املعهد العاملي للفكر اإلسالمي مركز الدراسات املعرفية قسم علم االجتماع–كلية اآلداب

جامعة عني مشس مؤمتر تشخيص للمشكالت: واقع األسرة يف اتمع

واستكشاف لسياسات املواجهة

املنعقد بدار الضيافة جامعة عني مشس

٢٠٠٤سبتمرب ٢٨-٢٦ من

٢

: للمؤمترلميةالعاللجنة كليـة –االجتمـاع علـم رئيس قسم –شادية قناوي / األستاذة الدكتورة -١

اآلداب جامعة عني مشس

املستشار األكادميي ملركـز الدراسـات –رفعت العوضي / األستاذ الدكتور -٢ املعرفية

امعة عني مشس أستاذ علم االجتماع جب–علي ليلة / األستاذ الدكتور -٣

: للمؤمترالتنفيذيةاللجنة أستاذ علم االجتماع جبامعة عني مشس –علي ليلة / األستاذ الدكتور -١ أستاذ مساعد علم االجتماع جبامعة عـني – الدكتور مصطفى مرتضى -٢

مشس مدرس علم االجتماع جبامعة عني مشس –ماجدة حافظ / الدكتورة -٣ تماع جامعة عني مشس معيد بقسم االج–إميان الشحات -٤ معيد بقسم االجتماع جامعة عني مشس –رانيا رمزي -٥ معيد بقسم االجتماع جامعة عني مشس -حممد بيومي -٦

٣

فهرس احملتويات

٧ ............................ مقرر المؤتمر–علي ليلة . د. مقدمة أ- ١١ ...........األسرة على خريطة عالم ما بعد الحداثة: المحور األول -

...................األستاذ الدكتور أحمد زايد: البحث األول - "تفكك أواصر األسرة في عالم ما بعد الحداثة"

١٣

........................ الدكتور صالح سليمان:البحث الثاني - "اآلثار االجتماعية الستخدام االنترنت على األسرة العربية"

١٥

..... األستاذ الدكتور صالح الدين عبد المتعال:البحث الثالث -

"المردود الحضاري للعولمة على األسرة العربية"٢٩

٣٥ ....المداخل االجتماعية والسياسية لدراسة األسرة: المحور الثاني - ......................... األستاذة هبة رءوف:البحث األول - محاولة : ماع والنظرية اإلنسانيةتحوالت األسرة بين علم االجت"

"لرسم خرائط النظرية واقترابات الفهم

٣٧

........ األستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح:البحث الثاني -محددات التنشئة االجتماعية : المدخل السفني في تحليل األسرة"

"والسياسية

٤١

.....................ة األستاذ الدكتور علي ليل:البحث الثالث - "تأثير التحوالت االجتماعية على بناء األسرة"

٤٤

٤٩ ..............التفاعل االجتماعي داخل بناء األسرة: المحور الثالث- ........................ الدكتورة رباب الحسيني:البحث األول -

"واقع التنشئة االجتماعية في األسرة"٥١

٥٥ ..................الدكتورة إجالل حلمي األستاذة : البحث الثاني-

٤

"تحليل نقدي: العنف األسري في المجتمع العربي" ............................ الدكتورة حنان سالم:البحث الثالث -

"الدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم القتل في األسرة المصرية"٦١

ية والدينيـة للتنـشئة فـي األطر النفسية والتربو : المحور الرابع - ...............................................................األسرة

٦٧

.................... األستاذة الدكتورة فايزة يوسف:البحث األول - "السياق النفسي واالجتماعي لتنشئة األبناء داخل األسرة"

٦٩

..............سعيد إسماعيل علي األستاذ الدكتور :البحث الثاني - "األبعاد التربوية للتفاعل والعالقات داخل األسرة"

٧٧

........................ فضيلة الشيخ جمال قطب:البحث الثالث - "تكامل البناء األسري وتفاعل أدواره"

٨١

المرجعية اإلسالمية لفهـم واقـع األسـرة فـي : المحور الخامس - .............................................................المجتمع

٨٧

.................... األستاذ الدكتور السيد عمر:البحث األول - "المنظور اإلسالمي: النسق السياسي لألسرة"

٨٩

................. األستاذ الدكتور رفعت العوضي: البحث الثاني- "يع اإلسالمياألسرة الممتدة في ضوء التشر"

٩٢

................. األستاذ الدكتور أحمد المجدوب: البحث الثالث-

"مكانة المرأة وحقوقها في الشريعة اإلسالمية"١٠٦

الواقع المعاصر للمرأة وتحديات الموروث : المحور السادس ..............................................................الثقافي

١١١

.................. األستاذة الدكتورة شادية قناوي:البحث األول - "المرأة وواقعنا االجتماعي المعاصر"

١١٣

٥

............... األستاذة الدكتورة سامية الساعاتي:البحث الثاني - "المرأة وتحديات الموروث الثقافي"

١١٧

.................. األستاذ الدكتور ثروت اسحق: البحث الثالث- "محددات مكانة المرأة وأدوارها في بناء األسرة"

١٢٢

١٣١ ............................................................ مالحق- ١٣٣ ............................................ ورقة عمل المؤتمر - ١٤٥ .......................................... المشاركين في المؤتمر-

٦

٧

P مقـدمـة

تعرضت األسرة في الفترة األخيرة في مجتمعاتنـا لمتغيـرات سلبية عديدة أورثتها بعض مظاهر الضعف الذي قد يدفع بهـا إلـى

فقد تعرضت األسـرة فـي غالبيـة المجتمعـات العربيـة . االنهيارتحوالت االجتماعية واالقتصادية والثقافيـة التـي واإلسالمية لتأثير ال

خضعت لها أثناء عملية التنمية والتحديث التي لم تكـن مواتيـة فـي أحيان كثيرة األمر الذي أدى إلى ظهور عديد من الظـواهر الـسلبية والمنحرفة التي أثرت على فاعليـة مختلـف وحـدات ومؤسـسات

.دات أو المؤسساتالمجتمع، واألسرة باعتبارها أبرز هذه الوحوإلى جانب تأثر األسرة بعديـد مـن المتغيـرات المرتبطـة بالتحوالت االجتماعية االقتصادية التي خضعت لها هذه المجتمعـات فقد خضعت األسرة أيضا لكثير من المتغيرات الخارجيـة، بخاصـة الصادرة عن العولمة، التي تسعى إلى اختـراق بنياتنـا االجتماعيـة

لقيمية والثقافية، والعمل على إضعافها بهـدف اسـتبدالها ومنظوماتنا ا بقيم وأبنية غريبة على مجتمعاتنا وأنماط أسرتنا وتعكـس باألسـاس طبيعة األسرة في بناء نوعية الحياة السائدة في مجتمع القوة العالميـة

.التي أصبحت مسيطرة اآلن على هذا العالم ظهور ظـواهر وقد نجح االختراق في بعض جوانبه فدفع إلى

انحرافية وسلبية عديدة على ساحة األسرة في مجتمعاتنا، سواء تعلقت هذه الظواهر بشكل وتكوين األسرة وطبيعة العالقات بين أعـضائها،

األمر الذي قد يـؤثر علـى والء . أو تلك التي تتعلق ببعض وظائفها البشر وانتمائهم لمجتمعهم األمر الذي من المفترض أن يـستنفر فينـا عواطف الحمية والحفاظ على األسرة، حفاظا على بناء المجتمع، حتى

٨

تنساب جهوده وإنجازاته من خالل التنمية لتؤسس التطور والتحـديث والتقدم

من هنا كانت المبادرة التي شكلت ساحة االلتقاء بـين مركـز الدراسات المعرفية وقسم االجتماع بجامعة عين شـمس حـول عقـد

تشخيص لمـشكالت : واقع األسرة في المجتمع " مؤتمر تحت عنوان وخاصة أن بينهمـا تعـاون " الحاضر واستكشاف لسياسات المواجهة

ناجح سابق من خالل عقد مؤتمر عن العالم العربي واإلسالمي الكبير الرحمن بن خلدون حيث يسعى المتخصصون من خـالل هـذا دعب

عـات العربيـة المؤتمر إلى محاولة تأمل أوضاع األسرة فـي المجتم واإلسالمية، في سعي لتشخيص مشكالت األسرة وظواهرها، وذلـك بهدف رسم سياسة اجتماعية تستند إلى مرجعيتنـا الدينيـة والثقافيـة والعلمية، نحافظ من خاللها على بناء األسرة في مجتمعاتنا بما يعظـم

.أدائها لوظائفها بمستوى مثالي من القدرة والفاعليةتبلورت البحوث المقدمة في المؤتمر من خـالل على هذا النحو

:ثالثة محاورإلـى استكـشاف األوضـاع الحاليـة ويسعى :المحور األول

والمعاصرة لألسرة، في محاولة للتعرف على قـضاياها ومـشكالتها باالستعانة أحيانا بالمداخل النظرية التي تيـسرت للعلـوم اإلنـسانية

نحاول التعرف على أوضاع المراة :المحور الثاني وفي . واالجتماعيةفي مجتمعاتنا، خاصة أن ديننا الحنيف يؤكد علـى مكانتهـا العاليـة والسامية وهي المكانة التي تسعى بعـض الحركـات االجتماعيـة أو بعض المجتمعات أو حتى المواثيق العالمية لحقوق اإلنـسان لمنحهـا

ـ :المحور الثالث ومن خالل . إياها ؤتمر أن حاولت بعض بحـوث المتقدم سياسات إلصالح بناء األسرة ودعمها انطالقا من مرجعية دينية

إن أهل مكـة أدرى " وثقافية اجتماعية وعلمية، عمال بالقول المأثور "بشعابها

ويأمل قسم االجتماع بجامعة عين شمس ومركـز الدراسـات المعرفية أن نصل من خالل بحوث المؤتمر والمناقشات التـي تـدور

طاره حول القضايا المتضمنة في هذه البحوث، إلى رسم سياسـية في إ

٩

اجتماعية يمكن االسترشاد بها لمواجهة المشكالت أو الظواهر السلبية التي قد تؤثر على األسرة في مجتمعاتنا إضافة إلى التوصيه بـبعض السبل واآلليات التي يمكن أن تحافظ على تماسك األسرة وتعمل على

اجتماعية متكاملة تستند إلى تكامل التخصصات التي دعم بناء سياسية شاركت في فعاليات هذا المؤتمر، حيث قدم بحـوث هـذا المـؤتمر متخصصون في علم النفس وعلم االقتصاد وعلـم الـسياسة وعلـم

. االجتماع وعلماء الدين المتخصصون في الدراسة العلمية للمجتمع جامعـة –الجتماع وإذا يشكر مركز الدراسات المعرفية وقسم ا

عين شمس السادة الباحثين الذين شاركوا ببحـوثهم المتميـزة إللقـاء الضوء على مختلف جوانب األسرة، وكذلك المسئولين الذين وافقـوا على عقد هذا المؤتمر، فإنهما يتوجهان أيضا بالشكر للسادة الحضور،

ـ م الذين شاركونا االهتمام بموضوع المـؤتمر انطالقـا مـن والئهوانتمائهم لمجتمعهم وتراثهم وسـعيا وراء الحفـاظ علـى المجتمـع واألسرة التي تشكل قاعدته، فإننا نتمنى أن ننجح في تحقيـق الهـدف الذي عقدنا العزم عليه، وهو تلمس سبل وسياسـات الحفـاظ علـى

...األسرة في مجتمعاتنا التي نتمنى لها كل رفعة وتقدم واهللا الموفق أوال وأخيرا

مقرر المؤتمر علي ليله. د.أ

١٠

١١

األسرة على خريطة عامل: احملور األول ما بعد احلداثة

األستاذ الدكتور أحمد زايد: البحث األول -

"تفكك أواصر األسرة في عالم ما بعد الحداثة" الدكتور صالح سليمان:البحث الثاني -

"ستخدام االنترنت على األسرة العربيةاآلثار االجتماعية ال" األستاذ الدكتور صالح الدين عبد المتعال:البحث الثالث -

"المردود الحضاري للعولمة على األسرة العربية"

١٢

١٣

ملخص بحث

عالم ما بعد الحداثةفيتفكك أواصر األسرة

أحمد عبد اهللا زايد. د.أ ب جامعة القاهرة وكيل كلية اآلدا

يتحول العالم المعاصر يوما بعد يوم إلى عالم ينشغل بالمـادة أكثر من انشغاله بالقيم واألخالق، وتحل فيه العالقات الفردية القائمـة

كما تحـل . على المصلحة محل العالقات القائمة على العاطفة والمودة ة علـى قـيم اليقين محل العالقات المستقرة القائم مفيه الفوضى وعد

العالم المعاصر يقف أمام التغييـر وقـسوته، فيال شيء هنا . أصيلة . ن كانت هذه الخلية األولى للمجتمع المسماة باألسرةوإحتى

يمكـن أن التيولقد انتبه علماء االجتماع إلى أهمية التأثيرات يومن هنا أكـد انتـون . تخلقها هذه التغيرات المتسارعة على األسرة

كتابه الطريق الثالث على أهمية النظر إلـى األسـرة مـن فيجيدنز االجتماعولقد بالغ بعض علماء . عالمنا المعاصر فيمنظور مختلف

تعتبـر الماضي فيفبعد أن كانت . وصف حال األسرة المعاصرة في، نجد أن البعض يصفها بأنها مؤسسة تتأرجح "الخلية األولى للمجتمع "

يحاول الفـاعلون الذيبه بالجسد الميت بين الموت والحياة، وهى أش . فيه أن يعيدوا إليه الحياة

هذا السياق لم يعد علماء االجتماع يتحدثون عن أسـرة، يوففقد كـان علـم . وهذا تطور خطير ). بصيغة الجمع (وإنما عن أسر

يفرق بين أنماط محدودة مـن األسـر كاألسـرة الكالسيكياالجتماع الزوجيـة أو يميز بين أسرة النشأة واألسرة النووية واألسرة الممتدة،

شيء واحد هو أنها تتأسس فيوجميع هذه األنماط من األسرة متقاربة على رابطة زواجية بين زوج وزوجة ينجبون أطفاال، الذين يكونـون

أن نسمى هذا الـنمط مـن الطبيعيمن . بدورهم أسرا زواجية نووية . األسر خلية المجتمع األولى

لحال يتبدل تدريجيا؛ فتظهر أنماط من األسر لم تعرفها ولكن ا قـيم يالمجتمعات من قبل وجل هذه األنماط قد ظهر على أثر تفـش

١٤

ومن هنا جـاء اسـتخدام . تميز عالمنا المعاصر التيالفردية والمادية ويـشهد علـم . األسر بصيغة الجمع للتعبير عن هذا الوضع الجديـد

التـي سات عديدة حول أنماط األسرة المعاصر درا ياالجتماع األسر يعيش فيها الزوج بمفرده أو الزوجة بمفردها، وأسر التعايش المشترك

رابطة زواجية، وأسـر في يكونها الذكور واإلناث دون الدخول التي يعيش فيها جماعات مـن التي) أو البيوت الجماعية (العيش الجماعى بكونهـا أفـراد تـي ال معيشة مشتركة، واألسـر فيالذكور واإلناث

صفات خاصة كأسر الـشواذ مـن الـذكور واإلنـاث، فييشتركون . يعيش فيها أبناء من زواج سابقالتيواألسر

من . وتكشف دراسة هذه األنماط عن عدد من الحقائق يمكن رصدها : هذه الحقائق

تتعرض ي مهب الريح، وه فيأن األسرة المعاصرة تقف -١ت اجتماعيـة جديـدة لضغوط عديدة تحتاج إلى سياسـا

. عصرها الجديدفيتتواكب ومتطلبات العولمة

بنيـة فـي أن أنماط األسر الجديدة تعكس تغيرات هامة -٢. بنية األسرة من ناحيـة أخـرى يالمجتمع من ناحية وف

وبالتـالي فالمجتمع يتحول إلى تأكيد العزلـة والفرديـة، مة تستبدل الروابط القائمة على الصداقة والعالقات الحمي

. بالروابط القائمة على الزواج والشرعية

هذه التغيرات بعيدا عن التطـورات فيوال يمكن النظر -٣ الحركة النسوية ونمو قوة النساء كقوة اجتماعية تجـد في

. صورا مختلفة من المساندة

كما ال يمكن النظر فيها بمعزل عن المشكالت المتصلة بعمل المـرأة مشكالت الطالق، وتزايـد نـسب فيلتزايد ، وا االقتصاديواستقاللها

ال يرغبن الالئياألفراد الذين يعيشون بمفردهم، وتزايد أعداد النساء . اإلنجابفي

١٥

بحثملخص ت على االنترن والتأثيرات االجتماعية المرتبطة باستخدام األبعاد

العربيةاألسرة العربية اإلماراتدراسة ميدانية على عينة من طالبات جامعة

.المتحدة صالح سليمان عبد العظيم.د

مدرس علم االجتماع ، جامعة عين شمساآلدابكلية

موضوع الدراسة وأهميته :أوال

حد أ تكنولوجيا االتصاالت المعاصرة تمثل أنمما ال شك فيه فـي األهميـة بـالغ لعبت، ومازالت تلعـب، دورا التي اآلليات أهم تكنولوجيا أن قلنا إذانكون مبالغين والت العالمية المعاصرة، وال حالت

االتصاالت، بشكل عام، واالنترنت، بشكل خـاص، قـد لعبـت دورا االتصال بين البشر، بما يتجـاوز الحـدود أشكال تعظيم في محوريا

إلـى باإلضـافة الجغرافية للدول، وأشكال الرقابة المتعارف عليهـا، فنحن نعـيش . تشعبةتوسيع المجاالت المعرفية وحقولها المختلفة والم

تميـزت بتعـدد التي تحت مظلة الثورة المعلوماتية واالتصالية، اآلن يتمثـل والذي الحديث، الجماهيريأوجه االتصال المرتبطة باالتصال

االختراعات الحديثة مثل المذياع والتلفاز والتلغـراف والفـاكس في . وكغيرها مما ال يسعفنا المجال بذكرها

ينـسى االنترنـت أن فإن المرء ال يمكنه إلى ذلك، باإلضافة اآلونـة فـي انتشرت بشكل مـذهل التيكأحد أهم هذه االختراعات

العصر الحـديث، فيعد من أبرز أشكال العولمة تفاالنترنت . األخيرة ثورة االتصال، وقامت بتحريك العديد من فيفقد ساهمت بشكل فعال

، والعمل على دمجها، كما وجهات النظر المختلفة، والتقريب فيما بينها عديدة، كالهيمنة نواحي من العولمةعملت على تحفيز وتنشيط عملية

قلـب فـي تستخدم التيوالسيطرة االقتصادية والسياسية والعسكرية،

١٦

موازين القوى العالمية، وتحقيـق العديـد مـن األهـداف الـسياسية . الراهنةاألحداث بؤرة في ويسر بسهولةوتحريكها

االنترنت على مجموعة من المنافع واالسـتخدامات نطويتو نفس الوقت علـى مجموعـة أخـرى مـن فيشتمل يااليجابية كما

النـشر فـي ويمكن حصر المنافع واالستخدامات االيجابية . السلبيات أصـبح للصحف والمجالت على مستوى العـالم، حيـث االلكتروني

ـ بمكنة ا والعالميـة، المستخدمين قراءة مختلف الصحف، المحلية منه فـي أيـضا االنترنت أسهمتكما . حتى قبل صدور طبعاتها الورقية

تحسين وتوسيع دائرة الكتاب المقروء، وذلك مـن خـالل االهتمـام على العديد مـن صـفحات متداوال أصبح الذي، االلكترونيبالكتاب لمجال الثقافة والبحوث العلميـة، فقـد سـاعدت وامتدادا. االنترنت

على التعامل مع المكتبات العالميـة والجامعيـة، وإمكانيـة االنترنت والـدوريات اإلصـدارات فهارسها للوقوف علـى أحـدث استخدام هذا السياق، يمكن القول بأن استخدام االنترنت قد ساعد يوف. العالمية

بشكل كبير على إلغاء المـسافات المتعـارف عليهـا بـين المحلـى بينما يصعب على قطاع كبيـر مـن ف. ، وبين الخاص والعام والعالمي

القراء متابعة الصحافة العالمية، فإن االنترنت قد ألغت هـذه المـسألة تربعـت علـى صـفحات التي، من خالل الصحافة االلكترونية تماما

من جانب آخر، فإنه بينما يمكن للسلطات المحليـة رقابـة . االنترنت االنترنـت ال الصحف الورقية، ومنع دخول حدودها الجغرافية فـإن

تنتظر صك مرور لتعبر الحدود الجغرافية، وهذا ما يـصعب مـسألة فـي الحكومات والدول، بشكل خـاص اعتادتها التيالرقابة التقليدية . العالم الثالث

عقـد االجتماعـات فـي من جانب آخر، أفادت االنترنـت تتجـاوز المكـان لتجمـع بـين التـي والندوات والنقاشات المختلفة

كمـا تـم . أرجاء شتى من العـالم فيين مختلفين ومتناثرين متحاور المجاالت واإلعالنات التجارية، وعقـد وإتمـام في االنترنت استخدام

. الصفقات التجارية

١٧

جاالت الترفيهية، يمكـن االسـتماع إلـى البـرامج موفى ال انظـر ( الفنيـة األحداثآخر ، ومتابعة األفالمالموسيقية، ومشاهدة

).١١٧-١١٦: ٢٠٠١ يالدنان

، قد ارتبطت بمجموعة من السلبيات، مثل يضاألكن االنترنت ي، وتدن االجتماعية واألنشطة وااللتزاماتهدر الوقت، وإهمال الحياة

التـي ، بل ويصل األمر، من خالل بعض الحاالت الدراسيالمستوى ، وفقـدان العمـل، يسـر ألأدمنت االنترنت، إلى تهديد االسـتقرار ا

فاالنترنت على الرغم من حجم الحرية . القات االجتماعية وتدهور الع الذي لمستخدميها، وحجم المعلومات الضخم تتيحه الذيالواسع المدى

، قدرات المستخدمين على األحوال كل في معظم، إن لم يكن فييفوق أعتادهـا التـي الحيـاة التقليديـة أشكال طريقها فياستيعابه، تدمر

شخصية، وتجمعات أسـرية، وعالقـات تاتصاالالمستخدمين، من وهنا تكمن مفارقـة االنترنـت، وبـشكل . قرابية، وصداقات إنسانية

، المـادي من التحـديث كبيرا بلغت قدرا التي المجتمعات فيخاص لكنها مازالت مرتبطة بأطر الحياة التقليدية، مثل المجتمعات العربيـة

ا، ليست إشـارة بالـسلب والتقليدية هن . بعامة، والخليجية منها بخاصة لطرق حياة ارتضتها مجتمعات بعينها، دون غيرها مـن المجتمعـات

. محاولة للتمييز بين طرائـق مختلفـة للعـيش هي، بقدر ما األخرى إطار التفريق بـين أطـر حيـاة فيفنحن نستخدم التقليدية والتحديث

. االيجابي أو السلبي مجال التقييم فيمختلفة، أكثر من استخدامها

المجتمعات الغربية يرتبط بسيادة أنماط فيفاستخدام االنترنت . فردية، تطورت من مستوياتها الحداثية، إلى مستويات ما بعد حداثية

القرن التاسع عـشر كـان في المرء بنفسه سإحسا"ويرى ريفكن أن حياتـه فـي يفكر المـرء أن؛ فلم يكن من غير الشائع أكثر استقرارا القرن العشرين فقد بـدأ فيتتزايد قيمته مع الزمن، أما بصفتها منتجا

أعمال قيـد أنها قبل على ي أنفسهم أكثر من ذ فيالناس يفكرون بأناة العـالم فـي الكينونة تفسح المجال أمام الصيرورة وأصبحت. االنجاز

العـالم فـي تنفتح االنترنـت ). ٢٦٦: ٢٠٠٣ريفكن (المنظم الجديد

١٨

غير واثقين من عوالمهم، وأفرادير مكتملة، إذا على بنيات غ العربيوهنا يتماهى استخدام االنترنت مع . لألفكار والثقافات متناهي يوتشظ

فيأما . ي غير واثق وغير مكتمل ومتشظ ثقافي يجوهر ما بعد حداث البنيات ما قبل الحداثية مثل في، لنكن أكثر تحديدا أوالبنيات التقليدية،

المسألة ال تتعلق ببنيات فردية متشظية ومتنـاثرة البنيات العربية، فإن الجمعية والبنيـات العائليـة والقرابيـة، يمثـل فانتشاروغير واثقة،

البنيات هنا، رغم تقليديتها . االجتماعيالوحدات الهامة وبنيات التالحم المنفلـت، ال حـضور للفـردي حاضرة ومتفردة ومتنفذة، ال مجـال

لسياق، تبرز إحدى إشكاليات هذه الدراسة، هذا ا يوف. العاق يللمتشظ بنيـات ال تتماثـل في تستخدم بها االنترنت التي ترتبط بالكيفية والتي

كيـف يـتم . األداة ظهرت واخترعت فيها هذه التيمع نفس البنيات مجتمعات ال تتمتع بمثل هـذه البنيـات فيالتعامل مع عالم االنترنت

ظهـرت فيهـا التـي ثية باألساس، االجتماعية الغربية، ما بعد الحدا يؤثر بها هذا االستخدام على البنيات التقليدية، التياالنترنت؟ والكيفية

.األسرةوبشكل خاص

ي إلى ما سبق، فإن االنترنت قد ساعدت على تفـش باإلضافة أشكالها السياسية أو في والمعتقدات الهدامة والمتطرفة، سواء األفكار اختـراق بانتشار الجرائم الخاصة بها، مثل طتارتبكما أنها . الدينية

كما . الحسابات المصرفية، وشبكات المعلومات السرية الخاصة بالدول بانتشارارتبطت االنترنت، وبشكل خاص، من خالل برامج الدردشة،

وفيمـا . الجرائم الجنسية واالعتداء على حدود الحريـات الشخـصية شـبه اعتمادا تعتمد التيالنترنت، أثر استخدام ا . العربييتعلق بعالمنا

اللغـة اسـتخدامات تـصفحها، علـى فيكلى على اللغة االنجليزية العربية، وأضعف من نفوذها وأهميتها بالنسبة للمـستخدمين العـرب

) ١٢١-١١٨: ٢٠٠١ يانظر الدنان(

األنشطة االنترنت قد خلقت، من خالل تعدد أنويمكن القول يربط الفرد به، طنا بشاشات الكمبيوتر، عالما يرب المرتبطة بها، عالما

الـواقعي عالمـه فـي يمارسـه أنحيث يمارس من خالله ما اعتاد

١٩

اإلعـالم ، يمكن القول أنه بينما كانت وسـائل أخرىوبكلمة . المعتادفهنا . وحيدة االتجاه الراديو، والصحف والمجالت ةالجماهيريالتقليدية

يبدأ به االتصال، كمـا الذييد الزمن يتسم المستخدم بالقدرة على تحد من خالل متابعته ألنمـاط األقل تحدث، على التيأنه ال يتسم بالسلبية المرء أمام التليفزيون، على سـبيل المثـال، ال . االتصال الجماهيرية

، ميعـاد البـث، بشكل أكثر تحديدا أويمكنه أن يحدد ميعاد االتصال، يفعله، هو أن يقفل جهـاز البـث، أنبدايته، أو نهايته، كل ما يمكن

ويغادر المكان أمام الكمبيوتر، فهو قادر على تحديد مكـان وزمـان رسائل معينـة، ورفـض استخدام على يضاأنه قادر أاالستخدام، كما

.اآلخرالبعض

االنترنت، فـإن لمستخدميورغم تلك الحرية الممنوحة شكليا روط ومحددات هذا النظام الحاصل عبرها يرتبط بش االتصاليالنظام

يحمـل هويـة مشتركا تصميما يفالنظام يحتو . "المتعارف عليه سلفا ثقافية محددة، غير أنه مزود بألوان طيف متعددة يحققها الفرد، مسهما

) ٤٢٣: ٢٠٠٢مهنا ( تحديدها بشكل أكثر دقة في

مجال البحوث االتـصالية على وتفرض االنترنت نفسها اليوم ذاتها من إشكاليات مرتبطة بها هي المعاصرة لما تفرضه واإلعالمية

، وبـشكل واالجتمـاعي والثقافي والسياسي االقتصاديعلى المستوى ، اإلعالميـة منظومة القوى في اف ضعواألكثر الدول النامية فيخاص

فإذا كانت النشأة الخاصة باالنترنت تعـود إلـى الواليـات المتحـدة األبعـاد نفتـرض أن، فلنـا باألساسة ، وألهداف عسكري األمريكية

أن يمكـن التي، والتأثيرات الغربيالسياسية المرتبطة بهذا المشروع كافـة الـصعد االقتـصادية والـسياسية والثقافيـة تنجم عنه، على

اسـتخدام ومع تزايـد ). ٢٧-٢٦: ٢٠٠٣انظر ريفكن (واالجتماعية ـ ل بشك العربي عالمنا فياالنترنت يج بـشكل عام، وفـى دول الخل

حيث المختلفة للظاهرة، من األبعادخاص، تبدو الحاجة ملحة لدراسة إلـى معرفـة التـأثيرات باإلضافةحجم وأسباب ودوافع االستخدام،

االنترنت، السلبية منها وااليجابية، وبشكل خاص استخدامالناجمة عن

٢٠

وذلك مـن خـالل . ، والعالقات االجتماعية الخاصة بها األسرةعلى طالبة مفردة مـن طلبـة ٢٥٠ على عينة قوامها يق االمبيريق التطبي

هنا فإن أهمية البحـث الـراهن من. العربية المتحدة اإلماراتجامعة دولـة في االنترنت استخدامتبرز من خالل أهمية الوقوف على أبعاد

األبعـاد المرتبطـة بهـذا استـشراف اإلمارات العربية المتحدة، مع بشكل خاص، األسرة محيط فيالناجمة عن ذلك االستخدام والتأثيرات

علـى أهـم الـشرائح االجتماعيـة الميدانيوذلك من خالل التطبيق . المستخدمة لإلنترنت وهى طلبة الجامعة

مفاهيم الدراسة : ثانيا

إطـار الحـرب فـي بينا أنجاءت نشأة االنترنت كما سبق اليات المتحدة الباردة، ألهداف عسكرية باألساس، سعت من خالها الو

إلى ضمان الحفاظ على بنية المعلومات الخاصة بها، حـال األمريكية فـي ظهرت بواكير إنشاء شبكة االنترنت . تعرضها لضربة عسكرية

