من منظور قرآني -عليهم السالم–اء يبناأل دنعأدب الخطاب

(منوذجا -عليه السالم- وسىم)

عودة عبد عودة عبد هللا. د1

(فلسطني –جامعة النجاح الوطنية –كلية الشريعة –قسم أصول الدين )عبد هللا عودة عودة عبد . د 1

1

بسمميحرلا نمحرلا هللا ةـمقدم

. احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على سيدان دمحم وعلى آله وصحبه أمجعني ...وبعد

ألنبياء والرسل هم أكمل الناس أداب يف اخلطاب، ذلك أن الكلمة الطيبة متثل أساسا اوقد جاء التوجيه اإلهلي لألنبياء منذ اللحظة األوىل، . متينا قامت عليه الرساالت السماوية

بضرورة مراعاة األدب يف خطاب الناس، ومواجهتهم ابلقول اللني البعيد عن العنف ذلك يكون سبيال المتالك زمام قلوهبم، وتليني مواقفهم، وجذهبم حنو الصف والعصبية، لعل

.املؤمنوحياول هذا البحث تسليط الضوء على املنهج القرآين يف احلديث عن أدب اخلطاب عند األنبياء، للوقوف على املالمح األدبية يف هذا اخلطاب، بغرض احلصول على منوذج

.ةيقتدى به يف حياتنا اليومي

:وقد عاجل البحث هذا املوضوع يف اجتاهنيحتليل التوجيهات القرآنية اليت حتث على االلتزام أبدب اخلطاب بوجه عام، : األول

.وأدب اخلطاب عند األنبياء بوجه خاصيف خطابه مع -عليه السالم-الوقوف مع منوذج تطبيقي، هو أدب موسى : الثاين

.قومه، بغرض استلهام الدروس والعرب

2

المبحث األول

أدب الخطاب في القرآن الكريم

أهمية أدب الخطاب وفضله: أولا

هو حسن اخللق حبسب قواعد الظرف : وقيل. 2"الظرف وحسن التناول"األدب هو

أتدب الغالم يف كالمه مع أبيه؛ أي حتاشى الكالم : يقال. السلوك أوواملالحظة يف الكالم .3عن حدود األدباخلارج

، إال أنه أفضل ما كان األدب خلقا عاما يتناول كثريا من التصرفات والسلوكيات ذاوإشيء من إىل ما الناس : "روي يف ذلك عن عبد امللك بن مروان أنه قال. يكون يف اخلطاب

البيان، ويتهادون األدب أحوج منهم إىل إقامة ألسنـتهم اليت هبا يتعاودون الكالم، ويتعاطون احلكمة، ويستخرجون غوامض العلم من خمابئها، وجيمعون ما تفرق منها، فإن الكالم قاض

.4"حاجة الناس إىل مواده حاجتهم إىل مواد األغذية. حيكم بني اخلصوم، وضياء جيلو الظلما اإلنســان حــديث، اي بــ إمنــ: ونقــل يف هــذا املعــأ أن أحــد احلكمــاء قــال موصــيا ابنــه

.5فإن استطعت أن تكون حديثا حسنا فافعل واإلنسان مدين بطبعه، ال ميكن اخلطاب هو واسطة التفاهم والتعارف بني الناس، و

أن يعيش منعزال عن اآلخرين، وال يستغ عن إقامة العالقات معهم وحمادثتهم يف شؤون

، القرامو ايري : زآابدي، دمحم بـن يعقـوبالفـريز . 202، ص1، ج(دار صـادر:بـريوت)، لسان العرب : ابن منظور 2 .12، ص1، ج(م1891/ هـ1001دار الفكر، : بريوت)

، 1دار لبنـــــــــان للطباعــــــــة والنشـــــــــر، : بــــــــريوت)، اهلرررررررررا ا عر ل رررررررر العرررررررررب : الكرمــــــــي، حســـــــــن ســــــــعيد: انظــــــــر 3 .09، ص1، ج(م1881/هـ1011

، (م1881/هــ1011، 1دار اجليـل، : بريوت) شاكر، دمحمأمحد : حتقيق ،اآل ا لبا : منقذ، األمري أسامة ابن 4 (.228_ 229)ص ص

دار : بــريوت)عبــد الســالم دمحم هــارون، : وشــرححتقيــق ،اجلررا رسررا : أبــو عثمــان عمــرو بــن حبــر اجلــاح ،: انظــر 5 .120، ص1، ج(م1881/هـ1011، 1ل، اجلي

1

اإلنسان، ويكشف عن مكنوانهتا، والساكت واخلطاب هو الذي حيدد معامل شخصية . احلياة .م عربر عن نفسه، وأابن عن شخصيته، فإذا تكل جمهول اهلوية

وكائن ترى من صامت لك معجب

زايدته أو نقـصه فـي التـكلم لسـان الفىت نصف ونصف فؤاده

6والدرم اللحم فـلم يبق إال صورة

يراهــا يف صــحائفه يــوم و الــيت ينطــق هبــا العبــد تســطر وتكتــب عليــه،لكلمــات لــذا فــإن ا

ت ع يرردت مررا رلظرر ن مرر رررو عا﴿: قــال تعــاىل. القيامــة فــالقرآن الكــرق يقــرر مبــدأ .7﴾لدرره ريرر .حماسبة اإلنسان على كل قول ينطق به

اهـــب هللا العظـــام، ونعمــــه أحـــد مو املنطـــق أن ن ال شـــيء أعجـــب مــــ: "يقـــول اجلـــاح أوجـب هللا عليـه اسـتعماهلا . اجلسام، وأن صاحبها مسؤول عنها، وحماسب على ما خـول منهـا

يف ذكـره وطاعتــه، والقيــام بقسـطه وحجتــه، ووضــعها مواضــع النفـع يف الــدين والــدنيا، واإلنفــاق .8"منها ابملعروف لفظة لفظة، وصرفها عن أضدادها

كـرق يف موضـع آخـر، أن الكـالم الطيـب يقـع أجـره وثوابـه علـى هللا، ويبني لنا القرآن ال

م كان نبردن ﴿: قال تعاىل.فكما أن اإلنسان يعاقب عل سوء كالمه، فإنه يثاب على أدبه فيهيع ا ن والعم ن الصرال ن العزة فلله العزةن ج عليه صعدن الكلمن الطي ري اا هلنرم ربفرعنرهن والري يكنربنون الس

.9﴾عيا ت شددت ومكبن أنولاك هنو ربنورن

ا يـنعكس علـى وال شك أن استشعار هذا املعأ يف النفس له أثـر يف تقـوق السـلوك، ـذي يســهم يف بنـــاء هبــا اآلخــرين، وابلتــاع علـــى عالقتنــا معهــم، األمــر الــ الطريقــة الــيت باطــب

.عالقات إنسانية على أسس من التفاهم والتضامن

(.98 -99)، ص ص (دار صادر: بريوت)، وان زهري ب أيب سلمى: ابن أيب سلمى، زهري 6 . 19اآلية : سورة ق 7 .120، ص1، جرسا اجلا : اجلاح 8 . 10اآلية : سورة فاطر 9

0

ا التوجيه القرآني نحو أدب الخطاب: ثانيا

، جيده شديد احلرص على سوره وآايتهالناظر يف ف أبدب اخلطاب، ع القرآن الكرق

ه حنو الكلمة كثريا هاألسلوب الذي يؤدرى به الكالم، والطريقة اليت يطرح هبا، وجيد أنر ما يوج .الطيبة والقول احلسن يف مناسبات شىتر

كشجبة طي ب أصلنها ثبتت وفربعنهرا ي أل ترب كيف ضب الل ن مثال كلم طي ب ﴿: قال تعاىلرا وررب * السماء إذن ر ومثر ن كلمر *للنرا لعلهنرم ر ريكبنون ن الل ن األمثرا ترنؤت أنكنلها كن ر مننرروا ولقررو * كشررجبة خبيثرر اج رنثررت مرر فرررو األرا مررا هلررا مرر ررربار خبيثرر رنثرب ررتن الل ن الرري

نريا وي الثابت ي الياة ورظع ن الد .10﴾الل ن ما شاء اآلخبة ونر الل ن الظالمأمـا . روحانية تصل ما بني القلوب وتربطها بـراب املـودة والتـ لف الكلمة الطيبة نفحةف

والكلمـة . الكلمة اخلبيثة فهي معول للهدم والتفريق، يعمل ختريبا يف أوصال اجملتمع فيهد كيانهيف الـنفس لتتفـتح أبمجـل أزهـار اخلـري واحلـب الـيت يعبـق شـذاها فواحـا يف كـل زمـان الطيبة تزهـر

والكلمة اخلبيثة نتنة الرائحة، تصدر عن بـؤر نفسية عفنة. ومكان11.

