لا تحزن - ksu · web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام...

802
ن ز ح ت لا1 ن ز ح ت لا ي ن ز ق ل ا ض ئ عا/ خ ي ش ل ل

Upload: others

Post on 23-Apr-2021

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن1

لا تحزنللشيخ / عائض القرني

http://www.saaid.net/

Page 2: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن2

هذا الكتاب

جادة أخاذة مسؤولة ، تعنى بمعالجة الجانبدراسة المأسوي من حياة البشرية جانب الاضطراب والقلق ،

وفقد الثقة ، والحيرة ، والكآبة والتشاؤم ، والهم والغم ،والحزن ، والكدر ، واليأس والقنوط والإحباط .

وهو حل المشكلات العصر على نور من الوحي ، وهدية ، والتجارب من الرسالة ، وموافقة مع الفطرة السوية ، والقصص الجذاب ، والأدب الراشدة ، والأمثال الحي

ب ، وفيه نقولات عن الصحابة الأبرار ، والتابعين الأخيار الخلا ، وفيه نفحات من قصيد كبار الشعراء ، ووصايا جهابذة

الأطباء ، ونصائح الحكماء ، وتوجيهات العلماء . cطروحات للشرقيين والغربيين ، والقدامى وفي ثناياه أcالحق مما قدمته وسائل cوالمحدثين . كل ذلك مع ما يوافق الإعلام ، من صحف ومجلات ، ودوريات وملاحق ونشرات .

ب ، وجهد مهذب مشذب . وهو إن هذا الكتاب مزيج مرتيقولc لك باختصار :

)) اسعد واطمئن وأبشر وتفاءل ولا تحزن ((

*************************************

http://www.saaid.net/

Page 3: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن3

المقدمةcعلى رسول الله ،الحمد cوالسلام cلله ، والصلاة

: cوعلى آله وصحبه وبعد فهذا الكتاب ) لا تحزن ( ، عسى أن تسعد بقراءته

والاستفادة منه ، ولك قبل أن تقرأ هذا الكتاب أن تحاكمه إلى المنطق السليم والعقل الصحيح ، وفوق هذا وذاك

النقل المعصوم . إن من الحيف الحكم المcسبق على الشيء قبل تصوره وذوقه وشمه ، وإن من ظلم المعرفة إصدار فتوى مسبقة

قبل الإطلاع والتأمل ، وسماع الدعوى ورؤية الحجة ،وقراءة البرهان .

كتبتc هذا الحديث لمن عاش ضائقة أو ألم به هم أو حزن ، أو طاف به طائف من مصيبة ، أو أقض مضجعة

نا يخلو من ذلك ؟! د نومه قلق . وأي أرق ، وشر هنا آيات وأبيات ، وصور وعبر ، وفوائدc وشواردc ، وأمثال

وقصص ، سكبتc فيها عصارة ما وصل إليه اللامعون ؛ من دواء للقلب المفجوع ، والروح المنهكة ، والنفس الحزينة

البائسة . هذا الكتابc يقولc لك : أبشر واسعد ، وتفاءل واهدأ . بل

ة بهيجة . يقولc : عش الحياة كما هي ، طيبة رضي هذا الكتاب يصححc لك أخطاء مخالفة الفطرة ، في

التعامل مع السنن والناس ، والأشياء ، والزمان والمكان . إنه ينهاك نهيا جازما عن الإصرار على مصادمة الحياة ومعاكسة القضاء ، ومخاصمة المنهج ورفض الدليل ، بلcناديك من مكان قريب من أقطار نفسك ، ومن أطراف ي

وحك أن تطمئن لحcسن مصيرك ، وتثق بمعطياتك وتستثمر cر مواهبك ، وتنسى منغصات العيش ، وغصص العمر وأتعاب

المسيرة . وأريدc التنبيه على مسائل هامة في أوله :

Page 4: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن4 أن المقصد من الكتاب جلبc السعادة والهدوء والسكينةالأولى :

وانشراح الصدر ، وفتحc باب الأمل والتفاؤل والفرجوالمستقبل الزاهر .

ل عليه ، وحسن وهو تذكير برحمة الله وغفرانه ، والتوك الظن به ، والإيمان بالقضاء والقدر ، والعيش في حدود

ر نعم الله . اليوم ، وترك القلق على المستقبل ، وتذك وهو محاولة لطرد الهم والغم ، والحزن والأسى ، والقلقالثانية :

والاضطراب ، وضيق الصدر والانهيار واليأس ،والقنوط والإحباط .

جمعتc فيه ما يدورc في فلك الموضوع من التنزيل ، ومنالثالثة : ، ومن الأمثلة الشاردة ، والقصصكلام المعصوم

cوالأطباء cالحكماء cالمعبرة ، والأبيات المؤثرة ، وما قاله والأدباءc ، وفيه قبس من التجارب الماثلة والبراهين الساطعة ، والكلمة الجادة وليس وعظا مجردا ، ولا

ترفا فكريا ، ولا طرحا سياسيا ؛ بل هو دعوة مcلحة منأجل سعادتك .

هذا الكتابc للمسلم وغيره ، فراعيتc فيه المشاعر ومنافذالرابعة : النفس الإنسانية ؛ آخذا في الاعتبار المنهج الرباني

الصحيح ، وهو دينc الفطرة . cقولات عن شرقيين وغربيين ، ولعلهالخامسة : سوف تجدc في الكتاب ن

ى لا تثريب على في ذلك ؛ فالحكمة ضالةc المؤمن ، أنوجدها فهو أحق بها .

لم أجعل للكتاب حواشي ، تخفيفا للقارئ وتسهيلا له ،السادسة : cه متصلا . وجعلت cلتكون قراءاته مستمرة وفكر

المرجع مع النقل في أصل الكتاب . لم أنقل رقم الصفحة ولا الجزء ، مقتديا بمن سبق فيالسابعة :

ف ، وحينا cه أنفع وأسهل ، فحينا أنقلc بتصر ذلك ؛ ورأيتcه من الكتاب أو المقالة . بالنص ، أو بما فهمت

لم أرتب هذا الكتاب على الأبواب ولا على الفصول ، وإنماالثامنة:cبين الفقرات ، وأنتقل cما أداخل نوعتc فيه الطرح ، فرب

Page 5: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن5

من حديث إلى آخر وأعودc للحديث بعد صفحات ،ليكون أمتع للقارئ وألذ لهc وأطرف لنظره .

cطل بأرقام الآيات أو تخريج الأحاديث ؛ فإن كان الحديثcالتاسعة : لم أcهc ، وإن كان صحيحا أو حسنا ذكرتc ذلك فيه ضعف بينتcعدا عن التكرار أو سكت . وهذا كله طلبا للاختصار ، وب

)) والمتشبع بما لم يعطوالإكثار والإملال ، . كلابس ثوبي زور ((

ربما يلحظc القارئc تكرارا لبعض المعاني في قوالب شتى ،العاشرة : وأساليب متنوعة ، وأنا قصدتc ذلك وتعمدتc هذا

الصنيع لتثبت الفكرةc بأكثر من طرح ، وترسخالمعلومةc بغزارة النقل ، ومن يتدبر القرآن يجد ذلك . تلك عشرة كاملة ، أقدمها لمن أراد أن يقرأ هذا الكتاب ، وعسى أن يحمل هذا الكتاب صدقا في الخبر ، وعدلا في الحكم ، وإنصافا في القول ، ويقينا في المعرفة ، وسدادا

في الرأي ، ونورا في البصيرة . إنني أخاطبc فيه الجميع ، وأتكلم ، فيه للكل ، ولم

أقصد به طائفة خاصة ، أو جيلا بعينه ، أو فئة متحيزة ، أوبلدا بذاته ، بل هو لكل من أراد أن يحيا حياة سعيدة .

ورصعت فيهالدر حتى تركته

يضيء بلا شمسويسري بلا قمر فعيناه سحر

والجبين مهند مش ولله در الروالجيد والحور

*****************************************

Page 6: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن6

يــا اللهماوات والأرض كل يوم هو﴿ يسأله من في الس

ت ﴾ في شأن : إذا اضطرب البحرc ، وهاج الموجc ، وهب. يا اللهالريحc ، نادى أصحابc السفينة :

إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركبc عن. يا اللهالطريق ، وحارت القافلةc في السير ، نادوا :

، cوجثمت الكارثة cوحلت النكبة ، cإذا وقعت المصيبة : cالمنكوب cيا اللهنادى المصاب .

cسدلت الستورc cوصدت الأبوابc أمام الطالبين ، وأ إذا أ . يا اللهفي وجوه السائلين ، صاحوا :

cلc وانتهت الآمالc وتقطعت ب إذا بارت الحيلc وضاقت الس يا الله.الحبالc ، نادوا :

إذا ضاقت عليك الأرضc بما رحcبت وضاقت عليك نفسcك. يا اللهبما حملت ، فاهتف:

cوالهاتف ، cالخالص cوالدعاء ، cالطيب cالكلم cإليه يصعد . cوالتفجع الواله ، cالبريء cوالدمع ، cالصادق

cف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، cمد الأك إليه توالأعينc في الملمات ، والأسئلةc في الحوادث.

باسمه تشدو الألسنc وتستغيثc وتلهجc وتنادي،وبذكرهcالمشاعر وتبرد c تطمئن القلوبc وتسكنc الأرواحc ، وتهدأ

، cويستقر اليقين ، cشد الله لطيف﴿الأعصابc ، ويثوبc الر ﴾بعباده

cالحروف ، وأصدق cالأسماء وأجمل cالله : أحسن ؟! . ﴾ هل تعلم له سميا ﴿العبارات ، وأثمنc الكلمات،

صرةc ، والعز اللهc : فإذا الغنى والبقاءc ، والقوةc والن ، cوالحكمة cلمن الملك اليوم لله الواحد﴿والقدرة

ار . ﴾ القه الله : فإذا اللطفc والعنايةc ، والغوثc والمددc ، والوcد

. ﴾ وما بكم من نعمة فمن الله ﴿والإحسان ،

Page 7: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن7

الله : ذو الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت. اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا

، وعند الخوف أمنا. اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ،وأطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان .

cعاسا أمنة منك ، اهرة ن يا رب ، ألق على العيون الس وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا. يا رب

ل المناهج إلى اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضcلاصراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك .

اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من

جنود عونك مcسومين. ا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من اللهم أذهب عن

نفوسنا القلق. نعوذc بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ،

والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ،نا ، نعم المولى ونعم النصير. أنت ولي

*************************************** كن سعيدا

الإيمان والعمل الصالح هما سر حياتك الطيبة ، فاحرص-عليهما .

اطلب العلم والمعرفة ، وعليك بالقراءة فإنها تذهب-الهم .

جدد التوبة واهجر المعاصي ؛ لأنها تنغص عليك الحياة . -عليك بقراءة القرآن متدبرا ،وأكثر من ذكر الله دائما . -أحسن إلى الناس بأنواع الإحسان ينشرح صدرك . -كن شجاعا لا وجلا خائفا ، فالشجاع منشرح الصدر . - طهر قلبك من الحسد والحقد والدغل والغش وكل-

مرض . اترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل-

والنوم .

Page 8: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن8انهمك في عمل مثمر تنس همومك وأحزانك . -عش في حدود يومك وانس الماضي والمستقبل . - انظر إلى من هو دونك في الصورة والرزق والعافية-

ونحوها . قدر أسوأ الاحتمال ثم تعامل معه لو وقع . - لا تطاوع ذهنك في الذهاب وراء الخيالات المخيفة-

والأفكار السيئة . لا تغضب ، واصبر واكظم واحلم وسامح ؛ فالعمر قصير . -لا تتوقع زوال النعم وحلول النقم ، بل على الله توكل . -أعط المشكلة حجمها الطبيعي ولا تضخم الحوادث . -تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره . - بسط الحياة واهجر الترف ، ففضول العيش شغل ،-

ورفاهية الجسم عذاب للروح . قارن بين النعم التي عندك والمصائب التي حلت بك لتجد-

الأرباح أعظم من الخسائر . الأقوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك ، بل تضر-

صاحبها فلا تفكر فيها . صحح تفكيرك ، ففكر في النعم والنجاح والفضيلة . - لا تنتظر شكرا من أحد ، فليس لك على أحد حق ، وافعل-

الإحسان لوجه الله فحسب . حدد مشروعا نافعا لك ، وفكر فيه وتشاغل به لتنسى-

همومك . احسم عملك في الحال ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد . - تعلم العمل النافع الذي يناسبك ، واعمل العمل المفيد-

الذي ترتاح إليه . فكر في نعم الله عليك ، وتحدث بها واشكر الله عليها . -اقنع بما آتاك الله من صحة ومال وأهل وعمل . - تعامل مع القريب والبعيد برؤية المحاسن وغض الطرف-

عن المعائب .

Page 9: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن9 تغافل عن الزلات والشائعات وتتبع السقطات وأخبار-

الناس . عليك بالمشي والرياضة والاهتمام بصحتك ؛ فالعقل-

السليم في الجسم السليم . ادع الله دائما بالعفو والعافية وصالح الحال والسلامة . -

*****************************

فكر واشكرك من cرcالمعنى : أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغم

﴿فوقك ومن تحت قدميك وإن تعدوا نعمة الله لا صحة في بدن ، أمن في وطن ، غذاء وكساء ، ﴾تحصوها

وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما تشعرc ، تملكc الحياة وأنت cعندك ﴾ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة﴿لا تعلم

فبأي آلاء﴿عينان ، ولسان وشفتان ، ويدان ورجلان هل هي مسألة سهلة أن تمشي على ﴾ ربكما تكذبان

cترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك ، وقد قدميك ، وقد بcطعت سوق؟! أحقيق أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألمcق

نوم الكثير؟! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرعcغص عليه ر عليه الطعامc ، ون من الماء البارد وهناك من عcكر في سمعك وقد عcوفيت رابc بأمراض وأسقام ؟! تفك الش

من الصمم ، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى ، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجcذام ، والمح

cفجع بالجنون والذهول . عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تcحcد ذهبا ؟! أتحب بيع أتريدc في بصرك وحدهc كجبل أ

سمعك وزن ثهلان فضة ؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايضc بيديك مقابل عقود اللؤلؤ

والياقوت لتكون أقطع؟! إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة ، ولكنك لا تدري ، تعيشc مهموما مغموما حزينا كئيبا

، cالهانئ cوالنوم ، cالبارد cوالماء ، cالدافئ cوعندك الخبز ،

Page 10: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن10

والعافيةc الوارفةc ، تتفكرc في المفقود ولا تشكرc الموجود،cالسعادة، وقناطير cة وعندك مفتاح تنزعجc من خسارة مالي

مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء ، فكر واشكر فكر في نفسك ، وأهلك ﴾ وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴿

، وبيتك ، وعملك ، وعافيتك ، وأصدقائك ، والدنيا من حولك . ﴾يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها ﴿

*****************************************

ما مضى فاتcه ، والحزن cمعه واستحضار cالماضي والتفاعل cر تذك

لمآسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة.cغلقc عليه cروى ، ي cطوى ولا ي إن ملف الماضي عند العقلاء ي

دc بحبال قوية في سجن الإهمال cقي أبدا في زنزانة النسيان ، يcوصدc عليه فلا يرى النور ؛ لأنه مضى فلا يخرجc أبدا ، وي

cهcولا الغم يصحح ، cه ، ولا الهم يصلحهcيعيد cوانتهى ، لا الحزن cه عدم ، لا تعش في كابوس الماضي ، لا الكدرc يحييه ، لأن

cوتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ، أتريد ه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل د النهر إلى مصب cأن تر إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين ، إن

تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منهc واحتراقك بناره ،وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع .

القراءةc في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر اللهc الأمم وما فعلت

ة قد خلت ﴿ثم قال : انتهى الأمرc وقcضي ، ولا ﴾ تلك أمطائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التاريخ.

إن الذي يعودc للماضي ، كالذي يطحنc الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشرc نشارةc الخشب . وقديما قالوا

لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ،

Page 11: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن11

وقد ذكر من يتحدثc على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار :؟ قال : أكرهc الكذب. لم لا تجتر

cبماضينا ، نهمل cعن حاضرنا ونشتغل cإن بلاءنا أننا نعجز قصورنا الجميلة ، ونندبc الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت

الإنسc والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذاهو المحالc بعينه .

إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلىيح تتجهc إلى الأمام والماءc ينحدرc إلى الأمام ، الخلف ؛ لأن الر

نة الحياة . cإلى الأمام ، فلا تخالف س cتسير cوالقافلة****************************************

يومك يومك، cستعيش cاليوم فحسب ، cإذا أصبحت فلا تنتظر المساء

فلا أمسc الذي ذهب بخيره وشره ، ولا الغدc الذي لم يأتهc هو cه ، وأدركك نهار cتك شمس إلى الآن . اليومc الذي أظل

ك يوم واحد ، فاجعل في خلدك العيش cعمر ، cك فحسبcيوم cفيه ، حينها لا تتعثر cلهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت

cك بين هاجس الماضي وهمه وغمه ، وبين توقع حيات المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك ، فلهذا

اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعا بتأمل ، وذكرا بحضور ، واتزانا في الأمور ، وحcسنا في

خلق ، ورضا بالمقسوم ، واهتماما بالمظهر ، واعتناءبالجسم ، ونفعا للآخرين .

لليوم هذا الذي أنت فيه فتقcسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ، ومن ثوانيه شهورا ، تزرعc فيه الخير ،

cسدي فيه الجميل ، تستغفرc فيه من الذنب ، تذكرc فيه الرب ت ، تتهيأ للرحيل ، تعيشc هذا اليوم فرحا وسرورا ، وأمنا

وسكينة ، ترضى فيه برزقك ، بزوجتك، بأطفالك بوظيفتك ،

Page 12: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن12

فخذ ما آتيتك وكن من﴿ببيتك ، بعلمك ، بمcستواك اكرين تعيشc هذا اليوم بلا حcزن ولا انزعاج ، ولا ﴾ الش

سخط ولا حقد ، ولا حسد .cها إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعل

إذا أكلت)يومك يومك(.أيضا على مكتبك تقول العبارة : ك خبزc الأمس الجاف خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضcر

الرديء ، أو خبزc غد الغائب المنتظر . إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم ، فلماذا تحزنc من

. ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غد الآسن الحار إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة

حينها)لن أعيش إلى هذا اليوم (.لأخضعتها لنظرية: تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية

cهذبc ألفاظي مواهبك ، وتزكية عملكc ، فتقول : لليوم فقط أ فلا أنطقc هcجرا أو فcحشا ، أو سبا ، أو غيبة ، لليوم فقط سوف أرتبc بيتي ومكتبتي ، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظام ورتابة. لليوم فقط سوف أعيشc فأعتني بنظافة

جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان فيمشيتي وكلامي وحركاتي.

ي ، وتأدية لليوم فقط سأعيشc فأجتهدc في طاعة رب صلاتي على أكمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد

مصحفي ، والنظر في كتبي ، وحفظ فائدة ، ومطالعة كتابنافع .

لليوم فقط سأعيشc فأغرسc في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعcجب ورياء

وحسد وحقد وغل وسوء ظن . لليوم فقط سوف أعيشc فأنفعc الآخرين ، وأسدي

عc جنازة ، أدcل حيران ، الجميل إلى الغير ، أعودc مريضا ، أشيcعن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع cج cطعمc جائعا ، أفر أ لضعيف ، أواسي منكوبا، أكرمc عالما ، أرحمc صغيرا ، أجل

كبيرا .

Page 13: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن13

لليوم فقط سأعيشc ؛ فيا ماض ذهب وانتهى اغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ولن تراني أقفc لأتذكرك

ا ولن تعود إلينا أبد لحظة ؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنالآبدين .

ويا مستقبلc أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن

غدا لا شيء ؛ لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكورا. أيها الإنسانc أروعc كلمة في قاموسيومك يومك

السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حcللها. ****************************************

اترك المستقبل حتى يأتي لا تستبق الأحداث ، ﴾ أتى أمر الله فلا تستعجلوه﴿

أتريدc إجهاض الحمل قبل تمامه؟! وقطف الثمرة قبل النضج ؟! إن غدا مفقود لا حقيقة لهc ، ليس له وجود ، ولا طعم ، ولا لون ، فلماذا نشغلc أنفسنا به ، ونتوجسc من مصائبه ،

cحالc بيننا ونهتم لحوادثه ، نتوقعc كوارثهc ، ولا ندري هل ي وبينهc ، أو نلقاهc ، فإذا هو سرور وحبور ؟! المهم أنه في

عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبرنا نقف قبل وصول الجسر جسرا حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعل

ما وصلنا الجسر ، أو لعل الجسر ينهارc قبل وصولنا ، وربومررنا عليه بسلام.

إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت

cأمل ، وهو مذموم عقلا ؛ لأنه مصارعة cشرعا ؛ لأنه طول . إن كثيرا من هذا العالم يتوقcع في مcستقبله الجوع للظل

العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مcقرراتيطان يعدكم الفقر ويأمركم﴿ مدارس الشيطان الش

نه وفضلا غفرة م . ﴾ بالفحشاء والله يعدكم م

Page 14: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن14

كثير هم الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غدا، وسوف يمرضون بعد سنة، وسوف ينتهي العالمc بعد مائة

ه في يد غيره لا ينبغي لهc أن يراهن على cعام. إن الذي عمر cالاشتغال cله cلا يجوز cالعدم ، والذي لا يدري متى يموت

بشيء مفقود لا حقيقة له. اترك غدا حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر

زحوفه ، لأنك مشغول باليوم. وإن تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه

ه ولم ير النور ، فحذار من cشرق شمسc نسيئة في يوم لم تطول الأمل .

****************************************كيف تواجه النقد الآثم ؟

ازق جل في علاه ، وا الخالق الر قعاءc السخفاءc سب الر وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو ، فماذا أتوقعc أنا وأنت ونحنc أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجهc في حياتكقد الآثم المر ، ومن c لا هوادة فيها من الن وسا cحربا! ضر

التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة مادامcعطي وتبني وتؤثرc وتسطعc وتلمعc ، ولن يسكت هؤلاء أنك ت عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر

منهم ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤكcدمي مقلتك ، ويقض مضجعك. cبكي عينك ، وي وي

إن الجالس على الأرض لا يسقطc ، والناسc لا يرفسون كلبا ميتا ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فcقتهم صلاحا ، أو

علما ، أو أدبا ، أو مالا ، فأنت عندهcم مcذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد

ا ، صفرا ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليدا ! غبي محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدونهc بالضبط . إذا فاصمد لكلام

cحcد (( وكن هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم )) أثبت أ كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسرc عليها حباتc البرد لتثبت

Page 15: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن15

وجودها وقcدرتها على البقاء . إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهcم الغالية في تعكير حياتك وتكدير

cعمرك ، ألا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن نقدهمc السخيف ترجمة محترمة

. cالمفتعل cالآثم cون النقدc لك ، وبقدر وزنك يك إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ، ولن تستطيع أن

تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيعc أن تدفن نقدهcم وتجنيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، واطراحك لأقوالهم!.

بل تستطيعc أن تصب في أفواههمc ﴾ قل موتوا بغيظكم ﴿ الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك .

cريد أن تكون مقبولا عند الجميع ، محبوبا لدى الكل إن كنت ت ، سليما من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلا وأملت

أملا بعيدا . ************************************************

لا تنتظر شكرا من أحد، cالخليقة ليشكروه cورزق الله cالعباد ليذكروه cخلق الله فعبد الكثيرc غيره ، وشكر الغالبc سواه ، لأن طبيعة الجحود

عم غالبة على النفوس ، فلا cفران الن والنكران والجفاء وكcصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك ، وأحرقوا ت

إحسانك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين ، لا لشيء إلا لأنك أحسنت

أن أغناهم الله ورسوله من﴿إليهم وما نقموا إلا وطالع سجل العالم المشهود ، فإذا في فصوله ﴾فضله

، cوأدبه ، cوسقاه cوأطعمه cوكساه cوغذاه cى ابنه قصةc أب ربمهc ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما طر وعل

شاربc هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالده كالكلب العقور، استخفافا ، ازدراء ، مقتا ، عقوقا صارخا ، عذابا وبيلا .

Page 16: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن16

ألا فليهدأ الذين احترقت أوراقc جميلهم عند منكوسي الفطر ، ومحطمي الإرادات ، وليهنؤوا بعوض المثوبة عند

cه . من لا تنفدc خزائن إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل ، وعدمcك على انتظار الجحود ، والتنكر الإحسان للغير ، وإنما يوطن

لهذا الجميل والإحسان ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون. اعمل الخير لوجه الله ؛ لأنك الفائزc على كل حال ، ثم لا يضرك غمطc من غمطك ، ولا جحودc من جحدك ، واحمد الله

إنما﴿لأنك المحسنc ، واليدc العليا خير من اليد السفلى ﴾نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا

.ة الجحود عند وقد ذcهل كثير من العقلاء من جبل

الغوغاء ، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على cه﴿الصنف عتوه وتمرده مر كأن لم يدعنا إلى ضر مس

cفاجأ إذا ﴾كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون لا ت أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك ، أو منحت جافيا عصا

يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه ، فشج بها رأسك ، هذا هو الأصلc عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها

جل في علاه ، فكيف بها معي ومعك ؟! . ****************************************

الإحسان إلى الآخرين انشراح للصدر الجميلc كاسمه ، والمعروفc كرسمه ، والخيرc كطعمه.

اس همc المتفضلون بهذا أولc المستفيدين من إسعاد الن الإسعاد ، يجنون ثمرتهc عاجلا في نفوسهم ، وأخلاقهم ،

وضمائرهم ، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوءوالسكينة.

فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنح غيركاحة. أعط محروما ، معروفا وأسد لهc جميلا تجد الفرج والر

Page 17: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن17

انصر مظلوما ، أنقذ مكروبا ، أطعم جائعا ، عد مريضا ، أعنك من بين يديك ومن خلفك. cمنكوبا ، تجد السعادة تغمر، cوبائعه ومشتريه cحامله cإن فعل الخير كالطيب ينفع ة عقاقيرc مباركة تصرفc في صيدلية وعوائدc الخير النفسي

ر والإحسان . cهم بالب الذي عcمرت قلوب إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة

)) ولو أن تلقى أخاك بوجه طلقجارية في عالم القيم وإن عبوس الوجه إعلانc حرب ضروس على الآخرين لا((

م الغيوب . يعلمc قيامها إلا علا شربةc ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضcها السمواتc والأرضc ؛ لأن صاحب الثواب غفور شكور

جميل ، يحب الجميل ، غني حميد . cهددهcم كوابيسc الشقاء والفزع والخوف هلموا يا من ت

إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالآخرين، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعما ولونا

{ إلا19وما لأحد عنده من نعمة تجزى}﴿وذوقا . ﴾ { ولسوف يرضى20ابتغاء وجه ربه الأعلى}

*****************************************اطرد الفراغ بالعمل

الفارغون في الحياة هم أهلc الأراجيف والشائعات لأنعة . ﴾ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف﴿أذهانهم موز

cه من العمل ، إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغc صاحب فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنحc ذات

اليمين وذات الشمال . أ حينها للهم والغم والفزع يوم تجدc في حياتك فراغا فتهي

، لأن هذا الفراغ يسحبc لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ،

ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلا من هذان . الاسترخاء القاتل لأنهc وأد خفي ، وانتحار بكبسول مسك

Page 18: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن18

إن الفراغ أشبهc بالتعذيب البطيء الذي يمارسc في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطcرc كل دقيقةcالسجين cصابc قطرة ، وفي فترات انتظار هذه القطرات ي

بالجنون . الراحةc غفلة ، والفراغc لص محترف ، وعقلك هو فريسة

ة . قة لهذه الحروب الوهمي ممزح ، أو طالع ، أو اكتب ، إذا قم الآن صل أو اقرأ ، أو سب

ب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي أو رتعلى الفراغ ، وإني لك من الناصحين .

اذبح الفراغ بسكين العمل ، ويضمن لك أطباءc العالم % من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب ،50

انظر إلى الفلاحين والخبازين والبنائين يغردون بالأناشيدcكالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح

دموعك وتضطرcب لأنك ملدوغ .****************************************

لا تكن إمعة لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذcب في الآخرين. إن هذا

هو العذاب الدائم ، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم ، وكلامهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ،، cوالصلف cات الآخرين ، فإذا التكلف وا في شخصي cلينصهر

والاحتراقc ، والإعدامc للكيان وللذات. من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة

واحدة ، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق . أنت شيء آخرc لم يسبق لك في التاريخ مثيل ولن يأتي

cلك في الدنيا شبيه . مث أنت مختلف تماما عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في

سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .تك قد علم كل أناس﴿انطلق على هيئتك وسجي

شربهم ﴿، ﴾م ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا

Page 19: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن19

عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك ، ﴾ الخيرات لا تخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغ

وجودك وتقتل استقلالك. أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا

))لا يكنوطعمك هذا ؛ لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا .أحدكم إمعة((

إن الناس في طبائعهم أشبهc بعالم الأشجار : حلو وحامض ، وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموز

فلا تتحول إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزا ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من

آيات الباري فلا تجحد آياته .******************************

قضاء وقدر ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في﴿

، جف ﴾أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأهافعت الصحفc ، قضي الأمرc ، كتبت المقادير ، cر ، cالقلم

ما كتب الله لنا﴿ ، ما أصابك لم ﴾ قل لن يصيبنا إلاcصيبك cخطئك ، وما أخطأك لم يكن لي .يكن لي

إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البليةc عطية ، والمحنةc منحة ، وكل الوقائع

فلا))ومن يرد الله به خيرا يصب منه((جوائز وأوسمة cك قلق من مرض أو موت قريب ، أو خسارة مالية ، أو يصيبcقد حل ، والاختيار cاحتراق بيت ، فإن الباري قد قدر والقضاء cفر .هنيئا لأهل هكذا ، والخيرةc لله ، والأجرc حصل ، والذنبc ك المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ ، المعطي ، القابض ،

ا يفعل وهم يسألون ﴿ الباسط ، . ﴾ لا يسأل عمcك وتسكن بلابلc نفسك ، وتذهب ولن تهدأ أعصاب

وساوسc صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلمc بما أنت لاق فلا تذهب نفسcك حسرات ، لا تظن أنه كان بوسعك

Page 20: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن20

cومنع ، cالماء أن ينسكب cالجدار أن ينهار ، وحبس cإيقاف الريح أن تهب ، وحفظc الزجاج أن ينكسر ، هذا ليس بصحيح، cالقضاء cذcوينف ، cالمقدور cعلى رغمي ورغمك ، وسوف يقع

cفمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴿ويحل المكتوب ﴾ .

استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر دم ، إذا والعويل ، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيلc الن فليهدأ بالcك إذا فعلت الأسباب ، وبذلت الحيل ، ثم وقع ما

))لوكنت تحذرc ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ، ولا تقcل أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله

.وما شاء فعل((***************************************

﴾ إن مع العسر يسرا ﴿هر يا إنسانc بعد الجوع شبع ، وبعد الظمأ ري ، وبعد الس

نوم ، وبعد المرض عافية ، سوف يصلc الغائبc ، ويهتديcالظلام cفك العاني ، وينقشعc فعسى الله أن﴿ الضال ، وي

ن عنده . ﴾يأتي بالفتح أو أمر مر الليل بصبح صادق يطاردcهc على رؤوس الجبال ، بشر المهموم بفرج مفاجئ يصلc في ومسارب الأودية ، بش

ر المنكوب بلطف خفي ، سرعة الضوء ، ولمcح البصر ، بشوكف حانية وادعة .

إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضاخضراء وارفة الظلال.

إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطcع . مع الدمعة بسمة ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينة

.ة النارc لا تحرقc إبراهيم الخليل ، لأن الرعاية الرباني

. ﴾ بردا وسلاما على إبراهيم ﴿فتحت نافذة حمن ، لأن الصوت القوي cغرقc كليم الر البحرc لا ي

. ﴾ كلا إن معي ربي سيهدين﴿الصادق نطق بـ

Page 21: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن21

cلاهcبأنه وحده جل في ع cر صاحبه المعصومc في الغار بشcح والسكينة . معنا ؛ فنزل الأمنc والفت

إن عبيد ساعاتهم الراهنة ، وأرقاء ظروفهمc القاتمة لا إلى عاسة ، لأنهم لا ينظرون إلا كد والضيق والت الن يرون إلا. ألا فليمcدوا أبصارهcم وراء cجدار الغرفة وباب الدار فحسب

cطلقcوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار. الحcجcب وليcالحال ، وأفضل cحال دوامcإذا فلا تضق ذرعا فمن الم

العبادة انتظارc الفرج ، الأيامc دcول ، والدهرc قcلب ، والليالي حcبالى ، والغيبc مستور ، والحكيمc كل يوم هو في شأن ،

cسرا ، إن cحدثc بعد ذلك أمرا ، وإن مع العcسر ي ولعل الله يcسرا . مع العcسر ي

******************************* اصنع من الليمون شرابا حلواcالخسائر إلى أرباح ، والجاهل cيحول cالذكي الأريب

عديدc يجعلc المصيبة مصيبتين. الر cرد الرسولcطمن مكة فأقام في المدينة دولة ملأت

. cسمع التاريخ وبصره سcجن أحمدc بنc حنبل وجلد ، فصار إمام السنة ، وحcبس

cخرج من حبسه علما جما ، ووcضع السرخسي ابنc تيمية فأ في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه ، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب

cفي ابنc الجوزي من بغداد ، فجود القراءات الحديث ، ون السبع ، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل

للعالمين قصيدتهc الرائعة الذائعة التي تعدلc دواوين شعراء الدولة العباسية ، ومات أبناءc أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم

بإلياذة أنصت لها الدهرc ، وذcهل منها الجمهورc ، وصفق لها. cالتاريخ

إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ، وإذار ، وإذا ك cهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سcناولك أحد

Page 22: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن22

أهدى لك ثعبانا فخذ جلدهc الثمين واترك باقيه ، وإذا لدغتكم cعقرب فاعلم أنه مصل واق ومناعة حصينة ضد س

الحيات . ف في ظرفك القاسي ، لتخرج لنا منهc زهرا ووردا تكي

. ﴾ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم﴿وياسمينا سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين

متفائلا ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن . فأما المتفائلc فنظر نظرة في النجوم فضحك. وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى. انظر إلى

الوجه الآخر للمأساة ، لأن الشر المحض ليس موجودا ؛ بلهناك خير ومكسب وفتح وأجر .

*****************************************﴾ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ﴿

من الذي يفزعc إليه المكروبc ، ويستغيثc به المنكوب ، وتصمدc إليه الكائناتc ، وتسألهc المخلوقاتc ، وتلهجc بذكره

هو. هcهc القلوب ؟ إنه اللهc لا إله إلا cؤل الألسcنc وتخاء وحق علي وعليك أن ندعوهc في الشدة والر

راء والضراء ، ونفزعc إليه في المcلمات ونتوسلc إليه في والس الكربات وننطرحc على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين

cسرع فرجcهc ويحcل cه ، وي منيبين ، حينها يأتي مددcه ويصلc عون cهcفينجي الغريق ﴾ أمن يجيب المضطر إذا دعاه﴿فتح

ويرد الغائب ويعافي المبتلي وينصرc المظلوم ويهدي الضال فإذا ركبوا في﴿ويشفي المريض ويفرجc عن المكروب

. ﴾الفلك دعوا الله مخلصين له الدين د عليك هنا أدعية إزاحة الهم والغم والحزن cولن أسر

ة لتتعلم شريف ن cب الس cت cحيلcك إلى ك والكرب ، ولكن أcوترجوه، فإن وجدته cالخطاب معه ؛ فتناجيه وتناديه وتدعوه وجدت كل شيء ، وإن فقدت الإيمان به فقدت كل شيء ،

ك عبادة أخرى ، وطاعة عظمى ثانية فوق إن دعاءك رب

Page 23: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن23

حصول المطلوب ، وإن عبدا يجيدc فن الدعاء حري أن لاcه كل حبل يهتم ولا يغتم ولا يقلق كل الحبال تتصرم إلا بابهc وهو قريب سميع مجيب ، يجيب الأبواب توصدc إلا

، cالمحتاج cالضعيف cك- وأنت الفقير cرcالمضطر إذا دعاه يأم ادعوني﴿وهو الغني القوي الواحدc الماجدc - بأن تدعوه

إذا نزلت بك النوازلc ، وألمت بك الخطوبc ﴾أستجب لكم cواسأله فتحه cفالهج بذكره ، واهتف باسمه ، واطلب مدده

غ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على تاج ونصرهc ، مرة ، وأرغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ، الحري مد يديك ، ارفع كفيك ، أطلق لسانك ، أكثر من طلبه ، بالغ

cه ، ترقب فتحهcطفcانتظر ل ، cفي سؤاله ، ألح عليه ، الزم بابه ل إليه تبتيلا ك فيه ، انقطع إليه ، تبت ، أشدc باسمه ، أحسن ظن

cفلح . حتى تسعد وت**************************************

وليسعك بيتكcعدcك عن الشر وأهله ، والفارغين ةc : ب ةc السني العcزلةc الشرعي واللاهين والفوضويين ، فيجتمعc عليك شملcك ، ويهدأ بالcك ،cك بدcرر الحكم ، ويسرحc طرفcك ك ، ويجودc ذهن cخاطر cويرتاح

في بستان ا لمعارف. إن العزلة عن كل ما يشغلc عن الخير والطاعة دواء

ما نجاح ، وأنا أدلك عليه ، به أطباءc القلوب فنجح أي عزيز جر في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر ،

وإقامة لناموس الخشية ، واحتفال بمولد الإنابة والتذكر ، وإنما كان الاجتماعc المحمودc والاختلاطc الممدوحc في

مع ومجالس العلم والتعاون على الخير ، أما cالصلوات والج مجالسc البطالة والعطالة فحذار حذار ، اهرب بجلدك ، ابك

على خطيئتك ، وأمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك ، لأنك تجالسc أساطين

Page 24: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن24

الشائعات ، وأبطال الأراجيف، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن

cيصلك الموت﴿ خبالا ا زادوكم إلا . ﴾لو خرجوا فيكم م إذا فرجائي الوحيدc إقبالك على شانك والانزواءc في

من قول خير أو فعل خير ، حينها تجدc قلبك عاد غرفتك إلاك من الإهدار ، cك من الضياع ، وعمرc إليك ، فسلم وقت

cك من الخنا cك من القلق ، وأذن cك من الغيبة ، وقلب ولسان ونفسcك من سوء الظن ، ومن جرب عرف ، ومن أركب

نفسه مطايا الأوهام ، واسترسل مع العوام فقل عليه. cالسلام

*************************************العوض من الله

عوضك خيرا منه ، إذا صبرت لا يسلبك الله شيئا إلا ))من أخذت حبيبتيه فصبر عوضته منهماواحتسبت

))من سلبت صفيه من أهل الدنيا يعني عينيه الجنة((cنيثم احتسب عوضته من الجنة(( من فقد ابنه وصبر ب

له بيتc الحمد في الخcلد ، وقس على هذا المنوال فإن هذامجردc مثال .

فلا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها عنده جنةوثواب وعوض وأجر عظيم .

إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوهc بهم في الفردوس . ﴾ سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴿

وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها وفير بهم ورحمة﴿خلفها الخي أولـئك عليهم صلوات من ر

هنيئا للمصابين ، بشرى ﴾وأولـئك هم المهتدون للمنكوبين.

ها حقير ، والآخرةc خير وأبقى cمر الدنيا قصير وكنزcإن ع cوفئ هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ، أما cصيب هنا ك فمن أ

المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها ، فأشد ما

Page 25: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن25

على قلوبهم فوت حظوظcهم منها وتنغيصc راحتهم فيها لأنهمcعندهم cوتكبر cالمصائب cم عليهمcيريدونها وحدها فلذلك تعظ

الدنيا النكباتc ؛ لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلاالفانية الزهيدة الرخيصة.

أيها المصابون ما فات شيء وأنتمc الرابحون ، فقد بعثcسنcطف وعطف وثواب وحcلكم برسالة بين أسطرها ل

اختيار. إن على المصاب الذي ضرب عليه سرادقc المصيبة فضرب بينهم بسور له باب﴿أن ينظر ليرى أن النتيجة

حمة وظاهره من قبله العذاب ، وما ﴾باطنه فيه الرc وأجل وأعلى . عند الله خير وأبقى وأهنأ وأمرأ

**************************************الإيمان هو الحياة

الأشقياءc بكل معاني الشقاء همc المفلسون من كنوز الإيمان ، ومن رصيد اليقين ، فهم أبدا في تعاسة وغضب

ة ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة﴿ ومهانة وذل. ﴾ضنكا

ها ويفرحcها ويذهبc غمها cالنفس ويزكيها ويطهر cسعدc لا ي الإيمانc بالله رب العالمين ، لا طعم للحياة وهمها وقلقها إلا

بالإيمان . أصلا إلاوا cإن الطريقة المثلى للملاحدة إن لم يؤمنوا أن ينتحر

ليريحcوا أنفسهم من هذه الآصار والأغلال والظلمات والدواهي ، يا لها من حياة تاعسة بلا إيمان ، يا لها من لعنة

ونقلب﴿أبدية حاقت بالخارجين على منهج الله في الأرض ة أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مر

﴾ونذرهم في طغيانهم يعمهون وقد آن الأوانc للعالم لا إله إلاأن يقتنع كل القناعة ، وأن يؤمن كل الإيمان بأن

بعد تجربة طويلة شاقة عبر قcرون غابرة توصل بعدهاالله العقلc إلى أن الصنم خرافة والكفر لعنة ، والإلحاد كذبة وأن

سcل صادقون ، وأن الله حق له الملكc ولهc الحمدc وهو الرعلى كل شيء قدير .

Page 26: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن26

وبقدر إيمانك قوة وضعفا ، حرارة وبرودة ، تكونcك . cك وطمأنينت cك وراحت سعادت

من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن﴿ فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما

وهذه الحياةc الطيبةc هي استقرارc نفوسهم ﴾كانوا يعملون cقلوبهم بحب باريهم ، وطهارة cهم ، وثبات لحcسن موعود رب

ضمائرهم من أوضار الانحراف ، وبرودc أعصابهم أمام الحوادث ، وسكينةc قلوبهم عند وقع القضاء ، ورضاهم في

مواطن القدر ، لأنهم رضcوا بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد . نبيا ورسولا

*************************************اجن العسل ولا تكسر الخلية

cزع من شيء إلا زانهc ، وما ن الرفقc ما كان في شيء إلاcه ، اللينc في الخطاب ، البسمةc الرائقةc على المحيا ، شان

cل منسوجة يرتديها ل cعند اللقاء ، هذه ح cالطيبة cالكلمة cبا وتصنع السعداءc ، وهي صفاتc المؤمن كالنحلة تأكلc طيها ؛ لأن الله يعطي cبا ، وإذا وقعت على زهرة لا تكسر طي على الرفق ما لا يعطي على العنف . إن من الناس من

، cالأبصار cإلى طلعاتهم cوتشخص ، cالأعناق cتشرئب لقدومهم وتحييهمc الأفئدةc وتشيعهcمc الأرواحc ، لأنهم محبون في

كلامهم ، في أخذهم وعطائهم ، في بيعهم وشرائهم ، فيلقائهم ووداعهم .

، cالأبرار cالنبلاء cهcإن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيد فهم محفوفون دائما وأبدا بهالة من الناس ، إن حضروا

. cوالدعاء cوإن غابوا فالسؤال ، cوالأنس cفالبشرcه : ادفع﴿إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوان

بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهمc الجياشة ، ﴾ولي حميم

وحلمهمc الدافئ ، وصفحهم البريء ، يتناسون الإساءة

Page 27: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن27

cفلا تلج cالنابية cالكلمات cر بهمcويحفظون الإحسان ، تم آذانهم ، بل تذهبc بعيدا هناك إلى غير رجعة . هم في راحة ،

والناسc منهمc في أمن ، والمسلمون منهمc في سلام )) المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،

والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم (( )) إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفو

عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني (( بشر هؤلاء ﴾ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ﴿

بثواب عاجل من الطمأنينة والسكينة والهدوء . وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في

قتدر ﴿جنات ونهر . ﴾ في مقعد صدق عند مليك م**********************************

﴾ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴿ الصدقc حبيبc الله ، والصراحةc صابونc القلوب ،

والتجربةc برهان ، والرائدc لا يكذبc أهله ، ولم يوجد عمل ﴾ فاذكروني أذكركم ﴿أشرحc للصدر وأعظمc للأجر كالذكر

cهc في أرضه ، من لم يدخلها لم يدخل جنة ت هc سبحانهc جن cوذكر الآخرة ، وهو إنقاذ للنفس من أوصابها وأتعابها واضطرابها ،

بل هو طريق ميسر مختصر إلى كل فوز وفلاح . طالعcب مع الأيام بلسمه دواوين الوحي لترى فوائد الذكر ، وجر

لتنال الشفاء . بذكره سبحانهc تنقشعc سcحcبc الخوف والفزع والهم

cزاحc جبالc الكرب والغم والأسى . والحزن . بذكره ت، cالأصيل cولا عجب أن يرتاح الذاكرون ، فهذا هو الأصل

لكن العجب العcجاب كيف يعيشc الغافلون عن ذكره . ﴾ أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ﴿

يا من شكى الأرق ، وبكى من الألم ، وتفجع من الحوادث ، ورمتهc الخطوبc ، هيا اهتف باسمه المقدس ،

. ﴾ هل تعلم له سميا ﴿

Page 28: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن28

cك ، c قلب ك ، يهدأ cخاطر cبقدر إكثارك من ذكره ينبسط تسعدc نفسcك ، يرتاحc ضميرك ، لأن في ذكره جل في عcلاه

معاني التوكل عليه ، والثقة به والاعتماد عليه ، والرجوع إليهcه ، فهو قريب إذا ، وحسن الظن فيه ، وانتظار الفرج من

ئل ، فاضرع واخضع cودي ، مجيب إذا سc دcعي ، سميع إذا ن واخشع ، وردد اسمهc الطيب المبارك على لسانك توحيدا

وثناء ومدحا ودعاء وسؤالا واستغفارا ، وسوف تجدc – بحوله فآتاهم﴿وقوته – السعادة والأمن والسرور والنور والحبور

. ﴾الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة *****************************

أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله﴿ ﴾من فضله

الحسد كالأكلة الملحة تنخرc العظم نخرا ، إن الحسد مرض مزمن يعيثc في الجسم فسادا ، وقد قيل : لا راحة

لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم ، وعدو في جلباب صديق. وقد قالوا : لله در الحسد ما أعدله ، بدأ بصاحبه فقتله . إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك ،

قبل أن نرحم الآخرين ؛ لأننا بحسدنا لهم نطعمc الهمعc نوم جفوننا على لحومنا ، ونسقي الغم دماءنا ، ونوز

الآخرين . cفيه . التنغيص cفرنا ساخنا ثم يقتحم cشعلc إن الحاسد ي والكدرc والهم الحاضرc أمراض يولدها الحسدc لتقضي على

ةc الحاسد أنهc خاصم الراحة والحياة الطيبة الجميلة . بليرع ، القضاء ، واتهم الباري في العدل ، وأساء الأدب مع الش

وخالف صاحب المنهج . cه ، ومن بلاء لا cؤجرc عليه صاحب يا للحسد من مرض لا يcثابc عليه المcبتلى به ، وسوف يبقى هذا الحاسدc في حرقة ي cصالحc إلا دائمة حتى يموت أو تذهب نعمc الناس عنهم . كل ي

الحاسد فالصلحc معه أن تتخلى عن نعم الله وتتنازل عن

Page 29: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن29

cلغي خصائصك ، ومناقبك ، فإن فعلت ذلك مواهبك ، وتهc يرضى على مضض ، نعوذc بالله من شر حاسد إذا فلعل

ام لا يقر قراره حتى حسد ، فإنه يصبحc كالثعبان الأسود السcفرغ سمهc في جسم بريء . ي

فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ بالله من الحاسد فإنهلك بالمرصاد .

***********************************اقبل الحياة كما هي

cالتبعات ، جاهمة cاللذات ، كثيرة cالدنيا منغصة cحال كد ، ا ، كثيرةc التلون ، مcزجت بالكدر ، وخcلطت بالن المحي

وأنت منها في كبد . ولن تجد والدا أو زوجة ، أو صديقا ، أو نبيلا ، ولا مسكنا وفيه ما يكدرc ، وعنده ما يسوءc أحيانا ، فأطفئ ولا وظيفة إلاه ببرد خيره ، لتنجcو رأسا برأس ، والجروحc قصاص . حر شر أراد اللهc لهذه الدنيا أن تكون جامعة للضدين ، والنوعين

، والفريقين ، والرأيين خير وشر ، صلاح وفساد ، سرورهc ، والصلاحc والسرورc في الجنة ، وحcزن ، ثم يصفو الخيرc كلcجمعc الشر كله والفسادc والحزنc في النار . في الحديث : وي

)) الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما فعش واقعك ولا تسرح منوالاه وعالم ومتعلم ((

الخيال ، وحلق في عالم المثاليات ، اقبل دنياك كما هي ، وطوع نفسك لمعايشتها ومواطنتها ، فسوف لا يصفو لك فيها صاحب ، ولا يكملc لك فيها أمر ، لأن الصفو والكمال

والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها . )) لا يفركلن تكمل لك زوجة ، وفي الحديث :

.مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر (( فينبغي أن نسدد ونقارب ، ونعفcو ونصفح ، ونأخcذ ما

cر ، ونذر ما تعسر ونغض الطرف أحيانا ، ونسدد تيسالخطى ، ونتغافلc عن أمور .

Page 30: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن30

******************************************تعز بأهل البلاء

cبتلى ؟ وهل تشاهدcم تلفت يمنة ويسرة ، فهل ترى إلا منكوبا في كل دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، وفي كل إلا

واد بنو سعد . كم من المصائب ، وكم من الصابرين ، فلست أنت

cك أنت بالنسبة لغيرك قليل ، كم وحدك المصاب ، بل مصاب من مريض على سريره من أعوام ، يتقلبc ذات اليمين

مال ، يئن من الألم ، ويصيحc من السقم . وذات الش كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس

بعينه ، وما عرف غير زنزانته . كم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادهما في ميعة

الشباب وريعان العcمر . كم من مكروب ومدين ومcصاب ومنكوب .

آن لك أن تتعز بهؤلاء ، وأن تعلم علم اليقين أن هذهcالحياة سجن للمؤمن ، ودار للأحزان والنكبات ، تصبح

القصورc حافلة بأهلها وتمسي خاوية على عروشها ، بينهاملc مجتمع ، والأبدانc في عافية ، والأموالc وافرة ، الش

cوالفراق cوالموت cأيام فإذا الفقر cثر ، ثم ما هي إلا والأولادc ك cوتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم﴿والأمراض فعليك أن توطن مصابك بمن حولك ، وبمن ﴾الأمثال

سبقك في مسيرة الدهر ، ليظهر لك أنك معافى بالنسبة لهؤلاء ، وأنه لم يأتك إلا وخزات سهلة ، فاحمد الله على

لcطفه ، واشكره على ما أبقى ، واحتسب ما أخذ ، وتعز بمنحولك .

قدوة وقد وcضع السلى على ولك في الرسول عب ج وجهcه ، وحوصر في الش cرأسه ، وأدميت قدماه وش cه ، cسرت ثنيت ة ، وك حتى أكل ورق الشجر ، وطcرد من مك

مي عرضc زوجته الشريفc ، وقcتل سبعون من أصحابه ، cور وفقد ابنه ، وأكثر بناته في حياته ، وربط الحجر على بطنه

Page 31: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن31

هم بأنهc شاعر ساحرc كاهن مجنون كاذب ، من الجوع ، واتcهc اللهc من ذلك ، وهذا بلاء لابد منهc وتمحيص لا أعظم صانا ، وذcبح يحيى ، وهcجر موسى ووضع منهc ، وقد قcتل زكري

cمرcج ع الخليلc في النار ، وسار الأئمةc على هذا الطريق فضcر بدمه ، واغتيل عثمانc ، وطعن علي ، وجcلدت ظهورc الأئمة

، ونكل بالأبرار cجن الأخيارcوس﴿ أم حسبتم أن تدخلواثل الذين خلوا من قبلكم ا يأتكم م الجنة ولم

اء وزلزلوا ر تهم البأساء والض . ﴾مس********************************

الصلاة .. الصلاةبر ﴿ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالص

لاة ﴾ والص

إذا داهمك الخوفc وطوقك الحزنc ، وأخذ الهم بتلابيبك ،cب لك روحcك ، وتطمئن نفسcك ، إن فقم حالا إلى الصلاة ، تث

الصلاة كفيلة – بأذن الله باجتياح مستعمرات الأحزانوالغموم ، ومطاردة فلول الاكتئاب .

)) أرحنا بالصلاة يا إذا حزبهc أمر قال : كان ة عينه وسعادتهc وبهجتهc . بلال (( فكانت قcر

وقد طالعتc سيرc قوم أفذاذ كانت إذا ضاقت بهمرت في وجوههمc الخطوبc ، فزعوا إلى الضوائقc ، وكشcهم وهممcهcم . صلاة خاشعة ، فتعودc لهم قcواهcم وإرادات

cودى في ساعة الرعب ، يوم إن صلاة الخوف فcرضت لت، وتسيلc النفوسc على شفرات السيوف ، cالجماجم cتتطاير

فإذا أعظمc تثبيت وأجل سكينة صلاة خاشعة . إن على الجيل الذي عصفت به الأمراضc النفسيةc أنه أولا ، cرضي رب يتعرف على المسجد ، وأن يمرغ جبينهc لي

فإن الدمع ولينقذ نفسهc من هذا العذاب الواصب ، وإلا

Page 32: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن32

سوف يحرقc جفنهc ، والحزن سوف يحطمc أعصابهc ، وليس . cبالسكينة والأمن إلا الصلاة cلديه طاقة تمده

cالخمس cهذه الصلوات – cمن أعظم النعم – لو كنا نعقل نا ، ثم هي كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا ، رفعة لدرجاتنا عند رب

علاج عظيم لمآسينا ، ودواء ناجع لأمراضنا ، تسكبc فيضا أما c جوانحنا بالر ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين ، وتملأ أولئك الذين جانبوا المسجد ، وتركوا الصلاة ، فمن نكد إلى

﴿نكد ، ومن حزن إلى حزن ، ومن شقاء إلى شقاء فتعسا . ﴾ لهم وأضل أعمالهم

*****************************

حسبنا الله ونعم الوكيل تفويضc الأمر إلى الله ، والتوكلc عليه ، والثقة بوعده ، والرضا بصنيعه وحcسنc الظن به ، وانتظارc الفرج منهc ؛ من

أعظم ثمرات الإيمان ، وأجل صفات المؤمنين ، وحينماه في كل يطمئن العبدc إلى حسن العاقبة ، ويعتمدc على رب

شأنه ، يجد الرعاية ، والولاية ، والكفاية ، والتأييد ،والنصرة .

لما ألقي إبراهيمc عليه السلامc في النار قال : حسبناcنا اللهc ونعم الوكيلc ، فجعلها اللهc عليه بردا وسلاما ، ورسول

: وا بجيوش الكفار ، وكتائب الوثنية قالواcددcه لما هc وأصحاب { فانقلبوا بنعمة173حسبنا الله ونعم الوكيل}﴿

ن الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان م. ﴾الله والله ذو فضل عظيم

إن الإنسان وحده لا يستطيعc أن يصارع الأحداث ، ولا يقاوم الملمات ، ولا ينازل الخطوب ؛ لأنه خcلق ضعيفا عاجزاه ويثقc بمولاه ، ويفوضc الأمر إليه ، ، إلا حينما يتوكلc على رب

cهذا العبد الفقير الحقير إذا احتوشته cوإلا فما حيلة

Page 33: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن33

cوعلى الله فتوكلوا إن﴿المصائب ، وأحاطت به النكبات ؤمنين . ﴾كنتم م

فيا من أراد أن ينصح نفسه : توكل على القوي الغني ذي القcوة المتين ، لينقذك من الويلات ، ويخرجك من

بات ، واجعل شعارك ودثارك cرc حسبنا الله ونعمالكcك ، وجفت مواردك ،الوكيل cر دين ، فإن قل مالcك ، وكث

ك ، فناد : cحسبنا الله ونعم الوكيل .وشحت مصادرعبت من ظالم ، أو فزعت من cوإذا خفت من عدو ، أو ر

.حسبنا الله ونعم الوكيلخطب فاهتف : . ﴾ وكفى بربك هاديا ونصيرا ﴿

**********************************

﴾ قل سيروا في الأرض ﴿cفر مما يشرحc الصدر ، ويزيحc سcحcب الهم والغم ، الس في الديار ، وقطعc القفار ، والتقلبc في الأرض الواسعة ،

والنظرc في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقلام القدرة وهي تكتبc على صفحات الوجود آيات الجمال ، لترى حدائق ذات

بهجة ، ورياضا أنيقة وجنات ألفا ، اخرج من بيتك وتأمل ما حولك وما بين يديك وما خلفك ، اصعد الجبال ، اهبط الأودية

، تسلق الأشجار ، عcب من الماء النمير ، ضع أنفك على أغصان الياسمين ، حينها تجدc روحك حرة طليقة ، كالطائر

الغريد تسبح في فضاء السعادة ، اخرج من بيتك ، ألق الغطاء الأسود عن عينيك ، ثم سر في فجاج الله الواسعة

ذاكرا مسبحا . إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار ، وليست غرفتك هي العالمc ، ولست أنت كل

الناس فلم الاستسلامc أمام كتائب الأحزان ؟ ألا فاهتف ﴿ببصرك وسمعك وقلبك : ، تعال ﴾ انفروا خفافا وثقالا

لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل ، بين الطيور وهي

Page 34: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن34

تتلو خcطب الحب ، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله منالتل .

cرحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء إن التا هc ، وأظلمت عليه غرفتهc الضيقةc ، فهي cلت عليه نفسcلمن ثق

ويتفكرون في ﴿بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر ماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا خلق الس

. ﴾ سبحانك************************************

فصبر جميل التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكارهة . وإن لم أصبر أنا برحابة صدر وبقوة إرادة ، ومناعة أبي

وأنت فماذا نصنعc ؟! . هل عندك حل لنا غيرc الصبر ؟ هل تعلم لنا زادا غيرهc ؟ كان أحدc العظماء مسرحا تركضc فيه المصائبc ، وميدانا تتسابقc فيه النكباتc كلما خرج من كربة زارتهc كربة أخرى ،

وهو متترس بالصبر ، متدرع بالثقة بالله . cصارعون الملمات ويطرحون هكذا يفعلc النبلاءc ، ي

النكبات أرضا . دخلوا على أبي بكر -رضي اللهc عنهc- وهو مريض ، قالوا : ألا ندعو لك طبيبا ؟ قال : الطبيبc قد رآني . قالوا : فماذا

. cإني فعال لما أريد : cقال ؟ قال : يقول بالله ، اصبر صبر واثق بالفرج ، ك إلا cواصبر وما صبر

عالم بحcسن المصير ، طالب للأجر ، راغب في تفكير السيئات ، اصبر مهما ادلهمت الخطوبc ، وأظلمت أمامك

الدروبc ، فإن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وإنcسرا . مع العcسر ي

وا في هذه الدنيا ، وذهلتc لعظيم قرأتc سير عظماء مر صبرهم وقوة احتمالهم ، كانت المصائبc تقعc على رؤوسهم

ها قطراتc ماء باردة ، وهم في ثبات الجبال ، وفي رسوخ كأن

Page 35: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن35

وقت قصير فتشرقc وجوهcهم على طلائع الحق ، فما هو إلا فجر الفرج ، وفرحة الفتح ، وعصر النصر . وأحدcهم ما

اكتفى بالصبر وحدهc ، بل نازل الكوارث ، وصاح في وجهالمصائب مcتحديا .

***************************************لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك

ة ، وهم نفر من الناس تدورc في نفوسهم حرب عالمي على فcرcش النوم ، فإذا وضعت الحربc أوزارها غنمcوا قcرحة

ري . يحترقون مع الأحداث ، المعدة ، وضغط الدم والسك يغضبون من غلاء الأسعار ، يثورون لتأخر الأمطار ، يضجون ﴿لانخفاض سعر العملة ، فهم في انزعاج دائم ، وقلق واصب

. ﴾ يحسبون كل صيحة عليهم لا تحمل الكرة الأرضية علىونصيحتي لك أن

، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعائك . إنرأسك بعض الناس عنده قلب كالإسفنجة يتشربc الشائعات

والأراجيف ، ينزعجc للتوافه ، يهتز للواردات ، يضطربc لكل شيء ، وهذا القلبc كفيل أن يحطم صاحبهc ، وأن يهدم كيان

حامله . أهلc المبدأ الحق تزيدcهم العبرc والعظاتc إيمانا إلى

إيمانهم ، وأهلc الخور تزيدcهم الزلازلc خوفا إلى خوفهم ، وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلب شجاع ، فإن

cالجأش ، راسخ cالبطان ، ثابت cالمقدام الباسل واسع اليقين ، باردc الأعصاب ، منشرحc الصدر ، أما الجبانc فهو

يذبح فهو يذبح نفسه كل يوم مرات بسيف التوقعات والأراجيف والأوهام والأحلام ، فإن كنت تريدc الحياة

ة فواجه الأمور بشجاعة وجلد ، ولا يستخفنك الذين المستقر لا يوقنون ، ولا تك في ضيق مما يمكرون ، كن أصلب من

الأحداث ، وأعتى من رياح الأزمات ، وأقوى من الأعاصير ، هم الأيامc هزا وارحمتاه لأصحاب القلوب الضعيفة ، كم تهز

Page 36: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن36cباةc فهم ﴾ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ﴿ ، وأما الأ

كينة ﴿ من الله في مدد ، وعلى الوعد في ثقة فأنزل الس. ﴾عليهم

****************************************لا تحطمك التوافه

. !! cذكرc كم من مهموم سببc همه أمر حقير تافه لا ي انظر إلى المنافقين ، ما أسقط هممهcم ،وما أبرد

cهم : ائذن ﴿، ﴾لا تنفروا في الحر ﴿عزائمهcم . هذه أقوال نخشى أن تصيبنا ﴿، ﴾ بيوتنا عورة ﴿، ﴾لي ولا تفتني

ا وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ﴿، ﴾ دآئرة . ﴾ميا لخيبة هذه المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس .

همهم البطونc والصحونc والدورc والقصورc ، لم يرفعواcل ، لم ينظروا أبدا إلى نجوم أبصارهم إلى سماء المcث

cهc cهc ومأدبت cهc ونعل تهc وثوب الفضائل . هم أحدهم ومبلغc علمه : دابcوانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء سبب ،

cهمومهم خلاف مع الزوجة ، أو الابن ، أو القريب ، أو سماع كلمة نابية ، أو موقف تافه . هذه مصائبc هؤلاء البشر ،

cهم ، ليس عندهم ليس عندهم من المقاصد العليا ما يشغلc وقتهم ، وقد قالوا : إذا خرج من الاهتمامات الجليلة ما يملأ

الماءc من الإناء ملأهc الهواءc ، إذا ففكر في الأمر الذي تهتم له وتغتم ، هل يستحقc هذا الجهد وهذا العناء ، لأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك ووقتك ، وهذا غcبن في الصفقةcها بخس ، وعلماءc النفس يقولون : اجعل ، وخسارة هائلة ثمن

قد ﴿لكل شيء حدا معقولا ، وأصدق من هذا قولهc تعالى : فأعط القضية حجمها ووزنها ﴾جعل الله لكل شيء قدرا cو . وقدرها وإياك والظلم والغcل

هؤلاء الصحابةc الأبرارc همهم تحت الشجرة الوفاءc بالبيعةcالبيع cحتى فاته cهc فنالوا رضوان الله ، ورجcل معهم أهمه جمل

, cوالمقت cالحرمان cفكان جزاءه

Page 37: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن37

فاطرح التوافه والاشتغال بها تجد أن أكثر همومكذهبت عنك وعcدت فرحا مسرورا .

*******************************ارض بما قسم الله لك

تكن أغنى الناسcهcمعاني هذا السبب ؛ لكنني أبسط cمر فيما سبق بعض

cفهم أكثر وهو : أن عليك أن تقنع بما قcسم لك من هنا لي ﴿جسم ومال وولد وسكن وموهبة ، وهذا منطقc القرآن

اكرين ن الش إن غالب علماء ﴾ فخذ ما آتيتك وكن م السلف وأكثر الجيل الأول كانوا فقراء لم يكن لديهم

cعطيات ولا مساكنc بهية ، ولا مراكبc ، ولا حشم ، ومع ذلك أ أثروcا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية ، لأنهم وجهوا ما

cورك لهم في آتاهمc اللهc من خير في سبيله الصحيح ، فبcالمبارك cهذا الصنف cأعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم ، ويقابل

cعطوا من الأموال والأولاد والنعم ، فكانت سبب ملأ أة شقائهم وتعاستهم ، لأنهم انحرفوا عن الفطرة السوي

والمنهج الحق وهذا برهان ساطع على أن الأشياء ليست كلة لكنهc نكرة من شيء ، انظر إلى من حمل شهادات عالمي

النكرات في عطائه وفهمه وأثره ، بينما آخرون عندهم علممحدود ، وقد جعلوا منه نهرا دافقا بالنفع والإصلاح والعمار .

cك الله إن كنت تريدc السعادةc فارض بصورتك التي ركب فيها ، وارض بوضعك الأسري ، وصوتك ، ومستوى فهمك ، ودخلك ، بل إن بعض المربين الزهاد يذهبون إلى أبعد من ذلك فيقولون لك : ارض بأقل مما أنت فيه ودون ما أنت

عليه . هاك قائمة رائعة مليئة باللامعين الذين بخسوا

حظوظهcمc الدنيوية : عالمc الدنيا في عهده ، مولى أسودcعطاء بن رباح

أفطسc أشل مفلفلc الشعر .

Page 38: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن38

، حليمc العرب قاطبة ، نحيفcالأحنف بن قيسالجسم ، أحدبc الظهر ، أحنى الساقين ، ضعيفc البنية .

محدثc الدنيا ، من الموالي ، ضعيفc البصر ،الأعمشفقيرc ذات اليد ، ممزقc الثياب ، رثc الهيئة والمنزل .

صلواتc الله وسلامcهc عليهم ، كلالأنبياء الكرامبل منهم رعى الغنم ، وكان داودc حدادا ، وزكريا نجارا ، وإدريس

خياطا ، وهم صفوةc الناس وخيرc البشر . cك ، وعملcك الصالحc ، ونفعcك ، cك مواهب إذا فقيمت

وخلقك ، فلا تأس على ما فات من جمال أو مال أو عيال ،عيشتهم في ﴿وارض بقسمة الله نحن قسمنا بينهم م

. ﴾ الحياة الدنيا****************************************

ذكر نفسك بجنة عرضها السماواتوالأرض

إن جمعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أور نفسك بالنعيم ، مرضت أو بخست حقا أو ذقت ظلما فذك

إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير ، تحولتك إلى أرباح ، وبلاياك إلى عطايا . إن أعقل الناس cخسائر

هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى ، وإن أحمق هذههم cهم ودار cالخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرار

ومنتهى أمانيهم ، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب ، حياتهم الزهيدة وأندهم عند الحوادث ، لأنهم لا يرون إلا

إلى هذه الفانية ، لا يتفكرون في الحقيرة ، لا ينظرون إلا غيرها ولا يعملون لسواها ، فلا يريدون أن يعكر لهم

هم ولا يكدر عليهم فرحcهم ، ولو أنهم خلعوا حجاب cسرور الران عن قلوبهم ، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا

أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها ، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها ، إنها والله الدارc التي

تستحق الاهتمام والكد والجهد .

Page 39: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن39

هل تأملنا طويلا وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولاcهم ، في cهم ، ولا تبلى ثياب يحزنون ولا يموتون ، ولا يفنى شباب

cها من ظاهرها ، فيها ها من باطنها ، وباطن cرى ظاهرc غرف يcذcن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ما لا عين رأت ، ولا أ يسيرc الراكبc في شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعcها ،

ها cطردة قصورcها م cطول الخيمة فيها ستون ميلا ، أنهار ها مرفوعة ، cر cر cها جارية ، سc منيفة ، قطوفcها دانية ، عيونها مبثوثة ، تم cها موضوعة ، نمارقcها مصفوفة ، زرابي أكواب

ها ، فاح عرفcها ، عظcم وصفcها ، منتهى cم حبورcسرورها ، عظ ر ؟! cنا لا تفكر ؟! ما لنا لا نتدب الأماني فيها ، فأين عقول

إذا كان المصيرc إلى هذه الدار ؛ فلتخف المصائبc على المصابين ، ولتقر عيون المنكوبين ، ولتفرح قلوبc المعدمين

. فيها أيها المسحوقون بالفقر ، المنهكون بالفاقة ، المبتلون بالمصائب ، اعملوا صالحا ؛ لتسكنوا جنة الله

سلام عليكم بما صبرتم ﴿وتجاوروهc تقدست أسماؤcه . ﴾ فنعم عقبى الدار

****************************************ة وسطا ﴿ ﴾ وكذلك جعلناكم أم

cو ولا جفاء ، لا العدلc مطلب عقلي وشرعي ، لا غcل إفراط ولا تفريط ، ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط عواطفهc ، واندفاعاته ، وليكن عادلا في رضاهc وغضبه ،

طط والمبالغة في التعامل مع زنه ؛ لأن الش cوسروره وح الأحداث ظلم للنفس ، وما أحسن الوسطية ، فإن الشرع

نزل بالميزان والحياةc قامت على القسط ، ومن أتعب الناس من طاوع هواه ، واستسلم لعواطفه وميولاته ، حينها

تتضخمc عنده الحوادثc ، وتظلمc لديه الزوايا ، وتقومc في قلبهcضاربة من الأحقاد والدخائل والضغائن ، لأنه يعيش cمعارك

في أوهام وخيالات ، حتى إن بعضهم يتصورc أن الجميع

Page 40: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن40

cملي عليه ضدهc ، وأن الآخرين يحبكون مؤامرة لإبادته ، وته أن الدنيا له بالمرصاد فلذلك يعيشc في سحب cوساوس

سود من الخوف والهم والغم . إن الإرجافc ممنوع شرعا ، رخيص طبعا ، ولا يمارسcه

ة ة والمبادئ الرباني أناس مفلسون من القيم الحي ﴿إلا. ﴾ يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو

، cلا يكون cما يخاف cأجلس قلبك على كرسيه ، فأكثر ولك قبل وقوع ما تخافc وقوعه أن تقدر أسوأ الاحتمالات ،

ل هذا الأسوأ ، حينها تنجو من ثم توطن نفسك على تقبcالقلب قبل أن يقع الحدث cالتكهنات الجائرة التي تمزق

فيبقى . ابهc : أعط كل شيء حجمهc ، ولا تضخم ها العاقلc الن فيا أي الأحداث والمواقف والقضايا ، بل اقتصد واعدل والبغض في

)) أحبب حبيبك هونا ما ، فعسى أن يكونالحديث : بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، فعسى

عسى الله أن يجعل﴿أن يكون حبيبك يوما ما (( ودة والله قدير نهم م بينكم وبين الذين عاديتم م

حيم . ﴾والله غفور رإن كثيرا من التخويفات والأراجيف لا حقيقة لها . *********************************

الحزن ليس مطلوبا شرعا ، ولامقصودا أصلا

﴿فالحزنc منهي عنهc قوله تعالى : ولا تهنوا ولا في غير موضع . ﴾ ولا تحزن عليهم ﴿ . وقوله : ﴾ تحزنوا ﴿. والمنفي كقوله : ﴾ لا تحزن إن الله معنا ﴿وقوله : فلا

. فالحزنc خمود لجذوة ﴾خوف عليهم ولا هم يحزنون الطلب ، وهcمود لروح الهمة ، وبرود في النفس ، وهو حcمى

تشل جسم الحياة .

Page 41: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن41

وسر ذلك : أن الحزن مcوقف غير مcسير ، ولا مصلحةcحزن العبد فيه للقلب ، وأحب شيء إلى الشيطان : أن ي

﴿ليقطعهc عن سيره ، ويوقفه عن سلوكه ، قال الله تعالى :يطان ليحزن الذين آمنوا .﴾ إنما النجوى من الش

)) أن يتناجى اثنان منهم دون : ونهى النبي . وحcزنc المؤمن غيرc مطلوبالثالث ، لأن ذلك يحزنه ((

هc من الأذى الذي يصيبc النفس ، وقد ولا مرغوب فيه لأنcه بالوسائل المشروعة . ومغالبت

فالحزنc ليس بمطلوب ، ولا مقصود ، ولا فيه فائدة ، )) اللهم إني أعوذ بك فقال : وقد استعاذ منه النبي

فهو قرينc الهم ، والفرقc ، وإن كانمن الهم والحزن (( لما مضى أورثه الحcزن ، وكلاهما مضعف للقلب عن السير ،

ر للعزم . مcفت والحزنc تكدير للحياة وتنغيص للعيش ، وهو مصل سام cها بوجوم قاتم د والحيرة ، ويصيب cها الفتور والنك للروح ، يورث

ل أمام الجمال ، فتهوي عند الحcسن ، وتنطفئc عند متذبمباهج الحياة ، فتحتسي كأس الشؤم والحسرة والألم .

cولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع ، ولهذا يقول الحمد لله الذي أذهب عنا﴿: أهلc الجنة إذا دخلوها

cهم في الدنيا ﴾الحزن فهذا يدل على أنهم كان يصيب الحزنc ، كما يصيبهcم سائرc المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم . فإذا حل الحcزنc وليس للنفس فيه حيلة ، وليس لها في استجلابه سبيل فهي مأجورة على ما أصابها ؛ لأنه نوع من المصائب فعلى العبد أن يدافعه إذا نزل بالأدعية

ة الكفيلة بطرده . والوسائل الحي ولا على الذين إذا ما أتوك ﴿وأما قوله تعالى :

لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا يجدوا ما أعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا و

. ﴾ ينفقون

Page 42: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن42

cمدحوا على نفس الحزن ، وإنما مcدحوا على ما دل فلم يفوا عن رسول الله عليه الحزنc من قوة إيمانهم ، حيث تخل

لعجزهم عن النفقة ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم ، بل غبطcوا نفوسهم به .

فإن الحcزن المحمود إن حcمد بعد وقوعه – وهو ما كانcه فوت طاعة ، أو وقوع معصية – فإن حcزن العبد على سبب تقصيره مع ربه وتفريطه في جنب مولاه : دليل على حياته

cوله الهداية ، ونوره واهتدائه . وقبcه )) ما يصيب في الحديث الصحيح : أما قول

المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن ، إلا كفر الله به . فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيبcمن خطاياه ((

بها العبد ، يكفرc بها من سيئاته ، ولا يدل على أنه مقامcه ، فليس للعبد أن يطلب الحزن cه واستيطان ينبغي طلب

ويستدعيه ويظن أنهc عبادة ، وأن الشارع حث عليه ، أو أمر به ، أو رضيهc ، أو شرعهc لعباده ، ولو كان هذا صحيحا لقطع

نشرحcه م cبالأحزان ، وصرفها بالهموم ، كيف وصدر cحياته cه راض ، وهو متواصلc السرور ؟! . ووجهcه باسم ، وقلب

: وأما حديثc هند بن أبي هالة ، في صفة النبي cتc ، وفي)) أنه كان متواصل الأحزان (( ، فحديث لا يثب

cعرفc ، وهو خلاف واقعه وحاله . إسناده من لا ي وكيف يكونc متواصل الأحزان ، وقد صانهc اللهc عن

الحزن على الدنيا وأسبابها ، ونهاهc عن الحزن على الكفار ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟! فمن أين يأتيه

cإلى قلبه ؟! ومن أي الطرق ينساب c؟! وكيف يصل cالحزن إلى فؤاده ، وهو معمور بالذكر ، ريان بالاستقامة ، فياض

بالهداية الربانية ، مطمئن بوعد الله ، راض بأحكامه وأفعاله ؟! بل كان دائم البشر ، ضحوك السن ، كما في

ال (( ، صلوات الله وسلامه عليه . صفته )) الضحوك القت ومن غاص في أخباره ودقق في أعماق حياته واستجلى

أيامه ، عرف أنه جاء لإزهاق الباطل ودحض القلق والهم

Page 43: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن43

به والغم والحcزن ، وتحرير النفوس من استعمار الشرك والحيرة والاضطراب ، وإنقاذها من والشكوك والش

مهاوي المهالك ، فلله كم له على البشر من منن . )) إن الله يحب كل قلبوأما الخبرc المروي :

تهc .حزين (( cعرف إسنادcه ، ولا من رواه ولا نعلم صح فلا يcبخلافه ، والشرع cة وكيف يكونc هذا صحيحا ، وقد جاءت المل بنقضه؟! وعلى تقدير صحته : فالحزنc مصيبة من المصائب

cلي به العبدc فصير عليه التي يبتلي اللهc بها عبدهc ، فإذا ابت أحب صبره على بلائه . والذين مدحوا الحزن وأشادوا به

cوا إلى الشرع الأمر به وتحبيذهc ؛ أخطؤوا في ذلك ؛ بل ونسب النهي عنهc ، والأمرc بضده ، من الفرح برحمة الله ما ورد إلا

، والسرورتعالى وبفضله ، وبما أنزل على رسول الله بهداية الله ، والانشراح بهذا الخير المبارك الذي نزل من

السماء على قلوب الأولياء . : cالآخر cإذا أحب الله عبدا نصب فيوأما الأثر ((

قلبه نائحة ، وإذا أبغض عبدا جعل في قلبه . فأثر إسرائيلي ، قيل : إنه في التوراة . ولهمزمارا ((

معنى صحيح ، فإن المؤمن حزين على ذنوبه ، والفاجرc لاهم فرح . وإذا حصل كسر في قلوب الصالحين لاعب ، مترن

فإنما هو لما فاتهcم من الخيرات ، وقصروا فيه من بلوغ الدرجات ، وارتكبوهc من السيئات . خلاف حزن العcصاة ،

هc على فوت الدنيا وشهواتها وملاذها ومكاسبها فإنcهcم لها ، ومن أجلها وفي وأغراضها ، فهمهcم وغمهcم وحزن

سبيلها . ه cه تعالى عن نبي ت ﴿ : (( إسرائيل )) وأما قول وابيض

: فهو إخبار عن حاله﴾عيناه من الحزن فهو كظيم cبذلك كما ابتلاه cبمصابه بفقد ولده وحبيبه ، وأنه ابتلاه

بالتفريق بينهc وبينهc . ومجرد الإخبار عن الشيء لا يدل على استحسان ه ولا على الأمر به ولا الحث عليه ، بل أمرنا أن

Page 44: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن44

هc سحابة ثقيلة وليل جاثم طويل نستعيذ بالله من الحزن ، فإن، وعائق في طريق السائر إلى معالي الأمور .

وأجمع أربابc السلوك على أن حcزن الدنيا غيرc محمود ، إلا أبا عثمان الجبري ، فإنهc قال : الحزنc بكل وجه فضيلة ، وزيادة للمؤمن ، ما لم يكن بسبب معصية . قال : لأنهc إن

cوجبc تمحيصا . cوجب تخصيصا ، فإنه ي لم يcقالc : لا ريب أنهc محنة وبلاء من الله ، بمنزلة المرض في

والهم والغم وأما أنهc من منازل الطريق ، فلا . فعليك بجلب السرور واستدعاء الانشراح ، وسؤال الله

ة ، وصفاء الخاطر ، ورحابة الحياة الطيبة والعيشة الرضي البال ، فإنها نعم عاجلة ، حتى قال بعضcهم : إن في الدنيا

جنة ، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة . والله المسؤولc وحده أن يشرح صدورنا بنور اليقين ،

ويهدي قلوبنا لصراطه المستقيم ، وأن ينقذنا من حياةق . الضنك والضي

********************************

وقفــةcوإياك بهذا الدعاء الحار الصادق . فإنه cا نهتف نحن هي

cرب والهم والحزن : )) لا إله إلا الله العظيملكشف الك الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله

إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ، يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك

. أستغيث (( )) اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي

طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا. أنت ((

Page 45: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن45

)) استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم . وأتوب إليه ((

))لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) .

)) اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك

، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو

استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وذهاب همي ،

. وجلاء حزني (( )) اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،

والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدينجال (( . وغلبة الر

.)) حسبنا الله ونعم الوكيل ((************************************

ابتسم الضحكc المعتدلc بلسم للهموم ومرهم للأحزان ، وله قوة عجيبة في فرح الروح ، وجذل القلب ، حتى قال أبو

الدرداء – رضي اللهc عنه - : إني لأضحك حتى يكون إجماما يضحكc أحيانا حتى تبدولقلبي . وكان أكرمc الناس

نواجذcه ، وهذا ضحكc العقلاء البصراء بداء النفس ودوائها . والضحك ذروةc الانشراح وقمةc الراحة ونهايةc الانبساط .

cكثر الضحك ، فإن كثرة ولكنه ضحك بلا إسراف : )) لا تcميتc القلب (( . ولكنه التوسط : )) وتبسمك في الضحك ت

م ضاحكا من قولها ﴿وجه أخيك صدقة (( ، . ﴾فتبس : cفاليوم الذين آمنوا من ﴿ومن نعيم أهل الجنة الضحك

ار يضحكون . ﴾الكف

Page 46: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن46

cه دليلا على وكانت العربc تمدحc ضحوك السن ، وتجعل سعة النفس وجودة الكف ، وسخاوة الطبع ، وكرم السجايا ،

ونداوة الخاطر . وقال زهير في )) هرم (( :

cإذا ما جئته cتراه لا متهل

كأنك تعطيه الذيcني على الوسطية والاعتدال فيأنت سائلهc والحقيقةc أن الإسلام ب

العقائد والعبادات والأخلاق والسلوك ، فلا عبوس مخيف قاتم ، ولا قهقهة مستمرة عابثة لكنه جد وقور ، وخفةc روح

واثقة . يقول أبو تمام :

نفسي فداءc أبي cعلي إنه

cالمؤمل كوكب cصبح المتأمل فكه يجم الجد أحيانا

وقدcعيش cو ويهزلcينض

إن انقباض الوجه والعبوس علامة على تذمر النفس ،من لم يهزل ر المزاج . ﴾ثم عبس وبسر ﴿وغليان الخاطر ، وتعك

. * » ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق «cليس « فيض الخاطر » أحمد أمين في يقول(( :

المبتسمون للحياة أسعد حالا لأنفسهم فقط ، بل هم كذلكcاحتمالا للمسؤولية ، وأصلح cعلى العمل ، وأكثر cأقدر

لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب ، والإتيان بعظائم الأمورالتي تنفعهcم وتنفعc الناس .

رتc بين مال كثير أو منصب خطير ، وبين نفس ي cلو خ راضية باسمة ، لاخترتc الثانية ، فما المالc مع العبوس ؟!

وما المنصبc مع انقباض النفس ؟! وما كل ما في الحياة إذاقا حرجا كأنه عائد من جنازة حبيب؟! وما cه ضي كان صاحب

جمالc الزوجة إذا عبست وقلبت بيتها جحيما ؟! لخير منها – ألف مرة – زوجة لم تبلغ مبلغها في الجمال وجعلت بيتها

ة . جن

Page 47: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن47

ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثة مما يعتري طبيعة الإنسان من شذوذ ، فالزهرc باسم والغاباتc باسمة ،

ها باسمة . والبحارc والأنهارc والسماءc والنجومc والطيورc كل وكان الإنسانc بطبعه باسما لولا ما يعرضc له من طمع وشرcهc عابسا ، فكان بذلك نشازا في نغمات الطبيعة وأنانية تجعل

المنسجعة ، ومن اجل هذا لا يرى الجمال من عبستcه ، فكل إنسان يرى س قلب ه ، ولا يرى الحقيقة من تدن cنفس الدنيا من خلال عمله وفكره وبواعثه ، فإذا كان العملc طيباه الذي يرى به cطاهرة ، كان منظار cنظيفا والبواعث cوالفكر

ش تغب الدنيا نقيا ، فرأى الدنيا جميلة كما خcلقت ، وإلاه، واسود زجاجcه ، فرأى كل شيء أسود مغبشا. cمنظار

هناك نفوس تستطيعc أن تصنع من كل شيء شقاء ، ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة ، هناك

، cأسود cها إلا على الخطأ ، فاليومc المرأةc في البيت لا تقعc عينcسر ، ولأن نوعا من الطعام زاد الطاهي في لأن طبقا ك

ملحه ، أو لأنها عثرت على قطعة من الورق في الحجرة ، فتهيجc وتسب ، ويتعدى السبابc إلى كل من في البيت ، وإذا هو شعلة من نار ، وهناك رجل ينغصc على نفسه وعلى منئا ، أو من عمل حوله ، من كلمة يسمعcها أو يؤولها تأويلا سي

تافه حدث له ، أو حدث منه ، أو من ربح خسرهc ، أو من ربحcها سوداء ه فلم يحدثc ، أو نحو ذلك ، فإذا الدنيا كل cكان ينتظر

في نظره ، ثم هو يسودcها على من حوله . هؤلاء عندهمة ، ة قcب قدرة على المبالغة في الشر ، فيجعلون من الحب ومن البذرة شجرة ، وليس عندهم قدرة على الخير ، فلا

cوتوا ولو كثيرا ، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيما يفرحون بما أ .

مc ، ولخير للإنسان أن يجد في cتعل الحياةc فن ، وفن ي وضع الأزهار والرياحين والحcب في حياته ، من أن يجد في

تكديس المال في جيبه أو في مصرفه . ما الحياةc إذا وcجهت

Page 48: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن48

cوجه أي جهد لترقية كل الجهود فيها لجمع المال ، ولم يجانب الرحمة والحب فيها والجمال ؟!

أكثرc الناس لا يفتحون أعينهcم لمباهج الحياة ، وإنمااء ، ون على الحديقة الغن يفتحونها للدرهم والدينار ، يمر

دة ، فلا والأزهار الجميلة ، والماء المتدفق ، والطيور المغر يأبهون لها ، وإنما يأبهون لدينار يدخلc ودينار يخرجc . قد كان

الدينارc وسيلة للعيشة السعيدة ، فقلبوا الوضع وباعواcبت فينا العيون ك cالعيشة السعيدة من أجل الدينار ، وقد ر

إلى الدينار . لنظر الجمال ، فعودناها ألا تنظر إلاسc النفس والوجه كاليأس ، فإن أردت ليس يعب

الابتسامc فحارب اليأس . إن الفرصة سانحة لك وللناس ،ح الأمل ، cه لك وللناس ، فعود عقلك تفت والنجاحc مفتوح باب

وتوقع الخير في المستقبل . إذا اعتقدت أنك مخلوق للصغير من الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير ، وإذا اعتقدت أنك مخلوق لعظائم الأمور

شعرت بهمة تكسرc الحدود والحواجز ، وتنفذc منها إلى الساحة الفسيحة والغرض الأسمى ، ومصداقc ذلك حادث

في الحياة المادية ، فمن دخل مسابقة مائة متر شعر بالتعب إذا هو قطعها ، ومن دخل مسابقة أربعمائة متر لم

يشعر بالتعب من المائة والمائتين . فالنفسc تعطيك من الهمة بقدر ما تحددc من الغرض . حدد غرضك ، وليكن ساميا

صعب المنال ، ولكن لا عليك في ذلك ما دمت كل يومcها سها ويجعل تخطو إليه خطوا جديدا . إنما يصد النفس ويعبcالسيئة cالأمل ، والعيشة cوفقدان cفي سجن مظلم : اليأس

برؤية الشرور ، والبحث عن معايب الناس ، والتشدقبالحديث عن سيئات العالم لا غير .

cوفقc إلى مcرب cوفقc الإنسانc في شيء كما ي وليس يcأفقه ، ويعوده cع ينمي ملكاته الطبيعية ، ويعادلc بينها ويوسمهc أن خير غرض يسعى إليه السماحة وسعة الصدر ، ويعل أن يكون مصدر خير للناس بقدر ما يستطيعc ، وأن تكون

Page 49: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن49

cه نفسcه شمسا مشعة للضوء والحب والخير ، وأن يكون قلب مملوءا عطفا وبرا وإنسانية ، وحبا لإيصال الخير لكلمن

اتصل به . النفسc الباسمةc ترى الصعاب فيلذها التغلبc عليها ،

ها فتبسم ، وتعالجها فتبسم ، وتتغلب عليها فتبسم ، cتنظر والنفسc العابسةc لا ترى صعابا فتخلفها ، وإذا رأتها أكبرتهالت بلو وإذا وإن . وما الدهرc الذي واستصغرت همتها وتعل

cه ، إنه يؤد النجاح في الحياة ولا يريدc cه إلا مزاجcه وتربيت يلعن أن يدفع ثمنهc ، إنه يرى في كل طريق أسدا رابضا ، إنه

ينتظرc حتى تمطر السماءc ذهبا أو تنشق الأرضc عن كنز . إن الصعاب في الحياة أمور نسبية ، فكل شيء صعب

جدا عند النفس الصغيرة جدا ، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة ، وبينما النفسc العظيمةc تزداد عظمة

بمغالبة الصعاب إذا بالنفوس الهزيلة تزدادc سقما بالفرارcكالكلب العقور ، إذا رآك خفت منه cمنها ، وإنما الصعاب

c به ولا تعيره وجريت ، نبحك وعدا وراءك ، وإذا رءاك تهزأ اهتماما وتبرقc له عينك ، أفسح الطريق لك ، وانكمش في

جلده منك . ثم لا شيء أقتلc للنفس من شعورها بضعتها وصغر

ة قيمتها ، وأنها لا يمكنc أن يصدر عنها عمل عظيم شأنها وقلcفقدc الإنسان cنتظرc منها خير كبير . هذا الشعورc بالضعة ي ، ولا ي

الثقة بنفسه والإيمان بقوتها ، فإذا أقدم على عمل ارتاب في مقدرته وفي إمكان نجاحه ، وعالجه بفتور ففشل فيه .

الثقةc بالنفس فضيلة كبرى عليها عمادc النجاح في الحياة ،cعد رذيلة ، والفرقc بينهما أن ان بينها وبين الغرور الذي ي وشت

الغرور اعتمادc النفس على الخيال وعلى الكبر الزائف ، والثقةc بالنفس اعتمادcها على مقدرتها على تحمل المسؤولية

، وعلى تقوية ملكاتها وتحسين استعدادها (( . يقول إيليا أبو ماضي :

السماءc كئيبة ! »قال : « وتجهما

: ابتسم يكفي cقلت التجهمc في السما !

Page 50: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن50

cقال : الصبا ولى ! فقلت لهc : ابتسم

ا cرجع الأسفc الصب لن يما ! المتصر قال : التي كانت سمائي

في الهوى صارت لنفسي في

ما الغرام جهن خانت عهودي بعدماcها كت مل

cطيقc أن قلبي ، فكيف أما ! أتبس قلتc : ابتسم واطرب

فلو قارنتها ه متألما قضيت عمرك كل

! جارةc في صراع قال : التهائل

cالمسافر كاد يقتله cمثل الظما لدم ، وتنفcثc كلما لهثت أو غادة مسلولة محتاجةدما ! قلتc : ابتسم ، ما أنت

جالب دائها وشفائها ، فإذا ابتسمت

ما .. فرب أيكونc غيرcك مجرما ،وتبيتc في

وجل كأنك أنت صرتالمcجرما ؟ قال : العدى حولي علت

cهcم صيحاتcسر والأعداءc حولي في أأ

الحمى ؟ قلتc : ابتسم لميطلبوك بذمهم

cن منهم أجل لو لم تكوأعظما ! قال : المواسمc قد بدت

أعلامcها وتعرضت لي فيالملابس والدمى وعلي للأحباب فرض

لازمcلكن كفي ليس تملك

درهما ك قلتc : ابتسم يكفيك أنلم تزل

ة حيا ، ولست من الأحبمcعدما ! عتني قال : الليالي جر

علقما قلتc : ابتسم ، ولئن

عت العلقما جcر فلعل غيرك إن رآكما مرن

ما طرح الكآبة جانبا وترن م cراك تغنمc بالتبر أت

درهما أم أنت تخسرc بالبشاشة

مغنما ؟ يا صاح لا خطر علىشفتيك أن

ما ، والوجه أن تتثليتحطما فاضحك فإن الشهب

تضحكc والد جى متلاطم ، ولذا نحب

الأنجcما ! قال : البشاشةc ليسcسعدc كائنا ت

cيأتي إلى الدنيا ويذهب مcرغما قلت : ابتسم مادام بينك

والردى ك بعدc لن شبر ، فإن

ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه ، وانشراح الصدرتتبسما cق ، ولطف الروح ولين الجانب ، ل cإن اللهوأريحية الخ((

أوحى إلي تواضعوا ، حتى لا يبغي أحد على أحد . ولا يفخر أحد على أحد ((

******************************************

Page 51: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن51

وقفــــة لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ،لا تحزن :

cك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدcك فحزنت فهل رسب ابنcك فحزنت، فهل عادت الخسائرc عاد حيا ؟! خسرت تجارت

أرباحا؟! لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ،لا تحزن :

وحزنت من الفقر فازددت نكدا ، وحزنت من كلام أعدائكفأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع .

فإنهc لن ينفعك مع الحcزن دار واسعة ، ولالا تحزن : زوجة حسناءc ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد

. cجباءc نcريك الماء الزلال علقما ،لا تحزن : لأن الحcزن ي

والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا. cطاقc ي

وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدانلا تحزن : ورجلان ولسان ، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان :

. ﴾ فبأي آلاء ربكما تكذبان﴿cهc ، وخبز تأكلcهلا تحزن : cن ولك دين تعتقدcهc ، وبيت تسك

هc ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا cوثوب تلبس ، cهc ، وماء تشربتحزن ؟!

**********************************نعمة الألم

cليس مذموما دائما ، ولا مكروها أبدا ، فقد يكون cالألم م . خيرا للعبد أن يتأل

إن الدعاء الحار يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادقم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء يصاحبc الألم ، وتألcثمرc عالما جهبذا ، لأنهc احترق في البداية فأشرق الطلب ي

cنتجc أدبا مؤثرا cه لما يقولc ت م الشاعر ومعانات في النهاية. وتأل

Page 52: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن52

با ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز خلا cخرجc نتاجا حيا ك الأفئدة . ومعاناة الكاتب ت المشاعر وحر

جذابا يمورc بالعبر والصور والذكريات .cإن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه

الأزماتc ، ولم تكوه المcلماتc ، إن هذا الطالب يبقى كسولامترهلا فاترا .

ع وإن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرcتلا من كاما من رخيص الحديث ، وك cر cصص ، تبقى قصائدهcالغ

ج من cخرجت من لسانه ولم تخر cزبد القول ، لأن قصائده . cهcه وجوانحc وجدانه ، وتلفظ بها فهمه ولم يعشها قلب

وأسمى من هذه الأمثلة وأرفعc : حياةc المؤمنين الأولينة ، وبداية البعث ، الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد المل

فإنهcم أعظمc إيمانا ، وأبر قلوبا ، وأصدقc لهجة ، وأعمقc علما ، لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد ،

والأذى والطرد والإبعاد، وفراق المألوفات ، وهجر المرغوبات ، وألم الجراح ، والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق

ة المcجتباة ، آيات في الطهر ، وأعلاما الصفوة الصافية ، والثل ذلك بأنهم لا يصيبهم﴿في النبل ، ورموزا في التضحية ،

ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا ار ولا ينالون من عدو نيلا يطؤون موطئا يغيظ الكف

كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر إلا .﴾المحسنين

وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهcم ، لأنهمتألموا ، فالمتنبي وعكته الحcمى فأنشد رائعته :

وزائرتي كأن بهاحياء

في فليس تزورc إلا والنابغةc خوفهc النعمانc بنc المنذر بالقتل ، فقدم للناس :الظلام

فإنك شمسوالملوكc كواكب

cإذا طلعت لم يبد cوكثير أولئك الذين أثروا الحياة ، لأنهم تألموا .منهن كوكب

Page 53: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن53

إذن فلا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين ، فإنك إن تعش مشبوب

الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس ؛ أرق وأصفى من أنفس ، ولـكن ﴿تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد الن

كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع ﴾القاعدين

ذكرتc بهذا شاعرا عاش المعاناة والأسى وألم الفراق وهو يلفظc أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحcسن ، ذائعةهرة بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، الش

يرثي نفسه : ألم ترني بعتc الضلالة

بالهcدى وأصبحتc في جيش ابن

عفان غازيا cتركc ي يوم أ فلله درطائعا

بني بأعلى الرقمتينوماليا فيا صاحبي رحلي دنا

الموتc فانزلاي مقيم لياليا برابية إن

أقيما علي اليوم أو بعضليلة

ن ما cعجلاني قد تبي ولا تبيا وخcطا بأطراف الأسنة

مضجعيدا على عيني فضل cور

ردائيا cداني بارك الله cولا تحس فيكما

من الأرض ذات العرضcوسعا ليا أن ت

إلى آخر ذاك الصوت المتهدج ، والعويل الثاكل ، والصرخة المفجوعة التي ثارت حمما من قلب هذا الشاعر

المفجوع بنفسه المصاب في حياته .cه إلى شغاف القلوب ، إن الوعظ المحترق تصلc كلمات

وح لأنه يعيشc الألم والمعاناة فعلم ﴿وتغوصc في أعماق الركينة عليهم وأثابهم فتحا ما في قلوبهم فأنزل الس

. ﴾قريبا لا تعذل المشتاق

في أشواقه حتى يكون حشاك

لقد رأيتc دواوين لشعراء ولكنها باردة لا حياة فيها، ولافي أحشائه روح لأنهم قالوها بلا عناء ، ونظموها في رخاء ، فجاءت

قطعا من الثلج وكتلا من الطين .

Page 54: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن54

فات في الوعظ لا تهز في السامع شعرة ، ورأيتc مصنة ، لأنهم يقولونها بلا حcرقة ولا كc في المcنصت ذر ولا تحر

ا ليس﴿لوعة ، ولا ألم ولا معاناة، يقولون بأفواههم م. ﴾في قلوبهم

ر بكلامك أو بشعرك ، فاحترق به أنت فإذا أردت أن تؤثر في ر به وذقه وتفاعل معهc ، وسوف ترى أنك تؤث قبلc ، وتأث

ت وربت وأنبتت﴿،الناس فإذا أنزلنا عليها الماء اهتز. ﴾من كل زوج بهيج

************************************نعمة المعرفة

وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك﴿ .﴾عظيما

إني ﴿الجهلc موت للضمير وذبح للحياة ، ومحق للعمر . ﴾أعظك أن تكون من الجاهلين

أو ﴿والعلمc نور البصيرة ، وحياة للروح ، ووقcود للطبع ، من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في

نها ثله في الظلمات ليس بخارج م . ﴾الناس كمن م إن السرور والانشراح يأتي مع العلم ، لأن العلم عثور

ة ، واكتشاف للمستور ، على الغامض ، وحصول على الضالوالنفسc مcولعة بمعرفة الجديد والاطلاع على المcستطرف . أما الجهلc فهو ملل وحcزن ، لأنه حياة لا جديد فيها ولا

طريف ، و لا مستعذبا ، أمس كاليوم ، واليوم كالغد . فإن كنت تريدc السعادة فاطلب العلم وابحث عن

cوالهموم cالمعرفة وحصل الفوائد ، لتذهب عنك الغموم ، cب زدني علما ﴿والأحزان اقرأ باسم ﴿ ، ﴾ وقل ر

هه . ﴾ ربك الذي خلق ))من يرد الله به خيرا يفق . ولا يفخر أحد بماله أو بجاهه ، وهو جاهلفي الدين ((

ه ليس cصفر من المعرفة ، فإن حياته ليست تامة وعمر

Page 55: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن55

أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق﴿كاملا : . ﴾كمن هو أعمى

قال الزمخشري : سهري لتنقيحالعلوم ألذ لي

من وصل غانيةوطيب عناق cلي طربا لحل وتماي

عويصة أشهى وأحلى من

مcدامة ساقي وصريرc أقلامي علىأوراقها

أحلى من الدوكاءاق والعش وألذ من نقر الفتاة

لدcفهاcلقي الرمل نقري لأ

عن أوراقي يا من يحاولتبتي cبالأماني ر

كم بين مcستغلوآخر راقي أأبيتc سهران

cالدجى وتبيته نوما وتبغي بعد ذاك

ما أشرف المعرفة ، وما أفرح النفس بها ، وما أثلجلحاقي أفمن كان ﴿الصدر ببردها ، وما أرحب الخاطر بنزولها ،

به كمن زين له سوء عمله واتبعوا على بينة من ر . ﴾أهواءهم

***************************************فن السرور

، cهcه وهدوؤ cالقلب ، واستقرار cمن أعظم النعم سرور فإن في سروره ثباتc الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ،

cه cدرسc ، فمن عرف كيف يجلب وقالوا. إن السرور فن ي ويحصلc عليه ، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار

cالعيش ، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه. والأصل الأصيلc في طلب السرور قوةc الاحتمال ، فلا يهتز من

كc للحوادث ، ولا ينزعجc للتوافه . وبحسب الزوابع ولا يتحر. cفس cشرقc الن قوة القلب وصفائه ، ت

إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس ،ر رواحلc للهموم والغموم والأحزان ، فمن عود نفسه التصب

. cوخفت عليه الأزمات ، cد هانت عليه المزعجات والتجل إذا اعتاد الفتى

خوض المنايا فأهونc ما تمر به

cالوحول

Page 56: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن56

cفcق ، وضحالة النظرة ، ومن أعداء السرور ضيقc الأcالعالم وما فيه ، والله cونسيان ، cبالنفس فحسب cوالاهتمام

تهم أنفسهم ﴿قد وصف أعداءهc بأنهم ، فكأن هؤلاء ﴾ أهم القاصرين يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في

غيرهم ، ولا يعيشون لسواهcم ، ولا يهتمون للآخرين . إن علي وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا ، ونبتعد عن ذواتنا

أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا ، فنكسب أمرين :إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين.

cلجم تفكيركمن الأصول في فن السرور : أن ت وتعصمه ، فلا يتفلتc ولا يهربc ولا يطيشc ، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنهc جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذc ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد

أعاد لك الماضي الجريح وجرجر المستقبل المخيف ، فزلزل أركانك ، وهز كيانك وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام

وتوكل ﴿التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد ، . ﴾على الحي الذي لا يموت

أنومن الأصول أيضا في دراسة السرور :cنزلها منزلتها ، فهي لهو ، ولا cعطي الحياة قيمتها ، وأن ت ت

cرضعةcتستحق منك إلا الإعراض والصدود ، لأنها أم الهجر وم cهتم بها ، cها كيف ي الفجائع ، وجالبةc الكوارث ، فمن هذه صفت

ب ، ل cها خcوها كدر ، وبرقcعلى ما فات منها. صف cحزنc وي ومواعيدcها سراب بقيعة ، مولودcها مفقود ، وسيدcها

محسود ، ومنعمcها مهدد ، وعاشقcها مقتول بسيف غدرها .cأهل cأبني أبينا نحن

منازل أبدا غcرابc البين فيها

cينعق نبكي على الدنيا ومامن معشر

جمعتهcمc الدنيا فلمقوا يتفر cأين الجبابرة

cلى الأكاسرةc الأ كنزوا الكنوز فلا

بقين ولا بقcوا من كل من ضاقالفضاءc بعيشه

حتى ثوى فحواه لحدcق ضي cودوا كأن خcرس إذا ن

لم يعلمcوا أن الكلام لهم حلال

cطلقcم

Page 57: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن57

)) إنما العلم بالتعلم والحلموفي الحديث : . بالتحلم ((

وإنما السرورc باصطناعه واجتلابوفي فن الآداب :ف بوادره ، حتى يكون بسمته ، واقتناص أسبابه ، وتكل

طبعا .م . إن الحياة الدنيا لا تستحق منا العبوس والتذمر والتبر

ة في حcكمc المنيالبرية جاري

ما هذه الدنيا بدارقرار بينا ترى الإنسان

فيها مcخبرا ألفيتهc خبرا من

الأخبار طcبعت على كدر،وأنت تريدcها

صفوا من الأقذاروالأكدار ام ضد ومكلفc الأي

طباعهاب في الماء مcتطل

والحقيقةc التي لا ريب فيها أنك لا تستطيعc أن تنزع منجcذوة نار لقد خلقنا﴿حياتك كل آثار الحزن ، لأن الحياة خcلقت هكذا

إنا خلقنا الإنسان من نطفة﴿، ﴾الإنسان في كبد ، ولكن ﴾ليبلوكم أيكم أحسن عملا ﴿، ﴾أمشاج نبتليه

cمن حزنك وهمك وغمك ، أما قطع cالمقصود أن تخفف cة فهذا في جنات النعيم ؛ ولذلك يقول الحcزن بالكلي

الحمد لله الذي أذهب عنا﴿المنعمون في الجنة : . وهذا دليل على أنهc لم يذهب عنهc إلا هناك ، كما ﴾الحزن

ونزعنا ما في﴿أن كل الغل لا يذهبc إلا في الجنة ، ن غل ، فمن عرف حالة الدنيا وصفتها ، ﴾صدورهم م

عذرها على صدودها وجفائها وغدرها ، وعلم ان هذا طبعcهاcقcها ووصفcها . وخل

حلفت لنا أن لاتخون عهودنا

نها حلفت لنا أن فكألا تفي

فإذا كان الحالc ما وصفنا ، والأمرc ما ذكرنا ، فحريcعينها على نفسه ، بالاستسلام للكدر بالأريب النابه أن لا ي والهم والغم والحزن ، بل يدافعc هذه المنغصات بكل ما

ة﴿أوتي من قوة ، ا استطعتم من قو وأعدوا لهم مباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ، ﴾ومن ر

Page 58: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن58﴿ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا

. ﴾وما استكانوا **********************************

وقفـــة إن كنت فقيرا فغيرcك محبوس في دين ،لا تحزن :

وإن كنت لا تملكc وسيلة نقل ، فسواك مبتورc القدمين ، وإنة البيضاء كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون على الأسر

ومنذ سنوات ، وإن فقدت ولدا فسواك فقد عددا من الأولادفي حادث واحد .

