القديم المصري المجتمع وقد السنين، آالف امتداد على النيل صنعها طويلة واحة مصر

تعيش متفرقة قبائل كانوا عندما والرعي الصيد المصريون مارس بسرعة انتقلوا ولكنهم الدلتا، مستنقعات وحوله النيل شواطئ على تكوين في رئيسي بدور النيل قام حيث النيل بفضل الزراعة إلى

القبائل استقرار إلى الزراعة أدت فقد الموحد، المصري المجتمع عرف األسواق. فقد انعقاد حول المدن ونشأة القرى وتكوين

أن سياسية( قبل )وحدة بوصفه المدينة نظام القدماء المصريونذاتي. باستقالل تتمتع مدنهم وكانت اليونان يعرفه

على وقضى ق.م3200 مينا الملك يد على البالد توحدت وقد الصورة بهذه المصريون تمسك الوقت ذلك ومنذ نهائيا الفرقة

بل برضاهم أخرى صورة يقبلوا ولم المصري، للمجتمع الوحيدةتاريخهم. في والفرقة التجزئة ألوان كل كافحوا

هذا صفات أول هو المصري المجتمع وحدة على اإلصرار وهذا موقعه رغم شخصيته، واستمرار المبكرة حضارته سر وهو المجتمع

وحدة على اإلصرار هذا عمل فقد والغرب الشرق بين كمعبر يسر وبذلك فريدة، بصورة المصري التاريخ طوال المجتمع النظم ووطد االجتماعي التعاون وأكد والثقافي العنصري التجانس

.(1)الدولة مستوى على االجتماعية إلى المصريون اهتدى النيل بفيضان وارتباطها الزراعة وبفضل

إلى اهتدوا كما يوما،365 السنة جعلوا حيث الشمسي التقويم وتخطيط الري وتنظيم الترع بإنشاء الخاصة الهندسية العلوم

واألهرامات والمقابر والهياكل المعابد وتشييد المدن وبناء األحواض وقت منذ اتقنوا كما الحبوب، ومخازن الزراعية اآلالت وابتكروا

الكتابة وعرفوا وغيرها والجلود كالفخار الصناعات بعض مبكر في لهما كما والعمارة المصري النحت فن بلغ وقد الورق، وصناعة

.(2)بالدين الرتباطهما القديمة الدولة القديمة مصر في النساء حظيت: األسري النظام-

حيث كبير، باحترام الرجال. وتمتعن مع تقريبا الكاملة بالمساواة االجتماعي السلم في الشخص مستوى يحدده االجتماعي الوضع

المصرية، االنجلو مكتبة االجتماعي، الفكر تطور الرحيم، عبد المجيد عبد( ?)1 .16،17ص تاريخ، بدون

المصرية، االنجلو مكتبة ومدارسه، االجتماع علم الخشاب، مصطفى( ?)2 .12،23ص ،1979

-1-

الحرية من أكبر بقدر مصر نساء وتمتعت الجنس نوع وليس عدد اإلغريق. وحظي نساء عرفته بما مقارنة واالمتيازات والحقوق

عدم إظهار مصر. وكان تاريخ عبر بالتقديس الربات من وافر أسس معارضة )ماعت( يعني لقانون وفقا المرأة، االحترام

المطلق. والوجود المصرية المعتقدات الرجل أن إال للعرش، وريثة تصبح أن للمرأة المصريون وأجاز

فرعونا. وتتمثل أو حاكما يصبح الذي هو لها زوجا تختاره الذيواستمراره. الملكي الدم على الحفاظ في مهمتها

المشاركة مثل القانونية، الحقوق من بالعديد النساء وتمتعت الخاصة، والعقارات األراضي وامتالك التجارية، التعامالت في

وتحرير التبني، عمليات ترتيب حق للناس وبيعها. وكان وإدارتها يشهدن التعاقدات. وكن وإبرام القانونية، التسويات وصياغة العبيد،

أنفسهن ويمثلن آخرين، أطراف ضد الدعاوي ويقمن المحاكم، في من لها ممثل أو قريب حضور دون من القانونية المنازعات في

الرجال. مثل النساء أمام المهنية الوظائف من العديد باب وفتح

أيضا واستطعن الفرعون، ومستشارة والقابلة والحياكة النساجة الكاهنات كبيرة أو الراقصات مثل المعبد، في عليا مناصب تولىاالحترام. بالغ منصب وهو

من عصامية امرأة ترتقي أن محظورا أو مستغربا يكن ولم من الشهيرات النساء بين فمن المنصب أو االجتماعي الوضع ناحية والباء. كانت النون )بنت( بكسر تدعى امرأة الملكية األسرة خارج

وقد السادسة، األسرة عهد خالل األقاليم أحد حاكم من متزوجة ووزير والقاضي الحاكم، لقب مكانة، األلقاب )بنت( أعلى حملت

الفرعون. من أقل بأعداد كن وأن وطبيبات كاتبات العمل للنساء واتيح

طبيبات أسماء فيها ورد التي السجالت الرجال. وترجع نظرائهم )بيشيشت( التي السيدة الطبيبات هؤالء القديمة. ومن الدولة إلى

األطباء( )رئيسة لقب وحملت الخامسة، األسرة عهد إبان عاشت(1)قبرها. شاهد على الموجود للنقش وفقا

األعلى المجلس يوسف، إكرام ترجمة القديمة، مصر روح انارويز،( ?)1 .31ص ،2006 للثقافة،

التفاصيل: من مزيد- Simpson. W. K. The Litrature of Ancient Egypt, London, 1971.

-2-

من قدر بأقصى الزواج عالقة حظيتالعائلية: - الحياة أن غير االجتماعية، الطبقة نفس بين عادة الزواج االحترام. ويتم

داخل خاص وبوجه العليا، الطبقة أفراد على تطبق خاصة قواعد كما واحدة، زوجة من أكثر اتخاذ للرجل يجوز حيث الملكية، األسرة القربى ذوي من وغيرهم العمومة أبناء بين غالبا الزواج يحدث

تحدث األخوة بين االقتران حاالت البعيدين(. وكانت )أو القريبين غالبا للفرعون الكبرى االبنة فقط. فتتزوج الملكية األسرة داخل

الساللة على الحفاظ الشقيق. بهدف غير أخيها أو شقيقها منالملكية.

على حب في يشيران الزوجان كان القديمة، مصر وفي كانت الحديثة، الدولة )أخت( وأثناء )أخ( أو بلفظ البعض بعضهما

)زوجتي(. )عزيزتي( أو للفظة )أختي( مرادفا لفظة زوجة يتخذ أن للفرعون كان زوجات: ثم واحدة زوجة-

أخواته، أو بناته من يتخذهن مرتبة أقل زوجات وعدة رئيسية، فضال زوجات الثاني( سبع )رمسيس لدى الخليالت. وكان من العديد عن

بالخليالت يزخر للنساء وجناح ثانويات، زوجات وعدة أساسيات، األسرات عصر إلى يرجع للنساء أجنحة وجود أن ويعتقد الشرعيات

الفرعون، حريم غالبا يصبحن األجنبيات األميرات األولى. فكانت بين الدبلوماسي التحالف لتعزيز آباؤهن أرسلهن سياسات كزوجات

الحاكمين. من وغيرهم الراقصات، الملكي للحريم المرشحات وشملت

أبناؤهن يحسب أن ويجوز الفرعون نظر يلفتن الالتي الجميالتالفرعون. اختيار على بناء ال أو الملكية، األسرة ضمن

الثالثة بين تتراوح مبكرة سن في يتزوجن الفتيات وكانت الثانية في الفالحين بنات تتزوج ما وغالبا عشرة، والخامسة عشر

جدات. وكان أصبحن قد يكن الثالثين سن إلى وبوصولهن عشرة، المادية السبل يمتلك أن بمجرد له زوجة الشاب يتخذ أن المتوقع

(1)أسرة. وبناء معا حياتهما إلعالة

فإن عادة، للزوجين حرا اختيارا الشريك اختيار اعتبر وبينما الصغيرة، العروس والد مع المستقبل زوج يرتبها االرتباطات معظم

الذي الزواج على والرجل المرأة من كل موافقة يتعين ذلك ومع بالطالق. وخالل بعد فيما إنهاؤه أو إلغاؤه يجوز عقد بموجب يتم

.35 ،34ص سابق، مرجع القديمة، مصر روح أنارويز،( ?)1

-3-

عليها. متعارف صياغة الزواج لعقود أصبحت المتأخرة الحقبة القديمة. مصر في للزواج حفالت وجود يثبت دليل هناك وليس

الهدايا حديثا المتزوجان فيه يتلقى الزفاف بعد كبير حفل يقام إنما بالزواج. وتنتقل االحتفال في واألصدقاء األسرة مع ويشاركان

أيضا. وتتولى عائلته غالبا يضم الذي الزوج، بيت إلى العروس بر( وال )بينت البيت( أو )سيدة باعتبارها دورها الجديدة العروس

األسر تلك في الحياة قاموس من يتعجب أن سوى المرء يسعلبيتها. كسيدة الحماة اعتبار ينهي حيث الجديدة،

القدماء، المصريين بين شائعا الطالق يكن ولم- الطالق: كانت بما االحتفاظ السابقة للزوجة يحق حدوثه حالة في ولكن والممتلكات العقارات ثلث إلى باإلضافة زواجها عند تملكه

حضانة الزواج. وتؤول فترة أثناء الزوجان كسبها التي المشتركة وخاصا، بسيطا شأنا ذاته حد في الطالق )مات(. وكان لألم األبناء هذا إنهاء وبمجرد شهود أمام واالرتباط العقد بإنهاء إعالن في يتمثل

أخرى. مرة الزواج في حرا الشريكين من كل يصبح اإلجراء إنها بل المساندة، تستحق ال مخلصة غير الزوجة كانت وإذا

الخيانة والمشوهة. وألن المؤلمة األنف جدع لعقوبة تخضع ما غالبا فإن الطفل، أبوة حول شكوك إثارة شأنها من المرأة جانب من

الخيانة. بسبب الرجال عقوبة من أشد لعقوبة تتعرض النساء أمالكهما ثلثي الزوجة تستحق الزوج، وفاة حالة وفي

الزوج. أخوة ويليهم األبناء بين الباقي الثلث ويقسم المشتركة، )سيت( حتى له كابنة زوجته يتبنى أن له يجوز الرجل، وفاة وقبل(1)أيضا. كوريثة بل له، كقرينة فقط وليس أكبر، نصيبا ترث

للزوجة رئيسية مهمة ذكر وريث إنجاب المصريون واعتبر أدائها في الفشل ويشكل على يشجعان الزوجان للطالق. وكان سببا يقولون وكانوا النعم، أعظم يعتبرون زواجهما. فاألبناء بمجرد اإلنجاب

يعولون الذين أولئك ألجل تبتسم اآللهة أن العدد. ويمكن كبيرة أسرا15 أو10 لديها بأن تفاخر أن األسر لبعض اآللهة كانت بينما طفال وكان األطفال ضحك أصوات من يخلو الذي البيت وجه في تتجهم

األمر لزم إذا التبني إلى العقيمان الزوجان يلجأ أن المفترض من الذي وهو الثاني، رمسيس ناله واحترام إعجاب فأي النقص لتعويض

ابنه. وخمسين األقل على ابن لمائة أبا كان أنه يردد

.35ص سابق، مرجع أنارويز،( ?)1

-4-

للسحر. اللجوء فبإمكانهما اإلنجاب، في صعوبة زوجان وجد وإذا وضع في الحمل في الراغبة المرأة جلوس طقوسه وتشمل

الروائح من تقيأت فإذا والبخور الزيت من مزيج بخار فوق القرفصاء تتقيأ، لم إذا أما الحمل، على قادرة تعتبر الخليط هذا عن الناجمة من يمنعها بما المرأة جسد داخل حبست المزيج رائحة أن فيعتقد

لإللهات اإلنجاب من المحرومان الزوجان الحمل. ويتضرع طلبا الراحلين. األقارب مقابر فوق وتوضع الرسائل اإللهي. وتكتب للعون

األخير. البديل التبني يصبح السبل، هذه كل فشلت وإذا يتقدمان عندما الوالدين يعينون فهم قصوى، أهمية لألبناء وكان

عندما يرعاهما ذكر إنجاب عن الزوجين عجز حال السن. وفي في زوجة من ابن إنجاب الزوجة بموافقة للزوج يجوز العمر، بهما يتقدم جاء فإذا جارية أو خادمة تكون وربما أدنى، منزله ذات أو ثانوية

أبناء للفرعون يكن لم العاقر. وإذا وزوجته األب يتبناه ذكر الطفل أو بناته، كبرى منه تتزوج الذي الرجل إلى العرش وراثة تنتقل ذكورثانوية. زوجة من الفرعون ينجبه ابن إلى

أسماء على الطفل تسمية تعتمدالمستقبل: هم - األطفال أسماءها، يحملون الذين األطفال تحمى أنها يعتقد التي ،تالمعبودا

)ابنة آمون أتون( وسيت )محبوبة أتون ميريت المثال سبيل وعلى )رع حتب أمون( ورع على لتضفي األسماء تختار ما راض(. وكثيرا

المثال. سبيل فعلي الوالدين، فيها يرغب معينة صفات األبناء إطالق شاع الصحة(. كما )وافر وسينب وراضية(، )جميلة نفرحتب

)ميوشيرى( مثل األبناء على األليفة الحيوانات تدليل أسماءالصغيرة(. )القطيطه في بينما األطفال، تربية األم تتولي الدنيا المجتمع طبقات وفي األبناء للطفل. ويتولي اليومية الرعاية الخادمات توفر العليا الطبقات

والبنات البنين ويسلك مبكرة، سن عند الحياة في مسئولياتهم )ات( أو األب من حرفه أو تجارة يتعلمون مختلفة. فالبنون مسالك

أو نجار أو فنان أو حرفي من أو األسرة أعضاء من أخر عضو من ويتولي والده، خطى على يسير أن الصبى من فخار. ويتوقع صانع

انتقال بعد والده السم الحياة يمنح أن في المتمثلة المقدسة المهمةاآلخر. للعالم األب

في يساعدن بينما البيت، في تدريبهن فيتلقين الفتيات أما يسهمن الحاجة وعند المنزل أعمال بالحقل. وتتعلم العمل في أيضا

وتنظيف. ونسيج وحياكة طهى من البيت أعمال أمهاتهن من الفتيات

-5-

والغناء، والموسيقى والرقص العالج فنون يتعلمن كما تعلم عن فضال جانب إلى الماشية وتربية والتجميل، الحياة في التعامل أساليب

مثالية. وأما زوجه الفتاة تصبح أن كيفية االبنة ترث بينما األرض األبن يرث األبوين، وفاة وعند

في أبناء هناك يكن لم وإذا المنزل، وأدوات واألثاث المجوهرات.(1) شئ كل مالكة االبنة تصبح األسرة

أبنائها إرسال على القادرة هي وحدها العليا الطبقة أسر وكانت فصول في وتدريباتهم تعليمهم الفرعون أبناء للمدرسة. ويتلقى

العليا، الطبقة أبناء من اآلخرون األوالد أما الملكي، بالقصر دراسية سن منذ المعابد، مدارس إلى إرسالهم يتيح ما الحظ من فلهم

الثامنة أو القصر في التعليم يتلقون من سواء الصبية، وكان تقريبا السلوك آداب مثل الفضائل يتعلمون المعبد، مدارس كهنة أيدي على

.(2) والدين والجغرافيا والتاريخ والحساب والكتابة والقراءة واألمانة وريث أنه العتقاده األطفال لتعليم نفسه حتب بتاح وكرس

على يحث البدني العقاب بأن يؤمن وكان األرض، على الحكمة نتعلم أن يخبرنا الذي واألرض السماء بقانون االلتزام فيجب الفضيلة

ليس تطوره بدء في طفل كل )إن يقول والمعاناة التألم طريق عن إال فسد العصا أهملت إذا أنه ذلك على المترتبة تقريبا،والنتيجة حيوانا

بالسوط يطيع كيف الصغير يتعلم أن فيجب الطفل، كالحصان تماما النصح، إلى حاجة في فالطفل العقاب إلى باإلضافة لكن الجموح،

هي الفلسفية فالنظرة الحياة، إلى الفلسفية النظرة يتعلم أن فعليه.(3) البني أتركه أن أستطيع ميراث أحسن

عامة بصفة القديمة مصر في المرأة شغلت- الملكــات: اختلفت وإن لها معاصر مجتمع أى في المرأة إليها تصل لم مكانةآخر. إلى عصر من المكانة هذه

الملك( )سيدة )زوجة مثل ألقاب القديم المصرى استخدم وقد الملك( )األخت زوجات السيدات( )سيدة السيدات( )سيدة كل

األولي(. الملكية الملكة( )الزوجة والزوجة الملكية .39ص سابق، مرجع أنارويز،( ?)1

القديم، المصري الطفل يانسن، .ح وجاك إليندم روز انظر التفاصيل من مزيد.1997 للكتاب، العامة المصرية الهيئة

.39ص سابق، مرجع أنارويز،( ?)2 المصرية الهيئة القديمة، المصرية الحضارة معجم وآخرون، بونز جورج( ?)3

.2001 للكتاب، العامة

-6-

الملكة على يطلق كان العمارنة عصر وفى حريم )كبيرة أيضا الوسطى الدولة نهاية في أخرى اآللة( وألقاب حريم الملك( )كبيرة

كل الحسن( )أميرة المديح( )عظيمة الوراثية( )عظيمة )األميرة(1 )كلها(. البالد النساء( )أميرة

تحكم أن استطاعت ق. م.،1468-1490 حتشبسوت: عشرون طيلة مصر عاما رع( أمام – )آمون أعلن لألسطورة، وفقا

)تحوت( وتقدم عظيمة ملكة تحكمها أن يجب مصر أن اآللهة مجمع األول( )تحتمس زوجة بأنها الملكة هذه ستنجب التي المرأة وحدد

)المولودة أسمها يعنى )أحمس( والتي تدعى التى الجميلة السيدة فخاره دوالب على رع( )خنمو( ليصنع – )أمون للقمر( واستدعى

عظيمة ملكة ستصبح )أحمس( والتي الملكة من ستولد والتي جسدمصر. على

سن في حتشبسوت الملكة أصبحت ق. م.،1504 عام وفى )بشنت( تاج أو المزدوج التاج ترتدى امرأة أول والثالثين الثالثة

النبيالت(. النساء مقدمه )في أسمها . ويعنىناألرضيي ذهبت بل رجل، هيئة في نفسها حتشبسوت صورت ما وكثيرا

للرجال التقليدى الفرعونى الثوب ارتداء حد إلى ذلك من أبعد فضال.(2)المزيفة اللحية عن

تترك لم اإلرادة قوية امرأة حتشبسوت وكانت في يتدخل أحدا مصر طموحاتها. وشهدت يعوق أو خططها قيادتها، تحت ازدهارا

أى تقع ولم االقتصاد وانتعش وإعجابه، الشديد شعبها احترام ونالت عامة مشروعات وتمويل بإعداد سيادتها عهدها. وأثبتت خالل حرب

الهكسوس دمرها أو ضربها التي واآلثار المعابد لترميم ضخمة ودشنت العام وخالل ق. م،1493 للبناء. وفي مشروعات عدة أيضا

خمس من أسطول بإعداد امرت حكمها، من السابع أو السادس معها البعثة وجلبت بالدبونت إلى تجارية بعثة في وشاركت سفن

.(3)والعاج واالبنوس والذهب العطور من ضخمة شحنات القديمة، مصر في للمكالت السياسى الدور سعدالله، على محمد(?)1

.4 ص ،1988 الجامعة، شباب مؤسسةانظر: التفاصيل من مزيد

Abraham, J. H. Orgins and growth Sociology, pengivm Books, London, 1973.

.219ص سابق، مرجع أنارويز،( ?)2.219 ص ارويز،نأ( ?)3

-7-

يعنى نفرتيتى اسم- نفرتيتى: لقبت وقد قادمة، الجميلة حرفيا العليا مصر العظمى( )سيدة الملكية )الزوجة ألقاب بعده نفرتيتى

الوراثية(. األرضيين( )األميرة والسفلى( )سيدة العمارنة عصر في الشخصيات أهم من نفرتيتى الملكة وتعد

اسمها واقترن النقوش. ومثلت على اخناتون زوجها باسم عالياالرسمية. أو األسرية سواء المناظر أغلب في معه بوجهها

الكثير وهناك والسياسية العامة الحياة في دورها لنفرتيتى وكان كانت بأعمال تقوم الملكة تظهر حيث ذلك على تدل التى األمثلة من

شأنها الملكية العربة وقيادة األعداء ضرب مثل للملك فيه مخصصةالموظفين. كبار على الذهب وتوزيع الملك شأن تاو )سقنرع ابنه نفرتيرى أحمس الملكةنفرتيرى: – أحمس

مات عشرة. وعندما السابعة األسرة )أحوتب( من الثانى( والملكة إلى نسب الهكسوس، قتال في عنيفة الثانى( ميتة تاو )سقنزع

القتال. وعاصرت مواصلة على المصرية للقوات )أحوتب( تشجعيها )حوتب( الملكة مثل الهكسوس ضد الكفاح نفرتيري أحمس الملكة في الكبير البناء إعادة عملية في هام دور النشطة لشخصيتها وكان.(1)الهكسوس على النصر أعقبت التى الفترة تلك

ق.م.:30-69 البطلمية األسرة السابعة باترا - كليو آخر اإلسكندرية، في المولودة المقدونية، السابعة باترا كليو

)مجد أسمها يعنى التى السابعة باترا كليو مصر. وكانت فراعنة لمصر، نفسها كرست كارزمية شخصية ذات ذكية، والدها( امرأة

وفاة بعد عشرة الثامنة سن في الحكم السابعة باترا كليو ورثت الحكم تتولى أن التقاليد كانت ولما عشر الثانى بطليموس والدها

عشر االثنى ذو عشر الثالث بطليموس شقيقها عين بمفردها، عاما إلى دفعها السياسية كليوباترا طموحات لكن الحكم، فى لها شريكابشقيقها. اإلزاحة

الضرائب البالد. ونظمت حكم تباشر أخذت قيصر موت وبعد قدر وحققت المهملة القنوات جسور وقوت والرى بالزراعة واهتمت

لها. ووالئهم الناس محبة واكتسبت والطمائنينة الرخاء من ينجز أعمالها. ولم وقوه الشخصية لصفاتها ممتازة امرأة وكانت

أنجزتها، التى العظيمة األعمال تلك مثل أسالفها من الملوك من أحد والمشتغلين العلماء وشجعت اإلسكندرية تجميل من زادت فقد

.59 ،123 ،122 ص للملكات، السياسى الدور الله، سعد على محمد( ?)1

-8-

التصوير فنون ورعت والفالسفة، والرياضيات الكيميائية بالعلوم شجعت كما والنسيج، .(1)المحلية الصناعات أيضاالفراعنة: وأمثال حكم فى - المرأة

يستحقها. لمن اإلله من هبه الصالحة الزوجة- كنت إذا ولدى يا- لنفسك فأسس عاقال من زوجتك وأحب بيتا

تقسو أن صدرها. إياك واشرح ظهرها واكس بطنها أمأل قلبك، حياتك. بيت فهو أسسته الذى للبيت خراب القسوة فإن عليها

اإلله(. أمام عنها مسئول فأنت الله أمام اخترتها لقد ببيتك تعتن بها اعتن حياتك شريكه فأحب الله رضا أردت إذا-

اإلله جعلها فقد قلبك من وترعاه. قربها لروحك. توأما نفسك أسعدت بيتك أسعدت وإذا بيتك أسعدت أسعدتها إذا-

وعطرها المفضلة وزهورها زينتها ووسائل بكسوتها زودها ويضفى حياتك ويعطر بيتك على سينعكس ذلك فكل الخاص

مادمت أسعدها الضوء عليها استجاب الذي اإلله هبه فهي حيا إرضاء النعمة فتقديس عليك بها لدعائك لزوالها. لأللهة. ومنعاالبنه(. حوتب سنب )الحكيم

في ومتواضعة قنوعة امرأة تختارها التي حياتك شريكة ولتكن- يجعل القلب. امرأة تفكيرها. كبيرة وسعة ومطالبها أحالمها المقدس الرباط منكما واحدة روحا وقلبا واحدا واحدة وأماال

المتبادلة. الثقة تربطها)كاجمنى(. الشعب الرجل.. ويتعلم يتعلم المرأة علموا- الحفاظ تخونها. إن أن فإياك بحب حب وبادلتها فتاه أحببت إذا-

هذا اقترفت للمجتمع. إذا حياة المقدس العائلى الرباط على العار نفسك على وجلبت اإلله وأغضبت المروءة خنت الجرم

.(2)حوتب( واالحتقار. )بتاح والضرر الرحلة تلك إن الحياة بحر في العمر رحلة هو بنى.. الزواج يا-

الحياة. تحتاج نهر شاطئ إلى بأمان تنتقل حتى زاد إلى تحتاج قوة من زاد إلى تحتاج والتسامح والصبر الثقة من زاد إلى

صفحة يضربا حتى المجدافين تمسك التي المشتركة السواعد .219ص سابق، مرجع أنارويز،( ?)1

سعد ترجمة مصر، على ملكة هولمز،كانت ونفرد انظر التفاصيل من مزيد.172 ،171ص للكتاب، العامة المصرية الهيئة حسين، أحمد

العامة المصرية الهيئة الفرعوني، األدب في واألمثال الحكم كريم، سيد (?)2160ص ،2002 للكتاب،

-9-

الماء رأسها العاصفة لها وتحنى بتوازنها السفينة فتحتفظ معا سير أمان على النسيم فيساعد بعدها الشمس فتشرق ساعدك ليكن شراعها يداعب وهو السفينة وال س تيأ فال قويا

رحلة إنها هدى غير على السفينة تسير ال حتى المجداف تتركالعمارنة( ولدى. )برديات يا اإلله فليباركها العمر

حنانها، كل أعطتك فقد العطاء لها اإلله. ضاعف هبه األم- فى جسدها. أحملها عصارة من غذتك فقد الغذاء لها ضاعف

أذكرها طفولتك في حملتك فقد شيخوختها صالتك فى دائما ترضى وبذلك تذكرتك تذكرتها فكلما األعظم لإلله دعائك وفى

عنك. رضائها من يأتي اإلله. فرضاؤه فوجودها الوجود سر اإلله فيها أودع لألرض. فقد اإلله هبه األم-

البشر. لوجود استمرار غذاءها. أحملها لها ضاعف أجلك من عملته وما أمك تنس ال-

أشهر تسعة حملتك اإلله. لقد نسيك نسيتها فإذا حملتك كما سنوات ثديها وأعطتك رقبتها حول ثانية حملتك ولدت وحينما

الكتابة وتعلمت المدرسة دخلت ولما قذارتك من تشمئز لم من بها جاءت والحبة الخبز ومعها معلمك بجوار تقف كانت

آني( الحكيم البيت. )بردية من الناس يكرمك كان من مات المالئكة هتفت األب مات إذا-

يكرمك اآللة كان من ماتت المالئكة هتفت األم ماتت أجله. وإذاآني( الحكيم . )بردية(1)أجلها من

: األخالقي النظام كثير على يعثر الفراعنة الحكمة( عند )أدب لكتاب المطالع إن

بعد الحساب بيوم أو البعث بعقيدة المرتبطة األخالقية المفاهيم من وضعته الذي األخالقي للنظام إقرار هو المستقيم الموت. فالسلوك

والعدالة الحقيقة ربة وهي الخلق بداية فيMaat)ماعت( اآللهة النفس وضبط كالتواضع فضائل تمتدح نصوص والوفاق. وهناك

والصبر. والحكمة )إن ووصفوه العصور أقدم منذ الضمير المصريون عرف وقد

عملته ما كل عن رضي قد قلبي وإن الخاص، إلهه هو اإلنسان قلباآللهة(. بمرتبة التحق عمله عما قلبه رضي من وكل

بارز دور من الضمير أو للقلب ما المصريين معرفة أن ويالحظ

160ص سابق، مرجع الفرعونى، األدب في واألمثال الحكم كريم، سيد( ?)1

-10-

له كان تبرئته عدم أو األكبر اإلله أمام الميت تبرئة عملية في وحاكم وأوجدت الخلقية بالمسئولية االعتقاد إذاعة في عظيم شأن شيوعا االستقامة في تتمثل التي الخلقية للفضائل البالغة القيمة عن عاما

الفرد يصبح بفضلها والتي والعدل والحق أوزيريس اإلله لدى مقربارع. أو

مال وأكل والسرقة القتل أن يرون القدماء المصريون وكان الزور وشهادة العرض وهتك والزنا والخداع والكذب واليتيم القاصراإلثم. كبائر من القبور ونبش الموتى حرمات وانتهاك

العادات على بالمحافظة البداية في المصرية األخالق وتمثلت بالوالدين البر واحترامهما. وكان بالوالدين والبر األسرية واألواصر

لذا القديم، المصري عليها يحرص التي الخلقية الفضائل أهم من األسرية الرابطة على تركز حوتب خنس )آني( البنه مواعظ فإن

عليه. األم بفضل وتذكر واألم األب وتكريم بمساعدة يوصيه حوتب خنس ابنه إلى آني المفكر تعاليم ومن هو الموت وألن تدوم ال النعمة ألن والمحتاجين والفقراء المسنين

في اإلله عطف ينال لن القاسي القلب وصاحب المطاف، نهاية.(1)اآلخرة

ضبط )فضيلة الفضيلة وتعليم تعلم على يحث بتاح وكان عن الشرف تنال ألن فاسع سلطان ذا كنت ويقول: إذا النفس(،

على تجيب وأن الناس تقاطع أن احذر الطباع، ورقة العلم طريق أيضا: نفسك(. ويقول على وسيطر عنك ذلك ابعد بحرارة، األقوال جماح اكبح موضوعها، في وكلماتك مناسباتها في أعمالك )ولتكنلسانك(. والجم نفسك

فكرة عن القديم الفرعوني األدب من مختارات وهناك كتاب في جاء كما والعقاب الثواب )عقيدة اآلخرة في الحساب يوم النفس عن )الحق( ودفاع الصدق قاعة دخول في الموتى

الحساب.أسرق. لم - إني خطيئة أي الناس ضد أرتكب لم - إني أسبب لم - إنيالقتل أرتكب لم - إني تعسا

إنسان. ألي الجامعية، المعرفة دار القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1

.60ص ،2005 المصرية، األنجلو الفرعونية، مصر فخري، أحمد انظر التفاصيل من مزيد

1960.

-11-

أترك لم - إنيالزنا أرتكب لم - إني يتضور أحداجوعا.

