(B.O.T)عقود التزامات المرافق العامة )أنواعها وطرق االستفادة منها(

د. نويري عبد العزيزمستشار بمجلس الدولة الجزائري

1

مقدمة

مص���درها في الق���وانين « البن)))اء واالس)))تغالل والتحويل»تج���د عب���ارة األنجلوسكسونية من خالل تسمية:

Build, Operate and Tranfer (B.O.T) .ذه��ة ه��دول الالتيني��وانين ال��من ق��ا ال تتض��بينم الدول التي تسير في فلكها وتأخ��ذ بازدواجي��ة القض��اءوعلى رأسها فرنسا وكذا  العبارة،

)إداري وعادي(. كما هو الحال بالنسبة للقانون الجزائري واللبناني والسوري والتونس��يوالمغربي وقوانين بعض الدول اإلفريقية الفرنكوفونية ...إلخ.

قد أوردها، إذن، القانون األنجلوسكسوني الذي ال يعترف بوج��ود(B.O.T)فعقود البوت عقود إدارية متميزة عن العقود العادية. وذلك انطالقا من ع��دم اعتلراف��ه وج��ود ق��انون

إداري وقضاء إداري مستقلين عن القانون الخاص وعن جهات القضاء العادي. بيد أن مختلف دول المعمورة أص��بحت مت��أثرة بظ��اهرة العولم��ة االقتص��ادية ال��تي اجتاحت العالم، خصوصا منذ تالشي النظ��ام االقتص��ادي الموج��ه في ال��دول االش��تراكية التي كانت تدور في فلك ما كان يعرف باالتحاد السوفياتي. ذلك أن هذه العولمة تفرض قواعد على مختلف دول العالم تحت قيادة الواليات المتحدة األمريكية، باعتباره��ا أق��وى

دولة من من النواحي االقتصادية والتكنولوجية والحربية.Turganكان رئيس وزراء تركيا Ozalات من��ل الثمانين��ادى في أوائ��رز من ن��هو أب

عند اجتماعه بشركات ومقاوالت القط��اع الخ��اص BOTالقرن الماضي بتطبيق أسلوب في بلده. حيث شرح استراتيجيته في التنمية االقتصادية واإلصالح االقتصادي. وذل��ك من خالل اقتراح إسناد مشاريع البنية التحتية إلى القطاع الخاص على أساس نهج اقتص��ادي مركب يدعى: إنشاء المشاريع واس��تغاللها من ط��رف الخ��واص، ثم تحوي��ل في مرحل��ة

الحقة إلى الدولة. ، وإب��رازBOTاإلشكالية التي تطرحها هذه الدراسة، تكمن في تحديد مفه��وم عق��د

مدى نجاعته كوسيلة للتنمية االقتصادية في الدول النامية، وفي مقدمتها الدول العربية. لإلجابة على هذين التساؤلين، يجدر بنا تناول الموضوع في المحاور التالي��ة: تحدي��د

، وذلك من خالل التعريف بها وذكر الصور المختلفة لها)أوال(، ثم اظهارBOTماهية عقود )ثاني��ا(. وبع��دها على كل من الجولة والخواصBOTفوائد المشاريع االقتصادية من نوع

)ثالثا(. ثم التعرض لاللتزامات المتبادل��ة في عق��ود BOTتحديد الطبيعة القانونية لعقودBOT .)ا��ا )رابع�ابهة له��العقود المش��ا ب��ل ومقارنته�ة ح��وء على كيفي��يرا، نلقي الض��وأخ

)خامسا(. النزاعات الناتجة عن هذه العقود تلك هي المحاور الخمسة التي نتوقف عند كل واحد منها بش��يء من التفص��يل في

هذه الدراسة، حسب الترتيب المشار إليه أعاله..(B.O.Tأوال: تحديد ماهية عقود األنشاء واالستغالل والتحويل )

2

من خالل التعري���ف به���ا)أ(، وك���ذا س���رد مختل���فBOTتتح���دد ماهي���ة عق���ود صورها)ب(.

BOTالتعريف بعقود أ -

في كل من العملي��اتBOTحسب المختصين في الميدان االقتصادي، تتمثل عقود القانونية وعمليات الهندس��ة المدني��ة، المع��دة في ش��كل عق��د امتي��از ي��برم بين س��لطة الدولة المضيفة ممثلة في الحكومة )أو إحدى الهيئات العمومية التابع��ة له��ا(، من جه��ة، وأحد المرقين المتمثل في شركة أو مجم��ع ش��ركات، من جه��ة أخ��رى. وذل��ك باالتف��اق على تكليف االدارة للمتعاقد معه بإنجاز منش��أة متعلق��ة ببني��ة أساس��ية واح��دة أو أك��ثر. بحيث تنجز المنشأة بمساعدة تمويالت خاصة. مع استغالل تلك المنشأة المنج�زة لم�دة معينة. ثم يتم تس��ليمها بكامله�ا في نهاي��ة الم��دة المتف��ق عليه��ا إلى الس��لطة المتعاق��د

(1)معها.

( تعري��فI.C.D.U.N.Cجاء في تقرير لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي ) بأنها عبارة عن: أشكال لتمويل مشاريع تمنحها حكومة م��ا إلى مجموع��ةBOTلمشاريع

من المس��تثمرين أو إلى أح��د الكيان��ات الخاص��ة يش��ار إليه��ا بعب��ارة )االتح��اد الم��الي للمشروع(. وذلك في ش��كل امتي��از لص��وغ مش��روع معين وتش��غيله وإدارت��ه واس��تغالله تجاريا لعدد من السنين، تكون كافية الس��ترداد تك��اليف البن��اء إلى ج��انب تحقي��ق أرب��اح مناسبة من العائدات المتأتية من تش��غيل المش��روع. وفي نهاي��ة الم��دة المتف��ق عليه��ا، تنتقل ملكية المشروع إلى الحكومة دون تكلفة. أو مقابل تكلفة مناس��ب، يك��ون ق��د تم

(2)االتفاق عليه مسبقا.

من جهته��ا منظم��ة األمم المتح��دة للتنمي��ة الص��ناعية )في نفس الس��ياق، ع��رفتO.N.I.D.O عقد ).BOTاع��خاص من القط��د األش��بأنه: اتفاق تعاقدي يتولى بمقتضاه أح

الخاص إنشاء أحد المرافق األساسية في الدولة، بما في ذلك عملي��ة التق��ييم والتموي��ل والتشغيل والصيانة لهذا المرفق. حيث يقوم هذا الشخص الخاص بإدارة المرف��ق الع��ام واس��تغالله لم��دة معين��ة. ويس��مح ل��ه خالل ه��ذه الم��دة بف��رض رس��وم مناس��بة على المنتفعين من ه�ذا المرف��ق. ش��ريطة أال يزي��د عم��ا ه��و مق��ترح في العط��اء، وعم��ا ه��و منص��وص علي��ه في ص��لب العق��د أو في اتف��اق المش��روع. وذل��ك لتمكين الش��خص من اس��ترجاع األم��وال ال��تي اس��تثمرها ومص��اريف التش��غيل والص��يانة، باإلض��افة إلى عائ��د االستثمار. وفي نهاية المدة الزمنية المحددة يل��تزم الش��خص الم��ذكور بإع��ادة المرف��ق

(3)إلى الحكومة أو إلى شخص جديد يتم اختياره عن طريق الممارسة العامة.

غير أن تع��دد وتن��وع االتفاق�ات ال��تي تبرمه�ا الدول��ة م��ع ش��ركات القط��اع الخ��اص )الوط��ني واألجن��بي( لم تع��د مقتص��رة على الش��كل التقلي��دي لعق��د البن��اء واالس��تغالل

1 . . . : القاهرة ( العربية النهضة دار االدارية العقود نصار .86ص,. 2004جابر2 : ونقل( والتشغيل البناء بمشاريع المتعلقة المقبلة األعمال عنوان تهت الدولي التجاري للقانون المتحدة األمم لجنة تقرير

الدورة. . 29الملكية من. إلى 28نيويورك (.cnudciموقع. ) 1996جوان 14ماي إنترنت عل3 : الملكية ( ونقل والتشغيل البناء عقود لحمود محمود . BOTوضاح للنشر- الثقافة دار والتزاماته المتعاقدة االدارة حقوق

,.33و 32ص.2010والتوزيع.

3

��د ص��ورا كث��يرة من العق��ود بل أن تط��ور المع��امالت االقتص��ادية(,) BOT)والتحويل ولالمشتقة من هذه التسمية.

BOTب- الصور المختلفة لعقود

صارت االتفاقات االقتص��ادية والتجاري��ة تأخ��ذ الي��وم تس��ميات مختلف��ة. بحيث أنه��ا تك��ون منص��بة، س��واء على مش��اريع اس��تثمارية جدي��دة يتم إح��داثها من الع��دم، أو على

مشاريع قائمة من قبل.- الصور التعاقدية المنصبة على مشاريع جديدة1

الصور التالية، على سبيل BOTيمكن أن نذكر من هذه العقود المشتقة من عقد المثال، ال غير.

, Operate (T.O.O.B)) عقد البناء والتشغيل والتملك ثم التحوي))ل Owen and Tranfer Build,

يقصد بهذا العقد: االتفاق المتضمن إقامة المشروع واستغالله وتملكه مؤقتا لمدة(4)محددة. ثم تحويله في نهاية تلك المدة إلى الدولة المتعاقدة.

,O.O.B( Owen and Operate Build)) عقد البناء والتملك ثم التحويل

هو عقد يتضمن شروط بناء المشروع وتملكه واستغالله، وذلك طيلة م��دة انته��اءعمره االفتراضي.

,operate and Renewal Build (R.O.B) عقد البناء واالستغالل والتجديد ) يبرم هذا العقد من أجل إنجاز مشروع وتشغيله طيلة فترة متف��ق عليه��ا مس��بقا،

تم القيام بتجديده لفترة أخرى.

,O.F.B.D (()Desingميم والبن))اء والتموي))ل واالس))تغالل )ص))))) عق))د الت Build, Finance and Operate

يتميز هذا العقد في االتف��اق على عم��ل مس��بق يتمث��ل في تص��ميم المش��روع ثم إنج��ازه عن طري��ق توف��ير التم��ويالت الالزم��ة لتش��غيله طيل��ة م��دة مح��دودة، وتحوي��ل

المشروع إثر الدولة إثر انتهاء تلك المدة المتفق عليها.Build, Lease and Transfer( T.L.B) عقد البناء والتأجير والتحويل )

4 : بنظام( للتعاقد القانوني النظام شرباش علي عزت . BOOTمي . االسكندرية. الجديدة الجامعة .2010دار .15ص.

4

وهو اتفاق يتم بمقتض��اه بن��اء المش��روع وتملك��ه مؤقت��ا من أج��ل ت��أجيره، س��واء للمال��ك األص��لي أو للغ��ير. ثم تحويل��ه في نهاي��ة الم��دة المتف��ق عليه��ا في العق��د إلى

الحكومة.Build, Rent and Transfer( T.R.B) عقد البناء واالستئجار والتحويل )

ببناء مش��روع معين، على أنيتعهد الطرف المتعاقد مع الحكومة في هذا االتفاق يقوم باستئجاره منها لمدة معينة بعد تشغيله. ثم يقوم بتحويله في نهاية العق��د المتف��ق

عليه إلى المالك األصلي )الدولة(، أو إلى جهة محددة في العقد.Build, Transfer and Operate( O.T.B) عقد البناء والتحويل والتشغيل )

يتم بموجب هذا العقد بناء المشروع من قبل المتعامل، ثم يتخلي عنه عن طريق تحويله إلى الحكومة المالكة له. وذلك شريطة أن تتولى هذه األخيرة إبرام عقد آخر مع ذلك المتعامل، كي يشغل المشروع المنجز ويستغله لفترة امتياز محددة مقابل حصوله على إيرادات يتلقاها. ففي هذه الصورة من التعامل تكون الدولة مالكة للمش��روع من��ذ نشأته، وبعد ذلك تبرم عقد امتياز جديد مع المتعامل، كي يس��تغل المش��روع لف��ترة يتم

االتفاق عليها.Lease, Training and Transfer( T.T.L) عقد التأجير والتدريب والتحويل )

يتعهد المستثمر الت��ابع للقط��اع الخ��اص في ه��ذا العق��د بتموي��ل المش��روع وت��دريب العاملين التابعين للدولة. ثم يتولى تأجير المشروع لها فيما بعد، كي تقوم بتشغيله خالل

فترة محددة على أن يعود في نهاية تلك الفترة إلى ذلك المالك الخاص.- الصور التعاقدية المنصبة على مشاريع قائمة2

هذه التعاقدات تلج��أ إليه��ا الدول��ة في حال��ة حاجته��ا إلى تجدي��د مش��روع موج��ودواستخدامه. ونورد فيما يأتي صورا من هذه التعاقدات على سبيل المثال فحسب.

(T.O.O.M) عقد التحديث والتملك والتشغيل والتحويل )

Modernize, Operate, Owen and Transfer

يتعهد المتعامل مع الحكومة في هذا العقد على تحديث مشروع قائم من قبل، وذلك بتطويره تكنولوجيا وفقا للمقاييس العالمية مقابل تشغيله وتملكه لفترة متفق عليها. ثم

تتم إعادته في نهاية تلك الفترة إلى المالك األصلي دون مقابل.(T.O.R.L) عقد اإليجار والتجديد والتشغيل والتحويل )

Lease, Renewal, Operate and Transfer

5

يتولى المتعاق��د م�ع الحكوم�ة في ه�ذه الص��ورة باس��تئجار مش�روع ق�ائم ويق��وم بتجديده وتشغيله خالل مدة إيجار متفق عليها. وفي النهاي��ة يعي��د المش��روع إلى الجه��ة

(5)المالكة له دون قيد مقابل عن هذا التحويل.