سمى اربانـت ، تحت م١٩٦٩ عام في ضخم تكنولوجيشكل مشروع Arpanet فـي هذه الـشبكة توتبع. األمريكية الواليات المتحدة في

األبحـاث ، بهـدف تـدعيم األمريكيـة وزارة الـدفاع األولىنشأتها نتعرض لحادث من أنالعسكرية، والبحث عن كيفية بناء شبكة يمكن

. عارض تعطليها أو إيقافهاأي نوع وتصمد أمامه، وال يستطيع أي

لقد ارتبطت هذه الشبكة في بداية تصميمها بأربعة حواسـيب علـى عـرض شـبكات تكون قادرة كيحيث برمجها التقنيون . آلية

المـسافات والبعـد ل، متحدية بذلك طـو )Wan(الحاسب العريضة ولقد تم تركيب هذه الحواسيب في أربـع جامعـات . الكبير الجغرافي

California، وجامعة كاليفورنيـا Utahأمريكية، وهى جامعة يوتاه بسانتا باربرا، وجامعة كاليفورنيا في لوس انجيليس، ومعهد ستانفورد

تطورت هذه الشبكة حيث ربـضت ١٩٧٢وفى عام . لألبحاث ليالدو . على تلك الشبكةأبحاث جامعة ومركز ٧٢

جواز مرورنـا هيمثل التلفاز والراديو والصحف والمجالت إلى العوالم المحيطة بناء جواز تعريفنا بهذه العوالم، أصبحت أجهـزة

٢١

جلوسـه أمـام فالمرء إبـان . العالم ذاتههيالكمبيوتر عبر االنترنت مـا يريـد مـن الموضـوعات، يشاشة الكمبيوتر، يمكنه أن يستدع

، بدون تسلسل وبدون رابط بينها، حيـث يمكنـه واألحداثوالصور من هذا إلى ذاك، بسهولة ويسر، وحيثما يعـن لـه، وحيثمـا االنتقال

يفعل ذلـك، عليـه أن التلفاز فهو ال يستطيع أما أمام . يحب أو يشاء . ن البث، وااللتزام بحرفية تسلسل البرامج، ومواعيـدها االرتباط بزما

من خالل االنترنت ال توجد بدايات، كما ال توجد نهايات، العالم نص مفتوح، يمكن لمستخدميه االرتحال فيه كيفما يشاؤون، وكيفمـا يحلـو

المشاهد مؤطر بحدود عالم المشاهدة، ومادة فأما أمام التليفزيون . لهم ) ٤٨٢-٤٦٢: ٢٠٠٣انظر ريفكن (غرافيا البث، وقيود الج

وتنمو االنترنت بشكل كبير على مستوى العالم ككل، وبـشكل ويرتبط هـذا التزايـد والتوسـع . خاص في الدول الرأسمالية الكبرى

بضخامة األنشطة االقتصادية المرتبطة باالنترنـت، وهـو واالنتشار. لهـا السياسي دياالقتصا يحتم الربط الكبير بين الجانبين الذياألمر

، فإنهـا جديـدا إعالميـا وإتـصاليا فاالنترنت وإن كانت تبدو تحوال الربحية مبدأي واضحة مكثفة وواثقة، تنتهج اقتصاديةتتضمن صناعة

ناجح ويكشف ريفكن عـن يقتصادا مشروع أليوالتوسع المطلوبين االنترنت، والنشاطات االقتـصادية المرتبطـة مستخدمي انتشارحجم

، فإنـه األمريكية لتقديرات وزارة التجارة ها، حيث يشير إلى أنه وفقا ب مليون شخص حول العالم لـديهم إمكانيـة ٢٠٠يوجد حاليا أكثر من

، ٢٠٠٥النفاذ إلى االنترنت؛ ويقدر المختـصون أنـه بحلـول عـام وبالنسبة إلـى . سيحظى أكثر من مليار نسمة بآلية النفاذ إلى االنترنت

عوائد تقدر بـأكثر مـن ١٩٩٨ترنت؛ فقد حقق في عام اقتصاد االن ووفقـا . مليون فرصة عمـل ١,٢ مليار دوالر وأوجد أكثر من ٣٠١

لدراسة أجرتها جامعة تكساس، فإن اقتصاد الـشبكات ينمـو بنـسبة ريفكـن ( كل تسعة أشـهر سنويا، ويتضاعف حجمه حاليا % ١٧٤,٥٢٧: ٢٠٠٣ .(

االنترنت مستخدمينا أن عدد ما علم إذاوتبدو أهمية الدراسة العربية المتحدة قد تجاوز المليون مستخدم، وفقـا اإلماراتفي دولة

اسـتخدام يجعـل الـذي ، األمـر العالمي االتصاالتلتقديرات إتحاد

٢٢

لعـدد اإلنترنت في دولة اإلمارات األعلى بين الدول العربية، قياسـا رنت في دولة اإلمارات اإلنت استخدامباإلضافة إلى ذلك، فإن . السكان

مـستخدمي ، حينما كان عدد ١٩٩٧ منذ منتصف عام فلكيا يشهد نموا عدد السكان، حتى إجماليمن % ١,٤٧ بنسبة ٤٥١٥٠االنترنت يبلغ

. ٩٧، بنـسبة ٢٠٠١ مستخدم في نهايـة عـام ٩٠٠٠٠٠وصل إلى ). see, How many Online: online( الـسكان إجمـالي من % ٣٦

االنترنت في دولة اإلمارات، استخدام اتساعيات حجم وتبين اإلحصائ يـستدعى وصلت إليه في السنوات العشر األخيرة، بما الذيوالمدى

واآلثارضرورة دراسة هذا التوسع، والمظاهر المختلفة المرتبطة به، . الناجمة عنه

التـي وأهمية االنترنت هنا، تبدو من خالل اإلمكانيات الهائلة إلى تبادلي اتصال تحولت من خاللها من وسيط والتي عليها، تنطويلكن المفارقة الهامة هنا تبـرز مـن كـون . جماهيري اتصالوسيط

في النهايـة هي المذهل والهائل، انتشارهااالنترنت في النهاية، رغم ، حيث الحوار بـين اإلنـسان واآللـة، عبـر آلي تبادلي اتصالأداة

صوص الجديدة، والغير متوقعة فـي الضخمة والمتواصلة للن اإلنتاجية االحتفـاظ في هذا اإلطار، مـن الـصعب " رى مهنا فإنه توكما . آن

والواقع الحاسوبي تطور الجرافيك ففي، الجماهيريبمصطلح اإلعالم ، على سبيل المثال، يرى بعض الباحثين بذور صـيرورة االفتراضي

). ٣٩٨: ٢٠٠٢مهنـا ( بعـد األطـر مضادة للجماهيرية غير محددة وتبين مهنا أن هذه التبادلية التقانية المعاصرة تكسر المتعارف عليـه

تتم مـن خـالل أجهـزة التي التبادلية يضاأفي التبادلية الشخصية و االتصال الجماهيرية فوجود المستخدم أمام اآللة المعاصرة، المتمثلـة في جهاز الكمبيوتر، يكسبه خصائص جديدة تختلف عـن خـصائص

. يتم عبر أجهزة االتصالالذي واالتصال المباشر، لشخصيااالتصال

عبارة عن مجموعة من شبكات التقنيةواالنترنت من الناحية TCP/IPوتوكـول ر العالم كافة، وتستخدم ب أنحاءالحاسوب تنتشر في

لإلنترنت علـى خطـوط الفقري فيما بينها، ويحتوى العمود لالتصالمن حواسيب الشبكات آالف تربط بين يالتنقل البيانات عالية السرعة

مؤسـسة أووتعتبر كل هيئة . التجارية والحكومية والتعليمية وغيرها

٢٣

على شبكة االنترنت مسؤولة عن صيانة الجزء الخاص بهذه الـشبكة من الـشبكة فـإن البيانـات Node حالة تعطل طرف يوف. العمالقة

ـ ى هـدفها، ألن المنتقلة عبر االنترنت ستجد مسلكا آخر للوصول إلشبكة اإلنترنت ليست مركزية، وال يوجد حاسوب مخصص للـتحكم

). ١٩٩٦ الهادي؛ ٢٠٠٢ يأنظر الحاج(بها على مستوى العالم

اإلنترنت فإن تعريفهم يتـضمن شـقين مستخدميومن حيث الذين يتعاملون مع شبكة االنترنت عبـر األفراد يأحدهما مجرد ويعن

فيعنـى اإلجرائـي تعريـف اآلخـر وهـو أجهزة الكومبيوتر، أما ال االنترنت هؤالء الذين يستخدمون االنترنت ما ال يقل عـن بمستخدمي

. سبوعياأثالث ساعات

النظرياإلطار : ثالثا

تؤكد منذ البدايـة علـى نظريتنطلق الدراسة الراهنة من إطار : المحددات النظرية التالية

فـرغم مـا . االتصالييط العالقة الجدلية بين المستخدمين والوس -يتمتع به مستخدموا االنترنت من حرية كبيرة فـي التعامـل مـع

ياالنترنت وتصفحه، فإن هذه الدراسة ال تنطلق من تأثير أحـاد ، بقدر ما تؤكد على االتصاليمن جانب المستخدمين نحو الوسيط

اتـصالي فاالنترنت ليست وسـيط . التأثيرات التبادلية فيما بينهما إطـار تـأثيرات العولمـة، ففـي . حتى ولو بدت كـذلك ، سلبي

يتعامل مـع االنترنـت أنوتكنولوجيا المعلومات ال يمكن للمرء . كوسيط برئ، أو حتى في أفضل الحاالت وسيط محايد

معاصر كنظام متكامل في يتصالاأهمية دراسة االنترنت كوسيط -ـ األخرىضوء عالقاتها مع الظواهر االجتماعية ي الموجـودة ف

يتفاعـل يجتماعاوبمعنى آخر دراسة االنترنت كنظام . المجتمع . ، يؤثر فيها ويتأثر بهااألخرى االجتماعيةمع غيره من النظم

من هنا، فإنه من األهمية بمكان دراسة االنترنـت فـي مجتمـع - مر التي في ضوء التحوالت المجتمعية ومراحل التطور اإلمارات

٢٤

على العملية اإلعالمية بـشكل عـام، بها هذا المجتمع، وتأثيراتها . وعلى االنترنت بشكل خاص

وفى ضوء هذا المحددات النظرية المختلفة والمتكاملـة فـي أن، االستخدامات واالشباعات من جانب، نظريتيبنى الدراسة الراهنة، تت

من ناحية أخرى حيث تـساعدنا النظريـة االجتماعي التباين ةونظري مـستخدمي يقـوم بهـا التي االستخدامات على تحديد طبيعة األولى

كما أن نظرية التبـاين . تحققها لهم التياالنترنت، طبيعة االشباعات سوف تساعدنا على وضع اإلنترنت في سـياقية المجتمـع االجتماعي مـر بهـا هـذا التـي ، وعلى تحديد التطورات التاريخية اإلماراتي

كأحد أهم التكوينـات المجتمع، وانعكاس ذلك على األسرة اإلماراتية، .، عام بداية الخدمة في اإلمارات١٩٩٥ منذ عام االجتماعية

األهداف والتساؤالت : رابعا

: تهدف الدراسة الراهنة إلى

واالقتـصادية والثقافيـة االجتماعيـة التعرف على الخـصائص - . اإلنترنتلمستخدمي

االنترنت استخداممعرفة حجم -

تخدام االنترنت ودوافع اسأسبابالوقوف على -

. االنترنتالستخدام الفعليالكشف عن الواقع -

االنترنـت، وبـشكل استخدام االيجابية والسارية من اآلثارتحديد - . ، والعالقات االجتماعية الخاصة بهااإلماراتية اإلدارةخاص على

: يلي تتضح تساؤالت الدراسة فيما األهدافوفى ضوء هذه

ام االنترنت؟ ما مدى حجم الحاجة الستخد -

السلبية المرتبطة باستخدام االنترنت على األسرة؟ اآلثار هيما -

؟ األسرة اإلنترنت على باستخدام اآلثار االيجابية المرتبطة هيما -

٢٥

للطالبات نحو االنترنت وبشكل خـاص الذاتيما هو طبيعة التقييم - . اإلماراتية المعاصرةاألسرةفي مجاالت التأثير على

منهج الدراسة : خامسا

طالبة، ولقد ٢٥٠تعتمد الدراسة الراهنة على عينة مؤلفة من الطالبات ممن يدرسون مادة مجتمع اإلمارات وهـى مـادة اختيارتم

. إجبارية البد وأن يدرسها كافة طالب الجامعة من كافة التخصصات ولعل هذا هو ما يمنح العينة شموليتها للكليات المختلفة مـن جانـب،

يتها لكافة التخصصات العلمية الموجودة في الجامعة من جانب وشمول العينة، فإنه يمكـن القـول أنهـا عينـة اختيارورغم عشوائية . آخر

كما . تكون الطالبة إماراتية الجنسية أن باألساس فيها روعيمقصودة، ممـن تـستخدم االنترنـت مفرداتها تكون كافة أن أيضا فيها روعي

. وتتعامل معها

االسـتطالعي األسلوب الدراسة سوف تعتمد أن القول ويمكن نتجـت عـن التـي للتوصل إلى معرفة التأثيرات المختلفة الوصفي، بل الوصفيولن تقف الدراسة فقط عند المستوى . اإلنترنت استخدام

لعينـة الدراسـة، سـوف الكمي اإلحصائي على التحليل اعتماداإنها وبـشكل . اإلحصائيةنتائج والبيانات لجملة هذه ال الكيفيتعتمد التحليل

كـأداة مدت على استمارة االسـتبيان عتعام فإن الدراسة الراهنة قد ا إلى عدد من المحاور المختلفة االستمارةرئيسية لجمع البيانات وتنقسم

المختلفة المرتبطة باستخدام االنترنت مثـل باألبعادالمتعلقة بوضعية ستخدام االنترنت ونوعيـة وتكلفـة امتالك الكمبيوتر وزمان ومكان ا

علـى ذلـك باإلضافة. االنترنت، ودوافع وأسباب استخدام االنترنت الناجمـة عـن باآلثـار تتعلق التي على المحاور االستمارةاشتملت

اإلماراتية األسرة على وااليجابي السلبياستخدام االنترنت في بعديها . اإلنترنتالستخداموتقييم الطلبة

٢٦

: المراجعقائمة

دليـل اسـتخدام االنترنـت لغيـر . ١٩٩٦. راجـي شقرا، أبو -١ . المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر: بيروت. المتخصصين

من حملة نابليون "العولمة والتنمية العربية . ١٩٩٩. أمين، جالل -٢ . العربيةالوحدةمركز دراسات : بيروت. "يإلى جولة االوروغوا

، األردنحاسـوب واالنترنـت، جـرائم ال . ٢٠٠٤. أمين، محمد -٣ . مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع: عمان

. اإلدارة االنترنـت فـي اسـتخدام دليل . ١٩٩٩. ، عليا خطاربر -٤ . قسم البحوث:اإلمارات

االنترنت وتعلـيم وتعلـم الرياضـيات . ١٩٩٩. ناديجرجس، -٥ . مكتبة الفالح: الكويت. والكمبيوتر

دار . إيجابياتـه وسـلبياته االنترنـت ٢٠٠٢. ، محمـد يالحاج -٦ . المكتبي

). سـيحكم شـعبي (العولمـة والثـورة . ٢٠٠٠. حجار، جورج -٧ . بيسان للنشر والتوزيع واإلعالم: بيروت

.االنترنت الشبكة الدوليـة للمعلومـات . ١٩٧٧. حسين، فاروق -٨ . دار الراتب الجامعية: بيروت

نظريـات وسـائل . ؛ روكيتش، سـاندرا بـول .ديفلير، ملفين ل -٩الدار الدولية : القاهرة. ١٩٩٢ف ؤ عبد الر كمالترجمة . إلعالما

. للنشر والتوزيع

الوظيفة اإلعالمية لشبكة . ٢٠٠١. ، عبد الملك ردمان يالدنان -١٠ . دار الراتب الجامعية: بيروت. االنترنت

عصر الفرص، الثقافـة الجديـدة . ٢٠٠٣. يريفكن، جيرس -١١مركز اإلمـارات : اراتاإلم. للرأسمالية حيث الحياة تجربة مكلفة

. اإلستراتيجيةللدراسات والبحوث

٢٧

االتصال في عـصر . طبعة ثانية. ٢٠٠١. هللا العبد مي سنو، -١٢ . دار النهضة العربية: بيروت. العولمة، الدور والتحديات الجديدة

عـالم : القـاهرة . االنترنت والعولمـة . ١٩٩٩شاهين، بهاء -١٣ . الكتب

لمة إدارة االقتصاديات العو. ٢٠٠٠. الصادق، على وآخرون -١٤ . شركة الفجر: ظبي أبو. الوطنية

. العولمة محاولة في فهمها وتجـسيدها . ١٩٩٩. طالس، ناهد -١٥ . دار طالس: دمشق

دار الفكر : بيروت. الثورة المعلوماتية .٢٠٠٢. عباس، بشار -١٦ . المعاصر

نظريـات اإلعـالم واتجاهـات . ١٩٩٧. عبد الحميد، محمد -١٧ . م الكتبعال :القاهرة. التأثير

: الريـاض . الدليل العلمـي االنترنت .٢٠٠٠. كاسر، باربرا -١٨ . مكتبة جرير

: مـصر . )بدون خبـرة (االنترنت . ٢٠٠٠. كورت، روبرت -١٩ .دار فاروق

. األردن. علم االتصال بالجماهير . ٢٠٠١. محنة، فالح كاظم -٢٠ .الوراقمؤسسة

. ١٩٩٧. اإلسـتراتيجية والبحوث للدراساتمركز اإلمارات -٢١ . المعلومات واالتصاالت وتأثيرها في المجتمع والدولةثورة

االتـصال . ١٩٩٨. ، حسن عماد؛ السيد، ليلى حسين مكاوي -٢٢ . الدار المصرية اللبنانية: القاهرة. ونظرياته المعاصرة

. علوم االتصال والمجتمعات الرقميـة . ٢٠٠٢. مهنا، فريال -٢٣ . دار الفكر: دار الفكر المعاصر؛ دمشق: بيروت

٢٨

المكتبـة . االنترنت على شاشـة الكمبيـوتر . ١٩٩٦. يالهاد -٢٤ . األكاديمية

: القـاهرة . ١٩٩٩/٢٠٠٠: االتصاالت والمعلومات في العالم -٢٥ . مركز مطبوعات اليونسكو

٢٦- Anderson, R., & ross, V. (1998). Questions of communication: Apractical introduction to theory (2nd ed.). New York: St.

Martin’s Press. P. 126 – 128. 134. ٢٧- Blumler J.G. & Katz, E. 1974. The uses of mass

communications: current perspectives on gratifications research. Beverly Hills, CA: Sage.

٢٨- Cragan, J.F.,& Shields, D.C. (1998). Understanding communication theory: The communicative forces for human

action. Boston, MA: Allyn & Bacon. P.12. ٢٩- Griffin, E. (2000). A first look at communication theory (4th ed.).

Boston, MA: Mc Graw-Hill. P.49, 109, 177, 179-188, 193, 476-477, 481.

٣٠- Griffin, E. (1997). A first look at communication thory (3rd ed.). New York: McGraw-Hill. P. 195-205, 218, 377, 476, 477,

484,494. ٣١- Infante, D.A., Rancer. A.S.& Womack. D.F. (1997). Building

communication theory (3rd ed.).Prospect Heights, IL: Waveland Press.P. 164-167.

٣٢- Littlejohn, S.W.(1999). Theories Of human communication (6th ed.). Belmont, CA: Wadsworth. P. 148.

٣٣- West, R. & Turner, L.H (2000). Introducing communication theory: Analysis and application. Mountain View, CA: Mayfield.

N/A. ٣٤- Wood, J.T (1997). Communication theories in action: An

introduction. Belmont, CA: Wadsworth. N/A.

٢٩

ملخص بحث

للعولمةالحضاريالمردود األسرة العربية المعاصرة على

صالح عبد المتعال. د.أ المستشار بالمركز القومي

للبحوث االجتماعية والجنائية .األسرة العربية المعاصرة والعولمة

ادل بين األسرة المعاصـرة اختلفت درجة التأثر والتأثير المتب ، فثـورة اإلقليمـي والنظم المحيطة بها علـى النطـاق المحلـى أو

االتصاالت والمعلومات والقفزات التكنولوجية المتالحقة قاربت بـين الدول والمجتمعات المتقدمة والعالمية، مما جعلها تقع بين جذور وقيم

قافيـة وتراث يشدها ومستحدثات عصرية اسـتهالكية وإعالميـة وث وترويحية تجذبها سواء كانت مالئمة لخصوصيتها وهوية مجتمعهـا

.االقتـصادي الثقافية أو غير مالئمة ألسلوب حياتها ومستوى دخلهـا ن طوفان العولمة قد أحاط بها فقد ال تملـك لنفـسها إوبعبارة شائعة ف

خـذ أ إال من استوعب أبعاد هذا الطغيان واكتسب المناعة ضده و شيئا .أمثاله بقدر من التنظيم فقد ينجو أو يخفف من غلوائهيقاوم و

فـي واألسرة العربية المعاصرة تعيش بدورها مثل مثيالتهـا دول العالم تحت وطأة تيارات العولمة وهى ليست عولمـة فرضـتها

عولمة فرضـتها الهيمنـة الرأسـمالية هياألبعاد اإلنسانية بقدر ما مصالحها اإلنتاجية بل محاولـة ال تقتصر على تحقيق التياألمريكية

فـي أمريكيـة - غربيـة QUALITY OF Lifeفرض نوعية حياة الملبس ونوعيـات الطعـام والـشراب فيثقافتها وأخالقها وأذواقها

وفنونها التشكيلية التمثيلية والصرعات الموسيقية والغنائية وضـروب زها إلى شئون ميولها وغرائ في من القيود األخالقية التحرريالسلوك

وتشجيع تيـار . المرآة يدرجة التقليل من شان قيم العفة وتزييف وع فـي الطبيعيإلنجاب ا كأحد بدائل األمومة و الصناعيالشذوذ والتلقيح

٣٠

ا فصل الدين عن شئون الحياة باعتبـاره أمـر ن ع األسرة هذا فضال والهجمة 2001 سبتمبر 11، خاصة بعد أحداث ال اجتماعيا شخصيا تعاليمه محرضة على التـدمير واعتبار اإلسالمييبية على الدين الصل

والتخريب واإلرهـاب وبـذلك ارتفعـت عقيـرة اإلدارة األمريكيـة وأفلحـت . الـديني الصهيونية الراهنة بضرورة تعديل مناهج التعليم

ضـد االستـشهادي منذ أحداث انتقاضه األقصى وارتفاع المد نسبيا فـي تطوع إرادة بعض الـدول اإلسـالمية أناإلسرائيلياالستيطان

تعديل مقررات مناهج الدين الدراسية باسـم التـسامح مـع األديـان المزيف، وهم يعلمـون اإلسرائيلياألخرى ومبادئ السالم هو السالم

. التسامح والسالمفيحقيقة اإلسالم يوالعولمة كمصطلح مستحدث انبثق مـن الـسياق الـذرائع

تسانده المصالح الرأسمالية المـستغلة الهادفـة يالذ الغربي األمريكي الجنوب، والهيمنـة علـى في الثروةللسيطرة على مقدرات ومصادر

، والعمل المخطط إلدارة شئونه االقتصادية والسياسية والتداخل هأسواقالمقصود لتغيير اتجاهاته الثقافية والموروثة الحافظة لهويته والمـؤثرة

يفضلها، ومن ثم فقـد رأى أصـحاب التية أنماط وأساليب الحيا فيالعولمة الراهنة أنه ال فكاك من نجاح مقاصدهم للهيمنة تحت مسميات

وما بعدها، إال بالمحاولـة الحداثة العولمة واضرابها من مصطلحات أسـاليب الحيـاة كالجادة لتغيير االتجاهات نحو استغراب واسـتمرا

مضمونة لـدوالب العمـل وأنماطها، فتتحول دول الجنوب إلى أسوق األسـيوية النمور بدون منافس، حتى أن والغربي األمريكيواإلنتاج

القادم تقوم باستنساخ المنتجات الغربية األمريكيـة الصينيوالعمالق وتـصدير هـذه . بمشاركة استثمارية أمريكية بعمالة بشرية رخيصة

ب وعلـى بالد الجنـو في اإلنتاجالمنتجات إلى المساحات الخالية من مخزون الثـروات الطبيعيـة وفـى .رأسها الدول العربية اإلسالمية

جعل األمريكان يختزلون مراحل االستحواذ بآليات الذيمقدمتها النفط الثقافة واإلعالم المبهرة إلى القفز إلى فرض العولمة بالقوة العسكرية

، دون إضاعة والتعليمي واالقتصادي السياسيورفع رايات اإلصالح . الوقت لإلسراع بإيقاع التغيير والهيمنة

٣١

لفرض العولمة األمريكيـة االستراتيجي هذا الخطأ يوقد يؤد الـشعوب ومنهـا ي وع إفاقة على المراحل التاريخية إلى بالقوة، قفزا

، وتحـصنها بمقومـات ثوابتهـا الحـضارية العربيـة العربيالعالم ت الحضارية، وأن تتغير واإلسالمية، مما قد يؤثر إلى العودة إلى الذا

أدوارها من ردود األفعال إلى األفعال ذاتها والمبادأة بـدفع العـدوان إن [بأشكاله المختلفة، وأيضا بإصالح النفوس والمجتمع من الـداخل

ا بأنفسهموا مرغيتى يم حا بقوم رغيال ي ١١/ الرعد]الله. المقام األول على األسرة العربيـة فيومن ثم تقع المسئولية

المعاصرة لدرأ األضرار الواقعة اآلن على أبنائها من جـراء اآلثـار شـئون تحـديث فـي اإليجابية لها باآلثارالسلبية للعولمة، واالنتفاع

نوعية الحياة بما يتفق مع مقومات قيمها الحـضارية واألقـدام علـى لومات وأدوات الحياة الرقميـة المستقبل، المتخم بثورة المعرفة والمع

) األتمتـة (واآللية الذاتيـة ) الكمبيوتر (اآلليوالحاسوب ) الديجيتال ( self(كل ذلك من أجـل االعتمـاد علـى الـذات . ألدوات اإلنتاج

Reliance( والتحرر من التبعية االقتـصادية والـسياسية والثقافيـة كرية وشعبية لهـا التحصن بقوى عس ا وليس آخر وأخيرا. واإلعالمية

. الوطنيالقدرة على الردع والمقاومة والدفاع عن أراضهل تستطيع الوحدة االجتماعيـة .. يطرح نفسه الذيوالسؤال

لألسرة العربية بان تأخذ على كاهلها مسئولية مقاومة اآلثار الـسلبية للعولمة وانتقاء آثارها اإليجابية والعمل به إلعادة صـياغة شخـصية

وماتها القيمة واألخالقية؟ األمة ومقهل تستطيع ذلك حتى بالمساندة االجتماعيـة مـن أعـضائها

مازالت تمثل لها حصن العائلة الممتدة التي شبكة قرابتها فيالمثقفين حتى بين أعضائها المتناثرين )Modified Extended family(المعدلة

. مناطق الحضرفي كمجـال familismوهل يمكن استثمار مـضمون العائليـة

القرى واألحياء بما قـد في وتدعيم الخدمات المحلية اإلنتاجيللتعاون يحقق التنمية المحلية المتعمدة على الذات ـ فإن تحققـت وتواصـلت الوحدات العائلية والمحلية فأنها قد تمثل حلقات سالسل لنموذج فريـد

٣٢

التقيـد تتطور وتتنامى على مدى الزمن دون التيمن التنمية الشاملة تفرضها السلطة المركزية، وعندئذ يكـون التيبالتنمية البيروقراطية لشرور العولمة المتأمركـة بغـرض الهيمنـة قد تعالى جدار الصد

.اإلمبراطورية على العالمن يتحقق ذلك بدون حق مشاركة أعضاء األسـرة أهل يمكن

صياغة نموذج التنمية وصناعة القرار؟فيالمعاصرة أن يتحقق ذلك لدفع مسيرة التنمية المـستقلة غيـر هل يمكن

التابعة بدون تمتع أعضاء األسرة العربية المعاصـرة بحـق التعبيـر خاصـة السياسي صناعة القرار في والمشاركة الرأيوالكلمة وإبداء

هل يمكن حماية أعضاء األسرة المعاصرة مـن . المصيريةالقرارات السلطة السياسية، وتفعيـل نوع خاصة أيسوء استغالل السلطة من

؟الديمقراطية الممارسة فيدورها افترض أن األسرة العربية المعاصرة سيقع على كاهلهـا اإذ

إنقاذ مـا ال في المدني الدولة والمجتمع رهذه المسئوليات فما هو دو من ظالم األمية والماليين إناثهايقل عن نصف ذكروها وثالثة أرباع

العمالة الحرفيـة في وسوق النخاسة الدراسي من أطفالها من التسرب تحرمهم من نعيم طفولتهم وتنتقـل علـيهم بمـسئوليات الكبـار التي

.وإعالتهمأن حقوق الطفل كعضو واعـد لمـستقبل األسـرة العربيـة المعاصرة لن تقدر على الوفاء بها ألسرة بمفردها بل هو مـسئوليات

مها عصب العائلة أو القبلية اقتنص الكثير من حكا التيالدولة العربية لالستئثار بالسلطة واحتكارها إلى أجـل غيـر مـسمى، فأصـبحت العصبية السياسية سواء كانت دموية أو حزبية أم طائفية علـى رأس

يـصبح وبالتـالي التنمية وتجاوز التخلف في التقدم إلحرازالمعوقات التي الثغرة يه القائم على العصبية بمعانيها السابقة السياسياالحتكار

فييتسلل منها سلبيات العولمة وشرورها بما يفتح بشكل ال جدال فيه أبواب النفاق والفساد وتفكيك المجتمع بنظمه ومؤسساته وامتداد ذلـك

وظائفها فيزداد فيها معـدالت وبالضرورة إلى بنية األسرة المعاصرة .التفكك والهجر واالنفصال

٣٣

إيجابيا تها أن ثمة ارتباطا هناك فرضية قريبة االحتمال بصح لألسرة وتماسكها ودرجة التكامل بين العدالة األخالقيبين المضمون

.االجتماعية والحرية السياسية وحقوق اإلنسان فـي يترتب على ما سبق القول فيه أن صحيح هذه الفرضية

