-1-2009 3.71 3.75 1.0781% 1-2-2009 3.75 3.08 -17.86% 1-3-2009 3.08 2.77 -10.064%

Page 133: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

عمار للتطوير واالستثمار العقاريا )7(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ2-1-2008 3.26 3.14 -3.689% 2-2-2008 3.14 3.27 4.140% 2-3-2008 3.27 3.70 13.1498% 1-4-2008 3.70 2.70 -27.027% 4-5-2008 2.70 2.59 -4.074% 1-6-2008 2.59 2.30 -11.196% 1-7-2008 2.30 2.00 13.043% 3-8-2008 2.00 2.10 5% 1-9-2008 2.10 1.85 -11.904% 5-10 -2008 1.85 1.27 -31.35% 2-11 -2008 1.27 1.13 -11.023% 1-12 -2008 1.13 1.07 -5.309% 4-1-2009 1.07 1.15 7.476% 1-2-2009 1.15 1.05 -8.695% 1-3-2009 1.05 1.13 7.6190%

Page 134: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

المحفظة العقارية االستثمارية )8(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ2-1-2008 1.45 1.32 -8.9655% 2-2-2008 1.32 1.23 -6.818% 2-3-2008 1.23 1.10 -10.659% 1-4-2008 1.10 1.05 -4.545% 4-5-2008 1.05 1.16 10.476% 1-6-2008 1.16 1.37 18.103% 1-7-2008 1.37 1.19 -13.138% 3-8-2008 1.19 1.37 15.126% 1-9-2008 1.37 1.37 0

5-10 -2008 1.37 1.14 -16.788% 2-11 -2008 1.14 1.19 4.385% 1-12 -2008 1.19 1.23 3.361% 4-1-2009 1.23 1.04 -15.44% 1-2-2009 1.04 0.93 -10.57% 1-3-2009 0.93 1.03 10.752

Page 135: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الشركة الشامخة لالستثمارات العقارية )9(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ2-1-2008 2.75 2.74 -0.363 2-2-2008 2.74 2.78 1.459% 2-3-2008 2.78 2.53 -8.99% 1-4-2008 2.53 2.62 3.55% 4-5-2008 2.62 2.62 0

1-6-2008 2.62 2.80 6.870% 1-7-2008 2.80 2.75 -1.758% 3-8-2008 2.75 2.75 0

1-9-2008 2.75 2.65 -3.636% 5-10 -2008 2.65 2.43 -8.301% 2-11 -2008 2.43 2.90 19.341% 1-12 -2008 2.90 2.63 -10.26% 4-1-2009 2.63 2.98 13.2079% 1-2-2009 2.98 2.73 -8.389% 1-3-2009 2.73 2.65 -2.93%

Page 136: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ميثاق لالستثمارات العقارية )10(جدول رقم

العائد سعر االغالق سعر االفتتاح التاريخ2-1-2008 2.15 1.74 -19.06% 2-2-2008 1.74 1.46 -16.091% 2-3-2008 1.46 1.31 -24.7126% 1-4-2008 1.31 1.37 -6.164% 4-5-2008 1.37 1.40 2.189% 1-6-2008 1.40 1.98 41.428% 1-7-2008 1.98 1.62 -18.18% 3-8-2008 1.62 1.35 -16.66% 1-9-2008 1.35 1.39 2.962% 5-10 -2008 1.39 1.30 -6.474% 2-11 -2008 1.30 0.98 -24.615% 1-12 -2008 0.98 1.22 24.489% 4-1-2009 1.22 1.03 -15.57% 1-2-2009 1.03 0.94 -8.73% 1-3-2009 0.94 1.22 29.787%

i ،4- 1: ، ص ص2004، المعهد المصرفي المصري، البنك المركزي المصري، إدارة األزماتجمال حواش.

ii 4- 1: جمال حواش، مرجع سبق ذكره، ص ص.

∗عاكس هو المشكالت التي تنتج عن تقديم المؤسسات المالية ائتمان إلى عمالء ذو جدارة ائتمانية يقصد بمشكالت االختيار الم

.منخفضة مما قد يؤدي إلى عدم قدرتهم على السداد∗∗

إلى االستثمار في ) العميل(نتيجة اتجاه المقترض ) البنك(المخاطر التي قد تواجه المقرض تلك يقصد بالمخاطر المعنوية

ات درجة خطر مرتفعة و يعتبرها المقرض غير مقبولة ألنها قد تتسبب في حالة الخسارة في عدم استرداده مشروعات ذ

.ألمواله

iii Frederic S Mishkin, Understanding Financial crisis, a developing country perspective, NBER, Working paper

series, wp 5600, may 1996, p: 17.

Page 137: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

iv Goetz Von Peter, Asset prices and banking distress, a macro economic approach, bank for international

settlements, October 2004, pp: 1-2. v Jahangir Azia and all, Currency crisis: in search of common elements, IMF working paper, wp/00/67, USA, 2002,

p: 05. vi الببالوي، االزمة المالية العالمية و تداعياتها على االقتصاديات العربية، ورقة عمل لالجتماع المشترك لوزراء المالية حازم

. 05: ، ص2009يناير 14ومحافظي االلمصارف المركزية العربية، الكويت،

vii ص 2008، اكتوبر 335العربية، العدد محاولة للفهم، مجلة اتحاد المصارف: حازم الببالوي، عن االزمة المالية العالمية ،

.33- 32: ص

viii حازم الببالوي، االزمة المالية العالمية و تداعياتها على االقتصاديات العربية، ورقة عمل لالجتماع المشترك لوزراء المالية

.14: مرجع سبق ذكره، ص ومحافظي المصارف المركزية العربية،

ix ص 2008وقفة مراجعة، مقال بحثي منشور على موقع صندوق النقد العربي، ... عالمية جاسم المناعي، االزمة المالية ال ،

.، بالتصرف06- 05 :ص

x ورب ضارة نافعة، مقال بحث من الموقع االلكتروني لصندوق النقد العربي، ص ... جاسم المناعي، االزمة المالية العالمية

.03- 02: ص

xi 335لدولية و انعكاساتها على العالم العربي، مجلة اتحاد المصارف العربية، العدد عدنان احمد يوسف، االزمة المالية ا ،

.12: ، ص2008اكتوبر

xii لتكتالت العالمية تواجهها على استحياءا عزف منفرد... تامر عبد العزيز، إجراءات دول الخليج في مواجهة أزمة المال ...

:من الموقع االلكتروني، 2008-11-16، 462العدد ، جريدة الجريدة، واالطمئنان يحف مجلس التعاون

www.aljareeda.com/aljarida/ArticlePrint.aspx?id=85886

xiii ،شهرا على ازمة القروض السكنية االمريكية عالية المخاطر 15مازن حمود« Subprimes » : تداعيات –مشاكل–

.62: ، ص2008، اكتوبر 335العدد فرص الحلول و مدى نجاحها، مجلة اتحاد المصارف العربية،

xiv Jean-Pierre PATAT, Directeur général des Études et des Relations internationales, La stabilité financière,

nouvelle urgence pour les banques centrales, BULLETIN DE LA BANQUE DE France, N° 84, DÉCEMBRE 2000, p : 07.

xv جعاة القواعد االحترازية المنظمة للتسيير المصرفي ونشاط البنوك رلمراجع:

Chellal Zohir, Réflexion sur la réglementation prudentielle Algérienne, Mémoire de fin d’étude, DESS Banque,

école Superieure de commerce, 2000/2001.

Page 138: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

انعكاسات األزمة المالية الراهنة على اقتصاديات لبنان

*رامز سامي الطنبور .د

:مقدمة

تحصل هذه األزمة في ظل ثورة و. العولمةمفهوم انتشار منذ األكبر العالمية الراهنةاألزمة المالية تعتبر والتجارة الدولية نترنيت، وفي ظل ثورة التقانة علت من العالم جهاز كمبيوتر وخط إاالتصاالت التي ج

.واإللكترونية وحمى البورصة والمضاربةء زمة المالية الراهنة أزمة عالمية بلغت تردداتها كامل أرجاإن العولمة التي سيطرت على العالم جعلت من األ

والفقير حتى العامل في زوايا المصنع لم يسلم من آثارمنهم أبناء البشر الغني المعمورة ووحدت هذه المصيبة . تلك األزمة، هكذا األفراد وكذلك الدول

ولبنان مثله مثل سائر دول العالم تأثر بتلك األزمة على مستوى خصوصيته، واستطاع حتى اآلن أن يصمد أمام رياح األزمة العالمية ولهذا الصمود أسباب موجبة ساهمت في تحقق ذلك، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه

إلى متى سيستمر هذا الصمود في ظل تعاظم تداعيات األزمة وتضخمها :نيين هوبقوة والذي يشغل بال اللبنا شيئا فشيئا ككرة الثلج؟

:جعلتها بعيدة نوعا ما عن تداعيات األزمة المالية العالمية، أبرزها ،ال شك أن هنالك معطيات عدة توفرت للدولة اللبنانية .قتصادية فيهدودية حجم الحركة االكلم مربع ومح 10452صغر مساحة البلد التي تبلغ �إدارة الدين ورصة العالمية نظرا الهتمامها بتوفر السيولة بكميات هامة في المصارف اللبنانية وعدم انشغالها بأسواق الب �

.العامية غربإلى المصارف اللبنانية بعد االنهيارات التي شهدتها المصارف ال _ والعربية منها خاصة_ موالتدفق رؤوس األ �

.لمشددة التي يتمتع بهااهذا فضال عن السرية المصرفية ،ن القطاع المصرفي في لبنان لم يشهد أي حالة إفالسحيث إ . لى البعد عن المخاطرة في الشأن المالي واالقتصاديعساعدا باإلجمال ،في الوضع السياسي أحياناوالتوتر الركود � .مساك بالشأن المالي العاموقدرته على اإلالمصرفي حكمة إدارة القطاع �

يقطاع المصرفالوهذا مما ستشارية عالمية أكدت ذلكان مؤسسات دولية وشركات إبل ،حصانة البنوك في لبنان ليس صناعة محلية لبنانية فقط الكالم على

ن معظم أرغم : صانة البنوك، حيث جاء في التقرير الصادر عن شركة أدفانتج لالستشارات عن حساعد على الصمود في وجه األزمةفعلية من رباحاأقد حصد مر غير عادي عندما نجد بلدازمة، فإن األالعالم يداوي جراحه المحترقة بلهيب األ

زمة بناني، على اكتساب الحصانة من األهم عامل ساعد االقتصاد اللأن أويكشف التقرير ، قطاعه المصرفين لبنان يتبع عرف التنظيم المحافظ في قطاعه المالي، إحيث لتنظيمية، المالية، كان قوة سياساته الرقابية وا

Page 139: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

مما يعد دليال على وجود %) 34- %33(بيا لدى البنوك اللبنانية نسبة القروض إلى الودائع منخفضة نسن وإالسيولة مع األخذ في االعتبار . المنطقةفي مزيد من السيولة في الميزانيات العمومية مقارنة بالبنوك األخرى

أثناء األزمة، فمن المتوقع أن تستمر البنوك اللبنانية في األداء الجيد مع الحصانة في القوية للبنوك حتى .المناسبة ضد أي مخاطر مباشرة لألزمة المالية

ن التجربة الدولية الحالية بينت أن االستثمار في لبنان أضمن بكثير من االستثمار في وجاء في التقرير أيضا أمن هنا يحكى عن مناعة . أي من المصارف التي كانت في السابق تتمتع بتصنيفات ائتمانية عالية وإيجابية

النظام المصرفي اللبناني بحسب المقاييس الدولية، خاصة أن هذا القطاع عريق واختبر في تجارب عديدة ن الحصانة التي والحقيقة تقال إ )1(.أثمرت صقل الصناعة المصرفية في لبنان وتعزيز مناعتها تجاه المخاطر