أغتصب - لماإلله يمقته ما أفعل لم - إني طعاما أنطق لم - إني مكيال أنقص لم - إني كذبا

الحبوب. أكن - لم أسب لم - إنيطماعا صوتي يكن - لم متكبرا. أكن - لميجب ما فوق عاليا

الذات في أعب - لميثرثر لم - فمي.(1) الملكية الديني: النظام في المصريين الكهنة من القدامى المفكرين أثر كان لقد

واألدبية الدينية النظم مجال الديني االجتماع علم مجال ففي كبيرا ترجع حيث المصري، االجتماعي والفكر الحضارة إسهام يظهر المصري، الكاهن إخناتون بها قام التي فالثورة الله، وحدة فكرة فكرة إحالل تستهدف كانت الرابع امنحتب بعد فيما أصبح الذي

معظم اآلن المتعددة. وأصبح اآللهة فكرة مكان الوحدانية، الديانة أن إلى يذهبون القديمة المصرية بالدراسات المشتغلين الثورة بهذه ذلك في متأثرة كانت إنما بالوحدة، نادت إذ الموسوية

كان ومما من الميالد قبل عشر الخامس القرن منذ مصر في سائدا األرباب ورب اآللهة إله يعتبر أعظم إله تمجيد إلى تدعو حركة

إنما مصر من خرج عندما موسى بأن القول في يتردد ال ومعظمهم كان الدينية الثورة به نادت وما المقدس التراث هذا معه حامال

كان والتي بقليل، ظهوره قبل حدثت التي الله وحدة من المقدسة المصري العقل إن حتى الوقت، ذلك في وبمقدساتها بها مشبعا المصرية الدينية األناشيد بعض بين موازنات ليعقدوا المؤلفين هؤالء

داود ومزامير القديم العهد في أتت التي والفصول األناشيد وبعض ثمة أن تبين موازنات وهي السماوية الكتب من بأكملها نصوصا

األناشيد من مبناها وفي معناها في نقلت قد تكون تكاد اليهودية.(2) المصرية واألفكار

األناشيد هذه ومن أو الشمس – اإلله مدح في قيلت التي مثال واألنشودة الشمس – اإلله مدح في اخناتون أنشودة ثم رع، آمون

.256ص سابق، مرجع عطيتو، عباس ( حربي?)1 دار االجتماعية، والمدارس االجتماعي الفكر تاريخ سعفان، شحاته ( حسن?)2

.19 ،18ص ،1965 العربية، النهضة

-12-

لآلن موجودة زالت وال الميالد قبل عشر الخامس القرن إلى ترجع أن نجد رع أنشودة ففي القاهرة، متحف في البردي ورق على

وأقدم السموات في شخص )أعظم بأنه يخاطبونه المصريين اآللهة( بين )وحيد المخلوقات( وأنه كل وسيد األرض على شخص

وهو اآلدميين شكل الذي وهو األرباب الحقيقة( )ووالد )سيد أيضا )قاهر شيء كل خالق ذلك جانب إلى الحيوانات( وهو وخلق

السموات( )فاضل(. زمن منذ اإلسرائيليين عند عرفت قد وغيرها النصوص وهذه

يطلقها التي األوصاف نفس أن نجد المزامير ظهور قبل طويل اإلسرائيليون أطلقها التي نفسها هي رع آمون اإلله على المصريون

يقارن أن يمكن السموات في الرب: من أو هوه يا اإلله على (6-99 )المزمار اآللهة؟ أبناء بين الرب يشبه الذي ذا من بالرب؟

(5-31) المزمار ( وفي8-86) السيد أيها اآللهة بين لك شبيه والالحقيقة(. إله أنت الرب قيل: )أيها في المعروف التطور يمثل المصري الديني الفكر ولعل

عبادة إلى الماديات عبادة عن االتجاه من الديني االجتماع بدأوا قد القدامى فالمصريون للوحدة، التعدد من ثم الروحانيات

وبعض والشمس النيل مثل لذاتها المادية الطبيعة مظاهر بعبادة بوصفها اآللهة هذه تقديس إلى ذلك من انتقلوا ثم الحيوانات رمزا

روحية آللهة إخناتون ثورة أثر على التعدد محل الوحدة أحلوا وأخيرا.(1)مقدمات من سبقها وما

الكتابة اختراع وكان جزءا بداية مع تم الذي التقدم من هاما نارمر( مرحلة أو )مينا ألواح ق.م( وتمثل3000) التاريخي العصر تحوت اإلله إلى المصريون نظر الهيروغليفية. فقد الكتابة في أولية

Thothبين ربطوا لكنهم الكتابة، مخترع أنه على اآللهة كاتب دور وسيده الكاتبةSeshat سيشات اإلله زميلته ووظيفة وظيفته الملكية. الحوليات بأرشيف إليها يعهد وكان المكتبات، أي الكتب

كانت الكتابة أن والشك الدينية. الطقوس في هامة دائما أوراق على مكتوبة نصوص من التعاويذ يقرأوا كانوا والكهنة

بأسماء الحجر على المنحوتة النقوش احتفظت كما البردي، التي التعاويذ بعض أضيفت ثم المقبرة في دفنوا الذين األشخاص

.19 ،18ص سابق، مرجع سعفان، شحاتة ( حسن?)1 العالمية السيادة القديمة، مصر حسن، سليم انظر التفاصيل من مزيد

.2001 األسرة، مكتبة ،5ج والتوحيد،

-13-

السعادة أو الهناء تضمن مثلما القرابين، تقديم استمرار تضمنللمتوفى. األبدية

من مجموعة على والمتون النصوص هذه تكتب كانت كما )متون عليها أطلق وقد المتوفى، مع القبر تودع ثم البردي أوراق

التوابيت(. هي تكون لآللهة مجمع أي في الصدارة إن الخلق: أساطير

)هليوبوليس( أوسعها أسطورة وكانت الخلق، عن المسئولة الذيAtum أتوم هو الخالق اإلله إن األسطورة هذه وتقول انتشارا،

رع. الشمس إله مع واحدة هوية في اتحد يسمى الذي المياه عماء من )أتوم( خرج أن األسطورة وتقول

Nunشو اإلله زواج بغير وأنجب تل فوق ظهر ثم Shuالهواء. واإلله )شو( هو الهواء إله )الرطوبة( وكانTefenet تفنت نون( أو )تف جب األرض إله وزوجهاNut نوت السماء آلهة بين بنفسه زج الذيGeb، الكون خلق بداية كانت وهكذا األرض عن السماء فصل وبذلك يستهلون كانوا المصريين ألن عظة الماء من األرض انبثاق من

تأمل النيل. وعندما في تظهر التي الطين جزر من أفكارهم عن مسئوالن والشمس النيل أن أدركوا أرضهم خصوبة المصريون

.(1 ))حابي( اإلله باسم النيل فيضان وارتبط الخصوبة، هذه الذي هو هليوبوليس )رع( إله فاإلله للشمس، بالنسبة أما

يمثل لفظ المصريون استخدم اآللهة. وقد مجمع في قوتها أساسا صيغة في آتون )رع( مع توحد )الشمس( ثم يعني عام )رع( كاسم

رع(، اإلله )ابن يسمى فرعون أصبح آتون( وقد – )رع هي واحدة )رع( ونظر باسم العالم ونظام العدالة فكرة ارتبطت كما

أنها على والحقيقة العدالة ربةMaat ماعت اآللهة إلى المصريون.(2)ابنته

الجنائزية: الطقوس الموتى، بدفن باالحتفال الشديد االهتمام على المصريون دأب

على تتوقف المستقبل في الميت الشخص سعادة أن اعتقدوا إذ الميت كان بالطقوس، المرتبطة المعتقدات وعلى االحتفال، هذا

الفرعونية، لآللهة اليومية الحياة فاقارميكس، وكرلسقين ميكس ( ديمتري?)1.2000 للكتاب، العامة المصرية الهيئة محمود، الله عبد فاطمة ترجمة

.49 ،46ص ( بارندر،?)2 مصر في والدين الفكر تطور برستد، هنري جيمس انظر التفاصيل من مزيد

.1961 القاهرة، الكرنك، دار موسى، زكي ترجمة الفرعونية،

-14-

يدفن ممارسات على الطقوس هذه جثته. وتشمل تحرق وال دائماوالقربان. التطهر

وقد نفسه بالجسد االحتفاظ المهم من أن المصريون واعتقد لدفن الصحراوية األماكن في التربة جفاف ذلك على ساعدهم إزالة يستلزم التحنيط عملية في المتقن األسلوب كان وقد الموتى،

يستلزم كما واألمعاء، المخ األعضاء إزالة الذكور حالة في أحيانا الصوديوم )أو النطرون الخارج من الجسم على يوضع ثم الجنسية

في والزيت والتوابل النطرون من مزيج يحشى الطبيعي( ثم بحشو ذلك بعد الفراغات وتمأل األمعاء، تفريغ أحدثها التي التجاويف

الخارج من الجسم على والزيوت الحارة التوابل وتوضع الكتان من ويحتفظ التابوت في وضعه قبل الكتان من بأربطة يلف ثم أيضا

أربعة في باألحشاء فيحتفظ الجثة، من أزيلت التي باألعضاء كذلك حمايتها. على يقومون حورس أبناء من أربعة أن قيل صغيرة قدور محاكاة هي العقائدية الناحية ومن كله، الجسد تحنيط عملية أن ويبدو

في أنوبيس يد على ألوزوريس األسطورة في حدث لما مضنية.(1) أوزوريس مع اتحد قد المتوفى الشخص أن يعني مما أبيدوس

الحيوانات: تقديس يعد عبادتها أو الحيوانات تقديس أن الشك جزءا من رئيسيا

من الرهبة أو الخوف إما التقديس علة وكانت الفرعونية، الديانة في الرغبة وإما مثال، والتمساح كاألسد وشره الحيوان هذا ضرر والدجاجة واألوز والقط والكباش العجول ذلك أمثلة وخيره نفعه

وغيرها. منف فيApis أبيس العجل عبادة أن إلى هنا وتجدراإلشارة

األولى. األسرة إلى ترجع إذ مصر في الحيوان عبادات أقدم من ارتبط ما سرعان ثم األمر أول بذاتها قائمة مستقلة بدأت ولقد

بتاح( )رع( و)أوزيريس( )واإلله مثل اآللهة بكبار ذلك بعد عقائدهامنف. ملك

عن أبيس – أوزيريس عبادة انتشرت البطلمي العصر وفي.Sarapis سيرابيس عبادة هي جديدة عبادة إلقامة وعي

المصريون فأصبح الحيوانات قداسة تطورت ولقد هذا من لها البد التي اآللهة أرواح فيها حلت ألنها الحيوانات يقدسون فالنسر األرض، إلى النزول أرادات إذIncarnation التجسد لم مثال

.55ص سابق، مرجع ( بارندر،?)1

-15-

.(2) حورس أسرار مأوى هو وإنما )حورس( نفسه، هو يعد الطبقي: البناء

مصر في االجتماعية الحياة أن عامة بصفة القول يمكن كان الفرعونية العلماء من كثير عثر فقد ، الدينية بالصبغة مصطبغا

بمعنى اآللهة، حقوق على يرتكز كان الملكية نظام أن يفيد ما على وبين اإلنتاج لمرافق العامة الدولة ملكية بين يفصل يكن لم أنه

يجوز ال األموال من بذاتها قائمة وحدة باعتبارها المقدسة الملكية المعابد ممتلكات إلى تشير مراسيم فردية. فهناك ملكية ملكيتها

تحديد الثاني( بشأن )بي الملك من الصادرة المراسيم أمثلتها ومن )نفركارع( من بمرسوم جاء وقد حقول )مين( من معبد ممتلكات

الكهنة. خدمة على يقوم الذي اآللهة )حقل بأنه الحقل وصف يكونوا لم الكهنة أن ذلك ومعنى لهم كان وإنما الملكيات لتلك مالكا الشعائر على القائمة الدينية الهيئة لصالح استغاللها مباشرة واجب

اآللهة. معابد في تمارس التي الفرعونية مصر في الطبقي البناء مالمح أهم نحدد أن ويمكن

يلي: فيما ودعم فرعون تأليه نتيجة ظهرت المؤلهة: التي أوال: الطبقة

والسلطة الدينية السلطة بين وجمعه سلطانه ونشر سيادته بمقتضاها كان التي االجتماعية الحقوق لكافة وممارسته السياسية

والمعنوية. المادية واالمتيازات الملكيات والكهنة األمراء يمنح والكهنة واألعيان األمراء من األشراف: وتتألف ثانيا: طبقة

والملكيات الضياع تقطع الطبقة هذه كانت الغالب وفي والسدنة المؤلهة للطبقة دينية طبيعة من خدمات بأداء تعهدها مقابل في

المادية المزايا وكانت الوفاة، بعد القرابين تقديم وخاصة تنتقل الطبقة هذه أفراد بها يتمتع التي واالجتماعية لهم وراثيا

إلى ذلك أدى وقد المؤلهة، الطبقة حيال يلتزمون الذين وألتباعهم االجتماعي البناء جعل المستويات من متسلسلة حلقات من متألفا

أفراد إلى األدنى المستوى أفراد بمقتضاها يخضع االجتماعيةالطبقي. الهرم قمة في حتى األعلى المستوى

في يدخل من كل تشمل األحرار: كانت أنصاف ثالثا: طبقة المستخدمين من وخاصة المواطنين، من األشراف طبقة عداد

الزراعيين والعمال والفالحين المهنيين، من الحرف وأصحاب

.32ص سابق، مرجع القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)2

-16-

أرقاء يكونوا لم وإن الطبقة، هذه وأفراد والعسكريين، والجنود الكثير إن حتى كاملة، بحريتهم يتمتعون يكونوا لم أنهم إال تابعين،

وقت في كانواCerf األرض أتباع بأنه القول إلى يذهب العلماء من من ذلك على مستدلين القديمة، مصر في اجتماعية طبقة يؤلفون

يوحي الذي الورثة. األمر )األنفار( إلى ملكية انتقال إلى تشير وثائق كانت الذين األجانب من بعضهم وكان األرض، أتباع طبقة بوجود

(1)وفتوحاتها. غزواتها في المصرية الجيوش تأسرهم

المصريين فقدماء الرق، على مبنيا يكن لم المصري والمجتمع والبيرة( )والخبز بل فحسب، المستقر )ماعت( النظام يروا لم

فرد لكل كحق أيضا )عظيما سواء، حد على ونساء وصغيرا( ورجاال يكن لم كما الحياة بهرتهم فمن البعض يقول كما ذهبيا، عصرا

بالظلم قط يشعروا لم أنهم لو كما المقابر، في المصورة الممتعة االجتماعية النزاعات الطبقات وجود الجلي لمن هناك. وإنه القاسي

الفرعونية. العصور في الفرعون كان التي بالشعائر وقائما اإللهية للسرمدية تجسيدا

هو يستطع، لم ولكنه للدولة، الكلية القوة استمرارها. وهو تكفل هيئة تألفت ذلك الكهنة. وعلى وال البيروقراطية يكون أن نفسه الكهنة. ولما ومن الجيش إدارة ورؤساء األقاليم حكام من حاكمة

واجباتهم تأدية في ومخلصين وماهرين نشيطين الرجال هؤالء كان الحقة عصور ملكية. وفي وهدايا وبضياع سخية، بمرتبات كوفئوا الملك(، من )بأمر والمقابر المعابد دخل )أسهما( من منحوا

شخص كل كان السامية الرتب لهذه ومحاكاة كانت مهما مدربا كان سواء رتبته، أو موظفا العمال من أو الكهنة من أو كاتبا

نوعية، المتوسطة، الطبقة هذه أجور الفنانين. كانت أو الماهرين بقدر يحظون وكانوا العليا الطبقة دعامة وهم هبات، ومكافأتهم

الحياة. ولين المعيشة يسر من نسبي أقل كانوا المصريين الفالحين أن ويبدو بكثير هؤالء من حظا

فكانوا أو جماعات يشتغلون األراضي في عماال أسرى أو عبيدا( 2)بالسخرة للخدمة عرضة األوقات جميع في وكانوا حرب،

الفرعونية: مصر في واإلدارة الحكم ،1970 ،3ط الحديثة، القاهرة مكتبة الديني، االجتماع علم الخشاب، ( أحمد?)1

.328صص سابق، مرجع القديمة، المصرية الحضارة معجم وآخرون، بوزر ( جورج?)2

299،230.

-17-

ضم مع العالم، في موحدة دولة، أو أمة أول مصر أصبحت الفرعون حكم تحت واحد كقطر والبحري القبلي الوجه إقليمي الكيان هذا األسرات. واحتاج عصر أوائل في ق. م3100 حوالي

نظم مع واسع نطاق على ومنظم منسق لعمل الكبير القوميإلدارتها. وحكومة جديدة إدارية

األشخاص أكثر الفرعون وكان أنه يعتقد حيث مصر، في نفوذا اعتبر وحاكم، للمعبود. وكملك تجسيد أنه أي إله ونصف بشر نصف

الفرعون الكلية القوة هذه واألرض. ومنحت السماء ألسرار حائزا عاتقه على ووضعت للفرعون، كاملة سلطات المقصورة واجباته أهم اآللهة. فكانت وتجاه شعبه تجاه عديدة مسئوليات

ظل في واالنسجام السالم على الحفاظ خالل من اآللهة خدمة واالقتصاد والجيش الحكومة على الفرعون )ماعت( فسيطر قوانين

والتعدينية، التجارية البعثات وأدار المنظمة، القوانين بأكمله. ووضع فكان القضائية، السلطة إدارة وتولى الري، أعمال على وأشرف تطبيق عن والمسئول للجيش، األعلى والقائد األكبر، الكاهن

القانون. واحد شخص يستطيع أن من أكثر االلتزامات، هذه كانت ولما

لتنفيذ وكهنة مسئولين الفرعون كلف فقد مباشرة، بها القيامالدينية. بالوظائف والقيام الحكومية، المهمات

الملكية. أعلى األسر بين من الملك يعينه الذي الوزير واعتبر الفرعون، بواسطة إال يساءل الوزير يكن ولم مكانة، المسئولين

يومي اتصال على فهو ثم ومن وقراراته أوامره تنفيذ يتولى الذي الفرعون، مع بتطبيق الجيش. ويهتم وقادة الكهنة، كبار مع وأيضا

والضرائب، والري والزراعة العدل أمور على واإلشراف القوانين على المقابل في الوزير يحصل أن يتخيل أن للمرء يمكن وبالتالي

ضخمة. وامتيازات ثروة عليها الدين رجال سيطر حيث ثيوقراطية، دولة مصر وكانت

وقد للفرعون، ووزراء كمستشارين الكهنة من العديد جزئيا. وعمل.(1) الضرائب دفع من الكهنة الفرعون استثنىوالقانوني السياسي الفكر

تق�ديس نظرية مثل سياس��ية نظري�ات الق��ديم المص��ري ق�دم نسل من أو األرض على يمثله أو الله ابن الملك أن وكيف المل����وك

.102ص ( أنارويز،?)1

-18-

اليون���اني الفكر إلى بعد فيما انتقلت ال���تي النظرية وهي األله���ة، لتشكيلها المختلفة األديان أخذتها ثم والروماني تش��كال يتفق جدي��دا

قد الت��أثير ه��ذا أن المؤرخ��ون ويرجع التوحيد، في العامة مبادئها مع آم��ون معبد زار الذي اإلسكندر طريق عن الغربية الثقافة من انتقل

بطق��وس له وق��اموا فيه الكهنة واس��تقبله مصر على هاس��تيالئ بعد عن��دما ال��ذين رودس س��كان إلى ذلك بعد الفك��رة انتقلت إذ ديني��ة، آمون كهنة استشاروا األول بطليموس تأليه أرادوا انتش��رت وأخ��يرا

المق��دس. المل��وك حق نظرية وجود إلى وأدت الرومانية الدولة في أن وهي كس��ابقتها انتش��رت أخ��رى نظرية نشأت النظرية هذه ومن

حق إال لهم ليس األف����راد وأن لألرض المالك هو الح����اكم أو الملكعليهم. تعود معينة فوائد نظير استغاللها

)م���اعت( الق���انون مثلت فقد الق���انوني للنظ���ام وبالنس���بة ف��وق هو من هن��اك يكن ولم االجتماعي��ة، الطبقات لجميع األساسي

ط��ائعين القديمة مصر في المواطن��ون اإلطالق،وك��ان على القانون وك��انت واآلخ��رة، ال��دنيا الحي��اة في العق��اب خش��وا حيث للقانون، ال��تي الجرائم باستثناء المحلية المحاكم في تنظر القضائية الدعاوى القاضي باعتباره الفرعون ينظرها التي اإلعدام، عقوبة على تنطوياألعلى.

المص��ريون ق. م( ع��رف712-�� 1573) الحديثة ال��دول وفي ضد دب���رت ال���تي الم���ؤامرات بمناس���بة الخاصة المح���اكم نظ���ام

المعاه��دات عرف��وا من أول المص��ريون وك��ان الث��الث رمس��يس ملك مع الث��اني رمس��يس عق��ده ما المعاه��دات ه��ذه ومن الدولية،. (1) الحيثيين

فقد التش��ريعية الناحية في ك��ذلك الق��دامى المص��ريون وامتاز ه��ذا وكان األمثل، التشريع الملك( هي )تعاليم اإللهي المنطوق كان

ويض��رب والنف��اذ، الطاعة واجبة مراس��يم صور في يصدر المنطوق المؤرخون إلى األمن إلع�ادة أص�دره ال�ذي محب حور بمرسوم مثال

والفساد، الرشوة على والقضاء اإلداري الجهاز تنظيم وإعادة البالد، من الحماية المقصود الهدف هو الفقير الرجل )إن النفوذ واستغالل

المرس��وم ننش��دها( ونص التي الغاية هو االجتماعي والرخاء الظلم،فسادا. األرض في يعيث من كل تنتظر التي العقوبات على

الح��دود، خ��ارج به يق��ذف أو أنفه يقطع الم��ذنب أو ف��المجرم .20،21ص سعفان، شحاته حسن( ?)1

-19-

المق��ابر نهب أو وتخ��ريب والس��رقة والرشوة باليمين الحنث واعتبر الدولة مس�ئولي ومقاومة مس�روقة سلع وحيازة بينما جنائي��ة، تهم�ا الوف��اء ع��دم جريمة اعت��برت أس��وأها. كما المق��ابر س��رقة اعتبرت للغاي��ة، خط��يرة بال��دين المبلغ ب��رد مرتكبيها على يحكم ما وغالب��ا

األحك��ام تأخذ أن الممكن مرتفع��ة. ومن فائ��دة نس��بة مع المستحق النفي أو اإلجباري العمل أو السجن أو اإلجباري التعويض دفع صورة

اإلع���دام. هي األشد والعقوبة الممتلك���ات مص���ادرة أو النوبة إلى أو المالمح وتش��ويه الجلد أو بالض��رب الع��اديين المجرم��ون ويعاقب

. (1) البتر

.104ص أنارويز،( ?)1

-20-

الرافدين بين ما بالد الزويرت تعبير حد على كان وانتشارها الزراعة اختراع أن الشك

بعدما اإلنسان في يؤثر أن استطاع ما أعمقHuntington هانتجتن الزراعة على القائمة فالحضارة واختراعه، اكتشافه إلى توصل

تتطلب إنساني كنشاط تختلف التي والمهارات القدرات من نوعا والصيد، كالرعي أخرى نشاطات بها تتصف التي تلك عن كثيرا

والمثابرة والجهد العمل من مزيد إلى تحتاج الزراعة أن وخاصة واالنتظار الترتيب على والقدرة وكذلك والمكان، بالزمان ارتباطا الزراعة تتطلب وهذه والترتيب والتنظيم والنظام الثبات من نوعا

الجماعات تكون أن والرعي. والبد للصيد بالنسبة تتوافر ال الخصائص تلك من االجتماعي التفكير بوادر لديها ظهرت التي المبكرة األولى

المعرفة من درجة على وحصلت األرض في استقرت التي الجماعات المتاحة الطبيعية الموارد من االستفادة وكيفية وتنظيمه الري بطرق

العوامل وسائر البشرية القوة إلى باإلضافة المائية الموارد وبخاصةواأليكولوجية. البيئية

شهدت التي البقاع أخصب من الرافدين بين ما بالد وكانت الزراعة عام آالف سبعة حوالي فمنذ األراضي، هذه لخصوبة نظرا

الفارسي الخليج منفصلين يخترقان الفرات ونهر دجلة نهر كان فيها أقام التي المنخفضة األراضي تلك بينهما فيما ويحصران

حضارتهم.Sumerians السومريون عام حوالي زاهرة حضارة إقامة من السومريون تمكن وقد

في بها خاص وأسلوب آداب ذات راقية لغة لهم وكانت ق. م4000 ونجحوا المسماري الخط باسم العرب عند اشتهر الذي هو الرسم

واستزراعها األرض فالحة في وأقاموا األنهار مياه على اعتمادا ري عمليات وتنظيم الفيضانات لمواجهة والخزانات السدود

كانت التي والمناجل الفئوس زراعاتهم في واستخدموا األراضي المحروق والطين الصوان من تصنع استخدموا كما جيدا، حرقا

فنون الفخار. وتقدمت صناعة وعرفوا الجر وأدوات الدواب الفنية واألشكال والرسومات اآللهة معابد لنا عكستها كما العمارة،

.(1) الخشبية والمصنوعات فيSargon األول سارجون تمكن المسلح صراعهم خالل ومن

،1998 غريب، دار االجتماعي، الفكر تاريخ في المختصر زيد، أبو ( محمود?)1.11ص

-21-

دول من مكونة موحدة إمبراطورية أول إنشاء من2350 عام وجبال المتوسط، البحر إلى الفارسي الخليج من تمتد المدن

وتضم طوروس حكم إلى وأخضعها وسومرAkkad أكاد من كال التي اإلمبراطورية وهي منظمة مركزية حكومة ذي عسكريالتاريخ. عرفها حقيقية إمبراطورية أول الكثيرون يعتبرها

حمورابي: قوانين من الثاني النصف في بابل ملكHammurabi حمورابي ظهر

مثل والذي ق. م،1750-1792 الميالد قبل عشر الثامن القرن هذه سيطرة تأكد وقد األولى، بابل أسرة في الملوك سادس عظمة شعلة انطفاء بداية كانت ثم ومن بابل، حكم على األسرة

له حققت الغزوات من سلسلة حمورابي بدأ وقد السومريين، الفرات أعالي تقع التيMary ماري من تمتد واسعة إمبراطورية

حمورابي قدم وقد الفارسي، الخليج إلىNieneveh ونينوي قوانين من البشرية عرفته ما أقدم تعتبر القوانين من مجموعة

وتضمنت مادة200 حوالي موادها وتبلغ المدنية القوانين من كال الموضوعات بين ما يجمع تصنيف في وذلك والتجارية والجنائية

دقيق. بشكل فصلها يتحدد لم وإن المتشابهة بابل، شهدتها التي االزدهار عصور آخر حمورابي عصر ويعتبر

اإلنشائية المشروعات من العديد عهده في نمت حيثالدينية. والمعابد واالستحكامات

43 حمورابي حكم واستمر من تعاني إمبراطوريته لتبدأ عاما القضاء من والكاشيون الحيثيون تمكن حتى موته بعد التدهور مالمح عليها .(1) ق.م1595 حوالي تماما

(:1750- 1792) حمورابي عند التشريع فلسفة ق. م الثاني األلف منذ القديم العراقي حياة في الدولة احتلت

فلسفة أن قلنا إذا نغالي وال )القانون(، وكذلك متقدما، موقعا األساسية المبادئ من الخلقي وااللتزام الحقوقية والقاعدة القانون

.(2)الحين ذلك منذ العراقي المجتمع في في وبخاصة متطور اجتماعي بوعي الرافدي اإلنسان تميز فقد

حقوقهم ممارسة على اعتادوا أنهم حتى والواجبات، الحقوق بابالعدالة. تحقق التي األداة )القانون( باعتباره حدود في وحرياتهم

.118 زيد، أبو ( محمود?)1 دار الفلسفي، التأمل وبدايات القديم الشرقي الفكر المرزوقي، ( جمال?)2

.106 ص3ط ،1997 الهداية،

-22-

أحكام دقة في نظمت قوانين مدونة رابي حمو وضع وقد والزراعة والعقود الملكية ويشمل بابل في المدني القانون

سير وكذلك واإلرث والتبني والزواج الصرافة وأعمال والتجارةالقضائية. المرافعات

تطبيق وقصر الدماء بسفك االنتقام رابي حمو حرم وقد من فالناس المقررة، المحاكم إجراءات على بالمثل المثل شرعه

تنظمهم السواء على البالد، في والمولود الغريب الطبقات كل أمثال أن كيف نقرأ أن بالغ بمكان الطرافة ومن القانون، حماية

الملكية وثبات العسكرية الخدمة من كاإلعفاء الحديثة المسائل هذه واألطفال، للنساء الشرعية والحقوق الزوجة ديون عن والتعويض

ق. م. الثالثة األلف السنوات ختام في البابلي الحاكم هذا نظمها مثلتها رابي حمو شريعة في الشخصية األحول قوانين ونجد

وعدم ورضاعتهم، األوالد مسألة عالجت ( التي194- 127) المواد المرأة نصيب إلى باإلضافة شرعي، عقد بدون الزواج شرعية

الفتاة وحرية التجارة هذه ممارسة في بالحرية وتمتعها بالتجارة حمو تجاوز المسؤول، المشرع وبروح عبد، من التزوج في الغنية أو حرب في تفقد التي المرأة زواج ( مسألة133) المادة في رابي

من يكفيها ما وجود حالة في االنتظار إلى بآخر، الزواج في شابه، ما سبل تيسر مع عفتها، على محافظتها عدم ثبت إذا أما الطعام، ذلك يترك لم إذا ب( أما133 )المادة الماء في فتلقى لها، العيش ها ألن عليها، جناح ( فال134 لها)المادة الكافي الطعام الرجل الفرد سلوك المشرع قرن )تتزوج( وبذلك ثان رجل بيت دخلت

لم التي – الزوجة تلك دخلت إذا أما واالجتماعية، المعاشية بظروفه وأنجبت زوجها، عودة قبل رجل، الكافي- بيت الطعام تمتلك تكن منه مع األوالد بقاء )تطلق( مع عودته عند زوجها إلى فتعود أوالدا

دخلت التي الزوجة رجوع عدم ( على136) المادة وأكدت أبيهم، الزوج إلى الحرب، من زوجها هروب )تزوجها( بعد ثان رجل بيت. (1)الحرب نهاية في عودته عند

االجتماعية ومكانته الرجل كبرياء رابي حمو يخدش ال ولكي )األمة( وأبناؤها، وأبناء الزوجة أبناء ( بين170) المادة في ساوى

.207 ،206ص السابق، المرجع المرزوقي، ( جمال?)1 األشورية اآلداب في الجنائية المسئولية شمار، بوبيه جورج التفاصيل من مزيد

حمو العطار، كاظم ومحمد ،1981 بغداد، الصويص، سليم ترجمه والبابلية،.1983 بغداد، العظيم، رابي

-23-

بهم التحكم أوالدها أو لزوجته يحق وال ( معنى171)المادة مطلقا )من األرقاء على العبودية ديمومة عدم أقر رابي حمو أن ذلك

لوحظ ما خالف على األب، وفاة حال واألوالد( ويتحررون النساءأخرى. بيئات في

األوالد بين اإلرث قسمة في، رابي حمو شريعة تميز ولم مساوية حصة للزوجة خصصت كما درجاتهم، كانت مهما والبنات،

من إخراجها وأرادوا معاملتها، األبناء أساء فإذا الميراث، في ألبنائهازوجها. بيت في وإبقاؤها األبناء، معاقبة القضاء فعلى البيت،

من المعبد في المتزهدة الفتاة ( حق180) المادة ضمت كما الورثة، لبقية مساوية حصة منحتها حيث أبيها، وفاة عند اإلرث،) المواد )التبني( منظمته أما إخوتها، إلى وفاتها بعد ميراثها ويعود رجل تبنى إذا يلي ما على األولى نصت ( حيث193- 185 طفال

االبن ولهذا المتبنى، الطفل بذلك يطالب فال ورباه، )سمى( باسمهاآلخرين. حقوق

يلي: ما على ( بنصها195) المادة فضمتها األبوة حقوق أمايده(. يقطعوا أن القضاء فعلى أباه االبن ضرب )إذا

بالضرورة ليس أنه على تأكيده سبق، ما على رابي حمو ويزيد الرجل يدفع أن اإلنسان قيمة ألن بهديته اكتفت إذا لزوجته مهرا

العالقة عنوان الطرفين بين الزوجي الوفاء وأن شيء، كل فوق الطاهرة، الزوجية كانت إذا إال زوجته يطلق أن للزوج يحق ال وأيضا

وأن للمنزل، التدبير سيئة أو معه منسجمة غير أو زانية أو عقيما كان )مفارقته( إذا الزوج ترك حق للمرأة الطالق( )دون معها قاسيا

كان إذا لها. مخلصا على منطوية المرأة إلى البابلي المجتمع نظرة كانت وكذلك

االحترام، من وافر بقدر تتمتع عندهم فالمرأة التقدير، من كثير إلى تنتمي والتي المتزوجة البابلية المرأة إلى بالنسبة خاصة وبصفة لها كانت المرأة هذه فمثل األعلى، والطبقات العريقة األسر

حتى أو تراه ما وفق فيها التصرف تستطيع التي الخاصة ملكيتهاذلك. ارتأت ما إلى تهبها

أن يعني ال للمرأة الخاصة بالملكية الرجل مساس وعدم.(1)واألطفال للزوج وراعية وأم كزوجة واجبها تمارس ال المرأة

من مجموعة على تقوم ديانة وآشور بابل من كل وطورت

.120ص زيد، أبو ( محمود?)1

-24-

والمحرمات بالمقدسات تتعلق التي المتماسكة والطقوس العقائد عليه يطلق كان الذيMaridack ميردوك األكبر بابل بإله لها ورمزوا

هنا أشور. ومن مع القومية لوحداتها األوحد الحارس )بعل( واعتبروالرجاء. والتضحية والحب الخير إله أنه على لديهم مثل فقد

كان الذي العبودية نظام على هذا انعكس وقد بابل في سائدا عرفته عما يختلف أنه الكثيرون يرى والذي فالعبيد ذلك، بعد روما

بمقدور وكان بل واحدة، عائلة أنهم على إليهم ينظر كان بابل في يصير أن العبد يصبح وأن حرا حقوق كل له المجتمع في عضوا

بمثابة تكن لم فالعبودية والتزاماتهم، وواجباتهم األحرار األعضاء تخزي وصمة تكن لم كما صعوده، وبين اإلنسان بين يحول حاجز

حياته. طوال اإلنسان وعي على النهرين بين ما بالد كانت التاريخ قبل ما عصور ومنذ

بقايا ذلك على وتشهد وجودهم، عليها تعتمد التي الروحية بالقوى والتماثيل القرابين، وتقديم التضحية وأماكن والهياكل المعابد الكتابة ظهور ومع الدفن، وعادات اآللهة وتماثيل الصغيرة، الرمزية

وجدت التي أور مدينة من بالقرب الفرات علىUruk أورك في أوال بما زودتنا التي الشواهد من جديد مصدر ظهر ق. م3000 حوالي بألواح وكذلك الطين، على مكتوبة وثيقة مليون نصف من يقرب الممكن من جعل مما المسمارية العالمات استخدمت التي الكتابة

الفكري. تطورهم تتبع تصورات الميالد قبل الثالثة األلف خالل السومريون طور لقد

واآلشوريين البابليين من خلفائهم على تأثير لها كان الكون حولوالحيثيين. ما كل وأن بالنظام يتسم الكون أن الرئيسي تصورهم وكان

لنشاط اإللهي العقل لتجلي إنعكاس فهو اإلنسان يدركه أن يمكنللطبيعة. خارق

هي السومريين عند الكون منها يتألف التي الرئيسية والعناصر بقرص أشبه األخيرة اآللهة وتبدوKi كي واألرضan أن السماء كان الذي البحر أن يعتقدون وهم الروح أوLil ليل الجوي الغالف

وتشكلت المخلوق الكون عنه انبثق الذي األول السبب هو البدء في طريقه في يتحرك وكل والنجوم والكواكب والقمر الشمس فيه

ثم األرض، على يحدث السماء في يحدث وما المرسوم اإللهيالبشرية. والحياة والحيوانات النباتات ظهرت

غير والموجودات اإلنسان على تعلو التي الكائنات أما

-25-

فكانت فيه وتتجسد الكبير الكون في تتحكم التي المنظورة لها والنساء كالرجال أنها ذلك من بشرية بصفات توصف بالضرورة وتتزوج وتشرب تأكل أنها كما ضعفها وجوانب الطاغية انفعاالتها البشر خلقت عندما باآللهة خالدة البشر خالف على لكنها وتنجب،

يدها. في الحياة وأبقت بالموت لهم احتفظت (Me )مه تسمى إلهيه قوى هناك أن السومريون اعتقد ولقد تشمل اإللهية القوى وهذه العالم أمور في اآللهة تتحكم بواسطتها األمانة، العدوان، القضاء، الكهانة، التاج، األلوهية، السيادة،

مئات السومريون وضع وقد الصراع.....، الجنسية، المعاشرة خاصية إله ولكل إله، أنه على منها كل وصنعوا المقدسة األسماء.(1) محددة مسئولية ومناطق مميزة

األسمى الحاكم هو األصل في السماء ( إلهan – u و – )آن كان البداية في وكان السومري، اآللهة مجمع في الرئيسي واإلله مهتما

على عالمة قرون ذي للرأس بغطاء له ويرمز الحكم، بشئون هزمت عندما ولكنUruk أورك في الرئيسي معبده وكان ألوهيته،

الليلEnlil إنليل إلهها أصبح أوروك لمدينة المجاورةNippur مدينةElilأكور في الرئيسي معبده والرياح( وأصبح الجوي الغالف )سيد

Ekurالذي األول والجد المحسن، هو عال. وانليل توقير موضوع التي الضرورية واألدوات والنباتات والقمر الشمس خلق إليه يعزي

األرض. على بواسطتها اإلنسان يسيطر إنكي اإلله )أنو( و)إنليل( هو بعد اآللهة مجتمع قادة وثالث

Enkiالسفلي( المعروف العالم )إله إلهEa )أيا باسم أيضا وفي كلها، الحكمة إليه وتعزي بدايتها في المياه حكم فقد األعماق،

( كانEa )أيا أن نجد )أنو( و)إنليل( وغطرستهما استعالء مقابل يعلم كان معا. ولما أن في اآللهة رفاقه ومن البشر من محبوبا

والحرفيين. السحرة راعي أصبح فقد األسرار جميع مجمع برئاسة إليه عهد الذي هوMarduk مردوخ ابنه وكان

التي القوية الدولة مركز هي بابل مدينة كانت عندما كله اآللهة كان الوقت ذلك وفي النهرين، بين ما بالد معظم على سيطرت

وفنون الفلك، السيما العالم راعي هو مردوخ ابنNabu نابوا اإلله وظائف على بالتدريج عشتار العظيمة اآللهة استولت وقد الكتابة اسمها وأصبح السابقات اإلناث اآللهات من كثيرة للفظ مرادفا

.13 ،12ص ( بارندر،?)1

-26-

آن في والحب الحرب راعية نفسها هي كانت أنها حين )االلهة( فيمعا.

