السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

71
1 ى ل إ لاح ص إلا ج ه ا ن م ث ح ب ن م ون ك ن س وع ض و م ل إ إ ذ ى ه ف لام لك ا ذ ف ع با م1 ه، إ ل لول إ س ى ر عللام س ل وإ> لاة ص له، وإ ل لذ م ح ل إ اط> ق ب> عذة ى: ل و1 إلا لاح. ص إلا ج ه ا ن م ى ف> ذمه> ق م: > ه ي ن ا ن ل إ. > ذوله ع وإل م> ت ح م لرد وإ لف لاح إ ص إ ى ف> ه ي ف ل س ل إ> وة ع إلذ ج ه من: > ة ي ل ا ن ل إ رى. خ1 اح إلا ل ص إلا ج ه ا ن م ل ل م ح م رض ع لاح ص إلا ج ه ا ن م ى ف> ذمه> ق م1 لاح؟ ص م إلا1 ر إ يh ي ع> ت ل إ- ) ْ مِ هِ سُ فْ بs 1 اِ ا ب s وإ مُ رِ يs غُ ب ىs > تs حٍ مْ و s > قِ ب ا s مُ رِ يs غُ ب لاs s إs نِ إ( :- ى لا ع> ب- ه ول> ق ى ف ر يh ي ع> ت ل مال إ ع> ت س اء إ جذ: رع لإ( 11 , ن س ح ل ى إ ل إ1 ى ت س ل إ ن م ، و1 ى ت س ل ى إ ل إ ن س ح ل إ ن م ر يh ي ع> ت ل ل إ م ش> ت ا ن ه> ه ي إلا ن1 ج إ ض، ووإ) إ ذ ، وه ن س ح1 ى إلا ل ر إ يh ي ع> ت ل ا ب ادى ن ن ه ي1 ال إ ح ل إ> ه غ ت ب ط ب م ع ز ي ه ي ا ر ف يh ي ع> ب ج ه من ب ان س ت إ ادى ن ن ذما ن ع و. لاح ص إلا ى م ش ت" "

Upload: -

Post on 24-Oct-2015

78 views

Category:

Documents


3 download

DESCRIPTION

بحث حول منهج الإصلاح لدى الدعوة السلفية من الفرد مرورا بالمجتمع وحتى الدولة

TRANSCRIPT

Page 1: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

1

بحث مناهج اإلصالحإلى

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد فالكالمفى هذا الموضوع سيكون من عدة نقاط

مقدمة في مناهج اإلصالح. األولى: منهج ال66دعوة الس66لفية في إص66الح الف66رد والمجتم66ع الثانية:

والدولة.عرض مجمل لمناهج اإلصالح األخرى. الثالثة:

مقدمة في مناهج اإلصالح

- التغيير أم اإلصالح؟1ا E66م Fر G66يEغFال ي Eه J66الل JنKجاء استعمال التغيير في قوله -تعالى-: )إ

) Rم Kه Kس FفRنEأKا ب Eوا م FرGيEغFى يJت Eح VمRو EقK(، وواضح أن اآلي66ة11)الرعد: ب هنا تشمل التغيير من الحس66ن إلى الس66يئ، ومن الس66يئ إلى الحسن, وعندما ينادي إنسان بمنهج تغيير فإنه يزعم بطبيع66ة الح666ال أن666ه ين666ادي ب666التغيير إلى األحس666ن، وه666ذا يس666مى

"اإلصالح". إذن التغي66ير واإلص66الح يس66تعمالن في ه66ذا المج66ال بمع66نىا إلى cا فتع66ني تغي66ير cتغي66ير Eمتقارب أو مترادف؛ ألنك إذا قلت األحسن الذي هو اإلصالح, وقد جاء في القرآن ما حك66اه الل66هرKي66دF إKال

Fأ RنKتبارك وتعالى- عن شعيب -عليه الس66الم- ق66ال: )إ- ()هود: FتRعEطEت Rا اس Eم Eالح RصK88اإل.)

- "مرجعية الصالح - علم الص66الح - علم اإلص66الح - ممارس66ة2اإلصالح":

بطبيعة الحال فإن ال66ذي نFع66نى ب66ه هن66ا ه66و إص66الح المجتم66ع اإلنساني )إص66الح اإلنس66ان س66واء كف66رد أو كمجتم66ع(؛ إال أن هذه العملية ال تختلف في آلياته66ا عن اإلص66الح الم66ادي ال66ذي تج66ده في الطب، ويس66مى: "العالج"، وفي ص66يانة األجه66زة

والمعدات ونحوها، ويسمى: "اإلصالح". نأخذ مثاالc من الحي66اة المادي66ة لإلص66الح، وليكن مث66ال: الطب,ا cل علمGفالطبيب قبل أن يتصدى لعالج المرضى يجب أن يحص نظريwا، ويمكن أن نطلق علي66ه )علم اإلص66الح(، وبع66د تحص66يل

ح له ب6 )ممارسة اإلصالح(. JصرFهذا العلم يوعلم اإلصالح يتضمن بدوره:

Page 2: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

2

- دراسة حال الصالح )علم الصالح(.- ودراسة ما يطرأ على هذه الحال من انحرافات.

- وأساليب عالج هذه االنحرافات.

ومن جهة أخرى فإن علم الصالح يحتاج إلى::cتحديد المرجعية. أوال

ا: c66الرج66وع إلى تل66ك المرجعي66ة لتعلم الوص66ف التفص66يلي ثاني لحال الصالح.

- قواعد الصالح مطلقة وطرق اإلصالح نسبية:3 مما ينبغي أن يFنتبه إليه أن قواعد الص66الح مطلق66ة ومج66ردة؛ بمعنى أنها ليس لها عالقة بفالن الم66ريض أو فالن الط66بيب, أما عندما تأتي إلى ممارسة اإلصالح فتتحدث هن66ا عن قض66ايا أعي66ان، ففي مج6ال الطب تتح6دث عن ش6خص بعين66ه، أو في

إصالح المعدات تتحدث عن جهاز بعينه.ويكون ذلك من خالل خطوتين:

في هذا الش66خص عن ح66ال أوالc: تشخيص االنحراف الموجود: الص66حة أو االنح66راف الموج66ود في تل66ك المع66دة عن الحال66ة القياس666ية أو عن التص666ميم األص666لي، فه666ذه هي مرحل666ة

التشخيص. وغ66ني عن ال66ذكر أن ك66ل "روش66تة" تخص ثانيcا: كتابة العالج:

صاحبها فقط. ومن األخط66اء الش66ائعة أخ66ذ م66ريض لروش66تة كFتبت آلخ66ر، ويش666ابهه في مجالن666ا تط666بيق البعض للنص666وص في غ666ير مناسبتها كمن يأخذ قواعد دعوة الكفار فيطبقها على دع66وة المسلمين, أو يأتي بأحك66ام تتح66دث عن المجتمع66ات الك66افرة

ويطبقها على المجتمعات اإلسالمية.فائدة في التدرج:

وإذا اس66تقر في ال66ذهن أن قواع66د الص66الح مطلق66ة ومج66ردة بينما روش66تة اإلص66الح تخص حال66ة بعينه66ا فس66وف تنح66ل لن66ا الكثير من المشكالت، ومنها قضية التدرج؛ ونع66ني ب66ه إج66راء

إصالح جزئي كخطوة على طريق اإلصالح الكلي.وله حالتان:

ا- ه66و غاي66ة w66األولى: عندما يكون ذلك اإلصالح -وإن كان جزئي ) RمFتRعEطEت R66ا اس Eم EهJوا الل FقJات Eالتغ66ابن: الممكن، وينطبق عليه: )ف(

16.)

Page 3: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

3

أن يحدث لدى بعض األفراد إرادة ض66عيفة لإلقالع عن الثانية: ذنب م66ا فال تطاوع66ه نفس66ه إال على اإلقالع الت66دريجي رغم

إمكانية اإلقالع الفوري.والناس في ذلك النوع طرفان ووسط:

من يرى أن ذل66ك التغي66ير ه66و والع66دم س66واء فالطرف األول: طالما أن صاحبه لم يتب التوبة النص66وح ويقل66ع اإلقالع الت66ام

عن المعاصي. مEن ي66رحب به66ذا ويزي66د علي66ه -ال س66يما في والطرف الثاني:

المعاص66ي الواس66عة االنتش66ار- أن ينس66ب إلى ال66دين إباح66ة درج66ات مخفف66ة منه66ا )كالموس66يقى الهادئ66ة على س66بيل

المثال!(.

والوسط: اعتبار هذا نوع من تقلي66ل الش66ر والفس66اد، م66ع التأكي66د علىا من cا بمعصية، وإن كانت أقل خط66ر cصاحبه أنه ما زال متلبس

األخرى. وحتى في حالة العجز الحقيقي عن اإلصالح الجذري الف6وريا للشرع بأنه ش66رعي لكون66ه ه66و cا مخالفcال يجوز أن نصف شيئ ا مج66ردcا(، c66المتاح(، بل يجب أن يبقى وصفنا للش66رع )مطلق( ووص6فنا لح6ال ك6ل ش66خص أو مجتم6ع يك6ون لك6ل حال6ة بم6ا

تقتضيه. وح666ال مEن يح666اول أن يص666در فت666اوى ب666الترخص في بعض المخالفات لك66ون أن عام66ة الن66اس متمس66كين به66ا أو لوج66ود واقع معين يحتم التدرج فيها كحال الطبيب ال66ذي إذا لم يج66دا جزئيwا يعود إلى كتب الطب ليعدل فيها وص66ف ح66ال cإال عالج الصالح القياسي؛ لي66وهم نفس66ه ومريض66ه بأن66ه تن66اول العالج الجذري الناجع، مع أن هذا على فرض حدوثه في عالم الطب سوف يضر بكثير من المرض66ى ممن يطيق66ون العالج الن66اجع، ب66ل إن66ه عن66دما يق66اس ب66ه الص66حيح يب66دو عن66ده انح66راف في الجانب اآلخر، ومن هنا تدرك سر وصف أص66حاب ه66ذا المنهج

لدعاة السلفية بالتطرف!- أسباب االختالف بين مدعي اإلصالح:4

علمنا مما تقدم أن اإلصالح البد في66ه أوالc مKن تحدي66د مرجعي66ةاإلصالح.

ثم ثانيcا: معرفة تفاصيل اإلصالح من هذه المرجعية.

Page 4: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

4

ثم نتصدى للعالج، فنحتاج ثالثcا: لتشخيص المرض.ثم رابعcا: نكتب العالج.

والخل66ل يمكن أن يك66ون في أي مرحل66ة من ه66ذه المراح66ل, وغني عن الذكر أن الخلل في مرحلة مبكرة يكون أعظم من أن تكون في الذي بعده، وهكذا... فل66و اختلفن66ا في مرجعي66ةا, أم66ا ل66و اتفقن66ا على c66ا تمامwا جذري cالصالح فيكون هذا اختالف المرجعية ثم اختلفن66ا في فهمن66ا له66ذا الص66الح الموج66ود في تلك المرجعية لكان هذا الخالف أخ66ف مKن ال66ذي قبل66ه, وأش66د من الذي بع66ده؛ وه66و أن نتف66ق على المرجعي66ة وعلى وص66ف ح66ال الص66الح بع66د الرج66وع إلى ه66ذه المرجعي66ة ثم بع66د ذل66ك

نختلف في عالج حالة بعينها في التشخيص.ا جذريwا وش66ديدcا إذا ب66دأ من نقط66ة cإذن الخالف قد يكون خالف المرجعية )مرجعية الصالح(, أو إذا اتفقن66ا على المرجعي66ة ثم اختلفنا في وصف الصالح الموجود في ه66ذه المرجعي66ة ال66تي اتفقن66ا عليه66ا، ه66ذا في علم الص66الح كمرجعي66ة وكوص66ف

تفصيلي. وبطبيعة الحال فإننا إذا اختلفنا في مرجعية الص66الح س66نكونا في تعري66ف الص66الح وفي التش66خيص, أم66ا إذا cمختلفين جزم اتفقنا في تعريف الصالح فال يلزم أن نتفق في كل تشخيصا أن دائ66رة الخالف c66وفي ك66ل عالج، ولكنن66ا س66نالحظ عموم

ستكون أضيق.

- الخالف بين اإلس666الميين والعلم666انيين خالف ج666ذري في5مرجعية الصالح:

رغم أن موضوع الدراسة منصب بصفة أساس66ية على من66اهج اإلص66الح عن66د الحرك66ة اإلس66المية، ولكن ال ب66أس طالم66ا أنن66ا تناولن66ا الموض66وع من أول66ه وقمن66ا بتحلي66ل عناص66ر عملي66ة اإلصالح أن نشير هنا إلى أن الخالف بين مEن يسميهم الن66اس باإلس66الميين وبين العلم66انيين ه66و في نقط66ة المرجعي66ة؛ أي

في أول نقطة. وعلى ه6666ذا... ف6666إن ه6666ذا االختالف ج6666ذري وج6666وهري, فاإلسالميون يقولون: إن حال الص66الح نعرفه66ا ب66الرجوع إلى اإلس66الم, فاإلس66الم يص66ف لن66ا ح66ال ص66الح الف66رد والمجتم66ع والدولة، ونحو ذلك، م6ع األخ6ذ في االعتب66ار أن دائ6رة المب66اح

Page 5: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

5

في اإلسالم واسعة، وهي أمور تحي66ل فيه66ا الش66ريعة البش66رعلى تجاربهم البشرية.

ر البعض عن ذل66ك ب66أن الش66ريعة اإلس66المية عن66د J66ومن هنا عب المسلمين تمثل "المرجعية العليا" حيث يمكن أن يكون هناك مرجعيات أخرى، ولكن بشرط أال تتعارض مع تل6ك المرجعي6ة, فالمرجعية العليا للص66الح عن66د اإلس66الميين هي ب66الرجوع إلى اإلسالم, والعلمانيون يقولون: إن المرجعية لص66الح المجتم66ع

والدولة هي الرجوع إلى التجارب البشرية. وكما ذكرنا فإن اإلسالميين ال يرفضون الرجوع إلى التج66ارب البشرية، ولكن شريطة أال تتعارض مع المرجعية األعلى التي هي "الش66ريعة", ف66إذا أحالتن66ا الش66ريعة في ب66اب الزراع66ة أو الصناعة ونحو ذلك إلى وسائل وأمور مباح66ات، ف66نرجع فيه66ا إلى تجارب المسلمين والكفار، وال فرق طالما أنها في إطار

المباح. أم66ا أن التج66ارب البش66رية تق66ول ج66دالc إن إقام66ة النظ66ام االقتصادي على الربا هو النظام االقتصادي الناجح، فال نعول

ال، بل المرجعي66ة الش66رعية أعلى، على هذه التجربة، ونقول: أو يأتي أحد ويقول إنه يرى نزع الملكية الفردية... فكل هذه أمور ال تجوز, وهذه هي العلمانية باختص66ار؛ فهي تق66ول إن66ه فيم66ا يتعل66ق بتنظيم ش66ئون المجتم66ع والدول66ة: ال يFرج66ع إلى

الدين! وعلى هذا، فاالشتراكية والرأس66مالية أو أي فك66رة طالم66ا لم تFستقE من الدين فهي مقبولة من حيث المب66دأ, فالرأس66مالية والش66يوعية كم66ذهبين اقتص66اديين على العكس من بعض66هما, لكن كالهما نابع من أنها تجربة بشرية، ف66إذا العلماني66ة cتمام تقول لك: إنه من حيث المبدأ عليك أن تدرس المذهبين على قدم المساواة ثم تتخير أيهم66ا أفض66ل؟ إلى غ66ير ذل66ك, بينم66ا يق666ول اإلس666الميون: إن666ه ال يمكن أن ن666درس أي رأي أو أي نظري66ة إال إذا ك66انت في المس66احة ال66تي أباحه66ا الش66رع, فال تتع66ارض م66ع م66ا ش66رع الل66ه -تب66ارك وتع66الى-، فاإلس66الميونcيريدون أن يضعوا اإلطار العام الذي يق66ول: إن الش66ريعة أوال

ثم بعد ذلك التجارب البشرية.فإن قيل: إن التجارب البشرية مختلفة؛ فكيف نختار بينها؟!

ال بأس بآلي66ة البرلم66ان أو بغيره66ا، لكن أهم ش66يء أن نقول:تثبت المرجعية العليا ثم االختيار بين األشياء.

Page 6: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

6

- الخالف بين اإلسالميين في قضية اإلصالح:6 قررنا أن الخالف بين اإلسالميين والعلمانيين راج6ع لالختالف في قضية المرجعي66ة, وأم66ا الخالف بين اإلس66الميين فيش66ملا؛ حيث إن منهم طائف66ة هي أق66رب م66ا يكون66ون إلى cص66ور العلمانيين، وهم مEن يس6ميهم الن6اس ب6العقالنيين، وأش6دهم

ا مEن يسمون بالقرآنيين! wغلو وهؤالء بعد أن يقولوا بمرجعية اإلس66الم ي66رون أن مKن حقهم أن يتعقبوا نص66وص ال66وحي بعق66ولهم! أو أن يقول66وا: نكتفي بالقرآن ونترك السنة! فكيف نكتفي ب66القرآن ون66ترك الس66نةEل Gز F66ا ن E66م Kاس J66لنKل EنGيEبFتKل EرRكGال66ذ Eك R66يEلK لRنEا إ EزRنE أ Eمع قوله -تعالى-:)و

()النحل: Eون FرJك EفEتEي Rم FهJلEعEل Eو Rم KهRيEلK (؟!44إ فالذي أنزل القرآن أخبرنا بأن هذا الق66رآن يحت66اج إلى بي66ان, وأن البيان موجود في ذكر آخر هو أقوال الن66بي -ص66لى الل66ه عليه وسلم-، فمن يقول: سآخذه بغير بيانه فه66و إذن متعم66دا للق66رآن ويري66د اتباع66ه c66ا؛ ألنه إذا ك66ان معظمcللمخالفة تقريب ففي القرآن أن ثمة بيان لهذا الذي في القرآن، وأنه محت66اجه إلي66ه؛ F66في ذلك البيان لمص66در آخ66ر ق66د أرش66د الق66رآن نفس

فالخالف إذن في مسألة المرجعية.ا في قضايا كانت تأخذ منحى cوهؤالء كان الخالف معهم قديم عق66ديwا, في مس66ائل األس66ماء والص66فات، ومس66ائل القض66اء والقدر, واإليمان والكفر، ونحوه66ا، وأم66ا اآلن فهم يطبق66ون المنهج نفس66ه في قض66ايا معاص66رة ح66تى س66ماهم البعض أو س66موا أنفس66هم ب6"المعتزل66ة الج66دد", م66ع أنهم ال عناي66ة لهم تقريبcا بمسائل األسماء والصفات، والقدر، واإليمان والكف66ر، واألشياء ال66تي م66يزت منهج المعتزل66ة في الق66ديم, ولكن هم يقولون إن منهجهم هو نفس منهج االستدالل عن66د المعتزل66ة ونفس المرجعي66ة, وبالت66الي فهم يطبق66ون ه66ذا الكالم في مس66ائل سياس66ية كمس66ألة والي66ة الك66افر، ووالي66ة الم66رأة،

والعالقات الدولية، وبعض الفتاوى الفقهية، إلى غير ذلك. إن م6رجعيتهم هي الرج6وع إلى ويقاب6ل ه6ؤالء مEن يقول6ون:

الكتاب والسنة بفهم سلف األمة، فالكتاب تقريبا مFتفق عليه عند كل من يقول بمرجعية اإلس66الم, فأق66ل ش66يء أن يق66ول

الكتاب.