يقلل بالضرورة من اآلثار السلبية للعولمة واإلسالمي العربيالمجتمع كية على نوعية الحياة لألسرة العربيـة المعاصـرة، وتزيـدها األمري

مناعة ضد شرورها الهادفة الستنزاف مقوماتها القيمـة واألخالقيـة فـي يـشارك حضاريا واإلنسانية، وتجعل إليجابيات العولمة مردودا

.إثراء الحضارة اإلنسانية

٣٤

٣٥

املداخل االجتماعية: احملور الثاني والسياسية لدراسة األسرة

األستاذة هبة رءوف:البحث األول -محاولة لرسم : تحوالت األسرة بين علم االجتماع والنظرية اإلنسانية "

"خرائط النظرية واقترابات الفهم األستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح :البحث الثاني -محـددات التنـشئة االجتماعيـة : لسفني في تحليل األسرة المدخل ا "

"والسياسية األستاذ الدكتور علي ليله:البحث الثالث -

"تأثير التحوالت االجتماعية على بناء األسرة"

٣٦

٣٧

ملخص بحث

تحوالت األسرة بين علم االجتماع والنظرية اإلنسانية ئط النظر واقترابات الفهممحاولة لرسم خرا

هبة رءوف عزت .أ مدرس مساعد النظرية السياسية

جامعة القاهرة- كلية االقتصاد استقرت األسرة كوحدة تحليلية على خريطة العلوم االجتماعية في داخل دائرة علم االجتماع، درسها في كتابات النظرية االجتماع

ندما تأمل في فلسفة االجتماع اإلنساني وتطورها ومساحاتها، وبحثها عفي سياقات علم االجتماع الحضري باعتبارها وحدة تتعرض مع التمدن والتحديث لنقل أدوارها للدولة ولمؤسسات التنشئة الحديثة فحاول رصد ما اعتراها من ضمور وتغير من االمتداد إلى النووية

اش، ومن التراحمية إلى التعاقدية، ومن إلى التهميش واالنكم .الهيراركية إلى المساواتية ثم الجندرة

وقد اهتمت الباحثة في دراسات سابقة لها ببحث إمكانية سحب األسرة كوحدة تحليل إلى مجال النظرية السياسية باعتبار النسيج

الوحدة األساسية في التحليل –االجتماعي أحد مساحات ممارسة الدولة للسلطة والقوة، وتأملت كيف تقلص االهتمام باألسرة -ياسيالس

كوحدة تحليلية حتى في علم االجتماع السياسي لتسود هيمنة الدولة نظريا في الفروع البينية بدال من أن تتراجع، ثم نقدت تصورات علم

والتي لم ،االجتماع الحداثي لألسرة ومستقبلها وكونها ستذبل وتموت تتحقق نبؤة الحداثة الموازية بشأن ذبول الدين تتحقق مثلما لم

وتراجعه في الحياة الحديثة، فاألسرة ما زالت تناضل هيمنة الدولة، وما زالت تثري الجدل بشأن تشكيالت المجتمع المدني هل تدخل فيها أم ال خاصة في ظل تنامي التشكيالت المدنية في العديد من دول

ألسرة والعسيرة ويظهر فيها الدور العالم الثالث التي تشتبك مع االمدني للهيئات الدينية، كما أنها تعود بقوة اآلن كفاعل هام في التنشئة في ظل تراجع التعليم النظامي الموحد وتعدد األنظمة التعليمية من

٣٨

ناحية وبروز التعليم المنزلي عبر اإلنترنت من ناحية أخرى، فضال سمي الموازي في المنازل مع تردي عما يمكن تسميته التعليم غير الر

.مستوى األداء التعليمي في المرحلة المدرسية بأنواعهاومن ناحية أخرى أبرزت التحوالت االجتماعية األخيرة في العالم العربي تنامي الوالءات األولية في المجال السياسي وعودتها

خيار التي تستند في تصورهم لل" موت السياسة"بقوة بما أسماه البعض للسياسة بمعناها " عودة"العقالني المواطني المحايد ونراها نحن

فضال عن قيام األسرة في سياقات مختلفة في ،االجتماعي الواسعالعالم العربي اآلن بوظائف مرتبطة بالتنشئة القومية والدينية والمقاطعة االقتصادية والمقاومة السلبية لالستبداد السياسي بل

النضال الوطني في فلسطين االنتفاضة وعراق واالنفتاح على .المقاومة

وتسعى هذه الورقة الستكمال هذا الجهد النظري برسم خريطة نظرية للقضايا والهموم التي ال تنفك عن فهم تحوالت األسرة فلسفة ورؤية وجودية ودورا اجتماعيا، وهي القضايا التي عادة ما تتم

اساتها على بنية األسرة وعالقاتها بالوحدات دراستها دون دراسة انعك :االجتماعية األخرى، وأبرزها

تحوالت النظر للمرأة من كونها فاعل اجتماعي إلى كونها فرد -١مستقل عقال وفكرا وجسدا بل ووجودا ومعرفة، وهي الرؤية التي يقدمها مفهوم الجندر، والتي انبنت في الفكر النسوي تاريخيا على

بين األسرة والجنس واإلنجاب بالتوالي التاريخي، ثم الفصلالفصل بين االنجاب واألمومة ومراجعة القيم الحاكمة للعالقات

.اإلنسانية الزوجية والوالديةتحوالت الحديث عن حقوق الطفل من رؤية حقوقه باعتبارها -٢

والية وتنشئة ورعاية وتوجيه -واجب إيجابي على والديهإلى كونها حقوق سلبية تتمثل في -ة أخالقية ودينية ومسئولية تنشئ

ترك الحرية له ككيان مستقل منذ البلوغ مطلق الحرية في التصور والتصرف والوالية على عقله وجسده حتى قبل أن يعطيه السياق القانوني الوالية القانونية الكاملة كمواطن، وبين االثنين يتم خلق

٣٩

الذي يدور باألساس حول حرية مساحة من المجال الفردي الخاص .الفرد باعتبارها حرية الجسد

تحوالت المجال العمراني نحو إتاحة مساحات من الخصوصية -٣الفردية لم تكن متاحة من قبل أثرت على مركزية األسرة كمجال للتفاعل اإلنساني اليومي، منها تنامي الفضاءات المختلفة لقضاء

وأيضا -ق للسلع الرأسمالية خاصة مساحات التسوي-وقت الفراغإعالما وترفيها، بما أسميناه في دراسة " الصورة"تنامي مساحة

، ناهيك عن المجال المتخيل على الشبكة "التنشئة بالمشاهدة"سابقة اإللكترونية وخلقه عالقات حميمة مختلفة عن عالقات األسرة

.خارجة عن قيود وحدود المكان والثقافة المحيطةي الخطاب عن آفاق أوسع لالنتماء في ظل العولمة تنام-٤

وتزكية ثورة التطلعات االقتصادية والمادية وتنامي ) الرأسمالية(دوائر األعمال العابرة للقارات والتي تتطلب حراكا مكانيا عاليا، مع تراجع مفهوم االستقرار المكاني والوظيفي والمهني، بما

االلتزام طويل األجل في ظل ينعكس على قيم الوالء والوفاء وثقافة المخاطرة كمناخ اقتصادي له آثاره االجتماعية على منظومة القيم األسرية التي تتأسس على والء والتزام طويل األجل يقوم على موازنة مصالح الكل بمصلحة الجزء ويفترض إمكانية تقديم

لقيم بما يحدث استقطابا بين منظومة ا،كافة األطراف لتضحيات ما .داخل األسرة وخارجها

كل هذه الدوائر المحيطة باألسرة واقعيا يتم دراستها في العلوم االجتماعية في حقول مختلفة منها في المساحة البينية بين االجتماع

وبين االجتماع واالقتصاد، وبين االجتماع والفلسفة، وبين ،والسياسةجيا، وتتقاطع مع علم النفس االجتماع ودراسات العمران واألنثروبولو

التي تدرس تحوالت الذات في ظل ( بل والدراسات الثقافية،االجتماعيخاصة (ودراسات المرأة) تحوالت الثقافات وتعدديتها وتنوعها الداخلي

مثالها (ودراسات علم النفس والجغرافيا ) أدبيات الجسد والجندر .، وهكذا)كتابات ديفيد هارفي

٤٠

للنهل من موارد مختلفة من أجل بناء وتتطلع هذه الدراسة وتوسيع ،تصور لدراسة وتنظير األسرة في العلوم اإلنسانية اليوم

ثم ،زاوية البحث والفهم والنظر ما وراء التفكيك ما بعد الحداثيتحليل الدراسات العربية لألسرة ومنظورها للتحوالت التي تمر بها

ختلفة ذات الصلة والتي كل الجداالت الم" تشبيك"األسرة العربية،ويؤدي استمرار انفصالها لعدم اإلحاطة الشاملة بما يحدث لألسرة من

نحو فهم مركب لخريطة واقع األسرة ينبني عليه تخيل ،تغيراتلكيفية التعامل مع قضاياها يكون مناط التفكير في سبل مواجهة

ويعين على تشخيص واقعها بعمق يتجاوز الحديث عن ،مشكالتهاة أخالقية أو يهدف لتطوير السياسات العامة من منظور قانوني أزم

، وفك شفرة أزماتها وسبل )يستدعي الدولة بقوة كمشرع وحكم(ضيق النهوض بواقعها كي تتمكن من القيام بدورها في واقع متغير على

. المستوى اإلنساني واالجتماعي والسياسي األوسع

٤١

ملخص بحث

في تحليل األسرة يالمدخل السفن دراسة في محددات التنشئة االجتماعية والسياسية

الدين عبد الفتاحسيف. د.أ

أستاذ بكلية االقتصاد والعلوم السياسية

واقع "في إطار األهداف الرئيسية للمؤتمر المزمع عقده حول ات تشخيص ألوضاع الحاضر واستكشاف لسياس : األسرة في المجتمع

في بيان بعض القضايا المطروحة الثاني تحدد هدفه والتي، "المواجهةعلى الساحة االجتماعية فيما يتعلق باألسرة، لتوضيح وجهـة النظـر اإلسالمية في هذا الصدد، بما يساعد علـى دعـم الـدعوة لحـوار

كن تناول القضايا المتعلقة بالمرأة والعالقـات م بحيث ي ...الحضارات لألسرة في المثاليوالنموذج ) والسياسية(نشئة االجتماعية األسرية والت

الحـضاري التالقي بحيث يساعد هذا الطرح على اإلسالميالمجتمع واحتـرام القـيم ) فـي الـرؤى ( لقيم عالم يؤكد على التعددية تأكيدا

. والمنظومات الثقافية لآلخر

فـي تحليـل األسـرة يفإن البحث ينطلق من المنظور السفن ، "بحديث السفينة " عليه الصالة والسالم أشتهر للنبي إلى حديث ادااستن

يقدم هذا الحديث رؤية متكاملة كلية للتعامل مـع األسـرة كتكـوين وعمليات التنشئة عامـة السياسي يتصل في نشاطه بالمجال اجتماعي

البـد أن يهذا التحليل السفن . والتنشئة السياسية على وجه الخصوص تحليل األسرة كوحـدة تحليـل جماعيـة واجتماعيـة يترك آثاره في

ومجتمعية، كما أنه يشير إلى محددات للتنشئة السياسية واالجتماعيـة داخل األسرة، سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة بمـا تـشير إلـى

يشير فـي نبيفإذا كان مالك بن . أنساق متنوعة للتفاعل داخل األسرة القـات االجتماعيـة والنـسيج كتابة ميالد مجتمـع إلـى شـبكة الع

، فإننا يمكن أن نتحدث ضمن هذا البحث عن ميالد أسـرة االجتماعيبما يشير ذلك إلى شبكة العالقات األسرية والنسيج األسرى، وحركـة

٤٢

قد يشير إلى الذي إن البعض السياسي-االجتماعياألسرة في المجال ، ومحـددات ربما ال يكون مبالغـا " نموذج مصغر للدولة "أن األسرة

التنشئة الـسياسية واالجتماعيـة فيهـا ليـست بعيـدة عـن األدوار . السياسية وتأثيرها وفاعليتها-االجتماعية

في هذا السياق وضمن هذه الفكرة المركزية سنقدم فـي هـذا البحث رؤية منهاجية كلية ومحاولة تطبيقها على موضـوع البحـث

سية داخل األسرة كنموذج المتعلق بمحددات التنشئة االجتماعية والسيا ، السنة "مرجعية إسالمية "لتفعيل بعض الرؤى المناهجية المستندة إلى

تولد هي من مصادر المعرفة، بل النبوية بهذا االعتبار ليست مصدرا أدوات منهجية قادرة للتعامل مـع الواقـع وتأصيلمع مزيد من تأمل

تحليل ربما مـع وتناول مفرداته، والتعامل مع وحدات تحليل ومداخل وكذا في االجتماعيزيد من الجهد تحرك دراسات مماثلة في المجال م

، وفي هذا المقام يشمل هذا المقتـرح لهـذه الورقـة السياسيالحقل : مجموعة من النقاط المهمة

. منظور لتحليل الواقع األسرى: )١(يالمدخل السفن: األولى

المفهـوم : يالمـدخل الـسفن وية التنشئة السياسية واالجتماع : الثانية . والعالقات

: محددات التنشئة االجتماعية والسياسية داخل األسرة: الثالثة

r

٤٣

تأثير البيئة المجتمعية المحيطة على عمليات التنشئة السياسية • ). الوسط(واالجتماعية

دراسة األنساق المتفاعلة والمؤثرة علـى محـددات التنـشئة • نـسق العالقـات -نساق القيميـة األ(السياسية واالجتماعية

- أنساق الـسلطة - أنساق السلوك داخل األسرة -األسرية وعمليات التثقيف السياسي، الظاهرة الـسياسية الثقافيالنسق

والظاهرة الدينية وعمليات التأثير والتأثر بين الثقافة السياسية ، الموقف، االتجـاه، الرأي: تأثيرات األسرة في بناء -واألسرة

). إلخ…حكم حيال فاعليات المجال والنشاط السياسيينال

وفي إطار هذه النقاط يمكن تصور تفعيل هـذه الرؤيـة الـسفنية ضمن تكوينات جماعية أخرى اجتماعيـة كانـت أم ومدخال منظورا

ومنهجيـا، لعملية التفعيل معرفيا سياسية، نقدم في هذا البحث نموذجا سـيكون والتـي صيبها بعض المعايـب قد تلقى النجاح المأمول، أو ت

يمكن التيالمؤتمر الموقر فرصة للكشف عن بعض مواطن القصور، . العلميةالمنتديات يحسن تداركها من خالل تلك التيجبرها و

٤٤

ملخص بحث

تأثير التحوالت االجتماعية واالقتصادية على بناء األسرة ووظائفها

متغيرات المدخل السوسيولوجى

على ليلة.د.أ أستاذ علم االجتماع

جامعة عين شمس مقدمة: أوال

لقد أثرت التحوالت االجتماعية االقتصادية التي خـضع لهـا ى بناء عل – اإلسالمي العربي كنموذج للمجتمع - المصريالمجتمع

األسرة ووظائفها، بحيث أدى ذلك إلى ظهور مجموعة من الظـواهر السلبية في محيط األسرة وإذا كانت التحوالت االجتماعية االقتصادية قد ضمت مجموعة المتغيرات المستقلة التي أثرت على بناء األسـرة

فأن معالجة مثـل هـذه القـضية . ووظائفها باعتبارها المتغير التابع تعرف على طبيعة هذه المتغيرات وكيف أثرت علـى بنـاء يتطلب ال

األسرة وعملياتها ووظائفها األساسية كما يتطلب رصد التفاعالت التي جانـب نقلت تأثير المتغيرات المستقلة إلى المتغير التابع هـذا إلـى

مـن حيـث اآلناستكشاف الحالة التي عليها األسرة فـي المجتمـع اهر التي تطفو على سـطحها ومـن والظ منها وتعانيالمشكالت التي

أن نتصدى خالل هذه الدراسة لتوضـيح بعـض المفـاهيم الطبيعي على هذا النحو تعـالج . التحول ومفهوم نمط األسرة مفهوماألساسية ك

تعلق بحالة األسرة على خلفية ي األول. هذه الورقة ثالثة أقسام أساسية بمتغيـرات التحـول لثـاني اويتعلق القسم . الثقافة التقليدية والحديثة

ـ . االجتماعي المؤثرة على بناء األسرة ووظائفها قعلى حـين يتعل العربـي بالحالة الشكلية التي عليها األسرة في المجتمـع الثالثالقسم

ن بينما يتبنى القسم الرابع اقتـراح سياسـة اجتماعيـة اآل اإلسالمي .ةجهللموا

٤٥

نمط االجتمـاعي المـؤثرة متغيرات ال (متغيرات مشكلة البحث : نيااث )على األسرة

المتغير التابع التي طرأ علـى بنائهـا هيإذا افترضنا أن األسرة ووظائفها بعض التغيرات نتيجـة لمتغيـرات التحـول االجتمـاعي

التي مر بها المجتمع والتي أثرت علـى األسـرة فأننـا واالقتصادي :يلانفترض في تحديد هذه المتغيرات على النحو الت

ذلك أن نمط األسـرة : أثير التحديث على التغير في نمط األسرة ت -١ وليس النووي، تؤكد عليه الثقافة العربية اإلسالمية هو النمط ذيال

باعتبار أن النمط األول هو األكثر قدرة في القيـام النوويالنمط بالتنشئة االجتماعية الفعالة إذ تؤكد المرجعية اإلسالمية دائما على

ـ االهتمام أن يبالوالدين، وبذي القربى واألهـل وهـو مـا يعنهـذا .النصوص الدينية تميل إلى التأكيد علـى الـنمط الممتـد

في الباديـة " القبيلة"باإلضافة إلى أن الثقافة العربية المؤكدة على الذي يتوفر الجماعيفي الريف، تميل إلى تأكيد الطابع " البدنة"أو

لنمط الممتد أخذ في التغير في اتجاه حيث نجد أن ا . للعائلة الممتدة الهش وغير القادر على تحمل صـدمات التحـول النوويالنمط

.االجتماعي

إذا : األيديولوجية عن دعم المنظومة القيمية لثقافة المجتمـع يتخل -٢كانت األيديولوجية تتشكل من المبادئ إلى اتجاه العمل والفاعليـة

ن الحالـة االفتراضـية أن إبالنسبة للدولة وأجهزتها ومؤسساتها ف تعمل هذه األيديولوجية على دعم ثقافـة المجتمـع، أو تحـديثها

مر الذي يتطلب تراكما أيديولوجيا يستوعبه لتصبح أكثر رشدا األ المصريالبشر فيصبح أكثر فعالية غير أن ما حدث في المجتمع

المتنـاقض وغيـر المـستوعب األيديولوجيهو نوع من التتابع – ١٩٦١ االشتراكيالتوجه ) (١٩٦٠ – ١٩٥٢ القوميجه التو(

بالليبراليـة يسم ما) (١٩٨٠– ١٩٧٠ الليبراليالتوجه ) (١٩٧٠ – ١٩٩٠تأثير أيديولوجية العولمـة ) (١٩٩٠ – ١٩٨٠المرشدة

حيت تتابعت هذه التوجهات األيديولوجية وتناقـضت ) اآلنحتى

٤٦

دعـم ثقافـة مع بعضها البعض فأضعفت تأثير األيديولوجية في انتهـى الختراقات عديدة األمر الذي هالمجتمع التي تركت عرض

بنا إلى منظومة قيمية ضعيفة في نهاية التحوالت التـي وقعـت ـ ت القـيم عفخالل العقود الخمسة األخيرة ومن بين القيم التي ض

. المحددة لتشكل األسرة أو المنظمة لتفاعالتها وعالقتها الداخلية

فبـرغم أن : رضت لها أسرة الطبقة الوسـطى الظروف التي تع -٣علـى كثيـر مـن حـصلت الطبقة الوسطى والدنيا في المجتمع ، وهو األمر واالشتراكي القومياالمتيازات خالل مراحل التحول

الذي ساعد على تماسكها وفاعلية أدائها فأننا نجد أن فترة التحول مـن حـق من االمتيازات التي كانـت راي قد سحبت كث الليبرالي

، األمـر السابقة األسرة في الطبقة المتوسطة والدنيا في المرحلة فجرتهـا التير من الضغوط يالذي فرض تعرض هذه األسرة لكث

من الداخل بفعل تراكم مخزون التوتر فـي األحيانر من يفي كث أن هذه التحـوالت المتتابعـة جعلـت يبناء األسرة، وهو ما يعن

ها إضافة إلى أنها أضعفت منظومـة األسرة أكثر هشاشه في بنائ .القيم التي تتولى تنظيم وضبط تفاعل الحياة األسرية

بسبب وضع األزمة التـي بـدأت : الهجرة إلى مجتمعات الخليج -٤ فقـد كانـت الليبراليتعيشه الطبقة المتوسطة في مرحلة التوجه

الذي أزدهر فيها الطلب على اليد -الهجرة إلى مجتمعات الخليج أحد الحلول التي طرقتها أسرة الطبقة -ة خالل هذه الفترة العامل

أعداد كبيرة إلـى انطلقتومن ثم فقد . المتوسطة لتجاوز أزماتها . مليـون ٤-٣ بعدد يتراوح بـين أحيانامجتمعات الخليج قدرت

ولقد أثرت الهجرة إلى مجتمعات الخليج على بناء األسرة، فـأدت أضعاف روابطها الداخلية، كمـا إلى تأنيث األسرة، كما أدت إلى

أدت إلى نشر الثقافـة االسـتهالكية والمنحرفـة فـي إطارهـا .االجتماعي األمر الذي ساعد على تفكيك بنية األسرة

عالمي تجانسإذا كانت العولمة تسعى إلى تأسيس : ر العولمة يتأث -٥ـ يـة ال مة العال و إلى نوعية ونمط حياة القد استنادا سيطرة علـى م

٤٧

أنها اخترقت المجتمعات جانبن العولمة إلى إمعاصر، ف عالمنا ال والثقافات القديمة حتى بلغت وحداتها المكونة كاألسـرة فتولـت إعادة تشكيلها بما ال يتالءم مع سياقها هـذا باإلضـافة إلـى أن

اإلسـالمي العربيالعولمة فرضت على أجنده الحياة في المجتمع إضعاف بناء األسرة إلى يبعض القضايا التي من المعتقد أن تؤد

حرافية وسلبية عديدة فـي انظهور ظواهر األمر الذي يؤدي إلى إطارها خاصة األسرة بعد تأثير التحوالت التـي خـضعت لهـا

.أصبحت هشة وقابلة لالختراق

:تأثير متغيرات التحول على بناء األسرة ووظائفها: ثالثا

اعيـة متغيـرات التحـوالت االجتم ثر أن تـؤ الطبيعـي من االقتصادية على بناء األسرة فتضعفه إلى الدرجة التي يصبح فيها بناء

عن أداء وظائفه األساسية هذا باإلضـافة إلـى وعاجزا األسرة هشا على الساحة األسرية ومن الطبيعـي أن بروز بعض الظواهر السلبية

يؤدي ضعف األسرة ووقوعها أسيرة لكثير مـن الظـواهر الـسلبية هذه الظواهر في بناء المجتمع، فتدفعه بـدوره انتشارلى إوالمنحرفة

لبعض مـن هـذه يلي، ونعرض فيما االنهيارإلى الضعف واحتمالية .الظواهر

األسرة تماسكها فلم تصدع البناء والعالقات األسرية، حيث فقدت -١ عواطفهم واهتمامـاتهم إلـى تعد األسرة تتشكل من أعضاء تتجه

أعضاء مركز االهتمام لكـل بسرة داخل األسرة، حيث تشكل األ إلى الخارج، حيث االنصراف بدأ أعضاء األسرة في وإنمامنهم،

األمر الذي أضـعف . ولى أفرادها ظهورهم إلى بعضهم البعض . تماسكاوأقلبناء األسرة فأصبح أكثر هشاشة

التـي الصراعات داخل بناء األسرة، وهى الـصراعات انتشار -٢ إلـى ف المنظومة القيمية لألسرة وأيضا تشير من ناحية إلى ضع

واألدوار فـي المكانـات حالة الفوضى التي أثرت على تـدرج األسرة، ومعها سقط االعتراف بمنظومة الحقـوق وااللتزامـات

.المنوطة باألدوار المختلفة داخل بناء األسرة

٤٨

سواء في منظومتها القيمية المنظمـة لالختراق األسرة ت تعرض -٣ والثقافة االستهالكية وغير ذلك مباإلعال ارها تأثرا للتفاعل في إط

من المؤثرات األمر الذي أعجزها عن القيـام بوظيفـة التنـشئة منظومة انهياراالجتماعية ألبنائها بصورة فعالة، من ناحية بسبب

القيم األخالقية والدينية، ومن ناحية أخرى بسبب ضعف سـيطرة األبناء للمشاركة في التفاعـل األسرة على األبناء األمر الذي دفع

.منظومة قيمية ضعيفة توجه سلوكياتهاب االجتماعي

بالحياة األسرية ذاتها، مؤشر ذلك االتجاه إلى تـشكيل االستهانة -٤ المعتـرف كانتـشار الـشرعي أنماط من األسرة خارج اإلطار

الزواج العرفي بأشكاله غير الشرعية، إضافة إلى ارتفاع معدالت .ي األسرنهيارواالالطالق

الخيانـة والجرائم األسـرية، كجـرائم االنحرافاتع بعض ووق -٥األسرية مادية كانت أو معنوية، جرائم القتل المتبادل بين األزواج والزوجات واألبناء، بمستويات أو معدالت لم يشهدها المجتمع في

.مراحل تاريخية سابقة

:سرةو سياسة اجتماعية لمواجهة مشكالت األحن: رابعا

حيث يقدم البحث بعض القضايا المتعلقة بـبعض الـسياسات االجتماعية التي تستهدف إعادة تماسك البناء األسرى، حتى يمكـن أن تقوم األسرة بوظائفها االجتماعية بصورة سوية بحيث يسلم ذلك إلـى

.سواء واستقرار المجتمع

٤٩

التفاعل االجتماعي: احملور الثالث ألسرةداخل بناء ا

الدكتورة رباب الحسيني:البحث األول - "واقع التنشئة االجتماعية في األسرة"

األستاذة الدكتورة إجالل حلمي: البحث الثاني- "تحليل نقدي: العنف األسري في المجتمع العربي"

الدكتورة حنان سالم:البحث الثالث - "في األسرة المصريةالدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم القتل "

٥٠

٥١

ملخص بحث

في األسرةاالجتماعية واقع التنشئة

رباب الحسيني العوضي . د الخبير بالمركز القومي

للبحوث االجتماعية والجنائية يمكن توصيف المرحلة الراهنة بأنها تمثل إعادة النظـر فـي

مرحلة سابقة باعتبـاره يقينيـات، المسلمات وما قد تعارف عليه في ومن ثم يعاد طرح األسئلة التي سبق تداولها فضال عن أسئلة جديـدة أملتها التغيرات المتالحقة والسريعة التي ال تستثنى أيا من المجتمعات

وفي هذا اإلطار فأن األسرة التي كانت توصف بالعديد . من تأثيراتها اللبنـة " للمجتمع و " الخلية األولى "من الصفات التي نقدمها باعتبارها

في استقراره إلى غير ذلك من الصفات التي تؤكد على أهمية " األولىاألسرة والدور الفعال الذي تؤديه في اسـتقرار المجتمـع وتـدعيم ركائزه يعاد النظر فيها وفي األسس التي تستند عليها بحيث أصـبحت

–لـصراع والفرديـة تستخدم توصيفات لألسرة باعتبارها مجـاال ل .والعنف

لم تعد األسرة من الثوابت، فلقد تعرضـت لمجموعـة مـن المؤثرات المحلية والعالمية، بحيث أصبحت الضرورة ملحة إلعـادة فهمها في إطار من تغيير أنماطها ووظائفها التي ظلت تقوم بها عبـر

ذلك التغير الذي لحق باألسـرة وأدوارهـا ال . فترات تاريخية طويلة يمثل خصوصية محلية أو تختص به مجتمعات دون غيرها، أنما هـو تغير تشهده كافة المجتمعات ألسباب تـرتبط بـالظروف والتغيـرات

آخر بكل ما تحملـه جانبنب وبتأثيرات العولمة من االداخلية من ج من تناقضات وتحديات، بحيث بات الـسؤال عـن مغـزى األسـرة

ا في ظل مجتمعات تتغيـر حـدودها ووظائفها التي تبدلت سؤاال ملح مجتمع "مجتمع أصبح يوصف بأنه . ةياالقتصادية والسياسية بل والثقاف

.التي يصعب التنبؤ بها" المخاطر"وهو أيضا مجتمع " األزمة

٥٢

ا من مضمونه المتعارف عليه رغلقد بات لفظ األسرة ذاته مف رسخ مفاهيم تغير معالم وحدود العالم وت " ألسرة عالمية "في ظل دعوة

جديدة حول الهوية الثقافية، والعولمة الثقافية وغيرها من المصطلحات االجتمـاعي والمفاهيم الجديدة التي تستوجب تأسيس فروع من العلـم

.ن تأثيراتها المختلفةالدراستها وتبي

النظرية االجتماع مفاهيم وأدوات علم يومن هذا المنطلق تأت من مسلماتها ولم تعد تسعف نظريـات والمنهجية التي اهتزت الكثير

المنظرين األوائل في فهم ما يكتنف العالم مـن تحـوالت اقتـصادية ـ فنظريتيواجتماعية وسياسية، ن قـوة ا التوازن والـصراع ال تمتلك

تفسيرية عالية لما يحدث من تغيرات وتحـوالت اجتماعيـة لحقـت .بالمجتمعات ومؤسساتها المختلفة وفي القلب منها األسرة

والدراسة التي نحن بصددها ال تسعى للتأكيد على ما لألسـرة في الحفاظ على كينونة المجتمعـات واسـتقرارها، محوريمن دور

، يتبلور يفتلك إحدى المسلمات التي أسس عليها علم االجتماع األسر لألسرة المـصرية مـن الفعليهدف الدراسة في الكشف عن الواقع

، االجتماعية تقوم به في عملية التنشئة خالل التعرف على الدور الذي على اعتبار أن المسئولية األولى في صياغة الفرد تتوالهـا األسـرة ضمن مؤسسات التنشئة االجتماعية األخرى مثل المدرسة، ووسـائل

أن يكون ينبغي أو محوريإال أنه يظل لألسرة دور . اإلعالم وغيرها لتي مهما اختلفـت التعريفـات لها هذا الدور في التنشئة االجتماعية وا