BOT المشاريع االقتصادية من نوع ثانيا: فوائد

فوائد كثيرة تنعكس باإليجاب على الط��رفين المتعاق��دين. وهم��اBOTلتقنية عقود كل من الجهة الرسمية )الدولة( والشركة المنجزة للمشروع المتفق عليه.

بالنسبة للدولةBOTا- فوائد عقود ، بمختلف صورها، عدة فوائد بالنس��بة للحكوم��ات. وتتمث��لBOTتظهر أهمية عقود

هذه الفوائد فيما يلي: -إقامة مشاريع جديدة دون الرجوع إلى الموارد العامة المس��تمدة من خزين��ة الدول��ة.1

وهي موارد قد تكون محدودة، خصوص��ا في ظ��روف معين��ة ) أزم��ة اقتص��ادية، ح��روب،اضطرابات داخلية، كوارث طبيعية ...(

- مساهمة الرأسمال الخاص )األجنبي والوطني( في حل مشاكل المديوني��ة الخارجي��ة2للدولة المعنية. وذلك باستغناء الحكومة عن االقتراض، أو تقليصه على األقل.

-استفادة الدولة من التحول التكنولوجي والتحكم في التقنيات الحديثة لإلنجاز واإلنتاج3 واالستغالل )مصانع، موانىء، طرقات سريعة، مطارات، مركبات رياضية، شبكات توزيع

المياه والكهرباء والغاز واالتصاالت السلكية والالسلكية ...(.-خلق مناصب شغل جديدة تساعد على التقليص من ظاهرة البطالة في الدولة.4 -استغالل رأسمال القطاع الخاص، وخاصة الوط��ني المتك��دس في ش��كل كتل��ة نقدي��ة5

ضخمة. -تفادي سلبيات االقتراض التقليدي وما يشوبها من فساد في الحصول على القروض6

تبقى BOTوتهريب لألموال نحو الخارج. ذلك أن الشركات المتعاقد معها بموجب عقود هي المسؤولة عن عمليات التمويل واالنجاز والتشغيل. وبالتالي تكون من مصلحتها اتمام هذه العمليات بأفضل الطرق، من أجل الحصول على أكبر قدر من اإليرادات

والفوائد. والمشاريع ال��تي تتم بواس��طة ط��رقBOT-خلق نوع من المنافسة بين مشاريع عقود 7

أخرى وتسيرها الدولة )عق��ود امتي��از، ص��فقات عمومي��ة، ش��راكة بين القط��اعين الع��ام والخاص ...(. وهو ما يخلق في النهاي��ة تط��ويرا لمختل��ف المش��اريع ال��تي يس��تفيد منه��ا

المواطنون ومستعملو المرافق العامة.

5 : المكية( ونقل والتشغيل البناء عقد هاجر .BOTشماشمة الجزائر في وتطبيقاته

6

-تنشيط وتطوير مجاالت اقتصادية كانت في الس��ابق مهمش��ة، أو عب��ارة عن مش��اريع8 بيروقراطي��ة متهالك��ة يحتكره��ا القط��اع الع��ام، ممثال في الدول��ة وهياكله��ا المركزي��ة أو

المحلية )الواليات والبلديات(. ، فإن هذه العقود تحقق كذلكBOTزيادة على الفوائد التي تجنيها الدول من عقود

.« Gagnant / Gagnant رابح / رابح »فوائد للشركات المتعاقد معها في إطار فكرة بالنسبة للشركات الخاصةBOTاا- فوائد عقود

المختلفة فوائد جمة على الش��ركات الخاص��ةBOTيترتب عن انجاز مشاريع عقود )األجنبية والوطنية(. وهي فوائد يمكن جمعها في اآلتي:

- االستفادة من الضمانات التحفيزية الواردة في قوانين االستثمار ال�تي تس��نها الدول��ة1 لصالح المستثمرين الخ�واص )تش�غيل المش�روع مقاب�ل عائ�دات، إعف�اء من الض��رائب

لمدة معينة، ...( -توجيه المشاريع المنج��زة لص��الح فئ��ات هائل��ة من المس��تهلكين والمنتفعين )ش��باب،2

س��واح، مرض��ى، أص��حاب المركب��ات ...( . وه��و م��ا ي��ؤدي إلى إقب��الهم عليه��ا بش��غف. وبالتالي تحقق الشركات أرباحا هائل��ة في غ��الب األح�وال من تل��ك المش�اريع )ش��بكاتإنترنت، الهاتف النقال، مركبات سياحية وعالجية ورياضية وطرق سريعة ومطارات...(.

-إمكانية التفاوض المباشرة مع السلطة المتعاقد معها في ح��االت كث��يرة. وم��ا ي��ترتب3 عن ذل��ك من الحص��ول على تن��ازالت وامتي��از أخ��رى غ��ير التحف��يزات ال��واردة في

التشريعات الداخلية. -توزيع مخاطر المشروع التي تحدث أثناء تنفيذ العقد. وذل��ك بإمكاني��ة الق��اء ج��زء من4

العواقب السلبية لتلك المخاطر على عاتق الدولة، في حالة وجود اضطرابات سياس��ية. والقاء جزء آخر على ع��اتق األط��راف األخ��رى المتعاق��د معه��ا )م��وردون، مق��اولون من

الباطن( في حالة وجود مخاطرة تجارية.BOTثالثا: الطبيعة القانونية لعقود

بأن��ه: "عق��د إداري ح��ديث، يس��تهدف القي��امBOTيعرف ج��انب من الفق��ه عق��د بمشاريع ضخمه تعهد بها الدولة إلى إحدى الشركات الوطنية أو األجنبية، للقيام بإنش��اء مرفق عام وتشغيله لحسابها الخاص، مدة من الزمن، على أن تلتزم تلك الشركة بنق��ل

ملكية المشروع إلى الدولة، أو إلى الهيئة العامة، بعد انقضاء المدة المتفق عليه. ما هو إال امتدادBOTمن جهته، اعتبرت محكمة القضاء اإلداري المصري أن عقد

لعقد االمتياز. فصرحت بأن: " ال��تزام المراف��ق العام��ة ليس إال عق��د إداري يتعه��د أح��د أفراد أو الشركات بمقتضاه على نفقته وتحت مس��ؤوليته بتكلي��ف من الدول��ة أو إح��دى

7

وحداتها اإلدارية وطبقا للشروط التي توضع لها، بأداء خدمة عامة للجمهور وذلك مقابل(6)التصريح له باستغالل المشروع لمدة محددة من الزمن واستيالئه على األرباح."

ليس بدع��ة أنجلوسكس��ونية محض��ة،BOTي��رى بعض فقه��اء الق��انون أن نظ��ام وبالتالي ليس نظاما تعاقديا مبتكرا بكامله. بل أن ج��ذوره ترج��ع إلى م��ا يع��رف بفك��رة

في ك��ل فرنس��ا20 وبداية الق��رن 19عقد االمتياز التي كانت مطبقة في أواخر القرن هو عبارة عن تطبيق عصري لنظام االمتيازBOTوبعض الدول األخرى. لذلك فإن نظام

الذي أوجده النظام الرأسمالي في البداية كإطار قانوني يتم من خالله استغالل ث��روات(7)الدولة.

أما محاكم التحكيم الدولية، فهي تعتبر العق��ود ال�تي تبرمه�ا الدول�ة م��ع أش��خاص أجانب بأنها عقود تابعة للقانون الخاص. حيث رفض��ت، مثال، اعتب��ار عق��د االمتي��از ال��ذي

بمثابة عق��د غ��ير إداري. واس��تندت في ذل��كAramcoأبرم بين الدولة السعودية وشركة على أن الق��انون الس��عودي ال��واجب التط��بيق في عملي��ة تك��ييف العق��د ال يع��رف ه��ذه الطائفة من العقود اإلدارية. وهو ما طبق أيضا بشأن ال��نزاع ال��ذي حص��ل بين الحكوم��ة

Texaco.(8)الليبية وشركة

إال أنBOTبالنسبة للجزائ��ر رغم أن الق��انون الوض��عي ال يع��رف تس��ميته عق��ود هناك نصوصا تشريعية وأخرى تنظيمية قد أوردت ذكر الطبيع��ة القانوني��ة لبعض العق��ود

المشابهة له على أنها معامالت ذات طابع إداري طالما أن الدولة تكون طرفا فيها. " إال أن ص��يغة ه��ذا العق��د يمكن إيجاده��اBOTفرغم أن الجزائر لم تعرف تسمية عقد"

من خالل االطالع على عق��ود االمتي��از الموج��ودة في النص��وص التش��ريعية والتنظيمي��ة ، مثل عق��ود األش��غالBOTالسارية المفعول. كما أنه توجد عقود أخرى قريبة من عقود

العامة، وعقود الصفقات العامة وعقود تفويضات المرافق العامة. وهو ما س��نراه الحق��افي هذه الراسة.

موقع��ا وس��طا بين عق��ودBOTيمكننا القول أنه من الناحية الفقهية تحت��ل عق��ود االمتياز التي تأخذ شكل عقود األشغال العامة، من جهة، وعقود تفويض المرف��ق الع��ام، من جه��ة أخ��رى. وفي ه��ذا االط��ار لج��أ المش��رع الفرنس��ي إلى تحدي��د عق��د مق��اوالت

حيثPFIاألشغال العامة عن طريق االقتباس من النظام االنجليزي المشابه والمسمى أعطاه��ا المش��رع الفرنس��ي تس��مية أخ��رى هي عق��ود » الش��راكة بين القط��اع الع��ام

والقطاع الخاص Partenariat Public Privé(PPP).غير أنه يعتبرها بصفة أساسية كعقد إداري .

6 : البوت ( عقود في الوجيز الحبشي المحسن عبد . B.O.Tمصطفى . مصر. القانونية الكتب .2008دار7 : الملكية ( ونقل والتشغيل البناء عقود الحمود محمود . B.O.Tوضاح .) د ) والتزاماتها المتعاقدة االدارة دار. 2010حقوق

. والتوزيع للنشر . 2010الثقافة .30ص.8 . . : ص ( السابق المرجع الحمود محمود .34وضاح

8

والعقود المش))ابهةBOTرابعا: االلتزامات المتبادلة بين األطراف في عقد له

إن العقود التي يبرمها أحد أشخاص القانون العام )االدارة المركزي��ة أو المحلي��ة( مع أحد أشخاص القانون الخاص)شخص طبيعي أو معنوي( ترتب التزام��ات متبادل��ة بين

عن االلتزام�ات ال�واردة فيBOTالطرفين. غ�ير أن ه�ذه االلتزام�ات تختل��ف في عق�د (، وعق��د2(، وعق��د األش��غال العام��ة)1عق��ود أخ��رى مش��ابهة ل��ه. مث��ل عق��د االمتي��از)

(، وعقد تف��ويض المرف��ق4(، وعقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص)3الخوصصة)(.5العام)

وعقد االمتياز BOT-عقد 1

أساسا على عق��د امتي��از، تبرم��هBOTيرتكز كل مشروع منصب على صيغة عقد الدولة أو إحدى هيئاتها مع شركة أو مجمع شركات خاصة. وه��ذا األس��لوب في االمتي��از

عبارة عن تقنية تبادلية عرفتها التجارة الدولة منذ القدم. لقد كان أس��لوب االمتي��از إلى غاي��ة الق��رن الماض��ي ممارس��ا من ط��رف ال��دول المنتجة للبترول والشركات الكبرى المتعددة الجنسيات. وقد سمح ظهور نزاعات ناتجة عن قيام الدول النامي��ة بت��أميم بعض تل��ك الش��ركات م��ع تع��ويض االمتي��ازات التقليدي��ة�برمت بين ال��دول المنتج��ة للمتعاملين بآليات جديدة. تمثلت في اتفاقيات تعاون أخرى، أ والشركات البترولية. ثم امتدت تل��ك االتفاقي��ات من أس��لوب عق��ود االمتي��از إلى عق��ود أخرى في ميادين أخرى متعددة للبنى التحتية المتنوعة المظاهر. كانش��اء الط��رق وبن��اء المجمعات السكنية والموانئ والمطارات والسدود والكهرباء وشبكات المياه والكهري��اء

(9)والغاو واالتصاالت السلكية والالسلكية...إلخ.

. ذل��ك أن��هBOT ليس االمتياز هو التقنية الوحيدة المس��تعملة في مش��اريع Cléيوجد إلى جانب تقنية االمتياز ما سمى بتقنية: " المفتاح في الي��د en mainوهي ".

