محاضرات السداسي في مقياس الإدارة العامة المقارنة /...

------------ ----- ----- -------- ----- -يف مقياس اإلدارة العامة املقارنة حماضرات السداسي األول

1

2009 نوفمرب 08 : احملاضرة األوىل

دخل حول اإلدارة العامة املقارنةم

.التمهيد واملفهوم: اإلدارة العامة/ 1

.وظائف اإلدارة العامة/ 2

.أمهية اإلدارة العامة/ 3

.امةمداخل دراسة اإلدارة الع/ 4

:التمهيد واملفهوم: اإلدارة العامة/ 1

يعد من اخلطأ اعتبار أن مبادئ اإلدارة العامة ومفهومها أمر حديث وطارئ على الفكر

البشري، فقد كان هلا أمهيتها منذ نشأة التجمعات البشرية وقد كانت هي املعيار الفاصل بني

عامة ساعدت على نشوء احلضارات ومنو اتمعات املنظمة واتمعات اهلمجية، فاإلدارة ال

اتمعات، ومبا أنه البد يف كل جمتمع بشري من ضابط ينظم العالقات بني الناس فقد نشأة احلاجة

إىل اإلدارة، وعليه فالرابطة االجتماعية هي قبل كل شيء رابطة إدارية، وذلك أنه يستحيل تصور

.جمتمع بشري دون إدارة

متثل جمموعة األنشطة اليت متارسها "تصور أغلب النظريات هي فاإلدارة العامة كما

احلكومة من خالل كافة القطاعات واألجهزة باتمع من اجل حتديد وتوفري املوارد

واإلمكانيات وسالمة ختصيصها وحسن استخدامها دف توفري اخلدمات واملنتجات العامة

"للجمهور

نشطتها يشترط أن متس كافة قطاعات الدولة من أجهزة مبا يعين أن اإلدارة العامة يف أ

.حكومية ومؤسسات الدولة


2

ودون الدخول يف عشرات املفاهيم لإلدارة العامة ميكن القول أن اإلدارة العامة من واقع

:اجلهود اليت بذلت لتعريفها بأا

.ترتبط اإلدارة العامة باألجهزة احلكومية .1

.نشطة املرتبطة بالسياسة العامة للحكومةختتص اإلدارة العامة بإدارة األ .2

.ختتص اإلدارة العامة بتنفيذ السياسة العامة من خالل عمليات مترابطة .3

يتمتع جمال ونطاق عمل اإلدارة وفق املنهج أو التوجه الذي تتبناه الدولة يف إدارة النشاط .4

.االقتصادي وعملية التنمية

ة العامة يتمثل يف ختطيط السياسة العامة للدولة علم اإلدار«": عمار بوحوش"تعريف الدكتور

وحتويلها من نظريات إىل نتائج ذوالبحث عن األساليب الفعالة لوضع تلك اخلطط حيز التنفي

»ملموسة يقطف مثارها كل مواطن

:وظائف اإلدارة العامة/ 2

بوظائف اإلدارة العامة نشاط جيتاز مراحل متعددة ومتنوعة ومتشابكة ويستوجب القيام

.معينة بغية حتقيق الغاية املرسومة له

وخيتلف فقهاء وعلماء اإلدارة يف حتديد املراحل أو الوظائف اإلدارية، منهم من يربطها

وهناك ) التمويل/ إضافة اإلبالغ) (7(وهناك من يربطها بوظائف ) 5(بالوظائف التقليدية لإلدارة

.مهام مساعدة، مهام قياديةمهام امليزانية، : من ربطها بثالث وظائف هي

ر اخلالف هو يف حتديد األولوية جوهأنولو عمقنا البحث يف اختالفات الفقهاء لوجدنا

إال انه ]. تنفيذ السياسة العامة حمور مشترك / تطبيق[ليس برفض تام للوظائف املختلف عليها، و

: التاليةطاالنقميكن أن منحورها يف

.حديد األهداف و رسم السياساتو هي مرحلة تتعلق بت:التخطيط - أ

.و هو تتعلق بوضع اهلياكل التنظيمية و تنمية األجهزة اإلدارية: التنظيم - ب

.وتتمثل توجيه املسؤولني و إدارته، بغية حتقيق األهداف املرسومة: القيادة - ت

.و متثل إجراء يتم من خالله متابعة التنفيد و تقييم أداء املسئولني: الرقابة - ث


3

مع األستاذ علم السياسة 19رة العامة مل يظهر إال يف النصف الثاين من القرن تعبري اإلدا[

]1887يف سنة ) Thomes woodrow Wilsonتوماس وودرو ويلسون (

أحد العلوم الرئيسية املهمة يف ) اإلدارة العامة (يعد من علم : أمهية اإلدارة العامة-3

سية و على الرغم من حداثة سنه فإن شهرته عمت التخصصات الدارية واإلجتماعية و السيا

فاباعتبار أن العلوم اإلجتماعية . كثريا، و هو ما يدفعنا إىل إبراز املميزات أو أمهية اإلدارة العامة

أصبحت تعطي اهتماما لإلنسان وتعتربه كائنا يتمتع بقيمة . هي احلاضن األكرب لإلدارة العامة

.وإجياد كل ما ميكن أن يوجد ويطلق قدراته وطاقاتهمادية وروحية وهو مايعين البحث

برزت أمهيتها على إثر احلربني العامليتني اللتني وضعتا على ) اإلدارة العامة(وعليه فإن

.عاتق الدولة أعباء جسيمة مل يكن من اليسري النهوض ا وإجنازها إال بتوفر إدارة كفؤ

ألمهية نتيجة لتبدل نظرة الشعوب كما أن تطور مفهوم الدولة احلديثة زاد من ا

واحلكومات هلا، ففي املاضي كانت مهام الدولة مقتصرة على محاية األمن وحتقيق العدالة

أما اليوم أصبح الشعب ينادي بوجوب تدخلها يف كافة شؤونه اإلقتصادية [للناس،

مي وكفاية وهو مايعين ان توجد احلكومة أجهزة إدارية تقوم ا بأسلوب عل]واإلجتماعية

.]وباختصار، فإن الدولة الناجحة هي اليت تقوم بتسيري أعماهلا وفق إدارة ناجحة[ إنتاجية

:اإلدارة العامة) علم( مداخل دراسة -4

اإلدارة العامة بتعدد املدارس اليت عنيت بدراسة ) علم(تعددت املداخل املتعلقة بدراسة

: مداخل05يف ) جرائيةإ(هذا العلم، إال أنه ميكن أن نقصرها بصورة

ويعد اقدمها، فقد اهتم رجال القانون بإلدارة العامة، فكانت :املدخل القانوين - أ

وعليه فاإلدارة العامة هي ) القانون الدستوري اإلداري(الدراسة ذات صبغة قانونية ذات صلة

ملدخل أنه مت دراسة تكملة هلا، أو أا مصدر لتتبع التطبيق أو أا تساعد يف تطويره، ويقصد ذا ا

.كل آليات واجهزة وأعمال اإلدارة العامة وفق رؤية قانونية


4

يعىن هذا املدخل بتركري تام على دراسة األسس واملبادئ اليت :املدخل اهليكلي - ب

ومن خالل ) اهلراركية اإلدارية(حتكم كيفية بناء التنظيم الرمسي للجهاز اإلداري، خصوصا مبسألة

ويات اإلدارية، والوحدات املكونة للهيكل وبالتركيز على مسألة التنسيق واإلتصال العالقة بني املست

.بينها، وكل هذا وفق رقابة جادة على خمتلف العمليات وعلى كافة املستويات

ويرى هذا املدخل أن اإلدارة العامة تتكون من عدد من :املدخل الوظيفي - ج

ملستويات اليت متارس فيها وال باختالف الوظائف الختتلف باختالف املنظمة والباختالف ا

الظروف احمليطة اليت تطبق فيها، وتنحصر مهمة اإلدارة من خالل هذا املدخل يف وظائف او

.مكونات العملية اإلدارية، التخطيط، التنظيم، اإلشراف، التنسيق، واإلتصال الرقابة

خل التنظيم العام السلوك اإلنساين للعنصر البشري داهذا يركز : املدخل السلوكي - د

واإلهتمام بالتفاعالت اإلنسانية وأثرها يف عملية صنع القرار، مبعىن أنه مدخل يعىن

بتفاعالت اإلجتاهات السلوكية مع عناصر العملية اإلدارية، ويربز العوامل النفسية اليت

.حتكم سلوك العاملني يف التنظيم العام

إبراز العالقة بني اإلدارة والبيئة اليت تعيش فيها، ويعتمد هذا املدخل على : املدخل البيئي - هـ

فهو يؤمن بأن األمناط اإلدارية يف كل دولة تتأثر بالعوامل السياسية واإلجتماعية واإلقتصادية

.واحلضارية اليت تسودها

يرى هذا املدخل رغم اختالف الظروف البيئية من دولة أخرى ومن : املدخل املقارن -و

ن هذا المينع من وجود قواعد ثابتة وأصول حمددة قابلة للتطبيق فيقوم هذا جمتمع إىل آخر، فإ