بشأنها فأنها تتفق على كونها عملية يكتسب من خاللها الفـرد ثقافـة المختلفة، تزوده بمهارات عن نفـسه االمجتمع الذي يعيش فيه بأبعاده

ومجتمعه ومحيطه الذي يعيش فيه، وبقدر ما بها مـن قـيم للتـدعيم وتلـك األحيـان والدفع فأنها تتضمن قيم لإللزام بل والقهر في بعض

القيم ال تتمتع جميعها بالثبات والجمود فبعضها ينقل من جيـل آلخـر خر يضمر ويتحلل باإلضافة للقيم التي تتجدد وتلك التـي آلوبعضها ا .تستحدث

٥٣

وبالرغم من اختالف الرؤى والمعالجات النظرية بشأن عملية تـرتبط التنشئة االجتماعية إال أنه من الثابت أن عناصرها األساسـية

باكتساب الثقافة والعمل على تكاملها في شخصية الفرد والتكيف مـع عناصر في مجملها ترتبط باكتساب الطرق في يالبيئة االجتماعية وه

السلوك والتفكير والشعور، ومن هنا تتبدى أهمية األسرة فـي القيـام عمق التأثيرات السلبية، والخلـل الـذي يلحـق ويتبدىبتلك المهام،

.مع نتيجة عجز األسرة عن القيام بتلك المهامبالمجت

من هذه العناصر ينجم عنه تـوترات تـنعكس أيفالخلل في فالتنشئة االجتماعية إذا مـا . على بنية المجتمع ذاته وتهدد استقراره

نظرنا إليها باعتبارها إلزاما مقبوال طواعية من قبل الـشخص حـين واسـتيعابا نا اية الفرد اسـتبط ذاك تتكامل عناصرها الثالثة في شخص

االجتمـاعي بالقهر واإلجبار من قبل المحيط إحساسوممارسة دونما الذي يطوقه، على حين أنه في حالة عدم تمثل قواعد ومعايير التنشئة االجتماعية، فأنها تأخذ صيغ للقهر واإلجبار والقسر فتصبح بذاتها أداة

لديه شعور بأنه مراقب مـن تدفع الفرد للتمرد عليها ويتجسد إرغام .يحد من قدراتهوالمجتمع المحيط به بما يعوق تفاعله

ن مجـال اهتمامهـا األسـرة ، القد تعددت الدراسات التي ك وخاصة بعدما لحق بها من توترات وتغييرات تهدد بقائها ذاته والشكل المتعارف عليه لها واألسس التي تستند إليها ، ومن ثم يمكن تـصنيف

:الدراسات إلى تلك

النظر في التنشئة االجتماعية فـي إعادةدراسات تطرح ضرورة -١ .ظل التأثيرات العالمية وتأثيرات العولمة على ثقافات المجتمعات

دراسات تؤكد على ضرورة دراسة التنشئة االجتماعيـة بالتأكيـد -٢ لكل ن للمجتمعات، على اعتبار أ والدينيعلى دراسة البعد الثقافي

.صوصياته وخصائصه المميزة لهمجتمع خ

٥٤

عملية التنشئة االجتماعية في إطـار لدراسات تدعو إلعادة النظر -٣ة والدعوة إلى ما عرف بتمكين المرأة بإتاحة الفرصة أقضايا المر

.لها للمساهمة في التنمية

دراسات تتعرض لمشكالت بعينها للمجتمع، ومن ثم تحـدد أحـد -٤ المخدرات، يالعنف، تعاط (ية نب الخلل في التنشئة االجتماع اجو

حيث أن كل مـن هـذه ) …التسرب من التعليم، عمالة األطفال األمراض االجتماعية أنما ينجم في أحد أبعاده عن تقصير ما، في

.القيام بمهام التنشئة االجتماعية في أحد أبعادها

، االجتماعيةإال أنه مهما اختلفت زوايا التناول لقضية التنشئة أو بها مجتمعـة، واألسـرة أركانهاق على توافر الخلل بأحد فثمة اتفا

باعتبارها إحدى مؤسسات التنشئة االجتماعية ليست مستبعدة من هـذا . الخلل والتقصير الذي لحق ألسباب متعددة

والدراسة التي نحن بـصددها سـتعالج موضـوع التنـشئة :إلىاالجتماعية في األسرة بالنظر إلى عدة قضايا على النحو الت

. العناصر–المفهوم : التنشئة االجتماعية : أوال

.مظاهر الخلل واألسباب: واقع األسرة في المجتمع: ثأنيا

.مشكالت األسرة كما تعكسها البحوث الميدأنية: ثالثا

.خاتمة: رابعا

٥٥

ملخص بحث العربي المجتمع في يالعنف األسر

نقديتحليل حلميإجالل إسماعيل . د.أ

ستاذ علم االجتماعأ كلية اآلداب جامعة عين شمس

العنف األسري منذ أن قتـل قابيـل اإلنسانيعرف المجتمع هابيل، كما عرفت المجتمعات على مر العصور العنف الموجه ضـد

وألن العنـف . ظل عملية التأديب المقبولة اجتماعيا فيالمرأة والطفل وراء األبـواب المغلقـة الموجه ضد أفراد األسرة كان يحدث مـن

العالم، لذلك لم تكن البيانات كافيـة وال توضـح فيلماليين المنازل المعدالت الحقيقية لظاهرة إيذاء األطفال والزوجات خاصة الـضرب

اآلباء يطال كبار السن من لكيالمبرح لكل منهم، وحديثا أمتد العنف خوات، والعنـف واألمهات فضال عن العنف المتبادل بين اإلخوة واأل

وكلها أمور تتعارض مع مـا . المحارم في الفحشاء بارتكاب الجنسي ي به األديان السماوية واألعراف عن المودة والرحمة مـع ذو يتناد

. القربى

قـد الغربـي أمريكا والمجتمـع فيوإذا كان العنف األسري االضطراب أوائل الستينيات على األفراد الذين يعانون من فياقتصر

نـشرت ١٩٦٩ عام في أو الفقراء ذوى الدخل المنخفض، فإنه لعقليااإلدارة األمريكية للرعاية الصحية والتعليمية قائمة بمظـاهر العنـف

. الموجه لألبناء تم حصرها من تقارير األطباء بالمستشفيات

أما العنف الموجه نحو الزوجات فقد نال قليل من االهتمام من الغرب حتى عـام فيطة وعلماء االجتماع جانب العامة ورجال الشر

حيث تم إنشاء مكاتب رسمية لتسجيل حاالت إسـاءة معاملـة ١٩٧٠ تعرضـن الالتيالطفل وإهماله، وإيجاد منازل آمنة ومأوى للزوجات

. للضرب واإليذاء

٥٦

مصر فتقتصر جرائم العنف األسري علـى ظـاهرة فيأما كـن منـذ منتـصف صعيد مصر أو للدفاع عن الشرف، ول في الثأر

بتتبع اإلحصاءات الرسمية واألكاديمي الرسميالسبعينات بدأ االهتمام وإجراء البحوث للتعرف على خصائص فعل العنف، وكيف تـستجيب

الجانيالضحية لهذا الفعل واألدوات المستخدمة والعالقة القرابية بين عليه واكتشف الباحثون أشكال مختلفة من العنـف األسـري والمجني

واألمهـات وكبـار اآلباءبين األخوة واألخوات والعنف الموجه نحو . السن

مصر والـسعودية واألردن فيولقد شهدت المحاكم الشرعية وسوريا وفلسطين وغيرها من المجتمعات عددا من القضايا المرفوعة

ن الخلع بعد االعتداء عليه فيمن نساء ضد أزواجهن مطالبات بحقهن رضهن لضرب مبرح أدى إلـى إحـداث عاهـة وعلى أوالدهن وتع أماكن متفرقة من الجسد، ناهيـك عـن القهـر فيمستديمة وكدمات

. والحط من قدر الزوجة واألبناءالنفسي

هذا المجال تزايد معدالت العنف المضاد من جانب فيونبرز أصبح خبرة ذاتية للحيـاة الذيالزوجات واألبناء ضد مصدر العنف

. اليومية

أن أغلب الدراسات والبحوث تركـز علـى الـضرب ورغم واإلساءة الموجهة للزوجات واألبناء إال أنـه انتـشر خـالل العقـد

مظاهر مختلفة من العنف موجهة من األبناء ضد األمهـات الماضي . من ضرب وطرد من المنزل وقتل وخالفهواآلباء

وإذا نظرنا للبيانات الخاصة باعتداء األمهات علـى األبنـاء أصبحت عليها بعض األمهات مـن سـب التيتضح مدى العدوانية ي

وصفع وضرب على أبسط األشياء وأن تكرار هذا الـسلوك مـرارا . داخل المنزل يجعل األبناء يسلكون بعنف إلى حد الضرب والقتل

فقد كان البدني يقتلن أزواجهن بسبب اإليذاء الالتيأما النساء فـي اآلبـاء ه ضدهن مـن قبـل لهن تاريخ طويل من العنف الموج

٥٧

ن المرأة تلجـأ للقتـل تحـت إ. طفولتهن ثم من قبل األزواج بعد ذلك . والثقافي االجتماعيضغط القهر والظلم

ويثير موضوع العنف األسري العديد من التـساؤالت حـول يماهيته وأبعاده وخصائصه وهو مسألة تشير إلى العالقة بـين القـو

العالقة األسـرية فينقطة تحول هامة والضعيف كما تعبر عن وجود مسار العالقات األسرية بناء عليها يتحدد مصير فيأو منعطف حاسم

. األسوأاألسرة إما إلى األفضل أو إلى

ولذلك ترى الباحثة أن العنف األسري يعبر عن أزمة تمر بها األسرة بدأت بمشكالت استعصى حلها أو مواجهتهـا فتحولـت إلـى

غير مرغوب فيه ومرفوض يهدد نسق األسرة وإن عنف، وهو سلوك المجتمعات العربية وتزايد معدالته اإلحصائية يبرز مـدى فيانتشاره

األسرة وتبعاتها السلبية المؤدية إلـى تـصدع وتفكـك فياالختالل . األسرة العربية

الخليـة هـي التيأن انتشار هذه الظاهرة تهدد نسق األسرة يمهـد لـشرعية اجتمـاعي د الزواج كنظام األولى للمجتمع كما يهد

العالقة الجنسية بين الرجل والمـرأة وإنجـاب األبنـاء الـشرعيين . عمار األرضإلالستمرار النوع البشرى و

وهذا ينقلنا إلى تساؤل مؤداه إذا كان العنف األسري يعد أزمة بمعنى أن األزمـة قـد ؟ أزمة بنائية أم أزمة نسق هياجتماعية فهل

بناء المجتمع ككل أو أنها تتصل بتناقضات وتداخالت تحـدث تتصل ب الـسياسي أو االقتـصادي أحد األنساق الفرعية للمجتمع كالنسق في

. وغيرهااالجتماعي أو الثقافي

ن العنف األسري يعد أزمة اجتماعية تعكـس العديـد مـن إ المجتمـع فيالتحديات والتناقضات كما تعكس مرحلة تحول ال تحدث

تدريجيا بل أنه تغير من أجل إحـالل ثقافـة طبيعي على نحو العربيمكان ثقافة أصيلة، خاصة وأن نسق األسـر يـشكل مـع األنـساق

. العـام االجتماعياالجتماعية األخرى منظومة متكاملة تخدم النظام

٥٨

أزمة اجتماعية تكون مرتبطة بمـا يـسود المجتمـع أي فإن وبالتاليصادية واجتماعية وثقافية خالل هـذه من تحوالت سياسية اقت العربي

عانى فيها من تحديات اإلعالم والعولمة، ومن ن التيالمرحلة التاريخية على أنساقنا ونظمـا االجتماعيـة الصهيوني -الغربيفرض للنموذج

. ومنها الزواج واألسرة

عند الحديث عـن Crisisأن تفضيل الباحثة لمصطلح األزمةتباره مجرد مشكلة اجتماعية يرجع إلى أن العنف األسري بدال من اع

األزمة تعد ظاهرة أعمق وأكثر خطـورة علـى المجتمـع وأنـساقه فـي إلى حدوث اختالالت ي، وقد تؤد Problemالفرعية من المشكلة

األسرة وتصدعات تعرضها لالنهيار، بينما المشكلة تعد أقل خطـورة اجهتهـا عنـدما ويمكن التوصل إلى حلول لمواالجتماعيعلى النظام

. يصعب حل تلك المشكلة تتولد األزمة االجتماعية

فالعنف األسري إذن أزمة أسرية تعبر عن انهيـار األسـرة كوحدة اجتماعية اقتصادية ثقافية وانتحال بنـاء األدوار االجتماعيـة المرتبطة بها نتيجة لفشل أحد أفرادها أو أكثر من القيـام بالتزامـات

حظى هـذا الموضـوع باهتمـام علمـاء وقد. بشكل مرضى هدوراالجتماع والنفس واألخصائيين االجتمـاعيين مـستخدمين مـصطلح

تمر بهـا األسـرة التيللتعبير عن األزمات " األسرة متعددة المشاكل " . خالل دورة حياتها

تـضمنتها التقـارير التيوعن مظهر وأنماط العنف األسري تبين أنها تنقسم إلى عنـف واإلحصاءات الرسمية والبحوث الميدانية

كمـا أن هنـاك . وسياسي واقتصادي وجنسي ونفسي ولفظي جسدي فيتمثـل الظاهريأما العنف . والعنف المسكوت عنه الظاهريالعنف قتل الوليد حياة للعـرض، وهنـاك العـرض والزنـا بالمحـارم في

واإلجهاض وتحريض المرأة والصغار على الفسوق والخيانة الزوجية لمبرح للطفل والمرأة وإصابته بعاهات مستديمة، وغيرهـا والضرب ا

تـصل إلـى الـشرطة ووسـائل التيمن الجرائم األسرية المباشرة . اإلعالم

٥٩

اإلحـصاءات فـي عنه فهو ال يظهـر " العنف المسكوت"أما فـي عليـه للعـالج المجنـي ثار مادية تدفع آالرسمية وال تكون له

ومن صـور هـذا . اكم لحمايتها ة والمح طالمستشفيات أو اللجوء للشر عنها والتهديد بالطالق أو تطليق تزويج البنت رغما : النوع من العنف

الزوجة دون رضاها وختان البنات وحرمانهن من التعليم، والـضرب على البنات الـصغيرات الجنسيالمبرح لألوالد والزوجات واالعتداء

وكيات الـسلبية وممارسة الشذوذ مع الذكور الصغار وغيرها من السل يتم التكتم عليها ألنها ترتبط بخصوصيات األسرة حتى ال يفتضح التي . للعقوبة أو التشهير به وباألسرةالجاني وحتى ال يتعرض الجانيأمر

لذلك فإن ما يتوفر من بيانات رسمية حول العنـف األسـري حـدود فـي قد تكون التي(تعد محدودة جدا ألنها تركز على الجرائم

إطار البيانـات فيأما أشكال العنف المسكوت عنه فال تدخل %) ١٠الرسمية ولذلك ينظر إلى العنف داخل األسرة على أنه حاالت محدودة

. ال تصل إلى حد الظاهرة

منـه ي تعـان الذيكيف يمكن إدارة أزمة العنف األسري - الوقائي خاصة أن البعد ؟المجتمعات العربية من حيث الوقاية والعالج أفراد األسرة بخطورة ييرتبط بعمليات التنشئة االجتماعية وزيادة وع

كمـا أن . العنف الموجه نحوهم وضرورة المكاشفة والمصارحة بـه تخفيف العنف عـن طريـق تغييـر الـصورة في كبير رلإلعالم دو

. الضعيفة اللعوب المغلوب على أمرها: التقليدية للمرأة العربية

هرة العنف األسـري فيتطلـب تـوافر لظا العالجيأما البعد تعامـل مـع العنـف ي شمولياستراتيجيات قابلة للتطبيق ذات طابع

والتقاليد الموروثة والممارسات السلوكية ضد األطفال والنساء وكبـار االحتياجات الخاصة بما يضمن سالمة جميـع يالسن والمحارم وذو

ا ثقافيا يتناقلـه أفراد األسرة واختفاء فكرة أن يكون سلوك العنف نمط . اآلباءاألبناء عن

وألن الدراسة الراهنة تقوم على تحليل البيانات الرسمية وغير العربـي المجتمـع فـي الرسمية المتاحة عن ظاهرة العنف األسري

٦٠

وعالقتها بالعوامل الداخلية والخارجية فسيتم الحقيقيلمقاربتها بالواقع :التركيز على المحاور التالية

ي إشكالية القوة والضعف كمدخل لتفسير مفهوم العنـف األسـر :أوالوارتباطه بالتركيبة الثقافية واالجتماعية والسيكولوجية للمـرأة

. والرجل والطفل

هل هو مشكلة اجتماعية أم أزمـة تهـدد بنـاء ي العنف األسر :ثانيااألسرة العربية ووظائفها ولها انعكاساتها الـسلبية المرتبطـة

وما يفرض العربي يمر بها المجتمع التيت السريعة بالتحوال تحـت الصهيوني الغربي األمريكيعليه من تطبيق للنموذج

. والسياسي واالجتماعي االقتصاديمسمى اإلصالح

، وهـل العربي المجتمع في رصد حجم ظاهرة العنف األسري :ثالثا . وكيفا من مجتمع إلى آخرتتباين كما

. التكريس للعنف األسريفيلمة واإلعالم والحروب دور العو:رابعا

دورة المؤسسات الرسمية والتشريعات واالتفاقيات الدولية : خامسا المجتمع في إدارة أزمة العنف األسري في المدنيومؤسسات المجتمع

.العربي

٦١

ملخص بحث

يةالدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم القتل في األسرة المصر

-٢٠٠٠دراسة في تحليل المضمون لصحيفة األهرام في الفترة من ٢٠٠٣

حنان سالم / د

مدرس علم االجتماع بجامعة عين شمس

تحـوالت اجتماعيـة واقتـصادية المـصري يشهد مجتمعنا ارتبطت بالتحوالت العالمية، وأثرت هذه التحوالت بـصورة كبيـرة

بنائها وتماسكها، خاصة فـي ظـل على منظومة القيم األسرية وعلى التجاه نحو اقتصاديات االسياسات االقتصادية المتعلقة بالخصخصة، و

أفرز العديد من المشكالت وأهمهـا الفقـر الذياألمر . السوق الحرة مستوى األجـور، يوالبطالة وتزايد معدالت البؤس والحرمان، وتدن

سعار، ومـن ثـم وتضرر الطبقات المتوسطة والكادحة من ارتفاع األ . عدم القدرة على إشباع االحتياجات األساسية

واألمهات علـى أداء أدوارهـم اآلباءويضاف لذلك عم قدرة أن تكون في عملية التنشئة االجتماعية في معظـم ينبغيالحقيقة كما

األحيان، نظرا لغياب األب واألم لفترات طويلة خارج المنـزل بحثـا ارج الوطن لنفس الـسبب وتحمـل األم عن الرزق أو هجرة األب خ

أفـرز العديـد مـن المـشاكل الـذي المسئولية كاملة، األمر عبيءاالجتماعية داخل األسرة المصرية مثل التفكك األسـرى، الطـالق،

. الخيانة الزوجية

المـصري يشهدها المجتمـع التيم الظواهر السلبية أهومن نتـشار التطلعـات وترتبط بـالتحوالت االجتماعيـة واالقتـصادية ا

االستهالكية بين كل فئات المجتمع، وخاصة لدى الشباب، فضال عـن

٦٢

بروز العديد من المشكالت األخرى مثل إدمان المخـدرات وانتـشار ، والقـيم المؤكـدة علـى الدينيالسلبية والالمباالة مع ضعف الوازع

يـر أدى إلى انتشار كث الذيالتراحم والترابط بين أفراد األسرة األمر من السلوكيات السلبية وارتفاع معدالت العنف وخاصة العنف المرتبط

. بالقتل

بـصفة المصريفقد بلغ عدد جرائم القتل العمد في المجتمع قامـت بـه الذي وفقا للحصر ٢٠٠٣-٢٠٠٠عامة خالل الفترة من

٩٠٩الباحثة من خالل المادة اإلعالمية المنشورة بـصحيفة األهـرام بنـسبة أي جريمة قتل تمت في محيط األسرة ٢٥٧م جريمة قتل منه

جـرائم، ١٠ بلغت والتي هذا بخالف جرائم الشروع في القتل %٢٨ سجلتها الباحثة بصورة خاصة بعيـدا التيفضال، عن جرائم االنتحار

إلـى ٢٠٠٣-٢٠٠٠ وصلت خالل الفترة من والتيعن جرائم القتل . حاله انتحار١٠٥

ي محيط األسرة بالنسبة لجـرائم القتـل ونسبة جرائم القتل ف يتطلب منا إيجـاد تفـسير الذيبصفة عامة تعتبر نسبة كبيرة، األمر

لهذه الظاهرة في ضوء التحوالت االجتماعية واالقتـصادية اجتماعي . المصري يمر بها المجتمع التي

يسبق الحكـم الذيوكما هو ثابت ومتعارف عليه فإن التفسير ، ويـضاف العلمـي ماعية من أهم أهداف البحث ظاهرة اجت أيعلى

نواه المجتمع، والمحافظـة علـى األسـرة هيلذلك أيضا أن األسرة أليوعلى كيانها وتماسكها وتواجدها بصورة سـليمة يعـد أسـاس

. مجتمع متقدم أو يسعى نحو التقدم والنهوض

تحـاول اإلجابـة علـى التـي ومن هنا كانت أهمية هذه الدراسـة : ت اآلتيةالتساؤال

داخل األسرة المصرية وفقا لما ما أكثر أنماط جرائم القتل شيوعا -١ ؟ ٢٠٠٣-٢٠٠٠نشر بصحيفة األهرام في الفترة من

٦٣

ما أهم خصائص جرائم القتل داخل األسرة المصرية وأهم سمات -٢-٢٠٠٠مرتكبيها وفقا لما نشر بصحيفة األهرام في الفترة مـن

؟ ٢٠٠٣

ة واالقتصادية لجرائم قتل األزواج للزوجات ما الدوافع االجتماعي -٣ . ؟٢٠٠٣-٢٠٠٠وفقا لما نشر بصحيفة األهرام في الفترة من

ما الدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم قتل الزوجات لألزواج -٤ ؟ ٢٠٠٣-٢٠٠٠وفقا لما نشر بصحيفة األهرام في الفترة من

األباء لألبناء وفقا ما الدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم قتل -٥ . ٢٠٠٣-٢٠٠٠لما نشر بصحيفة األهرام في الفترة من

لألباء وفقا األبناءما الدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم قتل -٦ ؟ ٢٠٠٣-٢٠٠٠لما نشر بصحيفة األهرام في الفترة من

ما الدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم قتل األشقاء وفقا لمـا -٧ . ؟٢٠٠٣-٢٠٠٠ األهرام في الفترة من نشر بصحيفة

ما الدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم قتل األقارب وفقا لمـا -٨ ؟ ٢٠٠٣-٢٠٠٠نشر بصحيفة األهرام في الفترة من

ولإلجابة عن هذه التساؤالت اعتمـدت الباحثـة علـى اإلجـراءات : المنهجية اآلتية

: أسلوب الدراسة -١

بهـدف والتـاريخي الكـشفي ب اعتمدت الباحثة على األسلو التعرف على الدوافع االجتماعية واالقتصادية لجرائم القتل في األسرة المصرية ومعدالت ارتفاعها وانخفاضها عبر سـنوات

. ٢٠٠٣عام -٢٠٠٠الدراسة األربع من عام

: مصادر البيانات -٢

تم الحصول على بيانات هذه الدراسة من دار الكتب المصرية . يف المعلومات بمؤسسة األهرامبالقاهرة وأرش

٦٤

يتحقق الهدف من الدراسة واإلجابة على تساؤالتها تـم ولكياختيار العينة بطريقة عمدية وكان التركيـز علـى صـفحة

وقد بلـغ عـدد . الحوادث وتسجيل جرائم القتل بصفة عامة جرائم القتل داخل األسـرة، (مفردات العينة الخاصة بالدراسة

). جريمة٢٥٧

استغرقت فترة اإلطالع والتـسجيل والتـصوير وقد . ٤/٧/٢٠٠٤-١/٦شهر وأربع أيام من

: أدوات جمع البيانات -٣

تضمنت والتياعتمدت الباحثة على صحيفة تحليل المضمون : اآلتيمجموعة من المتغيرات على النحو

النوع

السن

) المدينة-المحافظة (مكان ارتكاب الجريمة

عليه للمجني -للمتهم الحالة االجتماعية

عالقة القرابـة بـين - عليهم المجني عدد -عدد المتهمين األداة - أسباب ارتكـاب الجريمـة - عليه والمجني الجاني

كيفية ارتكـاب الجريمـة - الشهر -المستخدمة في الجريمة وهل تمت الجريمة بـصورة ) هل تم التخطيط للجريمة أم ال (

مع تحديد . (م التمثيل بالجثة هل ت -منفردة أم في وجود شريك ). أهم طرق التمثيل بالجثة

: معالجة البيانات -٤

contentاعتمدت الباحثة على أسـلوب تحليـل المـضمون Analysjs لمحتوى الرسالة اإلعالمية المنـشورة بـصحيفة

األهرام والخاصة بجرائم القتل داخل األسرة ولم تهتم الباحثة مهـا بمـضمون الرسـالة بمساحة الخبر وشكله بقـدر اهتما

حها بحيث يـسهل اسـتخراج البيانـات والمعلومـات وووض

٦٥

الخاصة بأهداف الدراسة وتساؤالتها وتمت معالجة البيانـات : على مرحلتين

: المرحلة األولى

تنظيم المعلومات كميا وفق مجموعة من القواعـد اإلجرائيـة . يسهل بعد ذلك قياسها والتعامل معها إحصائياكي

: حلة الثانيةالمر

لمضمون الرسالة اإلعالميـة بحيـث الكيفيوشملت التحليل يتسنى للباحثة الكشف عن مالبسات جريمة القتل والـدافع إليهـا ثـم

أصبح يعبر بها أفراد األسرة الواحـدة التيمحاولة استخالص الكيفية عن أنفسهم في مواقف الخالف، وأخيرا محاولة فهم وربط العوامـل

الخاصة المرتبطة بجريمة القتـل بالعوامـل البنائيـة العامـة البيئية ال تنفصل عـن والتي في فترة الدراسة المصريالمرتبطة بالمجتمع

. العقود القلية الماضية وخاصة منذ منتصف السبعينات

: توصلت إليها الدراسةالتيومن أهم النتائج

ميع أفراد بين ج Interpersonal أن جرائم القتل أصبحت متبادلة -١ وبـين %١٦ ومن األبناء لألبـاء %٩األسرة من األباء لألبناء

عالقـات القرابـة ( وأكثر وضوحا بين األقـارب %١٥األشقاء وبين األزواج فقد بلغت نسبة جرائم %٢٨) والنسب والمصاهرة

وجرائم قتل الزوجات لـألزواج %٢١,٤قتل األزواج للزوجات ١٠,٥% .

