المقال الخامس دولتنا المنشودة جمهورية سورية...

46
1 س م ا خ لل ا ا ق م ل ا م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا ل م ا س ب ودة# ش من ل ا ا ن( ت ل دو ه دي عد ت ه ي ط را مق ي د ه وري س ه وري ه م ح له ل د ا ن ع ح ص ا مد ن ح مA ور ت ك م الد ل ق ت14/06/2012 ِ ضْ رM N ْ ال يِ ف واُ فِ عْ AAAAAA ضُ تْ س اM ن يِ دAAAAAA M ّ ي الM لM عM ّ نُ مM ّ ي نM N اُ د AAAAAA نِ رُ نM و{ : م يرAAAAAA لك ه ا AAAAAA اي ن ك ي ف ا AAAAAA ن ب ال ر AAAAAA ق ص ص ق ل ا} M نm يِ # ثِ ارM وْ ل اُ مُ هM لM عْ جM نM وً هM ّ مِ N يM N اْ مُ هM لM عْ جM نM و5 اتN ن ف ل ا ن م م ه ر ي غ ع م ون ت م ل س ، والاA ه ن مكا انA وك ن ي نA س ل ا رات# A ش عدىA ي م عل ي برA لع م ا لاA ع ل ا دانA ل ن ي ف ت ف ع A ض ت س ا ي تA ل ا م ه ر ي AA غ ل AA ن ق ون ج# AA ش ر م ل وم ا AA ت ل م ا ه، ب ي دAA ع ت ل ل وا AA ن ف ل ا ها بm تAA ص ن و ون جAA س ل وا ت ل ق ت ع م ل ا اس A ن لء ااA سN رو ي تA ع ت# ب يدA خ ل وا ن¥ را A لق ا ي ف هA مN يN ا هA م ل ك م، و ه نداA ل ن ي ف اس ن ل ا مهN يN وا ا ن و ك ن ل

Upload: muhammad-naseh-abdulla

Post on 14-Jun-2015

216 views

Category:

Documents


1 download

DESCRIPTION

دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

TRANSCRIPT

Page 1: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

1

المقال الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم

دولتنا المنشودة

جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

بقلم الدكتور محمد ناصح عبد الله

14/06/2012

ن5ر9ي88د5 أ3ن ن4م5ن4 ع3ل3ى ق88ال ربن88ا في كتاب88ه الك88ريم: }و3

م5 ع3ل3ه5 ن3ج@ ةB و3 3ئ9م488 م@ أ ع3ل3ه5 ن3ج@ ض9 و3 ر@3 وا ف9ي األ@ ع9ف5 ت5ض88@ ذ9ين3 اس@ ال488

ار9ث9ين3 { القص88ص و3 ، واإلس88الميون م88ع غ88يرهم من5ال88@ الفئات التي استضعفت في بلدان الع88الم الع88ربي على مدى عشرات السنين وكان مكانها المعتقالت والسجون ونصيبها القتل والتع88ذيب، هم الي88وم المرش88حون قب88ل غيرهم ليكونوا أئم88ة الن88اس في بل88دانهم، وكلم88ة أئم88ة في القرآن والحديث تعني رؤساء الناس وحكامهم أكثر مم88ا تع88ني أئمتهم في ص88الة الجماع88ة.. اإلس88الميون العرب اليوم أم88ام تح88دe كب88ير ربم88ا لم تتح لهم ظ88روف القهر ومحاولة االستئصال التي كانوا واقعين تحتها أن يستعدوا له، وهو كيف س88يحكمون ه88ذه الش88عوب ال88تي ثارت وقدمت الشهداء من أجل تحرره88ا من االس88تعمار الداخلي المتمثل بالطغاة والمس88تبدين ال88ذين حكموه88اBلصالح االستعمار الخارجي الذي خرج منه88ا لي88ترك ب88دال عنه وكالءه وعمالءه يحققون ل88ه م88ا يري88د. اإلس88الميون اآلن أمام استحقاقات تبدو متعارض88ة ومتناقض88ة م88ا لم نجد لها المخرج المناسب. قواعدهم التي تربت على أن اإلس88الم دين ودول88ة وق88دمت التض88حيات وهي تناض88ل

Page 2: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

2

لتحقيق حلم الدولة اإلس88المية ينتظ88رون من قي88اداتهم التي بدأت تتسلم ش88يئاB من مقالي88د الس88لطة أن تحق88ق لهم هذا الحلم الذي طال انتظاره. وبالمقاب88ل جم88اهيرBالشعوب العربية المختلف88ة بتكويناته88ا المتنوع88ة عرقي88ا ودينياB وثقافياB تنظر لهم بقل88ق وت88وجس، فهي تخش88ى أن تتحرر من طغيان ال دي88ني لتق88ع تحت طغي88ان يقه88ر

الناس باسم اإلله.

ثالثة نماذج عرفها العالم المعاصر للدولة اإلس88المية أولها الجمهورية اإلسالمية في إيران حيث والية الفقيه وهيمنته على كل عناص88ر الس88لطة والق88رار مم88ا يفق88د الديمقراطي88ة ل88ديهم الكث88ير من فعاليته88ا وحقيقيته88ا، والنموذج الطالباني في أفغانستان الذي أعطى ص88ورة بشعة للدولة اإلسالمية بسبب تخلف ال88ذين أق88اموه في مجال فهمهم لإلس88الم وفي مج88ال العل88وم المعاص88رة، فكانوا مثاالB منف88راB من الدول88ة اإلس88المية رغم طيبتهم وإخالص88هم وحس88ن نواي88اهم. ويبقى النم88وذج الث88الث القائم للدولة اإلس88المية وه88و نم88وذج المملك88ة العربي88ة السعودية، وهو نموذج ال ت88رغب في88ه الش88عوب العربي88ة وال تتطل88ع إلى تقلي88ده، ألن88ه نم88وذج ينتمي إلى زمن قديم ويتطور ليستوعب قيم المعاص88رة والتح88ديث في المجاالت االجتماعية والسياسية ببطء ال يغري الشعوب بتقليده. ثم ظهر مؤخراB نم88وذج دول88ة العدال88ة والتنمي88ة في تركيا ال88ذي أثبت نجاح88ه وأثبت للن88اس أن اإلس88الم

هو الحل حتى لو كان من دون شريعة.

أردوغان وحزبه كانوا واقعيين وعقالء وأدرك88وا أن88ه ال أمل على المدى القريب والمتوسط في إعادة تركي88ا إلى حكم الشريعة اإلسالمية، وأنه ال بد من عمل ش88يء

Page 3: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

3

عاج888ل لتحس888ين معيش888ة الن888اس والنه888وض ببالدهم اقتص88اديا وعلمي88اB وسياس88ياB من خالل إعط88اء الفرص88ةخ قيم الديمقراطية والحرية في المجتمع التركي، لترس| وحرمان الجيش التركي - الحاكم الحقيقي لتركي88ا - من أية م88بررات أم88ام األت88راك وأم88ام ال88دول الغربي88ة ال88تي يعم88ل إلرض88ائها، إلجه88اض العملي88ة الديمقراطي88ة كم88ا س8بق ل8ه أن فع8ل كلم8ا ق8وي نف8وذ اإلس8الميين هن8اك وصار يهدد العلمانية عندهم، العلمانية التي اشترى به88ا أتاتورك استقالل تركيا عندما تهدد بش88دة أثن88اء الح88رب العالمي88ة األولى، فض88حى بالش88ريعة واإلس88الم ورض88ي العلماني88ة وتحجيم دور ال88دين في المجتم88ع، مقاب88ل أن يض888من الحلف888اء اس888تقالل تركي888ا وتخ888رج الق888وات البريطانية واليونانية من األجزاء الكبيرة من تركيا التيBوقعت تحت احتاللهما. ما يزال استقالل تركيا منقوص88ا ألن88ه مش88روط بعلماني88ة مفروض88ة عليه88ا من خارجه88ا وتحرس88ها ق88وى عس88كرية ارتبطت مص88الح أشخاص88ها باس88تمرار العلماني88ة رغم أنه88ا مرفوض88ة من أغلبي88ة الشعب التركي، لكن تبقى القوة هي ال88تي تف88رض م88اد4 الح88ق م88ا اس88تطاع من ق88وة ليزي88ل تش88اء إلى أن ي5ع988Bالظلم والطغيان. أردوغان اإلسالمي الملتزم كان ذكي88ا جداB وأراد أن يتقي الله ما استطاع في مجال السياس88ة فأعلن قبوله للعلمانية، وتقدم مع حزبه ليحكم تركيا بالBخيانة أو سرقة لخيرات البالد، فازدهرت تركي88ا ازده88ارا رائعاB في بضع سنين، وتع88اظمت ش88عبية ح88زب العدال88ة والتنمية في تركي88ا مم88ا حم88اه ح88تى اآلن من أن ينقض الجيش ال8تركي علي8ه كم8ا انقض على أح8زاب إس8المية

من قبله.

Page 4: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

4

شعار االسالم هو الحل يعبر عن حقيق88ة ي88ؤمن به88ا أكثرنا، لكننا ال ننتبه إلى أن الحل اإلس88المي لمش88كالتنا ال يكمن في تطبيق الشريعة فقط، بل في تربية الناس على األمان88ة والخ88وف من الل88ه، بحيث يعمل88ون لص88الح البالد والعباد ال لصالحهم الشخصي عن88دما يكون88ون في موق88ع المس88ؤولية، وبحيث يتورع88ون عن أك88ل الم88ال العام والرشوة تماماB كما يتورعون عن أكل مال الن88اس بالباط88ل، عن88دها يب88ارك الل88ه لألم88ة في خيراته88ا ال88تي تتراكم بعد توق8ف اله8در والنهب لتنهض البالد وتتط8ور على كاف88ة األص88عدة، وه88ذا م88ا حص88ل في تركي88ا رغم الغي88اب الكام88ل للش88ريعة اإلس88المية عن88دهم، ورغم أن

.Bقوانينهم علمانية ال دينية كالقوانين األوربية تماما

قد يتمنى بعض اإلسالميين عندنا أن لو يس88تطيعون أن يفعلوا مثل ما فعل أردوغان وحزبه، لكن ال أح88د من القواعد اإلس88المية عن88دنا س88يقبل منهم ذل88ك، وبخاص88ة ونحن نؤس88س لحكم ش88عبي ديمق88راطي يش88ارك في88ه الجميع ويكون لجميع مكونات األمة. إن العلماني88ة ال88تي رضي بها أردوغ88ان وتكي88ف معه88ا في تركي88ا هي ع88ودة إلى الوراء بالنس88بة لش88عوبنا ال88تي يغلب عليه88ا الت88دين والحب لإلس88الم، وستص88بح ه88دفاB ألع88داد ال تحص88ى من الشباب المجاهد الذي سيس88تحل قت88ل الق88ائمين عليه88ا والمن88ادين به88ا، ولن تنجح في بالدن88ا أك88ثر مم88ا نجحت الديكتاتوريات التي عانينا منها عشرات السنين وما زلنا نعاني منها في بعض بلداننا. فعندما زار أردوغان مص88ر والتقى باسالمييها ونص88حهم بقب88ول الديمقراطي88ة م88ع العلماني88ة كرزم88ة واح88دة ك88ان واض88حاB رفض القواع88د

اإلسالمية لنصيحته.