املدخل على دراسة نظم وعمليات اإلدارة يف بلدين أو أكثر دف للتوصل إىل قواعد عامة

.ميكن تطبيقها على اإلدارة

الدراسة الكاملة الصحيحة هي تلك اليت تشمل خمتلف : مدخل اجلمع بني املداخل -ي

ي أو املداخل وحتاول الوقوف على تفاعل هذه العوامل وكيف ميكن معرفة مكامن القوة النواح

.والضعف


5

2009 نوفمرب 15 :احملاضرة الثانية

مدخل عام حول اإلدارة العامة

.الفرق بني اإلدارة العامة وإدارة األعمال .1

.عالقة اإلدارة العامة بالعلوم األخرى .2

.نطاق اإلدارة العامة .3

: الفرق بني اإلدارة العامة وإدارة األعمال-/1

رغم ما يظهر من خالف بني املفكرين هو اختالف اإلدارة العامة وإدارة األعمال إال أن -

). اإلدارة. (اتفاقهم يربز يف أما فرعان ألصل واحد

تعتمدان على أساليب متناهية أو تقوم ) الصنفني(عان أي أن كلها والقصد أما فر-

).التخطيط، التنظيم، التوجيه، الرقابة، التنسيق(بوظائف متماثلة

. وعليه فاإلختالف يكمن أساسا يف األهداف لكليهما وليس يف الوظائف-

ة جند أن وإن من بني ما مبكن مالحظته يف بداية تعقب اإلختالفات بني صنفي اإلدار-

اإلدارة العامة هي أقل مرونة إن مل نقل اجلمود بينما جند املرونة واحلداثة واالعتماد الدائم على

.ة العلمية والتقنية والتكنولوجيباألسالي

: ونبني اآلن أهم االختالفات-

منطي

اإلدارة

اإلختالفات

إدارة األعمال اإلدارة العامة

من حيث وضع

دفاهل

القيادة السياسية هي من تضع

األهداف واإلدارة البريوقراطية تتوىل

كل مؤسسة ترسم لنفسها سياسة

.خاصة واليت تتماشى ومعاملها اخلاصة


6

.التنفيذ

من حيث نوعية

اخلدمات

النشاطات اإلدارية احلكومية

متكاملة مقسمة بني خمتلف األجهزة

احلكومية

توجد منافسة وخماطرة وتداخل

ألنشطة وازدواجية اإلختصاصا

الضوابط القانونية

للعمل

اخلضوع لقوانني وقرارات تصدرها

القيادة السياسية للبالد ويتقيد

.املواطن احلكومي

ميكن تغيري إجراءات العمل بسهولة

طبقا ملقتضيات املشروع أو املؤسسة

الكسب املادي

عالية يف فوتقومي ال

العمل

أنشئت لتقدمي خدمة معينة

للجمهور وليس بقصد حتقيق ربح

مقابل اخلدمات

اخلدمات تقدم للمواطنني مقابل أرباح

تعترب أساسية لبقاء املؤسسة واحملافظة

.على وجودها

من حيث

االعتبارات

االجتماعية يف

العمل

تتأثر كثريا باالعتبارات السياسية

وخاصة بالنسبة جلماعات الضغط

.ومتطلبات اجلمهور والرضا العام

االعتبار األول واألخري ألي عمل هو

.الكسب املادي والنتائج امللموسة له

: عالقة اإلدارة العامة بالعلوم األخرى-/2

هدف اإلدارة العامة هو تقدمي خدمات للجمهور عن طريق أجهزا، فإن هذه اخلدمات تشاركها

).ةاألمثل. (فيها بعض الفروع األخرى من العلوم اإلجتماعية األخرى

العامةةعالقته باإلدار فرع العلم

علم القانون

اإلداري

يهتم باجلوانب القانونية ألية منظمة وخاصة حتديد /فرع من القانون العام

.العالقة اليت تربط بني املواطن وإدارته وشروط التعاقد والتحاكم والتعويض

بني حتديد األهداف وإقرار اإلرتباط الوثيق/ يتصل بعلم اإلدارة صلة وثيقة علم السياسة

تربز )/ يف اآلخركالمهايؤثر (السياسة العامة للدولة ووضعها موضع التنفيذ

.التوجيه/ التحكم/ التنفيذ/ العالقة من غالل الصياغة


7

تسهم اإلدارة العامة يف الفعالية وحسن اإلستغالل للطاقات البشرية املتوفرة علم اإلقتصاد

من املوضوعات ) للميزانية العامة (ةة، باإلضافوربح الوقت بكفاءة عالي

.املشتركة

/ مالحظة السلوك اإلنساين/ دراسة الرابط بني الفرد ومنظمته واملنظمة ببيئتها علم اإلجتماع

.مالحظة التطور اإلقتصادي واإلجتماعي والسياسي/ متابعة التكيف

لك مبعرفة القوى البشرية يرتبط اإلحصاء بصلة وثيقة بوظيفة التخطيط وذ علم اإلحصاء

معرفة الدخل القومي ومتوسط الدخل الفردي، ميكن هذا ) معدل النمو(

العلم من معرفة حقائق الدولة البشرية واإلقتصادية واإلجتماعية

.]ويعطي حقائق وليس أوهام رقمية[.والسياسية

كل مناحي احلياة اليت عرفها العامل تركت أثرها علىةالثورة التكنولوجي علم التكنولوجيا

زيادة (اليومية ومنها اإلدارة العامة اليت كان هلا تأثر كبري ذا التطور

).اإلختصاص املالئم/ ترشيدها/ الفعالية

: نطاق اإلدارة العامة-/3

اإلدارة العامة هي أوسع من أن تربطها باحلكومة أو اجلهاز اإلداري، ذلك أنت اإلدارة العامة متتهن

ت سواء قطاع األعمال أو القطاع اخلاص، أو حىت منظمات القطاع املدين يف اتمع، كل القطاعا

:وإذا كان هذا هو الوصف أو الدور الذي ذكرناه فعليه فإن نطاق عمل اإلدارة ينحصر فيمايلي

يءة املناخ لتحفيز كل ااالت املذكورة، وهو ما يتطلب من اإلدارة العامة أن تضع .1

.مة املناسبة لعمل هذه األخريةالقواعد واألنظ

وضع اإلطار التنظيمي واإلداري ملنظمات القطاع العام أو قطاع األعمال ليقوم باألنشطة .2

.املخولة له ومن أجل حتقيق أهدافه التنموية

حتديد أهداف أجهزة احلكومة ووضع األطر التنظيمية واإلدارية املالئمة هلا واليت جتعل من .3

.سرة للقطاعات األخرىهذه األجهزة أداة مي

العمل على اإلستفادة من كل الكفاءات القيادية يف هذه املؤسسات واستثمار قدرته يف .4

.توفري متطلبات التنمية


8

2009 نوفمرب 21 : احملاضرة الثالثة

حنو اجتاه مقارن لإلدارة العامة

.ة املقارنةدراس/ 1

.أمهية الدراسات املقارنة/ 2

.مستويات البحث يف الدراسات املقارنة/ 3

.هوية اإلدارة العامة املقارنة/ 4

.مشكالت دراسة اإلدارة املقارنة/ 5

: الدراسات املقارنة-/1

لدولة ، اهلدف منها البحث يف أمناط اإلدارة با)البيئي(لوجي وهي امتداد لتطبيق فكرة املدخل االيك

.املتخلفة وإبراز خصائصها ومميزاا والعوامل املؤثرة فيها بكل دولة

حتت ختصص عرف ) اإلدارة الدولية(باالرتباط مع ) اإلدارة املقارنة(كانت تدرس -

الدراسات (مث أخذت باالنفصال عن بعضها نظرا لتطور مفهوم ) اإلدارة الدولية املقارنة(

).املقارنة

: ارتني يفيكمن الفرق بني اإلد -

دراسة . (املنظمات الدوليةنوع من أنواع اإلدارة ختتص ب: اإلدارة الدولية

).التطور/الشكل

هي فرع من فروع اإلدارة العامة، واجتاه من اجتاهات البحث يف : اإلدارة املقارنة

ميداا يف الدول املختلفة، وهذا يعين أن اهلدف من هذا الفرع الوصول إىل القواعد

.ا صفة الشمول والعموميةاليت هل


9

: أمهية الدراسات املقارنة-/2

إذا كان مفهوم املقارنة يركز على دراسة التشابه واالختالف يف الظاهرة السياسية، يربز

مستوى معني من الوحدة والعموم يف الظاهرة [خلف هذا افتراض أويل مفاده أن هناك

.]اإلنسانية

:ق أولية ميكن إجيازها يف التايلفهذا االفتراض يثبت من خالل حقائ

إن اتمعات البشرية خمتلفة متنوعة، رمز االختالف و التنوع هو العنصر احملرك .1

.لتكوين اهلوية و إدراك اخلصائص الذاتية للنظم و الشعوب

إن لكل أمة أو شعب منطا معينا للحياة، خيتلف من جمتمع آلخر، حبيث يكون لكل .2

يريه اخلاصة اليت حيكم ا على االستياء، و ال يوجد منط جمتمع أو أمة أو شعب معا

.حياة معني يعطي لنفسه صفة النمط القياسي أو املعيار

قد تكون املقارنة وسيلة إلدراك شرعية االختالف و طبيعة دوره، فتوجد اتمعات .3

البشرية كلها بفلسفة خاصة ا و قواعد و معايري خاصة ا، و عليه فقد تأخر مبا

هنا دسية ما لديها من رؤى و خصائص، و ا وتتأقلم أو أا حتافظ على قحمطايكون

.و هنا يأيت دور املقارنة) التسامح، التآخي ( تربز فكرة

التعرف على اخلصائص املميزة لنظام إداري معني أو جمموعة نظم إدارية للكشف عن .4

و اآلخر بصورة غري األسباب اليت جتعل من هذا التنظيم يشتغل بصورة طبيعية

.مالئمة

حتديد العوامل املؤدية إىل النجاح أو الفشل سواء كانت عوامل حضارية أو ثقافية أو .5

و اقتراح التعيني / راطنيالتكنوق/ شرح دور البريوقراطيني( سياسية أو اجتماعية

) .املالئم

:و إذا كانت هذه األهداف العامة للدراسات املقارنة ميكن مجعها يف التايل .6

: األهداف املعرفية/ 1

املقارنة طريقة عامة يف التفكري لنعرف و منيز و نقوم أفعالنا و أفعال اآلخرين كأمم وأفراد،