داخل األسرة بصورة منفردة وجرائم القتـل تتم عادة جرائم القتل -٢ من الجـرائم %٧٥(داخل األسرة من الجرائم غير المخطط لها

تم التخطـيط التي هي من جرائم القتل %٢٥و ) غير مخطط لها . لها

كثيرا ما يلجأ الجناة إلى التمثيل بالجثة إلخفـاء معـالم الجريمـة -٣ة صور منها تقطيع ولدرء الشبهات عن أنفسهم وللتمثيل بالجثة عد

٦٦

الجثة إلى أجزاء وحرقها وتشويها وقد تستخدم أكثر من وسـيلة . في التمثيل بالجثة

أكثر األدوات استخداما في جرائم القتل داخل األسـرة الـسالح -٤ . األبيض

٦٧

األطر النفسية والرتبوية: احملور الرابع والدينية للتنشئة يف األسرة

األستاذة الدكتورة فايزة يوسف:البحث األول - "السياق النفسي واالجتماعي لتنشئة األبناء داخل األسرة"

األستاذ الدكتور سعيد إسماعيل علي: البحث الثاني- "األبعاد التربوية للتفاعل والعالقات داخل األسرة"

فضيلة الشيخ جمال قطب:البحث الثالث - "ري وتفاعل أدوارهتكامل البناء األس"

٦٨

٦٩

ملخص بحث

) األسرةفي لتنشئة األبناء واالجتماعي النفسيالسياق (وموضوعه

فايزة يوسف عبد المجيد .د.أ ورئيس قسم أستاذ علم النفس

الجتماعية الدراسات النفسية وا بمعهد الدراسات العليا للطفولة

جامعة عين شمس

-:األبناءدور األسرة في تنشئة -

على الرغم من تعدد مؤسسات التنشئة االجتماعية، إال أننا ال عـن بقيـة المؤسـسات حنكون مخطئين إذا قلنا أن كفة األسرة ترج

ذلك ألن األسرة تتولى رعاية الفرد وتهذيبه فـي أهـم . هااألخرى كل الطفولـة مرحلتـي فـي شخـصيته الفترات وأعمقها آثارا في بناء

تشكيل حياته ي وأفكاره، بل وف هتكوين اتجاهاته وقيم ي والمراهقة، وف وعلى األسرة يقع قسط كبير من واجب التربية الخلقيـة . بصفة عامة

ـ يوالوجدانية والبدنية وف المراحـل يجميع مرا ح الطفولة، بـل وف . التالية لها كذلك

)٥٨، ص١٩٨٨، يهدى قناو(

ولألسرة وما يسود فيها من أساليب تنشئة مختلفة دور فعال فـي - إكسابه خبراته األولى، كما تختلف كل ثقافة فـي يحياة الفرد، وف

طرق وأساليب متباينة من أساليب التنشئة االجتماعية، ويختلـف . يعاملون بها من قبـل والـديهم التياألبناء في إدراكهم للطريقة

قد تـؤثر . فالعالقات واالتجاهات السيئة والظروف غير المناسبة . ، وعلى الصحة النفسية للطفلالنفسيتأثيرا سيئا على النمو

)٥١٢، ص ١٩٨٤حامد زهران، (

يط يخبرها الطفل في مح التيوقد وجد الباحثون أن للخبرات في السنوات األولى لطفولته أثرا كبيرا على مـستقبل ةأسرته وخاص

٧٠

حياته، وقدرته على التوافق المطلوب، حيث يرى محمد عماد الـدين فـي . يكتسبها الطفـل التيإسماعيل وزمالؤه أن االتجاهات األولى فـي ضـوئها يتـرحم التـي محيط أسرته تعتبر الخلفية أو األرضية

.الخبرات الجديدة

) ٦٦، ص ١٩٨٣محمد عماد الدين إسماعيل وزمالؤه، (

كان إجماع الباحثين في مجاالت التنشئة االجتماعية مع -لذا األسرية السيما في مراحل للخبراتاختالف أطرهم النظرية، على أن

الطفولة المبكرة تلعب دورا كبيرا وأساسيا في بناء شخصية الطفل . عيواالجتما النفسي نموه يوف

)١٣٧، ص ١٩٨٩ أغا، يكاظم وال(

فالطفل منذ بداية حياته في حاجة لمـساعدة والديـه لتحقيـق وتكيفـه مـع المجتمـع وقيامـه بـأدواره االجتماعيمطالب نموه

االجتماعية المتوقعة منه في المجتمع، وال يحدث ذلك إال من خـالل . تفاعل الطفل مع والديه

إن العالقات والتفاعالت السائدة في األسرة تؤثر تأثيرا قويـا ، وانعدام أو اضطراب هـذه العالقـات االجتماعيعلى سلوك الفرد

. إلى ظهور انحرافات سلوكية بالغة الخطورةييؤد

االجتمـاعي نستطيع أن ندرس تأثير األسرة على النمو ولكي التيؤثر في نمو الطفل و ت التييجب أن نحلل العالقات داخل األسرة و

لألبناء، والفـروق الميالديالعالقة بين الوالدين، والترتيب : تتمثل في االجتمـاعي الثقافيبين الجنسين، ومستوى تعليم الوالدين، والمستوى

. لألسرة

: دور هذه العالقات داخل األسرةيليوسوف نوضح فيما

: العالقات بين الوالدين )١

لموجبة المتمثلة فـي الـسعادة الزوجيـة فالعالقات األسرية ا ، سوف ينعكس ذلك على تماسـك األسـرة، وبمـا الزوجيوالتوافق

٧١

إلى يينعكس أيضا على نمو الطفل وتمتعه بشخصية متزنة، كما يؤد . أيضاالنفسي وإلى توافقه النفسيإشباع حاجة الطفل إلى األمن

سـة الزوجيـة أما العالقات األسرية السالبة المتمثلة في التعا إلى تفكك األسرة وتحولها إلى أسرة متصدعة إما نتيجـة يسوف تؤد

للشجار الدائم والطالق والهجر، وغياب أحد الوالدين بما يخلق جـوا . إلى نمو الطفل نموا نفسيا مضطرباييؤد

)٥٤٤، ص ١٩٩٧عبد الرحمن سيد سليمان، (

ـ - )Statt Leland(ويرى سوت ليالنـد ين أن الـصراع ب لألبناء، ويقف حائال أمـام االنفعالي إلى سوء التكيف يالزوجين يؤد

إشباع حاجات األطفال األساسية، ويمنعهم مـن اكتـساب المهـارات االجتمـاعي مع المجتمع، حيث يتأثر النمو لتكيفهماالجتماعية الالزمة

. للطفل بالجو األسرى العام داخل األسرة

)Statt Leland, 1971, P. 153(

: اإلخوةالعالقة بين )٢

فـي األسـرة، ثـاني خوة مع مولد طفل إلتبدأ العالقات مع ا فالطفل األكبر يمكن أن يأخذ بعض أدوار األبوة بطريقة أكبـر مـن الطفل األصغر، ويمكن أن يتعلم الطفل األصغر بعض المهارات مـن

د أخيه األكبر من خالل التفاعل معه، أو من خالل اللعب، وهذا ال يفي . األخ األصغر فقط، ولكنه يفيد األخ األكبر أيضا

)Andreas Demetrion,1998, P. 293(

إن تفاعالت األشقاء تكون إيجابية حينما يكـون األخ األكبـر سعيد بمساعدة إخوته ومستمتع بها من البداية، وعند ما يكون اإلخـوة

ث التنافس بين من نفس الجنس، فهما يلعبان معا بساعدة، ولكن قد يحد ، و هذا أمـر االستياءاغض أو التعارض أو باألشقياء، أو الشعور بالت . ممكن ومحتمل الحدوث

) ٢٦٠، ص ١٩٩٧، يعالء الدين كفاف(

٧٢

: عالقة الطفل بوالديه )٣

أن هنـاك عوامـل -١٩٧٩) Hartob -هـارتوب (ويذكر لعوامل لدى األبناء، ومن أكثر هذه ا االجتماعيكثيرة تؤثر على النمو

أهمية العالقة بين الطفل ووالديه وتفاعله معهم، حيث يعتبـر سـلوك الوالدين مع األبناء وما يتعلمه األبناء من خالل تفاعلهم مع الوالـدين

. لديهماالجتماعي تساهم في تطور النمو التيمن أهم العوامل )Franzdiane Zulime, 1977, P. 24(

سلوب المعاملة فـي األسـرة ولقد أشار علماء النفس إلى أن أ كنمط من أساليب فالنبذوالنمط المقابل له في شخصية الطفل وسلوكه،

. شخصيتهالمعاملة الوالدية من شأنه أن يخلق

عدوانية سيئة التوافق لديها مشاعر عدم الطمأنينة، شخـصية خائفة، أما الحماية الزائدة عن الحد، فإنها تخلـق شخـصية أسـلوبها

مـن ي ليست لديها القدرة على تحمل المسئولية، تعان يئطفلى وإنطوا سـلوكهم إلـى يصعوبات التوافق، كما أن اآلباء المسيطرون قد يؤد

طبع شخصيات أبناؤهم بطابع الخنوع والخجل، أما اآلباء المتقبلـون للنـاس اجتماعيـا المتقبـل عون شخصياتهم بطـابع بألبنائهم فقد يط

. المتوافق الواثق من نفسه

)٥٤٤، ص ١٩٩٧عبد الرحمن سليمان، (

فإن األسلوب األمثل في تربية األبناء هو االعتـدال -وأخيراـ يفي المعاملة وتحاش وة والتـدليل س اإلهمال والحماية الزائـدة والق

أرتكبـه الذيالزائد، وإتباع أسلوب الحزم والضبط مع توضيح الخطأ . حتى ال يكرره مرة أخرى

: ناء لألبالميالديالترتيب )٤

بيئة سيكولوجية مختلفـة عـن ابن يجعل لكل الميالديفترتيب الطفل ابن باختالف التفاعل بين الوالدين وكل يأتيبيئة اآلخر، وهذا التباين

من أبنائهما، فتفاعلهما مع الطفل األول ليس كتفاعلهمـا مـع الطفـل . األوسط، أو الطفل األخير

) ١٨٨، ص ١٩٨١، يفؤاد البه(

٧٣

: ن الجنسينالفروق بي )٥

تتأثر أساليب التنشئة االجتماعية لدى الوالدين بجنس األبنـاء . وهذا ما أكدته كثير من الدراسات كمتغير رئيس

على عينة ) ١٩٨٧(حيث ظهر من دراسة جابر عبد الحميد أن اآلباء كانوا أكثر تسامحا مع األبناء الـذكور القطريمن المجتمع

. منهم من اإلناث

-) ١٩٨٢( محمد عماد الدين إسماعيل وآخرون دراسة يوفتبين أن التنشئة االجتماعية لدى األبوين تتأثر بجنس األبنـاء، وأنهـا

دراسة ممدوحـة ي وف.جنسهميعمالن على تنميط أدوار األبناء حسب على عينة من األبناء من مدينة الزقازيق، ظهـر أن ) ١٩٨٤(سالمة

أغا ي دراسة كاظم ول ي وف .لذكوراألمهات أكثر ضبطا لإلناث منهم ل ظهر أن اآلباء السوريون أكثر ديموقراطية مـع أبنـائهم -)١٩٨٩(

الذكور منهم من اإلناث، كما أن األمهات أكثر تسلطا مع اإلناث منهم . من الذكور

: مستوى تعليم الوالدين في التنشئة االجتماعية) ٦

سـاليب تنـشئة بين أ أثبتت بعض الدراسات أن هناك اختالفا . الوالدين بسبب اختالفهم في مستوياتهم التعليمية

أن األمهـات األكثـر -فقد ظهر في دراسة سيرز وزميليـه النظافـة، وهـن يتعليما أقل تشددا مع األطفال في آداب المائدة وف

للمناقشة كأسلوب في التدريب، وقليال ما يلجئون إلـى أكثر استخداما وب في التدريب بالمقارنة باألمهات األقل تعليمـا كأسل الماديالثواب

أن األمهـات ذوات المـستوى -)Stolz(وظهر من دراسة لـستولز المرتفع أكثر ميال للتسامح في الضبط من األمهـات األقـل التعليمي . تعليما

) ١٨، ص١٩٨٦، القرشعبد الفتاح (

تبـين أن -)١٩٧٨(وفي دراسة أجراها جابر عبد الحميـد في أساليب التنشئة يباء يميلون إلى البعد عن التشدد والعقاب البدن اآل

. التعليميكلما ارتفع مستواهم

٧٤

)١٩٧٨جابر عبد الحميد، (

: لألسرةالثقافي االجتماعيالمستوى ) ٧

بأن األفراد -١٩٩٨) Michal A. Hogg(يذكر ميشيل هوج ن في سـلوكهم من ثقافات مختلفة، ومستويات اجتماعية مختلفة يختلفو

، وفي كيفيـة مواجهـة المواقـف االجتماعيـة المختلفـة االجتماعي . والتصرف حيالها

أن الخلفيـة الثقافيـة والطبقـة -١٩٨٤ويؤكد حامد زهران . االجتماعي نشأ فيها الطفل تؤثر في نموه التياالجتماعية

-٢٠٠٠ )Catherine Michas( ي كاترين ميتـشاس يرىكما . االجتماعي يؤثر في النمو - لألسرة ماعياالجتأن الوضع

أن )Berman &Kennedy, 1975( وكينـدي ويرى برمـان األطفال من الطبقة الدنيا يعانون من عجز الوالـدين عـن رعـايتهم

الحمايةالرعاية المطلوبة، وتوفير احتياجاتهم نظرا النشغالهم بظروف . الصعبة، وبخاصة إذا كانت األم عاملة

يب التنشئة االجتماعية على بعـض خـصائص الشخـصية أثر أسال : لألبناء

بينت الدراسات المختلفة، أن أساليب التنشئة االجتماعية تؤثر نمو الطفل العقلية والنفـسية واالجتماعيـة، وأن نواحيفي كثير من

األنماط السوية من هذه األساليب كالتقبل والتـسامح والـود والحـب ترتبط بها خـصائص الطفـل -يموقراطيةالعطف وعدم القسوة والد

اإليجابية، في حين أن األنماط غيـر الـسوية مـن هـذه األسـاليب كالضغوط النفسية والتشدد والضبط والتسلط واللوم واإلهمال والحماية

ففـي موجبا مع الخصائص الـسالبة الزائدة، والعقاب ترتبط ارتباطا ــل ــارف١٩٥٤ )Ausubel(دراســة اوزب ، ١٩٧٤ )Harvey( ي، وه

ــدورا ــدجرين ١٩٧٣ )Bandura(وبن ، ١٩٧٤ )Lindgren(، ولين

٧٥

ودراسات فايزة ١٩٧٨ )Daniel(، ودانيل ١٩٧٥ )Moffat(وموفات حيث تبين أن . ١٩٧٨، ويوسف عبد الفتاح ١٩٨٠يوسف عبد المجيد

أساليب التقبل والتسامح والود والعطف وعدم القسوة ترتبط ارتباطـا بـالنفس لألبناء والـشعور بـاألمن والثقـة نفسيالموجبا مع السواء

والقدرة على التوافق مع العالقات االجتماعية، بينما ضغوط الوالـدين والتحكم والتسلط والتشدد والقسوة له أثره السيئ على توافـق األبنـاء

إلـى اضـطرابهم وانخفـاض يوتكوين مفهوم الذات لديهم، كما تؤد نفس والتوافـق فـي عالقـاتهم مستوى شعورهم باألمن والثقـة بـال

بشكل عام إلى عدم وضوح الرؤية لدى األبنـاء، يويؤد. االجتماعية . العدوانيبل ويعزز لديهم السلوك

ويمكن استخالص بعض المبادئ األساسية التي تتعلق بـدور : يليفيما -األسرة في تنشئة األبناء

ع، حيث تشكل األسرة مركز الوسيط بين الطفل وبين ثقافة المجتم -١ التـي تنقل للطفل كافة المعارف والمهارات واالتجاهات والقـيم

. تسود المجتمع

يمارس الوالدان أساليب مختلفـة ال حـصر لهـا فـي التنـشئة -٢ أياالجتماعية تتراوح بين مستويين متقابلين أحدهما المبالغة في

. الشديدالتراخيأسلوب واآلخر

والتسامح والحب والعطـف تعتمد على التقبل التيتمثل األساليب -٣ـ والضبط والحوار والديموقراطية، وما شابه هذه األساليب من ا هج

سويا في التنشئة االجتماعية، يتيح للطفل أقصى درجـات النمـو والعقليـة الجـسمية المتزن في مجاالت النمو المختلفـة، السوي

. والنفسية واالجتماعية

و والتراخـي والمبالغـة تعتمد على التشدد التيوتمثل األساليب -٤ في التنشئة يا غير سو هج وما شابههما من ي والبدن النفسيالعقاب

االجتماعية حيث يكسبه خصائص واتجاهات وقيم غيـر إيجابيـة

٧٦

تعيق قدرته على التكيف والتوافـق مـع متطلبـات الجماعـات . والمجتمع

-تتأثر أساليب الوالدين في التنشئة االجتماعية بعوامـل كثيـرة -٥ التعليمـي ، والمستوى والثقافي االقتصادي و االجتماعيالوضع ك

للوالدين، وجنس األبناء، ونوع العالقات بين الوالدين، وترتيـب . الطفل بين أخوته

٧٧

ملخص البحث األبعاد التربوية للتفاعل والعالقات داخل األسرة

رؤية إسالمية

سعيد إسماعيل علي. د.أ

جامعة عين شمس–ية التربية كل

التي تلك العملية االجتماعية هيإذا كانت التنشئة االجتماعية مـن المعلومـات والمعـارف كافيا يتم من خاللها إكساب الفرد قدرا

والقيم واالتجاهات والميول والمهارات وأساليب التعامل والتفاعل مما المجتمع طاقة تفكير يمكنه من أن يكون ذا كفاءة اجتماعية تضيف إلى

هـي تصبح هذه التنشئة بـذلك …وقوة عمل فيزداد بها قدرة وإيجابية تتفـرع التي، إن صح هذا التعبير، أو األم العملية التربوية المركزية،

ـ " تربيات"منها يأخرى، تتنوع بتنوع مجاالت الحياة المجتمعية، وه . ه فيي تجرالذيل اذات آليات متعددة، تختلف باختالف المج

باعتبارها أهم القوى أو الوكاالت فـي " األسرة"من هنا تجئ تتم بواسطتها موجهـة إلـى التيالتنشئة االجتماعية، وتصبح التربية

، فاألب واألم يحتاجان إلى التزود بعدد من "تربية أسرية "هيأفرادها ترفع من قدراتهم وكفـاءتهم التيالمعلومات والمهارات واالتجاهات

منهما لنفسه ولدوره، وفي التعامل بينهما وفي التعامل مع في فهم كل أبنائهما، وهى أيضا تشمل ما هو منوط باألبناء تجاه أنفـسهم وتجـاه

. والديهما، وتجاه أقاربهم، وأيضا تجاه المحيطين بهم

ومن بين أركان التربية األسرية تركز الدراسة بصفة خاصـة يقتصر األمر فيه على الذيلمجال ذلك ا ي، وه "التربية الوالدية "على

ما هو منوط بالوالدين تجاه أبنائهما، أو بمعنى آخر، تختصر التربيـة الوالدية في تعامل الوالدين المباشـر مـع الطفـل، وبالـضبط، فـي

عبارة عن فهي إزاء هذا األخير، التربوي تحدد فعلها التيالممارسات كية تجاه الطفل قصد تربيته ممارسات الوالدين اليومية ومواقفهما السلو

وتوجيهه وإمداده بمختلف المعارف والخبرات والنماذج والتـصرفات

٧٨

هـة مـشكالت الحيـاة فـي شـتى جوالقيم واالتجاهات الالزمة لموا . مظاهرها ومختلف مجاالتها

للدراسة هو المرجعيـة اإلسـالمية، مـع المرجعيواإلطار أنه ال ني، فهذا يع " إسالمية رؤية"مالحظة أن الكاتب إذ يشير إليه بأنه

يزعم أنها تمثل وجهة النظر اإلسالمية في الموضوع، لسبب بـسيط، وهو أن أحدا لم يفوض الكاتب في أن يكون هو الممثل لإلسالم، وإنما يقول ببساطة أن هذا هو مدى ونـوع فهمـه لمـا جـاء بالمـصادر

اصـا اإلسالمية، وعلى رأسها القـرآن الكـريم، والـسنة النبويـة خ باحتمال أال تتفق هذه الرؤية مع مبدئيبالقضية، ومن ثم فهناك تسليم . رؤى آخرين تكون لهم اجتهاداتهم

الدراسة باعتبارها مصدر التربيـة - أما-وقد تصدرت المرأة تؤثر التيوالتفاعل األول، وقصد الكاتب بالمصدر هنا، القوة البشرية

ـ وتشكل وتضع بصماتها على شخصية الطفـل يمكـن االمكونـة لمفوحدها، المرأة، أكثـر مـن . لهذه الشخصية " البنية األساسية "اعتباره ، وفي "عضويا" رحمها يتخلق الطفل ففي المصدر األول، هيالرجل،

أحضانها، وعلى صدرها، ولعدة سنوات، يبـدأ أول مرحلـة للحيـاة ـ ه النفسية واالجتماعية بعد أن يخرج إلى الدنيا، بفضل ما زودهـا ب

المولى عز جل من طاقات مذهلة مـن الحـب والحنـان والـصبر . واإليثار، ما يعجز الرجل عن تقديم مثيله

: وتناولت الدراسة موضوع المرأة من حيث

. ي النسوالوعيبواكير -

. الغلو في التحرير -

. إسالميا…المرأة - : تناولت الدراسة وألن التربية الوالدية تتم في رحم األسرة،

. وم الوالديةمفه -

. واألسرة كمحضن للطفل -

٧٩

.الترغيب في طلب األوالد -

ثم انتقلت الدراسة بعد ذلك إلى جـوهر قـضيتها، وهـو كيفيـة : ، وكان من نقاطهايالتأسيس لوالدية سوية تهيئ لتفاعل سو

. حسن االختيار -

. العالقة بين الوالدين -

. لألوالدالتمهيد تربويا -

إلى أن تأمل مفهوم العملية التربويـة وتختتم الدراسة باإلشارة إلى إدراك أنها تتناول بالترقية والتنميـة والتهـذيب ي، يؤد جيدا تأمال

مختلف جوانب شخصية اإلنسان فيما هو معين على إكـساب الفـرد يحسن التفاعل مع مفردات الحيـاة اإلنـسانية كيالكفاءة الالزمة له ـ ، فضال ومستقبال والطبيعية، حاضرا ن تنميـة قـدرات المجتمـع ع

علـى الحضارية، بحيث يكون قـادرا ذاتيتهوإمكاناته وتعزيز وحدة على طريق التقدم والرفاة والمنافسة على تحقيق أفـضل قدما المضي

. ما يمكن اإلنسان من القيام بواجب االستخالف

والتربية بهذا التوصيف تكون مهمة المجتمع بكليته، وخاصـة منوط بها التنشئة والتكوين والتشكيل مثل مؤسـسات تلك المؤسسات ال

. التعليم، واألسرة، واإلعالم، ودور العبادة

وعلى هذا فإذا كنا قد كثفنا الـضوء علـى األسـرة بـصفة عامـة، والوالدين بصفة خاصة، إال أن بقية المؤسسات يمكن لهـا أن تفـشل

تنـسيق فعل األسرة والوالدين، أو العكس، مما يؤكد على ضـرورة ال يـصعب الـذي والتناغم بين مؤسسات المجتمع ونظمه، وهو األمـر

تحقيقه ما لم يقم هذا المجتمع على مرجعية فكرية لها من المـصداقية والشمول والدقة والعمق ما يكفل تحقيق أن تكون األمـة خيـر أمـة أخرجت للناس طالما حرص أفرادها على االلتزام باألمر بـالمعروف

بالذات الشخصية، إلى ما شاء اهللا ممـا يقـع ر، بدءا عن المنك يهنوال

٨٠

أحـسن، هـي بـالتي في حدود اإلمكان البشرى، وتخلقـا بالجـدال .والمصاحبة بالمعروف

٨١

ملخص البحث تكامل البناء األسري و تفاعل أدواره

جمال قطب/ فضيلة الشيخ من علماء األزهر الشريف

لوريقات معدودات تشرفت بالمساهمة بهـا فـي هذا ملخص تكامل البنـاء األسـري تحت عنوان األسرة المسلمة إلي أين مؤتمر

وتفاعل أدواره أهمية الموضوع :أوال

)١( ]خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها[األسرة هي آخر القالع التي يتحـصن بهـا المجتمـع ضـد

... لخارجي و السقوط الداخلي عند بعض الفئات و األفـراد االفتراق ا لذلك يجب أن يتكاتف الجميع لصيانة األسرة و دعم تكامـل بنائهـا و

. السبب في اختيار الموضوع:ثانياتفعيل أدوارها و تكاملها وإن كان السبب المباشر هو المشاركة في أعمال المـؤتمر إال

اجه األسرة تتمثل في خروج األسرة العربية أن أشد التحديات التي تو و المسلمة من فلكها الشرعي و انحرافها عن مقصدها الشرعي الـذي حدده اهللا لها و وصف هذا الفلك اآلمن في آخر كتبه و علـى لـسان

.rخاتم رسله لهذا فإن جميع أبناء األمة مطالبون ببذل كل الجهود إلعـادة

حتـى ال يتحـول االنحـراف إلـى كوكب األسرة إلى مداره اإللهي احتراف و تالشى و تصبح ساحة المجتمع أشبه بساحة حرب ال يرى

.فيها إال الدمار و الخراب : مشكلة الدراسة:ثالثا

تحاول الدراسة اقتراح عـالج ألزمـات األسـرة العربيـة و اإلسالمية التي تتمثل في التفكك األسرى و ما صاحبه من أعـراض

فكلما استطعنا العودة إلى أصـولنا . اإلدمان و التطرف الخ الضياع و .الشرعية كلما اقترب يوم النجاة

1

٨٢

ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركـات مـن الـسماء [ونكسبا كانوا يبم موا فأخذناهكذب لكنض والأر١( ]و(

: إطار الدراسة:رابعا تبدأ الدراسة من حيث انتهت الدراسات االجتماعيـة النظريـة السياسية إلى أن التفكك األسرى يرجع في المقام األول إلـى ضـعف البناء األسرى سواء في أساسه الذي نشأ عليه أم في أعمدتـه التـي

اسـتمراره و يستند إليها أو في السياسات التي تتبـع للحفـاظ علـى استقراره، كذلك فإن أدوار األسرة قد طويـت و انـصرف أعـضاء . األسرة كل لما يريد أو كل لما تصور أنه المصلحة التي يفـوز بهـا .كذلك فإن الحقل العربي عامة، و المصري خاصة هو حقل الدراسة

: منهج البحث:خامساجـا هـي إذا كان المعهود أن تكون الدراسات التي تصنف عال

دراسات تحليلية و تقويمية تأتى بعد دراسات وصفية سبقتها ومهـدت لها فالحقيقة أن هذه الدراسة نظرا لصغر لحجمها، وضيق وقتهـا، و

فإنها دراسـة ... مفاجأة مناسبتها فإنها تعتبر رغم أنها تصنف عالجا .استطالعية تمثل اقتراحا مبدئيا للموضوع

:طلحاتها مفاهيم الدراسة و مص:سادسا قدمت الدراسة مفاهيما جديدة لمصطلحات قديمة متداولة إال أنهـا

كانت تطلق وفق مفاهيم مستوردة، استوردتها الدراسات االجتماعيـة حيث أن علم االجتماع في طوره الحالي بدأ مـستوردا و ... المترجمة

ذا مترجما حتى أننا نجد الكتب تكتظ بآراء اآلخرين و تزدحم بالنقل، فإ فإنها تذكر على حياء و استحياء، ثم تذكر .. تذكروا النظرية اإلسالمية

.على سبيل التذكار و ليس التفعيل و المناقشة و البناء عليها :و أبرز هذه المفاهيم و مصطلحاتها

التزاوج– ١ الزوجية اإلنسانية– ٢

1

٨٣

الزوج -٣ البناء األسرى– ٤

األسرة – ٥ : الدراسات السابقة:سابعا

ال ينكر الباحث ازدحام المكتبة االجتماعية بدراسات اعتمـدت و دراسات أخـرى .. اإلسالم بمصدريه القرآن الكريم و السنة النبوية

بذلت جهودا فائقـة لكـن قصرت عنوانها على النظرية اإلسالمية و موضوع تكامل البناء األسرى و تفاعل أدواره لم يحظ بالبحث الجـاد

. االطالع عليه في مكتبات عامة و أكاديمية كثيرةليفيما أتيح ونظرا ألن الدراسة ليست نقدية وال مقارنة فإنها لـم تتبـع العـرف

. المنهجي السائد بذكر الدراسات السابقة و االعتماد عليها : هيكل البحث:ثامنا

المقدمة وتقرير البحث الفصل األول البناء األسري المبحث األول اإلنسان وحدة األسرة المبحث الثاني حقيقة األسرة وتحرير مفهومها ةالمبحث الثالث البناء أطوار متكامل الفصل الثاني وظائف األسرة و أدوارها وتفاعلها المبحث األول وظائف األسرة المبحث الثاني أدوار األسرة وتفاعلها نتائج الدراسة التوصيات الخاتمة

: النتائج:تاسعا : انتهت الدراسة إلى توصيات تتجه اتجاهين

. اتجاه األفراد و األسر العربية و المسلمة بجميع مستوياتها– ١ . اتجاه المؤسسات المساعدة– ٢

:التوجيهات الخاصة باألفراد و األسر

٨٤

ضرورة اعتبار األفراد أن الزواج مشروع اجتماعي هام ال – ١ .يمكن أن يقوم عشوائيا بل البد من إتمامه على أسس علمية وشرعية

ضرورة قيام األسر بتقييم موقفها ومحاولة العودة إلى الفلك – ٢ ف و االحتكام إلي الطبيعي لها و هو فلك الشرع الحني

. نصوصه مقدسة ضرورة يقين جميع األطراف أن سفينة األسرة ال يكفى لها – ٣

دور بعض أفرادها، و لكن ال بد من جميع األدوار وتكاملها . وتفاعلها

:التوجيهات الخاصة بالمؤسسات المساعدة ع يقع عليها عبئ تيسير إن الدولة و هي إطار المجتم– ١

الزواج و استئناف الحياة األسرية و ذلك يفرض على الدولة سياسات اقتصادية و مالية و تـشريعية تعـين

.على إنجاز رسالتها األسرة على جميع المؤسسات اإلنتاجية أن تـستهدف إنتـاج – ٢

اسـب و دخـل الـشباب األسرة بمـا يتن مستلزماتالخريجين أو حملة المؤهالت المتوسطة دعما للجميع على بداية البناء األسرى في سن قادرة على اإلتقـان

.والعطاء و التحمل للمسئولياتعلي مؤسسات اإلعالم أن تلتـزم بقـيم المجتمـع -٣

وهويته وتراثه و أال تتخذ الغرب قبلـة يتوجهـون دعوى الحداثـة ومـا إليها نقال وتقليدا و انسحاقا ب

.بعدهاعلي مؤسسات التعليم أن تعطي اللغة القومية حقها -٤

وكذلك التربية الدينية في برامج التعليم وحتى نهاية التعليم الجامعي زرعا لالنتماء في عقول األجيـال

. حتى ال يتم استقطابهم بعيداعلي مؤسسات التثقيف و الترفيه أن تلتـزم بقـيم -٥

اثه وأن يعلموا أنهم قد أخـذوا المجتمع وهويته وتر

٨٥

األبناء من أسرهم فليتقوا اهللا في األبناء و اآلبـاء و .الوطن

علي مؤسسات الدعوة أن تنزل من برجها العـاجي -٦وأن ترجع إلي صفاء الـوحي القرآنـي، والبيـان النبوي و أن ترقب الواقع المعاصر وتنـزل عليـه

. نور الوحي تيسيرا علي الناس وعبادة اهللا

٨٦

٨٧

املرجعية اإلسالمية: احملور اخلامس لفهم واقع األسرة يف اتمع

.................. األستاذ الدكتور السيد عمر:البحث األول - "المنظور اإلسالمي: النسق السياسي لألسرة"

.............عوضي األستاذ الدكتور رفعت ال: البحث الثاني- "األسرة الممتدة في ضوء التشريع اإلسالمي"

.............. األستاذ الدكتور أحمد المجدوب: البحث الثالث- "مكانة المرأة وحقوقها في الشريعة اإلسالمية"

٨٨

٨٩

بحثملخص النسـق السياسي لألسـرة

ي في المنظـور اإلسالم السيـد عمـر . د.أ أستاذ العلوم السياسية

المساعد بجامعة حلوان النسق، يرتبط برؤية كلية، تحدده كفكـرة، تتجـسد فـي بنيـة

إال أن الرؤية الكليـة . والرؤى الكلية في عالم اليوم، متعددة . مؤسسيةالغربية، والرؤية الكلية اإلسالمية، هما األوثق صلة بواقع األسرة في

لمنا اإلسالمي، سواء الواقع المعاش، أو الواقع كما يجب أن تكـون عا . عليه، بالنظر إلى أن كلتا الرؤيتين، ال تزال فاعلة فيه

وتعالج هذه الدراسة إشكالية النـسق الـسياسي لألسـرة فـي المنظور اإلسالمي، مستخدمة منهاجية التحليل المقارن، حيث تفكـك

غربي الـسائد حـول وجـود رابطـة الفرضيات التي روجها الفكر ال أساسية بين األسرة والنظام األبوي واالستبداد واإلسالم، مبينة زيـف

.هذه الفرضيات

: إزاحة األسرة كنـسق سياسـي ( ويدور المبحث األول حول حيث يصف الواقع المعاش لعملية إزاحة األسرة من ) تشخيص الحالة

ة القومية حتى اآلن، وذلك معادلة النسق السياسي منذ بداية عهد الدول التعريف بالنسق السياسي، والتصور الـسائد : من خالل محاور ثالثة

