الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

76

Upload: -

Post on 02-Feb-2016

20 views

Category:

Documents


5 download

DESCRIPTION

الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

TRANSCRIPT

Page 1: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 2: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 3: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الـصـالةيف أبعادها الفردية واالجتماعية

Page 4: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 5: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الــصــالةيف أبعادها الفردية واالجتماعية

الدكتور عبد اهلادي الفضلي

Page 6: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

بإرشاف جلنة مؤلفات العالمة الفضيل

منشورات بيت احلكمة الثقايف القطيف ـ اململكة العربية السعودية

مجيع احلقوق حمفوظة

الطبعة األوىل

4136ه ـ 0245م

Page 7: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

z

Page 8: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 9: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

7

;بدأ اإلنسان خطواته األوىل عىل هذه األرض يعتاش من خرياهتا

ويتفيأ ظالهلا ويساهم يف إعامرها بخطوات بدائية متواضعة، أخذت مع

تقادم األزمان والسنوات بالتطور والتقدم إىل أن وصلت إىل أساليب

ا، استطاع اإلنسان من خالهلا أن يملك وأنامط حياتية متقدمة جد

العديد من مكامن القوة والسيطرة والنفوذ التي مل يكن يملكها سابقا.

ومع متلك اإلنسان هلذه القدرة املذهلة واملتنوعة، تتملكه أيضا

ذي حال من الغرور والعجب بالذات ما كان ليتملكه فيام مىض، وهو ال

كان يعد كل ظاهرة كونية غري معتاد عليها حاال من اإلعجاز واخلوارق

التي ختفي وراءها أرسارا غريبة وقوى غري قوى الطبيعة، بينام يملك

اليوم تفسريا وحتليال علميا لكل تلك الظواهر التي استطاع أن خيفف

شيئا من غلوائها وتداعياهتا.

عجب كام تتملك اإلنسان املعارص وهذه احلال من الغرور وال

Ó Þzd5

~ ¶Øz¶ Üz5

Page 10: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

8

بمعناه العام، تتملك اإلنسان يف حالته الفردية أيضا. فذلكم اإلنسان

الذي يبدأ خطواته احلياتية األوىل يف تعرف حميطه وحتليل جمريات ما

حوله بصورة بدائية وطفولية، رسعان ما يصيبه نوع من العجب بالذات

لم أو املكانة االجتامعية أو القوة عندما يبلغ درجة عالية يف الع

االقتصادية أو السياسية، وغريها من املجاالت.

وهي حالة نفسية قد تكون مربرة، وبخاصة عندما يبلغ ذلكم

اإلنسان درجة كبرية من األمهية. وهنا يأيت دور الترشيعات والديانات

إلنسان يف أن اإلهلية، حيث لإليامن باهلل سبحانه ذلكم األثر النفيس عىل ا

يستشعر دائام وجود قوة عليا وراء هذا الكون ال يستطيع اإلنسان إال أن

خيضع ويستسلم هلا، وأهنا األعلم بتفاصيل هذا الكون وأرساره، وأن

اإلنسان مهام بلغ من قدرة ومكانة لن يصل إىل تلكم القوة والنفوذ

والسلطة والعظمة اإلهلية غري املتناهية.

يف هتذيب النفس وترويضها دور العبادة

ولكن اإلنسان ـ بطبيعته ـ ال تردعه هذه احلال من اإليامن أو

املعرفة بوجود اخلالق واملوجد، فام مل يكن هناك نظام متكامل من اجلزاء

واحلساب اإلهليني، بحيث يدرك اإلنسان أن مصريه يتحدد من خالل

فرض عليه من أحكام التزامه الدائم واملستمر يف الرس والعلن بام

وترشيعات، لن تردعه جمرد املعرفة الذهنية التي ال تكفي لتصحيح ما

قد يعوج من سلوك وما يعلق يف النفس من شوائب.

ولكي يصل اإلنسان إىل تلكم احلال من الروحية والنفسية العالية

يف تعامله مع بني نوعه وجنسه ومع مجيع ما حييط به، حيتاج إىل ما

Page 11: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

تقديم

9

ض هذه النفس لتعيش تلكم الدرجة من النقاء والصفاء النفسيني. يرو

ولذلك وضع اهلل يف ترشيعاته اإلهلية العديد من األحكام العبادية التي

تعزز ارتباط اإلنسان بخالقه، ويف الوقت نفسه تساهم يف هتذيب النفس

وترويضها وتصفيتها مما علق هبا من شوائب املاديات واألنانيات. ففي

لوقت الذي تشد فيه املادة اإلنسان إىل ذاته ومتحوره حوهلا، تساهم ا

العبادات اإلهلية يف تعلق اإلنسان باملطلق تعاىل وتعلو به إىل مراقي

الكامل وتسمو به إىل املراتب العىل. وبجانب ذلك، للعبادات دورها يف

رة تزكية النفس وتصفيتها، بحيث تبقى يف اإلنسان تلكم احلال الطاه

النقية التي يرق فيها ألخيه اإلنسان ويتحسس آالمه ومعاناته، وتتعزز

لديه حالة الشوق اإلهلي، ويتلذذ بحاالت املناجاة والدعاء واحلديث

مع البارئ جل وعال.

وهذه جوانب ختتزهنا العبادات يف الرشيعة اإلسالمية، وبجانبها

دمة ببيان بعضها، العديد من األبعاد التي تتكفل الصفحات القا

خمصصة احلديث حول فريضة الصالة يف اإلسالم. حيث متثل صفحات

الكتاب حتريرا ملحارضة ألقاها سامحة العالمة الشيخ الدكتور عبد

الربنامج ضمن «اآلداب املعنوية للصالة»بعنوان: اهلادي الفضيل

رمضان الرمضاين الثقايف بمدينة سيهات يف الليلة التاسعة من شهر

م. إذ قسم فيها أبعاد الصالة إىل 1994/ 2/ 19املوافق ه 1414للعام

قسمني، الفردية واالجتامعية، ممهدا لذلك باإلشارة إىل نبذة تارخيية عن

عبادة الصالة يف الترشيعات اإلهلية وغري اإلهلية.

Page 12: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

11

ـ حتريرها بام (*)«جلنة مؤلفات العالمة الفضيل»وقد آثرنا ـ يف

فا يف بعض التعبريات يتالء م ونمط الكتابة، إذ اقتىض ذلك تغيريا وترص

ووضع العناوين الرئيسة والفرعية وبعض اهلوامش، إلعدادها ونرشها

يف كتاب مستقل. آملني أن تعم هبا الفائدة، وسائلني املوىل أن يتقبلها

هلل القبول احلسن وأن يكتبها يف ميزان أعامل سامحة العالمة ـ رضوان ا

نرش مجيع مؤلفاته وتراثه الفكري خدمة هلذا الدين لعليه، وأن يوفقنا

ل جل جهده وفاء له .احلنيف الذي وطن سامحته عمره يف خدمته وب ذ

جلنة مؤلفات العالمة الفضيل

ه4131/ 6/ 32

م0243/ 5/ 42

اللجنة التالية أسامؤهم: فؤاد عبد اهلادي الفضيل، عيل أمحد األصيل، يشارك يف (*)

حسني منصور الشيخ، الشيخ أمحد عبد اجلبار السمني.

Page 13: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

11

القسم األول

مفتتح

اإلهليةمتهيد: تاريخ الصالة يف الرشائع

:اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة ثرأالفصل األول

:املسلم املجتمع بناء يف الصالة ثرأ الفصل الثاين

jzvy µ—š$ !r*y

Page 14: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 15: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

13

مـفـتـتـح

; وبعد: احلمد هلل، وسالم عىل عباده الذين اصطفى

الصالة من أبرز شعائر الدين اإلسالمي، وهي من املكانة بحيث

ما ورد فيها من الثواب الذي وعد ال حيتاج املسلم معها إىل استعراض

اهلل تعاىل به املصلني وما أعده هلم من اجلزاء العظيم يوم القيامة. فهناك

العديد من اآليات القرآنية والروايات الرشيفة التي تشري إىل فضيلة

الصالة عىل بقية العبادات األخرى وموقعيتها يف الترشيع اإلسالمي،

حد التواتر واالستفاضة. وهي مبثوثة يف وهي من الكثرة ما تبلغ به

الكتب واملدونات القديمة واحلديثة، ويرددها اخلطباء والعلامء عىل

مسامع اجلمهور بني الفينة واألخرى.

ولوضوح هذه النقطة، أخصص احلديث عن آثار الصالة ودورها

يف بناء الشخصية اإلنسانية الفردية منها واالجتامعية. وذلك يف حمورين

رئيسني، يتناول األول منهام اآلثار الفردية، فيام يتناول اآلخر اآلثار

االجتامعية، ممهدا لذلك بالتأريخ لعبادة الصالة، وذلك وفق الرتتيب

Page 16: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

14

التايل:

التمهيد: تاريخ الصالة يف الرشائع اإلهلية. -

عىل شخصية املسلم:الصالة آثار -

.بناء الشخصية اإلنسانية املتكاملة

ة يف تصفية وهتدئة النفس.أثر الصال

.أثر الصالة يف التوقيت والوقت

ثار الصالة عىل املجتمع املسلم:آ -

.الصالة شعار املجتمع املسلم

.دور الصالة يف بناء املجتمع

.مفعول الصالة يف الرتابط االجتامعي

ولعل اإلشارة إىل هذه العناوين أصبح مطلوبا يف ظل انفتاح العامل

التعاليم األخالقية اإلسالمية يف تقويم الفرد واملجتمع. بأمجعه عىل دور

ففي الوقت الذي تعيش فيه جمتمعاتنا آثار احلضارة الغربية وانبهارها

بمعاملها وأنامطها احلياتية احلديثة، مبتعدين عن الكثري من القيم

والتعاليم الدينية، وبخاصة يف جمال الترشيع والتقنني احلديثني، يعرتف

بعدم قدرته عىل إجياد تلكم الصيغة القانونية والترشيعية التي الغرب

توازن يف قوانينها بني احلاجات اإلنسانية امللحة يف جوانبها املتعددة، ويف

مقدمتها احلاجات املعنوية. وهو ما تشري إليه الكثري من الدراسات

قطة الغربية وما تلمح إليه بعض مواقع القرار يف تلكم الدول. وهي ن

ن أثارها ويل عهد بريطانيا األمري تشارلز يف حمارضة كان من بني م

شليدونيانم عىل مرسح 1993أكتوبر 27ألقاها بتاريخ شهرية له

بجامعة أوكسفورد لدى زيارته مركز أوكسفورد للدراسات

Page 17: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املحارضة ن ص : األول القسم

15

، حيث أكد فيها عىل «اإلسالم والغرب»، وكانت بعنوان (1)اإلسالمية

بني العاملني الغريب واإلسالمي غدت اليوم أهم من بأن الروابط»إيامنه

أي وقت مىض؛ ألن وترية سوء التفاهم بينهام ما زالت مرتفعة إىل حد

خطري، ولكن حاجتهام إىل التعاون والتعايش معا، يف عامل يزداد تكافال،

.(2)«مل تكن يوما أكرب مما هي عليه اليوم

نا عىل اإلسالم حكم خاطئ إن حكم»ويف السياق ذاته، يقول:

عت رب الشاذ هو القاعدة، وهذا خطأ جسيم، فهو ا؛ ذلك ألنه ي جد

كاحلكم عىل نوعية احلياة يف بريطانيا من خالل حوادث القتل

ف واالغتصاب وسوء معاملة األطفال وإدمان املخدرات. إن التطر

عىل موجود، وجيب عالجه. أما أن يستعمل أساسا إلصدار حكم

.(3)«جمتمع بأرسه، فذلك يؤدي إىل التحريف واإلجحاف

وكان ذلك مقدمة منه لإلشارة الحقا إىل رضورة األخذ بقيم

اإلسالم األخالقية منها بالذات، وبخاصة بعدما فشلت املؤسسة

الكنسية يف القيام هبذا الدور يف املجتمع الغريب عامة، والربيطاين

إلسالم قادر عىل أن يعلمنا اليوم أسلوب إن ا»خاصة، فيقول يف ذلك:

Oxford Centre for Islamic) ركز أوكسفورد للدراسات اإلسالميةم (1)

Studies اختصارا( ـ: (OCIS) .جلامعة أوكسفورد هو مركز أبحاث تابعـ ،

مرياأل املركز هو راعيو، الدراسات اإلسالمية م لتشجيع1985 سنة سسأ

تشارلز.

