سيناريو فيلم الناشزون - syrbook.gov.sysyrbook.gov.sy/img/uploads1/al...

178

Upload: others

Post on 10-Oct-2019

27 views

Category:

Documents


2 download

TRANSCRIPT

-١-

سيناريو فيلم

الناشزون

-٢-

الفن السابع

حممـد األمحـد: رئيس التحرير

بندر عبد احلميد: أمني التحرير

٢٤٥

-٣-

سيناريو فيلم

الناشزون

آرثــر ميلـر: تأليف أمحد أمري: ترمجة

املؤسسة العامة للسينما-منشورات وزارة الثقافة م٢٠١٤ دمشق -ة العربية السورية اجلمهوري

-٤-

: العنوان األصلي للكتاب

The misfits :By

Arthur Miller

-. تأليف آرثر ميلر؛ ترمجـة أمحـد أمـري / سيناريو فيلم الناشزون . سم٢٤ ص؛ ١٧٦ -. م ٢٠١٤، املؤسسة العامة للسينما: دمشق

)٢٤٥ الفن السابع ؛(

ميلر -٣ العنوان -٢ س م ي ل ٧٩١,٤٣ -١ السلسلة-٥ أمري -٤

مكتبة األسد

-٥-

إهداء غيبل كالرك إىل

. الكراهية يعرف ال الذي

ميلر آرثر

-٦-

-٧-

الناشزون

. ميـــلر آرثــــر: وسيناريو قصة . سنتهيو جــون: إخراج – رايـرت تيلمـا - كليفـت مـونتغمري - مـونرو مارلني - غيبل كالرك: متثيل

. والش إيل . ميت راسل: التصوير مدير

. نورث اليكس: موسيقى . دقيقة ١٢٥ -١٩٦١ ارتيستس يونايتد: إنتاج

-٨-

-٩-

األول املشهد

أهال(، تقول، مضيئة الفتة عليه، العام الشارع في فوالذي قوس ثمة . )العالم في صغيرة مدينة أعظم، رينو في بكم وسهال

الواجهة عبر، نرى أن تقريبا ابمقدورن .هادئة صغيرة بلدة رينو من .عمارة ةعشر اثنتي بعد، العام الشارع نهاية، للسيارة األمامية الزجاجية

الجاز وموسيقى، صافية السماء .بوضوح يءش كل العين ترى، المرتفع هذا القمار نوادي .نظيفة بلدة رينو .السيارة بيانات لوحة من الصادحة الصباحية، الحربية البوارج لون يشبه الذي الرمادي بطالئها عصرية تبدو الضخمة

.المشرقة الشمس في بالنيون مضاءة الفتاتها وكل، واحد مبنى بعد لكن .بحذر سيارتنا وتمر، المرورية الشارة تتغير

االتجاه من قادمة شاحنة يوقف، المشاة رصيف عن ينزل، شرطي يوقفنا إلى المسنة السيدة تدخل .بطء في الشارع عبر مسنة سيدة ويرافق، المعاكس، أنيق نسائية مالبس محل وبجواره، الرصين التجاري العقاري المصرف

: كرابس (مذهبة بحروف واجهته على كتب، آخر محل المحل هذا جانب وإلى وبعضها) الجياد سباق رهان (المحالت بعض على وكتب .)النرد مراهنات

الوقفة هذه أثناء في انتباهنا تجذب .)للزواج بسمحا (محالت وبعضها، )ماله(، األيسر الجانب على القمار نادي من صادرة، صاخبة ضوضاء السريعة على مضيئة الفتة وله، الشارع في صخبه وينشر، المعا داخله يبدو حيث

-١٠-

، أطفئت ثم الالفتة هذه أضيئت، )الكبرى الجائزة (عليها مكتوب، الرصيف .الكبرى الجائزة وكسب، ضربته ضرب قد بداخلها ما ونازب أن على عالمة

، قدما نمضي أن، مذهب إطار ذات رةنظا ضعي الذي الشرطي لنا يشيرمتجهة تخطو، سفر حقيبة يدها وفي، أشهر ثالثة عمره طفال تحمل امرأة لكن . لمركبتنا الجانبية النافذة إلى

»المحكمة؟ إلى يقالطر هو أهذا، سيد يا«: المرأة إلى اتجهي ثم، مبنى تتجاوزي حتى، مباشرة سيري«: السائق صوت

.مبنيين تتجاوزي حتى اليسار .»فيها المرء يتوه، رهيبة بلدة .للطفك شكرا«: المرأة . »سيدتي يا، أكيد«: السائق صوت، نيهاعي في ريفية حنان مسحة ثمة .الرصيف إلى وتخطو المرأة تعود

غير بيئة في نهاأ، تشعر أنها تدل، الشديد االرتباك ماراتأ وعليها تمشي . فضفاض منقط فستانها، نحيفة امرأة .بيئتها

.باستمرار عليهما حرصها تبدي وكأنها، والحقيبة بالطفل تشبثت الجاز موسيقى تبقى .للحظة المرأة بمحاذاة، ثانية السير مركبتنا تستأنف الفتات تومض .الضيق على تبعث وال، صافية السيارة مذياع من الصادرة، النساء من، األرصفة على القليلين الناس معظم .الشمس ضوء في النيون أو مهجورات بأنهن توحي وهيئتهن منهن العديدات تتجول .وحيدات نساء

يتبعها، الجاز مقطوعة تنتهي .البلدة على بعد يتعرفن لم مطلقات أو سائحات، بكالمه يتشدق وبينما .مستمعيه يحيي وهو، االسطوانات برنامج معد صوت تحمل، ماركت سوبر نافذة خلف امرأة نرى. الرئيس الشارع في نزوال نستمر مخل األخرى بيدها تشد بينما، ذراعيها إحدى على المشتريات من كبيرا كيسا إلى حتى تأبه أن ندو الباب خارج تنصرف لكنها، الميكانيكية الحظ آلة

-١١-

لم التي النقود سقوط صوت يستوقفها أن تأمل وهي، الدوارة الحظ دواليب ثياب الى هائمان عاشقان يحملق، محل واجهة وأمام، أبعد مسافة على .تسقط

إجراءات«، عليها كتب، المحل جوار في يافطة ثمة .المعروضة الزفاف .»األول الطابق في الطالق

نهر (مواجها يقع، تماما جديد واحد فندق فيها ناجحة زدهرةم بلدة رينو ومن، واحد طرف من معلقة بشرفات مغطاة، رمادية واجهة له، )التراكي رؤية المرء بمقدور .بالثلج مكللة قمم ذات، سمراء جرداء جبال تمتد خلفه

يتشدق .الجبال وجوه من تبرز صخر جالميد وحتى، هنا شاسعة مسافات سوى نسمع ال وللحظة ...».جماعة يا، حسنا«: فيقول، الجهير بصوته عالمذي

عن يبحث المذيع أن الواضح فمن، المذياع أثير عبر الورق تقليب صوت القطنية بمالبسهما، هنديان شابان يقف، شارع ناصية في .التجاري اإلعالن المرء ستطيعي ال التي العميان كوجوه وجهاهما. المارة على يتفرجان، الخشنة

. طويال إليها ينظر أن

هاكم السادة؟ أيها« :ويقول، خافتة ضحكة المذياع في المذيع يضحك: الهواء مسحوبة، )رزديل (قهوة تغلي أن، تنتظرون وأنتم، بالكم يشغل اخبر

، األمس حتى، فيغاس الس على متفوقون ونحن، التوالي على الثالث للشهر وواحدة ثالثمئة مقابل، طالق حالة ةعشر وإحدى ئةأربعم على الموافقة تمت

عاصمة في نحن، أخوان يا، شك ال .فيغاس الس أصدرتها، حالة وتسعين عادة عن اإلقالع أتحبون، الطالق عن الحديث وبمناسبة! العالم في الطالق هابر (متجر إلى وتذهبوا، كراسيكم من أنفسكم تنتشلوا أن رأيكم ما سيئة؟

تمنحكم التي، الموثوقة »جميل حلم« أقراص على بأنفسكم لتحصلوا ،)للعطارة ؟.هانئة نوم ليلة

-١٢-

، جدا صغيرة البيوت، الضواحي في، مشجر شارع في اآلن ننزل يوم في نوم مسحة وعليه، هادئ هنا المكان هذا .فقره عن يعلن، بال بعضها األصدقاء أيها«، مذيعال يواصل... الطريق بنا يدور حين .نيفادا أيام من قائظ

سوى ليس، »جميل حلم« .األحالم من معينا نوعا نهديكم أننا نزعم ال، بالطبع .قوي مفعوله لكن .نيويورك في، الشرق في تركيبها تم التي األسماء من اسم

ما، رجعة غير إلى ولت قد، أرقكم لليالي وداعا، صادقا لكم أقسم أن بوسعي أيها .النوم نهديكم ونحن، ترغبون الذي للحلم أنفسكم واتهيئ أن إال عليكم

عن عبارة وهي، اإلخوة أيها، »جميل حلم« عبوات من عبوة إن، األخوان ...ماما .واألمان األعصاب وهدوء بالراحة مألى، حقيقية صغيرة قارورة .باال اهدأ ،بابا يا أنت وأما .كاهلك عن العبء ذلك أزيحي

. ..».معا واحد بصوت كلكم... دائما نقول كما، اآلن معي اوقولو... هيا حلم«و .العليل النسيم كهبة، الكرى تجلب بموسيقى، الكمان آالت تعلو

. »جميل يثب .معا والمذياع المحرك يوقفو، الرصيف بمحاذاة السيارة تتوقف ظهره على الشعار في نقرأ .خاص مدخل لنا يتضح، السيارة من غيدو

. »جاك لصاحبه رينو رآبم« ذات، جديدة) كاديالك (سيارة تقف حيث المنزل فناء خلف غيدو يمضي

من رحمة بال مضروبة السيارة .مفتوح محركها غطاء، للطي قابل سقف البطارية غيدو يضع .الصدمات أثر من مبعوجان وصداماها، كافة جوانبها هذه في .موضعها في يدليها أن قبل، جيدا مسكها من ليتمكن، الصدام على

. إليها فيتطلع، رأسه فوق طائرة صوت يسمع .األثناء .تماما منخفض علو على تطير، الجو في ضخمة نفاثة طائرة تهدر

وفي، شديد توق عينيه في .الجبال وراء تختفي حتى يراقبها غيدو يظل

-١٣-

وصل على يعملو، موضعها في البطارية يدلي ثم .بالطيران خبرة نظراته التكهن الصعب من – تقريبا عمره من األربعين غيدو يبلغ .بها األسالك قصة مقصوص شعره، جيدة بصحة يتمتع، البشرة أسمر، بعمره بالضبط من يبدو، المصارعين بطريقة رقبته ويحرك، قويتان ذراعان له، قصيرة عالي وصوته، مةالحما مشية تشبه التي، تهمشي في حتى، رياضيا الخلف خريجي حذلقة فيه تجد، لوجه وجها تواجهه حين لكن .قليال النبرات

، تماما غرة حين وعلى، ثم .القدم كرة يلعب، اشاعر تظنه وربما، الجامعات السيارات تحت وقته يبدد، ساذج عامل وكأنه فيبدو، بالبالدة عيناه تكتسي بنهم تهريفط يلتهم، الحديثة صناعةال دوخته ممن عادي رجل أو ،الخربة عملية في بالبطارية مشغول هو واآلن .به المارات الفتيات على ويتفرج – يرى وكأنه فيبدو، نظرته تتسع، أوتوماتيكية أصابع إال تتطلب ال، بسيطة

وفوق عينيه حول بشرته .فسيحا شيئا أو ناعما ما شيئا – يرى لو يود أو الواقية الطيارين نظارات أثر من هذا – وجهه بقية من بياضا أكثر أنفه أرنبة كثير استوائي كطير أو، كالببغاء يبدو، بعينيه يطرف حين أنه بحيث –

. حوله فيلتفت امرأة صوت يسمع .الطرف . »ساعة؟ أمعك، شاب يا«

من عينيها تظلل، المفتوح الساتر الباب بيدها تسند وهي، إيزابيل تطل في منبه ساعة تحمل لكنها، تجبير حمالة في األيسر ذراعها .لصباحا شمس مقصوص وشعرها، عمرها نم الستين تبلغ .بالرجال متشبهة امرأة هي .يدها يدل وهذا، )براون باستر الفتى (قصة، اتيالعشرين بأسلوب، قصير بشكل حتاجت فقلما، شعرها ولقصر، ما نوعا بالتفاصيل ذرعا تضيق أنها على

أحمر وخديها أنفها لون .بكوعيها لملمته تحاول، عتيق بدثار تتلفع .التسريح وكأنها تبدو، اكتراث وبال بإهمال الدنيا تواجه، وحاد أجش صوتها، باهت

-١٤-

أثرها على سعلت التي، األولى كلماتها لكن .هاءذكا وبددت، حياتها حطمت، صوتها نبرة في تقطع ثمة .بيرةك عاطفة عنها يتبدى أنه توحي – وتنحنحت

، عطفها مقابل، عطفا أبدا أحد من تنتظر ال هي .الرخيصة العاطفة عنها تنفي عن، له تعتذر أن ربما، جالدها على حتى تعطف أن، استعداد على وكأنها

من يائسة شبه وهي .فيها اإلعدام حكم لتنفيذ، مبكرا لالستيقاظ اضطراره في .عنه الصفح عن تعجز لم شخصا أبدا تقابل لم، ذلك معو، عموما البشر . طالوة فيه، الجنوب لهجة من أثر كالمها

، هناك تقف .الناس معظم يفعل كما، بابتسام غيدو يشعر، رؤيتها لدى إلى ينظر .الوقت يحدد أن تنتظر .الهنديات مثل، هابيدي عينيها تظلل وهي ثماني أو ست لدي«: كلها الساعات عةصنا من تسخر وكأنها تضيف .ساعته . »للعمل صالحة منها واحدة وال، البيت هذا في ساعات . »والثلث التاسعة الساعة« في نافذة ناحية وتنادي، الشرفة إلى أبعد إيزابيل تخرج »!والثلث« :فتنادي، جوابا نسمع ال .»...والثلث التاسعة نهاإ، عزيزتي« :الثاني الطابق

. »حبيبتي؟« تنادي .مالمحها تبين نستطيع بالكاد، النافذة ساتر خلف روزلين تظهر

. »أنت؟ عنك وماذا .دقائق خمس«: مهتاج بصوت المحامي قال، حبيبتي .ذراعي حمالة لتوي كويت .مستعدة أنا« . »تماما والنصف التاسعة في الحضور

من يدوغ يخرج .المحرك إقالع صوت سماعها لدى إيزابيل تلتفت، نحوه إيزابيل تسير .ويصغي، المحرك بجانب ويقف، السيارة مقود خلف . عقاربها تضبط أو تمألها أن نسيت وقد، الساعة تحمل تزال ما وهي

جديدة السيارة أن تعرفون .البخيل النوع من تكونوا ال أن أرجو« . »جيدا سعرا لها تدفعوا أن وينبغي .تماما

-١٥-

. »فقط؟ ميال وثالثون سبعة حيح؟ص األميال عداد هل« ظلوا – مالعين البالد هذه رجال إن .فقط مشوارين ناهالاستقل«

. »حديثا معها واؤيبد أن لمجرد، يطاردونها . »فتان جمالها، تعرف كما«: اعتزاز بابتسامة تتابع

. »؟ إلي ستصعدين أ، ايز«: روزلين صوت الطابق نافذة إلى ينظر الذي يدوغ تخاطب ثم .»قادمة، العزيزة فتاتي« ! الصوت صاحبة ليرى، العلوي – مظهرها حسب السيارة تثمنوا ال وأن، منصفين تكونوا أن يجب« بات هل«.»زوجها من الطالق هدية هي، تعلم ال كنت نإ، الجدة كل جديدة

.»األيام؟ هذه الطالق بمناسبة يتهادون األزواج»أصيصها في صفراء وردة إرسال عن داأب زوجي ينقطع لم ال؟ ولم

. »طالقنا على عاما عشر تسعة مضى قد سيكون القادم تموز في، عام كل وتميل، ذراعه في تقرصه وهي وتضحك، نحوه بمودة دوما تشعر

ألح لن لكن، أبدا النفقة لي يدفع لم، بالطبع« :وتقول، وجهه نحو بوجهها .»السيارة؟ في ذراعك أكسرت« .»قلبه من يدفعها لن كان إن، عليه

...بطالقها نحتفل كنا - الفتاة هذه قبل، عندي كانت نزيلة آخر .ال، آه« .»نفسي عن راضية وغير، جدا مريضة أنني حسبي .التصرف أسأت... وأنا

وقد، النافذة إلى غيدو يتطلع .البيت فتدخل، فجأة دموعها تنهمر تكاد مدونا، السيارة حول ويلف، اوقلم ورقة جيبه نم يخرج ثم، فضوله أثير

.الناجمة األضرار عن مالحظاته

-١٦-

الفوضى .غرفة وتدخل، الدرج تصعد ثم، البيت داخل إيزابيل تسرع الزينة وبأدوات بالرسائل مغطى السرير، مفتوحة المكتب أدراج، عارمة

. الشعر ولفافات والمجالت نتمرن أن بوسعنا هل، يزإ« :لمالبسا خزانة داخل من روزلين تنادي

. »أخرى؟ مرة إجاباتي حفظ على . »عزيزتي يا بالطبع، آه«

.اإلطار على ملصقة ورق قصاصة وتتناول، مرآة إلى إيزابيل تتجه .أنفها فوق المائلة النظارات من زوجا تحمل وهي، السرير على تجلس

جواب ثمة ليس .»بقسوة؟ ،تيبر ريموند السيد، زوجك يعاملك هل .نر دعينا« : تسأل، الحائطية الخزانة من

. »حبيبتي؟ يا ماذا« . »نعم... حسنا« .لحظة بعد

.»نعم فقط قولي، عزيزتي يا «: إيزابيل إلى وتتجه، فستانها زمام تغلق وهي، الخزانة خارج شقراء فتاة تندفع

واألوراق القوارير وضىف في، ما شيء عن الطليقة بيدها تبحث حيث، البيرو كل .المرآة في شعرها على نظرة تلقي الوقت نفس وفي، األخرى والنثريات أثرا يعطي العام مظهرها ولكن، جيد نسق في مظهرها تفاصيل من تفصيل تدير .حولها شيء كل عن تماما وغافلة، بمظهرها غارقة اآلن تبدو، مذهال بثيابها، تنزل ثم، تسريحتها إلى الفوضى فتنساب، كبيرة بسرعة رأسها .السرير تحت ما شيء عن تبحث لكي، وركبتيها يديها على، الجديدة المكوية

.عينيها في تماما نفسيا خمودا أو استغراقا نلمح، حركتها سرعة رغم لكن . »أجل«: وتقول، إيزابيل إلى تنظر

جهدها بذل يف الوقت نفس في منهمكة وهي، المرآة أمام هندامها تسوي األغراض من جدا والعديد، بها تقوم التي األشياء معظم في ومثلما .لإلجابة

-١٧-

الوحدة يعاني منها جزء يظل، بها تمر التي األحداث وفي، تتفحصها التي عن بلهفة ويبحث، هنا به جيء كيف يفهم ال، جديدة مدرسة في كطفل، كليا . ودود وجه

. »معك؟ قسوته تبدت األشكال أي«: إيزابيل تقرأ . »هنا؟ أقول ماذا... إنه« وفي، الشخصية ورغباتي حقوقي يتجاهل وبقسوة باستمرار كان« ترفع .»ضدي الجسدي العنف لممارسة ويلجأ، مجددا يعود، عدة مناسبات . الورقة عن رأسها العجوز . منزعجة فجأة تتوقف »ـــ يتجا باستمرار كان« كان إنه معي؟ يكن لم إنه بالقول أكتفي ال لم ؟ذلك أقول أن يجب هل«

. »شاردا كان .معي يكن ولم، معي أكثر تبقى لما، للطالق مبررة الدوافع تلك كانت لو، العزيزة صغيرتي«

قلته ما كرري هيا واآلن .المتحدة الواليات في تقريبا زواجا عشر أحد من . »ـــ فقط

يضع، األسفل في غيدو فترى .النافذة إلى إيزابيل فتهرع، سيارة تزمر الذي بالسعر ويخبرونكم، المكتب من سيتصلون« :ويخاطبها، جيبه في أوراقه .»للسيارة يقدرونه

، يئخط الصدمات تلك تكن لم«: وتخاطبه إيزابيل بجانب روزلين تقف رسات خلف تزال ما أنها رغم، مرة ألول روزلين غيدو اآلن يرى »!تعلم كما

راض وغير غريب بشكل ومرتبكا خجوال يبدو .بوضوح يراها أنه إال، النافذة : ويقول، خجله عن

.اآلن تقوديها أن بوسعك .آنسة يا، معقول سعر بأفضل سأوصي« . »بطارية فيها ركبت

-١٨-

. »أجرة سيارة سنطلب .أخرى مرة أبدا السيارة تلك أقود لن .هآ« . »اآلن ذاهبتين تماكن إن، بسيارتي سأوصلكما« . »!شاهدتي ستكونين! مالبس ارتدي، ايز !دقيقتين بعد... ممتاز«

:فياضة جياشة بمشاعر قولتو، روزلين بيد إيزابيل تمسك

.طالق على شاهدة فيها أكون التي والسبعون السابعة المرة هي هذه« . »حبيبتي يا، خير فأل) سبعتان (رقم

.»!ذلك أتمنى .إيز يا، آه«

.الحيرة والخوف على يدل، تركيز عينيها في يبقى لكن، روزلين تبتسم . السليمة بيدها، دثارها زنار تحمل وهي، الغرفة خارج العجوز تهرع

-١٩-

الثاني املشهد

على يوجد .رينو محكمة أمام الشارع عبر صغيرة عامة حديقة توجد

الخضرة إلى ضارب لونه تمثال يوجد ماك، مقاعد الحديقة ممرات جانبي، األوائل الرواد أسر من أسرة إنها .المحكمة مواجها، وولده وامرأة لرجل

طريقهم في المكان بهذا مروا الذين العظام بالمهاجرين المتنازعين يذكرون الشجر ظل أن إذ، حار يوم في، فيه الجلوس للناس يلذ مكان إنه .الغرب إلى . المنطقة هذه في نادر ترف

، الغرباء المارة على ويتفرجون ،هنا السن وكبار الصعاليك يتسكع أستوديو في، زفافهم صور مسودات يتفحصون شبان المارة هؤالء بعض

يفردون األرض مالكي من وبعضهم ،المشجر الشارع عبر، التصوير تستطيع حيث، لمحكمةا إلى عاجال وأ آجال سيؤول هنا يقع ما كل .خرائطهم

الشوارع تعج بينما، قضاياهم إليه تؤول قد فيما تحدق واألطراف تجلس أن . المرور بحركة بهم المحيطة األربعة

باب ليفتح يدور، السيارة من بسرعة يقفز .القاطرة غيدو سيارة تتوقف .»مهلك على اآلن انزلي« :النزول على إيزابيل ويساعد، الثانية الجهة من السيارة

.»!عزيز شهم إنك«: وتقول، كتفه على إيزابيل تربت العون يد يمد، حال أي على، لكنه، تقريبا، السيارة خارج اآلن روزالين

. باالنطالق وتهم، المحكمة أسئلة على األجوبة بقصاصة متشبثة زالت ما .لها

-٢٠-

.»اآلن نسرع أن اينعل .جدا أشكرك« :روزلين إلى بسرعة تعودي لن كنت إذا«: يقول و. بلطف اسبيله غيدو يعترض

ريكأو، الطلق الهواء إلى أخرجك أن سروري دواعي من فإنه، الشرق .»تعرفين كما، هنا من بالقرب جميل الريف بعض .الريف

، ريفكم رؤية بودي كان« .هانيبعي تشكره، بقضيتها المشغولة روزلين هو، هنا فيه التفكير بمقدوري انك ما كل .سأفعل ما بعد أعرف ال ولكنني .»الستة أسابيعي تنتهي متى

. »؟ زيارتك بوسعي هل« :غيدو . »بأس ال ولكن، سأكون أين أعرف ال« :روزلين . »!ثانية شكرا« :مودعة له ملوحة وهي تنطلق . »ستيرز إيزابيل اسمي«: ذراعه على إيزابيل تربت بوسعك .إيزابيل يا، ناحس«: يقولو به الستهزائها غيدو يضحك

. »أحببت إن معنا المجيء . »رينو رجال يا منكم آه .لطيف استدراك هذا« :إيزابيل . روزلين أثر في وتهرول تضحك عبر تسيران وهما، بنظره يتبعهما يظل، ما نوعا بالتأثر غيدو يشعر

ونالجالس الرجال يتطلع .العدل قصر أمام العشب بين المرصوفة الممرات . الجرائد تنخفض، بهم تمر وحين روزلين إلى المقاعد على

درج على محاميا وتصافح، طفال المشجرة الثياب ذات المرأة تحمل تقترب .روزلين بجانب الكالحتين العينين ذات المرأة تمر .يفترقان .المحكمة لةأسئ على األجوبة ورقة روزلين تراجع .المحكمة درج من إيزابيلو روزلين . اآلن قلقها ازداد وقد بسرعة المحكمة

. »صحيحة ليست فهي .حفظها ستطيعأ ال «:روزلين

-٢١-

مما أكثر بالموضوع تهتمين إنك عزيزتي« :تقولو إيزابيل تضحك ليس هذا .صحيحا يكون أن ضروريا فليس، فقط الورقة في ما قولي! ينبغي .»محكمة سوى ليست، اختبارا

تنظر ثم، ورقتها روزلين تخفي أن بعد، لمحكمةا درج بصعود تشرعان حسن نهإ .نحوها الدرج يهبط رجل .تتوقف يجعلها شيئا فترى، أعلى إلى القش من قبعة يرتدي .عمره من والثالثين الثامنة حوالي في، طويل، البنية ذهنه في ما يوضح أن دوما يحاول .التصميم فخمة عنق وربطة، الناعم

، اآلن لذاته واع أنه يشعر .مآربه تحقيق في تخونه مفرداته لكن، لآلخرينيليق ال االستعطاف وهذا عمره مقتبل في ناجحا كان، لالستعطاف مضطر . بكرامته

سيسامحها لكنه .ما نوعا مخطئة أنها زوجته سيقنع هنا مجيئه أن يتوقع عن تعبر، تكشيرةب يواجهها .زوجها، تيبر ريموند إنه .جديد من بوله وستحبه .اقترفه بسيط بخطأ يعترف كان انه لو كما، وارتباكه به لحق الذي األذى . »متأخرة؟ أنا هل، جدا متأخرة لست .للتو الطائرة غادرت« :ريموند

يهبط .الكالم عن تحجم يجعلها، المتزايد خوفها لكن، إليه روزلين تنظر . نحوها الدرج

. »شيء أي سماع أريد ال، فضلك من، ريموند يا ،ال« :روزلين تسمحين؟ هل .فقط دقائق خمس أمهليني« :يقولو وجهه االستياء يغمر

. »الخمس الدقائق ليست، سنتين بعد لب هو هذا .نيتريد أصبحت، تنالني أن تستطع لم ألنك« :روزلين

أؤمن أعد لم .دائما معي حالك هذا كان .ألومك ال أنا... أرجوك .الموضوع . ذراعها فيمسك، سيرها لتستأنف حوله تدور .»معك بحياتي

. »ـــ ما أفهم، صغيرتي يا« :ريموند

-٢٢-

صدره على تضغط .»يعرفها أحد ال ألن، الحقيقة تجهل إنك«: روزلين . »!هنا لست أنت ريموند« .بأصبعها

أن أفضل فإنني، الوحدة من بد ال كان إن« :وتتابع للوراء خطوة تخطو .»اآلن بعد لحالك يأرث تجعلني لن – ريموند يا، أدراجك عد هيا .وحدي أعانيها

تلف التي إيزابيل لىإ وتشير، واهن غضب في مكانه في واقفا تدعه الدرج يصعدان .تبكي لن ولكن، أعماقها في تنوح التي، إيزابيل حول ذراعها

. المحكمة مبنى داخل إلى بسرعة معا بين دار ما رأى لقد .تختفيا حتى، الشاحنة نافذة من غيدو يراقبهما

الشارع نحو بسيارته اآلن ينطلق .شيئا يسمع لم لكنه، نقاش من الزوجين بوابة عند غيدو يتوقف .العام الشارع في واقف قطار ثمة .جذالن وهو، العام

نم ثابت بريق عينيه في نرى .مقعده في ويسترخي، المحرك وقفوي التقاطع . »!غي« :وينادي، بالحيوية وجهه أمتأل وقد يلتفت ثم ،األمل أو االستبطان يلتفت .كلبته خلف .امرأة مع القطار سلم أسفل عند النغالند غي يقف

. »لرؤيتك اآلن ذاهبا كنت! انتظر« :مناديا ويلوح، القاطرة نحو المرأة تبلغ .ساعته وبيده، ياردات عدة بعد على التذاكر مفتش يقف

أساءت قد تكون أن تخشى ،الثمن غالية مالبس وترتدي، واألربعين الثانية تعكس بابتسامة وجهها يكتسي ،غي عيني في البحث وتحاول، التصرف . والتعاسة الخوف

لن .سوزان يا، اآلن وداعا«: للمرأة ويقول، غيدو إلى التفاتة غي ينهي . »اطمئني .أنساك

بالطابع بوضوح تشعر .للمصافحة ممدودةال كفه إلى نظرة تلقي تكون أن محاولة تصافحه، نبذها نهأ محياه من وتفهم، حركته في الرسمي . عينيها من الدموع وتفيض بذراعيها تطوقه فجأة لكن .الجأش رابطة

-٢٣-

. »مرحة كوني .عزيزتي يا، كفى .ال«: غي . »!اصعدوا هيا«: التذاكر مفتش . »!لك ألكتب وانكعن حتى أعرف ال«: المرأة

قسم عنواني«: القطار سلم نحو يدفعها وهو، جديد من غي يطمئنها . »رسائلك وستصلني .العام التوزيع

. نحوه فتستدير، القطار سلم صعود على يساعدها في للمالبس مغسلة أكبر ثاني إنها !الموضوع في فكرت هال، غي« .»لويس سانت

. »أعمال رجل أخلق لم .أخدعك أن أريد ال، سوزان« يساعدها لكي ذراعها ويمسك، المفتش يصعد .باالنطالق القطار يبدأ

. بالبكاء تجهش وراحت، جأشها رباطة فقدت لقد .الصعود على . »؟ ستذكرني هل، غي« . »السالمة مع، عزيزتي يا، ذلك تعرفين«

رافعا غي يظل .القطار بها ويبتعد، شجاعة في وتحييه نفسها تضبط اآلن يسير .باالرتياح مليء حان وداع، المرأة تختفي أن بعد حتى، ذراعه ثم، الرصيف بجانب شاحنته غيدو وقفي .كلبته تتبعه، المحطة رصيف على غي يقبل .الرصيف حافة بجانب سيارته أوقف قد كان الذي غي إلى يصل . الصوت متعب يبدو، النافذة حافة على بذراعه ويتكئ

البلدة؟ هذه عن لالبتعاد استعداد على أنت هل فتى؟ يا، كحال كيف« . »عنها البعد في راغب بالتأكيد ألنني

عينيه في نرى، المغادر القطار إلى غيدو يشير .»لي هذا خطر لقد« . »تلك؟ أيهن« .التفاصيل لمعرفة خجولة بل، موحية رغبة، المتفرج انفعاالت

-٢٤-

السخرية يشاركه أن يرفض لكنهو، الشديد صديقه لفضول غي يبتسم . »!رائعة المرأة تلك .سوزان إنها« :بها

في المرور حركة بهما تمر .المقعد حافة على ويجلس، الباب يفتح ذهنه أوتي .اليدين ضخم بقر يراع وهو .واألربعين التاسعة غي يبلغ .هدوء ببساطة إنه – بعيد مكان إلى ليس ولكن، ذهنه شارد .رائعة إصغاء موهبة يبدو وهو .والجبال الرمال وحوله، العمل أيام من يوم ضحى في بل، هنا ليس تربطه .هو حال أية في الواضح من ليس، القوى منهوك أو ياراض إما اآلن من نوكثير أصدقاء لديه كان ربما .حاليا عمل بال لكنه، عمل مودة غيدو مع

. غيدو صنف نسق بنفسه يقرر لكنه، الحياة من جدا كثيرال ينتظر ال أنه المرء يشعر

يحب ال أنه كما .تابعا يكون أن يستطيع ال ألنه، معه يسير من كل مع العالقة وفيما، ألسبوعين ربما، أيام لبضعة أموره تدبير اهتمامه يتعدى وال .يقود أن يظل كنهل، مأوى بال هو .فيها يعرفهم من أكثر وما، الوالية فأمامه، ذلك عداوقميص وبنطال ، ينتعله حذاء لديه دام ما بها مهتما، الحياة عن ياراض

، أحيانا صاخبا مهرجانا بالحياة يشعر وكأنه، يبدو يصغي حين .يرتديهما، فارغة أبهة .أحيانا وخطرا، أحيانا الرؤوس لها تهتز وسخافة، أحيانا وناعما

كمرموط، فجأة الدخول بوسعه، اهتماما ويبدي يصغي .نهاية وال لها بداية ال عن غنى في إنه .آخر مكان في بعد فيما والخروج، األرض إلى الخمائل خدعه ولذا، أبدا يطيق ال بما نفسه يلزم وال، بشيء اأحد يعد ال ألنه، الخداع اضطر إذا« .يؤمن أنه يبدو .ضده تحسب وال، أحد على تنطلي ال، بسيطة

، وهو، بالنساء زاخر المعنوي عالمه .»هنيل نع يعجز ال فإنه، لشيء نساناإل رفضه إن .بتواضعه آالمهن من منهن العديدات أراح قد، بفضلهن اإلقرار مع أن غي يشجع، قليل منذ رحلت التي بالمرأة االستهزاء في غيدو مشاركة في . اآلن قلبه له يفتح

-٢٥-

. »!جمالها لهول يا! غي يا، أكال ؤكلت، حلوة فتاة ويتل قابلت« :غيدو سحرتك لما وإال، تقول كما أنها بد ال« :وسرور بدهشة غي إليه ينظر

. »الجبال؟ إلى نخرج ال لم، اسمع .الحد هذا إلى شراء ينبغي .المرة هذه دوالر خمسمائة مبلغ جمع أردت« :غيدو

.»جديد محرك مضى، تنشد مكان أي إلى بك تطير طائرتك، هذا عنك دع« :غي

يكفي ما األجور من جمعت، صاح يا، العمل هذا على شهرين من أكثر عليك لبعض شوقا أتحرق إنني، اسمع باألجرة؟ العمل على اعتدت هل أم .سنة لمدة

صيد نمارس وربما .إناثا أو ذكورا، العباد عن بعيد مكان في الطلق الهواء . »كهنا البرية الخيول بعض

، بعد فيما البار في سأقابلك« :حاسم جواب دون، بنظره غيدو يشيح .»الموضوع ونناقش :ويقول، بقوة الباب ويصفق، السيارة من غي يخرج .»قولك يعجبني«

. »!الفتاة تلك على نظرة ألقي لو أتمنى« أن ينبغي الذي التافه الكالم بكل أفكر عندما فقط مشكلتي تكمن« :غيدو

. »همتي تثبط، مسامعها على قيهأل متقلب إنك .جميلة امرأة إلى التحدث من أنفع شيء ال .هذا عنك خل« . »بعد فيما أراك واآلن .نفسك ينشط قد معها والحديث مدة منذ المزاج

غي يغز .القاطرة تنطلق ثمبعضا لبعضهما يلوحان، غي ينصرف . طفبل روحه انتعاش عينيه في ونقرأ، السير

الذي الضيق تراكي نهر فوق جسرا منه جزء في العام الشارع يصبح لكن، الجسر فوق تسيران إيزابيلو روزلين نلمح .العمارات بين ينساب

-٢٦-

أصابهما قد الهاجرة الظهيرة قيظ أن يبدو .الجسر سور عند توقفها إيزابيل .بالذبول

. »أخرى مرة زوجك يطلقك فلن، فيه محبسك رميت إن« :إيزابيل . تحميه أن تريد وكأنها، الخاتم وتتلمس، رةئاح روزلين تتردد الموجود الذهب يفوق .هذا يفعلن المطلقات، حبيبتي يا، هيا« :إيزابيل

. »الكلوندايك نهر في يوجد ما، النهر ذلك في . »أنت؟ هذا مثل على أقدمت هل«: وتقول، الفكرة من روزلين تنفر

. »العسل شهر في محبسي أضعت، آه ؟ أنا نا؟أ« :إيزابيل . »طاسا نشرب هيا« :روزلين . »فتاتي يا، تعجبينني«: إيزابيل .الشارع على، األبواب مشرع كازينو يوجد، أمامهما قليل بعد على

بألوان مضاءة، الكبيرة الميكانيكية القمار آالت من فدان نصف مساحة وفيه ولكن، الناس من فارغة اآلالت بين الممرات معظم .اءوالزرق الوردية النيون وعيونهم، اآلالت هذه مقابض مع بختهم يجربون ،باكرا ينهضون ممن بعضا، النيون ومضات في يحملقون وهم، )الكروم (معدن من اللجة هذه في تطرف حول المرأتان تجلس - هنا خافت الصوت .معتم بحر قعر في سمك وكأنهم . وهناك هنا المبعثرين المقامرين على وتتفرجان، البار انببج طاولة

مع، أظن ما على، سكوتش« :روزلين فتطلب، نحوهما نادل يقبل . »الثلج

. »ماء مع أمريكي جاودر ويسكي« :إيزابيل تجلس .الكئيب النيون ضوء في هادئ جيدا المزيتة المقابض صوت

،مسن رجل منهما بالقرب .ماحوله وتنظران، للحظة صامتتين المرأتان . المقبض يسحب ثم، آلة على الصليب عالمة راسما يصلي

-٢٧-

. »!حبيبتي يا، ابتهجي« :وتقول، رفيقتها ذراع إيزابيل تلمس، أتدرين .الخاسرة فأنا ربحت لو حتى .الخصام أكره لكنني .سأبتهج«

.»قلبي؟ في . »بعد هذا تألفي لم كأن، مشكلتك ربما! حرة أنت ،عزيزتي« :إيزابيل

الصفر نقطة إلى دوما أدراجي أعود أنني في المشكلة تكمن نماإ .ال« . »وهاأنذاـــ، قط طويلة لمدة بأحد الحظ يحالفني لم .بدأت حيث لىإ

. »؟ طويلة فترة بأمك تحظي ألم، ذلك ومع، حسنا«: إيزابيل بشخص نتحظي وكيف«: تقول ،بالخزي غريب بشعور روزلين تحس

لمدة تغيب كانت أمي .موجودا... يكن لم .كالهما الوقت؟ طوال عنك يختفي، الثالثة األشهر هذه طول مدى تعرفين هل .المرضى أحد مع أشهر ثالثة

. »...إلصالح سفينته تحتاج حين إال يحضر يكن لمف، أبي، هو أما لطفلة؟ بالنسبة .حسنا« .كأسها إيزابيل عترف .وينصرف طلباتهما ويضع، النادل يأتي

. »كلها اللعينة الدنيا صحة في، عزيزتي يا أنت .رائعة ةأامر أنت، يزإ« وتقول، إيزابيل ذراع روزلين تمسك فجأة

. »فعال صديقتي أصبحت التي الوحيدة المرأة نأ بوسعك، مدرسة يوجد .هنا يميأق .البلدة هذه تغادري ال .اسمعي« يثيرون الذين بالغرباء تعج نهاإ - ميزة ةالبلد لهذه نإ... الرقص فيها تعلمي

. »االهتمام ، آه« وتقول، إيزابيل فتذهل، روزلين عيني في الدموع تترقرق

. ..»... ... .فع لذيا ما .العزيزة فتاتي يا، صرارإب كأسها ترفع .»حماقة؟ هذه تأليس .ليهاإ وأشتاق أمي أفتقد ،فجأة« . »تكون ما الحياة هذه ولتكن .الحياة نخب .... بنخ« :قائلة ،تبتسم وهي

-٢٨-

أسفل، صبر في جالسة غي كلبة روزلين ترى .وتشربان تضحكان . البار

. »هناك جلستها أجمل ما .الوفية الكلبة تلك لىإ انظري .آه«: روزلين . »وفية الكالب .نعم« :إيزابيل

تشرب .الكلبة أمام الماء من كوبا يضع غي زابيليإو هي تبصر تديرسي وحالما، التحية لمجرد رأسه ويهز، المرأتين لىإ غي ينظر .مرغريت غيدو يرى .نظيفين وبنطاال قميصا مرتديا غيدو يدخل، اليسار لىإ بنظره