ومن مت فإن أول أهداف املقارنة حتقيق املعرفة و توسيعها سواء بالذات أو باآلخرين، و هو ما

.يوحد الفهم املتبادل و املشاركة يف حلول املشاكل


10

:هداف العلمية و املنهجيةاأل/ 2

تتعدد بتعدد مراحل ) 6 -4(و كما الحضنا فيما سبق فإن هذه املقارنة العلمية و املنهجية

إال أا توجز يف. البحث و الدراسة

. حتقيق الضبط والتحكم فيها حىت يقترب من البحث التجرييب يف العلوم الطبيعية - أ

. مت تطويرها يف سياق جنتمع أو إقليم أو ثقافة معينةاختيار الفروض و النظريات اليت -ب

).النظام الوظيفية . ( إجياد وحدة التحليل املثلى اليت ميكن أن تفسر معظم االختالفات-ج

: مستويات البحث يف الدراسات املقارنة-3

ستويات التكوينات االجتماعية و الثقافية يف اتمع اإلنساين و تتعدد مستويات املقارنة طبقا مل

أنواعها و مدى متايزها و اختالفها إىل الدرجة اليت تؤجر هوية ذاتية لكل منها، حيث توجد عدة

: و هي) اإلداري املقارن (إلجراء البحث السياسي) مستويات (

بني األنواع احلية و اتمع اإلنساين إىل إجراء مقارنات: املقارنة عرب األنواع احلية-/1

النحل و بني السلوك / النمل) مثال (للبحث عن أمناط السلوك املتشابه بني هذه األنواع، خصوصا

.اإلنساين

اإلطار التحليلي ) ليس الدولة و اتمع (و تتخذ من الثقافة: املقارنة عرب الثقافية -/2

.تفسري السلوك السياسي لألفرادوذلك سعيا حنو بناء نظرية ل. للمقارنة

و تتخذ من اتمعات وحدات للمقارنة، سواء أمثلت هذه : املقارنة عرب اتمعية-/3

).األقليات .(اتمعات كيانات سياسية مستقلة مثل الدول أو أجزاء من الدول

إذا كانت ) ةالدراسات املقارن(جتري هذه املقارنات: املقارنة عرب القومية أو الوطنية-/4

.القومية أو الوطنية متثل جمتمعا واحدا كما ميكن أن تكون يف الدول املركبة و اتمعات التعددية

إدراج اإلدارة نا ميكمم(و تتخذ من الدولة إطار للمقارنة: املقارنة عرب الدولية-/5

).املقارنة

ميكن إجراء مقارنة بني تتقاطع مع املستويات السابقة، حيث :املقارنة عرب التارخيية-/6

.ظواهر داخل نفس الثقافة أو الوطن و أيضا يف فترات تارخيية خمتلفة


11

:ة هوية اإلدارة العامة املقارن-/4

اإلدارة املقارنة، الدراسة املقارنة : تستخدم مصطلحات عديدة للتعبري عن املقارنة منها

.ارن، املدخل البيئي املقارنلإلدارة، املنهج املقارن، التحليل املقارن، املدخل املق

يعين أن اإلدارة املقارنة فرع من اإلدارة العامة يتناول اإلدارة العامة املقارنة فمصطلح

دراسات يف البريوقراطية و اخلدمة املدنية و التنمية و إدارة املؤسسات العامة و اإلدارة

.العامة

فهما املنهج املقارن لإلدارة العامةلح و مصطالدراسة املقارنة لإلدارة العامةأما مصطلح

يعربان عن جوهر املقارنة يف اإلدارة العامة يف كوا طريقة منهجية للبحث تتناول عدة

أنظمة إدارية بالدراسة واملقارنة بينهما إلظهار أوجه التشابه أو اخلالف بينهما دف

.التوصل إىل مقترحات لتطوير و حتديث هذه األنظمة

فيعربان على أن املدخل البيئي املقارن و مصطلح املدخل املقارنلحني اآلخرين أما املصط

املستخدمة يف دراسة اإلدارة ) Approches(املقارنة ال تعدو أن تكون إحدى املداخل

العامة، و املصطلح األخري يظهر أمهية البيئة أو احمليط الثقايف

صبا على األلفاظ بل حىت يف حتديد عموما هذا اإلختالف بني املصطلحات ليس خالفا من

طبيعة اإلدارة املقارنة، فهل هي فرع علمي قائم بذاته، أم أا ال تعدو أن تكون وسيلة فنية

.لدراسة األنظمة اإلدارية

علم مناهج البحث <<:إال أن ما ميكن أن نرى من خالله اإلدارة العامة املقارنة هو التايل

حيث أا تعاجل قواعد الطريقة املنهجية املقارنة >>مة املقارن يف نطاق اإلدارة العا

.املطبقة على أنظمة اإلدارة العامة

: مشكالت اإلدارة العامة املقارنة-5

يوجد حتليل املقارن للنظم اإلدارية عددا من املشكالت اليت متثل حتديات للدراسات

:اإلدارية املقارنة ويف مقدمتها

املقارنة الدقيقة حتتاج إىل مفاهيم حمددة بوضوح و دقة، لذي بكل تأكيد فإن :املفاهيم - أ

فإن عدم الدقة يف املصطلحات ميثل أحد جوانب الضعف األساسية يف البحث اإلداري


12

كما أن . يف اإلدارة العامة اتفاق حول معىن املفاهيماملقارن، فال يوجد بني الدراستني

)البريوقراطية، احلكومة ( ةاحية األكادميياملفهوم نفسه قد تكون له معاين متميزة من الن

تعتمد الدراسة املقارنة على معلومات مباشرة و غري مباشرة فاملباشرة :مجع املعلومات - ب

مصادرها االستبيان و املقابلة و املالحظة، و جتابه استخدام هذه األدوات صعوبات

أما املعلومات ). امية الدول الن( فيهااملغايلمتعددة كحضر التجول و إحاطتها بالسرية

الدول (غري املباشرة يف اإلحصائيات الرمسية و السجالت و الوثائق، و هذا أيضا تشويه

).النامية

مبعىن أن األنظمة األخرى يف إطار البيئة :تداخل النظام اإلداري مع األنظمة األخرى - ح

مع النظام االجتماعية العامة اليت يعيش فيها النظام اإلداري، و خاصة بالتداخل

السياسي بل واعتباره نظاما فرعيا يف إطاره، و هو ما يعين أن هذا التداخل حيول دون

الوصول إىل فواصل و حدود مميزة متاما بني الظاهرة اإلدارية وبني غريها من الظواهر

. األخرى و هذا ما يصعب املقارنات

املقارنة من خالل احتمال عدم موضوعية الباحث قائم يف عملية :موضوعية الباحث - خ

.إحجام عن كثري التقارير و الدراسات اليت تقدم البحث


13

2009 ديسمرب 06: احملاضرة الرابعة

حنو اجتاه مقارن يف اإلدارة العامة

: آفاق اإلدارة املقارنة/ 1

:املوضوعات اليت تشغل حاليا املهنيني باإلدارة املقارنةميكن إثارة عدد من

يزال قائما حول احلدود املالئمة و املنظفة مليدان اإلدارة هناك خالفا ال: تعيني احلدود-/أ

العامة املقارنة، فإن هناك من يذهب يف الفترة املعاصرة إىل أن هذا الفرع الدراسي ال وجود

.اندجمت متاما يف الفرع الدراسي إلدارة التنميةله، و أن الدراسات املقارنة

فهذا التداخل و عدم وضوح احلد الفاصل هو ما دفع املؤسس حلركة اإلدارة العامة املقارنة

كيف ختتلف [:أنه ليس هناك إجابة واضحة للسؤال) حدود إدارة التنمية( يف مقدمة كتابه

].العامة بشكل عام ؟ إدارة التنمية عن اإلدارة املقارنة أو عن اإلدارة

مشكلة عدم وضوح املوضوع املركزي و ذلك لوجود اهتمامات ) هدرسون(و قد أضاف

.سياسية واجتماعية وتارخيية يف مواضيع اإلدارة العامة املقارنة

و تكررت مثل هذه املالحظات حول حدود علم اإلدارة املقارنة إال أن ذلك يرجع

من حقول خمتلفة، و غياب احملور الماء الذين جاءواختالف اخللفيات و االهتمامات للع

احملدد الذي ساعد العلماء والدراسيني على متييز الظاهرة اإلدارية وفرز اجلوانب املهمة من