عندها وتبجيل تقدير موضع أخرى آلهة كانت فقد آشور أما كالثور، يرعد وهو العاصفة )حدد( يركب الجو فإله يده في ممسكا

عن والدمار الخراب يجلب أنه من الرغم وعلى البرق، بشوكة كان فإنه فيضانات من يسوقه ما طريق محبوبة شخصية أيضاالمطر. طريق عن الرخاء تجلب

السياسي وضعها لتأكيد باستمرار آشور احتاجت ولقد آلهتها نرى ولهذا مستمرة، عسكرية بحمالت تقوم أن واالقتصادي

والصيد الحرب إلهNinurta نينورتا مثل عسكرية بسمات تتسم.(1) المقدس الكتاب يذكره الذيNimrod نمرود نفسه هو وربما

السموات خلق وكيفية العالم أصل حول أساطير وظهرت ))تنينTiamat أوتيمات تعامة )مردوخ( حارب فالبطل واألرض،

إلى شقها ثم وقتلها الظالم، أفعى أليم الحرفي البحر( ومعناها واألرض األول نصفها من السماء فصنع كالصدفة فانفتحت نصفين،

الثاني. نصفها من عقاب أنه على الطوفان وجلجاميش أتراجيس ملحمتا وتصور

ملحمة كل في البطل ظفر البشري. ولقد بالجنس اآللهة أنزلته )أو تحذيرات من إنكي اإلله له قدمه ما بفضل وبقى بالخلود منهما عائالت عليها تهرب سفينة بناء طريق عن ( وكذلكEa أيا اإلله

والحيوانات. البشر منحته فقد عنها، ينوب أنه أو األرض على اآللهة مثل الملك

يعامل أن منه تتوقع وهي عنها، نيابة يتصرف لكي السلطة اآللهة القوي، أمام الضعيف عن يدافع بحيث محاباة، وبال بالعدل الناس

يكون وأن االعتبارات يوجه كان وقد واألرامل، لليتامى نصيرا وقد لعناتها، يمنع وما وبركاتها اآللهة رضا من تجلبه لما األخالقية

ولهذا الجماعة، سالمة عليها تقوم الملك سالمة أن يعتقدون كانواذلك. لضمان عامة إجراءات تتخذ فإنها

طقوس يحكمه أعمال من حيواته طوال الملك به يقوم وما إلى يعهد والملك شخصه وتحرس طهارته تضمن واحتفاالت دينية والمسح القرابين وتقديم الخاصة الواجبات ببعض مختصين كهنة

.(2)الديني واإلنشاد الغناء طريق عن والرقى التعاويذ وتالوة بالزيت.17ص ( بارندر،?)1.33ص ( بارندر،?)2

-27-

والعذاب: الخطيئة أو المرض صورة في اإللهي القصاص تستوجب أخطاء هناك

فكانت الحسنة األفعال نتائج الموت. أما وحتى بل االضطراب، الذي ذلك بأنه اإلثم تصف التعاويذ من نصوص أيضا. وهنا تسجل

ينطق أو منها، يسخر أو آلهته يحتقر أو آلهة على حرمه ما يأكل االبن بين ويباعد الضعيف يظلم الذي وهو بالحق، يحكم وال بالباطل

هذه تغفر أن ويمكن األسير، يعتق وال وصديقه الصديق وبين وأبيه التحرر يمكن كذلك النواح، أو والصالة التوبة تراتيل بتالوة الخطايا

.(1)التكفير قربان بتقديم فيهاالقديم: العراقي عند الفاضلة الحياة جوهر الطاعة حسب يسير الكون في ما كل بأن الرافدين وادي إنسان آمن

اإلنسان على وما مقررة ونواميس قواعد على تستند )خطط( إلهية لها ينقاد إال طائعا خير ورائها من استهدفت اآللهة ألن مختارا

أو اضطراب دونما الكون تسيير استهدفت كما وعدالته، اإلنسان له فوضعت خلل نظاما دقيقا التوازن على الحفاظ أجل من عادال

طاعته. إال الفاضل على ما فيه، الكلي واالنسجام )الطاعة( الواعية فضيلة واحتلت موقعا األخالق في مهما

الالحق التطور مجرى في ظهرت خلقية مفاهيم تعضدها الرافدية والتوافق( االنسجام )فضيلة أهمها الرافدي، اإلنسان ووعي لمدارك عصر هو الذهبي "المطيعة" والعصر الحياة هي الفاضلة والحياة فالمجتمع، األسرة، دائرة من الفضيلة هذه فيه تندرج حيث الطاعة عرف في يستحيل إذ موجهة، سلطة وفق والنظام فالدولة

تكون سلطة دون منظم عالم وجود القدماء العراقيين على دائما التنظيم وعالمة اإللهي(، العام( و)النظام )القانون تطبق )حق( ألنها

حياة أجل من للمستقبل والتخطيط الطاعة هي الفرد حياة في الطويل والعمر الصحة هو والتخطيط الطاعة ومركب أفضل،

والمال. الكثر، واألبناء المرموق والمركزالطاعة:وهنا نشيد يصف عصر

ويكرم غيره، إزاء السفاهة عن المرء يحج يومأباه االبن يتحمل البالد، في جليا االحترام تبين يوم صغيرا

الكبير لقدر

.34ص ( بارندر،?)1

-28-

الكبير الصغير... أخاه األخ يحترم يوم األخير ويتمسك األصغر، الولد األكبر الولد ويرشد

بقراراته

القديم العراقي ويوصي تسمع كما أمك كالم )اسمع بأن دائما كما األكبر أخيك كلمة )واسمع األكبر(، أخاك )واحترم إلهك(، كلمة

الكبرى(. أختك قلب تغضب )وال أبيك(، كلمة تسمع إال العائلة في سنا يكبرونه الذين لإلفراد المرء طاعة وما.(1)والملك والمجتمع الدولة أخرى دوائر العائلة فوراء البداية،

نظرة له قائد ال الذي الجمهور إلى ينظر القديم والعراقي بغير غنم ملك بال أيضا. والجنود الخوف ونظرة والشفقة، االستياءراعيها.

عليا سلطة عليه تفرض لم إذا منظم عالم وجود يستحيل ولذا السلطة بأن يشعر هنا والفرد إرادتها القصر( )أوامر حق على دائما يغيره ال اإلله كنطق ونطقه حق، الملك كلمة تتبدل، ال اإلله كأوامر.(2)شيء

دار الفلسفي، التأمل وبدايات القديم الشرقي الفكر المرزوقي، ( جمال?)1.197ص ،1997 ،3ط الهداية،

.198ص السابق، المرجع المرزوقي، ( جمال?)2

-29-

شتيه : الزراد الفارسي الفكر شت زراد ومؤسسها الفارسية، الديانات أقدم من الزرادشتيه

اليونان. عند استخدامه ذاع الذي االسم وهوZoroaster استر زور أو الميالد، قبل السابع القرن منتصف في زرادشت وعاش

الذي الدين انتشر وقد بازريمان يقيم وكان ق. م،583 عام وتوفيبه. الفارسي الملك إيمان أثر على وذلك فارس إلى بلخ من به بشر

وطنه بني وجد والفرس الميديين أسالفه بين زرادشت وظهر هيتا( آلهة )أنا األرض ويعبدون أسالفهم، يعبد كما الحيوانات يعبدون و)هوما( الثور الشمس )ميثرا( إله ويعبدون واألرض الخصب

زرادشت ضاق ولقد المقدس، يثور وراح البدائية اآللهة بتلك ذرعا )أهورمزدا( هو واحد إله إال العالم في ليس أنه ويعلن الكهنة على

من وصفات له مظاهر إال ليست عداه ما وأن والسماء النور إلهصفاته.

الكتاب في وأدعيته وأفعاله أقواله زرادشت أصحاب جمع وقد )االبستاق(. أوZend Avesta)زندافستا( المسمى المقدس يقوم الذي العالم ثنائية هي المقدس الكتاب في السائدة والفكرة

وأن أهريمان، والشيطان أهورامزدا اإلله بين صراع مسرحه علىالخالدة. الحياة إلى ويؤديان واألمانة الطهر هما الفضائل أفضل

هو خصم وله شريك له ليس الذي كله الكون إله وأهورمزدا مر على سينهزم الذي الشر إله أهريمان وهو الرفعة في دون

بقية يكتسي نفسها، كلها السموات دائرة هو وأهورامزدا الزمان، يتخذها الصلبة السموات والمجد الضوء هو وجسمه له، لباسا

النار من زرادشت جعل ولقد والقمر الشمس هما وعيناه األعلى، أهورامزدا اإلله من الصادرة عنصرا الموجودات جميع بين مشتركا

هذا وماهية جوهر فهي إليها، يعود شيء وكل منها، يخرج شيء كل في يعيش كله. إنه الوجود على احتوى قد أهورامزدا أن إذ الشيء،

المترفعة وحدته في والمادي الروحي الخلق أفكار على محتويا على يحتوي الذي المعقول العالم بمثابة أهورامزدا فعقل عقله، األشكال نوره من تفيض عندما وأنه واألفكار، األشياء أصل

لذاته. مرآه بمثابة تكون المتعددة هذه عن عبر وقد شيء كل على يسمو زرادشت إله إن تقل ال بعبارات الفكرة ما يقول: )هذا أيوب سفر في جاد عما جالال مسار رسم الذي منذ أهورمزدا يا الخير فاصدقني عنه أسألك

ومنذ ويتضاءل؟ يتزايد القمر يجعل الذي منذ والنجوم، الشموس

-30-

الذي منذ وارتفع؟ السماء وأمسك تحتها والسماء األرض رفع الذي سرعتها؟ والسحب الرياح سخر الذي ومنذ والنباتات؟ المياه حفظ.(1)أهورامزدا يا الخير العقل أخرج الذي ومنذ

الخير تعميم مبدأ هو الزرادشتيه عليه قامت الذي األساس إن هو الغاية هذه لتحقيق الضرورية الوسائل من وأنه الشر، وإبادة وكذلك األرض على والعمران الخصوبة ونشر اإلنساني النوع تقوية اسمين )الخير( وجعلهما )مازدا( وبين اإلله بين زرادشت وحد

الزرادشتيه الديانة قلب الخير أصبح لذلك ونتيجة واحد، لمسمى )أهريمان( إله وينهزم الفضيلة تسود عندما كله الكون وسيعمالشر(.

ناحية من الشر إله على الخير إله شأن من زرادشت ويعلى يسلب لم وجالله وسموه علوه مع اإلله هذا أن بيد واألبدية، األخالق

لهم ترك بل منهم، األشرار حتى البشر من واإلرادة القوة من قدرااالختيار. في الحرية كاملي يكونوا حتى إرادته يساوي يكاد اإلرادة

يجب المعرفة حق ونعرفه الله نفهم لكي أنه زرادشت ورأى هذا إلى طريقنا وفي اإلنسانية في إخواننا نفهم كيف نتعلم أن

– التعاون – )العدالة الطريق عالمات من بعدد نمر أن البد الفهمالكمال(. وراء السعي – اإليمان

والعقاب، للثواب صورة فنجد للروح األخروي المصير وعن كل فيستدعي الحياة في مهمتنا تنتهي عندما أنه زرادشت فيذكر أن بأجمعها الموتى ألرواح البد وكان عمله، عن حسابه ليقدم إنسان الطيبة الخيرة األرواح تجتازها الجحيم، فوق ممتدة قنطرة يجتاز كلها حياة يعيشون وهناك النور )أهورامزدا( إله يستقبلهم حيث

الدهر. أبد إلى مازدا اإلله كنف في وغبطة سعادة قوة ذات عذراء فتاة بها وترحب تلقاها الطيبة الروح أن أي

الدهر. أبد إلى منعمة سعيدة أهورامزدا مع تعيش وهناك وبهاء خارجها في الظلمة من هوة في يسقطون فإنهم األشرار أما يطمعون فإنهم وسيئاتهم حسناتهم استوت من أما زعافا، سما الحر ألم فيه يقاسون واألرض السماء بين فسيح مكان في يضعون أمل في ينظرون ويظلون الجوية التغيرات بجميع ويحسون والبرد الطقوس من وكان مصيرهم على األخير الحكم ورهبة

.88ص سابق، مرجع القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1 الهيئة عطية، فيليب وتقديم ترجمة زرادشت، ترانيم انظر التفاصيل من مزيد

.1993 للكتاب، العامة المصرية

-31-

النار يتخذون كانوا أنهم بالزرادشتيه المتعلقة الشعائر والممارسات ويوقدون المقدسة المذابح )أنار( وينشئون ويسمونه يعبدونه إلها النيران فيها تكريما كانت أسرة كل أن عن )ألهورامزدا( فضال

تنطفئ ال موقدة بيتها نار تظل أن سبيل في موقدها حول تجتمع .(1)أبدا

يلي: ما الزرادشتيه األخالقية التعاليم أهم ومن تفوز أن يمكن حتى السمعة بحسن يسمى ما على الحفاظ-

باالحترام.الخطايا. في تتردى تجعلك التي الظروف كل تتجنب أن- هو مما بتخلصك إذ ارتكبتها، التي بالخطايا عالنية تعترف أن-

صافيا. عقلك على يبقى شر يكون أن الفرد على يجب- ورعا تقيا معلمه من لكل مطيعا

للجميع. قدوة يكون وأن وكاهنه الصدق ويقول الفضيلة يفعل أن عندهم اإلنسان واجب-

والحق. الخير إله وضعها التي القوانين على الخروج عدم-

ومن الشر إله سخط ومجتمعه نفسه )أهورامزدا( ليجنبالشر. على الخير انتصار على يعمل فهو ثم

العدو يجعل أن ثالث واجبات اإلنسان على إن- وأن صديقا الخبيث يجعل عالما. الجاهل يجعل وأن طيبا

إلى يتجه أن اإلنسان واجب فإن ولذلك بالفضائل االلتزام-.(2) والصالة والتضحية بالطهر الله عبادة

شمال في نشاطهZoroaster زوراستر أو زرداشت مارس وقد من ترنيمة عشرة سبع في زاردشت تعاليم ووصلتنا إيران، شرق ترجمتها يصعب أنه من الرغم وعلىGathas جاثا المسماة ترانيم

كانت وحكمته لله وحبه حماسه فإن عند الله مذهلة. إن أمورا السموات خالق أهورمزدا، الحكيم، المهين السيد هو زاردشت فهو ذلك ومع اآلخر، و األول وهو واألرض، دعاه الذي الصديق أيضا

المقدسة فروحه بالشر، عالقة لله تكون أن يمكن وال البداية، من الروح والنساء. وتعارضه الرجال وتخلق الحياة تقيم التي هي

والتكبر الشريرة، بالنوايا تتسم التي المدمرة القوة أو الشريرة

.98ص سابق، مرجع عطيتو، عباس ( حربي?)1.98ص القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)2

-32-

أو المتعارضتين القوتين هاتين بين يختاروا أن البشر وعلى والكذب، حياتهم تمتلئ فسوف الشر طريق سلكوا فإن اآللهة، من التوأم بين

سلكوا وإن الشريرة واألعمال الشريرة والكلمات الشريرة باألفكار الكمال ويبلغون الخير، العقل في يشاركون فسوف الحق طريق

والورع. والخلود حيث من واألسمى واألفضل األعظم الموجود هو والله

يكون أن يمكن ال والله والخير، واالستقامة الفضيلة عن مسئوال النهاية في يرجع منهما وكل الخير، مثل مثله جوهر الشر ألن الشر،

بصفة الموجودAhriman أهرمان والشيطان الله، هو أول سبب إلى والموت األمراض وعن العالم، شرور كل عن والمسئول مستمرة

متعارضان جوهران أنهما والغضب. وبما تعارضا ال فهما أساسيا والشيطان، الله بين صراع صراع. وهناك في يشتبكان محالة

النهاية. في الشيطان ينهزم وسوف القديس فعل كما والجسد الروح بين يقابل لم وزاردشت

من المرء انسحب ما وإذا واحدة، وحدة والبدن النفس ألن بولس، كان هنا الله. ومن عالم ينبذ بذلك فإنه الناسك، يفعل كما العالم.(1)الشهوات في االنغماس مثل مثله كبرى خطيئة الزهد

زوجة لهم تكون أن عليهم يفرض ديني واجب الرجال وعلى باألفعال المؤمنين ومن الخير ديانة أتباع من يزيدون وبذلك وأطفال

كانت ولما الماشية، ورعي وفالحها األرض حرث المقدسة. كذلك تصح لكي إليها يسعوا أن البشر جميع على فإن الله، من هبة الصحة

يمكن بدوره وهذا السليم، الجسم في السليم )فالعقل أجسامهمالصالحة(. باألعمال القيام من اإلنسان

الهندوسية، مقابل وفي قوية، اجتماعية أخالق وللزرادشتيه الحياة. ملح هو فالعمل فعالة، إيجابية أساسها في أخالقياتها نجد بل ويقوله، المرء يفعل فيما فقط عنه يعبر ال الشخصية خلق لكن

والرغبات الشكوك بعقولهم يقهروا أن للناس بأفكارهما. والبد والسكينة، بالصفاء والغضب بالرضا، الجشع يقهروا وأن السيئة، بالسالم والنزاع باليقظة، والحاجة والصدقات، باإلحسان والحسد.(2)بالصدق والكذب

.120ص ( بارندر،?)1.121ص ( بارندر،?)2

-33-

العبري الفكر غير مصدر أي من إثباته يستحيل القديم اإلسرائيليين تاريخ إن التاريخ ذلك يبدأ نقطة أي عند نعلم أن علينا القديم( ومحال )العهد

نقبل أن لنا جاز فربما الخيال، نسج من أساطير مجرد يكون أال في أول لكن فعلي، وجود لهما ملكان أنهما )داود( و)سليمان( على

حقيقته في شك ال شيء إزاء أنفسنا نجد بحيث إليها نصل مرحلة مملكة وهما بالفعل، قامتا قد مملكتين ثمة أن عندها نرى التاريخية، ممن القديم العهد في مذكور شخص فأول يهوذا، ومملكة إسرائيل،

ملكAhab أهاب هو نفسه القديم العهد غير وثائق وجودهم تؤيد انتهى فقد ق. م853 عام أشوري خطاب في ذكر الذي إسرائيل

ق. م،722 )الشمالية( سنة المملكة غزو إلى باآلشوريين األمر والتقاليد الديانة تصون التي هي وحدها يهوذا مملكة أصبحت وبعدئذ

اآلشوريين اعتداء من أفلتت قد يهوذا مملكة أن ذلك اإلسرائيليتين، ختامه اآلشوريين سلطان بلغ إذ نطاقهم، في تقع كادت أن بعد

أن ق. م. غير606 سنة نينوي على والميديين البابليين باستيالء ودمر أورشليم، على ق. م586 سنة استولى نصر( قد )بنوخذ وأبعد المعبد جانبا مملكة سقطت ثم بابل، إلى سكانها من كبيرا

والفرس الميديين ملك كورش اغتصب حين ق.م538 سنة بابل ق. م537 سنة كورش وأصدر بابل، بمدينة لليهود يبيح مرسوما )نخمتا( قيادة تحت منهم الكثيرون فعاد فلسطين، إلى العودة

تتبلور األصلية اليهودية العقيدة )المعبد( وأخذت بناء و)عزرا( وأيدمحدودة. نصوص في

إبان األهمية، في غاية تطور اليهودية الديانة على طرأ ولقد الدينية، الوجهة فمن حين إلى وبعدها حين إلى وقبلها األسر، فترة وبين اإلسرائيليين بين كبير اختالف األمر أول يكن لم أنه يظهر

قبلي إله سوى بدء ذي )يهوا( بادئ يكن فلم بهم المحيطة القبائل لكن إسرائيل، أبناء إليه يقرب آلهة ثمة كان قد أن ينكر لم أحدا جاءت ما فإذا قائمة، كانت اآللهة لهذه الناس عبادة وأن أخرى،

دوني( فإنما من آلهة تعبد أن لك ينبغي )ال تقول )الوصية( األولى األسر سبق الذي للعصر بالنسبة جديدة حقيقة عن تعبر بذلك كانت

السابقين األنبياء أقوال في لتجد فإنك مباشرة، تؤيد كثيرة نصوصا الناس يعلم راح من أول هم العصر هذا في فاألنبياء الحقيقة، هذه في النصر بأن الناس في وأذاعوا خطيئة الوثنية اآللهة عبادة بأن

يتردد )يهوا( وال برضا مرهون تنقطع، لم التي الزمان ذلك حروب

-34-

سواه، أخرى آلهة كرموا هم إذا الناس عن رضاه منح )يهوا( في بأن القائلة الفكرة ابتكرا اللذان )إرميا( و)حزقيال( هما أن والظاهر

على )الله( يعاقب وأن واحدة إال باطلة الدينية العقائد كل.(1)الوثنية

العبرانيين أن القديم العهد في األولى السبعة األسفار تروي في األول موطنها كان عشيرة من آرامي زعيم إبراهيم من انحدروا)أور(. بإقليم الجزيرة أرض من الجنوب أقصى

أثناء القبيلة زعامة إبراهيم أبي تاريخ إلى العبرانيون وينسب إبراهيم ابنه قاد تارح وفاة وبعد الشمال نحو هجرتها هذه من جزءا القبيلة والغرب الجنوب بين الشام صحراء في به متنقال ملتمسا

لهم وسمح مصر، تخوم وصلوا حتى لماشيته الكأل مواطن تجوالهم، تابعوا ثم سنة زهاء فأقاموا باإلقامة، المصريون

األردن صحراء يزرعون فأخذوا كعادةالرعاة، وكانت وغربا، شرقا اآلمونيين مثل السامية القبائل من بعديد تموج المنطقة هذه

والعماليق، والمؤابين واألرامين والخبيرو واألدوميين والعموريين العبرية يوسف قبائل لجأت وقد دائم، صراع في القبائل هذه وكانت

الدلتا. شرق وسكنت مصر إلى الكنعانية، القبائل فلسطين من الداخلية المنطقة يسكن وكان

فكانت الساحل كنعان( أما )أرض تسمى نفسها فلسطين وكانت االيجية الجزر من هاجرت التي الكريتية الفلسطين قبائل تسكنه زحفوا الذين اآلرين من موجات غزو نتيجة كريت وخاصة على جنوبا

أهلها ودفعوا ق. م1400 كريت عاصمة كنوس ونهبوا الجزر هذه الشرقية المتوسط البحر سواحل إلى وفيرة بأعداد الهجرة إلى

وأسدود وجات غزة مدن وأسسوا ومصر فلسطين حيث والجنوبيةوعترون. وعسقالن

قبائل مع إبراهيم يقودها كان التي العبرية القبائل وتحالفت كانت التي فلسطين الحتالل والغدر بالخيانة استعانوا الذين الحابيرو

الميالد. قبل عشر الرابع القرن في لمصر تابعة عهد في مصر في يوسف قبائل من ثورة موسى وتزعم

الثاني رمسيس بن مرنبتاح رمسيس انتقام من القوه مما هربا

.16ص ،2ج� الغربية، الفلسفة تاريخ ( برتراندرسل،?)1 العامة الهيئة واإلسرائيليات، الفولكلور مرسي، أحمد انظر التفاصيل من مزيد

.2001 للكتاب،

-35-

بالمصريين. غدرهم نتيجة الثاني من بزواجه البدو بقبائل صالته وثق قد ذلك قبل موسى وكان

بعض يجمع أن مصر من هروبة بعد واستطاع مدين قبيلة زعيم ابنة جزيرة شبه في طويل تجوال بعد واحد شعب في البدوية القبائل الشعب لهذا واتخذوا سيناء إلها قبيلة من )يهوه( استعاره هو خاصا موسى رأى سيناء. إذ في جبل حول تسكن كانت بين تشابها

الجمع من اليهودية ونشأت الشائعة، السامية والمعتقدات معتقداتها اعتبار بين )يهوه( إلها التي المعابد في العبادة طقوس وبين واحدا

. (1) حزقيال اقترحها يوسف قبائل وعبرت قادش واحة إلى شعبه موسىجموع وقاد

تصادف لم ولكنها يشوع، بزعامة األردن نهر تاما. فاضطرت نجاحا بعض األخرى. واتخذت القبائل مع ضارية معارك في الدخول إلى

الكنعانية القبائل )القضاة( شئون قادتها وتولى لها )يهوه( إلهاحروبها. في العبرية القبائل إلى وانضمت فيها، الحكم

الكنعانيين وحلفائهم العبرانيين بين الصراع وطال في القبائل بعض تستقر أن إلى الصراع هذا وأدى نوالفلسطينيي

الجنوب في القبائل بعض تستقر وأن يهوذا، دولة مكونة الشمال كنعان قبائل المجموعتين بين وتفصل إسرائيل، دولة مكونة

الساحل. على الفلسطينية والقبائل الداخل في المستقلة الكنعانيين ضد كثيرة حروب في اإلسرائيليون ودخل شاوول فاختاروا منكرة هزائم اإلسرائيليون وانهزم والفلستين ملكا

وقدموا جلبوع في الفلستين عليه انتصر عندما قتل ولكنه عليهم،قربانا. الفلستيني مينوس معبد إلى دروعه

كانت التي أورشليم يهوذا ملك داوود وغزا إلحدى مركزا واألمونيتين المؤابين حارب ثم له، عاصمة وجعلها القبائل

كان وإسرائيل يهوذا بين العداء ولكن عليهم وانتصر واألدومبين مع تحالف الذي ( ق. م933-973) سليمان ابنه داود قويا. وتبع

وأثرى صور، ملك حيرام ومع مصر، فرعون ومع التجارة من كثيرا وكان والسخرة، الضرائب نظام أدخل ذلك فأقام بالبناء مغرما

الملكي المعبد اإلسرائيليون الكتاب بالغ وقد أورشليم، حول وسورا عهده، في الدولة وثراء حكمة بعظمة القديم( باإلشادة العهد )في

بابلي. أو مصري ملك أي بعظمة يقاس ال ذلك ولكن.44 ،43ص الرحيم، عبد المجيد ( عبد?)1

-36-

بإلههم اليهود يتمسك ولم مدينة )بعل( إله عبدوا بل دائما ضد تقوى دولة كل وحالفوا المصريين )آمون( إله عبدوا كما صور،

حينا، يكسبون كالمقامرين فكانوا ضعفها، يظنون دولة كل النكبات، من لكثير تعرضوا لذلك األحيان، أغلب في ويخسرون

ونفى ساريا عاصمتها على فاستولى سارجون ضد إسرائيل فتآمرت وعشرين سبع من أكثر دولة على قضى أهلها. وبذلك من ألفا

جيوش فاجتاحتها مصر ضد آشور مع يهوذا وتحالفت إسرائيل إلى ( ق. م. وانضمت609) مجدو موقعة في الثاني نخاو الفرعون

في علىنخاو أنتصر الذي بختنصر جيوش فاجتاحتها بابل ضد مصر ق. م586 أورشليم بختنصر وضرب ( ق. م605) قمريش موقعة. (2) بابل إلى أسرى العبري الشعب غالبية وساق

العبرانية، المملكة عاشتها التي األربعة القرون انتهت وهكذا أحداث هامش على صغير حدث مجرد نهايتها إلى بدايتها من وكانت مصر تاريخ وعظما. سعة األكثر التاريخ ذلك وفينيقيا، وآشور وسوريا

وبكوا وأدبهم تاريخهم العبرانيون كتب بابل وفي على طويال نشأت التسجيل ذلك ومن أمجادهم، تصوير في وبالغوا ماضيهم

إال القديم العهد كتب الخمسة األسفار في موسى على أثر مما قليالاألولى.

