الحوار الوطني في اليمن مقترحا امريكيا

��

» �حلو�ر �لوطـنـي فـي �لـيـمـن « مقــتـرحا �أمريكــيا !

اإ�سرتاتيجية ا�ستنبات الأقليات ومتكينها

)درا�سة وثائقية يف اأ�سباب ال�سراع(

د. اأحمد عبد الواحد الزنداين

�صادر عن

مركـــز البحــوث للدرا�صــات ال�صـيـــا�صـية واال�صـرتاتيجيــة

ب

حمتوى الكتاب ال يعبر بالضـرورة عن وجهة نظر املركز

© مركـز البحوث للدراسـات السـيـاسية واالسرتاتيجيـة

اإنتاج بهدف �صنعاء، كمركزم�صتقل اليمنية العا�صمة املوافق 2011م يف هـ العام 1432 املركز يف اإن�صاء مت البحوث العلمية املتعلقة بهموم وم�صكالت وق�صايا االأمة االإ�صالمية، كما يعمل املركز يف جمال تدريب وتاأهيل الباحثني

املهتمني ب�صوؤون العامل االإ�صالمي.

ويقدم املركز خدمات علمية مبا يف ذلك تطوير املناهج الدرا�صـية يف جمال العلوم ال�صـيا�صـية؛ وذلك لالإ�صهام يف واالإقليمي املحلي امل�صتوى على واالأمة املجتمع بق�صايا وم�صكالت والدار�صـني الباحثني العلمي وربط البحث خدمة اإنتاج املعرفة ون�صـرها من منظور اإ�صالمي، قال والدويل، بهدف معاجلتها من خالل امل�صاركة الفعالة واالإيجابية يف

تعاىل: وقل اعملوا ف�صـريى الله عملكم ور�صوله واملوؤمنون ]التوبة:105[.

واملركز موؤ�ص�صة بحثة علمية م�صتقلة غري ربحية تعتمد على التمويل الذاتي والتربعات غري امل�صـروطة.

وملن يرغب يف امل�صاهمة يف برامج املركز ميكنه االت�صال على الهاتف التايل: 00967387742

مجيع احلقوق حمفوظة 1436هـ - 2015 م الطبعة األوىل

صنعاء - اجلمهورية اليمنية0 0 9 6 7 3 8 7 7 4 2 هاتف:

[email protected] :البيد اإللكرتوني

ج

» فليتك حتلو واحلياة مريرة

وليتك تر�ضى والأنام غ�ضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبني العاملني خراب

اإذا �ضح منك الود فالكل هني

وكل الذي فوق الرتاب تراب «

اأبو فرا�س احلمداين

د

الفــــهــــــر�س

9املقدمةالف�صل االأول :

البيئة الدولية واملوجهات العامة لل�صيا�صية الغربية جتاه الثورات العربية 13�ملبحث �ل�ول : ��وروبا ونظام �ملجتمع �لدويل ................... ......................

15 �لنظام �لدويل .............................................................16 نظرية �لنظام �لعاملي ......................................................

19�ملبحث �لثاين : �لت�سور�ت �لفكرية �ل�سائدة يف �لذهنية �لغربية ..........................22�ملبحث �لثالث : �لإ�سالميون و�لدميقر�طية يف �لعامل �لعربي ............................

25�ملبحث �لر�بع : �لغرب و�لتحول �لدميقر�طي �إثر �لثور�ت �لعربية ........................27 "�لتو�فق" �سيا�سية غربية مبتكرة ملو�جهة �لثور�ت �لعربية ........................

33 ��سرت�تيجية �سناعة �لدولة �لفا�سلة..............................................الف�صل الثاين : اال�صتجابة اليمنية لل�صيا�صات الغربية ..................................

37�ملبحث �ل�ول : ملحة عن �جلمهورية �ليمنية ...........................................

37 �لن�سا�ة و�لنجاة من موؤ�مرة �لنف�سال عام 1994 ...............................38 �مل�ساحة و�ملوقع �ل�سرت�تيجي ...............................................

40 �ل�سكان و�لعمق �ل�سرت�جتي للخليج �لعربي .................................42 �لنظام �ل�سيا�سي ، �لإ�سالم ثم �لدميقر�طية ...................................

44�ملبحث �لثاين : ولدة �ملبادرة �خلليجية و��ستدعاء �لتدخل �ل�جنبي ........................

48 �ل�سفري �ل�مريكي عر�ب �ل�سيا�سة �ليمنية .......................................

49�ملبحث �لثاين : �لآلية �لتنفيذية للمبادرة �خلليجية و�لنقالب على �ملبادرة �خلليجية : .........49 �ز�حة �لد�ستور �ليمني .....................................................

ه

52�لآلية �لتنفيذية للمبادرة �خلليجية تنقلب على �ملبادرة �خلليجية ذ�تها : ...............52�إلغاء حق �ل�سعب يف �نتخاب �لرئي�س .......................................

الف�صل الثالثاللجنة الفنية لالإعداد والتح�صري للحوار الوطني

55�ملبحث �ل�ول : �نز�ل فكرة "�لتو�فق" على �لو�قع .....................................

58�ملبحث �لثاين : قبول �ل�حز�ب باللجنة �لفنية نقطة حتول ��سرت�تيجية يف تاريخها ...........59�ملبحث �لثالث : �للجنة �لفنية وم�رشوع �لنقاط �لع�رشين ................................

59فر�س �ملطالب غري �ل�رشعية ................................................62ماهية �لنقاط �لع�رشين وملاذ� تفر�س ويغيب �لق�ساء ! ............................

65�ملبحث �لر�بع : �لنقاط �لع�رشون وقانون �لعد�لة �لنتقالية و�مل�ساحلة �لوطنية ...............67�سالحيات �سيادية لهيئة غري منتخبة ...........................................

الف�صل الرابعالتقرير النهائي : اآلية تهمي�س االإرادة ال�صعبية للق�صاء على قيم ومبادئ وثوابت الدولة

73�ملبحث �ل�ول : و�ساية غري معلنة وق�سايا مفرو�سة ...................................80�ملبحث �لثاين : جتاهل قانون �لنتخابات وفر�س ن�سب �مل�ساركة على ��س�س ت�سطريية .......83�ملبحث �لثالث : رف�س مرجعية �ل�رشيعة �لإ�سالمية للحو�ر �لوطني : ..........................86�ملبحث �لر�بع : �ختيار ��ع�ساء �حلو�ر ، �ملعايري و�ل�هد�ف ..............................87�إز�حة عدد من �سعائر �لإ�سالم ل�سالح حقوق �لإن�سان ..............................88�إز�حة �لتم�سك بالكتاب و�ل�سنة ل�سالح �إجر�ء�ت �للجنة �لفنية .......................89�إز�حة ��برز علماء �ليمن و�لتغا�سي عن رموز �لف�ساد ..............................91�ملبحث �خلام�س : هند�سة �لتغيري ، �مل�ساركون و�لتالعب بال�حجام ..........................195-تهمي�س �لقوى �لرئي�سية وتفعيل �لقوى �لهام�سية ...............................296-�إبقاء �لنظام �ل�سابق .................................... ....................

هـ

و

397- دكتاتورية �ل�قلية : "�لتو�فق" و��ستمر�ر �ل�سيطرة �ل�جنبية .......................الف�صل اخلام�س

جل�صات موؤمتر احلوار هيمنة التمرد واالإنف�صال والعلمانية99�ملبحث �ل�ول : غياب �ملعار�سة وممار�سة �لت�سليل �لإعالمي ...............................101�ملبحث �لثاين : ماذ� فعلت �لقوى غري �ل�رشعية يف موؤمتر �حلو�ر ؟ ..............................101�خ�ساع �لدولة لالبتز�ز �ل�سيا�سي .................................... ..........104�لإعتذ�ر للتمرد �حلوثي ولالإنف�ساليني يف �جلنوب ..............................106�ملبحث �لثالث : �لعلمانيون و��ستهد�ف �ل�رشيعة �لإ�سالمية ...............................109 مفاجا�ة غري حم�سوبة .............................................................115�ملبحث �لر�بع : �حلو�ر و�لق�سية �جلنوبية ، موؤ�مرة ��م حل ! ..............................117فر�س وثيقة حل �لق�سية �جلنوبية .............................................

119�حللول �ملقدمة يف �لوثيقة �ملفرو�سة .........................................119�رشعية �جنبية للدولة وحكم ل ي�ستند لالإر�دة �ل�سعبية ...........................121�قر�ر �سيغة جديدة من �لفدر�لية تق�سم �ليمن �إىل ��قاليم متنازعة ......................

125تر�سيخ �لإنق�سامات على ��سا�س ت�سطريي ...................................126منح حق �لنق�س ل�قلية م�ستنبتة ل�ستمر�ر �ل�رش�ع ..............................127وثيقة حل �لق�سية �جلنوبية ��م وثيقة لحتالل �ليمن ومتزيقه ! .......................130�حلزب �ل�سرت�كي يتحفظ على �لتق�سيم ، ما �ل�سبب؟!! ........................132�لدعوة للتدخل �ل�جنبي ....................................................

الف�صل ال�صاد�سخمرجات موؤمتر احلوار

137�ملبحث �ل�ول : تهمي�س �ل�رشيعة �لإ�سالمية ونق�س حاكميتها ............................��( �ملخرجات �ملتعلقة بتهمي�س مكانة �ل�رشيعة �لإ�سالمية و�لتمكني للمبادئ

و�ل��س�س �لدولية ذ�ت �ل��سا�س �لعلماين :...........................................137

ز

1137-�إلغاء تفرد �ل�رشيعة �لإ�سالمية باملرجعية 2139-جعل �لهيمنة و�ل�ولوية يف �لتطبيق لالتفاقيات و�ملو�ثيق �لدولية ................140 3- حظر وجترمي قيام �ل�حز�ب على ��سا�س ديني )�لإ�سالم(: ..................4141- جترمي �خلطاب �لإ�سالمي يف �لعمل �ل�سيا�سي : ................ .............5142- �إد�نة �لعلماء وجترميهم ومالحقتهم ................ .....................

144�ملبحث �لثاين : �لتفريط يف �ل�سيادة �لوطنية ................ ................ ............

144 �إدخال �لبالد حتت �لو�ساية �ل�جنبية .............. ................ .............

145 �ليمن حتت �لف�سل �ل�سابع من ميثاق �ل�مم �ملتحدة ................ ................

147�ملبحث �لثالث : �لتفريط يف حق �لدولة يف �سنع وتنفيذ �ل�سيا�سات �لتعليمية ................

148 تغيري �ملناهج �لتعليمية ................ ................ .......................

149ملبحث �لر�بع : �إذكاء �ل�رش�عات وتفكيك �لدولة ................ ................ .....

154�ملبحث �خلام�س : ��ستنبات �ل�قليات ورعايتها ، و��ستخد�مها لتق�سيم �ل�سلطة ................

156�ملبحث �ل�ساد�س : م�سادرة حرية �ل�سعب و�إر�دته يف �ختيار حكامه وممثليه ................

156 1-فر�س كوتا )ن�سبة( من �لن�ساء على �ل�سعب �ليمني ................ ...........

156 2-)�لدميقر�طية �لت�ساركية( ................ ................ ................158�ملبحث �ل�سابع : �سل �جلي�س و�إ�سعاف قدر�ته �لدفاعية ................ ................

1159-حتييد �جلي�س عن مهامه �لوطنية للتمكني للملي�سيات �ملا�جورة : ................

2160-�إعادة �سياغة عقيدة �جلي�س وفق �ملفاهيم �لعلمانية ................ ..........3161-تق�سيم �جلي�س على ��سا�س مناطقي : ................ ................ ...

4162-�إقحام �لن�ساء يف �جلي�س و�ل�من و�ل�ستخبار�ت : ................ .........

5162-�إ�سعاف �جلي�س ، تخفي�س �لعدد وتقليل ��لوية �ل�سو�ريخ و�لحتياطي : .....

163�ملبحث �لثامن : �سياغة د�ستور جديد بناء على خمرجات �حلو�ر ................ .........165�لـخاتـمـة ................ ................ ................ .......................

ـا �أمريكـيا »�حلو�ر �لوطني يف �ليمن« مقرتح

9

مقدمة

احلمد هلل رب العاملني ، وصلى اهلل وسلم على عبده ورسوله حممد خامت املرسلني ، وعلى آله وصحبه أمجعني ، وبعد..

حناول من خالل هذه الدراسة اإلجابة على سؤال مهم وحيوي بالنسبة لوضع اليمن واملنطقة العربية عموما، والسؤال هو ملاذا كان »احلوار الوطين« يف اليمن مقرتحا أمريكيا ؟! هل الواليات املتحدة األمريكية حريصة على استقرار اليمن

وأمنه ووحدته ومجع كلمة أبنائه ؟!

السياسة يف ومثريا جديدا متغريا تعد العربية الثورات أن فيه شك ال مما »الشرق منطقة ألن بل ، فحسب العوملة نعيش يف عصر ألننا ليس ، الدولية األوسط« تعد من أكثر مناطق العامل أهمية ، العتبارات جيوسياسية بالغة التأثري على حركة ومصاحل الفاعلني الدوليني الرئيسيني يف املنظومة الدولية القائمة. وقد ، وخاصة يف طبيعة ونشأة متغريات جديدة معها العربية حاملة الثورات جاءت الدولية يف السياسة ووافدين جدد على مسرح دوليني كفاعلني الثورية القوى املنطقة العربية ، هذه املتغريات حتمل أهدافا متعلقة باحلرية واالستقالل والسيادة ، وهذا ما سيؤثر بشكل كبري على توازنات القوى يف هذه املنطقة األمر الذي سيفرز

بذرة ، إذا ما اهتزت وربت ، ستغرير معامل النظام الدولي برمته.

وإذا كانت احلرية واالستقالل والسيادة هو منطق الثورات بشكل عام ، فإن الراهن الوضع على احلفاظ وهو آخر منطقا الدولي النظام يف مني للمتحكر)Status quo( للنظام الدولي من خالل السيطرة واالستغالل والتدخل ، ولذا


10

مني بالنظام الدولي كانت على مستوى احلدث الذي أثارته فإن رد فعل املتحكرالفاعلني إخضاع إىل تهدف عديدة أساليب ابتكرت حيث ، العربية الثورات الدوليني اجلدد خلطوط سري اجبارية ، ال حتافظ على طبيعة املنظومة الدولية وعلى الوضع الراهن يف النظام الدولي فحسب ، بل وتستثمر احلدث ، لتدفع بسرعة أكرب يف تنفيذ أجندتها الدولية وأهدافها االسرتاتيجية. من تلك الوسائل فرض ما يسمى بفكرة »التوافق« عرب عملية يطلق عليها »حوار وطين« تعيد من خالله الوضع بقاء يعزز مما العملية هذه يف املنخرطة للدول السياسية اخلارطة رسم الراهن ويرمم الشقوق اليت ظهرت على جدران املنظومة الدولية ، واليت نفذت من خالهلا الثورات العربية ، تلك الثورات اليت حاولت دون جدوى - حتى اآلن على األقل - اخلروج من سيطرة املسارات اإلجبارية اليت أجربت على السري فيها

منذ الشهور األوىل النطالقها .

وقد كانت اجلمهورية اليمنية ، أبرز الدول اليت تعد منوذجا حيا لتنفيذ فكرة »التوافق« ، إذ خاضت القوى السياسية املختلفة يف اليمن عملية »احلوار الوطين« وفقا للمسار الذي رمسته القوى الغربية ، وهو ما تكشف عنه هذه الدراسة وتثبته املنظومة وفهم جادة الستيعاب وكمحاولة الواقع من االستفادة أمال يف ، جبالء العربية يف مرحلة الدول الدولي وأثر كل ذلك على مستقبل الدولية والنظام

زمنية بالغة األهمية ، إذ تشهد متغريات ستؤثر على حاضر املنطقة ومستقبلها.

وقبل أن خنوض يف دراسة عملية مؤمتر احلوار يف اليمن ، البد وأن نضع اطارا م الدولي وكيف حتكر النظام نفهم كيف نشأ أن إذ علينا ، الدراسة علميا هلذه به الغرب ، الوليد الشرعي ألوروبا يف هذا النظام ، وكيف مت إرساء نظام دولي


11

انبثق من تصورات فكرية سادت يف أوروبا واستقرت يف ضمري الغرب واجملتمع الدولي ، وان نفهم انعكاس كل ذلك على السياسة الدولية اليت تهيمن على تفاصيلها السياسات اخلارجية للدول الغربية ، ومن ضمن هذه التفاصيل ما جيري يف املنطقة العربية بشكل عام ، ويف اليمن بشكل خاص ، لتغدو عملية مؤمتر احلوار يف اليمن مبثابة املرآة اليت ينعكس على وجهها قصة السياسة الدولية ، اليت يعد أبرز مالحمها احلفاظ على مصاحل الدول الغربية وحتقيق اهدافها االسرتاتيجية

، وإن محلت افكارا المعة ومسميات براقة.


12


13

املبحث الأول : اأوروبا ونظام املجتمع الدويل

قبل ان نقدم تعريفا للنظام الدولي البد أن نعي أن هذا النظام هو نظام ملا يسمى باجملتمع الدولي ، وهذا األخري يعد امتدادا وتطورا طبيعيا ملا عرف بالعائلة األوربية ، وهي جمتمع من الدول وضعت لبنته األوىل على أسس افرزتها احلروب الدينية يف أوروبا واليت انتهت مبعاهدة ويستفاليا لعام 1648م ، ولقد أرست هذه السيادة عن نزع أوهلا أساسية قواعد قام على الذي ، ويستفاليا املعاهدة سالم الكنيسة )الدين( ومنحها للدولة ممثلة يف امللك ، وهذا يعين )بكلمات روبرت أتش جاكسون( أن »التحول العلماني بعيدا عن الشرعية الدينية هو حجر األساس للمجتمع الدولي منذ ذلك احلني«)1( ، وعلى هذا األساس تطور القانون الدولي دول بني الدولية للعالقات املنظمة واملعاهدات األعراف من بعدد بدأ الذي العائلة األوروبية ، وهذا ما أكد عليه إف. إتش. هينزلي حيث يرى أنه »مهما تكن نظرتنا إىل معاهدة ويستفاليا املتعددة الدول، واملعاهدات اليت أبرمت بعدها، فإنها . ومن قواعد سالم ويستفاليا القانون الدولي العلماني«))( كانت تعترب أساس ايضا مبدأ عدم تدخل املمالك األوربية يف شؤون بعضها البعض ، لتولد بذلك

)1( أنظر روبرت إتش. جاكسون »تطور اجملتمع الدولي« جون بيسليس واستيف مسيث ، عوملة السياسة العاملية )ترمجة ونشر مركز اخلليج لألحباث : اإلمارات العربية املتحدة ، 004)( ، ص 84.

))( نفس املرجع ص 85 .

الف�صل الأول

البيئة الدولية واملوجهات العامة لل�صيا�صية الغربية جتاه الثورات العربية


14

الدولة القومية وهي دولة علمانية بالضرورة تفصل الدين عن السياسة واحلكم ، إذ منعت الكنيسة )الدين( من التدخل يف شؤون املمالك األوروبية. ثم ظهر مبدأ توازن القوى ، وهو املبدأ الذي أرسته الدول االوروبية القوية حيث منحت ، القائم الوضع للمحافظة على الضعيفة الدول تقرير مصري احلق يف لنفسها وبهذا شهد العامل اللربنة االوىل جملتمع من الدول مسي بالعائلة االوروبية ، وتطور الحقا ليصبح اجملتمع الدولي الذي نشهده اليوم ، مع حرص الدول اليت أنشأته على أن تظل العالقات بني وحداته األساسية قائمة على نفس األسس اليت قامت

عليها العائلة األوربية )العلمانية، عدم التدخل، توازن القوى(.

وما يهمنا يف هذه الدراسة هو أن نعري أن الدول اليت أنشأت اجملتمع الدولي تديره وفقا لنظام دولي من مهامه األساسية احلفاظ على املبادئ والقيم واألحكام اليت انشأته )1(. وتقوده ، يف الوقت ذاته ، وفقا لعملية تكييف قانوني))( ، للحفاظ على مصاحلها وإحكام قبضتها على العامل ، وبناء على ذلك فإن الدولة اليت تشذ عن أسس اجملتمع الدولي ال ميكنها العيش بسالم يف هذا العامل ، وعليها أن ختضع لعملية تكييف الحتوائها ضمن اجملتمع الدولي سواء بوسائل ناعمة أو صلبة.

)1( وعلى هذا االساس عرف هدلي بول )Hedley Bull( اجملتمع الدولي عى اساس أنه جمتمع من الدول أنشأته تلك الدول إلدراكها أن هلا مصاحل مشرتكة وقيما مشرتكة ، ولتقيم ذلك اجملتمع فإنها تدرك ان عليها االلتزام مبجموعة مشرتكة من األحكام يف عالقة كل منها باألخرى ، وان عليها ان تنشئ مؤسسات مشرتكة

وتشارك يف ادارتها ، انظر روبرت إتش. جاكسون ، مرجع سابق ، ص 71.))( من صور التكييف القانوني هو إطالق مصطلح الدولة التابعة على أقاليم الدولة العثمانية لشرعنة كما ، ملصر الربيطاني االحتالل على شرعية إلضفاء حممية مصطلح استخدام ثم ، وتقسيمها تفكيكها ، سقوطها بعد العثمانية الدولة أمالك على الشرعية إلضفاء اإلنتداب نظام األمم عصبة استخدمت

واستخدمت األمم املتحدة نظام الوصاية لذات الغرض.


15

النظام الدويل:

خالل من منطيا املرتابطة الوحدات من جمموعة بأنه الدولي النظام يعررف عمليات التفاعل ، وهذا التفاعل يتسم بالنمطية على حنو ميكن مالحظته وتفسريه املوارد توزيع لدرجة وفقا يتحدد هيكل أو بنيان الدولي وللنظام به. والتنبؤ هذا يكون وقد . الوحدات هذه بني الروابط ترتيب إىل باإلضافة ، وتركيزها البنيان أحادي القطبية ، أو ثنائي القطبية ، أو متعدد األقطاب )1(. وبناء على هذا ، فإن علماء العالقات الدولية يرون أن الفاعلني الدوليني ، وأهمهم التعريف من دولة ولكل ، النظام ذلك إطار يف البعض بعضهم مع يتفاعلون ، الدول تلك الدول تأثري حمدود على عملياته وبدرجات متفاوتة ، فعلى الدول أن ترسم لتدرج وفقا التنافس منطق يفرض الذي الدولي النظام هليكل وفقا سياساتها هرمي لدول العامل أثناء تفاعلها يف إطار ذلك النظام . وعليه فإن للنظام الدولي قواعده اخلاصة به واليت تكونت إما بتوافق تلك الدول )أمناط القانون الدولي واإلنساني والتجاري( طاملا توافقت مع مصاحل الدول الكربى ، أو تفرض من قبل الدول الكربى مبختلف وسائلها السياسية )الدبلوماسية والدعائية واالقتصادية

والعسكرية مبا فيها االستخباراتية())(.

وللنظام الدولي بعد احلرب الباردة آليات حمددة ، وله عدة أدوات ، فأداته السياسية )1( انظر خليل عنروس سليمان ، األزمة الدولية والنظام الدولي : دراسة يف عالقة التأثري املتبادل بني إدارة األزمات االسرتاتيجية الدولية وهيكل النظام الدولي ، )املركز العربي لألحباث ودراسة السياسات : الدوحة

، نوفمرب 011)م( ص 4. Robert Gilpin، War and Change in World Politics، )Cambridge UK: Cambridge University Press، 1999(، xii

)(( Ibid.، p.198.


16

تتمثل يف األمم املتحدة وعلى رأسها جملس األمن الذي حيتل الغرب ثالثة من أصل مخسة من مقاعده الدائمة املتمتعة حبق النقض )Veto(، وأداته االقتصادية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العاملية والشركات املتعدرية اجلنسية ، أما أداته العسكري فهي حلف النيتو والتحالفات العسكرية اليت تشكلها الدول الغربية حلماية النظام الدولي من وقت آلخر . وتعد حمكمة العدل الدولية ، والقضائية القانونية أدواته مبثابة الدولي والقانون الدولية اجلنايات وحمكمة ووحداته األساسية هي الدول واملنظمات الدولية والشركات املتعدية اجلنسية وما دونها من املنظمات واملؤسسات واجلماعات والشركات وحتى األفراد الذين هلم القدرة على التأثري سلبا أو إجيابا على عمليات التفاعل بني تلك الوحدات)1(.

نظرية النظام العاملي :

طور علماء العالقات الدولية نظرية النظام العاملي ، لتفسري السياسات اخلارجية للدول))(. ويرى العلماء الدارسون حلقل السياسة اخلارجية أن هذه النظرية من أفضل النظريات املناسبة لتفسري السياسة الدولية اليت هي يف التحليل األخري ، جمموع السياسات اخلارجية لدول العامل يف إطار النظام الدولي خاصة بعد انتهاء النموذج إىل سيطرة أدت اليت العشرين القرن مثانينات نهاية الباردة يف احلرب الليربالي )الرأمسالي( على العامل . وهذه النظرية تقسم دول العامل إىل دول مركزية جتمع بني املال والقوة ، ودول احمليط - الدول اهلامشية الضعيفة - اليت تدور يف

)1( أنظر دراسة قيرـمة حول هيكل النظام الدولي وآلياته للباحث علي احلاج ، سياسات االحتاد األوربي يف املنطقة العربية بعد احلرب الباردة ، )مركز دراسات الوحدة العربية: سلسلة أطروحة الدكتوراه -51(، سنة

005)، ص 51- 56. )(( See Bahgat Koraney and Ali E. Hillal Dessouki، The Foreign Policies of Arab States: The Challenge of Change )Oxford: Westveiw Press، 1991( p. 8.


17

فلك ذلك املركز ، لتصبح النظرية السائدة يف العالقات الدولية)1( .

وتنظر نظرية النظام العاملي إىل العالقات الدولية على أنها صراع وكفاح من أجل السيطرة االقتصادية ، وهي حتلل العالقات الدولية على أساس أنها عالقات قائمة بني الدول املهيمنة اليت تقع يف مركز النظام الدولي وتلك الدول التابعة اليت تقع يف حميط النظام الدولي . ومن النقاط اليت تعد حمل اتفاق لدى معظم املنظومة يف مركزية دول الغربية الدول أن الدولية العالقات يف املتخصصني الدولية ، وهي تسرير العامل وتقود النظام الدولي على أسس ليربالية رأمسالية منذ االستغالل مثل قضايا تركز على النظرية هذه فإن ولذا ، الباردة احلرب انتهاء واالمربيالية والفقر والتخلف ، وخمرجاتها الرئيسية تتمحور حول استغالل الدول الفقرية ، اليت تقع يف هامش النظام الدولي ، واالستغالل ميارس بشكل مستمر من قبل الدول الغنية اليت تقع يف مركز النظام الدولي . واملؤيدون هلذه النظرية يكشفون عن طبيعة النظام الدولي ويرون بأنه نظام رأمسالي حاسم ، يقوم على تدرج هرمي من حيث النمو والسيطرة ، حبيث يؤدي االعتماد االقتصادي الكبري

للدول املتخلفة على غريها إىل تقييد سيادتها بشكل كبري ))( .

والشكل التالي الذي وضعه الدكتور عبد اهلل النفيسي يوضح التصور القائم للنظام الدولي على أساس دول املركز ودول احمليط ، وكيف أن دول املركز تتحكم وذلك ، الدولي للنظام الراهن الشكل على احملافظة بهدف العامل سياسة يف التحكم يتم بسيطرة دول املركز على العامل من خالل أربع عمليات رئيسه هي

)1( Graham Evans and Jeffrey Newnham، The Penguin Dictionary of International Rela-tions )London: Penguin Books، 1998( p. 520.

)(( Raymond Hinnebusch and Anoushiravan Ehteshami، The Foreign Policies of Middle East States )London: Lynne Rienner، 2002( P. 2.


18

)كما يوضح الشكل التالي( ، النفط والغذاء والتسلح والعوملة.

النظام الدولي وفقا لنظرية النظام العاملي

ومع صرامة النظام الدولي املشار إليها أعاله فإن إل. كارل براون ، أحد كبار ، دول خمرتقه ختضع ، يرى أن دول »الشرق األوسط« املختصني باملنطقة العربية بدرجة عالية واستثنائية إىل التدخل والسيطرة اخلارجية ، ولكن شعوب هذه الدول بفضل متيزها الثقايف )اإلسالم( تقاوم تلك السيطرة بشدة)1(. وهذا ، إىل حد كبري ، يفسر لنا الصراع القائم بني قادة النظام الدولي )الغرب( وشعوب ما يسمى

»الشرق األوسط« املسلمة اليت ترفض اهليمنة الغربية.

(1) Raymond Hinnebusch and Anoushiravan Ehteshami، The Foreign Policies of Middle East States )London: Lynne Rienner، 2002( P. 2.

الت�سلح

الغذاء

العوملة

النفطاملركز

القوى الكربى

الهام�ش الهام�ش

الهام�ش الهام�ش

د.عبد الله النفي�سي


19

املبحث الثاين : الت�صورات الفكرية ال�صائدة يف الذهنية الغربية

الغربية الدول يف القرار صناعة عملية يف بالغا تأثريا املؤثرة العوامل من تؤثر واليت الدولية، السياسة أساسها على متارس اليت التصورات من جمموعة اجملاالت خمتلف يف الغربية الدول قوة حبكم العامل دول من العديد على بشدة املادية، السيما العسكرية واالقتصادية والتقنية . وتنطلق هذه التصورات من فكرة رئيسية تربر سلوك وسياسات الغرب اخلارجية ، فحواها أن النظام الدولي نظام فوضوي ، ويقصد بالفوضوي هنا أن هذا العامل ال توجد على رأسه حكومة عاملية هناك أن التصور هذا على وينبين والتزاماتها)1(. تعهداتها بتنفيذ الدول تلزم تناقضا جوهريا بني اجملتمع داخل الدولة وبني جمتمع الدول ، فهذا األخري يعاني من الفوضوية نتيجة غياب سلطة شرعية متلك وسائل القوة . وعلى هذا األساس بات قادة الدول الغربية على قناعة تامة بأن » العالقات بني الدول ترتكز على عالقات قوة ، وليس على عالقات حق . فهي ختضع للعبة املصاحل الوطنية . «))( ولذا فإن قادة الدول الغربية يعتقدون بأن البيئة الدولية خطرة وعدوانية ، وعليه فإن على الدولة أن جتعل من البحث عن القوة املوجه األساس لكل سياساتها))( ، فاحلروب أمر طبيعي يف حياة البشر وال ميكن القضاء عليها، وللحد منها والتحكم بها البد من توازن القوى أي توازن الرعب . وهذا النوع من التفكري يسمى

()) خليل حسني ، قضايا دولية معاصرة : دراسة موضوعات يف النظام العاملي املعاصر ، )بريوت ، دار املنهل اللبناين : 2007( ، ص 67.

()) للمزيد حول الطبيعة الفوضوية للنظام الدويل وأثرها على السياسة اخلارجية للدولة انظر املرجع السابق....ص 39.

)(( Inan McLeaN and Alistair McMillan، The Concise Oxford Dictionary of Politics، Oxford University Press،2003 ، P.456.


20

التفكري الواقعي ، أي أن ترى العامل كما هو ال كما ينبغي أن يكون)1(.

هو بل منطقي استنتاج أو سياسي حتليل جمرد ليس سبق ما يف أوردناه ما واقع السياسة الدولية القائم على حقائق ووقائع عاشها ويعيشها العامل يف ظل النظام الدولي منذ أن سيطرت أوروبا على زمام السياسة الدولية وبدأت مرحلتها االستعمارية اليت عرفت باإلمربيالية))(. وحتى منتصف القرن العشرين كان عدد من األمساء الالمعة يف علم العالقات السياسية الدولية يف الغرب قد رصدوا أهم أحداث وتفسر الواقع بنظريات تصف هذا الدولية وخرجوا السياسة أحداث السياسة الدولية وكيرفوا تلك احلقائق اليت مجعوها من رصدهم ألحداث السياسة تسمى الدولية العالقات يف نظرية لتقديم اإلمربيالية أوروبا لدول اخلارجية النظرية الواقعية )Realism( ، واهلدف األساس هلذه النظرية هو تربير سياسات قمة إىل صعودها منذ األمريكية املتحدة الواليات السيما ، الغربية الدول قادة

النظام الدولي بعد احلرب العاملية الثانية.))(

احلقيقة أن الفكر املسمى بالواقعي ضارب اجلذور يف تاريخ الغرب ويف فكره السياسي ، ولقد صار مالزما لواقع الغرب يف سياسته الدولية ، حيث أصبح مدرسة يعتمد عليها الساسة الغربيون يف سياسات دوهلم اخلارجية . فهذا الفكر يستل مادته الفكرية من عدد من كبار املفكرين الذين عاشوا يف عصور خمتلفة امتدت

()) خليل حسني ، مرجع سابق ، ص 41. )2( Joshua S. Goldstein، International Relations )US: published by Priscilla McGeehan،2001 ، 4th ed.(، P. 30.

)3( John Baylis، Steve Smith & Patrica Owens، The Globalization of World Politics، )Oxford University Press: 2008( 4th ed.، P. 92.


21

من قبل امليالد إىل عصرنا هذا)1(. وهذه املدرسة )الواقعية( تؤمن بأن البشر هلم طبيعة شريرة ، فمورجانثو أبو املدرسة الواقعية يف العصر احلديث يرى بأن املفاسد ، اإلنسانية للطبيعة املالزمة للقوى طبيعية نتيجة العامل يف )imperfections(

ولتحسني العامل فإن علينا أن نعمل مع هذه القوى ال أن نعمل ضدها))(.

واحلقيقة تكمن يف أن املفكرين الواقعيني الذين قدرموا هذه التصورات لرجال السياسة واحلكم يشكون يف وجود مبادئ أخالقية عاملية أو مثال عليا ، ولذا فهم يوصون القادة بأن يتعلموا أنواعا خمتلفة من األخالق ال تعتمد على أي نوع من الفضائل ، وإمنا تعتمد بالدرجة األوىل على » احلصافة والضرورات السياسية « ، أي أنهم يوصون باستبعاد املبادئ والقيم املثلى يف السياسة الدولية.))( ويف ظل هذا التصور عملت الدول الغربية اليت تقود النظام الدولي على ممارسة سياسة دولية ثبرتت مبوجبها نظاما دوليا خيدم مصاحلها ، وال يرتكز ، بطيعة احلال ، على قيم العدالة واحلق ، مما يتيح هلا استغالل الشعوب واألمم الضعيفة والتحكم يف طرق التجارة الدولية واملواد اخلام واألسواق العاملية . وهذا النوع من الفكر جيعل من سياسة الدول الغربية اخلارجية سياسة طغيانية )تطغى على حقوق اآلخرين(

M )1( متتد من احلقبة اليت عاش فيها ثيوسيديدس )Thucydides( 406-460 قبل امليالد مرورا مبيكافلري )-chiavelli( الذي عاصر عصر النهضة األوروبية يف القرن اخلامس عشر ثم هوبز )Hobbes( الذي عاش يف بداية العصر احلديث ألوروبا يف القرن السابع عشر إىل عصر مورجانثو )Morgenthou( يف القرن العشرين

)توفى 1975( .)2( Scott Burchill، Andrew Linklater and others، Theories of International Relations، )Mac-millan: New .74 York(1996 ،.

)3( Ahmed Abdul Wahid Al Zandani، Democracy and the Post 9-11 American Foreign Policy Toward the Middle East، Al-Risala ، Postgraduate Students’ Society & Center for Postgraduate Studies: International Islamic University Malaysia، Fifth Year- December 2005، Issue No. 5، p5.


22

بالضرورة وإن اختلفت أشكاهلا وصورها من عصر إىل آخر .

ونستنتج من هذا ان اإلدعاء بتأييد الدميقراطية اليت تعين ، يف جوهرها ، حكم الشعب ليس سوى دعاية ممنهجة من قبل الدول الغربية لتمرير مصاحلها وليس نفسها حكم ميزة الدولية املنظومة يف واهلامشية الضعيفة الدول شعوب ملنح بنفسها ، فهذا عزيز املنال يف عامل اليوم ، وهو ما ستثبته هذه الدراسة من خالل حبث ودراسة احلالة اليمنية ، ومن هذا الباب ينبغي أن ننظر إىل مسألة الرتويج لتطبيق الدميقراطية يف العامل اإلسالمي وعلى رأسها الدول العربية ، وسيتضح لنا أن العامل العربي ، قلب العامل اإلسالمي ، له فهمه اخلاص ملفهوم الدميقراطية ، وهو ما دفع الغرب للرتويج لفكرة إدارة الدولة مبوجب » التوافق « وفقا ملا يسميه

عملية » احلوار الوطين « .

املبحث الثالث : الإ�صالميون والدميقراطية يف العامل العربي

ال شك أن اخلوض يف تعريف الدميقراطية مسألة تثري إشكاالت متعددة ، وذلك ألن التعريف اجلامع املانع للمفاهيم االجتماعية مرتبط بشكل وثيق بثقافة األمم ، وهذه املفاهيم حمل خالف عميق بني القوى املركزية لدول وحضارات العامل ، سواء احلاكمة او الفكرية أو الدينية أو االقتصادية أو االجتماعية ، السيما وأن القوى املركزية ملعظم األمم وعلى مر التاريخ تكيرف هذه املفاهيم مبا يتوافق مع ما تراه صحيحا وخادما ملصاحلها سواء املادية أو املعنوية . وإذا كانت دميقراطية اليوم هي الدميقراطية الغربية اليت يعرفها أهلها بأنها » الدميقراطية الليربالية وهي نظام سياسي ال يتميز يف كونه يقوم على انتخابات حرة ونزيهة فحسب ، ولكن كونه


23

]يقوم على[ حكم القانون ، وفصل السلطات ، ومحاية احلريات األساسية وهي حرية التعبري ، وحرية التجمع ، وحرية الدين ، وحرية امللكية «)1(، أي منظومة من احلريات ال يقيدها دين أو أيديولوجيا أو ثقافة ، بل ختضع لإلرادة الشعبية املتمثلة

حبكم األغلبية .

احلقيقة أن هذا النوع من الدميقراطية يتعارض وثقافة اجملتمعات الشرقية السيما اإلسالمية منها ، إال أن قبوهلا بالدميقراطية اليوم جاء على أساس أن الدميقراطية تقدم آليات إلدارة العمل السياسي فحسب))( ، وذلك إلتاحة الفرصة للشعوب الختيار من ميارس السلطة ال أن يكون مصدرها أو مصدر القوانني او التشريعات ، فاملسلمون على سبيل املثال يتمسكون بالنصوص الشرعية اليت تستنبط منها تشريعاتهم وقوانينهم ، فمصادر التشريع )مصدر القانون( هي الكتاب والسنة وما أمجع عليه علماء األمة اجملتهدون ، وال خيتلف السواد األعظم من اإلسالميني على أن هذه املصادر هي املرجعية عند أي خالف وفقا لفهم النص القرآني يف قوله تعاىل : يا أيها الرذين آمنوا أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم يف شيء فردوه إىل اهلل والررسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر

ذلك خري وأحسن تأويال النساء 59.

وإن شاب آلية الدميقراطية ما جيعلها حمل نظر عند بعض اإلسالميني مقارنة كتعبري جاء ، املطاف نهاية يف ، بها القبول أن إال ، االسالمي الشورى بنظام

)1( Fareed Zakaria، The Future of Freedom: Illiberal Democracy at Home and Abroad، )W. W. Norton & Company: New York London(17 ،2003 ،.

))( أنظر يف رأي من جييز الدميقراطية ومشروعية العمل بها ، أمحد عليوي الطائي ، املوازنة بني املصاحل : دراسة شرعية تطبيقية يف السياسة الشرعية ، )دائر النفائس األردن ، 007)م( ص 19)م .


24

الطرف كونهم املسلمني على فرض الذي الواقع باألمر القبول عن إسالمي األضعف يف موازين القوى العاملية ، وكون آلية الدميقراطية ، بالنسبة للمسلمني ، قد باتت اهلامش املشروع واملتاح الذي يعرتف به اجملتمع الدولي يف مجلة تأييده

ومساندته للدميقراطية بشكل عام.

ممن أقليات يعد ما فإن ، فحسب كآلية الدميقراطية اإلسالميون قبل وإن الشامل الغربي مبفهومها الدميقراطية يعتربون ، أوطانهم اإلسالميني يشاركون دينا جديدا ، أو ، على أقل تقدير ، أيدلوجية هذا العصر ، وليس جمرد آلية حتدد من يفوضه الشعب ملمارسة السلطة داخل اجملتمع . وما جيعلنا نسمي تلك الفئات لآللية ووفقا ، أغلبها فإن العربية للشعوب ترك ما إذ اخليار أن باألقليات هو الدميقراطية ذاتها ، تدفع باإلسالميني ، الذين يتعاملون مع الدميقراطية كآلية ، إىل السلطة دون تلك الفئات اليت تؤمن بالدميقراطية كأيدلوجية ، ومبجرد وصوهلم إىل السلطة فإنهم سيسعون لتطبيق تشريعاتهم وفقا ملصادر الشريعة اإلسالمية ، وإن كان ذلك بشكل تدرجيي ، فالقوانني والتشريعات ال تصنعها األغلبية إال بالقدر الذي ال ختالف فيه مصادر التشريع األساسية يف الفقه اإلسالمي ، ولعل ذلك التباين ومآالته هو ما يدفع الدول الغربية لدعم األقليات يف الدول العربية الدول للتدخل يف شؤون هذه الرئيس املدخل فهي ، وتبين قضاياها اإلسالمية

باسم محاية الدميقراطية حلماية مصاحلها ، كما سيتضح لنا الحقا .

املبحث الرابع : الغرب والتحول الدميقراطي اإثر الثورات العربية

منذ قيام الثورات العربية مع اندالع الثورة التونسية يف ديسمرب 010)م ، يثور


25

كآلية الدميقراطية الغربية من سؤال حيوي ومهم عن طبيعة موقف احلكومات دفعت باإلسالميني إىل مراكز صناعة القرار يف بلدانهم ؟ وحتى جنيب على هذا السؤال البد ، من أن نوضح مسألة مهمة وهي أن مصطلح اإلسالميني ارتبط بتلك الفئات اليت تبين براجمها السياسية واالقتصادية واالجتماعية على أسس إسالمية ، وإن ضمنا يف حاالت نادرة . ويف معظم احلاالت فإن خطابها الواضح للجماهري ينبين على أساس أن وصول هذه الفئات إىل احلكم يعين سعيها إىل حتكيم الشريعة اإلسالمية مبا حتمله من مفاهيم وتصورات خمتلفة عن تلك األسس اليت قام عليها اجملتمع الدولي ، ولعل يف القلب منها الدور املركزي للدين يف السياسة واحلكم.