Page 7: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

7

طالما بدأنا بالكتاب فحسنcا، لنلتزم إذن بما فيه، وقد فنقول:Fه R66نEع RمFاك E66هEا ن E66مEو FوهFذ F66خEف Fول F66س Jالر FمFاك E66ا آت E66مEوج66دنا في66ه: )و

وا( )الحشر: FهEتRان Eا7ف c6نGا آخ6ر مبي cووج6دنا في6ه أن هن6اك ذك6ر ،) Eل Gز F66ا ن E66م Kاس J66لنKل EنGيEبFتKل EرRكGال66ذ Eك R66يEلK ا إ E66نRل EزRنE أ Eله66ذا ال66ذكر: )و

) Rم KهRيEلK (، فلزم أن نعود إلى السنة.44)النحل: إ ثم وجدنا في الكتاب والسنة معcا ل66زوم اتب66اع فهم الص66حابة؛

إKنR ففي الكتاب: Eا و RوEد E66ت Rاه Kد E66ق Eف Kه K66ب RمFتRن Eا آم Eم KلRث KمKوا بFن Eآم RنKإ Eف( ) Vاق Eق K66ي شKف RمFا ه E66مJنKإ Eا ف Rو J66ل EوE(، ووج66دنا في137)البق66رة: ت

EينKذ J66ال JمFث ، Rم FهEون F66لEي EينKذ J66ال JمFي، ثKن Rر E66ق Kاس J66الن Fر R66ي Eالس66نة: )خ ) Rم FهEون F66لEي KةJن F66سEي وKتJن F66سKب RمFكRيEلEع Eمتف66ق علي66ه(، ووج66دنا: )ف(

ا E66هRيEلEوا ع ا وEعEض�66 E66هKوا بFك J66سEمEت ، EينKد K66اش Jالر EينGيKد R66هEمRال Kاء E66فEل FخRال )Kذ KاجEوJالنKرواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه األلباني(. ب(

إذن كما أرشد الكتاب إلى السنة، فإن الكتاب والسنة أرش66دا إلى أنه البد من التقيد بفهم السلف للق66رآن والس66نة، وه66ذا ش66يء منطقي وط66بيعي, فكم66ا أن الس66نة ش66ارحة مفس66رةللقرآن، فقد وج66د الص66حابة التط66بيق العملي من الرس66ول - صلى الله عليه وسلم- للقرآن والسنة، فص66اروا هم المرج66ع في أن ينقل66وا لن66ا ذل66ك األم66ر، فه66ذا في مرجعي66ة الكت66اب

والسنة بفهم سلف األمة. وبين هذه المرجعية السلفية والمرجعي66ة العقالني66ة -أو ال66تي تس66مي بالعقالني66ة- مEن يق66ول ب66الرجوع إلى الكت66اب والس66نة ويسكت عن قيد "بفهم سلف األم6ة", ف6تراه ت6ارة أق6رب م6ا

يكون إلى السلفية, وتارة أقرب ما يكون إلى العقالنية! - فربما يكون في االتجاه ككل بعض أفراد أقرب م66ا يكون66ون إلى السلفية، وبعض أفراد أقرب م66ا يكون66ون إلى العقالني66ة,

أي: أفراد هكذا وأفراد هكذا. - وإما االتجاه نفسه تارة كل66ه يك66ون هك66ذا وت66ارة كل66ه يك66ون

العكس.- وإما الشخص الواحد تارة يكون هكذا وتارة يكون العكس.

- مكونات منهج الحركات اإلسالمية:7 رأينا فيما مضى أثر من66اهج التلقي ومص66ادر االس66تدالل على قضية مناهج التغيير، وفي الواقع إن لها أكبر األث66ر على ك66ل المكونات الفكرية ألي اتجاه بحيث يمكن اعتبارها هي قض66ية البدء في تحليل أي حركة إسالمية، وبصفة عامة يمكن تحليل

منهج أي حركة إسالمية إلى:

Page 8: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

8

- المرجعية أو منهج االستدالل أو مصادر التلقي:1 وهذه المرجعية تنعكس على جميع ما تتعلم66ه منه66ا ثم تعم66ل به, فالمرجعية كمسألة علمية مبدئية يتفرع عليها كل مسائل العلم والعمل بعد ذلك، لكن العلماء اهتموا بشكل خ66اص بع66د

ذلك بالمنهج العقدي، وهو األمر الثاني:- المنهج العقدي:2

والمنهج العق66دي ه66و تط66بيق لمنهج االس66تدالل في قض66ايا اإليم66ان بالل66ه، والمالئك66ة، والكتب، والرس66ل، والي66وم اآلخ66ر،

والقدر، والصحابة، واإلمامة، وغيرها من مسائل االعتقاد.- المنهج العملي: ويشمل:3

أ - المنهج الفقهي.ب - منهج اإلصالح: ويدخل فيه المنهج السلوكي والتربوي.

- "الفرق اإلسالمية - الحركات اإلسالمية":8 قدمنا أن الخالف في مناهج االستدالل ه66و أص66ل لك66ل خالف بعده، وأن أبرز ميادين الخالف بعد ذلك ه6و الج6انب العق6دي؛ ألن قضايا االعتقاد قضايا كلية في66ترتب على المخالف66ة فيه66ا وصف صاحبها بأنه صاحب بدع66ة، فبن66اء علي66ه ص66نJف العلم66اء الف66رق اإلس66المية بن66اءc على مناهجه66ا في االس66تدالل وفي العقيدة؛ وقالوا: هؤالء ابتدعوا في مسائل اإليم66ان والكف66ر: كالقول بتكفير مرتكب الكب66يرة، وس66موهم: خ66وارج, وق66الوا: هؤالء أخرجوا العمل من مسمي اإليمان، وس66موهم: مرجئ66ة,وهؤالء ذموا الصحابة أو غلوا في آل البيت وذم66وا الص66حابة - رضي الله عنهم- فه66ؤالء الش66يعة, ومن هن66ا ظه66رت الف66رق اإلس66المية, وك66ل منه66ا يتم66يز ابت66داءc بمنهج في االس66تدالل والتلقي ثم تف66رع عليه66ا الخالف في ك66ل قض66ايا العقي66دة أو

بعضها, وصنفت الفرق على هذا األساس. أما في العصر الحديث، ف66الخالف معظم66ه منص66ب على منهج اإلصالح أو منهج التغيير, وإن كان ال يمنع أن تجد في العص66را عقديwا، فإن هن66اك "تكف66ير"، وهن66اك "توق66ف"، cالحديث خالف وكذا، وكذا, وكل ه66ؤالء عن66دهم خالف في منهج االس66تدالل، وخالف في قض66ية عقدي66ة، وخالف في قض66ية عملي66ة أو في قضية اإلصالح والتغيير, وهناك بعض االتجاهات اإلس66المية أو أك66ثر من اتج66اه إس66المي متفق66ون في مص66ادر التلقي وفي القضايا العقدية، ولكن مختلفين في مناهج اإلصالح، فينبغي

أن يFعطى كل خالف حقه، ويFعامل بما يقتضيه.

Page 9: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

9

فائدة حول كلمة: "سلفية المنهج عصرية المواجهة": يطل66ق البعض عب66ارة: "س66لفية المنهج عص66رية المواجه66ة"،

وهذه العبارة ملتبسة قد يFفهم منها أحد معنيين: يعني االلتزام بالمنهج السلفي في االستدالل المعنى األول:

عند التعامل مع قضايا العقيدة والتحلل منه عند التعام66ل م66ع قضايا اإلصالح والتغي66ير أو المواجه66ة، وه66ذا مع66نى فاس66د ال يمكن التعويل عليه بحال من األحوال، والنصوص التي أم66رت باتب66اع الكت66اب والس66نة لم تف66رق بين عقي66دة وعم66ل وال بين منهج ومواجه66ة، وهي تل66زKم الجمي66ع ب66الرجوع إلى الكت66اب والسنة بفهم سلف األمة، وقد ت66رتب على وج66ود ه66ذا الفهم المغلوط تيارات ذات س66مت س66لفي، ولكن له66ا ممارس66ات ال

تمت إلى السلفية بصلة. والذي ي66راد ب66ه اإلش66ارة إلى أن وس66ائل وأما المعنى الثاني:

الدعوة غير توقيفية، فهو معنى صحيح في ذاته، ولكن يل66زمالتعبير عنه بعبارة غير ملتبسة.

وه66ذا يقودن66ا إلى الح66ديث ح66ول مس66ألة أخ66رى، وهي: ه66لوسائل الدعوة توقيفية أم ال؟

وهي مسألة وثيقة االرتباط بمسألة مناهج اإلص66الح، والن66اسفيها طرفان ووسط:

من يقول: "إن وسائل الدعوة توقيفية"، ومع الطرف األول: كثرة القائلين بهذا إال أننا ال نكاد نعلم أحدcا على وج66ه األرضح بذلك الشيخ األلب66اني -رحم66ه الل66ه- وه66و Jيلتزم به, وقد صر أبرز القائلين بأن وسائل الدعوة توقيفية، فكان يقول: "م66ع أني أعلم أن هناك وسائل لم يفعلها النبي -صلى الل66ه علي66ه وس66لم- ونحن نفعله66ا: كت66أليف الكتب، وتس66جيل األش66رطة، ونحو هذا، ولكن أخشى أن أقول غير توقيفية فيفتحوا الباب

على مصراعيه في التمثيل وغيره من اآلثام". هن66اك مEن يق66ول: "وس66ائل والط66رف اآلخ66ر في المقاب66ل:

الدعوة األمر فيها واسع دون ضوابط"، وبالتالي أحيانcا ي66دخلا c66حتى الك66ذب في وس66ائل ال66دعوة، فيق66ترب أو يح66اكي تمام

مبدأ: "الغاية تبرر الوسيلة". "إن الوس666ائل المباح666ة له666ا أحك666ام والص666حيح أن نق666ول:

المقاص66د"، وقي66د )المباح66ة( هن66ا يغل66ق الب66اب على أص66حاب قاع666دة: "إن الغاي666ة ت666برر الوس666يلة"، دون أن نغل666ق ب666اب اس66تعمال م66ا ينعم الل66ه ب66ه على العب66اد من معرف66ة الس66نن

Page 10: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

10

الكونية في أفضل ما يمكن أن تستعمل فيه، وهي: " الدعوةإلى الله".

ا إذا cمباح cفهل يعقل أن يكون استعمال آلة تكبير الصوت مثال ما استعملت في تدريس علوم مباحة، ومحرمة إذا اس66تعملت

في تعليم علوم الدين؟! بل الصحيح أنه6ا حينئ66ذV ال تبقى على إباحته6ا، ب6ل تأخ6ذ حكم مقص66دها، ومKن ثEمJ ت66دخل في الطاع66ات، ويث66اب من يس66اهم في ش666رائها أو تش666غيلها بغ666رض خدم666ة ال666دين، كم666ا أن اس666تعمالها في أم666ور محرم666ة كالموس666يقى يعطيه666ا حكم

ا، وعلى هذا فقس. cمقصدها أيض وبع66د، فه66ذه أهم المق66دمات ال66تي يل66زم اإلحاط66ة به66ا قب66ل التعرض لمنج ال66دعوة الس66لفية في إص66الح الف66رد والمجتم66ع

والدولة، وكذلك المناهج األخرى.

اشتمال الدين على صالح "الفرد - المجتمع - الدولة

فقد بيGنا سابقا اهمي66ة إدراك عملي66ة الص6الح واإلص6الح، وأث6ر المرجعية في ذلك، ونتعرض االن لبي66ان اش66تمال ال66دين على

صالح الفرد والمجتمع والدولة .- حاجة البشرية إلى صالح "الفرد - والمجتمع - والدولة":1

عن66د التأم66ل في ت66راث العل66وم اإلنس66انية "الس66يما االجتم66اع والسياسة" س66وف نج66د أن هن66اك حقيق66ة يك66اد تجم66ع عليه66ا البشرية ع66بر تاريخه6ا، وهي الحقيق6ة القائل66ة: "إن اإلنس66ان كائن اجتماعي بطبعه، وأنه ال يستطيع العيش منف66ردcا"، وأن األفكار القائلة بالفردانية تبقى مجرد أفكار فلس66فية ال تج66د تطبيقات عملي66ة له66ا؛ إذ أن التج66ارب االجتماعي66ة أثبتت دوام

انتماء اإلنسان إلى جماعة.ا وسياس66يwا إال ض66من w66ا واجتماعيwوحياة الفرد ال تستوي طبيعي مجتمع ينتمي إليه بالوالدة أو باالختيار, وكون اإلنس66ان ج66زءcا من جماعة يعني خضوعه لبعض القيود والواجبات إذ البد لكل مجتمع أيwا كان نوعه وأيwا كانت درجة تط66وره "أس66رة, قبيل66ة,

عشيرة, دولة" من نظام يحكمه، ومن سلطة تتولى قيادته.

Page 11: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

11

والمجتمعات المستقرة جغرافيwا على م66دار الزم66ان ع66ادة م66ا تستطيع أن تفرز نظام حكم ث66ابت لينتج من ه66ذه الثالث66ة م66ا

يFسمى بالدولة.ونعني بهذه الثالثة:

- مجموع األفراد المتعايشين معcا )المجتمع(.1- الحدود الجغرافية.2- نظام الحكم.3

ومع اطراد هذا األم66ر انش66غل عام66ة المص66لحين ع66بر الت66اريخبوضع نموذج للصورة المثالية التي ينبغي أن يكون عليها:

- الفرد من تصورات عقلية وسلوكيات عملية.1- العالقات االجتماعية بين األفراد.2 - الصورة المثالية لنظام الحكم؛ ال سيما فيم66ا يتعل66ق بع66دم3

طغي66ان الدول66ة على حري66ات األف66راد، وق66درتها على تحقي66ق العدالة بأنواعها من التوزيع العادل للثروات العامة، وتحقي66ق

العدالة االجتماعية والقضائية. إذن عندما نتحدث عن صورة صالح إنس66اني فالب66د أن نتح66دث عن الف66رد والمجتم66ع والدول66ة, وإغف66ال أي ج66انب من ه66ذه

الجوانب يساوي ترك ثغرة للفساد.- هداية اإلسالم لصالح الفرد والمجتمع والدولة:2

مEن تأمل ما ذكرناه في النقطة الثابتة، وتأم66ل معه66ا قول66ه -) FمEو R66قEأ EيKي هKتJلKي لKد RهEي Eآن Rر FقRا الEذ Eه JنK(،9)اإلس66راء: تعالى-: )إ

وغيرها من النصوص التي يصف الل66ه فيه66ا الق66رآن بالش66فاءا c66ين يتض66من بيانGوالنور والفرقان فالبد أن يوقن أن هذا ال66د لص66فات الف66رد الص66الح والمجتم66ع الص66الح، ونظ66ام الحكم الرشيد، وأن أي تصور خالف هذا مع إدراك أزمة البشرية عبر تاريخها في البحث عن ذلك النموذج للفرد الصالح والمجتم66ع الفاضل، ونظام الحكم الرشيد - يع66ني أن ص66احبه ال ي66رى أن ه66ذا ال66دين يه66دى لل66تي هي أق66وم أو أن في66ه الش66فاء ال66ذي

تحتاجه البشرية ألمراضها! وفي الواقع فإن ه66ذا االس66تدالل على ش66مول اإلس66الم لك66ل مناحي الحياة وإن بدا غير مباشر؛ إال أنه من األهمي66ة بمك66ان

في إدراك خطورة االعتقاد بغير ذلك. ويبقى أن األدلة المباشرة على هذه الحقيقة مت66وفرة، منه66ا

كKي "المجم66ل" مث66ل: F66سFن Eي وKالت E66ص JنKإ Rل F66قول66ه -تع66الى-: )ق ) EينKمEال E66عRال Gب Eر Kه J66لKي لKات E66مEمEو EايEي Rح EمE(، ومنه66ا:162)األنع66ام: و

Page 12: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

12

مفصل باستقراء مصادر الشريعة "بل يكفي في ذلك القرآن وحده" لننظر: هل جميع خطابه يتعلق بالجانب الفردي أم أنا للمجتمع من حيث ه66و مجم66وع cبعض هذا الخطاب كان موجه أفراد يتزاوجون ويتجاورون وي66بيعون ويش66ترون، وك66ذلك من حيث حاجت66ه إلى مEن يق66وم بش66ئونه ويق66وم على أم66ره، وم66ا يجب ألولي األمر وما يجب عليهم، والصفات الواجب توافرها

فيمن يFختار لذلك األمر.

- مناقش66ة مEن يق66ول: "إن ال66دGين عالق66ة خاص66ة بيRن العب66د3وربه!":

ذكرن66ا في مع66رض ح66ديثنا عن مرجعي66ة الص66الح أن عام66ةا لص66الح c66العالمانيين يرون أن الدين ال يص66لح أن يك66ون مرجع المجتم66ع والدول66ة! وأن منهم مEن ي66رى ص66الحية ال66دين ألن

يكون مرجعcا لصالح الفرد. وه66ذا الن66وع األخ66ير ي66روJج لألس66ف بيRن كث66ير من أبن66اء األم66ة اإلسالمية حيث يFدخKل عليهم مقولة: "الدين عالقة خاصة بين العبد وربه!"، مع أنها مقولة عالمانية أمالها العالمانيون على رجال الكنيسة في أوروبا فوافقوا عليها، وال عالقة لها بدين اإلسالم ال مKن قريب وال مKن بعيد! وموطن التلبيس في ه66ذه العب66ارة ه66و إطالق كلم66ة ال66دين دون تمي66يز, وك66ذلك ال66ذين

يقولون: "ال دين في السياسة، وال سياسة في الدين!".فنقول لهم:

عن أي دين تتحدثون؟!هل هذه قاعدة مجردة؟!

وهل يوجد مصدر ما يعطينا قواع66د مج66ردة تنطب66ق على ك66لأديان الدنيا؟!