لليهود سمح ق. م539 بابل على الفارسي قورش انتصر ولما بابل خزائن من بقي ما وأعطاهم أورشليم إلى بالعودة أزروه الذين

أورشليم دمر عندما بختنصر نهبها قد كان التي الثمينة أنيتهم من قورش وسمح آخرها، عن وممارسة الهيكل بناء بإعادة أيضا

عبادتهم. كانوا قورش بأمر أورشليم إلى عادوا الذين اليهود ولكن شعبا

استاقهم الذين األسرى أولئك عن والحضارة الدم في يختلف البابلي بالشعب اختلطوا األسرى هؤالء فإن بابل إلى بختنصر في البابليين من كثير دخل كما وحضارتهم ثقافتهم عنهم وأخذوا نعجب ال ولذلك اليهودية، الديانة رأينا إذا كثيرا التي األفكار من كثيرا

الخلق قصة مثل البابلية الثقافة من مقتبسة القديم العهد احتواهاموسى. حياة وقصة وحواء، وآدم الطوفان، وقصة

أغلبها في كانت الثامن القرن في إسرائيل بني ثقافة ولعل في نظائر االجتماعية وعاداتها سننها أو لشرائعها فإننانجد بابلية،

.46ص الرحيم، عبد المجيد ( عبد?)2

-37-

هذه استعاروا إسرائيل بني أن المعقول من وليس الجزيرة، أرض في المنطق إلى األقرب وإنما مباشرة، والعادات والسنن الشرائع األشياء هذه انتقلت الذين هم الكنعانيين أن هو الحقائق هذه تفسير

وصياغة والعمارة الخزف أن يظهر أنه إال العبريين، إلى بواسطتهمومصر. فلسطين في تأثرت قد إسرائيل بني عند المعادن

والثابت اقتبسوا قد اليهود أن تاريخيا ثقافة من كثيرا البابليين. ثقافة من اقتبسوا مثلما لديهم نزلوا حينما المصريين

القديم المصري الحكيم أمينوي أقوال بين المؤرخون ويقارن الملوك وسفر األمثال سفر آيات الميالد( وبين قبل العاشر )القرن

فيجدون القديم العهد في يكون يكاد تماثال يجدون كما تاما تشابها.(1) القديم العهد أنبياء أقوال وبين آتون لإلله إخناتون صلوات بين

األسر بعد فيه كتب ما القديم العهد نجد ذلك عدا وفيما حافال الناس بكراهية المريض المضطهد الشعب نفسية يعكس مما بكثير من لها ما بكل منها أحق ألنه الشعوب كل على والناقم نفسه وحب الشعوب كل القديم العهد كاتبوا فلعن المختار، الله شعب ألنه خير،تاريخها. وشوهوا العبرانيين حاربت التي

نوضح كما تعاليمهم، لنا لتوضح هنا، نثبتها الفقرات بعض وفي يصنعون ما ترى يناهضونها: ألست كانوا التي الوثنية الشعائر انتشار

يجمعون األطفال إن أورشليم؟ طرقات وفي يهوذا مدن في الكعك ليخبزن العجين يعجن والنساء النار، يشعلون واآلباء الحطب، اآللهة لسائر الشراب )عشتروت( ويصببن السماء لمملكة

فالله فعله، عن نهيتهم ما وذلك النار في وبناتهم أبنائهم ويحرقونهذا. لمثل يغضب

مصر يهود يهاجم األهمية، في غاية )أرميا( فقرة وفي )يهوا( سيفنيهم أن بمصر الالئذين اليهود ينبئ النبي فترى لوثنيتهم،

الحظ أخرى. وعندما آللهة البخور حرقن قد زوجاتهم ألن جميعا، أن العظيم باسمي أقسمت قال: لقد الوثنية األفعال هذه يهوذا

أرجاء في يهوذا، من رجل لسان على اآلن بعد يجري لن اسمي الخير، ليصيبهم ال الشر، بهم لتلحق يهوذا أهل سأرقب كلها، مصر

أن مصر، أرضي يسكنون الذي جميعا، يهوذا أهل على وسيكتب.48ص الرحيم، عبد المجيد ( عبد?)1

في جذورها اليهودية، غير الصهيونية الشريف، ريجينا انظر التفاصيل من مزيد.1985 ديسمبر، المعرفة، عالم الغربي، التاريخ

-38-

يزولوا حتى وبالمجاعة بالسيف يفنوا فردا. فردا كان ولو )شعبه اليهود كان وإذا شيء، كل على )يهوا( قادرا

وجدنا المختار( لما سوء إال عذاب من اليهود يعانيه كان لما تعليال فاليهود أبناءه، يرى الوالد موقف هنا النفسي والموقف أفعالهم،

العقيدة هذه بهم فعلت وقد آرائهم، من يطهروا لكي العقاب ينالون أنفسهم في طوروا بحيث المنفى، في وهم فعلها أشد تعصبا عنفا

وأسرف دخيال. الشعب في تقبل ال التي القومية الروح في تطرفا باعتدادهم القديم العالم أمم سائر عن يتميزون اليهود وكان

إذا كانوا عداهم من فكل العناد، حد إلى فيه ذهبوا الذي القومي يستسلمون الغزو، أصابهم الشعب فهو اليهود أما وظاهرا، باطنا وبإيمانه سواه، على امتيازه في بعقيدته لنفسه احتفظ الذي الوحيد

ألنهم الله، لغضب نتيجة جاء إنما الكوارث، من أصابهم ما بأن صفاء. من ولطقوسهم الدينية لعقيدتهم ما صيانة في قصرواتميزهم. على تعمل التي العوامل كل اليهود بين تنمو وأخذت

الناس( سائر وبين بينكم فصل الذي موالكم الله )أنا ستكونون )إنكم .(1)مقدس( – موالكم أنا – ألني مقدسا، شعبا

غيره، عن اليهودي تميز عالمة ليكون بالختان يعنون وأخذوا مبسوطة نراها الخلقية ومبادئهم السبت بيوم عنايتهم من ويزيدون

نجد وهنا ق. م200 سنة حوالي كتب ربما الذي الجامعة سفر فيبعيد. حد إلى دنيوية بصبغة مصطبغة األخالق

كبرى( قيمة له الجيران بين األحدوثة )حسنمشكور( سياسة( )التصدق خير )الصدق

والعصار فالعلف العبيد، مع الرأفة في نبالغ أن ينبغي )ال في أشغله للخادم، والعمل والتأديب الخبز وكذلك للحمار، واألثقال

يكن لم فإذا له، يصلح ما فذلك عمل، زده مطيعا أغالل. على أغالال فر إذا وأنه ثمنه دفعت قد أنك نفس الوقت في واذكر فقد هارباالنافعة. للشدة الحد هذا مالك. وفي عليك ضاع

الخبث(. يأتي المرأة عظيم( و)من نفسي قلق مصدر )البنات تكون أن الخطأ من معهم الصحيح والتصرف أبنائك مع مرحا

الصغر. منذ رقابهم تحني أن هو

.19 ،18ص ،2ج الغربية، الفلسفة تاريخ ( برتراندرسل،?)1 القديم، العهد في الفولكلور فريزر، جيمس انظر التفاصيل من مزيد

.1982 المعارف، دار إبراهيم، نبيلة ترجمة جزئين، )التواراة(،

-39-

الشبه قريبة اليهودية الخلقية والتعاليم األناجيل. بتعاليم جدا حقك في أحد أخطأ وإذا قلبه، من زميله منكم كل )ليحب

ندم وإذا ضغينة، نفسك في تحمل وال رفق، في إليه فتحدث فال منه الخطأ وقوع أنكر إذا أما فسامحه، بخطئه، واعترف الخاطئ فيأخذ إليه منك العاطفة عدوى تنتقل ال حتى منه، الغضب يأخذنك

حياء، ذا يكن لم ضعفين. وإذا خطؤه يصبح وعندئذ السباب فيلله. االنتقام واترك قلبك، من فسامحه الخطأ اقترافه في ومضى

وجارك. ربك أحب بعضكم وأحبوا حياتكم، طوال ربكم أحبوا قلوبكم. من بعضاقلبي. بكل إنسان كل أحب كما ربي أحب

رؤية آخر إنسان وجه يرى أن إلنسان يسمح وال أعمى، الغضبالحق.

ألنها شر، إذن الكراهية .(1)بالكذب تقترن دائما

.3ص الغربية، الفلسفة تاريخ رسل، ( برتراند?)1

-40-

الص�����ي�ن في االجتماعي الفكر فقد العظيمة العالم حضارات وسط وحدها الصين تقف

كانت ولهذا الحضارات، بقية عن تقريبا، تامة، عزلة في تطورت آن في جعلتها الفريدة الخاصية فريدة. وهذه إنجازاتها ممتعة معا

الصين تطورت فقد أجل فهمها، يحاول لمن محيرة يشاهدها، لمن الشرقية النهاية عند الجغرافية عزلتها ذلك على وساعدتها بنفسها

األوروبي العالم األقصى( من الشرقي الطرف )في القصوى طرق أية بها تمر وال وصحراء جبال بها تحيط القديم، األسيويللتجارة.

نفسه يعتبر التقليدي تراثه في الصيني الشعب كان مركزا للصين. الصيني االسم وهيChun-Kuo كيو – شنج للكون. وكلمه

تعني نحو على أنفسهم، الصينيون عد الوسط( فقد )مملكة حرفيا التوحش من بحر وسط الثقافة من جزيرة اإلغريق، فعل ما

والهمجية. استمر التيShang شانج بأسره للصين المسجل التاريخ ويبدأ

قبل عشر الحادي القرن حتى عشر السادس القرن من حكمها نقشت العظام من مجموعة من تتألف سجالتها وكانت الميالد،

حيث عشر، التاسع القرن نهاية قرب اكتشافها وتم نبؤات، عليها )شانج( أسرة لتاريخ الرئيسي المصدر الحين ذلك منذ أصبحت

وكانت العرافين، إلى قدمت أسئلة عن إجابات العظام هذه كانت وتوجه واألصداف، والقواقع الحيوانات عظام على تحفر األسئلة

األرواح إلى يقوم السؤال يحفر أن واإلرشاد. وبعد للهداية طلبا ينتج ما يؤول ثم العظم في يحدثها ثقوب على النار بتسليط العراف

ببشائر تجيب األرواح بأن تصدعات من الحرارة عن ونذير خيرا.(1)شؤم

صورة على المطروحة األسئلة طبيعة من نحصل ونحن – اليومية الحياة جوانب من تقريبا، جانب كل في ينظمه، لمجتمع

أما السيء، الفأل أو الحسن الحظ اعتبارات وتحكمه بالغيب، التنبؤ أرواح فهي بالغيب التنبؤ عملية في يستشيرونها )القوى( التي

نعرف األسالف. ونحن أرواح وكذلكTi تي أو الملوك من الموتى.270ص الشعوب، لدى الدينية المعتقدات بارندر، ( جفري?)1

انظر: الصينية الحضارة عن التفاصيل من مزيدRudd. H; Chinese Social Origins, Chicago: University of Chicago press, 1948.

-41-

هناك أن عنصرا من الباقية اآلثار من وذلك العبادة، هذه في جنسيا نعرف تمييزها. ولكننا الممكن من يزال ال التي الخطوط أشكال

وتأدية القرابين تقديم آداب حول تطرح التي األسئلة من أيضا واألرواح الطبيعة آلهة من وغيرها واألنهار التالل آلهة أن الطقوس، الموتى يكن ولم الموتى، أرواح جانب إلى تعبد كانت الحارسة مسائل في واإلرشاد الهداية عن يسألون الذين هم وحدهم

حتىMana)مانا( الداخلية قوتهم إلى يتوسل كان بل السلوك،والحيوانات. والمحاصيل والنساء الرجال خصوبة تكفل

الطبيعة( آلهة )عبادةAnimism األنيمزم أو األرواحية تكن ولم مجرد – األسالف عبادة والسيما – وعبادتها الخصوبة وطقوس

التاريخ حفظها التي الصينية الدينية الممارسات ألقدم مظاهر )الديانة في ومختلفة منوعة صور في تتكرر هي وإنما فحسب،

.(1) التالية الشعبية( للعصور الصين ملوك كانالسماء: ابن الملك آن في وكهنة ملوكا

منصبه، قلدته التي هي السماء أن على الملك سيادة وتعتمد واحد، (Wu )وو الملك ابنه تولى شانج أسرة ( علىWen )ون ثار وعندما

هذه تشو. وحكمت أسرة وأسس العرش ق. م1025 – 1027 قد رسالتها أن معتقدة عهدها، وثائق تؤكد ما نحو على األسرة وأنهت شانج أسرة أزاحت التي هي فالسماء السماء، بها قضت

هذا بتولي الملكية تشو أسرة كلفت التي وهي بالحكم، تفويضهمالسماء(. من )تفويض هو الذي المنصب

)شانج األعظم السلف هو األعلى اإلله )تشو( أن أسرة وتعتقد السماء( )أيTien تين ل� مرادف لفظ ( وهوChang – Ti تي –

الكون بيدها – السائد االعتقاد كان هكذا أو – السماء وتمسك الموت بدورة وتأمر مواقيتها في الفصول بتعاقب وتقضي بأسره،

والمحاصيل. والحيوانات والنساء الرجال خصوبة وتكفل والتجدد، األرض على لوصيتها الكون تنظيم مسئولية تمنح السماء أن غير أسرة على االختيار وقع ولقدTien – Tzu تزو تين السماء )ابن وهو أن البد الكون( مسألة تزعم. )وتنظيم كما الدور بهذا للقيام تشو

والشعائر الطقوس طريق ( عنPei )بي السماء عند مقبولة تكون.271ص بارندر، ( جفري?)1 ماو إلى كونفوشيوس من الصيني الفكر ه�. ح، كريل انظر التفاصيل من مزيد

المصرية الهيئة أدهم، على مراجعة سليم، الحليم عبد ترجمة تونج، تسي.1971القاهرة، العامة،

-42-

النظام وقائع تستحدث التي الطقوس هذه تأدية خالل ومنالبشري. الجنس ووسط الكون في وتسلسله الطبيعي

القرابين تقديم على تعتمد للملوك الكهونية الوظائف وكانت ثم ومن بعدا، األكثرShang Ti تي – شانج وإلى األموات للملوك

مسار عن لله تقرير تقديم على تعتمد بينهم. كما من قوة األكثر األرض، حرث مثل إيمانية طقوس في واالنخراط الدنيوية، األحداث

البذور. وبذر الشعائر طريق السماء( عن من )مقبول عبارة كانت ولقد

بالنفوذ تزوده التي وهي السيادة إلى الملك رخصة ( هيPei )باي في الملك ويساعد له، بالوالء رعاياه يلزم الذي القوي السياسي

الكهنة. لواجبات الصحيحة التأدية على له السماء اختيار اإللهية شبه الملك طبيعة على ويشهد

الذين رعاياه على سياسية سلطة للملك يعطي مما ابنها، أنه يحكم الملك أن طريقه. وكما )بالمناصب( عن بدورهم يكلفون في اإلقطاع أمراء بفعل فكذلك له )تفويض( السماء بفضل

.(1)الملك إشراف تحت محلية سيادة لهم تكون إذ مملكته، الصيني: للفكر األساسية الخصائص تشكله فلسفي أساس على الصينيتان والثقافة الحضارة تقوم

والكونفوشسية والتاوية الكونفوشسية مبادئ األول المقام في الشعب حياة بتشكيل الثالث الفلسفات هذه قامت الجديدة. وقد خمسة على يزيد ما عبر لها إلهام مصدر وكانت ومؤسساته،

وعشرين على أكدت التي الصينية الفلسفة وكانت الزمان، من قرنا مرتبطة ورعايتها العظيمة اإلنسانية الحياة على المحافظة أهمية وظائف بمعظم واضطلعت واألخالق، بالسياسة االرتباط أوثق

الدين. المقام في هو الصينية للفلسفة الرئيسي الهدف يكن ولم

أن من الرغم وعلى عظماء الناس جعل وإنما العالم فهم األول الهدف هذا يشكل المختلفة الصينية الفلسفات قاسما مشتركا

عن المختلفة االستبصارات نتيجة كبير حد إلى تختلف فإنها بينها، اكتساب على التأكيد ينصب التاوية اإلنسانية. ففي العظمة مصدر

انصب أخرى ناحية ومن للكون، الداخلي المنهج مع بالتوحد العظمة النزوع خالل من اإلنسانية تطوير على الكونفوشسية في التركيز

.273ص بارندر، ( جفري?)1

-43-

الكونفوشسية وتجمع االجتماعية، والفضائل للقلب اإلنساني بين الصينية البوذية من ما حد إلى إلهامها استمدت التي الجديدة

االتجاهين. هذين المرء ولكون المقام في فهو الصيني، الفكر في وجهان، عظيما

الروح شموخ داخلية( هي )عظمة يتضمن األول سالم في منعكسا في خارجية( تظهر )عظمة ثانيا يتضمن بكماله. وهو ورضائه الفرد

الشعور مع العملي، الصعيد على جيدة بصورة العيش على القدرة اليومية حياته في المرء فيه يوجد الذي االجتماعي السياق في بالعزة

في والنبل الداخل في )بالحكمة يسمى األعلى المثل المألوفة. وهذا المزدوجة العظمة هذه الخارج( وتعد شيئا من لكل بالنسبة أساسيا

والتاويه. الكونفوشسية العظمة هذه وإظهار الداخلية العظمة كانت وقد إلى خارجيا

اإلنساني، النشاط جوانب لكل شاملة الصينية الفلسفة جعل أن يمكن ال والممارسة الحياة، عن منفصلة ليست فالفلسفة

له اإلنساني فالعالم أوال، يأتي بالناس واالهتمام النظرية عن تنفصلثانوية. مرتبة فيحتل األشياء عالم أما الصدارة، الروحية، والحياة األخالق على التأكيد إلى ذلك أدى وقد

وهذه البشري الوجود في األهم الجانب هي الجسد، وليس فالروح قدراتها، بحسب تتطور لكي ورعايتها، تغذيتها من البد الروح

اإلنساني. للوجود اسمي مستوى إلى الوصول هو والهدف التأكيد إلى الممارسة موضع اإلنسانية العظمة وضع أدى وقد

الذي لآلباء، األبناء حب مفهوم على وخاصة العائلية الفضائل على المحيطة المباشرة فالبيئة الصينية، األخالق في الزاوية حجر يشكل

العائلة، تشكله اجتماعي بناء هي المتحضر المجتمع في بالصغار والروحية، األخالقية الطفل شخصية وصياغة تشكيل يجري وهنا عظيمين واحترام حب خالل ومن العظمة، بدايات إقرار يتم وهنا.(1)األفراد في العظمة غرس يمكن العائلة داخل في مملكة في ق. م551 عام كونفوشيوس لدكونفوشيوس: و

فتوفرShan – tung تونج شان بوالية اآلن تعرف والتيLu)لو( ومعارف بثقافات وألم الصيني األدب دراسة على كونفوشيوس

عالم حسين، يوسف كامل ترجمة القديم، الشرقي الفكر كولر، ( جون?)1.327ص ،1995 يوليو، المعرفة،

انظر: التفاصيل من مزيدCranet, M; Chinese Civilization, New York, 1962.

-44-

عصره إلماما بفصاحته. وعرف كبيرا كونفوشيوس كان أظفاره، نعومة منذ رزينا النفس لرفعة مثاال

رجال ومؤمرات الساسة دسائس يستنكر كان إذ األخالق وسمو كبير مثل عمره، من العشرين في وهو هامة وظائف وتقلد الدولة

أن إلى المطاف به وانتهى العامة األشغال وزارة ووكيل القضاةللعدل. وزيرا أصبح

وكان ذلك ويبدو العنصري التمييز نزعة لديه يكن ولم متواضعا مجال يقول: )في الطبقات، أحط من لتالميذه قبوله في واضحاطبقية(. تفرقة هناك تكون أال يجب التربية

مادتها استمدت اجتماعية إنسانية فلسفة كونفوشيوس وقدم أهم ناقش وقد ومجتمعهم البشر حول تدور وكانت األخالق من

وهي: المبادئجين Jenصفة الشفقة، أو العطف أو الود : ومعناها

في توافرها من البد الكونفوشية في أساسية أخالقية ما أو الجين أن كونفوشيوس الصالح. يرى الحكم بالشعور متعلق أمر اإلنسانية، القلب بطيبة يعرف

والتفكير وهنا كافة، اإلنسانية العالقات أساس وأنه معا القلب على وتركيزه الصيني الفكر اهتمام مدى نلحظالعقل. على وليس

لي Liالتي المجتمع آداب أو اللياقة قواعد : وتعني خالل من بها االعتراف تم التي والتقاليد العادات تحكم

العصور. عبر لها الناس ممارسةهسياو Hsiaoواحترامها العائلة توقير فضيلة : وتعني

األفعال في تؤثر العائلة في تنشأ التي الفضيلة وهذه أخالقية فضيلة وتصبح العائلي المحيط خارج

يولد وإلخوانهم لوالديهم األطفال حب واجتماعية. إنجمعاء. اإلنسانية حب

يي Yiأو األسمى فالرجل االستقامة، بمعنى : وتترجم شيء كل جوهر باعتبارها االستقامة إلى ينظر النبيل

ويبرزهاLi المجتمع آداب مبدأ بحسب بها يلتزم وهو.(1) إخالص في نهايتها إلى بها ويمضي تواضع في

.204ص سابق، مرجع القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1 بوذا، سقراط، إنسانيون، فالسفة ياسبرر، كارل انظر التفاصيل من مزيد

،3ط بيروت، عويدات، منشورات العوا، عادل ترجمة يسوع كونفوشيوس،

-45-

الفوضى هذه على للقضاء سبيل ال أنه كونفوشيوس رأى حياة تنظيم على قائم أخالقي تجديد عن بالبحث إال األخالقية الفرد هو المجتمع أساس ألن قويم صالح أساس على األسرة نفسه، حكم الفرد أحسن فإذا المنظمة، األسرة داخل المنظم ويرى حكمها ويسهل الدولة تصلح وبذلك األسرة في النظام استقر

الناس ألن الطبيعي االجتماعي النظام تهيئة عن عاجزة األسرة أن عن ويعجزون أنفسهم يقوموا أن دون أسرهم تنظيم بإمكانهم ليس

الشهوات من نفوسهم أي قلوبهم يطهروا لم ألنهم أنفسهم تقويم تفكيرهم، في مخلصين غير ألنهم طاهرة غير وقلوبهم والملذات،

النتائج. لهم وتحدد الحقائق تشوه أهواءهم ألن يخلصون وال وإصالح النفس تقويم بضرورة كونفوشيوس ينصح ذلك وعلى

القضاء يكفل الذي بالقدر اإلنسانية المعارف من وبالتزود العقلالدنيئة. الفاسدة الشهوة بواعث على

ورأى فلسفية أسس على األسرة قواعد كونفوشيوس ووضع الزوجة بين األلفة تسود عندما إذ باألسرة يبدأ الفضيلة طريق أن

أنغامها تآلفت قد وعود بربابة المنزل أشبه فما والزوج، واألوالد في األبد إلى يظل فحينئذ وسالم تآلف في األخوة يعيش وعندما فاضلة، معاملة أسرتك أفراد أيضا: عامل ويقول وانسجام وحدة

بأكملها. أمة وتقود تعلم أن ذلك بعد تستطيع أساس على يقوم األخالقي القانون أن كونفوشيوس ويرى

في أساسي أصل فاالعتدال الذهبي، أو العدل الوسط فكرة يتصرف الذي فالفرد النفس، تحديد يستطيع الذي هو أخالقيا تصرفاته في يغالي أو عليه يتعالى فال بالضبط، األخالقي القانون

مستوى من أقل إلى تخلقه في يصل ال أخرى جهة ومن جهة منالقانون. هذا

مردها إنما العالم تهدد التي الحروب أن كونفوشيوس ويرى مهما الوضعية القوانين أن إلى األخير هذا ويرجع الحكم، فساد إلى

االجتماعي النظام محل تحل أن تستطيع ال والرقي الدقة من بلغت األسرة كانت المنتظمة. فإن األسرية الحياة تفرضه الذي الطبيعي

االجتماعي النظام تهيئ أن يمكنها فال النظام مختلة فاسدةالمنشود. بالعجزة والعناية الثروة توزيع إلى كونفوشيوس ودعا

1988.

-46-

مظاهر من واالقتصاد بالجد الحكام وناشد واألرامل، والمسنين.(1) والترف البذخ

الحياة أوجه مختلف في الضاربة الفوضى مظاهر إلى وبالنظر األساسي كونفوشيوس هم بدا فقد الصينية، كيفية في متمثال

ناحية، من وتنميته البشري العقل وتربية اإلنسانية النفس تهذيب يعيد أن يستطيع حاكم أو أمير على العثور كيفية الثانية الناحية ومن

إلى والتشريع التربية في أفكاره يحيل وأن نصابها، إلى األمورهيبتها. عليها وتحفظ الدولة أحوال من تصلح منظمة وقوانين قواعد

معايير أو مقاييس أية توجد ال أنه كونفوشيوس أوضح وقد أو اكتشفها قد العقل بأن القول يمكن أخالقية مبادئ أو نهائية عقلية

فقد اإلدراك هذا ومن المجتمع، عن بعيدة قائمة إليها توصل أنه أسمى أن تلك الرئيسية النتائج إحدى يستخلص أن استطاع

األخالقيات النظام وأنSocial duty االجتماعي الواجب هو جميعا إثرائه في بفاعلية يشارك أن يمكن الذي الكون في الوحيد

.Social order االجتماعي النظام هو وتطويره فاضلين نبالء الناس يصبح كيف هو كونفوشيوس هم كان وقد من العديد يتضمن الفاضل والسلوك الفاضل العالم بذلك ليحققوا

وربما والغيرية والصراحة والصدق الوضوح مقدمتها في الخصائصاآلخرين. حب هذا كل قبل

السلوك من مجموعة هو لكونفوشيوس بالنسبة والدين بالفقراء والبر اليتيم مواساة في يتمثل الذي القويم الخلقي

على االعتداء عن اليد وكف الزلل، عن اللسان وحفظ والمعوزين ال بما الناس تعامل )ال الشهير األخالقي مبدأه إلى وانتهى الغير، تهذيب إلى سعى المبدأ هذا ضوء به(. وفي يعاملوك أن تحب

.(2) والتربية التهذيب طريق عن إال يتم ال وهذا وتنميته، السلوك التي القوة وتهذيب الخير، عن حديثه في كونفوشيوس ويهتم

عالمته هي التي المناسبة واإلشارات اإليماءات وأداء تولده هو هذا ألن االجتماعية واألخالق الشخصية باألخالق يهتم – الخارجية عند األعلى المثل أو الحقيقي، المهذب اإلنسان إلى الطريق

المتميزة نفسه كونفوشيوس إضافة هي وتلك كونفوشيوس، الدين على أضفى إذ القديمة للديانة أخالقيا. مضمونا

الشخصي، بالسلوك انشغاله أثناء كونفوشيوس أن ويبدو.216ص القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1.193ص زيد، أبو ( محمود?)2

-47-

إال يهتم ال بأنه أوحى قد الشخصي وبالواجب األرواح بعالم قليال عن أو السماء مشيئة عن يتحدث لم الطبيعة، فوق ما وعالم

كونفوشيوس أكد وقد األرواح، عن يتحدث ولم الطبيعة، معجزات هنا ومن الناس، خدمة أهملت إذا لها معنى ال تصبح اإلله خدمة أن

األخالقية اإلنسان مشكالت على األساسي اهتمامه انصبتعاليمه. جوهر هو وذلك البشر من برفاقه عالقته وفي واالجتماعية

وهو كونفوشيوس، تعاليم أحد هو البنوي الوالء األبناء: والء تعني التيHsiao هسياو الصينية باللغة الموتى لآلباء الوالء أصال

القرابين كتقديم لهم تؤدي أن ينبغي التي والواجبات ولألسالف، تأدية على يشدد كان الذي لكونفوشيوس بالنسبة أما والطعام.

أثناء )الوالدين خدمة يعني البنوي الوالء أصبح فقد لألحياء، الواجب كونفوشيوس لتعاليم الخمس العالقات اكتملت ثم حياتهما( ومن

بأخيه األكبر واألخ بأبيه، االبن وعالقة بالرعية، األمير عالقة وهي بصديقه. واحترام الصديق وعالقة بزوجته، الزوج وعالقة األصغر،

على العملي، التطبيق في ينطوي الصينيين معظم عند ألبيه االبن جانب من المتبادلين والمودة والحب للكبير، الصغير احترام مواقف ومن األحياء، بين اليومي السلوك من جزء فكالهما للصغير، الكبير

.(1) الموت بعد العبادة مراسم في الديني االلتزام تدور اجتماعية إنسانية فلسفة كونفوشيوس فلسفة أن أي

الطبيعة. معرفة أو الطبيعة حول وليس ومجتمعهم، البشر حول هو فريد نحو على إنسانيين البشر يجعل ما أن كونفوشيوس ويقول .Human Heartedness اإلنجليزي والتعبير القلب طيبة أوJen الجين

إنسانيتنا. جوهر تشكل الحب على وقدرتنا البشر حب أن أي اآلخرين إلى نطاقها ومد البشر محبة تطوير من البد أنه ويرى

اآلخرين )عامل الشهيرة الذهبية كونفوشيوس قاعدة يتحقق حتى يفعلوه أن تريد ال ما باآلخرين تفعل )ال به( أو يعاملوك أن تحب بما

األنانية. وقهر اإليثار خالل من اإلنسان إنسانية وتتحقق بك(، )لي المجتمع آداب احترام ضرورة على كونفوشيوس ويؤكد

Liخالل من بها االعتراف تم التي والعالقات العادات تحكم ( التي العصور. عبر لها الناس ممارسة

واألعراف القواعد مراعاة ضرورة إلى كونفوشيوس ويشير االجتماعية والممارسات المجتمع آداب ومراعاة السائدة واألخالق

.288 ص بارندر، ( جفري ?)1

-48-

في الحب اآلخر، تجاه طرف كل جانب من االجتماعية والعالقات األخوة حالة في االحترام األبناء، حالة في البنوي الوالء اآلباء، حالة

األصدقاء، بين الوالء األكبر، األخوة حالة في الصداقة األصغر، الحكام. حالة في الخير إلى النزوع الرعايا، بين للسلطة االحترام

في العامة واآلداب الشخصي، السلوك في األخالقي االنضباط أنشيء. كل

( والتيYi )يي االستقامة فضيلة على كونفوشيوس شدد وقد بها يلتزم وهو شيء كل جوهر هي والتيRighteousness تترجم

بها ويمض تواضع في ( ويبرزهاLi )لي المجتمع آداب مبدأ بحسبإخالص. في نهايتها إلى

مواقف في للتصرف الصحيح الطريق على تدلنا واالستقامة أو الحس من كنوع وتعمل صحيح هو ما إدراك على والقدرة محددة،.(1) األخالقي الحدس

االجتماعية البيئة تشكل إنها حيث باألسرة كونفوشيوس واهتم اآلخرين احترام الطفل يتعلم العائلة ففي للطفل، المباشرة

ثم واألقارب، واألخوات، فاألخوة أوال، اآلباء يأتي حيث وحبهم،كافة. اإلنسانية التدريجي، النطاق باتساع

العائلة توقير فضيلة هوHsiao هيساو أو البنوي فالوالء واحترامها، الحياة ألن األبوين، توقير يتم شيء كل وقبل فأوال

خالل من لألبوين إظهاره ينبغي والتوقير عنهما، مسئولة نفسها إسهامهما وجعل الحياة؛ في السلوك حسن لم وإذا ومبجال، معروفا

الخزي لهما يجلب أال فعليه أبويه اسم يشرف أن المرء بمقدور يكناألقل. على والعار

الموضوعات تستبعد بأنها كونفوشيوس تعاليم تمتاز كما والخوارق والمعجزات الجسمانية البطولة بتمجيد المتصلة

الكائنات على العطف شديد نفسه كونفوشيوس وكان الطبيعية، يكن لم ألنه الحريرية المالبس يرتدي لم أنه عنه يروى ومما الحية،

الخاص نسيجها على ليستولى القز دودة يقتل أن لنفسه يستبيح قط الشبكة يستعمل لم بأنه يفخر وكان لنفسه، مالبس منه ليصنع يرم لم أنه أو السمك، لصيد أن السلوكي مبدؤه وكان بسهم، طائرا

دعا وكذلك باإلحسان، اإلحسان على يرد أن عليه اإلنسان على الدولة حيال بواجبه مواطن كل يقوم أن إلى كونفوشيوس

.356 ،354ص القديم، الشرقي الفكر كولر، ( جون 1)1

-49-

.(1) واالستقامة العدل فرد كل رائد يكون وأن األكمل الوجه الفضيلة، على المعرفة ارتكاز ضرورة كونفوشيوس أكد وقد

أن من أفضل هناك فليس صنوان، نظره في والعلم الفضيلة إن بل المتعلم الرجل أن عليه ويثابر التعلم طلب على اإلنسان يداوم يكون الخوف، أو القلق يعرف ال المتفوق والرجل بالطبع، متفوقا

غيرهم، بتعليم يقوموا أن العلم تحصيل في وفق من يوصي إنه ثمذلك. دون االجتماعية ظروفه حالت من تعليم ضريبة المتعلم فعلى