األمري تشارلز يتحدث، إعداد وحترير: ديفيد كادمان، ترمجة: سهيل برشوين، (2)

.157، ص 2119، 1دار الساقي ـ بريوت، ط

.171املصدر السابق، ص (3)

Page 18: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

16

.(1)«التفاهم واحلياة يف هذا العامل الذي تفتقر إليه املسيحية؛ ألهنا فقدته

وملكانته وشخصيته، القت ترصحياته تلك انتشارا وتغطية واسعة يف

اإلعالم الغريب.

وهو ما دفع الكثري من املفكرين إىل التفكري بجدية إىل إقرار

يان يف املدارس الرسمية، لتكون وسيلة يسعون من خالهلا تدريس األد

إىل هتذيب السلوك اإلنساين وفق تعاليم دينية فيها نوع من اإللزام،

وعىل رأس هذه األديان: الدين اإلسالمي، وذلك النتشال األجيال

القادمة من أخطار االنحالل األخالقي والسلوكي الذي ال يمكن

قوانني والدساتري املدنية احلالية.السيطرة عليه من خالل ال

وهو توجه يثبت حاجة اإلنسان ـ مهام بلغ من مستوى متقدم يف

الترشيع والتقنني ـ إىل إشباع اجلانب الروحي لديه، حيث متثل العبادة

ركيزة من أهم ركائز هذا اجلانب املهم يف شخصية اإلنسان ونفسيته.

صية اإلنسان واملجتمع وهو ما ستتوضح بعض آثاره يف بناء شخ

فيام سنعرضه من عناوين فيام يليه من صفحات. أسأل اهلل أن تكون

مفاتيح هدى ورشاد وسبيال ملزيد من تعميق الرؤية يف دراسة الترشيع

اإلسالمي وبيانه بصورة أجىل وأقرب لروحه وقيمه السامية. واهلل تعاىل

ويل التوفيق، وهو الغاية.

الفضيلالدكتور عبد اهلادي

.175املصدر السابق، ص (1)

Page 19: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

17

تاريخ الصالة يف الشرائع اإلهلية

تعد الصالة أقدم ظاهرة عبادية عرفها اإلنسان، فهي باإلضافة إىل

كوهنا جزءا رئيسا من الرشيعة اإلسالمية يف جانبها العبادي، هي ـ

كذلك ـ جزء أساس من الرشائع اإلهلية األوىل. بل تتعداها إىل الرشائع

ة أيضا. فهي من املظاهر العبادية منذ أن بدأ اإلنسان واألديان غري اإلهلي

يامرس طقوسه الدينية عىل هذه البسيطة، وهو ما تشري إليه الدراسات

الدينية املقارنة. حيث حتتفظ الديانات بطقوس عبادية معينة يامرس فيها

املتدين صالته ودعاءه نحو املبدأ الذي يعتقد به، ولكن هذه الطقوس

الف الديانات وأماكن تواجدها وأزمنة ممارستها.ختتلف باخت

وهو أمر يشري إليه القرآن الكريم الذي يعد أقدم وأصح وثيقة

دينية وصلت إلينا. ذلك أن القرآن ـ باإلضافة إىل كونه كتاب دعوة

وهداية للمسلمني، فيه الكثري من جوانب املعرفة األخرى، وبخاصة ما

ذات العالقة بتاريخ النبوات السابقة، حيث يرتبط باجلوانب التارخيية

استعرضها القرآن وأشار إىل العديد من تفاصيلها التي مل تستعرضها

املدونات التارخيية املعروفة، وذلك لكون بعض هذه األحداث

Page 20: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

18

والتفاصيل قد وقعت يف مرحلة ما قبل التدوين التارخيي، ولذلك يعد

اث واملعلومات.القرآن الكريم املصدر األول هلذه األحد

ومن تلكم الظواهر التي رصدها القرآن الكريم بعض املظاهر

الدينية التي تأيت الصالة يف مقدمتها، حيث تشري اآليات القرآنية إىل

وجود الصالة يف األديان اإلهلية السابقة عىل الدين اإلسالمي، ومعها

األديان غري اإلهلية أيضا، وذلك من قبيل اآليات التالية:

الصالة يف األديان اإلهلية

، (1)﴾ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ﴿يقول تعاىل:

الذي نزلت عليه املالئكة وهو Cواآلية تشري هنا إىل نبي اهلل زكريا

يف حال صالته وعبادته. وهو ما يعني وجود هذه الظاهرة يف الرشيعة

. ومما يركز هذا املعنى أكثر أن أداء Cالتي كان عليها نبي اهلل زكريا

لنبي زكريا للصالة كان فيام يعرف حينها باملحراب، الذي يعني ـ هنا ـ ا

املكان املخصص ألداء الصالة، حيث إن مصطلح املحراب مل يطلق عىل

ذلكم التجويف األسطواين املخصص إلمام اجلامعة إال يف أواخر العهد

األموي، إذ يبدو أنه قد ظهر يف عهد اخلليفة عمر بن عبد العزيز، وإال

فإن املحراب ـ لغة ـ كان يعني وقت نزول القرآن ذلكم املكان

املخصص للصالة. وهو ما يؤكده اخلليل بن أمحد الفراهيدي )ت

واملحراب عند العامة اليوم: »يف معجمه العني، إذ يقول هناك: ه( 175

هم التي مقام اإلمام يف املسجد. وكانت حماريب بني إرسائيل مساجد

للصالة. واملحراب: الغرفة، قال امرؤ القيس:جيتمعون فيها

.39سورة آل عمران، اآلية: (1)

Page 21: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املحارضة ن ص : األول القسم

19

ــا ــرت أوانس ــه أن ذك ــاذا علي ]وم

(1)«كغزالن رمل يف حماريب أقيـال

وحينام تشري اآلية الكريمة إىل تعبد النبي زكريا يف مكان خمصص

للصالة، فإن ذلك يشري ـ من جانب آخر ـ إىل تركز هذه العبادة حقبة

هلا طقوسها وأماكنها اخلاصة، وأهنا مل تكن من الزمن، بحيث أصبحت

وليدة تلك الرشيعة التي يتعبد هبا النبي زكريا، وإنام ترجع إىل فرتة زمنية

طويلة نسبيا.

: Cويقول تعاىل يف آية أخرى يف وصف نبي اهلل إسامعيل

، وما تشري إليه اآلية الكريمة هو A B﴾(2) @ ڦ ڦ﴿

أداء الصالة، وهو ما يعني أهنا أهله عىل Cحث النبي إسامعيل

، إذ إن إسامعيل مل Cكانت موجودة منذ رشيعة أبيه النبي إبراهيم

يكن نبيا صاحب رشيعة خاصة.

µ ¶ ¸ ¹﴿ونقرأ يف وصية لقامن البنه قوله:

º وهو ما يظهر بأهنا كانت ظاهرة عبادية (3)﴾½ ¼ ى ،

. فعندما يأمر لقامن معروفة عىل مستوى اجتامعي يعرفه الصغري والكبري

ابنه بأدائها وهو ال يزال صغريا، فهذا إنام يدل عىل معرفة مسبقة لدى

ابنه هبذه الظاهرة العبادية املنترشة يف جمتمعه حينها.

، حتقيق: الدكتور إبراهيم ه(175معجم العني، اخلليل بن أمحد الفراهيدي )ت (1)

السامرائي والدكتور مهدي املخزومي، وزارة الثقافة واإلعالم العراقية ـ

.، مادة: حرب214/ 3م، ج1985بغداد، ط

.55سورة مريم، اآلية: (2)

.17سورة لقامن، اآلية: (3)

Page 22: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

21

: Cويف آية رابعة، يقول تعاىل حاكيا عن قوم نبيه شعيب

﴿t u v w x y z (1)﴾| ھ ،

ناظري قومه بأداء الصالة، وإىل وهو ما يعني أن شعيبا كان يتعبد أمام

أهنا كانت جزءا من الرشيعة اإلهلية التي يتبعها النبي شعيب، لكونه

، وإنام كان من أتباع رشيعة النبي ئعليس من األنبياء أصحاب الرشا

.Cإبراهيم

وما يظهر أن الصالة كانت جزءا من الرشيعة اإلبراهيمية ما يقوله

³﴿كان يشيد الكعبة مع ابنه إسامعيل: تعاىل ـ حاكيا عنه عندما

´ µ ¶ ¹º﴾(2) حيث يطلب نبي اهلل إبراهيم ،

C يف اآلية أن يستمر يف أدائه هلذه العبادة، ويدعو اهلل أن حتافظ ذريته

عىل أدائها أيضا. وهو دعاء يتكرر يف مناسبة وآية أخرى، يقول تعاىل

\ ژ C :﴿S T U V W X Y Zعىل لسانه

.a﴾(3) ` _ ^ ڑ

وأثناء احلديث عن حادثة والدة نبي اهلل عيسى، ختربنا اآليات

ڱ ڳ ڳ ڳ﴿الكريمة عام حدث به قومه، فيقول تعاىل:

، وهو ما يعني وجود الصالة يف الديانة املسيحية كام هي (4)﴾ڱ ڱ

مرشعة يف الرسالة اإلسالمية.

.87سورة هود، اآلية: (1)

.41سورة إبراهيم، اآلية: (2)

.37سورة إبراهيم، اآلية: (3)

.31سورة مريم، اآلية: (4)

Page 23: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املحارضة ن ص : األول القسم

21

الصالة يف األديان غري اإلهلية

ان اإلهلية، وهناك من اآليات ما يشري إىل هذا فيام يتعلق باألدي

وجود الصالة يف األديان غري اإلهلية أيضا، ومن هذه اآليات ما يتحدث

عن احلال العربية قبل اإلسالم، إذ يقول تعاىل واصفا حال عرب

، (1)﴾ڦڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ﴿اجلاهلية:

ن العرب وهو ما يشري إىل وجود صالة وطريقة معينة يف أداء األدعية كا

يتعبدون هبا ولدهيم بعض الطقوس التي يامرسوهنا.

وباإلضافة إىل هذه اآليات، هناك العديد من الروايات الرشيفة

التي تشري بوضوح إىل قدم عبادة الصالة وترسخها يف احلال اإلنسانية

املتدينة منذ بدء اخلليقة، وإىل يوم الناس هذا، سواء كان الدين إهليا أم

ي، كام يؤيد هذه اآليات والروايات وجود دور العبادة يف مجيع غري إهل

املجتمعات البرشية القديمة واحلديثة، وهي دور ومعابد أقيمت ألداء

.(2)هذه الفريضة

.35سورة األنفال، اآلية: (1)

لفضيل، مركز انظر حول هذا املوضوع: مبادئ علم الفقه، الدكتور عبد اهلادي ا (2)

ـ 57/ 1م، ج2111ـ ه 1431، 2الغدير للدراسات اإلسالمية ـ بريوت، ط

58.