. لتحيته غي ليهإ يتجه بينما ،نحوها فيسير، روزلين . »المحكمة؟ في انتهيت المإ .مرحبا ، آه«: غيدو . »ءشي كل انتهى .خير لىإ«: ءحيا في روزلين بذلك محاوال غي لهما يقدم ثم .يفعل وأ ولقي ماذا يدري ال ورأسه يهز هي وهذه .أصدقائي أحد ،غي ىلع أعرفكما« :يقول .توتره من التخفيف . »تشرفنا .آه«: فيقول، المعنية الفتاة نهاأ غي يدرك ...».تيبر السيدة

. ..». هذهو«: إيزابيل غيدو يعرف أنهم رينو رجال ميزات من«: روزلين تخاطب ثم .»ستيرز إيزابيل«

. »األسماء ينسون ال يهاأ« الناس إلى التعرف تحب فهي ، اآلن مبتهجة إيزابيل .يضحكون .»تجلسان؟ ال لم، الولدان

تشربن ماذا .ولد يا .غيدو يا، بالجلوس تفضل .لك شكرا، حسنا«: غي . »؟ بنات يا

. »السجن على أتى الذي بالحريق نحتفل إننا .ويسكي«: يلإيزاب . الطاولة إلى النادلة تأتي

-٢٩-

صاحبتي سحرت بالتأكيد« :روزلين إلى .»)دوبل (اأربع هات«: غي . »لمعذور إنك« :غيدو يخاطب ثم . ».و، جدا ههذ

، غي إلى فتتحول، متوترا تجده لكنها، غيدو إلى روزلين تتطلع . »أيضا؟ ميكانيكي أنت«: إليه وتتحدث

. »بقر راعي هو! ميكانيكي هذا«: إيزابيل . »عرفت؟ وكيف« :مازحا غي يكشر . »أشم؟ أال .أشمك أن استطعت« :إيزابيل .»البقر رائحة في تشمي أن بوسعك ليس«: غي

. »البقر راعي يا، وجهك في المالمح أشم بل« :إيزابيل صاحبي كان! منكم شقي كل أحب ولكنني« .كوتضح إليه يدها تمد

كان لكنه، فقدت ذراعيه إحدى« .كأسها من بسرعة ترشف ...».بقر راعي يضحك »ــ كالطبخ أعني .بذراعين رجل أي من خير واحدة بذراع ويرمي، اللحم بشرحات مألى مقالة يمسك كان فقد .جدية أنا« .الجميع

رعاة يا، طبعا .مقلوبة المقالة إلى كلها فتعود، الهواء في كلها محتوياتها . »عليك يخفى ال كما، جميعا فيكم خير ال ،البقر

. »بأجرة العمل من أفضل مهنتي لكن .ذلك يمكن« :غي . المشروب النادلة تحضر . »هاه؟، الشرق إلى اآلن عائدة أخالك« :غيدو

. »لة؟فاع أنا ماذا، أعرف ال، الجزم أستطيع ال« :روزلين، فيها تعلمين مدرسة أو، تديرينه عمل لديك ليس أنه تعنين« :غي . »أوـــ . »الثانوي تعليمي أتم لم أنا؟«

-٣٠-

. »حقا ة جيد أخباره هذ .حسنا« . »؟ المتعلمات النساء تحب أال لم؟« ما كل هذا .نفكر فيما يعرفن أن دائما يرغبن .يرام ما على نهنإ، آه«

. »الشرق إلى العودة في كثيرا يفكرون الرجال أن شك ال .األمر في . »أحسن معرفة ليكنإ التعرف يحاولن ربما .حسنا«

. »كذلك؟ أليس، هذا يضيرك ال«: تستأنف ثم ، بسخرية روزلين تبتسم خالل من ما شخص على تعرفتأن حصل هل .أبدا يضيرني ال« . »عليه؟ أسئلة طرح

. »يكذبس أنه، تعني« . »نعم يمكن أيضا ولكن ـــ ال يمكن .حسنا«

. واألجوبة األسئلة طرح جولة تنتهي وبهذا، إيزابيل تقهقه . »!ىخرأ كأسا لنشرب« :غي

تريحها .»؟مزيد من له .المزيد نشرب دعونا .طبعا« :روزلين . سار بشكل يوقظها وهذا، باهتمامها االستئثار يحاول أن دون، صراحته أليس، كؤوس أربع لنا أحضر – اسمع صاح؟ يا« :النادل غي ناديي في لشيء الطريق يمهد أن محاوال، سعيدا ومرتاحا، غيدو إلى يلتفت .»كذلك؟ :يقول ونفسه

. »اليوم؟ البلدة هذه أنغادر طيار؟ يا، بذلك رأيك ما« هل«: قولي، المناورات إدارة يجيد ال لكنه، غيدو اهتمام المناورة تثير

. »تابر؟ سيدة يا، قبل من رينو بلدة أطراف رأيت جدير شيء ال بدا – ولكن، البلدة أطراف إلى مرة مشيت« :روزلين

. »هناك باالهتمام

-٣١-

. »أوه« :غيدو . »هناك باالهتمام جدير شيء كل بل« :غي

. »ماذا؟ مثل« :روزلين . »الريف« . »الريف؟ في عادة تفعلون وماذا« . »فقط نعيش«

بوسعك كيف«: تسأله، غي عيني في فتبحث، الفكرة روزلين تغري . »فقط؟ العيش

ثم ،ترغبين حين تنهضي ثم .تنامي أن هو تفعلينه ما أول... حسنا« ثم، البيض بعض لنفسك تقلين ثم« – فوتخب يضحكون – .»نفسك تهرشي تقومين ،جواد صهوة تمتطين ثم، حجرا ترمين، الجو على نظرة تلقين ...».تصفرين، بزيارة

. »تعنيه ما أعرف« :بعينيه روزلين عينا تلتقي . »جولة؟ في تخرجين ال لم، عزيزتي يا، لطيفة فكرة لعلها« :إيزابيل لك راق إن، مباشرة) ليفل هو( بعد، الريف في فارغ بيت لدي« :غيدو

أن قبل، لهدوءوا األمان من بقسط تنعمي أن أردت إذا، تصرفك تحت فهو . »الشرق إلى تعودي . »اآلن؟ امرأة آخر غادرته وهل .آه« :بارتياب روزلين تمزح ، الضيق له يسبب وهذا، انكشفت نواياه أن فجأة تشعر .»مزاح بال« . »قط قبل من أحد على أعرضه لم« :فيقول

لىع وأتفرج سيارة سأستأجر كنت لكنني، هناك أقيم لن .شكرا .حسنا« . »الريف

-٣٢-

. »سيارتي إحضار بوسعي أو، سيارة غي لدى« . »تعيدني أن ستضطر حينذاك .ال« . »!يهم ال هذا، آه« تمسح .خيبته ألنها، قليال بضيق تشعر ..».دوما أنا – لألمر تهتم ال«

سأستأجر .أعني ما تعرف .حريتي آخذ أن أحب . .« :تقول و ،يده على . »سيارة؟ استأجر أن يسعني أين .سيارة

. »اآلن؟« :غي . »ال؟ لم« :روزلين

. »كذلك؟ أليس، وقتك تضيعين ال بالتأكيد .حسنا«: يقول و ،غي يقف . »استقلت أنني الريس راخبإو، المرآب إلى الذهاب إال علي ليس« :غيدو . »أريدك هكذا .تفعل خيرا! سالم يا« :غي

نحو األوتوماتيكية الحظ آالت بين ممر في ويسيرون الجميع ينهض . كقبله ليس جديد يوم عبر يشقونها وطريق، هدف لهم يصبح فجأة .الشارع

-٣٣-

الثالث املشهد

على مسرعة، روزلين استأجرتها التي المغلقة األثاث نقل سيارة تسير

غي شاحنة خلف ميل ربع مسافة على، له نهاية ال، مستقيم عام طريق طول . العشر السنوات ذات، القديمة) آب البيك(

الجانبين كال علىو، خالية العام الطريق تبدو، اآلليتين هاتين عدا فيما طريقا نرى، واآلخر الحين وبين .أخرى تلو سلسلة، العارية نيفادا جبال تمتد إلى لولوصا، تتبعناه لو بوسعنا أن مندهشين وندرك، ملتويا، يشقها ترابيا هنا سياجا نرى ولكن، بيوت على تدل مظاهر ال .الداخل في شرب فيه مكان الطريق الجبال تتصدر .أحيانا هنا تجول الماشية قطعان أن على يدل، وهناك ذراها بها المارة العين تتأمل وحين، الضخمة العمالقة كصدور العام

. صمت في تتنفس األرض أن المرء يخال، وترتفع تهبط التي المتماوجة سطوح على الجراح تشبه، قانية حمراء بقع على الظهيرة شمس تشرق

، باهت رمادي بلون األخرى وتلون، الخجل بحمرة إحداها فتصبح .الجبال ضجة من الرغم وعلى . .اللون برتقالية صفراء تبدو الثالثة وتجعل

في يكبر صمت .صمتها في متلفعة، منزعجة غير األرض تبدو، المحركين . كالم بال صوتا يضحي حتى، راكاإلد

الطريق عن بنظرها تنحرف وباستمرار، إيزابيل وبجانبها روزلين تقود تتسع .األعماق إلى نظرتها تنفذ .الضخمة المستديرة بالجبال تحملق كي

. للطبيعة احتراما عيناها

-٣٤-

. »؟ خلفها ما«: روزلين . »الجبال من مزيد« :إيزابيل . »العشبي العطر من نوعا تشبه الشذية؟ ائحةالر هذه ما«: روزلين . »حبيبتي يا، مريمية«:إيزابيل ثم، ضاحكة »!زجاجة في إال قط أشمها لم .بالضبط، آه«: روزلين

. »كذلك؟ أليس، هنا ها جدا طيبة رائحة، إيزابيل يا آه« :تستأنف رعاة حول ما شيئا أخبرك أن األفضل« :روزلين ابتهاج إيزابيل تدرك

. »عزيزتي يا، البقر . »كذلك؟ أليس، علي تخافين حقا أنت«: بحرارة روزلين تضحك، البقر رعاة، عزيزتي يا، ينبغي مما أكثر بالناس تثقين أنت«: إيزابيل

األمريكية كاألرانب لكنهم .العالم في الحقيقيين الرجال من تبقى من آخر هم . »عليهم يعتمد ال، عندنا

. »وفعال قوال ذلك أتمنى هكذا؟ كلهم الناس أليس ،لكن« :وزلينر . »صحيحا كان ولو حتى، هذا تصديق يريد ال شخصا أظن ال« :إيزابيل

. »عليهن؟ يعتمد ممن أنني أتظنين« :روزلين . »عليه يعول ما شخص لك تيسر لو، تكوني أن ممكن« :إيزابيل ما كل تصدقي أن المفروض من ليس بمار .أعرف أعد لم«:روزلين . »ذلك فعلنا لو ننصفهم ال وقد .الناس يقوله

غرباء الدنيا وهذه فأنا .عزيزتي يا، تسأليني ال... حسنا« :إيزابيل . »سحيق قاع في، أعني – دوما

م .بألوانها روزلين عيني أمام التالل تمريقود أمامهما،الصمت ويخي . عينيه فوق وقبعته، النعاس يغالبه، غي يجلس جانبه ىوإل، الشاحنة غيدو

-٣٥-

غي إلى يلتفت - .»لها قال ما أسمع أن بمقدوري يكن لم« :غيدو غي لكن، ينتظر .»زوجته نهاإ .هجرته أنها يبدو« - الحديث على لتشجيعه

تبدو هي؟ النساء من نوع أي معرفة الصعب من إنه، أتدري« :صامتا يظل بها وتعلق عرفها ربما لكن .كطفلة .بالحياة العهد وحديثة، ماءبك أحيانا لي، المشاعر تحرك أنها شك ال« :صامتا غي يزال ما .»هاها؟، الطيش أيام عند . »كذلك؟ أليس

. »صباها ريعان في بالفعل إنها .نعم« :غي يدعه أن يقرر، غي إلى يلتفت حين لكنه، جديد من التحدث غيدو يشرع

بني، أرقطين جوادين تيصهو يمتطيان، بهنديين يمران .بصمت يقودان .مانائ .الطريق يمين على، البقر من صغير قطيع يوراع، ببطء يسوقانهما، وأبيض ثم .روزلين إلى بيده ويلوح، النافذة من برأسه ويطل، اآلن غيدو يتمهل . للوراء المرآة في ويتطلع، ترابي طريق إلى العام الطريق يتفادى

وفي .الجبال صوب المريمية عبر، الترابي الطريق في روزلين تتبعه طوال الصعود في ناويستمر، حولها ناينعطف اآلن، تلة سفح نايصعد، لحظة بروزات .عشوائي بشكل حادة والمنعطفات، صخريا الطريق يصبح، الوقت

نايهبط .هابطا صاعدا متعرجا الطريق تجعل وشظاياها، مهشمة صخرية. السماء جانباه يحجب يكاد، االنحدار شديد ضيقا ممرا ناويصعد، جبليا شعبا شاحنة خلف روزلين تتوقف، الضيق الممر خرآ عند بيت اأمامهم يظهر فجأة ،السيارة من رأسيهما إيزابيل وروزلين تخرج .السيارتان توقفت ثم، غي من سحابة فوقهم ببطء تمر .الرجالن اإليهم ينضم ثم، البيت على تتفرجانو

، المفاجئ الشكل بهذا أمامهم الخالي البيت ظهور عليهم يفرض .األحمر الغبار . الصمت من لحظات

-٣٦-

جو ،الماشية مربي بيوت ما نوعا يشبه الذي الحديث البيت هذا يكتنف الطريق باتجاه، االنحدار شديدة األرض على نوافذه تطل .أخروي غريب، الجبال من متالطم موج خلفه يتسامق لكن، اآلن مرئيا يعد لم الذي العام شاطئ على جانح قرزو وكأنه ،مريعة بوحشة الخضم هذا في المرء يشعر

.مهجور ألن ظاهرة الداخلية السوداء صفائحه .أبدا البيت بنيان يكتمل لم املالعو وغيرتها، سمرتآو انكمشت وقد، قط تضع لم الخارجية التخشيبة زال وما، جزئي بشكل مثبت الجملوني والسقف .الشمس بها وعبثت، الجوية ،الخشب نشر ركائز أما .القطراني بالورق يغط لم، مكشوفا منه كبير جزء . والمريمية األعشاب بين ملقاة فهي

القائمة األخشاب من منته غير ملحق أو جناح واحدة جهة من يبرز المنازل جدران تشييد في المستخدمة لواحاأل عليها تسمر التي العارية

وللبيت .األساس في الفتية المريمية شجيرات بعض نمت .الداعمة اندرالجو، بالجمود فأصابته كارثة فاجأته الذي أو، مهده في أجهض الذي المشروع هيئة فكرة إلى أو، غيره إلى فجأة فهجره، المزاجي صاحبه الملل أصاب أو

الواضح الوحيد السبب، الماشية لتربية زريبة وال ،مزرعة ليس هو .أخرى يبني أن النادر من لكن .شاسع لمنظر بؤرية نقطة في يشمخ أنه، هنا لوجوده وعلى. التقليدي الشكل هذا وعلى، جدا الصغير الحجم بهذا بيتا هوائي رجل أعجب الذي هو، البيت هذا في جدا المغزى من الخالي مظهره فإن، حال كل، محقق غير كتوق لها يبدو جعله الذي وهو، ما انوع شاعري كشيء لينروزرتسببعض بعضها اؤهزأج م .

. »بناؤه؟ يكتمل لم لماذا « :روزلين

-٣٧-

.الجوية العوامل ضد منيع إنه«: بسر يبوح أو يهمس من بلهجة غيدو . »ادخلوا هيا تفضلوا

، الباب ممشى يدخلوا أن قبل يقف .الجانبي الباب عبر غيدو يتقدمهم يقودهم .يعني ما بالضبط تدري ال وهي، رأسها روزلين تهز .»عازل«: يقول تهز .»الجلوس غرفة« :ويقول، بذراعه يلوح حيث، الجلوس غرفة إلى

واألريكة )مورس( ماركة كرسي من، كلها األثاث تشكيلة وتتأمل، رأسها الجدران من لجزءا وذلك، الستائر من العارية الوسخة والنوافذ، الكبيرة الجدران منها التي األجزاء وتلك، العقدي الصنوبر خشب من بلوحات المزين غراند( طراز من أريكة فوق المغبرة الهندية البطانيات إلى .....العارية تراكم بسبب، معتما الجو أصبح، كذلك يبدو لكنه، رطبا المكان ليس .)رابيدس . النوافذ على الغبار

:يقول و،للتفرج ويدعوها، إطاره في ظهره ويلصق، اباب غيدو يفتح .»جديدة نوم غرفة ستصبح كانت«

طعتس، بالبيت ملحق لجناح، الخشبية القوائم بين رأسها روزلين تمد المكشوفة األرضية العوارض تحت األرض وتنير، وجهها على الشمس

.»اآلن هي كما حتى جميلة إنها« :تقولو: يقول والغرفة مقدمة في نوافذ ثالث من صف حون متشجعا غيدو يندفع

.»لوحات كأنها مناظر على تطل نوافذ« .»!أوه«

سوى أمامه يجد ال، الخارج إلى وينظر، النوافذ إلى يصل حين ولكن إلى انظري« :ويفتحه، األمامي الباب إلى فيسرع، مغبر رمادي زجاج منظر .»ذلك

-٣٨-

، واألسفل الخارج إلى تنظرو، إيزابيل وغي خلفها و،العتبة على تقف، إلهي يا« :تقول، أمامها تنتصب، الشامخة الجبال من أمواج تلو أمواجا لترى .»لها حدود ال

غرفة عبر فتتبعه، مرفقها غيدو يلمس »الحمام على تفرجي« :غيدو المدخنة في األعلى إلى ينظر، يتحسسه، بالمصطلي مروره وحين. الجلوس

.»المطبخ« .»مدفأة« :السقف من تنفذ التي .»الطوب؟ من« :رأسها تهز من مجعدة علبة و، المغسلة داخل في عنكبوتا فترى، المطبخ إلى تتبعه .المطبخ موقد فوق المبشور الصابون. داخله إلى هي وتنظر، )الفريزر (باب يفتح .»الغاز على ثالجة«، الممشى رعب بسرعة يهرعو ،الباب يغلق. إليه فتنجذب، زهوا غيدو يفيض .له ميلها ينتهي أن يخشى وكأنه

.»السيراميك من بالط«. بجانبه تقف وفتأتي، آخر بابا يفتح وبالحمام يمر. الحمام بالط تتفحص

، فخم مزخرف إطار في زفافه صورة رؤية لدى فجأة يصمت »--غر وهنا« .»هنا ماتت .زوجتي« :اإلطار من سبحتان تتدلى و ،السرير فوق معلقة

: المجدبة الغرفة على عجل على نظرة روزلين تلقي .»متأسفة ،هآ« زوجته ووجه وجهه .مدهون غير خشبي جدار، نافذة، تسريحة ،مزدوج سرير إلى وتنظر، روزلين داخل حزن يضغط. تعبير أي من خاليان الصورة في . عينيه في المتوقع وغير الدفين األلم، مرة ألول، وترى، بقربها غيدو وجه

... و، المدخنة غطاء أركب وكنت، تلد أن وشك على كانت« :غيدو .»األمر قضي وهكذا... صاحت

-٣٩-

.»حكيم؟ استدعاء بوسعك يكن ألم«: روزلين، مثقوبا سيارتي إطارات أحد وكان. خطر في أنها يبدو يكن لم« :غيدو

. السفن تشتهي ما عكس على الرياح جرت .احتياطي إطار لدي يكن ولم .»أخرى تتلو مصيبة، هذا ليحص أحيانا

.»هنا؟ العيش بوسعك يعد ألم. هذا أعرف، آه«، العطف هذا باستغالل فيفكر، عليه عاطفتها فيض من غي يندهش

أسلوب معها تعامله أسلوب أن نالحظ، منه تسخر أن يخشى أنه هي وتشعر سبع عمرنا كان منذ اآلخر أحدنا عرف لقد، الواقع في«: يقول، حذر ناعم .»نواتس

.»أخرى شريكة لنفسك تجد أن ينبغي« :روزلين: يقول ،غامض الفكرة هذه من موقفه أن، غيدو صوت نغمة من تدرك

النساء مثل تكن لم. مستحيلة غيرها مع الحياة أن إلي يخيل. أدري لست« .»المتذمرة غير كالشجرة راسخة كانت .أوتيت ما بكل ساندتني. األخريات

، خفيفة ضحكة فتضحك، بها استهانة كالمه في أن، روزلين تحس أن أقصد«: فتستدرك، امتعض أنه تشعر. »الصمت قتلها ربما لكن«: تقول للجو تعيد ألن جاهدة تسعى، يفهمها لم لكنه .»أحيانا يفيد التذمر من قليال

:تقول، الغرفة من وتخرج، ذراعيه تمسك - عنها يصفح تجعله وأن - البهجة .»!جميل بيت إنه! المكان بقية أرني تعال«

تحمل إيزابيلو، األريكة على متمدد غي. الجلوس غرفة إلى يعودان . لتتفحصها هندية بطانية

.»؟ جميال المكان أليس ،يزإ «: روزلين زجاجة وأحضر، السيارة إلى أحدكم ذهب إذا جماله ويكتمل«: إيزابيل

. »بنقودي اشتريتها التي الويسكي

-٤٠-

للتفكير مهلة سيحظى، ذلك يفعل أن يسره .»!اهللا وصحيح«: غيدو . درج يوجد ال ألنه - األمامي الباب عتبة من األرض إلى يقفز، التخطيطو

. األشياء وتتلمس، الغرفة في روزلين جولت .»حقا متعب أنا. ، المطبخ في الكؤوس ، إيزابيل«: غي

، البقر رعاة أنتم. كسول بقر يراع مجرد أنت. حبيبي يا، ال«: إيزابيل .»ذقونكم إلى البلل يصل أن بعد إال تتحركون ال

يتفرج ويستدير. المطبخ منطقة إلى العجوز وتنصرف، غي يضحك. الخارج إلى تتطلع، وسخة نافذة عند وقفت قد كانت التي، روزلين على

. ساقيها وظهرها بعينيه يتفحص .»؟ األمر عليك أصعب ، روزلين«

.»بذلك أعبأ ال .آه« :تقول، غامض قلق حهامالم يغشى هذا أساس في سمنتاإل صب في ساعدته لقد .زوجته رأيت ليتك« .»حقا المرأة نعم كانت. المسامير دق وفي، البيت

ذكريات تلتقط أن تحاول وكأنها، الغرفة أنحاء في بنظرها تجول .»!تياطياح إطار لديه يكن لم ألنه... اآلن ميتة وهي«:الجدران .»!الدنيا حال هكذا ،حسنا«

. الحياة متناقضات من لموقفها المعارضة حدة عيناها تستنكر. عيونهما تلتقي تصميمه إن. »آخر اتجاها الدنيا ألمور فإن تنس ال، ذلك ومع«، غامض بامتنان تشعر – عنها رغما – للحظة فيه تحملق يجعلها، الراسخ .أساريرها له تنفرج

ينظر. وزجاجة المشتريات من كيس ومعه، الحجرة إلى غيدو يثب، المكسورة ذراعها حمالة بقماش الكؤوس تجفف وهي، إيزابيل إلى ثم إليهما

-٤١-

، جماعة يا، هيا .وأناسه بأهله معمورا البيت أحلى ما، سالم يا« :ويهتف .»الراح كأس هاتوا

إنها .الثالجة لسأشغ« :يقول و،المطبخ منطقة في إيزابيل نحو يتجه .»بسرعة ثلجا تعمل

.»ثلج « حتى هنا أنبقى« :روزلين تخاطب ثم، الجدار فتحات من إيزابيل تهتف

.»الثلج؟ يتكون .»...أدري لست«

:حسم دون فيخاطبها، قرار التخاذ قصد دون غي إلى تنظر ةالرفق هذه من أفضل رفقة وال، المكان هذا من أفضل مكان ال .طبعا«

.»!أيضا .»بأس ال« : روزلين تضحك

، ولد يا، غيدو«: المطبخ باتجاه ينادي ثم. »الرياضية روحك تعجبني« .»هاته والثلج شغل

ليتناولها غي يقفز .والكؤوس الصينية موازنة تحاول، إيزابيل تدخل . غي يصب، ذراعها حاملة فوق ومن، الزجاجة مع منها

.»الصحراء وتخضر ترتوي تىح يفيض الشراب هذا لنجعل« :غي .»الزجاجة هذه غير عندنا ما .ببطء صبه« :إيزابيل . يدها في كأسا ويضع، روزلين معصم غي يمسك

.»بك سيفعله ما وانظري، أفكارك بنات في صبيه! اآلن الكأس هاك« . بها االهتمام على مثابرته سرتها، له تبتسم

-٤٢-

.»نسترح دعونا! جميعكم اجلسوا هيا« .قدحا ويتناول، غيدو يدخل الرجالن يتناول .إيزابيل جانبها وإلى، األريكة على روزلين تجلس

. كرسيين سعيد أني أتدرين« :األمل جناح على محلقا، روزلين غيدو يخاطب

.»؟المكان هذا تحبين ألنك، جدا .»!البالوعة الوالية .نيفادا صحة في، حسنا« :إيزابيل .»!؟ الماذا الوالية« :روزلين . مسبقا قهقهاتهم بدأت قد كانت

تريد أنت .نقودك تبلع إنها، بنقودك تقامر أن تريد .البالوعة الوالية« إال عليك ما تحتاجها؟ ال ذرية قنبلة ألديك .منها تخلص زوجتك؟ من الخالص

لكن شيء كل نقبل« :هو نيفادا شعار .أنملة قيد أحد يتضايق ولن، تفجرها أن .»!نأخذ حين نتذمر ال

.»صدق هذا إلهي يا« :غي، هنا إلى أتيت ؟إيزابيل يا، رأسك مسقط إلى تعودي لم لم« :غيدو .»البداية؟ في أعني كذلك؟ أليس، الطالق على لتحصلي

معرفة أتريدون« :حياء في روزلين إلى تنظر ثم، إيزابيل تشرب .»بلدي إلى ودأع كي، كافيا جمالي يكن لم الحقيقة؟

.»!إيزابيل يا ال، آه« :روزلين في ولكنه، مكان كل في يساعدنا الجمال الواقع .حبيبتي يا، بلى« أنا .سواقة رخصة أجل من تحتاجينه، العملية الناحية من .ضرورة فيرجنينا أناسا أقابل لم إنني .الطعام بمواعيد يلتزمون ال أهلها ألن لم؟ .نيفادا أحب

-٤٣-

وقت في باثنتين الزواج الممكن من .قبل من الكثرة بهذه يد ساعات معهم ليس .»جميعا، اهللا باركهم .ساعة له وليس، واحد

خفت .يشربون وهم األريكة ظهر على رأسها فتلقي، روزلين تسترخي . ضحكاتهم تفتر وبدأت .حيويتهم

.»!هنا المكان أهدأ ما« :روزلين في صوت أجمل«: الصراحة تنقصها، ديةج في يقول، اآلن متمدد غي

.»الدنيا .»السماء كصمت صمت الغرفة على يخيم، شرابهم يرتشفون

إليه تنظر، »...أميال خمسة حوالي بعد على، هندي دكان ثمة« :غيدو قررت إذا هذا .شيء كل، بقالة .تتسوقي أن أردت إذا« .بفضول روزلين .»...فترة البقاء

آتي أن حينذاك يسرني« :غمز أو تلميح ودون ،وضوح في غي يقول .»شئت إن، المنزلية الواجبات بكل عنك وأقوم، إليك

في كأنها، تسير وهي، يراقبونها .وتنهض، ثانية قدحها روزلين تشرب هذا تحمل عن عاجز ،نصفه فارغ، للكتب رف إلى بها خاص مغلق عالم

.»هنا؟ النار نشعل أن أيمكن« :الرجلين إلى فتلتفت، كله الصمت في حطبا ليكوم يروح، يهب .»...ممتاز لموقد وإنه، طبعا« :غيدو

. تأمره أن لها شاكرا ويبتسم، الشجاعة وتواتيه، إليها يتطلع .الموقدكان، غي أن تالحظ، غيدو عن بنظرها تشيح ثم، ذاهلة بابتسامة ترد

.صريحة نفاذة بنظرة عليها فيرد ،لغي تبتسم .لالبتسامات التبادل هذا يراقب اسمه فتى أتعرفان«: للرجلين. »صديقك يعرفان ربما« :إيزابيل تخاطب .»آندي؟

-٤٤-

.»من؟ آندي« :غي .»رجل عن البحث للمرأة يجوز ال .حبيبتي يا هذا عن كفي« :إيزابيل .»وهرب؟ نفسه أخذ أفعل؟ ماذا« :غي على إيزابيل تضحك. »يعد لم أنه األمر في ما كل .بالضبط هكذا ليس« .».....رأيــ أن صدف هل بول؟ آندي« :نفسها

.»جمب؟ آندي يدعونه أحيانا .واحدة بذراع إنه .طبعا« : ضاحكة وتقول، عنها رغما قليال إيزابيل تتأثر .»!بعينه هو«

.»هو؟ أين« :غي وتسأل، النفس ممنية روزلين لها تبتسم .»فقط شهر منذ البقر لرعاة اراةمب حلبة في رأيته«: غي

.»...لو تجده أن تستطيع هل« :روزلين تغيير بإمكانك أن الظن عن تكفي أن بد ال .العزيزة فتاتي يا« :إيزابيل

.»األمور مجرىاالحتجاج من فيض وجهها ويغشى، روزلين وجه يحمر .

ينبغي ما أعرف ال أنا... شيء عمل باإلمكان كان إذا ولكن«: روزلين .»لعملته عرفته لو ولكن، عمله

لو كما إليها ينظرون، صمت في إليها ينظرون الثالثة أن، تكتشف فجأة بالعار إيزابيل تشعر .بها غي اهتمام يزداد .غامضة ما بطريقة تحدثهم أنها

.العاطفي الدفق هذا من غامض بخوف ويشعر، إليها غيدو ينجذب .والعجز وهي، تقول، يفهم أن له أرادت كما كالمها معنى يدرك نم بينهم تجد لم ألنه : تضحك تكاد

-٤٥-

.»الموسيقى ببعض نستمتع دعونا راديو؟ أو، فونوغراف عندك أليس« .»كهرباء عندنا ليس« :غيدو

.»السيارة؟ براديو رأيك ما« :روزلين .»غيدو يا شغله .غيرك ألحد الفكرة هذه تخطر لم« :غي .»كذلك؟ أليس .مشكلة لكل حل لديك دوما« :غيدو . األرض على واثبا، مسرورا الخارج إلى يندفع الكأس بدفء حتفظت هاإن ؟ىخرأ كأس في روزلين يا رأيك ما« :غي

.»األولى .»شربه سرنيي« :روزلين بحيوية إيزابيل تنهض .الخارج في السيارة محرك إقالع صوت يسمع

وأنتم .سندويشا لنفسي سأعد أظنني« :المطبخ إلى وتتجه، غريبة شبابية .»بشر؟ يا

.»بأس ال« :روزلين ويصب، روزلين من غاي يقترب .المطبخ منطقة إلى إيزابيل تذهب .»أمل؟ من أما .هنا تبقين لو أود« :خاصة بنغمة ويقول، كأسها في المشروب :وتقول، االستسالم حد يبلغ يكاد، عميق حزن وجهها يغمر .»بقائي؟ عن ينجم فرق أيو لماذا؟« .»األيام مع الدنيا في فرق أكبر ينجم قد«

.نظراتها من يتهرب ال وهو، الحقيقة عن الباحث بلهفة إليه تنظر محرك يتوقف .الخارج في السيارة مذياع من المنبعثة الجاز موسيقى يسمعان : ذراعها غي يلمس .السيارة

-٤٦-

.»ترقصي؟ أن أتحبين« .»مانع ال« رؤية لدى ويشعر، غيدو يدخل .به بأس ال راقص إنه .نحوه ذبهايج

. عل من يسقط كأنه، بينهما الحاصل التقارب هذا : غي كتف فوق من غيدو روزلين تنادي

.»غيدو يا، جدا رائع بيت إنه إيز يا، أخرى كأسا ناوليه! شكرا« بتحريك شاغلويت، حولهما غيدو يدور .المطبخ منطقة من إيزابيل تقبل

في لها يخطط تفكير عالمات النار ضوء ينيره الذي وجهه في نرى .النار . سرعة

. واحدة دبي السندويشات إيزابيل تحضر .»البقر راعي يا، برقصتك بأس ال«: إيزابيل .»؟ لقدمي وفعلت دهاك ماذا - هيه« :غي

أرح«: أكثر بحرية جسمها ويتحرك، عارمة بنشوة روزلين تشعر .»تعاندها وال، رفيقتك خطوات اتبع .أعصابك .»أعاندها لست«

، متعثرا يرقص) لندي (رقصة معها يرقص تجعله أن وتحاول تتوقف . نفسه من مندهش ولكنه

.»تفعالن؟ ماذا« :غيدو غيدو يفرط .ماكرة ابتسامات ويبتسمان، عليهما يتفرجان إيزابيلو غيدو

باعتزاز إيزابيل تتحدث .المنافسة في الرغبة اآلن لديه وتقوى، الشراب في .»تتزوج أن قبل، رقص معلمة كانت تعرف كما«: غيدو مع هادئ

-٤٧-

.»للرقص؟ قاعة في! مزاح بال« .»أظن ما على القبيل هذا من شيء«

. روزلين نوعية له بينت المعلومات هذه أن غيدو يحسب ثم »الدار؟ رب حصة أين« :القائ، غي وبين بينها نفسه يقحم فجأة لذلك

.»هه؟، بني يا، دورا لغيرك أعط«: باستخفاف غي يخاطب .»الناعمة الصغيرة األقدام لهذه انتبه لكن«

ونالحظ، شرارا عيناه تقدح، مباشرة روزلين على نظره غيدو يركز تخلص كيف تعرف إنها، أوه«: الكلفة رفع من سخيفا نوعا ضحكته في

.»!بنا هيا .نفسها .صعبة) لندي (رقصة في يبدأ إذ، جميعا يذهلهم ثم، بيديه غيدو يصفق

يرقصان ثم، يفترقان .معا يرقصان وبسرور، مباشرة التحدي روزلين تقبل . أفانينها جل عن تكشف يجعلها ما، مواهبه من ويريها، لظهر ظهرا

أعرف ال«: يزابيلإل »مي؟الجهن الطيار أيها هذا كل تعلمت أين« :غي : يهتف. »المهارة بهذه يرقص أنه أبدا

تحت .حقيقته على ويظهر قناعه يلقي، الطيار هذا إلى انظروا« .»!دواهي السواهي

إليه روزلين ضم قد غيدو يكون، النغمة آخر وفي .الرقصة تنتهي، واضح موعز بمهارة عنها ذراعه ترخي، التالية الصمت لحظات وفي .بشدة من عينيه في يبدو ما على تحتج أنها، وجهها سيماء في يبدو .تبتسم وهي

. السهل باالنتصار الشعور »!روزلين يا، رائع رقصك .راقص عرض تأدية بمقدوركما«: غي

-٤٨-

، عروقها في تسري الخمر بنشوة تشعر، الهثة »!واو«: روزلين غيدو يتقدم .اعالمذي من يأتي، أخرى رقصة صوت .الباب نحو وتترنح ، نرقص دعينا«: ويقول، ألفة في نحوه ويديرها، خصرها ويطوق، نحوها

يرقصان . »سنتين منذ أرقص لم .جيدة رقصة هذه .حبيبتي يا، هيا .حلوة يا زوجتك تكن ألم«: تسأله لحظة بعد .لآلخر منهما كل معرفة ازدادت وقد

.»ترقص؟ .»ةالرشاق... لديها تكن لم .مثلك ليس«

تكون أن تعلمها لم لماذا«: وجهه إلى وتتطلع، له مالصقة روزلين تبقى .»رشيقة؟ .»فطرة فهي، الرشاقة تعلم يمكن ال« فيشوه، فكرها لتقلب غيدو يرتبك »عرفت؟ كيف أقصد يدريك؟ وما«

.وجهه صفو االمتعاض .الرقص في مهارتك تعرف أن دون ماتت لقد ترى؟ أال«: روزلين

بعد وعلى، بابتهاوس إبهامها ترفع - . »ما حد إلى ولكن، أحد خطأ هذا وليس عن غريبين كنتما ربما أنكما أعني«: تقول - بعضهما من بوصة نصف

.»ما حد إلى بعضا بعضكما إلى أميل لست«: االحتقار بلهجة فيقول، مست كبرياءه أن غيدو يشعر

.الرقص عن يتوقف . »بزوجتي عالقتي بحث ويغمر، اآلن ثملة وهي، الجاز موسيقى تستمر .ذراعه روزلين تمسك ، هاأحببت لو أنك عنيت إنما! تغضب ال، آه«: العميق الحزن من شعور وجهها

بالفعل نحتضر نحن بل، منه مفر ال فالموت .شيء أي تعلمها أن الستطعت دون، دقيقة كل في يموتون، الزوجات وكل األزواج كل نحتضر؟ ألسنا .اآلن

-٤٩-

وتحاول، أمره من حيرة في أنه تدرك . »حقا يعرفه ما، اآلخر أحدهم يعلم أن عن شعرها تبعد . »غيدو يا رائع إنسان إنك«: تقول، األعذار له تجد أن جادة، وفجأة، الغاضب وجهه منظر بصرها عن تبعد أن تحاول وكأنها، عينيها .»هواء أريد«: تقول

عن غي يقفز .تخرج أن وتوشك، األمامي الباب ونح بسرعة تتجه إيزابيل تندفع – درج يوجد ال إذ – العتبة عن تسقط أن قبل ويمسكها، األريكة . به لتلحق

.»وترتاحي تستلقي أن األفضل من، ابنتي يا«: غي

.»البقر راعي يا، النزول في ساعدها .البلدة إلى دنع هيا«: إيزابيل

أخرى مرة تهم »ـــ يـ ما على إنني .ربخي أنا .ال«: روزلين .واقفة وهي، ذراعيه بين ويتلقفها األرض إلى غيدو يقفز الباب من بالنزول على ينقض وحينذاك .المباغت سقوطها من منذهلة وتضحك، وجهه في تنظر . نفسها عن فتدفعه، ذراعيه بين جسمها ويصهر، ليقبلها شفتيها

ادخلي .أنزلوني«: خائف بصوت ابيلإيز تهتف، فوقهما العتبة على من .»!روزلين يا، السيارة

وهي وتنصرف، الوراء إلى خطوة فيتراجع، عنها غيدو روزلين تدفع المنسابة الجاز موسيقى تسمع .حولها وتتطلع، للحظة وحيدة تصبح .تترنح عند وتتوقف، دافئة رقصة األعشاب بين وحدها ترقص فتنطلق، المذياع من

غيدو يراقبها .الشجرة جذع على وجهها وتضغط، وتحتضنها رةكبي شجرة .مالمحهم على الوجوم يطغى .البيت ممر أمام مجتمعين اآلن وغي إيزابيلو

كإشارة، يلمسه غي ولكن .مستاء زال ما وهو، نحوها خطوة غيدو يخطو في ويحاول، الشجرة نحو األعشاب عبر غي ينطلق .فيتوقف ليقف، منه

-٥٠-

تدور يلمسها حالما .ذراعها تحت مختف وجهها ألن، كتفها ديري أن، لطف . مذهول ولكنه، غي يبتسم .ضاحكا، مشرقا وجهها يرى إذ ويندهش، وتواجهه

.»جدا جميل شعور هذا! علي أقلقت«: روزلين .»لنفسك متمالكة جميلة تظلي أن سوى أتمنى ال«: غي

المغلقة األثاث نقل عربة إلى بها ويسير، له فتنقاد بذراعه يطوقها السيارة باب وعند .المتهالكة العتيقة آب البيك غاي شاحنة بجانب الواقفة معها اذهب«: يقاطعه غيدو ولكن .الكالم ويبدأ، غيدو إلى غي يلتفت، المفتوح

. »الشحن سيارة سآخذ .سيارتك وقد غيدو كواتتر ال .ال«: له فتقول، السيارة داخل إلى برفق غي يدفعها

وتقول، غيدو نحو يدها وتمد . »المسكين غيدو مع اذهبي، إيز يا، أنت .وحده .»!غيدو يا، جميل بيت إنه«: معتذرة