Page 5: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

5

إذن ما العمل؟

الشعوب العربية المنتفض88ة ال تري88د أي88اB من النم88اذج اإلسالمية المطروحة أمامه88ا ال اإلي88راني وال الطالب88اني وال السعودي وال حتى التركي، واإلسالميون اليوم أمام فرصة لقي88ادة ش88عوبهم نح88و حي88اة أفض88ل س88يكون من الغباء أن يضيعوها وإن كانوا مدركين أن الوقت لم يزل غير مناسب ال على مس88توى الش88عوب العربي88ة وال على مستوى المؤثرات الدولية التي ما زالت لها كلمته88ا في تحديد مصير بالدنا لتطبيق الشريعة اإلسالمية. ال بد لن88ا من مخرج ال نضحي فيه ب8ديننا كم8ا ال نض8حي من أجل8ه بش88عبيتنا وتطل88ع الجم88اهير العربي88ة إلى الخالص من

واقعها األليم على أيدينا.

مق88الي ه88ذا ه88و لوص88ف ه88ذا المخ88رج وإن كنت سأؤجل التفصيل في تأصيل ما س88أقترحه إلى القس88م الثاني من هذا الكتاب الذي أخصصه للتأص88يل المفص88ل لمن يرغب في معرفة األسس التي تقوم عليها األفكار

والتصورات التي سأقدمها في هذا المقال.

أوالB سأقدم تصوري للدولة اإلسالمية ال88تي يجب أن نس88عى إليه88ا ل88و كن88ا نعيش في مجتم88ع جمي88ع أهل88ه

مسلمون ومتدينون ومن مذهب واحد.

مفتاح الحل يكمن في إعادة االهتم88ام بكلم88ة وردت مرات عديدة في القرآن الكريم نتلوها ونمر عليها دون تدقيق في معناها وكأنه88ا واض88حة لن88ا وض88وح الش88مس

ال88تي)الحكم88ة(ولسنا في حاجة إلى التمعن فيها. إنها يقول تعالى إن الرسول صلى الله عليه وسلم والرسل

Page 6: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

6

ال88ذين ج88اؤوا قبل88ه إنم88ا ج88اؤوا ليعلموه88ا للن88اس م88عالكتاب، ولنتأمل هذه اآليات الكريمة:

ك3 م@ آي3ات9888 و ع3ل3ي@ه9 م@ ي3ت@ل5888 ن@ه5 والB م� س5888 م@ ر3 يه9 اب@ع3ث@ ف9 ا و3 ب4ن3888 }ر3اب3 م5 ال@ك9ت388 ي5ع3ل�م5ه5 ة3و3 ك@م388 ال@ح9 ك3 أ3نت3 الع3ز9ي88ز5 و3 9ن488 م@ إ ك�يه9 ز3 ي588 و3ك9يم5 { البقرة 129الح3

ا و ع3ل3ي@ك5م@ آي3ات9ن3888 نك5م@ ي3ت@ل5888 والB م� س5888 يك5م@ ر3 ل@ن3ا ف9 س3888 ر@ا أ3 }ك3م3888

اب3 ك5م5 ال@ك9ت3888 ي5ع3ل�م5 ك�يك5م@ و3 ز3 ي5888 ة3و3 ك@م3888 ال@ح9 ا ل3م@و3 ك5م م4888 ي5ع3ل�م5 و3@ ت3ع@ل3م5ون3 { البقرة 151ت3ك5ون5وا

ل3 ع3ل3ي@ك5م@ م�ن3 3ن88ز3 ا أ ه9 ع3ل3ي@ك5م@ و3م388 @ ن9ع@م3ت3 الل�88 وا ر5 اذ@ك588 }.... و3ة9ال@ك9ت3اب9 ك@م3 ال@ح9 ه3و3 @ أ3ن4 الل�88 وا اع@ل3م588 @ الل�ه3 و3 وا ات4ق5 ي3ع9ظ5ك5م ب9ه9 و3

ءe ع3ل9يم� { البقرة ي@ 231ب9ك5ل� ش3اب3 ه5 ال@ك9ت388 ي5ع3ل�م588 ة3}و3 ك@م388 ال@ح9 ي88ل3 { آلو3 اة3 و3اإل9نج9 ر3 و@ الت488 و3

48عمران

والB م�ن@ س588 م@ ر3 يه9 9ذ@ ب3ع3ث3 ف9 ن9ين3 إ ؤم9 ه5 ع3ل3ى ال@م588 د@ م3ن4 الل�88 }ل3ق3اب3 م5 ال@ك9ت388 ي5ع3ل�م5ه5 م@ و3 ك�يه9 ز3 ي588 ه9 و3 م@ آي3ات988 و ع3ل3ي@ه9 م@ ي3ت@ل588 ه9 س988 أ3نف5

ة3 ك@م388 ال@ح9 ب9ينe { آلو3 اللe م| ل5 ل3ف9ي ض388 ب88@ ان5وا@ م9ن ق3 إ9ن ك388 و3164عمران

د@ ق388 ل9ه9 ف3 ا آت3اه5م5 الل�ه5 م9ن ف3ض88@ د5ون3 الن4اس3 ع3ل3ى م3 س5 }أ3م@ ي3ح@اب3 يم3 ال@ك9ت3888 اه9 ر3 9ب888@ ا آل3 إ ة3آت3ي@ن3888 ك@م3888 ال@ح9 ل@ك888اBو3 اه5م م| آت3ي@ن3888 و3

54ع3ظ9يماB { النساءم@ أ3ن ن@ه5 ة� م| م4ت ط4آئ9ف388 ت5ه5 ل3ه3 م3 ح@ ل5 الل�ه9 ع3ل3ي@ك3 و3ر3 ل3و@ال3 ف3ض@ }و3eء ي@ ون3ك3 م9ن ش388 ر| ا ي3ض588 م@ و3م3 ه5 س3 ل|ون3 إ9ال| أ3نف5 ا ي5ض9 ل|وك3 و3م3 ي5ض9

اب3 ك3 ال@ك9ت388 ه5 ع3ل3ي88@ ل3 الل�8 أ3نز3 ة3و3 ك@م388 ال@ح9 ا ل3م@ ت3ك5ن@و3 ك3 م38 و3ع3ل4م388ل5 الل�ه9 ع3ل3ي@ك3 ع3ظ9يماB { النساء 113ت3ع@ل3م5 و3ك3ان3 ف3ض@

ك3 ت9ي ع3ل3ي88@ ر@ ن9ع@م3 ي3م3 اذ@ك588 ر@ ا ع9يس88ى اب@ن3 م388 ه5 ي388 ال3 الل�88 9ذ@ ق388 }إاس3 ف9ي د5س9 ت5ك3ل�م5 الن488 وح9 ال@ق588 ر5 دت|ك3 ب988 3ي488 9ذ@ أ ال9د3ت9ك3 إ و3ع3ل3ى و3

Page 7: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

7

اب3 ك3 ال@ك9ت388 ت588 9ذ@ ع3ل4م@ إ الB و3 د9 و3ك3ه@ ة3ال@م3ه88@ ك@م388 ال@ح9 اة3و3 ر3 و@ الت488 و3...{ المائدة يل3 110و3اإل9نج9

ا ي5ت@ل3ى ف9ي ب5ي5وت9ك5ن4 م9ن@ آي3ات9 الل4ه9 ن3 م3 اذ@ك5ر@ ك@م3ة9}و3 ال@ح9 إ9ن4و3ب9يراB{ األحزاب 34الل4ه3 ك3ان3 ل3ط9يفاB خ3

م@ و ع3ل3ي@ه9 م@ ي3ت@ل588 ن@ه5 والB م� س588 ي�ين3 ر3 5م� ذ9ي ب3ع3ث3 ف9ي األ@ و3 ال488 }ه588م5 ال@ك9ت3اب3 ي5ع3ل�م5ه5 م@ و3 ك�يه9 ي5ز3 ة3آي3ات9ه9 و3 ك@م388 ال@ح9 ان5وا م9نو3 إ9ن ك388 و3ب9ينe { الجمعة لe م| ال3 ب@ل5 ل3ف9ي ض3 2ق3

إذن الرس88ل ج88اؤوا ليعلم88وا الن88اس ش88يئين اث88نين )الكت88اب( و )الحكم88ة(، األول: الكت88اب وه88و م88ا يكتب عليهم من فرائض ومحرمات وعقائد، والحكم88ة هي م88ا يمكنهم الوصول إليه بأنفسهم من خالل العلم والتفكير السليم والخبرة الحياتية الطويلة لكن الرس88ل يق88دمون للبشرية دفعة وجرعة من ه88ذه الحكم88ة تس88رع تق88دمها وتطورها نحن حياة أفضل لجميع أبنائها. وهكذا نج88د أن ما جاء به الرسل بما فيهم محمد صلى الله عليه وس88لم نوع88ان من األم88ور: ن88وع م88ا ك88ان للبش88ر أن يكتش88فوه بأنفسهم مهما طال بهم الزمن والتجارب وه88و معرف88ة الغيبيات ومعرفة ربنا وصفاته وأسمائه ومعرفة األوامر التي يريدنا الله أن نعبده بطاعتنا لها ومعرفة أخبار من قبلنا الذين اندثرت آثارهم وصار يستحيل علينا بعلومن88ا المحدودة أن نعرفها معرفة يقينية وغير ذل88ك مم88ا ج88اء في القرآن والسنة، أم88ا الن88وع الث88اني فه88و الكث88ير من االرشادات والنصائح والتعليمات المفيدة لن8ا في حياتن8ا من أجل دنيانا ومن أج88ل آخرتن88ا، لكن ك88ان من الممكن

