عقد الليزنغ - باسل الحريري

40
ب ل ح عة ام ح ق ح ل ا ة ي ل ك وق ا ي ل ع ل ا سات الدرا ر ي ت س ج ما اري ج ت ل ون* ا- ن ا ق ل م ا س ق ر ص عا م ل ا ي ل8 ي و م ت ل ر ا ك- ق ل ا ي- ف دعة ي ب م ة ي- ن و- ن ا ق داةF كا- غ- ن- ر لي ل د ا ق ع) ة- ارن ق م دراسة( ي- ن و- ن ا ق ل اS ث ح ت ل ا ة ي ح ه- من مادة ل دم ق مS ث ح ب ري ي ر ح ل ل ا س ا : ي ب للطااد ا عدd ا ارس- ر ق م ع ور : ت ك الد- رافS شd ا1

Upload: basselhariri

Post on 14-Apr-2017

745 views

Category:

Documents


11 download

TRANSCRIPT

Page 1: عقد الليزنغ - باسل الحريري

جامعة حلب وقـ كلية الحق

ماجستير الدراسات العليا قسم القانون التجاري

عقد الليزنغ كأداة قانونية مبتدعة في الفكرالتمويلي المعاصر

)دراسة مقارنة(

بحث مقدم لمادة منهجية البحث القانوني

إعداد الطالب : باسل الحريريإشراف الدكتور : عمر فارس

(2010 )

1

Page 2: عقد الليزنغ - باسل الحريري

المعاصر التمويلي الفكر في مبتدعة قانونية كأداة الليزنغ عقد) مقارنة) دراسة

خطة البحث : مقدمة

حديث : : اقتصادي قانوني مفهوم الليزنغ األول المبحثللتمويل – : فريد كأسلوب لليزنغ تحليلية نظرة األول المطلب

الليزنغ – انعقاد مراحل أوالاألصل .1 شراء مرحلةاألصل .2 تأجير مرحلةالليزنغ .3 انقضاء مرحلة

الليزنغ – عقد خصائص ثانيادولي .1 عقدبالخيار .2 مقترن عقداإللزام .3 سبيل على المدة محدد عقدالشخصي .4 االعتبار على قائم عقد

الليزنغ – : لعقد القانونية الطبيعة الثاني المطلبالفقهية – : الناحية من أوال

إيجار .1 عقدبالتقسيط .2 بيع عقد3. كليا جديدة قانونية صيغةعقود .4 عدة من مركب قانوني نظام

التشريعية – : الناحية من ثانياالفرنسي .1 المشرع موقفالمصري .2 المشرع موقفاللبناني .3 المشرع موقفاألردني .4 المشرع موقفالسوري .5 المشرع موقف

التجارة : متطلبات خدمة في الليزنغ عقد مرونة الثاني المبحث – تفريقا و تطبيقا الليزنغ األول المطلب

الليزنغ – : صور أهم أوالالتمليكي .1 الليزنغاألطراف .2 المتعدد الليزنغالتشغيلي .3 الليزنغاألصل .4 بضمان الليزنغالدوار .5 الليزنغالمفتوحة .6 النهاية ذو الليزنغ

المشابهة – : العقود من غيره عن الليزنغ تمييز ثانيااإليجاري .1 البيع وعقد الليزنغ عقدالليزباك .2 وعقد الليزنغ عقد

ألطرافه – بالنسبة الليزنغ نظام تقييم الثاني المطلبالمزايا – : أوال

للمستأجر .1 بالنسبةللمؤجر .2 بالنسبة

المساوئ – ثانياللمستأجر .1 بالنسبة

للمؤجر .2 بالنسبةخاتمة

2

Page 3: عقد الليزنغ - باسل الحريري

المراجع قائمة المصادر قائمة

مقدمة : التمويل هدف أساسي تسعى إليه المشاريع التجاريRRة والصRRناعية، السRRيما إذا كRRانت هRRذه

المشاريع تمارس نشاطها في إطار دولي يتجاوز حدود الدولة الواحدة. وتختلف مصادر التمويل بالنسبة لهذه المشاريع باختالف حجمها وتوجهاتها وأهدافها، حيث تعددت هذه المصادر التقليدية فكان التمويل إما ذاتيا أو داخليا أو حتى خارجيا. غير أن خيRRارات التمويل التي يلجأ إليها المستثمرون لتوفير األموال الالزمة إلقامة مشاريعهم ليست متوفرة أو معروضة دوما، لما يتحكم بها من عوامل مرتبطة باألوضاع االقتصادية والمالية وحتى السياسية واألمنية، ناهيك عن أوضاع المشروع بشكل عام والRRذي قRRد يكRRون مسRRتنفذا كRRل مRRا لديRRه من أموال أو راغبا في توظيفها في وجه آخر من أوجه االستثمار يعود عليه بمردود أعلى. كمRRا قRRد يكون المشروع قد سبق له االقتراض بحيث لم يعد يتسنى له عقد قRRرض آخRRر. وهكRRذا يالحRRظ أن وسRRائل التمويRRل التقليديRRة في العصRRر الحRRديث أمسRRت قاصRRرة عن تلبيRRة حاجRRات سRRوق االسRRتثمار ممRRا دفRRع بالمسRRتثمرين إلى البحث عن وسRRائل بديلRRة تختلRRف عن القRRرض والRRبيع

بالتقسيط وسواها. هنا بRRرزت فكRRرة جديRRدة تقRRوم على حصRRول المشRRاريع على حاجتهRRا من وسRRائل اإلنتRRاج واآلالت والتجهيزات عن طريق ممول يقوم بشراء تلك التجهيزات وتأجيرهRRا للمشRRروع مقابRRل بدالت محددة تغطي قيمة األشياء المستأجرة مع خيار المشروع بشراء هذه اآلالت بعRRد انتهRRاء مدة اإليجار بسRRعر زهيRRد ينقص بمراحRRل عن سRRعرها في بدايRRة العقRRد وسRRمي هRRذا النRRوع من

التمويل بR )الليزنغ( أو اإليجار التمويلي. ذهب البعض إلى أن فكرة هذا العقد مستمدة من القRRانون الرومRRاني وتحديRRدا من نظRRام االئتمان المعروف في ذلك القانون والذي يشترط فيه المقرض نقل ملكية الشيء إليه ضRRمانا

. ال بRRل إن البعض ذهب أبعRRد من ذلRRك حين اعتRRبر أن جRRذور فكRRرة اللRRيزنغ تمتRRد إلى1لدينه. 2الحضارات القديمة وخاصة عند البابليين في تقنينات حمورابي

أما عقد الليزنغ بمفهومه الحالي، فيرجع الفضل في نشأته إلى الواليات المتحدة األمريكية في.1952عام

D.P.Bootheولدت فكرة الليزنغ في أمريكا على يد أحRRد الصRRناعيين األمريكRRيين ويRRدعى “JuniorاءRRالذي كان يملك مصنعا صغير الحجم إلنتاج بعض المواد الغذائية المحفوظة. وفي أثن ”

طلبت القوات المسلحة منه توريد كميات ضRRخمة من األغذيRRة المعلبRRة1950حرب كوريا عام تفوق بمراحل القRRدرة اإلنتاجيRRة العاديRRة لمصRRنعه. وتRRردد بRRوث بين انتهRRاز هRRذه الفرصRRة الRRتي ستحقق له نقلة نوعية في السوق وأرباحا طائلة أو العزوف عنها لعجزه عن تلبيتها. كمRا خRاف على مصير تجارته فيما لو عادت إلى حRRدودها الضRRيقة وعجRRز عن تسRRديد ثمن المعRRدات الRRتي اشتراها أو رد القرض الممول لذلك. إال أن الصفقة المعروضة أغرته فعال فعكRRف على دراسRRة

إمكان وجدوى الحصول على المعدات الالزمة عن طريق اإليجار. وعلى الرغم من الجهود الكبRRيرة الRتي بRذلها لم يعRثر السRيد بRوث على مRؤجر للمعRدات وخسر صفقة القوات المسلحة، إال أنه اكتشف من خالل دراسته للموضRRوع أن احRRتراف تRRأجير المعدات اإلنتاجية للمشاريع االقتصادية يمكن أن يكون مصدرا ألربRRاح طائلRRة تفRRوق تلRRك الRRتي يحققها من خالل إنتRاج األغذيRة المحفوظRة، فقRام ومجموعRة من أصRدقائه بتبRني الفكRرة وتم

United عRرفت باسRم )1952تأسيس أول شركة ليزنغ في الواليRRات المتحRRدة األمريكيRRة عRام States Leasing Corporation)3ارRRركة زاد الطلب على إيجRRذه الشRRيس هRRاب تأسRRوفي أعق .

1 – – . الثانية( الطبعة التمويلي التأجير عقد رضوان نعيم فايز .14ص- 1997د2 )El-Mokhtar Bey " la symbiotique dans les leasing et credit-bail mobiliers " Dalloz 1970 p.3 السابق المرجع في وارد

. 14ص 3 – – – – ) ( – . ص( تاريخ بدون القاهرة العربية النهضة دار مقارنة دراسة التمويلي التأجير عقد قرمان السيد الرحمن عبد د

11.

3

Page 4: عقد الليزنغ - باسل الحريري

المعRRدات اإلنتاجيRRة وتعRRاظمت أربRRاح هRRذه الشRRركة في فRRترة وجRRيزة، ومRRا لبثت أن تأسسRRتشركات ليزنغ أخرى حتى أصبح الليزنغ من الظواهر المستقرة في االقتصاد األمريكي.

بعد ذلك انتقل نظام الليزنغ من الواليات المتحدة إلى أوروبRRة عRبر انكلRRترا حيث أسسRت ومRا1(Mercantile Credit Company Rشركة السيد بوث شركة وليدة لها في انكلترا هي شركة )

لبث الليزنغ أن انتشر في العديد من الRRدول األوروبيRRة كألمانيRRا وبلجيكRRا وهولنRRدا وفرنسRRا كمRRا انتشر في بعض الدول العربية في شمال إفريقيRRا كتRRونس والمغRRرب والجزائRRر. وسRRاعدت في

2هذا االنتشار السريع لليزنغ مؤسسات مالية تابعة لحلف شمال األطلسي.

حيث تأسسRت3القى الليزنغ نجاحا باهرا في العديRد من الRدول األوروبيRة والسRيما فرنسا 4( لتكون أول شركة فرنسية تمRارس نشRاط اللRيزنغ في فرنساLocafrance شركة )1962عام

وهي من الشركات المساهمة وأسهمها مدرجة في جRRدول بورصRRة األوراق الماليRRة. وفي عRRام أصدر المشرع الفرنسي أول قانون لليزنغ وكان هذا القانون بمثابة االعRتراف الشRرعي1966

عRRام665 والقRRانون 1967 عRRام 837بالليزنغ كعقد تجRRاري في فرنسRRا، تاله تعRRديل بالقRRانون .5 المتعلق بضرورة إعالن أو شهر عقود الليزنغ وتسجيلها في سجل خاص1972

بذلك نجد أنه على الرغم من والدة عقد الليزنغ في الواليات المتحدة إال أنRRه بال شRRك قRRد نما وترعرع في فرنسا، مدرسة القانون في أوروبة، حيث ال يمكن إنكار الدور الهام الذي لعبRRه

المشرع الفرنسي في إرساء وتثبيت القواعد األساسية لليزنغ ضمن إطار قانوني محكم. إن تعاظم لجوء رجال األعمال لليزنغ لتمويل مشاريعهم، وإدخRRالهم الكثRRير من التعRRديالت المستمرة على قواعده بما يخدم سياساتهم االستثمارية، يفرض علينا كقRRانونيين التعRرف على الطبيعة المميزة لهذا العقد والتصدي له بالبحث والتنظيم، وذلك لألهمية الكبيرة التي يتمتع بها في التجارة الحديثة ولمواكبة التطورات السريعة التي تطرأ عليه في ظل العولمRRة االقتصRRادية

وتطبيقاتها. سعيا لذلك سنقوم باستعراض عقد الليزنغ في مبحRRثين، نتنRRاول في األول دراسRRة علميRRة لمفهRRوم اللRRيزنغ كآليRRة قانونيRRة تمويليRRة ضRRمن جملRRة مقارنRRة تشRRمل التشRRريعات )الفرنسRRي، المصRRري، اللبنRRاني، األردني( منتهين إلى مناقشRRة موقRRف المشRRرع السRRوري من هRRذا العقRRد، ونقوم في الثاني بجولة واقعية عملية على الصور المتعددة لليزنغ ومRRدى فاعليRRة وجRRدوى هRRذا

العقد في ساحة االستثمار. وال بRRد لنRRا أن نأخRRذ بعين االعتبRRار خالل استعراضRRنا لصRفحات هRذا البحث وحRRدة المعRنى المقصود سواء لدى الحديث عن ليزنغ أو عن إيجار تمويلي إذ أن االختالف في التسمية ال يعدو أن يكون فرقا لغويا ناتجا عن ترجمة مصطلح الليزنغ الفرنسي إلى اللغة العربية تحت مسRRمى

" اإليجار التمويلي ".