. بقربها ويجلس، السيارة غي يصعد وتسير، العام الطريق إلى الصخري الطريقمن العربتين كلتا تنحدر

روزلين فنرى، المغلقة األثاث نقل عربة داخل في أما .المقدمة في الشاحنة يلمس قدمها يكاد بحيث .تحتها مدسوسة ساقيها وإحدى، غي بجانب جالسة في بعينيها تحملق، الهوجاء العاصفة تلك بعد اآلن مطمئنة إنها .غي ورك ،الجانبي غي شكل لتتأمل، تستدير ثم، الطريق جانبي على المتالحقة التالل، بها الجاد واالهتمام باللطف ويتميز، رةالحي فيه وتنعدم، الهدوء منه ينساب آذيت هل .شعوره أجرح أن أقصد لم«: تقول .باالمتنان يشعرها مما

.»مشاعره؟ وقد - الشهوة شيطان فيه بعثت طبعا«: ويقول، فتور في غي يضحك . »ذلك أدهشني

-٥١-

. يقهقه . »الرقصة تلك في مضحكا بالفعل بدا«: يضحك فانعطفت، الشحن سيارة سبقتهما لقد .الترابي يقالطر آخر إلى يصالن

السير خط يراقب ثم اآلن السيارة غي يوقف .فيه وانطلقت، العام الطريق إلى بقية زالت وما، فيه ننمع، روزلين على عيناه تقع ثم .اليسار ومن اليمين من . وجهها في ابتسامة من

.جانبك إلى المرء يجلس أن لشرف... وإنه، حقا جميلة امرأة أنت« هي هذه«: مندهشة، ناعمة ضحكة تضحك . »عيني في كالشمس تتألقين أنت ما«: ليواجهها، يستدير ثم، السيارة يوقف . »روزلين يا، مشاعري حقيقة . »حزنا قابلتهن التي الفتيات أكثر أنك أعتقد! الحد هذا إلى يحزنك الذي

.»سعيدة أبدو نينإ لي يقال عادة .أبدا هذا لي يقول، رجل أول أنت« .»بالسعادة يشعر حولك من تجعلين ألنك ذلك«

، نحوك بهذا أشعر لست«: تقول، بلطف فتصده، يعانقها أن يحاول .»غي يا

همتك تجعلي ال، حسنا«: براحته ذقنها يرفع، ما نحو على مسرورا غي من فترة هنا الحياة تجربين ال لماذا .اسمعي .يوما تحبينني قد - ابنتي يا، تثبط

أن هو يفعله شيء فأفضل، يفعل ما المرء يعرف ال حين أنه تعلمين الزمن؟ أي في عليه تعثري لن ما يئشب هنا نستحظي أنك كفيل وأنا... شيئا يفعل ال

.»مكان :بعينيها تسأله

.»مخلص صديق ولكنني، األمور بعض في الكثير أسوى ال قد« .»شكر ألف«: يده روزلين تلمس

-٥٢-

وتحضرين، بك دأع دعيني«: السيارة سرعة ويغير، غي يتشجع هنا الحياة جربي«: بالغ بحماس العام الطريق نحو السيارة يقود ..»أغراضك :يستأنف ثم للحظة يقودان .»يحدث قد ما وانظري، أسبوعا الريف؟ في مرة ضاع الذي المدينة ابن قصة سمعت هل«

: فيخاطبه، الشرفة في الساج فالحا يرى ويقول .»ال«: الفالح فيجيبه .»للمدينة؟ أعود كيف تعرف هل، سيد يا«

:الفالح يجيبه »البريد؟ مكتب إلى أصل كيف تعرف وهل«: المدينة ابن فيقول .»ال«: يبهجي .»القطار؟ محطة إلى الطريق تعرف هل .حسنا«.»ال« فيقول. »شيئا؟ تعرف هل .الكثير عرفت ال أنك المؤكد من«: المدينة ابن

: الشرفة في الجالس الفالح .»مثلك ضائعا لست ولكني .ال«

حسه مدى وتدرك، تجاهه تحفظها من كبير قسم يزول .معا يضحكان تشعر، عنها ببصره يشيح حين حتى .براحتها المتواصل واهتمامه المرهف

.»بيت؟ لك سألي«: تسأله .»أنظاره قبلة زالت ما أنها .»بيت منه أجمل وليس .طبعا« .»؟ بيتك وأين« .»تماما هنا«

نافذة من تتطلع. حولهما المترامي الريف إلى يشير، رأسه من وبإيماءة ترى ال لكن، القمر ضوء ينيرها التي األرض فوق بيتا ترى لعلها السيارة بميل تشعر، جانبيال مظهره جديد من لتواجه تستدير، المهجورة الجبال سوى خارج، الليل جو إلى أخرى مرة تعود ثم، الهادئ القانع اإلنسان هذا إلى

. ومستراحا مستقرا الفسيح خضمه في تجد أن تحاول، السيارة

-٥٣-

الرابع املشهد

فوق الشمس رصق حافة تبزغ ،تختفي والنجوم تتناقص .الليل هزيع العين تراه ما ممتصة، لسماءا صفحة تلتهب بسرعة و،الجبال من بحر

الطيور وأغاريد. أمان في الراقدة األرض وإلى، المقوس األفق تجاه المتطلعة والعين، السماء كبد إلى الشمس تنادي وكأنها تصفر، كالجو أو كالهواء صافية

، المكان ضراوة لها فتتكشف، التفاصيل عن فتبحث، المسافات أنهكتها قد يحوم، صقر ظل إنه، ظل فوقه فيمر، مريمية شجرة تحت من أرنب يحجل، زعيقا وأ نشازا العصافير زقزقة لتصبح .األعالي في تضيق دوائر في حوله على تنقض التي، المجهول من المندفعة السنونو طيور عن الفضاء وينشق حجر على فراشة تحطو .طريدته عن لتبعده، الفضاء في السابح الصياد . لتهمهات ولسانها حرباء فتقذف

تنام حيث غيدو منزل في النوم غرفة إلى الشمس أشعة وتنساب عضالت فتتوتر، أحالمها إلى تسلل قد الطيور صياح أن يبدو. روزلين .مبعجة رأسها بجانب الخالية الوسادة .قبضتها وتتحفز ،وجهها

، يتأملها وهو غي يقف حيث الجلوس غرفة إلى المفضي الباب يفتح وزوجته غيدو صورة أزيلت لقد .الشرشف تحت جسدها عالمم بنظره يخترق

تزال وما .بالرغبة غي وجه ينطق .فقط الخطاف بقي، السرير فوق من سديما تخترقان وكأنهما، تبحثان عينيه لكن، بجسده الصقة جسدها رائحة وتمنحه، أعماقه في له تتكشف زالت وما، معجزة وقعت لقد، منها منبثقا

-٥٤-

، الخلف إلى شعره يمسد، شعورية ال وبحركة .الوصف نهاع يعجز، سعادة . كان كما قويا فتى يعد لم كونه، وجهه على وحسرة اهم نلمح

ويركع، نحوها ويتقدم، عينيها اآلن وتفتح، بصره أمام روزلين تتحرك يبدو .ويقبلها عليها ينحني، عينيها تفتح وحالما، السرير بجانب، ركبتيه على ،وتتمطى، الغرفة عيناها تتفحص و،تبتسم ثم، هي أين تدرك ال أنها لوهلة

.» !جائعة أنا ، سالم يا«: تقولو .»ةأمفاج عندي لك .الخارج إلى تعالي«

عن تنهض، سعيدا أمال وجهها في ونلمح، تجلس .الغرفة من يخرج بجواره .مقالة في بيضات بضع ويقلب، المطبخ موقد نحو غي يتجه .السرير غرفة باب من قادمة، روزلين فيرى، غي يستدير .لشخصين دةمع مائدة . اقطني) ابرنس( ترتدي وهي، النوم

.»؟ البيت أنظفت«: بدهشة تتطلع، المطبخ موقد على يطشطش والفطور، معدة طاولة فترى تتحرك

فترى، تتطلع، الباب خارج ما شيئا تلمح .مزهرية في برية زهرات وبضع بها بلغ وقد، إليه تستدير اآلن .مبلولة ممسحة فيه، فارغا سطال األعشاب بين

دعني، هات«:وتقول، الموقد عند نحوه تهرع .جهد من بذل لما، أشده التأثر .»الفطور إعداد أكمل

.»شيء كل أعددت لقد .تجلسي أن إال عليك ما« . يأكل يبدأ إليه تنظر .مقابلها يجلس ثم، بالبيض صحنه ثم صحنها يمأل .»دوما؟ هذا فعلأت« .»حياتي في مرة ألول .أوه« .»؟ وصدقا حقا«

. الجواب عن يغني ما اضطرابه في .رأسه يهز .» !لذيذ .. آه«: تأكل تبدأ

-٥٥-

كذلك؟ أليس، طبيعية فعال أنت«:يقول ثم، مسرورا يرقبها .بنهم تأكل قطنيلت أنهن يتظاهرن عموما النساء .ذلك فيك أحب .األكل في طريقتك حتى

.»كالعصافير طعامهن اآلن .لحظة باألمر منهما كل يربط هذا .لتأكل وتعود، بابتسامة تجيبه

.»كذلك؟ أليس، الشهية يفتح الهواء«: ممتلئ وفمها وتقول، إليه تتطلع، تبغ لفافة ويدخن، قهوته يحتسي اآلن وهو .خفيفة ضحكة يضحك

. غورها ربس باستمرار محاوال :وتقول، لتتنفس اآلن تتوقف ثم .الجوع نهكهأ كمن، روزلين تأكل

أنه تصدقان ال عيناي«: وتقول، بسعادة الغرفة تتفحص ثم. »!األكل أحب« .»مختلفة رائحته حتى، البيت نفس

.»اهاها؟، معجب أنت«: تقول ،هيوجنت لتقب والمائدة حول تستدير فجأة على ربتت .صدرها في رأسه يدفن ثم، ثغرها يقبل، حضنه في يضمها

، فتنهض، ذراعيه يرخي، سعادتها ويكدر، مالمحها إلى قلق فيتسرب عنقه والسماء البعيد واألفق الجبال إلى، الخارج إلى وتنظر، الباب إلى تمشي .الخاوية

، كهذا فضاء في هنا تعيش التي الطيور أشجع ما«: روزلين تقول .»؟جدا صغيرة تعرف ما على وهي«: تشرح، إليه تلتفت .»الليل في سيما وال

.»مممممممم« .»مجنونة؟ تظنني ألست«:تضحك تكاد وهي روزلين تقول . »أفهمك أن أستطيع ال ألنني، ذلك علي يبدو ربما ، آه« .»لم؟« .»أوالد؟ ألديك... أعرف ال«

، السؤال هذا سماع لدى قليال االرتباك أصابها أنه يبدو، نفيا رأسها تهز وتمد، ركبتها على تركع، العتبة على تحط فراشة فترى خرىأ مرة تلتفت

-٥٦-

رأسها وتسند، بطنها على يدها روزلين تمرر .تطير لكنها، نحوها إصبعها :تجيبه أن وتقرر، نحوه بصرها تدير ثم .الباب على

. »منه أوالدا أريد أكن لم« .»؟ كذلك أليس، أراد هو ذلك ومع« ،هذا يحصل لم إذا الحيلة ما لكن .يناألبو األوالد يجمع أن المفروض«

وذات .سعداء عنهم يقال ممن، أزواجا عرفت ألنني عليك؟ يخفى ال كما، طفلها لتلد المستشفى في فعال الزوجة كانت« :وتقول، نحوه تستدير - »مرة

زوجين الناس نظر في زاال وما .....يراودني وراح، زوجها وجاءني .»كذلك؟ أليس، المخلص بالحب تؤمنين أنك أظن ال«: غيدو يقول .»سعيدين إنجاب يمكن ال بحيث شيئا أحدهم يخترع أن ينبغي لكن، أدري لست« بالنسبة .الفرق يدركون األطفال ألن، متحابين الزوجان كان إذا إال، األطفال

.»دوما الفرق عرفأ كنت لي .فاذهب مكان أي إلى الذهاب أردت إن« :بحماس فجأة تقول

.»الوحدة من تضايقأ ال :ويقول، شعرها بأصابعه ويداعب، بجانبها ويركع، نحوها غي يتقدم

.»الذهاب؟ في علي الرغبة تبدو هل« .»تشاء ما تفعل أن لك أتمناه ما كل«: فتقول

.»قبل من هذا من شيئا صادفت ما« .»؟ ماذا مثل« .»جادة تكونين تمزحين وأنت حتى .تمزحين ال جادة أنت«

.»هذا يحبون ال الناس معظم«: وتقول، تضحك الصمت ويخيم، األرض على غي يجلس .»بالراحة شعرأ يجعلني هذا« ويجدن... لويز سانت، شيكاغو، نيويورك من يأتين أنهن تعرفين قد« :لحظة

أي، )بكم صم(البقر راعي أن المفروض، تعلمين كما بقر راعي ألنفسهن

-٥٧-

فعله يخشين شيء كل، شيء كل معه ويفعلن، شيء لبك نهسيخبر لذا، غبي .»محزن أمر هذا لألسف .لديارهن عودتهن لدى

. »؟؟ محزن أمر لماذا«: فتقول الممتع من وبالطبع .ذلك يدركن وال، عليهن يضحك البقر راعي ألن«

.»للرجل احتراما تكن بامرأة المرء يلتقي أن .»ثانية؟ مرة وجتتز أن فكرت هل« :روزلين تقول .»النهار وضح في ليس لكن، فكرت طالما، آه«

.االعتراف ابتسامة يبتسم وهو، طبيعته تدرك إذ، قلبها من تضحك السؤال على حفزتهما التي الدوافع كل تنهاراو، الشامل السكون خيم بعض داخلها في توقظ، عنها تحيد ال التي المباشرة المحدقة نظرته .والجواب أن قبل ،األمرين سأعاني لك عترفأ فإنني ذلك ومع« :يقول ثم ،المخاوف

. »يدهشني وهذا .السالمة مع لك أقول وتتمدد، تخنقها تكاد حتى، تغمرها هائلة كموجة الصمت يبدو وفجأة

عنه نظرها بإبعاد منه تحتمي ولكنها، والعرفان الشكر لمسة يده لتلمس يدها .البعيد األفق إلى

إصالحات إلى يحتاج البيت هذا« :ويقول، الغرفة في بنظره يجول .»طويال فيه البقاء تنوين كنت إن، كثيرة

.»!الشمس تحت نخرج دعنا«: تقول، يده من وتسحبه قدميها على تقف ،بيد يدا، البرية األعشاب عبر ويمشيان، األرض إلى العتبة عن ينزالن

.مشغول الفكرو طيلة يتحدثن اللواتي النساء تحملأ ال انأو، الرجل تحترمين أنت« . »يفعلن ال أو يفعلن عما الوقت

.»يقلن ما عكس يفعلن ذلك ومع« :فيستأنف، تضحك السماء إلى هي تنظر، الخشب من، المتاع سقط من كومة على يجلسان

.»؟ بالطمأنينة معي تشعر أحقا« :وتقول، الصافية الزرقاء

-٥٨-

أو البقاء تنوين كنت نإ رفأع لو تمنيت كم«: ويقول، برأسه يهز .»االنصراف عرفأ عندما .حسنا« .التراب عنها وتمسح، حصاة وتلتقط تنحني

.»البار؟ في لي قلت كما، وحسب شنع دعنا اتفقنا؟ .سأخبرك، ذاتي حتى أنا أين أدري لست« تضحك تكاد وهي، اعتذار بلهجة تقول

.»هذا؟ تعرف أال... اآلن بين إسمنتية كتلة على صدفة يناهاع وتقع، األخشاب عن تنهض

، الكتلة فوق فترقص، الموضوع من كمهرب، الكتلة لهذه ممتنة .األعشاب .»؟ درجا منه تجعل أن تستطيع أال ..!انظر« :تقول

ينقلها .»ستطيعأ طبعا«: ويقول، الكتلة ويحمل، العشب فوق غي يسير :يقول ثم، العتبة تحت ويضعها، األمامي الباب نحو ياردات عدة .» !اآلن درجا هاك«

وتنزل تلتف ثم، البيت داخل إلى بسرعة الدرج تصعد. »أجربه دعني« البيت دخول بواسطته ستطيعأ! األوصاف كامل درج« :وتقول، حجال

. »منه والخروج، الصرف حماسها عليها ويؤثر، منه وتخرج البيت فتدخل، الكرة تعيد، نواياه ومشاعره وسالمة صدق هي وتدرك .اباشب يتدفق وكأنه، ويضحك .»غي يا، عزيز رجل نتأ ! آه« :باالمتنان تشعر وهي، فجأة وتهتف

وهي، الباب من خروجها لدى، الكلمات بهذه باح الذي فمها يقبل . ترقص

-٥٩-

اخلامس املشهد

األرض من ورقع، الجاف األسمنت من وكتل، أعشاب البيت حول كان الورود زرع وقد، مجاورة جديدة خضار حديقة في يعزق اآلن غي .العارية الكأل على يرش ماء ورشاش .منهارا كان سياجا صلحأو، الصخور حول شتالت حول بفأسه التراب يكوم وهو، ذقنه من العرق حبات تتصبب .الجديد

، الصوت ويعلو .رأسه فيرفع، السماء في قوية همهمة يسمع .الفتية الخضار .الصوت جهة لمعرفة نفسه حول يدور

عصير به إبريقا تحمل وهي، نحوه تهبط ثم، الباب عند روزلين تظهر، صغيرة طائرة يريان، إليه تصل وحين، هديرا يسمعان .اوكأس الليمون »!غيدو«: غي يهتف .أجنحتها رجحؤوت، البيت حول ومحت، مزدوجة بأجنحة وتختفي، له روزلين وتلوح، منحدرال الوادي نحو الطائرة تنعطف .له ويلوح .الطائرة

.»؟ ذاهب هو أين«: روزلين تقول، يدور ما تعي ال، أمرها من حيرة في نهاإ .يصغي »!شش«: غي

.»للهبوط مكان يوجد حيث هناك ويهبط، يعود قد«: تقول .»فقط علينا يسلم كان ربما أظن ال«: ويقول، الصمت ويخيم يصغيان

.»الليمون عصير بعض هاك«

-٦٠-

ماذا« :وتقول، حجر على هي وتجلس، ويشرب، منها يتناوله .»شكرا« .»؟ فقط يطير، يفعل

عن يبحث ربما«: يقول، يده راحة من شظية ويلتقط، إليها الكأس يعيد .»النسور ليقتل، المزارع أصحاب يستأجره، واألخرى الفينة بين رنس

.»لماذا؟«، دوالرا خمسين له يدفعون .الخراف من بالكثير فتكت النسور ألن« .»مربح عمل إنه .يقتله نسر كل مقابل

»مني غاضبا يكون أال آمل ؟أبدا هنا إلى يأتي ال لم«. وهو، وقته يقضي ربما .لغيدو بالنسبة كثيرا النساء تعني ال .ال .آه« .»األمر في ما كل هذا، الساخرة كتبه مطالعة على عاكف

وتبدو، حجر على روزلين تقرفص بينما .أخرى مرة األرض زقيع التي فأسه على والتفرج إليه النظر في والشمس األرض إلى انضمت وكأنها .لها فيغمز، بمهارته مزهوة أنها يشعر .الشتالت حول التربة توقظ . »غي يا، تعجبني«: فيه حملقتها وتتوقف، تبتسم

.»طيب خبر هذا« . »أعجبك؟ هل«: تقول أن منذ، مرة ألول حديقة عزقأ وأنا، هنا الحرارة درجة تزيد .حسنا« .»اإلعجاب أشد بك معجب أنني أظن لهذا، العاشرة سن بلغت

قبل من ما شيئا قط أر لم، الواقع في«: تقول .شتلة وتلمس، يدها تمد أن لمفروضا من أن تعرف ذلك مع! جدا صغيرة البذور تلك كانت كم .ينمو .»!خس بذور تكون

.»األشياء؟ أغرب تقولين أنك، أتدرين«

-٦١-

اآلن نظرها توجه وهي .األرض في يشتغل وهو .هدوء في يضحكان الطمأنينة أسباب كل أن تعلم، راضية تكون تكاد إنها .البعيدة الجبال إلى :قولت، الشيء هذا إلى السمع لتصيخ وإنها، أعماقها ينخر ما شيئا ولكن، لديها .»شيكاغو في مشغولون الجميع«

فال، بالسعادة يشعر ولكنه، تعنيه ما بالضبط يفهم ال وهو، إليها يلتفت .»أوالدك؟ إلى وتشتاق، بالوحدة تشعر أال« :تقول .بكلمة يعلق

عن عزوفه أو، تكتمه سبب هذا يكون قد، صمت في للحظة يعمل .مؤلمة ذكرى أو، اإلجابة

يأتون .العام في مرتين أراهم« :يتكلم ولكنه، الموضوع يرتغي في تبدأ .»خيول مروض أعمل .الراديو مسابقة في اشترك عندما

، طبعا« :يقول .الحديقة عن بعيدا حجرا يرمي، وينحني، لحظة يعمل .»الوحدة وحشة حقا أعاني

.»يحبونك نهمأ بد ال« .»؟)١٢( مقاس من أنت هل، حجمك من تقريبا اآلن ابنتي .ذلك أظن« .»أها« .»)١٢( مقاس، الميالد عيد في فستانا لها اشتريت .أيضا مقاسها وهذا«

عفوية حركتها تبدو .نحوه وتمضي، جهدا تبذل أن دون لألعلى تقفز .األلم عن ينم يكاد، جدا جاد وجهها .شديد وله في وتقبله، تعانقه .يدهشه وهذا : تقول، منذهل أنه روزلين تدرك، يده من الفأس يسقط

.»عملك تابع، هيا«، حدث ماذا« :فتقول، العزق يستأنف .عليه وتجلس، الحجر إلى تعود

.»زوجتك؟ تحب تعد لم حتى

-٦٢-

...حسنا«: يقول، فيها الخوض ويؤلمه، واضحة ذكرى عن اآلن يتكلم رجل أحضان في، سيارة في متدثرة فوجدتها، البيت لىإ ليلة ذات عدت لقد في نهإ، المقربين أصدقائي من واحد أنه النهاية في اتضح! حالل ابن آخر .»!عمي ابن كان، الواقع

.»؟ قبل من شك أدنى لديك يكن ولم ! إيه« .خجال عينيه عضالت تتوتر

لهذه حدا يضع الزواج أن اعتقدت .الخوالي األيام تلك في! ال، إلهي يا« .»األبد لىإ يوقفها، القبيل هذا من شيء ال لألسف كنول .)المسخرة (األمور .»كذلك؟ أليس، دائم تغير في شيء كل .آلفه أن أبدا قدرأ لم ما ذاك«

المياه وجرت، أخدعت«: له فتقول، إليها ينظر، الفأس على غي يتكئ .»حياتك؟ في العذاب من نصيبك ونلت، مسكين يا، تحتك من

.»نعم«: تهمس، الشفقة من تأنف الكنه، بالخجل شعور يغمرها إلى الذهاب تنوين أال .المرة هذه يختلف األمر لعل نر دعينا .حسنا«

.»آخر؟ بلد .»هنا باقية أنا« .»مني تغضب لم أنت! عندي أعزك ما« .»؟ اتفقنا .اآلن األمر أنسي،حسنا« يوصف ال بإخالص إحساس غمرها وقد ثم، وبسرعة أخرى مرة تقبله وجهها وترفع يديها تشبك .األمر تجاوز وتم لها غفر قد بأنها، ما نوعا كل أحب«: وتقول، قدميها أصابع أطراف على كله بجسمها وتقف، للسماء .»الوالية هذه

، له وتناولها، فأسه تمسك .مندهشا يضحك وهو، نفسها على تضحك :تقول .األرض يعزق وهو، الراهنة بصورته االحتفاظ تود أنها لو كما .»بيته حول يعمل رجل رؤية أحب لكم .هاك«

-٦٣-

: ويهتف، شتلة على وينحني .األرض في ما شيء على تقع عينيه لكن .»هنا؟ أراه الذي ما اآلن«

الصف في فيرى، حوله يلتفت ثم .برفق قضمت وقد، خسة أوراق يفتح التي الحديقة تخوم في النظر ينعم .الضرر بها لحق قد شتالت بضع، نفسه

وإني، يدي من يفلت لن، عجوز أرنب أنه، واضح« :ويقول، عزقت . »!لصاحبه

مرغريت«: مناديا، البيت بجانب، شاحنته نحو وينصرف، فأسه يرمي .» !اآلن هنا تعالي

تجاه غي يمضي .متلهفة، يقظة، البيت زاوية وراء من الكلبة تظهر وبينما .الخرطوش من حفنة ثم، المقعد خلف من صيد بندقية ناولويت، شاحنته عصير إبريق تحمل زالت ما وهي، نحوه روزلين تقبل، البندقية يحشو تعود ال ربما« :تقول، عليها باد قلقها لكن، باسمة تبدو أن تحاول، الليمون .»الخس من المزيد األرانب وتقرض

: يعرفه عما بسرعة يتحدث، نباألرا لقتل متحفز، ببندقيته مشغول غي نهاية حتى نبتة قىتب لن الخس طعم تذوق قد فمها دام ما، سيدتي يا ال«

.»األسبوع يجعل وهذا .قلقها تكتم أن تحاول .ذراعه فتلمس، بندقية حامال بها يمر لنتأكد؟، آخر يوما االنتظار بمقدورنا يكون ألن«: متهدجا رقيقا صوتها

.»غي يا، شيء أي قتل أتحمل ال .»وحسب أرنب إنه حبيبتي يا« .»!كذلك أليس، يتصرف كيف يفهم ال وهو... و،حي ولكنه« .» - ودعيني - البيت تدخلي أن إال عليك ما«

-٦٤-

! غي يا، أرجوك«: تقول إذ، وعنادها تصلبها فيذهله، بذراعه تتشبث .»- تعبت، بجد اشتغلت كم أعرف أن ويحاول، الحديقة إلى غاضبا ويشير .» !كثيرا تعبت طبعا! ةاللعن« لم، وطبعا .حياتي في، شخص أي أجل من كهذا بعمل أقم لم« :يقول، يضحك

.»!روالصرص كعيني هاعين أرنب أجل من به أقم العودة روزلين تحاول، الملهوفة الكلبة أثره وفي، الحديقة تجاه ينطلق

إبريق يزال ما ومعها، اآلن تلهث، به للحاق مضطرة نفسها تجد، يتالب إلى ، أرجوك«: تقول، يدها في مقرقعا يهتز، بالثلج المليء، الليمون عصير

.»!اسمعني، غي يا: ويقول، عينيه يمأل الغضب ولكن، مبتسما اآلن نحوها غي يلتفت

.»!حماقة كفاك .اآلن البيت ادخلي« .»!حمقاء لست«

.»!تحترمني ال أنت«: عليه فتنادي، جديد من غي ينصرف .وجهه في الدم احتقن وقد، فجأة غاضبا، غي يستدير .»!الخس يهمني ال، غي«: إليه تتوسل

.»؟ قليال تحترميني أن رأيك ما! يهمني أنا .حسنا« بضع غي يمشي .معا فيستديران، تالبي وراء من صوتا يسمعان

صاعدا ترابي طريق في غيدو يظهر وحينذاك، الزوايا إحدى نحو خطوات، اآلن بعد الذراع حمالة ترتدي تعد لم .إيزابيل يساعد وهو، البيت نحو جبال: وتقول، ومتعة كبير بسرور إليها روزلين تهرع .مضمدا زال ما ذراعها لكن .»غيدو؟ ويا، ليإيزاب يا، حالكما كيف«

.»!العزيزة فتاتي يا«: إيزابيل

-٦٥-

يقول، الزيارة لهذه سعيدا، غيدو ويصافح غي يتقدم .المرأتان تتعانق .»بالطائرة تهبط نكأ أبدا نسمعك لم صديقي؟ يا، حالك كيف«: غي

راضية تبدين، العال عال«: فتهتف، أمامها روزلين إيزابيل تتأمل .»!دةوسعي

هل«: أشمل فكرة ليأخذ، البيت حول اآلن ويمشي، الموضع غيدو يتأمل .»؟ نفسه المكان في أنا

.قهقهة إلى صوته يتحول مالحظاته أن من الرغم على، غيدو إلى التودد في روزلين تبالغ

.»؟ الخضار حديقة رأيت هل« :يقول .يرى بما مشاعره تتأثر، مألوفة في الصدارة مكان تمنحه وأن، الحديث في غي كإشرا روزلين تحاول أسبوعا وعزقها التربة قلب كلفه لقد .بنفسه غي زرعها«: تقول، الموضوع

.»كامال خصرها يطوق، تجاهه بالحب شعورها عاد قد اآلن .بجانبها غي يمشي

، وأزلته العشب جزيت لقد«: السخرية يشوبه، باعتزاز ويقول، بذراعه .»تدخن المدفأة تعد ولم، كلها النوافذ أصلحت لقد .ضاأي الزهور وزرعت

دفينا استياء داخله في يكتم .روزلين إلى غي من بصره غيدو ينقل، يريانها ال برؤيا نيمشحونت نفسه الوقت في تبدوان عينيه ولكن، نحوهما يفعله كان قطف فعله الذي الوحيد الشيء .روزلين يا ساحرة أنك بد ال«: يقول .»الثلج مكعبات إحضار كان، المرأة الفتى هذا

.الواضح االرتباك لتغطية محاولة في، الجميع يضحك، ذراعه من غيدو وتسحب، الباب خارج األثاث إلى روزلين تشير

.»!بالجلوس تفضل! كراسي لدينا «: وتقول

-٦٦-

، شيء لك ترى حتى انتظر .البيت داخل هنر دعينا«: غي يوقفهما حمار أصبحت أنني لي يبدو .مرات عدة األثاث هذا نقلت فلقد! غيدو يا

.»شغل الرجالن يدخل .إيزابيل وروزلين بهما تلحق .الباب نحو غيدو يرافق

نفسك تعرفين هل! حبيبتي يا، جدا رائعة تبدين« :إيزابيل تقول .البيت إلى .»تريدين؟ ما وتعرفين، اآلن

، إيزابيل تحتضن .الموضوع بتغيير ترددها تخفي أن روزلين تحاول .»اآلن درج عندنا أصبح، انظري .بقدومك مسرورة أنا لكم«: تقول وهي حول بالزهور إعجابها هذه وتبدي، ودخوله البيت إلى بالصعود إيزابيل تساعد .»؟ حالها كيف ..لذراعك انتبهي« :روزلين تقول .العتبة

غرفة تدخل »-ولكن، الجناح مهيض كعصفور ضعيفة تزال ما« »..حياتي في قط أر لم! سالم يا« :الحديث تقاطع، الجلوس

الهندية البطانيات تغطي .تفاصيلها بكل الغرفة إيزابيلو غيدو يفحص، الطاوالت مظهر في البهجة البرية الزهور تبعث، سابقا العارية الجدران أزيل النوافذ .ترتيبه أعيد ونظيف األثاث .الداخل من كالشبابي عتبات وعلى ثمة .بيضاء والمدفأة، جديدة بستائر وأحيطت، العنكبوت ونسيج الغبار عنها .مريح جميل مأوى في المرء أن شعور

ألمر هذا إن - آهه ! حسنا«: إيزابيل عيني من الدموع تفيض .»!سحري

تدرك أن فقط أتمنى«: تعنفه كأنها، غي تخاطب ثم، لينروز إلى تنظر .»حقيقية رائعة امرأة إلى أخيرا تعرفت انك

.»!الحبيبة فتاتي يا«: وتهتف، روزلين حول بذراعها تلقي غرة حين وعلى

-٦٧-

إلى روزلين تجرهما .»غيدو يا تعال .النوم غرفة على تفرجي تعالي« ..»ترتيبها غيرنا ألننا نزعجت أال آمل« .النوم غرفة

ويخرج، الثالجة يفتح، قبل من نفسه في غي يعتدهما لم واهتمام بحيوية عن تغيرت التي، النوم غرفة يدخلون إيزابيلو وغيدو روزلين .الثلج مكعبات

وعدة، األرض على وبساط، جميلة ستائر ووضعت، طالؤها فأعيد، قبل ذي زاهي شرشفو ،ومرآة أدراج ذات منضدة مع، الجدار على للنباتات صور فوق موضع على عيناه فتقع، حواليه بنظره غيدو يجول .السرير على اللون

طبيعي لمنظر لوحة يرى .المتوفاة وزوجته هو صورته كانت حيث السرير .اآلن هنا معلقة الغرب مناظر من

رفةغ في صورتكما وضعت لقد! آه«: نظرته معنى روزلين تفهم .» !االستقبال .»الجدار في خزانة وعملتما ! آهه« .»غي عملها«

من دستة نصف الباب على يظهر .له لتريها الحائطية الخزانة تفتح الذي النوع من مثيرة أنثوية صور، صغيرة بمسامير مثبتة صور .صورها

، ضيقة مالبس في فيها تبدو، الثانية الدرجة من ليلي ملهى أبواب على يعلق في الخجل حمرة من فقط اآلن روزلين تدرك .شاذة أزياء أو، ظهرها على أو

إنها .آه« :فتقول، قبل من عليه عرضتها أنها، الصور رأى لما، غيدو وجه .الخزانة باب وتغلق .»!إليها تلتفت ال، مملة صور

الراح هاتوا، هيا .كدعابة غي وضعها« :فتقول، ومحرجا مرتبكا يبدو .»!الدوائر ولتدر واألقداح

بعض لتضع، المطبخ إلى تمضي ثم، الجلوس غرفة إلى تقودهما وهو نحوهما غي يقبل .كبير طبق في الجبن من قطعة حول المالح البسكويت

.الشراب يحمل

-٦٨-

أنك المؤكد من .فتى يا آه «: حسده يقاوم وهو غيدو وجه في الدم يشيع .»المرة هذه تتمنى ما ونلت، ضربتك ضربت

، اجلسوا«: واضحة عارمة بفرحة، المطبخ ناحية من روزلين تهتف يتوزعون »!الصحاب وجود جميل شيء .لذيذة جبنة لكم أعد إنني .جميعا وشك على كان الذي، غيدو نحو تندفع لكنها، والكراسي األريكة بين اآلن

.»الكبير الكرسي على ساجل ! ال«: وتقول، األريكة على الجلوس الكرسي هذا أن شك ال«: الغرفة في كرسي أفخم إلى مرتبك وهو تقوده

.»كذلك؟؟ أليس .لك كان كنت حين ذلك، عليه جالس وأنا دراستي بكل وقمت، فعال لي كان«

بأن مبهما إحساسا يحس كامرئ، مريحة غير جلسة يجلس .»طموحا أزال ال .مبطن تهديد سوى ليست هاب يحاط التي الرعاية

تستعيد قد يدري؟ من« :وتقول، المطبخ ناحية إلى بسرعة تعود، صينية على الجبنة تضع .»الجبن بعض لكم سأحضر .أخرى مرة طموحك على زفافه صورة إلى بها وتشير وتعود، المطبخ نضد على من تتناولها .»مناسب؟ هذا هل - هناك صورتكما وضعت لقد«: تقول .الطاولة .»روزلين يا، بها لالحتفاظ داعي ال .آه«»كذلك؟ أليس، غيدو يا، البيت من جزء إنها ال؟ لم«.