لنا أن نكتشفها بأنفسنا. من علمائنا القدامى من فسر الحكم88ة ال88واردة في اآليات السابقة بالس88نة النبوي88ة على اعتب88ار أن الكت88اب

Page 8: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

8

هو القرآن الكريم، لكن هذا تأويل وصرف للفظ الحكمة عن ظاهره ومعناه المباشر دون داعe وبخاصة أن القرآن الك88ريم ج88اء بلغ88ة الع88رب ال88تى هي أق88در اللغ88ات على

ل@ن3اه5 3نز3 9ن4ا أ التعبير الدقيق الذي ال يلتبس على األفهام }إون3 { يوس88ف ل588 B ل4ع3ل4ك5م@ ت3ع@ق9 ا ب9ي�88 آن88اB ع3ر3 ر@ . الحكم88ة هي2ق5

الحكمة واألمانة هي األمانة.. إن اس88تقام لن88ا فهم كالم ربن88ا دون ص88رفه عن ظ88اهره فإن88ه ال يص88ح أن نتأول88ه

ونفسره بغير المعنى القريب المباشر أللفاظه. وهذا يعني أنه ليس كل م88ا أم88ر ب88ه الرس88ول ص88لى الله عليه وسلم هو دين مفروض علين88ا ن88أثم بمخالفت88ه ويتوجب علينا تنفيذه والتقيد التام به، فالرسول ص88لى الله عليه وسلم عندما يأمر أصحابه أن يطفئ8وا الس8راج إذا ن888اموا ويح888ذرهم أن الف888أرة ق888د تص888دمه وتقلب888ه فيشتعل حريق خطير وهم ن88ائمون م88ا ك88ان يش88رع لهمBدينا بالمعنى الحرفي للدين، إنما ك88ان يق88دم لهم ش88يئا من الحكم888ة المفي888دة لهم ويعلمهم كي888ف يفك888رون التفكير السليم ب88أمور معاش88هم، ل88ذا أخط88أ ص88لى الل88ه علي88ه وس88لم عن88دما أب88دى رأي88ه في ت88أبير النخ88ل )أي تلقيحه( حتى يثمر فعمل الص88حابة برأي88ه وترك88وا ت88أبير النخل فلم يثمر، فأخبرهم بعدها أن ما يح88دثهم ب88ه عن الله حق ه88و معص88وم في88ه من الخط88أ، حيث ق88ال فيم88ا

"إن ك888ان ينفعهم ذل888ك: رواه مس888لم في ص888حيحه فليصنعوه، ف88إني إنم88ا ظننت ظن88اB، فال تؤاخ88ذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاB فخ88ذوا ب88ه،

وفي رواي88ةف88إني لن أك88ذب على الل88ه ع88ز وج88ل".

"إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بش88يء من: أخرى أنه قال دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما

Page 9: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

9

أما أمور دنياهم فهم أعلم بها منه كم88ا ق88الأنا بشر".في رواية ثالثة.

م88ع ذل88ك ج88اء اإلس88الم بف88رائض وتحريم88ات تحق88ق للن88اس من88افع ومص88الح ك88ان يمكن لهم عن88دما تتق88دم علومهم ومعارفهم أن يكتشفوها بأنفسهم، ومثال ذلك تحريم الربا وفرض الزك88اة.. إن88ني أدع88وكم للتأم88ل في األزم88ة االقتص88ادية العالمي88ة الحالي88ة وكي88ف تح88اول البش888رية حله888ا والتغلب عليه888ا من خالل تش888ريعات وإج88راءات ليس88ت إال ص88ورة من ص88ور الزك88اة وتح88ريم الربا. الفوائد المصرفية في أوربا ما تزال بحدود نص88ف بالمئة، أي تقترب من اإللغاء، والحكومات تضخ األم88وال لتنعش ق888درة الن888اس الش888رائية لتحمي الكث888ير من الشركات والمصانع من اإلفالس الحتمي لو زاد الرك88ود عن حد معين وقل تصريف البض8ائع، وه8و الش8يء ذات8ه الذي تفعله الزكاة في اإلسالم حيث ترفع قدرة الن88اس الشرائية ليعود المال الذي ينفقه األغنياء بالنفع عليهم

وعلى مشاريعهم التجارية والصناعية. تحريم الربا وفرض الزكاة شيئان نافعان ك88ان يمكن للبشرية أن تصل إليهم88ا بنفس88ها، لكن الخ88الق ال88رحيم أراد أن يحمينا معشر المؤمنين به والطائعين ل88ه من أن نتعلم من كيس88نا -كم88ا يق88ول المث88ل - ومن أن ن88دفععها ر4 األثمان الباهظة قبل أن نكتشف تلك الحقائق، فش3 في دينه وفرضها علينا وجعل التزامها عبادة يختبر به88ا طاعتنا له فيثيبنا عليها، وألن أهواءنا قد تعمي أبص88ارنا فنتجاهل أضرار بعض الممارسات وننغمس فيها بقص88د المنفع88ة الشخص88ية العاجل88ة لنق88ود المجتم88ع كل88ه إلى األزمات والمعاناة. الفرائض والتحريم88ات في دين الل88ه

Page 10: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

10

له88ا غايت88ان ال تتعارض88ان، األولى: أنه88ا تعبدي88ة الختب88ار طاع88ة المؤم88نين ل88ربهم وع88دم اس88تكبارهم عن تنفي88ذBأوامره، والثانية: إصالح أحوالهم المعيشية، ولنأخذ مثاال

الخمر والميسر.ل@ ر9 ق588 ي@س988 ال@م3 ر9 و3 م88@ 3ل5ون3ك3 ع3ن9 ال@خ3 أ ق88ال تع88الى: }ي3س88@ا م3 ع9ه9 3ك@ب3ر5 م9ن ن4ف@ ا أ م3 9ث@م5ه5 إ ع5 ل9لن4اس9 و3 ن3اف9 9ث@م� ك3ب9ير� و3م3 ا إ م3 يه9 ف9

ه5 ل3ك5م5 بي�ن5 الل�88 و3 ك3ذ3ل9ك3 ي588 ل9 ال@ع3ف@ ون3 ق5 ق5 اذ3ا ي5نف9 3ل5ون3ك3 م3 أ ي3س@ و3{ البق88رة ون3 ر5 ك488 ات9 ل3ع3ل4ك5م@ ت3ت3ف3 .. ونحن نعلم من219اآلي388

م الخم88ر والقم88ار م88ع أنه88ا السيرة أن هذه اآلية لم تحر� بينت أن أض8888رارهما أك8888ثر من منافعهم8888ا، ونعلم أن كثيرين من أصحاب رسول الله ص88لى الل8ه علي8ه وس8لم اس88تمروا في تع88اطي الخم88ر ولعب القم88ار رغم اآلي88ة الكريمة ألنهم كانوا مدمنين، والمدمن يج88د ص88عوبة في اإلقالع عما أدمن عليه، وق8د مض8ى زمن ليس بالقص8ير قبل أن تنزل آية أخ88رى تح88رم الخم88ر والميس88ر بش88كل

نهائي وقاطع. ك88ان الن88اس في حاج88ة إلى التح88ريم ال88ذي يفرض88ه ربهم الرحمن عليهم دون انتظار أن يصلوا إليه يوماB م88ا بأنفس888هم، وذل888ك من أجلهم ومن أج888ل مص888لحتهم الدنيوية قبل مصحلتهم األخروية. والله لم يح88رم علين88ا إال الخب88ائث ال88تي أض88رارها أك88بر من منافعه88ا، واعت88بر التزامن88ا به88ذا التح88ريم ال88ذي ه88و من أجلن88ا ولحمايتن88ا، عب88ادة ل88ه يعطين88ا عليه88ا الجن88ة، م88ع أنن88ا إن كن88ا عقالء سنمتنع عن هذه المحرمات من أنفسنا ألننا مفط88ورون على الحرص على ما ينفعنا. قال تعالى: }ال4ذ9ين3 ي3ت4ب9ع5ون3ن88د3ه5م@ ف9ي ك@ت5وب88اB ع9 ه5 م3 د5ون388 ذ9ي ي3ج9 ول3 الن4ب9ي4 األ5م�ي4 ال488 س5 الر4

نك3ر9 اه5م@ ع3ن9 ال@م5 ي3ن@ه3 وف9 و3 ع@ر5 ه5م ب9ال@م3 م5ر5يل9 ي3أ@ اإل9ن@ج9 اة9 و3 ر3 الت4و@

Page 11: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

11

م5 الط4ي�ب3ات9 ل| ل3ه5 ي5ح9 ب3آئ9ث3و3 م5 ال@خ3 م5 ع3ل3ي@ه9 ر� ي5ح3 م@و3 ع5 ع3ن@ه5 ي3ض388 و3ه9 @ ب988 وا ن588 ذ9ين3 آم3 ال488 م@ ف3 ان3ت@ ع3ل3ي@ه9 ه5م@ و3األ3غ@ال3ل3 ال4ت9ي ك388 ر3 إ9ص88@ل8883ئ9ك3 و@

5 ه5 أ 5ن88ز9ل3 م3ع388 ذ9ي3 أ @ الن|ور3 ال488 ات4ب3ع5وا وه5 و3 ر5 ن3ص3 وه5 و3 ر5 و3ع3ز4{ األعراف ل9ح5ون3 .157ه5م5 ال@م5ف@

لكن من رحم88ة ربن88ا ولثقت88ه بن88ا وبحكمتن88ا لم يك88ثر علينا من الف8رائض والتحريم8ات، ب8ل س8كت عن الكث8ير من األمور وتركها لن88ا ولحكمتن88ا، أي الكث88ير من األم88ور بقيت معلقة في مرحل88ة }وإثمهم88ا أك88بر من نفعهم88ا{ حيث تفرض علينا عقولنا بما جبلت علي88ه من حكم88ة أن نبتعد عنها دون أن يكون وقوعن88ا فيه88ا م88دعاة للعق88اب في اآلخرة، إذ تكفينا العقوبة الحتمية ال88تي تق88ع علين88اها أك88بر من نفعه88ا، ر| عندما نرتكب تلك األم88ور ال88تي ض588 فالذي يدخن التبغ من أج88ل المتع88ة عقوبت88ه حتمي88ة من خالل الضرر الصحي الذي يصيبه نتيجة التدخين دون أن

يكون للتدخين حكم شرعي من تحليل وتحريم. نعود إلى قوله تعالى: }وإثمهما أك88بر من نفعهم88ا{ لنتبين أصالB عظيماB من أصول ديننا لم ينتبه ل88ه الق88دماء وهو مجيء لفظ إثمهم88ا كض88د لنفعهم88ا، أي ج88اء لف88ظ

حيث الضر ه88و ال88ذي ض88د النف88ع،الضر مكان لفظ اإلثمر يحل كل منهم88ا مح88ل اآلخ88ر وهذا يعني أن اإلثم والض� في اإلسالم، وبالتالي لم يحرم علينا ربنا إال ما هو ضار لنا وال يمكن أن يحرم علينا شيئاB نفع88ه أك88بر من ض88ره. وهك88ذا نج88د اإلس88الم دين الفط88رة والعق88ل والمنفع88ة بخالف باقي األديان ال88تي ق88د تمتحن الن88اس بتحريمه88ا عليهم بعض م888ا ينفعهم أو بفرض888ها عليهم بعض م888ا

يضرهم.