الشيطان بينهم عن نزغن الشيطان أ س عن لعبا ا قولوا اليت هي و ﴿ : وقال تعاىل

.13﴾ونولنوا للنا نسنا ﴿: وقال. 12﴾ بينا دوا من ع لإلنسان كان .14"مرغوب فيه عبارة عن كل مبهج: "واحلسن

أن ،أن أيمر عباد هللا املؤمنني ،أيمر تبارك وتعاىل عبده ورسوله ملسو هيلع هللا ىلص: "قال ابن كثري نزغ ، يفعلوا ذلك مل فإهنم إن ،كلمة الطيبةوال ،الكالم األحسن ،يقولوا يف خماطبتهم وحماورهتم

(.22_ 20)اآلايت : سورة إبراهيم 10ني : آقبيق، غازي صبحي 11 ن الكبمي: اي ب .88، ص2، ج(دار الفكر: دمشق)، ومرا م القب .31اآلية : سورة اإلسراء 12

.91اآلية : رةسورة البق 13ن: الراغــب األصــفهاين، أبــو القاســم احلســني بــن دمحم 14 دار : بــريوت)دمحم ســيد كــيالين، : ، حتقيــقمظررب ا ألظرراق القررب

.119، ص (املعرفة

3

فإنه عدو آدم ،ووقع الشر واملخاصمة واملقاتلة ،وأخرج الكالم إىل الفعال، بينهم الشيطان .15"نةوعداوته ظاهرة بي ،من حني امتنع من السجود آلدم ،وذريته

أن علـــى مكـــارم األخـــالق، فينبغـــي ل نســـان حـــض : "ففـــي اآليـــة كمـــا يقـــول القـــرطي، ووجهـــه منبســـطا طلقـــا، مـــع البــــر والفـــاجر والســـ واملبتـــدع، مـــن غـــري يكـــون قولـــه للنـــاس لينـــا

.16"مداهنة، ومن غري أن يتكلم معه بكالم يظن أنه يرضي مذهبهوعليــه فــإن اآليــة تشــري إىل مبــدأ مهــم يف أدب اخلطــاب، لتكــوين العالقــات الطيبــة مــع

اجلميـل هـي األسـاس يف بنــاء اآلخـرين، حبيـث تكـون الكلمـة الطيبـة والقـول احلسـن واألسـلوبألن القـول احلسـن يف . تلك العالقات، وتكون عناوين إنسانية يف انفتاح اإلنسان علـى اآلخـر .17اللف واملعأ يفتح القلب، وينعش الروح، ويقوي الروابط بني الناس

ا أدب الخطاب عند األنبياء عليهم السالم: ثالثا

: ، وقــد وصــف هللا تعــاىل نبيــه بقولــه يف اخلطــاباألنبيــاء والرســل هــم أكمــل النــاس أداب

يف كالمــه، كــان ملسو هيلع هللا ىلصويبــني لنــا القـرآن الكــرق أن أدب الرسـول .18﴾وعنرك لعلررى خلررم عظريم﴿ ﴿ :قال تعاىل. سببا يف جتميع القلوب وتوحيد الصفوف الل لنت هلنم ولو كننت فظا فبما رح م

ولك غ انظروا م هنم واس ر ظب هلنرم وشراورهنم ي األمرب فراذا عزمرت لي القل ر فاعفن عنر فر روك ل المن روك .19﴾على الل عن الل ين

ن العظيم: ابن كثري، أبو الفداء إمساعيل بن عمر 15 .02، ص1ج ،(هـ1001دار الفكر، : بريوت)، تظسري القبن: دمحم بن أمحد بن أيب بكر بن فرح أبو عبد هللا: القرطي 16 أمحـد عبـد العلـيم الـربدوين، : ، حتقيـقاجلامع أل كرام القرب .12، ص2، ج(هـ1122، 2دار الشعب، : القاهرة)

ن: فضـل هللا، دمحم حسـني: انظـر 17 ، 2، ج(م1889/هـــ1018، 2دار املـالك، : بـريوت)، تظسرري مر و ري القرب (.113_ 110)ص ص

.0آلية ا: سورة القلم 18

.138اآلية : سورة آل عمران 19

2

؛ ﴾لـي القلــبغ ﴿: الغلـي ، واملـراد بـه هاهنـا غلـي الكـالم، لقولـه بعـد ذلـك: والفـ "أي لــو كنــت ســيال الكــالم قاســي القلــب علــيهم، ال نفضــوا عنــك وتركــوك، ولكــن هللا مجعهــم

.20"عليك وأالن جانبك هلم أتليفا لقلوهبمــــث علـــى أخالقـــه فاآليـــة الكرميـــة تشـــري إىل الرمحـــة الـــيت ألقاهـــا هللا يف قلـــب رســـوله، وت

يف بعـض املواقـف، إال أنـه مـن عـدم اتفـاق أصـحابه معـه السامية وقيادته احلكيمة، فعلى الرغم ســعهم للقــه الكــرق، وقلبــه الــرحيم، ومل ســاطبهم ابلقســوة والشــدة بــل ابللــني والرمحــة، ولــذلك و

.اجتمعت القلوب حول دعوته، وتوحدت حتت قيادتهلعـرض فليس من العسري إيراد املعارف وال بذل النصيحة، ولكـن العسـري ختـري أسـلوب ا

لضمان النتائج، فكم من نفـوس أعرضـت عـن كلمـة احلـق، ومل يكـن إعراضـها انشـئا عـن طعـن يف صحتها أو شك يف وضوحها؛ بـل إن السـبب الـذي أدى إىل نفورهـا، هـو األسـلوب الـذي

.غلب عليه اجلمود والفظاظة، وأنى عن الرفق واللني، فنفرت منه القلوب، وأعرضت عنهعية أن يكون رحيما بعباد هللا، ألن الـااحم بـني النـاس يشـد بعضـهم فاملطلوب من الدا

إىل بعض، وسلق بينهم جوا من األلفة والاابط، ويزرع يف أعماقهم غرية على املصلحة العامـة، . ا جيعلهم أهال للمشورة وإبداء الرأي يف سياسة األمة هبدف الوصول إىل احلل السديد

بضــرورة التــ دب يف غايــة الوضــوح، إىل أنبيــاء هللا جيهــات القرآنيــة تو ت الهنــا جــاء مــنو

والموعظر ا عن عر سربي رب رك ولكمر ﴿ :قـال تعـاىل خماطبـا نبيـه الكـرق. يف اخلطـاب مـع النـاسن عن ربك هنو أعلمن ب ض السن وجا هلنم وليت هي أ س . 21﴾ ع سبيله وهنو أعلمن ولمنه د

فاملوعظـــة تكـــون حســـنة مـــا دام صـــاحبها ملتزمـــا أدب الكـــالم، متجنبـــا مـــا يـــؤذي مـــن . مع احلفـاظ التـام علـى احلقيقـة، والبعـد عـن الـرايء واملداهنـة. األلفاظ النابية، والعبارات السيئةلـى لسـان مــن يسـيء التعبـري عنهـا فينفــر النـاس منهـا، أو تقــع واحلقيقـة واحـدة، بـيـد أهنــا تقـع ع

:ويف ذلك يقول الشاعر. 22على لسان واع حسن املوعظة، فيجمع القلوب حوهلا يف زخرف القول تزييـن لباطلـه

واحلق قد يعايه سـوء تعبري

ن العظيم: ابن كثري 20 .021، ص1، جتظسري القب .123اآلية : سورة النحل 21 .82، ص(دون معلومات نشر)، الدعوة ي اإلسالم عقيدة ومنهج: الطويل، السيد رزق: انظر 22

2

تقول هذا جماج النحل متدحـه

يـر وإن ذ ت تقل قيء الزانب مدحا وذمرا وما جاوزت وصفهما

23حسن البيان يري الظلماء كالنور

واحلقيقة أن القرآن الكرق أرشدان إىل حسن املوعظة من خالل الدعوة إىل استخدام

، وقسوة املتسم ابلرفق، الذي يتجنب فيه صاحبه الغلظة والفظاظة القولالقول اللني، وهو سيرما يف مواجهة علية القوم وذوي املكانة فيهم، فال حيقرهم، وال يسفه من العبارة، وال

.24يضع فيها ما يريد من آراء وأفكارش هنم، وهبذا األسلوب ميتلك زمام قلوهبم، و أحسن إىل الناس تستعبد قلوهبم

فطاملا استعبد اإلنسان إحسان

وإن أساء مسيء فليكن لك يف

25وض زلرته صفح وغفران عر

، وعلى الرغم من املشقرة عليه السالموعلى الرغم من عدم استجابة املشركني للني رنؤمننون﴾ ا ء رومت ر عن هؤنا ﴿اي : اليت حلقت ابلني الكرق، حىت أنه توجه إىل هللا بقوله

26 .مهما كان االلتزام أبدب اخلطابوأن ال حييد عن فإن هللا يدعو نبيه إىل أن ال ميلر أو يتعب

هنم ون سال: قال تعاىل. من الطرف اآلخر مت فسوف رعلمنون﴾﴿فاصظ عنرفاهلل يدعو نبيه . 27

وأهنم كلما قالوا فحشا . إىل الرفق هبم، ومقابلة جهلهم ابحللم، وسفاهتهم ابملغفرة والصفح﴿وعذا خاطبرهنمن : ومغفرة، كما يقول سبحانه يف وصف عباد الرمحنوهجرا، قال هلم سالما

وأنبرراء األعيران وفيررا : دمحم بـن أيب بكـر خلكــان، أبـو العبـاس أمحـد بــن ابـن: انظـر. األبيـات البـن اخلـل البغــدادي 23 .11، ص1، ج(م1829 ،.د دار الثقافة،: بريوت)إحسان عباس، : حتقيق ،الزمان

ررررب: عاشــــور، دمحم الطــــاهر ابــــن: انظــــر 24 ب ال حب ، (م2000/هـــــ1020، 1التــــاري ، مؤسســــة: بــــريوت) ،وال نررررو .120، ص12ج

الشررافعي طبقررا : نصــر عبــد الوهــاب بــن علــي بــن عبــد الكــايف أبــو الســبكي،: انظــر. البيتــان أليب الفــتح البســيت 25، 2والتوزيـــــع واإلعـــــالن، والنشـــــر للطباعـــــةهجـــــر : اجليـــــزة)عبـــــد الفتـــــاح احللـــــو وحممـــــود الطنـــــاجي، : حتقيـــــق ،الكررررر .283، ص3، ج(م1882

.99اآلية : سورة الزخرف 26 .98اآلية : سورة الزخرف 27

9

النوا سال م ا﴾اجلاهلنون ولعنبف وأعبا ﴿خني العظو وأمنب : وكما يقول جل ش نه لنبيه الكرق. 28