لأنك مسلم آمنت بالله وبرسله وملائكتهلا تحزن :ه ، وأولئك كفروا بالرب واليوم الآجر وبالقضاء خيره وشر

وكذبوا الرسل واختلفوا في الكتاب ، وجحدcوا اليوم الآخر ،وألحدوا في القضاء والقدر .

cب ، وإن أسأت فاستغفر ، وإنلا تحزن : إن أذنبت فت أخطأت فأصلح ، فالرحمةc واسعة ، والبابc مفتوح ،

والغفران جم ، والتوبةc مقبولة . cتعبcلا تحزن : cقلقc أعصابك ، وتهز كيانك وت لأنك ت

cسهر ليلك . cقض مضجعك ، وت قلبك ، وتقال الشاعر :

cب نازلة يضيق cولر بها الفتى

ذرعا وعند الله منها cالمخرج ضاقت فلما

cها استحكمت حلقاتها لا فcرجت وكان يظن

cفرجc ************************************تضبط العواطف

تتأججc العواطفc وتعصفc المشاعرc عند سببين : عند الفرحة الغامرة ، والمصيبة الداهمة ، وفي الحديث :

)) إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت لكيلا تأسوا على ﴿ عند نعمة ، وصوت عند مصيبة ((

:. ولذلك قال ﴾ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم

Page 59: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن59

. فمن ملك)) إنما الصبر عند الصدمة الأولى (( مشاعره عند الحدث الجاثم وعند الفرح الغامر ، استحق

مرتبة الثبات ومنزلة الرسوخ ، ونال سعادة الراحة ، ولذة الانتصار على النفس ، واللهc جل في عcلاه وصف الإنسانcالخير cه ه الشر جزوعا وإذا مس بأنهc فرح فخور ، وإذا مس

ين . فهcم على وسطية في الفرح والجزع ، المصل منوعا ، إلايشكرون في الرخاء ، ويصبرون في البلاء .

ما تعب ، وتضنيه cتعبc صاحبها أي إن العواطف الهائجة تقcهc ، فإذا غضب احتد وأزبد ، وأرعد وتوعد ، وتؤلمcه وتؤر

cهc ، فيتجاوزc العدل ، وثارت مكامنc نفسه ، والتهبت حcشاشت وإن فرح طرب وطاش ، ونسي نفسه في غمرة السرور

، cوتعدى قدره ، وإذا هجر أحدا ذمه ، ونسي محاسنه وطمس فضائلهc ، وإذا أحب آخر خلع عليه أوسمة التبجيل ،

)) أحبب حبيبكوأوصله إلى ذورة الكمال . وفي الأثر : هونا ما ، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض

بغيضك هونا ما ، فعسى أن يكون حبيبك يوما ما (( )) وأسألك العدل في الغضب والرضا. وفي الحديث :

)) . م عقله ، ووزن الأشياء وجعل فمن ملك عاطفته وحك لكل شيء قدرا ، أبصر الحق ، وعرف الرشد ، ووقع على

لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم﴿الحقيقة ، ﴾ . الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط

بميزان القيم والأخلاق والسلوك ، مثلماإن الإسلام جاء ﴿جاء بالمنهج السوي ، والشرع الرضي ، والملة المقدسة ،

ة وسطا ، فالعدل ، الصدق في﴾وكذلك جعلناكم أم ﴿الأحبار ، والعدل في الأحكام والأقوال والأفعال والأخلاق ،

. ﴾وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا*********************************

سعادة الصحابة بمحمد

Page 60: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن60

cنا إلى الناس بالدعوة الربانية ، ولملقد جاء رسولة cلق إليه كنز ، وما كانت له جن يكن له دعاية من دنيا ، فلم يون يبايعون على يأكلc منها ، ولم يسكن قصرا ، فأقبل المحب

شظف من العيش ، وذروة من المشقة ، يوم كانوا قليلا مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهمc الناسc من

هc أتباعcه كل الحب . حولهم ، ومع ذلك أحبcلوا ق عليهم في الرزق ، وابت عب ، وضcي حcوصروا في الشcوذcوا من الناس ، ومع في السمعة ، وحcوربوا من القرابة ، وأ

وه كل الحب . هذا أحبحب بعضcهم على الرمضاء ، وحcبس آخرون في العراء cس قوا في النكال به ، ن الكفارc في تعذيبه ، وتأن ، ومنهم من تفن

وه كل الحب . ومع هذا أحبلبوا أوطانهم ودورهم وأهليهم وأموالهم ، طcردوا من cس cمراتع صباهم ، وملاعب شبابهم ومغاني أهلهم ، ومع أحبوه

كل الحب . لزلوا زلزالا شديدا ، cتلي المؤمنون بسبب دعوته ، وزc اب

وا بالله الظنونا ، ومع وبلغت منهم القلوبc الحناجر وظنأحبوه كل الحب .

ض صفوةc شبابهم للسيوف المcصلتة ، فكانت على عcررؤوسهم كأغصان الشجرة الوارفة .

وكأن ظل السيفظل حديقة

cنبتc حولنا خضراء ت وقcدم رجالcهم للمعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم فيالأزهارا

نزهة ، او في ليلة عيد ؛ لأنهم أحبوه كل الحب . cرسلc أحدcهم برسالة ويعلمc أنه لن يعود بعدها إلى ي

cمنهم في مهمة ويعلم cالواحد cبعثc الدنيا ، فيؤدي رسالته ، ويأنها النهايةc فيذهبc راضيا ؛ لأنهم أحبوه كل الحب .

وا المنهجه ، وه وسعدcوا برسالته ، واطمأن ولكن لماذا أحبوا بقدومه ، ونسوا كل ألم وكل مشقة وجcهد cواستبشر

ومعاناة من أجل اتباعه ؟!

Page 61: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن61

إنهم رأوا فيه كل معاني الخير والفرح ، وكل علامات البر والحق ، لقد كان آية للسائلين في معالي الأمور ، لقد أبرد غليل قلوبهم بحنانه ، وأثلج صدورهم بحديثه ، وأفعم

أرواحهcم برسالته . لقد سكب في قلوبهمc الرضا ، فما حسبوا للآلام في سبيل دعوته حسابا ، وأفاض على نفوسهم من اليقين ما

أنساهم كل جcرح وكدر وتنغيص . صقل ضمائرهم بهداهc ، وأنار بصائرهم بسناهc ، ألقى

عن كواهلهم آصار الجاهلية ، وحط عن ظهورهم أوزار الوثنية ، وخلع من رقابهم تبعات الشرك والضلال ، وأطفأ

من أرواحهم نار الحقد والعداوة ، وصب على المشاعر ماءcهcم ، واطمأنت هم ، وسكنت أبدان cاليقين ، فهدأت نفوس

cهم . cهم ، وبردت أعصاب قلوب وجدوا لذةc العيش معهc ، والأنس في قربه ، والرضا في

رحابه ، والأمن في اتباعه ، والنجاة في امتثال أمره ، والغنىفي الاقتداء به .

وإنك﴿ ، ﴾وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ﴿ستقيم ويخرجهم من﴿ ، ﴾لتهدي إلى صراط م

يين﴿ ، ﴾الظلمات إلى النور هو الذي بعث في الأمنهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم رسولا م

الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالبين ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت﴿ ﴾،مسول إذا دعاكم لما﴿ ، ﴾عليهم استجيبوا لله وللرن النار﴿ ، ﴾يحييكم وكنتم على شفا حفرة م

نها . ﴾فأنقذكم م لقد كانوا سعداء حقا مع إمامهم وقدوتهم ، وحcق لهم

أن يسعدcوا ويبتهجcوا . ر العقول من أغلال م على محر اللهم صل وسل

الانحراف ، ومنقذ النفوس من ويلات الغواية ، وارض عنcوا وقدمcوا . الأصحاب والأمجاد ، جزاء ما بذل

Page 62: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن62

**************************************اطرد الملل من حياتك

cعلى وتيرة واحدة جدير أن يصيبه cإن من يعش عمره المللc ؛ لأن النفس ملولة ، فإن الإنسان بطبعه يمل الحالة الواحدة ؛ ولذلك غاير سبحانهc وتعالى بين الأزمنة والأمكنة ،

والمطعومات والمشروبات ، والمخلوقات ، ليل ونهار ،ور ، cوحار وبارد ، وظل وحر ، cوأسود cوسهل وجبل ، وأبيض

وع والاختلاف في لو وحامض ، وقد ذكر اللهc هذا التن cوح ختلف ألوانه﴿كتابه : ﴾يخرج من بطونها شراب م

﴾متشابها وغير متشابه﴿ ﴾صنوان وغير صنوان﴿ختلف ألوانها﴿ ﴾ومن الجبال جدد بيض وحمر م . ﴾ وتلك الأيام نداولها بين الناس﴿

وقد مل بنو إسرائيل أجود الطعام ؛ لأنهم أداموا أكله :c مرة ﴾لن نصبر على طعام واحد﴿ . وكان المأمونc يقرأ

cجالسا ، ومرة قائما ، ومرة وهو يمشي ، ثم قال : النفس الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى﴿ملولة ،

. ﴾جنوبهمة ومن يتأمل العبادات ، يجد التنوع والجدة ، فأعمال قلبي

وقولية وعملية ومالية ، صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد ، والصلاةc قيام وركوع وسجود وجلوس ، فمن أراد الارتياح

والنشاط ومواصلة العطاء فعليه بالتنويع في عمله ،ة ، فعند القراءة مثلا ينوعc الفنون ، ما واطلاعه وحياته اليومي بين قرآن وتفسير وسيرة وحديث وفقه وتاريخ وأدب وثقافةع وقته ما بين عبادة وتناول مباح ، وزيادة عامة ، وهكذا ، يوز

cنفسه cواستقبال ضيوف ، ورياضة ونزهة ، فسوف يجد بة مشرقة ؛ لأنها تحب التنويع وتستملحc الجديد . متوث

*************************************دع القلق

Page 63: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن63

: cلا تحزن ، فإن ربك يقول : وهذا عام لكل من حمل ﴾ ألم نشرح لك صدرك ﴿

الحق وأبصر النور ، وسلك الهcدى . أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور﴿

به فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ﴾من ر : إذايها . فهناك حق يشرحc الصدور ، وباطل يقس

﴿ : ﴾فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلامفهذا الدينc غاية لا يصلc إليها إلا المسدد .

cها كل من يتيقن ﴾ لا تحزن إن الله معنا ﴿ : يقولرعاية الله ، وولايته ولطفه ونصره.

﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله

cه تحميك . ﴾ونعم الوكيل cه تكفيك ، وولايت : كفايت يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من﴿

: وكل من سلك هذه الجادة حصل على هذا ﴾المؤمنين الفوز . : وما سواهc ﴾ وتوكل على الحي الذي لا يموت﴿

ت غيرc حي ، زائل غيرc باق ، ذليل وليس بعزيز . فمي بالله ولا تحزن عليهم﴿ واصبر وما صبرك إلا

ا يمكرون} م { إن الله مع127ولا تك في ضيق محسنون الذين هم م : فهذه معيتهc ﴾الذين اتقوا و

الخاصةc لأوليائه بالحفظ والرعاية والتأييد والولاية ، بحسبتقواهم وجهادهم .

ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم﴿ؤمنين : علوا في العبودية والمكانة . ﴾م

أذى وإن يقاتلوكم يولوكم﴿ وكم إلا لن يضر. ﴾الأدبار ثم لا ينصرون

كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز﴿﴾ .

Page 64: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن64

إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة﴿. ﴾الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

وهذا عهد لن يخلف ، ووعد لن يتأخر . وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد}﴿

. ﴾{فوقاه الله سيئات ما مكروا44. ﴾ وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴿

، cإلا يوما واحدا فحسب cلا تحزن وقدر أنك لا تعيش فلماذا تحزنc في هذا اليوم ، وتغضبc وتثورc ؟!

)) إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذافي الأثر : . أمسيت فلا تنتظر الصباح ((

أن تعيش في حدود يومك فحسبc ، فلاوالمعنى : : cتذكر الماضي ، ولا تقلق من المستقبل . قال الشاعر

ما مضى فاتوالمؤمل غيب

ولك الساعةc التير الماضي ، واجترارأنت فيها إن الاشتغال بالماضي ، وتذك

المصائب التي حدثت ومضت ، والكوارث التي انتهت ، إنماهو ضرب من الحcمق والجنون .

يقول المثلc الصيني : لا تعبر جسرا حتى تأتيه . ومعنى ذلك : لا تستعجل الحوادث وهمومها وغمومها

حتى تعيشها وتدركها . يقولc أحدc السلف : يا ابن آدم ، إنما أنت ثلاثةc أيام :

ك وقد ولى ، وغدcك ولم يأت ، ويومcك فاتق الله فيه . cأمس كيف يعيشc من يحملc هموم الماضي واليوم والمستقبل

؟! كيف يرتاحc من يتذكرc ما صار وما جرى ؟! فيعيدهc علىذاكرته ، ويتألمc لهc ، وألمcه لا ينفعcه ! .

)) إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذاومعنى : : أي : أن تكونc قصيرأمسيت فلا تنتظر الصباح ((

cحسنc العمل ، فلا تطمح بهمومك الأمل ، تنتظرc الأجل ، وت لغير هذا اليوم الذي تعيشc فيه ، فتركز جهودك عليه ،

نا خcلقك مهتما ب أعمالك ، وتصب اهتمامك فيه ، محس cرت وتبصحتك ، مصلحا أخلاقك مع الآخرين .

Page 65: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن65

*************************************وقفــة

لأن القضاء مفروغ منهc ، والمقدورc واقع ،لا تحزن : والأقلامc جفت ، والصحفc طcويت ، وكل أمر مستقر ،

cنقصc cك لا يقدمc في الواقع شيئا ولا يؤخرc ، ولا يزيدc ولا ي فحزن .

لأنك بحزنك تريدc إيقاف الزمن ، وحبسلا تحزن : الشمس ، وإعادة عقارب الساعة ، والمشي إلى الخلف ،

ورد النهر إلى منبعه . cفسدc الهواء ،لا تحزن : لأن الحزن كالريح الهوجاء ت

رc السماء ، وتكسرc الورود اليانعة في cبعثرc الماء ، وتغي وتاء . الحديقة الغن لأن المحزون كالنهر الأحمق ينحدرc منلا تحزن :

البحر ويصب في البحر ، وكالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، وكالنافخ في قربة مثقوبة ، والكاتب بإصبعه على

الماء . cك وراحةc بالك ،لا تحزن : فإن عمرك الحقيقي سعادت

ع cنفق أيامك في الحزن ، وتبذر لياليك في الهم ، وتوز فلا ت ساعاتك على الغموم ولا تسرف في إضاعة حياتك ، فإن

الله لا يحب المسرفين . ******************************

لفرح بتوبة الله عليك ألا يشرحc صدرك ، ويزيلc همك وغمك ، ويجلبc سعادتك

ك جل في علاه : قل يا عبادي الذين أسرفوا﴿قولc ربحمة الله إن الله على أنفسهم لا تقنطوا من ر

حيم ؟ ﴾يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الر تأليفا لقلوبهم ، وتأنيسا لأرواحهم ،«يا عبادي»فخاطبهcم بـ

وخص الذين أسرفcوا ، لأنهمc المكثرون من الذنوب والخطايا

Page 66: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن66

فكيف بغيرهم ؟! ونهاهم عن القنوط واليأس من المغفرةها لمن تاب ، كبيرها وصغيرها ، وأخبر أنه يغفرc الذنوب كل

الـ »دقيقها وجليلها . ثم وصف نفسه بالضمائر المؤكدة ، و إنه هو ﴿« التعريف التي تقتضي كمال الصفة ، فقال :

حيم . ﴾ الغفور الر والذين إذا ﴿ألا تسعدc وتفرحc بقوله جل في علاه :

فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله الله ولم فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا

وا على ما فعلوا وهم يعلمون ؟! ﴾ يصر ومن يعمل سوءا أو يظلم ﴿وقوله جل في علاه :

حيما ؟! ﴾نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رر ﴿وقوله : إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه نكف

؟! ﴾ عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ﴿وقوله عز من قائل :

سول جآؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرحيما ابا ر ؟! ﴾لوجدوا الله تو

ار لمن تاب وآمن وعمل ﴿وقوله تعالى : وإني لغف؟! ﴾ صالحا ثم اهتدى

رب إني﴿ولما قتل موسى عليه السلامc نفسا قال : .﴾ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له فغفرنا له ذلك ﴿وقال عن داود بعدما تاب وأناب : . ﴾ وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب

سبحانهc ما أرحمهc وأكرمهc !! حتى إنه عرض رحمته لقد كفر ﴿ومغفرته لمن قال يلبتثليث ، فقال عنهم :

إلـه الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إلـه إلان الذين ا يقولون ليمس واحد وإن لم ينتهوا عم

{ أفلا يتوبون إلى الله73كفروا منهم عذاب أليم}حيم . ﴾ ويستغفرونه والله غفور ر

cويقول : cيقول الله تبارك فيما صح عنه (( وتعالى : يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا

Page 67: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن67

غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني

غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك

. بقرابها مغفرة (( cوفي الصحيح عنه : إن الله يبسط يده أنه قال ((

بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من

. مغربها (( )) يا عبادي ، إنكم تذنبونوفي الحديث القدسي :

بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، . فاستغفروني أغفر لكم ((

)) والذي نفسي بيده ، لووفي الحديث الصحيح : لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم آخرين يذنبون

.، فيستغفرون الله ، فيغفر لهم (( )) والذي نفسي بيده لو لموفي حديث صحيح :

تذنبوا لخفت عليكم ما هو أشد من الذنب ، وهو . العجب ((

)) كلكم خطاء ، وخيروفي الحديث الصحيح : . الخطائين التوابون ((

)) لله أفرح بتوبة عبده من أنه قال : وصح عنه أحدكم كان على راحلته ، عليها طعامه وشرابه ،

فضلت منه في الصحراء ، فبحث عنها حتى أيس ، فنام ثم استيقظ فإذا هي عند رأسه ، فقال :

دة اللهم أنت عبدي ، وأنا ربك . أخطأ من ش . الفرح ((

)) إن عبدا أذنب ذنبا فقال : أنه قال : وصح عنه اللهم اغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم أذنب ذنبا ، فقال : اللهم اغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم أذنب ذنبا ، فقال : اللهم

Page 68: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن68

اغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . فقال الله عز وجل علم عبدي أن له ربا يأخذ بالذنب،

. ويعفو عن الذنب ، فليفعل عبدي ما شاء(( ما دام أنهc يتوبc ويستغفرc ويندمc ، فإنيوالمعنى :

أغفرc له . ***************************************

كل شيء بقضاء وقدر كل شيء بقضاء وقدر ، وهذا معتقدc أهل الإسلام ، أتباع

؛ أنهc لا يقعc شيء في الكون إلا بعلم اللهرسول الهدى وبإذنه وبتقديره .

ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في ﴿ أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك

. ﴾ على الله يسير. ﴾ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴿ن الخوف والجوع ونقص ﴿ ولنبلونكم بشيء م

ابرين ر الص ن الأموال والأنفس والثمرات وبش . ﴾ م )) عجبا لأمر المؤمن !! إن أمرهوفي الحديث :

اء شكر فكان خيرا له ، كله له خير ، إن أصابته سراء صبر فكان خيرا له ، وليس ذلك وإن أصابته ضر

. إلا للمؤمن (( )) إذا سألت فاسأل الله ، أنه قال : وصح عنه

وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن

وك إلا بشيء قد كتبه الله وك بشيء لم يضر يضرت الصحف (( . عليك ، رفعت الأقلام ، وجف

)) واعلم أن ما أصابكوفي الحديث الصحيح أيضا : .لم يكنع ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ((

Page 69: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن69

)) جف القلم يا أبا هريرة أنه قال : وصح عنه . بما أنت لاق ((

)) احرص على ما ينفعك ، أنهc قال : وصح عنه واستعن بالله ولا تعجز ، ولا تقل : لو أني فعلت

كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء. فعل ((

)) لا يقضي الله قضاء : وفي حديث صحيح عنه . للعبد إلا كان خيرا له ((

سcئل شيخc الإسلام ابنc تيمية عن المعصية : هل هي خير للعبد ؟ قال : نعم بشرطها من الندم والتوبة ، والاستغفار

والانكسار . cه سبحانه : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو ﴿وقول

خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله. ﴾ يعلم وأنتم لا تعلمون

هي المقاديرc فلcمنيأو فذر

تجري المقاديرc على*****************************************غرز الإبرانتظر الفرج

أفضل العبادة :»في الحديث عند الترمذي : بح بقريب ﴿. « انتظار الفرج ﴾ . أليس الص

صcبحc المهمومين والمغمومين لاح ، فانظر إلى الصباح ،اح . وارتقب الفتح من الفت

: cالعرب cانقطع « . تقول cإذا اشتد الحبل «مت الأمورc ، فانتظر فرجا ومخرجا .والمعنى : إذا تأز

ومن يتق الله يجعل له ﴿وقال سبحانهc وتعالى : cه: ﴾مخرجا ر عنه ﴿. وقال جل شأن ومن يتق الله يكف

ومن يتق الله يجعل له ﴿. ﴾ سيئاته ويعظم له أجرا. ﴾ من أمره يسرا

: cوقالت العربه ه الغمراتc ثم ينجلين ثم يذهبن ولا يجن

Page 70: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن70

: cوقال آخر كم فرج بعد إياس قد

أتى وكم سرور قد أتى بعد

الأسى من يحسن الظن بذيالعرش جنى

لو الجنى الرائق من cح فا شوك الس )) أنا عند ظن عبدي بي ،وفي الحديث الصحيح :

.فليظن بي ما شاء ((سل وظنوا أنهم قد ﴿ حتى إذا استيأس الر

ي من نشاء . ﴾كذبوا جاءهم نصرنا فنج : cسبحانه c{ إن مع5 فإن مع العسر يسرا} ﴿وقوله

. ﴾ العسر يسراcهc حديثا - : )) لنقال بعضc المفسرين – وبعضcهcم يجعل

. يغلب عسر يسرين (( : cوقال سبحانه﴿ . ﴾ لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

إن ﴿. ﴾ألا إن نصر الله قريب﴿وقال جل اسمcه: ن المحسنين .﴾رحمت الله قريب م

)) واعلم أن النصر معوفي الحديث الصحيح : بر ، وأن الفرج مع الكرب (( . الص

: cوقال الشاعر إذا تضايق أمرفانتظر فرحا

cالأمر أدناه cفأقرب إلى الفرج : cوقال آخر

سهرت أعين ونامتcعيون

في شؤون تكونc أوcلا تكون فدع الهم ما

استطعت فحمـcنونcك الهموم جc ـلان

إن ربا كفاك ما كانبالأمـ

ـس سيكفيك في غدcما يكون : cوقال آخر

دع المقادير تجريتها في أعن

ولا تنامن إلا خاليالبال ما بين غمضة عين

وانتباهتها يغيرc اللهc من حال

************************************إلى حال وقفــة

Page 71: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن71

فإن أموالك التي في خزانتك وقصوركلا تحزن : السامقة ، وبساتينك الخضراء ، مع الحزن والأسى واليأس :

زيادة في أسفك وهمك وغمك . فإن عقاقير الأطباء ، ودواء الصيادلة ،لا تحزن :

ووصفة الطبيب لا تسعدcك ، وقد أسكنت الحزن قلبك ،وفرشت له عينك ، وبسطت له جوانحك ، وألحفته جلدك .

cجيدc الانطراح علىلا تحزن : وأنت تملكc الدعاء ، وتcحسنc المسكنة على أبواب ملكعتبات الربوبية ، وت

الملوك ، ومعك الثلثc الأخيرc من الليل ، ولديك ساعةc تمريغالجبين في السجود .

فإن الله خلق لك الأرض وما فيها ، وأنبتلا تحزن : لك حدائق ذات بهجة ، وبساتين فيها من كل زوج بهيج ، ونخلا باسقات له طلع نضيد ، ونجوما لامعات ، وخمائل

ك تحزن !! وجداول ، ولكن فأنت تشربc الماء الزلال ، وتستنشقcلا تحزن :

الهواء الطلق ، وتمشي على قدميك معافى ، وتنام ليلك آمنا.

***************************************أكثر من الاستغفار

ارا} ﴿ {10فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفدرارا} ماء عليكم م { ويمددكم بأموال11يرسل الس

. ﴾وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا فأكثر من الاستغفار ، لترى الفرح وراحة البال ، والرزق

الحلال ، والذرية الصالحة ، والغيث الغزير . وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم﴿

تاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل م. ﴾فضله

Page 72: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن72

)) من أكثر من الاستغفار جعلوفي الحديث : الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق

. مخرجا (( ))وعليك بسيد الاستغفار ، الحديثc الذي في البخاري :

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي

. فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت((**********************************

عليك بذكر الله دائما .﴾ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ﴿قال سبحانه :

يا أيها الذين﴿. وقال : ﴾فاذكروني أذكركم﴿وقال : { وسبحوه بكرة41آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}

يا أيها الذين آمنوا لا﴿. وقال سبحانه : ﴾وأصيلا ﴿. وقال : ﴾تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله

بك إذا نسيت وسبح بحمد ربك﴿. وقال : ﴾واذكر ر { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم48حين تقوم}

يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة ﴿. وقال سبحانه : ﴾. ﴾فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون

)) مثل الذي يذكر ربهوفي الحديث الصحيح : . والذي لا يذكر ربه ، مثل الحي والميت ((

دون (( : وقوله . قالوا : ما)) سبق المفرالمفردون يا رسول الله ؟ قال )) الذاكرون الله كثيرا

. والذاكرات (( )) ألا أخبركم بأفضل أعمالكموفي حديث صحيح :

، وأزكاها عند مليككم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا

؟ قالوا : بلى يا رسولأعناقهم ويضربوا أعناقكم (( . )) ذكر الله ((الله . قال :

Page 73: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن73

فقال :وفي حديث صحيح : أن رجلا أتى إلى رسول cثرت علي ، وأنا كبرتc يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد ك

ثc به . قال : )) لا يزال لسانكفأخبرني بشيء أتشب . رطبا بذكر الله ((

*****************************************لا تيأس من روح الله

القوم الكافرون ﴿ وح الله إلا إنه لا ييأس من ر﴾ .

سل وظنوا أنهم قد ﴿ حتى إذا استيأس الر. ﴾ كذبوا جاءهم نصرنا

يناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ﴿ . ﴾ ونج { هنالك ابتلي10وتظنون بالله الظنونا} ﴿

. ﴾المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا******************************************

اعف عمن أساء إليك ثمنc القصاص الباهظ ، وهو الذي يدفعcه المنتقمc من

الناس ، الحاقدc عليهم : يدفعcه من قلبه ، ومن لحمه ودمه ، من أعصابه ومن راحته ، وسعادته وسروره ، إذا أراد أنيتشفى ، أو غضب عليهم أو حقد . إنه الخاسرc بلا شك . وقد أخبرنا اللهc سبحانه وتعالى بدواء ذلك وعلاجه ،

. ﴾ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ﴿فقال : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن﴿وقال : . ﴾الجاهلين ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك﴿وقال :

﴾ . وبينه عداوة كأنه ولي حميم *************************************

عندك نعم كثيرة

Page 74: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن74

ر في نعم الله الجليلة وفي أعطياته الجزيلة ، فكcرهc على هذه النعم ، واعلم أنك مغمور بأعطياته . واشك

﴿قال سبحانه وتعالى : وإن تعدوا نعمة الله لا. ﴾ تحصوها

. ﴾ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ﴿وقال : . ﴾ وما بكم من نعمة فمن الله ﴿وقال سبحانه :

ألم نجعل ﴿وقال سبحانه وهو يقررc العبدc بنعمه عليه : { وهديناه9{ ولسانا وشفتين}8له عينين}

. ﴾ النجدين نعمةc الحياة ، ونعمةc العافية ، ونعمةcنعم تترى :

السمع ، ونعمةc البصر ، واليدين والرجلين ، والماء والهواء ،ها نعمةc الهداية الربانية: .) الإسلام (والغذاء ، ومن أجل

cد بليون يقولc أحدc الناس : أتريدc بليون دولار في عينيك ؟ أتري دولار في أذنيك ؟ أتريدc بليون دولار في رجليك ؟ أتريدc بليون

دولار في يديك ؟ أتريدc بليون دولار في قلبك ؟ كم منكرها !! . cالأموال الطائلة عندك وما أديت ش

****************************************الدنيا لا تستحق الحزن عليها إن مما يثبتc السعادة وينميها ويعمقcها : أن لا تهتم

. cالهمة العالية همه الآخرة cبتوافه الأمور ، فصاحبcوصي أحد إخوانه : اجعل الهم قال أحدc السلف وهو ي

هما واحدا ، هم لقاء الله عز وجل ، هم الآخرة ، هم الوقوف . ﴾ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ﴿بين يديه ،

فليس هناك هموم إلا وهي أقل من هذا الهم ، أي هم هذه الحياةc ؟ مناصبها ووظائفها ، وذهبها وفضتها وأولادها ،

وأموالها وجاهها وشهرتها وقصورها ودورها ، لا شيء !! ﴿واللهc جل وعلا قد وصف أعداءهc المنافقين فقال :

تهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ، فهمهم : ﴾أهمcهم ، وليست لهم همم عالية أبدا ! cهم وشهوات هم وبطون cأنفس

Page 75: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن75

الناس نحت الشجرة انفلت أحدc المنافقين يبحثcولما بايع عن جمل لهc أحمر ، وقال : لحcصولي على جملي هذا أحب

cم . فورد : صاحبإلي من بيعتك كم مغفور له إلا » كل. الجمل الأحمر «

إن أحد المنافقين أهمتهc نفسهc ، وقال لأصحابه : لا﴿تنفروا في الحر . فقال سبحانه : قل نار جهنم أشد حرا

﴾ . : cه ، ﴾ ائذن لي ولا تفتني ﴿وقال آخر cوهمه نفس . ﴿فقال سبحانه : . ﴾ ألا في الفتنة سقطوا

cهcم وأهلوهم : شغلتنا أموالنا ﴿وآخرون أهمتهcم أموال . إنها الهمومc التافهةc الرخيصةc ، ﴾ وأهلونا فاستغفر لنا

ءc فإنهم cها التافهون الرخيصون ، أما الصحابة الأجلا التي يحمليبتغون فضلا من الله ورضوانا .

**********************************لا تحزن واطرد الهم

راحةc المؤمن غفلة ، والفراغc قاتل ، والعطالةc بطالة ، وأكثرc الناس هموما وغموما وكدرا العاطلون الفارغون .

والأراجيفc والهواجسc رأسc مال المفاليس من العمل الجادالمثمر .

ح ، واكتب ك واعمل ، وزاول وطالع ، واتلc وسب فتحرر ، واستفد من وقتك ، ولا تجعل دقيقة للفراغ ، إنك يوم cوز

، cوالوساوس cعليك الهم والغم ، والهاجس cيدخل cتفرغ وتصبحc ميدانا لألاعيب الشيطان .

*************************************اطلب ثوابك من ربك

اجعل عملك خالصا لوجه الله ، ولا تنتظر شكرا من أحد ، ولا تهتم ولا تغتم إذا أحسنت لأحد من الناس ، ووجدته

Page 76: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن76

لئيما ، لا يقدر هذه اليد البيضاء ، ولا الحسنة التي أسديتهاإليه ، فاطلب أجرك من الله . ن الله ﴿يقول سبحانه عن أوليائه : يبتغون فضلا م

وما أسألكم ﴿. وقال سبحانه عن أنبيائه : ﴾ورضوانا ن أجر فهو لكم ﴿. ﴾ عليه من أجر . ﴾قل ما سألتكم م

إنما نطعمكم ﴿. ﴾وما لأحد عنده من نعمة تجزى ﴿ . ﴾لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا

: cقال الشاعر من يفعل الخير لا

cيعدم جوازيه لا يذهبc العcرفc بين

cثيبc ويعطي ويمنحcالله والناس فعامل الواحد الأحد وحدهc فهو الذي ي، ويعاقبc ويحاسبc ، ويرضى ويغضبc ، سبحانهc وتعالى .

قcتل شهداءc بقندهار ، فقال عمرc للصحابة : من القتلى ؟ فذكروا لهc الأسماء ، فقالوا : وأناس لا تعرفcهم . فدمعت عينا

عمر ، وقال : ولكن الله يعلمcهم . ) من أفخروأطعم أحدc الصالحين رجلا أعمى فالوذجا

! cه : هذا الأعمى لا يدري ماذا يأكلc الأكلات ( ، فقال أهلفقال : لكن الله يدري !

ما دام أن الله مcطلع عليك ويعلمc ما قدمته من خير ، وما عملته من بر وما أسديتهc من فضل ، فما عليك من

الناس . ********************************لوم اللائمين وعذل العذال

أذى ﴿ وكم إلا ا ﴿ ﴾ لن يضر م ولا تك في ضيق م ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى ﴿. ﴾ يمكرون

ا قالوا ﴿. ﴾ بالله وكيلا أه الله مم . ﴾ فبر لا يضر البحر أمسى

زاخرا أن رمى فيه غلام

)) لا قال : : وفي حديث حسن أن الرسول بحجر تبلغوني عن أصحابي سوءا ، فإني أحب أن أخرج

در (( . إليكم وأنا سليم الص

Page 77: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن77

*********************************** لا تحزن من قلة ذات اليد ، فإن

القلة معها السلامة، cفيها السلامة cة كلما ترفه الجسمc تعقدت الروحc ، والقل

والزهدc في الدنيا راحة عاجلة يقدمها اللهc لمن شاء من. ﴾ إنا نحن نرث الأرض ومن عليها ﴿عباده :

قال أحدcهم : ذاك النعيمc الأجلماء وخبز وظل

ي إن قلتc إني مcقلكفرتc نعمة ربما هي الدنيا إلا ماء بارد وخبز دافئ ، وظل وارف !!

وقال الشافعي : أمطري لؤلؤا سماء

سرنديـ ـب وفيضي آبار

ور تبرا cتكر cلست cأنا إن عشت أعدمc قوتا

cوإذا مت لست أعدمc قبرا همتي همةc الملوك

ونفسي نفسc حر ترىcفرا ة ك ةc الواثقين بمبادئهم ، الصادقين في دعوتهم ،المذل إنها عز

الجادين في رسالتهم . *********************************

ا يتوقع لا تحزن مم ! cخاف لا يكونc وcجد في التوراة مكتوبا : أكثرc ما ي ومعناهc : إن كثيرا مما يتخوفcهc الناسc لا يقعc ، فإنcر من الحوادث في الأعيان . الأوهام في الأذهان ، أكث

إذا جاءك حدث ، وسمعت بمصيبة ، فتمهل وتأن ولا تحزن ، فإن كثيرا من الأخبار والتوقعات لا صحة لها ، إذا

cبحثc عنهc، وإذا لم يكن فأين كان هناك صارف للقدر فييكونc؟!

أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد} ﴿. ﴾{فوقاه الله سيئات ما مكروا 44

Page 78: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن78

***********************************اد نقد أهل الباطل والحس

فإنك مأجور – من نقدهم وحسدهم – على صبرك ، ثم إن نقدهcم يساوي قيمتك ، ثم إن الناس لا ترفسc كلبا ميتا ،

اد لهم . والتافهين لا حcسقال أحدcهم :

إن العرانين تلقاهادة مcحس

ولا ترى للئام الناسادا حcس وقال الآخر :

حسدcوا الفتى إذ لم cينالوا سعيه

cأعداء له cفالناس cوخصوم كضرائر الحسناء

قcلن لوجههاcحسدا ومقتا إنه

cلذميم وقال زهير : دcون على ما مcحس

كان من نعم لا ينزعc الله منهم ما

له حcسدوا : cوقال آخر هم يحسدوني على

موتي فوا أسفا حتى على الموت لا

أخلو من الحسد : cالشاعر cوقال وشكوت من ظلم

الوشاة ولن تجدcصيب ذا سؤدد إلا أ

د بحcس لا زلت ياسبط الكرام دا محس

cغير cالمسكين cوالتافه د سأل موسى رب أن يكف ألسنة الناس عنهc ، فقال اللهcمحس

)) يا موسى ، ما اتخذت ذلك لنفسي ،عز وجل : إني أخلقهم وأرزقهم ، وإنهم يسبونني

!! ويشتمونني (( cوصح عنه : قال cيقول الله عز وجل : أنه ((

يسبني ابن آدم ، ويشتمني ابن آدم ، وما ينبغي له ذلك ، أم سبه إياي فإنه يسب الدهر ، وأنا الدهر ، أقلب الليل والنهار كيف أشاء ، وأما شتمه إياي ،

فيقول : إن لي صاحبة وولدا، وليس لي صاحبة ولا. ولد((

Page 79: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن79

إنك لن تستطيع أن تعتقل ألسنة البشر عن فري عرضك ، ولكنك تستطيعc أن تفعل الخير ، وتجتنب كلامهم

ونقدهم . قال حاتم :

وكلمة حاسد منغير جرم

سمعتc فقلتc مريفانفذيني وعابوها علي ولم

تعبني ولم يند لها أبدا

جبيني : cوقال آخر ولقد أمر علىني ب cالسفيه يس

فمضيتc ثمة قلتc لايعنيني وقال ثالث :

فيهc فلا إذا نطق السcجبهc ت

فخير من إجابتهcإن التافهين والمخوسين يجدون تحديا سافرا من النبلاءالسكوت

واللامعين والجهابذة . cدل إذا محاسني اللائي أ

بها كانت ذنوبي فقcل لي

؟! cالثراء في الغالب يعيشون اضطرابا ، إذا ارتفعتكيف أعتذر cأهل ويل لكل همزة ﴿أسهمcهم انخفض ضغطc الدم عندهم ،

{ يحسب أن2{ الذي جمع مالا وعدده}1لمزة}. ﴾ { كلا لينبذن في الحطمة3ماله أخلده}

يقولc أحدc أدباء الغرب : افعل ما هو صحيح ، ثم أدرظهرك لكل نقد سخيف !

لا ترد على كلمة جارحةومن الفوائد والتجارب : فيك ، أو مقولة أو قصيدة ، فإن الاحتمال دفنc المعايب ،

والحلم عز ، والصمت يقهرc الأعداء ، والعفو مثوبة وشرف ، ونصفc الذين يقرؤون الشتم فيك نسوهc ، والنصفc الآخرc ما

خ cرس قرؤوه ، وغيرهم لا يدرون ما السببc وما القضيةc ! فلا تذلك أنت وتعمقهc بالرد على ما قيل .

يقولc أحدc الحكماء : الناسc مشغولون عني وعنك بنقصcسيهم موتي وموتك . خبزهم ، وإن ظمأ أحدهم ين

Page 80: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن80

بيت فيه سكينة مع خبز الشعير ، خير من بيت مليء بأعداد شهية من الأطعمة ، ولكنه روضة للمشاغبة والضجيج

.***********************************

وقفــة فإن المرض يزولc ، والمصاب يحولc ،لا تحزن :

cفك ، والغائب cقضى ، والمحبوس ي cغفرc ، والدين ي والذنب ييقدمc ، والعاصي يتوبc ، والفقير يغتني .

أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشعc ،لا تحزن : ، cوالليل البهيم كيف ينجلي ، والريح الصرصر كيف تسكن ك cك إلى رخاء ، وعيشcوالعاصفة كيف تهدأ ؟! إذا فشدائد

إلى هناء ، ومستقبلcك إلى نعماء .cلا تحزن : cهc وارفc الظل ، وظمأ لهيبc الشمس يطفئ

cبز cها الخc ن cسك cبردcه الماءc النميرc ، وعضة الجوع ي الهاجرة يcهc نوم لذيذ ، وآلامc المرض الدافئc ، ومعاناةc السهر يعقبcقليلا والانتظار cالعافية ، فما عليك إلا الصبر cلها لذيذc cزي ي

لحظة . فقد حار الأطباءc ، وعجز الحكماءc ، ووقفلا تحزن :

cمام نفاذ القدرة ، العلماءc ، وتساءل الشعراء ، وبارت الحيل أووقوع القضاء ، وحتمية المقدور قال علي بنc جبلة :

cعسى فرج يكون عسى

نعللc نفسنا بعسى ـت هما يقبضcفلا تقنط وإن لاقيـ

فسا الن cما يكون cفأقرب المر

ءc من فرج إذا يئسا ***************************************اختر لنفسك ما اختاره الله لك

قم إن أقامك ، واقعد إن أقعدك ، واصبر إذا أفقرك ،واشكر إذا أغناك .

Page 81: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن81

فهذه من لوازم : )) رضيتc بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، نبيا (( . وبمحمد

قال أحدcهcم : ر لك أمرا cدب فأولوا التدبير هلكىلا ت

ا إن وارض عنحكمنا

نحنc أولى بك منكا***************************************

فات الناس لا تراقب تصرهم لا يملكون ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا فإن

نشورا ، ولا ثوابا ولا عقابا . قال أحدcهم :

من راقب الناسمات هما

cوفاز باللذة الجسورار : وقال بش

من راقب الناس لميظفر بحاجته

وفاز بالطيباتcهج قال إبراهيمc بن أدهم : نحن في عيش لو علم بهالفاتكc الل

الملوكc لجالدونا عليه بالسيوف . وقال ابنc تيمية : إنه ليمر بالقلب حال ، أقولc : إن كان

أهلc الجنة في مثل حالنا إنهم في عيش طيب . قال أيضا : إنه ليمر بالقلب حالات يرقصc طربا ، من

الفرح بذكره سبحانه وتعالى والأنس به . cدخل السجن ، وقد أغلق وقال ابنc تيمية أيضا عندما أ

فضرب بينهم بسور له باب ﴿السجانc الباب ، قال حمة وظاهره من قبله العذاب . ﴾ باطنه فيه الر

وقال وهو في سجنه : ماذا يفعلc أعدائي بي ؟! أناى سرتc فهي معي ، إن قتلي جنتي وبستاني في صدري ، أن

شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة وسجني خلوة . يقولون : أي شيء وجد من فقد الله ؟! وأي شيء فقد

من وجد الله ؟! لا يستويان أبدا ، من وجد الله وجد كلشيء ، ومن فقد الله فقد كل شيء .

Page 82: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن82

)) لإن أقول : سبحان الله ، والحمد لله : يقول ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أحب إلي مما طلعت

. عليه الشمس (( قال أحدc السلف عن الأثرياء وقصورهم ودورهم

cويشربون ، وننظر ، cويأكلون ، ونشرب cوأموالهم : نأكل cحاسبون . cحاسبc وي وينظرون ، ولا ن

ة ﴿ ﴾ ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مر.

. ﴾ صدق الله رسوله ﴿المؤمنون يقولون : ﴿والمنافقون يقولون : ا وعدنا الله ورسوله إلا غرورا م

﴾ .cها وتفكر cالتي تستثمر cك من صنع أفكارك فالأفكارc حيات

ها هي التي تؤثرc في حياتك ، سواء كانت في cفيها وتعيش سعادة أو شقاوة .

cترت يقولc أحدcهم : إذا كنت حافيا ، فانظر لمن بك على نعمة الرجلين . ساقاه ، تحمد رب

: cقال الشاعرc الهولc قلبي لا يملأ

قبل وقعته ولا أضيقc به ذرعا

************************************إذا وقعا أحسن إلى الناس

فإن الإحسان على الناس طريق واسعة من طرق )) إن الله يقول لعبدهالسعادة . وفي حديث صحيح :

وهو يحاسبه يوم القيامة : يا ابن آدم ، جعت ولم تطعمني . قال : كيف أطعمك وأنت رب

العالمين ؟! قال : أما علمت أن عبدي فلان ابن فلان جاع فما أطعمته ، أما إنك لو أطعمته وجدت

ذلك عندي . يا ابن آدم ، ظمئت فلم تسقني . قال : كيف أسقيك وأنت رب العالمين! قال : أما

علمت أن عبدي فلان ابن فلان ظمئ فما أسقيته ،

Page 83: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن83

أما إنك لو أسقيته وجدت ذلك عندي . يا ابن آدم ، مرضت فلم تعدني . قال : كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟! قال : أما علمت أن عبدي فلان ابن فلان مرض فما عدته ، أما إنك لو عدته وجدتني

. عنده ؟! (( هنا لفتة وهي وجدتني عندهc ، ولم يقل كالسابقتين :

cهم ، كالمريض . وجدته عندي ؛ لأن الله عند المنكسرة قلوب . واعلم أن)) في كل كبد رطبة أجر ((وفي الحديث :

أدخل امرأة بغيا من بني إسرائيل الجنة ، لأنها سقت كلبا على ظمأ . فكيف بمن أطعم وسقى ، ورفع الضائقة وكشف

cربة ؟! الك cوقد صح عنه : قال cمن كان له فضل زاد أنه ((

فليعد به على من لا زاد له ، ومن كان له فضل . أي ليس لهcظهر فليعد به على من لا ظهر له ((

مركوب . cوصي خادمهc وقد قال حاتم في أبيات لهc جميلة ، وهو ي

cأن يلتمس ضيفا يقول أوقد فإن الليل ليل

قر إذا أتى ضيف فأنت

حcر ويقول لامرأته : إذا ما صنعت الزاد

cفالتمسي لهcأكيلا فإني لست

cهc وحدي آكل وقال أيضا : أماوي إن المال غاد

ورائح ويبقى من المال cوالذكر cالأحاديث cغني الثراءc أماوي ما ي

عن الفتى إذا حشرجت يوماcوضاق بها الصدر

ويقول : فما زادنا فخرا على

ذي قرابة غنانا ولا أزرى

cبأحسابنا الفقر وقال عروةc بنc حزام c مني أن سمنت أتهزأ

وأن ترى بوجهي شحوب الحق

cوالحق جاهد

Page 84: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن84

عc جسمي في أوزجسوم كثيرة

وأحسو قراح الماء cبارد cطعموالماءc وكان ابنc المبارك لهc جار يهودي ، فكان يبدأ في

اليهودي قبل أبنائه ، ويكسوه قبل أبنائه ، فقالوا لليهودي :cها ، وألف بعنا دارك . قال : داري بألفي دينار ، ألف قيمت جوارc ابن المبارك ! . فسمع ابن المبارك بذلك ، فقال :

اللهم اهده إلى الإسلام . فأسلم بإذن الله !. ومر ابنc المبارك حاجا بقافلة ، فرأى امرأة أخذت غcرابا

ميتا من مزبلة ، فأرسل في أثرها غلامه فسألها ، فقالت :cلقى بها . فدمعت عيناهc ، وأمر ما لنا منذc ثلاثة أيام إلا ما ي بتوزيع القافلة في القرية ، وعاد وترك حجته تلك السنة ،

فرأى في منامه قائلا يقولc : حج مبرور ، وسعي مشكور ،وذنب مغفور .

ويؤثرون على أنفسهم ولو ﴿ويقولc اللهc عز وجل : . ﴾ كان بهم خصاصة وقال أحدcهcم : إني وأن كنتc امرأ

متباعدا عن صاحبي فيأرضه وسمائه لمفيدهc نصري

وكاشفc كربه ومجيبc دعوتهوصوتc ندائه وإذا ارتدى ثوبا

جميلا لم أقل يا ليت أن على يا لله ما أجمل الخلcق ! وما أجل المواهب ! وما أحسنفضل كسائه

السجايا ! cعلى فعل الجميل احد ولو أسرف ، وإنما الندم cلا يندم

على فعل الخطأ وإن قل . وقال أحدcهcم في هذا المعنى :

الخيرc أبقى وإنطال الزمانc به

والشر أخبثc ما*****************************************أوعيت من زاد

إذا صكت أذانك كلمة نابية احرص على جمع

الفضائل واهجر ملامة منتشفى أو حسد

Page 85: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن85

واعلم بأن العمرموسمc طاعة

قcبلت وبعد الموت يقولc أحدc علماء العصر : إن على أهل الحساسيةينقطعc الحسد

المرهفة من النقد أن يسكبوا في أعصابهم مقادير منالبرود أمام النقد الظالم الجائر .

لله دو الحسد ما أعدله ، بدأ بصاحبه» وقالوا : . «فقتله

وقال المتنبي : cالفتى عمره cذكر

cه الثاني وحاجتcما فاته وفضول cالعيش أشغال

وقال علي رضي اللهc عنهc : الأجلc جنة حصينة . cات ، والشجاع وقال أحدc الحكماء : الجبانc يموتc مر

يموتc مرة واحدة . وإذا أراد الله بعباده خيرا في وقت الأزمات ألقى عليهم

النعاس أمنة منه، كما وقع النعاس على طلحة رضي اللهcحcد ، حتى سقط سيفcه مرات من يده ، أمنا وراحة عنه في أ

بال . وهناك نعاس لأهل البدعة ، فقد نعس شبيبc بنc يزيد

cهc غزالةc هي وهو على بغلته ، وكان من أشجع الناس ، وامرأت: cالشجاعة التي طردت الحجاج ، فقال الشاعر

أسد علي وفيالحروب نعامة

فتخاءc تنفرc منصفير الصافر هلا برزت إلى غزالة

في الوغى cك في أم كان قلب

جناحي طائر ﴿وقال اللهc تعالى عز وجل : قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله

ن عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم بعذاب متربصون . ﴾ م

﴿وقال سبحانه : وما كان لنفس أن تموت إلالا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته ؤج بإذن الله كتابا م

Page 86: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن86

منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزياكرين . ﴾ الش

: cوقال الشاعر أقولc لها وقد طارت

شعاعا من الأبطال ويحك

cراعي لن ت فإنك لو سألت بقاءيوم

عن الأجل الذي لكcطاعي لم ت فصبرا في مجال

الموت صبرا فما نيلc الخلود

بمستطاع وما ثوبc الحياةبثوب عز

cخلعc عن أخ الخنع في إي والله ، فإذا جاء أجلcهم لا يستأخرون عنه ساعة ولااليراع

يستقدمون . قال علي رضي اللهc عنه :

أي يومي منالموت افر

يوم لا قcدر أم يومقcدر cهc ومن المقدور لايوم لا قcدر لا أرهب

ينجو الحذرcوهب لكمc وقال أبو بكر رضي اللهc عنه : اطلبوا الموت ت

. cالحياة*********************************

وقفــة فإن الله يدافعc عنك، والملائكةc تستغفرc لك،لا تحزن :

يشفعcوالمؤمنون يشركونك في دعائهم كل صلاة ، والنبي ، والقرآنc يعدcك وعدا حسنا ، وفوق هذا رحمةc أرحم

الراحمين . فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائةلا تحزن :

ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئةc بمثلها إلا أن يعفو ربك ويتجاوز ، فكم لله من كرم ما سcمع مثله ! ومن جود لا

cه جcود! يقاربة وأهللا تحزن : فأنت من رواد التوحيد وحملة المل

، وتندمc إذاالقبلة ، وعندك أصلc حب الله وحب رسوله أذنبت ، وتفرحc إذا أحسنت ، فعندك خير وأنت لا تدري .

Page 87: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن87

فأنت على خير في ضرائك وسرائك ،لا تحزن : )) عجبا لأمروغناك وفقرك ، وشدتك ورخائك ،

المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك إلااء فشكر كان خيرا له ، وإن للمؤمن ،ن أصابته سر

اء فصبر فكان خيرا له (( . أصابته ضر***********************************

ل الشدائد الصبر على المكاره وتحمطريق الفوز والنجاح والسعادة

بالله ﴿ فصبر جميل ﴿ . ﴾ واصبر وما صبرك إلا﴿. ﴾ والله المستعان على ما تصفون فاصبر صبرا

واصبر على ﴿ . ﴾ سلام عليكم بما صبرتم ﴿ . ﴾ جميلا﴿ ﴾ ما أصابك . ﴾ اصبروا وصابروا ورابطوا

: cعنه cرضي الله cبالصبر أدركنا حسن العيش » قال عمر » .

، cفنون : الصبر cلأهل السنة عند المصائب ثلاثة والدعاءc ، وانتظارc الفرج .

: cوقال الشاعر سقيناهcمcو كأسا

سقونا بمثلهاcنا على نا ك ولكنالموت أصبر )) لا أحد أصبر على أذىوفي حديث صحيح :

سمعه من الله : إنهم يزعمون أن له ولدا : . وقال وصاحبة ، وإنه يعافيهم ويرزقهم ((

)) رحم الله موسى ، ابتلي باكثر من هذا . فصبر (( . )) من يتصبر يصبره الله (( : وقال

دببت للمجدوالساعون قد

جهد النفوس وألقوارا cزc دونهc الأ وكابدوا المجد حتى

هم cمل أكثر وعانق المجد منأوفى ومن صبرا لا تحسب المجد

cهc تمرا أنت آكل لن تبلغ المجد حتى

تلعق الصبرا

Page 88: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن88

cنالc بالأحلام ، ولا بالرؤيا في المنام ، إن المعالي لا تما بالحزم والعزم . وإن

************************************

لا تحزن من فعل الخلق معكوانظر إلى فعلهم مع الخالق

: cعند أحمد في كتاب الزهد ، أن الله يقول )) عجبا لك يا ابن آدم ! خلقتك وتعبد غيري ، ورزقتك

وتشكر سواي ، أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك ، وتتبغض إلي بالمعاصي وأنت فقير إلي ، خيري

ك إلي صاعد (( !! .إليك نازل ، وشر وقد ذكروا في سيرة عيسى عليه السلامc أنه داوى

ثلاثين مريضا ، وأبرأ عميان كثيرين ، ثم انقلبوا ضده أعداء . ************************************

ر الرزق لا تحزن من تعساق هو الواحدc الأحدc ، فعنده رزقc العباد ، وقد فإن الرز

ماء رزقكم وما توعدون ﴿تكفل بذلك ، . ﴾وفي السcهانc فإذا كان اللهc هو الرزاقc فلم يتملقc البشرc ، ولم ت

وما ﴿النفسc في سبيل الرزق لأجل البشر ؟! قال سبحانه : على الله رزقها . وقال جل ﴾ من دآبة في الأرض إلا

حمة فلا ممسك ﴿اسمcه : ما يفتح الله للناس من ر. ﴾ لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده

*********************************أسباب تهون المصائب

انتظارc الأجر والمثوبة من عند الله عز وجل :. 1ابرون أجرهم بغير حساب ﴾ إنما يوفى الص ﴿.

. رؤيةc المصابين :2

Page 89: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن89

ولولا كثرةc الباكينحولي

cعلى إخوانهم لقتلت فالتفت يمنة والتفت يسرة ، هل ترى غلا مصابا أونفسي

ممتحنا ؟ وكما قيل : في كل واد بنو سعد . . وأنها أسهلc من غيرها . 3. وأنها ليست في دين العبد ، وإنما في دنياه . 4 . وأن العبودية في التسليم عند المكاره أعظمc منها5

أحيانا في المحاب . . وأنه لا حيلة : 6

فاترك الحيلة فيتحويلها

إنما الحيلةc في تركالحيل

وعسى أن ﴿. وأن الخبرة لله رب العالمين : 7 . ﴾تكرهوا شيئا وهو خير لكم

*******************************لا تتقمص شخصية غيرك

﴿ ﴾ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ﴿ وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق

شربهم ﴿ ﴾بعض درجات . ﴾قد علم كل أناس م cوقدرات وطاقات وصنعات ، ومن عظمةالناس cمواهب

أنه وظف أصحابه حسب قcدراتهم واستعداداتهم ،رسولنا cبي للقرآن ، وزيد فعلي للقضاء ، ومعاذ للعلم ، وأ

انc للشعر ، وقيسc بنc ثابت للفرائض ، وخالد للجهاد ، وحسللخطابة .

فوضعc الندى في موضعالسيف بالعcلا

مcضر كوضع السيف في الذوبانc في الغير انتحار تقمصc صفات الآخرين قتلموضع الندى

مcجهز. ومن آيات الله عز وجل : اختلافc صفات الناس

ومواهبهم ، واختلاف ألسنتهم وألوانهم ، فأبو بكر برحمتهة ، وعمرc بشدته وصلابته نصر الإسلام ورفقه نفع الأمة والمل

Page 90: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن90

وأهله ، فالرضا بما عندك من عطاء موهبة ، فاستثمرها ﴿ونمها وقدمها وانفع بها ، لا يكلف الله نفسا إلا

. ﴾ وسعها إن التقليد الأعمى والانصهار المسرف في شخصياتز الآخرين وأد للموهبة ، وقتل للإرادة وإلغاء متعمد التمي

د المقصود من الخليقة . والتفر**********************************

عـز العزلة وأقصدc بها العزلة عن الشر وفضول المباح ، وهي مما

cذهبc الحزن . يشرحc الخاطر وي قال ابن تيمية : لا لابد للعبد من عزلة لعبادته وذكره

cعده عن وتلاوته ، ومحاسبته لنفسه ، ودعائه واستغفاره ، وبالشر ، ونحو ذلك .

ولقد عقد ابنc الجوزي ثلاثة فصول في ) صيد الخاطر ( ، ملخصها أنه قال : ما سمعتc ولا رأيتc كالعزلة ،

cعدا عن السوء وعن الشر ، وصونا راحة وعزا وشرفا ، وباد والثقلاء للجاه والوقت ، وحفظا للعمر ، وبعدا عن الحسرا في الآخرة ، واستعدادا للقاء الله عز والشامتين ، وتفك

، cوجل ، واغتناما في الطاعة ، وجولان الفكر فيما ينفع وإخراج كنوز الحكم ، والاستنباط من النصوص .

ونحو ذلك من كلامه ذكرهc في العزلة هذا معناه بتصرف .

وفي العزلة استثمارc العقل ، وقطفc جنى الفكر ، وراحةc القلب ، وسلامةc العرض ، وموفورc الأجر ، والنهيc عن

رc الرحيم ، المنكر ، واغتنامc الأنفاس في الطاعة ، وتذك وهجرc الملهيات والمشغلات ، والفرارc من الفتن ، والبعدc عن

مداراة العدو ، وشماتة الحاقد ، ونظرات الحاسد ، ومماطلة الثقيل ، والاعتذار على المعاتب ، ومطالبةر ، والصبر على الأحمق . الحقوق ، ومداجاة المتكب

Page 91: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن91

وفي العزلة ستر للعورات : عورات اللسان ، وعثراتالحركات ، وفلتات الذهن ، ورعونة النفس .

فالعزلةc حجاب لوجه المحاسن ، وصدف لدcر الفضل ، وأكمام لطلع المناقب ، وما أحسن العزلة مع الكتاب ،

وفرة للعمر ، وفسحة للأجل ، وبحبوحة في الخلوة ، وسفرافي طاعة ، وسياحة في تأمل .

وفي العزلة تحرصc على المعاني ، وتحوزc على اللطائف ، وتتأملc في المقاصد ، وتبني صرح الرأي ، وتشيدc هيكل

العقل . والروحc في العزلة في جذل ، والقلبc في فرح اكبر ،

والخاطرc في اصطياد الفوائد . cسمع ولا ترائي في العزلة : لأنهc لا يراك إلا اللهc ، ولا ت

. cالبصير cبكلامك بشرا فلا يسمعك إلا السميع كل اللامعين والنافعين ، والعباقرة والجهابذة وأساطين

داة الفضائل ، وعيون الدهر ، cالزمن ، ورواد التاريخ ، وش cبلهم من ماء العزلة وكواكب المحافل ، كلهم سقوا غرس ن

وقه ، فنبتت شجرةc عظمتهم ، فآتت cحتى استوى على س ها . cلها كل حين بإذن رب cك أ

قال علي عبدالعزيز الجcرجاني : يقولون لي فيك

انقباضc وإنما رأوا رجلا عن موقف

الذل أحجما cإذا قيل هذا مورد قلت قد أرى

ولكن نفس الحcرتحتملc الظما ولم أقض حق العلم

ما إن كنتc كلcهc لي رت بدا طمع صي

ما ل cس أأشقى به غرساة وأجنيه ذل

باعc الجهل قد إذن فاتكان أحزما ولو أن أهل العلم

صانوه صانهم ولو عظموه فيالنفوس لعcظما cوهc فهانوا ولكن أهان

سوا ودناهc بالأطماع حتى مcحي

وقال أحمدc بنc خليل الحنبلي :تهجما حة من هم طويلمن أراد العز والراcن فردا من النا س ويرضى بالقليلليك

Page 92: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن92

كيف يصفو لامرئما

عاش من عيشوبيل ومداجاة ثقيل بين غمز من ختول

ومعاناة بخيل ومداراة حسودس على كل سبيلآه من معرفة النا

ي : وقال القاضي علي بن عبدالعزيز الجرجان ما تطعمتc لذة

ى العيش حت صرتc للبيت

والكتاب جليسا ليس شيء أعز منالعلـ

cـم فما أبتغي سواه أنيسا ما الذل في إن

مخالطة النا س فدعهcم وعش

عزيزا رئيسا وقال آخر : أنستc بوحدتي

ولزمتc بيتي فدام لي الهنا ونما

cالسرور وقاطعتc الأنام فماأبالي

أسار الجيشc أمcركب الأمير وقال الحميدي المحدث :

لقاءc الناس ليسcفيدc شيئا ي

سوى الإكثار منقيل وقال فأقلل من لقاء

الناس إلا لكسب العلم أو

إصلاح حال وقال ابنc فارس : وقالوا كيف حالcك

قلتc خيرا cتقضى حاجة وتفوت

cحاج cإذا ازدحمت هموم الصدر قcلنا

cله cعسى يوما يكون cانفراج cتي وأنيس نديمي هر

نفسي دفاترc لي

cولك أن تراجعومعشوقي السراج . cقالوا : كل من أحب العزلة فهي عز له كتاب )) العزلة(( للخطابي .

**********************************فوائد الشدائد

cفإن الشدائد تقوي القلب ، وتمحو الذنب ، وتقصم العcجب ، وتنسفc الكبر ، وهي ذوبان للغفلة ، وإشعال

ر ، وجلبc عطف المخلوقين ، ودعاء من الصالحين ، للتذك

Page 93: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن93

وخضوع للجبروت ، واستسلام للواحد القهار ، وزجر حاضر ،ع بالصبر ، واحتساب ونذير مقدم ، وإحياء للذكر ، وتضر

للغصص ، وتهيئة للقدوم على المولى ، وإزعاج عن الركون على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها ، وما خفي من

تر من الذنب أكبرc ، وما عcفي من cوما س ، cاللطف أعظم الخطأ أجل .

***********************************وقفـة

لأن الحزن يضعفcك في العبادة ، ويعطلك لا تحزن :cك الإحباط ، ويدعوك إلى سوء الظن ، cورث عن الجهاد ، وي

cوقعcك في التشاؤم . وي فإن الحزن والقلق أساسc الأمراضلا تحزن :

النفسية ، ومصدرc الآلام العصيبة ، ومادةc الانهيار والوسواسوالاضطراب .

ومعك القرآنc ، والذكرc ، والدعاءc ، والصلاةc ،لا تحزن : . cالمثمر cالنافع cالمعروف ، والعمل cوفعل ، cوالصدقة

ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغلا تحزن :ح اقرأ .. اكتب .. اعمل .. استقبل .. والعطالة ، صل .. سب

ر .. تأمل . cز﴿ ﴾ ادعوني أستجب لكم ﴿ عا ادعوا ربكم تضر

فادعوا الله مخلصين﴿ ﴾ وخفية إنه لا يحب المعتدينا ﴿ ﴾ له الدين حمـن أيا م قل ادعوا الله أو ادعوا الر

. ﴾ تدعوا فله الأسماء الحسنى *******************************

قواعد في السعادةcك ،.1 ت ذهن اعلم أنك إذا لم تعش في حدود يومك تشت

ك ، وكثرت همومcك وغمومcك ، cواضطربت عليك أمور

Page 94: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن94

)) إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذاوهذا معنى : . أمسيت فلا تنتظر الصباح ((

انس الماضي بما فيه ، فالاهتمامc بما مضى وانتهى حcمق.2وجنون .

لا تشتغل بالمستقبل ، فهو في عالم الغيب ، ودع التفكر.3فيه حتى يأتي .

لا تهتز من النقد ، واثبت ، واعلم أن النقد يساوي قيمتك ..45.. cالسعيدة cالطيبة cهو الحياة cالصالح cبالله ، والعمل cالإيمان من أراد الاطمئنان والهدوء والراحة ، فعليه بذكر الله.6

تعالى . على العبد أن يعلم أن شيء بقضاء وقدر . .7لا تنتظر شكرا من أحد . .8وطن نفسك على تلقي أسوأ الفروض . .9لعل فيما حصل خيرا لك . .10كل قضاء للمسلم خير له . .11ر في النعم واشكر . .12 فكأنت بما عندك فوق كثير من الناس . .13من ساعة إلى ساعة فرج . .1415. . cالدعاء cستخرجc بالبلاء يالمصائبc مراهمc للبصائر وقوة للقلب . .16cسرا . .17 إن مع العcسر ي18. . cلا تقض عليك التوافهبك واسعc المغفرة . .19 إن رلا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب . .20الحياةc خبز وماء وظل ، فلا تكترث بغير ذلك . .21ماء رزقكم وما توعدون ﴿.22 . ﴾وفي الس23. cأكثر ما يخاف لا يكون .cسوة . .24 لك في المصابين أإن الله إذا أحب قوما ابتلاهcم . .25ر أدعية الكرب . .26 كر

Page 95: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن95

عليك بالعمل الجاد المثمر ، واهجر الفراغ . .27اترك الأراجيف ، ولا تصدق الشائعات . .28 حقدcك وحرصcك على الانتقام يضcر بصحتك أكثر مما يضcر.29

. cالخصمكل ما يصيبك فهو كفارة للذنوب . .30

***********************************ولم الحزن وعندك ستة أخلاط ؟

ذكر صاحبc ) الفرج بعد الشدة ( : أن احد الحكماءونهc في المصاب ، cه يعز cلي بمصيبة ، فدخل عليه إخوان ابت

فقال : إني عملتc دواء من ستة أخلاط . قالوا : ما هي ؟ قال : الخلطc الأولc : الثقةc بالله . والثاني : علمي بأن كل

cون . مقدور كائن . والثالثc : الصبرc خير ما استعملهc الممتحنcعين والرابعc : إن لم أصبر أنا فأي شيء أعمل ؟! ولم أكن أ على نفسي بالجزع . والخامسc : قد يمكنc أن أكون في شر

مما أنا فيه . والسادسc : من ساعة إلى ساعة فرج . **********************************

لا تحزن إذا واجهتك الصعاب وداهمتك المشاكل واعترضتك العوائق ، واصبر

ل وتحم إن كان عندك يا

ة زمانc بقيcهينc به الكرام مما ت

إن الصبر أرفقc من الجزع ، وإن التحمل أشرفc منفهاتها الخور ، وإن الذي لا يصبرc اختيارا سوف يصبرc اضطرارا .

وقال المتنبي : cرماني الدهر

بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء

من نبال فصرتc إذا أصابتنيسهام

cتكسرت النصال على النصال cبالي فعشتc ولا أ

بالرزايا لأني ما انتفعتc بأن

cبالي أ

Page 96: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن96

وقال أبو المظفر الأبيوردي : ر لي دهري ولم تنك

يدر أنني أعز وأحداثc الزمان

cونcته cريني الدهرc فبات يcهcكيف اعتداؤ

cريه الصبر وبت أ cعر ، وخبز الشعير ، أعزكيف يكون إن الكوخ الخشبي ، وخيمة الش

وأشرفc – مع حفظ ماء الوجه وكرامة العرض وصوناء مع التعكير والكدر . النفس – من قصر منيف وحديقة غن

المحنةc كالمرض ، لابد له من زمن حتى يزول ، ومن استعجل في زواله أوشك أن يتضاعف ويستفحل ، فكذلك

ها ، cلابد لها من وقت ، حتى تزول آثار cوالمحنة cالمصيبة وواجبc المبتلي : الصبرc وانتظارc الفرج ومداومةc الدعاء .

*******************************وقفـــة

وح ﴿ وح الله إنه لا ييأس من ر ولا تيأسوا من ر القوم الكافرون حمة ﴿ . ﴾ الله إلا ومن يقنط من ر

آلون الض إن رحمت الله قريب من ﴿ . ﴾ربه إلا لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك ﴿. ﴾المحسنين

وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ﴿ . ﴾ أمرا وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم

ورحمتي ﴿ . ﴾ الله لطيف بعباده ﴿ . ﴾وأنتم لا تعلمون إذ ﴿. ﴾ لا تحزن إن الله معنا ﴿. ﴾وسعت كل شيء

ل ﴿ . ﴾تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وهو الذي ينز ويدعوننا﴿ . ﴾ الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته

. ﴾ رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين : cقال الشاعر

متى تصفcو لك الدنيابخير

إذا لم ترض منهابالمزاج ألم تر جوهر الدنيا

المصفى ومخرجهc من البحر

cجاج الأ ب مcخيفة فجأت cور بهول

ة لك جرت بمسروابتهاج

Page 97: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن97

ورcب سلامة بعدامتناع

ورب إقامة بعد*************************************اعوجاج

وخير جليس في الأنام كتاب إن من أسباب السعادة : الانقطاع إلى مطالعة الكتاب ،

والاهتمام بالقراءة ، وتنمية العقل بالفوائد . cوصك بالكتاب والمطالعة ، لتطرد الحزن والجاحظ ي

عنك فيقول : cطريك ، والصديقc الذي لا والكتاب هو الجليسc الذي لا ي

cغريك ، والرفيقc الذي لا يملك ، والمستميحc الذي لا ي يستريثك ، والجارc الذي لا يستبطيك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ، ولا يعاملcك بالمكر ، ولا يخدعcك

بالنفاق ، ولا يحتالc لك بالكذب . والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك ، وشحذ

طباعك ، وبسط لسانك ، وجو بنانك ، وفخم ألفاظك ، وبحبح نفسك ، وعمر صدرك ، ومنحك تعظيم العوام ،

وصداقة الملوك ، وعرفت به شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر ، مع السلامة من الغcرم ، ومن كد الطلب ،

ومن الوقوف بباب المكتسب بالتعليم ، ومن الجلوس بينc ، وأكرمc منه عرقا ، ومع cقا ل cمنه خ cيدي من أنت أفضل

السلامة من مجالسة البغضاء ، ومقارنة الأغنياء . والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار ،

ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر ، ولا يعتل بنوم ، ولامc الذي إن افتقرت إليه لم يعتريه كللc السهر ، وهو المعل يخفرك ، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة ،

ت ريحc أعاديك لم ينقلب وإن عزلته لم يدع طاعتك ، وإن هبقا بسبب أو معتصما بأدنى حبل عليك ، ومتى كنت معه متعلك معه وحشةc الوحدة كان لك فيه غنى من غيره ، ولم تضر

إلى جليس السوء ، ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه

Page 98: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن98

منعcه لك من الجلوس على بابك ، والنظرc إلى إليك إلا المارة بك . مع ما في ذلك من التعرض للحقوق التي تلزم ، ومن فضول النظر ، ومن عادة الخوض فيما لا يعنيك ، ومن

ملابسة صغار الناس ، وحضور ألفاظهم الساقطة ، ومعانيهم الفاسدة ، وأخلاقهم الرديئة ، وجهالاتهم

cوإحراز ، cثم الغنيمة cالمذمومة . لكان في ذلك السلامة الأصل مع استفادة الفرع ، ولو لم يكن في ذلك إلا أنه

عب ، يشغلك عن سخف المcنى ، وعن اعتياد الراحة وعن الل وكل ما أشبه اللعب ، لقد كان على صاحبه أسبغ النعمة

ة . وأعظم المناغc نهارهم ، وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الفcر

وأصحاب الفكاهات ساعات ليلهم : الكتابc ، وهو الشيءcرى لهم فيه مع النيل أثر في ازدياد تجربة ولا عقل الذي لا ي

ولا مروءة ، ولا في صون عرض ، ولا في إصلاح دين ، ولافي تثمير مال ، ولا في رب صنيعة ولا في ابتداء إنعام .

* أقوال في فضل الكتاب : وقال أبو عبيدة : قال المهلب لبنيه في وصيته : يا

اق . اد أو ور بني ، لا تقوموا في الأسواق إلا على زر وحدثني صديق لي قال : قرأتc على شيخ شامي كتابا

فيه من مآثر غطفان ، فقال : ذهبت المكارم إلا من الكتب .cأربعين عاما ما قلت cالحسن اللؤلؤي يقول: غبرت cوسمعت

ولا بتc ولا اتكأتc ، إلا والكتاب موضوع على صدري . وقال ابن الجهم : إذا غشيني النعاس في غير وقت

نوم . وبئس الشيء النوم الفاضل عن الحاجة . تناولتc كتابا من كتب الحكم ، فأجدc اهتزازي للفوائد ، والأريحية التي

تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة ، والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة ، وعز التبين أشد إيقاظا من نهيق الحمير ،

وهدة الهدم . cه ، وقال ابنc الجهم : إذا استحسنتc الكتاب واستجدت

ورجوتc منه الفائدة ، ورأيتc ذلك فيه ، فلو تراني وأنا ساعة

Page 99: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن99

بعد ساعة أنظرc كم بقي من ورقة مخافة استنفاده ، وانقطاع المادة من قلبه ، وإن كان المصحفc عظيم الحجم

كثير الورق كثير العدد فقد تم عيشي وكمل سروري . cه وذكر العتبي كتابا لبعض القدماء فقال : لولا طول

cه . فقال ابن الجهم : لكني ما رغبني فيه وكثرةc ورقه لنسخت إلا الذي زهدك فيه ، وما قرأتc قط كتابا كبيرا فأخلاني من

فائدة ، وما أحصي كم قرأتc من صغار الكتب فخرجتc منها . ! cكما دخلت

كتاب أنزل إليك ﴿وأجل الكتب وأشرفها وأرفعها : نه لتنذر به وذكرى فلا يكن في صدرك حرج م

. ﴾ للمؤمنين* فوائد القراءة والمطالعة :

طرد الوسواس والهم والحزن . .1اجتنابc الخوض في الباطل . .2الاشتغالc عن البطالين وأهل العطالة . .3حن،.4 فتقc اللسان وتدريب على الكلام، والبعدc عن الل

والتحلي بالبلاغة والفصاحة. تنميةc العقل ، وتجويدc الذهن ، وتصفيةc الخاطر . .5غزارةc العلم ، وكثرةc المحفوظ والمفهوم . .6 الاستفادةc من تجارب الناس وحكم الحكماء.7

واستنباط العلماء . إيجادc الملكة الهاضمة للعلوم ، والمطالعةc على.8

الثقافات الواعية لدورها في الحياة . زيادةc الإيمان خاصة في قراءة كتب أهل الإسلام ،.9

فإن الكتاب من أعظم الوعاظ ، ومن أجلالزاجرين ، ومن أكبر الناهين ، ومن أحكم الآمرين .

ت ، وللقلب من التشرذcم ،.10 راحة للذهن من التشتوللوقت من الضياع .

Page 100: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن100 الرسوخc في فهم الكلمة ، وصياغة المادة ، ومقصود.11

العبارة ، ومدلول الجملة ، ومعرفة أسرار الحكمة . cالروح أرواح cفروح

المعاني وليس بأن طعمت

***********************************ولا شربتا وقفــة

مرض أبو بكر رضي الله عنه فعادوه ، فقالوا : ألا ندعو لك الطبيب ؟ فقال : قد رآني الطبيب . قالوا : فأي شيء

. cقال لك ؟ قال : إني فعال لما أريد قال عمرc بنc الخطاب رضي الله عنه : وجدنا خير عيشنا

بالصبر . وقال أيضا : أفضلc عيش أدركناه بالصبر ، ولو أن الصبر

كان من الرجال كان كريما . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا إن الصبر

من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قcطع الرأسc بار الجسمc ، ثم رفع صوته فقال : إنه لا إيمان لمن لا صبر له .

cو . ة لا تكب وقال : الصبرc مطيcوقال الحسن : الصبر كنز من كنوز الخير ، لا يعطيه الله

إلا لعبد كريم عنده . وقال عمرc بنc عبدالعزيز : ما أنعم اللهc على عبد نعمة ،

كان ما عوضه خيرا فانتزعها منه ، فعاضه مكانها الصبر ، إلا . cمما انتزعه

وقال ميمون بنc مهران : ما نال أحد شيئا من ختمالخير فيما دونه إلا الصبر .

cعرف ثوابه إلا وقال سليمان بنc القاسم : كل عمل يابرون أجرهم ﴿الصبر ، قال تعالى : إنما يوفى الص

قال : كالمال المنهمر . ﴾بغير حساب *****************************

Page 101: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن101

لا تحزن لأن هناك مشهدا آخر وحياةأخرى ، ويوما ثانيا

يجمع الله فيه الأولين والآخرين ، وهذا يجعلك تطمئنcه هنا وجده هناك ، ومن ظcلم هنا لب مال cلعدل الله ، فمن س

cنصف هناك ، ومن جار هنا عcوقب هناك !! أcقل عن « الفيلسوف الألماني أنه قال : )) إن كانت » ن

ة الحياة الدنيا لم تكتمل بعدc ، ولابد من مشهد ثان ؛ مسرحي لأننا نرى هنا ظالما ومظلوما ولم نجد الإنصاف ، وغالبا

ومغلوبا ولم نجد الانتقام ، فلابد إذن من عالم آخر يتم فيه . )) cالعدل

قا : وهذا الكلام اعتراف قال الشيخ علي الطنطاوي معلضمني باليوم الآخر والقيامة ، من هذا الأجنبي .

cوكاتباه cوقاضي الأرض أجحفإذا جار الوزير في القضاء cم ويل لقاضي الأرض منفويل ثم ويل ث

قاضي السماء ﴾ . لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب﴿*********************************

أقوال عالمية ونقولات من تجاربالقوم

» روبرت لويس ستيفنسون « : )) فكل إنسان كتب يستطيع القيام بعمله مهما كان شاقا في يوم واحد ، وكل إنسان يستطيعc العيش بسعادة حتى تغيب الشمسc . وهذا

ما تعنيه الحياة (( . قال أحدهم : )) ليس لك من حياتك إلا يوم واحد ،

أمس ذهب ، وغد لم يأت (( . كتب » ستيفن ليكوك « : فالطفل يقول : حين أصبح cصبح شابا cصبح شابا . وحين أ صبيا ، والصبي يقول : حين أ

أتزوج . ولكن ماذا بعد الزواج؟ وماذا بعد كل هذه المراحل؟

Page 102: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن102

تتغيرc الفكرة نحو : حين أكون قادرا على التقاعcد . ينظر خلفه ، وتلفحه رياح باردة ، لقد فقد حياته التي ولت دون أن

يعيش دقيقة واحدة منها ، ونحن نتعلم بعد فوات الأوان أنالحياة تقعc في كل دقيقة وكل ساعة من يومنا الحاضر (( .

وكذلك المسوفcون بالتوبة . cكم ) سوف ( ، فغنها كلمة قال أحد السلف : )) أنذرت

كم منعت من خير وأخرت من صلاح (( . ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف ﴿

. ﴾يعلمون يقول الفيلسوف الفرنسي » مونتين « : )) كانت حياتي

مليئة بالحظ السيئ الذي لم يرحم أبدا (( . قلتc : هؤلاء لم يعرفوا الحكمة من خلقهم ، على الرغم من ذكائهم ومعارفهم ، لكن لم يهتدوا بهدي الله الذي بعث

ومن لم يجعل الله له نورا فما له من ﴿ ، به رسوله ﴿ ﴾ .نور ا كفورا ا شاكرا وإم بيل إم . ﴾ إنا هديناه الس

ر إن هذا اليوم لن ينبثق ثانية يقول : » دانسي « : )) فك . ))

)) صل صلاةقلتc : وأجملc منه وأكملc حديث : مودع ((

cفيه آخر cومن جعل في خلده أن هذا اليوم الذي يعيش ه أيامه ، جدد توبته ، وأحسن عمله ، واجتهد في طاعة رب

. واتباع رسوله كتب المثل المسرحي الهندي الشهير » كاليداسا « :

تحية للفجرانظر إلى هذا النهار

لأنه هو الحياة ، حياة الحياةcوجد مختلفc حقائق وجودك في فترته ، ت

مcو نعمةc النcالمجيد cالعملوبهاءc الانتصار

Page 103: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن103

cم ل cولأن الأمس ليس سوى حؤى cليس إلا ر cوالغد

لكن اليوم الذي تعيشه بأكمله يجعل الأمس حcلما جميلاوكل غد رؤية للأمل

دا إلى هذا النهار فانظر جيهذه هي تحية الفجر

*********************************اسأل نفسك هذه الأسئلة

ة على الماضي والمستقبل ، أغلق الأبواب الحديديوعش دقائق يومك :

هل أقصد أن أؤجل حياتي الحاضرة من أجل القلق.1 بشأن المستقبل ، أو الحنين إلى )) حديقة سحرية

cفcق (( ؟ وراء الأع إلى أشياء حديث.2 هل أجعل حاضري مريرا بالتطل

في الماضي ، حدثت وانقضت مع مرور الزمن ؟ هل أستيقظc في الصباح ، وقد صممتc على.3

استغلال النهار ، والإفادة القصوى من الساعاتالأربع والعشرين المقبلة ؟

هل أستفيد من الحياة إذا ما عشتc دقائق يومي ؟ .4c في القيام بذلك ؟ الأسبوع المقبل ؟ ...5 متى سأبدأ

في الغد ؟ .. أو اليوم ؟ c احتمال يمكنc أن يحدcث ؟.6 اسأل نفسك : ما اسوأ

ثم : - جهز نفسك لقبوله وتحمله .

الذين قال ﴿- باشر بهدوء لتحسين ذلك الاحتمال . لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم

فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله . ﴾ونعم الوكيل

********************************

Page 104: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن104

وقفــــة

{ ويرزقه من2ومن يتق الله يجعل له مخرجا} ﴿ حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه

﴾ . ﴿ . ﴾ سيجعل الله بعد عسر يسرا )) واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع

الكرب ، وأن مع العسر يسرا (( . )) أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء (( .

ميع العليم ﴿ . ﴾ فسيكفيكهم الله وهو الس. ﴾ وتوكل على الحي الذي لا يموت ﴿ن عنده ﴿ ﴾فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر م

.. ﴾ليس لها من دون الله كاشفة ﴿

**************************************الحزن يحطم القوة ويهد الجسم قال الدكتور » ألكسيس كاريل « الحائز على جائزة نوبل في الطب : )) إن رجال الأعمال الذين لا يعرفون

مجابهة القلق ، ويموتون باكرا (( . قلتc : كل شيء بقضاء وقدر ، لكن قد يكون المعنى :cأن من الأسباب المتلفة للجسم المحطمة للكيان ، هو القلق

. وهذا صحيح . )) والحزنc أيضا يثيرc القcرحة! (( :

يقول الدكتور » جوزيف ف . مونتاغيو « مؤلف كتاب ))cصاب بالقcرحة مشكلة العصبية (( ، يقول فيه: )) أنت لا تcلcك (( !!. بسبب ما تتناولc من طعام ، بل بسبب ما يأك

قال المتنبي : cوالهم يخترم

الجسيم نحافة cشيبc ناصية وي cهرمc وطبقا لمجلة » لايف « تأتي القcرحةc في الدرجةالغلام وي

اكة . العاشرة من الأمراض الفت

Page 105: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن105

وإليك بعض آثار الحزن : cرجمت لي قطعة من كتاب الدكتور إدوار بودولسكي ، ت

وعنوانه : )) دع القلق وانطلق نحو الأفضل (( إليك بعضا منعناوين فصول هذا الكتاب :

. بالقلب cالقلق cماذا يفعل . cالدم المرتفع يغذيه القلق cضغط . يمكن أن يتسبب في أمراض الروماتيزم cالقلق . خفف من قلقك إكراما لمعدتك . سببا للبرد cكيف يمكن أن يكون القلق . cالدرقية cالقلق والغدة . cالسكري والقلق cمصاب

وفي ترجمة لكتاب د. كارل مانينغر ، أحد الأطباء المتخصصين في الطب النفسي ، وعنوانه : )) الإنسان ضد نفسه (( ، يقول : )) لا يعطيك الدكتور مانينغر قواعد حول

cكيفية اجتناب القلق ، بل تقريرا مذهلا عن كيف نحطم أجسادنا وعقولنا بالقلق والكبت ، والحقد والازدراء ، والثورة

والخوف (( . والعافين عن ﴿إن من أعظم منافع قوله تعالى :

: راحة القلب ، وهدوء الخاطر ، وسعة البال ﴾الناس والسعادة .

وفي مدينة » بوردو « الفرنسية ، يقول حاكمها الفيلسوف الفرنسي » مونتين « : )) أرغبc في معالجة

مشاكلكم بيدي وليس بكبدي ورئتي (( . ماذا يفعل الحزن ، والهم والحقد ؟

وضع الكتور راسل سيسيل – من جامعة » كورنيل « ، معهد الطب – أربعة أسباب شائعة تسبب في التهاب

المفاصل : انهيارc الزواج . .12. . cوالحزن cالمادية cالكوارث3. . cوالقلق cالوحدة

Page 106: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن106

4. . cوالحقد cالاحتقار وقال الدكتور وليم مالك غوينغل ، في خطاب لاتحاد

ة مثل أطباء الأسنان الأمريكيين : )) إن المشاعر غير السار القلق والخوف .. يمكن أن تؤثر في توزيع الكالسيوم في

الجسم ، وبالتالي تؤدي إلى تلف الأسنان (( . وتناول أمورك بهدوء :

يقول دايل كارنيجي : )) إن الزنوج الذين يعيشون فيcصابون بأمراض القلب جنوب البلاد والصينيين نادرا ما ي

الناتجة عن القلق ؛ لأنهم يتناولون الأمور بهدوء (( . cقبلون على ويقول : )) إن عدد الأمريكيين الذين ي

الانتحار هو أكثر بكثير من الذين يموتون نتيجة للأمراضاكة (( . الخمسة الفت

! cلا تصدق cوهذه حقيقة مذهلة تكادن ظنك بربك : حس

قال وليم جايمس: ))إن الله يغفرc لنا خطايانا، لكنجهازنا العصبي لا يفعل ذلك أبدا((!

ذكر ابن الوزير في كتابه »العواصم والقواصم« : ))إن الرجاء في رحمة الله - عز وجل - يفتح الأمل للعبد، ويقويه

cه نشيطا في النوافل سابقا إلى على الطاعة ، ويجعلالخيرات(( .

قلتc : وهذا صحيح ، فإن بعض النفوس لا يصلحها إلاcر رحمة الله وعفوه وتوبته وحلمه ، فتدنو منه ، وتجتهد تذك

. cوتثابرإذا هام بك الخيال :

c إليها يقول توماس أدسون : )) لا توجد وسيلة يلجأالإنسانc هربا من التفكير (( .

cأو يكتب c وهذا صحيح بالتجربة ، فإن الإنسان قد يقرأcولكن من أحسن ما يحد التفكير ويضبطه العمل ، cوهو يفكر

الجاد المثمرc النافعc ، فإن أهل الفراغ أهلc خيال وجنوحوأراجيف .

Page 107: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن107

****************************ب بالنقد البناء رح

يقولc أندريه مورو : )) إن كل ما يتفقc مع رغباتناcثير غضبنا . الشخصية يبدو حقيقيا ، وكل ما هو غيرc ذلك ي قلت وكذلك النصائح والنقدc ، فالغالبc أننا نحب المدح

ونطربc لهc ، ولو كان باطلا ، ونكرهc النقد والذم ولو كان حقاوهذا عيب وخطأ خطير .

وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا ﴿عرضون} نهم م { وإن يكن لهم الحق48فريق م

. ﴾ يأتوا إليه مذعنين يقولc وليمc جايمس : )) عندما يتم التوصل إلى قرار

cنفذc في نفس اليوم ، فإنك ستتخلص كليا من الهموم لبتي ي ستسيطرc عليك فيما أنت تفكرc بنتائج المشكلة ، وهو يعني أنك إذا اتخذت قرارا حكيما يركزc على الوقائع ، فامض في

c أو تتراجع في خطواتك ، ولا تنفيذه ولا تتوقف مترددا أو قلقا الشكوك ، ولا تستمر ع نفسك بالشكوك التي لا تلدc غلا تضي

في النظر إلى ما وراء ظهرك (( . واشدوا في ذلك :

تc العزمات ومشت cعمره cنفقc ي

حيران لا ظفر ولا cإخفاق : cوقال آخر

إذا كنت ذا رأيفكنc ذا عزيمة

فإن فساد الرأي أة إن الشجاعة في اتخاذ القرار إنقاذ لك من القلقتترددا

فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان ﴿والاضطراب . ﴾ . خيرا لهم

************************************** لا تتوقف متفكرا أو مترددا

بل اعمل وابذل واهجر الفراغ

Page 108: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن108

يقولc الدكتورc ريتشاردز كابوت : أستاذc الطب في: ) cالإنسان cجامعة ) هارفرد ( ، في كتابة بعنوان ) بم يعيش

)) بصفتي طبيبا ، أنصحc بعلاج ) العمل ( للمرضى الذين يعانون من الارتعاش الناتج عن الشكوك والتردد والخوف ..

فالشجاعةc التي يمنحcها العملc لنا هي مثلc الاعتماد علىوعة (( . فس الذي جعله ) أمرسونc ( دائم الر الن

لاة فانتشروا في الأرض ﴿ فإذا قضيت الص . ﴾ وابتغوا من فضل الله

يقولc جورج برناردشو : )) يمكنc سر التعاسة في أن يتاح لك وقت لرفاهية التفكير ، فيما إذا كنت سعيدا أو لا ،

فلا تهتم بالتفكير في ذلك بل ابق منهمكا في العمل ، عندئذcذهبc c دمcك في الدوران ، وعقcلك بالتفكير ، وسرعان ما ت يبدأ

الحياةc الجديدة القلق من عقلك ! عمل وابق منهمكا فيcه (( العمل ، فإن أرخص دواء موجود على وجه الأرض وأفضل

. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ﴿

. ﴾ والمؤمنون . يقولc دزرائيلي : » الحياةc قصيرة جدا ، لتكون تافهة «

» الحياةc أقصرc من أنوقال بعض حكماء العرب : . نقصرها بالشحناء «

{112قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين} ﴿ {113قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين}

. ﴾ قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون

ة لها : أكثر الشائعات لا صح يقولc الجنرالc جورج كروك – وهو ربما أعظمc محارب

من مذكراته :77هندي في التاريخ الأمريكي – في صفحة » إن كل قلق وتعاسة الهنود تقريبا تصدرc من مخيلتهم

.وليس من الواقع «

Page 109: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن109

﴾ يحسبون كل صيحة عليهم ﴿قال سبحانهc وتعالى: ﴿ خبالا ولأوضعوا ا زادوكم إلا لو خرجوا فيكم م

. ﴾ خلالكم » كولومبيا « - إنهيقولc الأستاذc هوكس – من جامعة

اتخذ هذه الترنيمة واحدا من شعاراته : » لكل علة تحتcوجدc علاج ، أو لا يوجدc أبدا ، فإن كان يوجدc علاج الشمس ي

حاول أن تجدهc ، وإن لم يكن موجودا لا تهتم به « . )) ما أنزل الله من داء إلاوفي حديث صحيح :

. أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله ((الرفق يجنبك المزالق : الانحناءc مثلc الصفصاص ،» قال أستاذ ياباني لتلاميذه :

. « وعدمc المقاومة مثلc البلوط )) المؤمن كالخامة من الزرع ،وفي الحديث :

. تفيئها الريح يمنة ويسرة (( والحكيمc كالماء، لا يصطدمc في الصخرة، لكنه يأتيها

يمنة ويسرةc ومن فوقها ومن تحتها. )) المؤمن كالجمل الأنف ، لو أنيخوفي الحديث :

. على صخرة لأناخ عليها (( ما فات لن يعود :

. ﴾ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ﴿ وقف الدكتورc بول براندوني ، وألقى بزجاجة حليب إلى

« . لا تبك على الحليب المcراقالأرض ، وهتف قائلا : »cكتب لك عسير عليك . وقالت العامة : الذي لم ي

وقال آدمc لموسى عليهما السلامc : أتلومني على شيءcعلي قبل أن يخلقني بأربعين عاما ؟ قال رسول cالله cكتبه

)) فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى ، : الله . فحج آدم موسى ((

وابحث عن السعادة في نفسك وداخلك لا منحولك وخارجك .

Page 110: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن110

)) إن العقل فيقال الشاعرc الإنجليزي ميلتون : مكانه وبنفسه يستطيع أن يجعل الجنة جحيما ،

! والجحيم جنة ((قال المتنبي :

ذو العقل يشقىفي النعيم بعقله

وأخو الجهالة في cالشقاوة ينعم : فالحياة لا تستحق الحزن

لم أعرف ستة « : » سانت هيليناقال نابليونc في » « !! أيام سعيدة في حياتي

« .:-cعبدالملك -الخليفة cبن cأيام قال هشام cعددت cها ثلاثة عشر يوما « سعادتي فوجدت

« : cالملك يتأوه ويقولcيا ليتني لم أتول وكان أبوه عبد الخلافة « .

رون قال سعيدc بنc المسيب : الحمدc لله الذي جعلهcم يفرإلينا ولا نفر إليهم .

ودخل ابن السماك الواعظc على هارون الرشيد ، فظمئ هارونc وطلب شربة ماء ، فقال ابنc السماك : لو

مcنعت هذه الشربة يا أمير المؤمنين ، أتفتديها بنصف ملكك ؟ قال : نعم . فلما شربها ، قال : لو مcنعت إخراجها ،ج ؟ قال : نعم . قال ابنc السماك : cنصف ملكك لتخر cأتدفع

فلا خير في ملك لا يساوي شربة ماء . إن الدنيا إذا خلت من الإيمان فلا قيمة لها ولا وزن ولا

معنى . : cإقبال cيقول

إذا الإيمانc ضاع فلاأمان

ولا دنيا لمن لمcحيي دينا ي ومن رضي الحياة

بغير دين فقد جعل الفناء لها

قال أمرسونc في نهاية مقالته عن ) الاعتماد علىقرينا إن النصر السياسي ، وارتفاع الأجور ، وشفاءك النفس ( : »

من المرض ، أو عودة الأيام السعيدة تنفتحc أمامك ، فلا

Page 111: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن111

تصدقc ذلك ؛ لأن الأمر لن يكون كذلك . ولا شيء يجلبc لكالطمأنينة إلا نفسcك « .

{ ارجعي إلى27يا أيتها النفس المطمئنة} ﴿رضية . ﴾ ربك راضية م

بوجوب حذر الفيلسوفc الروائي أبيكتويتوس : » الاهتمام بإزالة الأفكار الخاطئة من تفكيرنا ، أكثر من

الاهتمام بإزالة الورم والمرض من أجسادنا « . والعجبc أن التحذير من المرض الفكري والعقائدي في

في ﴿القرآن أعظمc من المرض الجسماني ، قال سبحانه : رض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم قلوبهم م

ا زاغوا أزاغ الله قلوبهم ﴿ ﴾بما كانوا يكذبون . ﴾فلم ى الفيلسوفc الفرنسي مونتين هذه الكلمات شعارا تبن

لا يتأثرc الإنسانc بما يحدثc مثلما يتأثرc برأيه في حياته : » . » cحول ما يحدث

ني بقضائك حتى أعلموفي الأثر : )) اللهم رض أن ما أصابني لم يكن ليخطئني ، وما أخطأني لم

. يكن ليصيبني ((****************************************

وقفـــة cزعجcك من الماضي ، ويخوفكلا تحزن : لأن الحزن ي

cذهبc عليك يومك . من المستقبل ، وي لأن الحزن ينقبضc له القلبc ، ويعبسc لهلا تحزن :

. cويتلاشى معه الأمل ، cالروح cمنه cوتنطفئ ، cالوجه لأن الحزن يسر العدو ، ويغيظc الصديق ،لا تحزن :

رc عليك الحقائق . cشمت بك الحاسد ، ويغي ويملا تحزن : لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وتبر

بالمحتوم ، وخروج على الأنس ، ونقمة على النعمة . لأن الحزن لا يرد مفقودا وذاهبا ، ولا يبعثcلا تحزن :

تا ، ولا يرد قدرا ، ولا يجلبc نفعا . مي

Page 112: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن112

فالحزنc من الشيطان والحزنc يأس جاثم ،لا تحزن : وفقر حاضر ، وقنوط دائم ، وإحباط محقق ، وإخفاق ذريع .

{ ووضعنا عنك1ألم نشرح لك صدرك} ﴿ { ورفعنا لك3{ الذي أنقض ظهرك}2وزرك} { إن مع العسر5{ فإن مع العسر يسرا}4ذكرك} { وإلى ربك7{ فإذا فرغت فانصب}6يسرا}. ﴾ فارغب

************************************لا تحزن ما دمت مؤمنا بالله

إن هذا الإيمان هو سر الرضا والهدوء والأمن ، وإن الحيرة والشقاء مع الإلحاد والشك . ولقد رأيتc أذكياء – بلcهم cهم من نور الرسالة ، فطفحت ألسنت عباقرة – خلت أفئدت

عن الشريعة . ي عن الشريعة : تناقض ما لنا إلا يقولc أبو العلاء المعر

السكوتc له !! . cالرازي : نهاية إقدام العقول عقال cويقول

رني ويقولc الجويني ، وهو لا يدري أين اللهc : حيالهمداني ، حيرني الهمداني .

رc في الكون ويقولc ابنc سينا : إن العقل الفعال هو المؤث .

ويقولc إيليا أبو ماضي : جئتc لا أعلمc من أين

cولكني أتيت ولقد أبصرتc قcدامي

cعدا عنطريقا فمشيتc إلى ير ذلك من الأقوال التي تتفاوتc قcربا وبالحق .

فعلمتc أنه بحسب إيمان العبد يسعدc ، وبحسب حيرتهه يشقى ، وهذه الأطروحاتc المتأخرةc بنات لتلك وشك

الكلمات العاتية منذc القدم ، والمنحرفc الأثيمc فرعون قال :ن إله غيري ﴿ أنا ربكم ﴿. وقال : ﴾ ما علمت لكم م

. ﴾ الأعلى

Page 113: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن113

ات دمرت العالم . ويا لها من كفريcالإنسان cكتاب » مثلما يفكر cجايمس ألين ، مؤلف cيقول

ر أفكاره إزاء الأشياء : « » سيكتشفc الإنسانc أنهc كلما غي والأشخاص الآخرين ، ستتغيرc الأشياءc والأشخاصc الآخرونرc أفكارهc ، وسندهشc للسرعة بدورهم .. دع شخصا ما يغيcالمقدس cحياته المادية ، فالشيء cبها ظروف cالتي ستتغير

ل أهدافنا هو نفسنا .. « . الذي يشك بل﴿وعن الأفكار الخاطئة وتأثيرها ، يقولc سبحانه:

سول والمؤمنون إلى ظننتم أن لن ينقلب الر أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن

وء وكنتم قوما بورا يظنون بالله غير الحق ﴿. ﴾ الس ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء

. ﴾ قل إن الأمر كله للهcحققه الإنسانc هوويقولc جايمس ألين أيضا : » وكل ما ي

نتيجة مباشرة لأفكاره الخاصة .. والإنسانc يستطيعc النهوض فقط والانتصار وتحقيق أهدافه من خلال أفكاره ، وسيبقى

ضعيفا وتعسا إذا ما رفض ذلك « . ﴿قال سبحانه عن العزيمة الصادقة والفكر الصائب : ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولـكن كره الله

. ﴾ انبعاثهم سمعهم ﴿وقال تعالى : ولو علم الله فيهم خيرا لأ

﴾ .كينة ﴿وقال : فعلم ما في قلوبهم فأنزل الس

. ﴾ عليهم ***************************************** لا تحزن للتوافه فإن الدنيا بأسرها

تافهة

Page 114: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن114

cبين براثن الأسد ، فأنجاه الله cالصالحين الكبار cمي أحد cر ر في لعاب ر ؟ قال : أفك منه ، فقالوا له : فيم كنت تفكالأسد ، هل هو طاهر أم لا !! . وماذا قال العلماءc فيه .

ولقد ذكرتc اللهساعة خوفه

للباسلين مع القناالخطار فنسيتc كل لذائذ

اشة جي يوم الوغى للواحد

إن الله – جل في علاه – مايز بين الصحابة بحسبالقهار منكم من يريد الدنيا ومنكم من ﴿مقاصدهم ، فقال :

. ﴾ يريد الآخرةcه ، وماذا يريدc ؟! . ذكر ابنc القيم أن قيمة الإنسان همتcخبرك وقال أحدc الحكماء : أخبرني عن اهتمام الرجل أ

أي رجل هو . غ اللهc الحمى ألا بل

cهcمن يريدغ أكناف الحمى وبل

من يريدcها : cوقال آخر فعادوا باللباس

وبالمطايا وعدنا بالملوك

انقلب قارب في البحر ، فوقع عابد في الماء ، فأخذمصفدينا، cويستنشق cيوضئ أعضاءه عضوا عضوا ، ويتمضمض

فأخرجهc البحرc ونجا ، فسئل عن ذلك ؟ فقال : أردتc أنأتوضأ قبل الموت لأكون على طهارة .