عبارة عن عق��ود بن��اء، تق��وم فيه��ا مقاول��ة أو مجموع��ة مق��اوالت بإنج��از جمي��ع المه��ام الخاصة بالمشروع والتي تكلفها بها الدولة صاحبة المشروع. بما في ذل��ك توري��د العت��اد ومواد التركيب ومهام أخرى مرتبطة باإلنجاز. والتي من ضمنها تحوي��ل التكنولوجي��ا إلى الجهة المتعاقد معها. وهذا األسلوب اتبعت��ه ال��دول النامي��ة ذات الم��وارد الطبيعي��ة خالل

(.Petrodollars countriesسنوات السبعينات )مثل دول البترودوالر كان االمتياز في أول مراحله يتضمن أشغاال، لذلك سمي بامتياز األش��غال العام��ة. ثم أصبح كوسيلة للمشاركة في تسيير المرافق العام��ة دون أن يتض��من أش��غال عام��ة. وهو ما أصبح يسمى بعقد ال��تزام المراف�ق العام��ة. ثم ظه�ر االمتي�از كوس��يلة متط��ورة إلنشاء وإدارة المرافق العامة. وهو ما يس��مى بعق��د إنش��اء وتش��غيل وتحوي��ل المراف��ق

(. BOTالعامة )

9. , ) . ص ( السابق ع المر عاجر .57شماشمة

9

لتنفي��ذ مش��روعات الس��كك الحديدي��ةBOT لقد استخدمت عقود االمتياز من ن��وع ومحطات الكهرباء والتزويد بالماء الشروب. كما استعمله مصر س��نوات األربعين��ات من

في تزويد مصر الجديدة بالكهرباء والماء وخطوط النقل بالسكك )ترام واي(20القرن . ثم اختفى ه��ذا األس��لوب19وقبل ذل��ك في تش��غيل قن��اة الس��ويس في نهاي��ة الق��رن

تقريبا، خاصة بالنسبة لمشروعات البنية التحتية. واقتصر تطبيقه في مج��ال التنقيب عن (. كم��ا تم العم��ل1984الثروات الطبيعية )وخصوصا البترول( في منتص��ف الثمانين��ات )

من خالل إبرام اتفاقية تنفيذ نفق المانش بين فرنسا وبريطاني��ا، من جه��ة.BOTبنظام ، من جهة أخرى.Euro chanelوشركة

، المعدل1996 من دستور 18بالنسبة للنظام القانوني الجزائري، أوردت المادة النص على ما يلي:" الملكية العامة هي مل��ك المجموع��ة الوطني��ة2016آخر مرة سنة

وتشمل باطن األرض والمناجم، والمقالع، والموارد الطبيعية للطاقة، والثروات المعدنية الطبيعية والحية في مختلف مناطق األمالك الوطني��ة البحري��ة، والمي��اه، والغاب��ات. كم��ا تمثل النقل بالسكك الحديدية والصيد البحري والبريد والمواصالت السلكية والالس��لكية،

(10)وأمالك أخرى محددة في القانون"

الم���ؤرخ في90/30 مك���رر من الق���انون رقم 64من جهته���ا، ع���رفت الم���ادة المتعلق باألمالك الوطنية، المعدل والمتمم، االمتياز قائل��ة: "يش��كل منح01/12/1990

امتياز استعمال األمالك الوطنية العمومية، المنصوص علي��ه في ه��ذا الق��انون واألحك��ام التشريعية المعمول بها، العقد ال�ذي تق�وم بموجب�ه الجماع�ة العمومي��ة ص�احبة المل��ك، المسماة )السلطة صاحبة حق اإلمتياز(، بمنح شخص معنوي أو طبيعي، يسمى ص��احب االمتياز، حق استغالل ملحق المل�ك العم�ومي الط�بيعي تحوي�ل أو بن�اء وألم�ر اس��تغالل منشآت العمومي��ة لغ��رض خدم��ة عمومي��ة لم��دة معين��ة، تع��ود عن��د نهايته��ا المنش��أة أو

(11)التجهيز، محل منح اإلمتياز إلى السلطة صاحبة حق اإلمتياز".

05/02/2002 الم��ؤرخ في 01-02 من القانون رقم 02من جهتها، نصت المادة المتعلق بالكهرب��اء وتوزي��ع الغ��از بواس��طة القن��وات على أن: " ... االمتي��از ح��ق تمنح��ه الدولة لمتعامل يستغل بموجبه شبكة ويطورها فوق إقليم محدد، بهدف بيع الكهرب��اء أو

من الق��انون ذات��ه تنص على أن��ه:7الغاز الموزع بواسطة القن��وات." وأض��افت الم��ادة "ينجز المنشآت الجديدة إلنتاج الكهرباء والغاز ويش��غلها ك�ل ش��خص ط��بيعي أو معن�وي

خاضع للقانون الخاص أو العام، حائز رخصة االستغالل". 842في نفس السياق، تم تعريف عقد االمتياز بواسطة التعليم��ة الحكومي��ة رقم

بأنه: " ... عقد تكلف بمقتضاه الجهة اإلدارية المختصة فردا1994-09-07المؤرخة في أو شركة خاصة بإدارة مرفق عام واس��تغالله لم��دة معين��ة من ال��زمن، بواس��طة عم��ال

رقم( 10 القانون بموجب حصل الجزائري للدستور وقع تعديل في 01-16آخر رقم. ) 06/03/2016المؤرخ الرسمية الجريدة14/2016.)

رقم ( 11 الرسمية .52/1990الجريدة

10

وأموال يقدمها صاحب ح��ق االمتي��از )المل��تزم( على مس��ؤوليته، مقاب��ل رس��وم ي��دفعها(12)المنتفعون من خدماته. وذلك في إطار النظام القانوني الذي يخضع له هذا المرفق.

تجد أساسها في عقودBOTرغم اتفاق غالبية فقهاء القانون العام على أن عقود االمتياز، فإنه مع ذلك توجد عدة اختالفات بين هذين النوعين من العقود. ويظهر ذلك

في عدة نقاط، أهمها: هي عقود تمويلية بينما تكون عقود االمتياز مقترنة بالتسيير. إذ يقومBOT- عقود

بتصميم المشروع وبنائه وتحمل تكاليفه من خالل شراءBOTالمستثمر في عقد المعدات واآلالت المستخدمة فيه. وبذلك يتكفل هذا المستثمر بعبء اقتصادي ضخم.

هي مؤسسات التمويل، وبالتاليBOT- الجهة التي تتحمل المخاطر الواقعة في عقود تكون عائدات المشروع هي الضامنة له. ومن هنا ال يقع العبء على شركة المشروع

وال على السلطة المتعاقدة، مثلما قد يحصل في عقد االمتياز. - رمزية الرسوم التي يتقاضاها الملتزم في عقد االمتياز من المنتفعين بخدمات

من أجلBOTالمرفق العام. وذلك بالمقارنة مع الرسوم التي تتقاضاها شركة مشروع (13)تغطية نفقات اإلنجاز والتشغيل.

في التعاق��د بينBOTتوجد بعض النقاط المشتركة بين أسلوب االمتياز وأسلوب الدولة والقطاع الخاص )ا(. غير أن هاتين التقنيتين تختلفان في جوانب أساسية )ب).

BOTأ- النقاط المشتركة بين أسلوب االمتياز وأسلوب

في نقطتين اثنتين هامتين؛ هما:BOTتشترك عقود االمتياز وعقود - اللجوء إلى شخص خاص: حيث تتولى في كل من األسلوبين مؤسسة خاصة عملية

استغالل مشروع عمومي خالل مدة محددة في العقد. وتتولى الدولة ممارسة الرقابةفي نهاية العقد. وبالتالي فإن الفوائد الصافية للمشروع تتحقق في منظور مدة العقد. على المستوى التجاري والتقني، يسمح هذان األسلوبان للمستفيد من العقد أن يطلب تدخل الدولة لحل مشاكل التنظيم واالستفادة، في بعض الحاالت، من امتيازات

االحتكار والحماية من المنافسة خالل مسار اختيار المتعامل معها إلى غاية انتهاء العقد. وهو ما يؤدي إلى عقلنة طرق التسيير االقتصادي. من الناحية القانونية، يسمح كل من

بتوافق صالحيات السلطة العمومية تجاه إحدى المرافقBOTأسلوب االمتياز وأسلوب العمومية أو فرع معين منها مع المصالح المشروعة للمستغل الخاص، وخاصة فيما

يتعلق بحصوله على عوائده مقابل تحمله مخاطر معينة.

12. . . ض ( السابق المرجع هاجر .56شماشمة13 .) ( : لها( الحاكم القانوني والنظام وماهيتها تحديدها األجانب واألشخاص الدول بين المبرمة العقود الحداد السيد حفيظة

. . االسكندرية الجامعية المطبوعات . 2007دار .192ص.

11

-تحويل المخاطر إلى المتعامل الخاص صاحب االمتياز: بحيث ال يمكن تط��بيق المفه��وم التقليدي لتحمل المخاطر واألضرار برمته. بل يتعين التدخل المباشر للمتنازل من أج��ل

المحافظة على بقاء المشروع موضوع االستثمار في إطار ديمومة المرفق العام.BOTب- نقاط االختالف بين أسلوب االمتياز وأسلوب

، فإنBOTرغم أن تحويل المحاظر يشكل نقطة مشتركة بين أسلوبي االمتياز و هذا التحول يشكل أيضا نقطة اختالف بين هذين األسلوبين، خصوصا فيما يتعلق بكيفية

توزيعه للمخاطر بين طرفي كل عقد. كما يوجد فارق آخر متعلق بمردود المشروع،فيما يخص فوائد المتعامل الخاص.

. غير أنه يحدث أحيان��اBOTوالفوائد في أغلب مشاريع عقد  يتم تحقيق اإليرادات أن يت��دخل الش��خص العم��ومي في تموي��ل المش��روع، س��واء بقب��ول ض��مانات أو منح مساعدات. كما أن عقد االمتياز قبل أن يكون عقدا، فهو يشكل أسلوبا لتسيير المرف��ق العام. وبالتالي يجب أال يرتكز العقد فيه سوى على منطق اقتصادي. بينما يك��ون ه��دف

دائما هو البحث عن أحس��ن م��ردود للمرف��ق الع��ام بغ��رض تحقي��ق ك��ل منBOTعقد المصلحة العامة والمصلحة الخاصة في آن واحد.

على أي حال، هناك كثير من التزاحم والمسائل المش��تركة بين ه��ذين األس��لوبين من أساليب تقديم الخدم��ة. ألن ه��ذه الخدم��ة هي الفض��اء ال��ذي تلتقي في��ه األش��خاص العمومية والخاصة من أجل تحقيق حاج��ة ذات مص��لحة عام��ة أو إنج��از مل��ك ل��ه فائ��دة

توج��دBOTجماعية. ولهذا السبب أساسا نالح��ظ أن��ه داخ��ل المقارب��ة التقليدي��ة لعق��ود تصورات وتطبيقات للقانون العام.

وعقود أخرى شبيهة بها. مثل صفقاتBOTتوجد مقاربات أخرى بين عقد األشغال العمومية.

وعقد األشغال العامةBOT- عقد 2

يعرف عقد األشغال العامة بأنه عبارة عن صفقة عمومية تبرمها الدولة أو إحدى اإلدارة العامة مع مقاولة أو أكثر، من أجل قيام هذه األخيرة بأشغال بناء أو ترميم أو صيانة منصبة على عقار. ذلك بغرض تحقيق مصلحة عامة شريطة أن يتم ذلك على أساس دفتر شروط معد مسبقا لهذا الغرض، مقابل مبلغ مالي تدفعه الجهة اإلدارية

المعنية في أنهما يتم تنفيذهما لفائدة جهةBOTيتفق عقد األشغال العامة مع عقد

حكومية )إدارة عامة( مقابل بدل معين يقبضه منجز كل مشروع من المشروعين. . غير أن هذين العقدين يختلفان في كون صفقة األشغال العامة يتولى فيها

المقاول إنشاء المشروع وتسليمه إلى الجهة اإلدارية كي تديره هي بمعرفتها. إذ تنتهي ،BOTمهمة المقاول في هذا العقد بمجرد إتمام االلتزامات المتفق عليها. أما في عقد

12

فإن الملتزم يتولى إنشاء المشروع ثم يدير المرفق العام بنفسه لمدة معينة. كما أن مقاول عقد األشغال العامة يتلقى أتعابه من اإلدارة المتعاقد معها ، بينما يتلقى مقاول

أتعابه من الرسوم التي يدفعها المنتفعون من المشروع الذي يسيره. وذلك،BOTعقد (14)بطبيعة الحال، لمدة أكبر من مدة إنجاز عقد مقاولة األشغال العامة.

مع العقدين التقليديين وهما عقد االمتيازBOTباإلضافة إلى تشابه واختالف عقد ويختلفBOTوعقد األشغال العامة، يوجد عقدان آخران حديثان يقترب منهما عقد

عنهما في آن واحد. هوما عقد الخوصصة وعقد الشراكة بين القطاع العام والقطاعالخاص.

وعقد الخوصصة BOT-عقد 3

( بأنها عملية ترتكزPrivatisationيعرف االقتضاديون الخوصصة )أو الخصخصة( )على تحويل ملكية المشروعات وتسييرها من القطاع العام إلى القطاع الخاص

عرفت الخوصصة من الناحية القانونية بأنها عقد إداري تبرم��ه اإلدارة العام��ة م��ع طرف آخر ينتمي للقطاع الخاص يتضمن بيع مشروع مملوك للدولة ونق��ل ملكيت��ه كلي��ا أو جزئيا للطرف المتعاقد معه. وفي حالة النقل الج��زئي للملكي��ة، يك��ون ه��ذا الط��رف مساهما في رأس المال مع الطرف األول )الدولة(. بينما في حالة نقل ملكية المشروع

(15)كليا تنقطع صلة اإلدارة نهائيا بالمشروع.

04-01بالنسبة للقانون الجزائري، عرف المشرع الخوصصة بم��وجب األم��ر رقم المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتس��ييرها2001 أوت 20المؤرخ في

منه على أنه: "يقصد بالخوصصة ك��ل ص��فقة تتجس��د13وخوصصتها. حيث نصت المادة في نقل الملكية إلى أشخاص طبيعيين أو معن��ويين خاض��عين للق��انون الخ��اص من غ��ير

المؤسسات العمومية. وتشمل هذه الملكية: - كل رأس م��ال المؤسس��ة أو ج��زء من��ه تح��وزه الدول��ة مباش��رة أو غ��ير مباش��رة و/أو األشخاص المعنويون الخاضعون للقانون العام، وذلك عن طري��ق التن��ازل عن أس��هم أو

حصص اجتماعية أو اكتتاب لزيادة في الرأسمال.(16)- األصول التي تشكل وحدة استغالله مستقلة في المؤسسات التابعة للدولة."