﴾ اجلاهل .29،30ع

صلى هللا اح دعوة الني دمحم وقد أشار القرآن الكرق إىل ما أمثره القول اللني من جن : قال تعاىل. وأتثريها يف الناس عليه وسلم الل لنت هلنم ولو كننت فظا غلي ﴿فبما رح م

ولك﴾ انظروا م القلمل يكن فظرا؛ أي سيال اخللق خشن الكالم، ملسو هيلع هللا ىلصفرسول هللا . 31

من «: رفيقا داعيا إىل الرفق، فقال ملسو هيلع هللا ىلصبل كان . 32يكن غلي القلب؛ أي قاسيه وشديده ومل .33»حيرم الرفق حيرم اخلري

﴿: قال تعاىل. إىل فرعون -عليهما السالم-وهبذا بعث هللا موسى وهارون اذه

ر يكبن أو لي ن ا لهن روا فرقنوا *اذهبا عر فبعون عنهن ط ى *ي ذكبا تنيا أنت وأخنوك بايت وا لعلهن .34﴾يشى

هو صفي هللا من خلقه، وفرعون هو من هو يف الطغيان -عليه السالم–وموسى عله غرياما علم ﴿: ، والقائل35﴾علىأن ربكنمن األ﴿: واجلربوت؛ فهو القائل . 36﴾تن لكنم م

وبني هللا لنا يف النص علة ذلك، . (قوال لينا )ومع ذلك أيمر هللا موسى وأخاه أن يقوال له ر أو سشى﴿وهي فإن القول اللني والكلمة الطيبة مظنة الت ثري على السامع . ﴾لرعلره يـتذكر

.حىت يستجيب فيتذكر قلبه وسشى هللا

.21اآلية : سورة الفرقان 28 .188اآلية : سورة األعراف 29ن ال ظسري: عبد الكرق اخلطيب،: انظر 30 ين للقب .122، ص2، ج(ت. ، د.، دالعريب الفكردار : م.د) ،القب .138اآلية : سورة آل عمران 31ر : القـامسي، دمحم مجـال الـدين: انظـر 32 ، دار الكتـب العلميــة: بـريوت)دمحم ابسـل عيــون السـود، : ، حتقيـقحماسرر ال يو .002، ص2، ج(م1882/هـ1019، 1

.2001، ص0، ج2382، حديث رقم 21، كتاب الرب والصلة واآلداب، ابب رقم اجلامع الصحي : مسلم 33 (.00 -02)اآلايت : سورة طه 34 .20اآلية : سورة النازعات 35 .19اآلية : سورة القصص 36

8

اي : كر يف هذا السياق أنر أحد الوعاظ وع امل مون ف غل عليه وعنفه، فقال لهذ

: رجل ارفق، فقد بعث هللا من هو خري منك إىل من هو شر م ، ف مره ابلرفق، بقوله تعاىل .37﴾لعلهن ر يكبن أو يشى لي ن ا لهن روا فرقنوا﴿

سالم ملخاطبة فرعون ابلقول اللني، حث على األخذ ويف توجيه موسى عليه الابألسلوب احلسن يف الدعوة، وتنبيه على أنر الداعية ينبغي أن ميتلال صدره ابألمل، فيطرد

وبني األمل يف استجابة املدعو، واألسلوب املتربع يف الدعوة ارتبا . فلول الي س من نفسهابة شخص قد يشتد ويقسو عليه، أما إذا كان وثيق، فإنر الداعية عندما يي س من استج

.38يااءى له بريق من األمل، فإن هذا يدفعه إىل التلطف يف الكالم والدعوة

أروع األمثلة يف حسن اخلطاب ولني ، جند أنه ضربملسو هيلع هللا ىلصابلنظر يف سرية الرسول و :الكالم، ومن ذلك

، يعرض نفسه على القبائل، فجاء إىل بطن منهم يقال كان ابملوسم مبأ ملسو هيلع هللا ىلصأنه * اي ب عبد هللا، «: هلم بنو عبد هللا، فدعاهم إىل هللا، وعرض عليهم نفسه، حىت إنه ليقول هلم

.، يريد أن يتلطف هلم ابخلطاب39»إنر هللا عز وجل قد أحسن اسم أبيكمدخل رهط من : فقه، ما روته عائشة اهنع هللا يضر، قالتاليت تدل على ر ملسو هيلع هللا ىلصومن مواقفه *

وعليكم : ففهمـتها، فقلت: عليكم، قالت عائشة 40السرام: فقالوا ملسو هيلع هللا ىلصاليهود على رسول هللا

د: الرفاعي، أمحد بن علي بن اثبت: انظر 37 دار الكتاب النفـيس، : بريوت)عبد الغ نكه مي، : قيق، حتال هان املؤ .103، ص(هـ1009، 1

، 1املكتـــــــــــب اإلســــــــــــالمي، : بـــــــــــريوت)، خرررررررررررواطب ي الررررررررررردعوة عر ه: الصـــــــــــباغ، دمحم بـــــــــــن لطفـــــــــــي: انظـــــــــــر 38 .208، ص(م1880/هـ1011

ررر : ابـــن هشـــام، أبـــو دمحم عبـــد امللـــك بـــن هشـــام بـــن أيـــوب احلمـــريي 39 ه عبـــد الـــردوف ســـعد، طـــ: ، حتقيـــقالسررررية النبوررر : دمحم بـــن جريـــرأبـــو جعفـــر الطـــربي،. 221، ص2، ج(هــــ1011، 1دار اجليـــل، : بـــريوت) ،األمرررم وامللررروك اتر . 332، ص1، ج(هـ1002، 1الكتب العلمية، دار: بريوت)

.111، ص12، جلسان العب : ابن منظور. املوت: السام 40

10

ألمر مهال اي عائشة، إنر هللا حيب الرفق يف ا«: ملسو هيلع هللا ىلصفقال رسول هللا : قالت. السرام واللعنة .41»وعليكم: قد قلت «: ملسو هيلع هللا ىلصاي رسول، أومل تسمع ما قالوا؟ قال رسول هللا : فقلت. »كله

ومن لينه ورفقه أيضا، موقفه من األعرايب الذي ابل يف املسجد، فقام الصحابة * .43، فصبر عليه، مث دعا بدلو من ماء42»ال تـزرموه«: ملسو هيلع هللا ىلصإليه، فقال رسول هللا

يدرك أن الكلمة اللينة العذبة، تسري يف أعماق النفوس، كما تسري ملسو هيلع هللا ىلصفقد كان

جرعة املاء البارد يف أوصال اجلسد الظامال، وأهنا تتلطف ابلنفوس حىت أتسرها أسرا رفيقا، .فت خذ بزمامها، وجتذهبا إليها، وهي راضية مطمئنة

إلشارة إليه هنا، أنه قد يضطر اإلنسان يف بعض األحيان إىل التعامل ولكن ا جتدر ا

بشدرة، واختاذ القرار األكثر حزما من أجل مصلحة يقدرها، وال يكون ذلك متنافيا مع :يقول الشاعر. األدب والرمحة

فقسا ليزدجروا ومن يك حازما

44فليقس أحياان على من يرحم

مل يفض إىل إمهال حق من حقوق إذااللني والرفق إمنا جيوز : "ازيويف ذلك يقول الر واغلن ﴿: قال تعاىل. هللا، ف ما إذا أدى إىل ذلك، مل جيز اي أرها النب جاهد الكنظار والمننافق

الل تخنيكنم وا﴿: ، وقال سبحانه للمؤمنني يف إقامة حد الزان45﴾عليهم " 46﴾ما رأف ت ي 47.

.2202، ص3، ج3229، حديث رقم 13ب رقم ، كتاب األدب، اباجلامع الصحي : البخاري 41حممـــود : حتقيـــق ،الصرررحا خم رررار: دمحم بـــن أيب بكـــر بـــن عبـــد القـــادر الـــرازي،. أي ال تقطعـــوا عليـــه بولـــه: ال تزرمـــوه 42

.110، ص(م1883/هـ1013 مكتبة لبنان، طبعة جديدة،: بريوت)خاطر، .2202، ص3، ج3228رقم ، حديث 13، كتاب األدب، ابب رقم اجلامع الصحي :البخاري 43اهليئــة : مصـر)البـاز العـري ، : ، حتقيــقهنار األر ي فنرون األ : النـويري، شـهاب الـدين أمحـد بــن عبـد الوهـاب 44

.1210، ج، ص(م1882/هـ1012املصرية العامة للكتاب، .21اآلية : سورة التوبة 45 .2اآلية : سورة النور 46 .328، ص0، ج(ت. ، د.ر الكتب العلمية، ددا: بريوت)، مظاتي ال ي: الرازي، فخر الدين دمحم بن دمحم 47

11

المبحث الثاني

مقتطفات من أدب الخطاب عند موسى عليه السالم

منوذجا رائعا يف أدب اخلطاب، وهو قبل أن يضرب لنا -عليه السالم-مثل موسى

تعاىل عن موسى قال . هذا املثل يف خطابه مع الناس، فقد ضربه يف خطابه مع هللا تعاىل خري فقريت فسقى هلنما ثن ترور عر الظ فرقا ﴿: عليه السالم .48﴾ر عين لما أنزلت عل م

.20اآلية : سورة القصص 48

12

فموسى عليه السالم بعد هذا العناء الطويل بسبب رحلة اخلروج من مصر، وبعد ما رب إين ملا »: شجرة مث يتوجره إىل هللا تعاىل بقوله قام به من السقي للفتاتني، أيوي إىل ظل