اإلجابة: ال. ف66الكالم على ال66دين أو على األدي66ان -س66واء دين واح66د أو مجموعة أديان- استقرائي؛ بمعنى أن ننظ66ر في مص66ادر ك66ل دين على حدة وننسب له م66ا تق66رره مص66ادره، ثم ل66و وFج66دت قاعدة مشتركة بين كل األدي6ان نق6رر حينئ66ذV أن ه6ذه قاع66دة

مشتركة بين األديان. فلنرجع إذن إلى مصادر اإلسالم ونستقرئها، فإن وج66دنا ك66ل مفردات الخطاب الشرعي خطابcا لألفراد فقط فحينئذV نق66رر قاعدة، وهي: "أن اإلسالم هو عالقة خاص66ة بين العب66د ورب66ه،

Page 13: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

13

وال شأن له بتنظيم المجتم66ع والدول66ة!", أم66ا إن وج66دتE في66ها عن نظام األسرة وعن نظام البيع والشراء؛ فقل: "إنه cكالم ا عن c66في66ه كالم Eيتح66دث عن نظ66ام المجتم66ع", ثم إن وج66دت اختيار الحاكم، وعن واجبات الح6اكم وعن حقوق6ه، وواجب66اتا عن c66المحكوم وحقوقه، وإقامة الحدود فق66ل: "إن في66ه كالم

الدولة".- منشأ القول بأن الدين عالقة خاصة بين العبد وربه:4

وقصة منشأ هذا القول أن أوروبا كانت وثني66ة ثم دخله66ا دين عيس66ى -علي66ه الس66الم-؛ إال أنهم حرف66وه وأدخل66وا في66ه منالوثنية ما أدخلوه، ومن جملة ما أدخلوه فيه ما وص66فه الل66ه -KونFد RنKا م c66ابEب Rر

Eأ Rم FهEان E66ب Rه FرEو RمFه Eار E66ب RحEوا أFذ EخJعز وجل- بقوله: )ات )Kه J66(، وورد في قص66ة إس66الم ع66دي بن ح66اتم -31)التوب66ة: الل

الE -ص6لى الل6ه E6ق Eف ، RمFهFدFبRعEا نEن RسEا لJرضي الله عنه- أنه قال: إن Eل�ون KحFوي ،FهFون Fم Gر EحFت Eف Fالله Jل EحEا أ Eم EونFم Gر EحFي EسRيEلE عليه وسلم-: )أEك R666لKت Eف( : Eال E666ى، قEلEب : FتRل F؟( قFهEل�ون KحEت R666سEت Eف Fالل666ه Eم Jر E666ا ح E666م

) Rم FهFتEاد E66ب Kرواه الترم66ذي والط66براني في الكب66ير، وحس66نه ع( األلباني(.

وهذا بعينه هو الذي يسمونه هم ب6"االستبداد الكنسي!", فقد حصل استبداد في الكنيسة وب66دأوا ينس66بون لل66وحي م66ا ليس منه, ويحلون ويحرمون إلى درجة أنهم تبنوا نظري66ات علمي66ة

يRل� ونسبوها إلى الوحي! Eو Eوفي ذلك يقول الله -عز وجل-: )ف Kد R66ن Kع RنKا مEذ E66ه Eون F66ول FقEي JمFث Rم KيهKد R66يEأKب Eاب E66تKكRال Eون F66بFتRكEي EينKذ J66لKل

)KهJ(؛ ونتيجة هذا االستبداد ثار الناس ض66د ذل66ك79)البقرة: الل الذي ظنوه وحيcا -بينما هو محرف ومبدل- فق66الوا: "اش66نقوا آخر إقطاعي بأمعاء آخر قسيس!"، وط66البوا ب6"فص66ل ال66دين

عن الحياة". ثم بعد فترة، وبعد أن هدأت ثورتهم وجدوا أن الدين ضروري جدwا "على األقل في تربية الوازع الشخصي، وضبط األخالق" فنادى الفالسفة هن66اك بع66ودة ال66دين؛ ش66ريطة أن يبقى في هذا اإلطار في الحياة, فالتقط رج66ال الكنيس66ة ه66ذا الخي66ط، وقالوا: إذا كان شرطكم لكي تقبلوا بوجود دين في المجتمع أنه يك66ون دين يخ66اطب األف66راد فق66ط فه66ذا أم66ر س66هل, ب66لا منسوبcا لعيسى -عليه السالم- يقول: "أعطK ما لله wوجدوا نص لله، وما لقيصر لقيصر" فجعلوا هذا النص هو أصل األصول.

Page 14: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

14

إذن قاع66دة: "ال66دين عالق66ة خاص66ة بين العب66د ورب66ه": قاع66دة تنطب666ق على ال666دين النص666راني في أوورب666ا "في طبعت666ه األخ66يرة", كم66ا تنطب66ق على الكث66ير من األدي66ان، ولكنه66ا ال

ا على دين اإلسالم -كما أسلفنا-، cفمن ع66اد إلى تنطبق مطلق القرآن وجد آياتV طواالc تتح66دث عن: الرب66ا، وعن ال66بيع، وعنا c66ن يقرأ القرآن وحده مناصEاألسرة وعن نظامها؛ فلن يجد م

مKن أن يعترف أن اإلسالم أتى بتشريعات تخص المجتمع. فيكفي تش66ريع الح66دود م66ع م66ا تق66رر في أما نظ66ام الدول66ة:

العلوم السياسية من أن إيق66اع العقوب66ات ه66و أخص وظ66ائف الدولة في الداخل, وك66ذلك أخص الواجب66ات، وس66نجد الق66رآن يتحدث عن الص66لح والمعاه66دات، وهي أخص وظ66ائف الدول66ة

في الخارج. أين وأما ما يثيرونه من أسئلة ينقضون بها هذا األصل، مث66ل:

نج66د في اإلس66الم طريق66ة انتخ66اب ال66رئيس؟! وأين نج66د في اإلس66الم طريق66ة محاس66بة ال66رئيس؟! أين نج66د في اإلس66الم

أيهما أفضل القطاع العام أم القطاع الخاص؟! إن ما ذكرنا من خطاب شرعي يتوجه لتنظيم أم66ور والجواب:

المجتمع والدولة كافV إلثبات القاعدة، وأما ما سكت الش66ارع عنه من أمور في هذه الج66وانب؛ فه66و من ب66اب المب66اح ال66ذي يجوز أن يEختار فيه البش66ر وف66ق تج66اربهم "ش66ريطة االل66تزام باإلط66ار الع66ام للش66ريعة"، ويك66ون حينئ66ذV من عوام66ل الس66عة والمرون66ة، واس66تيعاب متغ66يرات العص66ور واألزم66ان، وه66و التخوف الذي يثيره كثير منهم دون أن ينتب66ه ب66أن كالم66ه في

موطن يرد على كالمه في الموطن اآلخر.

- العالقة بيRن مجاالت إصالح الفرد والمجتمع والدولة:5ا cيتبين لنا مما سبق أن الصالح اإلنساني البد أن يشمل وص66ف ا لم66ا ينبغي أن تك66ون علي66ه ك66ل cلحال صالح األفراد، ثم وصف ا من أف66راد c66صور التعامالت بينهم حتى يك66ون المجتم66ع مكون ص66الحين في أنفس66هم، باإلض66افة إلى ك66ونهم يتع66املون من

بعضهم البعض وفق طريقة سامية تحترم آدميتهم. كم66ا يل66زم أن ترس66ى قواع66د الحري66ة والع66دل وغيره66ا في دولهم، ف66إذا تم للن66اس ذل66ك ك66انت لهم الس66عادة في ال66دنيا

Page 15: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

15

واآلخرة وإال شقوا بمقدار بعدهم عن هذا المنهج، كما قال -نRكcا E66ض cة E66يشKع Eم Fه E66ل JنKإ E66ي فKر R66كKذ RنEع Eض Eر R66عEأ RنEمEتع66الى-: )و

ةK أEعRمEى()طه: EامEي KقRال EمRوEي Fه Fر Fش RحEن E124و.) ومعرفة تفاصيل صالح الف66رد والمجتم66ع والدول66ة تحت66اج إلى سرد الشريعة بأسرها، ولكن يمكننا ذكر معالم كل مج66ال من هذه المجاالت -وهذا ما سنوضحه في المقال القادم إن ش66اء الله-؛ إال أنه تبRقى هنا مسألة يجب بيانها حيث قد يتب66ادر إلى الذهن نتيجة ذكر "الفرد - المجتمع - الدولة" أنن66ا نتح66دث عن مراح666ل متتالي666ة يجب أن تنهي األولى قب666ل أن تش666رع في الثانية، وأن تنهي الثانية قبل أن تشرع في الثالثة، وهو أم66ر ال يFتص666ور أن666ه الص666واب رغم جن666وح البعض إلي666ه؛ حيث إن المجتمعات البشرية تموج بالحرك66ة ك66ل س66اعة فيول66د أق66وام ويموت آخرون، وال يمكن أن نقف أبدcا عند نقطة ندعي فيها أننا فرغنا من إصالح مجموع أفراد مجتمع؛ مهم66ا بل66غ ص66غره

ولو كان أسرة صغيرة. كما أن تصور أن هذه المج66االت متوازي66ة بمع66نى ع66دم وج66ودا، والص66واب أنه66ا مراح66ل c66تأثير ألحدها على اآلخ66ر خط66أ أيض متوازية تعمل معcا، مع أن مخرج كل مرحل66ة منه66ا ه66و م66دخل التي تليها، ويمكن أن نمثGل ل6ذلك بمص66نع في66ه ثالث مراح6ل، فتأتي لك المادة الخام فتدخل على المرحل66ة األولى فتعطيا, في66دخل ه66ذا المنتج األولي على المرحل66ة w66ل66ك منتج66ا أولي الثانية فيعطيك منتجا ثانويwا, وهذا المنتج الثانوي تدخله علىا, فعن66دما تنظ66ر إلى w66ا نهائي c66المرحل66ة الثالث66ة فيعطي66ك منتج المصنع عمليwا ترى ك66ل المراح66ل تعم66ل في آنV واح66د, لكنه66ا معتمدة على بعضها البعض؛ بمع66نى أن66ه الب66د أن يوج66د إنت66اج للمرحل66ة األولى لكي تعم66ل الثاني66ة، ويجب أن يوج66د إنت66اج

للثانية لكي تعمل الثالثة. فنقطة البداية هي تربية األفراد تربية صحيحة، وهذه التربي66ةد أفرادcا مقتنعين بضرورة إصالح المجتمع حيث يتعلم66ون Kتوج أن هن666اك فروض666ا كفائي666ة، ومنه666ا: "إص666الح المجتم666ع"؛ فيتعاونون فيم66ا بينهم على ذل66ك, فيوج66د مس66جد في66ه تعليم للعلم, وهناك قيام على حقوق الفقراء والمس66اكين، وهن66اك دع66وة إلى الل66ه ب66أن ينق66ل ه66ذا الش66خص ه66ذه المع66اني إلى أسرته وإلى المجتمعات األخرى الص66غيرة ال66تي ينتمي إليه66ا, فاإلنس666ان ل666ه أس666رة، ومس666جد، وعم666ل، وي666ركب وس666يلة

Page 16: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

16

مواصالت؛ فحتى لو المجتمع ع66ارض يس66تطيع أن ينق6ل إلي66ها في ت66راكم إص66الح w66الخير, فكل إصالح للف66رد سيص66ب تلقائي

المجتمع. وإص66الح المجتم66ع ينبغي أن ينعكس ه66و اآلخ66ر على إص66الحا محاي66دcا -أي ليس ل66ه رأي cالدولة, فلو افترضنا أن لدينا حاكم ا للمجتم66ع, c66وال اعتق66اد- ف66الطبيعي أن يجع66ل الدول66ة انعكاس وأما إذا الحاكم -أو دولة بك66ل مؤسس66اتها- ل66ه اتج66اه م66ا ض66د التي66ار الس66ائد في المجتم66ع فس66يمارس ممارس66ات قمعي66ة

واستبدادية لفرض رأيه! بل قد تجد مسئوالc ما في مكان ما ضد تي66ار المجتم66ع، فتج66د مثالc نس66بة المحجب66ات في المجتم6ع المص66ري من س66تين إلى سبعين في المائة, ثم تجد في بعض الوظائف أو األم66اكن أن نسبتهن ص6فر في المائ6ة! نتيج6ة أن الح6اكم أص6در ق6رارات عكسية، فال يترك الناس كما تريد فتبقى النسبة كما هي, ال،

بل يEمنع من ذلك! عن66دنا مجتم66ع ي66رى أن الزن66ا جريم66ة, بينم66ا لدي66ه مثال آخ66ر:

قانون يقول إنه حرية شخص6ية, فبه6ذا يك6ون هن6اك انفص6امبين الدولة والمجتمع.

ا للمجتمع, فإن cمنهج اإلصالح يسعى ألن يجعل الدولة انعكاس أمكن أن تشارك في مؤسسات الدولة لمن66ع االس66تبداد ال66ذي يمنع انعكاس ص6ورة المجتم6ع على الدول6ة؛ فمن تم6ام منهج

ا حقيقيwا للمجتمع. cاإلصالح أن تجعل الدولة انعكاس وأم66ا تص66ور أن الس66يطرة على الدول66ة يمكن66ك أن تحق66ق منا يف66وق الحال66ة ال66تي عليه66ا المجتم66ع ف6"وه666م" cخالله إصالح س66وف ي66أتي مناقش66ته عن66د مناقش66ة المن66اهج األخ66رى في

اإلصالح. - حكم المش666اركة في العم666ل السياس666ي في ظ666ل النظم6

الدستورية الحديثة وعالقته بمناهج اإلصالح: من ن66وازل ه66ذا العص66ر مس66ألة المش66اركة في "االنتخاب66ات البرلمانية" أو "الحكومات المعاصرة"، أو بصورة أشمل وأدق "المشاركة في العمل السياسي في ظ66ل النظم الدس66تورية الحديثة"، وهي مسألة تتداخل بصورة كبيرة م66ع قض66ية منهجا ال66دفاع عن الق66ول c66التغي66ير أو اإلص66الح حيث يتب66نى دائم بمشروعية ه66ذه المش66اركات ال66ذين ي66رون أن نقط66ة البداي66ة الحقيقية هي التغيير من القم66ة ع66بر العم66ل السياس66ي، في

Page 17: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

17

حين ي66رفض معظم اآلخ66رين ذل66ك، بينم66ا في الواق66ع أن66ه ال تالزم بين األم666رين، فيجب أن يFبحث حكم ه666ذه المش666اركة

مجردcا ثم يتم تدارس طريقة توظيفه.فأما حكم المشاركة... فالخالصة فيه أن له حالتين:

- حالة تكون فيها مخالفات شرعية: كاإلقرار بمبادئ باطل66ة1ومناهج منحرفة، ففي هذه الحالة ال تجوز.

- حالة تكون عارية عن ذل66ك فه66ذه تك66ون خاض66عة للمص66الح2والمفاسد.

وأما موقعها من المنهج اإلصالحي الشامل ففيه رؤيتان: أن66ه في ح66ال ت66وافر ش66روط ج66وازه يمكن أن يFعت66بر األولى:

وس66يلة لنق66ل اإلص66الح المجتمعي إلى أجه66زة الدول66ة، وه66ذه قواعد عام66ة, وعن66دما كن66ا نطبقه66ا على الواق66ع قب66ل "ث66ورة يناير" كنا نجد المشكلتين, فكنا نج66د من المن66اخ الع66ام أن66ه ال يمكن أن نشارك إال عندما نقر ببعض الباط66ل, ثم إن ش66اركنا ال نحقق مصلحة, فكنا نمتنع, لكن عندما تغ6ير األم6ر رأين66ا أن نحاول أن نعمل عمالc سياسيwا ينق66ل م66ا ننج66زه في المجتم66ع

إلى الدولة. اعتبار أن هذا هو األصل في التغيير بن66اءc على تص66ور الثانية:

أن التغيير من القمة هو األنس66ب، وع66ادة م66ا يمي66ل مEن ي66رىهذا إلى القول بجواز المشاركة دون ضوابط .

معالم صالح الفرد

إن دوائ66ر الص66الح اإلنس66اني تش66مل "الف66رد - والمجتم66ع - والدول666ة"، ودللن666ا من العق666ل والنق666ل على أن تش666ريعات اإلسالم تتوزع بيRن هذه الدوائر الثالث، وبيJنJا أن اإلصالح يجب أن يتم في ه66ذه ال66دوائر بطريق66ة متوازي66ة، م66ع األخ66ذ في

االعتبار أن كل دائرة تؤثر في التي بعدها. وبقي لنا أن نتن66اول مع66الم الص66الح في ك66ل دائ66رة من ه66ذه ال66دوائر فنتح66دث في ه66ذا المق66ال عن مع66الم ص66الح الف66رد، وسيكون حديثنا في المقال القادم -إن شاء الله- عن مع66الم

صالح المجتمع والدولة.معالم صالح الفرد:

Page 18: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

18

تختلف المداخل التي يمكن أن ندخل منه66ا لتعري66ف اإلنس66انالصالح، وهذا عرض ألشهر هذه المداخل:

- الترك666يز على المع666اني القاص666رة -الفردي666ة المحض666ة-1والمعاني االجتماعية:

ذكرنا أنه البد من الفرد الصالح والمجتمع الص66الح، وج66زء منا في c66ا نافعcتربية الفرد الصالح يتعلق بتهيئته ألن يك66ون ف66رد ا لما يجب أن يكون cا موجز cمجتمعه؛ ولذلك يذكر بعضهم تعريف عليه الفرد المسلم من "إخالص العبادة للخالق"، و"اإلحس66ان

إلى المخلوق". وال شك أنه يدخل تحت كل واحدة من هاتين العبارتين الكثير من المعاني التي يمكن أن تجدها مفصلة في عبارات أخ66رى، وقريب من هذا قول شيخ اإلسالم ابن تيمية -رحمه الله- عن أهل السنة أنهم "يعرفون الحق ويرحمون الخلق"، وإن كانت العبارة رغم عمومها فإن استعماله لها يدل على أنه يريد من المعرفة معرفة السنة من البدع66ة، ويري66د من الرحم66ة رحم66ة من تلبس ببدعة في عدم التسرع في التكفير أو التفسيق أو

التبديع. والعبارة سواء حملت على المع66نى الع66ام أو المع66نى الخ66اص هي من أفضل العبارات التي تلخص جوانب في غاية األهمية

من جوانب الشخصية المسلمة المتكاملة المتزنة.

- صالح )العقل - النفس - الروح - الجسد(:2 وه66ذه طريق66ة علم66اء التربي66ة حيث ينظ66رون إلى مكون66ات اإلنس66ان ثم يتتبع66ون م66ا ورد بش66أنها في الكت66اب والس66نة، فنموذج اإلنسان الصالح في هذا المدخل هو: اإلنس66ان ال66ذيا، ويصونه عن التفكير فيم66ا ال cصحيح cيستعمل عقله استعماال يت66وفر ل66ه أدوات البحث عن66ه -علم الغيب-، كم66ا يص66ونه عن الخرافة بجمي66ع ص66ورها -ومKن أبرزه66ا: تق66ديس المخلوق66ات- في حين يوظ66ف عقل66ه في إدراك أدل66ة ص66دق ال66وحي، وفي فهم ال66وحي، ثم في التفك66ر في الس66نن الكوني66ة لتس66خيرها

وتذليلها. وهو في ذلك يروGض نفسه ويكبحها عما دله الشرع أو العقل على ضرره؛ ح66تى وإن تعلقت ب66ه حظ66وظ نفس66ه، وفي ه66ذا الباب يدخل الجانب المجتمعي حيث يترك الفرد الصالح بعض

Page 19: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

19

حظوظ النفس صيانة لحقوق اآلخرين، ولإلحس66ان إليهم بم66ايفوق حقهم.