Page 24: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 25: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

23

األولالفصل

أثر الصالة يف بناء الشخصية اإلسالمية

بناء الشخصية اإلنسانية املتكاملة

ئتهاأثر الصالة يف تصفية النفس وهتد

الصالة: أعمق مظهر من مظاهر العبودية

أثر الصالة يف التوقيت والوقت

Page 26: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 27: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

25

بناء الشخصية اإلنسانية املتكاملة

شخصية اإلنسان تتقوم من خالل اإلنامء الروحي والعقيل

والبدين، وذلك بأن يعمل عىل تغذية روحه بجانب التغذية الفكرية

ك لتتكامل هذه العنارص مجيعا يف ومعهام التغذية اجلسدية والبدنية، وذل

بناء الشخصية اإلنسانية.

أداء األحكام ودوره يف رفع حالة االطمئنان

املبارش يف بناء الشخصية اإلنسانية، ال قبل احلديث عن أثر الصالة

بد من اإلشارة إىل نقطة مهمة، وهي أن طبيعة النفس اإلنسانية، بقدر ما

ت اإلنسان من السيطرة عىل الكثري من هي طبيعة منتجة وخالقة مكن

مكامن الطبيعة، بل ومتكنت من الوصول إىل ما هو أبعد من حميط

األرض التي تسكنها وسخر اهلل مجيع خرياهتا هلذا اإلنسان، بقدر ما

متلك هذه النفس من إمكانات غري حمدودة، فهي نفس ضعيفة أمام

ان أن ترتدد عىل مسامعه الكثري من أرسار هذا الكون، ويكفي هذا اإلنس

األخبار وتتناقل عىل ألسنة الناس الكثري من األحاديث حول وجود يوم

حياسب فيه كل إنسان عىل ما اقرتفته يداه يف هذه احلياة، يكفي أن

يستمع إىل هذا النوع من العقائد، لتمتلئ نفسه باهلواجس واملخاوف ـ

Page 28: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

26

لغيب. وهلذا، فإن من آثار وإن مل يصدق بوجود النبوات وعامل ما بعد ا

اإليامن باهلل عىل نفس اإلنسان أن تعطيه ذلكم االطمئنان النفيس الذي

خيفف مما قد يعرتيه من هواجس وتوتر نفيس حول مصريه األخروي.

وما يبعث عىل هذا النوع من االطمئنان والراحة النفسية لدى

ام رشعية، حيث املؤمن هو قيامه بأداء ما اؤمتن عليه من واجبات وأحك

تأيت الصالة يف مقدمة تلكم العبادات اإلسالمية التي متى ما أداها

اإلنسان عىل وجهها األكمل، تبعث يف نفس املسلم ذلكم االطمئنان

النفيس، حيث يشعر معها برض مما قام به من أداء ما فرضه اهلل عليه من

ہ ہ ہ ۀ ۀ﴿عبادات وواجبات. يقول تعاىل:

هي إشارة واضحة إىل أن إقامة الصالة من واجبات حيث ، (1)﴾ہ

املؤمن وسامته، فمتى ما كانت من التزامات املسلم، كان أداؤها وقاية له

وحاجبا عن دخول النار يوم القيامة. واالطمئنان النفيس حول املصري

واملستقبل األخروي له أثره عىل النفس، ودافع لإلنسان للعمل قدما

ما قد يصيبه من توترات بسبب القلق والسؤال الدائم دون االلتفات إىل

عن املصري.

خشوع املصلي وتعميق العالقة الروحية

وما ذكر أعاله، تشرتك فيه مع الصالة مجيع العبادات واألحكام

الرشعية من األوامر والنواهي، حيث يمثل التزامها من املسلم ضامنة

خالفون، ولكن الصالة هلا ووقاية من املصري السلبي الذي وعد به امل

.31سورة إبراهيم، اآلية: (1)

Page 29: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة أثر: األول الفصل

27

أثرها النفيس الواضح عىل شخصية اإلنسان، نفيده من آيتني أخريني،

،(1)﴾( ) ' & % $ # " !﴿مها قوله تعاىل:

ففيهام إشارة بينة بأن من عوامل فالح ونجاح اإلنسان هو ما يتملكه من

خشوع أثناء الصالة، ذلك أن ما يعيشه اإلنسان من تذلل إىل اهلل

بحانه، وما يولده ذلك من سكينة نفسية داخل اإلنسان يزود اإلنسان س

بحال من االستقرار والراحة النفسية، وهي احلال التي من شأهنا أن

تنعكس عىل السلوك اخلارجي لإلنسان ويف طبيعة عالقاته بمحيطه.

وما جيعل للخشوع ذلكم الدور يف تنمية اجلانب الروحي لدى

ة تتكرر يف اليوم مخس مرات عىل أقل تقدير، يف حال اإلنسان أن الصال

مل يأت اإلنسان ببعض النوافل اليومية. والصالة يف جوهرها عالقة بني

اإلنسان وخالقه، يبدأها املصيل باالعرتاف بعظمة اخلالق عندما يبدأ

، حيث هي اعرتاف بالعظمة التي هي أكرب من «اهلل أكرب»صالته بقوله:

ما يعني االعرتاف بالقدرة عىل كل يشء. لتستمر ـ بعد كل يشء، وهو

ذلك ـ األذكار واألدعية واآليات القرآنية املعززة لذلكم االعرتاف

والتعظيم من خالل ذكر اهلل تعاىل وتعديد صفاته اجلاملية والكاملية. ويف

ب هذه األذكار حال من اخلشوع والتذلل النفيس لدى اح حال ص

لك يساهم يف تعميق العالقة مع اهلل سبحانه وتنمية ذلكم املصيل، فإن ذ

اجلانب الروحي يف اإلنسان بدرجة عالية.

يقول السيد حممد باقر الصدر حول هذه النقطة يف رسالته العملية

اهلل »وحيسن باملصيل حني يبدأ صالته فيقول: »)الفتاوى الواضحة(:

اءل يف نفسه كل ما أن يمأل ذهنه بمعطيات هذه الكلمة، فيتض «أكرب

.2ـ 1سورة املؤمنون، اآليتان: (1)

Page 30: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

28

ٿ ٿ ٿ﴿متثله الدنيا من آمال وأجماد وقوى. وينبغي حني يقول:

أن يكون صادقا مع ربه، فال يعبد هواه، وال يستعني بغري ﴾ٿ

.(1)«مواله

وما يدلل عىل فاعلية الصالة يف تنمية اجلانب الروحي لدى

لية يف اإلنسان ما يعيشه املتصوفة وأهل العرفان من حال روحية عا

حاالت التأمل الروحي الذي تتخلله األذكار العبادية املرتبطة باهلل تعاىل

والتقرب إليه، حيث تأيت تالوة القرآن الكريم يف مقدم هذه األذكار

والرتاتيل واألدعية التي يرددها هؤالء، ذلك أن حال اخلشوع هلل

ن شوائب سبحانه تساهم يف تصفية النفس اإلنسانية مما علق هبا م

وأكدار جاءت نتيجة تفاعل اإلنسان وتعلقه باألجواء املادية يف هذه

احلياة.

تنمية اجلانب العقلي

وال يقترص دور الصالة عىل تنمية اجلانب الروحي، فلها دور يف

تنمية اجلانب العقيل والفكري لدى اإلنسان أيضا؛ ذلك أن هناك الكثري

صيل إىل أن يشغل صالته أثناء أدائه من الروايات الرشيفة التي تدعو امل

لألذكار واألفعال بالتفكر يف تلكم األذكار واألوراد واآليات التي

يرددها أثناء الصالة. كام أن هناك العديد من الروايات التي جتعل من

التفكر يف الساموات واألرض جزءا من التعقيب الذي يؤديه اإلنسان

ذه الروايات أفتى جمموعة من الفقهاء بعد الصالة مبارشة، ووفقا هل

، السيد حممد باقر الصدر، Aالفتاوى الواضحة وفقا ملذهب أهل البيت (1)

.554م، ص 2111ـ ه 1422، 1املؤمتر العاملي للشهيد الصدر ـ قم، ط

Page 31: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة أثر: األول الفصل

29

باستحباب التفكر بعد الصالة باإلضافة إىل جمموعة من األذكار

واألدعية واآليات املأثورة واملعروفة. يقول السيد عبد األعىل

وهو االشتغال عقيب الصالة بالدعاء »السبزواري يف تعريفه للتعقيب:

التفكر يف عظمة احلسنة، مثل: أو الذكر أو التالوة أو غريها من األفعال

، مثل: البكاء خلشية اهلل أو للرغبة إليه وغري ذلك. وهو من اهلل ونحوه

.(1)«السنن األكيدة، ومنافعه يف الدين والدنيا كثرية

وحينام يكون التأمل والتدبر فيام يقول املصيل ويتعبد به وكذلك فيام

من روتينه اليومي، فذلك حييط به من مظاهر عظمة اهلل سبحانه جزءا

ر فيام حوله، فهذا يف جانبه اآلخر جيعل ذهن اإلنسان دائم التفكري والتدب

التفكري يشغل عقل اإلنسان وذهنه بصورة مستمرة، وهو ما يشحذ آلة

التفكري لديه وجيعلها أكثر حدة ومهارة.

ومن جانب آخر، حينام تدعو النصوص الرشعية اإلنسان إىل مزيد

االت التأمل يف املعاين واألفكار حال الصالة وعقيبها، فهي من من ح

ناحية أخرى تدعوه إىل أن تكون حال التدبر والتأمل صفة مالزمة له يف

كل ما يرى ويتابع ويتلقى يف هذه احلياة، فليس من صفات املؤمن أن

يكون مزدوج الشخصية، بحيث يكون متأمل الفكر يف الصالة، فيام هو

د الذهن غري مبال يف سائر شؤونه احلياتية األخرى، بل جيب أن بلي

تكون تلكم احلال من الذهنية املتأملة املتفكرة طبيعة للمسلم يف مجيع

شؤونه وسلوكياته اليومية وتعامله مع اآلخرين. فعندما يأمر اهلل تعاىل

اإلنسان بأن يطيع والديه ويعاملهام بكل احرتام، فهذا مؤرش وباعث

مهذب األحكام يف بيان احلالل واحلرام، السيد عبد األعىل السبزواري، مكتب (1)

.111/ 7م، ج1992ـ ه 1413، 4السيد السبزواري ـ قم، ط

Page 32: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

31

للمسلم أن يكون ذلك ديدنه يف تعامله مع مجيع من حوله، ال أن يقرص

ذلك يف دائرته األرسية الضيقة، فهذا ليس من اإلسالم يف يشء.

عندما ظهر اإلسالم يف اجلزيرة العربية، حرك الكثري من عقول

املجتمع العريب الذي كان يعيش حاال من البدائية يف حياته اليومية،

مود الذهني سمة من سامت املجتمع آنذاك، فالبدو حيث كان اجل

الرحل الذين يعيشون حياهتم متنقلني بني البوادي والقفار، قلام

يعيشون تلكم احلال من التفكري والتأمل الذي يساهم يف النمو املعريف

والفكري لدهيم، بل كانوا يعيشون عىل قضايا موروثة تتناقلها األجيال،

ق وتطوير أو نقد، ولذلك يواجهون دعوة رسول دون متحيص وتدقي

Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô Õ﴿إليهم بقوهلم: Kاهلل

Ö﴾(1).

