الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة

4
/ / ١٤٤٣ ١١ ١١ www.midcoplanao.webs.com 1 لدعاة ا لاق خ ه وا ل ل ى ا ل ا وة ع الد ه ل ل ه ا م ح ر ار! ب# ن! ب ه ل ل د ا! ب ع# ن! ب ز) ي ز لع د ا! ب ع/ خ) ي2 ش ل ا

Upload: nosair

Post on 04-Aug-2015

354 views

Category:

Documents


2 download

TRANSCRIPT

Page 1: الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة

١٤٤٤/٠٩/٢٥ www.midcoplanao.webs.com 1

وأخالق الله إلى الدعوةالدعاة

بن / الله عبد بن العزيز عبد الشيخالله رحمه باز

Page 2: الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة

١٤٤٤/٠٩/٢٥ www.midcoplanao.webs.com 2

الرحيم الرحمن الله بسمالحم$$$د لل$$$ه رب الع$$$اليين، والعاقب$$$ة للمتقين، وال ع$$$دوان إال على الظ$المين، وأش$هد أن ال إل$ه إال الل$ه وح$ده ال ش$ريك ل$ه، إل$ه األولين واآلخ$$رين، وقي$$وم الس$$ماوات واألرض$$ين، وأش$$هد أن محم$$دا عب$$ده ورس$وله وخليل$ه وأمين$ه على وحي$ه، أرس$له إلى الن$اس كاف$ة بش$يرا ون$ذيرا، وداعي$ا إلى الل$ه بإذن$ه وس$راجا من$يرا، ص$لى الل$ه علي$ه وعلى آل$ه وأص$حابه ال$ذين س$اروا على طريقت$ه في ال$دعوة إلى س$بيله، وص$بروا على ذل$ك، وجاه$دوا في$ه ح$تى أظه$ر الل$ه بهم دين$ه، وأعلى كلمت$ه ول$و

كره المشركون، وسلم تسليما كثيرا أما بعد: فإن الل$ه س$بحانه وتع$الى إنم$ا خل$ق الجن واإلنس ليعب$د وح$ده ال ش$ريك ل$ه، وليعظم أم$ره ونهي$ه، وليع$رف بأس$مائه وص$فاته، كم$ا ق$ال ع$ز ا T$( ، وق$ال ع$ز وج$ل: )ي XونYد Y$بZعTيXال لXإ TسZنX ZاإلTن] و XجZال Yُت ZقTل Tا خ T$مTوج$ل: )و ZمYل]ُكTعTل ZمYُكXلZب Tق ZنXم TينXذ ال$$$] Tو ZمYُك TقTل Tي خXذ ب]ُكYمY ال$$$] Tوا رYد Y$$$بZاع Yاس ا الن$$$] T$$$ي_هT أ Xِض Zر

T Zاأل TنXمTو aاتTاو Tم T$س TَعZب T$س TقT$ل Tي خXال$]ذ Y(، وق$ال ع$ز وج$ل: )الل$]ه Tون Y$ت]قTتأTن] Tو cيرXد T$ق aٍء Zي T$ش eل Y$ى كTلTع Tه وا أTن] الل$] Y$مTلZعTتXن] ل YهTنZيTب Yر Z$مT Zاأل Yل ز] T$نTتTن] ي YهTلZث Xم

ا ( . gمZل Xع aٍء Zي Tش eلYُكXب Tاَط TحTأ Zد Tق Tالل]ه فبين س$بحانه أن$ه خل$ق الخل$ق ليعب$د، ويعظم، ويط$اع أم$ره ونهي$ه؛ ألن العب$ادة: هي توحي$ده وطاعت$ه م$َع تعظيم أوام$ره ونواهي$ه، وبين ع$ز وج$ل أيض$ا أن$ه خل$ق الس$ماوات واألرِض وم$ا بينهم$ا ليعلم أن$ه على ك$ل

شيٍء قدير، وأنه قد أحاَط بُكل شيٍء علما. فعلم ب$ذلك أن من الحُكم$ة في إيج$اد الخليق$ة: أن يع$رف الل$ه س$بحانه بأس$مائه وص$فاته، وأن$ه على ك$ل ش$يٍء ق$دير، وأن$ه الع$الم بُك$ل ش$يٍء ج$$$ل وعال، كم$$$ا أن من الحُكم$$$ة في خلقهم وإيج$$$ادهم أن يعب$$$دوه

ويعظموه ويقدسوه ويخضعوا لعظمته.