تعكس من جهة أخرى شيئا من الجمود في حركة التسليفات والشروط تحققت للقطاع المصرفي في لبنان في .المشددة عليها، مما يكون قد أفقد تلك المصارف فرصا عديدة للمزيد من االستثمار واإلقراض والربح

د األدنى للمخاطرة من أجل ضمان النتائج، خاصة أن البنك المحصلة كانت إدارة البنوك تعتمد على الحونتيجة ذلك . المركزي كان يضع قيودا عديدة ساهمت في لجم انتشار عمليات اإلقراض غير المحكمة

فالسات التي طاولت العديد من المؤسسات المصرفية مأمن نسبي عن االنهيارات واإلفي ت البنوكأصبحأن لبنان يمتاز عن الكثير من دول المنطقة باعتباره األقل تضررا من ك في لبنان نوالب يرويؤكد مدو العالمية،

زمة المالية، ال سيما لجهة سالمة قطاعه المصرفي الذي حافظ على معدالت نمو جيدة خاصة خالل العام األاح ربتضاف إلى ذلك نسب نمو األ ،سنوات 3فضل خالل وهي األ% 12نمت الودائع بما يقرب حيث 2008

م تسلف لدى بعض المصارف، وهنا يمكن ذكر أن المصارف اللبنانية ل% 70 وهي فاقت% 40التي تخطت )2(.من ودائعها% 30سوى حوالي

ن السياسة المحافظة لمصرف لبنان المركزي والتزامه باللوائح القانونية والتنظيمية وسلسلة التدابير والقيود، إ عالية من السيولة اإللزامية والتي اشترطت نسبا ،تثمارات المصرفيةالتي وضعها على التسليفات واالس

فضال عن الرقابة المستمرة التي .في الحصانة األمان تجاه المخاطر، ساهمت أيضا ومستويات مرتفعة من المصرفي فيساهمت بشكل كبير في إبعاد القطاع جميعها. واكبت مختلف التقلبات التي مر بها لبنان والعالم

استثمارات المصارف اللبنانية في التوظيفات كانت والجدير باالنتباه أيضا أن جل .لبنان عن آثار األزمةأما االستثمارات . افيه ةاالستيعابية ولتوفر فرص االستثمار المجزي انظرا لقدرته ةزة على السوق المحليمرك

بة المخاطر، مما يؤكد أن االستثمارات الخارجية فكانت محدودة الحجم ومتواضعة وهذا ما خفف من نس . المحلية تبقى دائما أكثر فائدة وأقل خطورة وتبقي المقدرات المالية تتحرك وتنمو في البالد

لسلسلة هو التزام الحكومة اللبنانيةومما ساعد القطاع المصرفي في لبنان على هذا االنضباط وااللتزام إن هذه ، واها المؤسسات المالية الدولية واشترطتها عليهإصالحات اقتصادية وهيكلية ساهمت بوضع

Page 140: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الحرج بالمزيد من الجدية والرشد في التعاطي بالشأن زمن العالمي ساعدت بدورها في هذا ال االلتزاماتفي % 8بنسبة حيث أفادت تقارير صندوق النقد الدولي أن االقتصاد اللبناني حقق نمواالمالي واالقتصادي،

.2008عام المنافسة االقتصادية والنمو المستدام حيث يمثل القطاع :محاور رئيسة أربعةصالحات اللبنانية على اإل تركزو

االستقرار النقدي والمالي .التجميع المالي والتطوير الهيكلي في تمويالت القطاع العام .للنمو الخاص محركا :ومن قواعد النموذج المالي اللبناني .واستقرار األسعار

الماضية، على الرغم من المشكالت السياسية عاما 15استقرت العملة اللبنانية خالل ،استقرار العملة: الأو .واألمنية التي واجهت لبنان

نمو القطاع المصرفي خالل تلك الفترة العصيبة وقد مكنها ذلك من تقديم االئتمان اليوم من دون : ثانيا .معارضة أو تردد

عمل ذلك على تعزيز المصداقية المالية وزيادة الودائع و. رف لبنان بإفالس أي من البنوكلم يسمح مص: ثالثا .حجم االقتصاد المحلي ضعف أضعاف ونصف ةفي البنوك اللبنانية بما يزيد على ثالث

)3(.قامت الدولة بخدمة جميع ديونها، كل من األصل والفائدة، ومن ثم تعزيز المصداقية المالية للدولة: رابعا

عالمية إن الوضع اإليجابي الذي تشهده البنوك اللبنانية في الوقت الذي تمر فيه معظم البنوك البالرغم من إال أن البنك المركزي مارس كامل ن االقتصاد اللبناني هو اقتصاد حر، بأوضاع حرجة، وعلى الرغم من أ

تون أعموم المصارف اللبنانية، وأخرجها من صالحياته التنظيمية والرقابية بشكل ضبط معه اإليقاع المالي لهم ما فرضه البنك المركزي على البنوك أنه لم يمنعها من االستثمار في فمن أ. ةهذه األزمة معافاة سليم

م المشتقات البنكية، لكنه في المقابل فرض عليها إجراء دراسات وشروحات حول جدواها ومخاطرها، تقد .دراك هذه البنوك للمخاطر المحتملة جراء هذه العملياتللبنك المركزي حتى يتأكد من إ

لتوظيف المالي في العقارات والتي تشكل عادة كتلة نقدية كبيرة، فقد فرض البنك المركزي أال إلى اوبالنسبة بالمئة من قيمة المشروع، ويكون نصف التمويل من قبل المستثمر، وبالتالي لم 50يتجاوز تمويل البنوك

)4(.ارف اللبنانية لمخاطر أزمة االئتمان العقاريتتعرض المصما يمكن استخالصه من جراء تجربة البنوك اللبنانية التي تتبع نفس قواعد النظام الليبرالي الحر المعتمد في و

بمعنى ، والعمل المصرفي وفق القواعد واللوائح القانونية والتنظيمية التنظيم والرقابةالغرب هو اإلبقاء على .الفعالة *لحوكمةإلى االحاجة ز إبرا

وبالرغم من أن القطاع المصرفي هو قطاع رائد في لبنان إال أنه ال يختصر عملية التنمية بمفرده، إنما يقف : " تأثيره عند حدود سلطته وصالحياته، ولقد وضح ذلك حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سالمة بقوله

نه في حال أ ساساأدوره نظيم التنمية في لبنان،و تأعادة توزيع انونية إلالبنك المركزي ال يملك الصالحية القف

Page 141: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

سعار واالستقرار في القدرة االستقرار في األ نأ ضامنان يكون أعادة هيكلة لالقتصاد إو أخطط تنمية وجدت من وهورائبي ول هو النظام الضاأل ،هذه عملية لها عالقة بأمرين ؟لمواكيف تتوزع األ أما. الشرائيه موجود

ويكون ،في التنمية التي ستكون على صعيد لبنان ككل ومر الثاني هواأل ،صالحية الحكومة ومجلس النوابالبنك .مر البنك المركزي ال دور له فيهأ يضاأهناك فرص عمل ومصادر للثروة في المناطق اللبنانية وهذا

وهي ،الليرة اللبنانية مستقرة ذاإاليوم .العملة ستقرار فيالاضمن ن يأالمركزي ما يستطيع القيام به هو زمة المالية عندما بدأت األ .سوف تبقى الليرة اللبنانية عملة قوية ونرى تحاويل نحوها 2009وفي مستقرة،

سواق ونحن نقارب بموجوداتنا األ مندوالر اتمليار 6كثر من أالبنك المركزي اشترى لى اليوم إيلول أفي ه تستطيعتمليار دوالر وهو رقم قياسي، هذا يترجم عند المواطن بأن لير 21 جنبية تقريباالت األالسائلة بالعم

)5( ."ةن تشتري وتؤمن له قدرة شرائيأإال أن هناك ،أن القطاع المصرفي في لبنان حافظ على ثباته وإيراداته وودائعهمن رغم وفي الشأن المالي وبال

واستغناء ،بنانيينفي الثروات الشخصية لل متمثال من جراء األزمة المالية ضررمن االقتصاد اللبناني ت اجزءذلك وزير بينولبعض اإليرادات، ذين كانوا مصدراات اللبنانيين العاملين فيها والبعض الدول عن خدم

التي كانت خسائر كبيرة تكبدها لبنانيون على مستوى ثرواتهم الشخصية و المالية اللبناني حيث أكد وجودمستثمرة في أسواق المال، كما أن تقلص اقتصادات بعض دول الخليج والتي دفعت الشركات والمؤسسات

)6(.بنانيين العاملين فيهالالستغناء عن بعض األيدي العاملة أو جميعها أدى إلى االستغناء عن بعض الل

القطاع العقاري

في وجه ومناعة ثباتاظهر فهو قطاع حر ومنفتح وقد أ لمصرفي،يضاهي القطاع العقاري في لبنان القطاع اوربما يعود ذلك إلى ، وبقي محافظا على مكانته وقيمته،أصعب أزمة مالية عالمية شهدها االقتصاد المعاصر

،الذي يجعل من األرض عنصرا فاعال في عملية الصراعو ،والطائفي الذي يعيشه لبنانالسياسي صراع اللذلك ،ك المزيد منها يقوي من وجود الطرف أو الطائفة المالكةى األرض والعقارات وتملالحفاظ علأصبح و

ومن جهة ثانية فإن الجاليات اللبنانية في . شدهاحصول على األراضي والعقارات على أبقيت المنافسة في اليحرص كل فرد منها ) ن خارج لبنان بضعفي عدد اللبنانيين داخل لبنانور اللبنانيحيث يقد(غتراب عالم اال

كل تلك األمور أبقت على القطاع العقاري في لبنان غير متأثر بارتدادات األزمة المالية .على التملك في لبنان .ةالمرتبطة جوهريا بسوق العقارات األمريكي

في مرحلة ما بعد تناول أوضاع القطاع العقاري في لبنان وخصوصا 2009يوليو 23يوم وفي تقرير نشر عوام الخمسة الماضية سجلت قيمة مبيعات العقارات ورخص نه في خالل األأاعتبر " :زمة المالية العالميةاأل

ن الطلب على أورأى التقرير .في المئة في السنة على التوالي 12.6و 17.6البناء متوسط نمو بمقدار طار التزايد إفي وألألمقيمين عداد اأزال شبه متواصل فهو نابع من نمو العقارات في لبنان كان وال ي

Page 142: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ثانيا جانب ومن األ ،و بغية الزيارةأما على نحو دائم إلى لبنان إالعضوي لعدد السكان ومن المغتربين العائدين .القطاع العقاري اللبنانيالعرب الذين يستثمرون بشكل كبير في وخصوصا

نمو في خالل إذ بلغ متوسط ال وتصاعديا ردامط لى أن أسعار العقارات في لبنان شهدت نمواالتقرير إوأشار

60لى إ 50النمو في العام الماضي معدل مع بلوغ متوسط في المئة سنويا 30لى إ 25ثالث سنوات معدل ن القطاع العقاري في لبنان كان في منأى عن أو، 2008بعد اتفاق الدوحة في مايو في المئة وخصوصا

أظهرت إحصاءات ، حيثسواق العقارية في دول المنطقةلعالمية التي تأثرت بها األالية ازمة المارتدادات األلت في حين سج نسبيا ن عدد مبيعات العقارات في لبنان شهد ثباتاأ 2009ولى من سنة شهر الخمسة األاأل

نما بوتيرة أقل إ لعقارات فقد اتبعت منحى تنازلياأما أسعار ا ،في المئة 4,3بنسبة مقبوال رخص البناء نموافي المئة منذ نشوب 15لى إ 10بمقدار متواضعا قليمية مسجلة تراجعابكثير من تلك التي شهدتها البلدان اإل

)7(." زمة المالية العالميةاألزمة التي أودت بخسائر األ أوجالذي سجل تقدما ملحوظا في في لبنان، ووبنفس االتجاه يسير قطاع الطيران

وقع تفي هذه الظروف الحرجة .الغربية على الخصوصالعالمية ولعديد من كبرى شركات الطيران فادحة للى مئة مليون دوالر في العام إتصل رباحاأن تحقق الشركة أوسط شرق األالدارة طيران إرئيس مجلس