مع عقد الخوصصة في أن األموال العامة يجري تملكها منBOTيتشابه عقد ينصب علىBOTطرف القطاع الخاص. غير أن هذين العقدين يختلفان في كون عقد

تسيير مرفق عام لمدة محددة من طرف الملتزم )شركة المشروع(، مع احتفاظ الدولة بحق السيطرة عليه من خالل وضع شروط مسبقة تتصل بإنشائه، فضال عن

14 . . . ص( السابق المرجع هاجر .58شماشمة15 . . . ص( السابق المرجع هاجر .57شمامشةرقم( 16 في 04-01أمر .20/08/2001مؤرخ وخوصصتها وتسييرها االقتصادية العموميمة المؤسسات بتنظيم يتعلق

رقم) الرسمية (.47/2001الجريدة

13

الحق في الرقابة واإلشراف حتى انتقال ملكية المشروع إليها في نهاية فترة االمتياز.أما في عقد الخوصصة فيتم نقل ملكية المشروع إلى الشخص المتنازل له.

وعقد الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاصBOT- عقد 4

Partonariatيعرف عقد الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخ��اص Public-Privé (PPP)ع��ومي م��اع العم��ة للقط��ة تابع��اه مؤسس��ترك بمقتض��دة تش��بأنه عقد طويل الم

مؤسسة من القطاع الخاص في إنجاز وتشغيل منش��أة عام��ة، يمكن أن يك��ون موض��وع نشاطها خدمة مرفق عام. وينص في العقد على النتائج المنتظرة من الشراكة، وتحدي��د مسؤوليات طرفي العقد واالستثمارات وكذا المخاطر واألرباح. ويكون اله��دف من ه��ذا

(17)العقد هو تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين."

735-2008لقد عرف المشرع الفرنسي هذا النوع من العقود في القانون رقم ( تقول: "عقد الشراكة هو01المتعلق بعقود الشراكة. حيث نصت المادة األولى )فقرة

عقد إداري توكل بمقتضاه الدولة أو إحدى المؤسسات العمومية للغير، ولمدة محددة الستغالل االستثمار أو كيفيات التحويل المتبعة مهمة شاملة لها موضوع التمويل أو

البناء أو التحويل أو الصيانة أو األشغال أو تسيير المنشآت أو العتاد أو الملكية الالمادية(18)الضرورية للمرفق العام."

( مع عقود الشراكة العامة والخاصة )BOTتتفق عقود البناء والتشغيل والتحويل )PPPمن حيث المهام الواردة في العقد والتي تستهدف تمويل وتسيير مشاريع البنية )

BOTاألساسية، وكذا من حيث طول المدة التعاقدية. بل أن هناك من يرى أن عقود تعد نموذجا من نماذج عقود الشراكة.

غير أن هذين العقدين يختلفان من حيث تحمل المخاطر المالية والتشغيل على عاتق شركة المشروع مقابلBOTواإلدارة. إذ نجد أن هذا التحمل يقع في عقود

تلقي كل العائدات التي يديرها المشروع طيلة الفترة التعاقدية من أجل تحقيق األرباح. ، فهي تتضمن النص على تقاسم المخاطر واالستثماراتPPPأما عقود الشراكة

واألرباح. باإلضافة إلى أن المقابل المالي في عقود الشراكة يتحدد في شكل ثمن(19)مجزإ، تدفعه اإلدارة طوال مدة العقد بصفة دورية )شهرية أو نصف سنوية(.

وعقد تفويض المرفق العامBOT- عقد 5

يعرف المشرع الفرنسي تفويضات المرافق العامة بأنها: " العقود التي يوكل فيها شخص معنوي تابع للقانون العام تسيير مرفق عمومي هو مسؤول عنه مفوض له

(20)عام أو خاص يتلقى أجورا متعلقة باستغالل المرفق."

17 ) Andrée DE SERRES: La structuration des PPP dan le contexte Québécois. Cahier de recherche. n°14. 2005. (Internet)18 ) Loi n°2008-735 du 28l07L2008.(legifrance/ internet).

19 . . : ص( السابق المرجع هاجر .60شماشمةلقانون 11/12/2001ليوم Maurcefقانون( 20 ومتمم معدل ،Sapin 23/01/1993ليوم 122-93رقم,

14

إن عبارة " تف��ويض المرف��ق الع��ام" تختل��ف عن عب��ارة " الص��فقات العمومي��ة". حيث ت�برم ه�ذه الص��فقات بين س��لطة المناقص��ة ومتع�املين اقتص��اديين )عموم��يين أو خواص( من أجل تلبية احتياجاته��ا في م��ادة األش��غال أو التوري��دات أو الخ��دمات. وعق��د

وم�ا يليه�ا من1-1411تفويض المرفق العام الذي ل�ه نظ�ام ق�انون مح�دد في الم�ادة القانون الفرنسي العام للمجموعات االقليمية، يختل��ف إذن عن مج��رد عق��د االس��تغالل. وذلك من خالل طريقة تمويله المرتبطة بصفة جوهرية بنتائج استغالل المرفق. كما ه��و الحال بالنئبة لمرافق مياه الشرب والتطهير والنقل. ويعتبر عقد تفويض المرف��ق الع��ام في فرنسا عقدا إداريا. ألنه يستجيب إلى معايير الق��انون االداري. ألن موض��وعه تس��يير مرفق عمومي. وأن المفوض عبارة عن شخص عم��ومي. والعق��د يحت��وي على ش��روط

(21)تسلطية مستمدة من القانون العام.

207فيما يخص للجزائر، ورد النص على تفويضات المرفق العام في الم��واد من المتعل��ق بتنظيم الص���فقات2015 من المرس���وم الرئاس���ي الص��ادر س��نة 210إلى

على م��ا يلي: " يمكن207العمومي��ة وتف��ويض المرف��ق الع��ام. حيث نص��ت الم��ادة الشخص المعنوي الخاضع للقانون العام المسؤول عن مرف��ق ع��ام، أن يق��وم بتف��ويض تسييره إلى مفوض ل��ه. وذل��ك م��ا لم يوج��د حكم تش��ريعي مخ��اف. ويتم التكف��ل ب��أجر المفوض له، بصفة أساسية، من استغالل المرفق العام. وتقوم السلطة المفوضة ال��تي تتصرف لحساب شخص معن��وي خاض��ع للق��انون الع��ام بتف��ويض تس��يير المرف��ق الع��ام بموجب اتفاقية. وبهده الصفة، يمكن السلطة المفوض��ة أن تتعه��د للمف��وض ل��ه بإنج��از

(22)منشآت واقتناء ممتلكات ضرورية لتسيير المرفق العام ..."

21 (Dictionaries Français.( Wikipedia/Intetnet): وردت( 22 المواد في عليها منصوص العام المرفق تفويض على تطبق تنظيميه المرسوم 210و 209و 208و 207تدابير من

رقم في 247-15الرئاسي )16/04/2015المؤرخ . الجريدة العام المرفق وتفويض العمومية الصفقات تنظيم المتضمنرقم : 2015- 50الرسمية يلي(. كما وهي

, 207 المادة- " إلى: تسيره بتفويض يقوم أن عام المرفق عن المسؤول العام للقانون الخاضع المعنوي الشخص يمكن . المرفق استغالل من أساسية، بصفة له، المفوض بأجر التكفل ويتم مخالف تشريعي حكم يوجد لم ما و وذلك له مفوض

العام. المرفق تسير بتفويض العام للقانون خاضع معنوي شخص لحساب تتصرف التي المفوضة السلطة تقوم و العام . ضرورية ممتلكات اقتناء أو منشآت بإنجاز له للمفوض تتعهد أن المفوضة السلطة يمكن الصفة، وبهذه اتفاقية بموجب

" . تنفيذي . مرسوم بموجب الباب هذا تطبيق كيفيات تحدد العام المرفق لتسيرالمعنوي: " 208 المادة- للشخص ملكا العام، المرفق تفويض عقد نهاية عند العام، المرفق وممتلكات استثمارات كل تصبح

. المادة المعني العام، للقانون في: 209الخاضع عليها المنصوص المبادئ إلى برامها ال العام، المرفق تفويض اتفاقيات تخضع. 5المادة مبادئ إلى الخصوص، على تفويضه، اتفاقية تنفيذ عند العام المرفق يخضع ذلك، من وزيادة المرسوم هذا من

". التكيف قابلية و والمساواة االستثمارية" 210 المادة- ورقابة: له المفوض يتحمله الذي والخطر التفويض، مستوى حسب العام المرفق تفويض يأخذ أن يمكن

. تفويض يأخذ أن يمكن كما أدناه محددة هي كما التسيير، أو المحفزة الوكالة أو اإليجار أو االمتياز شكل المفوضة، السلطة . التنظيم طريق عن المحددة الكيفيات و الشروط وفق يأتي فيما المبينة تلك غير أخرى، أشكاال العام المرفق

استغالله،: االمتياز– و العام المرفق إلقامة ضرورية ممتلكات واقتناء منشآت إنجاز إما له للمفوض المفوضة السلطة تعهد . السلطة مراقبة تحت مسؤوليته وعلى باسمه عام المرفق له المفوض يستغل العام المرفق باستغالل فقط له تعهد وإما . واستغالل الممتلكات واقتناء اإلنجاز له المفوض يمول العام المرفق في مستخدمي من أتاوي ذلك عن ويتقاضى المفوضة،

. نفسه العام المرفق. اإليجار - المفوض: ويتصرف لها يدفعها سنوية أتاوة مقابل وصيانته، عام مرفق بتسيير له للمفوض المفوضة السلطة تعهد

. خالل من له المفوض أجر �دفع وي العام المرفق إقامة بنفسها المفوضة السلطة تمول مسؤوليته وعلى لحسابه حينئذ، له، . العام المرفق مستعملي من األتاوي تحصيل

. المحفزة الوكالة- باستغالل: له المفوض ويقوم العام المرفق وصيانة بتسيير أو بتسيير له للمفوض المفوضة السلطة تعهدله المفوض أجر وبدفع بإدارته وتحتفظ العام المرفق إقامة بنفسها تخول التي المفوضة السلطة لحساب العام المرفقمن وحصة إنتاجية منحة إليها تضاف األعمال رقم من مائوية بنسبة تحدد منحة بواسطة المفوضة السلطة من مباشرة

. . العام المرفق مستعملو يدفعها التي التعريفات له، المفوض مع باالشتراك المفوضة السلطة تحدد االقتضاء عند االرباح،. المعنية المفوضة السلطة لحساب التعريفات له المفوض ويحصل

15

ط))رق تس))وية المنازع))ات الناتج))ة عن عق))ود التزام))ات المراف))ق: خامسا( BOTالعامة )

اإلداري الطابع ذات العامة مرافقها تسير اليوم المعاصرة الدول صارت واالقتصادي والثقافي بطرق عديدة. منها ما يأخذ شكل التسيير المباشر. ومنها ما يأخ��ذ

، وإلى عق��ودBOTشكل التسيير غير المباشر. وفي هذه الحالة األخيرة تلجأ إلى عق��ود االمتياز، أو غيرها من المعامالت المتعلقة بتسيير المرافق العام��ة. وفي ه��ذا المض��مار، يمكن أن تنشأ خالفات بمناسبة تنفيذ العقود المبرمة. وهو م��ا ي��دعونا إلى التط��رق إلى

المعنية بهده الدراسة.BOTحل نزاعات عقود أوردت لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي في إحدى توصياتها ب��أن الجه��ة المانحة لالمتياز تكون حرة في االتفاق على تسوية النزاع��ات المتعلق��ة بتنفي��ذ مش��اريع

البينة األساسية ذات التمويل الخاصة مع أطرافه. منازعات قانوني��ة وفني��ة ومالي��ة.BOT من الطبيعي أن يرافق تنفيذ مشاريع عقود

لذلك تتفق األطراف المتعاقدة في غالب األحوال على وسائل حل تلك النزاعات بطرقمختلفة فيما بينها دون اللجوء إلى المحاكم.

تأخذ تلك الوسائل التفق عليها أش��كاال ودي��ة مختلف��ة مث��ل التف��اوض والوس��اطة والتوفيق واالستعانة بالخبراء والمحاكمات المصغرة )أ(. كم��ا تتف��ق األط��راف على أن��ه في حالة عدم التوصل إلى حل بتلك الطرق الودية، يمكنها اللج��وء إلى التحكيم ال��دولي )ب(. كما يوجد طريق ثالث يتم اللجوء إليه في حالة عدم الوصول إلى حل ودي بسيط

أو حل تحكيمي. أال وهو طريق التقاضي )ج(. بالطرق الودية البسيطةBOTتسوية منازعات عقود أ -

من��ذ أن ظه��رت مش��روعات الب��نى التحتي��ة )األساس��ية( ذات التم��ويالت الخاث��ة، أص��بحت ال��دول ت��وفر النص��وص القانوني��ة ذات الط��ابع التش��ريعي والتنظيمي لتض��من لشركات االنجاز سهولة إبرام العقود وضمان حقوقها وتوفير التس��هيالت بم��ا يكف��ل له��ا

الحصول على عوائد عملها ضمن شكل المشروع المتفق عليه. وتتبنى الدولة والش��ركات الخاص��ة االتف��اق على ط��رق بديل��ة تراه��ا مناس��بة لح��ل

النزاعات الناشئة بصفة ودية، تأخذ صور عديدة، أبرزها.Negociationالتفاوض -1

ق��د ي��ؤديBOTالتفاوض عبارة عن شكل من الحوار، يج��ري بين أط��راف عق��د في النهاية إلى التصالح، من أجل وضع حد للخالف القائم بينهم��ا. ويتمث��ل التف��اوض في

. التسيي�ر- العام: المرفق له المفوض يستغل العام المرفق وصيانة بتسيير أو بتسيير له للمفوض المفوضة السلطة تتعهد . السلطة من مباشرة له المفوض أجر ويدفع بإدارته وتحتفظ العام المرفق بنفسها تمول التي المفوضة السلطة لحساب

. التعريفات المفوضة السلطة تحدد انتاجية منحة اليها تضاف االعمال، رقم من مائوية بنسبة تحدد منحه بواسطة المفوضة . الذي للمسير ذلك تعوض المفوضة السلطة فإن العجز، حالة وفي باألرباح وتحتفظ العام المرفق مستعملو يدفعها التي

. . المادة المعنية المفوضة السلطة لحساب التعريفات له المفوض ويحصل جزافيا أجرا الطلبات: 5يتقاضى نجاعة لضمانالعمومية للطلبات الوصول حرية مبادئ العمومية الصفقات تراعى أن يجب العام، للمال الحسن واالستعمال العمومية

". المرسوم هذا أحكام احترام ضمن اإلجراءات وشفافية المرشحين معاملة في والمساواة

16

تبادل وجهات النظر حول مسألة قائمة ذات طابع قانوني أو فني)تق��ني( أو م��الي، بغي��ة التوصل إلى تسويتها بما يؤدي في النهاية إلى ضمان مصلحة كل طرف بالقدر الممكن. قد يأخذ االتفاق الناتج عن التفاوض شكال عرفيا، يح��رر بين األط��راف بعي��دا عن القضاء. كما يمكن أن يكون رسميا، إذا ما طلب طرفاه من المحكمة التي تتولى النظر

في النزاع المصادقة عليه، عند التقدم أمامها.يتم أن يمكنه كما المتعاقدة. الجهات أعوان بين مباشرة يكون أن التفاوض يمكن

بمساعدة الغير الذي يجري االتفاق عليه. وطالما أن طبيعة الخالفات بين ط�رقي العق�د تكون متعددة ومتنوعة )قانونية، هندسية، مالية، ...(، فمن الضروري أن يكون المساعد في المفاوض��ات خب��يرا في المج��ال المختل��ف بش��أنه، وفي ط��رق تس��وية االختالف��ات

(23)واالشكاالت.