وهنا تأتي أوىل العقبات اليت يواجهها النظام الدولي الذي يسيطر عليه ويسريه الغرب مع الدميقراطية )كآلية( يف اجملتمعات العربية واملسلمة ، فاجملتمع الدولي قد أسس على لبنة العلمانية، والتعامل مع حكومة إسالمية يف تصور قادة النظام الدولي أمر مستحيل ألنه يناقض وبشكل صريح األساس الذي قام عليه اجملتمع مع غريها بناء عالقات طبيعية الغربية تشرتط يف والدول قرون فمنذ الدولي. من الدول أن تقوم هذه الدول بتغيري شرائعها وأنظمتها القانونية لتصبح جزءا حتى وذلك ، سابقا اسلفنا كما أوروبا انشأته الذي الدولي اجملتمع طبيعيا يف حتظى باالعرتاف بسيادتها على أقاليمها ، أي إقرار حقها يف إدارة شؤونها اخلارجية تسمح مل ، املثال سبيل وعلى . الدول من غريها من تدخل بدون والداخلية الدول الغربية للدولة العثمانية باالنضمام إىل العائلة الدولية ، إال بتوقيعها على معاهدة باريس 1856م ، بعد هزميتها يف حرب القرم وقبوهلا بتغيري بعض شرائعها وقوانينها ، ومع ذلك فقد ظل بعض فقهاء القانون الدولي يف الغرب » يشككون


26

يف صالحية الدولة العثمانية للتمتع بقواعد القانون الدولي ما دام القرآن باقيا بيد العثمانيني ألنه سيظل حائال هلم دون التعامل مع العامل اخلارجي « .)1(

مؤشر الدميقراطية اآللية طريق عن السلطة إىل اإلسالميني وصول وألن تعترب الغربية احلكومات فإن ، احلكم منصة إىل اإلسالمية الشريعة عودة على يقوم عليها اليت أيضا لألسس بل القومي فحسب ، ليس ألمنها تهديدا ذلك ، اجملتمع الدولي مما يوجب على قادة النظام الدولي مواجهة هذا األمر وإعاقته الغربية قدمته احلضارة الذي للنظام أن اإلسالم نظام عاملي بديل يدركون فهم للعامل وعودته للحكم ينذر بزوال العلمانية ملا ميتلكه اإلسالم من منظومة قيميه وأخالقية قادرة على سحب البساط من حتت احلضارة الغربية ، ولتاريخ أوروبا مع االسالم يف هذا الباب عربة .))( وهلذا حيذر صموائيل هنتنجنت ، أستاذ العالقات : » إن الدولية جبامعة هارفرد ، الغرب يف كتابه الشهري صراع احلضارات قائال صراع القرن العشرين بني الدميقراطية الليربالية واملاركسية اللينينية ما هو إال جمرد ظاهرة تارخيية سطحية زائلة إذا ما قورنت بعالقة الصراع العميقة واملستمرة بني اإلسالم والنصرانية «))( . ويقول ايضا إن » اإلسالم هو احلضارة الوحيدة اليت كادت أن تقضي على الغرب ، ولقد فعلت ذلك على األقل مرتني «)4( ويضيف الثقافة امنا اإلسالم » أن املشكلة األساسية للغرب ليست األصولية اإلسالمية. ري والقانون الدولي ، )منشورات اجلامعة اليمنية : صنعاء اليمن ، 010)م(، ص 8). )1( عبد الواحد الزنداني ، السر

))( حول هذه املسألة انظر مراد هوفمان ، اإلسالم كبديل ، الصادر عن جملة النور الكويتية ، سلسلة نافذة على الغرب العدد )1( )199م.

)3( Samuel P. Huntington، The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order )New York: Simon and Schuster،(1998 ، P. 209.)4( Ibid. P. 210.


27

املختلفة وشعوبه املؤمنة بتفوق ومتيز ثقافتها واملصابة بالذهول نتيجة ضعف قوتها املادية «)1(. وألن صناع القرار يف الغرب يدركون هذه الرسائل االسرتاتيجية ، وألن جديدة سياسات ابتكار مت فقد للحكم، اإلسالميني ستحمل العربية الثورات إلعاقة اإلسالميني وحتطيم أهدافهم وآمال شعوبهم يف الوصول إىل احلكم ، ويأتي

على رأس هذه االبتكارات ما يعرف بفكرة » التوافق «.

» التوافق « �صيا�صية غربية مبتكرة ملواجهة الثورات العربية

جيدر بنا أن ننبه إىل أننا سنركز يف هذه الدراسة على الدور األمريكي باعتبار أن الواليات املتحدة ال تعمل لوحدها وإمنا تقود الدول الغربية يف حتالف متني للهيمنة على العامل ، السيما وأن الثورات العربية تهدد النظام الدولي واألسس اليت بين عليها اجملتمع الدولي الذي انطلق من أوروبا ، ثم حلر مع اإلستعمار اإلستيطاني )األمريكي-األوروبي( الغربي التناغم ولتأكيد الشمالية. أمريكا لألوربيني يف نكتفي باإلشارة إىل تصرحيات جيك سوليفان )Jake Sullivan( مدير ختطيط األمن لشؤون الرئيس لنائب مستشارا )أصبح األمريكية اخلارجية السياسة يف القومي( واليت أدىل بها يف برنامج حواري حول السياسة اخلارجية األمريكية يف القرن 1) ، حيث أسهب يف احلديث عن قوة الشراكة بني بالدة والدول األوروبية قائال إن » أوروبا هي الشريك الذي نلجأ إليه أوال يف قطاع واسع من القضايا « وذكر عددا من القضايا أهمها إيران وسوريا و « عملية السالم يف الشرق األوسط ، والتنمية ، وليبيا ، ودعم التحول الدميقراطي يف أماكن مثل مصر وتونس ويف أي مكان « وقال إنه يف » قائمة التحديات العاملية « فإن » الواليات املتحدة وأوروبا

)1( Ibid. P. 217.


28

وبناء على هذه ، )1(» أي وقت مضى أكثر من معا عن كثب وبفعالية يعمالن الربيع الغربية جتاه ثورات اخلارجية هات عامة للسياسة فإن هناك موجر الشراكة

العربي.

احلقيقة أن األساس الذي قامت عليه السياسة اخلارجية للحكومات الغربية « عليها أطلق جوهرية فكرة وفرض ترويج هو العربية الثورات مع للتعامل التوافق « ، واملقصود بالتوافق هنا ليس تشكيل احلكومات االئتالفية اليت تشكل بعد االنتخابات املعربة عن ارادة الشعب ، بل هو توافق من نوع خاص جيب أن يشكل قبل ان يقول الشعب كلمته يف االنتخابات من قبل القوى السياسية يف دول الثورات العربية ، بغض النظر عن حجم تلك القوى احلقيقية يف أواسط الشعب وبغض النظر ايضا عن ثوابت الشعب الدينية والوطنية . وهذا يعين يف العصر هلذا كدين أو كأيدلوجية بالدميقراطية تؤمن اليت الفئات استيعاب ائتالف أو حكومة انتقالية تقوم بصياغة دستور توافقي جديد للدولة ال مكان فيه لإلرادة العامة املتمثلة بإرادة األغلبية وإن كانت ساحقة ، لسبب جوهري وهو أن تلك األغلبية تعترب الشريعة اإلسالمية والوحدة الوطنية ثوابت لألمة كلها وهي الثوابت اليت ال تقرها تلك األقليات. ولذا فإن سياسة » التوافق « جترب احلكومات االنتقالية على التخلري عن إجراء أي استفتاءات شعبية أو انتخابات )احلالة اليمنية( إىل أن يرتتب وضع السلطة مبا يرضي القوى الغربية أو على األقل التخلري عن تطبيق نتائج االنتخابات واالستفتاءات يف حال قيامها لصاحل األغلبية اليت متثل ،

)1( LiveAtState: U.S. Foreign Policy in the 21st Century - Priorities، Goals، and Accomplishments، Re-marks. Jake Sullivan، Director of Policy Planning، Washington، DC، January 152013 ، at : http://www.state.gov/r/pa/ime/202881.htm


29

ووفقا للمفاهيم الغربية ذاتها ، اإلرادة الشعبية )احلالة التونسية( ، ألن نتائجها مبجملها العربية فالشعوب ، اإلسالميني صاحل يف ستصب فهي سلفا معروفة ختتار من يعد بالسعي لتحكيم شريعتها اإلسالمية ، كما تثبت معظم التجارب االنتخابية يف العامل العربي ابتداء باالنتخابات اجلزائرية مطلع تسعينات القرن املاضي ومرورا بانتخابات فلسطني احملتلة 006)م وانتهاء بعدد من االنتخابات

اليت جرت يف بعض بلدان الثورات العربية.

ولقد كان هذا األمر واضحا مبجرد اندالع الثورات العربية فقبل سقوط مبارك بأيام صررحت هلريي كلننت وزيرة اخلارجية األمريكية حينها ، عندما سئلت عن » بشكل واضح املسئولني األمريكيني إن قائلة ، مبارك الرئيس تصورها ملصري على أيدلوجيه أي تفرض أن ال ، بالدميقراطية حبق ملتزم رؤية شعب يريدون املصريني « وهذا يعين حرمان الشعب املصري من حق اختيار املنهج الذي يسري الكامل التنوع متثل ال » جمموعة صغرية تأتي أن من كلننت ثم حذرت ، عليه للمجتمع املصري « تسيطر على السلطة وتفرض أيديولوجيتها ، واختيار كلننت ملصطلح » التنوع الكامل « جاء بشكل مقصود ليحل حمل اإلرادة الشعبية اليت تعكسها صناديق االقرتاع ، أما استخدامها لعبارة » جمموعة صغرية « والذي تقصد بها التيار اإلسالمي فهو تزييف متعمد للحقائق ، فكيف جملموعة صغرية أن حتظى بأغلبية أصوات الشعب املصري !! ثم أن هذا خيار الشعب املصري ، وقد دعت كلننت املصريني إىل عقد حوار وطين قائلة : » البد أن يلتزم من يتوىل احلكومة ، أيا كان باالخنراط يف حوار وطين ...من أجل املزيد من املشاركة ومن أجل احرتام


30

)1( وليس حقوق االنسان » .. العاملية ، من اجل حقوق اإلنسان حقوق اإلنسان حبسب ثقافة الشعب املصري املسلم.

واختار إرادته وأمضى األمريكية اإلدارة رسائل املصري الشعب جتاهل وملا ، البالد وفقا لرباجمهم ورؤاهم انتخابية االسالميني إلدارة يف اربع استحقاقات وبعد أن صار الدكتور حممد مرسي رئيسا ملصر وبدأ إعداد البالد لوضع دستور تصاغ مواده وفقا إلرادة شعبية ثم يعرض الستفتاء شعيب حر ونزيه ، تصرح كلننت : » حنن لسنا سذج بشأن املخاطر اليت جتلبها هذه يف حماضرة طويلة نسبيا قائلة التغيريات ... ]وبلهجة آمرة تقول[ وحتى وإن ساندت الواليات املتحدة التحول فاحلقوق واضحا األمر جنعل فإننا واليمن وليبيا وتونس مصر يف الدميقراطي واحلريات متالزمة مع ]حتمل[ مسؤوليات . على مجيع الدول أن تعاجل التهديدات للتصور ]وفقا والتطرف اإلرهاب مقاتلة عليهم ، حدودها داخل من املنبعثة الغربي[ واحرتام التزاماتهم الدولية ]اليت قبلتها حكومات اسقطت بتهم العمالة السعي حنو حوار شامل يف « إىل العربية الثورات دول ، ودعت » واالستبداد[ أوطانهم « على غرار » احلوار الوطين الشامل « يف اليمن الذي نفذت فيه القوى كلننت مصر استهدفت ثم . « حبذافريها التوافق « فكرة فيه اليمنية السياسية حتديدا ، اليت كانت اكثر دول الثورات العربية جناحا يف ترتيب أوضاعها وفقا إلرادة الشعب املصري ، وقالت » إن دعوة مصر للتصويت على الدستور بالرغم من فقدان التوافق بني األطياف السياسية ملصر يزيد من قلق الواليات املتحدة واجملتمع الدولي ... « وأردفت قائلة » ..مصر حباجة إىل دستور حيمي حقوق اجلميع ...وستكون )1( See Hillary Clinton: Egypt Must Transition To Democracy at: http://www.huffington-post.com/2011/01/30/hillary-clinton-egypt-mus_n_815952.html


31

فهم ومتحدة خلف دميقراطية كانت مصر إذا وكذلك شراكتنا- مصر -أقوى ا تعين الدميقراطية . الدميقراطية ليست انتخابات واحدة وملرة واحدة مشرتك عمر. الدميقراطية هي احرتام حقوق األقليات الدميقراطية وهي اعالم حر ومستقل ، الدميقراطية هي قضاء مستقل وهي تتطلب عمال شاقا ، إنها بدأت فقط ومل تنته باالنتخابات «. وتنهي كلننت حماضرتها تلك لتحدد بالضبط القوى اليت تقف ضد ارادة الواليات املتحدة وتنتقدها إذا مارست السياسة على أساس من الدين ، قائلة : » القوى املنظمة اليت تريد ان تتوىل وتؤثر هي القوى اإلسالمية واملتطرفة ، وعليه فإنه من الدواعي الشديدة ملصلحتنا ان نبقى منخرطني ، نستمر يف التعليم نستمر ا تعين الدميقراطية . وماذا يعين ان تقوم بالتسويات . إذا اقرتبت يف احلديث عمرللسياسة من منظور الدين فالتسويات غري مقبولة ألنك تعتقد انك تعلم ما الذي

تقوم به بناء على أيديولوجيتك « )1(.

مل تستجب مصر ، وحتديدا القوى املنتخبة من الشعب لإلمالءات الغربية ، وصوت املصريون على دستورهم الذي منح ما يقرب من 64% من األصوات يف استفتاءات شهد اجلميع بنزاهتها ليصبح أعلى دستور يف العامل حيصل على موافقة شعبية))( ، فأصدرت اخلارجية األمريكية بيانا صحفيا تقول فيه » حنن وبثبات نؤيد املبدأ الذي تتطلبه الدميقراطية والذي هو أكثر بكثري من جمرد حكم األغلبية ]يف رفض واضح خليار الشعب املصري[، وهو محاية احلقوق وبناء املؤسسات اليت جتعل

)1( See ، Remarks at the Saban Center for Middle East Policy 2012 Saban Forum Opening Gala Dinner، Remarks, Hillary Rodham Clinton Secretary of State، The Willard Hotel، Washington، DC، November 302012 ، at : http://www.state.gov/secretary/rm/2012/11/201343.htm

))( انظر موقع صحيفة املصريون ، بالوثائق 61% أعلى نسبة موافقة على دستور يف العامل ، على الرابط : http//:almesryoon.com/permalink.69448/html


32

الدميقراطية راسخة وذات معنى. فمستقبل الدميقراطية املصرية يعتمد على صياغة توافق أوسع ... الكثري من املصريني أبدوا قلقهم العميق بشأن حمتويات الدستور والعملية الدستورية .... لقد دعونا إىل تشاور حقيقي وإىل تسويات بني الفرقاء السياسيني ملصر السلطة ، رغم أن حجم السكان يف اجلنوب 0)% فقط ، ودخلت البالد ونأمل للمصريني املصابني خبيبة األمل جراء نتائج ]التصويت[ ان يسعوا لالخنراط بشكل أعمق «.)1( كل هذه اإلشارات ال تعين إال أن » التوافق « حبسب

املفهوم الذي وضحناه سابقا البد ان يقوم وبأي شكل كان .

لكن هناك سؤاال يضع نفسه بإحلاح ، ماذا يف جعبة االسرتاتيجية الغربية يف حالة عدم اإلستجابة لفكرة » التوافق «؟! واإلجابة جاهزة فاخلربة الغربية يف املنطقة الفاشلة الدولة صناعة اسرتاتيجية عليها يطلق اسرتاتيجة طورت وقد كبرية إلجبار اخلصم على اخلنوع للسياسات الغربية اليت تستهدف محاية النظام الدولي أو ما يسمى باحلفاظ على الوضع الراهن )Status quo(. وإذا كانت الواليات املتحدة قد فشلت يف فرض هذا التصور على ثوار مصر ابان ثورة 5) يناير 011)م فلجأت لتأجيج الشارع ثم اإلنقالب ، فإنها قد جنحت يف فرض ذلك على اليمن كما سيتضح من هذه الدراسة ، وجنحت يف مترير نفس األمر يف تونس وبدأت مؤمتر احلوار ايضا يف ليبيا ، وهذا ليس سوى جناح لسياسة صناعة الدولة الفاشلة اليت تدخل األطراف السياسية يف البالد املستهدفة يف صراع حتى تنهك وتقبل

باملضي وراء اإلسرتاتيجية الغربية.

)1( Referendum on the Egyptian Constitution، Patrick Ventrell، Acting Deputy Spokesperson، Of-fice of the Spokesperson، Washington، DC December 252012 ، http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2012/12/202381.htm


33

ا�صرتاتيجية �صناعة الدولة الفا�صلة :

بطبيعة احلال فإن احلكومة اليت ترفض اخلنوع لفكرة » التوافق « وتنحية ارادة الشعب ، ستخضع لسياسة خارجية عدوانية تقوم على ضرب االستقرار الداخلي وإجهاض اإلرادة الشعبية ، وهذا يف احلقيقة ليس جديدا على السياسة اخلارجية اخلفيفة النزاعات اسرتاتيجية تسمى معروفة غربية اسرتاتيجية فهي الغربية ،)Strategy of Low Intensity Conflicts )LIC( )1( . وهذه االسرتاتيجية رمستها التكاليف بأقل املنصرم بهدف بسط اهليمنة القرن بريطانيا يف اخلمسينات من مواجهات « بأنها وتعررف ، األمريكية))( املتحدة الواليات ثم طورتها ، املمكنة سياسية-عسكرية بني دول أو جمموعات متجابهة ، وهي أقل مستوى من احلرب التقليدية وأعلى من املنافسات السلمية الروتينية بني الدول . ويف الغالب تقتضي صراعا مطوال بني املبادئ واأليديولوجيات املتنافسة . وهي مصفوفة متنوعة ترتاوح من وتشن ، املسلحة للقوات الفعلي االستخدام إىل التخريب عمليات بني خالل تركيبة من الوسائل توظف فيها األدوات السياسية واالقتصادية واملعلوماتية والعسكرية . ويف الغالب ، وبشكل عام ، فهي تدار يف العامل الثالث لكنها حتتوي على مضامني أمنية اقليمية وعاملية «.))( ويقول الدكتور عبد اهلل النفيسي عن هذه ، أمريكية خارجية »سياسة وهي األمريكية للعسكرية عقيدة أنها اإلسرتاتيجية )1( See » Fundamentals Of Low Intensity Conflicts « at: http://www.globalsecurity.org/mili-tary/library/policy/army/fm/100-20/10020ch1.htm#s_9

)2( Bruce Hoffman، Jennifer M. Taw، Defense Policy and Low-Intensity Conflicts : The Development of Britain’s « » Small Wars « Doctrine During the 1950s، )Rand Corporation: USA،)1991 ، p v.

)3( Fundamentals Of Low Intensity Conflict ، http://www.globalsecurity.org/military/library/policy/army/fm/100-20/10020ch1.htm


34

]فحواها[ اإلمساك خبيوط األزمة وإدارتها وتطويعها لصاحل الواليات املتحدة ]عن طريق[ تغذية النزاعات اخلفيفة احملدودة احملكومة إسرتاتيجيا «)1(.

وقد خلص هذه السياسة حبنكة بالغة ماكس مانوارينج الباحث يف االسرتاتيجية العسكرية مبعهد الدراسات االسرتاتيجية يف كلية احلرب األمريكية ، حيث ألقى ا أمساه اجليل الرابع من احلروب ، وهي حروب غري حماضرة للقادة العسكريني عمرمتكافئة ، إذ أفصح عن أن الواليات املتحدة منخرطة يف هذا النوع من احلروب ، واليت مبوجبها تكره خصمها على تنفيذ إرادتها ، وقال مانوارينج إن هدف هذا اجليل من احلروب ليس حتطيم القوة العسكرية للخصم أو شل قدرته على شن احلرب خارج حدوده ، وإمنا اهلدف هو إنهاك الدولة املستهدفة وإخضاع إرادتها

لتآكل بطيء ولكن بثبات .

لقد كان مانوارينج صرحيا مبا فيه الكفاية إذ يقول : ولن يتم ذلك إال بزعزعة استقرار العدو عن طريق استخدام ، ما اطلق عليه ، القدرات العقلية والقدرات جانبها إىل بل النظامية فحسب القوات فيه تستخدم رئيس ال الذكية كسالح الرجال والنساء وحتى األطفال ، يف إشارة إىل الغزو الثقايف . وتساءل » ما الذي أسقط حائط برلني ؟ الدبابات ، الطائرات « ال بل العملة االملانية يف إشارة إىل ضرب االقتصاد لزعزعة االستقرار ، ويقول إن زعزعة االستقرار قد تأخذ صورا متعددة لكنها » محيدة «، أي غري عسكرية ، فهي تتطلب خلق دولة فاشلة ، وذلك

)1( قناة اجلزيرة ، امحد منصور برنامج بال حدود ، مقابلة مع الدكتور عبد اهلل النفيسي ، األحد 1/)6/1)14 هـ - املوافق 006/1/1) م على الرابط :

http//:www.aljazeera.net/programs/pages799/c92cd5948-4-b3c9-d03-a0cd602dbf51(


35

عن طريق اجياد جزء ال خيضع لسلطة الدولة وحتكمه قوى أخرى عنيفة وحماربة وشريرة ، وهذا ضد السيادة اليت تعرف على انها التحكم يف اإلقليم والشعب يف كيان سياسي معرتف به ، وخالل فرتة من الزمن )واحلديث ملانوارينج( نكون ، الدولة هذه والتحكم يف التدخل من نتمكن حنن ثم فاشلة دولة قد صنعنا وليس جمرد التحكم بل رمبا ما هو أبعد من ذلك ، ويواصل مانوارينج قائال : هذه الدولة ال تتالشى ولكن قد تتحول إىل دولة راعية للجرمية أو دول » شعوبية « )اثنيات متضاربة( تتصارع إىل أن ينتصر آخر الناجني من تلك الصراعات بغض النظر عن مدى اصابته ، وإذا جنحنا يف صناعة ذلك فسيستيقظ عدونا ميتا ، وأكد مانوارينج يف نهاية حماضرته على أن كلمتني جديدتني جيب ان تدخل القاموس األمريكي يف الفرتة القادمة » احلرب تعين اإلكراه القاتل أو غري القاتل ، والكلمة

األخرى هي الدولة الفاشلة « )1(.

هات السياسة وهنا نستنتج أن كلميت » اإلكراه « و » احلرب « ختتصران موجرالغربية جتاه الثورات العربية ، فإما تكره هذه الدول على فكرة » التوافق « ملنع شعوبها املسلمة من اختيار من حيكمها ، كما هو عليه حال اليمن وتونس وليبيا ، وإما متارس ضدها سياسات عدوانية بكل الوسائل املتاحة مبا فيها القوة العسكرية إلسقاط أي حكومة إسالمية كما هو عليه احلال يف مصر أو منعها من الوصول إىل احلكم كحال سوريا اليوم ، ليتمكن الغرب من احلفاظ على نظامه الدولي الربيع ثورات جتاه الغربية السياسات أن أي . العامل على سيطرته واستمرار

الرابع من احلروب )إفشال : مصر ختوض اجليل اليوتيوب بعنوان )1( حماضرة ماكس مانوارينج على الدولة( ، على الرابط :

http//:www.youtube.com/watch?v=uji4Yu5lnko


36

العربي تؤيد الدميقراطية كأيدلوجية متكاملة ، وال تقبل بالتعامل مع الدميقراطية كآلية إليصال من ال يؤمن باأليدلوجية الغربية إىل احلكم ، وهذا متسق مع مسار له عمق تارخيي تستمر الدول الغربية يف احملافظة عليه ، حيث أن األيدلوجية الغربية ، كما تبني لنا سابقا ، قد قامت على أساس العلمانية اليت كانت أهم أركان نشأة الدولة القومية ، واليت بنيت على أساسها العالقات بني دول العائلة األوروبية اليت فرضت قيمها على العامل كله ليظهر جمتمع دولي حيكمه ويتحكم به الغرب ، واملتأمل اليوم يف حال مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا جيد أن اإلسرتاتيجية الغربية تعمل بنجاح منقطع النظري ، وهذا ما سيتضح من خالل دراستنا للحالة معها وتفاعلت الغربية لإلسرتاتيجية استجابت كونها تفاصيلها بأدق اليمنية

وطبقتها من خالل ما يعرف مبؤمتر احلوار الشامل يف اليمن .

ويف نهاية املطاف ، علينا أن ندرك أن السياسة اخلارجية للدول الغربية تستخدم هذه السياسات بشكل انتقائي وحبسب ظروف كل حالة ، واهلدف النهائي هو تهيئة الدولة املستهدفة إلمضاء أجندتها الدولية وحتقيق األهداف اإلسرتاتيجية للدول الغربية ، كما علينا أن ندرك أن جناح اإلسرتاتيجية الغربية يرتبط بقدرة الشعوب اإلسالمية على االلتفاف حول ثوابت جامعة وعلى رأسها الشريعة اإلسالمية ، كون الشريعة اإلسالمية ، هي الوحيدة القادرة على التصدي إلسرتاتيجية االخرتاق الغربية ، وأن مدخل الغرب إلمضاء اسرتاتيجيته هو زعزعة ثقة الشعوب املسلمة الدول تعيشها اليت املعاصرة املشكالت معاجلة على اإلسالمية الشريعة مبقدرة املسلمة، قال تعاىل يف سورة اجلاثية : ثم جعلناك على شريعة من األمر فاتبعها

. )18( وال تتبع أهواء الذين ال يعلمون


37

املبحث الأول : ملحة عن اجلمهورية اليمنية

الن�صاأة والنجاة من موؤامرة النف�صال عام 1994

اجلمهورية اليمنية هي دولة عربية إسالمية ، قامت يف العام 1990م بعد أن متكن اليمنيون من إعادة توحيد شطري اليمن ، الشمالي واجلنوبي ، الذي جتزأ بفعل االحتالل الربيطاني ملدينة عدن يف العام 9)18م ، وحرص احملتل على إبقاء جنوب العشرين القرن العثمانية مطلع الدولة اليمن حتت سيطرته خاصة بعد رحيل بني الوحدة على ساعد وما ، والياتها)1( إحدى اليمن كانت اليت اليمن عن البلدين عوامل عدة أهمها اخلالفات العميقة بني القيادات اجلنوبية منذ اندالع الصراعات الدامية بني أقطاب العمل السياسي يف اجلنوب ، وكان أبرزها أحداث يناير 1986م اليت ارتكبت فيها مذابح متبادلة بني قيادات احلزب االشرتاكي احلاكم يف جنوب اليمن ، وتوسعت الصراعات لتصل إىل التصفية املناطقية والقتل على اهلوية لريوح ضحيتها اآلالف من القتلى ، ثم انهيار اإلحتاد السوفييت الذي كان يدعم وميول حكومة اليمن اجلنوبي الدائرة يف فلكه ، األمر الذي دفع القيادات اجلنوبية للقبول بالوحدة اليمنية ، إذ متكنت من عقد صفقة مع الرئيس علي عبد اهلل صاحل رئيس اليمن الشمالي حتصل مبوجبها على 50% من السلطة وصاحل %50 )1( انظر يف هذا اجلزء األول يف دراسة قيمة عن اليمن وتارخيه قدمه عبد الولي الشمريي ، ملحمة الوحدة

اليمنية : ألف ساعة حرب ، )صنعاء ، 1995م( ، ص 5).

الف�صل الثاين

ال�صتجابة اليمنية لل�صيا�صات الغربية


38

البالد النتخابات خيتار تقريبا ثم ختضع أعوام انتقالية ثالثة السلطة لفرتة من الشعب فيها من يشاء لتولي يف مرحلة انتقالية على أسس ديقراطية )1(، إال أن األمر أنتهى إىل حرب أهلية يف العام 1994م ، حيث أن احلزب االشرتاكي كان قد فشل يف انتخابات )199م ، وأعلن االنفصال ليمنى خبسارة كبرية فشل على إثرها مشروعه االنفصالي وفر قادته خارج البالد هربا من القضاء اليمين حال بقائهم ،

فتعرض احلزب النتكاسة كبرية كادت ان تقضي عليه .

امل�صاحة واملوقع ال�صرتاتيجي

بعد الوحدة يف العام 1990م اصبحت مساحة اجلمهورية اليمنية 555،000 كم) ، وتقع يف اجلزء اجلنوبي الغربي من شبه اجلزيرة العربية ، أي يف جنوب غرب آسيا ، وتشرف على مضيق باب املندب الذي يعد من أهم املمرات املائية يف العامل ، إذ حيتل مكانة اقتصادية وعسكرية بالغة األهمية ، فهو يربط البحر العربي بالبحر األمحر الذي تربطه قناة السويس بالبحر األبيض املتوسط ، ولذا فهو ممر حيوي للتجارة الدولية ، أما من الناحية العسكرية ، فمما يضاعف من أهمية موقع اليمن ، انتشار جزرها البحرية يف مياهها اإلقليمية على امتداد حبر العرب وخليج عدن والبحر األمحر ))( ، واجلمهورية اليمنية ، كمالك طبيعي جلزء من باب املندب ، ولكونه ، الدولية للمالحة املفضل املضيق وباعتباره عليه كاملة بسيادة تتمتع

)1( أنظر مايكل س. هدسون ، التجاذب الثنائي والتفكري املنطقي واحلرب يف اليمن ، يف حرب اليمن األسباب والنتائج ، إصدار مركز اإلمارات للدراسات والبحوث ،)اإلمارات العربية املتحدة : أبوظيب ، الطبعة

األوىل 1995م( ص )). ))( مقال مهم بهذا الشأن يف صحيفة اجليش اليمين صحيفة 6) سبتمرب ، األهمية االسرتاتيجية السياسية

العسكرية واالقتصادية ملضيق باب املندب )1( ، األربعاء 5 نوفمرب 014)، العدد )1789( ، على الرابط http://www.26sept.info/newspaper/2014/november/7429-6/47967---------1.html


39

يقع برمته يف أراضي اجلمهورية اليمنية ، وألن جزيرة ميون جزءا من إقليمها وهلا عليها السيادة املطلقة فيحق هلا ، ومبوجب القانون الدولي ، إغالق هذا املضيق إذ طبقت ، فعال بذلك قامت وقد ، احلروب البحري يف حالة وفرض احلصار قواعد احلصار البحري باشرتاك القوات اليمنية واملصرية عند حماصرة باب املندب خالل حرب 6 اكتوبر عام )197م يف وجه املالحة االسرائيلية)1( . وهذه األهمية اإلسرتاتيجية ، ببعديها االقتصادي والعسكري ، تعطينا تصورا واضحا لألهمية اجليوسرتاتيجية ملوقع اجلمهورية اليمنية ، مما جعلها حمل اهتمام بالغ وحموري يف

السياسة الدولية وتفاعالتها يف حاليت السلم واحلرب على السواء.

املصدر : املركز الوطين للمعلومات برئاسة اجلمهورية اليمنية .

)1( نفس املرجع.


40

ال�صكان والعمق ال�صرتاجتي للخليج العربي

يبلغ عدد سكان اجلمهورية اليمنية وفقا للنتائج النهائية للتعداد العام للسكان واملساكن واملنشآت للعام 004)م )19,685,161( نسمة ووصل عدد سكان اجلمهورية اليمنية إىل )569،))8،))( نسمة تقديرات عام 011)م .)1( ويتمتع األغلبية الساحقة من سكان اليمن بتجانس كبري ، إذ أنهم ينحدرون من أصل واحد وهو األصل بينهم توجد وال العربية اللغة هي ولغتهم باإلسالم مجيعهم ويدين ، العربي واملذهب الشافعي املذهب هما رئيسيان مذهبان فلليمن ، عقائدية انقسامات الزيدي ، وهما متناغمان إذ ال يوجد خالف بينهم يف أصول الشريعة وال يوجد سوى فروق فرعية تعايشوا معها وقبلوها منذ قرون ، ومل تقد يوما إىل صراعات

دموية بالرغم من أنها وظفت وميكن توظيفها يف الصراعات السياسية))(.

العربية وعلى رأسها اليمنية مبثابة عمق سين لدول اخلليج وتعد اجلمهورية اململكة العربية السعودية ، ومن املعلوم أن شبة اجلزيرة العربية تسيطر على أحد أهم االقاليم االسرتاتيجية يف العامل إذ تشرف على اخلليج العربي والبحر األمحر هما ، العامل يف املائية املمرات أهم من مائيني ممرين على وتطل العرب وحبر اخلليج العربي وباب املندب ، وتعد من أهم املناطق املصدرة للنفط إذ يبلغ حجم مساهمتها يف اإلنتاج العاملي 40% ، ولذا فإن هذه املنطقة تشكل عامل قلق دولي للقوى الدولية )الغرب( إذ أن نذر التغيري يف املنطقة قد تفاجئ اجلميع بنشوء

)1( أنظر حملة تعريفية عن اليمن ، املركز الوطين للمعلومات يف اليمن ، على الرابط : http://www.yemen-nic.info/yemen/

))( إذا اردنا أن نرجع إىل مصدر علمي حمايد يؤكد ما ذهبنا إليه ميكن الرجوع إىل :The Oxford Encyclopaedia of the Modern Islamic World2 ،nd Edition، » Zaydiyah. «


41

يقتضي الذي األمر ، الغربية ، ال تعمل وفقا لإلرادة ، ورمبا حكومة حكومات انتهاز فرصة اخلالفات ورمبا خلق اخلالفات اليت تعصف باملنطقة بهدف إضعاف هذا التكتل وتقسيمه على أسس عرقية ومذهبية ومناطقية لضمان السيطرة عليه فإن األمر هذا ولنجاح ، الدولية املنظومة فلك يف الدوران من خروجه وعدم ضروريا أمرا يبدو إيران مثل إقليمية قوى مع )املرحلي( التكتيكي التحالف

بالنسبة للقوى الغربية.


42

النظام ال�صيا�صي ، الإ�صالم ثم الدميقراطية

بني ما دستور جيمع اساس على قام بنظام سياسي اليمنية اجلمهورية تتميز الشعوب بها تتمتع اليت املواد من جمموعة وبني اإلسالمية الشريعة حاكمية الدميقراطية ، فاملادة ))( من الدستور اليمين تنص على أن » الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع التشريعات « ، بهدف ضبط النظام السياسي وجعله متوافقا مع هوية الشعب اليمين العربي املسلم ، ومثال على ذلك نص املادة )1)( اليت تنص على أن » النساء شقائق الرجـال وهلن من احلقوق وعليـهن من الواجبات ما تكفله

وتوجبه الشريعة وينـص عليـه القانـون «.

أما املواد اليت أقرت حق الشعب باملمارسات الدميقراطية فهي كثرية ، وعلى مالك الشعب « أن على الدستور مواد نصت فلقد ، احلصر ال املثال سبيل واالنتخـابات االستفتاء طريق عن مباشر بشكل وميارسها ومصدرها، السلطة التشريعية والتنفيذية يزاوهلا بطريقه غري مباشرة عن طريق اهليئات العامة، كما الدستور وكفل ، )4 )املاده » املنتخبــة احملليـة اجملالس طريق وعن والقضائية التعددية السياسة واحلزبية )املادة 5( ، والتداول السلمي للسلطه )املادة 5 ، )11( ، وأقر بان احلريات الشخصية مصونة وال جيوز تقييد حرية أي مواطن إال مبوجب أحكام قضائية )املادة 48( ، وأقر حرية الرأي والتعبري )املادة )4( ، وحق املشاركة السياسية )املادة )4( ، وحق التنظيم )املادة 58( ، وحق الرتشيح واالنتخاب )املادة ، بينهم الفرص تكافئ وحتقيق املواطنني بني املساواة مبدأ الدستور أقر .)(4فاملادة )41( من الدستور تقرر ما يلي : » املواطنون مجيعهم متساوون يف احلقوق والواجبات العامة «، وتنص املادة )4)( على ان الدولة تكفل ، » تكافؤ الفرص


43

جلميع املواطنني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا « وتقر املادة ))4( بأن » لكل مواطن حق اإلسهام يف احلياة السياسية االقتصادية واالجتماعية والثقافية « .

القضاء سلطة « أن على يؤكد احلالي الدستور فإن القضاء حتدثنا عن وإذا مستقلة قضائيا وماليا وإداريا والنيابة العامة هيئة من هيئاته ... القضاة مستقلون يف قضائهم وال سلطان عليهم لغري القانون وال جيوز ألي جهة بأية صورة التدخل يف القضايا أو يف شأن من شؤون العدالة ويعترب مثل هذا التدخل جرمية يعاقب عليها القانون وال تسقط الدعوى فيها بالتقادم » )املادة 149( ، ويؤكد الدستور يف املادة ))15( على أن » احملكمة العليا للجمهورية اليمنية هي أعلى هيئة قضائية » والقرارات واألنظمة واللوائح القوانني دستورية على الرقابة اختصاصاتها واللوائح القوانني بطالن إعالن سلطة ميلك اليمين القضاء أن يعين وهذا ،واألنظمة والقرارات والتصرفات اليت تتعارض مع الدستور ليوازن بني السلطة

التنفيذية والتشريعية.

تطبيق عدم يف تتمثل كانت األساسية اليمن مشكلة فإن واضح هو وكما شعبيا مكسبا يعد اليمين فالدستور ، القانون تغيري مسألة يف وليس القانون يضاهي أفضل الدساتري اليت تقر حقوق الشعوب ، بل إن الثورة الشعبية اليت قامت على الرئيس صاحل قد استندت على خمالفته للدستور والقانون ، وهكذا فإن النظام السياسي اليمين الذي أرسى قواعده الدستور اليمين ، يعد مبثابة قواعد قانونية عليا حتمي ثوابت اليمن وأمنها القومي ، ومن هذا الباب ، كان الدستور خالل من اليمن اخرتاق استهدفت اليت احملاوالت كل أمام كأداء عقبة اليمين املساعدات االقتصادية املشروطة اليت كانت تسعى لتغيري القوانني والتشريعات


44

اليمنية مقابل مساعدات اقتصادية للبالد)1( ، إال أن التشريعات اإلسالمية لقوانني البالد ظلت بعيدة عن العبث إىل حد كبري ، وهلذا كان تغيري الدستور بدستور جديد ال يقوم على الشريعة اإلسالمية أهم األولويات لكل املبادرات األممية اليت لنا اليمن بعد اندالع ثورة 011)م. وهذا ما سيتضح قدمت لوقف الصراع يف ، علميا ، من خالل هذه الدراسة اليت ستبدأ مبناقشة املبادرة اخلليجية ثم آليتها التنفيذية وسرتكز على الدور األجنيب وكيف متكن من الدخول والتدخل فيما يعد

شأنا مينيا خاصا.

املبحث الثاين : ولدة املبادرة اخلليجية وا�صتدعاء التدخل الأجنبي

يف بداية الشهور األوىل للثورة اليمنية يف 011)م مل يتوقع اليمنيون ، أن تستجيب القوى السياسية اليمنية الفاعلة استجابة حقيقية لإلسرتاتيجية الغربية ، إال أن الواقع كان خالف التوقعات ، إذ أن القوى السياسية ، السيما الفاعلة والرئيسية مة حبركة الشارع اليمين ومظاهراته ، استجابت لالسرتاتيجية الغربية منها واملتحكروتفاعلت معها بشكل منقطع النظري ، معتقدة أن التعامل مع اإلسرتاتيجية الغربية على هذا النحو نوع من احلكمة السياسية واإلدراك الشامل لتوازنات القوة احمللية واإلقليمية والدولية ، وبدأت تتعامل مع فكرة » التوافق « وتروج هلا على أساس أنها فكرة عملية وبناءة وستخرج البالد من األزمات السياسية ، غري أنها أجهضت هوية أن هددت إىل تفاقمت أتون صراعات مسلحة البالد يف وأدخلت الثورة

)1( انظر على سبيل املثال رسالة وجهتها احلكومة اليمنية بعنوان )هام وعاجل( لرئيس جملس النواب تطالبه بسرعة مترير حزمة من التشريعات والقوانني اجلديدة ، حبسب طلب املنظمات الدولية ليتم املوافقة على منح اليمن مساعدات اقتصادية مقرره سلفا ، انظر امساعيل السهيلي ، فخ الدولة املدنية وعلمنة اليمن

، )صنعاء : مركز البحوث للدراسات السياسية واإلسرتاتيجية، )01)م( ص )19.


45

البالد اإلسالمية ووحدتها الوطنية وفتكت بنسيجها اإلجتماعي وال تزال .

ففي الوقت الذي تقتضي فيه الثورات السيطرة على الداخل وعزل اخلارج الساسة قرر فلقد ، عكسيا اجتاها يأخذ اليمن كان ، الثورة أمور تستقر حتى استدعاء اخلارج متمثال بسفري الواليات املتحدة األمريكية لإلشراف على عملية نقل السلطة ، وهذا كان أول معامل السري وراء اإلسرتاجتية الغربية إذ استدعت القوى السياسية التدخل الغربي ، األمريكي حتديدا ، مبجرد ارتفاع وترية الغليان الثوري الذي واجهه نظام علي عبد اهلل صاحل بالقمع وسفك الدماء يف وقت مبكر

من أيام ثورة 011)م ، حتديدا يف شهر مارس 011)م.

وحتى نفهم التفاصيل بشكل أكثر دقة فإن هذا يتطلب منا اإلشارة إىل حدث غاية يف األهمية ، ذلك احلدث مت يف 4) مارس 011)م ، فلقد كانت اليمن تغلي بعد أن تورطت سلطة علي عبد اهلل صاحل بقتل أكثر من مخسني شابا معتصما يف ساحة التغيري بصنعاء يف 18 مارس 011)م ، يف ما يعرف حبادثة مجعة الكرامة. وكان من نتائج ذلك تهاوي سلطة صاحل بشكل سريع ، حيث تعزز ذلك التهاوي يف 1) مارس بانضمام اللواء علي حمسن األمحر أحد أبرز قادة اجليش وأكثرهم نفوذا ، لصفوف الثورة وإعالنه محايتها ، ثم توالت اإلعالنات عن استقالة وزراء وسفراء انضمام عن واإلعالن ، واملهمة احلساسة واملناصب املراكز ذوي من وغريهم

العديد من قادة اجليش إىل الثورة ومساندتها .