من شرابا وتتناول، األريكة على غي بجانب تجلس ثم، الصينية تضع .مجلسه في اآلن منهم واحد كل يستقر .لها وضعه قد غيدو كان الطاولة على تثب .»هذه على ذراعك أريحي .إيزابيل يا خذي .بيتك زال ما بيتال أعني«

.المضمد يزابلإ ذراع تحت وتضعها، األريكة على من وسادة وتتناول .»عزيزتي يا، بي نفسك تزعجي ال .آه«

-٦٩-

»راحتك على السهر واجبنا من ال؟ لم«. ، اآلن يتكلم غيدو .غي من بالقرب وتجلس، األريكة الى روزلين عودت بلهجة يستأنف ثم .»روزلين يا، شيئا لك سأقول« :غريبا صوته يبدو

.غي يا هذا يزعجك ال نأ أتمنى«: الكلمات على يضغط وهو، متواضعة .»أيضا األمر معرفة وبوسعك، الفتاة هذه أحب ألنني

: يغ ويبتسم، له ملك وكأنها، روزلين كتفي حول ذراعه غي يضع .»مخبوال لظننتك، تحببها لم أنك لو، حسنا«

لهجة في نلمح .بالشكليات مثقال الجو ويصبح .روزلين غيدو يواجه في أعوام أربعة قضيت«: يقول، بالخطر ينذر الذي التواضع من شيئا غيدو

وكنت، حربية مهمة خمسين من أكثر ونفذت، مرتين سائحا وتجولت، الحرب يبدو جعله في قط أفلح لم لكنني .البيت لهذا أخطط، اعدةالق لىإ عدت كلما من نعرف ال غريبة، بدخوله قمت، تقريبا أحب كما يبدو واآلن .أهوى كما .»السبب تعرفين أنك أيضا واثق وأنا، منيرا البيت يصبح مرة وألول، أين

هو ما« :باالنفعال المشحون صوته مقابل واهن بصوت روزلين تسأله . »السبب؟ أليس، تعيشي أن حقا تريدين أنت .روزلين يا، الحياة موهبة لديك ألن« .»كذلك؟: روزلين تقول .خالصباإل لهجته تفيض و ،الغرفة على الصمت ميخي

.»كذلك؟ العيش الجميع يريد أال« فقط يبحث... معظمنا أن أظن .ال«: ويقول، الصورة لىإ غيدو يلتفت

.»الحياة موكب منه ويرقب، فيه يختبئ مكان عن .»!صحيح«: يزابلإ تقول

-٧٠-

نخب لنشرب«: الرسمية اللهجة بنفس مستمرا، كأسه غيدو يرفع .»مديدة حياة لك تمنىأ - روزلين يا، حياتك

، ونخبك، ونخبك«: تقول، غيدو بكأس كأسها وتنقر، بسرعة يدها تمتد .»ايزابل يا

.»غي يا، ونخبك «: طارئة فكرة نع يعبر وكأنه، يستأنف .يشربون كلهم .عمدا أهمل أنه أدرك الذي، غي في خفيفة رجفة نالحظ الذي هو غي أن تعرف أنت«: قبل من أكثر غي من روزلين تقترب

.»شيء كل بعمل قام ويلف، يبتسم .»فعلت بما حقا تتمتع األرانب لكن .بلى«: غي يقول

.حولها ذراعه ويسأل، بالجهل يتظاهر ولكنه، خصام بعد يتصالحان أنهما دوغي يدرك

لصيد تكفي مدة الفردوس هذا عن االبتعاد بوسعك أن أتظن«: تواضع في .»البرية؟ الخيول . » !برية خيول صيد«

إلى أذهبت .المهم الكالم هو هذا«: يقول، غي عيني في االهتمام يبدو .»الجبال؟ من عشر خمسة ورأيت .الصباح هذا سريعة نظرة عليها ألقيت« .»الخيل

ما .حصانا به صطادأ جبل لىإ شوقي أشد ما .به بأس ال عدد« .»رأيك؟

.أبدا البقر رعاة أفهم لن«: رأسها وتهز، روزلين إلى إيزابيل تلتفت مفإنه، ليفعلوه شيء لديهم يكون ال حين لكن، بالحيوانات مغرمون كلهم

-٧١-

توجه ثم .»البهيمة البرية الحيوانات تلك ليزعجوا، الجبال الى يهرعون .» !عليكم عيب« :وتقول، بانفعال للرجلين كالمها

.»خيول؟«: روزلين تقول يوم ذات كانت، البرية نيفادا خيول .عزيزتي يا طبعا«: غي يقول

يلتفت .»اآلن تنقرض دتكا لكنها .المتحدة الواليات أنحاء جميع إلى تشحن .»آخر رجل على نعثر نأ علينا« :غيدو مخاطبا للوراء

رجال نجد ربما .البقر لرعاة مسابقة دايتون بلدة في اليوم يوجد« .»هناك

روديو قبل من تري لم أنت ،روزلين .صائبة فكرة من لها يا .هيه« .»البقر لرعاة

. »الفرصة تفوتين ال .روديو ينستشاهد .آه«: إيزابيل .»إيزابيل يا، معنا جئت إذا أراها أن أود«: روزلين

.»مستعدة أنا« :بسرعة غي لىإ تنظر. »!حاال لدي ما أجمل سأرتدي«: روزلين تقفز

.»اليوم أنفسنا عن نروح دعونا« .»بسرعة استعدي! تعجبينني اآلن«: غي يقول، إليه فتعود، يدها يمسك ذاهبة هي وبينما، النوم غرفة لىإ هادفعوي يقوم

تبتسمين حين«: لها يقول .بينهما الوفاق بعودة فرحا وجهها احمر وقد . »الشمس علي تشرق، حبيبتي يا

. النوم غرفة إلى كالفراشة فتطير، تنصرف يدعها

-٧٢-

السادس املشهد

في بهم تسير التي األثاث نقل عربة داخل صمت في جالسون األربعة

ثوب على يتكئ وهو ، واحدة بيد غي يقود .الخالي العام الطريق على الشمس .فخذها عن المنحسر الزاهي الحريري روزلين

ليتني«: يقول، الوقت مرور مع تطرفان وعيناه ،خلفهما جالس غيدو . »قليال نفسي ونظفت ،البيت إلى عدت

.الناعم روزلين شعر إلى أمامه يتطلع وهو ،النامي لحيته شعر يتلمس .»ايز؟ يا كذلك أليس ؟غيدو يا، رائعا تبدو لماذا«: تقول و،نحوه تستدير

.»أعرفهم كثير من أفضل«. المجامالت والمدح تجيدين لكم« :يقول، الذهن شارد هو و،غيدو يبتسم

وهو ،سهفن حول يدور هنفس الوقت وفي ،غي كتف يمسك .»دكعن قف .هيه .به مروا شيء إلى ولينظر مقعده في

.»قف« :يقول. وقود ومحطة بار نحو الوراء إلى غيدو ويشير، السيارة غي يوقف

.»!بنا عد .كاليفورنيا من فتى إنه .الهاتف كشك بجانب الذي الفتى ذاك« . »فتى؟ أي« :يقول، النافذة من رأسه خرجي ثم، غي يلتفت

مسابقة في لك مساعدا كان الذي البقر راعي .اسمه نسيت لقد... إنه« .»الماضي العام في ستنسون بلدة في، البقر رعاة

-٧٣-

جانب الى بسيارته ويعود، االسم بهذا غي يصيح .»هوالند بيرس« على مستند رهوظه، سرج على هوالند بيرس يجلس .بسرعة العام الطريق تحملقان وعيناه، راحتيه بين ذقنه .العام الطريق بجانب، الهاتف كشك زجاج

.ناعستين بعينين ويرمقها، نحوه الراجعة السيارة يالحظ .الجرداء باألرض في يثبت ال أي، جامح حصان خيال، عمره من اتيالعشرين أواخر في إنه

وهو .بثيابه ينام ما غالباو، ووسادته سريره سرجه وقته معظم والذي ،مكان رواقات رواد من مشهور .نفسه اليوم في فلسوي يثري، )وهاب كساب(

.مفلس متسكع ألنه، شهر قبل منها يطرد نأ يمكن كان التي الصغيرة الفنادق النظرة وال، األمامية سنانهأ يفقد لم أنه كما، بعد اللكمات تشوهها لم أذنه

أن كما، الجروح بعض عرف وجهه لكن، نتهمه أبناء تميز التي الذاهلة، الخالي العام الطريق في نحوه الراجعة السيارة يرمق .الكسور ذاقت عظامه حركاته في سذاجة ثمة، به تتميزان الذي والبحث الترقب ذلك عينيه وفي

.قوة ذاتها حد في وهي ناضجة غير وصبيانية، الغريبة واللطيفة الناعمة وقفت التي السيارة ركاب يرى حالما عريضة فرح ابتسامة وجهه تغمر

أيها بك أهال! النغالند غي«ويهتف، غي لىإ ويذهب ينهض .أمامه اآلن .» !أهال .هرمال الصقر

.»؟ هنا العراء في تجلس لماذا «: بقوة ذراعه غي يمسك في البقر رعاة مسابقة لىإ يوصلني أن على، بسيارته أحدهم ركبنيأ«

شدأ ما، اهللا حالك؟ كيف .طيار يا أهال .هنا وأنزلني، رأيه غير لكنه، وندايت .»ناالشقي أيها برؤيتكما سروري

الفتى هذا على أعرفك« :ويقول، النافذة من روزلين غي يقرب .»هاوالند بيرس .روزلين يا

-٧٤-

شك ال .حسنا«: ويقول، احتراما قبعته بيرس يرفع .بالتحية رأسها تهز عليه يبدو .يدها يصافح .»سيدتي يا، تشرفنا .صعود في) مرهال (غي نجم أن

في العابرات غاي مطلقات من كواحدة يعتبرها هـنإ .واالرتباك الخجل .حياته

يسرع .الكشك داخل الهاتف جرس فيرن، إيزابيل على يعرفه غيدو يبدأ: يقول .هناك ما شخصا سيقابل انك لو كما، بعناية قبعته يرتدي وهو، صوبه

.»!ويومنغ أعطوني لكنهم، باألهل االتصال أحاول وأنا مدة منذ. معذرة«، بيرس مامي؟، مرحبا«: يقول .الباب ويغلق، الكشك داخل لىإ يخطو

.»مامي يا .المنخفض صوته لىإ مصغين، صامتين السيارة في األربعة يجلس

أنا أتسمعونني؟ ؟مرحبا« :بيرس يقول .ومتأثر منفعل نهأ يدركون لكنهم فزت .كولورادو في كنت، نيفادا في اآلن أنا .ال .بخير أنا .مامي يا، بيرس سباقا كان، جلأ .دوالر مئة .ماما يا، الثيران ركوب مسابقة في أخرى مرة

على ضاق حذائي لكن .ميالد عيد هدية لك سأشتري كنت .جيدا حقيقيا أنني األمر في ما كل .أخبرتك منذ المستشفى دخلأ لم، ميما يا، ال... قدمي

.»ماما يا، ةجزم اشتريت األمر الزواج؟ في أرغب سيجعلني الدنيا في شيء أي«: مندهشا يقول

حين من ينتصدقين ال لم«: يستأنف ثم يسكت. »...بعض اشتريت، فيه وما .»هاه؟، الجميع يسعد هذا آلخر؟

يحاول .»آسف أنا، طيب ،طيب«: يقول .بقسوة تعنفه أنها الواضح من الجائزة على عالوة فضية ميدالية منحوني«: الحديث على البهجة جو إضفاء صورة الميدالية على« :يقول ثم، للهاتف ويريها، الميدالية يمسك .»!النقدية .»بي؟ فخورة ألست، أسفله كامال اسمي عليها وكتب، جامح حصان

-٧٥-

، بأكمله وجهي شفي لقد .ال، ال«: يقول، وجنتيه ويلمس، بتسامتها تأمل عاملة يا، حسنا ! ستعرفينني أيضا وأنت، جديد وكأنه جيدة بحالة اآلن وهو

.صمت يخيم .»كذلك؟ أليس، وفيكتوريا لفريدا سالمي بلغي مامي؟! التلغراف، الهواء أجل من الباب يفتح .دينف صبره يكاد، كثيرة توجيهات يسمع أنه يبدو مامي يا، ال .أيضا له سالمي بلغي .بأس ال«:يقول .عينيه يحرق العرق يكاد تطلبين ما أقول أنا ها .حسنا ...األمر في ما كل هذا .فقط بالي عن غاب لقد السالم بلغيه .أنا ولست، هتزوجت أنت، حسنا«: يقول، ينفجر يكاد .»اآلن

.»سالمات؟، سالمات... الميالد يدع في أزوركم ربما .عني بالنيابة .»أيضا اهللا ليبارككم«قلقة تمتمة في يضيف لكنه، يقفل الخط أبدى ألنه قليال مرتبكا .الرصيف لىإ يخرج حالما الكئيب مظهره يزول

ويمسح، رأسه يهز وهو، يضحك أن ويحاول، اآلخرين أمام الشديد انفعاله أال ،دايتون في البقر رعاة مسابقة لىإ ذاهبون أنتم هل«: يقول، وجهه

.»تذهبون؟ .»المسابقة؟ في مشترك أنت هل لماذا؟«: غيدو يقول استطعت وإذا... هناك الوصول لي أتيح إذا ذلك أنوي«: بيرس

ستعيرأ نأ استطعت وإذا... االشتراك رسم دوالرات عشرة على الحصول .»!االستعداد أتم على إنني «:يضحك .»أصل حين اجامح احصان

رجال نحتاج ؟ البرية الخيول صيد على تساعدنا نأ رأيك ما« :غي .»ثالثا

ةخمس تساوي ال التي الطائرة بتلك تطير زلت أما .سالم يا« :بيرس .»دوالرات؟ .»جامح حصان من أمانا أكثر إنها«: غيدو

-٧٦-

. »تهبط أن من أيضا ارتفاعا وأكثر«: بيرس .»الحد؟ هذا لىإ سيئة طائرتك هل«: روزلين

.»حبيبتي يا، علي بالقلق اآلن تبدئي ال«: غي .»سؤال مجرد، حسنا«: ضاحكة، روزلين

.»حقيقي قلق قلقها ألن«: وغيدو بيرس مخاطبا غي لو تقلقي أن حقك من« قوتها نحو باالنجذاب ويحس، مندهش بيرس

ما .بها يطير التي تلك) ثمانية، سبعة، ستة موديل، سي .دي ال( طائرة رأيت .»هنا برية خيول يوجد زال ما نهأ، بعلمي كان

.»الصباح هذا منها عشر خمسة أرأيت«غيدو .»أكثر هناك كان ربما، حسنا«: بسرعة، غي

أن دون يضحك .»؟حصانا عشر الخمسة من ستكسبون وكم«: بيرس صيدها لكان، ذلك حوالي أو ألف هناك كان لو مثلما« لضحكه سبب يعرف الفكرة أقصد ...فقط حصانا عشر خمسة لصيد هناك الذهاب ولكن .معقوال .»صحيح غير لي يبدو هذا أن، تعلمون كما

لوجوده مرتاحة ممتنة دوتب .روزلين وجه لىإ تنتقل حساسيته أن يبدو .هناك اآلن

.»؟أحسن أليس، بأجرة العمل من أحسن لكنه«: غي .»األجور من أحسن شيء أي، للجحيم يا«: بيرس لك وندفع، الروديو إلى بك سنذهب .اسمع لك؟ أقول ماذا«: غي ذاه ومقابل، حصان أحسن لك وسأستعير، الدخول رسم ةالعشر الدوالرات

.»البرية الخيول صيد على لتساعدنا، غدا معنا تأتي

-٧٧-

، هناك الجيد الويسكي من زجاجة تشتري« :يقول ثم، لحظة بيرس يفكر .»المسابقة في لالشتراك االستعداد كامل أكون وهكذا

. »هنا انتظرني«: غي .جيبه في يده يضع وهو، البار إلى يذهب يعرف ال .واهتياج شديد فضول هوجه وفي، روزلين لىإ بيرس يلتفت

.»طويلة؟ مدة منذ... غي صديقة نتأ هل« :يسألها، هي النساء من صنف يأ . »جدا طويلة «

لغز من يهرب وكأنه، مستغربا ينصرف ثم، قليال بانحناءة رأسه يهز . السيارة في ليضعه سرجه لىإ يتجه ثم، محير

-٧٨-

السابع شهدامل

نبات حتى .األرض من جديد نوع عبر يقودون .النهار منتصف الوقت

.مجدبة بيضاء جيرية نفايات سوى ليس، المكان هذا في يعيش ال المريمية غيدو مع، الخلفي المقعد في وبيرس غيدو، روزلين وبجانبه، غي المقود خلف

الزجاجة غيدو يناول .قليال ثملون جميعهم .شفتيه على مائلة، ويسكي زجاجة الذي لغي تقدمها ثم، صمت في منها فتشرب، كتفها فوق من روزلين إلى

روزلين عن المكتئبين عينيه غيدو يزيح ال. ويعيدها، جرعة منها يرتشف يشرب الذي لبيرس الزجاجة وتعطي، مقعدها في التفاتة نصف تلتفت التي البيضاء النفايات إلى، الخارج الى يحملق وهو، ركبتيه على يضعها ثم منها .بها يمرون التي

وهم، طويلة فترة عليهم مضى لقد .الساطع الضوء من عيونهم تضيق هو وبينما، جديدة بسيارة مقطورة خيل عربة اآلن غي يلحق .يقودون الذي البقر راعي لسائقها بيده ويلوح، نافذته خارج رأسه بيرس يمد، يجتازها

حديثا مستأنفا، روزلين مع يتحدث ثم .الحواف العريضة ستنسون قبعة تديير .توقف قد كان، سابقا

، تعرفين وكما .نفسه المكان في مرتين ذراعي كسرت لقد«: بيرس .شيء بأي أتظاهر ال إنني .بالسقوط يتظاهر كان إذا ذراعه المرء يكسر ال

هامدين هناك فيستلقون ،النعاس فيغالبهم، ذلك يفعلون السائقين هؤالء بعض

-٧٩-

وال، السقوط أزيف الف، أنا أما، تعرفين كما، تمثيل مجرد ..كالصخور .»غي؟ يا كذلك أليس .به أتظاهر

.»بالفطرة وأحمق مغفال ولدت .صحيح هذا«: غي موجهة .»هكذا صادقا المرء يكون أن... رائع هذا ماذا؟«: روزلين

بعض في أرقص أن أعتدت، بيرس يا، تعنيه ما أعرف«: بيرس إلى حديثها أن أحاول كنت أنني أعني .مجنونة نني إعني قالوا والجميع... األماكن .»الفرق يدركون ال الناس لكن بصدق؟ أرقص

الدوام على كانت عنها أفكاره وكأن، محمومة بنظرات غيدو يرمقها .»ترقصين؟ كنت الرقص من نوع أي«: وليق، تتحطم

التعبيري الرقص يسمونه ما سوى شيء ال... آ«: محرجة، روزلين .»تعلم كما .الليلية المالهي في

ملهى إلى ذهبت مرة ذات«: ويقول. غي وبين بينها رأسه بيرس يحشر يكونوا ولم .)العارية الحقيقة (الملهى اسم وكان .سيتي كانساس في - ليلي

.»كذلك الملهى كان فقد .يمزحون .متضايقة أنها الحظ ألنه ويسكت، الضحك عن حاال يكف ثم، يضحك

.»!هنا إلى وصلنا قد ها«: غي يناديتدريجيا منحن طويل طريق أمامهم يمتد .للبلدة لمحة أول انتباههم تشد ،

نهاية وفي .األبيض الجبس من عميق واد قفو منتصب اسمنت قوس إنه وكأنها، الجبال تنتصب وخلفها، الخشبية المباني من صف يوجد، الطريق تكون تكاد، خرابة وكأنه، بعد عن المكان يبدو. السخام بلون، جثث مقالب زرع فال .هنا ها البشر استقر لم، سؤال الباب في يخطر .للطبيعة خارقة أو اليمين على شيء وال .ماء بركة وال، شجيرات وال رشج ال .ضرع وال

-٨٠-

األمطار من بقعب وهناك هنا مبللة منبسطة بيضاء أرض سوى، اليسار على إنه .متمرد بجمال المكان يتوشح تدريجي وبشكل، الربيع أمطار خلفتها التي في نفسه عن يعلن الذي الصارخ الصريح القبح ينسجه .فريد غريب جمال

السكة بجوار بنيت بلدة شكل ويتخذ .أسف وال اعتذار بال، وأمانة وضوح .مجاور مصنع من الجبس ألواح منها لتشحن، الحديدية البقر رعاة سباق لحضور، قبل من المكان غيدوو غي زار أن سبق لقد، الطريق يستقيم حين .قبل من يرياها فلم، روزلين وبيرس أما .السنوي، مخيما كان الذي الصمت طوق غي يكسر، البلدة رؤية مقدورهم في ويصبح ،شرطة قوات ال. الغرب في مفتوحة بلدة آخر هذه إن .بابتسامة لهم ويشرح

أهلها ومعظم، اليوم هذا مثل في إال، عنها باءغر يؤمها وال .قانون بال عملناو أنه إال، استخفاف في يبتسم أنه ورغم .بينهم فيما نزاعاتهم ويحلون، أقارب وليس .هنا عون من ليس إذ، بجواره تبقى أن روزلين على التنبيه يكرر

زال وما، قبل من حصلت المضايقات ولكن، سيضايقها أحدا أن بالضرورة تقول، يستخدمونها زالوا وما، هنا خصورهم على أسلحتهم يحملون الناس

.»األفالم في يحدث كما«: روزلين – ضحكتها يشاركونها ال اآلخرين ولكن، ساذجة بضحكة عيناها تتسع

غير بشكل سخيف الموقع نأ يحسون ألنهم أيضا بل، فقط الخوف بسبب ليس تصدم حين يحدث كما، السائد والقانون المنطق هو التخريب يبدو بحيث، معقول يدركون، مقدمات نوبدو .الزفاف حفل إلى طريقه في وهو، وتقتله ئامر دراجة

على يتدفقون الرعاع من جمهور، منهم ألفان ربما .بالناس مكتظة البلدة أن يمأل هؤالء صخب .الحديدي الخط وقضبان، العمارات صف بين العام الطريق فجلبتهم همؤأهوا مهاستعبدت أناس وصياح صدام، السيارة نوافذ عبر أسماعهم

.الشمس لوحتها التي الجيرية األرض هذه إلى األميال مئات بعد عن

-٨١-

على يسيرون أناس – المارة يتفادى لكي، مهل على السيارة غي يقود يوجد .بها يمرون التي النوافذ داخل وينظرون، يتحدثون، الطريق منتصف

لكنها .جديد وبعضها، قديم معظمها، الطريق جانب على واقفة سيارات اآلن مع، عاما عشر ياثن تبلغ فتاة منها وتنزل، إحداها باب يفتح .بالجير مغطاة رجل .غايتهما يعرفان وكأنهما، الغفير الجمهور نحو وينطلقان، صغير ولد

تمر سيارة كل مع يدور ثم .التبغ من قطعة يمضغ، الشمس في واقف عجوز .الجماهير ابتلعتها التي بسيارته التقدم عن يعجز غي يكاد .به

مرحبا .روب هذا«: ويصيح، النافذة من برأسه سبير يطل فجأة برني ذاك، هيه«: بيرس يقول ثم، روب يحيهم. »!حالك كيف! روب يا

.»!برني يا، أحوالك كيف .العجوز، المقعد على ويتكئ، السيارة داخل إلى بيرس يعود، التحية برني يرد

ليتني! اليوم هنا ءأقويا منافسون يوجد، هيه«: يقول .روزلين وغي بين ما »!اليوم جيد بحصان أحظى

أن يجب ألنك، غي يا، غانما سالما المباراة من تخرج أن نريدك«: غي الذي بيرس وجه على روزلين تتفرج .»البرية الخيول لصيد غدا ترافقنا

إلى العارم الشوق فيه وترى، بوصات بضع من أكثر هايعين عن يبعد ال معه شخصي وتعاطف، الشفقة من نوع – عليه بعطف وتشعر، والمجد النصر

! فرانكلين ذاك«: النافذة من لينادي، عنها بيرس يبتعد فجأة .القادمة محنته في .الجمهور قلب في السيارة »!فرانكلين الفتى أيها، مرحبا

، ضيقة قمصانا يلبسون منهم والعديد، العمل بمالبس بقر رعاة ثمة يرتدون األطفال من العديد يوجد .األفالم في نراها كالتي جينز يلوبناط أبهى في ونساء، فضفاضة سروالية أردية يرتدون مزارعون وهناك .كآبائهم صغيرة خيل عربة من حصانا ينزل أن يحاول بقر وراعي، األحد مالبس

-٨٢-

مأما، بعد عشرة السادسة يبلغن لم، فتيات ثالث تمشي .الجمهور وسط واقفة ابنتها بمعصم تمسك وامرأة .بهن يتحرشون الذين البقر رعاة من مجموعة مسدسين مالنجب، بدينان وضابطان، الجموع عبر طريقهما وتشقان، المراهقة

، ولألسفل لألعلى كاديالك سيارة يهزان، خصريهما على نيمتدلي، )٤٥ (عيار الشاحنة وفي .الكةمته قديمة آب بيك بشاحنة المشبوك الخلفي صدامها ليفكا ذات الكاديالك سيارة في أما .المزارعين أحد يسوقها، األطفال من عدد يقف

المراهنات على يعيش الذي النوع من رجال ثالثة يجلسف، المرفوع الغطاء، ولألسفل لألعلى السيارة مع يهتزون والجميع، وراقصة، والمقامرة .سيةالشم ونظاراتهم بوقارهم االحتفاظ ويحاولون

علوت اولكنه، والناس السيارات بضجيج ختلطت، نشاز ذات جاز موسيقى تمأل األجهزة وكل .األسطوانات لتشغيل فونوغراف جهاز بار كل ففي .عليه

المقطوعات إحدى تسمع، ببار غي سيارة مرت وكلما .الشارع جو موسيقاها ما شيئا سيعلن، الصوت مكبر عن االرتفاع شديد صوت يصدر. المختلفة – ملعب من صياح وكأنه، جهور صوت يسمع وكذلك، فهمه يمكن ال غامضا

الشارع آخر في الواقع الملعب في بدأت قد، البقر رعاة مباريات إن. من المتدفقة الجماهير بين صمت في واقفا هنديا فترى، روزلين تلتفت فجأة ويحمل – شيء ال في ربما – ما شيء في يحملق وهو، وصوب حدب كل

، اليسار إلى برفق بسيارته غي ينحرف .المالبس من صرة ذراعه تحت حدأ مقابل يتوقف ثم، الصدام بواسطة سيارته طريق من الناس ويدفع

خارج لىإ المقود وراء من معه ويجرها، يدها من روزلين يمسك .البارات شدة من مرفوعة وأيديهم، الصالون إلى طريقهم األربعة يشق .السيارة وترى، هدوء في حولها وتنظر، األمامي المقعد في الكلبة تجلس. االزدحام

باب من عجوز يخرج .المألوفة غير الوجوه بين رأسها وتدير .شيء كل

-٨٣-

هي وتواجه .نظرة عليها ليلقي، السيارة نافذة إلى يذهب، الكلبة فيرى، البار أنفه حول .التبغ ببقع ملوث وقميصه، مشأع إنه. وثبات تحد في نظراته .الجير مسحوق عليها، نقدية قطعا ويخرج، جيبه إلى يده يمد .صغيرة دمامل يغمز، حيرة في إليها تنظر ثم، فتشمها، المقعد على للكلبة دوالر ربع يلقي، النقود رنين صوت يسمع .سره معه ويختفي .الجمهور بين يختفي ثم، لها

بسرعة طريقها تشق، الطيبة عليها تبدو، مسنة سيدة فيرون، اسالن ويلتفت فوق تضع .تماما ممتلئة تبرعات جمع علبة بعنف وتهز، الجماهير عبر

من فستان في وترفل، مائلة صغيرة نسائية قبعة الشيب غزاه الذي رأسها صوت حنجرتها عن يصدر .ساقيها قصبتي إلى يصل، المشجر القماش تحت من ماكرة ابتسامة وتبتسم »اسمعوا، اسمعوا«: تقول أنهاك، غامض .وتدخل الصالون باب تفتح .الغاضبتين عينيها

إلى المصطفين بالزبائن مكتظ وهو .قدما خمسين على البار طول يزيد ملعب عرض عرضه. بعد عن الشراب يطلبون وهم، المواجه الجدار جهة، بالشراب المليئة األقداح تمرر، مرفوعة يد لمئة عنكبوتي جو ثمة .اليد كرة، االسطوانات لعزف، فونوغراف جهازا يوجد .البار إلى الفارغة األقداح وتعيد سقاة خمسة يوجد .عال صوته تلفاز وجهاز، مختلفتين اسطوانتين يعزفان

عبوس في يتلفتون، ثمنها ويجمعون، الطلبات يقدمون، الجمهور يواجهون هجوم أي ليمنعوا، المهاغوني الفاصل وراء من، الشمال وذات اليمين ذات يرى، ياردة طولها مرآة وفي. خلفهم عموديا المكومة الزجاجات صف على مجدول بخيط معلق مطبوع وإعالن .الدخان عبر بعبوس يحملق، وعل رأس .»ثانية الوعل هذا على النار تطلقوا ال «:فيه مكتوب، عنقه حول

الخشب نشارة أراقت التي الرصاص ثقوب ترى أن، البصيرة العين وبوسع .الدم بدل

-٨٤-

وتهز، البار عند وصاحبتيه بقر راعي إلى طريقها العجوز المرأة تشق .المندهشين وجهيهما أمام العلبة

.»توم يا، الكنيسة مساعدات لجمعية تبرع «:العجوز السيدة

إلى العجوز تلتفت ثم .التبرعات علبة في قديةن قطعة يرمي و»طبعا« .»خاطئة؟ يا، وأنت« :وتقول، صاحبته

.»!اآلن نقود معي ليس! سيدتي يا آه«

.فرانك يا، هيا «:تقول .لهما مجاور آخر مشهد في العلبة العجوز تهز البار في لحظة قبل لك تبرعت لقد« .»الكنيسة مساعدات لجمعية تبرع

قطعة يضع «»!تبرع هيا .مكانك تبارح ال أن، هذا سيعلمك «.»المجاور في شرابهم أقداح، وغيدو إيزابيلو وبيرس وغي روزلين .يتمتم وهو، نقود، البار قرب معا مضغوطون وهم، شفاههم إلى رفعها يستطيعون وال، أيديهم رجل .األنفاق مترو في كأناس، الحركة عن مشلولين الزحام وسط ويقفون ويحمل، البار إلى طريقه يشق، فضيا شعره فأصبح، شيبا رأسه اشتعل عجوز علي «:لغي ويشرح، الصبي بركبتي يمسك .يضعه، أعوام سبعة عمره صبيا يهز .»المدرسة إلى يهرب أن، تعلم كما سيفعله شيء أول وإال، أمسكه أن :يقول، الزائغتين يهعين خالل من العجوز ويبتسم، قصده فهم وقد، رأسه غي .»؟كثيرون منا يبق لم، العم ابن يا، أنت كيف«

،غالبا الإ الدنيا تؤخذ ال، صعبة فالحياة، المرء توجه ىأن! عليك ال« .»والدي يا

بجو مبتهج إنه! ياليستر، لحفيدي كازوز رشفة «:للساقي العجوز يصيح هل «:غي ويخاطب ،مطاطي برباط مربوطة كرة الصبي من يأخذ .العطلة

-٨٥-

أفسحوا .هيا .حياتي في رأيته شيء أجمل إنها الكرة؟ بهذه اللعب مرة جربت .»!اآلن المجال

ويضربها المطاطي بالخيط نحوه يشدها ثم الهواء في الكرة يرمي ثم الكرة ضربات من ليحموها ،وجوههم يغطون الناس بينما، وتعود فتبتعد، ثانية .باتجاهها التنبؤ يصعب التي

.نيمتيقظ لسقاة

، شفتيها إلى قدحها توصل أن لها يتيح ما الفراغ من روزلين وتجد .»أجرب؟ هل .هذا افعل أن أستطيع. هيه«: تهتف وهي، بسرعة وتشرب

أراهن «:ويقول، حاال الكرة لها فيقدم .بالمتعة العجوز الرجل يحس .» !متتالية ضربات عشر تضربيها أن نتستطيعي ال أنك، بدوالرين

.»!روز يا، هيا! الرهان قبلت «:بيرس! أظن ما على، آه «:وتقول، المطاطي الكرة رباط روزلين تمسك

.»!ضربات عشر من أكثر أضربها أن بوسعي، وسعوا .هيا «!ذراعيه يفرد وهو، يقول، للجمهور ظهره العجوز يجعل

حتى، الناس يتراجع إذ، معجزة الرهان خبارأ حدث» !رهان أمامنا .وسعوا ومن، بالكرة تلعب تبدأ .الناس من خال مكان في وحدها روزلين تصبح

بيرس يعد .يدها في المشروب قدح تحمل تزال ما .اللعبة تتقن أنها الواضح الرعاة حدأ يهتف، السادسة الضربة يعد حين. دوالران يده وفي، ضربة كل

الخامسة الضربة حتى تصل ال أنها، دوالرات بخمسة راهنأ«: بيرس مخاطبا . »عشرة

، عشرة، تسعة «: يعد و،بعد ذلك ستفعل أنها مؤكدا رأسه بيرس يهز . »...عشرة حدىإ

-٨٦-

بقر يراع .دوالرين هذا فيناوله ، المندهش العجوز لىإ يده بيرس يمد .»العشرين الضربة تصل ال أنها بعشرة أراهن«: ثان

ستة، ...، عشر ستة، عشر خمسة، عشر أربعة، عشر ثالثة «:بيرس في ويستمر، خسرا اللذين الراعيين من النقود بيرس يجمع ثم .»...وعشرون

وتصل، جديدة بمراهنات أصوات الصالون أنحاء جميع من وترتفع .العد .االتجاهات جميع من النقود

.»!ضاأي هنا دوالرات عشرة« .»!هنا خمسة« .»!بخمسة أراهن« .»!هنا عشر خمسة«

، قدحها من ترتشف، الوقت نفس وفي، اآلن جد في بالكرة روزلين تلعب بصوت بالعد بيرس إيزابيل تشارك .الثمل آثار من أثر عينيها في ظهر وقد

ترى: اشمئزاز في إليه تنظر ثم، منه جرعة أخذت ثم، مشروبها تتناول .مرتفع .القدح تضع ثم، وتشرب، قدحها في قليال منها فتصب، ويسكي قنينة

بمهارة مسحورتان وعيناه، البار على بجوارها جالس الصغير الصبي صبت قد إيزابيل كانت الذي -الكازوز قدح يرفع ثم، الكرة لعب في روزلين

.المزيد يتذوق ثم، غريب بطعم ويحس ويشرب، خطأ الويسكي فيهتخترق أن العجوز السيدة تحاول .روزلين ضربات اآلن الجمهور يعد

نظرة اختالس من وتتمكن، بيرس وروزلين حول أحاط الذي الرجال طوق بيرس يدي بين الماطرة النقود على عيناها وتتسمر .المتزاحمة األجساد بين

بيرس إلى طريقها تشق، الجشع التصميم من جاهد بجهدو .لألعلى المرفوعة ..».وأربعون اثنتان ..وثالثون سبعة، وثالثون ستة« :يهتف الذي

-٨٧-

.ثانية تضربها ترتد وحالما، باألرض الكرة تضرب روزلين تبدو فجأة على يقفون، السقاة حتى .اللعب في التجديد بهذا اإلعجاب صيحات ترتفع

.ليتفرجوا، الجمهور فوق أعناقهم تشرئبو ،أصابعهم أطراف .»!السبعين تصل ال أنها .دوالرات بعشرة أراهن«

: يقول، العد عن يتوقف أن دون، النقود ويأخذ، موافقا رأسه بيرس يهز . »...وخمسون خمس، وخمسون أربع«

قفا هبيد ويربت، الناس بين من البقر رعاة أحد يخرج، غرة حين علىو عالمات وجهه في فيرى، إليه وينظر، غي بجانب غيدو يقف .روزلين تكاد، حوله من العيون فيرى، الحشود وجوه في النظر غي ينعم .الغضب أي عن تتورع ال إنها «:ويقول، ضاحكا غيدو ينفجر .روزلين جسد تفترس في يراها التي العاجزة الشهوة نفس غيدو مالمح في غي ويرى. » !شيء .جديدة إعجاب بصيحات المكان يمتلئ .اآلخرين وجوه

من ترتشف، نفسه الوقت وفي .يدها ظهرب الكرة تضرب اآلن إنها متحمسا، ما نوعا فتيا، منهمكا، بجانبها واقف وهو، العد بيرس يتابع .قدحها وتهز، نروزلي من العجوز السيدة تقترب .اللعب مواصلة على ويحثها، مثلها .» !العبي! خاطئة يا، المسيح ألجل العبي «:أذنها في وتهمس، أمامها العلبة

.» !فضلك من «:وتقول، أعصابها على السيطرة روزلين تفقد

:تقول، يده في الموجودة بالنقود مطالبة، بيرس العجوز السيدة تخاطب .»حي وأنت ذلك افعل .فتى يا، خيري لمشروع بها تبرع«

، وسبعون أربع، اخرسي، وسبعون اثنان، وسبعون حدوا «:بيرس .» ...وسبعون خمس

-٨٨-

، واحد قدم بعد على روزلين تقف .اآلن حتى النتصارها صيحة تنطلق .هاليقب ويروح، الخلف من يحتضنها .نحوه وظهرها، الثاني البقر راعي من

أرضا يطرحه حتى ويضربه، غي عليه ينقض ،ه ثميقفز .ناآلخرو يجر بيدهو، ورائه من ويجره، غي بجانب غيدو يظهر .البار وراء من ساقيان .الباب نحو كليهما ويجر، روزلين يمسك، األخرى

يالحظ عندما إنزاله يحاول، البار عند حفيده إلى العجوز الرجل يلتفت، ئلتالم نصف القدح الصغيرة يده من يأخذ، السكر عالمات بعض وجهه في

على ينحني »!ليستر«: وجشعة مترددة بلهجة ويقول، أيفاج، يذوقه ثم ويشمه .»النقود؟ هذه لك أين من«: يقول، يغالبه الكرى أن يبدو الذي الصبي وجه

إلى الجمهور بين من روزلين غي يسحب، البار خارج الشارع في وهم، إيزابيلو وغيدو بيرس يأتي، أثرهما وفي، واقفتين سيارتين بين ما

فتمسك .حمايتها في غي برغبة روزلين تتأثر .بيرس قبعة في النقود يعدون إلى اللعب أطيل أن أنوي أكن لم، غي يا، آسفة«: وتقول، يديها بين وجهها .»ضايقتك؟ هل لمساعدتي؟ شكرا ،الحد هذا

منه أزاال ،لها اآلخرين واشتهاء، السابقة اللحظات في، فقدانها من خوفه .»سأتزوجك«: يهتف، تحفظ كل

لست، غي يا، ال، آه«: وتقول، بالحزن الممزوج بالفرح روزلين تشعر .»هذا لقولك شكرا لكن، لهذا مضطرا

وخمسة مئة«: يصيحان وراءه وغيدو، الداخل إلى فجأة بيرس يندفع .»!عرفتها امرأة أروع اإنه ذلك مع غي؟ يا، عظيمة أليست .ادوالر وأربعون .يدها في النقود يضع وهو، بذراعيه روزلين خصر بيرس يحيط ثم

.العلبة تهز وهي، بيرس ذراع تحت من، العجوز السيدة تظهر، الحال وفي

-٨٩-

الذراع هذا تجبير نفقات أوفي زلت ما، أمامي تلك تهزي ال«: إيزابيل ثم. »!تشارلز «:فتصيح، ماهيرالج بين شخصا إيزابيل ترى فجأة. »!المكسور

.الجماهير بين تعدو نظراتها من بنظرة وتحدجها، روزلين أمام العلبة العجوز تهز أرى إنني، كبير بمبلغ ستتبرعين أنك أعتقد! خاطئة يا «:وتقول .التبشيرية

أعرفك وأنا، خاطئة يا، الهداية عن تبحثين فأنت .الجميلتين عينيك في ذلك لإلنسانة، تفهمك لمن تبرعي .ثمإ وألم من العادية حياتك يمأل ما، وأحبك .» !الموحشة عزلتك في تحبك التي الوحيدة

بالنفور تشعر ثم، مسلية العجوز هذه أن روزلين تشعر، األمر أول في هذه لرغبة تتأثر فإنها هذا ومع، منها بالخوف ثم، إليها باالنجذاب ثم، منها

، لها يتصدى غي لكن .كلها النقود تناولها دأـوتب، مباركتها يف العجوز :ويقول، نقدية ورقة العجوز يناول «.المقدار ذاـبه تأثم لم إنها «:ويقول

.» ...عشرة هاك« نوعشر يكفيك، أخرى عشرة هاك «:ويقول، أخرى ورقة يعطيها ثم .»دوالرا

البقر رعاة لنمنع، المقبرة حول اسياج سنبني! هللا الحمد «:العجوز في حبيبتي يا، ساهمت قد .القبور بين لترعى، خيلهم إطالق من هؤالء .»عنك اهللا عفا لقد! سالم في يرقدوا أن على، موتانا مساعدة

! هنا من زريحا «:وتقول، روزلين نحو الجماهير بين إيزابيل تندفع .» !هنا من حزريا .العزيزة فتاتي يا

.»من؟« .»إجازة في إنهما .عيني أصدق لم! زوجي«

-٩٠-

.»أيضا؟ وزوجته، آه«

صديقاتي؟ أفضل كانت التي، كالرا عن حديثي أتذكرين .كالرا! طبعا« .» !مضى وقت أي في منها أطيب وهي

.»برؤيتها سعيدة جعلتك إذ، كذلك أنها بد ال «:غي

المكنسة ضيعت فقد. لي زوجا تشارلز يظل أن ممكنا كان ما، آه« ثم، ضحكهم في وتشاركهم، الضحك من الرجال ينفجر .»مرة ذات الكهربائية

زحام وسط أنه ،الواضح من الذي السابق زوجها نحو بذراعها تلوح .»ستقابلونهما، تعالوا .بعد المكنسة يجدا لم وهما «:الجماهير

نجد أن علينا .ابيلإيز يا، بعد فيما كنر دعينا «:قائال، غي يوقفهم .»ليركبه، الفتى لهذا حصانا الخيول لصيد معكم أذهب لن ولكن .هنا ما مكان في سنكون .بأس ال« :وتضغطها، بيرس يد تتناول. »أسبوعا بيتي في سيقيمان ألنهما - البرية

بين تختفي حتى وتتراجع، روزلين يد تربت ثم. »!فتى يا، اقفمو حظا« .»!العزيزة فتاتي يا، السالمة مع «.سعادة في وتلوح، المتدافعة الجماهير

مضمار ونحو، الشارع نهاية نمر، الجماهير بين معا األربعة يسير هل «:ويقول، وروزلين غي بين رأسه بيرس يضع .البقر رعاة مسابقات .»جانبي؟ إلى الحظ ليكون، تقبيلها بوسعي

.»واحدة مرة«

.يرونيس وهم، بيرس يقبلها دعنا .تعال .الحظ هذا كل إلى بحاجة لست «:ويقول، عنها غي يبعده

.»نسجلك

-٩١-

حتى له تلوح التي لروزلين كتفه فوق من ويضحك، بيرس مع يبتعد من بسياج محاطة ،زريبة سوى، الروديو ساحة ليست .الجمهور بين يختفي من مكون، مثقب أبيض ارجد منها جانب وفي .التالفة واألسالك األعمدة، الملعب طريق في الخشبية األلواح من مزالق ثمة .الحجارة من طبقات ثالث

السيارات من ببحر محاطة المنطقة .الحكم عليه يقف، منخفض برج وبجانبه، صغيرة كنيسة سوى ترى ال، المتفرجين منصات على تقف وحين .المتوقفة واتخذ، الطقس بتأثير انحرف قد خشبي صليب وعليها، البعيدة الجبال تواجه .)X( الحرف شكل

ثمة .السياج حول يقفونف الجمهور بقية أما .مكتظة المتفرجين منصات آباء – إيابا أو ذهابا يتحركون بل، مكان في يستقرون ال الجمهور وسط أفراد

وأناس، فتيات عن وأشخاص، أزواجهن عن وزوجات، بناتهم عن يبحثون وسط أنهم يشعروا أن إال، اآلن يريدون وال، الجبال بين الحياة وحدة سئموا .القادم العام من الموعد هذا حتى سيرونه الذي الوحيد الجمهور وهو، جمهور الحكم يقف .القفز كثير، جامح حصان على فارس منه وينطلق، المزالق يفتح يده وفي، ثقيلة ذهبية لسلةبس، المربوطة ساعته يده وفي، منتصفه في

.اعةـوالس الفارس بين تنتقالن وعيناه، منها ربـيش بيرة زجاجة، األخرى الجمهور فيرتد، السياج نحو ينطلق، الحصان ظهر على المتسابق زال ما

وكأن، يتفرج، الفراغ في لحظة واقفا يظل اهندي عدا ما، الوراء إلى هروبا الهندي ويختفي، الوراء إلى الناس ويبتعد، الحصان ينحرف .رأسه على الطير .ثانية مرة بينهم

حلبة إلى غيدو ينظر .المتفرجين منصة على واقفان وغيدو روزلين هذه إلى ببصره غيدو يجول .بشغف فتتفرج هي أما، اكتراث دون المباراة .جسمهاو وعنقها وجهها بعينيه ويلتهم، بجانبه الواقفة

-٩٢-

.مقاعدهم في وقفة نصف حولهما الناس ويقف، مهورالج يصيح فجأة تحت يسقط الخيال ترى حين، وجهها في الخوف ويبدو، كذلك هي تهتف .الهواء في المعلقة الحصان حوافر