.غري املهمة

دراسات (من الدراسات املعاصرة و اليت تعرف اهتماما واسعا:دراسات املناطق/ ب

ات اإلدارية يف منطقة معينة من مناطق العامل ا و ذلك بدراسة األنظمة و املنظم )املناطق

بدور خاص يف يئتهاخصائص حضارية، تارخيية، اجتماعية، سياسية واقتصادية مشتركة

.اتمع الدويل و العالقات الدولية

و أغلب هذه الدراسات تقوم ا املنظمات الدولية املتخصصة التابعة ملنظمة إقليمية ما، مثل

إخل و مثال ذلك املنظمة العربية .. العربية، جملس التعاون اخلليجي، آسيانجامعة الدول


14

واليت تعد من أبرز مالمح إستراجتيتها يف 1969و اليت تأسست مند . للعلوم اإلدارية

شيط البحوث و الدراسات النظرية تن–. دراسة متطلبات اإلصالح اإلداري-العمل هو

.داريةالتطبيقية يف خمتلف مناحي العلوم اإلو

مع بداية السبعينات من القرن املاضي عرفت حركة :االختالل بني التنظيم و التطبيق/ج

اإلدارة العامة أفكارا جديدة، إال أن هذه األخرية مل يتم االستفادة منها يف الدراسات

التحليلية املقارنة، ما أوجد لديها حالة من االنفصام بني التنظيم و التطبيق، و يقصد من

و تطبيقاته على ) لعامةاإلدارة ا(ة التنظيم على مستوى العلم األساسيعالق

).اإلدارة العامة املقارنة (الدراسات


15

:احملاضرة اخلامسة

البريوقراطية و الدراسات املقارنة

.يف اإلدارة العامة

:مفهوم النموذج البريوقراطي و خصائصه / 1

.أساس ملقارنة أنظمة اإلدارة املقارنةالنموذج البريوقراطي ك/ 2

: مفهوم النموذج البريوقراطي و خصائصه-/1

يرتبط املصطلح و الفرع العلمي و الدراسة البحثية : مفهوم النموذج البريوقراطي/ أ

– MAX Weber) .( 1863ماكس ويرب (للبريوقراطية بعامل االجتماع األملاين

1920.(

) Burus( و أصلها الالتيين)املكتب(أي) Bureau.(ية و اإلنكليزيةفالكلمة مشتقة من الفرنس

اليت منها اشتقت بقية ) Crotio( أما كلمة)اللون العامت الذي يناسب املهابة و اجلاه (أي

) حكم املكاتب (و هكذا فإن كلمة بريوقراطية تعين) احلكم(الكلمة فهي يونانية األصل مبعىن

للتعبري عن حكم و حتكم املكاتب و املوظفني يف احلياة عام200تستخدم هذه العبارة مند حنوو

.االجتماعية

) باالزدراء(إال أنه عندما دخلت هذه العبارة يف مصطلحات االشتراكيني أصبح ملدلوهلا معىن يقترن

دعلى أساس أن البريوقراطية تعوق و تعرقل التحول االشتراكي كما دد هذا التحول بع

العديد من االستعماالت الشائعة، و هو ما )املفهوم (وقد عرف هذا)مسؤول تعليق غري (حدوثه

و نتج هذا . دفع الكثري إىل البحث عن احلقيقة و إمتامها و إقرارها سواء يف الدراسة أو املمارسة

عن اختالف املدخل املتبع يف وصف )النموذج البريوقراطي (التشويش أو اخللط يف مفهوم

.و عدم القدرة على التمييز بني مداخل النموذجخصائص هذا النموذج،

من خالل هذا التوضيح ميكن إضافة جوهرية تعرب عن االختالل احلاصل يف فهم و تفسري النموذج

مبعىن آخر التركيز على نتائج هذه . )التركيز على املكاسب و الوظائف (البريوقراطي و هي


16

لنصل إىل إعطاء . )باملصطلح املشني البشع (وقراطيةاألخرية وهو ما دفع الكثري إىل التعبري عن البري

): Worren Bennisوارن بنيس (مفهوم إجرائي للبريوقراطية و اليت هي حسب

ها سواء الصناعية الذي ينسق معظم أعمال املنضمات اإلنسانية اليت تعرف اهليكل التنظيمي <

. >>رية و الدينية و التطوعية احلكومية و اجلامعية و خمتربات البحث و التطوير و العسكو

فهي بذلك اختراع اجتماعي مفيد ]اآللة االجتماعية [بأا ) ماكس فيري (فهي كما أشار هلا

.عمل على تنظيم و توجيه نشاطات املنشآت بصورة معقولة

جاء كرد فعل ) اآللة البريوقراطية(ومما يطرحه علماء االجتماع و اإلدارة على أن تطوير منوذج

اليت التقلبات املزاجية األقارب يف التوظيف و حماباةو ) السيطرة (اإلخضاع اإلقطاعي ضد

و منإمكانية التوقع إىل قدر أكرب من انبثقت كحاجةعرفتها منظمات عديدة، و هي كذلك

.النظام و الدقة

لقد حتددت خصائص البريوقراطية من خالل إسهامات : خصائص النموذج البريوقراطي/ ب

:ديد من الكتاب و املفكرين و اليت هي الع

و هي تعين نظاما مرتبا بصورة راسخة من الترؤس : تسلل سلطوي دقيق التعريف -1

ت الدنيا، اإلشراف على موظفي املستويا واملرؤوسية، حيث يتوىل فيه موظفو املناصب العليا

ود تويل املوظف ملنصبه املقص( ل التنظيم اإلداري قائم على أساس احلكم الفرديسيكون تسلو

).ويبقى فيه ويكمل مسؤوليته

يعين حتديد مناطق الصالحيات الثابتة والرمسية : تقسيم العمل على أساس التخصص الوظيفي-2

.اليت يتم عادة حتديدها عن طريق القواعد أي القوانني أو األنظمة اإلدارية

أي أا قواعد ثابتة إىل حد ما :ه نظام من القواعد حيدد حقوق لشاغل الوظيفة و واجبات-3

.وشاملة إىل حد ما و معرفته يكون إمنا هي بالتعليم أو اإلطالع املباشر

).مسبقا و قائما على اخلربات تفترض تدريبا:( نظام من اإلجراءات يتعلق بأوضاع العمل-4

.)التنظيم الرمسي أقوى :( الالشخصية يف العالقات بني األفراد داخل التنظيمات-5

. إختيار املوظفني و ترقيتهم على أساس املؤهالت الفنية-6


17

:النموذج البريوقراطي كأساس ملقارنة أنظمة اإلدارة العامة -/2

ملاذا مت االعتماد على النموذج البريوقراطي :أهم سؤال يطرح يف هذا العنصر هو

.كأساس للمقارنة بني أنظمة اإلدارة العامة؟

:و يكون اجلواب كاآليت

. االعتماد على املنهج الوظيفي عن غريه من املناهج كاهليكلي أو اإلحصائي أو البنيوي •

.يكون األقرب إلدراك طبيعة املقارنة اليت توصل إىل قاعدة علمية

االعتماد على البريوقراطية كأساس مقارن يقوم على أن افتراض مقارنة الوظائف يف •

و كون النهج اهليكلي يسهم .ن املنهج اهليكليالنظم اإلدارية أكثر إسهاما و توضيحا م

.أكثر يف توضيح و فهم النظم السياسية

إال أن التركيز على املنهج الوظيفي من دون اهليكلي مل تكن ثابتة و ائية، بل هناك آراء •

.كثرية أرادت أن تؤكد على أمهيته يف الدراسات املقارنة

أن اهلياكل قد ختتلف من بنية إىل ) آملوند ( قبلو يأيت رفض املنهج اهليكلي يف املقارنة من •

أن البريوقراطية [أخرى إال أنه ميكنه أن تقوم بوظائف مشتركة و هو يوضح بالقول

].كتركيب متخصص وظيفي له مسات عامة لكل اتمعات

إال أن ما يثريه البحث يف الوظائف من خالل الدراسات املقارنة قد يتساوى بنفس •

.تطرحه اهلياكل عند دراسته عن الكثري من املفاهيم و التحاليل و التوقعاتاملقدار الذي

و لذالك فهناك من عمل على املزاوجة يف الدراسات املقارنة يف اإلدارة العامة على •

من و] الوظيفة و كيف تتم ؟ ما هي[املنهجني الوظيفي و اهليكلي على أساس أن توضيح

ملشرف أو الذي متارس فيه الوظيفة؟ أمر مهم يف اجلهاز أو اهليكل ا اإلطالع علىمث

.الدراسة املقارنة

إمكانية تسجيل اختالفات يف طبيعة : و الربط بني املنهجني متوقف على أساسني مها •

كل ما سبق هو .(الوظائف، وأن اهلياكل املؤسساتية موجودة فعال يف النظم السياسية

).افتراض علمي منهجي


18

اإلطار النظري األكثر قبوال يف دراسة وراطي مفيد و مثري بل و هإال أن النموذج البريوق •