وهنا وجد الرئيس صاحل نفسه يف مأزق كبري وأن عقال األمر قد فلت من يده ، وأن حياته وحياة اسرته وكل أعوانه وممتلكاتهم مجيعا يف خطر ، فالتقى الرئيس


46

، هادي منصور ربه عبد الرئيس نائب منزل يف حمسن علي اجلنرال مع صاحل ووضعا حال صنعه كال من علي حمسن األمحر وعلي عبد اهلل صاحل ، وتفاجأ األخري بقبول علي حمسن باخلروج من البالد بعد ان قال له صاحل خنرج مجيعا ، فوافق أن يرتكا الرجلني على االتفاق بني ، وكان الدماء البالد سفك لتجنيب حمسن اليمن ، وحيصل صاحل ومن عمل معه مبا فيهم علي حمسن على حصانة من الربملان اليمين ، تتمثل يف عدم املالحقة القضائية أو املسائلة القانونية عن أي ممارسات طوال فرتة حكم علي عبد اهلل صاحل اليت قاربت من ) ) عاما ، وتسلم السلطة مؤقتا نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ليعد البالد النتخابات جديدة خالل شهرين، وذلك وفقا للدستور اليمين ، وأن يرسل هذا االتفاق للمملكة العربية السعودية على أساس ان تبلوره وتقدمه كمبادرة خليجية حلل األزمة اليمنية ، وكتب ذلك االتفاق خطيا بني الرجلني إذ كانا يدركان أن صراعهما سيدمر اليمن ويدمرهما

ايضا وأن األفضل للجميع ان تسلم السلطة للشعب )1(.

على ضوء ما سبق أعلن وزير اخلارجية يف حكومة تصريف األعمال أبوبكر القربي عن »التوصل التفاق خبصوص انتقال السلطة يف اليمن اليوم السبت «))(، ، إال أن ذلك االتفاق مل يكن بعيدا عن نظر الواليات أي يف 6) مارس 011)م املتحدة األمريكية فلقد استدعي سفريها يف اليمن حلضور االتفاق وليكون شاهدا

)1( املعلومات هذه غاية يف األهمية ومت احلصول عليها من عدة مصادر مقربة من الرئيس السابق صاحل واجلنرال علي حمسن والرئيس هادي ، كما ان الباحث عاصر هذه االحداث وحتقق منها .

))( ساعات حامسة يف مطلب الرحيل: القربي يأمل إمكانية انتقال السلطة سلميا اليوم السبتاملوضوع: الثورات الشعبية على الرابط :

http//:m1.marebpress.com/news_details.php?sid32330=


47

عليه)1(. وهذا اخلطأ االسرتاتيجي حرف مسار األحداث كما سيتضح لنا الحقا . السيطرة يتابعون األحداث عن كثب ويفكرون يف كيفية فلقد كان األمريكيون عليها إذ أن خروج الشعب اليمين إىل الساحات مطالبا حبقه يف انتخاب من حيكمه فالشعوب املسلمة عادة ختتار من ال يروق ، املتحدة يعد متغريا مقلقا للواليات لإلدارة األمريكية ، ولقد عربر عن ذلك القلق السفري األمريكي بصنعاء يف مؤمتر صحفي قبل حادثة مجعة الكرامة بأسبوع تقريبا ، فلقد أجاب السفري األمريكي يف مؤمتر صحفي عن سؤال وجه له بشأن موقفهم من أن خيتار الشعب اليمين يف انتخابات حرة ونزيهة قوى مثل حركة محاس اليت انتخبها الشعب الفلسطيين يف انتخابات حرة ونزيهة ، فعرب السفري األمريكي عن قلقه قائال » إذا كنتم تقصدون عبد اجمليد الزنداني ]رئيس هيئة علماء اليمن[...إذا انتخب رئيسا ، فحتما سنكون يف مشكلة «))( ، وهذا يعطي انطباعا واضحا أن الواليات املتحدة ليست مهتمة باإلرادة الشعبية وأن سقف توقعاتها يف تلك الظروف هو كيف متنع وصول رجل ليكون السفري استدعاء ، لكن إىل احلكم الوصول الزنداني من الشيخ حبجم شاهدا على عملية نقل السلطة أثبت هلا أن القوى السياسية تعطيها مكانة أكرب من ذلك بكثري ، وهو ما يعد جناحا لسياساتها السابقة يف اليمن ويفتح هلا الباب

إلدارة الصراع السياسي مبا خيدم مصاحلها كما سيتضح يف هذه الدراسة.

)1( هادي يتحدث مبعلومات تفصيلية عن اللحظات احلرجة يف 011) ومنها: تسليم صاحل أبني للقاعدة وتفاجئه بقبول حمسن باالستقالة وحادثة النهدين ، األهالي نت ، االثنني 5 أبريل ، )01)م على الرابط :

http//:alahale.net/article9813/

)2( Embassy of the United States، Sana’a. Yemen، Press Releases، Ambassador Feierstein›s press conference with English-speaking journalists، March 12 ،2011 ، http://yemen.usem-bassy.gov/fpc.html.


48

ال�صفري الأمريكي عراب ال�صيا�صة اليمنية

دعوة السفري األمريكي حلضور عملية انتقال السلطة ، يف هذه اللحظة الفاصلة يف تاريخ اليمن ، يعين اعرتافا واضحا من قبل القوى السياسية ومراكز القوى يف اليمن بأن الواليات املتحدة هي من متارس مهمة احلل والعقد ، وأنها وحدها القادرة على رعاية مرحلة انتقال السلطة . وهذا التسليم فتح الباب على مصراعيه للواليات املتحدة األمريكية قائدة الغرب لتكون صاحبة الكلمة الفصل يف الشأن اليمين ، وهذه خطوة أعلى من جمرد اهليمنة اليت كانت متارسها الواليات املتحدة االنتقال أن األمريكي السفري حتركات من واضحا وبدا السابق. النظام على املفاجئ للسلطة مل يكن حمل ترحيب لإلدارة األمريكية وأنها فضلت ترتيب األمر بهدوء مبا يتفق مع مصاحلها األمنية واإلسرتاتيجية يف املنطقة عرب فكرة » التوافق « ووسيلة » احلوار الوطين « ، وهذا ما بدا واضحا يف تطورات األحداث يف الساحة اليمنية بعد االعالن عن اتفاق نقل السلطة ، إذ أن الرئيس صاحل مل يسلم السلطة يوم السبت حبسب االتفاق املعلن عنه ، وتنصل من االتفاق مع علي حمسن ، ومجع الرجل استند إىل ركن شديد وبدأ حشودا كبرية يف ميدان السبعني وبدا وكأن

باستعادة السيطرة على جمريات األمور .

يف احلقيقة مل يكن يفسر ذلك إال أن السفري األمريكي قد أعطى صاحل الضوء أن السفري األمريكي قد فعل ذلك مستغال ، وال شك للبقاء واملناورة األخضر متسك صاحل بالسلطة ، واهلدف بالطبع ترتيب نقل السلطة بأسلوب يرضي اإلدارة األمريكية ، هذا التحليل أكدته بعدها بأيام صحيفة » كرسيتان ساينس مونيتور« األمريكية إذ أوردت خربا مفاده أن أحد املسؤولني األمريكيني كشف عن » قلق


49

واشنطن منذ األسبوع املاضي ]أسبوع مجعة الكرامة[ حول األوضاع األمنية لليمن تستطيع ثم ومن السلطة نقل لرتتيب املفتاح سيكون صاحل رحيل فإن وعليه الواليات املتحدة متابعة عمليات مكافحة اإلرهاب يف اليمن«)1( ، وهكذا فإن بقاء صاحل ومساندته ليتمكن من البقاء وال يسلم السلطة بشكل سريع ، عكس بكل

وضوح اسرتاتيجة الغرب يف ادراة الصراعات واإلمساك خبيوطها وليس حلها .

ومن خالل ذلك بدأ الغرب بفرض شروطه إلجهاض الثورة اليمنية بفرض فكرة » التوافق « على املعارضة اليمنية كثمن لرحيل رأس النظام صاحل ، ليس عن السلطة وإمنا عن رئاسة السلطة فحسب . وعلى هذا األساس بدأت الواليات املتحدة ترتيب األمر يف اليمن والذي انعكس بشكل واضح يف املبادرة اخلليجية

وحتديدا يف آليتها التنفيذية املزمرنة اليت سنتعرض هلا يف دراستنا هذه.

املبحث الثاين : الآلية التنفيذية للمبادرة اخلليجية والنقالب

على املبادرة اخلليجية :

ازاحة الد�صتور اليمني

اخلليجية املبادرة على كشاهد الثورة على خط األمريكي السفري دخول منذ ، تأجل نقل السلطة ، ودخل اجملتمع اليمين يف مرحلة جديدة قامت على أساس املشرتك اللقاء أحزاب تقودهم الذي الثورة أنصار بني املضاد واحلشد احلشد وأنصار السلطة الذين يقودهم صاحل ، وتأجلت املبادرة اخلليجية وصدرت منها )1( جيري اآلن مفاوضات تسليم السلطة بضغوط أمريكية: صحيفة أمريكية: واشنطن بدأت حبث مرحلة مابعد صاحل ورحيله سيكون املفتاح لرتتيب نقل السلطة باليمن ، مارب برس ، الثالثاء 5 أبريل 011)م على

الرابط : http//:marebpress.net/nprint.php?sid32622=


50

مسودات تناقلتها وسائل اإلعالم ، وماطل الرئيس صاحل يف توقيعها عدة مرات ، إىل أن أستهدف يف ) يونيو 011)م يف مسجد دار الرئاسة بعبوة ناسفة راح ضحيتها عشرات القتلى واجلرحى وكان أحد اجلرحى الرئيس صاحل ورئيس الوزراء ورئيس العالج وعدد كبري من اثناء توفى الذي الشورى النواب ورئيس جملس جملس قيادات الدولة ، اسعف صاحل وكبار القيادات إىل اململكة العربية السعودية لتلقي العالج ، يف الوقت الذي استمرت فيه البالد بالغليان بني انصار الثورة وأنصار الرئيس صاحل ، ذاق الشعب اليمين جراء ذلك الويالت من حيث انعدام األمن والغالء الفاحش وشحة املشتقات النفطية وانعدام الكهرباء تقريبا ، وبعد شهور من العالج بدأ احلديث عن اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية واليت اعدتها األمم املتحدة ، وكلفت مبعوث األمني العام لألمم املتحدة مجال بن عمر ملتابعة األمر ، واشرتط صاحل بأن ال يوقع على املبادرة اخلليجية إال بعد أن تنجز اآللية التنفيذية

للمبادرة اخلليجية وتوقع ضمن اإلتفاق.

وعند التمعرن يف بنود اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية ندرك متاما أنها كانت تعترب اليت » التوافق « لفكرة التأسيس اليت من شأنها البنود من بعدد مشبرعة مع للتعامل الغربية للحكومات اخلارجية السياسة عليه قامت الذي األساس الثورات العربية ، وعلى رأسها الواليات املتحدة كما ذكر سابقا . ولذا كان أول ما مت استهدافه هو الدستور اليمين الذي يسجل القواعد القانونية العليا وعلى القوى بني حاكما ألي خالف مرجعا ويعد ، والوطنية الدينية الثوابت رأسها للمبادرة املزمنة التنفيذية اآللية عليه نصت ما أهم من كان ولذا ، السياسية اخلليجية يف النقطة الرابعة منها هو أن : » حيل االتفاق على املبادرة اخلليجية وآلية


51

أمام تنفيذها حمل أي ترتيبات دستورية أو قانونية قائمة وال جيوز الطعن فيهما مؤسسات الدولة «. )1( وهكذا أصبحت املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية وثيقة فوق قانونية وفوق دستورية دون ما أدنى شرعية شعبية هلا ، إذ مل يستفت الشعب

على املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية ومل تتحول إىل إعالن دستوري.

وألن الفرصة صارت ساحنة وال يوجد معارضة تذكر لإلسرتاتيجية الغربية يف مة بالشأن اليمين )املشرتك وشركائه واملؤمتر اليمن من القوى السياسية املتحكروحلفائه( ومعظم مراكز القوى يف البالد فلقد أقررت اآللية التنفيذية قيام حكومة وفاق وطين من خمتلف القوى يف البالد ، ومما ألزمت اآللية حكومة الوفاق به يف

النقطة )1 اآلتي :

» - تقوم حكومة الوفاق الوطين مباشرة بعد تشكيلها مبا يلي:

- تلتزم حكومة الوفاق الوطين بكافة قرارات جملس األمن وجملس حقوق اإلنسان واألعراف واملواثيق الدولية ذات الصلة. « ))(

وبهذا مل تعد مسألة نقل السلطة مسألة تتعلق باإلعداد لالنتخابات اليت كان ، قيام ثورة 11 فرباير 011)م))( الرئيس يف تزويرها من قبل نظام صاحل السبب )1( انظر اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية ، صحيفة 14 اكتوبر العدد رقم : )19)15( ، املوافق 4) نوفمرب

011) ، يوم اخلميس متوفرة على النت الرابط : http://www.14october.com/news.aspx?newsno=3019505

))( انظر اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية ، صحيفة 14 اكتوبر العدد رقم : )19)15( ، املوافق 4) نوفمرب 011) ، يوم اخلميس متوفرة على النت الرابط :

http://www.14october.com/news.aspx?newsno=3019505

))( تأجلت االنتخابات ملدة عامني إذ كان عقدها مقرر يف العام 009)م إال أن السلطة واللقاء املشرتك وقعا اتفاقات تتعلق بقيام حوار وطين للتوافق على إجراء عدد من اإلصالحات اليت تكفل عقد عملية انتخابية حرة ونزيهة ، ملزيد من التفاصيل

أنظر ، » اليمن: » حمضر مشرتك « بني احلزب احلاكم واملعارضة ينهي األزمة السياسية « ، صحيفة الشرق األوسط ، االحـد 06 شعبـان 1)14 هـ 18 يوليو 010) العدد 11555 على الرابط :


52

الدستور لنقض تؤسس شامل تغيرري عملية إىل السلطة نقل عملية وحتولت لالقرتاح وفقا وطين حوار خالل من البالد يف جديد سياسي لعقد واإلعداد تدفع اليت بالدة السرتاتيجية ووفقا ، األمريكي السفري أن حيث ، االمريكي بالقوى السياسية يف دول الثورات العربية إىل االخنراط يف ما تسمية حوار وطين ، عمل على إدراج فكرة مؤمتر احلوار يف اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية ، ولقد حوار يف كشف حيث ، وضوح وبكل بذلك بصنعاء األمريكي السفري صرح الثورة الرمسية يف اليمن » عن أن مؤمتر احلوار كان مقرتحا أمريكيا مت لصحيفة

إدراجه خالل التفاوض على املبادرة اخلليجية. «)1(

الآلية التنفيذية للمبادرة اخلليجية تنقلب على املبادرة اخلليجية ذاتها :

اإلغاء حق ال�صعب يف انتخاب الرئي�س

صادرت اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية حق الشعب يف اختيار رئيس الدولة يدعو « أن على اخلليجية املبادرة نصت فبينما ، اإلنتقالية الفرتة سيقود الذي الرئيس باإلنابة إىل انتخابات رئاسية يف غضون ستني يوما مبوجب الدستور « ))( إال أن اآللية التنفيذية قد نسفت هذا الشرط بفرضها مرشحا وحيدا على الشعب وهو نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ، فلقد نصت على أن » يلتزم الطرفان

http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=11700&article=578573#.Uj74EYamg9M

)1( السفري األمريكي:لدى اجلنوبيني » مظامل مشروعة ، الثورة نت ، اإلثنني، 5)-مارس-)01) ، على الرابط : http://www.althawranews.net/portal/news-39046.htm

))( انظر نص املبادرة اخلليجية املعدلة على الرابط : http://www.alriyadh.com/2011/11/24/article685755.html


53

يف هذه االتفاقية بعدم ترشيح أي شخص خلوض االنتخابات الرئاسية املبكرة أو تزكية أي مرشح غري املرشح التوافقي نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي «.)1( وقبل أن حيدث هذا كان هادي يف زيارة للواليات املتحدة األمريكية، كما أعلن ، ألغراض عالجية))( . ومسألة األغراض العالجية يف هذا الظرف حتديدا هو أمر ال

يتقبله من يفهم بديهيات السياسة اخلارجية األمريكية .

وبعد أن صار هادي رئيسا للبالد بدا واضحا أنه ال حيكم وأن احلاكم الفعلي للبالد هو السفري األمريكي))(. ولقد مت كل هذا مبباركة القوى السياسية وسريها وراء االسرتاتيجية الغربية ، وبدأت اليمن تعد إلجراء » احلوار الوطين « الذي سيقرر مصريها دون أن يكون للشعب أي حق يف اختيار من ميثله يف ما يسمى

مؤمتر احلوار .

)1( أنظر نص اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية ، صحيفة 14 اكتوبر العدد رقم : )19)15( ، املوافق 4) نوفمرب 011) ، يوم اخلميس متوفرة على النت الرابط:

http://www.14october.com/news.aspx?newsno=3019505

))( نائب رئيس اليمين يف زيارة مفاجئة إىل الواليات املتحدة و مصادر رمسية تقول إنها لدواع عالجية ، التغيري نت ، 011)/8/10) ، على الرابط :

http://al-tagheer.com/news34765.html

من استقال الذي السابق العدل وزير اهلتار القاضي محود أبرزهم لعل كثريون بذلك ولقد صرح )((حكومة صاحل احتجاجا على سفكها لدماء شباب الساحات ، إذ صرح يف مقابله له قائال » إن السفري األمريكي )جريالد فايرستاين( هو من حيكم اليمن من وراء الكواليس، بينما يظهر يف الصورة الرئيس هادي، ووصف اهلتار مبعوث األمم املتحدة مجال بن عمر مبساعد )فايرستاين( « ، أنظر أخبار اليوم ، » وزير األوقاف السابق: السفري األمريكي حيكم اليمن من وراء الكواليس : مؤمتر احلوار هو مؤمتر حوار القوى السياسية واملشاركون

فيه ال ميثلون الشعب « ، السبت )1 يوليو-متوز )01) على الرابط : http://www.akhbaralyom.net/news_details.php?sid=69087


54


55

املبحث الأول : انزال فكرة » التوافق « على الواقع

باسم املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية بدأ تنفيذ األجندة األمريكية على الواقع وذلك بصدور قرار رئيس اجلمهورية رقم)0)( لسنة )01)م بإنشاء اللجنة الفنية لإلعداد والتحضري ملؤمتر مؤمتر احلوار الشامل ،)1( واليت تتكون من 5) عضوا )ثم عدلت الحقا وأضيف 6 أعضاء جدد( على أساس » التوافق « ، واستند القرار يف صدوره للدستور بالرغم من أنه خيالف الدستور صراحة ، كونه ضم يف اعضاء اللجنة عددا كبريا ممن هلم مواقف معلنة خمالفة للثوابت الدينية والوطنية اليت حيظرها الدستور كالعلمنة والردة واالنفصال والطائفية ، ولقد بنير ذلك صراحة الوطين الشيخ عارف الصربي عضو جملس الفنية للحوار اللجنة بعد تشكيل النواب اليمين وعضو هيئة علماء اليمن يف كتيرب شهري له بعنوان » احلوار الوطين

عمار أم دمار « ، إذ قال يف مربرات اصداره :

» لبيان التضليل الذي ميارس حتت مسمى » مؤمتر مؤمتر احلوار « والذي يراد له يف حقيقة األمر ان ال يكون حوارا ، وال يكون وطنيا ، حيث غابت يف الثوابت مقرراتها من كثري يف املناقضة الدولية واملواثيق االتفاقيات لصاحل ، الشرعية لإلسالم ، وغاب املمثلون احلقيقيون ألبناء اليمن من أهل احلل والعقد ، لصاحل الشامل الوطين للحوار والتحضري لإلعداد الفنية اللجنة على الفنية اللجنة اسم اطالق سيتم )1(

اختصارا ، يف السطور والصفحات القادمة من هذا الكتاب.

الف�صل الثالث

اللجنة الفنية لالإعداد والتح�صري للحوار الوطني


56

من هلم مواقف وأفكار وسياسيات معلنة وتصنف بأنها خمالفة للشريعة اإلسالمية ومعادية للوطن واخلارجني على الدولة والقانون ، وأصحاب املشاريع الضيقة ، وغابت قضايا اليمنيني وهمومهم ومشاكلهم الواقعية ، لصاحل القضايا اليت تفكك الداخل وتدمره من جهة وترعى مصاحل اخلارج وتنفذ أجندته من جهة أخرى. « )1(

وكان أخطر ما يف قرار رئيس اجلمهورية بإنشاء اللجنة الفنية ، أنه بدأ بتنزيل خمتلف من جلنة شكل فلقد ، اليمين السياسي الواقع على » التوافق « فكرة القوى: قوى شرعية تتفق مع ثوابت البالد وتزاول عملها وفقا للدستور والقانون وقوى غري شرعية تضم فئات تدعو لنقض ثوابت البالد وتطالب علنا بعلمنة اليمن ، ومنها من يتمرد على الدستور والقانون وحيمل السالح يف وجه الدولة ويعتدي على املواطنني بالقتل والتشريد واالستيالء على املمتلكات . وهذه القوى )املؤمتر الوطين االئتالف ، هي القرار ، حبسب نص الشرعية الشرعية وغري ،الشعيب وحلفاؤه( ، واجمللس الوطين )احزاب اللقاء املشرتك وشركاؤه( ، واالحزاب واحلراك ، الشبابية واحلركات ، االخرى الفاعلة السياسية واألطراف السياسية

اجلنوبي ، واحلوثيون ، ومنظمات اجملتمع املدني ، والقطاع النسائي.))(

ومن أخطر النقاط اليت احتواها قرار رئيس اجلمهورية الذي عني مبوجبه أعضاء من الشرعية غري للقوى ن لتمكر » التوافق « فكرة أرست أنها الفنية اللجنة

البحوث للدراسات السياسية ، )مركز أم دمار ، مؤمتر مؤمتر احلوار عمار )1( عارف بن امحد الصربي واإلسرتاتيجية : صنعاء( ، )01)م ، ص 5.

))( أنظر نص قرار رئيس اجلمهورية رقم)0)(لسنة )01)م بإنشاء اللجنة الفنية لإلعداد والتحضري ملؤمتر مؤمتر احلوار الشامل، موقع وكالة األنباء اليمنية سبأ ، 14 يوليو )01)م ، على الرابط:

http://www.sabanews.net/ar/news274896.htm


57

التحكم بعمل اللجنة الفنية ، فلقد ورد يف نص القرار أن » تعمل اللجنة الفنية على إختاذ قراراتها بتوافق االراء. وإن مل يكن التوافق ممكنا ، تتخذ اللجنة قراراتها بالتوافق املشروط ، مع عدم اعرتاض ، أكثر من عضوين ، و اذا مل تستطع اللجنة الفنية اختاذ القرار وفقا للفقرة السابقة ، ترفع اللجنة موضوع القرار إىل رئيس اجلمهورية لتحقيق التوافق أو إختاذ القرار «.)1( وبهذا صارت القوى اليت ال تتمتع بأي شرعية شريكة فاعلة وبات جتاوز رأيها أمرا غري ممكن بفضل فرض » التوافق«.

سوى هلا ليس « أن على أكد قد اللجنة هذه تعيني قرار أن من وبالرغم الصالحية الفنية املتصلة بالتحضري ملؤمتر مؤمتر احلوار الشامل، ولن تستبق أو تتحكم مسبقا بأي شكل من األشكال مبضمون اعمال مؤمتر احلوار أو نتائجه « ، إال أن القرار نفسه قد منح اللجنة من الصالحيات ما يؤكد بأنها ستتحكم باحلوار من ألفه إىل ياءه ، وهذه الصالحيات وردت يف املادة )4( من قرار تعيني اللجنة.))(

)1( نفس املرجع. .

))( نصت املادة )4( من القرار على أن » تقوم اللجنة الفنية بتنفيذ املهام التالية حتى حلول 0) سبتمرب )01) وإصدار تقرير نهائى مبا يلى: حتديد حجم وفود اجملموعات املشاركة فى مؤمتر مؤمتر احلوار الشامل ، وحتديد آلية إختيار أعضاء مؤمتر احلوار الوطنى ومعايري أهليتهم ، وحتديد شكل مؤمتر مؤمتر احلوار الشامل وفرق العمل وأساليبه ، مبا فى ذلك ترتيبات عقد اجللسات العامة. وإعداد مشروع جدول أعمال مؤمتر احلوار الداخلى ملؤمتر مؤمتر احلوار الشامل )ضوابط احلوار(. وحتديد مكان النظام ، وإعداد مشروع وموضوعاته انعقاد مؤمتر احلوار الوطنى الشامل والرتتيبات األمنية وسكرتارية املؤمتر واخلرباء الالزمني ، وإعداد خطة لإلعالم واملشاركة العامة فى احلوار الوطنى الشامل وفقا لآللية التنفيذية ، وإعداد ميزانية لعملية احلوار الوطنى الشامل ، وحتديد سبل إدارة دعم اجملتمع الدوىل لعملية احلوار الوطنى ، وإطالع الرأى العام على التقدم احملرز فى أعماهلا وعلى القرارات اخلاصة بأساليب عمل مؤمتر احلوار الوطنى الشامل طوال العملية

التحضريية. « ، املرجع السابق .


58

املبحث الثاين :

قبول الأحزاب باللجنة الفنية نقطة حتول ا�صرتاتيجية يف تاريخها

رقم)0)(لسنة اجلمهورية رئيس لقرار اليمنية السياسية القوى قبول مبجرد )01)م اخلاص بإنشاء اللجنة الفنية ، بدا واضحا ان القوى السياسية قد قررت ان تتعامل بشكل اجيابي مع عملية تنفيذ االسرتاجتية الغربية يف اليمن . وقرارها ذلك يعد نقطة حتول إسرتاتيجية يف تارخيها السياسي ويف مصري اليمن بأسره ، التنفيذية للمبادرة اخلليجية كون قبوهلا السابق لقرارات خطرية من قبيل اآللية ، كان مربرا باخلوف من اندالع احلرب األهلية يف ظل وجود صاحل على املزمرنة نصوص أن كما ، الدستورية وبالشرعية باحلكم متمسكا كونه السلطة رأس املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية ، بالرغم ما فيها من خماوف إال أنها تعتمد على تفسري تلك النصوص ومل تكن استسالما مطلقا لقرارات قوى ال متثل الشعب كما هو احلال عليه يف نصوص قرار انشاء اللجنة الفنية ، ولذا فإن القبول بقرار ن الشعب من انتخاب رئيس جديد ، يعين انسياقا واضحا اللجنة الفنية وقد متكرلالسرتاتيجة الغربية اليت تقوم على تفتيت اهلوية الوطنية للبالد وتهدد بشكل القوى ختوض ان املفرتض من كان إذ ، والوطنية الدينية اليمن ثوابت حمقق السياسية مفاوضات حامسة قبل ان تضع مصري اليمن بيد جلنة تقوم على فكرة »التوافق« اليت ال تضم القوى اليت ثار عليها الشعب وحسب وإمنا ، تضم ايضا ، القوى املتمردة على الدستور والقانون وثوابت البالد ، ألن يف ذلك تهديدا جليا

لألمن الوطين اليمين بكل تفاصيله .


59

اليه املشار الفنية اللجنة تشكيل قرار تطبيق يف الشروع أن واضحا وغدا أعاله ، سيجرب الشعب على خوض جتربة فريدة وغري مسبوقة يف تارخيه ، ورمبا . اليوم العراق يشابه منوذج لليمن التجربة منوذجا تنتجه هذه ما أفضل يكون وإن حتجج البعض بأن قرار القوى السياسية جاء نتيجة لتطبيق اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية ، إال أن احلقيقة تبقى أن القوى السياسية كان بوسعها أن تسعى إىل التفاوض حول تفسري بنود املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية وطرق تنفيذها مبا خيدم املصلحة الوطنية العليا للبالد مستعينة بالتفاف األغلبية الشعبية حول الثوابت الوطنية بدال من االنسياق وراء االسرتاتيجية الغربية على هذا النحو

الذي بدأ باملوافقة على قرار تعيني اللجنة الفنية والقبول الكامل ببنوده .

املبحث الثالث : اللجنة الفنية وم�صروع النقاط الع�صرين

فر�س املطالب غري ال�صرعية

بالنقاط يعرف ما الوطين الفنية لإلعداد للحوار اللجنة أنتجته ما أول كان العشرين اليت قدمتها اللجنة لرئيس اجلمهورية يف مطلع سبتمرب )01)م ، بعد أقل من شهر على لقائها األول مع رئيس اجلمهورية الذي كان يف 5 اغسطس )01)م ، حيث محرل رئيس اجلمهورية اللجنة الفنية » املسؤولية التارخيية املنوطة بها «)1( وذلك للعمل على إخراج » البلد من أزماته املتالحقة حنو أفاق األمن واالستقرار والتطور واالزدهار «))( ، وال يفوتنا التنبيه على أن أصل النقاط العشرين يعود إىل

)1( انظر التقرير النهائي )1 ديسمرب )01)م املقدم لرئيس اجلمهورية من اللجنة الفنية لإلعداد والتحضري ملؤمتر مؤمتر احلوار الشامل ص 7.

))( نفس املرجع.


60

بيان أصدره احلزب اإلشرتاكي ، يف 9) أبريل )01)م )1( ، وتضمن عددا من النقاط فاحلزب ، الذي فشل يف حرب 1994م اليمن اإلنفصالي يف املشروع اليت ختدم اإلشرتاكي هو احلزب الذي كان حيكم جنوب اليمن قبل الوحدة عام 1990م ، ثم اعلن اإلنفصال يف حرب 1994م بعد أن فشل يف كسب انتخابات )199م ليتسبب يف احلرب األهلية اليت اندلعت يف ذلك العام ، وجاء بيان احلزب اإلشرتاكي ليملي فيه شروطه من أجل املشاركة يف مؤمتر احلوار املزمع إجراؤه ، وهذه الشروط ليست سوى جمموعة بنود تقلب احلقائق رأسا على عقب بشأن احلرب األهلية يف 1994م ولتكون مربرا لعودة قوى اإلنفصال وهيمنتها على عملية صناعة القرار السياسي تنفذ بها القوى الدولية إرادتها يف اليمن يف الدولة ، ولتكون هذه القوى أداة من خالل تبين احلزب اإلشرتاكي » ملظلومية اجلنوب « كما سيتضح لنا الحقا عند التعرض للنقاط العشرين اليت باتت شروطا اساسية إلجناح مؤمتر احلوار ، ويف اخلامس من يوليو )01)م تبنى اللقاء املشرتك رؤية االشرتاكي وطالب بتنفيذها))(، واللقاء املشرتك هو تكتل يضم احزاب املعارضة مبا فيها حزب اإلصالح اإلسالمي

، وأصبح هذا التكتل شريكا يف احلكم بعد ثورة 011)م.

ويف 10 مايو )01)م كانت احلركة احلوثية ، وهي حركة متمردة على الدستور الدولة السالح ضد قد محلت وكانت اإليرانية للسياسة ذراعا وتعد والقانون طالبت قد ، احلروب من جوالت ستة اليمين اجليش مع وخاضت 004)م منذ

)1( أنظر بيان رمسي صادر عن األمانة العامة للحزب اإلشرتاكي اليمين يف 9) أبريل )01)م .

))( املشرتك يتبنى النقاط الـ )1 اليت حددها احلزب اإلشرتاكي بشأن القضية اجلنوبية ، اجلمعة 6 يوليو )01)م ، مأر برس على الرابط :

http://mail.marebpress.net/news_details.php?lng=arabic&sid=45329


61

تلك ومن خالل ، الوطين للحوار للتهيئة املطالب من بعدد هلا بيان يف أيضا النقاط كانت متهد لقبوهلا ضمن النسيج السياسي اليمين حبيث يتوقف اجلميع عن كشف خطورة مفاهيمها ورؤاها الشيعية على الشعب اليمين ، ولكي جترم الدولة الدفاع يف الدستوري بواجبها القيام عن ولتتوقف هلا العسكرية مقاومتها يف على ارواح املواطنني وممتلكاتهم رغم استمرار احلركة احلوثية بالقتل والتشريد والتوسع يف مشال البالد متذرعة » باملظلومية الزيدية « يف اليمن ، فقد جاء يف البيان ، ضرورة وقف اخلطاب التحريضي والشحن الطائفي واعرتاف املتورطني باحلرب على اجلنوب واحملافظات الشمالية خبطأ احلرب وحيادية اإلعالم الرمسي واإلفراج عن مجيع املعتقلني ، وذلك من أجل تهيئة املناخ املالئم للحوار ، وطالب البيان بعدم تدخل املؤسسة العسكرية واألمنية يف الشؤون السياسية ومنها احلوار)1( ، السياسية الساحة يف متناحرة قوى خلق يف األجنبية القوى سيخدم ذلك وكل اليمنية تتمكن معها من مترير مشاريعها يف اليمن دون كبري عناء ووفقا للعقيدة العسكرية األمريكية اليت ناقشناها سابقا ، حيث تعتمد على مترير مصاحلها من خالل خلق نزاعات خفيفة حمكومة اسرتاتيجيا فتمسك خبيوطها وتدير النزاعات

مبا خيدم مصاحلها.

وبعد هذه املطالبات قامت اللجنة الفنية بعد استيعاب مطالب احلزب اإلشرتاكي ومطالب احلركة احلوثية املتمردة ، بإضافة 8 نقاط إىل الـ)1 نقطة اليت تقدم بها احلزب اإلشرتاكي لتنتج النقاط الـ 0) ، ومل تكن الـ 8 نقاط املضافة سوى مطالب احلركة احلوثية ومجاعات اجملتمع املدني املرعية غربيا ، السيما مطلب مترير مشروع

)1( انظر البيان الصادر عن اجمللس السياسية للحركة احلوثية بتاريخ 10 مايو )01)م .


62

قانون العدالة اإلنتقالية واملصاحلة الوطنية ، اليت ترعاه حكومة الوفاق الوطين ، بت مبوجب املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية املزمرنة ، وكان واضحا كما اليت نصربيرنا سابقا ، أن اآللية التنفيذية املزمنة صنعت على عني الغرب ، ويف 7) أغسطس

)01)م أقرت اللجنة الفنية 0) نقطة ، قالت إنها من متطلبات إجناح احلوار ، ورفعت ذلك إىل الرئيس هادي من أجل التوجيه بتنفيذها)1( .

وحتولت النقاط العشرين إىل الشغل الشاغل للسياسيني يف الدولة وباتت هم املشاركني يف مؤمتر احلوار من خمتلف القوى السياسية حتى غدت تصورا إعالميا وكأنها حمل » إمجاع وطين « إذ أبدت القوى السياسية املشاركة يف احلوار واملؤيدة له ، ابتداء برئيس الدولة مرورا جبميع القوى السياسية ، حمل قبول ووقع عدد كبري من أعضاء مؤمتر احلوار عريضة تطالب رئيس اجلمهورية باختاذ اجراءات تنفيذية

للنقاط العشرين.))(

ماهية النقاط الع�صرين وملاذا تفر�س ويغيب الق�صاء !

الفنية بدأت متارس ، أن اللجنة النقاط العشرين يبدو جليا النظر يف وعند ونيابة عن ، منه تفويض الشعب دون يقرر مصري ، وباتت من أعماال سيادية النقاط ، فمن اليمنية ابتزازا سياسيا للدولة يعد ، فيما الرئيس املستفتى عليه

)1( النقاط العشرين اليت رفعتها جلنة التحضري الجناح مؤمتر احلوار، حشد نت ، نقال عن املوقع الرمسي للجنة الفنية للحوار الوطين على الفي سبوك على الرابط :

http://www.hshd.net/news17871.html

رئيس مطالبة ، عليها احلوار أعضاء ..توقيعات وطين إمجاع حمل العشرين النقاط .. موسع تقرير )((اجلمهورية باصدار قرارات ملزمة للسلطة التنفيذية لتنفيذ النقاط الـ 0) . أنظر مين برس :

http://www.yemenstreet.net/news-3567.htm


63

العشرين ما حتث على بذل اجلهد الالزم لعودة الفئات االنفصالية الفارة خارج البالد منذ احلرب اليت تسببت بها يف العام 1994م ، بهدف العودة واملشاركة يف مؤمتر احلوار كقوى جنوبية تتحدث باسم اجلنوب ، وهي اليت تلطخ تارخيها بدماء راح ضحيتها اليت 1986م يناير 1( احداث وأبرزها ، الوحدة قبل اجلنوب ابناء اآلالف من املدنيني ووصل األمر إىل التصفيات اجلسدية بناء على اهلوية ، كما أن لتلك العناصر دورا رئيسا يف تفجري احلرب األهلية لعام 1994م اليت راح ضحيتها عشرات اآلالف من القتلى واجلرحى وخسائر اقتصادية مبليارات الدوالرات.)1(

وكما هي عادة الفئات اليت تستقوي باخلارج لتحقيق مآربها يف الداخل ، رغم تلك تبنت فلقد ، االسرتاتيجية مصاحله لتحقيق يدعمها اخلارج بأن معرفتها فحسب اجلنوب يف القاطنني اليمنيني حبق ليس ترتكب كانت مظاملا الفئات ولكن يف اليمن بأسره ، لكن هذه الفئات ركزت بشكل مقصود على مظامل بعينها ، وعلى هذا اليمنيني دون متييز املظامل اليت ترتكب حبق مجيع دون أن تنظر إىل األساس أوردت مطالبا متكنها من ركوب املوجة وإن كانت على حساب الوطن بأسره ، فلقد طالبت اللجنة الفنية يف نقاطها العشرين ، بإعادة كل من يدرعون أنهم من املبعدين واملقصيني إىل أعماهلم املدنية والعسكرية، ومنحهم التعويضات املادية ، وإعادة ما أمسوه املمتلكات واألراضي املنهوبة بعد حرب 1994م، وإطالق كافة املعتقلني على ذمة احلراك اجلنوبي السلمي وبعضهم متورط يف أعمال عنف راح ضحيتها عدد من الضحايا ، وإلغاء ما أمسوه ثقافة متجيد احلروب يف مناهج

)1( ملزيد من املعلومات عن احداث )1 يناير 1986م وأحداث احلرب األهلية لعام 1994م أنظر الكتاب املرجع ، ملحمة الوحدة اليمنية : ألف ساعة حرب ، عبد الولي الشمريي ، صنعاء ، 1995م( . -


64

التعليم ومنابر اإلعالم والثقافة ، وإزالة مظاهر الغنب واالنتقاص واإلقصاء املوجه كل من للجنوب رمسي اعتذار وتوجيه ، 1994م حرب منذ اجلنوب ثقافة ضد األطراف اليت شاركت يف حرب 1994م ، واعتبار تلك احلرب خطأ تارخييا ال جيوز تكراره ، وطالبت النقاط العشرون بتعيني موظفني من أبناء اجلنوب يف املؤسسات املركزية للدولة يف عاصمة الدولة صنعاء ،)1( وهكذا غدت هذه اللجنة ، اليت مل ميض على تعيينها سوى أسابيع عدة ، اآلمر الناهي لقضايا البالد ، واحلقيقة أن مثل هذه املطالب ينبغي أن توجه إىل القضاء وذلك بعد انتخابات حرة ونزيهة ، ال أن توضع كشروط ملضي العملية السياسية دومنا سند من قضاء وحبجة دامغة ، فيتحول األمر إىل ابتزاز سياسي للشعب اليمين وإرادته ، فكيف تعتذر الدولة ملن مارس اخليانة الوطنية العظمى ؟!! وكيف تعترب قتاله شهداء وتلتزم بالتعويضات املادية هلم ، وكيف ستواجه الدولة أسر الشهداء من اجليش والشعب الذين ذهبوا ذلك يعد أال يتساءل اجلميع وبدأ ، واالنفصال التمرد حروب نتيجة كضحايا تشجيعا للتمرد واإلرهاب ومحاية له ؟!! أسئلة اجابتها رمبا تضع البالد على شفا

حرب أهلية .

وطالبت اللجنة الفنية يف النقاط العشرين ، بوقف ما أمسوه عقابا مجاعيا ضد الدولة التمرد احلوثي ضد انطلق منها اليت ، معقل احلركة احلوثية أبناء صعدة يف العام 004)م ، وطالبت باعتبار قتالهم شهداء جيب تعويضهم وتوجيه اعتذار رمسي هلم ، واإلفراج الفوري عن معتقليهم على ذمة احلرب ، ووقف التحريض

)1( أنظر وثيقة النقاط العشرون اليت رفعتها اللجنة الفنية إلعداد والتحضري ملؤمتر مؤمتر احلوار لرئيس اجلمهورية ، على الرابط :

http://www.ndc.ye/matrix/20points.pdf.


65

املذهيب ضدهم)1( ، فتوعية اجملتمع خبطورة فكرهم الوافد على اليمن من إيران ، ضمن اسرتاتيجية تصدير الثورة اإليرانية ، والذي سبب شرخا عميقا يف التآلف الشافعي الزيدي يف اليمن يعد مبوجب النقاط العشرين للجنة الفنية ، حتريضا مذهبيا وطائفيا يتحتم ايقافه !!! ، واحلقيقة أن مجاعة احلوثي متردت على الدستور والقانون ، ومحلت السالح يف وجه الدولة واجملتمع ، وتسببت يف تشريد وقتل عشرات اآلالف من أبناء القوات املسلحة واألمن ومن املدنيني ، وشردت مئات اآلالف منهم من مدنهم وقراهم ، وإن كان هناك مثة دعوى فعلى القضاء ان ينظر يف األمر وليس هذه اللجنة اليت مل ينتخبها احد ، ومل يكن هلا حق يف ما تقوم به ،

إال مبوجب التدخل الدولي يف الشأن اليمين .

املبحث الرابع :

النقاط الع�صرون وقانون العدالة النتقالية وامل�صاحلة الوطنية

طالبت اللجنة يف نقاطها العشرين أيضا بإصدار قانون العدالة االنتقالية، وعند الرجوع هلذا القانون الذي كانت احلكومة قد أقرته وأرسلته إىل جملس النواب))( ، جند أنه حيتوي على إجراءات من شأنها أن تفرض على الشعب اليمين قوانينا أجنبية ال متت ملصاحله وال لقيام دولة النظام والقانون بصلة ، فهو قانون أجنيب

)1( نفس املرجع .))( املشروع النهائي لقانون العدالة اإلنتقالية بعد إجتماع اللجنة الوزارية ، املوقع الرمسي لوزارة الشؤون

القانونية يف اليمن ، على الرابطhttp://www.yemen.gov.ye/portal/Portals/50/Users/114/14/114/%D9%85%D8%B5%D9%81%D9%88%D9%81%D8%A9%20%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%8-4%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9%20%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A.pdf


66

تطبقه الدول الكربى ، عرب األمم املتحدة ، حيثما متكنت يف دول »العامل الثالث« النظام سيطرة بقاءها حتت بذلك لتضمن ، حادة داخلية ألزمات تتعرض اليت الدولي الذي تقوده الدول الكربى حلفظ مصاحلها على حساب مصاحل الشعوب الضعيفة ، وعند النظر يف مشروع العدالة االنتقالية واملصاحلة الوطنية يف اليمن جند أنه وسيلة وآلية الخرتاق سيادة الدولة وربطها باخلارج لتدور يف فلك املنظومة مة يف هذه املنظومة وعلى رأسها الدول الغربية الدولية وفقا إلرادة الدول املتحكر

بزعامة الواليات املتحدة األمريكية .