في توافرها يجب التي الشروط إلى كونفوشيوس وأشار فيكون والتوسط االعتدال فضيلة يلتزم أن ومنها الصالح الحاكم إسراف؛ غير في جوادا وأن جشع، دون يرغب ما طلب في جادا يكون والمبادئ القضايا يؤيد شراسة. وأن أو عنف دون مهيبا

الشعب إلى األمور تصريف يكل غرور. وأن أو كبرياء دون السامية على انطوى كونفوشيوس تفكير أن نقر أن يمكننا وبذلك تذمر، دون

أن يجب نظره في الشعب سيادة وهو أال الهام، السياسي المبدأ الذين بالحكام وندد السياسية، للسلطة الحقيقي المصدر يكون

القاعدة لهذه تحمسه طريق عن برر إنه بل المبدأ، هذا يغفلون ضد للصين القديم التاريخ بها زخر التي الثورات الكبرى، السياسية

الظالمين. األباطرة بعض اآلراء من ذلك مع يتحرر لم كونفوشيوس أن ويبدو

المطلقة سلطته يستمد إنما الحاكم أن يرى كان أنه إذ الثيوقراطية ليس الحكم أن غير مشيئتها، وفق يعمل أن فيجب اآللهة، من حكما

الشعب يرضى لمن الحكم سلطة يمنحون إنما اآللهة ألن مطلقا وإال عادل، عالم لحاكم إال واليته الشعب يعطي وال له، واليته عن

.(2) عزله وجاز واليته سقطتالتاوية:

للكونفوشيسية المعارضة الفلسفية المدارس من التاوية العجوز )الو( تعني أن حيث العجوز المعلم أو الو- تسي رأسها

وتشير ق. م604 عام حوالي الو- تسي و)تسي( )المعلم( وولد أو المصدر التاوية في تعني وهي الطريق أو الدرب )تاو( إلى كلمة

)تاو( عرقت وكلمة موجود هو ما كل أساسه على يعمل الذي المبدأ اإلنسان( أو )واجب السوى(، )الصراة منها متعددة بمعاني

.352ص الخشاب، ( أحمد 1)1.353ص الخشاب، ( أحمد 1)2

-50-

فلسفات )الطاوية( هي المثلى( والتاوية )الغاية العليا( أو )الفضيلة على الفلسفات هذه اهتمام وانصب والطمأنينة، السكينة دعاة

خالل من النفس وتهذيب الذات إدراك إلى اآلخر( وسعت )العالم في يرون العلو. وهم درجات أقصى إلى )اليوجا( للوصول تمرينات

في وتعطي التغير عالم خلف تكمن التي الثابتة الواحدية تلك العلو الوقت نفس التي الواحدية وهذه الحياة، وحركة الدفع قوة من كال

.Tao تاو يسمونها بالديانة النهاية في أوحت التي هي التاويين هؤالء أفكار وكانت

إنه عنه نقول أن يمكن الصينية الدينية الحياة من جانب وذلك التاويةصوفي. جانب

االجتماعي، والسلوك األخالق ديانة الكونفوشوسية الهمت لقد فقد التاوية األرستقراطية. أما القدماء ديانة في جذور لها وكانت عند الشعبية الديانة إلى أقرب وأصولها التصوف، ديانة ألهمت

.(1) القدماء قبل السادس القرن أواخر في ولد )الوتسو( الذي دعا فقد

دافع عن فيها التخلي يتم حينما ومتناسقة بسيطة حياة إلى الميالد،الرغبات. وتقليل األنانية، من والتخلص جانبا، الحذق وتنحية الربح،

إلى ق. م366 – 440 حواليYang Chua تشو يانج ذهب وقد وقد بأسره، العالم أرباح لقاء واحدة شعرة يعطي ال بأنه القول دوافع يشكالن المال اكتساب وحب الطمع مادام أنه إلى ذهب

وبناء والرضا، السالم تحقيق في أمل هناك فليس اإلنسانية، األفعال بتلك إال القيام ينبغي ال بأنه القائل المبدأ إلى دعا فقد هذا على

.(2) الطبيعة مع تتسق التي األفعال التاوية وتنشد الخاصة وقواعدها مبادئها للكونفوشوسية، خالفا

هذه فإن هنا ومن اإلنسان، في ال الطبيعة في اإلنسانية بالحياة للطبيعة الميتافيزيقية األسس على تؤكد الفلسفة التشديد من بدال

اإلنساني. المجتمع على األخالقي البشر خير على الكونفوشسية شددت وبينما

باعتباره الطبيعة تناسق على التاويون أكد للسعادة، مفتاحا تفضي وأفاعليهم البشر حيل أن هو التاوي الموقف وكمالها. وقوام

والتعاسة. الشر إلى

.300ص بارندر، ( جفري ?)1.336ص القديم، الشرقي الفكر كولر، ( جون ?)2

-51-

البسيطة الحياة هي المثالية الحياة أنLao Tzu الوتسو ويرى األنانية من والتقليل الحذق عن والتخلي الربح تجاهل فيها يتم التي تعاليم تلخيص ويمكن الرغبات، جماح وكبح األدنى، حدها إلى

يلي: فيما مستواها ورفع اإلنسانية الحياة على للحفاظ الوتسورغباتهم. لتحقيق عامة بصفة الناس يتحرك- حدوث رغباتهم إلشباع العديدة األفراد محاوالت عن ينتج-

والصراع. التنافس إلشباع يكافحون الذين األفراد بين والتناسق السالم إلقرار-

واألخالق لالستقامة معايير إلى التوصل يتم رغباتهماإلنسانية.

المشكالت، يحل ال األخالقية المعايير وضع أن الواضح من- والقواعد حالهما، على يبقيان والصراع التنافس أن ذلك

القديمة، القواعد لحماية جديدة قواعد إقرار ويتم تنتهك، الرغبات وتظل تنتهك والجديدة القديمة القواعد ولكنالخطأ. واقتراف الشر يتدعم بينما إشباع دونما

فإن المشكلة، يحل ال أخالقية معايير إلى التوصل أن بما- المعايير هذه عن التخلي في يكمن الحل

عندما إال الرغبات من الصادرة األفعال عن التخلي يمكن ال-السهل( للفعل. )الطريق الناس يتبنى

يفترض الفعل في السهل الطريق- الكون مع التناغم مقدما والتصرف الشامل. الكوني للنظام وفقا

الناس وحكم المجتمع تنظيم يكون أن ينبغي- للطريق وفقا في الطبيعي الطريق يدعم أن ينبغي كما السهل، الطبيعي

الناس. نفوس أن إلى ق. مChuang Tzu 369 – 286 تسو شوانج ويشير-

العادية التجربة عالم تجاوز على تعتمد الحقيقية السعادة.(1) الكون تناهي ال مع وتوحيدها المرء ذات ومعرفة

ومعناه(Tao) األول مبدأين علىTaoism التاوية وتقوم والحركة والنشاط الحياة أصل وهو األعظم، السماوي القانون ليس ولكنه واألرض، السماء في الموجودات لجميع على متعاليا

( ومعناهاTe) الثاني نفسها. والمبدأ فيها هو بل الموجودات، ولونها وشكلها ونشاطتها حياتها تستقبل األشياء أن أي االستقبال

.378ص كولر، ( جون ?)1

-52-

قريبة أنها على ويهاالت فهم يمكن النحو هذا وعلى )التاو(، بفضل الخالق بين يوحد الذيPantheism الوجود وحدة بمذهب الشبه

جهة، من والمخلوق الذي الحلول مذهب من الشبه قريبة وأيضاالموجودات. كل في حال الخالق أن إلى يذهب

The absolute المطلق بمعنى الطاو تسي – الو استخدم وقداألشياء. كل منها تصنع أساسية مادة فهي

كل أساسه على يعمل الذي المبدأ )التاو( هو أن تسو الو ويرى إليها الوصول يمكن ال التاويين عند المعرفة أو والحقيقة موجود، أو الصوفي بالكشف بل التحليلية بالمعرفة وال المنطق، أو بالعقل

إلهام هي وإنما واالستدالل بالعلم تحصل ال فالمعرفة باالستشراق،صوفية. معرفة فهي وكشف،

الطاوية اتخذت واالجتهاد العمل إلى الكونفوشية دعت وبينما موقفا والتجربة التأمل على واقتصرت العمل على تشجع فلم سلبيا

.(1) الصوفية هذا في ووجدت الطبقات بنظام الكونفوشية اعترفت وبينما

النظام أساسا بالنظام االعتراف التاوية رفضت لالجتماع، هاما بين تفرق ال السماء ألن متساوون نظرهم في فالجميع الطبقي،

وآخر. شخص الحكام نصح ولذلك االجتماعي التمايز تسي الو رفض وقد أبلغ وتلحق الناس بعض تميز التي الشرف ألقاب عن باالمتناعبالمجتمع. األضرار

بالشعب، عالقته في ذاته ينكر الحاكم أن تسي – الو ويرى لقيادة يتصدى ومن رعاياه، أمام يتواضع أن الحاكم )على يقول.(2)الصفوف( آخر فمكانه شعب

ق. م 289 - 371 منشيوس 390 عام ولد وقد بقرن، كونفوشيوس وفاة بعد منشيوس ولد

طبقة سليل كونفوشيوس مثل ق. م. وكان305 عام وتوفي ق. م،أرستقراطية.

)أعمال( وهو بعنوان كتاب في وتعاليمه أقواله أتباعه جمع وقد.226ص القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1.226ص سابق، مرجع عطيتو، عباس ( حربي?)2

إلى كونفوشيوس من الصيني الفكر كريل، ه�. ج انظر التفاصيل من مزيد للتأليف العامة المصرية الهيئة سليم، الحليم عبد ترجمة تونج، ماوتسي.1971 القاهرة، والنشر،

-53-

على يحتوي فهو )المختارات( لكونفوشيوس، كتاب غرار على يسير وحكم توضيحية وحكايات وفقرات جمل شكل على للمعلم أقوال

ذلك. شابه وما سائرة وأمثال الشعب أو العاديين بالناس االهتمام بالعدالة، منشيوس اهتم

حقوقه، إلى الشعب وصول بضمان واهتم األرستقراطية مقابل في وهي الشعب، حارسة هي السماء إن ثم األمير، واجب هو وهذاالناس. يعاني عندما غضبها و استياءها تبدي

االقتصاد، عن ليقوله الكثير الشيء منشيوس لدى كان ولقد محكمة: حلقة واألخالق االقتصاد بين االتصال حلقة أن وعنده

هدف يصبح وهكذا مستحيل، أمر ثابتة معيشة بال الثابت فالذهنكافية(. بكميات الحياة ضرورات توفير هو الحكومة

يكون الذي )هو منشيوس عند المهذب والرجل بحق( مهذبا يكون أن يكفي فال يكافح أن يجب بل الخير، تحقيق على قادرا

الذي هو الصفات هذه فيه تتحقق الذي بالفعل. واألمير لتحقيقهاالدولة. رفاهية وهي الصحيح، الملكي الحكم أهداف يحقق

القوة وليس المصداقية على يعتمد أن ينبغي الحكم أن ورأى فضيلة طريق عن الحكم أي القوة، أو اإلكراه أو البدنية عليا من بدالالقوة. طريق عن الحكم

يلقي فهو البنوي والوالء الطاعة التزامات أما تأييدا عند خاصا )أن إلى تذهب المعارضة الفلسفات إحدى كانت وإذا منشيوس،

بعضهم يحبوا أن ينبغي الناس فإن المساواة، قدم على بعضا يرى منشيوس الخاص( وتدرج األسري )الواجب بين تعارضا الذي االجتماعي والتماسك السن، كبر حيث من بأولياتها العواطف

أنه رأى الذي الحب بأسرها( وهو البشرية )حب وبين ذلك، يكفل.(1) والدولة لألسرة االجتماعي التنظيم يدير

فيشد بفطرتها خيرة منشيوس عند البشرية الطبيعة كانت الناس عند شامل عام إحساس وجود الفطرية خيريتها صدق على

يجعل اإلحساس هذا ووجود والخطأ، وبالصواب بالتقارب األخرى، الحية الكائنات من غيرها عن مختلفة البشرية الموجودات

واالختفاء بالضمور تصاب أو تشوه أن يمكن البشرية الطبيعة أن بيد على البشرية الطبيعة تربية قويم. وتعتمد نحو على ترب لم ما

اإلنسانية العدالة مستقبل هو العقل ألن وذلك الذهن، حماية

.292ص الدينية، المعتقدات بارندر، ( جفري?)1

-54-

والطبيعية. هو نكون. فقدرنا وماذا نحن من يحددان والعقل والطبيعة

أو القدر كان الحياة. ولقد في فرصنا ويحد خطنا في يتحكم الذي السماء ابن من منحة وكان اإلقطاعية، صاحب يد في المصير بوصفه في أصبح اإلقطاعية. ثم حكم في السماء عن نائبا

رسمته الذي المصير أو الحياة في نصيبنا هو األوسع االستخدامات وتحديد عقولهم حماية على قادرين الناس كان السماء. وإذا

يدي بين هو الذي مصيرهم تحديد يستطيعون ال فإنهم سلوكهم، البشر جميع أن من الرغم على أنه منشيوس اعتقد السماء. وهكذا

الذات بمعرفة يرتبط الخير هذا حقيقة فإن خيرون، بفطرتهم.(1) النفس وتهذيب

تحتوي آخر شيء كل قبل هي االستقامة أن منشيوس يرى الطبيعة أساس هو فالخير الخير، تنمية إلى المفضي المفتاح

الشرور. من العالم تخلص األفعال صحة أي اإلنسانية. واالستقامة بالطبيعة يتعلق فيما كونفوشيوس مع منشيوس ويختلف

إلى كونفوشيوس ذهب فقد والصواب، الخير بين والعالقة البشرية كنفوشيوس أما للخير، )إمكانية( بالنسبة لديهم الناس بأن القول طبيعتهم. ونظر من فعلي( كجزء )خير ب� يحظون أنهم إلى فذهب

ميز بينما واحد، شيء أنهما على والصواب الخير إلى كونفوشيوس يحظون الناس أن فحسب منشيوس يذكر ولم بينهما منشيوس

طرح وإنما فطري، بخير النظر. وجهة لتأييد حججا فإنهم الفطري، الخير هذا وبسبب بالفطرة، أخالقيون فالبشر

والتواضع، والتوقير الشفقة ويستشعرون والخطأ، الصواب يعرفون بين التمييز بمقدورهم أن يعني وهذا بالخجل، الشعور ويعرفون والشخصية األخالقي الحكم أساس ناصية وتلك والخطأ، الصواب.(2) األخالقية ق. م:238 – 312تو: هسون

الجو هذا مثل تو( في )هسون عند الكونفوشية أصبحت غير السماء صارت مادية، وأكثر عقالنية أكثر الصارم العقلي

من أبعد هي التي البشرية والطبيعة الطبيعة، هي وغدت مشخصة، في كانت متشيوس، ذلك إلى ذهب كما بالفطرة خيرة تكون أن

تو. هسون رأي في شريرة أساسها.292ص بارندر، ( جفري?)1.368ص كولر، ( جون?)2

-55-

غيرها من تو( أقل )هسون كونفوشية كانت وربما تعاليا )ترنسندنتالية( وأكثر من بدأ فقد اإلنساني، الجانب على تركيزا

نفسه الوقت في لكنه شريرين ولدوا البشر إن تقول قاسية مقدمة يصبحوا أن استطاعتهم في بأنه اعتقاد عن بقوة يؤكد بالتربية أخيارا

من األخالقي والتهذيب التربية وتستمد األخالقي، والتهذيب قدوة، باعتباره الماضي حكماء إلى النظر ومن الكالسيكية النصوص

ومواهبهم طبيعتهم في البشر سائر عن يختلفون ال الحكماء وهؤالء والبصيرة بالفهم بلوغه للمرء يمكن لما نماذج هم وإنما األساسية، العقل استخدم هو إذ األخالقية، سليما. استخداما

العقل، من يبدآن البشري والكمال األخالقي النظام ومادام )هسون نظر في يصبح البشري العقل فإن ولقد للكون، تو( مركزا

بغير فأدان للدين، وعقالنية إنسانية نظرة إلى الفكرة هذه قادته ومن الخرافات، قبل من واعتبرها الدينية الممارسات بعض تحفظ

الصالة ذلك والتعاويذ، بالرقى المرضى وطرد للمطر، استجالبا أمور من ذلك غير أباح وجهه. لكنه مالمح من المرأ بخت وقراءة العقل ضوء على التأويالت تقوم أن شريطة بالغيب، كالتنبؤ

الضارة واألشباح الشريرة األرواح وجود أنكر كما البشري، تو( تجليات )هسون عند الطبيعة وقوى األسالف أرواح وأصحبت

أن رأيه في الناس يستطيع للطبيعة الكامل وبالفهم الخلقي للسمو.(1) بيئتهم وعلى الكون على يسيطروا

اإلنسانية الطبيعة إن وقال منشيوس آراء تو هسون وعارض يصبح والثقافية االجتماعية المؤسسات خالل ومن أصال، شريرة يمتلكون فالبشر أخيارا، الناس رغبتهم في الشر بدايات فعال

أن شخص لكل الممكن من فإنه ذلك والمتع. ومع الربح في الكامنة عمالإ خالل ومن بالعمل يحظى شخص كل أن ذلك حكيما، يصبح إن منشيوس قال تسو. وقد هسون يقول فيما الخير، يظهر العقل أشرارا، يولدون إنهم تسو هسون ويقول أخيارا، يولدون البشر هسون يقول الشر، يجلبان والثقافة المجتمع إن منشيوس وقال أي إن منشيوس يقول بينما الخير، يجلبان والثقافة المجتمع إن تسو

يصبح أن يمكن شخص هسون فإن األصلي، خيره بسبب حكيما يصبح أن يمكن شخص أي إن يقول تسو األصلي عقله بسبب حكيما

للتربية. وقابليته

.295ص بارندر، ( جفري?)1

-56-

فإن أخيارا، يولدون البشر كان إذا إنه تو هسون أوضح وقد يجيء الخير بأن القول إلى يذهب وهو أخيارا، يصبحوا أن بمقدورهم

التنظيم يجلب وكيف والثقافي االجتماعي للتنظيم كنتيجة يقتضي االجتماعي التنظيم إن تسو هون يجيب الخير؟ االجتماعي

الخير. يجلب أن شأنه من القواعد هذه وأتباع للسلوك قواعد عادة. بعضها إشباع يتم ال برغبات يولدون الناس أن هي ونظريته قصارى يبذلون الناس فإن مشبعة، غير الرغبات تظل وعندما ببذل األشخاص من كبير عدد يقوم وعندما إلشباعها، جهدهم ينشأ قيود أو قواعد دون المتضاربة رغباتهم إلشباع جهدهم قصارى هنا ومن بالجميع، يضر الذي األمر الفوضى، يجلبان وصراع تنافس

األنشطة تضم للسلوك قواعد بوضع األوائل الملوك قام فقد استخدمت الطريقة وبهذه الرغبات، إشباع محاولة وفي المتضمنة،

هذه وبمقتضى االجتماعية، للحياة المطلوبة المختلفة القواعد لتنظيم نتيجة جلبه تم قد األخالقي الخير فإن التفكير في الطريقة.(2) االجتماعية الحياة تقتضيه الذي اإلنساني السلوك

.371 ،370ص كولر، ( جون?)2

-57-

Indus Valley السند نهر حوض في االجتماعي الفكر Hinduism الهندوكية موطن هي الهندية القارة شبه أو الهند

نفسه الوقت في تحتل كما العالم، عرفها التي الديانات أكبر ثالثة البوذية بها ونعني الرابعة الديانة إلى بالنسبة القلب موقع

Buddhism. ثالثة إلى القديمة الهندية الديانات األديان علماء ويقسم

والهندوكيةBrahmanism والبارهميةVedism هي: الفيدية أقسامHinduismالوقوف من تمكن التي المصادر أفضل أن العلماء ويؤكد

وترانيم نصوص هي الهند في والديني االجتماعي الفكر مالمح على أن لدرجة وأقدسها الهندوس كتب أول تعتبر التيVedas الفيدا

معناها أو تعريفها بحكم الهند. والفيدا إنجيل بأنها البعض وصفها نفر إلى بها يوحى أنه يفترض التي القدسية المعرفة يعني الذي

العاديين. األفراد إلى بنقلها ليقوموا الموهوبين البشر من متميزأساسية: كتب أربعة من الفيدا وتتكون

المعرفة. أغنية تعني والتيRig – Veda الرجفيدا-1الطقوس. معرفة أوYajur Veda فيدا ياجور-2 يلقيها التي الخاصة األناشيدSawna Veda فيدا ساونا-3

المقدسة. االحتفاالت في الكهنة والطقوس األدعية على يحتويAtharva Veda فيدا آثارفا-4

البيوت. داخل تقام التي وتشمل البراهمية، والقرابين الشعائر دقائق تشرح والرجفيدا

يعتبر الذيAndra أندرا المطر إله إلى مرفوعة وترانيم أناشيد.(1)أعظم

واحدة، أسرة أنهم على اآللهة مجتمع يتصور الرجفيدا وفي فهم أصبح الذي السماء إله فهوDyaus الدايوس أطفال جميعا ربا

كون وقد للكون، الخالق هو دايوس لألرباب. ويعتبر مع اتحادا والمطر العواصف إلهIndra أندرا فأنجبا األرضيPrathive باراتيفي

أعداء والبرق الرعد على وبسيطرته الخارقة بقوته يحطم الذياآلريين. هناك ثم وأجني النظام، روح تبث التي مارونا السماء آلهة أيضا

.168ص زيد، أبو محمود( ?)1انظر: التفاصيل من مزيد

Schweitzer, A; Indian Thought and Development, New York: Henry Holt and Company, 1949.

-58-

Agniصورها. بكافة النار إله أو النار من مجموعة عن عبارة فهو ياجورفيدا الثاني الكتاب أما تقديم عند بها والتغني إنشاءها يتعين التي واألغنيات األناشيدلآللهة. واألضحيات القرابين

Sawna فيدا ساونا باسم يعرف الذي الثالث الكتاب ويتضمنVedaاالحتفاالت في الكهنة يلقيها التي الخاصة األناشيد تلك

عن تخرج ال فهي ولذا السرية، من قدر على أناشيد المقدسة. وهي في لالنخراط يعدون الذين للتالميذ ترانيما وتلقن الكهنة طائفة

المغلقة. الطبقة على يحتوي وهوAtharva Veda فيدا آثارفا الرابع الكتاب أما أثناء بيوتهم داخل في األفراد ويؤديها يقيمها التي والطقوس األدعية

بها يستهدفون والتي أدعيتهم وكذا اآللهة، إلى وتقربهم صلواتهم Siva سيفا بأوامر تؤتمر التي الشريرة األرواح أو الشياطين إبعاد

المدمرة والقوة والمعارك إلىالموت يرمز الذيShiva أوتشيفا يتصل حيثVishnu فيشنو الشمس بإله حال أية على ويرتبط اتصاال .Brahma ببراهما مباشرا

كان الدين دور أن الواضح ومن المجتمع في متعاظما واألفكار العقيدية التصورات هذه أن حقيقة في ويظهر الهندوسي،

البراهيمية الديانة أبعاد من مجملها في تعتبر التي باآللهة المرتبطة تتصل إنما اتصاال المدني القانون وهوManu مانو بقانون مباشرا

نظام أساس على والجماعات األفراد حياة ينظم )الوضعي( الذي االقتصادية العوامل كانت وإن الذي االجتماعية والطبقات الطوائف يقوم أنه إال كبير بدور تقوم والقرابية بال هو ديني أساس على أصال

الصرامة طابع من فيها نراه ما الطوائف نظام يعطي الذي شك سعت وقد القوانين هذه كل مصدر هو نفسه براهما فاإلله والجمود،

التشريعات من مجموعة وضع إلى البراهمة أئمة من جماعة في سائدة كانت التي االجتماعية األوضاع على للحفاظ الوضعية

.(1) والتبجيل القداسة تحوطها صورة الهند: في الطبقي النظامهي: رئيسية طوائف أربع في أنفسهم اآلريين ميز

أكثر بذلك ويصيرون الهرم قمة يحتلون الذين الدين رجال- السلطة، حق وحدهم لهم حيث امتيازا، المجتمع أفراد

.168 ص زيد، أبو ( محمود?)1

-59-

واالحترام. التقديس واجب اآلخرين وعلى المنزلة في سابقيهم من أقل وهؤالء والجند الحكام طبقة-

االجتماعية. ابعد إلى المتميزتين الطبقتين بعد تأتي والجند المزارعين-

في تمثالن وهاتان والجند، المزارعين طبقة الحدود حيث الهندي المجتمع في االقتصادية الحياة عصب الحقيقة

وتربية األرض وفالحة والصناعة التجارة في أفرادها يعملالماشية.

أي ممارسة من يحرمون الذين األفراد المنبوذون: وهم-والسياسية. المدنية الحقوق من حق

األمر آخر في يعكس إنما الهند في الطوائف نظام أن شك وال أن باعتبار والمصير بالقدر تؤمن التي ذاتها الهندية الفلسفة جوهر في إنسان كل وضعت ولهذا البشر، صالح في هو بما أدرى اآللهة

الرضا عليه يتعين الذي الصحيح المكان .(1)المجتمع النسجام تحقيقا أن بمعنى البراهمية، ربيبة القديمة الهند في الحياة وتعتبر

مصدر أن هو القدم في الموغلة الحقبة تلك في ساد الذي االعتقاد نفسه، براهما اإلله كان وأشعار قصائد في المنظومة القوانين هذه كانت الوضعية التشريعية المجموعة هذه أن المحقق من كان وإن األوضاع على الحفاظ حاولوا البراهمة أئمة من جماعة صنع من

أهم وكان مقدسة، جامدة صورة في سائدة كانت التي االجتماعية على ارتكازه القديم الهندي المجتمع في االجتماعي البناء يميز ما

فقد البراهمي، الدين يدعمه النظام وهذا المغلق، الطائفي النظام قمة في للناس، طبقي سلم يوضع أن البراهمية اإلرادة شاءت المجتمع أفراد أكثر وهم البراهمة من الدين رجال يتربع الهرم

واالحترام. وهم التقديس وواجب السلطة حق وحدهم ولهم امتيازا الجند طبقة من االجتماعية المنزلة في يليهم من على يعتمدون تنتجه ما على يعيشون وأولئك وهؤالء الكشائرين، باسم المعروفة

الماشية، وتربية األرض وفالحة والصناعة التجارة من األدنى الطبقة المنبوذين طائفة الطبقي السلم من األسفل الدرك في ويأتي

أي ممارسة من المحرومون األفراد وهم السودرا باسم المعروفين

.170ص زيد، أبو ( محمود?)1 الفلسفي الفكر مور، وشارلز كراشنا راد سرنبالي انظر التفاصيل من مزيد

.1967 العربية، اليقظة دار اليازجي، ندره ترجمة الهندي،

-60-

.(1)السياسية أو المدنية الحقوق من حق المنزلة أن نجد الطبقي التسلسل هذا صرامة من وبالرعم

تطورت قد طائفة لكل االجتماعية فنجد السياسية، للظروف تبعا اشتعال أثناء المحاربة، الكشائرين لطبقة كانت الزعامة أن مثال

والنازحين األصليين السكان بين نشأت التي الوطنية الحروب إلى النازحة األجناس خوف يكون أن المحتمل ومن المهاجرين،

أهم من كان الراقية، وثقافتهم الساللية خصائصهم على الهند تحرم التيTabao المقدسة المحرمات نظم وضع على لهم الحوافز

من وخاصة األخرى السالالت من بغيرهم االختالط أو التزاوج عليهم الطبقات استطاعت الهند. وبهذا تسكن كانت التي الوطنية القبائل

عزلة في والسلطة السيادة صاحبة والغازية الدينية البراهمية أظهر الذي األمر االجتماعية البنية قطاعات بقية عن أرستقراطية

ووسيلة االجتماعي، للتطور تعويق أداة أنه على الطائفي النظام.(2) الحضاري المجال في جمود

الهندوسية: شيفا أوVishnu فيشنو اإلله عبادة أو اتباع هي الهندوسية

Shivaشاكتي اآللهة أو Shaktiأو مظاهرهم أو تجسيداتهم أو من كبير عدد الهندوسيين ضمن يندرج ذريتهم. وهكذا أو ازواجهم

لفشنو( تجسيدان )وهماRama & Krishna وكرشنا راما عبادة اتباع وهمGanesha وجانيشاSkanda وسكانداDarga درجا عبادة واتباعوابناه. شيفا زوجة الترتيب على

مقدسة نار األري البيت في يوجد المقدسة: النار إشعال ليست وهي الزواج حفل خالل أعني إنشائه، بداية منذ تشتعل نارا المنزلية األغراض أو الطعام إعداد في تستخدم أال ينبغي عادية،

وبطريقة الخشب، من خاصة بأنواع إشعالها ينبغي وكذلك األخرى، أنه تخمد. والبد حتى تترك أال وينبغي ببعضها، العصى حك هي معينة النار لهذه األسرة رب يتقدم الواقع في إنه بل لآللهة بقرابين يوميااليوم. في مرات ثالث بالقيام ملزم

أو الفيدا تعاليم وقوامها العالم روحBrahman البراهمان عبادة اآللهة وعبادة لتغذيتهم، والماء الطعام بتقديم آباء وعبادة تالوتها، الحية الموجودات )وهيBhutas بهوتاس وعبادة القرابين، بإحراق

.343ص سابق، مرجع الخشاب، ( أحمد?)1.343ص سابق، مرجع الخشاب، ( أحمد?)2

-61-

الهواء، وفي والمركز األربع الجهات في الحبوب األرواح( بنشر أو للمنبوذين الدار عتبة على الطعام ووضع المنزل، أواني وعلى

والحشرات. والطيور والحيوانات نحو واجبات فهي األسرة رب بها يلتزم التي الواجبات وأهم

ليس فهو األسالف، أو اآلباء من القرابين يقدم بأن فقط ملزما أوالطعام الماء الركن تسكن التي البيت روح وإلى إليهم، يوميا

عليه إن بل المنزل، من الشرقي الشمالي البندا لهم يقدم أن أيضاPindaاألرز كره أي Rice – Ballمن الجديد القمر ظهور يوم في

شهر. كل Shradha شراذا االحتفال هذا في الرئيسية العناصر وتسمى

األسرة رب مكشوف. ويفتتح مكان في البراهمة فقهاء ويجلس الحدث المقدسة. لكن النار في لآللهة قرابين بحرق وينهيه االحتفال هذه وتذهب أرز كرات ثالث يصنع فهو لآلباء، التقرب هو الرئيسي

الجد. وأب الجد، األب، أسالفه من الثالثة الموتى إلى األحياء يقدم أن هيShradha بالشراذا الخاصة النظرية وهذه

األسالف اآلباء( ويضفي )عالم يقطنون الذين األسالف إلى الطعام والذرية واالزدهار النجاح إياهم بمنحهم األحياء أحفادهم على النعم

(1). األحياء بين الوصل همزة هي )شراذا( هذه تكون وهكذا هذه أن بينهم. غير المتبادل التعاون عن التعبير وهي واألموات،

تنقلب أن يمكن العالقة الطقوس تؤد لم إذا عقب على رأسا عالم في الموتى أرواح يستقر لم فما للميت، المناسبة الجنائزية

لم الذين نسلها رؤوس على البالء تصب ألن عرضة تظل اآلباء عالمها إلى انتقالها ضمان أو القرابين، طريق عن بإطعامها يقوموا

المناسب. عبادة على مقتصرة ضرورة الزواج ليس الزواج: قوانين

لينجب يتزوج أن الرجل على ينبغي بحيث األسالف، يواصل ابنا وإنما ابنه، روح تستريح األرز( لكي )أقراص البندا ويقدم العبادة، بأن االعتقاد يبرر ما ثمة فليس أيضا، لذاتها مطلوبة ضرورة الزواج الطعام قرابين تقديم على القادر وحدة هو المتزوج الرجل

. 141 ،140ص بارندر، ( جفري?)1 مصر، المعارف، دار البوذية، شبل، محمد فؤاد انظر التفاصيل من مزيد

1977.

