فقه الاحتكار في الشريعة الإسلامية web viewفقال النبي‘:...

362
ارة خ ت سلا ه ا ق ف ه ن ار ق م ةّ ي ل دلا ت س ا ه س درا ه ل ل ا ب ح در ت ح( 1 ) 1 اة % ق ا’ل( د ا’ن% ع ب، ف% ّ ل ؤ مل لر% ص عا م ل ا ي ملا% س8 لا ه ا ق ف ل ا ي ف سات درا ات ت ك( ن م ع ب را ل ا% ء ز ج ل ا ي فH ب ح ب ل ا ا ر هدH ش ن)( عام م ق ة ي ي مد ي ف( ارج خ ل اH ب ح ب ل ا ي ف درسه ي ف2012 م.

Upload: trinhdang

Post on 31-Jan-2018

235 views

Category:

Documents


4 download

TRANSCRIPT

فقه االستخارةدراسة استداللية مقارنة

)حيدر حب الله1

)

المعاصر)( 1 اإلسالمي الفقه في دراسات كتاب من الرابع الجزء في البحث هذا نشرعام قم مدينة في الخارج البحث في درسه في ألقاه أن بعد م.2012للمؤلف،

2

مقدمة تش??كل االس??تخارة ظ??اهرة عام??ة واس??عة النط??اق اش??تد انتشارها في العقود األخيرة بين الناس، حتى صارت ع??ادة جارية في األوساط الدينية. وقد أثار ه??ذا الح??ال نق??د بعض الناقدين حيث اعت??بروا االس??تخارة تعطيال للعق??ل واس??تقالة من الفكر والت??دبر، فيم??ا رأى الفري??ق المناص??ر لالس??تخارة أنها تعبير إيم??اني عن االرتب??اط بالل??ه س??بحانه وتع??الى، ب??ل

.(1)وصفها بعض الفقهاء المعاصرين بأنها »معجزة الشيعة« من هنا، سوف نحاول ? بإذن الل??ه تع??الى ??? دراس??ة فق??ه االس??تخارة من جوانب??ه المختلف??ة ح??تى ن??رى المنطلق??ات

الشرعية لها، وحدودها، وتأثيراتها وغير ذلك. المسيرة التاريخية لمسألة االستخارة

عندما نراجع التراث اإلسالمي، من الصعب أن نج??د كتب??ا??ة األولى، وإذا مص??نفة في االس??تخارة في الق??رون الهجري وج??دنا ش??يئا ح??ول االس??تخارة فإنم??ا نج??ده في ثناي??ا كتب الح??ديث والرواي??ة، ولم يش??ذ عن ه??ذه القاع??دة إال م??وارد

نادرة. ومن هذه الموارد النادرة ما ذك??ره النجاش??ي والطوس??ي وابن الن??ديم عن??د ت??رجمتهم لمحم??د بن مس??عود العياش??ي المت??وفى في الق??رن الث??الث أو الراب??ع الهج??ري، أن من

، ولكن ه??ذا(2)مؤلفات??ه كتاب??ا اس??مه »كت??اب االس??تخارة« الكتاب مفقود الي??وم ال نع??رف عن مض??مونه ش?يئا واض??حا.??ة ح??ال، فيمكن الق??ول ب??أن العياش??ي ه??و أول من وعلى أي

نعرف أنه ألف في االستخارة مستقال. ونج???د في الف???ترة نفس???ها كتاب???ا آخ???ر اس???مه »كت???اب

)( وه??و الش??يخ محم??د علي گ??رامي، انظ??ر موقع??ه الشخص??ي:1www.ayat-gerami.ir.

؛213؛ والطوس???ي، الفهرس???ت: 352)( النجاش???ي، الفهرس???ت: 2.245؛ وابن النديم، الفهرست: 135ومعالم العلماء:

االس??تخارة واالستش??ارة« ألبي عبدالل??ه زب??ير بن أحم??د بن

. وبع??د ذل??ك نع??ثر(1)ه?(317س??ليمان الزب??يري الش??افعي ) ه???( على كت??اب تحت638للش??يخ محي ال??دين بن ع??ربي )

عنوان »رسالة االستخارة«، والتي ك??ان البن ع??ربي نفس??ه .(2)شرحا عليها أيضال ??? ش??يعيا ? وبعد ذلك أيضا، نعثر على كتاب هام ومفص?? في الموض??وع، وه??و »فتح األب??واب بين ذوي األلب??اب وبين رب األرباب في االستخارات« وهو مطبوع، للسيد علي بن

ه?(.664طاووس ) ومنذ ذل��ك ال��وقت، ال تحكي لن��ا كتب الفه��ارس والتراجم والرجال عن مصنفات مستقلة في ه��ذا الموض��وع إلى م��ا بع��د ق��رون، حيث تب��دأ تظه��ر

أسماء كتب تحت هذا العنوان أبرزها: ?10 علي بن يوس?ف بن علي بن محم??د الع??املي )ق�1.(3)ه?(، ذكروا له رسالة في »كيفية االستخارة«11

رس??الة في االس??تخارة، للش??يخ محم??د بن محم??ود���2، والظاهر أنه من أهل السنة.(4)ه?(940المغلوي الوفائي )

أرجوزة في أوقات االس??تخارة، للعالم??ة الش??يخ ج??واد�3.(5)ه?(1322بن الشيخ علي الجامعي النجفي )

االستخارات، للشيخ سليمان بن عب??د الل??ه الم??احوزي�4 ، وذك????ر ل????ه كت????اب »المن????ارات(6)(1121البح????راني )

.(7)الظاهرة« االس??تخارات، للس??يد علي بن محم??د علي الحس??يني�5

.(8)ه?(1313الميبدي اليزدي ) إرشضاد المستبصر في االستخارات، للسيد عبد الل??ه�6

.(9)ه?(1242شبر ).373: 1؛ وهدية العارفين 1389: 2)( كشف الظنون 1.116: 2)( هدية العارفين 2.391)( أحمد الحسيني، تراجم الرجال : 3.844: 1)( حاجي خليفة، كشف الظنون 4.463: 1)( الطهراني، الذريعة 5.19: 2)( الذريعة 6.244: 22)( المصدر نفسه 7.19: 2)( المصدر نفسه 8)( المصدر نفسه.9

4 مف??اتيح الغيب، وه??و كت??اب في االس??تخارات، للس??يد�7

.(1)محمد بن مهدي مؤلف كتاب كشف اآليات البشارة لطالب االستخارة، للشيخ أحمد بن صالح بن�8

.(2)ه?(1124حاجي الدرازي البحراني ) التحفة الباقري??ة في االس??تخارة )فارس??ي(، للمول??وي�9

.(3)أمانت علي عبد الله بوري رس??الة في االس??تخارة )فارس??ية(، للم??يرزا محم??د�10

.(4)ه?1309جواد الدارابي، المولود عام روائ??ع الغيب في رف??ع التردي??د وال??ريب )فارس??ي(،�11

للمولى عبد النبي بن عبد الرزاق، وقد فرغ منه مؤلفه عام.(5)ه?. وقال الطهراني بأن الكتاب في االستخارة1265 رسالة في عدم التوكيل في االستخارة، للسيد شبر�12

ه???(. وق??د1190بن محم??د بن ثن??وان الح??ويزي النجفي )ح علق عليها الطه??راني ب??أن العالم??ة المجلس??ي اخت??ار نفس

.(6)رأي هذا المؤلف في عدم التوكيل مف??اتيح الغيب في االس??تخارة )فارس??ي(، للعالم??ة���13

.(7)ه?(1111المجلسي ) رسالة في االس??تخارة من الق??رآن المجي??د، للش??يخ�14

.(8)ه?(1315أبي المعالي الكلباسي ) االستخارات، للشيخ أحمد بن عبد السالم البح??راني�15

.(9)المعاصر للمجلسي األول االستخارات، لبعض تالميذ الشيخ ناصر بن أحمد بن�16

المت??وج البح??راني، وه??و معاص??ر البن فه??د الحلي، ي??ذكر??ه(10)الطهراني أنه رأى نقال عنه في الكتب مما يدل على أن

لم ير الكتاب.)( المصدر نفسه.1.113: 3)( المصدر نفسه 2.423: 3)( المصدر نفسه 3.65: 11)( المصدر نفسه 4.255: 11)( المصدر نفسه 5.236: 15)( المصدر نفسه 6.390: 2؛ وطرائف المقال 304: 21)( المصدر نفسه 7.223: 2)( محمد حسين الحسيني الجاللي، فهرس التراث 8.19: 2)( الذريعة 9

)( المصدر نفسه.10

االس??تخارات، للم??يرزا محم??د حس??ين المرعش??ي���17

.(1)ه?(1315الحائري الشهرستاني ) اإلن??ارة عن مع??اني االس??تخارة، للش??يخ محم??د ابن�18

.(2)ه?(1115الفيض الكاشاني الملقب بعلم الهدى ) تشريح الخيرة )أو تشريع( في االس??تخارات، للس?يد�19

.(3)ه?(1330عبد الحسين الموسوي الدزفولي الالري ) خيرة الطي??ور )الط??ير(، للش??يخ أحم??د بن س??الم بن�20

عيسى البحراني، ونقل الش??يخ يوس??ف البح??راني نص ه??ذا، كما سيأتي إن شاء الله.(4)الكتاب في كشكوله

دالئل الغيب، في االستخارات )فارسي(، للسيد أب??و�21.(5)ه?(1361القاسم بن محمد رضا الطباطبائي التبريزي )

مفتاح الفرج، في االستخارات، لألمير محمد حسين�22.(6)ه?(1151بن األمير محمد صالح الخاتون آبادي )

منهاج المس??تخير )فارس??ي(، للس??يد محم??د حس??ين�23 ه?، ورتبه بطريقة يعرف1334التبريزي، وقد فرغ منه عام

.(7)بها نتيجة الخيرة عن??وان الص??واب في أقس??ام االس??تخارة من األئم??ة�24

األطي???اب، للح???اج ك???ريم خ???ان بن إب???راهيم الكرم???اني ) ه????(. وتوج???د من???ه نس???خة مخطوط???ة في مكتب???ة1288

.(8)المرعشي النجفي مفت???اح الغيب ومص???باح ال???وحي، للس???يد مه???دي���25

ه?(، وهو يشبه الف??أل ويعطي القاع??دة في1343الغريفي ).(9)أخذ األجوبة من كتاب الله

هداية المسترش??دين، في االستش??ارة واالس??تخارة،�26)( المصدر نفسه.1 )( ذكر السيد حامد الخفاف أنها موجودة في مكتبة جامعة طهران2

، وأن لديه نسخة مصورة عنها، فانظر مقدمته على فتح919برقم .50األبواب:

.189: 4)( الذريعة 3.287: 7)( المصدر نفسه 4.252: 8)( المصدر نفسه 5.338: 21)( المصدر نفسه 6.175: 23)( المصدر نفسه 7. المقدمة.52)( فتح األبواب: 8.337: 21)( الذريعة 9

6 للحسن بن محمد صالح النصيري الطوسي، فرغ من??ه ع??ام

.(1)ه?1132 بحث ح???ول االستقس???ام ب???األزالم ومش???روعية����27

االستخارة، للشيخ المعاصر لطف الله الصافي الكلبايكاني. وهو رسالة نقدية على ما كتبه الش?يخ محم?ود ش?لتوت في مجل???ة )رس???الة اإلس???الم(، في الع???دد األول من الس???نةل النق??د للش??يخ ش??لتوت شخص??يا في الخامسة. وق??د ارس?? حينه، ثم رتب ليطبع في رسالة مستقلة. وق??د ق??ام الش??يخ ش??لتوت برب??ط االستقس??ام ب??األزالم ب??الخيرة، منتق??دا م??ا يتعارف عند المتشرعة فيها، كم??ا س??يأتي الح??ديث عن??ه إن ش??اء الل??ه. والمع??روف المت??داول أن ه??ذه الرس??الة ج??اءت

بطلب من المرجع الديني السيد حسين البروجردي. دانش استخارة، وهو كتاب باللغة الفارسية يقع في�28

خمس??ة مجل??دات، من ت??أليف الش??يخ محم??د رض??ا نكون??ام??ه يح??ول االس??تخارة المعاصر. والملفت في ه??ذا الكت??اب أن ب??القرآن بالخص??وص إلى علم ق??ائم بنفس??ه، وي??دعو ل??ذلك، ويركز في كتابه على تعليم اآلخرين على كيفية فهم اآلي?ات في مج??ال االس??تخارة. ولع??ل تحوي??ل االس??تخارة إلى علم

قائم بنفسه من األمور التي تفرد بها هذا الكتاب. القرعة واالستخارة، للسيد محمد حسين فضل الله�29

م(، وقد بحث في??ه عن قاع??دة القرع??ة واالس??تخارة2010)بحثا فقهيا.

وغيرها من الكتب والرسائل والمصنفات المعاصرة. ه??ذا، وق??د كتبت م??ؤخرا سلس??لة واف??رة من الكتب غ??ير??ة لعام??ة الن??اس، ودونت قص??ص ??ة، وإنم??ا هي تعليمي البحثي ح????ول االس????تخارات أدرجت في كتب، الس????يما باللغ????ة الفارس??ية، ال حاج??ة لإلطال??ة به??ا. وك??ذلك لم نع??رض هن??ا للبح??وث ال??تي تن??اولت االس?تخارة في ثناي??ا الكتب الفقهي??ة المطول??ة، كم??ا س??توجد بعض الكتب والرس??ائل المعاص??رة

تظهر في ثنايا البحث أيضا إن شاء الله.من هذه الجولة السريعة يظهر لنا:

إن مضمون الكتب التي نقل لنا أنه??ا لفالن أو فالنأوال:.192: 25)( المصدر نفسه 1

??ه ه??ل يس??توعب تم??ام ولم تص??ل، غ??ير معل??وم بالدق??ة، وأن معاني االستخارة أم ال، السيما ما جاء عن??د العياش??ي، فق??د تك??ون بمع??نى ال??دعاء ال??ذي ه??و المع??نى الحقيقي األولي

لالستخارة كما سيأتي. إن الت??أليف المس??تقل في الموض??وع، ب??ل وغ??يرثاني��ا:

المستقل أيضا، كان محدودا جدا، وعرف رواجه منذ العصرالصفوي وإلى يومنا هذا.

إن كت??اب »فتح األب??واب« للس??يد ابن ط??اووس،ثالث��ا: يش??كل مفص??ال مهم??ا في مص??ادر الح??ديث والبحث ح??ول االستخارة، كما سيظهر الحقا إن شاء الله، وق??د ك??ان له??ذا الس??يد دور كب??ير في تقوي??ة ثقاف??ة االس??تخارة في ال??تراث

اإلسالمي.??ة والرابعا: إن جمل??ة من الكتب الم??ذكورة ليس??ت بحثي

فقهية، بل هي كتب معينة لكيفية استخراج نتائج االستخارة من الق??رآن الك??ريم مثال، ولكن قس??ما آخ??ر منه??ا يع??الج

الموضوع بطريقة بحثية وفقهية واستداللية. سيظهر معنا في ثنايا البحوث القادمة أن أك??ثرخامسا:

الشخص?يات ال?تي س?اهمت في بحث االس?تخارة اس?تدالليا وح??ديثيا هم ??? غ??ير المعاص??رين أو مت??أخري المت??أخرين ???: الشيخ المفيد، الشيخ الطوسي، ابن إدريس الحلي، العالمة الحلي، الشهيد األول، الشهيد الثاني، الشيخ النجفي، السيد عبد الله شبر، الشيخ يوسف البحراني، العالمة المجلس??ي،??ة أو الحديثي??ة. وغيرهم. وغالبهم بحثها في ثنايا كتب??ه الفقهي وكثير منهم تعرض لها بإيجاز مثل الشيخ المفيد والطوس??ي وابن إدريس والعالم????ة الحلي والش????هيد األول والش????هيدل الكالم فيه??ا غ??يرهم مث??ل الس??يد ابن الث??اني.. فيم??ا فص??

طاووس والعالمة المجلسي والشيخ البحراني وغيرهم. يظه??ر معن??ا من خالل م??ا تق??دم وس??يأتي ب??إذنسادسا:

الله، أن مس??ألة االس??تخارة ظلت موض??وعا ع??ابرا ال ج??دل ه???( حيث انتق??د598حول??ه، ح??تى زمن ابن إدريس الحلي )

بق??وة بعض أن??واع االس??تخارة كالرق??اع، ثم ج??اء الس??يد ابنل في بحث االس??تخارة ولي??دافع664ط??اووس ) ه???( ليفص??

عنها في وجه ابن إدريس الحلي وغيره، وبعده جاء العالم??ة ه?( ليشن هجوما نقديا عنيف??ا على ابن إدريس725الحلي )

منتصرا الستخارة الرقاع. وبعد ذلك تمت معالج??ة موض??وع

8 االستخارة بشكل متفرق وجزئي حتى العصر الصفوي وم??ابعده، حيث اهتم به الكث??يرون، ومنهم العالم??ة المجلس??ي )

ه???( ال??ذي أواله مس??احة مهم??ة من كتاب??ه )بح??ار1111 ه?( الذي ركز1266األنوار(، والشيخ محمد حسن النجفي )

عليه في كتابه )جواهر الكالم(، وكذلك غيرهما من العلماء.

المبحث األولاالستخارة، التعريف والمعنى والمفهوم

??? التعري??ف اللغ??وي لالس??تخارة، وتمييزه??ا عن1غيرها )التفأل والقرعة(

تع??ني االس??تخارة في اللغ??ة طلب الخ??يرة في الش??يء، وهي اس?تفعال من الخ?ير، فاس??تخار فالن أي طلب الخ??ير، واستخار فالن الله أي طلب منه الخير بهذا الفعل، والخيرة ? بكسر الياء ? اسم من خ??ار الل??ه ل??ك، أي أعط??اك م??ا ه??و الخير لك، وأما الخيرة ? بفتح الياء ? فهو االس??م من قول??ك:

، فيرتبط مفه??وم الخ??يرة ??? بفتح الي??اء ?(1)اختاره الله تعالىالQ﴿باالختي??ار، ومن??ه قول??ه تع??الى: Qمن و Tلم��ؤ Qان��Qا ك��QمQو

سوله أQم��Tرا أQن يQك��ونQ لQهم QرQى الله وQضQا قQة إذQمن Tمؤ Tرهم��TمQأ Tة من Qر��QخيT(، أي م??ا ك??ان لهم36﴾ )األح??زاب: ال

االختي??ار في ذل??ك. وذك??ر ابن إدريس الحلي أن االس??تخارة.(2)في كالم العرب هي الدعاء

??ة طلب للخ??ير، من هن??ا يت??بين أن االس??تخارة هي عملي فتس??تخير أي تطلب الخ??يرة، وتس??تخير الل??ه في الفع??ل

الفالني أي تطلب منه الخير فيه. ? وسيأتيومن هنا، تختلف االستخارة عن التفأل

تفص??يل الكالم في التمي??يز بينهم??ا ??? وال??ذي ه??و عب??ارة عن ،(3)التيمن بسماع كلمة طيبة، وهو مضاد للط??يرة والتش??اؤم

وق??د ذك??ر الفيض الكاش??اني أن التف??أل راج??ع إلى التع??رف واالطالع على الغيب، فالتف??أل ب??القرآن يقص??د ب??ه محاول??ة التعرف على الغيب من خالله، وه??ذا غ??ير االس??تخارة ال??تي يراد بها معرفة الرشد في األمر الذي يراد فعله أو تركه، أو هي تفويض األمر إلى الل??ه تع??الى في التع??يين واستش??ارته

.(4)في ذلك وهذا التمي?يز قب??ل ب?ه جمه?ور العلم?اء فيم?ا يب?دو، إال أن المحق??ق النجفي توق??ف في ه??ذا التمي??يز على مس??توى

:4؛ ولس??ان الع??رب 91:?? 2؛ والنهاي??ة 652:?? 2)( راج??ع: الص??حاح 1.185؛ والمصباح المنير: 26: 2؛ والقاموس المحيط 259 ? 258

.314: 1)( السرائر 2.168، 167: 10؛ ولسان العرب 336: 8)( انظر: العين 3.1417: 9)( الكاشاني، الوافي 4

، وس??وف ي??أتي(1)االستخارة التي يراد منه??ا اس??تعالم الخ??ير??ه ال ش??ك في أن أص??ل البحث عن ذلك إن شاء الل??ه، إال أن مع??نى االس??تخارة ??? الس??يما بم??ا له??ا من م??دلول لغ??وي ?

مختلف عن معنى التفاؤل والتفأل كما هو واضح. ونج��د مص��طلحا آخ��ر ينبغي رص��ده هن��ا، وه��و

ألنه قد يجد اإلنسان وجه شبه فيم??ا بين القرع??ةالقرعة؛ واالس???تخارة، إال أنهم???ا متم???ايزان في الحقيق???ة اللغوي???ة، فالقرعة يهدف منها تمييز األم??ور، وغالب??ا إن لم يكن دائم??ا تكون في مورد التنازع، فيراد منها فض ه??ذا التن??ازع، وه??ذا على خالف االستخارة التي هي مجرد طلب للخير من الله،في عالقة ليس بالضرورة أن يكون فيها طرف بشري آخر. نعم، ذهب الس?????يد البجن?????وردي إلى أن بعض أن?????واع االستخارة يمكن أن يعد من أفراد القرعة، وهو ما يستخدم

، وه??ذا ممكن من ناحي??ة(2)فيه الرقاع أو الس??بحة أو مثلهما مدلول الكلمة المرتبط??ة ب??االقتراع، إال أن مفه??وم القرع??ةعرفا منصرف عن مثل ذلك وسيأتي إن شاء الله سبحانه.