عند دراسة بنود مشروع قانون العدالة االنتقالية واملصاحلة الوطنية ، جند أن عددا منها يستهدف السيطرة على اليمن ومصادرة سيادتها ، ومما ورد يف مشروع

القانون مادتان خطريتان :

املادة االوىل ، املادة 14 من مشروع العدالة االنتقالية واملصاحلة الوطنية واليت الشريعة احكام من مشروعيتها تستمد اليت اليمنية القوانني إزاحة تستهدف االسالمية ، وهي حمل إتفاق لدى الغالبية الساحقة من أبناء الشعب اليمين ، ومع ذلك أقحمت يف مشروع القانون هذا ، بهدف مصادرة السيادة اليمنية وإلزامها بأحكام جديدة ، مل تأت عرب الربملان اليمين ووفقا لدستور البالد ، فالفقرة )ب( من هذه املادة تلزم اليمن بتغيري تشريعاتها الوطنيه مبا يتناسب مع االتفاقيات الدولية ، فلقد نصت على أن على اليمن ، » مراجعة االتفاقيات والصكوك الدولية ذات الصلة حبقوق اإلنسان اليت انضمت إليها اليمن والعمل على مواءمة التشريعات تصادق مل اليت واالتفاقيات الصكوك إىل واالنضمام املواثيق تلك مع الوطنية عليها اليمن بعد. « ، وهذا انتهاك صارخ للسيادة اليمنية ، إذ يلزم اليمن مبواءمة


67

قوانينها وتشريعاتها مع املعاهدات الدولية اليت يتصادم الكثري منها مع الدستور ، الذي تنص املادة الثالثة منه على أن » الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع اليمين ، التشريع اليمن يف صراع حول مصادر ادخال ، وهذا من شأنه » التشريعات وإجبار اليمن على اإلقرار بأن مصادر التشريع هي املعاهدات الدولية اخلاضعة لسيطرة الدول املهيمنة على املؤسسات الدولية كاألمم املتحدة ، وهذا ما ترفضه

معظم دول العامل إن مل يكن مجيعها للحفاظ على سيادتها الوطنية.

واملصاحلة االنتقالية العدالة قانون مشروع من )5( املادة هي ، الثانية املادة الوطنية ، واليت تقرر إنشاء هيئة تسمى هيئة اإلنصاف واملصاحلة الوطنية ، وستمنح هذه اهليئة صالحيات سيادية متكن أعضائها من التأثري على صناعة القرار الوطين بشكل كبري ، وقبل احلديث عن صالحيات هذه اهليئة ، اليت سنتناوهلا يف الفقرة القادمة ، جيدر بنا أن نالحظ نقطة ذات أهمية بالغة تتمثل يف أن على رئيس ، أن يصدر القانون ، وفقا للمادة )6( الفقرة )ب( من مشروع هذا اجلمهورية قرارا بتشكيل اهليئة بعد التشاور مع األطراف السياسية املختلفة ، أي أنها هيئة السياسية وليست لتوازنات ومصاحل االحزاب والقوى منتخبة ختضع فقط غري

لإلرادة الشعبية .

�صالحيات �صيادية لهيئة غري منتخبة

أقرر مشروع قانون العدالة االنتقالية واملصاحلة الوطنية صالحيات سيادية هليئة غري منتخبة وهي هيئة اإلنصاف واملصاحلة الوطنية ، فنالحظ ان هذا املشروع قد منح اهليئة مبوجب املادة )7( حق التحقيق واالستماع والتعويض وضمان العالج


68

والوقوف ، املخفيني عن والبحث املاضي يف حدث ما حقيقة عن والكشف على مسؤولية اجهزة الدولة واألطراف االخرى بشأن انتهاكات حقوق االنسان ، واقرتاح املعاجلات وتقديم التوصيات ووضع اآلليات للمساءلة واملراقبة لضمان احرتام حقوق االنسان ، والقيام بالتوعية بثقافة حقوق االنسان ، ومما تتمتع به هذه اهليئة ما ورد يف الفقرة )ي( من املادة )7( ، وهي صالحيات واسعة ال تنفرد بها أي سلطة منتخبة أو ناجتة عن سلطة منتخبة سواء كانت تنفيذية أو تشريعية أو قضائية ، إذ تعطي هذه اهليئة ، ما ال تعطيه دساتري الدول القائمة على العدالة والقانون لسلطات الدولة الثالث التشريعية والتنفيذية والقضائية جمتمعه ، حيث أنه ال ميكن ان تنفرد سلطة أو سلطتان مبا قررته هذه الفقرة )ي( ، واليت جعلت للهيئة الفقرة هذه وتنص ، الدولة املنتخبة يف املؤسسات من سلطات أعلى سلطات افراد وجمموعات للحكومة إلنصاف امللزمة قراراتها اصدار « للهيئة أن على ، واملعنوي املادي كالتعويض ، والرضى للعدالة حمققة طرق أي عرب الضحايا واإلصالح املؤسسي ، وإعادة التأهيل ، وضمانات عدم التكرار واإلرضاء . وقد تشمل القرارات إمناء مناطق الضحايا احملرومة وبناء خمتلف املؤسسات الرتبوية التذكارية النصب وبناء ، التنمية لتحقيق واالجتماعية واالقتصادية والصحية ، وإصدار االعتذارات الرمسية وختصيص يوم للذاكرة الوطنية لتخليد الضحايا

وغريها من االجراءات املناسبة » )1( !!!

من بالعديد اهليئة زود ، هذا القانون مشروع فإن سبق ما إىل وباإلضافة الصالحيات والضمانات لتفرض ما تريد على اجهزة الدولة وبالطريقة اليت تراها

)1( املرجع السابق .


69

هي مناسبة ، ومن ذلك أن املادة )8( منحت اهليئة سلطة استدعاء أي من األفراد واملسؤولني واحلصول على الوثائق الرمسية اليت تطلبها ، ويكون األفراد وخمتلف اجلهات الرمسية وغري الرمسية ملزمني باإلفصاح والتعاون معها ، كما تتمتع اهليئة لتنفيذ القضائي الضبط )8( بسلطات وصالحيات املادة )هـ( من للفقرة وفقا مهامها ، أما الفقرة )ي( من املادة )8( فقد اعطت اهليئة حق وضع برنامج حلماية الشهود والضحايا وهلا ان تستعني باحلكومة وأجهزتها عند احلاجة ، ومحاية هلذه اهليئة والعاملني بها من سلطات الدولة املنتخبة والقضائية ، فلقد أقرت املادة )9( أنه ال حيق ألي شخص التدخل يف أعمال اهليئة أو التأثري عليها ، كما زودت املادة ذاتها أعضاء اهليئة ومقراتها وموظفيها باحلصانات الالزمة للقيام بأعمال اهليئة. وال حيتاج من يقرأ كل هذه الصالحيات لكبري عناء ، ليدرك أن الدولة وموظفيها سيخضعون هلذه اهليئة غري املنتخبة ، اليت ستشبه إىل حد كبري اللجنة املركزية يف ستعمل أنها ذلك من واألسوأ بل ، البوليسية الشمولية الواحد احلزب دولة

لصاحل اخلارج وليس لصاحل الدولة كما سيتضح من الفقرات اآلتيه.

لتكون ما سبق بكل واملصاحلة اإلنصاف هيئة القانون زود مشروع أن بعد القانون مشروع من )11( املادة تأتي ، املنتخبة الدولة سلطات فوق سلطة هلا لتبنير أن من مهام اهليئة إعداد تقرير عن أنشطتها ، أحد التقارير يسمى بالتقرير الشامل يقدم إىل احلكومة ، ومما حيتويه هذا التقرير حبسب الفقرة )ج( » التوصيات واملقرتحات واإلجراءات اليت تدعم التحول الدميقراطي وتعززه وتساهم يف بناء دولة مدنية – دولة احلق والقانون واحلكم الرشيد واملواطنة املتساوية واإلصالح


70

املؤسسي مبا يكفل عدم تكرار االنتهاكات اجلسيمة حلقوق اإلنسان مستقبال «)1(. علما أنه ليس للشعب دور يف وضع املفاهيم املتعلقة بالتحورل الدميقراطي والدولة املدنية واملواطنة املتساوية وغريها من هذه املصطلحات ، فهي أيديولوجية مفروضة من النظام الدولي على اليمن عرب األمم املتحدة ، ليس للشعب اليمين فيها حق االختيار ، وهو أهم احلقوق يف أي دولة تدعي النظام القانون والدميقراطية ، وكأن الشعب اليمين ظهر على سطح األرض فجأة فال هوية له وال دين وال ثقافة وال

تاريخ ، وال مكتسبات !!!

أما الفقرة )ب( من املادة )11( فقد ألزمت احلكومة عند تلقيها للتقرير الشامل أن تقوم » خالل ثالثة أشهر من تاريخ صدور التقرير الشامل من اهليئة بإعداد خطة وبرامج عمل لتنفيذ التوصيات واملقرتحات الواردة يف تقرير اهليئة وتقديم ويستعرض ، تقدميها من واحد شهر خالل ملناقشتها النواب جملس إىل ذلك اجمللس مدى التزام احلكومة بتنفيذها كل ستة أشهر على األقل ، ويعمل اجمللس على مناقشة تقرير اهليئة ونشره على خمتلف املستويات وإطالع العامة عليه من خالل نشره يف اإلعالم والتوجيه بإدماجه يف الربامج التعليمة «))( ، وبهذا تتحول احلكومة وجملس النواب إىل جمرد منفذ لقرارات اهليئة ، فلم يعد للحكومة وال جمللس النواب احلق يف قبول أو رفض أي مقرر من املقررات وبهذا تتحول احلكومة

وجملس النواب معها إىل جمرد مؤسسات تابعة للهيئة وحسب !!!

وكل تلك الصالحيات ، كما بينا أعاله ، متنح هليئة غري منتخبة ، وهي صالحيات ينبغي أن ال تقوم بها إال سلطات خاضعة لرقابة الربملان الذي ينتخبه الشعب ،




71

علما بأن سلطات الدولة ال تكون ذات شرعية إال إذا كان الشعب راض عنها ، والنزيهة احلرة االنتخابات الشعب هي للتحقق من رضا العصرية والصورة فكيف تأتي هيئة تكون سلطاتها عليا وهي غري منتخبة وال ختضع لسلطة الربملان،

بل خيضع الربملان لتنفيذ برناجمها !!!

وبهذا يتضح أن ممارسات اللجنة الفنية ، اليت طالبت يف نقاطها العشرين مترير مشروع العدالة االنتقالية واملصاحلة الوطنية ال تسعى حلوار وطين حقيقي وجاد ، بل إن مؤمتر احلوار ، الذي تعد له سيكون شكليا ال قيمة له ألنه لن يقدم ولن الفنية وفق اللجنة التمهيد هلا من خالل يتم الدولية ، فاألجندة يغري أي شيء ، بإرادة الشعب اليمين ومصاحله مصاحل الدولة الكربى ، ضاربة عرض احلائط وهذا ما هو واضح جبالء من التصرحيات اليت أطلقها أعضاء اللجنة الفنية للحوار عند تقدميهم هذه النقاط للرئيس هادي ، إذ اعتربوا مؤمتر احلوار بدون تنفيذ هذه النقاط امرا مستحيال وأن قيام مؤمتر احلوار مشروط بتنفيذ هذه النقاط العشرين العام الدكتور ياسني سعيد نعمان األمني ، يقول املثال ال احلصر ، فعلى سبيل يف الوطين للحوار الفنية اللجنة وعضو ، حينها ، اليمين االشرتاكي للحزب مقابلة مع قناة العربية نشرت يف 0) سبتمرب )01) م ، أن النقاط العشرين جاءت كإجابة للجنة عن سؤال وضعته اللجنة الفنية منذ اليوم األول والسؤال هو » ما هي الشروط الضرورية اليت جيب أن تهيئ إلجناح مؤمتر احلوار « ، وكان اجلواب هو ان تقدمت اللجنة » بعشرين نقطة هذه النقاط يف غاية األهمية « )1(، أي أنه

)1( قال إن تنفيذ النقاط العشرين ضرورية لضمان حوار جاد وشامل : النص الكامل ملقابلة الدكتور ياسني مع قناة )العربية( على الرابط:

http//:www.aleshteraki.net/news_details.php?sid14922=


72

، وكان تصريح رئيس الدائرة السياسية ال ميكن ان ميضي حوار بدون تنفيذها للتجمع اليمين لإلصالح االسالمي االستاذ سعيد مشسان بشأن النقاط العشرين ميضي يف نفس االجتاه حيث أكد على ، » أن تنفيذ ما ورد يف هذه النقاط البوابة املتحدثة باسم اللجنة ، وكانت )1(» التهيئة للحوار الوطين احلقيقة يف موضوع الفنية للحوار الوطين امل الباشا ، قد اعلنت أن النقاط العشرين تعد كمتطلب

الزم يف جناح مؤمتر احلوار))(.

وأما رئيس اجلمهورية وعند تلقيه هذه النقاط العشرين ، فقد عرب عن عدم قدرة احلكومة والدولة عن تنفيذ هذه النقاط مجلة ، ويفهم من هذا بوضوح أن رئيس الدولة موافق ، من حيث املبدأ ، على ما ورد فيها ، وأصبحت املشكلة يف كيفية التنفيذ وليس يف مشروعية املطالب املتمثلة بالنقاط العشرين اليت تقدمت

بها اللجنة الفنية .

وعلى هذا األساس بدا أن مهمة اللجنة الفنية األساسية وضع خطة حمكمة لتمرير هذه املطالب بالرغم من آثارها الوخيمة على اليمن ، وهذا ما سيتضح جليا من خالل دراسة أهم عناصر التقرير النهائي الذي تقدمت به اللجنة الفنية لرئيس اجلمهورية والذي على ضوءه مضت العملية السياسية برمتها يف البالد،

إىل أن أسقطتها بيد احلركة احلوثية يف سبتمرب 014)م.

)1( اعترب النقاط العشرين اليت تقدم بها املشرتك وحتضريية احلوار بوابة التهيئة للحوار رئيس سياسية اإلصالح: املشرتك سيدخل مؤمتر مؤمتر احلوار برؤى موحدة على الرابط:

http://www.alsahwa-yemen.net/arabic/subjects/1/2013/1/9/26062.htm

))( موافقة رئاسية على النقاط العشرين ودعوات بضرورة اطالق املعتقلني وتوحيد اجليش http://fpress.net/archive/522-2012-09-01-15-54-43.html


73

املبحث الأول : و�صاية غري معلنة وق�صايا مفرو�صة

يف ديسمرب )01)م صدر التقرير النهائي للرجنة الفنية للحوار الوطين ، ولقد النقاط تنفيذ ما ورد يف اليمنيني على بالبنود اليت من شأنها أن جترب كان مليئا العشرين ، ولذا فإن دخول مؤمتر احلوار سيكون جمرد وسيلة توهم الشعب بأن ما نتج عن احلوار هو إرادة الشعب اليمين وممثليه إلصدار خمرجات من شأنها منح شرعية تنفيذ النقاط العشرين ، وهذا ما هيأت له متاما اللجنة الفنية يف تقريرها النهائي الذي صدر يف )1 ديسمرب )01)م ، وهو التقرير الذي على ضوئه سيدخل اليمنيون » حوار وطين شامل « يقضي على الثوابت الدينية والوطنية للشعب

اليمين ، وخيضع اليمن لإلسرتاتيجية الغربية.

قد السياسية القوى أن ندرك ، التقرير على اإلطالع ومبجرد أنه احلقيقة أن مطلعه التقرير يف أعلن فلقد ، األجنبية الوصاية اليمن حتت بوضع قبلت اللجنة الفنية دأبت على اللقاء مع ما أمساه التقرير الفريق الدولي برئاسة ممثل األمني العام لألمم املتحدة مجال بن عمر)1(، ثم التقت أيضا األمني العام لألمم املتحدة يف 19 نوفمرب )01)م أثناء زيارته لليمن ، حيث قدم رئيس اللجنة الدكتور منذ أجنزته وما اللجنة أعمال »تقريرا ملخصا عن طبيعة اإلرياني الكريم عبد

)1( انظر تقرير اللجنة الفنية لالعداد والتحضري للحوار الوطين املقدم لرئيس اجلمهورية يف )1 ديسمرب )01)م .

الف�صل الرابع

التقرير النهائي : اآلية تهمي�س الإرادة ال�صعبية للق�صاء على قيم ومبادئ وثوابت الدولة


74

)01)م سبتمرب 17 يوم يف « عقدت اللجنة أن أيضا التقرير ويعلن انشائها«، اجتماعا موسعا مع وفد اجملتمع الدولي من سفراء دول االحتاد األوروبي والواليات املتحدة األمريكية وروسيا والصني وتركيا واليابان ورئيس بعثة االحتاد األوروبي لدى اليمن . وهدف اللقاء اىل االطالع على سري عمل اللجنة والتقدم احملرز . واستمع الوفد إىل استعراض عمل اللجنة منذ تشكيلها ،ومن ذلك إعداد خطة عملها املزمنة والئحتها الداخلية وتشكيلها جلان إلعداد جدول اعمال مؤمتر احلوار

وخطة إعالمية وآليات املشاركة يف احلوار « )1(.

وهكذا بدا واضحا من تقرير اللجنة أنها كانت ترتب كل صغرية وكبرية بشأن مؤمتر احلوار مع الفريق الدولي ، وترمجة هذا يف عامل السياسة أن القوى السياسة قد قبلت بوضع البالد حتت وصاية غري معلنة لتحديد مصري ومستقبل اليمن يف حوار وطين شامل مل يقره اليمنيون ومل خيتاروا القائمني على اعداده وال قضاياه

وموضوعاته.

وقد أعلن التقرير عن القضايا اليت على اليمنيني أن يناقشوها ، وبدا واضحا أن هذه القضايا مل تكن يوما مطلبا للشعب اليمين ، فلقد ثار الشعب ضد الرئيس صاحل ونظامه ألنه خيالف الدستور والقانون واستند يف ثورته إىل الدستور والقانون ، ومل يثر الشعب ضد دستور البالد وثوابتها الدينية )الشريعة اإلسالمية( والوطنية احلوار مؤمتر جدول على املفروضة القضايا أن إال ، اليمنية( األراضي )وحدة ليست سوى مطالب لفئات لطاملا اعتربت خمالفة لدستور وثوابت البالد ومتمردة على الدولة ومدعومة من قوى وجهات اجنبية ، فالقضايا املطروحة للنقاش خطرية

)1( املرجع السابق ص 10.


75

جدا على هوية البالد ووحدتها وأمنها واستقالهلا وسيادتها ، وإقحام هذه القضايا يف احلوار يؤكد الوصاية الدولية اليت قبلت بها القوى السياسة ومراكز القوى يف البالد مما ادخلها يف صراع من أجل البقاء وليس من أجل احلرية اليت كان ينشدها أبناء اليمن الذين تظاهروا وطالبوا بالتغيري ، وشتان بني األمرين . ولقد رصد

التقرير هذه القضايا يف اجلدول التالي : جدول مو�صوعات احلوار)1)

املو�سوعات الفرعية املو�سوعات الرئي�سية ت

- جذور القضية اجلنوبية- حمتوى القضية اجلنوبية

- كيفية حل القضية اجلنوبية- ضمان عدم تكرار ما حدث

الق�سية اجلنوبية 1

- جذور القضية- حمتوى القضية

- سبل املعاجلة- ضمان عدم تكرار ما حدث

ق�سية �سعدة (

- قضايا النازحني وسبل معاجلتها- اسرتداد االموال واالراضي املنهوبة يف استخدام اساءة بسبب واخلارج الداخل

السلطة- مكافحة االرهاب

ق�سايا ذات بعد وطني (

)1( التقرير النهائي ..مرجع سابق ص )1.


76

-الصراعات السياسية السابقة واالنتهاكات احلقوقية املرتبطة بها

- قضايا وحقوق املخفيني قسرا- انتهاكات حقوق االنسان اليت حصلت

يف العام 011)م

امل�ساحلة الوطنيةوالعدالة االنتقالية

4

-هوية الدولة- شكل الدولة

- نظام احلكم يف الدولة- النظام االنتخابي

- السلطة التشريعية- السلطة القضائية

- النظام االداري

بناء الدولة)الد�ستور:مبادئه ا�س�سه(

5

- سيادة القانون- توازن السلطة واملسؤولية

- تطبيق املساءلة واحملاسبة والشفافية- حتقيق العدل واملساواة

- حماربة ظاهرة الفساد- تكافؤ الفرص بني املواطنيني

- توسيع املشاركة الشعبية- كفاءة االدارة العامة

- دور منظمات اجملتمع املدني- دور االحزاب

- أسس السياسة اخلارجية

احلكم الر�سيد 6


77

-أسس بناء اجليش وطنيا ومهنيا- مدى توافق خمرجات اعادة هيكلة

اجليش مع تلك االسس- دور اجليش يف احلياة السياسية

- مؤسسة االمن كهيئة مدنية

اأ�س�ش بناء اجلي�ش واالمنودورهما

7

-اخلدمة املدنية- اإلعالم- األوقاف

- الواجبات الزكوية- حقوق االنسان )شبه رمسية(

- دار االفتاء- االجهزة الرقابية- شؤون االحزاب

- اهليئات ذات العالقة بالفئات ) الشباب، املرأه ...اخل(

ا�ستقاللية الهيئات ذاتاخل�سو�سية

8

-حقوق وحريات عامة ) السياسية- املدنية ، االقتصادية واالجتماعية

الثقافية والفكرية واملذهبية(- حقوق وحريات خاصة :)املرأة ، لشباب ، الطفل زواج الصغريات ، املهمشني ، ذوي االحتياجات اخلاصة ، املغرتبون ، االقليات،

النازحون والالجئون ( .

احلقوق واحلريات 9


78

-االقتصادية- الثقافية

- التعليمية- التنمية البشرية

- الصحية- االجتماعية- السياسية

- دور الدولة والقطاع اخلاص ومنظمات اجملتمع واالفراد يف التنمية

- ترشيد استخدام املوارد- الدعم اخلارجي للتنمية .

التنمية )ال�ساملةواملتكاملة وامل�ستدامة (

10

-الثأر- السالح

- اجلماعات املسلحة خارج اطار القانون- القات

- التنوع والتسامح- املياه والبيئة

ق�سايا اجتماعية وبيئيةخا�سة

11

-معايري العضوية والتمثيل- طريقة االختيار

- حتديد مهامها والية عملها

ت�سكيل جلنة �سياغةالد�ستور

1(


79

- تشكيل جلنة من مؤمتراحلوارالوطين ممثلة لكافة املكونات املشاركة ملتابعة

الوطين احلوار مؤمتر خمرجات -تنفيذ املقرتح ان تكون هي ذاتها جلنة التوفيق(.

- سلطة جملس النواب املنتخب يف املتابعة والرقابه ومسئولية احلكومة اجلديدة

يف التنفيذ .- شراكة وطنية طويلة األمد

- ميثاق شرف- ضمانات اممية

�سمان تنفيذ خمرجاتاحلوار وجناحها

1(

إعادة صياغة شاملة لعملية القضايا تؤسس أن أعاله جيد اجلدول املتأمل يف للبالد ، وكأن اليمن ليست هلا دين أو تاريخ أو ثقافة أو إقليم أو سيادة ، وكأن الشعب اليمين ظهر فجأة ، ومل يكن له أي مكتسبات سابقة اطالقا ، ومل يثر ضد

الظلم وإمنا وقع حتت قوى حمتلة تسعى إىل التغيري الشامل يف اليمن.


80

املبحث الثاين :

جتاهل قانون النتخابات وفر�س ن�صب امل�صاركة على اأ�ص�س ت�صطريية

، احلوار اليمنيني يف هذا متثيل اليت على ضوئها سيتم التقرير األسس قدم وقبل أن نبني كيف مت ذلك علينا ان نتذكر حقيقة غاية يف األهمية وهي أن أي االنتخابات غرار على انتخابات جتري يكون عن طريق وأن متثيل صادق البد اليت خيتار بها أعضاء جملس النواب ألنها الوسيلة الوحيدة ملعرفة من هم املمثلني احلقيقيني للشعب ، وهذا ما يتفق عليه علماء النظم السياسية ، فاالنتخابات تفتح القنوات الشرعية بني نظام احلكم والشعب وبني النخب واجلماهري وبني األفراد واحلكومات ، ويرى علماء السياسة أن االنتخابات هي الوسيلة اليت من خالهلا يؤكد الشعب على حقه يف السلطة)1(. وبات حق الشعب يف اختيار ممثليه حقا عامليا تقر به أمم وشعوب األرض اليوم ، وكان اإلسالم قد قدمه بصيغة أرقى وهي الشورى قال تعاىل: وأمرهم شورى بينهم البيعة العامة اليت تلي بيعة أهل احلل والعقد ، وال تنعقد الوالية إال بها واليت مارستها األمة اإلسالمي منذ ما يربو عن 14 قرنا .))( إال أنه من الواضح أنه ال يراد لليمنيني أن ميثلوا أنفسهم بطريقة سليمة ، كون البالد أصبحت حتت الوصاية غري املعلنة نتيجة التنازالت املفرطة اليت قدمتها مراكز القوى يف البالد للقوى األجنبية يف إطار املناكفات السياسية

)1( Norman D. Palmer، Elections and Political Development the South Asian Experience

)London: C. Hurst & Company.)1975 ،

))( نصر حممد عارف ، نظريات التنمية السياسية املعاصرة : دراسة نقدية مقارنة يف ضوء املنظور احلضاري اإلسالمي )املعهد العاملي للفكر اإلسالمي : فرجينيا ، الواليات املتحدة األمريكية( ، الطبعة الثانية 1414هـ

املوافق 1994م ، ص 61).


81

واعتماد سياسة االستقواء باخلارج ضد اخلصوم احملليني ، وخاصة منذ اندالع ثورة فرباير 011)م .

وعلية فإن التمثيل يف مؤمتر احلوار قد مت بطريقة ال تعكس احلجم احلقيقي للقوى السياسية على اإلطالق كما هو واضح من نسب التمثيل ومعايري االختيار اليت وردت يف تقرير اللجنة الفينة لإلعداد والتحضري للحوار الوطين الشامل ، فلقد أعلنت اللجنة الفنية يف تقريرها أن الفريق الدولي برئاسة مجال بن عمر قد » وضع بني يديها العديد من اخليارات املقرتحة للنقاش بشأنها وكذا مت االستماع اىل اراء االعضاء « وقد انتهى األمر باللجنة إىل إقرار التمثيل على األساس األتي :

1- ضمان متثيل أبناء اجلنوب بنسبة ال تقل عن 50% من امجالي عدد اعضاء 0)% يف كل تقل بنسبة ال والشباب %(0 تقل عن بنسبة ال والنساء ، املؤمتر

املكونات والفعاليات .

)- حتقيق توازن يعكس مشاركة مجيع مكونات اجملتمع اليمين يف العدد اإلمجالي ملؤمتر مؤمتر احلوار وستساعد قائمة االخ الرئيس على معاجلة أي اختالل أو ضعف

يف مشاركة أي فعالية أو فئة يف اجملتمع.

)-توزيع مقاعد املؤمتر على النحو االتي :


82

جدول التمثيل )توزيع مقاعد احلوار))1)

املقاعداملكون

)11املؤمتر وحلفائه

50االصالح

7)االشرتاكي

0)الناصري

85احلراك

5)احلوثيون

40الشباب

40النساء

40اجملتمع املدني

فعاليات أخرى :حزب الرشاد 7، العدالة و البناء 7يعني فخامة الرئيس بقية أعضاء

هذه املكون))6(

76

565اجملموع

)1( التقرير النهائي ..مرجع سابق ص 14.


83

وعند النظر يف معطيات هذا التمثيل جند أن التوزيع للمقاعد ال يعكس بأي تطبيق من خالل الفساد على القضاء يف املتمثلة اليمين الشعب مطالب حال القانون ، ومنها قانون االنتخابات الذي كان النظام السابق ينتهكه ، وكانت القوى بالقانون من قبل السياسية ترفض املشاركة يف االنتخابات نتيجة عدم االلتزام سلطة الرئيس صاحل، كما ورد يف مشروع رؤية وثيقة اإلنقاذ الوطين ، وهي وثيقة اصدرتها عدد من األحزاب املعارضة ، واليت وجهت تهمة واضحة لنظام صاحل تتمثل يف أنه » سد آفاق التغيري عرب انتخابات حرة ونزيهة وعادلة«)1( ، ولذا فإن قبول األحزاب والقوى السياسية بالتمثيل يف مؤمتر احلوار خارج اطار االنتخابات يعد انقالبا على الشعارات اليت رفعتها يف وجه نظام صاحل وحشدت هلا اجلماهري انتخابات حرة اجراء وهو ، أجله من ثاروا الذين اليمنيني اغتيل حلم وبهذا ونزيهة متكن الشعب اليمين من اختيار من يثق بهم إلدارة الدولة على أسس ممثلي ليسوا بتغيريه يقوم ومن بالتغيري مهددا اصبح نفسه فالدستور ، عادلة الشعب ، بل عكست معايري التمثيل التوجه حنو تشطري البالد من خالل تقاسم اعضاء مؤمتر مؤمتر احلوار على أساس تشطريي ، 50% جنوب و50% من الشمال.

املبحث الثالث : رف�س مرجعية ال�صريعة الإ�صالمية للحوار الوطني :

مبجرد تشكل اللجنة الفنية لإلعداد والتحضري للحوار الوطين ظهر بوضوح الرغبة اجلاحمة يف علمنة الدستور اليمين ، ولتحقيق ذلك شكلت اللجنة الفنية على أساس » التوافق « ليتم تهميش رأي من يطالب بتحكيم الشرعية اإلسالمية

)1( أنظر مشروع وثيقة اإلنقاذ الوطين الصادر عن اللجنة التحضريية للحوار الوطين الذي ضم شخصيات من أهم األحزاب املعارضة لنظام علي عبد اهلل صاحل ، 6 سبتمر 009)م .


84

الدستور من األول الفصل من الثالثة املادة وإبقاء الفنية اللجنة أعضاء من مجيـع مصـدر اإلسالميـة الشريعـة « أن على تنص واليت ، حاهلا على اليمين التشريعـات«)1( ، ولقد ظهر ذلك جليا ، يف قرارات اللجنة الفنية فلقد عملت على اقصاء علماء الشريعة من املشاركة يف مؤمتر احلوار كمكون قائم بذاته ، ومن خالل الرفض الصريح ألن تكون الشريعة االسالمية مرجعية للحوار الوطين ، إذ أن رئيس اجلمهورية كان قد صرح بأن مؤمتر احلوار ال سقف له وال شروط ، وكان ذلك يف يوليو )01)م))( ، وكان واضح أن عملية اإلعداد للحوار الوطين الشامل متضي بطريقة تقصي الثوابت الوطنية املتمثلة مبرجعية الشريعة اإلسالمية من وعدد اليمن علماء هيئة يف العلماء قام األمر ولتدارك ، اليمنية والوحدة مشايخ القبائل اليمنية بعقد مؤمتر يف 19 سبتمرب )01)م حتت عنوان »نصرة نبينا وإنقاذ بالدنا« وأصدروا بيانا أكدوا فيه على أهمية مؤمتر احلوار على » أال تعارض

مقررات احلوار الثوابت اآلتية :

أ - الكتاب والسنة وإمجاع األمة.

ب - وحدة البالد وسيادته وأمنه واستقالله ونظامه اجلمهوري. « ))(

وعلى إثر ما ورد يف بيان العلماء واملشايخ صرح أحد أبرز أعضاء اللجنة الفنية

)1( أنظر : املوقع الرمسي للحكومة اليمنية ، دستور اجلمهورية اليمنية ، على الرابط: http://www.yemen.gov.ye/portal/Default.aspx?tabid=2618

))( انظر االحتاد ، الرئيس اليمين : ال سقف للحوار الوطين ، اإلثنني 09 يوليو )01) انظر الرابط : http://www.alittihad.ae/details.php?id=66726&y=2012

))( أنظر نص بيان هيئة علماء اليمن على موقع صحيفة أخبار اليوم بتاريخ 0) سبتمرب )01)م على الرابط : http://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=59376


85

لإلعداد للحوار الوطين الدكتور ياسني سعيد نعمان أمني عام احلزب االشرتاكي، حينها ، وأحد ابرز قيادات اللقاء املشرتك ، قائال » لسنا مع حديث عن ثوابت ال يشملها احلوار، احلوار مفتوح سياسيا وأيديولوجيا ومعرفيا لكل اآلراء املطروحة«)1( وثارت معركة مرجعية مؤمتر احلوار بعد أن انتقد الشيخ عارف الصربي عضو جلنة تقنني أحكام الشريعة يف الربملان اليمين تصرحيات ياسني سعيد نعمان يف كتابه »احلوار الوطين عمار أم دمار « ، ومل تكن هناك استجابات ملطالب العلماء واملشايخ ، ومضى املعدون للحوار الوطين يف ترتيباتهم وأصدروا التقرير النهائي للحوار

الوطين يف )1 ديسمرب )01)م ، الذي جتاهل متاما تلك املطالب.

وبعد صدور التقرير تدارسته هيئة علماء اليمن ، وأصدرت بيانا أكدت فيه على أنه بعد دراستها للتقرير تبنير هلا » أنه مل تتم اإلستجابة ملا سبق وطالب به علماء ومشايخ اليمن بان تكون الشريعة اإلسالمية هي مرجعية مؤمتر احلوار رغم أن تلك املضامني والقضايا والضوابط ]اليت تضمنها التقرير[ ذات صلة وثيقة بالشريعة اإلسالمية «))( ، ومع ذلك جاء الرد من الدكتور عبد الكريم اإلرياني رئيس اللجنة الفنية للحوار الوطين إذ قال إنه مت االتفاق على أن يكون » احلوار سيد نفسه «))( ، وبهذا اقصي العلماء واملشايخ كمكون مستقل بذاته لرفضهم

املشاركة يف حوار ال يقر مرجعية الشريعة االسالمية .

)1( أنظر عارف الصربي ، مؤمتر احلوار عمار أم دمار ...))( انظر بيان هيئة علماء اليمن الصادر يف 7 فرباير )01)م .

))( انظر الرابط : http://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=63417


86

املبحث الرابع : اختيار اأع�صاء احلوار ، املعايري والأهداف

انعكاسا ينبغي أن يكون ، ، فإن توزيع مقاعد مؤمتر احلوار كما هو معروف حقيقيا ملمثلي الشعب اليمين ، وال يوجد هناك طريقة معاصرة وشرعية وعملية ودقيقة الختيار ممثلي الشعب سوى طريقة واحدة ، وهي انتخاب ممثلي الشعب انتخابا حرا ونزيها ، أو أن ختتارهم هيئة منتخبة حبرية ونزاهة ، وهذا معيار دقيق تعمل مبوجبه كل الدول اليت تريد مصلحة شعوبها ، إال أن األمر اختلف متاما يف اليمن ، فاللجنة الفنية اليت هندست اختيار أعضاء مؤمتر احلوار بطريقة بعيدة عن االنتخابات ، قامت باالختيار وفقا ملعايري ختضع لإلشراف األجنيب ، كما بينا التقرير أكده ما وهذا ، الشعب بتمثيل إدعائهم يؤكد عدم شرعية مما ، سابقا النهائي للجنة الفنية ، حيث وضعت معايري الختيار اعضاء مؤمتر احلوار ، ختتلف عن املعايري اليت يضعها الدستور اليمين ألعضاء اجملالس الذين سيقررون مصري الدولة والشعب.)1( لتتمكن من حتقيق أهداف حمددة من خالل املعايري اليت حددتها

ومن هذه األهداف :

)1( املعايري اليت وضعتها اللجنة الفنية هي : 1-املواطنة. ) -ان يكون املشارك متمتعا بكامل االهلية )- ان يكون حاصال على الثانوية العامة او ما يعادهلا ( اعرتض على حذفها اربعة اعضاء ومطلوب حسم حذفها او ابقاؤها بقرار من االخ رئيس اجلمهورية 4- ان يكون مرشحا من اجلهة اليت ميثلها ووفقا لآلليات احملددة اإلنساني والقانون اإلنسان وااللتزام حبقوق باملسؤولية اإلحساس من عالية بدرجة التحلي -5 ، لذلك الدولي، وعلى كل املكونات والفعاليات حتري ان ال يكون أي من ممثليها ممن قد سبق مواجهتهم بدعاوى أو اإلنسانية، ضد جرائم أو اإلنسان، حلقوق جسيمة انتهاكات عن قوية بدالئل مدعومة مصداقية ذات انتهاكات للقانون الدولي اإلنساني.، 6- أن ال يكون املرشحون خاضعني جلزاءات اعتمدها جملس األمن

الدولي. انظر التقرير النهائي للجنة الفنية .. مرجع سابق.


87

اإزاحة عدد من �صعائر الإ�صالم ل�صالح حقوق الإن�صان

ألزمت اللجنة الفنية األحزاب والقوى السياسية بعدد من املعايري اليت على أساسها يقدموا مرشحيهم لعضوية مؤمتر احلوار ، وعند دراسة املعايري اليت وضعتها اللجنة الفنية وحتليلها بتمعرن ، يتبني انه مت استبعاد املعايري اليت تقرر على املشاركني االلتزام بالثوابت الدينية والوطنية )الشريعة اإلسالمية والوحدة الوطنية( ، فبينما يشرتط الدستور اليمين على من يرشح نفسه لعضوية جملس النواب )املادة 64/)( الدينية للفرائض مؤديا والسلوك اخللق يكون مستقيم أن اليمين الدستور من وأن ال يكون قد صدر ضده حكم قضائـي بات يف قضية خملة بالشرف واألمانة ما مل يكن قـد رد إليـه اعتبــاره. «، فإن املعيار املقابل لذلك من معايري املرشحني لعضوية مؤمتر احلوار هو » االلتزام حبقوق اإلنسان والقانون االنساني الدولي « ، وهذا املعيار فضفاض وليس دقيقا كما هو عليه حال املادة الدستورية املشار إليها أعاله الختالف مفاهيم حقوق اإلنسان من حضارة إىل أخرى ومن ثقافة إىل أخرى ، فعلى سبيل املثال ، فإن شرب اخلمر ومعاشرة اخلليالت واإلجتار بالربا وعقوق الوالدين ، ال تعد خمالفة حلقوق اإلنسان وفقا للتصور الغربي ، بينما مرتكبها يف ، وهذا الثقافة اليمنية االسالمية خترجه من اإلستقامة واخللق والسلوك القويم للنظر يف مؤهلني اليمين غري الشعب يعتربهم كان كثري ممن أمام الباب يفتح الشؤون العامة ، ليعتلوا مناصب تقرر مصري اليمن ، كما أن هذا ميهد لنجاح فكرة » التوافق « يف اليمن اليت ستجمع من ال يؤمنون بثوابت البالد مع غريهم

يف خطوة تستهدف تلك الثوابت وتأتي عليها من األساس.


88

اإزاحة التم�صك بالكتاب وال�صنة ل�صالح اإجراءات اللجنة الفنية

وحتى يتضح لنا األمر بشكل أكرب ، سنتناول شاهدا آخر يؤكد صحة ما ذهبنا إليه يف حتليلنا أعاله . وهو قيام اللجنة الفنية بتغيري اليمني الدستورية ، اليت يلزم ، إىل صيغة الشعب بها عند وصوهلم إىل جملس بالقسم النواب اعضاء جملس الدينية اليمن ثوابت لتغيري احلوار مؤمتر ألعضاء واسعة مساحة تتيح خمتلفة والوطنية . فاليمني الدستورية اليت يلقيها أعضاء جملس النواب حبسب الدستور اليمين صيغتها كاآلتي : » أقسم بـاهلل العظيم أن أكون متمسكا بكتاب اهلل وسنة الدستـور أحـرتم وأن اجلمهـوري، النظام على خملصـا أحـافظ وأن رسولـه، والقـانـون، وأن أرعـى مصالـح الشعـب وحـرياتـه رعايـة كـاملـة، وأن أحـافـظ على وحـدة الوطـن واستقاللـه وسالمـة أراضيـــه «)1(، بينما اليمني اليت يقسم بها أعضاء مؤمتر احلوار مت صياغتها من قبل أعضاء اللجنة الفنية لإلعداد للحوار بكل أقوم أن العظيم باهلل أقسم الرحيم، الرمحن اهلل بسم « : كاآلتي الوطين واجباتي كعضو يف مؤمتر مؤمتر احلوار الشامل يف اليمن، وبدون خوف أو احنياز أو متييز وبنية صادقة وأن ألتزم ويف مجيع األوقات بالقواعد واإلجراءات. وأن أمثل بصدق مصاحل الشعب بكامل تنوعها وأتعهد أن أقوم بواجباتي على أكمل وجه

وأن أسعى إىل حتقيق نتائج إجيابية و مبا ميليه علي ضمريي))( «.

عند املقارنة بني القسمني املشار إليهما أعاله ، جند أنه ال يوجد يف القسم الذي أعدته اللجنة الفنية عبارة التمسك بكتاب اهلل وسنة رسوله أو احملافظة على

)1( أنظر الدستور اليمين .))( أنظر التقرير النهائي للجنة الفنية ...مرجع سابق.


89

النظام اجلمهوري أو احلفاظ على وحدة الوطن واستقالله وسالمة أراضية ، أي ال وجود للثوابت الدينية والوطنية ، واستبدلت بااللتزام بالقواعد واإلجراءات اليت أقرتها اللجنة الفنية ومبراعاة مصاحل الشعب » بكامل تنوعها « وهذا اعرتاف واضح بفكرة » التوافق « اليت يعدها الغرب األداة لتنفيذ اسرتاتيجيته يف اليمن ، فإذا كانت فئة يف الشعب مهما صغر حجمها تعد نشر مذهب منحرف عن كتاب اهلل وسنة رسوله مصلحة ، وإذا كانت فئة من الشعب مهما صغر حجمها تعتقد النظام اجلمهوري فالعضو الذي أقسم على انه ليس من مصلحتها الوحدة أو ذلك سيعمل من داخل مؤمتر احلوار وفقا لنيته كما هو واضح من صيغة اليمني اليت أقسمها ، » مبا ميلي علي ضمريي «. وهذا ال يعين سوى التمهيد خلوض حوار الوطين األمن ليبقى واملناطقية( والعرقية )املذهبية اإلثنية للنزاعات سيؤسس اليمين مرتبطا باخلارج الذي رتب احلوار وأعد له ليحقق أهدافه بكل يسر يف

املرحلة القادمة .