Conciliation et Médiation-التوفيق والوساطة 2

تس��تعمل لجن��ة األمم المتح��دة للق��انون التج��اري ال��دولي ه��ذين المص��طلحين ( من القانون النموذجي للجن��ة الم��ذكورة: "3كمترادفين. فحسب المادة األولى )فقرة

يقصد بالتوفيق أي عملية، سواء أشير إليها بتعبير التوفيق أو الوساطة أو بتعبير آخر ذي مدلول مماثل. يطلب فيه��ا الطرف��ان إلى ش��خص آخ��ر أو أش��خاص آخ��رين )الموف��ق(. مساعدتها في التوصل إلى تسوية ودي��ة لنزاعه��ا الناش��ئ عن عالق��ة تعاقدي��ة أو عالق��ة قانونية أخرى أو المتصل بتلك العالقة. وال يكون للموفق صالحية فرض ح��ل لل��نزاع بين

الطرفين." االتفاق بين األطراف على اختيار شخص )ط��بيعي أوBOTيعني التوفيق في عقود

من أج��ل أن يق��ترح عليهم��ا حل��وال بش��أنConciliateurمعن��وي( يطل��ق علي��ه الموف��ق الخالفات الواقعة بينهما. وهو األسلوب الذي أخذت ب��ه كث��ير من ال��دول، مث��ل بريطاني��ا

24ومختلف بلدان أمريكا الالتينية.

إلى ش�خص ث�الث يطل�ق علي��هBOTأما الوساطة فهي تع�ني لج�وء ط�رفي عق�د ، كي يتولى مساعدتهم في ح��ل الخالف��ات القائم��ة بينهم. وتتم ه��ذهMediateurالوسيط

الوساطة من خالل قي��ام الوس��يط بتق��ييم االقتراح��ات وتق��ديمها لألط��راف، عس��اها أنتكون تلك المقترحات عامال يساعد على التفاهم بشأن مسألة معينة.

يلعب ك���ل من التوفي���ق والوس���اطة دورا بتمثي���ل في ب���ذل عناي���ة حمي���دة بين المتقاع��دين بعي��دا عن فك��رة التخاص��م بينهم��ا وه��و م��ا يمكنهم��ا من المحافظ��ة على العالقات الودي�ة القائم�ة بينهم�ا. ويبقى الط��رفين ح�رين في قب��ول أو رفض مقترح�ات

الشخص الساعي بينهما إلى حل الخالف مهما كانت تسميته موفقا أو وسيطا.

23 : عقود ( تسوية وسائل الصالحي حسين .BOTكامران . . ص المتحدة العربية االمارات جامعة ودية .178بطرق24 . . السابق ( المرجع الصالحي حسين .181كامران

17

.( مجموعة منU.N.I.C.I.T.R.A.Lلقد وضعت لجنة القانون الدولي التجاري ) وحثت Unicitral Conciliation Rulesالقواعد النموذجية الخاصة بعملية التوفيق تدعى

35 – 52تلك اللجنة الجمعية العامة لألمم المتحدة باستخدامها بموجب توصيتها رقم في حالة تسوية منازعات مشاريع" . حيث جاء في هذه التوصية ما يلي: 1980لعام

البنية األساسية ذات التمويل الخاص عن طريق التوفيق، يجب استخدام قواعد."األونسيترال المتعلقة بالتوفيق، والسارية المفعول وقت نشوء النزاع

عمليا، يوج��د ع��دد من المرك��ز والمؤسس��ات العمومي��ة والخاص��ة تع��رض خ��دمات التوفيق. حيث تح��ترم ه��ذه الجه�ات خصوص��يات عملي��ة التوفي��ق ال��تي تتس��م بالس��رية وبساطة إجراءاتها وس��رعة نفاذه��ا، دون تك��اليف باهض��ة قياس��ا ب��اللجوء إلى إج��راءات

(25)التقاضي.

فيما يتعلق بالجزائر، أورد قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري الصادر سنة طريق الص��لح كطري��ق ب��ديل لح��ل الخالف��ات القائم��ة بين األط��راف. وذل��ك في2008

منه، حيث يمكن سلوك طريق المصالحة س��واء قب��ل اللج��وء993 إلى 990المواد من إلى التقاضي أو خالله.

على أنه: " يج��وز للخص��وم التص��الح تلقائي��ا، أو990في هذا الصدد، نصت المادة تنص على أن��ه:991بسعي من القاضي، في جميع مراحل الخصومة." وأضافت المادة

" تتم محاولة الصلح في المكان والوقت الذي يراهم��ا القاض��ي مناس��بين، م��ا لم توج��د النص على أن��ه: "992"وأردفت الم��ادة  نصوص خاصة في الق��انون تق��رر خالف ذل��ك.

يثبت الصلح في محضر، يوقع عليه الخصوم والقاضي وأمين الضبط ويودع أمان��ة ض��بط بالنص على أنه: " يعد محضر الصلح سندا تنفيذيا993الجهة القضائية." وختمت المادة

بمجرد إيداعه أمانة الضبط." من جهة أخرى، أورد المش��رع الجزائ��ري طريق��ا ب��ديال ي��دعى الوس��اطة، حيث يتم اللجوء إليه لحل النزاعات قبل مواصلة التقاضي. وقد ورد النص على ه��ذا الطري��ق في

. 1005 إلى 994قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري في المواد من )فق��رة أولى( على أن��ه: " يجب على القاض��ي ع��رض إج��راء994نص��ت الم��ادة

الوس��اطة على الخص��وم في جمي��ع الم��واد، باس��تثناء قض��ايا ش��ؤون األس��رة والقض��ايا العمالية وكل ما شأنه أن يمس بالنظام العام." وأضافت الفقرة الثانية من هذه الم��ادة تنص على أنه: " إذا قبل الخصوم هذا اإلجراء، يعين القاضي وس��يطا لتلقي وجه��ة نظ��ر كل واحد منهم ومحاولة التوفيق بينهم، لتمكينهم من إيجاد حل لل��نزاع." ونص��ت الم��ادة

على أنه: " يقوم القاضي بالمصادقة على محضر االتفاق بموجب أمر غ��ير قاب��ل1004ألي طعن، ويعد محضر االتفاق سندا تنفيذيا."

الم��ؤرخ في07-05 من الق��انون الجزائ��ري رقم 58في هذا اإلطار، نصت الم��ادة المتعلق بالمحروقات، المعدل والمتمم على أنه: » يسوى كل خالف بين28/04/2005

25 . السابق( المرجع الصالح حسين . كامران .183ص.

18

الوكالة الوطنية لتثمين مواد المحروقات )النفط( والمتعاقد، ينجم عن تفسير و/أو تنفيذ العق��د أو تط��بيق ه��ذا الق��انون و/أو النص��وص المتخ��ذة لتطبيق��ه عن طري��ق المص��الحة

المسبقة وفق الشروط المتفق عليها «. Technical experience (Expertise technique)-الخبرة الفنية3

ب��اتت الخ��برة من الوس��ائل الودي��ة البديل��ة لح��ل مختل��ف المنازع��ات، خصوص��ا . حيث يت��ولىBOTمنازع��ات المش��اريع االقتص��ادية، وال��تي من ض��منها مش��اريع عق��ود

الخبير أو الخبراء المتف��ق عليهم من أط��راف العق��د بإب��داء ال��رأي الف��ني ح��ول مس��ألة مختلف بشأنها، سواء من الناحية القانونية أو التقنية أو المالية. وك��ذا تق��دير المص��اريف والتكاليف المترتبة عن حالة اللجوء إلى مرحلة الحقة لحل النزاع مث��ل مرحل��ة التحكيم الدولي أو مرحلة التقاضي. وفي نهية المهم�ة ال�تي خلص��ت له�ا الح��برة، يمكن ط��رفي

(26)النزاع االهتداء بما جاء فيها من حلول مقترحة أو تركها جانبا.

عند فشل أطراف العقد في األخذ باالقتراحات الواردة في تقرير الخب��ير المتف��ق عليه، يمكنهما اللج��وء إلى وس��يلة بديل��ة أخ��رى عس��اهم أن يج��دا فيه��ا حال لالختالف��ات

الواقعة بينهما بطريقة ودية.Mini Trialالمحاكمة المصغرة - 4

( قادمة من التطبيق االجرائي األم��ريكيMini-Tialإن عبارة المحاكمة المصغرة ) لحل النزاعات التجارية. وتأخذ المحاكمة المصغرة موقعا بين الوساطة والتحكيم. بحيث تتم إجراءاتها على مرحلتين اثن��تين: في المرحل��ة األولى، يع��رض الخالف على محكمين وديين يبدون رأيهم األولي في الخصام دون أن يكون ملزما لألطراف. ثم تأتي المرحل��ة الموالية للمحاكمة المصغرة. أين تق�دم فيه�ا الوث�ائق والمس�تندات. وهن��ا يب�دي أعض��اء المحكمة المصغرة رأيهم النهائي في بشأن حل النزاع المعروض عليهم. وعندما ال يقبلاألطراف هذا الحل الودي، يمكنهم اللجوء إلى التحكيم أو إلى الجهة القضائية المختصة.

(27)

عن طري��ق المحاكم��ة المص��غرة، يتم ط��رح ال��نزاع على هيئ��ة ثالثي��ة على األق��ل يرأسها ش��خص محاي��د. حيث يخت��ار ك��ل ط��رف في العق��د ممثال أو أك��ثر عن��ه من كب��ار أعوان��ه ممن لهم خ��برة ودراي��ة بش��أن ال��نزاع. ثم يخت��ار ال��رئيس من قب��ل األعض��اء المذكورين الممثلين ألطراف العقد، وذلك باالتفاق عليه. وفي حال��ة ع��دم االتف��اق على رئيس لجنة المحاكمة المصغرة يتم اختياره من قبل جه��ة محاي��دة عن أط��راف ال��نزاع،مثل غرف التجارة ومراكز التحكيم. ومن هذه التشكيلة تتكون هيئة المحاكمة المصغرة. لقد نجح هذا األسلوب بشكل متميز خصوصا في الواليات المتح��دة األمريكي�ة في حل الكثير من المنازعات المعقدة. حيث يقوم مح��امو األط�راف بتق�ديم مقترح�ات عن الحل��ول ال�تي يتوص��لون إليه�ا إلى الم�دراء التنفي�ذيين ألط��راف العق�د، إذ يتمت��ع ه�ؤالء

26 . . . ص( السابق المرجع الصالحي حسين .182كامران27 ( Dictionnaire juridique Français : Mini-Trial. Voir site internet.