ك ما نسيت لله دررسالة

قدسية ويداك فيب cلا الك أفديك ما رمشت

cك رمشةc عيونcوالموت cفي ساعة

الإمامc أحمدc في سكرات الموت يشيرc إلى تخليل لحيتهفي الأهداب بالماء وهمc يوضئونه !!

﴾ فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة ﴿ .

***********************************العفو العفو

فإنك إن عفوت وصفحت نلت عز الدنيا وشرف. ﴾ فمن عفا وأصلح فأجره على الله ﴿الآخرة :

Page 115: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن115

يقولc شكسبيرc : » لا توقد الفرن كثيرا لعدوك ، لئلاتحرق به نفسك « .

مد فقل للعيون الرللشمس أعين

تراها بحق فيمغيب ومطلع وسامح عيونا أطفأ

اللهc نورهاcبأبصارها لا تستفيق

وقال أحدcهم لسالم بن عبدالله بن عمر العالمولا تعي أنت . التابعي : إنك رجلc سوء! فقال : ما عرفني إلا

قال أديب أمريكي : » يمكنc أن تحطم العصيوالحجارةc عظامي ، لكنلن تستطيع الكلماتc النيل مني « .

ك سبا يدخلc معك قال رجل لأبي بكر : والله لأسبنقبرك ! فقال أبو بكر : بل يدخلc معك قبرك أنت !! .

وقال رجل لعمرو بن العاص : لأتفرغن لحربك . قالعمرو الآن وقعت في الشغل الشاغل .

عc دقيقة من يقولc الجنرالc أيزنهاور: »دعونا لا نضيهم« التفكير بالأشخاص الذين لا نحب

قالت البعوضةc للنخلة : تماسكي ، فإني أريدc أن أطير وأدعك . قالت النخلةc : والله ما شعرتc بك حين هبطت علي

، فكيف أشعرc بك إذا طرت ؟! قال حاتم :

وأغفرc عوراء الكريم cادخاره

cعرضc عن شتم وأما اللئيم تكر ﴿ قال تعالى : وا كراما وا باللغو مر . وقال ﴾ وإذا مر

. ﴾ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ﴿تعالى : قال كونفوشيوس : » إن الرجل الغاضب يمتلئ دائما

ما « . cس )) لا تغضب ، لا تغضب ، لاوفي الحديث :

. تغضب (( . )) الغضب جمرة من النار ((وفيه :

إن الشيطان يصرعc العبد عند ثلاث : الغضب ،هوة ، والغفلة . والش

*****************************

Page 116: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن116

العالم خلق هكذا يقولc ماركوس أويليوس – وهو من أكثر الرجال حكمة ممن

» سأقابلc اليوم حكموا الإمبراطورية الرومانية – ذات يوم : ون ين جاحدين ، يحب أشخاصا يتكلمون كثيرا ، أشخاصا أناني

أنفسهم، لكن لن أكون مندهشا أو منزعجا من ذلك، لأنني لاأتخيلc العالم من دون أمثالهم «!

يقولc أرسطو : » إن الرجل المثالي يفرحc بالأعمال التي يؤديها للآخرين ، وبخجلc إن أدى الآخرون الأعمال لهc ، لأنcتقديم العطف هو من التفوق ، لكن تلقي العطف هو دليل

الفشل « . )) اليد العليا خير من اليد السفلىوفي الحديث :

)) . . cوالسفلى هي الآخذة ، cوالعليا هي المعطية

******************************************لا تحزن إذا كان معك كسرة خبز

وغرفة ماء وثوب يسترك ضل أحدc البحارة في المحيط الهادي وبقي واحدا

مه ، وعشرين يوما ، ولما نجا سألهc الناسc عن أكبر درس تعلcه من تلك التجربة هو : إذا كان فقال : إن أكبر درس تعلمت لديك المال الصافي ، والطعامc الكافي ، يجبc أن لا تتذمر

أبدا ! ها لقمة وشربة ، وما بقي فضل . قال أحدcهم : الحياةc كل

وقال ابنc الوردي : cكسرى عنه cلكcم

cغني كسرة ت وعن البحر اجتزاء

بالوشل

Page 117: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن117

يقولc جوناثان سويفت : » إن أفضل الأطباء في العالم هم : الدكتورc ريجيم، والدكتورc هادئ ، والدكتورc مرح ، وإن تقليل الطعام مع الهدوء والسرور علاج ناجع لا يسألc عنه

. »cذهبc الفطنة قلتc : لأن السمنة مرض مزمن ، والبطنةc ت

والهدوcء متعة للقلب وعيد للروح ، والمرحc سرور عاجلوغذاء نافع .

*************************************لا تحزن من محنة فقد تكون منحةولا تحزن من بلية فقد تكون عطية قال الدكتورc صموئيل جونسون : » إن عادة النظر إلى الجانب الصالح من كل حادثة ، لهو أثمنc من الحصول على

ألف جنيه في السنة « . ة أو﴿ ر أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام م

تين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون .﴾مروعلى الضد يقولc المتنبي :

ليت الحوادث باعتنيالتي أخذت

مني بحلمي الذيوقال معاوية : لا حليم إلا ذو تجربة . أعطت وتجريبي

قال أبو تمام في الأفشين : كم نعمة لله كانت

cعنده فكأنها في غcربة

لف لرجل من المترفين : إني أرى عليكوإسار قال أحدc السدها بالشكر . نعمة ، فقي

لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ﴿قال تعالى : وضرب الله مثلا قرية كانت ﴿، ﴾ إن عذابي لشديد

آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع

. ﴾ والخوف بما كانوا يصنعون***********************************

Page 118: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن118

كن نفسك يقولc الدكتور جايمس غوردون غليلكي : » إن مشكلة الرغبة في أن تكون نفسك ، هي قديمة قدم التاريخ ، وهي عامة كالحياة البشرية . كما أن مشكلة عدم الرغبة هي في أن تكون نفسك هي مصدرc الكثير من التوتر والعcقد النفسية

. » وقال آخر : » أنت في الخليقة شيء آخرc لا يشبهك أحد

، ولا تشبهc أحدا ، لأن الخالق – جل في علاه – مايز بين. ﴾ إن سعيكم لشتى ﴿المخلوقين « . قال تعالى :

كتب إنجيلو باتري ثلاثة عشر كتابا، وآلاف المقالات حول موضوع »تدريب الطفل« ، وهو يقولc : » ليس من أحد

تعس كالذي يصبو إلى أن يكون غير نفسه ، وغير جسدهوتفكيره « .

ماء ماء ﴿قال سبحانه وتعالى : أنزل من الس. ﴾ فسالت أودية بقدرها

لكل صفات ومواهبc وقدرات فلا يذوبc أحد في أحد . أوردها سعد وسعد

مcشتملcوردc يا ما هكذا ت

إنك خcلقت بمواهب محددة لتودي عملا محددا ، وكماسعدc الإبل . cقالوا : اقرأ نفسك ، واعرف ماذا تقدم

قال أمرسونc في مقالته حول » الاعتماد على النفس « : » سيأتي الوقتc الذي يصلc فيه علمc الإنسان إلى الإيمان

بأن الحسد هو الجهلc ، والتقليد هو الانتحارc ، وأن يعتبرcه . وأنهc نفسه كما هي مهما تكن الظروفc ؛ لأن ذاك هو نصيب

ة رغم امتلاء الكون بالأشياء الصالحة ، لن يحصل على حب ذcرة إلا بعد زراعة ورعاية الأرض المعطاة لهc ، فالقوى

cفي داخله ، هي جديدة في الطبيعة ، ولا أحد يعرف cالكامنة مدى قدرته ، حتى هو لا يعرفc ، حتى يجرب « .

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ﴿. ﴾ والمؤمنون

Page 119: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن119

*********************************وقفــة

cن هذه آيات تقوي من رجائك ، وتشد عضcدك ، وتحسك . ك بري ظن

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا ﴿حمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا تقنطوا من ر

حيم . ﴾ إنه هو الغفور الر والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ﴿

ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوبوا على ما فعلوا وهم يعلمون الله ولم يصر . ﴾ إلا

ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر ﴿حيما . ﴾ الله يجد الله غفورا ر

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب ﴿ دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي

. ﴾ لعلهم يرشدون وء ﴿ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف الس

ا ع الله قليلا م ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مرون . ﴾ تذك

﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله

ن الله173ونعم الوكيل} { فانقلبوا بنعمة م وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله

. ﴾ والله ذو فضل عظيموأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد} ﴿

. ﴾{ فوقاه الله سيئات ما مكروا44*****************************************

رب ضارة نافعة

Page 120: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن120

cنا تساعدcنا إلى حد غير يقولc وليم جايمس : » عاهات متوقع ، ولو لم يعش دوستيوفسكي وتولستوي حياة أليمةcتمc ، والعمى ، لما استطاعا أن يكتبا رواياتهما الخالدة ، فالي

والغربةc ، والفقرc ، قد تكونc أسبابا للنبوغ والانجاز ، والتقدموالعطاء « .

cعمc اللهc بالبلوى قد ينوإن عظمت

ويبتلي اللهc بعض ﴿إن الأبناء والثراء ، قد يكونون سببا في الشقاء : القوم بالنعم فلا

تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم. ﴾ بها في الحياة الدنيا

cتبهc الرائعة ، كـ : »جامع الأصول«، و ألف ابنc الأثير ك»النهاية«، بسبب أنهc مcقعد .

وألف السرخسي كتابه الشهير » المبسوط « خمسة! دا ؛ لأنهc محبوس في الجcب عشر مجل

وكتب ابنc القيم ) زاد المعاد ( وهو مسافر ! وشرح القرطبي ) صحيح مسلم ( وهو على ظهر

السفينة ! وجcل فتاوى ابن تيمية كتبها وهو محبوس !

cوجمع المحدثون مئات الآلاف من الأحاديث لأنهم فقراء . cغرباء

وأخبرني أحدc الصالحين أنه سcجن فحفظ في سجنهدا ! ه ، وقرأ أربعين مجل القرآن كل

cبه وهو أعمى ! cت وأملى أبو العلاء المعري دواوينه وكفاته ! وعمي طه حسين فكتب مذكراته ومصن

وكم من لامع عcزل من منصبه ، فقدم للأمة العلموالرأي أضفاف ما قدم مع المنصب .

cبايكون : » قليل من الفلسفة يجعل cفرانسيس cيقول الإنسان يميلc إلى الإلحاد ، لكن التعمق في الفلسفة يقرب

عقل الإنسان من الدين « .

Page 121: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن121 إنما يخشى الله ﴿. ﴾ وما يعقلها إلا العالمون ﴿

. ﴾ من عباده العلماء وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم ﴿

. ﴾ في كتاب الله إلى يوم البعث قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى ﴿

. ﴾ وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة يقولc الدكتورc أ. أ . بريل : » إن أي مؤمن حقيقي لن

cصاب بمرض نفسي « . يالحات سيجعل لهم ﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الص

حمن ودا . ﴾ الر من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ﴿

. ﴾ فلنحيينه حياة طيبة ستقيم ﴿ وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط م

﴾ .**********************************

الإيمان أعظم دواء يقول أبرزc أطباء النفس الدكتورc كارل جائغ في الصفحة

( من كتابه » الإنسانc الحديثc في بحثه عن الروح « :264) » خلال السنوات الثلاثين الماضية ، جاء أشخاص من جميع

أقطار العالم لاستشارتي ، وقد عالجتc مئات المرضى ، ومعظمcهم في منتصف مرحلة الحياة ، أي فوق الخامسة

cه إلى والثلاثين من العمر ، ولم يكن بينهم من لا تعودc مشكلت إيجاد ملجأ ديني يتطلع من خلاله إلى الحياة ، وباستطاعتي

cالدين cفقد ما منحه cنه أن أقول : إن كلا منهم مرض لأcشف من لم يستعد إيمانه الحقيقي « . للمؤمنين ، ولم ي

﴿ . ﴾ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاعب بما ﴿ سنلقي في قلوب الذين كفروا الر

. ﴾ أشركوا بالله

Page 122: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن122 ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد ﴿

. ﴾ يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور**************************************

الله يجيب المضطر كاد المهاتما غاندي – الزعيمc الهندي بعد بوذا – ينهارc لولا

أنه استمد الإلهام من القوة التي تمنحcها الصلاةc ، وكيف ليcقال : لو لم أصل لأصبحت cأن أعلم ذلك ؟ لأن غاندي نفسه

مجنونا منذc زمن طويل . cهذا وغاندي ليس مسلما ، وإنما هو على ضلالة ، لكنه

فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله ﴿على مذهب : أمن يجيب المضطر إذا﴿. ﴾ مخلصين له الدين

وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين ﴿ . ﴾دعاه. ﴾ له الدين

سبرتc أقوال علماء الإسلام ومؤرخيهم وأدبائهم في الجملة ، فلم أجد ذاك الكلام عن القلق والاضطراب

والأمراض النفسية ، والسببc أنهم عاشوا من دينهم في أمنف : cهم بعيدة عن التعقيد والتكل ﴿وهدوء ، وكانت حيات

ل الحات وآمنوا بما نز والذين آمنوا وعملوا الصر عنهم بهم كف د وهو الحق من ر على محم

. ﴾ سيئاتهم وأصلح بالهم اسمع قول أبي حازم ، إذ يقولc : » إنما بيني وبين

الملوك يوم واحد ، أما أمس فلا يجدون لذته ، وأنا وهcم من غد على وجل ، وإنما هو اليومc ، فما عسى أن يكون

اليومc ؟! « . )) اللهم إني أسالك خير هذاوفي الحديث:

. اليوم : بركته ونصره ونوره وهدايته (( وقوله تعالى : ﴾ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ﴿

﴿ . ﴾ وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداوقال الشاعر :

Page 123: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن123

فإن تكن الأيامc فيناتبدلت

cعمى cؤسى ون ببcتفعل cوالحوداث نت منا قناة فما لي

صليبة ولا ذللتنا للتي ليس

cتجمل ولكن رحلناها نفوساكريمة

cستطاعc cحملc مالا ي تcفتحمل ا وقينا بحسن الصبر من

نفوسناcوصحت لنا الأعراض

cل والناسc هcز أن قالوا ربنا اغفر لنا ﴿ وما كان قولهم إلا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا

{ فآتاهم الله ثواب147على القوم الكافرين}. ﴾الدنيا وحسن ثواب الآخرة

****************************************ر ا تتصو لا تحزن فالحياة أقصر مم

ذكر دايل كارنيجي قصة رجل أصابته قcرحة في أمعائه ،وا cأوان وفاته ، وأوعز cبلغ من خطورتها أن الأطباء حددوا له

إليه أن يجهز كفنهc . قال : وفجأة اتخذ » هاني « - اسمر في نفسه : إذا لم يبق لي المريض – قرارا مدهشا إنهc فك

في هذه الحياة سوى أمد قصير ، فلماذا لا أستمتعc بهذا الأمد على كل وجه ؟ لطالما تمنيتc أن أطوف حول العالم قبل

أن يدركني الموتc ، ها هو ذا الوقتc الذي أحقق فيه أمنيتي . وابتاع تذكرة السفر ، فارتاع أطباؤه ، وقالوا له :

ك ، إنك إن أقدمت على هذه الرحلة فستدفنc في cإننا نحذر قاع البحر !! لكنه أجاب : كلا لن يحدث شيء من هذا ، لقد

وعدتc أقاربي ألا يدفن جثماني إلا في مقابر الأسرة . وركبل بقول الخيام : » هاني « السفينة ، وهو يتمث

تعال نروي قصةللبشر

لو cالعمر بح cونقطع مر الس cفما أطال النوم

عمرا وما قصر في الأعمار

ي غير مسلم . طولc السهر وهذه أبيات يقولها وثن وبدأ الرجلc رحلة مcشبعة بالمرح والسرور ، وأرسل

خطابا لزوجته يقولc فيه : لقد شربتc وأكلتc ما لذ وطاب على ظهر السفينة ، وأنشدتc القصائد ، وأكلتc ألوان

Page 124: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن124

ها حتى الدسم المحظور منها، وتمتعتc في هذه الطعام كلالفترة بما لم أتمتع به في ماضي حياتي. ثم ماذا؟!

ته ، وأن ثم يزعمc دايل كارنيجي أن الرجل صح من عل الأسلوب الذي سار عليه أسلوب ناجع في قهر الأمراض

ومغالبة الآلام !! ام ، لأن فيها انحرافا عن إنني لا أوافقc على أبيات الخي

باني ، ولكن المقصود من القصة : أن السرور النهج الرة . والفرح والارتياح أعظمc بكثير من العقاقير الطبي

****************************************اقنع واهدأ

قال ابنc الرومي : قرب الحرصc مركبا

لشقيcمركب cإنما الحرص

الأشقياء مرحبا بالكفاف يأتي هنيئا

cتعبات ذيلcوعلى الم العفاء بكم عندنا ﴿ وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقر

زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاءعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون . ﴾ الض

يقول دايل كارنيجي : » لقد أثبت الإحصاءc أن القلق هوي الحرب1القائلc ) رقم ( في أمريكا ، ففي خلال سن

cث مليون مقاتل ، cل العالمية الأخيرة ، قcتل من أبنائنا نحو ث وفي خلال هذه الفترة نفسها قضى داءc القلب على مليوني

نسمة . ومن هؤلاء الأخيرين مليونc نسمة كان مرضهcم ناشئار الأعصاب « . عن القلق وتوت

نعم إن مرض القلب من الأسباب الرئيسية التي حدت بالدكتور » ألكسيس كاريل « على أن يقول: »إن رجال الأعمال الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق ، يموتون

رين« مبك وما كان ﴿والسببc معقول ، والأجلc مفروغ منه :

لا ؤج بإذن الله كتابا م . ﴾ لنفس أن تموت إلا

Page 125: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن125

ما يمرضc الزنوجc في أمريكا أو الصينيون بأمراض وقلنا ، وإنك القلب ، فهؤلاء أقوام يأخذون الحياة مأخذا سهلا لي

cلترى أن عدد الأطباء الذين يموتون بالسكتة القلبية يزيد ة عشرين ضعفا على عدد الفلاحين الذين يموتون بالعل

نفسها ، فإن الأطباء يحيون حياة متوترة عنيفة ، يدفعون!! » cالثمن غاليا . » طبيب يداوي الناس وهو عليل

*******************************الرضا بما حصل يذهب الحزننا (( . cرضي رب وفي الحديث : )) ولا نقولc إلا ما ي إن عليك واجبا مقدسا ، وهو الانقيادc والتسليمc إذا

، لتكون النتيجةc في صالحك ، والعاقبةc لك ؛ cداهمك المقدور لأنك بهذا تنجو من كارثة الإحباط العاجل والإفلاس الآجل .

: cقال الشاعريب لاح ولما رأيتc الش

بعارضيcومفرق رأسي قلت

يب مرحبا للش ولو خفتc أني إنكففتc تحيتي

متc أن cتنكب عني ر يتنكبا cره ولكن إذا ما حل ك

فسامحت به النفسc يوما كان

cره أذهبا لا مفر إلا أن تؤمن بالقدر ، فإنهc سوف ينفcذc ، ولوللكانسلخت من جلدك وخرجت من ثيابك !!

cقل عن إيمرسون في كتابه » القدرةc على الإنجاز « ن حيث تساءل : » من أين أتتنا الفكرةc القائلةc : إن الحياة الرغدة المستقرة الهادئة الخالية من الصعاب والعقبات

تخلقc سعداء الرجال أو عظماءهم ؟ إن الأمر على العكس ، فالذين اعتادوا الرثاء لأنفسهم سيواصلون الرثاء لأنفسهم

cيشهد cوا في الدمقس . والتاريخc ب ولو ناموا على الحرير ، وتقل بأن العظمة والسعادة الخبيثc ، وبيئات لا يتميزc فيها بين

طيب وخبيث ، في هذه البيئات نبت رجال حملوا المسؤوليات على أكتافهم ، ولم يطرحوها وراء ظهورهم « .

Page 126: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن126

ة في الأيام الأولى إن الذين رفعوا علم الهداية الرباني للدعوة المحمدية هم الموالي والفقراءc والبؤساءc ، وإن جcل

الذين صادمcوا الزحف الإيماني المقدس هم أولئك وإذا تتلى عليهم ﴿المرموقون والوجهاء والمترفون :

آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي قاما وأحسن نديا وقالوا نحن ﴿. ﴾ الفريقين خير م

أهـؤلاء من﴿. ﴾ أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبيناكرين . ﴾ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالش

ا ﴿ وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا م قال الذين استكبروا إنا بالذي ﴿. ﴾ سبقونا إليه

ل هذا القرآن ﴿. ﴾ آمنتم به كافرون وقالوا لولا نزن القريتين عظيم} { أهم يقسمون31على رجل م

. ﴾ رحمة ربكنا أن قيمته في cبيتا لعنترة ، وهو يخبر cوإني لأذكر : cبله لا في أصله وعنصره ، يقولc سجاياه ومآثره ون

إن كنتc فإني سيد كرما

أو أسود اللون إنيcق ل cالخ cأبيض*****************************************

إن فقدت جارحة من جوارحكفقد بقيت لك جوارح

يقولc ابنc عباس : إن يأخذ اللهc من

عيني نورهما ففي لساني وسمعي

cمنهما نور قلبي ذكي وعقليغيرc ذي عوج

وفي فمي صارمcوعسى أن﴿ولعل الخير فيما حصل لك من المصاب ، كالسيف مأثور

.﴾تكرهوا شيئا وهو خير لكمcرد : ارc بنc ب يقولc بش

cرني الأعداء وعيوالعيبc فيهمو

cقال فليس بعار أن يcضرير cإذا أبصر المرء

قى المروءة والت فإن عمى العينين

cليس يضير رأيتc العمى أجراوذcخرا وعصمة

وإني إلى تلك الثلاثcفقير

Page 127: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن127

ار ، وبين ما انظر إلى الفرق بين كلام ابن عباس وبشقاله صالحc بن عبدالقدوس لما عمي :

cعلى الدنيا السلام فما لشيخ

ضرير العين فيcالدنيا نصيب يموتc المرءc وهو

cعد حيا يcالأمل cه cخلفc ظن وي

cالكذوب cيني الطبيب cمن يشفاء عيني

فإن البعض منcبعض قريبcلا محالة ، على القابل له cإن القضاء سوف ينفذ

cؤجرc ويسعدc ، وهذا يأثمc ويشقى . والرافض لهc ، لكن ذاك ي كتب عمرc بن عبدالعزيز إلى ميمون بن مهران : كتبت

تعزيني على عبدالملك ، وهذا أمر لم أزل أنتظرهc ، فلما وقع . cنكرهc لم أ

*********************************الأيام دول

cروى أن أحمد بن حنبل – رحمه الله- زار بقي بن مخلد ي في مرض له فقال له : » يا أبا عبدالرحمن ، أبشر بثواب

قم فيها ، وأيامc السقم لا صحة فيها .. cالصحة لا س cالله ، أيام . »

والمعنى : أن أيام الصحة لا يعرضc المرضc فيها بالبال ،cه . وأيامcه ، ويشتد طموحc فتقوى عزائمc الإنسان ، وتكثر آمالم على النفس المرض الشديد لا تعرضc الصحةc بالبال ، فيخي

ضعف الأمل ، وانقباض الهمة وسلطان اليأس . وقولc الإمام ولئن أذقنا الإنسان منا﴿أحمد مأخوذ من قوله تعالى :

{ ولئن9رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور}يئات ته ليقولن ذهب الس اء مس أذقناه نعماء بعد ضر

الذين صبروا وعملوا10عني إنه لفرح فخور} { إلاغفرة وأجر كبير الحات أولـئك لهم م . ﴾ الص

: - cالله cكثير – رحمه cابن cتعالىقال الحافظ cالله cيخبر « cعن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة ، إلا من رحم الله

من عباده المؤمنين ، أنه إذا أصابته شدة بعد نعمة ، حصل

Page 128: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن128

له يأس وقنوط من الخير بالنسبة إلى المستقبل ، وكفروجحود لماضي الحال ، كأنه لم ير خيرا ولم يرجc فرجا « .

ليقولن ذهب ﴿وهكذا إن أصابتهc نعمة بعد نقمة : يئات عني . ﴾ الس

إنه ﴿أي يقولc : ما ينالني بعد هذا ضيم ولا سوء ، . ﴾ لفرح فخور

فرح بما في يده ، بطر فخور على غيره . قال اللهcأي الحات أولـئك ﴿تعالى : الذين صبروا وعملوا الص إلا

غفرة وأجر كبير . ﴾ لهم م***************************************

سيروا في الأرض

قال أحدcهcم : السفرc يذهبc الهموم . » المحدثc الفاضلcقال الحافظc الرامهرمزي في كتابه

« ، في بيان فوائد الرحلة في طلب العلم والمتع الحاصلةبها ، ردا على من كره الرحلة وعابها ما يلي :

حلة مقدار لذة » ولو عرف الطاعنc على أهل الراحل في رحلته ونشاطه عند فصوله من وطنه ، واستلذاذ الر

ف الأقطار وغياضها ، وحدائقها ، جميع جوارحه ، عند تصر ورياضها ، وتصفح الوجوه ، ومشاهدة ما لم ير من عجائب البلدان ، واختلاف الألسنة والألوان ، والاستراحة في أفياء

الحيطان ، وظلال الغيطان ، والأكل في المساجد ، والشرب من الأودية ، والنوم حيثc يدركهc الليلc ، واستصحاب من

ع ، وكل ما هc في ذات الله بسقوط الحشمة ، وترك التصن يحب يصلc إلى قلبه من السرور عن ظفره ببغيته ، ووصوله إلى

مقصده ، وهجومه على المجلس الذي شمر لهc ، وقطعمهc أن لذات الدنيا مجموعة في محاسن قة إليه – لعل الش

تلك المشاهد ، وحلاوة تلك المناظر ، واقتناص تلك الفوائد ،

Page 129: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن129

التي هي عند أهلها أبهى من زهر الربيع ، وأنفسc من ذخائر» cهcوأشباه cرمها الطاعنcح cالعقيان ، من حيث.

قوض خيامك عنcهنت به ربه أ

وجانب الذل إنcجتنبc *******************************************الذل ي

وقفـــة ))إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي

خط(( . ضا، ومن سخط فله الس فله الر )) أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل

يبتلى الرجل على قدر دينه ، فإن كان في دينهة ابتلي صلابة أشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رق

على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد ، حتى يتركهيمشي على الأرض وما عليه خطيئة (( .

ه كله خير !! وليس )) عجبا لأمر المؤمن إن أمراء شكر فكان ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سر

اء صبر فكان خيرا له (( . خيرا له ، وإن أصابته ضر )) واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتب الله لك ، وإن

وك بشيء لم يضروك إلا اجتمعوا على أن يضربشيء قد كتبه الله عليك ((.

)) يبتلى الصالحون الأمثل فالأمثل (( . )) المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح يمنة

. ويسرة ((********************************************

م حتى في سكرات الموت تبس ( ، مع الفسحة في440فهذا أبو الريحان البيروني ) ت

78التعمير فقد عاش سنة مcكبا على تحصيل العلوم ، مcنصبا إلى تصنيف الكتب ، يفتحc أبوابها ويحيطc بشواكلها وأقرابها – يعنى : بغوامضها وجلياتها – ولا يكادc يفارقc يده القلمc ، وعينه

Page 130: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن130

النظرc ، وقلبه الفكرc ، إلا فيما تمس إليه الحاجةc في المعاش– cهc cلغة الطعام وعلقة الرياش ، ثم هجيراهc – أي ديدن من ب

cسفرc عن وجهه قناع في سائر الأيام من السنة : علم يالإشكال ، ويحسرc عن ذراعية أكمالc الإغلاق .

cعيسى ، قال : دخلت cأبو الحسن علي بن cحدث الفقيه على أبي الريحان وهو يجودc بنفسه – أي وهو في نزع الروح

، cه cوضاق بها صدر ، cه cقارب الموت – قد حشرجت نفس cفقال لي في تلك الحال : كيف قلت لي يوما حساب

الجدات الفاسدة ؟ أي الميراثc ، وهي التي تكونc من قبل الأم ، فقلتc له إشفاقا عليه : أفي هذه الحالة ؟ قال لي : يا هذا ، أودعc الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة ، ألا يكون خيرا من

يها وأنا جاهل بها ؟! فأعدتc ذلك عليه ، وحفظ أن أخل وعلمني ما وعد ، وخرجتc من عنده فسمعتc الصراخ!! إنها

الهممc التي تجتاحc ركام المخاوف . والفاروقc عمرc في سكرات الموت ، يثعبc جرحcه دما ،

ويسألc الصحابة : هل أكمل صلاتهc أم لا ؟! . cج بدمائه ، وهو يسأل cحد(( مضر وسعدc بنc الربيع في )) أ

، إنها ثباتةc الجأش وعمارcفي آخر رمق عن الرسول القلب !

وقفت ما في الموتشك لواقف

كأنك في جفن الردىcوهو نائم تمر بك الأبطالc كلمى

هزيمة ووجهcك وضاح وثغرcك

cهباسمc قال إبراهيمc بنc الجراح : مرض أبو يوسف فأتيتcغمى عليه ، فلما أفاق قال لي : ما تقولcه مc أعودcه ، فوجدت

في مسألة ؟ قلتc : في مثل هذه الحال ؟! قال : لا بأسه ينجو به ناج . ندرسc بذلك لعل

ما أفضلc في رمي الجمار : أن ثم قال : يا إبراهيمc ، أي يرميها الرجلc ماشيا أو راكبا ؟ قلتc : راكبا . قال : أخطأت .

هما أفضلc ؟ قال : قلتc : ماشيا . قال : أخطأت . قلتc : أيcوقفc عندهc فالأفضلc أن يرميه ماشيا ، وأما ما كان ما كان ي

Page 131: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن131

cوقفc عنده ، فالأفضلc أن يرميه راكبا ، ثم قمتc من عنده لا ي فما بلغتc باب داره حتى سمعتc الصراخ عليه وإذا هو قد

مات . رحمةc الله عليه . اب المعاصرين : هكذا كانوا !! الموتc جاثم cت قال احدc الك

cربه وغcصصه ، والحشرجةc تشتد في على رأس أحدهم بك نفسه وصدره ، والأغماءc والغشيانc محيط به ، فإذا صحا أو أفاق من غشيته لحظات ، تساءل عن بعض مسائل العلم

ة أو المندوبة ، ليتعلمها أو ليعلمها ، وهو في تلك الفرعيالحال التي أخذ فيها الموتc منه الأنفاس والتلابيب .

في موقف نسيcسداده cالحليم

cفيه النابه cويطيش cيا لله ما أغلى العلم على قلوبهم !! وما أشغلالبيطار

خواطرهcم وعقولهcم به !! حتى في ساعة النزع والموت ، لم يتذكروا فيها زوجة أو ولدا قريبا عزيزا ، وإنما تذكروا

العلم !! فرحمةc الله تعالى عليهم . فبهذا صاروا أئمة فيالعلم والدين .

*********************************أسرار الشدائد

أورد المؤرخc الأديبc أحمدc بنc يوسف الكاتبc المصري في كتابه المعجبc الفريدc )المكافأةc وحسنc العcقبى ( فقال :

وقد علم الإنسانc أن سcفور الحالة – أي انكشاف الغcمةcوالشدة – عن ضده ، حتم لابد منه ، كما علم أن انجلاء الليل

يسفرc عن النهار ، ولكن خور الطبيعة أشد ما يلازمc النفس، cعالج بالدواء ، اشتدت العلةc عند نزول الكوارث ، فإذا لم تcعن عند الشدائد بما وازدادت المحنةc ، لأن النفس إذا لم ت

يجددc قcواها ، تولى عليها اليأسc فأهلكها . رc في أخبار هذا الباب – باب أخبار من ابتلي والتفك

cشجع النفس فصبر ، فكان ثمرةc صبره حسن العقبى – مما يcها عن ملازمة الصبر وحسن الأدب مع الرب عز ، ويبعث

Page 132: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن132

وجل ، بحسن الظن في موافاة الإحسان عند نهاية الامتحان .

خاتمة : قال» وقال أيضا – في آخر الكتاب - : رجمهرc : الشدائدc قبل المواهب ، تشبهc الجوع قبل الطعام cزc ب

cويلذ معه تناوله ، cهcعcيحس به موق ، . » « : cمن النفس بمقدار ماوقال أفلاطون cصلحc الشدائدc ت

cوالترفه – يفسد cترف – أي الترف تفسدc من العيش ، والت « . من النفس بمقدار ما يصلحc من العيش

حافظ على كل صديق أهدته إليكوقال أيضا : »cواله عن كل صديق أهدته إليك النعمة ، cالشدائد . »

هوقال أيضا : » cكالليل ، لا تتأمل فيه ما تصدر cالترففه cه ، والشدة كالنهار ، ترى فيها سعيك وسعي غيرك أو تتناول

. »cحل ترى به ما لا تراه بالنعمةوقالc أزدشير : » الشدةc ك

. » وملاكc مصلحة الأمر في الشدةويقول أيضا : »

cه ، وأعظمcها هما قوةc قلب صاحبها على ما ينوب cشيئان : أصغر « . حcسنc تفويضه إلى مالكه ورازقه

وإذا صمد الرجلc بفكره نحو خالقه ، علم أنهc لم يمتحنه إلا بما يوجبc له مثوبة ، أو يمحصc عنه كبيرة ، وهو مع هذا

من الله في أرباح متصلة ، وفوائد متتابعة . cه ، وزاد هc تلقاء الخليقة ، كثرت رذائل cفأما إذا اشتد فكر عه ، وبرم بمقامه فيما قصcر عن تأمله ، واستطال من تصن المحن ما عسى أن ينقضي في يومه ، وخاف من المكروه

. cه أن يخطئه ما لعله ، لعلمه بما وإنما تصدقc المناجاة بين الرجل وبين رب

في السرائر وتأييده البصائر ، وهي بين الرجل وبين أشباههكثيرةc الأذية ، خارجة عن المصلحة .

cصيبc به من ولله تعالى روح يأتي عند اليأس منهc ، ي يشاءc من خلقه ، وإليه الرغبةc في تقريب الفرج ، وتسهيل

Page 133: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن133

ؤلc ، وهو الأمر ، والرجوع إلى أفضل ما تطاول إليه الس . cحسبي ونعم الوكيل

cرت طالعتc كتاب ) الفرجc بعد الشدة ( للتنوخي ، وكرقراءته فخرجتc منه بثلاث فوائد :

مة ، كاليحالأولى : ة ماضية وقضية مcسل أن الفرج بعد الكرب سنبعد الليل ، لا شك فيه ولا ريب .

أن المكاره مع الغالب أجملc عائدة ، وأرفعc فائدة للعبد فيالثانية :دينه ودنياهc من المحاب .

أن جالب النفع ودافع الضر حقيقة إنما هو الله جل في علاهالثالة : ، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم

يكن ليصيبك . **************************************

حقارة الدنيا يقولc ابنc المبارك العالمc الشهير : قصيدةc عدي بن زيد

أحب غلي من قصر الأمير طاهر بن الحسين لو كان لي .وهي القصيدةc الذائعةc الرائعةc ، ومنها :

cر ها الشامتc المcعي أيبالدهـ

cؤ ـر أأنت المبرcالموفور cالوثيق cأم لديك العهد

ـ من الأي ـام بل أنت جاهل

cأي : يا من شمت بمصائب الآخرين، هل عندك عهد أنمغرور لا تصيبك أنت مصيبة مثلcهم؟! أم هل منحتك الأيامc ميثاقالسلامتك من الكوارث والمحن ؟! فلماذا الشماتةc إذن ؟

)) لو أن الدنيا تساوي عندوفي الحديث الصحيح : الله جناح بعوضة ، ما سقى كافرا منها شربة

. إن الدنيا عند الله تعالى أهونc من جناح البعوضة ،ماء (( وهذه حقيقةc قيمتها ووزنها ، فلم الجزعc والهلعc عليها ومن

أجلها ؟! أن تشعر بالأمن على نفسك ومستقبلكالسعادة :

وأهلك ومعيشتك ، وهي مجموعة في الإيمان والرضا الله . cالصبر : cوقضائه وقدره ، والقناعة

Page 134: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن134

*****************************************قيمة الإيمان

. ﴾ بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان ﴿ الفطناءc : نظرc المسلم إلى cهc إلا من النعيم الذي لا يدركرc نعمة الله في الهداية إلى دين الإسلام ، وأن الكافر ، وتذك

الله عز وجل لم يقدر لك أن تكون كهذا الكافر في كفرهده عليه ، وإلحاده في آياته ، وجحود صفاته ، ه وتمر برب

ومحاربته لمولاهc وخالقه ورازقه ، وتكذيبه لرسله وكتبه ،cك مسلم موحد ، تؤمن ر أنت أن وعصيانه أوامرهc ، ثم تذك

بالله ورسوله واليوم الآخر ، وتؤدي الفرائض ولو علىcباعc cقدر بثمن ولا ت تقصير ، فإن هذا في حد ذاته نعمة لا ت

بمال ، ولا تدورc في الحسبان ، وليس لها شبيه في الأعيان :. ﴾ أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ﴿

ة نظcرهم حتى ذكر بعضc المفسرين أن من نعيم أهل الجنهم على هذا النعيم : » وبضدها إلى أهل النار ، فيشكرون رب

. » cالأشياء cتتميز*************************************

وقفـــةcسبحانه cأي لا معبود بحق إلا الله : cلا إله إلا الله

ة ، وهي صفاتc الكمال . ده بصفات الألوهي وتعالى ، لتفرها : إفرادc الرب – جل ثناؤه روحc هذه الكلمة وسر

وتقدست أسماؤcه ، وتبارك اسمcه ، وتعالى جده ، ولا إلههc – بالمحبة والإجلال والتعظيم ، والخوف والرجاء ، cغير

cحب وتوابع ذلك من التوكل والإنابة والرغبة والرهبة ، فلا يcحب تبعا لمحبته ، وكونه ه فإنما ي cحب غيرc سواهc ، وكل ما ي

، cرجى سواهc cخافc سواهc ولا ي وسيلة إلى زيادة محبته ، ولا يcرهبc إلا منهc ، ولا cرغبc إلا إليه ، ولا ي ل إلا عليه ، ولا ي cتوك ولا يcطاعc cتابc إلا إليه ، ولا ي cنذرc إلا لهc ، ولا ي cحلفc إلا باسمه ، ولا ي ي

Page 135: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن135

cستغاثc في الشدائد إلا ه ، ولا يتحسبc إلا به ، ولا ي cإلا أمر cذبحc إلا له cسجدc إلا لهc ، ولا ي cلتجأ إلا إليه ، ولا ي به ، ولا ي

cعبد إلا وباسمه ، ويجتمعc ذلك في حرف واحد ، وهو : أن لا يإياهc بجميع أنواع العبادة .

******************************************معاقون متفوقون

cكاظ العددcهـ ،1415 / 4 / 7 في 10262في ملحق ع cدعى : محمود بن محمد المدني ، درس مقابلة مع كفيف ي كتب الأدب بعيون الآخرين ، وسمع كتب التاريخ والمجلات

والدوريات والصحف ، وربما قرأ بالسماع على أحد أصدقائه حتى الثالثة صباحا حتى صار مرجعا في الأدب والطرف

والأخبار . كتب مصطفى أمين في زاوية ) فكرة ( في الشرق

الأوسط كلاما ، منه : اصبر على كيد الكائدين ، وظلم، cالظالمين ، وسطوة الجبابرة ، فإن السوط سوف يسقط

والقيد سوف ينكسرc ، والمحبوس سوف يخرجc ، والظلامسوف ينقشعc ، لكن عليك أن تصبر وتنتظر .

cب نازلة يضيق cولر بها الفتى

ذرعا وعند الله منهاcجن عشرينالمخرجcفي الرياض مفتي ألبانيا ، وقد س cقابلت

سنة من قبل الشيوعيين في ألبانيا مع الأعمال الشاقة ،ال والظلم ، والظلام وجوع ، وكان والحبس والكيد ، والنك يصلى الصلوات الخمس في ناحية من دورة المياه خوفا

، cالفرج cمنهم ، ومع هذا صبر واحتسب حتى جاءه﴿ ن الله وفضل . ﴾ فانقلبوا بنعمة م

ة ، سcجن هذا ) نلسون مانديلا ( رئيس جنوب أفريقية أمته ، وخلوص شعبه سبعا وعشرين سنة ، وهو ينادي بحري

من القهر والكبت والاستبداد والظلم ، وهو مcصر صامد نوف إليهم ﴿مواصل مستميت ، حتى نال مجدهc الدنيوي .

Page 136: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن136

إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون ﴿ ﴾ أعمالهم فيها. ﴾ كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون

cل وأشجعc مني كيوم سلامتي

وما ثبتت إلا وفيcنفسها أمر ثله ﴿ ﴾ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح م

.**********************************لا تحزن إذا عرفت الإسلام

ما أشقى النفوس التي لا تعرفc الإسلام ، ولم تهتد إليه ، إن الإسلام يحتاجc إلى دعاية من أصحابه وحملته ،

وإعلان عالمي هائل ، لأنهc نبأ عظيم ، والدعايةc له يجبc أن تكون راقية مهذبة جذابة ، لأن سعادة البشرية لا تكونc إلا

﴿في هذا الدين الحق الخالد ، ومن يبتغ غير الإسلام. ﴾ دينا فلن يقبل منه

سكن داعية مسلم شهير مدينة ميونخ الألمانية ، وعندcوجدc لوحة إعلانية كبرى مكتوب عليها مدخل المدينة ت

بالألمانية : » أنت لا تعرفc كفرات يوكوهاما « . فنصب هذا » أنت لا كبرى بجانب هذه اللوحة كتب عليها : الداعيةc لوحة

تعرفc الإسلام ، إن أردت معرفتهc ، فاتصل بنا على هاتف . وانهالت عليه الاتصالات من الألمان من كلكذا وكذا «

حدب وصوب ، حتى أسلم على يده في سنة واحدة قرابة مائة ألف ألماني ما بين رجل وامرأة وأقام مسجدا ومركزا

إسلاميا ، ودارا للتعليم . ة إلى هذا الدين العظيم ، إن البشرية حائر بحاجة ماس

يهدي به الله من ﴿ليرد إليها أمنها وسكينتها وطمأنينتها ، ن الظلمات لام ويخرجهم م اتبع رضوانه سبل الس

ستقيم . ﴾إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط م اد الكبار : ما ظننتc أن في العالم أحدا يقول أحدc العcب

يعبدc غير الله .

Page 137: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن137

كور﴿لكن ن عبادي الش وإن تطع ﴿، ﴾ وقليل م أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن

يخرصون الظن وإن هم إلا وما أكثر ﴿، ﴾ يتبعون إلا. ﴾ الناس ولو حرصت بمؤمنين

وقد أخبرني أحدc العلماء أن سودانيا مسلما قدم من البادية إلى العاصمة الخرطوم في أثناء الاستعمار

الإنكليزي ، فرأى رجل مرور بريطانيا في وسط المدينة ، فسأل هذا المسلمc : من هذا ؟ قالوا : كافر . قال : كافر

بماذا ؟ قالوا : بالله . قال : وهل أحد يكفرc بالله ؟! فأمسكأ مما سمع ورأى ، ثم عاد إلى البادية . ﴿على بطنه ثم تقي

.! ﴾ فما لهم لا يؤمنون : c ماء ﴿يقولc الأصمعي : سمع أعرابي يقرأ فورب الس

ثل ما أنكم تنطقون ، قال ﴾ والأرض إنه لحق مالأعرابي : سبحان الله ، ومن أحوج العظيم حتى يقسم ؟!

عc إلى كرم المولى وإحسانه إنه حسنc الظن والتطلولطفه ورحمته .

)) يضحك قال : وقد صح في الحديث أن الرسول . فقال أعرابي : لانعدامc من رب يضحكc خيرا . ربنا ((ل الغيث من بعد ما قنطوا ﴿ ﴿، ﴾ وهو الذي ينز

ن المحسنين ألا إن نصر ﴿ ﴾ إن رحمت الله قريب م. ﴾ الله قريب

c كتب سير الناس وتراجم الرجال يستفيدc منها من يقرأمسائل مطردة ثابتة منها :

cحسنc ، وهي كلمة لعلي بن.1 أن قيمة الإنسان ما ي أبي طالب ، ومعناها : أن علم الإنسان أو أدبهc أو، cهc عبادتهc أو كرمهc أو خلقهc هي في الحقيقة قيمت

: cهc cه أو هندامcهc ومنصب عبس ﴿وليست صورت ولعبد ﴿. ﴾ { أن جاءه الأعمى1وتولى}

شرك ولو أعجبكم ؤمن خير من م . ﴾ م

Page 138: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن138

2.cبقدر همة الإنسان واهتمامه وبذله وتضحيته تكون cه ، ولا يعطى لهc المجدc جcزافا . cت مكان

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله .. ﴿. ﴾ ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ﴿

. ﴾ وجاهدوا في الله حق جهاده نسان هو الذي يصنعc تاريخه بنفسه بإذن الله ،أن الإ.3

وهو الذي يكتبc سيرتهc بأفعاله الجميلة أو القبيحة :. ﴾ ونكتب ما قدموا وآثارهم ﴿

4.cسريعا ، ويذهب cوإن عمر العبد قصير ينصرم عاجلا ، فلا يقصره بالذنوب والهموم والغموم

. ﴾ لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴿والأحزان : قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل ﴿

. ﴾ العادين كفى حزنا أن الحياة

مريرة ولا عمل يرضى به

cصالح cالله : من أسباب السعادة

من عمل صالحا من ذكر أو أنثى ﴿العمل الصالح : (1. ﴾ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة

ربنا هب لنا من أزواجنا ﴿الزوجة الصالحة : (2ة أعين ياتنا قر . ﴾ وذر

ع لي فيوفي الحديث : البيت الواسع : (3 )) اللهم وس . داري ((

)) إن الله طيب لاوفي الحديث : الكسب الطيب : (4 . يقبل إلا طيبا ((

وجعلني مباركا أين ﴿حسن الخلق والتودد للناس : (5. ﴾ ما كنت

﴿السلامة من الدين ، ومن الإسراف في النفقة : (6 ولا تجعل يدك مغلولة ﴿. ﴾ لم يسرفوا ولم يقتروا

. ﴾ إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط : مقومات السعادة

Page 139: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن139

قلب شاكر ، ولسان ذاكر ، وجسم صابر . وعليك بالشكر عن النعم والصبر عند النقم

والاستغفار من الذنوب . لو جمعتc لك علم العلماء ، وحكمة الحكماء ، وقصائد

الشعراء عن السعادة ، لما وجدتها حتى تعزم عزيمة صادقة » منعلى تذوقها وجلبها ، والبحث عنها وطرد ما يضادها :

أتاني يمشي أتيتهc هرولة « . كتمc أسراره وتدبيره أمورهc . ومن سعادة العبد :

cؤمن على سر مقابل عشرة ذكروا أن أعربيا است دنانير ، فضاق ذرعا بالسر ، وذهب إلى صاحب الدنلنير ،

cفشي السر ، لأن الكتمان يحتاجc إلى وردها عليه مقابل أن ي ، ﴾ لا تقصص رؤياك على إخوتك ﴿ثبات وصبر وعزيمة :

لأن نقاط الضعف عند الإنسان كشفc أوراقه للناس ، وإفشاءc أسراره لهم ، وهو مرض قديم ، وداء متأصل في البشرية ، والنفسc مcولعة بإفشاء الأسرار ، ونقل الأخبار .

cهذا بموضوع السعادة أن من أفشى أسراره فالغالب cوعلاقة عليه أن يندم ويحزن ويغتم .

ب في رسائله الأدبية ، وللجاحظ في الكتمان كلام خلا وليتلطف ولا ﴿فليعcد إليها من أراد . وفي القرآن :

، وهذا أصل في كتمان السر ، ﴾ يشعرن بكم أحداوالأعرابي يقول : وأكتمc السر فيه ضربةc العنق .

***************************************لن تموت قبل أجلك

﴿ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا. ﴾ يستقدمون

هذه الآيةc عزاء للجبناء الذين يموتون مرات كثيرة قبل الموت ، فليعلموا أن هناك أجلا مسمى ، لا تقديم ولا تأخير ،

لا يعجلc هذا الموت أحد ، ولا يؤجله بشر ، ولو اجتمع أهل

Page 140: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن140

الخافقين ، وهذا في حد ذاته يجلبc للعبد الطمأنينة. ﴾ وجاءت سكرة الموت بالحق ﴿والسكينة والثبات :

فما كان له من ﴿واعلم أن التعلق بغير الله شقاء : فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين

﴾ . ) سيرc أعلام النبلاء ( للذهبي ثلاثة وعشرون مجلدا ،

ترجم فيها للمشاهير من العلماء والخلفاء والملوك والأمراءcوالوزراء والأثرياء والشعراء ، وباستقراء هذا الكتاب تجد

حقيقتين مهمتين : أن من تعلق بغير الله من مال أو ولد أوالأولى :

منصب أو حرفة ، وكلهc اللهc إلى هذا الشيء ، وكان سبب وإنهم ليصدونهم عن ﴿شقائه وعذابه ومحقه وسحقه :

هتدون بيل ويحسبون أنهم م . فرعونc والمنصبc ﴾ الس : cوالولد cوالوليد ، cخلف والتجارة cبن cة cمي ﴿قارونc والمالc ، وأ

. ﴾ ذرني ومن خلقت وحيدا أبو جهل والجاهc ، أبو لهب والنسبc ، أبو مسلم

والسلطةc ، المتنبئ والشهرةc ، والحجاج والعلو في الأرض ، . cالفرات والوزارة cابن

هالثانية : أن من اعتز بالله وعمل له وتقرب منه ، أعزفه بلا نسب ولا منصب ولا أهل ولا مال ولا ورفعه وشر

، cهيب والتضحيةcص ، cوالآخرة cسلمان ، cوالأذان cعشيرة : بلال ، cفلى ﴿عطاء والعلم وجعل كلمة الذين كفروا الس

. ﴾ وكلمة الله هي العليا***************************************

» يا ذا الجلال والإكرام « أنهc قال : » ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام « .صح عنه

cها وأعظم : وا منها ، وداوموا عليها ، ومثل cأي الزموها ، وأكثر يا حي يا قيوم . وقيل : إنه الاسمc الأعظمc لرب العالمين

الذين إذا دcعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى . فما للعبد إلا

Page 141: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن141

أن يهتف بها وينادي ويستغيث ويدمن عليها ، ليرى الفرج ﴾ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ﴿والظفر والفلاح :

.في حياة المسلم ثلاثةc أيام كأنها أعياد :

يؤدي فيه الفرائض جماعة ، ويسلمc من المعاصي:يومسول إذا دعاكم ﴿ . ﴾ استجيبوا لله وللر

يتوبc فيه من ذنبه ، وينخلعc من معصيته ، ويعودcويوم ﴿إلى ربه : .﴾ ثم تاب عليهم ليتوبواه على خاتمة حسنة وعمل مبرور :ويوم يلقى فيه رب

.))من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (( وبشرتc آمالي

بشخص هو الورى ودار هي الدنيا ويوم

cهو الدهرcالله عليهم - ، فوجدت cسير الصحابة – رضوان cقرأت

هم عن غيرهم : خمس مسائلفي حياتهم cتميز cسرc في حياتهم ، والسهولةc وعدم التكلف ،الأولى : الي

﴿وأخذ الأمور ببساطة ، وترك التنطع والتعمق والتشديد : رك لليسرى . ﴾ ونيس

أن علمهم غزير مبارك متصل بالعمل ، لاالثانية : فضول فيه ولا حواشي ، ولا كثرة كلام ، ولا رغوة أو تعقيد :

. ﴾ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴿ أن أعمال القلوب لديهم أعظمc من أعمالالثالثة :

cوالرغبة cوالمحبة cوالتوكل cةc الأبدان ، فعندهcمc الإخلاصc والإنابهم ميسرة في نوافل cها ، بينما أمورcونحو cوالخشية cوالرهبة الصلاة والصيام ، حتى إن بعض التابعين أكثرc اجتهادا منهم

. ﴾فعلم ما في قلوبهم ﴿في النوافل الظاهرة : لهم من الدنيا ومتاعها ، وتخففcهم منها ،الرابعة : تقل

والإعراضc عن بهارجها وزخارفها ، مما أكسبهم راحة ومن أراد الآخرة وسعى ﴿وسعادة وطمأنينة وسكينة :

. ﴾ لها سعيها وهو مؤمن

Page 142: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن142

تغليبc الجهاد على غيره من الأعمالالخامسة : الصالحة ، حتى صار سمة لهم ، ومعلما وشعارا . وبالجهاد

قضوا على همومهم وغمومهم وأحزانهم ، لأن فيه ذكراوعملا وبذلا وحركة .

فالمجاهدc في سبيل الله من أسعد الناس حالا ، والذين جاهدوا فينا﴿وأشرحهم صدرا وأطيبهم نفسا :

. ﴾ لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين نن لا تزولc ولا تحولc ، أذكرc ما cوس cفي القرآن حقائق

نن يتعلقc منها بسعادة العبد وراحة باله ، من هذه السالثابتة :

: cإن تنصروا الله ﴿أن من استنصر بالله نصره . ومن سألهc أجابهc : ﴾ ينصركم ويثبت أقدامكم

. ومن استغفره غفر له : ﴾ ادعوني أستجب لكم ﴿ وهو ﴿ومن تاب إليه قبل منه : . ﴾ فاغفر لي فغفر له﴿

ل عليه كفاهc : ﴾ الذي يقبل التوبة عن عباده . ومن توك . ﴾ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ﴿

: cلأهلها بنكالها وجزائها : البغي cها اللهc ل ﴿وأن ثلاثة يعج فمن نكث ﴿، والنكثc : ﴾ إنما بغيكم على أنفسكم ولا يحيق المكر ﴿، والمكرc : ﴾ فإنما ينكث على نفسه

يئ إلا بأهله . وأن الظالم لن يفلت من قبضة الله : ﴾ الس . وأن ثمرة العمل ﴾ فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ﴿

فآتاهم الله ﴿الصالح عاجلة وآجلة ، لأن الله غفور شكور : ، وأن من أطاعه ﴾ ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة

ه : . فإذا عرف العبدc ذلك ﴾ فاتبعوني يحببكم الله ﴿أحب : cرcوينص cمع رب يرزق cر ، لأنه يتعامل cإن الله ﴿سعد وس

اق ز من عند الله ﴿، ﴾ هو الر ﴿، ويغفرc : ﴾ وما النصر إلاار لمن تاب إنه هو التواب ﴿، ويتوبc : ﴾ وإني لغف

حيم ، ﴾ إنا منتقمون ﴿، وينتقمc لأوليائه من أعدائه : ﴾الر : cه . ؟! ﴾ هل تعلم له سميا ﴿فسبحانه ما أكملهc وأجل

Page 143: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن143

للشيخ عبدالرحمن بن سعدي – رحمهc اللهc – رسالةمة اسمcها ) الوسائلc المفيدةc في الحياة السعيدة ( ، ذكر قي فيها : » إن من أسباب السعادة أن ينظر العبدc إلى نعم اللهcحصى ، عليه ، فسوف يرى أنهc يفوقc بها أمما من الناس لا ت

. حينها يستشعرc العبدc فضل الله عليه «ة مع تقصير العبد ، يجcد انه أقولc : حتى في الأمور الديني أعلى من فئام من الناس في المحافظة على الصلاة جماعة

، وقراءة القرآن والذكر ونحو ذلك ، وهذه نعمة جليلة لاcقدرc بثمن : . ﴾ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ﴿ت

وقد ذكر الذهبي عن المحدث الكبير ابن عبد الباقي انه : استعرض الناس بعد خروجهم من جامع ) دار السلام (

ى أنه مكانه وفي مسلاخه . ببغداد ، فما وجد أحدا منهمc يتمنلناهم ﴿ولهذه الكلمة جانب إيجابي وسلبي : وفض

ن خلقنا تفضيلا . ﴾ على كثير مم كل هذا الخلق غر

وأنا منهمc فاترك

****************************************تفاصيل الجcمل وقفـــة

عن أسماء بنت عcميس – رضي اللهc عنها – قالت : قال : لي رسولc الله

)) ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب . أو .في الكرب . ؟ : الله الله ربي لا أشرك به شيئا ((

)) من أصابه هم أو غم أو سقم أووفي لفظ : شدة ، فقال : الله ربي ، لا شريك له . كشف ذلك

. عنه (( » هناك أمور مظلمة توردc على القلب سحائب

ه ، وسلم أمره إليه ، متراكمات مظلمة ، فإذا فر إلى رب وألقى نفسهc بين يديه من غير شركة أحد من الخلق ، كشف

عنه ذلك ، فأما من قال ذلك بقلب غافل لاه ، فهيهات « . : cقال الشاعر

Page 144: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن144

وما نبالي إذاأرواحنا سلمت

بما فقدناهc من مالومن نشب فالمالc مكتسب

والعز مcرتجع إذا النفوسc وقاها

**********************************اللهc من عطب من خاف حاسدا

ومن شر ﴿المعوذاتc مع الأذكار والدعاء عموما : .1. ﴾ حاسد إذا حسد

لا تدخلوا من باب ﴿كتمانc أمرك عن الحاسد : .2قة تفر . ﴾ واحد وادخلوا من أبواب م

﴾ وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ﴿الابتعادc عنه : .3 .

4. : cإليه لكف أذاه cادفع بالتي هي ﴿الإحسان . ﴾ أحسن

************************************ن خلقك حس

ؤم وشقاء . cق شc ل cالخ cوء cمن وسعادة ، وسc cق ي ل cالخ cسنcح )) إن المرء ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم

القائم(( . ))ألا أنبئكم بأحبكم وأقربكم مني مجلسا وإنك لعلى ﴿ . يوم القيامة ؟! أحاسنكم أخلاقا((

ن الله لنت لهم ولو﴿ . ﴾ خلق عظيم فبما رحمة موا من حولك ﴿ . ﴾ كنت فظا غليظ القلب لانفض

. ﴾ وقولوا للناس حسنا وتقولc أم المؤمنين عائشةc بنتc الصديق – رضي الله

عنهما – في وصفها المعصوم عليه صلاةc ربي وسلامcه :. )) كان خلقه القران ((

إن سعة الخcلcق وبسطه الخاطر : نعيم عاجل وسرور حاضر لمن أراد به اللهc خيرا ، وإن سرعة الانفعال والحدة

وثورة الغضب : نكد مستمر وعذاب مقيم . *************************************

Page 145: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن145

دواء الأرق

cصيب بالأرق ؟ ماذا يفعلc من أرc النوم ، والتململc على الفراش . الأرقc تعس

1. : cة ﴿ ألا بذكر الله تطمئنالأذكارc الشرعي . ﴾القلوب

ة :.2 وجعلنا ﴿هجرc النوم بالنهار إلا لحاجة ماس. ﴾ النهار معاشا

ب زدني﴿القراءةc والكتابةc حتى النوم : .3 وقل ر . ﴾علما

وجعل ﴿إتعابc الجسم بالعمل النافع نهارا : .4 . ﴾ النهار نشورا

هات كالقهوة والشاي . .5 التقليلc من شرب المنب شكونا إلى أحبابنا

طول ليلنا فقالوا لنا ما أقصر

الليل عندنا وذاك بأن النومcغشي عيونهم ي

cغشي لنا يقينا ولا ي مرارةc الذنب تنافي حلاوة الطاعة ، وبشاشة الإيمان ،النومc أعينا

ومذاق السعادة . يقولc ابنc تيمية : المعاصي تمنعc القلب من الجولان في

ماوات ﴿فضاء التوحيد : قل انظروا ماذا في الس . ﴾ والأرض

************************************عواقب المعاصي

ه : .1 بهم ﴿حجاب بين العبد ورب كلا إنهم عن ر. ﴾ يومئذ لمحجوبون

cوحشc المخلوق من الخالق : إذا ساء فعلc المرء.2 يcه . ساءت ظنون

لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة ﴿كآبة دائمة : .3 . ﴾ في قلوبهم

Page 146: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن146

سنلقي في ﴿خوف في القلب واضطراب : .4عب بما أشركوا بالله قلوب الذين كفروا الر

﴾ .﴾ . فإن له معيشة ضنكا ﴿نكد في المعيشة : .5 وجعلنا قلوبهم ﴿قسوة في القلب وظلمة : .6

. ﴾ قاسيةا الذين اسودت ﴿سواد في الوجه وعبوس : .7 فأم

. ﴾ وجوههم أكفرتم بغض في قلوب الخلق : )) أنتم شهداءc الله في.8

أرضه (( . ولو أنهم أقاموا التوراة ﴿ضيق في الرزق : .9

بهم لأكلوا والإنجيل وما أنزل إليهم من ر. ﴾ من فوقهم ومن تحت أرجلهم

غضبc الرحمن ، ونقصc الإيمان ، وحلولc المصائب.10 بل ﴿. ﴾ فبآؤوا بغضب على غضب ﴿والأحزان :

ا كانوا يكسبون . ﴾ ران على قلوبهم م. ﴾ وقالوا قلوبنا غلف ﴿

**************************************

اطلب الرزق ولا تحرص وما من دآبة﴿الدودةc في الطين يرزقcها رب العالمين:

على الله رزقها . ﴾في الأرض إلا : cالشكور cها الغفورcفي الوكور يطعم cكماالطيور (( . يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا ((

يطعم ﴿السمكc في الماء يرزقcه رب الأرض والسماء : . ﴾ ولا يطعم

وأنت أزكى من الدودة والطير والسمك ، فلا تحزنعلى رزقك .

Page 147: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن147

cهcمc الفقر والكدرc وضيقc الصدر إلا عرفتc أناسا ما أصاب بسبب بعدهم عن الله عز وجل ، فتجدc أحدهم كان غنيا ،

ه وفي خير من مولاه ، ورزقcه واسع وهو في عافية من رب فأعرض عن طاعة الله ، وتهاون بالصلاة ، واقترف كبائر

ه عافية بدنه وسعة رزقه ، وابتلاهc بالفقر الذنوب ، فسلبه رب والهم والغم ، فأصبح من نكد إلى نكد ، ومن بلاء إلى بلاء :

﴿ . ﴾ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ﴿ ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم

وما أصابكم من ﴿. ﴾حتى يغيروا ما بأنفسهم وألو ﴿. ﴾ مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير

اء غدقا . ﴾ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم م أتبكي على ليلى

وأنت قتلتها ها هنيئا مريئا أي

**************************************القاتلc الصبراط المستقيم ﴿ ﴾ اهدنــــا الص

سر الهداية ولن يهتدي للسعادة ولن يجدها ولن ينعم بها ، إلا من

على طرفه ناتبع الصراط المستقيم الذي تركنا محمد ﴿وطرفcه الآخرc في جنات النعيم : ولهديناهم صراطا

ستقيما .﴾م فسعادةc من لزم الصراط المستقيم أنهc مطمئن لحسن

ه ، العاقبة ، واثق من طيب المصير ، ساكن إلى موعود ربcيعلم ، cمخبت في سلوكه هذا السبيل ، cراض بقضاء مولاه

cان له هاديا يهديه على هذا الصراط ، وهو معصوم لا ينطق cهc حجة على الورى ، عن الهوى ، ولا يتبعc من غوى ، قول

محفوظ من نزغات الشيطان ، وعثرات القران ، وسقطاتبات من بين يديه ومن خلفه ﴿الإنسان : له معق

. ﴾ يحفظونه من أمر اللهcالسعادة في سلوكه هذا الصراط ؛ لأنه cيجد cوهذا العبد

يعلمc أن له إلها ، وأمامهc أسوة ، وبيده كتابا ، وفي قلبه

Page 148: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن148

نورا ، وفي خلده ، واعظا ، وهو ذاهب إلى نعيم ، وعامل ذلك هدى الله يهدي به ﴿في طاعة ، وساع إلى خير :

. ﴾ من يشاءcدعى ظلاما يا أين ما ي

رفيق الدرب أينا إن نور الله في قلبي

cوهذا ما أراهcوهما صراطان : معنوي وحسي ، فالمعنوي : صراط الهداية والإيمان ، والحسي : الصراطc على متن جهنم ،

فصراطc الإيمان على متن الدنيا الفانية له كلاليب منcالأخروي على متن جهنم له كلاليب cالشهوات ، والصراط كشوك السعدان ، فمن تجاوز هذا الصراط بإيمانه تجاوز

ذاك الصراط على حسب إيقانه ، وإذا اهتدى العبدc إلىcه . الصراط المستقيم زالت همومcه وغمومcه وأحزان

******************************************* عشر زهرات يقطفها من أراد

الحياة الطيبة والمستغفرين ﴿جلسة في السحر للاستغفار : .1

. ﴾ بالأسحارر : .2 ويتفكرون في خلق ﴿وخلوة للتفك

ماوات والأرض . ﴾ الس واصبر نفسك مع الذين ﴿ومجالسةc الصالحين : .3

. ﴾ يدعون ربهم ﴿والذكر : .4 . ﴾ اذكروا الله ذكرا كثيرا الذين هم في صلاتهم ﴿وركعتان بخشوع : .5

. ﴾ خاشعونر : .6 . ﴾ أفلا يتدبرون القرآن ﴿وتلاوة بتدب )) يدع طعامه وشرابهوصيامc يوم شديد الحر : .7

. وشهواته من أجلي (( )) حتى لا تعلم شماله ماوصدقة في خفاء : .8

. تنفق يمينه ((

Page 149: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن149

ج عنوكشفc كربة عن مسلم : .9 )) من فرج الله عنه مسلم كربة من كرب الدنيا فر

. كربة من كرب يوم القيامة ((. ﴾ والآخرة خير وأبقى ﴿وزهد في الفانية : .10

تلك عشرة كاملة . cه : سآوي إلى جبل ﴿من شقاء ابن نوح قول

. ولو أوى إلى رب الأرض والسماء ﴾ يعصمني من الماءلكان أجل وأعز وأمنع .

cميتc . فتقمص cحيي وأ ومن شقاء النمرود قولهc : أنا أ ثوبا ليس له ، واغتصب صفة لا تحل له ، فcبهت وخسأ وخاب

.. ﴾ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴿

cة عبارة ، وراية مفتاحc السعادة كلمة ، وميراثc المل. cهي : لا إله إلا الله cوالجملة cوالعبارة cالفلاح جملة ، فالكلمة

. محمد رسولc الله cقال لهc في السماء : سعادةc من نطقها في الأرض : أن ي

دق وصدق به ﴿صدقت : . ﴾ والذي جاء بالصنار وسعادةc من عمل بها : أن ينجو من الدمار والش

. ﴾ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم ﴿والعار والنار : cشكر : cنصر وي وإن ﴿وسعادةc من دعا إليها : أن يعان وي

. ﴾ جندنا لهم الغالبونcعز : cكرم وي cرفع وي ها : أن ي ولله ﴿وسعادةc من أحب

ة ولرسوله وللمؤمنين . ﴾ العز يخرجهم من ﴿هتف بها بلال الرقيقc فأصبح حرا :

. ﴾ الظلمات إلى النور وتلعثم في نطقها أبو لهب الهاشمي ، فمات عبدا ذليلا

. ﴾ ومن يهن الله فما له من مكرم ﴿حقيرا : إنها الإكسيرc الذي يحول الركام البشري الفاني إلى قمم

ولكن جعلناه نورا نهدي به ﴿لإيمانية ربانية طاهرة : . ﴾ من نشاء من عبادنا

Page 150: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن150

لا تفرح بالدنيا إذا أعرضت عن الآخرة ، فإن العذابك : cينتظر cكال ما أغنى ﴿الواصب في طريقك ، والغل والن

إن ربك ﴿. ﴾ { هلك عني سلطانيه28عني ماليه}. ﴾ لبالمرصاد

ولا تفرح بالولد إذا أعرضت عن الواحد الصمد ، فإن الإعراض عنه كل الخذلان ، وغايةc الخسران ، ونهايةc الهوان :

. ﴾ وضربت عليهم الذلة والمسكنة ﴿ ولا تفرح بالأموال إذا أسأت الأعمال ، فإن إساءة العمل

﴿محق للخاتمة وتباب في المصير ، ولعنة في الآخرة : وما أموالكم ولا أولادكم ﴿ ﴾ ولعذاب الآخرة أخزى

بكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا بالتي تقر﴾ .

*************************************وقفــة

: في رفع)) يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث (( هذا الدعاء مناسبة بديعة ، فإن صفة الحياة متضمنة لجميع

وميةc متضمنة صفات الكمال ، مستلزمة لها ، وصفةc القي لجميع صفات الأفعال ، ولهذا كان اسمc الله الأعظمc الذي إذا. cالحي القيوم cئل به أعطى : هو اسم cعي به أجاب ، وإذا سcد

والحياةc التامة تضاد جميع الأسقام والآلام ؛ ولهذا لما كمcلت حياةc أهل الجنة ، لم يلحقهcم هم ولا غم ولا حزن ولا شيء

من الآفات . ونقصانc الحياة تضر بالأفعال ، وتنافيcالقيومية لكمال الحياة ، فالحي المطلق cالقيومية ، فكمال

cلا يتعذر cالكمال ألبتة ، والقيوم cه صفةc التام الحياة لا تفوت عليه فعل ممكن ألبتة ، فالتوسلc بصفة الحياة والقومية له

cضاد الحياة ويضر بالأفعال . تأثير في إزالة ما ي : cقال الشاعر

ك ما المكروهc من cلعمر قي حيث تت

cوتخشى ولا المحبوب cتطمع cمن حيث وأكثرc خوف الناس

ليس بكائن فما دركc الهم الذي

cليس ينفع

Page 151: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن151

*************************************تعامل مع الأمر الواقع

إذا هونت ما قد عز هان ، وإذا أيست من الشيء سلت سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى ﴿عنهc نفسcك : . ﴾ الله راغبون

قرأتc أن رجلا قفز من نافذة وكان بأصبعه اليسرى خاتم ، فنشب الخاتمc بمسمار في النافذة ، ومع سقوط

الرجل اقتلع المسارc أصبعه من أصلها ، وبقي بأربعc أصابع ،رc أن لي أربعc أصابع في يد يقولc عن نفسه : لا أكادc أتذك

cعا من أصابعي إلا حينما أتذكرc فحسبc ، أو أنني فقدتc أصب تلك الواقعة ، وإلا فعلمي على ما يرامc ، ونفسي راضية بما

حدث : )) قدر اللهc وما شاء فعل (( . cترت يدcه اليسرى من الكتف لمرض وأعرفc رجلا ب

cسيارته cزق بنين ، وهو يقود cفعاش طويلا وتزوج ، ور ، cأصابه بطلاقة ، ويؤدي عمله بارتياح ، وكأن الله لم يخلق له إلا يداواحدة : )) ارض بما قسم اللهc لك ، تكن أغنى الناس (( .

ف مع واقعنا ، وما أعجب ما نتأقلمc مع ما أسرع ما نتكي وضعنا وحياتنا ، قبل خمسين سنة كان قاعc البيت بساطا من

حصير النخل ، وقربة ماء ، وقدرا من فخار ، وقصعة ،cنا ، لأننا cنا واستمرت معيشت وجفنة، وإبريقا ، وقامت حيات

منا وتحاكمنا إلى واقعنا. رضينا وسل والنفسc راغبة إذا

رغبتها cرد إلى قليل وإذا ت

cوقعت قتنة بين قبيلتين في الكوفة في المسجدتقنع وا سيوفهم ، وامتشقوا رماحهم ، وهاجت الجامع ، فسلcالأجساد ، وانسل أحد cتفارق cوكادت الجماجم ، cالدائرة الناس من المسجد ليبحث عن المcصلح الكبير والرجل

الحليم ، الأحنف بن قيس ، فوجدهc في بيته يحلبc غنمه ،cالجسم ، نحيف cعليه كساء لا يساوي عشرة دراهم ، نحيل

البنية ، أحنفc الرجلين ، فأخبروه الخبر فما اهتزت في

Page 152: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن152

جسمه شعرة ولا اضطرب ؛ لأنه قد اعتاد الكوارث ، وعاشه cدم له إفطارcثم ق ، cالحوادث ، وقال لهم : خيرا إن شاء الله وكأن لم يحدث شيء ، فإذا إفطاره كسرة من الخبز اليابس

، وزيت وملح ، وكأس من الماء ، فسمى وأكل ، ثم حمدcر العراق ، وزيت من الشام ، مع ماء cر من ب الله ، وقال : ب

دجلة ، وملح مرو ، إنها لنعم جليلة . ثم لبس ثوبه ، وأخذت إليه عصاهc ، ثم دلف على الجموع ، فلما رآه الناسc اشرأب

، cهم ، وأنصتوا لما يقولc أعناقcهم ، وطفحت غليه عيونق ، فذهب كل فارتحل كلمة صcلح ، ثم طلب من الناس التفر

واحدا منهم لا يلوي على شيء ، وهدأت الثائرةc ، وماتت . cالفتنة

قد يدركc الشرفcهcالفتى ورداؤ

خلق وجيبc قميصه cمرقوع : في القصة دروس ، منها

ة الشيء أن العظمة ليست بالأبهة والمظهر ، وأن قل ليست دليلا على الشقاء ، وكذلك السعادةc ليست بكثرة

ا الإنسان إذا ما ابتلاه ربه ﴿الأشياء والترفه : فأما إذا15فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن} { وأم

. ﴾ ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن وأن المواهب والصفات السامية هي قيمةc الإنسان ، لا

هc ، إنها وزنهc في علمه وكرمه cولا دار cه cولا قصر cهc cهc ولا نعل ثوب . وعلاقةc ﴾ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴿وحلمه وعقله :

هذا بموضوعنا أن السعادة ليست في الثراء الفاحش ، ولا في القصر المنيف ، ولا في الذهب والفضة ، ولكن السعادة

﴿في القلب بإيمانه ، برضاهc ، بأنسه ، بإشراقه : فلا قل بفضل الله ﴿ ﴾ تعجبك أموالهم ولا أولادهم

ا يجمعون م . ﴾ وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مcعود نفسك على التسليم بالقضاء والقدر ، ماذا تفعل إذا لم تؤمن بالقضاء والقدر ، هل تتخذc في الأرض نفقا أو

ما في السماء ، لن ينفعك ذلك ، ولن ينقذك من القضاء ل cس والقدر . إذن فما الحل ؟

Page 153: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن153

منا: الحل : أينما تكونوا يدرككم﴿ رضينا وسلشيدة . ﴾الموت ولو كنتم في بروج م

من أعنف الأيام في حياتي ، ومن أفظع الأوقات في عمري : تلك الساعةc التي أخبرني فيها الطبيبc المختص

cمن الكتف ، ونزل الخبر – cببتر يد أخي محمد – رحمه الله على سمعي كالقذيفة ، وغالبتc نفسي ، وثابت روحي إلى

صيبة إلا بإذن الله ومن ﴿قول المولى : ا أصاب من مابرين} ﴿، وقوله : ﴾ يؤمن بالله يهد قلبه ر الص وبش

ا155 { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنـ. ﴾ إليه راجعون

كانت هذه الآياتc بردا وسلاما وروحا وريحانا . وليس لنا من حيلة فنحتالc ، إنما الحيلةc في الإيمان

، cأم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ﴿والتسليم فحسب ﴾ ﴿ وإذا قضى أمرا فإنما ﴿ ﴾ والله غالب على أمره

. ﴾ يقول له كن فيكونcخبرc في لحظة واحدة بقتل أربعة إن الخنساء النخعية ت

أبناء لها في سبيل الله بالقادسية ، فما كان منها إلا أنها ، وشكرت مولاها على حcسن الصنيع ، ولطف حمدت رب

الاختيار ، وحلول القضاء ؛ لأن هناك معينا من الإيمان ،cوتسعد cؤجرc cها تشكرc وت ورافدا من اليقين لا ينقطعc ، فمثل

في الدنيا والآخرة ، وإذا لم تفعل هذا فما هو البديلc إذن ؟! التسخطc والتضجرc والاعتراضc والرفضc ، ثم خسارةc الدنيا

ضا ، ومن سخطوالآخرة ! )) فمن رضي فله الر . فله السخط ((

cنا : إنا لله وإنا إن بلسم المصائب وعلاج الأزمات ، قولإليه راجعون .

نا لله ، فنحنc خلقcه وفي ملكه ، ونحنcوالمعنى : كلc منه ، والمعادc إليه ، والأمرc بيده ، فليس نعودc إليه ، فالمبدأ

لنا من الأمر شيء . cنفسي التي تملك

الأشياء ذاهبة فكيف أبكي على

شيء إذا ذهبا

Page 154: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن154

كل من عليها﴿ ،﴾ كل شيء هالك إلا وجهه﴿ يتون﴿ ،﴾فان ﴾ .إنك ميت وإنهم م

لو فوجئت بخبر صاعق باحتراق بيتك ، أو موت ابنك ، أو ذهاب مالك فماذا عساك أن تفعل ؟ من الآن وطن نفسك ، لا ينفعc الهربc ، لا يجدي الفرارc والتملصc من القضاء والقدر

م بالأمر ، وارض بالقدر ، واعترف بالواقع ، واكتسب ، سل الأجر ، لأنه ليس أمامك إلا هذا . نعم هناك خيار آخرc ، ولكنهمc بما حصل والتضجرc مما صار cه ، إنه : التبر رديء أحذرك من

، والثورةc والغضبc والهيجان ، ولكن تحصلc على ماذا منه ؟! إنك سوف تنالc غضب الرب جل في عليائه ، هذا كلcومقت الناس ، وذهاب الأجر ، وفادح الوزر ، ثم لا يعود

عليك المصاب ، ولا ترتفعc عنك المصيبةc ، ولا ينصرفc عنك : cالمحتوم cماء ثم﴿الأمر فليمدد بسبب إلى الس

. ﴾ ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ**************************************

ما تحزن لأجله سينتهي فإن الموت مقدم على الكل : الظالم والمظلوم ،

والقوي والضعيف ، والغني والفقير ، فلست بدعا من الناسأن تموت ، فقبلك ماتت أمم وبعدك تموتc أمم .

ذكر ابنc بطوطة أن في الشمال مقبرة دcفن ألفc ملكعليها لوحة مكتوب فيها :

cهم سل وسلاطين cالطين عنهم

cالعظام cوالرؤوس إن الأمر المذهل في هذا : غفلةc الإنسان عن هذا الفناءصارت عظاما

د منعم ، ه أنهc خالد مخل المداهم له صباح مساء ، وظن وتغافلcه عن المصير المحترم وتراخيه عن النهاية الحقة

يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة ﴿لكل حي : اعة شيء عظيم اقترب للناس حسابهم ﴿، ﴾ الس

عرضون . ﴾ وهم في غفلة م

Page 155: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن155

لما أهلك اللهc الأمم ، وأباد الشعوب ، ودمر القcرى هل تحس منهم ﴿الظالمة وأهلها ، قال–عز من قائل-:

ن أحد أو تسمع لهم ركزا ؟! انتهى كل شيء عنهم ﴾ مإلا الخبر والحديث .

هل عندكم خبر منأهل أندلس

فقد مضى بحديث cالقوم ركبان************************************

وقفــة مشتمل على توحيد الإلهية والربوبية ،دعاء الكرب :

ووصف الرب سبحانهc بالعظمة والحلم ، وهاتان الصفتان مستلزمتان لكمال القدرة والرحمة ، والإحسان والتجاوز ،

ووصفه بكمال ربوبيته للعالم العلوي والسفلي والعرشالذي هو سقفc المخلوقات وأعظمcها .

والربوبيةc التامةc تستلزمc توحيده ، وأنهc الذي لا تنبغي. cإلا له cوالطاعة cوالإجلال cوالرجاء cوالحب والخوف cالعبادة cه المطلقةc تستلزمc إثبات كل كمال لهc ، وسلب كل وعظمت نقص وتمثيل عنهc ؛ وحلمcهc يستلزمc كمال رحمته وإحسانه

إلى خلقه . cهc cهc وإجلال cوجبc محبت cهc بذلك ت فعلمc القلب ومعرفت

cله من الابتهاج واللذة والسرور ما يدفع cفيحصل ، cهcوتوحيد عنهc ألم الكرب والهم والغم ، وأنت تجدc المريض إذا ورد

cكيف تقوى الطبيعة ، cقوي نفسهc cفرحcه ، وي هc وي ر cعليه ما يس على دفع المرض الحسي ، فحصولc هذا الشفاء للقلب

أولى وأحرى . ***************************************

الاكتئاب طريق الشقاء في شهر صفر240ذكرت جريدةc ) المسلمون ( عدد

مليون مكتئب على وجه200هـ ، أن هناك 1410سنة الأرض !

Page 156: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن156

قc بين دولة غربية وأخرى شرقية الاكتئابc العالم!! لا يفرcه في ! أو غني وفقير . إنه مرض يصيبc الجميع .. ونهايت

!! cالغالب الانتحاره الانتحارc لا يعترفc بالأسماء والمناصب والدول ، لكن

يخافc من المؤمنين ، بعضc الأرقام تؤكدc أن ضحاياهc وصلوا أن آخر200إلى مليون مريض في كل أنحاء العالم .. إلا

الإحصاءات تؤكدc أن واحدا على الأقل بين كل عشرة أفرادعلى وجه الأرض مصاب بهذا المرض الخطير !!

وقد وصلت خطورةc هذا المرض أنه لا يصيبc الكبارفقط ، بل يصلc إلى حد مداهمة الجنين في بطن أمه !!

: الانتحار cبوابة cالاكتئاب ولا تلقوا بأيديكم إلى ﴿، ﴾ لا تقتلوا أنفسكم ﴿

. ﴾ التهلكة تذكر الأخبارc التي تناقلتها وكالاتc الأنباء أن مرض

ن من الرئيس السابق للولايات المتحدة الاكتئاب قد تمك الأمريكية )رونالد ريجان(. وتعودc إصابةc الرئيس الأمريكي

cبهذا المرض لتجاوزه سن السبعين في الوقت الذي لا يزال يتعرضc فيه لضغوط عصبية كبيرة .. بالإضافة للعمليات

cجريت له على فترات متلاحقة ، ولو كنتم﴿الجراحية التي أشيدة .﴾ في بروج م

وهناك الكثيرc من المشاهير وخاصة من يعملون بالفن ، يداهمcهم هذا المرضc ، وقد كان الاكتئابc سببا رئيسا – إن لمcقال : يكن الوحيد – في موت الشاعر صلاح جاهين ، وكذلك ي

cوتزهق ﴿إن نابليون بونابرت مات مكتئبا في منفاه . ﴾ أنفسهم وهم كافرون

رته وكالات الأنباء ، وما زلنا نذكرc أيضا الخبر الذي طي احتل صدر الصفحات الأولى في أغلب صحف العالم ، عن

الجريمة المروعة التي ارتكبتها أم ألمانية بقتل ثلاثة منها أطفالها، واتضح أن السبب هو مرضcها بالاكتئاب ، ولحب الشديد لأطفالها خافت أن تورثهم العذاب والضيق الذي

Page 157: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن157

!! من هذا العذاب بقتلهم «إراحتهم» تشعرc به ، فقررت الثلاثة .. ثم قتلت نفسها !!.

وأرقامc )منظمة الصحة العالمية( تشيرc إلى خطورة م كان عددc المصابين بالاكتئاب في1973الأمر.. ففي عام

% في عام5% ، وارتفعت هذه النسبةc لتصل إلى 3العالم م ، كما أشارت بعضc الدراسات إلى وجود فرد1978

أمريكي مصاب بالاكتئاب من كل أربعة !! في حين أعلن رئيسc مؤتمر الاضطراب النفسي الذي عcقد في شيكاغو

مليون شخص في العالم100 م أن هناك 1981عام cهم من دول العالم المتقدم ، يعانون من الاكتئاب ، أغلب

أولا يرون﴿وقالت أرقام أخرى أنهم مائتا مليون مكتئب!! تين ة أو مر ر ﴾أنهم يفتنون في كل عام م

قال أحدc الحكماء : اصنع من الليمون شرابا حcلوا . وقال،cأن يزيد أرباحه cالذي يستطيع cهم : ليس الذكي الفطنcأحد

أولـئك عليهم﴿لكن الذكي الذي يحولc خسائره إلى أرباح بهم ورحمة وأولـئك هم المهتدون . ﴾صلوات من ر

وفي المثل : لا تنطح الحائط !! لا تعاند من لا تستفيدc من عناده فائدة تعودcوالمعنى :

عليك بخير . إذا لم تستطع شيئا

cفدعه وجاوزه إلى ما

cوقالوا : ولا تطحن الدقيق ، تستطيع ﴿ ا بغم لكيلا فأثابكم غم. ﴾تحزنوا على ما فاتكم

أن الأمور التي فcرغ منها وانتهت لا ينبغيوالمعنى : ر ؛ لأن في ذلك قلقا واضطرابا وتضييعا cكر cعاد وت أن ت

للوقت . وقالوا أيضا – وهو مثل إنكليزي - : لا تنشر النشارة .

أي نشارة الخشب ، لا تأت وتنشرها مرةوالمعنى :ثانيةc ، فقد فرغ منها .

يقولون ذلك لمن يشتغلc بالتوافه ، واجترار الهموم ، الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو ﴿وإعادة الماضي ،

Page 158: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن158

أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت.﴾إن كنتم صادقين

هناك مجالات للفارغين من الأعمال يمكنc سدها ، كالتزود بالصالحات ، ونفع الناس ، وعيادة المرضى ، وزيارة

المقابر ، والعناية بالمساجد ، والمشاركة في الجمعياتاء ، وترتيب المنزل والمكتبة الخيرية ، ومجالس الأحي

والرياضة النافعة ، وإيصال النفع للفقراء والعجزة والأرامل ،. ﴾ إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ﴿

ولم أر كالمعروفcهcأما مذاق

cهcوجه فحلو وأماcاقرأ التاريخ لتجد المنكوبين والمسلوبين والمصابين . فجميل

وبعد فصول من هذا البحث سوف أطلعك على لوحةمن الحزن للمنكوبين بعنوان : تعز بالمنكوبين .

اقرأ التاريخ إذ فيهالعبر

ضل قوم ليسيدرون الخبر سل ما نثبت به ﴿ وكـلا نقص عليك من أنباء الر

﴿ ، ﴾ لقد كان في قصصهم عبرة ﴿ ، ﴾ فؤادك . ﴾ فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

عc بمواطن قال عمرc : أصبحتc وما لي مطلب إلا التمتالقضاء .

ومعنى ذلك : أنه مرتاح لقضاء الله وقدره ، سواء كانفيما يحلو له أو فيما كان مرا .

وقال بعضcهم : ما أبالي على أي الراحلتين ركبتc ، إن . cوإن كان الغنى لهو الشكر ، cلهم الصبر cكان الفقر

ومات لأبي ذؤيب الهذلي ثمانية من الأبناء بالطاعونم وأذعن في عام واحد فماذا عسى أن يقول؟ إنه آمن وسل

لقضاء ربه ، وقال : وتجلدي للشامتين

cريهمc أ أني لريب الدهر لا

cأتضعضع وإذا المنيةc أنشبتأظفارها

ألفيت كل تميمة لا cتنفع صيبة إلا بإذن الله ﴿ . ﴾ ما أصاب من م

يا نفسه - : وفقد ابنc عباس بصره فقال – معز

Page 159: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن159

إن يأخذ اللهc من عينينورها

ففي فؤادي وقلبيcمنهما نور قلبي ذكي غيرc ذي

عوج وفي فمي صارمcعم الكثيرة إذا فقد القليلكالسيف مشهور وهو التسلي بما عنده من الن

منها . cه في يوم cترت رجلc عروة بن الزبير ، ومات ابن وب واحدا ، فقال : اللهم لك الحمد ، إن كنت أخذت فقد

أعطيت ، وإن كنت ابتليت فقد عافيت ، منحتني أربعة أعضاء ، وأخذت عضوا واحدا ، ومنحتني أربعة أبناء وأخذت

﴿ابنا واحدا . سلام ﴿، ﴾وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا . ﴾عليكم بما صبرتم

ى دريد نفسه وقcتل عبدcالله بنc الصمة أخو دريد ، فعز بعد أن ذكر أنه دافع عن أخيه قدر المستطاع ، ولكن لا حيلة

في القضاء ، مات أخوه عبدcالله فقال دريد : وطاعنتc عنه الخيل

حتى تبددتcوحتى علاني حالك

اللون أسود طعان امرئ آسىأخاهc بنفسه

cأن المرء غير cويعلم د مخل وخففتc وجدي أنني

cلم أقل له كذبت ولم أبخل بما

يا للمصابين - : ملكت يدي ويروى عن الشافعي – واعظا ومعز دع الأيام تفعل ما

cتشاء وطب نفسا إذا

cحكم القضاء cإذا نزل القضاء بأرض قوم

فلا أرض تقية ولا cسماء وقال أبو العتاهية :

كم مرة حفت بكالمكاره

خار لك اللهc وأنتكم مرة خفنا من الموت فما متنا ؟! كاره ؟

cفإذا هي العودة ، cوأنها النهاية cكم مرة ظننا انها القاضية الجديدةc والقوةc والاستمرارc ؟!

، cوتقطعت بنا الحبال ، cلc ب كم مرة ضاقت بنا السcوالخير cوالنصر cوإذا هو الفتح ، cوأظلمت في وجوهنا الآفاق

نها ومن كل كرب ﴿والبشارةc ؟! يكم م . ﴾ قل الله ينج

Page 160: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن160

نا cكم مرة أظلمت أمامنا دنيانا ، وضاقت علينا أنفس والأرضc بما رحcبت ، فإذا هو الخيرc العميمc واليسرc والتأييدc ؟!

هو ﴿ . ﴾ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا من علم أن الله غالب على أمره ، كيف يخافc أمر غيره ؟! من علم أن كل شيء دون الله ، فكيف يخوفونك بالذين

من دونه ؟! من خاف الله كيف يخافc من غيره ، وهو : cفلا تخافوهم وخافون ﴿يقول ﴾ .

cهc العزةc ، والعزةc لله ولرسوله وللمؤمنين . معهc سبحان cإنا ﴿، ﴾ وإن جندنا لهم الغالبون ﴿معه الغلبة

لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم . ﴾ يقوم الأشهاد

)) وعزتيذكر ابنc كثير في تفسيره أثرا قدسيا : وجلالي ما اعتصم بي عبد ، فكادت له السماوات والأرض ، إلا جعلت له من بينها فرجا ومخرجا .

تي وجلالي ما اعتصم عبدي بغيري إلا أسخت وعز . الأرض من تحت قدميه (( )) لا حول ولا قوة إلاقال الإمامc ابنc تيمية : بـ

cنالc شريفcبالله (( cكابدc الأهوالc ، وي cحمل الأثقالc ، وت تالأحوال .

فالزمها أي العبدc ! فإنها كنز من كنوز الجنة . وهي منبنود السعادة ، ومن مسارات الراحة ، وانشراح الصدر . ***************************************

الاستغفار يفتح الأقفالcعلي ، فأستغفر cتيمية : إن المسألة لتغلق cيقول ابن

الله ألف مرة أو أكثر أو أقل ، فيفتحcها اللهc علي . ﴿ ارا .﴾ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غف

إن من أسباب راحة البال ، استغفار ذي الجلال . cقضاء خير حتى المعصية cب ضارة نافعة ، وكل cر

بشرطها .

Page 161: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن161

))لا يقضي الله للعبد قضاءفقد ورد في المسند : . قيل لابن تيمية: حتى المعصية ؟ قال :إلا كان خيرا له((

. cوالانكسار cوالاستغفار ، cوالندم cنعم ، إذا كان معها التوبة ﴿ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآؤوك فاستغفروا

ابا سول لوجدوا الله تو الله واستغفر لهم الرحيما ﴾ر

قال أبو تمام في أيام السعود وأيام النحس : cت سنون مر

بالسعود وبالهنا فكأنها من قصرها

cام أي ثم انثنت أيامc هجربعدها

فكأنها من طولهاcأعوام ثم انقضت تلك

cها السنونc وأهلcم أحلامcه ها وكأن فكأن

كأنهم يوم ﴿ ، ﴾ وتلك الأيام نداولها بين الناس﴿. ﴾ يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها

عجبتc لعظماء عرفهcمc التاريخc ، كانوا يستقبلونها قطراتc الغيث ، أو هفيفc النسيمc ، وعلى المصائب كأن

، وهو في الغار ، يقولcرأس الجميع سيدc الخلق محمد . وفي طريق الهجرة ، ﴾ لا تحزن إن الله معنا﴿لصاحبه :

cسورc سواري كسرى ! رc سراقة بأنه ي د يبش وهو مطارد مشرcشرى من الغيب ب

ألقت في فم وحيا وأفضت إلى

الدنيا بأسرار سيهزم ﴿ وهو يقول : cوفي بدر يثبc في الدرع . ﴾ الجمع ويولون الدبر أنت الشجاعc إذا

لقيت كتيبة أدبت في هولcحد – بعد القتل والجراح – يقولc للصحابة :الردى أبطالها وفي أ

cة تنطح cثني على ربي (( . إنها همم نبوي )) صcفوا خلفي ، لأا ، وعزم نبوي يهز الجبال . الثري

قيسc بنc عاصم المنقري من حلماء العرب ، كان مcحتبياcك الآن ، قتلهc يكلم قومهc بقصة ، فأتاه رجل فقال : قcتل ابن

ابنc فلانة . فما حل حبوتهc ، ولا أنهى قصتهc ، حتى انتهى منلوا ابني وكفنوه ، ثم آذنوني بالصلاة كلامه ، ثم قال : غس

Page 162: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن162

اء وحين ﴿عليه ! ر ابرين في البأساء والض والص. ﴾ البأس

cعطى الماء في سكرات الموت ، وعكرمةc بنc أبي جهل ي فيقولc : أعطوه فلانا . لحارث بن هشام ، فيتناولونه واحدا

. cالجميع cبعد واحدا ، حتى يموت**************************************

الناس عليك لا لك إن العاقل الحصيف يجعلc الناس عليه لا لهc ، فلا يبني

موقفا ، أو يتخذ قرارا يعتمدc فيه على الناس ، إن الناس لهم حدود في التضامن مع الغير ، ولهم مدى يصلون إليه في

. cالبذل والتضحية لا يتجاوزونه– cوأرضاه cعنه cانظر إلى الحسين بن علي – رضي الله

cقتلc فلا تنبسc الأمةc ببنت شفة ،وهو ابنc بنت الرسول ، ي رون ويهللون على هذا الانتصار الضخم بل الذين قتلوهc يكب

: cالشاعر cعنه . يقول cبذبحه !! ، رضي الله جاؤوا برأسك يا ابن

بنت محمدمcتزملا بدمائه تزميلا

رون بأن قcتلت cكب ويوإنما

قتلوا بك التكبيرcجلدc جلدا رهيبا ،والتهليلا cساق أحمدc بنc حنبل إلى الحبس ، وي وي

ويشرفc على الموت ، فلا يتحركc معهc أحد . cؤخذc ابنc تيمية مأسورا ، ويركبc البغل إلى مصر ، فلا وي

تموجc تلك الجموعc الهادرةc التي حضرت جنازتهc ، لأن لهم ، cولا يملكون لأنفسهم ﴿حدودا يصلون إليها فحسب

﴾ ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من ﴿،

﴿ ، المؤمنين ﴿ ، ﴾ وتوكل على الحي الذي لا يموت ﴾ . ﴾ إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا

فالزم يديك بحبل الله معتصما

هc الركنc إن فإنcخانتك أركان

Page 163: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن163

***********************************************

» ما عال من اقتصد «رفقا بالمال قال أحدهcم :

اجمع نقودك إن العزفي المال

واستغن ما شئت عن إن الفلسفة التي تدعو إلى تبذير المال وتبديده وإنفاقهعم وعن خال

في غير وجهه أو عدم جمعه أصلا ليست بصحيحة ، وإنما هياد الهنود ، ومن جهلة المتصوفة . منقولة من عcب

إن الإسلام يدعو إلى الكسب الشريف ، وإلى جمعcالمال الشريف ، وإنفاقه في الوجه الشريف ، ليكون العبد

))نعم المال الصالح في يد : عزيزا بماله، وقد قال . وهو حديث حسن . الرجل الصالح((

cالديون ، أو الفقر cالهموم والغموم كثرة cوإن مما يجلب )) فهل تنتظرون إلا غنى مطغيا أوالمضني المهلك : )) اللهم إني فقال : . ولذا استعاذ فقرا منسيا ((

)) كاد الفقر أن . و أعوذ بك من الكفر والفقر (( . يكون كفرا ((

وهذا لا يتعارضc مع الحديث الذي يرويه ابنc ماجة : )) ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند

. على أن فيه ضعيفا . الناس يحبك الناس (( أن يكون لك الكفافc ، وما يكفيك عنلكن المعنى :

cاستجداء الناس وطلب ما عندهم من المال ، بل تكون )) ومنشريفا نزيها ، عندك ما يكف وجهك عنهم ،

. يستغن يغنه الله (( )) إنك إن تذر ورثتك أغنياء ، خيروفي الصحيح :

فون الناس (( . من أن تذرهم عالة يتكفد به ما قد أضاعوا cأس

طوا وفر حقوق أناس ما

استطاعوا لها سدا

Page 164: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن164

ة النفس : يقولc أحدcهم في عز أحسنc الأقوالقولي لك خذ

أقبحc الأقوال كلاولعل فلىوفي الصحيح : )) اليد العليا خير من اليد الس

)) ، cأو السائلة cالسفلى الآخذة cواليد ، cالعليا المعطية cاليد . ﴿ ف . ﴾ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعف

لا تتملق البشر فتطلب منهم رزقا أووالمعنى : مكسبا ، فإن الله عز وجل ضمن الرزق والأجل والخلق لأن

ة الإيمان قعساءc ، وأهلcه شرفاءc ، والعزةc لهم ، ورؤوسcهم عز أيبتغون عندهم ﴿دائما مرتفعة ، وأنوفcهم دائما شامخة :

ة لله جميعا ة فإن العز . قال ابنc الوردي : ﴾ العز قطعcها أحسنc من أنا لا أرغبc تقبيل يد

تلك القcبل إن جزتني عن صنيعكنتc في

رقها أو لا فيكفيني*******************************************الخجل

لا تتعلق بغير الله إذا كان المحيي والميتc والرزاقc هو اللهc ، فلماذا

cأن أكثر ما يجلب c؟! ورأيت cمنهم cمن الناس والقلق cالخوف cرضاهم ، والتقرب cبالناس ، وطلب cالهموم والغموم التعلق ر بذمهم ، وهذا من منهمc ، والحرصc على ثنائهم ، والتضر

ضعف التوحيد . cفليتك تحلو والحياة

مريرة cوليتك ترضى والأنام

cغضاب إذا صح منك الودن cل هي فالك

وكل الذي فوقcالتراب تراب***************************************

در أسباب انشرح الص فإنهc بحسب صفائه ونقائه يوسعcأهمها : التوحيد :

الصدر ، حتى يكون أوسع من الدنيا وما فيها . ﴿ولا حياة لمcشرك وملحد ، يقولc سبحانه وتعالى :

ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا

Page 165: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن165

فمن ﴿. وقال سبحانه : ﴾ ونحشره يوم القيامة أعمى وقال﴾ . يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام

أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على ﴿ سبحانه :به . ﴾ نور من ر

وتوعد اللهc أعداءه بضيق الصدر والرهبة والخوف سنلقي في قلوب الذين ﴿والقلق والاضطراب ،

ل به عب بما أشركوا بالله ما لم ينز كفروا الر﴿ ، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ﴿، ﴾ سلطانا ﴾

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومنعد يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يص

ماء .﴾ في السcأشرح cفالعلماء ، cالنافع cالصدر : العلم cومما يشرح

هم حcبورا ، وأعظمcهم سرورا ، لما cالناس صدورا ، وأكثر وعلمك ما لم﴿عندهم من الميراث المحمدي النبوي :

. ﴾ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴿ ، ﴾تكن تعلم فإن للحسنة نورا فيومنها : العمل الصالح :

القلب ، وضياء في الوجه ، وسعة في الرزق ، ومحبة في ﴿قلوب الخلق ، اء غدقا . ﴾ لأسقيناهم م

فالشجاعc واسعc البطان ، ثابتcومنها : الشجاعة : الجنان ، قوي الأركان ، لأنه يؤولc على الرحمن ، فلا تهمه . cالتوجسات cهcولا تزعزع ، cالأراجيف cه الحوادثc ، ولا تهز

تردى ثبات الموت حcمرافما أتى

لها الليلc إلا وهي منcضرcسندس خ وما مات حتى مات

مضربc سيفه من الضرب واعتلت

cفإنها كدر حاضر ،ومنها : اجتناب المعاصي :عليه القنا السمر ووحشة جاثمة ، وظلام قاتم .

cميتc رأيتc الذنوب تالقلوب

cورثc الذل وقد يcها ومنها : اجتناب كثرة المباحات :إدمان من الكلام

والذين هم عن اللغو ﴿والطعام والمنام والخلطة ،

Page 166: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن166

ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب ﴿، ﴾ معرضون ﴿ ، ﴾ عتيد .﴾ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

*************************************

فرغ من القضاء سأل أحدc المرضى بالهواجس والهموم طبيب القلق

والاضطراب ، فقال له الطبيبc المسلمc : اعلم أن العالم قد فرغ من خلقه وتدبيره ، ولا يقعc فيه حركة ولا همس إلا بإذن

))إن الله كتب مقادير الخلائقالله ، فلم الهم والغم؟! . قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة((

قال المتنبي على هذا : وتعظcمc في عينها cالصغير صغار

وتصغرc في عينcالعظيم العظائم*********************************طعم الحرية اللذيذ

يقولc الراشدc في كتاب ) المسار ( : من عندهc ثلاثمائةة زيت وألف وستمائة تمرة ، لم يستعبده وستون رغيفا وجر

أحد . وقال أحدc السلف : من اكتفى بالخبز اليابس والماء ،

ق غلا لله تعالى وما لأحد عنده من نعمة ﴿سلم من الر. ﴾ تجزى

قال أحدcهم : أطعتc مطامعي

فاستعبدتنيcولو أني قنعت

لكنتc حرا : cوقال آخر أرى أشقياء الناس

لا يسأمونها هم فيها عcراة على أن

cوعcوج أراها وإن كانتر فإنها cتس

سحابةc صيف عنcع قليل تقش

Page 167: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن167

إن الذين يسعون على السعادة بجمع المال أو المنصب أو الوظيفة ، سوف يعلمون أنهم همc الخاسرون حقا ، وأنهم

ولقد جئتمونا فرادى ﴿ما جلبوا إلا الهموم والغموم ، لناكم وراء ا خو ة وتركتم م كما خلقناكم أول مر

{16بل تؤثرون الحياة الدنيا} ﴿، ﴾ ظهوركم . ﴾ والآخرة خير وأبقى

************************************سفيان الثوري مخدته التراب

توسد سفيانc الثوري كومة من التراب في مزدلفة وهودc التراب حاج ، فقال له الناسc : أفي مثل هذا الموطن تتوس

وأنت مcحدثc الدنيا ؟ قال : لمخدتي هذه أعظمc من مخدةأبي جعفر المنصور الخليفة .