Page 12: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

12

وال عجب إن لم نجد في القرآن والح88ديث الش88ريف مفه88ومي الخ88ير والش88ر كمفه88ومين مطلقين كم88ا ه88و الحال في األديان والمعتقدات األخرى. ال شيء هو خير أو شر بشكل مطلق، بل هنالك ما هو خ8ير لن8ا من حيث غلبة المنفعة لنا فيه على المضرة وهنال88ك م88ا ه88و ش88ر لنا من حيث غلبة الضرر فيه لنا على النفع. هنالك خ88ير وشر بالنسبة لنا نحن البشر حيث الخير هو النفع وحيث الشر ه88و الض88رر، أم88ا بالنس88بة إلى الل88ه ف88األمور كله88ا متساوية ألنه ال شيء ق88ادر على نفع88ه وال ش88يء ق88ادر

على ضره فهو الصمد الغني القدير. يقول ابن حجر في فتح الباري: واخرج ال88دارقطني من حديث أبي ثعلبة رفعه »إن الل88ه ف88رض ف88رائض فال تض88يعوها، وح88د ح88دوداB فالتعت88دوها، وس88كت عن أش88ياء رحمة لكم غير نسيان فال تبحثوا عنه88ا« ول88ه ش88اهد من ح88ديث س88لمان اخرج88ه الترم88ذي، وآخ88ر من ح88ديث ابن عباس أخرج88ه أب88و داود. وق88د روي مع88نى ه88ذا الح88ديث

مس88نده فيال88بزار مرفوع88ا من وج88وه أخ88ر، أخرج88ه عن الن88بي ص88لى الل88هأبي ال88درداء من ح88ديث والح88اكم

)ما أح88ل الل88ه في كتاب88ه فه88و حالل،عليه وسلم، قال: وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عف88و، ف88اقبلوا من الله عافيته، ف88إن الل88ه لم يكن لينس88ى ش88يئا ثم تال

((، ق88ال64( م88ريم : وم88ا ك88ان رب88ك نس88ياB هذه اآلي88ة : إسناده صالح .البزار: صحيح اإلسناد، وقال الحاكم:

وقال ص88لى الل88ه علي88ه وس88لم فيم88ا رواه البخ88اري:ب4هات� ال ي3ع@ل3م5ه88ا ب3ي@ن3هما م5ش388 ، و3 رام5 ب3ي�ن� الح3 ، و3 »الح3الل5 ب3ي�ن�3 ل9د9ين88ه9 أ ت3ب@ر3 ب4هات9 اس88@ . فمن9 ات4قى الم5ش388 كث88ير� من3 الن88اس9و@ل3 ع3ى ح388 ر@ : ك88راعe ي388 ب5هات9 ع3 في الش88| ه، وم3ن@ و3ق388 ض988 وع9ر@

Page 13: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

13

ع3ه. أال وإ9ن4 ل9كل� م3لكe ح9مى، أال إ9ن4 ك5 أن@ ي5واق9 الح9مى ي5وش9:Bغ3ة د9 م5ض@ س3 ه9 م3حار9م5ه. أال وإ9ن4 في الج3 م3ى الله9 ف9ي أرض9 ح9د5 د3 الجس388 د3ت@ ف3س388 ه، وإذا ف3س388 ل3ح3 الج3سد5 كل88| ل3ح3ت@ ص3 إذا ص3، «. وق8888ال أيض8888اB: }الحالل5 بي�ن� ل@ب5 كل8888ه، أ3ال وه9ي3 ال@ق3

ب�ه3 ك3 م88ا ش588 والحرام3 بين� وبينهما أمور� م5شتبهة. فم3ن ت88ر3ترأ3 على ما ك3 ومن9 اج@ عليه9 من3 اإلثم9 كان ل9ما استبان3 أت@ر3. تبان3 ع3 م88ا اس88@ ك أن ي5واق988 ك| في88ه من3 اإل9ثم9 أو@ش388 ي3ش588ك@ أن ول3 الح9مى ي5وش988 تع@ ح388 والمعاص9ي حمى الله، م3ن ي3ر@

ع3ه{. ي5واق9

3ت@م3م@ت5 أ ل@ت5 ل3ك5م@ د9ين3ك5م@ و3 و@م3 أ3ك@م3 وق888ال تع888الى: }... ال@ي3888ال3م3 د9يناB...{ المائدة يت5 ل3ك5م5 اإل9س@ ض9 ت9ي و3ر3 3ع3ل3ي@ك5م@ ن9ع@م3

أي الدين كامل بما هو ب3ي�ن� من حرام وحالل بموجب النصوص القرآني88ة والحديثي88ة قطعي88ة الثب88وت وقطعي88ة الداللة، وما سوى ذلك ال داعي3 للبحث عن حكم ش88رعي له إنما هو مما سكت الله عنه رحمة بنا، وتركه لحكمتن88ا وعقولنا التي ركب فيها حبنا لما هو ن88افع وكرهن88ا لم88ا هو ضار، وهذا ما يجب أن نتقي88د ب88ه إن أمكنن88ا أن نقيم دولة إسالمية صافية دينياB. أي ن88دعو الن88اس إلى الحالل الب3ي�ن وننهاهم عن الح88رام الب3ي�ن وال نقحم ال88دين فيم88ا س88وى ذل88ك من أم88ور مس88تجدة أو قديم88ة س88كت عنه88ا

الشرع وتركها لنا نختار فيها الخير ونتجنب الشر.

روى الترمذي في سننه أن رس88ول الل88ه ص88لى الل88هBل@م8ا ه ع9 ي98 B ي3ب@ت3غ9ي ف9 ل3ك3 ط3ر9يق8ا عليه وس8لم ق8ال: }م3ن@ س38ع5 ة3 لت3ض388 إ9ن4 الم3ال3ئ9ك388 ة9، و3 ن488 9ل3ى ال@ج3 B إ ل3ك3 الل88ه ل88ه ط3ر9يق88ا س388

ه5 ر5 ل388 ت3غ@ف9 ال9م ل3ي3س88@ إ9ن4 الع388 ال9ب9 الع9ل@م9، و3 ى ل9ط388 B88ا ر9ض ت3ه3 ن3ح9 أ3ج@ان5 في يت3888 ت4ى ال@ح9 ض9 ح3 ر@

م3وات9 و3م3ن@ في ا@أل3 م3ن@ في الس4888

Page 14: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

14

ر9 ع3ل3ى م388 ل9 ال@ق3 ض88@ د9، ك3ف3 ال9م9 ع3ل3ى ال@ع3اب988 ل5 الع388 اء9، و3ف3ض88@ الم3 ، اك9ب9 ائ9ر9 ال@ك3و3 اء3 ل3م@س3 اء9، إن4 اال@ن@ب9ي388 ن@ب9ي388

ة5 األ3 ث388 اء3 و3ر3 إ9ن4 الع5ل3م3ه9 ذ3 ب988 م3ن@ أ3خ388 ، ف3 ث5وا ال@ع9ل@م3 ر4 ا و3 9ن4م3 ه3ماB، إ ث5وا د9ين3اراB و3ال3 د9ر@ ر4 ي5و3

eر اف9 ذ3 ب9ح3ظe و3 د@ أ3خ3 ق3 {. وهكذا يك88ون علم88اء ال88دين ورث88ةف3 لمحمد صلى الله عليه وس88لم في أم88ور الكت88اب ويك88ون علماء الدنيا من طب ونفس واجتماع واقتصاد وسياسة وغيرها من العلوم ورثة النبي ص88لى الل88ه علي88ه وس88لم في أمور الحكمة. رس88الته ت88ألفت من الكت88اب والحكم88ة وورثت88ه ص88نفان األول ي88رث دوره في تبلي88غ الكت88اب والثاني يرث دوره في النه88وض بحي88اة األم88ة وق88دراتها

في مجال الحكمة.

صحيح أن هنالك الكثير من أمور الحكم88ة ص88ارت من الكتاب عندما فرضها أو حرمها الله ورسوله بش88كل بي�ن كالخمر والميسر والربا، لكن باقي األمور الحياتية ال88تي لم يرد فيها نص )آية أو ح88ديث ش88ريف( قطعي الثب88وت قطعي الداللة تبقى في دائرة العفو الم88تروك لعقولن88ا وحكمتنا وعلمنا واكتشافنا، دون تحليل أو تحريم. أي ما ثبت بالدليل القطعي أنه فرض أو أن88ه مح88رم ه88و ال88ذي نأثم إن خالفناه أما ما سوى ذلك فعقوبتن88ا علي88ه تكمن في العاقبة غير السارة ألفعالنا غير المناس88بة، وال دور لعلماء الشريعة في اإلفتاء فيها. وس88يكون على علم88اء الدين القيام بما يسمى تحقيق المناط مث88ل التأك88د من أن عملية مالية مس8تجدة ليس8ت ص88ورة من ص88ور الرب88اق ال88ذي تمارس88ه المص88ارف اإلس88المية، المحرم ك88الت4و3ر| ومثل التأكد هل المسابقات التي تجريه8ا بعض الجه8اتBعن طريق قي88ام الن88اس باالتص88ال اله88اتفي به88ا اتص88اال يكلفهم أضعاف الكلفة الحقيقية وتستوفي هذه الجه88ة

Page 15: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

15

الج8زء األك88بر من ه8ذه الرس8وم بع8د أن تقتط8ع ش8ركة الهاتف رسوم االتصال وعمولتها على تحص88يل األم88وال التي تذهب إلى الجهة المنظمة لهذه المس88ابقة وال88تي في النهاي88ة تج88ري س88حباB أو قرع88ة ليف88وز أح88د ال88ذين اتصلوا بجائزة كبيرة واضح أنه88ا تك88ون من الم88ال ال88ذي جمعته هذه الجه88ة من المتص88لين ليبقى له88ا ربح كب88ير، فيبحث العلم88اء ه88ل ه88ذه المس88ابقة ص88ورة من ص88ور الميس88ر والقم88ار المح88رم أم ال. سيس88هر العلم88اء على تطبيق الش88ريعة كم88ا ج88اء به88ا محم88د ص88لى الل88ه علي88ه وس88لم قب88ل أن يق88وم الفقه88اء بتوس88يعها لتغطي ك88ل شؤون الحي88اة وتعطي88ه حكم88اB ش88رعيا يك88ون بالض88رورة حكماB اجتهادياB الغ88الب أن يختل88ف في88ه الفقه88اء وتتع88دد أحكامهم تعدداB يح88ير الن8اس الن8اس ه8ل األم8ر حالل أم

حرام.