اإلدارة املقارنة، ذلك كونه النموذج األكثر اتساعا و قدرة على شرح االختالفات

.االجتماعية بني الظواهر

زيادة على أن التحكم يف النموذج البريوقراطي و دقة استعماله يف الدراسات املقارنة •

).اإلحصائية، الكمية، الوصفية( يةالدراسات التجريبو

بأن اإلدارة املقارنة مستقبلها مرهون ) sigelman/ سجلمان(و هو ما أقر به •

.بدراسات البريوقراطية


19

2010جانفي03:األحد

1431حمرم 17

:احملاضرة السادسة

دور البريوقراطية يف اتمعات املعاصرة

االطالع على مفهوم النموذج البريوقراطي و خصائصه، وكذلك على عالقة هذا النموذج بعد

بالدراسات املقارنة، نناقش يف هذه احملاضرة الدور الذي تلعبه البريوقراطية يف اتمعات املعاصرة،

أن ولألمانة فإن هذا احملور توافق مع جاء يف كتابات املفكر األستاذ الدكتور عمار بوحوش، إال

البحث يف عالقة هذا النموذج اإلداري و صلته بالتطورات اليت تعرفها اتمعات و األنظمة

اإلدارية ، يلزم حتري البحث يف إسهامات العديد من كتاب اإلدارة على قلتهم، إال أن البريوقراطية

: ليةوارتباطها بتحوالت احلاصلة يف اللحظة التارخيية،يدفعنا للتركيز على النقاط التا

البريوقراطية آلية اجتماعية يف خدمة الشعب

مسامهة النموذج البريوقراطي يف حتوالت اتمعات

مشاكل العمل بالنظام البريوقراطي يف اتمعات املعاصرة

مركزين على نقاط جوهرية، ةبنوع من التفصيل يف األسطر القادموسيكون التطرق هلذه العناصر

.ضافة للمهتمنيمع اإلبقاء على باب اإل

:البريوقراطية آلية اجتماعية يف خدمة الشعب .1

نركز يف هذا العنصر على الدور الذي يلعبه املمارسون و املتعاملون بالنموذج البريوقراطي، إن

دورا مهما يف اختاذ القرارات استعماالت البريوقراطية يف القرن العشرين قد أعطت للبريوقراطيني

احلكومية ويسامهون يف بناء الدولة العصرية عن طريق مؤهالم العالية على مجيع املستويات

ومراكزهم اإلدارية، اليت متكنهم من أخذ أمهية بالغة يف البناء اإلداري و حىت االجتماعي يف الدولة،

وحمافظتهم على سري املؤسسات بصورة بقاءهم رغم تغري القيادة السياسيةويربز هذا األخري يف

دور البريوقراطيني يف م كل التغريات اليت ميكن أن تعرفها القيادة السياسية، ومتحور طبيعة، رغ

).من اليوم األول إىل اليوم األخري (تقدمي اخلدمات وتلبية رغبات املواطنني

التخصص و الصالحية للوظيفة ويكون اختيار هؤالء البريوقراطيني وترشيحهم على أساس

اليت تسند لكل مسؤول، وهنا تربز نقطة جوهرية أن هذا اتواملقدرة على القيام بالواجب


20

مع احترام نظام التسلل القيادي خاضع للحاكمسالبريوقراطي يف عمله خاضع للقانون ولي

.داخل املؤسسات

وتشري كثري من الدراسات إىل أن الدول املعاصرة تعرف كثريا من الصراعات اخلفية بني القيادات

الذين يرون أم األجدر بالقيام بالدور لسياسة العامة وبني البريوقراطينيختطط لالسياسية اليت

الذي يكفله هلم القانون، وأن تسلل بعض املخططني للعمل اإلداري إمنا يعد تدخال غري مقبول،

ويعطون حججا يف كوم املعنيون مباشرة بالتنفيذ وعليه فوجب ترك اال هلم يف صياغة

ومدى وإمكانات املؤسسات اليت هم مطلعون على خصائصهاا يتوافق السياسات العامة مب

كوم يف تعامل مستمر معه، األعلم أيضا حباجيات املواطنمقدرا على تنفيذ السياسات، وهم

إال أن تطورات الدولة احلديثة جتعل الكثري من حجج البريوقراطيني الغية حبكم التطور الذي تعرفه

وكل له دور ال يتجاوزه وال يتدخل الدول اليوم تسري وفق مؤسسات اتمعات ، ومنها أن

مبوجبه يف اختصاصات اآلخر، وهذا أهم صور الدولة العصرية، وهذا ما يبقي دور البريوقراطيني

يف زاوية اإلسهام احملدد يف صياغة السياسات العامة مع االلتزام بتنفيذها مبا يتوافق

)208اهات احلديثة قي علم اإلدارة، ص عمار بوحوش االجت(.وصالحيام

مسامهة النموذج البريوقراطي يف حتوالت اتمعات .2

حبكم االحتكاك و االتصال البريوقراطية تلعب دورا حيويا يف توجيه اتمع احلديث وذلك

تفاعل هذه األخرية مع ،باإلضافة إىل و رجال االختصاصاملستمر بني القادة السياسيني

اليت يعيشها اتمع، وهو ما جيعلها مسامهة يف إبراز أو حىت إجياد التحول الذي كربىاألحداث ال

.ميكن أن تعيشه بعض اتمعات

إن البريوقراطية قد أثبتت منذ آالف السنني : ( و هو ما يؤكده الدكتور بوحوش من خالل قوله

ن على حتقيق أهدافه يف حياة وذلك اليت تساعد اإلنساقادرة على تغيري البيئة واختاذ القراراتإا

.)باستخدام األساليب العلمية و التكنولوجيا احلديثة

حه ال املشاركة اجلماعية أمام املواطنني وإعطائهم فتو يظهر دور البريوقراطية احليوي أيضا يف

واختاذ القرارات املعربة عن رغبام و طلبام وذلك ضمن االختياراتفرصة إلبداء الرأي

).اجلماعات احمللية.(والبدائل اليت تضعها البريوقراطية أمام املواطنني


21

وعليه فإن وصول أي تنظيم بريوقراطي إىل أهدافه وحتقيق نتائج جيدة متوقف على نقطة أساسية

واستعداده للتعرف على ةإحساسه باملسؤوليوهي مستوى القدرة اليت يتمتع ا هذا األخري يف

ومدى استجابته لتنفيذ هار الرغبة الصادقة يف تقدمي اخلدمات للجمهور و إظحاجيات الناس

جزءا من الصادرة عن القيادة السياسية اليت يكون البريوقراطينيمتطلبات القرارات

فتح االتصال بكل قنواته بينه وبني كل صياغتها،وعليه فإن التنظيم البريوقراطي يتوقف دوره يف

.اوز مشاكل اجلمهور وتقدمي خدمة أفضل وأرقى وذلك بغية جتطبقات اتمع

ةاملراحل اليت متر ا صناعة القرار أو حىت السياسعمار بوحوش فإن .وحبسب املفكر اجلزائري د

اليت تعرفها املشاركة والفعالية يف التحوالت دليل على مدى إسهام البريوقراطية يف العامة

.اتمعات

اطية بعد كل هذا التوضيح يوصل إىل أن هذه األخرية تعمل على وعليه فإن الدور اهلام للبريوقر

حتويل املخططات و الربامج و القرارات إىل سلع وخدمات حمسوسة يتلمسها املواطن يف كل

.جغرافيته ويف كل مناحي حياته اليومية

مشاكل العمل بالنظام البريوقراطي يف اتمعات املعاصرة .3

الذي يعشه اجلمهور مع البريوقراطية هو فتراق بني النظرية و الواقعاالختالف أو اال تعد مشكلة

هلذا النموذج، وعليه فإن املشاكل اليت تعرفها هذه ترتبت عنها النظرية السلبيةاملشكلة اليت

تعمل على إخضاع اجلهاز اإلداري العمالق نظرة فئوية وشخصية ضيقةاألخرية نتاجها أصال من

فيها و اليت تعمل على التعامل بصورة شخصية مع ئة البريوقراطية العاملةالفإىل أهواء رغبات

واالجتماعيي ال باألحكام والقوانني وال باخلدمة العامة وال بالدور السياسغري مبالنياجلمهور

.الذي يلعبه اجلهاز اإلداري

دم املواطن بل صار فهذا الواقع أوجد ختوفا لدى املواطن من هذا اجلهاز املعقد والذي مل يعد خي

معرقال له،وهذا ما جعل العديد من الباحثني يربز مشاكل البريوقراطية كل من وجهته العلية

:ومالحظاته الواقعية ، إال أا تتفق حول النقاط التالية

و التصور اجلدي للعمل املنظم، وعدم وجود أهداف حمددة غياب السياسة الواضحة •

د، وهو ما يدفع إىل التخمني واالجتهاد غري الصائب من قبل ورؤيا مستقبلية واضحة األبعا

.البريوقراطيني


22

وعدم إشراك أصحاب اخلربة و إمهاهلم وعدم االستفادة استئثار أصحاب القرار بالسلطة •

منهم ، وهو جيعل من البريوقراطيني اإلداريني إىل رجال سلبيني، وهو ما يدفعهم أيضا إىل

ما حيتم على القيادة أن جتعل من طبقة البريوقراطيني فئة مساندة التهرب من املسؤولية، وهو

.وليست فئة مواالة

، وهو ما يوجد لدى البريوقراطي ربا من املسؤولية وابتعادا حرفية القوانني و اللوائح •

عن املخاطرة، ويرى يف نفسه مطبقا للقانون وليس ملزما بنتائج إجيابية، واألهم لديه محاية