19

بصالحية حسم النزاع وفق هذه المقترحات دون اللجوء إلى مرحلة أخ��رى أك��ثر تعقي��د.(28)

أخيرا، يمكننا القول أنه تتفق كل الوسائل الودية لحسم النزاعات ال��تي تنش��أ بين في أنها وسائل تهدف إلى التوصل إلى تسويات ودية وسريعة وغيرBOTأطراف عقود

مكلفة. كما تتفق هذه الوسائل في أنها تبقى ملكا إلرادة أطراف المشروع. ألنها تشكل طرقا يتم تنظيمها حسب إرادتهم المش��تركة. وذل��ك بس��بب ع��دم وج��ود تنظيم ق��انوني )داخلي أو دولي( يحكمه��ا بكيفي��ة مدقق��ة. فهي إذن عب��ارة عن وس��ائل تع��ارف عليه��ا المعنيون من أج�ل تس�وية المنازع�ات ال�تي حص��لت في الس�ابق في مج��ال المش�اريع

االستراتيجية ذات التمويل الخاص وغيرها من المنشآت الدولية. أحيانا، ال تؤدي الط��رق البس��يطة الم��ذكورة أعاله إلى ح��ل ال��نزاع بين األط��راف المتعاقدة بشأن مشاريع عقود. لذلك فهم يلجأون إلى طريق آخر له تعقيداته وتكاليف��ه،

وهو ما يسمى طريق التحكيم الدولي. عن طريق التحكيم الدوليBOTب-تسوية نزاعات عقود

أصبح اللجوء اليوم إلى طريق التحكيم الدولي أمرأ واقعا بين األط��راف المتعاق��دة . حيث يضعون هذه الوسيلة في متن عقودهم األصلية أو في عقودBOTبشأن مشاريع

الحقة. لهذا الطريق جدية في حسم النزاع في إطار الس��رية الالزم��ة للمع��امالت. إذ أن��ه يأخذ في الحسبان أعراف التجارة والصناعة وقواعدهما من أجل تالقي تعقيدات اللجوء إلى إجراءات التقاضي المعقدة والطويلة ج��دا في مث��ل ه��ذه المس��ائل، مث��ل الخ��برات

الكثيرة وتعدد درجات التقاضي وطرق الطعن العديدة وطرق التنفيذ ...(. ال تجعله طري��ق يخل��وBOTغير أن مزايا التحكيم الدولة في حسم منازعات عقود

من بعض العيوب والمساوئ. ويأتي في مقدمتها النفوذ الموجود ل��دى ال��دول الص��ناعية للتحكم في قرارات مراكز تحكيم التجارة الدولية وارتفاع تكاليف خدمات هذه المراكز. يضاف إلى ذلك الضغوط التي تمارسها الشركة الدولية العمالقة على الطرف الض��عيف في العقد وهو الدولة النامية بصفة هذه األخيرة هي الطرف اآلخر في العق��د. فتم��ارس تلك الشركات المتعددة الجنسيات ضغوط على المحكمين من أجل إصدار ق��رارات في

صالحها. من األمثلة على الضغوط المذكورة، نذكر ما عرف بقضية " الشيخ ش��خبوط " بين دول��ة اإلم��ارات العربي��ة المتح��دة والمملك��ة المتح��دة. حيث طب��ق المحكم الق��انون اإلنجليزي ب�دال من الق�انون اإلم��اراتي ب��دعوى أن الق�انون األول يمث��ل المب�ادئ العام��ة

للقانون.

28 . . . ص ( السابق المرجع الصالحي حسين .183كامران

20

األمريكي��ة. حيث طب��قAramcoن��ذكر دائم��ا على س��بيل المث��ال ، قض��ية ش��ركة المحكم قواعد القانون الدولي العام رغم اتفاق الجانب السعودي مع الشركة المذكورة على تطبيق القانون السعودي. فقد تحجج المحكم بأن تطبيق الق��انون الس��عودي يع��ني تطبيق الشريعة اإلسالمية. وبالتالي ف��إن أحك��ام ه��ذه األخ��يرة ال تكفي لتنظيم وتس��وية

(29)منازعات االستثمارات في عقود البترول.

من سلبيات طريق التحكيم، تذكر أيضا ع�دم تمت�ع هيئ��ات التحكيم بص�الحية إل�زام الش��هود بالحض��ور أمامه��ا أو ردعهم بعقوب��ة في حال��ة امتن��اعهم عن تأدي��ة الش��هادة المطلوبة منهم. وهو ما قد يعرقل حسن آداء تلك الهيئات التحكيمية. لمهامها في سبيل

(30)تحقيق العدالة الواقعية بين أطراف عقد التحكيم.

يضاف إلى ذلك وجود مجال للطعن في أحكام المحكمين ب��البطالن أم��ام القض��اء. وهو ما يؤدي إلى فقدان طريق التحكيم لميزته في سرعة حس��م المنازع��ات. وبالت��الي ينعكس ذلك سلبا، بطبيعة الحالة، على تنفيذ مش��روعات البني��ة التحتي��ة ومنه��ا مش��اريع

BOT.(31)عقود

ال يزال الجدول الفقهي مستمرا بشأن األخذ بأس��لوب التحكيم في فض النزاع��ات المتعلقة باالستثمار. حيث يرى االتج��اه المع��ارض ب��أن الحجج ال��تي ت��برر التحكيم يمكن األخذ بها فقط في حالة انصبابه على عالقات القانون الخ��اص، بخالف المنازع��ات ال��تي تكون الدولة طرفا فيها. ألن عقود الدولة لها طابع متميز. إذ أنها تخضع ألحكام الق��انون اإلداري، التي هي في معظمه��ا قواع��د قض��ائية أنش��أها القض��اء اإلداري. وبالت��الي ف��إن

المنازعات االدارية ال تخضع للتحكيم. ذهب كذلك البعض من المعارضين للتحكيم إلى أن عقود الدولة تقوم على أساس المصلحة العامة. وتبع��ا ل��ذلك ف��إن اللج��وء إلى التحكيم يع��ني تغليب المص��الح الخاص��ة

(32)للشركة المستفيدة من االمتياز، وبالتالي يعني اإلخالل بالنظام العام.

الواقع أن األصل في هذا الجدل يرج��ع لالختالف بين النظم القانوني��ة المقارن��ة في ،BOTتكييف عقود مشروعات البنية التحتية ذات التمويل الخاص، ومنها مشاريع عق��ود

وتصنيفها ضمن عقود القانون العام أو عقود القانون الخاص. غير أن هذه الخالفات لم تع��د تق��ف في وج��ه اللج��وء إلى التحكيم لفض منازع��ات ه��ذه المش��اريع. حيث أثبت الواق��ع العملي أن التحكيم أص��بح يف��رض نفس��ه باعتب��اره الوسيلة األكثر انتشارا لتسوية المنازع��ات الناتج��ة عن المش��اريع ال��تي تتطلبه��ا التنمي��ة االقتص��ادية الملح��ة في ال��دول النامي��ة. وذل��ك من أج��ل بث الطمأنين��ة ل�دى الش��ركات المس��تثمرة ل��دى ال��دول وتش��جيعها على مواص��لة إب��رام عق��ود المش��اريع االقتص��ادية

االستثمارية التي تعجز ميزانية تلك الدول في تمويلها.29 . . : العدد( المحاماة مجلة ومفهومه التحكيم طرق إبراهيم أحمد .01إبراهيم .565ص. 30. . . : ص( تاريخ بدون الدولية االنشاءات عقود في المالي التوازن الحبشي المحسن عبد .189مصطفى31 ). . ص السابق المرجع الصالحي؟ حسين .1898كامران32 . . : المعارف ( منشأة والدولية الداخلية االدارية العقود منازعات في التحكيم خليفة المنعم عبد العزيز . 2006عبد .24ص.

21

أص��بحت الدول��ة الي��وم تتف��ق م��ع الش��ركات االس��تثمارية على ع��دة حل��ول لفض نزاعاتها بشأن تنفيذ عقود البنى التحتية إلحداث التوازن بين مصالح أطراف العقد وذلك من خالل النص على ضمانات معين��ة. كاش��تراط ال�دول مانح��ة االل��تزام تط��بيق قانونه�ا الوطني على النزاع أو اختيار المحكمين من قبل طرفي عقد التحكيم أو االتفاق مق��دما على قواع��د تس��وية المنازع��ات أو اللج��وء إلى مرك��ز التحكيم المش��هود له��ا بالجدي��ة والموضوعية والنزاهة. مثل المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار بواش��نطن ال��ذي أنشئ بموجب اتفاقية األمم المتح��دة بش��أن المتعلق��ة بتس��وية المنازع��ات بين الدول��ة

(33)العضوة ومواطني الدول األخرى.

على الصعيد العربي تم إبرام اتفاقية منازعات االستثمار التي واف��ق عليه��ا مجلس . حيث يق��وم ه��ذا المجلس ب��دور مماث��ل ل��دور06/12/2000الوح��دة االقتص��ادية في

المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار بواشنطن. فيتولى المجلس تسوية منازع�ات االس��تثمار الناش��ئة بين الدول��ة المض��يفة لالس��تثمار )أو إح��دى مؤسس��اتها العام��ة أو الشركات التابعة لها أو مواطنيها( وبين إحدى الدول العربية المنظمة لهذه االتفاقي��ة )أو إحدى هيئاته��ا أو مؤسس��اتها العام��ة أو الش��ركات التابع��ة له��ا أو مواطنيه��ا(، وذل��ك عن

(34)طريق التوفيق أو التحكيم.

بالنس��بة للجزائ��ر، أص��بح التحكيم في العق��ود االس��تثمارية المبرم��ة م��ع ش��ركات االستثمار األجنبية واقعا. حيث يتم اللجوء إليه، خصوصا بع��دما نص على ت��دابيره ق��انون

.2008اإلجراءات المدنية واإلدارية الصادر سنة لقد أورد القانون المذكور النص على تدابير التحكيم كطريق ب��ديل لح��ل النزاع��ات

1039في الفصل السادس من الباب الثاني من الكتاب الخامس. وذلك في المواد من تحت عنوان: " في األحكام الخاصة بالتحكيم التجاري الدولي."1061إلى

على م��ا يلي: " يع��د التحكيم دولي��ا، بمفه��وم ه��ذا الق��انون،1039نص��ت الم��ادة التحكيم ال��ذي يخص النزاع��ات المتعلق��ة بالمص��الح االقتص��ادية ل��دولتين على األق��ل."

تنص على أن��ه: " يتم االع��تراف بأحك��ام التحكيم ال��دولي في1051وأض��افت الم��ادة الجزائر إذا أتبت من تمسك بها وجودها، وكان هذا االعتراف غير مخ��الف للنظ��ام الع��ام

يمكن أن يك��ون حكم التحكيم: " تنص على م��ا يلي1057 ال��دولي." وأردفت الم��ادة الدولي الصادر في الجزائر موضوع طعن بالبطالن في الحاالت المنصوص عليها الم��ادة

أعاله." وهذه الحاالت المقصودة عددها ست، وهي: فصل محكمة التحكيم بدون1056 اتفاقية تحكيم، ومخالفة تشكيلة محكمة التحكيم للقانون، وعدم مراعاة مبدأ الوجاهي��ة، وعدم تسبيب حكم محكمة التحكيم أو تناقض أس��بابها، ومخالف��ة حكم محكم��ة التحكيم

للنظام العام الدولي. أخضع المشرع الجزائري المنازعات ال��تي تث��ار بش��أن أحك��ام التحكيم ال��دولي لقد

بنص��ها1059 لرقابة جهات القضاء العادي دون القضاء االداري. وهو م��ا ذكرت��ه الم��ادة33 . . . ص( السابق المرجع الصالحي حسين .191كامران34 . . . ص( السابق المرجع الهنداوي .654حسن

22

على ما يلي: " يرفع الطعن بالبطالن في حكم التحكيم، أم��ام المجلس القض��ائي ال��ذي صدر حكم التحكيم في دائرة اختصاص��ه. ويقب��ل الطعن ابت��داء من ت��اريخ النط��ق بحكم التحكيم. يقبل هذا الطعن في أجل شهر واحد من تاريخ التبليغ الرسمي لألمر القاض��ي

بالتنفيذ." بناء على ما تقدم ذكره بشأن تدابير التحكيم التجاري الدولي المنص��وص عنه��ا في ق��انون اإلج�راءات المدني��ة واإلداري��ة الجزائ��ري، نج��دها أنه�ا ق��د أزالت المخ��اوف ل��دى المتعاملين االقتصاديين األجانب في ح��ل منازع��ات عق��ود مش��اريع الب��نى األساس��ية وال سيما فيما يتعلق بالقانون الواجب التطبيق، وذلك تماشيا مع المواثي��ق الدولي��ة وخاص��ة توصية لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي التي تؤكد على عدم ترك عقب��ات أو قيود غير ض��رورية تح��ول دون اس��تخدام آلي��ات تس��وية المنازع��ات بط��رق ودي��ة خ��ارج

النظام القضائي للدولة مانحة االمتياز. عن طريق القضاءBOTج – تسوية منازعات عقود

على أنها عقود إدارية،BOT يتجه كثير من فقهاء القانون العام إلى تكييف عقود وذلك على أساس أنها عقود امتياز، وأن التس��مية الجدي��دة هي ال��تي تغ��يرت فق��ط من

. حيث أن اعتبارات كثيرة تفرضها الدولة على المتعاقد معهاBOTعقد االمتياز إلى عقد دون تف��اوض مع�ه، مس��تعملة في ذل��ك س��لطتها اإلداري��ة. وبالمقاب��ل تعطى الس��لطات العمومية لشركة المشروع امتي��ازات ال يج��دها في الق��انون الخ��اص. مث��ل طلب إع��ادة التوازن المالي المعروف في القانون اإلداري في مادة العقود االداري��ة. كم��ا أن��ه إذا لم

ش��رطا خاص��ا ب��التحكيم، ف��إن المنازع��ات ال��تي تث��ار بش��أنه ينظره��اBOTيتضمن عقد القضاء اإلداري.

يجب التمييز بين عقود البوت التي تبرمها الس��لطة العام��ة م��ع الش��ركات الخاص��ة الوطنية وتلك التي تبرمها مع شركات المشاريع الدولية. حيث في هذه الحال��ة األخ��يرة، يعتبر العقد اإلداري دوليا إذا ك��انت العناص��ر القانوني��ة ل��ه على إتص��ال ب��أكثر من نظ��ام قانوني واحد، وبالعناصر القانونية التي يعول عليها في تحدي��د ص��فة العق��د ال��دولي هي: جنسية أطرافه ، ومكان إقامتهم، ومكان إبرام العقد، ومكان تنفيذه، وكذا لغ��ة التعاق��د،

(35)والعملة المتفق عليها بشأن الوفاء المقابل ألداء االلتزام التعاقدي.