ماليين راكب في العام نفسه، 5لى إن يصل عدد الركاب في مطار رفيق الحريري الدولي أ، و2009شركة خطوط 25هم أصنفت من بين " عالم النقل الجوي"يست وبحسب تقرير صادر عن إن الميدل أ علنأو

)8(.2008وذلك بناء على نتائج . جوية في العالم تحويالت المغتربين اللبنانيين تدق ناقوس الخطر

بناني الذي بقي بعيدا عن التأثر المباشر باألزمة المالية العالمية، أمام هذا الواقع اإليجابي في الشأن المالي اللويتجلى ذلك ،بدأت مالمح آثار غير مباشرة تهدد بإدخال لبنان في دوامة األزمة العالمية من بابها العريض

نتيجة االنهيارات المالية وإغالق المؤسساتزمة من انكماش اقتصادي عالمي من خالل ما ستجره هذه األن خالل عودة المغتربين اللبنانيين إلى لبنان بعد تأثرهم السلبي م، والعاملة وتسريح العمال وضعف السيولة

. غترابزمة المالية في دنيا االباألفؤاد الحكومةر رئيس حذ الماليين إلى الحكومة اللبنانية، حيث متخصصينى هذا الخوف المحللين والوتعد

في و يالت اللبنانيين من الخارج ة المالية على لبنان، التي تتمثل في خفض تحوالسنيورة من تداعيات األزمع احتمال انخفاض نسبة التحويالت من اللبنانيين في الخارج التي كانت قد وتوق. عودة لبنانيين من الخارجفي هذا لمحوأ .من الناتج المحلي اإلجمالي% 20مليارات دوالر أي أكثر من 6بلغت العام الماضي نحو

Page 143: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

الصدد إلى إمكانية عودة بعض العاملين اللبنانيين من بلدان أجنبية وعربية إلى بالدهم بفعل األزمة االقتصادية )9(.بنانيين في بلدان الخليجوقت تقلصت فيه فرص العمل الجديدة لل في, العالمية

ين كوسيلة من أهم وسائل دعم أن االقتصاد اللبناني يعتمد بشكل كبير على تحويالت المغتربومن المعلوم % 20ما نسبته 2008، فقد بلغت تحويالت المغتربين في عام جنبيةمساندته بسلة من العمالت األاقتصاده، و

وغالبا ما كانت تحويالت المغتربين تنقذ اللبنانيين من .مليار دوالر 30الذي يقارب من الناتج المحلي اللبنانيلة في لبنان ال يوجد لديها جية، وبحسب التركيبة اللبنانية فنادرا ما تجد عائضغط األزمات الداخلية والخار

يعمل في الخارج، وهذا الدعم الخارجي من أبناء البلد المغتربين ساهم إلى حد كبير في القدرة على مغتربل اإلسرائيلي في أثناء االحتالت بالبلد على امتداد الحرب األهلية وقتصادية التي ألممواجهة األزمات اال

.عتداءاته المتكررةوا

البنك الدولي من قبل هقعم توت ،انخفاض تحويالتهم الماليةإلى لبنان أو المغتربين بعض ف من عودة التخوإن نتيجة عمليات التسريح ،2009 لعامالمالية انخفاض التحويالت التي أكدت والمؤسسات المالية العالمية

ما يطرح أمام م، اقتصاديةإثر األزمة المالية التي أدت إلى أزمة ،ن خارج لبنانللعاملين اللبنانيي الواسعةالمغتربين على لبنان هو تأثير بالغ واقع مستقبلبالفعل فإن تأثير و .مجموعة تحدياتالحكومة اللبنانية

ن أي تعثر أو الم في ما يتعلق بتدفق التحويالت، وإن بين أكبر ست دول في العملبنان همية، حيث يعداألعودة المغتربين وفضال عن ذلك فإن .مسيرة ودرجة التنمية فيانخفاض لنسبة التحويالت سيؤثر سلبا

عن استيعاب القوى العاملة الراهنة فكيف بالعاملين ةعاجز ةؤدي إلى المزيد من البطالة ألن السوق اللبنانيست جزءا هاماأن إال ير من اللبنانيين الذين خسروا وظائفهموفي حقيقة األمر وبالرغم من العدد الكب .المغتربين

.ي أكثر مما هو صرف من العملحركة انتقال وظيف بما يشبه ،خليجية أخرى بدائل في دولالقد وجد منهم هما وتوقعاتهما للحركة ي، والبنك الدولي أوردا في تقريرين منفصلين قراءت»ستاندرد آند بورز«وكانت وكالة

على أساس ارتباطها بارتفاع معدالت البطالة في أول انعكاس مباشر ألزمة المال العالمية، فقد اعتبرت النقدية للتصنيف االئتماني، أن انخفاضا كبيرا في تحويالت اللبنانيين العاملين في الخارج إلى » ستاندرد أند بورز«

القتصاد يعتمد على التحويالت المالية ةكاسيد الحساب الجاري، وذلك كأكبر انتلبنان من شأنه أن يضر برص .في الشرق األوسط وشمال إفريقيا

وهي أعلى حصة «بالمئة من إيرادات الحساب الجاري، 27وأشارت إلى أن تحويالت اللبنانيين تشكل نحو

)10(.بالمئة لتونس 8بالمئة لمصر و 13بالمئة للمغرب، و 17بالمئة في األردن، و 19في المنطقة مقارنة بـ

وانعكاس ذلك على عمالة ،عن طريق تأثر دول الخليج بهابطريقة غير مباشرة تأثر لبنان باألزمة المالية لقد أن شأن بالغ الحساسية وحقيقة األمر وهذا ، انخفاض تحويالتهم الماليةبارتباط ذلك و ،اللبنانيين في دول الخليج

Page 144: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

3 نسبتهسبة اللبنانيين الذين خسروا وظائفهم في الخليج ما ر نتأثير ذلك على االقتصاد اللبناني محدود، وتقد %ت الجهات الرسمية تبنو. ربع دخل العمالة اللبنانية ونشكلي ألف شخص 300فقط، كرقم تقديري، من أصل

في % 9- 8لنمو من إلى ااإلجراءات لتفادي األزمة من خالل تخفيض التوقعات بالنسبة بعض ةالمولج )11( 2009عام في ال% 3، إلى 2008

واألزمة الماليةواألمن الدين العام من الصعب بمكان فهم الواقع المالي واالقتصادي اللبناني دون التطرق للدين العام الذي يشكل عبئا على

، ويتحكم هذا الدين بسياسات البلد )مليار دوالر أمريكي 45الوالذي وصل إلى عتبة ( الحكومة وعلى الشعب .اعاته ووضع استراتيجياتها من خالل رؤيتها له ولكيفية التعاطي معهالمضطرة إلى مر

دتعو 2006في العام % 180بينما وصلت إلى 2008لعام % 162نسبة الدين من الناتج المحلي وقد بلغت . ن تقوم بهحترازي يمكن للحكومة أأي إجراء ا لوهي تكب هذه النسبة خطيرة جدا،

مما يعطي ، كما بينت األرقام السابقة الناتج المحلي بدأت تتراجعإلى الدين العام وبالرغم من ذلك فإن نسبة ويلفت إلى قوة ومتانة االقتصاد عالجة مسألة مديونيته، في دأبه على ممصداقية لبنان عنصورة إيجابية

اعتبار يشجع على ا مإيجاد الفائض من المداخيل لتقليص الديون العامة المترتبة عليه، ماللبناني القادر على .ولشراء سندات الخزينة منه هليإآمنا لتحويالت األموال الذا لبنان م

زمة المالية العالمية الراهنة يبقى لبنان عالي الحساسية بسبب ما يحمله من الدين العام، ويبقى وفي ظل األلدخل المحلي عما كانت عليه في ا إلىأال تزيد نسبة الدين بالنسبة - وفي أقل تقدير -الهدف في هذا االتجاه

د حجم ال يزيبحيث دف، الهتحقيق هذا ل بناني في هذا المضماروزير المالية اللعمل وي. العام الماضيبالمقابل وتحقق مليارات دوالر 4ط ذا اقترض لبنان فق، وإمليارات دوالر 4 لىعـ 2009خالل ةتداناالسـ

ما اذا أ. 2008كما كانت في العام لى الناتج المحليإالدين ، تبقى نسبةوهو أمر مرتقب% 4نمو بنسبة لى أن إالناتج مجددا، ما سيكون مؤشرا لى إنسبة الدين مليارات دوالر، فستزيد 4استدان لبنان أكثر من

)12(.تراجعيا منحى التحسن الذي تحقق عاد ليتخذ

االقتصاد اللبناني، ويمنع الدين العام قدرة االستدانة عناصر ضعف فياستمرار ويشكل موضوع الدين العام وارتدادات األزمة المالية، ومن أبرزها قضية الركود عنجراءات الالزمة لتحييد البلد اتخاذ اإل لىحكومة عال

ويمكن . من هذا العالم اصفه جزءوواالنكماش االقتصادي الذي يلوح في أفق العالم بأسره، وكذلك في لبنان بنكماش االقتصادي المرتقب سيكون بسبب االنكماش نفسه المتأثر االوث بحداقتصاد لبنان تأثر القول إن

وكإجراء سريع لمواجهة االنكماش االقتصادي . باألزمة المالية العالمية وليس بسبب تلك األزمة مباشرةمن آثار نفاق والتخفيفالمرتقب تمت زيادة الرواتب في العام الماضي مما سيساعد على المزيد من اإل

إال أن نفاق،لضخ األموال وللمزيد من اإل االستمرار في إيجاد وسائل مختلفةويمكن . االنكماش االقتصادي

Page 145: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

،الماليمن شأنه أن يزيد العجز فافي ضإاق فإنذا حصل إو. واقع المديونية العامة في لبنان ال يسمح بذلكألن ى الناتج المحلي،لإدين ال ادة نسبةالتسبب بزي من ثمدة االستدانة، وما زياإ: طريقتينفي يكمنحــل وال

الوضع القائم ال يسمح بالمزيد من تشغيل القوى المحلية والرهان على الناتج المحلي، وذلك بسبب االنكماش وكل استدانة إضافية تعني زيادة نسبة . االقتصادي الذي سيضعف بال شك من نسبة التصدير إلى الخارج

إضافية يراداتإعن والطريقة األخرى هي التفتيش .من الضغط على االقتصاد الوطني خدمة الدين والمزيدن اإليرادات تعتمد بشكل أساسي على ، وهنا تكمن إشكالية أخرى حيث إنفاقنها من زيادة اإلللدولة تمك

بر غير د تلك الضرائب من القدرة الشرائية وتزيد من نسبة االنكماش، لذلك فهي تعتالضرائب بينما تح .مرغوب بها في هذه اللحظة االقتصادية الحرجة

لبنان، إال أن جملة إجراءات يمكن اتخاذها فيالرغم من التأثير المحدود لالنكماش االقتصادي العالمي وعلى لتحريك االقتصاد وإيجاد المزيد من فرص العمل كاإلجراءات تخفيض الضرائب، وإنزال معدل الفوائد على

هم من كل ذلك هو ة والخارجية على السواء، ولكن األمارية الستقطاب االستثمارات الداخليالقروض االستثإيجاد المناخ السياسي واألمني والقانوني المستقر المواكب للعملية التنموية المولج بها القطاع الخاص كما

.القطاع العاموالذي حقق مات بشكل عام في لبنان، إن نجاح وتميز قطاعي المصارف والعقارات ومن ورائهما قطاع الخد

ال يمكن أن يستمر ويؤتي أكله إال في ظل استقرار سياسي وأمني يجعل صمودا أمام األزمة المالية العالمية، منية والصراعات السياسية ولطالما شكلت الخروقات األ. ثمرينزة للمستمن لبنان جزيرة آمنة للمودعين ومحف