الدور املرجو من طلبة العلوم الدينية

ولتعزيز حال التأمل يف الصالة، أدعو هنا إىل جهد يتحمله

بالدرجة األوىل طلبة العلوم الدينية، وذلك من خالل القيام بحملة

لصالة، بدءا من تكبرية اإلحرام، وليس انتهاء توعوية بمعاين ا

بالتعقيبات املأثورة. وذلك ليعيش اإلنسان تلكم املعاين أثناء أدائه

للصالة، وأال تكون الصالة جمرد طقوس عبادية تقتضيها العادة وجماراة

اآلخرين دون وعي معقول ملعاين املفردات واألذكار التي يرددها كل

اليوم. ذلك أن الرتديد غري الواعي ال حيقق هدف مصل مخس مرات يف

.22سورة الزخرف، اآلية: (1)

Page 33: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة أثر: األول الفصل

31

الصالة املتمثل يف تعزيز حال التأمل وذكر اهلل وبيان عظمته وعلو شأنه

وتعميق عالقة اإلنسان بخالقه، حيث هي احلال التي من شأهنا خلق

أجواء إيامنية حتفظ املجتمع ويعيش معها اإلنسان يف أجواء عبادية

خاشعة.

ة التدبر أثناء الصالة، يقول املريزا امللكي التربيزي: وحول أمهي

ق » ر يف معرفة الصلوات، لتكون عاملا بام تدعوه وتطلبه من اهلل، ووف تفك

بني قلبك ولسانك يف ذلك، ليقع عن عناية ومعرفة، ال عن جهل وجمرد

لقلقة اللسان. إن أمكنك أن تعتقد بحقيقة قلبك بأن الصالة معراج

د وزيارة الرب، لتعتقد أهنا موجبة للفالح، وأهنا خري األعامل، وال العب

ترض إتيان أعامهلا وأركاهنا بالصورة وأذكارها وخماطباهتا ومناجاهتا

بلقلقة اللسان، ويتأثر قلبك وروحك من أفعاهلا، وقراءهتا ومناجاهتا

وتكبريها الذي هو املقصود األصيل منها، بل هو وروحها وحقيقتها،

فعند ذلك حتصل اللذة من القراءة، واملناجاة ولطيف املخطابات، كام

.(1)«ورد يف األخبار

يكفي يف معرفة أن املقصود من الصالة حقيقتها ال »ثم يضيف:

صورهتا املجردة عن احلقيقة: اآليات واألخبار. ومن األوىل قوله تعاىل:

يقة ، فإن التعبري باإلقامة ما ياليم حلق(2)﴾ٺ ٺ /﴿

رصيح بذلك. ومنها قوله تعاىل: ﴾ٺ﴿الصالة، والتقييد بقوله:

أرسار الصالة، املريزا جواد امللكي التربيزي، دار الكتاب اإلسالمي ـ طهران، (1)

.186ـ 185، ص بدون تاريخ

.21سورة طه، اآلية: (2)

Page 34: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

32

﴿v w x y z } | ~{﴾(1) والعلة ال ،

.(2)«تالئم بالصورة اخلالية عن احلقيقة

إن جمتمعنا اليوم يعيش وفرة جيدة من طلبة العلوم الدينية يمكنهم

جواء ـ من خالل التعاون عىل أداء هذا الدور ـ أن يسامهوا يف إجياد أ

عبادية وروحية يعيشها املصيل يوميا، يكسب من خالهلا املزيد من

األجر والثواب، ويشاركه يف ثوابه من أرشده إىل هذه املعاين، وهو

طالب العلم. وباإلضافة إىل ذلك، تعد هذه من أبرز الوظائف

االجتامعية والدينية املطلوبة من طالب العلوم الدينية، بحيث لو مل يقم

عىل الوجه املطلوب، سوف حياسب عىل هذا التقصري أمام اهلل يوم هبا

القيامة وأمام األجيال اآلتية.

وما يدعو إىل هذا النوع من احلديث ما يلمسه املتابع من حاجة

ماسة إىل أن تبنى شخصية اإلنسان املسلم وفقا لقيم ومبادئ الرشيعة

رحلة واحلاجة اإلسالمية، وما مل يكن هناك حترك بمستوى امل

االجتامعية، سنكون سببا لقدوم ثقافات وقيم دخيلة من شأهنا أن ختلق

أفرادا ذوي شخصيات مشوهة أو مزدوجة أو تائهة فيام يصلحها ويبني

شخصيتها وفق الضوابط الصحيحة والسليمة. إن املسلم يف حال وعى

من وعيه ملفردات ما يؤديه من أحكام وعبادات، كانت العبادة جزءا

وفكره وليست جمرد عادة يومية يؤدهيا دون تنبه كاف ملا يقوم به. إن

العبادة بمفهومها الصحيح ختلق إنسانا واعيا مفكرا، يؤمن بحاكمية

.43سورة املائدة، اآلية: (1)

.186املصدر السابق، ص (2)

Page 35: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة أثر: األول الفصل

33

اإلسالم يف املجتمع، ويشكل جزءا من هويته الفكرية والنفسية بكل ما

تعنيه الكلمة من معنى.

ة يف بناء الشخصية اإلنسانية املتزنة يرشح السيد الصدر دور العباد

إن مشكلة الضياع تعني لإلنسان أنه صريورة مستمرة »والواعية بقوله:

تائهة ال تنتمي إىل مطلق يسند إليه اإلنسان نفسه يف مسريته الشاقة

الطويلة املدى، ويستمد من إطالقه وشموله العون واملدد والرؤية

لك املطلق حركته بالكون الواضحة للهدف، ويربط من خالل ذ

وبالوجود كله، وباألزل واألبد، وحيدد موقعه منه، وعالقته باإلطار

الكوين الشامل.

إن التحرك الضائع بدون مطلق هو حترك عشوائي كريشة يف مهب

الريح، تنتقل بالعوامل من حوهلا وال تؤثر فيها، وما من إبداع وعطاء يف

التاريخ إال وهو مرتبط باالستناد إىل مسرية اإلنسان الكربى عىل مر

.(1)«مطلق وااللتحام معه يف سري هادف

تنمية اجلانب البدين

كام تنمي الصالة اجلانبني الروحي والعقيل، ال خيفى دور الصالة يف

تنمية اجلانب البدين، وذلك ملا حتويه من أفعال وحركات يامرسها

البدنية لإلنسان يقوم هبا اإلنسان، بحيث تشكل جزءا من الرياضة

مخس مرات يف اليوم. وهو جانب ال نحتاج إىل الربهنة عليه وإثباته؛

لوضوحه بشكل بارز وبني. وعندما نشري إىل هذه النقطة يف أداء

نظرة عامة يف العبادات، السيد حممد باقر الصدر، املؤمتر العاملي للسيد الصدر ـ (1)

.753م، ص 2111ـ ه 1422، 1قم، ط

Page 36: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

34

الصالة، ال يعني ذلك أن يؤدي اإلنسان الصالة وكأهنا جزء من

من صالته يف الرياضة البدنية للجسم، ولكن املقصود أن املصيل يفيد

جوانب متعددة، ومنها اجلانب البدين والريايض.

وما تؤديه الصالة يف هذا اجلانب أهنا تعود اإلنسان عىل دوام النشاط

واحليوية يف أدائه لألعامل، وهي نقطة يشري إليها الشيخ حمسن قراءيت،

اع إن العبادة األكثر كامال هي التي يؤدهيا العبد بنشاط واندف»فيقول:

واستمرار، وليس كام هو شأن املنافقني الذين إذا قاموا إىل الصالة قاموا

كساىل، كام يصفهم القرآن. وال كعبادة املذبذبني واملشككني من مرض

القلوب التي تفتقد إىل العزم واملواصلة واإلخالص. إن العمل القليل

.(1)«املستمر خري من العمل الكثري املنقطع

ترمجة: حسن احليل، أرسار الصالة: خاص بالشباب، الشيخ حمسن قراءيت، (1)

.28م، ص 1994ـ ه 1415، 1بدون نارش، ط

Page 37: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

35

وهتدئتها ة يف تصفية النف أثر الصال

يمر اإلنسان يف حياته اليومية بالكثري من املواقف، ويشعر بالكثري

من ضغوط االلتزامات الشخصية واألرسية واالجتامعية، وهو ما

يشكل نوعا من اجلهد النفيس اليومي، وما مل يتحل اإلنسان بصفتي

ا عىل نفسه سيكون الصرب والتحمل يف مواجهة هذه الضغوط، فإن أثره

ا ومدمرا يف بعض األحيان. قوي

ولذلك فإن الصرب من صفات املسلم احلق، بل ومن صفات

املؤمنني أو يويص بعضهم بعضا هبذه الصفة يف حال وجدوا من حيتاج

ڀ پ﴿إىل من يدفعونه نحو مزيد من التحمل، يقول تعاىل:

. كام أن اهلل (1)﴾ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ

باده املسلمني بأن يستعينوا بالصرب يف قضاء أمورهم، سبحانه يويص ع

وذلك أن األمنيات ال تتحقق بني يوم وليلة، ولكنها حتتاج من اإلنسان

إىل مزيد من الروية والتصرب. وما يلفت يف األوامر واإلرشادات اإلهلية

أن اهلل سبحانه يأمر عباده باالستعانة بخلق الصرب وبفريضة الصالة،

§ ¦ ¥ £¤ ¢ ¡﴿كام يف قوله تعاىل: وذلك

.3سورة العرص، اآلية: (1)

Page 38: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

36

Â Ã Ä Å Æ﴿، ويف آية أخرى: (1)﴾©

ÈÇ É Ê Ë Ì﴾(2) واآليتان هنا تأمر املؤمنني باالستعانة ،

بالصرب، وهو أمر قد يدرك معناه بيرس وسهولة، ذلك أن اإلنسان يف

حال كان لديه هدف معني وأراد أن يصل إليه أو كان يمر بضائقة ويريد

عليه أن يتحىل بالصرب ليصل إىل ذلك اهلدف ولتجاوز تلكم جتاوزها،

الضائقة.

وما قد يغيب عن اإلنسان أن للعبادات دورها املهم يف جتاوز

اإلنسان للكثري من املحن والضوائق. ولبيان ذلك، أمهد بمثال من واقع

احلياة اليومية، حيث إن اإلنسان عندما يمر بلحظات من الغضب

يس، يوصيه علامء النفس بمجموعة من املامرسات التي قد واهليجان النف

ختفف من االنفعال غري الواعي الذي يتملكه، ومن ذلك أن يقوم بتغيري

قف. لس، وإذا كان جالسا ي الوضعية التي هو عليها، فإذا كان واقفا، جي

إن تغيري الوضعية من شأنه أن خيفف كثريا من حال الغضب والثورة

د بصورة التي تتملك اإلنسان يف تلكم اللحظات. وهذا ما يشاه

تلقائية، إذ مما يقوم به اإلنسان الغاضب يف بعض األحيان ـ لينفس عن

غضبه ـ أن يرفع ما تقع عليه عيناه ويلقيه بعيدا أو يقوم برضبه

وحتطيمه، وذلك من أجل تنفيس ما بداخله من موجة غضبية عالية.

الصالة، فالصالة ـ الشتامهلا عىل جمموعة من وهو ما ينطبق عىل

احلركات واألفعال ـ يكون هلا فعلها وأثرها يف نفس اإلنسان والتخفيف

.45سورة البقرة، اآلية: (1)

.153سورة البقرة، اآلية: (2)

Page 39: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة أثر: األول الفصل

37

من حال األمل أو الغضب التي قد تتملكه يف بعض اللحظات، وبخاصة

عندما يضاف إىل تلكم احلركات ما تشتمل عليه الصالة من أذكار

هتا، وذكر اهلل سبحانه ـ كام تشري آية ترافق مجيع حركات الصالة وسكنا

á â ã ä﴿أخرى ـ له وقعه عىل النفس، إذ يقول تعاىل:

å﴾(1) ذلك أن املسلم يستشعر عظمة اهلل دائام وأن اهلل قادر عىل .