.»الحد هذا إلى خطيرة المباراة أن أعرف كنت ما، غي يا« شيء كل«: هاتجاه نواياه تفصح بغمزةو، ببطء كالمها على غيدو يعلق

.»خطير يعمل أن يستحق، ودهائه تحفظه كل والشمس الويسكي يجر .دهشة في إليه تنظر

أحد على لتتفرج، عنه بصرها تصرف .عينيها في صارخة بشهوة ويحملق .سرجه حزام يفك أن يحاول، قفاز حصان على قادم وهو، المتبارين .»الحزام؟ يفك لماذا« .»أكثر يقفز ليجعله، حساسة أماكن في الحصان على يضغط كي، آه« .»حرام «هذا .عليه الحزام هذا يضعوا أن يجوز ال«

مباراة تكتمل ال«: وتقول، الضحك عن توقفه جديتها لكن .الضحك يبدأ .»األشياء هذه بغير البقر رعاة

.»!ارياتالمب هذه تقام ال أن ينبغي إذا، حسنا« وهو .روزلين وغيدو يقف وكذلك، الناس ويقف، الجمهور يهدر فجأة

من الراكب أسقط الذي الحصان إلى هي تنظر بينما .بالغة بحيرة فيها يحملق فوق بيرس وغي يجلس، ياردات عدة بعد على. يطارده وراح، السياج فوق

، المتفرجين منصة ونح اآلن غي ينظر .متدلية وسيقانهما، مغلق مزالق .»ثمال تكون ال أن آمل« :بيرس ويخاطب

فزت لقد .تخف ال .للجحيم يا«: يقول ثم، غي نظرات بيرس يتابع، المتفرجين بين روزلين يرى .»فيها أنا التي البلدة اسم أذكر ال وأنا، بجوائز .»!هي تلك«: يقول وهو، بيده لها فيلوح

-٩٣-

يرفع .الفراء ذات ببلوزتها له وتلوح، فتقف ،اآلن بذراعه لها غي يلوح .ذراعه لهما غيدو

سوف«: ويقول، غي إلى فيلتفت، بحماس تشجعه أنها بيرس يدرك .»يضايقك ال هذا كان إذا إال – غي يا، أغازلها أن أحاول ال

يضايقني إنه – ولد يا«: ويقول، خجال وجهه يحمر«. يربت .غرامية منافسة من بينهما بما العفوي االعتراف لهذا يضحكان

تحت المزالق حصان يعبر األثناء هذه وفي .مودة في بيرس ظهر على غي .أقدامهما .»!انطلق أنا ها .حسنا«

يد غي إليه يمد .الهادئ الجواد صهوة ويعتلي، السياج بيرس ينزل .») - ريفر بالك (هو عنواني« :ويقول، غي إلى ينظر ثم .المساعدة

قفاز حصان صهوة على اآلن ترون« :العالي الصوت مكبر يقاطعه .»!ويومنغ، ريفر بالك من، هوالند بيرس

.»!ويومنغ وليس، كاليفورنيا«: كتفه فوق من بيرس يصيح الحصان يرفس .بإحكام القفاز الحصان سرج حزام البقر رعاة أحد يشد .»بني؟ يا، مستعد أنت هل«: غي .المزالق أخشاب

.»!أطلقوه، الحصان أطلقوا .هيا«: بيرس .»!المزالق افتحوا«: غي .الجمهور ويصيح، سابحا الحصان فينطلق، البوابة الموظفين أحد يفتح

.وحشية وعالية قفزات تحته يقفز هذا بينما، بالحصان بيرس يتشبث .»ولد يا، أثبت«: ويصيح، حيوية يمتلئ، المتفرجين بين غيدو

-٩٤-

انتصار في األمل بين مشتتة إنها – بقلق يحدث ما روزلين تراقب وتتابع، أذنيها في أصابعها تضع .السقوط من عليه الخوف وبين، بيرس

.بعينيها يحدث ما

.ساعته إلى وينظر، زجاجته من البيرة الحكم يشرب

ويلمح، المنصات في روزلين إلى غي ينظر، المزالق سياج ومن وتستطيع .فيه تجلس الذي المكان من قريبا الحصان يقفز .عينيها في الدموع

شدة من شفتاه عنها انزاحت وقد، المصطكة بيرس أسنان ترى أن لحظة في .السماء في معلقا وألسفل ألعلى الحصان يهزه حين في، التوتر

.الصلدة األرض فوق ويرميه، جسده يمزق يكاد، يرسبب الحصان يطيح إلى تلتفت ثم، اسمه وتنادي، تنقذه أن تحاول وكأنها، روزلين تصيح اآلن وجهه في وتشيع، بقبضته الهواء غيدو ويضرب. نجدته على وتحثه، غيدو

باالرتباك هي تشعر، حيواني سرور وعالمات، الشديد الغضب ماراتأ .المضمار حلبة إلى النظر وتعاود، رعبها مع وحيدة اآلن وبأنها، والحيرة

وجهه وفي .السياج فوق غي يقف، الجمهور من صيحة فجأة تنطلق فوق من بيرس يسقط .للمساعدة االستعداد أهبة على وهو، الزهو ماراتأ

نحو ويعدو السياج عن غي يقفز .حراك بال متمددا وجهه على ويقع، الحصان في جالسة روزلين تبقى. الحلبة نحو الجموع بين طريقه غيدو يشق كذلك .بيرس، وتبكي، الجمهور فوق من يحدث ما ترى أن تحاول وهي، وراءه مقعدها .المضمار نحو النزول في اآلن تبدأ، صفعها أحدا وكأن، شاحب وجهها

ويجره، غيدو يصل .قدميه على يوقفه أن يحاول، بيرس إلى غي يصل على قبعته غيدو ويثبت، السياج من بوابة نحو، عليه مغمى شبه وهو ،االثنان .هـرأس

-٩٥-

تقف .بالسيارات مكتظة منطقة إلى يخرجون وهم، روزلين بهم تلتحق .»الطبيب؟ أين«: روزلين. الكنيسة أمام إسعاف سيارة

.»بابا؟ يا، قبعتي أين«: بيرس .»بيرس اي، رأسك على إنها«: غي .ذراعه تمسك التي، لروزلين ويصيح، فجأة بيرس يجفل .»!فريدا يا، ذراعي اتركي«: بيرس، عليك هون«: يقول، وعيه كامل إلى يعيده وأن، يهدئه أن غي يحاول

بالبرد تشعر .ذهول في روزلين في بيرس يحملق.»شقيقتك ليست إنها، فتى يا .اإلسعاف سيارة إلى يصلوا حتى جديد من ويحملونه، عليه الخوف شدة من

: ويقول، مطمئنة ابتسامة وجهه وعلى، انتظارهم في ممرضا يجدون حيث ثم »كذلك؟ أليس، الحصان بذيل اللعب كيعل جره ما هذا .عليك بأس ال«

.بالشعر المكتظتين بيديه وجنتيه عظم ويتفحص، بيرس وجه يمسك .»سيجل دعوه«: روزلين

حركات أن تالحظ .اإلسعاف سيارة أرضية حافة على وتجلسه، مقدرته من شك في إليه وتنظر، الكفاية فيها بما سريعة ليست الممرض .»طبيب؟ أنت هل« :وتسأله

.»طبيبا أريد ال«: ويقول، ينهض أن بيرس يحاول ويضغط .»فقط قليال سأنظفك .طبيبك لست فتى يا، تمهل« :الممرض

.السيارة في شيء عن يبحث ثم، ببنطاله يديه يمسح، يجلسه حتى بيرس على .»هنا؟ طبيب يوجد أال .حسنا« :بالعجز روزلين شعور يتزايد

.»وقطن الكحول من زجاجة ومعه، الممرض يعود .»هنا من ميال ستين قبل ليس« :غي

-٩٦-

، ينظف الممرض بينما، كثب عن بيرس وجه يتفحص، غي ينحني ثم .»بسيطة إصابته«: ويقول يقف ثم

: تقول، بيرس لتنهض تنحني. »!طبيب إلى نأخذه دعنا عرفت؟ وكيف« .»سيارتي في سآخذك، معي تعال«

اآلن وليتحا ال« :يقول، مداراة ودون عنف في عنه يبعدها غي لكن .»روزلين يا، أمورنا تديري أن

.»!هنا شيئا أفهم ال كذلك؟ أليس .صديقك إنه« ضمادا الممرض يضع .الوراء إلى فتلتفت، ألم صيحة بيرس عن تند

يجلس حيث، نحوه غي ينحني بينما، بلطف أنفه بيرس يلمس .أنفه أرنبة فوق ، كذلك أليس، بخير أنت«: ويقول .فاإلسعا سيارة أرضية أطراف على .أنفه ويتحسس، األلم من بيرس يزفر» بيرس؟ يا

.»يرام؟ ما على أنت هل، بيرس« هل«:بدوار يشعر وهو ويقول، غي إلى ينظر ثم، بيرس عينا تطرف

.»المحدد؟ الوقت انتهى حتى صمدت .»أجدت وقد .فتى يا، تقريبا« .»كذلك؟ أليس، عفريتا حصانا كان« .»أحسنت. قاتال بل، آه«

روزلين وتنحني. وركبتيه يديه على يسقط ولكنه، الوقوف بيرس يحاول .لتسنده بسرعة

يبقى الذي بيرس عن يبعدها. »سينهض، روز يا ، وحده دعيه«: غي .أنفاسه يسترد أن محاوال، ورجليه يديه على منكبا .لحظة

-٩٧-

.ألم في إليه تنظر، والعجز الفهم عدم من لجة وتغمرها، مرعوبة تقف التي قبعته غيدو يناوله .قدميه على ويقف، كبيرة بصعوبة ينهضف هو أما

.واضح غير صوت الصوت مكبر من ينطلق .جديد من رأسه عن سقطت .»أنا؟ هذا هل! آه« بيرس .»دقيقتان لديك مازال .عدب دورك يحن لم« :غي

.» سيفعل؟ ماذا« :روزلين .»قليال وحدك تمش، بيرس يا، هيا .ثورا سيمتطي«

.الواقفة السيارات بين به ويسير، كتفه فوق بيرس ذراع غي يضع لجة وسط، ببطء يمشيان .بالتدريج ثباته يسترد ولكنه، يترنح بيرس زال ما .السيارات فوالذ من

.»!ثانية مرة هناك إلى يعود تدعه لن، غيدو«: روزلين يريد أنه أظن« :يقول .يقين دون، الحياة حقائق يمجد من بأسلوب غيدو

.»الثور ذلك يركب أن .»ولكن«

.معهما وتسير، بيرس وغي نحو فتجري، بالخيبة تشعر .»اآلن هيا .روز يا، بالمشي وعيه يسترد دعيه« .جانبا غي زيحهاي

أن السيارات ىحدإ صدام يرغمهم أحيانا، بجانبهم تمشي أن تضطر .خلفهم تسير

.»؟البار في ربحناه ما تأخذ ال لم، هاك بيرس؟ يا، هذا تفعل ماذا أجل من« تحاول، الوقت نفس وفي، محفظتها من النقود تخرج أن جاهدة تحاول

انظر .خذها فهيا .بيرس يا، كسبها في ساعدتني لقد« :تقول، بجانبهما البقاء .»هناك إلى للعودة مضطرا لست .دوالر مئة على تزيد إنها

-٩٨-

تلمس، يستجيب ربما أنه وتشعر .فيها يحملق .منه وتقترب، يتوقف .بابتسامتها إليه وتتوسل، برفق وجنتيه

ركوب في جدا ماهر أنا .اآلن علي تتفرجي أن أريدك« :بيرس .»الثيران .»هذا؟ تفعل لماذا ولكن« .»االشتراك رسم دفعت، هنا جئت هذا أجل من لماذا؟«

.مفهوم غير كالما ثانية الصوت مكبر يطلق .»!مستعد إنني .غي يا، هناك خذي«: بيرس وهو، غيدو عهميتب ثم، روزلين بهما تلحق .المباراة حلبة نحو يتجهان

.ثمال يزداد إنه .قلقها من ساخرا، يبتسم زال ما .»!غي يا، أرجوك«: روزلين

المزالق نحو السير في يستمران وغي بيرس لكن. ! روزلين يا، تراقبيني أن أريدك« :نحوه كتفه فوق من بيرس يلتفت

.»!اآلن علي تخافي ال .مساعدته تطلب وكأنها .بجانبها يقف الذي غيدو إلى نروزلي تلتفت

الموضوع ليجعل لها يقول. باألمر قبل أنه على تدل، القلقة نظراته ترى .»والكسور بالرضوض يبالون ال إنهم« :مقنعا

. مساعدة عن بحثا حولها من العالم تتفحص ثم، بسرعة عنه تشيح من صف خلف صف سوى اأمامه ليس - ناظريها أمام بشري كائن وال

.الصوت مكبر بزعيق الجمهور صياح يختلط .والحديد والصمت السيارات من ضخم ثور تحتهما يظهر، المزالق جدار فوق وغي بيرس يجلس

إلى احترام في العمال يسوقه، الدم بلون محمرتان وعيناه، البراهما نوع

-٩٩-

، الخلفيتين هساقي حول القفز حزام يضع العمال أحد اآلن .المدله موضعه .لحظة مرخيا ويبقيه

عينيه يغلق .ورهبة خوفا جاحظتين ننيبعي الثور بيرس يتفحص، فمه في )تمباك( قطعة يدس كما .وعيه كامل يسترد لكي، بصعوبة امويفتحه

ثم، مباشرة تحتهما الواقف، الثور بنظره غي يفحص .هدوء في ويمضغها يا ،بخير أنت هل« :ويقول، به هائل تزازاع عينيه وفي، بيرس إلى ينظر

.»الثور؟ هذا تريد هل بيرس؟ وقع من اضطراب مضطرب، الثور في النظر يمعن وهو، بيرس يتردد

، يمتطيه لكي ينحني ثم .»أريده نعم .ليكن«: يقول ثم، قبل من الضرر عليه .»!بيرس«: يقول

معيرا ويشير، بفخر يغ يبتسم .الصوت مصدر إلى غي وهو ينظر، منهما ياردات بضع بعد على، السياج تسلقت قد كانت التي روزلين إلى

..»لماذا ! جائزتك هي ها بيرس! الثور هذا يركب تدعه ال، غي«: وتنادي .بالنقود له تلوح .بجانبها يقف، ضاحكا يعد لم الذي غيدو تظنون من، كرام يا ةساد يا واآلن«: صوتها على الصوت مكبر يطغى

بيرس يأتينا الثانية للمرة! حقيقيون رجال الغرب في عندنا زال ما إلينا؟ عاد .»براهما ثور راكبا، كولورادو في، السوداء التالل من هوالند

.الجمهور يهتف بنبرة تنادي ثم، الطرف تغض .روزلين يخرس القاسي األحداث سير إن يستقر أن وبعد .الثور ظهر امتطاء في بيرس غي يساعد .»!غي «:المهزوم .»!عزيزتي يا، اآلن راقبيني«: ويقول روزلين إلى يلتفت، ظهره على بيرس

-١٠٠-

وينطلق، البوابة تفتح ثم، برأسه الثور يندفع، الثور العمال أحد يخز .السباق مضمار إلى بالثور بيرس

أقدام تحت تميد باألرض وتشعر، القالمز من جدا قريبا روزلين تقف فيحدث األرض يضرب .الهائل بثقله تشعر وحينما، الحلبة في الثقيل الثور إال نرى وال، خوفا بدنها ويقشعر، حولها ما كل عن تعمى ،كالرعد دويا

بشرر تقدحان وعيناه، بحبل الثور عنق شد قد، المروع المشهد من ومضات .أعماقها ويهز، قوي األرض على حوافره وخبط، االنتقام في الرغبة

يغير ثم، كالسنام يبدو حتى، ظهره مقوسا، الهواء في الحيوان يقفز مربوط وكأنه، وينكمش فيتمدد، بيرس جسد معه ويلوي يهبط وهو، اتجاهه، األلم شدة من ويتلوى، العذاب قسوة من بيرس أسنان تصطك. سوط برأس وجهه فيواجه، الخلف لىإ رأسه يرتمي، عنيفة عةبسر الثور به يهبط وحين ،اهتاف تسمع ال لكنها، الجمهور يهتف أن السماء لىإ يتضرع كمن، السماء من شيطان مئة المكشرة بأنيابهم ويمزقون، بقبضاتهم الهواء الزبائن يحارب الغرباء والناس، تتحطم الكازوز وزجاجات، تنبح والكالب، خيالهم صنع مرتفع بصوت يذيع، راديو أحدهم ويحمل، آخر ذراع منهم واحد كل يضغط والشمس .الجوية الخطوط شركات إحدى مطبخ يقدمه الذي الطعام عن إعالنا ما تفهم ال إنها! صمت في، فراغ في إنها .القاتمة الجبال خلف تغيب ذاتها، غاضبةوال القاسية الثور نظرات سوى ترى وال، المجنون العالم هذا في يدور البطولي التصميم ومالمح .دمية رأس وكأنه، جسده يمزق يكاد، بيرس ورأس .عينيه في واأللم الحزن نظرات مع تتناقض فمه في العنيد

.قلق يقظ انتباه محله وحل ،الثمل عنه زال لقد ، الهتاف عن غيدو يتوقف .خلفها الجمهور نحو تجري كنهال، يواسيها انه لو كما نحوها يلتفتو، إليها يتجه .الحلبة لىإ فتعود ،الجمهور من تصدر » آخ، آخ« ثم، صيحة ،فظ نداء

-١٠١-

كالجبال صمت .وجهه نصف غطيت وكتفه، التراب على ملقى بيرس وهو، بيرس جسم حول يدور الظهر العاري والثور والحلبة المتفرجين يغمر نحو الثور يسوق أن يحاول، اانحص يمتطي شخص وثمة .ويرفس ينفخ

حيلة كل ويرقب، بحصانه يراوغ .الرياضة حماس من خال ووجهه، المزالق ثم، الثور أمام ويمر، الحلبة إلى غي يعدو. األبيض الثور بها يقوم قد خدع أو

من غي ويتمكن، لحظة الثور يلهي الحصان وراكب، معه فيدور، حوله يدور خارج حمله في غيدو يساعده حيث، السياج إلى الناعم الرمل فوق جسده جر

.السياج ، الهائج الثور لهاثو .صمت في يحدث ما مترقب، واقف الجمهور

هبوب ولكن، الحلبة فوق الرمادي الغبار من غيمة تخيم .يسمع يزال ما . بعيدا وتحملها تبددها بدأت قد الليل نسمات

-١٠٢-

الثامن املشهد

النهار ضوء بقايا زالت وما، البارات في النيون سطوع من ظلمةال زيدت أرصفة أمام مرصوصة واقفة السيارات .الجبال قمم في تتوهج األزرق والناس، اآلن أقل الجماهير كثافة. الرصيف فوق صاعدة منها واحدة، البارات جماعات وهناك .وشاحناتها سياراتها في تغادر األسر .وئيد خطو في يسيرون جماعة كل ومع، منها ويخرجون البارات يدخلون، البقر رعاة من صغيرة

، الشحن عربات وبين، الواقفة السيارات داخل مهمة أحاديث نسمع، فتاة، وامرأة رجل بين أو، آخرو رجل بين بعضها، المعتمة الزوايا وحول

لىإ والعودة بالضحك أو، الغريبة واللعنات والشتائم بالصياح ينتهي وبعضها .البارات أحد

على متكئ ورأسها، السيارة في األمامي المقعد على روزلين تجلس، متقطعة أنفاسها زالت وما، البكاء كثرة من وجهها في التعب يبدو .ذراعها

.النشيج من نوبة بعد أنها يعلم ألنه، متجهمة ونظراته .المقابلة النافذة من اسمها غي ينادي

في يرى «الشراب بعض سنتناول، حبيبتي يا، هيا «:يقول... منه غاضبة . بجانبها ويجلس، الباب فيفتح، وانكسار ألم ماراتأ وجهها

.»الوعي؟ فاقد زال أما «:روزلين

-١٠٣-

عبر نظراته فتتابع، للوراء يلتفت «.بسرعة سيصحو لكنه .ربما «:غي .الخلفية النافذة

حكم مع بعصبية يتناقش وهو، ضخمة ةبلفاف مضمد رأسه .بيرس يريان .السيارة خلف المباراة

.النعاس شدة من تطرفان وعيناه، بينهما واقف غيدو زلت أما، الثيران ركوب مباراة في الفائز بشأن الحكم يناقش إنه« إلى عاد قد بيرس أن ترى حين، ارتياح إلى استياؤها ينقلب «مني؟ غاضبة .»ضربتني؟ لماذا «:وتقول، غي إلى اآلن تلتفت، الحياة

ما كل هذا .أحمله أن استطع ولم، الطريق تعترضين كنت .أضربك لم« .»األمر في

:سؤال ثمة عينيها وفي، اآلن فيه تحملق «.مختلفا وجهك تعبير كان« .»النظرة تلك أعرف... إنني... ستقتلني وكأنك، بدوت«

، تتدخلين كنت ألنك، غضبت أنني األمر في ما كل .حبيبتي يا ال ،آه« .» تعالي هيا .األمور سير فتشوشين

طبيب على يعرض لم زال أما «:بيرس على نظرة روزلين تلقي بارتجاج مصابا يكون ربما «:يقول، صبره دنف وقد، ظهره غي يدير. »بعد؟ أو، حوله يقفون والجميع، المرء يموت قد .شيئا أفهم ال إنني ! الدماغ في

.»أمره؟ يهمك أال .شيئا يفعلون ال، عنه نومنشغل دخلت لقد «:غاضب بصوت ويقول، بجوارها المقعد إلى غي يعود

، الحظ لوال تقولين؟ ماذا ،الفتى ذلك ألنقذ، طليق هائج ثور وفيها، الحلبة .»هذا؟ تعرفين أال .اآلن هنا جالسا كنت ولما، الثور لقتلني

.»فعلتها لقد، نعم«

-١٠٤-

.»فعلتها أجل«. وجنتها على وتضعها ،وتقبلها ،يده تمسك فجأة .» ... وطيب شهم رجل إنك «:وتقول، وجهه تقبل

.» ...روزلين حبيبتي «:تفهمه أن يريدها، غي يحتضنها، وتص فمي من يخرج وال، أصرخ وكأنني، أحسست «:هي تقول

! جميل يوم من له يا حالك؟ كيف ،مرحبا ويحيونني، حولي من يمر، والجميع وتبتسم، نفسها على السيطرة تحاول. »تحتضر وأنت – رائعا يبدو شي وكل .»كذلك؟ أليس، حقا لحاله تأثرت لقد «:قائلة

كل هو هذا .ذلك وفعلت، أنقذه أن فكرت لقد «:ويقول، كتفه غي يهز .»حدث ام

لو لكن «:تقول، نفسها وفهم لفهمه عنيفة محاولة عن روزلين وجه ينم مبرر ال الذي الموت هذا، أعني كذلك أليس، رهيب بألم لشعرت... مات كان .»له؟

األسباب تعددت .مبرر ال أو مبرر، فان عليها نم كل... حبيبتي«، يموت أن يخاف الذي والمرء ،كالحياة طبيعي أمر فالموت .واحد والموت أن إال لنا ليس لهذا .الحياة إياه وعلمتني، أفهمه ما هذا .يعيش أن أيضا يخاف .»لي يبدو ما هذا .وننساه الموت نتجاهل

أما، أنفه فوق الضمادة تزال ما .السيارة داخل برأسه بيرس يطل يطل .الصدمة أثر نم دائخا زال وما .الطربوش شبهتف، رأسه على الضمادة .السيارة من اآلخر الجانب في برأسه غيدو

.»رأيتني؟ هل! روزلين يا، مرحبا «:بيرس .»- إلى بك سنعود! رائعا كنت، بيرس يا .آه« .» !اآلن بوقتنا نستمتع أن علينا بل، ال، آه«

-١٠٥-

.» !بنا هيا .طبعا «:غي .»تشعر؟ وكيف .حسنا «:تقول ثم، روزلين تتردد

.»رفسني الثور وكأن أشعر« .السيارة في بيرس ناحية من فيخرج، غي أما .الباب غيدو لها يفتح

.»بخير؟ حقا هو هل «:غيدو تسأل، هدوء في السيارة من تخرج هي وبينما تجودي ال لم. ستنسين أيضا وأنت - هذا يتذكر لن أسبوعين بعد« .»التقدير؟ حق قدرهي لمن بعطفك

.»ذا؟ هو ومن «:ودودة بضحكة ولكن، مغزى ذات بلهجة روزلين ترد .الصالون أمام وبيرس غي يقابالن .ويتبها به تمر ثم

.» !لندخل «:بيرس، األخرى الناحية من بجانبها يسير .للداخل ويرافقها، ذراعها غي مسكي غي عالقة طبيعة يدرك إنه .تلمسها أن دون ولكن، ظهرها وراء تمتد ويده حول لهم مقاعد ويتخذون، المكتظ الصالون يدخلون .اخلفهم غيدو يسير .بها

.الموائد إحدى، يجلسون حين .محموما مازال أنه على تدل ونظراته بيرس كالم

.»أشخاص لثمانية ويسكي هات، هيه «:بالساقي بيرس يصيح، استثنائيا عمال أنجز وكأنه، جدا مسرور وهو، كرسيه على جلسي ثم

حياء دون روزلين ويحدث يضحك .االمتيازات بعض منحه بواجب قام أو .اآلن

! ياإلهي بحقنة؟ الرجل ذلك حقنني هل! مضحك أنني أشعر، سالم يا« .يدها سكويم، إليها يده يمد. »روزلين يا، األلم من الظهر نجوم رأيت لقد

روزلين تربت .متضايق وهو، ويبتسم، روزلين كرسي على يده غي يضع

-١٠٦-

.ثانية مرة يدها ويمسك، هذا بيرس يالحظ ال، يدها تسحب ثم، بيرس يد على، اللعين الثور ذلك غي؟ يا، النجوم رأيت هل ؟قبل من النجوم أر ألم «:يقول ألسباب بتسميف غيدو أما، غي يضحك. » !المجرة كل حافره في يحمل االحتفال في ورغبتها، بيرس على قلقها بين البال موزعة روزلين .تخصه

.بنجاحه الرتياحها كانت التي هي هل اإلسعاف؟ سيارة في نتبكي كنت هل، لي قولي«

.»غي؟ يا، تبكي .»هي نعم«

أن أريد .حسنا «:بحرارة ويصافحها، كرسيه نع بيرس ينهض .»وزلينر يا، أشكرك

بيرس ويرفع، منهما واحد كل أمام الويسكي من قدحين نادل ويضع .عاليا قدحه

.» !العجوز غي، صاحبي بخن اآلن لنشرب «:بيرس .» !عجوزا ليس غي «:روزلين تساوي ال التي أيضا العجوز وطيارته، العجوز الطيار ونخب «:بيرس

.»دوالرات خمسة لسناأ .أصحاب كلنا! روزلين صديقتي ونخب «.أقداحهم الجميع يرفع

.»غي؟ يا، كذلك هذا «:ويقول، بيرس كالم في ةالمتزايد الجد حدة ليخفف غي يبتسم

.»صحيح .)حبيبي يا، تشارلي (أغنية االسطوانات جهاز يعزف

-١٠٧-

.»معها؟ أرقص أن أستطيع هل صاح؟ يا، غاضب أنا لماذا إذا «:بيرس .»روزلين؟ يا، بيرس مع ترقصين ال لماذا! طبعا «:غي

.»طيب «:روزلين .الرقص حلبة إلى بيرس وترافق تنهض .»غي؟ يا، كذلك أليس، الشباب يساوي شيء ال «:غيدو

.»األيام بمرور شبابا يزداد البعض نإ يقال - تعلم كما لكن .صحيح« بابتسامة الراقصين على ليتفرج ببصره ويجول .غيدو وجه في ويبتسم

هو .خطواته مع تنسجم أن تحاول وهي، روزلين يراقص بيرس .ريبة وشك يحني أن دون، وقار في فيتحرك، قديمة ذكرى بباله تخطر ثم .يمازحها .»هكذا يرقص والدي كان «:ويقول، ظهره

.ردوا فيغلبه، حولها يدور هو ويبدأ، نفسها حول تدور يجعلها اآلن .»!؟ لك جرى ماذا« .» !... ووووووو«

بها ويخرج، يدها يأخذ. »الدنيا نر دعينا، هيا «،يقع يكاد وهو، تمسكه في ثمال يتململ غي فترى، الوراء إلى تنظر .الصالون في خلفي باب من

.الخلفي الباب عبر يجرها بيرس بينما بيدها له فتلوح، كرسيه قوارير من وكومة، نفايات وحولهما، الخلف من البار خارج اآلن هما

عدة بعد على ولكن، المكسرة الكرتون وصناديق، البيرة وعلب الفارغة الخمر ثم، السماء إلى يتطلع .القمر ضوء في الصحراء امتداد يبدأ، فقط ياردات ويجرها، شفه ببنت ينبس أن دون األرض على ليجلس ينحني. إليها يلتفت واآلن ، عجالت بال، ترئةهم سيارة مقعد على جنب إلى جنبا انيجلس. أيضا .وهن في لها يبتسم

-١٠٨-

.» ...طويلة مدة منذ األقل على، قط أجلي من أحد يبك لم« الحب يمارس أن يتوق، الكالم عن لسانه فتعجز، عليه الخواطر تتزاحم

.»كذلك؟ أليس، ظيمع صديق غي «:يدها فيتناول، هواه في تقع وأن، معها .»نعم «:روزلين .»ذلك؟ يضايقك أال. أتمدد أن أريد «:بيرس

.»ال «:روزلين ذلك على اللعنة «:عينيه يغطي فجأة، حضنها في رأسه ويلقي، يتمدد

.» !الثور أن ينبغي .فقط استرح «:فتقول، اآلن عينيه يفتح .برفق جبينه تمسح

.»تتكلم ال .»لغاي؟ أنت هل .الحياة في هكذا هائمة وأنت، أفهمك لست «:بيرس

.»أنا لمن أعرف ال «:روزلين في جدا الثقة هذه كل لك أين من .أيضا كذلك وأنا! لطيف يا «:بيرس

.»؟ عينيك .»؟ فعال «:روزلين .»لتوك ولدت وكأنك «:بيرس

.» !ال .آه «:روزلين كثيرات أن مع .هنا النساء بها يعاملون التي الطريقة أحب ال «:بيرس

.»؟ كذلك أليس .ذلك يهمهن ال منهن .»ذلك يهمهن بعضهن «:روزلين .»؟ قبل من أجلي من حقا بكيت وهل «:بيرس

-١٠٩-

رأسه يهز تراه إذ تسكت ثم. » ... وأنا تتألم رأيتك، حسنا «:روزلين .»؟ قط أجلك من أحد يبك ألم «:عجبا

، الماضي نيسان من عشر الثاني في .الغرباء من أحد ال «:بيرس وليلة يوما الوعي فاقد وبقيت، علي أغمي بحيث، حقيرة رفسة ثور رفسني ذلك منذ أرهما أو أرها لم ولكن .طيبان وصديقان فتاة معي وكان .نيكامل .»الحين

.»؟ وحدك تركوك «:روزلين أنني تعلمين هل... شيئا منك طلبأ ودعيني... عياسم «:بيرس

أدري لست... إنني «:حديثه يتم حتى تنتظره .»؟ أحدا أحدث أن أستطيع ال .»أفعل أن المفروض ما

.»؟ تعني ماذا «:روزلين لست .الماضية السنة قبل أبدا وجهي على أهم لم أنا، حسنا «:بيرس

كان يوم ذات .وأسرة بيت لي كان .ةطيب أسرة من أنا: الطيار أو غي مثل الصيادين بعض بسبب أبي وسقط)! بم( وفجأة، للصيد خارجين كنا... أبي

.»الحمقى .»؟ قتلوه «:روزلين .»تغيرت... و آها «:بيرس

.»؟تغيرت التي من «:روزلين وبعد. كقديس بجواره تسير كانت... وقورة دائما كانت .أمي «:بيرس

بثالثة ذلك بعد. تغيرت هي... وهي، رجل يزورنا بدأ، رةقصي بمدة وفاته األفضل من، مامي( :لها وقلت .)ليكن .حسنا(: لنفسي وقلت .تزوجته أشهر أن يريدني وأبي، أوالدك أكبر ألنني، براكت مستر من خطيا تعهدا تأخذي أن

-١١٠-

يعل عرض، الزفاف ليلة وفي ، النتيجة و.)له خلفا المزرعة صاحب أصبح .»أبي مزرعة في بأجرة العمل

.»؟ قولها كان وما «:روزلين إنها .أدري لست «:غامضة بنبرة ويقول، غثيان في رأسه بيرس يهز

.»تتذكرني تعد لم كأنها يبدو ؟ أعني ما أتعرفين .كليا تغيرت لقد .تسمعني ال .الفراغ في وتحملق، رأسها تهز

.»؟ تعرفين له ؟ عليه نعتمد أن يمكن الذي ما «:بيرس وتستعرض، البعيد األفق تواجه. » ...ربما .أعرف لست «:روزلين

، التالية اللحظة في يحدث ما هو الحقيقي الشيء كان ربما «:تقول. حياتها .»اآلخرين وعود تتذكر أن المفروض من وليس

أنني أظن، روزلين يا، وعودي على تعتمدي أن بوسعك «:بيرس .»أحبك

.»اآلن حتى تعرفني ال أنت« .»يهمني ال«

بين رأسه يمسك، عينيه األلم يهصر فجأة لكن، وجهها إلى وجهه يرفع .» !الثور ذلك على اهللا لعنة «:يقول، يديه

، غي منه يخرج، الصالون ضوء عليهما فيقع، فجأة الخلفي الباب يفتح .»؟روزلين «:ينادي، فاجأه الذي الظالم في تطرفان وعيناه، مترنحا يسير وهو

.بيرس معها وينهض، تنهض .»هنا نحن ها« أن أريدكما، اآلن تعاال «:الباب نحو أمامه ويقودهما، عليهما غي يقبل

.»ولدي تقابال .»؟ هنا ولداك«

-١١١-

ترحيبهما رأيت لو .عام منذ أرهما لم .الروديو على للتفرج جاءا لقد« .»األرض على نييسقطان كادا لقد .روزلين يا، بي

.قصير ممر في ويسيرون، الباب يعبرون إن !جدا جميلة أصبحت لقد! عشرة التاسعة في ابنتي ستكون« .»؟ رائعا هذا أليس! صدفة الروديو أجل من هنا وجودهما .» !غي يا أجلك من سعيدة إنني .آه«

.الصالون يدخلون، يده من بيرس تجر ابدوره وهي، يدها من روزلين اآلن غي يجر

.مترنحا غيدو يقف حيث، بالناس المكتظ البار إلى يتجهون، النحو هذا وعلى أن محاوال، بصعوبة عينيه بيرس يفتح .الجاز وموسيقى بالدخان يعبق الجو غيدو غي يخاطب .غي لكالم تصغي، الوقت نفس وفي، روزلين ترقبه .يرى .»؟ هما أين «:أوال

.»؟ من أين «:ويقول، ببطء نحوه غي يريستد»ذلك لهما أقول سمعتني لقد .دقيقة بعد سأعود لهما قلت! ولدي«. ثم، الشارع إلى المفضي الباب إلى غيدو ويشير .»هناك من خرجا« .وبيرس روزلين بنظره يتفحص

ينظر، رجويخ، الباب نحو ينطلق ثم، والغضب االنفعال غي على يبدو رجال وإلى، الناس من المارة الجماعات وإلى، الواقفة السيارات إلى حوله

.»؟ غيلورد! غيلورد «!يصيح ثم، المسلحين السلطة، غيدو خلفهما ويخرج، بيرس تسند وهي، البار من روزلين اآلن تخرج

يضعف بيرس أما، غي على الحال في اهتمامهم ينصب .قارورته يحمل وهو .يعانقه والسيارة صدام على وجنتيه الحال في

-١١٢-

.»؟ غيلورد! غيلورد ! مي – روز «:غي حنص نظرة غي وجه على ارتسمت وقد، غي بجانب غيدو يقف .ببيرس ممسكة روزلين تبقى .واضطراب .يترنح وهو، غي إلى يشير. » !أبوك هو ها! غيلورد «:غيدو يجعر، يقهقه وبعضهم، جد في يستفسر بعضهم، حولهم يتجمعون الناس يبدأ، تماما وغيدو غي خلف بيرس مع فتبقى، روزلين أما .ثمل اآلخر وبعضهم .عينيها من تنهمر والدموع، غي ترقب

هنا تعال .الحال في أعودـس ننيإ لك قلت دـلق ذهبت؟ أين ،غيلورد« .»!اآلن

، ينالمزارع زوجات مالبس ترتدي، العمر متوسطة، امرأة غي من تتقدم .»البيت إلى سبقوك تجدهم ربما، سيد يا، تقلق ال «:وتقول

، يستدير .المشفقة هاتابتسام من تشع التي الطمأنينة إلى ،إليهما غي ينظر المزدحم الشارع إلى ينظر .ومنفعل، جدا ثمل وهو، السيارة سقف فوق ويقعد، وجهه إلى يتطلعان، وغيدو روزلين تقف، تماما تحته .العالية منصته من

أضواء خلفه ومن، السكارى حوله وينتشر. العادي حجمه ضعف لهما ويبدو نظرات حولهم ينظرون المسلحين السلطة ورجال، بجنون أوتطف ومضت البار مائلة قبعته .كالرعد ذاناآل يطرق، الجاز ونشاز، األبواب ممرات من، فارغة، وجهه يمأل ومحبتهم األبناء لحنان وتوقه وحنينه، حائرتان وعيناه، رأسه فوق .» !تسمعني أنك أعرف، غيلورد «:يزأر

غي يضرب .الغرباء من معظمه، كبير جمهور اآلن السيارة حول :ويصيح، بقبضته السيارة سقف

.»اآلن تعالي مي – روز ! تسمعونني أنكم أعرف«

-١١٣-

على األرض على ويسقط، فيتدحرج، السقف على فجأة قدمه تنزلق ترفع، بالضحك الجمهور ينفجر بينما، إليه وتركض، روزلين تصرخ .ظهره .وتقبله، بسرعة رأسه

.»غادرت أنك ظنوا أنهم شك ال .غي يا، عنك يبحثون أنهم متأكدة أنا«

.» !غي يا مسكين، غي يا، مسكين آه «.ذهول في فيها يحملق .التراب ىعل بجانبه وتقعد وتقبله، رأسه تحتضن

-١١٤-

التاسع املشهد

، غيدو يقودها .المظلم العام الطريق على سرعتها من السيارة تزيد ذراعيها بأحد تحيط، الخلفي المقعد في روزلين تجلس .نائمة الكلبة وبجانبه حول األخرى وذراعها، النافذة من ساقاه تتدلى والذي، الوعي الفاقد بيرس .تانمضمغ عيناها .صدرها على النائم غي

إلى بها يعود أن غيدو ويحاول، وهبوطا صعودا السيارة تهتز فجأة على سائر شخص على األمامية األضواء تقع .مسارها ليصحح، العام الطريق من اآلن ينهض رجال نرى .العام الطريق إلى السيارة تعود .الطريق قارعة، سائرا ينطلق ثم، بقجته ويتناول، نفسه نع الغبار ينفض، الطريق قارعة على .الهندي إنه

، كةوومنه ثملة إنها .عينيها روزلين تفتح، اآلن هادئا السيارة سير يصبح وهو األسباب غامض سرور مالمح غيدو وجه في .بالعجز لشعور وفريسة ألست «:حلم في لو كما، الحيوية من خالية بلهجة روزلين تخاطبه .يقود

.»؟ هه، أرجوك الالزم؟ من أكثر مسرعا .»أعرفه أحدا أقتل ال فأنا، حبيبة يا، تقلقي ال«

.ميال الثمانين إلى السرعة مؤشر يصل استطاعوا ما كل .صديقاتي عزأ أحد األشخاص من شخص دهس لقد« .»...دأسو وشعرها جميلة كانت .غيدو يا، أرجوك .هايقفاز كان، عليه العثور

-١١٥-

.») مرحبا (لي قولي، روزلين يا« .» ؟ هه، أرجوك، )غيدو يا مرحبا(«

سعيدا أصبح وكأنه، غربية بطريقة وتستريحان، نيمنبهرت عيناه تتألأل :يقول .دماغه من ما جهة في