وعلى سبيل المثال فبعد أن أنفقت الحكومة اللبنانية مليارات . لبناني ولوضعه الماليالحادة مقتال لالقتصاد الالدوالرات على إعادة تشكيل البنية التحتية قام الجيش اإلسرائيلي بتدمير جزء كبير منها في حرب تموز

ار التي لحقت قيمة األضر(مليار دوالر 15وقدرت الخسائر بـ) 2006االعتداء اإلسرائيلي على لبنان في (طريقا 94جسرا، في حين أصيبت 80ألف مسكن و 15مليارات دوالر مع تهدم 3.6بالبنى التحتية في لبنان

).تماما تبأضرار أو هدمويبدو من التركيبة إذا اشتكى أحدهما تداعى له اآلخر،ن يالسياسة واالقتصاد توأماعتبار ويبقى في لبنان

وإن ،أنه األكثر حساسية تجاه أي خلل أمني أو إشكال سياسيع الخدمات في لبنان اللبنانية ومن ريادة قطالى إاليوم بحاجة فلبنان .تداعيات الوضع األمني أشد بأسا على لبنان من تداعيات األزمة المالية العالمية

ذا إولكن ،نحتى اآل مخاطرها بشكل كبير تجنب تمقد زمة المالية العالمية حصل في األألن ما ،استقرارمر مسؤولية كل هذا األومني، مر يرتبط باالستقرار السياسي واألاألف 2009ردنا أن يكون هناك نمو في عام أ

)13(.فريق في لبنان

Page 146: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

:الحواشي

. ، تقرير أدفانتج12977العدد 2009يوليو 14الثالثاء جريدة القبس الكويتية، - )1(

2009- 3- 14لبنان، ،جامعة الجنان ،مؤتمر األزمة المالية ،علي درويش - )2(

.، تقرير أدفانتج12977العدد 2009يوليو 14جريدة القبس الكويتية، الثالثاء -)3(، جوزيف www.alrroya.com/node/1284)( مجلة الرؤية االقتصادية، مجلة إلكترونية، - )4(

1297العدد , 2009يوليو 14الثالثاء ،2009مايو 28طربية، حاوره عمار الطيبة، الخميس *- دار بها المصارف من خالل ف بنك التسويات الدولية الحوكمة فى المصارف بأنها األساليب التى تيعر

تحدد كيفية وضع أهداف البنك والتشغيل وحماية مصالح حملة األسهم يدارة واإلدارة العليا والتمجلس اإل .النظم السائدة وبما يحقق حماية مصالح المودعين للقوانين و وأصحاب المصالح مع االلتزام بالعمل وفقا

حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سالمة، برنامج عتلفزيون المنار، برنامج حديث الساعة، مقابلة م - )5( . [email protected] 2009- 3-12حواري،

، 2986نية، وزير المال اللبناني محمد شطح، أجرت المقابلة نزيهة سعيد، العدد لكتروجريدة إيالف اإل - )6( .م2009يوليو 25السبت

23هـ الموافق 1430شعبان. نباء السعودية، تقرير اقتصادي، القطاع العقاري في لبنانوكالة األ - )7( .م2009يوليو

تموز 23ألوسط محمد الحوت، الخميسجريدة المستقبل، مقابلة مع مدير شركة طيران الشرق ا - )8( . 3371، العدد 2009

عمال، حديث رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، جلسة مجلس الوزراء،االقتصاد واأل - )9( .م 27/5/2009الموافق - هـ 2/6/1430األربعاء

2009يوليو 11مجلة الرؤية االقتصادية، بيروت، تحقيق هال صغبيني، السبت - )10(، 2986لكترونية، وزير المال اللبناني محمد شطح، أجرت المقابلة نزيهة سعيد، العدد جريدة إيالف اإل - )11(

.م2009يوليو 25السبت - 9، 1817العدد المقابلة بتريسيا حداد، تجريدة البلد، مقابلة مع وزير المالية محمد شطح، أجر - )12(03-2009.

حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سالمة، برنامج عج حديث الساعة، مقابلة متلفزيون المنار، برنام - )13( [email protected] 2009- 3-12حواري،

Page 147: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

المالية العالمية واثرها على االقتصاد اليمني األزمةتداعيات

*محمد يحيى الرفيق .د

: المقدمة

يظهر بان االزمة المالية التي ضربت االسواق االمريكية كان لها اثر على العالم حيث ان معظم

قد تطورت بشكل الناس في حالة من الذعر االقتصادي حيث وان هذه االزمة التي بدأت قبل اكثر من سنة

خطير ومتسارع خالل االسابيع الماضية االمر الذي ادى الى خلق موجة الذعر في االسواق وتعاقبت االحداث

مع افالس بنك ليمان براذرز مما ادى االمر تدخل الحكومة االمريكية بشكل استثنائي وغير مسبوق النقاذ

التوتر االقتصادي على مستوى العالم وخاصة في بعض المؤسسات المالية وبالطبع فان ذلك قد خلق حالة من

النظام المصرفي الذي يظهر بان العديد من الدول في العالم تحاول ان تضخ مليارات من الدوالرات لخلق

وايضا فان العديد من الدول النامية قد تتأثر على المدى الطويل االمر نوع اعادة الثقة في االنظمة المصرفية

بلد ان يسعى نحو ايجاد الحلول المناسبة لتلك االزمة حتى ال تتأثر بشكل سلبي وبالتالي الذي يتطلب من كل

يحدث لبعض مؤسساتها المالية انهيار كما حدث لبنك ليمان براذرز واليمن على الرغم بانها دولة نامية اال

الورقة الى تداعيات انها من ضمن الدول التي لها اشتباك مع دول العالم ولذلك سوف يتم التطرق في هذه

االزمة المالية العالمية واثار االزمة المالية على االقتصاد اليمني ومن ثم سمات االقتصاد اليمني واخير يتم

. استعراض بعض االستنتاجات والتوصيات

:مشكلة الدراسة

بلدان العالم تتمثل مشكلة الدراسة في ان االزمة المالية العالمية كان لها اثر كبير على العديد من

وخاصة بعد ان انخفضت اسعار النفط بنسبة كبيرة وكون االقتصاد اليمني يعتمد بشكل كبير على عوائد

الصادرات من النفط فانه قد ادى ذلك الى التأثير على الوضع االقتصادي لدرجة ان الدوله عملت على

ومن هذا المنطلق هناك . ر والرواتبما عدا الباب االول المتمثل في االجو %50تخفيض الموازنة بنسبة

:فيما يليالعديد من التساؤالت التي تمثل

. عالميا كيف يمكن لالقتصاد اليمني ان يعوض الخسائر التي حصلت بسبب انخفاض اسعار النفط - 1

Page 148: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

التي المساعدات والمنح ما هي السياسات التي يمكن لالقتصاد اليمني ان يجريها كتعويض بدال عن - 2نتيجة لالزمة المالية التي من المحتمل ان تنخفض أو قد تنقطع تماما ن قبل العديد من الدول، وم يحصل عليها

.وهذا يمثل مشكلة كبيرة على االقتصاد اليمني، العالمية

:أهمية الدراسة

تنبع اهمية الدراسة من كونها تحاول ان تعالج موضوعا هاما يتمثل في دراسة تداعيات االزمة المالية

لمية واثرها على االقتصاد اليمني حيث سوف يتم استعراض تلك التداعيات وحالة االقتصاد وما هي االلية العا

التي يمكن من خاللها وضع سياسات واستراتيجيات تحد من التأثير على االقتصاد وكيفية التعويض على

.امثلانخفاض عوائد النفط من خالل استغالل الموارد االقتصادية االخرى استغالال

:منهجية الدراسة -

تم استخدام االسلوب الوصفي والتحليل القياسي لدراسة تداعيات االزمة المالية العالمية واثرها على االقتصاد

اليمني حيث تطرقت الدارسة الى وصف تداعيات االزمة المالية العالمية وتوضيح اثر تلك االزمة على الدول

اص، وايضا حاولت الدراسة ان تقدر اثر بعض المتغيرات االقتصادية النامية بشكل عام وعلى اليمن بشكل خ

، وتم تحليل تلك )OLS(في الجمهورية اليمنية باستخدام المربعات الصغرى عجز او فائض الموازنةعلى

.النتائج الخاصة بالتقدير واخيرا التطرق الى اهم االستنتاجات والتوصيات التي توصلت اليها الدراسة

االزمة المالية العالميةتداعيات 1-1فان العديد من االقتصاديين ما يراهوحسب التحليالتاالشارة اليها في العديد من احسب المؤشرات التي تم

ألوراق المالية ذات ل من خالل شراءهذلك البنك الذي خاطر بقوة " بير سترنز"ظهرت بانهيار بنك البداية

الماليين من العوائد يحصل علىو سيكسب من وراء هذا األمر هالنه توقع انالتصنيف االئتماني المنخفض

أن هذه األوراق ستكبده خسائر فادحة تؤدي به إلى هذه الحالة إال أن االحتياطي الفيدرالي سارع ولم يدر ب

الذين لم يقدروا على سداد قروضهم وفيما يخص ).جيه بيه مورغان تشيس GBM( بتدبير شراءه من قبل

" و " fannie mae " فاني ما " شركتين وهما تصاعد باضطراد مما أدى إلى إنهيار أو تهاويتت الفوائد ظل

Page 149: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

باتخاذ بعض االجراءات التي تخالف قام االحتياطي الفيدرالياال أن .."Freddie mac" فر يدي ماك

ن هاتين الشركتين حيث تحمل االحتياطي الفيدرالي ديو" التأميم" المنافسة التامة وتلك االجراءات تمثلت في

ونتيجة لتلك االجراءات من ،تريليون دوالر) 5.4 (وأخذ على عاتقه ديونهما في الرهون العقارية والتي تبلغ

قبل الحكومة فقد كان سابقة خطيرة كون النظام الرأسمالي ظل يحارب كل االنظمة التي تخالف سياسة حرية

.xv)اليه السوق الخاضعة للعرض والطلب ( السوق

أكبر والحدث الكبير الذي كان له صدى عالمي لدى معظم االنظمة المصرفية هو ما تم اعالنه حول افالس

وهو البنك العالمي ذي المرتبة الرابعة بين أكبر Lehman Brothers" ليمان براذرز"رابع بنك عالمي هو

ومة األمريكية تقديم العون الالزم مولي العقار ونظرا الى رفض الحكبنوك االستثمار، ويعتبر أيضا من أكبر م

وتكبد " ميريل لينش"أيضا بنك أمريكا بعملية غامرة غير محسوبه فاشتراء بنك كما قام إفالسه علنا له فقد

خسائر قدرت بالمليارات، هنا سجلت أسعار األسهم في أسبوع واحد خسائر فادحة لم تشهدها األسواق منذ

.الكساد العظيم

ان االسباب المباشرة لالزمة تعود الى بداية العقد الحالي وخاصة منذ الى xvالدراساتتشير احدى ولذلك

هبطت اسواق االسهم هبوطا حادا لشركات التكنولوجيا وقد كانت هناك بعض مظاهر الكساد التي برزت في

الدول أن العديد من البلدان وخاصة في الدول الصناعية الكبرى بما في ذلك امريكا واوروبا وحاولت بعض

تتجه الى قطاع العقار من اجل استعادة النو في اقتصاديات تلك الدول حيث حدث توسع كبير في هذا القطاع

الجانب المؤسسي ولكن لوحظ بان هناك اختالالت متتابعة مع العديد من العوامل المتمثلة في االول يتمثل في

تمثل تنسيق والتكامل بين ثالثة انواع من المؤسسات وفي هذا الجانب تم ادارة مرحلة الطفرة العقارية بال(

الذي نظمت اليات عملها على التحيز نحو التوسع الشبه مفتوح مؤسسات التمويل العقاري النوع االول في

االمر الذي يعني اخضاع تلك المؤسسسات الى منظومة متآكلة ومتناقضة من الضوابط، وتمثل النوع الثاني