كم66ا أن66ه يFعنEى بتغذي66ة روح66ه بالعب66ادات ال66تي تص66في ال66روح وتجعلها تحلق بالجسد إلى معاني السعادة واإلنس بالله -ع66ز وجل-، والجسد هو الوعاء الحاوي لهذا كل66ه ال6ذي ينبغي على اإلنسان أن يFعنEى به ليقوم بكل هذه المه66ام، وال66تي هي من جملة العناية بالجسد، ومقصودها "ال6روح" في المق6ام األول

كالطهارة الحسية والمعنوية. س66هولة المقارن66ة م66ع المن66اهج ومن فوائ66د ه66ذا الم66دخل:

التربوي66ة األخ66رى ال66تي تح66ترم العق66ل في الج66وانب المادي66ة وتوقع66ه في الخراف66ة في الج66وانب الغيبي66ة! أو ال66تي تطلب صفاء الروح بتعذيب الجسد أو ال66تي تطل66ق العن66ان لش66هوات النفس والجس666د، إلى غ666ير ذل666ك من الم666دارس التربوي666ة المنسوبة إلى ديانات أخرى أو المتفرعة عن نظريات تربوي66ة

عالمانية.- صالح )العقيدة - العبادة - األخالق - المعاملة(:3

وهذا التقسيم يعتمد على تقسيم العلوم اإلسالمية وبيان م66ا يختص بتربية الفرد منها، وهو أسهل تناوالc بالنسبة لدارس66ي العل66وم الش66رعية، كم66ا أن القنط66رة بين الف66رد والمجتم66ع واضحة في هذا التقسيم غاي66ة الوض66وح ع66بر قس66م )األخالق والمعامالت(، وعلى ذلك فالفرد الصالح وف66ق ه66ذا التقس66يم

هو الصالح في عقيدته، وعبادته، وأخالقه، ومعامالته .

وهذه نبذة عن كل واحدة من هذه الجوانب األربع.- صالح العقيدة:1

من خالل العقيدة الص66حيحة المس66تفادة من الكت66اب والس66نة يعرف اإلنسان حقيقت66ه ومنش66أه، ويع66رف الك66ون من حول66ه، ويؤمن أن له ربwا خلقه فسواه فعدله، وعلمه البي66ان، ومنح66ه العقل واإلرادة، وأرسل إليه الرسل، وأنزل له الكتب، وأق66ام

عليه الحجة، وعرفه الغاية والطريق. ويعرف أن هذا الرب لم يجعل بين66ه وبين عب66اده واس66طة في عبادته، وأن حقه على عباده أن يعبدوه وال يشركوا به ش66يئcا، كم66ا يع66رف أس66ماءه وص66فاته، ومنه66ا: أن الل66ه ه66و الخ66الق، الرازق، المدبر، العزي66ز، العليم، الحكيم, وه66ذه المعرف66ة له66ا

آثار عظيمة...

Page 20: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

20

كما أن هذا العالم البديع وراءه خالق عظيم، خلق ك66ل ش66يءا، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ولكن ال66ذي cفقدره تقدير ا آخ66ر، ه66و ع66الم الخل66ود، في66ه c66خلقه سيفنيه، ويبدل به عالم وفى ك66ل نفس م66ا كس66بت، وتج66زى بم66ا عملت، وهم ال F66ت

يظلمون.اآلثار المعرفية والسلوكية للعقيدة الصحيحة:

من أهم ما ينبغي أن نFعنEى به ونحن نتحدث عن ص66الح الف66رد أن نFع66نى بمعرف66ة العقي66دة كغ66رض مطل66وب لذات66ه أوالc ثم كغ66رض مطل66وب لغ66يره من ج66وانب الص66الح اإلنس66انية ال66تي تتحقق كآثار لتلك العقيدة الص66حيحة، وفي ه66ذا الص66دد نرك66ز على بعض اآلث66ار اإليماني66ة للعقي66دة الص66حيحة في أب66واب اضطربت فيه66ا كث66ير من المن66اهج ال66تي لم تعتم66د على تل66ك

العقيدة الصحيحة.أ- العقيدة والحرية:

إالسالم جاء دع66وة تحريري66ة ك66برى لتحري66ر اإلنس66ان من ك66ل عبودي66ة لغ66ير الل66ه -تع66الى-؛ من عبوديت66ه للش66يطان، ومنا، ومن عبوديت66ه c66ا أم كاهن c66عبوديته لإلنسان، س66واء أك66ان ملك للمالئكة والصالحين بل من عبوديته لنفسه وه66واه، فال يEعب66د إال الله، وال يشرك ب6ه ش6يئcا؛ وله6ذا ك6ان يبعث الن6بي -ص6لى الله عليه وسلم- برسائله إلى الملوك واألم66راء ي66دعوهم إلىا E66ي Rل F66اإلسالم، ويختم رس66ائله إليهم به66ذه اآلي66ة الكريم66ة: )ق دE إKال F66بRعEال نEأ RمFكEنRيEب Eا و E66نEنRيEب Vاء Eو E66س Vة E66مKلEى كEلKا إ RوEال E66عEت KابEتKكRال EلRهEأ KونFد RنKا م c66ابEب Rر

Eا أ c66ضRعEا بEن F66ضRعEب Eذ KخJتEال يEا وcئRي Eش KهKب EكKر RشFال نEو EهJالل ) EونFمKل R6سFا م J6نEأKوا بFد Eه R6وا اش F6ول Fق Eا ف RوJل EوEت RنKإ Eف KهJآل عم6ران: الل(

(، بل إن الشريعة نزهت اإلنسان أن يغلو في مخلوق آخ66ر64 "وإن لم يبلغ حد العبادة"، كما ق66ال الن66بي -ص66لى الل66ه علي66ها E66مJنKإ Eف ، EمEي Rر E66م EنRى اب Eار E66صJالن Rت Eر R66طEا أ EمEي، كKون FرRطFت Eوسلم-: )ال

)FهFول Fس EرEو ،KهJالل FدRبEوا عFول Fق Eف ،FهFدRبEا عEنE )متفق عليه(. أ وال وجه للمقارنة هن66ا بين ه66ذه العقي66دة الص66حيحة واألدي66ان الكهنوتية القائمة على تقديس البش66ر، ب6ل وال م66ع الم6ذاهب التي تأثرت بهم كالش66يعة والص66وفية، ولكن عن66د من ينص66ف فسوف يجد أنه متى قورن اإلسالم بالمذاهب الليبرالية فإن66ها لحرية اإلنسان من م66ذاهب خلعت كهن66ة cسيكون أكثر تحقيق

الدين لتضع بدالc منهم كهنة الفلسفة.ب- العقيدة والوازع الذاتي:

Page 21: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

21

قدJمنا أن العقيدة الصحيحة تتضمن المعرفة الصحيحة بالل66ه - ع66ز وج66ل-, ومن أعظم آثاره66ا حب الل66ه والخ66وف من الل66ه،وهذه اآلث66ار ي66ترتب عليه66ا آث66ار أخ66رى، وهي: مراقب66ة الل66ه -

تبارك وتعالى- ووجود الوازع أو "الضمير الذاتي". ومن المعلوم أن إيجاد الوازع الذاتي عند الف66رد يع66د مش66كلة كبرى عن66د ذل66ك فإن66ه مهم66ا أقمت من دول66ة وق66وانين ب66دون وازع ذاتي فإن المجتمع ال يس66تقر؛ ألن المجتم66ع لكي يك66ونا فالب66د أن يك66ون ال66وازع ال66ذاتي موج66ودcا عن66د معظم cمستقر الناس, ثم إذا انحرف بعضهم كانت الدولة له بالمرص66اد, لكنا عن66د المعظم تك66ون ه66ذه حال66ة c66إذا كان ال66وازع ال66ذاتي غائب الفس66اد المستش66ري ال66تي يقول66ون عنه66ا إنه66ا ته66دد ال66دول

بالزوال واالنهيار. فالعقي66دة إذن يتف66رع عليه66ا العب66ادة واألخالق والمعامل66ة, ويتفرع عليها الج66زء ال66ذي يهم ك66ل الن66اس -ح66تى غ66ير ذويا cا ص66الحcالمرجعية الشرعية- وهو كيف يكون هذا الفرد عض66و في المجتمع ويك66ون لدي66ه وازع ذاتي يجعل66ه ال يه66دد أمن وال

سالمة وال استقرار اآلخرين إلى غير ذلك. ومن المش666اهEد في بالد المس666لمين وج666ود ال666وازع ال666ذاتي "اإليماني" عن66د ع66دد كب66ير من الن66اس -بفض66ل الل66ه تع66الى-، ولكن الشيطان يفسده عليهم ببعض التأويالت فتج66د أن ه66ذا الوازع في موضوع الرشوة أقل بكث66ير من66ه في الس66رقة م66ع أنهما من باب واحد هو الكسب المحرم، لكن النتشار التأوي66ل في الرشوة ضعف ال66وازع اإليم66اني ج66دwا، كم66ا أن الش66يطان يFضعKف هذا الوازع تجاه عدد كبير من المعاص66ي ب66دعوى أنه66ا من الصغائر، وك66ل ه66ذه الم66داخل الش66يطانية في حاج66ة إلى عالج؛ باإلضافة إلى تقوية الوازع اإليماني الذي هو فرع على

اإليمان بالله واليوم اآلخر.ج- صفات إيمانية أخرى:

قد يعت66ني الكث66ير من الب66احثين في ش66أن س66مات الشخص66ية المس66لمة ببعض الص66فات ال66تي يراه66ا مم66يزة للشخص66ية اإلس666المية، وهي ص666فات تتك666ون كف666رع على تعلم ال666دين والعمل به، ومعظمها آث6ار مباش66رة للعقي66دة الص66حيحة، ومن أمثل66ة ذل66ك: الص66فات ال66تي ع66دها ال66دكتور "عم66ر س66ليمان األش66قر" -رحم66ه الل66ه تع66الى- كس66مات للشخص66ية المس66لمة فذكر: "البصيرة - العزة - التمسك بالحق - المجاهدة - الرض66ا

Page 22: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

22

النفسي واالطمئنان القلبي - إدراك غاية الحياة - األوبة إلىا من الص66فات مث66ل: cالح66ق"، ويمكن أن تض66يف إليه66ا كث66ير "موافقة الفط66رة - التوس66ط - االعت66دال - الص66بر - الواقعي66ة - ... "، وغيره66ا من س66مات ال66دين ذات66ه ال66تي تنطب66ع علىاألشخاص الذين يتعلمون الدين ويعملون به بطريقة صحيحة.

- صالح العبادة:2 وصالح العقي66دة يتف66رع علي66ه ص66الح العب66ادة؛ ألن من عقي66دةنJ وEاإلKنRسE إKال KجRال Fت RقEل Eا خ E6666مEالمس6666لم قول6666ه -تع6666الى-: )و JنKإ . Kون F66مKعRطFي RنEأ Fي66دKر

Fا أ E66مEو Vق RزKر RنKم Rم FهRن Kم FيدKرFا أ Eم . KونFدFبRعEيKل

) FينKت EمRال KةJو F66قRو الFذ Fاق Jز Jالر Eو Fه EهJ(، وبه66ذا58-56)ال66ذاريات: الل ا E66نRثEعEب Rد EقEل Eبعث الله الرسل على مختلف العصور واألزمان: )و وا F66666بKنEت Rاج Eو Eه J66666وا اللFد F66666بRاع Kن

Eأ cوال F66666س Eر Vة J66666مFأ Gل F66666ي كKف ) EوتFاغJال36)النحل: الطKإ Vول F66س Eر RنKم EكKلRب Eق RنKا مEنRل Eس Rر

Eا أ EمEو( ،) ) KونFدFبRاع Eا فEنE KلEهE إKال أ EنJهF ال إ KلEيRهK أ (.25)األنبياء: نFوحKي إ

ا cا لل66ه -تع66الى-، م66ؤتمرcومن هنا يحيا اإلنسان المسلم متعب66د بأمره، منتهيcا عما نEهى عنه، جاعالc خشيته وتقواه نصب عينه:

) Eين KقJت FمRال EنKم FهJالل FلJب EقEتEا ي EمJنK (.27)المائدة: )إ وتتمثل العبادة أول ما تتمثل في إقامة الشعائر الكبرى التي فرض66ها اإلس66الم وجعله66ا من أركان66ه العظ66ام: من الص66الة، والصيام، والزكاة، والحج، ثم ما يكملها من: ال66ذكر، وال66دعاء،

وتالوة القرآن، والتسبيح، والتهليل، والتكبير. فالمسلم ي6ذكر رب6ه في ك6ل حين، وعلى أي ح6ال؛ في أكل66ه وشربه، وعن66د نوم66ه وعن66د يقظت66ه، وفي إص66باحه وإمس66ائه، ولدى مدخله ومخرجه، ويوم سفره وأوبته، وعند لبسه ثوب66ه، أو ركوب66ه مركبت66ه؛ ال ينس66ى في ه66ذه المواق66ف وغيره66ا أنEه J66الل Eون FرFكRذ E66ي EينKذ J66يذكر الله -تعالى- ش66أن أولى األلب66اب: )ال

) Rم KهKوبFن Fى جEلEعEا وcودFع FقEا و cامEي K(.191)آل عمران: قوالمطلوب في العبادات:

:cأداؤها بال كسل أو توان. أوالأداؤها على الوجه المشروع. ثانيcا:

ومخالف66ة األول توق66ع العب66د في المعص66ية، ومخالف66ة الث66انيتوقعه في البدعة.

- صالح األخالق:3

Page 23: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

23

ق والفض66يلة من ل66وازم العقي66دة وتم66ام اإليم66ان، كم66ا F66ل Fوالخ أنهما ثم6رة الزم66ة للعب66ادة الحق6ة، وإذا لم تثم6ر العب66ادة في

الخلق والسلوك دل ذلك على أنها عبادة مدخولة. والق666رآن الك666ريم يح666دثنا عن اإليم666ان مجس666دcا في أخالقEينKذ J66ال . EونFن KمRؤ FمRال EحEل RفEأ Rد Eوفضائل، كما في قوله -تعالى-: )ق . Eون F66ضKرRع Fم Kو R66غJالل KنEع RمFه EينKذJال Eو . EونFع Kاش Eخ Rم KهKالت Eي صKف RمFه . EونFظKاف Eح Rم Kه Kوج Fر FفKل RمFه EينKذJال Eو . EونFل Kاع Eف KاةEك JلزKل RمFه EينKذJال Eو . EينKوم F66ل Eم Fر R66يEغ Rم FهJنKإ E66ف Rم FهFان EمRيE لEكEتR أ Eا م Eم Rو

Eأ Rم Kه KاجEو RزEى أEلEال عKإ RمFه EينKذ J666ال Eو . EونFاد E666عRال FمFه Eك K666ئEولFأ Eف Eك K666لEذ Eاء Eر Eى وEغEتRاب KنEم Eف Rم KهKات EوEل E666ى صEلEع RمFه EينKذ J666ال Eو . Eون F666اع Eر RمKهKد R666هEعEو Rم KهKات E666ان EمEأل

) EونFظKاف EحF(.9-1)المؤمنون: ي والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يح66دثنا عن اإليم66انك66ذلك في ص66ورة أخالق وأعم66ال وفض66ائل، كم66ا في قول66ه -Kر K66اآلخ KمRو E66يRال Eو Kالل66هKب FنKمRؤ F66ي Eان E66ك RنEصلى الله عليه وسلم-: )م Kر K66اآلخ KمRو E66يRال Eو Kالل66هKب FنKمRؤ F66ي Eان E66ك RنEمEو ،KهKار E66ى جEلKإ Rن K66سRحFيRل Eف Rل F66قEيRل Eف Kر K66اآلخ KمRو E66يRال Eو Kالل66هKب FنKمRؤ F66ي Eان E66ك RنEمEو ،Fه EفRي Eض RمKرRكFيRل Eف

) RتFك R66سEيKل RوEا أ cر R666ي Eمتف66ق علي666ه(، وقول66ه -علي666ه الص66الة خ(

FةEاط EمKا إ EاهEنRدE بRعFونE بEابcا، أ Eس RوEأ Eت�ون KسEع� و RضKب Fان EيمKوالسالم-: )اإل

عRبEة� Fش FاءEي EحRال Eو ،FهJال اللKإ EهEلK وRلF ال إ Eا ق EهFع Eف RرEأ Eو ، KيقKرJالط KنEى عEذEاأل

) KانEيمKاإل EنKرواه البخاري ومسلم(. م( والعب66ادات الش66عائرية المفروض66ة من ش66أنها أن تثم66ر زك66اة النفس بالفضائل، وطهارتها من الرذائل، كما أشار إلى ذل66كEالة J66الص JنKالقرآن إذ يقول الله -تع66الى- في ش66أن الص66الة: )إ

)Kر E66كRن FمRال Eو Kاء E66شRح EفRال KنEى عEهRنE(، ويق66ول في45)العنكب66وت: ت Rم KيهGك Eز F66ت Eو RمFه Fر G66هEطFت cة EقEد E66ص Rم KهKال Eو R66م

Eأ RنKم Rذ F66ش66أن الزك66اة: )خ ا( EهK103)التوبة: بFامEي G66الص FمFكRيEلEع EبKتF(، وفي ش66أن الص66يام: )ك

) Eون FقJتEت RمFكJلEعEل RمFكKلRب Eق RنKم EينKذJى الEلEع EبKتFا ك EمE(،183)البقرة: ك Kور وRلE ال66ز� E66ق RعEد E66ي RمEل RنEوق66ال -ص66لى الل66ه علي66ه وس66لم-: )م Fه E6666امEعEط EعEد E6666ي RنEي أKة� ف E6666اج Eح Kه J6666لKل EسRيEل Eف ،Kه K6666ب Eل E6666مEالع Eو

)FهEاب Eر E66شEو RنKم Fه E66ل EسRيEل VمKائ E66ص Jب Fرواه البخ66اري(، وق66ال: )ر( هK إKال K6666امEي Kق RنKم Fه E6666ل EسRيEل VمKائ E6666ق Jب FرEو ،Fوع F6666جRال الKإ Kه KامEي K6666ص

) Fر Eه Jرواه ابن ماجه، وصححه األلباني(. الس(م Gوخلق المسلم ال يتجزأ، فهو ليس كخلق اليهودي الذي يح66ر الربا في تعامله مع مثله، ويستحله في تعامله م66ع اآلخ66رين، وليس كخلق إنسان الغرب االس66تعماري ال66ذي يتعام66ل داخ66ل

Page 24: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

24

أوطانه بأخالق وفضائل مثالية، فإذا تعامل م66ع البالد األخ66رىسرق وظلم، وطغى واستكبر!