وه888ذا يع888ني أن دور علم888اء ال888دين في الدول888ة اإلس888المية يجب أن يبقى محص888وراB في تعليم الن888اس دينهم وحثهم على االل88تزام بم88ا ثبت أن88ه حالل ب3ي�ن أو ح88رام بين، دون أن يبحث8وا عن حكم ش8رعي لك88ل أم8ر، ف888الخمر والميس888ر بين الل888ه أن أض888رارهما أك888بر من منافعهم888ا لكن تركهم888ا دون حكم ش888رعي يحرمهم888ا مرحل88ة من ال88زمن ريثم88ا تم إع88داد الن88اس لتحريمهم88ا بحكم أنهما مما تدمن النفوس علي8ه من ع8ادات يص8عب عليه88ا ترك88ه بمج88رد أم88ر ي88نزل ح88تى ل88و ك88ان من رب العالمين. وأعطي مثاالB التدخين مرة أخ88رى حيث يك88ون دور علماء الدين بخصوصه هو نصح الناس وت88وعيتهم ال البحث عن حكم شرعي بتصنيف التدخين على أنه حرام ي88أثم من يق88ع في88ه إثم88اB ديني88اB. ه88ذه ليس88ت دع88وة إلى

Page 16: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

16

الت88دخين لكنه88ا دع88وة لحص88ر دور علم88اء ال88دين ودورBالشريعة اإلسالمية في ما ثبت تحريمه أو فرضيته ثبوت88ا قاطع888اB دون أن نقيس م888ا يس888تجد على م888ا ذك888ر في القرآن والحديث، بل نتركه خارج دائرة الحالل والحرام، أي خ88ارج دائ88رة ال88دين لنك88ون نحن أعلم ب88أمور دنيان88ا. وه88ذا يع88ني تح88رر الدول88ة اإلس88المية من هيمن88ة رج88ال الدين عليها وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة فيها بحجة

أنهم هم من يعلم حكم الشرع فيها.

وه88ذا التص88ور للدول88ة اإلس88المية ه88و التص88ور ال88ذي يتفق مع خلق الله لإلنسان وجعله خليفة له في األرض،ل� ف9ي اع988 9ن�ي ج3 ة9 إ ك3 ل9ل@م3ال3ئ9ك388 ب88| ال3 ر3 9ذ@ ق388 إ ق88ال تع88الى: }و3ك5 ف9 ي3س@ ا و3 يه3 د5 ف9 س9 ا م3ن ي5ف@ يه3 ع3ل5 ف9 3ت3ج@ @ أ ال5وا ةB ق3 ل9يف3 ض9 خ3 ر@

األ3ا 9ن�ي أ3ع@ل3م5 م3 ال3 إ د�س5 ل3ك3 ق3 ن5ق3 د9ك3 و3 م@ ب�ح5 ب9ح3 ن5 ن5س3 ن3ح@ اء و3 الد�م3

{ البقرة ، ونالحظ هنا أن المالئكة اعتق88دوا30ال3 ت3ع@ل3م5ون3 عن الله، وف88اتهم أنالخالفةأنهم أجدر من البشر بدور ال88ذي هم خلق88وا ل88هالجندي88ةهذا الدور مختلف عن دور

حيث ال يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، أم88ال3ف عن الل88ه ف88دوره يش88مل تحقي88ق ت3خ@ اإلنس88ان الم5س88@ ص88فات الل88ه في نفس88ه وأوله88ا اإلب88داع واالس88تقاللية ومنه888ا العلم والك888رم واالقت888دار والرحم888ة واالنتق888ام والعدل والصبر وغير ذلك مما هو مبين في أسماء الل88ه

الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة.

الله ليس كمثله شيء في حقيقته لكن88ه من رحمت88ه بن88ا اخت88ار لنفس88ه ص88ورة تش88بهنا ق88دم لن88ا نفس88ه من خاللها، ألننا ال يمكننا أن نشعر بالحب المتبادل مع كائن ال نض88في علي88ه في خيالن88ا ص88فاتنا البش88رية، لنش88عر ب88الحب وال88ود ل88ه، ولنك88ون خلف88اءه في األرض نتخل88ق

Page 17: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

17

بأخالقه ونحقق في أنفسنا صفاته بالق88در ال88ذي نتمكن من88ه ككائن88ات ص88غيرة ج88داB ومح88دودة اإلمكان88ات لكنه88ام888ة عن888د الل888ه. والمش888كلة هي في ع888دم انتب888اه ك3ر4 م5 المسلمين األوائ88ل ألن الل88ه خلقن88ا خلف88اء نعب88ده ونحن نتشبه به بكل صفاته وأخالقه وإن ك88ان ق88د ح88رم علين88ا منها العظمة والكبرياء، وظنوا أن اإلنسان خل88ق لعب88ادة الل88ه على الطريق88ة المالئكي88ة حيث االل88تزام الح88رفي بأوامر الله في كل ش88يء، وبالت88الي ظن88وا أن ال ب88د أن يك88ون لك88ل ش88يء حكم ش88رعي من حالل أو ح88رام أو مك888روه أو مس888تحب، وبفهمهم ه888ذا لإلس888الم حول888وا اإلنسان الذي خلقه الله على صورته وجبله على طب88ائع تدفع88ه إلى أن يك88ون خليف88ة لل88ه في أرض88ه إلى جن88دي ينفذ وال يع88ترض، فالخليف88ة ه88و الن88ائب والوكي88ل عمن استخلفه، والله استخلفنا في األرض اس88تخالف اختب88ار وامتح88ان ال اس88تخالف اس88تعانة فه88و الغ88ني عن88ا ونحن

الفقراء إليه.

هذه أمور وغيرها سأفصل تأصيلها إن شاء الله في القسم الثاني من هذا الكتاب لكن ال بد من بعض البيان

لها ألنها جديدة وغير مألوفة ألكثرنا.

في الدولة اإلسالمية المعاصرة ينحصر دور الشريعة في األحك888ام الثابت888ة ثبوت888اB قطعي888اB ال خالف في888ه بين المسلمين، وتترك باقي األمور للمس88لمين يبحث88ون من خالل العلوم المختلفة عن ما هو خير ليفعل88وه وم88ا ه88و شر ليجتنبوه دون أن يعطى له حكم ش88رعي من تحلي88ل وتح888ريم. ومن األم888ور القطعي888ة في دينن888ا من حيث

اه3 ف9ي ال88د�ين9الثبوت والداللة قول88ه تع88الى: } ر3 دال3 إ9ك88@ ق388ي5ؤ@م9ن ب9الل�ه9 ر@ ب9الط4اغ5وت9 و3 م3ن@ ي3ك@ف5 د5 م9ن3 ال@غ3ي� ف3 ش@ ت4ب3ي4ن3 الر|

Page 18: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

18

ه5 الل�8 ا و3 ام3 ل3ه388 ص388 ى3 ال3 انف9 ث@ق3 و5 ة9 ال88@ و3 ال@ع5ر@ ك3 ب988 ت3م@س38 د9 اس@ ق388 ف3{ البقرة يع� ع3ل9يم� م9 ، وهذا يعني أن األمة المسلمة256س3

ال يتم إكراهه88ا على تط88بيق الث88ابت من الش88ريعة إنم88ا لألم88ة الح88ق أن تق88رر من خالل الديمقراطي88ة إن ك88انت س888تقطع ي888د الس888ارق أم ستس888جنه، ويبقى اإلثم من تعطيل الحكم الشرعي على من صو4ت ض88د ه88ذا الحكم، وال إثم على من صو4ت لصالحه ح88تى ل88و ك88انت األغلبي88ة ضد تطبيقه وتعطل في ه88ذه الدول88ة، ف88واجب الم88ؤمن هو في إعطاء صوته لص88الح تط88بيق أحك88ام الش88ريعة ال

3ي@ت5م@ إ9ن ك5نت5 أ ر33 و@م9 أ ال3 ي3ا ق3 إكراه الناس عليها بالقوة: }ق3

ي3ت@ ع3ل3ي@ك5م@ ع5م� ند9ه9 ف3 ةB م�ن@ ع9 م3 ح@ آت3ان9ي ر3 ب�ي3 و3 ع3ل3ى ب3ي�ن3ةe م�ن ر4ار9ه5ون3 ا ك388 3نت5م@ ل3ه388 أ ا و3 ك5م5وه3 3ن5ل@ز9م5 . ال إك88راه في28{ ه88ودأ

الدين قد ت88بين الرش88د من الغي ومن يري88د الجن88ة علي88ه التزام طريق الرشد ومن يسير في طريق الغي يع88رض

نفسه في اآلخرة لنار وقودها الناس والحجارة.

ك|م األغلبية لكن كما هي الديمقراطية يكون فيها ت3ح3ض فيها على الجميع ما اختارته األغلبي88ة، ر3 باألقلية، وي5ف@ ف88إن دول88ة اإلس88الم القائم88ة على الال إك88راه في ال88دين يتوجب فيها على األقلية الرافضة لتشريع ما أن تخض88ع له إن نال أغلبية عند التصويت عليه، وال مخ88رج لألقلي88ة من الاللتزام بما تعارضه إال بالخروج من األمة واالنتماء إلى أمة أخرى ال تلتزم بهذا التش88ريع. فمن ح88رص على االنتماء إلى أم88ة ال ب88د علي88ه من الالل88تزام بم88ا تفرض88ه األغلبية فيها سواء قررت األغلبية تط88بيق حكم ش88رعي معين أو تعطيله، وكل فرد يتحم88ل من اإلثم ويك88ون ل88ه من األجر بحسب موقفه عندما ط88رح التش88ريع لتص88وت

األمة على تطبيقه أو عدم تطبيقه.