ذات طبيعة مدنية وتجاري��ة تحكمه��ا قواع��دBOT يوجد اتجاه فقهي آخر، يعتبر عقود القانون الخاص. ويؤس��س أنص��ار ه��ذا االتج��اه م��وقفهم على أن ه��ذه العق��ود ال تع��رف الشروط االس��تثنائية غ��ير المألوف��ة، وأن ش��ركة المش��روعة تص��بح مالك��ة لألرض ال��تي

تتنازل عنها الدولة لها، وهي عقود تخضع للتحكيم الذي ال تعرفه العقود اإلدارية. يوجد اتجاه فقهي ثالث يقف موقفا متوسطا بين االتجاهين المذكورين أعاله. إذ أن��ه

ذات طبيع�ة خاص�ة. مفاده�ا أن��ه رغم وج�ود ج�ذور تاريخي�ة له�ذا العق�دBOTيعتبر عقد ال تملي فيه الحكومة شروطها وفقا لس��لطتهاBOTمستمرة من عقد االمتياز، فإن عقد

35 . . : ص( والدولية الداخلية االدارية العقود منازعات في التحكيم المنعم عبد .131دخيلة

23

بصفة منفردة. وإنما يتم إبرام العقد بعد مفاوضات بين االدارة وشركة المش��روع. وفي هذا الصدد تجند ش��ركة المش��روع التموي��ل من القط��اع الخ��اص عن طري��ق االتح��ادات

تتطلب وض��ع ق��وانينBOTالمالية الخاصة. ويضيف أصحاب هذا االتج��اه المتوس��ط ب��أن استثمارية جديدة تحكم العديد من األمور. ومنها كيفية تملك األرض ال��تي س��يقام عليه��ا المش��روع، وم��دى ج��واز تحوي��ل األم��وال ال��تي يحققه��ا المش��روع، وإج��راءات تس��وية المنازعات وديا، والرسوم التي يحق للمتعاقد الحصول عليه��ا، وكيفي��ة إع��ادة المش��روع

(36)إلى الدولة.

حسب االتج�اه الوس��طي غ�ير منص��وص عليه�ا في الق�انون الخ�اصBOTإن عقود )المدني والتجاري(، من جهة. وهي من جهة أخرى، تقترب من العق��ود اإلداري��ة لتعلقه��ا بالمرافق العامة. حيث تظهر فيها الدولة كسلطة عامة. لكن هذه العقود ال تحت��وي على

(37)شروط استثنائية، وبالتالي فهي تخرج عن نطاق العقود اإلدارية.

550-2002 السنغالي رقم BOTعلى مستوى التشريع المقارن، يمكننا ذكر قانون بمثابة عق�ود إداري�ة بص�ريح العب�ارة.BOT الذي اعتبر عقود 2002 ماي 30المؤرخ في

هي عق��ود إداري��ة تحكمه��ا أحك��امBOT منه على ما يلي: " عقود 03حيث نصت المادة وكذا أحكام قانون اإللتزامات اإلدارية ، في الحدود ال��تي ال تك��ون مخالف��ةKهذا القانون

(38)ألحكام هذا القانون".

عندما1986بالنسبة للقانون الجزائري، عرفت البالد إصالحات اقتصادية منذ سنة شرعت في التخلي عن النظام االقتص��ادي الموج��ه وتب��ني أس��اليب النظ��ام االقتص��ادي المتحرر من هيمنة القطاع العام. وذل��ك بتحري��ر المؤسس��ات العمومي��ة االقتص��ادية من

1996التسيير البيروقراطي للدولة، وإخضاعها لقواعد الق�انون التج�اري. وأك�د دس�تور تبني البالد النهج الليبرالي من خالل تش��جيع االس��تثمارات الخاص��ة )الوطني��ة واألجنبي��ة(

من الدس��تور على أن: "حري��ة التج��ارة37في أغلب القطاع��ات. حيث نص��ت الم��ادة والصناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون." وفي هذا اإلطار كرست الجزائر محتوى

من ق��انون المالي��ة لس��نة167 و166 من خالل الم��ادتين BOTالنظ��ام الجدي��د لعق��ود لي ذل��ك ص��دور نص��وص تش��ريعيةj بالنص على امتياز إنجاز الطرق الس��ريعة. و1996

في ك��ل من قط��اع المي��اهBOTقطاعي��ة عدي��دة تؤك��د إتب��اع أس��لوب نظ��ام مش��اريع 36 . . . ض ( السابق المرجع هاجر .48شماشمة37 . . . ص ( السابق المرجع هاجر .48و 47شماشمة

38 ) Loi BOT Sénégalaise n° 202-550 du 30/05/2002 : « Les contrats BOT sont des contrats administratifs qui sont régis par les disposition de la présente loi, ainsi que par celle des obligations de l’administration, dans les mesures ou’ ne sont pas contraire aux disposition de la présente loi. »

24

والكهرب��اء والمط��ارات والط��رق الس��ريعة والم��وانئ والفالح��ة...إلخ. م��ع بداي��ة األلفي��ة الثالثة، عرفت الجزائر نوعا من االستقرار األمني والسياسي من جهة. كم��ا ع��رفت من جهة أخرى، وفرة مالية إثر ارتفاع أسعار النف��ط. ف��اتجهت الحكوم��ة نح��و تش��جيع أك��بر لالستثمار بمساعدة الشركات العمومي��ة والش��ركات الخاص��ة )الوطني��ة واألجنبي��ة(، م��ع إقرار ضمانات وتشجيعات وامتيازات وتحفيزات ذات طابع أمني وجمركي وجبائي. نذكر من المشاريع االقتصادية عق��د إنش��اء ح�دات تحلي��ة مي��اه البح��ر الم��برم بين الس��لطات

،Consortium Geida، من جهة. ومجمع ABCالعمومية ممثلة في الوكالة الوطنية للطاقة ، من جه��ةCODESA وBESESA وSADYT وCOBRA ش��ركات اس��بانية ت��دعى 04الذي يض��م

أخرى. حيث أبرم العقد من أجل إنتاج مياه البحر الخالية من اإلمالح في والي��ات بحري��ة إلنجازENIMA AQULIAمثل سكيكدة. نفس االتفاق حصل مع المجمع االسباني المسمى

واستغالل وصيانة مصنع تحيلة مياه البحر في والية مس��تغانم. وفي نفس االتج��اه وقعتSNCش��ركة مي��اه والي��ة تيب��ازة عق��دا م��ع ك��ل من الش��ركة الكندي��ة laxalinركة��والش

ACCIONAاإلسبانية AGUA( ة��ل الملكي��ك ونق��غيل وتمل��من أجل تصميم وإنشاء ثم تش DBOOTمة��وهو ما وقع كذلك بشأن وحدة تحلية المياه بمنطقة الحامة بالجزائر العاص .)

. وحصل ذل��ك أيض��ا في مي��دان الكهرب��اء بش��أنABCمع شركة الوكالة الوطنية للطاقة س��نة قابل��ة12إنجاز مشروع "حجرة النص" بوالي��ة تيب��ازة. حيث تم اب��رام عق��د لم��دة

للتجديد بنفس المدة مع الوكالة الجزائرية للطاعة باعتبارها المس��اهم الوط��ني ب��رأسمال احتكر مع الشركات األجنبية المستثمرة في الجزائر.

لقد ق��ررت الحكوم��ة الجزائري��ة م��ؤخرا بن��اء أك��بر مين��اء له��ا بوس��ط البالد بناجي��ة . وس��تتكفل باالنج��ازBOTتيب��ازا وف��ق نظ��ام البن��اء والتش��غيل التحوي��ل بواليةقوراي))ا

Shanghaiالشركة الصينية م��وانئ ش��نغهاي العالمي��ة International port (SIP)ون��وتك . مالي��ير دوالر. وس��تقوم الش��ركة الص��ينية بعملي��ة خالل م��دة03كلف��ة المين��اء ح��والي

لمواجه��ة تراج��ع موارده��ا المالي��ةBOTالتعاقد. وقد قررت الحكومة اللج��وء إلى ص��يغة (39)بالعملة الصعبة نتيجة انهيار أسعار النفط.

يأخذ التنظيم القض��ائي الجزائ��ري بمب��دإ ازدواجي��ة التنظيم القض��ائي)قض��اء إداري وقضاء عادي(. وتبعا لذلك، تبنى معيارا عضويا لتحديد الجهة القضائية المختصة في نظر

39 " " : والتحويل( والتشغيل البناء بنظام شرشال ميناء تنجز الصين بوكروح الوهاب . 03مقابل BOTعبد الجريدة دوالر مليار." اليوم " الجزائر االلكترونية

25

المنازعة. حيث كلما كانت االدارة العامة طرفا في خصومة م��ا، فهي ت��ؤول إلى جه��ات من قانون901 و800القضاء االداري للفصل فيها. وهو ما ورد النص عليه في المادتين

المتعل��ق01-98 من الق��انون العض��وي رقم 9االج��راءات المدني��ة واالداري��ة، والم��ادة بتنظيم مجلس الجولة وسيره وعمله.

أخيرا، يمكننا القول أنه توجد في الجزائر نظم قانونية تنظم المعامالت االقتص��ادية بين الدولة والقطاع الخاص. حيث تحصل هذه المعامالت حتى ولو أنها ال تعرف التسمية

بكيفية واضحة. إذ يوجد العدي��د من النص��وص التش��ريعية المتفرق��ةBOTاللفظية لعقود وكذا تدابير تنظيمية منبثقة عنها، نصت بصريح العبارة على اعتبار عقود االمتياز المبرمةمع الخواص إلنجاز مرافق اقتصادية بأنها عقود إدارية. ونذكر من هذه النصوص ما يأتي:

المح��دد ش��روط2008 سبتمبر 01 المؤرخ في04-08 من األمر رقم 10- المادة وكيفي��ات منح االمتي��از عن األراض��ي التابع��ة لألمالك الخاص��ة للدول��ة والموجه��ة إلنج��از مشاريع استثمارية. حيث نص��ت ه��ذه الم��ادة على أن��ه: " يك��رس االمتي��از الم��ذكور في

أعاله بعقد إداري تعده إدارة أمالك الدولة..."04المادة

المتعلق بالمي��اه،04/08/2005 المؤرخ في 12-05 من القانون رقم 76- المادة يسلم امتياز استعمال الموارد المائية التابعة لألمالك العمومية للمياه،"التي ذكرت أنه:

الذي يعتبر عقدا من عقود القانون العام لكل شخص طبيعي أو معن��وي خاض��ع للق��انونالعام أو القانون الخاص.. ."

من ق�انون اإلج�راءات المدني�ة واإلداري�ة اللت�ان نص فيهم�ا947 و946- المادتان المشروع على تدابير رقابية يمارس��ها القض��اء اإلداري االس��تعجالي بش��أن كيفي��ة إب��رام العقود والصفقات التي يكون أحد أطرافها شخص من أشخاص القانون العام )الدولة أو

(40)الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية(.

على( "40 واالدارية المدنية االجراءات قانون في النص :ورد " هما مادتين، في الصفقات و العقود إبرام مادة في االستعجال.947و 946المادتان

لها: " 946المادة تخضع التي المنافسة أو اإلشهار بالتزامات اإلخالل حالة في وذلك بعريضة، اإلدارية المحكمة إخطار يجوز . قد والذي العقد إبرام في مصلحة له من كل قبل من اإلخطار هذا يتم العمومية الصفقات و اإلدارية العقود إبرام عملياتأو إقليمية جماعة طرف من سيبرم أو العقد أبرم إذا الوالية مستوى على الدولة لممثل كذلك و اإلخالل، هذا من يتضرر

. . في المتسبب تأمر أن اإلدارية للمحكمة يمكن العقد إبرام قبل اإلدارية المحكمة إخطار يجوز محلية عمومية مؤسسة . تاريخ من تسرى تهديدية بغرامة الحكم أيضا لها ويمكن فيه يمتثل أن يجب الذي األجل وتحدد اللتزاماته، باالمتثال اإلخالل . تتجاوز ال ولمدة اإلجراءات نهاية إلى العقد إمضاء بتأجيل تأمر أن إخطارها، وبمجرد كذلك لها ويمكن المحدد األجل انقضاء

".20عشرين ) يوما( عشرين : " )947المادة أجل في اإلدارية المحكمة طبقا( 20تفصل لها المقدمة بالطلبات إخطارها تاريخ من تسرى يوما."946للمادة أعاله

26

من نفس القانون المذكور أعاله، ال��تي وردت تحت1061 إلى 1039- المواد من عنوان: " في األحكام الخاصة بالتحكيم الدولي التجاري."

خاتمة

.(B.O.T في نهاية هذا الع��رض، نخلص إلى أن عق��د البن��اء والتش��غيل والتحوي��ل ) رغم أنه عبارة عن تسمية واردة في اللغة اإلنجليزية، فهو ال يعد نظام��ا تعاق��ديا مبتك��را من قبل الدول األنجلوسكسونية. ألن جذوره مستمدة من فكرة عقد االمتياز التي كانت

.20 و19مطبقة في أوروبا خالل القرنين

لقد ك��ان االمتي��از في أول مراحل��ه يأخ��ذ تس��مية عق��د األش��غال العام��ة. ثم أص��بح كوسيلة للمشاركة في تس��يير المراف��ق العام��ة، فص��ار يطل��ق علي��ه اس��م عق��د ال��تزام المرافق العامة، واسم عقد تفويض المرافق العامة. وفي األخير ظهر االمتياز اليوم في

ثوب جديد كوسيلة متطورة إلنشاء وإدارة المرافق العامة ثم تحويلها.

ما يميز عقد االمتياز هو أنه تحكمه قواع��د الق��انون االداري في ال��دول ال��تي تأخ��ذ من طبيعة خاصة. فهي، من جهة، تحكمه��اBOTبنظام ازدواجية القضاء. بينما تعد عقود

قواعد قانون ابرام الصفقات العمومية التي تستند على عنصري المنافس��ة والش��فافية. وهو، من جهة أخرى، يقوم على التمويالت الخاصة لشركة االنجاز. ونظرا لهذه الطبيع��ة

، فإنه كثيرا ما يتفق طرفي��ه على ع��دم االحتك��ام، في حال��ة االختالفBOTالحاصة لعقد على تنفي��ذه، إلى مح��اكم الدول��ة المانح��ة لالمتي��از )المح��اكم العادي��ة واالداري��ة على السواء(. وإنما يتم االتفاق على حل الخالفات بالطرق الودية البسيطة. وفي حالة فشل

هذه الطرق الودية، يلجأ الطرفان إلى طريق التحكيم الدولي.