وألجل الترابط المذكور بين القرعة واالس??تخارة، تع??رض بعض الفقهاء ? كالعالمة فضل الله ? للبحث عن االس??تخارة بمناسبة بحثهم عن القرعة؛ نظرا له??ذا المش??ترك الحاص??ل بينهم??ا. واس??تدل آخ??رون ب??دليل القرع??ة إلثب??ات ش??رعية االستخارة، وس??وف ي??أتي الح??ديث عن ذل??ك كل??ه قريب??ا إن شاء الله سبحانه، إال أن غرضنا هنا تمييز المدلوالت اللغوية

األولية فقط. ???? التعري???ف االص???طالحي لالس???تخارة )رص???د2

االستخدامات الحديثية( تع???رض الفيض الكاش???اني ألربع???ة مع???ان مص???طلحة لالستخارة، وتابعه فيها كل من المحدث البح??راني، والس??يد

، حيث ذكروا أن ه??ذه المع??اني األربع??ة هي(3)جواد العاملي ال???تي تس???تفاد من األح???اديث الش???ريفة لتش???كل مع???نى

.171: 12)( جواهر الكالم 1.70: 1)( انظر: البجنوردي، القواعد الفقهية 2 ؛ ومفت?اح525،? 524:? 10؛ والح?دائق 1409:? 9)( انظر: الوافي 3

.247: 9الكرامة

اصطالحيا للكلمة.

وهذه المعاني هي:??ه� طلب الخيرة من الله،1 وهو أن يدعو اإلنسان رب

أن يجعل له الخ??ير فيم??ا س??يفعله ويوفق??ه في األم??ر ال??ذي يريده ويبتغيه، فقبل أن يفعل الفعل يدعو الله أن ينشر ل??ه??ه أن يجع??ل الخير فيه، فإذا أقدم على صفقة تجارية دعا رب

له فيها الربح والنعمة وهكذا. وقد فهمت روايات كثيرة واردة في الخيرة ? السيما عند إطالق الكالم ? على هذا المعنى؛ ألنه المنسجم م??ع الط??ابع

اللغوي األولي للكلمة.ر م�ا في��ه الخ�ير،2 ??ه إذا أراد� طلب تيس� بمع??نى أن

العبد القيام بفعل ما دعا الله أن يقدر له فيه الخير، بمعنى أنه لو كان هذا الفعل خيرا لي فيسره، وإال فال تس??هله لي. فيكون الفرق ? مبدئيا ??? بين المع??نى األول والث??اني في أن األول هو الدعاء بالخير في ال??ذي يري??د فعل??ه، فيم??ا الث??اني

يرى أن الدعاء متعلق بتيسير الفعل لو كان خيرا. وعلى هذا حمل خبر مرازم، قال: قال لي أبو عبدالله×: »إذا أراد أحدكم شيئا فليصل ركعتين، ثم ليحمد الله ويث??ني عليه، ويصل على النبي وعلى أه??ل بيت??ه، ويق?ول: اللهم إن كان هذا األمر خيرا لي في ديني ودنياي فيسره لي وق??دره

.(1)لي، وإن كان غير ذلك فاصرفه عني..« ب??أن ي??دعو الل??ه� طلب العزم على ما فيه الخير،3

سبحانه قبل الفعل أن يمنحه الع??زم واإلرادة علي??ه بوص??فه فعال يستبطن الخير له. وقد حملوا على هذا المع??نى رواي??ة علي بن أسباط، ق??ال: قلت ألبي الحس??ن الرض??ا×: جعلت فداك، ما ترى آخذ برا أو بحرا، فإن طريقنا مخ??وف ش??ديد الخط??ر؟ فق??ال: »أخ??رج ب??را، وال علي??ك أن ت??أتي مس??جد رس??ول الل??ه| وتص??لي ركع??تين في غ??ير وقت فريض??ة، ثم تستخير الله مائة مرة ومرة، ثم تنظر، فإن ع??زم الل??ه ل??ك

. وق??د فهم من ه??ذا النص أن يري??د الع??زم(2)على البح??ر..«ويطلبه متعلقا بالخير.

وهو ما سماه بعض??هم� طلب تعرف ما فيه الخير،4.472: 3)( الكافي 1.471: 3)( المصدر نفسه 2

12 ، وفي ه??ذا المع??نى(1)باالس??تخارة بمع??نى طلب المش??ورة

تنض??وي الرواي??ات ال??تي ترتب??ط باس??تخارة ذات الرق??اع والمصحف والسبحة والقرعة والط??ير وغيره??ا مم??ا س??وف

يأتي إن شاء الله سبحانه. وهذا المعنى األخير هو األشهر الي??وم، ب?ل ه??و المع??روف في األوساط الديني??ة، وه??و يش??تمل على ال??دعاء، لكن في??ه إضافة تعليق الفعل على خروج أمر م??ا )كحب??ات الس??بحة(،

.(2)فيما يشبه المواضعة بين العبد وربه ول??و رص??دنا ه??ذا التقس??يم الرب??اعي، لرأين??ا أن المع??اني الثالثة األولى ترج??ع إلى ال??دعاء، فيم??ا يمت??از عنه??ا المع??نى

األخير بالمشورة. لكن هذا التقسيم الرباعي للمعاني المص��طلحةلالستخارة، واجه مالحظات لبعض العلماء أبرزها:

ما ذكره المحدث البحراني نفس??ه، حيث ذهب إلىأوال: أن األول والثاني من هذه المع??اني متقارب??ان، والظ??اهر أن

.(3)مآلهما غالبا إلى واحد??ه يمكن التفكي??ك بين المفه??ومين الل??ذين حملهم??ا إال أن ه?ذان المعني?ان، ففي األول أنت تطلب من الل?ه أن يجع?ل لك الخ??ير في الفع??ل ال??ذي س??تفعله، ففعل??ك للفع??ل ليس موردا لنظرك، وإنما موردك هو أن يجعل الل??ه في??ه الخ??ير. أما في المعنى الثاني فإن أصل الفعل مح??ل نظ??ر، بمع??نى أنه لو كان في هذا الفعل الخير فيسره، فمصب الدعاء هنا هو أصل الفعل وجودا وعدما من حيث الخ??ير في??ه وعدم??ه، أم??ا في األول فالمص??ب ه??و جع??ل الخ??ير في??ه مباش??رة، ال

تعطيله على تقدير عدم الخير فيه. نعم، في نهاي??ة المط??اف يمكن الحص??ول على قواس??م مش?تركة، كم?ا قلن?ا في رج?وع المع?اني الثالث?ة األولى إلى الدعاء، إال أن الهدف هنا هو رصد الروايات، لمحاولة تمي??يز ألسنتها، وهذا اللسان الموجود في خبر مرازم مختل??ف عن

سائر األلسنة، وهذا كاف في اعتباره لونا آخر. ما ذكره الش??يخ النجفي، من أن مراجع??ة نص??وصثانيا:

. 30: 2)( اإليرواني، دروس تمهيدية في القواعد الفقهية 1.261: 11)( موسوعة الفقه اإلسالمي طبقا لمذهب أهل البيت 2.525: 10)( الحدائق الناضرة 3

االس??تخارة تق??وي أن له??ا معن??يين: أح??دهما أن يس??أل الل??ه س??بحانه أن يجع??ل الخ??ير فيم??ا أراد إيقاع??ه من األفع??ال،ره ل??ه. نعم لتع??رف والثاني أن يوفقه لما يخت??اره ل??ه وييس?? الثاني طرق، ولعلها تتبع إرادة المس??تخير بالمعرف??ة، فت??ارة

.(4)يريد عبر مشورة من يستشير، وأخرى عبر الرقاع ولو تأملنا في المعنيين اللذين ذكرهما النجفي، سنجد أنه جعل القسم الث??الث والراب?ع من التقس?يم الرب?اعي للفيض الكاشاني ملحقين بالقسم الثاني هناك. ويك??ون الف??رق بين القسمين هنا هو أن االستخارة بالمعنى األول تعني ال??دعاء، وهي ال تتضمن تحيرا أو ترددا، وهي تقع قب??ل الش??روع في العمل الذي سبق أن اختاره العبد من نفسه، بينما نج??د أن المعنى الثاني ال يستبطن افتراض اتخاذ العبد قرارا بالفعل المعين، بل هو نحو تفويض للمولى سبحانه وتعالى أن يتخذ عنه القرار. ومن هنا أمكن في المع??نى الث??اني اف??تراض أن يحتاج العبد أو يريد طريقا لتعرف ما اختاره الل??ه ل??ه، فإن??ه لما فوض األمر إلى الله تعالى احتاج لمعرفة ما اتخذه الله من قول، األم??ر ال??ذي فتح ب??اب إلح??اق المع??نى الراب??ع من

المعاني المتقدمة عند الكاشاني بهذا المعنى الثاني.??ه يلمس في المع??نى الث??اني(1)وقد ذك??ر بعض الفقه??اء أن

قدر من التحير عند العبد، وله??ذا فه??و يطلب تع??رف ال??رأي اإللهي في ه??ذا الموض??وع، وه??و يس??تعين ب??العلم والق??درة??ز بين المعن??يين الل??ذين اإللهية العليا. وهذا يعني أن م??ا يمي طرحهما النجفي هو حالة العبد من حسم األمر ومن التحير

فيه، وإال فاالثنين يرجعان إلى معنى واحد هو الدعاء.??هويمكن التعليق على كالم المحق��ق النجفي بأن

جع??ل القس??م الراب??ع المتق??دم ملحق??ا بالقس??م الث??اني عن??د??ه غ??ير ظ??اهر من بعض نص??وص الفيض الكاش??اني، م??ع أن االستخارة بمعنى التعرف على وجه الخير، ففي جمل??ة من??ه إذا أردت الفع??ل ف??اذهب واس??تخر تل??ك النص??وص ورد أن بالرقاع أو القرآن دون أن يكون هناك فرض إرادة أن يقدر الله له أو فرض حالة التحير التي تحدث عنها العالمة فضل

.162: 12)( جواهر الكالم 4 )( انظ??ر: محم??د حس??ين فض??ل الل??ه، القرع??ة واالس??تخارة، بحث1

،2، دار المالك، ب?????يروت، ط88 ? 85علمي فقهي اس?????تداللي: 1997.

14 الله، ومن ثم فالقسم الرابع ??? بحس??ب ت??رتيب الكاش??اني ???ر أو في طلب أن وإن كنت بعض نصوص??ه واردة في التحي يقدر له الخير ويعلم?ه ب?ه، إال أن جمل?ة من ه?ذه النص?وص مطلق ليس فيه هذا القيد، بل هو طلب ابتدائي من اإلم??ام بأن يفعل كذا وكذا ويعم??ل على وفق??ه. وال م??انع من ذل??ك، فقد يكون اإلنسان عازما على فعل ما وم??ع ذل??ك يلج??أ إلى االستخارة مستعدا للقبول بما تمليه عليه، بال فرض تردد أو??ر من جه???ة، كم??ا ومن الممكن أن ال يطلب من الل???ه تحي??ه في ال??وقت تعيين الفعل ل??ه ع??بر الط??رق الم??ذكورة، لكن عينه يدعوه ألن ييسر أمره لما فيه الخير ويقدر الخ??ير ل??ه. فهن??اك التق??اء مص??داقي بين االث??نين )الث??اني والراب??ع( في

بعض الحاالت ال جميعها. وبه??ذا يالح??ظ على العالم??ة فض??ل الل??ه ??? على مس??توى تحديد المعاني المصطلحية ? أنه جع??ل االس??تخارة ب??المعنى

، بحيث ل??و لم(1)الثاني بمعنى المشورة مقيدة بحال ال??تردد يكن عند اإلنسان تردد فال موضوع لها، ف??إن ه??ذا ق??د يص??ح على مستوى النتيجة الفقهية للفقي??ه مم??ا س??يأتي بحث??ه، ال على مس??توى تحدي??د المع??نى المس??تخدم في الرواي??ات بصرف النظر عن النقد المتني والسندي لها؛ ألنه على ه?ذا المستوى من الواضح عدم أخذ قيد التردد في جملة وافرة من نص??وص االس??تخارة ال??تي بمع??نى المش??ورة، وس??يأتي

الموقف الفقهي في مسألة التحير إن شاء الله. وعليه، ال نجد حصر االستخارة بمعنيين هما األول والثاني عن??د الفيض ص??حيحا، ب??ل الب??د من فص??لهما عن المع??نى

الثالث، أو الخروج بتقسيم آخر. إن المعنى الثالث ? بحسب تقسيم الكاشاني ??? لمثالثا:

نعثر له على رواية، بل الرواية ال??تي ذك??رت غاي??ة م??ا تفي??د??ه ??ر ه??ذا الش??خص الس??ائل لإلم??ام، وأن اإلم??ام رغم أن تحي أعطاه الجواب في البداية، إال أنه أعطاه طريق??ا من ط??رق االستخارة بحيث يتعرف فيه على الخيار الص??حيح من خالل الع??زم الحاص??ل عن??ده بع??د ال??دعاء أو الص??الة، ف??إن مع??نى »عزم الله لك« هو ? كم?ا في روض??ة المتقين ???: »أي وق?ع

.132 ? 131)( المصدر نفسه: 1

، وبه??ذا يص??لح ه??ذا المع??نى(1)في قلبك العزم على البح??ر«

الث??الث ألن ين??درج في المع??نى الراب??ع وال يك??ون مس??تقال،فتعود المعاني ثالثة.

إن المع???نى األول والث???اني بحس???ب تقس???يمرابع���ا: الكاشاني وإن صلحا للتم??ايز عن بعض??هما، إال أنهم??ا ??? بع??د حذف المعنى الثالث ? يمكن جعلهما مصداقين لعنوان يق??ع في الط??رف المقاب??ل للمع??نى الراب??ع، وتك??ون النتيج??ة م??ا

من تقس??يم االس??تخارة إلى(2)اخت??اره جم??ع من المت??أخرينمعنيين:

بمعنى الدعاء المطلق، وين??درج في??ه النوع??ان األوالن�1 بحس??ب ت??رتيب الكاش??اني المتق??دم، بال ض??رورة لفرض??هما معنيين مستقلين م??ادام الف??ارق بينهم??ا في طبيع??ة متعل??ق

الدعاء فقط. بمع??نى المش??ورة ال??تي ته??دف االهت??داء إلى م??ا في??ه�2

الخ??ير والص??الح، وه??ذا ه??و المع??نى الراب??ع، فخصوص??ية??ز ه??ذا المع??نى عم??ا س??بقه رغم المش??ورة هي ال??تي تمي

اشتمال هذا المعنى على الدعاء أيضا. وبناء على هذا التمييز، ليس من الضروري أن نأخذ حال??ة المس??تخير عنص??را فارق??ا بين ن??وعي االس??تخارة من حيث??را، التحير وعدمه؛ ألن االستشارة ال تفترض بالض??رورة تحي??ه م??ع ذل??ك فق??د ي??رى اإلنس??ان األم??ور ويع??زم عليه??ا، لكن يستشير غيره عله يجد عن??ده م??ا ال ي??راه عن??د نفس??ه، دون حاجة لفرض التحير في حالته، كما ومن الممكن أن يك??ون

متحيرا ويدعو الله تعالى بال فرض االستشارة. بل الذي يميز بين المعنيين هو إرادة المستخير اكتش??اف ما يراه الله له صالحا عبر أمارة ظنية، قبل القيام بالفع??ل، فإذا أراد ذل??ك ك??انت االس??تخارة من الن??وع الث??اني، وإذا لم يضف إلى دعائه مثل هذا القصد والغاي??ة ك??انت االس??تخارة

من النوع األول. فاالس???تخارة ت???ارة دعائي???ة محض???ة، وأخ???رى دعائي???ة استش??ارية، وليس ص??حيحا م??ا ذك??ره بعض??هم من أنه??ا إم??ا

.655: 2)( روضة المتقين 1 )ط. ق(؛ ومحمد516: 2، ق2)( انظر: الهمداني: مصباح الفقيه ج2

.107: 7تقي اآلملي، مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى

16 ؛ ألن ذل??ك ي??وحي ب??أن االستش??ارية ال(1)دعائية أو استشارية

دعاء فيها، وهو غير ص??حيح؛ ف??إن االستش??ارية ال تخ??رج عن العن??وان الع??ام الج??امع بين أن??واع االس??تخارات كله??ا وه??و الدعاء، غايته أن هذا الدعاء تارة ال ينضم إليه مفه??وم آخ??ر،

وأخرى يستبطن أو يضم مفهوم االستشارة.

??ة1 )( سلمان الدهشوري، دراس??ة اس??تداللية ح??ول االس??تخارة، مجل.58 ? 57: 58فقه أهل البيت^، العدد

بحث الثانيمالحكم االستخارة أو صفتها الشرعية

مقدمة ال ش??ك عن??د أح??د من المس??لمين ??? فيم??ا نعلم ??? في مشروعية االستخارة ال??تي تمث??ل دع??اء محض??ا؛ ألن ال??دعاء مش??روع، ب??ل ه??و مس??تحب بالنص??وص القرآني??ة والحديثي??ة الكثيرة، ولم يناقش أحد في استحبابها حتى لو لم تثبت أي رواية أو حديث معتبر فيها؛ غايته أن ثبوتها بالعنوان الخاص

محل نظر، لكن ثبوتها بالعنوان العام مما ال شك فيه. إنم??ا وق??ع الكالم في االس??تخارة ال??تي تح??وي استش??ارة وطلبا للتع??رف على الخ??ير في الفع??ل ال??ذي ي??راد اإلق??دام علي??ه أو ترك??ه وفق??ا له??ا؛ فق??د ظه??ر ق??ول بحرم??ة ه??ذه االستخارة التي ش??هدنا له??ا حض??ورا في الرواي??ات الش??يعية أكثر من الروايات السنية التي غلب عليها استخارة ال??دعاء

المحض. والق???ول بحرم???ة االس???تخارة االستش???ارية لم يكن على سياق واحد، ففيما ذهب بعض إلى حرمتها بأنواعها كالشيخ محمود شلتوت&، ذهب بعض آخ??ر إلى تح??ريم بعض أن??واع ه??ذه االس??تخارة كاالس??تخارة بالرق??اع والبن??ادق والقرع??ة كالمحقق األردبيلي فيم??ا نس??ب إلي??ه من االس??تناد إلى آي??ة االستقس??ام ب??األزالم لتح??ريم بعض أن??واع االس??تخارة، على

.(1)تأمل عندي في صحة النسبة ورفض مشهور متأخري اإلمامية القول ب??التحريم مطلق??ا أو في الجملة، واستندوا لشرعية االستخارة ? بكل أنواعها ? إلى النص??وص العام??ة في ال??دعاء ت??ارة والقرع??ة أخ??رى، والنصوص الخاصة ال??واردة في أص??ناف االس??تخارات، كم??ا

سوف يأتي بعون الله سبحانه. من هنا، سوف نستعرض القول بالحرم??ة، ثم نع??رج من??ه

على القول بالجواز، وذلك على الشكل التالي: ??? حرم??ة االس??تخارة )نظري??ة الش??يخ ش??لتوت(،1

المستند والدليل.626)( انظر كالم األردبيلي في: زبدة البيان: 1

ذهب الشيخ محم??ود ش??لتوت ??? في نص مقتض??ب نس??بيا يعود ألكثر من نصف قرن ??? إلى الق??ول بحرم??ة االس?تخارة

المتضمنة لالستشارة، مستندا في ذلك إلى:م﴿ قوله تعالى: �1 TحQل Qدم وTال Qة وQتTي QمTكم الTيQلQع TتQم حر

ة ��Qنق QخTمنTال Qر الل��ه ب��ه و��TيQا أه��ل لغ��QمQزي���ر وTخنTال بع ديQة وQالنطيح��Qة وQم��Qا أQك��QلQ الس�� QرQمتTال Qة وQقوذTو QمTال Qو T موا س�� TقQت TسQن تQأ Qى النصب وQلQع Qا ذبح QمQو TتمTكيQا ذ Qم إال

ق Tفس�� TلكمQم ذQال TزQ(، على أس??اس أن3﴾ )المائ??دة: ب��األ ط??رق الع??رب في االستقس??ام ب??األزالم تش??به ط??رق أه??ل

االستخارة اليوم. إن علم الغيب مختص بالله تعالى، فال معنى لمعرف??ة�2

الغيب من قبل اإلنسان بمثل هذه الطرق، فهي ض??رب منالكهانة.

إن االستخارة تنافي العقل والبرهان، كم??ا أنه??ا إلغ??اء�3للعقل وتعطيل له.

كما شنع شلتوت على ما اعتبره أقبح أنواع االستخارات،.(1)وهي االستخارة بالمصحف الشريف

هذا، وقد اعتبر السيد باقر الصدر االس??تخارة على خالف.(2)الطبع العقالئي وإن لم يكن بصدد توهينها

ولكي يتض??ح م??راد الش??يخ ش??لتوت وتعليق??ات المعلقين عليه، البد من الوقوف عند آية االستقسام باألزالم؛ لتحدي??د معناها ودراسة مدى ش??مولها لظ??اهرة االس??تخارة الرائج??ة

اليوم.??ة م??ع مس??تندات نظري??ة تح??ريم وقف??ات نقدي

االستخارةأ ? وقفة مع آية االستقسام باألزالم، محاوالت نقدية

ثمة محاوالت نقدية للقراءة التي قدمها الش��يخمحمود شلتوت، وأهم ما يمكن قوله هنا ما يلي:

ال ش????ك في حرم????ةالمحاول���ة النقدي���ة األولى:??ة رس??الة1 )( راجع: محم??ود ش??لتوت، تفس??ير الق??رآن الك??ريم، مجل

.16 ? 15، للسنة الخامسة(: 1 )عدد17اإلسالم، العدد ؛ وبح??وث527،?? 526،?? 525:?? 2، ج2)( راجع: مباحث األص??ول، ق2

.255: 4في علم األصول

االستقسام باألزالم في الدين اإلس??المي، انطالق??ا من اآلي??ة

درت بقول??ه تع??الى: مQتT﴿القرآني??ة المتقدم??ة ال??تي ص?? حر ﴾، إال أنه وقع الخالف بينهم في معنى االستقس??امعQلQيTكم..

ب???األزالم، وفي ض???وء ه???ذا الخالف يتح???دد موض???وع حكماالستخارة.