يدل : "وهذا الكالم من موسى عليه السالم، كما يقول الرازي. «أنزلت إعر من خري فقريإال أنر معظم املفسرين محلوا هذه احلاجة على . 49"على احلاجة، إمرا إىل الطعام أو إىل غريه

ملا روي عن ابن عباس، أنر موسى عليه السالم ما س ل إال أهنا حاجة إىل الطعام، استنادا .50أنه مكث سبعة أايم مل يذق فيها طعاما إال بقل األرض: وعن الضحاك. الطعام

بل إنه . أطعم : وعلى الرغم من ذلك، فإنر موسى عليه السالم، مل ساطب ربره قائال . 51"،ومل يصرح ابلسؤال «نزلت إعر من خري فقريإين ملا أ»: تعررض لسؤال ما يطعمه، بقوله"

.وهذا من أدب موسى عليه السالم مع ربه

أما فيما يتعلق ابألسلوب األديب الذي سلكه موسى عليه السالم يف خطابه مع :ثالثة مواقف متثل ثالثة اجتاهات خمتلفةفسنعرض هنا لالناس،

فرعون في خطاب -عليه السالم–موسى أدب: أولا

األساس املتني الذي قامت عليه دعوة موسى عليه السالم، فقد ميثل أدب اخلطاب

كان التوجيه اإلهلي ملوسى عليه السالم منذ اللحظة األوىل بضرورة مراعاة األدب يف خطاب فرعون، ومواجهته ابلقول اللني البعيد عن العنف والعصبية، لعل ذلك يكون سبيال لتليني

له القرآن الكرق يف قوله تعاىل .به حنو الصف املؤمنموقفه وجذ أنت ﴿ :وهذا ما يسج اذهلعلهن ر يكبن أو فرقنوا لهن روا لي ن ا *اذهبا عر فبعون عنهن ط ى *ي ذكبا وأخنوك بايت وا تنيا

ه القرآن الكرق موسى عليه السالم إىل الطريقة ذاهتا يف ويف سورة أخرى يو .52﴾يشى ج

.229، ص12، جمظاتي ال ي: الرازي 49ن: القـرطي. 229، ص12، جمظراتي ال ير: الـرازي: انظـر 50 الثعـالي،. 220، ص11، جاجلرامع أل كرام القرب

ن يالسرران اجلررواهب: عبــد الــرمحن بــن دمحم بــن خملــوف ، .، دمؤسســة األعلمــي للمطبوعــات: بــريوت) ،تظسررري القررب .120، ص1، ج(ت.د

.املرجع السابق، نفس اجلزء والصفحة 51 (.02 -02)اآلايت : سورة طه 52

11

طنو ﴿ :قال تعاىل. خطاب فرعون عر فبعون عنهن ط ى *عذ ن اهن ربهن ولوا المنقد * اذه .53﴾وأهدك عر رب ك فر خشى *فرقن ه لك عر أن ترزكى

أسلوب من أساليب اللطف واألدب يف الدعوة، ﴾تـزكرى هل لرك إىل أن ﴿: لهقو .يوجه هللا إليه نبيره موسى كي يسلكه يف خماطبة فرعون

ويف االستفهام ما ال سفى من التلطف يف الدعوة واالستنـزال عن : "قال اآللوسير أو سشى ه قـوال لرينافـقوال ل »: العتو، وهذا ضرب تفصيل لقوله تعاىل .54"« لرعلره يـتذكر

معأ العرض، الذي هو طلب الفعل من -كما يقول النسفي-ويف االستفهام .55هل لك إىل أن تنـزل بنا: وهو كقول الرجل لضيفه. املخاطب برفق ولني

استخدام وهكذا فقد كان اخلط الذي رمسه هللا ألسلوب موسى يف الدعوة، هو

الكلمة يف إطار احملبة، ابألسلوب اهلادئ والقول اللني، بغرض أن يفتح ذلك قلب فرعون وبغض النظر عن . على دعوة احلق، فتذكره ابهلل من خالل نعمه وآايته، وختوفه من عذابه

جناح هذا األسلوب مع فرعون أو فشله، إال أنه يبقى النهج األمثل يف الدعوة واالتصال .آلخرين اب

وقد التزم موسى عله السالم هبذا التوجيه الرابين، وحيدثنا القرآن الكرق عن خطاب

حقيق على *وقال موسى اي فرعون إين رسول من ررب العالمني ﴿ :موسى لفرعون، فيقولتكم .56﴾ببـينة من رربكم ف رسل معي ب إسرائيل أن الر أقول على الل إالر احلقر قد جئـ

وأورل ما يلفت نظران يف هذا اخلطاب أنر موسى عليه السالم اندى فرعون أبحب وهو االسم الذي يشعر فرعون ابلقوة والعظمة وعدم االنتقاص . اي فرعون: األمساء إليه، فقال

ونرى هذا األسلوب بعينه ماثال يف منهج . ـه، ومراعاة لنفسيتهمن مكانته، ويف ذلك مدارة ل

(.18 -12)اآلايت : سورة النازعات 53ن رو : أبــو الفضــل حممــود األلوســي، 54 دار إحيــاء الــاا : بــريوت) ،ينوالسرربع املثررا العظرريماملعرراين ي تظسررري القررب

.28، ص10، ج(ت. ، د.، دالعريب .110، ص 0، ج(نشر معلوماتدون ) ،مدارك ال نرز : عبد هللا بن أمحد النسفي،: انظر 55 (.103، 100)اآليتان : سورة األعراف 56

10

»إىل هرقل عظيم الروم«: ، فقد كان ساطب الزعماء مبثل قوله ملسو هيلع هللا ىلصنبينا دمحم وليس يف .57

. ، والذوق يف التعامل مع اآلخرين، ولكنه األدب يف اخلطابذلك تنازل عن املبادئ

سى يف بيان املهمة اليت جاء من أجلها، وهي أنه رسول من وبعد هذا النداء يشرع مو الدال على معأ " الرب"ويلح هنا أنر موسى عله السالم يستخدم لف . رب العاملني

.الدال على القوة والعظمة واملهابة" هللا"الرمحة والابية، دون لف :وفرعونولن خذ على سبيل املثال مقطعا من احلوار الذي دار بني موسى

﴿ * ا فبعونن وما ر العالم نرهنما عن كنن نم مون ا ر السماوا واألرا وما برير

ولهن أا تس معنون * ا ربكنم ور و كنمن *ا لم ا أنرس ا عن رسنولكنمن الي *األولنرهنما عن كنن نم ترعقلنون * عليكنم لمجننونت ي عهل ا ا *ا ر المشب والم ب وما برير ات لا

المسجنون ا *غريا ألجعلنك م ا في ب *أولو جار نك بشيء مب ه عن كننت م ت *الصا ونرزع دهن *فيلقى عصاهن فاذا هي ثرنعبانت مب .58﴾فاذا هي بريراء للناظب

بدأ فرعون حواره ابالستفهام عن حقيقة رب العاملني، الذي قال لـه موسى أبنه :ل من أساسه، واملتهكم على القول والقائلرسول من عنده، فقال أبسلوب املتنكر للقو

اليت ( ما)جاء يف االستفهام بـ " :قال الشوكاين .أي شيء هو؟: ؛ أي﴾وما رب العالمني ﴿رب »: يستفهم هبا عن اجملهول ويطلب هبا تعيني اجلنس، فلما قال فرعون ذلك، قال موسى

راد ابلعاملني، وترك جواب ما س ل عنه فرعون، فعنير له ما أ «السماوات واألرض وما بينهماألنه س له عن جنس رب العاملني، وال جنس له، ف جابه موسى مبا يدل على عظيم القدرة

.59"اإلهلية اليت تتضح لكل سامع أنه سبحانه الرب وال رب غريهأال ﴿: وملا مسع فرعون هذا اجلواب التفت إىل مأله وقال هلم متعجبا ساخرا

إنر جوابه سالف سؤاع، س لته عن حقيقة ربه وذاته، ف جاب مبا يزعم أنه رب ﴾نتسمعو .السماوات واألرض وما بينهما

. 8، ص 1، ج2، حديث رقم 2، كتاب بدء الوحي، ابب رقم اجلامع الصحي : البخاري 57 (.11 -21)اآلايت : سورة الشعراء 58 . 82، ص 0، ج(ت. ، د.، ددار الفكر: بريوت) ،القدب ف : بن دمحم دمحم بن علي الشوكاين، 59

13

وملا رأى موسى تعجب فرعون من إجابته بسبب نسبة األلوهية إىل غريه، أجابه : يع ﴾األورلني م قال ربكم ورب آابئك ﴿إجابة أخرى هي أقرب إىل الت مل، وأوضح للناظر

هو الذي خلقكم وخلق آابءكم األقدمني، وهو الذي أماهتم وسوف مييتكم مثلهم، فهل أنت إنر رسولكم الرذي أرسل إليكم ﴿: تستطيع مثل ذلك اي فرعون؟ فقال فرعون ملن حوله

.ألنه جييب لالف ما س لته ﴾لمجنونابته موجها أنظار فرعون وقومه إىل التفكر فيما يشاهدونه مث استمر موسى يف إجا

كل يوم يف مشرق الشمس ومغرهبا، ويف حركتها على هذا النظام الثابت الذي تنتظم به حياة نـهما إن كنتم تـعقلون ﴿. املخلوقات .﴾قال رب المشرق والمغرب وما بـيـ

ابملنطق واحلكمة، عاد إىل عناده وكربايئه، فلج إىل وملا عجز فرعون عن احلوارلئن قال ﴿. العنف والتهديد، وأقسم على موسى ليجعلنره من املسجونني إن اختذ إهلا غريه

.﴾اخترذت إهلا غريي ألجعلنرك من المسجونني . إىل معجزته الدالرة على صدقهوملرا رآه موسى على هذا احلال، عرض عليه أن ينظر