المسلم يعدل مع مEن يحب ومEن يك66ره، م66ع الق66ريب األق66رب،Rو E66ل Eو Kه J66لKل EاءEد Eه F66ش Kط R66س KقRالKب EينKام Jو E66وا قFونFومع العدو األبعد، )ك

) EينKب Eر R66قEاألEو KنRيEد K66ال EوRال KوEأ RمFك K66س FفRنE (، )وEال135)النس66اء: عEلEى أ

وEى R66قJلتKل Fب Eر RقEأ Eو Fوا هFلKدRوا اعFلKدRعEال تEى أEلEع VمRو Eق FآنEن Eش RمFكJن EمKر RجEي ) EونFل EمRعEا ت EمKير� بKب Eخ EهJالل JنKإ EهJوا الل FقJات E(.8)المائدة: و

- صالح المعاملة:4 والمسلم مع التزام66ه ب66الخلق والفض66يلة؛ فه66و مل66تزم ك66ذلك بمنهج رباني، بشريعة محكمة مفروضة علي66ه من رب66ه، أحلت له الحالل وحرمت عليه الحرام، وح66ددت ل66ه الواجب66ات وبينت،cله الحقوق، وفصلت له كل م66ا يحت66اج إلي66ه؛ فلم تدع66ه همال ا للفلس66فات واألنظم66ة البش66رية المتض66اربة، c66ولم تترك66ه نهب تمي666ل ب666ه عن يمين وش666مال، ب666ل رس666مت ل666ه "الص666راط المستقيم" وألزمته بالسير فيه، مراعية م66ا يع66رض علي66ه من ضرورات، فأباحت له بعض ما حظ66رت علي66ه بق66در م66ا ت66وجب الضرورة وحجمها وزمنها، من غير بغي وال عدوان، كما ق66ال

Vاغ E66ب Eر R66يEغ JرFط R66اض KنEم Eتعالى- في شأن األطعمة المحرم66ة: )ف- ) يم� Kح Eور� ر FفEغ EهJالل JنKإ KهRيEلEع EمRثK (.173)البقرة: وEال عEادV فEال إ

فالمس66لم في عالقات66ه األس66رية واالجتماعي66ة واالقتص66ادية والسياس66ية مقي66د بأحك66ام الش66ريعة اإللهي66ة، فه66و ي66تزوج أو يطلق، ويبيع ويش66تري، ويس66تأجر وي66ؤجر، ويكتس66ب وينف66ق، ويتمل666ك ويهب، وي666رث وي666ورث، ويحكم ويحتكم، ويس666الما ألوام66ر الش66ريعة ونواهيه66ا، واقتض66ائها c66ويح66ارب - وفق وتخييرها، فما أحل الله فهو حالل، وما حرم فهو حرام، وم66ا

سكت عنه فهو عفو. وإذا كان صالح العقيدة والعبادة يغلب عليهم66ا ط66ابع الص66الح الفردي المحض رغم ما يمهدان له من الصالح المتعدي؛ فإن جانب صالح األخالق والمعامالت يمثالن القنطرة ال66تي ترب66ط باب صالح الفرد بباب صالح المجتمع، ويس66تكمل الف66رد بهم66اظ E66ا ل66ه، ويالح cا في مجتمع66ه مص66لح cا صالحcأهليته ليكون عضو التداخل بين باب األخالق وباب المعامالت؛ إال أنه متى ذكرن66ا كالc منهم66ا على ح66دة فنع66ني ب66األخالق الهيئ66ة الراس66خة في النفس التي تدفعها إلى فعل المكارم وترك الرذائل، ويظهر أثر ذلك في التعامل فيFعطى كل ذي حق حقه أو يتفضل بم66ا

Page 25: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

25

هو أكثر من الحق، وأما المعامالت فنعني بها معرفة الحقوق والواجب66ات في ك66ل أن66واع المع66امالت ال66تي يتع66رض له66ا

اإلنسان.تنبيهات مهمة تتعلق بصالح الفرد

- الصالح اإلنساني والصالح المادي:1 الصالح الذي قررنا أن اإلسالم يجب أن يمثGل المرجعية العلي66ا فيه هو الصالح اإلنساني، وه6و م66ا يتعل66ق باإلنس66ان من حيث كونه إنسانcا ال من حيث لونه أو جنسه أو مهنته أو غ66ير ذل66ك، وكذلك المجتمع، وأما الصالح المادي الذي يحتاج إليه األف66راد والمجتمعات فيرجع فيه إلى السعي في األرض واستكش66اف سننها، ويؤخذ بالتجارب البشرية من المسلمين والكفار على حد سواء ما دام قد روعيت فيه ضوابط الشرع، ومع هذا فقد أرشد اإلسالم المسلم أن يعمل لدنياه بما تيسر له من فروعا أو ص66يدcا، أو c66اإلنت66اج؛ زراع66ة أو ص66ناعة أو تج66ارة أو رعي

ا لما في األرض، أو غير ذلك. cاستخراجFع Eر Rز E66ي Rو

Eا، أ c66س RرEغ FسKرRغEي VمKل RسFم RنKا م Eوفي الحديث الصحيح: )م Kه K66ب Fه E66ل Eان E66ال كKة�، إ E66يم KهEب Rو

Eان� أ E66سRنKإ RوEر� أ R66يEط Fه R66ن Kم Fل F66كRأEي Eا، فcع Rر Eز

ة�( EقEد Eد� ص E66حEأ EلEكEا أ Eمتفق عليه(، وجاء في حديث البخاري: )م( Kه J66الل JيKبEن JنKإ Eو ،KهKد E66ي Kل E66مEع RنKم Eل F66كRأEي RنEأ RنKا م cر R66ي Eخ ، ا قEط� cامEعEط

)KهKدEي KلEمEع RنKم FلFكRأEي EانEك - FمEال Jالس KهRيEلEع- Eد FاوEرواه البخاري(. د( والمهن الدنيوي66ة وإن ك66انت مباح66ة باعتب66ار اآلح66اد، ف66إن م66ا تحتاجه األمة ي66دخل في ب66اب ف66روض الكفاي66ات كم66ا س66يأتي

بيانه في معالم صالح المجتمع.- العلم والتربية:2

استعرضنا فيما تقدم معالم الشخصية المسلمة من أك66ثر من مدخل، وكلها تدور حول تبويب م66ا ج66اء ب66ه الش66رع من أم66ور علمية أو عملية ينبغي على المس66لم أن يعلمه66ا أو أن يعم66ل بها، والجهل بهذه الصورة هو ع66ائق من عوائ66ق التمث66ل به66ا، ولكن ثم66ة عوائ66ق أخ66رى يجب أن توض66ع في االعتب66ار من الشهوات والشبهات التي أشار إليها النبي -صلى الل66ه علي66هوEاتK الRغEيG فKي Eه E66ش : RمFكRيEلEى ع E66شRخEا أ J66م Kم JنKوس66لم- بقول66ه: )إ

وEى( EهRال KالتKضFمEو , RمFك Kوج Fر FفEو RمFكKونFطFرواه أحمد والطبراني، ب( وص66ححه األلب66اني(، ومKن ثEمJ فلكي نص66ل إلى تل66ك الص66ورة المطلوب66ة الب66د من علم به66ا، والب66د من معرف66ة بالعقب66ات وبكيفية التغلب عليها؛ مما يعني أن أي منهج لإلص66الح ينبغي

Page 26: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

26

أن يتض66من أنش66طة علمي66ة وأخ66رى تربوي66ة غرض66ها ت66رويضالنفوس على تلك المعاني الفاضلة.

- الصورة المثالية والتكفير:3 استعرضنا فيما تقدم مع66الم الشخص66ية المس66لمة وغ66ني عن ال66ذكر أن مEن يس66تعرض مث66ل ذل66ك إنم66ا يس66تعرض الص66ورة النموذجية المثالية، وال يFتص66ور غ66ير ذل6ك؛ ألن المطل66وب ه6و

تحفيز الجميع تجاه العلم والعمل بهذه الصورة. ولكن هل يترتب على هذا أن مEن خالف تلك الصورة المثالي66ة

في أي جانب من الجوانب قد خرج من اإلسالم؟!هذه القضية لها متعلقان:

في حق هذا الشخص أال يخرج66ه أح66د من دين الل66ه إال األول:بحكم من الله.

ح66ق األم66ة أال تس66لب بعض أبنائه66ا "وإن ك66ان في الث66اني: التزامه بدينها خلل"، كما أن األم ال ترضى بقتل ابنه66ا الع66اق

وإن كانت بال شك تتمنى أن يتراجع عن عقوقه. ومKن ثEمJ ك66انت معرف66ة وس66طية المنهج في غاي66ة األهمي66ة، ف6666الحق وس6666ط بيRن الوع6666د والوعي6666د, وبين الخ6666وارج

أما الخوارج فقد جنوا على عصاة المس66لمين كم66ا والمرجئة، جن66وا على أم66ة اإلس66الم؛ إذ أخرج66وا منه66ا أك66ثر أبنائه66ا، ب66لا على األرض cأص66بحت بعض جماع66ات التكف66ير ال ت66رى مس66لم غير مEن انتمى لجماعتهم، وإن كانوا يعدون على أص66ابع الي66دا! وم66ع خط66ورة ه66ذا المس66لك ف66إن مس66لك c66الواح66دة أحيان "المرجئ66ة" في غاي66ة الخط66ورة ه66و اآلخ66ر؛ ألنهم في س66بيل اله66روب من تكف66ير م66رتكب الكب66يرة زعم66وا أن66ه مEن نط66ق

بالشهادتين ال يضره بعد ذلك ما فعل!cن يقض66ي على الم66ريض بالقت66ل ب66دالEفحال الخوارج كح66ال م ا c66ن يجعل أكثر الناس مرضEمن العالج، وحال المرجئة كحال م

ا للصحة والعافية! cمقياس والحق وسط بيRن هذا وذاك, فإن القرآن والسنة يدعوان إلى الصورة المثالي66ة ويرغب66ان فيه66ا, ويرهب66ان من أي66ة مخالف66ة, ولكن هذا مع وجود نصوص تبيGن أن م66رتكب الكب66يرة ال يكف66ر وأنه ما زال في دائرة اإلسالم، فنرى في س66ياق الكالم على كبيرة من أكبر الكبائر والتغليظ في حقها وهي قتل المؤمن

ء�( Rي E66ش Kيه KخEأ RنKم FهEل Eي KفFع RنEم Eالبق66رة: يقول الله -تعالى-: )ف(178.)

Page 27: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

27

وبهذا يتبين لنا أن الدعوة إلى الصورة المثالية ال يعني تكفير مEن خالفه66ا، ب66ل ال يكف66ر إال مEن حكم الل66ه بكف66ره بارتكاب66ها من نواقض اإليمان، وأم66ا المعاص66ي فتنقKص اإليم66ان، cناقض

ولكن ال تزيله بالكلية. وبهذا العرض نكون ق66د انتهين66ا من الكالم على مع66الم ص66الح

د .الفر

معالم التغيير

أن اإلسالم دعا إلى إصالح البشر، وأن إص66الح البش66ر يحص66لبإصالح أفراده، ثم بإصالح مجموعة في حال اجتماعهم.

ومن هنا يتبين أهمية اإلصالح االجتماعي، وأنه ال يقل أهمي66ةوEلJى E6ا تEذK إ Eعن اإلصالح الفردي؛ ول6ذلك ق6ال الل66ه -تع6الى-: )و اللJهF ال Eو Eل RسJالن Eو Eث Rر EحRال EكKل RهFي Eا و Eيه Kف Eد Kس RفFيKل Kض Rر

Eي األKى فEع Eس ادE()البقرة: Eس EفRب� ال KحF205يKض Rر

Eي األKوا فFد K66س RفFال تE(، وق66ال: )و ا()األعراف: Eه Kالح RصKإ EدRعE56ب.)

وسوف نتناول في ه66ذا المق66ال أهم مع66الم ص66الح المجتم66عفي اإلسالم مKن خالل بحث عدة نقاط:

أوالc: األساس الذي يقوم عليه المجتمع المسلم : وقد قدمنا )أ(- المجتمع المسلم قائم على الرابطة اإليمانية:

ا إلى c66أن اإلنسان اجتماعي بطبعه، وبالتالي فإنه يسعى دائم أن يك66ون ف66ردcا من مجم66وع يش66عر تج66اههم بانتم66اء خ66اص،ا من ه6ذه c6ويتبادل معهم المنافع، وقد عرفت البش6رية أنواع المجتمعات، منه66ا "نظ66ام العائل66ة"؛ وه66و ق66ائم على النس66ب الفردي، وأوسع من66ه قليالc أن ترتب66ط العائل66ة م66ع غيره66ا من العائالت التي تجرى بينهم مصاهرات، ثم القبيلة التي تق66وم على النسب البعيد نسبيwا، وارتقت الروابط في بعض األحيان إلى درجة األمة التي ترتبط بالنسب البعيد، واتح66اد الم66وطن

واللغة. أن نش66ير إلى أن الع66رب رغم امتالكهم ومن الج66دير بال66ذكر:

لمقوم666ات األم666ة إال أن الرواب666ط بينهم وقفتR عن666د ح666د "القبيلة"، وادخر الله لهم دعوة إبراهيم وإسماعيل -عليهم66ا

) Eك E66ل cة EمKل R66سFم cة J66مFا أ E66نKتJي GرFذ RنKمE(،128)البق66رة: الس66الم-: )و cوال F66س Eر Rم KيهKف RثEعRاب Eا و E66نJب Eليستجيب لها مع الدعوة األخ66رى: )ر

Page 28: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

28

Rم KيهGك Eز F66ي Eو Eة E66مRك KحRال Eو Eاب E66تKكRال Fم Fه FمGلEعFي Eو Eك K66اتEآي Rم KهRيEلEو عFلRتEي Rم FهRن Kم ) FيمKك EحRال Fي66زKزEعRال EتRنE كE أ J66نK (؛ فاس66تجاب الل666ه129)البق66رة: إ

للدعوتين معcا فجعل ظهور العرب كأمة مرتبط ببعثة الن66بي -صلى الله عليه وسلم-، وفي ه66ذا يق66ول عم66ر بن الخط66اب - رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل ق66وم فأعزن66ا الل66ه به66ذا ال66دين،

فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله".ا c66وهذه الروابط ال66تي تع66ارفت عليه66ا البش66رية تتض66من عيوب

جوهرية... أبرزها:- قيامها على أمور مادية وجبرية.1 - عدم إمكان اتساعها بأي ح66ال من األح66وال لتس66ع الجنس2

البشري كله، ومن هنا جاء اإلسالم بجعل الرابط66ة األساس66ية في المجتم66ع هي الرابط66ة اإليماني66ة، ومKن ثEمJ فهي تتم66يز

بأمور، من أهمها:- قيامها على أمر عقلي اختياري.1- إمكان اتساعها لتشمل البشر جميعcا.2

ه J66ومع هذا فلم يهدر اإلسالم قيمة رابطة النس66ب، وإنم66ا وج إلى جعلها وسيلة للوصول إلى الرابطة األصلية، ق66ال الل66ه -RمFاك E66نRلEع EجEى وEثRنF أ Eو VرEكEذ RنKم RمFاكEن RقEل Eا خJنK ا النJاسF إ Eي�هE تعالى-: )يEا أEه J66الل JنKإ RمFاك E66قRتE هK أ J66الل EدRن Kع RمFك Eم EرRكEأ JنKوا إ Fف EارEعEتKل EلKائEب EقEا وcوبFع Fش

) بKير� Eيم� خKلE(.13)الحجرات: ع على أنه لم يEسمح قط بتقديم ش66يء من ه66ذه الرواب66ط على

ونE الرابطة اإليمانية، F66ن KمRؤFا ي c66مRو Eق Fد K6جEيقول الله -تعالى-: )ال ت انFوا E66ك Rو E66ل Eو FهEول F66س EرEو Eه J66الل Jاد E66ح RنEم Eاد�ونEوFي Kر Kاآلخ KمRوEيRال Eو KهJاللKب

... Rم FهEت Eير K66شEع RوEأ Rم FهEان Eو R66خKإ Rو

Eأ RمFهEاء E66نRبE وR أEأ RمFهEاء E66المجادل66ة ( آب(

22.) وال ينبغي أن يFفهم من قولن66ا "إن المجتم66ع المس66لم ق66ائم على الرابطة اإليمانية" عدم جواز عيش غير المسلم في66ه أو

ولكن المقص66ود أن أنه م66تى ع66اش في66ه لم يكن ل66ه حق66وق! يعلي المسلمون شأن الرابطة اإليمانية في أي مك66ان ك66انوا، فإن كانت البالد تحت حكمهم تعاملوا م66ع مEن يتع66ايش معهمRمEل EينKذ J66ال KنEع Fه J66الل FمFاك EهRنEمن الكفار وفق قوله -تعالى-: )ال ي RمFوه ر� E66بEت RنEأ RمFكKار E6يKد RنKم RمFوك F6جKر RخFي RمEل Eو KينGي ال6دKف RمFوكFلKات E6قFي

) EينKط Kس RقFمRب� ال KحFي EهJالل JنKإ Rم KهRيEلK طFوا إ Kس RقFت E(، وال8)الممتحنة: و ا في بالد أخ6رى؛ إال إذا ك6ان w6يج6وز للمس6لم أن يقيم اختياري

ا على إظهار شعائر دينه. cقادر

Page 29: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

29

إذا ك66ان المجتم66ع )ب(- المجتمع المسلم قائم على العقيدة:ا على "الرابطة اإليمانية" فه6ذا يع6ني من جه6ة cالمسلم قائم أخرى أنه قائم على العقيدة اإلسالمية، وقد تقدم في الكالم على معالم الفرد المسلم أن جميع أموره نابعة من عقيدت66ه، وكذلك المجتمع المسلم يبني نظمه وأهدافه وغاياته ويضبط

العالقات بيRن أفراده بناءc على هذه العقيدة. )ج(- المجتم6666ع المس6666لم ق6666ائم على إنك6666ار العص6666بية

والمقص66ود بالعص66بية التناص66ر ب66الحق وبالباط66ل الجاهلي66ة: الشتراك المتناصرين بالنسب، أي: نسب القبيل66ة أو الس66اللة أو األس66رة، وك66ان ه66ذا المفه66وم للعص66بية ه66و الش66ائع عن66دا c66العرب قبل اإلسالم، فكان أفراد القبيلة ينصر بعض66هم بعض

في الحق وفي الباطل النتسابهم إلى قبيلة واحدة! فق66د ج66اء في وقد أنكر اإلسالم هذه العص66بية وأم66ر بنب66ذها،

RنEالحديث الش66ريف عن الن66بي -ص66لى الل66ه علي66ه وس66لم-: )م ،VةJيKب E66صEعKل Fب E66ضRغEي Rو

Eأ VةJيKب E66صEى عEلKو إFعRد E66ي ،VةJي Gم Kع VةEاي Eر Eت RحEت EلEات Eق لKيJة�( Kاه Eج FهFتEلRت Kق Eرواه أبو داود والنسائي، وصححه األلب66اني(، ف(