رين والمط��روح في كلم��ات اللغ��ويين والمفس��وأمثالهم هنا عدة معان:

المعنى األول: وهو ما ذكره غير واح??د من أن قريش??ا ك??انت ل??ديها أزالم في الجاهلي??ة مكت??وب عليه??ا أم??ر ونهي، وافعل وال تفع??ل، وأن ه??ذه األزالم ق??د وض??عت في الكعب??ة يقوم بها سدنة البيت، فكان الرجل إذا أراد س?فرا أو نكاح?ا أتى إلى سادن الكعبة فطلب منه أن يخرج له زلما، فيق??وم السادن بإخراجها له، فينظر، فإذا خرج ق??دح األم??ر، مض??ى على ما عزم عليه، وإن خرج ق??دح النهي، قع??د عم??ا أراده. بل قد يكون مع الرجل نفسه ? وليس في الكعب??ة ??? زلم??ان

يضعهما في قرابه، فإذا أراد االستقسام أخرج أحدهما. وبهذا يكون مع??نى االستقس??ام ب??األزالم طلب أن يقس??م لهم الخير من خالل القداح وهي الس??هام، ألن األزالم جم??ع زلم، وهو السهم الذي ال ريش له، وهذه السهام كان يكتب عليها »أمرني ربي افعل« أو »نه??اني ربي ال تفع??ل« وك??ان بعضها غفل، أي لم يكتب عليه شيء، وهي التي إذا خرجت

أعادوا االستقسام مرة أخرى. ووفقا لهذا القول ال??ذي اعتم??ده أمث??ال الش??يخ ش??لتوت، تص??بح االس??تخارة كاالستقس??ام، ال س??يما اس??تخارة ذات الرقاع، والسبحة، حيث إنها تقوم على شيء ال يختل??ف عن

ذلك الذي كان يفعله العرب في الجاهلية. بل لو أراد اإلنسان الذهاب أكثر، فقد يحتمل منافاة اآلية الكريمة لمشروعية القرعة أيضا، كم??ا أث??اره الس??يد محم??د

، وسيأتي أنها تنطبق على القرعة(1)صادق الروحاني رادا لهفي بعض الكلمات.

وق?د ذك??ر الواق?دي في المغ??ازي أن قريش?ا استقس?مت??ل للخ??روج إلى ب??در، وأنه??ا ق??د خ??رجت له??ا باألزالم عند هب

.290 ? 287: 4)( الروحاني، زبدة األصول 1

20 ، وس??ياق(1)بالنهي، وأن أبا جهل هو الذي أصر على الخروج

نقل الواقدي واضح في هذا المعنى لألزالم. وتح???دث القلقش???ندي في ص???بح األعش???ى عن ع???ادات العرب، فذكر منها االستقس??ام ب??األزالم، وق??ال: هي ض??رب من الطيرة، كانوا إذا أرادوا فعل أم??ر وال ي??درون م??ا األم??ر في??ه، أخ??ذوا ق??داحا مكتوب??ا على بعض??ها افع??ل، وال تفع??ل، وعلى بعضها نعم، وعلى بعضها ال، وعلى بعضها خ??ذ، وعلى بعضها سر، وعلى بعضها سريع، فإذا أراد أحدهم سفرا مثال أتى سادن األوثان، فيضرب له بتلك الق??داح، ويق??ول: اللهم أيها كان خيرا له فأخرجه، فيعمل على م??ا يخرج??ه ل??ه، وإن كان بين اثنين اختالف في حق سمى كل منهم??ا ل??ه س?هما،

، وه??ذا يش??به(2)وأجالوا القداح، فمن خرج سهمه ف??الحق لهالقرعة.

إن االستقسام باألزالم مرتبط بالقمار،المعنى الثاني: فهو تعبير آخر عن ظاهرة من ظواهر المقامرة ك??انت عن??د العرب، وذلك أنهم ك??انوا يعم??دون إلى الج??زور، فيجزؤون??ه عش??رة أج??زاء، ثم يجتمع??ون علي??ه، فيخرج??ون الس??هام ويدفعونها إلى رجل، والس??هام عش??رة، س??بعة له??ا أنص??باء، وثالث??ة ال أنص??باء له??ا. ف??التي له??ا أنص??باء: الف??ذ، والت??وأم، والمسبل، والن??افس، والحلس، وال??رقيب، والمعلى. والف??ذ له سهم، والت??وأم ل??ه س??همان، والمس??بل ل??ه ثالث??ة أس??هم، والن??افس ل??ه أربع??ة أس??هم، والحلس ل??ه خمس??ة أس??هم، والرقيب له ستة أسهم، والمعلى له سبعة أسهم. وال??تي ال أنصباء لها: الس??فيح، والم??نيح، والوغ??د. وثمن الج??زور على

من ال يخرج له من األنصباء شيء. وه??ذا ه??و المع??نى الم??روي في أح??اديث أه??ل ال??بيت من

، وق??د ذك??ر الش??يخ الطوس??ي في التبي??ان(3)ط??رق اإلمامية.(4)المعنى األول والثاني هنا

.34 ? 33: 1)( الواقدي، المغازي 1 ؛ وانظر حول ذلك كله:458:? 1)( صبح األعشى في صناعة االنشا 2

.604: 1؛ والكشاف 77، 76: 4جامع البيان :3؛ وكت??اب من ال يحض??ره الفقي??ه 452 ? 451)( راجع: الخص??ال: 3

?161:?? 1؛ وتفس??ير القمي 84:?? 9؛ وتهذيب األحك??ام 345 ? 344.273 ? 272: 3؛ ومجمع البيان 473: 1؛ وجوامع الجامع 162

.17 ? 16: 4)( التبيان 4

وهذا الذي جاء في الرواي??ة الش??يعية ش??رحا لالستقس??ام باألزالم موجود بعينه أو قريب منه عند أهل السنة في كتب التفس??ير، بوص??فه ش??رحا للميس??ر دون بي??ان االستقس??ام

، فأصل هذه الظاهرة موجود متفق على وج??وده،(5)باألزالم إال أن الكالم في تس??مية ذل??ك باالستقس??ام ب??األزالم بع??د

الفراغ عن تسميته ميسرا. وبن??اء على المع??نى الث??اني، يخ??رج االستقس??ام ب??األزالم خروج???ا تام???ا عن مفه???وم االستش???ارة أو التع???رف على

المستقبل، ويدخل في وادي القمار وحرمته. وه??ذا المع??نى تتحمل??ه اللغ??ة العربي??ة في ش??رح كلم??ة

﴾؛ ألن القم????ار ض????رب منتستقس����موا ب����األزالم﴿ االستقسام، والمفروض أن ك??ل واح??د يري??د معرف??ة نص??يبه

بالسهام واألزالم. وإلى هذا المع??نى يرج??ع ق??ول من ق??ال ب??أن االستقس??ام??ه كع??اب ف??ارس وال??روم ال??تي باألزالم هو الش??طرنج، أو أن كانوا يتقامرون به?ا. ب?ل ق?د ذك??ر الفخ?ر ال?رازي ق?وال ب?أناالستقسام باألزالم هو الميسر دون أن يخصه بحال خاص.

أي من ه??ذينوالس��ؤال ال��ذي يط��رح هن��ا ه��و:المعنيين هو الصحيح؟

ق??د ي??ترجح هن??ا المع??نى الث??اني ??? كم??ا ذك??ر العالم??ة الطباطب??ائي وغ??يره ??? اعتم??ادا على س??ياق اآلي??ة القرآني??ة الكريمة؛ فإن هذه اآلية وردت في أنواع األطعمة المحرمة،رناه والمعنى الثاني ينسجم مع األطعم??ة المحرم??ة إذا فس?? بخص??وص التفس??ير ال??وارد عن أه??ل ال??بيت^، ال بمطل??ق الميسر؛ ألن مطلق الميس??ر، وك??ذا جعل??ه من ب??اب تع??رف

ن﴿الغيب، ال ينسجم م??ع األطعم??ة، كم??ا ال ينس??جم م??ع Qم Qف ثTم ة غQي��TرQ متQج��Qانف إل Qص��Qم TخQطر في مTال??وارد في﴾اض

ذيل اآلية الكريمة، ويكون إقحام االستقسام باألزالم إقحاما غريبا عن السياق، األمر الذي يرجح المعنى الث??اني. ب??ل ل??و نظرنا في اآلية األولى من سورة المائدة، حيث قال تعالى:

..﴿.. TكمTيQلQى عQلTا يت��Qم ة األQنTع��Qام إال QهيمQكم بQل Tأحلت ،﴾ ثم ربطناها باآلية الثالثة محل الشاهد، فستكون اآلية الثالثة

؛193:?? 1؛ وتفس??ير البغ??وي 151:?? 2)( انظ??ر: تفس??ير الثعل??بي 5 ؛ وتفس??ير48:?? 6؛ وتفس??ير ال??رازي 105:?? 1وتفس??ير النس??في

، و..58: 3القرطبي

22 هي بي???ان االس???تثناء ال???ذي ورد في اآلي??ة األولى، فتك???ون مرتبطة باألنعام، وهذا ما يرجح تفس?ير أه?ل ال?بيت^ لآلي?ة الكريمة والذي يربطها بالجزور الذي يتم أخذه مقطع??ا بع??د

.(1)المقامرة عليه إال أن هذا المقدار لوحده ال يوجب أكثر من الترجيح دون التعين، فكثيرا ما أقحمت اآليات في طريقة البيان القرآني بموضوعات تب??دو غ??ير مترابط??ة، وك??انت اآلي??ات، ب??ل اآلي??ة الواح??دة تتنق??ل بين موض??وعات، فليس غريب??ا عن النص

القرآني أن يقع هناك إقحام لموضوع ضمن موضوع آخر. ولعل ما يعزز ما نقول هو أن اآلية الثالثة وإن وردت في المطاعم، إال أنها بأجمعها وردت في بي??ان الم??أكول، لكنه??ا عندما وصلت إلى الجزور المأكول بطريقة القم??ار لم تق??ل )وما قسم باألزالم( حتى تنسجم مع السياق المتقدم، وإنما

وQأQن﴿أشارت إلى حرمة الفعل ال حرم??ة الم??أكول فق??الت: الQم TزQب��األ T موا س�� TقQت TسQولعله???ا ل???ذلك ق???الت: ت ،﴿ ﴾TلكمQذ

ق Tرابطة هذا الذيل بخصوص المقط??ع األخ??ير. فغاي??ةفس ﴾ ما تفيده كلمات أمثال العالم??ة الطباطب??ائي ه??و ض??رب من

الترجيح ال تعيين هذا المعنى. وهي التسليم الج??دلي ب??أنالمحاولة النقدية الثانية:

اآلية تتكلم عما ذكره الشيخ ش??لتوت، لكن م??ع ذل??ك هن??اك ف??رق وامتي??از بينه??ا وبين االس??تخارة، وذل??ك من جه??ة أن االستقسام باألزالم عند العرب ك??ان في الكعب??ة عن??د هب?ل، وك??ان في ذل??ك ض??رب من الش??رك واس??تعالم ح??ال الغيب والمس??تقبل من األص??نام، ولم تكن نيتهم في ذل??ك قص??د القرب??ة إلى الل??ه تع??الى، على خالف االس??تخارة ال??تي هي ابته??ال ودع??اء لل??ه وح??ده ال غ??ير، وطلب للتع??رف على المستقبل منه، وهو عالم الغيوب، فالفرق بينهما هو الفرق

.(2)بين التوحيد والشرك )( علي الص??افي الكلبايك??اني، بحث ح??ول االستقس??ام )مش??روعية1

؛ والبجن??وردي،166:?? 5؛ والطباطب??ائي، الم??يزان 4االس??تخارة(: ؛ وناصر مك??ارم الش??يرازي، القواع??د71 ? 70:?? 1القواعد الفقهية

.265 ? 264: 11؛ وموسوعة الفقه اإلسالمي 73 ? 71: 1الفقهية ؛ وحسين الحلي،6)( الصافي الكلبايكاني، بحث حول االستقسام: 2

؛ وناص??ر126؛ وفضل الله، القرعة واالس??تخارة: 70بحوث فقهية: ؛ والبجن??وردي،74 ? 73:?? 1مك??ارم الش??يرازي، القواع??د الفقهي??ة

ولكن ه��ذا التمي��يز يب��دو لي ال يخل��و من تحكم فليس في النصوص التاريخية التي تحدثت عن ه??ذه الع??ادة عند العرب إشارة إلى أنهم كانوا يطلبون ذلك من األصنام، ب??ل ك??ل م??ا في األم??ر أن ه??ذه الس??هام ك??انت توض??ع عن??د الكعبة، ولعل ذلك لشرفها أو لشرف األصنام عندهم، وه?ذا غير أنهم كانوا يقص??دون التع??رف على الغيب من األص??نام، ولم ي??رد ذك??ر هب??ل إال في بعض قلي??ل من النص??وص ال??تي

تحدثت عن الموضوع. ولو غضضنا عن هذا، وكانت االستخارة مش??روعة واقع??ا، وكانت المشكلة في الجهة التي توج??ه االس??تخارة وال??دعاء لها، لو كان هذا صحيحا، ما صح مجيء اآلي??ة الكريم??ة به??ذا الخطاب الن??اهي عن أص??ل االستقس??ام ب??األزالم، ب??ل لل??زم القول: وأن تستقسموا باألزالم عند األص??نام أو لغ??ير الل??ه،

ب﴿تماما كما قال في المقطع: ا ذبحQ عQلQى النص�� QمQأيو ﴾ وما ذبح للنصب وتقرب??ا له??ا، وهي الحج??ارة ال??تي وض??عوها ح??ول الكعب??ة وقدس??وها، فك??ان من الح??ق أن يق??ول: وأن تستقس??موا للنص??ب أو لألص??نام أو منه??ا وهك??ذا، فمجيء النص ناهيا عن الفعل بالمباش??رة ال على نتيجت??ه، ثم حذف??ه حيثية التحريم التي هي األصنام ال نفس االستقسام باألزالم كاش??ف عن أن القض??ية ال عالق??ة له??ا بموض??وع الش??رك والتوحيد، ما لم يدع في المرحل??ة الس??ابقة ارتك??از مفه??وم??ة ذل??ك بين الع??رب، الش??رك في ه??ذه الظ??اهرة ومعروفي وإثب???ات ذل???ك من خالل نص???وص اللغ???ويين والم???ؤرخين

رين ص???عب ج???دا. ورب???ط موا﴿والمفس??? س��� TقQت TسQت TنQأ Qو الم Tب ﴿بقول??ه ﴾ب��األز وإن ك??ان﴾وم��ا ذبحQ عQلى النص��

محتمال لكنه ليس بظاهر. وهي ترى أن ما جرى عليهالمحاولة النقدية الثالثة:

العرب كان يه??دف معرف??ة الغيب، أم??ا االس??تخارة فال ي??راد منها ذلك، وال يقصد منها سوى الدعاء لله تعالى كي يحسم المستخير موقفه و يرتفع عنه تردده، وله??ذا ورد النهي عن التف??أل ب??القرآن الك??ريم؛ ألن??ه يش??به فك??رة االطالع على الغيب، فأنت باالستخارة تعرف أن األمر في??ه الخ??ير س??واء

:4؛ ومحمد صادق الروحاني، زبدة األصول 73:? 1القواعد الفقهية .266 ? 265: 11؛ وموسوعة الفقه اإلسالمي 289

24 وق??ع أو لم يق??ع أو كي??ف وق??ع وأن??ه األص??لح، فهي طلب

.(1)لمعرفة الرشد في األمر ال أنها طلب لمعرفة الغيب ويمكن تعمي??ق المس??ألة أك??ثر من جه??ة أن االس??تخارة نهايتها معرفة مراد الله في أن نفعل أو ال نفع??ل ال معرف??ة عواقب األمور وخفيات المستقبل، و من هنا اعتبر بعض??هم أن له??ا جانب??ا تش??ريعيا في معرف??ة الطلب اإللهي، ال م??ا يت???داول خط???أ من قب???ل الن???اس في أن ه???دفها معرف???ة

.(2)المستقبل، وهل أن حوادثه جيدة أم ال وهذا التمي��يز والتحلي��ل لالس��تخارة جي��د، إال أن

ك??انوا يقص??دونالمشكلة تكمن في إثبات أن العرب??ا باالس??تخارة، فمن ق??ال ب??أنهم ك??انوا غ??ير م??ا يقص??د ديني يطلبون الغيب؟! بل ظاهر األش??ياء المكتوب??ة على الس??هام يدلنا على أنهم كانوا يريدون معرفة ما يريده الرب )أمرني ربي ونه??اني ربي و..(، والع??رب ك??انت ت??رى الل??ه س??بحانه

ق��لT﴿وتعالى ربا مدبرا، بشهادة النص القرآني الذي يقول: QعTم لك الس TمQمن يQض أ TرQاألQاء و Qم زقكم منQ الس TرQن يQم يخ���Tرج Qيت و QمTال Qي من QحTرج ال���Tن يخQمQو Qار Qص���TبQواأل يQقولونQ الل��ه Qس��Qف Qر TمQبر األQن يدQمQي و QحTال Qمن Qيت QمTال

Qتق��ونQت Qال QفQأ Tق��ل Q(، ف??أي تم??ايز بين م??ا31﴾ )ي??ونس: ف فعلوه وبين ما يفعل عند المتدينين باالستخارة؟!

وهي ت??رى أن مس??ألةالمحاول��ة النقدي��ة الرابع��ة:ين فق??ط، ب??ل وردت في االستخارة لم ت??رد في نص أو نص?? عشرات النصوص، وعند السنة والشيعة مع??ا، ح??تى ص??نف ابن طاووس كتابا مستقال فيها جمع فيه عشرات الرواي??ات

مص??درا، وه??ذا الكم الهائ??ل من النص??وص38من أكثر من الحديثي???ة يف???رض بنفس???ه تعين المع???نى ال???ذي ال ين???افي

.(3)االستخارة في تفسير االستقسام باألزالمإال أن هذا الكالم نافع في حال دون حال:

فهي عند عدم تشكلأ � أما الحال التي ينفع فيها، ظهور واضح في داللة اآلية القرآنية، فإذا تردد المع??نى بين

؛ وفض??ل الل??ه، القرع??ة6)( الكلبايك??اني، بحث ح??ول االستقس??ام: 1.127واالستخارة:

.203 ? 202: 1، ق3)( محمد الصدر، ما وراء الفقه 2 ؛ والص??افي،124? 123)( انظر: فضل الله، القرع??ة واالس??تخارة: 3

.8 ? 6بحث حول االستقسام:

محتملين أو محتمالت كان يمكن اعتب??ار مجم??وع النص??وص مفيدا هنا بوصفه أحد قرائن الترجيح، تماما كما هي الح??ال

في التعامل مع األلفاظ المشتركة. فهي م??ا إذاب � وأما الح��ال ال��تي ال ينف��ع فيه��ا،

ر أو الفقي??ه، ففي ه??ذه انعقد الظهور الق??رآني عن??د المفس?? الح??ال س??وف تعت??بر ك??ل ه??ذه األح??اديث معارض??ة للق??رآن الكريم فتطرح، وال وحشة في هذا الط?رح إذا ك??ان مواقف?ا للقواعد، كي??ف وق?د ردوا الكث??ير من الرواي??ات ال??تي ك??انت منافي??ة للق??رآن في مس??ألة تحري??ف الكت??اب الك??ريم، ولم

يجدوا في ذلك حرجا أو ضيقا. يض???اف إلى ذل???ك أن المن???اقش هن???ا أقحم نص???وص االستخارة الدعائية في ضمن نصوص االستخارة، وص??ح ل??ه ألجل ذلك استحضار نصوص أهل السنة، مع أن االس??تخارة الدعائية ال عالقة لها بإشكالية الشيخ ش??لتوت أساس??ا، فلم ينف الرجل االستخارة التي بمعنى مطلق الدعاء أو الص??الة مع دعاء، فهذه من التي طفحت به??ا كتب الفق??ه والح??ديث عند الس?نة والش?يعة مع?ا، ح?تى ال يك?اد يخل?و كت?اب منه?ا،

، إنم??ا ن??اقش في(1)وصرح بعض الزيدية أيضا بكونها مندوبة االستخارة االستشارية ال??تي ين??در وج??ود أح??اديث فيه??ا في كتب أهل السنة، فقد حص??ل تش??ويش في ع??رض المش??هد هن??ا. نعم نس??ب المحق??ق الحلي إلى طائف??ة من الجمه??ور??ة حس??ب )علماء أه??ل الس??نة( إنك??ارهم االس??تخارة الدعائي

، وه??و غ??ريب؛ فإنه??ا مج??رد دع??اء فال(2)ظ??اهر س??ياق كالمه معنى إلنكاره??ا م??ا لم يقص??د إنكاره??ا بخصوص??ها، وإال فهي

كثيرة في كتب أهل السنة الفقهية والحديثية كما قلنا.?ة تنف?ع هن??ا ل?و وقعن?ا في وعلي??ه، فه?ذه المحاول?ة النقدي ارتب??اك داللي في اآلي??ة الكريم??ة ووثقن??ا بص??دور نص??وص

االستخارة االستشارية عن المعصوم عليه السالم. وحاص??لها أن انطب??اقالمحاول��ة النقدي��ة الخامس��ة:

عن??وان االستقس??ام ب??األزالم على فرض??ية القم??ار والج??زور واضح؛ ألن الهدف تقسيم الجزور بينهم باألزالم، وه??ذا على خالف المعنى األول، فإنه وإن كانت في??ه اس?تعانة ب?األزالم،

.532 ? 531: 2)( راجع: اإلمام يحيى بن الحسين، األحكام 1.375: 2)( الحلي، المعتبر 2

26 ،(1)لكن ليس في??ه استقس??ام وال قس??مة وال طلب لألقس??ام

فيكون تعبير )االستقسام( غير واضح االنطب??اق في فرض??يةالشيخ شلتوت.