ما كتب الله ﴿ . ﴾ قل لن يصيبنا إلا*********************************

لا تركن إلى المرجفين الوعودc الكاذبةc ، والإرهاصاتc الخاطئةc المغلوبةc ، التي

يطان ﴿يخافc منها أكثرc الناس ، إنما هي أوهام ، الش يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم

نه وفضلا والله واسع عليم غفرة م . ﴾ م والقلقc والأرقc وقcرحةc المعدة : ثمراتc اليأس والشعور

بالإحباط والإخفاق . ***********************************

تم ك السب والش لن يضر كان الرئيسc الأمريكي ) إبراهام لينكولن ( يقولc : أنا لا cوجه إلي ، ولا أفتحc مظروفها فضلا c رسائل الشتم التي ت أقرأ عن الرد عليها ؛ لأنني لو اشتغلتc بها لما قدمت شيئا لشعبي

فح الجميل ﴿، ﴾ فأعرض عنهم﴿ ﴿ ، فاصفح الص ﴾ . ﴾ فاصفح عنهم وقل سلام

Page 168: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن168

: cان قال حس ما أبالي أنب

بالحزن تيس أو لحاني بظهر

cغيب لئيم أن كلمات اللؤماء والسخفاء والحقراءالمعنى :cهcم ، الشتامين المتسلقين على أعراض الناس ، لا تضر ولا تولا يمكنc أن يتلفت لها مسلم ، أو أن يتحرك منها شجاع . كان قائدc البحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية

رجلا لامعا ، يحرصc على الشهرة ، فتعامل مع مرؤوسية الذين كالوا له الشتائم والسباب والإهانات ، حتى قال :

أصبح اليوم عندي من النقد مناعة ، لقد عجم عودي ، ورا cس cولا ينسف cأن الكلام لا يهدم cوكبرت سني ، وعلمت

حصينا . وماذا تبتغي

الشعراءc مني وقد جاوزتc حد

cذكرc عن عيسى – عليه السلامc – أنهc قال : أحبواالأربعينا يأعداءكم .

cصدروا في أعدائكم عفوا عاما ، حتىوالمعنى : أن تcم، تسلموا من التشفي والانتقام والحقد الذي ينهي حياتك

.﴾ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين﴿ ﴾ لا تثريب عليكم اليوم﴿، ))اذهبوا فأنتم الطلقاء((

ا سلف ﴿، . ﴾ عفا الله عم*************************************

اقرأ الجمال في الكون مما يشرحc الصدر قراءةc الجمال في خلق ذي الجلال

، cالمفتوح cبالنظر في الكون، هذا الكتاب cع والإكرام، والتمت ﴾ فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ﴿إن الله يقولc في خلقه :

،﴾ هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ﴿ماوات والأرض ﴿ .﴾قل انظروا ماذا في الس

Page 169: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن169

وسوف أنقلc لك ، بعد صفحات ، من أخبار الكون ما الذي أعطى كل شيء خلقه﴿يدلك على حكمة وعظمة

. ﴾ ثم هدى : cقال الشاعرc وكتابي الفضاءc أقرأ

فيهcها في صورا ما قرأت

قراءة في الشمس اللامعة ، والنجوم الساطعة ، فيكتابي النهر .. في الجدول .. في التل .. في الشجرة .. في الثمرة

.. في الضياء .. في الهواء .. في الماء ، cوفي كل شيء له

آية cه الواحد تدل على أن

يقول إيليا أبو ماضي : ها الشاكي وما بك أي

داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا أترى الشوك في

الورود وتعمىدى أن ترى فوقهc الن

إكليلا ه بغير cوالذي نفس جمال

لا يرى في الوجود*******************************************شيئا جميلا

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف ﴿﴾ خلقت

يقولc أينشتاين : من ينظر إلى الكون يعلم أن المبدعرد . ، ﴾ الذي أحسن كل شيء خلقه ﴿حكيم لا يلعبc بالن

أفحسبتم أنما خلقناكم ﴿، ﴾ ما خلقناهما إلا بالحق ﴿.﴾ عبثا

أن كل شيء بحcسبان وبحكمة ، وبترتيبوالمعنى : وبنظام ، يعلمc من يرى هذا الكون أن هناك إلها قديرا لا

. cجري الأمور مجازفة ، جل في علاهc يمس والقمر ﴿ثم يقولc سبحانهc وتعالى : الش

مس ينبغي لها أن تدرك القمر ﴿، ﴾ بحسبان لا الش. ﴾ ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون**********************************

Page 170: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن170

لا يجدي الحرص )) لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها : قال

. فلم الجزعc ؟!ولم الهلعc ؟! ولم الحرصc إذن ،وأجلها (( ، ﴾ وكل شيء عنده بمقدار ﴿إذا انتهى من هذا وفرغ ؟!

﴿ قدورا . ﴾ وكان أمر الله قدرا م**************************************

ر عنك السيئات الأزمات تكفcذكرc عن الشاعر ابن المعتز أنهc قال : آللهc ما أوطأ ي

راحلة المتوكل على الله ، وما أسرع أوبة الواثق بالله !! cوقد صح عنه : قال cما يصيب المؤمن من هم ، أنه ((

ولا غم ، ولا وصب ، ولا نصب ، ولا مرض ، حتىر الله بها من خطاياه (( .الشوكة يشاكها ، إلا كف

فهذا لمن صبر واحتسب وأناب ، وعرف أنهc يتعاملc معالواحد الوهاب .

قال المتنبي في أبيات حكيمة تضفي على العبد قوةوانشراحا :

لا تلق دهرك إلا غيرمكترث

ما دام يصحبc فيه cوحك البدن cر cديمc سcرورا ما فما ي

سcررت به ولا يرد عليك الغائب

cالحزن لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ﴿. ﴾ آتاكم

**********************************» حسبنا الله ونعم الوكيل «

: قالها إبراهيمc لما» حسبنا الله ونعم الوكيل «cلقي في النار ، فصارت بردا وسلاما . وقال محمد فيأ

. cد ، فنصره اللهcحc أ

Page 171: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن171

لما وcضع إبراهيمc في المنجنيق قال له جبريلc : ألك إلي حاجة ؟ فقال له إبراهيمc : أما إليك فلا ، وأما إلى الله

فنعم ! cغرقc ، والنارc تحرقc ، ولكن جف هذا ، وخمدت البحرc ي

» حسبنا الله ونعم الوكيل « . تلك ، بسبب : قال ﴿رأى موسى البحر أمامه والعد خلفه ، فقال :

. فنجا بإذن الله . ﴾ كلا إن معي ربي سيهدين لما دخل الغار ، سخ اللهذcكر في السيرة أن الرسول

الحمام فبنت عشها ، والعنكبوت فبنت بيتها بفم الغار ، فقالالمشركون : ما دخل هنا محمد .

وا وا الحمام وظن ظنالعنكبوت على

خير البرية لم تنسخ ولم تحcم عنايةc الله أغنيت عن

مضاعفة من الدروع وعن عال

cطمc من الأ إنها العنايةc الربانيةc إذا تلمحها العبدc ، ونظر أن هناك رباقديرا ناصرا وليا راحما ، حينها يركنc العبدc إليه .

يقولc شوقي : وإذا العنايةc لاحظتك

cها عيونcلهن نم فالحوادثc ك

cأمان فالله خير حافظا وهو أرحم ﴿، ﴾ فإنك بأعيننا ﴿احمين . ﴾ الر

*************************************عادة مكونات الس

cوعند الترمذي عنه : ، من بات آمنا في سربه (( معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت

. له الدنيا بحذافيرها (( والمعنى : إذا حصل على غذاء ، وعلى مأوى وكان

آمنا ، فقد حصل على أحسن السعادات ، وأفضل الخيرات ، وهذا يحصلc عليه كثير من الناس ، لكنهم لا يذكرونه ، ولا

ينظرون إليه ولا يلمسونه .

Page 172: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن172

وأتممت عليكم ﴿يقولc سبحانه وتعالى لرسوله : ؟ . فأي نعمة تمت على الرسول ﴾ نعمتي

cوالذهب cوالدور c؟ أهي القصور c؟ أهو الغذاء cأهي المادة والفضةc ، ولم يملك من ذلك شيئا ؟

كان ينامc في غرفة منإن هذا الرسول العظيم طين ، سقفcها من جريد النخل ، ويربطc حجرين على بطنه ،ر في جنبه ، ورهن دc على مخدة من سعف النخل تؤث ويتوس

درعهc عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير، ويدورc ثلاثة أياملا يجدc رديء التمر ليأكله ويشبع منه.

مت ودرعcك مرهونعلى شظف

عير وأبقى من الشcرهك الأجل cتم لأن فيك معاني الي

cهc أعذب حتى دcعيت أبا الأيتام

cيا بطلوقلتc في قصيدة أخرى :

كفاك عن كل قصرشاهق عمد

بيت من الطين أو كهف من العلم تبني الفضائل أبراجا

دة مشيcصي الخيام التي من ن

أروع الخيم { ولسوف4وللآخرة خير لك من الأولى} ﴿. ﴾ إنا أعطيناك الكوثر ﴿، ﴾ يعطيك ربك فترضى

***************************************نصب المنصب

من متاعب الحياة المنصبc ، قال ابنc الوردي : نصبc المنصب

أوهي جلدي يا عنائي من مداراة

والمعنى : ان ضريبة المنصب غالية ، إنها تأخذc ماءالسفل الوجه ، والصحة والراحة ، وقليل من ينجو من تلك الضرائب

التي يدفعcها يوميا ، من عرقه ، من دم ، من سمعته ، من ))لا تسألراحته ، من عزته ، من شرفه ، من كرامته ،

﴿ ))نعمت المرضعة وبئست الفاطمة(( . الإمارة((. ﴾ هلك عني سلطانيه

: cقال الشاعر

Page 173: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن173

cهب الدنيا تصير غليك عفوا

أليس مصيرc ذلك قدر أن الدنيا أتت بكل شيء ، فإلى أي شيء تذهبc ؟للزوال ؟!

. ﴾ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴿إلى الفناء ، cني رأسا ، فإن قال أحدc الصالحين لابنه : لا تكن يا ب

الرأس كثيرc الأوجاع . رؤس ، فإن cحب التصدر دائما والت والمعنى : لا ت

الانتقادات والشتائم والإحراجات والضرائب لا تصلc إلا إلىهؤلاء المقدمين .

إن نصف الناسأعداء لمن

ولي السلطة هذا*****************************************إن عدل

هيا إلى الصلاةلاة ﴿ بر والص . ﴾ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالص

إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة . كان : cأرحنا بها يا بلال ((وكان يقول (( .

: cة عيني في الصلاة ((ويقول . )) جعلت قر إذا ضاق الصدرc ، وصعcب الأمرc ، وكثر المكرc ، فاهرع

إلى المصلى فصل . ر إذا أظلمت في وجهك الأيامc ، واختلفت الليالي ، وتغي

الأصحابc ، فعليك بالصلاة . في المهمات العظيمة يشرحc صدرهكان النبي

بالصلاة ، كيوم يدر والأحزاب وغيرها من المواطن . وذكروا عن الحافظ ابن حجر صاحب ) الفتح ( أنه ذهب إلى القلعة . cعنه cج الله بمصر فأحط به اللصوصc ، فقام يصلي ، ففر وذكر ابنc عساكر وابنc القيم : أن رجلا من الصالحين

لقيه لص في إحدى طرق الشام ، فأجهز عليه ليقتله ، فطلب منه مهلة ليصلي ركعتين ، فقام فافتتح الصلاة ،

ر قول الله تعالى : ﴿ أمن يجيب المضطر إذاوتذك . فرددها ثلاثا ، فنزل ملك من السماء بحربة فقتل﴾دعاه

. cالمضطر إذا دعاه cمن يجيب cالمجرم ، وقال : أنا رسول﴿

Page 174: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن174

لاة واصطبر عليها لاة ﴿، ﴾ وأمر أهلك بالص إن الصلاة كانت ﴿ ، ﴾ تنهى عن الفحشاء والمنكر إن الصوقوتا . ﴾ على المؤمنين كتابا م

وإن مما يشرحc الصدر ، ويزيلc الهم والغم ، الصلاةc على يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا ﴿ : الرسول . ﴾ تسليما

cبي بن كعب – رضي اللهc صح ذلك عند الترمذي : أن أ عنهc – قال : يا رسول الله ، كم أجعلc لك من صلاتي ؟

)) ما شئت ، . قال : الربع ؟ قال : )) ما شئت ((قال : cثين ؟ قال : وإن زدت فخير (( ل )) ما شئت ، . قال : الث . قال : أجعلc لك صلاتي كلها ؟ قال :وإن زدت فخير ((

. )) إذن يغفر ذنبك ، وتكفى همك (( وهنا الشاهدc ، أن الهم يزولc بالصلاة والسلام على سيد

)) من صلى علي صلاة واحدة صلى اللهالخلق : )) أكثروا من الصلاة علي ليلة . عليه بها عشرا ((

الجمعة ويوم الجمعة ، فإن صلاتكم معروضة)) cنا وقد أرمت ؟! -أيعلي cعرضc عليك صلات . قالوا : كيف ت

))إن الله حرم على الأرض أن تأكلبليت- قال: ويتبعون النور. إن للذين يقتدون به أجساد الأنبياء((

cنزل معهc نصيبا من انشراح صدره وعcلو قدره ورفعة الذي أذكره .

هي يقولc ابنc تيمية : أكملc الصلاة على الرسول الصلاةc الإبراهيميةc : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل

إبراهيم في العالمين . إنك حميد مجيد . نسينا في ودادك

cل غال ك فأنت اليوم أغلى ما

لدينا تكم cلامc على محب نويكفي

لنا شرفا نلامc وما****************************************علينا

Page 175: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن175

در دقة سعة في الص الص ويدخلc في عموم ما يجلبc السعادة ويزيلc الهم

والكدر : فعلc الإحسان ، من الصدقة والبر ولإسداء الخير ، cبه الصدر cع cوس ﴿للناس ، فإن هذا من أحسن ما ي أنفقوا

ا رزقناكم . ﴾ والمتصدقين والمتصدقات ﴿، ﴾ممتان ، فلاوقد وصف ب cبرجلين عليهما ج cوالكريم cالبخيل

ةc والدرعc من عc عليه الجب cعطي ويبذلc ، فتتوس يزالc الكريمc ي، cويمنع cيمسك cالبخيل cه ، ولا يزال cو وأثرcالحديد حتى يعف

! cحتى تضيق عليه روحه cومثل ﴿فتتقلص عليه ، فتخنقه الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتان أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت م

. وقال ﴾ أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل .﴾ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ﴿سبحانه وتعالى :

cإن غل الروح جزء من غل اليد ، وإن البخلاء أضيق cوا بفضل الله عز وجل ، الناس صدورا وأخلاقا ؛ لأنهم بخل ولو عملوا أن ما يعطونه الناس إنما هو جلب للسعادة ،

ر ، ﴿لسارعوا إلى هذا الفعل الخي إن تقرضوا الله قرضا. ﴾ حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم

ومن يوق شح نفسه ﴿وقال سبحانه وتعالى : ا رزقناهم ينفقون ﴿، ﴾ فأولئك هم المفلحون ﴾ ومم اللهc أعطاك فابذل

من عطيته فالمالc عارية cرحال cوالعمر المالc كالماء إن

cتحبس سواقيه يأسن يجر يعذcب

cمنه سلسال : cحاتم cيقول أما والذي لا يعلمc الغيب

cغيرهcحيي العظام البيض وي

cوهي رميم لقد كنتc أطوي البطنcشتهى والزادc ي

cقال لئيمc مخافة يوم أن ي إن هذا الكريم يأمرc امرأته أن تستضيف له ضيوفا ، وأن : cيقول ، cليشرح صدره cتنتظر رواده ليأكلوا معه ، ويؤانسوه

إذا ما صنعت الزادcفالتمسي له

cأكولا فإني لست آكلcه وحدي

Page 176: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن176

ثم يقولc لها وهو يعلنc فلسفته الواضحة ، وهي معادلةحسابية سافرة :

أريني كريما ماتمن قبل حينه

فيرضى فؤادي أوcنقصcبخيلا مخلدا هل جمعc المال يزيدc في عمر صاحبه ؟ هل إنفاقcهc ي

من أجله ؟ ليس بصحيح . ***************************************

لا تغضبيطان نزغ فاستعذ بالله ﴿ ا ينزغنك من الش وإم

. ﴾ إنه سميع عليم )) لا تغضب ، لا تغضب أحد أصحابه فقال : أوصى

. ، لا تغضب (( cوغضب رجل عنده فأمره أن يستعيذ بالله من

الشيطان الرجيم . إن ﴿، ﴾ وأعوذ بك رب أن يحضرون ﴿وقال تعالى :

روا يطان تذك ن الش هم طائف م الذين اتقوا إذا مسبصرون ﴾ . فإذا هم م

إن مما يورثc الكدر والهم والحزن الحدةc والغضبc ، وله . أدواء عند المصطفى

﴿ مجاهدةc الطبع على ترك الغضب ، منها : ﴾ وإذا ما غضبوا هم يغفرون ﴿ ، ﴾ والكاظمين الغيظ

. الوضوءc ، فإن الغضب جمرة من النار ، والنارcومنها :

، cها الماءc )) الطهور شطر الإيمان (( ،يطفئ . )) الوضوء سلاح المؤمن ((

إذا كان واقفا أن يجلس ، وإذا كان جالسا أنومنها :يضطجع .

أن يسكت فلا يتكلمc إذا غضب . منها : أن يتذكر ثواب الكاظمين لغيظهم ،ومنها أيضا :

والعافين عن الناس المسامحين .

Page 177: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن177

***************************************ورد صباحي

ك بورد من الأذكار تداومc عليه كل صباح ، cوسوف أخبر ليجلب لك السعادة ، ويحفظك من شر شياطين الإنس

cمسي . والجن ، ويكون لك عاصما طيلة يومك حتى تت عنه :من هذه الأدعية ، وهي التي صح

أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله ، ولا.1 إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله

الحمد ، وهو على كل شيء قدير . رب أسألك خير ما في هذه الليلة ، وخير ما

بعدها ، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل وسوء

الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في الناروعذاب في القبر (( .

2. : cاللهم عالم الغيب والشهادة ، وحديث (( فاطر السماوات والأرض ، رب كل شيء

ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، وشر الشيطان وشركه ،

ه إلى وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجر. مسلم ((

3. : cبسم الله الذي لا يضر مع اسمهوحديث (( شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو

. ثلاث مرات . السميع العليم (( )) اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة .4

عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ،

. أربع مرات . ((وأن محمدا عبدك ورسولك 5. ))اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا

. وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم((

Page 178: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن178

)) أصبحنا على فطرة الإسلام ، وعلى كلمة.6 ، وعلىالإخلاص ، وعلى دين نبينا محمد

ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من . المشركين ((

)) سبحان الله وبحمده : عدد خلقه ، ورضا.7 . ثلاثنفسه ، وزنه عرشه ، ومداد كلماته ((

مرات . )) رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ،.8

. ثلاث مرات . نبيا ((وبمحمد ات من شر ما.9 )) أعوذ بكلمات الله التام

. ثلاثا في المساء . خلق (( )) اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسنا ، وبك نحيا.10

. ، وبك نموت ، وإليك النشور (( )) لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له.11

الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . مائة مرة . ((

*********************************وقفـــة

م : )) أجمع العارفون بالله على أن يقولc ابنc القيcخلي بينك وبينها . الخذلان : أن يكلك اللهc على نفسك ، وي

والتوفيقc أن لا يكلك اللهc إلى نفسك . بون بين توفيقه وخذلانه ، بل العبدc في فالعبيدc متقل

cرضيه ، الساعة الواحدة ينالc نصيبه من هذا وهذا ، فيطيعه ويcسخطcه ه بتوفيقه له ، ثم يعصيه ويخالفcه ، وي cه ويشكر cويذكر

ويغفلc عنه بخذلانه له ، فهو دائر بين توفيقه وخذلانه . فمتى شهد العبدc هذا المشهد وأعطاهc حقه ، علم شدة

ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كل نفس وكل لحظة وطرفة عين ، وأن إيمانه وتوحيده بيده تعالى ، لو تخلى عنه

ت سماءc إيمانه على cل عرشc توحيده ، ولخر طرفة عين لث

Page 179: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن179

الأرض ، وأن الممسك له : هو من يمسك السماء أن تقععلى الأرض إلا بإذنه (( .

*****************************************القرآن .. الكتاب المبارك

ومن أسباب السعادة وانشراح الصدر قراءةc كتاب اللهر وتمعن وتأمل ، فإن الله وصف كتابه بأنه هدى ونور بتدب

قد جاءتكم ﴿وشفاء لما في الصدور، ووصفه بأنه رحمة، دور بكم وشفاء لما في الص وعظة من ر أفلا ﴿، ﴾ م

﴿ ، ﴾يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا

كتاب أنزلناه إليك مبارك ﴿، ﴾ فيه اختلافا كثيرا. ﴾ ليدبروا آياته

قال بعضc أهل العلم : مبارك في تلاوته ، والعمل به ،وتحكيمه والاستنباط منه .

، cإلا الله cبغم لا يعلمه cالصالحين : أحسست cوقال أحد وبهم مقيم ، فأخذتc المصحف وبقيتc أتلو ، فزال عني –

والله – فجأة هذا الغم ، وأبدلني اللهc سرورا وحبورا مكان ، ﴾ إن هـذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴿ذلك الكدر .

﴿ لام ﴿ ، ﴾ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السن أمرنا . ﴾ وكذلك أوحينا إليك روحا م

****************************************لا تحرص على الشهرة

فإن لها ضريبة من الكدر والهموالغم

مما يشتتc القلب ويكدرc صفاءه واستقراره وهدوءه : لا ﴿الحرصc على الظهور والشهرة ، وطلب رضا الناس ،

. ﴾ يريدون علوا في الأرض ولا فساداولذلك قال أحدcهم بالمقابل :

Page 180: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن180

من أخمل النفسأحياها وروحها

ولم يبت طاويا منهاعلى ضجر إن الرياح إذا اشتدت

عواصفcها فليس ترمي سوى ))من راءى راءى الله به ، ومن سمع سمع اللهالعالي من الشجر

يحبون أن يحمدوا بما﴿، ﴾ يرآؤون الناس ﴿ . به(( و ﴿ ، لم يفعلوا ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم﴾

﴾.بطرا ورئاء الناس ثوبc الرياء يشف

cعما تحته فإذا التحفت به

ك عاري ***********************************فإنالحياة الطيبة

مة أن أعظم هذه الأسباب من القضايا الكبرى المسلcها هنا في جلب السعادة هو الإيمانc بالله رب التي أكتب

العالمين ، وأن السباب الأخرى والمعلومات والفوائد التيcهديت لشخص ولم يحصل على الإيمان بالله ، جمعت إذا أ ولم يحcز ذلك الكنز ، فلن تنفعه أبدا ، ولا تفيده ، ولا يتعب

نفسه في البحث عنها . إن الأصل الإيمانc بالله ربا ، وبمحمد نبيا ، وبالإسلام دينا

. : cالشاعر cإقبال cيقول

إنما الكافرc حيرانc لهالآفاقc تيه

وأرى المؤمن كونانا سبحانه : تاهت الآفاقc فيه من ﴿وأعظمc من ذلك و أصدقc ، قولc رب

عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا

. ﴾ يعملونوهناك شرطان :

، cالصالح cبالله ، ثم العمل cإن الذين آمنوا ﴿الإيمان حمن ودا الحات سيجعل لهم الر . ﴾ وعملوا الص

وهناك فائدتان :

Page 181: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن181

الحياةc الطيبةc في الدنيا والآخرة ، والأجرc العظيمc عند لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴿الله سبحانهc وتعالى

. ﴾ وفي الآخرة********************************

البلاء في صالحك لا تجزع من المصائب ، ولا تكترث بالكوارث ، ففي

)) إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمنالحديث : . رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ((

**************************************عبودية الإذعان والتسليم

ه ، ﴿ومن لوازم الإيمان أن ترضى بالقدر خيره وشرن الخوف والجوع ونقص من ولنبلونكم بشيء م

ابرين ر الص . إن ﴾ الأموال والأنفس والثمرات وبشcالأقدار ليست على رغباتنا دائما وإنما بقصورنا لا نعرف الاختيار في القضاء والقدر ، فلسنا في مقام الاقتراح ،

ة والتسليم . ولكننا في مقام العبوديcبتلى العبدc على قدر إيمانه ، )) أوعك كما يوعكي

رجلان منكم (( ، )) أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم فاصبر كما صبر أولوا العزم من ﴿الصالحون (( ،

سل ﴿ ، ، )) من يرد الله به خيرا يصب منه (( ﴾ الرابرين ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والص

.﴾ ولقد فتنا الذين من قبلهم ﴿ ، ﴾ ونبلو أخباركم ****************************************

من الإمارة إلى النجارة

Page 182: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن182

علي بنc المأمون العباسي – أمير وابنc خليفة – كان يسكنc قصرا فخما ، وعندهc الدنيا مبذولة ميسرة ، فأطل

ذات يوم من شرفة القصر ، فرأى عاملا يكدحc طيلة النهار ، فإذا أضحى النهارc توضأ وصلى ركعتين على شاطئ دجلة ، فإذا اقترب الغروبc ذهب إلى أهله ، فدعاهc يوما من الأيام

cما يكدحc عليهن ، وأنه لا فسألهc فأخبره أن له زوجة وأختين وأcه من السوق ، وأنه يصومc كل قوت لهc ولا دخل إلا ما يتكسبcفطرc مع الغروب على ما يحصلc ، قال : فهل تشكو يوم وي

من شيء ؟ قال : لا والحمدc لله رب العالمين . فترك القصر ، وترك الإمارة ، وهام على وجهه ، ووcجد ميتا بعد سنوات

عديدة وكان يعملc في الخشب جهة خرسان ؛ لأنهc وجد والذين ﴿السعادة في عمله هذا ، ولم يجدها في القصر ،

. ﴾ اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم رني هذه بقصة أصحاب الكهف ، الذين كانوا في يذك

ت ، القصور مع الملك ، فوجدcوا الضيق ، ووجدوا التشت ووجدوا الاضطراب ؛ لأن الكفر يسكنc القصر ، فذهبوا ،

فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من ﴿وقال قائلcهم : رفقا ن أمركم م حمته ويهيئ لكم م . ﴾ ر

cالأرياح cلبيت تخفق فيه

أحب إلي من قصرسم الخياط مع الأحباب ميدانc ... منيف

ق مع الحب والإيمان ، ومعوالمعنى : أن المحل الضيسعc ويتحملc الكثير ، ))جفاننا لضيوف الدارالمودة يت

. أجفان ((**************************************** من أسباب الكدر والنكد مجالسة

الثقلاء قال أحمدc : الثقلاءc أهلc البدع . وقيل : الحمقى . وقيل

الثقيلc : هو ثخينc الطبع ، المخالفc في المشرب ، الباردc في

Page 183: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن183

سندة ﴿تصرفاته ، لا يكادون ﴿، ﴾ كأنهم خشب م . ﴾ يفقهون حديثا

قال الشافعي عنهم : إن الثقيل ليجلسc إلي فأظن أنالأرض تميلc في الجهة التي هو فيها.

ربنا اكشف عنا ﴿وكان الأعمشc إذا رأى ثقيلا ، قال : . ﴾ العذاب إنا مؤمنون

لا بأس بالقوم منطcول ومن قصر

cالبغال وأحلام cجسم وكان ابنc تيمية إذا جالس ثقيلا ، قال : مجالسةc الثقلاءالعصافير

وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا﴿حمى الربع، . ))مثل﴾ فلا تقعدوا معهم ﴿. ﴾فأعرض عنهم

. إن من اثقل الناسالجليس السيئ كنافخ الكير(( cل، الواقف على القلوب العري من الفضائل الصغير في المcث

فلا تقعدوا معهم﴿ ، على شهواته ، المستسلم لرغباتهثلهم . ﴾ حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا م

: cقال الشاعر أنت يا هذا ثقيل وثقيل

وثقيل أنت في المنظر إنسان

cليت بثقيل ، فسلم له جسمك ،وفي الميزان فيل قال ابنc القيم : إذا ابتكه أذنا صماء ، وهاجر بروحك ، وانتقل عنهc وسافر ، ومل

ولا تطع من ﴿وعينا عمياء ، حتى يفتح اللهc بينك وبينه . أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا

﴾ .**********************************

إلى أهل المصائب )) من قبضت صفيه منفي الحديث الصحيح :

. رواهأهل الدنيا ثم احتسبه عوضته منه الجنة ((البخاري .

وكانت في حياتكلي عظات

cفأنت اليوم أوعظ منك حيا

Page 184: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن184

)) من ابتليته بحبيبتيه ) أيوفي الحديث الصحيح : فإنها لا تعمى ﴿ . عينيه ( عوضته منهما الجنة ((

دور . ﴾ الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الص : )) إن الله – عز وجل – إذاوفي حديث صحيح

قبض ابن العبد المؤمن قال للملائكة : قبضتم ابن عبدي المؤمن ؟ قالوا : نعم . قال : قبضتهم ثمرة

فؤاده ؟ قالوا : نعم . قال : ماذا قال عبدي ؟ قالوا : حمدك واسترجع . قال : ابنوا لعبدي بيتا في

. رواه الترمذي . الجنة ، وسموه بيت الحمد (( هم قcرضوا ى أناس يوم القيامة أن وفي الأثر : يتمن

﴿بالمقارض ، لما يرون من حcسن عcقبى وثواب المصابين . ابرون أجرهم بغير حساب سلام ﴿، ﴾ إنما يوفى الص

﴿ ، عليكم بما صبرتم ﴾ ﴿ ، ربنا أفرغ علينا صبرا ﴾ بالله فاصبر إن وعد الله ﴿، ﴾ واصبر وما صبرك إلا

.﴾ حق وفي الحديث : )) إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وإن

ضا ، ومن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فلهc الرcه السخطc (( . رواه الترمذي . سخط فل

إن في المصائب مسائل : الصبر والقدر والأجر ، وليعلم العبدc ان الذي أخذ هو الذي أعطى ، وأن الذي سلب هو

إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى ﴿الذي منح، . ﴾ أهلها

وما المالc والأهلونإلا وديعة

cرد ولابد يوما أن ت cالودائع************************************

مشاهد التوحيدة ) استقبال الأذى من إن من مشاهد التوحيد عند الأذي

الناس ( أمورا : cها وهو مشهدc سلامة القلب ،مشهد العفو :أول

وصفائه ونقائه لمن آذاك ، وحب الخير وهي درجة زائدة .

Page 185: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن185

فع له ، وهي درجة أعلى وأعظمc ، فهي وإيصالc الخير والنcؤذي من آذاك ، ثم العفو ، تبدأ بكظم الغيظ ، وهو : أن لا تتهc . والإحسان ، وهو : أن وهو أن تسامحهc ، وأن تغفر له زل

والكاظمين ﴿تبادله مكان الإساءة منه إحسانا منك ، ، ﴾ الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين

وليعفوا ﴿ ، ﴾ فمن عفا وأصلح فأجره على الله ﴿.﴾ وليصفحوا

)) إن الله أمرني أن أصل منوفي الأثر : قطعني ، وأن أعفو عمن ظلمني وأن أعطي من

. حرمني (( وهي أن تعلم أنه ما آذاك إلا بقضاءومشهد القضاء :

من الله وقدر ، فإن العبد سبب من الأسباب ، وأن المقدرcذعن لمولاك . م وت والقاضي هو اللهc ، فتسل

وهي أن هذا الأذى كفارة منومشهد الكفارة : ﴿ذنوبك وحط من سيئاتك ، ومحو لزلاتك ، ورفعة لدرجاتك ،

فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فيرن عنهم سيئاتهم . ﴾ سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكف

من الحكمة التي يؤتاها كثير من المؤمنين ، نزعc فتيل ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك ﴿العداوة ،

)) المسلم من، ﴾ وبينه عداوة كأنه ولي حميم . سلم المسلمون من لسانه ويده ((

أي : أن تلقى من آذاك ببشر وبكلمة لينة ، وبوجه طليق وقل ﴿، لتنزع منهc أتون العداوة ، وتطفئ نار الخصومة

يطان ينزغ لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الش .﴾ بينهم

ق البشر إن كن ريcهc الحcر شيمت

صحيفة وعليها cعنوان cومن مشاهد التوحيد في أذى من يؤذيك : البشر

ط cسل مشهدc معرفة تقصير النفس : وهو ان هذا لم يصيبة قد﴿عليك إلا بذنوب منك أنت ، ا أصابتكم م أولم

ثليها قلتم أنى هـذا قل هو من عند أصبتم م

Page 186: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن186

وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت﴿، ﴾ أنفسكم ﴾ أيديكم

وهناك مشهد عظيم ، وهو مشهد تحمدc الله عليهه ، وهو : أن جعلك مظلوما لا ظالما . cوتشكر

وبعضc السلف كان يقولc : اللهم اجعلني مظلوما لاهما : cلئن بسطت ﴿ظالما . وهذا كابني آدم ، إذ قال خير

إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك. ﴾ إني أخاف الله رب العالمين

وهناك مشهد لطيف آخرc ، وهو : مشهدc الرحمة وهو : إن ترحم من آذاك ، فإنهc يستحق الرحمة ، فإن إصراره على

الأذى ، وجرأته على مجاهرة الله بأذية مسلم : يستحق أن )) انصر أخاكترق لهc ، وأن ترحمهc ، وأن تنقذه من هذا ،

. ظالما أو مظلوما (( ولما آذى مسطح أبا بكر في عرضه وفي ابنته عائشة ، حلف أبو بكر لا ينفقc على مسطح ، وكان فقيرا ينفقc عليه

: cولا يأتل أولوا الفضل منكم ﴿أبو بكر ، فأنزل الله عة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والس

والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألاcحب أن ﴾ تحبون أن يغفر الله لكم . قال أبو بكر : بلى أ

. cلي . فأعاد له النفقة وعفا عنه cيغفر الله وقال عيينهc بنc حصن لعمر : هيه يا عمرc ؟ والله ما

تعطينا الجزل ، ولا تحكمc فينا بالعدل . فهم به عمرc ، فقال خذ﴿الحر بنc قيس : يا أمير المؤمنين ، إن الله يقول : ، قال : ﴾العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

فوالله ما جاوزها عمرc ، وكان وقفا عند كتاب الله . قال لا تثريب عليكم اليوم ﴿وقال يوسcفc إخوته :

احمين . ﴾ يغفر الله لكم وهو أرحم الر في الملأ فيمن آذاهc وطرده وحاربه من كفار وأعلنها

قالها يوم)) اذهبوا فأنتم الطلقاء ((قريش ، قال :

Page 187: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن187

رعة ، إنماالفتح ، وفي الحديث : )) ليس الشديد بالص . الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ((

قال ابنc المبارك : إذا صاحبت قوما

أهل وcد فكن لهمc كذيحم الشفيق الر ة كل ولا تأخذ بزل

قوم فتبقى في الزمان

قال بعضcهم : موجود في الإنجيل : اغفر لمن أخطأبلا رفيق من عفا وأصلح فأجره على ﴿عليك مرة سبع مرات

﴾ اللهر عليه العفو سبع مرات ، أي : من أخطأ عليك مرة فكرcك ، فإن القصاص من cك وعرضcك ، ويرتاح قلب ليسلم لك دين أعصابك ومن دمك ، ومن نومك ومن راحتك ومن عرضك ،

وليس من الآخرين . » الذي يقهرc نفسه : أشجعc منقال الهنودc في مثل لهم :

ما ﴿. الذي يفتحc مدينة « وء إلا ارة بالس إن النفس لأم. ﴾ رحم ربي

**********************************

وقفـــة » أما دعوةc ذي النون ، فإن فيها من كمال التوحيد والتنزيه للرب تعالى ، واعتراف العبد بظلمه وذنبه ، ما هو من أبلغ أدوية الكرب والهم والغم ، وأبلغ الوسائل إلى الله سبحانه في قضاء الحوائج فإن التوحيد والتنزيه وتضمنان إثبات كل

cكمال لله ، وسلب كل نقص وعيب وتمثيل عنه . والاعتراف بالظلم يتضمنc إيمان العبد بالشرع والثواب والعقاب ،cوجبc انكساره ورجوعهc إلى الله ، واستقالته عثرته ، وي

ه فهاهنا أربعة أمور قد والاعتراف بعبوديته وافتقاره إلى رب

Page 188: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن188

cوالاعتراف ، cوالعبودية ، cوالتنزيه ، cبها : التوحيد cوقع التوسل » .

ابرين} ﴿ ر الص { الذين إذا أصابتهم155وبشا إليه راجعون} {156مصيبة قالوا إنا لله وإنـ

بهم ورحمة وأولـئك هم أولـئك عليهم صلوات من ر. ﴾ المهتدون

**************************************اعتن بالظاهر والباطن

صفاءc النفس بصفاء الثوب ، وهنا أمر لطيف وشيءcه ، شريف ، وهو أن بعض الحكماء يقولc : من اتسخ ثوب

ه . وهذا أمر ظاهر . cتكدرت نفسر وكثير من الناس يأتيه الكدرc بسبب اتساخ ثوبه ، أو تغي هندامه ، أو عدم ترتيب مكتبته ، أو اختلاط الأوراق عنده ، أو

cني على اضطراب مواعيده وبرنامجه اليومي ، والكونc ب النظام ، فمن عرف حقيقة هذا الدين ، علم أنه جاء لتنظيم

حياة العبد ، قليلها وكثيرها ، صغيرها وجليلها ، وكل شيءطنا في الكتاب من شيء ﴿عنده بحcسبان ا فر . ﴾ م

)) إن الله نظيف يحبوفي حديث عند الترمذي : . النظافة ((

)) إن الله جميل يحبوعند مسلم في الصحيح : . الجمال ((

لوا حتى تكونوا كأنكموفي حديث حسن : )) تجم . شامة في عيون الناس ((

يمشون في الحcللالمضاعف نسجcها

مشي الجمال إلىل cز زأولc الجمال : الاهتمامc بالغسل . وعند البخاري :الجمال الب

)) حق على المسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام. يوما ، يغسل فيه رأسه وجسمه ((

Page 189: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن189

هذا على أقل تقدير . وكان بعضc الصالحين يغتسلc كل ، cهذا مغتسل ﴿يوم مرة كعثمان بن عفان فيما ورد عنه

. ﴾ بارد وشراب ومنها خصالc الفطرة : كإعفاء اللحية وقص الشارب ،

وتقليم الأظافر ، وأخذ الشعر الزائد من الجسم ، والسواك ، والطيب ، وتخليل الأسنان ، وتنظيف الملابس ، والاعتناء

عc الصدر ويفسحc الخاطر . ومنها بالمظهر ، فإن هذا مما يوسcبسc البياض ، نوا فيه موتاكمل )) البسوا البياض ، وكف

)) . رقاقc النعال طيبا

cهم حcجcزاتيحان يوم cحيون بالر ي

وقد عقد البخاري باب : لبس البياض : )) إن الملائكةالسباسبتنزلc بثياب بيض عليهم عمائمc بيض (( .

ومنها ترتيبc المواعيد في دفتر صغير ، وتنظيمc الوقت ، فوقت للقراءة ، ووقت للعبادة ، ووقت للمطالعة ، ووقت

عندنا ﴿، ﴾ لكل أجل كتاب ﴿للراحة ، وإن من شيء إلاعلوم بقدر م له إلا . ﴾ خزائنه وما ننز

cني في مكتبة الكونجرس لوحة مكتوب عليها : الكونc بcعلى النظام . وهذا صحيح ، ففي الشرائع السماوية الدعوة إلى التنظيم والتنسيق والترتيب ، وأخبر – سبحانه وتعالى –

أن الكون ليس لهوا ولا عبثا ، وأنه بقضاء وقدر ، وأنهمس والقمر بحسبان ﴿بترتيب وبحcسبان : ﴿ . الش لا ﴾

مس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق الش والقمر قدرناه ﴿. ﴾ النهار وكل في فلك يسبحون

وجعلنا الليل ﴿. ﴾ منازل حتى عاد كالعرجون القديم والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار

بكم ولتعلموا عدد مبصرة لتبتغوا فضلا من رلناه تفصيلا نين والحساب وكل شيء فص ﴿. ﴾ الس

﴿ . ربنا ما خلقت هذا باطلا ماء﴾ وما خلقنا الس { لو أردنا أن نتخذ16والأرض وما بينهما لاعبين}

تخذناه من لدنا إن كنا فاعلين . ﴾ لهوا لا

Page 190: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن190: ﴾ وقل اعملوا ﴿

كان حكماءc اليونان إذا أرادcوا معالجة المصاب بالأوهام والقلق والأمراض النفسية : يجبرونهc على العمل في الفلاحة

والبساتين ، فما يمر وقت قصير إلا وقد عادت إليه عافيته ﴿، ﴾ فامشوا في مناكبها ﴿وطمأنينته ، .﴾ وقل اعملوا

cر الناس راحة وسعادة إن أهل الأعمال اليدوية هم أكث وبسطة بال، وانظر إلى هؤلاء العمال كيف يملكون من

البال وقوة الأجسام ، بسبب حركتهم ونشاطهم . ))وأعوذ بك من العجز والكسل ((ومزاولاتهم ،

*********************************************

التجئ إلى الله اللهc : هو الاسم الجليلc العظيمc ، هو أعرفc المعارف ،

cهcفيه معنى لطيف ، قيل : هو من أله ، وهو الذي تأله ه ، وتسكنc إليه ، وترضى به وتركنc إليه ، ولا القلوبc ، وتحب

يمكنc للقلب أبدا أن يسكن أو يرتاح أو يطمئن لغيره سبحانه )) الله ، الله فاطمة ابنتهc دعاء الكرب : ، ولذلك علم

قل ﴿ . وهو حديث صحيح ، ربي لا أشرك به شيئا (( وهو القاهر ﴿ ، ﴾ الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون

وما قدروا ﴿ ، ﴾الله لطيف بعباده ﴿ ، ﴾ فوق عباده الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامةا ماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عم والس

جل ﴿ ، ﴾ يشركون ماء كطي الس وم نطوي السماوات والأرض أن ﴿ ، ﴾ للكتب إن الله يمسك الس . ﴾ تزولا

***************************************عليه توكلت

ه cهc إلى رب cضفي السعادة على العبد ركون ومن أعظم ما يcه عليه ، واكتفاؤه بولايته ورعايته وحراسته ، ل هل ﴿، وتوك

Page 191: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن191

ل الكتاب ﴿، ﴾ تعلم له سميا ي الله الذي نز إن وليـالحين ألا إن أولياء الله لا خوف ﴿ ، ﴾ وهو يتولى الص

. ﴾ عليهم ولا هم يحزنون**********************************

أجمعوا على ثلاثة طالعتc الكتب التي تعتني بمسألة القلق والاضطراب ،خين أو ين ومؤر سواء كانت لسلفنا من محدثين وأدباء ومرب

لغيرهم مع النشرات والكتب الشرقية والغربية والمترجمة ،ت ، فوجدتc الجميع مجمعين على ثلاثة والدوريات والمجلاأسس لمن أراد الشفاء والعافية وانشراح الصدر ، وهي :

cهالأول : cه ، وطاعت الاتصالc بالله عز وجل ، وعبوديت فاعبده ﴿واللجوءc إليه ، وهي مسألةc الإيمان الكبرى ،

. ﴾واصطبر لعبادته إغلاقc ملف الماضي ، بمآسيه ودموعه ،الثاني :

وأحزانه ومصائبه ، وآلامه وهمومه ، والبدء بحياة جديدة معيوم جديد .

تركc المستقبل الغائب ، وعدمc الاشتغال بهالثالث : والانهماكc فيه ، وتركc التوقعات والانتظارات والتوجسات ،

. cفي حدود اليوم فحسب cما العيش وإنcنسي ، ه ي اكم وطول الأمل ، فإن وظنوا ﴿قال علي : إي

. ﴾ أنهم إلينا لا يرجعوناك وتصديق الأراجيف والشائعات ، فإن الله قال عن إي

. ﴾ يحسبون كل صيحة عليهم ﴿أعدائه : وعرفتc أناسا من سنوات عديدة ، وهم ينتظرون أمورا

cخوفون ومصائب وحوادث وكوارث لم تقع ، ولا يزالون يcعيشهم !! ومثل cأنفسهم وغيرهم منها، فسبحان الله ما أنكد هؤلاء كالسجين المعذب عند الصينيين ، فإنهم يجعلونه تحت

أنبوب يقطcرc على رأسه قطرة من الماء في الدقيقةcه الواحدة ، فيبقى هذا السجينc ينتظرc كل قطرة ثم يصيب

Page 192: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن192

لا ﴿الجنونc ، ويفقدc عقله . وقد وصف اللهc أهل النار فقال : ن عذابها ف عنهم م يقضى عليهم فيموتوا ولا يخف

كلما نضجت ﴿، ﴾ لا يموت فيها ولا يحيى ﴿، ﴾. ﴾ جلودهم بدلناهم جلودا غيرها

****************************************أحل ظالمك على الله

إلى الديان يومالحشر نمضي

cوعند الله تجتمع cفيهالخصوم cالله cيوما يجمع cينتظر cويكفي العبد إنصافا وعدلا أنه

cهو الله cالأولين والآخرين ، لا ظلم في ذلك اليوم ، والحكم ، cالملائكة cونضع الموازين القسط ﴿عز وجل ، والشهود

ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقالن خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين . ﴾ حبة م

*****************************كسرى وعجوز

cزر جمهرc حكيمc فارس : أن عجوزا فارسية كان ذكر ب عندها دجاج في كوخ مجاور لقصر كسرى الحاكم ،

فسافرت إلى قرية أخرى ، فقالت : يا رب أستودعcك الدجاجcفلما غابت ، عدا كسرى على كوخها ليوسع قصره وبستانه .

cوا الكوخ ، فعادت العجوزcه الدجاج ، وهدمcفذبح جنود ، فالتفتت إلى السماء وقالت : يا رب ، غبتc أنا فأين أنت !

فأنصفها اللهc وانتقم لها ، فعدا ابنc كسرى على أبيه بالسكين أليس الله بكاف عبده ﴿فقتلهc على فراشه .

، ليتنا جميعا نكونc كخيري ﴾ ويخوفونك بالذين من دونه لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما ﴿ابني آدم القائل :

)) كن عبد الله . ﴾ أنا بباسط يدي إليك لأقتلك ، إن عندالمقتول ، ولا تكن عبد الله القاتل ((

المسلم مبدأ ورسالة وقضية أعظمc من الانتقام والتشفيوالحقد والكراهية .

Page 193: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن193

******************************************مركب النقص قد يكون مركب كمال

. بعضc ﴾ لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ﴿ العباقرة شقوا طريقهم بصمود لإحساسهم بنقص عارض ،بير ، cفكثير من العلماء كانوا موالي ، كعطاء ، وسعيد بن ج

وقتادة ، والبخاري ، والترمذي ، وأبي حنيفة . وكثير من أذكياء العالم وبحور الشريعة أصابهcم العمى ، كابن عباس ، وقتادة ، وابن أم مكتوم ، والأعمش ، ويزيد بن

هارون . ومن العلماء المتأخرين : الشيخc محمدc بنc إبراهيم آل

الشيخ ، والشيخc عبدcالله بنc حميد ، والشيخc عبدcالعزيز بنc باز . وقرأتc عن أذكياء ومخترعين وعباقرة عرب كان بهم

عاهات ، فهذا أعمى ، وذاك أصم وآخرc أعوجc ، وثان مcقعد ، روا في حياة البشرية بالعلوم روا في التاريخ ، وأث ومع ذلك أث

ويجعل لكم نورا تمشون به ﴿والاختراعات والكشوف . ﴾ .

ليست الشهادةc العلميةc الراقيةc كل شيء ، لا تهتم ولا تغتم ولا تضق ذرعا لأنك لم تنل الشهادة الجامعية ، أو

الماجستير ، أو الدكتوراه ، فإنها ليست كل شيء ، بإمكانكر وأن تلمع وأن تقدم للأمة خيرا كثيرا ، ولو لم تكن أن تؤث

صاحب شهادة علمية . كم من رجل شهير خطير نافع لاته وطموحه وهمته يحملc شهادة ، إنما شق طريقه بعصامي

وصموده . نظرتc في عصرنا الحاضر فرأيتc كثيرا منرين في العالم الشرعي والدعوة والوعي والتربية المؤثcوالفكر والأدب ، لم يكن عندهم شهادات عالمية ، مثل

الشيخ ابن باز ، ومالك بن نبي ، والعقاد ، والطنطاوي ، وأبيزهرة ، والمودودي والندوي ، وجمع كثير .

وا في ودونك علماء السلف ، والعباقرة الذين مرالقرون المفضلة .

Page 194: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن194

نفسc عصام سودتعصاما

متهc الكر وعلوالإقداما وعلى الضد من ذلك آلافc الدكاترة في العالم طولا

ن أحد أو تسمع لهم ﴿وعرضا ، هل تحس منهم م . القناعةc كنز عظيم ، وفي الحديث الصحيح : ﴾ ركزا

. )) ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس (( ارض بأهلك ، بدخلك ، بمركبك ، بأبنائك ، بوظيفتك ،

تجد السعادة والطمأنينة . . )) الغنى غنى النفس (( وفي الحديث الصحيح :

وليس بكثرة العرض ولا بالأموال وبالمنصب، لكن راحةالنفس ، ورضاها بما قسم الله.

))إن الله يحب العبد الغنيوفي الحديث الصحيح : )) ))اللهم اجعل غناه في . وحديث : التقي الخفي

. قلبه (( قال أحدcهم : ركبتc مع صاحب سيارة من المطار ،

متوجها إلى مدينة من المدن ، فرأيتc هذا السائق مسروراcه عن أهله جذلا ، حامدا لله وشاكرا ، وذاكرا لمولاهc ، فسألcهc فأخبرني أن عنده أسرتين ، وأكثر من عشرة أبناء ، ودخل

في الشهر ثمانمائة ريال فحسبc ، وعنده غcرف قديمةcه ، وهو مرتاح البال ، لأنهc راض بما قسم cها هو وأهل يسكن

. cله cاللهcبين هذا وبين أناس يملكون cحينما قارنت cقال : فعجبت مليارات من الأموال والقصور والدور ، وهم يعيشون ضنكا

من المعيشة ، فعرفتc أن السعادة ليست في المال . عرفتc خبر تاجر كبير ، وثري شهير عندهc آلافc الملايين

cق ، شرس ل cق الخ وعشراتc القصور والدور ، وكان ضي التعامل ثائر الطبع ، كاسف البال ، مات في غربة عن أهله ،

ثم يطمع أن أزيد} ﴿لأنهc لم يرض بما أعطاهc اللهc إياه ، . ﴾ { كلا إنه كان لآياتنا عنيدا15

cو بنفسه من معالم راحة البال عند العربي القديم أن يخلفي الصحراء ، وينفرد عن الأحياء ، يقولc أحدcهم :

Page 195: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن195

cفاستأنست cعوى الذئب بالذئب إذ عوى

cوصوت إنسان فكدت cالثوري :أطير cوقد خرج أبو ذر إلى الربذة . وقال سفيان

عاب لا يعرفcني أحد ! وفي وددتc أني في شعب من الش )) يوشك أن يكون خير مال المسلم : غنمالحديث :

يتبع بها مواقع القطر وشعف الجبال ، ويفر بدينه . من الفتن ((

فإذا حصلت الفتنc كان الأسلمc للعبد الفرار منها ، كما فعل ابنc عcمر وأسامةc بنc زيد ومحمدc بنc مسلمة لما قcتل

. cعثمان عرفتc أناسا ما أصابهمc الفقرc والكدرc وضيقc الصدر إلا

cعدهم عن الله عز وجل ، فتجدc أحدهم كان غنيا بسبب به ، وفي خير من ورزقcهc واسعا ، وهو في عافية من رب

مولاه ، فأعرض عن طاعة الله ، وتهاون بالصلاة ، واقترفcه عافية بدنه ، وسعة رزقه ، وابتلاه كبائر الذنوب ، فسلبه رب بالفقر والهم والغم ، فأصبح من نكد إلى نكد ، ومن بلاء إلى

﴿بلاء ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على ﴿ ، ﴾

وما ﴿، وقوله تعالى : ﴾ قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن

وأن ألو استقاموا على الطريقة﴿ ، ﴾كثيراء غدقا .﴾لأسقيناهم م

ة ألقيها على همومك وددتc أن عندي وصفة سحري وغمومك وأحزانك ، فإذا هي تلقفc ما يأفكون ، لكن من أين

ة من عيادة علماء ك بوصفة طبي cلي ؟! ولكن سوف أخبر ريعة ، وهي : اعبد الخالق ، وارض بالرزق ، ة ورواد الش المل

وسلم بالقضاء ، وازهد في الدنيا ، وقصر الأمل . انتهى . ي شهير أمريكي ، اسمcهc ) وليم عجبتc العالم نفسانcإننا نحن : cجايمس ( ، هو أبو علم النفس عندهم ، يقول ، cالله على ما نملك cولا نشكر ، cفيما لا نملك cر البشرc نفك

Page 196: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن196

cإلى الجانب المأسوي المظلم في حياتنا ، ولا ننظر cوننظر رc على ما ينقصcنا ، ولا إلى الجانب المشرق فيها ، ونتحس

)) وأعوذ ، ﴾ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴿نسعدc بما عندنا ، . بالله من نفس لا تشبع ((

)) من أصبح والآخرة همه ، جمعوفي الحديث : الله شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا

ق الله وهي راغمة ، ومن أصبح والدنيا همه ، فر عليه شمله ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من

ن خلق ﴿ . الدنيا إلا ما كتب له (( ولئن سألتهم ممس والقمر ليقولن ر الش ماوات والأرض وسخ الس

. ﴾ الله فأنى يؤفكون******************************************

وأخيرا اعترفواcفي إلى جزيرة سيبيريا ، ) سخروف ( عالم روسي ، ن

cنادي أن لأفكاره المخالفة للإلحاد ، والكفر بالله ، فكان يcه هناك قوة فاعلة مؤثرة في العالم خلاف ما يقول

ون : لا إله ، والحياةc مادة . ومعنى هذا : أن النفوس الشيوعي فطرة الله التي فطر الناس ﴿مفطورة على التوحيد .

. ﴾ عليهاcإن الملحد لا مكان له هنا وهناك ؛ لأنه منكوس

الفطرة ، خاوي الضمير مبتورc الإرادة ، مخالف لمنهج اللهفي الأرض .

قابلتc أستاذا مسلما في معهد الفكر الإسلامي بواشنطن قبل سقوط الشيوعية – أو الاتحاد السوفيتي –

نقلب أفئدتهم ﴿بسنتين ، فذكر لي هذه الآية : ة ونذرهم في وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مر

وقال: سوف تتم هذه الآيةc فيهم: ﴾طغيانهم يعمهون قف﴿ ن القواعد فخر عليهم الس فأتى الله بنيانهم م

فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل ﴿، ﴾ من فوقهم

Page 197: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن197

﴿ ، العرم ﴿ ، فكلا أخذنا بذنبه ﴾ فيأتيهم بغتة وهم لا ﴾. ﴾ يشعرون

****************************************لحظات مع الحمقى

ات في مجلة ) الرسالة( كلام عجيب ، ومقالة رائعة للزي في وصف الشيوعية ، حينما أرسلوا سفينة الفضاء إلى

القمر وعادت ، فكتب أحدc روادها مقالا في صحيفة ) البرافدا( الروسية ، يقولc فيها : صعدنا إلى السماء فلم

نجد هناك إلها ولا جنة ولا نارا ولا ملائكة . ات مقالة فيها : ها الحcمcرc »فكتب الزي عجبا لكم أي

cم على عرشه بارزا ك الحمقى !! أتظنون أنكم سوف ترون رب ، وسوف ترون الحcور العين في الجنات يمشين في الحرير ،

وسوف تسمعون رقرقة الكوثر ، وسوف تشمون رائحةcم خسرانكم المعذبين في النار ، إنكم إن ظننتم ذلك خسرت

الذي تعيشونه ، ولكن لا أفسرc ذلك التيه والضلال والانحراف والحcمق إلا بالشيوعية والإلحاد الذي في رؤوسكم . إن

الشيوعية يوم بلا غد ، وأرض بلا سماء ، وعمل بلا خاتمة ، أم تحسب أن ﴿« إلى آخر ما قال ، وسعي بلا نتيجة ..

أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل لهم قلوب لا يفقهون بها ﴿ ، ﴾ هم أضل سبيلا

ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون ﴿، ﴾ ومن يهن الله فما له من مكرم ﴿ ، ﴾ بها

أعمالهم كرماد اشتدت ﴿ ، ﴾ أعمالهم كسراب بقيعةيح في يوم عاصف . ﴾ به الر

ومن كلام العقاد في كتاب ) مذاهبc ذوي العاهات ( ، وهو ينهدc غاضبا على هذه الشيوعية ، وعلى هذا الإلحاد

السخيف الذي وقع في العالم ، كلام ما معناه : إن الفطرةة تقبلc هذا الدين الحق ، دين الإسلام ، أما المعاقون السوي

cالأفكار العفنة القاصرة ، فإنها يمكن cعقليا والمختلفون وأهل

Page 198: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن198

﴿أن ترتكب الإلحاد . وطبع على قلوبهم فهم لا. ﴾ يفقهون

cه cحدث إن الإلحاد ضربة قاصمة للفكر ، وهو أشبهc بما ي الأطفالc في عالمهم ، وهو خطيئة ما عرف الدهرc أكبر منها

أفي الله ﴿خطيئة . ولذلك قال اللهc سبحانه وتعالى: .... !! ﴾شك

cيعني : أن الأمر لا شك فيه ، وهو ظاهر . بل ذكر ابن تيمية : أن الصانع - يعني : الله سبحانه وتعالى – لم ينكره

أحد في الظاهر إلا فرعونc ، مع العلم أنهc معترف به في قال لقد ﴿باطنه ، وفي داخله ، ولذلك يقولc موسى :

ماوات والأرض رب الس علمت ما أنزل هـؤلاء إلا ، ولكن فرعون ﴾ بصآئر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا

آمنت أنه لا إلـه ﴿في آخر المطاف صرخ بما في قلبه : الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين إلا

﴾ . **************************************

الإيمان طريق النجاة في كتاب ) اللهc يتجلى في عصر العلم ( ، وكتاب

) الطب محرابc الإيمان ( حقيقة وهي : وجدتc أن أكثرcعين للعبد في التخلص من همومه وغمومه ، هو الإيمانcم

وأفوض أمري إلى ﴿بالله عز وجل، وتفويضc الأمر إليه ، صيبة إلا بإذن الله ومن ﴿ ، ﴾ الله ما أصاب من م

. ﴾ يؤمن بالله يهد قلبه من يعلم أن هذا بقضاء وقدر ، يهد قلبه للرضا والتسليم

ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي ﴿أو نحو ذلك ، . ﴾ كانت عليهم

وأعلمc أني لمcصبني مصيبة ت

من الله إلا قداب الغرب اللامعين ، مثل ) كرسي مريسون ( ، وأصابت فتى قبلي cت إن ك

) ألكس كاريل ( ، و ) دايل كارنيجي ( ، يعترفون أن المنقذ

Page 199: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن199

للغرب المادي المتدهور في حياتهم إنما هو الإيمانc بالله عز وجل ، وذكروا أن السبب الكبير والسر الأعظم في حوادث

cالانتحارات التي أصبحت ظاهرة في الغرب ، إنما هو الإلحاد لهم ﴿والإعراضc عن الله – عز وجل – رب العالمين ،

ومن يشرك ﴿، ﴾ عذاب شديد بما نسوا يوم الحسابماء فتخطفه الطير أو بالله فكأنما خر من الس

يح في مكان سحيق ﴾ . تهوي به الر /21ذكرت جريدةc ) الشرق الأوسط ( في عددها بتاريخ

هـ ، نقلا عن مذكرات عقيلة الرئيس الأمريكي1415/ 4ها حاولت الانتحار أكثر من مرة ، السابق ) جورج بوش ( : أنهc ، وحاولت وقادت السيارة إلى الهاوية تطلبc الموت مظان

أن تختنق . cحد يقاتلc فيها مع المسلمين لقد حضر قزمانc معركة أ

:فقاتلc قتالا شديدا . قال الناسc : هنيئا له الجنةc . فقال !! فاشتدت به جراحcه فلم يصبر ،))إنه من أهل النار((

الذين ضل سعيهم في﴿فقتل نفسه بالسيف فمات، . ﴾الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

ومن أعرض عن﴿وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى: . ﴾ذكري فإن له معيشة ضنكا

إن المسلم لا يقدمc على مثل هذه الأمور ، مهما بلغتcنهيا الحالc . إن ركعتين بوضوء وخشوع وخضوع كفيلتان أن ت

ومن آناء الليل ﴿كل هذا الغم والكدر والهم والإحباط ، . ﴾ فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى

إن القرآن يتساءلc عن هذا العالم ، وعن انحرافه : c؟! ما هو الذي ﴾فما لهم لا يؤمنون﴿وضلاله فيقول

،cوقامت الحجة ، cحت المحجةcيردهم عن الإيمان، وقد وض . cوظهر الحق ، وسطع البرهان ، cسنريهم﴿وبان الدليل

آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه صادق ، وأن الله إله، يتبينc لهم أن محمدا ﴾الحق

يستحق العبادة ، وأن الإسلام دين كامل يستحق أن يعتنقه

Page 200: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن200

، cومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد﴿العالم . ﴾استمسك بالعروة الوثقى

******************************ار درجات حتى الكف

في مذكرات الرئيس ) جورج بوش ( بعنوان ) سيرةه حضر جنازة برجنيف ( ، رئيس الاتحاد إلى الأمام ( : ذكر أنcها جنازة مظلمة قاتمة ، السوفيتي في موسكو ، قال فوجدت

ليس فيها إيمان ولا روح . لأن )بوش ( نصراني وأولئكودة للذين آمنوا الذين ﴿ملاحدة ولتجدن أقربهم م

. فانظر كيف أدرك هذا مع ضلاله ﴾ قالوا إنا نصارى انحراف أولئك ، لأن الأمر أصبح نسبيا فكيف لو عرف بوش

﴿الإسلام ، دين الله الحق ؟! ومن يبتغ غير الإسلام دينا. ﴾ فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرينرني هذا بمقالة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو وذك

ة الصوفية يتحدثc عن أحد البطائحية ) الفرق الضال المنحرفة ( . يقولc هذا البطائحي لابن تيمية : ما لكم يا ابن

cنا تيمية إذا جئنا إليكم – يعني أهل السنة – بارت كرامتcنا؟ وبطلت ، وإذا ذهبنا إلى التتر المغول الكفار ظهرت كرامت

cم ومثلc التتار ؟ أما cك cنا ومثل قال ابنc تيمية : أتدري ما مثلcلق ، والتترc سcود ، فالأبلقc إذا دخل نحنc فخيول بيض ، وأنتم ب بين السود أصبح أبيض ، وإذا خالط البض أصبح أسود ، فأنتم

عندكم بقية من نور ، إذا دخلتم مع أهل الكفر ظهر هذاcم إلينا ونحنc أهل النور الأعظم والسنة ، ظهر النورc وإذا أتيت

cنا ومثلc التتار . cم ومثل ا ﴿ظلامcكم وسوادcكم ، فهذا مثلك وأمت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها الذين ابيض

. ﴾ خالدون**********************************

إرادة فولاذية

Page 201: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن201

ذهب طالب من بلاد الإسلام يدرسc في الغرب ، وفي لندن بالذات ، فسكن مع أسرة بريطانية كافرة ، ليتعلم

cمع الفجر الباكر ، فيذهب cنا وكان يستيقظ اللغة ، فكان متديc ، وكان ماء باردا ، ثم يذهبc إلى إلى صنبور الماء ويتوضأ

ه ويركعc ويسبحc ويحمدc ، وكانت عجوز في هc فيسجدc لرب مصلا البيت تلاحظهc دائما ، فسألته بعد أيام : ماذا تفعلc ؟ قال :

أمرني ديني أن أفعل هذا . قالت : فلو أخرت الوقت الباكرcحتى ترتاح في نومك ثم تستيقظ . قال : لكن ربي لا يقبل ت رأسها ، وقالت : ي إذا أخرتc الصلاة عن وقتها . فهز من

رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع ﴿إرادة تكسرc الحديد !! لاة . ﴾ عن ذكر الله وإقام الص

ها إرادةc الإيمان ، وقوةc اليقين ، وسلطانc التوحيد . إن هذه الإرادةc هي التي أوحت إلى سحرة فرعون وقد آمنوا بالله رب العالمين في لحظة الصراع العالمي بين موسى

قالوا لن نؤثرك على ما ﴿وفرعون ، قالوا لفرعون : جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض

. وهو التحدي الذي ما سcمع بمثله ، وأصبح عليهم أن يؤدوا ﴾غوا الكلمة الصادقة هذه الرسالة في هذه اللحظة ، وأن يبل

القوية إلى هذا الملحد الجبار . لقد دخل حبيبc بنc زيد إلى مسيلمة يدعوه إلى

التوحيد ، فأخذ مسيلمةc يقطعcهc بالسيف قطعة قطعة ، فماهداء ﴿أن ولا صاح ولا اهتز حتى لقي رب شهيدا ، والش

. ﴾ عند ربهم لهم أجرهم ونورهم فع خcبيبc بنc عدي على مشنقة الموت ، فأنشد : cور

ولستc أبالي حين cقتلc مسلما أ

على أي جنب كان في**************************************الله مصرعي

فطرة الله، cوقصفت الريح cعد إذا اشتد الظلامc وزمجر الر

.cجاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج﴿استيقظت الفطرة

Page 202: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن202

من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا اللهه في الشدة ﴾مخلصين له الدين . غير أن المسلم يدعو رب

فلولا أنه كان من ﴿والرخاء ، والسراء والضراء : ﴾ { للبث في بطنه إلى يوم يبعثون143المسبحين}

ه ، ع إلى رب . إن الكثير يسألc الله وقت حاجته وهو متضرcه أعرض ونأى بجانبه ، واللهc عز وجل لا فإذا تحقق مطلب

cخادعc cخادعc كما ي cلعبc على الولدان ، ولا ي cلعبc عليه كما ي ي ، cإن الذين ﴾ يخادعون الله وهو خادعهم ﴿الطفل .

يلتجئون إلى الله في وقت الصنائع ما هم إلا تلاميذ لذاك ﴿الضال المنحرف فرعون ، الذي قيل لهc بعد فوات الأوان :

. ﴾ آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين cحين احتل العراق cخبرc سمعتc هيئة الإذاعة البريطانية ت الكويت : أن تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة كانت في ولاية كلورادو الأمريكية ، فلما سمعت الخبر هcرعت إلى

الكنيسة وسجدت ! ولا أفسرc هذه الظاهرة إلا باستيقاظ الفطرة عند مثل

هؤلاء إلى فاطرها عز وجل ، مع كفرهم وضلالهم ، لأن )) كل مولودالنفوس مفطورة على الإيمان به تعالى :

رانه أو يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينص . يمجسانه ((

**********************************************

زق ، فإنه ر الر لا تحزن على تأخبأجل مسمى

cالزمن ، ويقلق cزق ، ويبادر الذي يستعجلc نصيبه من الر من تأخر رغباته ، كالذي يسابقc الإمام في الصلاة ، ويعلcممc إلا بعد الإمام! فالأمورc والأرزاقc مقدرة ، فcرغ ه لا يسل أن

أتى أمر ﴿منها قبل خلق الخليقة ، بخمسين ألف سنة ،

Page 203: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن203

وإن يردك بخير فلا رآد ﴿، ﴾ الله فلا تستعجلوه. ﴾ لفضله

هم إني أعوذc بك من جلد الفاجر ، يقولc عمرc : » الل . وهذه كلمة عظيمة صادقة . فلقد طcفتc وعجز الثقة «

بفكري في التاريخ ، فوجدتc كثيرا من أعداء الله عز وجل ، عندهم من الدأب والجلد والمثابرة والطموح : العجب

العcجاب . ووجدتc كثيرا من المسلمين عندهم من الكسلخاذcل : ما اللهc به عليم ، فأدركتc عcمق cل والت واك والفتور والت

كلمة عcمر – رضي اللهc عنه - . *****************************************

انغمس في العمل النافعcمية بن خلف والعاص بن وائل أن الوليد بن المغيرة وأ

﴿أنفقوا أموالهم في محاربة الرسالة ومجابهة الحق . ﴾ فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون

cشاد بها ي ولكن كثيرا من المسلمين يبخلون بأموالهم ، لئلاcبنى بها صرحc الإيمان ومن يبخل فإنما ﴿منارc الفضيلة ، وي

، وهذا جلدc الفاجر وعجزc الثقة . ﴾ يبخل عن نفسه في مذكرات ) جولدا مائير ( اليهودية ، بعنوان ) الحقد (

: فإذا هي في مرحلة من مراحل حياتها تعملc ست عشرةة وأفكارها ساعة بلا انقطاع ، في خدمة مبادئها الضال

المنحرفة ، حتى أوجدت مع ) بن جوريون ( دولة ، ومن شاءفلينظcر كتابها .

ورأيتc ألوفا من أبناء المسلمين لا يعملون ولو ساعةرب ونوم وضياع cما ﴿واحدة ، إنما هم في لهو وأكل وش

لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى. ﴾ الأرض

كان عمرc دؤوبا في عمله ليلا ونهارا ، قليل النوم . فقالcه : ألا تنامc ؟ قال : لو نمتc في الليل ضاعت نفسي ، ولو أهل

تي . نمتc في النهار ضاعت رعي

Page 204: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن204

cفي مذكرات الهالك ) موشى ديان ( بعنوان ) السيف والحكمc ( : كان يطيرc من دولة إلى دولة ، ومن مدينة إلى

مدينة ، نهارا وليلا ، سرا وجهرا ، ويحضرc الاجتماعات ،cالصفقات ، والمعاهدات ، ويكتب cالمؤتمرات ، وينسق cويعقد

المذكرات . فقلتc : واحسرتاهc ، هذا جلدc إخوان القردةcكثير من المسلمين ، ولكن هذا جلد cوالخنازير ، وذاك عجز

الفاجر وعجزc الثقة . لو كنتc من مازن لم

تستبح إبلي بنو اللقطية من ذcهل

لقد حارب عمرc العطالة والبطالة والفراغ ، وأخرجبن شيبانا شبابا سكنوا المسجد ، فضربهم وقال : اخرجوا واطلبوا

زق ، فإن السماء لا تمطرc ذهبا ولا فضة . إن مع الفراغ الر والعطالة : الوساوس والكدر والمرض النفسي والانهيار

العصبي والهم والغم . وإن مع العمل والنشاط : السرورcور والسعادة . وسوف ينتهي عندنا القلقc والهم والغم ، ب cوالح ةc إذا قام كل بدوره في ةc والنفسي ةc والعصبي والأمراضc العقلي

الحياة ، فعcملت المصانعc ، واشتغلت المعاملc ، وفتحتcوالمخيمات ، cة ةc والدعوي ةc والتعاوني الجمعياتc الخيري

ها .. cوغير cة ةc ، والدوراتc العلمي ﴿ والمراكزc والمcلتقياتc الأدبي ﴾سابقوا ﴿ ، ﴾ فانتشروا في الأرض ﴿، ﴾وقل اعملوا

،﴿ )) وإن نبي الله داود كان يأكل من، ﴾ وسارعوا . عمل يده ((

وللراشد كتاب ، بعنوان ) صناعةc الحياة ( ، تحدث عن هذه المسالة بإسهاب ، وذكر أن كثيرا من الناس لا يقومون

بدورهم في الحياة . cدركون هم كالأموات ، لا ي وكثير من الناس أحياء ، ولكن

cمتهم ، ولا cقدمون لمستقبلهم ولا لأ سر حياتهم ، ولا ي ﴿ ، ﴾ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف﴿لأنفسهم خيرا لا

رر يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الض. ﴾ والمجاهدون في سبيل الله

Page 205: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن205

إن المرأة السوداء التي كانت تقcم مسجد الرسول ولأمة ﴿قامت بدورها في الحياة ، ودخلت بهذا الدور الجنة

شركة ولو أعجبتكم ؤمنة خير من م . ﴾ م أدى ما عليه ،وكذلك الغلامc الذي صنع المنبر للرسول

والذين ﴿وكسب اجرا بهذا الأمر ، لأن موهلته في النجارة جهدهم . ﴾ لا يجدون إلا

ةc عام م1985سمحت الولاياتc المتحدةc الأمريكي بدخول الدعاة المسلمين سجون أمريكا ، لأن المجرمين

والمروجين والقتلة ، إذا اهتدوا إلى الإسلام ، أصبحوا أعضاء أو من كان ميتا فأحييناه ﴿صالحين في مجتمعاتهم

. ﴾وجعلنا له نورا يمشي به في الناس داد في دعاءان اثنان عظيمان ، نافعان لمن أراد الس

الأمور وضبط النفس عند الأحداث والوقائع . )) قل : قال له : c حديثc علي ، أن الرسول الأول :

. رواهc مسلم . اللهم اهدني وسددني (( حديثc حcصين بن عبيد ، عند أبي داود : قالالثاني :

)) قل : اللهم ألهمني رشدي ، وقني شر : له . نفسي ((

إذا لم يكن عونمن الله للفتى

فأكثرc ما يجني عليه cهcاجتهادcالبقاء ، وحب العيش ، وكراهية cبالحياة ، وعشق cعلق الت

cوردc العبد : الكدر وضيق الصدر والملق والقلق الموت ، يقهم بالحياة هق ، وقد لام الله اليهود على تعل والأرق والر

ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ﴿الدنيا ، فقال : ر ألف سنة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر والله بصير وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعم

. ﴾ بما يعملونها أيمنها :وهنا قضايا ، تنكيرc الحياة ، والمقصودc : أن

حياة ، ولو كانت حياة البهائم والعجماوات ، ولو كانتهم يحرصون عليها . شخصية رخيصة فإن

Page 206: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن206

اختيارc لفظ : ألف سنة لأن اليهودي كان يلقىومنها : اليهودي فيقولc لهc : عم صباحا ألف سنة . أي : عش ألف

سنة . فذكر سبحانهc وتعالى أنهم يريدون هذا العمرهم إلى نار c؟! مصير cفما النهاية cالطويل ، ولكن لو عاشوه

. ﴾ ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ﴿تلظى cدعى . من أحسن كلمات العامة : لا هم واللهc ي

cمنه cطلبc cدعى ، وي والمعنى : أن هناك إلها في السماء يك بهمك ، لت رب الخيرc ، فلماذا تهتم أنت في الأرض ، فإذا وك

أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف ﴿كشفه وأزاله وء وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ﴿ ، ﴾الس

. ﴾أجيب دعوة الداع إذا دعان أخلق بذي الصبر أن

يحظى بحاجته ومcدمن القرع للأبواب

**************************************أن يلجافي حياتك دقائق غالية

رين للشيخ علي الطنطاوي رين مcعب رأيتc موقفين مcؤثفي مذكراته :

الموقفc الأولc : تحدث عن نفسه وكاد يغرقc على شاطئ بيروت ، حينما كان يسبحc فأشرف على الموت ،

، cلمولاه cذعنc وحcمل مغميا عليه ، وكان في تلك اللحظات يcويود لو عاد ولو ساعة إلى الحياة ، ليجدد إيمانه وعمله

الصالح ، فيصل الإيمانc عنده منتهاه . والموقفc الثاني : ذكر أنه قدم في قافلة من سوريا إلىوا وبقcوا ثلاثة بيت الله العتيق، وبينما هو في صحراء تبوك ضل

cهcم ، وأشرفوا على الموت ، أيام ، وانتهى طعامcهcم واشراب فقام وألقى في الجموع خطبة الوداع من الحياة ، خطبة

انة ، بكى وأبكى الناس ، وأحس أن الإيمان ة رن ة حار توحيدي ﴿ارتفع ، وأنه ليس هناك مcعين ولا مcنقذ إلا اللهc جل في علاه

Page 207: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن207

ماوات والأرض كل يوم هو في يسأله من في الس. ﴾ شأن

وكأين من نبي قاتل معه ﴿يقولc سبحانهc وتعالى : ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله

ابرين . ﴾ وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الص إن الله يحب المؤمنين الأقوياء الذين يتحدون أعداءهم

cصابون بالإحباط واليأس ، ولا بصبر وجلادة ، فلا يهنون ، ولا ية والضعف والفشل ، بل تنهارc قواهcم ، ولا يستكينون للذل

هم cرابطون ، وهي ضريبةc إيمانهم برب cواصلون وي يصمcدون وي )) المؤمن القوي خير وأحب إلىوبرسولهم وبدينهم

عيف وفي كل خير (( . الله من المؤمن والضcعc أبي بكر – رضي اللهc عنهc – في ذات الله cصب جcرحت أ

فقال : هل أنت إلا إصبع

دميت وفي سبيل الله ما

ووضع أبو بكر إصبعهc في ثقب الغار ليحمي بها الرسوللقيت دغ ، فقرأ عليهاc فبرئت بإذن الله . من العقرب ، فل

cر في شجاعتك ، وأنك تغلب قال رجل لعنترة : ما السجال ؟ قال : ضع إصبعك في فمي ، وخcذ إصبعي في الر

فمك . فوضعها في فم عنترة ، ووضع عنترةc إصبعه في فمجل ، وكل عض إصبع صاحبه ، فصاح الرجلc من الألم ، الر

cإصبعه ، وقال : بهذا غلبت cولم يصبر فأخرج له عنترة الأبطال . أي بالصبر والاحتمال .

cفرحc المؤمن أن لcطف الله ورحمته وعفوه إن مم ي قريب منه، فيشعرc برعاية الله وولايته بحسب إيمانه .

cتشعر cوالزواحف cوالطيور cوالعجماوات cوالأحياء cوالكائنات يسبح ﴿بأن لها ربا خالقا ورازقا وإن من شيء إلا

. ﴾ بحمده ولـكن لا تفقهون تسبيحهم يا رب حمدا ليس

cحمدc ك ي cغيرcل يا من لهc ك

cالخلائق تصمد

Page 208: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن208

عندنا ، العامةc وقت الحرث يرمون الحب بأيديهم في شقوق الأرض ، ويهتفون : حب يابس ، في بلد يابس ، بين

ا تحرثون} ﴿يديك يا فاطر السماوات والأرض أفرأيتم مارعون63 ها نزعةc ﴾ { أأنتم تزرعونه أم نحن الز . إن

توحيد البري ، وتوجهc إليه ، سبحانه وتعالى . قام الخطيبc المصقعc عبدcالحميد كشكc – وهو أعمى – فلما علا المنبر ، أخرج من جيبه سعفة نخل ، مكتوب عليها

بنفسها : اللهc ، بالخط الكوفي الجميل ، ثم هتف في الجموع :

جره ذات الغcصcونانظcر لتلك الشضره الن وزانها بالخضرهمن الذي أنبتها

cه مcقتدرهذاك هو اللهc الذي قcدرتفأجهش الناسc بالبكاء .

cه في إنهc فاطرc السماوات والأرض مرسومة آياتة ة والألوهي ة والصمدية والربوبي ﴿الكائنات ، تنطقc بالوحداني

. ﴾ ربنا ما خلقت هذا باطلا من دعائم السرور والارتياح ، أن تشعcر أن هناك ربا

ك التي يرحمc ويغفرc ويتوبc على من تاب ، فأبشر برحمة رب ورحمتي ﴿وسعت السماوات والأرض ، قال سبحانه :

، وما أعظم لطفهc سبحانه وتعالى ، ﴾ وسعت كل شيء ،وفي حديث صحيح : أن أعرابيا صلى مع رسول الله

شهد قال : اللهم ارحمني ومحمدا ، ولا فلما أصبح في الت . أي :)) لقد حجرت واسعا (( : ترحم معنا أحدا . قال

قت واسعا ، إن رحمة اله وسعت كل شيء وكان ﴿ضي )) الله أرحم بعباده من هذه، ﴾ بالمؤمنين رحيما

. بولدها ((، أحرق رجل نفسه بالنار فرارا من عذاب الله عز وجل

)) يا عبدي ، ما حملكفجمعه سبحانه وتعالى وقال له:

Page 209: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن209

على ما صنعت ؟ قال : يا رب ، خفتك ، وخشيت . حديث صحيح . ذنوبي . فأدخله الله الجنة ((

ا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن ﴿ وأم. ﴾ { فإن الجنة هي المأوى40الهوى}

حاسب اللهc رجلا مcسرفا على نفسه موحدا، فلم يجدcتاجرc في الدنيا، ويتجاوزc عن ه كان ي عندهc حسنة ، لكن

.cأولى بالكرم منك ، تجاوزوا عنه cنحن :cعسر، قال اللهcالم فأدخله اللهc الجنة .

﴾ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴿حمة الله ﴿، . ﴾ لا تقنطوا من ر

صلى بالناس ، فقام رجلعند مسلم : أن الرسول )) أصليتفقال : أصبتc حدا ، فأقمهc علي . قال :

)) اذهب فقد غفر لك (( . قال : نعم . قال . معنا ؟ (( .

ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر ﴿حيما . ﴾ الله يجد الله غفورا ر

هناك لcطف خفي يكتنف العبد ، من أمامه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحت قدميه ،

cرب العالمين ، انطبقت عليهم cاللطف الخفي هو الله cصاحب الصخرةc في الغار ، وأنجى إبراهيم من النار ، وأنجى موسىcوحا من الطوفان ، ويوسف من الجcب وأيوب من الغرق ، ون

من المرض . ***************************************

وقفــةها قالت : سمعتc رسول الله يقول: cعن أم سلمة أن

)) ما من مسلم تصيبه مصيبة ، فيقول ما أمرها إليه راجعون ﴿الله : اللهم اجرني في﴾ إنا لله وإنـ

مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ؛ إلا أخلف الله له . خيرا منها ((

Page 210: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن210

: cقال الشاعر خليلي لا والله ما من

مcلمة تدcومc على حي وإن

ت هي جل فإن نزلت يوما فلاتخضعن لها

كوى إذا cكثر الش ولا تت علc زل الن فكم من كريم قد

cلي بنوائب ب فصابرها حتى مضت

ت واضمحل وكانت على الأيامنفسي عزيزة

فلما رأت صبري علىت الذل ذل وقال آخر :

يضيقc صدري بغمعند حادثة

ما خير لي في ب cور الغم أحيانا cب يوم يكون cور

cالغم أوله وعند آخره روحا

وريحانا ما ضقتc ذرعا عندنائبة

ولي فرج قد حل إلا********************************أو حانا

الأفعال الجميلة طريق السعادة، cفي أول ديوان حاتم الطائي كلمة جميلة له cرأيت

. cر يكفيك ، فدعه يقولc فيها : إذا كان تركc الشcه ،ومعناه : ر واجتناب إذا كان يسع السكوتc عن الشcه بذلك . ﴾ودع أذاهم ﴿ ، ﴾ فأعرض عنهم﴿فحسب

اح ة ، وعطاء مبارك من الفت اني ةc للناس موهبة رب محبالعليم .

cعباس متحدثا بنعمة الله عز وجل : في ثلاث cيقول ابن حمدتc الله وسcررتc بذلك ، خصال : ما نزل غيث بأرض ، إلا

وليس لي فيها شاة ولا بعير . ولا سمعتc بقاض عادل ، إلاة . ولا عرفتc آية من دعوتc الله له ، وليس عنده لي قضي . cأن الناس يعرفون منها ما أعرف cوددت كتاب الله ، إلا

cالفضيلة بينهم وسلامة cب الخير للناس ، وإشاعةcإنه ح صحc كل النصح للخليقة . الصدر لهم ، والن

: cالشاعر cيقول فلا نزلت على ولا

بأرضي cليس تنتظم cسحائب

البلادا

Page 211: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن211

إذا لم تكن الغمامةc عامة ، والغيثc عاما فيالمعنى : الذين﴿الناس ، فلا أريدcها أن تكون خاصة بي، فلستc أنانيا

يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم ﴾الله من فضله

اضة ، وحه الفي cعن ر cحاتم ، وهو يتحدث cشجيك قولc ألا يوعن خلقه الجم :

أما والذي لا يعلمc الغيب cه cغير

cحيي العظام البيض وي cوهي رميم لقد كنتc أطوي البطن

cشتهى ادc ي والزcقال مخافة يوم أن ي

cلئيم****************************************ار العلم النافع والعلم الض

وقال الذين أوتوا ﴿ليهنك العلمc إذا دلك على الله . العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم

. إن هناك علما إيمانيا ، وعلما كافرا ، يقولc ﴾ البعثن الحياة ﴿سبحانه وتعالى عن أعدائه : يعلمون ظاهرا م

﴿. ويقول عنهم : ﴾ الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلوننها بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك م

نها عمون ذلك مبلغهم من ﴿. ويقولc عنهم ﴾ بل هم م واتل عليهم نبأ الذي ﴿. ويقولc جل وعلا : ﴾ العلم ....

يطان فكان آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الش { ولو شئنا لرفعناه بها ولـكنه175من الغاوين}

أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم

الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم . وقال سبحانه وتعالى عن اليهود وعن علمهم : ﴾ يتفكرون

﴿ ه لا يهدي ، ﴾ كمثل الحمار يحمل أسفارا ه علم لكن : إن وبرهان لا يشفي ، وحجة ليست قاطعة ولا فالجة ، ونقل

ليس بصادق ، وكلام ليس بحق ، ودلالة ولكن إلى الانحراف ، وتوجه ولكن إلى غي ، فكيف يجدc أصحابc هذا

﴿العلم السعادة ، وهم أولc من يسحقcها بأقدامهم :

Page 212: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن212

وقولهم قلوبنا ﴿، ﴾ فاستحبوا العمى على الهدى. ﴾ غلف بل طبع الله عليها بكفرهم

رأيتc مئات الألوف من الكتب الهائلة المذهلة في مكتبة الكونجرس بواشنطن، في كل فن ، وفي كل تخصص ، عن

cمة وحضارة وثقافة ، ولكن الأمة التي كل جيل وشعب وأcها ، إنها لا تعلم cمة كافرة برب تحتضنc هذه المكتبة العظمى ، أ إلا العالم المنظور المشهود ، وأما ما وراء ذلك فلا سمع ولا

﴿بصر ولا قلب ولا وعي وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا

. ﴾ أفئدتهم من شيءمر وض أخضرc ، ولكن العنز مريضة ، وإن الت إن الر

لال ، ولكن cخل مروزي ، وإن الماء عذب زc مقفزي ، ولكن البن آية بينة ﴿في الفم مرارة وما ﴿. ﴾ كم آتيناهم م

كانوا عنها ن آيات ربهم إلا ن آية م تأتيهم م. ﴾ معرضين

***************************************ل أكثر من الاطلاع والتأم

إن مما يشرحc الصدر : كثرةc المعرفة ، وغزارةc المادةظرة ، cعدc الن ساعc الثقافة ، وعcمقc الفكر ، وب ة ، وات العلمي

وأصالةc الفهم ، والغوصc على الدليل ، ومعرفةc سر المسألة ، وإدراكc مقاصد الأمور ، واكتشافc حقائق الأشياء

﴿ ، إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴿ ﴾ بل كذبوا . إن العالم رحب الصدر ، واسع ﴾ بما لم يحيطوا بعلمه

البال ، مطمئن النفس ، منشرحc الخاطر .. يزيدc بكثرة الإنفاق

cمنه وينقصc إن به كفا

ري الغرب : لي ملف كبير في درجشددتا يقولc أحد مفكcه لكل cها ، أكتب مكتبي ، مكتوب عليه : حماقات ارتكبت

cها في يومي وليلتي ، لأتخلص cزاول سقطات وتوافه وعثرات أمنها .

Page 213: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن213

cمة بالمcحاسبة الدقيقة قلت : سبقك علماءc سلف هذه الأنقيب المcضني لأنفسهم امة﴿والت ﴾ ولا أقسم بالنفس اللو

. قال الحسنc البصري : المسلمc لنفسه أشد مcحاسبة من

الشريك لشريكه . cبc كلامهc من الجمعة إلى وكان الربيعc بنc خcثيم يكت

ئة الجمعة ، فإن وجد حسنة حمد الله ، وإن وجد سياستغفر .

وقال أحدc السلف : لي ذنب من أربعين سنة ، وأناcلح في طلب المغفرة ﴿أسألc الله أن يغفرهc لي ، ولا زلتc أ

قلوبهم وجلة . ﴾ والذين يؤتون ما آتوا و********************************

حاسب نفسكcحاسب بها نفشك ، وتذكر فيها احتفظ بمذكرة لديك ، لت

قدم في معالجتها . ات الملازمة لك ، وتبدأ بذكر الت السلبيcوها cحاسبوا ، وزن cم قبل أن ت قال عمرc : حاسبوا أنفcسك

نوا للعرض الأكبر . cوزنوا ، وتزي قبل أن تر في حياتنا اليومية : ثلاثة أخطاء تتكر

ضياعc الوقت . الأول :مc فيما لا يعني : الثاني : كل )) من حسن إسلام الت

. المرء تركه ما لا يعنيه (( الاهتمامc بتوافه الأمور ، كسماع تخويفاتالثالث :

طين ، وتوهمات المcوسوسين ، المcرجفين ، وتوقعات المثب كدر عاجل ، وهم معجل ، وهو من عوائق السعادة وراحة

البال . يقولc امرؤc القيس :

ألا عم صباحا أيهاالطللc البالي

وهل يعمن من كان فيالعcصcر الخالي وهل يعمن إلا سعيد

منعمcالهموم لا يبيت cقليل

بأوجال

Page 214: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن214

cعلم الرسولسعادة الدنيا cعم العباس دعاء يجمع cه ))اللهم إني أسألك العفو : والآخرة ، وهو قول

. والعافية ((وهذا جامع مانع شاف كاف فيه خيرc العاجل والآجل .

﴾ فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة ﴿. ﴾ فلا يضل ولا يشقى ﴿،

***************************************خذوا حذركم

من سعادة العبد اخذc الحيطة واستعمالc الأسباب ، معل على الله عز وجل ، فإن الرسول وك بارز في بعضالت

لين ، وقال لأحدهم لما دc المتوك الغزوات وعليه درع ، وهو سيلc ؟ قال : )) اعقلها cها يا رسول الله ، أو أتوك قال له : أعقل

ل (( . وتوكcالتوحيد ، وترك cوامcعلى الله ق cل وك فالأخذc بالسبب والتل على الله قدح في الشرع ، وأخذc السبب السبب مع التوك

ل على الله قدح في التوحيد . مع ترك التوك وذكر ابنc الجوزي في هذا : أن رجلا قص ظفره ،

فاستفحل عليه فمات ، ولم يأخcذ بالحيطة . cل دخل على حمار من سردان ، فهصر بطنهcورج

فمات . وذكروا عن طه حسين – الكاتب المصري – أنه قال

رين . cسرع حتى نصل مبك لسائقه : لا تب عجلة تهبc ريثا . cوهذا معنى مثل : ر

: cقال الشاعري cدركc المcتأن قد ي

بعض حاجته وقد يكونc مع

cلل ه المتعجل الز cب cعارضc القدر ، بل هو منهc ، ومن ل وقي لا ي ﴿فالت ﴾ تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم ﴿، ﴾ وليتلطف

.******************************************

Page 215: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن215

اكسب الناسcه على كسب الناس ، واستجلاب ومن سعادة العبد قcدرت

: cعليه السلام cتهم وعطفهم ، قال إبراهيم واجعل لي ﴿محب ، قال المفسرون : الثناءc ﴾ لسان صدق في الآخرين

وألقيت ﴿الحسنc . وقال سبحانه وتعالى عن موسى : ني ك .﴾ عليك محبة م . قال بعضcهم : ما رآك أحد إلا أحب

)) أنتم شهداء الله فيوفي الحديث الصحيح : . وألسنةc الخلق أقلامc الحق .الأرض ((

)) أن جبريل ينادي في أهل السماء : إنوصح : يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ويوضع له

.القبول في الأرض ((cالكلام وسعة cالوجه ولين cومن أسباب الود : بسطة

. cلقcالخ إن من العوامل القوية في جلب أرواح الناس إليك :

c؛ ولذلك يقول cفق فق في شيء إلا : الر )) ما كان الر . زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ((

)) من يحرم الرفق ، يحرم الخيرويقول : . كله ((

ة من جcحرها . cخرج الحي قال أحد الحكماء : الرفق ية . ون : اجن العسل ، ولا تكسر الخلي قال الغربي

)) المؤمن كالنحلة تأكلوفي الحديث الصحيح : طيبا ، وتضع طيبا ، وإذا وقعت على عود ، لم

. تكسره (( ************************************

ل في الديار واقرأ آيات القدرة تنقنقلc في الديار ومما يجلcب الفرح والسرور : الأسفارc والت

ورؤيةc الأمصار ، وقد سبقت كلمة في أول هذا الكتاب عنماوات ﴿هذا . قال سبحانه : انظروا ماذا في الس

Page 216: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن216

﴿ ،﴾ قل سيروا في الأرض فانظروا ﴿، ﴾والأرض .﴾ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا

: cقال الشاعر ولا تلبث بربع فيه

ضيم cذيبc القلب إلا إن ي

cبلتا ك بc فيه غر ب فالت وغرنفع

ق إن بريقك وشر ومن يقرأ رحلة ابن بطوطة ، على ما فيها منقد شرقتا

المبالغات ، يجد العجب العجاب من خلق الله سبحانه وتعالى ، وتصريفه في الكون ، ويرى أنها من العبر العظيمة

للمؤمن ، ومن الراحة له أن يسافر ، وأن يغير أجواءهه ، لقرأ في هذا الكتاب الكوني المفتوح . ومكانه ومحل

يقولc أبو تمام – وهو يتحدث عن التنقل في الديار - : cام أهلي وبغداد بالش

الهوى وأنا قمتين بالر

فسيحوا في ﴿ ، ﴾قل سيروا في الأرض ﴿ وبالفسطاطمس ﴿، ﴾ الأرض حتى ﴿ ، ﴾ حتى إذا بلغ مغرب الش

. ﴾ أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا************************************

دين د مع المتهج تهج

فس ويشرحc الصدر : قيامc الليل . cسعدc الن ومما ي في الصحيح : أن العبد إذا قام من الليل ،وقد ذكر

ب النفس . ﴿وذكر الله ، ثم توضأ وصلى ، أصبح نشيطا طين الليل ما يهجعون ومن الليل ﴿، ﴾ كانوا قليلا م

د به نافلة لك . ﴾ فتهج ، وهو حديث يذهب الداء عن الجسدوقيامc الليل

)) يا عبدالله ، لا تكن مثلصحيح عند أبي داود : ،فلان ، كان يقوم الليل ، فترك قيام الليل ((

. )) نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل (( لا تأسف على الأشياء الفانية ، كل شيء في هذه الحياة

﴾ كل شيء هالك إلا وجهه﴿فان إلا وجههc سبحانه وتعالى

Page 217: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن217

{ ويبقى وجه ربك ذو26كل من عليها فان} ﴿، . ﴾ الجلال والإكرام

إن الإنسان الذي يأسفc على دنياه ، كالطفل الذي يبكيعلى فقد لعبته .

**********************************وقفـــة

وح » كل اثنين منهما قرينان ، وهما من آلام الرر في ومعذباتها ، والفرق بينهما أن الهم توقع الش

مc على حcصcول المكروه في أل ن الت cالمستقبل ، والحز م وعذاب يردc على الماضي أو فواتc المحبوب ، وكلاهما تأل

مي حزنا ، وإن تعلق cوح ، فإن تعلق بالماضي س الرمي هما « cبالمستقبل س .

)) اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني

ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن

خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، . وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ((

: cقال الشاعرك ليس ألم تر أن رب

تحصى cأياديه الحديثة

والقديمه تسل عن الهمومفليس شيء

cقيمc ولا همومcك يبالمcقيمه لعل الله ينظcرc بعد

هذا cإليك بنظرة منه

**************************************رحيمه

ثمنك الجنة : cللشاعر cيقول

cنفسي التي تملك الأشياء ذاهبة

فكيف أبكي علىشيء إذا ذهبا

Page 218: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن218

إن الدنيا بذهبها وفضتها ومناصبها ودcورها وقصورها لا

قال :تستأهلc قطرة دمع ، فعند الترمذي أن الرسول )) الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله ، وما

. والاه ، وعالما ومتعلما (( : cلبيد cكما يقول ، cفحسب cإنها ودائع

وما المالc والأهلونإلا وديعة

cرد ولابد يوما أن ت cالودائع

إن المليارات والعقارات والسيارات لا تؤخرc لحظةواحدة من أجل العبد ، قال حاتمc الطائي :

cراء cغني الث ك ما ي cلعمر عن الفتى

إذا حشرجت يوماcوضاق بها الصدر

ولذلك قال الحكماءc : اجعل للشيء ثمنا معقولا، فإنcساوي المؤمن: وما هذه الحياة الدنيا ﴿الدنيا وما فيها لا ت

. ﴾ إلا لهو ولعب ويقولc الحسنc البصري : لا تجعل لنفسك ثمنا غير الجنة

خص . cهم يبيعها برcفإن نفس المؤمن غالية ، وبعض ، إن الذين ينوحون على ذهاب أموالهم وتهدم بيوتهم

واحتراق سياراتهم ، ولا يأسفون ويحزنون على نقص إيمانهم وعلى أخطائهم وذنوبهم ، وتقصيرهم في طاعة

هم سوف يعلمون أنهم كانوا تافهين بقدر ما ناحcوا على ربcل تلك ، ولم يأسفوا على هذه ؛ لأن المسألة مسألةc قيم ومcث

إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون﴿ومواقف ورسالة: .﴾وراءهم يوما ثقيلا

******************************************الحب الحقيقي

cن من أولياء الله وأحبائه لتسعد ، إن من أسعد كcه المنشودة السعداء ذاك الذي جعل هدفه الأسمى وغايت

: cب الله عز وجل ، وما ألطف قولهcيحبهم ويحبونه ﴿ح ﴾ .

Page 219: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن219

ونه ، ولكن قال بعضcهم : ليس العجبc من قوله : يحبهcم هم ؛ فهو الذي خلقهم ورزقهم وتولا العجب من قوله يحب

هم : قل إن كنتم تحبون الله ﴿وأعطاهcم ، ثم يحب. ﴾ فاتبعوني يحببكم الله

مة علي بن أبي طالب ، وهي تاج على cوانظر إلى مكر . cورسوله cه الله cحب الله ورسوله ، ويحب رأسه : رجل ي

، فكان ﴾ قل هو الله أحد ﴿إن رجلا من الصحابة أحب هc بذكرها ، ويعيدها على لسانه ، يرددcها في كل ركعة ، ويتول

كc بها وجدانه ، قال له cشجي بها فؤاده ، ويحر )) حبك : وي . إياها أدخلك الجنة ((

ما أعجب بيتين كنتc أقرؤهما قديما ، في ترجمة لأحدالعلماء ، يقول :

إذا كان حcب الهائمينمن الورى

cبcبليلى وسلمى يسل اللب والعقلا فماذا عسى أن يفعل

الهائمc الذيcه شوقا على سرى قلب

العالم الأعلى وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله ﴿

. ﴾ وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم إن مجنون ليلى قتلهc حب امرأة ، وقارون حب مال ،

وفرعون حب منصب ، وقcتل حمزةc وجعفرc وحنظلةc حبا للهcعد ما بين الفريقين . ولرسوله ، فيا لب

****************************************وقفــــة

cضابط شرطة سنويا في أمريكا ، منهم عشرة300» ينتحر م يتزايدc عدد ضcباط1987في نيويورك وحدها .. ومنذc عام

الشرطة المcنتحرين هناك .. وهي ظاهرة أقلقت السلطات ،وقام الاتحادc الوطني لضباط الشرطة ببحثها .

هو :أبرز أسباب انتحار الضباطلقد وجد الاتحادc أن رc الأعصاب الدائم الذي يعيشون فيه ، فهم مcطالبون توت

بات في الأزمات ، وتحمل الضغوط المتزايدة مع دائما بالث

Page 220: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن220

عامcل مع ارتفاع نسبة الجريمة ، وتحمل الآلام الناتجة عن الت المجرمين، ورؤية جثث الضحايا من أطفال ونساء وعجائز.

وجودc الأسلحة معهم بشكل دائم ،والسبب الثاني هو :ة الانتحار . cساعدcهم أو تسهلc عليهمc عملي فهي ت

وقد وcجد أن ثمانين بالمائة من حوادث انتحار الضباط تتمcة ضcباط ، بسلاحهم الخاص ، في ثلاثة أيام متتالية انتحر ثلاث

. كل منهم بواسطة مسدسه الميري «********************************

رة شريعة سهلة ميسcسر والسماحة في cثلجc صدر المسلم ظاهرةc الي إن مما ي

{ ما أنزلنا عليك القرآن1طه} ﴿الشريعة الإسلامية رك لليسرى ﴿، ﴾لتشقى ﴿، ﴾ونيس لا يكلف الله نفسا

وسعها وما ﴿، ﴾ لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها ﴿، ﴾إلا ويضع عنهم ﴿، ﴾ جعل عليكم في الدين من حرج

فإن مع ﴿، ﴾ إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ﴿، ﴾{ إن مع العسر يسرا5العسر يسرا} ربنا لا

تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولالنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا تحم

﴾ وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .

)) رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (( ، )) إن الدين يسر ، ولن يشاد

الدين أحد إلا غلبه (( ، سددوا وقاربوا وأبشروا (( ،محة (( ، )) خير دينكم )) بعثت بالحنيفية الس

.أيسره ((ها ، عcرضت على شاعر معاصر في دولة وزارة يتولا

وحاته الحقة ، فقال : cك طموحاته ورسالاته وأطرcعلى أن يتر cمc خcذوا كل دنياك

cوا واترك فؤادي حcرا طليقا

غريبا

Page 221: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن221

ي أعظمcكم ثروة فإن cمcوني وحيدا وإن خلت ******************************************سلينا

**أسس للراحة

هـ مقالة1415 / 4 / 3في مجلة ) أهلا وسهلا ( بتاريخ ب القلق « بقلم د . حسان بعنوان » عشرون وصفة لتجن

شمسي باشا . من معاني هذه المقالة :

إن الأجل قد فcرغ منهc ، وإن كل شيء بقضاء وقدر ، فلا يأسف العبدc ، ولا يحزن على ما يجري . إن رزق المخلوقcه أحد ، ولا يتصرفc فيه عند الخالق في السماء ، فلا يملك

قوم ، ولا يمنعcه إنسان . وإن الماضي قد ذهب بهمومه وغمومه ، وانتهى فلن يعود، ولو اجتمع العالمc بأسره على إعادته . وإن المستقبل في عالم الغيب ، ولم يحضر إلى

الآن ، ولم يستأذن عليك ، فلا تستدعه حتى يأتي . وإنcضفي على القلب سرورا ، وعلى الإحسان إلى الناس ي

الصدر انشراحا ، وهو يعودc على مcسديه أعظم بركة وثوابcسدي إليه . وأجر وراحة ممن أ

ومن شيم المؤمن عدمc الاكتراث بالنقد الجائر الظالم ،تم حتى رب العالمين ، الذي هو فلم يسلم من السب والش

الكاملc الجليلc الجميلc ، تقدست أسماؤcه . قلتc في أبيات لي : فعلام تحرقc أدمcعا

قد وcضئتcقلقc قلبك ويظل ي

cالإرهاب ل بها ربا جليلا وكما كل

حت نام الخلي تفتcأبواب*************************************

احذر العشقها هم حاضر ، وكدر مستمر . إياك وعشق الصور ، فإن

cعدcه عن تأوهات الشعراء وولههم من سعادة المسلم ي

Page 222: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن222

وعشقهم ، وشكواهcم الهجر والوصل والفراق ، فإن هذا من أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله ﴿فراغ القلب

على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على. ﴾ بصره غشاوة

وأنا الذي جلبcهcة طرف المني

cطالبcفمن الم cالقاتل cوالقتيل والمعنى : إنني أستحق وأستأهلc ما ذcقتc من الألم

بc الأعظمc فيما جرى لي . والحسرة ؛ لأنني المتسبcأندلس يتباهى بكثرة هيامه وعشقه وولهه ، فيقول cوآخر

: شكا ألم الفراق

اسc قبلي النوع بالجوى حي cور

cوميت وأما مثلما ضمتضلوعي

ي ما سمعتc ولا فإنcولو ضم بين ضلوعه التقوى والذكر وروحانية وربانية ،رأيت

شد ، ولسلك لوصل إلى الحق ، ولعر الدليل ، ولأبصر الريطان نزغ فاستعذ ﴿الجادة : ا ينزغنك من الش وإم

هم طائف من﴿، ﴾ بالله إن الذين اتقوا إذا مسبصرون روا فإذا هم م يطان تذك .﴾ الش

م عالج هذه المسألة علاجا شافيا كافيا في إن ابن القيcرجع إليه. كتابه )الداءc والدواءc( فلي

إن للعشق أسبابا منها : كره.1 cه سبحانه وتعالى وذكره وش ب cمن ح cفراغ

وعبادته . 2. إطلاقc البصر ، فإنهc رائد يجلبc على القلب أحزانا

وا من أبصارهم ﴿وهموما : قل للمؤمنين يغض ))النظرة سهم من، ﴾ ويحفظوا فروجهم

سهام إبليس((. وأنت متى أرسلت

طرفك رائدا إلى كل عين أتعبتك

cالمناظر ه cل رأيت الذي لا كأنت قادر

عليه ولا عن بعضهcأنت صابر

Page 223: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن223

ة ، والتقصيرc في الذكر والدعاء.3 التقصيرc في العبوديلاة تنهى عن الفحشاء ﴿والنوافل إن الص . ﴾ والمنكر

: cالعشق ، فمنه cأم دواءوء والفحشاء إنه من عبادنا ﴿ كذلك لنصرف عنه الس

. ﴾ المخلصينة ، وسؤالc المولى.1 الانطراحc على عتبات العبودي

فاء والعافية . الش ويحفظوا فروجهم ﴿وغض البصر وحفظc الفرج .2

. ﴾ والذين هم لفروجهم حافظون ﴿ ، ﴾ وهجرc ديار من تعلق به القلبc ، وتركc بيته وموطنه.3

وذكره . إنهم كانوا ﴿والاشتغالc بالأعمال الصالحة : .4

يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا﴾ .

رعي .5 واجc الش فانكحوا ما طاب لكم من ﴿والز ومن آياته أن خلق لكم من ﴿ ، ﴾ النساء

)) يا معشر ﴾ ، أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها الشباب ، من استطاع منكم الباءة

. فليتزوج ((****************************************

ة حقوق الأخوcناديه بأحب الأسماء إليه . cسعدc أخاك المسلم أن ت مما ي

cناديه cكنيه حين أ أcكرمهc لأ

cوءة cهc والس cلقب ولا أcاللقب )) ولو أن تلقى أخاكوأن تهش وتبش في وجهه

مك في وجه أخيك صدقة (( .بوجه طلق (( ، )) تبسم وأن تشجعهc على الحديث معك – أي تترك له فرصة ليتكل عن نفسه وعن أخباره – وتأل عن أموره العامة والخاصة ،

)) من لمالتي لا حرج في السؤال عنها ، وأن تهتم بأموره

Page 224: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن224

والمؤمنون ﴿ ، يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ((. ﴾ والمؤمنات بعضهم أولياء بعض

ومنها : أن لا تلومه ولا تعذله على شيء مضى وانتهى ، )) لا تمار أخاك ولا تمازحه ، ولاولا تحرجه بالمزاح :

. تعده موعدا فتخلفه ((*************************************

» أسرار في الذنوب .. ولكن لا تذنب !»

ذكر بعضc أهل العلم : أن الذنب كالختم على العبد ،cجب ، وكثرةcظهر الع cومن أسرارها بعد التوبة : قصم

وجهc والانكسارc والندامة ، الاستغفار والتوبةc والإنابةc والتة مcقابلة القضاء سليمc بعبودي ووقوع القضاء والقدر ، والت

والقدر . ومنها : تحققc أسماء الله الحسنى وصفاته العcلى مثل :

واب . الرحيم والغفور والت*************************************

اطلب الرزق ولا تحرص

سبحان الخالق الرازق ، أعطى الدودة رزقها في الطين ، والسمكة في الماء ، والطائر في الهواء ، والنملة في

ة بين الصخور الصماء . الظلماء ، والحيةc عمياء ذكر ابنc الجوزي لطيفة من اللطائف : أن حي

كانت في رأس نخلة ، فكان يأتيها عصفور بلحم في فمه ، فإذا اقترب منها ورور وصفر ، فتفتحc فاها ، فيضعc اللحم فيه

﴿سبحان من سخر هذا لهذه ولا طائر يطير بجناحيه إلا . ﴾ أمم أمثالكم

وإذا ترى الثعبان cمه cس cثcينف

فاسألهc من ذابالسموم حشاكا cكيف تعيش cواسأله

يا ثعبانc أو c م يملأ تحيا وهذا الس

فاكا

Page 225: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن225

كانت مريمc عليها السلامc يأتيها رزقcها في المحراب يا مريم أنى لك هـذا قالت ﴿صباح مساء ، فقيل لها :

هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب﴾ .

ولا تقتلوا أولادكم من ﴿لا تحزن فرزقcك مضمون ةc أن رازق ﴾ إملاق نحن نرزقكم وإياهم . لتعلم البشري

الوالد ، هو الذي لم يلد ولم يولد . ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم ﴿

إن صاحب الخزائن الكبرى جل في علاهc قد تكفل ﴾ وإياكمبالرزق ، فبم القلقc والزعيمc بذلك اللهc ؟!

زق واعبدوه واشكروا له ﴿ ﴾ فابتغوا عند الله الر .

. ﴾ والذي هو يطعمني ويسقين ﴿*****************************************

وقفـــةcنها في تفريغ القلب وتقويته ، وشرحه » أما الصلاةc فشأ

وح صالc القلب والر ، وابتهاجه ولذته ، أكبر شأن ، وفيها اتنعم بذكره ، والابتهاج بمcناجاته ، والوقوف بالله ، وقcربه والت

ته ، بين يديه ، واستعمال جميع البدن وقcواهc وآلاته في عبوديق بالخلق عل وإعطاء كل عضو حظه منها ، واشتغاله عن الت ومcلابستهم ومcحاورتهم ، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلىه وفاطره ، وراحته من عدوه حالة الصلاة ما صارت به رب

cلائمc إلا القلوب من أكبر الأدوية والمفرحات والأغذية التي لا ت cناسبها إلا الصحيحة . وأما القلوبc العليلةc فهي كالأبدان ، لا ت

» cالفاضلة cالأغذية . » فالصلاةc من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا

والآخرة ، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ، وهي منهاة عن الإثم ، ودافعة لأدواء القلوب ، ومطردة للداء عن الجسد ،

طة للجوارح ضة للوجه ، ومنش ومcنورة للقلب ، ومcبي

Page 226: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن226

والنفس ، وجالبة للرزق ، ودافعة للظلم ، وناصرة للمظلوم ، وقامعة لأخلاط الشهوات ، وحافظة للنعمة ،

. ودافعة للنقمة ، ومcنزلة للرحمة ، وكاشفة للغمة «*************************************

شريعة سمحةواب حc العبد المسلم ، ما في الشريعة من الث cفر مما ي

الجزيل والعطاء الضخم ، يتجلى ذلك في المكفرات العشر ،ه من الذنوب . والحسنات الماحية ، cكالتوحيد وما يكفر كالصلاة ، والجمعة إلى الجمعة ، والعمرة إلى العمرة ، والحج ، والصوم ، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة . وما

هناك من مcضاعفة الأعمال الصالحة ، كالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة . ومنها التوبةc تجcب

ما قبلها من الذنوب والخطايا . ومنها المصائبc المكفرةc فلا يصيبc المؤمن من أذى إلا كفر اللهc به من خطاياهc . ومنها

cه من cصيب دعواتc المسلمين لهc بظهر الغيب . ومنها ما ي الكرب وقت الموت . ومنها شفاعةc المسلمين له وقت

د الخلق ، ورحمةc أرحمالصلاة عليه . ومنها شفاعةc سي ﴿الراحمين تبارك وتعالى وإن تعدوا نعمة الله لا

. ﴾ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ﴿، ﴾ تحصوها*****************************************

﴾ لا تخف إنك أنت الأعلى ﴿ات : أوجس موسى في نفسه خيفة ثلاث مر

﴿ عندما دخل ديوان الطاغية فرعون ، فقال : الأولى : ، قال اللهc : ﴾ إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى

.﴾ قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ﴿ وحقيق بالمؤمن أن تكون في ذاكرته وفي خلده : لا

تخف ، إنني أسمعc وأرى .

Page 227: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن227

هم ، فأوجس فيوالثانية : عندما ألقى السحرةc عصينفسه خيفة موسى .

﴾ .لا تخف إنك أنت الأعلى﴿فقال الله تعالى : لما أتبعهc فرعون بجنوده ، فقال له اللهc :الثالثة :

كلا إن معي ربي﴿وقال موسى: ﴾ اضرب بعصاك﴿. ﴾ سيهدين

************************************* إياك وأربعا

cورثc ضنك المعيشة وكدر الخاطر وضيق الصدر : أربع تضاالأولى : سخطc من قضاء الله وقدره ، وعدمc الر الت

به . قل هو من﴿ الوقوعc في المعاصي بلا توبة الثانية :

. ﴾فبما كسبت أيديكم ﴿، ﴾ عند أنفسكم الحقدc على الناس ، وحcب الانتقام منهم ،الثالثة :

أم يحسدون﴿وحسدcهم على ما آتاهcمc اللهc من فضله ﴾ ، )) لا راحةالناس على ما آتاهم الله من فضله

لحسود (( . ومن أعرض عن﴿ الإعراضc عن ذكر الله الرابعة :

.﴾ذكري فإن له معيشة ضنكا ******************************************

اسكن إلى ربكه سبحانه وتعالى . راحةc العبد في سكونه إلى رب

وقد ذكر اللهc السكينة في مواطن من كتابه عز من أنزل الله سكينته على رسوله وعلى ﴿قائل ، فقال :

كينة عليهم ﴿، ﴾ المؤمنين ثم أنزل ﴿ ، ﴾فأنزل الس

Page 228: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن228

﴿ ، الله سكينته على رسوله فأنزل الله سكينته ﴾.﴾ عليه

ب ، أو رسوخc الجنان والسكينةc هي ثباتc القلب إلى الرلا على القادر . cونc الخاطر توك ك cثقة بالرحمن ، أو س ها cها ، واستئناسc والسكينةc هدوءc لواعج النفس وسكون

cتها ، وهي حالة من الأمن ، يحظى بها أهل cودcها وعدمc تفل ك cور cنقذcهcم من مزالق الحيرة والاضطراب ، ومهاوي الإيمان ، ت

ه ، وذكره سخط ، وهي بحسب ولاية العبد لرب ك والت الشباع رسوله كره لمولاهc ، واستقامته على أمره ، وات cوش، ه لخالقه ، وثقته في مالك أمره ، وتمسكه بهديه ، وحب

والإعراض عم سواهc ، وهجر ما عداهc، لا يدعو إلا الله، ولا cإلا أياه cيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت﴿ يعبد

. ﴾ في الحياة الدنيا وفي الآخرة *****************************************

كلمتان عظيمتانقال الإمامc أحمد : كلمتان نفعني اللهc بهما في المحنة

cبس في شرب الخمر ، فقال : يا أحمدcل حcالأولى : لرج ة ، وأنا جcلدcتc في الخمر ن cجلدc في الس ، اثبت ، فإنك ت

. cإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون ﴿مرارا ، وقد صبرت ﴿ ، ﴾ كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون

نك الذين لا فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخف . ﴾ يوقنون

الثانيةc : لأعرابي قال للإمام أحمد – والإمامc أحمدc قدد بالسلاسل : يا أحمدc ، اصبر ، cخذ إلى الحبس ، وهو مقي أ

cقتل من هنا ، وتدخcلc الجنة من هنا . ما ت رهم ﴿فإن يبشنه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم ربهم برحمة م

قيم . ﴾ م*******************************************

من فوائد المصائب

Page 229: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن229

استخرجc مكنون عبودية الدعاء ، قال أحدcهم : سبحانوا في الأثر : أن الله ابتلى cمن استخرج الدعاء بالبلاء . وذكر عبدا صالحا من عباده ، وقال لملائكته : لأسمع صوتهc . يعني

: بالدعاء والإلحاح . ها ؛ لأن الله يقول : ومنها : ﴿ كسرc جماح النفس وغي

آه استغنى6كلا إن الإنسان ليطغى} . ﴾ { أن رهم ودعاؤcهم للمصاب ، فإنومنها : عطفc الناس وحب

cلي . cصيب ومن ابت الناس يتضامنون ويتعاطفون مع من أ صرفc ما هو أعظمc من تلك المصيبة ، فغنهاومنها :

صغيرة بالنسبة لأكبر منها ، ثم هي كفارة للذنوب والخطايا ، وأجر عند الله ومثوبة . فإذا علم العبدc أن هذه ثمارc المصيبة

﴿ إنما يوفىأنس بها وارتاح ، ولم ينزعج ويقنط ابرون أجرهم بغير حساب .﴾الص

************************************العلم هدى وشفاء :

ذكر ابنc حزم في ) مcداواة النفوس ( أن من فوائد فس ، وطرد الهموم والغموم العلم : نفي الوسواس عن الن

والأحزان . وهذا كلام صحيح خاصة لمن أحب العلم وشغف به

ه . cه وأثرcوعمل به وظهر عليه نفع ، cوزاولهع وقته ، فوقت للحفظ فعلى طالب العلم أن يوز

والتكرار والإعادة ، ووقت للمطالعة العامة ، ووقتر . رتيب ، ووقت للتأمل والتدب للاستنباط ، ووقت للجمع والت

cن رجcلا رجلcه في فكرى الث

وهامةc همته فيا ري *******************************************الث

عسى أن يكون خيرا للسيوطي كتاب بعنوان ) الأرجc في الفرج ( : ذكر من

cفيدcنا أن المحاب كثيرة في كلام أهل العلم ما مجموعcه ي

Page 230: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن230

cسفرc عن عجائب وعن رغائب لا المكاره ، وأن المصائب تفها وانجلائها . cها العبدc ، إلا بعد تكش cدرك ي

ك ما يدري cلعمر قي الفتى كيف يت

نوائب هذا الدهر أمcكيف يحذر يرى الشيء مما

قى فيخافcه cت ي وما لا يرى مما يقي

cأكبر cالله******************************************السعادة موهبة ربانية

ليس عجبا أن يكون هناك نفر من الناس يجلسون على الأرصفة ، وهم عcمال لا يجدc احدcهم إلا ما يكفي يومه

هم منشرحة cوليلته ، ومع ذلك يبتسمون للحياة ، صدور هم ة ، وما ذلك إلا لأن cهم مطمئن وأجسامcهم قوية ، وقلوب

ر الماضي عرفوا أن الحياة إنما هي اليومc ، ولم يشتغلوا بتذكولا بالمستقبل وإنما أفنوا أعمارهم في أعمالهم .

cبالي إذا نفسي وما أتطاوعcني

جاة بمن قد على الن وقارن بين هؤلاء وبين أناس يسكنون القصور والدورعاش أو هلكا

هم بقcوا في فراغ وهواجس ووساوس ، الفاخرة ، ولكنفشتتهcمc الهم ، وذهب بهم كل مذهب .

لحا اللهc ذي الدنيامcناخا لراكب

cل بعيد الهم فيها فكcعذبcم********************************************

*الذكر الجميل عمر طويل

من سعادة العبد المسلم أن يكون لهc عمر ثان ، وهو الذكرc الحسنc ، وعجبا لمن وجد الذكر الحسن رخيصا ، ولم

يشتره بماله وجاهه وسعيه وعمله .ه وقد سبق معنا أن إبراهيم عليه السلامc طلب من رب

ناءc الحسنc ، والدعاءc له . لسان صدق في الآخرين ، وهو : الثدوا ثناء حسنا في العالم بحcسن cناس خل وعجبتc لأ

صنيعهم وبكرمهم وبذلهم ، حتى إن عcمر سأل أبناء هرم بن

Page 231: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن231

cموهc ؟ قالوا : مدحنا سنان : ماذا أعطاكم زهير ، وماذا أعطيت، cذهب والله ما أعطيتموه : cمالا . قال عمر cوأعطيناه ،

وبقي ما أعطاكم . الثناءc والمديحc بقي لهم أبد الدهر .يعني :

ا أن ة طcر أولى البريcواسيهc ت

عند السرور الذيواساك في الحزن إن الكرام إذا ما

وا cوا ذكرc cرسل أ من كان يألفcهم في

******************************************المنزل الخشنأمهات المراثي

هناك ثلاثc قصائد خلدت من قيلت فيهم : ة الوزيرc الشهيرc ، قتلهc عضcدc الدولة ، فرثاهc أبو ابنc بقي

الحسن الأنباري بقصيدته الرائعة العامرة ، ومنها :cو في الحياة وفي عcل

الممات لحق تلك إحدى

المcعجزات كأن الناس حولكحين قاموا

وفودc نداك أيامالصلات ك واقف فيهم كأن

خطيبا وهم وقفcوا قياما

للصلاة مددت يديكنحوهمcو اختفاء

كمدهما إليهمبالهبات cولما ضاق بطن

الأرض عن أن cواروا فيه تلك ي

مات cالمكر أصاروا الجو قبركواستعاضوا

عليك اليوم صوتالنائحات cربة فأقولc وما لك ت

cسقى تcصب هطل ك ن لأن

الهاطلات ة الرحمن عليك تحيتترى

بتبريك الفؤادالرائحات لعظمك في

cرعى فcوس تباتc ت الن بحcراس وحcفاظ

ثقات cحولك النيران cوقدc وتليلا

cنت أيام كذلك ك ما أجمل العبارات ، وما أجمل الأبيات ، وما أنبل هذهالحياة

cل ، وما أضخم هذه المعاني . الله ما أجملها من المcثأوسمة ، وما أحسنها من تيجان !!

لما سمع هذه الأبيات عضدc الدولة الذي قتلهc ، دمعتعيناه وقال : وددتc والله أنني قcتلتc وصcلبت ، وقيلت في .

Page 232: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن232

cحميد الطوسي في سبيل الله ، فيقول cبن cمحمد cقتلc ويأبو تمام يرثيه :

cكذا فليجل الخطب cوليفدح الأمر

فليس لعين لم يفضcذرcماؤها ع cوفيت الآمالc بعد ت

محمدغل عن cوأصبح في ش

cالسفر السفر ترد ثياب الموت حcمرافما دجى

لها الليلc إلا وهي منcضرcس خcند cإلى آخر ما قال في تلك القصيدة الماتعة ، فسمعهاس

. cوقال : ما مات من قيلت فيه هذه الأبيات ، cالمعتصم ورأيتc كريما آخر في سلالة قcتيبة بن مسلم القائد

الشهير ، هذا الكريمc بذل ماله وجاههc ، وواسى المنكوبين ، ووقف مع المصابين وأعطى المساكين ، وأطعم الجائعين ،

وكان ملاذا للخائفين ، فلما مات ، قال أحدc الشعراء : مضى ابنc سعيد حين لم

يبق مشرق لهc فيه ولا مغرب غلا

cمادح وما كنتc أدري مافواضلc كفه

cبته على الناس حتى غيcالصفائح وأصبح في لحد من

ق الأرض ضيcوكانت به حيا تضيق

cالصحاصح سأبكيك ما فاضتدموعي فإن تفض

cك مني ما تجن فحسبcالجوابح زء وإن جل cفما أنا من ر

جازع ولا بسرور بعد موتك

cفارح cمت حي سواك كأن لم يولم تقcم

على أحد إلا عليكcوائح الن لئن عظcمت فيك

ها cالمراثي وذكرcلقد عظمت من قبل

cتاريخ الخصيب أمير مصر، ويسجلفيك المدائح cوهذا أبو نواس يكتب : cفي دفتر الزمان اسمه فيقول

ر أرض cإذا لم تز cنا الخصيب ركاب

cفأي بلاد بعدهن تزور فما جازهc جود ولا

حل دونه cالجود cولكن يسير

cيسير cحيث فتى يشتري حcسنناء بماله الث

ويعلمc أن الدائراتcمن حياة الخصيب ، ولا من أيامه إلاتدور cالناس cرc ثم لا يذك

هذه الأبيات .********************************************

*

Page 233: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن233

وقفــــــة ))اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا

وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ،تنا ما أحييتنا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقو

واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في

ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، .ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا ((

قال علي بنc مقلة : إذا اشتملت على

cاليأس القلوبcوضاق لما به الصدر

cحيب الر cوأوطنت المكاره ت واطمأن

وأرست في أماكنهاcالخطوب ولم تر لانكشاف

وجها الضر ولا أغنى بحيلته

cالأريب cوطك أتاك على قcنمنهc غوث

cن به القريبcيم cستجيبcالم cل الحادثات وإن وك

تناهت فموصول بها فرج

cقريب****************************************رب لا يظلم ولا يهضم

ألا يحق لك أن تسعد ، وأن تهدأ وأن تسكن إلى موعود

الله ، إذا علمت أن في السماء ربا عادلا ، وحكما مcنصفا ،ة . أدخل امرأةc الجنة في كلب ، وأدخل امرأة النار في هر

فتلك امرأة بغي من بني إسرائيل ، سقت كلبا على ظمأ ، فغفر اللهc لها وأدخلها الجنة ، لما قام في قلبها من

إخلاص العمل لله . وهذه حبست قطة في غcرفة ، لا هي أطعمتها ، ولا

cمن خشاش الأرض ، فأدخلها الله cسقتها ، ولا تركتها تأكل النار .

Page 234: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن234

cثلجc صدرك بحيثc تعلمc أنه سبحانه وتعالى فهذا ينفعcك ويcكافئc cثيبc على العمل الصغير ، وي يجزي على القليل ، وي

عبدهc على الحقير . )) أربعون خصلة ، أعلاهاوعند البخاري مرفوعا :

منحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ﴿ موعودها وتصديق ثوابها إلا أدخله الله الجنة ((

ة خيرا يره} { ومن يعمل7فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره إن الحسنات يذهبن ﴿ ، ﴾ مثقال ذر

ـيئات . ﴾ السج عن مكروب ، وأعط محروما ، وانصر مظلوما ، فرع جنازة ، وأطعم جائعا ، واسق ظامئا ، وعcد مريضا ، وشي

cعمى ، وأرشد تائها ، وأكرم ضيفا ، وبر وواس مصابا ، وقcد أ جارا ، واحترم كبيرا ، وارحم صغيرا ، وابذcل طعامك ،

cف أذاك ، فإنه صدقة وتصدق بدرهمك ، وأحسن لفظك ، وكلك .

إن هذه المعاني الجميلة ، والصفات السامية ، من أعظم ما يجلبc السعادة ، وانشراح الصدر ، وطرد الهم

والغم والقلق والحزن . cق الجميل ، لو كان رجلا لكان حسن ل cلله در الخ ب الرائحة حسن الذكر ، باسم الوجه . الشارة ، طي

********************************************اكتب تأريخك بنفسك

كنتc جالسا في الحرم في شدة الحر ، قبل صلاةcباشرc على الظهر بساعة ، فقام رجل شيخ كبير ، وأخذ ي

cسرى cمنى كوبا ، وفي الي الناس بالماء البارد ، فيأخذc بيده الي كوبا ، ويسقيهمc من ماء زمزم ، فكلما شرب شارب ، عاد

cب فأسقى جارهc ، حتى أسقى فئاما من الناس ، وعرقcه يتصب ، والناسc جلوس كل ينتظرc دوره ليشرب من يد هذه الشيخه للخير ، ومن الكبير ، فعجبتc من جلده ومن صبره ومن حب

Page 235: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن235

مc ، وعلمتc أن الخير إعطائه هذا الماء للناس وهو يتبسه اللهc عليه ، وأن فعل الجميل سهل يسير على من يسر

على من سهلهc اللهc عليه ، وأن لله ادخارات من الإحسان ،cجري الفضائل ولو يمنحcها من يشاءc من عباده ، وأن اللهc ي

ون الخير لعباد الله ، ين ، يحب كانت قليلة على يد أناس خيرر لهم . ويكرهون الش

أبو بكر يعرضc نفسه للخطر في الهجرة ، حماية .للرسول

وحاتمc ينامc جائعا ، ليشبع ضيوفه . وأبو عبيدة يسهرc على راحة جيش المسلمين .

وعمرc يطوفc المدينة والناسc نيام .cطعم الناس . مادة ، لي ويتلوى من الجوع عام الر

cحcد ، ليقي رسول الله وأبو طلحة يتلقى السهام في أ.

cباشرc على الناس بالطعام وهو صائم . وابنc المبارك ي ذهبوا يرون الذكر

عمرا ثانيا ومضوا يعدون الثناء

خلودا ﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما . ﴾ وأسيرا

********************************************أنصت لكلام الله

ك ، تلاوة مcمتعة هدئ أعصابك بالإنصات إلى كتاب ربرة من كتاب الله ، تسمعcها من قارئ مجود حسن حسنة مؤث

cضفي على الصوت ، تصلcك على رضوان الله عز وجل ، وتنفسك السكينة ، وعلى قلبك يقينا وبردا وسلاما .

رc يحب أن يسمع القرآن من غيره ، وكان كان يتأث إذا سمع القرآن من سواهc ، وكان يطلcبc من أصحابه أن

cهو ، فيستأنس cنزل عليه القرآنc يقرؤوا عليه ، وقد أ . cويرتاح cويخشع

Page 236: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن236

إن لك فيه أسوة أن يكون لك دقائقc ، أو وقت من اليوم أو الليل ، تفتحc فيه المذياع أو مسجلا ، لتستمع إلى

cك ، وهو يتلو كلام الله عز وجل . القارئ الذي يعجب إن ضجة الحياة وبلبلة الناس ، وتشويش الآخرين ،

كفيل بإزعاجك ، وهد قcواك ، وبتشتيت خاطرك . وليس لكك وفي ذكر مولاك : في كتاب رب سكينة ولا طمأنينة ، إلا

الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر﴿. ﴾ الله تطمئن القلوب

cيأمر، ابن مسعود ، فيقرأ عليه من سورة النساء )) حسبك حتى تنهمر دموعcه على خده ، ويقول : cفيبكي

. الآن ((c في المسجد ، ويمر بأبي موسى الأشعري ، وهو يقرأ

cنصتc لهc ، فيقولc له في الصباح : )) لو رأيتني البارحةفي ، قال أبو موسى : لو أعلمc ياوأنا أستمع لقراءتك ((

cهc لك تحبيرا . رت رسول الله أنك تستمعc لي ، لحبcنصت إليها من وراءعند ابن أبي حاتم يمر بعجوز ، في

c ، تعيدcها ﴾ هل أتاك حديث الغاشية ﴿بابها ، وهي تقرأ : cها ، فيقول cر . )) نعم أتاني ، نعم أتاني ((وتكر

إن للاستماع حلاوة ، وللإنصات طلاوة . cتاب اللامعين المسلمين سافر إلى أوربا ، فأبحر أحدc الك

ة في سفينة ، وركبتc معه امرأة من يوغسلافيا ، شيوعيت من ظcلم ومن قهر تيتو ، فأدركته صلاةc الجمعة مع فر زملائه ، فقام فخطبهم ، ثم صلى بهم وقرأ سورة الأعلى

cنصتc إلى والغاشية ، وكانت المرأةc لا تجيدc العربية ، كانت تغمة ، وبعد الصلاة سألت هذا الكلام وإلى الجرس وإلى الن

الكاتب عن هذه الآيات ؟ فأخبرها أنها من كلام الله عز وجل ، فبقيت مدهوشة مذهولة ، قال : ولم تمكني لغتي لأدعcوها

قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ﴿إلى الإسلام : أن يأتوا بمثل هـذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان

. ﴾ بعضهم لبعض ظهيرا

Page 237: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن237

إن للقرآن سلطانا على القلوب ، وهيبة على الأرواح ،رة فاعلة على النفوس. وقوة مؤث

عجبتc لأناس من السلف الأخبار ، ومن المتقدمين الأبرار، انهدوا أمام تأثير القرآن ،وأمام إيقاعاته الهائلة

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ﴿الصادقة النافذة : ن خشية الله تصدعا م . ﴾ لرأيته خاشعا م

فذاك علي بنc الفcضيل بن عياض يموتc لما سمع أباه : c سئولون} ﴿يقرأ { ما لكم لا24وقفوهم إنهم م

. ﴾ تناصرون وعمرc رضي اللهc عنه وأرضاهc من سماعه لآية ، ويبقىcعادc المريضc ، كما ذكر ذلك cعادc ، كما ي مريضا شهرا كاملا ي

ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت ﴿ابنc كثير . . ﴾ به الأرض أو كلم به الموتى

: c ﴿وعبدcالله بنc وهب ، مر يوم الجمعة فسمع غلاما يقرأون في النار... cقل إلى ﴾ وإذ يتحاج cغمي عليه ، ون فأ

بيته ، وبقي ثلاثة أيام مريضا ، ومات في اليوم الرابع . ذكرهالذهبي .

cوأخبرني عالم أنه صلى في المدينة ، فقرأ القارئ بسورة الواقعة ، قال : فأصابني من الذهول ومن الوجل ما

كc بغير إرادة مني ، مع بكاء ، جعلني اهتز مكاني ، وأتحر. ﴾ فبأي حديث بعده يؤمنون ﴿ودمع غزير .

ولكن ما علاقةc هذا الحديث بموضوعنا عن السعادة ؟! ه الإنسانc في الأربع والعشرين cإن التشويش الذي يعيش

cصيبه cقلقه ، وأن ي cفقده وعيهc ، وأن ي ساعة كفيل أن ير كلام المولى ، بالإحباط ، فإذا رجع وأنصت وسمع وتدب

شدcه ، وعادت cبصوت حسن من قارئ خاشع ، ثاب إليه ر cحذرك ت بلابلهc ، وسكنت لواعجcه . إنني أ إليه نفسهc ، وقر

cنسهم cوا الموسيقى أسباب أ بهذا الكلام عن قوم جعلcبا ، وتبجح كثير cت cوا في ذلك ك وسعادتهم وارتياحهم ، وكتب

cنصت إلى منهم بأن أجمل الأوقات وأفضل الساعات يوم ي

Page 238: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن238

cوا عن السعادة اب الغربيين الذين كتب cت الموسيقى ، بل إن الك وما ﴿وطرد القلق يجعلون من عوامل السعادة الموسيقى .

مكاء وتصدية ﴿ ، ﴾ كان صلاتهم عند البيت إلا سامرا . ﴾ تهجرون

م ، وعندنا الخيرc الذي إن هذا بديل آثم ، واستماع محراشدc الحكيمc ، الذينزل على محمد ، والصدقc والتوجيهc الر

لا يأتيه الباطل من بين ﴿تضمنه كتاب الله عز وجل : ن حكيم حميد . ﴾ يديه ولا من خلفه تنزيل م

﴿فسماعنا للقرآن سماع إيماني شرعي محمدي سني ا عرفوا من الحق ﴾ ترى أعينهم تفيض من الدمع مم

، وسماعcهم للموسيقى سماع لاه عابث ، لا يقومc به إلا ومن الناس من ﴿الجهلةc والحمقى والسفهاءc من الناس

. ﴾ يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله*****************************************

كل يبحث عن السعادة ولكن للعالم الإسكافي كتاب بعنوان ) لcطفc التدبير ( وهوب ، مؤدى الكلام فيه كتاب جم الفائدة ، أخاذ جذاب جلا

cوالمكر cيادة ، فإذا الاحتيال البحثc عن السيادة والسعادة والر والدهاءc ، وضرب من السياسة ، وأفانينc من الالتواء ، فعلها

كثير من الملوك والرؤساء ، والأدباء والشعراء ، وبعض العلماء ، كلهم يريدc أن يهدأ وأن يرتاح ، وأن يحصل على

مطلوبه ، حتى إنهc من عناوين هذا الكتاب : في لطف التدبير ، تسكيرc شغب ، وإصلاحc نفار أو ذات بين ، ماذا يفعلc المنهزمc في مكائد الأعداء ، مcكايدةc صغير

لكبير ، في دفع مكروه بقول ، في دفع مكروه بمكروه ، في دفع مكروه بلcطف ، في لcطف التدبير في دفع مكروه ، في مcداراة سلطان ، في الانتقام من سالب مcلك ، في الخلاص

cه في إظهار أمر لإخفاء من نقمة في الفتك والاحتراز منغيره . إلى آخر تلك الأبواب .

Page 239: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن239

هم يبحثون عن السعادة ووجدتc أن الجميع كل والاطمئنان ، ولكن قليل منهم من اهتدى إلى ذلك ووcفق

لنيلها . وخرجتc من الكتاب بثلاث فوائد : أن من لم يجعل الله نصب عينيه ، عادتالأولى :

cه نكبات ﴿فوائدcه خسائر وأفراحcه أتراحا ، وخيراتن حيث لا يعلمون . ﴾ سنستدرجهم م

أن الطرق الملتوية الصعبة التي يسعى إليهاالثانية : كثير من الناس في غير الشريعة ، لنيل السعادة ، يجدونها –

ق أسهل وأقرب – في طريق الشرع المحمدي ، cرcولو ﴿بط أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد

فينالون خير الدنيا وخير الآخرة . ﴾ تثبيتاcناسا ذهبت عليهم دنياهم وأخراهم ، وهمالثالثة : أن أ

وا cنعا ، وينالون سعادة ، فما ظفرcحسنون صc ون أنهم ي يظcن بهذه ولا بتلك ، والسببc إعراضcهم عن الطريق الصحيح الذي

لهc ، وأنزل به كتبه ، وهي طلبc الحق ، cس cبه ر cبعث الله تمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل ﴿وقولc الصدق ،

. ﴾ لكلماته كان أحدc الوزراء في لهوه وطربه ، فأصابه غم كاتم ،

وهم جاثم فصرخ :cباعc ألا موت ي

فأشتريه فهذا العيشc ما لا

خير فيه إذا أبصرتc قبرا منبعيد

وددتc لو أنني ممايليه cألا رحم المهيمن

نفس حcر تصدق بالوفاة على

**************************************أخيه وقفــــة

فاهية خاء : أي في حال الر cكثر الدعاء في الر » فلي والأمن والعافية ؛ لأن من سمة المؤمن الشاكر الحازم ، أن

يريش الشهم قبل الرمي ، ويلتجئ إلى الله قبل الاضطرار ،قي والمؤمن الغبي وإذا مس الإنسان ﴿بخلاف الكافر الش

Page 240: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن240

نه نسي له نعمة م ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خو. ﴾ ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا

دائد ن على من يريدc النجاة من ورطات الش فتعيوجه إلى حضرة والغcموم ، أن لا يفعل بقلبه ولسانه عن الت

ناء عليه ، إذ الحق – تقدس – بالحمد والابتهال إليه والث المراد بالدعاء في الرخاء – كما قاله الإمام الحليمي – دعاءكر والاعتراف بالمنن ، وسؤال التوفيق والمعونة الثناء والش

قصير ، فإن العبد – وإن أييد . والاستغفار لعوارض الت والتcوف ما عليه من حقوق الله بتمامها ، ومن غفل جهد – لم يته وفراغه وأمنه ، فقد cلاحظه في زمن صح عن ذلك ، ولم ي

cه تعالى : فإذا ركبوا في الفلك دعوا ﴿صدق عليه قولاهم إلى البر إذا هم ا نج الله مخلصين له الدين فلم

. « ﴾ يشركون**************************************

نعيم وجحيم نشرت الصحفc العالميةc خبرا عن انتحار رئيس وزراء

فرنسا في حcكم الرئيس ميتران ، والسببc في ذلك أن بعض ت عليه غارة من النقد والشتم الصحف الفرنسية شنجريح ، فلم يجد هذا المسكينc إيمانا ولا سكينة ولا والت

استقرارا يعودc إليه ، ولم يجد من يركنc إليه ، فبادر فأزهقوحه . cر

إن هذا الرجل المسكين الذي أقدم على الانتحار لملة في قوله سبحانه : ة المتمث باني ولا تك ﴿يهتد بالهداية الر

ا يمكرون م لن ﴿ وقوله سبحانه : ﴾ في ضيق م أذى وكم إلا واصبر على ما يقولون ﴿ ، وقوله : ﴾ يضر

، لأن الرجل فقد مفتاح ﴾ واهجرهم هجرا جميلاشاد : داد وسبيل الر من يضلل الله ﴿الهداية ، وطريق الس

. ﴾ فلا هادي له

Page 241: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن241

إن من وصايا الآخرين لكل مcثقل بالهم والحزن ، أن يأمروه بالجلوس على ضفاف النهر ، ويستمتع بالموسيقى ،

رد ، ويتزلج على الثلج . ويلعب النة الحقة : جلسة لكن وصايا أهل الإسلام ، وأهل العبودي

ة ، وهتاف بين الأذان والإقامة في روضة من رياض الجن بذكر الواحد الأحد ، وتسليم بالقضاء والقدر ، ورضا بما قسم

ل على الله جل وعلا . اللهc ، وتؤك************************************

﴾ ألم نشرح لك صدرك ﴿ فتحققت فيه هذهنزل هذا الكلامc على رسول الله

الكلمةc ، فكان سهل الخاطر ، منشرح الصدر ، متفائلا ،را في أموره ، قريبا من اش الفؤاد ، حي العاطفة ، ميس جي

القلوب ، بسيطا في عظمة ، دانيا من الناس في هيبة ،c في سمو ، مألوفا للحاضر متبسما في وقار ، متحببا

ا ، مشرق الطلعة ، غزير cق ، طلق المcحي ل cوالبادي ، جم الخ الحياء ، يهش للدعابة ، ويبش للقادم ، مسرورا بعطاء الله ،ة ، لا يعتريه اليأسc ، ولا يعرفc الإحباط ، باني c بالهبات الر جذلا

cه الفألc cعجب خذيل ، ولا يعترفc بالقنوط ، وي ولا يخلدc إلى التكلف فيهcق والت شدق ، والت عمق والت الحسنc ، ويكرهc الت

cمة ، نطع ؛ لأنهc صاحبc رسالة ، وحاملc مبدأ ، وقدوةc أ والتمc شعوب ، ورب أسرة ، ورجcلc مجتمع ، cسوةc أجيال ، ومعل وأ

cل ، ومجمعc فضائل ، وبحرc عطايا ، ومشرقc نور . وكنز مcثcسرى ، ، وإنه بإيجاز ويضع﴿إنه باختصار : ميسر للي أو بعبارة ﴾عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم

﴿ وكفى !! ﴾ رحمة للعالمين ﴿أخرى : را شاهدا ومبشنيرا45ونذيرا} .﴾ { وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا م

cالرسالة الميسرة السهلة : تنطع cعارضc إن مما يcأهل المنطق عبيد الدنيا ، وانحراف cقcالخوارج ، وتزند

﴿مرتزقة الأفكار فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا

Page 242: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن242

فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلىستقيم . ﴾ صراط م

******************************************مفهوم الحياة الطيبة

يقولc أحدc أذكياء الإنكليز : بإمكانك وأنت في السجنcخرج cفcق ، وأن ت من وراء القضبان الحديدية أن تنظcر إلى الأمها وتبتسم ، وأنت مكانك ، وبإمكانك cزهرة من جيبك فتش

وأنت في القصر على الديباج والحرير ، أن تحتد وأن تغضبوأن تثور ساخطا من بيتك وأسرتك وأموالك .

ها إذن السعادةc ليست في الزمان ولا في المكان ، ولكنان ، وفي القلب . والقلبc محل في الإيمان ، وفي طاعة الدي

، cفيه ، انبعثت السعادة cب ، فإذا استقر اليقين نظر الر فأضفت على الروح وعلى النفس انشراحا وارتياحا ، ثم

فاضت على الآخرين ، فصارت على الظراب وبطون الأوديةومنابت الشجر .

cه أبيض مرقعا ، أحمدc بنc حنبل عاش سعيدا ، وكان ثوبcنها ، ولا يجدc يخيطcه بيده ، وعندهc ثلاثc غcرف من طين يسك

بز مع الزيت ، وبقي حذاؤه – كما قال cإلا كسر الخ cها ، ويأكلcسبع عشرة سنة يرقعها ويخيط – cالمترجمون عنه ة ويصومc غالب الأيام ، يذرعc الدنيا ذهابا اللحم في شهر مر

وإيابا في طلب الحديث ، ومع ذلك وجد الراحة والهدوء والسكينة والاطمئنان ؛ لأنهc ثابتc القدم ، مرفوعc الهامة ،

عارف بمصيره ، طالب لثواب ، ساع لأجر ، عامل لآخرة ،ة . راغب في جن

cفي عهده – الذين حكموا الدنيا – المأمون cوكان الخلفاء cوالدور cعندهم القصور cوالمتوكل ، cوالمعتصم ، cوالواثق ،

cوالأوسمة cوالأعلام ، cوالجنود cوالبنود cوالفضة cوالذهب وا cومعهم ما يشتهون ، ومع ذلك عاش ، cوالعقارات cوالشارات في كدر ، وقضوا حياتهم في هم وغم ، وفي قلاقل وحروب

Page 243: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن243

وثورات وشغب وضجيج ، وبعضcهم كان يتأوهc في سكراتط ، وعلى ما فعل في جنب الله . الموت نادما على ما فر

ابنc تيمية شيخc الإسلام ، لا أهل ولا دار ولا أسرة ولاcها ، مال ولا منصب ، عندهc غرفة بجانب جامع بني أمية يسكن ر هذا بهذا ، وينامc أحيانا ولهc رغيف في اليوم ، وله ثوبان يغي

cه في صدره ، ت في المسجد ، ولكن كما وصف نفسه : جنcه شهادة ، وسجنه خلوة ، وإخراجهc من بلده سياحة ؛ وقتلcؤتي لأن شجرة الإيمان في قلبه استقامت على سcوقها ، ت

ها يمcدها زيتc العناية الربانية ، cلها كل حين بإذن رب cك ﴿أ يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله

ر عنهم سيئاتهم وأصلح ﴿ ، ﴾ لنوره من يشاء كف والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم ﴿ ، ﴾ بالهم

. ﴾ تعرف في وجوههم نضرة النعيم ﴿ ، ﴾ تقواهم بذة ، فنصب خرج أبو ذر رضي اللهc عنه وأرضاهc إلى الر

خيمتهc هناك ، وأتى بامرأته وبناته ، فكان يصومc كثيرا منc ويتلو دc ويقرأ حc خالقهc ، ويتعب cرc مولاهc ، ويسب الأيام ، يذك

ويتأملc ، لا يملكc من الدنيا إلا شملة أو خيمة ، وقطعة منcه ذات يوم ، الغنم مع صحفة وقصعة وعصا ، زارهc أصحاب فقالوا : أين الدنيا؟ قال : في بيتي ما أحتاجcه من الدنيا ،

ها إلا المcخف . وقد أخبرنا cأن أمامنا عقبة كؤودا لا يجيز كان منشرح الصدر ، ومنثلج الخاطر ، فعندهc ما يحتاجcه من الدنيا ، أما ما زاد على حاجته ، فأشغال وتبعات وهموم

وغموم . قلتc في قصيدة بعنوان : أبو ذر في القرن الخامس

عشر ، متحدثا عن غcربة أبي ذر وعن سعادته ، وعن وحدته وعزلته ، وعن هجرته بروحه ومبادئه ، وكأنه يتحدثc عن

نفسه : cهم لاطفcوني هددت

هددcوني بالمنايا لاطفتc حتى

ا أحس cأركب cوني نزلتc أركبعزمي

cوني ركبتc في أنزلالحق نفسا

Page 244: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن244

دc الموت مcقدما cأطر cولي في

والمنايا أجتاحcها وهينعسى قد بكت غربتي

الرمالc وقالت يا أبا ذر لا تخف

ا وتأس قلتc لا خوف لمأزل في شباب

من يقيني ما متا cدس حتى أ أنا عاهدتc صاحبي

وخليلي وتلقنتc من أماليه

********************************************درسا*******

إذن فما هي السعادة ؟! )) كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (( ،

)) فطوبى للغرباء (( . ليس السعادةc قصر عبدالملك بن مروان ، ولا جيوش

هارون الرشيد ولا دcور ابن الجصاص ، ولا كنوز قارون ، ولا في كتاب الشفاء لابن سينا ، ولا في ديوان المتنبي ، ولا في

حدائق قرطبة ، أو بساتين الزهراء . ة ذات اليد ، وشظف السعادةc عند الصحابة مع قل

فقة . ح الن cالمعيشة ، وزهاده الموارد ، وشهه ، وعند البخاري في السعادةc عند ابن المسيب في تأل

صحيحه ، وعند الحسن البصري في صدقه ، ومع الشافعي في استنباطاته ، ومالك في مcراقبته ، وأحمد في ورعه ،

﴿وثابت البناني في عبادته ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون

كتب ار ولا ينالون من عدو نيلا إلا موطئا يغيظ الكف . ﴾ لهم به عمل صالح

cشترى ، ولا cصرفc ، ولا دابة ت ليست السعادةc شيكا ي . cنشرc cكالc ، ولا بزا ي cرا ي cشم ، ولا ب وردة ت

cه ، وانشراحc صدر لمبدأ السعادةc سلوةc خاطر بحق يحمله، وراحةc قلب لخير يكتنفcه. cيعيش

ع في الدور ، وكثرة كنا نظcن أننا إذا أكثرنا من التوس الأشياء ، وجمع المسهلات والمرغبات والمشتهيات ، أننا

Page 245: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن245

cسر ، فإذا هي سببc الهم والكدر نسعدc ونفرحc ونمرحc ون ﴿والتنغيص ؛ لأن كل شيء بهمه وغمه وضريبة كده وكدحه

نهم زهرة ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا م. ﴾ الحياة الدنيا لنفتنهم فيه

، عاشإن أكبر مcصلح في العالم رسولc الهدى محمد فقيرا ، يتلوى من الجوع ، لا يجدc دقل التمر يسد جوعه ، ومع ذلك عاش في نعيم لا يعلمcه إلا اللهc ، وفي انشراح

ووضعنا ﴿وارتياح ، وانبساط واغتباط ، وفي هدوء وسكينة وكان فضل ﴿، ﴾ { الذي أنقض ظهرك2عنك وزرك}

﴾ الله أعلم حيث يجعل رسالته ﴿، ﴾ الله عليك عظيما.

)) البر حسن الخلق ، والإثمفي الحديث الصحيح : ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ((

. إن البر راحة للضمير ، وسكون للنفس ، حتى قال

بعضcهم : البر أبقى وإن طال

مانc به الز والإثمc أقبحc ما

أوعيت من زاد .)) البر طمأنينة ، والإثم ريبة (( وفي الحديث : إن المحسن صراحة يبقى في هدوء وسكينة ، وإن المريب يتوجسc من الأحداث والخطرات ومن الحركات والسكنات

. والسببc أنه أساء﴾ يحسبون كل صيحة عليهم﴿ فحسبc ، فإن المسيء لابد أن يقلق وأن يرتبك وأن

يضطرب ، وأن يتوجس خيفة . إذا ساء فعلc المرء

cهc ساءت ظنونcهcوصدق ما يعتاد

بمن توهم cحسن دائما ، وأن يتجن والحل لمن أراد السعادة ، أن ي﴿الإساءة ، ليكون في أمن الذين آمنوا ولم يلبسوا

هتدون . ﴾ إيمانهم بظلم أولـئك لهم الأمن وهم م أقبل راكب يحث السير ، يثورc الغبارc من على رأسه ، يريدc سعد بن أبي وقاص ، وقد ضرب سعد خيمتهc في كبد

Page 246: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن246

الصحراء ، بعيدا عن الضجيج ، بعيدا عن اهتمامات الدهماء ، منفردا بنفسه وأهله في خيمته ، معهc قطيع من الغنم ،

، cه له : يا أبتاهc cه عcمرc ، فقال ابن فاقترب الراكبc فإذا هو ابن الناسc يتنازعون الملك وأنت ترعى غنمك . قال : أعوذc باللهي بهذا الرداء الذي علي ، ك ، إني أولى بالخلافة من من شر

)) إن الله يحب العبد يقول : cولكن سمعتc الرسول . الغني التقي الخفي ((

إن سلامة المسلم بدينه أعظمc من مcلك كسرى وقيصر ؛ لأن الدين هو الذي يبقى معك حتى تستقر فيهc زائل لا محالة إنا ﴿جنات النعيم ، وأما الملكc والمنصبc فإن

. ﴾ نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون*******************************************

إليه يصعد الكلم الطيببات ، كان للصحابة كنوز من الكلمات المباركات الطي

.التي عمهم إياها صفوةc الخلق وكل كلمة عند أحدهم خير من الدنيا وما فيها ، ومن

cهم بقيمة الأشياء ومقادير الأمور . عظمتهم معرفتcعلمه دعاء ، فقال له :أبو بكر يسألc الرسول أن ي

)) قل : رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب غلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك

. وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم (( cويقول : اسأل الله العفو والعافية (( للعباس ((

. . )) قل : اللهم اهدني وسددني ((ويقولc لعلي :

)) قل : اللهم ألهمنيويقولc لعبيد بن حصين : . رشدي ، وقني شر نفسي ((

)) قل : اللهم إني أسالكويقولc لشداد بن أوس : الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وشكر

نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ،

Page 247: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن247

ولسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ، إنك

. أنت علام الغيوب (( )) قل : اللهم أعني على ذكركويقولc لمعاذ :

.وشكرك وحسن عبادتك (( )) قولي : اللهم إنك عفو تحبويقولc لعائشة :

.العفو ، فاعف عني (( إن الجامع لهذه الأدعية : سؤالc رضوان الله عز وجل

جاة من غضبه ، وأليم عقابه ، ورحمته في الآخرة ، والنوالعون على عبادته سبحانه وتعالى وشكره .

وإن الرابط بينها : طلبc ما عند الله ، والإعراضc عم في الدنيا . إنهc ليس فيها طلبc أموال الدنيا الفانية ،

وأعراضها الزائلة ، أو زخرفها الرخيص .**************************************

وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى ﴿﴾ وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن من تعاسة العبد ، وعثرة قدمه وسقوط مكانته :

ظcلمcهc لعباد الله ، وهضمcهc حقوقهم ، وسحقcه ضعيفهم ، حتى قال أحدc الحكماء : خف ممن لم يجد له عليك ناصرا إلا

الله . ولقد حفظ لنا تاريخc الأمم أمثلة في الأذهان عن عواقب

الظلمة . ، ويحاولcفهذا عامرc بنc الطفيل يكيد للرسول

، فيبتليه اللهc بغدة في نحره ، فيموتcاغتيالهc ، فيدعو عليه لساعته ، وهو يصرخc من الألم .

، ويسعى في تدبيروأربدc بنc قيس يؤذي رسول الله cنزلc اللهc عليه صاعقة تحرقcه هو قتله ، فيدعو عليه ، في

ه . cوبعير

Page 248: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن248

cل الحجاجc سعيد بن جبير بوقت قصير ، دعا وقبل أن يقتهم لا تسلطهc على أحد بعدي . فأصاب عليه سعيد وقال : الل

اج في يده ، ثم انتشر في جسمه ، فأخذ يخوcر الحجاج خcركما يخورc الثورc ، ثم مات في حالة مؤسفة .

واختفى سفيانc الثوري خوفا من أبي جعفر المنصور ،ي وسفيانc داخل الحرم ، وخرج أبو جعفر يريدc الحرم المك فقام سفيانc وأخذ بأستار الكعبة ، ودعا الله عز وجل أن لاcدخل أبت جعفر بيته ، فمات أبو جعفر عند بئر ميمون قبل ي

ة . دخوله مكcشاركc في إيذاء وأحمدc بن أبي دؤاد القاضي المعتزلي ي

cه اللهc بمرض cصيب الإمام أحمد بن حنبل فيدعو عليهم فيcجسمي ، فلو وقع عليه الذباب cالفالج فكان يقول : أما نصف

لظننتc أن القيامة قامت ، وأما النصفc الآخرc ، فلو قcرض. cبالمقاريض ما أحسست

يات الوزير ، ويدعو أحمدc بنc حنبل أيضا على ابن الز فيسلطc اللهc عليه من أخذهc ، وجعلهc في فرن من نار ،

وضرب المسامير في رأسه . وحمزةc البسيوني كان يعذبc المسلمين في سجن جمالcهكم لأضعهc عبدالناصر ، ويقولc في كلمة له مؤذية : » أين إل

؟ تعالى اللهc عما يقولc الظالمون علوا كبيرا . في الحديد «cه – وهو خارج من القاهرة إلى الإسكندرية فاصطدمت سيارت – بشاحنة تحملc حديدا ، فدخل الحديدc في جسمه من أعلى

cخرجوcه إلا قطعا رأسه إلى أحشائه ، وعجز المنقذون أن ي واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا﴿

ة ﴿، ﴾أنهم إلينا لا يرجعون وقالوا من أشد منا قو ﴾ أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة

. وكذلك صلاحc نصر من قادة عبدالناصر ، وممن أكثر في

الأرض الظلم والفساد ، أصيب بأكثر من عشرة أمراض مؤلمة مcزمنة ، عاش عدة سنوات من عمره في تعاسة ،

Page 249: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن249

ولم يجد لهc الطب علاجا ، حتى مات سجينا مزجوجا به فيزنزانات زعمائه الذين كان يخدمcهم .

{ فأكثروا فيها11الذين طغوا في البلاد} ﴿ ، ﴾ { فصب عليهم ربك سوط عذاب12الفساد}

)) إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته (( ، )) واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها

.وبين الله حجاب ((. cهcني فأرحمcالتيمي : إن الرجل ليظلم cقال إبراهيم

وسcرقت دنانيرc لرجل صالح من خراسان ، فجعل يبكي ، فقال له الفضيلc : لم تبكي ؟ قال : ذكرتc أن الله سوف

يجمعcني بهذا السارق يوم القيامة ، فبكيتc رحمة له . واغتاب رجcل أحد علماء السلف ، فأهدى للرجcل تمرا

وقال : لأنهc صنع لي معروفا .*****************************************

قلت : بالباب أنا على هيئة الأمم المتحدة بنيويورك لوحة ، مكتوب عليها

قطعة جميلة للشاعر العالمي السعدي الشيرازي ، وقدcلفة والاتحاد ترجمت إلى الإنجليزية وهي تدعو إلى الإخاء والأ

، يقول:cقال لي المحبوب

cهc لما زرتcمن ببابي قلت

بالباب أنا قال لي أخطأتتعريف الهوى

قت فيه حينما فربيننا ومضى عام فلما

cهc جئتقc الباب عليه cأطر

مcوهنا قال لي من أنتقلتc أنظcر فما

أنت بالباب ثم إلاهcنا قال لي أحسنت

تعريف الهوى وعرفت الحcبcد للعبد من أخ مفيد يأنسc إليه ، ويرتاحc إليه ،فادخcل يا أنا لابcه ودا بود . cه أفراحهc وأتراحهc ، ويبادل cشارك واجعل لي ﴿وي

Page 250: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن250

ن أهلي} { اشدد به30{ هارون أخي}29وزيرا م { كي نسبحك32{ وأشركه في أمري}31أزري}. ﴾ { ونذكرك كثيرا33كثيرا}

ولابد من شكوى إلىذي قرابة

cسليك أو cواسيك أو ي يcيتوجع

كأنهم بنيان مرصوص ﴿، ﴾ بعضهم أولياء بعض ﴿. ﴾ إنما المؤمنون إخوة ﴿ ، ﴾ وألف بين قلوبهم ﴿ ، ﴾

******************************************لابد من صاحب

cه ، إن من أسباب السعادة أن تجد من تنفعcك صcحبتcه . cسعدcك رفقت )) أين المتحابون في جلالي ، اليوموت

. أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ((قا )) ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفر

.عليه ((*******************************************

الأمن مطلب شرعي وعقليهتدون ﴿ الذي ﴿، ﴾ أولـئك لهم الأمن وهم م

ن خوف أولم نمكن﴿، ﴾أطعمهم من جوع وآمنهم م﴿، ﴾لهم حرما آمنا ثم أبلغه ﴿، ﴾ ومن دخله كان آمنا

. ﴾مأمنه )) من بات آمنا في سربه ، معافى في بدنه ،

عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).

cه ورسوخcه في معرفة الحق ،فأمن القلب : إيمانوامتلاؤcه باليقين .

cعدcه عنوأمن البيت : cه من الانحراف ، وب سلامتباني . الرذيلة ، وامتلاؤcهc بالسكينة ، واهتداؤه بالبرهان الر

جمعcها بالحب ، وإقامةc أمرها بالعدل ،وأمن الأمة :cها بالشريعة . ورعايت

Page 251: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن251

ب ﴿والخوف عدو الأمن ﴿ ، ﴾ فخرج منها خائفا يترقؤمنين . ﴾ فلا تخافوهم وخافون إن كنتم م

ولا راحة لخائف ولا أمن لملحد ، ولا عيش لمريض . ما العcمرc صحة إن

وكفاف فإذا وليا عن العcمر

لله ما أتعس الدنيا ، إن صحت من جانب فسدت منولىcوإن صح الجسم ، cمرض الجسم cجانب آخر ، إن أقبل المال

ت المصائبc ، وإن صلcح الحالc واستقام الأمرc حل حل . cالموت

خرج الشاعرc الأعشى من ) نجد ( إلى الرسول يمتدحcه بقصيدة ويسلمc ، فعرض له أبو سفيان فأعطاهc مائة

ناقة ، على أن يترك سفرهc ويعود إلى دياره ، فأخذ الإبل وعاد ، وركب أحدها فهو جلت به ، فسقط على رأسه ،

cه فاندقت عنقcهc ، وفارق الحياة ، بلا دين ولا دنيا. أم قصيدتأها ليقولها بين يدي رسول الله ، فهي بديعةcالتي هي

الحcسن يقولc فيها: شباب وشيبوافتقار وثروة

فلله هذا الدهرc كيفترددا إذا أنت لم ترحل

قى بزاد من الت ولاقيت بعد الموت

من قد تزودا ندمت على أن لاتكون كمثله

cرصد لما ك لم ت وأن***************************************كان أرصدا

أمجاد زائلة إن من لوازم السعادة الحقة أن تكون دائمة تامة ،

فدوامcها أن تكون في الدنيا والآخرة ، في الغيب والشهادة ،اليوم وغدا .

cنغصها نكد ، وأن لا يخدش وجهc محاسنها وتمامcها أن لا يبسخط .

جلس النعمانc بنc المنذر – ملكc العراق – تحت شجرةها يشربc الخمر فأراد عدي بنc زيد – وكان حكيما – أن متنز

Page 252: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن252

ها الملكc ، أتدري ماذا تقولc هذه يعظه بلفظ فقال له : أي: cماذا تقول : قال عدي : تقول : c؟ قال الملك cجرة الش

ب ركب قد أناخcوا cر حولنا

جcون الخمر cيمز لال بالماء الز ثم صاروا لعب

الدهرc بهم وكذاك الدهرc حالا

فتنغصc النعمانc ، وترك الخمر ، وبقي متكدرا حتىبعد حال مات .

وهذا شاهc إيران الذي احتفل بمرور ألفين وخمسمائةcخططc لتوسيع نفوذه ة ، وكان ي سنة على قيام الدولة الفارسي

cه cسلب سلطان ، وبسط ملكه على بقعة أكبر من بلده ، ثم ية وضحاها تؤتي الملك من تشاء وتنزع ﴿بين عشي. ﴾ الملك ممن تشاء

دا دc من قصوره ودcوره ودنياه طردا ، ويموتc مشر cويطر وما مفلسا ، لا يبكي عليه أحد : cكم تركوا من ﴿بعيدا محر

{26{ وزروع ومقام كريم}25جنات وعيون}. ﴾ ونعمة كانوا فيها فاكهين

وكذلك شاوشيسكو رئيسc رومانيا ، الذي حكم اثنتينcه الخاص سبعين ألفا ، ثم يحيط cوعشرين سنة ، وكان حرس

قونهc وجنودهc إربا إربا cه بقصره ، فيمز فما كان له ﴿شعب من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من

. لقد ذهب ، فلا دنيا ولا آخرة . ﴾ المنتصرين وذاك رئيسc الفلبين ماركوس : جمع الرئاسة والمال ،

ه أذاق أمته أصناف الذل ، وأسقاها كأس الهوان ، ولكند من فأذاقه اللهc غcصص التعاسة والشقاء ، فإذا هو مشر

cمأوى يأوي إليه ، ويموت cبلاده ومن أهله وسلطانه ، لا يملك cدفن في بلده : cهc أن ي ألم يجعل ﴿شقيا ، يرفضc شعب

فأخذه الله نكال الآخرة ﴿، ﴾كيدهم في تضليل. ﴾فكلا أخذنا بذنبه ﴿، ﴾والأولى

*********************************************

Page 253: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن253

اكتساب الفضائل أكاليل على هامالحياة السعيدة

مطلوب من العبد لكي يكسب السعادة والأمنcسارع إلى الصفات cبادر إلى الفضائل ، وأن ي والراحة ، أن ي

)) احرص على ما ينفعكالحميدة والأفعال الجميلة . واستعن بالله ((

مرافقتهc في الجنة فيقولأحدc الصحابة يسألc الرسول )) أعني على نفسك بكثرة السجود ، فإنك لا:

. والآخرcتسجد لله سجدة ، إلا رفعك بها درجة (( )) لا يزاليسألc عن باب جامع من الخير ، فيقولc له :

. وثالث يسألc فيقولc له :لسانك رطبا من ذكر الله (( )) لا تسبن أحدا ، ولا تضربن بيدك أحدا ، وإن أحد

سبك بما يعلم فيك فلا تسبنه بما تعلم فيه ، ولا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تفرغ من دلوك

. في إناء المستقي (( )) بادرواإن الأمر يقتضي المبادرة والمcسارعة :

،)) اغتنم خمسا قبل خمس ((، بالأعمال فتنا (( بكم وجنة﴿ إنهم كانوا ﴿، ﴾ وسارعوا إلى مغفرة من ر

ابقون ﴿ ، ﴾يسارعون في الخيرات ابقون الس .﴾ والسcهمل في فعل الخير ، ولا تنتظر في عمل البر ، ولا لا ت

cسوف في طلب الفضائل : ت دقاتc قلب المرء

قائلة له إن الحياة دقائق

وثوان . ﴾ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴿ عمرc بنc الخطاب بعد أن طcعن وثج دمcه ، يرى شابا يجر

: cيا ابن أخي ، ارفع إزارك ،إزاره ، فقال له عمر (( . وهذا أمرفإنه أتقى لربك ، وأنقى لثوبك ((

لمن شاء منكم أن ﴿بالمعروف في سكرات الموت ر . ﴾ يتقدم أو يتأخ

Page 254: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن254

إن السعادة لا تحصلc بالنوم الطويل ، والخلود إلى ولـكن كره ﴿الدعة ، وهجر المعالي ، واطراح الفضائل .

﴾ الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين.

ة والنفوس الهابطة إن منطق أصحاب الهمم الدني : cلا تنفروا في الحر ﴿يقول ، ﴿ لو كانوا عندنا ما ﴾

. ﴾ ماتوا وما قتلواأخر عن فعل الخير : ما ﴿وقد نهي العبدc بالوحي عن الت

لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى ولـكنه أخلد ﴿، ﴾ وإن منكم لمن ليبطئن ﴿ ، ﴾ الأرض

﴾ أعجزت أن أكون مثل هـذا الغراب ﴿، ﴾ إلى الأرض ﴿، ﴾ ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة ﴿،

لاة﴿، ﴾ ولا تنازعوا فتفشلوا وإذا قاموا إلى الص )) اللهم إني أعوذ بك من، ﴾ قاموا كسالى

الكسل (( ، )) والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى

. على الله الأماني ((********************************************

*الخلد والنعيم هناك لا هنا

دا ؟ إن كنت هل تريدc أن تبقى شابا مcعافى غنيا مخل تريدc ذلك فإنهc ليس في الدنيا ، بل هناك في الآخرة ، إن

هذه الحياة الدنيا كنب اللهc عليها الشقاء والفناء ، وسماهالهوا ولعبا ومتاع الغرور .

عاش أحدc الشعراء معدما مcفلسا ، وهو في عنفوان شبابه ، يريدc درهما فلا يجدcهc ، يريدc زوجة فلا يحصcلc عليها ،

ه ، ورق عظمcهc ، جاءهc المالc من cفلما كبرت سن وشاب رأس كل مكان ، وسهcل أمرc زواجه وسكنه ، فتأوه من هذه

المتادات وأنشد :

Page 255: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن255

cإذ كنت cأرجوه cما كنت ابن عشرينا

cبعد ما جاوزت cهc كت مcلسبعينا تطcوفc بي من بنات

رك أغزلة التcثبان مثلc الظباء على ك

يبرينا cك طول الليل قالوا أنيننا cسهرc ي

cفما الذي تشتكي قلت الثمانينا ر وجاءكم ﴿ ر فيه من تذك ا يتذك ركم م أولم نعم

وما هذه ﴿، ﴾ وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴿، ﴾ النذير. ﴾ الحياة الدنيا إلا لهو ولعب

إن مثل هذه الحياة الدنيا كمسافر استظل تحت ظلشجرة ثم ذهب وتركها .

**********************************باني أعداء المنهج الر

قرأتc كتبا للملاحدة الصادين عن منهج الله شعرا ونثرا ، فرأيتc كلام هؤلاء المنحرفين عن منهج الله في

الأرض ، وطالعتc سخافاتهم ، ووجدتc الاعتداء الجارف علىكام ة ، ووجدتc هذا الر باني المبادئ الحقة ، وعلى التعاليم الر

وء أدبهم ، ومن cمن س cالرخص الذي تفوه به هؤلاء ورأيت ة حيائهم، ما يستحي الإنسانc أن ينقcل للناس ما قالوه وما قل

.cكتبوه وما أنشدوه وعلمتc أن الإنسان إذا لم يحمل مبدأ ولم يستشعر

ة في مسلاخ إنسان ، وإلى هc يتحولc إلى داب رسالة ، فإن أم تحسب أن أكثرهم ﴿بهيمة في هيكل رجcل :

يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم. ﴾ أضل سبيلا

c الكتاب : كيف يسعدc هؤلاء وسألتc نفسي ، وأنا أقرأ وقد أعرضcوا عن الله الذي يملكc السعادة ويعطيها سبحانه

وتعالى لمن يشاءc ؟! كيف يسعدc هؤلاء وقد قطعوا الحبال بينهم وبينه ،

وأغلقوا الأبواب بين أنفسهم الهزيلة المريض وبين رحمةالله الواسعة ؟!

cوا الله ؟! كيف يسعدc هؤلاء وقد أغضب

Page 256: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن256

cوه ؟! وكيف يجدون ارتياحا وقد حاربcهم في هذه الدار cصيب كال أخذ ي ي وجدتc أن أول الن ولكنcبمقدمات نكال أخروي – إن لم يتوبوا – في نار جهنم ، نكال

: cوالإحباط cوالانهيار ، cالمبالاة ، والضيق cالشقاء ، وعدم . ﴾ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ﴿

حتى إن كثيرا منهم يريدc أن يزول العالمc ، وأن تنتهيcفارق هذه المعيشة . cنسف الدنيا ، وأن ي الحياةc ، وأن ت إن القاسم المشترك الذي يجمعc الملاحدة الأولين والآخرين هو : سوءc الأدب مع الله ، والمجازفةc بالقيمعcونةc في الأخذ والعطاء والإعراضc عن والمبادئ ، والر

﴿العواقب ، وعدمc المبالاة بما يقولون ويكتبون ويعملون : س بنيانه على تقوى من الله ورضوان أفمن أس

س بنيانه على شفا جرف هار ن أس خير أم م فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم

. ﴾ الظالمين ص من همومهم خل إن الحل الوحيد لهؤلاء الملاحدة ، للت

cنهcوا هذا وا وي cوأحزانهم – إن لم يتوبوا ويهتدوا – أن ينتحر قل موتوا بغيظكم ﴿العيش المcر ، والمر التافه الرخيص:

. ﴾ فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم ﴿، ﴾*******************************************

حقيقة الدنيا إن ميزان السعادة في كتاب الله العظيم ، وإن تقدير

cالشيء وقيمته cر الأشياء في ذكره الحكيم ، فهو يقر ولولا أن يكون ﴿ومردودهc على العبد في الدنيا والآخرة

حمن ة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالر الناس أمة ومعارج عليها يظهرون} لبيوتهم سقفا من فض

{34{ ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون}33ا متاع الحياة الدنيا والآخرة وزخرفا وإن كل ذلك لم

. ﴾ عند ربك للمتقين

Page 257: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن257

cها ها ، وذهب cورcها ود cالحياة ، وقصور cهذه هي حقيقة cها . cها ومناصب وفضت

إن من تفاهتها أن تعطي الكافر جملة واحدة ، وأنcحرمها المؤمنc ليبين للناس قيمة الحياة الدنيا. ي

إن عتبة بن غزوان الصحابي الشهير يستغربc وهو يخطبc الناس الجمعة : كيف يكونc في حالة مع رسول الله

ورق الشجر مجاهدا في سبيل cمعه cد الخلق يأكل ، مع سيcالله ، في أرضى ساعات عمره ، وأحلى أيامه ، ثم يتخلف

، فيكونc أميرا على إقليم ، وحاكما علىعن رسول الله cقبلc بعد وفاة الرسول حياةمقاطعة ، إن الحياة التي ت

رخيصة حقا . أرى أشقياء الناس

لا يسأمcونهاهم فيها عراة على أن

cوعcوج أراها وإن كانتcسر فإنها ت

سحابةc صيف عنcع cهc الذهولc وهو يتولى إمرةقليل تقش سعدc بنc أبي وقاص يصيب

، وقد أكل معه الشجر ، ويأكلcالكوفة بعد وفاة الرسول تا ، يشويه ثم يسحقcه ، ثم يحتسيه على الماء ، فما جلدا ميcقبلc بعد إدبار الرسول لهذه الحياة وما لقصورها ودcورها ، ت

.﴾ وللآخرة خير لك من الأولى ﴿ ، وتأتي بعد ذهابه cإذن في الأمر شيء ، وفي المسألة سر ، إنها تفاهة

cال ﴿الدنيا فحسب أيحسبون أنما نمدهم به من م { نسارع لهم في الخيرات بل لا55وبنين}

، )) والله ما الفقر أخشى عليكم (( . ﴾ يشعرون وهو في المشربة ،لم دخل عcمر على رسول الله

ر في جنبه ، وما في بيته إلا شعير معلق ، ورآه على حصير أثدمعت عينا عcمر .

ر ، أن يكون رسولc الله قدوةc الناسإن الموقف مؤثسول﴿وإمامc الجميع ، في هذه الحالة وقالوا مال هذا الر

. ﴾ يأكل الطعام ويمشي في الأسواق

Page 258: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن258

ثم يقولc له عcمرc – رضي اللهc عنه - : كسرى وقيصر )) أفي شك : فيما تعلمc يا رسول الله ! قال رسولc الله

أنت يا بن الخطاب ، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا (( .

إنها معادلة واضحة ، وقسمة عادلة ، فليرض من يرضىcب السعادة من أرادها في ، وليسخط من يسخطc ، وليطل

الدرهم والدينار والقصر والسيارة ويعمل لها وحدها ، فلنيجدها والذي لا إله إلا هو .

من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم ﴿ { أولـئك15أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}

النار وحبط ما الذين ليس لهم في الآخرة إلاا كانوا يعملون . ﴾ صنعوا فيها وباطل م

عفاء على دنيارحلتc لغيرها

فليس بها للصالحينcج ****************************************مcعر

مفتاح السعادةهتهc وأنت في كوخ ، حته وعبدتهc وتأل إذا عرفت الله وسب

وجدت الخير والسعادة والراحة والهدوء . ولكن عند الانحراف ، فلو سكنت أرقى القصور ،

cك ها نهايت وأوسع الدور ، وعندك كل ما تشتهي، فاعلم أنcك المحققةc ؛ لأنك ما ملكت إلى الآن مفتاح ةc ، وتعاست المcر

السعادة. وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة ﴿

ة . ﴾ أولي القو*****************************************

وقفـــة . إي : يدفعc عنهمc ﴾ إن الله يدافع عن الذين آمنوا ﴿

شرور الدنيا والآخرة .

Page 259: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن259

» هذا إخبار ووعد وبشارة من الله للذين آمنوا ، أنه يدفعc عنهم كل مكروه ، ويدفعc عنهم – بسبب إيمانهم – كل شر من شرور الكفار ، وشرور وسوسة الشيطان ، وشرور

أنفسهم ، وسيئات أعمالهم ، ويحملc عنهم عند نزولcخفف عنهم غاية التخفيف ، كل المكاره ما لا يتحملونه ، في

مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه ،فمcستقل ومcستكثر « .

cسلى العبدc به عند المصائب ، » من ثمرات الإيمان أنه ي cوائب cهون عليه الشدائدc والن ومن يؤمن بالله يهد﴿وت

cه المصيبةc ، فيعلمc أنها من عند ﴾ قلبه وهو العبدc الذي تصيبcن cخطئه ، وما أخطأهc لم يك cن لي الله ، وأن ما أصابه لم يك

مc للأقدار المؤلمة ، وتهونc عليه cسل cصيبه ، فيرضى وي لي المصائبc المزعجةc ، لصدورها من عند الله ، ولإيصالها إلى

ثوابه « .************************************

كيف كانوا يعيش

تعال إلى يوم من أيام أحد الصحابة الأخبار ، وعظمائهم ، مع فلذةالأبرار ، علي بن أبي طالب مع ابنه رسول الله

cهو وفاطمة cو علي في الصباح الباكر ، فيبحثcكبده ، بصح عن شيء من طعام فلا يجدان ، فيرتدي فروا على جسمه

من شدة البرد ويخرجc ، ويتلمسc ويذهبc في أطراف المدينة ، ويتذكرc يهوديا عنده مزرعة ، فيقتحمc علي عليه باب

ق الصغير ويدخلc ، ويقولc اليهودي : يا أعرابي المزرعة الضي، cالكبير cهو الدلو cتعالى وأخرج كل غرب بتمرة . والغرب ،

ه من البئر مcعاونة مع الجمل . cه ، أي : إظهارcوإخراج فيشتغلc علي – رضي اللهc عنهc – معهc برهة من الزمن ، حتى

cعطيه بعدد الغروب تمرات ، ترم يداه ويكل جسمcه ، فيcعطيه منها ، ويبقى هوويذهبc بها ويمر برسول الله وي

وفاطمةc يأكلان من هذا التمر القليل طيلة النهار .

Page 260: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن260

هم يشعرون أن بيتهcم قد امتلأ هذه هي حياتهم ، لكنسعادة وحبورا ونورا وسرورا .

cعث بها الرسولc إن قلوبهم تعيشc المبادئ الحقة التي بل السامية ، فهم فيc ، والمcث

cبصرون بها الحق ، ة ي ة قcدسي ة ، وفي روحاني أعمال قلبيcنصرون بها الباطل ، فيعملون لذاك ويجتنبون هذا ، وي

cدركون قيمة الشيء وحقيقة الأمر ، وسر المسألة . وي أين سعادةc قارون ، وسرورc وفرحc وسكينةc هامان ؟!

كمثل غيث أعجب﴿فالأولc مدفون ، والثاني ملعون ار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما الكف

﴾ . السعادةc عند بلال وسلمان وعمار ، لأن بلالا أذن للحق ،

أولئك ﴿وسلمان آخى على الصدق ، وعمارا وفى الميثاق الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن

دق الذي كانوا سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الص. ﴾ يوعدون

******************************************بر أقوال الحكماء في الص

cحكى عن أنوشروان أنهc قال : جميعc المكاره في الدنيا يcعلى ضربين : فضرب فيه حيلة ، فالاضطراب cتنقسم

. cهcشفاؤ cدواؤه ، وضرب لا حيلة فيه ، فالاصطبار كان بعضc الحكماء يقولc : الحيلةc فيما لا حيلة فيه ،

. cالصبر. cالنصر cبعه بع الصبر ، ات وكان يقالc : من ات

ومن الأمثال السائرة ، الصبرc مفتاحc الفرج من صبر قدر . cخاء ، ثمرةc الصبر الظفرc ، عند اشتداد البلاء يأتي الر

وكان يقالc : خف المضار من خلل المسار ، وارجc النفع من موضع المنع ، واحرص على الحياة بطلب الموت ، فكم

Page 261: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن261

cه البقاء ، وأكثرc cه استدعاءc الفناء ، ومن فناء سبب من بقاء سببما يأتي الأمنc من قبل الفزع .

والعربc تقولc : إن في الشر خيارا . ر أهونc من بعض . قال الأصمعي : معناهc : أن بعض الشcإذا أصابتك مصيبة ، فاعلم أنه : cوقال أبو عبيدة : معناه

cك . قد يكونc أجل منها ، فلتهcن عليك مصيبت قال بعضc الحكماء : عواقبc الأمور تتشابهc في الغيوب ،

ب محبوب في مكروه ، ومكروه في محبوب ، وكم cفر مغبوط بنعمة هي داؤcه ، ومرحوم من داء هو شفاؤcه .

ب خير من شر ، ونفع من ضر . cر : cقالc وكان ير وقال وداعةc السهمي ، في كلام له : اصبر على الشcغوة اللبن cفرحcك ، وتحت الر ما أجلى عما ي إن قدحك ، فرب

. cالصريح حتى إذا ﴿يأتي اللهc بالفرح عند انقطاع الأمل :

سل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم استيأس الرابرين﴿، ﴾نصرنا إنما يوفى ﴿، ﴾ إن الله مع الص

ابرون أجرهم بغير حساب . ﴾الصcتاب : وكما أن الله – جل وعلا – يأتي يقولc بعضc الكcبالمحبوب من الوجه الذي قدر ورود المكروه منه، ويفتح

بفرج عند انقطاع الأمل، واستبهام وجوه الحيل، ليحcض سائر خلقه بما يريدهم من تمام قدرته ، على صرف الرجاء إليه ،ل عليه ، وأن لا يزوcوا وجوههcم في وك وإخلاص آمالهم في الت

cوا بآمالهم وح منه ، فلا يعدل وقت من الأوقات عن توقع الر على أي حال من الحالات ، عن انتظار فرج يصدcر عنه ،

هم فيما ساءهم ، بأن كفاهم بمحنة يسيرة، وكذلك أيضا يسر ما هو أعظمc منها، وافتداهcم بمcلمة سهلة ، مم كان أنكى

فيهم لو لحقهcم. لعل عتبك محمود

cهc عواقبما صحت فرب

قال إسحاقc العابدc : ربما امتحن اللهc العبد بمحنة يخلصcهالأجسامc بالعللبها من الهلكة ، فتكون تلك المحنةc أجل نعمة .

Page 262: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن262

يقالc : إن من احتمل المحنة ، ورضي بتدبير الله تعالىدة ، كشف له عن منفعتها ، حتى في النكبة ، وصبر على الش

يقف على المستور عنه من مصلحتها . cالسلام cكي عن بعض النصارى أن بعض الأنبياء عليهمcح قال : المحنc تأديب من الله ، والأدبc لا يدومc ، فطوبى لمن

cبسc ت عند المحنة ، فيجبc له ل ر على التأديب ، وتثب تصبيه ، وأهل إكليل الغلبة ، وتاج الفلاح ، الذي وعد اللهc به مcحب

طاعته . ةc المحن ، قال إسحاقc : احذر الضجر ، إذا أصابتك أسن

cالفتن ، فإن الطريق المؤدي إلى النجاة صعب cوأعراض المسلك .

cعقبc الاغتباط . قال بزرجمهرc : انتظارc الفرج بالصبر ، ي******************************************

حسن الظن بالله لا يخيب)) أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء (( .

cتاب : إن الرجاء مادةc الصبر ، والمcعينc عليه . لبعض الكcالظن بالله ، الذي لا يجوز cسنcح ، cالرجاء ومادته cة فكذلك عل

ا قد نستقري الكرماء ، فنجدcهم يرفعون من أن يخيب ، فإنcه فيهم ، ويتحر cون من تخيب أمل هc بهم ، ويتحوب أحسن ظن

ه cجون من قصدهم ، فكيف بأكرم الأكرمين ، الذي لا يعوز هم فيه . أن يمنح مؤمليه ، ما يزيدc على أماني

ك عبده ه ، لتمس cة الله جل ذكر وأعدلc الشواهد بمحبه ومآبه ، أن الإنسان لا يأتيه وح من ظل برحابه ، وانتظارc الر

cه النجاةc ، إلا بعد إخفاق أمله في كل ما كان cدرك الفرج ، ولا ت يتوجه نحوه بأمله ورغبته ، وعند انغلاق مطالبه ، وعجزه ومحنته ، ليكون ذلك باعثا له على حيلته ، وتناهي ضر

صرف رجائه أبدا إلى الله عز وجل ، وزاجرا له على تجاوزه به إن الذين تدعون من دون الله عباد﴿حcسن ظن

أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم . ﴾صادقين

Page 263: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن263

**************************************

بور أحمد الأمور يدرك الصوي عن عبدالله بن مسعود : الفرجc والروحc في اليقين cر

ك والسخط . والرضا ، والهم والحزنc في الشcدركc أحمد الأمور . cورc ، ي وكان يقولc : الصب

قال أبانc بنc تغلب : سمعتc أعربيا يقولc : من أفضل آداب الرجال أنهc إذا نزلت بأحدهم جائحة استعمل الصبر

cعليها ، وألهم نفسه الرجاء لزوالها ، حتى كأنه لصبره يعاين لا على الله عز وجل ، وحcسن ظن الخلاص منها والعناء ، توك به ، فمتى لزم هذه الصفة ، لم يلبث أن يقضي اللهc حاجته ،cه . cه وعرضcه ومروءت cنجح طلبتهc ، ومعهc دين cربيه ، وي cزيل ك وي

ر من روى الأصمعي عن أعرابي أنه قال : خف الشب حياة cر ، فر موضع الخير ، وارجc الخير من موضع الش

cه طلبc الحياة ، وأكثرc ما cها طلبc الموت ، وموت سبب سببيأتي الأمنc من ناحية الخوف .

وإذا العنايةc لاحظتكcها عيون

هcن نم فالحوادثc كل cأمان وقال قطري بنc الفجاءة :

لا يركنن أحد إلى الإحجام

يوم الوغى مcتخوفا لحمام ماح فلقد أراني للر

دريئةة من عن يميني مر

وأمامي حتى خضبتc بما تحدرمن دمي

أحناء سرجي أو عنانلجامي ثم انصرفتc وقد

cصب أصبتc ولم أ جذع البصيرة قارح

ى فيما نزل به منالإقدام وقال بعضc الحكماء : العاقلc يتعزمكروه بأمرين : السرورc بما بقي له .أحدهما : رجاءc الفرج مما نزلهc به .والآخر :

والجاهل يجزعc في محنته بأمرين : استكثارc ما أوى إليه .أحدهما :

Page 264: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن264

تخوفcه ما هو أشد منهc . والآخر :cالله عز وجل لخلقه ، وتأديب cآداب cالمحن : cوكان يقال

الله يفتح القلوب والأسماع والأبصار . ووصف الحسنc بنc سهل المحن فقال : فيها تمحيصض للثواب بالصبر ، من الذنب ، وتنبيه من الغفلة ، وتعر

وتذكير بالنعمة ، واستدعاء للمثوبة ، وفي نظر الله عز وجل . cوقضائه الخيار

الذين ﴿فهذا من أحب الموت ، طلبا لحياة الذكر . قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل. ﴾ فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

أقوال في تهوين المصائب : جار : ما أصغر المصيبة بالأرباح ، إذا قال بعضc عقلاء الت

عادت بسلامة الأرواح . خلةc هدر . ةc فالس وكان من قول العرب : إن تسلم الجل

ومن كلامهم : لا تيأس أرض من عمران ، وإن جفاها. cالزمان

والعامة تقول : نهر جرى فيه الماءc لابد أن يعود إليه . وقال ثامسطيوس : لم يتفاضل أهلc العقول والدين إلا

في استعمال الفضل في حال القcدرة والنعمة ، وابتذالدة والمحنة . الصبر في حال الش

***************************************وقفــــة

إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ﴿. ﴾ وترجون من الله ما لا يرجون

cهم ولهذا يوجدc عند المؤمنين الصادقين حين تصيبوازلc والقلاقلc والابتلاءc من الصبر والثبات والطمأنينة الن

ون والقيام بحق الله مالا يوجدc عcشرc معشاره عند من والسكليس كذلك ، وذلك لقوة الإيمان واليقين .

Page 265: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن265

cعنه قال : قال رسول cعن معقل بن يسار رضي الله )) يقول ربكم تبارك وتعالى : يا بن آدم ، : الله

غ لعبادتي ، أملأ قلبك غنى ، وأملأ يديك رزقا . تفر يا بن آدم ، لا تباعد مني ، فأملأ قلبك فقرا ، وأملأ

. يديك شغلا (( ضا به » الإقبالc على الله تعالى ، والإنابةc إليه ، والرcبذكره ، والفرح cهج ته ، والل وعنهc ، وامتلاءc القلب من محبة ، وعيش ، لا نسبة والسرورc بمعرفته ثواب عاجل ، وجن

ة « . لعيش الملوك إليه ألبت****************************************لا تحزن إن قل مالك أو رث حالك

فقيمتك شيء آخر : cعنه cقيمة كل امرئ ما يحسنقال علي رضي الله

.cثر ، وقيمةc الشاعر فقيمةc العالم علمcهc قل منهc أو ك

ه أحسن فيه أو أساء . وكل صاحب موهبة أو حرفة إنما cشعر cه عند البشر تلك الموهبةc أو تلك الحرفةc ليس إلا ، قيمتcغلي ثمنه بعمله فليحرص العبدc على أن يرفع قيمتهc ، وي

الصالح ، وبعلمه وحكمته ، وجcوده وحفظه ، ونبوغه واطلاعه ، ومcثابرته وبحثه ، وسؤاله وحرصه على الفائدة ،

وحه ، cوتثقيف عقله وصقل ذهنه ، وإشعال الطموح في ر cه غالية عالية . بل في نفسه ، لتكون قيمت والن

*************************************لا تحزن ، واعلم أنك بوساطة الكتب

يمكن أن تنمي مواهبك وقدراتكقc الذهن ، وتهدي العبر والعظات ، cفت مطالعةc الكتب ت

cنمي cطلقc اللسان ، وت وتمد المطلع بمدد من الحكم ، وتبه ، وهي سلوة خc الحقائق ، وتطردc الش ملكة التفكير ، وترس

Page 266: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن266

د ، ومناجاة للخاطر ، ومحادثة للسامر ، ومتعة للمتفررت المعلومcة وضcبطت ما كر اري ، وكل للمتأمل ، وسراج للس

، ومcحصت ، أثمرت وأينعت وحان قطافcها ، واستوت علىها ، وبلغ الكتابc بها cلها كل حين بإذن رب cك سوقها ، وآتت أ

. cه c مستقر أجلهc ، والنبأ وهجرc المطالعة ، وتركc النظر في الكتب والانفرادc بها ، حcبسه في اللسان ، وحصر للطبع ، وركود للخاطر ، وفتور

للعقل ، وموت للطبيعة ، وذبول في رصيد المعرفة ، وجفاف للفكر ، وما من كتاب إلا وفيه فائدة أو مثل ، أو

طcرفة أو حكاية ، أو خاطرة أو نادرة . هذا وفوائدc القراءة فوق الحصر ، ونعوذc بالله من موت

مح ، فإنها من أعظم ة العزيمة ، وبرود الر الهمم وخسالمصائب .

**************************************** لا تحزن ، واقرأ عجائب خلق الله

في الكون وطالع غرائب صcنعه في المعمورة ، تجد العجب العcجاب

فس مcولعة ، وتقضي على همومك وغمومك ، فإن النبالطريف الغريب .

cروى البخاري ومسلم ، عن جابر بن عبدالله رضي الله ، وأمر علينا أبا عبيدة ، نتلقىعنه ، قال : بعثنا رسولc الله

عيرا لقريش ، وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره ، فكانcطينا تمرة تمرة . أبو عبيدة ي

cم تصنعون قال – الراوي عن جابر - : فقلتc : كيف كنت بها ؟ قال : نمصها كما يمcص الصبي ، ثم نشربc عليها من

نا الخبط – ا نضربc بعصي الماء ، فتكفينا يومنا إلى الليل ، وكن . cلهc ه فنأك cل أي ورق الشجر – ثم نب

قال : وانطلقنا على ساحل البحر فإذا شيء كهيئةل الكبير المستطيل الكثيب الضخم – أي كصورة الت

Page 267: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن267

cدعى العنبر . ة ت المcحدودب من الرمل – فأتيناهc ، فإذا هي دابcلcس cر cقال : قال أبو عبيدة : ميتة . ثم قال : لا بل نحن

cوا . قالرسول الله cل cم فك ، وفي سبيل الله ، وقد اضطcررتا . قال : ولقد : فأقمنا عليه شهرا ونحنc ثلاثمائة حتى سمن

cنا نغترفc من وقب عينه – أي من داخل عينه – ونفرقcها رأيت بالقلال – أي بالجرار الكبيرة – الدهن ، ونقتطعc منه الفدر –

أي القطع – كالثور أو قدر الثور . فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا ، فأقعدهم في وقب عينه ، وأخذ ضلعا من

أضلاعه فأقامها ، ثم رحل أعظم بعير ، ونظر إلى أطولرجcل فحملهc عليه ، فمر من تحتها .

وتزودنا من لحمه وشائق ، فلما قدمنا المدينة ، أتينا ، فذكرنا له ذلك ، فقال : )) هو رزق أخرجهرسول الله

cطعمونا ؟ (( ، اللهc لكم ، فهل معكم من لحمه شيء فت ، فأكل منه .قال : فأرسلنا إلى رسول الله

: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿cحتى تهتز الأرض cضعت في الأرض لا تنبتcإذا و cالبذرة : cوتنبت cالبذرة cبجهاز رختر ، فتفقس cسجلc ة خفيفة ، ت ﴿هز

ت وربت . ﴾ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتز: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿

قال أبو داود في كتابه ) السنن( في باب زكاة الزرع :جة على cترc شبرتc قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا ، ورأيتc أ

رت على مثل عدلين . بعير بقطعتين ، قcطعت وصي: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿

ذكر الدكتورc زغلولc النجارc الدارسc للآيات الكونية – في إحدى محاضراته – أن هناك نجوما انطلقت من آلاف

السنوات ، وهي في سرعة الضوء ، ولم تصل حتى الآن إلى فلا أقسم بمواقع النجوم ﴿الأرض ، وما بقي إلا مواقعcها

﴾ .: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿

Page 268: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن268

بتاريخ396جاء في )جريدة الأخبار الجديدة( في العدد » دخلc صباح اليوم ) أونا( أنه : 2 م ص 1953/ 9/ 27

باريس دخول الفاتحين ، يحرسcه عشراتc من رجال البوليس ، الراكب والراجل . أما ) أونا ( هذا فهو حوت نرويجي ضخم

ط ، وزنه كيلو ، وكان محمولا على عشر80000محنcالحوت cعرضc جرارات مربوطة بسيارة نقل ضخمة ، وسي

cسمحc للناس بدخول كرشه المضاء بالكهرباء ، لمدة شهر وية واحدة . ويستطيعc عشرةc أشخاص أن يدخلوا بطنه مر

لكن المشرفين على معرض ) أونا ( وبوليس المدينة ، لم يتفقا على المكان الذي يوضعc فيه الحوتc ، وهم يخشون. cفوق محطة القطار الأرضي خشية أن ينهار الشارع cوضعه

شهرا ، فإن18وبرغم أن سن هذا الحوت لا يزيدc على مترا ، وقد صيد في شهر سبتمبر من العام20طوله

الماضي في مياه النرويج ، وقد صcنعت لهc عربةc قطارها انهارت تحته ، خاصة ، لنقله في جولة عبر أوربا ، ولكن

cعت له سيارةc جر ، طولها . مترا «30فصن: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿

ها لا تخرجc في النملةc تدخرc قcوتها من الصيف للشتاء ؛ لأنةc ، كسرتها نصفين ، الشتاء ، فإذا خشيت أن تنبت الحب

ةc في الصحراء إذا لم تجد طعاما ، نصبت نفسها كالعود والحي . cفتأكله cعليها الطائر cفيقع ،

: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿ قال عبدcالرزاق الصنعاني : سمعتc معمر بن راشد

﴿البصري يقولc : رأيتc باليمن عنقود عنب ، وقر بغل تام . . كل الأشجار ﴾ والنخل باسقات لها طلع نضيد

cسقى بماء واحد ل بعضها على بعض ﴿والنباتات ت ونفضةc﴾ في الأكل . وللنباتات مناعة خاصة ، فمنها القوي

cبشوكها ، ومنها الحامضة cالتي تدافع cة بنفسها ، ومنها الشوكي . cاللاذعة

: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿

Page 269: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن269

cدفوي المصري في كتابه )الطالع قال كمالc الدين الأ » رأيت قطف عنب ،السعيد الجامع نجباء أنباء الصعيد( :

ةc عنب ، جاءت cته ثمانيةc أرطال بالليثي ، ووcزنت حب جاءت زنcدفو بلدنا « cها عشرةc دراهم ، وذلك بأ . زنت

: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿ سعc شيئا وقد ذكر علماءc الفلك أن الكون لا يزالc يت

: cسع البالونة ماء بنيناها بأيد وإنا﴿فشيئا كما تت والس . وذكروا أن الأرض اليابسة تنقصc ، وأن ﴾ لموسعون

، cسع أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها ﴿المحيطات تت. ﴾ من أطرافها

: ﴾ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴿ هـ ص1402 سنة 62جاء في مجلة ) الفيصل( عدد

كيلو غراما ،22 صورة لثمرة كرنب )ملفوف( وزنت 112ها مترا واحدا ، وصورة لبصلة يابسة واحدة ، cوبلغ قطر

سم .30 كيلو غراما ، وبلغ قطرها 2,3وزنت وذكرت المجلةc عقب ذلك ، أن ثمرة بندورة )طماطم(

سم ، وأن هذه الأشياء غير60واحدة بلغ محيطcها أكثر من العادية ، نبتت في أرض المcزارع المكسيكي ) جوزيه كارمن(cذي الخبرة الطويلة في الزراعة والعناية بالأرض ، مما جعله

المزارع الأول في المكسيك . **************************************

يا الله يا الله نها ومن كل كرب ﴿ يكم م . ﴾ قل الله ينج. ﴾ أليس الله بكاف عبده ﴿يكم من ظلمات البر والبحر ﴿ . ﴾ قل من ينج ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في ﴿

. ﴾ الأرض

Page 270: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن270

﴾ ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ﴿وقال عن آدم : .

يناه وأهله من الكرب العظيم ﴿ونوح : . ﴾ ونج قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ﴿وإبراهيم :

. ﴾ إبراهيم ﴿ويعقوب : . ﴾ عسى الله أن يأتيني بهم جميعا وقد أحسن بي إذ أخرجني من ﴿ويوسف :

ن البدو جن وجاء بكم م . ﴾ الس فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى ﴿وداود :

. ﴾ وحسن مآب. ﴾ فكشفنا ما به من ضر ﴿وأيوب :

يناه من الغم ﴿ويونس : . ﴾ ونجيناك من الغم ﴿وموسى : . ﴾ فنج تنصروه فقد نصره الله ﴿ومحمد : ألم ﴿، ﴾ إلا

{7{ ووجدك ضالا فهدى}6يجدك يتيما فآوى}. ﴾ ووجدك عائلا فأغنى

:﴾ كل يوم هو في شأن ﴿ قال بعضcهم : يغفرc ذنبا ، ويكشفc كربا ، ويرفع أقواما ،

ويضعc آخرين .cاشتدي أزمة

تنفرجي قد آذن صcبحcك

بالبلج ليس لها من دون الله كاشفة ﴿سحابة ثم تنقشع : ﴾

*********************************************

لا تحزن ، فإن الأيام دولة في سجن )عارم( سجن ابنc الزبير محمد بن الحنفي

ر عزة : cث بمكة ، فقال ك وما رونقc الدنيا

بباق لأهلها وما شدةc الدنيا

بضربة لازم لهذا وهذا مcدةسوف تنقضي

cهc cصبحc ما لاقيت ويحلم حالك

Page 271: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن271

cالزبير وابن cبعد هذا الحدث بقرون، فإذا ابن cوتأملت هل تحس منهم من ﴿الحنفية وسجنc عارم كحلم حالم:

. ﴾ أحد أو تسمع لهم ركزا. cوالمحبوس cوالحابس cوالمظلوم cمات الظالم

كل بطاح من الناس له يوم بطوح .***************************************

﴾ هذان خصمان اختصموا في ربهم ﴿ )) لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتىوفي الحديث :

يقاد للشاة الجلحاء من القرناء ((ها ل أنفسك أي مث

cالمغرور يوم القيامة

cتمور cماء والس cهذا بلا ذنب يخاف لهوله

ت كيف الذي مرcرcوcهcعليه د***********************************

لا تحزن ، فيسر عدوكة cفرحc خصمك ، ولذلك كان من أصول المل إن حزنك ي

. ﴾ ترهبون به عدو الله وعدوكم ﴿إرغامc أعدائها : cه وقول لأبي دcجانة ، وهو يخطرc في الصفوف متبختراcحد : ))إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذافي أ

cظهرواالموطن (( مل حول البيت ، لي . وأمر أصحابهc بالرقوتهم للمشركين .

إن أعداء الحق وخصوم الفضيلة سوف يتقطعون حسرة قل موتوا بغيظكم﴿إذا علمcوا بسعاتنا وفرحنا وسرورنا ،

. ﴾ ودوا ما عنتم ﴿، ﴾إن تصبك حسنة تسؤهم ﴿، ﴾cب من أنضجت cر

cيوما قلبه ى لي شرا قد تمن

cطع لم ي وقال آخر :امتين وتجلدي للش

cريهمc أي لريب الدهر لا أن

cأتضعضع )) اللهم لا تشمت بي عدوا ولاوفي الحديث : .حاسدا (( .)) ونعوذ بك من شماتة الأعداء ((وفيه :

Page 272: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن272

cل المصائب قد كتمcر على الفتى

وتهونc غير شماتة وكانوا يتبسمون في الحوادث ، ويصبرون للمصائب ،الأعداء

cوف الشامتين ، وإدخال الغيظ cن دcون للخطوب ، لإرغام أ ويتجل فما وهنوا لما أصابهم في ﴿في قلوب الحاسدين :

. ﴾ سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا**********************************

تفاؤل وتشاؤما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم ﴿ فأم

ا الذين في قلوبهم مرض124يستبشرون} { وأم ﴾ فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون

. كثير من الأخيار تفاءلوا بالأمر الشاق العسير ، ورأوا في

﴿ذلك خيرا على المنهج الحق : وعسى أن تكرهوا شيئا ﴾وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم

.cحب ثلاثا يكرهcها الناسc : أحب فهذا أبو الدرداء يقولc : أ

الفقر والمرض والموت ، لأن الفقر مسكنة ، والمرض كفرة، والموت لقاء بالله عز وجل .

cخبرc أن الكلاب حتى ولكن الآخر يكرهc الفقر ويذcمه ، ويهي تكرهc الفقير :

إذا رأت يوما فقيرامcعدما

ت ت عليه وكشر هروالحcمى رحب بها بعضcهم فقال :أنيابها

cزارت مكفرة الذنوب سريعة

cها بالله أن لا فسألتcقلعي ت لكن المتنبي يقولc عنها :

بذلتc لها المطارفوالحشايا

فعافتها وباتت فيجن ﴿وقال يوسcفc عليه السلامc عن السجن : عظامي الس

ا يدعونني إليه . ﴾ أحب إلي مموعلي بنc الجهم يقولc عن الحبس أيضا :

Page 273: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن273

cبست فقلتcقالوا ح ليس بضائري

د لا حبسي وأي مهن cغمدc ولكن علي بن محمد الكاتب يقولc :ي

cبست فقلتcقالوا ح خطب نكد

cأنحى علي به الزمان cرصدcالم ه كثير ورحبوا به ، فمعاذ يقولc : مرحبا والموتc أحب

بالموت ، حبيب جاء على فاقة ، أفلح من ندم .cن بنc الحمام : ويقولc في ذلك الحcصي

تأخرتc أستبقيالحياة فلم أجد

لنفسي حياة مثلويقولc الآخرc : لا بأس بالموت إذا الموتc نزل .أن أتقدما

. cوا منه وه وفر وا من الموت وسب cولكن الآخرين تذمر فاليهودc أحرصc الناس على حياة ، قال سبحانه وتعالى

ون منه فإنه ﴿عنهم : قل إن الموت الذي تفر. ﴾ ملاقيكم

وقال بعضcهم : ومالي بعد هذاالعيش عيش

ومالي بعد هذاcفي سبيل الله أمنية عذبة عند الأبرار الشرفاء :الرأس رأس cوالقتل

. ﴾ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ﴿ : cرواحة ينشد cوابن

cني أسأل لكنالرحمن مغفرة

وطعنة ذات فزعبدا تقذفc الز ويقولc ابنc الطرماح :

أيا رب لا تجعلوفاتي إن أتت

على شرجع يعلوبحcسن المطارف ولكن شهيدا ثاويا في

عصابةcصابون في فج من ي

غير أن بعضهم كره القتل وفر منه ، يقولc جميلc بثينة :الأرض خائف يقولون جاهد يا

جميلc بغزوة وأي جهاد غيرهcن

cريدc وقال الأعرابي : والله إني أكرهc الموت على فراشي ،أcه في الثغور قل فادرؤوا عن أنفسكم ﴿فكيف أطلب

قل لو كنتم في ﴿، ﴾ الموت إن كنتم صادقين بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى

Page 274: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن274

. إن الوقائع واحدة لكن النفوس هي التي﴾ مضاجعهم . cتختلف

***********************************أيها الإنسان

يا من مل من الحياة ، وسئم العيش ،أيها الإنسان : وضاق ذرعا بالأيام وذاق الغcصص ، أن هناك فتحا مبينا ،

cسرا بعد عcسر . ونصرا قريبا ، وفرجا بعد شدة ، وي إن هناك لcطفا خفيا من بين يديك ومن خلقك ، وإن

وعد ﴿هناك أملا مشرقا ، ومستقبلا حافلا ، ووعدا صادقا ، . إن لضيقك فcرجة وكشفا ، ﴾ الله لا يخلف الله وعده

﴿ولمصيبتك زوال ، وإن هناك أنسا وروحا وندى وطلا وظلا . . ﴾ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن

ك باليقين ، والتواءأيها الإنسان : cداوي شك آن أن ت ضميرك بالحق ، وعوج الأفكار بالهcدى ، واضطراب المسيرة

شد . بالر آن أن تقشع عنك غياهب الظلام بوجه الفجر الصادق ،ضا ، وحنادس الفتن بنور يلقفc ما ومرارة الأسى بحلاوة الر

cون . يأفكة،أيها الإنسان: إن وراء بيدائكم القاحلة أرضا مطمئن

يأتيها رزقcها رغدا من كل مكانة وإن على رأس جبل المشقة والضنى والإجهاد ، جن

أصابها وابل ، فهي مcمرعة ، فإن لم يصبها وابل فطل منcشرى والفأل الحسن ، والأمل المنشود . الب

ألايا من أصابه الأرق ، وصرخ في وجه الليل :ها الليل الطويلc ألا انجل ، أبشر بالصبح بح ﴿أي أليس الص

. صبح يملؤcك نورا وحبورا وسرورا . ﴾ بقريبcفcق الغيبيا من أذهب لبه الهم : ويدك ، فإن من أ cر

نن الثابتة الصادقة فcسحة . فرجا ، ولك من الس

Page 275: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن275

كفكف دموعك ، وأرحيا من ملأت عينك بالدمع : مcقلتيك ، اهدأ فإن لك من خالق الوجود ولاية ، وعليك من

ها العبدc ، فقد فcرغ من القضاء ، لطفه رعاية ، اطمئن أيc المشقة ، ووقع الاختيارc ، وحصل اللطفc ، وذهب ظمأ

ت عروقc الجهد ، وثبت الأجرc عند من لا يخيبc لديه وابتل . cالسعي

فإنك تتعاملc مع غالب على أمره ، لطيفاطمئن :بعباده ، رحيم بخلقه ، حسن الصنع في تدبيره .