في فتح مكاتب الذي كان يشبة مؤسسات التمويل في التحيز نحو التوسع عقاريمؤسسات التسويق الفي

التسويق التي كان إعتمده بشكل أساسي على التعاقد مع سماسرة أفراد يعتمد عائدهم على ما ينجزونه من

النوع و الصفقات وبالتالي فلقد خضعوا لنفس منظومة الحوافز والضغوط لتعظيم حجم وعدد هذه الصفقات

االجهزة المؤسسات والسياسات التي تبنتها يتمثل في الجانب الثانيو ،االجهزة المصرفيةثالث تمثل في ال

حيث اتجهت تلك المؤسسات إلى التساهل الكبير في والسياسات التي تبنتها البنوك المركزية ، المصرفية

Page 150: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

هذا خلق ما أصبح يعرف بالـوتم بموجب اإلعالنية المتكررة معاييرها لإلقراض والتي برزت في الشعارات

)Sub Manbet (أنها قدمت وأهم خصائص تلك المؤسسات ،) وهي السوق التي حدث فيها الخلل األساسي

والتي هي السبب اإلقراض خارج المعايير االعتيادية لالستحقاق، أي عند مستويات عالية جدا للمخاطر

.المباشر لألزمة الحالية

إلى األخذ بالتأميم ويظهر ذلك الرأسمالية الليبرالية ال تجد حرجا في اللجوء تة جعلاألسواق الماليويظهر بان

التي تعتبر أكبر شركة ) AIG(انهيار المدعمة لعدماإلجراءات في تدخل الحكومة االمريكية عندما اتخذت

االئتماني وهنا تجدر تأمين في العالم، التي كانت تصدر كميات كبيرة من الضمانات المتبادلة في حال التقصير

ق المالية اإلشارة إلى أن هذا النوع من التأمين يعتبر الهدف فيه حماية أولئك الذين يقدمون على شراء األورا

مليار دوالر مقابل تخلى هذه الشركة ) 85(قامت الحكومة األمريكية بتقديم المدعومة برهون عقارية حيث

بهذا تملكت الحكومة األمريكية هذه الشركة العمالقة من خالل من أسهمها للحكومة األمريكية و%) 80(عن

سنة شهدت االزمة المالية التي بدأت قبل اكثر منوقد دافعي الضرائب لشراء هذه الحصة، تقديمها أموال

وتعاقبت االحداث مع .االسواق تطورات خطيرة ومتسارعة االسبوع الماضي اثارت بوادر موجة ذعر في

وتحول آخر واكبر " بنك اوف امريكا"و" ميريل لينش" وعملية االندماج بين" ان براذرزليم"افالس مصرف

, الى مجموعتين مصرفيتين قابضتين" وغولدمان ساكس" مورغان ستانلي" مصرفين مستقلين في وول ستريت

وظهور ) A I G(االمريكية بشكل استثنائي وغير مسبوق النقاذ مجموعة التأمين العمالقة واخيرا تدخل الدولة

xvبوادر موجة ذعر في االسواق.

بعدو .وانعكاسات هذه االزمة على االقتصاد العالمي وال تزال اسئلة عديدة عالقة حول مستقبل النظام المالي

؟إفالسهايمكن لمصارف اخرى اعالن هل, مصرف ليمان براذرز إفالس

سات المالية وهي مصارف االعمال في وول قد طالت فئة محددة من المؤس األخيرةالمالية األزمةوكون

ستريت، فانه يالحظ بان تلك المؤسسات هي معرضة اكثر من سواها ألن اغلب انشطتها لها عالقة باالسواق

المالية ولم تكن تستند الى مصارف ودائع كبرى، فضال عن ذلك فان هذه المصارف تعتمد في التمويل على

Page 151: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

تكون تلك اي ان تلك المصارف ترفض اقراض بعضها البعض مصارف اخرى وفي حالة تعرضها الزمة

المصارف معرضة الزمة تعرف بازمة السيولة، ولهذا فان العديد من المصارف يمكن ان تتعرض الزمة

وهذا يعني انها ليست بمأمن من االفالس بسبب ذعر العمالء من االخبار المقلقة، وعليه فان الدولة تتدخل النه

.مثل هذا االمر ان يحصلال يمكن ان تدع

كما 2007في ايلول " نورذرن روك"البريطانية الى تأميم مصرف والدليل على ذلك ما عمدت الحكومة

الدولة الفرنسية جمعت 1995وفي . لتجنيبه االفالس" اي كا بي"قامت الحكومة االلمانية بدعم مصرف

وفي . النقاذ المصرف من االنهيار ية خاصةالمشكوك في تحصيلها ضمن بن" كريديه ليونيه"اصول مصرف

مليار دوالر تقوم على السماح لوزارة 700بقيمة واشنطن عمدت االدارة الى اطالق خطة انقاذ ضخمة

.عقارية عاجزة عن بيعها العادة تحريك عجلة القروض الخزانة بان تشتري من المصارف اصوال

وضع حرج اي على في العالم للتأمين وصلت الى ىاالول) A I G ( يظهر بان مجموعة ايه اي جي وأيضا

، ولذلك االمر الذي خلق التساؤالت حول مدى تهدد المخاطر على شركات تأمين اخرى ايضا وشك االفالس

فقد تبين بان مجموعة ايه اي جي عملت على تنويع نشاطاتها الى جانب نشاطات التأمين التقليدية وخاصة في

يث عرضت على العديد من المصارف تأمينها من مخاطر االعتمادات غير المحصلة، االسواق المالية، ح

ونظرا الى ان وكاالت التقييم قامت بخفض عالمات المجموعة بشكل مفاجئ االمر الذي ارغمها على البحث

تواجه بشكل سريع عن اموال تسمح لها باعادة مالءتها اال ان ذلك تم بتدخل الدولة االمريكية ورغم ذلك لم

وهنا ايضا برز العديد من التساؤالت لماذا تم . اي شركة تأمين كبيرة الى حتى االن مخاطر من هذا النوع

دعم مجموعة التأمين ايه اي جي من قبل االحتياطي الفيدرالي االمريكن؟، ولماذا ترك مصرف ليمان براذرز

الذي اشار الى ان االحتياط xvية ليفي النغوحول هذه التساؤالت ظهر بعض المدافعون مثل اندر يعلن افالسة؟

من الخطورة لعدم وجود مودعين بين الفيدرالي اعتبر ان افالس بنك ليمان براذرز لن يكون على قدر كبير

عمالئه، ومن هذا المنطلق اعتبرت واشنطن ان مخاطر انتشار عدوى االفالس الى النظام المالي تعتبر

.بسيطة

Page 152: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وس االموال تزايد وظهرت اسئلة منها هل من الممكن حصول انهيار في يبدو بان قلق اصحاب رؤ

هل تزيد هذه و وما هي العواقب التي ستكون على المؤسسات؟البورصات؟ وما هي العواقب على المدخرين؟

يشير العديد من الخبراء التساؤالت هوحول هذ؟ من مخاطر حصول انكماش اقتصادي االزمة الجديدة

تبقى متقلبة للغاية وال يتوقع احد عودة الهدوء اليها في الوقت سوف أن اسواق البورصة االقتصاديين الى

االسواق عرضة الي حدث سلبي في القطاع المصرفي فيما تطرح شكوك كثيرة ال تزالكما انها .الحاضر

في سجلت البوصات الكبرى الخطط المطروحه في امريكا والدول االوروبية حيث نجاح حول امكانيات

منذ سنة ما يعني ان الفورة المالية هبطت كثيرا حتى % 25و 20ما بين الواليات المتحدة واوروبا تراجعا

في يوم% 20وانهيار البورصة هو من حيث تعريفه هبوط بنسبة .مخاطر حصول انهيار االن ما يحد من

.في فترة اطول% 30واحد او

حيث اودعوا اموالهم في اسهم او سندات تكبدوا خسارة الذين بانيظهر وفيما يتعلق بالعواقب على المدخرين

وفق (الذين يحتاجون الى هذه االموال بشكل فوري او الذين تتوافر اموالهم نقدا اما .تراجع قيمة مستنداتهم

مخاطر مثل فسوف يميلون الى اعادة توظيف اموالهم في استثمارات خالية من اي) ادخار مستحقة مثال خطة

اجل اجتذاب الودائع واستخدامها تر االدخار او االيداع التي تعرض المصارف عليها حاليا فوائد مغرية مندفا

.في اعادة تمويل نشاطاتها

مثل مبالغ التأمين على الحياة(على الذين ال تستحق مدخراتهم خالل االشهر المقبلة سيتوجب, في المقابلو

ترتفع االسعار مجددا ان يتسلحوا بالصبر وينتظروا حتى, نهم االنتظاروالذين يمك) مثال او صناديق التقاعد

.تكون دائما مربحة على المدى البعيد على امل ان تصح القاعدة التي تقول ان اي اموال توظف في البورصة

Page 153: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ول التصلب المتوقع في شروط منح االعتمادات سيطا يظهر بأنالعواقب التي تواجهها المؤسسات فانه وأما

كما ستجد الشركات صعوبة اكثر من . ستتشدد اكثر في معايير االقراض الن المصارف المؤسسات مباشرة

.العادة تمويل نفسها, اللجوء الى السوق من خالل اصدار اسهم او سندات قبل في

مارات استث بعدما حققت"انه " المرصد الفرنسي للوضع االقتصادي"اريك هاير الخبير االقتصادي في يرىو

عام % 1,9تتراجع بنسبة من المتوقع ان 2005,و 1995في السنة بين % 3,1الشركات ارتفاعا بمعدل

لتأمين " اولر ارميس"وتتوقع مجموعة . بالتصفية وسيهدد هذا النقص في االموال بعض الشركات ."2009

.فرنسا في 2008عام % 15الى 10صعوبات بنسبة القروض تزايد عدد الشركات التي تواجه

البلدان ويهدد العديد من البلدان االخرى ومن المتوقع ان كان االنكماش متوقعا اساسا في عدد منو

منطقة اليورو وربما ايضا , بنمو اقتصادي سلبي على مدى فصلين متتالين يطاول االنكماش الذي يتميز

القروض ما سينعكس د تحد اكثر منوالمصاعب الجديدة التي يواجهها النظام المصرفي ق المتحدة الواليات

تراجع ثقة االفراد والشركات في بشكل اكبر على قطاعي االستهالك واالستثمار اللذين يعانيان اصال من

اغسطس توقعاته /الدولي بشكل غير رسمي في نهاية اب وراجع صندوق النقد .تطور الحركة االقتصادية

% 3,9مقابل 2009للعام % 3,7والى , سابقا% 4,1قابل م 2008للعام %3,9للنمو العالمي فخفضها الى

.سابقا

:اثار تلك االزمة على الدول النامية 1-2

اورغم إمكانياته ارغم غناءه االخطر الكبير الذي يحدق بهبالذعر و على الرغم من شعور دول العالم الغنية

تصاص وتحمل اآلثار المترتبة عما يتم التي يمكنها ام اوحجم اقتصادياته هاالمالية والمصرفية وقوة أسواق

اوأمر أمواله املك من أمرهتفي هذا الجزء من العالم الذي ال بالدول النامية والفقيرة ريجدمن الوسيتم فإنه

الوقوف إزاء وعليه فانه من االهميةإال كثرة التردد والسؤال من الدول الغنية وصناديقها المختلفة اواقتصاده

ستنعكس على تلك البلدان االمر اآلثار التي لدراسة وتحليلصفة بشفافية تامة وبصدق كامل هذه األزمة العا

Page 154: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

على اقتصادياتها من اثار تلك التخفيف الذي يتطلب السعي نحو العمل نحو اتخاذ كل دولة ما يلزم من اجل

. تؤثر بشكل سلبي عليهااالزمة التي من المحتمل ان

فتاح العديد من الدول النامية على العالم فانه من المعروف بان هناك عالقات ومن المعلوم بانه نتيجة الن