بخصوص العالقة بينه وبين األسرة في الواقع الـراهن، والخطـوط المؤسس علـى (العريضة للنسق األسرى في ضوء النموذجين اآللي

ـ ( ، والعضوي )الرؤية الكلية الغربية ة المؤسس علـى الرؤيـة الكلي، المتفاعلين في ساحته، وخريطة المواقف الفكريـة تجـاه )اإلسالمية

.عملية إزاحة األسرة من فضاء النسق السياسيأما المبحث الثاني فيتناول المرتكزات الخمسة للرؤيـة الكليـة

األمة كوعاء عابر جامع لألنساق المجتمعية، والدين : اإلسالمية وهى ة وأصل األسرة، وماهية اإلنـسان، كنهج حياتي شامل، والنفس الواحد

٩٠

والجسد العضوي الحي الواحد، في مقابل الرؤية الكلية الغربية التـي الجسد الذرى اآللي القابل لالنشطار، واإلنسان الطبيعـي، : تقوم على

الدولة القومية، وسبق / والفصل بين الدين والسياسة، والمواطن الفرد .حياة اإلنسان كفرد على نشأة المجتمع

ويستعرض المبحث الثالث محددات استعادة النسق الـسياسي العضوي لألسرة، والتي تدور حول محددات الرابطة األسـرية بـين

العقـد المنـشئ لألسـرة : الواقع المعاش، و الواقع الممكن، وتشمل العضوية، واستعادة األسرة الممتدة، واإلعداد لمهنة األمومة واألبـوة،

انفتاح المرأة على المجتمع والتكامل بـين دوري والقوامة المستقيمة، و األمومة واألبوة، وتجاوز الرؤية المادية للرابطة األسـرية، وتفعيـل

.الدور التوزيعي للنسق األسرى، وتنقية فقه األسرة وتعميقه

ويتناول المبحث الرابع ما يترتـب علـى اسـتعادة النـسق ول مبـدأ الرعايـة حل: من نتائج، يتصدرها ) األسرة ( السياسي لـ

المتبادلة محل مفهوم الصراع، وسريان ذلك من األسرة إلـى نـسيج األمة كله، وحلول مبدأ التكامل بين العام والخاص بدال من مبدأ سمو العام على الخاص، وربط المشاركة الـسياسيـة بمقاصـد الـشريعة اإلسالمية، والمصلحة الشرعية، واالرتقاء بالدور الـسياسي للمـرأة

تماسك منظومة القيم اإلسـالمية داخـل األسـرة، : ليتمثل في تحقيق والشهود الحضاري ومجابهة االختراع، والتحول من مبـدأ الحقـوق الحصرية إلى مبدأ األخوة العادلة، وتعزيز قدرة النسق السياسي بكـل مستوياته في العالم اإلسالمي، على نحو يحدث تحـوال نوعيـا فـي

.مضمون علم السياسةوتتناول الخاتمة مدى الحاجة إلى استعادة ذلك النـسق، ومـدى

.إمكانية تحقيق ذلكومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن اسـتعادة نـسق

األمة يعتبر مدخال ألي إصالح سياسي حقيقي فـي العـالم / األسرة اإلسالمي، بل يعتبر شرطا لمعالجة األزمة المتأصلة في نظام الدولـة

. لقوميةا

٩١

فاستعادة النسق السياسي لألسرة، ضرورة ألي إصالح سياسي فمن شأن تلك االستعادة أن ترسخ . حقيقي في العالم اإلسالمي

الهامة عبر مؤسسة األسرة، تمتد منها ةمجموعة من المبادئ السياسيإلى بقية نسيج األمة، بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر عن طريق

مجالس التحكيم : شارة إلى ثمانية مبادئ هامةويمكن اإل. محاكاتهاخاصة في ضوء أزمة األجهزة القضائية العاملة ضمن ( األهلية

سلطات الدولة القومية، القوامة كتكليف وربط اإلنفاق المادي والمعنوي بحق الرقابة، تفعيل النظام اإلسالمي لتعبئة الموارد المادية

لى دولة بين األغنياء، مبدأ تفعيل والمعنوية، وتداولها، ومنع تحولها إخاصية تعدى اإلحساس باأللم من الجزء إلى الكل، مبدأ إهدار

المقوالت التي ال تستند إلى الواقع، مبدأ كلية العدل، ووجوب الوقاية من الظلم، مبدأ االستقامة اإلعالمية المؤسس على الصدق والستر،

ين المكانة والعقوبة على وليس الربح المادي، مبدأ التناسب الطردي ب .الخطأ

٩٢

بحـث ملخص الميراث تشريع ضـوء في الممتدة األسرة

العوضي السيد رفعت .د.أ

األزهر بجامعة االقتصاد أستـاذ للمعهد األكاديمي والمستشار اإلسالمي للفكر العالمي

تقديـم

لهذه الكاملة المعايشة النساء سورة في بأكمله جاء الميراث تشريع .١

الكـريم القرآن في جاء كما الميراث تشريع أن عن كشفت اآليات

.المجاالت ومنها ،واسعة مجاالت على تعمل التي عناصره تتحدد

تـشريع أن تبـين التـي المجاالت من .واالقتصادية االجتماعية

عناصـره له المجال وهذا ،باألسرة يتعلق ما عليها يعمل لميراثا

أحد على عمل له ملخصا الورقة هذه تمثل الذي البحث .المتعددة

هـو العنـصر وهذا ،الميراث بتشريع المرتبطة األسرة عناصر

.الممتدة األسرة

،السياق علم في به المعمول المنهج هو البحث طبقه الذي المنهج .٢

اعتبار :التالي النحو على جاء القرآنية الدراسات ومعل أحد وهذا

هذا تطبيق .وحده الميراث أحكام فيها ذكرت التي اآليات أو اآلية

ثم الميراث وهو البحث لهذا الرئيسي الموضوع في المنهج

كل شملت بحيث الدراسة امتدت وقد ،اآليات أو اآلية هذه درست

عمل لمنهج إعماال .سةالدرا في تدخل أنها رئي التي األبعاد

٩٣

تشريعات آيات على سابقة جاءت التي اآليات درست السياق

اآليات واعتبرت تالية جاءت التي اآليات وكذلك الميراث

بموضوع أحاط الذي اإلطار تمثل والالحقة السابقة بنوعيها

الميراث موضوع أن اعتبر لقد ،المنهج لهذا توضيحا .الميراث

واآليات عليه السابقة اآليات ودرست ،زياالرتكا الموضوع هو

بشأن .االرتكازي الموضوع لهذا إطار أنها على له التالية

جاء موضوع أي أن إلى اإلشارة تجدر فإنه االرتكازي الموضوع

وتدرس ،ارتكازيا موضوعا يعتبر أن يمكن الكريم القرآن في

اإلطار تمثل أنها على له التالية واآليات عليه السابقة اآليات

.به المحيط

٣. واألسرة الميراث وهو البحث موضوع فإن التقديم هذا على بناء

:اآلتي النحو على بحثه خطة كانت الممتدة

١٤ :١١ اآليات (الممتدة واألسرة الميراث) ١(

ومدخل الميراث آليات والالحق السابق اإلطار) ٢( )النساء سورة

سورة ٤٠ - ١٥ واآليات ،١٠ - ١ اآليات (الممتدة لألسرة جديد

.)النساء

وفيما ،مباحث ثالثة في عرضت التي البحث موضوعات هي هذه

:المباحث بهذه جاء لما تلخيص يلي

الممتدة واألسرة الميراث أحكام :األول المبحث

) النساء سورة ١٧٦ واآلية ،١٤ - ١١ من اآليات(

٩٤

بينت ثم ،واآلباء ءباألبنا الخاصة الميراث أحكام) ١١ (اآلية بينت

واألخوة والزوجات باألزواج الخاصة الميراث أحكام) ١٢ (اآلية

) ١٧٦ (رقم اآلية وهي النساء سورة في األخيرة اآلية أما ،واألخوات

.واألخوات األخوة حاالت بعض بينت فقد

تشريع أن ثبت فقد البحث في جاءت التي المناقشة على بناء

االمتدادات وهي ،لألسرة االمتداد من أنواع ثالثة يحقق الميراث

:التالية

رأسيا الممتدة واألسرة الميراث. ١

وابن والبنت االبن يدخل الكريم القرآن به نزل الذي الميراث

حيث من تمتد األسرة يجعل الميراث أن ذلك ويعني نزل وإن االبن

،عال إنو ألب والجد واألم األب أيضا الميراث في ويدخل .الفروع

األسرة .األصول حيث من تمتد األسرة يجعل الميراث أن ذلك ويعني

ونستطيع .الرأسي االتساع هذا على تمتد القرآني الميراث ينشئها التي

األسرة بناء على اإلنسان يربي الكريم القرآن أن ذلك من نستنتج أن

النحو هذا على القرآني الميراث أسرة .وفروعا أصوال :رأسيا الممتدة

.تميزا تملك

جاء كما بالميراث متمسكين المسلمون يظل ألن دعوتنا إن

ندخل عندما وتقوى تزداد الدعوة وهذه ،اهللا شرع ألنه القرآن في

الميراث يعمل التي الممتدة األسرة تحققها التي واإليجابيات المزايا

ةفكر على إيجابيا يعمل الميراث إن نقول .تدعيمها على القرآني

٩٥

اإلسالم أن يصادر أو ينفي ال هذا ولكن ،صحيح وهذا الممتدة األسرة

بناء عوامل من الواجبة النفقة :الممتدة األسرة مع تشريعاته بكل

بناء عوامل من اآلباء مع التعامل في اإلسالمية القيم ،الممتدة األسرة

بناء عوامل من األبناء رعاية في اإلسالمية القيم ،الممتدة األسرة

الهدايا أكبر من الكريم القرآن في جاء كما الميراث .الممتدة األسرة

العزلة وآلمته الوحدة أنهكته الذي المعاصر للعالم اإلسالم يقدمها التي

.وقائيا عالجا يعالجه الميراث ،ينقذه والميراث

الميراث يشكلها التي الممتدة األسرة أن :نقول بإجمال

.وصحية صحيحة اجتماعية لحياة المعاصر اإلنسان أمل هي القرآني

أفقيا الممتدة واألسرة الميراث. ٢

الشخصية األبعاد كل من إيجابياتها لها الممتدة األسرة

القرآن في جاء كما الميراث .والسياسية بل واالقتصادية واالجتماعية

على بناء نستنتج أن ونستطيع .األسرة على اإليجابي أثره له الكريم

أهمية على ويربيه نفسه في ويغرس المسلم يعلم الكريم القرآن أن ذلك

يضيف والعمات واألعمام واألخوات األخوة ميراث ،الممتدة األسرة

األفقي البعد على تعمل اللبنة هذه ،الممتدة األسرة بناء في جديدة لبنة

.لألسرة األفق االمتداد أو

األخوة بإدخال لألسرة األفقي االمتداد معنى شرح أحاول

رأسيا امتدادا يمثل األصول إدخال .والعمات واألعمام واألخوات

،الشخص جانبي على يقعان واألخوات األخوة ،الفروع إدخال وكذلك

٩٦

رباطهما والعمات األعمام ،أفقيا امتدادا يمثالن أنهما معنى هو وهذا

اداالمتد في يدخالن أنهما إال لألصول قرابتهما بسبب بالشخص

االعتبار موضع لألسرة أفقيا امتدادا يعتبران ولذلك لألصول األفقي

.الميراث في

الميراث ألسرة واسعة إيجابيات يضيف األفقي االمتداد هذا

فكرة على اإليجابية إسقاطاته خالل من وذلك الكريم القرآن في

السامية غاياته له اقتصادي إلهي تشريع الميراث .الممتدة األسرة

حجمها حيث من تكون أسرة تكوين ذلك في ويدخل ،النبيلة أهدافهو

التربوية فعالياتها ولها بل ،واالجتماعية االقتصادية فعالياتها لها

الميراث في والعمات واألعمام واألخوات األخوة وإدخال النفسية

.المستهدفة بفاعلياتها المثالية الممتدة األسرة تكوين يحقق

رأسيا الممتدة األسرة تكوين حيث من يراثالم في البعد هذا

االمتداد .إيجابياته عن للكشف اهتمام مزيد إعطاءه يستحق وأفقيا

المثالية األسرة ينتج الكريم القرآن في الميراث ألسرة واألفقي الرأسي

وحدة وهي المجتمع وحدات من وحدة األسرة ،حجمها حيث من

مثالي حجم لها وحدة أي ،وسياسية وإدارية واقتصادية اجتماعية

في الميراث ألسرة واألفقي الرأسي االمتداد .وظائفها أداء من يمكنها

باألمن تتحقق األمثلية ،لألسرة المثالي الحجم يحقق الكريم القرآن

جميع ،المثالي الحجم هذا على يترتب الذي السياسي بعده في حتى

القرآن في الميراث أسرة تدرس أن مدعوة العلمية التخصصات

٩٧

النفس علم في المتخصصون :حجمها في األمثلية حيث من الكريم

مدعوون هؤالء كل،السياسة وعلم االقتصاد وعلم االجتماع وعلم

رأسيا الممتد حجمها حيث من الكريم القرآن أسرة خصائص الكتشاف

في األمثلية حيث من الكريم القرآن في جاء كما الميراث إن .وأفقيا

جميعا ونحن ،كثيرة إعجاز أوجه فيه تكمن ينشئها التي األسرة حجم

.اإلعجاز هذا باكتشاف مطالبون العلمية تخصصاتنا بكل

تداخليا الممتدة األسرة. ٣

الميراث ،توضيح إلى يحتاج تداخليا الممتدة األسرة مصطلح

يعني ،الميراث في والزوجة الزوج يدخل الكريم القرآن في جاء كما

هذا ،معا تتداخالن أسرتين أن الميراث في والزوجة وجالز إدخال

أسرة ،تداخليا الممتد األسرة مصطلح له اخترت الذي هو التداخل

،والفروع األصول بإدخال رأسيا تمتد الكريم القرآن في الميراث

تداخليا وتمتد ،والعمات واألعمام واألخوات األخوة بإدخال وأفقيا

.أسرة مع أسرة بإدخال

ينتج الكريم القرآن في الميراث ألسرة التداخلي االمتداد

عن الحديث عند ذكرت التي اإليجابيات إلى تضاف جديدة إيجابيات

عليها يعمل التي األبعاد نفس ،األفقي واالمتداد الرأسي االمتداد

واالقتصادية واالجتماعية النفسية األبعاد إنها ،التداخلي االمتداد

األسري التزاوج هذا أخرى وبعبارة األسري متداداال هذا .واألمنية

بل ،األفقي واالمتداد الرأسي االمتداد مع تحققت التي اإليجابيات يدعم

٩٨

واحدة أسرة ليست الكريم القرآن أسرة ،جديدة إيجابيات تضاف إنه

إدارية وحدة هي األسرة إن .متداخلة كثيرة أسر هي وإنما منعزلة

ويزيد الوحدة هذه يدعم األسري داخلوالت ،وسياسية واقتصادية

.الوجوه جميع من كفاءتها

يلي ما استنتاج يمكن السابقة المناقشة على بناء:

من األسرة لحجم األمثلية معيار يحقق القرآني الميراث .أ

الرأسي االمتداد حيث

من األسرة لحجم األمثلية معيار يحقق القرآني الميراث. ب

فقياأل االمتداد حيث

من األسرة لحجم األمثلية معيار يحقق القرآني الميراث. جـ

.التداخلي االمتداد حيث

:التالية النتائج إضافة نستطيع السابقة المناقشة من

األمن حيث من األمثلية معيار يشبع القرآني الميراث .أ

.النفسي

األمن حيث من األمثلية معيار يشبع القرآني الميراث. ب

.االجتماعي

األمن حيث من األمثلية معيار يشبع القرآني الميراث. جـ

.السياسي

٩٩

وجـوه مـن وجـه هي األمنية لألمثلية المعايير هذه إشباع أن يمكـن السابقة النتائج على بناء ،القرآني التشريع هذا في اإلعجاز العزلـة يعـاني الـذي المعاصـر اإلنسان :هي جديدة نتيجة نستنتج المتقدمة المرحلة وخاصة عمره مراحل كل في اسلبياته بكل والوحدة القرآنـي الميـراث ينشئها التي األسرة نظام في الوقائي عالجه يجد النتيجـة إلـى تقود كلها السابقة النتائج التشريع هذا في .إعجاز وهذا األسـرة أهميـة الميـراث خـالل من الكريم القرآن يعلمنا :التالية

المجتمـع بهـا يبـدأ التي األولى الوحدة أو األولى الخلية باعتبارها صلح صلحت إذا أنها الخلية هذه وأهمية ،فيها ويتشكل عليها ويتأسس الميـراث آيـات كله المجتمع بناء فسد فسدت وإذا كله المجتمع بناء وجـه تحمـل ذكر الذي النحو على وتحصنها األسرة تؤسس وهي اللوحـة تبينهـا مذكورةال الثالثة االمتدادات ،التشريع هذا في إعجاز .)١ (رقم البيانية

١٠٠

١٠١

جديد ومدخل الميراث آليات والالحق السابق اإلطار :الثاني المبحث

:الممتدة لألسرة

علم في المعروف بالمنهج الممتدة واألسرة الميراث بحث أعد :أوال

هذا في الميراث (الموضوع يدرس الذي المنهج وهو ،السياق

.بعده وبما بلهق بما مربوطا) البحث

سورة في جاء كما الميراث تشريع على المنهج هذا تطبيق

:اآلتي عن كشف النساء

.اإلنساني النوع وحدة موضوعها) ١ (اآلية. ١

في وخاصة ،الضعيفة الفئات حماية موضوعها) ٦ – ٢ (اآليات. ٢

.االقتصادية الجوانب

:التالي لبالتفصي األسرة موضوعها ٣٥ – ٧ اآليات. ٣

.للمبررات الكلية القواعد ١٠ – ٧ اآليات . أ

مكافأة و للميراث التفصيلية األحكام ١٤ – ١١ اآليات . ب

.المخالف وعقوبة الملتزم

والواجبات للحقوق تكميلية قواعد ٣٥ – ١٥ اآليات. جـ

.األسرة داخل

.اإلنساني النوع إلى اإلحسان موضوعها ٤٠ – ٣٦ اآليات. ٤

١٠٢

،اإلنساني النوع وحدة بموضوع ضوعاتالمو بدأت

والموضوع ،الضعيفة فئاته وحماية المجتمع عن الثاني والموضوع

اآليات موضوع وهو األخير الموضوع أما ،باألسرة خاص الثالث

إذا أنه تبين ،اإلنساني النوع إلى باإلحسان خاص فهو ٤٠ – ٣٦

النوع إلى اناإلحس فإن األول الموضوع اإلنساني النوع وحدة كانت

ذلك من يستنتج ،الموضوعات به ختمت الذي الموضوع هو اإلنساني

التطبيق إلى اإلنساني النوع وحدة مبدأ أن يلزمنا الكريم القرآن أن

اآلية في جاءت الناس من فئات تسع إلى باإلحسان وذلك ،العملي

)٣٦(.

١٠٣

١٠٤

وبعض ،األربعة الموضوعات) ٢ (رقم البيانية اللوحة عرض

محاطا الميراث تشريع مجيء على تترتب التي االستنتاجات

واألسرة الميراث وهو البحث موضوع في المذكورة بالموضوعات

وهو الكريم القرآن فإن السياق علم منهج بإعمال أنه تبين ،الممتدة

األسرة مع التكامل سياق في به جاء الميراث تشريع عن يتحدث

النحو على تمتد اإلنسانية األسرة هذه ،ومالعم وجه على اإلنسانية

:التالي

.اإلنساني النوع ;

.المجتمع في الضعيفة الفئات ;

.الميراث أحكام فيها تطبق التي األسرة ; البحـث نتيجة

مـن نوعين يحقق الميراث أن البحث تضمنها التي المناقشة من تبين :االمتداد ،الثروة توريث فيها ميت التي باألسرة الخاص االمتداد :األول النوع

هذا داخل االمتداد من أنواع ثالثة البحث استنتج وقد :وهي النوع

.االمتداد الرأسي ;

.االمتداد األفقي ;

.االمتداد التداخلي ;

١٠٥

وقد كـشف البحـث ، االمتداد الخاص بالنوع اإلنساني :النوع الثاني

باستخدام منهج علم السياق وهو أحد فروع الدراسـات

البحث عن أن القرآن الكريم وهو يتحدث القرآنية كشف

عن تشريع الميراث ربى األسرة الوارثة على أن هناك

وهذا االمتداد علـى ،امتدادا عاما يجب أن تتفاعل معه

:المستويات التالية

.مستوى النوع اإلنساني ;

مستوى حماية الفئات الضعيفة في المجتمع واإلحسان ;

.إليها والتكافل معها الرأسي واألفقي :سرة الوارثة بامتداداتها الثالثةمستوى األ .والتداخلي

١٠٦

ملخص بحث

الشريعة اإلسالميةفيمكانة المرآة وحقوقها

أحمد المجدوب.د.أ

المستشار بالمركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية

مصر والعـالم فيأحياء لذكرى رائد من رواد علم االجتماع كالمـي رأيت أن استهل ،يو الدكتور على عبد الواحد واف ه العربيبمـا ورد " الشريعة اإلسالمية فيمكانة المرآة وحقوقها " موضوع في وخاصـة )١(" اإلسالم فيالمرأة " عنوانه الذي الرائع ه مقدمه كتاب في

: بعد أن الحظت أنه ال يقل عما كنت قد كتبته، بل يزيد فهـو يقـول جميـع تـشريعاته فـي جناح الرحمة، وشملها خفض اإلسالم للمرأة "

بعطف كريم، ورعاية رحيمة، وسما بها إلى منزله رفيعة لـم تـصل ـ فيإلى مثلها ـ ه أية شريعة من شرائع العالم قديم ، وسـوى ه وحديث

معظم شئون الحياة، ولم يفرق بينهما إال حيـث فيبينهما وبين الرجل ومراعاة الصالح العام، تدعو إلى هذه التفرقة طبيعة كل من الجنسين،

".وصالح األسرة، وصالح المرأة نفسها

التي الحقوق هي المكانة أختص بها اإلسالم المرآة ؟ وما هيفما وتلك مساوية لما للرجل من مكانـة وحقـوق أم وهل هذه قررها لها؟

أن هـي الحـالتين فـي واإلجابة . أنها تختلف عنها، فتقل أو تزيد ؟ المكانة بين الرجل والمرأة ومـا قـد فيم تفرق الشريعة اإلسالمية ل

يتوهمه البعض من وجود هذه التفرقة إنما يرجع إلى أكثر من سـبب، الجهل بالشريعة وهو سبب شائع وبخاصة بـين كثيـر مـن : األول

. المثقفين أو بمعنى أصح المتعلمين فشتان ما بـين التعلـيم والثقافـة الشريعة تغيـب عـنهم في هو أن كثير ممن يتكلمون الثانيوالسبب

١٠٧

ي توجد بين اآليات وبعضها وبينهما وبين األحاديث وه التيالعالقات بـه أحـد أفتى بما تصل إلى حد التكامل ويكفى أن اضرب مثال التيفتين من جواز أن تجرى البنت المغتصبة عمليـة لترقيـع غـشاء مال

ـ ى عـن البكارة قبل أن يدخل بها زوجها ونسى الرجل أن اإلسالم نه .هأن السنة وفي القرآن أو فيالغش، سواء

قد فتح الباب على مصراعيه لكثيـر مـن أسـاليب الغـش • االنتقـائي األسـلوب فيأما السبب الثالث فيمكن !. والخداع الفتوى من رسميين وغيـرهم محترفي يلجأ إليه بعض الذي

منصب في التقرب إلى الحكام طمعا فيممن يتنافسون معهم أو غيرها فتراهم ينتقون آيات وأحاديث تخدم أهداف أو مكافأة

الحكام مثال ذلك تحديد النسل أو تنظيم األسرة والـسالم مـع جعلوا الناس يتصورون أنه هدف قديم لإلسالم الذيإسرائيل

.لم يكونوا يفطنون إليه

الـذي السبب الرابع واألخير وهو ما يسمى بإعادة التأويل ويأتيلى تفسير اآليـات واألحاديـث بطريقـة تخـدم يهدفون من ورائه إ

. أقل ما توصف به أنها مضادة للدينالتيأغراضهم

وعلى الرغم مما قد يبدو للبعض من عدم وجود عالقة بين هـذا الـشريعة فـي مكانة المـرأة وحقوقهـا " ذكرته وبين موضوع الذي

صدق مثال هو ما يسمى بقـانون أفأن الواقع خالف ذلك و : اإلسالمية .الشرعي معظمه عن الخلع فيف ل يختالذي" لخلعا"

تهـدف إلـى التـي كذلك يالحظ أن الغالبية العظمى من الجهود معينة إنما يقوم بها بعض مـن العبث بالشريعة وتوظيفها لبلوغ أهدافا

يـصفن أنفـسهن بالتقـدميات الالتـي جندوا أنفسهم لخدمة النـساء طبيق توصيات مـؤتمر والمتحررات ويأخذن على عاتقهن مسئولية ت

ال تخالف أحكـام التي التوصيات ي وه ١٩٩٥عام ) بكين (ـالمرأة ب تـدمير وبالتاليالشريعة اإلسالمية فقط بل وتهدف إلى القضاء عليها

.األسرة المسلمة

كلفـت بتقـديمها التي الورقة فيوهذا وغيره سأتناوله بالدراسة فية بين الرجل والمرآة بيان لوجوه المساوا : تشتمل على، أوال والتي

١٠٨

حـق -٣ حـق التعلـيم، -٢ الحقوق المدنية، -١ فيذلك واإلسالم . القيمة اإلنسانية المشتركة-٥ المسئولية والجزاء، -٤العمل،

، هي تشمل ثمانية أمور والتي التفرقة بين الرجل والمرآة ه وجو:ثانيا

الميـراث، -٣ األعباء االقتـصادية، -٢ بعض التكاليف الدينية، -١ -٧ واجـب الطاعـة، -٦ الشهادة، -٥ اإلشراف على األسرة، -٤

الـذي وهى كما سنرى ترتبط بالـدور . تعدد الزوجات -٨الطالق، ال عالقة لها بقيمة كل منهمـا فهمـا ويقوم به كل من الرجل والمرأة

ـ [ مصداق ذلك قوله تعالى نمتساويا ذي يا أيها الناس اتقوا ربكـم الخلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجـاال كثيـرا كملـيع كـان اللـه إن امحاألربه و اءلونالذي تس اتقوا اللهاء ونسو

ون المرأة فالرجال والنساء خلقا من نفس واحدة وك . ١/ النساء ]رقيبا القيمة ألنهـا فيخلقت من الرجل فهذا أدعى إلى أن تكون مساوية له

. منه

كذلك بين القرآن الكريم أن العالقة بينهما ليست عالقة منافسة أو صراع بل عالقة تكامل فكالهما يكمل اآلخر كما يكمل الليل النهار

والنهـار إذا غـشى والليل إذا ي [ قوله تعالى فيأو النهار الليل وذلك فـأراد ٤-١/ الليل ]تجلى، وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى

هناك ليل فهنـاك اهللا أن نعلم أن ال غنى ألحدهما عن اآلخر فكما أن ن ومن آياته أن خلق لكم م [ثم يؤكد القرآن ذلك في قوله تعالى . نهار

فـي ذلـك ة إنمحرة ودونكم ميل بعجا وهكنوا إليا لتساجوأز أنفسكم ونتفكرم يات لقو٢١ / الروم ]لآي ، سـكن هـي ن أن المـرأة فهو يبي

للرجل وليست عبدة له أو أمة وأن العالقة بينهما تقوم علـى المـودة العداء والقسوة، سواء من جانبه أو من جانبها وهـذا والرحمة وليس

.دليل قاطع على ما بينهما من مساواة

إنما النساء شقائق (قال r أن رسول اهللا يوفى الحديث النبو ومعناه أن المـرأة شـقيقة والترمذي،وراءه أحمد وأبو داود ) الرجال

أن أي) شق تمـره ( نصف أيالرجل وهو شقيقها ومفرد شقائق شق .كالهما شق والشقان متساويان وهذا أقوى دليل على المساواة بينهما

١٠٩

أهليتها لالختيار بين الكفر وكذلك أكد اإلسالم استقالل المرأة يا يا أيها [ قوله تعالى فيواإليمان فلم ينظر إليها كتابعة للرجل وذلك

أن لا يشركن بالله شـيئا ولـا النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على لا يو رقنسال يأو قتلنلا يو نينز نـيب فترينـهتـان يهبب أتينلا يو نهد

ه يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الل يديهن وأرجلهن وال أ حيمر غفور الله وغير هذا كثيـر مـن اآليـات ،١٢/الممتحنة ]إن

تدل بشكل ال يحتمل اللبس واستقالل المرأة مـساواتها التيواألحاديث عض يظنون خالف ذلك فهو خلطهم بـين ب جعل ال الذيللرجل وإنما

.المكانة والدور وهو خلط يعتمدونه بقصد اإلساءة إلى اإلسالم

الـذي يحددها هو الدور الذييتعلق بحقوق المرآة فإن وفيما بطبيعتها كـأنثى يرتبط أساسا والذي األسرة وفى المجتمع فيتقوم به

بهذه الصفة تكون المطلوبة من جانـب فهي: يليوهو ما سنبينه فيما الرجل ليتخذها زوجه له ومن أجل ذلك يتحمل باألعباء الماليـة مـن

وليس معنى هذا إنها تجبر علـى . مختلفة شبكة ومهر ومسكن ونفقات ذلك فقد أعترف لها اإلسالم بالحق فيالقبول به بل لها مطلق الحرية

رفض ما اتخذه وليها من قرارات لتزويجها دون الرجـوع إليهـا في هذه الدراسة لماذا جعـل فيوسوف نبين . حتى ولو كان العقد قد تم

ن المرأة حيـث أن الـبعض اإلسالم المبادرة بطلب الزواج للرجل دو . بمبدأ المساواة بينهمايعتبر ذلك إخالال

خص بها اإلسالم الرجل التيأما فيما يتعلق بموضوع القوامة يهاجمها البعض اآلن على اعتبار إنها تخـل بمبـدأ والتيدون المرآة

األساس بالوضع السابق وهـو تحمـل فيالمساواة بينهما فأنها ترتبط فلو أننا نظرنا إلى ). وبما أنفقوا (سرة أللزواج ونفقات ا الرجل ألعباء ا