ومل جيادله ﴾الصرادقني كنت من ف ت به إن ﴿: فقال فرعون أبسلوب الشاك يف صدقه أصال كما نفهم من الفاء الدالة على الاتيب مع –موسى يف ذلك، لكنه وبشكل مباشر

.﴾فإذا هي بـيضاء للنراظرين ونـزع يده * ف لقى عصاه فإذا هي ثـعبان مبني ﴿: -التعقيبإنر ﴿: وملا هبره سلطان املعجزة جل إىل املأل حوله ليستعني هبم على إبطاهلا، فقال هلم

ن أرضكم بسحره فماذا أتمرون *هذا لساحر عليم أبن ف شاروا عليه. 60﴾يريد أن سرجكم مجيمع السحرة مث يتفقون مع موسى على يوم معني يتبارون فيه، فاجتمعوا يف وقت الضحى من يوم الزينة، وألقوا حباهلم وعصيهم، وخيل إىل الناظرين أهنا حيرات تسعى، ف لقى موسى

وحينما رأى السحرة هذا املشهد هبتوا مجيعا، وأيقنوا أنر . عصاه فإذا هي تبتلع ما يصنعونقالوا آمنرا برب ﴿مثله ال أييت ابلسحر، ومل يتمالكوا أنفسهم، فخروا ساجدين، و

.61﴾العالمني

(.13، 10)اآليتان : سورة الشعراء 60 .02اآلية : سورة الشعراء 61

12

ولكن فرعون ظلر على عناده واستبداده برأيه، وخالف مستشاريه وسحرته، فانقلب ر إ ﴿ضدهم، وتوعدهم ابلعذاب املبني، فلم أيهبوا له، ومل يبالوا به، و إىل ربنا انر قالوا ال ضيـ

.62،63﴾أورل المؤمنني إانر نطمع أن يـغفر لنا ربـنا خطاايان أن كنرا *منقلبون

نستنتج يف هناية هذا املقطع املختار، أنه وعلى الرغم من جربوت فرعون، واستهزائه كان واعيا لكل األساليب اليت حاول بكل األفكار املطروحة، إال أنر موسى عليه السالم

فرعون استخدامها يف سبيل إبعاد احلوار عن هدفه األساسي وفكرته األصلية، فكان موسى .دائما يرجع إىل الفكرة من جديد، أبسلوب حكيم يتميز ابللباقة والذكاء

ا في خطاب قومه -عليه السالم–موسى أدب: ثانيا

ومه كثرية جدا، ولكننا سنختار واحدا منها، وهو املواقف احلوارية بني موسى وق

:قال تعاىل. املوقف الذي يتعلق بقصة البقرةا ﴿ النوا أتر خينن وعذ ا أعنوذن ولل أن منوسى لقومه عن الل يمنبنكنم أن تيبنوا برقبة هنزنوا

اجلاهل ل نا ما هي ا عنهن رقنو ن عنرها برقبةت ا فارات النوا * أكنون م وا بكبت ا عن لنا ربك رنبرعلنوا ما ترنؤمبون ذلك فافر ا عنهن رقنو ن * عوانت بر لنا ما لونرنها عنر ها برقبةت النوا ا عن لنا ربك رنبر عت لونرنها تسنب الناظب نا وعن * صظباء فا لنا ما هي عن البرقب تشابه علير عن النوا ا عن لنا ربك رنبر

ثرين األرا وا تسقي البث منسلم ت ا شي تن ا عنهن رقنو ن عنرها برقبةت ا ذلنو ت *شاء اللن لمنه دنون النوا ر رل نم نرظسا فا ارأتن فيها والل ن خمنبجت ما وعذ *اآلن جات ولم فيبنوها وما كا نوا رظعلنون فيها

.64﴾ايته لعلكنم ترعقلنون وهن ببرعرها كيلك ينيي الل ن الموتى ونبكنم فرقنلنا اضببن * كنن نم تك نمنون وردت عدة رواايت يف سبب نزول هذه اآلايت، وملخصها أنر رجال من ب إسرائيل

وه، قتل عمره ووضعه يف حملة لسبط من أسبا ب إسرائيل غري سبطه، مث اهتمهم أبهنم قتل

(.31، 30)اآليتان : سورة الشعراء 62خالـد العـك ومـروان : حتقيـق ،ال نرز معال: دمحم احلسني بن مسعود الفـراءأبو البغوي،: انظر تفسري هذه اآلايت يف 63

، فرررر القرررردب: الشــــوكاين(. 192 -190)، ص ص1، ج(م1892/هـــــ1002، 2دار املعرفــــة، :بــــريوت)ســــوار، ن الكربمي: احلسي ، خلف دمحم(. 88 -82)، ص ص0ج اجمللـس األعلـى للشـؤون : القـاهرة)، الوار واجلردا ي القرب

(.20 -21)، ص ص(م1823/هـ1183اإلسالمية، (.21 -22)اآلايت : سورة البقرة 64

12

وطالبهم بديته، فردوا التهمة عن أنفسهم، وصار كل من وع الدم واملتهمني يتدافعون األمر فيما بينهم، مث طلبوا من موسى أن يس ل ربره البيان، ف مرهم أن يذحبوا بقرة، فكان منهم ما

.65كان ا ذكرته اآلايت

مات اخللقية لب إسرائيل، وتربز على وجه وتكشف لنا هذه القصة عن كثري من الس :وفيما يلي بيان ذلك. اخلصوص سوء أدهبم مع نبيهم ومع هللا تعاىل

. ﴾إنر الل أيمركم أن تذحبوا بـقرة ﴿: أجاب موسى قومه على طلبهم ببيان القاتل قائال نفيذ، فنبيهم الذي هو ويف هذا التعبري هبذه الصيغة ما يكفي ألن يدفعهم إىل االستجابة والت

زعيمهم وخملصهم من العذاب املهني بفضل هللا تعاىل ورمحته، يبني هلم ما عليهم أن يفعلوه وينبئهم أنر هذا األمر ليس صادرا منه شخصيا، إمنا هو أمر هللا الذي يسري موسى على

الكرق أبنه يهزأ فماذا كان جواب القوم؟ لقد كان سفاهة وسوء أدب، واهتاما لنبيهم . هداهوهل ميكن إلنسان موصول القلب ابهلل فضال . ﴾هزوا أتـترخذان ﴿: هبم ويسخر منهم، فقالوا

!عن أن يكون نبيا مرسال أن يتخذ اسم هللا مادة مزاح وسخرية بني الناس؟ ومل جيد موسى ما يرد به على هذه السفاهة إال أن يستعيذ ابهلل وأن يردهم برفق إىلمراعاة األدب الواجب مع هللا تعاىل، وذلك أبسلوب التعريض والتلميح، وأن يبني هلم أنر ما

:ظنوه ال يليق إال جباهل بقدر هللا ال يعرف ذلك األدب وال يتوخاه ﴾قال أعوذ ابلل أن أكون من اجلاهلني ﴿

مللزومه الذي اهتم به وهو وذكر اآللوسي أنر يف نفي موسى للجهل عن نفسه، نفي وأن االستعاذة ابهلل من ذلك من ابب األدب والتواضع . االستهزاء، وذلك عن طريق الكناية

66.معه سبحانهوكان يف هذا التوجيه ما يكفي ليثوبوا إىل رشدهم ويرجعوا إىل رهبم وينفذوا أمر نبيهم،

:أسئلة ال حاجة إليهاولكنهم كعادهتم يلج ون إىل املماطلة والتلكؤ، فيس لون

ن: القـــرطي: انظــر 65 ن العظررريم: ابـــن كثـــري. 002، ص1، جاجلرررامع أل كرررام القرررب . 108، ص1، جتظسرررري القرررب، 1، ج(م1882/هــ1012 ، .ددار الفكـر، : بـريوت)عبد القادر عرفات حسـونة، : حتقيق ،أنوار ال نرز : البيضاوي

.219ص . 292، ص 1، جرو املعاين: اآللوسي: انظر 66

19

﴾ادع لنا ربرك يـبـني لنا ما هي قالوا ﴿إهنم هبذا السؤال وهبذه الصيغة يكشفون عن أنفسهم اليت يساورها الشك أن يكون

من سوء األدب ما ال " ادع لنا ربك: "ويف قوهلم. موسى هازائ غري جاد فيما طلب منهمس رب اجلميع، وك ن املس لة ال تعنيهم هم وإمنا تع موسى سفى، فك منا هو ربه وحده ولي

سوء أدب آخر، فالسؤال يف هذا املقام " ما هي: "ويف سؤاهلم عن ماهية البقرة بقوهلم. وربهفهي ليست إال بقرة، وقد قال هلم نبيهم هذا من أول األمر . يشري إىل إنكارهم واستهزائهم

.بال حتديد لصفة أو مسةابإلمكان أن يبني نفقد كا. مث يسلك موسى يف اإلجابة طريقا غري طريق السؤال

هلم احنرافهم بصيغة السؤال، ولكن أدبه مينعه من ذلك، وهو ال يريد أن يدخل معهم يف جدل شكلي ال طائل وراءه، ف ثر أن جييبهم كما ينبغي أن يكون املعلم املريب، ومن مث أابن

وال بكر عوان بـني قال إنره يـقول إنـرها بـقرة الر فارض ﴿: ة البقرة املطلوبةهلم عن ربه صف .67وسط بني هذا وذاك. إهنا ليست عجوزا وال شابة. ﴾ذلك

ونلح هنا أنر موسى دائما يسند القول إىل هللا عز وجل، وذلك ألنر هذا أدعى .68تدل على استحضار الصورة( يقول)وصيغة املضارع يف . لتحقق االستجابة من طرفهم