ألن االستقس??ام ليسإال أن هذا الكالم غير ص�حيح؛ بمعنى طلب األقسام أو فرض وجود أقسام وي??راد توزيعه??ا فحس??ب، ب??ل القس??م بمع??نى إف??راز النص??يب، واستقس??مه

، وه??ذا كم??ا يص??دق في(2)بمعنى سأله أن يقسم ل??ه نص??يبه حال??ة الج??زور والمق??امرة علي??ه، يص??دق ك??ذلك في حال??ة??ا أن االس??تخارة االستش??ارية؛ ألن المس??تخير يطلب عملي يقسم الله له الخير، ويجعل بعض الخير من نصيبه، فيطلب منه أن يهديه لما يفعل كي يك??ون الخ??ير من نص??يبه. وك??أن

المستشكل هنا كان محكوما بالذهنية الفقهية ال اللغوية. والص����حيح في مناقش����ة االس����تدالل بآي����ة

هو أنه بعد أن راجعنا المصادر رأينااالستقسام باألزالم ه??ذه الكلم??ة تحتم??ل معن??يين: أح??دهما م??ا ذك??ره الش??يخ شلتوت، وثانيهما ما يكون ضربا من القمار. وال مرجح ألحد هذين المعنيين المحتملين على اآلخ??ر في داخ??ل نص اآلي??ة الكريم??ة بحيث ينعق??د ظه??ور ق??رآني لص??الحه، وفي ه??ذه الحال يصعب االستدالل باآلية الكريمة إلثبات التح??ريم، ب??ل سيكون مجموع النصوص الحديثية قرينة مساعدة خارجية ? ل??و ص??حت ??? على ت??رجيح فرض??ية القم??ار الموافق??ة أيض??ا

للروايات التفسيرية الواردة عن أهل البيت^.ب ? وقفة مع مسألة االستخارة وعلم الغيب

من الواضح أن إطالق الشيخ ش??لتوت الق??ول باختص??اص علم الغيب بالله تعالى، يتغافل النصوص القرآنية والحديثية التي تؤكد أن الله يعلم بعض عباده بالغيب، كاألنبياء ال??ذين ورد في الق??رآن الك??ريم الح??ديث عن إطالعهم على الغيب في جملة من الموارد. نعم غاية ما في األمر أن اإلنسان ال

يعلم الغيب في نفسه دن تعليم من الله تعالى. وحتى الذين أنكروا علم المعصوم بالغيب لم يقصدوا أنه??ه ال يوج??د ل??دينا دلي??ل ع??ام ال يعلم غيبا قط، ب??ل قص??دوا أن

.37: 2)( اإليرواني، دروس تمهيدية في القواعد الفقهية: 1.403)( الراغب اإلصفهاني، المفردات: 2

يثبت علم?ه ب??الغيب إال م??ا خ?رج بال?دليل، ولكنهم ال ينف??ون علمه ببعض الغيب بتعليم إلهي، فإذا ك??انت االس??تخارة باب??ا

مشرعا دينيا فال داعي حينئذ لنفيه. وقد ذهب السيد محمد الصدر ? كما ألمحنا س??ابقا ??? إلى أن االس??تخارة بمع??نى التع??رف على الغيب مفه??وم ع??رفي شعبي، وليس هو المراد من االس??تخارة في النص??وص، ب??ل المراد هو الجانب اإلرش?ادي تج?اه الفع??ل أو ال?ترك، ف?أنت تطلب من الله أن يأمرك بالفعل أو ينهاك، كم??ا هي الح??ال???أ م???ع اس???تخارة ذات الرق???اع، وليس هن???اك طلب أن يتنب

، ولعله لهذا لم نجد أحدا من العلماء أقدم(1)اإلنسان بالغيب??ؤ ب??ه، يوما على اس??تخدام االس??تخارة لمعرف??ة الغيب والتنب بحيث عندما تخرج االستخارة يعلن م??ا ال??ذي سيحص??ل في المستقبل. نعم ه??ذا ش?يء موج??ود الي??وم في االس??تخارات??ه لم يس??تخدم في المنهج العلمي ول??و عن??د العلم??اء، لكن

عندهم، ولم يعتمدوا االستخارة طريقا ظنيا معتبرا. وحتى لو كانت االستخارة باب??ا لمعرف??ة الغيب، ول??و قلن??ا بالج???انب اإلرش???ادي من حيث إنه???ا تكش???ف التزام???ا عن المصلحة في الفعل أو المفسدة، وهو أمر غيبي غير مدرك لإلنس??ان ع??ادة، ح??تى ل??و ك??ان األم??ر ك??ذلك، ف??المفترض النقاش في تفسير كيفية كونها بابا كذلك، ال القول بانسداد باب العلم بالغيب، مما ال دلي??ل علي??ه بنح??و مطل??ق. وعلي??ه

فمداخلة الشيخ شلتوت هنا غير كافية بهذا المقدار.ج ? تأمالت في إشكالية االستخارة وتعطيل العقل

كانت حص??يلة المالحظ??ة الثالث??ة للش??يخ ش??لتوت هن??ا أن االس??تخارة فيه??ا ض??رب من تعطي??ل العق??ل، وه??ذا أم??ر مرف??وض، ف??المؤمن ب??دل أن يفك??ر في األم??ر ويقلب في??ه النظر ويتأمل في أطرافه وفي مص??الحه و مفاس??ده، ص??ار يعط??ل عقل??ه وي??ذهب نح??و الس??بحة أو المص??حف ليأخ??ذ الجواب منهما بطريقة غ??ير عقالئي??ة وغ??ير متعارف??ة، وه??ذه

ثقافة يرفضها اإلسالم والعقل معا. بأن العق??ل اإلنس??انيوقد أجيب عن هذه اإلشكالية

.206: 1، ق3)( الصدر، ما وراء الفقه 1

28 ق??د يص??يب وق??د يخط??أ، وكم??ا يحث العق??ل نفس??ه على استش??ارة اآلخ??رين في األم??ور، وي??رى ذل??ك نض??جا عقلي??ا وكم??اال في ال??وعي، كي??ف ال يج??يز استش??ارة الل??ه الع??الم بالغيب وبالمصالح والمفاس??د كله??ا! أفه??ل يج??وز استش??ارة المخلوقين الضعاف وتحرم استشارة الل??ه العلي الق??دير؟! وقد دلت النصوص على أنهم كانوا يتعلمون االستخارة كم??ا يتعلم??ون الق??رآن الك??ريم في العص??ر النب??وي، وأنه??ا ك??انت ثقافة سائدة لديهم. والقرآن فيه تبيان كل شيء، فالب??د أن

.(1)يشمل بيان مصالح أفعال العباد من خالل االستخارة إال أن هذه المحاولة في الج��واب غ��ير ص��حيحة،

وذلك: إن نص??وص االس??تخارة ال??تي تتح??دث عن العص??رأوال:

النبوي ال يوج??د م??ا يثبت ك??ون الم??راد منه??ا ه??و االس??تخارة االستشارية، ب?ل إن لم نق?ل ب?أن األق?رب إرادة االس?تخارة الدعائية كما هو المدلول األولي للكلمة، فال أق??ل من كون??ه??ة، محتمال للغاية في أن يكون المراد هو االس??تخارة الدعائي أو بعض ألوان االستخارة االستشارية التي تكون عالمتها ما يلقى في القلب بع??د التأم??ل أو م??ا يلقى على ألس??ن بعض األشخاص الذين يستش??يرهم المس??تخير فيأخ??ذ بم??ا يش??ور عليه أغلبهم أو بعض??هم، فال يص??ح جع??ل أي نص في??ه كلم??ة )االستخارة( ومشتقاتها ش??امال لمرك??ز النق??اش م??ع الش??يخ شلتوت، وليس هناك إطالق يمكن االعتم??اد علي??ه هن??ا، ب??ل غايته الحمل على المعنى اللغوي، وهو طلب الخ??ير، ولعل??ه له??ذا ق??ال الس??يد ال??يزدي ب??أن األص??ل في االس??تخارة ه??و

.(2)الدعاء إن كون القرآن الكريم فيه تبيان كل شيء ال ربطثانيا:

أن(3)له بمسألة االستخارة ب??القرآن، وق??د حققن??ا في محله?ه بي?ان لك?ل ?ة لل?دين واله?دى، ال أن بياني?ة الق?رآن هي بياني شيء بنحو العموم المحقق بل لو كان األمر كذلك فلماذا ال

)( سلمان الدهشوري، دراسة اس??تداللية ح??ول االس??تخارة، مص?در1.86 ? 85سابق:

.323: 4)( راجع: العروة الوثقى 2 ?233)( راجع: حيدر حب الله، حجية السنة في الفكر اإلس??المي: 3

257.

??? باس??تنباط األحك??ام(4)يقبل صاحب هذا الجواب ? وال غيره

الشرعية عبر االستخارة ب??القرآن الك??ريم؟! فك??ون الق??رآن فيه بيان كل شيء غير أن االستخارة هي الوسيلة المعتبرة

الستكشاف ما في القرآن من بيان لذلك الشيء. إن جواب المجيب هنا مبني على فرض??ية مس??بقةثالثا:

غير معلومة، وهي أن الله اس??تجاب دع??اء ال??داعي وأعطى رأيه في الموضوع ال?ذي ه??و مح??ل االس?تخارة، لكي ن??رتب األث??ر على النتيج??ة، فإش??كالية ش??لتوت ليس??ت في نفس استشارة الله تعالى؛ وإنم??ا في ت??رتيب األث??ر عليه??ا و ت??رك التفكير والتأم?ل، وه?ذه مش?كلة في محله?ا لم يجب عليه??ا

المجيب على شلتوت هنا. إن تعطيل العقل يك??ون عن??دما نعم??ل بنتيج??ة االس??تخارة ت???اركين التفك???ير في الموض???وع، ال عن???دما نق???دم على االس??تخارة نفس??ها، فليس ه??ذا ه??و إش??كال ش??لتوت ح??تى يجاب بأنها استشارة لله تعالى، فلنستشر الي??ه س??بحانه فال مشكلة في األمر، لكن العمل على وفق االستخارة ت??اركين التفكير يفترض ? ادعاء ? أن الله أبدى رأيه، وه??و أم??ر غ??ير مؤكد، فكم من دع??اء لم يس??تجبه الل??ه س??بحانه لمص??الح ال نعرفها، فهذا أش??به ش??يء بش??خص استش??ار زي??دا فس??كت زيد، فاحتمل المستشير أنه أعطى رأيه بك??ذا وك??ذا. ففع??ل الفعل على هذا النحو بحجة أنه استش?ار تارك??ا التفك?ير فيالموضوع. وهذا ضرب من الالعقالنية التي يدعيها شلتوت.

ب??أن بعض النص??وص الديني??ة ق??د حثت علىق��د يق��ال حسن الظن بالله سبحانه في أنه يستجيب لعباده، وهذا م??ا??ه أعطى رأي??ه عن??د فتح المص??حف ينتج عن??ه أن نف??ترض أن الشريف، ونحن نعمل بما رأيناه اعتم??ادا على حس??ن الظن

المأمورين به والمدعوين له. هذا األمر صحيح، وبهذا استدل بعض الفقه??اءوالجواب:

على ش???رعية االس???تخارة كم???ا س???يأتي، أي بإطالق???ات مشروعية ومحبوبية الدعاء وحسن الظن بالله تع??الى، لكن

)( راجع ??? على س??بيل المث??ال ???: الخ??وئي، ش??رح الع??روة ال??وثقى4 ، ب??ل ذك??ر ع??دم ج??واز تقلي??د200:?? 1)موس??وعة اإلم??ام الخ??وئي(

المرج??ع ال??ذي يعم??ل بالقرع??ة واالس??تخارة والرم??ل في وص??ولهلألحكام الشرعية.

30هل هذا الطريق يثبت عقالنية االستخارة مطلقا؟

لنفرض أن شخصا دعا الله تع??الى أن يحنن قلب الظ??الم عليه، وكان رجال مطاردا يراد اعتقاله ليقتل، فهل يصح منه??ه أن يذهب برجليه للظالم الذي يبحث عن??ه لقتل??ه بحج??ة أن??ه الب??د من دعا الل??ه تع??الى أن يحنن قلب الظ??الم علي??ه وأن

حسن الظن بالله سبحانه؟! لنف??رض أن ص??فقة تجاري??ة ك??ان احتم??ال الخس??ارة فيه??ا يفوق التسعين في المائة، ثم دعا إنس??ان الل??ه س??بحانه أن يربحه في هذه الصفقة، هل يصح منه اإلقدام عليه??ا بحج??ة حسن الظن بالله سبحانه؟ وهكذا إذا لم يعرف أنها خاسرة أم رابحة أم أن الظالم يريد قتله أم ال، فه??ل يص??ح اإلق??دام

بحجة حسن الظن باستجابة الله تعالى لدعاء العبد؟! إن فكرة حسن الظن بالله تعالى ال تنافي فكرة »اعقلها??ل على وتوكل«، فال يصح بحجة حسن الظن أو بحجة التوك الله سبحانه ترك االشتغال على نظام األسباب والمس??ببات المبثوث في هذا العالم، وهذا كله يع??ني أن إطالق??ات أدل??ة??ة، فتك??ون االستخارة تعارض هذه المفاهيم العقالنية والديني منافية لنشاط العقل وداعي??ة لتعطيل??ه، وه??ذا ه??و م??ا أراده

شلتوت. فلنتص??ور أنفس??نا مخلص??ين إلطالق??ات أدل??ة االس??تخارة بالسبحة والمص??حف والرق??اع، بحيث إن ك??ل أم??ر نري??د أن نفعله ? مهما كان ? نعمل على ما تقول االستخارة في??ه، وال نفك??ر في??ه أب??دا، ففي ه??ذه الح??ال إذا لم نس??م ه??ذا تعطيال??ة مس??ألة للعقل فماذا نس??ميه؟ فل??و ص??ح الج??واب بإطالقي

الدعاء للزم أن نصل إلى هذه النقطة تماما. والملفت أن بعض ال??ذين اس??تندوا في إثب??ات مش??روعية??ه من االستخارة إلى عمومات الحض على الدعاء، ذكروا أن??ة المناس??ب االقتص??ار في االس??تخارة على الح??دود العقالني لل??دعاء، وه??ذا م??ا دفعهم لحص??ر االس??تخارة بنح??و )من المناسب( بحال الحيرة أو عدم وض??وح المص??لحة وفق??دان

. ولم يتض??ح وج??ه التخص??يص م??ا(1)من يمكن االس??تعانة به دامت نصوص الدعاء مطلق??ة ونص??وص حس??ن الظن بالل??ه

.34: 2)( اإليرواني، دروس تمهيدية في القواعد الفقهية 1

تعالى مطلقة كذلك!

هو تحديد إطالقات االستخارة،فالصحيح في الجواب لكن المشكلة تكمن فيما يثبت هذا التحدي??د بطريق??ة ترف??ع التن??افي المف?ترض، وس?وف ي?أتي ?? إن ش?اء الل?ه تع?الى ? الحديث بالتفص??يل عن مح??ل االس??تخارة، و هن??اك س??تكون??د نتيجة هذا البحث، حيث سنرى أنه على بعض النت??ائج يتقي??ر عقب اس??تنفاد الوس??ائل مح??ل االس??تخارة بح??ال التحي األخ??رى، فيم??ا على بعض النت??ائج األخ??رى ال قي??د من ه??ذا النوع، فيج??ري إش??كال الش??يخ ش??لتوت في حيثي??ة اإلطالق

هذه، ويكون إشكاله موجبا للتقييد لو تمت معطياته. ه??و أن ه??ذه الطريق??ة في ال??رد علىوحاص��ل الكالم

ش???لتوت غ???ير ص???حيحة، والطريق???ة الص???حيحة في فهم الموضوع إنما تكون بعد بحث األدلة الخاصة مع بيان مح??ل

االستخارة. ونستنتج من مجموع ما تقدم أن��ه لم يقم دلي��ل حاسم يثبت حرم��ة االس��تخارة بنوعQيه��ا: الدعائي��ة واالستشارية، ومن ثم تبقى على مقتضى قاع��دة

البراءة ومقتضى الجواز والشرعية.

? شرعية االستخارة )نظرية مش??هور الفقه??اء(،2الشواهد والمعطيات

بعد عدم نهوض دليل مقنع على تحريم االس??تخارة، ي??أتي الدور للمرحلة الثاني?ة، وهي ه??ل هن??اك دلي??ل على ش?رعية االس??تخارة وجوازه??ا من حيث المب??دأ أم ال؟ وه??ل يمل??ك

الرأي المشهور في الفقه اإلسالمي هنا دليال مقنعا أيضا؟ لق��د أق��ام المس��تدلون على ج��واز االس��تخارة بعض األدلة، نحاول هنا التع��رض ألهمه��ا وأبرزه��ا

على الطريقة التالية:

???? مقتض???يات ق???انون ال???براءة، وال???ترخيص في2 ? 1ممارسة االستخارة

ال��دليل األول ال��ذي يمكن طرح��ه هن��ا لص��الح أن جواز االستخارة ه??و مقتض??ىشرعية االستخارة هو

أص??الة ال??براءة، بع??د ع?دم نه??وض دلي??ل على الحرم??ة كم?ا

32 تق??دم، فتك??ون االس??تخارة ??? بم??ا هي فع??ل من األفع??ال ? ج??ائزة، ويك??ون ت??رتيب األث??ر عليه??ا ج??ائزا، م??ا لم يتض??من محرم??ا من المحرم??ات ول??و ب??العنوان الث??انوي، وتك??ون

مخالفتها ? بما هي مخالفة لها ? أيضا جائزة. نعم، نس??بة نتيجته??ا إلى الل??ه تع??الى تك??ون محرم??ة؛ ألن أصل البراءة ال يفي??د ص??حة ذل??ك، ب??ل ه??و تق??ول على الل??ه تع??الى ومش??مول لحرم??ة التق??ول علي??ه بال دلي??ل، و أص??ل البراءة ليس بدليل هنا على هذا المستوى كم??ا ه??و واض??ح؛ ألن مهمته تعيين الوظيفة العملية عند عدم الدليل، ال توفير دليل محرز أو أمارة شرعية من األمارات المعتبرة كما ه??و

المعروف في علم أصول الفقه. كما أن هذا الدليل ? أي أصل البراءة ? ال يثبت اس??تحباب االستخارة، ب??ل غاي??ة م??ا يثبت جوازه??ا بم??ا هي فع??ل، دون نسبتها لله وال ادعاء استحبابها، فض??ال عن أي حكم ش??رعي

آخر في حقها. ? االستخارة ومرجعية نصوص الدعاء والتضرع2 ? 2

الدليل الثاني هنا هو ما ذك��ره بعض المت��أخرين من االستناد إلى عمومات ومطلقات أدل��ة ال��دعاء

فتفي??د ه??ذه العموم??اتومشروعيته، بل الحث علي��ه، والمطلقات شرعية االس??تخارة، ب??ل واس??تحبابها وال??ترغيب فيها، كيف وتكون االستخارة عند ذل??ك من العب??ادات، حيث

تQجبT لQكمT إن﴿ ق??ال تع??الى: Tس��Qع��وني أTبكم اد Qر Qال��QقQو Qنم Qه Qج QخلونTدQي Qتي س���Qاد���Qعب TنQع QبرونTكQت Tس���Qي Qالذين

QاخرينQ(، فق??د اعت??بر ال??دعاء في ه??ذه اآلي??ة60﴾ )غ??افر: د الكريمة عبادة، فتكون االس??تخارة من العب??ادات المرغوب??ة، وذل??ك كل??ه ينطل??ق من أن المس??تخير في مختل??ف أن??واع االستخارة يتوجه إلى الله تعالى ويدعوه بأن يبين له الرشد في فعله أو يبين له الواق??ع المجه??ول ويح??دد ل??ه المص??لحة

من المفسدة. وي??ترتب على ذل??ك ع??دم انحص??ار طريق??ة التع??رف على الرشد أو المستقبل بالس??بحة أو المص??حف أو الرق??اع، ب??ل يمكن ذلك بأي وسيلة أخرى، ما دام مفهوم ال??دعاء ش??امال

لكل الوسائل والطرق. نعم هذه الوسائل الخاصة )السبحة والرق??اع والمص??حف و..( يمكن ترجيحه??ا على غيره??ا على

.(1)تقدير ثبوت أدلتها الخاصة??ة م??ع االس??تناد لعموم??ات ال??دعاء في تش??ريع وقف??ات نقدي

االستخارة وهذا ال??دليل لعل??ه من أفض??ل األدل??ة العام??ة على إثب??ات شرعية االس??تخارة وحس??نها، إال أن??ه ينبغي التأم??ل هن??ا في?ة ال ش?ك في أطراف الموض??وع، ففع?ل االس?تخارة الدعائي تمحضه بعنص?ر ال?دعاء وص??دق أدل?ة ال?دعاء وحس??ن الظن والتوك??ل في??ه، وه??ذا واض??ح، إال أن الكالم في االس??تخارة االستشارية، فهل هي فقط فعل دعاء أم هي شيء م??ركب

من عدة أمور؟ الذي يبدو لي أن االستخارة االستشارية تحت��وي

على عدة عناصر: ال??دعاء، حيث ال ش??ك وال ريب في أنه??االعنصر األول:

دعاء لله تعالى مهما كان متعلقه، وهذا الجانب يظه??ر ح??ال فعل مقدمة االستخارة، أي قبل أخذ حبات الس??بحة، وقب??ل فتح المص??حف الش??ريف أو مقارن??ا ل??ذلك وس??ابقا ل?ه مع??ا، وهذا الجانب أو العنصر يمكن إثبات شرعيته بأدل??ة ال??دعاء،

بل وإثبات استحبابه بنفسه.??ات الس??بحة، ونفس فتحالعنصر الثاني: نفس أخذ حب

المص??حف الش??ريف، ونفس التق??اط بعض أوراق القرع??ة??ه عشوائيا ونحو ذلك. ومن الواضح أن هذا ال يصدق عليه أن دعاء، بل هو فعل مقارن للدعاء أو الحق ل??ه، ومن الص??عب

القول بأنه مشمول ألدلة الحث على الدعاء. ت??رتيب اآلث??ار على نت??ائج االس??تخارةالعنص��ر الث��الث:

وخل???ق ثقاف???ة االس???تخارة في المجتم???ع بحيث ي???ذهب المستخير عند مخالفته لالس??تخارة إلى التص??دق ح??ذرا من??ه ليس المشاكل وما أشبه ذل??ك، وه??ذا كل??ه من الواض??ح أن دع???اء في ح???د نفس???ه، حتى تش???مله عموم???ات ال???دعاء

ومطلقاته. ؛ واإلي??رواني،104? 103)( انظر: فضل الله، القرعة واالس??تخارة: 1

.33 ? 32: 2دروس تمهيدية في القواعد الفقهية

34 من هنا، أجد أنه تبسيط لألم??ر أن تع??د االس??تخارة ??? بم??ا هي ظاهرة متكاملة مركبة من هذه العناصر الثالثة ? مج??رد دعاء أو مشمولة لنصوص األدعية، بل البد من ضم عناص??ر

أخرى يفترض دراستها معها، وهذه العناصر األخرى هي: بحيث يقال بأن هذه الظاهرة هي ن??وع� االستشارة،1

من االستش?ارة لل??ه س?بحانه، فتك?ون االس?تخارة مش?مولة حينئذ ألدلة ال??دعاء من ط??رف، وأدل??ة االستش??ارة وحس??نها من ط??رف آخ??ر، وبه??ذا يتحق??ق المطل??وب وتص??بح ظ??اهرة

االستخارة مشمولة بكل أجزائها للعمومات المرغبة.??ه ه??ل أن أدل??ة الحث على ??د، إال أن وه??ذا التخ??ريج جي االستش??ارة تش??مل استش??ارة الل??ه س??بحانه؟ وه??ل يوج??د مفه???وم اس???مه )استش???ارة الل???ه( ورد الحث علي???ه في النصوص، غير النصوص الخاصة باالس??تخارة وال??تي س??وف يأتي التعرض لها؟ علما أن تعبير مشاورة الله لم يرد سوى في حديث واحد ض??عيف اإلس??ناد هن??ا، وس??يأتي الكالم عن??ه

بحول الله تعالى. من هنا، نشكك في ش??مول أدل??ة االستش??ارة الستش??ارة الل??ه؛ ونراه??ا منص??رفة عنه??ا إلى استش??ارة الن??اس وأه??ل الحجى والعق???ول، وال يفهم الق???ارئ الع???ربي من نص???وص الحث على االستشارة والشورى أن اإلنسان يستش?ير الل?ه سبحانه، ومجرد صدق الكلم??ة في ج??ذرها اللغ??وي ال يع??ني تحقق الظهور العرفي، كيف ل??و ص??ح ذل??ك لم??ا ك??ان هن??اك معنى ألن يستشير اإلنس??ان غ??ير الل??ه، فمن يستش??ير الل??ه ويمكن له مشاورته وأخذ رأيه واالستزادة به، من القبيح له استشارة الن??اس وهم ض??عاف العق??ول! وإذا ك??ان الل??ه ه??و المستشار فهو ال يخطأ وال يطعن من يش??اوره، على خالف الناس فقد يخطأ مستش??ارهم وق??د يك??ذب، وق??د تك??ون ل??ه مصالح فاسدة، فكيف حثت النصوص على استشارة الناس??ه توج??د إمكاني??ة الستش??ارة الل??ه س??بحانه؟! أال والح??ال أن يوجب ذل?ك التش??كك في دالل??ة عموم??ات االستش?ارة على مفهوم استشارة الله سبحانه؟! وأال يكون ذلك منبها لصحة دعوى انصراف أدل??ة االستش??ارة عرف??ا عن استش??ارة غ??ير

الناس؟ ��� حس��ن الظن بالل��ه تع��الى والتوك��ل علي��ه2

وه??ذا المفه??وم ن??ابع من ص??لب أدل??ةواليقين باإلجابة،

ال??دعاء ال??تي ورد فيه??ا مث??ل ه??ذا الش??يء، ونتيج??ة ه??ذا??ه عن??دما ي??دعو الموض??وع ستتش??كل فك??رة الكش??ف، فإن اإلنس??ان الل??ه س??بحانه أن يعرف??ه المص??الح والمفاس??د أو??ه النص??وص على يعرف??ه الرش??د في الفع??ل وعدم??ه، وتحث اإلحساس باالستجابة فسوف تتشكل بطريقة طبيعي??ة ق??وة احتمالية في داللة خروج الس??بحة بطريق??ة م??ا على الم??راد اإللهي، وتصبح نتيجة االستخارة مظنونة في الحد األدنى إن

لم نقل مقطوعة. ويمكن صياغة المسألة على الشكل التالي: إننا نعلم بأن الله ال يغش من استنصحه، وه??و الكم??ال المطل??ق ال??ذي ال عيب في علمه وال قدرته وال كرمه، وأنه ليست له مص??لحة شخصية في تف??ويت طلب الط??البين، وحيث إن االس??تخارة من الدعاء، فمن الممكن أن يجاب الدعاء، بل يتعين جوابه إذا صح اإلخالص، وهذا معناه أن نتيجة االستخارة بعد صدق الدعاء إن لم تكن تط??ابق الواق??ع، فال تخل??و من أح??د أم??ور كله??ا باطل??ة، إذ إم??ا أن يرج??ع ذل??ك الى قص??ور في العلم اإللهي أو في القدرة اإللهية أو في الك??رم اإللهي، أو تك??ون هناك مصلحة شخصية لله سبحانه، وهذا كله باطل، فيتعين

.(1)استجابة الدعاء ويذهب بعض العلماء أيض??ا ??? في س??ياق جواب??ه عن بع??د احتمال حصول تدخل إلهي في االستخارة أو معجزة تحدث??ات الس??بحة مثال ??? ي??ذهب إلى الج??زم اختي??ارا ص??حيحا لحب بحصول المعجزة أو التدخل اإللهي في اإلنتاج، ويس??تند في

ذلك ألحد وجهين على األقل: إن م??ا تق??دم في االس??تدالل على ص??دقالوجه األول:

االستخارة كاف في تحقي??ق اليقين بالنتيج??ة كم??ا بين??ا، و إاللQكن ظQنQنتمT أQن اللهQ﴿صار حالنا مص?داقا لقول?ه تع??الى: Qو

Qلون QمTعQا ت م (.22﴾ )فصلت: الQ يQعTلQم كQثيرا مة ال??تي تتعه??د بص??دقالوج��ه الث��اني: األخب??ار الخاص??

االستخارة ونفي المص??ادفات فيه??ا، وهي أخب??ار مستفيض??ة ت??دل على الت??دخل اإللهي. وك??ون الل??ه ال يج??ري األم??ور إال

.206 ? 205: 1، ق3)( محمد الصدر، ما وراء الفقه 1

36 بأسبابها ال ينافي تدخل الله في نظام األسباب بتحري??ك ي??د المستخير الختيار حبات السبحة بطريقة صحيحة تؤدي إلى

.(1)اإلنتاج الصحيح المطابق للواقع

مفارقة الوعد بإجاب?ة ال?دعاء م?ع ع?دمها خارج?ا، مح?اوالتومتابعات

والمشكلة األساسية ال�تي تواج�ه ه�ذا التفس�ير لمس??ألة اليقين باإلجاب??ة وحس??ن الظن بالل??ه تع??الى، هي مشكلة التخلف الواقعي للدعاء، بمعنى عدم اس??تجابته في كثير من األحيان، سواء في االستخارة أو خارجها، فكم نجد الله تعالى مدعوا لكنه ال يستجيب، ومن ثم فأقصى ما يفيد ه??ذا ال??دليل تحص??يل ظن ليس هن??اك دلي??ل على حجيت??ه

واعتباره، بل ال دليل على إسناد مؤداه للمولى سبحانه. وق���د ح���اول بعض العلم���اء الج���واب عن ه���ذه

??ه ع??دم اس??تجابة ل??دعاءالمالحظة ب??أن م??ا ي??ترائى لن??ا أناالستخارة، يمكن دراسته على عدة مستويات:

أن يرجع ذلك إلى الدعاء نفسه، فإنالمستوى األول: الم??راد بال??دعاء ه??و الطلب م??ع التوج??ه والفهم للمخ??اطب وحضور القلب مع اإلخالص في النية، فه??ذا ه??و ال??دعاء في المفه??وم اإلس??المي، وليس مج??رد لقلق??ة لس??ان. وع??دم االستجابة في بعض الموارد ناتج عن عدم تحقق موض??وعها

وهو الدعاء بالمعنى الذي قلناه. إن االس?تجابة حاص??لة قطع??ا، لكنه??االمستوى الثاني:

غير متعينة الزمان والمكان، فق?د تحص?ل ف?ورا وق?د تت?أخر قليال أو كثيرا، فيظن الداعي أن ال??دعاء لم يتم اس??تجابته و

الحال أنه قد استجيب. كما أن اآلية الكريم??ة ال??تي وع??دت باس??تجابة ال??دعاء لم تش???ر إلى ح???االت التع???ارض أو ال???تزاحم، بحيث تص???بح االستجابة فيها متعذرة تقريبا أو تحقيقا، كرج??وع االس??تجابة إلى ضرر على العبد أو إلى ضرر على اآلخ??رين، أو تع??ارض

الدعاء لشخصين ونحو ذلك. إن ع??دم اس??تجابة ال??دعاء، ب??ل والمس��توى الث��الث:

.214 ? 212)( المصدر نفسه: 1

إضرار العب??د، ق??د تك??ون لمص??لحة ل??ه كخ??رق الس??فينة في

قصة موسى والعبد الصالح. قد يرج??ع ع??دم اس??تجابة االس??تخارةالمستوى الرابع:

ل إلى فقدان المستخير لشروط االس?تخارة، ح??تى ل?و حص?? شرائط الدعاء. وش??روط االس??تخارة هي أن ال تك??ون ثاني??ة

بعد أولى على موضوع واحد. وهذا كله يدل على أن ك??ل اس??تخارة حص??لت فيه??ا ه??ذه األمور المتقدمة فهي مجاب??ة قطع??ا ويقين??ا، دون أن يخل??ف

.(1)الله وعده في االستجابة كم��ا ح��اول بعض العلم��اء اآلخ��رين هن��ا ح��ل

المشكلة بطرق أخرى: أن الوعد اإللهي مشروط بالمش?يئة، ق?ال تع?الى:منها:

اء Qش Tه إنTيQ ا تQدTعونQ إل Qشف مTكQي Qف﴾ (.41)األنعام: ﴿ أن الم??راد باإلجاب??ة الزمه??ا، وه??و الس??ماع، أيومنه��ا:

.(2)يستمع إلى دعواتكم ( و)الش??ورى:24وذكر الش??يخ مغني??ة أن آي??تي )األنف??ال:

??ره عن العب??ادة،47 ??دتان باس??تجابة العب??د وع??دم تكب ( مقيتكم���Qا﴿وك???ذلك قول???ه تع???الى: QوTت دعQأجيب Tد���Qق Qال���Qق

Qم��ونQلTعQي Qال Qالذين Qبيل Qآن س����QتبعQت QالQا و QقيمQت Tاس�� Qف﴾ (، وه??ذا كاش??ف عن أن ع??دم اس??تجابة ال??دعاء89)يونس:

أمر راجع إلى عدم إيمان العب??د واس??تقامته وأن االس??تجابة ، وله??ذا رب??ط المتش??رعة اس??تجابة(3)مشروطة بصالح العبد

الدعاء بصالح الداعي، فيطلبون من األتقياء أن يدعو لهم. وعلى أي��ة ح��ال، فه��ذا الكالم كل��ه توج��د علي��ه

مالحظات أبرزها: إن ه??ذه المس??تويات األرب??ع ال??تيالمالحظ��ة األولى:

ذكره??ا ه??ذا الفقي??ه هن??ا هي بنفس??ها خ??ير دلي??ل على ع??دم حصول اليقين باإلجابة؛ ألنه معها يمكن أن ال تكون ش??روط ال????دعاء ق????د تحققت مني، ويمكن أن تك????ون المص????الح??ة ق??د ت??زاحمت، أو ق??د تك??ون ت??زاحمت والمفاس??د الواقعي

.224 ? 218، 217 ? 214)( انظر: المصدر نفسه: 1.19: 12)( انظر: المجلسي، مرآة العقول 2.304: 4)( محمد جواد مغنية، في ظالل نهج البالغة 3

38 األدعية واالستخارات، أو قد يكون الله تع??الى رأى مص??لحة في أن أضع يدي على حبات السبحة بطريقة غ??ير ص??حيحة وغ??ير ذل??ك، وم??ع ه??ذا كل??ه كي??ف يمكن??ني أن أج??زم ب??أن

استخارتي مستجابة؟! إن اليقين باإلجابة يف??ترض أن يك??ون ش??امال لك??ل داع أو مستخير، فكيف يجتمع اليقين باإلجابة مع ك??ل ه??ذه القي??ود ال??تي تجع??ل األدعي??ة المس??تجابة واقع??ا هي األق??ل، وكي??ف يتحقق الكشف اليقيني بل حتى الظني هنا لالس??تخارة، ب??ل

لمطلق الدعاء؟ إن م???رد ه???ذا الكالم إلى الق???ول بوج???ود علم إجم???الي باستجابة بعض االستخارات الواقعة من الن??اس دون تع??يين المعلوم باإلجمال تفصيال، وإنما يبقى على إبهامه وإجمال??ه،??ا وهذا ال يجتم??ع م??ع اليقين باإلجاب??ة بوص??فه عنص??را معرفي

كاشفا. لوص??ح ه??ذا النهج على المس??توىالمالحظ��ة الثاني��ة:

المعرفي والكشفي لل??زم إج??راؤه في مج??ال القض??اء، ب??ل وفي مجال االجتهاد واإلفتاء؛ ألن أدلة االستخارة ولو ك??انت غير ش??املة ??? فرض??ا وس??يأتي بحث??ه ??? لغ??ير ح??االت ال??تردد وانسداد األمور تماما كأدل??ة القرع??ة، إال أن المف??روض أنن??ا نس??تدل بعموم??ات ال??دعاء حيث يف??ترض أنه??ا ش??املة لك??ل دعاء، فكما يحصل من الدعاء العادي يقين باإلجابة، لماذا ال نفع??ل ذل??ك في ال??دعاء باكتش??اف الحكم الش??رعي أو في كش??ف الج??اني؟! وإذا ك??ان ح??ديث »إنم??ا أقض??ي بينكم باأليمان والبينات« موجبا لتقييد وس??ائل اإلثب??ات القض??ائي، ل??و س??لم ب??أن الم??راد بالبين??ات خص??وص البين??ة الش??رعية??ذكر في المصطلحة وليس مطلق البينة، فإن االجته??اد لم تة بحيث ينهى عن غيره?ا نصوصه ضرورة اتباع وسائل خاص?? ل?و أف?ادت اليقين، وه?ذا م??ا يش??مل أيض??ا اتب??اع ولي األم??ر وق??ادة ومس??ؤولي البالد اإلس??المية ه??ذا الس??بيل التخ??اذ قراراتهم اإلجرائية، إذ لم ي??رد في النص??وص تقيي??د وس??ائل

معلوماتهم بقيد. يضاف إلى ذل??ك أن أدل??ة االس??تخارة، س??يأتي المناقش??ة

والحديث في اختصاصها بحال الحيرة وعدمه.

إن صاحب االس??تدالل والمناقش??اتالمالحظة الثالثة:

قد وقع في تناقض هنا، ففي اس??تدالله على يقيني??ة اإلجاب??ة ذكر أنه بعد صدق الدعاء ال يكون هناك معنى لعدم اإلجاب??ة إال القص??ور في العلم اإللهي أو الق??درة أو الك??رم أو وج??ود مصلحة شخصية للمولى، وكله محال، لكنه ه??و نفس??ه لم??ا حاول تخريج األدعية ال??تي ال نج??دها تس??تجاب ذك??ر عناص??ر أخرى لعدم اإلجابة غير هذه األربعة المستحيلة، وهي وجود مصلحة للعبد أو تعارض األدعي??ة وتزاحمه??ا، وه??ذا يع??ني أن عدم استجابة الدعاء ال يفضي إلى ما هو محال بالض??رورة،لة فيكون آخ??ر كالم??ه مناقض??ا ألول كالم??ه بحس??ب المحص??

النهائية للموضوع. إن الحديث عن لزوم تحقق القصدالمالحظة الرابعة:

في الدعاء والتوجه واإلخالص وأمثال ذلك كالم ص??حيح؛ ألن ه??ذه العن??اوين هي ال??تي تحق??ق ص??دق عن??وان ال??دعاء لل??ه تع??الى، إال أن م??ا ذك??ره غ??ير واح??د من علم??اء األخالق من تبرير عدم اس??تجابة ال??دعاء ??? زي??ادة على م??ا تق??دم ??? ب??أن ال??داعي لم يجتنب المعاص??ي الظ??اهرة وغيره??ا، أو لم يكن بالمس??توى ال??روحي الرفي??ع ال??ذي ي??وجب توكل??ه على الل??ه تع???الى وتف???ويض األم???ر إلي???ه، أو لم يقم ب???آداب ال???دعاء

..(1)واالستخارة، كما ذكر ذل??ك الس??يد ابن ط??اووس وغ??يره ??? في نظ??ري ش??ل(2)هذا كله ? مما سبق أن أثارته المعتزلة

لما تريده اآليات القرآنية الداعية للدعاء، فق??د ص??ور ه??ؤالء العلم??اء ال??دعاء ظ??اهرة معق??دة ج??دا، مس??تندين في بعض األحي??ان لبعض النص??وص الض??عيفة أو التحليالت الشخص??ية والوجدانية، وهذا كله مناف لعمومات النصوص وظواهره??ا، فإن ظاهرها كفاية صدق الدعاء وكل ما له دخل في تحقق هذا العنوان، أم??ا إغ??راق ال??دعاء بسلس??لة قي??ود تحيل??ه إلى ظاهرة نادرة التحق??ق في المجتم??ع فه??ذا في نظ??ري ليس

سوى فرارا من المشكلة هنا، من دون دليل معتبر.الحل األفضل إلشكالية المفارقة في الدعاء

ما يمكنن??ا إض??افته هن??ا واعتب??ارهالمالحظة الخامسة:.300? 297)( انظر: ابن طاووس، فتح األبواب: 1.111: 5)( انظر: الرازي، التفسير الكبير 2

40 الحل لمشكلة عدم استجابة الدعاء أحيانا، بع??د تخطي ك??لص هذه التأويالت التي قالها بعض العلماء، وه??و أن المخص????د للنص??وص العام??ة في اس??تجابة األدعي??ة يمكن أو المقي بالتحليل إرجاعه إلى عنصر واحد، وه??و أن نص??وص التعه??دلية من ??ة تفض?? اإللهي باس??تجابة ال??دعاء هي نص??وص امتناني الل??ه س??بحانه على عب??اده، لغاي??ة تحقي??ق الخ??ير لهم عن??د??ا ??د لب رجوعهم إليه، والنص المسوق على نهج االمتن??ان مقيل. ومن الواض??ح أن بكل شيء يتق??وم ب??ه االمتن??ان والتفض?? تحقق الضرر على العبد لو استجيب الدعاء أو فوات من??افع أعظم له، يقع??ان على خالف االمتن??ان، فل??و اس??تجاب الل??ه تعالى لعبده دعاءه الذي يفضي به إلى وق??وع الض??رر علي??ه أو فوات منافع عظمى منه في الدين والدنيا الستنكر العب??د على ربه بأنك تعلم الغيب، وأنا حين دعوت ما كنت أعلم??ه،ل فكان من المناسب منك ? وأنت جعلت االس??تجابة للتفض?? وتحقي??ق الخ??ير للن??اس ??? أن ال تس??تجيب، ال أن تس??تجيب لجهلي وقصوري وخطئي في الدعاء، فيلحقني ب??ذلك ض??رر أو تفوتني منفعة. وهكذا لو كان الدعاء موجبا لض??رر راج??ع على سائر عباد الله تعالى، فإن اس??تجابته منافي??ة لالمتن??ان في اس??تجابة ال??دعاء عن??دما تق??اس ب??النوع اإلنس??اني، إذ ال معنى لالمتنان على العباد بشيء يل??زم من??ه لح??وق الض??رر

على بعضهم. إن هذا القيد المفترض نفهمه من السياق االمتناني فهما عرفيا، وهذا هو ما يميز محاولتنا هذه عن سائر المح??اوالت التي قيلت في الموضوع، وتشهد به النصوص الدينية أيض??ا،

يTر﴿مثل قوله تعالى: QخTاءه ب��الQر دع ان بالش Qع اإلنسTدQي Qو ان عQجوال Qاإلنس QانQكQ(.11﴾ )اإلسراء: و

ومن خالل ذلك نعرف أن الدعاء لطلب الحرام أو الدعاء بأذية اآلخرين ممن ال تج??وز أذيتهم أو ال??دعاء ب??أمر ظ??اهره حسن لكن عواقبه س??يئة على ال??داعي أو غ??يره، أو ال??دعاء الموجب تحققه لجميع الناس تغير النظام الطبيعي للع??الم، وهو النظام األص??لح، ونح??و ذل??ك كل??ه خ??ارج عن عموم??ات ??ة المتص??لة، فليس مش??موال ??ة بالقرين??ة اللبي استجابة األدعي

لآلية الكريمة الدالة على االستجابة عند الدعاء من رأس. ومن هذا القبيل ت??أخير االس??تجابة، كم??ا ورد في ال??دعاء:

.(1)»ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة األمور«

فإن هذا ال يرج??ع إلى م??ا ق??الوه من أن الل??ه وع??د باإلجاب??ة ولكنه لم يذكر موعدها، فإن هذا التفسير غ??ير ص??حيح؛ ألن الداعي حين ي??دعو ف??إن لس??ان حال??ه ومقص??ده ه??و تحق??ق االس??تجابة ف??ورا أو في أس??رع وقت، فالزم??ان منظ??ور في

ةQ﴿الدعاء نفسه، كيف واآلي??ة الكريم??ة ق??الت: Qو�TعQأجيب د TلهمQعQبي ل T منوا TيؤTل Qلي و T تQجيبوا TسQيTل Qان فQعQا دQالداع إذ

Qشدون TرQ(، فإن تعبير )إذا دعان(، ش??اهد ?186﴾ )البقرة: ي خالفا لتفسيرات المفسرين ? على أن االستجابة تكون عن??در مجيء )إذا دع?ان(بع??د )دع??وة الدعاء، وه??ذا ه??و م??ا يفس?? الداع( بما يوحي وك??أن هن??اك تك??رارا في األم??ر، ف??إن ه??ذه الجملة الثانية إنما تريد بيان سرعة اإلجابة، أي أن??ني أجيب

دعوة الداع بمجرد أن يدعوني. بل يرجع هذا كله ? موضوع التأخير ? إلى عنصر االمتن?ان؛ ألن الت??أخير أيض??ا في??ه المص??لحة وفي الس??رعة المفس??دة

أحيانا، وهذا هو الذي يفهم من نص الدعاء المتقدم. ولتق??ريب فك??رة االمتن??ان أك??ثر يمكن التش??بيه بالوال??د وولده، فإنه إذا قال الوالد للول??د: ي??ا بني، أي ش??يء تري??ده فأن??ا س??آتيك ب??ه، ثم طلب الول??د ابن العش??ر س??نوات أن يشرب الخمر، فإن الوال??د ي??رفض، وهن??ا اذا اع??ترض علي??ه االبن بأنك وعدتني، أبرز الوالد ع??ذرا ه??و في الحقيق??ة قي??د لبي، وهو أنني حين قلت لك هذا الوعد كان غرض??ي ت??أميند من األول، مص??الحك ال إلح??اق الض??رر ب??ك، فكالمي مقي وه??ذا م??ا يقبل??ه الع??رف من??ه حين يعت??ذر ب??ذلك، وال يع??دون كالمه الثاني وتراجعه تخصيصا منفصال، بل يرونه حاكي??ا عن

المخصص المتصل.رناه على وبناء عليه، ف??اليقين باإلجاب??ة مس??تحيل إذا فس?? إطالق???ه ب???المعنى المع???رفي الكاش???ف عن الواق???ع وم???ا سيحدث، تبعا لتقيد كل دعاء بم??ا أس??لفناه، وإال ل??زم ك??ذب الوعد اإللهي ال??وارد في اآلي??ات الكريم??ة باالس??تجابة، وه??و

واضح الفساد.