ولم، قط نرهم لم أناسا ونقتل – روزلين يا، عميان مدفعية رماة كلنا« حطمت أنني، يقين على وأنا، مدن تسع على ابلالقن أسقطت لقد .قط نعرفهم وسعاة، قتلت التي الجراء بكل فكري .قط أرها لم ولكنني، الصحون من كثيرا – كذبة برواية شبيه قنبلة إلقاء أن تعلمين قد! إلهي يا... وبالنظارات، البريد

وال تىح، شيئا أرى أو، شيئا أسمع أعود فال .جدا هادئا يصبح بعده شيء كل .» بحق أراها إنسانة فأنت، أنت أراك أنني هو الفرق .زوجتي .» ...تقتلنا ال، غيدو يا، أرجوك« إنني ويحبه؟ آخر شخص لىإ شخص يتعرف أن يستطيع كيف«

.أيضا، الخالق إلى الصعود أستطيع ال .األرض إلى أهبط أن أستطيع ال نيمنحت هال .أحدا أعرف ال .ساعدني ألحد أقل لم، كلها حياتي في .ساعديني .» )غيدو يا مرحبا (قولي األقل على .نعم ،الوقت بعض

:وتقول، السيارة على القاتل الريح صفع سماع تستطيع .»غيدو يا مرحبا .نعم«

.ميال التسعين عن الهبوطب، السرعة مؤشر يبدأ .»روزلين يا، مرحبا«

، بناؤه يكتمل لم، الذي المظلم تالبي على األمامية األضواء تنصب على حوله الملقاة الخشب ومواد، المكتمل غير الخارجي الجدار وتنير

.تبقى األنوار ولكن، اآلن المحرك يوقف .األرض

-١١٦-

.بيته في غيدو يحملق، القوى خائر غيدو، السيارة في أحد يتحرك ال وينظر، الخلفي ابالب يفتح .منها ويهبط، السيارة يفتح .بجانبه نائمة الكلبة .متعبتين بعينين

خارج وقدماه، حضنها في نائم وبيرس .جالسة وهي، نائمة روزلين، شهوته تعذبه، فيها غيدو يحملق .السيارة أرض على نائمف غي أما، النافذة أنه ويدرك، غي على وأخرى، بيرس على نظرة يلقي .نفسه على أسفا ويبكي

في ويسير، السيارة عن فيبعد، الحال هذه على اوهم، وطره نيل إلى سبيل ال .الظالم

.بأس ال «:ويقول، غي يجلس، روزلين عالية مطرقة ضربات توقظ .»سأسوق، السيارة سأسوق .»غي يا، وصلنا لقد« .»أين؟ لىإ وصلنا«

.ةاألمامي األضواء في يتحرك شيئا للسيارة األمامي الزجاج عبر نرى وتمشي، السيارة باب خارج بيرس رأس تحت من بهدوء روزلين تنسل

األنوار أشعة في تسير .أمرها من حيرة في وهي، البيت نحو مترنحة وجهها على تظهر .منها أقدام عدة بعد على المطرقة ضربات .األمامية

.الرهبة ماراتأ يثبت .المكتمل يرغ الجدار في الخشب من لوحا ثمل وهو، غيدو يدق

يذهب ثم، أخيرا راضيا عليه بيده يربت لكنه، مائل بشكل الجدار على اللوح على يضعه، يحمله وهو يقع يكاد، آخر لوحا ويسحب، الخشب من كومة إلى

، حلم في وكأنه ويدق .سمره الذي اللوح فوق يسنده أن محاوال، الجدار، التراب منطق من التحرر عن تنجم التي كالسعادة السعادة من بنوع ويشعر .بعيدا دائما يظل هدف نحو ندفع ونحن نحسه الذي كاأللم وبألم

-١١٧-

.غيدو يا، آسفة «:تقول، لمسه على تجرؤ أن دون، إليه روزلين تأتي .» جدا متأسفة أنا غيدو؟

الظالم أليس، يدك تطرق قد «:تقول، هدوء في اللوح طرق في يستمر .»شديدة العتمة كم انظر .غيدو يا، الظالم حل هنا؟ ادامس

.للسماء وتتطلع، ذراعيها وتفرد، روزلين تستدير .الطرق في يستمر .» !شيء كل على يخيم الظالم! انظر«

.البكاء في تشرع .» !تتوقف أن أرجوك، أرجوك« على تدوس لماذا .الجحيم إلى «:غاضبا غي يهتف، مجاور مكان من

.»؟ اراألزه ثم، كتفه من ويجره، غيدو صوب يأتي الذي غي إلى روزلين تلتفت

.»الشمس عباد أزهار كل دست لقد«: األرض فوق ينحني .المائلة األزهار يوقف أن محاوال، وركبته يديه على اآلن غي يزحف

.يده في والمطرقة، ذهول في إليه غيدو ينظر ةنبت ساق يده في يحمل. » !اآلن هذه إلى انظر! هاإلي انظر «:غي

.»؟ اآلن النبتة هذه فائدة ما «:اممزق .»البيت حيصل أن يحاول كان «:روزلين يصلح أن منه طلب من «:مهددا ويسأل، قدميه على مترنحا غي ينهض

.»؟ البيت .بنا رحبي أن يحاول إنه... إنه! غي يا، أرجوك! ال! ال «:روزلين

:ينادي وهو، بيرس صوت نسمع، لفهم. »بنا يرحب أن جريمة ليست .»؟ هذا يفعل الذي من«

-١١٨-

أن يحاول، األمامية األنوار أشعة في متعثرا بيرس فيرون، يستديرون إنه .رأسه فوق من المفكوكة الضمادات ياردات من وذراعيه رأسه يخفض ليجد نفسه حول يدور، عنكبوت بكةش من الخالص يحاول وكأنه، يكافح .بدايته

.»؟ اآلن هذا فعل الذي من« تخلص أن تحاول، إليه تصل. » !تفكها ال! ال «.إليه روزلين تهرع

:يقول .ذراعيه .»؟ هكذا بكها يشر الذي ما .خلصيها« .»ضماداتك إنها .بكها يشر الذي أنت، حركة كفاك«

.مرة ألول ايراه وكأنه، الضمادة إلى ينظرو، الحركة عن يتوقف .»؟ الضمادات ولماذا «:يقول

غيدو يقف ياردات بعد وعلى .قلقها رغم الضحك في روزلين تأخذ أنها روزلين تدرك .عميقة ضحكات بهدوء يضحك .كالزجاج الجامدتين بعينيه :وتقول، ثانية رأسه تضمد أن فتحاول، الضحك من عاصفة على مقبلة .»لرأسك ضمادة إنها«

الضمادة بها ويتحسس، يديه ويرفع، يسكت ثم» رأســ «:بيرس طوال رأسي على الضمادة ههذ تكان هل «:يقول، رأسه حول الملفوفة بأعلى اآلن يقهقهان ولكنهما، غاضبة بنظرات وغي غيدو يحدج. »الليل؟

:بيرس يسأل، صوتهما .»رأسي؟ على الضمادة ههذ لف من«

:تقول، يديه توقف أن روزلين تحاول .رأسه عن ايرفعه أن يحاول .» اترفعه ال .اإلسعاف سيارة«

-١١٩-

في ينأتتركان «:ويسأل، باستمرار الضمادة يفك وهو، بيرس يصيح، غي على يهجم. »... أنت، غي ؟اهلف الذي من الليل؟ طوال هكذا أضحوكة .هائال دويا محدثة، الخشب حألوا كل فوقه وتنهار، الخشب من بلوح فيتعثر .الضحك حمى من يموتان يكادان وهما، يسقطان وغي غيدو

بين حائرة وهي، الخشب بين من بيرس تخرج أن روزلين تحاول .فضلك من ارفعه، غيدو! هنا يغ يا، تعال، ارفعاه «:تقول، والبكاء الضحك

، بيرس ويحمالن، ليساعداها الرجالن ويأتي «. وحده الوقوف يستطيع ال إنه إلى روزلين تسبقهم .البيت باب إلى، جنون في يضحكان يزاالن ال وهما .الداخل

طوال نينتتركا .اهلف الذي من «:يسأل، أيديهما بين معلقا بيرس زال ما .»؟ هكذا أضحوكة الليل

تركانيا ؟ أنا أين «:يقول .الغرفة باب عبر يسحبانه غيدو وروزلين .»؟ هذا مكان أي .وحدي

يلتقط، المفضل كرسيه على غيدو يتمدد بينما، أريكة على يستلقي .أنفاسه

بيت إنه .حسن «:تضحك. »غيدو بيت أعني... بيتي هذا «:روزلين .»وحسب

ببطانية بيرس تغطي .البيت على الهدوء يخيم فجأة .عينيه يغمض ثم. »تغطيني ال، أمي يا، ال «.مقاومته يثير، له لمسها مجرد لكن، هندية عتبة على جالسا الخارج في غي وترى، اآلن روزلين تقف .بوجهه يشيح .يدها هو ويمسك، عينيه فوق المتهدل الشعر تزيل وتروح، إليه تذهب، البيت .الصريح التوسل بتعبيرات وجهه ويغطي، غريب داخلي إحساس عليه يطغى لعرفت، اآلن طفل لي كان لو .مي - روز وردغيلو رأيت ليتك «غي يقول

-١٢٠-

أفهم أكن لم .الولدين هذين ضيعت لقد .أعامله وكيف، معه أعيش كيف . »شيئا

.»اآلن ونم، اذهب هيا .يحبانك أنهما متأكدة أنا! غي يا ال، آه« طفال ترزقي أن فيترغبين هل «:االنصراف من ويمنعها، يدها يمسك

.»معي؟ أنوار أطفئ، دعني «:تقول، لتنصرف تستدير أن اولوتح، يدها تربت

.»السيارة .قدميه على يقف أن محاوال ينهض

.» ...اآلن تنامين ال لماذا« :يقول، أمامها ويتطوح، أخيرا يقف. » !اآلن أنام نأ أريد ال«

لذيا الشيء ما السيارة؟ أنوار يتطفئ أن منك طلبت هل! سؤاال سألتك«، والجدران النوافذ نحو ذراعه ملوحا. »؟ الوقت طوال منه الهروب تحاولين

أطلي أو، لزوجتي حتى، أبدا النوافذ أغسل لم «:الوقوع وشك على وهو .»الشمس عباد أزهار ألحد أزرع ولم! المدفأة

هؤالء يفعله الذي وما« :البيت داخل ويصيح، الباب إلى يذهب فجأة .»؟ هنا رتهمأحض لماذا هنا؟

.» ...إنما .أحضرهم لم أنا« .»تقصدين ما أعرف لست تقصدين؟ وماذا«

:قائلة، تجنبهات أو الحقيقة على تتجنى أن دون، تزعجه ال أن تحاول أنك، فجأة اكتشفت أن يوما حدث لو ماذا... ولكن .معك أنا، غي يا، هنا أنا« بتلك تحرجني وأنت، بيرس جرح عندما قبل من حدث مثلما تحبني؟ تعد لم

أبدا أستطيع ال ألنني .غي يا، منها وأخاف، النظرة تلك أعرف... النظرة .»عني غريب نهأ أحس، رجل مع البقاء

-١٢١-

ألم، أحبك أكن لم ننيأ يعني ال وهذا .قليال غضبت أنا، حبيبتي« .»؟ كبيرة قبلة وقبلك حملك ثم، أبدا أبوك يضربك

.»؟ كذلك أليس، فعل لقد «:يسألها ثم .صامته روزلين .»دائما يضربونك فهم، الغرباء أما .طويلة لفترة معنا يقيم يكن لم«

، أحببني، آه «:تقول وهي، ويحتضنها، ذراعيه بين نفسها تلقي فجأة .» !أحببني! غي يا

:سعادة في فتبتسم، ويقبلها، إليه وجهها يرفع .»مسرور .اآلن صلح «:روزلين

تقول .إليه ويضمها، بسعادة يضحك. »مسرور .مسرور .نعم «:غي .»حبيبي يا، نم... متعب أنت... اآلن نم «:له

.»السعيدة الحياة تكون كيف وسترين، أفعله أن أستطيع ما سأريك غدا« وهو ،المظلم البيت يدخل .الباب إلى بلطف وتجذبه، بالموافقة رأسها تهز

يا، قدير رجل أنا البقر أربي وربما ،الفالحة أستطيع .أمرنا سندبر «:يتحدث هم قلة .الجبال تلك إلى نمضي حين غدا سترين .عرفته رجل أقدر – روزلين .»وسترين، انتظري .العجوز غي مثل يكونوا أن يستطيعون الذين

إلى ةمترنح تمشي .الصمت يسود ثم، تحته يهتز السرير صرير تسمع اآلن تقف .أنوارها وتطفئ .المفتاح على تضغط ثم، إليها تصل، السيارة حزن جسدها ويغمر .الذاكرة الضعيف الشاحب القمر إلى وتتطلع، منتصبة تهتف .عزلتها من التخلص أبدا تتعلم لم امرأة، ضائعة بأنها وإحساس، عميق

.» !رب يا، عونك «:خفيض بصوت، السماء مخاطبة تحت تعبر التي الهائلة الغيوم تتأمل وهي، طويلة مدة واقفة تظل

. مستقر دونما تسابقتو، النجوم

-١٢٢-

العاشر املشهد

التي القديمة غي شاحنة خلف، الصحراء عبر الغبار من سهم ينطلق قمته وفي، بنزين فيه، السائق حجرة خلف مثبت برميل ويوجد، تعمل لتاماز

وهنا، المريمية نبات فوق البرميل من البنزين بعض ينسكب، يدوية مضخة .الشتاء منذ ميتة بقرة هيكل السيارة تدوس وهناك

فمها، الكلبة حضنها وفي، روزلين بجانبه تجلس، السيارة غي يسوق والشمس .مضمدا أنفه زال ما .النافذة من بيرس يبصق .روزلين كتف على

.الواسعة الصحراء مهموأما، ويهبطون يصعدون وهم .عيونهم تضيق لماذا «:غي إلى تلتفت ثم، إليها فتنظر، ترجف الكلبة أن روزلين تشعر

.»أحيانا هنا هذا تفعل إنها « «؟ الكلبة ترجف ارتفاع على أمامهم تطير يرونها ثم، السيارة فوق غيدو طائرة تئز فجأة

.دهشة نيصيحو، تحية جناحاها يهتز، الجبال نحو وتتجه، األرض من أقدام يتوتران بيرس ووجه وجهه .الشاحنة سرعة من ويزيد، النافذة من غي يلوح

.القادم للعمل استعدادا النور وبدأ، النهاية على الغسق شارف لقد .الجبال فوق الليل يخيم صفحة في النجوم مجموعات تنتشر .أزرق لون إلى يستحيل البنفسجي المخيم نار زالت ما .انتظار حالة في امتهاوضخ بغموضها والجبال .السماء .عالمهم في المتحرك الوحيد الشيء وهي - أقدامهم عند تومض

-١٢٣-

قصيرة مسافة وعلى، الشاحنة تقف وبجانبهم، النار حول األربعة يجلس والطائرة الشاحنة لتاوك... بأوتاد المربوطة بالحبال ثبتت وقد الطائرة تقف

.للوثوب نايتهيأ كوحشين النار ونور القمر ضوء في تبدوان يشيح أن قادر غير وهو، حكاية غيدو لهم يحكي .صمت فترة تحل

آخر جانبا تضع إنها .النار وراء، هتلابق تجلس التي روزلين عن بعيدا بعينيه يفلي .مسحورة تصغي اآلن وهي .صندوق في وجففتها غسلتها التي الصحون

مترقبا، غيدو لحديث بإعجاب فيصغي، يرسب أما .البراغيث من كلبته غي .باهتمام كلمة كل

الذي الوقت ففي النجمة تلك أبعد ما «:يقول ،السماء إلى غيدو يتطلع موجودة تعد ولم، مكانها غادرت قد هي تكون، لألرض نورها فيه يصل، ياءاألش في ما إال نرى ال إننا، أخرى بكلمات «:روزلين إلى ينظر .»هناك .»اآلن عليه هي ما ترى ولن

.»؟ طيار يا، كذلك أليس، الكثير تعرف أنك شك ال «:روزلين .رأسه بيرس يهز اإلنسان على وليس .المكتبة كتب في كله موجود الفلك علم، آه «:غيدو

.»يقرأها أن إال المرء يعرف أن أجمل ما، ذلك ومع «:السماء إلى روزلين تتطلع

.»الكثير .»أهم ما شيء لديك« .»؟ هو ما«

فعال وأنت - الناس من وصلتك قربك «:السماء إلى متطلعا، غيدو .»نعمة تلك .لك يحدث إنسان ألي يحدث ما كل - بالجميع مرتبطة

-١٢٤-

.»عصبية ننيإ الناس يقول «:روزلين تضحك . »بعضا بعضهم يأكلون سالنا لكان، العصبيين الناس من الدنيا خلت لو«

لست، حسن «:ينفضها أنه لو كما، باألخرى يدا غي يضرب فجأة سبيل في نكدح أن بد الف، الجهالء نحن أما، المثقفون أيها ونكمؤش أعرف .»العيش

.بحدة يتصرف بدأ الذي غيدو وبين بينه توتر ينشب، ينهض .»؟ ةالكلب ترجف لماذا «:روزلين .الخيول رائحة شمت أنها أظن «.الجبال إلى ثم، الكلبة إلى غي نظري

.»غيدو يا، منا قريبة نهاأ شك ال تنهش وتكاد، أنيابها عن فجأة تكشر التي الكلبة لتربت يدها روزلين تمد

.الهلع أصابها وقد، منها تفر التي روزلين يد .اللعينة المجنونة أيتها، ههي «:لكلبة با ويصيح الحال في غي يغضب

.فيصفعها بطنها على الكلبة تزحف. » !هنا تعالي أو الخيول رفستها هل .األذى تقصد لم إنها .تضربها ال، آه «:روزلين

.»؟ قبل من آذتها .»الخيول من خائفة ليست إنها «:غيدو .ةالمناكف في الرغبة مالمح فيه تبدو .إليه الجميع يتطلع

.»منا خائفة إنها«. »أبدا الكلبة هذه معاملة ئأس لم !غيدو يا، تقول الذي هذا ما «:غي

اآلن غضبه يحتد. هذا« :مرتفع بصوت ويقول، موقفه على غيدو يصر ما تعرف ولذلك، مرات عدة معناها حضرت فقد .غي يا، بداهة معروف .»الغد ليلة ميتة ستكون، حولنا متوحشة حيوانات ثمة .يحصل

-١٢٥-

، هذا تعرف أنها يظنون الرجال لكن، دهشة عالمات روزلين على تبدو غبية ليست الكالب بعدها؟ حية ستظل أنها إلى تطمئن وكيف «:غيدو ويستمر .»تعلم كما، كاإلنسان

، فراشك هاك «:ويقول، النار بجانب روزلين فراش غي يفرش .»النار بقرب دافئ مريح بنوم تنعمي أن بوسعك .عزيزتي يا

.وجهها تعبيرات معنى يدرك بيرس لكن، فراشه بفرش غيدو يتشاغل فيرى إليها ينظر .تتحرك لم أنها يالحظ، فراشها فرد من غي ينتهي أن بعد .غريبين ورعب خوف تعبيرات وجهها في

.»؟ الخيول تقتلون هل «:وتخاطبه أخيرا إليه تلتفت .»للتاجر نبيعها ،ال، ال«

جزء في تدرك وهي، مصدقة غير وبلهجة، خافت بصوت، روزلين .»؟ أتقتلها «:ويقول .مفاجئا ليس هذا أن ذهنها من

هذه يسمون إنهم «:حقيقة يقرر من وبلهجة، بموضوعية غي يجيبها نفس ما – تعرفين . للكالب طعام إلى يحولونها إنهم – الدجاج طعام الخيول .»القطط؟ أو للكالب البقاليات من نشتريه لذيا الطعام

في يدها يمسك أن ويحاول، نحوها غي يمضي .ترجف روزلين بدأت .» ...الجميع .ذلك تعرفين أنك ظننت« :يقول، حنان

، يدور ما تفهم ال وهي، وجهه في حملقتو، بلطف يده من يدها تسحب .الظالم في وتسير بوجهها تشيح ثم

ارتباكه إخفاء يحاول وكأنه، ثم، لحظة يتردد. »ذلك يعرف... «:غي .وراءها وينطلق فراشها يحمل، بيرس وغيدو عن

تتجنبي كي الشاحنة صندوق في تنامي أن األفضل من كان ربما« .الظالم في خلفها يسير .» ...الزواحف

-١٢٦-

مفتوحة تحملق .ويمده ردهويف الفراش يلقي، الشاحنة عند منها يقترب في ونرى .إليه عينيها ترفع ءبط وفي .نحوه يديرها .قليال وترجف، العينين متناقضة أفكار من ذهنها في يوجد لما نتيجة وألم دهشة من تعانيه ما وجهها .عنه

.»هيا .النوم من قسطا خذي «:غي إلشعاره كاف بلطف - بلطف فهتوق ولكنها، السيارة إلى يرفعها يبدأ

.أبدا قبل من تره لم وكأنها إليه تنظر إنها .منه خوفها بمدى ما هذا .للتاجر وبيعها الخيول هذه اصطياد هو أفعله ما كل، حبيبتي يا«

.مشدوهة تظل إليه نظرتها لكن .»دائما أفعله كنت اآلن إلي تنظرين أنت .هكذا إلي ريتنظ ألن داعي ال، حبيبتي يا« .»غريب وكأنني

وبصيحة، ذراعيه بين يضمها .قلبه يفطر تهجره أن من خوفه يكاد .يراها لكي قليال عنه يبعدها ثم .» !حبيبتي «:مكتومة

.» ...أظن كنت... كنت «:روزلين .»؟ ظننت ماذا« .» ...أو، للركوب خيل إنها« .لألطفال ميالد عيد كهدايا والسيما... للركوب قبل من كانت التأكيدب« .»ولكن .كهدية جدا بها يفرحون األطفال كان الحجم صغيرة خيول وألنها

ما كثيرا كانوا .اآلن) سكوترات (يركبون األطفال «:يبتسم يكاد .»قوة نسلها يمنح ذلك وكان، يهجونها

أيضا غي كان الذي المأزق من جزءا كتدر لكن له تصغي تبدأ .له ضحية

-١٢٧-

الخيل من كثيرا يستعملون كانوا العمل بهذا القيام بدأت حين «:غي ولم .الغرب من المحاريث كل يجر الخيول من النوع هذا كان .اصطدتها التي هذه أحد يصطد لم لو يعمروه وأن الغرب في الناس يستقر أن الممكن من يكن

بنفس أقوم أنا هذا؟ تدركين هل .اآلن تغير األمر هذا .يستخدموها لكي الخيول ما استعمال غيروا لكنهم... ولكن، الخوالي األيام في به أقوم كنت الذي العمل كان نهإ .الكالب طعام لتعليب صناعة توجد تكن لم الماضي في .لهم أصيده كيف أعرف وكنت، الرجالب يليق عمال كان... حبيبتي يا طيبا عمال حينذاك التسكع جانب إلى «.يبتسم. »فعله بوسعي ما أريك أن أردت إنما .به أقوم .»األثاث وضع وتغيير البيت حول

.»اآلن يقتلونها ولكنهم« .جواب عن بحثا يصمت

أنت كذلك؟ أليس، طيبا عمال ليس فعلها أن تعرف أنت... وأنت« .»خطأ أمر أنه تعرف ولكنك، ةالتسلي لمجرد تحدثني

وحده يتحمل أن يستطيع وال، بالذنب إحساسا غي في هذا كالمها يولد .به سيقوم غيري فإن، العمل بهذا أقم لم إن، عزيزتي يا «:فيقول، الذنب هذا

.»ليصيدوها هنا إلى يأتون الكثيرون .»اآلخرون يهمني ال« .»؟... وأنت كذلك؟ أليس، الليلة بقر لحم ةقطع أكلت لقد«

.» !هذا يهمني ال «.أذنيها على يديها روزلين تضع تلك في موجودا كان تظنين ماذا تفعلي؟ ألم، لكلبتي طعاما واشتريت« .»؟ العلب

.» !هذا سماع أود ال«

-١٢٨-

.»آخر شيء بموت إال شيء يعيش ال، حبيبتي يا« .» !كفاك«

وتغطي، جنبها على تستلقي، الفراش في وتتمدد الشاحنة إلى تصعد أنه يدرك .بجوارها ويجلس الشاحنة بطن إلى يصعد ثم، يتردد .بيديها عينيها .عليها هينا يكون لن، له هجرها أن يشعرها الواضح ألمها ولكن، يفقدها يكاد

، نلهو نكن لم، روزلين يا، اسمعي هيا «:المختبئ وجهها إلى يتحدث، وأخيرا ألنني .قليال تساعديني أن عليك ولكن .أخسرك أن أود ال لك أقول .اأنو أنت ما كل – هتصورت كما السوء من هو أفعله ما أن نفسي أقنع أن أستطيع ال

ولهذا .نفسي سيد فأنا هنا أما .بأجرة يؤدى آخر عمل كل أن هو أعلمه .»؟ ذلكك أليس، أحببتني

.الصمت يخيم»حنونا كنت ألنك أحببتك«. .»أتبدل لم« .»يغيرك العمل هذا .دلتبت، بلى« .»يقتل أن يمكن العطوف الرجل حتى، حبيبتي يا« .» !يمكنه ال، مستحيل « بعض الخير مع نتقبل أن علينا يتحتم فإنه، ئاسي أمرا يكن نإ .حسنا«

.» ...نلهث عمرنا بقية فسنقضي وإال، الشر أنت إليك؟ يشدني فيك ماذا «:بالدموع تفيضان وعيناها، فجأة تواجهه

.» !اآلخرين مثل يده يضع لحظة بعد .وجهها تغطي وهي، أملها خيبة تبكي ،تنفجر

. »أنت حتى .لشيءا نفس كلنا ربما .أجل «.عليها

-١٢٩-

هادئ صوته .استنكار في كوعيها على تنهض تبدأ، وجهها تكشف .اآلن

طبيعتنا في هو ما نعمل، أحد إيذاء ننوي أن دون، العمل نبدأ كلنا« كالرقص .شرا ويصبح، االتجاه يتغير، سيرنا خط من ما مكان وفي .عمله كذلك؟ أليس، الرقص يرغ تريدين وال، ذلك أنت بدأت فقد .ليلي ملهى في راحوا بل، الرقص جودة يهمهم ال الناس أن لك اتضح، رويدا رويداو

أليس، ةمر كأسا أذاقوك، االختالف كل مختلف شيء أذهانهم وفي، يلتهمونك . ظهرها على االستلقاء إلى فتعود، غضبها المرة الذكريات تذيب. »كذلك؟

في مفاتنها تعرض فتاة مجرد – أيضا عليك أشمخ أن باإلمكان كان« ألنني .لك إجالال قبعتي أخلع ذلك مع ولكنني .الليلة في زهيد مبلغ لقاء ملهى .»الفرق أعرف

.المظلمة الجبال نحو بنظره فيشيح .عينيه عيناها تتفحص زبدة. حسنا .آخر شيئا جعلوه وإذا .روزلين يا، رقص هو... هذا« هذه أصطاد .هوانا على العالم نسير أن أنت وال أنا ال عأستطي ال.. الكالم .»حرا أبقى كي الخيول

.»؟ لي إجالال... قبعتك ترفع أنت «:روزلين .شفتيها على ويقبلها ينحني

.» !غي يا، آه! تعنيه إنك، ذلك تعني أنت« مغمضتين وبعينين منها يقترب .صمت في اآلخر منهما كل يحتضن

.إليها كتفيه من وتشده، فمها على فمه ويضغط، يينحن على التي النار نحو عنها ينصرف .جفنيها ويمسح، منتصبا غي يقف

فراشهما في غيدو وبيرس .نعليه ويخلع، فراشه على يجلس، تخبو أن وشك

-١٣٠-

أيتها، عليها عيب «:غي لها فيتمتم، عنده وتقعي، الكلبة تأتي .بجواره .فراشه يتدثر ثم. »ءالحمقا

في بالطائرة أعيدها أن بوسعي «:ويقول، فراشه في غيدو يتململ .»أردت إن، الصباح

.بعد معالمه تتضح لم يغريز شك في غيدو غي يحدج .»هنا إلى تأتي أن روزلين رضيت كيف أفكر كنت «:غيدو ولو .تماما حق معها «:ويقول، النار في سيجارته عقب بيرس يرمي

معنى ال الخيول هذه من عشر خمسة صيد أن تضح ال، الموضوع في فكرنا .»له

.»اآلن يرام ما على إنها .بشأنها نفسيكما تزعجا ال «:غي يتنهد ضوء .مخالبها فوق ورأسها، بجانبه الكلبة وتتمدد، جنبه على يضطجع

الكلبة غي يخاطب .وسريعا قصيرا نفسها زال ما .عينيها في يتألأل النار األنظار توجيه يحاول منكم واحد كل .اآلن اهدئي «:جدا منخفض بصوت .»لنفسه

ويمتلئ .مقفرا المكان يبدو، النار نور دائرة وراء ما .أحد يتحرك ال التي الحيوانات ونحو الجبال نحو تتطلعان اللتين المتوقدتين الكلبة بعيني الليل .ستموت التي بعد تر لم

-١٣١-

عشر احلادي املشهد

، الشاحنة صندوق في بيرس يقف .الضحى شمس بأشعة السماء تتألأل

وهو، الطائرة جناح فوق غيدو يقف .الطائرة إلى البرميل من البنزين ويضخ . الخزان داخل واآلخر الحين بين وينظر خرطوما يمسك

شيئا يمسك ثم، الرمل يزيح .بالرمال جزئيا مغطى مرتفع نحو غي يسير غيدو يرفع .السيارات إطارات من دستة تحته يخفي شراع فيظهر، ويسحبه، ما .»!يكفي هذا، حسنا «وينادي، الخزان في ينظر وهو، الجناح فوق من يده

، بيرس يا الـتع، لننطلق «:اإلطارات كومة دـعن من غي ينادي .» !هنا وساعدني بالشاحنة يرجع، المقود خلف ويجلس يدخل ثم، الشاحنة عن بيرس يقفز

خلف يده يمد، الجناح عن غيدو ينزل .اإلطارات يصل حتى الوراء إلى . للذخيرة علبة من ويعبئه، مسدسا ويسحب، جانبا المفتوحة القمرة

في المسدس على بالصدفة عيناها تقع، هوتحزم الفراش روزالين تلف، للبهيمة فتبتسم إليها الكلبة تأتي .لهاعم إلى تعود ثم، فتضطرب، غيدو يد

تعد لم! غي «:بسعادة تنادي .عليها وتربت يدها تمد، الخوف من وبشيء .»تعضني الكلبة

إليها يلتفت .بيرس بمساعدة الشاحنة بطن إلى السيارة دوالب غي يرفع .»الصباح في قليال مختلفة عادة األشياء تبدو «:ويقول، مبتسما

-١٣٢-

.» !اآلن مستعد أني أظن، غي «:الطائرة عند نم غيدو ينادي سالح جنود يرتديه الذي النوع من ممزقا معطفا الطائرة من يسحب

الجلد شقوق من ظاهرة الغنم صوف من المصنوعة بطانته ولكن، الجو المربوطة الحبال بيرس يفك بينما الطائرة جناحي وغي هو يفك .الخارجي

غي يسير .بقربها ويقف اآلن بيرس يأتي ثم، رجوتتف روزلين تقترب .بذيلها . القمرة إلى غيدو مع

.» تريدها؟ اتجاه أي في «:غي :يشير ثم الريح اتجاه ليتحسس راحته رافعا، السماء إلى غيدو يتطلع

.»االتجاه ذلك في« .االنطالق اتجاه في الطائرة ويدير يرفعه، الطائرة ذيل إلى غي يمضي

. القمرة إلى الصعود وشك على غيدو .وينتظر كالمحر نحو يسير ثم :أكثر بمرح غيدو تخاطب .المشحون الجو تلطف أن روزلين تحاول

.»؟ كذلك أليس، قليال قوية الهواء نسمة .لطيف معطف هذا، سالم يا« حتى أبيعه ال .أرتديه وأنا الطيران في مهمات بعدة قمت لقد «:غيدو

.» )الرصاص من واق (اصللرص خارق غير... دوالر بمائة . الطيار مقعد في ويجلس يتسلق بينما يضحكون تري لن ربما .معنا البقاء قررت ألنك مسرور أنا «:روزالين يخاطب

.»اليوم سترينه ما ثانية .»غيدو يا، لنفسك انتبه «:روزالين! سالم يا .حسن «يقول ثم .به اهتمامها على صمت في غيدو يشكرها

.» !هوقفأ .المحرك ذلك شغل اآلن

-١٣٣-

، العقبات من الرجوع طريق خلو من ليتأكد الخلف إلى نظرة غي يلقي . الطيران ةنظار يضع .مرات عدة المحرك ويشغل، يده يمد ثم

يديره ثم، المحرك غي يمسك .يضحكون » !اآلن بقوة شغله «:غيدو . يشتغل ال المحرك لكن، بقوة

. يشغله ثم بعناية المحرك غي يمسك .»اهللا ندعو دعونا! أخرى مرة « .حسن .اللعين السيارة بنزين بسبب هذا «.يتوقف ثم المحرك يشتغل

.»أخرى مرة نجرب دعنا، ويهتز، دخانا المحرك ينفث .بعنف أخرى مرة المحرك غي يشغل

يضع، نفسه حول األحزمة غيدو يشد .هدير إلى طقطقته تتحول مفاجئ وبعزم، سرعتها تتزايد، عنهم الطائرة تبتعد .ينطلق ثم لهم يلوح، حضنه في المسدس

. معها يدورون .الجبال نحو وتتجه رؤوسهم فوق وتمر الجو في تنطلق ثم على خاطفة نظرة يلقي .بالتحرك غي يبدأ ثم، بأنظارهم الثالثة يتابعها

- واضح سبب دونما - يحسان - بنظرته يشعران .وروزلين بيرس . يبتسم .عنه باالنفصال .»العمل لنبدأ «:غي .وروزلين بيرس يتبعه، المشي ويبدأ السيارة نحو يتجه .الصافية الزرقاء السماء إلى، ويتطلع، عينيه عن النظارة غيدو يرفع

فجأة الجبال تخوم تمر .ألسفل وينظر ةالنظار يعيد .بالدعاء شفتاه تتلجلج بظاللها، السحيقة واألودية الشاهقة الداخلية الجدران وتظهر .الطائرة تحت

.يكتشف سري عالم إنه .وهناك هنا المتناثرة العشب وبقع، الناس من وخلوها يتفحصها التي الوديان دوران مع وتدور الجبال قمم بمحاذاة الطائرة تطير . حادة حركة فجأة رأسه يتحرك .المفتوحة الجانبية القمرة عبر غيدو

-١٣٤-

الطائرة فتنطلق الوراء إلى) الحركة نقل (لجيرا عصا يسحب الحال في يتفقد .هوائية بمطبات تمر وهي الطائرة تهتز .ويدور يجنح ثم، أعلى إلى يضغط، هدفه ليحدد نظرة يلقي ثم .اليمنى بيده بالمسدس ويمسك أدواته اآلن . وينحدر األمام إلى )الجير( عصا

بمحاذاة دفعة ويندفعمن الخيل تبدأ .بسرعة نحوه الخيل من قطيع يقبل الخيول فوق صاخب أفقي طيران إلى الطائرة غيدو يحول .الوادي كتف

عصا يسحب .ياردات من أكثر الوادي جدار عن يبعد ال الجناح وطرف . السماء إلى الطائرة) مقدمة (أنف فيتجه الوراء إلى )الجير(

فتزيد، النار ويطلق ألسفل مسدسه يصوب القطيع فوق يمر وحين عن ناجمة محركه في غريبة وبرجفة، يثقل تنفسه أن يشعر .سرعتها الخيول فوق يصبح حتى بسرعة ويدور السماء نحو يطير ثم يتنهد .السرعة زيادة . أخرى مرة ينحدر ثم القطيع

اآلن ولكنها المريمية نبات فيها ينبت التي الصحراء عبر السيارة تنطلق جاف بحيرة حوض عن واألرض ريميةالم تفصل التي الحدود منطقة تعبر، تماما مقفرة بيضاء طينية تربة من يتكون حوض إنه .التاريخ قبل ما منذ

. البحيرة حوض تخوم من قريبا اآلن السيارة تتوقف .كطاولة ومنبسطة تنزل بينما حوله ينظر .السيارة من بيرس ويخرج، المحرك يتوقف

يتجه ثم، للشاحنة األخرى لجهةا من غي وينزل .السائق حجرة من روزلين : البحيرة حافة على يقفان حيث إليها

. رياح ثمة وليس، مطبق صمت .» !كالحلم .... ... ... تبدو «:روزلين

وعشرين خمسة حوالي عرضه .الجبال سالسل بين البحيرة حوض يقع .البصر مد يبلغ وطوله ميال

-١٣٥-

يتماوج .حجر يهاف وليس عشب ورقة المستوية أرضه على تنبت ال . جليد وكأنها تلمع البعد وعلى .فيها السراب

.»تماما هذا مثل يبدو وكان، للقمر صورة مرة رأيت «:بيرس .»الممر ذلك من إلينا الخيل سيسوق «:غي :ميل بعد على ربما، الجبل سفح في فتحة إلى بيرس وروزلين تنظر

.»األرض؟ هذه أحد يملك هل« ذلك لتنزل، بيرس يا .الواسعة اهللا أرض سمها! مةللحكو كانت ربما « .»البرميل

فك في ويشرع، السائق حجرة خلف ويصعد، الشاحنة إلى غي يذهب إلى البرميل زحزحة في يساعده األرض على واقف وبيرس .البنزين برميل األرض إلى البرميل إنزال على االثنان يتعاون .اآلن غي يقفز .الشاحنة حافة حجرة إلى تذهب ثم لحظة عليهما روزلين تتفرج .جانبا رجتهدح وعلى وهي، السائق حجرة أرض على جالسة الكلبة .داخلها في وتنحني السائق ويسحب، اإلطارات أحد إلى غي يذهب .حذر في الكلبة إلى يدها تمد .ترجف . يلقيه ثم رأسه فوق دوائر في به يلوح ثم ويجربه داخله من حبال

من فيها ويطل السائق حجرة إلى فيتجه، انشغاله فرصة رسبي يغتنم الى يدها تمد ثم .الكلبة بوجه وجهها تلصق يجدها .لروزلين المواجهة الجهة .وتبتسم بيرس فترى، فيها نفسها لترى نحوها وتديرها السائق مرآة

.»لغي تقولينه ما في الحذر تلزمي أن ينبغي هنا دمنا ما «:محذرا يكلمها .»المنظار أريد «:غي يقول .وجهه جانب إلى غي وجه ريظه

باال يلقي أن دون الشاحنة باب إلى غي ويتجه .جانبا بيرس يتنحى يده يمد .المرآة في لنفسها وتنظر شعرها عن الغبار اآلن تنفض .لروزلين

-١٣٦-

ويبتسم، اآلن إليها ينظر .بعينين منظار فيها علبة ويسحب المقعد خلف . ةخفيف ابتسامة

ويضعه العلبة من المنظار يخرج ثم، اليقين عدم مالمح عينيه في تبدو وينظر، طويلة فترة عينيه أمام المنظار يبقي وهو بيرس يرقبه، عينيه أمام .الممر عبر خالله من

.»ما؟ شيئا أترى «:مفتعلة مرحة بلهجة وتقول، غي نحو روزلين تتجه اصعدي «:لها ويقول احنةالش بطن في إطار على المنظار غي يضع

.»الوقت بعض ننتظره أن علينا .واستريحي من كومة فوق ويجلس يصعد ثم الشاحنة بطن إلى فتصعد يرفعها . ويتكئ فوقها ساقيه ويدلي، اإلطارات .»مريحة جلسة إنها .هيا «:غي . الشاحنة إلى بيرس يصعد .فعل كما تفعل

.»رسبي يا جربها! مريحة جلسة إنها «:روزلين غي يرفع عندما صامتين الثالثة يجلس .نفسه الشيء بيرس يفعل

.خالله من وينظر منظاره .عزيزتي يا، اليوم وجميلة مستريحة حقا تبدين «:يقول .إليها غي يلتفت

.»موافقة؟، ونرقص رينو إلى الليلة نذهب ربما .»ةـموافق « .»نسيت ولكنني، مظلة لك أحضر أن ينبغي كان « .»جدا حارا الجو ليس، بخير أنا « قلقه تدرك ألنها، يرام ما على أنها له وتؤكد، تهبرك وتلمس يدها تمد