فإن العواقب حسنة ، والنتائج مريحة ،اطمئن :والخاتمة كريمة .

ى ، وبعد الظمأ ري ، وبعد الفراق اجتماع ، بعد الفقر غنهاد نوم صال ، وبعد الس وبعد الهجر وصل ، وبعد الانقطاع ات

. ﴾لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ﴿هادئ ، هcم وقد cلمعت نار

عسعس الليـ ـلc ومل الحادي

cوحار الدليل cها وفكري من فتأملتالبيـ

cـن عليل وطرف cعيني كليل cوفؤادي ذاك الفؤاد

ى المعنcوغرامي ذاك الغرام

cالدخيل وسألنا عن الوكيلالمرجى

للمcلمات هل إليهسبيلc ؟ فوجدناه صاحب

المcلك طcرا أكرم المcجزلين فرد

cون في الأرض ، بالجوع والضنك والضنىجليلc ها المعذب أيوا ، فإنكم سوف تشبعون cوالألم والفقر والمرض ، أبشر

{33والليل إذ أدبر} ﴿وتسعدون ، وتفرحون وتصحون ، بح إذا أسفر . ﴾ والص

يل أن ينجلي cد لل ولابد للقيد أن فلابينكسر ب صcعcود ومن يتهي

الجبال يعش أبد الدهر بين

ه خيرا ، وان ينتظر منهcالحcفر وحق على العبد أن يظcن بربه في كلمة ) cطفا ، فإن من أمرcل cو من مولاهcفضلا ، وأن يرج

cتعلق بعهوده ، فلا cوثق بموعوده ، وأن ي cن( ، جدير أن ي ك يجلبc النفع إلا هو ، ولا يدفع الضر إلا هو ، ولهc في كل نفس

Page 276: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن276

لcطف ، وفي كل حركة حكمة ، وفي كل ساعة فرج ، جعلcشكر ، ويبتلي cعطي لي بعد الليل صcبحا ، وبعد القحط غيثا ، يcسلطc البلاء ناء ، وي عماء ليسمع الث ليعلم من يصبرc ، يمنحc الن

صال ، cرفع إليه الدعاءc ، فحري بالعبد أن يقوي معه الات ليcكثرc السؤال cمد إليه الحبال ، وي واسألوا الله من ﴿وي

عا وخفية﴿، ﴾ فضله . ﴾ ادعوا ربكم تضرcرد نيل ما لو لم ت

cهc cب أرجو وأطل من جcود كفك ما

متني الطلبا انقطع العلاءc بنc الحضرمي ببعض الصحابة في الصحراءعله ، ونفد ماؤcهم ، وأشرفcوا على الموت ، فنادى العلاءc رب

القريب ، وسأل إلها سميعا مجيبا ، وهتف بقوله : يا علي يا عظيمc ، يا حكيمc يا حكيمc . فنزل الغيثc في تلك اللحظة ،

هم . cوا وتوضؤوا ، واغتسلوا وسقوا دواب وهو الذي ﴿فشربل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو ينز

. ﴾ الولي الحميد***************************************

وقفــــةcونc ك ةc الله تعالى ، ومعرفcته ، ودوامc ذكره ، والس » محب

إليه ، والطمأنينةc إليه ، وإفرادcه بالحcب والخوف والرجاءلc ، والمعاملةc ، بحيثc يكون هو وحدهc المستولي على وك والتةc الدنيا ، والنعيمc الذي هموم العبد وعزماته وإرادته . هو جنة عين المcحبين ، وحياةc العارفين « cشبههc نعيم ، وهو قcر . لا ي

: cبذكره والقناعة cهج » تعلقc القلب بالله وحدهc واللcالصدر والحياة cأسباب لزوال الهموم والغموم ، وانشراح

بة . والضد بالضد ، فلا أضيقc صدرا ، وأكثرc هما ، ممن الطيcالله cه بغير الله ، ونسي ذكر الله ، ولم يقنع بما آتاهc تعلق قلب

جربةc أكبرc شاهد « . ، والت*************************************

تعز بالمنكوبين

Page 277: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن277ن القرى ﴿ . ﴾ ولقد أهلكنا ما حولكم م

cسرةc cكب نكبة دامية ساحقة ماحقة : البرامكةc ، أ وممن نcهم رف والبذل والسخاء ، وأصبحت نكبت هة والت cب cسرةc الأ الأ عبرة وعظة ومثلا ، فإن هارون الرشيد سطا عليهم بينة وضcحاها ، وكانوا في النعيم غافلين ، وفي لحاف عشي

غد دافئين ، وفي بستان الترف مcنعين ، فجاءهم أمرc الله الر ضcحى وهم يلعبون ، على يد أقرب الناس إليهم ، فخرب

cورهcم ، واستلب ت cم ، وهتك سcورهم ، وهدم قصورهcد عبيدهcم ، وأسال دماءهم ، وأوردهم موارد الهالكين ، فجرحح بنكالهم عيون أطفالهم ، فلا بمصابهم قلوب أحبابهم ، وقرلبت ، وكم من عبرة من cكم من نعمة عليهم س ، cإله إلا الله

. قبل ﴾ فاعتبروا يا أولي الأبصار ﴿أجلهم سcفكت ، نكبتهم بساعة ، كانوا في الحرير يرفcلون ، وعلى الديباج

يزحفون ، وبكأس الأماني يترعcون ، فيها لهول ما دهاهcم ،ويا لفجيعة ما علاهم

هذا المصابc وإلا cه جلل cغير

cام cمحقc الأي وهكذا تcاطمأنوا في سنة من الدهر ، وأمن من الحدثان ، وغفلةوالدول

﴿من الأيام وسكنتم في مسـاكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم

. خفقت على رؤوسهمc البنودc ، واصطفت على ﴾ الأمثال. cجوانبهم الجنود

cن بين كأن لم يكالحجcون إلى الصفا

ة أنيس ولم يسمcر بمك cوا في صفو الزمانسامرcع رتعcوا في لذة العيش لاهين ، وتمت

cودا ، ل cوا السراب ماء ، والورم شحما ، والدنيا خ آمنين ، ظن، cضمنc cسترد ، والعارية لا ت والفناء بقاء ، وحسبوا الوديعة لا ت

cؤدى ، .﴾ وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴿والأمانة لا ت فجائعc الدهر ألوان

مcنوعةات مان مسر وللز

cوأحزان وهذه الدارc لا تبقيعلى أحد

ولا يدومc على حالcلها شأن

Page 278: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن278

أصبحوا في سرور وأمسوا في القبور ، وفي لحظة من لحظات غضب هارون الرشيد ، سل سيف النقمة عليهم ، فقتل جعفر بن يحيى البرمكي ، وصلبهc ثم أحرق جثمانه ،

وسجن أباه يحيي بن خالد ، وأخاه الفضل بن يحيى ، وصادرأموالهم وأملاكهم .

ولما قتل أبو جعفر المنصورc محمد بن عبدالله بن الحسن ، بعث برأسه إلى أبيه عبدالله بن الحسن في

السجن مع حاجبه الربيع ، فوضع الرأس بين يديه ، فقال :cفون بعهد رحمك اللهc يا أبا القاسم ، فقد كنت من الذين ي

الله ، ولا ينقcضون الميثاق ، والذين يصلون ما أمر اللهc به أنل هم ويخافون سوء الحساب ، ثم تمث cوصل ويخشون رب ي

بقول الشاعر : فتى كان يحميه من

الذل سيفcه ويكفيه سوءاتcها والتفت إلى الربيع حاجب المنصور ، وقال له : قcلالأمور اجتناب

cلها ، cؤسنا مcدة ، ومن نعيمك مث لصاحبك : قد مضى من بوالموعدc اللهc تعالى !

cالأحنف – وقيل : عمارة cبن cوقد أخذ هذا المعنى العباس بنc عقيل – فقال :

فإن تلحظي حالية وحالك مر

بنظرة عين عن هوىcحجبc فس ت الن cؤس cل مر من ب نجد ك

عيشتي يمcر بيوم من نعيمك

cحسبc ي كما في ) قول على قول ( . والآن : أين هارون الرشيدc وأين جعفرc البرمكي ؟ أين القاتلc والمقتولc ؟ أين الآمرc والمأمورc ؟ أين الذين أصدر

أمره وهو على سريره في قصره ؟ وأين الذي قتل وصcلب ؟cهم الحكمcلا شيء ، أصبحوا كأمس الدابر ، وسوف يجمع

قال علمها ﴿العدلc ليوم لا ريب فيه ، فلا ظcلم ولا هضم ، يوم ﴿، ﴾ عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى

﴿ ، يقوم الناس لرب العالمين يومئذ تعرضون لا ﴾. ﴾ تخفى منكم خافية

Page 279: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن279

قيل ليحيى بن خالد البرمكي : أرأيت هذه النكبة ، هل ها دعوةc مظلوم ، سرت في ظلام cها ؟ قال : لعل تدري ما سبب

الليل ونحنc عنها غافلون . cكب عبدcالله بنc معاوية بن عبدالله بن جعفر ، فقال ون

في حبسه : cخرجنا من الدنيا ونحن

من أهلها فلسنا من الأموات فيها

ولا الأحياء إذا دخل السجانc يومالحاجة

عجبنا وقلنا : جاء هذامن الدنيا ؤيا فجcل ونفرحc بالر

حديثنا إذا نحنc أصبحنا الحديث

ؤيا عن الر نت كانت بطيئا cفإن حس cها مجيئ

cحت لم تنتظر وإن قب سجن أحدc ملوك فارس حكيما من حكمائهم ، فكتب لهcوأتت سعيا

بتني من رقعة يقولc : إنها لن تمcر علي فيها ساعة ، إلا قرعة ، وأنت موعود قمة ، فأنا أنتظرc الس بتك من الن الفرج وقر

ق . بالضياد سلطانc الأندلس ، عندما غلب عليه cنكبc ابنc عب وي

ت الجواري cعن الجادة ، فكثر cوغلب عليه الانحراف ، cالترف في بيته ، والدفوفc والطنابيرc ، والعزفc وسماعc الغناء ،

فاستغاث يوما بابن تاشفين – وهو سلطانc المغرب – على أعدائه الروم في الأندلس ، فعبر ابنc تاشفين البحر ، ونصر

اد في الحدائق والقصور والدور ، اد ، فأنزلهc ابنc عب ابن عب ورحب به وأكرمه . وكان ابنc تاشفين كالأسد ، ينظرc في

مداخل المدينة وفي مخارجها ، لأن في نفسه شيئا . وبعد ثلاثة أيام هجم ابنc تاشفين بجنوده على المملكةده وسلب مcلكه ، وأخذ دcوره اد وقي الضعيفة ، وأسر ابن عب

ودمر قصوره ، وعاث في حدائقه ، ونقلهc إلى بلده ) أغمات(د ابنc ﴾ وتلك الأيام نداولها بين الناس ﴿أسيرا ، . فتقل

تاشفين زمام الحcكم ، وادعى أن أهل الأندلس همc الذيناستدعوه وأرادوه .

Page 280: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن280

اد يصلنه في السجن ، ت الأيامc ، وإذا ببنات ابن عب ومر حافيات باكيات كسيفات جائعات ، فلما رآهن بكى عند الباب

، وقال :cنت فيما مضى كبالأعياد مسرورا

فساءك العيدc فيأغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار

جائعة يغزلن للناس مايملكن قطميرا سليم برزن نحوك للت

خاشعةهcن حسيرات cأبصار

مكاسيرا يطأن في الطينوالأقدامc حافية

ها لم تطأ مسكا كأنبانة على ابن عباد ، فقال له :وكافcورا ثم دخل الشاعرc ابنc الل

ق رياحين السلام تنشما فإن

أصcب بها مسكا عليكوحنتما وقcل مجازا إن عدمت

حقيقة cعمى فقد بأنك ذو ن

cنت مcنعما ك cبكاك الحيا والريح cوبها ي cشقت ج

cعد عليها وتاه الروهي قصيدة بديعة ، أوردها الذهبي ومدحها .باسمك مcعلما

cروى الترمذي ، عن عطاء ، عن عائشة – رضي الله ت بقبر أخيها عبدالله الذي دcفن فيه ها مر عنها وأرضاها – أنcلك بمكة ، فسلمت عليه ، وقالت : يا عبدالله ، ما مثلي ومث

إلا كما قال مcتمم :ا كندماني جcذيمة cن وك

cرهة ب من الدهر حتى قيل

لن يتصدعا وعشنا بخير فيالحياة وقبلنا

أصاب المنايا رهطعا cب كسرى وت ي قنا كأن فلما تفر

ومالكا لطcول اجتماع لم

نبت ليلة معا ثم بكت وودعته . وكان عمرc رضي اللهc عنهc يقولc لمتمم بن نويرة : يا

متمم ، والذي نفسي بيده ، لوددتc أني شاعر فأرثي أخي جاءتني بريح زيد . يا ت الصبا من نجد إلا زيدا ، والله ما هب

متممc ، إن زيدا أسلم قبلي وهاجر وقتل قبلي ، ثم يبكيعمر . يقول متمم : لعمري لقد لام

cكا الحبيبc على الب حبيبي لتذراف الدموع

وافك الس فقال أتبكي كل قبرcرأيته

لقبر ثوى بين اللوىفالدكادك

Page 281: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن281

جى فقلتc له إن الشجى يبعثc الش

cقبر cه فدعني فهذا كلcكب بنو الأحمر في الأندلس ، فجاء الشاعرc ابنc عبدونمالك ن

يهم في هذه المصيبة فقال : cعز ي الدهرc يفجعc بعد العين

بالأثر فما البكاءc على

الأشباح والصور أنهاك أنهاك لا آلcوكموعظة

عن نومة بين نابيث والظفcر الل وليتها إذ فدت عمرا

بخارجة فدت عليا بمن شاءت

من البشر ا جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها ﴿ إنما ﴿، ﴾ فلمماء فاختلط مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السا يأكل الناس والأنعام حتى إذا به نبات الأرض مم

ينت وظن أهلها أنهم أخذت الأرض زخرفها واز قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها

.﴾ حصيدا كأن لم تغن بالأمس**************************************

ضا اليانعة ثمرات الرضي الله عنهم ورضوا عنه ﴿ . ﴾ ر

وللرضا ثمرات إيمانية كثيرة وافرة تنتجc عنه ، يرتفعc بها cصبحc راسخا في يقينه ، ثابتا الراضي إلى أعلى المنازل ، في

في اعتقاده ، وصادقا في أقواله وأعماله وأحواله . ته في جريان ما يكرهcهc من الأحكام عليه . فتمامc عبودي

ما يحب ، لكان أبعد شيء عن ولو لم يجر عليه منها إلاضا وكل والر ة . من الصبر والت ه ، فلا تتم له عبودي ة رب عبودي

بجريان ع والافتقار والذل والخضوع وغيرها – إلا والتضر القدر له بما يكرهc ، وليس الشأنc في الرضا بالقضاء الملائم

للطبيعة ، إنما الشأنc في القضاء المcؤلم المنافر للطبع .م في قضاء الله وقدره ، فيرضى بما فليس للعبد أن يتحك شاء ويرفضc ما شاء ، فإن البشر ما كان لهم الخيرةc ، بل

cوأجل وأعلى ، لأنه عالم cوأحكم cالله ، فهو أعلم cالخيرة الغيب المطلعc على السرائر ، العالمc بالعواقب المحيطc بها .

Page 282: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن282

رضا برضا : ه سبحانهc وتعالى في جميع وليعلم أن رضاه عن رب

cه عنه ، فإذا رضي عنه بالقليل من cثمرc رضا رب الحالات ، يه عنه بالقليل من العمل ، وإذا رضي عنه زق ، رضي رب الر

في جميع الحالات ، واستوت عندهc ، وجدهc أسرع شيء إلىة قه ؛ ولذلك انظر للمcخلصين مع قل رضاهc إذا ترضاه وتمل عملهم ، كيف رضي اللهc سعيهم لأنهم رضcوا عنهc ورضي

عنهم ، بخلاف المنافقين ، فإن الله رد عملهم قليلهc وكثيرهc ؛ لأنهم سخطcوا ما أنزل الله وكرهcوا رضوانهc ، فأحبط أعمالهم

.خط : من سخط فله الس

والسخطc بابc الهم والغم والحزن ، وشتات القلب ،وء الحال ، والظن بالله خلافc ما هو cوكسف البال ، وس

ه ، ويفتحc له باب جنة الدنيا cخلصcه من ذلك كل cه . والرضا ي أهل قبل الآخرة ، فإن الارتياح النفسي لا يتم بمcعاكسة الأقدار

ر cول ، لأن مدب ومضادة القضاء ، بل بالتسليم والإذعان والقبهمc في قضائه وقدره ، ولا زلتc أذكرc قصة cت الأمر حكيم لا ي

ابن الراوندي الفيلسوف الذكي الملحد ، وكان فقيرا ، فرأى عاميا جاهلا مع الدور والقصور والأموال الطائلة ، فنظر إلى السماء وقال : أنا فيلسوفc الدنيا وأعيشc فقيرا ، وهذا بليد

جاهل ويحيا غنيا ، وهذه قسمة ضيزى . فما زادهc اللهc إلا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ﴿مقتا وذcلا وضنكا

. ﴾ ينصرونضا : فوائد الر

cله الطمأنينة ، وبرد القلب ، وسكونه cوجبc ضا ي فالربه والتباس والقضايا وكثرة وقراره وثباتهc عند اضطراب الش

،الوارد ، فيثقc هذا القلبc بموعود الله وموعود رسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله ﴿ويقولc لسانc الحال :

﴾ وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما

Page 283: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن283

. والسخطc يوجبc اضطراب قلبه ، وريبتهc وانزعاجهc ، وعدمدا ، قهc ، فيبقى قلقا ناقما ساخطا متمر قراره ، ومرضهc وتمز

: cحاله يقول cفلسان﴿ ا وعدنا الله ورسوله إلا غرورا مcن لهمc الحق ، يأتوا إليه ﴾ . فأصحابc هذه القلوب إن يك

مcذعنين ، وإن طcولبوا بالحق إذا هم يصدفون ، وإن أصابهمcوا على وجوههم ، وا به ، وإن أصابتهم فتنة انقلب خير اطمأن

وا الدنيا والآخرة cذلك هو الخسران المبين ﴿خسر ﴾ . cنزلc عليه السكينة التي لا أنفع له منها ، ومتى كما أن الرضا يcه ، cه ، وصلح بال نزلت عليه السكينةc ، استقام وصلحت أحوالcته وكثرته ، وإذا ترحلت عنه cبعدcه منها بحسب قل والسخط ي

cوطيب cوالراحة cوالأمن cترحل عنه السرور ، cالسكينة لc السكينة العيش . فمن أعظم نعم الله على عبده : تنز

عليه . ومن أعظم أسبابها : الرضا عنه في جميع الحالات . لا تخاصم ربك :

والرضا يخلصc العبد من مcخاصمة الرب تعالى في أحكامه وأقضيته . فإن السخط عليه مcخاصمة له فيما لم

ه : من عدم رضاه يرض به العبدc ، وأصلc مخاصمة إبليس لربما ألحد من ألحد ، بأقضيته ، وأحكامه الدينية والكونية . وإنه رداء العظمة وإزار الكبرياء ، وجحد من جحد لأنهc نازع رب

cالأوامر ، وينتهك cعطلc cذعن لمقام الجبروت ، فهو ي ولم يcذعن للقضاء . المناهي ، ويتسخطc المقادير ، ولم ي

حكم ماض وقضاء عدل :ب ماض في عبده ، وقضاؤcه عدل فيه ، كما وحcكمc الر

)) ماض في حكمك ، عدل فيفي الحديث : قضاؤك (( . ومن لم يرض بالعدل ، فهو من أهل الظلم

م على نفسه ، والجور . واللهc أحكمc الحاكمين ، وقد حر الظل ه عن ظcلم م للعبيد ، وتقدس سبحانه وتنز وليس بظلا

الناس ، ولكن أنفcسهم يظلمون .

Page 284: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن284

cه : يعcم قضاء الذنب ،))عدل في قضاؤك ((وقول وقضاء أثره وعقوبته ، فإن الأمرين من قضائه عز وجل ،

وهو أعدلc العادلين في قضائه بالذنب ، وفي قضائه بعقوبته . وقد يقضي سبحانه بالذنب على العبد لأسرار

وخفايا هو أعلمc بها ، قد يكونc لها من المصالح العظيمة ما لايعلمcها إلا هcو .

خط : لا فائدة في السه ضا : إما أن يكون لفوات ما أخطأهc مم يحب وعدمc الر

cسخطcه . فإذا تيقن أن ما ويريدهc ، وإما لإصابة بما يكرهcه ويcخطئه ، فلا cصيبه ، وما أصابه لم يكن لي cن لي أخطأه لم يك

فائدة في سخطه بعد ذلك إلا فواتc ما ينفعcه ، وحصولc ماه . وفي الحديث : )) جف القلم بما أنت لاق يا أبايضر

هريرة ، فقد فرغ من القضاء ، وانتهي من القدر ،ت وكتبت المقادير ، ورفعت الأقلام ، وجف

حف (( . الصضا : السلامة مع الر

والرضا يفتحc له باب السلامة ، فيجعلc قلبهc سليما ، نقيا من الغش والدغل والغل ، ولا ينجو من عذاب الله إلا من

ك به ، والش المc من الش أتى الله بقلب سليم ، وهو السس إبليس وجcنده ، وتخذيله وتسويفه، ووعده رك ، وتلب والش

:cليس فيه إلا الله cقل الله ثم﴿ووعيده ، فهذا القلب . ﴾ذرهم في خوضهم يلعبون

وكذلك تستحيلc سلامةc القلب من السخط وعدمcه أسلم . ما كان العبدc أشد رضا ، كان قلب الرضا ، وكل

فالخبثc والدغلc والغش : قرينc السخط . وسلامةc القلبcصحcه : قرينc الرضا . وكذلك الحسدc هو من ثمرات ه ون وبر السخط . وسلامةc القلب منهc : من ثمرات الرضا . فالرضا

cسقى بماء الإخلاص في بستان التوحيد ، بة ، ت شجرة طيcها الأعمالc الصالحةc ، ولها ثمرة يانعة cها الإيمانc ، وأغصان أصل

Page 285: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن285

cها . في الحديث : )) ذاق طعم الإيمان من رضيحلاوت . وفيبالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبحمد نبيا ((

)) ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوةالحديث أيضا : .الإيمان .... ((

ك : خط باب الش السك في الله ، وقضائه ، والسخطc يفتحc عليه باب الش

وقدره ، وحكمته وعلمه ، فقل أن يسلم الساخطc من شكش cداخلc قلبه ، ويتغلغلc فيه ، وإن كان لا يشعرc به ، فلو فت ي نفسه غاية التفتيش ، لوجد يقينهc معلولا مدخولا ، فإن الرضاك والسخط قرينان ، وهذا واليقين أخوان مcصطحبان ، والش

)) إن استطعت أنمعنى الحديث الذي في الترمذي : ضا مع اليقين ، فافعل . فإن لم تعمل بالر

تستطع ، فإن في الصبر على ما تكره النفس خيرا . فالساخطcون ناقمون من الداخل ، غاضبون ولوكثيرا ((

لم يتكلموا ، عندهم إشكالات وأسئلة ، مفادcها : لم هذا ؟وكيف يكونc هذا ؟ ولماذا وقع هذا ؟

ضا غنى وأمن : الر ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر ، ملأ اللهc صدرهc غنى

ل عليه وك ته والإنابة إليه ، والت غ قلبه لمحب وأمنا وقناعة ، وفرcه بضد ذلك ، واشتغل ضا ، امتلأ قلب . ومن فاته حظه من الر

cه وفلاحcه . عما فيه سعادتغc القلب من الله غc القلب لله ، والسخطc يفر cفر ضا ي فالر

، ولا عيش لساخط ، ولا قرار لناقم ، فهو في أمر مريج ،تهc زهيدة ، يرى أن رزقهc ناقص ، وحظهc باخس ، وعطي

ومصائبهc جمة ، فيرى أنه يستحق أكثر من هذا ، وأرفع وأجله – في نظره – بخسهc وحرمه ومنعهc وابتلاه ، ، لكن رب

﴿وأضناهc وأرهقه ، فكيف يأنسc وكيف يرتاح ، وكيف يحيا ؟ ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه

. ﴾ فأحبط أعمالهم

Page 286: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن286

كر : ضا الش ثمرة الرcثمرc الشكر الذي هو من أعلى مقامات والرضا ي

الإيمان ، بل هو حقيقةc الإيمان . فإن غاية المنازل شكرcرc اللهc من يرضى بمواهبه وأحكامه ، المولى ، ولا يشك

وصcنعه وتدبيره ، وأخذه وعطائه ، فالشاكرc أنعمc الناس بالا ،cهم حالا . وأحسن

خط الكفر : ثمرة السعم ، وربما أثمر له cفرc الن cثمر ضده ، وهو ك والسخطc يه في جميع الحالات ، cفر المنعم . فإذا رضي العبدc عن رب ك

كره ، فيكونc من الراضين الشاكرين . وإذا cأوجب له لذلك ش cل الكافرين . ب cالرضا ، كان من الساخطين ، وسلك س cفاته وإنما وقع الحيفc في الاعتقادات والخللc في الديانات من

كون كثير من العبيد يريدون أن يكونوا أربابا ، بل يقترحونcحلون على مولاهم ما يريدون: هم ، وي يا أيها ﴿على رب

. ﴾ الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسولهخط مصيدة للشيطان : الس

والشيطانc إنما يظفرc بالإنسان غالبا عند السخطما إذا استحكم سخطcه ، والشهوة ، فهناك يصطادcه ، ولاسي

cرضيه ، وينوي ما ب ، ويفعلc ما لا ي cرضي الر فإنهc يقولc ما لا يcرضيه ، ولهذا قال النبي عند موت ابنه إبراهيم :لا ي

)) يحزن القلب وتدمع العين ، ولا نقول إلا ماcوجبcيرضي ربنا (( . فإن موت البنين من العوارض التي ت

أنهc لا يقولc فيللعبد السخط على القدر ، فأخبر النبي مثل هذا المقام – الذي يسخطcه أكثرc الناس ، فيتكلمون بما

ه cرضي رب cرضي الله ، ويفعلون ما لا يرضيه – إلا ما ي لا ي تبارك وتعالى . ولو لمح العبدc في القضاء بما يراهc مكروها

. cمور ، لهان عليه المصابc إلى ثلاثة أ

Page 287: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن287

علمcه بحكمة المقدر جل في علاه ، وأنهc أخبرcأولها :بمصلحة العبد وما ينفعcه .

أن ينظر للأجر العظيم والثواب الجزيل ، كماثانيها :cصيب فصبر من عباده . وعد اللهc من أ

ب ، والتسليم والإذعانثالثها : أن الحcكم والأمر للر . ﴾ أهم يقسمون رحمة ربك ﴿للعبد :

ضا يخرج الهوى : الرcخرجc الهوى من القلب ، فالراضي هواهc تبع والرضا يه ويرضاهc ، فلا ه رب ه منه ، أعني المراد الذي يحب لمراد ربcالهوى في القلب أبدا ، وإن كان معه cباع يجتمعc الرضا وات

عبة من هذا ، وشعبة من هذا ، فهو للغالب عليه منهما . cشcم في إن كان رضاك

سهري فسلامc الله على

وسني . ﴾ وعجلت إليك رب لترضى ﴿

cمc ما ك إن كان سرقال حاسدcنا

فما لجرج إذاcأرضاكمو ألم******************************************

وقفـــةف إلى الله في الرخاء ، يعرفك في )) تعر

دة (( . الشف(» اء )تعر ب)إلى الله( بتشديد الر أي : تحب

كر لهc على سابغ نعمته ، والصبر ب إليه بطاعته ، والش وتقرته . تحت مcر أقضيته ، وصدق الالتجاء الخاص قبل نزول بلي

أي : في الدعة والأمن والنعمة وسعة العمر)في الرخاء(بات ، حتى cرcوصحة البدن ، فالزم الطاعات والإنفاق في الق

صفا عنده بذلك ، معروفا به . )يعرفك فيتكون متدة( بتفريجها عنك ، وجعله لك من كل ضيق مخرجا ،الش

ف « عر . ومن كل هم فرجا ، بما سلف من ذلك الت

Page 288: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن288

به معرفة خاصة بقلبه » ينبغي أن يكون بين العبد وبين ر ، بحيثc يجدcه قريبا للاستغناء لهc منهc ، فيأنسc به في خلوته ،cالعبد cحلاوة ذكره ودعائه ومناجاته وطاعته ، ولا يزال cويجد

cرب في الدنيا والبرزخ والموقف ، فإذا كان يقع في شدائد وكه « ه معرفة خاصة ، كفاهc ذلك كل . بينهc وبين رب

*************************************الإغضاء عن هفوات الإخوان

خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴿﴾.

cقين ل cق أو خc ل cلا ينبغي أن يزهد فيه – أي الأخ- لخ هما منهc، إذا رضي سائر أخلاقه ، وحمد أكثر شيمه ، لأن cينكر cعوز ، وقد قال الكندي : كيف تريدcاليسير مغفور ، والكمال م

cقا واحدا ، وهو ذو طبائع أربع . مع أن نفس ل cمن صديقك خ رة باختياره الإنسان التي هي أخص النفوس به ، ومدب

cه إلى cجيب cعطيه قيادها في كل ما يريدc ، ولا ت وإرادته ، لا ت كذلك ﴿طاعته في كل ما يجبc ، فكيف بنفس غيره ؟!

فلا تزكوا ﴿، ﴾ كنتم من قبل فمن الله عليكم .﴾ أنفسكم هو أعلم بمن اتقى

ه ، وقد قال أبو cك أن يكون لك من أخيك أكثرc وحسب الدرداء – رضي الله عنه - : مcعاتبةc الأخ خير من فقده ، من

ه ؟! فأخذ الشعراءc هذا المعنى ، فقال أبو لك بأخيك كلالعتاهية :

cخي من لك من أأبني الد

نيا بكل أخيك منلك فاستبق بعضك لا

ـ يملcعط ـك كل من لم ت

ك cل ك وقال أبو تمام الطائي : ما غبن المغبون

مثلc عقله من لك يوما بأخيك

ه cل ة الإنصافك وقال بعضc الحكماء : طلبc الإنصاف ، من قل.

Page 289: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن289

وقال بعضcهم : نحنc ما رضينا عن أنفcسنا ، فكيف نرضىعن غيرنا !!

ك في رجل حمدت سيرته ، cزهدن وقال بعضc البلغاء : لا ي وارتضيت وتيرته ، وعرفت فضله ، وبطنت عقله – عيب

cله قوة cفضائله ، أو ذنب صغير تستغفر cبه كثرة cخفي ، تحيط وسائله ، فإنك لن تجد – ما بقيت – مcهذبا لا يكونc فيه

تراها بعين عيب ، ولا يقعc منه ذنب ، فاعتبر بنفسك بعدc ألا الرضا ، ولا تجري فيها على حcكم الهوى ، فإن في اعتباركcواسيك مما تطلبc ، ويعطفك على بها ، واختبارك لها ، ما ي

: cوقد قال الشاعر ، cذنبc من يcرضى ومن ذا الذي ت

ها سجاياهc كلcعد cبلا أن ت كفى المرء ن

cه معايب وقال النابغةc الذبياني : ولست بمcستبق أخا

cمهc لا تل على شعث أي

جال المهذب وليس ينقضc هذا القول ما وصفناهc من اختباره ، واختبارالر الخصال الأربع فيه ، لأن ما اعوز فيه معفو عنهc ، هذا لا

cسيء الظن في cوحشك فترة تجدcها منهc ، ولا أن ت ينبغي أن تره ، ره ، وتتيقن تنك كبوة تكونc منه ، ما لم تتحقق تغي

وليصرف ذلك إلى فترات النفوس ، واستراحات الخواطر ،رc عن مcراعاة نفسه التي هي أخص فإن الإنسان قد يتغي

النفوس به ، ولا يكونc ذلك من عداوة لها ، ولا ملل منها .ك الظن على صديق قد cفسدن وقد قيل في منثور الحكم : لا يcني ، من أصلحك اليقينc له . وقال جعفرc بنc محمد لابنه : يا بات ، فلم يقcل فيك سوى الحق ، غضب من إخوانك ثلاث مر

فاتخذه لنفسك خلا . وقال الحسنc بنc وهب : من حقوق المودة أخذc عفو الإخوان ، والإغضاءc عن تقصير إن كان . ﴿ وقد روي عن علي – رضي اللهc عنهc – في قوله تعالى :

فح الجميل ضا بغير عتاب . ﴾ فاصفح الص ، قال : الروقال ابنc الرومي :

cد همc الناسc والدنيا ولابمن قذى

cكدرc مشربا cلم بعين أو ي ي

Page 290: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن290

ك ومن قلة الإنصاف أنتبتغي الـ

ـمcهذب في الدنيا ولستالمهذبا وقال بعضc الشعراء :

cنا على الأيام تواصcلباق

cنا مطر cولكن هجر بيع الر cهc لكن وعcك صوب cير

cتراهته داني على علا

وع cز الن معاذ الله أن تلقى غضابا

سوى دلc المطاععلى المcطيع ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم ﴿

ن أحد أبدا ﴾ م تريدc مcهذبا لا عيب

فيه وهل عcود يفcوحc بلا

دcخان .﴾ فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ﴿********************************************

****ة والفراغ ح الص

ع صحة جسمك ، وفراغ وقتك ، بالتقصير ينبغي ألا تضيقة بسالف عملك ، فاجعل الاجتهاد ك ، والث في طاعة رب

غنيمة صحتك ، والعمل فرصة فراغك ، فليس كل الزمان مستعدا ولا ما فات مستدركا ، وللفراغ زيغ أو ندم ، وللخلوة

ميل أو أسف . وقال عمرc بنc الخطاب : الراحةc للرجال غفلة ، وللنساء

غcلمة .cمجهدة ، فالفراغ cإن يكن الشغل : cوقال بزرجمهر

مفسدة .cفسدc اكم والخلوات ، فإنها ت وقال بعضc الحكماء : إي

العقول ، وتعقدc المحلول . وقال بعضc البلغاء : لا تمض يومك في غير منفعة ، ولا تضع مالك في غير صنيعة ، فالعمرc أقصرc من ينفد في غير

cصرف في غير الصانع ، المنافع ، والمالc أقل من أن يcفني أيامه فيما لا يعودc عليه نفعcه والعاقلc أجل من أن يه . cه وأجرc cنفق أموالهc فيما لا يحصcل له ثواب وخيرهc ، وي

Page 291: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن291

وأبلغc من ذلك قولc عيس ابن مريم ، على نبينا وعليهظرc ، والصمتc ، فمن كان السلامc : البر ثلاثة : المنطقc ، والنه في غير اعتبار cه في غير ذكر فقد لغا، ومن كان نظرcمنطق

فقد سها ، ومن كان صمته في غير فكر فقد لها . ********************************************

الله ولي الذين آمنوا

العبدc بحاجة إلى إله ، وفي ضرورة إلى مولى ، ولابدصرة ، والحcكم ، والغنم ، والغناء في الإله من القcدرة والنcالملك cالأحد cصف بذلك هو الواحد والقوة ، والبقاء . والمcت

المهيمنc ، جل في علاه .cن العبدc إليه ويطمئن به ، فليس في الكائنات ما يسكوجه إليه إلا اللهc سبحانه ، فهو ملاذc الخائفين ، ويتنعمc بالت

﴿ومعاذc المcلجئين ، وغوثc المستغيثين ، وجارc المستجيرين : وهو يجير ولا ﴿، ﴾ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم

، ﴾ ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ﴿، ﴾ يجار عليهه وحصل له به مودة في الحياة ومن عبد غير الله ، وإن أحب

ذة – فهو مفسدة لصاحبه أعظمc من الدنيا ، ونوع من الل لو كان فيهما آلهة ﴿مفسدة التذاذ أكل الطعام المسموم

ا إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عم فإن قوامهcما بأن تألها الإله الحق ، فلو كان ﴾ يصفون

فيهما آلهة غيرc الله ، لم يكن إلها حقا ، إذ اللهc لا سمي لهد ، لانتفاء ما به صلاحcها ، هذا من cولا مثل له ، فكانت تفس

cلم بالضرورة اضطرار العبد إلى إلهه ومولاهcجهة الإلهية . فع صالc الفاني بالباقي ، والضعيف وكافيه وناصره ، وهو ات

خذ الله ربا وإلها ، بالقوي ، والفقير بالغني ، وكل من لم يتخذ غيره من الأشياء والصور والمحبوبات والمرغوبات ، ات

أرأيت من ﴿فصار عبدا لها وخادما ، لا محالة في ذلك : . ﴾ واتخذوا من دون الله آلهة﴿، ﴾ اتخذ إلهه هواه

قال : أعبدc)) يا حصين ، كم تعبد ؟ ((وفي الحديث :

Page 292: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن292

سبعة ، ستة في الأرض ، وواحدا في السماء . قال : . قال : الذي في السماء .)) فمن لرغبك ولرهبك ؟ ((

)) فاترك التي في الأرض ، واعبد الذي فيقال : .السماء ((

cشركc به واعلم أن فقر العبد إلى الله ، أن يعبد الله لا يcشبهc – من بعض cقاسc به ، لكن ي شيئا ، ليس له نظير في الوجوه – حاجة الجسد إلى الطعام والشراب ، وبينهما

فروق كثيرة .وحcه ، وهي لا صلاح لها إلا cه ورc فإن حقيقة العبد قلب

بإلهها الله الذي لا إله إلا هو ، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكرهcد لها من لقائه ، ولا cه ، ولاب ، وهي كادحة إليه كدحا فمcلاقيت

صلاح لها إلا بلقائه . ومن لقاء الله قد

ا أحببا cأشد ح cكان له الله

cه الكاره cوعكس فالله اسأل

رحمتهc فضلا ولا ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله ، فلا يدومcتتكل

ذلك ، بل ينتقلc من نوع إلى نوع ، ومن شخص إلى شخص ،cخرى يكون ويتنعمc بهذا في وقت وفي بعض الأحوال ، وتارة أ

ذلك الذي يتنعمc به ويلتذ ، غير منعم لهc ولا ملتذ له ، بل قده ذلك . cه به ووجودcه عنده ، ويضر cؤذيه اتصال ي

cد لهc منه في كل حال وكل وقت ، وأينما وأما إلههc فلابكان فهو معه .

عساك ترضى وكلالناس غاضبة

إذا رضيت فهذا مcنتهىأملي )) من أرضى الله بسخط الناس ،وفي الحديث :

رضي الله عليه ، وأرضى عنه الناس . ومن أسخط الله برضا الناس ، سخط الله عليه وأسخط عليه

. ولا زلتc أذكرc قصة )العكوك ( الشاعر وقد مدحالناس ((أبا دلف الأمير فقال :

ولا مددت يدا بالخيرواهبة

قضيت بأرزاق إلاوآجال

Page 293: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن293

فسلط اللهc عليه المأمون فقتله على بساطه بسبب هذا ﴿البيت وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا

. ﴾ يكسبون ****************************************

إشارات في طريق الباحثين للسعادة والفلاح علامات تلوحc ، وإشارات تظهرc ، وهيصف شهود على رقي صاحبها ، ونجاح حاملها ، وفلاح من ات

بها . نه cما زاد وز فمن علامات السعادة والفلاح : أن العبد كلcه ، غاص في قاع البحار ، فهو يعلمc أن العلم موهبة ونفاست

كرها ، cبها من شاء ، فإن أحسن ش cالله cراسخة يمتحن cوله ، رفعهc به درجات يرفع الله الذين ﴿وأحسن في قب

ما زيد ﴾ آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات . وكل في عمله ، زيد في خوفه وحذره ، فهو لا يأمنc عثرة القدم ،

ة اللسان ، وتقلب القلب ، فهو في مcحاسبة ومcراقبة وزلcما وقع على شجرة تركها لأخرى ، يخاف كالطائر الحذر ، كلما زيد في عمره ، اص ، وطائشة الرصاص . وكل مهارة القن

هc قد اقترب من نقص من حرصه ويعلمc علم اليقين أن المنتهى ، وقطع المرحلة ، وأشرف على وادي اليقين . وهو

ما زيد في ماله ، زيد في سخائه وبذله ؛ لأن المال عارية ، كل والواهب ممتحن ، ومناسبات الإمكان فcرص ، والموت

ما زيد في قدره وجاهه ، زيد في قcربه بالمرصاد . وهو كلcع لهم ؛ لأن العباد عيالcواض من الناس وقضاء حوائجهم والت

هم إلى الله أنفعcهم لعياله . الله ، وأحبما زيد في علمه ، زيد في وعلاماتc الشقاوة : أن كل

cه ثخينة ، cه خاو ، وطبيعت كبره وتيهه ، فعلمcه غيرc نافع ، وقلبلما زيد في عمله ، زيد في فخره cه سباخ وعرة . وهو ك وطينت

ه بنفسه . فهو الناجي وحده ، واحتقاره للناس ، وحcسن ظن والباقون هلكى ، وهو الضامنc جواز المفازة ، والآخرون على

Page 294: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن294

ما زيد في عمره ، زيد في حرصه ، شفا المتالف . وهو كلcزعزعcه كهc الحوادثc ، ولا ت cحر cوع ، لا ت فهو جمcوع من

ما زيد في ماله ، زيد cوقظهc القوارعc . وهو كل المصائبc ، ولا تcه مقفر من القيم ، وكفه شحيحة cخله وإمساكه ، فقلب في ب

ما زيد في بالبذل ، ووجهcه صفيق عري من المكارم . وهو كل قدره وجاهه ، زيد في كبره وتيهه ، فهو مغرور مدحور ،

ه في النهاية ئة ، مريشc الجناح ، لكن طائشc الإرادة منتفخc الر )) يحشر المتكبرون يوم القيامة فيلا شيء :

. وهذهصورة الذر ، يطؤهم الناس بأقدامهم (( الأموcر ابتلاء من الله وامتحان ، يبتلي بها عباده فيسعدc بها

أقوام ، ويشقى بها آخرون . ****************************************

الكرامة ابتلاء وكذلك الكراماتc امتحان وابتلاء ، كالمcلك والسلطان

ه سليمان لما رأى عرش بلقيس والمال ، قال تعالى عن نبي ﴾ هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ﴿عنده :

cول حسن ، cسدي النعمة ليرى من قبلها بقب ، فهو سبحانه ي وشكرها وحفظها ، وثمرها وانتفع ونفع بها ، ومن أهلها

وعطلها ، وكفرها وصرفها في مcحاربة المعطي ، واستعان . cلاهcحادة الواهب جل في عcبها في م

cور كرc الشك cبها ش cابتلاء من الله وامتحان ، يظهر cعم فالن cفرc الكفور . كما أن المحن منهc سبحانه ، فهو يبتلي بالنعم وك

ا الإنسان إذا ما ﴿كما يبتلي بالمصائب قال تعالى : فأم {15ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن}ا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي وأم

عتc عليه ﴾ { كلا ....16أهانن} ، أي ليس كل من وسcه ، يكونc ذلك إكراما مني له ، ولا كل من cه ونعمت وأكرمت

cه ، يكونc إهانة مني له . قتc عليه رزقه وابتليت ضي************************************

Page 295: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن295

الكنوز الباقيةcإن المواهب الجزيلة والعطايا الجليلة ، هي الكنوز الباقيةc لأصحابها ، الراحلةc معهم إلى دار المقام ، من

الإسلام والإيمان والإحسان والبر والتقى والهجرة والجهاد ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل﴿والتوبة والإنابة :

المشرق والمغرب ولـكن البر من آمن بالله واليوم. ﴾ هم المتقون ﴿إلى قوله تعالى : ﴾ الآخر ...

**************************************ة تنطح الثريا هم

cعطي العبدc همة كبرى ، ارتحلت به في دروب إذا أالفضائل ، وصعدت به في درجات المعالي .

حلي بكبر الهمة ، وجلالة ومن سجايا الإسلام التcالمقصود ، وسمو الهدف ، وعظمة الغاية . فالهمة هي مركز

السالب والموجب في شخصك ، الرقيبc على جوارحك ، وهي الوقودc الحسي والطاقةc الملتهبةc ، التي تمد صاحبها

بالوثوب إلى المعالي والمسابقة إلى المحامد . وكبرc الهمة يجلبc لك . بإذن الله خيرا غير مجذوذ ، لترقى إلى درجات

cجري في عروقك دم الشهامة ، والركض في الكمال ، في ميدان العلم والعمل . فلا يراك الناسc واقفا إلا على أبواب

واد cنافسc الر الفضائل ، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور ، تادة في المزايا ، لا ترضى cزاحمc الس في الفضائل ، وت

بالدون ، ولا تقفc في الأخير ، ولا تقبلc بالأقل . وبالتحليcجتث منك cسلبc منك سفساف الآمال والأعمال ، وي بالهمة ، ي

cالهمة cالذل والهوان ، والتملق ، والمداهنة ، فكبير cشجرة cه المواقفc ، وفاقدcها جبان رعديد ، cرهب ثابتc الجأش ، لا ت

. cفمه الفهاهة cغلقc ت ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر ، فإن بينهما من

cجع والأرض ذات الصدع ، فكبر الرق كما بين السماء ذات الر

Page 296: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن296

الهمة تاج على مفرق القلب الحcر المثالي ، يسعى به دائمايادة والفضل ، فكبيرc الهمة وأبدا إلى الطهر والقداسة والز

رc على ما فقده من يتلمظc على ما فاته من محاسن ، ويتحس مآثر ، فهو في حنين مستمر ، ونهم دؤوب للوصول إلى

الغاية والنهاية .ة كبرc الهمة حليةc ورثة الأنبياء ، والكبرc داءc المرضى بعل

الجبابرة البؤساء .cيهبط cقي ، والكبر فكبرc الهمة تصعدc بصاحبها أبدا إلى الر به دائما إلى الحضيض . فيا طالب العلم ، ارسم لنفسك كبر

ات الهمة ، ولا تنفلت منها وقد أومأ الشرعc إليها في فقهيcلابس حياتك ، لتكون دائما على يقظة من اغتنامها ، ومنها : ت

cول ف عند فقد الماء ، وعدمc إلزامه بقب يمم للمكل إباحةc التة التي تنالc من هبة ثمن الماء للوضوء ، لما في ذلك من المن

الهمة منالا ، وعلى هذا فقيس . فالله الله في الاهتمام بالهمة ، وسل سيفها في غمرات

الحياة : هو الجدث حتى تفضcل

العينc أختهاcى يكون اليوم وحت

دا ***************************************لليوم سي

قراءة العقولفس ، القراءةc والتأملc في ر الن cمما يشرح الخاطر ويس ها متعة يسلو بها المcطالع عقول الأذكياء وأهل الفطنة ، فإن

دc العارفين لتلك الإشراقات البديعة من أولئك الفطناء . وسيcنا cقاسc عليه بقيةc الناس ،وخيرةc العالمين ، رسول ، ولا ي

د بالوحي ، مصدق بالمعجزات ، مبعوث بالآيات لأنهc مؤينات ، وهذا فوق ذكاء الأذكياء ولمcوع الأدباء . البي

***********************************﴾ وإذا مرضت فهو يشفين ﴿

Page 297: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن297

: cمن الضار ، خير من الإكثار منقال أبقراط cالإقلال « ل عن. وقال : النافع « cكاس » استديموا الصحة بترك الت

.التعب ، وبترك الامتلاء من الطعام والشراب «cجود الغداءوقال بعضc الحكماء : » من أراد الصحة : فلي

ل من cقل cل على نفاء ، وليشرب على ظماء ، ولي ، وليأكرب الماء ، ويتمدد بعد الغداء ، ويتمش بعد العشاء ، ولا cش ينم حتى يعرض نفسهc على الخلاء ، وليحذر دخول الحمام

ة في الصيف خير من عشر في الشتاء عقيب الامتلاء ، ومر . »

cباكر ه البقاءc – ولا بقاء – فلي وقال الحارثc : » من سرcقل غشيان داء ، ولي cخفف الر cعجل العشاء ، ول الغداء ، ولي

.النساء «cذبن البدن ، وربما قتلن :وقال أفلاطون : » خمس ي

صح عc المغايظ ، ورد الن ة ، وتجر قصرc ذات اليد ، وفراقc الأحب .، وضحكc ذوي الجهل بالعقلاء «

: cكل كثير ، فهوومن جوامع كلمات أبقراط قوله « .مcعاد للطبيعة «

» لأني لموقيل لجالينوس : ما لك لا تمرضc ؟ فقال : cدخل طعاما على طعام ، أجمع بين طعامين رديئين ، ولم أ

.ولم أحبس في المعدة طعاما تأذيتc منه «cوالنوم ، cالكثير cالجسم : الكلام cمرضc وأربعةc أشياء ت: cالكثير cفالكلام . cالكثير cوالجماع ، cالكثير cوالأكل ، cالكثير

: cالكثير cيب . والنوم cضعفcه ، ويعجلc الش يقلل مcخ الدماغ ويcكسلc عن جc العين ، وي cهي cعمي القلب ، وي يصفرc الوجه ، وي

: cالكثير cالغليظة ، والأدواء العسرة . والجماع cد العمل ، ويولطcوبات البدن ، cر cجففc cضعفc القcوى ، وي يهcد البدن ، وي

هc جميع البدن ، cم ضررcدد ، ويع cورثc الس cرخي العصب ، وي ويفساني . وح الن لc منهc من الر ونخفض الدماغ لكثرة ما يتحل ولإضعافcهc أكثر من إضعاف جميع المستفرغات ، ويستفرغ

وح شيئا كثيرا . من جوهر الر

Page 298: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن298

. cهر أربعة تهدم البدن : الهم ، والحزنc ، والجوعc ، والسظرc إلى الخcضرة ، وإلى الماء الجاري ، cفرحc : الن وأربعة ت

والمحبوب ، والثمار . cوالإمساء cح صب cظلم البصر : المشيc حافيا ، والت وأربعة تظر cكاء ، وكثرةc الن بوجه البغيض والثقيل والعدوc ، وكثرةc الب

في الخط الدقيق . cبسc الناعم ، ودخول الحمام وأربعة تقوي الجسم : ل

بة المعتدل ، وأكلc الطعام الحلو والدسم ، وشم الروائح الطي .

: cوطلاقته cماءه وبهجته cذهبc cيبس الوجه، وت وأربعة تcالسؤال عن غير علم ، وكثرة cوكثرة ، cوالوقاحة ، cالكذب

الفجور . وأربعة تزيدc في ماء الوجه وبهجته : المروءةc ، والوفcاء ،

والكرمc ، والتقوى . ، cوالحسد ، cالبغضاء والمقت : الكبر cوأربعة تجلب

. cميمة والكذبc ، والن وأربعة تجلبc الرزق : قيامc الليل ، وكثرةc الاستغفاربالأسحار ، وتعاهcدc الصدقة ، والذكر أول النهار وآخره .

ةc الصلاة ، وأربعة تمنعc الرزق : نومc الصبحة ، وقل . cوالخيانة ، cوالكسل

cضر بالفهم والذهن : إدمانc أكل الحامض وأربعة توالفواكه ، والنومc على القفا ، والهم ، والغم .

ملي من ةc الت وأربعة تزيدc في الفهم : فراغc القلب ، وقل الطعام والشراب ، وحcسن تدبير الغذاء بالأشياء الحcلوة

والدسمة ، وإخراجc الفضلات المثقلة للبدن . **************************************

خذوا حذركم فالحازم يتوقفc حتى يرى ويبصر ، ويترقب ، ويتأمل ،

cبرم cعيد النظر ، ويقرأ العواقب ، ويقدر الخطوات ، وي وي

Page 299: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن299

يندم ، فإن وقع الأمرc على ما الرأي ، ويحتاط ويحذر ، لئلاcخرى ، قال : قدر أراد ، حمد الله ، وشكر رأيه ، وإن كانت الأ

اللهc ، وما شاء فعل . ورضي ولم يحزن . *******************************************

نوا فـتـبـيـأي ، إذا هجمت عليه فالعاقلc ثابتc القدم ، سديدc الر

الأخبارc ، وأشكلت المسائلc ، فلا يأخcذc بالبوادر ، ولا يتعجلcحادثc cمحصc ما يسمعc ، ويقلبc النظر ، وي الحcكم ، وإنما ي

أي الخمير ، خير من الرأي cشاورc العقلاء ، فإن الر الفكر ، ويcخطئ في العفو ، خير من أن تخطئ الفطير . وقالوا : لأن ت

. ﴾ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ﴿في العقوبة *****************************************

اعزم وأقدمcه هنا من آيات وأبيات ، وأثر وعبر ، إن كل ما أكتب

cها الرجاءcوقصص وحكم ، تدعوك بأن تبدأ حياة جديدة ، ملؤ في حcسن العاقبة ، وجميل الختام ، وأفضل النتائج . ولا

تستطيعc أن تستفيد إلا بهمة صادقة ، وعزم حثيث ، ورغبة أكيدة في أن تتخلص من همومك وغمومك وأحزانك

cد له وكآبتك . قيل لأحد العلماء : كيف يتوبc العبدc ؟ قال : لاب cولي العزم بالهمم ز اللهc أ من سوط عزم . ولذلك مي

سل﴿ . وآدمc ليس ﴾فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرcولي العزم ، لأنه ﴿من أ ، وكذلك﴾فنسي ولم نجد له عزما

cشابه أباه فما أبناؤه ، فهي شنشنة نعرفcها من أخزم، ومن يcخالفه في التوبة. واللهc ظلم ، لكن لا تقتد به في الذنب ، وت

. cالمستعان***********************************ليست حياتنا الدنيا فحسب

Page 300: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن300

سعادةc الآخرة مرهونة بسعادة الدنيا ، وحق على العاقل، cصلة بتلك ، وأنها حياة واحدة أن يعلم أن هذه الحياة مت

الغيب والشهادةc ، والدنيا والآخرة ، واليومc وغد . وظنث بعضcهم أن حياته هنا فحسب ، فجمع فأوعى ، وتشب

cه به وطموحات cبالبقاء ، وتعلق بحياة الفناء ، ثم مات ومآر cه في صدره . ومشاغل

وحاجةc من عاش لا نروحc ونغدو لحاجاتناتنقضي تموت مع المر

cحاجاته وتبقى له حاجة ما

بقي أشاب الصغيروأفني الكبيـ

ـر الغداة ومرالعشي إذا ليلة أهرمت

يومها أتى بعد ذلك يوم

وعجبتc لنفسي والناس من حولي : آمال بعيدة ،فتي وأحلام مديدة وطموحات عارمة ، ونوايا في البقاء ،

cخبرc أو cشاورc أو ي عات مcذهلة ، ثم يذهبc الواحدc منا ولا ي وتطل cر cخب اذا تكسب غدا وما تدري ﴿ي وما تدري نفس م

. ﴾ نفس بأي أرض تموتوأنا أعرضc عليك ثلاث حقائق :

c وترتاحc وتطمئن ،الأولى : متى تظن أنك سوف تهدأك وعن أحكامه وأفعاله وقضائه وقدره ، إذا لم ترض عن رب

ولم ترض عن رزقك ، ومواهبك وما عندك! عم والأياديالثانية : هل شكرت على ما عندك من الن

والخبرات حتى تطلب غيرها ، وتسأل سواها ؟! إن من عجزعن القليل ، أولى أن يعجز عن الكثير .

لماذا لا نستفيدc من مواهب الله التي وهبناالثالثة :ها، وننميها، ونوظفcها توظيفا حسنا ، وننقيها cوأعطانا، فنثمر وائب ، وننطلقc بها في هذه الحياة نفعا من المثالب والش

وعطاء وتأثيرا . إن الصفات الحميدة والمواهب الجليلة ، كامنة في

ها عند الكثير منا كالمعادن الثمينة عقولنا وأجسامنا ، ولكن راب ، مدفونة مغمورة مطمورة ، لم تجد حاذقا في الت

Page 301: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن301

cعرف cها وينقيها ، لتلمع وتشع وت cخرجcها من الطين ، فيغسل يcها . مكانت

***************************************ت التواري من البطش حل مؤق

ريثما يبرق الفرج قرأتc كتاب ) المتوارين ( لعبد الغني الأزدي ، وهو

لطيف جذاب ، يتحدث فيه عمن توارى خوفا من الحجاج بنر خيارا ، يوسف ، فعلمتc أن في الحياة فسحة ، وفي الش

وعن المكروه مندوحة أحيانا . : cبيتين للأبيوردي عن تواريه ، يقول cوذكرت

رتc من دهري تستبظل جناحه

فعيني ترى دهريوليس يراني فلو تسأل الأيام

cي ما درت عن وأين مكاني ما هذا القارئc الأديبc اللامعc الفصيحc الصادقc ، أبو عمرو بنcعرفت مكاني

العلاء ، يقولc عن مcعاناته في حالة الاختبار : » أخافنيcفي بيت بصنعاء ، فكنت cإلى اليمن ، فولجت cفهربت cالحجاج :cنشدc من الغدوات على سطح ذلك البيت ، إذ سمعتc رجلا ي

cفوس ما تجزعc الن ب cر من الأمـ

ـر لهc فcرجة كحل قال : فقلتc : فcرجة . قال : فسcررتc بها . قال : وقالالعقال

cسر ، هما كنتc أ آخر : مات الحجاجc . قال : فوالله ما أدري بأي. » cبقوله : فرجة . أو بقوله : مات الحجاج

cإن القرار الوحيد النافذ ، عند من بيده ملكوت .﴾ كل يوم هو في شأن﴿السماوات والأرض

cالبصري عن عين الحجاج ، فجاءه الخبر cتوارى الحسن بموته ، فسجد شكرا الله .

، cهم يموتcسبحان الله الذي مايز بين خلقه ، بعض كر فرحا وسرورا هc للش cغير cسجدc فما بكت عليهم ﴿في

ماء والأرض وما كانوا منظرين . وآخرون يموتون ﴾ الس

Page 302: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن302

cطعنc بموتهم ، فتتحولc البيوتc إلى مآتم ، وتقرحc الأجفانc ، وتالقلوبc في سويدائها .

خعي من الحجاج ، فجاءه الخبرc بموته وتوارى إبراهيمc الن، فبكى إبراهيمc فرحا .

طفح السرورc عليحتى إنني

من عظم ما قدني أبكاني إن هناك ملاذات آمنة للخائفين في كنف أرحم الراحمينسر

cبصرc الظالمين والمظلومين ، والغالبين ، فهو يرى ويسمعc وي وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون ﴿والمغلوبين

. ﴾ وكان ربك بصيراcرفرفc على ذكرتc بهذا طائرا يسمى الحcمرة ، جاءت ت

، وهو جالس مع أصحابه تحت شجرة ، كأنهارسول الله ها ، فقال :بلسان الحال تشكو رجلا أخذ أفراخها من عش

.)) من فجع هذه بأفراخها ؟ ردوا عليها أفراخها ((وفي مثل هذا يقولc أحدcهم :

جاءت إليك حمامةمcشتاقة

تشكو إليك بقلبصب واجف من أخبر الورقاء أن

مكانكم ك ملجأ حرم وأن

وقال سعيدc بنc جبير : والله لقد فررتc من الحجاج ،للخائف حتى استحييتc من الله عز وجل . ثم جيء به إلى الحجاج ،

فلما سcل السيفc على رأسه ، تبسم . قال الحجاجc : لم تبتسمc ؟ قال : أعجبc من جcرأتك على الله ، ومن حلم الله

عليك . يا لها من نفس كبيرة ، ومن ثقة في وعد الله ،cن وسكون إلى حcسن المصير ، وطيب المcنقلب . وهكذا فليك

. cالإيمان**************************************أنت تتعامل مع أرحم الراحمين

إن لفت نظرك هذا الحديثc ، فقد لفت نظري أيضا ، وهو ما رواه أحمد وأبو يعلى والبزارc والطبراني ، أن شيخا

وهو مcدعم على عصا ، فقال : يا نبيكبيرا أتى النبي cغفرc لي ؟ فقال النبي الله ، إن لي غدرات وفجرات ، فهل ي

Page 303: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن303

: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول (( )) فإن الله قد قال : نعم يا رسول الله . قال : الله ؟((

. فانطلق وهو يقول : اللهcغفر لك غدراتك وفجراتك(( . cأكبر cالله ، cأكبر

أفهمc من الحديث مسائل : منها سعةc رحمة أرحم الراحمين ، وأن الإسلام يهدمc ما قبله ، وأن التوبة تجب ما قبلها ، وأن جبال الذنوب في غفران علام الغيوب لاشيء ،

وأنه يجبc عليك حcسنc الظن بمولاك ، والرجاءc في كرمهالعميم ، ورحمته الواسعة .

*******************************براهين تدعوك للتفاؤل

لابن أبي الدنيا ، واحد في كتاب » حcسن الظن بالله «ها تدعوك إلى وخمسون ومائة نص ، ما بين آية وحديث ، كل

التفاؤل ، وترك اليأس والقنوط ، والمcثابرة على حcسن الظن وحcسن العمل ، حتى إنك لتجدc نصوص الوعد أعظم من

ة التهديد ، وقد جعل اللهc لكل شيء نصوص الوعيد ، وأدلقدرا .

***************************************حياة كلها تعب

لا تحزن من كدر الحياة ، فإنها هكذا خcلقت .cوالضنى ، والسرور cإن الأصل في هذه الحياة المتاعب فيها أمر طارئ ، والفرحc فيها شيء نادر . تحلو لهذه الدار

ا ؟! واللهc لم يرضها لأوليائه مستقرcوالأكدار cن فيها الأمراضc ولولا أن الدنيا دارc ابتلاء ، لم تك

cعاني ، ولم يضق العيشc فيها على الأنبياء والأخبار ، فآدمc ي المحن إلى أن خرج من الدنيا ، ونوح كذبهc قومcه واستهزؤcوا

cكابدc النار وذبح الولد ، ويعقوبc بكى حتى به ، ولإبراهيمc يcقاسي ظcلم فرعون ، ويلقى من ه ، وموسى ي cذهب بصر

Page 304: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن304

قومه المحن ، وعيسى بنc مريم عاش معدما فقيرا ، ومحمدالفقر ، وقتل عمه حمزة ، وهو من أحب أقاربه إليه cصابرc ي

، ونفور قومه منهc . وغير هؤلاء من الأنبياء والأولياء مماذة ، لم يكن للمؤمن حظ هc . ولو خcلقت الدنيا لل cول ذكرcيط

)) الدنيا سجن المؤمن ، وجنة : منها . وقال النبي cلي العلماءcالكافر (( جن الصالحون، وابت cوفي الدنيا س .

cالعاملون ، ونغص على كبار الأولياء . وكدرت مشارب الصادقين.

*******************************

وقفـــــةcعنه – قال : سمعت cعن زيد بن ثابت – رضي الله

ق يقول : cرسول الله ة ، فر ))من كانت الدنيا هم الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته

من الدنيا إلا ما كتب له. ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته

الدنيا وهي راغمة((. وعن عبدالله بن مسعود – رضي اللهc عنه – قال :

كم يقول : cسمعتc نبي )) من جعل الهموم هما واحدا ، وهم آخرته ، كفاه الله هم دنياه ، ومن

تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا ، لم يبال اللهفي أي أوديتها هلك (( .: » الببغاء «قال الكاتبc المعروفc بـ

ب مذهب الهمج وعcذ بالصبر تبتهج تنكا م محجوج بلا حcججفإن مcظلم الأي

كر cنا بلا ش cسامحc وتمنعcنا بلا حرج تنه فتح من اللججولcطفc الله في إتيا

فمن ضيق إلىسعة

ومن غم إلى فرج

Page 305: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن305

*****************************************الوسطية نجاة من الهلاك

تمامc السعادة مبني على ثلاثة أشياء :اعتدال الغضب ..1اعتدال الشهوة ..2اعتدال العلم ..3

cتزيد قوة ها متوسطا ، لئلا cأن يكون أمر cفيحتاج cقوة cخص فيهلك ، أو تزيد cخرجه إلى الر الشهوة ، فت

ج إلى الجموح فيهلك . cوخير الأمورالغضب ، فيخر (( .أوسطها ((

فإذا توسطت القcوتان بإشارة قوة العلم ، دل على طريق الهداية . وكذلك الغضبc : إذا زاد ، سهcل عليه

ةc في الضربc والقتلc ، وإذا نقص ، ذهبت الغيرةc والحمي. cوالحكمة cوالشجاعة cالدين والدنيا ، وإذا توسط ، كان الصبر

وكذلك الشهوةc : إذا زادت ، كان الفسقc والفجورc ، وإنcوإن توسطت ، كانت العفة ، cوالفتور cنقصت ، كان العجز

والقناعةc وأمثالc ذلك . وفي الحديث )) عليكم هديا ﴿ قاصدا (( ة وسطا ﴾وكذلك جعلناكم أم

*************************************المرء بصفاته الغالبة

من سعادتك أن تغلب صفاتc الخير فيك صفات الذم ،cساقc إليك الثناءc حتى على شيء ليس فيك ، ولم يقبل في

تين لم الناسc فيك ذما ولو كان صحيحا ، لأن الماء إذا بلغ قcليحمل الخبث . إن الجبل لا يزيدc فيه حجر ولا ينقصهc حجر .

طالعتc هجوما مقذعا في قيس بن عاصم حليم العرب ، وفي البرامكة الكرماء ، وفي قcتيبة بن مسلم القائد

cحفظ ولم الشهير ، ووجدت أن هذا الشتم والهجو ، لم يcصدقه أحد ، لأنه سقط في بحر المحاسن فغرق ، cنقل ولم ي ي

Page 306: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن306

ووجدتc على الضد من ذلك مدحا وثناء في الحجاج ، وفي أبي مسلم الخراساني ، وفي الحاكم بأمر الله العcبيدي ،

cصدقه أحد ، لأنه ضاع في cنقل ولم ي cحفظ ولم ي ه لم ي ولكنركام زيفهم وظلمهم وتهورهم ، فسبحان العادل بين خلقه .*****************************************

هكذا خلقتر لما خcلق له (( . فلماذا في الحديث : )) كل مcيس

ا ؟! إن cلوى عنقc الصفات والقدرات لي cعسفc المواهبc وي تcنفسا وأنكد cأ أسبابه ، وما هناك أتعس الله إذا أراد شيئا هيcأن يكون غير نفسه ، والذكي الأريب cخاطرا من الذي يريد

هو الذي يدرسc نفسهc ، ويسد الفراغ الذي وcضع له ، إن كاناقة ، وإن كان في الحراسة كان اقة كان في الس في الس

cحو ، تعلم الحديث فأعياه في الحراسة ، هذا سيبويه شيخc النهc فيع ، فتعلم النحو ، فمهر فيه وأتى بالعجب ، وتبلد حس العcجاب . يقولc أحدc الحكماء : الذي يريدc عملا ليس من

ج cالأتر cخل في غوطة دمشق ، ويزرع شأنه ، كالذي يزرعc النفي الحجاز .

cليس بلالا ، وخالد cالأذان ، لأنه cجيدc حسانc بنc ثابت لا ي بنc الوليد لا يقسمc المواريث ، لأنه ليس زيد بن ثابت ،

وعلماءc التربية يقولون : حدد موقعك . *********************************

لابد للذكاء من زكاءcخبرc عن محاولة اغتيال الكاتب سمعتc إذاعة لندن ت

cنجيب محفوظ ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب ، وعدت cها من قبلc ، وعجبتc لهذا بذاكراتي إلى كتب له كنتc قرأت

الذكي ، كيف فاتهc أن الحقيقة أعظمc من الخيال ، وأنباني السماوي أسمى الخلود أجل من الفناء ، وأن المبدأ الر

أفمن يهدي إلى الحق أحق أن ﴿من المبدأ البشري

Page 307: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن307

أن يهدى . بمعنى أنهc كتب ﴾ يتبع أمن لا يهدي إلاة في مسرحيات من نسج خياله ، مcستخدما قدراته القوي

التصوير والعرض والإثارة ، والنهايةc أنها أخبار لا صحة لها . لقد استفدتc من قراءة حياته مسألة كبرى ، وهي أن

السعادة ليست سعاد الآخرين على حساب سعادتك وراحتكcسر بك الناسc وأنت في هم وغم وحزن ، فليس بصحيح أن يcه بأنه يحترقcبدعين ، ويصفcبعض الم cاب يمدح cتا ، إن بعض الك

cهو الذي يجعل cالسوي الثابت cضيء للناس ، والمنهجc ليcضيءc في نفسه ويضيءc للناس ، ويعمرc نفسه المبدع ي

شد ، ليعمر قلوب الناس بذلك . بالخير والهدى والر وبعد هذا ، فماذا ينفعc الإنسان لو حاز على مcلك كسرى

cه cه بالباطل مكسور ، وحصل على سلطان قيصر وأمل وقلب عن الخير مقصورc ؟! إن الموهبة إذا لم تكن سببا في النجاة

cها ؟! ، فما نفعcها وما ثمرت*****************************************

كن جميلا تر الوجود جميلاع بمباهج الحياة في حدود إن من تمام سعادتنا أن نتمت

cأنبت حدائق ذات بهجة ، لأنه cمنطق الشرع المقدس ، فالله cآيا الوحدانية في هذا الصنع جميلc يحبc الجمال ، ولتقرأ

﴿البهيج ا في الأرض جميعا . ﴾ هو الذي خلق لكم مcالبهي ، تزيد cالشهي والمنظر cوالمطعم cكية فالرائحةc الز

وح فرحا ﴿الصدر انشراحا والر ا في الأرض حلالا كلوا مم )) حبب إلي من دنياكم :. وفي الحديث : ﴾ طيبا

ة عيني في الصلاة (( الطيب ، والنساء ، وجعلت قر .

إن الزهد القاتم والورع المcظلم ، الذي دلف علينا منوا cا ، فعاش ة ، قد شوه مباهج الحياة عند كثير من مناهج أرضي

cنا لا ، بقولc رسول :حياتهم هما وغما وجوعا وسهرا وتبت

Page 308: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن308

cلc cفطرc ، وأقومc وأفترc ، وأتزوجc النساء ، وآك ي أصومc وأ )) لكنتي فليس مني (( . ن cاللحم ، فمن رغب عن س

وإن تعجب ، فعجب ما فعلهc بعضc الطوائف بأنفسهم ! فهذا لا يأكلc الرطب ، وذاك لا يضحكc ، وآخرc لا يشربc الماء

البارد ، وكأنهم ما علمcوا أن هذا تعذيب للنفس وطمسم زينة الله التي أخرج لعباده ﴿لإشراقها قل من حر

زق . ﴾ والطيبات من الر أكل العسل وهو أزهدc الناس في الدنيا ،إن رسولنا

cؤكل : يخرج من بطونها شراب﴿واللهc خلق العسل ليختلف ألوانه فيه شفاء للناس بات ﴾ م ي . وتزوج الث

ن النساء مثنى﴿والأبكار : فانكحوا ما طاب لكم م . ولبس أجمل الثياب في مناسبات الأعياد ﴾ وثلاث ورباع

يجمعc. فهو ﴾ خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴿وغيرها : وح وحق الجسد ، وسعادة الدنيا والآخرة ، لأنه بين حق الر

cعث بدين الفطرة التي فطر اللهc الناس عليها . ب**************************************

أبشر بالفرج القريب يقولc بعضc مؤلفي عصرنا : إن الشدائد – مهما

دc على تعاظمت وامتدت . لا تدومc على أصحابها ، ولا تخل مصابها ، بل إنها أقوى ما تكونc اشتدادا وامتدادا واسودادا ،cسر وملاءة، أقربc ما تكونc انقشاعا وانفراجا وانبلاجا ، عن ي

cة مشرقة وضاءة ، فيأتي العون وفرج وهناءة ، وحياة رخيcدة والامتحان ، وهكذا نهاية من الله والإحسانc عند ذروة الش

كل ليل غاسق ، فجر صادق .cم فما هي إلا ساعة ث

تنقضيير ويحمدc غب الس

cمن هو سائر***********************************أنت أرفع من الأحقاد

Page 309: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن309

cهم صدرا ، هو الذي يريدcالناس حالا وأشرح cأسعد دc الناس على ما آتاهم اللهc من فضله ، cالآخرة ، فلا يحس

cل سامية من البر والإحسان وإنما عنده رسالة من الخير ومcث ، يريدc إيصال نفعه إلى الناس ، فإن لم يستطع ، كف عنهم

أذاه . وانظر إلى ابن عباس بحر العلم وترجcمان القرآن ،cقه الجم وسخاوة نفسه مساراته الشرعة ، ل cكيف استطاع بخ

ة وبني مروان ومن شايعهم cمي أن يحول أعداءهc من بني أ إلى أصدقاء ، فانتفع الناسc بعلمه وفهمه ، فملأ المجامع

فقها وذكرا وتفسيرا وخيرا . لقد نسي ابنc عباس أيام، cصلحc الجمل وصفين ، وما قبلها وما بعدها ، وانطلق يبني وي

هc الجميعc ، وأصبح – cقc الفتق ، ويسمحc الجراح ، فأحب ويرت بحق حبر الأمة المحمدية . وهذا ابنc الزبير – رضي اللهc عنه - ، وهو من هو في كرم أصله وشهامته وعبادته وسمو قدرهغل cوجهة مجتهدا في ذلك ، فكان من النتائج أن شcفضل الم ،

واية ، وخسر جمعا كثيرا من المسلمين ، ثم حصلت عن الرcبح كثيرcجاورته في الحرم ، وذcلأجل م cربت الكعبةcفض cالواقعة

﴿من الناس ، وقcتل هو ثم صcلب وكان أمر الله قدراقدورا . وليس هذا تنقصا للقوم ، ولا تطاوcلا على ﴾ م

ة تجمعc العبر والعظات . مكانتهم ، وإنما هي دراسة تاريخيcة القل ين والصفح والعفو ، صفات لا يجمعcها إلا فق والل إن الر

cكلفc الإنسان هضم نفسه ، وكبح القليلةc من البشر ، لأنها تطموحه ، وإلجام اندفاعه وتطلعه .

***********************************وقفــــة

cقوله « : ، ف إلى الله في الرخاء )) تعردة (( قى الله وحفظيعرفك في الش يعنى أن العبد إذا ات

حدودهc ، وراعى حقوقهc في حال رخائه ، فقد تعرف بذلكه ه معرفة خاصة ، فمعرفهc رب إلى الله ، وصار بينه وبين رب

فهc إليه في الرخاء ، فنجاهc من دة ورعى له تعر في الش

Page 310: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن310

الشدائد بهذه المعرفة ، وهذه معرفة خاصة ، تقتضي قcربته له وإجابتهc لدعائه « ه ومحب . العبد من رب

» الصبرc إذا قام به العبد كما ينبغي ، انقلبت المحنةc فيcة ، وصار المكروه ة عطي حقه منحة ، واستحالت البلي

ة ، وصار محبوبا ، فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله عطية في المكروهc محبوبا ، فإن الله تعالى على العبد عبودي

ة عليه فيما اء ، وله عبودي ر ة في الس الضراء ، كما له عبودية في المكاره ، ففيه ونه ، والشأنc في إعطاء العبودي يحب

تفاوتc مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلcهم عند الله تعالى» .

******************************************العلم مفتاح اليسر

cسرc قرينان وأخوان شقيقان، ولك أن تنظر العلمc والي في بحور الشريعة من العلماء الراسخين ، ما أيسر حياتهcم ،عامcل معهم! إنهم فهموا المقصد ، ووقعcوا على وما أسهل الت

المطلوب ، وغاصcوا في الأعماق ، بينما تجدc من أعسرهادc الذين قل الناس ، وأصعبهم مراسا ، وأشقهم طريقة الزcهم من العلم ، لأنهم سمعcوا جcملا ما فهموها ، ومسائل نصيب

ة علمهم من قل ما عرفcوها ، وما كانت مصيبةc الخوارج إلا وضحالة فهمهم ؛ لأنهم لم يقعcوا على الحقائق، ولم يهتدcوا

عcوا المطالب تف، وضي إلى المقاصد ، فحافظcوا على النالعالية، ووقعcوا في أمر مريج .

*************************************ما هكذا تورد الإبل

أن فيهما سطوة طالعتc كتابين شهيرين ، لا أرى إلاcالحكيم cسر اللذين أتى بهما الشارعc عارمة على السعادة والي

.

Page 311: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن311

للغزالي ، دعوة صارخة فكتابc » إحياء علوم الدين « للتجويع والعcريش ) والبهذلة( ، والآصال والأغلال التي أتى

cنا لوضعها عن العالمين . فهو يجمعc من الأحاديث ،رسولcها ضعيفة أو cعc ، وغالب ب المتردية والنطيحة وما أكل الس

cوصلc ها من أعظم ما ي cصcولا يظن موضوعة ، ثم يبني عليها أه . العبدc إلى رب

وقارنتc بين إحياء علوم الدين وبين الصحيحين للبخاري ومسلم ، فبان البونc وظهر الفرقc ، فذاك عنت ومشقة

cسرc وسماحة وسهولة ، فأدركتc قول ف ، وهذه ي وتكلرك لليسرى﴿ البري : ﴾ . ونيس

ي ،» قcوتc القلوب « والكتابc الثاني : لأبي طالب المك وهو طلب مcلح منه لترك الحياة الدنيا والانزواء عنها ،

cق في ساب بات ، والت عي والكسب ، وهجر الطي وتعطيل السدة . طرق الضنك والضنى والش

فان : أبو حامد الغزالي ، وأبو طالب المكي ، والمؤلنة والحديث مcزجاة cهما في الس أرادا الخبر ، لكن كانت بضاعت

cد للدليل أن يكون ماهرا في ، فمن هنا وقع الخللc ، ولابيتا في معرفة المسالك ﴿الطريق خر ولـكن كونوا

ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم. ﴾ تدرسون

***************************************** أشرح الناس صدرا

م الخير : انشراحc الصدرالصفةc البارزةc في مcعلر ، ينهى عن المشقة والتنفير، فاؤلc ، فهو مبش ضا والت والرضا اه ، والر ولا يعرفc اليأس والإحباط ، فالبسمةc على مcحي

ته ، ن cفي س cة cسرc في شريعته ، والوسطي في خلده ، واليته . إن جcل مهمته أن يضع عنهم إصرهم والسعادةc في مل

والأغلال التي كانت عليهم . *************************************

Page 312: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن312

رويدا .. رويدا إن من إضفاء السعادة على المcخاطبين بكلمة الوعي ،

cه جc في المسائل ، الأهم ، يصدقc هذا وصيت در لمعاذ –الت )) فليكن أول مارضي اللهc عنه – لما أرسله إلى اليمن :

تدعوهم إليه ، أن لا إله إلا الله وأني رسول الحديث . إذن في المسألة أول وثان وثالث ،الله ..... ((

cقحمc المسائل على المسائل إقحاما ، ولماذا نطرحcها فلماذا نل عليه ﴿جملة واحدة ؟! وقال الذين كفروا لولا نز

القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه. ﴾ ترتيلا

إن من سعادة المسلمين بإسلامهم أن يشعcروا بالارتياح cسر في تلقي أوامره ونواهيه ؛ لأنه أتى أصلا من تعاليمه وباليت فل رد الذهني والت شر لإنقاذهم من الاضطراب النفسي والت

الاجتماعي . لا يكلف الله ﴿» التكليفc لم يأت في الشرع إلا منفيا

وسعها ، لأن التكليف مشقة ، والدينc لم يأت ﴾ نفسا إلا. «بالمشقة ، وإنما أتي لإزالتها

هإن الصحابي كان يطلبc من الرسول cخبرc وصيتهc ، فيcومراعاة cوالبادي ، فإذا الواقعية cبحديث مختصر الحاضر

cسرc هي السمةc البارزةc في تلك النصائح الغالية . الحال واليدc على المستمعين كل ما في جعبتنا cيوم نسر cإننا نخطئ

نن وآداب، في مقام واحد cمن وصايا ونصائح ، وتعاليم وس وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث﴿

لناه تنزيلا .﴾ونز

أوردها سعد وسعدمcشتمل

cوردc يا ما هكذا ت********************************************سعدc الإبل

**

Page 313: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن313

كيف تشكر على الكثيروقد قصرت في شكر القليل

لال ، لا إن من لا يحمدc الله على الماء البارد العذب الز يحمدcه على القصور الفخمة ، والمراكب الفارهة ، والبساتين

اء . الغنcالله على الخبز الدافئ ، لا يشكره cرc وإن من لا يشك

cود الجحcود ذيذة ، لأن الكن ة والوجبات الل هي على الموائد الشه يرى القليل والكثير سواء ، وكثير من هؤلاء أعطى رب

المواثيق الصارمة ، على أنه متى أنعم عليه وحباهc وأغدق cويتصدق cنفقc cرc وي ن عاهد ﴿عليه فسوف يشك ومنهم م

دقن ولنكونن من الله لئن آتانا من فضله لنصالحين} ا آتاهم من فضله بخلوا به75الص { فلم

عرضون . ﴾ وتولوا وهم م ونحنc نلاحظc كل يوم من هذا الصف بشرا كثيرا ،

ه كاسف البال مكدر الخاطر ، خاوي الضمير ، ناقما على ربة ، ولا أتحفهc برزق واسع بينما هو أنه ما أجزل له العطي

cر وهو في فراغ يرفcلc في صحة وعافية وكفاف ، ولم يشكغل مثل هذا الجاحدc بالكنوز والدور cوفسحة ، فكيف لو ش cه ، وعقوقا لمولاه دا من رب cر cوالقصور ؟! إذن كان أكثر ش

ده . وسيي إذا منحني حذاء . الحافي منا يقول : سوف أشكرc رب

ارة فارهة كر حتى يحصcل على سي وصاحبc الحذاء يؤجل الشcنا على الله كر نسيئةc ، رغبات cعطي الش نأخcذ النعيم نقدا ، ون

ملحة ، وأوامرc الله عندنا بطيئةc الامتثال . ***********************************

ثلاث لوحاتبعضc الأذكياء علق على مكتبه ثلاث لوحات ثمينة :

Page 314: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن314

. أي عش فييومك يومكمكتوب على الأولى : حدود اليوم .

ر في نعم اللهفكر واشكروعلى الثانية : . أي فكcره عليها . عليك ، واشك

.لا تغضبوعلى الثالثة : إنها ثلاثc وصايا تدلك على السعادة من أقرب الطرق ،رتك لتطالعها كل cل ، ولك أن تكتبها في مcفك ب ومن أيسر الس

يوم . ***********************************

وقفــــة

cسر ، » من لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب ، والي أن الكرب إذا اشتد وعظcم وتناهى ، وحصل للعبد اليأسc من

كشفه من جهة المخلوقين تعلق بالله وحده ، وهذا هول على الله . وك حقيقةc الت

وأيضا فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج ، وأيس منه كثرةعه ، ولم يظهر عليه أثرc الإجابة ، فرجع إلى دعائه وتضر

cتيتc من قبلك ، ولو كان ئمة ، وقال لها : إنما أ نفسه باللاcجبتc . وهذا اللومc أحب إلى الله من كثير من فيك خير لأ

cوجبc انكسار العبد لمولاهc ، واعترافcه له الطاعات ، فإنه ي بأنه أهل لما نزل من البلاء ، وأنه ليس أهلا لإجابة الدعاء ،

cسرعc إليه حينئذ إجابةc الدعاء وتفريجc الكرب « . فلذلك ت ويقولc إبراهيمc بنc أدهم الزاهدc . » نحن في عيش لو

. علم به الملوكc ، لجالدcونا عليه بالسيوف « ويقولc ابنc تيمية شيخc الإسلام : » إنها لتمcر بقلبي

ساعات أقولc : إن كان أهلc الجنة في مثل ما أنا فيه ، فهمب « . في عيش طي

************************************اطمئنوا أيها الناس

Page 315: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن315

دة « أكثر من ثلاثين كتابا ، في كتاب » الفرج بعد الشنا أن في ذروة المcدلهمات انفراجا ، وفي قمة cخبرc ها ت كل

الأزمات انبلاجا ، وأن أكثر ما تكون مكبوتا حزينا غارقا فيهcولة والخروج من النكبة ، أقربc ما تكونc إلى الفتح والس

نوخي في كتابه الطويل الشائق ، هذا الضنك ، وساق لنا التcوا ، أو وا أو عcزل cبسcوا ، أو حc cكب أكثر من مائتي قصة لمن ن

وا وأملقوا ، فما cوا ، أو افتقرcلدcوا وجc دcوا وطcردcوا ، أو عcذب ر cش هي إلا أيام ، فإذا طلائع الإمداد وكتائب الإسعاد وافتهم على حين يأس ، وباشرتهم على حين غفلة ، ساقها لهم السميع

المجيب . إن التنوخي يقولc للمصابين والمنكوبين :cناس cم فوق في هذا الطريق وتقدمكم أ وا ، فلقد سبقك اطمئن

: صحب الناسc قبلنا

مانا ذا الز وعناهcم من شأنه ما

عنانا cحسنc الصنيع ما ت ب cر ليـ

cكدرc ـاليه ولكن تالإحسانا ة ماضية ن cولقد ﴿ ، ﴾ولنبلونكم بشيء ﴿ إذن فهذه س

cمحص اللهc ﴾ فتنا الذين من قبلهم ة عادلة أن ي . إنها قضيcغاير دهcم بالرخاء ، وأن ي عباده ، وأنc يتعبدهم بالشدة كما تعب

عليهم الأطوار كما غاير عليهم الليل والنهار ، فلم إذن cذمر سخطc والاعتراضc والت ولو أنا كتبنا عليهم أن ﴿الت

ا فعلوه إلا اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم منهم . ﴾ قليل م

*******************************************وء صنائع المعروف تقي مصارع الس من أجمل الكلمات ، قولc أبي بكر الصديق – رضي الله

عنه - : صنائع المعروف تقي مصارع السوء . وهذا كلام : cوالعقل cقل cصدقه الن فلولا أنه كان من المسبحين} ﴿ي

. تقولc ﴾ { للبث في بطنه إلى يوم يبعثون143 : خديجةc للرسول )) كلا والله لا يخزيك الله أبدا

حم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، لتصل الر

Page 316: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن316

توتعين على نوائب الدهر (( . فانظcر كيف استدل بمحاسن الأفعال على حcسن العواقب ، وكرم البداية على

جلالة النهاية . وفي كتاب » الوزراء « للصابي ، و» المنتظم « لابن

دة « للتنوخي قصة ، مفادcها : الجوزي ، و »الفرج بعد الشة عc أبا جعفر بن بسطام بالأذي أن ابن الفرات الوزير ، كان يتتب

، ويقصدcه بالمكاره ، فلقي منه في ذلك شدائد كثيرة ،cم أبي جعفر قد عودته – منذc كان طفلا – أن تجعل وكانت أ

له في كل ليلة ، تحت مخدته التي ينامc عليها رغيفا من الخبز ، فإذا كان في غد ، تصدقت به عنه . فلما كان بعدة ابن الفرات له ، دخل إلى ابن الفرات في مcدة من أذي

شيء احتاج إلى ذلك فيه ، فقال له ابنc الفرات : لك معcد أن تصدcقني . cمك خcبز في رغيف ؟ قال : لا . فقال : لاب أ

cب طاي فذكر أبو جعفر الحديث ، فحدثه به على سبيل الت بذلك من أفعال النساء . فقال ابنc الفرات : لا تفعل ، فإنيcك ، فنمتc رc عليك تدبيرا لو تم لاستأصلت cدب بت البارحة ، وأنا أ

cك ، فرأيتc في منامي كأن بيدي سيفا مسلولا ، وقد قصدتسcك به مني ، cتر cمك بيدها رغيف ت لأقتلك به ، فاعترضتني أ فما وصلتc إليك ، وانتبهتc . فعاتبه أبو جعفر على ما كان

بينهما ، وجعل ذلك طريقا إلى استصلاحه ، وبذل لهc من، cسن الطاعة ، ولم يبرح حتى أرضاهcه من حcنفسه ما يريد

ي وصارا صديقين . وقال له ابنc الفرات : والله ، لا رأيت منبعدها سcوءا أبدا .

***************************************ير استجمام يعين على مواصلة الس

cعينc العبد من المعلوم أن في الشريعة سعة وفcسحة ، تcنا على الاستمرار في عبادته وعطائه وعمله الصالح ، فرسول

cولا ﴾ وأنه هو أضحك وأبكى ﴿ كان يضحك cوكان يمزح ، cعنها ، وكان يتخول cإلا حقا ، وسابق عائشة رضي الله cيقول

Page 317: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن317

آمة عليهم ، وكان ينهى عن الصحابة بالموعظة ، كراهية السcشاد الدين أحد ، cخبرc أنه لن ي ف والتشديد ، وي كل عمق والت التcوا فيه برفق . إلا غلبهc ، وفي الحديث أن الدين متين ، فأوغل

cة ، وهي الشدة وفي الحديث أيضا أن لكل عابد شر والضراوةc والاندفاعc . ولا يلبثc المتكلفc إلا أن ينقطع ، لأنه

نظر إلى الحالة الراهنة ونسي الطوارئ وطcول المcدة وملالةcداومc عليه ، فالعاقلc له حد أدنى في العمل ي فس ، وإلا الن فإن نشط زاد ، وإن ضعف بقي على أصله ، وهذا معنى الأثر من كلام بعض الصحابة : إن للنفوس إقبالا وإدبارا ،

وها عند إدبارها . cفاغتنموها عند إقبالها ، وذروا من النوافل ، cوا في الكيل ، وأكثرcنفرا زاد cوما رأيت cغالوا ، فانقطعcوا وعادcوا أضعف مما كانوا قبل وحاولوا أن ي

البداية . ما أنزلنا عليك القرآن ﴿والدينc أصلا جاء للإسعاد

فcوا أنفcسهم فوق الطاقة ، ﴾ لتشقى . وقد لام اللهc قوما كل ثم انسحبوا من أرض الواقع ناكثين ما ألزمcوا أنفسهم به

ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء﴿ . ﴾ رضوان الله فما رعوها حق رعايتها

وميزةc الإسلام على سائر الأديانc أنه دينc فطرة ، وأنهوح والجسم ، والدنيا والآخرة ، وأنه ميسر ﴿وسط ، وأنه للر

. ﴾ ذلك الدين القيم عن أبي سعيد الخcدري قال : جاء أعرابي إلى النبي

))مؤمنفقال : يا رسول الله ، أي الناس خير ؟ قال: مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، ثم رجل

عاب يعبد ربه (( . وفيمعتزل في شعب من الشه ((رواية : ، وعن)) يتقي الله ويدع الناس من شر

)) يوشك أن يقول : cأبي سعيد قال : سمعتc النبي يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

. رواهومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن ((البخاري .

Page 318: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن318

قال عمرc : » خcذcوا حظكم من العcزلة « . وما أحسن قول الجنيد : » مcكابدةc العزلة أيسرc من مداراة الخلطة « .

cن في العزلة إلا السلامةc من الغيبة وقال الخطابي : لو لم يك ، ومن رؤية المنكر الذي لا يقدرc على إزالته ، لكان ذلك خيرا

كثيرا . وفي هذا معنى ما أخرجهc الحاكمc ، من حديث أبي ذر

وء ((مرفوعا ، بلفظ : .)) الوحدة خير من جليس السوسنده حسن .

وذكر الخطابي في » كتاب العزلة « أن العزلةcالواردة cة cحمل الأدل والاختلاط يختلفc باختلاف متعلقاتهما ، فت

في الحض على الاجتماع ، على ما يتعلقc بطاعة الأئمةcوالافتراق cها في عكسه ، وأما الاجتماع cوأمور الدين ، وعكس

بالأبدان ، فمن عرف الاكتفاء بنفسه في حق معاشه ومحافظة دينه ، فالأولى لهc الانكفافc من مخالطة الناس ،د ، وحقوق cحافظ على الجماعة ، والسلام والر بشرط أن ي

المسلمين من العيادة وشهود الجنازة ، ونحو ذلك . والمطلوبc إنما هو تركc فضول الصحبة ، لما في ذلك من شغل البال وتضييع الوقت عن المcهمات ، ويجعلc الاجتماع بمنزلة الاحتياج إلى الغداء والعشاء ، فيقتصرc منه على ما

. cأعلم cللبدن والقلب . والله cلابد له منه ، فهو أروح وقال القcشيري في » الرسالة« : طريقc من آثر

ه ، لا العكسc ، فإن العcزلة ، أن يعتقد سلامة الناس من شره نفسه ، وهي صفةc المتواضع ،الأول : cاستصغار cنتجهc ي

ر .والثاني : شهودcه مزية له على غيره ، وهذه صفةc المتكبوالناسc في مسألة العcزلة والخلطة طرفان ووسط .

من اعتزل الناس حتى عن الجcمعفالطرف الأول :والجماعات والأعياد ومجامع الخير ، وهؤلاء أخطؤcوا .

من خالط الناس حتى في مجالسوالطرف الثاني :مان ، وهؤلاء أخطؤcوا . غو والقيل والقال وتضييع الز هو والل الل

Page 319: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن319

من خالط الناس في العبادات التي لا تقوcموالوسط : إلا باجتماع ، وشاركهم في ما فيه تعاون على البر والتقوى وأجر ومثوبةc ، واعتزال مناسبات الصد والإعراض عن الله

﴿وفضول المباحات ة وسطا . ﴾وكذلك جعلناكم أم********************************************

****وقفـــــة

:عن عcباد بن الصامت قال : قال رسولc الله )) عليكم بالجهاد في سبيل الله ، فإنه باب من

. أبواب الجنة ، يذهب الله به الغم والهم (( » وأما تأثيرc الجهاد في دفع الهم والغم ، فأمر معلومcفس متى تركت صائل الباطل وصولته بالوجدان ، فإن الن

cها وخوفcها ، فإذا جاهدته واستيلاءهc ، اشتد همها وغمها ، وكرب لله ، أبدل اللهc ذلك الهم والحcزن فرحا ونشاطا وقوة ، كما

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم ﴿قال تعالى : ؤمنين {14}وينصركم عليهم ويشف صدور قوم م

. فلا شيء أذهبc لجوى القلب ﴾ويذهب غيظ قلوبهم. » cالمستعان cوغمه وحزنه من الجهاد ، والله

: cقال الشاعرcغضي مقلتي وإني لأ

على القذى وألبسc ثوب الصبر

أبيض أبلجا وإني لأدعو اللهق والأمرc ضي

علي فما ينفك أنجا يتفر دت cوكم من فتى س

cهcعليه وجوه أصاب لها في دعوة

*************************************الله مخرجا مسارح النظر في الملكوت

عc إلى آثار طل ق الارتياح وبسطة الخاطر ، الت cرcمن ط القcدرة في بديع السماوات والأرض ، فتستلذ بالبهجة

العامرة في خلق الباري – جل في عcلاهc – في الزهرة ، في الشجرة ، في الجدول ، في الخميلة ، في التل والجبل ، في

Page 320: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن320

الأرض والسماء ، في الليل والنهار ، في الشمس والقمر ،cنس ، وتزدادc إيمانا وتسليما وانقيادا لهذا فتجدc المتعة والأ

.﴾ فاعتبروا يا أولي الأبصار ﴿الخالق العظيم يقول أحدc الفلاسفة ممن أسلموا : كنتc إذا شككتc في

ف الإعجاز cطالع فيه أحرc القcدرة ، نظرتc إلى كتاب الكون ، لأوالإبداع ، فأزدادc إيمانا .

*********************************خطوات مدروسة

يقولc الشوكاني : أوصاني بعضc العلماء فقال : لا تنقطعcب في اليوم سطرين . قال : فأخذتc عن التأليف ولو أن تكت

ته ، فوجدتc ثمرتها . بوصي )) خير العمل ما داوم عليهوهذا معنى الحديث :

صاحبه وإن قل (( وقال : القطرةc مع القطرة تجتمعc سيلاعظيما .

أما ترى الحبلبطcول المدى

على صليب الصخررا وإنما يأتينا الاضطرابc من أننا نريدc أن نفعل كل شيءقد أث

كc العمل ، ولو أننا أخذنا cونتر cة واحدة ، فنمل ونتعب مرعناه على مراحل ، لقطعنا المراحل عملنا شيئا فشيئا ، ووزرع جعلها في خمسة في هدوء ، واعتبر بالصلاة ، فإن الش

قة ، ليكون العبدc في استجمام وراحة ، ويأتي لها أوقات متفر بالأشواق ، ولو جcمعت في وقت ، لمل العبد، وفي الحديث :

. ووcجد))إن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع (( cنجزهc cنجزc ما لم ي ربة ، أن من يأخذc العمل على فترات ، ي بالت

وح وتوقد من أخذهc دفعة واحدة ، مع بقاء جذوة الرالعاطفة .

cب cه عن بعض العلماء ، أن الصلوات ترت ومما استفدتلاة كانت على ﴿ الأوقات ، أخذا من قول الباري : إن الص

وقوتا ع أعمالهc﴾ المؤمنين كتابا م . فلو أن العبد وز

Page 321: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن321

الدينية والدنيوية بعد كل صلاة ، لوجد سعة في الوقت ،وفسحة في الزمن .

وأنا أضربc لك مثلا: فلو أن طالب العلم، جعل ما بعد الفجر للحفظ في أي فن شاء، وجعل بعد الظهر للقراءة

السهلة في المجامع العامة ، وجعل بعد العصر للبحثcنس ، وما بعد يارة والأ العلمي الدقيق ، وما بعد المغرب للز

ات ة والبحوث والدوري cب العصري cت العشاء لقراءة الك والجلوس مع الأهل ، لكان هذا حسنا ، والعاقل له من

﴿بصيرته مدد ونور . ﴾ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا .

*******************************************بلا فوضوية

ةc التي ةc الفكري تc الذهن ، الفوضوي cشت cكدرc وي مما ي

ها بعضc الناس ، فهو لم يحدد قcدراته ، ولم يقصد إلى cيعيش ما يجمعc شمل فكره ونظره ؛ لأن المعرفة شعوب ودروب ،

cجمعc رأيه على cد من تحديد آيتها ومعرفة مسالكها ، وي ولابفرد مطلوب . مشرب معروف ، لأن الت

cورث الغم ، الدينc تc الذهن ، وي وكذلك مما يشتةc . وهناك أصول في والتبعاتc الماليةc والتكاليفc المعيشي

هذه المسألة أريدc ذكرها : ما غال من اقتصدc : ومن أحسن الإنفاق ،أولها :

للحاجة ، واجتنب التبذير والإسراف ، وجد وحفظ مالهc إلاياطين ﴿العون من الله ﴾إن المبذرين كانوا إخوان الش

والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان ﴿، . ﴾ بين ذلك قواما

كسب المال من الوجوه المcباحة ، وهجرc كلالثاني :با ، واللهc لا ب لا يقبلc إلا طي م ، فإن الله طي كسب محر

Page 322: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن322

cباركc في المكسب الخبيث ﴾ ولو أعجبك كثرة الخبيث ﴿ي .

عيc في طلب المال الحلال ، وجمعcه منالثالث : السه ، وتركc العطالة والبطالة ، واجتناب إزجاء الأوقات في حل

وني على السوق : ﴿التفاهات ، فهذا ابنc عوف يقول : دcللاة فانتشروا في الأرض وابتغوا فإذا قضيت الص. ﴾ من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون

******************************************ثمنك إيمانك وخلقك

مر هذا الرجلc الفقيرc المعدومc ، وعليه أسمال باليةسب ، لا ة ، جائع البطن ، حافي القدم ، مغمور الن وثياب رث جاه ولا مال ولا عشيرة ، ليس له بيت يأوي إليه ، ولا أثاث ولا متاع ، يشربc من الحياض العامة بكفيه مع الواردين ،

ه ه البطحاءc ، لكن cه ، وفراشcه ذراعc وينامc في المسجد ، مخدته وتلاوة لكتاب مولاهc لا يغيبc عن الصف صاحبc ذكر لرب

الأول في الصلاة والقتال ، مر ذات يوم برسول الله .)) يا جليبيب ألا تتزوج ؟ ((فناداهc باسمه وصاح به :

cزوجcني ؟ ولا مال ولا جاه ؟ ثم قال : يا رسول الله ، ومن ي مر به أخرى ، فقال له مثل قوله الأول ، وأجاب بنفس

الجواب، ومر ثالثة ، فأعاد عليه السؤال وأعاد هو الجواب ، )) يا جليبيب ، انطلق إلى بيت فلان : فقال

يقرئك السلام ،الأنصاري وقل له : رسول الله . ويطلب منك أن تزوجني بنتك ((

وهذا الأنصاري من بيت شريف وأسرة موقرة ، فانطلق جليبيب إلى هذا الأنصاري وطرق عليه الباب وأخبره بما

فقال الأنصاري : على رسول الله أمره به رسولc الله cزوجك بنتي يا جليبيبc ولا مال ولا جاه ؟ السلامc ، وكيف أ

cه الخبر فتعجبc وتتساءلc : جليبيب ! لا مال ولا وتسمعc زوجت جاه ؟ فتسمcع البنتc المؤمنةc كلام جليبيب ورسالة الرسول

Page 323: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن323

دان طلب رسول الله cفتقول لأبويها : أتر لا والذي ، نفسي بيده .

، cالعامر cوالبيت cالمباركة cة ي وحصل الزواج المبارك والذر المؤسسc على تقوى من الله ورضوان ، ونادى منادي الجهاد ، وحضر جليبيبc المعركة ، وقتل بيده سبعة من الكفار ، ثم

ه وعن قcتل في سبيل الله ، وتوسد الثرى راضيا عن رب وعن مبدئه الذي مات من أجله ، ويتفقدc الرسولcرسوله

بأسمائهم ، وينسون جليبيبا في cه الناس cخبرc القتلى ، في غمرة الحديث ، لأنهc ليس لامعا ولا مشهورا ، ولكن الرسول

اسمه في الزحام ولا cويحفظ ، cجليبيبا ولا ينساه cرc يذك : cغفله ، ويقولc . )) لكنني أفقد جليبيبا ((ي

ر بالتراب ، فينفضc التراب عن وجهه ويجده وقد تدث )) قتلت سبعة ثم قتلت ؟ أنت مني وأناويقولc له :

.منك ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ((ويكفي هذا الوسام النبوي جليبيبا عطاء ومكافأة وجائزة .

cه وحب رسول الله له ، إن ثمن جليبيب ، إيمانcه التي مات من أجلها . إن فقره وعدمه وضآلةc ورسالت

cؤخره عن هذا الشرف العظيم والمكسب الضخم أسرته لم تcول والسعادة في الدنيا ضا والقب ، لقد حاز الشهادة والر

فرحين بما آتاهم الله من فضله ﴿والآخرة : ن خلفهم ألا ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم م

. ﴾ خوف عليهم ولا هم يحزنونإن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة .

إن سعادتك في معرفتك للأشياء واهتماماتك وسموك . إن الفقر والعوز والخمول، ما كان - يوما من الأيام-فوق والوصول والاستعلاء . هنيئا لمن عائقا في طريق الت عرف ثمنه فعلا بنفسه ، وهنيئا لمن أسعد نفسهc بتوجيهه

تين ، وسعد في cبله ، وهنيئا لمن أحسن مر وجهاده ونالحياتين ، وأفلح في الكرتين ، الدنيا والآخرة .

Page 324: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن324

**********************************************

يا سعادة هؤلاء وسيجنبها ﴿أبو بكر – رضي اللهc عنهc - : بآية :

.﴾ { الذي يؤتي ماله يتزكى17الأتقى}عمرc - رضي الله عنه - : بحديث : )) رأيت قصرا

أبيض في الجنة ، قلت : لمن هذا القصر ؟ قيل لي. : لعمر بنش الخطاب ((

)) اللهم اغفروعثمانc - رضي الله عنهc - : بدعاء : ر (( . لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخ

: - cرجل يحب اللهوعلي - رضي الله عنه (( . ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ((

: - cمعاذ - رضي الله عنه cبن cاهتز له عرشوسعد (( .الرحمن ((

:- cالله بن عمرو الأنصاري - رضي الله عنهcوعبد .))كلمه الله كفاحا بلا ترجمان ((

: - cرضي الله عنه - cلته ملائكةوحنظلة )) غس . الرحمن ((

****************************************ويا شقاوة هؤلاء

: cفرعون﴿ . ﴾ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا : cفخسفنا به وبداره الأرض ﴿وقارون ﴾ .

﴿والوليدc بنc المغيرة : . ﴾ سأرهقه صعوداةc بنc خلف : cمي . ﴾ ويل لكل همزة لمزة ﴿وأ

. ﴾ تبت يدا أبي لهب وتب ﴿وأبو لهب : كلا سنكتب ما يقول ونمد له ﴿والعاص بنc وائل :

. ﴾ من العذاب مدا****************************************

Page 325: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن325

وقفــــــةcالحق وفساد cالرأي ، وخفاء cالتوفيق وفساد cة » قل

القلب ، وخمولc الذكر ، وإضاعةc الوقت ، ونفرةc الخلق ،cإجابة الدعاء ، وقسوة cه ، ومنع والوحشةc بين العبد وبين ربزق والعcمر ، وحرمانc العلم ، القلب ، ومحقc البركة في الر ولباسc الذل ، وإهانةc العدو وضيقc الصدر ، والابتلاءc بقرناء

cعون الوقت ، وطول cضي cفسدون القلب وي السوء الذين يد من المعصية الهم ، وضنكc المعيشة ، وكسفc البال ... تتولcعن الماء ، والإحراق cد الزرع والغفلة عن ذكر الله ، كما يتول

دc عن الطاعة « . عن النار . وأضدادc هذه تتول » أما تأثيرc الاستغفار في دفع الهم والغم والضيق ،

فمما اشترك في العلم به أهلc الملل وعقلاءc كل أمة ، إنcوجب الهم والغم ، والخوف والحزن، المعاصي والفساد ت

وضيق الصدر ، وأمراض القلب ، حتى إن أهلها ذا قضوا منهاهم ، ارتكبوها دفعا لما يجدونهc في cأوطارها ، وسئمتها نفوس

صدورهم من الضيق والهم والغم ، كما قال شيخc الفسوق : وكأس شربتc على

لذة cخرى تداويتc منها وأ

وإذا كان هذا تأثيرc الذنوب والآثام في القلوب ، فلا دواءبها» cوالاستغفار cلها إلا التوبة .

*************************************رققا بالقوارير

ودة ﴿. ﴾ وعاشروهن بالمعروف ﴿ وجعل بينكم م. ﴾ ورحمة

)) استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهنوفي الحديث : .عوان عندكم((

)) خيركم خيركم لأهله ، وأناوفي حديث آخر : . خيركم لأهلي ((

Page 326: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن326

cلفة ، القائمc على الحب البيتc السعيدc هو العامرc بالأس بنيانه على ﴿ المملوءc تقوى ورضوانا : أفمن أس

س بنيانه ن أس تقوى من الله ورضوان خير أم م على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله

. ﴾ لا يهدي القوم الظالمين*****************************************

بسمة في البداية من حcسن الطالع وجميل المقابلة تبسم الزوجة لزوجها

والزوجc لزوجته ، إن هذه البسمة إعلان مبدئي للوفاقمك في وجه أخيك صدقة ((والمصالحة : .)) وتبس

اما . وكان ضحاكا بس فسلموا على أنفسكم تحية ﴿وفي البداية بالسلام :

ن عند الله مباركة طيبة ، ورد التحية من أحدهما ﴾ م وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ﴿ للآخر :. ﴾ ردوها

ر : cثي قال ك تك عزةc بالتسليم حي

وانصرفت تك ها مثل ما حي فحي

cيا جمل ليت التحية كانتلي فأشكرها

يت ي cمكان يا جملا ح cعند دخول المنزل : يا رجل cاللهم إنيومنها الدعاء ((

أسألك خير المولج وخير المخرج ، باسم الله ولجنا ، وباسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا

.توكلنا (( ومن أسباب سعادة البيت : لينc الخطاب من الطرفين :

. ﴾ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ﴿cها السحرcوكلام

الحلالc لو أنه لم يجن قتل المسلم

ز المتحر cملل وإن إن طال لم يهي أوجزت

ود المحدثc أنها لمcوجز يا ليت الرجل ويا ليت المرأة ، كل منهما يسحبc كلامت

الإساءة وجرح المشاعر والاستفزاز ، يا ليت أنهما يذكران

Page 327: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن327

الجانب الجميل المشرق في كل منهما ، ويغضان الطرفعن الجانب الضعيف البشري في كليهما .

إن الرجل إذا عدد محاسن امرأته ، وتجافى عن )) لا يفرك مؤمنالنقص ، سعد وارتاح ، وفي الحديث :

. مؤمنة ، إن كره منها خلقا رضي منها آخر ((ومعنى لا يفرك : لا يبغض ولا يكره .

من ذا الذي ما ساءقط

ومن له الحسنى من الذي ما ما نبا سيفc فضائله ولا كبا جوادc محاسنه :فقط

ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من ﴿. ﴾ أحد أبدا

أكثرc مشاكل البيوت من معاناة التوافه ومعايشة صغار المسائل ، وقد عشتc عشرات القضايا التي تنتهي بالفراق ، سببc إيقاد جذوتها أمور هينة سهلة ، أحدc الأسباب أن البيت

cه عند لم يكن مرتبا ، والطعام لم يقدم في وقته ، وسببcكثر من استقبال آخرين أن المرأة تريدc من زوجها أن لا ي

cم والمآسي cورثc اليت الضيوف ، وخذ من هذه القائمة التي تفي البيوت .

إن علينا جميعا أن نعترف بواقعنا وحالنا وضعفنا ، ولا نعيشc الخيال والمثاليات ، التي لا تحصلc إلا لأولي العزم من

أفراد العالم . نحن بشر نغضبc ونحتد ، ونضعفc ونخطئc ، وما معنا إلا البحثc عن الأمر النسبي في الموافقة الزوجية حتى بعد هذه

السنوات القصيرة بسلام . إن أريحية أحمد بن حنبل وحcسن صحبته تقدم في هذهcها الكلمة ، إذ يقول بعد وفاة زوجته أم عبدالله : لقد صاحبت

أربعين سنة ما اختلفتc معها في كلمة . cه ، وعليها أن إن على الرجل أن يسكت إذا غضبت زوجت، cوتبرد المشاعر ، cهي إذا غضب ، حتى تهدأ الثائرة cتسكت

وتسكن اضطراباتc النفس .

Page 328: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن328

» متى رأيت: » صيد الخاطر «قال ابنc الجوزي في مc بما لا يصلحc ، فلا ينبغي أن صاحبك قد غضب وأخذ يتكل

cه خنصرا ) أي لا تعتد به ولا تلتفت إليه ( ، تعقد على ما يقول ولا أن تؤاخذه به ، فإن حاله حالc السكران لا يدري ما يجري

، بل اصبر ولو فترة ، ولا تعول عليها ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبعc قد هاج ، والعقلc قد استتر ، ومتى أخذت في

نفسك عليه ، أو أجبته بمقتضى فعله ، كنت كعاقل واجه مجنونا ، أو مفيق عاتب مغمى عليه ، فالذنبc لك، بل انظر

ج في لعب إليه بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له ، وتفرالطبع به .

واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى ، وعرف لك فضلcسلمه فيما يفعلc في غضبه إلى الصبر ، وأقل الأقسام أن ت

ما يستريحc به . وهذه الحالةc ينبغي أن يتلمحها الولدc عند غضب الوالد ،

والزوجةc عند غضب الزوج ، فتتركه يشفى بما يقولc ، ولا تعول على ذلك ، فسيعودc نادما معتذرا ، ومتى قcوبل علىنة ، وجازى في الإفاقة حالته ومقالته صارت العداوةc متمك

كر . على ما فcعل في حقه وقت الس وأكثرc الناس على غير هذا الطريق ، متى رأوا غضبان قابلcوه بما يقولc ويعملc ، وهذا على غيرc مقتضى الحكمة ،

cها إلا العالمون « .بل الحكمةc ما ذكرتc ، وما يعقل*****************************************

حب الانتقام سم زعاف فيالنفوس الهائجة

قصص وحكايات» المصلوبون في التاريخ «في كتاب لبعض أهل البطش الذين أنزلوا بخصومهم أشد العقوبات

وأقسى المcثلات ، ثم لما قتلوهم ما شفى لهم القتلc غليلا ،ب ، والعجبc أن cشcم على الخcولا أبرد لهم عليلا ، حتى صلبوه

cحس ولا يتعذبc ، لأن روحه المصلوب بعد قتله لا يتألم ولا ي

Page 329: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن329

cسر فارقت جسمه ، ولكن الحي القاتل يأنسc ويرتاحc ، وي بزيادة التنكيل . إن هذه النفوس المتلمظة على خصومها المضطرمة على أعدائها لن تهدأ أبدا ولن تسعد ، لأن نار

هم قبل خصومهم . cالانتقام وبركان التشفي يدمر وأعجبc من هذا أن بعض خلفاء بني العباس فاته أنcوا قبل أن يتولى ، يقتل خصومه من بني أمية ، لأنهم مات

فأخرجهم من قبورهم وبعضcهم رميم فجلدهم ، ثم صلبهم ،cنهي على ثم أحرقهم . إنها ثورةc الحقد العارم الذي ي

ات وعلى مباهج النفس واستقرارها . المسر إن الضرر على المنتقم أعظمc ، لأنه فقد أعصابه وراحته

وهدوءهc وطمأنينته . لا يبلغc الأعداءc من

جاهل ما يبلغc الجاهلc من

نفسه وا عليكم الأنامل من الغيظ قل ﴿ وإذا خلوا عض. ﴾ موتوا بغيظكم

*****************************************وقفــــة

cوذي وتسلط عليه cغي عليه وأ » ليس للعبد إذا ب خصومcه ، شيء أنفعc له من التوبة النصوح ، وعلامةc سعادته

أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه ، فيشتغلر ما بها وبإصلاحها ، وبالتوبة منها ، فلا يبقى فيه فراغ لتدب نزل به ، بل يتولى هو التوبة وإصلاح عيوبه ، واللهc يتولى

cصرته وحفظه والدفع عنه ولابد ، فما أسعدهc من عبد ، وما ن أبركها من نازلة نزلت به ، وما أحسن أثرها عليه ، ولكن

التوفيق والرشد بيد الله ، لا مانع لما أعطى ولا مcعطي لماcوفق لهذا ، لا معرفة به ، ولا إرادة له ، منع ، فما كل أحد ي

ولا قدرة عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله « . سبحان من يعفو

ونهفو دائما ولم يزل مهما هفا

العبدc عفا cعطي الذي يخطي يولا يمنعcه

cه عن العطا جلاللذي الخطا

Page 330: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن330

*******************************************لا تذب في شخصية غيركcالتقليد ، وطور cأطوار : طور cتمر بالإنسان ثلاثة

الاختيار ، وطورc الابتكار . فالتقليدc : هو المحاكاةc للآخرينcفيهم ، وسبب cصفاتهم والذوبان cشخصياتهم وانتحال cوتقمص

هذا التقليد هو الإعجابc والتعلقc والميلc الشديدc ، وهذا التقليدc الغالي ليحمل بعضهcم على التقليد في الحركات

واللحظات ، ونبرة الصوت والالتفات ، ونحو ذلك ، وهو وأد للشخصية وانتحار معنوي للذات . ويا لمcعاناة هؤلاء من

أنفسهم ، وهم يعكسون اتجاههcم ، ويسيرون إلى الخلف !! فالواحدc منهم ترك صوته لصوت الآخر ، وهجر مشيته لمشية

cثري فلان ، ليت هذا التقليد كان للصفات الممدوحة التي ت cضفي عليه هالة من السمو والرفعة ، كالعلم العمر وت

c أن هؤلاء يقلدون في cفاجأ والكرم والحلم ونحوها ، لكنك تمخارج الحروف وطريقة الكلام وإشارة اليد !! .

، cوشيء آخر cالتأكيد عليك بما سبق : إنك خلق آخر cأريد إنه نهجcك أنت من خلال صفاتك وقدراتك ، فإنه منذc خلق

اللهc آدم إلى أن ينهي اللهc العالم ، لم يتفق اثنان في الصورة الخارجية للجسم ، بحيثc ينطبق شكلc هذا على شكل ذاك :

الآية . فلماذا نحنc ﴾...... واختلاف ألسنتكم وألوانكم ﴿نريدc أن نتفق مع الآخرين في صفاتنا ومواهبنا وقدراتنا ؟!

دا ، وإن حcسن إلقائك أن إن جمال صوتك أن يكون متفرزا : ختلف ﴿يكون متمي ومن الجبال جدد بيض وحمر م

. ﴾ ألوانها وغرابيب سود************************************

المكظومون في انتظار لطف اللهcه إذا تراكضت هذا الخطيبc المصقعc لا يلتوي لسان

الألفاظc في ميدان البيان ، بل يمضي ساطعا صارما متدفقا .

Page 331: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن331

وحسبc ، وخطيب الإسلام وكفىهو خطيبc الرسول لنصرة، كان يرفع صوته بالخطب بين يدي رسول الله

: cقيس بن شماس ، وأنزل الله cبن cيا أيها﴿الدين ، إنه ثابت الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي

ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن . وظن قيس أنه ﴾ تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون

هو المقصودc ، فاعتزل الناس واختبأ في بيته يبكي ، وفقده فسأل عنه ، فأخبره الصحابةc الخبر ، فقال :رسولc الله

. )) كلا ، بل هو من أهل الجنة ((فصارت النذارةc بشارة . هناء محا ذاك العزاء

المقدما cفما جزع المحزون

وتبقى عائشةc أم المؤمنين – رضي اللهc عنها – تبكيحتى تبسماقc كبدها ويفري شهرا كاملا ليلا ونهارا ، حتى كاد البكاء يمز جسمها ، لأنها طcعنت في عرضها الشريف ، العفيف ، فجاء

إن الذين يرمون المحصنات الغافلات ﴿الفرج : . وحمدت الله ﴾ المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة

وصارت أطهر الطهر ، كما كانت ، وفرح المؤمنون بهذاالفتح المبين .

لاثةc الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، وضاقت عليهم والثوا أن لا الأرضc بما رحcبت ، وضاقت عليهم أنفسcهم ، وظن

cه – سبحانه- ملجأ من الله إلا إليه ، أتاهم الفرجc ممن يملكونزل عليهم الغوثc من السميع القريب .

*************************************احرص على العمل الذي ترتاح له

» ابتدأني مرض ، فقال لي الطبيبc : إنيقولc ابن تيمية : مطالعتك وكلامك في العلم يزيدc المرض . فقلت له : لا

أصبرc على ذلك ، لا أصبرc على ذلك ، وأنا أحاكمcك إلى علمكت قويت الطبيعةc ، فدفعت ر cإذا فرجت وس cفس ، أليست النcسر بالعلم ، المرض ؟ فقال : بلى . فقلتc له : فإن نفسي ت

Page 332: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن332

فتقوى به الطبيعةc ، فأجدc راحة . فقال: هذا خارج عن. ﴾ لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم﴿ علاجنا«

لعل عتبك محمود cهc عواقب

ما صحت فرب********************************************الأجسامc بالعللكلا نمد هؤلاء وهؤلاء

ما أحوجنا إلى المثابرة واستثمار الوقت ، ومسابقة الأنفاس بالعمل الصالح النافع المفيد ، إننا سوف نسعدc يوم نقدم للآخرين نفعا ووعيا وخدمة وثقافة وحضارة ، وسوف

cخلق عبثا نسعدc إذا علمنا أننا لم نأت إلى الحياة سcدى ، ولم نcوجد لعبا . ، ولم ن cتراجم» الأعلام «يوم تصفحت cللزركلي فوجدت

شرقيين وغربيين ، ساسة وعلماء ، وحكماء وأدباء وأطباء ،رون لامعون ، ووجدتc في سيرهم يجمعهم أنهم نابغون مؤث جميعا سنة الله في خلقه ، ووعد الله في عباده ، وهي أن

من أحسن من أجل الدنيا وcفي نصيبه من الدنيا ، من الذيوع والشهرة والانتشار ، وما يلحقc ذلك من مال ومنصب

وإتحاف ، ومن أحسن للآخرة وجدها هنا وهناك ، من النفع نمد هـؤلاء ﴿والقبول والرضا والأجر والمثوبة : كلا

وهـؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا﴾ .

ووجدتc في الكتاب أيضا أن هؤلاء العباقرة الذين قدمواcوا للآخرة – وأخص منهم غير للبشرية نفعا ونتاجا ولم يعمل

cهم أسعدوا الناس أكثر من المؤمنين بالله ولقائه – وجدت أنفسهم ، وأفرحوا أرواح الآخرين أكثر من أرواحهم ، فإذا

بعضcهم ينتحرc ، وبعضهم يثورc من واقعه ويغضبc من حياته ،وآخرون منهم يعيشون بؤسا وضنكا .

وسألتc نفسي : ما هي الفائدةc إذا سعد بي قوموشقيت أنا ، وانتفع بي ملأ وحcرمت أنا ؟!

Page 333: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن333

ووجدتc أن الله أعطى كل أحد من هؤلاء البارزين ما أراد ، تحقيقا لوعده ، فجمع منهم حصل على جائزة نوبل ،

لأنه أرادها وسعى لها ، ومنهم من تبوأ الصدارة في الشهرة ، لأنه بحث عنها وشغف بها ، ومنهم من وجد

ه ، ومنهم عبادc الله الصالحون ، المال ، لأنه هام به وأجبcوا على ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة – إن شاء اللهc حصل

- ، يبتغون فضلا من الله ورضوانا . إن من المعادلات الصحيحة المقبولة : أن المغمور

السعيد الواثق من منهجه وطريقه ، أنعمc حظا من اللامعالشهير الشقي بمبادئه وفكره .

إن راعي الإبل المسلم في جزيرة العرب أسعدc حالا الكاتب الروائي الشهير ، لأن» تولوستوي «بإسلامه من

cمصيره cالأول قضى حياته مطمئنا راضيا ساكنا يعرف ق الإرادة ، مبعثر الجهد ، لم ومنقلبه ، والثاني عاش ممز

. cه من مراده ، ولا يعرف مستقبلهcيبرد غليل عند المسلمين أعظمc دواء عرفته البشريةc ، وأجل علاج

اكتشفته الإنسانيةc . إنه الإيمانc بالقضاء والقدر ، حتى قال بعضc الحكماء : لن يسعد في الحياة كافر بالقضاء والقدر .

cه لك في وقد أعدتc عليك هذا المعنى كثيرا ، وعرضتى ، وأنا على عمد ، لأنني أعرفc من نفسي ومن أساليب شتcه ، وقد نتسخط كثير مثلي أننا نؤمنc بالقضاء والقدر فيما نحب

ة وميثاقc الوحي : عليه فيما نكرهcهc ، ولذلك كان شرطc المله (( . )) أن تؤمن بالقدر خيره وشره ، حلوه ومر************************************

ومن يؤمن بالله يهد قلبه أسوقc هنا قصة لتظهر سعادة من رضي بالقضاء ،

وحيرة وتكدر وشك من سخط من القضاء : » بودلي « مؤلفc كتابفهذا كاتب أمريكي لامع ، اسمcه

وأربعة عشر «» الرسول ، و » رياح على الصحراء «

Page 334: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن334

م إفريقية الشمالية1918كتابا أخرى ، وقد استوطن عام حل البدو المسلمين ، الغربية ، حيث عاش مع قوم من الر يصلون ويصومون ويذكرون الله . يقولc عن بعض مشاهده

ت ذات يوم عاصفة عاتية ، حملت رمال وهو معهم : هب الصحراء وعبرت بها البحر الأبيض المتوسط ، ورمت بها

وادي الرون في فرنسا ، وكانت العاصفة حارة شديدة الحرارة ، حتى أحسستc كأن شعر رأسي يتزعزعc من منابته لفرط وطأة الحر ، فأحسستc من فرط الغيظ كأنني مدفوع

وا إلى الجنون ، ولكن العرب لم يشكوا إطلاقا ، فقد هز أكتافهم وقالوا : قضاء مكتوب . واندفعوا إلى العمل

بنشاط ، وقال رئيسc القبيلة الشيخc : لم نفقد الشيءcالكثير ، فقد كنا خليقين بأن نفقد كل شيء ، ولكن الحمد لله وشكرا ، فإن لدنيا نحو أربعين في المائة من ماشيتنا ،

وفي استطاعتنا أن نبدأ بها عملنا من جديد . وثمة حادثة أخرى .. فقد كنا نقطعc الصحراء بالسيارة

يوما فانفجر أحدc الإطارات ، وكان الشائقc قد نسيcوانتابني القلق ، cاستحضار إطار احتياطي ، وتولاني الغضب

والهم ، وسألتc صحبي من الأعراب : ماذا عسى أن نفعل ؟cجدي فتيلا ، بل هو روني بأن الاندفاع إلى الغضب لن ي فذك

خليق أن يدفع الإنسان إلى الطيش والحcمق ، ومن ثم درجت بنا السيارة وهي تجري على ثلاثة إطارات ليس إلا ، لكنها ما لبثت أن كفت عن السير ، وعلمت أن البنزين قد

نفد ، وهناك أيضا لم تثر ثائرة أحد من رفاقي الأعراب ، ولا فارقهcم هدوؤهم ، بل مضوا يذرعون الطريق سيرا على

مون بالغناء ! الأقدام ، وهم يترنcها في الصحراء قد أقنعتني الأعوامc السبعةc التي قضيت

بين الأعراب الرحل ، أن الملتاثين ، ومرضى النفوس ، والسكيرين ، الذين تحفلc بهم أمريكا وأوربة ، ما هم إلا

ضحايا المدينة التي تتخذc السرعة أساسا لها .

Page 335: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن335

إنني لم أعان شيئا من القلق قط ، وأنا أعيشc في الصحراء ، بل هنالك في جنة الله ، وجدتc السكينة والقناعة والرضا ، وكثيرون من الناس يهزؤون بالجبرية التي يؤمن بها

الأعرابc ، ويسخرون من امتثالهم للقضاء والقدر . cوا كبد الحقيقة ، ولكن من يدري ؟ فلعل الأعراب أصاب

فإني إذ أعودc بذاكرتي إلى الوراء .. وأستعرضc حياتي ، أرىلc في فترات متباعدة تبعا لحوادث تطرأ جليا أنها كانت تتشك عليها ، ولم تكن قط في الحcسبان أو مما أستطيعc له دفعا ،

» قدروالعربc يطلقون على هذا اللون من الحوادث اسم : ، وسمه أنت ما شئت . » قضاءc الله « أو » قسمة« أو «

وخلاصةc القول : إنني بعد انقضاء سبعة عشر عاما على مغادرتي الصحراء ، ما زلتc أتخذ موقف العرب حيال قضاء

الله ، فأقابلc الحوادث التي لا حيلة لي فيها بالهدوء والامتثالcها من والسكينة ، ولقد أفلحت هذه الطباعc التي اكتسبت

نات العرب في تهدئة أعصابي أكثر مما تفلحc آلاف المسكوالعقاقير ! ...اهـ .

cوا هذا الحق من مشكاة أقولc : إن أعراب الصحراء تلقن وإن خلاصة رسالة المعصوم هي إنقاذ الناس منمحمد

يه ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، ونفض التراب الت عن رؤوسهم ، ووضع الآصار والأغلال عنهم . إن الوثيقة التي

cعث بها رسولc الهcدى فيها أسرارc الهدوء والأمن ، وبهاب معالمc النجاة من الإخفاق ، فهي اعتراف بالقضاء وعمل

بالدليل ، ووصول إلى غاية ، وسعي إلى نجاة ، وكدح بنتيجة . إن الرسالة الربانية جاءت لتحدد لك موقعك في

الكون المأنوس ، ليسكن خاطرك ، ويطمئن قلبك ، ويزول همك ، ويزكو عملك ، ويجمcل خلقك ، لتكون العبد المثالي

الذي عرف سر وجوده ، وأدرك القصد من نشأته . ***************************************

المنهج وسط

Page 336: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن336﴿ ة وسطا . ﴾وكذلك جعلناكم أم

cو ولا جفاء ، ولا إفراط ولا السعادة في الوسط ، فلا غcلاني حميد يمنعc العبد من ة منهج رب تفريط ، وإن الوسطي

cالحيف إلى أحد الطرفين . إن من خصائص الإسلام أنه دين وسط ، فهو وسط بين اليهودية والنصرانية : اليهودية التي

حملت العلم وألغت العمل ، والنصرانية التي غالت في العبادة واطرحت الدليل ، فجاء الإسلامc بالعلم والعمل ،

والروح والجسد ، والعقل والنقل . وإن مما يسعدcك في حياتك الوسطية ، الوسطيةc في

عبادتك : فلا تغلc فتنهك جسمك وتقضي على نشاطك ومداومتك، ولا تجف فتطرح النوافل وتخدش الفرائض

وتركن إلى التسويق . وفي إنفاقك : فلا تتلف أموالك وتهلك دخلك فتبقى حسيرا مcملقا ، ولا تمسك عطاءك وتبخل

بنوالك ، فتبقى ملوما محروما . ووسط في خلقك : بينين المتداعي ، بين العبوس الكالح الجد المفرط والل

والضحك المتهافت ، بين العزلة الموحشة والخلطة الزائدةعلى الحد .

إنه منهجc الاعتدال في أخذ الأمور ، والحكم على الأشياء ، ومعاملة الآخرين ، فلا زيادة يطفو بها كيلc القيم ، ولا نقص يضمحل به أصلc الخير ، لأن الزيادة ترف وسرف ، والنقص

﴿جفاء و‘حفاء : فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى

ستقيم . ﴾ صراط مئتين : سيئة الإفراط وسيئة إن الحسنة بين السي

cو وشر ين : شر الغcل التفريط ، وإن الخير بين الشر المجافاة ، وإن الحق بين الباطلين : باطل الزيادة وباطل

النقص ، وإن السعادة بين الشقاءين : شقاء التهور وشقاءالنكوص .

*************************************لا هذا ولا هذا

Page 337: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن337

ير الحقحقة . وهو يقولc مطرف بنc عبدالله : أشر الس الذي يجتهد في السير حتى يضر بنفسه ودابته . وفي

عاء الحطمة ((الحديث : . وهو الذي يتعسفc)) شر الر في ولايته لأهله أو من ولاه اللهc شأنه . إن الكرم بين

الإسراف والبخل ، وإن الشجاعة بين الجبن والتهور ، وإند ، وإن البسمة بين العبوس والضحك الحلم بين الحدة والتبلcوإن الصبر بين القسوة والجزع ، وللغلو دواء هو التخفيف ،

من هذا الغلو ، وإطفاءc شيء من هذا اللهيب المحرق وللجفاء دواء هو سوطc عزم ، وومضةc همة ، وبارقةc من

راط المستقيم} ﴿رجاء ، { صراط6اهدنــــا الص الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا

الين . ﴾ الض*******************************

وقفـــــة » ليس في الوجود شيء أصعبc من الصبر ، إما عن

المحبوب، أو على المكروهات. وخصوصا إذا امتد الزمان ،cقطعc أو وقع اليأسc من الفرج . وتلك المدةc تحتاجc إلى زاد ي

ها ، والزاد يتنوعc من أجناس : cبه سفر تلمحc مقدار البلاء ، وقد يمكنc أن يكون أكثر . فمنه :cبتلىومنه : أنه في حال فوقها أعظمc منها ، مثل أن ي

بفقد ولد وعنده أعز منه . رجاء العوض في الدنيا . ومن ذلك :

تلمح الأجر في الآخرة . ومنه : التلذذc بتصويرومنه : المدح والثناء من الخلق فيما يمدحون عليه ، والأجرc من

الحق عز وجل . أن الجزع لا يفيدc ، بل يفضحc صاحبهc . ومن ذلك :

Page 338: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن338

، cوالفكر cها العقلcإلى غير ذلك من الأشياء التي يقدح فليس في طريق الصبر نفقة سواها ، فينبغي للصابر أن

. يشغل بها نفسه ، ويقطع بها ساعات ابتلائه «*********************************************

من هم الأولياء انتظارc الأذان بالأشواق ،من صفات الأولياء :

هافcتc على تكبيرة الإحرام ، والولهc بالصف الأول ، والتcالصدر ، وظهور cومداومة الجلوس في الروضة ، وسلامة ة ، وكثرةc الذكر ، وأكل الحلال ، وتركc ما لا ن مراسيم الس

cالمحي كتابا وسنة ، وطلاقة cم يعني ، والرضا بالكفاف ، وتعلا ، والتوجعc لمصائب المسلمين ، وتركc الخلاف ، المcحي

والصبرc للشدائد ، وبذلc المعروف . التوسطc في المعيشة أفضلc ما يكونc ، فلا غنى مطغيا

ولا فقرا منسيا ، وإنما ما كفى وشفى ، وقضى الغرض ، وأتى بالمقصود في المعيشة ، فهو أجل العيش عائدة ،

وأحسنc القوت فائدة . cنهc ، وزوجة تأوي إليها ، ومركبوالكفاية : بيت تسك

حسن ، وما يكفي من المال لسد الحاجة وقضاء اللازم ********************************

الله لطيف بعباده 1376أخبرني أحدc أعيان مدينة الرياض أنه في عام

هـ ، ذهب مجموعة من البحارة من أهل الجبيل إلى البحر ، يريدون اصطياد السمك ، ومكثوا ثلاثة أيام بلياليهن لم

cوا على سمكة واحدة ، وكانوا يصلون الصلوات يحصل الخمس ، وبجانبهم مجموعة أخرى لا تسجدc لله سجدة ، ولا تصلي صلاة ، وإذا هم يصيدون ، ويحصلون على طلبهم من

هذا البحر ، فقال بعضc هؤلاء المجموعة : سبحان الله ! نحن نصلي لله عز وجل صلاة ، وما حصلنا على شيء من

Page 339: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن339

الصيد ، وهؤلاء لا يسجدون لله سجدة وها هو صيدcهم !!cوا صلاة الفجر ، فوسوس لهم الشيطانc بترك الصلاة ، فترك

ثم صلاة الظهر ، ثم صلاة العصر ، وبعد صلاة العصر أتواوا بطنها ، فوجدcا cوها وبقرcوا سمكة ، فأخرجcإلى البحر فصاد بها ونظر إليها ، فيها لؤلؤة ثمينة ، فأخذها أحدcهم بيده ، وقل وقال : سبحان الله ! لما أطعنا الله ما حصلنا عليها ، ولما

عيناه حصلنا عليها !! إن هذا الرزق فيه نظر . ثم أخذ اللؤلؤة ورمى بها في البحر ، وقال : يعوضcنا اللهc ، والله لاcوا بنا آخذcها وقد حصلت لنا بعد أن تركنا الصلاة ، هيا ارتحلcوا ما يقاربc من هذا المكان الذي عصينا الله فيه ، فارتحل

cوا من البحر cوا هناك في خيمتهم ، ثم اقترب ثلاثة أميال ، ونزل ثانية ، فصادcوا سمكة الكنعد ، فبقروا بطنها فوجدوا اللؤلؤة في بطن تلك السمكة ، وقالوا : الحمدc لله الذي رزقنا رزقا

طيبا . بعد أن بدؤوا يصلون ويذكرون الله ويستغفرونه ،فأخذوا اللؤلؤة . اهـ .

فانظر كيف كان من ذي قبل ، في وقت معصية ، وكان رزقا خبيثا ، وانظر كيف أصبح الآن في وقت طاعة ، وأصبح

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله ﴿رزقا طيبا . وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله

. ﴾ إنا إلى الله راغبون إنه لطف الله ، ومن ترك شيئا لله عوضه اللهc خيرا

منه . رني هذا بقصة لعلي – رضي الله عنه - ، وقد دخل يذك

مسجد الكوفة ليصلي ركعتي الضحى ، فوجد غلاما عند الباب ، فقال : يا غلامc ، احبس بغلتي حتى أصلي . ودخل

علي المسجد ، يريدc أن يعطي هذا الغلام درهما ، جزاء حبسه للبغلة ، فلما دخل علي المسجد ، أتى الغلام إلى خطام البغلة ، فاقتلعه من رأسها وذهب به إلى السوق

ليبيعه ، وخرج علي فما وجد الغلام ، ووجد البغلة بلا خطام ،cه يبيع فأرسل رجلا في أثره ، وقال : اذهب إلى السوق ، لعل

Page 340: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن340

جc على الخطام هناك . وذهب الرجل ، فوجد هذا الغلام يحر الخطام ، فشراه بدرهم ، وعاد يخبرc عليا ، قال سبحان

الله ! والله لقد نويتc أن أعطيه درهما حلالا ، فأبى إلا أنيكون حراما .

وا وأينما cعباده أينما سار cالله عز وجل ، يلاحق cإنه لطف cوا : وا وأينما ارتحل وما تكون في شأن وما تتلو منه ﴿حل

كنا عليكم من قرآن ولا تعملون من عمل إلابك من شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ر

ماء ة في الأرض ولا في الس ثقال ذر . ﴾ م********************************************

﴾ ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴿دة «وقد ذكر التنوخي في كتابه ما»الفرج بعد الش

cغلقت يناسبc هذا المقام : أن رجلا ضاقت عليه الحيلc ، وأ عليه أبوابc المعيشة ، وأصبح ذات يوم هو وأهلcه لا شيء

في بيتهم ، قال : فبقيت أنا وأهلي اليوم الأول جوعى وفي الثاني ، فلما دنت الشمسc للمغيب ، قالت لي زوجتي :

اذهب وانطلق والتمس لنا رزقا أو طعاما أو أكلا ، فقدرتc امرأة قريبة لي ، أشرفنا على الموت . قال : فتذك

cها الخبر ، قالت : ما في بيتنا إلا هذه فذهبتc إليها وأخبرت السمكةc وقد أنتنت . قلتc : علي بها ، فإنا قد أشرفنا على

الهلاك . وذهبتc بها وبقرتc بطنها ، فأخرجتc منها لؤلؤةcها بآلاف الدنانير ، وأخبرتc قريبتي ، قالت : لا آخذc معكم بعتثتc من ذلك بيتي ، إلا قسمي . قال : فاغتنيتc فيما بعدc ، وأث

وأصلحتc حالي ، وتوسعتc في رزقي . فهو لطفc الله . cسبحانه وتعالى ليس غيره

. ﴾ وما بكم من نعمة فمن الله ﴿. ﴾ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ﴿

******************************************ل الغيث ﴿ ﴾ وهو الذي ينز

Page 341: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن341

اد : أنه كان بأهله في حدثنا أحدc الفضلاء من العcب الصحراء ، في جهة البادية ، وكان عابدا قانتا منيبا ذاكرا

cألتمس cلنا ، وذهبت cالمجاورة cلله . قال : فانقطعت المياه ماء لأهلي ، فوجدتc أن الغدير قد جف ، فعcدتc إليهم ، ثم التمسنا الماء يمنة ويسرة ، قلم نجد ولو قطرة ، وأدركنا

c ، واحتاج أطفالي للماء ، فتذكرتc رب العزة – الظمأcواستقبلت ، cفتيممت cسبحانه- القريب المجيب ، فقمت يتc ركعتين ، ثم رفعتc يدي وبكيتc ، وسالت القبلة وصل

أمن﴿دموعي ، وسألتc الله بإلحاح ، وتذكرتc قوله : الآية ، ووالله ما هو إلا أن ﴾يجيب المضطر إذا دعاه.....

قمتc من مقامي ، وليس في السماء من سحاب ولا غيم ، وإذا بسحابة قد توسطت مكاني ومنزلي في الصحراء ،

cواحتكمت على المكان ، ثم أنزلت ماءها ، فامتلأت الغدران من حولنا وعن يميننا وعن يسارنا ، فشربنا واغتسلنا وتوضأنا

، وحمدنا الله سبحانه وتعالى ، ثم ارتحلتc قليلا خلف هذا المكان ، وإذا الجدبc والقحطc ، فعلمتc أن الله ساقها لي

ل ﴿بدعائي ، فحمدتc الله عز وجل : وهو الذي ينز الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي

. ﴾الحميد cصلحc إنه لابد أن نلح على الله سبحانه وتعالى ، فإنه لا يcولا يعين ، cت الأنفس ، ولا يرزقc ولا يهدي ، ولا يوفقc ولا يثب

هو سبحانه وتعالى . واللهc ذكر أحد أنبيائه ولا يغيثc ، إلا وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في ﴿فقال :

﴾ الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين .

************************************عوضه الله خيرا منه

اد كان في مكة ، ه أن رجلا من العcب cرجب وغير cذكر ابن cه ، وجاع جوعا شديدا ، وأشرف على الهلاك ، وانقطعت نفقت

Page 342: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن342

وبينما هو يدورc في أحد أزقة مكة إذ عثر على عقد ثمين غالcنفيس ، فأخذه في كمه وذهب إلى الحرم وإذا برجل ينشد

عن هذا العقد ، قال : فوصفه لي ، فما أخطأ من صفته شيئا ، فدفعتc له العقد على أن يعطيني شيئا . قال : فأخذ العقد وذهب ، لا يلوي على شيء ، وما سلمني درهما ولا نقيرا ولا

قطميرا . قلتc : اللهم إني تركتc هذا لك ، فعوضني خيرا، cت ريح هوجاء منه ، ثم ركب جهة البحر فذهب بقارب ، فهب وتصدع هذا القاربc ، وركب هذا الرجل على خشبة ، وأصبح

على سطح الماء تلعبc به الريح يمنة ويسرة ، حتى ألقته إلى جزيرة ، ونزل بها ، ووجد بها مسجدا وقوما يصلون

فصلى ، ثم وجد أوراقا من المصحف فأخذ يقرأ ، قال أهلم تلك الجزيرة : أئنك تقرأ القرآن ؟ قلتc : نعم . قالوا : عل

أبناءنا القرآن . فأخذتc أعلمهم بأجرة ، ثم كتبتc خطا ، قالواcهم بأجرة . مت : أتعلم أبناءنا الخط ؟ قلتc : نغم . فعل

ثم قالوا : إن هنا بنتا يتيمة كانت لرجل منا فيه خير: لا بأس. قال: cوفي عنها، هل لك أن تتزوجها؟ قلتc وت

cها ، ودخلتc بها فوجدتc العقد ذلك بعينه بعنقها . فتزوجت: ما قصةc هذا العقد ؟ فأخبرت الخبر ، وذكرت أن أباها cقلت أضاعه في مكة ذات يوم، فوجده رجل فسلمه إليه ، فكان

أبوها يدعو في سجوده ، أن يرزق ابنته زوجا كذلك الرجل . . cقال : فأنا الرجل

فدخل عليه العقدc بالحلال ، لأنه ترك شيئا لله ، فعوضه . )) إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ((الله خيرا منه

******************************************إذا سألت فاسأل الله

إن لطف الله قريب ، وإنه سميع مجيب ، وإن التقصير، cة إلى أن نلح وندعوه ، ولا نمل نسأم منا ، إننا بحاجة ماسcغ cستجب لي . بل نمر ولا يقولc أحدنا : دعوتc دعوتc فلم ي

)) يا ذا الجلالوجوهنا في التراب ، ونهتفc ، ونلظ بـ

Page 343: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن343

، ونعيدc ونبدئc تلك الأسماء الحسنى والصفاتوالإكرام (( العcلى ، حتى يجيب اللهc سبحانه وتعالى طلبنا ، ، أو يختار لنا

﴿ خبرة من عنده سبحانه وتعالى عا ادعوا ربكم تضر . ﴾وخفية

ذكر أحدc الدعاة في بعض رسائله أن رجلا مسلما ذهب إلى إحدى الدول والتجأ بأهله إليها ، وطلب بأن تمنحه

جنسية ، فأغلقت في وجهه الأبوابc ، وحاول هذا الرجل كل المحاولة ، واستفرغ جهده ، وعرض الأمر على كل معارفه ،

دت السبل ، ثم لقي عالما ورعا فشكا cوس ، cفبارت الحيل إليه الحال ، قال : عليك بالثلث الأخير من الليل ، ادع مولاك

))، فإنه الميسرc سبحانه وتعالى – وهذا معناه في الحديث : إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله

، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك –بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ((

قال هذا الرجل : فوالله لقد تركتc الذهاب إلى الناس ، وطلب الشفاعات ، وأخذتc أداومc على الثلث الأخير كما

أخبرني هذا العالم ، وكنتc أهتفc لله في السحر وأدعوه ، فما هو إلا بعد أيام ، وتقدمتc بمعروض عادي ولم أجعل

بيني وبينهم واسطة ، فذهب هذا الخطابc ، وما هو إلا أياممc الجنسية ، وكانت cدعى وأسل وفوجئتc في بيتي ، وإذ أنا أ

في ظروف صعبة . ********************************************

﴾ الله لطيف بعباده ﴿الدقائق الغالية :

ذكر التنوخي : أن أحدc الوزراء في بغداد – وقد سماه – اعتدى على أموال امرأة عجوز هناك ، فسلبها حقوقها

وصادر أملاكها ، ذهبت إليه تبكي وتشتكي من ظلمه وجوزه ، فما ارتدع وما تاب وما أناب ، قالت : لأدعون الله

عليك ، فأخذ يضحكc منها باستهزاء ، وقال : عليك بالثلث

Page 344: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن344

الأخير من الليل . وهذا لجبروته وفسقه يقول باستهزاء ، فذهبت وداومت على الثلث الأخير ، فما هو إلا وقت قصيرcقيم ه ، ثم أ cخذ عقارc cه ، وأ لبت أموال cوس cزل هذا الوزيرcإذ ع ت به cجلدc تعزيرا له على أفعاله بالناس ، فمر في السوق ي

العجوزc ، فقالت له : أحسنت! لقد وصفت لي الثلث الأخير . cه أحسن ما يكونc من الليل ، فوجدت

إن ذاك الثلث غال من حياتنا ، نفيس في أوقاتنا ، يوم )) هل من سائل فأعطيه ، هل منيقولc رب العزة :

. مستغفر فأغفر له ، هل من داع فأجيبه ((cفي حياتي على أني شاب . وسمعت cلقد عشت

سماعات وأثر في حياتي حادثات لا أنساها أبد الدهر ، وما، cوعنده الغوث ، cأقرب من القريب ، عنده الفرج cوجدت

وعنده اللطفc سبحانه وتعالى . ارتحلتc مع نفر من الناس في طائرة من أبها إلى

الرياض في أثناء أزمة الخليج ، فلما أصبحنا في السماءcخبرنا أننا سوف نعودc مرة ثانية إلى مطار أبها لخلل في أ

الطائرة ، وعدنا وأصلحcوا ما استطاعcوا إصلاحه ، ثم ارتحلنا مرة أخرى ، فلما اقتربنا من الرياض أبت العجلاتc أن تنزل ، فأخذ يدورc بنا على سماء الرياض ساعة كاملة ، ويحاولc أكثر

من عشر محاولات يأتي المطار ويحاولc الهبوط فلا يستطيعc ، فيرتحلc مرة أخرى ، وأصابنا الهلعc ، وأصاب الكثير

الانهيارc ، وكثرc بكاءc النساء ، ورأيتc الدموع تسيلc على الخدود ، وأصبحنا بين السماء والأرض ننتظرc الموت أقرب

من لمح البصر ، وتذكرتc كل شيء فما وجدتc كالعمل الصالح ، وارتحل القلبc إلى الله عز وجل وإلى الآخرة ، فإذا

ر : ))تفاهةc الدنيا ، ورخصc الدنيا ، وزهادةc الدنيا ، وأخذنا نكر لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله

، في هتاف صادق ، وقامالحمد وهو كل شيء قدير ((cوا إلى الله وأن يدعوهcبالناس أن يلجؤ cشيخ كبير مسن يهتف

cوا له . ، وأن يستغفروهc وأن ينيب

Page 345: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن345

cه عن الناس أنهم: فإذا ركبوا في ﴿وقد ذكر الل. ﴾الفلك دعوا الله مخلصين له الدين

ودعونا الذي يجيبc المضطر إذا دعاه ، وألححنا في الدعاء ، وما هو إلا وقت ، ونعودc للمرة الحادية عشرة

والثانية عشرة ، فنهبطc بسلام ، فلما نزلنا كأنا خرجنا من، cإلى ما كانت ، وجفت الدموع cالقبور ، وعادت النفوس

وظهرت البسماتc ، فما أعظم لطف الله سبحانه وتعالى . كم نطلبc الله في

ضcر يحل بنات بلايانا فإن تول

cنسيناه ندعوه في البحر أنcنجي سفينتنا ي

فإن رجعنا إلى cالشاطي عصيناه ونركبc الجو في أمن

وفي دعة وما سقطنا لأن

cه ، ليس إلا . الحافظ اللهc إنهc لطفc الباري سبحانه وتعالى ، وعنايت**************************************

» من لنا وقت الضائقة ؟ « ذكرت جريدةc » القصيم « -وهي جريدة قديمة كانت

تصدcر في البلاد- ذكرت أن شابا في دمشق حجز ليسافر ، وأخبر والدته أن موعد إقلاع الطائرة في الساعة كذا وكذا ،

وعليها أن توقظه إذا دنا الوقتc ، ونام هذا الشاب ، وسمعتcأمه الأحوال الجوية في أجهزة الإعلام ، وأن الرياح هوجاء

ة ، فأشفقت على وأن الجو غائم ، وأن هناك عواصف رملي وحيدها وبخلت بابنها ، فما أيقظته أملا منها أن تفوته

الرحلةc ، لأن الجو لا يساعدc على السفر ، وخافت من الوضعدت من أن الرحلة قد فاتت ، وقد أقعلت الطارئ ، فلما تأك

تا في ابها ، أتت إلى ابنها توقظcه فوجدته مي الطائرةc بركفراشه .

ون منه فإنه ملاقيكم ﴿ قل إن الموت الذي تفرهادة فينبئكم بما ثم تردون إلى عالم الغيب والش

. ﴾ كنتم تعملونفر من الموت وفي الموت وقع .

Page 346: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن346

وقد قالت العامةc : » للناجي في البحر طريق « . وإذا حضر الأجلc فأي شيء يقتلc الإنسان .

*************************************من قصص الموت

ذكر الشيخc علي الطنطاوي في سماعاته ومشاهداته : أنه كان بأرض الشام رجل له سيارةc لوري ، فركب معه

أ رجل في ظهر السيارة ، وكان في ظهر السيارة نعش مهي للأموات ، وعلى هذا النعش شراع لوقت الحاجة ، فأمطرت

السماءc وسال الماءc فقام هذا الراكبc فدخل في النعش وتغطى بالشراع ، وركب آخرc فصعد في ظهر الشاحنة

cأن في النعش أحدا ، واستمر نزول cبجانب النعش ، ولا يعلم الغيث ، وهذا الرجلc الراكبc الثاني يظن أنه وحده في ظهر السيارة ، وفجأة يخرج هذا الرجلc يده من النعش ، ليرى : هل كف الغيثc أم لا ؟ ولما أخرج يده أخذ يلوحc بها ، فأخذ

هذا الراكبc الثاني الهلعc والجزعc والخوفc ، وظن أن هذا الميت قد عاد حيا ، فنسي نفسه وسقط من السيارة ، فوقع

على أم رأسه فمات . وهكذا كتب اللهc أن يكون أجلc هذا بهذه الطريقة . وأن

يكون الموتc بهذه الوسيلة . كل شيء بقضاء

وقدر والمنايا عبر أي عبر

ر دائما أنه يحملc الموت ، وأنه وعلى العبد أن يتذك يسعى إلى الموت ، وأنه ينتظرc الموت صباح مساء ، وما

أحسن الكلمة الرائقة الرائعة التي قالها علي بنc أبي طالب : cعنه – وهو يقول cإن الآخرة قد ارتحلت– رضي الله ((

مقبلة ، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم

. عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل ((

Page 347: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن347

أ وأن يتجهز وأن وهذا يفيدcنا أن على الإنسان أن يتهيcجدد توبته ، وأن يعلم أنه يتعاملc مع cصلح من حاله ، وأن ي ي

رب كريم قوي عظيم لطيف . إن الموت لا يستأذنc على أحد ، ولا يحابي أحدا ، ولا

وما﴿يجاملc ، وليس للموت إنذار مبكر يخبرc به الناس، اذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي تدري نفس م

﴾أرض تموت*****************************************

لا تستأخرون عنه ساعة ولا﴿﴾ تستقدمون

ذكر الطنطاوي أيضا في سماعاته ومشاهداته : أن باصا كان مليئا بالركاب ، وكان سائقcه يلتفتc يمنة ويسرة ، وفجأة وقف ، فقال له الركابc : لم تقفc ؟ قال : أقفc لهذا الشيخ

cشيرc بيده ليركب معنا . قالوا : لا نرى أحدا ، الكبير الذي يcوا : لا نرى أحدا ! قال : هو أقبل الآن قال : انظروا إليه . قال

هم : والله لا نرى أحدا من الناس ! ليركب معنا . قالوا كلوفجأة مات هذا السائقc على مقعد سيارته .

cه ، وكان هذا سببا ، ت وفات cه ، وحل ت ﴿لقد حضرت مني فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

cن من المخاوف ، وينخلعc قلبه من مظان ﴾ ، إن الإنسان يجبcه ، الذين قالوا لإخوانهم ﴿المنايا ، وإذا بالمآمن تقتل

وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن . والعجيبc فينا أننا ﴾أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

لا نفكرc في لقاء الله عز وجل ، ولا في حقارة الدنيا ، ولا فيقصة الارتحال منها إلا ذا وقعنا في المخاوف .

*************************************ت الأجسام بالعلل فربما صح

Page 348: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن348

cقعد في بيته ر : أن رجلا أصابه الشللc ، فأ ذكر أهلc السي ، ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس والإحباط ،غوا أهله وأبناءه ، وفي ذات وعجز الأطباءc في علاجه ، وبل يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله ، ولم يستطع أن

يتحرك من مكانه ، فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ولدغته لدغات ، فاهتز جسمcه من أخمص قدميه إلى مشاش

cرء والشفاء رأسه ، وإذا بالحياةc تدب في أعضائه ، وإذا بالب يسير في أنحاء جسمه ، وينتفضc الرجلc ويعودc نشيطا ، ثم

يقفc على قدميه ، ثم يمشي في غرفته ، ثم يفتحc بابه ، ويأتي أهله وأطفاله ، فإذا الرجلc واقفا ، فما كانوا يصدقون

cصعقون ، فأخبرهم الخبر . وكادوا من الذهول يفسبحان الذي جعل علاج هذا الرجل في هذا !!

وقد ذكرتc هذا لبعض الأطباء فصدق المقولة ، وذكر أنcستخدم بتخفيف كيماوي ، ويعالجc به هؤلاء هناك مصلا ساما ي

المشلولون . فجل اللطيفc في علاه ، ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء .

****************************************

وللأولياء كرامات هذا صلةc بن أشيم العابدc الزاهدc من التابعين : يذهبcفيذهب cإلى الشمال ليجاهد في سبيل الله ، ويضمه الليل إلى غاية ليصلي فيها ، ويدخل بين الشجر ويتوضأ ، ويقوم

مصليا ، وينهد عليه أسد كاسر ، ويقتربc من » صلة « وهوله مستمر ، ولم يقطع في صلاته ، ويدورc به ، وصلةc في تبتcبن أشيم من ركعتين ، ثم يقول cصلة cم صلاته وذكره ، ويسل

cؤمر فاتركني cمرت بقتلي فكلني ، وإن ت للأسد : إن كنت أ أناجي ربي . فأرخى الأسدc ذيله وذهب من المكان ، وترك

صلة يصلي .

Page 349: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن349

ولك أن تنظر في » البداية والنهاية « وغيرها من كتب فيالتاريخ ، وهذا مذكور عن »سفينة« مولى رسول الله

كتب تراجم الصحابة ، أنه أتى هو ورفقة معهc من ساحلcوا البر فإذا بأسد كاسر مcقبل يريدcهم ، فقال البحر ، فلما نزل

وأناسفينةc : يا أيها الأسدc أنا من أصحاب رسول الله cه ، وهؤلاء رفقتي ولا سبيل لك علينا . فولى الأسدcخادم

هاربا ، وزأر زأرة كاد يملأ بها ربوع المكان . ها إلا مكابر ، وإلا ففي cلا ينكر cوالأحداث cوهذه الوقائع

نن الله في خلقه ما يشهدc بمثل هذا ، ولولا طولc المقام cس لأوردتc عشرات القصص الصحيحة الثابتة في هذا الباب ،

لكن يكفيك دلالة من هذا الحديث ، لتعلم أن هناك ربا لطيفا حكيما لا تغيبc عنه غائبة . إن علم الله يلاحقc الناس ،

ما يكون من ﴿ولطفه سبحانه وتعالى وشهوده واطلاعه : نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو

سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم . ﴾ أين ما كانوا

***************************************** كفى بالله وكيلا وشهيدا

ذكر البخاري في صحيحه : أن رجلا من بني إسرائيل

cقرضه ألف دينار ، قال : هل لك شاهد ؟ طلب من رجل أن ي قال : ما معي شاهد إلا اللهc . قال : كفى بالله شهيدا .

قال : هل معك وكيل ؟ قال : ما معي وكيل إلا اللهc . قال : كفى بالله وكيلا. ثم أعطاه ألف دينار ، وذهب الرجل وكان

بينهما موعد وأجل مسمى ، وبينهما نهر في تلك الديار ، فلما حان الموعدc أتى صاحبc الدنانير ليعيدها لصاحبها

cه إليه ، الأول ، فوقف على شاطئ النهر ، يريدc قاربا يركب فما وجد شيئا ، وأتى الليلc وبقي وقتا طويلا ، فلم يجد من

cه ، فقال : اللهم إنه سألني شهيدا فما وجدتc إلا أنت ، يحملغه هذه الرسالة . وسألني كفيلا فما وجدتc إلا أنت ، اللهم بل

Page 350: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن350

ثم أخذ خشبة فنقرها وأدخل الدنانير فيها ، وكتب فيها رسالة ، ثم أخذ الخشبة ورماها في النهر ، فذهبت بإذن الله ، وبلطف الله ، وبعناية الله سبحانه وتعالى ، وخرج ذاك

الرجلc صاحبc الدنانير الأولc ينتظرc موعد صاحبه ، فوقف على شاطئ النهر وانتظر فما وجد أحدا ، فقال : لم لا آخذ حطبا لأهل بيتي ؟! فعرضت له الخشبةc بالدنانير ، فأخذها

وذهب بها إلى بيته ، فكسرها فوجد الدنانير والرسالة . لأن الشهيد سبحانه وتعالى أعان ، ولأن الوكيل أدى

. cلاهcفي ع cالوكالة ، فتعالى الله. ﴾ وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴿ؤمنين ﴿ . ﴾ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم م

**********************************************

وقفــــة: cقال لبيد

فاكذب النفس إذاحدثتها

إن صدق النفسcزري بالأمل ي وقال البستي :

أفد طبعك المكدودبالهم راحة

لهc بشيء تجم وعلمن المزح ولكن إذا أعطيته

ذاك فليكنcعطى بمقدار ما ي

الطعامc من الملح وقال أبو علي بن الشبل : بحفظ الجسم تبقى

النفسc فيهcحفظc بقاء النار ت

بالوعاء فباليأس المcمض فلاcمتها ت

ولا تمدد لها طولالرجاء وعدها في شدائدها

رخاءرها الشدائد في وذك

الرخاء cعد صلاحcها هذا يوهذا

cوبالتركيب منفعة *****************************************الدواء

أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة

Page 351: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن351

cهذه الحقيقة ، وهو أحد cأبي وقاص يدرك cبن cكان سعد بسداد الرميالعشرة المبشرين بالجنة ، وقد دعا له

cه كفلق الصبح . cجيبت دعوت وإجابة الدعوة ، فكان إذا دعا أ أرسل عمرc – رضي اللهc عنه – أناسا من الصحابة يسألون عن عدل سعد في الكوفة ، فأثنى الناسc عليه

خيرا ، ولما أتوا في مسجد حي لبني عبس ، قام رجل فقال : أما سألتموني عن سعد ؟ فإنه لا يعدلc في القضية ، ولاة ، ولا يمشي مع الرعية . فقال سعد : اللهم وي يحكمc بالس إن كان قام هذا رياء وسمعة فأعم بصره ، وأطل عمره ،cهذا الرجل ، وسقط حاجباه cمرcضه للفتن . فطال ع وعر

على عينيه ، وأخذ يتعرضc للجواري ويغمزهcن في شوارعالكوفة ، ويقول : شيخ مفتون ، ، أصابتني دعوة سعد .

إنه الاتصالc بالله عز وجل ، وصدق النية معه ، والوثوقبموعوده ، تبارك اللهc رب العالمين .

وفي » سير أعلام النبلاء« : عن سcعد أيضا : أن رجلا قام يسcب عليا -رضي اللهc عنه– ، فدافع سعد عن علي ،

واستمر الرجل في السب والشتم ، فقال سعد : اللهم اكفنيه بما شئت . فانطلق بعير من الكوفة فأقبل مسرعا ، لا يلوي على شيء ، وأخذ يدخل من بين الناس حتى وصل إلى الرجل ، ثم داسه بخفيه حتى قتله أمام مشهد ومرأى

من الناس . إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ﴿

. ﴾ ويوم يقوم الأشهاد وإنني أعرضc لك هذه القصص لتزداد إيمانا ووثوقاك فتدعوه وتناجيه ، وتعلم أن اللطف لطفcه بموعود رب

﴿سبحانه ، وأنه قد أمرك في محكم التنزيل فقال : وإذا سألك عبادي عني ﴿ . ﴾ ادعوني أستجب لكم

.. ﴾ فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان لقد استدعى الحجاجc الحسن البصري ليبطش به ، وذهب الحسنc وما في ذهنه إلا عنايةc الله ولطفc الله ،

Page 352: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن352

ه ، ويهتفc بأسمائه والوثوقc بوعد الله ، فأخذ يدعو رب الحسنى ، وصفاته العلى ، فيحول اللهc قلب الحجاج ،

ويقذفc في قلبه الرعب ، فما وصل الحسنc إلا وقد تهيأ الحجاجc لاستقباله ، وقام إلى الباب ، واستقبل الحسن ،

ب لحيته ، ويترفقc به ، cطي وأجلسه معه على السرير ، وأخذ يcلينc له في الخطاب !! فما هو إلا تسخيرc رب العزة وي

والجلال . إن لطف الله يسري في العالم ، في عالم الإنسان ،

في عالم الحيوان ، في البر والبحر ، في الليل والنهار ، في يسبح بحمده ﴿المتحرك والساكن ، وإن من شيء إلا

﴾ ولـكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا .

cوتي منطق الطير ، صح : أن سليمان عليه السلام قد أ خرج يستسقي بالناس ، وفي طريقه من بيته إلى المصل

رأى نملة قد رفعت رجليها تدعو رب العزة ، تدعو الإله الذي، cها الناس cغيثc ، فقال سليمان : أي يعطي ويمنحc ويلطفc وي

cم بدعاء غيركم . cفيت عودcوا فقد ك فأخذ الغيثc ينهمرc بدعاء تلك النملة ، النملة التي فهمار ، كلامها سليمانc عليه السلامc ، وهو يزجفc بجيشه الجر

قالت نملة يا أيها ﴿فتعظc أخواتها في عالم النمل : النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان

م ضاحكا من{18}وجنوده وهم لا يشعرون فتبس . في كثير من الأحيان يأتي لطفc البري سبحانه ﴾قولها

وتعالى بسبب هذه العجماوات . تي وقد ذكر أبو يعلى في قدسي أن الله يقولc : )) وعز

ع ، ت cر cضع ، وبهائم cع ، وأطفال ر ك cوجلالي ، لولا شيوخ ر لمنعتc عنكم قطر السماء (( .

********************************************وإن من شيء إلا يسبح بحمد ربه

Page 353: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن353

، cوأذعن لمولاه ، cه إن الهدد في عالم الطيور عرف ربوأخبت لخالقه .

ذهب الهدهدc ، وكانت تلك القصةc الطويلةc ، وانتهت إلى تلك النتائج التاريخية ، وكان سببها هذا الطائرc الذي عرف

ه ، حتى قال بعضc العلماء : عجيب ! الهدد أذكى من ربدة cه في الش فرعون ، فرعونc كفر في الرخاء فما نفعه إيمانcه في الشدة . ه في الرخاء ، فنفعه إيمان ، والهدهدc آمن برب

ألا يسجدوا لله الذي يخرج ﴿الهدهدc قال : ن إله ﴿. وفرعونc يقول : ﴾......الخبء ما علمت لكم م

. إن الشقي من كان الهدهد أذكى منه ،﴾ غيري......cله ، والنملة أفهمc لمصيرها منه . وإن البليد من أظلمت سب

cه ، وتعطلت جوارحcه عن النفع ، لهم ﴿وتقطعت حبال قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها

. ﴾ ولهم آذان لا يسمعون بهاه يجري ، cفي عالم النحل لطف الله يسري ، وخير

cه تلاحقc تلكم الحشرة الضئيلة المسكينة ، تنطلقc من وعنايت خليتها بتسخير من الباري ، تلتمسc رزقها ، لا تقعc إلا على

cبالورود ، تعشق cالطيب النقي الطاهر ، تمص الرحيق ، تهيم cه فيه شفاء هر ، تعودc محملة بشراب مختلف ألوان الز للناس ، تعودc إلى خليتها لا إلى خلية أخرى ، لا تضل

وأوحى ربك إلى النحل ﴿طريقها ، ولا تحارc في سبلها ، ا جر ومم أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الش

{ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي68يعرشون}ختلف سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب م ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم

. ﴾ يتفكرون إن سعادتك من هذا القصص ، ومن هذا الحديث ، ومن

هذه العبر : أن تعلم أن هناك لطفا خفيا لله الواحد الحد ، فتدعوه وحده ، وترجوه وحده ، وتسألهc وحده ، وأن عليك

هج السماوي واجبا شرعيا نزل في الميثاق الرباني ، وفي الن

Page 354: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن354

ه ، وأن تتجه بقلبك أن تسجد له ، وأن تشكره ، وأن تتولا إليه . إن عليك أن تعلم أن هذا البشر الكثير وهذا العالم

cغنون عنك من الله شيئا ، إنهم مساكينc ، إنهم الضخم ، لا ي كلهم محتاجون إلى الله ، إنهم يطلبون رزقهم صباح مساء ،

ويطلبون سعادتهم وصحتهم وعافيتهم وأشياءهم وأموالهمومناصبهم من الله الذي يملكc كل شيء .

يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو ﴿ ، إن عليك أن تعلم علم اليقين أنه لا ﴾ الغني الحميد

نك ، ولا يحميك ولا يتولاك ، ولا يحفظcك ، ولا cيهديك ولا ينصر يمنحcك إلا اللهc ، إن عليك أن توحد اتجاه القلب ، وتفرد

الرب بالوحدانية والألوهية والسؤال والاستعانة والرجاء ، وأن تعلم قدر البشر ، وأن المخلوق يحتاجc إلى الخالق ، وأن الفاني يحتاجc إلى الباقي ، وأن الفقير يحتاجc إلى الغني ، وأن

cة الضعيف يحتاجc إلى القوي . والقوةc والغنى والبقاءc والعز . cوحده cها اللهc المطلقةc يملك

إذا علمت ذلك ، فاسعد بقربه وبعبادته والتبتل إليه ، إليه ، إن استغفرته غفر لك ، وإن تبت إليه تاب عليك ، وإن

سألته أعطاك ، وإن طلبت منه الرزق رزقك ، وإناستنصرته نصرك ، وإن شكرته زادك .

******************************************ارض عن الله عز وجل

))رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا،من لوازم ك سبحانه وتعالى ، نبيا((وبمحمد . أن ترضى عن رب

فترضى بأحكامه ، وترضى بقضائه وقدره ، خيره وشره ،ه . حcلوه ومcر

إن الانتقائية بالإيمان بالقضاء والقدر ليست صحيحة ، وهي أن ترضى فحسبc عند موافقة القضاء لرغباتك ،

وتتسخط إذا خالف مرادك وميلك ، فهذا ليس من شأنالعبد .

Page 355: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن355

هم في الرخاء وسخطcوا في البلاء ، إن قوما رضcوا برب فإن أصابه ﴿وانقادcوا في النعمة وعاندcوا وقت النقمة ،

خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه . ﴾ خسر الدنيا والآخرة

cسلمون ، فإذا وجدcوا في الإسلام لقد كان الأعرابc يcرغدا بنزول غيث ، ودر لبن ، ونبت عشب ، قالوا : هذا دين

خير . فانقادcوا وحافظوا على دينهم . فإذا وجدcوا الأخرى ، جفافا وقحطا وجدبا واضحملالا في

cوا الأموال وفناء للمرعى ، نكصcوا على أعقابهم وتركرسالتهم ودينهم .

هذا إذن إسلامc الهوى ، وإسلامc الرغبة للنفس . إن هناك أناسا يرضون عن الله عز وجل ، لأنهم يريدون ما عند الله ،

يريدون وجهه ، يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، يسعونللآخرة .

رضينا بك اللهم ربا وخالقا

وبالمصطفىالمختار نورا وهاديا فإما حياة نظم

الوحيc سيرهار cوإلا فموت لا يس

إن من يرشحcه اللهc للعبودية ويصطفيه للخدمة ويجتبيهالأعادياة ، ثم لا يرضى بهذا الترشيح والاصطفاء لسدانة المل

﴿والاجتباء ، لهو حقيق بالسقوط الأبدي والهلاك السرمدي : يطان فكان آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الش

سمعهم ﴿، ﴾ من الغاوين ولو علم الله فيهم خيرا لأعرضون . ﴾ ولو أسمعهم لتولوا وهم م

بون إلى إن الرضا بوابةc الديانة الكبرى ، منها يلجc المقرهم ، الفرحون بهداه ، المنقادون لأمره ، المستسلمون رب

لحكمه . م نين ، فأعطى كثيرا من رؤساء العربقس cغنائم ح

ومتأخري العرب ، وترك الأنصار ، ثقة بما في قلوبهم منcوا لأن الرضى والإيمان واليقين والخير العميم ، فكأنهم عتب

ر لهم السر فيالمقصود لم يظهر لهم ، فجمعهم وفس

Page 356: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن356

هم ، وأنه ما أعطى المسألة ، وأخبرهم أنه معهم ، وأنه يحب أولئك إلا تأليفا لقلوبهم ، لنقص ما عندهم من اليقين ، وأما

)) أما ترضون أن ينطلق الناسالأنصارc فقال لهم : إلىبالشاء والبعير ، وتنطلقون برسول الله

رحالكم ؟! الأنصار شعار ، والناس دثار ، رحم الله الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ، لو

سلك الناس شعبا وواديا ، وسلك الأنصار شعبا .وواديا لسلكت وادي الأنصار وشعب الأنصار ((

ةc ، ونزلت عليهم فغمرتهم الفرحةc . وملأتهم المسر . السكينةc ، وفازوا برضا الله ورضا رسوله

ة إن الذين يتطلعون إلى رضوان الله ويتشوقون إلى جن عرضcها السماواتc والأرضc ، لا يقبلون الدنيا بحذافيرها بدلا

من هذا الرضوان ، ولا عوضا عن هذا النوال العظيم . بعض فأعطاه أسلم أعرابي بين يدي رسول الله

cك . فقال المال ، فقال : يا رسول الله ، ما على هذا بايعت قال : بايعتcك))على ماذا بايعتني ؟(( : رسولc الله

على أن يأتيني سهم طائش فيقع هنا )وأشار إلى حلقه( ))إن تصدق اللهويخرج من هنا )وأشار إلى قفاه(.قال له:

. وحضر المعركة، وجاءه سهم طائش ونفذ منيصدقك((ه راضيا مرضيا . نحره، ولقي رب

امc ما ما المالc والأيالدنيا وما

تلك الكنوزc منالجواهر والذهب cوالقصر cما المجد

المنيفc وما المنى ما هذه الأكداسc من

أغلى النشب cل نفيسة لا شيء كمرغوبة

تفنى ويبقى اللهc أكرممن وهب ع ذات يوم أموالا ، فأعطى أناسا . قليلي الدين ،ووز

مت cل cل ، وترك أناسا ث ضحلى الأمانة ، مقفرين في عالم المcثcلهم، وجcرحت cنفقت أموا سيوفcهم في سبيل الله ، وأ

ة ، ثم قام خطيبا فيأجسامcهم في الجهاد والذب عن المل )) إني أعطيالمسجد وأخبرهم بالأمر ، وقال لهم :

أناسا لما جعل الله في قلوبهم من الجزع

Page 357: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن357

والطمع ، وأدع أناسا لما جعل الله في قلوبهم من .الإيمان – أو الخير – منهم : عمرو بن تغلب ((

فقال عمروc بنc تغلب : كلمة ما أريدc أن لي بها الدنيا ومافيها .

، إنه الرضا عن الله عز وجل الرضا عن حكم رسوله طلب ما عند الله ، إن الدنيا لا تساوي عند الصحابي الواحد

. كلمة راضية باسمة منه لأصحابه ثوابا من عند الله ،لقد كانت وcعودc الرسول

أحدا منهم بقصر أو ولايةوجنة عنده ورضوانا منه ، لم يعد إقليم أو حديقة . كان يقول لهم : من يفعلc كذا وله الجنةc ؟

ولآخر : وهو رفيقي في الجنة ؟ لأن البذلc الذي بذلوه والمالc الذي أنفقوه والجهدc الذي قدموه ، لا جزاء له إلا في الدار الآخرة ، لأن الدنيا بما فيها لا تكافئc المجهود الضخم ؛

لأنها ثمن بخيس ، وعطاء رخيص وبذل زهيد . وعند الترمذي : يستأذنc عمرc -رضي اللهc عنه - رسول

))لا تنسنا من دعائك يا في العمرة ، قال : الله . أخي ((

، الإمامc وقائل هذه الكلمة هو رسولc الهدى المعصومc ، الذي لا ينطقc عن الهوى ، ولكنها كلمة عظيمة

وثمينة ونفيسة ، قال عمرc فيما بعدc : كلمة ما أريد أن لي بهاالدنيا وما فيها .

، قال لك أنت بعينك : لاولك أن تشعر أن رسول الله تنسنا من دعائك يا أخي .ه فوق ما يصفcهكان رضا رسول الله عن رب

الواصفون ، فهو راض في الغنى والفقر ، راض في السلم والحرب ، راض وقت القوة والضعف ، راض وقت الصحة

والسقم ، راض في الشدة والرخاء . cتم ، وأسى اليتم ، ولوعة اليتم فكانعاش مرارة الي

حتى ما يجد دقل التمر – أي رديئه - ،راضيا ، وافتقر cالحجر على بطنه من شدة الجوع ، ويقترض cوكان يربط

Page 358: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن358

شعيرا من يهودي ويرهنc درعه عنده ، وينامc على الحصيرcه ، ومع ذلك فيؤثرc في جنبه ، وتمر ثلاثةc أيام لا يجدc شيئا يأكل

تبارك الذي إن شاء ﴿كان راضيا عن الله رب العالمين جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها

. ﴾ الأنهار ويجعل لك قصوراه وقت المجابهة الأولى ، يوم وقف هو ورضي عن ربcه بخيلها في حزب الله ، ووقفت الدنيا – كل الدنيا – تحارب

ورجلها ، بغناها بزخرفها ، بزهوها بخيلائها ، فكان راضيا عن الله . رضي عن الله في الفترة الحرجة ، يوم مات عمه

cذب أشد cوذي أشد الأذى ، وك وماتت زوجته خديجةc ، وأمي في صدقه ، فقيل له : cه ، ورc التكذيب ، وخcدشتc كرامت

كذاب ، وساحر ، وكاهن ، ومجنون ، وشاعر . cرد من بلده ، ومسقط رأسه ، فيها مراتعcورضي يوم ط صباه ، وملاعبc طفولته ، وأفانينc شبابه ، فيلتفتc إلى مكة

)) إنك أحب بلاد الله إلي ،وتسيلc دموعcه ، ويقول : . ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ((

ورضي عن الله وهو يذهبc إلى الطائف ليعرضcرمى cواجه بأقبح رد ، وبأسوأ استقبال ، وي دعوته ، في

بالحجارة حتى تسيل قدماه ، فيرضى عن مولاه . ويرضى عن الله وهو يخرج من مكة مرغما ، فيسيرcوضعc العراقيلc في طريقه cطاردc بالخيل ، وت إلى المدينة وي

أينما ذهب . يرضى عن ربه في كل موطن ، وفي كل مكان ، وفي

كل زمن . cحcدا cقتلc عمه ،يحضر أ cه ، وي cكسرc ثنيت ه ، وت cشج رأسc في

ه ، فيقول : )) صcفوا ورائي cجيش cغلبc cذبحc أصحابهc ، وي ويcثني على ربي (( . لأ

ه وقد ظهر حلف كافر ضده من المنافقين يرضى عن رب لا على الله ، مفوضا واليهود والمشركين ، فيقف صامدا متوك

الأمر إليه .

Page 359: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن359

ولسوف يعطيك ربك ﴿ : وجزاءc هذا الرضا منه .﴾ فترضى

******************************************هتاف في وادي نخلة

cخرج محمد المعصومc cه وأبناؤهأ من مكة حيث أهلد تشريدا ، والتجأ إلى cه ، طcردc طردا وشر ه ووطن cودار

الطائف فقcوبل بالتكذيب وجcوبه بالجحود ، وتهاوت عليه . cوالأذى والس والشتم cالحجارة

فعيناه بدموع الأسى تكفان وقدماه بدماء الطهر تنزفانcفإلى من يلتجئ ؟ ومن يسأل ، cه بمرارة المصيبة يلعجc ، وقلب

؟ وإلى من يشكو ؟ وإلى من يقصدc ؟ إلى الله إلى القويإلى القهار ، إلى العزيز ، إلى الناصر .

القبلة ، وقصد رب ، وشكر مولاه ،استقبل محمد وتدفق لسانهc بعبارات الشكوى وصادق النجوى وأحر الطلب

م . ، ودعا وألح وبكى ، وشكا وتظلم وتأل المآقي من

cالخطوب بكاء والمآسي علىcالخدود ظماء cالأيام تلثم cوشفاه

وجهاcالرعود cنحتته

cوالأنواء مولاهc وإلهه ليلة نخلة ، إذ يقول :اسمع سؤال النبي )) اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي

وهواني على الناس ، أنت أرحم الراحمين، ورب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلىمني ، أو إلى عدو ملكته أمري ، إن لم قريب يتجه

يكن علي غضب فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له

الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن ينزل بي غضبك ، أو يحل بي سخطك ، لك العتبى حتى

. ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ((********************************************

**

Page 360: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن360

جوائز للرعيل الأول لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت ﴿

كينة جرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل الس الش . ﴾ عليهم وأثابهم فتحا قريبا

cه الصادقون وما هذه غايةc ما يتمناه المؤمنين وما يطلب يحرصc عليه المفلحون .. رضوان الله . إن الرضا أجل

المطالب وأنبلc المقاصد وأسمى المواهب . هنا في هذه الآية جاء رضا الله ، بينما ذcكر في موضع

: cليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما ﴿آخر الغفران ر لقد تاب الله على ﴿.وفي موطن ثان التوبةc :﴾ تأخ

﴿ . وفي ثالث العفوc : ﴾النبي والمهاجرين والأنصار . ﴾ عفا الله عنك لم أذنت لهم

فالرضوان المحققc ، لأنهم يبايعونك تحتأما هنا :cهم بيعة لأرواحهم الشجرة وعلم اللهc ما في قلوبهم ، فبيعت

الثمينة عندهم لتزهق لمرضاة الملك الحق ، وبيعة لأنفسهم النفيسة لتذهب لمرضاة الواحد القهار ، وبيعة لوجودهم

وحياتهم ، لأن في موتهم حياة للرسالة ، وفي قتلهم خلوداللملة ، وفي ذهابهم بقاء للميثاق .

وعلم ما في قلوبهم من الإيمان المكين واليقينcوا المتين ، والإخلاص الصافي والصدق الوافي ، لقد تعب، cوالضيق cوا ، وأصابهم الضررc وا ، وجاعcوا وظمئ cوسهر

والمشقةc والضنى ، لكنه رضي عنهم . لقد فارقcوا الأهل والأموال والأولاد والديار ، وذاقcوا

مرارة الفراق ولوعة الغربة ، ووعثاء السفر وكآبة الارتحال ،لكنه رضي عنهم .

ه رضي cجهدcوا ، لكن cوا وأ قcوا وتعب دوا وطcردcوا وفcر ر cلقد ش عنهم .

cهؤلاء المجاهدين والمنافحين عن الملة : غنائم cهل جزاء من إبل وبقر وغنم ؟ هل مكافأةc هؤلاء المناضلين عن

Page 361: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن361

ين عن الدين : عcروض مالية ؟ هل تظن أنه الرسالة الذابcبردc غليل هؤلاء الصفوة المجتباة والنخبة المصطفاة ، ي

اء أو دور منمقة ؟ لا . دراهمc معدودة أو بساتينc غنcثلجc cفرحcهم عفوc الله ، وي cرضيهم رضوانc الله ، وي ي

وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} ﴿صدورهم كلمة : { متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا12

{ ودانية عليهم ظلالها وذللت13ولا زمهريرا}ة14قطوفها تذليلا} { ويطاف عليهم بآنية من فض

ة15وأكواب كانت قواريرا} { قوارير من فض. ﴾ قدروها تقديرا

****************************************الرضا ولو على جمر الغضا

ت ، خرج رجل من بني عبس يبحثc عن إبله التي ضل فذهب والتمسها ، ومكث ثلاثة أيام في غيابه ، وكان هذا الرجل غنيا ، أعطاه اللهc ما شاء من المال والإبل والبقر

والغنم والبنين والبنات ، وكان هذا المالc والأهلc في منزل رحب على ممر سيل في ديار بني عبس ، في رغد وأمن وأمان ، لم يفكر والدcهم ولم يفكر أبناؤه أن الحوادث قد

تزورهم ، وأن المصائب قد تجتاحcهم . يا راقد الليل

مسرورا بأوله إن الحوادث قدقن أسحارا cيطر

cهم في هم ، معهم أموال cهم وصغار cجميعا كبار cنام الأهل ته ، وأرسل أرض مستوية ، ووالدهم غائب يبحثc عن ضال

اللهc عليهم سيلا جارفا لا يلوي على شيء ، يحملc الصخور كما يحملc التراب ، ومر عليهم في آخر الليل ، فاجتاحهم

جميعا ، واقتلع بيوتهم من أصلها ، وأخذ الأموال معه جميعا ، وأخذ الأهل جميعا ، وزهقت أرواحcهم من تدفق الماء ،

cتلى وا حديثا ي cوا أثرا بعد عين ، فكأنهم لم يكونوا ، صار cوصار على اللسان .

Page 362: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن362

cحس أحدا ، ولم وعاد الأبc ثلاثة أيام إلى الوادي ، فلم ي يسمع رافدا ، لا حي ولا ناطق ولا أنيس ، المكانc قاع

صفصف ، يا اللهc !! يا للداهية الدهياء !! لا زوجة لا ابن لا ابنة ، لا ناقة لا شاة لا بقرة ، لا درهم لا دينار ، لا ثوب لا

شيء ، إنها مصيبة !! وزيادة في البلاء : إذا جمل من جماله قد شرد ، فحاولة أن يجد رجلا يقودcه إلى مكان يأوي أن يدركه وأخذ بذيله عل

، cإليه ، وبعد حين ووقت من هذا اليوم سمعه أعرابي آخر فأتى إليه وقاده ، وذهب به إلى الوليد بن عبدالملك الخليفة

في دمشق ، وأخبره الخبر ، فقال : كيف أنت ؟ قال :رضيتc عن الله .

cها هذا المسلcم الذي وهي كلمة كبيرة عظيمة ، يقول حمل التوحيد في قلبه ، وأصبح آية للسائلين ، وعظة

عظين ، وعبرة للمعتبرين . للمتوالشاهد : الرضا عن الله .

مc للمقدر ، فإن استطاع أن والذي لا يرضى ولا يسلما في السماء، وإن شاء: ل cيبتغي نفقا في الأرض أو س

ماء ثم ليقطع فلينظر هل﴿ فليمدد بسبب إلى الس ﴾يذهبن كيده ما يغيظ

********************************************وقفــــــة

قال أبو علي بن الشبل : وإذا هممت فناج

نفسك بالمcنىcوعدا فخيرات cالجنان عدات واجعل رجاءك دcون

ة ن cيأسك ج حتى تزول بهمك

cالأوقات واستر عن الجcلساءك إنما بث

cاد جلساؤcك الحcسcمات والش ودع التوقع للحوادث

إنه للحي من قبل

cالممات ممات فالهم ليس لهc ثباتمثل ما

في أهله ما للسرور cثبات

Page 363: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن363

لولا مغالطةc النفوسعقولها

لم تصفc للمتيقظينcحياة*******************************************

اتخاذ القرار إن الله ﴿. ﴾فإذا عزمت فتوكل على الله ﴿

. ﴾ يحب المتوكلين إن كثيرا منا يضطربc عندما يريد أن يتخذ قرارا ،

cه القلقc والحيرةc والإرباكc والشك ، فيبقى في ألم فيصيب مستمر وفي صداع دائم . إن على العبد أن يشاور وأن

cيستخير الله ، وأن يتأمل قليلا ، فإذا غلب على ظنه الرأي cأقدم بلا إحجام ، وانتهى وقت cالأحسن cوالمسلك cالأصوب

ل ، وصمم وجزم ، لينهي المشاورة والاستخارة ، وعزم وتوكحياة التردد والاضطراب .

cحcد ، فأشاروالقد شاور الناس وهو على المنبر يوم أنا أكرهناك يا بالخروج، فلبس لأمته وأخذ سيفه ، قالوا : لعل

)) ما كان لنبيرسول الله ؟ لو بقيت في المدينة . قال : إذا لبس لأمته أن ينزعها حتى يقضي الله بينه

ه (( على الخروج . . وعزم وبين عدو إن المسألة لا تحتاجc إلى تردد ، بل إلى مضاء وتصميم

وعزم أكيد ، فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذالقرار .

وشاورهم في ﴿ مع أصحابه الرأي في بدر : تداول وا عليه فعزم ﴾ وأمرهم شورى ﴿، ﴾ الأمر cفأشار ،

وأقدم ، ولم يلو على شيء . إن التردد فساد في الرأي ، وبرود في الهمة ، وخور في

cير . وهذا التردد التصميم وشتات للجهد ، وإخفاق في الس مرض لا دواء له إلا العزمc والجزمc والثباتc . أعرفc أناسا منcحجمون في قرارات صغيرة ، وفي cقدمون وي سنوات وهم ي

مسائل حقيرة ، وما أعرفc عنهم إلا روح الشك والاضطراب، في أنفسهم وفي من حولهم .

Page 364: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن364

إنهم سمحوا للإخفاق أن يصل إلى أرواحهم فوصل ،ت ليزور أذهانهم فزار . وسمحcوا للتشت

إنه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة ، وتتأمل المسألة ، وتستشير أهل الرأي، وتستخير رب السماوات

cنفذ ما ظهر لك عاجلا cحجم ، وأن ت cقدم ولا ت والأرض ، أن تغير آجل .

وقف أبو بكر الصديق يستشيرc الناس في حروب الردة ، فأشار الناسc كلهم عليه بعدم القتال ، لكن هذاه للقتال ، لأن هذا إعزاز cالخليفة الصديق انشرح صدر

للإسلام ، وقطع لدابر الفتنة ، وسحق للفئات الخارجة على قداسة الدين ، ورأى بنور الله أن القتال خير ، فصمم على

ق بين cقاتلن من فر رأيه ، وأقسم : والذي نفسي بيده ، لأ الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول

cهم عليه . قال عمر : فلما علمتc أن الله شرحالله لقاتلتcأنه الحق . ومضى وانتصر وكان رأيه cصدر أبي بكر ، علمت

cبس فيه ولا عوج . الطيب المبارك ، الصحيح الذي لا ل إلى متى نضطربc ؟ وإلى متى نراوحc في أماكننا ؟

وإلى متى نتردد في اتخاذ القرار ؟ إذا كنت ذا رأيفكن ذا عزيمة

فإن فساد الرأي أنتترددا

إن من طبيعة المنافقين إفشال الخطة بكثرة تكرارا﴿القول ، وإعادة النظر في الرأي : لو خرجوا فيكم م

خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ﴾ زادوكم إلا الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما ﴿.

قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم.﴾صادقين

» لو « دائما ، ويحبون » ليت «إنهم يصطحبون cهم مبنية على التسويق ، وعلى ويعشقون » لعل « فحيات

﴿الإقدام والإحجام ، وعلى التذبذب ، ذبذبين بين ذلك لا م. ﴾ إلى هـؤلاء ولا إلى هـؤلاء

Page 365: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن365

مرة معنا ومرة معهم ، مرة هنا ومرة هناك . )) كالشاة العائرة بينكما في الحديث :

وهو يقولون في أوقاتالقطيعين من الغنم (( . وهم كاذبون ﴾ لو نعلم قتالا لاتبعناكم ﴿الأزمات :

على الله ، كاذبون على أنفسهم ، فهم يسرون وقت ﴿الأزمة ، ويأتون وقت الرخاء وأحدcهم يقول : ائذن لي ولا

. إنه لم يتخذ إلا قرار الإخفاق والإحباط . ويقولون ﴾ تفتني .﴾ إن بيوتنا عورة وما هي بعورة ﴿في الأحزاب :

ه التخلصc من الواجب ، والتملصc من الحق المبين . ولكن*******************************************

اثبت أحـد إن من طبيعة المؤمن : الثبات والتصميم والجزم

إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ﴿والعزم ، فهم في ريبهم ﴿، أما أولئك : ﴾ ثم لم يرتابوا

، وفي قرارهم يضطربون ، وعلى أدبارهم ﴾ يترددونها العبدc إذا لمع ينكصون ، ولعهودهم ينقضون . إن عليك أي

، cالظن ، وترجح لديك النفع cالصواب ، وظهر لك غالب cبارق cقدم بلا التواء ولا تأخر . أن ت

اطرح ليتا وسوفاولعل

وامض كالسيف علىين ،كف البطل لقد تردد رجل في طلاق زوجته التي أذاقته الأمر

وذهب إلى حكيم يشتكيه ، قال: كم لك من سنة مع هذه الزوجة ؟ قال : أربع سنوات . قال : أربع سنوات وأنت

م ؟! تحتسي الس صحيح أن هناك صبرا وتحملا وانتظارا ، لكن إلى متى ؟

إن الفطن يعلمc أن هذا الأمرين يتم أو لا يتم ، يصلحc أو لايصلحc ، يستمر أو لا يستر ، فليتخذ قرارا .

: cيقول cوالشاعر ـه النفسc تعجلcوعلاجc ما لا تشتهيـ

الفراق

Page 366: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن366

ير واستقراء أحوال الناس ، أن والذي يظهرc من الس الإرباك والحيرة يأتيهم في مواقف كثيرة ، لكن غالب ما

يأتيهم في أربع مسائل : في الدراسة واختيار التخصص ، فهو لا يدريالأولى :

با cه ، فيبقى في ذلك فترة . وعرفتc طcلا أي قسم يسلكعcوا سنوات بسبب ترددهم في الأقسام ، وفي الكليات ، ضي، cفيبقى بعضهم مترددا قبل التسجيل ، حتى يفوته التسجيل وبعضcهم يدخلc في قسم سنة أو سنتين ، فيرتضي الشريعة

ثم يرى الاقتصاد ، ثم يعودc إلى الطب ، فيذهبc عمرc شذرمذر .

ولو أنه درس أمره وشاور واستخار الله في أول أمره ، ثم ذهب لا يلوي على شيء ، لأحرز عمره وصان وقته ،

ونال ما أراد من هذا التخصص . العملc المناسبc ، فبعضهم لا يعرفc ما هوالثانية :

cها ليذهب cه ، فمرة يعتنقc وظيفة ، ثم يترك العمل الذي يناسب إلى شركة ، ثم يهجرc الشركة إلى عمل تجاري بحت ، ثم

يحصلc على العدم والإفلاس والفقر ثم يلزمc بيته مع صفوفالعاطلين .

وأقولc لهؤلاء : من فcتح له بابc رزق فليلزمهc ، فإنcوتي سهولته وفتحه رزقه من هذا المكان ، ومن لزم بابا أ

وحكمته . الزواجc ، وأكثرc ما يأتي الشباب الحيرةcالثالثة :

والاضطرابc في مسألة اختيار الزوجة ، وقد يدخلc رأي الآخرين في الاختيار ، فالوالدc يرى لولده امرأة غير التي

يراها الابنc أو التي تراها الأم ، فربما وافق الابنc رغبةه ، وما لا يقدمcه . والده ، فيحصلc ما لا يريدcه ، وما يحب

cقدمcوا في مسألة الزواج ونصيحتي لهؤلاء أن لا ي بالخصوص إلا على ما يرتاحون إليه في جانب الدين

والحcسن والموافقة ، لأن المسألة مسألةc مصير امرأة لامكان للمجازفة بها .

Page 367: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن367

تأتي الحيرةc والاضطرابc في مسألة الطلاق ،الرابعة :cنهي فيوما يرى الفراق ويوما يرى المعايشة ويوما يرى أن ي

المعايشة ، وآخر يرى أن يقطع الحبل ، فيصيبه من الإعياء ،ت الأمر ، ما اللهc به وحcمى الروح ، وفساد الرأي ، وتشت

عليم .cنهي هذه الضوائق النفسية بقراره إن على العبد أن ي

ر ، وإن الساعة الصارم ، إن العمر واحد ، وإن اليوم لن يتكر لن تعود ، فعليه أن يعيشها سعادة يشارك فيها بنفسه ، يشاركc بنفسه في استجلاب هذه السعادة ، وتأتي هذه السعادةc باتخاذ القرار . إن العبد المسلم إذا هم وعزم

cشاور ، صار كما قال وتوكل على الله بعد أن يستخير ويالأول :

إذا هم ألقى بين cهميه عينه

وأعرض عن ذكر إقدام كإقدام السيل ، ومضاء كمضاء السيف ، وتصميمالعواقب جانبا

﴿كتصميم الدهر ، وانطلاق كانطلاق الفجر ، فأجمعواة ثم أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غم

. ﴾ اقضوا إلي ولا تنظرون********************************************

***كما تدين تدان

cنغضب cمن الناس أن يكونوا حلماء ونحن cعجبا لنا ! نريد ، ونريدc منهم أن يكونوا كرماء ونحن نبخلc ، ونريد منهم

الوفاء بحسن الإخاء ، ونحن لا نؤدي ذلك . cريدc مهذبا لا عيب ت

فيه وهل عcود يفوحc بلا

دcخان ه . وقالوا : من لأخيك كلوقال آخر :

ولست بمcستبق أخا cمهc لا تل

على شعث أي cالرجال المهذب وقال ابنc الرومي :

Page 368: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن368

ك ومن عجب الأيام أنتبتغي الـ

ـمهذب في الدنيا********************************************ولست مcهذبا

*****وقفــــة

قال إيليا أبو ماضي : ها الشاكي وما بك أي

داء كيف تغدو إذا غدوت

عليلا إن شر الجcناة فيالأرض نفس

تتوقى ،قبل الرحيلحيلا الر وك في وترى الش

الورود، وتعمى أن ترى فوقها الندى

إكليلا هو عبء على الحياةثقيل

من يظcن الحياة عبئاثقيلا هc بغير cوالذي نفس

جمال لا يرى في الوجود

شيئا جميلا ع بالصبح ما فتمتدcمت فيه

لا تخف أن يزولولا cحتى يز وإذا ما أظل رأسك

هم قصر البحث فيه كيلا

يطcولا cنهه طيورc أدركت كوابي الر

فمن العار أن تظلجهcولا cما تراها والحقل

ملكc سواها تخذت فيه مسرحا

********************************************ومقيلا **

ضريبة الكلام الخلاب إن سعادتنا تكملc في قيامنا بواجبنا مع خالقنا ، ثم مع

خلقه ، مع الله ثم مع الإنسان . إن الكلام سهل نطقcهcل cه في مcث cه ، لكن الأصعب من ذلك صياغت ه وزخرفت cوتجبير

أتأمرون ﴿عليا من الصفات الحميدة والأعمال الجليلة الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب

. ﴾ أفلا تعقلون إن الآمر بالمعروف التارك له ، والناهي عن المنكر

cوضعc – كما في الحديث الصحيح – يوم القيامة الفاعل له ، ي في النار ، فيدورc بأمعائه كما يدورc الحمارc برحاهc ، فيسأله

Page 369: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن369

كم بالمعروف ولا cآمر cالنار عن سر هلاكه ، فقال : كنت cأهل cم عن المنكر وآتية . آتيه ، وأنهاك

cها الرجل يا أيcغيره cم المعل

لنفسك كان ذا هلا cأبو معاذ الرازي فبكى وأبكىالتعليم cالشهير cوقف الوعظ

الناس ، ثم قال : cنقي يأمر cوغير الناس بالتقى

طبيب يداوي الناس كان بعضc السلف إذا أراد أن يأمر الناس بالصدقة ،وهcو عليل

cوا طواعية . تصدق هو أولا ، ثم أمرهم ، فاستجاب وقرأتc أن واعظا في عهد القرون المفضلة ، أراد أن

يأمر الناس بالعتق ، وقد طلب منه كثير من الرقيق أن يسأل الناس ذلك ، فجمع نقودا في وقت طويل ثم أعتق رقبة ، ثم أم فأمر بالعتق ، فاقتدى الناسc وأعتقcوا رقابا

كثيرة . **********************************

الراحة في الجنة . ﴾ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴿

يقولc أحمدc بنc حنبل ، وقد قيل له : متى الراحةc ؟قال : إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت .

cوزعازع cلا راحة قبل الجنة ، هنا في الدنيا إزعاجات وفتن وحوادثc ومصائبc ونكباتc ، مرض وهم وغم وحزن

ويأس . طcبعت على كدر

وأنت تريدcها صفوا من الأقذاء

أخبرني زميلc دراسة من نيجيريا ، وكان رجلا صاحبوالأكدار cوقظcه في الثلث الأخير ، قال : أمانة ، أخبرني أن أمه كانت ت يا أماهc ، أريد الراحة قليلا . قالت : ما أوقظك إلا لراحتك ، يا

بني إذا دخلت الجنة فارتح . كان مسروق – أحدc علماء السلف – ينامc ساجدا ، فقال

. cلو أرحت نفسك . قال : راحتها أريد : cله أصحابه

Page 370: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن370

إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب ، إنما يتعجلونالعذاب حقيقة .

إن الراحة في أداء العمل الصالح ، والنفع المتعدي،بc من الله . واستثمار الوقت فيما يقر

إن الكافر يريدc حظه هنا ، وراحتهc هنا ، ولذلك يقولون :ل لنا قطنا قبل يوم الحساب ﴿ . ﴾ ربنا عج

رين : أي : نصيبنا من الخير وحظنا من قال بعضc المفسالرزق قبل يوم القيامة .

رون في الغد ﴾ إن هؤلاء يحبون العاجلة ﴿ ، ولا يفكوا اليوم والغد ، والعمل cولا في المستقبل ، ولذلك خسر

والنتيجة ، والبداية والنهاية . cها الفناءc فهي شرب مكدر ، وهكذا خcلقت الحياة ، خاتمت وهي مزاج ملون لا تستقر على شيء ، نعمة ونقمة ، شدة

ورخاء ، غنى وفقر . هذه هي النهاية :

ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم ﴿. ﴾ وهو أسرع الحاسبين

**********************************************

وقفـــــةقال إيليا أبو ماضي :

كم تشتكي وتقولc إنكcدمcمع

cك والسما والأرضc ملكوالأنجcم؟ ها cوزهر cولك الحقول

وأريجcها cلبلc ونسيمcها والب

cم المترن والماءc حولك فضةرقراقة

والشمسc فوقكcم عسجد يتضر والنورc يبني في

السفوح وفي الذرا دورا مزخرفة وحينا

cيهدم ت لك الدنيا فما هشلك واجما ؟

وتبسمت فعلام لامc ؟ تتبس إن كنت مكتئبا لعز قد

مضىcرجعcه إليك هيهات ي

cتندم cشفقc من أو كنت تحلول مصيبة

هيهات يمنعc أن يحلcتجهم

Page 371: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن371

أو كنت جاوزتالشباب فلا تقل

شاخ الزمانc فإنه لاcيهرم cطل انظر فما زالت ت

رى من الث صور تكادc لحسنها

cم ********************************************تتكل******

فق يعين على حصول المقصود الرcرد في ت آثار ونصوص في الرفق ، والرفقc شفيع لا ي مر

طلب الحاجات ، ولك أن تعلم أن الطريق الضيق بين جدارين ، الذي لا يتسع إلا لمرور سيارة واحدة فحسبc ، لاcها هذه السيارة إلا برفق من قائدها وحذر وتوق ، بينما تدخل

لو أقبل بها مسرعا وأراد المرور من هذا المكان الضيقcه ، والطريقc لم يزد لاصطدم يمنة ويسرة وتعطلت سيارت

ولم ينقص ، والسيارةc هي هي ، لكن الطريقة هي التي اختلفت، تلك برفق وهذه بشدة . والشجرةc الصغيرةc التي ها في حوض فناء أحدنا ، إذا سكبت عليها الماء شيئا cنغرس فشيئا تشربc منه وينفعcها ، فإذا أخذت كمية من هذا الماء بعينه وحجمه وألقيته دفعة واحدة لاقتلعت هذه النبتة من

ر . مكانها ، إن كمية الماء واحدة ولكن الأسلوب تغي إن من يخلعc ثوبه برفق يضمنc سلامة ثوبه ، خلاف منcه بسرعة ، فإنه يشكو من تقطع أزراره cه بقوة ويسحب يجذب

قه . وتمز ومن اللطائف في انكشاف عدم صدق إخوة يوسف في

مجيئهم بثوبه ، وزعمهم أن الذئب أكله : أنهم خلعcوا الثوب برفق فلم يحصل فيه شقوق ، ولو أكله الذئبc كما زعموا

ق ، ولم يخلعه خلعا . ق الثوب كل ممز لمز )) وإنإن حياتنا تحتاجc إلى رفق نرفقc بأنفسنا :

)) إن الله . نرفقc بإخواننا : لنفسك عليك حقا (( . نرفقc بالمرأة : رفيق يحب الرفق (( )) رفقا

. بالقوارير ((

Page 372: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن372

على الجسور الخشبية التي بناها الأتراكc على ممرات الأنهار ، مكتوب في أول الجسر : رفقا رفقا . لأن المار

بهدوء لا يسقطc ،أما المسرعc فجديرc أن يهوي إلى مستقرالنهر .

»وفي مذكرات لأديب سوري كان يسكنc في مدينة اجة نارية ، أراد أن يعبر بها على جسر السلمية « ، وله در

بناه الأتراكc من الخشب على النهر ، وهم بنوه لمن أراد أنcيمشي بدراجته متئدا متأنيا ، قال هذا الرجل : فذهبت مسرعا على جسري ، فلما أصبحتc من أعلى الجسر

متوسطا النهر ، نظرتc يمنة ويسرة ، وأنا لم أرفق بنفسي ولا بدراجتي فاضطربت بي واختل نظري ، فوقعتc بدراجتي

في النهر ... وكانت قصة طويلة . إن على مداخل حدائق الزهور والورود في بعض مدن

أوروبة : لوحة مكتوب فيها : »ترفق« ، لأن الداخل مسرعا لا يرى ذاك النبت الجميل ولا يضمنc سلامة ذاك الورد

الباهي ، فيحصل الدعس والدفس والإبادة ، لأنه ما رفق ولاى . تأن

هناك معادلة تربوية تقول : إن العصفور تربوية تقول : )) المؤمنإن العصفور لا يترفقc كالنحلة . وفي الحديث :

كالنحلة ، تأكل طيبا وتضع طيبا ، وإذا وقعت علىcحس بها الزهرةc أبدا ،عود لم تكسره (( . فالنحلة لا ت

cمطلوبها برفق . والعصفور cالرحيق بهدوء ، وتنال cوهي تعلق على ضآلة جسمه يخبرc الناس بنزوله على سنابل ، فإذا أراد

النزول سقط سقوطا ، ووثب وثبا . ام الهندي ، وقد رسم لوحة ولا أزالc أذكرc قصة الرس

بديعة الحسن ملخصها : سنبلةc قمح عليها عصفور قد وقع ، وهذه السنبلة مليئة بالحب ، مترعرعةc النمو ، باسقةc الطول

ئون قها الملكc على جدار ديوانه ، ودخل الناسc يهن ، وعلام على حسنها ، ودخل الملك بهذه اللوحة ويشكرون الرس

رجل فقير مغمور في وسط الزحام فاعترض على اللوحة ،

Page 373: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن373

وأخبر أنها خطأ ، وضج الناسc به وصجوا ، لأنه خالف الإجماع، فاستدعاه الملكc برفق وقال : ما عندك؟ قال :

هذه اللوحةc خطأ رسمcها ، وغلط عرضها . قال : ولم ؟ قال : لأن الرسام رسم العصفور على السنبلة وترك السنبلة

مستقيمة ممتدة ، وهذا خطأ ، فإن العصفور إذا نزل على سنبلة القمح أمالها، وأخضعها ، لأنه ثقيل لا يملكc الرفق .

وحة ، قال الملكc : صدقت . وقال الناسc: صدقت . وأنزل اللوسcحبت الجائزةc من الرسام .

cوصون بالرفق في تناول العلاج ، وفي إن الأطباء يمزاولة العمل والأخذ والعطاء .