او الدول االخرى غير المتقدمة وخاصة في قطاع التجارة اقتصادية مع العديد من الدول سواء منها المتقدمة

ع االجهزة وايضا في التعامالت المصرفية فضال عن ذلك فان العديد من تلك البلدان ومنها اليمن تتعامل م

المصرفية االجنبية وايضا لها اموال مستثمرة في امريكا واوربا وبالتالي فان حدوث ازمة مالية عالمية سوف

كيف تؤثر االزمة المالية يتساءلتنعكس على العديد من الدول وخاصة في المدى الطويل ولذلك فان البعض

اوربا ولماذا يتوجسون وها الناس بعيدا عن امريكا التي تضرب االسواق االمريكية على العالم وكيف ينظر الي

يشير بعض الخبراء االقتصاديين الى ان ولالجابة على ذلكمنها؟ وهل لهذه المخاوف مبررات كافية؟

عرفت مثيال لألزمة التي تمر بها األسواق المالية في الواليات المتحدة األمريكية منذ االسواق االندونيسية

إندونيسيا إلى الحضيض اقتصاديا بسبب األزمة النقدية التي واجهتها األسواق عشر سنوات، وقد هوت

وال . اآلسيوية، فاضطرت الحكومة اإلندونيسية إلى شراء تلك البنوك لتأمين النظام المصرفي من أي انهيار

أجل يمكن للحكومة األمريكية فعل أي شيء عدا أن تلجأ إلى نفس الخطوة وهي التدخل وشراء البنوك من

.تفادي انهيار النظام المالي برمته

حتى اآلن لم تظهر آثار األزمة التي تمر بها الواليات المتحدة األمريكية على البنوك اإلندونيسية، ما عدا و

1988ومنذ األزمة النقدية التي مست إندونيسيا عام . البعض منها ممن يملك استثمارات في أمريكا نفسها

يتوجب على إلندونيسي أكثر حذرا في تعامالته وخاصة في مجال اإلقراض حيثأصبح النظام البنكي ا

ألمقترضين أن يثبتوا أنهم قادرون على تسديد تلك القروض في المستقبل، وهذا هو وجه االختالف مع النظام

األمريكي حيث تبدو البنوك هناك أكثر مرونة فيما يخص القروض الممنوحة وشروط التسديد ولهذا يمكن

وأنها اآلن تجني ثمار تلك التجربة في هذا الوقت 1988القول بأن إندونيسيا تعلمت الدرس من أزمة

.العصيب الذي يمر به العالمxv

:اليمني االقتصاداثار االزمة المالية على 3 -1

Page 155: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ى اهم علاوال لمعرفة اثار االزمة المالية العالمية على االقتصاد اليمني فانه من االهمية ان نتعرف

االقتصادية، واالنتكاسات اتسم بها االقتصاد اليمني وخاصة انه تعرض إلى كثير من المصاعب السمات التي

التي نجمت عن الحرب األهلية خالل عقود الستينات والسبعينات، حيث تميزت تلك الفترة بعدم وجود أنشطة

نب التنمية االقتصادية، وظل االقتصاد اقتصادي، وكذا القصور الكبير في جا طاقتصادية، وعدم وجود تخطي

خالل منعزال على نفسه، حيث لم ينفتح على العالم الخارجي خالل تلك العقود وما قبلها، وظلو اليمني منغلقا

العقود الماضية يتسم بعدة سمات مثله مثل البلدان النامية التي تعاني من انخفاض رأس المال والتكنولوجيا

من خالل انخفاض متوسط دخل الفرد، واالستخدام غير األمثل للموارد االقتصادية، الحديثة، ويتضح ذلك

النشاط : األمر الذي أدى إلى وجود ضعف في معدل التكوين الرأسمالي، واالعتماد األساسي على نشاطين

الزراعي، والنشاط السمكي، وهما غير متطورين، وصغر حجم نشاطات القطاعات االقتصادية األخرى وعدم

القطاعات االقتصادية، واالعتماد على القروض والمساعدات الخارجية في عملية التنمية؛ وجود التشابك بين

.xvتلذلك ظل االقتصاد اليمني يعاني من عجز في الميزان التجاري، وميزان المدفوعا

ليمني ال يزال يصنف وألن المسيرة التنموية في الجمهورية اليمنية لم يمض عليها ثالثة عقود، فأن االقتصاد ا

) الماهرة أو المؤهلة(من ضمن البلدان العشرين األقل نموا في العالم، نتيجة محدودية إمكانية موارده البشرية

أن الفرد العامل يعيل أكثر و والمؤسسية، وما ترتب عليه تدني اإلنتاجية، وبالتالي انخفاض مستوى المعيشة،

ار االقتصادي تعتبر الجمهورية اليمنية من البلدان النامية ذات الدخل من أربعة أفراد في المتوسط، وبالمعي

لذا ظلت ) الذي يعادل خط الفقر العالمي(المنخفض جدا، حيث بلغ معدل إنفاق الفرد اليومي أقل من دوالر

لك تتبع أنماطا مختلفة من األنظمة السياسية واالقتصادية، مع العلم أن ت 1990اليمن بشطريها حتى عام

أصبح للجمهورية اليمنية إرادة 1990األنظمة فرضتها أوضاع التشطير، ومع تحقيق الوحدة اليمنية في عام

الحرب األهلية ( 1994سياسية موحدة وخصوصا بعد أن تخطت سنوات العسرة لترسيخ الوحدة بنهاية عام

. xv)التي بانتهائها ترسخت دولة الوحدة اليمنية

تصاد اليمني تمثلت في انتشار األمية، ونقص المقومات الهيكلية المؤسسية، ومحدودية وهناك سمات أخرى لالق

النشاط الصناعي، وقصور الموارد المالية، وانخفاض مستويات االدخار، وارتفاع معدل النمو السكاني الذي

الحقيقي للناتج مما أظهر عدم قدرة معدل النمو 2004بحسب نتائج التعداد العام للسكان للعام % 3.02بلغ

المعروف يعلى الحد من الفقر؛ ألن هامش النمو االقتصاد 2004- 2003المحلى اإلجمالي خالل العامين

Page 156: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

- 1.2، وهو أقل من المستهدف إذ يتراوح بين %0.8بمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى لم يكن سوى

.xvي نمو في الدخل الفرديسنويا، إضافة إلى وجود معدالت مرتفعة للتضخم التهمت أ% 1.7

كما أن ضعف القاعدة الضريبية وضعف إدارتها وتحصيلها أدى إلى االعتماد شبه الكلي على مستلزمات

االستهالك المستوردة من السلـع االستهالكية وكذا االعتماد على المساهمة الخارجية في الحياة االقتصادية،

الوطني على العالم *د ارتفعت درجة انكشاف االقتصادوق) هبات وقروض(وبخاصة المساعدات دون مقابل

، ثم ارتفعت تلك الدرجة إلى 1995في عام % 64.67إلى 1990في عام % 34.4الخارجي من

وتعود تلك الزيادة إلى تراجع كبير في سعر تحويل العملة المحلية في المعامالت . 2004في عام % 70.94

النفط العالمية خالل التسعينات وفي بداية العقد الجديد من القرن الخارجية واالرتفاع الكبير في أسعار

. xvالحالي

ونتيجة لذلك تظهر بعض المشكالت التي تؤثر بشكل سلبي على النمو االقتصادي والتنمية االقتصادية، فضال

الدولة من عن تعرض االقتصاد المحلي للدولة إلى تقلبات السوق العالمي، وانتقال هذه التقلبات إلى داخل

، **وهذا واضح بشكل كبير من خالل العجز الظاهر في الميزان التجاري. xvخالل عمليات الميزان التجاري

فضال عن العجز في ميزان المدفوعات في االقتصاد اليمني، ونظرا إلى انخفاض المساعدات والهبات المقدمة

عض المواقف السياسية لليمن إزاء حرب الخليج نتيجة لب(للجمهورية اليمنية من بلدان عديدة منذ التسعينات

فقد لجأت الحكومة اليمنية إلى التوجه نحو االقتراض من قبل البنك المركزي من ناحية،) 1990للعام

زيادة عرض (إصدار سندات أذون الخزانة من ناحية أخرى لتغطية العجز، ومن خالل اإلصدار النقدي و

الذي أثر على الوضع االقتصادي، وعلى اتجاهات الطلب على النقود، أي التمويل التضخمي، األمر ) النقد

.واتجاهات عرض النقود، وعلى التوازن العام في االقتصاد اليمني

ابرز االثار فان تتأثر باالزمة المالية العالمية يتوقع أنوبالنظر الى أن اليمن من ضمن الدول النامية التي

:يمني ما يلياالقتصاد ال يتعرض لهاالتي سوف

يخسر وبالتالي فان االقتصاد اليمنياالزمة المالية انخفاض اسعار النفط الى النصف كان من أثار لقد - ، حيث ادى تراجع اسعار النفط الخام في السوق الدولية الى انخفاض نصف عائدات النفط بسبب تلك االزمة

Page 157: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

، فضال عن ذلك %35.5بما نسبته 2009م عام الناتج المحلي االجمالي االسمي لقطاع استخراج النفط الخا، وهذا ما سيعكس نفسه سلبا على معدل نمو الناتج المحلي االجمالي %3.5فقد تراجع انتاج النفط بنسبة

، وهذا بحسب ما اشار اليه الخبير االقتصادي 2009في العام % 1.7االسمي ولذلك يتوقع ان يتراجع بنسبة .xvاليمني احمد حجر

المالية وانعكاساتها على مالية العديد من البلدان قد كان له اثر سلبي وكون اليمن من األزمةيظهر بان - من ايراداتها على النفط والغاز وبالتالي فان تراجع االسعار من % 70تلك البلدان التي اعتماد موازنتها بنسبة

ادى الى 2009في العام دوالر 40الى مايقارب 2008دوالر للبرميل في المتوسط خالل عام 98.88ونتيجة لذلك انخفاض االيرادات النفطية ، %43.5بما نسبته 2009انخفاض االيردات النفطية المتوقعة لعام

. %26بنحو 2009المتوقعة لعام

وحسب تحليالت بعض االقتصاديين حول معدل النمو الحقيقي واالثار على بقية القطاعات فانه يتوقع - ، وايضا يتوقع ان )% 3- 1(الفنادق والمطاعم والنقل والمواصالت والتجارة ما بين تراجع نمو قطاعات

، ويعود السبب في ذلك الى تراجع حجم االستثمارات %4يتراجع معدل نمو قطاع البناء والتشييد بما نسبته نمة قطاع الحكومية والعامة والقطاع الخاص والمحلي واالجنبي في قطاع البناء والتشييد، وايضا تراجع

، وذلك بسبب تراجع االنفاق الحكومي في التوسيع والتطوير للخدمات %1منتجي الخدمات الحكومية بنسبة الحكومية، وكذلك الوضع لقطاع المال والتأمين والعقارات وخدمات االعمال نتجية لتراجع العوائد االستثمارية

أو تراجع الطلب المحلي على خدمات الجهاز المصرفي، ومن هذا الوطنية للجهاز المصرفي في الخارجال 2009المنطلق يذكر الخبير االقتصادي حجر الى ان معدل نمو الناتج المحلي االجمالي الحقيقي في العام

بسبب توقع دخول الغاز الطبيعي مرحلة % 7.4كان يتوقع ان يصل معدل النمو الى بعد ان % 4.8يتجاوز %.2.5ومساهمته في تحقيق زيادة الناتج تصل نسبتها الى 2009ل عام االنتاج خال

ية العالمية وأنها عرضة لالنهيار، بصورة مباشرة باالزمة المال بعض البنوك التي سوف تتأثرهناك - ويتوقع بان يكون دور تلك البنوك اقل بسبب االزمة المالية لذلك فانه لرفع كفاءة تلك البنوك ينبغى تقسيم نشاط

البنوك التجارية من قبل البنك المركزي

كون اليمن دولة نامية وتحصل على المساعدات والمنح االجنبية فان االزمة المالية قد تؤثر بشكل كبير - تخفيض المساعدات والمنح وقد تنعدم تلك المساعدات وخاصة على المدى الطويل في حالة ان االزمة على