. البحيرة حوض في نظرها وتجيل يدها تسحب ثم .عليها

-١٣٧-

يستدير ثم .عاطفتها بفتور أحس لقد .إليها النظر في لحظة غي يستمر بشكل مشغوال يجدهف، منه اآلخر الجانب في الجالس، بيرس على نظرة ويلقي أن نسيت «:إليها يلتفت ثم، فترة أمامه غي ينظر .الممر إلى بالتطلع واضح .»أمس ليلة شيئا أخبرك

. بالغ باهتمام إليه تنظر يجد وحين، الجبال هذه بين المراعي في البقر قطعان من كثير ترعى « جيفا ويدعونها يهاعل النار بإطالق يقتلونها فإنهم، البرية الخيول هذه رعاتها .»فهمت؟، الجيد العشب كل ترعى ألنها وذلك .للنسور

ولم قلبها إلى بعد يصل لم أنه يالحظ لكنه، الفهم عالمة رأسها تهز ، كذلك أليس، هذا تعرف أنت «:ويقول بيرس إلى يلتفت، فتورها يغير .»بيرس؟ يا

.»أعرفه طبعا، طبعا هه؟ « .»ذلك تقول ال ولماذا « .»اآلن أقوله أنا ها«

، الجدوى عديمة خيول إنها «:ويقول، عينيه إلى المنظار غي يرفع .»عزيزتي يا

، بيرس إلى ويلتفت المنظار يلقي ثم .المنظار بواسطة الممر يتفحص : عذبة ذكرى طيف عينيه وفي

.»الخوالي األيام في هنا كنت لو أتمنى لكم « ذلك من تتدفق الخيول هذه كانت «:ويستأنف، الممر باتجاه ذراعه يمد

هنا نبني وكنا .واحدة دفعة خمسمائة، أربعمائة، ثالثمائة، بالمئات الممر

-١٣٨-

إلى وتتحول، جدا جميلة خيوال كانت بعضها .إليها نسوقها ثم واسعة زريبة .»رائعة ركوب خيل

.»رائعا كان ذلك أن شك ال «:ذكرياته بحرارة لحظة تشعر .»المرء يحياها أن يمكن اةحي أحسن كانت « .»حينذاك... هنا كنت لو أتمنى«

.»شيئا أسمع «:بيرس .»هو؟ ما «:غي

.»تك... تك، تك «:بيرس .»ساعتي تكات إنها «:غي

جلدك احتكاك تسمع أن يمكنك! المكان هذا أهدأ ما، إلهي يا «:روزلين . تضحك أن وتحاول .»بمالبسك

مغلقا يتكئ. »!اهللا «:اإلطار اخلد االسترخاء يحاول ثم غي يزفر شيخوخة فريسة كأنه يبدو الذي غي إلى وروزلين بيرس ينظر .عينيه

أنهما إدراك على مرغمان وكأنهما اآلخر إلى منهما كل ينظر .متسارعة . الفكرة بنفس إليه ينظران

.»!شيئا أسمع «:بيرس . فيلقيه، شيئا يرى فال المنظار في ينظر ثم غي يصغي

.»تسمع؟ ماذا «:يغ .»المحرك كصوت صوتا «:بيرس

.يصغون .»أين؟ «:غي

-١٣٩-

.»الناحية تلك في «:الممر اتجاه في بيده بيرس يشير الممر وصل أظنه ما .مبكرا الوقت زال ما «:لحظة إصغائه بعد غي

.»بعد .»صوتا أسمع «تصغي .»مهال «:روزلين ألنه استياء الماتع مالمحه في تظهر .يسمع أن جاهدا غي يحاول

.مسامعكما إلى يصل نبضكما صوت إنه، ال «:الصوت يسمع أن يستطيع ال .»تسمعان ما هو هذا

.» !شش «:روزلين . اإلصغاء يريد أيضا متوتر بيرس .غي يرقبها

.»...أنكما تقوال ال ولذا .إنسان أي من أكثر مرهف سمعي «:غي :حافته على ويجلس، اإلطار داخل من وينهض، بيده فجأة بيرس يشير

.»هو ذلك«، الطائرة يريا أن وغي روزلين يحاول، البعيدة السماء إلى الثالثة ينظر

ةفجأ تصيح، حافتها على اليجلس، اإلطارات من ينهضان الوقت نفس وفي .»!أنظر، غي! هناك! أراها نيإن «:وتسير

مضض على ظارالمن يرفع ثم، السماء إلى يتطلع .تهينه هاكأن يشعر حتى جدا صغيرة، منه تخرج الطائرة يرى، القريب الجبلي الممر ويتفحص

من السرعة بهذه يأتي يكن لم «:قائال عينيه ويفرك المنظار يلقي .المنظار في .»السرعة بهذه قدومه أتوقع أكن لم لكنني .رأيته كنت وإال، قبل

لما الوميض ولوال .الشمس في طائرته وميض رأيت لقد «:بيرس .»رأيتها

. جدا بعيدة مسافة على انفجارا اآلن يسمعون .االعتذار هذا غي يتقبل

-١٤٠-

.»هذا؟ ما «:روزلين .»رصاصة أطلق «:غي

ينظر ثم، قلق في إليها بيرس ينظر .زائدين واهتمام بقلق الممر ترقب . الشمس وهج في اآلن عرقا يتصببون كلهم .الممر إلى

ولهذا، يأتي أن قبل وثالث ساعتين انتظاره في هنا أجلس كنت «:غي .»أره لم

على «:قائال رأسه ويهز اآلن بيرس على نظرة يلقي، حال أي على .»البصر حاد، ولد يا فإنك، ذلك من الرغم

الشمس تعلو .الممر يرقبون .الصمت يخيم .ثانية المنظار يرفع . البحر كبخار حولهم من سرابا تشع الحر وموجات... ثالثة... اثنان... واحد .الخيول أتت قد ها «:فجأة غي تفيه .»اآلن غيرها ليسوق سيعود أظنه .ستة... خمسة... أربعة

.»هه؟، نظرة الق دعني: بيرس .»غيرها؟ ترى هل «:ويسأله، المنظار غي يناوله .»صغير ومهر ستة... هناك .ال «

لتخفف يديها ىإحد وضع تغير .جسدها في بقشعريرة روزلين تشعر . توترها

.»أمتأكد؟ «:بيرس ويسأل، يواجهها أن دون، انزعاجها غي يالحظ .»الربيع مواليد من وهو نعم «

الواقفة روزلين حركات في الجمود تزايد يالحظ، الممر غي يرقب .بجانبه

-١٤١-

.»مهر إنه، صحيح «:المنظار في ينظر بيرس يظل، اتهاميا وليس تقريري المهك .غي ويواجه عينيه عن المنظار ينزل

.»غي يا، مهر إنه «:فعله ينبغي عما االستفسار لهجة أيضا وفيه يتلهى .إليه ينظر أن دون بيرس من المنظار ويتناول، بالقلق غي يشعر

ظاهرة تدرس وكأنها، غي بمالمح روزلين معنت .ثانية الممر بمراقبة بيرس أن يستنكر إنه .تماما يواجهها اآلن عينيه عن المنظار غي ينزل .التغير دائمة .»نظرة؟ إلقاء أتريدين «:يقول، اتهام محل يكون

خالل من، وترى .عينيها إلى المنظار ترفع ثم، تتردد .المنظار يناولها أنفه ويكاد، الصغير المهر مؤخرته وفي، اآلخر تلو الواحد يعدو القطيع عدستيه الخيول فترفع، القطيع فوق آلنا الطائرة تنحدر .الفرس أمه ذيل يالمس ولم ثباتهما روزلين يدا فقدت فقد الصورة وتهتز .أسرع بطريقة وتعدو، رؤوسها

.شيئا ترى فال، غشاوة عينيها وعلى تجلس .المنظار حمل على يانتقو ادوتع عينيها روزلين تمسح .ثانية عينيه إلى المنظار ويرفع غي يقف مسمرة وبيرس غي عيون .لتنظر عينيها فتحت .أخرى طلقة تسمع .بأصابعها

.إليها بيرس ينظر .الشاحنة من وتنزل قدميها على تقف .البعيد المشهد على .»حرارة أقل السائق حجرة أتكون «:يسمع يكاد ال هامس بصوت تقول

بطن في وبيرس غي يبقى .إليها وتصعد السائق حجرة إلى وتسير ويالحظ بيرس على نظرة غي يلقي .اراتاإلط فوق جديد من يجلسان، الشاحنة .»بخير وهي التجربة هذه وستجتاز .يرام ما على هي «:فيقول، قلقه بيرس

الهدوء يعود .تتحداه مشكلة أن يدرك .يجيب أن بيرس يحاول ال .اآلن وحركاتهما وضعهما لىإ واالسترخاء لكن .الخيل هذه من عشر خمسة يوجد نهإ قلت أنك حسبت «:بيرس

.»ستة سوى يوجد ال

-١٤٢-

.»أحيانا يحصل هذا .ضاعت األخرى الخيول أن المحتمل من « .»؟كذلك أليس .كله العناء هذا يستحق ال فقط ستة صيد « .»؟كذلك أليس، بأجرة العمل من أحسن .ستة يعني ستة «

:ويقول، حذائه نعل إلى مهزوز بإيمان بيرس ينظر .»بإجرة العمل من أفضل شيء أي عمل أنأظن «

. األخرى فوق رجال غي ويضع .صمت في يجلسان كسب في ترغب كنت إن لكن، هنا تنقرض الخيول كادت لقد بيرس؟ «

الشمال إلى ميل مائة حوالي يبعد مكان يوجد فإنه، المال من كبير مبلغ صعب فيه الخيل صيد ألن هناك أذهب لم .ثايبون جبل - هنا من الشرقي

عددها أن البد أعتقد لكن .جوادك صهوة على دهاتطار أن عليك .جدا . الممر إلى عيناه تتطلع، صامت بيرس .»أكثر ربما .خمسمائة، لك يحلو ما ذلك بعد لنفسك تشتري أن بوسعك .الحقيقي الربح هناك «

.»الئق بأسلوب البقر رعاة مباريات إلى بها تذهب صغيرة ةعرب حتى ربما الحق «:يقول، غريبا هدوءا هادئ بصوتو، مواجهته بيرس يستطيع ال

.»البقر رعاة بمباريات أبالي أعد لم . .غي يا أعرف ال .»باألجرة العمل تحب بدأت ياولد؟ هذا ما « .»مزرعتنا من أجمل هناك ليس .والدي يمت لم لو أتمنى كم « يعمل أن إال أمامه يبقى ال، التمني من المرء ينتهي حين، ياصاح « .»الشيء هذا يستحق مما الكثير البلدة هذه في يبق لم .كالرجال

بطن من كالهما يقفز .روزلين وصيحة الكلبة زمجرة فجأة يسمعان يندفع .للريح ساقيها وتطلق، السائق حجرة من خارجة روزلين تقفز بينما السيارة .أنيابها عن مكشرة مزمجرة المقعد على الكلبة يجد حيث السائق غرفة إلى غي

-١٤٣-

.»...فإني ولذلك ترجف كانت «:زلينرو إليه عائدة تزحف الكلبة لكن .الشاحنة خارج ويلقيها الكلبة غي يمسك

، الكلبة بطوق ويربطه حبال ويخرج المقود خلف يده يمد، رجليها بين وذيلها .وتستلقي الظل حيث الشاحنة تحت الكلبة تزحف .السيارة بصدام يربطها ثم

.حولها ذراعه يضع .ترتجف فيجدها، ينروزل إلى اآلن غي يمضي لتهدئة شيئا يفعل أن يجب أنه مؤداها نظرة إليه وتنظر روزلين تتوقف

.»الخوف من تموت تكاد إنها، غي «:الحال في المخلوقة هذه .»تريد ما كل دوما لها يتهيأ أن يمكن ال الكالب حتى ولكن، حسن«

ينطلق ثم، السماء نحو فتيلت .منهما قريبة طلقة بصوت صوته يختلط يستدير خطوات بعد وعلى .إليها يتحدث وهو مجانبة يمشي، الشاحنة صوب . الطائرة عن بنظره ليبحث بيرس

هذه فقط توفقين لعلك، حبيبتي يا، األمور تسايري أن حاولي «:غي .»المرة

وتدين ويخرج المقعد خلف يده يمد الحال وفي، الشاحنة إلى يصل تنحدر التي الطائرة على نظرة يلقي .الذراع قصيرة كبيرة طرقةوم معدنيين

مباشرة الخيل تعدو .جناحها في الطعجات تبدو بحيث قريبة أصبحت .اآلن نبات بين الصحراء في زالت ما ولكنها، العاري األبيض البحيرة حوض نحو

لقيحم زال ما الذي ببيرس يمر، اآلن العمل في كليا غي يستغرق .المريمية .»هنا ساعدني، بيرس «:غي يقول .الخيل إلى تنظر إنها .روزلين في

بيرس يوقف، وتدا غي يناوله .بغرابة متأملة بنظرات غي بيرس يتبع .حبال به يربط ثم بالمطرقة غي يدقه بينما بيديه ويمسكه، األرض فوق الوتد . ثانيا حبال غي به ويربط الثاني الوتد ويدقان، ياردات مسافة يمشيان ذلك بعد

-١٤٤-

خلف المطرقة ويرمي، الشاحنة صوب ويمشي اآلن بيرس غي يدع تتطلعان عيناها، العينين مفتوحة إنها .لحظة روزلين إلى ينظر .السائق عربة الوتدين أحد إلى ويقودها، الكلبة وثاق ويفك، ثانية بها يمر .الخيل إلى

وصلت التي والخيول لطائرةا يرقبون، صامتين الثالثة يقف .هناك ويربطها اليمين ذات وتشتت، عدوها طريقة وغيرت األبيض البحيرة حوض حافة إلى

وخوفا، المألوف المريمية نبات وبين الصحراء فوق تبقى لكي، الشمال وذات .الطين من المتبخر الساخن الهواء ذات الغريبة البحيرة أرض دخول من

.روزلين وجه من األمل بريق فيشع .الالجب نحو ويعدوان منها اثنان يدور فوق تنحدر جناحيها أحد فوق تنحرف ثم، طويلة مسافة الطائرة تحلق

، ترجع غيدو جعلها لقد .رؤوسها من ياردة بعد على تصبح حتى، الخيل اآلن الطائرة تطير .قطيع شكل على وتسير، البحيرة حوض إلى تتجه واآلن .م تنحدرث تحلق تعد ولم، البحيرة حوض فوق

ولكنها، السائق حجرة إلى بسرعة ويقودها روزلين ذراع غي يمسك .»عزيزتي يا اركبي، هيا «:ويقول، يقفان .الصعود وتأبى تقاوم

الباب ويغلق، الحجرة داخل إلى يحملها، التحدث تستطيع أن وقبل :شفتيها ويقبل، نحوه اهوجه ويدير، رأسه يدخل وبسرعة .بعنف

يخطو، غامرة وبفرحة .»!بمهارة الحبال نستعمل فكي اآلن سترين « األرض على واقفا بيرس زال ما .الشاحنة بطن إلى ويقفز، عنها مبتعدا .» !تفعل أن بوسعك ماذا نر دعنا، هناك أصعد، بيرس«: مترددا

غي حققه ما أيضا ويرى، غي قول في األمر لهجة بقوة بيرس يشعر .السائق حجرة في حراك غير من جالسة روزلين يرى إذ - واضح نصر من نحو تطير ثم البحيرة حوض فوق اآلن الطائرة تهبط .الشاحنة بطن من يقفز

.الوهم خلقها كنقط تبدو، جدا بعيدة ولكنها اآلن الخيل تخب .السيارة

-١٤٥-

مشبوك حزام طرف بيرسو غي يناول، مسرعة الطائرة تأتي وبينما .السائق حجرة زاوية من الثاني الطرف يف مثبت آخر بعمود الثاني طرفه يستدير .للوراء الوقوع يأمنا لكي، الحزامين بهذين نفسيهما الرجالن يربط .العلوي اإلطارات من حبل لفة ويخرج، خلفه اإلطارات كومة نحو اآلن غي

الرجلين كال يلقي .له المجاورة اإلطارات كومة مع نفسه الشيء بيرس ويفعل اللف آثار منه تزول بحيث يلفه ثم، األنشوطة من قدم بعد ىعل ويمسكه، حبله

. مرنا ويصبح، األرض في المغروزين الوتدين بين تصل حتى سائرة الطائرة تظل

ثم، الوتدين أحد نحو يركض ثم القمرة خارج غيدو يقفز .المحرك فيتوقف ربوطةالم الكلبة تزمجر .الطائرة عجلتي بذراعي الحبال ويربط، اآلخر الوتد في نقرأ .جبينه فوق منظاره .الحبل ويربط عنه يدفعها ولكنه الوتدين بأحد خلف ويجلس يقفز، السائق غرفة نحو يعدو .االستغراق عالمات وجهه المحرك ويشغل، المفتاح يدير، روزلين على نظرة يلقي أن ودون .المقود زجاج عبر أمامه يحدق، البحيرة حوض عبر سرعة بأقصى بالسيارة وينطلق . األمامي السيارة

.»سريعة دورات عدة أمامنا .اآلن جيدا تمسكي « شعار .التهيج من فيوض وجهها وتعلو، أمامها السيارة برف تمسك

. وجهها بجانب كتفه على المطموس الجو سالح وعلى .المفتوح البحيرة حوض أمامهما يمتد، األمامي الزجاج وعبر

.شكالهما اآلن يتضح .بسرعة تكبران .اناوسود نقطتان توجد ميل بعد .مستطلعة مصغية آذانهما، نحوهما القادمة السيارة يرقبان واقفان حصانان

.حماس نظرة وجهه تغمر .جبينه فوق منظاره زال ما .غيدو إلى تنظر إلى نظرها فتحول، الحقيقي الخوف حرارة بداية اآلن جسدها في تسري

-١٤٦-

اآلن ياردة مائة بعد على .أمامها السيارة رف على يديها تشد، األمام على مفتوحان منهما كل ومنخرا، ويضيقان يتسعان صدراهما، الحصانان غيدو يلحق .اآلخر من الواحد قريبين ويبقيان، ويعدوان يستديران .اتساعهما

فينعطف، ينعطفان .الطائرة الخلفية حوافرهما تلمس السيارة تكاد حتى بهما المكابح على يدوس - خطير بشكل السيارة تميل - وراءهما حاد بشكل غيدو

وينفصالن، مستقيم خط في الحصانان يعدو .واحد وقت في البنزين ودواسة الذي الفاصل في السيارة غيدو يحشر، اثنين أو قدم مسافةبعضا بعضهما عن من جانب في حصان كل اآلن يجري .سرعته يزيد ثم، أسرع بطريقة يتسع . السائق حجرة نافذتي بمحاذاة ةالسيار

.جانبيها أحد من ياردة بعد على يعدو الذي الحصان إلى روزالين تنظر، الحجم متوسط، اللون بني حصان إنه .عينيه وتلمس يدها تمد أن بوسعها .عرقا يتصبب

على المحذوة غير لحوافره اللطيف والوقع العالية حشرجته تسمع .األلم شدة من تغيمان عيناه وتبدو، اآلن يعدو نهإ .الصلب البحيرة حوض .مائلة هناك وتقف أذنيه فوق الخلف من أنشوطة تسقط غرة حين وعلى

أذني فوق األنشوطة تسقط لكي، حبله بيرس يلوح، الشاحنة بطن في ويحثه، روزلين وجه أمام من به يصيح، رؤيته عن عاجز غيدو .الجواد .غاضب بعنف

» !ثانية الحبل أرم! يابيرس، أمسكه هيا « وترى غيدو رأس وراء من الحصان روزلين ترى، اللحظة هذه في النافذة من غيدو ينادي .عنقه تطوق حتى وتنزلق رأسه فوق تقع األنشوطة :له المجاورة .» !ياغي، صنعا أحسنت «

-١٤٧-

الريح اتقاء وبيرس غي يحاول، السائق حجرة وراء السيارة بطن في أنشوطته لفت أن بعد حبله غي يرخي .وقميصيهما بقبعتيهما تعصف التي ويجر الشاحنة عن بعيدا، اليسار جهة إلى الحصان ينحرف، الحصان عنق ثم، اإلطارات كومة من إطارا يجر فجأة نفسه يجد ثم، نهايته إلى الحبل معه، أعلى إلى األماميتين قدميه فيرفع األنشوطة وبضغطاإلطار بثقل يشعر

.العدو عن يتوقفو رأسه فوق به يلوح ثم .حبله بيرس يلف .إبطاء دونما الشاحنة تستمر

نحو ينحرف الذي اآلخر الحصان رأس فوق األنشوطة فتسقط، ويرميه .بيرس خلف اإلطارات من إطارا فيجر، اليمين

.» !تعجبني «:بسرور غي يصرخ .ضاحكا كتفه من ويمسكه ذراعه غي ويمد امتنان بنظرة بيرس يرمقه

. واحد شخص أنهما فجأة يشعران خارج روزلين وتنظر، الشاحنة اتجاه ليعكس حاد بشكل غيدو يدور

تارة تراه .التوقف على المسحوب اإلطار أرغمه الذي الحصان إلى النافذة وهو الخلفيتين قائمتيه على يقف وتارة، منحن برأس اإلطار على يهجم

. اتجاهها مغيرة، ثانية الشاحنة سرعة تزداد فجأة .بقدميه يضرب .»يختنقان؟ أال «:وتصيح، غيدو إلى روزلين تلتفت .»دقيقة بعد إليهما سنعود «:غيدو

- أشكالها تتضح حتى .بسرعة أمامهم تكبر نقاط ثالث نحو يسرعون ويعدو تعدو رابعة فرس اآلن تظهر .هاربة وتعدو الثالثة الخيول تستدير . أمه ذيل في أنفهو مهرها وراءها

جانب فوق وينحني، رأسها فوق أنشوطة الرجلين من كل يلوح . الشاحنة

-١٤٨-

غي جسد يمتص .آذانهم في فأكثر أكثر يعلو الحوافر وقع صوت في يلمع .وحياة شكال عليه وتضفيان الحبل توجهان ويداه، الشاحنة اهتزاز . دافئ ألق عينيه

يعد وهو، ومهرها األم الفرس من مقربة على اآلن بيرس يقف، السائق حجرة نافذة من روزلين وجه يبرز فجأة .إللقائها متهيئا، أنشوطة .بقربها يعدو الذي المهر من ذراع بعد على تقريبا إنها .راجية إليه تنظر .بيرس «:الريح عكس غي ويصيح .وجهها في اللذان واأللم الفزع يذهله .»الفرس تلك أمسك

بيرس يلقي كما، ناحيته في الذي الحصان على طتهأنشو غي يرمي، اليمين جهة إلى الفرس فتنحرف، الفرس رأس على الحبل فيسقط، حبله

اإلطار بسبب الفرس تتوقف، المهر ويشاهد بيرس يستدير .المهر ويتبعها .صدرها يالمس يكاد وصدره معها المهر ويتوقف المجرور

ونحو الشجيرات ذي لبحيرةا حوض تخوم نحو اآلخر؟ الحصان يعدو هذا لهم تم حيث، وراءه بسيارته غيدو يسرع .المجاورة التالل في األمان بر

ضد القوي عنقه ويهز يجمح القوي الحصان وراءه تاركا بالسيارة غي يعود على أمامهم األب الحصان إلى اآلن كلهم يتطلعون .ترحم ال التي األنشوطة

يحاول، الرأس محني بعضها، ساكنة تقف خيولال بقية فبينما .بعيدة مسافة يعضه اإلطار على هاجما، األماميتين بقائمتيه الحبل يقطع أن الكبير الحصان كي اآلن نقيدها «:روزلين على نظرة يلقي وهو، صوبه غيدو يسرع .بأسنانه

.»جميعا وتأخذها التاجر عربة تأتي الغد صباح وفي .تختنق ال .منه قريبا الشاحنة تقف حتى، المتقدم حصانال إلى روزلين تتطلع

. منه التفاتة يعيرها أن دون، حبل وبيده غيدو يخرج حينذاك

-١٤٩-

على إنهم .إليهما غيدو وينضم، السيارة من نزال قد وبيرس غي كان يلمع وجعله، سوادا عرقه أكسبه قد .يروزونه، الحيوان من قدما ثالثين بعد الحصان يرى .سريعة وحركات هادئة بخطى هصوب غيدو يتقدم .الشمس في

، برأسه ويميل، الطين على بحوافره فجأة األرض فيدق، مرة ألول الرجال فيفقد، بعنف يجذبه بالعربة المربوط الحبل لكن .الجهات إحدى إلى ويهرب حنجرته في الهواء يحشرج .جديد من واقفا يقفز ثم .كتفه على ويسقط توازنه يتقدم .ليسعل رأسه ويخفض، منخريه أحد من الدم من نقط وتسيل اآلن

. حبليهما رفعا وقد نحوه الرجالن

.»أفراسه؟ األخرى الخيل هل «:روزلين

روزلين ويرى بسرعة يلتفت، الشاحنة من يقترب زال ما الذي، بيرس .»صغيرة يا ذلك كان «.موافقا رأسه يهز .النافذة من إليه تنظر وهي

.» !اإلطار ذلك مسكوا اذهب، بيرس «:غي

وهنا، الحصان ايجره التي العربة نحو الجري إلى بيرس يدفع غي أمر إلى بيرس فيقفز، ما مسافة ويعدو بجبن الحيوان وينزل، الهواء في يقفز

.الحبل ويمسك األرض في كعبيه ويغرز، العربة .ساكنين الرجال يقف .يختنق ويكاد نئي وهو، ثانية الحصان يواجههم

غير بهجوم الحصان يقوم ثم، الحصان رأس فوق باألنشوطة اآلن غي حيلو من بالقرب الحصان يمر وحين .العربة عن يهرب الذي بيرس على ناجح يجذب، اليمنى الحصان قائمة فيها فتقع، األرض على أنشوطته غي يلقي، غي، الحصان خلف غي يعدو ثم .الحصان قائمة على األنشوطة فتطبق حبله غي حافره وينغرز، اليمنى الحصان ركبة تنحني حتى بقوة الوراء إلى الحبل دويش وتنزلق، الحصان وجه فوق فتهبط، بسرعة أنشوطته غيدو يلقي .ضلوعه في

-١٥٠-

غيدو، العنق من - ويشده إلطاربا المربوط الحبل يمسك بيرس .أذنيه خلف عنق على األنشوطتان فتضيق، يشد ساقه فوق وحبله انحناءة نصف منحن

األسفل في الحصان يخنقان إنهما .مختلفين اتجاهين في وتشدانه الحصان حول حبله غي يلف للحيوان األخرى الجهة من .االنحناء على ويرغمانه المربوط األيمن الحصان حافر يضغط .الوراء إلى قوته بكل ويسحبه ذراعه صلوت ركبته تضرب حتى ببطئ الحصان وينحني .فأكثر أكثر ضلوعه على ينقل وهو الحصان من يقترب، للحبل شده غي يخفف أن ودون .األرض إلى .منه قدمين بعد على يصبح حتى النايلون حبل على األخرى بعد واحدة يديه الحصان عنق حول المربوطتين األنشوطتين يجذبان وبيرس غيدو زال ما كتف على ويضعها األعلى إلى جزمتيه إحدى غي يرفع .قوتهما بكل، يفلت األيمن حافره لكن .األيمن جانبه على الحصان فيقع ويدفعه، حصانال

على واقفا الحصان يهب عندما الرجال يتبعثر .غي قفاز خالل الحبل فينسحب خارج تقفز عظيمة كسمكة يبدو حتى جسمه ويتلوى، عليهم يهجم، األرض اإلطار بفيجذ، فيه نفسه ويغرز المنزلق اإلطار نحو بيرس يجري .الماء

. يختنق يكاد وهو ويوقفه الجامح الحيوان زال ما الذي حبله إلى اآلن غيدو يتسلل ثم لحظة الرجال يصمت

صدر سوى حركة أية بال لحظة تنقضي .الحصان حافر على مربوطا ظهر فوق الهواء عبر بحبله فجأة غي يلقي .ويتسع يضيق الذي الحصان قائمة تنحني حتى أخرى مرة يشده ثم، تالوق نفس في وراءه يجري، الحصان الحصان من المرة هذه أكبر بسرعة غي يقترب .اليمنى األمامية الحصان

يشد غي يقترب وعندما .بانشوطتيهما الخناق عليه يشددان وبيرس غيدو بينما، أدهشهم ما، اآلن .واحدة ركبة على الحصان فينحني عنيفة مفاجئة شدة الحبل من الدم يسيل .لمصيره أذعن أنه لو كما ءببط األرض على أنفه وضع أنه

-١٥١-

وقبل بجزمته غي يدفعه .التراب من قليال بأنفاسه وينفخ، الطين على منخريه ثم، األيسر حافره حول الحبل لف قد غي يكون، باألرض جسمه يرتطم أن نالقائمتي عن ويبتعد، الزائد الحبل ويقطع معا األماميتين القائمتين يعقد

، معا واحدة بحركة ويربطهما، حذر في منهما يقترب ثم، الطليقتين الخلفيتين . األماميتين القائمتين نحو ويسحبهما .بهدوء تتحدث وهي الشاحنة من نزلت التي روزلين حديث يسمعوا لم أكبر وعيناها تبتسم .إليها ويلتفت بها بيرس يحس الهدوء خيم أن بعد واآلن

الثالثة الرجال نحو تسير تبدأ «غي؟ يا تقتلونها لماذا «:تقول، الحياة من قائمتيه قيد الحصان فك لقد .األرض على أقدام بوقع ونؤيفاج وحينذاك اإلطار إلى غي يندفع .برأسه األرض ويدق بهما يرفس وراح، الخلفيتين

الحبل أمسك، بيرس «:يهتف .لألرض موازيا يصبح حتى رأسه ويشد!«. يدور ثم، حبله ويأخذ غيدو إلى غي يركض .منه لحبلا بيرس يأخذ

الخلفيان الحافران يضرب .رأسه على األنشوطة ويشد الحصان حول .ينقطع قد الخلفيتين القائمتين حول الحبل أن غي ويعلم ينياألمام الحافرين حول لألمام يدور ثم، معا الحافرين كال األنشوطة فتطوق الحبل يرمي . روزلين يدي يرى حينذاك .األمام إلى الخلفيتين القائمتين آلنا ويشد، الرأس

، وجهه في تناديه وهي، بغرابة وتبتسم، منه تأخذه أن تحاول، حبله تشد :ولـتق

.» !فزت لقد أجل - النصر حالفك لقد، ياغي، بأس ال « .»!جامح الحيوان ذاك، ابتعدي « .»!غي - غي حبيبي، آه « مقبلة كانت ألنها - الوقت نفس في يديه زويه، بيد الحبل غي يشد

.وتقع بعيدا فيرميها - بقبضتيها ذراعيه تضرب وراحت بابتسامتها عليه

-١٥٢-

:ويصيح، غي مواجها بيرس يقف .» !هيه «

. لحظة بعضابعضهما يواجهان .»اإلطار ذلك امسك «:غي .»لضربها داعي ال « ذلك على قف فقط .شيء أي تقل ال .اإلطار ذلك أمسك، بيرس « .»!الحصان هذا وامسك، اإلطار

تجهش وهي يسمعونها، الساكن البحيرة سطح فوق الصمت يخيم وجهها تخفي وهي الشاحنة نحو اآلن تسير وهي إليها الثالثة يتطلع .بالبكاء . بيديها

.الحصان عنق حول المربوط الحبل ويشد اإلطار إلى بيرس يمضي أحد ينظر ال .اآلن بيرس يقف .معا األربع ئمهوقوا الحصان وثاق غي يحكم .وجهه عن العرق منهم كل يمسح .سيجارة غي يشعل .الشاحنة إلى منهم الثالثة الرجال يلتقط .األثير عبر بعذوبة مسامعهم إلى نشيجها يصل

غيدو إليه فينظر الحصان يصهل .أنفاسهم األرض على الملقى والحصان :أعالها في مشرومة أذنيه حدىإ .وأطرافه كتفيه على قديمة ندوبا مالحظا

.»نيفادا في زريبة كل على تمرد قد هذا الكلب ابن أن بد ال، ولد يا« الذي غي أعماق إلى نفذ قد المكتوم روزلين بكاء أن اآلن بيرس يرى

السبب هو مرة ألول هنا مجيئها أن أخمن «:المقيد الحصان في يحدق راح .خيول ةست سوى نصطد لم أننا سيما وال، به نقوم ما كنه ركتد ال أنها في ابتسامة غي شفتي على ترتسم «.الماضي في الحال كان كيف تدري ال هي

عملنا بدا نصطادها التي الخيول عدد قل كلما أنه قبل من أدرك لم «:مريرة .»أسوأ

-١٥٣-

نهبذه يدور ما اآلن الرجالن ويدرك، البعيد األفق إلى عيناه تتطلع هذه من مرة ذات تتدفق كانت التي الخيول مئات عن خياله في التي والصورة من قل أو بالضيق شعور يعتريه .الحصان على نظرة غي يلقي .الممرات ما «:يقول، عليه وغريبة سخيفة فجأة تبدو وقفته حتى .مواجهتها من الخجل .»القطيع؟ هذا نمنحها أن في رأيكم

حينذاك .امتنانا غي يد يصافح بيرس لكن .مصدق غير غي يضحك يختنق، عينيها رؤية وعند .غي يواجهها .ورائهم من قادمة روزلين يرى

إلى ينفذ أنه يبدو وبرودا يصدق ال بعدا فيهما يرى إذ، حلقه في اقتراحه . روحها

.»الثمن لك سأدفع للقطيع؟ ثمنا تريد كم «:روزلين بلله قد أحدا كأن يبدو، ناهعي وتضيق، غي عنق في العروق تبرز

. بالماء .»المبلغ؟ هذا يكفي هل .دوالر مائتي سأعطيك « .بها مارا غي يسير .»الشاحنة إلى لنذهب «

أن تزمع كنت فقط اآلن! غي يا ولكن «:وراءه يقفز وهو بيرس يقول .»القطيع تعطيها

حقا «:رقمح كدخان عينيه في األلم يبدو .ويفكر يتوقف حتى غي يتباطأ .»الحصان شراء إال يهمهم ال .فقط للتجار أبيع لكني بالي في هذا خطر .فعال...

لم، غي «:صوتها في الغضب ورنة منه تقترب أن دون روزلين تقول .»إهانتك أقصد

تكلمينه من تفهمين حقا كنت إن فقط أتساءل كنت .هانةإب أشعر لم « .»الموضوع لب هو هذا، التقينا منذ

-١٥٤-

في مكانه واحد كل يأخذ .ظهرها إلى يصعد ثم، الشاحنة نحو غي يسير مع الشاحنة بطن في وبيرس، بجانبه وهي الشاحنة مقود خلف غيدو .صمت يجب الذي الثاني الحصان نحو ببطء ويسوق، المحرك غيدو يشغل .غي في بينهما الذي الصمت يحز .منها المنبعثة الغضب بموجات يشعر .تقييده . هنفس

.» !يوم من له يا، أخي يا « . إليه تنظر وال تكلمه ال المحرك اسطوانات احدى توقفت .الجبل ذلك سفح على أسقط كدت «

أني صارحكأ دعيني .بها قمت غوصة خرآ في وأنا، العمل عن) السلندر( . أكثر الهالك من اقتربت إليها ينظر أن سوى شيء فعل يستطيع ال وهو لحظة وتمر .تتحرك ال . صدمة من تعاني له اتضح كما ألنها، مذعورا .»...أعرف حقا .تشعرين كيف أعرف أنا... أنا « نفسي أنا «:للقول يدفعه خوفها أن يبدو .آخر إلى جانب من تهتز تبدأ

هذا في أحبه الذي الوحيد الشيء، الحقيقة في .فترة بعد إال العمل هذا آلف لم أشياء من أخاف أن اعتدت .تعرفينني ال أنت... اصدق .الطيران هو العمل والحياة، الحياة من الهروب نستطيع ال ألننا، نفسي أرغم أن بد ال كان .كثيرة

.» ...أحيانا غالبا إال تؤخذ ال .تخيفه، المطبقة أسنانها بين من أنة تصدر، بيديها أذنيها تغلق ذلك؟ في أترغبين .ئرةالطا في تنتظري أن األفضل من كان ربما « .أعرفه أنا .اآلن العمل هذا أوقف أن أستطيع ال لكنني كيف أعرف، اسمعي .» !خسر ما يعوض أن وعليه الكثير خسر

-١٥٥-

. وتحد باحتقار، مباشرة إليه تنظر على الوهم هذا مالمح وتظهر، لنفسه يكسبها أن يمكن أنه فجأة يتخيل

:التهيج من جديد بنوع يكتسي الذي وجهه .»لهذا؟ حدا أضع أن تريدين هل .أسمعي «

. دهشة عينيها حدقتا تتسع ويستأنف، أمرها من حيرة في تبدو .»صحيح؟، اآلن غي من انتهيت «

.يفهمك ولن يفهمك ال هو، روزلين .ذلك قولي، حسن «.تعثره رغم حديثه قبل من فيهاتعر لم أشياء وسأعلمك، أسبوعين بل أسبوعا أمهلني، معه عودي، واحدا سببا هاتي قولك؟ ما .تعرفينني ال أنت .بحقيقتي لك حأب دعيني .أبدا

وسأفعل سببا هاتي هذا ومع، كثيرة ديون علينا تتراكم .هذا لكل حدا وسأضع .» !لك يحلو ما

عرضه أن سوى يدرك لم ولكنه، واالحتقار االشمئزاز من قوة تتملكها مقعده من يقفز يكاد وأنه، اآلن تصفعه كأنها يحس دثتتح وحين .أثارها قد

. استغرابا، زوجتك على جدا حزين بالمشاعر؟ تفيض حساس؟ شخص أنت « ثمنا تطلب أنت .الحياة سلبتهم الذين والناس أسقطتها التي القنابل على وتتباكى إنسانا؟ لتكون ما شيء على لتحوز

تجتر أن إال تعرف ال! قط حياتك في أحد على تحزن لم، غيدو يا، أنت تشعر أن تستطيع ما وكل بأكملها الدنيا نسف بوسعك كان! الحزينة الكلمات

.»!نفسك على الحزن هو حينذاك به قرب الشاحنة يوقف .بالقشعريرة يشعر يجعله صراخا صوتها يستحيل

الشاحنة حول يمشي وهو مسمرا غيدو يبدو .منها يترجل، والمهر الفرس

-١٥٦-

إلى ينظر غي من يقترب .الخلف من ترجال اللذين وبيرس غي إلى لينضم .»هيا .العجوز هذه لنوثق «:الخاص الحميم الرفيق بأسلوب ويقول، الفرس

.به يلوح، حبله غي يفرد. »عاما عشر خمسة عن يقل ال عمرها « الشتاء حتى تعيش ال ربما «.وتتشممهم، نحوهم برأسها تشرئب، الفرس تقف

.»لقادما عينيها وفي، الفرس لمشهد ظهرها تدير وهي، روزلين بيرس يرى

! بذعر المهر يصهل، الحيوان نحو وغيدو غي يتقدم وحينما .جنون نظرة حتى للوراء ويعدو يقفز ثم، مرات عدة متدحرجا ويسقط ياردات بضع ويعدو . مكانها من تتزحزح لم التي بالفرس يصطدم

.»!بيرس «:الوراء إلى غي ينادي . بالحبل ويمسك، عليه ويجلس اإلطار إلى ببطء بيرس يسير فعال مما أكثر بسهولة يتحركان .أمامها وغيدو غي لتبقي الفرس تدور

وألن وزنا أثقل ألنها، الحصان من أكثر بتثاقل تتحرك فهي، الحصان مع ليتخذا قصيرة بخطوات نحوها يتقدمان .باستمرار طريقها في يقف المهر ما وتنتظر، مذعورتين بعينين تراقبهما، الحبل لرمي اهمينفسل مناسبا انامك

تذكر أنه لو كما، أمه ثديي نحو طريقه المهر يشق .هياج دون سيفعالن . نالقادمي الرجلين ليراقب رأسه يرفع .الموقف

غي يرمي .أمامها غيدو بينما الفرس بجانب إنه .اآلن غي يتوقف تتراجع .بها ويصيح نحوها غيدو ويندفع، األماميتين اقائمتيه خلف أنشوطة على فيطبق بإحكام غي يسحبها التي األنشوطة في قدماها تدخل حتى الفرس، اآلن حبله يرمي ثم .الفرس فتركع األربع أقدامها غي يقيد وحينذاك .ركبتيها إليه رالمه يأتي .البعيد األفق إلى يتطلع .عليهما ذراعيه ويسند ركبتيه ويثني .يده من ياردة بعد على األرض ويشم