قائمة المراجع

أوال: النصوص القانونية الجزائرية

27

أ - االتفاقية الدولية التي انضمت إليها الجزائر

والخاصة1955 يونيو 10- اتفاقية األمم المتحدة المصوت عليها في نيويورك بتاريخ 233-88باعتماد القرارات التخكيمية األجنبية وتنفيذها. مصادق عليها بمرسوم رقم

(.48/1988 )الجريدة الرسمية رقم05/11/1988مؤرخ في - االتفاقية الدولية المتضمنة إنشاء الوكالة الدولية لضمان االستثمار. مصادق عليها

(.993/66.)الجريدة الرسمية 30/10/1995 مؤرخ في 345-95بمرسوم رئاسي رقم - االتفاقية الدولية لتسوية المنازعات المتعلقة باالستثمارات بين الدول ورعايا الدول

.30/10/1995 مؤرخ في 646-95األخرى. مصادق عليها بمرسوم رئاسي رقم (.66/1999)الجريدة الرسمية رقم

التشريعيةب - النصوص التشريعية

يتضمن قانون األمالك الوطنية، معدل01/12/1990 مؤرخ في 30-90- قانون رقم (.52/1990ومتمم. )الجريدة الرسمية

يتعلق بترقية اإلستثمار.19/10/1993 مؤرخ في 12-93- مرسوم تشريعي رقم (.64/1993)الجريدة الرسمية رقم

يتضمن تطوير االستثمار، معدل ومتمم.20/08/2001 مؤرخ في 03-01- أمر رقم (.47/2001)الجريدة الرسمية رقم

يتعلق بتنظيم وتسيير وخوصصة20/08/2001 مؤرخ في 04-01- قانون رقم المؤسسات العامة ذات الطابع االقتصادي، معدل ومتمم )الجريدة الرسمية رقم

47/2001.) يتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز بواسطة05/02/2001 مؤرخ في 01-02- قانون رقم

(.05/2002القنوات. )الجريدة الرسمية يتعلق بالمياه، معدل ومتمم. )الجريدة04/08/2005 مؤرخ في 12-05- قانون رقم

(.48/2005الرسمية رقم يتعلق بالمحروقات، معدل ومتمم.23/04/2005 مؤرخ في 07-05- قانون رقم

(.48/2005)الجريدة الرسمية رقم يحدد بشروط وكيفيات منح االمتياز على01/09/2008 مؤرخ في 04-08- أمر رقم

األراضي التابعة لألمالك الخاصة الدولة الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية )الجريدة(.49/2008الرسمية رقم

يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلداري�ة.25/02/2008 مؤرخ في09-08قانون رقم -(. 21/20008)الجريدة الرسمية رقم

28

ج - النصوص التنظيمية الجزائرية

يتض��من تنظيم الص��فقات26/09/2015 م��ؤرخ في 247-15- مرس��وم رئاس��ي رقم (.50/2015العمومية وتفويض المرفق العام )الجريدة الرسمية رقم

يتعل��ق بمنح امتي��ازات الط��رق18/09/1996 م��ؤرخ 308-96مرس��وم تنفي��ذي رقم -(..55/1996السريعة. ) الجريدة الرسمية رقم

يتعلق بمنح امتياز المنشآت08/12/1997 مؤرخ في 475-97مرسوم تنفيذي رقم - والهياك��ل األساس��ية لل��ري الفالحي الص��غير والمتوس��ط. )الجري��دة الرس��مية رقم

82/1997.) يح��دد الش��روط المتعلق��ة20/12/2004 مؤرخ في 417-04مرسوم تنفيذي رقم -

بامتياز إنج��از المنش��آت القاعدي��ة الس��تقبال ومعامل��ة المس��افرين ع��بر الطرق��ات(.82/2004وتسييرها. (الجريدى الرسمية رقم

يتعل��ق بش��كل التص��ريح24/03/2008 م��ؤرخ في 98-08مرس��وم تنفي��ذي رقم - باالس��تثمار وطلب مق��رر منح المزاي��ا وكيفي��ات ذل��ك. )الجري��دة الرس��مية رقم

16/2008.) يح���دد كيفي���ات منح09/04/2008 م���ؤرخ في 114-08مرس���وم تنفي���ذي رقم -

(.20/2008امتيازات توزيع الكهرباء والغاز وسحبها. )الجريدة الرسمية رقم يح��دد ش��روط وكيفي��ات02/05/2009 م��ؤرخ في 152-09مرسوم تنفي��ذي رقم -

منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مش��اريع(.27/2009استثمارية. )الجريدة الرسمية رقم

يح��دد كيفي��ات امتي��از12/06/2011 م��ؤرخ في 220-11مرس��وم تنفي��ذي رقم - استعمال الموارد المائية إلقامة هياكل تحلية مياه البحر أو ن��زع األمالح أو المع��ادن من المياه المالحة من أجل المنفعة العمومية أو تلبية الحاجات الخاص��ة. )الجري��دة

(,34/2011الرسمية رقم يح��دد كيفي��ات منح امتي��از26/09/2011 مؤرخ في 340-11مرسوم تنفيذي رقم -

اس��تعمال الم��وارد المائي��ة الس��طحية والبح��يرات لتط��وير النش��اطات الرياض��ية(.54والترفيه المالحي. )الجريدة الرسمية رقم

يح��دد كيفي��ات منح امتي��از26/09/2011 م��ؤرخ في341-11مرسوم تنفيذي رقم - استعمال الموارد المائية إلقامة هياكل عند أسفل السدود ونقاط المي��اه ومنش��آت

(.54التحويل لتزويد المصانع الهيدروكهربائية. )الجريدة الرسمية رقم ثانيا: الدراسات الفقهية

Iباللغة العربية -

أ( الكتب

وكيفية فض النزاعات الناشئة عنها. دارBOT - جيهان حسن سيد أحمد: عقود 1.2002المنظمة العربية

29

- نصار جابر جاد: عقود البوت والتطور الحديث لعقد االلتزام. دار النهضة العربية.2.2002القاهرة.

- محمد الريوي: عقود التشييد واالستغالل والتسليم. دار النهضة العربية. مصر.3.2003الطبعة الثانية.

.2003. دار النهضة العربية. القاهرة. BOT - سالمة بدر: العقود اإلدارية وعقد 4 - اسماعيل محمد عبد المجيد: عقود األشغال الدولية والتحكيم فيها. منشورات5

.2003الحلبي الحقوقية. بيروت. - بدر أحمد سالمة العقود اإلدارية وعقود البوت. دار النهضة العربية. القاهرة.6

2003. (: دراسة مقارنة. القاهرة.B.O.T- إبراهيم الشماوي: عقد امتياز المرافق العامة ) 7

.2003الطبعة األولى. .2004 - ماهر محمد حامد: النظام القانوني لعقد البوت. جامعة الزقازيق. مصر. 8 - مروان محمد الدين القطب: طرق خصخصة المرافق العامة: اإلمتياز )الشركات9

- تفويض المرفق العام (: دراسة مقارنة. منشورات الحلبيBOTالمختلطة - .2004الحقوقية. بيروت.

بينBOT- عثمان سعيد عبد العزيز: دراسات جدوى المشروعات ومشروعات 10.2006النظرية والتطبيق. الدار الجامعية اإلسكندرية.

- حفيظة السيد الحداد: العقود المبرمة بين الدول واألشخاص األجانب: تحديد11 ماهيتها والنظام القانوني الحاكم لها. درا المطبوعات الجامعية. إلسكندرية. مصر.

2007. - عبد العزيز خليفة: التعليم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية و الدولية، دار12

.2007العلم الجامعية إلسكندرية. مصر - أحمد عالء محي الدين مصطفى: التحكيم في منازعات العقود االدارية الدولية.13

.2008دار الجامعة الجديدة. اإلسكندرية. - البهجي عصام أحمد: عقود البوت: الطريق لبناء مرافق الدولة الحديثة. دار14

.2008الجامعة الجديدة. اإلسكندرية. - البهجي عصام أحمد: التحكيم في عقود البوت. دار الجامعة الجديدة. اإلسكندرية.15

2008.

30

- عبد الفتاح البيومي حجازي، عقود البوت في القانون المقارن، دار الكتب16.2008القانونية، مصر.

. دار الكتبB.O.T- مصطفى عبد المجسن الحبشي: الوجيز في عقود البوت 17.2008القانونية. مصر.

. دار النهضة العربية.BOT - الكندري عبد الله طالب: النظام القانوني لعقود ال� 18.2009القاهرة.

- حامد ماهر محمد: النظام القانوني لعقود اإلنشاء والتشغيل وإعادة المشروع دار19النهضة العربية. القاهرة.

. المكتب الجامعيBOT– غانم محمد أحمد: مشروعات البنية األساسية بنظام ال� 20.2009الحديث. اإلسكندرية.

- إلياس ناصيف: العقود االدارية وعقد البوت في القانون المقارن.. منشورات21.2009الحلبي. بيروت. لبنان.

- مي محمد عزت علي شرباش: النظام القانوني للتعاقد بنظام البوت. دار الجامعة22.2010الجديدة. إلسكندرية.

- نادية ضريفي: لتسييرالمرفق العام و التحوالت الجديدة، دار بلقيس، الدار البيضاء،23.2010الجزائر

(: حقوقB.O.T- وضاح محمود الحمود: عقود البناء و التشغيل و نقل الملكية ) 24.2010اإلدارة المتعاقدة و إلتزاماتها، دار التفافة و النشر و التوزيع

بطرق ودية. جامعةBOT- كامران حسين الصالحي: وسائل تسوية منازعات عقود 25االمارات العربية المتحدة. بدون تاريخ.

ب - أطروحات الدكتوراه

- معاشو عمار: الضمانات في العقود االقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية: )عقود1.1998المفتاح واإلنتاج في اليد(. جامعة الجزائر.

- روليت العبود: نظام البناء والتشغيل والنقل، لتشييد مشروعات البنية التحتية.2.2004دمشق. سوريا.

- حصايم سميرة: عقود البوت في إطار استغالل القطاع الخاص في مشاريع البنية3.2011-04 -12التحتية. دمشق

.2013-12-12- أكلي نعيمة: النظام القانوني لعقد اإلمتياز اإلدازي في الجزائر. 4ب - رسائل الماجيستير

31

- بوكموش سرور: النظام القانوني لإلستثمار في مجال الطيران المدني، كلية1.2001/2002الحقوق، جامعة الجزائر

- لمقلولي محمد: النظام القانوني لعقود الدولة في مجال االستثمار " التجربة2 .2005/2006الجزائرية نموذجا " جامعة تيزي وزو الجزائر.

- عيبوط محند: الحماية القانونية لإلستثمارات األجنبية في الجزائر. جامعة تيزي وزو.3.2005/2006الجزائر.

- بدرة هاجر: عقد إمتياز المرافق العامة و تطبيقاته في الجزائر، جامعة أم البواقي42009/2010.

- بلقواس سناء: الطرق البديلة لحل منازعات العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي:5.2010/2011التعليم نموذجا، جامعة باتنة،

( و تطبيقاته فيB.O.T- شماشمة هاجر: عقد البناء و التشغيل و نقل الملكية ) 6.2012/2013الجزائر. جامعة أم البواقي د - المقاالت القانونية

(، سلسلة جسر التنمية،B.O.T- البشيشي أمل: نظام البناء و التشغيل و التحويل ) 1.2004المعهد الوطني للتخطيط، الكويت

- موسى خليل متري: تحويل المشاريع: هيكلية البوت، مجلة جامعة دمشق للعلوم2.2005، العدد الثاني 21اإلقتصادية و القانونية المجلد

- فيصل عليان إلياس الشديفان: تحويل مشروعات البوت، مجلة جامعة دمشق3.2010، العدد األول 26للعلوم اإلقتصادية و القانونية، المجلد

- نسرين برجي: اإلستثمارات األجنبية المباشرة و دورها في تنمية و تطوير قطاع4.2012، 31المحروقات بالجزائر، مجلة كلية بغداد للعلوم اإلقتصادية، العدد

IIباللغة اإلنجليزية -

1-K.Berges: Renegotiation and adaptation of international Contacts. 36 Vandle. J. Transnational law. 2000.

2-ALaa Ibraheem Al-Hussainy : The obligation and the rights come from contract build , operate and transfer )B.O.T( : comparative study. Babiylon university , Iraq 2008.

I-باللغة الفرنسية

أ - الكتب32

1-SALEM (M) et M-A Sanson: les contrats " clés en main et les contrats produits en main." Université de DIJON. Paris. 1979.

2-BENICHOU Ivan et David CORCHIA : Le financement de projets, éd. ESKT. 1996.

3-Tourneau (Ph,): L'ingénierie, les transferts de technologie et de maitrise industrielle, éd. Litec.2002.

4-LYONNET De Moutier (M): financement sur projet et Partenariat Public-Privé. éd, EMS, 2006.

ب – المقاالت

1-Doanh ledang : les rapports entre la société Ad-hoc B.O.T et la puissance publique. RDIC. n°4. 1997.

2-Mehdi Harroun : Arbitrage et financement de projet B.O.T. ; Revue Mutations n°44. Février 2003.

3-BENACHENHOU (Abdellatif): les nouveaux investisseurs, Alpha Design, 2006.

4-Abdolhossein SHIRAZI : Cadre juridique et règlementaire du B.O.T en Iraq. EDAI. n°2. 2008.

33