.التي تقدم المساعدات والمنح لليمن لعديد من الدولالمالية العالمية ال تزال تقلق اانخفاض المساعدات والمنح المقدمة الي اليمن قد تزيد من معدل البطالة وبالتالي زيادة معدالت الفقر -

.االمر الذي قد يؤثر على االستقرار االقتصادي والسياسي

Page 158: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وخاصة ) سلعة 30اهم ( من الى الخارج اسعار السلع التي يتم تصديرها من الينتيجة لالزمة المالية فان - تتعرض الى انخفاض كالبن الذي انخفض بمقدار الربع كما ان هناك أهم السلع المصدرة والتي المواد الخام

.سوف تنخفض اسعارها وبالتالي يكون خسارة في العائداتاحتياط النقد االجنبي نظرا الى ان البنك المركزي اليمني وبعض البنوك التجارية اليمنية تودع جزء من -

في البنوك االمريكية واالوربية باسعار فائدة محددة وقد اوقعت االزمة المالية خسائر فادحة في الجهاز المصرفي العالمي وانخفضت اسعار الفائدة الى مستويات قياسية وبالتالي فان عائدات الودائع والحافظة

.م والسنداتاالستثمارية سوف تتأثر سلبا بانهيار سوق االسهنتيجة لالزمة المالية فانه بالتأكيد سوف تتأثر حركة الرساميل الدولية في قنوات االقتصاد العالمي والتي -

.جزء منها يستثمر في اقتصاديات الدول النامية واليمن من ضمن تلك الدولدول النامية بسبب االزمة المالية العالمية خلقت ركود اقتصادي بسبب انخفاض تحركات رأس المال الى ال -

.ضعف الثقة في البنوك والمحافظ االستثمارية في الوقت الراهناالزمة المالية العالمية اذا كانت قد اثرت بشكل سلبي على الدول المتقدمة فان اثرها سيكون ضفعف ذلك -

.االثر على االقتصاد اليمني وما شابه ذلكم الخارجي مرتفعة حيث وصلت درجة انكشاف نظرا الى درجة اعتماد االقتصاد الوطني على العال -

فضال عن ذلك ارتفاع نسبة ، 2007في العام % 70بلغت ما نسبته االقتصاد الوطني على العالم الخارجس . اعتماد تمويل التنمية على العالم الخارجي

تتمثل في تكون على اساس مدروس ومن اجل السعي نحو مواجهة اي ازمة البد من اتخاذ اجراءات احترازية

، انشأ نظام مالي ومصرفي يعمل على ترشيد االستهالك، ويساعد النظام المصرفي في عملية التنمية والنمو

وكون النقود ليست رأس مال في حد ذاتها حيث ان ، وايضا ينبغي ضبط العقود لكي تكون حقيقية ال وهمية

ال مالي، وعليه فانه يفضل استخدام الرافعة النقود ال تولد نقود، فانه من االهمية أن يكون االقتصاد حقيقي

.xvاالستثمارية بد ال عن استخدام الرافعة المالية، وايضا يستحسن توريق االصول بدال من توريق الدين

اثر كل من عائدات النفط والرقم القياسي العام لالسعار على عجز الموازنة :التحليل القياسي 1-4

2009 – 2000خالل الفترة

أو العام لالسعار على عجز اثر كل من عائدات النفط والرقم القياسي تقوم الدراسة بتقدير اثرسوف

الدالة على بيانات ربع سنوية حيث تعتمد الدراسة في تقدير 2009 – 2000خالل الفترة الموازنة فائض

Page 159: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

ركزي لالحصاء في حيث تم الحصول على البيانات الخام من كتاب االحصاء السنوي الصادر عن الجهاز الم

. xvفقد تم تحويل جميع البيانات السنوية إلى بيانات ربع سنوية باستخدام طريقة التحويل اليمن العوام مختلفة

Xt+1و Xt-1 ،Xt حيث . قيمة المتغير المعني في السنة السابقة والحالية والتالية على التوالي مع العلم بان

وية في زيادة حجم العينة المدروسة وبالتالي زيادة عدد درجات وتتمثل الفائدة في استخدام بيانات ربع سن

وذج الذي يعتمد على بيانات الحرية وتحسين إمكانية الوصول إلى نموذج ذو مقدرة تفسيرية أكبر من ذلك النم

ج فان النموذ) 2( الملحقوالبيانات الربع سنوية في ، ) 1 ( الملحقسنوية، واستنادا الى البيانات الخام في

:الخاص بالتقدير سيكون على النحو االتي

(G -T ) = αααα0 + αααα1TRO + αααα2 CPI +αααα3 I + Ut

:حيث أن

(G – T ) :ونظرا الى ان معظم السنوات كان وهو يمثل المتغير التابع يمثل عجز او فائض الموازنة ،

كبر من الصفر فهذا يعني ا) G-T( االنفاق الحكومي اكبر من االيراد العام فان الدراسة توضح بانه عندما

ولما كانت معظم السنوات تمثل عجز فسوف يكون التعامل . عجز، واذا كان اصغر من الصفر فهو فائض

كعجز عالقة عكسية اي انه كلما زادت عائدات النفط ) G – T(و على اساس ان العالقة بين عائدات النفط

.انخفض العجز

TRO :عائدات النفط في اليمن.

CPI :م القياسي العام لالسعارالرق.

I :اجمالي االستثمار.

Ut :الخطأ العشوائي.

α i :تمثل المعالم الخاصة بالنموذج ،i = 0 ,1,2,3

من اجل تقدير ذلك باستخدام المربعات ) SPSS( وقد تم استخدام الحزمة االحصائية للعلوم االجتماعية

) O L S(الصغرى

Page 160: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

لسابقة التي استخدمت متغيرات السالسل الزمنية في الجوانب القياسية كانت ونظرا إلى أن بعض الدراسات ا

تتعامل مع تلك المتغيرات دون اختبار مدى استقراريتها مع مرور الزمن فان ذلك قد يؤدي إلى الحصول على

ة، وهنا يتم فحص استقرارية متغيرات السالسل الزمني. xvنتائج مضللة ال تكون على مستوى عال من الدقـة

البواقي في المعادلة ونظرا ) استقرارية(اختبار المتغيرات التامة التكامل تقوم على سكونية حيث نجد أن

لوهي اختبار أنج) تامة التكامل (ألهمية السكون فان هناك ثالثة اختبارات لفحص سكون المتغيرات

– Dickey( ، واختبار ) Test DF de Engle et Granger(، واختبار *)CROW(وغرانجر وهو اختبار

Fuller Test ( ألنجل وغرانجر ويعتبر االختبار األول هو األكثر بساطة من حيث التطبيق واألكثر

. xvضمانة

):CROW( وفي دارستنا هذه سنقوم باستخدام االختبار األول اختبار

Ho : غير ساكنةtµ⇔ غير تامة التكامل ،H1 :ساكنةtµ⇔ تامة التكامل ويتم استخدام اختبار داربن

:واتسون تحسب على النحو األتي ن، ونعرف أن اإلحصائية لداربtµواتسون من أجل سكونية

394.0

1

2)(

2

2)1(

_ˆ =∑=

∑= −−

==n

jj

n

j jj

WDd

µ

µµ

: لعدم هي المتحققة، أيونظرا إلى أن قيمة داربن واتسون صغيرة، وتقترب من الصفر فهذا يعني أن فرضية ا

تظهر وكانت .*بطريقة الفرق العام غير ساكنة بمعنى غير تامة التكامل، وعليه تم معالجة تلك المشكلة tµأن

، ونظرا xvوتم معالجة تلك المشكلةمرتين ، وقد ظهرت تلك المشكلةوجود مشكلة ارتباط ذاتي نتائج التقديرفي

االستثمار وبقي النموذج فقط متغير الستثمار كانت بالسالب وقريبة من الصفر فقد تم استبعاد معلمة ا الى ان

:على النحو االتي على عجز او فائض الموازنة يبين اثر كل من عائدات النفط والرقم القياسي العام لالسعار

(G – T ) = 4255.457 – 0.395 TRO + 1110.859 CPI

t - test ( 1.670 ) ( - 4.898 ) ( 1.409 )

Page 161: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

P – Value (0.106 ) ( 0.000) ( 0.170 )

F = 13.507 P-Value = 0.000

D.W = 1.792 , R = 0.694 , R2 = 0.482 , R2 adjusted = 0.447

يظهر من خالل نتائج التقدير بأن اثر المتغيرات المستقلة على المتغير التابع عجز او فائض الموازنة حيث

، كما يتبين من 0.05عند مستوى معنوية بأن النموذج مقبول وذو داللة احصائية F- TESTيمة اظهرت ق

التي تشير الى عدم وجود مشكلة االرتباط الذاتي، ويتبين ايضا D.W = 1.792خالل قيمة داربن واتسون

وهذا ، %48نسبته أن ا لمتغيرات المستقلة تفسر المتغير التابع بما R2 = 0.482من خالل معامل التحديد

يفسر بمتغيرات اخرى لم تذكر في النموذج، كما يتبين من خالل نتائج النموذج بان عائدات % 52يعني بان

النفط في اليمن كانت بما يتوافق مع النظرية االقتصادية حيث انه كلما زادت عائدات النفط ادى ذلك الى

بأن عائدات t - test = -4.898 , P- value = 0.000انخفاض عجز الموازنة، ويتبين من خالل قيمة

النفط كانت ذو داللة احصائية اي انه كلما زادت عائدات النفط بمليون ريال ادى ذلك الى انخفاض عجز

اال ان تلك الزيادة منخفضة وذلك يرجع الى ان اسعار النفط العالمية قد مليون ريال، 0.395الموازنة بنحو

ان كثير من الدول ومن ضمنها اليمن قد انخفضت عائداتها من النفط باكثر من انخفضت بشكل كبير لدرجة

النصف االمر الذي اثر بشكل كبير على اليمن وادى ذلك الى ان الحكومة اليمنية تعمل على تخفيض الموازنة

تها من صادرا% 75لكل االبواب ما عدا الباب االول، حيث ان اليمن تعتمد بما نسبته اكثر من % 50الى

.على النفط

وفيما يتعلق باثر الرقم القياسي العام لالسعار فقد اظهرت قيمة المعلمة بانها موجبة وهذا يعني بانه كلما زاد

= t – testالرقم القياسي العام لالسعار كلما ادى ذلك الى زيادة عجز الموازنة اال انه يظهر من خالل قيمة

1.409 , P –value =0.170 0.05اي داللة احصائية عند مستوى معنوية اسعار ليس لهبان اثر اال.