اإزاحة اأبرز علماء اليمن والتغا�صي عن رموز الف�صاد

كما أن من معايري اختيار أعضاء مؤمتر احلوار ، املعيار رقم 6 ، الذي يقول » أن ال يكون املرشحني خاضعني جلزاءات اعتمدها جملس األمن الدولي «)1( ، وعند النظر يف هذا املعيار ودراسته فإننا نكتشف أن املقصود بهذا املعيار هو الشيخ عبد اجمليد بن عزيز الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن ، وأحد ابرز الشخصيات اإلسالمية املناهضة للمشروع الغربي يف العامل اإلسالمي ، فهو الشخصية اليمنية املؤثرة واملعروفة اليت ختضع جلزاءات من قبل جملس األمن الدولي يف إطار سياسة



90

الواليات املتحدة األمريكية اليت حتاصر علماء املسلمني بدعوى سياسة احلرب على » اإلرهاب « ، بالرغم من أن احلكومة اليمنية قد أعلنت رمسيا من سنوات أن الشيخ الزنداني قد حتدى اإلدارة األمريكية أن تثبت تورطه مبا من شأنه دعم اإلرهاب أو مساندته وأنه مستعد للخضوع للقضاء اليمين وهو األمر الذي عجزت عنه الفنية وبإشراف اللجنة اليت وضعتها املعايري أن يعين ، وهذا اإلدارة األمريكية لت تفصيال إلقصاء من ال يريد الغرب مشاركته يف احلوار والوطين ، دولي قد فصرولقد صرح السفري األمريكي وبكل صراحة أن مشاركة الشيخ الزنداني لن يفيد مؤمتر احلوار كونه مدرجا يف قائمة جزاءات جملس األمن.)1( وكان الشيخ الزنداني ، من حيث املبدأ ، قد رفض املشاركة يف حوار ال يقر مرجعية الشريعة اإلسالمية. هذا فضال عن أن الكثري من املشاركني يف مؤمتر احلوار من رموز الفساد املعروفة ، وهذا ، ومل تطبق عليهم هذه معايري اللجنة على عالتها اليمين لدى الشارع ما اثارته الصحافة اليمنية دون ان يلتفت إليها أحد ، إذ شارك يف احلوار رموز كثرية من املتهمني بأنهم والغون يف دماء الشعب اليمين وأمواله ، فاملقصود ليس مصلحة الشعب اليمين أساسا، فلقد حتدث احملامي عبدالعزيز السماوي لصحيفة » أخبار اليوم «، مشريا إىل أن أغلب القيادات اليت يفرتض أن تشارك يف احلوار ال تنطبق عليها هذه املعايري، ومتورطة يف قضايا انتهاك حقوق اإلنسان ، كما يذكر أن كثريا من القيادات سواء أكانت يف احلراك اجلنوبي أو يف السلطة أو يف األحزاب السياسية متهمة يف ارتكاب انتهاكات يف حقوق اإلنسان كما يف أحداث يناير 1986 كما أن قيادات سياسية وحزبية متهمة بذات االتهامات خالل أحداث حرب1994م

)1( انظر تصرحيات السفري االمريكي على مارب برس الرابط : http://www.marebpress.net/news_details.php?lng=arabic&sid=51973 .


91

كما أن مجاعات أخرى ارتكبت انتهاكات ضد حقوق اإلنسان وال زالت ترتكبها وسبق أن رفع ضدها دعاوى يف احملاكم الدولية كجماعة احلوثي)1( .

املبحث اخلام�س : هند�صة التغيري ، امل�صاركون والتالعب بالأحجام

وبالرغم من كل املؤشرات السابقة اليت تدل على احنراف مسار مؤمتر احلوار، إال أن الكثري من القوى السياسية يف انسياقها وراء اإلسرتاتيجية الغربية ، وبذريعة لألحزاب أن باعتبار احلوار، مؤمتر يف شاركت قد ، الواقع األمر مع التعامل السياسية عمقا شعبيا السيما الكربى منها )االصالح ، املؤمتر( . وإذا ما سلمنا بأن للقوى السياسية عمقا شعبيا وجتاوزنا مسألة جتديد شرعيتها يف انتخابات حرة ونزيهة ، فإن علينا أن ننظر إىل احلجم املمنوح لألحزاب يف مؤمتر احلوار وقدرتها على صناعة القرار أو حتى جمرد التأثري عليه ، وليتضح لنا األمر فإن علينا عقد مقارنة علمية بني األحجام احلقيقية ملمثلي الشعب من قواه احلزبية اليت تشكلت عرب انتخابات سابقة وبني األحجام اليت منحت لألحزاب من قبل اللجنة الفنية لتمثل الشعب يف مؤمتر احلوار ، سيتضح لنا أن اللجنة الفنية قزرمت من حجم مت من السلفي( وضخر الرشاد ، )املؤمتر، االصالح السياسية بعض األحزاب قوى مل يكن هلا وجود يذكر يف الساحة اليمنية لتضمن حتكمها بسري مؤمتر احلوار

ومبخرجاته مبا حيقق مشروع القوى األجنبية يف اليمن .

)1( أنظر على سبيل املثال موقع مين برس ، معايري اللجنة متنع قيادات يف احلراك واألحزاب من املشاركة يف مؤمتر احلوار )قائمة باألمساء( ، اإلثنني، 07 يناير، )01) على الرابط :

http://yemen-press.com/news16713.html


92

مقارنة بني اأحجام الأحزاب عرب النتخابات واأحجامها وفق اللجنة الفنية

وملا ، الشعب ملكونات حقيقيا انعكاسأ االنتخابات تعد ، القول سبق كما ، فإن أصدقها على اإلطالق كانت معظم انتخابات اليمن مشكوكا يف صحتها املقارنة لعقد نتائجها على اختيارنا وقع ولقد ، عالتها على )199م انتخابات بني أحجام األحزاب عرب االنتخابات وأحجامها عرب اللجنة الفنية حتر منا للدقة ولتقديم اصدق صورة ممكنة ملا ميكن ان تعكسه االنتخابات من أحجام للقوى السياسية ، إذ لو اخرتنا انتخابات أخرى السيما األخرية منها يف ظل انفراد صاحل بالسلطة وتزييف نظامه الفاضح للعملية االنتخابية فإننا نكون قد قدمنا تصورا غري صائب بالرغم من أنها تصب يف االجتاه الذي نصبوا إليه ، ولكن اختيارنا ، إذ كان هناك النتخابات )199م مت على أساس أنها تعد األكثر مصداقية ودقة لكل مصراعيه على الباب فتحت قد اليمن وكانت ، البالد يف قوى توازن املكونات يف الدفع بأبنائها خالل الفرتة االنتقالية اليت استمرت ) سنوات تقريبا للمشاركة يف االنتخابات سواء من خالل االحزاب السياسية أو من خالل التنافس كمستقلني ، وبناء على قانون انتخابي ارتضته القوى السياسية املتكافئة ، بالذات

حزبا املؤمتر واالشرتاكي احلاكمان آنذاك .

يف املشاركة السياسية والتنظيمات األحزاب أمساء يوضح أدناه، اجلدول يعطينا تصورا عن ، فيها الفائزة املقاعد لعام )199 وعدد الربملانية االنتخابات األحجام احلقيقية للمكونات السياسية يف اليمن ، تلك األحجام اليت سنقارنها بالنسب اليت منحتها اللجنة الفنية للقوى املشاركة يف مؤمتر احلوار ، لنرى إىل أي

مدى عكست النسب حقيقة التمثيل للمكونات السياسية يف اليمن .


93

انتخابات 1993م)1)

عدد املقاعد اليت فاز هبااسم احلزب121املؤمتر الشعيب العام

56احلزب االشرتاكي اليمين

62التجمع اليمين لإلصالح

7حزب البعث العريب اإلشرتاكي

1التنظيم الوحدوي الناصري

1احلزب الدميقراطي الناصري

1التصحيح الشعيب الناصري

48املستقلون

2حزب احلق

انتخابات )199م( مع اجلدول اخلاص نتائج قارنا اجلدول أعاله )جدول وإذا بتوزيع مقاعد مؤمتر احلوار )املذكور سابقا( فإن النتيجة ستكون كما يبينه الشكل

التالي :

)1( املصدر / اللجنة العليا لالنتخابات على الرابط : http//:www.yemen-nic.info/contents/Politics/entkh1993.php?print=Y


94

%9 اال�سالح املجتمع املدين %7

الن�ساء %7

احلراك %15حزب احلق

%1

املجل�ش الوطني%1

احتاد القوى

ال�سعبية %1

الوحدوي %1

حزب البعث%1

احلوثيون %6

%6 اال�سرتاكي

النا�رصي %5

ال�سباب %7

%1 حزب الر�ساد حزب البناء والتنمية %1

الرئي�ش %11املوؤمتر وحلفائه %20

احلزب الدميقراطي النا�رصي %0

حزب احلق %1حزب البعث العربي اال�سرتاكي %2

التنظيم الوحدوي النا�رصي %0امل�ستقلون %16 املوؤمتر ال�سعبي العام %41

احلزب اال�سرتاكي اليمني %19

التجمع اليمني لالإ�سالح %21


95

من خالل مقارنة ما عكسته االنتخابات من مكونات للشعب اليمين ومقارنتها بالتقسيم الذي قدمته اللجنة الفنية اليت تعمل حتت اشراف دولي ، جند اآلتي :

1- تهمي�س القوى الرئي�صية وتفعيل القوى الهام�صية

انتخابات )199م على ما نسبته حصلت مجيع األحزاب السياسية جمتمعة يف 84% من التمثيل الشعيب ، بينما حصل املستقلون على ما نسبته 16 % فقط . وعند مقارنة هذه النسب بالتمثيل الذي جاءت به اللجنة الفنية اليت شكلت وعملت حتت اإلشراف األجنيب ، جند أن األحزاب السياسية )مبا فيها األحزاب اجلديدة( قد مثلت مبا نسبته )4% فقط وهذا يعين أنه قد مت مصادرة 41% من نصيبها ليمنح جلهات أخرى ال متثل الشعب متثيال حقيقيا ، هذا فضال عن أن األحزاب السياسية قد فرضت عليها معايري اللجنة الفنية لضمان ترشيح أمساء حتظى بالقبول األجنيب،

كما ذكر سابقا.

وعند التمعن يف جدول توزيع املقاعد جند أن الشعب مل مينح املكونات األخرى يف انتخابات )199م سوى 16% على اعتبار أن الدستور اليمين كان قد مسح يف تلك االنتخابات ألي كان يف الرتشيح ، فمن مل يتفق مع االحزاب وبراجمها جاز له ان يدخل االنتخابات كمستقل ، لكن األحجام املمنوحة من اللجنة الفنية غرير األمر متاما ، فاملكونات اليت كان حجمها 16% أصبح حجمها 57% من مقاعد مؤمتر احلوار .

وهكذا ضم مؤمتر احلوار مكونات ليس هلا سند شعيب وعلى رأس هذه املكونات احلراك اجلنوبي )انفصاليون( واحلوثيون)متمردون شيعة( واملرأة والشباب واجملتمع املدني )علمانيون(. وهذا امر مقصود وهو ما أقرر به مجال بن عمر أثناء لقائه بقادة


96

املبادرة اخلليجية يف نسختها أن القاهرة حيث اوضح هلم احلراك االنفصالي يف ان عليه كان الذي لنائبه ونقلها السلطة من إخراج صاحل على األوىل عملت املتحدة االمم تدخل بعد ولكن اليمين، للدستور وفقا النتخابات البالد يعد ووضع اآللية التنفيذية املزمنة فاألمم املتحدة هي من عملت على ادخال املتمردين احلوثيني واالنفصاليني واملرأة وغريها من الفئات يف مؤمتر احلوار .)1( وما سبق يعين أن إقحام فئات ال يوجد هلا شعبية حقيقية ال تعكس اإلرادة الشعبية بل تعكس إرادة القوى األجنبية اليت فرضتها وهيئت املناخ لدخوهلا مؤمتر احلوار ، وهذا له داللة عميقة تتمثل يف مصادرة إرادة الشعب اليمين ووضعه حتت الوصاية بطريقة

غري مباشرة.

ولعله من املهم أن ننبه إىل أن الشعبية اليت قد يلمسها املراقبون اليوم للحراك اجلنوبي واحلركة احلوثية ، بعد مضي ما يقرب من أربع سنوات على الثورة الشعبية لعام 011)م ، يعود إىل اإلخفاقات الكربى اليت وقعت بها القوى السياسية الرئيسية يف البالد من خالل اتباعها لالسرتاتيجية الغربية ، وإىل املتغريات اخلطرية على األرض اليت وفرتها القوى املتدخلة بالشأن اليمين للقوى املتمردة كاملال واملساندة ، مما مكنها من توظيف اإلحباط عند الشعب اإلعالمية والسياسية والعسكرية

وإستغالل بعض أبناءه وجتييشهم يف مشاريعها اخلاصة.

2- اإبقاء النظام ال�صابق

وباإلضافة إىل كل ذلك االفتئات على حق الشعب اليمين ، فإننا جند أن التمثيل

)1( تسجيل صوتي جلمال بن عمر للقاء الذي مجعه مع قادة احلراك االنفصالي يف القاهرة http://www.youtube.com/watch?v=BpRpckW3tHY


97

يف مؤمتر احلوار حيتوي على ما هو أخطر مما سبق ومن ذلك أن حزب املؤمتر الشعيب العام ، احلزب احلاكم الذي ثار عليه الشعب ، قد حصل على 0)% ليصبح اكرب ا آلت مكون من مكونات مؤمتر احلوار ، هذا بالرغم من أنه املسؤول األول عمرإليه البالد من احتقانات إنتهت إىل ثورة شعبية ، فضال عن تورط قادته مبشاريع فساد كربى وعلى رأسها مشروع الفساد السياسي ، مشروع متديد وتوريث احلكم، ومت قبول أعضائه يف مؤمتر احلوار رغم خمالفتهم الواضحة للمعايري اليت جاءت بها اللجنة الفنية ذاتها اليت متنع مشاركة من ارتكبوا جرائم ضد االنسانية وحقوق االنسان . فاألصل أن ال يسمح هلم بدخول مؤمتر احلوار كونهم قد حصلوا على احلصانة مبوجب املبادرة اخلليجية مقابل عدم مالحقتهم قضائيا ، ويعد توقيعهم على املبادرة اخلليجية اعرتافا صرحيا بارتكاب اجلرائم حبق الشعب اليمين ، فكيف هلم ان يصبحوا اكرب مكون للحوار الوطين الذي سيقرر مصري الشعب اليمين ؟!.

3- دكتاتورية الأقلية : » التوافق « وا�صتمرار ال�صيطرة الأجنبية

إن توزيع املقاعد يف مؤمتر احلوار على الشاكلة اليت رأيناها أعاله ، قد أعطى كل املكونات القدرة على تعطيل أي قرار ال يتفق مع ما تريده ، فعلى سبيل املثال فإن حزب احلق وهو احلزب الذي كان ميثل التوجه اهلامشي يف اليمن مبا فيه احلوثيون قد الفنية اللجنة أن إال %1 نسبته ما )199م على انتخابات قد حصل يف كان منحت هذا التوجه ، الذي صار ميثل حزب احلق واحلوثيني واحتاد القوى الشعبية 8% ، أي أنه مت مضاعفة حجمه 8 مرات ، وبات من اليسري عليه عن طريق عناصره اآلخرين الذين مت إدماجهم ضمن مكونات الشباب واملرأة ، أن يعطل أي قرار ال يتفق معه ، وصار حجمه مقاربا جدا حلجم حزب اإلصالح اإلسالمي الذي حصل


98

على 9% من املقاعد يف مؤمتر احلوار فقط ، رغم أنه كان قد حصل يف انتخابات )199م على ما نسبته 1)% بالرغم من أنه مل يكن حزب الدولة بل إنر متكنه من

احلصول على تلك النسبة جاء حبكم التأييد الشعيب اجلارف له حينها.

ملا ميكن أن نطلق عليه دكتاتورية اليمن بات خيضع ما سبق يعين أن مصري أقرته ما وحبسب وتفصيال. مجلة الشعبية اإلرادة مفهوم خيالف ما وهو األقلية اللجنة يف تقريرها حول آلية اختاذ القرار فإنه الختاذ قرار ما فإن سياسة » التوافق « ال تزال قائمة إذ يتطلب األمر موافقة ما نسبته 90% من األعضاء وهي نسبة عالية جدا تساوي 509 من املقاعد ، وإذا مل يتم ذلك يوضع األمر بيد جلنة تسمى جلنة التوفيق للمساعدة يف اقناع املكونات الختاذ القرار وان عجزت ميكن أن يؤخذ القرار مبوافقة 75% من أصوات املشاركني يف احلوار ، أي ما يعادل 4)4 مقعدا)1( ، وال يوجد مكون ميكنه حتى االقرتاب من حيازة هذه النسبة ، بل إن األحزاب جمتمعة ال ميكن ملمثليها حتقيق ذلك ، أي أنه ال يوجد أي طرف يتمتع بأي نوع من التحكم باملؤمتر أو السيطرة عليه ، واهلدف الرئيس من ذلك هو ان املرجعية عند كل األحزاب يكون ممثل األمني العام لألمم املتحدة مجال بن عمر ، وهذا ما درج عليه األمر طوال فرتة انعقاد املؤمتر ، وبالتالي فإن القرار يظل بيد القوى األجنبية العملية خارج وإرادته اليمين الشعب ويصبح » التوافق « عملية تقود اليت السياسية بعد أن وافقت قواه السياسية يف الدخول يف مؤمتر احلوار على أسس

غري سوية كما تبني لنا من خالل هذه الدراسة.

)1( مرجع سابق ، التقرير النهائي ... ص 48.


99

الف�صل اخلام�س

جل�صات موؤمتر احلوار هيمنة التمرد والإنف�صال والعلمانية

املبحث الأول : غياب املعار�صة وممار�صة الت�صليل الإعالمي

بعد أن هيئت ساحة مؤمتر احلوار بالطريقة اليت تفرض هيمنة أجنبية على إرادة الشعب اليمين وجترده من حقه الطبيعي يف تقرير شؤونه عرب ممثليه احلقيقيني ، ذهب أعضاء مؤمتر مؤمتر احلوار لعقد جلساته حتت إشراف أجنيب مباشر ، يتمثل يف إشراف عشر دول هي اخلمس الدول دائمة العضوية يف جملس األمن الدولي )الواليات املتحدة ، بريطانيا، فرنسا، روسيا االحتادية ، الصني( ودول اخلليج العربي اليت قطر باستثناء ، اخلليجي التعاون باسم جملس اخلليجية املبادرة قدمت اليت انسحبت من املبادرة يف مرحلة مبكرة يف العام 011)م ، إثر مماطلة الرئيس السابق املبادرة أخلت جبوهر فرض شروط جديدة إىل أدى مما ، عليها التوقيع صاحل يف اخلليجية ، كما ذكر سابقا ، ومتثل اإلشراف على مؤمتر احلوار ، بإشراف مجال بن عمر ممثل األمني العام لألمم املتحدة والذي أضفى وجوده شرعية دولية على ما

يدور يف اليمن.

وبهذا ، وبالرغم من املعايري املختلرة اليت هيئت للحوار الوطين ، دخلت القوى ، تقدم مؤمتر ، وبدأت كل وسائل اإلعالم احمللية واألجنبية السياسية يف احلوار احلوار يف اليمن على أنه احلل ، وانه خيار الشعب اليمين و يعربر عن إرادته ، وأنه مثرل حكمة اليمنيني وأنقذهم من احلرب األهلية ، واحلقيقة أن دور اإلعالم


100

على هذا النحو كان نتيجة طبيعية لغياب دور املعارضة ، فلم يعد هناك معارضة اشرتكت البالد يف الفاعلة السياسية القوى فكل اآلخر، الرأي للشعب تبنير اتفقت ولقد الشامل، الوطين باحلوار يسمى ما وبدأت السياسية العملية يف على االلتزام خبطة إعالمية وضعتها مقررات اللجنة الفنية يف تقريرها النهائي، والتزم اجلميع مبوجبها بالرتويج للحوار الوطين وعدم معارضته أو كشف سلبياته للشعب، فلقد نصت اخلطة اإلعالمية على » اإلبتعاد عن املناكفات السياسية يف اخلطاب اإلعالمي ، وعدم التورط مبجادلة مناوئي مؤمتر احلوار «، وبالرغم من أنها أكدت على » ضرورة اإلنصات لألصوات الناقدة « لكنها أقرت » اإلكتفاء بالرتكيز على إجيابيات احلوار وإيضاح ما يلتبس منه «، ومما مت االتفاق عليه » االمتناع عن استخدام مصطلحات التخوين والتحريض والتكفري ضد أي طرف من األطراف« وذلك حتى ميارس اخلارجون على ثوابت الشعب اليمين الدينية والوطنية مهامهم بضرب تلك الثوابت يف معزل عن الشعب اليمين وفق سياسية تضليل إعالمي ممنهج ، وقد أقر اجلميع أيضا » االلتزام مبيثاق الشرف ومبا يقر املؤمتر عدم نشره «)1( بل أن قرار رئيس اجلمهورية املنظم لعمل مؤمتر احلوار والذي جاء ليحول التقرير النهائي للجنة الفنية إىل قرار مجهوري قد احتوى نص املادة 48 والذي جاء فيه :

فئاته بكل الشعب مجاهري إعالم للمؤمتر العامة األمانة تتوىل )48( مادة «بأعمال املؤمتر ومستوى التقدم يف أعماله، وال يتم نشر ما يتم االتفاق على عدم

)1( انظر تقرير اللجنة الفنية لإلعداد والتحضري للحوار الوطين املقدم لرئيس اجلمهورية يف )1 ديسمرب )01)م ، والنصوص املقتبسة من اخلطة اإلعالمية يف الصفحات 79 ، 80 والوثيقة ميكن االطالع عليها يف

املوقع الرمسي للحوار الوطين على الرابط : http://www.ndc.ye/ndcdoc/Final_Report_of_the_Technical_Committee.pdf


101

نشره يف اطار هيئات املؤمتر املختلفة. «)1(

عن احلقائق من الكثري إخفاء يف رغبة هناك أن الواضح من كان وهكذا الشعب اليمين ، ولقد ترمجت هذه الرغبة يف اخلطة اإلعالمية للتقرير النهائي يتم االتفاق ما املادة اليت تنص صراحة على عدم نشر ، ومبوجب الفنية للجنة ا فعلته القوى املشاركة يف مؤمتر احلوار ، على عدم نشره. وهذا يقودنا للتساؤل عمرالسيما تلك القوى اليت ال متلك شرعية شعبية ، وإمنا حصلت على شرعية بفضل فرضها على اليمنيني يف ما مسي » حوار وطين « ، حتت إشراف دولي غربي حتديدا

، كما بينا سابقا.

املبحث الثاين : ماذا فعلت القوى غري ال�صرعية يف موؤمتر احلوار ؟

اخ�صاع الدولة لالبتزاز ال�صيا�صي

العلمانية القوى وخاصة ، فيه املشاركة الفئات متكنت احلوار مؤمتر أثناء واإلنفصالية )احلراك اجلنوبي( واملتمردة )احلوثيون( ، من مترير وثيقة خطرية جدا أطلق عليها اإلعالم ما ، وهي البالد وشريعتها ووحدتها واستقالهلا أمن على اسم مصفوفة اإلجراءات التنفيذية للنقاط العشرين والنقاط اإلحدى عشر، وهذه اللبنة األوىل لشرعنة ما هو غري بيرنا سابقا قد وضعت ، كما العشرون النقاط الفنية للجنة الشاغل اهلم وكانت ، شرعي هو ا عمر ية الشرعر ونزع ، شرعي ومهمتها األساسية إذ تابعتها كأول أعماهلا وإىل أن بدأت احلكومة بتنفيذها ، ولقد

)1( أنظر قرار رئيس اجلمهورية رقم )10( لسنة )01)م ، بشأن النظام الداخلي ملؤمتر مؤمتر احلوار الشامل ، 16 مارس )01)م ، على موقع وكالة األنباء اليمنية )سبأ( على الرابط :

http://www.sabanews.net/ar/news302233.htm


102

صرح بذلك الدكتور أمحد شرف الدين عضو اللجنة الفنية لقناة آزال قائال :

» أنا عضو يف اللجنة الفنية واللجنة الفنية هي اليت صاغت النقاط العشرين وجلسنا نناقش هذا املوضوع فرتة طويلة بداية عمل اللجنة الفنية ، يعين مل ندخل يف عملنا املهين أو الفين إال بعد أن انتهينا من مناقشة النقاط العشرين وأقررناها ورفعناها إىل رئيس اجلمهورية من أن ]كي[ يبدأ بتنفيذها خالل فرتة عمل اللجنة الفنية ... ثم بعد ذلك يف مؤمتر احلوار أحيينا هذا املوضوع من جديد ... وتبنته ... واختذ ... وطرح على اجللسة النصفية املكونات السياسية وفرق العمل كلها قرار من اللجنة النصفية بتنفيذ النقاط العشرين ورفع االمر مرة ثانية إىل رئيس اجلمهورية وإىل احلكومة ... إىل أن صدر ... بعد ذلك التوجيه بالضغط الشديد من

مؤمتر احلوار صدر توجيه احلكومة بأن تقوم بالتنفيذ «)1(.

وعلى نفس املنوال ، كانت اللجنة الفنية بعد انعقاد مؤمتر احلوار قد أضافت شروطا إضافية لقوى احلراك اجلنوبي باسم النقاط اإلحدى عشر ، واليت احتوت أوامر هيئة على صيغت اليت املطالب من جمموعة سوى ليست نقاط على األوىل النقطة وكانت ، احلوار يف لالستمرار تنفيذها وجب اليمنية للحكومة يف النقاط اإلحدى عشر ، إدانة أي » فتاوى تكفريية « صدرت حبق أبناء اجلنوب يف حرب 1994م ، واحلقيقة أنه مل تكن هناك فتوى تكفريية حبق أبناء اجلنوب ، فعامة أبناء اجلنوب ساهموا مساهمة فعالة يف التخلص من االنفصاليني يف تلك ر احلرب األهلية ، جبواز قتاهلم ومساندة احلرب، والفتاوى مل تكن سوى ضد من فجر

)1( أنظر تسجل للمقابلة على اليوتيوب ، )نافذة على احلوار ، دكتور أمحد شرف الدين( ، قناة آزال.: https//:www.youtube.com/watch?v=WEk0JhywlP0


103

الدولة يف السيطرة على متردهم واجتثاثه ، ثم تلت هذه النقطة بقية النقاط اليت تطلب من الدولة اختاذ إجراءات عسكرية وأمنية معينة يف اجلنوب ، واإلفراج عن املعتقلني ، وإعادة املوظفني املقصيني من وظائفهم وتعويضهم وتعويض قتالهم ، ووقف صرف األراضي ، وإيقاف املناقصات املتعلقة بقطاع النفط والغاز ، ووقف االمتيازات املمنوحة لشركات الصيد يف املياه اإلقليمية اجلنوبية ، ومطالب متعلقة

باختاذ اجراءات حمددة ختص الشركات النفطية وعقود عملها.)1(

واحلقيقة أن كل ما سبق ليس سوى توظيف سياسي جملموعة من اإلدعاءات اليت حتتاج إىل قضاء نزيه يفصل فيها ، ولذا فإن اهلدف من وضعها يأتي يف إطار وحيمي يؤيد من أهداف ختدم أغراض لتحقيق اجلنوب مظلومية موجة ركوب ويدعم عددا من الساسة الذين يدركون أن ال مكانة هلم لدى أبناء اليمن عرب صناديق اإلقرتاع ، رمبا ملاضيهم املشني ورمبا لعالقاتهم املشبوهة مع دول اجنبية، وغياب السياسية الفوضى ظل يف أهدافهم حيققون قد أنهم يدركون ولكنهم سيادة الدولة ، ليتحولوا إىل أدوات بأيدي قوى أجنبية هلا أجنداتها ومصاحلها اليت قد تدمر اليمن وتضيع أمنه واستقراره ، ولذا فإن هذه املطالب ليست سوى نوع من االبتزاز السياسي وفرض إرادة القوى الدولية من خالل الفئات اليت جاءت

بها اآللية التنفيذية للمبادرة اخلليجية على الشعب اليمين ، كما وضحنا سابقا.

ونالحظ هنا أن من قدرم هذه املطالب يشرتط تنفيذها قبل انتهاء احلوار ونتائجه ، فوضع بذلك نفسه حمل الدولة ، وصار اآلمر والناهي دون الرجوع للشعب وال

)1( أنظر النقاط اإلحدى عشر اليت تقدم بها فريق القضية اجلنوبية ، وثائق مؤمتر مؤمتر احلوار الشامل ، على الرابط: http://www.ndc.ye/matrix/11points.pdf.


104

للقضاء وال حتى للمتحاورين أنفسهم ، وحنن ال ننفي هنا أن تكون هناك ممارسات خملرة بالقانون وجيب تصحيحها ، سواء يف مشال البالد أو يف جنوبها ، ولكن ما نؤكد عليه أن فرض وجهة نظر معينة من قوى غري شرعية ويف حوار غري شرعي دون أن تكون مؤيدة بأحكام قضائية أو حتى عرضها على قضاء مستقل ، ليس سوى ابتزاز سياسي ، وهذا ما خنع له اجلميع يف ما يسمى » احلوار الوطين « . وبدا أن مؤمتر احلوار قد شكل لغرض إجهاض الثورة اليمنية وتهيئة اليمن لتنفيذ ، وليس إلجراء حوار جاد بني املمثلني مشاريع ختص الدول الكربى ومصاحلها

احلقيقيني للشعب اليمين .

الإعتذار للتمرد احلوثي ولالإنف�صاليني يف اجلنوب

وبدعوى استمرار مؤمتر احلوار وجناحه أجربت حكومة » الوفاق « اليمنية على والنقاط العشرين النقاط يف ورد ما لكل تنفيذية اجراءات اختاذ على املوافقة العشرين للنقاط التنفيذية االجراءات مصفوفة « مسي ما حتت عشر اإلحدى والنقاط اإلحدى عشر « ، ففي 8) أغسطس )01)م وافق جملس الوزراء اليمين على اختاذ اجراءات لتنفيذ تلك املصفوفة)1( ، اليت احتوت على كثري من املطالب اجملحفة حبق الشعب اليمين واليت تهيئ البالد للعلمنة والتشطري والطائفية ، ومر ذلك حتت اسم اجراءات بناء الثقة بني املتحاورين ، فمثال من خالل تلك املصفوفة ا يسمى قدم أعضاء مؤمتر احلوار اعتذارا رمسيا لصعدة معقل احلركة احلوثية عمراحلروب الستة اليت قادتها الدولة ضدها منذ 004) إىل 009)م ، واعتربت قتالهم )1( احلكومة توافق على مصفوفة االجراءات التنفيذية للنقاط الـ 0) و الـ 11، األربعاء 8) أغسطس-آب

)01) الساعة 05 مساء / 6)سبتمربنت :http://26sep.net/news_details.php?lang=arabic&sid=94799


105

شهداء ، ومت إقرار تعويضات ماديه هلم ، واإلقرار حبقهم يف احلصول على مرتبات شهرية ، بالرغم من أن اجلميع يعلم أن احلركة احلوثية حركة متمردة على الدستور والقانون ، وأنها تسببت يف قتل وتشريد مئات اآلالف من املواطنني ، وإىل حلظة االعتذار تلك كانت احلركة احلوثية ال تزال حتتل اراضي املواطنني وتشرد مئات اآلالف منهم وتواصل التوسع والتمدد إىل حمافظات جديدة ، كما خسرت الدولة

يف حروبها معها عشرات اآلالف من اجلنود. )1(

نفس الشيء فعل املتحاورون مع احلراك اجلنوبي فلقد قدرموا اعتذارا رمسيا ألبناء اجلنوب عن احداث حرب 1994م ، وهي حرب قادتها الدولة ضد احلزب اإلشرتاكي الذي كان حيكم اجلنوب قبل الوحدة وحيكم سيطرته عليها ، وملا فشل احلزب يف ر حربا شاملة يف الدولة ثم أعلن انفصال اجلنوب وتسبب انتخابات )199م فجروجريح، قتيل بني املواطنني من اآلالف عشرات راح ضحيتها اهلية حرب يف وكلفت تلك احلرب اخلزينة العامة للدولة مليارات الدوالرات.))(واالعتذار عن تلك احلرب ليس إال إعرتافا ضمنيا باإلنفصال وهو خيانة عظمى ، واعرتاف حبق حزب فشل يف نيل ثقة الشعب بتقسيم البالد وجتزئتها وهذا يعين مكافئة ملن خان البالد خيانة عظمى وتسبب يف كوارث وطنية للبالد ، علما بأن احلزب االشرتاكي كان شريكا كامال يف صياغة دستور البالد ، وأقر كل مادة فيه وعلى رأسها املادة األوىل اليت تنص على أن » اجلمهورية اليمنية دولة عربية إسالمية مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة ال تتجزأ وال جيوز التنازل عن أي جزء منها، والشعب اليمين

)1( انظر وثيقة إعتذار حكومة الوفاق الوطين ألبناء احملافظات اجلنوبية والشرقية وحمافظة صعدة ، على الرابط : http://www.ndc.ye/matrix/sorry.pdf



106

جزء من األمة العربية واإلسالميــة « .

والسؤال هنا ملاذا مل يطالب املتحاورون بنقاش املطالب يف احلوار وإحالتها إىل

القضاء ؟!! وعلى أي أساس يتم االعتذار للفئات املتمردة واالنفصالية اليت تسببت

يف ارتكاب جرائم حبق الشعب اليمين نتيجة خمالفتها لدستوره وقوانينه وثوابته

الوطنية ؟!! ملاذا مل تستخدم القوى السياسية املشاركة يف احلوار حقها يف تعطيل

هذا االعتذار ؟!!، علما بأن مثل هذا االعتذار يعد متردا على الدستور والقانون

وخيانة وطنية من الدرجة األوىل وفقا للدستور اليمين النافذ ، وهنا يثور تساؤل

مهم أيضا ، وهو كيف وافق املتحاورون على هذا األمر ؟!!! واإلجابة على كل هذه

التساؤالت هي أن ما يدور ال يعكس سوى جناح اللجنة الفنية يف السيطرة على

مؤمتر احلوار والسري يف العملية السياسية ، وفقا لإلرادة الدولية ، الغربية حتديدا ،

بعيدا عن إرادة الشعب اليمين وأن املشاركني يف احلوار ليس هلم من األمر شيء.

املبحث الثالث : العلمانيون وا�صتهداف ال�صريعة الإ�صالمية

، قادة جدد للعلمانيني لصناعة إىل ساحة احلوار مؤمتر الوقت حتول ذات يف

وهم جياهرون برغبتهم امللرحة يف القضاء على مرجعية الشريعة اإلسالمية لصياغة

القوانني والتشريعات يف اليمن ، بل وعلى كثري من األخالق والقيم والعادات

والتقاليد احلسنة للشعب اليمين ، فطالب البعض ، مثال ، بأهمية وجود مراقص

شعبية خمتلطة يف اليمن بدعوى أن هذا من باب التقدم ولرفع املستوى الثقايف

للشعب اليمين ، ومن طالب بذلك ، أروى عثمان ، اليت أصبحت وزيرة للثقافة


107

للنساء يف مجيع ايضا بفرض كوتا )1( وطالبوا العام 014)م. يف حكومة حباح يف ، وطالبوا باملساواة املطلقة بني الرجل واملرأة املنتخبة واملعينة مؤسسات الدولة معتربين أن أحكام األسرة يف الشريعة اإلسالمية ، ليست سوى فهم عقيم لإلسالم البد من تغيريه ، واستشهدوا بقرارات أممية خاصة بالشأن اليمين مثل قرار جملس األمن 014) الصادر من جملس األمن الدولي الذي يؤكد على قضية املساواة التامة يف بني املرأة والرجل يف القوانني اليمنية ، وممن طالب بذلك انطالق املتوكل اليت

اصبحت عضوة يف جلنة صياغة الدستور .))(

الدولة الدين عن احلوار فصل مؤمتر للكثريين يف الشاغل الشغل وأصبح ، كما يطرح » والوطن للجميع الدين هلل « ، املعروف العلماني املبدأ وتطبيق امحد كلز عضو مؤمتر احلوار الذي كان شخصية مغمورة ، إال أنه وبفضل مؤمتر ال ر إلخراج اليمن مما حل بها ، حممر احلوار ، بات ممن يتحدث بالشأن العام وينظرمن يصر على تطبيق الشريعة اإلسالمية مسؤولية ما حل بالبالد ومناديا باخلضوع كادت املتحدة األمم وأن ، هلا املستقبل أن يقول اليت ، اإلنسان ملرجعية حقوق أن تتحول إىل منظمة حلقوق اإلنسان ، مؤكدا أننا يف اليمن ال نعلم أي شريعة أن هذه ويؤكد ؟!! اإلمساعيليني أو الزيديني أو الشافعيني عنها شريعة نتحدث

)1( انظر ، هلذه املطالب صوت وصورة ، على مقطع لليوتيوب للناشطة احلقوقية أروى عثمان اليت اصبحت وزيرة للثقافة ، ولقد اشتهرت بالنزول إىل الشارع اليمين وأداء بعض الرقصات الشعبية مع بعض الرجال

والنساء يف الشوارع العامة وهو أمر غريب جدا يف بلد حمافظ كاليمن : https://www.youtube.com/watch?v=ScsTuztxa0U

))( انظر كلمة الدفاع عن املرأة اليت ألقتها قبول حممد املتوكل يف مؤمتر احلوار على الرابط : https://www.youtube.com/watch?v=kR_J6_5nrr0


108

أن يؤكد العلمية باحلقائق اجلهل وهذا ، سنة)1( وأربعمائة ألف منذ مشكلتنا كلز إما جاهل أو مضلل للرأي العام ، فاألغلبية الساحقة من املسلمني يف العامل ، العامل بشريعتهم االسالمية لقرون عدة السنة واجلماعة ولقد سادوا هم أهل وهم ممن يؤمنون بأن الشريعة اإلسالمية هي اليت تعتمد يف إصدار التشريعات والقوانني على الكتاب والسنة وإمجاع األمة، وهم يشكلون 90% من مسلمي العامل وفقا للدراسات العلمية اجلادة اليت أجرتها مؤسسات حبثية رصينة منها على سبيل املثال ال احلصر ، )Pew Forum(، وهو مركز دراسات وأحباث أمريكي متخصص باألديان واملعتقدات ،))( وبالنسبة لليمن ، حمل الدراسة ، فإن املذهبني الوحيدين يف البالد هما املذهب الشافعي واملذهب الزيدي وال يوجد خالف عقائدي بني أقلية غري وهم احلوثيون منها ينحدر اليت اجلارودية الفرقة باستثناء املذهبني))(، معتربة )ال تتجاوز )% يف معظم الدراسات( ضمن الزيدية اليت ختالفهم وتعتربهم فرقة شاذة ومغالية ،)4( وهكذا فإن أهل اليمن ال خيتلفون على الشريعة اإلسالمية كما يدعي كلز وأمثاله يف مؤمتر احلوار ، الذين جيئ بهم كأداة تربر ضرب الثوابت

الوطنية ، مبا يتناسب مع املصاحل األجنبية. )1( أنظر على طالة احلوار / امحد كلز )جدل الشريعة وحاضر اللقاء املشرتك( ، على الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=ZI775yGHD9I

))( ملزيد من الدراسات املتخصصة بهذا الشأن من املمكن مراجعة )Pew Research Center( على الرابط : http://www.pewresearch.org/

))( إذا اردنا أن نرجع إىل مصدر علمي حمايد مما يزيد جسارة ما ذهبنا إليه ميكن الرجوع إىل :The Oxford Encyclopaedia of the Modern Islamic World2 ،nd Edition، » Zaydiyah. «

من العديد إىل الرجوع ميكن الزيدي املذهب مع العميق وخالفها احلوثية احلركة حول لإلستزادة )4(الدراسات العلمية املوثقة واجلادة ، منها ، مترد احلوثي يف اليمن وأبعاد التحالف الشيعي األمريكي يف املنطقة

، املنشورة على موقع طريق اإلسالم ، على الرابط : http://ar.islamway.net/article/44328/


109

احلوار مؤمتر يف األغلبية وهي ، أعاله عرضناها اليت ، النماذج هذه ومبثل حتولت ساحة مؤمتر احلوار إىل ساحة لتهميش الشريعة اإلسالمية وإقصائها من التشريعات اليمنية ، وهنا نفهم سر معركة املرجعية اليت خاضتها القوى الليربالية الشريعة مبرجعية العلماء طالب إذ ، احلوار مؤمتر بدء قبل اليمن علماء ضد اإلسالمية للحوار الوطين حتى تتجنب البالد هذا العبث ، إال أنه مل يسمح هلم باملشاركة كمكون، وذلك حتى يرتك اجملال مفتوحا ليتمكن العلمانيون من علمنة

التشريعات اليمنية ، وفقا لإلرادة الدولية ، باسم مؤمتر احلوار .

مفاجاأة غري حم�صوبة

فاجأ الشيخ كمال باخمرمة ، عضو فريق بناء الدولة يف مؤمتر احلوار واحملسوب صراحة وبكل فيه حتدث مقال بكتابة اجلميع ، السلفية اإلحسان مجعية على يف الدين ودور الدولة هوية بشأن تصويت من الدولة بناء فريق يف دار ا عمرحياة الشعب اليمين ودولته ، وجاء مقاله على خلفية تصويت ما نسبته 84% من أعضاء فريق بناء الدولة لصاحل مقرتح أن يكون اإلسالم مصدرا رئيسا للتشريع ، يف حني صوت ما نسبته 16% فقط على أن تكون » الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع التشريعات «. ويف موضوع دين الدولة حصل مقرتح أن يكون اإلسالم دين الشعب على 79,5% مقابل 0,4)% فقط لرأي أن يكون اإلسالم دين الدولة. ومعنى احلكومية ومؤسساتها بأجهزتها الدولة أن أي الشعب دين اإلسالم يكون أن علمانية ، وليس للتشريعات واألحكام اإلسالمية صفة آمرة يف الدولة فإن شاءت أخذت بها وإن شاءت تركتها ، كما أن من مقتضيات ذلك أن ال تتحرك الدولة ملعاجلة أي قضايا داخلية أو خارجية على أساس من الدين ، ويف هذا تطبيق جلي


110

لرغبة الدول الغربية يف تهميش الشريعة اإلسالمية يف الدول املسلمة لتتمكن من االستمرار يف استغالهلا كما بينا يف اإلطار النظري هلذه الدراسة واليت تناولت

بعمق السياسات الغربية.