Page 3: الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة

١٤٤٤/٠٩/٢٥ www.midcoplanao.webs.com 3

إن العب$ادة: هي الخض$وع لل$ه ج$ل وعال والت$ذلل ل$ه، وس$ميُت الوظ$ائف ال$تي أم$ر الل$ه به$ا المُكلفين - من أوام$ر وت$رك ن$واه - عب$ادة؛ ألنه$ا ت$ؤدي بالخض$وع والت$ذلل

لله عز وجل . ثم لم$ا ك$انُت العب$ادة ال يمُكن أن تس$تقل بتفاص$يلها العق$ول، كم$ا أن$ه ال يمُكن أن تع$رف به$ا األحُك$ام من األوام$ر والن$واهي على التفص$يل، أرس$ل الل$ه س$بحانه وتع$الى الرس$ل، وأن$زل الُكتب لبي$ان األم$ر ال$ذي خل$ق الل$ه من أجل$ه الخل$ق، وإليض$احه وتفص$يله للن$اس، ح$تى يعب$دوا الل$ه على بص$يرة، وح$تى ينته$وا عم$ا نه$اهم عن$ه على بص$يرة، فالرس$ل عليهم الص$الة والس$الم هم ه$داة الخل$ق، وهم أئم$ة اله$دى، ودع$اة الثقلين جميع$ا إلى طاع$ة الل$ه وعبادت$ه، فالل$ه س$بحانه أك$رم العب$اد بهم، ورحمهم بإرس$الهم إليهم، وأوض$ح على أي$ديهم الطري$ق الس$وي، والص$راَط المس$تقيم، ح$تى يُك$ون الن$اس على بين$ة من أم$رهم، وح$تى ال يقول$وا: م$ا ن$دري م$ا أراده الل$ه من$ا، م$ا جاٍءن$ا من بش$ير وال ن$ذير، فقط$َع الل$ه المع$ذرة، دZ بTعTثZن$Tا فXي T$قTل Tوأق$ام الحج$ة بإرس$ال الرس$ل وإن$زال الُكتب، كم$ا ق$ال ج$ل وعال: )ولZنTا T$س Zر

Tا أ T$مT( ، وق$ال س$بحانه: )و TوتYوا الط$]اُغY$بXنTت Zاج Tو Tوا الل$]هYدY$بZعYا XنTأ gوال Y$س Tر aة م$]

Yأ eلY$ك( ، وق$ال ع$ز وج$ل: XونYدY$بZاع Tا فT$نT Xل$TهT إXال أ Tن$]هY ال إ XلTي$ZهX أ ي إ XوحY$ال نXإ aول Y$س Tر ZنXم TكX$لZب Tق ZنXم Yاس ومT الن$$] Y$$قTيXل Tان Tيز X$$مZال Tو Tاب T$$تXُكZال Yم YهTع Tا م T$$نZل TزZنT أ Tو Xات T$$نeيTبZالXا بTنTل Y$$س Yا رTنZل T$$س Zر

Tأ Zد T$$قTل( TينXر e$شTب Yم TينeيXالن]ب Yه بTعTَثT الل$] Tف gةTد X$احTو gة م$]

Yأ Yالن$]اس TانT$( ، وق$ال س$بحانه: )ك Xِط Z$س XقZالXب . )Xيه Xوا ف YفTلTت Zا اخ TيمXف Xالن]اس TنZيTب TمYُك ZحTيXل eق TحZالXب TابTتXُكZال Yم YهTع Tم Tل TزZنT أ Tو TينXرXذZن Yم Tو