ا E66هJنKإ Eا، ف E66وهFعEوقال -عليه الص66الة والس66الم- عن العص66بية: )د نRتKنEة�( Fمتفق عليه(. م(

ا" وبعد أن كان شعار الجاهلية: c66ا أو مظلوم cانصر أخاك ظالم" بمعنى كن بجانبه في الح66الين، أص66بح الش66عار في اإلس66الم:ا بأن تقف cا بأن تمنعه من الظلم، أو مظلوم cانصر أخاك ظالم

بجانبه ضد ظالمه. وذم العصبية في اإلسالم ال يقف عن66د ح66د العص66بية القائم66ة

وإنم66ا يتع66داها على أساس المشاركة في القبيلة أو الجنس، إلى كل عصبية قائمة على سبب آخر "ما دام جوهر العص66بية موجودcا؛ وهو نصرة الغير بالباط66ل بس66بب ه66ذه المش66اركة"، وعلى هذا فانتصار أصحاب اإلقليم الواحد أو الحرفة الواحدة أو المذهب الواحد بعضهم لبعض في الباطل هو مKن العصبية

المقيتة المذمومة. إن خلو المجتمع اإلسالمي من العصبية بأنواعها يقلل ف66رص االعت666داء والظلم والبغي، ويس666اعد على ش666د األف666راد إلى مع66اني الح66ق والع66دل، وفي ه66ذا كل66ه خ66ير مؤك66د للمجتم66ع

وألفراده.ثانيcا: سمات المجتمع المسلم:

ج66اء اإلس66الم بكث66ير من الص66فات ال66تي يجب أن يتحلى به66ا

Page 30: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

30

المجتمع المسلم، وبعضها يتعلق بعالقة أفراد المجتم66ع فيم66ا بينهم، وبعضها يتعل66ق بعالق66ة األف66راد بالدول66ة، وكث66ير منه66ا متداخل، فالمواس66اة من الغ66ني للفق66ير ت66دخل في الن66وعين معcا حيث يشرع أن يق66وم به66ا األف66راد تج66اه بعض66هم البعض، كما أن الدولة مسئولة عن تنظيم بعض صور هذه المواس66اة:

"كالزكاة".ومن هذه السمات التي يبرز فيها دور المجتمع أكثر:

- قيام المجتمع على مكارم األخالق.1 - السعي نح66و إقام66ة المجتم66ع الفاض66ل )األم66ر ب66المعروف2

والنهي عن المنكر(.- المواساة.3

ومن السمات التي يظهر فيها دور الدولة أكثر:- تحقيق قدر متوازن من "الحرية - العدالة - المساواة".1- حفظ المال العام وإدارته.2 - حماي66ة البالد. وس66وف ي66أتي الكالم على ه66ذا الن66وع عن66د3

الكالم على سمات الدولة.وهذا توضيح يسير للسمات المذكورة في النوع األول:

- قيام المجتمع على مكارم األخالق.1 - السعي نح66و إقام66ة المجتم66ع الفاض66ل )األم66ر ب66المعروف2

فهذا المجتمع ينبغي أن يشيع فيه األمر والنهى عن المنكر(:دRعFونE إKلEى E66ة� ي J66مFأ RمFكRن Kم RنFكEتRل Eبالمعروف والنهي عن المنكر )و FمFه Eك K66ئEولFأ Eو Kر E66كRن FمRال KنEع EنRو E66هRنEي Eو Kوف FرRع EمRال K66ب Eون FرFم

Rأ E66ي Eو KرRي EخRال ) Eون FحKل Rف FمR(.104)آل عمران: ال

الب66د أن يوج66د ت66راحم وت66واد بيRن أف66راد ه66ذا - المواس66اة:3EينKن KمRؤ FمRال FلEث Eالمجتمع، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: )م تEكEى R66ا اشEذK دK إ E66سEجRال Fل E66ث Eم Rم Kه KفFاطEعEت Eو ، Rم KهKم Fاح EرEت Eو ، RمKهGاد EوEي تKف

مJى( FحRال Eو Kر Eه J66السKب Kد E66سEجRال FرKائ E66س Fه E66ى لEاعEد E66و� ت R66ضFع FهRن Kرواه م( البخاري ومسلم(.

وهذه خطوط عام66ة، ب66داخلها تفاص66يل: ف66التراحم من66ه ج66زء واجب كأداء الزكاة، ومنه جزء مس66تحب كالص66دقات والنفق66ة على األق66ارب تجب في أح66وال وال تجب في أح66وال, وك66ذلك األخ66وة اإليماني66ة وحقوقه66ا, وحق66وق اإلخ66وة ومنه66ا حق66وق

واجبة ومنها حقوق مستحبة، فهذا هو المجتمع المسلم.ثالثcا: اللبKنة الرئيسية للمجتمع )األFسرة(:

إصالح المجتمع يأتي من خالل هذه المجتمعات الصغيرة, ب66ل

Page 31: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

31

ا م66ا تك66ون في c66الدقة تقول كأن نقطة البداي66ة دائم Eإن أردت ه66ذه المجتمع66ات الص66غيرة، وهي "األس66رة", ومKن ثEمJ تج66د الشرع قد اعتنى بها عناية بالغ66ة، فهن66اك كالم عن المجتم66ع كك66ل، وهن66اك كالم مفص66ل ج66دwا على األس66رة؛ فال نكتفي

)KهKتJي Kع Eر RنEول� عFئ RسEم RمFل�كFك Eو ، Vاع Eر RمFل�كFمتفق عليه(، بقواعد: )ك( فهذه قاعدة عامة تنطبق على المجتمع الكبير وتنطب66ق على األسرة, ولكن نجد األسرة تحديدcا فيه6ا تفاص6يل على اختي6ار الزوج واختيار الزوجة من بداية تكو� األسرة, واألس66اس ال66تي تق66وم علي66ه العالق66ة، وواجب66ات ال66زوج وواجب66ات الزوج66ة,ر, واألبناء، وتربي66ة األبن66اء… ك66ل Eوحقوق كل منهما على اآلخ ه666ذه أم666ور تفص666يلية؛ ألن األس666رة هي اللبن666ة األساس666ية

للمجتمع.

رابعcا: المحضن التربوي الرئيسي )المسجد(: والمس666جد ه666و أخص المجتمع666ات الص666غيرة في المجتم666عا في66ه أخ66وة إيماني66ة، c66اإلس66المي، لم66اذا؟! ألنن66ا نري66د مجتمع والمكان الذي يأتي إليه الناس من أجل تجديد اإليم66ان أو من أجل القيام بواجبات إيمانهم "هو المس66جد"، ف66إذن ه66ذه هي

الصورة المثالية. كذلك نريد مجتمعcا فيه األمر ب66المعروف والنهي عن المنك66ر,ا من c66ا تمام c66والمسجد هو المكان الذي يفترض أن يك66ون خالي

المنكرات, فحتى مEن يفعل المنكرات ال يدخل بها المسجد.ا, واالنتظ666ام في الص666فوف c666ا متراحم c666ك666ذلك نري666د مجتمع وااللتحام وتالمس األكتاف بين الفق6ير والغ6ني ه6و ال6تراحم

بعينه! إذن المسجد هو المك66ان ال66ذي يمكن أن تنم66و في66ه ك66ل ه66ذه

األمور. ثم إن المسجد هو المكان المثالي لتربية األفراد؛ فهو أفضل مكان يمكن أن يتلقى فيه ومن66ه قيGم األس66رة أو رب األس66رة ما ينبغي أن يقوم به في أسرته, أما في تربية األس66ر ف66أنت ال تستطيع أن تصل لألسر في واقع األم66ر، وإنم66ا تص66ل إلى

بعض أفرادها. إذن في منهج الص66الح واإلص66الح ال66ذي نتح66دث عن66ه يك66ون للمسجد دور جوهري في إص66الح األف66راد، وإص66الح المجتم66ع،

وإصالح األسرة التي هي اللبنة الرئيسية للمجتمع.

Page 32: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

32

ويجدر بنا هنا أن نؤكد على مع66نى، وه66و أن بعض االتجاه66ات اإلسالمية لها منهج في الصالح واإلصالح فوجدوا أن اإلسالم اعتنى عناية خاصة باألس66رة، فق66الوا: ال ب66أس ب66أن نستنس66خ نظام األسرة ونكون أسرة صناعية، بمعنى أن كل خمس66ة أو ستة أفراد يكونون أسرة ويكونون على درجة تراب66ط ش66ديدة جدwا يتدارسون معcا ويجلسون معcا، ونحو ذلك, وهذه لها فوائدن ب66أن يتم ه66ذا كل66ه في Eق66ارFا أن تcكث66يرة، ولكن ال يمكن أب66د

المسجد. فالمسجد يحقق لك معادلة صعبة وهي أنه مكان في66ه مع66ايير الصالح كاملة, وفي الوقت نفسه مفتوح على المجتمع ال66ذي يع666اني من مش666كالت، فال يجعل666ك تش666عر بعزل666ة عن ه666ذا المجتمع، وال تقتطع نفسك منه, وكل أفراد المجتمع يمكنهم الدخول والخ66روج بحري66ة, ليتم التواص66ل الط66بيعي التلق66ائي بين مEن يري66د أن يوظ66ف وقت66ه وجه66ده في عملي66ة اإلص66الح

وبين جميع أفراد المجتمع. بينما إذا اعتFمدت محاضن تربوية تحقق درج66ة عزل66ة حقيقي66ةا ه66ذه التربي66ة في م66واطن خاص66ة c66عن المجتمع بأن تتم دائم فربما تعمق عزلة غير مرغوب فيها؛ ألن الواجب هو االنفتاح على الناس؛ ال سيما إذا انضم لفك66رة األس66ر الخاص66ة م66ركب فكري يتحدث عن العزل66ة الش66عورية ال66تي تح66دث عنه66ا بعض

المفكرين وعممها لتعم المجتمعات المسلمة!

ا نحذر من أن تأخذ روشتة مكتوبة لش66خص غ66يرك؛ cونحن دائم فاحذر أن تأخذ روشتة مكتوبة لمجتمع جاهلي بما تعنيه كلمة جاهلي من أنه كافر ومعادV للش66ريعة، وتطبقه66ا على مجتم66ع

فف6رق كب66ير ج6دwا بيRن مسلم فيه انحراف6ات أو في66ه جاهلي66ة؛ مجتمع جاهلي ومجتمع فيه جاهلية, فالروشتة هنا تقول ل66ك احتضن الجميع؛ ألنهم مس66لمون ويحب66ون اإلس66الم وإن ك66ان فيهم انحراف66ات، لكن يس66هل ج66دwا أن تFع66الEج ل66و وEج66دوا مEن يحنون عليهم, ووجدوا من يعلمهم, ووجدوا من يش66عر معهم

بشعور الجسد الواحد. فإذن عندما نتح66دث عن بالد المس66لمين فالمحض66ن ال66تربويالرئيسي هو المسجد, وفي مرحلة من مراحل دعوة الن66بي - صلى الله عليه وسلم- كان المحض66ن ال66تربوي الرئيس66ي ه66و

Page 33: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

33

دار األرقم بن أبي األرقم؛ لم66اذا؟ ألن66ه مجتم66ع ك66افر وع66دد المسلمين قليل، والمجتمع يواجههم بعنف وإيذاء، وال يوج66د فرص66ة لكي يتعلم األف66راد وي66تربون إال باالجتم66اع في مك66ان منع66زل، فك66انت دار األرقم بن أبي األرقم في ه66ذا ال66وقت وكانت خارج مكة على جبل الصفا -خ66ارج مك66ة بمع66ايير ذل66كالزمان فكانت في أقصى أط6راف مك6ة- فلج6أ إليه6ا الن6بي -

صلى الله عليه وسلم-. أما مEن كان يملك مKن الصحابة منعة أو نحو ذلك فك66ان يخ66رج إلى المجتمع مع كفر ذل66ك المجتم66ع, وك66ان الرس66ول -ص66لى الل66ه علي66ه وس66لم- ي66رغبهم في ذل66ك؛ فال ي66أتي أح66د اآلن ويستنسخ هذه التجربة! فمن جهة نحن أمام مجتم66ع مس66لم, ثم إن وجد إيذاء� فال يبلغ أب66دcا أن تغل66ق على نفس66ك, فلم66اذا

تغلق على نفسك بنفسك وتقتل نفسك بنفسك؟! إذن فالص66ورة األنس66ب لوض66عنا اآلن ه66و أن المس66جد ه66و المحضن التربوي الرئيسي، وليس أنه مسجد نحرص على أنه يكون مغلق األبواب والشبابيك! ال ب66ل مس66جد مفتح األب66واب والشبابيك منفتح على المجتمع خارجه, متفاعل مع المجتمع في تعليم الشرع والتربية عليه, ومص66الح المجتم66ع كك66ل في أنش66طة: "ك66العالج المج66اني - والعالج المخفض - والتص66دق باألدوية الزائدة - وفصول التقوية - ... " فأي نشاط يستطيع المسجد أن يضيفه إلى ملحقاته ففيه خ66ير, وليس المقص66ود بالمسجد المكان المع66د للص66الة، ولكن نق66ول أن يك66ون ذل66ك المسجد هو الم66وطن ال66ذي ي66رى الن66اس في66ه العلم بالش66رع والتطبيق للشرع, وتيس66ير حاج66ات الن66اس المباح66ة بأس66رها, فينطبق المجتمع القائم على اإلخ66وة اإليماني66ة, الق66ائم على األم66ر ب66المعروف والنهي عن المنك66ر, الق66ائم على ال66تراحم والتواصل، وغيرها من سمات ذل66ك المجتم66ع المس66لم... إذن

فمن صالح المجتمع ما ذكرنا.ا: أنظمة المجتمع: cخامس

م66ا س66بق أن قررن66اه ه66و مع66الم للنظ66ام االجتم66اعي في اإلسالم، وهو موزع -كما سبق- بيRن المجتمع والدول66ة، وثم66ة أنظمة أخرى قد يرى البعض أنها أقرب إلى واجب66ات الدول66ة، ولكن الفق666ه اإلس666المي مس666تقر على أن جمي666ع ف666روض الكفايات واجبة على األمة ابتداء، واإلمام نائب أو وكيل عنها مع مشاركة األمة له في ذل66ك، وفي ح66ال غياب66ه أو تقص66يره

Page 34: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

34

فيجب على األم66ة أن تتع66اون فيم66ا بينه66ا على أداء الممكنمنها، وما عجزوا عنه؛ انصرف األمر إلى األخذ بأسبابه.

ومKن ثEمJ فيجب أن يكون من مع66الم إص66الح المجتم66ع تبص66يره بجوانب الحياة التي ينظمها اإلسالم، ودور المجتمع والدول66ة فيه66ا، ومن ه66ذه الج66وانب: التعلم والتعليم، ونظ66ام اإلفت66اء، ونظام اإلعالم، ونظ66ام الم66ال أو نظ66ام االقتص66اد؛ باإلض66افة إلى نظام الحكم واألنظمة التي تقتضي المصلحة أال يتواله66ا

إال الممكJن: كنظام الجهاد، ونظام الجريمة والعقاب.

معالم صالح الدولة

ونذكGر بيRن يدي هذا الموضوع به66ذه الفق66رة ال66تي س66بق وأن ذكرناه66ا في المق66ال الث66اني من ه66ذه السلس66لة عن عالق66ة

الفرد والمجتمع والدولة.أوالc: حاجة البشرية إلى صالح "الفرد - والمجتمع - والدولة": عن66د التأم66ل في ت66راث العل66وم اإلنس66انية ال س66يما االجتم66اع والسياس66ة، س66وف نج6د أن هن66اك حقيق6ة تك6اد تجم6ع عليه6ا البش66رية ع66بر تاريخه66ا، وهي الحقيق66ة القائل66ة: إن اإلنس66ان كائن اجتماعي بطبعه، وإن66ه ال يس66تطيع العيش منف66ردcا، وإن األفكار القائلة بالفردانية تبقى مجرد أفكار فلس66فية ال تج66د تطبيقات عملي66ة له66ا؛ إذ أن التج66ارب االجتماعي66ة أثبتت دوام

انتماء اإلنسان إلى جماعة. وحياة الفرد ال تستوي طبيعيwا واجتماعيwا وسياس66يwا، إال ض66من مجتمع ينتمي إليه بالوالدة أو باالختيار, وكون اإلنس66ان ج66زءcا من جماعة يع66ني خض66وعه لبعض القي66ود والواجب66ات، إذ الب66دا ك66انت درج66ة تط66وره "أس66رة - w66ا كان نوعه وأيwلكل مجتمع أي قبيلة - عشيرة - دولة" مKن نظام يحكمه، ومن س66لطة تت66ولى

قيادته. والمجتمعات المستقرة جغرافيwا على م66دار الزم66ان ع66ادة م66ا تستطيع أن تفرز نظام حكم ث66ابت لينتج من ه66ذه الثالث66ة م66ا

يFسمى بالدولة.ونعني بهذه الثالثة:

- مجموع األفراد المتعايشين معcا )المجتمع(.1

Page 35: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

35

- الحدود الجغرافية.2- نظام الحكم.3

لحين ع66بر الت66اريخ R66ومع اطراد هذا األم66ر انش66غل عام66ة المص بوضع نموذج للصورة المثالية التي ينبغي أن يكون عليها:

- الفرد من تصورات عقلية، وسلوكيات عملية.1- العالقات االجتماعية بيRن األفراد.2 - الصورة المثالية لنظام الحكم، ال سيما فيم66ا يتعل66ق بع66دم3

طغي66ان الدول66ة على حري66ات األف66راد، وق66درتها على تحقي66ق العدالة بأنواعها من التوزيع العادل للثروات العامة، وتحقي66ق

العدالة االجتماعية والقضائية. إذن، عندما نتحدث عن صورة صالح إنساني فالب66د أن نتح66دث عن الف66رد والمجتم66ع والدول66ة, وإغف66ال أي ج66انب من ه66ذه

الجوانب يساوي ترك ثغرة للفساد.ثانيcا: األدلة على وجوب إقامة نظام للحكم في اإلسالم:

وا - فمن الكت66اب:1 F66يعKطEأ Eو Eه J66وا الل F66يعKطEقول66ه -تع66الى-: )أ ) RمFكRن Kم Kر R66مEي األKولFأ Eو Eول Fس J(، وأول66و األم66ر: هم59)النس66اء: الر

ا. cاألمراء، وأدخل بعضهم في مفهوم أولي األمر: العلماء أيضKذEا - ومن السنة القولية:2 قوله -ص66لى الل66ه علي66ه وس66لم-: )إ

) RمFهEد E66حEوا أ Fر GمEؤ F66يRل Eف Vر Eف E66ي سKة� ف E66الثEث Eج Eر E66رواه أب66و داود، خ( وصححه األلباني(، وإن ك66ان واردcا في إم66ارة الس66فر؛ إال أن66ه على وج66وب إقام66ة الحكم اإلس66المي من ب66اب أولى، وفيRت E66ض KقFا انت EمJلFك Eف ،cةEو Rعر cةEو RرFع Kالم Rى اإلس EرFع Jن Eض EنقFالحديث: )لت ، FمRك Fا الح Ec66ض RقEن Jن FهFل Jو

Eأ Eليه66ا، وEالتي ت K66ب Fالن66اس FثJب E66شEة� تEو Rر F66ع )Fالة Jالص JنFه Fر Kرواه أحمد وابن حبان، وصححه األلباني(. وآخ(

الحكم على النهج اإلسالمي، وي66دخل في66ه والمقصود بالحكم: بالض66رورة وج66ود الخليف66ة ال66ذي يق66وم به66ذا الحكم، ونقض66هرن بنقض الص66الة F66يعني التخلي عنه وعدم االلتزام به، وقد ق

وهي واجبة، فدل على وجوبه. أن الرسول -صلى الله علي66ه وس66لم- - ومن السنة الفعلية:3

د لها وه66و في Jأقام أول دولة إسالمية في المدينة بعد أن مه مك66ة، وص66ار ه66و -ص66لى الل66ه علي66ه وس66لم- أول رئيس لتل66ك الدولة اإلسالمية التي قامت في المدينة، وما معاهداته -عليه الصالة والسالم- مع يه66ود المدين66ة ثم م66ع غ66يرهم إال مظه66را لدول66ة c66من مظاهر السلطان، الذي أخذ يباشره بصفته رئيس

اإلسالم.