مشروع ذو طبيعة اقتصادية يضم شـركاء أياألسرة كما ننظر إلى بالمـسئولية عـن تتفاوت مساهماتهم فإن اضطالع أكثرهم إسـهاما

بالنسبة لقوامة الرجـل الشيءاإلدارة تكون منطقية وعادلة وهو نفس .على المرآة

لميراث فإن حصول الذكر علـى ضـعف مـا وفيما يتعلق با المساواة بـل هـو علـى فيتحصل عليه األنثى ال يعد إنكار لحقها

خالف ما تصور البعض يحقق المـساواة بطريقـة علميـة وليـست

١١٠

يتحمل بأعباء الـزواج بينمـا الذيفكما قدمنا فإن الذكر هو . نظريةيراث فمعنـى الم في منها فلو إنها تساوت معه بشيءاألنثى ال تتحمل

ذلك إلى عجزه عن يذلك حصولها على الضعف وربما أكثر وقد يؤد ولـيس . وتحصل على الميراث هي بينما تتزوج الزواج فيظل أعزبا

ذلك وحسب، بل إن اإلسالم وضع على عاتق األخ الـذكر مـسئولية إطار ما أمر به من صلة الرحم إلى حد أنـه فيوأخواته ه رعاية أم

مقاضاته إذ كن يعانين من أزمة مالية وقصر هو في أعطى الحق لهن فـإن وبالتـالي واجبه نحوهم وليس األمر كذلك بالنسبة لألنثـى في

ال إلى إضـعاف صـلة الـرحم ي الميراث ستؤد فيالمساواة بينهما إعطـاء فـي من كوالحقيقة أن المشكلة ال ت . وحسب بل القضاء عليها

تـضعف التيإهمال العوامل فيمن كالذكر مثل حظ األنثيين وإنما ت تقضى على ما يجب أن تتميز به عالقة األخـوة وبالتاليصلة الرحم

وال . محلها الصراع الشرس من أجل المـادة من حميمة ودفء وتحل تلجأ إليه أخته يستقبلها بالترحاب الذي كان األخ التيتنسى تلك األيام ويقول لهـا " يإذا لم تحملك األرض حملتك على رأس "وهو يقول لها

وغير هذا كثيـر ممـا تعتبـره " ميه ي زاد والعين د يالعين د "أيضا لهن اذكرها عليهن الشرع الحنيف والـسبب هـو بعض النساء حقوقا

.اها الدينخ توالتيغفلتهن عن األهداف االجتماعية العظيمة

١١١

الواقع املعاصر: احملور السادس ثقايف للمرأة وحتديات املوروث ال

األستاذة الدكتورة شادية قناوي:البحث األول - "المرأة وواقعنا االجتماعي المعاصر"

األستاذة الدكتورة سامية الساعاتي:البحث الثاني - "المرأة وتحديات الموروث الثقافي"

األستاذ الدكتور ثروت اسحق: البحث الثالث- "محددات مكانة المرأة وأدوارها في بناء األسرة"

١١٢

١١٣

ملخص بحث

المعاصراالجتماعيالمرأة وواقعنا

قناويشادية على . د.أ أستاذ علم االجتماع

كلية اآلداب جامعة عين شمس

الـذكر ( الحياة عنصري أكدت تكامل التيأن الشعوب القديمة هـي تها وخصائصها المختلفة، ا، كما أكدت على تكامل سم )و األنثى أقامت حضارات الزال العلم والعلماء يعكفـون حتـى التيالشعوب

اليوم على سبر غور إنجازاتها، وأخص بالذكر الحضارة الـصينية أو . بوجه عام، والحضارة المصرية القديمة على وجه التحديـد ةاألسيوي

ـ يحيث أن تأكيد التباين يحقق التكامل، كما أن تأكيد االختالف ال ينفطراف، بل يدعمها، سواء كانـت حقـوق الـشعوب حقوق جميع األ

طريق النمو، أو كانـت فيوالثقافات المختلفة المتقدمة منها واألخذة حقوق الرجال أو النساء، رغم منطقية هذه الحقيقة التاريخيـة عكـف رواد العلوم االجتماعية، عند دراستهم للظـاهرة االجتماعيـة، علـى

إمكانية دراستها دراسة علمية، بـدال لتأكيد مدى الحيتشبيهها بالكائن تدرسها العلـوم التيمن تأكيد تباينها واختالفها وتميزها عن الظاهرة

فالظاهرة االجتماعية تخضع للدراسة العلمية ولكن بأساليب . الطبيعية . مختلفة عن القياسات الكمية للعلوم الطبيعية والرياضية

عدهم رواد علم االجتماع ومن ب االجتماعي رواد الفكر نولو أ لجأوا إلى تأكيد تميز الظاهرة االجتماعية وخصائصها الكيفية النوعية

ذات في تختلف عن الظاهرة الطبيعية، وتتكامل معها والتيالخاصة، الوقت، لوفروا على أنفسهم مشقة التشبث بأذيال العلم وتشبيه الظاهرة

مـاء الطبيعيـة بأنهـا االجتماعية بالظاهرة الطبيعية، حتى يعترف عل . العلميظواهر تخضع للدراسة العلمية والمنهج

النـسوية وعليه أرى وبنفس المنطقية الـسابقة، أن الحركـة إلـى حاولت الدفاع عن حقوق المرأة، سعيا ) بداية نشأتها في(األولى

١١٤

، وذلك مـن خـالل دعـاوى المـساواة نحصول النساء على حقوقه القضية ليست . من حقوق هصولوا علي حبالرجال، والحصول على ما

) الظـاهرة الطبيعيـة (بالرجـال ) الظاهرة االجتماعية (تشبيه النساء إلثبات علمية الظـاهرة االجتماعيـة (إلثبات إنسانية المرأة وحقوقها

القضية قضية احتواء اإلنسانية على قطبـين ). وإمكانية دراستها علميا ى تعارض أو تضاد، بـل أن مختلفين، يكمل أحدهما اآلخر، دون أدن

تصور إمكانية وجود اإلنسانية من خالل عنصر أو قطب واحد فقـط تحتـوى التيطبيعة اإلنسانية التفق مع ي غير مقبول، وال يعد تصورا

ذات الوقت، فالقطـب الواحـد فيعلى العناصر المختلفة والمتكاملة . لفة انعدام أو اختفاء خاصية التكامل بين األطراف المختييعن

يطلـق الذي المعاصر أو الجديد، ي وعليه نشأ االتجاه النسو الربع األخير من القرن العـشرين، مؤكـدا في األنثويعليه االتجاه

على االختالف والتباين بين الرجال والنساء، وأن لكل منهما حقـوق قطبـي تكامل بالتاليمختلفة بتحقيقها تتحقق إنسانية كل منهما ويتحقق

، ما ي الجديد يعبر عن اتجاه ما بعد حداث يهذا االتجاه النسو . يةاإلنسان، ولرفضه فكرة وجود ي مركزية العقل الذكور لرفضه، استعماريبعد

هـذا . تدعو وتحتم قهر األقوى لألضـعف التيالمراكز واألطراف، ـ فياالتجاه يؤكد أيضا التعددية وقبول اآلخر، والديمقراطية ةمواجه

مارسها التيآلخر، والدكتاتورية والسيطرة والقهر، األحادية ورفض ا ، ومارسها العلماء بفـرض مبـدأ الجنوبيالمستعمر على دول العالم

فـي الصرامة العلمية ورفض القيم، ومارسها الرجل علـى المـرأة . مرحلة الحداثة

يعيش اليوم مرحلة ما بعد الحداثة فمـا الغربيإذا كان العالم مجتمعاتنا اليوم من قضايا المرأة سواء في ماعياالجتهو موقف العلم

هنا يمكن اإلشـارة إلـى . العمليةعلى الساحة العلمية أو على الساحة النقدي من الفكر العربي، وموقف علم االجتماع االجتماعيرؤية العلم

. بوجه عام، والفلسفة النسوية النقدية البعد حداثية بوجه خاص

١١٥

والممارسات التنفيذية المجتمعيقع كما يمكن اإلشارة إلى الوا مجتمعاتنـا وذات الـصبغة فـي تتناول قضايا وأوضاع المرأة التي

لحقـوق القـومي المجلس / للمرأة القوميالمجلس . (الفوقية/ السياسيةيمكـن أيـضا ) الـخ … لألمومة والطفولة القوميالمجلس / اإلنسان

الحاكمـة بـشأن مناقشة موقف األغلبية المحكومة مما تقدمه األقليـة تجاه هـذه اإلصـالحات االجتماعيقضايا المرأة وحقوقها ورد الفعل

. المعاصرة

تواجه المـرأة وواقعهـا التيستطرح الورقة أيضا أبرز المشكالت : في تتمثل أهمها والتي مجتمعاتنا في االجتماعي

اهتمام وتركيز معظم الكتابات، وكذا مؤسسات المجتمـع -١لمرأة وحقوقها، على قـضايا المـساواة با المعنية المدني

). تسعى إلى مطالبة حقوق المرأة بحقـوق الرجـل التي( تعرقل وتضيق حصول المـرأة علـى التيوهى المسألة

ذات الوقـت غيـاب يوف. مجتمعاتنا العربية فيحقوقها ترى وتؤكـد علـى أن األطـراف التيالرؤية التفكيكية

امل وتتماسك، بمعنى المختلفة ال تتناقض وتتباعد، بل تتك أن لكل من المرأة خصائص وأدوار تفرض على المجتمع

أيضا االعتراف بحقوق لها مختلفة عن حقوق الرجل تبعا بـأن كـل علما. حددها المجتمع التيإلدارة وخصائصه

. منهم يكمل اآلخر وال يتنافر معه

التناقض بين القول والفعل بشأن قضايا المـرأة، سـواء -٢، أو على مستوى العالقات اليومية الرسميستوى على الم

الحيـاة / مكان العمل / داخل األسرة (بين الرجل والمرأة ). الخ …اإلعالميالمحتوى / السياسية

شـأن قـضايا في الرسمي الرأي العام مع الرأيتناقض -٣ . المرأة وحقوقها

١١٦

الفهـم فيعدم إعمال العقل لفهم صحيح الدين مما يسهم -٤ يعمل بدوره والذيخاطئ للنصوص الدينية، أو التفسير ال

. على رفض بعض اآلراء المستنيرة إلحقاق حقوق المرأة

والوافد بشأن قضايا المرأة من قبـل يالتخبط بين المحل -٥ . المدنيالمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع

والمهنـي والتعليمي والسياسي اإلعالميتناقض المعطى -٦ . أن قضايا المرأةبين المعلن والمسكوت عنه بش

١١٧

ملخص بحث الثقافيالمرأة و تحديات الموروث

الساعاتيدكتورة سامية حسن أستاذة علم االجتماع جامعة عين شمس وعضو المجلس األعلى للثقافة

: ملخــص

تعد قضية المرأة المصرية بخاصة، والعربية بعامة، جـزء ال ليـست قـضية تحـرر أو فهي كله العربي يتجزأ من قضية المجتمع مجرد أمور تتصل باألسـرة واألحـوال هيمساواة مع الرجل، وال

وعمل، وحقوق معينة، ولكنها قضية قضية تعليم، هيالشخصية، وال المستمدة من العادات والتقاليد، والنسق االتجاهات االجتماعية الغالبة،

قـضية المـوروث هـي السائد في المجتمع، بعبارة مـوجزة القيمي . الثقافي

على دور الثقافيوسوف يركز هذا البحث على أثر الموروث المرأة في التنمية بعامة، كما أنه يفحص ميكانيزمـات تحجـيم هـذا

. والعربي المصريالدور، أو تفعيله في الواقع

" الثقافـة " الـشهير ي األنثروبولوج )Tylor(" لوريتا"ويعرف )Culture( يـشمل المعلومـات، الذيالكل المعقد المركب ، بأنها ذلك

والمعتقدات، والنقد، واألخالق والعرف، والتقاليد، والعـادات وجميـع يستطيع اإلنسان أن يكتسبها بوصفة عضوا في التيالقدرات األخرى

.مجتمع

وال يزال هذا التعريف بالثقافة هو أشهرها علـى االطـالق، . تتجاوز المائة تعريف الرغم من أن تعريفات الثقافة على

هـي إلى أن الوراثة االجتماعيـة (Linton)" لنتون"ويذهب الوراثة االجتماعية، أما بارسونز يالثقافة، فالثقافة كاصطالح عام تعن

"Parsons" ،فيرى أن الثقافة تتكون من تلك النماذج المتصلة بالسلوك

١١٨

مـن تنتقـل ن يمكن أن تورث بمعنى أ التي اإلنسانيوبمنتجات الفعل . جيل إلى جيل بصرف النظر عن الجينات البيولوجية

ويعزى الفضل إلى هذه التعريفات التاريخية في أنهـا ألقـت ، إلى جانب التـراث اجتماعيضوءا على حقيقة أن البشر لهم تراث

. من عضويتهم في جماعة لها تاريخهاع، وهو تراث ينبيالبيولوج

القيم، والعـادات، والتقاليـد البحث على أهمية يركزوسوف . ثقافية بالغة األثركمورثاتوالعرف،

اهتمـام أي ")Interest(" اهتمام "هيفالقيم على سبيل المثال موضوع ) كان أيا( شيء أين ا، أنه إذا ك "يرى"، فمن رأى " شيء بأي

. اهتمام فإنه حتما يكتسب قيمة

كـل فهي ،)Folk ways (أما العادات االجتماعية، بصفة عامة، ويتعلم اجتماعيا، ويمارس اجتماعيـا، سلوك متكرر يكتسب اجتماعيا

حيوان، )Bagehot(" باجوت"واإلنسان كما يقول . ويتوارث اجتماعيا وتلك العبارة إن دلت على شيء فإنما تدل على أنـه ال . صانع عادات

األصـول فهييمكن تصور قيام مجتمع منظم دون عادات اجتماعية، استمدت منها النظم والقوانين مادتها، كمـا أنهـا القـوى التيولى األ

. الموجهة ألعمال األفراد، وحياتهم

يقلـد فيهـا الخلـف التي العادات المتوارثة فهيأما التقاليد . السلف

والعرف نوع من العادات التقليدية يشبه التقاليد من ناحية أنـه يختلف عنها فـي درجـة وعريق، ومتوارث، وملزم، إال أنه تقليدي

يإلزامه، وانتشاره والعرف في سيطرته وضغطه على النـاس، قـو )Custom is king(" العـرف سـلطان "قدير، وسيد مطاع، لذلك قيل

، وبخاصـة فـي المجتمعـات البدائيـة، Tyrantوالحق أنه طاغية . والمجتمعات المنعزلة، والمجتمعات الريفية

، فسوف نجد اإلنسانيمنظورها وإذا ما تحدثنا عن التنمية من بأعلى درجات الكفاءة، نحو التعامـل مـع اإلنسانيأنه توجيه الجهد

١١٩

يولد قيمة مضافة، يتحقـق الذيعناصر الثروة المختلفة، على النحو . بها نمو المجتمع

خلق الحـوافز لـدى هيوقضية القضايا في برامج التنمية، ـ ي تنفيـذ خطـط التنميـة أفراد المجتمع ليشاركوا بالجهد المنظم ف

. وتأهيلهم لهذه المشاركة بكل الطرق الممكنةاوبرامجه

تعطل فيه طاقات جانـب الذي هذا السياق فإن المجتمع يوفكبير من أفراده، عن أن توظف لتحقيق برامج التنميـة هـو مجتمـع

" الجينيـة الـدائرة "متخلف، يحتاج في غير إبطاء إلى إنقاذه من تلك )Vicious Circle( تتمثل في زيادة عدد السكان، مـع اسـتمرار التي

على محاوالت التنمية بسبب أن كال منهم يستهلك عبئاهؤالء السكان ال قيمة مضافة إلى الثروة منقوصةويمثل وجوده قيمة . أكثر مما ينتج

. القومية

ينجح في توظيف طاقات أكبر عـدد مـن الذيأما المجتمع ذا التوظيف، فإنه يكون خارج نطاق األزمة، رفع كفاءة ه ي، وف أبنائه

ويكون من حقه أن يتوقـع معـدالت متزايـدة للنمـو االقتـصادي، ، مع كل زيادة سكانية، ألن هذه الزيادة سـتمثل حينئـذ، واالجتماعي

. زيادة في عدد من يقدمون قيمة مضافة للمجتمع

أن المجتمـع لنتائج البحوث والدراسـات، ومن الثابت، تبعا عن توظيـف المعاصر، ال يزال عاجزا العربي، والمجتمع مصريال

. طاقات العديد من أبنائه

ومن أهم أسباب ذلك أن وضع المرأة في الحياتين االجتماعية بالبلبة واالضطراب، وهما عامالن قد أديا واالقتصادية ما زال مشوبا

. تقدمهإلى حرمان المجتمع من أداء المرأة لدورها في تنمية، وتحقيق

ومن أهم أسباب هذه البلبة، واالضطراب في موقف المجتمـع وقد نبـه الثقافيتجاه المرأة، ودروها في التنمية، هو تأثير الموروث

قدم هو القدرة ت لل األساسيأن السبب : " منذ أكثر من مائة عام "باجوت ـ "على التغير ا ، كما نبه أيضا إلى أن االستقرار والتغير متعادالن تمام

١٢٠

ا للحياة االجتماعية، على الرغم من كونهما متعارضين مفي ضرورته ". تماما

وهكذا تبرز أمامنا فكرة المحافظـة أمـام التجديـد، وفكـرة لوجه أمام التحرير، وكل هذا يثير بدوره فكرة التوتر، الرجعية وجها

ويبدو أن الموقف تـشاهده اآلن فـي . والصراع، بين القديم والحديث نتـاج ، لـيس بعامـة العربـي بخاصة، والمجتمع المصريا مجتمعن

الدعامات البيولوجية ألدوار الجنسية وحدها وال هو حصيلة التفـاوت تفرضه، وتصر عليه نظم المجتمع ومؤسساته المختلفة فقط، إنما الذي

يرجع إلى التمييز بين الرجال والنساء إلى المعتقـدات االجتماعيـة، . السائدة فيهوالثقافية، واالتجاهات

، والغربـي المـصري إن حقيقة وضع المرأة في المجتمـع على قيمة جسدها، يكمن في أنه يتـشكل يوميـا مـن هـذه مشتمال

المعتقدات، وليست النظرة إلى جسد المرأة، مجرد نظرة فردية، بـل نظرة عامة، تتبناها الثقافة، وتشيعها في النـاس بحيـث تكـون هي

للجسد بصرف النظر عن اختالف ظروف حةللمجتمع ككل نظرة مو . األفراد

والعربي بخاصة، المصريويرتبط جسد المرأة، في المجتمع بعامة ارتباطا وثيقا بظروف وجودة، جسد شكلته التقاليد، وأخـضعته

، أسـير والماديـة القوانين، وحاصرته الضغوط التاريخية، والثقافية، خـالل إال مـن ، وال يبـرز عالقات عائلية، يظل متحجبا، ومتخفيا

. التمثالت االجتماعية

لكنه في الوقت نفسه، موضوع للرغبـة الرتباطـه بالجمـال ، وإخفائه تحت ألف غطاء محاصرتهواإلثارة، ومن ثم كانت ضرورة

التيإن ما يهمنا هنا بصفة خاصة، ال تلك الخواص الجسمية . وغطاءإنما يهمنـا مـا تتخـذه هـذه تفرق بين الجنسين، أو تجمع بينهما، و

إنـساني هذا اختزال ما هو ي، وف ثقافي اجتماعيالخواص من مغزى . ي بيولوججسمي إلى ما هو حضاري

١٢١

بعامـة إذا والعربي بخاصة، المصريإن النساء في مجتمعنا يغتربن عن أدوارهن اإلنسانية المتعددة، والثريـة، يـصبحن مجـرد

. العصر الحديثيجوار

اجتمـاعي ى ننظر إلى الرجل من حيث هو كائن إننا دون وع ي كائن بيولـوج هيفي المقام األول، بينما ننظر إلى المرأة من حيث

. الثاني في المقام اجتماعيفي المقام األول،

ـ التيإن الحرية الجديدة المـرأة المـصرية ها سوف تمارسبخاصة، والعربية بعامة، من خالل لخـروج إلـى مجـال التنميـة،

ر من عالقة المرأة ي، سيغ )والسياسي االقتصادي (االجتماعيتاج واإلنـ من عالقتها بالرجل، وبالمقابل وبالتاليبذاتها، وبجسدها، ن إدراك م

الرجل لها، وما يترتب على ذلك من تحول فـي إدراكـه لنفـسه، ال ال يجد كمالة، إال شقا(ا بوصفه، موإن) في سيادته مهددا سيدا(بوصفه ). اآلخرهبشق( حر، ووحدة خالقة في التقاء

١٢٢

بحثملخص

بناء األسرة فيمحددات مكانة المرأة وأدوارها

ثروت اسحق . د.أ

أستاذ علم االجتماع

فـي وأدوار المرأة مكانة تنظم التيتشير المحددات إلى القواعد زمانخر، ومن إطار األسرة العربية، وتتنوع هذه القواعد من قطر آل

خر كما تختلف بحسب الخصائص االجتماعية للنساء كالسن والتعليم آل :برز هذه المحدداتأ ومن الطبقيوالحالة المهنية و الوضع

.الثقافة العامة والفرعية -١

.ي المجتمع المحلفيطبيعة البيئة -٢

نمط األسرة -٣

. التعليم -٤

. الدخل -٥

. العمل -٦

. العالقة بين الزوجين -٧

.بمزاولتهارأة لملسمح ي التي األدوار -٨

.واإلنجابالزواج -٩

.شخصية المرأة -١٠

الورقة الراهنة هذه العناصر المختلفة ثم يختـتم المقـال وتتناول بالحديث عن المرأة والمستقبل

الثقافة العامة والفرعية -١

حيـث ةمكانة متميز كل الثقافات الحضرية فيوتحتل المرأة متعلمة كمـا كانت يسمح لها عادة بالعمل خارج المنزل وبخاصة إذا

١٢٣

العمـل العـام فـي لمـشاركة ليتاح لها مساحة محدودة من الحرية ة األهـل ر األنشطة التطوعية للجمعيات األهلية مع زيا فيوالمساهمة . بصحبة الزوج أو بدونه– واألصدقاء

جل الرجل ولكنهـا أوفي إطار الثقافة الريفية تعمل المرأة من وقتها يـزدحم أن من الرجل غير دحاك إطار الشرائح الفقيرة أكثر في

عادة باألعمال المنزلية ورعاية األطفال وتربية الـدواجن ومـساعدة . تمتلكها هذه األسرالتي زراعة المساحات القزمية فيزوجها

المجتمع المحلى في طبيعة البيئة -٢

وفي األحياء الشعبية يعد الرجل قبلة اهتمام الزوجـة واألوالد المنزل كلما زاد تقدير اآلخرين لـه في يقضيه الذي ما قل الوقت لوك

القـرارات اتخـاذ فـي بينما تزداد مساحة الحرية الممنوحة للمـرأة .األسرية كلما طالت فترة غياب الزوج خارج المنزل

يزداد االعتماد على القوة الجسمية الشعبي والحيوفي الحارة يسـرة ويـؤد ينفق على األ الذي للدخل فهو أساسيللرجال كمصدر

بتشغيل األوالد لكفالة الدخل المناسب إلعالة اعسر وفاته لإل أومرضه ألي هذه األسـر الفقيـرة في والمطلقة األرملةاألسرة وعادة ما تفتقد

نات تؤهلها للعمل خارج المنزل وعـادة مـا تلعـب ا إمك أومهارات هاما ا والقيام بتزويج اإلناث دور عمرةجمعيات النقود لشراء السلع الم

. مجمدةغللحصول على مبال

وفي هذه األحياء الشعبية تعتمد األسر علـى تبـادل المنـافع حجـرات فيواألدوات كما تفقد األسر خصوصيتها لظروف اإلقامة

ـ معظـم فـي كن األسـر سضيقة حيث ينام الكبار مع الصغار كما ت المنـاطق الحـضرية حيـث يـزداد في مساكن مشتركة في األحيان . لمشاكل أخالقية وخيمةيط بين الجنسين مما يؤداالختال

زيـادة فـي الطبقة الوسـطى أحياء في ةمكانة المرأ وتتبلور تعلـيم األوالد فـي لمـال االحرص على استثمار الوقت والجهـد و

الطبقة العليا فتعكس بـدورها مـساحة الحريـة أحياء أماورعايتهم

١٢٤

األنـشطة فيالمشاركة النسبية الممنوحة لألنثى حيث يسمح لها عادة ب .الحضري المجتمع فيالترفيهية والثقافية والجمعيات التطوعية

نمط األسرة -٣

األسر النووية عنها في وأدورها ةمكانة المرأ تختلف محددات العائلة الممتدة والمركبة كما يقل تدخل األهل في حالـة األسـرة في

. بهمومها الداخليةباالنشغالالزواجية التي يكاد ينحصر اهتمامها

المركبة فأن الكلمة العليا فيهـا تـصبح أو العائلة الممتدة أمالكبار السن الذين يفرضون وصايتهم و أساليب رؤيتهم على األسـرة

.الوليدة

أووعادة ما تحرص اسر الطبقة الوسطى والعليا فـي القريـة لعائلة الكبيـرة عن ا بعيدا المعيشيالمدينة منذ البداية على االستقالل

.التي ال تتدخل عادة إال في األمور الهامة كالزواج والميراث وغيرها

التعليم -٤

سربات من التعليم ت الم أو األمياتتعزى زيادة معدالت اإلناث . للفقر من جهة والعادات والتقاليد المورثة من جهة أخرىاألساسي

ء المرأة وأدورهـا فـي بنـا محددات مكانة أنومن الواضح .األسرة تزداد بارتفاع معدل تعليم اإلناث

تعليم الفتاة إلى تعدد األدوار التي تقوم بها في المجتمع يويؤد .ب والكفور والقرىعزالسيما في المناطق الحضرية مقارنة بال

التعليمـي معدالت اإلناث بارتفاع المـستوى انخفاضورغم اإلنجابياة والسلوك مقارنة بالذكور إال أن هذا يؤثر في نظرتهن للحي

. والمشاركة في القرارات األسرية وتعاملهن مع أزواجهن

الدخل -٥

المرأة وعندما يكون لها برز محددات مكانة أويعد الدخل من دخلها الثابت يزداد تأثيرها في الحياة األسرية وحين يـصاب الـزوج

يصبح للمرأة الكلمة األولى داخل الوحدة األسـرية العجز أوبالمرض

١٢٥

االبنة التي تحصل على دخل تعتمد عليه األسرة تحظى بوضع أنبل داخل المنزل في األسر الفقيرة تشارك المـرأة األبناء باقي من أفضل

الزوجـة أن بحكـم عملهـا كمـا يالعاملة في صياغة القرار األسر ـ يالمتعلمة والعاملة في الوقت نفسه في اسر الطبقة الوسـطى تحظ

. مع وضع الزوجتساوىي يكاد اجتماعيبوضع

إلـى هـشاشة وضـع ةري تأنيث الفقر في األحياء الفق يويؤد كـل النـساء أنالمرأة ونقص فرص التغذية والتعليم والصحة رغم

مهمـة ن إال أنه تقع علـيه أسرهنالفقيرات يكرس دخولهن لرفاهية .االمتثال التام للمعايير الثقافية

راجزوجهن أ أ ال يدفع نسبة كبيرة من النساء الفقيرات أنكما األسـرية لهن بل يجبرن في الوقت نفسه على القيـام بالمـسئوليات

. مساعدة من األزواجأدنىبمفردهن دون

العمل -٦

أن دور النساء الفقيرات يمر بمرحلة تحول هائـل إذ يعملـن ميزانية يكملن كي الرسميكبر في القطاع غير أخارج المنزل بإعداد

مـن همتهن االقتصادية ال تعطيهن درجة أكبـر مسا أناألسرة غير النساء أعمـال التجـارة البـسيطة أنشطةالنفوذ داخل األسرة وتشمل

الـصغيرة المـصانع والبيع الجوال والعمل العارض واالشتغال فـي المالبس والحلوى وغيرها واألعمال الشخصية داخل بيـوت كمصانع

أفـضل عمـل صالطبقة الوسطى والعليا حيث تحظى النـساء بفـر .الرتفاع مستوى تعليمهن

العالقة بين الزوجين -٧

خر داخـل جية تحدده نظرة كل جنس لآل اأن نمط العالقة الزو .الطبقة االجتماعية وفي ضوء المناخ الثقافي السائد في المجتمع

وتعتمد العالقة الزوجية على مقدار الثقة التي يوليها الـزوج المرأة في الغرب والـشرق علـى للزوجة كما أن ازدياد العنف ضد

السواء يعد سمة واضحة السيما في األحياء المتخلفة والفقيـرة حيـث

١٢٦

تسود األمية والفقر وتزداد حدة المشاكل الشخصية واالجتماعية على بأنه المنوط بالقيادة األحيانحد سواء ويبرر الرجل عنفه في كثير في

حـق وحـده له يتعط واهيةكما قد يسوق مبررات دينية واجتماعية ـ يالقوامة وال يشمل العنف الضرب واإليذاء البدن د وحده بـل التهدي

، المعنوي وإيذاء المشاعر وهو ما نقصده بدائرة العنف يوالتهكم اللفظ بدورها إلى مهاجم االبنةوقد تزداد هذه التراكمات فتتحول الزوجة أو

الطالق شرس للدفاع عن نفسها في مواجهة الرجل فتصر على طلب الزوجية في صورتها المباشرة أو المستترة وال الخيانةأو اللجوء إلى

جية في مجتمع مفتوح يزيد من فاعليـة األدوار اشك أن العالقة الزو مارستها من الناحية االجتماعية كالمـشاركة فـي مالتي يسمح للمرأة ب

ـ اد العمل العام والمشاركة السياسية بينما يحدث العكس في حالـة افتقالثقة بين الزوجين أو كون المناخ الثقـافي داخـل المجتمـع يتـسم

أسـاليب الواضح كذلك أن العالقة الزوجية تغـذيها ومنبالمحافظة التنشئة االجتماعية القائمة والمعايير المحددة لدور األسـرة والحريـة

.النسبية الممنوحة لها

بمزاولتهااألدوار التي يسمح للمرأة -٨

تتحدد هـذه األدوار فـي والصحراويةلريفية في المناطق ا واالهتمام بالمنزل وتربية الدواجن فالمرأة تتزوج والرعيأنتاج الغذاء