ه بنفسه ، وآخر فذاك يقلعc ظفره بيده ، وذاك يباشرc سنيغcص باللقمة ، لأنه أكبرها وما أحسن مضغها .

cزمجرc فتدمرc . قرأتc لبعض إن الماء يترفقc ، وإن الريح ت السلف أنه قال : إن من فقه الرجل رفقهc في دخولهوخروجه منه ، وارتداء ثوبه وخلع نعله وركوب دابته . إن العجلة والهوج والطيش في أخذ الأمور وتناول

الأشياء ، كفيلة بحصول الضرر وتفويت المنفعة ، لأن الخيرcني على الرفق : ب )) ما كان الرفق في شيء إلا

.زانه ، وما نزع الرفق من شيء إلا شانه ((cذعنc له الأرواحc ، وتنقادc له إن الرفق في التعامل ت

. cله النفوس cوتخشع ، cالقلوب إن الرفيق من البشر مفتاح لكل خير ، تستسلمc له

، cالحاقدة cإليه القلوب cالمستعصية ، وتثوب cفبما ﴿النفوس ن الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب رحمة م

وا من حولك . ﴾ لانفض*******************************************

وقفــــةطه حسين يتحدثc بصيغة الغائب :

Page 374: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن374

cولدون ، » كان يرى نفسه إنسانا من الناس وcلد كما يم الوقت والنشاط فيما يقسمون وعاش كما يعيشون ، يقس

فيه وقتهم ونشاطهم ، ولكنه لم يكن يأنسc إلى أحد ، ولم يكن يطمئن إلى شيء ، قد ضcرب بينه وبين الناس والأشياء

cه من قبله السخطc ه الرضا والأمنc ، وباطن cحجاب ظاهر والخوفc والقلقc واضطرابc النفس ، في صحراء موحشة لان فيها طريقه تحدها الحدودc ، ولا تقومc فيها الأعلام ، ولا يتبي . التي يمكنc أن يسلكها ، وغايته التي يمكن أن ينتهي إليها «

» إنها تمر بالقلبيقولc شيخc الإسلام ابنc تيمية : لحظات من السرور أقول : إن كان أهلc الجنة في مثل هذا

ب « . هم لفي عيش طي العيش ، إن وقال إبراهيم بن أدهم : » نحن في عيش لو علم به

يوف « .الملوكc لجالدونا عليه بالس************************************

http://www.saaid.net/ حتى تكون أسعد الناس

عين cالغموم , وهو قرة cالهموم ,ويزيل cذهبc الإيمانc يالموحدين , وسلوةc العابدين .

ما مضى فات , وما ذهب مات ,فلا تفكر فيما مضى , فقد ذهب وانقضى .

ارض بالقضاء المحتوم , والرزق المقسوم , كل شيء بقدر ، فدع الضجر .

وبه يرضى , cوتحط الذنوب , cألا بذكر الله تطمئن القلوب علامc الغيوب , وبه تفرجc الكروب .

لا تنتظر شكرا من أحد , ويكفي ثواب الصمد , وما عليك ممن جحد , وحقد, وحسد.

, إذا أصبحت فلا تنتظر المساء , وعش في حدود اليوم وأجمع همك لإصلاح يومك .

Page 375: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن375

اترك المستقبل حتى يأتي , ولا تهتم بالغد ؛ لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدcك .

طهر قلبك من الحسد, ونقه من الحقد , وأخرج منه البغضاء , وأزل منه الشحناء.

اعتزل الناس إلا من خير , وكن جليس بيتك , وأقبل على ل من المخالطة . شأنك , وقل

, الأصحاب , فسامر الكتب , وصاحب العلم cأحسن cالكتاب ورافق المعرفة .

ني على النظام , فعليك بالترتيب في ملبسكc الكونc بوبيتك ومكتبك وواجبك .

ج في خلق اخرج إلى الفضاء , وطالع الحدائق الغناء وتفرالباري وإبداع الخالق .

,عليك بالمشي والرياضة , واجتنب الكسل والخمول واهجر الفراغ والبطالة .

اقرأ التاريخ ، وتفكر في عجائبه ، وتدبر غرائبه واستمتع بقصصه وأخباره .

ر من الروتين جدد حياتك , ونوع أساليب معيشتك , وغيه . cالذي تعيش

اهجر المنبهات والإكثار منها كالشاي والقهوة, واحذر التدخين والشيشة وغيرها.

اعتن بنظافة ثوبك وحسن رائحتك وترتيب مظهرك مع السواك والطيب .

ي التشاؤم والإحباط واليأس لا تقرأ بعض الكتب التي تربوالقنوط .

, التوبة ويعفو عن عباده cالمغفرة يقبل cك واسع تذكر أن ربويبدلc السيئات حسنات .

تر ك على نعمة الدين والعقل والعافية والس اشكرc ربوالسمع والبصر والرزق والذرية وغيرها .

أن في الناس من فقد عقله أو صحته أو هو cألا تعلم محبوس أو مشلول أو مبتلى ؟! .

Page 376: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن376

عش مع القران حفظا وتلاوة وسماعا وتدبرا فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم .

توكل على الله وفوض الأمر إليه , وارض بحكمه , والجأ cك وكافيك . إليه , واعتمد عليه فهو حسب

, عمن ظلمك , وصل من قطعك , وأعط من حرمك cاعف واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمن .

ر فإنها تشرحc البال »لا حول ولا قوة إلا بالله «كرcحمل بها الأثقالc , وترضي ذا الجلال . وتصلح الحال , وت

cوالعلم cوالذرية cوالفرج cأكثر من الاستغفار , فمعه الرزق النافعc والتيسيرc وحط الخطايا .

اقنع بصورتك وموهبتك ودخلك وأهلك وبيتك تجد الراحة والسعادة .

اعلم أن مع العسر يسرا ، وأن الفرج مع الكرب وأنه لا يدومc الحالc ، وأن الأيام دول .

ك وانتظر منه تفاءل ولا تقنط ولا تيأس , وأحسن الظن بربكل خير وجميل .

cافرح باختيار الله لك , فإنك لا تدري بالمصلحة فقد تكون الشدةc لك خيرا من الرخاء .

عنك cبينك وبين الله ويعلمك الدعاء ويذهب cب البلاءc يقرالكبر والعcجب والفخر .

في نفسك قناطير النعم وكنوز الخيرات التي cأنت تحمل وهبك الله إياها .

أحسن إلى الناس وقدم الخير للبشر ؛ لتلقى السعادة من عيادة مريض وإعطاء فقير والرحمة بيتيم .

، اجتنب سوء الظن ، واطرح الأوهام ، والخيالات الفاسدة والأفكار المريضة .

, اعلم أنك لست الوحيد في البلاء , فما سلم من الهم أحد وما نجا من الشدة بشر .

محن وبلاء ومنغصات وكدر فاقبلها على cتيقن أن الدنيا دار حالها واستعن بالله .

Page 377: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن377

بسcزل وحcتفكر فيمن سبقوك في مسيرة الحياة ممن ع cحن وابتلي ونكب وصودر . وقتل وامت

ه على الله من الهم والغم والحزن cكل ما أصابك فأجر والجوع والفقر والمرض والدين والمصائب .

، الأسماع والأبصار وتحيي القلب cاعلم أن الشدائد تفتح وتردعc النفس ، وتذكر العبد وتزيد الثواب .

, لا تتوقع الحوادث , ولا تنتظر السوء, ولا تصدق الشائعات ولا تستسلم للأراجيف .

سمع من مكروه لاc cخافc لا يكونc , وغالبc ما ي أكثرc ما ي. cوفي الله كفاية وعنده رعاية ومنه العون , cيقع

, مى الروحcقلاء والحسدة فإنهم حc cغضاء والث لا تجالس البسcلc الكدر وحملةc الأحزان . cوهم ر

كث فيcحافظ على تكبيرة الإحرام جماعة , وأكثر الم المسجد , وعود نفسك المبادرة للصلاة لتجد السرور .

الهموم والأحزان ، وهي سبب cإياك والذنوب , فإنها مصدر النكبات ، وبابc المصائب والأزمات .

أنت سبحانك إني كنت منداوم على ﴿لا إله إلا﴾الظالمين . فلها سر عجيب في كشف الكرب , ونبأ

عظيم في رفع المحن .، لا تتأثر من القول القبيح والكلام السيئ الذي يقال فيك

فإنه يؤذي قائله ولا يؤذيك .حسادك يساوي قيمتك ؛ لأنك cسب أعدائك لك وشتم

أصبحت شيئا مذكورا ، ورجلا مهما .اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته ، وحط من

سيئاتك ، وجعلك مشهورا، وهذه نعمة .لا تشدد على نفسك في العبادة , والزم السنة واقتصد في

cو . الطاعة , واسلك الوسط وإياك والغcلك , فبقدر صفاء cأخلص توحيدك لربك لينشرح صدر

cك . توحيدك ونقاء إخلاصك تكونc سعادت

Page 378: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن378

كن شجاعا قوي القلب ، ثابت النفس ، لديك همة . cوالأراجيف cك الزوابع وعزيمة , ولا تغرن

، عليك بالجود فإن صدر الجواد منشرح وباله واسع والبخيلc ضيقc الصدر ، مظلمc القلب ، مكدرc الخاطر .

أبسط وجهك للناس تكسب ودهم , وألن لهم الكلام يحبوك , وتواضع لهم يجلوك .

وترفق بالناس , وأطفئ , cادفع بالتي هي أحسن العداوات , وسالم أعداءcك , وكثر أصدقاءك .

هما من أعظم أبواب السعادة دعاءc الوالدين , فاغتنمه ببرليكون لك دعاؤهما حصنا حصينا من كل مكروه .

منهم , واعلم cاقبل الناس على ما هم عليه وسامح ما يبدر أن هذه هي سنة الله في الناس والحياة .

من cلا تعش في المثاليات بل عش واقعك , فأنت تريد الناس ما لا تستطيعه فكن عادلا.

عش حياة البساطة وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ . cتعقدت الروح cفكلما ترفه الجسم

لك وصيانة , وفيها cحافظ على أذكار المناسبات فإنها حفظ من السداد والإرشاد ما يصلحc به يومcك .

وزع الأعمال ولا تجمعها في وقت واحد ، بل اجعلها في فترات وبينها أوقاتc للراحة ليكن عطاؤcك جيدا .

انظر إلى من هو دونك في الجسم والصورة والمال والبيت والوظيفة والذرية ، لتعلم أنك فوق ألوف الناس .

هم من أخ وابن وزوجة قريبc تيقن أن كل من تعامل وصديق لا يخلو من عيب، فوطن نفسك على تقبل

الجميع .له، والرزق cالزم الموهبة التي أعطيتها، والعلم الذي ترتاح

cك. الذي فcتح لك ، والعمل الذي يناسبإياك وتجريح الأشخاص والهيئات، وكن سليم

اللسان ،طيب الكلام ، عذب الألفاظ ، مأمون الجانب .

Page 379: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن379

, اعلم أن الاحتمال دفن للمعائب ،والحلم ستر للخطايا والجود ثوب واسع يغطي النقائص والمثالب .

فيها cفيها أمورك ، وتراجع cر انفرد بنفسك ساعة تدبنفسك ، وتتفكر في آخرتك ، وتصلحc بها دنياك .

كcوحديقت , cك الوارفc cك المنزليةc هي بستان مكتبته فيها مع العلماء والحكماء والأدباء والشعراء . اءc ,فتنز الغن

اكسب الرزق الحلال وإياك والحرام , واجتنب سؤال الناس , والتجارةc خير من الوظيفة , وضارب بمالك

واقتصد في المعيشة . البس وسطا , لا لباس المترفين ولا لباس البائسين , ولا

cشهر نفسك بلباس , وكن كعامة الناس . تcر الخلق ويسيء لا تغضب فإن الغضب يفسدc المزاج ، ويغي

العشرة ، ويفسدc المودة ، ويقطعc الصلة .سافر أحيانا لتجدد حياتك ، وتطالع عوالم أخرى ، وتشاهد

معالم جديدة ، وبلدانا أخرى ، فالسفرc متعة .cلك أعمالك ، وتنظم cبمذكرة في جيبك ترتب cاحتفظ

ك بمواعيدك ، وتكتبc بها ملاحظاتك. cأوقاتك ، وتذكرالاهتمام ؛ cهم بالبسمة ، وأعرهم ابدأ الناس بالسلام ، وحي

لتكون حبيبا إلى قلوبهم قريبا منهم .ثق بنفسك ولا تعتمد على الناس ، واعتبر أنهم عليك لا لك

وليس معك إلا اللهc ولا تغتر بإخوان الرخاء .احذر كلمة )سوف( وتأخير الأعمال والتسويف بأداء

الواجب ، فإن هذ عنوانc الفشل والإخفاق .اترك التردد في اتخاذ القرار ، وإياك والتذبذب في

المواقف ، بل اجزم واعزم وتقدم . ع عمرك في التنقل بين التخصصات والوظائف لا تضي

والمهن ، فإن معنى هذا أنك لم تنجح في شيء. افرح بمكفرات الذنوب كالصالحات ، والمصائب والتوبة

. ودعاء المسلمين ، ورحمة الرحمن، وشفاعة الرسول

Page 380: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن380

الخطيئة ، وتسر cعليك بالصدقة ولو بالقليل ، فإنها تطفئ cذهبc الهم ، وتزيدc في الرزق . القلب ، وت

اجعل قدوتك إمامك محمدا , إلى السعادة cفإنه القائد والدال على النجاح ، والمرشدc إلى النجاة والفلاح .

ر المستشفى لتعرف نعمة العافية , والسجن لتعرف cز نعمة الحرية , والمارستان لتعرف نعمة العقل ؛ لأنك في

نعم لا تدري بها ., ولا تعط المسألة أكبر من حجمها , cلا تحطمك التوافه

واحذر من تهويل الأمور والمبالغة في الأحداث .ق ، والتمس الأعذار لمن أساء إليك لتعشcكن واسع الأف

في سكينة وهدوء , وإياك ومحاولة الانتقام .فرح أعداءك بغضبك وحزنك فإن هذا ما يريدون , فلاc لا ت

تحقق أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك .لا توقد فرنا في صدرك من العداوات والأحقاد ، وبغض

الناس ، وكره الآخرين , فإن هذا عذاب دائم . كن مهذبا في مجلسك , صموتا إلا من خير , طلق الوجه

محترما لجلاسك ، منصتا لحديثهم , ولا تقاطعهcم أثناءالكلام .

رح , فإياك والوقوع فيcإلا على الج cلا تكن كالذباب لا يقع أعراض الناس وذكر مثالبهم والفرح بعثراتهم وطلب

زلاتهم .من cلفوات الدنيا ولا يهتم بها ، ولا يرهب cلا يحزن cالمؤمن

كوارثها ، لأنها زائلة ذاهبةc حقيرة فانية .اهجر العشق والغرام ، والحب المحرم ؛ فإنه عذاب للروح

، ومرض للقلب , وافزع إلى الله وإلى ذكره وطاعته . هموما وغموما وجراحا في cالنظر إلى الحرام يورث cإطلاق

. cه القلب , والسعيدc من غض بصره وخاف رب، احرص على ترتيب وجبات الطعام , وعليك بالمفيد

. cواجتنب التخمة ، ولا تنم وأنت شبعان

Page 381: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن381

قدر أسوأ الاحتمالات عند الخوف من الحوادث , ثم وطن نفسك لتقبل ذلك فسوف تجدc الراحة واليسر .

انقشع , وإذا ضاق cانقطع , وإذا أظلم الليل cإذا اشتد الحبل cسرين . سع , ولن يغلب عcسر ي الأمرc ات

تفكر في رحمة الرحمن ، غفر لبغي سقت كلبا، وعفا عمن قتل مائة نفس ، وبسط يده للتائبين ، ودعا النصارى

للتوبة .، بعد الجوع شبع ، وعقب الظمأ ري، وإثر المرض عافية

ة ثابتة . cه الغنى ، والهم يتلوه السرورc ، سن والفقرc يعقب ألم نشرح لك صدرك تدبر سورة ﴾ وتذكرها عند﴿

الشدائد ، واعلم أنها من أعظم الأدوية عند الأزمات . لا إله إلا الله العظيمأين أنت من دعاء الكرب ((

الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ،لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش

. الكريم ((لا تغضب إذا غضبت فاسكت و تعوذ من الشيطان وغير

مكانك ، وإن كنت قائما فاجلس وتوضأ وأكثر من الذكر . ك طعم العافيةcلا تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك ، وتذيق

، وتشد من أزرك وترفعc شأنك ، وتظهرc صبرك.مق وجنون ، وهو مثل طحن الطحينcالتفكر في الماضي ح

ونشر النشارة وإخراجc الأموات من قبورهم .، انظر إلى الجانب المشرق من المصيبة ، وتلمح أجرها

واعلم أنها أسهلc من غيرها ، وتأس بالمنكوبين ., ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك

وجcف القلم بما أنت لاق , ولا حيلة لك في القضاء . , حول خسائرك إلى أرباح , واصنع من الليمون شرابا حلوا

ف مع ظرفك . وأضف إلى ماء المصائب حفنة سكر , وتكيلا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله ، ولا تنس

عون الله , فإن المعونة تنزل على قدر المؤونة .

Page 382: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن382

حب , وأنت لا تدريc الخيرةc فيما تكرهc أكثرc منها فيما ت بالعواقب , وكم من نعمة في طي نقمة ، ومن خير في

جلباب شر .قيد خيالك لئلا يجمح بك في أودية الهموم , وحاول أن

تفكر في النعم والمواهب والفتوحات التي عندك .اجتنب الصخب والضجة في بيتك ومكتبك , ومن علامات

. cوالنظام cوالسكينة cالسعادة الهدوءمعين على المصاعب , وهي تسمو بالنفس في cخير cالصلاة

آفاق علوية ، وتهاجرc بالروح إلى فضاء النور والفلاح .النفس من النزوات الشريرة cإن العمل الجاد المثمر يحرر

مة . والخواطر الآثمة ، والنزعات المحرcها وضياؤها الإيمانcها وهواؤcها وغذاؤcشجرة ماؤ cالسعادة

. cالآخرة cبالله ، والدارق شريف ، أسعدcلcمن عنده أدب جم ، وذوق سليم وخ

نفسه وأسعد الناس ، ونال صلاح البال والحال .روح على قلبك فإن القلب يكل ويمل , ونوع عليه

الأساليب , والتمس له فنون الحكمة وأنواع المعرفة .الآفاق cمدارك النظر ويفتح cالصدر ، ويوسع cالعلم يشرح

أمام النفس فتخرجc من همها وغمها وحزنها .cالصعاب , فلذة cعلى العقبات ومغالبة cمن السعادة الانتصار

الظفر لا تعدلها لذة ، وفرحة النجاح لا تساويها فرحة .إذا أردت أن تسعد مع الناس فعاملهم بما تحب أن

يعاملوك به . ولا تبخسهم أشياءهم ، ولا تضع منأقدارهم .

ه ، وقام بهc إذا عرف الإنسانc نفسه ، والعلم الذي يناسبعلى أكمل وجه ؛ وجد لذة النجاح ومتعة الانتصار .

من رصيد المال ؛ لأن cأعظم cوالخبرة cوالتجربة cالمعرفة الفرح بالمال بهيمي ، والفرح بالمعرفة إنساني .

وليقبل كل منهما ، cالزوجين فليصمت الآخر cإذا غضب أحد الآخر على ما فيه فإنه لن يخلو أحد من عيب .

Page 383: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن383

يهون عليك الصعاب ويفتح لك cالمتفائل cالصالح cالجليس باب الرجاء ، والمتشائمc يسودc الدنيا في عينك .

من عنده زوجة وبيت وصحة وكفاية مال فقد حاز صفو العيش ، فليحمد الله وليقنع ، فما فوق ذلك إلا الهم .

من أصبح منكم آمنا في سربه , معافى في(( جسده ،عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له

.الدنيا (( من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد ((

، وهذهرسولا ، كان حقا على الله أن يرضيه ((أركانc الرضا.

عنك ، وأن يرضى عنك من cالنجاح أن يرضى الله cأصول حولك وأن تكون نفسcك راضية وأن تقدم عملا مثمرا.

cأسبوع ، والزواج cسعادة cيوم ، والسفر cسعادة cالطعام سعادة شهر ، والمالc سعادةc سنة، والإيمانc سعادةc العمر

ه . كللن تسعد بالنوم ولا بالأكل ولا بالشرب ولا بالنكاح ، وإنما

تسعدc بالعمل وهو الذي أوجد للعظماء مكانا تحت الشمس.

فإنه سعيد لأنه يقطف من حدائق cمن تيسرت له القراءة العالم ، ويطوفc على عجائب الدنيا ويطوي الزمان

والمكان .، راحة cالبريء cالأحزان ،والمزاح cذهبc محادثةc الإخوان ت

وسماعc الشعر يريحc الخاطر .ك من صنعc أنت الذي تلون حياتك بنظرك إليها ،فحيات

أفكارك ، فلا تضع نظارة سوداء على عينيك .فكر في الذين تحبهم ولا تعط من تكرههم لحظة واحدة

من حياتك ، فإنهم لا يعلمون عنك وعن همك.ك ، وسكنتc إذا استغرقت في العمل المثمر بردت أعصاب

نفسcك ، وغمرك فيض من الاطمئنان .

Page 384: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن384

سب ولا الذهب، وإنما السعادةc ليست في الحسب ولا النفي الدين والعلم والأدب وبلوغ الأرب .

همcلهم للمعروف يدا، وأكثرcعباد الله عند الله أبذ cأسعد cهم على ذلك شكرا. على الإخوان فضلا ، وأحسن

إذا لم تسعد بساعتك الراهنة فلا تنتظر سعادة سوف تطل عليك من الأفق ، أو تنزلc عليك من السماء .

في نجاحاتك وثمار عملك وما قدمته من خير وافرح cفكر به ، واحمد الله عليه ، فإنه هذا مما يشرحc الصدر .

الذي كفاك هم أمس يكفيك هم اليوم وهم غد، فتوكل عليه، فإذا كان معك فمن تخافc ؟ وإذا عليك فمن ترجو؟

، بينك وبين الأثرياء يوم واحد ، أما أمس فلا يجدون لذته وغد فليس لي ولا لهم ، وإنما لهم يوم واحد ، فما أقله من

زمن !بين cالقلب ، ويوازن cالنفس ، ويفرح cالسرور ينشط

الأعضاء ، ويجلcب القوة ، ويعطي الحياة قيمة والعمر فائدة.

السعادة ، فلا هناء cوركائز cوالدين cوالصحة cالغنى والأمن لمعدم ، ولا خائف ولا مريض ولا كافر , بل هم في شقاء .

من عرف الاعتدال عرف السعادة , ومن سلك التوسط أدرك الفوز , ومن اتبع اليسر نال الفلاح .

ليس في ساعة الزمن إلا كلمة واحدة : الآن , وليس في قاموس السعادة إلا كلمة واحدة : الرضا .

ن عليك, وتفكر فيcإذا أصابتك مصيبة فتصورها أكبر ته جيت فرحةc الراحة . cالشدة ما ر cسرعة زوالها , فلولا كرب

cإذا وقعت في أزمة فتذكر كم أزمة مرت بك ونجاك الله منها ، حينها تعلمc أن من عافاك في الأولى سيعافيك في

الأخرى . ، العاق ليومه من أذهبه في غير حق قضاه ،أو فرض أداه

أو مجد شيدهc ، أو حمد حصله ، أو علم تعلمه، أو قرابةوصلها، أو خير أسداه.

Page 385: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن385

دائم ؛ لأن هناك cينبغي أن يكون حولك أو في يدك كتاب cويعمر cبه الوقت cأوقاتا تذهب هدرا، والكتاب خير ما يحفظ

. cبه الزمنالقرآن ، التالي له آناء الليل وأطراف النهار لا يشكو cحافظ

مللا ولا فراغا ولا سأما، لأن القرآن ملأ حياته سعادة .لا تتخذ قرارا حتى تدرسه من جوانبه كافة , ثم استخر الله

وشاور أهل الثقة , فإن نجحت فهذا المراد و إلا فلا تندم .cأعداءه ، فإن الصديق يحصل cقللc cكثرc أصدقاءه وي العاقل ي

في سنة والعدو يحصل في يوم ، فطوبى لمن حببه اللهإلى خلقه .

كcت قلب اجعل لمطالبك الدنيوية حدا ترجع إليه ،وإلا تشتك ، وساء حالcك . cك ، وتنغص عيش cوضاق صدر

، الله أن يقيدها بالشكر cينبغي لمن تظاهرت عليه نعم ويحفظها بالطاعة ، ويرعاها بالتواضع لتدوم .

قلتcه بالإيمان ، وص cر فكرcه بالتقوى ،وطه cمن صفت نفس أخلاقcه بالخير نال حcب الله وحcب الناس .

cحقيقة ، أما العامل cالحزين cهو المتعب cالخامل cالكسول . cوعرف كيف يسعد cالمجد فهو الذي عرف كيف يعيش

،أضعاف مصائبها وهمومها cإن لذة الحياة ومتعتها أضعاف ولكن السر كيف نصل إلى هذه المتعة بذكاء .

، العالم cالدنيا ، وسيقت لها شهادات cلو ملكت المرأة وحصلت على كل وسام وليس عندها زوج فهي مسكينة .

أن تنفق شبابك في الطموح ،ورجولتك في cالكاملة cالحياة الكفاح ،وشيخوختك في التأمل .

م نفسك على التقصير ، ولا تلم أحدا ، فإن عندك منc لc الوقت إصلاحcه فاترك غيرك . العيوب ما يملأ

سرc أجملc من القصور والدور كتاب يجلوc الأفهام ، ويالقلوب ، ويؤنسc النفس ، ويشرحc الصدر، وينمي الفكر .

ما فقد حزت كلcاسأل الله العفو والعافية ، فإذا أعطيته خير ، ونجوت من كل شر ، فcزت بكل سعادة .

Page 386: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن386

ماء ، وحصير في cتمرات ، وكوب cرغيف واحد ، وسبع . cغرفة مع مصحف ، وقل على الدنيا السلام

السعادة في التضحية وإنكار الذات ، وبذل الندى وكف الأذى ، والبعد عن الأنانية والاستئثار .

cذهبc الضحكc المعتدلc يشرحc النفس ، ويقوي القلب ويالملل وينشطc على العمل ، ويجلو الخاطر .

ومن لزم ، cوالصلاح هو النجاح ، cهي السعادة cالعبادة الأذكار ، وأدمن الاستغفار وأكثر الافتقار فهو أحدc الأبرار .

، وتفضي إليه بمتاعبك ، cبه وترتاح cالأصحاب من تثق cخير ك . cك همومك ولا يفشي سر ويشارك

لا تتوقع سعادة أكبر مما أنت فيه فتخسر ما بين يديك ، ولا تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم والحزن .

لا تظن أنك تعطي كل شيء ، بل تعطي خيرا كثيرا ، أما أن تحوي كل موهبة وكل عطية فهذا بعيد .

وكفاف من رزق ، وجار ، cتقية ، ودار واسعة cامرأة حسناء . cها الكثيرc صالح .. نعم جهل

cالنعم حسنة ، والغفلة cر فن النسيان للمكروه نعمة ، وتذكعن عيوب الناس فضيلة .

cمن الفراغ ، والقناعة cأمتع cألذ من الانتقام ، والعمل cالعفو أعظمc من المال ، والصحة خير من الثروة .

خير من cالصالح cخير من جليس السوء ، والجليس cالوحدة الوحدة ، والعزلةc عبادة ، والتفكرc طاعة .

cمق ، والوثوقcالخلطة ح cالأفكار ، وكثرة cمملكة cالعزلة ؤم. cهم شcبالناس سفه ، واستعداؤ

cرذالة ،وتتبع cم ، والغيبة cس cق عذاب ،والحقدc ل cالخ cسوء العثرات خذلان .

، القلوب cالذنوب حياة cالنقم ، وترك cالنعم يدفع cشكر والانتصارc على النفس لذةc العظماء .

مع cخبز جاف مع أمن ألذ من العسل مع الخوف ، وخيمة ستر أحب من قصر فيه فتنة.

Page 387: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن387

cه باق ، وفرحة cه خالد ، وذكرcالعلم دائمة ، ومجد cفرحة ه إلى نهاية . cه إلى الزوال ، وذكرcالمال منصرمة ، ومجد

cبالإيمان فرح cالصبيان ، والفرح cبالدنيا فرح cالفرح الأبرار ،وخدمةc المال ذل ، والعملc لله شرف.

العمل cالإنجاز راحة، وعرق cالهمة عذب ،وتعب cعذاب مسك ،والثناءc الحسنc أحسنc طيب.

، ك هوايتكcك أ نيسك ، وعملcأن يكون مصحف cالسعادة ك قناعتك . cك صومعتك ، وكنزc وبيت

بحسن الثناء cالفرح بالطعام والمال فرح الأطفال ، والفرح فرحc العظماء ، وعملc البر مجد لا يفنى .

النهار ، وحب الخير للناس من طهارة cصلاة الليل بهاء الضمير ، وانتظارc الفرج عبادة.

، الصبر cالأجر ، ومعايشة cفنون : احتساب cفي البلاء أربعة وحcسنc الذكر ، وتوقعc اللطف.

وترك ، cالواجب ، وحب المسلمين cجماعة، وأداء cالصلاة الذنوب ، وأكلc الحلال صلاح الدنيا والآخرة .

الأوجاع ، ولا تحرص على cلا تكن رأسا فإن الرأس كثير الشهرة فإن لهل ضريبة ، والكفافc مع الخمول سعادة .

cالتوبة ، واستعداء cالوقت ،وتأخير cمق ضياعcالح cعلامة الناس ، وعقوقc الوالدين ، وإفشاءc الأسرار .

cعرفc موتc القلب بترك الطاعة ، وإدمان الذنوب ، وعدم ي المبالاة بسوء الذكر ، والأمن من مكر الله ، واحتقار

الصالحين .من لم يسعد في بيته لن يسعد في مكان آخر ،ومن لم

ع غده. ع يومه ضي ه أحد ، ومن ضي cه لن يحب ه أهل يحبأربعة يجلبون السعادة : كتاب نافع ، وابن بار ، وزوجة

محبوبة ، وجليس الصالح ، وفي الله عوض عن الجميع .cوأمن وشباب وعلم هي ملخص cوغنى وحرية cوصحة cإيمان

ها . ما يسعى له العقلاءc ، لكنها قل أن تجتمع كل

Page 388: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن388

اسعد الآن فليس عندك عهد ببقائك ، وليس لديك أمان من روعة الزمان ، فلا تجعل الهم نقدا والسرور دينا.

ق مستقيم ، و عقلcلcأفضل ما في العالم إيمان صادق ،وخ صحيح وجسم سليم ، ورزق هانئ وما سوى ذاك شغل .

. في الأوطان cفي الأبدان ، والأمن cتان: الصحة نعمتان خفي . cالصالحة cوالذرية ، cالحسن cنعمتان ظاهرتان: الثناء

cالراضية cميكروبات البغضاء ، والنفس cيقتل cالمبتهج cالقلب تطاردc حشرات الكراهية .

، ألذ غذاء cغطاء ، والعلم cأسبغ cوطاء ، والعافية cأمهد cالأمن والحب أنفعc دواء ، والسترc أحسنc كساء .

السعيد لا يكون فاسقا ولا مريضا ولا مدينا ولا غريبا ولا حزينا ولا سجينا ولا مكروها.

cالعداوات ، وعمل cالغمرات ، وإزالة cالسعيد: انجلاء الصالحات ، والانتصارc على الشهوات.

ك إلى بيتك ، وأكثر الأيام بركةcالطرق خطرا طريق cأقل يوم تعملc صالحا، وأشأمc الأزمان زمن تسيء فيه لأحد .

وا ربهم تعالى ، أوجدهم من العدم ك بشر فقد سب إن سب، cم من جوع فشكروا غيرهcفشكوا في وجوده ، وأطعمه

cوه . وآمنهcم من خوف فحاربلا تحمل الكرة الأرضية على رأسك ،ولا تظن أن الناس

نا إن زكاما يصيبc أحدكم ينسيهم موتي cيهمهم أمر وموتك .

، كفاية ووطن ، وسلامة وسكن ، وأمن من الفتن cالسرور ونجاة من المحن ، وشكر على المنن ، وعبادة طيلة

الزمن . ،)) كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ((

)) وصل صلاة المودع (( ، )) ولا تكلم بكلام تعتذر منه (( ، )) وأجمع اليأس عما في أيدي

.الناس ((

Page 389: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن389

ك ك الله ، وازهد فيما عند الناس يحب ازهد في الدنيا يحب الناسc ، واقنع بالقليل واعمل بالتنزيل واستعد للرحيل ،

وخف الجليل .لا عيش لممقوت ، ولا راحة لمعاد ، ولا أمن لمذنب ، ولا

محب لفاجر ، ولا ثناء على كاذب ، ولا ثقة بغادر . عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك ((

لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراله ،وأن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له (( .

هاc cها ، والسروcر حديقت الابتسامةc مفتاحc السعادة ، والحب بابها . cجدار cها ، والأمن cنور cوالإيمان ،

وماء بارد ، وكتاب ، cوجه جميل ، وروض أخضر : cالبهجة مفيد مع قلب يقدرc النعمة ويتركc الإثم ويحب الخير .

خبز cينام المعافى على صخر كأنه على ريش حرير ، ويأكل الشعير كالثريد ، ويسكنc الكوخ كأنه في إيوان كسرى.

البخيل يعيش فقيرا أو يموتc غنيا خادما لذريته ، حارسا لماله ، بغيضا عند الناس ، بعيدا من الله ، سيئ السمعة

في العالم .cخير من الغنى ،والأمن cمن الثروة ، والصحة cالأولاد أفضل

أحسنc من السكن ، والتجربةc أغلى من المال . اجعل الفرح شكرا، والحزن صبرا، والصمت تفكرا، والنظر

اعتبارا، والنطق ذكرا ، والحياء طاعة ، والموت أمنية .ه صباح مساء ،ولا يهتم بغد ولاcن مثل الطائر يأتيه رزقc ك

يثقc بأحد ولا يؤذي أحدا، خفيف الظل رفيق الحركة .، وه ، ومن بخل عليهم مقتوهc من أكثر مخالطة الناس أهان

ومن حلم عليهم وقروه ، ومن أجاد عليهم أحبوه ،ومناحتاج إليهم ابغضوه .

ول ،ومن المحالcد cوالليالي حبالى ، والأيام ، cالفلك يدور دوامc الحال ، والرحمنc كل يوم هو في شأن .. فلماذا

تحزن ؟.

Page 390: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن390

على أبواب السلاطين ونواصيهم في قبضة رب cكيف تقف العالمين؟! تسألc المال من فقير ، وتطلب بخيلا ، وتشكو

إلى جريح !! .ها cوقراطيس cها الدمعcابعث رسائل وقت السحر : مداد

cها العرشc : وانتظر الجواب الخدودc ، وبريدcها القبولc ووجهت.

، السر وأخفى cإذا سجدت فأخبره بأمورك سرا فإنه يعلم cسمع من بجوارك ؛ لأن للمحبة أسرارا والناسc حاسد ولا ت

وشافع .، ة ، والافتقار إليه غنى سبحان من جعل الذل له عز

ومسألته شرفا ،والخضوع له رفعة ، والتوكل عليه كفاية .ك من الحزن حالكا ،وفجعتcإذا دارهم ببالك وأصبح حال

في أهلك ومالك ، فلا تيأس لعل الله يحدثc بعد ذلك أمرا . حسبنا الله ونعم الوكيل لا تنس ﴾ ﴿cفإنها تطفئ

الحريق ، وينجو بها الغريقc ، ويعرف بها الطريق ، وفيهاالعهد الوثيق .

النهر ، وتسكن الشجر ، وتأكل cطوبى لك يا طائر : ترد الثمر، ولا تتوقع الخطر ، ولا تمر على سقر ، فأنت أسعد

حالا من البشر . شرارة cكفارة ، والغضب cلحظة مستعارة ، والحزن cالسرور

، والفراغc خسارة ، والعبادةc تجارة . cفي السياق ، وغدا لم يولد ، وأنت ابن cأمس مات ، واليوم

الساعة فاجعلها طاعة ، تعcد لك بأربح بضاعة . ومملكتك ، cوصاحبك الكتاب ، cك الحبر cوغدير ، cنديمك القلم

cك ، فلا تأسف على ما فات . ك قوت cك، وكنزc بيتها، كالسحاب أوله cتك أواخر ربما ساءتك أوائلc الأمور وسر

برق ورعد وآخره غيث هنيء،الأدغال cذهبc الاستغفارc يفتح الأقفال، ويشرحc البال ، وي

وهو عcربونc الرزق ودروازةc التوفيق .

Page 391: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن391

ست شافية كافية : دين وعلم وغنى ومروءة وعفو وعافية .

،الغريق إذا ناداه cوينقذ ، cالمضطر إذا دعاه cمن الذي يجيب . c؟ إنه الله cويكشف الكرب عنا من؟ قال : يا الله

ابتعد عن الجدل العقيم ، والمجلس اللاغي ، والصاحب السفيه، فإن الصاحب ساحب ، والطبع لص والعين سارقة

.التحلي بحسن الاستماع ، وعدم مقاطعة المتحدث ، ولين

الخطاب ، ودماثة الخلق ، أوسمة على صدور الأحرار .عندك عينان وأذنان ويدان ورجلان ولسان وإيمان وقرآن

cيا إنسان cفبأي آلاء ربكماوأمان .. فأين الشكر﴿ . ﴾تكذبان

يكcعلى ساق cترت أقدام ، وتعتمدc تمشي على قدميك وقد ب وقد قcطعت سيقان ، وتنام وغيرك شرد الألمc نومه ،

وتشبع وسواك جائع .كم والعمى ، ونجوت من البرصc سلمت من الصمم والب

والجنون والجذام ، وعوفيت من السل والسرطان ، فهلشكرت الرحمن ؟!

cبماضينا ، ونهمل cعن حاضرنا و نشتغل cمصيبتنا أننا نعجز يومنا ونهتم بغدنا فأين العقلc وأين الحكمةc ؟!

الناس لك معناه أنك فعلت ما يستحق الذكر، وأنك cنقد فقتهcم علما أو فهما أو مالا أو منصبا أو جاها.

cفي الآخرين ، ومحاكاة cشخصية الغير ، والذوبان cتقمص الناس انتحار وإزهاق لمعالم الشخصية .

ولكل وجهة هو ، ﴿ قد علم كل أناس مشربهم ﴾ ﴿ ﴿موليها ))لا تكونوا إمعة (( ، صنوان وغير ﴾

. ﴾صنوان يسقى بماء واحد ، رحة فرحة ، ومع البلية عطية مع الدمعة بسمة ، ومع الت

ومع المحنة منحة ، سنة ثابتة وقاعدة مطردة .

Page 392: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن392

إلا منكوبا ، في كل cانظر هل ترى إلا مبتلى ،وهل تشاهد دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، وفي كل واد بنو سعد .

من تغريد الأطيار ، و cصوت من شكر معروفك أجمل نسيم الأسحار ،وحفيف الأشجار، وغناء الأوتار .

لله بكلفة ، وإذا cإذا شربت الماء الساخن قلت الحمد شربت الماء البارد قال كل عضو فيك: الحمدc لله .

، مالا يعني cفي سوق العقلاء ترك cباعc أرخصc سعادة توأغلى سلعة عند العالم أن تألف الناس ويألفوك .

م ، والعجز فإنه موت ، والكسل فإنه cإياك والهم فإنه س خيبة ، واضطراب الرأي فإنه سوء تدبير.

المعروف cالسوء شر من غربة الإنسان ، واصطناع cجار . cهو المجد cالحسن cأرفع من القصور الشاهقة ، والثناء

هم ، وأولاهم بالحب من cأحق الناس بزيادة النعم أشكر بذل نداه ومنع أذاه وأطلق محياه .

، محتاج إلى صدقة cالسرور محتاج إلى الأمن ، والمال والجاهc محتاج إلى الشفاعة ، والسيادة محتاجة إلى

التواضع . صب ،ولا cنال الراحةc إلا بالتعب ، ولا تدركc الدعةc إلا بالن لا ت

cحصلc على الحب إلا بالأدب . يcأجل من المنصب ، والهمة cقcل cأهم من الثروة ، والخ cالأبناء

أعلى من الخبرة ، والتقوى أسمى من المجد . ولا تركن لكل صديق ، ولا ، cلا تطمع في كل ما تسمع

ك إلى امرأة ، ولا تذهب وراء كل أمنية . cفش سر ت، الراحة إلا مع الخلوة ، ولا الأمن إلا مع الطاعة cما رأيت

ولا المحبة مع الوفاء ، ولا الثقة إلا مع الصدق . cعداوات , وسيئة تمنع cب أكلة تمنع أكلات , وكلمة تجلب cر

cعقب حسرات . الخيرات , ونظرة تك سرفا ، ولا حياتك ترفا ، ولاcك كلفا، ولا بغض لا يكن حب

ك أسفا ، ولا قصدك شرفا. cتذكر

Page 393: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن393

ه بشر ، ولاc cنه أحد ، ولا يحجب كل امرئ في بيته أمير لا يهيهc جبار ولا يرده بخيل . يذل

، الأيام ما زادك حلما ، ومنحك علما، ومنعك إثما cأفضل وأعطاك فهما، ووهبك عزما .

تاج cها إلا بعد أن نفقدها ، والعافيةcالحياة فرصة لا نعرف على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى .

مشاكسة ، وجار cمن له ابن عاق ، وزوجة cمتى يسعد مؤذ ، وصاحب ثقيل ، ونفس أمارة ، وهوى متبع .

بك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولعينك عليك إن لر حقا ، ولزوجك عليك حقا ، ولضيفك عليك حقا ، فأعط كل

. cذي حق حقهه استمتع بالنظر إلى الصباح عند طلوعه فإن له جمالا جلالا

إشراقا يفتح لك الأمل والتفاؤل. عليك بالبكور فإنه بركة ، فأنجز فيه عملك من ذكر أو

تلاوة أو حفظ أو مطالعة أو تأليف أو سفر .، كن وسطا ، وامش جانبا ، وارض خالقا ، وارحم مخلوقا

وأكمل فريضة ، وتزود بنافلة تكن راشدا . ، العمل cالقول ، وصلاح cالخاتمة، وسداد cالتوفيق : حسن

حم. والبعدc عن الظلم، وقطيعةc الرة ، وكم من ة أ وجبت ذل رب كلمة سلبت نعمة ، ورب زل

خلوة حلوة ، وصاحبc العزلة فيها عز له .،المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ((

والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم (( ، )) والمهاجر من هجر ما نهى الله

.عنه(( البيوت cمالك ما نفعك ، وأجل علمك ما رفعك ، وخير cخير

ما وسعك، وخيرc الأصحاب من نصحك . إذا لم يكن لك حاسد فلا خير فيك ، وإذا لم يكن لك

cق لك ، وإذا لم يكن لك دين فلا مبدأ لك . صاحب فلا خcل

Page 394: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن394

ر نفسك بتذكر حسناتك ، وأرح قلبك بالتوبة من cس سيئاتك ، وطوق الأعناق بأياديك البيضاء .

النوم إخفاق cالسمنة غفلة ، والبطنة تذهب الفطنة ، وكثرة cميتc القلب ، والوسوسةc عذاب . ، وكثرة الضحك ت

هاc لوةc الرضاع مرة الفطام ، وفرحةc الولاية يذهب cح cالإمارة حزنc العزل ، والكرسي دوار .

عمن cحب ، والبعدc من لذائد الدنيا : السفرc مع من تتبغضc ، والسلامةc من يؤذي ، وتذكرc النجاح .

cيقهر cيقيد الإنسان ، الحلم cالحر ، والإحسان cيستبعد البرالخصم ، والصبر يطفئ الجمر

ما تكون cأرخص cوالحاجة ، cهانc c ما تكونc حين ت الدنيا أهنأcستغنى عنها . حينما ي

لك قدوم غد ، وإذا أحزنك ما cغد فمن يكفل cإذا أهمك رزق حدث بالأمس فمن يعيدc لك الأمس .

توفيق قليل خير من مال كثير ، وعزل في عزة خير من ة ، وخمول في طاعة خير من شدة في ولاية في ذل

معصية .، مجنون cوالغضبان ، cأهوج cملك ، والمسرف cالقانع

والعجولc طائش ، والحاسدc ظالم .الإنسان ، ويخسئ cالله يرضي الرحمن ، ويسعد cذكر

cذهبc الأحزان ، ويملأ الميزان . الشيطان ، ويهcر مالc cه ، وموفق من كث ه وحسن عمل cسعيد من طال عمر

ه ، ومبارك من زاد علمcه فزادت تقواه. فكثر برمن خدم cمن اهتم بالناس أن ينسى همومه ، وثواب cجزاء

مولاه أن يخدمه الناسc ، وجائزةc من ترك الدنيا أن يأتيهرزقcه رغدا .

لا تستقل شيئا من النعم مع العافية ، ولا تحتقر شيئا من الذنب مع عدم التوبة ، ولا تكثر طاعة مع عدم الإخلاص .

الأطفال ، والفرح بالثناء الحسن فرح cالفرح بالدنيا فرح الرجال ، والفرحc بما عند الله فرح الأولياء الأبرار .

Page 395: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن395

صيانة ، والعلم cطمأنينة، والكذب ريبة، والحياء cالصدق حcجة، والبيانc جمال ، والصمتc حكمة .

cذهبc حلاوةc الظفر تمحو مرارة الصبر ، ولذةc الانتصار توعثاء المعاناة ، وإتقان العمل يزيلc مشقته.

cما في الجنة رؤية cالله ، وأحسن cما في الدنيا محبة cأطيب .الله ، وأنفعc الكتب كتابc الله ، وأبر الخلق رسولc الله

د من اعتبر بأمسه ، ونظر لنفسه ، وأعد لرمسهc السعيوراقب الله في جهره وهمسه .

، خيبة cوالهيبة ، cة ح خس الحرصc ذل والطمعc مهانة، والشوالغفلةc حجاب .

، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك (( ف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا تعر

سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعنبالله (( .

اجعل زمان رخائك عدة لزمان بلائك ، واجعل مالك صيانة بك . لحالك ، واجعل عمرك طاعة لر

ة ، ومعصية سلبت رب لذة أو جبت حسرة ، وزلة أعقب ذلت بكاء. نعمة ، وضحكة جر

ت ، والدنيا إذا النعمc إذا شكرت قرت ، وإذا كفرت فرت ، وإذا برت غرت. سرت مر

, الطعام cالجسم قلة cالسلامة إحدى الغنيمتين ، وصحة وصحةc الروح قلةc الآثام , وصحة الوقت البعدc عن المقت .

السرور قصيرة cاللذة دقيقة , وليلة cالألم يوم , ويوم cدقيقة , ويومc الهم طويل ثقيل .

cب إليك الطعام , والسجن رك النعيم , والجوع حب البؤسc ذكثمن لديك الحرية , والمرضc شوقك للعافية .

عليك بثلاثة أطباء: الفرح والراحة والحمية وإياك وثلاثة أعداء : التشاؤم والوهم والقنوط .

هي أن تصل النفس إلى درجة كمالها, والفوز أن cالسعادة تجد ثمرة أعمالها , والحظ أن تخدمcه الدنيا بإقبالها.

Page 396: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن396

اجلس في السحر ، ومد يديك ، وأرسل عينيك وقل : وجئنا . cببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل يا جليل

من الألم والسقم والهرم , ولا تشرب cمن النعم السلامة حتى تظمأ , ولا تأكل حتى تجوع , ولا تنم حتى تتعب.

ى فبالفوز ى حصل على ما تمنى , ومن للخير تعن من تأنا , والعجلةc عقم , والأماني إفلاس . تهن

ارض عن الله فيما فعله بك, ولا تتمن زوال حالة أقامك فيها, فهو أدرى بك منك وأرحمc بك من أمك.

ه خير, حتى المعصيةc بشرطها من ندم قضاءc الله كلوتوبة , وانكسار واستغفار , وإذهاب الكبر والعcجب .

,داوم على الاستغفار فإن لله نفحات في الليل والنهار فعسى أن تصيبك منها نفحة تسعدc بها إلى يوم الدين .

لي صبر, وإذا أذنبc cنعم عليه شكر , وإذا ابت طcوبى لمن إذا أاستغفر, وإذا غضب حلم , وإذا حكم عدل.

cالعقل , وصفاء cاللسان , وتنمية cمن فوائد القراءة فتق cمن التجارب ، واكتساب cالهم , والاستفادة cالخاطر , وإزالة

الفضائل .القلب في الإخلاص والتوبة والإنابة , والتوكل على cغذاء

الله , والرغبة فيما عنده والرهبة من عذابه , وحبه تعالى. يا وداوم على )) يا ذا الجلال والإكرام ((الزم ((

لترى الفرج والفرححي يا قيوم برحمتك استغيث ((والسكينة .

، إذا آذاك أحد فتذكر القضاء ، وفضل العفو ، وأجر الحلم cوثواب الصبر ، وأنه ظالم وأنت مظلوم , فأنت أسعد

حظا .؟ cمقدر , فلماذا الحزن cمحتوم والرزق cوالأجل cالقضاء نافذ

والمرضc والفقرc والمصيبةc بأجرها فلم الهم ؟. ة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة, وهي في الدنيا جن

ه والأنسc به والشوقc إليه. cه وحب ه سبحانه وطاعت cذكر

Page 397: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن397

نبوا نهيه ورضواc رضي الله عنهم لأنهم أطاعوا أمره واجتcوا ، وآمنهم مما خافcوا . عنه ؛ لأنه أعطاهم ما أمل

cويرى cويرزق cويستر cويغفر cمن عنده رب يقدر cكيف يخزن ويسمعc ، وبيده مقاليدc الأمور.

هcممنوح ، وعطاؤ cمفتوح ، والعفو cواسعة والباب cالرحمة يغدو ويروحc ، والتوبةc مقبولة ، وحلمه كبير .

لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفت ، والصحف طcويت والأجرc حاصل ، والذنب مغفور .

، أحسن العمل وقصر الأمل ، وانتظر الأجل ، وعش يومك وأقبل على شأنك واعرف زمانك واحفظ لسانك .

لا أفيد من كتاب ، ولا أوعظ من قبر ، ولا أسأم من معصية ، ولا أشرف من زهد ، ولا أغنى من قناعة .

لا cك، والمجدcتاريخ cكتبc بقدر همتك وجدك ومثابرتك يcنالc بتضحية . cعطى جزافا وإنما يؤخذ بجدارة وي ي

وتهيأ ، cن ، واجعل الهم هم الآخرة فحسبcهون الأمر يه للقاء الله تعالى ، واترك الفضول من كل شيء .

فضولc المباحات من المزعجات كفضول الكلام والطعاموالمنام والخلطة والضحك , وهي سببc الغم .

﴿فلا تذوبوا حسرة وندما,﴾ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تهلكوا بكاء وأسفا, ولا تنقطعوا عويلا وتسخطا.

﴿ يكفيكم﴾ حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اللهc فيسددكم ويرعاكم ويدفع عنكم ويحميكم فلا تخافون.

﴿ يدفع عنهم الأعداء ,﴾ إن الله مع الذين اتقوا يعافيهم من البلاء , ويشافيهم من الداء , يحفظcهم في

البأساء والضراء .﴿ نا﴾لا تحزن إن الله معنا cيرانا, يسمع كلامنا, ينصر

على عدونا, ييسرc لنا ما أهمنا, يكشفc عنا ما أغمنا.﴿ ألم نشرح لك صدرك ﴾ أما جعلناه فسيحا وسيعا

مبتهجا مسرورا ساكنا مطمئنا فرحا معمورا ؟!

Page 398: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن398

﴿ ا يمكرون فنحن نكفيك﴾ ولا تك في ضيق مم مكرهم, ونصد عنك كيدهم, ونرد عنك أذاهم فلا تضق

ذرعا.﴿وأنتم الأعلون عقيدة وشريعة ,﴾ولا تهنوا ولا تحزنوا

والأعلون منهجا وسيرة , والأعلون سندا ومبدأ, وأخلاقاوسلوكا.

﴿إن ربك واسع المغفرة ﴾cيعفو عن المذنب , يقبل التوبة, يقيلc العثرة, يمحو الزلة, يستر الخطيئة, يتوبc على

التائب.﴿ولا تيأسوا من روح الله ﴾cفإن فرجه قريب, ولطفه

عاجل , وتيسيرهc حاصل , وكرمcه واسع, وفضله عام .﴿احمين cجتبي ويختار,﴾ وهو أرحم الر cعافي وي cشافي وي ي

. cويتكرم cويحلم , cويغفر cويتولى, ويستر cويحفظ﴿ يحفظ الغائب, يرد الغريب , يهدي ﴾ فالله خير حافظا

الضال , يعافي المبتلى , يشفي المريض , يكشفc الكرب .﴿فوضوا الأمر إليه, وأعيدوا الشأن﴾وعلى الله فتوكلوا

إليه, واشكوا الحال عليه, ارضوا بكفايته, اطمئنوا لرعايته .﴿فيفتح الأقفال,﴾ فعسى الله أن يأتي بالفتح

cرب الثقال, ويزيل الليالي الطوال, ويشرح ويكشف الكالبال , ويصلح الحال .

﴿ ﴾ لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا فيذهب غمابc بعيدا. cقر د هما ويزيلc حزنا ويسهل أمرا وي cويطر

﴿كل يوم هو في شأن ﴾ يكشفc كربا ويغفرc ذنبا ويعطي رزقا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى ، ويفك مأسورا

، ويجبرc كسيرا .﴿ مع الفقر غنى, وبعد المرض﴾ فإن مع العسر يسرا

عافية , وبعد الحزن سرور , وبعد الضيق سعة , وبعدالحبس انطلاق , وبعد الجوع شبع .

Page 399: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن399

﴿ يحل القيدc , وينقطعc﴾ سيجعل الله بعد عسر يسرا cس , cالغائب cوينزل الغيث , ويصل , cالباب cفتحc الحبلc , وي

. cوتصلح الأحوال﴿فصبر جميل ﴾, cالنفس c فسوف يبدل الحال , وتهدأ

cوتنفرج ,cوتحل العقد , cويسهل الأمر , cالصدر cوينشرح . cالأزمة

﴿ ك,﴾ وتوكل على الحي الذي لا يموتcليصلح حال ويشرح بالcك, ويحفظ مالcك , ويرعى عيالcك , ويكرم مآلcك,

cحقق آمالcك. وي﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾cيكشف عنا الكروب, ويزيل

عنا الخطوب, يغفرc لنا الذنوب, يصلح لنا القلوب , يذهبعنا العيوب .

﴿ هديناك واجتبيناك,﴾ إنا فتحنا لك فتحا مبينا وحفظناك ومكناك, ونصرناك وأكرمناك, ومن كل بلاء

حسن أبليناك.﴿ك عدو , ولا يصل﴾ والله يعصمك من الناسcفلا ينال

إليك طاغية , ولا يغلبك حاسد , ولا يعلو عليك حاقد , ولايجتاحك جبار .

﴿ خلقك ورزقك ,﴾وكان فضل الله عليك عظيما علمك وفهمك , هداك وسددك, أرشدك وأدبك, نصرك

وحفظك, تولاك ورعاك.﴿أعطى الخلق والرزق ,﴾ وما بكم من نعمة فمن الله

والسمع والبصر , والهداية والعافية , والماء والهواء ,والغذاء والدواء , والمسكن والكساء .

إذا سألت فاسأل الله تجد العون والكفاية والرشد والسداد , واللطف والفرج , والنصر والتأييد .

على الله توكلنا وبدينه آمنا ولرسوله اتبعنا ولقوله استمعنا وبدعوته اجتمعنا, فلا تحزن إن الله معنا.

Page 400: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن400

، ع قدره ، ويعلي شأنهcه , فيرف cمن ينصر cولينصرن الله ويتولى أمره ، ويخذلc عدوه ويكبتc خصمه ويخزي من

كاده. ))لا إرادة ولا قدرة ولا)) لا حول ولا قوة إلا بالله

تأييد ولا نصر ولا فرج ولا عون ولا كفاية ولا طاقة إلا باللهالعظيم .

﴿يطالع كتاب الكون ، ويقرأ دفتر﴾ ألم نجعل له عينين الجمال , ويتمتعc بمشاهد الحcسن ويسرحc طرفه في

مهرجان الحياة .﴿ ولسانا وشفتين ﴾cبالبيان المشرق , ينطق cيتكلم

بالحديث الجذابc , يتحدثc بالكلمات الآسرات , يترجم عمافي قلبه.

﴿ كم﴾ لئن شكرتم لأزيدنكمcكم ويزيد فهمcفيعظم علم كم. cخير cكم ويكثر cنصر cم ، ويتحققc ويبارك في رزقك

﴿ عامة﴾وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وخاصة , في الدين والدنيا, في الأهل والمال , في

المواهب والجوارح , في الروح .﴿وأفوض أمري إلى الله ﴾cأرفع شكايتي إليه , أعرض

cحسنc ظني به , أتوكلc عليه, أرضى بحكمه, حالي عليه, أأطمئن إلى كفايته.

﴿يرزقهم إذا افتقروا , يغيثهم إذا﴾الله لطيف بعباده قحطcوا , يغفرc لهم إذا استغفروا, يشفيهم إذا مرضcوا,

cلوا . يعافيهم إذا ابت﴿لم يغلق بابه , لم يسدل﴾لا تقنطوا من رحمة الله

cه . cه, لم ينقطع حبل cه , لم ينته فضل حجابه, لم تنفد خزائن ﴿يكفيه ما أهمه وأغمه ,﴾ أليس الله بكاف عبده

يحميه ممن قصده , يمنعه ممن كاد له , يحفظcه ممن مكربه.

﴿ زق cن ، ولديه﴾فابتغوا عند الله الر فعنده الخزائ. cالعليم cالفتاح cالمنان cوهو الجواد , cوبيده الخير ، cالكنوز

Page 401: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن401

﴿يكشف كربه ويغفر ذنبه,﴾ومن يؤمن بالله يهد قلبه ويذهب غيظه وينيرc طريقه ويسددc خطاه.

﴿كنتم أمواتا فأحياكم ,﴾ اذكروا نعمة الله عليكم cم , وفقراء فأغناكم , وجهلة فعلمكم, لا فهداك وضcلا

ومستضعفين فنصركم.كم مرة سألت فأعطاك , كم مرة طلبت فحباك , كم مرة

عثرت فأقالك , كم مرة أعسرت فيسر عليك, كم مرةدعوته فأجابك.

cوتزيل ، cالغموم cعلى المعصوم تذهب cوالسلام cالصلاة الهمومc , وتشافي القلب المكلوم ، وتفتحc العلوم ويحصل

. cالمقسوم cبها الفضل﴿ ارفعوا إلى الله أكفكم , قدموا﴾ادعوني أستجب لكم

إليه حوائجكم , اسألوه مرادكم , اطلبوه رزقكم, اشكواعليه حالكم .

﴿ ن يجيب المضطر إذا دعاه فيزيل كربه وبلواه﴾ أمcذهبc ما أضناه , ويعطيه ما تمناه , ويحققc مبتغاه. وي

تصدق بعرضك على فقراء الأخلاق , واجعلهم في حل إن . cشتموك أو سبوك أو آذوك فعند الله العوض

إذا ضل الحادي , cان السفينة نادى : يا الله ب cإذا خاف ر هتف : يا اللهc , إذا اغتم السجين دعا : يا اللهc , إذا ضاق

. cصاح : يا الله cالمريض﴿مد تصمدc إليه الكائناتc , تقصدcه المخلوقاتc﴾ الله الص

, تدعوه البرياتc بشتى اللغات ومختلف اللهجات في سائرالحاجات .

﴿لهم الطريق ,﴾ ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا cينير يبين لهم المحجة , يوضحc لهم الهداية , يحميهم من الضلالة

, يعلمcهم من الجهالة. رفقا بالقوارير ولطفا بالقلوب ، ورحمة بالناس ، ورويدا

بالمشاعر ، وإحسانا للغير ، وتفضلا على العالم .. أيها. cالناس

Page 402: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن402

, اكتم الغيظ , وتغافل عن الزلة , وتغاض عن الإساءة واعفc عن الغلطة , وادفن المعائب تكن أحب الناس إلى

الناس .وقلب مرتاح , مع , cها الرياحc باب ومفتاح , وغرفة تدخل

تقوى وصلاح , وقد نلت النجاح .وعفاف , cعن الحاجة أثقال cفضول العيش أشغال , والزائد

في كفاف خير من بذخ وإسراف .لا تحمل عقدة المؤامرة , ولا تفكر في تربص الآخرين , ولا

تظن أن الناس مشغولون بك, فكل في فلك يسبحون .﴿ فيرد كيدهم ويبطل مكرهم ،﴾ فسيكفيكهم الله

cذهبc ويخذلc جندهم ، ويفل حدهم, ويمحقc قوتهم , ويبأسهم ويشتتc شملهم .

﴿ كينة عليهم فشفى غليلهم , وأبرد﴾ فأنزل الس عليلهم , وأطفأ لهب صدورهم , وأراح ضمائرهم , وطهر

سرائرهم. )) الكلمة الطيبة صدقة ((cالنفس ، وتسعد cلأنها تفتح

القلب ، وتدملc الجراح ، وتذهبc الغيظ وتعلنc السلام .)) لأن الوجه)) تبسمك في وجه أخيك صدقة

cالضمير وأول cالقلب ، ورائد cالكتاب , وهو مرآة cعنوان الفأل .

﴿ بترك الانتقام ، ولطف﴾ ادفع بالتي هي أحسن الخطاب ، ولين الجانب , والرفق في التعامل ونسيان

الإساءة .﴿ولكن لتسعد﴾ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى

وتفرح روحcك ، وتسكن نفسcك ، وتدخل به جنة الفلاح ،وفردوس السعادة .

﴿بل يسر﴾وما جعل عليكم في الدين من حرج وسهولة ، ومراعاة للمشقة ، وبعد عن الكلفة ، وسلامة

من التعب والإرهاق .

Page 403: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن403

﴿ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فيسعدون بعد شقاء ويرتاحون بعد عناء ويأمنون بعد﴾

خوف ، ويسرون بعد حcزن .﴿ ر لي أمري ﴾ قال رب اشرح لي صدري * ويس

فأرى النور أمامي ، وأحس الهدى بقلبي ، وأمسك الحبلبيدي ، وأنال النجاح في حياتي ، والفوز بعد مماتي .

﴿ رك لليسرى فتعبد ربك بحب وتطيعه بود﴾ونيسcفيه عذابا ، والعلقم cوتجاهد فيه بصدق ؛ فيصبح العذاب

في سبيله شهدا.﴿ فلا تكليف فوق﴾ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

الطاقة ، وإنما على حسب الجهد وعلى قدر الموهبة وعلىمقدار القوة .

﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا ﴾cأحيانا ، ونغفل cفأنا نهم أوقاتا ، ويصcيبنا الشرودc ويعترينا الذهولc فعفوك يا رب .

﴿فلسنا معصومين ولا من الذنب بسالمين ،﴾ أو أخطأنا ا في فضلك طامعون وفي رحمتك راغبون . ولكن

﴿ فنحن عباد ضعفاء وبشر﴾ ربنا ولا تحمل علينا إصرا مساكينc ، أنت الذي علمتنا كيف ندعوك فأجبنا كما

دعوتنا .﴿لنا ما لا طاقة لنا به فنعجز وتكل﴾ ربنا ولا تحم

cنا وتمل نفوسنا ، بل يسر علينا وقد فعلت ، وسهل قلوبعلينا وقد أوجبت .

﴿ واعف عنا ﴾cفنحن أهل الخطأ والحيف ومنا تبدر الإساءةc ، وفينا نقص وتقصير ، وأنت جواد كريم رحمان

رحيم . ﴿ العيوب﴾ واغفر لنا cالذنوب إلا أنت ، ولا يستر cفلا يغفر

إلا أنت ، ولا يحلمc عن المقصر إلا أنت ، ولا يتفضلc علىالمسيء إلا أنت .

﴿آمالنا ,﴾ وارحمنا cوبرحمتك تعيش ,cفبرحمتك نسعد cنا. cنا , وبرحمتك تصلح أحوال cقبلc أعمال وبرحمتك ت

Page 404: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن404

)) فلاعنت فيها ولا تنطع)) بعثت بالحنيفة السمحة ولا تكلف ولا مشقة ولا غلو , بل فطرة وسنة ويسر

واقتصاد .)) بل الزموا السنة, اتباع لا ابتداع ,)) إياكم والغلو

وسهولة لا مشادة , وتوسط لا تطرف , واقتفاء بلا زيادة .)) أمتي أمة مرحومة ((cها سيدc تولاها ربها, فرسول

cها cها أحسنc الأديان ، وهي أفضل الأمم وشريعت الرسل ودينأجملc الشرائع .

، ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا (( وهذه الثلاثة أركانوبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ((

الرضا وأصول الفلاح .cإياك والتسخط فإنه باب الحزن والهم والغم وشتات

القلب وكسفc البال وسوءc الحال وضياعc العمر .الرضا يكسب في القلب السكينة والدعة ، والراحة والأمن

، والطمأنينة وطيب العيش والسرور والفرح .سليما من الغش والدغل ، والغل cالرضا يجعل القلب

والتسخط ، والاعتراض والتذمر ، والملل والضجر والتبرم . من رضي عن الله ملأ قلبه نورا وإيمانا ، ويقينا وحبا

وقناعة ورضى وغنى وأمنا ، وإنابة وإخباتا ., أيها الفقير: صبر جميل , فقد سلمت من تبعات المال

وخدمة الثروة , وعناء الجمع ، ومشقة وحراسة المالوخدمته ، وطول الحساب عند الله .

يا من فقد بصره : أبشر بالجنة ثمنا لبصرك ، واعلم أنك ضت نورا في قلبك ، وسلمت من رؤية المنكرات , عcر

ومشاهدة المزعجات والملهيات .ذبت منcفقد ه cيا أيها المريض: طهور إن شاء الله

cقيت من الذنوب , وصcقل قلبكc وانكسرت الخطايا , ونك وعجبك . cك , وذهب كبرcنفس

Page 405: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن405

على الموجود , وتنسى cلماذا تفكر في المفقود ولا تشكر cعلى النعمة الغائبة , وتحسد cالنعمة الحاضرة , وتتحسر

الناس وتغفلc عما لديك .))كن في الدنيا كأنك غريب ((cخبز , وجرعة cقطعة

ماء , وكساء , وأيام قليلة , وليال معدودة , ثم ينتهيالعالم , فإذا قبرc أغنى الأغنياء وأفقر الفقراء سواء .

, بجوار الحارس cبجانب الخادم , والرئيس cيدفن الملك والشاعرc المشهورc مع الفقير الخامل , والغنيc مع

المسكين والفقيرc والكسيرc , ولكن داخل القبر أعمالمختلفة ودرجات متباينة .

إذا زارك يوم جديد فقل له مرحبا بضيف كريم , ثم أحسن cعملc وتوبة تجددc, ولا ضيافته بفريضة تؤدى , وواجب ي

تكدرهc بالآثام والهموم فإنه لن يعود.إذا تذكرت الماضي فاذكر تاريخك المشرق لتفرح , وإذا

ذكرت يومك فاذكر إنجازك تسعد , وإذا ذكرت الغد فاذكرأحلامك الجميلة لتتفاءل .

, العمر ثروة من التجارب , وجامعة من المعارف cطول ومستودع من المعلومات , وكلما مر بك يوم تلقيت درسا

في فن الحياة , إن طول العمر بركة لقوم يعقلون.لابد من شيء من الخوف يذكرك الأمن , ويحثك على

الدعاء , ويردعcك عن المخالفة , ويحذرك من خطرأعظم .

ولابد من شيء من المرض يذكرك العافية , ويجتث شجرة cك من رقدة الغافلين . الكبر ودرجة العcجب ليستيقظ قلب

قليل فلا cقصيرة فلا تقصرها أكثر بالنكد , والصديق cالحياة تخسره باللوم , والأعداءc كثير فلا تزد عددهم بسوء

cق . ل cالخالشجرة مائة مرة cكن كالنملة في المثابرة , فإنها تصعد

وتسقطc ، ثم تعودc صاعدة حتى تصل , ولا تكل ولا تمل .

Page 406: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن406

طيبا ، وإذا وقعت cطيبا ، وتضع cوكن كالنحلة فإنها تأكل ها. cعلى عود لم تكسره ، وعلى زهرة لا تخدش

cة قلبا لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب , فكيف تدخل السكينفيه كلابc الشهوات والشبهات .

, بثمن بخس cالدين cاحذر مجالس الخصومات ففيها يباع ويحرجc على المروءة , ويداسc فيها العرضc بأقدام الأنذال .

﴿ يمضي ,﴾وسابقوا cليس إلا المسابقة فالزمن , والشمسc تجري , والقمرc يسير , والريحc تهب , فلا تقف ،

فلن تنتظرك قافلةc الحياة .﴿ثب وثبا إلى العلياء فإن المجد مناهيه , ولن﴾وسارعوا

يقدم النصرc على أقدام من ذهب ولكن مع دموع ودماءوسهر ونصب وجوع ومشقة .

الكادح cالعامل أزكى من مسك القاعد , وزفرات cعرق أجملc من أناشيد الكسول , ورغيفc الجائع ألذ من خروف

المترف .cالذي يوجه للناجحين من حسادهم هي طلقات cالشتم

مدفع الانتصار , وإعلاناتc الفوز , ودعاية مجانية للتفوق .بالأنساب والألقاب ومستوى cلا تعترف cوالمثابرة cالتفوق

ابة , ونفس متطلعة, الدخل والتعليم , بل من عنده همة وثوصبر جميل , أدرك العلياء .

لا تتهيب المصاعب فإن الأسد يواجه القطيع من الجمال غير هياب , ولا تشكc المتاعب فإن الحمار يحملc الأثقال

ولا يئن , ولا تضجر من مطلبك فإن الكلب يطاردc فريستهولو في النار .

لا تستقل برأيك في الأمور بل شاور فإن رأي الاثنين أقوى من رأي الواحد , كالحبل كلما قcرن به حبل آخر قوي

وأشتد .لا تحمل كل نقد يوجه إليك على أنه عداوة , بل استفد منه

cبغض النظر عن مقصد صاحبه فإنك إلى التقويم أحوج منك إلى المدح .

Page 407: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن407

من عرف الناس استراح , فلا يطرب لمدحهم ، ولا يجزع من ذمهم , لأنهم سريعو الرضا , سريعو الغضب , والهوى

cهم. cحرك يلا تظن العاهات تمنعك من بلوغ الغايات , فكم من فاضل

cحاز المجد وهو أعمى أو أصم أو أشل أو أعرج , فالمسألة مسألةc همم لا أجسام .

عطاء وحجزك عن رغبتك cعسى أن يكون منعه لك سبحانه لطفا , وتأخرك عن مرادك عناية , فإنه أبصرc بك منك .

, cقشعc إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابةc صيف عن قليل تcخفcك رعدcها ، ولا يرهبك برقcها فربما كانت محملة ولا ي

بالغيث .ل أسبوع فإنها تعرفك اخرج بأهلك في نزهة عائلية ك

بأطفالك أكثر وتجدد حياتك وتذهبc عنك الملل .من لم يسعد في بيته فلن يسعد في أي مكان , واعلم أن

أنسب مكان لراحة النفس وهدوء البال ، والبعد عنcك. التكلف هو بيت

, ها باق خاصة لمن علم الناس وألفcمجد cالعلم والثقافة أما مجدc الشهرة والمنصب فظل زائل ، وطيف زائف .

رك ذهب إلى خانة المآسي , فجر الآلامc الفكر إذا توالأحزان , فلا تتركه يطيش ولكن قيده فيما ينفع .

cالناس وسماع cمما يشوش البال ويقسي القلب مخالطة كلامهم اللاهي ، وطول مجالستهم , وما أحسن العزلة مع

العبادة والعلم .كcالطرق طريق cأشرف السبل سبيلك إلى المسجد , وآمن

إلى بيتك , وأصعبc المواقف وقوفك أمام السلطان ,وأعظمc الهيئات سجودcك للديان .

cبقلب حاضر , والإنفاق cسماع القرآن بصوت حسن, والذكر من مال حلال , والوعظc بلسان فصيح موائدc للنفس

وبساتينc للقلب .

Page 408: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن408

من وسامة الوجوه cالأخلاق الجميلة والسجايا النبيلة, أجمل ، وسواد العيون ، ورقة الخدود ؛ لأن جمال المعنى أجل

من جمال الشكل .cالعقل يمنع cالمعروف تقي مصارع السوء , وجدار cصنائع

من مزالق الهوى , ومطارقc التجارب أنفعc من ألفواعظ .

وا أعمارهم في الفنc إذا رأيت الألوف من البشر وقد أذهب واللهو واللعب والضياع فاحمد الله على ما عندك من

خير , فرؤيةc المبتلى سرور للمعافى .إذا رأيت الكافر فاحمد الله على الإسلام , وإذا رأيت

الفاجر فاحمد الله على التقوى , وإذا رأيت الجاهل فاحمد الله على العلم , وإذا رأيت المبتلى فاحمد الله على

العافية .لك cلك فاغتسل بضيائها , وخلقت الرياح cخلقت الشمس

فاستمتع بهوائها , وخلقت الأنهارc لك فتلذذ بمائها , وخلقتالثمارc لك فاهنأ بغذائها, واحمد من أعطى جل في علاه.

الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم , والأصم يتمنى سماع الأصوات , والمقعدc يتمنى المشي خطوات , والأبكمc يتمنى

. cوتسمع وتتكلم cأن يقول كلمات , وأنت تشاهدلا تظن أن الحياة كملت لأحد , من عنده بيت ليس عنده

سيارة , ومن عنده زوجة ليس عنده وظيفة , ومن عنده شهية قد لا يجد الطعام , ومن عنده المأكولاتc مcنع من

الأكل .cالعمر , والعمل cصديق cسوق الآخرة , والكتاب cالمسجد

cالشرف , والكرم cتاج cالحسن cفي القبر , والخلق cأنيس أجملc ثوب .

إياك وكتاب الملاحدة فإن فيها رجسا ينجسc القلب , وسما يقتلc النفس , ولوثة تعصفc بالضمير ، وليس أصلح لك من

الوحي ، يطهرc روحك ويشفى داءك.

Page 409: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن409

cلا تتخذ قرارا وأنت مغضب فتندم ؛ لأن الغضبان بفقد . cه التأملcالصواب ، وتفوته الروية ، وينقص

, cللمستقبل cلا يصلح cلا يرد الغائب , والخوف cالحزن cوالقلب ، cالسوية cالنجاح , بل النفس cلا يحقق cوالقلق

الراضي هما جناحا السعادة .مهم علىc لا تطالب الناس باحترامك حتى تحترمهم , ولا تل

cم نفسك , وإن أردت أن يكرمك إخفاق حصل لك , بل لالناسc فأكرم نفسك .

على صاحب الكوخ أن يرضى بكوخه إذا علم أن القصور سوف تخربc , وعلى لابس الثياب الممزقة أن يقنع بثيابه

إذا تيقن أن الحرير سوف يبلى ., رهcه , وضاع أمc ت قلب من أعطى نفسه كلما تطلبc تشت

وكثرc همه ؛ لأنه لا حد لمطالب النفس فهي أمارة غرارة .الحمد في الجنة , ويا من فاته cيا من فقد ابنه : لك قصر

cبه من الدنيا : نصيبك في جنات عدن تنتظرك . نصيهc الطائرc لا يأتيه رزقcه في العش , والأسدc لا تقدم له وجبت

في العرين , والنملةc لا تعطي طعامها في مسكنها, ولكنكلهم يطلبون ويبحثون فاطلب كما طلبوا تجد ما وجدوا .

﴿ يموتون قبل الموت ,﴾ يحسبون كل صيحة عليهم وينتظرون كل مصيبة , ويتوقعون كل كارثة , ويخافون من

كل صوت وخيال وحركة ؛ لأن قلوبهم هواء ونفوسهمممزقة .

, في حالة فلا تطلب غيرها لأنه عليم بك cإذا أقامك الله فإن أفقرك فلا تقل ليته أغناني ، وإن أمرضك فلا تقل ليته

شفاني .ك زوجة بركةc عسى تأخيرcك عن سفر خيرا , وعسى حرمان

cوأنت لا تعلم cوعسى ردك عن وظيفة مصلحة , لأنه يعلم , .

Page 410: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن410

, أقوى من الصخر cأقوى من الشجر , والحديد cالصخر cأقوى من الحديد , والريح أقوى من النار , والإيمان cوالنار

أقوى من الريح المرسلة .نسى , وكل مصيبةc cك فهي درس لا ي كل مأساة تصيب

cك فهي محفورةc في ذاكرتك, ولهذا هي النصوص تصيبالباقية في الذهن .

قطرات من المعاناة والغصص والجراحات والآهات cالنجاح والمزعجات , الإخفاقc قطرات من الخمول والكسل

والعجز والمهانة والخور .الذي يحرص على الشهرة المؤقتة ، ولا يسعى للخلود بثناء

حسن ، وعلم نافع صالح ، إنما هو رجل بسيط لا همة له .)) لأن الصلاة)) يا بلال, أقم الصلاة , أرحنا بها

فيض من السكينة , ونهر من الأمن , وريح طيبة باردةتهب على النفس فتطفئ نار الخوف والحزن .

إذا لم تعص ربا ؛ ولم تظلم أحدا ، فنم قرير العين , وهنيئاcك فليس لك عدو . لك فقد علا حظك وطاب سعي

cيدعون له, وويل لمن نام والناس cهنيئا لمن بات والناس cشرى لمنى أحبته القلوبc , وخسارة لمن يدعون عليه , وب

. cلعنته الألسنإذا لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فارفع ملفك لمحكمة

الآخرة فإن الشهود ملائكة , والدعوى محفوظةc , والقاضيأحكمc الحاكمين.

﴿ لولم يكن للذكر من فائدة إلا﴾ فاذكروني أذكركم ك لكفى به هذه لكفى , ولو لم يكن له نفع إلا أن يذكرك رب

لفى وشرف . cنفعا , فيا له من مجد وسؤدد وزالخطايا cالإيمان فهو يذهب cشطر cبشرى لك. . فالطهور

ويغسلc السيئات غسلا ، ويطهرك لمقابلة ملك الملوكتعالى .

Page 411: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن411

ما قبلها , وتمحو ما أمامها cكفارة تذهب cوبى لك فالصلاةcط cوتصلح ما بعدها , وتفك الأسر عن صاحبها , فهي قرة ,

العيون .cالرجل الذي يسعى دائما للظفر باحترام الناس ولا يتعرض

لنقدهم , كثيرا ما يعيشc شقيا بائسا , والسعيc وراءالظهور والشهرة عدcو للسعادة .

في فن السعادة لا تكفى , بل لابد من cوالدروس cالنظريات حركة وعمل وتصرف كالمشي كل يوم ساعة أو السفر أو

الذهاب إلى المنتزهات .ها cإيذاءه فلا يعير cللأسد كثيرا وتحاول cالبعوضة cتتعرض

اهتماما ولا يلتفتc إليها ، لأنه مشغول بمقاصده عنها .cاحذر المتشائم , فإنك تريه الزهرة فيريك شوكها , وتعرض

عليه الماء فيخرجc لك منه القذى , وتمدحc له الشمسفيشكو حرارتها .

عنها بعيدا , إنها فيك ؛ في cالسعادة حقا ؟! لا تبحث cأتريد تفكيرك المبدع , في خيالك الجميل , في إرادتك

المتفائلة , في قلبك المشرق بالخير .على من حولك دون أن cه السعادةc عطر لا يستطيعc أن ترش

تعلق به قطرات منه.من غير الله في اليوم أكثر من مائة cتنا أننا نخافc مصيب

مرة : نخاف أن نتأخر , نخافc أن نخطئ , نخافc أننستعجل , نخافc أن يغضب فلان , نخافc أن يشك فلان .

كثيرون من الناس يعتقدون أن كل سرور زائل ولكنهم يعتقدون أن كل حزن دائم , فهم يؤمنون بموت السرور ،

ويكفرون بموت الحcزن .نا مثل السمكة العمياء تظن وهي في البحر أنها فيcبعض

كأس صغير , فنحن خلقنا في عالم الإيمان فأحطنا أنفسنابجبال الكره والخوف والعداوة والحزن .

Page 412: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن412

لمن يستحقها, وإن cإن الحياة كريمة ، ولكن الهدية تحتاج الذين تضحكc لهم الحياة وهم يبكون ، وتبتسمc لهم وهم

يكشرون لا يستحقون البقاء .: cوضع صياد حمامة في قفص فأخذت تغني فقال الصياد

أهذا وقتc الغناء ؟! فقالت : من ساعة إلى ساعة فرج.إلى السلطان فإنه يعطي cقيل لحكيم : لماذا لا تذهب

أكياس الذهب ؟ قال : أخشى منه إذا غضب أن يقطع رأسي ويضعه في أحد تلك الأكياس ويقدمه هدية

لزوجتي !!.لغناء الحمام ؟! لماذا cباح الكلاب ولا تنصتc لماذا تسمع ن

ترى من الليل سواده ، ولا تشاهد حسن القمر والنجوم ؟!لماذا تشكو لسع النحل وتنسى حلاوة العسل ؟!.

, من الذنب فاجتباه ربك واصطفاه وهداه cتاب أبوك آدم وأخرج من صلبه أنبياء وشهداء وعلماء وأولياء , فصار

أعلى بعد الذنب منه قبل أن يذنب ., cيا منان cناح نوح والطوفان كالبركان فهتف : يا رحمان

فجاءه الغوثc في لمح البصر فانتصر وظفر , أما من كفرفقد خسر واندحر .

أصبح يونس في قاع البحر في ظلمات ثلاث فأرسل رسالة عاجلةc فبها اعترافc بالاقتراف , واعتذر عن التقصير

, فجاء الغوث كالبرق لأن البرقية صادقة .توبته أبيض ؛ لأن cغسل داود بدموعه ذنوبه فصار ثوب

cسل الثوبcأمين , وغ cسج في المحراب والخياطc القماش نحر . في الس

؛ cوجاءك اليأس cوضاق بك الكرب cإذا اشتد عليك الأمر فانتظر الفرج .

إذا أردت الله يفرج عنك ما أهمك فاقطع طمعك في أي مخلوق صغر أم كبر , ولا تعلق على أحد أملا غير الله ،

وأجمع اليأس في الناس كافة .

Page 413: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن413

كcنفسك كالسائل الذي يلون الإناء بلونه ، فإن كانت نفس راضية سعيدة رأيت السعادة والخير والجمال ، وإن كانت

ضيقة متشائمة رأيت الشقاء والشر والقcبح .إذا أطعمت المعبود ، ورضيت بالموجود ، وسلوت عن

المفقود ، فقد نلت المقصود وأدركت كل مطلب محمود .من عنده بستان في صدره من الإيمان والذكر ، ولديه

حديقة في ذهنه من العلم والتجارب فلا يأسف على مافاته من الدنيا .

ويبني بيته , cإن من مؤخر السعادة حتى يعود ابنه الغائب ويجدc وظيفة تناسبه، إنما هو مخدوع بالسراب ، مغرور

بأحلام اليقظة . : السعادةcالتوقعات واطراح cالاهتمام ، وهجر cهي عدم

التخويفات . : المودةالبسمة cربونcوهي ع ، cالحلال cهي السحر

وإعلانc الإخاء ، وهي رسالة عاجلة تحملc السلام والحب ، وهي صدقة متقلبة تدل على أن صاحبها راض مطمئن

ثابت .cأنهاك عن الاضطراب والارتباك والفوضوية , وسببها ترك

النظام وإهمالc الترتيب , والحل أن يكون للإنسان جدولمتزن فيه واقعية ومران .

إذا وقعت عليك مصيبة أو شدة فافرح بكل يوم يمر ؛ لأنه يخففc منها وينقصc من عمرها, لأن للشدة عمرا كعمر

الإنسان لا تتعداه ., ينبغي أن يكون لك حد من المطالب الدنيوية تنتهي إليه

فمثلا تطلبc بيتا تسكنه وعملا يناسبك ، وسيارة تحملcك ,أما فتحc شهية الطمع على مصراعيها فهذا شقاء .

﴿لهذا﴾لقد خلقنا الأنسان في كبد cنة لا تتغير cس الإنسان فهو في مجاهدة ومشقة ومعاناة , فلابد أن

يعترف بواقعه ويتعامل مع حياته .

Page 414: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن414

يومه كله في اللعب أو الصيد أو اللهو أنه cيظن من يقطع سوف يسعدc نفسه , وما علم أنه سوف يدفع هذا الثمن

هما متصلا وكدرا دائما ؛ لأنه أهمل الموازنة بين الواجباتوالمسليات .

في cالزائدة cتخلص من الفضول في حياتك, حتى الأوراق جيبك أو على مكتبك, لأن ما زاد عن الحاجة - في كل

شيء - ما كان ضارا .كان الصحابة أسعد الناس لأنهم لم يكونوا يتعمقون في

خطرات القلوب ، ودقائق السلوك ، ووساوس النفس ,بل اهتموا بالأصول ، واشتغلوا بالمقاصد .

ينبغي أن تهتم بالتركيز ، وحضور القلب عند أداء العبادات , فلا خير في علم بلا فقه , ولا صلاة بلا خشوع ,

ر . ولا قراءة بلا تدب﴿ من الأقوال والأعمال﴾ والطيبات للطيبين cفالطيبات

cوالآداب والأخلاق والزوجات للأخيار الأبرار , لتتم السعادة . cوالفلاح cنسc بهذا اللقاء ، ويحصل الأ

﴿والكاظمين الغيظ ﴾cيكظمونه في صدورهم فلا تظهر ه من السب والشتم والأذى والعداوة , بل قهروا cآثار

أنفسهم وتركوا الانتقام .﴿ وهم الذين أظهروا العفو﴾ والعافين عن الناس

والمغفرة وأعلنوا السماح وأعتقوا من آذاهم من طلبcوالصفح cبل ظهر الحلم cوا فحسبcالثأر , فلم يكظم

عليهم .﴿وهم الذين عفوا عمن ظلمهم﴾ والله يحب المحسنين

بل أحسنوا إليه وأعانوه بمالهم وجاههم وكرمهم, فهو يسيء وهم يحسنون إليه, ولهذا أعلى المراتب وأجل

المقامات .ك . سجل قائمة بأسعدcحدد بالضبط الأمر الذي يسعد

حالاتك : هل تحدث بعد مقابلة شخص معين ؟ أو ذهابكcإلى مكان محدد ؟ أو بعد أدائك عملا بذاته ؟ إذا كنت تتبع

Page 415: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن415

روتينا جيدا, ضعه في قائمتك. تجد بعد أسبوع أنك ملكتقائمة واضحة بالأفكار التي تجعلcك سعيدا .

تعود على عمل الأشياء السارة : بعد تحديد الأمور التي تسعدcك أبعد كل الأمور الأخرى عن ذهنك. أكد الأمور

السعيدة , وانس الأمور التي لا تسعدcك . وليكن قراركبمحاولة بلوغ السعادة تجربة سارة في حد ذاتها .

لها : من المهم جدا أن تنتهي إلى ارض عن نفسك وتقب قرار بالرضا عن نفسك, والثقة في تصرفاتك, وعدم

الاهتمام بما يوجه إليك من نقد , طالما أنت ملتزمcيدخل cمن حيث cتهرب cبالصراط المستقيم , فالسعادة

الشك أو الشعورc بالذنب .,اصنع المعروف واخدم الآخرين : لا تبق وحيدا معزولا

فالعزلةc مصدرc تعاسة , كل الكآبة والتعاسة والتوتر تختفي حينما تلتحمc بأسرتك والناس , وتقدمc شيئا من الخدمات.

وقد وصف العمل أسبوعين في خدمة الآخرين علاجالحالات الاكتئاب.

– أشغل نفسك دائما : يجب أن تحاول – بوعي وإرادة استخدم المزيد من إمكاناتك . سوف تسعدc أكثر إن

شغلت نفسك بعمل أشياء بديعة , فالكسلc ينميالاكتئاب .

حارب النكد والكآبة : إذا أزعجك أمر , قم بعمل جسماني ه تجد أن حالتك النفسية والذهنية قد تحسنت. ويمكنك تحب

أن تمارس مسلكا كانت تسعدك ممارسته في الماضي,كأن تزاول رياضة معينة أو رحلة مع أصدقاء .

لا تبتئس على عمل لا تكمله : يجب أن تعرف أن عمل الكبار لا ينتهي. من الناس من يشعرون أنهم لن يكونواوا كل أعمالهم. cسعداء راضين عن أنفسهم إلا إذا أنجز

والشخصc المسؤولc يستطيع أن يؤدي القدر الممكن من عمله بلا تهاون, ويستمتع بالبهجة في الوقت نفسه , مادام

لم يقصر .

Page 416: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن416

لا تبالغ في المنافسة والتحدي : تعلم ألا تقسو على نفسك, خاصة حينما تباري أحدا في عمل ما بدون أن

تشترط لشعورك بالسعادة أن تفوز .cالتوتر, ويحول cالمشاعر يسبب cلا تحبس مشاعرك : كبت

دون الشعور بالسعادة . لا تكتم مشاعرك. عبر عنهابأسلوب مناسب ينفثc عن ضغوطها في نفسك.

, بالابتئاس cالناس cلا تتحمل وزر غيرك : كثيرا ما يشعر والمسؤولية , والذنب , بسبب اكتئاب شخص آخر , رغم أنهم برءاء مما هو فيه, تذكر أن كل إنسان مسؤول عن

نفسه, وأن للتعاطف والتعاون حدودا وأولويات . وأن ﴿ ولا تزر وازرة وزرالإنسان على نفسه بصيرة

.﴾أخرى اتخذ قراراتك فورا : إن الشخص الذي يؤجل قراراته وقتا

طويلا , فإنه يسلبc من وقت سعادته ساعات , وأياما , بل وشهورا. تذكر إن إصدار القرار الآن لا يعني بالضرورة

.cعدم التراجع عنه أو تعديله فيما بعدفي الإقدام على عمل cاعرف قدر نفسك : حينما تفكر

تذكر الحكمة القائلة : )) رحم الله امرءا عرف قدر نفسه(( إذا بلغت الخمسين من عمرك, وأردت أن تمارس رياضة, فكر في المشي أو السباحة أو التنس – مثلا – ولا

تفكر في كرة القدم. وحاول تنمية مهاراتك باستمرار.في خضم الحياة cتعلم كيف تعرف نفسك : أما الاندفاع

م أوضاعك ومسؤولياتك دون إتاحة الفرصة لنفسك كي تقي في الحياة, فحماقة كبرى. فهؤلاء الذين لا يفهمون أنفسهم

لن يعرفوا إمكاناتهم.اعتدل في حياتك العملية : اعمل إن استطعت جزءا من

الوقت ، فقد كان الإغريق يؤمنون بأن الرجال لا يمكن أنيحتفظ بإنسانيته إذا حcرم من الوقت الفراغ والاسترخاء

كن مستعدا لخوض مغامرات : الطريقة الوحيدة لحياة ممتعة هي اقتحامc أخطارها المحسوبة ، لن تتعلم ما لم

Page 417: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن417

تكن عازما على مواجهة المخاطر ، قم مثلا بتعلم السباحةبمواجهة خطر الغرق .

ولا بعيد إلا ، cفك cفتحc ، ولا قيد إلا سوف ي لا قفل إلا سوف ي.. ولكن بأجل cولا غائب إلا سوف يصل ، cسوف يقرب

مسمى . لاة بر والص ﴾ استعينوا بالص ﴿cالحياة ، وزاد cفهما وقود

السير ، وباب الأمل ، ومفتاحc الفرج ، ومن لزم الصبر ،ره بفجر صادق ، وفتح مبين ، وحافظ على الصلاة ؛ فبش

ونصر قريب . أحد أحد : cرد فأخذ يرددcحب وطcذب وسcرب عcلد بلال وضcج

﴾ قل هو الله أحد ، لأنه حفظ ، فلما دخل الجنة احتقر﴿ ما بذل ، واستقل ما قدم لأن السلعة أغلى من الثمن

أضعافا مضاعفة .إن غاليت فيه خدمته وما cما هي الدنيا ؟ هل هي الثوب

خدمك ، أو زوجة إن كانت جميلة تعذبc قلبها بحبها ، أوcها ؟ مال كثر أصبحت له خازنا .. هذا سرورها فكيف خزن

كل العقلاء يسعون لجلب السعادة بالعلم أو بالمال أو بالجاه ، وأسعدcهم بها صاحبc الإيمان لأن سعادته دائمة

.cه على كل حال حتى يلقى ربالقلب من الأمراض العقدية كالشك cمن السعادة سلامة

والسخط والاعتراض والريبة والشبهة والشهوة . هم للناس ، فهو يحمل تصرفاتهم cالناس أعذر cأعقل

وأقوالهم على أحسن المحامل ، فهو الذي أراحواستراح .

اكرين ن الش ﴾ فخذ ما آتيتك وكن م اقنع بما عنك ،﴿ ارض بقسمك ، استثمر ما عندك من موهبة ، وظفطاقتك فيما ينفعc واحمد الله على ما أولاك .

ه قراءة أو تفكرا أو تأليفا أو حفظا بل خذ لا يكن يومcك كل من كل عمل بطرف ونوع فيه الأعمال فهذا أنشطc للنفس

.

Page 418: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن418

الأوقات فجعل كل صلاة عملا من الأعمال cترتب cالصلوات النافعة .

به وأرحم به cه ، فإنه أعلم إن الخير للعبد فيما اختار له رب من أمه التي ولدته ، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه ،

ويفوض الأمر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقه ومولاه.لضعفه ولعجزه لا يدري ما وراء حجب الغيب ، فهو cولعبد

لا يرى إلا ظواهر الأمور أما الخوافي فعلمcها عند ربي، فكم من محنة . صارت منحة وكم من بلية أصبحت

عطية ، فالخيرc كامن في المكروه .ه فأهبطه إلى أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى رب

الأرض ، فظاهر المسألة أن آدم ترك الأحسن والأصوب ووقع عليه المكروه ، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل

جسيم ، فإن الله تاب عليه وهداه واجتباه وجعله نبياسcلا وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء cوأخرج من صلبه ر

ومجاهدين وعابدين ومنفقين ، فسبحان الله كم بين قوله﴾ اسكن أنت وزوجك الجنة ﴿ ثم ، وبين قوله ﴿

فإن حالة الأول سكن﴾اجتباه ربه فتاب عليه وهدى وأكل وشرب وهذا حال عامة الناس الذين لا هم لهم ولا

طموحات ، وأما حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوةوالهداية فحال عظيمة ومنزلة كريمة وشرف باذخ .

عليه السلام ارتكب الخطيئة فندم وبكى, فكانت cوهذا داود في حقه نعمة من أجل النعم, فإنه عرف ربه معرفة العبد

الطائع الذليل الخاشع المنكسر , وهذا مقصودc العبودية. وقد سئل فإن من أركان العبودية تمامc الذل لله عز وجل

))عجبا للمؤمن لا : شيخ الإسلام ابنc تيمية عن قوله هل يشمل هذايقضي الله له شيئا إلا كان خيرا له((

قضاء المعصية على العبد ؟ , قال نعم ؛ بشرطها من الندموالتوبة والاستغفار والانكسار.

cه فظاهرc الأمر في تقدير المعصية مكروه على العبد ، وباطنمحبوب إذا اقترن بشرطه .

Page 419: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن419

وخيرة الله وللرسول محمدظاهرة باهرة , فإن كل مكروه وقع له صار محبوبا مرغوبا , فإن تكذيب قومه له ؛

ومحاربتهم إياه كان سببا في إقامة سوق الجهاد ، ومناصرة الله والتضحية في سبيله , فكانت تلك

الغزواتc التي نصر اللهc فيها رسوله , فتحا عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم,

ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصل هذا الخيرc الكبير من مكة كان ظاهرc الأمروالفوزc العظيمc , ولما طcرد

مكروها ولكن في باطنه الخيرc والفلاحc والمنةc , فإنه بهذه دولة الإسلام ، ووجد أنصارا ، وتميز أهلcالهجرة أقام

الإيمان من أهل الكفر , وعcرف الصادق في إيمانه وهجرته وجهاده من الكاذب. ولما غcلب عليه الصلاة والسلام

cه في أحد كان الأمرc مكروها في ظاهره ، شديدا وأصحاب على النفوس ، لكن ظهر له من الخير وحسن الاختيار ما

يفوقc الوصف, فقد ذهب من بعض النفوس العجبc بانتصار يوم بدر ، والثقةc بالنفس ، والاعتمادc عليها , واتخذ اللهc من

المسلمين شهداء أكرمهم بالقتل كحمزة سيد الشهداء , ومصعب سفير الإسلام , وعبدالله ابن عمرو والد جابر

الذي كلمه اللهc وغيرهم , وامتاز المنافقون بغزوة أحد ، وفضح أمرهم ، وكشفc اللهc أسرارهم وهتك أستارهcم. .

هاوقس على ذلك أحواله cومقاماته التي ظاهر ، cها الخيرc لهc وللمسلمين . المكروهc ، وباطن

، cسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائبcومن عرف ح وسهلت عليه المصاعبc , وتوقع اللطف من الله ،

واستبشر بما حصل ، ثقة بلطف الله وكرمه ، وحسنه وضيقc صدره , ويسلم cه وضجرc اختياره ، حينها يذهبc حزن

الأمر لربه جل في علاه ، فلا يتسخطc ولا يعترضc ، ولاcوتنقشع ، cحتى تلوح له العواقب ، cويصبر cبل يشكر ، cيتذمر

عنه سحبc المصائب .

Page 420: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن420

ؤذى ألف عام إلا خمسين عاما فيc نوح عليه السلامc ي سبيل دعوته , فيصبرc ويحتسبc ويستمر في نشر دعوته

ه إلى التوحيد ليلا ونهارا , سرا وجهرا , حتى ينجيه ربويهلك عدوه بالطوفان .

cها الله عليه بردا cلقى في النار فيجعل إبراهيمc عليه السلامc ي وسلاما , ويحميه من النمرود ، وينجيه من كيد قومه

ه عليهم ، ويجعلc دينه خالدا في الأرض . cوينصرله cالدوائر ، ويحيك cبه فرعون cموسى عليه السلام يتربص

ه اللهc عليه cه , فينصرcفي إيذائه ويطارد cالمكائد ، ويتفنن cله البحر ويخرج cما يأفكون , ويشق cويعطيه العصا تلقف

منه بمعجزة ، ويهلكc اللهc عدوه ويخزيه .ه بنو إسرائيل ، ويؤذونه فيc عيسى عليه السلامc يحارب

سمعته وأمه ورسالته , ويريدون قتله فيرفعcه اللهc إليهه نصرا مؤزرا ، ويبوءc أعداؤه بالخسران . cوينصر

نا محمدc يؤذيه المشركون واليهودc والنصارى أشدرسول الإيذاء , ويذوقc صنوف البلاء ، من تكذيب ومجابهة ورد

واستهزاء وسخرية وسب وشتم واتهام بالجنون والكهانةcه cقتل أصحاب cحاربc وي cطردc وي والشعر والسحر والافتراء , ويcتهمc في زوجته ، ويذوقc أصناف النكبات ، لc بأتباعه, وي cنك وي، cويجرح ، cويهدد بالغارات ، ويمر بأزمات , ويجوع ويفتقر

cهc ، ويشج رأسcه ويفقدc عمه أبا طالب الذي وتكسر ثنيتcحصرc في cه خديجة التي واسته , وي ناصره , وتذهب زوجت

cالشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجر , وتموت cغلبc cه في حياته وتسيلc روحc ابنه إبراهيم بين يديه , وي بنات

قc عمه حمزةc , ويتعرض لعدة محاولات cمز في أحد , وي اغتيال , ويربطc الحجر على بطنه من الجوع ولا يجدc أحيانا

خبز الشعير ولا رديء التمر , ويذوقc الغصص ويتجرعcمع أصحابه زلزالا شديدا وتبلغ cزلزلc كأس المعاناة , وي قلوبهcم الحناجر , وتعكس مقاصدcه أحيانا ، ويبتلى بتيه

الجبابرة وصلف المتكبرين وسوء أدب الأعراب وعجب

Page 421: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن421

cطء استجابة الأغنياء ، وحقد اليهود ، ومكر المنافقين ، وب الناس , ثم تكون العاقبةc له ، والنصرc حليفه ، والفوزc رفيقه

، فيظهرc اللهc دينه ، وينصرc عبده ، ويهزم الأحزاب وحده ، ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم , واللهc غالب على أمره

ولكن أكثر الناس لا يعلمون .الصعاب في cالشدائد ، ويستسهل cوهذا أبو بكر يتحمل

سبيل دينه وينفقc ماله ويبذلc جاهه ، ويقدم الغاليوالرخيص في سبيل الله ، حتى يفوز بلقب الصديق .

بدمائه في المحراب ، بعد حياة cالخطاب يضرج cبن cوعمر cوإقامة cوالتقشف cوالزهد cوالتضحية cوالبذل cملؤها الجهاد

العدل بين الناس . وعثمانc بن عفان ذcبح وهو يتلو القرآن , وذهبت روحcه ثمنا

لمبادئه ورسالته.في المسجد ، بعد مواقف cغتالc وعلي بن أبي طالب ي

جليلة ومقامات عظيمة من التضحية والنصر والفداءوالصدق .

cقتلc بسيف الظلم والحسينc بن علي يرزقcه الله الشهادة ويوالعدوان .

. بإثمه cفيبوء cيقتله الحجاج cالزاهد cحبير العالم cبن cوسعيدالشهادة في الحرم على يد الحجاج cه اللهcالزبير يكرم cوابن

بن يوسف الظالم .cجلد فيصيرc cحبس الإمامc أحمدc بنc حنبل في الحق ، وي وي

إمام أهل السنة والجماعة .الإمام أحمد بن نصر الخزاعي الداعية إلى cويقتل الواثق

السنة بقوله كلمة الحق .من أهله وأصحابه cمنعc وشيخc الإسلام ابنc تيمية يسجن وي

وكتبه , فيرفعc اللهc ذكرهc في العالمين .. أبو حنيفة من قبل أبو جعفر المنصور cلد الإمامcوقد جالمدينة cبن المسيب العالم الرباني , جلده أمير cلد سعيدcوج

.

Page 422: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن422

ضربه , cالمحدث cالله بن عون العالمcوضرب الإمام بن عبد بلا ل بن أبي برده.

ى بعزل أو سجن أو جلد أو قتل أوc ولو ذهبت أعدد من ابتلأذى لطال المقام ولكثر الكلام , وفيما ذكرت كفاية .

وفي الختام ، تقبل تحياتي ، وهاك سلامي مقرونابدعائي لك بالسعادة ...

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله أنتأستغفرك زأتوب إليك .

***************************************

http://www.saaid.net/

Page 423: لا تحزن - KSU · Web viewالمقدمة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فهذا الكتاب

لا تحزن423

الخاتـمـةا نقصد الغني الواحد الماجد ، الأحد الصمد أنا وأنت ، هي

طرح على عتبة ربوبيته الحي القيوم ، ذا الجلال والإكرام ، لننcلح في السؤال ، ، ونلتجئ إلى باب وحدانيته ، نسأله ون

وال ، فهو المعافي الشافي الكافي وهو cه وننتظرc الن ونطلب. cالمحيي المميت cالخالق الرزاق

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا ﴿. ﴾ عذاب النار

)) اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاةالدائمة في الدنيا والآخرة ((.

)) اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك ، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيكمحمد (( . محمد

)) اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحز ، ونعوذ بك من العجز والكسل ، ونعوذ بك من البخل والجبن ،

ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (( .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين، والحمدc لله رب العالمين .

**********************************************

http://www.saaid.net/