ولقد ﴾فافـعلوا ما تـؤمرون ﴿: مث يعقب على هذا البيان املوجز بنصيحة آمرة، فيقولفقد وجههم حنو األدب الواجب يف السؤال والتلقي، وحثهم . كان هذا كفاية ملن يريد االلتزام

بقارهم متوسطة السن، فيخلصوا هبا ذمتهم، وينفذوا بذحبها على أن يعمدوا إىل أية بقرة من أ .أمر رهبم، ويعفوا أنفسهم من مشقة التعقيد والتضييق

قالوا ادع لنا ربرك يـبـني لرنا ما ﴿: ولكنهم راحوا يس لون مرة أخرى وبنفس األسلوب إنـها قال إنره يـقول ﴿: لبيان التفصيليوهم هذه املرة يس لون عن لون البقرة، فجاءهم ا ﴾لونـها

لقد كانوا . وهكذا ضيرقوا على أنفسهم دائرة االختيار ﴾بـقرة صفراء فاقع لرونـها تسر النراظرين يف سعة من األمر ف صبحوا مكلرفني أن يبحثوا عن بقرة متوسطة العمر، ال هي عجوز و ال

ن ي: قطــب، ســيد: انظــر 67 ، ص 1، ج(م1893/هـــ1003، 11 الشــروق،دار : القــاهرة/بــريوت) ،ظررال القررب (.28 -22)ص . 299، ص 1، جرو املعاين: اآللوسي: انظر 68

18

بدر أن تكون صفراء، وأن تكون الصفرة فيها فاقعة، مث بعد هذا وذاك هي صغرية، مث ال .ليست هزيلة وال شوهاء، بل تسر الناظرين

ومل يكتف بنو إسرائيل هبذا وك هنم بتلكئهم يريدون أن يتحللوا من التكليف لكن شدد هللا فمضوا يف طريقهم يعقدون األمور ويشددون على أنفسهم ف. أبسلوب التوائي خبيث

. وقد عادوا مرة أخرى يس لون عن املاهية ويعتذرون هذه املرة أبن األمر مشكل عليهم. عليهم لمهتدون قالوا ادع لنا ربرك يـبـني لرنا ما هي إنر البـقر تشابه عليـنا وإنر ﴿ ألول مرة ﴾إن شاء اللر

ة هللا، وك هنم استشعروا جلاجتهم وأنر املوضوع قد أخذ أكثر ا يستحق، يقرنون السؤال مبشيئ .وال فائدة من التلكؤ، ولن يعفيهم ذلك من التكليف

وجاءهم اجلواب إبضافة أوصاف جديدة للبقرة املطلوبة، فضاقت دائرة االختيار تثري إنـرها بـقرة الر ذلول قال إنره يـقول ﴿: املتاحة هلم، وكانوا يف سعة منها ويف غأ عنها

.﴾األرض وال تسقي احلر مسلرمة الر شية فيهاوتكاملت بذلك أوصاف البقرة وال جمال للمزيد، فهي بقرة متوسطة العمر، صفراء

ك أن فاقع لوهنا، فارهة غري مذللة وال مدربة على حر األرض أو سقي الزرع، وال بد مع ذلاآلن جئت ﴿: فلم يكن بد أن يقولوا. تكون خالصة اللون ال عيب فيها وال تشوهبا عالمة ما

وك نر كل ما مضى مل يكن حقا، أو أهنم مل يستبينوا أنر ما جاءهم به هو احلق إال يف . ﴾ابحلق .هذه اللحظة

.69"استبطائه وانتظارهم لـه اآلن، ابملد، على االستفهام التقريري، إشارة إىل"وصيغة .70﴾فذحبوها وما كادوا يـفعلون ﴿

يتبني لنا من خالل هذه احملاورة، أنر موسى عليه السالم كان جييب على تسادالت قومه يف أدب وحكمة، بينما يردون عليه بكل سخرية واستهزاء، ويتمادون يف السؤال عن

ل يف الشخصية اليهودية واحلقيقة أنر .أشياء ال داعي هلا وهم أبعد ،سوء األدب أمر مت ص ومن مل يت دب مع هللا فكيف لـه أن يت دب مع خلقه؟. الناس عن األدب مع هللا

.282، ص1، جرو املعاين: اآللوسي 69ن: قطــب، ســيد: البقــرة يف انظــر تفســري آايت قصــة 70 : نــدا، دمحم حممــود(. 28 -22)، ص ص1، جي ظررال القررب

(.190 -122)، ص ص(م1880اهليئة املصرية العامة للكتاب، : مصر)، م القصص الم

20

ا الخضر في خطاب -عليه السالم– موسى أدب: ثالثا

الثاين ميثل هذا النموذج حوارا بني طرفني، أحدمها معلم وهو اخلضر عليه السالم، و

:وقصة هذا احلوار وردت يف سورة الكهف، يف قوله تعاىل. متعلم وهو موسى عليه السالم﴿ ناهن رح م عبا ن ترير ا م ا لهن منوسى ه *عندن وعلمناهن م لدنن علم ا فروجدا عبد

م أتبعنك ا على أن ترنعل م ب ا ا عنك ل تس طيع *ا عنل مت رنشد وكيف تص ن على ما ل *معي صبرب ا به خنبر فان اتربرع ن فال تسيلن ا *س جدنين عن شاء اللن صابب ا وا أعصي لك أمب ا ا *تنا أخبر رها * ت أن دث لك منهن ذكب اع شيء ظين خبرها ل رن ب فانطلقا ت عذا ركبا ي الس

ا ا عمب ا ن عنك *أهلها لقد جات شير ب ا ا أل أ ا نسيتن ا ا ترنؤاخيين ب *ل تس طيع معي صبر أمبا عنسب ا وا ر رلت نرظس ا زكي ب ري نرظس فانطلقا ت عذا لقيا غنالم ا فرق رلهن *ترنبهقن م ا أ

ا ا نكب ا ب ا * لقد جات شير ن لك عنك ل تس طيع معي صبر سيل نك ع شيء عن ا *ا أل أد برل ت م لدنين عنير ا فانطلقا ت عذا أتريا أه رب اس طعما أهلها فيبروا * برعدها فال تنصا بن

امهن ي عليه أجب ا أن نري ظنوهنا فروجدا فيها جدار ا نبدن أن نقض في .71﴾ا لو شات ات

الذي دار بني موسى واخلضر عليهما السالم، جيد أنه ميثل قمرة واملدقق يف اخلطابه أبسلوب وديع يعرب عن روح التواضع للعلم فموسى يبدأ خطاب. ن قبل الطرفنياألدب م

وهذا . و الدي الذي يقف فيه العامل واملتعلموالعلماء، دون نظر إىل طبيعة املركز االجتماعي أاألدب جنده ماثال يف هذه الكلمات اهلادئة املتعطشة للعلم، اليت خاطب هبا موسى هذا

حيث بدأ طلبه يف أسلوب من األدب واالستئذان، علر هذا الطلب جيد قبوال . العبد الصاحل .﴾على أن تـعلمن را علمت رشدا هل أتربعك قال له موسى﴿: لدى اخلضر

وإذا أتملنا هذه الكلمات اليت تـوسرل هبا موسى إىل أستاذه، فإننا جند فيها الكثري من :اإلشارات الدالة على الذوق واألدب، ومن ذلك

(لرهن )لظ .1

(.22 -23)اآلايت : سورة الكهف 71

21

لو كان و . وهذا اللف يدل على أنر اخلطاب موجره من موسى إىل اخلضر مباشرة، لكان هناك احتمال ولو ضعيف أنه أرسل إليه خادمه مثال، ولكن (لـه)التعبري دون ذكر

وهذا ما يقتضيه خلق . التعبري على هذه الصورة يفيد أنه ذهب إليه وطلب منه ذلك بنفسهطلب العلم، وذلك أبن تكون الصلة بني الطالب ومعلمه مباشرة، وأن يتواضع طالب العلم

.72ما تكن منـزلتهمه أسلو ااس ظهام .2

كما يقول –ويف هذا السؤال «هل أتبعك؟»: قال موسى للخضر مستفهما مالطفة ومبالغة يف حسن األدب، ألنه است ذنه يف أن يكون اتبعا له على أن : "-الشوكاين

أن أكون اتبعا هل تسمح ع وأتذن : وك نر موسى يقول له .73"يعلمه ا علرمه هللا من العلموالفرق لك، على شر أن تعلم ا علمته من العلم النافع املرشد للصالح والصواب؟

. إين أريد أن تعلم بعضا ا تعلم: شاسع بني هذا األسلوب، وبني أن يقول للخضر مثال ليت تدل خللو هذا األسلوب من حسن العرض والتلطف واالستئذان واالستفهام والتبعية ا

.على تواضع املتعلم للمعلم (أتبعنك )لظ .3

قبل كل شيء : وهذا اللف يتضمن أقصى معاين اخلضوع النفسي، وك نه يقول لهأريد أن أكون اتبعا لك، فهل تقبل؟ والتبعية هنا إشارة إىل ثقة الطالب يف معلمه، وهذا أمر

.أستاذه معناه انعدام االستفادة يف غاية األمهية، ألن انعدام ثقة الطالب بعلمهذه اآلية دليل على أنر املتعلم تـبع للعامل وإن تفاوتت املراتب، وال ": قال القرطي

يظن أنر يف تعلم موسى من اخلضر ما يدل على أنر اخلضر كان أفضل منه، فقد يشذ عن ضر إن كان وليرا فموسى أفضل منه الفاضل ما يعلمه املفضول، والفضل ملن فضرله هللا، فاخل