Page 162: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

وفيما يتعلق باثر االستثمار على عجز او فائض الموازنة فقد تم استبعاد ذلك المتغير حيث انه ليس له اي اثر

االجانب الذين المستثمرين وخاصة انه عند الرجوع الى الهيئة العامة لالستثمار تبين بأن هناك العديد من

في البالد ولكن عند حدوث االزمة المالية العالمية انخفض عدد الدول االجنبية التي ون ان يستثمرون،يريد

تريد ان تستثمر وذلك نظرا الن تلك االزمة قد اثرت على العديد من الدول وخاصة في الجانب المصرفي

.الذي يمثل الرافد االساسي لالستثمارات

ان تم استعراض التداعيات الخاصة باالزمة المالية العالمية واثارها على بعد : االستنتاجات والتوصيات 1-5

:فسوف يتم التطرق الى اهم النتائج والتوصيات التي توصلت اليها الدراسة وتتمثل فيما يلي االقتصاد اليمني

:تتمثل اهم النتائج التي حصلت عليها الدراسة في االتي : ستنتاجات اال 1- 1-5

الدراسة والتحليل بان االزمة المالية العالمية كان لها صدى واثر كبير على االقتصاد تبين من خالل - 1اظهرت التحليالت بان االزمة المالية لها اثار سلبية على اسواق البورصة وعلى في كل دول العالم، حيث

.اصحاب الودائع والمدخرات

ي، وبعض الودائع الخاصة بالبنوك كما تبين من ذلك بان الودائع الخاصة بالبنك المركزي اليمن - 2التجارية تأثرت سلبيا بسبب انخفاض اسعار الفائدة، ونظرا الى ان اليمن تعتمد بشكل كبير على المساعدات

يؤدي الى والمنح المقدمة من الدول فان تعرض بعض تلك الدول الثر سلبي بسبب االزمة المالية العالمية قد .تنقطع، وبالتالي تزداد معدالت البطالة ومعدالت الفقر لليمن أو تخفيض المساعدات والمنح المقدمة

كما ان تلك االزمة قد اثرت على النظام المصرفي حيث خلقت عدم الثقة في التعامل بين المصارف مع - 3 .بعضها البعض وخاصة عند رفض تلك المصارف من اقراض بعضها البعض

اثر عائدت النفط على عجز او فائض الموازنة كان له اظهرت الدراسة من خالل التحليل القياسي بان - 4اثر ذو داللة احصائية ولكن كما يبدو بان ذلك االثر منخفض بسبب انخفاض اسعار النفط عالميا، كما اشارت

.نتائج التقدير بان اثر االسعار على عجز او فائض الموازنة ليس له اي داللة احصائية

ت في اليمن قد تأثرت سلبيا، وفي العديد من البلدان بسبب تأثر العديد اشارت الدراسة الى ان االستثمارا - 5 .من المصارف باالزمة المالية العالمية

Page 163: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

استعراض يت سوف الدراسةبعد ان تم استعراض اهم النتائج التي توصلت اليها هذه : التوصيات 2- 1-5

:لعالمية، ومن تلك التوصيات ما يلي بعض التوصيات التي يمكن االخذ بها لمعالجة اثار االزمة المالية ا

نظرا لما تواجهه المصارف اليمنية من تحديات في العديد من الجوانب فانه بالضرورة اعادة النظرفي - 1قانون البنك المركزي وقانون البنوك التجارية واالسالمية وخاصة في ظل اتفاقية تحرير تجارة الخدمات

. التجارة العالمية من اتفاقية منظمةالتي هي جزء المالية

العمل على خلق خدمات مصرفية متنوعة وشاملة والعمل على انتشار الخدمات توصي الدراسة ب - 2 .المصرفية في كل مناطق اليمن سواء الحضرية او الريفية

بانه يجب على البنوك المحلية ان تعمل على تنظيم نفسها وتستعد للمنافسة مع البنوك الدراسةتوصي هذه - 3النه من خالل المنافسة سيكون هناك تحويل للمدخرات المكتنزة الى استثمارات فعلية وبالتالي يؤدي االجنبية

ذلك الى انخفاض في اسعار الفائدة وهذا سيساعد على تطوير المالئة المالية والى خلق طرق جديدة للتمويل .االستثماري

في اليمن وعلى انشطتها االئتمانية بضرورة وجود قيود ملزمة على البنوك التجاريةالدراسة توصي - 4 .والموازنة بين االصول وااللتزامات المحتفظ بها من العملة بما يجنبها من اثار التقلبات في اسعار الصرف

ينبغي على البنوك المحلية أن ترفع رؤوس اموالها الى مستوى الحجم المالي االقتصادي المالئم وذلك من - 5 .النظام المصرفي وتمكينه من لعب دوره االستثمارياجل تعزيز متانة وقوة وسالمة

وايضا ، توصي الورقة بالعمل على السماح لالستثمارات االجنبية في ان تستثمر في المجال المصرفي - 6السماح باندماج المصارف المحلية مع بعضها البعض او اندماج تلك المصارف مع المصارف العربية او

ي عملية الودائع واالقراض الن المصارف االجنبية لديها خبرات كبيرة في االجنبية حتى تحدث نقلة نوعية ف .ادارة المخاطر والمحافظ االستثمارية

في ظل االزمة المالية العالمية يمكن العمل على السعي نحو تحقيق جذب المدخرات العربية او االجنبية - 7أن ذلك يساعد على ظهور مؤسسات مالية الموجودة لدى اصحاب الفوائض المالية واستثمارها في اليمن حيث

. مصرفية كبيرة وقادرة على الصمود والمنافسة امام المؤسسات المتقدمة

السعي نحو تحقيق االستقاللية للبنك المركزي اليمني وسرعة انشأ السوق المالية التي تمثل الوجه االخر - 8 .مارفي العمل المصرفي بهدف حشد وتعبئة المدخرات وتوجيهها لالستث

توصي الدراسة بضرورة اسغالل الموارد االقتصادية في البالد وخاصة تلك التي لها ميزة نسبية مثل - 9 .الثروة السمكية، والزراعة، والسياحة للحصول على موارد مالية تخفف من عجز الموازنة

Page 164: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

:المصادر

على ..إنعكاساتها.. تداعياتها" األزمة المالية العالمية" "حلقة نقاشية علمية"، االزمة المالية واالقتصادية الراهنة: السعيدي، مطهر - 1

المعهد و ))منارات (( م ينظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية 2008فعاليات البرنامج الثقافي للعام ، العالم العربيو إقتصاديات اليمن

. 2 – 1اليمني لتنمية الديمقراطية، ص

المتغيرات االقتصادية األساسية في الجمهورية اليمنية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة التحويالت على: الرفيق، أحمد يحيى - 2

.63 -46، ص 1993العربية معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، لالدو

رسة تحليلية قياسية، االتجاهات النقدية والعوامل المؤثرة في سرعة التداول النقدي في الجمهورية اليمنية دا: الرفيق، محمد يحيى - 3

.2006اطروحة دكتوراه في قسم االقتصاد، جامعة دمشق،

1994الطبعة األولى، ، الدار المصرية اللبنانية، االقتصاد القياسي النظرية والتطبيق: مجدي ، الشوربجي - 4

، الجزء األول، 2005- 2001جتماعية الخطة الخمسية الثانية للتنمية االقتصادية واال: وزارة التخطيط والتنمية، الجمهورية اليمنية - 5

.9ص

.22، ص 2004التقرير االستراتيجي اليمني، إشراف األستاذ الدكتور محمد أحمد األفندي، : المركز اليمني للدراسات اإلستراتيجية - 6

لدراسة بالتعاون مع وزارة ، تمت ا20/20اليمن دراسة مبادرة : البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي - 7

يحيى . صنعاء، مراجعة الدراسات وأعداد الدراسة النهائية د –التخطيط والتعاون الدولي وبتمويل من قبل البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة

.9بن يحيى المتوكل، ص

، )2(، العلوم اإلدارية 7معة الملك سعود م أسبابها ونتائجها االقتصادية، مجلة جا: المديونية الخارجية األردنية: المومني، رياض - 8

.346، ص 1995

الخبير االقتصادي ووكيل وزارة المالية المساعد لقطاع التخطيط االقتصادي حوار اقتصادي مع االستاذ احمد حجر: الثورة - 9

.5-4، ص 2009ابريل 14فق ، الموا1430ربيع الثاني 18الثالثاء، ، حاوره على البشيري،، 16225العدد ، واالحصاء والمتابعة

. الكامل، الشيخ صالح بن عبداهللا، محاضرة في قناة اقراء عن االزمة المالية -10

االعصار المالي العالمي تداعياته وانعكاساته على اقتصاديات اليمن والعالم العربي الرؤية العلمية للتعاطي :قرعة، محمد صالح -11

.2 -1ص ، 2008، اكتوبر 14 والمعهد اليمني لتنمية الديمقراطية،" منارات" المركز اليمني للدراسات ، معها

، دار طالس للدراسات والترجمة والنشر، ترجمة الدكتور عامر لطفي، االقتصاد القياسي: نيكول شيى و جيرود رينيه - 12 .1996، الطبعة األولى

:االجنبية المصادر

1- Hammed s. AL- BAZAI,"The Role of Money in Saudi Arabia , ",j.kau:Econ. & Adm. (1999).VOL.13.No.

1, pp37.

2- Franklin Allen , Douglas Gale: (1999) : BUBBLES, CRISES , AND POLICY, OXFORD REVIEW OF

ECONOMIC POLICY, VOL.15.N0.3

Page 165: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

) 1 (الملحق

لقياسي العام لالسعار للفترة اجمالي عجز او فائض الموازنة وعائدات النفط واجمالي االستثمارات والرقم ا

2000 - 2009

السنةعجز او فائض

الموازنة عائدات النفط

الرقم القياسي

العام لالسعار

اجمالي

االستثمارات

2000 -97462.0 456208.0 104.59 80010317

2001 -39712.0 384104.4 117.05 85223654

2002 14284.00 394041.2 131.37 1.58E+08

2003 88872.00 473235.9 145.60 91750513

2004 53213.00 584978.4 131.33 2.53E+08

2005 38.795 854037.6 145.51 1.07E+08

2006 -63939.0 1070524 163.74 1.33E+08

2007 294315.0 1006120 182.46 1.42E+08

2008 167417.5 1371267 216.02 2.95E+08

2009 197688.8 104318.0 207.52 2.36E+08

اجمالي االستثمار و وعائدات النفط،، عجز الموازنة. كتاب االحصاء السنوي العوام مختلفة: الجهاز المركزي لالحصاء: المصدر

.بالمليون الريال

) 2( الملحق

اجمالي عجز او فائض الموازنة وعائدات النفط واجمالي االستثمارات والرقم القياسي العام لالسعار للفترة

بعد تقسيمها الى ربع سنوية 2009 – 2000

Page 166: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

السنة

عجز او فائض

الموازنة عائدات النفط

الرقم القياسي

العام لالسعار اجمالي االستثمار

2000:1 -15208.5 99708.06 28.06 18195033

2001:2 -11644.7 96356.30 28.83 19552573

2001:3 -8139.78 94768.23 29.78 22141204

2001:4 -4719.24 93753.17 30.53 25505426

2002:1 -2290.73 95003.54 31.55 38227260

2002:2 1400.95 96576.36 32.40 40560961

2002:3 5499.18 99787.64 33.42 40847501

2002:4 9759.30 103229.6 34.18 38786918

2003:1 19560.95 109769.3 36.23 20306895

2003:2 22471.31 115071.2 36.62 19676677

2003:3 23735.74 121564.5 36.74 22865394

2003:4 23181.22 127513.5 36.18 29159561

2004:1 17349.50 129817.0 33.10 60245762

2004:2 14829.06 139065.2 32.61 65434727

2004:3 12051.81 151733.8 32.74 65991903

2004:4 9000.19 165324.1 33.05 61546201

2005:1 5407.68 190620.4 34.94 33656172

2005:2 1914.32 206333.6 35.84 27160013

2005:3 -1804.22 222470.4 37.00 23517016

2005:4 -5575.32 235858.5 37.93 22333894

2006:1 -26502.4 258660.3 39.26 31405824

2006:2 -23882.9 267449.9 40.35 32734882

2006:3 -14420.6 273108.0 41.67 33975108

Page 167: كتاب الملتقى الدولي الرابع -الأزمة العالمية وتداعياتها على دول المينا

ة الراهنة وانعكاساتها على دول منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيااألزمة العالمي الرابع الدولي الملتقى كتاب

www.veecos.net

2006:4 1110.70 272564.8 42.67 34699041

2007:1 59039.58 241121.6 43.34 29081669

2007:2 73755.26 243474.0 44.68 31867600

2007:3 81135.83 254106.3 46.51 37208747

2007:4 80632.12 268984.3 48.18 44261548

2008:1 47667.24 372786.5 52.57 67804754

2008:2 42135.87 369662.4 53.94 73955364

2008:3 39294.23 341574.9 54.91 77101916

2008:4 38553.29 287790.1 54.85 76509842

.من اعداد الباحث بناء على استخدام طريقة التحويل لتقسيم البيانات الى ربع سنوية: المصدر