. وهو ما يقتل اإلبداع و املبادرة. قبلهنفسه ومست

، وهو ما خيلق حاالت التعقيد اليت يتسبب التحايل على القانون يف كثري من احلاالت •

فيها البريوقراطي، وبالطبع فإن هذه احلاالت يكون نتاجها الوساطة و احملاباة لتسهيل

.مرور املتطلبات و احلاجيات

، وهو ما يكون نتاج التغيري عرب لرغبات اجلمهورالتباطؤ يف العمل وعدم االستجابة •

القنوات الرمسية اليت تطول مراحلها وبني التغيري الذي ميكن أن ينتج يف مكان العمل ،

.وهو ما يوجد هذه الوضعيات اليت تعرقل العمل البريوقراطي

ني حيث توجد دائما فجوات كبرية بني أعمال املخططاملركزية الشديدة يف صنع القرار •

واملنفذين، وهو ما خيلق صعوبة االلتزام باإلجراءات والتعليمات و االستجابة لالحتياجات

.االجتماعية

وهو ما يقلل من النتائج، ويدفع إىل كثرة املشاكل تضخم دور اجلهاز اإلداري أخريا، •

ف وعدم االستنارة بآرائهم، وهو ما يضعقلة االستعانة باملختصنيوتعقدها،باإلضافة إىل

الكثري من املواقع اليت حتتاج إىل استشارات من أهل اخلربة و التجربة، وهو ما يقل من

.يمردودية اجلهاز البريوقراط


23


1431حمرم 24

:السابعةاحملاضرة

بيئة اإلدارة العامة

نناقش يف هذه احملاضرة األثر الذي تتركه البيئة بكل أصنافها أو بكل تنوعاا يف أداء وفاعلية البيئة

هذه البيئات من خالل عموما، وطبيعة هذا األثر من حيث القوة والضعف، باإلضافة إىل متابعة

ويتم . البحث يف مكوناا ومراكز تأثريها املباشر أو غري املباشر على األداء الكلي لإلدارة العامة

: تناول هذه البيئة من خالل العناصر التالية

البيئة االجتماعية

البيئة االقتصادية

البيئة السياسية

رعات كل بيئة وتعقيداا تلزمنا مبعاينة كل بيئة ، باعتبار أن تفاوسيتم التطرق لكل حمور على حد

بصورة دقيقة

البيئة االجتماعية /أوال

تعترب البيئة االجتماعية من أكثر البيئات تأثريا يف اإلدارة العامة، ذلك أن الفئة العاملني ا هم نتاج

ل اإلدارة وهو ما هذه البيئة من خالل قيمهم وعادام اليت توجه السلوك العامة للعاملني، داخ

.ينعكس على أدائهم

باإلضافة إىل أن اإلدارة العامة تتعامل مع اجلمهور والذي كل فئات اتمع وذلك من خالل

تفعيلها لوظيفة العالقات العامة، وهو ما يولد االختالف بني البيئات وتأثريها على اإلدارة العامة

) الشعب املاليزي و الشعب اجلزائري(

من أهم النقاط اليت ميكن التطرق هلا ومالحظتها يف البيئة االجتماعية جند ما يعرف وقد يكون

و اليت نقصد ا أن يف اتمع جمموعة من الصفات االجتماعية املشتركة، : بالشخصية الوطنية

...)األنفة، الكرامة، التعصب، الرجولة: املواطن اجلزائري(اليت متيز مواطن هذه الدولة عن غريهم

وهو ما يولد اهتماما ذه الشخصية كوا املعربة عن السلوك الذي يضبط عالقة اجلمهور

باإلدارة، فهناك رؤية األفراد املتعلمني ورؤية األميني ولكن هناك رؤية يشتركون فيها وهي اليت


24

مل مع هذه تبنيها التربية و التنشئة واليت نسميها الشخصية الوطنية، وهو ما يدفع اإلدارة إىل التعا

.األخرية وما هو ما يعين وجود حالة التأثر و التأثري بني الطرفني

وهو ما ميثل طبيعة اتمعات املتقدمة اليت حتاول حتقيق أقصى درجة :دافع االجناز: وجند كذلك

من التفوق و النجاح و االجتهاد و إتقان العمل، وملا يكون لدى أفراد اتمع هذه التنشئة

ر، فإن هذه القيم ستنعكس على األداء العام لإلدارة العامة كذلك، رمبا قد ال يلقي باال إىل والشعو

. العامل املادي أكثر من اإلتقان واجناز العمل

أما يف العديد من الدول النامية فنجد أن هذه القيم تضعف بصورة كبرية وجند االهتمام املادي

مثال ديب .(دارة العامة كغريها من القطاعات و امليادينأكرب وأوسع، وهو ما سينعكس على أداء اإل

)مثال لبيا اجلزائر/ومثال ماليزيا

حيث ختتلف اتمعات يف هذه الدوافع فهناك :االستقاللية وتأكيد الذات دوافع:كما جند أيضا

له كيان يف الدول املتقدمة الفرد حياول االستقالل عن باقي اتمع وحياول إبراز شخصيته ويكون

.مستقل وهو ما يعين حبثا عن احلرية

اليت تصدر من هذا الفرد الذي يتحمل جزء من توهذه االستقاللية تظهر أيضا يف السلوكيا

مسؤوليته االجتماعية مما يستوجب حقوقا وواجبات والذي نراه يف اتمعات املتقدمة أن هذه

تمعهاالستقاللية هي مقدمة لإلضافة اليت يعطيه الفرد.

أما يف الدول النامية فالفرد يذوب يف اتمع وخيضع بطريقة عمياء إلمالءات غريه، وقد يكون هذا

من دون إدراك منه ألمهية األمر أو سطحيته، وهو ما يعين أن اإلدارة العامة يف هذه الدول تتعال

.مع األفراد وكأم بدون إرادة أو أي دافعية إنسانية تضبط حيام

فنجد املقارنة بني الدول املتقدمة : الرتعة للتجديد عامل آخر يربز يف البيئة االجتماعية وهو وهناك

والنامية تبقى دائما تتبعنا يف قيا أثر البيئة االجتماعية يف اإلدارة العامة، وعليه فإن الفرد يف الدول

مة يف البيئة اليت تشتغل فيها املتقدمة حياول دائما العي إىل التجديد أو التأقلم معه، وهذه خاصية مه

اإلدارة العامة خصوصا عندما يكون خيدم مصاحله، فالفرد هنا ال يقاوم التغيري بل يسعى إليه

، وهذا على خالف الدول النامية اليت جندها جمتمعات )التفتيش األمين يف أمريكا(ويتجاوب معه

صفة العموم، فهناك دوال حتاول أيضا تقاوم التغيري، وحتاول اإلبقاء على الوضع وال نقول هذا ب

التأقلم مع التغيري إال أن الغالب األعم من الدول النامية ال تسعى إلجياد حيزا من التغري يف


25

، زد على ذلك فالفرد يف هذه اتمعات يساهم يف )اإلدارة اجلزائرية(سلوكات اإلدارة العامة مثال

.يات التغيري اليت ميكن أن يقدمها لإلدارةعملية مقاومة التغيري من عدم تقبله لكل عمل

ففي الدول املتقدمة جند أن : الوقتباإلضافة إىل هذه الرتعة هناك أيضا متغري آخر وهو النظرة إىل

ختطيط ( الوقت قيمة هامة يف اتمع، فاهتمامها بالوقت ينعكس على أدائها اإلداري بصورة شاملة

. على اجلمهور الذي يتعامل مع اإلدارة العامةوينعكس أيضا) تنفيذ، رقابة، متابعة،

ففي اتمعات : طبيعة التنظيمات االجتماعية السائدة يف اتمعاتنصل إىل نقطة هامة وهي

الغربية جند أن الفرد ال حتكمه أي صالت بتنظيم األسرة أو العائلة بل حتكمه االجتاهات الفكرية أو

لفرد هناك العديد من الطبائع اليت تغيب لدى الفرد يف امليوالت الشخصية له، وهو ما يكسب ا

اتمعات النامية مثل التعدد يف اآلراء قبول اآلخر وغريها، أما الدول النامية فإن التنظيمات

التقليدية هلا سطوة يف التحكم يف سلوك الفرد ويكتسب منها العديد من السلوكات واألحكام

ت توجهاته، ومبالحظة هذين النموذجني عن طبيعة التنظيماتؤثر على متطلباته ومطالباته وحىت

نكتشف طبيعة األسس اليت تعتمد يف التوظيف يف اجلهاز اإلداري وكيفية التأهيل و غريه من

)ما هي طبيعة التوظيف؟؟.(مراحل املسار اإلداري

كره من طبيعة وهي تتأثر مبا سبق ذ:أمناط السلطة املوجودة يف اتمعنصل إىل نقطة هامة وهي

). لطبيعة هذه السلطةماستنتاجك(التنظيمات احلاكمة لفئات اتمع

فنظام التعليم يوفر الطاقات والكفاءات : العامةة على أجهزة اإلدارتعليمي تأثري النظام ال

واملوارد البشرية لإلدارة العامة، وعليه فمعرفة نسب األمية ونسبة كل جن من التعليم حيدد طبيعة

)األمية عامل لسيطرة مطلقة وتعسفية لإلدارة(تعامل مع اجلمهور من طرف اإلدارة العامة، ال