أهلها في حالة ترملها أو تعادة لتخدم زوجها وبيتها كما تعود إلى بي باإلقامـة مـع عن زوجها، وال يسمح لها مطلقا انفصالهاطالقها أو .الطالق أو الترمل الصغار في حاالت أطفالها

وفي المناطق الحضرية حيث يزداد االهتمام بتعلـيم اإلنـاث والعمـل بأعمـال الجـامعي ويسمح للمرأة باستكمال تعليمها فـوق

الخدمات والمهن اإلدارية والتدريس واألعمال التي ال تـستلزم قـوة يت األنثى خارج بعضلية وكثرة االحتكاك بالرجال وال يرحب عادة بم

.إال في حالة العمل بمهنة التمريض في المستشفيات الكبرىالمنزل

المرأة للعمل كما لـو تضطر وفي الطبقة الدنيا الحضرية قد والخدمـة بالمنـازل الرسمي تساهم في القطاع غير فهي رجال كانت

١٢٧

بشرط عدم المبيت في المنزل الذي تعمل فيه وبخاصة في حالة وجود ط وباب إال في حاالت نـادرة وبـشر الذكور في سن المراهقة أو الش

إذ أن معظم الخادمات في هذه الحالة من الفتيات صغار اآلباء ايحدده .السن

ر فيـه بالحريـة ع الذي تش المرأة مملكة المنزليويعد العمل بينما تعيب عليه رتابته واالرتباط المستمر بـالمنزل وإرهاقـه مـن

يعـدن الالتيوالمشتغالت ات مالناحية الجسدية بينما يزهدن فيه المتعل لطلب األطعمـة األحيانإلى المنزل مرهقات فيلجأ عادة في كثير من

.الطهيالجاهزة أو سهلة

ومع ذلك فالرجال عادة يطلبون الطعام في أوقات محددة كما أنه من الواضح أن مشاعر الرضا أو عـدم الرضـا عـن مختلـف

هذه األعمـال والتـي األعمال المنزلية تتأثر بالظروف التي تتم فيها .تتعلق بمدى توافر األجهزة واألدوات الميسرة للعمل

األم تعمل خارج المنزل وفـشلت كانتوقد يتولد الصراع إذا .في التوفيق بين أدورها المختلفة داخل المنزل وخارجه

الزواج واإلنجاب -٩

حمل الفتـاة أمامتميزة لألنثى المتزوجة مكانة اإلنجابيمنح من الفتاة المنحرفـة األسرةاج فهو عار محقق وقد تتخلص قبل الزو

.اءعجزاء فعلتها الشنالفوري بالقتل

ة متـسببة فـي ذلـك أو أوفي حالة عدم اإلنجاب وكون المر ـ لإلناث المتوالياإلنجاب الـزوج أ لدى الشرائح غير المتعلمـة يلج

كور المقتدر للزواج من أخرى بعد إقناع الزوجة برغبته في أنجاب الذ ـ ولـو في ذلك الطبقة العليا أربابوقد تلجأ الذكور من دون علـم ب

الزوجة لرغبته الجارفة في أنجاب ذكر من صلبه يرث الجزء األكبر .من ثروته بعد رحيله

خاصة والـشاهد وهكذا يكسب اإلنجاب المرأة العربية مكانة نذور وسعادتها البالغـة بإقامـة حفـل منعلى هذا ما تقدمه األسرة

بوالدة الذكور بخاصة وحيـث نحر الذبائح تيمنا مع ن االسبوع والخت

١٢٨

ليـد وتقام حلقات الذكر وسط توقع بالحظ السعيد والعمـر المديـد لل .الصغير

الوسطى والعليا بعدد قليل مـن األوالد ةوقد تكتفي اسر الطبق أو تؤخر اإلنجاب خالل الشهور األولى من الزواج دون أن يقلل هـذا

المرأة بينما يعد األوالد قيمة اقتصادية كمصدر للدخل فـي من مكانة األسر الفقيرة

شخصية المرأة -١٠

فـي العربـي السريع فـي وطننـا االجتماعي أدى التغيير حيث بـرزت ياألنثى ودروها المجتمع السنوات األخيرة لتأكيد مكانة والـسياسي العلمـي في المجـال دورها قيادات نسائية شهيرة وبرز

من القـرن الثاني فل العام وتكونت جمعيات نسائية خالل النص والعم .الماضي

في األلفية الثالثة أصـبح مرتبطـا وأدوارهاالمرأة ن مكانة إ المكتسبة ال المورثة وهو ما يضع شخصية ومكانتها المرأة بإنجازات

. في الوقت الراهنحقيقي اختبار أمامالمرأة

المرأة والمستقبل

رأة في الوقت الحاضر يقودنا إلى تتبع دورهـا أن مستقبل الم عالمنـا سـكان وإذا تشكل نصف مجمـوع نيفي بناء المجتمع المد

أقطارنـا فأننا ال يمكن أن ننكر الدور الذي ينتظرهـا لتنميـة العربي هنـاك كانت وإذا المدنيالعربية والسيما من خالل مؤسسات المجتمع

نبها المختلفة بما فيهـا اتية بجو تحديات راهنة فرضتها الثورة المعلوما والدعوة االنترنتاألبعاد السلبية المتعلقة بالمواقع اإلباحية على شبكة

. وزواج المتعة والسريالمحمومة للزواج العرفي

التـي الفـضائي والدعوة المصاحبة للثورة اإلعالمية والبث ا واللواط مما يعد تحـديث الصناعيتدعو للفوضى الجنسية واإلخصاب

لقيم واألخالق في مجتمعاتنا العربية ويتزامن هذا مع تحديات صارخا ل وتدعو إلى العـودة لعـصر واالنتماءثقافية تضعف من شأن الهوية

١٢٩

بـوأد أشبه دعوة ي ألخالقها وه الحريم حيث تلوذ المرأة ببيتها صونا . في الجاهليةاإلناث التي زاد ضجيجها

ة مع زيادة حـدة المـشاكل ن مرحلة ما بعد الحداثإومع هذا ف دور األسـر من قد قلصت العربي واالقتصادية في عالمنا االجتماعية

ووظائفها وحدت من حرارة العالقات األسـرية ووظائفهـا كمـا أن إلى تحطيم األفكار التقليديـة ي يمكن أن تؤد النوعيبيولوجيا التكاثر

التقليدية التـي عن األسرة ومفهوم األبوة واألمومة مما يهدد األساليب . في ماضيها وحاضرهااألسرةخبرتها

الحـضاري أن استيعاب متغيرات العصر مع التمسك بتراثنا . أن يكون ضمن أولوياتنا الحياتية في األلفية الثالثةينبغي

١٣٠

١٣١

مـــــــالحــــــــق

١٣٢

١٣٣

مركز الدراسات المعرفية جامعة عين شمس كلية اآلداب قسم االجتماع

ورقة عمل

:اقتراح بعقد مؤتمر حول

تشخيص للمشكالت واستكشاف سياسات : واقع األسرة في المجتمع " "المواجهة

٢٠٠٤ سبتمبير

١٣٤

محتويات االقتراح بعقد المؤتمر

مقدمة ن األسرةمبررات عقد مؤتمر ع: أوال

األهداف الرئيسية للمؤتمر : ثانيا

محاور المؤتمر : ثالثا

تنظيم انعقاد المؤتمر : رابعا

اإلجراءات المتعلقة ببحوث المؤتمر: خامسا

تتابع وقائع انعقاد المؤتمر: سادسا

تنظيم جلسات المؤتمر: سابعا

إجراءات تالية النعقاد المؤتمر: ثامنا

١٣٥

بسم اهللا الرحمن الرحيم

مقدمة تشكل األسرة الوحدة المحورية في بناء المجتمع إذ يعني سالمتها

بينما قد يؤدي انهيارها إلـي تـصدع بنـاء و. سالمة المجتمع وقوته وتتجلـى . المجتمع وشيوع حاالت التمزق واالنحـراف فـي بنائـه

: االعتبارات التاليةمحورية األسرة وأهميتها لمجموعة مصغرا ن األسرة هي الوحدة االجتماعية إلى تشكيل مجسما إ .١

فثقافة المجتمع من . لبناء المجتمع، كما أن بناؤها يناظر بنائه . بقوة عضويةلهما عالقة . حيث نشأتها وانتقالها عبر األجيال

األسرة وإنجازها لوظيفة التنشئة االجتماعية، كما أن العالقات تماعية القائمة في المجتمع ما هي إال امتـداد للعالقـات االج

.االجتماعية القائمة بين األدوار والمكانات األسريةن األسرة هي الوحدة االجتماعية التي يوكل إليهـا الحفـاظ إ .٢

على تراث المجتمع، وذلك من خالل تنشئة البشر على هـذا ـ رة أو التراث ثم نقله من جيل إلى آخر ومن ثم فانهيار األس . ضعفها سوف يعني التأثير على وظائفها بالنسبة للمجتمع

ن األسرة هي التي تتولى تدريب البشر علـى أداء مختلـف إ .٣أدوارهم االجتماعية، ومن ثم فإذا أصاب األسرة ضعف، فإن ذلك يعني أنها سوف تصبح عاجزة عن أداء وظائفها في هذا

لفوضـى الصدد، األمر الذي يؤدي إلى شيوع حالـة مـن ا . االجتماعية

ن األسرة تتعرض في العالم العربي واإلسالمي فـي الفتـرة إ .٤ انهيارها األمـر – إذا هي استمرت –األخيرة لضغوط تهدد

حفاظا علـى األسـرة وحفاظـا علـى –الذي يفرض علينا في إمكانيـة مواجهـة بالبحث أهمية إعمال العقل –المجتمع

ـ اء األسـرة وأدائهـا الظروف السلبية التي تـؤثر علـى بن . ألدوارها

١٣٦

مبررات عقد مؤتمر عن األسرة : أوال تتعرض لمجموعة من العوامل امن الثابت أن األسرة في مجتمعاتن

ذات التأثير السلبي على بنائها، أو تلك التي تعوقها عن أداء وظائفهـا بحيث أن هذه العوامل أو الظروف لو تركت دون مواجهة فإنها سوف

وعة من اآلثار السلبية التي قد تدفع باتجاه اتـساع مـساحة تنتج مجم .انهيار األسرة، ومن ثم إلى انهيار المجتمع وتفكيكه وفرض تبعيتـه

فإذا تأملنا العوامل أو الظروف التي تتعرض لها األسرة في مجتمعاتنا يصدر عن النظام ففإننا سوف نجد أن بعض هذه العوامل أو الظرو

عل في إطاره، بينما يرجع البعض اآلخر إلـى بنـاء العالمي الذي نتفا المجتمع الذي نعيش فيه، على حين يرجع البعض الثالث إلى أوضـاع

:األسرة ذاتها، وهي ما نعرض له بإيجاز فيما يلييوجد اتفاق على أن النظام العالمي في عصر العولمـة أصـبح -١

عوامل من هذه ال . مصدر تهديد لبناء األسرة العربية واإلسالمية القيم والسلوكيات التي تبثها الفضائيات، والتي تسعى إلى تفتيت

يـضاف إلـى ذلـك أن ،أو إضعاف منظومة القيم األسـرية تكنولوجيا اإلعالم والمعلومات برغم أن لها بعض اإليجابيـات، فإن لها بعض السلبيات لكونها تنشر قيمـا وسـلوكيات غيـر

الجيليـة لى تعميق الفجـوة مناسبة بين أبناء األسرة مما يؤدي إ داخل األسرة، وأيضا إلى إضعاف سيطرة األسرة على األبناء، هذا إلى جانب تعريض األبناء لنوع من التنـشئة االجتماعيـة الخاطئة والمضادة لقيم تراثنا، من خالل العمل على نشر ثقافـة االنحراف في فضاء المجتمع، وهي الثقافة التي تتغلغل فيهمـا

جاه إلى بناء األسرة، ليعيد تنشئة األبنـاء وفـق قـيم من كل ات . تتناقض مع منظومة القيم األسرية المشتقة من تراثنا

وتعد التحوالت االجتماعية االقتصادية التي خـضع لهـا بنـاء -٢المجتمع من العوامل التي كان لها تأثيرها على بنـاء األسـرة

ـ . وأدوارها ت فقد ظهرت مجموعة من الظروف التـي ارتبطبهذه التحوالت والتي لعبت دورها في تغييـر أبنيـة األسـرة

وتعد السرعة التي تمت بها هذه التحوالت وتعـددها . ووظائفها

١٣٧

أحد الظروف الهامة التي لعبت تأثيرهـا فـي تفكيـك وهـز األمر الذي انعكـس بـدوره علـى . المنظومة القيمية للمجتمع

كما تعد . ألسرةضعف المنظومة القيمية المنظمة للتفاعل داخل ا الهجرة إلى خارج المجتمع وترك األبناء في داخله من العوامل التي أدت من ناحية إلى تأنيث األسرة بسبب غياب الزوج مـع

على ذلك، كما أدى إلى تشوه التنـشئة ترتبتما لذلك من آثار االجتماعية لألبناء، هذا باإلضافة إلى أن هجرة اآلباء للحصول

دى إلى انتشار التوجهات االسـتهالكية فـي على دخول أعلى أ المجتمع، وقد انعكس ذلك على األسرة فتـصاعدت التوجهـات االستهالكية لديها أو بخاصة لدى األبناء، األمر الذي قاد إلـى تأسيس ظواهر سلبية عديدة داخل بناء األسرة، انطلقـت مـن

إلى جانب ذلك فقـد لعبـت . في بناء المجتمع وانتشرتاألسرة ضغوط االقتصادية دورا أساسيا في الضغط علـى أعـضاء ال

خاصة أن منظومة القيم الموجهة لسلوكيات البشر قد –األسرة ممـا أدى إلـى انفجـار األسـرة –أصابها الضعف والوهن

وانهيارها من الداخل، ومعاناتها من كثير من المـشكالت، ثـم ن الظـواهر انتقلت بعض هذه اآلثار إلى المجتمع لتنشر كثيرا م

باإلضافة إلى ذلك نجد أن اإلعالم يلعـب . السلبية على ساحته خاصـة أن الـسماوات –دورا بارزا في تمزيق بناء األسـرة

كما يعمل على هز اليقين الديني والقـومي، –أصبحت مفتوحة وإشاعة سلوكيات الجنس والمخـدرات والحيـاة االسـتهالكية

ـ ة المؤكـدة علـى المعـاني المسترخية والبعد عن القيم الدينياإلنسانية السامية، األمر الذي يعنـي أن أبنـاء األسـرة فـي مجتمعاتنا يتعرضون لهجمة شرسة مـن كـل اتجـاه، دون أن

القوة على حمـايتهم، – التي أصبحت ضعيفة –تمتلك األسرة األمر الذي يدفع إلى انتشار كثير من القيم والسلوكيات الـسلبية

. والمنحرفةفة إلى ذلك توجد بعض الظـروف المتـصلة باألسـرة باإلضا -٣

. ذاتها، والتي لعبت دورها في مواجهتها الكثير من المـشكالت

١٣٨

من هذه الظروف انتشار القيم المادية في المجتمع مما أدى إلى تعمق مشاعر األنانية لدى أطراف األسرة بخاصـة األبـويين،

دم سيطرة كذلك ع . األمر الذي أثر على تماسك وتراحم األسرة األسرة على التنشئة االجتماعية ألبنائها مما أدى إلـى ضـعف توجيه األسرة لعملية التنشئة االجتماعية لألبناء، فنـشئوا علـى قيم غريبة على تراثنا وعلى قيم األسرة في مجتمـع إسـالمي، يضاف إلى ذلك طرح بعض القضايا المتعلقة باألسـرة وفـق

نا، مما أشاع التفكك والصراع أجندة غربية غريبة على مجتمعات داخل األسرة بحيث دفع ذلك إلى عجزها عن القيام بوظائفهـا األساسية سواء تلك المتصلة باألبناء أو بالمجتمع األمر الـذي أضعف مناعتها، ووسع الفجوة بين واقع األسرة في مجتمعنـا،

.وبين نموذجها في تراثنا

األهداف الرئيسية للمؤتمر: ثانيا إلى االعتبارات السابقة المشار إليهـا تتحـدد أهـداف استنادا

:المؤتمر على النحو التاليالسعي نحو تشخيص واقع األسـرة فـي مجتمعنـا العربـي -١

اإلسالمي من حيث طبيعة بناؤها ووظائفها والمـشكالت أو الظواهر السلبية التي بدأت تظهر في إطارها، ثـم مـا هـي

اآلثـار عاني منها، ثـم مـا هـي أوجه القصور التي بدأت ت بسبب معاناة األسرة من بعض المـشكالت المحتمل ظهورها

والظواهر السلبية، إضافة إلى تحديد العوامل المسؤولة عـن مختلف مظاهر االنهيار التي أصابت األسرة، والوزن النسبي

.لفاعلية هذه العوامل بالنظر إلى بعضها البعضح بعض القضايا المطروحـة ويتحدد الهدف الثاني في توضي -٢

على الساحة االجتماعية فيما يتعلق باألسرة، لتوضيح وجهـة النظر اإلسالمية في هذا الصدد، بما يساعد على دعم الدعوة لحوار الحضارات وااللتقاء بينها سعيا وراء عالم يتأكد فيـه

في نطاق هذا الهـدف يمكـن أن . السالم واإلحساس باألمن

١٣٩

متعلقة بالمرأة والعالقات األسرية، والتنـشئة تتناول القضايا ال المثالي لألسرة في المجتمع اإلسـالمي جاالجتماعية، والنموذ

بحيث يساعد هذا الطرح على التالقي الحضاري تأكيدا لقـيم عالم يؤكد على التعددية واحترام القيم والمنظومات الثقافيـة

. لآلخراقتـراح بعـض ويسعى الهدف الثالث للمؤتمر إلى محاولـة -٣

– من خالل بعض بحـوث المـؤتمر –السياسات االجتماعية التي تساعد على مواجهة المشكالت التي تعاني منها األسرة، وكذلك الظواهر السلبية في إطارها، وذلك بهـدف الخـروج باألسرة المصرية من أزمتهـا مـن أجـل تأكيـد تماسـكها

وقادر علـى وسالمتها انطالقا إلى بناء مجتمع سليم ومتعافي حل مشكالته وأيضا على تقليص ظواهر الجريمة واالنحراف في إطاره، وأيضا على تعظيم فاعلية أدواره بالنسبة ألبنائـه

.ومواطنيهويتحدد الهدف الرابع من المـؤتمر فـي محاولـة تـسجيل -٤

الحوارات التي دارت في المـؤتمر، وإخـضاعها للتحليـل لتي طرحت في جلـساته الستكشاف بعض األفكار والقضايا ا

فيما يتعلق بمختلف الموضوعات والقضايا بحيـث يـساعدنا : ذلك على إنجاز ما يلي

نشر مجلد يحتوي البحوث التي طرحت في المؤتمر إضافة إلـى .أ .اتجاه الحوارات التي طرحت فيه

استخالص بعض السياسات والبرامج والتوصيات التي يمكن أن . بصـفحة ) ٣٠(في مجتمعاتنا في حوالي تساعد على توعية األسرة

ينشر ككتيب صغير باللغة العربية وإمكانية ترجمته إلـى اللغـات .اإلنجليزية والفرنسية واأللمانية

محاور المؤتمر: ثالثا

من المتوقع أن ينعقد المؤتمر وفق أربعة محـاور أساسـية علـى أساس أن تعالج البحوث المقدمة من خالل كـل محـور مـن هـذه

١٤٠

المحاور القضايا المتعلقة بأحد جوانب موضوع المؤتمر التي تتركـز واستكـشاف حول واقع األسرة في المجتمـع العربـي اإلسـالمي،

وعلى هذا النحـو . السياسات التي يمكن أن تلعب دورا في المواجهة : تتحدد محاور المؤتمر كالتالي

حور إلى ويسعى هذا الم: واقع األسرة ومشكالتها:المحور األولمحاولة رصد الحالة التي عليها األسرة في مجتمعاتنا، وما هي

في نطاق هذا المحور . المشكالت والظواهر السلبية التي تعاني منهايقترح مجموعة من البحوث أو األوراق التي تدور حول القضايا

:التالية .واقع التنشئة االجتماعية في األسرة - . ألسرةصراع المكانات واألدوار داخل ا - .حالة العالقات االجتماعية داخل األسرة - .مشكالت األسرة ومظاهر انهيارها -

مكانة المرأة في بناء األسرة : يالمحور الثانيتحدد هدف المؤتمر على هذا المحور رصد واقع المرأة في بنـاء األسرة، إضافة إلى تناول القضايا المتعلقـة بـالمرأة فـي نطـاق

استنادا إلى البحوث التي تقدم فـي –لوصول األسرة، وذلك بهدف ا إلى تحديد النموذج األمثل لمكانة المـرأة فـي بنـاء –هذا الصدد

:األسرة، ارتباطا بذلك يقترح تناول القضايا التالية .مشكالت المرأة في واقعنا االجتماعي -١ .محددات مكانة المرأة وأدوارها في بناء األسرة -٢ .لشريعة اإلسالميةمكانة المرأة وحقوقها في ا -٣ .المرأة من منظور النوع االجتماعي -٤

األسرة على خلفية تراثنا الديني : المحور الثالثعلى هذا المحور تسعى بعض بحوث المؤتمر إلـى تنـاول بعـض القضايا والموضوعات المتعلقـة باألسـرة مـن مرجعيـة إسـالمية

في نطـاق . باعتبارها المرجعية التي تنظم حياة األسرة في مجتمعاتنا هذا المحور يمكن تقديم مجموعة من البحوث التي تتنـاول القـضايا

:التالية

١٤١

.التصور اإلسالمي لنموذج األسرة المعاصرة .محددات التنشئة االجتماعية والسياسية داخل األسرة -١ .نموذج األسرة من حيث بناؤها وأدوارها -٢ .التفاعل والعالقات داخل بناء األسرة -٣ .ضوء قواعد الميراثتماسك األسرة في -٤

السياسات االجتماعية ودعم أوضاع األسرة في نطاق :المحور الرابع هذا المحور يمكن تقديم مجموعة من البحوث التي تسعى إلى اقتـراح بعض السياسات االجتماعية لتطوير أوضاع األسرة وترشيد نوعيـة

: حياتها، بما يساعد على . سوية وفاعلةالمتغيرات المؤسسة لتنشئة اجتماعية -١المتغيرات المحددة لتكامـل بنـاء األسـرة وفاعليـة -٢

.أدوارها .المحددات المحددة الستقرار األسرة في إطار المجتمع -٣نحو سياسة اجتماعية لتجنب الظواهر السلبية في محيط -٤

.األسرة

تنظيم انعقاد جلسات المؤتمر: رابعا : ساسية التاليةحيث يقترح أن يعقد المؤتمر وفقا لإلجراءات األ

حيث اتفق على أن يعقد المؤتمر : مكان انعقاد المؤتمر -١ .بدار الضيافة جامعة عين شمس

حيث يقترح أن يعقد المؤتمر في : زمان انعقاد المؤتمر -٢ .األسبوع األخير من شهر سبتمبر

حيث يقترح أن يعقد المؤتمر على : مدة انعقاد المؤتمر -٣ .يومينمدى

قاد المؤتمر ومتابعة أعماله تشكيل لجنة لتنظيم انع -٤

اإلجراءات المتعلقة ببحوث المؤتمر: خامساحيث يقترح أن يتم إنجاز أبحاث المـؤتمر وفقـا للمعـايير

:التالية

١٤٢

حفاظا على المستوى العلمي للمؤتمر سـوف يـتم -١استكتاب بعض المتخصصين والمفكرين المهتمـين

.بموضوع األسرةالمؤتمر في حـوالي يقع البحث المقدم ضمن أعمال -٢

صفحة، على أن يقدم البحـث مـصحوبا ٣٠-٢٠ ).C.D(بالقرص الممغنط المسجل عليه

يقدم ملخص البحث في صـفحتين، بحيـث تجمـع -٣ملخصات البحوث في كتيب صغير يـوزع علـى

.السادة حضور المؤتمرأن يدعى للمشاركة في المؤتمر متخصصين في علم -٤

سية واالقتـصاد االجتماع وعلم النفس وعلم الـسيا .والشريعة والقانون

تخضع بحوث المؤتمر للتحكـيم حـسب المعـايير -٥ .العلمية

يــدعى لحــضور المــؤتمر المتخصــصين فــي -٦التخصصات السابقة إضافة إلى طالب الدراسـات العليا في التخصصات السابقة إلى جانب المهتمـين

.بقضايا األسرة والمجتمع رتتابع وقائع انعقاد المؤتم: سادسا

:حيث يتم تنظيم جلسات المؤتمر على النحو التالي اليوم األول

.إجراءات التسجيل -١ كلمات االفتتاح -٢ محاضرة افتتاحية تلقيها إحدى الشخصيات العامة -٣ استراحة لتناول الشاي -٤ جلستين لتقديم البحوث -٥ ٤الغداء -٦ جلسة لتقديم البحوث -٧

١٤٣

اليوم الثاني جلسة إللقاء البحوث -١ شاياستراحة لتناول ال -٢ جلستين لتقديم البحوث -٣ الغداء -٤ جلسة لتقديم البحوث -٥

تنظيم جلسات المؤتمر: سابعا :حيث يتم تنفيذ إجراءات الجلسة العلمية على النحو التالي

تستغرق الجلسة ساعتين -١ دقيقة ٣٠يستغرق تقديم البحث -٢ يقدم في الجلسة بحثين -٣ دقيقة٢٠يتم التعقيب على البحثين في -٤ دقيقة٤٠تفتح المناقشة لمدة -٥ يدير الجلسة رئيس ومعقب في ذات الوقت -٦

إجراءات تالية النعقاد المؤتمر: ثامنا حيث يتم اتخاذ اإلجراءات التالية إلخراج أعمال المؤتمر على

: النحو التالي

والحوارات التي تمت في إطاره فـي ،تحرير بحوث المؤتمر -١ مجلد أو مجلدين

صفحة حول القضايا األساسـية التـي ٣٠خالص حوالي است -٢أثيرت في المؤتمر وإخراجها بلغة بـسيطة وإخراجهـا فـي

.كتيب موجه للقارئ العامترجمة هذا الكتيـب إلـى اللغـات اإلنجليزيـة والفرنـسية -٣

.واأللمانية واهللا الموفق أوال وأخيرا،،

مقرر المؤتمر علي ليلة . د. أ

جتماع بجامعة عين شمسأستاذ علم اال

١٤٤

١٤٥

قائمة بالمشاركين في المؤتمر المحاضرة االفتتاحية

مركـز الدراسـات - عبد الحميد أبـو سـليمان / األستاذ الدكتور المعرفية

السادة المشاركون ببحوث في المؤتمر : أوال

مرتبون أبجديا وكيـل كليـة اآلداب -د أحمد عبد اهللا زاي/ األستاذ الدكتور -١

جامعة القاهرة المستشار بـالمركز – أحمد علي المجدوب/ األستاذ الدكتور -٢

القومي للبحوث االجتماعية والجنائية أسـتاذ علـم االجتمـاع – إجالل حلمي / األستاذة الدكتورة -٣

بجامعة عين شمس أستاذ العلوم السياسية بجامعة – السيد عمر / األستاذ الدكتور -٤

وان حل أسـتاذ علـم – ثروت إسـحاق عبـد اهللا / األستاذ الدكتور -٥

االجتماع بجامعة عين شمس من علماء األزهر الشريف – جمال قطب/ فضيلة الشيخ -٦ مدرس علم االجتماع بجامعة عـين – حنان سالم / الدكتورة -٧

شمس الخبيـر بـالمركز – رباب الحسيني العوضـي / الدكتورة -٨

ية والجنائية القومي للبحوث االجتماع أستاذ االقتصاد بجامعـة – رفعت العوضي / األستاذ الدكتور -٩

األزهر الشريف أستاذ علم االجتماع – سامية الساعاتي / األستاذة الدكتورة -١٠

بجامعة عين شمس األسـتاذ بكليـة – سعيد إسماعيل علي / األستاذ الدكتور -١١

التربية جامعة عين شمس

١٤٦

المستـشار – ني العـامري سلوى حس / الدكتورة ةاألستاذ -١٢ بالمركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية

أستاذ العلـوم – سيف الدين عبد الفتاح / األستاذ الدكتور -١٣ السياسية بجامعة القاهرة

وكيـل كليـة اآلداب -شادية قنـاوي / األستاذة الدكتورة -١٤ جامعة عين شمس

مـدرس علـم – صالح سليمان عبـد العظـيم / الدكتور -١٥ جتماع بجامعة عين شمس اال المستـشار – صالح الدين عبد المتعـال / األستاذ الدكتور -١٦

بالمركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية أستاذ علم االجتماع بجامعـة – علي ليلة / األستاذ الدكتور -١٧

عين شمس أستاذ علـم – المجيد فايزة يوسف عبد/ األستاذة الدكتورة -١٨

س النفس بجامعة عين شم – كلية االقتصاد والعلوم السياسية – رؤوف ةهب/ األستاذة -١٩

جامعة القاهرة

مرتبون أبجديا –ثانيا السادة رؤساء الجلسات والمعقبون على البحوث

عميد كليـة اآلداب – أحمد مجدي حجازي / الدكتور ذاألستا -١ جامعة القاهرة

بجامعـة أستاذ علم االجتماع – سمير نعيم / األستاذ الدكتور -٢ عين شمس

أسـتاذ العلـوم – مصطفىمحمود نادية / األستاذة الدكتورة -٣ السياسية ومدير مركز الدراسات والبحوث السياسية

أستاذ العلوم الـسياسية – نازلي معوض / األستاذة الدكتورة -٤ بجامعة القاهرة

١٤٧

أستاذ علـم االجتمـاع – محمد الجوهري / األستاذ الدكتور -٥ ) سابقا ( ن ورئيس جامعة حلوا

أستاذ علم االجتماع ونائب – عودة محمود/ األستاذ الدكتور -٦ )سابقا ( رئيس جامعة عين شمس

ثالثا اللجنة التنفيذية للمؤتمر

أستاذ علم االجتماع بجامعـة – علي ليلـة / األستاذ الدكتور -٧ عين شمس

أستاذ مساعد علـم االجتمـاع – مصطفى مرتضى / الدكتور -٨ س بجامعة عين شم

مدرس علم االجتماع بجامعة عين – ماجدة حافظ / الدكتورة -٩ شمس

معيد بقسم االجتماع جامعة عين شمس – إيمان الشحات -١٠ معيد بقسم االجتماع جامعة عين شمس – رانيا رمزي -١١ معيد بقسم االجتماع جامعة عين شمس - محمد بيومي -١٢