المبحث األول : الليزنغ مفهوم )قانوني – اقتصادي( حديث ال شك بأن نظام الليزنغ يدين في نشأته إلى الفكر االقتصادي الذي ابتدعه كوسيلة أمينRRة في التمويل تعطي الممول الضمان الكافي وطالب التمويل حجم التمويل الوافي. على الRRرغم من ذلك، ال يمكن بحال إنكار الدور الهRRام لرجRRال القRRانون في هيكلRRة هRRذه الوسRRيلة المبتدعRRة ضمن نظام محكم يتسم بالموضوعية والوضوح والسبك المتين لتشكيل النظRRام القRRانوني لمRRا

سمي بعقد الليزنغ أو عقد التأجير التمويلي.

1 ) – – – ) األولى. – ) الطبعة الحقوقية الحلبي منشورات الليزنغ عقد الدولية العقود ناصيف الياس .20ص– 2008دص( – 2 السابق .21المرجع3 – – . ص( سابق مرجع رضوان نعيم فايز .18د4 – – . ص( السابق المرجع قرمان السيد الرحمن عبد .11د5 – - . ص( السابق المرجع رضوان نعيم فايز .26د

4

Page 5: عقد الليزنغ - باسل الحريري

فما هو الليزنغ؟ وما هي تلك اآلليRRة الممRRيزة الRRتي جعلت منRRه الوسRRيلة التمويليRRة األكRRثرشيوعا في العالم؟!

المطلب األول - نظرة تحليلية لليزنغ كآلية فريدة للتمويل : الليزنغ وسيلة لتمويل التجهيز، تسمح للمشاريع الصناعية والتجارية والزراعية وسواها بأن تستكمل تجهيزاتها بدون تجميد رأس مالها. وغالبا ما يكون موضوع عقRد اللRRيزنغ هRRو المعRRدات والتجهيزات، عندئذ يتناول أمواال منقولة ويطلق عليه " الليزنغ المنقول " وقد يتناول موضRRوعه

.1أحيانا أمواال غير منقولة فيسمى حينها " الليزنغ غير المنقول "أما طرفا العقد فهما :

وهRRو المشRRروع المسRRتفيد من عمليRRة التمويRRل، والRRذي يسRRتعمل العتRRاد:Lesseeالمستأجر -1 المسRتأجر لغايRRات صRRناعية أو تجاريRRة. ويعرفRRه الRدكتور هRاني دويRدار على الشRكل اآلتي " المستفيد هو الذي يتخذ زمام المبادرة بتحريك العملية بالنظر إلى حاجته في االنتفاع بأصRRل

إنتاجي داخل مشروعه “. هو المؤسسة الماليRRة الRRتي تمنح التمويRRل فتشRRتري العتRRاد وتبقى مالكRRة لRRه:Lessorالمؤجر -2

.2طوال فترة العقدSupplierأما المورد أو البائع مالك األموال التي ستصبح محال لعقد الليزنغ فال يعتبر طرفRRا

في العقد، وإن كان طرفا في العملية التمويليRRة نظRRرا لدخولRRه كطRرف ثRRالث إلتمRRام العمليRRة..3وبذلك يمكن القول بأن عقد الليزنغ ثنائي األطراف بينما عملية الليزنغ ثالثية األطراف

أوال -آلية انعقاد الليزنغ: عملية الليزنغ كما يلي:Champaudيصف الفقيه الفرنسي

" يتحقق عقد الليزنغ عندما يرغب مشروع ما في تنفيذ استثمارات تجهيز وإتمامها، فيRRبرم مRRع إحدى مؤسسات التمويل المتخصصة عقدا بمقتضاه تشتري مؤسسة التمويل األعتدة التي يقع اختيار المشروع عليها، وبالشروط التقنية المحRRددة في متن العقRRد وبRRالثمن المتفRRق عليRRه بين

المشروع وصاحب المعدات. تسلم هذه األعتدة للمشروع وتوضع في مركزه، ويعتبر المشروع مستأجرا لهRRا من المؤسسRRة المالية أو الشركة المشترية لمدة تختلف باختالف العقد والعمر اإلنتاجي للمعRRدات. وفي نهايRRة المدة يكون للمشروع المستأجر الخيار في تملRRك تلRRك األعتRRدة لقRRاء ثمن يقRRارب قيمتهRRا بعRRد االستهالك الذي لحق بها إثر استخدامها خالل فترة العقد من قبRRل المشRRروع، أي بثمن ينخفض بصورة عامة عن قيمتها السوقية في نهاية العقRRد. إال أن الشRRراء ليس الخيRRار الوحيRRد المتRRاح، فللمستأجر في نهاية العقد خيارات أخRRرى، منهRRا إعRRادة األعتRRدة المسRRتأجرة بRRدون تحفRRظ، أو

.4إعادة استئجارها لفترة جديدة بأقساط منخفضة " بناء على هذا الوصف يمكننا القول بأن عملية التمويل باإليجRRار أو التRRأجير التمRRويلي تمRRر

:5بثالثة مراحل مرحلة شراء األصل:.1

1 – – ) ( – . ص( سابق مرجع الليزنغ عقد الدولية العقود ناصيف الياس .60دالمادة( 2 في حظر اللبناني المشرع أن إلى اإلشارة القانون 13تجدر التمويلي 1999لعام 160من اإليجار أعمال احتراف

" " الشركات لفروع أو له، المتممة والعمليات التمويلي اإليجار موضوعها مختصة لبنانية مغفلة لشركات إال لبنان في. لبنان مصرف لدى أصوال المسجلة المالية للمؤسسات أو به، المختصة األجنبية

3 – – – . العدد( اللبناني الجيش مجلة في منشور مقال حديثة تقنية التمويلي اإليجار عمليات شافي العزيز عبد نادر –240د2005.

سابق( 4 ….Champaud, Le Leasingمرجع5 – . . . العمل( لتغيير كاستراتيجية اإليجار طريق عن التمويل صاري زهيرة أ عاتق، بن حنان أ بالمقدم، مصطفى البروفيسور

والمالية – – – – اإلدارية العلوم كلية فيالدلفيا جامعة األعمال الستراتيجيات الرابع العلمي للمؤتمر مقدم بحث المصرفي – ) األردن ) .7ص – 2005عمان

5

Page 6: عقد الليزنغ - باسل الحريري

تبدأ هذه المرحلة منذ اتخاذ المشروع القرار باللجوء إلى الليزنغ للحصRRول على المعRRداتد يملRك هRذا النRوع من المعRدات ويسRتجر6الالزمة ألغراضه اإلنتاجية ، فيبدأ في البحث عن مور

د معين يحقRRق لRRه عروض األسعار ويتفاوض مع أكثر من شRRخص حRRتى يقRRع اختيRRاره على مRRورالمواصفات األفضل والسعر األقل للتجهيزات التي يطلبها.

وعلى الصعيد العملي، يكون البائع أو المورد هو المحرك األساسي للعقد، فيحمل شRRركة التمويل إلى االعتماد في استثماراتها على منتجاته – مانحا إياها بعض المزايRRا أحيانRRا – ويتRRولى االتصاالت األساسية بين شركة الليزنغ والمشروع طالب المعدات، ويساعد في إقنRRاع الشRRركة بالحالة المالية للمشروع الذي تتعامل معه، كما يقوم باإلجراءات األولى المطلوبة إلبرام العقد

.2وكأنه ينعقد بين البائع والمشروع د الذي سوف يتعامRRل معRRه لتRRأمين المعRRدات ويتم التفRRاوض بعد أن يحدد المشروع المور بينهما على جميع التفاصيل الفنية والتقنية والسعر النهائي، يلجRRأ المشRRروع إلى شRRركة اللRRيزنغ ويزودهRRا بكافRRة المعلومRRات المتعلقRRة بالمعRRدات واآلليRRات المطلوبRRة ويطلب منهRا شRRراء تلRRك المعدات بغرض تأجيرها له لمدة زمنية معينة، فتقوم شركة الليزنغ بشراء المعدات من المورد المختار تمهيدا لتأجيرها للمشروع وهنا تنتهي المرحلة األولى باستالم شRRركة اللRRيزنغ للمعRRدات

د. من المورمرحلة تأجير األصل:.2

تطبيقا لألحكام المرتبطة بعقد اللRRيزنغ تسRRلم شRRركة اللRRيزنغ، بوصRRفها مRRؤجرا، المعRRدات واآلليات التي قامت بشرائها واضعة إياها تحت تصرف المشروع، بوصفه مستأجرا، وتمكنه من حيازتها بسهولة ويسر خالل مدة التأجير وتمنحه ضمانا ضد المشاكل الناجمة عن حيازة األصل المؤجر. وبالمقابل يلتزم المستأجر بسRRداد بRRدل إيجRRار يحقRRق إطفRRاء كRRامال لقيمRRة األصRRل مRRع

.3تحقيق عائد مناسب للمؤجر خالل مدة العقد، ويتحمل نفقات الصيانة والتأمين أما في الليزنغ غير المنقول، فيطلب المشRRروع من شRRركة التمويRRل شRRراء العقRRار الRRذي يحتاجه، أو يشتري العقار ويطلب من الشركة إقامة أبنية جديRRدة عليRRه، ويقRRوم باسRRتئجار هRRذا العقار أو األبنية على النحو نفسه إال أنه يلتزم هنا بالضRRرائب العقاريRRة عن األصRRل المRRؤجر -إن

.4وجدت - والجدير بالذكر هنا أن المستأجر مقيد باسRRتعمال األصRRول المRRؤجرة وفقRRا للغRRرض الRRذي أعدت له والمحدد في العقد تحت طائلة إنهاء العقد من قبل المؤجر مع حق األخير في اقتضاء

.5كافة األقساط عن مدة اإليجار كاملة مرحلة انقضاء الليزنغ:.3

بانتهاء مدة التأجير المقررة في العقد يجRRد المسRRتأجر نفسRRه أمRRام ثالثRRة خيRRارات لRRه حريRRةاالختيار فيما بينها:

لRRة لألصRRة الماليRRع القيمRل دفRRد مقابRRه في العقRRوص عليRاتخاذ القرار بالشراء المنص % من سRRعر شRRراء10% إلى 1المسRRتهلك إلى المRRؤجر )وتمثRRل هRRذه القيمRRة عRRادة

األصل وفقا للعقد(، وتؤدي ممارسة المستأجر لهذا الخيار إلى استمرار حيازته لألصلوتمتعه بالملكية التامة.

في( 6 استثمارها هو الليزنغ عقد موضوع األموال على الحصول من المستأجر هدف يكون أن التشريعات بعض اشترطتالقانون ) من األولى المادة االستهالكية حاجاته إشباع هو المستأجر هدف كان إذا ليزنغ عقد العقد تعتبر ولم إنتاجية، مشاريع

المصري 455الفرنسي للقانون التنفيذية الالئحة من الثانية بالقرار 95والمادة الوضع( 1995 / 846الموضوعة خالف علىأن لدرجة الليزنغ عمليات من األول الهدف االستهالكية الحاجات تشكل حيث المتحدة الواليات الليزنغ% 80في عمليات من

. الشخصي لالستخدام المعدة السيارات على ترد أمريكا في2 – – – . مقارنة( قانونية أبحاث سلسلة الليزنغ عقد وفي المقارن القانون في الجزائي البند ناصيف الياس 148ص – 1991د

. بعدها وما3– – . االستثمارات( تنفيذ في األمثل التمويلي القرار اتخاذ عملية في وأثرها التمويلي التأجير مشكالت حموي صالوم فواز د

المجلد – والقانونية االقتصادية للعلوم دمشق جامعة مجلة في منشورة األول – – 21دراسة .2005العدد4 – – – . ص( سابق مرجع الليزنغ عقد وفي المقارن القانون في الجزائي البند ناصيف الياس .103د5 – – – . ص( سابق مرجع الدولية العقود ناصيف الياس .61د

6

Page 7: عقد الليزنغ - باسل الحريري

اط إيجRRديد أقسRRؤجر لتسRRل منطلب تمديد العقد، عندها يتم التفاوض مع المRRة أق اريسابقتها بالنظر إلى القيمة المالية لألصل بعد إطفاء كامل قيمته خالل مدة العقد.

رRRتأجر آخRRإعادة األصل المؤجر وإنهاء عقد الليزنغ، وهنا يقوم المؤجر بالبحث عن مس د بناء على اتفاق أو يبيع األصل في سوق التجهيزات المستعملة، وقد يعيده إلى المور

.1مع هذا األخير وفي الحقيقة، إن نظRرة متفحصRة في هRذه المراحRل لعقRد اللRيزنغ وتحليلRه من الناحيRة القانونية تظهر لنا احتواءه على ست تقنيات قانونية أساسية متمRRايزة تجتمRRع تحت مظلRRة هRRذا

العقد وهي : وعد متبادل باإليجار بين الشركة الممولة والمشروع، على اعتبار أن توقيع عقد الليزنغأ.

.2يتم قبل شراء األشياء موضوع العقد تفويض من المشروع إلى شركة الليزنغ باختيار األعتدة وتحديد أوصRRافها وتعRRيينب.

.3ثمنها مع البائع عقد إيجار لألصول المشتراة، يكون فيه المشRRروع مسRRتأجرا والشRRركة الممولRRةت.

مؤجرا . وعد غير متبادل بالبيع تتعهد فيه الشركة المؤجرة بRRبيع األصRRول المسRRتأجرة إلىث.

المشروع المستأجر في نهاية المدة المحددة للعقد، حال إظهار هذا األخRRير رغبتRRه فيذلك .

وعد غير متبRRادل باإليجRRار تتعهRRد فيRRه الشRRركة الممولRRة بتجديRRد إيجRRار المعRRداتج.للمشروع بعد انتهاء المدة العقدية بأقساط أخفض من سابقتها في حال رغبته بذلك.