وكتب باخمرمه يف مقاله حتت عنوان » نداء عاجل لكل مسلم ميين « ، قال فيه اليوم ...هذا الوطين احلوار مؤمتر يف الدولة بناء فريق أعضاء غالبية اختذ »لقد أسوأ قرار تارخيي ستحاسبهم عليه األجيال ، ... حيث احنازوا اىل تنحية أن تكون الشريعة اإلسالمية هي مصدر التشريعات مجيعا، وجعلها املصدر الرئيس وبالتالي إشراك مصادر فرعية أخرى اىل جانبها لتكون أيضا مصادر للتشريع، وهذا ما تدل عليه لفظة )رئيس( بإمكان وجود مصادر فرعية أخرى «، وقال : » وهلذا فإني أوجه ندائي أوال اىل العلماء والدعاة واخلطباء، أن يقوموا بواجبهم يف إنكار هذا املنكر العظيم ، وأن يقوموا بواجبهم يف توعية الشعب إىل خطورة ما يراد به من هدم الوسائل بكافة عنها الدفاع يف بدورهم يقوموا وأن ... ربهم وشريعة لدينهم من تقم مل 011)م[ ]ثورة الثورة هذه فإن « قائال وأكد » املشروعة واألساليب أجل اإلطاحة بالشرعية اإلسالمية، وإمنا من أجل اإلطاحة بالظلم والفساد والذي من اسبابه عدم تطبيق الشريعة اإلسالمية، ... « وأضاف: » إن هذا القرار يكرس الشرك باهلل ويشرعنه؛ ألن مقتضى كلمة التوحيد » ال اله إال اهلل « أال يكون حاكما وال مشرعا إال باهلل كما قال تعاىل: إن احلكم إال هلل أمر أال تعبدوا إال إياه ذلك

ين القيم ولكن أكثر الناس ال يعلمون )يوسف: 40( )1( الد

)1( فتوى تكفريية من داخل مؤمتر احلوار ، موقع مينات األحد 1) يوليو )01)م على الرابط : http://www.yemenat.net/news37540.html


111

كان ملقال باخمرمه وقع شديد األثر على أعضاء فريق بناء الدولة الذين صوتوا إذ خشى معظمهم ، التشريعات الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع أن تكون ضد من ردة فعل الشعب اليمين إذا ما فهم أن شريعته اإلسالمية يف خطر ، ووقفوا وقفة احتجاجية ثم تدارس الفريق مقال باخمرمة واعتربوه بيانا ينطوي على حكم تكفريي هلم ، ولقد إستنكر أعضاء مؤمتر احلوار هذا البيان وقامت هيئة رئاسة قرررت أن بعد » اإلستجواب « االنضباط جلنة اىل باخمرمه بإحالة احلوار مؤمتر ا صدر منه ، وذلك بناء توقيفه من حضور اجللسات وطالبوه باالعتذار اخلطي عمرعلى ضوابط احلوار اليت متنع أعضاء احلوار من القيام مبثل ما قام به باخمرمة.)1( ودافع باخمرمة عن وجهة نظرة نافيا أن يكون قد كفر شخصا أو أشخاصا بعينهم فقال يف مقال مطول له » احلكم الشرعي الذي تضمنه املقال وهو عدم جواز اختاذ شريك هلل يف احلكم والتشريع، وبالتالي فإن الذي يقتضيه اإلميان أن تكون شريعة اهلل -اليت هي اإلسالم- املصدر الوحيد للتشريع، وعليه فجعل الشريعة مصدر رئيس يعين إشراك مصادر أخرى معها للتشريع يتنافى مع مثل قوله تعاىل: إن احلكم إال هلل . فهذا احلكم هو حكم جمررد ال عالقة له بتكفري شخص بعينه، ... ومطالبيت باالعتذار عن بيان هذا احلكم الشرعي ال أعتقد أنه مناسب؛ ألنين ال أملك أصال حق هذا االعتذار؛ ألن احلكم الشرعي هو حكم اهلل، ومن جيرؤ على االعتذار عن حكم اهلل؟! إمنا يف مثل هذا تتم فيه املناقشة العلمية املبنية على األدلة الشرعية؛ فإن كان أحد يرى أنين خمطئ يف هذا احلكم يبنير لي ذلك باألدلة وفهم

)1( على خلفية فتاوي التكفري : رئاسة احلوار متدد توقيف باخمرمه االربعاء 1) يوليو )01) ، حشد نت : http://www.hshd.net/news23630.html


112

علماء األمة، وأنا مستعدر للرتاجع عن اخلطأ إذا تبني لي. «)1(

ولقد كان للنداء الذي وجهه باخمرمة أثر بالغ على الكثري من اليمنيني وعلى رأسهم الشيخ عبد اجمليد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن ، والذي وجه كلمة للشعب اليمين باسم » بيان عاجل « كشف فيها للشعب عن خطورة ما يقوم به مؤمتر احلوار على الشريعة اإلسالمية يف البالد ، وأكد أن أعضاء مؤمتر احلوار ال ميثلون الشعب متثيال حقيقا وأنه مت إقصاء العلماء واملشايخ وغريهم من الفئات املؤثرة يف الشعب اليمين ، وشرح من الناحية الشرعية حرمة ما يقوم به أعضاء مؤمتر احلوار مؤكدا املعاني الشرعية اليت ذهب إليها باخمرمة يف بيانه ، كما بنير ، حبكم خربته السابقة ، كيف يتم خداع الشعوب بعبارة الشريعة االسالمية املصدر اإلسالمية الشريعة لتصبح )199م الدستور يف يعدل ان قبل للتشريع الرئيس مصدر مجيع التشريعات ، قال بعد الوحدة يف العام 1990م كان الدستور اليمين ال يزال يقر بأن الشريعة اإلسالمية هي املصدر الرئيس للتشريع ، وكلمة الرئيس تضليل للمجتمع ، والدليل الذي ساقه الشيخ أنه طلب من جملس النواب ، قبل أن يعدل الدستور يف العام )199م ، أثناء نقاش امليزانية اعتماد 00) مليون ريال لتمويل مصنع اخلمر ، وعندما اعرتض النواب وقالوا ال جيوز فاملصدر الرئيس للتشريع هو الشريعة اإلسالمية وهي حترم اخلمر ، فرد عليهم رئيس جملس النواب أخرى ميكن الرئيس وهناك مصادر املصدر الشريعة اإلسالمية نعم لكن قائال االعتماد عليها يف مترير هذه امليزانية ،وجه الشيخ الزنداني نداء ألبناء الشعب

)1( أنظر مقال كمال باخمرمة بعنوان » توضيح ملا أشكل يف مقالة نداء عاجل لكل مسلم ميين « ، 0) يوليو )01)م ، املوقع الرمسي إلحتاد الرشاد اليمين ، على الرابط :

http://alrshad.net/?p=4096%E2%80%9D


113

الدين وضد مؤامرة ضد إنها إعتربوا يدور يف مصر مما إعتربوا فيه قال اليمين الشعوب وضد حكامها الصادقني ألنهم يريدون أن يفرضوا علينا حكاما عمالء ... وحنن يسعنا اآلن ان نعلن كلمة ونقول ال وأن نعرب عن ذلك يرتاحون هلم بكل صور التعبري يف مهرجانات يف اجتماعات يف وقفات يف برقيات يف اتصاالت تلفونية نقول للذين يسلكون هذا الطريق ويسريون يف هذا الطريق حنن نرفض هذا ونأبى ذلك ولن نقبله ولن يقبله شعبنا أبدا ليعلم كل متآمر يتآمر على ديننا وعلى شريعتنا وعلى إسالمنا أن اهلل سيعاقبه ثم إن الشعب اليمين سيتصدى له

وينتصر لدينه.. «)1(.

كان لبيان الشيخ الزنداني أثر كبري على فعاليات مؤمتر احلوا ، وخوفا من تأثري هيئة رئاسة قامت ، منه املطلوبة واملخرجات املؤمتر مسار على العلماء بيانات القيادي حبزب قرأه بيان بإصدار الزنداني الشيخ بيان على بالرد احلوار مؤمتر اإلصالح حممد قحطان تدين فيه ما أمسته »الدعوات التكفريية ضد أعضاء مؤمتر مؤمتر احلوار الشامل « وقال البيان » إن هيئة الرئاسة نيابة عن مؤمتر احلوار الشامل تدين هذه البيانات التحريضية وتطالب بإحالة املعنيني للمحاكمة «. وتؤكد أن »اإلسالم واهلوية العربية واإلسالمية للدولة واجملتمع ليستا قضية خالفية مطروحة أنها قد أنها قضية من قضايا مؤمتر احلوار وبالرغم من بالرغم من للنقاش«))( وضعت للتصويت ، كما بيرنا أعاله ، كما أنر فريق بناء الدولة يف بيان له بتاريخ

)1( بيان عاجل للشيخ عبد اجمليد الزنداني على موقع اليوتيوب على الرابط : https://www.youtube.com/watch?v=3D-UhGIKJZI

))( شاهد واستمع إىل نص البيان على الرابط : https://www.youtube.com/watch?v=Rb0aS4-mYt8


114

)) يوليو )01)م قال : » لقد ناقش الفريق، حمور هوية الدولة، مبختلف مفرداته، وتوافق مجيع األعضاء على أغلب هذه املفردات: اسم الدولة ـ اللغة الرمسية ـ

االنتماء العربي واإلسالمي... « )1(

الذي احلوار مؤمتر رئاسة هيئة لبيان كان لقد نقاش، من دار ا عمر وبعيدا أصدرت بيانها -بعد أن عقدت جلسة برئاسة حممد قحطان القيادي يف اإلصالح يطالب بها مبحاكمة العلماء -وقعا خاصا على الشارع اليمين ، إذ أنر البيان الذي أحد الزنداني الشيخ رأسهم وعلى العلماء ه ضد وجر قحطان أيضا حممد قرأه كبار العلماء املؤسسني حلزب اإلصالح وللحركة اإلسالمية يف اليمن ، وظهر من املوقف الرمسي حلزب اإلصالح أن قياداته السياسية على خالف عميق مع هيئة علماء اليمن وأنهم مصرون على املضي يف طريق مؤمتر احلوار حتت اإلشراف األجنيب الذي يهدف إىل تهميش الشريعة اإلسالمية ، ويعد ذلك جناحا منقطع ويبدو الداخل. احلركات اإلسالمية وضربها من الغربية جتاه للسياسات النظري أنر هذه املواقف وغريها تقابل باالرتياح الشديد من الواليات املتحدة األمريكية والدول الغربية ، ولقد عربر وبكل وضوح سفري الواليات املتحدة االمريكية يف مؤمتر ملواقف اإلصالح يف املتحدة الواليات فايرستاين عن رضا اليمن جريالد احلوار ، إذ أشاد يف مؤمتر صحفي حبزب اإلصالح وقال إنه حزب يستحق الكثري من التقدير ملواقفه املرنة جتاه األحداث يف اليمن .وقال أن التجمع اليمين لإلصالح

)1( أنظر ، بناء الدولة يتوافق على القائمة النسبية،، ويقر )الكوتا( للنساء كمادة دستورية، ويصدر بيانا ضد البيانات التكفريية، وكالة األنباء اليمنية سبأ ، )) يوليو )01)م، على الرابط :

http://www.sabanews.net/ar/print318548.htm


115

لعب دورا إجيابيا خالل املرحلة االنتقالية ويف مؤمتر احلوار « .)1(

املبحث الرابع : احلوار والق�صية اجلنوبية ، موؤامرة اأم حل !

مؤمتر أن جناح ، وهي نقطة جوهرية اإلعالم على ركزر احلوار مؤمتر بدء مع حبل وثيقا ارتباطا مرتبط األهلية واحلرب الدمار ويالت البالد وجتنيب احلوار اجلنوبية القضية هي لليمن واألساسية األوىل القضية وأن ، اجلنوبية القضية وال سلم وال استقرار لليمن بدون حلر القضية اجلنوبية ، ورد هذا على لسان رئيس الدولة وقادة األحزاب والقوى السياسية ، وتردد يف خمتلف وسائل اإلعالم ، وأثبتته وثائق اللجة الفنية للحوار الوطين ، إذ وضعت القضية اجلنوبية على رأس القضايا اليت سيناقشها املتحاورون ، وهكذا شكل اإلعالم قناعة لدى قطاع واسع من السياسيني واملهتمني بأن مشكلة اليمن األوىل هي القضية اجلنوبية ، ومل يكن ذلك إال عمال مقصودا وفق اسرتاتيجية ممنهجة لتهيئة الرأي العام لتقبل ، ثم يفرض على كل ما سيوضع على طاولة احلوار من انتهاك لوحدة بالدهم الشعب باسم حلر القضية اجلنوبية ، إىل درجة أن الرأي القائل بأن القضية مينية وليست جنوبية قد مت تغييبه ، فالشعب كل الشعب ، تعرض ملظامل من سلطة ال تلتزم بدستور وال بقانون ، وأن املسألة ليست مسألة متييز بني الشمال واجلنوب بل مشكلة شعب واحد يتعرض للظلم من سلطة الفرد أو جمموعة حاكمة مستبدة بالدولة ومقدرراتها ، هذا الرأي مل ير النور مهما حشد من أدلة ، فليس له مكان

)1( أنظر ، السفري األمريكي يشن هجوما على علي سامل البيض ويشيد حبزب اإلصالح ومواقفه الوطنية جتاه األحداث ، موقع مأرب برس األحد 5) أغسطس )01)م :

http://www.marebpress.net/news_details.php?sid=59120


116

لدى املتحاورين ، بل إن أصحاب هذا الرأي يقعون حتت طائلة اإلرهاب الفكري واإلعالمي ، فيحال بينهم وبني الرأي العام ، ويشعرون أن آراءهم ال تعدو أن تكون جمرد زوبعة يف فنجان ، وهذا كان نتيجة طبيعية التفاق القوى السياسية اليت متلك وسائل اإلعالم اجلماهريي على تهميش الرأي املعارض وعزله عن الشعب، كما أوضحنا سابقا عند تناولنا اتفاق مجيع القوى السياسية بالتزام اسرتاتيجية إعالمية موحدة ، ختدم وترورج للحوار الوطين وقضاياه ، وفقا ملا قررته اللجنة الفنية

يف خطتها اإلعالمية ، يف عملية تضليل صرحية وممنهجة للرأي العام .

ومن املهم أن ننوه إىل أن مراكز علمية وحبثية كانت قد عقدت عددا من الندوات وبينت ، » اجلنوبية القضية « حل وثيقة ملناقشة ، النقاشية واحللقات العلمية خماطرها على وحدة البالد وأمنها واستقرارها ، ولعل أبرز تلك احللقات النقاشية والندوات حلقة نقاشية عقدها مركز البحوث للدراسات السياسية واإلسرتاتيجية يف تاريخ 1) ديسمرب )01)م حتت عنوان » وثيقة حل القضية اجلنوبية ، مضامينها ومآالتها اخلطرية « ، ضمت عددا من اخلرباء والسياسيني وعددا من أعضاء جملس النواب ، أكد اخلرباء فيها ، وفقا لدراسات علمية ، خماطر هذه الوثيقة على البالد، للرأي وقائعها ينقل ومل النقاشية احللقة هذه غيرب اجلماهريي اإلعالم أن إالر العام،)1( حلقة نقاشية أخرى عقدها قسم العلوم السياسية جبامعة صنعاء أمساها » وثيقة بن عمر حلل القضية اجلنوبية « ، أكد فيها معظم احلاضرين على خطورة

)1( انظر تقرير نشر على موقع نشوان ييوز ، حممد مصطفى العمراني ، )يف حلقة نقاشية ساخنة ، أكادمييون وسياسيون ليدعون لرفض وثيقة بن عمر ويوضحون مآالتها وتداعياتها اخلطرية ( ، السبت 4 يناير 014)م

، على الرابط : http://nashwannews.com/popup.php?action=printnews&id=30314


117

مضامني هذه الوثيقة وأن سلبياتها ومآالتها خطرية جدا على أمن واستقرار ووحدة اليمن ، ومع ذلك ، ما نقله اإلعالم عن احللقة النقاشية خمالف بشكل كبري ملا دار فيها ، إذ قدرمها بشكل إجيابي مقلال من حدة اإلنتقادات اليت وجهت للوثيقة من قبل األكادمييني املشاركني يف احللقة النقاشية ، بل إن اإلعالم تعمد اخفاء عنوان احللقة النقاشية اليت أمستها » وثيقة ابن عمر حلل القضية اجلنوبية « يف إشارة إىل دور املبعوث األممي مجال بن عمر يف فرض حلول أجنبية وفقا للوثيقة اليت تقدم بها للمكونات السياسية وطالب بالتوقيع عليها كما هي ، وهذا التضليل اإلعالمي مت

حتى تكتمل عملية التضليل على الرأي العام)1( .

فر�س وثيقة حل الق�صية اجلنوبية

لقد مت وضع ما مسي باحللول للقضية اجلنوبية يف وثيقة اشتهرت إعالميا باسم وثيقة بن عمر ، الرتباطها باسم مبعوث األمم املتحدة مجال بن عمر ، الذي كان له الدور األساس يف وضعها ومتريرها من مجيع القوى السياسية ، وأصبحت هذه الوثيقة من خمرجات مؤمتر احلوار ، بعد أن مرت مبراحل عدة أشبه ما تكون بوالدة متعسرة ، حتى أن عملية إقرارها خالف كل القواعد واآلليات املنظمة لعمل مؤمتر احلوار ، فمن املعروف أن الشعب اليمين أختزلت إرادته باللجنة الفنية للحوار الوطين اليت فرضت قواعد وآليات غري معربة عن إرادة الشعب كما بينا سابقا ، ومع ذلك ، ونظرا ملا حتتويه الوثيقة من بنود خطرية ، مل يتم التمكن من مترير

)1( أنظر سبأ نت وكالة األنباء اليمنية سبأ ، )حلقة نقاشية جبامعة صنعاء الستقراء وثيقة احللول والضمانات للقضية اجلنوبية( ) يناير 014)م ، على الرابط :

http://www.sabanews.net/ar/news336835.htm-


118

حمتوياتها عرب تلك القواعد واآلليات ، ولذا مت نزع ملف القضية اجلنوبية من فريق القضية اجلنوبية يف مؤمتر احلوار وهو الفريق املخول بوضع احللول وفقا لقواعد

وآليات مؤمتر احلوار ، ومت تقديم امللف إىل فريق )8+8( ، 8 مشاليني و 8 جنوبيني.

وهو الفريق الذي مت استحداثه دون أن يكون له وجود وفق النظام األساسي ملؤمتر احلوار)1(.لقد عربر عن تلك املخالفة الصرحية بكل وضوح رئيس احتاد حزب الرشاد اليمين املشارك يف مؤمتر احلوار الدكتور حممد بن موسى العامري وقال : » لقدا تفاجأنا باختطاف قرارات وقضايا مؤمتر احلوار إىل سراديب بعض القوى السياسية وهو يف تعد صارخ وخرق جلي للنظام األساسي ومبادئه اليت تنص على التمثيل الشامل والشفافية وقد جتلى ذلك من خالل تشكيل جلنة مصغرة لتقرير مصري القضية اجلنوبية. » وأضاف العامري » أنه مت تشكيل هذه اللجنة بغري تصويت أو توافق من الفريق نفسه وأقصي من ذلك حنو 4) عضوا من الفريق إطار خارج من الفريق أعضاء بعض يستبدل أن واالفضح ذلك من واألدهى

القضية اجلنوبية «))(

باللجنة تعرف باتت واليت 8+8 جلنة تتوصل مل ، سبق ما كل عن ورغما املصغرة حلل القضية اجلنوبية التفاق ، إال بعد أن جاء املبعوث األممي مجال بن عمر ،

)1( ملزيد من املعلومات حول هذا األمر انظر مقال عبد الناصر املودع ، وثيقة بن عمر !! ساقطة قانونيا ، غري ممكنة سياسيا، رديئة إخراجا ، ) يناير 014)م املصدر أون الين على الرابط :

http://almasdaronline.com/article/53340

))( أنظر املوقع الرمسي إلحتاد الرشاد اليمين ، العامري هناك اختطاف للقضية اجلنوبية حزب الرشاد يستنكر تشكيل اللجنة املصغرة )8+8( ويعتربها خرق للحوار ، 11 سبتمرب )01)م ، على الرابط :

http://alrshad.net/?p=4420


119

وحبسب تصرحيات أمحد الكحالني أحد أعضاء اللجنة املصغرة ممثل املؤمتر الشعيب العام وهو احلزب الذي عارض وثيقة القضية اجلنوبية بشدة ورفض التوقيع عليها ، إال بعد شروط اضيفت إىل خمرجات مؤمتر احلوار ، صرح الكحالني قائال إن الوثيقة ليست وثيقة مينية وأن أعضاء اللجنة تفاجأوا جبمال بن عمر يسلمهم وثيقة ويطلب منهم التوقيع عليها خالل 4) ساعة ، قائال أنه مل ميهلنا وقتا كافيا حتى لقراءتها)1( ، وهكذا مت فرض حلول ال متت للشعب اليمين وإرادته بصلة ،

فما هي تلك احللول ؟!!

احللول املقدمة يف الوثيقة املفرو�صة

�صرعية اجنبية للدولة وحكم ل ي�صتند لالإرادة ال�صعبية

ا حلق باجلنوب من ظلم ثم طالبت بتنفيذ النقاط ابتدأت الوثيقة باالعتذار عمرالعشرين اليت بيرناها سابقا ، واليت احتوت على مطالب ال متت للشعب اليمين ومصاحله بصلة ، ثم أشارت إىل ضرورة إزالة املظامل وفقا ملبادئ العدالة االنتقالية وجتعلها الدولة سيادة على تقضي مطالب على وحتتوي ، سابقا ناقشناها اليت مستباحة للتدخل الدولي ، ثم أقرت االلتزام مبجموعة من املبادئ ، وكانت هذه ، ويبدأ املبادئ قد صيغت بعناية فائقة لتضمن إقرار واقع جديد على اليمنيني أن يقضي « ، للدولة أقر دستورا جديدا والذي مبادئها مبدأ من أول مع ذلك أساس اإلنسان حلقوق الدولية املعايري أعلى والتزام واملساواة الشعبية اإلرادة

)1( تصرحيات الكحالني هذه كانت يف حوار علين بني بعض املمثلني للقوى املشاركة يف احلوار يف منزل عضو مؤمتر احلوار الدكتور منصور عزيز الزنداني ونقلتها اجلزيرة مباشر ، وكنت أنا )الباحث( قد دعيت

حلضور هذا اللقاء ودونت هذه املعلومة .


120

سلطة وشرعية الدولة «)1( ، وبهذا تقر الوثيقة أن أحد األسس الرئيسية للشرعية املعايري الدولية حلقوق اإلنسان ، ومن املعلوم أن تلك املعايري بنيت على أساس اجملتمعات يتناسب مع هوية مبا اإلنسان ملفهوم حقوق والثقايف القيمي التصور ما وفق « يتم ذلك أن أيضا املبدأ ذلك وأقرر ، املسلمة العربية وليس الغربية تقتضيه الدميقراطية التمثيلية والتشاركية والتداولية لضمان التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة. « وإقحام مصطلحي التمثيلية والتشاركية وإضافتهما إىل مبدأ التداول السلمي للسلطة ليس إال خرقا جلوهر الدميقراطية القائمة على مبدأ التمثيل الشعيب ، وفرضا إلرادة أقلية مستنبته يف اجملتمع على الشعب اليمين

، ومتكينها من السلطة واملشاركة فيها وممارستها دون احلاجة إلرادة شعبية.

تسلط من حتميها قوانني وجود يف األقليات حق بني نفرق أن علينا وهنا ما ، وهذا العيش بشكل طبيعي يف اجملتمع لتتمكن من األغلبية وتقر حقوقها توفره القوانني اليمنية املستندة إىل أحكام الشريعة اإلسالمية وفقا ملواد الدستور القائم ، وبني متكينها من السلطة وممارستها دون شرعية شعبية ورغما عن إرادة الشعب اليمين ، ألن ذلك سيخلق شعورا باالضطهاد لدى األغلبية السكانية يف الدولة ، وهذا مما ال يساعد على استقرار اجملتمع البته ، كما أن تلك األقلية ال تستطيع البقاء إال باالستناد إىل القوى األجنبية اليت استنبتتها يف اليمن لتجعل منها مطية للسيطرة على الدولة ومقدراتها كما هو معروف يف السياسة الدولية ، وكما اتضح لنا من االطار النظري هلذه الدراسة والذي تعرض لدور الدول الكربى يف )1( أنظر، القضية اجلنوبية احللول والضمانات ، سلسلة كتيبات مؤمتر احلوار )6( ص )11( ، مؤمتر مؤمتر

احلوار الشامل ، على الرابط : : http://www.ndc.ye/ndcdoc/book_six.pdf


121

خلق االنقسامات داخل اجملتمعات يف الدول الضعيفة الستمرار السيطرة عليها .

اقرار �صيغة جديدة من الفدرالية تق�صم اليمن اإىل اأقاليم متنازعة

أقرت الوثيقة حتويل اليمن من نظام الدولة البسيطة إىل نظام الدولة االحتادية تهيئ اليت اخلطرية القانونية البنود من الكثري واحتوت ، أقاليم إىل وتقسيمه اليمن للصراع والتفتيت يف املستقبل ، فتقسيم اليمن إىل أقاليم ال يتناسب مع اليمن كدولة موحدة بسيطة ال حتتمل تطبيق نظام فدرالي لكلفته الباهظة ولعدم أو األعراق أو الديانات كاختالف االقاليم نظام لتطبيق العلمية املعايري توفر األلسنة ، فالشعب اليمين مسلم عربي العرق واللسان ، ويكاد جيمع األكادمييون مقدمني ، لليمن األنسب البسيطة هو الدولة نظام أن اليمنيون على واخلرباء أدلة علمية واضحة بعيدة عن األهواء والصراعات السياسية والتأثريات اخلارجية الوضع متابعي الكثريين من يكاد يغيب على ، وما القرار على عملية صناعة اليمين ، أن الفدرالية املطروحة يف مؤمتر احلوار ليست فدرالية على غرار األنظمة الفدرالية املعروفة ، وإمنا هي نظام ليس له من الفدرالية إال االسم بينما حيتوي على الكثري من البنود اليت تعد البالد للتمزيق والصراع)1( ، فعلى سبيل املثال ، احتوت وثيقة حل القضية اجلنوبية نصوصا تفتح الباب للصراعات السياسية

الواسعة يف البالد ، فقد ورد يف الوثيقة أن :

» املــوارد الطبيعيــة ملــك الشــعب فــي اليمــن. تكــون إدارة وتنميــة

)1( ملزيد من التوضيح أنظر » سياسيون وأكادمييون ل-الثورة- : املشكلة اليمنية ال تكمن يف نظام الدولة بل يف ضعفها ، استطالع رأي ، صفوان الفائشي ، 0) أبريل )01)م ، صحيفة الثورة الرمسية على الرابط :

http://www.althawranews.net/portal/news-41827.htm


122

املـوارد الطبيعيـة، منهـا النفط والغاز، ومبا فيها منح عقود االستكشاف والتطويـر، مــن مســؤولية الســلطات فــي الواليات املنتجــة بالتشــارك مــع السلطات فـي األقاليم والسـلطة اإلحتادية ، وفــق مــا ينص عليــه قانــون احتادي ومبوجـب القانـون نفســه، يكـون تنظيــم عقــود اخلدمات احمللية مـن مسـؤولية السـلطات

فــي الوالية املنتجــة بالتنسـيق مــع اإلقليم. «)1(

املركزية احلكومة بني املستقبل يف واسع صراع باب سيفتح النص وهذا وحكومات األقاليم ، اليت ستسعى إىل االستئثار بأكرب قدر من الثروة مما يدفعها إىل االستعانة بالشركات والدول األجنبية لفرض أمر واقع على احلكومة املركزية مة يف الثروة ، ، والشركات الكربى ستعرف متاما كيف تصبح شريكة ، بل متحكرخلدمة مصاحل دوهلا ، متاما كما حيدث يف كردستان العراق . ولدعم ما سبق احتوت الوثيقة على نص خطري يفتح الباب للصراع ويهيئ لشرعنة ذلك الصراع ، فلقد

نصت وثيقة حل القضية اجلنوبية على أن :

» الشعب حر يف تقرير مكانته السياسية وحر يف السعي السلمي إىل حتقيق منوه االقتصادي واالجتماعي والثقايف عرب مؤسسات احلكم على كل مستوى ، وفق ما ينص عليه العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق

االقتصادية واالجتماعية والثقافية اللذين وقعهما اليمن وصادق عليهما «))(

وعلى أساس ما سبق مت استخدام عبارة قانونية دقيقة يف وثيقة القضية اجلنوبية )1( أنظر سلسة كتيبات مؤمتر احلوار )6( القضية اجلنوبية احللول والضمانات ، مؤمتر مؤمتر احلوار الشامل

، ص )1، الوثيقة على الرابط : http://www.ndc.ye/ndcdoc/book_six.pdf

))( نفس املرجع ص 11.


123

إقرار اليمين وذلك « وليس الشعب اليمن » الشعب يف اذ تكرر فيها عبارة ،أعاله االقتباس القانونية يف التهيئة أن كما ، به اخلاص إقليم شعبه لكل بأن تتحدث عن مؤسسات احلكم على كل مستوى ، وبالتالي يكون االحتجاج باسم كل شعب يف كل مستوى من مستويات احلكم ، ووفقا ملا ورد يف العهد الدولي للحقوق السياسية واالقتصادية من احلق بتقرير املصري لكل شعب ، واحلق يف استغالل الثروة حق قانوني وفقا للقانون الدولي ، وهذه التهيئة القانونية ليست حلوال بقدر ما هي عوامل مشجعة على النزاعات بني األقاليم واحلكومة املركزية ، خاصة وأن األقاليم اليمنية املقرتحة قد مت تقسيمها على أسس هويات خمتلفة وأقاليم متفاوته من حيث الثروة والسكان حبيث أن األقاليم الثرية واألقل سكانا حصلت على معظم الثروة واألرض ، واألقاليم ذات الكثافة السكانية حصلت لصراعات يؤسس مما ، الحقا سيتضح كما ، واألرض الثروة من القليل على إال منها يستفيد ولن ،)PROTRACTED CONFLICTS( مطولة مستقبلية ، فتستغل الغنية وقليلة السكان الشركات الكربى اليت ستسيطر على األقاليم

الثروات وعائد اخلدمات.

، أن وثيقة حل القضية اجلنوبية احتوت على ما هو وما يؤكد ما ورد أعاله أخطر من كل ما سبق ، فلم متنح حقوقا سياسية لكل اليمنيني املقيمني يف األقاليم

اليمنية ، بل نصت على أن :

وطنية جنسية إىل اإلقليمي، موطنهم كان مهما الشعب، أبناء مجيع »ينتمي واحدة، وهم متساوون يف احلقوق والواجبات. ولكل مواطن ميين، من دون متييز، حق اإلقامة والتملرك والتجارة والعمل أو أير مساع شخصية قانونية أخرى، يف


124

أير والية أو إقليم من الدولة االحتادية. «)1(

الدولة وحدة مع منسجما األوىل للوهلة يبدو النص هذا أن من وبالرغم منح فلقد قانوني خطري معنى على حيتوي لكنه ، وتساويهم املواطنني وحقوق يقر ومل ، بلدهم والعمل يف والتجارة والتملك اإلقامة اليمنيني حق املواطنني حقهم يف احلقوق السياسية كحق الرتشيح او االنتخاب يف األقاليم اليت يقيمون بها ، إذ مل متنح احلقوق السياسية إال ألبناء اإلقليم نفسه ، وهذا مل يغيب عن بعض املتحاورين ومنهم من رفض التوقيع على الوثيقة بهذه الصيغة وأكد على أنها » تؤسس خلالفات داخلية عميقة يف اليمن حول بناء الدولة، وتكرس مبدأ اهلويتني داخل الدولة الواحدة «))( ، ومت رفض النص على احلقوق السياسية لكل املقيمني يف كل إقليم ، وصدرت الوثيقة على هذا النحو رغم اخلالفات العميقة ، فاللجنة الفنية اليت حتدثنا عنها سابقا ، كانت قد هيئت معايري مؤمتر احلوار حبيث ال يكون ألي مكون قدرة حقيقة على رفض أو إعاقة أي قرار ويكون املخرج بيد املبعوث األممي مجال بن عمر الذي مرر الوثيقة على هذا النحو ، بل وأكد نص الوثيقة على ان من حق املقيمني إىل جانب اإلقامة والعمل أي » مساع شخصية قانونية أخرى « إمعانا يف التأكيد على أن املساعي السياسية غري قانونية وال يتمتع بها إال أبناء اإلقليم دون غريهم من املقيمني اليمنيني الذين ال يتمتعون إال حبق اإلقامة والعمل ، وبهذا فإن ابناء اإلقليم هم من سيتولون السلطة التشريعية يف اإلقليم

)1( املرجع السابق ص )1. ))( أنظر وثيقة احللول تتحول إىل أزمة : أهم نقاط اخلالف حول اثارها املؤمتر واالشرتاكي والناصري ،

)املشهد اليمين ( االربعاء 5) ديسمرب )01)م http://www.almashhad-alyemeni.com/news33584.html


125

، وهم من سيحددون معايري اإلقامة والعمل واحلقوق والواجبات ، ولن يشاركهم يف ذلك املقيمون يف اإلقليم من غري أبناء اإلقليم لعدم متتعهم باحلقوق السياسية ، فمثلهم ، يف أحسن األحوال ، مثل املقيمني يف دول غري دوهلم بهدف العمل أو

االستثمار وحسب .

تر�صيخ الإنق�صامات على اأ�صا�س ت�صطريي

ثم أقرت الوثيقة أنه » خالل الدورة االنتخابية األوىل بعد تبين الدستور االحتادي ميثل اجلنوب بنسبة مخسني يف املائة يف كافة اهلياكل القيادية يف اهليئات التنفيذية والتشريعية والقضائية، «)1( وهكذا استوىل من إدعوا متثيلهم للجنوب على نصف وظائف الدولة القيادية علما بأن اجلنوب ال ميثل سوى 0)% من سكان اليمن قبل ، أما بعد الوحدة بعشرين سنة فال ميكن ألحد أن يدعي كم هي نسبة الوحدة الشماليني وكم هي نسبة اجلنوبيني ألن جيال جديدا قد نشأ ، وامتزج اليمنيون الشمال يف يقطنون كانوا الذين اليمنيني مع اجلنوب يف يقطنون كانوا الذين خاصة وأنهم شعب واحد وليس من إثنيات خمتلفة ، فلهم نفس العرق والدين واللسان ، وهكذا فإن املطالب املرفوعة باسم اجلنوب ليست سوى دعاوى مضللة ، ليتمكن من خالهلا ، عدد من السياسيني الذين ال حيظون جبماهريية شعبية ممن بتهم القوى الغربية كزعماء ملا تسميهم األقليات من الوصول إىل السلطة ، نصر، يتضح لنا جبالء جناح السياسة وبهذا ، ووفقا للمنهجية العلمية هلذه الدراسة اخلارجية للدول الغربية ، املتذرعة حبماية األقليات ، ومتكن من خلق البيئة املناسبة

الستمرار سيطرتها على الدول اهلشة مثل اليمن لتمرير مصاحلها الوطنية.

)1( نفس املرجع، ص ))1( .


126

أضف إىل ما سبق أنه وبدون دراسة علمية أو إحصاءات ، بل وبدون شرعية دستورية الختاذ أي قرار متعلق مبصري الشعب اليمين ، تقرر الوثيقة بأن » يكون اخلدمة يف والتدريب والتأهيل الشاغرة الوظائف شغل يف أولوية للجنوبيني املدنية والقوات املسلحة واألمن «)1( ، ومثل هذا من شأنه أن يثري الشحناء يف نفوس اليمنيني املنحدرين من احملافظات الشمالية ، وهم األغلبية ، ضد إخوانهم من اليمنيني املنحدرين من احملافظات اجلنوبية ، فكثري من املواطنني ااملنحدرين من احملافظات الشمالية ، يعانون من الفقر والبطالة وشظف العيش السيما يف مناطق تهامة ومعظم القبائل اليمنية ، وقد ضحوا وقاموا بثورة من أجل حتسني أوضاعهم ، ال من أجل ان يتم التمييز ضدهم ، وهذا ما يهيئ البالد للنزاعات

والتقسيم مستقبال .

منح حق النق�س لأقلية م�صتنبتة ل�صتمرار ال�صراع

النقض اجلنوبيني حق منح قبيل اجلنوبية على نصوص من الوثيقة احتوت تغيريها يف اليمنيون رغب وإن ، قائمة الوثيقة هذه حمتويات لتستمر )الفيتو( املستقبل، وهذا يعين أنه مت التهيئة القانونية لسيطرة األقليات املدعومة من الدول األجنبية الستمرار سيطرتها على الدولة ، إذ أن نصوص الوثيقة منحت السياسيني اجلنوبيني حق النقض ملا قد يقرره أي برملان يف املستقبل ، فلقد نصت وثيقة حل

القضية اجلنوبية على :

» عدم إمكانية إجراء تعديل يف الدستور خيص اجلنوب أو يغري شكل الدولة



127

إال عرب ضمان موافقة أغلبية ممثلي اجلنوب يف جملس النواب «)1(

وثيقة حل الق�صية اجلنوبية اأم وثيقة لحتالل اليمن ومتزيقه !

ورد كما » جديد دستور صياغة « على اإلصرار سبب جبالء يتضح وهكذا هذا على جديد دستور وفرض دستورها من الدولة جتريد أنر إذ ، الوثيقة يف النحو ال يشبه ، يف العادة ، إال ما حيدث عندما تقع دولة حتت االحتالل ، فيفرض احملتل دستورا ال يستند إىل مبادئ الشعب الواقع حتت االحتالل وثوابته ، وإمنا الدستور أن على الوثيقة مطلع ينص إذ ، وشروطه احملتل معايري على يستند اجلديد يقوم على أن » أساس سلطة وشرعية الدولة « هو » التزام أعلى املعايري الدولية حلقوق اإلنسان «، وفقا للتصورات الغربية للمفاهيم املندرجة حتت حقوق مكان فال ، اإلسالمية الشريعة أحكام مع منها الكثري يتصادم واليت اإلنسان لعقيدة الشعب وشريعته وقوانينه وثقافته ، كما حيدد هذا املبدأ شكل الدولة إذ يقرر أنها » احتادية « ، ليضع اللبنات األوىل لتقسيمها ، وينتهي هذا املبدأ بتقرير مل يعهده عامل السياسة من قبل ، إذ يقرر نوع الدميقراطية املتبعة يف هذه الدولة وهي »الدميقراطية التمثيلية والتشاركية والتداولية « أي أن السلطة ستكون جزء منها مبوجب االنتخابات )متثيلية( وجزء منها تشاركية ال عالقة لالنتخابات بها ، وجزء منها تداولي بغض النظر عن نتيجة االنتخابات وذلك حبسب نص الوثيقة لضمان » التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة « ، إذ أن أكثر القوى اليت جيء بها عرب الفكرة األمريكية حبسب تصرحيات السفري األمريكي وهي » احلوار الوطين الشامل « لن تتمكن من البقاء مع أول انتخابات ، فال شعبية تذكر هلا

)1( أنظر سلسة كتيبات مؤمتر احلوار )6( ، مرجع سابق، ص )1.


128

وحتى يضمن بقاؤها فالبد من التأكيد على » التشاركية « و «التداولية « خارج إطار نتائج االنتخابات ، فاألقليات املستنبتة ستحكم مبوجب اتفاق مسبق ال تؤثر عليه نتائج االنتخابات اليت تعكسها اإلرادة الشعبية ، وألن القوى األجنبية هي من هندس هذه الوثيقة ونصوصها ، فهي تطالب يف املبدأ العاشر منها على أن يفعرل مبدأ املساواة مبوجب نصوص دستورية ، » عرب سن تشريعات وإجراءات تتضمن اختاذ خطوات فعلية لتحقيق متثيل للنساء ال تقل نسبته عن ثالثني يف املائة يف اهلياكل القيادية واهليئات املنتخبة واخلدمة املدنية «)1( ، وبغض النظر عن مسألة فرض وجود املرأة فرضا يف مناصب الدولة دون االلتفات ملعيار الكفاية والكفاءة ، فالسؤال يف تولي الوظيفة العامة ، وهو االمر الذي ترفضه معظم دول العامل الذي يثور هنا هو ، ما عالقة مسألة فرض املرأة مبسألة حل القضية اجلنوبية ؟!! .

ومن األهداف الواضحة لوثيقة القضية اجلنوبية أنها تعمل على فرض نظام فدرالي هش هو أقرب يف حقيقته إىل نظام االحتاد التعاهدي )الكنفدرالي( الذي جيمع بني عدد من الدول املستقلة ذات السيادة من خالل جملس تنسيق تكون قراراته غري ملزمة ألعضائه من الدول املشاركة فيه ، ومما يؤكد ذلك أن املبدأ الرابع يف الوثيقة ينص على األتي : » حيدد الدستور يف الدولة االحتادية توزيع السلطات واملسؤوليات بوضوح، وال تتدخل السلطة املركزية يف صالحيات السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية واإلدارية ملستويات احلكم األخرى يف نطاق مسؤولياتها احلصرية، إال يف ظروف استثنائية ينص عليها الدستور والقانون، بهدف ضمان األمن اجلماعي

)1( نفس املرجع، ص ))1(.


129

واملعايري املشرتكة الرئيسة أو حلماية سلطة إقليمية من تدخل سلطة أخرى «)1( ، والقانون الذي تشري إليه الوثيقة سيعد من قبل جملس نواب يكون ملمثلي اجلنوب 50% من اعضاء اجمللس بغض النظر عن نسبة ابناء اجلنوب الذين ال ميثلون سوى 0)% من عدد السكان يف اليمن عند الوحدة يف العام 1990م ، وهكذا، وإن قبلنا بتلك النسبة ، فإن القوانني سرتاعي إرادة أقلية على حساب أغلبية ، وهكذا سيصبح التدخل للسلطة املركزية أمرا استثنائيا مثل الكوارث الطبيعية أو احلروب اليت قد تنشب بني الواليات بسبب الصراع على املوارد مثال، بهدف ابقاء احلال كما هو عليه ال بهدف املصلحة العامة والعليا لدولة واحدة، ويف حالة رغبة اجمللس تعديل فال ميكن النقض اجلنوب حبق باسم السياسيون فيتمتع القانون بتغيري القانون إال مبوافقة أغلبية اجلنوبيني املشاركني، وهذا خلل جوهري يف بنية الدولة. الفدرالية يف األصل الدولة إذا أن الفدرالية الدولة ما سبق خيالف اهم مبادئ تغلرب مصلحة الدولة ككل على مصلحة الواليات لتناقض بذلك الدول املركبة الدول مصلحة يغلب الذي ، التعاهدي االحتاد ، أو بالكنفدرالية تسمى اليت على مصلحة االحتاد ، ولذا أكدت وثيقة حل القضية اجلنوبية اليت جاء بها ابن عمر يف املبدأ السابع منها على األتي : » يتمتع كل مستوى من مستويات احلكم، املركز واإلقليم والوالية، بسلطة تنفيذية وتشريعية وإدارية ومالية مستقلة حيددها الدستور، مبا فيها سلطة مناسبة جلباية الضرائب. «))( وهذا يعطي مؤشرا واضحا السياسية سيكون التفاعالت وأن حمور املركزية حكومة هشة احلكومة ان على ممن وإمعانا ، املستقبل يف الدولة متزيق على يساعد مما والواليات األقاليم يف

)1( نفس املرجع. ص )11(.))( نفس املرجع، ص ))1(.