-١٥٧-

وظهورهم وافقون إنهم .أنفه غيدو ويمخط، سيجارته غي يخرج هائج كبحر اإلدراك وهذا .عليهم روزلين عيني أن الثالثة يدرك .للشاحنة مظهرهم ولكن، أعماقهم في بهذا يحسون، بهم ويهبط يرفعهم يركبونه . هادئ تحتهم شيء كل وكأن، هادئا يبدو الخارجي

يعود لكي اآلن قواه يستجمع أنه بيرس يعلم، لفافته من نفسا غي يسحب، غي وجه في األلم يتعمق .المتبقية األحصنة تقييد ويستأنف الشاحنة إلى

على يبعثان شيئان نفسه عزة على وحرصه بالخسران الكئيب فإحساسه . الوجع

هذه وزن كم ترى هل يا .دتناعو لدى األخرى األحصنة تقييد بوسعنا « .»الفرس؟

.بحيرة الماء يمأل كما عينيه يمأل والفراغ الفرس غيدو يتفحص زجاج خالل من السماء إلى روزلين وتنظر .ءببط اآلن بيرس يتحرك

.سماعه بوسعها أن يعرف هو .األمامي السيارة .»أشخاص لستة بيرة مشروب ثمن على ثمنها يزيد بالكاد، غي«

ويسكت، للحساب انتظارا غيدو وجه في بتحد مسمرتين غي عينا تبقى . بيرس

.»رطل ستمائة تساوي قد «:إليه اآلن غيدو ينظر .»رطل أربعمائة يزن نخرياآل الحصانين من كال أن أظن «:غي .»تقريبا، بلى «:غيدو .»رطل خمسمائة القطيع قائد يزن قد، حال أي على « المجموع يساوي ريما .ذلك من أخف نهإ لنقل .قليال أخف رأيي في «

.»ألفان المجموع ربما - رطل وتسعمائة نيألف

-١٥٨-

.»هذا؟ سيعطينا وكم «، سنتات بستة الرطل ،حسن «:متخيال ويحسب الفضاء إلى غيدو يتطلع . بشفتيه متمتما بصمت يحسب .» ...المجموع

وغيدو غي يبقى .عاليا روزلين بكاء يسمعون الصمت فترة وفي . اآلخر إلى كل ينظران

.»غي يا، دوالرا وعشرين مائة أو وعشرة مائة حوالي الحساب « .»تقسيمها؟ تريد كيف .بأس ال « .»وللطائرة لي خمسين سآخذ .تشاء طريقة بأي « .ولي للشاحنة أربعين بحوالي أكتفي أن يجب أنني وأظن .حسن « .»؟هذا أيكفي - بيرس يا، وعشرون خمس لك ويظل

. يسمع لم أنه ويبدو الفرس بيرس يتأمل .»بيرس « فقط معكم جئت إنما، حال كل وعلى .الثمن أنتم خذوا، الرجال أيها «

.»الهواء لشم تسير روزلين يرون .اآلخران فيجفل جدا مفاجئة بحركة بيرس يقوم

. البحيرة حوض عبر .» !روزلين «

.نحوهم ظلها ويمتد، هانفس حول تدور .يتوقف ثم، خطوة غي يخطو لتقذفهم كأنما وتنحني، يتلوى وجسدها وتصرخ ياردة أربعين بعد على تقف

. كراهيتها بنيران :وجوههم في وتصيح، بقبضتها وتلوح .»!كلكم! الكذابون أيها «

.»!كذابون«

-١٥٩-

.ويجفل غي قوى تخور ما كل! يموت شيئا ترون حين إال تعيشون ال! كبار رجال! رجال « .»سعداء فتكونوا أنفسكم تقتلون ال لماذا! شيء كل قتل هو تريدونه

.أنت «:مباشرة غي تخاطب، خائفة وكأنها تقف ولكنها، نحوهم تركض .»!أكرهك «:وجهه في تصرخ ثم .»!والحرية اهللا أرض عن به تتبجح وما أنت .»ناآل بيننا ما انتهى لقد، روزلين «:يتمتم، كالمها تحمل عن غي يعجز

أحد ال .هذا تريد تكن لم ولكنك .تظن مما أكثر -انتهى بالتأكيد « .»جميعا عليكم أشفق .يريده

:غيرهم آلخرين تنظر وكأنما تتجاوزهم ثم آلخر شخص من تنظر، طيبين رجال ثالثة سوى أنتم ما .بالحياة الشعور عدا ما، شيء كل تعرفون«

.»ميتين .»!مجنونة «

عيناه تبدو .إليه يلتفتون غيدو لصرخة يبالغر الصدى يجعلهم .هناك واقف وهو ينهشانه نيفك داخلهفي وكأن، بتينوعصم مسلوختين يقف، عليها وينقض األرض فوق سيطير وكأنه ويبدو .ويداه رأسه يرتجف عن اآلن يبتعد .»!مجنونات كلهن «:جديد من وينزل، أصابعه رؤوس على :وراءها السماء وعلى روزلين على بكلماته يقذف، هكذا ويستمر يعود ثم، غي .»!مجنونات لكنهن، تحتاجهن ،تحتاجهن ألنك ،هذا تصدق أن تستطيع ال«

، تكافح «:تخف ال ثورته لكن، وجنتيه على عينيه من الدموع تنبجس يقنعن ال، يشبعن ال ولكنهن، نفسك في يجول بما لهن وتبوح، وتجرب تبني، كامال شيء كل يكون أن بد وال .ناقصا ما ءشي يظل دائما .دأبهن هذا، أبدا .»ذلك آثار أحمل .جيدا ذلك أعرف! جانبك ينخز مهمازهن فسيظل وإال

-١٦٠-

ينظر وفجأة .عنقه في العروق وتبرز، ويلهث بقبضته صدره يضرب إلى رأسه ويلقي، يتوقف ياردات بضع وبعد، عنهم يبتعد .كالدائخ األرض إلى

تكاد وهي فتنحني، نظراتها تزوغ، هي مرهقة .أنفاسه التقاط محاوال ،الوراء طرف من إليها بيرس ينظر .هدوء في وتبكي األرض على وتجلس، تنهار من ويصعد، الشاحنة نحو يمضي، المتمددة الفرس حول غي يمشي .عينيه التراب علق وقد، واقفة تهب ولكنها، ليساعدها إليها بيرس ويمضي .الخلف ويركب بيرس يدور .وتركب الشاحنة نحو إعياء في وتسير .الجينز ببنطالها من حيرة في كأنه األرض في وعيناه غيدو يعود واآلن .بجانبها المقود خلف . تنطلق التي الشاحنة بطن إلى يقفز .أمره

من باأليدي شجار في غلب أنه لو كما، مقهورة نظرة غي وجه تغمر عيناه وتسرح، للريح ظهره يدير .إيمان نصف سوى ابه يؤمن ال قضية أجل قطعانا، الخيل مئات تريان تكادان، باألماني نألاتمت والعالية الجبال فوق

جميلة اوأفراس مهيبة كبيرة أحصنة، الفسيح الفضاء وتمأل تتسابق ضخمة تكاد سرعتها شدة ومن، كبيرة بسرعة وتسير هدوء في تسبح كأنها، تتهادى . فقط غبارها وتثير مسا تمسها بل، األرض تطأ ال هاحوافر

-١٦١-

عشر الثاني املشهد

االحتراق شمعة تثبيت ينهي .غيدو بيد المفتاح صوت عدا مخيم صمت

متأبطأ .ويفكها الخامسة الشمعة على مفتاحه ويضع، سلكا يفك ثم، الرابعة، هادئا تصفيرا فريص .يديه حركات به ينير ذراعه تحت الكهربائي مصباحه

ويفيض، اآلخرين على نظرة يلقي آلخر حين ومن، غريبا نشاطا نشط وهو السماء قبة متأمال غي يقف، منه ياردات بضع بعد وعلى، به خاص بأمل

فخذيه على يداه .العميق أساه على وقفته تدل .شيئا يرى فال، بالنجوم المزدانة .القوى منهوك يبدو .ظهره يسند أنه لو كما الوراء من

عشر غي عن بعيدا، حراك بال يدخن، كعبيه على بيرس يقرفص رأسها روزلين تلقي، يساره على وبعيدا .غي بمزاج يحس ذلك ومع، ياردات حصان إلى بيرس رأس فوق من وتتطلع، السائق حجرة في الباب حافة على معالم اختفت سدوله ليلال وأرخى الظالم زاد كلما .جنبه على مستلق مقيد

.نائمة وتبدو عينيها روزلين تغلق .بها حراك ال كتلة إلى وتحول الحصان .»ذلك؟ سيستغرق الوقت من كم«: غيدو غي يخاطب الكربون اآلن يكشط .وحاد عال غيدو صوت .»أنتهي أن وشك على«

.المكشوط الكربون ينفخ ثم، الشمعة في الكهربائي القطب عن وجهه يبدو .ويتوقف نحوها ويمشي واقفا ينهض بيرس روزلين رىت

لكنه، الهمس إلى يكون ما أقرب صوته .وصالبة عظما أكثر القمر ضوء في

-١٦٢-

.»سراحها سأطلق«: يقول فيما للتآمر مظهر أي لتجنب تكفي لدرجة عال .»نفسك تورط ال، ال«

الواقف غي نحو ينظر .»اجعالتر بوسعه يعد ولم، اآلن غاضب إنه« ما حول حائر أنه تعرف وهي، كبيرا حبا يحب بيرس أن تشعر .لهما وظهره الحصان إلى تنظر .»األمر يهمني ال، حال أية على«: وتقول، عليه سيقدم أن على بسهولة يوافق هو ها – نكتة كونه عن األمر يعدو ال«: وتقول، المقيد .»يموت

نائم؟ أهو .حركة بأدنى يقوم ال إنه، انظر .محل في كأنني أشعر .»فعال نائم هو بل... ربما«

.»هنا؟ المهر ترك باستطاعتهم يكن ألم« أن المحتمل من .البلدة وسط حتى الشاحنة سيتبع .هنا هو يبقى لن«

.»الطريق في يهلك كنت«: مقيدال للحصان المعتم الشكل إلى وينظر، الباب على يتكئ

الكسور عظامي من اكثير لجنبت ،طويل زمن منذ التقينا لو أتمنى .»والرضوض .ذراعه وتلمس يدها تمد ثم، إليه تلتفت

ويأخذ، أكثر منها يقترب .»شيء كل عن التخلي أتوقع كنت«: يواجهها .»أجلك من سراحها سأطلق« .نفسا

عند إليه يمضي غي يريان، بسرعة فيلتفتان غيدو صوت يسمعان شمعة على فيسلطه، الكهربائي المصباح غيدو يناوله .الطائرة محرك

جهازا غيدو يمرر ثم، عينيه من يقربها .غيدو يد في الموجودة االحتراق ليقلل البطارية رأس يدق ثم، البطارية ورأس الكهربائي قطبها بين للقياس

-١٦٣-

وضحكته صوته سماع همابوسع .أخرى مرة الكهرباء قوة ويقيس، الفراغ .الهادئة

ذقنك حتى النساء في ستغرق، تشعر نأ قبل! أخي يا، ابتهج«: غيدو .»ثانية مرة

.يمكن ما بأسرع االنصراف في راغب، متضايق غي تورطت كيف أدري لست... للتو أفكر كنت«: قائال يستمر غيدو لكن

وحتى، كندا، مونتانا، رادوكولو... بالجبال مليء فالعالم الغباء هذا في تفريغها نستطيع لن ربما .الخيول توجد أن بد ال الجبال توجد وحيث، مكسيكو

سأبيع، فترة سنعمل اآلن .المشي عن وعجزنا هرمنا لو حتى الخيل من كلها توفيره يمكن ما كل سنجمع – اآلن حتى به احتفظ لماذا أعرف ال .بيتي حتى

أساس على الشيء بهذا القيام حينذاك بوسعنا .جديدة لطائرة ثمنا ونضعه .»تجاري

.المتزايدة والغضب االشمئزاز ماراتأ وجهه شىغوت، وقفته غي يغير أن بوسعنا كان! للبيع نزنها أن قبل قط الخيول نسق لم إننا أتدري؟«: غيدو

»!لةللغف يا .سقيناها لو الخمسة الخيول هذه وزن إلى رطال خمسين نضيف وهو تقول .االحتراق شمعة في عمله يستأنف أن له فيشير، غي صبر دينف .»أسرع هيا .هنا من الخروج أريد«: شهيته يفتح يكاد ال

: ويقول، ثقته تفيض المحرك في االحتراق شمعة غيدو يثبت وحين فندق في وننزل – مكان أي من رينو إلى الطيران جديدة بطائرة نستطيع« في أحدا نحتاج ولن، سالم يا! ثانية نقود ثم، الوقت ببعض ونستمتع، »بسمي«

.»!الدنيا هذه، محمر غي وجه .غي جواب ينتظر ثم، الكهربائي المصباح غيدو يأخذ

.»غيدو؟ يا، تصمت ال لم« :متألم بصوت ينفجر وأخيرا ثقيال شيئا يرفع وكأنه

-١٦٤-

.اخرس«: يسمعها التي مئزازاالش موجة أمام ويجفل بصدمة غيدو يشعر عند أقابلك«: ويقول، بابتسامة المهددة غي نظرة يواجه غيدو لكن »أتسمع؟ الساعة. بكرنا إذا الرافعة ذات شاحنته سأحضر، الصباح في التاجر .»موافق؟. السادسةنمالقمرة إلى الجناح بمحاذاة غيدو ينصرف، الرضا عن غي سكوت ي ، قليال المحرك شغل، حسن«: المحرك أمام الواقف غي يخاطب .ليهاإ ويصعد

.»!أوقف – تنظران وإنما شيئا تريان ال عيناه .يسمع ال غي أن يبدو، لحظة تمضي

.واقف وهو رؤيته وبيرس روزلين بوسع .أعماقه إلى .»هه؟، ولد يا! المحرك شغل«

كأنه المحرك يطقطق .المحرك ويشغل يده يمد، الطائرة أمام غي يقف ثم، أسفل إلى المحرك شفرة يجر وهو بطيئة غي حركات تبدو .تربط ساعة .)السلندر (يلين وبهذا، ثانية أسفل إلى ويسحبها، ذراعيه يرفع

خلف يختفي .لتواجهه روزلين تستدير، الشاحنة بمحاذاة بيرس يسير . الطائرة إلى النظر هي فتعاود، الشاحنة .»!شغله .حسنا«: يدوغ

في المحرك، الشفرة على يديه يضع ثم .أكثر ودقة بعناية غي يتمركز الشفرة يسحب وبسرعة، اليسرى ساقه على اليمنى ساقه يؤرجح .أفقي وضع من غيدو له يؤشر .هدير إلى المحرك طقطقة تتحول بينما مبتعدا لألسفل .باالنطالق لغيدو غي يشير .حالجنا تحت المربوطة للكلبة ينتبه أن القمرة

تهتز .القمر ضوء في إطارا المحرك ويصبح، المحرك هدير يزداد غيدو يحمي بينما المقود مكابح مسكة مقابل الخلف وإلى األمام إلى الطائرة

-١٦٥-

هدير يبلغ .القياس مؤشرات على قمرته في مصباحه غيدو يسلط .المحرك .اآلن ذروته الطائرة

.بجانبها المقود خلف يجلس بيرس ترى وهي، بسرعة روزلين تستدير يمسك الذي غي إلى األمامي الشاحنة زجاج خالل من تنظر .المحرك يشغل حين في، السيارة تسير فجأة .الطائرة جناح فوقها من يمر بينما الكلبة جسد بيرس ذراع على إراديا ال روزلين تقبض .القمر اتجاه في الطائرة تحلق الحصان نحو بالشاحنة ينحرف واألمامية األنوار اآلن يضيء كنهول، لتمنعه غي وترى، الظالم في تبتعد الطائرة وترى النافذة من روزلين تطل .المقيد يبدأ ثم، يراها حتى نفسه حول يدور، ذهبت قد فيجدها الشاحنة إلى يتجه

نالحصا بجانب تقف ثم الشاحنة وتتزحلق، الشاحنة مكابح تزعق .بالجري بطن على يتكئ ثم .مفتوحة مطواة وبيده، إليه ويعدو بيرس يقفز ثم، المقيد

يندفع .الوقوف الحصان يحاول .حوافره حول من الحبل ويقطع الحصان بضع يعدو، قوائمه على واقف الحصان، الحبل ويقطع، اإلطار إلى بيرس فلينصر وينهره نحوه بالجري بيرس يبدأ .الحركة عن يتوقف ثم ياردات بها وينطلق الشاحنة إلى غي يقفز .صوته زئير ويسمع، مقبال غي يرى ولكنه ثم لحظة اإلطارات تئز .مداها آخر لىإ البنزين دواسة على بها يدوس أن بعد .هادرة وتنطلق الشاحنة تقفز

الذي الحصان نحو يندفع .صامت أمر عن الغاضب غي وجه يعبر ينحني، هءورا ومجرور عنقه من تدلم الحبل .بطيئة بسرعة اآلن يعدو راح على نفسه غي يرمي .سرعته من فيزيد به الحيوان يحس لكن ليمسكه غي

، رجليه على غي يقف .الظالم في للريح ساقيه الحصان يشرع بينما الحبل .بها اللحاق ويستحيل اآلن بعيدة األمامية الشاحنة أنوار .نفسه حول ويدور .نحوها يعدو

-١٦٦-

ولكن، غاضبة صرخات حنجرته من وتنطلق وجنتيه ىعل الدموع تسيل من اغتصبت حياته ان لو كما، بالخيبة المروع إحساسه أمام يهون الغضب

.تحقير أيما حقر وكأنه يديه بين ثم، سراحه ويطلق إليه بيرس يقفز .آخر حصان قرب الشاحنة تتوقف

باأللم الشعور من جةمو تغمر .سرعة في بها وينطلق الشاحنة إلى عائدا يندفع إلى تلتفت ثم، غي ترى لعلها البحيرة حوض وتتفحص .اآلن روزلين وجه فرحة محله وحل، متأمال وبدا، وجهه من اللطف تالشى لقد .حائرة بيرس مسترخيا لحظة يجلس .البحيرة حوض حافة غيدو وصل لقد .متمردة وحشية أعماقه إلى الطائرة هدير ينفذ لو وبوده، زائغتان عيناه، الممزق مقعده على

، الطائرة سرعة فتخف البنزين دواسة عن قدمه يرفع .ذهنه خواطر ويخرس . الريح يواجه لكي بها يدور ثم

وكأنه، القمر ضوء في ئامتألل الجبل يبدو البحيرة حوض يمر، بعيدا ،للخضرة مائل فضي بضوء متألقا األبيض الطنين أمامه ويمتد، بالثلج مغطى غيدو يشعر .ثقيل غاز وكأنه األرض يغلف وإنما الجو ينير ال ضوء ولكنه مهدد أنه يغضبه، للحركة داع لديه ليس وأن يقصده مكان لديه ليس أن

.الطائرة فتسرع زينالبن دواسة يدوس .حياته في الكلي بالفراغ بصره يقع ليصعد الذيل يرفع لكي االمام إلى )الجير( عصا يضغط وحينما

المغطاة الصحراء إلى متجهة ليست أنها يدرك إذ المتحركة الشاحنة أنوار لىع، أفقي وضع إلى طائرته سير خط يعيد .للبيت العودة طريق وإلى المريمية بنبات أمام حصان يمر .منه قريبة أصبحت التي قمرته جانب من يطل، يغوص ثم

إلى )الجير( عصا ضغطي .طليقا يعدو حصان – األسفل في األمامية األنوار قيدوا التي األماكن تذكر في ويجهد، أفقي خط في يسير ثم قليال ويصعد، األمام .منها واحد بجسد فيصطدم األرض على يحط أن خشية حصان كل فيها

-١٦٧-

.للشاحنة األمامية األنوار أمام ميل بعد على القائد الحصان كلش يبدو! بيرس يا، اوه«: تصيح، منه الشاحنة تقترب وحين، أمامها روزلين تتطلع .»!أدري لست

.الشاحنة يوقف ثم، أمره من حيرة في مندهشا إليها ينظر .رأسه ويرفع، الشاحنة صوت إلى ويصغي أذنيه المقيد الحصان يرفع

تنزل .بعنف الحصان يجذبه الحبل يقطع هو وبينما .اإلطار إلى بيرس يعدو الوقت بنفس وتشعر، غي عن بنظرها تبحث حوترو الشاحنة خارج روزلين ويعدو، الخلفيتين بقائمتيه فيرفس، طليقا الحصان ويصبح ينقطع فجأة .باألثم بصيحاته الحيوان وينهر طريقه من بيرس يجرها .إليهما يدور ثم، بهما مارا

فيه يمتزج مرضب حرا الحصان رؤية لدى روزلين وتشعر .ويبعده ليرهبه إلى امض! انصرف«: تفعل ما التدري وهي وتصيح، ةبالنشو الذعر .»!موطنك

عنقه وحبل راكضا وينصرف يدور الذي الحصان نحو بيرس يجري .وراءه مجرور

.الشاحنة إلى يجريان ثم، لحظة األنفاس مبهوري يرقبانه البحيرة حوض ليتفحص بيرس يتوقف .السائق حجرة روزلين تدخل

حجرة إلى يسرع ثم، المتبقيين الحصانين موضع رفةمع محاولة، المتوهج .الشاحنة

المفتوحة القمرة من البحيرة حوض إلى وشماال يمينا بعينيه غيدو يلتفت .المحلقة للطائرة

، جدا نابعيدت ضوء اقعتب له لوحت .واسعة أقواس في بالطائرة ويدور .نحوهما بالطائرة فينطلق

-١٦٨-

كل مع سيره اتجاه يغير ظل قدل .غي بصر عن األضواء تغيب ال ظل، بهما اللحاق المستحيل من بعدا بعيدان أنهما ومع، حركاتهما من حركة يسمع اآلن أصبح .بالتعب اإلحساس على القدرة عجزه أفقده وقد، آليا يركض .الحال في فيقف طقطقة صوت

، عينيه عن العرق يمسح، المتحشرج نفسه صوت في التحكم يحاول لكن، متألقا البحيرة حوض ويبدو القمر يتألأل .ويصغي ببطء نفسه ولح يدور من قلبه يتواثب .بوصات بضع من أكثر أمامه غي يرى وال، يخيم يبدأ الليل

ليتأكد، بعينيه يحدق .أخرى مرة الظل يتحرك .عينيه في يدق ونبضه صدره .ديدج من يتحرك .حجمه يصغر أن ويحاول، كعبيه على بطء في يجلس ثم

يوجه .الجبال نحو متوجها ليس أنه للعجب يدعو وما، اآلن اتجاهه غي يدرك المعتمين كلينشال عيناه بالتدريج وترى .البحيرة حوض وسط نحو نظره الظل نحو الوراء إلى اآلن يلتفت، القمر ضوء تحت بعيدا ومهرها للفرس

.أقرب خطواته وقع أصبح .المتحرك ليسمح مفتوحا فمه يبقى، المقيد الفرس نحو ويتحرك صمت في ينهض

فيوسع اآلن قائمتيه على واقفا يهب المهر يرى .صوت بدون الهروب لنفسه الفرس صهيل عن صادرا نشازا صوتا يسمع .الرأس محني ويبقى، خطواته من القائد الحصان ظل يقترب، يساره على بعيدا .فيتوقف المفاجئ المكتوم .عنقها إلى ينحني عنقه غي يرى .المكتوف جسمها ندع ويقف .الفرس ثم ويتراجع رأسه الحصان يرفع .اآلن يعدو ثم، يزحف وهو ثانية يتحرك ينقض بينما أصفر كقرص القمر ضوء تحت عينيه إحدى تبدو .مصغيا يقف عن الحصان يكشر .القفازين ذات بيديه عنقه حبل ويمسك جانبه من غي عليه متمتما، بالحبل ممسك وهو منه غي يقترب، غي كتف عض ويحاول، أسنانه

ويعدو ذراعه على الحبل غي يلف .ويعدو فجأة الحصان ينحرف لكن .له

-١٦٩-

جديدة بدفقة يجذبه الحصان لكن .األرض في كعبيه يغرز أن محاوال، وراءه حتى عينيه يمأل والتراب جنبه على وهو خلفه يجره ثم، ويسقطه القوة من يهجم الحصان لكن الوقوف غي يحاول، الحبل يرتخي فجأة .ايعميهم يكاد األرض على غي يسقط، إياه متجاوزا بعيدا ويعدو بكتفه رأسه ويضرب عليه يدور .بالطين كعبيه غرز ينشد بجزمتيه األرض ويرفس يجلس ثم، جديد من

غي يعرف .جالس وهو مقابله لحظة يقف ثم، صهلوي حوله الكبير الحصان الحبل يلف، متحشرجا تنفسه لجعل يكفي شدا مشدودة ليست شوطةاألن أن

بنفسه يرمي أن ذهنيا ويستعد التراب في كعبيه يغرز، جديد من راعهذ حول الوضع ليدرس يبدو ما على، الحصان يتراجع ،عليهم الحصان هجم إذا بعيدا

.الحبل على ثقله قوة ويتفحص اإليه يصل .منه مبعدة على اإنه .الفرس نحو جانبيا الزحف غي يبدا

يحاول ثم، بكوعه جسدها يتحسس ثم، القائد الحصان عن عينيه يرفع أن دون ترجف لمسته لدى .اإلطارو عنقها حبل ليصل يبعد ان يجب كم يتحسس أن

وبين بينه الفرس تصبح حتى بالزحف ويستمر، أطرافها يلمس، الفرس يزحف .قويا شدا الحبل يشد يعد مل والذي حوافره فوق يجمح الذي الحصان

.ذراعه تحت عنقها حبل يصبح حتى الفرس عنق نحو جانبيا كعبيه على غي .الفرس بأنشوطة ليربطه ذراعه عن الحبل يحل أن عليه .هدوء في يتربص

عنق وراء من له غي يتمتم يلهث وهو، بعينيه الحصان يتفحصه يرخي أن دون ذراعه عن الحبل يفك يبدا »ههو . .ههو . .ههو«: الفرس أن يعرف هو .الحركة عن غي توقففي الحصان رأس يرتفع .عليه قبضته وبعد .أخرى مرة تستفز أن وبوسعهما الحصان جسم في تهتز الحبل حركة فيرمي عالية صهلة فجأة الفرس صهلت .ذراعه عن الحبل فك يستأنف، لحظة

يقاوم ال .الفرس جسد وقف من نحوه غي ويجذب الهواء في رأسه الحصان

-١٧٠-

وحينذاك، توقفه حتى ترفعه القوية الجذبة مع ينساب نفسه يترك ولكن غي .يديه بكلتا حوله األنشوطة شد ليحكم الحصان عنق إلى يقفز

ةبالرعد يشعر غي لكن، الخلفيتين بقائمتيه يرفس وهو، الحيوان يعدو باألنشوطة يتعلق .سريعا وسينهار تخونه قواه أن ويدرك، الحصان جسد في

.الخلف من فخذيه تضربان الحصان ركبتا بينما، قوته بكل لألسفل ويشدها حتى المشدودة األنشوطة من كله بثقله غي يتدلى، الحصان يتوقف ثم

قصيرة صرخة وتنطلق الشد يعاود .باالنثناء ركبتاه وتبدأ الحصان عنق ينهي صوت غي يسمع .مخنوقة ةرفيع بصهلة الحصان رأس يهتز بينما حلقه من

رأس ويشد، األرض عن قدميه يرفع، ثانية مرة الحبل يجذب ،محرك يسمع، لعينيه األلم وتسبب وجهه األمامية األنوار تغمر. لألسفل الحصان .تفتح وهي األبواب وصرير الفرامل زعيق

، حراك بال الحصان .الرهبة ماراتأب بيرس ووجه روزلين وجه يكتسي غي وبين بينه كان فلقد ذلك ومع .الخانقة نشوطةاال ضغط تحت يئن وهو

يدرك المقهور الحيوان وكأن، التفاهم من حالة، غريبة عالقة رقبته من المتدلي .األرض على يقع أن ذلك من الرغم على ويأبى، اآلن غي ملك أصبح أنه

دعه .حسن«: ويقول الشاحنة بصدام ويربطه الحبل طرف بيرس يمسك .»!اآلن

ثم بطء في ويمشي، رأسه يحني الذي الحصان عن بعيدا غي قفزي على بنفسه يلقي ثم الشاحنة نحو يسير ثم، مترنحا قدميه على يقف .يتوقف تقترب ال .المتشنجتين راحتيه ببطء يفتح .ممدودتان يداهو، المحرك غطاء

تلين هاأن يبدو ما وعلى، بيرس من يقترب بينما بعد عن تراقبه .منه روزلين، نحوه خطوة وتخطو الذاهل باإلعجاب عيناها تمتلئ .البطولي كفاحه بتأثير .ويوقفها بسرعة يده يمد بيرس لكن

-١٧١-

أن من خوفا ليس خائفة وتصبح، بيرس وجه في الخوف ماراتأ تقرأ فعال وارتكبت التقدير أخطأت قد تكون أن من خوفها بقدر باألذى غي ينالها .معنى له ترى تعد لم

يطفأ .بجانبهم لحظة بعد تتوقف التي الطائرة محرك صوت سمعي الحصان ويرى يلهث يراه .غي نحو ويعدو الطائرة من غيدو ويقفز .المحرك ليضمه غي على وينحني شماتة ضحكة بيرس وجه في يضحك، مربوطا .بسرعة اآلن أنفاسك التقط! غدا جميعا ستمسكها! الرائع الولد أيها، أمسكته«

.بمودة غي ظهر يربت ..».تبالي وال تنظر، الشاحنة محرك غطاء على امحني، الهواء يستنشق غي زال ما

هنا من ننته لم – عزيزي يا، تقلق ال«: كتفه غيدو ويمسك الحصان إلى عيناه – معك ثايبون جبل إلى سأذهب! وحسب بداية هذه! الكثير أمامنا مازال .بعد

سبيل في نتعب أن علينا ولكن .دوالر آالف ةخمس هناك يوجد أتسمعني؟ هذا من أكثر هناك بل .هناك إلى ونذهب الحصان سنمتطي .عليها الحصول يا، الدنيا من أحدا نحتاج ال نناأل! لننالها السعي علينا لكن – أكثر هناك، المبلغ روزلين نحو ينظر ثم »ذلك؟ تعرف أال، اآلن هذا تعرف أنك وأظن – غي

.»!جميعا بهن المصير وبئس الجحيم إلى«: ويقول غطاء على ملقى وحده، الحصان إلى وينظر، غيدو عن ذاهل غي

يسود وحوله، بعيدة نقطة إلى رنوانت كأنهما عيناه تبدو. الشاحنة محرك .جيبه إلى يده ويمد .هنا وحده وكأنه، صمت

.».لـا وليأخذاهما، بالطائرة بك سأطير .هيا«: إليه يده غيدو يمد الدموع يرى وجهه إلى ينظر حين .غي يد في مفتوحة مطواة يرى

.ويسكت، لحظة بحيرة فيشعر، عينيه في تترقرق

-١٧٢-

وهو، طريقه عن غيدو ىنحتفي، يراه ال وكأنه اتجاهه في غي يسير ويقطعه، بالصدام المربوط الحبل على ينحني غي لكن »؟. . تـ ماذا«: يسأل عينيه يمأل ما سبب يفهم ثم، ويمنعها يده على غيدو بضيق .مرتجفتين بيدين في ويقول، الجافتين غي شفتا تتحرك .لصديقه مالصقا يقف وهو بالفزع .»شيء كل انتهى«: يراه أن دون ولكن غي وجه إلى ينظر وهو، همس

.»أمسكته؟ لماذا، الجحيم بحق« هو هذا، أفعل أن ينبغي ما أحد علي يملي أن أحب ال .لشيء ال ..ال«

.»الموضوع لب شدة من سيبكي أنه لو كما، حاجبيه ويقطب رعدة جسمه في تسري

.رسغه ممسكا يظل غيدو لكن، يتنحى كي بعنف غيدو على يضغط .الغضب .»!ثايبون جبل إلى معك سأذهب«

التالل من وغيد وراء ما إلى بصره يرنو .بالنفي رأسه غي يهز لقد! جميعا عليهم اهللا لعنة«: ويقول .قامته ويشد وجهه الغضب ويصلب المعتمة ككل تماما وفلوس خراء ىإل حولوه، بالدم ولطخوه كله شوهوه .عملنا شوهوا .»تالشى حلما بحبالنا يصطاد إنما .كذلك وأنا ذلك تعرف أنت .آخر عمل

أننا تشعرنا أخرى طريقة نجد أن علينا«: غيدو قبضة من رسغه يسحب على بثقله ويتكئ الحبل إلى يعود .»النوع هذا من طرق بقيت إذا... أحياء .األرض على المقطوع الحبل يسقط .قوته بكل ويقطعه السكين

ضغط عنه زال وقد اآلن .الحصان يتحرك وال لحظة تنقضي ثم، األرض على يسقط يكاد، جانبية خطوة يخطو ثم، عنقه يمد، األنشوطة إلى غي يسير .ينصرف ثم، مترنحا ويقف يتوقف ثم .ويسير ثباته يستعيد تنهض، إلطاربا المربوط الحبل يقطع ثم حوافرها عن الحبال ويقطع، الفرس .المتطاير ذيلها في وأنفه يتبعها، تجري ثم متثاقلة الفرس

-١٧٣-

ثم نهسكي غي يغلق .المتالشي الحوافر لوقع يصغون وهم األربعة يقف .ذاته تأمل في غارق، زائغتان وعيناه، غيدو عن ويبتعد، جيبه في يضعها

المقود خلف ويجلس الشاحنة يركب وهو ثم بهم يمر وهو عيونهم تتبعه تقف .األمامي الزجاج خالل من أمامه ينظر وهو لحظة تمر .اتعب، صمت في

في .الخالي المقعد عبر إليه تتطلع .اآلن للشاحنة المقابلة الجهة في روزلين وحشة تبدو، إليها يلتفت .تتحرك ال ولهذا، ستفعل ماذا تعرف ال اللحظة هذه

في تجلس .»شئت إن... بالسيارة بك سأعود«: يقول، عينيه في كافية الوحدة تشاركه .منه تقترب ال ولهذا، منه وخائفة مترددة تزال ما وهي، المقعد .بالحزن وإحساسه ألمه عيناها

.»قابلتك ألنني سعيد أنا، روزلين«: ويقول، نافذتها إلى بيرس يأتي .»تعدني؟ هل، اليوم بعد لألذى نفسك تعرض ال«: روزلين

بريدية ببطاقة لي تبعثي أن ما يوما رغبت إذا«: ويقول، بعينيه يشكرها .»كاليفورنيا... )ريفرز بالك(، يضيع ال فعنواني

أراك«! الشاحنة بجانب يقف الذي غيدو إلى يلتفتو المحرك غي يشغل .»يومين خالل بك سأتصل، بعد فيما

إحدى في ستكون؟ أين«: ضاحكا ويقول، استنكارا غيدو عينا تحتج .»السيارات؟ زجاج تمسح .البنزين محطات .بالشاحنة يسير ويبدأ، أمامه غي يلتفت .»طيار يا، عرفت قد ها«

سوبر في عامال أو«: ضاحكا، هب يحيص وهو وراءه غيدو يقفز .»!ماركت

جرب«: مستمر بغضب ويصيح للصوت مكبر وكأنهما فمه أمام يديه يضع .»الغساالت في الغسيل لوضع عامل إلى بحاجة يكونون قد، وتوماتيكيةاأل المغاسل

-١٧٤-

، مروعة بوحدة غيدو يشعر، به عابئة غير منطلقة الشاحنة تظل لكن .»ستذهب؟ أين ،غي«: الهواء في بقبضته ملوحا فيصيح

هناك واقف بيرس .والضياع بالغضب شعور غمره وقد يتوقف .عينيه من تفيض والدموع

عنه بعيدة روزلين زالت ما .مرهق أنه يشعر، صمت في غي يسوق يبدوان .بعد نحوها شعوره تعرف ولما نحوه اآلن تستدير .المقعد على .صامتا يبقى لكنه .»غدا سأسافر«: متسائلة تقول ثم .لحظة بينكغري أن أبدا أقصد لم لكن، قولي تصدق لن« .سيارته بقيادة يستمر »أموافق؟«

.»شجاع رجل إنك .أحترمك بل... أؤذيك .صامتا زال ما .»أتحبني؟ .تحبني تعد لم«

.منها يهرب كأنه شيء كل يبدو .صوتها ويتهدج أمامها تنظر كأنني للحظة لي بدا، هاربة تعدو الخيول تلك راحت حين تعلم؟ هل لكن«

بد ال«، فجأة فكرت - جنون أنه - شعور راودني وفجأة .جديدة حياة منحتها اهرب دائما كنت ألنني العمل؟ بهذا القيام على أجرؤ فكيف وإال يحبني أنه .اللحظة تلك في الخوف عدم، غي يا علمتني لقد .المواجهة عن أعجز حين

.»جسدي إلى ردت حياتي كأن شعرت مرة وألول يوقف، باألوتاد مربوطة للسيارة األمامية األنوار شعاع في الكلبة يرى

وفجأة .المغادرة تستطيع ال وكأنها إليه فتتتل ثم، بابها روزلين تفتح .الشاحنة :يأس في تصيح

.»شيء؟ يدوم هل أتعلم؟ ؟شيء هناك وهل، غي يا آه« .ويقبلها إليه يشدها، عينيه في دموع ثمة .األولى للمرة إليها يلتفت

.عينيه خالل من أعماقه ترى أن وتحاول فرح في تبكي

-١٧٥-

لعل .أنت مثلك مدبرا أو مقبال إما كان رأيته ما كل .اهللا يعلم«: غي ربما .روزلين يا حقا أعرفك، اآلن أعرفك ألنني .العلم هو يبقى الذي الشيء كالقابض كنت، قط اهتم لم .يكون أن يمكن الذي أو هللا الوحيد عزائي هذا كان يبدو – الريح على جديد من يدي سأضع أننيظننت، المرة وهذه .للريح .»فتاتي يا، أباركك .كله العالم لمست أنني لو كما األمر

.ارجالخ في الكلبة تنبح .بلهفة وتقبله، وجهه صوب تطير وثاقها تفك .سرور في فتحييها إليها السائق حجرة خارج روزلين تعدو وتعود، الشاحنة بطن إلى الكلبة تقفز .بها تلحق لكي بيدها لها وتصفق الشاحنة يشغل .الحب من بفيض وجهها طفح وقد السائق حجرة إلى روزلين

نكن لم . .لو«: بخيالها طافت رؤيا... سريعة بنشوة ةأفج تقول .يقودان ثم الشخص سيكون .شجاعا جعله وبوسعنا طفال نرزق أن يمكن غي؟! جبانين .الفائتة الليلة في هذا أفعل أن خائفة كنت ! البداية من شجاعا العالم في الوحيد .»خائف؟ أأنت .اآلن كثيرا خائفة لست ولكنني

وهذا حبهما إلى الحياة تعود ،الشاحنة قيادة في ويستمر، إليه يضمها نبات على األمامية األضواء تقع .وصغائرها األرض حياة عن بهما يسمو

.سيرها في وتهبط تعلو والسيارة، المريمية .»؟ الظالم في العودة طريق إلى تهتدي كيف«: روزلين

النجمة تلك نحو انطلق«: أمامهما السماء إلى مشيرا، رأسه غي يهز .»البيت إلى مباشرة تقودنا وهي، تحتها تمتد يقفالطر .أمامنا الكبيرة

.المغبر األمامي الزجاج خالل من تبصرهاو النجمة إلى عينيها ترفع تختفي .يرياها أن دون وتبتعد فوقهما تهدر غيدو طائرة صوت يسمعان

غير يبقى وال الصمت يخيم وباختفائها، تدريجيا األمامية السيارة أضواء . المطبق والصمت، لنجومبا المزدانة السماء

-١٧٦-

احملتوى

الصفحة

٥ ...............................................................إهـداء ٧ ............................................................. الناشزون

٩ ..............................................المشهد األول ١٩ ..............................................المشهد الثاني ٣٣ ..............................................المشهد الثالث ٥٣ ..............................................المشهد الرابع

٥٩ ............................................المشهد الخامس ٧٢ ............................................المشهد السادس ٧٨ ..............................................المشهد السابع ١٠٢ ..............................................المشهد الثامن ١١٤ ..............................................المشهد التاسع ١٢٢ .............................................المشهد العاشر

١٣١ .......................................المشهد الحادي عشر ١٦١ ........................................المشهد الثاني عشر

م٢٠١٤/ الطبعة األولى نسخة١٠٠٠عدد الطبع