عقد بيع قطعي، حال إعالن المستأجر تمسكه بخيار الشراء .ح. وإن هRRذه التقنيRRات التعاقديRRة الRRتي يتكRRون منهRRا عقRRد اللRRيزنغ تRRذوب في تكوينRRه لتؤلRRف

بانصهارها الطابع المميز والمركب لهذا العقد .

ثانيا – خصائص عقد الليزنغ : يتمتع عقد الليزنغ بالعديد من الخصائص الممRRيزة الRRتي تعRRبر عن خصوصRRيته االقتصRRادية، وسوف نتعرض لبعضها في هذا البند وننRRاقش البعض لRRدى عرضRRنا لصRRور اللRRيزنغ في المبحث

الثاني . عقد الليزنغ من عقود التجارة الدولية :-1

ال خالف في الفقه والتطبيق على كون عقد الليزنغ عقدا تجاريRRا كونRRه في األعم األشRRمل يتكون ما بين ممول يأخذ شكل الشركة التجارية وطالب تمويل يتخذ شكل المشروع الصناعي أو التجاري. وبالتالي فإنه يستمد تجاريته من الصفة التجارية ألطرافه كما أن شراء المنقRRوالت بقصد تأجيرها يعد من األعمال التجارية بطبيعتها مما يجعل عقRRد اللRRيزنغ تجاريRRا دائمRRا بالنسRRبة

للطرف مقدم التمويل . وال شك أن فكرة الليزنغ نشأت في ظRRل اقتصRRاديات تمثRRل فيهRRا المشRRروعات الصRRغيرة والمتوسطة حجRRر الزاويRRة، إال أنRRه وبتطRRور هRRذا النمRRوذج وانتقالRRه عRRبر المحيRRط من الواليRRات المتحدة األمريكية إلى القارة األوروبية ودخوله في تشريعات العديد من الدول، تحRRول اللRRيزنغ من حل ألزمة التمويل التي تعاني منها بعض المشاريع الوليدة إلى أداة لتمويل االستثمار تلجRRأ إليها أضخم المشاريع وأكثرها تطورا لالرتقاء في سوق األعمال العالمي، وبRRذلك خRRرج اللRRيزنغ من قبعRRة العم سRRام ليجRRد طريقRRه إلى العالميRRة، ويصRRبح نظامRRا اقتصRRاديا بRRارزا في خدمRRة

1. - ... . ص( سابق مرجع بالمقدم مصطفى 8البروفيسورالمادة( 2 كان – – 1089نصت متى الصحيح بالمعنى إيجارا يصبح بالبيع الوعد على قياسا باإليجار الوعد أن فرنسي مدني

ومدته . اإليجار وبدل العقد موضوع ومتضمنا للطرفين ملزما الوعد هذا3 – – – . ص( السابق المرجع الدولية العقود ناصيف الياس .64د

7

Page 8: عقد الليزنغ - باسل الحريري

مؤسسRRات عالميRRة تقRRوم بRRدور فعRRال في سRRوق التRRأجير العRRالمي، إذ وصRRل حجم األمRRوال.1المستثمرة في عمليات الليزنغ إلى مليارات الدوالرات

وأدى التنRRافس الشRRديد بين الشRRركات األمريكيRRة واألوروبيRRة إلى تطRبيق مبRRدأ التخصRRص العالمي حتى في مجRال اللRRيزنغ، حيث تحتRRل الواليRات المتحRدة األمريكيRRة المرتبRRة األولى في

.2سوق التأجير العالمي تليها اليابان ثم ألمانيا : عقد مقترن بالخيار-2

يتميز عقد الليزنغ بوجود الخيارات الثالث المقررة للمستأجر في نهايRRة المRRدة التعاقديRRة، والتي تعتبر بحق المميز األوضح واألكثر خصوصية وارتباطا بعقد الليزنغ، على خالف عقد الRRبيع بالتقسيط أو عقد اإليجار الذين ال يملك فيهما المشروع حق الخيRRار، كRRون حRRق الملكيRRة ينتقRRل في األول بمجرد إبرام العقد وال ينتقل في الثاني كونRRه ال ينRRدرج تحت موضRRوع هRذا العقRRد في

األصل . عقد محدد المدة على سبيل اإللزام :-3

إن شركة الليزنغ ليست شركة تحترف العمل الصناعي، فهي ال تملك خRRبرة أو درايRRة في مجال عمل المشروع طالب التأجير وإنما تتخذ شكل المؤسسة المالية )بنك – شركة ضمان – شركة مالية متخصصة ...الخ(. فهي ال تقدم على شراء المعدات إال بنRRاء على طلب المشRRروع ووفق احتياجاته اإلنتاجية والمواصفات التي يحددها، وبعRد تعهRد األخRRير بسRRداد قيمRRة المعRRدات

واآلالت على شكل أقساط تحدد في العقد. وبالتالي ليست لشركة التمويل أية مصلحة في استخدام أو تملRRك اآلليRRات المRRؤجرة بعRRد انتهاء مدة العقد كون هذه التجهيزات ال تمت بصلة لمجال عملها، فشRRركة اللRRيزنغ تعتمRRد على األقساط المؤداة خالل فترة العقد لتغطية قيمة األصول المشتراة وتحقيق هRRامش ربح يمكنهRRا

من االستمرار وهو ما يشكل موضوع نشاطها. لألسباب السابقة أجمع الفقه وأيده التشريع على عRRدم جRRواز مRRدة العقRRد لإللغRRاء حرصRRا على بقRRاء شRRركات اللRRيزنغ الRRتي تشRRكل ركنRRا من أركRRان العمليRRة االسRRتثمارية وداعمRRا مهمRRا لالقتصاد الوطني. فإن رغب المستأجر في إنهاء العقد قبل نهاية المRRدة المقRRررة لRRه، عليRRه أن يسدد كافRة دفعRات اإليجRار المترتبRRة عن المRدة الباقيRة دفعRة واحRدة. وفي حRRال عRدم قRدرة المستأجر عن تسديد دفعات اإليجار فهذا يؤدي حتما إلى استرداد شركة الليزنغ للعتاد المRRؤجر

.3وإعالن إفالسه عقد قائم على االعتبار الشخصي :-4

يعتبر عقد الليزنغ، شأنه شأن كافRة عقRود االئتمRان، عقRدا مبنيRا على االعتبRار الشخصRي . بمعنى أن شخص كل طرف من طرفي العقد هو محل اعتبار لدى الطرف اآلخر.4للمتعاقدين

فالمستأجر ال يلجأ إلى شركة الليزنغ إال لثقته في سمعتها، والشركة الممولة لن تقبل التعامRRل مع المستأجر لوال ثقتها بمالءته المالية وقدرته على النهRRوض باألقسRRاط العاليRRة الRRتي يتضRRمنها عقد الليزنغ. وينتج عن كون عقد الليزنغ من عقود االعتبار الشخصي أن الغلط في شخص أحد

طرفي العقد يؤدي إلى قابلية العقد لإلبطال بناء على طلب المتعاقد الذي وقع في الغلط . ويعRRد من تطبيقRRات هRRذه الخاصRRية إدراج بنRRد في العقRRد ينص على اعتبRRار عقRRد اللRRيزنغ

.5مفسوخا بوفاة المستأجر

عام( 1 العالمي للتأجير السنوي الكتاب نشرها التي اإلحصائيات إلى 2006أشارت ارتفع العالمي التأجير سوق حجم أننسبته بلغت نموا حقق حيث قياسية، إلى % 13,2مستويات العالم مستوى على التمويلي التأجير عمليات حجم 579ووصل

العام نهاية في دوالر .2004مليار2. – – . سابق( مرجع اليمن في التمويلي التأجير البخيتي حمود أ3 – – . ص( سابق مرجع حموي صالوم فواز . 228د4– – – . ص( سابق مرجع الدولية العقود ناصيف الياس .84د5 – – . ص( سابق مرجع قرمان السيد الرحمن عبد .44د

8

Page 9: عقد الليزنغ - باسل الحريري

وهكذا، وبعRRد أن أحطنRRا بRRالليزنغ من وجهRRة النظRRر العمليRRة، نRRرى لزامRا علينRRا أن نتنRRاول بالمناقشة الناحية العلمية المتمثلة بتكييف هRRذا العقRRد فقهRRا وقانونRRا والموقRRع الRRذي احتلRRه من

تشريعات الدول المشمولة بالدراسة .المطلب الثاني - الطبيعة القانونية لعقد الليزنغ :

اختلف الفقهاء في إيجاد تعريف محدد لعقRRد اللRRيزنغ، وتعRRددت المحRRاوالت إلدراجRRه تحت نطاق أحد العقود المسماة إال أن معظمها لم يفلح نظRRرا لتشRRابك العالقRRات القانونيRRة المكونRRة

1966-7-2لهذا النظام. ولم يحسم هRRذا الخالف إال المشRRرع الفرنسRRي بالقRRانون الصRRادر في ف فيه عقد الليزنغ والعمليات الملحقة به. الذي عر

وفيما يلي نسRRتعرض آراء الفقهRRاء ومن ثم بعض االتجاهRRات التشRRريعية في تعريRRف عقRRدالليزنغ.

أوال – من الناحية الفقهية : على الرغم من اتفاق الفقه على اعتبار الليزنغ وسيلة للحصRRول على التمويRRل إال أنRRه دارخالف كبير بشأن عمليات الليزنغ من الوجهة القانونية ونشأت عن هذا الخالف عدة نظريات :

النظرية األولى : عقد إيجار-1 عرف أنصار هذا التيار عقد الليزنغ بأنه " وسRيلة تمويRل بمقتضRاها تقRوم مؤسسRة ماليRRة بتأجير بعض التجهيزات واآلالت واألدوات والمهمات إلى عمالئها مع تطبيق أحكام عقRRد اإليجRRار

.1في العالقة التعاقدية بين األطراف " ويرى الدكتور إليRRاس ناصRRيف – ونحن نشRRاطره الRRرأي - أن هRRذه النظريRRة الRRتي تعRRترف صراحة بإخضاع الليزنغ لألحكام الناظمة لعقد اإليجار ال تعبر عن حقيقة هذا العقد، على اعتبRRارأن قواعد عقد اإليجار ال تتفق وإعطاء المستأجر حق تملك األشياء المستأجرة في نهاية العقد.

النظرية الثانية : بيع بالتقسيط-2ف أنصار هذه النظرية عقد الليزنغ على أنه بيع بالتقسيط تقوم فيه شركة اللRRيزنغ بRRبيع كي المعدات والعتاد التجهيزي لمشروع ما مقابل أقساط يRRدفعها األخRRير خالل فRRترة زمنيRRة معينRRة تقارب العمر اإلنتاجي لهRذه المعRدات بحيث يشRمل مجمRوع األقسRاط عن الفRترة كاملRة ثمن

.2المعدات باإلضافة إلى معدل فائدة محدد ويؤخذ على هذه النظرية تجاهلها لدور شركة الليزنغ كوسيط في عملية الشراء حيث أنها ال تكون مالكة للمعدات لحظة إبرام العقد وإنما تقوم بشRRرائها من المRRورد لصRRالح المسRRتأجر. كما أن هذه النظرية تفقد مستندها القRRانوني فيمRRا لRRو لم يتخRRذ المسRRتأجر قRRرارا بالشRRراء في

نهاية المدة التعاقدية. النظرية الثالثة : صيغة قانونيـة تســمح باسـتعمال أشـياء ال يســتطيع المشــروع-3

تملكها اتجه الفقه الحديث إلى تعريف عقد الليزنغ بأنه " إحRRدى الصRRيغ القانونيRRة الجديRRدة الRRتي تسRRمح ألحRRد األشRRخاص أو المشRRاريع بالحصRRول على أشRRياء واسRRتعمالها دون أن تكRRون لديRRه األموال الالزمة لشرائها في الحال، وهذه األشياء إما أن تكون من طبيعة منقولRRة أو عقاريRRة "

3. وهRRذا التعريRRف وإن كRRان يRRبرز اللRRيزنغ كتقنيRRة حديثRRة في تمويRRل المشRRاريع التجاريRRة والصRRناعية، ويركRRز على التميRRيز في محRRل العقRRد بين العقRRار والمنقRRول، إال أنRRه ال يتعRRرض

لخصوصية الليزنغ المتمثلة في الخيارات الممنوحة للمشروع في نهاية العقد.النظرية الرابعة : نظام قانوني مركب-4

1 )Calon, La location des biensd’equipementou (Leasing), Dalloz, 1964 – P97, n 2.2 – – . معدالت( مؤتمر إلى مقدمة عمل ورقة الممارسة وقدم التشريع حداثة بين اليمن في التمويلي التأجير البخيتي حمود أ

) األردن – ) عمان التمويلي والتأجير .2007الفائدة3 )Champaud, le leasing, J.C.P. 1965,doct. 1954.