130

صاغ هذه الوثيقة يف جتزئة اليمن وباسم توزيع السلطة والثروة بشكل عادل ، فلقد نص املبدأ الثامن من مبادئ هذه الوثيقة ، كما بينا سابقا ، على أن » املوارد الطبيعية ملك الشعب يف اليمن، تكون إدارة وتنمية املوارد الطبيعية، منها النفط يف السلطات مسؤولية من والتطوير، االستكشاف عقود منح فيها ومبا والغاز، الواليات املنتجة بالتشارك مع السلطات يف اإلقليم والسلطة االحتادية « ، وهذا املبدأ جيعل االختصاص األصيل بيد الوالية وليس املركز وال حتى اإلقليم اللذان يقعان مبرتبة ادنى فاملسؤولية لسلطات الواليات املنتجة بنص الوثيقة ، ولذا أكد املبدأ بأن املوارد الطبيعية ليست ملك الشعب اليمين وإمنا ملك الشعب يف اليمن ، وقد بيرنا سابقا خطورة عبارة الشعب يف اليمن ، فكل والية هلا شعبها الذي منحته دون السياسية باحلقوق أبنائه واستئثار ثروته وتنمية تقرير مصريه الوثيقة حق

غريهم من املواطنني اليمنيني.

احلزب ال�صرتاكي يتحفظ على التق�صيم ، ما ال�صبب؟!!

الدولة ألقاليم النهائي اإلقرار رمسيا رفضه اليمين االشرتاكي احلزب أعلن االحتادية على أساس 6 أقاليم ، وقال يف بيان رمسي صادر عن احلزب ، إن ما مت ميثل ما بقدر اجلنوبية للقضية يقدم حال حقيقيا ، ال مفروضا سلفا كان إقراره هروبا من استحقاقات احلل العادل للقضية اجلنوبية ، واعادة استنباتها كمشكلة قبل ملا االستعمارية التجزئة واقع استحضار عرب ، جنوبية جنوبية- صراعية الثورة ، واالستقالل الوطين ، وقال ابو بكر باذيب األمني العام املساعد للحزب اإلشرتاكي اليمين ، » أنه عربر عن حتفظه كتابيا على خيار الستة األقاليم، متمسكا


131

خبيار األقليمني «)1(.

اثناء ، يزال وال ، االشرتاكي احلزب حتفظ ملاذا نفهم أن ميكننا ، سبق مما توقيعه على هذه الوثيقة على بند تقسيم اليمن إىل ستة أقاليم ، اثنان يف اجلنوب ، إقليم يف ، وإصراره على تقسيم اليمن إىل اقليمني فقط وأربعة يف الشمال الشمال وإقليم يف اجلنوب ، وهو األمر الذي مل حتسمه الوثيقة ، وذلك ألن احلزب اجلنوب يف منها اثنان اقاليم ستة إىل البالد تقسيم أن متاما يدرك االشرتاكي سيمزق الدولة اليت يريد أن يستعيد السيطرة عليها وهي دولة جنوب اليمن ، ولن يتمكن عندها من حتقيق حلم اإلنفصال الذي خاض من أجله حرب 1994م ، ألن هدفه احلقيقي ، والذي بات معلنا ، هو استعادة اجلنوب كدولة ال كدويالت ، وذلك ألنه يعلم متاما أن كل إقليم سيكون مستقال عن اإلقليم اآلخر وإن الرابطة بينهما ستكون رابطة هشة وأن احلكومة الفدرالية ستكون مبثابة جملس تنسيقي ليس له صالحيات حقيقية كتلك الصالحيات اليت تتمتع بها احلكومة املركزية يف األنظمة الفدرالية الرصينة كنظام الواليات املتحدة األمريكية ، ولذا حتفظ احلزب أن يريد ، ألنه اليمن تقسيم يتحفظ على اجلنوب ومل تقسيم اإلشرتاكي على يستقل باجلنوب وال يريد ألي إقليم يف اجلنوب ان يتمتع بصالحيات تقسم دولة

اجلنوب كما قسمت اليمن املوحد .

)1( أنظر وكالة خرب لألنباء ، االشرتاكي يعلن رمسيا رفضه لألقاليم ويتهم باذيب بالتمرد ، على الرابط : http://www.khabaragency.net/news10184.html


132

الدعوة للتدخل الأجنبي

ألن احللول املزعومة اليت قدمتها وثيقة القضية اجلنوبية ليس هلا عالقة مبصلحة الشعب اليمين وال تستند إىل شرعية شعبية ، فلقد طالب املتحاورون حتت عنوان فرعي )دور اجملتمع الدولي( بالتدخل اإلقليمي والدولي عرب املنظمات اإلقليمية ومنظمة األمم املتحدة لفرض هذا احلل على الشعب اليمين إذ جاء يف نص وثيقة ابن عمر ، » نطلب من جملس األمن وجملس التعاون لدول اخلليج العربية تبين

قرارات تدعم هذا االتفاق «.)1(

ثم أجربت الوثيقة القوى السياسية على إصدار ما أمسته التزاما رمسيا ضمن أدناه إميانهم وثقتهم الكاملني يف أن هذا املوقعون » يعلن : الوثيقة يقول بنود هذا أن نعتقد املشرتك، لفهمنا دقيقا وانعكاسا عادلة تسوية يتضمن االتفاق االتفاق يصب يف مصلحة الشعب اليمين، وعليه يلزم احرتام ودعم هذا االتفاق حبسن نية ونظرة مستقبلية، بهدف بناء دولة اليمن االحتادية الدميوقراطية اجلديدة

واحلفاظ على وحدتها وسيادتها واستقالهلا وسالمة أراضيها. «))(

احلقيقة أن لو كان هذا االتفاق اتفاقا حقيقيا بني ممثلي الشعب ، ملا تطلرب األمر استدعاء اخلارج ، لضمان تنفيذ بنوده ، ألن القوى السياسية ستعمل على تنفيذ بنوده تلقائيا لكنه اتفاق عقد حتت اشراف اجنيب وخرج بنتائج تطالب بالتدخل األجنيب ، وهكذا يتضح أن هذا االتفاق مل يأت إال لتدمري ثوابت الشعب اليمين اليمنية الساحة وتهيئة ، اليمنية السيادة ومصادرة األجنيب التدخل باب وفتح

)1( أنظر سلسلة كتيبات مؤمتر احلوار .. مرجع سابق ص ))1(.))( نفس املرجع ص )14(


133

للصراع واالقتتال الداخلي ، وهو ما شهدته الساحة السياسية اليمنية اثناء وبعد االنتهاء من مؤمتر احلوار الشامل.


134


135

الف�صل ال�صاد�س خمرجات موؤمتر احلوار)1)

تقدم )01)م مارس 18 يف انطلق الذي احلوار مؤمتر من أشهر عشرة )1(بعد

املتحاورون ، وعلى رأسهم رئيس الدولة بوثيقة نهائية ملخرجات احلوار والوطين وحتتوي هذه الوثيقة مع ملحقاتها على 50) صفحة تقريبا ، تضم موجهات دستورية وقانونية فرضت على الشعب اليمين فرضا ، منها تعهدات وضمانات بأن تتحول

هذه املوجهات إىل دستور جديد لليمن .

بطبيعة احلال ال ميكن مناقشة كل املخرجات ألن الكثري من نصوصها حيتوي على اجيابيات كثرية كاتفاق املتحاورين على نشر التعليم يف اليمن وعلى استقالل ونزاهة القضاء وعلى التنمية واالزدهار االقتصادي والكثري من احلقوق واحلريات النافذ الدستور عليه يف ومنصوصا موجودا كان كله وهذا ، املرغوبة السياسية لكننا ، وإقليمية دولية وفقا إلرادة السياسية القوى وانقلبت عليه الذي مجدته سنركز على النصوص اخلطرية اليت ستلحق باليمن وشعبه الكثري من الكوارث احلروب وستشعل واألمن االستقرار من حرمانه إىل ستؤدي واليت ، السياسية األهلية وتقسم البالد وتضيع شريعته وقوانينه اليت استقتها من أحكام الشريعة اإلسالمية ، وفقا للهوية اليمنية اليت ارتضاها افراد الشعب اليمين والتفوا حوهلا . ولقد مت ، الشامل الوطين للحوار النهائية والوثيقة مأخوذة من القادمة الفقرات اإلقتباسات يف )1( كل النهائية للحوار الوطين ، والوثيقة العلمية اقتباس حتري للدقة الفقرة والصفحة يف كل اإلشارة إىل رقم

منشورة على املوقع الرمسي للحوار الوطين الشامل على الرابط : http://www.ndc.ye/ndc_document.pdf


136

كما هو واضح فإن خمرجات مؤمتر احلوار الشامل يراد منها أن تكون هي املوجه احلاكم لصياغة دستور البالد، ومعلوم أن الدساتري تأتي معربة يف مجيع مضامينها عن هوية وعقيدة شعوبها ، ففي الشعوب اإلسالمية تكون دساتريها معربة عن هويتها اإلسالمية ، إذا أتيحت هلا فرصة صياغة تلك اهلوية يف قوالب دستورية ، ويف الشعوب غري املسلمة تأتي معربة عن هويتها ، أيرا كانت ، إذا ما كفل لتلك الشعوب صياغة دستورها حبرية ، ومع ذلك فإن كثريا من خمرجات مؤمتر احلوار قد تضمنت موجهات دستورية وقانونية وتوصيات استهدفت بشكل واضح أكثر ماله عالقة بالشريعة اإلسالمية باإللغاء أو االنتقاص ، وعملت على تقوية األجندة واملطالب األجنبية على حساب الثوابت اإلسالمية واملصاحل العليا للشعب اليمين ، األمر الذي سيكون له أثره على ثقافة اجملتمع اليمين السيما ثقافة األسرة اليمنية احملافظة ومفاهيمها وتصوراتها األخالقية ، فأسرع طريق إىل ضرب الثقافة ، مهما

كانت صلبة ، تغيري القوانني .

لقد جاءت خمرجات مؤمتر احلوار مبقررات ستتحول إىل قوانني تقسم اليمن وتفكك نسيجها االجتماعي ، وهذا من شأنه أن يدخل اليمن يف أتون صراعات مناطقية وطائفية إىل أن تستقر اليمن على أسس جديدة وثوابت جديدة ستسطرها ما املقررات من أن كما ، احملتملة واملسلحة العنيفة للصراعات نتيجة الدماء أدخلت البالد حتت الوصاية األجنبية ، وصادرت إرادة الشعب يف اختيار حكامه من كثري إىل باإلضافة ، للدولة واألمنية الدفاعية القدرات وأضعفت ، وممثليه لثوابت ومصاحل وانتهاكا واضحا تهديدا متثل اليت واملتغريات اخلطرية القضايا

الشعب اليمين ، واليت سنتناوهلا يف املباحث الالحقة.


137

املبحث الأول : تهمي�س ال�صريعة الإ�صالمية ونق�س حاكميتها

ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار _اليت احتوت عددا من املخرجات اليت توافق عليها من _عدد للحوار اخلتامية اجللسة يف إقرارها ومت ، الفرق أعضاء بها وتقدم املخرجات اليت تناقض ثوابت الشعب اليمين املقرة يف دستوره واملتعلقة بالشريعة رأسها وعلى السيادية ومؤسساتها الدولة وسيادة الوطنية والوحدة اإلسالمية

املؤسسة العسكرية واألمنية ، وسنناقش أهمها يف الفقرات التالية :

والتمكني الإ�صالمية ال�صريعة مكانة بتهمي�س املتعلقة املخرجات اأ)

للمبادئ والأ�ص�س الدولية ذات الأ�صا�س العلماين :

1- اإلغاء تفرد ال�رصيعة االإ�سالمية باملرجعية، واإلزام الدولة بالعمل بالت�رصيعات الدولية، وتعديل كل قانون حملي م�ستمد من ال�رصيعة يتعار�ش معها، ومن ذلك :

أ- ينص الدستور النافذ يف الباب األول منه يف املادة الثالثة على أن » الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع التشريعات « ، لكن املتحاورين يف مؤمتر احلوار توافقوا على حذف عبارة )مجيع التشريعات( من الدستور النافذ اليت تنص صراحة على تفررد الشريعة اإلسالمية باملرجعية ، وعدم إشراك أي مرجعية أخرى تعارضها ، ومت استبداهلا بعبارة )مصدر التشريع( بعد حذف كلمة )مجيع( كما ورد يف الوثيقة النهائية ملخرجات مؤمتر احلوار ، تقرير بناء الدولة الفقرة )9( ، الصفحة ))9( للتيار باب لفتح امللرحة الرغبة النحو يكشف عن تغيريها على هذا وتعمد ،العلماني ليتمكن من تغيري التشريعات اإلسالمية اليمنية ، وإخضاعها لإلرادة

الدولية اليت ترعاها منظمة األمم املتحدة كما سيتضح من الفقرة القادمة.


138

ب- إلزام الدولة بالعمل باالتفاقيات واملعاهدات الدولية كما ورد يف الوثيقة األسس من )7( الفقرة الدولة بناء تقرير ، احلوار مؤمتر ملخرجات النهائية السياسية يف الصفحة )87( ، اليت نصت على أن : » تلتزم الدولة العمل مبيثاقي األمم املتحدة واجلامعة العربية والعمل باإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان واملواثيق واملعاهدات الدولية وقواعد القانون الدولي اليت صادقت عليها السلطة التشريعية يف اليمن « ، وعلى سبيل املثال ، ال احلصر ، فإن دولة جنوب اليمن اليت كانت حتكم من قبل املاركسيني قبل الوحدة يف 1990م ، كانت قد صادقت على اتفاقيات ، ووفقا ألحكام الثبوت قطعية الداللة تصادم احكام الشريعة اإلسالمية قطعية اإلستخالف يف القانون الدولي فإن الدولة اجلديدة اليت نشأت عن الوحدة اليمنية ملزمة باالتفاقيات واملعاهدات الشارعة )اجلماعية( وإن متت قبل املتغري الطارئ عليها،)1( وهو يف احلالة اليمنية ، الوحدة بني شطري اليمن يف العام 1990م ونشوء القضاء على اتفاقية االتفاقيات ، ومن هذه اليمنية اجلمهورية دولة جديدة هي مجيع أشكال التمييز ضد املرأة املعروفة اختصارا بالسيداو )CEDAW(، وتتألف هذه االتفاقية من ثالثني مادة تشكل مدورنة دولية ملا يسمى حبقوق املرأة ، وهي تقرر املساواة املطلقة للمرأة بالرجل ، ويرتتب على ذلك حرمان املرأة املسلمة من ، من محل قيامها بدور األمومة احلقوق اليت كفلتها هلا الشريعة اإلسالمية نظري ورضاع وحضانة لألطفال ، وعفت الرجل من القيام مبسؤولية القوامة وواجبه يف اإلنفاق على األسرة. وكذلك ألغت مفهوم الزنا املعروف لدى األديان وبعض احلضارات ، يف الوقت الذي حررمت الزواج املبكر ودعت إىل حتديد النسل ، ولعل

)1( أنظر ، عبد الواحد الزنداني ، السري والقانون الدولي ، مرجع سباق ص 168.


139

أبرز ما جاء يف هذه االتفاقية املادة 16 اخلاصة بالتشريعات األسرية ، فهذه املادة تضم جمموعة بنود تعمل على مستوى )األحوال الشخصية(: زواج- طالق- قوامة- وصاية- والية- حقوق وواجبات الزوجني- حقوق األوالد، باختصار: كل ما ميس

األسرة كمؤسسة، ونظام قيم، ومنط حياة.)1(

فهذه املادة )16( ، اخلاصة باألسرة ، تدعو إىل منح املرأة والرجل نفس احلقوق على قدم املساواة يف عقد الزواج ، ويف أثنائه ، وعند فسخه ، وكذلك يف القوامة والوالية على األبناء ، وذلك يتعارض مع قاعدة ولي الزوجة عند عقد الزواج ، ومع املهر ، وقوامة الرجل على املرأة يف األسرة ، وتعدد الزوجات ، ومنع زواج املسلمة بغري املسلم ، وأحكام الطالق والعدة ، وعدة الوفاة ، وحضانة األوالد ، ففي كل تلك األمور شرع اإلسالم أحكاما للمرأة ختتلف عن مثيالتها للرجل. كما أن هذه املادة متثل منط احلياة الغربي ، وهي تتجاهل معتقدات شعوب العامل ،

ومنظوماتها القيمية ، وأنساقها اإلميانية. ))(

عند الدولية واملواثيق لالتفاقيات التطبيق يف واالأولوية الهيمنة جعل -2وطنية وقوانني ت�رصيعات اأي واإلغاء االإ�سالمية، ال�رصيعة اأحكام مع تعار�سها م�ستمدة من ال�رصيعة االإ�سالمية تتعار�ش مع االتفاقيات واملواثيق الدولية حتت

م�سمى املالءمة :

)1( أنظر اتفاقية القضاء على مجيع أشكال التمييز ضد املرأة ، املوقع الرمسي لألمم املتحدة على الرابط : http//:www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/text0360793/A.pdf

اللجنة موقع ، CEDAW املرأة التمييز ضد أشكال على مجيع القضاء التفاقية نقدية رؤية انظر )((اإلسالمية العاملية للمرأة والطفل .


140

فقد ورد يف الوثيقة النهائية ملخرجات مؤمتر احلوار يف الفقرة الـ )7( من فريق التنمية الشاملة الصـفحة )60)( ما يلي : )مراجعة وتقييم منظومة التشريعات مبادئ مع موائمتها على والعمل القضائية الرقابة والئحة الوطنية والقوانني الدولية واملتعلقة حبقوق اإلنسان املصادق عليها وقواعد االتفاقيات واملعاهدات من قبل بالدنا(، كما ورد ذلك أيضا يف ذات الوثيقة يف تقرير فريق بناء الدولة يف األسس السياسية صـفحة )87(: )وعليها، ]الدولة[ مالئمة كل القوانني مع هذه

املواثيق( .

وقواعد مبادئ مع يتناسب مبا _ الوطنية القوانني تعديل أن واحلقيقة املتحدة املقرة يف األمم الدولية واملتعلقة حبقوق اإلنسان االتفاقيات واملعاهدات وفقا للتصور املفاهيمي الغربي _ أمر يناقض أحكام الشريعة اإلسالمية وجيردها النافذ )إىل اليمين من صفة احلاكمية أو الصفة اآلمرة اليت كان يقرها الدستور كتابة هذه السطور( الذي تقرر املادة الثالثة منه أن )الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع

التشريعات(.

3- حظر وجترمي قيام االأحزاب على اأ�سا�ش ديني )االإ�سالم(:

)7( الفقرة يف الرشيد احلكم فريق مقررات يف احلوار مؤمتر وثيقة يف ورد الصفحة )104( : » يكفل الدستور حرية املواطنني يف تنظيم أنفسهم يف األحزاب ومنظمات اجملتمع املدني مبا يعزز اإلرادة الشعبية وال جيوز تأسيس أحزاب على يعاقب ديين أصبح جرمية أساس قيام أي حزب على أن ، كما « ديين... أساس عليها القانون وفقا لنص الفقرة )6)1( من تقرير فريق قضايا ذات بعد وطين يف


141

، فالفقرة تنص على » جتريم تكوين األحزاب على أساس وثيقة مؤمتر احلوار ديين «، ومعنى هذا أن الدستور اليمين سيجرم أي حزب ميين ينص يف أدبياته أو يضع برامج تسعى لتطبيق احلكم اإلسالمي ومنهج اإلسالم الشامل لكل جوانب احلياة ، بينما كان مقررا يف قانون األحزاب والتنظيمات السياسية رقم )66( للعام 1991م مادة )8(: » يشرتط لتأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي أو لالستمرار يف ممارسة نشاطه عــدم تعارض مبادئه وأهدافه وبراجمه ووسائله مع الدين اإلسالمي احلنيف، « و «عدم قيام احلزب أو التنظيم السياسي على أساس مناهض للدين اإلسالمي «، والغريب أن خمرجات مؤمتر احلوار تنقض هذا وتنص على عكسه

يف بلد شعبها مسلم إذ ال وجود ألقليات دينية يف اليمن.

4- جترمي اخلطاب االإ�سالمي يف العمل ال�سيا�سي :

اخلطاب اإلسالمي هو الذي يعتمد على اإلسالم يف إطالق األحكام واآلراء السيما اإلسالمية الشريعة مصادر على تعتمد األحكام وهذه ، والتصورات األصلية منها وهي الكتاب والسنة واإلمجاع ، وكان موقف خمرجات مؤمتر احلوار من هذا اخلطاب حامسا ، حيث ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار يف تقرير فريق احلقوق الديين اخلطاب استخدام » جيررم : )(07( الصفحة )1(9( الفقرة واحلريات يف التكفريي والتخويين يف العمل السياسي ، ويعترب كل قول أو فعل يدل على ذلك جرمية يعاقب عليها القانون « ، كما ورد يف ذات الوثيقة يف تقرير فريق بناء الدولة الفقرة )))( صفحة ))9( » حيظر استخدام اخلطاب الديين يف العمل السياسي ويعترب كل قول أو فعل يكفر مسلما أو مجاعة أو توجها سياسيا أو دينيا أو فكريا

يف اليمن جرمية يعاقب عليها القانون «.


142

تدل النصوص أعاله على االتفاق على تكميم أفواه اإلسالميني وحظر منابر القلم من ، واخلرباء واملفكرين وأرباب ، والدعاة العلماء : اخلطاب االسالمي ، ومنعهم من اخلطابة والبيان املنتمني للتيار اإلسالمي ومحلة الفكرة اإلسالمية والكتابة للناس من خالل املؤسسات اإلسالمية وغريها ، كاملساجد واملؤسسات اإلعالمية اليت تستدل بأحكام الشريعة اإلسالمية للحكم على األفكار واملمارسات السياسية واحلكم عليها حبسب ما تقرره الشريعة اإلسالمية ، وهكذا فإن التوافق على ما سبق قد عكس املعادلة يف اليمن فكل من استدل بالكتاب والسنة وإمجاع ، يف الوقت الذي متنح هذه النصوص القانون إدانة وجتريم من فإنه حمل األمة ، والفعل القول حبرية فيتمتعون ، دستورية فئاتهم حصانة العلمانيني مبختلف وحتررم انتقادهم مبا يوجبه الشرع اإلسالمي احلنيف ، واألصل أنه جيرم التكفري والتخوين بدون دليل أو إثبات ، كما جيب جتريم من ثبت يف حقهم ممارسة اخليانة والكفر وفقا ألحكام اإلسالم وعرب القضاء ، فاإلسالم مرجعية املسلمني وهو دين الشعب اليمين املسلم ، إال أن املخرجات اليت نراها على هذه الشاكلة ، تثبت مبا ال يدع جماال للشك ، أنها جزء من عملية تكييف قانوني للمجتمع اليمين ، ن الغرب من تنفيذ أجندته السياسية يف اليمن خلدمة مصاحله وباسم القانون ميكر، فالقوانني والتشريعات اليت بنيت على أحكام الشريعة اإلسالمية لطاملا عرقلت

برامج الغرب يف اليمن االسالمي احملافظ .

)5( اإدانة العلماء وجترميهم ومالحقتهم

ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار يف تقرير قضايا ذات بعد وطين يف الفقرة ))10( التكفريية لتصفية حسابات الدينية الفتاوى إدانة كل « : يلي ما صفحة )74(


143

سياسية أو مذهبية أو طائفية، الصادرة عن خمتلف األطراف خالل فرتات تاريخ اليمن وجتريم إطالق أي فتاوى تكفريية يف احلاضر واملستقبل « ، ويعد هذا النص مبثابة سالح بيد العلمانيني حملاصرة العلماء وتكميم أفواههم ، فما يقولوه يعد فتوى وقد تصنف على أنها تكفريية ، كما ورد معنا سابقا عند احلديث عن مقالة ، هذا باإلضافة إىل أن هلذا ، واليت اعتربت فتوى تكفريية الشيخ كمال باخمرمة النص بعدا سياسيا خاصا ، فهو ، يعد حبد ذاته ، تصفية حلسابات سياسية من قبل من يهيمنون على احلوار اليوم ، ضد من وقف ضد متردهم وخياناتهم الوطنية باألمس ، فهو ، أي النص أعاله ، يعترب مبثابة ضربة موجهة لعلماء اليمن الذين احزاب أكرب العام الشعيب املؤمتر وحزب اإلصالح حزب إىل معظمهم ينتمي اليمن ، فعندما تعرضت البالد خليانة وطنية كربى يف العام 1994م حث اخلطباء من ضد حربها يف العسكرية املؤسسة مساندة على اليمين الشعب والعلماء خالف الدستور والقانون وفجر حرب 1994م ، بهدف متزيق البالد وفقا ألحكام تصدى عندما فعلوا وكذلك ، معينة فئة على جتنيا وليس اإلسالمية الشريعة اجليش للتمرد احلوثي وخاض معه ستة حروب منذ 004)م وحتى 009)م ، واحلقيقة أن إدانة تلك الفتوى مقدمة حملاكمة العلماء وتضييق اخلناق عليهم يف هذا البلد ، فيتضح هنا جبالء أن علماء اإلسالم يف اليمن كقوة اساسية يف اجملتمع اليمين ، أصبحوا من الفئات املستهدفة وفقا ملخرجات مؤمتر احلوار ، وذلك للقضاء على أي تأثري هلم يف املستقبل وهو ما سيفتح الباب للقوى الغربية لتسيري اليمن وفقا

خلططها ومصاحلها يف املنطقة والعامل.


144

املبحث الثاين : التفريط يف ال�صيادة الوطنية

يعد ، اإلسالمية الشريعة وتهميش األجنبية للقوانني التمكني أن شك ال تفريطا يف سيادة أي دولة مسلمة ، فالسيادة يف املفهوم اإلسالمي تعود هلل جل وعال الشريعة بأحكام املسلمة وحكامها وشعبها مقيدون الدولة أن يتمثل يف وذلك احلوار خمرجات تفريط جانب وإىل الداللة.)1( قطعية الثبوت قطعية اإلسالمية الوطين بسيادة اليمن كدولة مسلمة فإنها ، أيضا ، فرطت بسادة اليمن وفقا ملفهوم القانون الدولي ، إذ تعد السيادة ، يف القانون الدولي ، أهم أركان الدولة وهي تعين السلطة العليا ، وتعين االستقالل وقد أوضح )أوبنهايم( أحد فقهاء القانون الدولي أن السيادة تعين االستقالل اخلارجي للدولة » فيما يتعلق حبرية التصرف خارج حدودها يف عالقاتها مع الدول األخرى . وهي استقالل داخلي فيما يتعلق انتهاكا يعد ذلك يف تدخل وأي ،)((» حدودها داخل التصرف يف الدولة حبرية لسيادة الدولة ، ومن خالل تتبع خمرجات مؤمتر احلوار جند أن هنالك تفريطا مطلقا

يف السيادة اليمنية ، ومن أبرز مظاهر ذلك ما يلي :

اإدخال البالد حتت الو�صاية الأجنبية

القضية بن عمر حلل األممي مجال املندوب تبناها اليت الوثيقة ورد يف حيث اجلنوبية العديد من النصوص اليت تؤدي إىل انتهاك السيادة الوطنية ، وتؤسس لوضع اليمن حتت الوصاية الدولية ، وأبرزها الدعوة يف نهاية الوثيقة للهيئات تنفيذ خمرجات مؤمتر احلوار وخصوصا االحتاد األوروبي الدولية لإلشراف على )1( لالستزادة حول هذا األمر ميكن مراجعة عبد الواحد الزنداني ، السري والقانون الدولي ، مرجع سبق

ذكرة ص 5)1.))( لوترباخت، 5 » اوبنهايم القانون الدولي « اجمللد األول السالم ، الطبعة الثامنة ص 86). --


145

واألمم املتحدة وجمموعة أصدقاء اليمن وباقي الدول واملنظمات الداعمة ، وكذلك الشأن التدخل يف املتحدة حق مواصلة ابن عمر أمني عام األمم منحت وثيقة جملس مطالبة إىل إضافة ،)(051 ،(014 ( رقم األمن جملس قراري وفق اليمين األمن الدولي بإصدار قرارات تدعم ضمان تطبيق خمرجات مؤمتر مؤمتر احلوار ، ومعلوم أن قرارات جملس األمن حتمل سلطة فرض عقوبات دولية ورمبا تصل إىل تدخل عسكري ، وهنا ندرك أن القوى السياسية اليت وافقت على مثل هذا األمر قد وقعت يف خطأ اسرتاتيجي ، إذ ساهمت يف جتريد اليمن من السيادة الوطنية وباتت اليمن معرضة للوقوع حتت وصاية جملس األمن الدولي ، وهو األمر الذي أستغل من قبل جملس األمن الدولي ليتم إدراج اليمن حتت الفصل السابع من

ميثاق األمم املتحدة فتجرد من سيادتها متاما .

اليمن حتت الف�صل ال�صابع من ميثاق الأمم املتحدة

كما اتضح لنا سابقا أن املخرجات مل متر إال وفق خطة تضليل إعالمية واسعة وألن ، احلوار مؤمتر يف املشاركة قبلت اليت السياسية القوى كل عليها متاألت القوى الدولية ختشى ظهور أي قوى معارضة تقود الشعب لرفض الدستور اجلديد املبين على خمرجات مؤمتر احلوار ، فقد دفعت ، وبناء على خمرجات مؤمتر احلوار ، إىل استصدار قرار من جملس األمن الدولي يدرج اليمن حتت الفصل السابع ، ويلزمها بتطبيق خمرجات مؤمتر احلوار بدعوى أنها مطالب شعبية وأن اليمنيني حتاوروا وأنتجوها بأنفسهم ، فلقد جاء ضمن املخرجات يف الوثيقة النهائية للحوار الوطين يف الصفحة )40( ما نصه » نطلب من جملس األمن وجملس التعاون لدول

اخلليج العربية تبينر قرارات تدعم هذا االتفاق. «


146

وكان نتيجة ذلك أن إختذ جملس األمن الدولي قرارا بإدراج اليمن حتت الفصل السابع بعد انتهاء مؤمتر احلوار ، ففي 6) فرباير 014)م أصدر جملس األمن الدولي » احلالة يف اليمن قراره رقم )140)( بشأن اليمن، ولقد ورد يف قراره هذا أن تشكل تهديدا للسلم واألمن الدوليني يف املنطقة، وإذ يتصـرف]جملس األمن[ مبوجب الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة « وبهذا فقدت اليمن سيادتها ، واملشكلة احلقيقية اليت تواجهها الدولة اليت يدرجها جملس األمن حتت الفصل السابع تكمن يف أن اجمللس مينح نفسه - وفقا لبنود ميثاق األمم املتحدة - حق التدخل يف شؤون الدولة املعنية مبا يف ذلك ما يعد من صميم سلطانها الداخلي ، وعبارة » من صميم السلطان الداخلي « تشمل فيما تشمل حق الشعب يف اختيار ، ونظم وقوانني تشـريعات من عليه يسري الذي ومنهجه بل ، وممثليه حكامه وحتى هويته ومبادئه ومعتقداته اليت يبين عليها تصوراته للوجود واحلياة ، وعالقاته

االجتماعية ، سواء باجلماعات داخل جمتمعه ، أو بأمم األرض وشعوب العامل.

ولقد احتوى الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة على نصوص ختول جملس األمن حق إجبار الدولة على تنفيذ ما يراه مناسبا من قرارات ، وذلك يف املادة 41 واملادة )4 من مواد الفصل السابع يف ميثاق األمم املتحدة. وكل ذلك يصادر السيادة الوطنية للجمهورية اليمنية بهدف إجبار الشعب اليمين على تنفيذ خمرجات مؤمتر احلوار ، وكان اهلدف قطع الطريق على أي قوى شعبية حتاول إصالح شأن البالد احلوار مؤمتر ملخرجات معرقلة ستعترب ألنها ، الوطين احلوار خمرجات ورفض وتطاهلا سطوة جملس األمن الدولي ، وطبعا سيطبق ذلك بشكل انتقائي ومبا خيدم مصلحة املتحكمني مبجلس األمن الدولي ، أي أنر القوى اإلسالمية والوطنية هي


147

اليت ستعاني من هذا القرار ، أما غريها ممن يعبث بأمن البالد فلن يضريه هذا القرار ، وأبرز مثال على ذلك ما تقوم به احلركة احلوثية اليت وصل بها األمر إىل

احتالل عاصمة الدولة دون أن حيرك جملس األمن ساكنا .

املبحث الثالث :

التفريط يف حق الدولة يف �صنع وتنفيذ ال�صيا�صات التعليمية

فريق تقرير من )(65( صفحة )(1( الفقرة يف احلوار مؤمتر وثيقة يف ورد سياسات وضع يف واألجنيب احمللي اخلاص القطاع إشراك « املستدامة التنمية اخلاص للقطاع قيود دون الباب وفتح احلكومية اجلهات مع والتدريب التعليم احمللي واألجنيب لإلستثمار يف قطاعي التعليم والتدريب « . وهذا يعين أن املناهج التعليمية وأهدافها ومضامينها ستكون عرضة للتغيري مبا يتفق مع أهداف وسياسات املشاركني يف صياغة السياسة التعليمية من األجانب املستثمرين يف قطاع التعليم دون أي قيود ، وسيكون لذلك خماطر واضحة على تربية وتعليم النشئ واألجيال القادمة ، ومن الواضح أنه لوال حجم التأثري األجنيب على خمرجات احلوار ، ملا أقرر املتحاورون إشراك القطاع األجنيب يف وضع سياسات التعليم. وهذا يهدد األمن الوطين للبالد من حيث متكني األجانب دون قيود أو شروط من إعداد األجيال ، من القوى املشاركة يف مؤمتر ، ويعترب املوفقة على ذلك إمعانا القادمة لليمن

احلوار ، يف التنازل عن السيادة الوطنية ومستقبل األجيال القادمة.


148

تغيري املناهج التعليمية :

لقد نصت الفقرة ))5( من تقرير فريق صعده يف مؤمتر احلوار على إعادة صياغة املناهج وفق الدستور اجلديد ، فلقد ورد يف صفحة )5 من وثيقة مؤمتر احلوار بشأن مناهج التعليم : » صياغة املناهج الدراسية والوسائل الرتبوية يف مدارس التعليم العام احلكومية واخلاصة حبيث تستوعب مبادئ الدستور اجلديد وما هو متفق عليه بني املذاهب الرئيسية واملدارس الفكرية وتستبعد األمور اخلالفية وتشكل جلنة وطنية عليا خمتصة من اجلميع بذلك » ، وكما ناقشنا أعاله فإنه من الواضح أن مبادئ الدستور اجلديد مبادئ علمانية بعد أن استهدفت الشريعة اإلسالمية على النحو املبني أعاله ، كما أنه من املعلوم أن اليمن بلد مسلم متتلئ مناهجه الدراسية النبوية وسرية الصحابة وغريها مما هو متفق عليه عند أهل العلم من بالسرية أهل السنة واجلماعة ، وأن تطبيق هذا النص يستلزم حذف معظم تاريخ الصحابة والتابعني وأسهاماتهم العلمية من املناهج التعليمية بدعوى أنها حمل خالف مع احلوثيني والعلمانيني ، فما بقي من املناهج ؟!! وعلى أي أساس ستؤسس املناهج التعليمية السيما يف املسائل التارخيية وأثرها على القضايا املعاصرة ؟!! أال جير هذا إىل صراعات ال حدود هلا ؟!! وهكذا فإن هذه الصراعات هي اليت ستضمن للغرب اليت األمريكية العسكرية االسرتاتيجية دراسة عند لنا تبني كما مصاحلة مترير تتعمد اثارة النزعات واستنبات األقليات خللق صراعات متسك أمريكا خبيوطها

وتديرها خلدمة مصاحلها ، وهذا ما حيلر يف اليمن اليوم.


149

املبحث الرابع : اإذكاء ال�صراعات وتفكيك الدولة

للشعب واالنفصال( )االستقالل املصري تقرير حق إعطاء على النص إن إىل تقسيمها ومت االحتادي النظام إىل االندماجية الوحدة من انتقلت دولة يف أقاليم لكل منها حكومته ودستوره وبرملانه املستقل ، يذكي فيها نزعة االستقالل واالنفصال ، خاصة إذا ما استحضرنا ما ناقشناه سابقا من احلقوق والصالحيات املواطنني واليت نصت على حق ، لألقاليم اجلنوبية القضية وثيقة منحتها اليت لكي إليها ينتمون ال اليت األقاليم يف واإلقامة واالستثمار التنقل يف اليمنيني حتتفظ باحلقوق السياسية ألبناء اإلقليم دون غريهم ، كما أن وثيقة القضية اجلنوبية الشركات مع والتعاقد املوارد استغالل حق إقليم كل الواليات ضمن منحت األجنبية يف استخراج تلك املوارد ويف استخدامها ، وأقرت الوثيقة التقسيم على أساس هويات خمتلفة وعلى أساس تشطريي )مشالي جنوبي( ، ومنحت أقلية باسم ، وإن رفضتها القوانني مفروضة على الشعب لتبقي هذه اجلنوب حق النقض األغلبية يف جمالسه النيابية ، ومت النص يف القضية اجلنوبية على مصطلح الشعب يف اليمن وليس الشعب اليمين ، ومل يكن كلر ذلك إال تهيئة قانونية تنسجم مع العهدين الدوليني ، املشار إليهما يف الوثيقة ، واللذين ينصان يف مادتهما األوىل على حق تقرير املصري ، ويؤكدان يف املادة )50( من عهد احلقوق السياسية ، واملادة )8)( من عهد احلقوق االقتصادية والثقافية ، على أن أحكام هذين العهدين تنطبق

، دون أي قيد أو استثناء على مجيع الوحدات اليت تتشكل منها الدول االحتادية.


150

واحلقيقة أن كل ما سبق ليس سوى تهيئة وتكييف قانوني ميهد لالنقسامات من انفصاهلا يف الشرقية لتيمور حدث كما ، جديدة كيانات وقيام السياسية أندونيسيا ، وكما حدث جلنوب السودان يف انفصاله عن الدولة األم حتت ضغط احلقوق فريق تقرير من )74( الفقرة يف ورد فقد ولذا ، أممي وإشراف غربي واحلريات الصفحة ))0)( : » للشعب اليمين احلق يف تقرير مصريه كما يتجلى تقرير يف حر احلق هذا مبقتضى وهو الدولية واملواثيق والقوانني الدستور يف مركزه السياسي وحر يف السعي لتحقيق النماء االجتماعي واالقتصادي والثقايف تقرير حبق املتعلقة للمادة وطين بعد ذات قضايا فريق تقرير مناقشة وعند ،»تقرير إىل إحالتها الفريق قرر احلوار، مؤمتر وثيقة من )75( يف صفحة املصري » الشعب : أن املبادئ الفقرة رقم ))( من الذي قرر يف القضية اجلنوبية فريق الدوليان للحقوق العهدان ما ينص عليه السياسية....وفق تقرير مكانته حر يف املدنية والسياسية واحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الذين وقعهما اليمن

وصادق عليهما « .

املشكلة مبوجب خمرجات األقاليم أقرته جلنة الذي التقسيم إىل النظر وعند مؤمتر احلوار جند أنها أقرت تقسيم اليمن إىل ستة أقاليم اثنان يف جنوب البالد

وأربعة يف مشال البالد ، كما توضح الصور أدناه :


151

وهنا نالحظ أن التقسيم ايضا قام على أساس تشطريي )مشالي جنوبي( فلماذا ال يكون هناك تداخل بني احملافظات الشمالية واحملافظات اجلنوبية كضم حمافظة اليمن يف الواقعة تعز حمافظة ضم أو سبأ إقليم إىل اجلنوب يف الواقعة شبوة الشمالي سابقا إىل إقليم عدن ؟!! فالتقسيم على أساس مشالي جنوبي ينذر ، مبا ال يدع جماال للشك ، بتقسيم البالد ، ثم إن التقسيم قد قام على أساس تعميق آزال وإقليم سبأ كإقليم ، تارخيية مبراحل صله ذات جديدة هويات واستنبات ففي البالد متزيق على يساعد وهذا ، وهكذا اجلند وإقليم حضرموت وإقليم املختلفة يف اهلويات القومية على حل مشكلة الدولة فيه تبحث الذي الوقت الدولة وضمها ضمن هوية وطنية واحدة ، يأتي التقسيم اجلديد ليبعث من أعماق التاريخ هويات متضاربة نساها اليمنيون وجتاوزوها منذ قرون طويلة ، وعند النظر يف الرسوم التوضيحية أدناه سيتضح لنا الكثري من النقاط اليت تثبت أن التقسيم


152

على هذا األساس سيؤدي إىل صراع وليس إىل استقرار ، واحلقيقة أن هذا املخرج من خمرجات مؤمتر احلوار نتيجة طبيعية جدا حلوار غيرب منه الشعب وجرى حتت

إشراف دولي يراعي مصاحله وخمططاته واسرتاتيجياته .

عدد ال�صكان وحجم الأقاليم وفقا للتق�صيم املقر مبوجب خمرجات موؤمتر احلوار

النسب الواردة يف الرسوم أعاله من إعداد الباحث فهمي األصور بناء على اإلحصاءات الرمسية للحكومة اليمنية ..

نالحظ أن التقسيم من حيث املساحة منح )5% من مساحة الدولة ملا نسبته 9% السكان وذلك يف إقليم حضرموت ، بينما بقية مساحة الدولة 47% منحت لـ 91% السكان وهذا مؤشر خطري ، إذ أن اقليم حضرموت الغين بالنفط صاحب املساحة الواسعة والعدد القليل من السكان ، سيكون لقمة سائغة للقوى الكربى اليت ستدفع بشركاتها العمالقة لتسيطر على اإلقليم وتستفيد من ثرواته وموارده ، به للنهضة الالزمة الثروة من الشعب بقية وحترم الفتات لسكانه وتعطي ،

امل�ساحة

اإقليم عدن

اإقليم اأزال

اإقليم �سباأ

اإقليم ح�رصموت

اإقليم اجلند

اإقليم تهامة

عدد ال�سكان

اإقليم عدن

اإقليم اأزال

اإقليم �سباأ

اإقليم ح�رصموت

اإقليم اجلند

اإقليم تهامة


153

وهذا التقسيم حبد ذاته قد يغري سكان حضرموت بالتمسك به على أمل أنهم سيستفيدون من الثروة ، إالر أنه مقابل محايتهم وتأمني اقليمهم ستبتزهم الدول الكربى بشركاتها وقواعدها العسكرية ، وهذا معتاد يف عامل السياسة الدولية ، ، دينهم وقيمهم وأخالقهم اليت ستناقض العبث بتشريعاتهم احمللية فضال عن

وهذا ما سينطبق على إقليم سبأ أيضا.