-62-

يصبح وعندما لألسالف، األسرة، رئاسة عن البنه يتخلى فإنه أرمال ويقرر المقدسة نارها عن المسئول الكاهن بدور القيام وعن

التقاعد. األعزب والرجل للجميع، إجباري الهندي النظام في فالزواج

الفتاة وكذلك اعتبار، وال مكانة المجتمع في له ليس الطبقات طريد يكن لم الزواج أن على زواج بغير عذراء وظلت األمد بها طال إن

كيفما يتزوج أن يستطيع ال فهو يشاء، من يختار الفرد ألهواء يترك أسرة من والمنحدرة المولد في المساوية الكفء الزوجة ألن اتفق،

القادرة وحدها هي الطقوس، من وغيرها الترسيم عملية أتمت أرية وحدها وهي تدنسها، أن دون المنزلية الطقوس ممارسة على

عبادة لمواصلة المؤهل النقي الطاهر االبن إنجاب على القادرةوالده. بعد األسالف وهذا دينها كاهن هو األسرة رب الهندوسية: األسرة قانون

إلى تؤول الخاصية فيها- وهذه األسالف عبادة– وراثي المنصب وإلى الموت بعد إليه القرابين تقديم على القادرين األكفاء أولئك

نقص حالة غيرهم. وفي قبل المتزوجين أبنائه إلى أي أسالفه، )البندا( قدموا الذين أولئك إلى اإلرث يؤول الذكور نوع في النسل

إلى االلتزام معه يحمل اإلرث ألن ذلك األسالف، من أكثر أو واحداالبندا. بتقديم

وحدهم الذكور مادام ترث أن يمكن ال البنت فإن السبب ولهذا.(1) القرابين تقديم على قادرين

الفرد حياة تنظيم يتم لكي المرء على يتعين اإلنسانية: األهداف األول المقام في يكون أن المجتمع، ومؤسسات يتعلق فيما واضحا

خالل من الهند، في ذلك إنجاز تم للحياة. وقد األساسية باألغراض في تسهم أن شأنها من التي الحياة، في الرئيسية األهداف بحث

الفرد. سعادة تحقق أو المجتمع رخاء من كل )العيش الحياة في أساسية أهداف أربعة إنسان ولكل

األهداف النفس( وهذه تحرير المتعة، الحياة، وسائل الفاضل، وروحي، عضوي وجود من مركب اإلنسان ألن إليها، للوصول يكافح

والروحية. العضوية الحاجات إشباع الضروري من فإن النفس ضبط أساليب النفس: ضبط إلى اليوجا: الطريق

الحكمة لتحقيق مطلوبة ممارسة وهيYoga اليوجا باسم المعروفة

.146ص بارندر، ( جفري?)1

-63-

الخلط في يتسبب الذي الجهل على القضاء يمكن خاللها من التي باعتبارها للذات الجوهرية الطبيعة إدراك ويمكن والمادة، الروح بين

)الروح(. إعادة بها يقصد األخالقية األوامر من بمجموعة اليوجا وتبدأ

وأعماله، الشخص إرادة توجيه التصرف من فبدال قوى من انطالقا يتصرف الشخص فإن العمياء، األنا رضاء حيال التعاطف من انطالقا

اآلخرين. وكل األخرى، الكائنات تؤذي التي التصرفات كافة ويستبعد

من النية. والتخلص وسوء الكراهية أساس على تقوم التي األعماللألنا. األنانية النوازع

والحديث اآلخرين تؤذي التي الكلمات تجنب يتعين وكذلك ترغب ال أي اآلخر ملك هو ما يستبعد كما الخرقاء، والثرثرة األجوف

في بأسرها الرغبة على القضاء ينبغي بل آخر، شخص يملكه فيما هذا المشروعة( ويقضي )الملكية ب� يدعى ما حتى الخيرات، امتالك قبل من للحياة ضروري هو ما كل استخدام يجوز بينما بأنه المبدأ

الطمع. عن تعبير هو نفسه الملكية مبدأ فإن يحتاجه، شخص أي يمارس وال العفة يلتزم أن ينبغي اليوجا يمارس من أن كما يمثل الجنس ممارسة ألن الجنسي، النشاط القيد من لونا

والعبودية. النشاط إلى تؤدي التي الدوافع على تقضي اليوجا فممارسة

الرغبة محل بالتعاطف المفعم الحب بإحالل وتقوم المحرم يخطو اليوجا يمارس من فإن للفعل، أساسي كمنبع والكراهية

التحرر. نحو رائقة أولى خطوة روحانية أكثر يكون ألن المرء تدفع اليوجا ممارسة فإن وكذلك

المترتبة اآلثار كل على يقضي اليوجا يمارس فمن الداخلي، والنقاء إلى اليوجا ممارسة تؤدي السابقة. وكذلك واألفعال األفكار على

ونكران الشهوات جماح وكبح والتقشف والزهد والقناعة الرضا.(1) الذات

وهما باأللوهية، يتعلق فيما نزعتان الهندوسي التفكير ساد وقد مظاهر عبدوا حيث األولى المرحلة في اآللهة تعدد أي التعدد نزعة

المظاهر لهذه أن واعتقدوا ونار، وحيوانات وأنهار جبال من الطبيعة الطبيعية مظاهرها من مظهر لكل فجعلوا أرواحا نزعة يعبدونه، إلها

.102ص كولر، ( جون?)1

-64-

في كانت وتلك الوحدانية، نزعة وهي األولى للنزعة مقابلة أخرى المتعددة اآللهة عبادة عن تخلوا فقد حياتهم، من الثانية المرحلة ليعبدوا واحد إله في المتعددة اآللهة جمعوا أنهم واحدا. أي إلها

نهاية في إليه ويرده يهلكه ثم له وحافظ للعالم خالق فيه ورأوا هو حيث )براهما( من فهو أسماء ثالثة عليه وأطلقوا المطاف،

حافظ، هو حيث )فشنو( من وهو موجود، أو خالق )سيفا( هو وأخيرامهلك. هو حيث من

من: مؤلف مقدس بثالوث آمنوا قد الهندوس فكأنالطبيعة. في الخالقة القوة وهو اآللهة جميع براهما: سيد

ويبعث الفقراء عن ويذود المصابين ويعاون الحب فشنو: إلهالقبور. من الموتى

ميادين في إال عادة تظهر وال اإلرادة إله شيو: فهو أو وسيفا.(1) شيء لكل نهاية ويضع الدمار يمثل فهو والمنازعات، القتال

)الفعل( وهو الحرفي معناها سنسكريتية كلمة Karma الكرما: على المسيطر الجزاء قانون الهندوسية، الديانة في العقائد أهم من

فالحياة منه، يتخلص أن ألحد ليس الكون، في األحياء، سائر حياة الحياة في فعله يحددها المرء يحياها حياة سلسلة في حلقة بمثابة

السابقة. يرجع وإليه والعقاب الثواب عن المسئول هو القانون وهذا

ارتباط أساس على األرواح فيها تتناسخ التي الصورة اختيار الروح فتناسق بالعلة المعلول بالجسد للتلبس إطاره داخل تلقائيا

الروح لهذه الذاتية الميول مع حياته مالبسات تتوافق الذي الجديدسابقة. حياة دورة في أعمالها ومع

Transmigration األرواح: تناسخ الروح أن سببين: أولهما إلى التناسخ في اعتقادهم يرجع

من فيه بما المادي بالعالم صلة على تزال ال الجسد تفارق عندما من خرجت النفس أن وثانيهما بعد، تتحقق لم وملذات شهوات أعمالها ثمار تتذوق وأن أدائها من البد كثيرة ديون وعليها الجسم

السابقة. حياتها في بها قامت التي وال يقطعها سيف ال الوجود، أبدية تفنى وال تموت ال فاألرواح

كما بدن إلى بدن من تنتقل ولكنها يغرقها ماء وال تحرقها نار.132ص الدقيم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1

األنجلو مكتبة الشرقية، الفلسفة غالب، محمد انظر التفاصيل من مزيد.1950 المصرية،

-65-

المختلفة األبدان في النفس وتترمى بلي إذا اللباس البدن يستقبل إلى كهولة إلى شباب إلى طفولته من اإلنسان يترقى كما

بكل العلم إلى مشتاقة للكمال طالبة النفس أن وذلك شيخوخة، اإلنسان عمر كان ولما فسيح، زمن إلى يحتاج وهذا شيء، قصيرا

تستفيد بدن كل وفي بدن، إلى بدن من النفس تنتقل أن البد كان.(1) جديدة ومعلومات تجارب

األفضل إلى األذل من البالية األبدان بين تتردد الباقية فاألرواح علم إلى شوقها يتحقق حتى الكمال في النفس تترقي عكسة دون

ذاتها. شرف بذلك وتستوفي تعلم، لم ما الوجود: وحدة

فهم الهندوسية، العقيدة في الوجود وحدة مذهب ساد كل ويردون الله، هو شيء كل أن ويزعمون والعالم الله يوحدون

جميع وأن الكلية الحقيقة هو براهمان أن ويعتقدون الله إلى شيءالحقيقية. الحياة لهذه ومظاهر أعراض سوى ليست األخرى األشياء

)براهما( األصيلة الوحيدة القوة لتلك مظاهر كلها فالحياة المستقرة المحيطة الروح تلك من تنفجر واألنهار والبحار فالجبال

إال اإلنسانية الروح وليست األشياء في اإللهية الروح من جزءا.(2))براهمان(

Jainism الجينية كلمة من مستمد الجينية واسم الهند، في الدينية المذاهب من

Jinaوهو السنكريتية، اللغة في البطل أو المنتصر أو القاهر ومعناها )تيرثانكارا( يسمون الذين الكبار معلميهم على أطلقوه وصف

Tirthankaraالتناسخ. من الخالص إلى الطريق رسموا الذين وعاش الجيني، المذهب مؤسسMahavira مهافيرا ويعتبر

التخلي في الشديدة رغبته عن وأعلن والتنسك الزهد حياة مهافيراالرهبنة. حياة في والدخول الدنيا ومتاع واأللقاب الملك عن

آلهة بوجود االعتراف أن ذلك إله وجود مهافيرا األلوهية: أنكر تمارس كهنة أو براهمة طبقة يخلق قد وقرر الناس على استبدادا على ترتب الكون. ولقد لهذا أعظم خالق أو أكبر روح يوجد ال أنه

متعلقة كثيرة سلبيات واآللهة باإلله وأتباعه مهافيرا اعتراف عدم.136ص سابق، مرجع عطيتو، عباس ( حربي?)1.138ص عطيتو، عباس ( حربي?)2

زعتر، عادل ترجمة الهند، حضارات لوبون، انظر: جوستاف التفاصيل من مزيد.1948 ،1ط العربية، الكتب إحياء دار

-66-

القرابين. تقديم عن وامتناعهم بالصالة قولهم عدم منها بالعقائد الجسم إلى ينزلق كثيف مادي كائن عندهم تعني والكرما

سبيل وال بكثافة، نورها ويحجب بطبيعتها، المنيرة الروح ويخالط ولكي الملذات، من والحرمان التقشف شدة إال الروح لتحرير تطهر حتى ويموت يولد اإلنسان يظل الكارما من الروح تتخلص فيبقى المادية، حياته ومعها رغباته وتنتهي نفسه روحا في خالدا ما وهو النجاة، عندهم يسمى النعيم في الخلود وهذا خالد، نعيم

البوذية. في والنرفانا الهندوسية في االنطالق يعادل بالزهد يكون إنما الجسد، ربقة من وتحريرها النفس وخالص

ولذلك الجسد، من خالصة فالنجاة العري، حتى الدنيا من والتجرد شروط ومن الخاصة، إال عليها يحصل ال جائزة أو غاية االنتماء كان

يوقع أال الناسك على يتحتم أنه وقتها إليها الوصول سبيل أو النجاة وال مصونة مقدسة أشكالها بكافة فالحياة حيوان، أو بإنسان أذى

أكل وبالتالي الحيوان، قتل يحرم ذلك وعلى عليها، االعتداء يجوزاللحوم.

والحاجات والمشاعر العواطف جميع قهر النجاة شروط ومن برد أو بحر وال حزن أو بسرور وال كره أو بحب الراهب يحس ال لكي

أجل ومن شر، أو بخير وال عطش وال بجوع وال بحياء أو بخوف وال عن واإلقالع الحميد بالخلق المريد تمسك فضرورة الروح، طهارة والتحلي حي كائن ألي والضرر األذى وتجنب السيء الخلق

النظافة – التواضع – االستقامة – الصدق – )العفو التالية بالفضائل اعتزال – الزهد – والباطني الظاهري التقشف – النفس ضبط –

القناعة – وهمومها الحياة متاعب على السيطرة – اإليثار – النساء تجنب والباطنية(. وكذلك الظاهرية الطهارة – الطمأنينة – الكاملة.(1) .. إلخ العنف – الجشع – الخيانة – السرقة – الكذب

البوذية: بالهندوكية ارتبط الذي االجتماعي التفكير ظل في مسيطرا

إلى تنسب التي البوذية تعاليم الظهور في بدأت أن إلى الهند ينتمي الميالد. وبوذا قبل الخامس القرن في مؤسسها بوذا جواتاما

مولده منذ عليه وأطلقGautama جواتما عائلة هي نبيلة عائلة إلى كان وإنSiddahartha سيداهارتا اسم ق. م565 حوالي نيبال في

.146ص الشرقي، الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1 األندلس، دار الهندية، الفلسفات زيعو، انظر: علي التفاصيل من مزيد

.1983 ،2بيروت،ط

-67-

بلغ حتى كنفها في عاش التي العائلة إلى بنسبته ذلك مع اشتهر قد فجأة بالرفاهية. ولكن مليئة عيشة عمره من والعشرين الخامسة

ليستغرق والتقشف العزلة حياة ليبدأ كلها وعائلته وابنه زوجته ترك حيثBo – Tree الحقيقة شجرة تحت التأمل في النهاية في

نفسه في وبزغت ومعالمه، البوذي الدين أصول له تكشفت إنما فيه ما بكل العالم أن ضوئها في أدرك التيNervana النيرفانا

للعدم. مآله ينتهي اإلنسانية الذات أن في البوذية في األساسي االعتقاد ويتمثل

وألم، شقاء من البشر يعيشه فيما السبب هي وملذاتها وشهواتها على القدرة على يتوقف إنما هذا كل من الخالص أن إلى انتهى فقد األلم من للتحرر الوحيد السبيل هو وذلك وملذاتها، الذات هذه نبذ

المادية. النفس تطلعات سجن في المتمثل والتطرف المغاالة مظاهر على القضاء إلى البوذية دعت وقد

والواجبات الحقوق حيث من المختلفة الطوائف بين التفرقة في له نجد الصدد هذا وااللتزامات. وفي والمسئوليات موقفا من محددا

على حثت ثم المحتومة، أقدارهم للناس وضعت التي البراهمية منها المساعدة وطلب لآللهة التقرب إلى جديدة نظرة بذلك مؤكدا وتعيش تولد واألشياء واألفراد أبدي أزلي أنه رأى حيث العالم، نهاية، وال لها أول ال متصلة سلسلة في جديد من تولد لكي وتفنى

تتبادل التي والنتائج العلل من سلسلة وكأنها الحوادث تبدو وبذا التي البراهمية إليه ذهبت ما مع تختلف نظرة والتأثير. وهي الفعل الخير يفعل إنما اإلنسان أن على أكدت بعد يستحيل أن من خوفا

.(1)حيوان إلى الموت يقوم البراهمية إليه تلتفت لم البوذية في أخالقي أساس ثمة

الوسطية تعني التيDharma الدهارما لحقيقة اإلنسان إدراك على الغرائز إشباع في واالنغماس المادية بين حتى األمور تناول في

مجموعة في يتجسد نظري مبدأ بمثابة هي والتقشف. أو والزهد التعلم طريق عن االكتساب وسائل لإلنسان تقدم التي التعاليم من

الصحيحة. الحياة بموجبها تسير التي للقواعد واالمتثال ليؤكدKarma الكرما أو العالم نظامYami ياما اإلله وضع وقد

إن يداه قدمت ما مع يتكافأ ما يلقى أن البد إنسان كل أن أو خيراشرا.

.113ص زيد، أبو ( محمود?)1

-68-

عليها تنطوي التي الفلسفة هذه مثل أن يرى من هناك أن ومع اإلنسان أن اعتبار على وذلك بحتة، نفعية مالمح تعكس إنما الكرما اآلخرين وعلى عليه سيعود ما ضوء في أفعاله يحسب سوف الشك

ال حيث مغاالة من تخلو ال النظرة هذه مثل أن إال ومنفعة خير من تضع اعتبارا االجتماعية. اإلنسان لطبيعة كثيرا

فكرة من خاص موقف لها البوذية أن هو الواضح الشيء ولعل لها، التام والخضوع التقديس ذلك فيها نلمح ال حيث ذاتها، اآللهة لإلنسان أفسحت فقد تماما، فيه تتجاهلها لم الذي الوقت في وإنما

واالختيار. الفعل مجاالت يكون وقد ذلك في انتهجت أنها صحيحا حول تدور طرقا والتأمل، والزهد التقشف أساليب على وتعتمد النفس مجاهدة

لكي األفراد بها يلتزم أن يجب عملية سلوكية قواعد وضعت ولكنهافاضلة. حياة يحيوا

الحياة شئون عن الناس ابتعاد إلى سعت أنها ولو فالبوذية تدعو التي اإلنسانية مبادئ نفسه الوقت في أعلنت أنها إال الدنيوية،

عليه تنطوي ما وهو الوراثية المزايا على والقضاء الطبقية نبذ إلى متساويين، األصل في وجدوا قد الناس أن إلى تذهب التي الكرما

الطائفي النظام براثن من المجتمع خالص على البوذية عملت وقد البراهمي أن تزعم التي البراهمية العقيدة هذه طريق عن الطبقي

الحياة هامش على يعيشون المنبوذين وأن مقدسة طبيعة من حتى عليهم حرمت لذا دنسة، طبقة من الحقوق كل من محرومين الالهوتية صفات أن البوذية أوضحت كذلك الدينية، الشعائر ممارسة

ليست والقدسية الساللة بها تختص فطرية أو وراثية صفات أبدا اإلنسان استطاعة في وإنما البراهمية الطبقة أو الطائفة كانت أيا

ما طريق عن الصفات هذه مثل يكتسب أن إليها ينتمي التي الوسطية مقدمتها في وعملية سلوكية فضائل من يكتسبه

.(1) والحكمة والتأمل واالستقامة األسس على جذرية ثورة تمثل جملتها في بوذا تعاليم التي الديانة تلك البراهمية، الديانة عليها ارتكزت التي االجتماعية

القديم الهندي المجتمع في أقامت نظاما مثيل، له ليس عبوديا مظاهر على القضاء هو البوذية إليها دعت التي اآلراء أول وكان

وااللتزامات، الحقوق حيث من الطوائف بين التفرقة في المغاالة

.175ص زيد، أبو ( محمود?)1

-69-

الصوفية المجاهدات تلك حول أساليب ذلك سبيل في وانتهجت وشهواته نزواته من الفرد خالص ومحاولة التقشفية، واألساليب

العقلية بالتأمالت تعني البوذية أن ذلك معنى وليس الملحة، تحليلية نظر وجهة من إليها نظرنا إذا إنما الميتافيزيقية والتصورات

يجب التي العملية السلوكية القواعد من مجموعة أنها ألفينا فاضلة حياة يحيا لكي التزامها علىالفرد واآلثام، اآلالم من خلوا بعد واإلخاء العدل سلوك الفرد يسلك أن هو ذلك إلى والسبيل

الصوفية. باآلراء البوذية امتزجت هنا ومن الشهوات من التحرر عن الناس أبعدت قد كانت وإن البوذية فإن أخرى، ناحية ومن

االجتماعية، والوجبات والحقوق الدنيوية الحياة شئون في التفكير نبذ إلى تدعو التي اإلنسانية مبادئ الوقت نفس في أعلنت أنها إال

أطلق أبدي قانون فهناك الوراثية، المزايا على وتقضي الطبقية الناس وجد القانون، هذا ووفقKarma الكرما مصطلح عليه

من حظوظهم في مساواتهم بقدر والحقوق الخلقة في متساويين شيء أي على الحصول في والرغبة باأللم مرتبط الوجود إن اآلالم،

في القصد كان ثم ومن الرغبة، لهذه األلم عنصر على تنطوي وهمومها، الحياة شقاء من للتقليل فذة وسيلة والشهوات الرغبات اإلبداعية للشخصية إنكار شبه إلى السلوكية الفلسفة هذه وتنتهي

الحياة، أمور في واالعتدال التوسط لنظرية إعالء وإلى اإليجابية، سلوكي أخالقي طابع ذا البوذي االجتماعي التفكير جاء هنا ومن عن الطائفي النظام براثن من الهندي المجتمع خالص على يعمل

من البراهمي أن تزعم كانت التي البراهمية العقيدة هدم طريق ممارسة من يحرمه مدنسة طبيعة من السودرا وأن مقدسة، طبيعة التيVidas الفيدا ألسفار العقلية بالتفسيرات وأثبتت الدينية، الحياة

االجتماعية، حياتهم تنظم التي المانوية والقوانين البراهمية يقدسها للساللة فطرية أو والدية صفة ليست والقدسية الالهوتية إن

الحيوية طبيعتها في تتساوى الطبقات كل وإن البراهمية، التي الطائفة كانت أيا إنسان أي استطاعة في وإنه واالجتماعية

سلوكية فضائل طريق عن الصفة هذه يكتسب أن إليها ينتمي.(1)والحكمة والتأمل االستقامة هي عملية

فالوجود األلم، فكرة )بوذا( هو لمذهب األساسي والجوهر وأوفرهم الناس أسعد وحتى الكمال، عن بعيد اإلنساني يتعين حظا

.345ص الخشاب، ( أحمد?)1

-70-

الفكرة هذه أن شك التعاسة. وال أو البؤس من بقدر التسليم عليه وكد نكد من يشوب بما أحس فقد الصغر، منذ لديه ترسخت قد

بالشيخوخة تبليه مصائب من اإلنسان به يصاب بما وشعر وتعب األلم أساسها الحياة أن إلى خبرته أهدته ثم ومن والموت، والمرض

لم ما منها الخالص لإلنسان يمكن وال الحزن، على إال تبعث والالحقيقية. وأسبابه األلم هذا علة عن يبحث

عن المقدسة الحقيقة هي هذه النساك أو الرهبان يقول: )أيها واالجتماع ألم، والموت )الشيخوخة( ألم والهرم ألم، األلم: المولد

ألم(. يهوى ما على الحصول وعدم ألم، المألوف بغير أو الوجود في الحقيقية وأسبابه األلم علة عن بوذا بحث لقد

الشهوة والجهل. أما الشهوة من كل إلى ترجع فوجدها العالم فالجهل موت، كل بعد الوالدة تسبب التي الحياة شهوة وخصوصا

في الشهوة وتمعن بمفاتنها والتعلق الحياة حب إلى اإلنسان يدفع هو الجهل أن يعرف من وعلى والشهوة، اللذة من المزيد طلب عن يبحث أن عليه فيجب الحياة إلى عودته وعلة شقائه سبب

اآلالم. من ليخلص جهله تمحو التي الحقة المعرفة مصدر عن المقدسة الحقيقة هي هذه الرهبان، يقول: )أيها

والشهوة فالهوى التلذذ، في الرغبة الهوى، الشهوة، الطمأ، األلمألم(. إلى ألم ومن مولد، إلى مولد من يجران

الحسية الملذات وإلى الشر إلى اإلنسان ميل هو األلم وسبب(1).

مقدسة: حقائق على النبيل الطريق ويقوم )سالمة الصادقة الرأي( - النية )سالمة الصادقة - العقيدة

النية( )سالمة الحسن - الفعلالقول( )سالمة الطيب - القول

الفعل( )سالمة القيم الجهد–العيش( )سالمة السوي - العيش

الجهد( )سالمة الصالح التأمل–الوعي( )سالمة السليم الوعي

التركيز( غير الفرد سلوك كان طالما يكفي ال العقيدة بهذه واإليمان

.157ص القديم، الشرقي الفكر عطيتو، عباس ( حربي?)1 مؤسسة بوذا، قصة التركي، محمد العزيز انظر: عبد التفاصيل من مزيد

.1959 المدنية، المطبوعات

-71-

أي للغير يكن ال النية، صافي يكون أن يجب ولذلك فاضل، شرا على واآلخرين الغير لخير ويعمل للجميع خير يحب وحسد، وحقدا والرياء والنفاق الكذب يتجنب لم ما يتحقق ال وذلك الدوام،

الحديث، لغو عن ويبعد القول في الصدق يتوخى والغيبة، والنميمة يسب فال أحدا أن يجب كما كرامته، ويخدش سمعته يشين سبا

سلوكه يكون حقوق على يعتدي وال األفعال، بمنكر يأتي ال فاضال الخمور يتعاطى وال يغش وال يسرق وال حي، كائن أي يقتل وال الغير

سالمة يعني أخالقي نحو على السلوك أن أي يزني، وال والمخدراتالعيش. الكسب ووسائل الفعل، وسالمة القول

إذا إال بلوغه لإلنسان يمكن ال الخالص طريق أن بوذا ووجد – القوت لكسب العمل – الشك – النواقص: الوهم من تخلص

الرغبة – األرضية الحياة حب – والحقد الكراهية – الجنسية الشهوةالغرور. – الكبرياء – السماوية الحياة في

واالجتماعية الدينية األوضاع قلبت دينية ثورة بوذا أحدث وقد المألوفة لطبقة وجود فال الطوائف، نظام وحارب عقب، على رأسا حظوة من به يتمتعون كانوا وما الدين، ورجال الكهنة أو البراهمة

فرق ال وإنه األفراد جميع بين بالمساواة نادى وسطوة. فقد ونفوذ تحقيق سبيل في بالجهاد إال الدنيا والطبقات الثرية الطبقات بين

الذاتي. بالجهد إال إليها الوصول يمكن ال التي النرفانا بوذا إنجيل من قديمة هندية وعظات وتأمالت خواطر

إلى اإلنسان بميول مملوء ألنه والعذاب بالشر مملوء العالم- تائهون ضالون ضائعون الناس الحسية، وبالملذات الشرالحقيقة من بكثير أفضل والغواية الضالل بأن يفكرون ألنهم

الحسية. الملذات وإلى الشر إلى اإلنسان ميل هو األلم سبب- الذي الهادئ الفكر حالة إلى تصلوا أنانيتكم جشع ارفضوا-

والتساهل. والحكمة والرفق الطيبة يصنع أي وفي البعض، بعضكم تمقتوا وال تحتقروا ال تخادعوا، ال-

تحقدوا. وال تهينوا وال تشتموا ال تغضبوا ال وجدتم، مكان والرفق والعطف اللطف ازرعوا- كل وفي وشماال، يمينا

مكان. هي التي الحياة قاعدة إن- االمتالء هي واألفضل األحسن دائما

والغيرة. والحسد الغضب قلبك من اطرد بالمحبة، والحق واالغتيال والكذب والفجور والسرقة القتل هو الشر-

-72-

.(1)باطلة بعقائد واإليمانوالكذب. والفجور والسرقة القتل عن االمتناع هو الخير-والزنا. والسرقة هي: القتل الثالث الجسد خطايا- والكالم والشتم واالفتراء وهي: الكذب األربع اللسان خطايا-

بالباطل..(2) والضالل والبغض الطمع وهي الثالث الفكر خطايا-

البوذي الطريقج- الحكمة ب- التأمل أ- األخالق

شعاب ثالث ذو أنه هو البوذي للطريق األساسي الوصف إن متعاقبة مراحل ثالث ليست وهي والحكمة، والتأمل هي: األخالق

دروب أو شعاب هي وإنما األخرى، تلوا منها بالواحدة المرء يمر عليها نسير واحد. وقت في جميعا

– األساسية الخمس األخالقية القواعد عن أ- األخالق: يعبر تستخدم صيغة في سواء حد على الناس ولعامة للرهبان بالنسبة التقريب وجه على ترجمتها ويمكن اليومية، العبادات في بانتظام

ال وأن الحية، بالكائنات أذى أي إلحاق عن باإلحجام أتعهد يلي، كما آخذ عن أمتنع وبأن السرقة(، عن أمتنع أن )أي لي يعط لم شيئا

الخمر وتناول الكذب، وعن الالأخالقية، الجنسية الممارساتالعقل. تذهب التي والمخدرات أكثر درجة وهناك من البعض يتبعها األخالقي النظام في تقدما

أمتنع هي: أن إضافية مبادئ ثالثة مراعاة على وتعتمد الناس عامة وألعاب والغناء الرقص عن أمتنع وأن الظهر، بعد الطعام تناول عن

مستحضرات أو الزهور أكاليل استخدام عن أمتنع وأن التسلية، عن االمتناع وكذلك الزينة، أنواع من نوع بأي أتزين ال وأن التجميل،

وثير. فراش استعمال عن واالمتناع والفضة الذهب قبول أو الحق الفكر يصحبه أن ينبغي الحق ب- التأمل: السلوك

تنمية ألن الحق، بالوجود مرتبطان والعمل والفكر الحقة، المواقفالتأمل. أهداف أول من هي الحق الفكر

أن هي بوذا أعلنها التي للحكمة الرئيسية ج- الحكمة: السمات أو الشيء نفس يبقى أن يمكن شيء زائل( فال )والكل فانية الحياة

في هو الحسي اإلدراك يمثل الذي كله فالكون حاله، على يظل أن دائمة أنها على األشياء إلى ينظرون ال والناس مستمر تدفق حالة

.278ص عطيتو، عباس ( حربي?)1.282ص عطيتو، عباس ( حربي?)2

-73-

.(1) الخطأ سبيل على إال الحكمة وتشمل هي ما على لألشياء الصحيح الفهم من كال

السلوك على والعزم عليه، الفهم. لهذا طبقا ال ولكنها المعاناة، وأسباب األشياء طبيعة عن الحكمة وتكشف

التصميم في نفسها عن كذلك تعبر هي وإنما الحد، هذا عند تتوقف هذا ويتضمن األنانية، الرغبة تنحية خالل من المعاناة قهر على

في نفسه عن يكشف ومداه، عمقه في شامل حب غرس التطعيم وسوء األنانية الرغبات عن كلية التخلي يتم حيث أذى، والال الشفقة

الحكمة. نبلغ عندما والعنف، والكراهية النية للحكمة انعكاس واحد آن في هو األخالقي والسلوك

أن يمكن الذي وحده هو الحكيم فالشخص لهما، وشرط واالنضباط حكيما، يكون أن يمكن الذي وحده هو الخير والشخص خيرا، يكون المرء فإن هذا على وبناء االنضباط، يقتضي والخير الحكمة من وكل

نحو على والسلوك متزامنة، بصورة الثالثة باألمور وينتهي بدأالعيش. كسب وسالمة الفعل وسالمة القول سالمة يعني أخالقي

إلى يفضي قول كل تجنب عامة بصفة تعني القول وسالمة تطبيقه السعادة. ويشمل تجلب التي العبارات واستخدام التعاسةالسلبي.

كذب ال- أو الكراهية يجلب قد حديث وال اغتياب وال نميمة ال-

اآلخرين. بين الفرقة أو العداء أو الغيرة يشوبه حديث وال الوقاحة، أو بالشدة يتسم حديث ال-

االحتشام. أو األدب ينقصه أسلوب وال الخبث،الحمق. أو الخبث أو الكسل من نابعة ثرثرة ال-

عن والتعفف اإليذاء، أو القتل تجنب تعني السلوك وسالمة الصعيد على وهو األخالقي غير الجنسي والنشاط والغش السرقة السالم دعم إلى تهدف أن ينبغي الفرد سلوكيات أن يعني اإليجابي

لآلخرين. والسعادة إلى الحق السلوك مبدأ نطاق تمد فهي العيش سالمة أما

فإنها هذا على وبناء حياته، امتداد على المرء يختارها التي المهنة في اإلتجار مثل اآلخرين، تؤذي أن شأنها من التي المهن تستبعد

.. والدعارة والقتل والسموم والمخدرات الخمور و النارية األسلحة

.228ص بارندر، ( جفري?)1

-74-

.(1) والخير السالم تنشر التي العيش كسب إلخ. وسبل Sikhism السيخ مذهب

والمكان م،1469 عامNanak ناناك الروحي المعلم ولد هناك يكون أن يمكن ال ولكن خالف، موضع فيه ولد الذي الحقيقي

تبعد التيTalivandi تلفاندي قرية إلى ينتميان والديه أن في شك أربعين – ننكانا باسم اآلن )الهور( وتعرف غربي جنوب عن ميال في وشبابه طفولته ناناك قضى ولقد ،Nankana – Sahub صاحب

غالمين. وأنجب تزوج أن بعد إلى يتركها ولم القرية هذه يزال ال وهو ناناك انتقل ثم سلطانبور مدينة إلى شابا

Sultanpurحياة وتبنى المدينة هذه غادر1500 عام أواخر وفي الهند. حدود وخارج الهند داخل المتجولين الزهاد

نجد المقدسة السيخ كتب من تسجيله تم مؤلف أول بداية مع الخالق، وهو )ناناك( واحد، المعلم عند فالله الله، واحدانية فكرة

به يرتبط أن يجب الذي المتعالي المفارق ارتباطا الذين أولئك وثيقاالخالص. عن يبحثون

وهو له، شكل ال الذي الواحد بأنه الله ناناك المعلم ويصف في وموجود مكان كل في حاضر والله يوصف(، ال )ما وهو األزلي

مكان. كل الخالص: طريق هو الخالص إلى السعي عملية تعوق التي الرئيسية العقبة إن ألن العالم، عبودية في واقعون ضاللهم في فالناس البشري، الوضع دورة داخل يسجنهم بالعالم التعلق وهذا ولقيمة، للعالم والءهموالموت. الميالد من لها نهاية ال تناسخ

بالقيم التعلق طريق عن الخالص تحقيق إلى يسعون فالناس بالقيم التعلق أن لهم يصور الذي الوهم ضحايا فهم ولذلك الدنيوية، الوهم أو الضالل من الحالة ذاتها. وهذه في الحقيقة هو الدنيوية

اإللهي. التجلي أو الكشف تمنع العبادات بنظام الدنيوي العالم هذا يتجاوز أن اإلنسان وعلى

مرحلة الروح وتبلغ بالله، الصوفي اتحادها الروح تجد لكي والزهد.(2) الله في باندماجها االنعتاق

.201ص كولر، ( جون?)1.207ص باندر، ( جفري?)2

-75-

اليونانية الفلسفة- طاليس: اإلنسان لحياة ضروري الماء أن ق. م546 طاليس أدرك وإن والنبات والحيوان الماء، بدون يتوالد أو يثمر أن يمكن ال ما شيئا

من بقدر تحتفظ األحياء لجميع األصلية البذور أن نجد أننا كماالرطوبة.