9

Page 10: عقد الليزنغ - باسل الحريري

يتجه هذا الجانب من الفقه إلى تعريف عقد الليزنغ بأنه عبارة عن " نظام قانوني مRRركب يتكون من بعض القواعد القانونية المستمدة من األشكال التقليدية للعقود التجارية، ويتميز هذا

.1النظام ببعض الخصائص المستمدة من مزج تلك القواعد القانونية " ويعتمد هذا التعريف على تتبع عقد الليزنغ وتطبيق بعض القواعد القانونية المسRRتمدة من العقود المسماة على كل مرحلة من مراحل تنفيذه . إال أنه يؤخذ عليه أنRRه لم يتنRRاول بالشRRرح

.تلك األشكال التقليدية من العقود التي يستقي منها أحكامه

ثانيا – من الناحية التشريعية : (Credit-Bail على الليزنغ تسRRمية )1966 لعام 455أطلق المشرع الفرنسي في القانون

أي )االئتمان _ التأجيري( ثم تعرض في متن القانون لتعريف الليزنغ بشكل مفصل وتبعتRRه بعRRدذلك التشريعات األخرى كالمصري واللبناني...(

موقف المشرع الفرنسي :.1 837 والمعRRدل بالقRRانون 1966 لعRRام 455عرفت المRRادة األولى من القRRانون الفرنسRRي

عمليات الليزنغ )االئتمان – التأجيري( بأنها :1967لعام - عمليات تأجير عتاد التجهيز وعتاد اآلالت الالزمة لحرفة أو مصنع .1) - العمليات التي بواسطتها يؤجر مشروع ما عقRRارا السRRتعمال مهRRني حيث يشRRتريه أو يبنيRRه2

لحسابه، عندما تسمح هذه العمليات للمستأجر – مهما كانت صفتها – بأن يصRRبح مالكRRا لكامRRل العتاد المستأجر أو لقسم منه في نهاية اإليجار على األكثر، إما عن طريق التنازل أو تنفيذ وعد بالبيع من طرف واحد، وإما بشراء مباشRر أو غRRير مباشRر لحقRوق ملكيRة األرض القRائم عليهRRا العقار أو العقارات المستأجرة، وإمRRا بانتقRRال األبنيRRة المشRRادة على األرض العائRRدة للمسRRتأجر

المذكور وذلك بقوة القانون . - عمليات تأجير مؤسسة تجارية أو حرفية أو تأجير أحد عناصرها غير الماديRRة مرفقRRة بوعRRد3

بالبيع من طرف واحد مقابل بدل متفق عليه يأخذ بعين االعتبار قيمة بدالت اإليجار المدفوعRRة،.(2على أن تستبعد كل عملية إيجار أخرى يجريها المالك القديم للمؤسسة التجارية أو الحرفية

يتضح من التعريف أن المشرع الفرنسي اعتبر عقد الليزنغ إيجارا ممهدا النتقRRال الملكيRRة ولو على سبيل االحتمال وبأية وسيلة كان هذا االنتقال وسواء كان محل العقد عقارا أو منقوال. ولم يقف في معرض هذا التمييز عند فكرة المنقول المادي بل تجاوز ذلك ليشمل حالRRة تRRأجير المنقوالت المعنوية بموجب الفقرة الثالثة، وهRRذا مسRRلك موفRRق من قبلRRه إذ أنRRه طالمRRا أمكن تأجير المقومات المادية لمشروع ما الالزمة الستثماره، إذا فمن باب أولى السRماح بRRأن تكRRون

المنقوالت المعنوية – وهي من أهم مقومات االستثمار – محال لعقد الليزنغ .موقف المشرع المصري :.2

في مصRRر اللRRيزنغ1995 لعRRام 95عرفت المادة الثانية من قانون التأجير التمRRويلي رقم كما يلي :

) في تطبيق أحكام هذا القانون يعتبر تأجيرا تمويليا : كل عقد يلتزم بمقتضاه المؤجر بأن يؤجر إلى مستأجر منقوالت مملوكRRة لRRه أو تلقاهRRا من-1

المورد استنادا إلى عقد من العقود. ويكون التأجير مقابل قيمة إيجارية يتفق عليها المؤجرمع المستأجر .

كل عقد يلتزم بمقتضاه المؤجر أن يؤجر إلى المستأجر عقارات أو منشآت يقيمها المRRؤجر-2 على نفقته بقصد تأجيرها للمستأجر، وذلك بالشروط والمواصفات والقيمة اإليجاريRRة الRRتي

يحددها العقد . كل عقد يلتزم بمقتضاه المؤجر بتأجير مال إلى المستأجر تأجيرا تمويليا إذا كان هذا المال-3

قد آلت ملكيتRRه إلى المRؤجر من المسRتأجر بمRوجب عقRRد يتوقRRف نفRاذه على إبRRرام عقRدالتأجير التمويلي (.

1 )Cabrillac, Leasing, rép. Dalloz, dr.civ. 1973, n˚3. القانون( 2 في موجودة الثالثة الفقرة هذه تكن رقم 1967لعام 837لم بالقانون تعديل بموجب أضيفت .1986لعام 12بل

10

Page 11: عقد الليزنغ - باسل الحريري

ويبدو أن المشرع المصRRري رغم محاولتRRه تقليRRد النص الفرنسRRي من حيث شRRمول عقRRد اللRRيزنغ للعقRRار والمنقRRول إال أنRRه لم يكن موفقRRا في الصRRياغة، حيث تكRRررت ألفRRاظ )مRRؤجر – مستأجر – يؤجر – تأجير( بتسلسل متتابع غير موفRRق سRRبب ركاكRRة واضRRحة في النص. كمRRا أن وصف المؤجر والمستأجر ال ينطبق على شخوصه إال بعد قيام الرابطة اإليجاريRة الRتي يفRترضفها بداية ويرسم خطوطها ال أن يستند إلى األوصاف التي تنتجهRRا في صRRياغة بهذا النص أن يعر

التعريف.موقف المشرع اللبناني :.3

والمتعلRRق بتنظيم1999 لعRRام 160نص المشرع اللبناني في المادة األولى من القRRانون عمليات اإليجار التمويلي على أنه :

) يقصد بعمليات التأجير التمويلي عمليات تأجير تجهيزات و معدات وآليات على أنواعها مشتراة من المؤجر بهدف تأجيرها مع االحتفاظ بملكيتها، بشرط إعطاء

مــعالمستأجر حق تملكها لقاء ثمن متفق عليه تحدد شروطه عند إجــراء العقــد، .(األخذ باالعتبار – ولو جزئيا – األقساط المدفوعة كبدالت إيجار

ويتضRRح من تعريRRف المشRRرع اللبنRRاني أنRRه قصRRر محRRل اإليجRRار التمRRويلي على المعRRدات والتجهيزات من المنقوالت المادية، وبالتالي لم يقبل أن تكون المنقوالت المعنوية أو العقارات محال لإليجRRار التمRRويلي على خالف المشRRرع الفرنسRRي الRRذي منح محRRل العقRRد مرونRRة كبRRيرة

تتناسب و متطلبات هذا العقد .موقف المشرع األردني :.4

ومن1997تناول المشرع األردني التأجير التمويلي بالتنظيم بوضع مشRRروع قRRانون عRRام لعRRام45 وانتهى إلى إقRRرار قRRانون التRRأجير التمRRويلي بRRرقم 2002ثم بسن قانون مؤقت عام

الذي عرف في مادته الثالثة عقد التأجير التمويلي كاآلتي :2008 " يكون العقد عقد تأجير تمويلي، إذا تحقق فيه الشرطان التاليان وبغض النظر

عن شموله أو عدم شموله لخيار الشراء : - أن يكون تملك المؤجر للمأجور من المورد بهدف تأجيره بموجب1

عقد التأجيرــل-2 أن يلتزم المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالمأجور مقاب

بدل اإليجار ". وبالتدقيق في هذا التعريف يتبين لنا أنه يتسم بالقصور، إذ أنه ووفقا لنص المادة السابقة ال يعتبر إيجارا تمويليا اإليجار الذي يقوم به المورد بموجب عقRRد مباشRRر بينRRه و بين المسRRتأجر.

كما أن هذا التعريف يغفل أهمية خيار الشراء كعنصر مميز لعقد اإليجار التمويلي . وحبRRذا لRRو احتفRRظ المشRRرع األردني بRRالتعريف الRRذي تبنRRاه في مشRRروع قRRانون التRRأجير

وهو:1999التمويلي لعام )عقد التأجير التمويلي لألصول الثابتة أو المنقولة هو العقــد الــذي يأخــذ شــكل

إعطاء المستأجر حقا عينيا أصــلياعقد اإليجار إال أنه يهدف في واقع الحال إلى مع احتفاظ المؤجر لنفسه بحق الملكيــةفي األصل المؤجر شبيها بحق الملكية،

لضمان استيفاء دينه من المستأجر ولحين استيفاء هذافقطفي األصل المؤجر الدين(.

وبرأينا أن هذا النص هو من أكفأ النصوص التي عRRالجت الطبيعRRة القانونيRRة لعقRRد اللRRيزنغ وأشملها، كونRRه شRRمل العقRRار والمنقRRول على حRRد سRRواء وتطRRرق ألصRRل الحRRق بشRRكل دقيRRق ومنطقي، وأصله بالرجوع لألحكام العامة لنظرية الحق دون أن يمس هذا التأصيل بحداثة عقد الليزنغ كعقد من عقود التجارة الحديثة. ومن جهة أخرى فRRإن القيRRد الRRوارد في النص - والRRذي يجعل ملكية المؤجر للمال المأجور مرتبطة بكونها ضمانا لسداد األقسRRاط – يتفRRق والسياسRRة التشريعية المصرفية في معظم الدول والRRتي تضRRيق نطRRاق التملRRك للمصRRارف والمؤسسRRات

11

Page 12: عقد الليزنغ - باسل الحريري

المالية إال في حدود ممارستها لنشاطها، آخRRذين بعين االعتبRRار أن القسRRم األكRRبر من عمليRRاتالتأجير التمويلي تقوم به مؤسسات مالية مليئة كالمصارف .

موقف المشرع السوري :.5 لم يخص المشرع السوري عقد الليزنغ أو اإليجار التمويلي بتشRRريع مسRRتقل خRRاص، على الرغم من استخدامه لمصطلح " اإليجار التمويلي " في مواضع عدة في التشريعات والقRRوانين

ونورد منها على سبيل المثال :2005 و 2001الصادرة بين عامي المتضمن نظام النقد األساسي الــتي2002 لعام 23 من القانون 86المادة -

نصت : ) كما تخضع ألحكام هذا البRRاب من القRRانون وبخاصRRة أحكRRام الRRترخيص والمراقبRRة وضRRمن القواعد والضوابط والشروط الRRتي يضRRعها مجلس النقRRد والتسRRليف ويصRRادق عليهRRا وزيRRر

االقتصاد والتجارة الخارجية المؤسسات التالية : - المؤسسات المصرفية والمالية التي تمارس إضافة إلى األعمال المصRRرفية المنصRRوص1

من هRRذا القRRانون/85المRRادة / و2001/ لعRRام 28 من القRRانون رقم //12المادة / عنها فيالعمليRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRات اآلتيRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRة:

أ- ..... للمؤسسات 1 عمليات التوظيف في مشاريع استثمارية تقوم على صيغ التأجير التمويليج-

والشركات اإلنتاجية المؤهلة لهذا النوع من القروض على أن يحRRدد سRRقف هRRذه العمليRRاتمن قبل مجلس النقد والتسليف بنسبة مئوية من موارد مؤكدة متوسطة وطويلة األجل ( .

المادة الثالثة فقرة /أ/ من قانون مكافحــة غســيل األمــوال غــير المشــروعة- " شركات اإليجار من تعليماته التنفيذية تضمنتا مصطلح 2 والمادة 2003 لعام 59رقم

الخRRاص2005 لعRRام 33 /أ/ من المرسRRوم 4 في حين أتى المشرع في المادة التمويلي " " اآلنRRف الRRذكر – ليخضRRع مRRا أسRRماه 59بمكافحة غسيل األموال – الRRذي ألغى المرسRRوم

ألحكام هذا القانون. مؤسسات اإليجار التمويلي "

وإنه لمسRلك منتقRد من قبRل المشRرع أن يRدرج في معRرض صRRياغة النصRوص السRابقة مصطلحا غامضا يستخدمه للمرة األولى ولم يسبق له أن قام بتعريفه أو تفسيره أو تخصيصRRه بأحكام قانونية ال في مقدمة القانون وال في قانون مستقل، وإن المشرع حين شمل شركات

اآلنفي الذكر دون أن يبين ماهية هذه الشركات والطبيعة33 و 23اإليجار التمويلي بالقانونين القانونية لها أو للنشاط الذي تمارسه أو يتناول بالتنظيم مسألة االعتراف بشخصيتها االعتبارية - التي تعتبر مناط التكليف بتطبيق أحكام القانون - عمد إلى فرض أحكRRام قانونيRRة على كيRRان لم يسبق له أن اعترف بوجوده أصال إذ أن مصطلح اإليجار التمويلي أو شركة اإليجار التمويلي ال يجد له وجودا في القانون المدني أو قانون التجارة السوري أو أي قانون خRRاص ممRRا يجعRRل

الوقوف على معناه بالقراءة المجردة للنصوص أمرا مستحيال . أن المشرع السوري في قانون التجارة الجديد الصادر عام2على صعيد آخر، يرى البعض

تناول التأجير التمويلي في الفصل التاسع من الباب الرابع من هذا القانون المRRواد )من2007 ( إال أنه كيفه على أنه إيجار مع الوعد بRRالبيع، ويسRRتدلون على ذلRك بنص المRRادة103 حتى 99 التي تضمنت – برأيهم – شكال من أشكال التأجير التمويلي، ونص المادة كاآلتي :99