أما الدول اليت يكون فيها مستوى التعليم مثال متطورا يكون غري ذلك ويكون فيها أهم نقطة وهي

ل من قبول التغيري و امليل إليه، باإلضافة إىل أن الربط بني النظري و التطبيقي يف التعليم يسه

حركية فاعلية اجلهاز اإلداري املكون من العالني يف اإلدارة، زيادة على ذلك أساليب التعليم يف

حد ذاته تؤثر بصورة مباشرة يف طبيعة التعامل مع اإلدارة ويف طبيعة الكوادر املهيكلة للجهاز

.اإلداري

ةدارة واجلمهور وبني اإلجيابينصل إىل أن طبيعة أي نظام تعليمي هو احملدد لطبيعة التعامل بني اإل

. والسلبية يف الفعالية


26


1431 صفر01

:الثامنةاحملاضرة

يئة اإلدارة العامةب

: البيئة االقتصادية/ثانيا

إن معاجلة موضوع دور البيئة االقتصادية يف نشاط وفعالية اإلدارة العامة، ال يقل أمهية عن أمهية

البيئة االجتماعية، بل إن كثري من اجلوانب االجتماعية اليت تؤثر عليها إمنا تعود إىل تأثريات بعض

. ا نلمسه أساسا يف عملية التفريق على أساس التخلف و التقدم الظواهر االقتصادية، وهو م

وبذلك فمناقشة البيئة االقتصادية وتأثرياا على اإلدارة على نقاط عديدة متشابكة اجتماعيا

:وسياسيا، وأول هذه النقاط هي

فكل الدول تتدخل بطريقة أو بأخرى يف االقتصاد، ولكن : دور الدولة يف االقتصاد -/1

هل هو تدخل واسع وشامل لكل :ختالف يكمن يف طرق التدخل وكذلك نطاق هذا التدخل اال

قطاعات العملية االقتصادية أم أنه حمصور يف قطاعات سيادية معينة؟ باإلضافة إىل قدرة وإمكانيات

دد حيالدولة على التدخل هل أن الدولة تكلم املوارد اليت متنح هلا التدخل؟ و طبيعة هذا الدور

يف االقتصاد خيتلف بكل تأكيد عن ظهور بسيطعالية اإلدارة العامة فحضور تام للدولة ف

وهناك من يسميه بالبناء االقتصادي ، فبعض الدول هلا اقتصاديات : اهليكل االقتصادي -/2

متنوعة أي وجود تنوع من حيث القطاعات اليت حترك عجلة االقتصاد، وهو ما يدل على تدخل

لدولة هناك اقتصاديات تعتمد على بعض القطاعات أو حىت قطاع واحد يعين أن اأقل للدولة، و

.تتدخل يف النشاط االقتصادي

ملنشآت االقتصاد وقطاعاته، فبعض التوزيع اجلغرايف و القطاعيباإلضافة إىل هذا يظهر مؤشر

كل إقليم الدول تعمل على خلق توزيع عادل للقطاعات االقتصادية حىت املوارد االقتصادية يف

الدولة، أي وجود دور تنسيقي بيد اإلدارة العامة اليت تعمل على تنظيم وحتديد طبيعة األقاليم

).حادثة املشمش والسردين(وطبيعة القطاع الذي يالئمه

وبالعكس جند بعض الدول تعمل على تركيز قطاعات اقتصادية يف أقاليم معينة بينما يف بعض

وجد أي نشاط اقتصادي، وهذا ما يوجد عدم توازن بني القطاعات املناطق أو األقاليم ال ي


27

الدولة ويوجد ما ميكن أن يسمى بالرؤية اجلهوية يف تسيري راالقتصادية وهذا يؤثر يف استقرا

.الدولة

مع وجود املقايضة يف القدمي كان دور الدول غائبا، ومع ظهور النقود : التبادل التجاري -/3

يف تنظيم هذا القطاع، وهو ما أوجد وزارة مالية لإلدارة واإلشراف على ظهرت أمهية دور الدول

السياسية املالية يف الدول وتسري اإلنفاق العام مبا خيدم السياسة العامة للدولة، وهو ما يعطي أمهية

.كبرية لوجوب فعالية اإلدارة العامة وحضورها بصورة هامة يف احلياة التجارية املالية على السواء

ففي الدول الشمالية جند أن دور الدولة فيها دور بسيط : أثر التدخل على األجهزة اإلدارية -/4

ويتمثل أساسا يف تنظيم األجهزة اإلدارية مع حمدودية هذا التدخل، أما يف الدول اجلنوبية فنجد أن

خم ويتجاوز يكون دورها يكون متضالتنمية الشاملة تقع على عبء الدولة بصورة كاملة، وبالتايل

للحياة االقتصادية إىل حال االستثمار وهو ما يتوجب أجهزة إدارية ضخمة للتسيري والتقييم مالتنظي

. الشاملةةولتحقيق التنمي

ففي دول الشمال دخل الفرد مرتفع باإلضافة إىل دفع إجباري : الدخل و توزيع الثروة -/5

يف بعض احلاالت جند تفاوت طبقي يؤثر على للضرائب، واألمر الثاين هو نتيجة لألوىل، وإن كان

إجياد تضامن وطين يف عملية مجع الضرائب وإعادة توزيعها على فئات حمتاجة، أما يف دول اجلنوب

فأغلب مداخيل أفرداها متدنية مما يؤدي إىل صعوبة فرض الضرائب ، فالدولة إذن تتحمل عبء

نستثين هنا (صول على اإلرادات لتمويل االقتصاد توفري اخلدمات هلؤالء األفراد وجتد صعوبة يف احل

).االقتصاديات الريعية

باخليار االقتصادي - /6باإلضافة إىل نقطة هامة تعد أساس كل ما بق ذكره وهو ما يعرف

اليت تتحكم يف نشاط القطاعات )نوعية امللكية(ويظهر يف هذا املتغري ما يعرف اقتصاديا : للدولة

وهي ملكية الدول لوسائل اإلنتاج وحىت االستثمار، امللكية العامة جند دقتصااالقتصادية، ففي اال

واليت تعين فتح جمال للخواص يف امتالك وسائل اإلنتاج و فتح باب امللكية اخلاصةوهناك

إال أن امللكية اخلاصة والت . واليت جتمع بني النوعني السابقنيامللكية املختلطةاالستثمار، وهناك

: بارزة للنظام الرأمسايل فإا تنقسم بدورها إىل تفرعني مهاتعد مسة


28

النظام

اخلصائص

نظام رأمسايل احتكاري نظام رأمسايل تنافسي

اخلاصية الرئيسية

فكل قطاع جند : منافسة كبرية

فيه جمموعة من املؤسسات ال

حتتكر هذه األخرية أي قطاع

مع ) رونياتقطاع اإللكت(معني

وجود منافسة بينها

تركيز قطاعات يف يد شركات

معينة وهي ضخمة، وتعمل على

احتكار قطاع معني ال تقبل فيه

املنافسة بل والتدخل أيضا

) مايكروسوفت(

دور الدولة حمدود جدا وهي دور اإلدارة

أجهزة إدارية بسيطة

فالدولة تتدخل بشكل كبري ألن

ا على الشركات الضخمة جتربه

ذلك خلدمة مصاحلها وليس

للصاحل العام، ونعين حبماية

مصاحلها اإلبقاء على االحتكار

) أمريكا.(ومنع املنافسة األجنبية

أخريا يقال أن اإلدارة العامة عرفت تطورها التنظريي و العملي يف ظل األنظمة الرأمسالية

. االحتكارية ، وذلك ألن تدخل الدولة كبري جدا


29


1431 صفر08

:التاسعةاحملاضرة


:السياسية البيئة /ثالثا

، حبيث تتكون من جمموعة من تؤثر يف عمل اإلدارة العامة وتتأثر اإحدى أنواع البيئة اليت هي

العوامل الفرعية اليت تؤثر على جمال عمل اإلدارة العامة الذي تعمل فيه، وكيفية مسامهتها سواء

.عملية رسم السياسات أو يف عمليات تنفيذهابطريقة مباشرة أو غري مباشرة يف

كلما كان ى ذلك فإن طبيعة هذه البيئة السياسية تؤثر يف اإلدارة العامة من ناحية أنه زيادة عل

كلما حتقق أمن يف خمتلف األنظمة واحلياة السياسية يف الدولة، رأي استقرااستقرار سياسي

إلدارة ا( االقتصادية واالجتماعية ومبا فيها اإلدارة والعمل اإلداري، مما يساعد هذه األخرية ااالت

.حتقيق أهداف احلكومة وتلبية حاجيات ومتطلبات اجلمهوريف ) العامة

: أما خبصوص أهم العناصر املكونة هلذه البيئة فهي

شكل الدولة .1

طبيعة نظام احلكم .2

طبيعة النظام السياسي .3

وهذا ما يأيت شرحه بتفصيل أكرب، إال أن التركيز سيكون على العنصر األخري الرتباطه بصلة

. كمنفذ للسياسات العامة للحكومةةشرة بعمل اإلدارمبا

: شكل الدولة. 1

و اليت تكون فيها سيادة غري الدول البسيطةتنقسم الدول إىل بسيطة وأخرى مركبة، فبخصوص