المتهجد: 1 األعمال 579،? 564)( مصباح وإقبال ،139،? 136:? 1؛ 301 ،337.

42كيف يمكن فهم فكرة حسن الظن بالله واليقين باإلجابة؟!

بع??د ك??ل م??ا تق??دم، كي??ف يمكنالمالحظة السادسة:فهم فكرة حسن الظن بالله واليقين بإجابته؟

إن الذي يظهر أن هذه الفكرة ليست ذات بع??د مع??رفي، وإنم??ا هي ذات بع??د نفس??ي وروحي، ف??الغرض منه??ا أن ال يقب??ل اإلنس??ان على ال??دعاء يائس??ا ومحبط??ا ال ي??رى قيم??ة لتوجهه له تعالى، بل أن يدخل مؤمنا طائعا يركن لله تعالى ويتوكل عليه وملؤه أمل باإلجابة، بل إن مراجع??ة النص??وص الحديثية في هذا المجال ال يعطي أك??ثر من ه??ذا فض??ال عن

أنها جميعا ضعيفة السند فيما هو دال منها. ونظرا ألهمي��ة األم��ر، ال ب��أس باس��تعراض ه��ذه

وهي:(1)النصوص، فهي محدودة عددا مرس??ل س??ليم الف??راء، عن أبي عب??دالرواي��ة األولى:

الل???ه، ق???ال: »إذا دع???وت فأقب???ل بقلب???ك وظن حاجت???ك.(2)بالباب«

وهي ضعيفة السند باإلرس??ال من ط??رف س??ليم الف??راء، كما أن سندها في الك??افي في??ه إرس??ال آخ??ر بين أحم??د بن محم??د بن عيس??ى، وس??يف بن عم??يرة، وه??و )عن بعض

أصحابه( حيث لم يسم هذا البعض. وق?د أورد الح?ر الع??املي ه??ذه الرواي?ة حاذف?ا )عن بعض

، والص??حيح ه??و(3)أص??حابه( بين ابن عيس??ى وابن عم??يرة عن الك??افي مم??ا(4)اإلثبات مؤيدا بما نقله الفيض الكاشاني

ه??و مط??ابق للك??افي ونس??خه الموج??ودة بين أي??دينا الي??وم، ويشهد لسهو قلم الح??ر الع??املي أن??ه بنفس??ه روى الرواي??ة عينه??ا في موض??ع آخ??ر مطابق??ا لل??وافي وم??ا ه??و موج??ود

. فيكون سند الرواية مبتلى باإلرس??ال في موض??عين(5)اليوم منه. بل قد يقال بأن الرواية غاية ما تطلبه هو ظن اإلجاب??ة ال اليقين باإلجابة، فال تكون فيها دالل??ة على الموض??وع هن??ا،

)( وسوف نحذف ما ه??و واض??ح في ع??دم داللت??ه، وإن ذك??ره بعض1المحدثين هنا، وهو روايات قليلة جدا.

.473: 2)( الكافي 2.52: 7)( تفصيل وسائل الشيعة 3.1483: 9)( الوافي 4.54: 7)( تفصيل وسائل الشيعة 5

إذا لم نفسر الظن باليقين.

إال أن األقرب أن يراد بالظن هنا اليقين، لتناس??ب الحكم والموضوع فإنه حيث أرادت بيان وفاء وعد الل??ه واس??تجابة

الدعاء كان األنسب بها هو اليقين والله العالم. النب??وي: »ادع??و الل??ه س??بحانه وأنتمالرواي��ة الثاني��ة:

موقنون باإلجاب??ة، و اعلم??وا أن الل??ه ال يس??تجيب دع??اء من.(1)قلب اله«

والظاهر أن هذا الحديث مأخوذ من كتب أه??ل الس??نة، إذ لم نعثر له على مصدر إمامي ق??ديم فض??ال عن وج??ود س??ند له، وقد رواه اإلمام أحمد بن حنبل في مسنده عن عبدالله

، كما أخرجه الترمذي من وجه آخر من رواية أبي(2)بن عمر (4). وقد وصف الهيثمي س??ند ابن حنب??ل بأن??ه حسن(3)هريرة

وفي الس??ند ص??الح بن بش??ير الم??ري وق??د غم??زو في دقت??ه وحفظ??ه وإتقان??ه، ح??تى ذك??ره ابن حب??ان في المج??روحين،

، وق??د ض??عفه غ??ير(5)وقال: »واستحق الترك عند االحتجاج« ، وق??د وق??ع في طري??ق الترم??ذي إلى ه??ذا الح??ديث(6)واحدأيضا.

وذكر الهيثمي وغيره هذا الحديث بألفاظ متقارب??ة »وأنتم ، بس??ند ض??عفه ه??و بنفس??ه ببش??ير بن(7)واثق??ون باإلجاب??ة«ميمون الواسطي.

وهذا الحديث ? وحتى غيره من أح??اديث الب??اب ??? يحتم??ل:(8)معنيين في تفسيره كما ذكره العالمة المجلسي

أن ي??دعو اإلنس??ان الل??ه ح??ال كون??هالمع��نى األول: ؛ وانظ??ر: هداي??ة األم??ة30)( الراوندي، الدعوات )سلوة الح??زين(: 1

؛ ونقل??ه ابن ط??اووس عن المع??اني، ف??انظر: مس??تدرك105:?? 3؛ وعوالي اللئ??الي132؛ وابن فهد، عدة الداعي: 190:?? 5الوسائل

2 :333..177: 2)( مسند ابن حنبل 2 ؛ والطبراني،493:? 1؛ والمستدرك180? 179:? 5)( سنن الترمذي 3

.39الدعاء: .148: 10)( مجمع الزوائد 4.373 ? 372: 1)( ابن حبان، المجروحين 5.290 ? 289: 2)( راجع: الذهبي، ميزان االعتدال 6 ؛ وكنز386:? 1؛ والجامع الصغير 148:? 10)( انظر: مجمع الزوائد7

.695: 2؛ وفيض القدير 74: 2العمال .25 ? 24: 12)( انظر: مرآة العقول 8

44مستيقنا باإلجابة، فيكون مرتبطا بمورد بحثنا.

أن يدعو اإلنسان الله ويكون في حالةالمعنى الثاني: من تحقيق مقومات الدعاء تحصل اليقين باإلجاب??ة، فيك??ون على حالة يستحق فيها اإلجابة، ولعل ما يشهد لهذا المعنى هو تذييل الحديث، فإنه يقول: ادعوا الله متيق??نين باإلجاب??ة، فل??و دعوتم??وه بقلب اله فه??و ال يس??تجيب، فيفهم من??ه أن الم??راد من ص??در الح??ديث تحقي??ق ك??ل الش??روط الالزم??ة لتحقق االجابة، ب??ل الح??ديث في مس??ند أحم??د أوض??ح حيث??ه العالم??ة قال: »..موقنون باإلجابة، ف??إن الل??ه..«. وق??د تنب المجلسي هن??ا إلى أن اليقين ال مع??نى ل??ه بع??د أن ال يك??ون من صالح الداعي أن يستجاب له مخرجا ذل??ك ب??أن اإلجاب??ة

.(1)تكون ألمر آخر لعله أفضل مما دعاه العبد واإلنصاف أن الحديث يحتم??ل ال??وجهين المتق??دمين، لكن تخريج العالمة المجلس??ي غ??ير واض??ح؛ ألن متعل??ق اليقين ? بحسب الحديث ? هو اإلجاب??ة لل??دعاء، ال أن متعلق??ه ه??و أن الله س?يعطيه خ?يرا آخ?ر لعل?ه لم يلتفت إلي?ه حين ال?دعاء،

فإن هذا المعنى غير اضح من الحديث. كما أن هذا الحديث وأمثاله عندما اس??تخدم كلم??ة اليقين الدال???ة على الس???كون النفس???ي ال على البع???د المع???رفي?ه بحسب معطياتها اللغوية، فهو يس?اعدنا أك??ثر على فهم أن يريد منا أن نكون في حالة سكينة روحية عندما ن??دعو الل??ه س??بحانه ونث??ق ب??ه، وه??ذا غ??ير حص??ول العلم باإلجاب??ة بع??د تمامي???ة ال???دعاء، فه???و من ش???روط ح???ال ال???دعاء ال من

المكتشفات التي نعرفها بعد تحقق الدعاء فتأمل جيدا. خبر سليمان بن عمرو، ق??ال: س??معتالرواية الثالثة:

أبا عبدالله×، يقول: »إن الله تعالى ال يستجيب دعاء بظهر.(2)قلب ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك، ثم استيقن اإلجابة«

وهذا الحديث يصعب تفسيره باالحتمالين المتق??دمين في الحديث السابق، بل يتعين فيه االحتم??ال األول هن??اك، وه??و المع??نى المس??تدل ل??ه هن??ا. لكن س??ند الح??ديث ض??عيف بسليمان بن عمرو حيث لم تثبت وثاقته، كما أنه ال سند ل??ه

.25: 12)( راجع: المصدر نفسه 1 ،126؛ وع?دة ال?داعي: 270؛ ومكارم األخالق: 473:? 2)( الكافي 2

.323، 305: 90؛ وبحار األنوار 1483: 9والوافي

أساسا في غير كتاب الكافي، وقد صرح العالمة المجلس??ي

.(1)بضعف السند هنا وقد يقال هنا أيضا بأن »استيقن باإلجابة«، ال تعني العلم به??ا، ب??ل هي دع??وة لطلب تحص??يل اس??تقرار النفس؛ ألن اليقين في??ه ج??انب نفس??اني على خالف العلم ففي??ه ج??انب

معرفي، وكالمنا على مستوى اللغة. وهي قد ترجع إلى عدة رواي??ات وق??دالرواية الرابعة:

تكون رواية واحدة، وهي حديث قدسي يقول سبحانه في??ه: »أن???ا عن???د ظن عب???دي بي، فليظن بي م???ا ش???اء يج???دني

، وق??د ورد في ص??حيحة محم??د بن إس??ماعيل بن(2)عن??ده« بزي?ع: »أن?ا عن?د ظن عب??دي بي، إن خ?يرا فخ?يرا وإن ش?را

، وورد بص??يغة: »أن??ا عن??د ظن عب??دي، فليظن م??ا(3)فش??را« ، وورد بص??يغة: »أن??ا عن??د ظن عب??دي بي، فال يظن(4)ش??اء«

. وق?د ك??ثر ورود ه??ذا النص أو ق??ريب(5)عبدي بي إال خ?يرا« .(6)منه في مصادر أهل السنة أيضا وكل صيغ هذا الحديث تركز على أن الله يكون عن??د ظن عب??ده، وت??رتب بعض ص??يغ الح??ديث على ذل??ك الطلب من العبد أن يحس??ن الظن بالل??ه ح??تى يك??ون ل??ه نت??ائج، وأن ال يسيء الظن به كي ال يرتد ذلك سلبا عليه، وكل ص??يغ ه??ذا الحديث توصل بدرجة أو بأخرى إلى أن حس??ن الظن بالل??ه

مطلوب وأن له نتائجه الحسنة. وهذا الحديث الذي له أسانيد متعددة بعض??ها معت??بر عن??د السنة وبعضها اآلخر معتبر عند الشيعة، ال ي??دل على ش??يء في موض??وع بحثن??ا؛ ألن غاي??ة م??ا يفي??د أن على العب??د أن يحسن الظن بالله س??بحانه، فيق??ول في قلب??ه ب??أن الل??ه لن

.24: 12)( مرآة العقول 1.361)( فقه الرضا: 2 ؛ ومثله: مسند ابن حنبل231، 229: 15)( تفصيل وسائل الشيعة 3

2 :391 ،413..252: 11)( مستدرك الوسائل 4.132)( عدة الداعي: 5 :3، و534،?? 524،?? 516،?? 482،?? 445:?? 2)( راجع: مس??ند أحم??د 6

و491،? 277،? 210 الدارمي 106:? 4، وسنن وصحيح305:? 2؛ ؛ ؛ وسنن91،? 66،? 62:? 8؛ وصحيح مسلم 199،? 171:? 8البخاري و..240: 4؛ والمستدرك 238: 5، و23: 4الترمذي

46 يأتيني منه إال الخير وما فيه المصلحة لي، ولن يخذلني عما??ه ف??إن يكون لي فيه التوفيق والسداد، فإذا دعا اإلنسان رب معنى حسن الظن ليس استجابة الدعاء بالضرورة، بل ه??و استجابة الدعاء على تقدير رجوع ذلك بالخير على اإلنس??ان الداعي، وإال لم يكن في استجابة ال??دعاء إال الش??ر ل??ه، فال ترابط عضوي قهري بين حسن الظن وأن الله سيستجيب، بل إن ما قلناه عن دعوة اإلنسان بالشر وهو ال يدري يكون مقدما على ما نحن فيه، من حيث إن ذاك االحتمال يفرض أن يكون حس?ن الظن مفض?يا إلى ع?دم اس?تجابة ال?دعاءال

العكس. وح??ديث حس??ن الظن بالل??ه ??? س??واء ك??ان ه??ذا الح??ديث????ة في كتب القدس????ي أم غ????يره من األح????اديث المروي??ل المسلمين ? يرجع إلى مفهوم الرض??ا بقض??اء الل??ه والتوك على الله، وأن م??ا يعطي??ه الل?ه للعب??د في??ه خ?ير ل??ه ول??و لم

ا﴿يظه??ر ه??ذا الخ??ير لي، وه??ذا ه??و مع??نى قول??ه تع??الى: ميئQة Qمن س�� QكQاب Qص��Qا أ QمQالله و Qمن Qة فQن Qس Qح Tمن QكQاب QصQأ ى بالل��ه QفQكQسوال و Qللناس ر QاكQنTل Qس TرQأ Qو Qسك Tمن نف Qف

هيدا Q(. ومف??اهيم حس?ن الظن بالل?ه يمكن79﴾ )النساء: ش ??ة الل??ه عدها من المفاهيم اإليمانية المكمل??ة لإليم??ان بخيري

وأنه كمال محض. وبهذا يظهر أنه ال تالزم بين فكرة حسن الظن بالله وبيناليقين المعرفي باإلجابة، بل هي تلتقي مع اإلجابة وعدمها.

خ??بر ابن الق??داح، عن أبي عبدالل??ه،الرواية الخامسة:??ار أو أبي جعفر قال: »ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجب إال استحيا الله عز وجل أن يردها صفراء، حتى يجع??ل فيه??ا

. وه??ذا المفه??وم ق??د نج??د ل??ه(1)من فضل رحمته ما يش??اء« .(2)حضورا في بعض الروايات األخرى أيضا إال أن هذا الحديث ? بصرف النظر عن مصدره وس??نده ? غاية ما يفيد أن الله تعالى ال يرد الداعي صفر اليدين، لكنه ال يفيد أنه يستجيب له عين م??ا دع??اه، فه??و دال على ع??دم اإلجابة أحيانا، فالله إذا دعي واس??تجاب فال م??وجب للكالم، أما إذا دعي ولم يقرر اإلجابة فإنه ال يس??مح برج??وع داعي??ه

؛ وع?دة325:? 1؛ وكت??اب من ال يحض?ره الفقي??ه 47:? 2)( الكافي 1.196الداعي:

.278؛ والعهود المحمدية: 443: 10)( انظر: الصنعاني؛ المصنف 2

خائبا متحسرا، بل يعطيه شيئا من رحمته، ولهذا قال: »من??ه يعطي??ه ش??يئا م??ا وال يرجع??ه فضل رحمته ما يشاء« أي أن خائبا بالمرة، ولعل??ه ل??و أدرك م??ا أعط??اه لع??رف ك??رم الل??ه

تعالى حتى لو لم يستجب له دعاءه الذي جاءه به. وه??ذا الح??ديث يلتقي م??ع الفك??رة ال??تي ق??دمها الح??ديث القدسي السابق؛ ألن تعهد الله س??بحانه أن ال ي??رد ال??داعي??ه إذا خائبا بالمرة، يفرض علينا أن نحس??ن الظن بالل??ه، وأن لم يستجب لنا دعاءنا فال يعني ذلك أنن??ا لم ن??ربح ش??يئا ب??ل س??وف يعطين??ا ش??يئا من فض??ل رحمت??ه ويمن??ع عن الفس??اد الذي ك??ان س??يأتينا من دعائن??ا، حيث ي??دعو اإلنس??ان بالش??ر

دعاءه بالخير وكان اإلنسان عجوال. وبه��ذا يت��بين لن��ا جلي��ا أن نص��وص حس��ن الظن

واليقين باالجابة على نوعين: ما ال دالل??ة ل??ه أساس??ا على تش??كيل بع??دالنوع األول:

كاشف في استجابة الدعاء، وإنما يرجع إلى موضوع تربوي في الرضا بقضاء الله والتسليم له وحسن الظن ب??ه، وه??ذا هو ما تحويه بعض األحاديث السليمة من حيث اإلسناد عن??د

الفريقين.النوع الثاني: ??ا ما فيه احتمال الدالل?ة ول?و احتم??اال قوي

أحيانا، وهذا كله ضعيف الس??ند والمس??تند، فض??ال عن كون??ه يخالف منطق الواقع وما شرحناه سابقا في مسألة تخ??ريج تنافي النص الدال على حتمي??ة اإلجاب??ة م??ع الواق??ع الح??اكي

عن عدم تحققها. كم??ا أن ع??دد ه??ذه الرواي??ات ال يزي??د عن أص??ابع الي??د الواحدة، فمن الصعب جدا والح??ال ه??ذه ??? م??ع م??ا تق??دم ? تحصيل وثوق أو اطمئن??ان بالص??دور، وه??و الحج??ة في ب??اب

األخبار.??ه من العس??ير في الحال??ة العادي??ة ومن هن??ا نع??رف، أن تحصيل كشف يقيني أو حتى ظني نوعي باإلجاب?ة عن??د ك??ل دع??اء ن??دعوه، ف??القول ب??أن دلي??ل ال??دعاء وعمومات??ه يفي??د كاشفية االستخارة عن الواقع اإللهي المراد بنح??و اليقين أو الظن المعتبر بالخص??وص غ??ير واض??ح، ولعل??ه له??ذا كل??ه لم يعمل العلماء باالستخارة في سائر مجاالت الفقه والقض??اء

واألمور العامة وغير ذلك.