" اإليجار مع الوعد بالبيع عقد يقوم فيه شــخص بإيجــار تجهــيزات صــناعية أو آالت مهنية مع وعد المستأجر بيعه إياها عند انتهاء اإليجار مقابــل ثمن محــدد

المنصوص( 1 المصرفية باألعمال التمويلي التأجير نشاطات السوري المشرع إلحاق وهي هامة داللة يطرح النص هذا إنالقانون في اإليجار 2001لعام 28عليها عمليات تمارس التي المصرفية المؤسسات إخضاع إلى يذهب النص مجمل أن إذ

بجواز السوري المشرع قبل من مبطن اعتراف أنه على ذلك يحمل أن ويمكن األساسي النقد قانون بأحكام التمويلي. ) التمويلي ) اإليجار أعمال المصارف ومنها المصرفية المؤسسات ممارسة

2 . – – : . حلب( جامعة التجاري القانون ماجستير الدولية التجارية العقود لمادة محاضراته إحدى في فارس عمر د

12

Page 13: عقد الليزنغ - باسل الحريري

بتاريخ اإليجار يؤخذ فيه بعين االعتبار ولو بصــورة جزئيــة, األجــور المدفوعــة.. ويعتبر احتراف العمل المذكور عمال تجاريا ويخضع ألحكام هذا الفصل "

( من قانون التجارة على الرغم R– 103 99 وبرأينا أن ما نظمه المشرع السوري في المواد ) من اقترابه من إحدى صور التأجير التمويلي إال أنه ليس تأجيرا تمويليا لعدة أسباب :

ل99لو كان المشرع يقصد بالتعريف الوارد في المادةRRذلك بكRRاإليجار التمويلي ألسماه ك بساطة، السيما وأن المشرع نفسه قد استخدم مصRRطلح اإليجRRار التمRRويلي في تشRRريعات

سابقة على الوجه الذي بيناه آنفا. ادةRرع في المRذي أورده المشRؤجر99إن التعريف الRRيزنغ حيث أن المRق على اللRال ينطب

يقRRوم بشRRراء المعRRدات المطلRRوب اسRRتئجارها من المRRورد لحسRRاب المسRRتأجر ووفRRق من حيث الظاهر تأجير مالك المعRRدات99المواصفات التي يطلبها في حين تتناول المادة

99لمعداته إلى المستأجر، وبالتالي، المادة تغفRل تمامRا شRخص المRورد الRذي يلعب دوراهاما في عقود الليزنغ، ال بل و يعتبر المحرك األساسي للعملية التعاقدية .

قRRة حRRة لجهRRواح وخاصRRدة نRRالبيع من عRRإن اإليجار التمويلي يختلف عن اإليجار مع الوعد ب

المسRRتأجر في نهايRRة المRRدة التعاقديRRة بإعRRادة اسRRتئجار األعتRRدة موضRRوع العقRRد بأقسRRاط منخفضة وهذا الخيار ال يكون مطروحا في عقد اإليجار مع الوعد بالبيع. ولعل قراءة متأنيRRة

من قانون التجارة تكشف لنا أن ما تناولRRه المشRRرع في103 حتى 99لنصوص المواد من الباب التاسع ليس بحال تأجيرا تمويليا وإنما إيجارا مع الوعد بالبيع محله اآلليات والمعدات الصناعية، مما ال ينأى به عن األحكام العامة لعقRRد تRRأجير المنقRRوالت المنصRRوص عليهRRا في

القانون المدني .امRRكل عRRة بشRRخص المشرع الكتاب الثاني من قانون التجارة لتنظيم أحكام العقود التجاري

وبعض العقود التجارية بوجه خاص، إال أنه بالرغم من ذلRك أدرج أحكRام اإليجRار مRع الوعRد بالبيع للمعدات الصناعية ضمن الكتاب األول الخاص باألعمال التجاريRRة ولم يRRدرجها ضRRمن نطاق العقRود التجاريRة ذات الطبيعRة الخاصRة في الكتRاب الثRاني، ممRا يسRتدل معRه على

–99موقف المشرع في عدم اعتبار اإليجار مع الوعد بالبيع المنصوص عليRه في المRواد ) ( عقدا ذا طبيعة خاصة وإنما اعتباره أحد تطبيقات عقRRد اإليجRار مRع الوعRد بRالبيع في103

النطاق التجاري. في حين أن الفقه القانوني و التشريعي على السواء يجمعRRان على كRRونعقد الليزنغ عقدا تجاريا حديثا ذا طبيعة خاصة .

إن المشرع السوري بإطالقه تسمية " اإليجار مع الوعد بالبيع " على ماهو في حقيقة األمر تأجير تمويلي ينسف مصطلح " اإليجار التمويلي " الذي سRRاقه في القRRوانين السRRابقة على صدور قانون التجارة ويؤدي إلى خلق التباس حRRول طبيعRRة هRRذا العقRRد وتعطيRRل النصRRوص

الناظمة له في تلك القوانين وإن في هذا جهال ال يمكن أن يوصف به المشرع .

هذا ويتم حاليا في رئاسة مجلس الوزراء إعداد مشروع قRRانون اإليجRار المنتهي بالتمليRRك بمساهمة من جميع القطاعات المصرفية في سوريا والذي يعتبر موضRRوعه األساسRRي " عقRRود الليزنغ " ويتوقع أن يكون للمصارف العاملة في سRRوريا دور كبRRير في تمويRRل عمليRRات اللRRيزنغ

بعد صدور هذا القانون و دخوله حيز التطبيق .

المبحث الثاني - مرونة عقد الليزنغ في خدمة متطلبات االستثمار المطلب األول – الليزنغ تطبيقا و تفريقا :

13

Page 14: عقد الليزنغ - باسل الحريري

رأينا أن فكرة الليزنغ بRRدأت في الواليRRات المتحRRدة األمريكيRRة كنمRRوذج عمRRل تمRRويلي ثم انتقلت إلى أوروبة حيث قننها الفرنسيون وقRRدموها للعRRالم في إطRRار تشRRريعي. إال أن اختالف النظام القRRانوني بين بعض دول أوروبRRة عن النظRRام القRRانوني للواليRRات المتحRRدة وتنRRوع صRRور

1النشاط في هذه األخيرة أدى إلى ظهور مفهومين لليزنغ عالميا :

المفهوم الالتيني )فرنسا( :أ. يرتكز المفهوم الالتيني لليزنغ على ما توصل إليه القانون الفرنسي من إعطاء المستأجر في نهاية مدة التأجير أحد الخيارات الثالثة التي تحدثنا عنها فيما سRRبق، والRRتي يعRRد من أهمهRRا حق شراء المال المؤجر سواء أكان عقارا أم منقوال. فيكتسRRب ملكيتRRه بسRRعر منخفض يRRدخل في تقديره المبالغ التي دفعها المستأجر خالل مدة اإليجار واالهتالك المادي والتكنولوجي الذي

لحق باألموال محل العقد في نهاية المدة اإليجارية .المفهوم األنجلوساكسوني )الواليات المتحدة األمريكية( :ب.

حسب هذا المفهوم ال يهدف الليزنغ إلى منح المسRتأجر حRق شRراء األمRوال المRؤجرة ال في فترة العقد وال بعد انتهائها، ولكن يتاح له فرصة الحصRRول على نسRRبة من ثمن بيRRع األصRRل

المؤجر في نهاية العقد كعمولة له باعتباره وكيل المؤجر المنظم لعملية البيع . فهو ليزنغ بحيث يلتزم المستأجر بدفع مبلRRغ إجمRRالي يغطي قيمRRة اسRRترجاع رأس المRRال باإلضافة إلى هامش ربح المؤجر بعد خصم كافRRة المصRRاريف، ويحصRRل المسRRتأجر على نسRRبة

% من حاصل بيع األصل المؤجر في نهاية العقد. أما المRRؤجر فهRRو ال90% إلى 75تتراوح بين يعتمد على القيمة المتبقية لألصل في نهاية مدة العقRد، حيث يكRRون قRد اسRترد األمRوال الRتي

دفعها مع تحقيق ربح رأسمالي من عملية الليزنغ التي نظمها . والجدير بالذكر أن رأس المال األمريكي كما استطاع ابتداع فكرة الليزنغ فقRRد تمكن من تنويع صوره وتفريع صياغاته لتواجه حاجات متنوعة لتمويل االستثمار. فما هي هذه الصRRور في الواقع العملي ؟ وهل يمكن أن يخلRRق هRRذا التنRRوع خلطRRا بين اللRRيزنغ وبين أشRRكال أخRRرى من

العقود ؟!.

أوال – أهم صور الليزنغ :( :Financial Leaseالليزنغ التمويلي )(1

هو عقد تكتسب بموجبه شركة الليزنغ حق الملكية التام على األموال المRRؤجرة ثم تقRRوم بتأجيرها للمشروع المستفيد، وبالمقابل يتعهد هذا األخRRير بتسRRديد بRRدالت إيجاريRRة دوريRRة يزيRRد مجموعها على ثمن شراء األصول المطلوب استئجارها، وذلك طوال مدة اسRRتخدامها من قبRRل المشروع، حيث يشترط الطرفRRان مسRRبقا )شRRركة اللRRيزنغ بRRاألخص( عRRدم قابليRRة مRRدة العقRRد

لإللغاء. ويتم تحديد مدة العقد على أساس العمر االقتصادي لألموال. ويتحدد مقدار البدل أو األجرة بتقسيم ثمن شراء األصول على عدد األقساط خالل المRدة اإليجارية بعد إضRRافة هRRامش الRRربح الRRذي تسRRعى شRRركة اللRRيزنغ إلى تحقيقRRه وبعض النفقRRات اإلدارية. ويكون للمستفيد في نهاية مدة العقد خيار تملRRك األمRRوال موضRRوع العقRRد. وإن نظRRام

الليزنغ في فرنسا مشابه لهذه الصورة.( :Leveraged Leaseالليزنغ المتعدد األطراف )(2

وهي صورة خاصة لليزنغ التمليكي، إال أنها تتميز بحصRRول المRRؤجر )شRRركة اللRRيزنغ( على القدر األكبر من رؤوس األموال الالزمة لشراء األصول موضوع العقد عن طريق االقتراض من الغير، هذا الغير غالبRRا مRRا يكRRون مصRRرفا أو شRRركة ضRRمان أو اسRRتثمار أو صRRندوق ضRRمانات أو

.2% من ثمن األصول80-60معاشات. ويغطي القرض من .5البروفيسور. مصطفى بالمقدم – مرجع سابق - ص ( 12 – – – . ص( سابق مرجع الدولية التجارية العقود ناصيف الياس .34و 33د

14

Page 15: عقد الليزنغ - باسل الحريري

يملRRك المRRؤجر األصRRول ويسRRلمها إلى المسRRتأجر بينمRRا يحصRRل المقRRرض على رهن من المرتبة األولى على األصول التي يتم شراؤها، وهو رهن حيRRازي بطبيعRRة الحRRال إال أن الحيRRازة قانونيRRة وليسRRت فعليRRة إذ أن األصRRول تكRRون في يRRد المسRRتأجر الRRذي يسRRتعملها في أغراضRRه اإلنتاجيRRة. وغالبRRا مRRا تRRرد هRRذه الصRRورة من اللRRيزنغ على أصRRول ذات قيمRRة باهظRRة كالسRRفن

والطائرات. يتدخل في هذا النوع عRدد من األشRRخاص إلنجRRاز عمليRRة اللRRيزنغ، وال يقتصRر عمRRل هRؤالء األشRRخاص على إنشRRاء العقRRد بRRل يمتRRد حRRتى نهايRRة المRRدة اإليجاريRRة. يRRأتي على رأس هRRؤالء

، فمدير الدين هRRو الشRRخص الRذي يRRرتهن المRRال1األشخاص " مدير الدين " و " مدير الملكية " لمصلحة المقرضين ويقوم بتحصيل بدل اإليجار من المستأجر، فيسلم للمقرضين ما يعRRود لهم من فوائد وما تبقى من البدل إلى مدير الملكية، بعد استقطاع ما يكون مقRRررا لRRه على سRRبيل

العمولة أو األجر. أمRRا مRRدير الملكيRRة فيتRRولى إدارة المRRال لمصRRلحة مالكRRه ويقRRوم باإلشRRراف على تRRأجيره للمستأجر ورهنه لمدير الدين. فضال عن صالحيته بإصدار سRRندات المديونيRRة الRRتي تشRRغل ذمRRة مالك األموال تجاه المقرضين. وعندما يتلقى مدير الملكية ما تبقى من البدل من مدير الRRدين، يقوم بتوريده إلى مالك المال )المؤجر( بعد حسم جميع المصاريف اإلدارية التي يتكبدها فضRRال

عما يكون مقررا له على سبيل العمولة أو األجر. ويرى الدكتور إلياس ناصيف أن الليزنغ المتعدد األطراف هو أكثر صور الليزنغ تعبRRيرا عن حقيقته، ألنه يبرز بوضوح عنصر التمويRRل ودور الملكيRRة في توفRRير الضRRمان كمقابRRل للحصRRول

على االئتمان.