Page 19: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

19

في الدول88ة ال88تي جمي88ع أفراده88ا ينتم88ون إلى أم88ة واح88دة هي األم88ة اإلس88المية وإلى م88ذهب واح88د ه88و المذهب الس88ني مثالB وال يعيش معهم على نفس األرض أم88ة أخ88رى كأتب88اع دين آخ88ر أو م88ذهب آخ88ر أو أن88اس ال دينيون، في هذه الدولة إن ك88انت ديمقراطي88ة ال ب88د من خض88وع األقلي88ة ل88رأي األغلبي88ة أحب88وا ذل88ك ال88رأي أم كره88وه، ألن88ه ال تك88ون الديمقراطي88ة إال هك88ذا، وألن88ه ال يتحقق مب88دأ الال إك88راه إال من خالل الديمقراطي88ة ومن خالل جع88ل الس88يادة أو م88ا يس88مى الحاكمي88ة لألم88ة تمارسها من خالل اآلليات الديمقراطية. كم88ا ال تتحق88ق خالفة البشر لله في أرضه إال من خالل مب88دأ الال إك88راه في ال88دين والال إك88راه في غ88ير ال88دين، ح88تى يق88وم اإلنسان بعبادة الله طوعاB وبرغبت88ه وإرادت88ه دون ض88غط

أو إجبار من أحد.

في الدولة اإلسالمية المعاص8رة ال إك8راه في ال8دين وال يعاقب أح88د على الكف88ر أو على رأي88ه المخ88الف في العقيدة أو الفقه وله أن يعبر عنه كما يشاء، طالما أن88ه لم يح888اول فرض888ه على الن888اس ولم يعت888د بالس888ب أو التحقير أو االستهزاء والسخرية على ما يقدسونه، فحدB ثابتاB وحكماB قائماB إلى يوم القيام88ة، ب88ل الردة ليس حدا هو اس8تثناء لمب8دأ ال إك8راه في ال8دين مخص8وص بق8وم معينين وزم88ان ومك88ان مح88ددين كم88ا بينت في مق88الي الثالث )الطائفية والثورة في سورية( وكما سأفصل إن شاء الله في قسم )التأصيل( من هذا الكت88اب. س88يكون الن88اس أح88راراB في الدول88ة اإلس88المية المعاص88رة حري88ة كامل88ة ال تق88ل عن الحري88ة ال88تي يتمت88ع به88ا الن88اس في الدول الغربية، ولن تتدخل الدولة في لب88اس النس88اء أو

Page 20: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

20

ج3م من ر@ حجابهن كما بينت في مقالي األول، كم88ا لن ي588 يزني، بل سنعود إلى الحد الذي شرعه ربن88ا في س88ورة النور وهو جلد الزاني والزانية مئة جلدة، حيث نس88خ ب88ه الحكم القديم الذي كان رجم ال88زاني والزاني88ة إن س88بق له أو لها الزواج رجماB حتى الموت. سيصحح المس88لمون أخطاءB فقهية وق88ع فيه88ا أس88الفهم، ال إرض88اء للغ88ربين ودعاة حقوق اإلنسان، بل ألن هذا هو الدين الحق ودين الرحمة واإلنسانية. اإلسالم عن8دما يجل8د ال8زاني، ه8و ال يجلده لمجرد أنه زنى، بل يجل88ده ألن88ه ج88اهر بالزن88ا إم88ا باإلقرار بالزنا أمام الناس والقاضي أو بممارسة الفعل الجنس88ي في العلن بحيث ي88رى أربع88ة رج88ال العملي88ة الجنسية ذاتها دون شك بحدوثها وه88ذا م88ا ال يتحق88ق إال في المسارح التي يمارس عليها الممثلون الجنس أمام الجمهور أو األفالم الجنسية أو م88ا ش88ابه من المج88اهرة واالس888تهتار، فاإلس888الم ال يري888د القض888اء على الزن888ا بواس88طة الح88د الش88رعي ب88ل عن طري88ق التربي88ة على التقوى والفضيلة وتيسير ال88زواج، ويبقى الح88د لحماي88ة المجتم888ع من أن يتح888ول الزن888اة إلى ق888دوة ونم888وذج

لآلخرين فتشيع الفاحشة في المؤمنين.

وكذلك حد شرب الخمر سيعاد النظر في88ه لنع88ود ب88ه لم88ا ك88ان على عه88د الرس88ول ص88لى الل88ه علي88ه وس88لمBك@ر والخروج بين الناس سكرانا عقوبة تعزيرية على الس| يؤذيهم بصخبه وعدوانيته وقلة حيائه وشعوره بالعظم88ة الوهمي88ة ال88تي يعطيه88ا ل88ه الخم88ر، حيث ك88ان الرس88ول صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه أن يضربوا الس88كران بما تيسر لهم ضرباB يوقظه من س88كره ويكس88ر كبري88اءهBالزائفة فيشعر بالذل بدل العظمة ويكون ذلك له درس88ا

Page 21: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

21

يؤدبه حتى إذا شرب الخمر مرة أخرى استتر عن عي88ون الن88اس وكف88اهم أذاه ولم يكن ق88دوة ونموذج88اB لغ88يره

يتعلمون منه هذا السلوك المحرم.

هنالك ح88دود وأحك88ام ثابت88ة لن نتن88ازل عنه88ا إرض88اء ألح88د أو حرص88اB على إعج88اب أح88د بن88ا مث88ل قط88ع ي88د السارق، فنحن متعبدون بتطبيقها ولن نخشى في اللهتى األم88ة، ت3ف@ لومة الئم، لكن لن ن5ك@ر9ه3 أمة عليها ب88ل ت5س88@ ف88إن رغبت األغلبي88ة فيه88ا بتط88بيق ه88ذا الحكم طبقن88اه على الجميع، وإن رفضت األغلبي88ة تطبيق88ه س88قط عن88ا اإلثم وبقي علينا واجب محاولة إقن88اعهم ب88التطبيق عن طريق الح8وار ودون عن8ف أو إك8راه. ال ب8د داخ8ل األم8ة الواح88دة من أن تخض88ع األقلي88ة لألكثري88ة، والبش88رية لم تتوص88ل إلى نظ88ام أفض88ل من الديمقراطي88ة لتحق88ق للناس أكبر قدر من الحرية والال إكراه دون التحول إلى

الفوضى وقانون الغاب.

هذا إن كان س88كان الدول88ة جميعهم أم88ة واح88دة، أي طائفة واحدة، لكن، عندما تتعدد األمم في دول88ة واح88دة يختلف األمر، وهو حال دول مثل س88ورية يتك88ون أهله88ا من أمم مختلف88ة نس88ميها طوائ88ف حيث فيه88ا الس88نة والعلوي888ون وال888دروز واإلس888ماعيليون والمس888يحيون والش888يعة الجعفري888ة وفيه888ا الملح888دون والعلم888انيون واليساريون وغ88ير ذل88ك من طوائ88ف وأدي88ان وم88ذاهب. أقول أمماB مختلفة وأنا أعود إلى الكلمة التي وصف بها النبي ص8لى الل8ه علي8ه وس8لم الطوائ8ف المختلف8ة في الدولة التي أسسها في المدين88ة المن88ورة وكتب وثيق88ة مفصلة تحفظ حقوق الجميع هي بح88ق أول دس88تور في التاريخ. نعم السوريون كلهم يش88كلون أم88ة واح88دة هي

Page 22: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

22

أم88ة الس88وريين، والم5واط3ن88ة في س88ورية س88تكون على أساس كون الشخص س88ورياB بغض النظ88ر عن جنس88ه أو قوميته أو عقيدته. السوريون أمة كبيرة تتكون من أمم أصغر متنوعة ومختلفة.. هنالك طريقت88ان ليتمت88ع فيه88ا جمي888ع الس88وريون بالمس888اواة فال تف888رض فئ888ة منهم قناعاتها ومتقداتها على البقية حتى لو كانت هذه الفئة هي األغلبية عددياB وهما: العلماني88ة وحص88ر األدي88ان في العالق88ة الشخص88ية بين المؤم88نين وربهم، أو التعددي88ة التي تتحقق على كافة المستويات سواء منها الثقافي88ة

أو السياسية أو التشريعية على أساس مبدأ الال إكراه.

فاألولى أن تكون الدول88ة علماني88ة ال تس88مح بت88دخل األديان في تنظيم شؤون البالد وفي تش88ريع الق88وانين ويتم حصر الدين في الحياة الفردية كما هو الح88ال في أورب88ا وح88تى في تركي88ا ال88تي أغلب س88كانها مس88لمون، وهذه هي الطريقة التي حلت بها أوربا مشكلتين فيه88ا: مش88كلة تس88لط رج88ال ال88دين على المجتم88ع إلى ح88د ت88دخلهم في اآلراء العلمي88ة وإع88دام العلم88اء ال88ذين ال ي88تراجعون عن آرائهم العلمي88ة ال88تي ال تواف88ق عليه88ا الكنيسة، ومشكلة اضطهاد اليهود الذين كانوا يعيش88ون في المجتمع88ات األوربي88ة ويتعرض88ون للتمي88يز والظلم بس88بب اختالف دينهم عن دين البقي88ة، وب88ذلك تم إب88داع مفهوم الم5واط3نة الذي يعني أن جميع أبناء ال88وطن لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات ذاتها بغض النظر عن أدي88انهم ومعتق88داتهم، وأدى ذل88ك إلى رب88ط المواطن88ة بالعلمانية حيث لم يكن ممكناB المساواة بين الجميع بم88ا فيهم الذين تركوا األديان ما لم يتم استبعاد األديان من

Page 23: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

23

دائرة التأثير في الحياة العامة والتشريعات والسياساتالمتبعة في البالد.

الس88وريون اآلن ين88ادون بالمواط3ن88ة كي يك88ون لك88ل سوري من الحق88وق م88ا لغ88يره وعلي88ه من الواجب88ات م88ا على غيره لمجرد أنه سوري بغض النظ88ر عن جنس88ه أو عرقه أو لغته أو دينه. واإلس8الميون الس8وريون طرح8وا برن88امجهم السياس88ي على أس88اس المواط3ن88ة الس88ورية التي يتساوى فيها ك88ل الس88وريين من ك88ل ناحي88ة، لكن باقي السوريين ال ي88رون المواط3ن88ة ق88ادرة على ض88مان المس8اواة لهم م8ا لم تكن الدول8ة علماني8ة، إذ من خالل الديمقراطي88ة يمكن لألكثري88ة الس88نية أن تف88رض على الجمي88ع ق88وانين وأنظم88ة نابع88ة من معتق88دها ال88ديني ويكون على ب88اقي الس88وريين الخض88وع له88ا ألن أغلبي88ة

السوريين أقرتها وهكذا هي الديمقراطية.