املالحظة الثانية ، أن نفس الشيء تقريبا بالنسبة إلقليم سبأ الذي حيتل %19 من مساحة الدولة وليس فيه سوى 7% من سكانها وهو إقليم غين بالنفط أيضا وبالغاز ، وبنظرة سريعة جند أن 84% من سكان الدولة يف بقية األقاليم سيعيشون على ثروات حمدودة وليس هلم إال 18% من مساحة الدولة ، وبطبيعة احلال فإن هذا سيكون سببا من أسباب احلروب وهذا ما بدأته احلركة احلوثية بالفعل ، إذ تطالب بتعديل األقاليم ألن اإلقليم الذي يراد هلا أن تهيمن عليه ، وهو إقليم آزال ، أفقر األقاليم تقريبا ، فليس له ثروة وال مساحات زراعية وال ميناء حبري ، ويضم معظم قبائل الشمال املشهورة بالقتال والثأر واحلروب يف تارخيها ، وتقسيم البالد على هذا األساس يبني أنه تقسيم مفخخ إلثارة احلروب والنزعات الطائفية واملذهبية بني أبناء األقاليم ، إذ أن أبناء اقليم آزال الذي تبسط احلركة احلوثية سيطرتها عليه يصنف بأنه إقليم شيعي ، وهذه النزاعات هو ما تشهده الساحة اليمنية منذ ما قبل مؤمتر احلوار ، وأثناء مؤمتر احلوار ، واتضح بصورة أكثر بعد انتهاء مؤمتر احلوار ، إذ احتلت عاصمة الدولة من قبل احلركة احلوثية ، وسيشتد هذا الصراع قبل إقرار دستور مؤمتر احلوار وبعده ، وهكذا جند أن اسباب احلروب الطائفية واالقتصادية

والتشطريية قد بذرت يف هذه املخرجات.


154

املبحث اخلام�س :

ا�صتنبات الأقليات ورعايتها ، وا�صتخدامها لتق�صيم ال�صلطة

ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار يف الفقرة )184( من تقرير فريق احلقوق واحلريات ما نصه » تكفل الدولة حقوق األقليات يف التمتع بثقافتهم اخلاصة وإقامة شعائرهم فريق احلقوق واحلريات تقرير الفقرة )7)1( من «، وورد يف لغتهم واستخدام صفحة )07)( يف الوثيقة النهائية للحوار الوطين ما يلي : » حرية ممارسة الشعائر فيها اليمن أن واملعروف » ومذهبه ومعتقده دينه حبسب مواطن لكل الدينية دين واحد فحسب وهو اإلسالم ، فعن أي دين ومعتقدات يتحدث هذا الفريق سوى تلك املعتقدات الوافدة خللق أقليات دينية ستؤدي إىل صراعات حترم اليمن

واليمنيني من االستقرار والتنمية والبناء .

ثم حتدثت خمرجات مؤمتر احلوار عن سن التشريعات اليت تعطي هذه األقليات دورا سياسيا مؤثرا يف احلياة السياسية اليمنية ، كما ورد ذلك يف الفقرة ))18( من تقرير احلقوق واحلريات إذ نصت على أن » تلتزم الدولة باختاذ تدابري تشريعية )إن لألقليات املنتمني للمواطنني السياسية واحلقوق األساسية احلريات لتعزيز وجدت( « ، والنص يف التقرير على عبارة إن وجدت ووضعها بني قوسني يعترب دليل على إدراك من وضع النص بوجاهة الرأي القائل بعدم وجود أقليات هلا أديان خمتلفة يف اليمن ، ولكن وضع هذا يعكس تأثري اهليمنة العلمانية للدول الدول ، ورغبة لدولة عربية مسلمة احلوار مؤمتر الغربية على صياغة خمرجات الغربية يف زرع ورعاية األقليات عمل أساسي يف سياستها اخلارجية يعود عليها


155

باملصاحل والسيطرة واهليمنة على الدول اهلشة والضعيفة مثل اليمن.

وألن للشعب اليمين ثوابت واضحة وعلى رأسها الشريعة اإلسالمية فال بد من إزالة هيمنة الشريعة اإلسالمية لتتمكن األقليات من النمو بالشكل املطلوب ووفقا لإلرادة الغربية ولذا نصت خمرجات احلوار على املساواة بني هذه األقليات وبني بقية الشعب ، حيث ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار يف تقرير بناء الدولة الفقرة )4( من تقرير بناء الدولة ، الصفحة ))9( ما نصه » املواطنون متساوون أمام القانون يف احلقوق و الواجبات دون متييز بسبب اجلنس أو العرق أو األصل أو الغربية من الدول ، وبهذا تتمكن » ... املعتقد أو املذهب أو الدين أو اللون إزالة أحكام الشريعة اإلسالمية اليت تعيق منو أقليات داخل اجملتمعات املسلمة ، لتتمكن بذلك من إزاحة العقبات أمام دعمها لألقليات اليت تزرعها وترعاها يف اليمن ، ألنها ستكون األداة الرئيسية لنجاح سياستها اخلارجية ، واملوافقة على مثل هذه النصوص اليت تفتح الباب لكل معتقد وافد سيقوض االستقرار وخيلق العديد من الصراعات داخل اجملتمع اليمين ، فلطاملا كانت سياسة دعم األقليات براثن يف وحكوماته جمتمعاته لسقوط رئيسا سببا الثالث العامل يف وتشجيعها النظام الدولي الذي يتمكن من مترير مصاحله عرب هذه الصراعات الضيقة بني

أبناء اجملتمع.


156

املبحث ال�صاد�س : م�صادرة حرية ال�صعب واإرادته يف اختيار حكامه وممثليه

لقد جاءت خمرجات مؤمتر احلوار بقيود تلغي احلرية الكاملة للشعب يف اختيار حكامه وممثليه ، وتفرض عليه فئات من اجملتمع بنسب معينة ، ومن ذلك :

1- فرض كوتا )نسبة( من النساء على الشعب اليمين بنسبة 0)% ، وهذا فيه مصادرة حلرية الشعب يف اختيار األنسب واألكفأ ، رجال كان أو أمرأة ، ووضعه يف املكان املناسب ، علما بأن من سيستفيد من هذه الكوتا هي التيارات العلمانية ، فنساء األسر اليمنية احملافظة ال يرغنب يف االخنراط يف معرتك العمل السياسي واالنتخابات والظهور اإلعالمي وحتمل املسؤوليات العامة ، وهذا سيتيح اجملال فقط للنسويات العلمانيات للسيطرة على معظم مقاعد ومناصب هذه الكوتا ، وهذه مؤامرة خطرية على الدميقراطية من حيث املبدأ ، وما يؤكد األمر أن دوال كربى عريقة يف الدميقراطية ترفض تطبيق هذا املبدأ وعلى رأسها الواليات املتحدة األمريكية ، ألن هذا أقل ما يكون ضرب ملبدأ الكفاءة يف تولي املناصب العامة كما

أنه انقالب على فكرة املساواة بني الرجل واملرأة أمام القانون .

)- )الدميقراطية التشاركية( ورد يف الفقرة )1( من املبادئ يف فريق القضية اجلنوبية النص على ما يسمى )الدميقراطية التشاركية ( وعلينا أن نعي أن الدميقراطية التشاركية مفهوم ذو عمق تارخيي ، نتج عن كفاح األقليات يف اجملتمعات الغربية يف فتضيع االنتخابات( عرب األغلبية )حكم التمثيلية الدميقراطية متارس اليت معظمها حقوق األقليات باعتبار أن األغلبية هي من تصنع القانون ، وهذه مشكلة ، أما يف اإلسالم فاألقليات هلا حقوق مصونة ال مزمنة يف الدميقراطيات الغربية


157

ميكن لألغلبية أن تطغى عليها يف جمالس الشورى ، حبكم أن احلقوق األساسية يف األقليات متكنت ولذا ، واإللغاء التعديل تقبل ال شرعية أحكام لألقليات اجملتمعات الغربية ، بعد عناء طويل ، من أن حتصل على حقوق متثلت يف حق بعض الفئات يف اجملتمع يف التعبري عن آراءها وحل مشكالتها اليت قد تتسبب يف مشكلة للمجتمع بأسره ، خاصة يف ظل تغول الرأمسالية يف اجملتمعات الليربالية ، ملا عرف عن توحش رأس املال وطغيانه على احلقوق األساسية للشعب ، ومتثلت مظاهر الدميقراطية التشاركية يف اإلستفتاء واإلعرتاض الشعيب واملبادرة التشريعية أو اإلقرتاح الشعيب ، وهي وسائل متارس برغبة من األغلبية وحتت سيادتها)1(، أي أن األغلبية يف الغرب هي من منحت هذه احلقوق لألقليات اليت متارس بإشراف ، أما األغلبية بعد إدراكها ملخاطر اإلجحاف حبقوق األقليات على اجملتمع نفسه فرض ما يعرف بالدميقراطية التشاركية مبوجب خمرجات احلوار الوطين يف اليمن ، فهو فرض إلرادة األقليات للمشاركة يف السلطة رغما عن إرادة األغلبية ، كما آلية هناك أن تكون األقلية يف اعرتافا حبق ، وليس الدراسة لنا يف هذه اتضح تتمكن من خالهلا يف التعبري عن آراءها ومحاية حقوقها من األغلبية كما حيدث يف الغرب ، أما ما حيدث يف اليمن فهو العكس ، فاألغلبية باتت اليوم حتت رمحة

)1( االعرتاض الشعبيى يتمثل يف أن الدستور ينص على إمكانية حق االعرتاض لعدد من املواطنني خالل مدة حمددة على قانون أو قرار للحكومة أو من أجل تعديل دستوري ، ويكون من نتائجه إيقاف العمل بهذا القانون أو القرار أو تعديله مؤقتا إىل حني عرضه على االستفتاء ملعرفة رأي الشعب فيه ، أما املبادرة التشريعية فإن الدستور يتيح للشعب إمكانية اختاذ املبادرة القرتاح التعديالت الدستورية أو القوانني التشريعية وفق شروط وضوابط حمددة ، وميكن أن يكون االقرتاح جمرد فكرة تصوغه السلطة املختصة صياغة دقيقة ، أويتم كتابته وصياغته من طرف الشعب. للمزيد ميكن الرجوع إىل جنيب املصمودي )املقاربة التشاركية يف التجربة

املغاربية ( الرينكونيوز ، اخلميس 1) يوليو 014)م على الرابط : http://www.rinconews.com/2014/07/blog-post_31.html،


158

األقليات املرتبطة بالدول األجنبية. وهكذا أصبح للدميقراطية التشاركية مبوجب خمرجات احلوار الوطين سلبيات كبرية اهمها :

) أ (مصادرة حق الشعب يف متكني األغلبية اليت اختارها من أن حتكمه وتتحمل املسؤولية أمام الشعب نتيجة جناحها أو إخفاقها .

)ب( فرض األحزاب اليت مل حتصل يف االنتخابات على نسبة تؤهلها للحكم أو املشاركة فيها حتت مسمى الدميقراطية التشاركية ، كما ورد يف الوثيقة اليت تقدم

بها ابن عمر حلل » القضية اجلنوبية « .

أقليات وكيانات سياسية هامشية ال حتظى الشعيب لصاحل الرضا )ج( مصادر بقبول شعيب يؤهلها للمشاركة يف احلكم، وإمنا تستمد قوتها وتستند يف فاعليتها على التأييد اخلارجي الذي يفرض على الشعب القبول بها للمشاركة يف احلكم بشكل مجاعي مع غريها من الكيانات السياسية اليت هلا قبول شعيب كبري، ومن خالل هذه األقليات احلاكمة اليت ستعتمد يف بقاءها على الدعم األجنيب فإنها ستسعى، ما

استطاعت، إىل تنفيذ مصاحل الدول األجنبية على حساب مصاحل شعوبها.

املبحث ال�صابع : �صل اجلي�س واإ�صعاف قدراته الدفاعية

املتأمل يف خمرجات مؤمتر احلوار والعمل على حتويلها إىل دستور جديد للبالد يدرك متاما ، أن اجليش اليمين أستهدف أيضا ، لكي ال يبقى كقوة تتمكن أي قيادة سياسية من استخدامه إلنقاذ اليمن مما حلر به ، فالغرب الذي أدار مؤمتر احلوار من خلف الستار يعلم أن اجليش )القوة الصلبة( ال يزال حيمل عقيدة وطنية ، وأن بقائه على هذا احلال ال يصب يف مصاحلها على املدى املتوسط والطويل ، لذا


159

جاءت خمرجات مؤمتر احلوار لتفكك اجليش اليمين باسم مؤمتر احلوار ، فاألصل أن خمرجات مؤمتر احلوار تقدم حلوال ومعاجلات تزيل مظاهر الضعف املالحظ على قوات اجليش واألمن ، ولكنها بدال من ذلك نصت على قرارات تزيد اجليش

واألمن ضعفا إىل ضعفهما ، ومن ذلك :

1-حتيـيد اجلي�ش عن مهامه الوطنية للتمكني للملي�سيات املاأجورة :

مما ورد يف خمرجات مؤمتر احلوار يف قرارات قضية صعدة البند )15( الصفحة )51( من نصه ، » حتريم وجتريم استخدام اجليش يف الصراعات الداخلية «، وهذا خطأ اسرتاتيجي يقضي على الدولة ، إذ أن من حق رئيس الدولة املنتخب أن على وللحفظ والتمرد الفنت لقمع بالتدخل األمن حالة عجز اجليش يف يأمر انتصارا كبريا فريق قضية صعدة ميثل النص يف إقرار هذا ، وكان الدولة أمن للحركة احلوثية يف حتييد اجليش ، بل وجتريم استخدامه ضد ميليشاتها املسلحة ، ما مكنها من الوصول إىل العاصمة والتعامل مع اجليش املقاوم هلا كمليشيات يف االنفصالي احلراك مليشيات فإن املنوال نفس وعلى ، القانون على خارجة اجلنوب ستستخدم هذا املخرج ملنع اجليش من القيام بواجبه الوطين يف الوقوف أمام املليشيات اليت ستسيطر على اجلنوب للعمل على انفصاله ، كما أن اقرار مثل هذا النص سيسمح للقبيلة األقوى أن تفتك بالقبيلة األضعف ، وهكذا فإن عملية ممنهجة لتدمري البالد متر أمام أعني اجلميع يف قاعات وأروقة مؤمتر احلوار وباسم كل املشاركني فيه ، وال يفسر ذلك إال أن القوى اليت شاركت يف مؤمتر احلوار ال متثل الشعب اليمين وأنها قد سلمت مصري اليمن ملن ال حيرص على

امنه واستقراره ووحدته.


160

2- اإعادة �سياغة عقيدة اجلي�ش وفق املفاهيم العلمانية

إن العقيدة العسكرية مسألة خطرية جدا وينبغي أن تنسجم انسجاما تاما مع البيان اخلتامي ، ولذا فإن النص يف هوية الشعب وقيمه وثقافته ودينه وقوميته للمؤمتر يف الصفحة )06)( أنه : » سيتم صوغ هوية وثقافة وعقيدة عسكرية جديدة للمؤسسات العسكرية واألمنية «، وملا كانت العقيدة العسكرية للجيش اليمين قبل احلوار وخمرجاته إسالمية وطنية ، فإن ما يبعث على القلق على وضع اجليش مبوجب متسخ أن هلا يراد البالد هوية وأن ، خاصة هوية جديدة يتم صياغة أن خمرجات مؤمتر احلوار كما بينا سابقا ، ومن الواضح أن التوجه سريتكز على املبادئ العلمانية اليت امتألت بها خمرجات مؤمتر احلوار ، اليت ترتكز على مفاهيم حقوق ، ولذا اإلنسان واحلريات املدنية حبسب التصورات واملفاهيم الليربالية الغربية نصت ذات الوثيقة على أنه سيتم احلرص على أن اجليش واألمن » حيرتم حقوق اليمين للجيش العسكرية العقيدة أن من بالرغم » املدنية واحلريات اإلنسان حترتم احلقوق واحلريات وفقا للمفاهيم اإلسالمية ، وعملية تغيريها لتنسجم مع اليمين الشعب بني مستقبلية وصراعات صدامات إىل سيقود الغربية املفاهيم سيحمل الذي واألمن واجليش ، اإلسالمية العربية اهلوية ذات احملافظ املسلم عقيدة عسكرية مبنية على مفاهيم علمانية ، ولنا عربة يف سرية اجليوش العربية واإلسالمية ، اليت مت العبث بعقيدتها العسكرية نتيجة سقوطها حتت االستعمار

ثم خملفاته بعد االستقالل.


161

3- تق�سيم اجلي�ش على اأ�سا�ش مناطقي :

ومما يزيد اجليش ضعفا إىل ضعفه دعوة مؤمتر احلوار إىل تقسيم اجليش واألمن وتركيبهما على أساس مناطقي فيتم تقاسم مراكزه القيادية مناصفة بني ما يسمونه جنوب البالد ومشال البالد ، فلقد ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار يف تقرير فريق القضية اجلنوبية يف الفقرة )10( صفحة )9)( ما نصه » خالل الدورة االنتخابية األوىل بعد تبين الدستور االحتادي ميثل اجلنوب بنسبة مخسني يف املائة يف كافة اهلياكل القيادية يف اهليئات التنفيذية والتشريعية والقضائية، مبا فيها اجليش واألمن... « ، ويف هذا إحياء حلالة التشطري اليت جتاوزها اليمنيون مع قيام الوحدة اليمنية ، واملتأمل يف النص السابق جيد أنه يؤسس لوضع له آثاره اخلطرية على الوحدة الوطنية للجيش اليمين ، فإىل جانب أنه يعيد زراعة النزعة االنفصالية والتشطريية يف أحد أهم مؤسسات الدولة فإنه يعيد إنتاج النزعة العدائية بني منتسيب اجليش اليمين ، اليت كانت من مسات املرحلة التشطريية ، إذ كانت املؤسستان ، العسكرية واألمنية ، يف كل شطر تكرس كامل جهودها الستهداف نظرياتها يف الشطر اآلخر ، وهو ، ولقد املاضي القرن املواجهات العسكرية يف نهاية السبعينات من ما أدى إىل تكررت املواجهات بعد أربع سنوات من الوحدة يف 1994م ، ألن كل قيادة شطرية حاكمة قبل الوحدة كانت ال تزال حتتفظ بقواتها العسكرية واألمنية التابعة هلا، ومل يكن قد مت دمج اجليش واألمن، ومع أول خالف سياسي انفجرت احلرب اليت راح ضحيتها عشرات اآلالف من القتلى واجلرحى ، وقصفت املدن اليمنية، وتعرض اسكود بصواريخ قصفت اليت الدولة عاصمة فيها مبا ، احلرب لويالت أهلها احملرمة دوليا من قبل القوات اليت أعلنت االنفصال ، فما اهلدف من تكرار نفس

املأساة.


162

4- اإقحام الن�ساء يف اجلي�ش واالأمن واال�ستخبارات :

واألمن صفحة اجليش بناء أسس فريق تقرير احلوار يف مؤمتر وثيقة أكدت )))1( البند )14( على » توسيع ومتكني عمل املرأة يف األجهزة األمنية والعسكرية واالستخباراتية. « ، وهذا تغيري جذري يف حياة اجملتمع اليمين الذي ينظر إىل املرأة من خالل جمموعة قيم وأحكام شرعية تتناسب مع هويته وثقافته وأعرافه وتقاليده ، األمر الذي سيدفع بالشعب اليمين لرفض هذا النوع من التغيري وجيعله يصطدم حبكومته ويرفض قراراتها بهذا الشأن ، خاصة وأنه ينظر إىل حال املرأة يف الغرب وما يلحق بها من انتهاك لكرامتها ومكانتها من خالل اقحامها يف مؤسسات ال تتفق البته وخصائصها األنثوية اليت جبلت عليها ، فثقافة الشعب اليمين ترتكز على القيم واملبادئ واألحكام اإلسالمية اليت ال ترى للمرأة مكانا يف املؤسسات العسكرية واألمنية واإلستخباراتية ، وتقر باختالف األدوار بني الرجل واملرأة يف

اجملتمع.

5- اإ�سعاف اجلي�ش ، تخفي�ش العدد وتقليل األوية ال�سواريخ واالحتياطي :

احملدودة املعارك ميادين يف الفعال السالح إلضعاف تؤدي قرارات اختذت من الكثري حتسم بها واليت الصواريخ ألوية تقليل تقرر فلقد ، املدى وبعيدة املعارك ، فقد ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار يف أسس بناء اجليش واألمن ودورهما الفقرة )7)( صفحة )9)1( ما نصه »تقليل حجم القوات اخلاصة وقوات االحتياط االسرتاتيجي وألوية الصواريخ واحتياط وزارة الدفاع. « ، وهذا القرار اختذ يف الوقت الذي تعيش فيه البالد خماطر الفوضى ، وهي حباجة إىل جيش قوي كأحد


163

أهم أعمدة األمن واإلستقرار يف بلد مليء باملليشيات املسلحة من محلة املشاريع الضيقة. كما ورد يف وثيقة مؤمتر احلوار حتت عنوان )قرارات وموجهات قانونية( ص )6)1(، » حتديد احلجم األنسب للقوات املسلحة طبقا للنسب املعمول بها عامليا )1-1،5( من عدد السكان « ، وإن جاءت اإلشارة هنا إىل املعمول به عامليا ، فال ينبغي بأي حال من األحوال تقليد العامل يف مسائل اسرتاتيجية متعلقة بأمن البالد على هذا النحو ، فهذه قضايا متعلقة باألمن الوطين لليمن وجيب أن تعاجل الوطين األمن قضايا مع تتعامل كيف قانونا تعرف ، منتخبة حكومة قبل من تراعي خصوصية أن وعليها ، ذلك األمر اقتضى ما املطلوبة بالسرية وحتيطها اليمن والظرف احلساس والدقيق الذي متر به البالد ، فضال عن أن املعيار املقرتح ال يناسب أوضاع اليمن اليت تتمتع مبساحة شاسعة وسواحلها ممتدة على البحر األمحر والبحر العربي وتطل على مضيق من أهم املمرات الدولية يف العامل وهو

مضيق باب املندب االسرتاتيجي الذي يقع حتت سيادتها.

املبحث الثامن : �صياغة د�صتور جديد بناء على خمرجات احلوار

مما أقره املتحاورون يف مؤمتر احلوار ، أن كل املخرجات سيتم حتويلها إىل دستور النهائية للحوار الوطين يف الصفحة )85)( الوثيقة ، فلقد نصت جديد للبالد على أنه » بعد ختام مؤمتر احلوار الوطين الشامل يتم تشكيل جلنة صياغة الدستور « ويكون » دور جلنة صياغة الدستور فنيا فقط، حيث تقوم بالصياغة الدستورية لقرارات مؤمتر مؤمتر احلوار. « ثم تقوم » اهليئة الوطنية املنبثقة عن مؤمتر احلوار مبتابعة جلنة صياغة الدستور والتأكد من إستيعاب النص ملخرجات مؤمتر احلوار واملوافقة على مسودة الدستور قبل رفعها إىل رئيس اجلمهورية الختاذ اإلجراءات


164

الدستورية لإلستفتاء عليه «.

أقر فلقد الدستور للموافقة على اليمنيني الدستور وحشد يتم مترير ولكي املتحاورون ضمانات تنفيذية ملخرجات مؤمتر احلوار الشامل ، ومن هذه الضمانات ما ورد يف الصفحة )89)( من الوثيقة النهائية للحوار الوطين الشامل ، وما ورد وضع يف )شركاء مبدأ على : الواسعة الوطنية الشراكة « منها مبادئ جمموعة األسس شركاء يف التنفيذ( « ، واستمرار السري على مبدأ » التوافق « يف اختاذ أي قرارات ، وكذلك » إلتزام األطراف املشاركة يف مؤمتر احلوار الشامل بالعمل اجلاد لتنفيذ خمرجات املؤمتر يف سياساتها وأنشطتها وفعالياتها املختلفة « كما تقرر أن » تلتزم املؤسسات اإلعالمية الرمسية واألطراف املشاركة يف مؤمتر احلوارالوطين الشامل بتبين سياسة إعالمية وخطاب إعالمي بناء وإجيابي وداعم للعملية السياسية بشكل عام وملخرجات مؤمتر احلوار الشامل بشكل خاص. « ، ونصت الضمانات أيضا على » أهمية استمرار دعم اجملتمع الدولي للعملية السياسية يف اليمن .. « وبهذا اشرتكت كل القوى السياسية الفاعلة يف تضليل الشعب اليمين حبقيقة خمرجات مؤمتر احلوار ، إذ انه ال وجود ملعارضة تعمل على تنبيه الشعب اليمين خلطورة ما حياك له ، وهذا ايضا ما أقر به املشاركون يف مؤمتر احلوار إذ جاء على هيئة التباهي يف الوثيقة النهائية ملخرجات مؤمتر احلوار يف الصفحة )97)( ما نصه » وألول مرة يف التاريخ اليمين ال نتحاور كسلطة ومعارضة ، بل جنتمع كممثلني لكل األطياف واملكونات « ، وكما بينا سابقا بأن هذا االجتماع كان حتت اإلشراف

األجنيب إلمضاء املصاحل األجنبية.


165

اخلامتة

لقد تبنير من خالل التطورات السياسية يف اليمن ، وخاصة منذ اندالع الثورة الشعبية يف فرباير 011)م ، أن الغرب وعلى رأسه الواليات املتحدة األمريكية يعمل وأن ، انطالقها مسارها مبجرد الثورة وحرفها عن إجهاض بشكل حثيث على نواة تنفيذ االسرتاتيجية الغربية يف اليمن هي خارطة الطريق اليت قدمتها اآللية لت على اساسها اللجنة الفنية لإلعداد التنفيذية للمبادرة اخلليجية ، واليت شكرللحوار الوطين ، اليت عملت حتت اشراف مباشر من الدول الراعية لتنفيذ املبادرة اخلليجية وآليتها التنفيذية ومبعوث االمم املتحدة مجال بن عمر وفريقه ، حيث اعدت خارطة طريق للبالد تتمثل يف ما يعرف بـ »التقرير النهائي« الذي قدمه أعضاء اللجنة الفنية للحوار الوطين لرئيس اجلمهورية عبد ربه منصور هادي يف )1 ديسمرب )01)م ، ويكشف هذا التقرير وبكل وضوح وقوع اليمن حتت ، ما ميكن ان نطلق عليه ، وصاية غري معلنة ، ولقد شدد بيان جملس األمن حول اليمن ، الصادر يف منصف فرباير )01)م ، على ضرورة تنفيذ ما ورد يف التقرير النهائي للجنة الفنية كخارطة طريق تسري عليها اليمن ، وهذا ما ظهر بوضوح مع انعقاد مؤمتر احلوار يف 18 مارس )01)م ، حيث ان التقرير النهائي قد اصبح الئحة داخلية هلا شاء املرسومة اآللية وفق اليمن لتسري احلوار ملؤمتر الداخلي بالنظام خاصة شعبها أم أبى، واملشكلة تكمن يف أن سري اليمن وفقا لإلسرتاجتية الغربية خلق

مشاكل عميقة للشعب اليمين .

فثوابت البالد ، املتمثلة باهلوية االسالمية والوحدة الوطنية ، أصبحت مغريبة وال توجد قوى سياسية فاعلة يف الساحة اليمنية تنربي للدفاع عنها ، بينما املشاريع


166

اليمنية بقوة، وتهدد ليس امن وسالمة الساحة فاعلة يف الوطنية الضيقة غري كبري ومهدد من يتعرض خلطر اليمن فأمن بذاته، وإمنا وجوده اليمن فحسب، قبل أربع مشاريع رئيسية هي اليت مهد هلا مؤمتر احلوار ومنحها شرعية العمل يف

اليمن :

املشروع األول ، التمدد الفارسي الصفوي )اإليراني( عرب احلركة احلوثية واجلماعة السنة أهل هم اللدود وعدوها ، اليمن على بالسيطرة ترغب اليت وخمالفوهم من زيدية اليمن ، الذين ال يقرون غلو الفرقة احلوثية اجلارودية اليت إىل ساحة صراع مسلح اليمن ، وستحول اإلثين عشرية نفسها إليران سلمت لتحويل اليمن إىل ذراع ايراني يدير حربا بالوكالة يف املستقبل ضد شعوب شبه اجلزيرة العربية إذا ما جنحت ، فإن متكن احلركة احلوثية من احلصول على الشرعية الالزم الستمرار الغطاء هلا وأعطاها اعتذر الذي احلوار مؤمتر املشاركة يف عرب والتوسع التمدد استمرت يف اليت ، املسلحة ميليشياتها العسكري عرب العمل إىل أن متكنت من الوصول إىل قمة السلطة ، فاستفادت من كل تلك التناقضات وانقضت على السلطة واحتلت صنعاء يف 1) سبتمرب 014)م ، وسيطرت على كل مفاصل الدولة ، ثم حاصرت رئيس اجلمهورية عبد ربه منصور هادي وهامجت وهو استقالته ليعلن اجلربية باإلقامة وألزمته الشخصية حراسته وقتلت منزله مؤمتر خمرجات تنفيذ استكمال من ليتمكن عدن إىل خرج ثم الدولة حكومة احلوار ، وقبل خروجه إىل عدن كانت احلركة احلوثية قد اصدرت إعالنا دستوريأ يف 6 فرباير 015)م لتحكم سيطرتها على البالد ، وتعلن التزامها مبخرجات مؤمتر اليت ، السياسية العملية احياء استمرار البقاء عرب من لتتمكن الشامل احلوار


167

دخلت يف موت سريري بعد أسر الرئيس هادي من قبل احلركة احلوثية ، وحتى تعلق بقية القوى السياسية باحلل السياسي فتتوقف عن مقاومة احلركة احلوثية العملية استمرار على عمر بن مجال األممي املبعوث اصرار ذلك يثبت وما ،السياسية واستمرار املفاوضات إلجياد حل سياسي ، وكذلك اكتفاء اجملتمع الدولي ، واخلارجية اإلمريكية باإلدانة والتعبري عن القلق ، بعد أن هدموا ثوابت الشعب البالد لقيم لتتنكر ، احلوار مؤمتر يف شاركت اليت السياسية قواه عرب اليمين

وثوابتها ودستورها.

املشروع الثاني ، احلراك اجلنوبي الذي يريد متزيق البالد وإعادة تشطريها لعقود اجلنوب يف القاطن اليمين بالشعب واستبدت حكمته جمموعة يد على من الزمان كانت هي األسوأ يف تاريخ اليمن املعاصر ، وكانت هذه اجملموعة قد طـردت بعد مغامرتها االنفصالية يف 1994م ، ومن بقى منهم يف البالد كان قد خسر أي حضور أو مكانة شعبية له وعاد اليوم إىل الساحة السياسية حتت الفتة القضية اجلنوبية مستفيدا من أخطاء نظام صاحل، ومستفيدا من العون األجنيب الذي رمم عالقته بالقوى السياسية اليمنية وأعاده كفاعل سياسي مؤثر حتت الفتة تكتل

أحزاب اللقاء املشرتك.

)الدولة صاحل بنظام املتمثل االستبداد عودة فهو الثالث املشروع العميقة( ، فنظام صاحل يعمل بإسرتاتيجية حمكمة لينخرط من جديد يف النسيج السياسي اليمين ثم ينافس على االنتخابات بعد ان أفشل حكومة الوفاق ، وهذا ما جنح فيه ، مستفيدا من وجوده يف خمتلف مؤسسات الدولة ، ومستفيدا من القوه التنفيذية االلية بفضل له وبقيت ، ميتلكها اليت واإلعالمية واملالية العسكرية


168

للمبادرة اخلليجية ، اليت انقذته من السقوط ومنحت اعضاءه حصانة من املالحقة رقم اليوم وهو ، جديد من السياسي العمل من ومكنته والقانونية القضائية

صعب يف املعادلة السياسية اليمنية ال ميكن جتاوزه لرسم مستقبل اليمن.

املشروع الرابع ، فهو مشروع علمنة اليمن ، الذي يريد ان حيول اليمن إىل دولة ليربالية علمانية حتت مظلة الدولة املدنية ، وهو يساند املشاريع املذكورة اعاله ويدافع عنها مستخدما االمم املتحدة كغطاء إلضفاء الشرعية الدولية على هذه املشاريع ، وذلك ألنه يدرك انه لن مير يف اليمن إال إذا ساند تلك املشاريع ، وهذا املشروع )املشروع الرابع( هو مشروع امريكي غربي ، حيث ميارس الغرب ضغطا هائال على كثري من قيادات أحزاب اللقاء املشرتك وأقطاب النظام السابق لتنفيذ هذه املهمة اليت ستخدم مصاحلة االسرتاتيجية يف العامل العربي ، وهكذا غاب املشروع الوطين القائم على الثوابت الوطنية وهما اهلوية االسالمية لليمن

ووحدتها الوطنية.

الشعب حياة فستتسم ، اهلل قدر ، ال العمل املشاريع يف استمرت هذه وان اليمين بشكل خاص ، وشعوب املنطقة بشكل عام ، بالفوضى وعدم االستقرار ، إذ أن املضي يف تنفيذها يعين املزيد من النزاعات واحلروب األهلية ألسباب دينية واقتصادية وجغرافية ناجتة عن تطبيق هذه املشاريع ، واليت ستندلع عند كل مرحلة من مراحله ، وهو ما بدأ اليمنيون يعيشونه فعال إذ اندلعت املعارك بني احلوثيني اختاذ عن عاجزة متفرجة القوى مجيع تقف بينما عدة جبهات يف ومعارضيهم

خطوات جادة لوقف االقتتال بني ابناء الشعب اليمين .

مت حبمد اهلل


169

املراجع باللغة العربية

اأول : الوثائق املكتوبة واملرئية وامل�صموعة

1- اتفاقية القضاء على مجيع أشكال التمييز ضد املرأة ، املوقع الرمسي لألمم املتحدة على الرابط :

http//:www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/text0360793/A.pdf

)- امحد كلز ، على طالة احلوار )جدل الشريعة وحاضر اللقاء املشرتك( ، على الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=ZI775yGHD9I

)- تقرير اللجنة الفنية لإلعداد والتحضري للحوار الوطين املقدم لرئيس اجلمهورية يف )1 ديسمرب )01)م.

4- قرار رئيس اجلمهورية رقم )10( لسنة )01)م ، بشأن النظام الداخلي ملؤمتر مؤمتر احلوار الشامل ، 16 مارس )01)م.

5- بيان عاجل للشيخ عبد اجمليد الزنداني على موقع اليوتيوب على الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=3D-UhGIKJZI

6- بيان هيئة علماء اليمن الصادر يف 7 فرباير )01)م .

7- بيان هيئة علماء اليمن بتاريخ 0) سبتمرب )01)م

8- تسجيل صوتي جلمال بن عمر للقاء الذي مجعه مع قادة احلراك االنفصالي يف القاهرة

http//:www.youtube.com/watch?v=BpRpckW3tHY

9- شاهد واستمع إىل نص البيان الذي القاه القيادي يف االصالح حممد قحطان بعنونان » بيان هام بشأن إدانة الدعوات التكفريية ضد أعضاء مؤمتر احلوار الوطين الشامل » على الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=Rb0aS4-mYt8


170

10- قبول حممد املتوكل كلمة يف مؤمتر احلوار على الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=kR_J6_5nrr0

11- القضية اجلنوبية احللول والضمانات ، سلسلة كتيبات مؤمتر احلوار )6( ص )11( ، مؤمتر مؤمتر احلوار الشامل ، على الرابط :

http//:www.ndc.ye/ndcdoc/book_six.pdf

)1- املشروع النهائي لقانون العدالة االنتقالية بعد اجتماع اللجنة الوزارية ، املوقع الرمسي لوزارة الشؤون القانونية يف اليمن .

)1- مشروع وثيقة اإلنقاذ الوطين الصادر عن اللجنة التحضريية للحوار الوطين الذي ضم شخصيات من أهم األحزاب املعارضة لنظام علي عبد اهلل صاحل ، 6 سبتمر 009)م .

14- مقطع لليوتيوب للناشطة احلقوقية أروى عثمان

https://www.youtube.com/watch?v=ScsTuztxa0U

15- وثيقة النقاط العشرون اليت رفعتها اللجنة الفنية إلعداد والتحضري ملؤمتر مؤمتر احلوار لرئيس اجلمهورية ، على الرابط :

http://www.ndc.ye/matrix/20points.pdf.

16- الوثيقة النهائية للحوار الوطين منشورة على املوقع الرمسي للحوار الوطين الشامل على الرابط :

http//:www.ndc.ye/ndc_document.pdf

ثانيا : الكتب واملقالت العلمية

1- أمحد عليوي الطائي ، املوازنة بني املصاحل : دراسة شرعية تطبيقية يف السياسة الشرعية ، )دائر النفائس األردن ، 007)م(.

)- امساعيل السهيلي ، فخ الدولة املدنية وعلمنة اليمن ، )صنعاء : مركز البحوث


171

للدراسات السياسية واإلسرتاتيجية، )01)م(.

)- مترد احلوثي يف اليمن وأبعاد التحالف الشيعي األمريكي يف املنطقة ، املنشورة على موقع طريق اإلسالم ، على الرابط :

http://ar.islamway.net/article/44328/

4- خليل حسني ، قضايا دولية معاصرة : دراسة موضوعات يف النظام العاملي املعاصر ، )بريوت ، دار املنهل اللبناني : 007)(.

5- خليل عنروس سليمان ، األزمة الدولية والنظام الدولي : دراسة يف عالقة التأثري املتبادل العربي لألحباث )املركز ، الدولي النظام الدولية وهيكل األزمات االسرتاتيجية إدارة بني

ودراسة السياسات : الدوحة ، نوفمرب 011)م(.

6- دستور اجلمهورية اليمنية.

7- روبرت إتش. جاكسون » تطور اجملتمع الدولي « جون بيسليس واستيف مسيث ، عوملة السياسة العاملية )ترمجة ونشر مركز اخلليج لألحباث : اإلمارات العربية املتحدة ، 004)(.

موقع ، CEDAW املرأة التمييز ضد أشكال على مجيع القضاء التفاقية نقدية رؤية -8اللجنة اإلسالمية العاملية للمرأة والطفل .

9- عارف بن امحد الصربي ، مؤمتر مؤمتر احلوار عمار أم دمار ، )مركز البحوث للدراسات السياسية واإلسرتاتيجية : صنعاء( ، )01)م.

ري والقانون الدولي ، )منشورات اجلامعة اليمنية : صنعاء 10- عبد الواحد الزنداني ، السراليمن ، 010)م(.

11- عبد الولي الشمريي ، ملحمة الوحدة اليمنية : ألف ساعة حرب ، )صنعاء ، 1995م(.

)مركز ، الباردة بعد احلرب العربية املنطقة األوربي يف االحتاد ، سياسات احلاج )1- علي دراسات الوحدة العربية: سلسلة أطروحة الدكتوراه -51(، سنة 005).


172

1)- لوترباخت، 5 » اوبنهايم القانون الدولي « اجمللد األول السالم ، الطبعة الثامنة .

14- مايكل س. هدسون ، التجاذب الثنائي والتفكري املنطقي واحلرب يف اليمن ، يف حرب اليمن األسباب والنتائج ، إصدار مركز اإلمارات للدراسات والبحوث ،)اإلمارات العربية

املتحدة : أبوظيب ، الطبعة األوىل 1995م(.

15- مراد هوفمان ، اإلسالم كبديل ، الصادر عن جملة النور الكويتية ، سلسلة نافذة على الغرب العدد )1( )199م.

16- نصر حممد عارف ، نظريات التنمية السياسية املعاصرة : دراسة نقدية مقارنة يف ضوء املتحدة الواليات ، فرجينيا : اإلسالمي للفكر العاملي )املعهد اإلسالمي احلضاري املنظور

األمريكية( ، الطبعة الثانية 1414هـ املوافق 1994م.

ثالثا : الكتب واملقالت العلمية باللغة الإجنليزية

1- Norman D. Palmer، Elections and Political Development the

South Asian Experience (London: C. Hurst & Company.(1975 ،

2- « Fundamentals Of Low Intensity Conflicts » at: http://

www.globalsecurity.org/military/library/policy/army/fm/100-

20/10020ch1.htm#s_9

3- Ahmed Abdul Wahid Al Zandani، Democracy and the Post

9-11 American Foreign Policy Toward the Middle East، Al-Risala ،

Postgraduate Students’ Society & Center for Postgraduate Stud-

ies: International Islamic University Malaysia، Fifth Year- Decem-

ber 2005، Issue No. 5.

4- Bahgat Koraney and Ali E. Hillal Dessouki، The Foreign Poli-


173

cies of Arab States: The Challenge of Change (Oxford: Westveiw

Press1991 ،).

5- Bruce Hoffman، Jennifer M. Taw، Defense Policy and Low-In-

tensity Conflicts : The Development of Britain’s » «Small Wars»

Doctrine During the 1950s، (Rand Corporation: USA1991 ،).

6- Fareed Zakaria، The Future of Freedom: Illiberal Democracy

at Home and Abroad، (W. W. Norton & Company: New York Lon-

don)2003 ،.

7- Graham Evans and Jeffrey Newnham، The Penguin Diction-

ary of International Relations (London: Penguin Books1998 ،).

8- Hillary Clinton: Egypt Must Transition To Democracy at:

http://www.huffingtonpost.com/2011/01/30/hillary-clinton-egypt-

mus_n_815952.html

9- Inan McLeaN and Alistair McMillan، The Concise Oxford Dic-

tionary of Politics، Oxford University Press2003 ،.

10 -John Baylis، Steve Smith & Patrica Owens، The Globaliza-

tion of World Politics، (Oxford University Press: 2008) 4th ed.

11-Joshua S. Goldstein، International Relations (US: published

by Priscilla McGeehan4 ،2001 ،th ed.).

12-LiveAtState: U.S. Foreign Policy in the 21st Century - Priorities،

Goals، and Accomplishments، Remarks Jake Sullivan، Director of

Policy Planning، Washington، DC، January 152013 ، at : http://


174

www.state.gov/r/pa/ime/202881.htm

13-Raymond Hinnebusch and Anoushiravan Ehteshami، The

Foreign Policies of Middle East States (London: Lynne Rienner،

2002).

14-Raymond Hinnebusch and Anoushiravan Ehteshami، The

Foreign Policies of Middle East States (London: Lynne Rienner،

2002).

15-Remarks at the Saban Center for Middle East Policy 2012 Saban

Forum Opening Gala Dinner، Remarks، Hillary Rodham Clinton

Secretary of State، The Willard Hotel، Washington، DC، Novem-

ber 302012 ، at :

16-Robert Gilpin، War and Change in World Politics، (Cambridge

UK: Cambridge University Press،)1999 ، xii

17-Samuel P. Huntington، The Clash of Civilizations and the Re-

making of World Order (New York: Simon and Schuster1998 ،).

18-Scott Burchill، Andrew Linklater and others، Theories of Inter-

national Relations، (Macmillan: New York)1996 ،.

19-The Oxford Encyclopaedia of the Modern Islamic World2 ،nd

Edition، « Zaydiyah. »


175

الحوار الوطني في اليمن مقترحا امريكيا

Documents