: Operating Leaseالليزنغ التشغيلي (3 تصنف هذه الصورة في الواليات المتحدة األمريكية ضRRمن عمليRRات اللRRيزنغ، وفيهRRا تبتعRRد العالقة التعاقدية عن تمكين المستأجر المسRRتفيد من تملRRك األمRوال موضRRوع العقRد في نهايRRة المدة وتقتصر على كونها عقد إيجار يبرم لمدة قصيرة تكون قابلة للفسخ. وفيه تتحمل شRRركة اللRRيزنغ المRRؤجرة أعبRRاء ملكيRRة األمRRوال وتتRRولى صRRيانتها مRRع تقRRديم بعض الخRRدمات اإلضRRافية للمستأجر. وفي هذه الصورة ال تتحدد مدة اإليجار على ضوء العمر االقتصRRادي لألمRRوال كمRRا ال تسمح البدالت اإليجارية باسRRترداد ثمن شRRرائها ولكن يؤخRRذ بعين االعتبRRار أعبRRاء الصRيانة الRRتي

ينهض بها المؤجر وميزة تفادي مخاطر االضمحالل االقتصادي لألموال.:Service &Maintenance Leaseالليزنغ بضمان األصل (4

ال تختلف هذه الصورة عن الليزنغ التشغيلي إال فيما يتعلق بنطاق االلتزامات الملقاة علىعاتق المؤجر حيث يتعهد األخير في هذه الصورة بالضمان )التأمين( على األموال المؤجرة.

ويتم تخصيص مبلغ التعويض الذي تدفعه شRركة التRأمين – في حRRال هالك األمRوال المRؤجرة –من أجل شراء أموال بديلة وتأجيرها المستأجر للمستفيد.

:Revolving Leaseالليزنغ الدوار (5 تعد هذه الصورة أيضا من نماذج الليزنغ التشغيلي لكنهRRا تختلRRف عنRRه في كونهRRا تخRRول المستأجر المستفيد طلب استبدال أموال جديدة باألموال المؤجرة خالل مدة اإليجار فال يكRRون األخير مرغما على انتظار انقضاء مدة العقد لطلب استبدال األموال وإنما يحRRق لRRه ذلRRك خالل مدة اإليجار إال أن بدل تقادم أو اهتالك األموال المتضمن في بدالت اإليجار يكون أكRRثر ارتفاعRRا

في الليزنغ الدوار منه في الليزنغ التشغيلي.:Open End Leaseالليزنغ ذو النهاية المفتوحة (6

1 – – . ص( السابق المرجع ناصيف الياس .34د

15

Page 16: عقد الليزنغ - باسل الحريري

وهذه الصورة هي األكثر شيوعا في الواليات المتحRدة لدرجRRة أنRRه ينصRرف التفكRير إليهRا لمجرد الحديث عن الليزنغ. وعادة ما تRRرد على السRRيارات الخاصRRة وإن كRRان يتم اللجRRوء إليهRRا لتمويRRل الحصRRول على عربRRات نقRRل البضRRائع أو األشRRخاص. واألصRRل أن تRRأجير السRRيارات مRRع اشتراط االشتراك في ناتج بيعها هو عقد ليزنغ لكنه يسRRمح للمسRتأجر المسRتفيد بإلغRاء العقRد

دون تحديد مRRدة اإليجRRار، إال أنRRه يقيRRد سRRلطة المسRRتأجر في1بعد مضي سنة من تاريخ إبرامه اسRRتخدام السRRيارة بعRRدد معين من الكيلومRRترات في السRRنة ال يسRRتطيع أن يتجRRاوزه. وعنRRدما تمضي السنة ويعلن المستأجر عن رغبته بإنهاء العقRRد يتعين على المRRؤجر عنRRدها بيRRع السRRيارة وعليه أن يبذل الجهد في سبيل بيعها، فإذا باع المؤجر السيارة اشترك المستأجر في نتاج البيع بنسبة يحددها العقد. غير أن هناك عقودا من هذا النوع على الرغم منحها المستأجر حRRق إلغRRاء العقد بعد مضي سنة على إبرامه إال أنها ال تسمح باشتراكه في ناتج بيع السيارة. وحينئذ يعرف

.Close End leaseالعقد "بالليزنغ ذي النهاية المغلقة" ومن الطRRبيعي أن يكRRون بRRدل اإليجRRار في اللRRيزنغ ذي النهايRRة المفتوحRRة - حيث يشRRترك

المستأجر في ناتج بيع السيارة - أعلى منه في الليزنغ ذي النهاية المغلقة. هذه الصور المختلفة لليزنغ في الواليات المتحدة تبرز دور رأس المال في ابتكار الحلRRول التعاقديRRة لخدمRRة العمليRRة االسRRتثمارية. إال أنهRRا لم تسRRتعمل جميعRRا في فرنسRRا حيث اقتصRRر

التعامل ومن بعده التشريع على االكتفاء بالصورة األولى.ــاالن ــود المشــابهة )مث ــيره من العق ــيزنغ عن غ ــد الل ــيز عق ــا - تمي ثاني

تطبيقيان(: يطرح الواقع االستثماري – وخاصة لدى التجار والصناعيين من غير المختصين بالقRRانون – مشاكل عملية تتجلى في الخلط أحيانا بين الليزنغ وغيره من العمليات التمويلية الRRتي تشRRترك معه في المضمون. مما يؤدي في كثRRير من الحRRاالت إلى تحمRRل المشRRروع مغبRRة تقصRRيره في دراسة العقد الذي يقوم بإبرامه ويعطي عكس النتائج المرجوة من التمويل المعقRRود. وبنظRRرة سريعة إلى واقع العمل التمويلي نجد العديد من الحاالت التي تتشابه في كثير من أركانهRRا مRRع

عقد الليزنغ. نختار من هذه الحاالت حالتين مشكلتين:عقد البيع اإليجاري ) اإليجار الساتر للبيع( واإليجار المقترن بالوعد بالبيع:أ.

يكون البيع إيجاريا عندما يصف المتعاقدان عقدا بأنه إيجار وينصان في العقد على الRRتزام المستأجر بدفع بدل اإليجار لمدة معينة،على أن ينقلب اإليجار بيعRRا إذا أوفى المسRRتأجر بRRدالت اإليجار كاملة خالل المدة المتفق عليها، وعندها تعتRRبر األجRRرة الRRتي دفعت بمثابRRة ثمن مRRدفوع

على أقساط. أمRRا في اإليجRRار المقRRترن بالوعRRد بRRالبيع فال يتحRRدث المتعاقRRدان عن بيRRع أصRRال، فيصRRدر التصرف من كليهما على أنه إيجار محض. ولكنه مقترن بوعRRد بRRالبيع من المRRؤجر إذا مRRا أبRRدى

.2المستأجر رغبته في الشراء خالل مدة اإليجار وفي الحقيقة إن القاسم المشترك الواضح بين الليزنغ وبين هذين العقدين هو احتفاظ المRRؤجر بملكية األشياء المؤجرة طيلة مدة اإليجار، مع إمكانيRRة اسRRتردادها حRRال تخلRRف المسRRتأجر عن

دفع األقساط دون تحفظ، حيث تعتبر األقساط المسددة مدفوعة مقابل االنتفاع. إال أنه يمكننا الوقوف على اختالفات عديدة تميز الليزنغ عن هذين العقدين

منها:البيع اإليجاري هو بيع بالتقسيط إال أنه مرتبط بدفع األقساط بانتظام خالل المدة المحددة

. كمRRا أن الRبيع اإليجRاري يهRدف إلى تمليRك3في العقRد تحت طائلRة اعتبRار العقRد إيجRارا المستأجر المال المؤجر عند انتهاء العقد، في حين أن اللRRيزنغ هRRو عقRRد إيجRRار موضRRوعه

1 ) – ص. – – سابق مرجع الدولية العقود ناصيف الياس .37د2) – . ج الوسيط السنهوري الرزاق عبد .177ص – 12م – 4د بعدها وماص( – 3 السابق .179المرجع

16

Page 17: عقد الليزنغ - باسل الحريري

استعمال األموال المؤجرة واالنتفاع بها، وال يهدف بالنتيجة إلى نقRRل ملكيRRة تلRRك األمRRوالإلى المستأجر إال على سبيل الخيار.

ير منRRفي البيع اإليجاري يتم انتقال الملكية إلى المستأجر تلقائيا بمجرد أداء القسط األخ اإليجار بانتهاء المدة، كنتيجة مستندة إلى العقد األصلي ودون سداد أي مبلغ إضRRافي. أمRRا في الليزنغ فإن ممارسة المستأجر خياره بشراء المعدات المستأجرة تعتبر بيعRRا نRRاجزا ال عالقة له باإليجار المعقود سابقا والRRذي انتهت مدتRRه. ويتم هRRذا الRRبيع مقابRRل ثمن حقيقي

يساوي القيمة السوقية للمعدات بعد طرح معدل اهتالكها خالل فترة االستخدام.تىRRفي اإليجار المقترن بوعد بالبيع يملك المستأجر ممارسة حقه بشراء المال المأجور م

أبدى رغبته في ذلك خالل مدة اإليجار، فتنتقل إليه ملكية األموال المؤجرة وينتهي اإليجار بسRRبب اتحRRاد الذمRRة، في حين أن مRRدة اإليجRRار في اللRRيزنغ غRRير قابلRRة لإللغRRاء وال يملRRك المستأجر ممارسة خيار الشراء إال بعد انقضاء مRRدة اللRRيزنغ أو دفعRRه األقسRRاط المقRRررة

عن كامل المدة .ةRRار إال بموافقRRد اإليجRRد عقRRق تمديRRتأجر حRRالبيع ال يمنح المسRRد بRRإن اإليجار المقترن بوع

المؤجر، بينما في اللRRيزنغ يملRRك المسRRتأجر الحRRق في طلب تمديRRد العقRRد وإبالغ المRRؤجربذلك فور انتهاء مدة العقد ودون تحفظ أو معارضة من األخير.

(:Lease–Backعقد الليزباك )ب. عقد الليزباك من العقود التي ظهرت مرافقة لعقد الليزنغ ومنطلق هRRذا العقRRد هRRو أيضRRا

.1البلدان األنجلوساكسونية وخاصة أمريكاف المشرع الفرنسي في المرسوم بقانون الصادر بتاريخ عقد الليزباك1973-11-29عر

بأنه : " عقد بمقتضــاه يقــوم المقــترض بنقــل ملكيــة بعض أموالــه إلى المقــرض مــع احتفاظــه بحقــه في إعــادة شــرائها، إذا أوفى ثمنهــا، وذلــك وفقــا لعقــد إيجــار

.2مرتبط بوعد بالبيع ملزم لجانب واحد هو المقرض " وقد ظهر هذا العقد في الحياة التجارية إلمداد بعض المشRRاريع الRRتي تملRRك أصRRوال ماديRRة باألموال السائلة الالزمة لتوسيع تجارتها، فيقوم المشروع بمقتضى هذا العقRRد بRRبيع منشRRأته أو بعض من أصRRوله إلى إحRRدى مؤسسRRات اللRRيزنغ والحصRRول على ثمنهRRا، وفي الRRوقت نفسRRه ال يتخلى أبدا عن حيازة تلك األصول بل يبقى محتفظا بها على سبيل اإليجRRار مRRع احتفاظRRه أيضRRا بحقRRه في شRRرائها وإعادتهRRا إلى ملكيتRRه في نهايRRة مRRدة اإليجRRار بنRRاء على وعRRد بRRالبيع ملRRزم

لمؤسسة الليزنغ )المشتري( . وتتجلى أهمية الليزباك في رأينا في إخRRراج المشRRاريع الخاسRRرة أو المدينRRة من األزمRRات الماليRRة الRRتي تمRRر بهRRا. حيث يحصRRل صRRاحب المشRRروع على قRRرض كبRRير بضRRمان مشRRروعه ويستطيع استغالل مبلغ القرض في إنعاش تجارته وتحسين منتجاته مما يRRؤدي لتحقيقRRه أرباحRRاتغطي مبلغ القرض واستعادته منشأته في نهاية المطاف خارجة من األزمة التي كانت تمر بها. ويتشابه عقد الليزنغ مع عقد الليزباك في اآللية التي تحكم كال منهما إذ وعلى الRRرغم من تكييف المشرع الفرنسي لعقد الليزباك على أنه قRRرض إال أننRRا نخالفRRه في ذلRRك. ففي حقيقRRة األمر ال يعدو عقد الليزباك أن يكون عقRRد بيRRع يلRRتزم فيRRه المشRRتري )الممRRول( بRRترك األمRRوال

المشتراة بيد البائع على سبيل اإليجار التمويلي. :إال أنه ورغم هذا التشابه في اآللية يختلف العقدان في عدة نقاط جوهرية منها

خصRRفتان في شRRل الصRRاك حيث تتمثRRد الليزبRRتأجر في عقRRورد والمسRRفتي المRRاد صRRاتح المشروع )المالك السابق لألموال وطالب التمويل( في حين يظهر في تنفيذ عقRRد اللRRيزنغ

1 – – – . ص( سابق مرجع الدولية العقود ناصيف الياس .118دالمادة( 2 من الثالثة الفقرة القانون 2بمراجعة لم 1995لعام 95من المصري المشرع أن نجد التمويلي، بالتأجير الخاص

. الليزنغ أنواع من نوعا اعتبره بل خاصة طبيعة ذا عقدا الليزباك يعتبر

17

Page 18: عقد الليزنغ - باسل الحريري

شخص آخر غير طرفي العقد وهو المورد. مما يمكننا من القRRول بRRأن الليزبRRاك عبRRارة عن ليزنغ اتحدت فيه صفتا المورد والمستأجر في شخص واحد. فالليزنغ عملية ثالثية األطراف