.74"ألنه ني والني أفضل من الوع، وإن كان نبيا فموسى فضله ابلرسالة

ن الكرررربمي أسرررلو : عبـــد احللــــيم حفــــ ،: انظـــر 72 ، 2ية العامــــة للكتــــاب، صـــر اهليئــــة امل: مصـــر) ،ايرررراورة ي القررررب .130، ص(م1893

.288، ص1، جف القدب: الشوكاين 73ن: القرطي 74 .12، ص11، جاجلامع أل كام القب

22

(ما عنل مت )لظ .4اسم ( ما)و . وهي حرف جر يدل على التبعيض( من. )يتكون من جزئني( ا)لف

فموسى عليه السالم . من العلمعلى أن تعلم بعض ما لديك : واملعأ. موصول مبعأ الذييكفي منك بعض من العلم، وهذا البعض حتدد قدره وكميته : يتلطرف يف طلبه، وك نه يقول

.75أنت كما تريد

وهكذا فإنر كلر كلمة تفوره هبا موسى عليه السالم، جاءت مصوغة يف قالب من ألدب؟فكيف كان رد اخلضر على هذا ا .اللطف واألدب واحلكمة

لقد كان رده ردا على األدب مبثله، فردر أبسلوب رائع أظهر من خالله صعوبة اتباع موسى له، وعدم استطاعته الصرب معه، وأيرد تلك الصعوبة وعدم الصرب ابستفهام تعجي،

را إنرك لن تستطيع ﴿: فقال راوكيف تصرب على ما مل حتط ب *معي صبـ ويستوقفنا يف .﴾ه خبـ :76هذا الرد عدة أمور، أمهها

أنه مل يرفض تعليم موسى، وهكذا خلق العلماء يف عدم الضن مبا لديهم من علم، .1لست : وك نه يقول له. ولكنه يرى أنر هناك سببا جيعل استمراره يف التعلم صعبا مك، ولكن هناك ما مينع، وهو أنك لن تستطيع الصرب على آاثر أرفض أن أعل

.هذا العلم الغريبحينما نفى عن موسى القدرة على الصرب، بنير سبب ذلك أبسلوب مهذب دقيق، .2

ذلك أنه مل ينف عنه الصرب على اإلطالق، وإمنا نفاه يف حالة معينة، هي صحبته له، ن تستطيع إنرك ل ﴿: الذي انصبر النفي عليه يف قوله( معي)وهذا ما يدل عليه لف

را أنر اخلضر ال ينفي عنه صفة الصرب، وإمنا ينفي قدرته على الصرب : مبعأ ﴾معي صبـيف حالة معينة، هي صحبته له مع ما يرى منه من أفعال، أما يف غري هذه الصحبة

شيء من التماس العذر ملوسى يف عدم ( تستطيع)ويف لف . فال ينفي عنه شيئا رب، وك نه يقاوم وحياول أن يصرب ولكنه ال يستطيع لوجود ما يدفعه مقدرته على الص

.إىل ذلك

ن الكبمي: حف ، عبد احلليم: انظر 75 . 132، صأسلو اياورة ي القب (.130 -131)املرجع السابق، ص ص: انظر 76

21

حيث يبني اخلضر ملوسى عليه السالم السبب الذي : اللجوء إىل أسلوب التعليل .3وهو أنه سيكون هناك أمور غري مرضية ابلنسبة له، وهي . جيعله لن يتمكن من الصرب

وكيف تصرب على ما مل حتط به ﴿: قال له لذا. جمهولة األسباب والدوافع يف ظاهرهارا أي، وكيف تصرب وأنت ني، على ما أتوىلر من أمور : "قال البيضاوي .﴾خبـ

.77"ظواهرها مناكري وبواطنها مل حيط هبا خربك؟

ا وال ستجدين إن شاء اللر صابر ﴿: وهنا ردر موسى على اخلضر عليهما السالم بقوله :78وجند يف مضمون هذا اجلواب ما يلي. ﴾أعصي لك أمرا

وعد من موسى بتحقيق ما يطلبه اخلضر وهو الصرب، وقد كان موسى دقيقا يف هذا .1 (.ستجدين)الوعد، فلم يؤكد له مقدرته على الصرب، وإمنا ساقه مساق التوقع بلف

وهذا ﴾ستجدين إن شاء اللر صابرا﴿: قالقـرن موسى فعل املستقبل مبشيئة هللا، ف .2 .من األدب مع هللا تعاىل

وعد من موسى للخضر عليهما السالم بتحقيق ما وعده به منذ البداية وهو التبعية، .1 .﴾وال أعصي لك أمرا﴿: لذلك ينفي أن يصدر منه أي عصيان للخضر، فيقول

موسى له، واستعانته مبشيئة هللا، واستجابته لطاعته، مل وبعد أن مسع اخلضر حماورة

يسعه إال أن يقبل طلبه، ولكنه شر عليه أال يس له عن شيء يفعله حىت يكون البيان من .﴾فإن اتـربـعت فال تس ل عن شيء حىتر أحد لك منه ذكرا قال ﴿: طرفه

مررت هبما سفينة فركبا فيها، وكانت املفاج ة إقدام اخلضر على مث انطلقا معا حىت خرق السفينة، فدهش موسى هلذا الفعل، ومل يستطع السكوت والصرب على ذلك، فقال

ئا إمرا أخرقـتـها﴿: معاضا أبسلوب استفهامي تعجي وعلى ﴾لتـغرق أهلها لقد جئت شيـلى فعل اخلضر، إال أنر اعااضه جاء بصورة مؤدبة، ألنه جاء بصيغة الرغم من االعااض ع

.االستفهام والتعجب، ال بصيغة االهتام، والفرق بني األسلوبني واضح

.311، ص1، جأنوار ال نرز : البيضاوي 77ن الكبمي: حف ، عبد احلليم: انظر 78 (.132 -133)، ص ص أسلو اياورة ي القب

20

أمل ﴿: ف جابه اخلضر إجابة لينة ليس فيها إال تذكريه مبا سبق أن أكده له حني قالراأقل إ أن يهمله وال جييبه، أو أن يردر عليه ردا جافا، وكان ميكن ﴾نرك لن تستطيع معي صبـ

ولذلك ابدر موسى ابالعتذار ملعلمه بسبب نسيانه نصيحته السابقة، ورجاه . ولكنه مل يفعلتـرهق من أمري قال ال تـؤاخذين مبا نسيت وال﴿أال يرهقه عسرا ابملؤاخذة على النسيان

.﴾عسرانتهاء من هذا املوقف أبصر اخلضر غالما يلعب على الساحل فقتله، ففزع وبعد اال

موسى من هذا الفعل فزعا شديدا، ومل يستطع الصرب والسكوت عليه، فراجع اخلضر واعاض أقـتـلت نـفسا زكيرة ﴿: عليه مرة اثنية، وقال له أبسلوب أديب مبدوء ابستفهام إنكاري تعجي

ئا نكرابغري نـ ومل يعنف اخلضر موسى ومل يؤنبه على اعااضه عليه مرة ﴾فس لرقد جئت شيـأمل أقل لرك إنرك لن تستطيع معي ﴿: اثنية، بل كرر له تذكريه مبا سبق من نصحه فقال

را وعلى تكرير االعااض يف هذه املرة تشعر بعتابه ملوسى على ترك وصيته (لك)وزايدة ﴾صبـوبعد ذلك استحىي موسى من اخلضر . واحملاورة والذي كاد أن يصل إىل اجلدال واخلصام

س لتك عن قال إن﴿: وحكم على نفسه أبنه لو س ل مررة اثلثة فال يصاحبه يف رحلته هذه .﴾راشيء بـعدها فال تصاحب قد بـلغت من لردين عذ

مث انطلقا معا يواصالن رحلتهما حىت إذا أتيا أهل قرية، طافا هبا واستطعما أهلها، ف بوا أن يضيفومها، فوجدا يف القرية حائطا يريد أن ينقض . وكان اجلوع قد بلغ منهما مبلغه

وملا رأى موسى إصالح اخلضر للحائط الذي كان آيال . ويسقط، ف قامه اخلضر وعدرل ميلهللسقو ، دون أن يطلب أجرا على ذلك العمل من أصحاب احلائط ومها يف أشد احلاجة إىل

.﴾لو شئت الخترذت عليه أجرا﴿: الطعام، مل يستطع السكوت، فقال للخضرونلح أنر هذا االعااض من موسى كان يف غاية اللطف والذوق، فإنه قد بدأه

س لتك عن شيء إن﴿: اضطر لتنفيذ وعده السابق وهو قوله ولكن اخلضر ،(لـو)بلف فكانت تلك هي حلظة الفراق بينهما، . ﴾بـعدها فال تصاحب قد بـلغت من لردين عذرا

ولكنر اخلضر مل ياك موسى حائرا غري عامل أبسرار أفعاله الثالثة اليت اعاض على فعلها هذا ﴿: سباهبا، ش نه يف ذلك ش ن املعلم احلريص على تعلم تلميذه، فقال لهوس له عن أ

23

رافراق بي وبينك أي س خربك مب ل ما فعلت، 79﴾س نـبئك بت ويل ما مل تستطع عرليه صبـ .80وس بني لك األسباب اليت خفيت عليك

ر ملوسى ما حد ، عود ة منه إىل األسلوب التعليلي الذي ميثل مث بدأ اخلضر يفس

:جانبا مهما من جوانب أدب الكالم، فقال رعملنون ي البحب فير أن أعيبرها أما﴿ ظين ن فكانت لمساك وكان وراءهنم ملكت الس

فخشينا أن رنبهقهنما طن يان وكنظب اف وأما ال نالمن *كن سظين غصب ا يخنين فير ن * كان أبرواهن منؤمنرب رنح ا ر ب ا م نهن زكاة وأ ي المدن * أن رنبدهلنما ربرهنما خير يم وكان وأما اجلدارن فكان ل نالم