العلة هو الماء القائل: )بأن هو طاليس أن أرسطو ويذكر وأن الماء، فوق تطفو األرض وأن جميعا، لألشياء المادية

باآللهة(. مليء العالم وأن حيوية، قوة للمغناطيس للموجودات؟ المادية العلة هو الماء أن طاليس قول معنى فما

لجميع الخام األولى المادة هو الماء أن إلى اإلشارة بذلك يقصد وتتخذ ذلك بعد تتشكل المادة هذه األشياء، مختلفة. هيئات أو صورا

به يفسر مادي أول مبدأ إلى يصل أن يريد طاليس وكأن أن فرأى الطبيعية، الظواهر على تطرأ التي المختلفة التغيرات

يتخذ أن يمكن الذي الوحيد العنصر هو الماء فقد مختلفة، أشكاال التراب جامدة مادة إلى أو غازية مادة إلى السائل هذا يتحول في التحوالت هذه تتم كيف بنفسه رأى أنه طاليس ويذكر والثلج،

الماء، إلى لتعود الماء من تبدأ التحوالت هذه أن وكيف الطبيعة هيئة على ليتساقط يعود ثم بخار، إلى الحرارة بفعل يتحول فالماء في نشاهد كما ماء إلى يتحول تراب إلى ذلك بعد يتحول ثم مطر،

التبخر ظاهرة إليه أوحت فقد أخرى ناحية ومن مثال، األرضية الينابيع التي هي بخار هيئة على البحر من المتصاعدة الرطوبة بأن القول.(1)السماوية اإللهية األجسام نار تحفظ

باآللهة(، مليء العالم قوله: )بأن لطاليس أرسطو وينسب للعالم أن بذلك يعني ربما طاليس بأن القول هذا أرسطو ويفسر من األشياء أوجد إلهي عقل فهناك للعالم، عقل هناك أو نفسا، على واحد أصل إلى الكونية الظواهر طاليس أرجع وقد الماء،

في متناسقة وحدة أنه على العالم إلى والنظر منطقي، أساس.(2) الوجود

أوحد، أول عنصر من مستمدة كلها األشياء أن يرى انكسمندر: دار افالطون، إلى طاليس من الفلسفي الفكر تاريخ ريان، أبو علي ( محمد?)1

.62ص ،1973 ،5ط الجامعية، المعرفةانظر: التفاصيل من مزيد.1965 الشعب، مطابع دار اليونان، عند الفلسفة مطر، حلمي أميرة

-76-

عنصر أي هو وال طاليس، ظن كما الماء هو ليس العنصر هذا لكن )يحتوي وهو لزمانه، حدود وال وخالد نهائي ال إنه بل نعرف، مما آخر

واحد عالم إال هو إن هذا عالمنا أن ظن ألنه كلها( ذلك العوالم على المختلفة العناصر إلى يتحول األول العنصر وهذا كبيرة، طائفة من

وله اآلخر، إلى أحدها المألوفة العناصر هذه تتحول ثم نألفها، التي إلى فترتد تعود األشياء )إن النظر تستوقف هامة عبارة ذلك في

بعضها تعوض ألنها القضاء، بذلك جرى كما نشأت، منه الذي العنصر بذلك يقضي كما إجحاف، من منها وقع لما بعضها، ويرضى بعضا،

الزمان(. أمر والعدالة الكونية العدالة ذلك في سواء العدالة، ففكرة

لعبت قد اإلنسانية، انكسمندر عبر وقد اليونانية، الفلسفة في دورا ومن النار من معينة نسبة هناك يكون أن البد بأنه العدالة فكرة عن

)وقد العناصر هذه من عنصر كل لكن العالم، في الماء ومن التراب غير ملكه، رقعة اتساع سبيل في السعي عن يغني آلهة( ال تخيلها

ثمة أن التوازن يرد ينفك ال الطبيعي القانون أو الضرورة من نوعا نار كان فحيث كان، حيث إلى من والرماد رمادا، اآلن نرى مثال

مجاوزة عدم معناها هنا والعدالة العدالة، عن الفكرة هذه – التراب اليونانية، العقائد أعمق من هي األزل، منذ المفروضة الحدودله. البشر خضوع العدالة لحكم خاضعة اآللهة وكانت

يمكن ال األول العنصر أن على بها يدلل حجة النكسمندر وكان من كان لو ألنه نعرف مما الماء غير آخر عنصر وال ماء يكون أن

عنه ويروي األخرى، العناصر الكتسح أولي عنصر العناصر هذه بعضا، بعضها يعارض لنا المعروفة العناصر هذه قال: إن أنه أرسطو هذه أحد كان فلو ذلك وعلى حارة، والنار رطب والماء بارد فالهواء أن فالبد اليوم( وإذن قبل الباقية العناصر لزالتا نهائيا، ال العناصر

األولي العنصر يكون .(1)الكوني الصراع هذا في محايدا

دار أفالطون، إلى طاليس من الفلسفي الفكر تاريخ ريان، أبو علي ( محمد?)2.62ص ،1973 ،5ط الجامعية، المعرفة

،2ج اليونان، حياة الحضارة، قصة ديورانت، ول انظر التفاصيل من مزيد.1953 والترجمة، التأليف لجنة بدران، محمد ترجمة

نجيب زكي ترجمة القديمة، الفلسفة الغربية، الفلسفة تاريخ ( برتراندرسل،?)1.59ص ،1978 ،3ط ج�، محمود،

الجديدة، الثقافة دار الفلسفة، قصة وهبة، مراد انظر التفاصيل من مزيد1980.

-77-

والعنصر المادية العلة هو الالمتناهي إن انكسمندر ويقول أو ماء الالمتناهي بأن القول ورفض جميعا، األشياء وجود في األول

العناصر. هذه كل عن مختلف جوهر نظره في أنه إذ آخر، عنصر أي والعوالم السموات كل عنه تصدر له زمن ال أزلي الالمتناهي وهذا

شيء هناك أن انكسمندر ويوضح السماوات هذه في الموجودة األشياء مصدر هو يفنى ال أزلي فهو األشياء، هذه إليه وترجع جميعاينضب. ال معين

لقد طاليس، لفكرة طبيعي تطور انكسمندر موقف أن والواقع يكون أن يمكن ال الماء أن انكسمندر رأى لجميع مصدرا

األولى العلة تكون أن والبد الموجودات، شيئا التشكالت يقبل عاما السابق بالالمتناهي قال فقد وإذن األضداد، يقبل كما المختلفة،

األضداد، على تشتمل فإنها الالمحدود المادة هذه أما العناصر، على النزاع ويظل التغلب يحاول منها كال أن إذ األضداد، هذه بين مستمرا ويحدث مثال، الصيف فصل في البارد على الحار فيتغلب ضده، على

لمصلحة الغالب في الصراع هذا وينتهي الشتاء، فصل في العكس.(1)األولى المادة في فيتالشى ليعود موقوتة لمدة الطرفين أحد

أن على انكسيمندر رأي انكسيمانس يوافق لم انكسيمانس: محدود مبدأ بأنه ذلك من العكس بل وقال المتناه، األول الجوهر

األشياء تصدر المبدأ هذا الهواء. ومن هو معين ذلك في بما جميعا ولكن لنا، مرئيا ليس الهواء اإللهية. وهذا والموجودات اآللهة

في رؤيته. والهواء الممكن من تجعل والرطوبة والحرارة البرودة كان لو ألنه دائمة حركة في واختالفه ما، تغير حدث لما ساكنا

Coudensation والتخلخل التكاثف بفعل يكون المتكثرة الموجوداتand rarefactionيتكاثف وعندما نارا، ويصبح يخلخل يتمدد فعندما

يصبح يتبدد وعندما رياحا، يصبح تكاثفه درجة ازدادت وإذا سحبا أصبح ذلك فوق التراب هذا تكاثف وإذا ترابا، الماء أصبح هذا فوق

تغيرات هي األول المبدأ على تطرأ التي فالتغيرات وإذن صخرا،.(2) كمية

هواء والنار هواء، فالروح الهواء، هو عنده الرئيسي والعنصر مضيت إذا ثم ماء، األمر بادئ انقلب الهواء تكثف ما وإذا مخلخل،

,63ص سابق مرجع الفلسفي، الفكر تاريخ ريان، أبو علي ( محمد?)1.64ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)2

محمد الله فتح ترجمة الفلسفة، قصة ديورانت، ول انظر التفاصيل من مزيد.1985 بيروت، المعارف، مكتبة المشعشع،

-78-

النظرية ولهذه صخورا، يكون وبعدئذ ترابا، انقلبت تكثيفه، في المختلفة العناصر بين كلها الفوارق تجعل أنها هي حسنة في اختالفا

التكثف. درجة على االعتماد كل يعتمد الكمية، الهواء وأن المستديرة، المنضدة تشبه األرض أن رأيه ومن

جسده، تمسك هواء لكونها اإلنسان روح أن )فكما شيء بكل يحيط أن يظهر فقد كله، بالعالم يحيطان والهواء النفس ترى فكذلك.(1)يتنفس( العالم

ق.م 532 الفيثاغورية تؤمن صوفية وطريقة كونية رياضية فلسفة الفيثاغورية

والرياضة التأمل لحياة اتباعها وتعد البدن، من الروح بتطهيرالروحية.

تطور حلقات من الصحيح موضعها في جاءت والفيثاغورية اتجه أن بعد اليوناني العقل أن وذلك اليونان، عند الفلسفي الفكر

أن اكتشف ثناياه، في الحقيقة يتلمس الخارجي المحسوس إلى التي هي الرياضة وأن معين، لنظام يخضع إنما المحسوس هذا

بهذا يقوموا أن الفيثاغوريين على وكان النظام، هذا عن تترجم وترتيب نظام من المحسوسات عليه تنطوي ما يكشفوا وأن الدور، المحسوس تجاوزت الفلسفة أن نجد وهنا والخطوط، األعداد تمثلهالرياضي. التجريد وهو الوسط التجريد من نوع إلى

العلمية بأرائهم الروحية الفيثاغوريين تعاليم اختلطت لقد هذه اتباع على الرياضي االتجاه غلبة ولكن الرياضية، ونظرياتهم )فيثاغوري( على اسم يطلقون المؤرخين جعلت المدرسة

الوصايا أو التعاليم أما فحسب، منهم بالرياضيات المشتغلين نوع بوجود اعتقادهم فأهمها المدرسة هذه عن عرفت التي الروحية

تقديم يحرمون فهم ثم ومن والحيوان، اإلنسان بين القرابة من المؤرخين بعض ويذكر اللحم، أكل عن ويمتنعون الدموية القرابين

وما الحرث، وثيران الحمالن لحم أكل عن فقط يمتنعون كانوا أنهملآللهة. مقدمة قرابين من النصب على ذبح

من زهرة تقطف ال – البقول أكل عن وصاياهم: امتنع ومن تلمس ال إكليل فوق تعبر ال – بأكمله رغيف من تأكل ال – أبيض ديكا

طريق. عارضة تعاليمهم ضمنوا قد الفيثاغوريين أن الوصايا هذه من ويبدو

.58ص ،1ج ( برتراندرسل،?)1

-79-

قبل ما عصر في السحر ومحترفي الالهوتيين آراء من الكثيرالفلسفة.

حياة بين تجمع فيثاغورث أسسها التي الطريقة وكانت التناسخ عقيدة وكانت الرياضي، والفكر الروحية والرياضة التقشف

الفيثاغوريين مجاهدات تدور وعليها فيثاغورس تعاليم محور.(1)األخالقية ومبادئهم الدينية وطقوسهم

وخالصها النفس تحرير التناسخ من الفيثاغوريون ويستهدف طريق سلوك بعد وذلك التامة، السعادة حيث األعلى المقام إلى

الحس. من التطهر بين ميز من أول هو فيثاغورث أن إلى هرقليطس أشار وقد

التأمل وحياة العملية والحياة النظرية، الحياة: الحياة من ثالثة أنواع أننا إال نحياها التي الحياة صور كانت الذات. ومهما على والعكوف

به يربطنا الذي الجسم وأن الدنيا هذه في غرباء بأننا نسلم أن يجب.(2) النفس مقبرة إال هو إن

كل على ويتعين صعبة مرحلة الحياة أن الفيثاغوريون ويرى يتلقى أن بنجاح، يجتازها أن يريد من يطيل وأن منظما، تدريبا

نفسه يستبطن وأن الصمت فترات وأطوارها جوانبها ليختبر يوميا هو العقلي المجهود أن يرون وأتباعه فيثاغورث إن أفالطون ويقول حياتهما في النفس لتحرير الطرق أضمن وهو التطهر، صور أسمى

الموسيقى يستخدمون الفيثاغوريون وكان البدني، الموت قبل هذه المؤثرات ومقاومة البدن، نزوات وقمع النفس، أزر لشد والرياضة كل على وتتغلب الفرد، على الروحية القوى تسيطر حتى الخارجية

من المتأخرون رتب والمحسوس. وقد بالحس عالقة له ما من للتطهر خاصة أساليب والبدن النفس من لكل الفيثاغوريين

على والعكوف بالموسيقى يتم النفس الخارجية. فتطهير المؤثرات الرياضة بممارسة يتم فإنه البدن تطهير أما العلمية، الدراسات

من مستمدة الفيثاغوريون بها نادى )األخوة( التي فكرة أن ويالحظ في بما كلها الموجودات أن يرون إنهم ذلك التناسخ، في عقيدتهم

وإنه وثيق، برباط بينها فيما ترتبط واإلنسان والحيوان النبات ذلك إنسان أو آخر حيوان جسم النفس تتقمص قد الوالدات مرحلة في

.73ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1.73ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)2

مدارسها اليونانية، الفلسفة الله، عبد فتحي محمد انظر التفاصيل من مزيد.2006 ،2ج وأعالمها،

-80-

في المرأة اعتبرت أن هذا مذهبهم نتائج من وكان مثال، نبات أو آخر معاملة العبيد معاملة حقوقه، نفس ولها للرجل مساوية جماعتهم االجتماعية الناحية ومن إنسانية، ال كانوا الفيثاغوريين أن نجد أيضا الناس يصنفون فهم مواهبهم، حيث من إال األفراد بين يميزون في الناس بين التدرج هذا تحقق وقد ومميزاتهم، طباعهم حسب

.(1) التناسخ في البحث إلى فيثاغورس بها أوحى التي المذاهب وتميل

العيون، تراها ال التي الله لوحدة كلها القيمة تجعل إذ اآلخر، العالموالخداع. بالبطالن المرئي العالم وتتهم

تتحول وأنها خالدة، الروح أن فيثاغورس أوضح وقد ضروبا في فيولد يعود الوجود في يظهر ما وكل الحية، الكائنات من أخرى دبيب وفيه يولد ما كل وأن الجدة، كل جديد شيء فال معلومة دورة

إليه ينظر أن ينبغي الحياة، الواحدة. األسرة أبناء إلى نظرتنا جميعا ذلك ومع الروح، مقبرة هو والجسم غرباء، العالم هذا في نحن

هو الله، ملك ألننا باالنتحار، الفرار يلتمس أن منا ألحد يجوز فال الثالثة الضروب تقابل ضروب ثالثة الحياة هذه في والناس راعينا،

الطبقات فأحط األوليمبية األلعاب إلى يفدون الذين الناس من ويتلوها وتشتري تبيع جاءت جماعة يتنافسون الذين أولئك ارتفاعا

الناس وخير المضمار، في ينظرون جاءوا الذين أولئك هم جميعا التطهير درجات فأعلى ذلك وعلى ذلك، وحسبهم يجري ما إلى

يستطيع من وإن أساسه، الهوى يجعل ال الذي العلم هو النفسيالحق. الفيلسوف هو لذلك نفسه تكريس

هو فيثاغورس عند الوجداني العاطفي التأمل فإن ولذلك الرياضية. فالفيلسوف المعرفة في يتمثل الذي العقلي الفهم

يخلق كالموسيقى فهو البحت الرياضي أما لمادته، عبد التجريبي الجميل بتنسيقه عالمه حرا. خلقا

أدى وذلك البحتة، الرياضة خلق إلى أدى قد العقلي فالتأمل لم نجاح وهو والفلسفة واألخالق الالهوت في الفيلسوف نجاح إلى.(2)الرياضة عالم في نفع من أظهره ما لوال به ليظفر يكن

في االعتقاد تفرع عنه الذي األساسي المصدر هي فالرياضة الحس، مستوى فوق معقول عالم وفي مضبوطة، أبدية حقيقة إلى أقرب بالتفكير ندركه ما وإن الحواس، من منزلة أسمى فالفكر

.74ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1.72ص ،1ج ( برتراندرسل،?)2

-81-

األزلي العالم بأن فيثاغورس تأثير بالحواس. وكان ندركه مما الحق.(1) للحواس ينكشف وال للعقل ينكشف

ق. م 475 / 540 هرقليطس القانون وأن مستمر، تغير في األشياء أن هرقليطس يرى

المستمر، والتجدد الثبات، وعدم التغير هو الوجود ينظم الذي العام اإلطالق، على باق شيء يوجد وال مستمر، سيالن في شيء فكل

النهر ألن مرتين واحد نهر في قدمه يضع أن يستطيع ال فاإلنسان وكما موجودين، وغير موجودون ونحن الخطوتين، بين تغير قد يكون الواحد، عن تصدر األشياء كذلك جميعا، األشياء من الواحد يوجد وهي والحرب، والسالم والشتاء، والصيف والليل، النهار هو والله أنه ذلك البشر، أو اآللهة تصنعه لم العالم وهذا جميعا، األشياء ماهية إلى دعاه الذي حية. والسبب نار وهو هكذا، وسيستمر هكذا، وجد

العناصر أقل أنها هو للوجود المكون العنصر هي النار بأن القول بل فحسب، اللهيب هنا بالنار يقصد ال ثباتا. وهو الدفء أيضاالمتصاعد(. )البخار سماها فقد ولذلك العموم، وجه على والحرارة

ال كان ولما وهكذا، إليها، تعود ثم النار من األشياء وتتكون كل إذ باقية، صورة أي إذن توجد فال اإلطالق، على ثابت شيء يوجد الواحد فالشيء ضدها، إلى حالة من مستمر تحول في شيء

أبو والتنازع العالم، قانون والصراع جميعا، األضداد ذاته في يتضمن ويتحكم جديد، من ليلتئم يعود ويتحطم يتفرق ما وكل األشياء، أن ولو شيء، كل في الكلي والبقاء والحكمة والقدر اإللهي القانون

هناك تغيرا تتغير إذ ثابتة، قوانين حسب يتم التغير هذا أن إال دائما بثالثة تحوالتها في األولية العناصر ثانية. وتمر تعود ثم األشياء التراب، يتكون الماء ومن الماء، يتكون النار أساسية: فمن مراحل وجميع نارا، الماء يصبح ثم ماء فيصبح التراب يعود العكس وعلى

التغير. في األسلوب لهذا عرضة الموجودات ذلك ثابتة، كانت لو كما الظاهر في لنا تبدو الموجودات ولكن

آخر، جانب من تفقده الذي المقدار نفس جانب من تتلقى ألنها هرقليطس لنا ويضرب فما يوم، كل تتجدد فإنها بالشمس مثال

البخار، من المتصاعدة لألبخرة نتيجة الليل في تتلقاه بالنهار تفقده األشياء انتهت ما إذا أنه إال يبقى ال بحيث األصلية النار إلى جميعا

المتعاقبة، الوجود أدوار من دور يكتمل فإنه النار، سوى العالم في

.72ص ،1ج ( برتراندرسل،?)1

-82-

نهاية. ماال إلى األدوار هذه وتتكرر النار هذه كانت وكلما اإللهية، النار من جزء اإلنسانية والنفس

األكثر فالنفس وإذن الكمال، إلى أقرب كانت جفافا، أكثر هي جفافا حيث من تعود الجسم النفس تترك وعندما وأفضلها، النفوس أحكم فردي بخلو يعترف ال المذهب فإن ثم ومن النار، عالم إلى أتت،

.(1) مستمر تغير هناك مادام للنفس النار لهب مثل شيء فكل الرئيسي، العنصر هي النار أن أي

هم والخالدين خالدون، الفناء أصحاب )إن غيره، بموت يولد غيره(. بحياة ويموت غيره بموت يعيش واحد وكل الفناء، أصحاب

)إن األضداد اجتماع من مؤلفة وحدة لكنها واحدة وحدة العالم وفي جميعا( األشياء من يخرج والواحد الواحد، من تخرج جميعا األشياء

الله. هو الذي الواحد من واقعية أقل الكثرة لكن النفس أن إلى فيذهب التقشف، من ضرب الخلقية ونزعته

وضيع، جانب والماء شريف، جانب منها والنار وماء، نار من مزيج النار فيها رجمت التي النفس ويسمى النفس )جافة( إن نفساوأفضلها. النفوس أحكم الجافة

ما فكل قلبه، رغبات يحارب أن اإلنسان على العسير من إنه الخير من ليس النفس، حساب على يشترى إنما القلب يشتهيه أن أي عليه، الحصول يريدون ما كل على يحصلوا أن للناس

على سيطرته من اإلنسان، بها ظفر إن القوة يقدر هيرقليطس مطامحهم عن الناس تصرف التي العواطف ويحتقر نفسه،

األساسية. دائم، تحول في شيء فكل التغير، فكرة هيرقليطس ويوضح

ماءا ألن بعينه، نهر في مرتين تخطو أن تستطيع ال )إنك جديدا سيظل األشياء كل يوم( )إن كل تتجدد الشمس )إن عليك(، دفاقا بموت تحيا النار )إن شيء(، أي إلى تتحول والنار نار إلى تتحول والتراب التراب، بموت يحيا والماء النار، بموت يحيا والهواء الهواء

الماء(. بموت يحيا يقول: )إن فهو األضداد، امتزج بمذهب هيرقليطس اهتم كما

مع االتفاق إلى التكوين متباين هو ما يعود كيف يعرفون ال الناس أوتار من الصادرة األنغام اتساق عن عبارة هنا واألمر نفسه،

.88ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1 التاريخ، فلسفة إلى التاريخ من النشار، مصطفى انظر التفاصيل من مزيد

.1997 قباء، دار اليونان، عند التاريخي الفكر في قراءة

-83-

عن نتجت وحدة ولكنها وحدة، العالم في القيثارة. إن لنغم متضادةاالنسجام. حركة لتنتج تشترك فاألضداد تباين،

ما هي كاملة، غير وأخرى كاملة أشياء هي األشياء أزواج المتناغم هي بعض، عن بعضه ينفصل وما بعض، إلى بعضه ينجذب

عن صادر األشياء وكل األشياء، كل من متألف الواحد إن والناشز، ونراه الواحد(، )الخير التباين؛ أصل الوحدة كأنما يتحدث أحيانا

واحد(. والشر الناس أما وصحيحة، وخيرة عادلة لله بالنسبة األشياء )كل

الصاعد صوابا(. )الطريق وبعضها خطأ األشياء بعض فيرونبعينه(. واحد طريق هما الهابط والطريق والسالم، والحرب والصيف والشتاء والليل النهار هو الله

يتخذ لكنه والجوع، والشبع أضداد هناك يكن لم )فإذا عدة، أشكاال يكون الذي الضد اتحاد( )إنه هناك كان لما بعض مع بعضها يلتئم

.(1)لنا( الخير مصدر ق.م 450 بارمنيدس:

وأن دائمة، حركة في األشياء أن رأى قد هرقليطس كان وإذا العكس على نرى فإننا الكثرة في االنسجام لتؤلف تتمدد األضداد

فينفي اآلراء هذه من النقيض على يقف كان بارمنيدس أن ذلك من والوحدة، بالثبات ويقول والتغير، الكثرة ومدرسته بارمنيدس

ثابت، وقانون ضرورة توجد الظاهرية التغيرات وراء أن إلى ويذهب إال ليستا والكثرة فالحركة هذا، وعلى ثابت، ووجود وحدة هناك وأن

الوحدة غير الحقيقي، للوجود قانون ثمة ظاهريين. وليس عرضينالدائم. والثبات الشاملة

موجود، يكون أال ويستحيل موجود الوجود أن بارمنيدس ويرى إنها بل منطقي تصور مجرد ليست أنها الوجود فكرة من فهم وقد

له وجود فال الالوجود أما الماء، في ذاتها الموجودات كتلة إلى تشير تصوره، يمكن وال موجود غير فالالوجود التصور، في أو الواقع في

الوجود، طبيعة في مذهبه بارمنيدس استمد القاعدة هذه ومن أو العدم، من يخلق أن يمكن ال ألنه نهاية، وال مبدأ للوجود فليس

.81 ،80 ص ،1ج ( برتراندرسل،?)1انظر: التفاصيل من مزيد

الفلسفي، الفكر في وأثره التغير هيرقليطس. فيلسوف ويلرايت، فيليب دار ريان، أبو علي ومحمد النشار سامي علي مراجعة الراجحي، عبده ترجمة

.1969 المعارف،

-84-

غير الوجود يكن فلم العدم، إلى ينتهي أن يمكن ال وكذلك الالوجود، وفي اآلن موجود هو بل الوجود، عن ينقطع ولن الماضي في موجود

وهو مستمرة، بصفة وقت كل كل في هو ألنه منقسم غير أيضا متشابه تغير، وال فيه حركة وال يقسمه، ما يوجد أن يمكن وال مكان،

إلى مركزه من متساوية أبعاد له مستدير كري بشكل شبيه األجزاء، إال ليس ألنه الوجود، عن يختلف ال والفكر سطحه، جوانب جميع شيء. أما كل في متغير الغير الوحيد واإلدراك الوجود، فكر

والتغير، والفساد الكون ظواهر طريقها عن ندرك التي الحواس تظهر لم أنها إذ تخدعنا، الخطأ. فالحواس مصدر هي الحواس هذه

محقق، فناء إلى وأنها مستمر، تغير في كانت لو كما األشياء لنا.(1) متغير غير ثابت واحد الوجود إذ ذلك، بخالف الواقع بينما

كثرة ويعتبر خادعة، الحواس أن على بارمنيدس مذهب ويقوم بالحواس المدركة األشياء الوحيد الحقيقي والكائن أكثر، ال أوهاما

الواحد هذا وليس االنقسام، يقبل وال نهائي ال هو )الواحد( الذي هو هناك ليس ألنه األضداد، قوامها هرقليطس- وحدة ارتأى كما–

رأى أنه فالظاهر أضداد، و)مظلم( حار غير )بارد( معناها أن مثال نحن )الواحد( نظرتنا إلى بارمنيدس ينظر ضوء( وال ذي )غير معناها

يتصوره أنه الظاهر إذ الله، إلى عنه يتحدث ألنه امتداد وله ماديا بأسره ألنه االنقسام يقبل ال ذلك مع لكنه الشكل، كري أنه على

مكان. كل في موجود التوالي على يسميها قسمين تعاليمه بارمنيدس ويقسم

)إنك الحقيقة طريق عن ويقول الظن(، الحقيقة( و)طريق )طريق تنطق أن يمكنك ال مستحيل- بل ذلك ألن– بموجود ليس ما تدري ال

في واحد شيء في وجوده يجوز وما فيه التفكير يمكن ما ألن به،الحالتين. كلتا

موجود هو لما يمكن فكيف إذن يصير أن فعال في موجودا لو إنه الموجود؟ عالم إلى يجيء أن له يمكن كيف أو المستقبل؟

هو وليس بالموجود، هو فليس إذن الموجود، عالم إلى جاء قد كان بالموجود سيصير كان لو أيضا ذلك وعلى المستقبل، في موجودا

الكالم يزول الماضي عالم في الشيء وانقضاء تنمحي، فالصيرورةفيه(.