إعانته واالنتصار له، وأن مقاليد األمور ومفاتيحها هي دائام بيد اهلل.

ير اإلنسان ونفسه بصورة ولذلك عندما يذكر اسم اهلل، تنفتح أسار

طبيعية وتلقائية، وبخاصة مع ما تورثه الثقافة واملبادئ اإلسالمية من

دور يف تعزيز هذه احلال يف نفس كل مسلم.

قد يواجه اإلنسان »يشري السيد فضل اهلل إىل هذه النقطة، فيقول:

يف حياته العملية ضغوط الشهوة، التي تلح عليه فيام يشبه احلريق

اخيل، كي يستسلم لنداء الغريزة، ويرتك نداء اهلل.. وقد يقع حتت الد

ضغط الطمع الذي يدعوه إىل أن يرتك إيامنه ومبادئه للحصول عىل مال

أو جاه، وقد يواجه الضغوط اخلارجية التي تقتحم حياته لتهدد

وجوده، فيستسلم لتأثرياهتا املنحرفة بعيدا عن خط اهلل، فكيف يواجه

!ذلك كله؟

إن هذه اآلية تستثري يف اإلنسان إيامنه باهلل من خالل الوسائل

العملية لإليامن، ليثبت اإلنسان عىل خط احلق يف املنحدر اخلطر،

ويتحدث اهلل تعاىل عن وسيلتني، مها: الصرب، والصالة.

.28سورة الرعد، اآلية: (1)

Page 40: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

38

...، أما الصالة، فهي معراج املؤمن إىل ربه، تعرج فيها روحه

تلتقي باهلل يف حلظات ابتهال وانفتاح، وتتصل وضمريه وقلبه وفكره. ف

باملعاين الكبرية املمتدة يف رحاب اهلل. إن اإلنسان إذا اتصل قلبه باهلل،

انفتحت روحه عىل أخالقه العظيمة التي أرادنا أن نتخلق هبا يف احلياة؛

ومتى حتقق لإلنسان هذا االنفتاح، وعاش يف هذه األجواء الفسيحة،

مستوى االهتامم بالقضايا الصغرية، وعندها لن تثري يف انخفض عنده

.(1)«نفسه أي يشء مما اعتاد الناس أن يستثريوا به وجداهنم وحياهتم

إذا دمهتهم واالفالسفة اليونانية كان»ومما يذكر يف هذا املجال أن

( املنطقي وشيخ الفالسفة واملعلم طاليس أرسطا)نازلة يذهبون اىل قرب

، وذلك ملا تسكن (2)«حلصول املدد والفيض من قربه األول هلم؛

اإلنسان حينها من حال السكينة والوقار حيث تصفو النفس فيهتدي

إىل حل تلكم املسألة العلمية وما يالبسها من عقد ومشكالت. وما

يولد هذه احلال من الطمأنينة لدى اإلنسان ما يشعره موت اإلنسان من

يف نفس كل إنسان.تعلق روحي وصفاء نفيس

ولذلك، فإنه بعيدا عن فتاوى التكفري والرشك واخلروج من

اإلسالم إىل دوائر الرشك والضالل والبدع، كان هناك حث من أئمة

عىل زيارة القبور، وذلك ملا فيها من تعزيز للحس Aأهل البيت

الوجداين والعاطفي عند اإلنسان، وبخاصة عندما يكون لصاحب

، 2من وحي القرآن، السيد حممد حسني فضل اهلل، دار املالك ـ بريوت، ط (1)

.23 ـ 22/ 2م، ج1998ـ ه 1419

جهود علامء احلنفية يف إبطال عقائد القبورية، الدكتور شمس الدين األفغاين، (2)

.1587ـ 1586/ 3م، ج1996ـ ه 1416، 1دار الصيمعي ـ الرياض، ط

Page 41: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة أثر: األول الفصل

39

، Aانة ورمزية مبدئية، كام هي احلال مع األنبياء واألئمة القرب مك

حيث تتملك اإلنسان يف تلكم احلال ـ أثناء وقوفه عىل قبورهم ـ حال

من الروحانية العالية التي يشعر معها بحال من االطمئنان النفيس،

وخيالط ذلكم االطمئنان نوع من التعلق الوجداين بام يمثله هذا النبي أو

م اإلمام من قضية مبدئية وعقيدة دينية يتمثلها ويتبعها ذلكم ذلك

الواقف.

يشري الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليامن إىل هذه النقطة أثناء

حديثه عن اآلثار اإلسالمية املقدسة يف مكة املكرمة ودورها يف ترسيخ

ومبعث مكة املكرمة مهد اإلسالم، »العقيدة اإلسالمية يف نفس املسلم:

، فى النور، ومنطلق خامتة الرساالت، رشفت بوالدة املصط

شهدت عرصاهتا .ت كبار صحابته الكرام عىل أرضها املباركةواحتضن

ومرابعها ملحمة الرصاع بني احلق والباطل، وزكت تربتها بالدماء

الزكية، دماء الشهداء. يف كل شعب منها وزاوية وبقعة أثر خالد ومنار

ها من جهادهم، وأمثلة من كفاحهم، تظل وقائعصص حيكي ق ،ميضء

، ومشاهدة، تكتحل هبا نواظرهما حية يف نفوس األجيال املسلمة سامع

ترسخ هبا معاين اإليامن، وتتقوى هبا وترتدد عىل أسامعهم مآثرهم،

والقيم ليمة واملبادئعزائمهم، وتتجدد هبا مهمهم لنرش العقيدة الس

أجماد القائمة واآلثار .السرية واملسرية االصحيحة، يستنطقون من خالهل

.(1)«يف النفوس امي يف مراحله املبكرة ليبعث حي التاريخ اإلسال

األماكن املأثورة املتواترة يف مكة املكرمة: عرض وحتليل، الشيخ الدكتور عبد (1)

ـ ه 1431، 1مي ـ لندن، طالوهاب أبو سليامن، مؤسسة الفرقان اإلسال

.11م، ص 2111

Page 42: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

41

إن هذه احلال من الروحانية والتعلق باملبدأ ال تنفك عن املسلم

ليئة بذكر اهلل أثناء صالته حينام يردد تلكم األذكار واآليات القرآنية امل

ومتجيده وحتميده وتسبيحه.

Page 43: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

41

الصالة: أعمق مظاهر العبودية

ال يؤدي املسلم يف أي طقس من طقوسه العبادية ما يؤديه يف فرض

الصالة من األذكار واألدعية وتالوة آيات القرآن الكريم. ذلك أن عامد

معها الصالة إنام هو تلكم األفعال التي تتخللها اآليات القرآنية و

األذكار واألدعية املأثورة التي هي يف جمملها ذكر هلل سبحانه بالشكر

بالصالة عليه وعىل آله Kواحلمد والتسبيح والثناء، ومعها ذكر النبي

الطاهرين. وهو ما جيعل الصالة اعرتافا دائام بالعبودية هلل سبحانه

فة. ولعل صاحب تلكم املكانة احلارضة مع هذه األذكار واآليات الرشي

ما يعمق هذه احلال من عبودية اإلنسان هلل سبحانه يف الصالة ما

يتخللها من حالتي ركوع وسجود، فهام من أعظم مظاهر اعرتاف العبد

بخالقه وتعظيمه له.

فذلكم اإلنسان الذي يعفر جبينه بالرتاب تاليا لتلكم األذكار

سبحان ريب »قول املصيل: العبادية هلل سبحانه، حيث يشري فيها ـ حينام ي

ـ إىل إيامنه بعلو وسمو الذات اإلهلية، وهو يف تلكم احلال من «األعىل

التذلل وإظهار اخلشوع. إنه يف هذه احلال يمثل حالة ومظهرا يعرب فيها

املصيل بصورة متكررة عن خضوعه التام والكامل هلل سبحانه. ولذلك

الصالة قربان »: Aسان املعصومني ورد يف الروايات الرشيفة وعىل ل

Page 44: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

42

، ذلك أن القربان ما يقدمه اإلنسان من أضحية إىل اهلل (1)«كل تقي

سبحانه طلبا للعفو واملغفرة، ليتقبله اهلل بعد ذلك دليل غفران منه وتوبة

عىل ذلكم املضحي واملتقرب إليه. والصالة بأفعاهلا وأذكارها العبادية

ب به كل عبد إىل اهلل سبحانه، طالبا العفو تلك، ال شك هي ما يتقر

واملغفرة، لتكون شفيعه أمام اهلل سبحانه يوم القيامة.

، (2)«الصالة خري موضوع »وهو ما تؤكده الرواية النبوية الرشيفة:

وهو ما يعني أن الصالة خري ما وضعت من أحكام وترشيعات

ا واآلخرة، فاهلل للمسلم. فهي رشعت خلري اإلنسان وصالحه يف الدني

سبحانه ال بخل يف ساحته، بل هي ساحة الكرم والعطاء غري املحدود،

فمن خيلص له يف عبادته وصالته هو موعود بالثواب واألجر العظيم.

يف هنج البالغة، رشح حممد عبده، دار املعرفة ـ Cهي مما ورد عن اإلمام عيل (1)

. وأوردها الكليني يف الكايف، حتقيق: عيل 34/ 4بريوت، بدون تاريخ، ج

، عن اإلمام الرضا، حيث 265/ 3ش، جه. 1363، 5أكرب الغفاري، قم، ط

حممد بن احلسني بن سعيد، عن أبو داود، عنالتايل: وردت مسندة بالسند

.C ن أيب احلسن الرضاالفضيل، ع

، حتقيق: عيل أكرب الغفاري، ه(381انظر: معاين األخبار، الشيخ الصدوق )ت (2)

؛ وعوايل الآليل، ابن 333م، ص 1979ـ ه 1399، 1دار املعرفة ـ بريوت، ط

اج آغا جمتبى العراقي، تقديم: ، حتقيق: احله(881أيب مجهور األحسائي )ت

ـ ه 1413، 1السيد شهاب الدين املرعيش النحفي، سيد الشهداء ـ قم، ط

.91/ 1م، ج1983

Page 45: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

43

أثر الصالة يف التوقيت والوقت

. s t u v w x y﴾(1)﴿يقول تعاىل:

دة وموقتة بتوقيت إن ما تشري إليه اآلية الكريمة بأن للصالة أوقاتا حمد

معروف ومعني، وهي األوقات التي تفصلها اآلية الكريمة األخرى:

A B C D E F G H I @ ڦ > =﴿

J K﴾(2) حيث توزع أوقات الصالة إىل ثالثة، هي: دلوك ،

الشمس، بمعنى: زواهلا، وهو وقت الظهرين. وغسق الليل، بمعنى:

ر، بمعنى صالة إقبال ظلمته، وهو وقت العشاءين. وقرآن الفج

الصبح. وهو ما يوافق ما تذهب إليه اإلمامية من حتديد أوقات

الصلوات اخلمس يف أوقات ثالثة، ويعضده أيضا السرية النبوية، سواء

بام يرويه أهل البيت أو ما يرويه الصحابة ويعتمده إخواننا أهل السنة يف

Kنبي مصادرهم احلديثية، حيث تذكر املصادر احلديثية مجع ال

لصاليت الظهر والعرص وصاليت املغرب والعشاء يف غري سفر وال مطر.