Page 36: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

36

ثالثcا: معالم نظام الحكم اإلسالمي:- سيادة الشريعة:1

Fه J6ى الل E6ضEا قEذK ةV إ E6ن KمRؤ Fال مEو VنKمRؤ F6مKل Eان E6ا ك E6مEلقوله -تعالى-: )و EهJالل KصRعEي RنEمEو RمKهKر Rم

Eأ RنKم Fة EرEي KخRال Fم FهEل EونFكEي RنEا أ cر RمEأ FهFول Fس EرEو

ا( c66ينKب Fم cالال E66ض Jل E66ض Rد E66ق Eف FهEول F66س EرE(، وس66يادة36)األح66زاب: و الشريعة ال تصادKر على الحكوم66ة أم66ر التنظيم؛ ألن النص66وصا من c66قليلة، والحوادث غير متناهية، وحياة الناس تتطلب نوع التنظيم في المرور والجوازات، وغيرها من أمور الحياة التي تحت66اج إلى تنظيم، فمن ح66ق الحكوم66ة وض66ع تنظيم66ات ال

تخالف الشريعة.- الشورى:2

وهي الرجوع إلى أهل الرأي واالختصاص في األمور ال66تي ال يوجد فيه66ا نص ش66رعي واض66ح؛ للوص66ول إلى األص66لح لألم66ة واألنف66ع له66ا, وق66د وردت الش66ورى بمعناه66ا الع66ام المتعل66قEينKذ J666ال Eبنظ666ام الحكم في اإلس666الم في قول666ه -تع666الى-: )و ا J66مKمEو Rم FهEنRيEى ب Eور F66ش RمFه Fر Rم

Eأ Eو Eالة Jوا الص Fام EقEأ Eو Rم KهGب EرKوا لFاب EجEت Rاس ) Eون Fق KفRنFي RمFاهEن Rق Eز E(.38)الشورى: ر

فائدة نطاق الشورى في النظام السياسي اإلسالمي: أ - النصوص الشرعية التي تكون داللتها محتملة وغير قطعي66ة على المراد، ويحتاج المسلمون للوصول فيه66ا إلى رأي راجح راف66ع للخالف؛ يح66ال األم66ر فيه66ا للفقه66اء في الش66ريعة

اإلسالمية. ب - ما يتعلق باألمور الدنيوية ال66تي لم تتط66رق له66ا الش66ريعة بصورة مفصلة، ويكون مدار قبوله66ا أو رفض66ها على تحقي66ق المص666الح أو درء المفاس666د: كالمعاه666دات الدولي666ة, وتنظيم االقتص66اد والسياس66ات المالي66ة, ووض66ع األنظم66ة للمب66اني والطرق... وغير ذلك من المسائل، فهذه ينظر فيه66ا أعض66اء مجلس الش66ورى, وهم في الغ66الب يس66تعينون ب66رأي أه66ل

الخبرة واالختصاص.- العقد االجتماعي في النظام اإلسالمي عقد حقيقي:3

ا بين w66ا وهميcإذا كان النظ66ام ال66ديمقراطي ق66د اف66ترض عق66د أف66راد المجتم66ع كك66ل، وبين الحك66ام والمحك66ومين على وج66ه الخصوص، فإن هذا العقد في اإلس66الم عق66د حقيقي مكتم66لEه J66الل JنKن الل66ه ح66دوده في قول66ه -س66بحانه-: )إJاألرك66ان، بي

Kاس J66الن EنRيEب RمFت RمEك Eا حEذK إ Eا و E66هKل RهEى أEلK انEاتK إ EمEد�وا األEؤFت RنEأ RمFك Fر FمRأEي

Page 37: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

37

يعcا Kم E66س EانEك EهJالل JنKإ KهKب RمFكFظKعEا ي JمKعKن EهJالل JنKإ KلRدEعRالKوا بFمFك RحEت RنEأ Eول F66س Jوا الر F6يعKطEأ Eو Eه J66وا الل F6يعKطEوا أ F66ن Eآم EينKذ J6ا ال E66ي�هE ا . يEا أ cير KصEب Kه J66ى اللEلKإ Fد�وه Fر E66ف Vء Rي E66ي شKف RمFتRع Eاز E66نEت RنKإ E66ف RمFكRن Kم Kر RمEي األKولFأ Eو ر� R66ي Eخ Eك K66لEذ Kر K66اآلخ KمRو E66يRال Eو Kه J66اللKب Eون F66ن KمRؤFت RمFتRنFك RنKإ Kول F66س Jالر Eو

وKيالc()النساء:RأEت Fن EسRحEأ E59-58و.)

- العقد بين الحاكم "الحكومة" واألمة عقد وكالة:4 خاطب الله -سبحانه- األمة بتنفيذ أحكام الشرع وإعالء كلم66ة الل66ه في األرض، وإقام66ة المجتم66ع اإلس66المي الفاض66ل فيFاء E66يKل Rو

Eأ Rم Fه F66ضRعEب Fات E66ن KمRؤ FمRال Eو EونFن KمRؤ FمRال Eنصوص كثيرة، منها: )و )KرEكRن FمRن الEع EنRو EهRنEي Eو Kوف FرRع EمRالKب Eون Fر Fم

RأEي VضRعEا71)التوبة: بEي( ،) وR عEلEى E66ل Eو Kلل66ه EاءEد Eه Fش Kط Rس KقRالKب EينKام Jو Eوا قFونFوا كFن Eآم EينKذJا ال Eي�هE أ

) EينKب Eر R66قEواأل KنRيEد K66ال EوRال RوEأ RمFك Kس FفRنE ارKق135F)النس66اء: أ J66السEو( ،)

ا()المائ66دة: Eم FهEيKدRيE اقRطEعFوا أ Eف Fة EقKار JالسEي38وKان Jال66ز Eو Fة E66يKان Jالز( ،) )VةEد R66ل Eج Eة E66ائ Kا م E66م FهRن Kم Vد K66احEو Jل F66وا كFد K66ل Rاج E(، فه66ذه2)الن66ور: ف

النص666وص وأمثاله666ا كث666ير... ت666دل على مس666ئولية جماع666ةالمسلمين عن تنفيذ أحكام اإلسالم.

ة E66وما دامت األمة مسئولة عن تنفي66ذ أحك66ام اإلس66الم ومطالب بها؛ فهي تملك -بداهة- الس66لطة على ه66ذا التنفي66ذ "بتملي66ك من الش666ارع"،وحيث إن جماع666ة المس666لمين ال تس666تطيع أن تباشر سلطانها بصفتها الجماعي66ة لتع66ذره في الواق66ع؛ فق66دEظهرت النيابة في الحكم والسلطان بأن تختار األم66ة الح66اكم )الحكومة( لينوب عنها في مباشرة س66لطاتها لتنفي66ذ م66ا هي مكلفة بتنفيذه شرعcا؛ ألن إنابة المالك غيره في مباش66رة م66ا يملكه أمر جائز كما هو معروف في نظرية النيابة في الفق66ه

اإلسالمي.رابعcا: قيم نظام الحكم اإلسالمي:

ا جذريwا في أن دوره cيختلف الحكم اإلسالمي عن غيره اختالف هو حفظ ال66دين وسياس66ة ال66دنيا بال66دين، بينم66ا ته66دف بقي66ة األنظمة إلى سياسة الدنيا بما تجتهد فيه البشرية، فيص66يبونا م66ع أن القيم ال66تي ت66دJعي ه66ذه النظم c66ا ويخطئون أحيانcحين تحقيقها ال تFحقق على الوجه الصحيح وبدون أن تتعارض م66ع

بعضها البعض.وهذه القيم والمقاصد، هي:

- العدل:1

Page 38: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

38

العدل مKن أهم األسس التي يق66وم عليه66ا النظ66ام السياس66ي في اإلسالم, وتحقيق العدل يحقق األمن واالستقرار في أي مجتمع من المجتمعات، وجاء األمر بالعدل في القرآن الكريمRنEأ RمFك Fر Fم

RأEي EهJالل JنKفي كثير من اآليات، منها: قوله -تعالى-: )إ وا F66مFك RحEت RنEأ Kاس J66الن EنRيEب RمFت RمEك Eا حEذK إ Eا و EهKل RهEى أEلK انEاتK إ EمEد�وا األEؤFت يعcا Kم E666س Eان E666ك Eه J666الل JنKإ Kه K666ب RمFكFظKعEا ي J666مKعKن Eه J666الل JنKإ KلRد E666عRالKب

ا( cير KصE(. واألمر بالعدل هنا للوجوب.58)النساء: ب وقد ج66اء في الس66نة م66ا ي66دل على عظم فض66ل الع66دل: ق66النRدE اللهK عEلEى Kع EينKط Kس RقFمRال JنKالنبي -صلى الله عليه وسلم-: )إ ، كKلRتEا يEدEيRهK يEمKين� Eو ،- Jل EجEو JزEع- KنEم Rح Jالر KينKمEي RنEع ،VورFن RنKم EرKابEن Eم

وا( F66ل Eا و EمEو Rم KيهKل RهEأ Eو Rم KهKمRك Fي حKف EونFلKدRعEي EينKذJرواه مس66لم(، ال( وقد عظJم النبي -صلى الله عليه وسلم- خطورة ع66دم إقام66ةEمRو E66ي Fوت F66مEي ,cة J66ي Kع Eر Fالل66ه Kيه Kع RرEت R66سEي VدRبEع RنKا م Eالعدل، فقال: )م ةE()متف6ق J66ن EجRال Kه R66يKلEع Fالل66ه Eم Jر E6ال حKإ Kه K66تJي Kع EرKاش� ل E6غ Eو F6هEو FوتFمEي عليه(. وقد ذكر ابن حجر -رحمه الله- في شرح ه66ذا الح66ديث

أن هذا وعيد شديد على أئمة الجور. أنه66ا أس66اس والسبب في عناية علماء اإلسالم بهذه القاعدة:

ص66الح اإلنس66انية وس66عادتها، ف66إن تحق66ق الع66دل في حي66اة البش66رية س66عدت واس66تقرت، وه66و واجب في ك66ل ن66واحي الحياة: السياسية, واالقتص66ادية, واالجتماعي66ة, وك66ذلك واجب التط666بيق على مس666توى المؤسس666ات: كالقض666اء، والجيش،

والتعليم, وعلى مستوى األفراد بدون استثناء.- المساواة:2

المس666اواة هي ع666دم التفرق666ة بين الن666اس في الحق666وقبEلي أو إقليمي أو اقتص66ادي... إلى Kوالواجبات على أس66اس ق

غير ذلك من األمور التي هي خارجة عن إرادته وسعيه. وهن66اك نص66وص كث66يرة تق66رر مب66دأ المس66اواة في اإلس66الم،

رV منها: E6كEذ RنKم RمFاك E66ن RقEل Eا خ J6نK اسF إ J6ا الن E6ي�هE ا أ E6قول6ه -تع6الى-: )ي Kه J66الل EدRن Kع RمFك Eم EرRكEأ JنKوا إ Fف EارEعEتKل EلKائEب EقEا وcوبFع Fش RمFاكEنRلEع EجEى وEثRنF أ Eو

) RمFاك EقRتE (، وهي مKن القيم التي اش66تطت فيه66ا13)الحجرات: أ معظم النظم؛ ال سيما "الليبرالية المعاص66رة"، وال66تي ب66الغت في معنى المساواة "خاصة بين الرجل والمرأة" ح66تى ك66ادت

ا، ال هو بالرجل وال بالمرأة! cمنهما مسخ cأن تجعل كال إن الش66ريعة ت66أتي بالمس66اواة ح66ال التش66ابه، وفي الواق66ع:

وبالع666دل الق666ائم على تقاب666ل الحق666وق والواجب666ات ح666ال

Page 39: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

39

االختالف، فتسوي بين الرج66ل والم66رأة في "أص66ل التك66ريم،FقKائ Eق E66ش Fاء E66سGا الن E66مJنK وأص66ل التكلي66ف"، وتجع66ل األص66ل: )إ

) Kال Eج Gرواه أحم66د وأب66و داود، وص66ححه األلب66اني(، ثم عن66د الر( االختالف الذي ما خلقه الله إال للتكامل، تجع66ل ه66ذا التكام66للF ال66ذي R66ث Kم Jن FهEل Eا على تك66افئ الحق66وق والواجب66ات )و c66قائم

) Kوف FرRع EمRالKب Jن KهRيEلE(.228)البقرة: ع- الحرية:3

وهي اإلذن لإلنسان بالتصرف في شئونه كلها بم66ا ال يخ66الفالشريعة اإلسالمية.

"هي الحالة التي تمكGن الفرد من أن معنى الحرية السياسية: يكون له الحق في اختيار الحاكم ومراقبته أو محاسبته س6واء أكان عن طريق مباشر أم عن طريق ممثله، وممثل األمة من

أهل الحل والعقد".ل في ذك66ر النظ66ام G66وقد يطول بنا المق66ام ل66و أردن66ا أن نفص ا في c66السياس66ي في اإلس66الم، ولكن المس66ألة األك66ثر إلحاح العصر الح6ديث، هي م6دى ش6رعية المش6اركة السياس6ية في النظم الدستورية الحديثة التي يFعم66ل به66ا اآلن في ك66ل دول

.العالم إال النذر اليسير

إصالح الدولة فى ظل النظم الحديثة

المشاركة السياسية في ظل النظم الدستورية الحديثة: فقد ذكرنا في المقال السابق بعض معالم ص66الح الدول66ة في النظام اإلسالمي، وفي الواقع فإن هذا المج66ال من مج66االت اإلص66الح يتم66يز دون غ66يره به66وة المس66افة بين المطل66وب والمأمول، ب66ل يتع66دى ذل66ك إلى أن اإلط66ار الع66ام نفس66ه ق66دا عن اإلطار العام للدول66ة في النظ66ام اإلس66المي cاختلف كثير الذي يFبنى على ما ذكرنا من أسس في المرة السابقة، وهذا بخالف ج66انب إص66الح الف66رد حيث يظ66ل تعاملن66ا في األعم األغلب مع أش66خاص ل66ديهم اإلط66ار الع66ام للش66خص المس66لم المحب لدين66ه ال66ذي لدي66ه أص66ل االنقي66اد للش66رع، وأص66ل حب

الخير وكراهية الشر.ا على أن لبنت66ه األساس66ية هي c66كما أن المجتمع م66ا زال قائم األسرة، ويحافظ كثير من أفراده على التكاف66ل فيم66ا بينهم،

Page 40: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

40

وإن اهتزت فيه معاني األمر ب66المعروف والنهي عن المنك66ر، وتشوش66ت مص66ادر ثقافت66ه، في حين نج66د أن اإلط66ار الع66اما عن اإلط66ار الع66ام في c66ا بين c66للدولة الحديثة قد اختلف اختالف السياسة الشرعية، ومع التسليم بأن نظام الحكم الذي قرره الفقه66اء في كتب السياس66ية الش66رعية بعض66ه مس66تفاد من نصوص شرعية، وبعضه مبني على اجتهاد، فإن االجتهاد ج66اء مكمالc لألصل بحيث صار لدينا نظام متكامل قائم على أسس، منها: أن االنتماء للدول66ة انتم66اء عق66دي، وأن دور الدول66ة ه66و حفظ الدين وسياسة الدنيا بال66دين، وعلى الش66ورى كأس66اس

عام بآليات قامت األمة بتنقيحها جيالc بعد جيل.ا في البالد اإلس66المية w66في حين أن نظم الحكم المطبقة فعلي قائم66ة على مب66دأ الدول66ة القطري66ة القائم66ة على المواطن66ة، وعلى أن دور الدولة هو إدارة الموارد وحفظ النظ66ام )ال66ذيل فيه البعض حراسة القيم( إلى آخر ذلك، ومKن بيRن كثير KدخFي من أنم66اط الحكم س66اد النم66ط ال66ديمقراطي، وص66ارت غاي66ة

آمال الشعوب أن يFطبJق فيهم نظام ديمقراطي حقيقي. والديمقراطي666ة تختل666ف عن الش666ورى في فس666لفتها، وفي آلياته66ا؛ ناهي66ك عن أن الديمقراطي66ة ال66تي تطب66ق في بالد المسلمين عادة ما تأخذ مساوئ الديمقراطية الغربية وت66تركق إال من الناحي66ة الش66كلية ال66تي ال ت66تيح J66طبFمحاس66نها؛ فال ت االستفادة حتى بما ما في الديمقراطي66ة من محاس66ن، وه66ذا الوصف األخير )ما في الديمقراطية من محاسن( لعل66ه يلقىا من كث666ير من اإلس666الميين ال666ذين ينظ666رون إلى c666اعتراض

الديمقراطية على أنها ال تقبل التجزئة وال التفصيل.ا إلى ما ش66اء cفهل يعني ذلك أن نترك باب إصالح الدولة تمام الله... أم أن66ه الب66د من اإلق66دام دونم66ا قي66د أو ش66رط؟ أم أن المسألة فيها تفصيل؟ ورغم أنني عالجتF هذا األمر في عدة م66واطن أخ66رى، منه66ا: "اإلس66الم والديمقراطي66ة: م66واطنا لم66ا cاالتفاق ومواطن االختالف", إال أني أذكر هاهنا مختص66ر ذكرتFه في66ه ح66ول م66دى ش66رعية اإلص66الح الج66زئي للدول66ة من

خالل األنظمة الدستورية الحديثة.مقدمة حول الديمقراطية:

النظام الديمقراطي نظام يوناني قديم أعرضتR عن66ه أوروب66ا إلى من666اهج حكم ام666تزجت فيه666ا الثيوقراطي666ة "المس666ماة بالدينية"، باألوتوقراطية "الديكتاتوري66ة"، وه66ذه الديكتاتوري66ة

Page 41: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

41

من رج66ال الكنيس66ة مKن جه66ة، ومن رج66ال الحكم من جه66ةا في اتجاهين: cدت انفجارJأخرى... ول

رفض الدين. األول:رفض الديكتاتورية. الثاني:

حتى ظن كثير من الباحثين -فضالc عن العام66ة- التالزم الت66امبينهما.