بينما الليزباك ثنائي األطراف.دRRة ألحRد مملوكRوع العقRRوال موضRون األمRاك حيث تكRد الليزبRعدم انتقال الحيازة في عق

األطراف ملكية سابقة على إبرام العقد، فتتغير حيازته بعد إبRRرام العقRRد من حيRRازة كاملRRة إلى حيازة ناقصة يمارسها بوصفه مستأجرا حتى نهاية مدة اإليجار وممارسته خيار الشRRراء إذ تعود األموال المؤجرة إلى ملكيته وتعRRود حيازتRRه كاملRRة. في حين تكRRون األمRRوال محRRل الليزنغ مملوكة للمورد الذي ينقل حيازتها إلى شركة الليزنغ )المؤجر( على سبيل التمليك، فتقوم هذه األخيرة بنقRل الحيRRازة إلى المسRتأجر الRذي يمRRارس الحيRRازة الناقصRة بوصRRفه

مستأجرا.ةRRبر عمليRRاك يعتRRر. فالليزبRRا في اآلخRRة عنهRRدين مختلفRRإن الغاية المتوخاة من كل من العق

تمويلية صرفة يهRRدف المشRRروع من ورائهRRا إلى الحصRRول على سRRيولة نقديRRة يحتRRاج إليهRRا لدعم نشاطه، فهو إذا تمويRRل بالنقRRد، في حين أنRRه – وعلى الRRرغم من الطبيعRRة التمويليRRة لليزنغ – فإنه يعد تمويال ماديا يقوم على إمداد المشRروع بRRاآلالت والمعRدات الRتي يحتاجهRا

.1لمباشرة نشاطه أو االستمرار فيه

المطلب الثاني : تقييم نظام الليزنغ بالنسبة لكل من طرفيه يتسم عقد الليزنغ بالعديد من المزايا التي تجعله الخيار األمثل للمشRRاريع الRRتي تبحث عن التمويل. ويكاد يكون إجماع من المفكرين االقتصاديين والقRRانونيين على أن مزايRRا هRRذا النظRRام تجب بشRRكل مؤكRRد مسRRاوئه. غRRير أن بعض المزايRRا المتحققRRة للمسRRتأجر يمكن النظRRر إليهRRا كمساوئ من زاوية المؤجر والعكس بRRالعكس،آخRRذين بعين االعتبRRار قRRانون المصRRلحة الفرديRRة الذي يراعيه كل شخص في معرض إبرامه لعقد من العقود، مما يدفعنا إلى محاولة البحث في

مزايا ومساوئ هذا النظام كما يراه كل طرف من جهته سواء المستأجر أو المؤجر.أوال – المزايا :

بالنسبة للمستأجر :أ. يمثل الليزنغ الحل األكثر ذكاء وفعالية لتزويد المشاريع بالبنية التحتيRRة الالزمRRة النطالقهRRا،.1

كبديل للشراء، إذ أنه يمكن المنشأة من االحتفRRاظ بأموالهRRا السRRتخدامها في اسRRتثمارات بديلة، كالحصول على كRRوادر خبRRيرة أو التركRRيز على السياسRRة التسRRويقية..الخ، مRRادامت

تستطيع االستفادة من األصل دون الحاجة إلى شرائه.ب اللRRيزنغ المشRRاريع تحمRRل مخRRاطر وتبعRRات التقRRادم، وخاصRRة عنRRدما تكRRون اآلالت.2 يجن

والتجهيزات التي يرغب المشRRروع في اسRRتخدامها ممRRا تRRدخل عليRRه التعRديالت السRRريعة.2نتيجة التطور التكنولوجي السريع

في حال لجوء المشروع في تأمين مستلزماته إلى الشراء – حتى لو كان بالتقسيط – فال.3 % من قيمة األصRRل المRRراد شRRراؤه. في حين أن25بد من دفعة أولى مقدمة ال تقل عن

المشRروع عنRدما يلجRأ إلى اللRيزنغ في تRأمين تلRك المسRتلزمات، يمكن أن يحصRل على % من ثمن المعRRدات دون الحاجRRة إلى دفعRRة أولى أو حRRتى100تمويRRل يغطي حRRتى

.3عربون تظهRRر األقسRRاط المدفوعRRة لتغطيRRة اللRRيزنغ في الموازنRRة الختاميRRة للمسRRتأجر تحت بنRRد.4

المصRروفات )تكRاليف اإلنتRاج( فتخصRم من الوعRاء الضRريبي للمسRتأجر ممRا يRؤدي إلىتحقيق وفورات ضريبية هامة.

1 – – – . ص( سابق مرجع الدولية العقود ناصيف الياس .120د2 – – – . ص( سابق مرجع التمويلي االستئجار مشكالت حموي صالوم فواز .229د3 )Heather Hill – Leasing benefits compared to traditional purchase acquisitions – Management Solutions Magazine–

January 2008.

18

Page 19: عقد الليزنغ - باسل الحريري

ينتج عن لجوء المشروع لهذا النوع من التمويل الظهRRور تجRRاه الغRRير بمظهRRر القRRادر على.5 استبدال اآلليات والتجهيزات لتتماشى مع التطورات الحديثة لإلنتاج، ممRRا يعطي االنطبRRاع بالمالءة المالية ويقوي من مركز المشروع في السوق ويشRRجع الغRير على التعامRل معRRه

.1لما يظهره واقع الحال من قدرته ويسارهبالنسبة للمؤجر :ب. يعتبر عقد الليزنغ من أكثر الوسائل أمانا وأقلها خطورة بالنسبة للممRRول فيمRRا لRو قارنRRاه.1

بوسائل التمويل األخرى، كالقروض، على اعتبار أن األموال المؤجرة تبقى بملك الممRRولفال يدخل في كتلة دائني المستأجر في حال إفالس األخير.

إن الليزنغ ال ينطوي على مخاطرة استثمارية من جانب الشركة الRRتي تحترفRRه، إذ أنهRRا ال.2 تشتري المعدات أو تقيم األبنية ثم تنتظر وجود مستأجر لها، بRRل إن الشRRراء أو البنRRاء يتم من قبلها بناء على رغبة وطلب من المستأجر ووفقا للمواصفات والشروط التي يحددها،

.2وبالتالي يبدأ المؤجر في استرداد ائتمانه فور تسليمه األموال المؤجرة على الRRرغم من ملكيتRRه األمRRوال المRRؤجرة، فRRإن وجRRود المRRؤجر كوسRRيط بين المRRورد.3

والمستأجر وإقامته عالقة مباشرة بينهمRا من شRأنه أن يمنح المRؤجر فرصRRة التنصRل من ، والسيما التزامه بضRRمان عيRRوب المRRأجور، وذلRRك من3االلتزامات المفروضة عليه قانونا

خالل الشروط التي يتضمنها العقد والتي غالبا مRRا تمنح المسRRتأجر حRRق الرجRRوع مباشRRرة على المRRورد عنRRد ظهRRور أي عيب في المRRأجور. وبرأينRRا أنRRه حRRتى في غيRRاب مثRRل هRRذه الشروط ال يزال المسRRتأجر يملRRك حRRق الرجRRوع على المRRورد مباشRRرة بعيRRوب المعRRدات المؤجرة استخداما لحقوق المؤجر المشتري بموجب عقد بيع المعدات وذلRك عن طريRق

الدعوى البوليصية . يستطيع المؤجر أن يحسم من أرباحه الخاضRRعة للضRRريبة المخصصRRات المعRRدة لمواجهRRة.4

الخسائر أو الديون المشكوك فيها )والتي تعد قيمة الليزنغ واحدة منها(. يضاف إلى ذلRRك المزايا الضRريبية والجمركيRة الRتي يتمتRع بهRا المRRؤجر بالنسRبة إلى مRا يتم اسRتيراده من معدات تمهيدا لتأجيرها عن طريق الليزنغ، إذ غالبا مRRا تمنح الRRدول إعفRRاءات ضRRريبية في

.4هذا المجال تشجيعا لعمليات الليزنغ ال يخضع المؤجر عند االتفاق على األجرة إلى القواعد الخاصة بتحديد سعر الفائدة والحRRد.5

األقصى لمنح االئتمان الذي تخضع له المصارف عند منحها قروضا تمويلية. وبالتRRالي فRRإن سعر الفائدة في عقد الليزنغ مهما ارتفع ال يخضع لجرم المراباة وذلك ألن عقد اللRRيزنغ ال

.5يعتبر عقد قرض يبقى أن نذكر مRRيزة فريRRدة للRRيزنغ بالنسRRبة إلى كRRل من المRRؤجر والمسRRتأجر تتجلى في السرعة والسهولة في عقد مثل هذا التمويل والمرونة الRRتي تتصRRف بهRRا إجراءاتRRه، حيث يمكن

يوما. كمRRا أن وجRRوب تسRRجيل اللRRيزنغ في السRRجل15إنهاء معاملة الليزنغ في فترة ال تتجاوز الخاص بذلك يشكل ضمانا مزدوجا لكال طرفيه.

إذا كان المشجعون النتشار نظام الليزنغ يRRبررون أهميتRRه من خالل المزايRRا الRRتي يحققهRRا لكال طرفيه ولالقتصاد القومي عموما، فإنه ينبغي أال يفهم أن هذا النظام هو العالج الناجع لكRل مشاكل التمويل ألن إيجابيات كRRل نظRRام البRRد وأن يقابلهRRا سRRلبيات. و اللRRيزنغ على الRRرغم من

تفرده ال يخلو من المساوئ .ثانيا – المساوئ :

السابق( .1 المرجعالسابق( .2 المرجع3 – – – . ص( سابق مرجع الدولية العقود ناصيف الياس .45دص( – – 4 سابق مرجع بالمقدم مصطفى .10البروفيسور5 – – . ص( السابق المرجع ناصيف الياس .46د

19

Page 20: عقد الليزنغ - باسل الحريري

بالنسبة للمستأجر :أ. عندما يلجأ المستأجر إلى الليزنغ، فهو يضع نفسه تحت وطأة تكاليف وأعباء ماليRRة هائلRRة.1

غير قابلة لإللغاء على المدى الطويل. لذا فهو يواجه صعوبات ومخاطر لن يمكنه النهوض بها إذا كانت المردودية اإلنتاجية لديه ضعيفة. إذ تتمRيز أقسRاط اللRيزنغ بارتفاعهRا مقارنRة

ببدالت اإليجار التقليدية. ال يتحمل المؤجر مسؤولية العيوب الخفية في األموال المستأجرة ممRRا يجعRRل المسRRتأجر.2

مهددا بدفع أقسRRاط إيجاريRRة حRRتى نهايRة مRدة العقRRد، على الRرغم من عRدم توافRق تلRRكاألموال مع المتطلبات التقنية المطلوبة الستثماره.

صعوبة قيام المستأجر بأي نوع من التحسRRينات على األصRRل المسRRتأجر إال بعRRد الحصRRول.3 على موافقة المالك الذي يصعب إقناعه في الغالب بضRRرورة أو جRRدوى تلRRك التحسRRينات لكونه متوجسا من انخفاض قيمة الضمان من جهة ومن جهة أخرى يكون آخر همRRه مRRدى

الكفاءة اإلنتاجية لآلالت طالما أنه يتلقى بدل اإليجار المقرر في جميع األحوال . ال يستطيع المستأجر تسجيل قيمة األصRRول المسRRتأجرة في خصRRوص ميزانيتRRه تحت بنRRد.4

األصول اإلنتاجيRRة باعتبRRار أنRه ليس مالكRRا لهRا، ممRRا ال يRRتيح لRRه تقRديم ضRRمانات للRدائنين .1المحتمل التعامل معهم مستقبال

بالنسبة للمؤجر :ب. في حال إفالس المستأجر أثناء مدة اإليجار من حق المRRؤجر اسRRترجاع اسRRتثماره )اآلالت.1

والمعدات( وبيعه في السوق. إال أن قيمة رأس المRRال المتبقي والغRRير مغطى باألقسRRاط اإليجارية يكون حتما أقل من القيمة السوقية لألصل، مما يعرض المؤجر لخطر الخسRRارة في حال إفالس المسRRتأجر في فRRترة مبكRRرة من العقRRد، إذ أنRRه وعلى الRRرغم من الحالRRة الفنية الجيدة لآلالت التي ال يكون قد أصابها االهتالك بعد فإن العرف الصRRناعي والتجRRاري يجري على اعتبارها مستعملة مما يعني انخفRRاض سRRعرها بنسRRبة كبRRيرة عن سRRعر اآلليRRة

الجديدة في السوق . عند اقRRتراب مRRدة اللRRيزنغ من االنتهRRاء يعمRRد المسRRتأجر إلى اسRRتهالك األمRRوال المRRؤجرة.2

بالطاقة القصوى – في حال لم يكن ينوي ممارسة حقه بالشراء – وقد يقصر في صيانتها بسبب أن المدة شارفت على االنتهاء ولن يعاني من المشاكل التقنيRRة الRRتي سRRتظهر في المستقبل، مما يضع المRRؤجر في وضRRع حRRرج ويحملRRه نفقRRات عاليRRة في صRRيانة األمRRوال

المسلمة إليه تمهيدا إلعادة بيعها . يواجه المؤجر في حال انتهاء عقد الليزنغ دون ممارسة المسRتأجر خيRار الشRراء مشRRكلة.3