يمكن »يف جممعه: ه( 548يقول الشيخ أبو عيل الطربيس )ت

.113سورة النساء، اآلية: (1)

.78سورة اإلرساء، اآلية: (2)

Page 46: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

44

االستدالل باآلية عىل أن اهلل سبحانه جعل من دلوك الشمس، الذي هو

الزوال إىل غسق الليل، وقتا للصلوات األربع، إال أن الظهر والعرص

الوقت من الزوال إىل الغروب، واملغرب والعشاء اآلخرة اشرتكا يف

اشرتكا يف الوقت من الغروب إىل الغسق، وأفرد صالة الفجر بالذكر يف

. ففي اآلية بيان وجوب الصلوات اخلمس ﴾D EF ﴿قوله:

وبيان أوقاهتا. ويؤيد ذلك ما رواه العيايش بإسناده عن عبيد بن زرارة

اآلية، قال: )إن اهلل افرتض أربع صلوات يف هذه Cعن أيب عبد اهلل

وأول وقتها من زوال الشمس إىل انتصاف الليل، إال أن هذه قبل

.(1)«هذه(

إن التزام املسلم هبذه الصلوات يف أوقاهتا التفصيلية تلك، يعوده

عىل تقسيم وقته، وعدم أداء األعامل عىل نحو من الفوض واالتفاق

هنا إىل نقطة مهمة، وهي أن املسلم ال جيب العشوائي، وبخاصة إذا تنب

أن يعيش ازدواجية املعايري واألجواء، كام سبقت اإلشارة إىل ذلك

أعاله، فيكون حمافظا عىل وقت الصالة، فيام هو ال يدير باال للوقت فيام

يتعلق باألمور األخرى. وهو حيرتم أوقات الصالة، فيام ال حيرتم

عىل املسلم أن يدرك أن يف كثري من العبادات اآلخرين ويقدر أوقاهتم.

مؤرشات لعادات صحية وحسنة عليه تلقفها واتباعها يف حياته اليومية،

وعىل أقل تقدير أن جيد فيام يلتزمه من الناحية الرشعية ترغيبا فيها،

فحينام يرغبه الشارع إىل أمهية املحافظة عىل الوقت يف أداء الصالة،

املحافظة عىل توقيت األمور وتنظيمها يف بقية شؤونه فذلك ترغيب إىل

احلياتية، وحينام يرغبه الشارع ويوجب عليه الوضوء وغسل بعض

جممع البيان يف تفسري القرآن، الشيخ أبو عيل الفضل بن احلسن الطربيس )ت (1)

.215/ 6م، ج2116ـ ه 1427، 1 ـ بريوت، ط، دار املرتىضه(548

Page 47: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة أثر: األول الفصل

45

أجزاء جسمه، فذلك ترغيب من الشارع إىل النظافة واالهتامم بغسل

البدن واملحافظة عىل النظافة دائام، وهكذا.

ا متكامال، له وقته إن املسلم يف أدائه الصالة يامرس يوميا برناجم

فالعبادة األفضل هو »املحدد واالستعداد املناسب واخلامتة املناسبة،

العبادة املؤداة عىل ضوء برنامج مستمر ومنهاج منتظم ومربمج. وقد

حثت الروايات الرشيفة عىل تقسيم الوقت وتنظيم العمل بالشكل

.(1)«الذي ال يكون يف اجلانب العبادي إفراط أو تفريط

إن التفات املسلم إىل هذه التفاصيل يف أداء الصالة يفيده يف حياته

اليومية، فالصالة برنامج يومي له حيثيته اخلاصة التي يمكن للمسلم أن

يفيد منها يف أداء براجمه فيام يتعلق بمسائل الوقت وترتيب األولويات.

ل هو حتديد ذلك أن من بني أهم ما يدرس يف علم اإلدارة وتنظيم العم

األولويات، وهو أمر يظهر يف حتديد الرشع املقدس ملا هو واجب وما

هو دون الواجب يف العبادات. فالصالة منها الواجب، كالفرائض

اليومية، ومنها املستحب، كالنوافل اليومية.

وقد أمر الرشع املسلم بأنه ـ يف حال كان مطلوبا بأداء الصالة

بالنافلة ـ أن تقدم الفريضة من حيث أولوية املفروضة ومعها اإلتيان

التطبيق واألداء؛ وذلك باعتبار وجوهبا واستحباب النافلة. وهي إلفاتة

مهمة للمسلم بأنه يف حياته اليومية هناك واجبات جيب عىل اإلنسان

القيام، وذلك خلطورهتا ومكانتها، فيام هناك من األعامل ما يستحب

ن يوازن بني الواجبات من املهام، وبني ما هو اإلتيان، وعىل اإلنسان أ

.26أرسار الصالة، الشيخ حمسن قراءيت، مصدر سابق، ص (1)

Page 48: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

46

مستحب وال يصل إىل درجة الرضورة. وهذا من الدروس املهمة فيام

.(1)يتعلق بفن اإلدارة وتنظيم العمل

.27ـ 26انظر: أرسار الصالة، الشيخ حمسن قراءيت، مصدر سابق، ص (1)

Page 49: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

47

نيالفصل الثا

أثر الصالة يف بناء املجتمع املسلم

الصالة شعار املجتمع املسلم

دور الصالة يف حتصني املجتمع سلوكي ا

الصالة يف الرتابط االجتامعي دور

Page 50: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 51: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

49

الصالة شعار اجملتمع املسلم

مما تعرف به شخصية أي جمتمع يف الوقت الراهن ما يتميز به من

مبان وأسلوب يف عامرة املنازل واألماكن العامة. وكانت دور العبادة ـ

وال تزال ـ من أبرز ما يعرف به أي جمتمع، فدور العبادة التي حتتوي عىل

موعة من متاثيل بوذا ـ مثال ـ داللة عىل تعبد املجتمع بالديانة البوذية، جم

وذلك املجتمع التي تتوزع بني مبانيه الكنائس، وتسمع بني الفينة

واألخرى أجراسها، فهي داللة عىل مسيحية أبنائه.

وطاملا كانت املساجد داللة بارزة عىل إسالم أبناء تلكم املجتمعات

وهو ما يتوافق واإلرشاد والتوجيه اإلهليني اللذين التي حتتضنها.

T U V W X Y Z﴿نفيدمها من اآلية الكريمة:

. فالذين يمكنهم اهلل تعاىل من بسط السلطة (1)﴾\ [

والسيطرة عىل جمموعة من املجتمعات اإلنسانية وفقا ملبادئ الرشيعة

ة الصالة اإلسالمية يكون من شعاراهتم ومظاهر احلكم يف بالدهم إقام

وأن تكون شعارا من أبرز شعاراهتم. ذلك أن إشهار الصالة ألن تكون

من مظاهر املجتمع، ينمي فيه روح االلتزام بأداء العبادات اإلهلية، ويف

.41سورة احلج، اآلية: (1)

Page 52: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

51

مقدمتها الصالة، وذلك ملا هلا من دور يف حتصني املجتمع وتنميته وفق

مبادئ وروح الدين اإلسالمي احلنيف.

من إن»كارم الشريازي شارحا اآلية الكريمة: يقول الشيخ نارص م

، مكاجلبابرة بعد انتصاره ونلعبيو نلهويال ينرصهم اهلل عىل أعدائهم

الرتقاء الفرد ام النرص سل ونريوال يأخذها الكرب والغرور، إنام

إىل السلطة، مإىل طاغوت جديد بعد وصوهل ونتحولي ال مواجلامعة. إهن

رمز هذا االرتباط الصالةذلك أن .باهلل القوي مالرتباطهوذلك

والنهي باملعروف واألمر الزكاة رمز لاللتحام مع اخللق،فيام باخلالق،

امتان قويتان لبناء جمتمع سليم. وهذه الصفات األربع املنكر دع عن

تكفي لتعريف هؤالء األفراد، ففي ظلها تتم ممارسة سائر العبادات

.(1)«ورك خصائص املجتمع املؤمن املتطواألعامل الصاحلة، وترسم بذل

األمثل يف تفسري كتاب اهلل املنزل، الشيخ نارص مكارم الشريازي، مؤسسة (1)

.361/ 11م، ج1992ـ ه 1413، 1لبعثة ـ بريوت، طا

Page 53: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

51

دور الصالة يف حتصني اجملتمع سلوكيا

متت اإلشارة أعاله إىل أن هناك خلال يف تعليم الصالة يف

املجتمعات اإلسالمية، وأن عىل عامل الدين أن يقوم بدور فاعل يف

تصحيح هذا اخللل، وذلك من خالل بيان معاين مفردات األذكار يف

ة، وما توحيه تلكم األفعال العبادية التي يؤدهيا املسلم بصورة الصال

يومية. ذلك أن املصيل يف حال تدبر هذه املعاين مع ما يصاحبها من

استشعار اخلشوع والتذلل هلل تعاىل، من شأن ذلك أن يكون رادعا

ومهذبا للسلوك الفردي، وهو ما ينعكس تاليا عىل املجتمع بصورة

¸ ¶ µ ´﴿ما يفاد من اآلية الكريمة: عامة. وهو

¹ º﴾(1)

إن املسلم حينام يؤدي صالته إنام من باب تأكيد العالقة بينه وبني

اهلل تعاىل كل يوم، ويف تأكيد العالقة هذه يستشعر عظمة اهلل وقدرته

وحاجته إليه يف كل حلظة ويف كل موقف. ومن تتأكد لديه هذه العالقة،

ا ـ أن يقوم بعمل ما خيل هبا ويشوشها، وهو ما من املعيب ـ أخالقي

يشكل رادعا ذاتيا لدى اإلنسان، يمنعه من ارتكاب الفواحش

.45سورة العنكبوت، اآلية: (1)

Page 54: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

52

واملحرمات ومنكرات األفعال.

إن األخ األكرب عندما خيرب أخاه الصغري بأن عمال ما ال جيب أن

فا من يؤديه ألنه قد ال يرض عنه والداه ـ مثال، تراه يبتعد عنه، خو

علمهام بام فعل فيغضبان عليه أو يعاقبانه عىل فعلته تلك. فكيف بذلك

اإلنسان الذي يدرك بأن اهلل يراقبه يف كل حلظة ويف كل مكان وال

. وهلذا فإن o p q﴾(1)﴿يستطيع أن يغيب عن ناظريه، بل هو

اآلية الكريمة تؤكد حقيقة هلا واقعها يف نفس كل مصل يتلقى الصالة

ؤدهيا بوجهها الصحيح. وهلذا يتحمل طالب العلوم الدينية مسؤولية وي

كبرية يف هذا اجلانب. ذلك أن املجتمع ككل من مسؤوليات املسلم

بوجه عام، ويتحمل طالب العلم مسؤولية خاصة يف هذا املجال، ذلك

أن تعليم املسائل الرشعية، ويف مقدمتها الصالة، كام هي يف روحها

هي من وظيفة طالب العلم، حياسبه اهلل يوم القيامة فيام لو اإلسالمية،

قرص أو أساء يف القيام هبذه الوظيفة.