وهنا عادت أوروبا إلى الديمقراطية اليونانية؛ ألنه تحقق له66ا األمران معcا حيث نقلت السيادة المطلقة التي كانت الكنيسة

تتنازعها مع الملوك إلى الشعب.ثم تطورت النظرية لتشمل عددcا من األسس، منها:

- مبدأ السيادة التامة للشعب فه66و مEن يمل66ك ح66ق التش66ريع1واإلباحة والمنع.

- مبدأ الفصل بين السلطات.2- مبدأ تداول السلطة.3

كم66ا ش66ملتR ع66ددcا من اآللي66ات، مث66ل: التمثي66ل الني66ابي، واالنتخاب66ات، والبرلمان66ات، وأس66لوب الرقاب66ة، وغيره66ا من اآلليات... وبعض هذه اآلليات نقلها الغرب عن كتب السياسة الشرعية اإلسالمية، ولكن هل يدعونا ه66ذا إلى تردي66د عب66ارة:

دت إلينا"؟! Fالديمقراطية بضاعتنا ر" إن موضوع "بضاعتنا ردت إلينا" ال مج66ال ل66ه في في الواقع:

رق من66ه F66ع66الم األفك66ار"، وإنم66ا مجال66ه "المادي66ات"؛ فمن س" "ش66يء" ثم اس66ترده يق66ول: "بض66اعتنا ردت إلين66ا"، أم66ا أن يستعير آخ6ر من66ه فك6رة ثم يلقحه6ا بأفك6ار من عن66ده ليخ6رج ش66يئcا جدي66دcا ليس ه66و بض66اعتك؛ فلمE تقبل66ه؟! "ال س66يما أن

بضاعتك الصافية النقية ما زالت عندك!".ا من كتب66ك ثم زاد ونقص في c66وه66ل إذا استنس66خ أح66د� كتاب نسخته التي نسخها، فهل يمكنك االعتم66اد عليه66ا رغم وج66ود

نسختك األصلية؟! وعلى ال666رغم من أن النظ666ام ال666ديمقراطي لم يخ666لF من مشكالت، منها: صعوبة تطبيق الديمقراطية المباشرة، وعدم دقة غير المباشرة، ومنها: ظه66ور ظ66اهرة الم66ال السياس66ي،cا هائال cل بالنسبة للغرب تطورJوغيرها من الصعوبات - فإنه مث لنظم الحكم؛ مم66ا جعلهم يجزم66ون بأنه66ا رغم مش66اكلها هي

"أفضل البدائل المتاحة".

Page 42: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

42

ا" في بالد w6666النظم الديمقراطي6666ة "نظري Rوبع6666د أن تمكنت المس66لمين اختلفت نظ66رة العلم66اء إليه66ا، فانقس66موا إلى

قسمين رئيسيين: - قسم اعتبر الديمقراطية هي بعينه66ا الش66ورى اإلس66المية،1

وأنها بضاعتنا ردت إلينا! وعلى رأس هؤالء: الدكتور "يوسف القرضاوي"، و"الغنوشى"، و"الترابي"، وعام66ة أص66حاب ه66ذه

المدرسة. - قس66م اعت66بر الديمقراطي66ة مناقض66ة لإلس66الم إذ جعلت2

الس66يادة للش66عب، والس66يادة في دين المس66لمين لل66ه -ع66ز)FاهJيK رE أEال تEعRبFدFوا إKال إ Eم

Eأ KهJلKال لKإ FمRك FحRال KنK(،40)يوسف: وجل-: )إ ) Fر R66مEاألEو Fق R66ل EخRال Fه E66ال لE(، وكم66ا54)األع66راف: وقال -تعالى-: )أ

Fه E66ال لEيق66ول ال66دكتور "محم66د عم66ارة": "فاإلس66الم يق66ول: )أ ( بينم66ا الديمقراطي66ة تق66ول: "أال ل66ه الخل66ق Fر R66مEاألEو Fق R66ل EخRال فق66ط!"، وه66ذه عب66ارة جامع66ة مانع66ة تغني66ك عن الكث66ير من

الكالم. إال أن أص66حاب الم66ذهب األخ66ير ق66د انقس66موا إلى م66ذهبين

فرعيين: مEن يص66ر على نق66د الديمقراطي66ة على اعتب66ار أنه66ا ال األول:

معنى له66ا إال منازع66ة س66يادة الل66ه على البش66ر ول66زوم اتب66اع شرعه، ومKن ثEمJ فهي عنده أش66به ب66الفكرة البس66يطة ال66تي ال تحتمل البسط وال التفصيل، ثم إنه يتنزل أنها وإن كان فيه66ا من حق فهو غ66ير مفي66د لن66ا على اإلطالق، وممن ي66ذهب إلى ذلك االتجاه الشيخ "محمد ش66اكر الش66ريف"، والش66يخ "س66عيد

عبد العظيم". مEن يرى أن الديمقراطية فكرة مركبة من عدة أفك66ار الثاني:

جزئية يمكنك أن تفككها فتقبل منها وت66رفض، وب66الطبع ك66ل مEن يقبل الديمقراطية بإطالق هو في الواقع من ه66ذا الن66وع غير أنه يخالف الواقع حينما يFخرKج نظرية السيادة من تعريف الديمقراطية معتمدcا على تعريفات مختزلة للديمقراطية فيبعض اإلجراءات، ومKن ثEمJ يبني على ذلك القبول المطلق بها.

نظرية السيادة بين اإلسالم و الديمقراطية: يقول ال66دكتور "محم66د ض66ياء ال66ريس" في كت66اب "النظري66ات

"وهن666ا نس666تطيع أن نجيب عن السياس666ية في اإلس666الم": السؤال الذي طال انتظاره لنا، والذي طلبنا اإلجابة عن66ه في بداية البحث -وم66ا ك66ان يمكن اإلجاب66ة عن66ه قب66ل اآلن-، وه66و:

Page 43: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

43

وأين إذن مقر السيادة؟ أو مEن هو صاحب الس66يادة -ب66المعنىالدستوري الحديث- في الدولة اإلسالمية؟

فما دمنا ق66د أثبتن66ا أن اإلس66الم ال يتط66ابق م66ع أي من النظم السابقة التي عددناها فليس الحاكم إذن هو صاحب السيادة؛ ألن اإلسالم ليس "أوتوقراطية"، وال رج66ال ال66دين أو اآلله66ة؛ ألن666ه ليس "ثيوقراطي666ة"، وال الق666انون وح666ده؛ ألن666ه ليس "نوموقراطي66ة"، وال األم66ة وح66دها؛ ألن66ه ليس "ديمقراطي66ة"

بهذا المعنى الضيق. أن "السيادة" في66ه مزدوج66ة، فالس66يد: وإنما الجواب الصحيح:

أم66ران مجتمع66ان ينبغي أن يظال متالزمين، وال يتص66ور قي66امالدولة وبقاؤها إال بوجود هذا التالزم.

هذان األمران، هما:- األمة.1- القانون أو شريعة اإلسالم.2

ا- هم66ا ص66احبا الس66يادة في الدول66ة c66فاألم66ة والش66ريعة -مع اإلسالمية.

فالدولة اإلسالمية إذن -على هذه الصورة- نظام فريد، خ66اص باإلس66الم؛ ال يص66ح الق66ول بأن66ه يتط66ابق م66ع أي من النظم المعروف66ة؛ ول66ذا فإن66ه ينبغي أن يوض66ع له66ا اص66طالح خ66اص، وتFسمى باسم يمثGل حقيقته66ا، وم66ا دام مث66ل ه66ذا االس66م لم يFوضع أو لم يFهت66دE إلي66ه بع66د، فيFكتفى -اآلن- ب66أن يش66ار إليه66ا

اه6. بصفة مجملة على أنها النظام اإلسالمي"هل مصطلح الديمقراطية قابل للتفكيك؟

ي66رفض البعض تفكي66ك مص66طلح الديمقراطي66ة أو غ66يره من المصطلحات من باب أن هذا فيه فتن66ة وتل66بيس، وأن66ك م66تى رفضتE من الديمقراطية جزءcا وقبلتE الجزء اآلخر ف66إن ال66ذي سوف يروJج إعالميwا هو القبول المطل6ق به6ا؛ مم6ا يل6زم من6ه

اإلقرار بالباطل.وفي الواقع إن األمر هاهنا يحتاج إلى مناقشة من جهتين:

هل الديمقراطية بالفع66ل فك66رة مركب66ة أم ال؟ وه66ل األولى:بعض جزئياتها موافق للشرع أم ال؟

إذا كانت الديمقراطية فكرة مركب66ة، وبعض جزئياته66ا الثانية: موافق والبعض مخالف، فهل المناسب هو تغليب المخالف66ة؛ ال س66يما إذا ك66انت تبل66غ درج66ة الكف66ر أم أن األنس66ب ه66و

التفصيل؟

Page 44: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

44

فالص66حيح أن الديمقراطي66ة فك66رة فبالنس66بة للس66ؤال األول: مركبة من أمور مخالفة للشرع وأخرى موافق66ة، ب66ل منقول66ة

من الشرع. فالص66حيح أن ه66ذا األم66ر راج66ع إلى وأم66ا الس66ؤال الث66اني:

المصالح والمفاسد، وهو قريب الش66به من قض66ية النق66ل عن أهل الكتاب الذي قال النبي -صلى الل66ه علي66ه وس66لم- فيه66ا:

) RمFوهFبGذ E66كFال تEو ، RمFوهFقGد E66صFال تEف Kاب E66تKكRال Fل R66هEأ RمFكEثJد Eا ح Eرواه )م( أحم6د وأب6و داود وابن حب66ان، وص6ححه األلب66اني(، بينم6ا أنك6ر على عمر -رضي الله عنه- لما وجد بيده صحيفة من الت66وراة،KهKد E66يKي ب K66س RفEي نKذ J66ال Eو ، KابJط EخRال EنRا ابEا ي Eيه Kف EونFكGو EهEت Fم

Eفقال: )أ )cة J66ي KقEن Eاء EضRيEا ب EهKب RمFكFتRئ Kج Rد EقEرواه أحم66د وال66بيهقي، وحس66نه ل(

األلباني(، واألمر هاهنا يختلف باختالف األحوال.cك66ذلك وج66دنا بعض األئم66ة ينك66رون ب66دع الص66وفية ش66كال وموضوعcا في حين اضطر ابن تيمية -رحمه الله- إلى تفكي66ك كثير من مصطلحات الصوفية ليفصGل في شأن ألفاظ غريب66ة عن منهج الس66لف: كالح66ال، والمق66ام، ب66ل الحل66ول واالتح66اد التي أوجد لها معاني موافقة للشرع، وقال: إن أريد بها ذلك

؛ وإال فهي من الكفر والضالل. Rقبلت وهذا الذي فعله ابن تيمية -رحمه الله-؛ ألن66ه رأى أن أص66حاب هذه األقوال الكفرية يروجونها متس66ترين ب66األقوال األخ66رى، فكان البد من هذا التفصيل ليزول اإلشكال؛ ال سيما أن ه66ذه األلفاظ شأنها شأن الديمقراطية "لسنا متعب6دين بقبوله6ا أو

رفضها"، وإنما نحن متعبدون بقبول الحق ورفض الباطل. تفكي66ك مص66طلح الديمقراطي66ة وعالقت66ه بمش66روعية العم66ل

السياسي: في معرض بيان مشروعية العمل السياسي نقل الشيخ "عبد الرحمن عب66د الخ66الق" فت66اوى عن الش66يخ "ابن ب66از" والش66يخ "ابن عثيمين" -رحمهما الله- بجواز العمل السياس66ي بش66رط إنكار المنكر، وعلJق على هذا بأنهم أفتوا بهذه الفت66اوى وهم

يعرفون دساتير تلك الدول، وما فيها من ذكر الديمقراطية. وإذا ك666ان األم666ر ك666ذلك فيجب على المش666ارك لكي يحق666ق ش66رطها ال66ذي ذك66ره أه66ل العلم أن يع66رف المص66طلحات

السياسية المعاصرة، وما تتضمنه من حق أو باطل.

Page 45: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

45

موقف "الدعوة السلفية" من العمل السياسي قبRل وبعدالثورة

كانت "الدعوة السلفية" تتبنى أن العمل السياس66ي في ظ66لاألنظمة الديمقراطية الحديثة على ضربين:

ما ال يتحقق في66ه الش66رط ال66ذي ذك66ره عام66ة العلم66اء، األول: وهو البراءة من الباطل الذي تتض66منه كلم66ة الديمقراطي66ة أو

غيرها من األفكار اللصيقة بها؛ ال سيما األفكار الليبرالية.ما يتحقق فيه ذلك. الثاني:

كانت الدعوة تجزم بعدم الجواز. وفي الحالة األولى: فك66انت ال66دعوة تعلقه66ا على المص66لحة وأم66ا في الثاني66ة:

والمفس66دة؛ ه66ذا من حيث الحكم، وأم66ا الفت66وى في الواق66ع المص66ري فك66انت االمتن66اع؛ لك66ون عام66ة المش66اركين آن66ذاك، مثل: القبول بالديمقراطية ب66دون تفص66يل، Vيقدمون تنازالت ب66ل والقب66ول بمعظم معطي66ات الليبرالي66ة! كم66ا أن المص66الح المترتبة على المشاركة تك66اد تك66ون منعدم66ة في ظ66ل نظ66ام

حكم متكلس غير قابل لإلصالح. فقد حاول البعض النزول بمرجعية الش66ريعة وأما بعد الثورة:

في الدستور عما كانت عليه قبل الث66ورة؛ مم66ا حف66ز الجمي66ع تقريبcا إلى تبني المش66اركة في المناقش66ات ح66ول الدس66تور، وط6666رحت ال6666دعوة رؤيته6666ا ودافعت عن ع6666دم قبوله6666ا بالديمقراطي66ة بمعناه66ا الغ66ربي، وأنه66ا ال تقب66ل منه66ا إال م66ا يواف66ق اإلس66الم، ووف66ق الل66ه "ال66دعوة" إلى تدش66ين تل66ك التجربة، والتي نجحت -بحمد الله- في الحف66اظ على "الم66ادة

(219( و)81( و)4الثاني6666ة"، ثم تعمقتR بإض6666افة م6666واد: )( في دس66تور "11( والم66ادة )2باإلضافة إلى تث66بيت الم66ادة )

م".2012 موقف "الدعوة السلفية" من مص66طلح "الديمقراطي66ة" قب66ل

وبعد الثورة: بناءc على ما تقدم... فقد كان األنسب قبل الثورة وفي ظ66ل ع666دم ج666دوى المش666اركة، وفي ظ666ل مح666اوالت تمري666ر الديمقراطية وقبول عدد كبير من الرم66وز اإلس66المية لفك66رة أن "الديمقراطي66ة بض66اعتنا ردت إلين66ا" - أن يك66ون ال66رفض المختصر الذي يركز على أسباب الرفض، وإن كانت الحيثيات

لم تكن تخلو من ذكر بعض التفاصيل.

Page 46: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

46

وأما بعد الث66ورة وفي ظ66ل ت66رجح مص66الح المش66اركة -وال66تي ينبغي معها أن يترجم قيد "بشرط ع66دم اإلق66رار بمنك66ر" إلى حدود واضحة لهذا الذي تFنكKر، ولغيره ال66ذي تقب66ل- ك66ان الب66د من التفصيل والتوضيح، بل إن "الدعوة" ما زالت تحرص في خطابها أال تمدح الديمقراطية مج66ردة؛ ول66و باستص66حاب قي66د

يذكر مرة وتنتهي المشكلة. حرص666تR "ال666دعوة" على الت666برؤ من فلس666فة ومن هن666ا:

ر عنه66ا G66الديمقراطية "نظري66ة الس66يادة للش66عب"، وال66تي يعب د."محمد عمارة" بأنه66ا تق66رر أن الل66ه ل66ه الخل66ق دون األم66ر،ا، ولكن c66أنه66ا موافق66ة للش66رع تمام Kعwوح66تى اآللي66ات فلم ن66د القبول بهذه اآلليات حينئذV يك66ون من ب66اب أدنى المفس66دتين كم66ا أف66تى الش66يخ "األلب66اني" جبه66ةE اإلنق66اذ في الجزائ66ر بالدخول في االنتخاب66ات من ب66اب ارتك66اب أدنى المفس66دتين،ح ب6ذلك في رده على الش6يخ "مقب66ل" ال6ذي هاتف6ه Jكم6ا ص6ر

ا كم6ا في "تحف6ة المجيب" cعن حكم مش66اركة مس66تفهم cنقال( اإلسالميين في العمل السياسي لسامح الغنيمي(.

مثال توضيحي:نcا من لحم وخضروات، ثم وضع فيه Jا مكو cإذا أعد أحدهم طعام ا زائدcا، ثم أضاف ملعقة سم، ثم قدJمه للن66اس، ف66الواجب cملح عليك حينئذV أن تسارع بالتحذير من66ه، وربم66ا اكتفيتE بقول66ك:

"إنه مميت" دون أن تشير إلى أن بعض مكوناته طيب. ثم إن فاوض666ك ه666ذا الش666خص على إع666ادة ص666نع الطع666ام واشترطتE عليه حذف السم فوافق، واش66ترطتE علي66ه ح66ذف الملح الزائد فرفض، وإذا تركته والحالة ه6ذه فس6وف يص6نعه كم66ا ك66ان، ب66ل أفس66د، وإن قبلت الملح الزائ66د منعتE الس66م القاتل الذي يصيبك منه شئت أم أبيت! فم66ع اس66تبعاد الس66م الذي مفسدته قطعية وال تقوم أمامها مص66لحة يمكنن66ا الكالم

على الموازنة بيRن المصالح والمفاسد. وفي حالتن66ا تل66ك مثJلن66ا ب66اللحم والخض66روات لم66ا يFقب66ل من الديمقراطية، والملح الزائ66د لبعض آلياته66ا ال66تي في نظامن66ا اإلسالمي ما هو أفض66ل منه66ا كانتخ66اب الن66واب "في مقابل66ة أه66ل الح66ل والعق66د"، والس66م ه66و: فلس66فة الديمقراطي66ة المنبثق66ة من فلس66فة "األنس66نة"، أو فلس66فة "أن الل66ه ل66هر عن ذل66ك ال66دكتور G66الخل66ق، واإلنس66ان ل66ه األم66ر!"، كم66ا يعب

"محمد عمارة".

Page 47: السلفية ومناهج الإصلاح-عبدالمنعم الشحات

47

وبهذا المقال ينتهي ما أردنا عرض66ه من منهج اإلص66الح ال66ذي .نتبناه