، و قد تأخذ هذه الدول بأحد أمناط التسيري )األنواع مت دراستها يف السنة األوىل والثانية (جمزأة

يف هذا النوع وهي إما إدارة مركزية أو المركزية إدارية اإلداري املعروفة

أن تقتصر الوظيفة اإلدارية يف الدولة على ممثلي احلكومة املركزية يف : املركزية اإلدارية . أ

.العاصمة دون إشراك ألي هيئة أخرى


30

ية وتعين توزيع الوظيفة اإلدارية بني احلكومة املركزية وهيئات إدار: اإلداريةةالالمركزي . ب

الالمركزية أخرى حملية تكون حتت رقابة ووصاية احلكومة املركزية، وتأخذ بصورتني

وهي اليت )املصلحية(والالمركزية املرفقية واليت ميكن متثيلها يف االس الشعبية اإلقليمية

يتم مبوجبها منح مرفق عام شخصية معنوية ليمارس نشاطه حتت رقابة السلطة املركزية

).اجلامعات(

احتاد شخصي، احتاد حقيقي، احتاد : [أما خبصوص الدول املركبة واليت تنقسم إىل أنواع عدة

، فلكل شكل من هذه األشكال صورة إدارية ])فيدرايل(احتاد مركزي، )كونفدرايل(استقاليل

).الدستوري(ختتص ا تتأثر بطبيعة هذا الشكل القانون

ارة تكون خمتلفة من دولة إىل أخرى ذلك أن الدول جند أن طبيعة اإلداالحتاد الشخصي ففي

فمع االحتاد احلقيقيأما يف . حتتفظ كل دولة بسيادا و نظامها الداخلي املستقلاملشكلة لإلحتاد

اإلدارة يتوقف يف الذاتية، فإن منط احمافظة لكل دولة نظامها الداخلي ودستورها اخلاص وإدارا

بسبب أن السياسة الوظائف اإلدارية تتأثر، إال أن بعض دولةهذا الشكل على طبيعة إدارة كل

حتاد سيكون جمربا على وضع تنظيم اخلارجية هي سياسة موحدة وعليه فإن تنظيمها بالنسبة لإل

. يتوافق مع طبيعة اإلحتاد ككلإداري هلذه الوظيفة السياسية

داري ال يتأثر بالنسبة لكل الدول، فإن التنظيم اإل)الكونفدرايل(اإلحتاد االستقاليل أما خبصوص

تثبيت أوضاع سواء مركزيا أو المركزيا من أجل إضافة بعض الوظائف اإلداريةوإمنا قد يتم

اليت مت إبرامها كإضافة هيئة إدارية خمتصة بتنفيذ بنود االتفاقية الدولية، أي أا إضافة االتفاقية

.املوجود بالنسبة للدولةموع اجلهاز اإلداري ال يتأثر بناء اإلداري

حبسب الرؤية اليت هلكل إقليم احلق يف تنظيم إدارات فإن لكل والية أو لالحتاد املركزيوبالنسبة

اإلدارية و السياسية، فكثري من ةتراها سلطة الوالية، إال أن االحتاد ككل يسري وفق الالمركزي

ثل تنظيم جملس احلكم احمللي، أو حىت الوظائف اإلدارية ال تكون خاضعة لسلطة رئاسة االحتاد م

وظيفة القضاء من خالل أجهزا أو حىت أحكامها، أما خبصوص الالمركزية السياسية فإن رئاسة

االحتاد تسمح بازدواج السلطات يف االحتاد املركزي رئاسة كل إقليم هلا مطلق احلرية يف تسيري

.تور الفيدرايل أو الوالية ولكن من دون اخلروج عن نص الدسماإلقلي


31


1431 صفر15

:العاشرةاحملاضرة


:السياسيةئة البي/ثالثا

:يف البيئة السياسية يف العنصر الثاين لنقطة هامة وهيونتطرق

:أنظمة احلكم. 2

يعد نظام احلكم من أحدث املتغريات ذات التأثري العميق على أسس وضوابط بناء و تشغيل اجلهاز

.ةاإلداري، ومن مث على فاعليته يف ممارسة مهامه و يف القيام بالتنمية اتمعية الشامل

األجهزة احلاكمة عالقة اليت متارس ا سلطات احلكم والكيفية: ( ويعرف نظام احلكم

، وعند استخدام هذا املفهوم ذه الصيغة ومناقشة تأثريه على فعالية اجلهاز اإلداري، )باحملكومني

:فإننا نشري يف ذلك إىل بعدين مرتبطني ببعضهما البعض مها

.من قبل رئاسة الدولةأسلوب أو آلية ممارسة السلطة .1

.طبيعة العالقة بني احلاكم و احملكومني .2

ويوجد كما هو معلوم تشكيالت متنوعة لنظام احلكم وفق هذين البعدين حيث متتد هذه

)الرئاسي و الربملاين( التشكيالت ما بني النظام امللكي و النظام اجلمهوري بصورتيه

:ن أنظمة احلكم املقارنة على أداء اجلهاز اإلداريوفيما يلي توضيح وإظهار للتأثريات الناجتة ع

فعلى افتراض أن النظام اجلمهوري يقوم على : ففيما خيص اجلهاز اإلداري يف النظام اجلمهوري

االختيار احلر املعلن و املوضوعي لرئيس الدولة عن طريق صناديق انتخاب شفافة وحتت مراقبة

ايدة، باإلضافة إىل أن الدستور حيدد بوضوح الرأي العام للمواطنني، وبإشراف جهات حم

صالحيات رئيس الدولة و اليت يفترض ألا تنفيذية، وأنه ال يتمتع وال يستطيع صالحياته لسلطات

. واجلدول التايل يوضح أثر نظام احلكم يف طبيعة األجهزة اإلدارية. أخرى إال استثناء


32

النظام امللكي النظام اجلمهوري

النظام الربملاين رئاسيالنظام ال

أسس ومعايري االختيار . 1

لشغل املراكز القيادية

والوظائف اإلدارية العليا أو

ذات احلرج، تعطى فيها أمهية

أكرب لعامل الثقة و صلة القرابة

و العالقات األسرية و العائلية،

مع عامل أقل أمهية وهو املنافع

املهنية و تالقي املصاحل

.املصريية

راوح وصالحيات اجلهاز تت. 2

اإلداري ما بني عدم وجود

صالحيات حقيقية ملموسة

يف األنظمة امللكية اليت يكون

فيها امللك احلاكم متمتعا

بالصالحيات التنفيذية كاملة

جبانب صالحياته األخرى وبني

صالحيات كاملة يف األنظمة

امللكية اليت يكون فيها امللك

احلاكم ميلك ولكنه ال حيكم،

ويف هذه احلالة يكون رئيس

الوزراء هو السلطة األعلى يف

.اجلهاز اإلداري للدولة

رئيس الدولة هو يكون. 1

رئيس احلكومة ورئيس اجلهاز

اإلداري ويتمتع بصالحيات

.إدارية وتنفيذية واسعة

ال يوجد يف النظام . 2

اجلمهوري لرئاسي جملس

وزراء، ومن مثة ال توجد

.مسؤولية وزارية سياسية

يفترض أن يقوم النظام . 3

الرئاسي على مبدأ الفصل بني

السلطات، ومن مثة يفترض أن

ضع اجلهاز احلكومي أو خي

اإلداري لرئاسة رئيس الدولة

ويتبعه الوزراء لرقابة حقيقية

مباشرة من املواطنني

ميثل الس النيايب يف النظام . 4

الرئاسي السلطة التشريعية وال

يكون له سلطة على رئيس

الدولة الذي يستمد شرعيته

من مجهور املواطنني ومن مث ال

من حيق للمجلس سحب الثقة

.رئيس الدولة

رئيس الدولة يف النظام . 1

الربملاين قد يكون ملكا أو

.رئيس للجمهورية

رئيس الدولة يف النظام .2

الربملاين يتمتع بصالحيات امسية

).تعيني رئيس احلكومة وعزله(

يفترض أن رئيس الدولة ال . 3

ميارس صالحيات إقالة الوزراء

أو حل الربملان إال يف حاالت

.ستثنائية حرجةا

جملس اوزراء يكون . 4

صاحب الصالحيات يف

السلطة التنفيذية يف اجلهاز

.اإلداري أو احلكومي

ميكن للوزراء يف النظام . 5

الربملاين أن جيمعوا بني الوزارة

.و عضوية الربملان

يتمتع الربملان يف النظام . 6

:الربملان بصالحيات

صياغة وإصدار : تشريعية. أ

ني اليت تلتزم ا احلكومة القوان

.و املواطنني ويتقيدوا ا


33

عادة ما يكون اجلهاز .3

اإلداري هو األداة األساسية

للملك احلاكم يف توطيد نفوذه

بتخصيص املوارد واإلمكانيات

مبا يدعم مكانته سواء وفق

أسس موضوعية رشيدة أو أس

. شخصية ذاتية

املوافقة على امليزانية : املالية. ب

العامة للدولة، وحتديد الرسوم

والضرائب واقتطاعات اخلاص

.بكل وزارة وقطاع

الرقابة على : السياسية. ج

أعمال األجهزة احلكومية

واجلهاز اإلداري من خالل

استجوابات وأسئلة تقدم من

. قبل أعضاء الربملان

محاضرات السداسي في مقياس الإدارة العامة المقارنة /...

Documents