من املشاكل التي »يعلق السيد فضل اهلل عىل هذه النقطة، فيقول:

تواجه العبادة وكل حركية اإلنسان يف عمله هو أن يتحول العمل أو

لروتني يقتل احليوية يف اليشء العبادة ـ نتيجة التكرار ـ إىل روتني، فا

وحيوله إىل حالة جامدة ال تنبض فيها الفكرة، ولذلك كان التوجيه

اإلسالمي إىل أن يعيش اإلنسان عبادته من خالل أن يستعيد يف نفسه

روحانية العبادة وأن يتوجه إىل اهلل وأن خيشع إىل اهلل. ولذلك فال بد

بادات والعادات اخلريية أن لإلنسان عندما يريد أن يامرس هذه الع

.7سورة طه، اآلية: (1)

Page 55: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املسلم املجتمع بناء يف الصالة أثر: الثاين الفصل

53

يامرسها بحيث جيدد فيها هذه احليوية. فعندما يامرسها عليه أن يفكر يف

صالته وأن يفكر يف صومه وأن يفكر يف حجه وأن ينفذ إىل كل كلمة

يقوهلا ليتأملها وإىل كل عمل يعمله ليدرس طبيعته وعالقته بحياته،

ذا يكون مصليا واعيا من خالل وأن يدرس األهداف املرجوة منه، وهك

.(1)«وعي الصالة ووعي الصوم

إننا نرى الكثري من الناس يؤكدون عىل طريقة النطق »ثم يضيف:

يف الكلمة وأن يكون النطق فيها سليام، بحيث يضيع عندهم وعي

الكلمة، ولألسف فإن الواقع الذي عشناه مجد معاين العبادة يف نفوسنا،

الرتبية العبادية هي أفعال أمر: افعل كذا، وكن دقيقا يف أال تالحظون أن

النطق ويف انحناء الركوع والسجود وهكذا.. ونحن ال نقول بأن هذه

أمور غري رضورية، ولكننا ـ يف املقابل ـ ال نرى أحدا ـ يف الغالب ـ حتى

يف الوعظ العبادي يقول للمصيل: إن عليك وأنت تركع أن تستحرض

وأنت تسجد أن تستذكر كذا أو أن تعيش هذا الوعي حتى كذا، وعليك

.(2)«تعطي للعبادة روحها

الندوة: سلسلة ندوات احلوار األسبوعية بدمشق، السيد حممد حسني فضل (1)

م، 1998ـ ه 1417، 5اهلل، إعداد: عادل القايض، دار املالك ـ بريوت، ط

.646/ 1ج

.647/ 1، جاملصدر السابق (2)

Page 56: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 57: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

55

دور الصالة يف الترابط االجتماعي

تعد صالة اجلامعة من املستحبات املؤكدة، حيث ورد فيها العديد

من الروايات الرشيفة، بل وتعد من أبرز مظاهر املجتمع املسلم. ويف

وظائف الدولة اإلسالمية، إذ تقع عىل احلاكم مستوى أعىل، تعد من

الرشعي مسؤولية حث املجتمع املسلم عىل أداء هذه الفريضة والقيام

هبا خري قيام، وتبعا لذلك تقع عليه مسؤولية بناء املساجد وتشييدها

واملحافظة عىل أجوائها العبادية.

ة ولعله غري خاف حكمة هذا الترشيع اإلهلي، حيث تساهم الصال

ـ باإلضافة إىل دورها األساس يف هتذيب النفس اإلنسانية ـ يف مظهرها

اجلامعي يف تنمية الرتابط االجتامعي بني أفراد املجتمع املسلم، إذ تعد

وسيلة للتالحم والتالقي االجتامعي اليومي بني املصلني.

وهي إرشاد إهلي للمسلم بأمهية احلضور االجتامعي والتالقي

راد جمتمعه. فاملسلم يف حال تعود عىل حضور اجلامعة اليومي مع أف

بصورة يومية، عادة ما تدفعه هذه احلال نحو التفاعل مع احلدث

االجتامعي حلظة بلحظة ومسألة مسألة. ما يدفعه تاليا نحو العمل

اجلامعي الذي يمثل جانبا ومظهرا من مظاهر الوحدة والتكافل

Page 58: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

56

ه أن يغيب هذا املعنى يف جمتمعاتنا، إذ إن االجتامعيني. ومما يؤسف علي

من أبرز أمراض املجتمعات املسلمة اليوم: ضعف العمل اجلامعي

وحضور العمل الفردي، وهو بخالف اإلرشاد اإلهلي الداعي إىل

التعاون عىل الرب والتقوى والعمل دائام بروح اجلامعة الواحدة. لقد

جتمعات بفضل ما تتمتع به من تقدمت الدول الغربية عىل كثري من امل

تراكم وتقدم يف العمل اجلامعي، إهنم يأخذون ـ وبكل أسف ـ بالتعاليم

اإلسالمية وبروحها الفاضلة، فيام تغيب هذه الروح عن املجتمعات

املسلمة.

رشعت صالة اجلامعة »يشري السيد الصدر إىل هذا املعنى، فيقول:

إىل عبادة مجاعية، تتوثق فيها عرى التي تتحول فيها العبادة الفردية

اجلامعة، وترتسخ صال هتا الروحية من خالل توحدها يف املامرسة

.(1)«العبادية

ويتوسع الشيخ حسن الصفار يف بيان فوائد الصالة االجتامعية،

لصالة اجلامعة فوائد مجة يف حياة »فيشري إىل ثالث منها، ويقول:

املسلمني، منها:

الة الدينيةتعزيز احل

حينام حيرض املسلمون يف املسجد ويصلون مع بعضهم البعض،

تتعزز احلالة الدينية يف نفس كل واحد منهم وتتقوى، فمن طبيعة

اإلنسان عندما يرى كثرة من الناس متارس عمال معينا، يعطيه ذلك

.778نظرة عامة يف العبادات، مصدر سابق، ص (1)

Page 59: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املسلم املجتمع بناء يف الصالة أثر: الثاين الفصل

57

دافعا للقيام هبذا العمل الذي جيد اآلخرين يقبلون عليه، فالعمل

عي له وقع وقيمة يف النفوس. وبام أن صالة اجلامعة هي يف األصل اجلم

أداء للواجب والتكليف الرشعي، ومظهر من مظاهر التدين، فتعزيزها

تعزيز للحالة الدينية االجتامعية. وهذا ما أشار إليه اإلمام عيل الرضا

C بقوله: )إنام جعلت اجلامعة لئال يكون اإلخالص والتوحيد

لعبادة هلل إال ظاهرا مكشوفا مشهورا؛ ألن يف إظهاره حجة واإلسالم وا

.(1)عىل أهل الرشق والغرب(

التداخل بني اتصال العبد باهلل وصلته بالناس

فاملصيل عندما يأيت للجامعة يف املسجد، ينوي الصالة خملصا هلل

سبحانه، ولكنه يؤدهيا مع مجاعة املؤمنني، وهذا ما يؤكد ـ وبشكل جيل

ـ أن للدين بعدين: البعد العبادي املتعلق بالصلة باهلل تعاىل، والبعد

االجتامعي املتعلق بعمق العالقة بني الفرد وبني جمتمعه.

توثيق الروابط االجتماعية

ففي صالة اجلامعة يلتقي املؤمنون ويتعرف بعضهم إىل بعض،

وتكون فرصة للتالقي اليومي، وتبادل األحاديث عن األوضاع

االجتامعية، كام يعيش املصلون حينام يقفون خلف إمام واحد وبجانب

بعضهم بعضا حالة من املساواة وانعدام الطبقية بني خمتلف فئاهتم

ورشائحهم، وهو أمر يعزز التواد واملحبة بني الناس.

.11683، حديث 287/ 8يف هامشه: وسائل الشيعة، ج (1)

Page 60: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

58

التربية على النظام

ا صالة اجلامعة تريب اإلنسان عىل النظام واالنضباط اجلامعي، فإذ

واظب املصيل عىل اجلامعة، فسينضبط يف أداء الصالة يف وقتها، وعىل

العكس من ذلك الصالة فرادى، حيث ال يكون هناك أي ملزم ألدائها

يف وقتها.

ويف اجلامعة تعويد عىل النظام، حيث يكرب املأمومون بعد اإلمام،

ة.ويؤدون مجيع أفعال الصالة بعده، ويقفون صفوفا منتظمة مرتاص

التوجيه واملعرفة الدينية

توفر صالة اجلامعة فرصة جيدة للتوجيه واملعرفة الدينية، حيث

يستفيد املصلون من حضورهم للصالة، باستامع اخلطب واملواعظ

الدينية، وعرض أسئلتهم واستفتاءاهتم الدينية عىل إمام اجلامعة، إذا كان

.(1)«من أهل املعرفة والعلم

ڀ پ پ پ

صالة اجلامعة: بحث فقهي اجتامعي، الشيخ حسن موسى الصفار، دار املحجة (1)

.21ـ 19م، ص 2119ـ ه 1431، 1البيضاء ـ بريوت، ط

Page 61: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

59

القسم الثاني

تشتت الذهن أثناء الصالة

حتديد أوقات الصلوات اعتامدا عىل النص القرآين

صالة جار املسجد مجاعة

أثر تأخري الصالة عن وقتها

jzvy µ—š$ !vzÌ XÀ_ !X

Page 62: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 63: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

61

تشتت الذهن أثناء الصالة

نستقبل القبلة ألداء الصالة، وإذا برشيط

حافل باألحداث واخلياالت يأخذنا رشقا وغربا،

طياته مزجيا عجيبا من اهلموم اليومية حيمل بني

االجتامعية والعائلية والدراسية يف بعض األحيان،

السالم »وقد ال ينتهي هذا الرشيط إال عند قولنا:

، فهل من حل للخالص «عليكم ورمحة اهلل وبركاته

من هذه احلال التي تفسد صالتنا، وهل من بديل

سجودا يؤدي يالزم أفعال الصالة قياما وركوعا و

إىل مزيد من اخلشوع يكلل صالتنا بالقبول؟

هذا يرجع عادة إىل أن اإلنسان تلقى الصالة تلقينا، حيث

أخذها عن أحد والديه. والوالدان ليسا من العلامء أو العرفاء، فهام من

عامة الناس ومجهورهم، وقد أخذا الصالة عن والدهيام بالطريقة التي

ائهم. فاملصيل يف هذه احلال يقوم ويركع ويسجد ويردد نقالها إىل أبن

األذكار واألدعية واآليات دون وعي وفهم ملا يفعل، وإنام يرددها أداء

للواجب واتقاء من النار، وهو دافع ذايت جيد نحو الصالة. ولكن عىل

Page 64: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

62

املصيل أن يسعى لرفع هذه احلال من تشتت الذهن أثناء الصالة وتركيز

ه يف معاين الصالة وأذكارها. ولتحقيق ذلك، حيتاج املجتمع إىل االنتبا

دور طالب العلم للقيام بتثقيف اجلمهور بمعاين الصالة وآداهبا، فإذا

كانت هذه املعاين حارضة يف ذهنه ونفسه، فإهنا تساعد املصيل عىل

تدبرها وحضورها أثناء قيامه بأداء الواجب.

لب العلم للقيام بدوره بحيث وهذا هو دور اجلمهور أن حيض طا

يعطي من وقته ما يلزم للقيام هبذا الواجب امللقى عليه، فذلك له من

املردود النفيس عىل اإلنسان كام أن له أثره الكبري عىل املجتمع.

:يقول تعاىل﴿I J K L

M﴾(4) ما معنى ،﴿M﴾ يف اآلية الكريمة؟

أولئك الذين السهو بمعنى الغفلة هنا، واآلية يف مقام ذم

يؤدون الفريضة دون أن يكون ألدائها أي أثر عىل أنفسهم وسلوكهم.

فاملصيل يف هذه احلال يكون غافال غري متنبه ومتيقظ ملا يؤدي وما يردد

من أذكار وأدعية وآيات قرآنية، وهو مشغول الذهن ومرصوف عن

.(2)الصالة، ويعيش يف عامل آخر. واهلل العامل

.5سورة املاعون، اآلية: (1)

: أي غافلون ال هيتمون هبا، ﴾M﴿»ح السيد الطباطبائي اآلية بقوله: يرش (2)

وال يبالون أن تفوهتم بالكلية أو يف بعض األوقات أو تتأخر عن وقت

. انظر: امليزان يف تفسري القرآن، السيد حممد حسني «فضيلتها، وهكذا

/ 21م، ج1997ـ ه 1417، 1الطباطبائي، مؤسسة األعلمي ـ بريوت، ط

426.