لم ينجح اإلسالميون في سورية وال في غيره88ا في إقناع باقي فئات الشعب أنهم مخلص88ون في من88اداتهم بالديمقراطي8888ة والمواط3ن8888ة طالم8888ا أنهم ال ين8888ادون بالعلماني888ة، وهم إن ن888ادوا بالعلماني888ة فق888دوا ص888فة اإلس888المية. ف888الجميع يظن أن اإلس888الميين ين888ادون بالمواط3نة والديمقراطية كتكتيك مرحلي ريثما يتمكنون ويص888لون إلى الحكم ويحكم888ون قبض888تهم على البالد والعب88اد، وعن88دها س88يعودون إلى معامل88ة الن88اس على أساس معتقداتهم، وسينسون المواط3ن88ة وسيتمس88كون بالديمقراطية من دون علمانية ألنها تعطيهم الح88ق في االنفراد بالسلطة ألن أغلبية السوريين مس8لمون س8نة، وعندها تعاني باقي األقليات من تحكم الطائفة الس88نية

Page 24: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

24

ألنها أكثرية ويكون هنالك استبداد ودكتاتوري88ة األغلبي88ةعلى األقليات.

ويبقى السؤال: كي88ف نحق88ق ديمقراطي88ة ال تطغى فيها األكثرية على األقلية وال تكون علمانية في الوقت

نفسه، والديمقراطية هي في جوهرها حكم األغلبية؟

إن88ني وج88دت الج88واب واض88حاB في وثيق88ة المدين88ة المنورة التي نظمت حياة سكانها عندما تحولت المدين88ة إلى دول88ة يرأس88ها محم88د ص88لى الل88ه علي88ه وس88لم. إن88ه االعتراف بالطوائف واألديان ال إنكارها وتهميش88ها، ب88ل بإعط88اء المج88ال لك88ل طائف88ة لتطب88ق الش88ريعة ال88تي

أمة مع المؤمنينترتضيها مهما قل عددها أو كثر، فهي - أي أتباع محمد ص88لى الل88ه علي88ه وس88لم كم88ا ج88اء في

و3ةالوثيقة - لها – أي المساواة - وكام88ل الحق88وقاأل5س@ كأمة من حيث حرية معتقداتها وممارساتها الدينية ومن حيث تطبيقه888ا لش888ريعتها الخاص888ة به888ا والنابع888ة من

معتقداتها الدينية.

في الغرب العلم88اني تض88من العلماني88ة أن ال يطب88ق المسيحي قوانيناB نابعة من دين88ه على اليه88ودي أو على الملح88د، لكن ه88ذه العلماني88ة تح88رم األقلي88ة المس88يحية المؤمنة مثالB من أن تطب88ق على نفس88ها م88ا تخت88اره من شرائع، وهكذا ليست المواط3نة في إطار العلمانية أك88ثر عدالB من المواط3ن88ة في أم88ةe دين الدول88ة فيه88ا اإلس88الم ويعيش فيه8888ا غ8888ير مس8888لمين، وإن اختلفت الفئ8888ة المظلومة في الحال88ة األولى عن الفئ88ة المظلوم88ة في الحالة الثانية. ونحن إن طبقنا المواط3ن88ة م88ع العلماني88ة كما يفع88ل الغ88رب تعرض88ت األغلبي88ة المؤمن88ة باإلس88الم

Page 25: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

25

السني للظلم حين ال يسمح لها أن تطب88ق على نفس88ها الش88ريعة ال88تي ت88ؤمن به88ا، وه88ذا يع88ني أن88ه من أج88ل األقليات ستحرم األكثرية من حقها في تط88بيق الش88رع

الذي تؤمن به على نفسها.

إذن الحل في التعددية بأوسع معانيها بم88ا في ذل88ك التعددية التشريعية، والتعددية هي أحدث ما وصلت إلي88ه البش88رية من تق88دم سياس88ي وثق88افي يض88من الحري88ة والمس88اواة لجمي88ع المواط88نين في مجتم88ع م88ا. ويبقى السؤال: إن طبقت األقلية السنية ما شاءت من شريعة على نفس88ها فه88ذا س88يعني أن ك88ل الس88نة بم88ا فيهم الملحدون سيخضعون للشريعة اإلسالمية وسيكون ذل88ك نوعاB من التمييز واالضطهاد لهم. هذا صحيح لذلك ال ب88د من االع888تراف بأم888ة أو طائف888ة جدي888دة هي طائف888ة الس88وريين العلم88انيين ينتمي إليه88ا من ش88اء من أبن88اء الطوائف السورية ال88ذين ال يرغب88ون في الخض88وع ألي88ة تش88ريعات ديني88ة، وعن88دها يك88ون هنال88ك ق88انون م88دني س88وري علم88اني ب88الموازاة م88ع أي88ة ق88وانين خاص88ة ب88الطوائف المختلف88ة س88واء في األح88وال الشخص88ية أو العقوب888ات أو المع888امالت المالي888ة، ويتم العم888ل به888ذا الق88انون الم88دني العلم88اني - ال88ذي يخت88اره الس88وريون بطريقة ديمقراطية - في كل الحاالت التي يك88ون فيه88ا المتع88امالن أو المتخاص88مان من الطائف88ة العلماني88ة، أو من طائفتين مختلفتين، ما لم ينص االتفاق بينهما على االحتك88ام لش88ريعة أح88دهما عن88د الخالف. أي س88يكون األصل في الدولة السورية المنشودة أنها علمانية، لكن لكل طائفة من طوائ8ف الس8وريين الح8ق في االحتك8ام إلى ش88ريعتها ال88تي ترتض88يها وتتواف88ق عليه88ا بطريق88ة

Page 26: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

26

ديمقراطية، وهذا يعني أنه سيكون هنالك برلمان88اB لك88ل طائفة، لتمارس من خالله الطائفة كل حقوقه88ا بش88كل ديمق88راطي حقيقي دون المس88اس بحق88وق الطوائ88فب من األحك88ام ر| األخرى، وح88تى ال تحص88ل فوض88ى وت3ه388 ال88تي ال تعجب أح88دنا س88يكون على ك88ل من88ا أن يح88دد انتم888اءه الط888ائفي ويثبت ذل888ك في س888جالت الدول888ة، فالسوري يكون إما علمانياB مهما كان أص88له ال88ديني، أو س88نياB أو مس88يحياB أو درزي88اB أو علوي88اB أو إس88ماعيلياB أو آثورياB أو جعفرياB أو أي معتقد يك88ون من الس88وريين من يؤمن ب88ه ويري88د أن تتح88دد هويت88ه على أساس88ه. ويبقى لكل سوري الحري88ة المطلق88ة والح88ق في االنتق88ال من طائفة إلى أخرى م88تى ش88اء على أن يتم ذل88ك بطريق88ة رسمية موثقة لدى الدولة، دون أن يخش88ى من ح88د ردة

وال غيره.

في الدول88ة الديمقراطي88ة التعددي88ة تك88ون هنال88ك مواطن88ة حقيقي88ة تض88من المس88اواة لجمي88ع المواط88نين وتعطيهم الحقوق نفس88ها بغض النظ88ر عن معتق88داتهم دون أن تمن888ع المؤم888نين من أي دين من العيش كم888ا يؤمنون ووفق الشرع الذي يرتضون. هو نوع من الحكم الذاتي أو االتحادي الفدرالي لكنه ال يق88وم على أس88اسB المن88اطق الجغرافي88ة المختلف88ة ال88تي توح88دت اتح88ادا في88درالياB لتش88كل دول88ة واح88دة، ب88ل يق88وم على أس88اس الجغرافية الثقافية ولو كان أعضاء الطوائ88ف المختلف88ة مت88داخلين أو ح88تى م88تزاوجين ويش88تركون في الم88دن والق88رى واألحي88اء، أي س88تتمتع ك88ل طائف88ة بق88در من االستقاللية ضمن إطار الدولة الس88ورية الواح88دة وتحت عن88وان المواط3ن88ة الس88ورية ال88تي ال تعطي االعتب88ار إال

Page 27: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

27

لك88ون الش88خص س88ورياB. لق88د أثبتت الفي88دراليات أنه88ا أفضل من االتحادات اإلندماجية وأقدر على البقاء منه88ا ألنه فيها تتمتع كل منطقة بقدر من االستقاللية ويكون إمكاني88ة الظلم وطغي88ان منطق88ة على أخ88رى أق88ل م88ا يمكن، وهكذا عندما تكون األمة السورية مكونة من عدة أمم بحسب المعتقد الديني أو الثقافي، وتتمتع كل أمة باستقاللية مريحة لها في إطار دولة علماني88ة ليس له88ا صبغة دينية ألنه88ا دول88ة جمي88ع الس88وريين، وفي ال88وقت نفسه تطب88ق ك88ل أم88ة من ه88ذه األمم الفرعي88ة أي ك88ل طائفة ما تراه مناسباB من تشريعات على أس88اس دينه88ام88اB وال تطغى ك3ر4 ومعتق88دها، يك88ون الجمي88ع مرتاح88اB وم5 األكثري8888ة على األقلي8888ة كم8888ا ال تطغى األقلي8888ة على األكثرية، ويك88ون الن88اس حقيق88ة مص88در الس88لطات في المجتم88ع ك88ل ض88من طائفت88ه، ثم يك88ون الجمي88ع مص88در الس88لطات على مس88توى الدس88تور والق88وانين المدني88ة التي ال تصطبغ بأية ص88بغة ديني88ة لكنه88ا تفس88ح المج88ال لتطبيق كل طائفة لشريعتها الخاص88ة، وينظم الدس88تور هذا التنوع والتعدد بما يضمن حفظ الحق88وق والحري88ات والعدل والمساواة بين جميع السوريين. وأري88د أن أنب88ه إلى أن التعددي8888ة التش8888ريعية على أس8888اس األدي8888ان والمعتق888دات ال تتع888ارض م888ع الفيدرالي888ة إن وج888د السوريون مصلحة لهم فيها، لكن الفيدرالية تكون على أساس جغرافي تستقل فيها كل منطقة بإدارة شؤونها وتبقى الق888وانين ال888تي تنظم حي888اة ك888ل طائف888ة من طوائف السوريين مطبق88ة في جمي88ع المن88اطق، وحيثد المواطن الس88وري المنتمي لطائف88ة معين88ة تطب88ق و5ج9

عليه تشريعاتها.