إعادة تسويق األموال المؤجرة. السيما وأن فرصة إعادة البيع ال تكون دوما فورية، فعليه أن يأخذ بعين االعتبار مصاريف التخزين والصRRيانة والحراسRRة. وكلمRRا تRRأخر بيRRع المعRRدات كلما تكبدت شركة الليزنغ خسRائر أكRبر )لRذلك يحصRل أن تعRرض شRركات اللRيزنغ أكRبر

$ (.1وأثقل المعدات للبيع بسعر يواجه الممول في عقد الليزنغ مشكلة إجرائية وقانونية تظهر بوضوح عندما يتخذ اللRRيزنغ.4

شكل عقد التجارة الRدولي. وتتلخص هRذه المشRكلة في غيRRاب التشRريع الRدولي النRاظم2لعقد الليزنغ ، إذ على الرغم من عالمية الليزنغ كنشاط اقتصادي إال أنه لم يRRزل محكومRRا

بإرادة األطراف بشRRكل أساسRRي وبالتشRRريعات المحليRRة في كRRل دولRRة. وبالتRRالي، يواجRRه الممول وضعا حرجا عندما يكون المشروع المستأجر متمركزا في دولة لم تنظم عمليات الليزنغ فيها بقانون خاص. إذ عند نشوء مشكلة في تنفيذ العقد، يجد الممول نفسRRه أمRRام

1 – – . ص( سابق مرجع حموي صالوم فواز .235د2 ) اليونيدروا( ) مكتب مشروعها وضع التمليكي التأجير الدولي المالي التأجير بشأن اتفاقية اتفاقية 1988هناك اسم حملت

أيار أول في فيها االتفاقية نفاذ بدء التي فرنسا منها فقط دول عشر عليها وصادقت دولة عشرون عليها وقعت 1995أوتاواالعام نهاية في االتفاقية على توقيعها من الرغم فعلى المتحدة الواليات تدخل 1990أما ولما عليها تصادق لم أنها إال

. التطبيق عالمية إلى ترقى أن االتفاقية هذه عن بآخر أو بشكل نأى مما النفاذ حيز فيها االتفاقية

20

Page 21: عقد الليزنغ - باسل الحريري

نظام قانوني غريب عنه، ال يعترف بالصورة المركبة لليزنغ كنظRRام تعاقRRدي، ممRRا يضRRطر الممول إلى اللجوء للقواعد العامة في قانون الدولRRة والRRتي غالبRRا مRRا تكRRون قاصRRرة عن تلبية متطلبات الطبيعة القانونية المركبة للRRيزنغ، وبالنتيجRRة قRد يتسRRبب لRه ذلRك بخسRRائر

.1فادحة يمكن أن تصل إلى حد خسارة اآلالت والخروج من تلك الدولة بخفي حنين بعد هذا التقييم السريع لعقد الليزنغ نجRRد بوضRRوح أن إيجابيRRات هRRذا العقRRد تجب سRRلبياته وذلك إذا تم تنظيم العقد بدراية ومهارة ومن قبل اقتصاديين وقRRانونيين مختصRRين، مRRع مراعRاة الظروف القانونية والمالية المحيطة بكل من طRRرفي العقRRد، ممRRا يوصRRل بالنتيجRRة إلى خRRروج

الجميع رابحا في نهاية هذا العقد.

خاتمة : يتضح لنا بعد أن شارفنا على نهاية هذا البحث ووقفنا على مRRدى تفRRرد نظRRام اللRRيزنغ في سوق التمويل العالمي وأثره اإليجابي الملحوظ على إنتاجيRRة المشRRاريع الRRتي انتهجتRRه كمصRRدر للتمويل، أن التعامRRل بهRRذا العقRRد يمنح المشRRروعات فرصRRة التغلب على التقRRادم التكنولRRوجي لآلالت والمعدات الصناعية. كما يمكن بواسطته نقل التكنولوجيا بتكلفة أقل، مما يجعلRRه ورقRRة رابحة في يد الدول النامية للحاق بالركب الحضاري المتسRRارع الRRذي ال تقRRوى على اللحRRاق بRRه في ظل العقود التقليدية. فهذه الدول ال تستطيع شراء اآلالت والعقول االلكترونيRRة الضRRخمة و البنى التحتية الالزمة لالرتقRRاء. باإلضRRافة إلى أنهRRا ال تسRRتطيع االعتمRRاد على مسRRاعدات الRRدول

الغنية التي تتستر مساعداتها خلف مطالب ومصالح سياسية. كل ذلك يدفعنا إلى المطالبة بظهور قانون خاص بالتأجير التمويلي في سوريا التي تعانيمن عدد من الصعوبات التي تعترض انتشار وتطبيق مثل هذا العقد ومن أهم هذه الصعوبات :

دRRذا العقRRوع هRRه لموضRRرض تعرضRRرع في معRRتخدمها المشRRتي أسRRميات الRRدد التسRRتع وتطبيقاته في مواضع متفرقة من القوانين فهو تارة " تأجير تمويلي " وتارة " إيجار مRRع الوعد بRRالبيع " وفي موضRRع آخRRر " قRRرض تRRأجيري " ممRRا ينRRأى بأحكRRام هRRذا العقRRد عن االستقرار إلى أن يحسم المشرع السوري موقفه من هذا العقد بتوحيد التسميات تحت مصطلح قانوني واحد واضح وصRRياغة نظRRام قRRانوني خRRاص يزيRRل اللبس حRRول الطبيعRRة

القانونية لهذا العقد .ه فيRRوص عليRRالبيع " المنصRRد بRRترن بالوعRRار المقRRار " اإليجRRإن جاز لنا ، بأية حال ، اعتب

قانون التجارة تRRأجيرا تمويليRRا، فRRإن األحكRRام القانونيRRة الموجRRودة في قRRانون التجRRارة ال تكفي لإلحاطة بأشكال وصور هRRذا العقRRد وتعقيRRد بنيتRRه القانونيRRة. كمRRا نجRRد لزامRRا على

باسRRتبدال عبRRارة " القRRرض التRRأجيري " بعبRRارة "عقRRد103المشرع تعديل نص المRRادة

العقد( 1 تطبيق لدى ينشأ نزاع أي حل يتضمن الليزنغ عقود في شرط إدراج إلى المشكلة لهذه درءا الدولي التعامل جرى . التحكيم طريق عن

21

Page 22: عقد الليزنغ - باسل الحريري

اإليجار مع الوعRد بRالبيع " على أقRل تقRدير إلزالRة التنRاقض الحاصRRل بينهRا وبين المRوادالسابقة لها والتي تحدثت عن إيجار وليس عن قرض.

وريا - ومن2001 لعام 28إن القانون رقمRRة في سRRارف الخاصRRالناظم لتأسيس المص منRRه على أنRRه " ليس20 - نص في المRRادة 2002بعRRده نظRRام النقRRد األساسRRي لعRRام

للمصارف الحق في مزاولة األعمال والنشاطات التجارية والصRRناعية أو أي نشRRاط آخRRر ليس له عالقة باألعمال المصرفية ". ومضRRمون هRRذه المRRادة يحجب المصRRارف العاملRRة في سوريا عن القيام بدورها في تمويل هذا النوع من العقود الذي ال يمكن أن تمارسRRه إال مؤسسات مالية مليئة كالمصارف. وذلك بسبب الصفة التجارية لعقد الليزنغ بالنسRRبة

للطرف مقدم التمويل .دRRارة على عقRRانون التجRRودة في قRRالبيع " الموجRد بRع الوعRإن تطبيق أحكام " اإليجار م

التأجير التمويلي يحرم المستأجر من حقه في إعادة اسRRتئجار األعتRRدة بعRRد انتهRRاء مRRدة العقد في حين أنه قد يكون بأمس الحاجة إليها لفترة قصRRيرة ال يRRرغب معهRRا في اتخRRاذ

القرار بالشراء .الي، إذ أنRRريع الحRRوء التشRRإن أحكام التأجير التمويلي وتكييفه القانوني ال تستقر في ض

تفسير هذا العقRRد وفRRق نصRRوص القRRانون المRRدني قRRد يRRؤدي إلى تكييفRRه بأنRRه عقRRد بيRRع بالتقسيط, وأن الثمن الحقيقي للمبيع مستتر في أقساط األجرة، مما يRؤدي إلى انتقRال ملكية األشياء المؤجرة إلى المستأجر بمجرد العقد وحرمRRان الشRRركة الممولRRة من أهم

وسائل الضمان وهي بقاء محل العقد في ملكيتها.

لذا فإننا نهيب بمشرعنا السوري إلجراء التعديالت الالزمة والضرورية للتشريعات الماليRRة والمصرفية التي تحد من حرية المصRRارف في إبRRرام هRRذا النRRوع من العقRRود و االسRRتعجال في مناقشة وإقرار " مشروع قانون اإليجار المنتهي بالتمليك " تمهيدا إصدار تشريع خاص بالليزنغ أسوة بالمشRرع في بRRاقي الRدول العربيRة كمصRر واألردن ولبنRان، بمRا يمهRد لنشRوء شRركات تحترف الليزنغ في سوريا وتقدم الحلRRول المنهجيRRة ألزمRRة التمويRRل. خاصRRة ونحن على أبRRواب انفتاح اقتصادي الفت ودور رائد لسورية في مشRRروع السRRوق األوروبيRRة المشRRتركة واالقتصRRاد

العالمي.

والله من وراء القصد

22

Page 23: عقد الليزنغ - باسل الحريري

قائمة المصادر )فرنسا(.1966 لعام 433 القانون -1 )فرنسا(.1967 لعام 837 القانون -2 )فرنسا(.1972 لعام 665 المرسوم -3 )فرنسا(.1973-11-29 المرسوم بقانون تاريخ -4 الخاص بالتأجير التمويلي )مصر(.1995 لعام 95 القانون -5.1995 / 846 الموضوعة بالقرار 95 الالئحة التنفيذية للقانون المصري -6 1999 لعام 160 المصدق بالقانون رقم 1999 عام 607 مشروع القانون رقم -7

الخاص بالتأجير التمويلي )لبنان(.

وأسبابه الموجبة.1997 مشروع قانون التأجير التمويلي األردني لعام -8 في األردن .2008 لعام 45 قانون التأجير التمويلي رقم -9 المنظم إلنشاء وعمل المصارف الخاصة في سوريا .2001/ لعام 28القانون رقم /-10 المتضمن نظام النقد األساسي )سوريا(.2002 لعام 23 القانون -11 والئحته التنفيذية2003 لعام 59قانون مكافحة غسيل األموال غير المشروعة رقم -12

)سوريا(. الخاص بمكافحة غسيل األموال وتمويل اإلرهاب2005 لعام 33المرسوم رقم -13

)سوريا( . .2007 لعام 33قانون التجارة السوري رقم -14 .2008قانون الشركات السوري لعام -15.1950أحكام عقد اإليجار في القانون المدني السوري -16 بشأن التأجير المالي الدولي.1988اتفاقية اليونيدروا – أوتاوا -17

قائمة المراجعالمراجع باللغة العربية:

.1997د.فايز نعيم رضوان – عقد التأجير التمويلي – الطبعة الثانية – -1 د.عبد الرحمن السيد قرمان – عقد التأجير التمويلي )دراسة مقارنة( – دار النهضة-2

العربية – القاهرة – بدون تاريخ. د.الياس ناصيف – العقود الدولية )عقد الليزنغ( – منشورات الحلبي الحقوقية–-3

.2008الطبعة األولى– د. الياس ناصيف – البند الجزائي في القانون المقارن وفي عقد الليزنغ – سلسلة-4

.1991أبحاث قانونية مقارنة –

23

Page 24: عقد الليزنغ - باسل الحريري

أ. حمود البخيتي – التأجير التمويلي في اليمن بين حداثة التشريع وقدم الممارسة-5 )ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر معدالت الفائدة والعموالت المفروضة على حسابات

المقترضين والتأجير التمويلي المنظم من االتحاد العربي للمستهلك والجمعية.2007الوطنية لحماية المستهلك في األردن( – عمان

البروفيسور مصطفى بالمقدم، أ.حنان بن عاتق، أ.زهيرة صاري – جامعة أبي-6 بكر)الجزائر( – التمويل عن طريق اإليجار كاستراتيجية لتغيير العمل المصرفي

) بحث مقدم للمؤتمر العلمي الرابع الستراتيجيات األعمال – جامعة فيالدلفيا – كلية( .2005العلوم اإلدارية والمالية –

د.نادر عبد العزيز شافي – عمليات اإليجار التمويلي تقنية حديثة – مجلة الجيش-7.2005 – 240اللبناني – العدد

د. فواز صالوم حموي –مشكالت اإليجار التمويلي وأثرها في عملية اتخاذ القرار-8 التمويلي األمثل في تنفيذ االستثمارات – بحث منشور في مجلة جامعة دمشق

.2005– 1 – العدد21للعلوم االقتصادية والقانونية – المجلد .12 – المجلد 4د.عبد الرزاق السنهوري – الوسيط ج-9

المراجع باللغة الفرنسية :1- Calon, La location des biens d’equipement ou (Leasing), Dalloz, 1964 .2- Champaud, le leasing, J.C.P. 1965,doct. 1954.3- Cabrillac, Leasing, rép. Dalloz, dr.civ. 1973.

المراجع باللغة اإلنكليزية :Heather Hill – Leasing Benefits compared to traditional purchase acquisitions – Management Solutions Magazine – January 2008.

24