Page 65: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املحارضة أسئلة: الثاين القسم

63

قات الصلوات اعتمادا على النص القرآينحتديد أو

تفضلتم باإلشارة إىل أن أوقات الصالة هي

ثالثة، وليست مخسة كام يذكرها إخواننا من أهل

s t﴿السنة، وذلك استنادا إىل اآلية الكريمة:

u v w x y﴾ ويبدو أن ،

ذلك خالف ما تذكره بعض املصادر التفسريية التي

ت عن أهل البيت، حيث تستند إىل بعض الروايا

باللزوم ووجوب ﴾x y﴿تفس عبارة:

أداء الصالة، لذا نرجو منكم توضيح معنى اآلية

وعالقته بتحديد األوقات.

،عندما أرشت ـ أثناء املحارضة ـ إىل أن أوقات الصالة ثالثة

A @ ڦ > =﴿إنام اعتمدت عىل بيان اآلية الكريمة:

B C D E F G H I J K﴾ تقسيم . إذ إن

أوقات الصالة فيها إىل ثالثة أمر واضح وال حيتاج إىل مزيد بيان. ويف

الدراسات الفقهية، يشار هناك إىل أن الفقيه يف استنباطه للحكم

الرشعي يعتمد عىل مصادر الترشيع لديه، وهي: الكتاب )القرآن

الكريم( والسنة واإلمجاع والعقل. ويف حال كان هناك مصدران للحكم

رشعي أو أكثر، يقدم الدليل القرآين عىل ما سواه من بقية املصادر. وما ال

يذكر بشأن هذه املسألة هو أن اآلية واضحة يف بيان املعنى. وألهنا آية

قرآنية، تقدم عىل ما سواها من األدلة من الروايات وأدلة اإلمجاع،

سنية وبخاصة أن هناك العديد من األحاديث املروية يف مصادرها ال

تشري إىل أن النبي مجع بني الظهرين والعشاءين غري مضطر لذلك. ومن

Page 66: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

64

املصادر اجليدة التي تناولت هذه املسألة بيشء من التفصيل واإلنصاف

والعلمية كتاب )فقهيات بني السنة والشيعة( ملؤلفه عاطف سالم، وهو

ليس من أتباع املدرسة اإلمامية، حيث بحث فيه جمموعة من

وعات الفقهية اخلالفية بني املدرستني، ورجع فيها إىل مصادر املوض

.(1)الطرفني

كان يشغل ما بني Kويبدو أن من أسباب اخلالف أن النبي

وقت صاليت الظهر والعرص وكذلك ما بني املغرب والعشاء بالذكر

والعبادة والنوافل، ما يشكل حاجزا فعليا بينهام. وقد يكون ذلك أوهم

بوجود وقت خمصص لكل من صاليت العرص والعشاء، وبسببه البعض

ظهر اخلالف. وإال فإن اآلية رصحية يف بيان أن أوقات الصلوات ثالثة،

وليست مخسة.

صالة جار املسجد مجاعة

هل صالة اجلامعة واجبة عىل جار املسجد؟

مل أعثر ـ فيام بني يدي من مصادر إمامية ـ عىل قائل بوجوب

جلامعة ولو كان املصيل من جريان املسجد، ذلك أن صالة اجلامعة صالة ا

يف الفقه اإلمامي من املستحبات األكيدة. ويشارك املذهب اإلمامي

جمموعة من مذاهب أهل السنة، ومن يذهب إىل وجوب اجلامعة هم

إخواننا من أتباع املذهب احلنبيل، دون فارق بني أن يكون املصيل من

فقهيات بني السنة والشيعة، عاطف سالم، مركز الغدير للدراسات اإلسالمية (1)

م.2111ـ ه 1421، 1ـ بريوت، ط

Page 67: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املحارضة أسئلة: الثاين القسم

65

من غري جريانه. نعم، هناك تأكيد يف بعض الروايات جريان املسجد أو

وحث جلار املسجد عىل أداء الصالة مجاعة، ولكنها حتمل عىل

االستحباب املؤكد، وليس عىل الوجوب.

أثر تأخري الصالة عن وقتها

:هل اإلخالل بمكونات الصالة ـ مثل

تأخري أدائها عن وقتها ـ له تأثريه عىل معطيات

ثارها املعنوية عىل نفس اإلنسان؟الصالة وآ

الوارد يف الروايات أن اإلنسان إذا أخر أداء الصالة عن وقتها

يقل ثواهبا لفوات وقت الفضيلة ـ كام يسمى يف اللغة الفقهية. كام أن ما

متت اإلشارة من فائدة بخصوص ما يتعوده اإلنسان حول أداء األمور

عىل سلوك اإلنسان حينام يكون من يف أوقاهتا قد يظهر أثر سلبي

أولئكم الذين يتساهلون يف أداء الصالة يف أوقاهتا، بحيث يتساهل يف

الوفاء لآلخرين وأداء ما يطلب منه من أعامل يف أوقاهتا املحددة واملتفق

عليها. إذ إن عدم التقيد بالوقت يصبح عادة لديه حينها.

Page 68: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 69: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

67

ثبت املصادر

القرآن الكريم. .1

ر الصالة، املريزا جواد امللكي التربيزي، دار الكتاب أرسا .2

ـ طهران، بدون تاريخ. اإلسالمي

أرسار الصالة: خاص بالشباب، الشيخ حمسن قراءيت، ترمجة: .3

م.1994ـ ه 1415، 1حسن احليل، بدون نارش، ط

األماكن املأثورة املتواترة يف مكة املكرمة: عرض وحتليل، الشيخ .4

أبو سليامن، مؤسسة الفرقان اإلسالمي ـ الدكتور عبد الوهاب

.م2111ـ ه 1431، 1لندن، ط

األمثل يف تفسري كتاب اهلل املنزل، الشيخ نارص مكارم الشريازي، .5

م.1992ـ ه 1413، 1مؤسسة البعثة ـ بريوت، ط

األمري تشارلز يتحدث، إعداد وحترير: ديفيد كادمان، ترمجة: .6

م.2119، 1سهيل برشوين، دار الساقي ـ بريوت، ط

تفسري من وحي القرآن، السيد حممد حسني فضل اهلل، دار املالك ـ .7

م.1998ـ ه 1419، 2بريوت، ط

جهود علامء احلنفية يف إبطال عقائد القبورية، الدكتور شمس .8

Page 70: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

68

ـ ه 1416، 1الدين األفغاين، دار الصيمعي ـ الرياض، ط

م.1996

صالة اجلامعة: بحث فقهي اجتامعي، الشيخ حسن موسى .9

م.2119ـ ه 1431، 1الصفار، دار املحجة البيضاء ـ بريوت، ط

، السيد حممد باقر Aالفتاوى الواضحة وفقا ملذهب أهل البيت .11

، 1، املؤمتر العاملي للشهيد الصدر ـ قم، طه(1411الصدر )ت

م.2111ـ ه 1422

فقهيات بني السنة والشيعة، عاطف سالم، مركز الغدير .11

م.2111ـ ه 1421، 1وت، طللدراسات اإلسالمية ـ بري

، حتقيق: احلاج ه(881عوايل الآليل، ابن أيب مجهور األحسائي )ت .12

آغا جمتبى العراقي، تقديم: السيد شهاب الدين املرعيش النحفي،

م.1983ـ ه 1413، 1سيد الشهداء ـ قم، ط

، ه(329الكايف، الشيخ أبو جعفر حممد بن يعقوب الكليني )ت .13

ش.ه. 1363، 5ي، قم، طحتقيق: عيل أكرب الغفار

مبادئ علم الفقه، الدكتور عبد اهلادي الفضيل، مركز الغدير .14

م.2111ـ ه 1431، 2للدراسات اإلسالمية ـ بريوت، ط

جممع البيان يف تفسري القرآن، الشيخ أبو عيل الفضل بن احلسن .15

ـ ه 1427، 1، دار املرتىض ـ بريوت، طه(548الطربيس )ت

م.2116

، حتقيق: عيل أكرب ه(381لشيخ الصدوق )ت معاين األخبار، ا .16

م.1979ـ ه 1399، 1الغفاري، دار املعرفة ـ بريوت، ط

، حتقيق: ه(175معجم العني، اخلليل بن أمحد الفراهيدي )ت .17

Page 71: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

املصادر ثبت

69

الدكتور إبراهيم السامرائي والدكتور مهدي املخزومي، وزارة

م.1985الثقافة واإلعالم العراقية ـ بغداد، ط

بيان احلالل واحلرام، السيد عبد األعىل مهذب األحكام يف .18

، 4، مكتب السيد السبزواري ـ قم، طه(1414السبزواري )ت

م.1992ـ ه 1413

امليزان يف تفسري القرآن، السيد حممد حسني الطباطبائي )ت .19

م.1997ـ ه 1417، 1، مؤسسة األعلمي ـ بريوت، طه(1412

السيد حممد الندوة: سلسلة ندوات احلوار األسبوعية بدمشق، .21

، 5حسني فضل اهلل، إعداد: عادل القايض، دار املالك ـ بريوت، ط

م.1998ـ ه 1417

، ه(1411نظرة عامة يف العبادات، السيد حممد باقر الصدر )ت .21

م.2111ـ ه 1422، 1املؤمتر العاملي للسيد الصدر ـ قم، ط

، مجع: الرشيف الريض، Cهنج البالغة، خطب اإلمام عيل .22

حممد عبده، دار املعرفة ـ بريوت، بدون تاريخ.رشح: الشيخ

Page 72: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 73: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

71

احملتويات

7 ..................................................... تقديم

8 .................... وترويضها النفس هتذيب يف العبادة دور

44 ................................. املحارضة ص القسم األول: ن

13 ................................................ مـفـتـتـح

17 .................... اإلهلية الرشائع يف الصالة اريخ: تهيدمت

18 .................................. اإلهلية األديان يف الصالة

21 ..............................اإلهلية غري األديان يف الصالة

03 ........ اإلسالمية الشخصية بناء يف الصالة ثرل: أالفصل األو

25 .......................... املتكاملة اإلنسانية الشخصية بناء

25 ............... االطمئنان حالة رفع يف ودوره األحكام أداء

26 ....................الروحية العالقة وتعميق املصيل خشوع

28 ...................................... العقيل اجلانب تنمية

33 ....................................... البدين انباجل تنمية

35 ...................... وهتدئتها النفس تصفية يف الصالة أثر

Page 74: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي

الصالة يف أبعادها الفردية واالجتامعية

72

41 ............................ العبودية مظاهر أعمق: الصالة

43 ........................... والوقت التوقيت يف الصالة أثر

14 ............... املسلم املجتمع بناء يف الصالة ثرالفصل الثاين: أ

49 .............................. ماملسل املجتمع شعار الصالة

51 .................... سلوكيا املجتمع حتصني يف الصالة دور

55 ......................... االجتامعي الرتابط يف الصالة دور

56 ....................................... الدينية احلالة تعزيز

57 .............. بالناس وصلته باهلل العبد اتصال بني التداخل

57 ................................. االجتامعية الروابط توثيق

58 ......................................... النظام عىل الرتبية

58 ................................... الدينية واملعرفة التوجيه

55 ................................ املحارضة سئلةالقسم الثاين: أ

61 ................................ الصالة أثناء الذهن تشتت

63 .......... القرآين النص عىل اعتامدا الصلوات أوقات حتديد

64 ................................. مجاعة املسجد جار صالة

65 ............................... وقتها عن الصالة تأخري أثر

67 ............................................. املصادر ثبت

71 ............................................... املحتويات

Page 75: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي
Page 76: الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية ـ الفضلي