Page 28: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

28

يمكن أن يتش88كل البرلم88ان الس88وري من مجم88وع البرلمانات الطائفية بما فيها طائف88ة العلم88انيين، وهن88ا أذكر أن طائفة العلم88انيين ستض88م ك88ل من ي88رغب ب88أن ينتمي إليها حتى لو كان متديناB، طالما أنه يريد التح88اكم إلى القوانين المدني88ة في ك88ل ش88ؤونه بم88ا فيه88ا أم88ور الزواج واألسرة والميراث، ولن يكون االنتم88اء للطائف88ة العلمانية مساوياB لالنتماء لطائفة الكفار، كما يمكنن88ا إن

شئنا أن نسميها طائفة السوريين المدنيين.

س888يبقى المج888ال مفتوح888اB للس888عي إلى تط888بيق الش88ريعة لكن باإلقن88اع ال ب88اإلكراه، وعلى أبن88اء ال88دين نفسه ال على أتباع األدي88ان األخ88رى، ولن يك88ون هنال88ك ذميون في دولتنا الجديدة وإن كانت دولة فيه88ا الحري88ة الديني888ة الكامل888ة ويمكن للن888اس أن يمارس888وا فيه888ا السياسة على أساس الدين، طالم88ا أن ف88رض الش88ريعة س88يبقى محص88وراB ض88من من ينتمي للطائف88ة الس88نية ويستثنى منهم من يضع نفسه في الطائفة المدني88ة أو

العلمانية وال خالف على التسمية.

وسيكون لكل سوري الحق في محاولة إقن88اع ب88اقي السوريين لتبني قانون ما على مستوى األم88ة الس88ورية حتى لو كان هذا القانون مأخوذاB من الشريعة اإلسالمية أو من أي عقيدة أخرى، هو له نيته وذلك بينه وبين ربه، ونحن لنا أن نناقش القانون المقترح وإذا وافقت علي88ه أغلبية السوريين فإنه سيبقى قانوناB مدنياB ولو كان في األصل مأخوذا من دين من األديان، ال يهم مص88دره حين نريد تطبيقه على مستوى سورية كله88ا ال88تي لن يك88ون لها دين من األدي88ان ب88ل س88تكون دول88ة لك88ل الس88وريين وعلى مس88افة واح88دة من ك88ل طوائ88ف الس88وريين. وال

Page 29: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

29

ي88ؤثر على الث88واب ال88ذي نري88ده من الل88ه على تط88بيقBتشريع إسالمي ما، فيم88ا ل88و ك88ان ه88ذا التش88ريع قانون88ا مدنياB من الناحية الرس88مية، فربن88ا يعلم م88ا في قلوبن88ا. المهم أن يك88ون ك88ل ش88يء بال إك88راه ويك88ون بحري88ة

وديمقراطية حقيقية.

عندها سيكون من حق أي سوري رجالB كان أو امرأة أن يترش88ح ل88يرأس الجمهوري88ة، وس88يكون من ح88ق ك88ل سوري أن يختار منطلقاB في اختياره من معتقده الدينيB ل88ه في الحي88اة الشخص88ية. B ال88دين وحاص88را أو مس88تبعدا المهم أن يتم انتخ888اب ال888رئيس من خالل ديمقراطي888ة حقيقية، وإن كنت كمسلم أؤمن أن88ه ال يج88وز أن يك88ون رئيس دول88تي غ88ير مس88لم فلي الح88ق في أن أع88بر عن ذلك من خالل صندوق االنتخاب، وإن جاءت األم88ور على غير م88ا أؤمن ب88ه ك88أن ينتخب الس88وريون ام88رأة أو غ88ير مسلم لرئاسة الجمهورية فإنها لن تكون نهاي88ة الع88الم، ألن رئيس الجمهوري88ة لن يك88ون الح88اكم ب88أمره، ب88ل سيكون موظفاB رفيع المستوى في دولة ديمقراطي88ة ال تعطي88ه الفرص88ة كي يس88تبد ويحكم به88واه، ولن يك88ون علي4 وزر أو إثم إن كنت ب88ذلت م88ا أس88تطيع من جه88د سلمي وقانوني من إج88ل إيص88ال المرش88ح ال88ذي أرغب في أن يكون رئيساB للجمهورية سواء ك88ان تفض88يلي ل88ه

على أساس الدين أو على أساس الجنس.

يجب أن يدرك كل منا أنه ف88رد واح88د ال يح88ق ل88ه أن ي5ك@ر9ه3 اآلخرين على ما يراه مناس88باB، ب88ل ل88ه أن ي88دعوهم إلى ذلك بالكلمة الطيبة، ولن يكون مالم88اB عن88د الل88ه إن لم يس888تجيبوا لدعوت888ه، فكم من رس888ول لم يس888تجب لدعوته أحد أو استجاب له قلة قليل88ة فق88ط. يجب أن ال

Page 30: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

30

م�ل أنفسنا ف88وق طاقتن88ا وال أن نف88رض وص88اية على ن5ح3 غيرن88ا، اللهم إال أن نج88بر أوالدن88ا على الص88الة ض88من عملية تربيتنا لهم حتى إذا بلغوا مبل88غ الرج88ال والنس88اء توقفن888ا عن إجب888ارهم وعاملن888اهم ككب888ار لهم كام888ل الحرية، إنما ندعوهم برفق وموعظة حس88نة لم88ا نعتق88د

أنه خير لهم.

في الدولة السورية المنشودة سيكون للناس حري88ة التعبير عن أي شيء وبالطريقة التي يختارونها لكن لن يك88ون لهم حري88ة الس88خرية أو ش88تم أو إهان88ة الرم88وز الدينية ألي طائفة من السوريين حتى لو كان هذا الرمز هو بوذا أو غيفارا، فالله حرم على المؤمنين أن يس88بوا اآللهة واألصنام التي كان مشركوا العرب يعب88دونها كي ال يس88ب ه88ؤالء الل88ه3 رداB على س88ب المؤم88نين آللهتهمد@ع5ون3 م9ن ذ9ين3 ي388 @ ال488 ب|وا المزعومة، ق88ال تع88الى: }و3ال3 ت3س588eة م4

ي4ن4ا ل9ك5ل� أ5 ل@مe ك3ذ3ل9ك3 ز3 B ب9غ3ي@ر9 ع9 @ الل�ه3 ع3د@وا ب|وا ي3س5 د5ون9 الل�ه9 ف3ل5ون3 @ ي3ع@م3 ا ك3ان5وا م ب9م3 ي5ن3ب�ئ5ه5 م@ ف3 ع5ه5 ج9 م م4ر@ ب�ه9 9ل3ى ر3 م@ ث5م4 إ ل3ه5 ع3م3

، أي سيكون لمن شاء أن يجادل بم88ا ش88اء108{ األنعام من أفك88ار لكن لن يك88ون ل88ه الح88ق أن يش88تم الل88ه أو الرسول أو الق88رآن أو الص88حابة أو غ88ير ذل88ك من رم88وز ألية طائفة دينية، سيكون هنالك حرية تفك88ير وتعب88ير ال يح888دها ش888يء إال وج888وب اح888ترام ب888اقي الس888وريين{ الك88افرون ل9ي3 د9ين9 واالعتراف لهم بأنهم }ل3ك5م@ د9ين5ك5م@ و3

، أي سيعترف المؤمن للكافر بحقه في أن يعتق88د م88ا6 شاء ويعبد ما شاء دون أن يكون ألح8د ح8ق إك8راه غ8يره على اتباع88ه، فاإلنس88ان ك88ائن مس88تخلف ل88ه الحري88ة أن يفعل ما يشاء طالما أنه لم يعت88د9 على حق88وق اآلخ88رين وطالما أن الل88ه سيحاس88به ي88وم القيام88ة فيعطي الجن88ة

Page 31: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

31

لمن آمن وعمل صالحاB ويدخل الن88ار من اس88تكبر وأص88ر على الكف8ر وعص88يان الخ88الق. ولن8ا أن ن88دعوه بالحكم88ة والموعظة الحسنة وبالرفق وبالتي هي أحس8ن، وعلين8ا عندما ندعوه أن نكون مخلصين في حبنا للخير ل88ه وفي حرصنا على هدايت88ه من أجل88ه ال من أجلن88ا، ولفائدت88ه ال لفائدتنا، وعندها س88تحقق ال88دعوة أعظم النت88ائج بعكس اإلك88راه ال88ذي لن ينتج إال المن88افقين الك88ارهين ال88ذين يتربصون بنا الدوائر. اإلنسان مفطور على االس88تقاللية ومحاول88ة إجب88اره على ش88يء تجعل88ه يك88ره ه88ذا الش88يء ويرفضه حتى لو كان فيه الخير له ألن88ه يري88د أن يش88عر

ك3 آلم3ن3 ب88| اء ر3 و@ ش388 ل388 بحريته واستقالليته، قال تعالى: }و3ت4ى اس3 ح3 ر9ه5 الن488 أ3نت3 ت5ك88@ يع88اB أ3ف388 م9 م@ ج3 ض9 ك5ل|ه5 ر@

م3ن ف9ي األ3ن9ين3 { ي88ونس ؤ@م9 وا@ م588 . وس88يكون الوال88دان هم88ا99ي3ك5ون588

صاحبا الكلمة فيما يوجه ألطفالهم88ا من تعليم دي88ني أو ال ديني، حتى إذا بلغ األطف88ال الس88ن القانوني88ة ص88اروا هم المسؤولين عن أنفسهم ولهم الحرية التامة في أن

يختاروا ألنفسهم كباقي السوريين.

في الدول88ة الس88ورية المنش88ودة كم88ا في أي دول88ة إسالمية صافية دينياB ال مجال للعنف في س88بيل التغي88ير االجتماعي والسياسي أبداB، بل الجهاد سيكون كلمة حق عن88د س88لطان ج88ائر، أي جه88اد بالوس88ائل السياس88ية الالعنفي88ة كالعص88يان الم88دني والتظ88اهر واالعتص88ام ووسائل اإلعالم وغير ذلك مما ال يمارس فيه القت88ل أول3 ت988 اإلك88راه من أي ن88وع، وه88ذا ال يتن88اقض م88ع أن من ق5 دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد

ومن قتل دون ماله فهو شهيد.

Page 32: المقال الخامس  دولتنا المنشودة جمهورية سورية ديمقراطية تعددية

32

=========================================