لن ات هن ك أشندهنا وس خبجا كنزهنا رح م رب ك وما نزت هلنما وكان أبنوهنا صال ا فيرا ربك أن ربرب ا فرعل نهن أمبا ذلك تو ن ما ل تسطع عليه صبر .81﴾ع

اليت ملسنا من خالهلا هذه اخلطو العريضة، وهكذا يسدل الستار على هذه القصة

بني املتحاورين بشكل عام، وبني تكون منهجا حيتذى يف أدب اخلطاباليت تصلح أن .العلماء وطالهبم بشكل خاص

.29اآلية : سورة الكهف 79ن العظريم: ابن كثري: انظر تفسري هذه اآلايت يف 80 الروار : احلسـي ، دمحم(. 88 -81)، ص ص1، جتظسرري القرب

ن الكبمي (.00 -02)، ص صواجلدا ي القب (.92 -28)اآلايت :سورة الكهف 81

22

خاتمة

:ل إليهااليت مت التوص خص أهم النقا ليف هناية هذا البحث أن نجيدر بنا أبدب اخلطــــاب، ابعتبــــاره ضــــرورة إنســــانية ومــــدخال إىل القلــــوب عــــ القــــرآن الكــــرق .1

املقفلـــة، ووجـــه األنبيـــاء إىل ضـــرورة االلتـــزام ابألدب يف خمـــاطبتهم ألقـــوامهم، ألن ذلـــك .هوخري سبيل ل صالح والتغيري

رسل هللا وأنبياده هم أكمل الناس أداب يف خطاهبم مع هللا أوال، ويف خطاهبم مـع خلقـه .2 .اثنيا

يف قصة موسى عليه السالم، املواقف احلوارية ملوسى مع ن مواقف أدب اخلطابم .3فعلى الرغم من جربوت فرعون إال أن موسى كان . فرعون ومع قومه ومع اخلضر

وعلى الرغم ا واجهه به قومه . ساطبه ابلقول اللني، التزاما ابلتوجيه القرآين بذلكأما موقفه . كان يقابل كلر ذلك حبلم وسعة صدرمن املماطلة وكثرة األسئلة، إال أنه

.مع اخلضر عليه السالم فيمثل األدب املتبادل من الطرفني .مثال يقتدى به يف حياتنا اليومية -عليه السالم–ضرب لنا موسى .4

22

قائمة المراجع

(.دار صادر: بريوت)، وان زهري ب أيب سلمى: ابن أيب سلمى، زهري .1: حتقيـــق ،وأنبررراء الزمررران األعيررران وفيرررا : كـــان، أبـــو العبـــاس أمحـــد بـــن دمحم بـــن أيب بكـــرخل ابــن .2

.(م1829 ،.د دار الثقافة،: بريوت)إحسان عباس، رررررررررررب: عاشـــــــــــور، دمحم الطـــــــــــاهر ابــــــــــن .1 ب ال حب ، 1التـــــــــــاري ، مؤسســـــــــــة: بـــــــــــريوت) ،وال نرررررررررررو

.(م2000/هـ1020ن: ابن كثري، أبو الفداء إمساعيل بن عمر .0 (.هـ1001دار الفكر، : بريوت)، العظيم تظسري القب

.(دار صادر:بريوت)، لسان العب : ابن منظور .3

، 1دار اجليــل، : بــريوت)شــاكر، دمحمأمحــد : حتقيــق ،اآل ا لبررا : منقــذ، األمــري أســامة ابــن .2 .(م1881/هـ1011

ر : ابن هشام، أبو دمحم عبـد امللـك بـن هشـام بـن أيـوب احلمـريي .2 عبـد الـردوف طـه : ، حتقيـقالسررية النبو (.هـ1011، 1دار اجليل، : بريوت)سعد،

ني : آقبيق، غازي صبحي .9 ن الكبمي: اي ب (.دار الفكر: دمشق)، ومرا م القب

ن رو : أبو الفضل حممود لوسي،األ .8 دار إحياء : بريوت) ،والسبع املثاين العظيماملعاين ي تظسري القب .(ت. ، د.، دالاا العريب

دار ابــن : بــريوت)مصــطفى البغــا، : حتقيــق ،صررحي اجلررامع ال: عبــد هللا دمحم بــن إمساعيــلأبــو البخــاري، .10 (.م1892/هـ1002، 1اليمامة، /كثري

: بـريوت)خالـد العـك ومـروان سـوار، : حتقيـق ،ال نررز معرال: أبو دمحم احلسني بن مسعود الفـراء بغوي،ال .11 .(م1892/هـ1002، 2دار املعرفة،

29

، .ددار الفكـــــــر، : بـــــــريوت)عبـــــــد القـــــــادر عرفـــــــات حســـــــونة، : حتقيــــــق ،نررررررررز أنررررررروار ال : بيضــــــاويال .12 .(م1882/هـ1012

ن يالسان اجلواهب: عبد الرمحن بن دمحم بن خملوف ثعالي،ال .11 مؤسسة األعلمي : بريوت) ،تظسري القب .(ت. ، د.، دللمطبوعات

الم دمحم هــارون، عبــد الســ: وشــرححتقيــق ،اجلررا رسررا : أبــو عثمــان عمــرو بــن حبــر اح ،اجلــ .10 .(م1881/هـ1011، 1دار اجليل، : بريوت)

ن الكررربمي: احلســـي ، خلـــف دمحم .13 اجمللـــس األعلـــى للشـــؤون : القـــاهرة)، الررروار واجلررردا ي القرررب (.م1823/هـ1183اإلسالمية،

ن الكرربمي أسررلو : عبــد احللــيم حفــ ، .12 ، 2اهليئــة املصــرية العامــة للكتــاب، : مصــر) ،ايرراورة ي القررب .(م1893

ن ال ظسري: عبد الكرق طيب،اخل .12 ين للقب .(ت. ، د.، دالعريب الفكردار : م.د) ،القب

(.ت. ، د.دار الكتب العلمية، د: بريوت)، مظاتي ال ي: رازي، فخر الدين دمحم بن دمحمال .19

بنـان، مكتبـة ل: بـريوت)حممود خـاطر، : حتقيق ،الصحا خم ار: دمحم بن أيب بكر بن عبد القادر رازي،ال .18 .(م1883/هـ1013طبعة جديدة،

ـــن دمحمال .20 ـــو القاســـم احلســـني ب ن: راغـــب األصـــفهاين، أب دمحم ســـيد : ، حتقيـــقمظرررب ا ألظررراق القرررب (.دار املعرفة: بريوت)كيالين،

ررد: رفـاعي، أمحـد بــن علـي بـن اثبــتال .21 دار الكتــاب : بـريوت)عبــد الغـ نكـه مــي، : ، حتقيـقال هران املؤ (.هـ1009، 1النفيس،

عبـد الفتـاح : حتقيـق ،الكر الشرافعي طبقرا : عبد الوهاب بن علـي بـن عبـد الكـايف سبكي،ال .22 .(م1882، 2والنشر والتوزيع واإلعالن، للطباعةهجر : اجليزة)احللو وحممود الطناجي،

.(ت. ، د.، ددار الفكر: بريوت) ،القدب ف : بن دمحم دمحم بن علي شوكاين،ال .21

ررررر : بـــــن جريـــــردمحمأبـــــو جعفـــــر طـــــربي،ال .20 ، 1الكتـــــب العلميـــــة، دار: بـــــريوت) ،األمرررررم وامللررررروك اتر . (هـ1002

(.دون معلومات نشر)، الدعوة ي اإلسالم عقيدة ومنهج: طويل، السيد رزقال .23ن: فضــــــــــل هللا، دمحم حســــــــــني .22 ــــــــــريوت)، تظسررررررررررري مرررررررررر و رررررررررري القررررررررررب ــــــــــالك، : ب ، 2دار امل

(.م1889/هـ1018

(.م1891/ هـ1001دار الفكر، : بريوت)، مو ايي القا: الفريززآابدي، دمحم بن يعقوب .22دار الكتـب : بـريوت)دمحم ابسل عيـون السـود، : ، حتقيقحماس ال يو : قامسي، دمحم مجال الدينال .29

(.م1882/هـ1019، 1العلمية،

28

ن: أبــو عبـد هللا دمحم بــن أمحـد بــن أيب بكـر بــن فـرح: قـرطيال .28 أمحــد : ، حتقيــقاجلررامع أل كررام القرب (.هـ1122، 2دار الشعب، : القاهرة)لعليم الربدوين، عبد ا

ن يف: قطب، سيد .10 .(م1893/هـ1003، 11 الشروق،دار : القاهرة/بريوت) ،ظال القبـــريوت)، اهلرررا ا عر ل ررر العرررب : كرمـــي، حســـن ســـعيدال .11 ، 1دار لبنـــان للطباعـــة والنشـــر، : ب

(.م1881/هـ1011: بـريوت)فـؤاد عبـد البـاقي، دمحم: حتقيـق ،صرحي ال اجلرامع: مسلم بن احلجاج النيسـابوري مسلم، .12

(.ت. ، د.، ددار إحياء الاا العريب

(.م1880اهليئة املصرية العامة للكتاب، : مصر)، م القصص الم: ندا، دمحم حممود .11

.(نشر معلوماتدون ) ،مدارك ال نرز : عبد هللا بن أمحد نسفي،ال .10البـــاز العـــري ، : ، حتقيــقهناررر األر ي فنرررون األ : بنــويري، شـــهاب الــدين أمحـــد بـــن عبــد الوهـــاال .13

.(م1882/هـ1012للكتاب، اهليئة املصرية العامة: مصر)