يكون أن يمكن الذي الشيء )إن والشيء للتفكير، موضوعا

.93ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1

-85-

كلتا في واحد شيء بعينه هو هو التفكير، يوجد أجله من الذي تجد لن ألنك الحالتين، الكالم( حوله يدور موجود، شيء بغير تفكيرا

(1). تفكيرك كان فكرت، إذا يأتي: )إنك ما هو القول هذا ومغزى

استعملت وإذا شيء، عن يكون أن فالبد اسما وعلى لشيء، اسما ولما عنهما، خارجة أشياء وجود يستلزمان كالهما واللغة فالفكر هذا ال لحظة، أي في عنه تتحدث أو شيء في تفكر أن مقدورك في كان عنه، الكالم أو فيه التفكير يمكن فما وأخرى، لحظة بين فرق كائنا

يكون أن البد كان، ما تغير أال ذلك عن وينتج آن، كل في موجودا وجودها ينعدم أو تكن، لم أن بعد توجد األشياء أن معناه التغير مادام

.(2)كانت أن بعد ق. م 440 - أمبادقليس

قديمة، والماء والنار والهواء التراب األربعة العناصر أن يرى امتزاجها عن فينتج مختلفة بنسب تمتزج أن يمكن العناصر لكن

الذي هو والحب العالم، في نصادفها التي المتغيرة المركبة المواد الحب وكان تفصلها، التي هي والبغضاء العناصر، هذه يصل

مع منزلة يتساويان أولين عنصرين امبادقليس رأي في والبغضاء فيها الحب كان دهور مضت وقد والماء، والنار والهواء التراب وجاء الجانبين، أقوى البغضاء كانت أخرى ودهور السيادة، صاحب

إال يعبدون ال الناس كان وعندئذ للحب، النصر فيه كان ذهبي عصر هدف وفق مسيرة العالم تغيرات القبرصية. وليست أفروديت

اللذان هما )المصادفة( و)الضرورة( وحدهما منشود. لكنها الحب مزج ما فإذا متعاقبة، دورات في يسير والعالم يسيرانها، العناصر البغضاء أخذت تاما، مزجا شيئا بشنها فشيئا جديد، من حربا

)الحب( فوحد عاد بينها، التفرقة إلى البغضاء وفقت ما إذا حتى من ثمة مؤقتة. وليس مركبة مادة كل تكون ذلك وعلى فشيئا، شيئا تسيطر ال والبغضاء(. فالبغضاء )الحب ولقوتي للعناصر إال دوام

التغير. فينتجان جانبها، إلى الحب يعمل بل العالم على وحدها وأنه الشكل، كروي المادي العالم أن إلى إمبادوقليس وذهب

ثم داخلها، والحب الكرة خارج البغضاء كان الذهبي العصر في تتكرر الدورة وهذه الحب، فتطرد الداخل إلى تتسلل البغضاء أخذت

.92ص ( برتراندرسل،?)1.92ص ،1ج ( برتراندرسل،?)2

-86-

بين الصراع ودوام الكون، في التغير إمبادوقليس يفسر وبهذا والوحدة السالم ويسود اآلخر، تلو الواحد ويظهر والوئام، التنافز مبدأ بسبب القتال أخرى مرة يتلوها ثم أفروديت، ظل في أحيانا

التنافر. رفقة في األبدي بالنعيم النهاية في يحظى الناس وبعض

التجسدات خالل الخطيئة عن يترفعون الذين هم هؤالء ولعل اآللهة، بين األمر آخر يظهرون )ولكنهم أرواحهم فيها تظهر التي الكثيرة وبعدئذ وأمراء، وأطباء أناشيد وناظمي أنبياء سنظهر الفاني البشر

مدفأتهم اآللهة سائر يقاسمون الشرف، مجدهم آلهة يصعدون واحدة مائدة إلى معهم ويجلسون اإلنسان، بني متاعب من أحرارا

.(1)األذى( من وبمنجية القضاء، بطش من آمنين هيرقليطس آراء بين التوفيق محاولة هو أنبادوقليس مذهب

أن رأى فقد الدائم، الثبات في بارمنيدس وآراء المستمر التغير في اآللية الجواهر وانفصال اتصال سوى ليست والتغير والفساد الكون

ولكنها الكيف، حيث من بعضها عن تختلف والتي المتغيرة، غير األمر حقيقة في هي إذ ذرات أنها يعني ال وهذا كما، منفصلة العناصر أن يرى أنبادوقليس للموجودات. وكان األولى العناصر جميعا، لألشياء األصول هي والتراب والهواء والنار الماء األربعة لتكون تأتلف وال اآلخر، إلى أحدها يتحول ال العناصر وهذه عنصرا

تحتفظ صغيرة ألجزاء اختالط مجرد هو لها اجتماع فأي جديدا، خواصها يفقدها اندماج أو مزج دون المميزة بطبائعها أو بقوامها

أجزاء تخترق بأن اآلخر البعض في بعضها األجسام المميزة. وتؤثر هذه توافقت وإذا آخر، جسم مسام إلى ما جسم من صغيرة يحدث فإنه اآلخر، الجسم مسام مع الجسم من الصادرة األجزاء

الجسمين. بين جذب واتصالها، العناصر انفصال سبب هما مبدآن الحركة مصدر

أو التفريق قوة واآلخر المحبة وهو ووصل توحيد قوة أحدهما المحبة من أدوار عليه تتعاقب والعالم الكراهية، وهو الفصل

نهاية. ماال إلى والكراهية الدائرية، الحركة بواسطة العالم تكوين أنبادوقليس ويفسر

واألرض والهواء والنجوم السموات تنفصل حيث كتلة عن تدريجيا المتصلة. الدائرية الحركة بفضل وذلك األولى، الوجود

.102 ،101ص ،1ج الغربية، الفلسفة تاريخ ( برتراندرسل،?)1

-87-

كانت سواء للموجودات التاريخي التطور في نظرية وألنبادوقليس أو نباتا تكونت الجسمية األطراف أن فعنده إنسانا، أو حيوانا أوال المحبة بفعل األطراف هذه اجتمعت ثم منفصلة أشكال على

لتكون واتحدت مهذبة. غير ضخمة أشكاال حياة تحيا األرواح وهذه األرواح، بتناسخ أنبادوقليس اعتقد وقد

األرضي الوجود ويعتبر وغبطة، سعادة كلها أزلية العقاب من نوعااألرض. هذه على أسقطت التي لألرواح

الدموية، القرابين وتقديم اللحم أكل المذهب هذا حرم وقد الحرب اعتبر فقد وكذلك العكس وعلى الكراهية مظاهر من مظهرا

.(1)المحبة مظاهر من مظهر فالسالم ق. م 428 – 500 أنكساجوراس

أبنادوقليس من العكس على انكساجوراس كان أي عن مبتعدا رفض وقد المحض، العقلي التفسير طريقة اتبع فقد صوفي، اتجاه وانفصال باتصال الوجود وفسر لألشياء، الكيفي التفكير فكرة

في يكون لن كيفي تغير فإن ذلك وعلى بالفعل، الموجودة الجواهرللجوهر. المادي التركيب في تغير سوى األمر حقيقة

يكفيا أن يمكن ال والكراهية المحبة أن أنكساجوراس ورأى من تكون وأن البد الحركة هذه بأن قال فقد لذلك الحركة، لتفسير

جميعا. وهذا الموجودات على وقدرته معرفته تسمو موجود فعل يكون أن يحب الموجود مفكرا Nous العقل هو وقادرا، ومعقوال

المادة عن متميز وهو األشياء، من شيء بأي يختلط ال العقل وهذا المادة بينما للقسمة، قابل غير بسيط موجود هو إذ التميز، كل

المختلطة، المادة كتلة تفريق هي األساسية العقل مركبة. ووظيفة متغيرة الغير القديمة األجزاء من يحصى ال عدد من خليط فهي

للعدم. قابلة والغير منقسمة، والغير الدائرية بالحركة والكواكب األرض وجود أنكساجوراس ويفسر

بمبدأ لقوله انكساجوراس إلى الفضل ويرجع أبدا، تنقطع ال التي الثنائية عن المتكلمين أول يعد فهو ولذلك المادة، عن متمايز عقلي

تدخل من الرغم على أنه يرى وهو والمادة، العقل بين الفلسفية يوجد العقل أن إال والتنظيم والحركة اإليجاد عمليات في العقل

بالمادة يختلط وال بنفسه، األجسام، جميع في تصرفه رغم أصال األشياء جميع على والمسيطرة المحركة القوة كونه ورغم

.104ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1

-88-

.(1)كله بالعالم المرتبطة

إلى لالنقسام قابل شيء كل أن إلى اناكساجوراسي وذهب العناصر لشتى آثار من يخلو ال المادة أجزاء أصغر وإن نهاية، ماال

هي ما على األشياء تبدو وإنما جميعا، عليها، الغالب للعنصر تبعا إذا إال نارا، الشيء نسمي ال لكننا نار، على يحتوي شيء كل فمثالالسائد. هو النار عنصر كان

العقل اعتبار في أسالفه عن يختلف وهو )ناوس( عنصرا أصيال المادة وبين بينها فيفرق جميعا، الحية الكائنات تركيب في يدخل

شيء كل في أن يقول وهو الميتة، ماعدا شيء، كل من جزءا يحتوي األشياء وبعض العقل، وللعقل العناصر، شتى جانب إلى عقال

نفسه يحكم نهائي ال والعقل الحياة، فيه تدب شيء كل على قوة كل وجدت وحده، العقل استثنيت فلو آخر، عنصر يخالطه وال بنفسه واألبيض والبارد، كالحار جميعا، األضداد من أجزاء على يحتوي شيء

واألسود. في تنتشر دائرية حركة يسبب فهو كلها، الحركة مصدر والعقل

يهوي وأثقلها الحافة، إلى ينزاح األشياء أخف وتجعل العالم، أرجاء يختلف ال فهو متجانس، والعقل المركز، تجاه الحيوان في سموا له أن إلى الظاهر اإلنسان سيادة ترجع وإنما اإلنسان، في عنه

حقيقة في هي إن الذكاء، درجات بين البادية الفوارق وكل يدين،األجسام. في لفوارق نتيجة إال أمرها

أنكساجوراس أن على يأسفان وسقراط أرسطو نرى ولهذا قليال، إال منه يستفد لم لكنه حسابه، في العقل عنصر أدخل قد

العقل يجعل لم أنكساجوراس أن أرسطو فيذكر ليتخذ إال عنصرا منه األشياء تفسير عن يحجم ال وهو األسباب، عليه تعز حين سببا

تفسيرا الضرورة تكون أن وأنكر سبيال، ذلك إلى وجد إذا آليا يذكر تراه ال ذلك ومع األشياء لوجود أصلية والمصادفة إلهيا( )تدبيرا

يفكر لم أنه والظاهر الوجود، عن فلسفته في أمور في طويال يكون أن المحتمل ومن والدين، األخالق .(2) لآللهة منكرا

الذريون: ق. م 420 : ديمقرطيس

االنقسام تقبل ال والذرات ذرات، من مكون شيء كل أن يعتقد.106ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1.110ص ،2ج ( برتراندرسل،?)2

-89-

الوجهة من لالنقسام قابلة تكن لم وإن المادية، الوجهة من وأن فراغ، بعض عن يفصلها الذرات أن إلى ويذهبان الهندسية،

األبد إلى وستظل األزل، منذ كانت وأنها فناؤها، يستحيل الذرات الذرات هذه من هنالك وأن دائمة، حركة في ال بل له، نهاية ال عددا

بعض عن بعضها يختلف التي الذرات أنواع لعدد نهاية وحجما. شكال يذكرون الذريين أن أرسطو ويقول في تختلف الذرات أن أيضا

منها يتألف التي الكرية الذرات هي حرارة فأشدها الحرارة، درجة ديمقطريس من يقتبس وهنا الثقل، في تختلف كذلك وأنها النار،

ازداد لالنقسام القابلة غير الذرة حجم كبر اآلتية: )كلما العبارةثقلها(.

بفعل شيء أي يحدث أن إمكان صراحة ديمقرطيس أنكر وقد طبيعية قوانين وفق يحدث شيء كل بأن يؤمن كان فقد الصدفة،

وبحكم أساس على شيء كل يحدث بل شيء، بال يحدث شيء )فالالضرورة(.

فكرة على اعتماد بغير العالم يفسروا أن الذريون أراد وقد في حادثة هي ما، الغائية( لحادثة )فالعلة الغائية العلة أو الغاية

البد فالسببية بصددها نحن التي الحادثة حدثت أجلها من المستقبل نلتمس أن يمكن فال بدأت، قد ومادامت شيء، من تبدأ أن لها سببا

)خالق( إلى العالم تنسب فقد بدأت، عنده الذي األول الشيء لذلك نفسه( بغير )الخالق تترك أن البد نفسها الحالة هذه في لكنك

تعليل. بالعقل، وإدراك بالحواس إدراك هناك ألن ديمقرطيس وذهب المدركة، األشياء على إال تعتمد ال الثاني النوع من التي واإلدراكات

لذا الحواس، على ذلك جانب إلى تعتمد األول النوع إدراكات بينماللخداع. معرضة فهي

والتفكير ذرات، من تتركب النفس أن ديمقرطيس وأوضح إال هناك ليس إذ ينشدها، غاية رأيه في للكون وليس فيزيقية، عمليةالشعبية. بالديانة يؤمن ولم آلية، قوانين بمقتضى تسير ذرات

والثقافة االعتدال وعد الحياة، غاية البهجة اعتبر األخالق وفي بالعنف يتصف ما كل وكره الغاية، تلك إلى تؤديان وسيلتين خير

على ينطوي ألنه الجنسي االتصال على يشجع ولم العاطفة، وحده الشعوري اإلدراك على اللذة طغيان للصداقة وكان ساحقا، طغيانا

يكون أن في يرغب ولم بالنساء الظن أساء لكنه كبرى، قيمة عنده

-90-

.(1)الفلسفة تعطل تربيتهم ألن أبناء، له ديمقريطس كان التغير نفي في بارمنيدس بموقف مقتنعا األشياء حركة يفسر أن الوقت نفس في أراد ولكنه المركب وجودها. وقد يبطل وكيف الوجود إلى تأتي كيف ويبين المركبة،

والخالء المالء بأن ديمقريطس سلم األساسيان المكونان هما معا الذرات يسميها لها، حصر ال أجزاء إلى عنده المالء وينقسم لألشياء،

انفراد على منها كل رؤية تستطيع الكيفية( وال )األجسام أو نظرا فجوات اآلخر البعض عن بعضها الذرات هذه ويفصل حجمها، لدقة على تحتوي ال ألنها االنقسام تقبل أن يمكن ال ذرة ولكل الخالء، في

لوجودها، نهاية وال بدء ال الذرات وهذه الداخلي، تكوينها في خالء الشكل حيث من بينها فيما وتختلف طبيعتها، في متشابهة وهي

التغير دون الحجم، تغير سوى التغيرات من تقبل وال والحكم، ترتيب الختالف نتيجة فهي بالجسم المتعلقة الكيفيات أما الكيفي، التغير ديموقريطس ويفسر وأشكالها وأحجامها وأوضاعها الذرات

إلى باإلضافة انفصالها أو الذرات اتصال إنه على الوجود في في معينة صورة على وتنظيمها أوضاعها على تطرأ التي التغيراتاألجسام.

بالذرات شبيهة ذرات من تتألف ديمقريطس عند والنفس الجسم في تسري لطيفة، طبيعة ذات وحجمها، شكلها في النارية

الرغم تركيبها. وعلى وتتالشى الذرات هذه تتبدد الموت وبعد كله، في جزء أشرف هذا مع أنها إال تكوينها في مادية النفس أن من

.(2) فيه اإللهي الجزء وهي اإلنسان،

.123ص ،1ج ( برتراندرسل،?)1.110ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)2

-91-

السفسطائيون بعد معرفته، وإلى اإلنسان إلى أنظارهم السوفسطائيون وجه

هذا أن على الخارجي، الموضوع إلى موجها الفالسفة نظر كان أن عدة إلى يرجع بل فحسب، فكري عامل إلى يرجع ال الجديد االتجاه ذلك في اليوناني المجتمع في نشأت واجتماعية سياسية عوامل عصورها، أزهى بلغت قد األثينية الديمقراطية كانت فقد العهد، الجدل على بالقدرة يتصف أن من الديمقراطي للسياسي البد وكان

وكاذبها، صحيحها اآلراء عن والدفاع الخصوم، ومنازلة والمناقشة فتولوا الصناعة، هذه بتعليم الناس أجدر أنهم السفسطائيون وأحس وذلك السياسي، للعمل إلعدادهم الجدل على الشباب تدريب مهمةوثرائه. المتعلم أصل بحسب تختلف أجور نظير

وحروب داخلية -حروب المتعاقبة للحروب كان فقد وكذلك ثقة زعزعة في كبير أثر لذلك كان – والفرس اليونان بين

اليونان كان هذا إلى وباإلضافة اإللهية(، )الدولة بمفهوم المواطنين للعادات النقد ملكة لديهم فتكونت الترحال، كثرة إلى اتجهوا قد

العادات ونسبية واألخالق المعرفة نسبية على وأكدوا والتقاليد،والتقاليد. تعليم بطريقتين، غاياتهم تحقيق السوفسطائيون حاول وقد شعبية، مبسطة بطريقة العامة المحاضرات وإلقاء الشباب، في والبراعة السياسي التغلب ووسائل الخطابة الشباب ويعلمون

نقدية. أجور لقاء وذلك الخصوم، منازلة ق.م 411 - 481 بروتاجوراس:

هو ألنه ذلك جميعا، األشياء مقياس اإلنسان بأن القائل وهو منها الموجود وعلىغير موجودة، بأنها الموجودات على يحكم الذيموجود. غير بأنه

دعوى يتضمن أنه وجدنا لبروتاغوراس القول هذا فصلنا وإذا الذات إلى الموضوع من المعرفة مشكلة ينقل أنه إذ خطيرة،العارفة.

اآلخرين إلقناع التعليل على القدرة أن يرى بروتاجوراس وكان ضرورة إلى باإلضافة وممارسة تدريب إلى تحتاج الخصوم وإفحام

بالفن يهتم بروتاجوراس كان الطبيعية. فقد المواهب بعض توافر في للنجاح أساسي شرط فيه والتمرس المهارة أن ويرى الجدلي سواء الوسائل جميع باستخدام إال هذا يتحقق وال العامة، الحياة

-92-

.(1)أخالقية غير أم أخالقية كانت نسبية، واألخالق والعادات القوانين أن بروتاجوراس أوضح وقد

تطبق الذي المجتمع هو والقوانين النظم لهذه الصحة معيار وإن والشر، للخير مطلق بمعيار األخالقيون يطالب أن يمكن وال فيه،

للصواب مطلق بمعيار يطالبوا أن يمكن ال المنطقيون كذلك بأن زعمهم في صواب على ليسوا الجماليين فإن والخطأ. وأخيرا

لديهم ال العدالة يقيمون الذين هؤالء كذلك والقبح، للجمال معيارا هناك أن يقولوا أن يستطيعون أساسا فالعدالة للعدالة، مطلقا

يكون أن يجوز شعب عند عدل هو فما نسبية، كاألخالق، عند ظلمامطلقا. ليس الدين فإن وكذلك آخر، شعب

ق.م 375 – 483 جورحياسرئيسية: قضايا ثالث وضع

اإلطالق. على شيء يوجد ال-1معرفته. يمكن فلن شيء وجد إذا وحتى-2 إلى المعرفة هذه إيصال يمكن فال الشيء عرف إذا وحتى-3

إيصال وسيلة وهي اللغة ألن نسبية، معرفة ألنها اآلخرين عدة تحتمل الواحد اللفظ إذ مطلقة، ليست المعرفة هذه

باأللفاظ. التالعب السهل من يجعل ومما معان، نسبية الموجودات سائر وكذلك الفضائل جميع أن إلى وأشار

والطفل والرجل المرأة من لكل أن إلى وأشار مطلقة، وغير ليس فكان به، الخاصة فضيلته منهم لكل والحر، والعبد والمراهق

نسبية. فهي للفضيلة عام مفهوم هناك هذه لالقوي( وبحسب )الحق بنظرية كاليكليس أشار كما وهم الناس من الضعفاء عمل من والقوانين األخالق تصبح النظرية

جماح يكبحوا أن القوانين لهذه يريدون الذين المجتمع أفراد أغلبية العرف وأساس العدالة نظريات عن الكالم فيطيلوا األقوياء،األخالق. به تحكم وما والتقاليد والقانون الحق وانتزاع األقوياء على السيطرة وهو واحد الغرض هذا كل أن في كريتاس أشار وكذلك أيديهم، عن والسلطة والمنفعة إال فليس الدين أما األقوياء، لترويض شعبية أداة إال هو ما القانون لها وجود ال جبارة خفية قوة عن فيه وكشفوا األذكياء لبعض اختراعا

. (2) بالغيب ويسمونها الواقع في.118ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1.122ص سابق، مرجع ريان، أبو علي حمد( م?)2

-93-

ق. م 500 بروتاجوراس أمرها، أول في مرذول معنى لها يكن )سوفسطائي( لم لفظ

كلمة من اليوم نحن نعنيه ما إلى يكون ما أقرب معناها كان إذ بعض الشباب بتعليم عيشه يكسب السوفسطائي كان )أستاذ( فقد

لم ولما العملية، الحياة في تنفعهم قد أنها يظن كان التي األشياء مالها من تخصص عندئذ الدولة تكن فقد التعليم، هذا لمثل شيئا يدفعوا أن مقدورهم في كان من يعلمون السوفسطائيون جعل شعور خلق إلى ذلك أدى وقد والديهم، أموال من تعليمهم أجور

الطبقات. بين بالفوارق بالنصر ظفر الذي المذهب هي الديمقراطية كانت وقد ثروة من يحد لم ذلك أن إال المدن من وغيرها أثينا في السياسي

فقد القديمة، األرستقراطية األسرات إلى ينتمون كانوا الذين أولئك اليوم عليها تطلق التي الثقافة يحتضنون الذين هم األغنياء كان

وبالفراغ، بالتعليم يتمتعون األغنياء هؤالء كان )الهلينية( إذ الثقافة الرق نظام في قط يؤثر لم بالديمقراطية اليونان يسميه كان فما

أن دون بثرائهم يتمتعوا أن األغنياء مكن الذي النظام ذلك عندهم،األحرار. من مواطنيهم يرهقوا

الفقراء خاصة- كان بصفة أثينا وفي– المدن من كثير وفي وأخرى الحسد بسبب عداوة مضاعفة عداوة األغنياء إزاء يحسون أنهم األغنياء في يفرضون كانوا التقاليد. فقد على الحرص بسبب

القديمة العقائد يقلبون كانوا فقد واألخالق، الدين على خارجون السوفسطائيين جماعة ظهرت المناخ هذا وفي عقب، على رأسا التهم ضد أنفسهم عن للدفاع الخطابية المهارة فنون الناس لتعلمالشباب. وإفساد الدين على الخروج تهم مثل إليهم توجه التي

يتقاضوا كيف السوفسطائيين على أفالطون اعترض وقد أجرا ما الخاص ماله من له كان نفسه أفالطون أن ذلك التعليم، على

يكن لم الذين أولئك بشعور يشعر أن يستطع لم أنه والظاهر يكفيه،األجور. أخذ إلى الحياة ضرورات تلجئهم ولم حظه، مثل

في الفالسفة عن اختلفوا السوفسطائيين أن ذلك إلى يضاف يعلموا أن هدفهم كان ولكن معين، مذهب عن يدافعوا لم أنهم

عن يدافعوا أن يمكن كيف لتالميذهم يبينوا وأن النقاش، فن الناس معينة آراء عن يدافعوا أن يعنيهم يكن ولم يدحضوه، أو الرأي

-94-

.(1)هم يعتنقونها عن فيقول: )أما الدين على لخروجه بروتاجوراس اضطهد وقد

من وال وجودهم، عدم أو وجودهم من يقين على أراني فلست اآللهة المعرفة تعوق كثيرة أشياء ثمة ألن ذلك يكون، كيف شكلهمالبشرية. الحياة وقصر الموضوع غموض وهي اليقينية،

فهو شيء، كل مقياس اإلنسان أن إلى بروتاجوراس ويذهب الموجودة غير األشياء وأن موجودة الموجودة األشياء أن مقياس

مقياس هو إنسان كل أن يعني بأنه القول هذا موجودة. ويفسر غير موضوعية حقيقة هناك فليس الناس، اختلف إذا وأنه جميعا، األشياء والمذهب المخطئ، وتخطئ المصيب لتصويب إليها الرجوع يمكن

خداع على مبني األحوال أغلب في وهو متشكك، مذهب جوهره فيالحواس.

شيء وجد إن موجود( وأنه )الشيء إلى جورجياس وذهب فرضنا لو حتى وأنه المعرفة يمكن هو فليس ثمة أن جدال شيئا

وإن موجودا، ينقله أن عليه فيستحيل يعرفه، أن له أتيح ما شخصا هذا، رأيه على أدلته كانت إذا ما اآلن ندري ولسنا اآلخرين، إلى

الوجهة من قوية أدلة كانت أنها وضوح في أتصور أن أستطيع لكنني معارضيه ألزمت المنطقية، من بدرع أنفسهم يحموا أن إلزاما

اإلصالح. إلى الدعوة أن البد تام، إخالص عن يصدر حين الحقيقة عن البحث إن

نقدر أن مستطاعنا في فليس الخلقية، االعتبارات عن النظر يغض الناس ألهواء مؤيدة ستجييء وراءها نسعى التي الحقيقة أن مقدما

يتابعوا أن استعداد على السوفسطائيون وكان معين، مجتمع في الحجة، تسوقهم حيث الحجاج التشكك. إلى الحجة ساقهم ما وكثيرا

ال بأنه ثراسيماكوس يحاج الجمهورية من األول الكتاب وفي الحكومات تسنها القوانين وأن األقوى، مصلحة إال للعدل معنى

نشب ما إذا إليه تلجأ موضوعي مقياس هناك ليس وأنه لمصلحتها، أفالطون يروى فيما– كالكليز اعتنق السلطان. وكذلك على نزاع محاورة في جورجياس- مذهبا قانون قال: إن إذ بهذا، شبيها

البال، راحة ألنفسهم أرادوا الناس لكن األقوى، قانون هو الطبيعة القوى يشمل ما الخلقية المبادئ ومن االجتماعية النظم من فأقاموا

(2)..131 ،130ص ،1ج ( برتراندرسل،?)1.133ص ،1ج ( برتراندرسل،?)2

-95-

سقراط: الدنيا، الحياة نعم واحتقر البدن، على للروح سقراط انتصر

يفقد ال اإلنسان وأن الفضيلة هو األسمى والخير الترف وازدراءخارجية. بأسباب فضيلته

شيء في غيره من أحكم وأنه شيئا، يعلم ال بأنه سقراط ويقرر يعلم ال بأنه علمه وهو واحد، المعرفة أن يعتقد ال إنه غير شيئا

البحث أن يرى ذلك عكس على هو بل التحصيل، على مستعصية أن إلى يذهب وهو اإلنسان، له يهتم ما أهم المعرفة عن من أحدا

المعرفة إال الناس يعوز فال ولذا عامدا، الخطيئة يقترف ال الناس يكونوا لكي كاملة. فضيلة على جميعا

.(1) سقراط يميز مما والمعرفة الفضيلة بين الوثيقة العالقة إن التهكم مرحلة هما مرحلتين من السقراطي المنهج ويتألف

التوليد. ومرحلة محدثه إلى سؤال بتوجيه سقراط يبدأ أن فمعناه التهكم أ- أما

وذلك شيئا، نفسه أمر من يدري ال وكأنه والسذاجة بالجهل ويتظاهر بأنه فيحس والخيالء بالزهو الشعور مجادلة نفس في يثير حتى سقراط له ويتراءى عليه، الرد في وأقدر سقراط، من منزلة أعلى

التفكير. ولكن ضحل النظر ضعيف كرجل اللحظة هذه في اإلدالء في الخصم يأخذ حينما الظهور في تبدأ الحقيقية شخصيته

حرية في– سقراط يتناول ما متناسقة. وسرعان غير سقيمة بآراء يشعر للموضوع. حتى تعريفات من الخصم يعرضه الذعة- ما

سقراط مناقشة في ذلك بعد يستمر أن على قادر غير بأنه الخصم أستاذه. من الطالب موقف منه يقف وأن منه يتلقى بأن فيكتفي المعارف من خصمه نفس تطهير من سقراط ينتهي وعندما

التوليد. وهي جديدة مرحلة يبدأ المجتمع في تلقاها التي المشوهة المعرفة بناء يعيد وهو سقراط نرى التوليد مرحلة ب- وفي

واآلراء األوهام من محدثه نفس طهر أن بعد جديدة أسس على التوليد- كان ألسلوب باستعماله– سقراط إن قيل المزيفة. وقد

يمارس هو أنه إذ والدته، تزاولها كانت التي الصناعة فكريا كان أيضا كانت األفكار أن هذا ومعنى محدثيه، نفوس من األفكار يولد

نفوسهم في يولدون األطفال أن أي الناس، فطرة في موجودةانظر: التفاصيل من مزيد.1965 الشعب، مطابع دار اليونان، عند الفلسفة مطر، حلمي أميرة

.150ص ،1ج ( برتراندرسل،?)1

-96-

التجربة على سابق أولي سقراط عند فالعلم الفطري، العلمAprioiعلى السوق في الجدل أو المدرسة على التعلم أثر ويقتصر موجودة كانت التي النظرية المعاني بهذه فيذكرها النفس، إيقاظ

آخر عالم من عيلها حصلت قد وكانت األرضي، ميالدها قبل فيها الجدل أساليب تذكر. وأما إال ليس إذن المثل. فالتعلم عالم وهو

توليد معنى هو وهذا المعاني استرجاع على تساعدنا فهي المختلفةمحدثيه. ألفكار سقراط

النفس حياة ثمن هو فالخلود الروح، خلود إلى سقراط ويشير الجسد تغادر حينما النفس هذه وأن األرض، سطح على الفاضلة في اآللهة جوار إلى ستحيا ألنها الدافقة السعادة تغمرها ما سرعان

الدنيا، هذه في ليست سقراط عند السعادة فكأن العقلي، العالم بخلود سلمنا إذا إال بوجوده التسليم يمكن ال عقلي عالم في ولكنها.(1)الروح

ق. م 427 أفالطون يكن لم أفالطون اهتمام بل فحسب، كفرد اإلنسان إلى موجها

ولهذا معين، سياسي نظام ظل في يعيش اجتماعي ككائن أيضا وكذلك لإلنسان، الفردي السلوك يفسر أن الضروري من كان فقد

اآلخرين، مع عالقاته في لنشاطه والسياسية االجتماعية الصورة من أسمى النفس يعتبر كان سقراط كأستاذة أفالطون أن غير

البدن أما الحقيقي، الوجود على حاصلة يعتبرانها بل الجسد،مؤكد. وغير ثانوي فوجوده

المعاني، وتذكرها فسادها وعدم لبساطتها أزلية أبدية فالنفس النفس أن أفالطون ويرى األرضي، العالم في بالجسم تلحق وهي إلى النفوس هبوط وأن نقية، طاهرة وهي الحسي العالم إلى تأتي

للنفس، مؤقتة مطية فالجسم عالمية، ضرورة حسب يتم األرض أخالقية غير وجهة ويوجهها النبيلة الروحية قواها يعطل الذي وهو الوجود بهذا تشقى فالنفس ولهذا واآلثام، الشرور مصدر ألنه

العالم إلى لتصعد محبسها من االنطالق فتحاول وتعود األرضي، على النفس يساعد ما هو األفعال خير فإن ولذلك المعقول، يهيئ ما هي السياسية النظم وأفضل األسمى العالم إلى الوصول من تستهدفها التي السعادة لها ويكفل الروحية الحياة لهذه النفس

والحكمة. الفضيلة حياة ممارسة

.142ص سابق، مرجع ريان، أبو علي ( محمد?)1

-97-

والعفة والشجاعة الحكمة وهي أربع، أفالطون عند والفضائل الفضائل بين والتناسب النظام تحفظ أن العدالة ووظيفة والعدالة،

النفس فضيلة والعفة العقل فضيلة األولى. فالحكم الثالث النفس فضيلة وهي بينهما وسط فهي الشجاعة وأما الشهوانية،

النفس قوى بين العدالة أي التوازن تحقق ما فإذا العصبية،السعادة. على النفس حصلت وفضائلها

مع تتجاوب أخالقية عقلية باطنية حالة هي العدالة وهذه في النفس جمال فيها ويبدو المحسوس، العالم في النظام

هي الملذات الجسد. فأسمى ورغبات شهوات على سيطرتهاوسعادته. اإلنسان خير يكمن وفيها الحكمة، أي العقل فضيلة

التحرر من لها مناص وال ومحبسها النفس سجن هو فالجسم أي والمجاهدة بالتطهر إال األعلى العالم إلى واالنطالق أغالله من

.(1) والحكمة للفضائل وممارستها النفس باتزان وتطوره: الطبيعي المجتمع

المجتمعات تكوين أن إلى ذهبوا قد السفسطائيون كان إذا أساس على وليس األفراد بين التعاقد على تقوم إنما اإلنسانية

أن ذلك من العكس على يرى كان أفالطون فإن غريزي، طبيعي بني بين التعاقد إرادة إلى تحتاج ال طبيعية حاجة البشري اإلجماع هذا كان سواء مجتمع في إال يحيا أن يمكن ال الفرد ألن ذلك البشر،

يطابق الذي هو المثالي والمجتمع المدينة، أم األسرة هو المجتمع ال المجتمع هذا مثل ولكن والصالح، البساطة في الطبيعي النظام

متدهورة. ويقول فاسدة نظم على تقوم المجتمعات ألن يوجد فيقول التعقيد، إلى البساطة من تطورت المجتمعات إن أفالطون

مجتمعة أسر عدة من يتألف كان الطبيعي المجتمع إن بقصد معا اإلنتاج ولكن ومسكن، وملبس مأكل من األولية حاجاتها إشباع

نظام تطبيق بفضل مرونة أكثر ويصبح ويتحسن يتزايد ما سرعان في فيظهر المهن، و الحرف وتتمايز التخصص فيشيع العمل تقسيم

ولكل ورعاة، ونجارون األحذية وصناع حدادون البسيط المجتمع هذا أن يستطيع ال المجتمع هذا مثل كان به. ولما الخاص عمله منهم إلى يتجه فهو لذلك االستهالكية، السلع حيث من بذاته ذاته يكفي

أثمان يغطي لكي منتجاته تصدير إلى مساق فهو ثم ومن االستيراد،.267ص سابق، مرجع الفلسفي، الفكر تاريخ ريان، أبو علي ( محمد?)1

مطبعة خباز، حنا ترجمة الجمهورية، أفالطون، انظر التفاصيل من مزيد.1929 المقتطف،

-98-

يقيمون وسطاء إلى حينئذ الحاجة وتظهر سلع، من يستورد ما سوقا ويكون التجاري للتبادل يظهر وهكذا أساسه، على للتعامل نقدا المجتمع هذا ويلزم وكبارهم، صغارهم التجار من طائفة أيضا

أن بعد عملياتهم في المقيمين يساندون الذين والعمال اإلجراء عسكرية قوة تشكيل الجديد الوضع يتطلب اإلنتاج. وكذلك يتزايد

غدر من وحمايته المجتمع عن للدفاع المحترفين الجنود من ولكن البسيطة حياته في المجتمع هذا له. ويستمر المجاورين

أنواع فتحدد مطالبتهم، وتتشعب األفراد حاجات تزداد ما سرعان تظهر وكذلك النباتي، الغذاء عن الناس فيتحول والشراب األطعمة

الكبرى الفنون وتزدهر والذهبية، العاجية والحلي الفاخرة، الثياب الناس ويحتاج والرقص، والمسرح والشعر والموسيقى كالرسم

وفي التوسع في رغبة يولد المطالب في التضخم وهذا الخدم، إلى نتيجة الفساد ويتفشى النظم فتتداخل السريعة، التغيرات إجراء

يتعقد أن لذلك نتيجة ويكون فيها، المبالغ الرفاهية على للتكالب ويصبح االنحالل فيه ويرى المجتمع نظام .(1)طبيعي غير مجتمعا

.276ص سابق، مرجع الفلسفي، الفكر تاريخ ريان، أبو علي ( محمد?)1انظر: التفاصيل من مزيد العربية، النهضة مكتبة األوروبي، الفكر خالصة أفالطون، بدوي، الرحمن عبد

1954.

-99-