فبين س$$بحانه أن$$ه أرس$$ل الرس$$ل وأن$$زل الُكتب؛ ليحُكم بين الن$$اس ب$$الحق والقس$ِط، وليوض$ح للن$اس م$ا اختلف$وا في$ه من الش$رائَع والعقائ$د، من توحي$د الل$ه دTةg( يع$ني: X$احTو gة م$]

Yأ Yالن$]اس TانT$وش$ريعته ع$ز وج$ل، ف$إن قول$ه س$بحانه وتع$الى: )كعلى الح$ق، لم يختلف$وا من عه$د آدم علي$ه الص$الة والس$الم إلى ن$وح.. ك$ان الن$اس على اله$$دى، كم$$ا ق$$ال ابن عب$$اس رض$$ي الل$$ه عنهم$$ا، وجماع$$ة من الس$$لف والخل$ف، ثم وق$َع الش$رك في ق$وم ن$وح، ف$اختلفوا فيم$ا بينهم، واختلف$وا فيم$ا يجب عليهم من ح$ق الل$ه، فلم$ا وق$َع الش$رك واالختالف أرس$ل الل$ه نوح$ا علي$ه يZن$Tا TحZو

Tا أ T$مTك TكZ$يTلX يZن$Tا إ TحZوTن$]ا أX الص$الة والس$الم، وبع$ده الرس$ل، كم$ا ق$ال ع$ز وج$ل: )إ

TنeيTبYتXال لXإ Tاب T$تXُكZال Tك Z$يTلTا ع T$نZل TزZنT ا أ T$مT(، وق$ال تع$الى: )وXهXد Z$عTب ZنXم TينeيXالن]ب Tو aوح Y$ى نTلX إ. ) TونYن XمZؤYي aمZو TقXل gة Tم Zح Tر Tى وgدYهTو Xيه Xوا ف YفTلTت Zي اخXال]ذ Yم YهTل

Page 4: الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة

١٤٤٤/٠٩/٢٥ www.midcoplanao.webs.com 4

وليبين الناس، فيه اختلف فيما الله حُكم ليبين الُكتاب أنزل فاللهوالوقوف الله شرع بالتزام الناس وليأمر الناس، جهله فيما شرعهوقد واآلجل، العاجل في يضرهم عما الناس وينهي حدوده، عندوإمامنا نبينا وبسيدهم وإمامهم، بأفضلهم وعال جل الرسل ختمالصالة أفضل ربهم من وعليهم عليه الله عبد بن محمد وسيدناالله في وجاهد األمة، ونصح األمانة، وأدى الرسالة، فبلغ والتسليم،األذى، أشد الله في وأوذي وجهرا، سرا الله إلى ودعا جهاده، حقالصالة عليهم الرسل من قبله من صبر كما ذلك على صبر ولُكنهوصبر أكثر، أوذي ولُكنه بلغوا، كما وبلغ صبروا، كما صبر والسالم،الصالة وعليهم عليه قيام، أكمل الرسالة بأعباٍء وقام أكثر،إليه، ويدعو الله رساالت يبلغ سنة وعشرين ثالثا مُكَث والسالم،المُكرمة - - مُكة القرى أم في سنة عشرة ثالث منها أحُكامه، وينشرالدعوة على وصبر وأوذي، بالحق، صدع بالجهر، ثم بالسر، أوالفضله ويعرفون وأمانته، صدقه يعرفون أنهم مَع الناس، أذى وعلىوالجهل األكابر، من والعناد والحسد الهوى ولُكنه ومُكانته، ونسبهوالعامة وحسدوا، واستُكبروا جحدوا فاألكابر العامة، من والتقليدالصالة عليه األذى أشد ذلك بسبب فأوذي وأساٍءوا، واتبعوا قلدواقوله. وعاندوا الحق عرفوا قد األكابر أن على ويدلنا والسالملTُكXن]: ) Tو TكTونYبeذTُكYي ال Zم Yن]هXإ Tف TونYول YقTي ال]ذXي TكYن Yز ZحTيTل Yن]هX إ YمTلZعTن Zد Tق سبحانه

.) TونYد Tح ZجTي Xالل]ه XاتTآيXب TينXمXالظ]ال