48 إن م??ا ذك??ره بعض??هم من أنالمالحظ��ة الس��ابعة:

اإلجاب??ة معلق??ة على المش??يئة ص??حيح، لكن المف??روض أن الوعد باإلجابة قد صدر، وهذا معناه أن المشيئة ق??د أعلمن??ا بها الباري تعالى، وأنه قرر أن يس??تجيب دعاءن??ا، فال مع??نى

مجددا لعدم االستجابة بحجة التعليق على المشيئة. يضاف إلى ذلك أن اآلي?ة المستش??هد به??ا ق?د تم اقتط??اع?رت على المع?نى، المقطع موضع الش?اهد منه?ا بطريق?ة أث

Qت��QاكمT ع��QذQاب﴿فالنص الق??رآني يق??ول: QيTتكم إنT أ أ QرQ قلT أTإن كنتم QعونTد��Qالل��ه ت Qر��TيQغQة أQاع QتQتTكم الس�� الل��ه أQوT أ

* Qادقين Qه ص��TيQإل QعونTدQا ت Qشف مTكQي Qف QعونTدQإياه ت TلQب Qركون Tا تش����Qم QنTو Qنس��Qت Qاء و Qش T(.41 ? 40﴾ )األنع??ام: إن

فالس??ياق س??ياق ن??زول الع??ذاب أو قي??ام الس??اعة، وه??ذه الحاالت قد حكمت النصوص نفس??ها ب??أن مج??ال االس??تجابة

فيها محدود. يضاف إلى ذلك أيضا أن تعليق المولى سبحانه االستجابة??ه لن يس??تجيب، في اآلية الكريمة على المش??يئة ال يع??ني أن بل هي طريقة البيان القرآني التي تعطيه سبحانه المش??يئة??ة، كتل??ك اآلي??ات ال??تي حتى في األمور ال??تي تب??دو لن??ا حتمي??ة رغم حكم تعلق الخلود ي??وم القيام??ة على المش??يئة اإللهي

رهمT﴿النص مرارا بثبوت الخلود، قال تعالى: ي��QوTمQ يحTش�� Qو تم منQ اإلنس TرQثTكQت Tد اس����Qجن قTال Qر Qش��Tع Qا م��Qميع��ا ي Qج نQا تQعQ بQعTض�� TمQت Tا اس����Qبن Qاإلنس ر Qآؤهم من��Qلي TوQ وQق��QالQ ألTتQ لQن���Qا ق���QالQ النار لQن���Qا الذيQ أQج QجQا أ���QنTغQلQب Qض وTعQبب كيم Qح Qبك Qاء الله إن ر Qا ش Qم ا إال Qفيه Qالدين Qخ TاكمQوTث Qم

(.128﴾ )األنعام: عQليم إن ما ذكره العالمة المجلس??ي منالمالحظة الثامنة:

??ه تع??الى يس??تمع أن المراد باإلجابة ه??و الس??ماع، بمع??نى أن لدعواتكم، خالف الظاهر ج??دا، ف??إن الس??ماع وإن ك??ان من??ه ال يق??ال في لغ??ة الع??رب: دعوت??ه ل??وازم اإلجاب??ة، إال أن

فاستجاب، بمعنى أنصت. محاولة تفسيرية جديدة آليات اإلجابة، خ??روج مث??ير عن

سياق التفسير السائد وQق��QالQ﴿هذا، وقد كان خطر في ذهني سابقا معنى آلية:

QبرونTكQت Tس��Qي Qإن الذين TكمQل TجبQت Tس��Qع��وني أTبكم اد Qر

Qاخ��رينQد Qنم Qه Qج QخلونTدQي Qتي سQادQعب TنQ(.60﴾ )غ??افر: ع أQلQكQ عب��Qادي عQني ف��Qإني ق��Qريب أجيب﴿وآلية: Qا سQإذ Qو

T بي من��وا TيؤTل Qلي و T تQجيبوا TسQيTل Qان فQعQا دQالداع إذ QةQوTعQد Qشدون TرQي TلهمQعQ(.186﴾ )البقرة: ل

وهو أن يكون مع??نى ال??دعاء هن??ا ه??و طلب الل??ه، بمع??نى دعوة الله ألن يكون مع اإلنسان، ف??إن الل??ه إذا وجهن??ا إلي??ه??ا ويعيش في قلوبن??ا فإن??ه دعوة لكي يأتي إلين??ا ويق??ترب من يلبي الدعوة فورا، والمشكلة هي في العب??اد ال??ذين دع??اهم

Qيه��Qا﴿الله إليه لكنهم ال يستجيبون لدعوته، قال تعالى: ي��Qا أسول إذQا دQعQاكم لم��Qا T لله وQللر تQجيبوا Tاس T نوا Qآم Qالذين لTب��ه QقQء و Tر��QمTال QنTيQح��ول بQي Qن الل��هQأ T ييكمT وQاعTلQموا Tيح

Qرون Qش��Tه تح��TيQ Qنه إل أ Q(، وق??ال س??بحانه:24﴾ )األنف??ال: و د ل��Qه﴿ Qر��Qم ال مTوQي QتيTأQن يQل أTب Qبكم من ق Qجيبوا لرQت Tاس

ا لQكم من نك��ير QمQئذ و QمTوQأ ي QجTل ا لQكم من م Qالله م Qمن﴾ (.47)الشورى:

ومعه فال يك??ون لل??دعاء في ه??اتين اآلي??تين عالق??ة بطلب شيء وحاجة من الله لكي يلبيه??ا لإلنس??ان كم??ا اش??تهر بين المسلمين، بل هي من الدعوة لكي يقترب الله من العب??د، وبهذا ال يكون هناك وع??د ق??رآني أساس??ا باس??تجابة ال??دعاء وإنما بتلبية الدعوة، ويكون المعنى مساوقا لقولنا: إن الل??ه??ه س??اعد على االق??تراب من??ه. ولع??ل م??ا إذا أراد العب??د قرب??ه عقب في اآلي??ة بطلب أن يس??تجيب العب??د يشهد له هو أن لله، فكما أن الله لو أردناه أن يكون قريبا منا ودعوناه إلى??وا دع??وة الل??ه حياتن??ا فه??و ي??أتي، ك??ذلك على العب??اد أن يلب الموجه??ة إليهم أن ي??أتوا إلي??ه ويتقرب??وا ل??ه س??بحانه، وبه??ذا يتحق??ق الرب??ط بين ط??رفي اآلي??ة األولى أيض??ا، وال يك??ون??ه وص??فه في اآلي??ة ك??ذلك المراد منها أن الدعاء عبادة )وأن ليش??ير إلى عباديت??ه، م??ع أنهم يحكم??ون باس??تحباب ال??دعاء وعدم وجوبه رغم أن اآلية توعدت بالجحيم، ما لم نق??ل أن التوعد كان للتكبر على الدعاء ال لتركه فق??ط(، ب??ل الم??راد ادع??وني إليكم ألعيش معكم، ف??إنني أقب??ل ال??دعوة وآتيكم، ولست بحاجة إليكم، ومع عظم??تي فأن??ا أس??تجيب لل??دعوة، وفي المقابل عليكم أن تستجيبوا لدعوتي لكم بأن تعبدوني

50نسQ إال ليQعTب��دون﴿ TاإلQجن وTت ال TقQل Qا خ��QمQال??ذاريات:و( ﴾

??ر على56 (، ف??إن ع??دم اس??تجابتكم وأنتم فق??راء ه??و تكبعبادتي، مع أنني ال أتكبر في استجابة دعواتكم.

كما لعل ما يساعد على هذا المعنى ه??و وص??فه س??بحانه??ه ق??ريب، ف??إن ه??ذا الوص??ف متناس??ب ج??دا م??ع لنفس??ه بأن المجيء، فأنت تقول: أدعوك لإلتيان إلى منزلي، فتجيب??ني: إنني قريب من منزلك فآتي، فوص??ف الق??رب يتناس??ب م??ع المجيء جدا، بينما الذي يتناسب م?ع تحقي??ق المط?الب في األدعية هو وص??ف الق??درة، تق??ول: ل??و طلبت مني أن آتي??ك

بكذا وكذا أو أن أشفيك فأنا قادر.أQلQكQ عب��Qادي﴿كما لعل ما يفيد هنا هو أن آي??ة: Qا س��Qإذ Qو﴾

جاءت في داخل سياق آيات الصوم وشهر رمض??ان، فقبله??ايQام﴿قول??ه تع??الى: ن��واT كتبQ عQلQيTكم الص�� Qآم Qا الذين QيهQ أ

* Qتق���ونQت TلكمQعQل TلكمTب Qمن ق Qى الذينQلQع Qا كتب���QمQك ا أQوT عQلQى ريض�� مQن ك��QانQ منكم م Qات فQدود��Tع Qيام��ا م أQيام أخ��QرQ وQعQلQى الذينQ يطيقون��Qه ع��دة منT أ Qر ف Qف Qس�� ي��Tر له Qخ Qهو Qرا فTي Qخ QوعQطQن تQم Qكين ف Tام مسQعQة طQيTفد

* Qم��ونQلTعQت Tإن كنتم Tر لكم��Tي Qخ T وموا أQن تQص�� Qر و Tه Qش�� آن ه���دى للناس Tق���رTفي���ه ال Qأن���زل Qالذي Qان Qض���Qم Qر هدQ منكم Qن ش��Qم Qان ف��Qق TفرTال Qى وQه��دTال Qات من��QينQب Qو ر Qف Qى س��QلQع TوQا أ ريض�� Qم Qان��Qن كQمQه و Tم لTيQص�� Qف Qر Tه الش��رQ وQالQ يري��د Tيس�Tيري��د الل��ه بكم ال Qر Qيام أخQ عدة منT أ Qف T الل�هQ عQلQى م�Qا Qبروا لتك Qو Qع��دةTال T Tملوا لتك Qو Qر TعسTبكم ال

Qكرون Tش���Qت TلكمQعQل Qو TاكمQد���Q(،185 ? 183﴾ )البق????رة: ه ث﴿وبعدها قول??ه تع??الى: Qف يQام ال��ر أحل لQكمT لQيTل��QةQ الص��

QلمQاس لهن ع��Qلب TنتمQ أ Qو Tاس لكمQهن لب Tآئكم Qى نسQإل TكمTيQلQع Qاب��Qت Qف Tكم Qنفس��Qأ Qت��انون TخQت Tكنتم TنكمQ الل��ه أT م��Qا كQتQبQ الل��ه ابTتQغوا Qاشروهن وQب Qاآلن Qف TنكمQا ع QفQعQو يTط األQبTيQض QخTكم الQل QينQبQتQتى ي Qح Tبوا Qر TاشQو TكلواQو TكمQل يQامQ إلQى T الص وا Qتم ر ثم أ Tج QفTال Qد من Qو TسQط األTي QخTال Qمن اجد Qس��QمTفي ال QاكفونQع TنتمQ أ Qاشروهن وQتب QالQل وTاللي ا ك��QذQلكQ يبQين الل��ه آيQات��ه Qبوه Qر TقQت Qال Qحدود الله ف QكTتل

QتقونQي TلهمQعQمما يس??اعد على(.187﴾ )البقرة: للناس ل سياق االقتراب من الله في هذا الش??هر الفض??يل وأن الل??ه

يقترب من عبيده عندما يريدونه.

وبناء على هذا التفسير يرتفع أصل اإلشكال هن??ا، وينتفي وجود تعهد ق??رآني وإلهي باإلجاب??ة، فعلى اإلنس??ان ال??دعاء، والله ناظر في أم??ره. نعم إذا طلب اإلنس??ان الل??ه ليق??ترب

منه سيجد أن الله سيقترب ويوفر له سبل االقتراب منه. وإنني أطرح هذا التفسير للتأمل والتفك??ير، وال أج??زم ب??ه الساعة، وقد ال يكون هناك ما يوجب تعينه، ال سيما مع أخذ العدد الهائل من النصوص في ال??دعاء واإلجاب??ة واالس??تجابة

التي تدل على المعنى المشهور، والعلم عند الله. إن ما ذك??ره الش??يخ محم??د ج??وادالمالحظة التاسعة:

مغنية في مقاربة داللة اآليات على اشتراط ص??الح ال??داعي غير واضحة أبدا؛ ألن قوله تعالى عن الذين يس??تكبرون عن عبادت??ه ليس مرتبط??ا بح??ال ال??داعي وه??و داع، ب??ل مرتب??ط بأصل إقباله على الدعاء، فانه إن لم يدع واستكبر على أن??ه س?يكون في زم??رة يتوجه إلى الله ويطلب حاجته منه فإن المتعالين على الله، وليس في سياق اآلية أن الداعي يجب أن يكون عابدا تقيا حتى تصح دعوته وتس??تجاب، علم??ا ب??أن الذم جاء على االستكبار على العبادة، ال على ت??رك العب??ادة

والواجبات والفرائض. وأما اآلية األخرى فهي بعد وعدها باإلجابة تطالب الن??اس بأن يقابلوا الله تعالى بالحسنى، فالله ال??ذي إذا طلبتم من??ه??وه، شيئا يلبيه ها هو يطلب منكم ما يح??ييكم فعليكم أن تلب ومقتضى منطق األشياء أن تفعل??وا ذل?ك، ول??و ص??ح تفس?ير العالمة مغنية للزم أن تقول اآلي?ة: إن??ني اس?تجيب دع?اءكم

مستجيبين لي.ا﴿وأما اآلية الثالثة: QقيمQت Tاس�� Qفهي أبع??د في الدالل??ة؛﴾ف ،

فإنه??ا تجع??ل المطالب??ة باالس??تقامة متفرع??ة على إجاب??ة الدعوة، فهو يقول لهم: إن الله استجاب لكما، إذا فعليكم??ا باالس??تقامة وع??دم اتب??اع س??بيل الج??اهلين، فهي من حيث

منطق الترتيب تشبه اآلية الثانية تماما. وعليه، فأدلة الدعاء إنما تثبت اس��تحباب ال��دعاء ال��ذي يتق��دم االس��تخارة أو يقارنه��ا، أم��ا نفس حرك��ات االس��تخارة، كفتح المص��حف أو تحري��ك حبات السبحة أو ترتيب األثر أو عملية الرب��ط بين

52 االستخارة ورشد الفعل أو المستقبل والع��واقب، فكلها أمور ال ربط لعمومات الدعاء بها، فال يص��ح االس��تدالل بعموم��ات ال��دعاء إلثب��ات االس��تخارة

المصطلحية االستشارية المتعارفة. نعم، االس���تخارة الدعائي���ة يل���تزم باس���تحبابها بعمومات ال��دعاء، كم��ا أن بعض أن��واع االس��تخارة االستشارية ال بأس به، مثل أن ي��دعو الل��ه تع��الى ثم يستشير أهل العقل فما ش��ار علي��ه أغلبهم أو بعضهم مما رأى صالحه أخ��ذ ب��ه، ف��إن ه��ذا يمكن إثبات���ه بض���م عموم���ات ال���دعاء إلى عموم���ات االستش��ارة، أو ض��م عموم��ات ال��دعاء إلى أدل��ة الحث على تدبير األمور وعقله��ا وم��ا ش��ابه ذل��ك، دون الرب��ط بين ال��دعاء واس��تجابته، ودون اعتب��ار

األمر تعبديا غير عقالني. وبهذا ينتهي الكالم عن الدليل الثاني )عمومات

الدعاء( لننتقل إلى الدليل الثالث.??ة قاع??دة القرع??ة، وتأص??يل ش??رعية2 ? 3 ??? مرجعي

االستخارة ال��دليل الث��الث ال��ذي ذك��ر هن��ا إلثب��ات ش��رعية االستخارة هو ما ذهب إليه غير واحد من الفقه��اء

وذلك أن القرعة مرج??عمن الرجوع إلى أدلة القرعة، ث?ابت في ك??ل أم?ر مجه??ول، وحيث إن ه??ذا األم??ر بالنس?بة للمس??تخير مجه??ول، فيمكن أن يك??ون م??وردا من م??وارد

القرعة.ونصوص القرعة على نحوين:

?دة بح?االت التن??ازعالنحو األول: نصوص عامة غير مقي أو وقوع التزاحم والتعارض بين الحق??وق، مث??ل خ?بر محم??د

، ف?إن ه?ذا الخ?بر(1)«كل مجه?ول ففي?ه القرعة»بن حكيم: العام )ك??ل مجه??ول( يص??لح للش??مول للمجه??ول الشخص??ي المتردد بين أمور مباحة في فعل شخص واحد، حيث تجهل

المصلحة والمفسدة في الفعل عند العبد المستخير. نصوص خاصة بحاالت التنازع، كخ??بر أبيالنحو الثاني:

.92: 3؛ وكتاب من ال يحضره الفقيه 240: 6)( تهذيب األحكام 1

.. فق??ال الن??بي‘:»بصير، عن اإلمام أبي جعفر× أن??ه ق??ال:

إنه ليس من قوم تنازعوا )تقارعوا( ثم فوض??وا أم??رهم إلى.(1)«الله عز وجل، إال خرج سهم المحق

وه??ذه النص??وص ذات النح??و الث??اني ق??د يتص??ور للوهل??ة???ه يمكن إلغ???اء األولى اختصاص???ها بب???اب التن???ازع، إال أن الخصوص??ية الم??ذكورة عرف??ا، بحيث يفهم أن تم??ام األم??ر يرجع إلى حق مجهول يراد التعرف عليه، وهو في المقام ? أي ب??اب االس??تخارة ??? المص??لحة أو المفس??دة في الفع??ل

.(2)المستخار عليه ومن هنا، يظهر أن االستخارة ن??وع من القرع??ة، والم??ائز بين القرع???ة المعروف???ة المتداول???ة وبين االس???تخارة، أن القرعة تكون في موارد ال يعلم حكمه??ا الش??رعي الج??زئي؛ الش??تباه الموض??وع، ويق??ع ذل??ك غالب??ا في مج??ال ت??زاحم الحق??وق، بينم??ا م??ورد االس??تخارة معل??وم الحكم الش??رعي الكلي والجزئي، كما يعلم موضوعها، وهي دائ??رة بين أم??ور مباحة، غاية األمر مع الشك في صالح هذه األم??ور للفاع??ل???ر وانس???داد أب???واب وفس???ادها ع???اجال أم آجال، فم???ع التحي

المعرفة تكون االستخارة ? القرعة هي المرجع. ومم��ا يع��زز ان��دراج االس��تخارة ض��من القرع��ة

بمعناها العام عدة أمور: إنه قد ورد التعب??ير عن االس??تخارة في بعض رواياته??ا�1

بالمساهمة، ومص??طلح المس??اهمة ه??و عين??ه القرع??ة، ومن جمل??ة ه??ذه الرواي??ات خ??بر عب??د ال??رحمن بن س??يابة ق??ال: خرجت إلى مكة ومعي متاع كثير، فكسد علينا، فقال بعض أصحابنا: ابعث به إلى اليمن، فذكرت ذلك ألبي عبدالل??ه×، فقال لي: »ساهم بين مص??ر واليمن، ثم ف??وض أم??رك إلى الل??ه، ف??أي البل??دين خ??رج اس??مه في الس??هم، ف??ابعث إلي??ه

. ثم يشرح له كيفية فعل الرقاع.(3)متاعك..« اتح??اد كيفي??ة العم??ل وال??دعاء فيهم??ا )االس??تخارة���2

والقرع??ة( حس??بما يالح??ظ بمراجع??ة رواي??ات ب??اب القرع??ة ؛95:??? 3؛ وكت???اب من ال يحض???ره الفقي???ه 491:??? 5)( الك???افي 1

.369: 3واالستبصار ??ة 2 ?31:?? 2)( انظر: اإليرواني، دروس تمهيدية في القواع??د الفقهي

32..267)( ابن طاووس، فتح األبواب: 3

54.(1)واالستخارة

وبه??ذا كل??ه نثبت مش??روعية االس??تخارة، ب??ل اس??تحبابهابمقتضى بعض النصوص الحاثة على القرعة والمساهمة.

نعم الف???رق الج???وهري بين ال???دليل الث???اني )عموم???ات ال??دعاء( والث??الث )القرع??ة( ه??و أن عموم??ات ال??دعاء ال اختص??اص له??ا بح??ال الح??يرة والجه??ل، فيم??ا المالح??ظ من نصوص القرعة ??? بع??د ض??م بعض??ها إلى بعض ??? اختصاص??ها بحال الحيرة والجه??ل وانغالق األم??ور، وه??ذا يص??لح ردا، ل??و كان مرجع شرعية االستخارة خصوص دلي??ل القرع??ة، على

إشكالية تعطيل العقل التي طرحها الشيخ شلتوت.????ة قاع????دة القرع????ة في ????ة في مرجعي ت????أمالت نقدي

االستخارات إال أن االستناد إلى دليل القرعة إلثبات ش��موله

لما نحن فيه، يواجه بعض المشاكل، وأهمها: إنه من الصعب جدا ? ال أقل في المجموعة الثاني??ةأوال:

من أحاديث القرع??ة ??? االطمئن??ان بص??حة س??لب خصوص??ية التنازع وضياع حق واقعي ال يجوز ضياعه، فك??ل من يط??الع رواي??ات القرع??ة ال يش??ك في أنه??ا وردت في س??ياق حال??ة التنازع وإثبات الحقوق وعدم وجود أي طريق للوصول إلى الواقع بما في ذلك طريق االحتياط، فزيد من الناس يق??ول بأن هذا العقار لي، فيما عمرو يقول بأنه له، وت??وقفت ك??ل األدلة والبينات وأنواع المصالحات عن حل المش??كلة، فهن??ا نلج??أ إلى القرع??ة، وإخ??راج ك??ل ه??ذه الرواي??ات عن ه??ذا السياق ? من خالل إلغ??اء الخصوص??ية عرف?ا ??? ص??عب؛ ألنن??ا نحتم??ل أن الش??ارع اض??طر له??ذا الطري??ق لحف??ظ الحق??وق وفض المنازعات، كيال يفشل القضاء في الوصول إلى ح??ل في قضايا المخاص??مات بين الن??اس مم??ا يل??زم رفع??ه، وأين??ه يمكن هذا من باب االستخارة حتى مع الحيرة التام??ة، فإن استخدام االحتياط أحيان??ا، وال يل??زم ف??وات الحق??وق وعج??ز

القضاء بالضرورة لو لم تستخدم القرعة. ولعل???ه له???ذا كل???ه، فهم الفقه???اء من نص???وص القرع???ة االنصراف إلى م??وارد المش??تبه الج??زئي الموض??وعي لحكم

.378 ? 377، 375: 1)( ناصر مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية 1

??ا في ب??اب القض??اء، وه??ذه ش??رعي كلي، ورأوا ذل??ك جلي رواي??ات القرع??ة تزي??د عن عش??رين ح??ديثا أورده??ا الح??ر

، كت??اب القض??اء،27العاملي في تفصيل وسائل الش??يعة )ج ( وهي ش??اهدة على قض??ايا13أب??واب كيفي??ة الحكم، ب??اب

الحقوق أو المنازعات. ولعله لما ذكرناه، يرجع كالم العالمة السيد محمد حسين فضل الله من أن القرعة حاجة ض??رورية للن??اس والطري??ق

.(1)منحصر بها، بخالف االستخارة حيث ليست كذلك إن الحديث الوحي?د ال?ذي يمكن اعتب?اره عام??ا ه?وثانيا:

خبر محمد بن حكيم المتقدم، وهو لو قبلنا بعمومه وبترن??اه عن سياق النصوص األخرى، وأنه يتح?دث عن تل?ك القرع?ة المرك???وز في األذه???ان جريانه???ا في مج???ال الحق???وق أو المنازعات، يص??عب االعتم??اد علي??ه؛ وذل?ك أن الطري?ق إلى محمد بن حكيم وإن كان صحيحا بسند الص??دوق، م??ع ع??دم صحته بسند الش??يخ الطوس??ي، إال أن المش??كلة في محم??د بن حكيم نفسه، فإن متقدمي علم??اء الرج??ال وإن ذك??روه، إال أنه لم يجرح فيه أحد كما لو يوثقه أحد منهم، وقد اعتمد الموثقون هنا على ثالث روايات أوردها الكشي في مدح??ه، األولى والثالث??ة منه??ا رواه??ا ه??و بنفس??ه لن??ا فال قيم??ة له??ا لوحدها، إال أن العم??دة هي الرواي??ة الثاني??ة وهي عن حم??اد قال: كان أب??و الحس??ن× ي??أمر محم?د بن حكيم أن يج??الس أه???ل المدين???ة في مس???جد رس???ول الل???ه| وأن يكلمهم ويخاص???مهم ح???تى كلمهم في ص???احب الق???بر، فك???ان إذا انصرف إليه، قال له: قلت لهم وما قالوا لك؟ ويرض بذلك

.(2)منه وقد فهم السيد الخ??وئي من ه??ذا الح??ديث أن محم??د بن

، فيما قال آخرون بأنه من غير المناسب أن(3)حكيم ممدوح يأمر اإلمام شخصا بتمثيل المذهب الجعفري والتح??دث عن

.(4)لسانه إال إذا كان له وثوق كامل به إال أن الصحيح عدم إمكان االعتماد على الرواية الواردة في م��دح محم��د بن حكيم إلف��ادة توثيق��ه

.134 ? 133)( فضل الله، القرعة واالستخارة: 1.746 ? 745: 2)( رجال الكشي 2.38: 17)( انظر: معجم رجال الحديث 3.17: 2)( راجع: اإليرواني، دروس تمهيدية في القواعد الفقهية 4

56وذلك لوجهين:

إن الرواي??ة ورد في س??ندها محم??د بن عيس??ى عن � 1 يونس بن عبد الرحمن، وق??د حققن??ا في علم الرج??ال وثبت لدينا وثاقة هذين الرجلين، لكننا قلنا بأنه لو روى محم??د بن عيسى بن عبيد عن يونس، فالخبر ال يحرز اتصاله، بع??د أن اخرج هذا السند من ن??وادر الحكم??ة، وعلي??ه فه??ذه الرواي??ة ض??عيفة خالف??ا للمع??روف من ص??حتها؛ لوج??ود انقط??اع في

السند أو عدم إحراز االتصال. ل??و س??لمنا ص??حة الس??ند، إال أن غاي??ة م??ا تفي??د ه??و � 2

??ة؛ ألن ??ة، كم??ا ق??ال الس??يد الخ??وئي، ال الموثوقي الممدوحي??ة لم تكن في ذل??ك العص??ر تح??ديثا؛ ب??ل المحاججات الكالمي كانت جدال ونقاشا وإلزاما للخصم، وكل ما نعرفه أن اإلمام كان يأمره بالمحاججة والمخاصمة، ثم يستمع إليه ويرض??ى ذلك منه، وال نحرز أن الجدل كان يح?وي تح?ديثا، فغاي?ة م??ا يثبت ه???ذا الح???ديث أن الرج???ل ك???ان ض???ليعا في الكالم وممدوحا فيه، فتكون الرواية دلي??ل م??دح ال توثي??ق. والكالم عن تمثي??ل الم??ذهب الجعف??ري في??ه ض??رب من تض??خيم المس???ألة، فال يع???رف محم???د بن حكيم في ع???الم الكالم كمعروفية هشام بن الحكم أو هش??ام الج??واليقي أو م??ؤمن الطاق، فلعله كان له نشاط مح??دود في مس??جد الن??بي بين مجموعة من أنصار المذاهب األخرى، وأين ه??ذا من تمثي??ل الم??ذهب؟! كم??ا أن تص??ديق اإلم??ام ل??ه فيم??ا يخ??بره عن المناظرات التي جرت ليس دلي?ل وثاقت??ه ب?المطلق، إذ ق?د يحرز اإلمام عدم كذب ابن حكيم عليه، دون أن نحرز ع??دم

كذبه في غياب اإلمام. وعليه، فإذا كانت هذه الرواية دليل مدح، فس??وف ي??درج السيد الخ??وئي أخب??ار محم??د بن حكيم في الخ??بر الحس??ن، وفق??ا لنظريات??ه، إال أنن??ا ناقش??نا في محل??ه من علم أص??ول الفقه في حجية الحديث الحسن )باالصطالح اإلمامي(، من حيث إن الم?دح إذا رج?ع إلى التوثي?ق ص?ار الخ?بر معتم?دا، أسمي حسنا أم صحيحا أم غيرهما، وأما إذا لم يتعلق بجهة التوثي?ق في ال?راوي فال قيم?ة ل?ه. وادع?اء جري??ان الس?يرة العقالئي??ة على العم??ل ب??الخبر الحس??ن ال دلي??ل علي??ه، ب??ل??ه ل??و أري??د تعري??ف الخ??بر الدليل على عكسه، ولهذا قلنا بأن الحسن مع القول بحجيته لزم القول بأنه ما رواه الثقة عن مثله في جميع الطبقات، مقابل الص??حيح ال??ذي ينبغي أخ??ذ

العدال??ة في??ه جري??ا على ط??ريقتهم في التعب??ير. وعلي??ه فلم يثبت اعتبار أخبار محمد بن حكيم، فال تكون روايته هن??ا في

باب القرعة معتبرة.??ة الخ??بر غ??ير المطم??أن ه??ذا كل??ه، فض??ال عن ع??دم حجي بصدوره، وخبر محمد بن حكيم انفرد فيه ه??ذا ال??راوي ولم يرو أحد مثله ولم نجد متابعا له أو ش??اهدا، وخ??بر كه??ذا من

حيث السند يصعب تحصيل علم بصدوره ولو عادة. لو ص??ححنا س??ند خ??بر محم??د بن حكيم، أو أحرزن??اثالثا:

العلم بصدوره، مع ذلك ال يحرز العموم المدعى فيه، وذلك أن مطلع الحديث جاء فيه: س??ألت أب??ا الحس??ن موس??ى بن جعف???ر’ عن ش???يء، فق???ال لي: »ك???ل مجه???ول ففي???ه

، وهذا النص اليدلنا على طبيع??ة الش??يء ال??ذي(1)القرعة..« سأل محمد بن حكيم اإلمام عن??ه، ح??تى أجاب??ه اإلم??ام به??ذا الجواب، فلعله سأله عن منازعة، ف??أعطى اإلم??ام القاع??دة في المنازعات، فيكون المراد من »ك?ل مجه?ول« م?ا ك?ان في باب المنازعات أو الحقوق، ويتعزز ذلك بس??ائر رواي??ات القرعة التي تمح??ورت ح??ول المنازع??ات وقض??ايا الحق??وق، وفي هذه الحال يصعب تحص??يل االطمئن??ان ب??إرادة التعميم

إلى ما هو خارج هذا السياق كله. بل يتعزز ذلك بأن القرعة مرتكز عقالئي ? كما أقر ب??ذلك غير واحد من الفقهاء ? فتكون الروايات في العادة مش??يرة إلى المرتكز العقالئي ال مؤسسة لحكم جديد، ومن الواضح أن العقالء يعملون بالقرعة في مجال الحقوق والمنازع??ات

خاصة. لو غضضنا الطرف عن كل م??ا تق??دم، فه??ل يثبترابعا:

ذل???ك اس???تحباب االس???تخارة أم يثبت طريقيته???ا للواق???عوكاشفيتها عنه؟

??ه ي??راد ح??ل مش??كلة إن الظ??اهر من نص??وص القرع??ة أن قائمة، وأنه عن??دما يل??زم حله??ا وال نج??د طريق??ا للح??ل ف??إن الشريعة وض??عت طريق??ا في ه??ذا الص??دد أو أق??رت طريق??ا??ا، وه??ذا غ??ير ثب??وت حكم تكليفي بالقرع??ة في ح??د عقالئي نفسها، ففض المنازعات بين الن??اس وتع??يين الحق??وق أم??ر الزم على الح???اكم والجه???از القض???ائي في األم???ة ب???دليل

.240: 6؛ وتهذيب األحكام 92: 3)( كتاب من ال يحضره الفقيه 1

58 مس??تقل، وهن??ا اس?تخدم القض??اء الط??رق كله??ا ووص??ل إلى طري??ق مس??دود؛ له??ذا وض??عت الش??ريعة ل??ه طريق??ا لفض التنازع يلزم ط??رفي ال?نزاع باالحتك??ام إلي??ه لفض االش??تباك الحق??وقي وال??دعوي بينهم??ا، وه??و القرع??ة، وه??ذا ال يع??ني وجوب القرعة أو استحبابها في ذاتها، بقدر ما يع??ني مج??رد طريقيته??ا لفض المش??كلة بحس??ب م??ا يفهم من مجم??وع نصوص??ها، ف??اإللزام بالقرع??ة ليس إال من ب??اب طريقيته??ا

لترتيب اآلثار التي يلزم حلها. مثال ل??و زنى ع??دة اش??خاص ب??امرأة في ي??وم واح??د، ثم

بالقرع??ة،(1)حملت ولم يعلم الولد، فق??د حكم خ??بر الحل??بي وكان الول??د لمن خ??رجت القرع??ة باس??مه، فهن??ا إنم??ا أل??زم بالقرعة ألجل وجود آثار ش??رعية إلزامي??ة لتع??يين الول??د من حيث المحرمية والنفقة واالنتساب واإللحاق وغير ذلك، ولو لم يكن هناك مثل ه??ذا لم تكن القرع??ة واجب??ة أو مس??تحبة في حد نفسها. وهكذا لو أراد الطرف??ان المتنازع??ان التخلي

عن نزاعهما فال موجب للرجوع إلى القرعة حينئذ. وعليه، فإذا أريد االستدالل بأدلة القرعة على مش??روعية االستخارة بوصفها فعال أو بما فيها من ترتيب أثر فال ب??أس، أما إذا أري??د بالقرع??ة إثب??ات اس??تحباب االس??تخارة بم??ا هي فعل أو إثبات استحباب العمل وفقها فهذا صعب؛ ألن أدل??ة القرع??ة ال تثبت حكمه??ا التكليفي اإلل??زامي أو االس??تحبابي بقدر ما تثبت طريقيته??ا لتع??يين واق??ع م??ا ق??د يك??ون تعيين??ه

إلزاميا أو استحبابيا بدليل آخر، وفرق بين األمرين.??ة أدل??ة القرع??ة لخ??ارجخامسا: نحن نشكك في عمومي

دائرة الحقوق والمنازعات الذي ه??و م??ورد النص??وص وبن??اء العقالء؛ وذلك أنه لو سمحنا بخ??روج أدل??ة القرع??ة عن ه??ذا المورد إلى عالم تشخيص الواقع الخ??ارجي بص??رف النظ??ر??ة عن الش??بهات الحكمي??ة والش??بهات الموض??وعية الجزئي بالمعنى المعروف، فال موجب لتخصيص أدلة القرعة حينئ??ذ بخصوص تشخيص المصلحة والمفسدة في الفعل الف??ردي للمكلف، بل ستش??مل ك??ل أم??ر انس??دت أب??واب اكتش??افه،

، كت??اب القض??اء، أب??واب257:?? 27)( انظر: تفص??يل وس??ائل الش??يعة 1.1، ح13كيفية الحكم، باب

??ة ??? غ??ير الديني??ة ??? العويص??ة ال??تي أغلقت كالمسائل العلمي أبوابها أمام العلماء والباحثين؛ ألن مجرد الخروج عن دائرة القرعة التي ندعيها ? وهي دائرة المنازع??ات والحق??وق ??? ال يفرق فيه بين مورد وآخر يراد اكتش??افه على م??ا ه??و علي??ه في الواق??ع، ومن الواض??ح أن الجمي??ع ال يقب??ل بمث??ل ه??ذه التعميمات، ومعه فترجيح تس??رية على أخ??رى يص??بح ض??ربا من التحكم، مما يشكل بمجموعة منبها وج??دانيا على ع??دم

كون أدلة القرعة بصدد أمور من هذا النوع. ومن هذا كله، يظهر عدم صحة االستدالل بأدل��ة القرعة لصالح مشروعية االستخارة أو استحبابها، ب�ل ح�تى لكاش�فيتها، ب�ل هي منص�رفة عن ذل�ك

تماما. ? االستناد للسيرة المتشرعية لشرعنة االستخارة2 ? 4

رابع األدلة هنا هو م��ا ذك��ره بعض الفقه��اء، من منذ عصوراالستناد إلى السيرة المتشرعية الجارية

سالفة وإلى يومنا هذا، على استعمال االستخارة في مه??اماألمور، والسيرة حجة كاشفة عن الموقف الشرعي.

وقد تنبه صاحب هذا االستدالل إلى مشكلة إحراز اتصال السيرة بعصر المعصوم، وأجاب بأنها كانت موجودة قطع??ا،

وذلك ألمرين: وجود النصوص المتواترة الحاثة على االس??تخارة من??ذأ �

العصر النبوي، وهي تكشف بدورها عن وجود هذه السيرة. إمك??ان إج??راء استص??حاب وجوده??ا بع??د أن ثبتب ���

وجودها اآلن، فيكون ه??ذا االستص??حاب مق??دما على أص??الة??ه يري??د ب??ذلك إج??راء االستص??حاب(1)الع??دم . والظ??اهر أن

القهقرائي.مناقشات في دليل السيرة المتشرعية

ويمكن التوق��ف عن��د ه��ذا ال��دليل، وإب��داء بعضالمناقشات، وأهمها:

إذا ك???انت نص???وص االس???تخارةالمناقش���ة األولى: مت??واترة وك??انت هي الس??بيل إلثب??ات الس??يرة، فال حاج??ة

.206: 1، ق3)( محمد الصدر، ما وراء الفقه ج1

60 للسيرة بعد وجود الدليل المتواتر، فإنن??ا إنم?ا نري?د الس?يرة لكشف موقف المعصوم، فإذا كان سبيل ه??ذا الكش??ف ه??و الت??واتر الح??اكي مباش??رة عن موق??ف المعص??وم فال مع??نى

لتطويل المسافة حينئذ. إن أدل??ة االس??تخارة المت??واترة إنالمناقشة الثاني��ة:

??ة أو األعم غ??ير المتعين??ة في قص??د به??ا االس??تخارة الدعائي الدعائية وغيرها، فهذا ال يثبت االستخارة االستش??ارية ال??تي هي موض???ع بحثن???ا، إذ االس???تخارة الدعائي???ة تكفي فيه???ا عمومات الدعاء الثابتة في الكتاب والسنة، وإن أريد ادع??اء الت??واتر على االس??تخارة االستش??ارية فه??ذا غ??ير واض??ح، وسوف يأتي إن شاء الله بيان حال روايات هذه االستخارة،

وأنها ال ترقى إلى هذا المستوى إطالقا. يلزم على طريقة المستدل هن??ا أنالمناقشة الثالثة:

نثبت ك???ل الس???ير المتش???رعية المت???أخرة باالستص???حاب القهقرائي، عندما ال يقوم دليل على نفي وجودها في عصر??ه إن أري??د االس??تناد إلى البن??اء النص، وه??ذا غ??ريب؛ فإن العقالئي، فمن الواضح أنه ال يوج??د مث??ل ه??ذا االستص??حاب في حياة العقالء، بل قد ناقش?نا في محل?ه في جري?ان ه?ذا االستص??حاب ح??تى في اللغ??ة والش??ك في تحق??ق النق??ل

. وإن أريد االستناد إلى نصوص االستصحاب، فمن(1)اللغوي الواضح أنها ظاهرة في اليقين أو المتيقن الس??ابق والش??ك أو المش???كوك الالح???ق، فلم يظه???ر وج???ه لتق???ديم ه???ذا

االستصحاب في المقام. لو سلمنا مبدأ جريان االستص??حابالمناقشة الرابعة:

القهق???رائي، لك???ان معارض???ا بأص???الة الع???دم ال???تي هي استصحاب عكسي هنا، فنحن نح??رز أن االس??تخارة لم تكن س??يرة متش??رعية في العص??ور الس??ابقة على اإلس??الم ولم يسمع بها أحد في األزمنة الغابرة وسط المتشرعة أو حتى قبل خلق اإلنسان، ونشك في ظهورها، فنستصحب الع??دم، وهذا معناه تعارض االستصحابين، األمر الذي يفرض ? على األقل ? سقوط مجال االستدالل باالستص??حاب مطلق??ا هن??ا، ونتيجت??ه ع??دم إمك??ان إثب??ات انعق??اد الس??يرة في عص??ر

.175 ? 172)( حيدر حب الله، حجية السنة في الفكر اإلسالمي: 1

المعصوم وال نفيها، وبهذا يبطل دليل االعتماد على السيرة. والنتيج���ة ع���دم ص���حة االس���تدالل بالس���يرة المتشرعية على شرعية االستخارة أو اس��تحبابها، لعدم وجود أي معطى تاريخي يؤك�د ه�ذه الس�يرة في العص��ور الس��ابقة، ب��ل س��يظهر من البح��وث القادم���ة م���ا يؤك���د أن بعض أن���واع االس���تخارة االستش��ارية ق��د ص��رحوا هم بأنفس��هم بأن��ه لميكون له وجود في العصر القريب من زمن النص.

? المرجعية التجربية في تأسيس بناء االستخارة2 ? 5 (1)الدليل الخامس هنا هو ما ذكره بعض المعاصرين أيضا

? وهو من المستندات المتداولة من قب??ل بعض الخطب??اء أو األخالقيين، وبين عام??ة المت??دينين أيض??ا ?? من االس?تناد إلى التج??ارب الشخص??ية وتج??ارب اآلخ??رين أيض??ا، حيث أثبتت س??المة االس??تخارة وأص??ابتها الواق??ع وكش??فها ال??دقيق عن حسن الفعل والخير فيه أو قبحه والشر فيه، ب??ل ظه??ر في?ه قي??ل موارد عديدة تدخل الغيب في هذا المج?ال، ح?تى أن بأن أحدهم ألف كتاب??ا ليثبت في??ه وج??ود الل??ه س??بحانه ع??بر االستخارة، ذاكرا عددا كبيرا من الوق??ائع ال??تي ح??دثت فيه??ا االستخارة، وكانت محل تعجب وإعج??اب. كم??ا ذك??ر الس??يد البجنوردي ناقال عمن نقل عن بعض األعاظم أن االستخارة من أقوى األدلة على وجود الصانع؛ الرتفاع احتمال الصدفة??ات الس??بحة مثال وبين الواق??ع الخ??ارجي في الرب??ط بين حب

.(2)الذي تصيبه وأم??ا م??ا قي??ل عن تخل??ف االس??تخارة فق??د تق??دم جواب??ه سابقا، وأن ما يلوح من تخلفه?ا راج?ع إم??ا إلى ع?دم ص?دق??ة وغ??ير الدعاء حقيقة أو تع??ارض األدعي??ة والمص??الح العبادي

ذلك. وبعض الفقه???اء رغم إق???راره بع???دم ثب???وت اس???تحباب

؛ ومحم??د علي207:?? 1، ق 3)( محم??د الص??در، م??ا وراء الفق??ه ج1گرامي، الموقع الشخصي لسماحته، مصدر سابق.

.69: 1)( راجع: البجنوردي، القواعد الفقهية 2

62 ،(1)االس??تخارة بالمص??حف مثال، ي??ذكر أن به??ا رواي??ة مجربة

وكأنه يريد ترجيح الرواية بالتجربة.??ة في س??المة المنهج التجري??بي لتأص??يل مطالع??ة نقدي

االستخارة ويمكن هنا الجواب عن هذا ال��دليل ال��ذي يرج��ع إلى كم كب��ير ��� من وجه��ة نظ��ر أص��حابه ��� من

القصص والحكايا والوقائع الميدانية، وذلك: إن ظاهرة االستخارة وصدقها وذكر قصص مذهل??ةأوال:

فيه?ا ال م??انع من تحقق??ه في بعض الم?وارد ال?تي يس?تجيب الله تعالى فيها للعبد فيرش??ده، فنحن ??? ب??ل ال أظن أح??دا ? يملك دليال على نفي استجابة الله تعالى لك??ل االس??تخارات التي تق??ع، بحيث ال يوض??ح لإلنس??ان الس??بيل، فالص??دق في??ة االس??تخارة وكاش??فيتها بعض الموارد شيء وثبوت طريقي النوعية، وكذلك ثبوت استحبابها الخاص ش??يء آخ??ر، فخ??بر الكاذب أو الخ??بر المرس??ل ق??د يص??دق، لكن ه??ذا ال يص??يره

حجة وطريقا دائما معتبرا. بل حتى لو كان غالب??ا يكش??ف عن الواق??ع، لم ي??دل ذل??ك على االستحباب، فطرق تعرف الغيب ل??و ثبتت ال يع??ني أن استخدامها مستحب بالمعنى الفقهي، كم??ا ه??و واض??ح، نعم??د يمكن للطريق التجريبي أن يستخدم لتأييد الروايات بمؤي

خارجي. إن االس??تخارات الواقع??ة في الخ??ارج يمكن أنثاني��ا:

نطبق عليها نظرية التوزي??ع في األع??داد الكب??يرة ل??برنولي )??ة في حس??اب1705 م(، وهي إحدى القواعد البالغ??ة األهمي

، حيث يذهب ? ضمن براهين رياض??ية(2)االحتماالت الرياضي معقدة ? إلى أنه كلما زاد ع??دد التج?ارب كث??يرا اق??ترب ك??ل محتمل ?? من حيث ع?دده ال?ذي يتحق?ق في الخ?ارج ?? إلى معدل يساوي النسبة األولية في احتماله، فلو أخ??ذنا قطع??ة نقد معدنية، ثم رميناها، فإن احتم??ال خ??روج وج??ه الص??ورة

.553: 1)( انظر: التبريزي، صراط النجاة 1 )( يمكن مراجعة هذه النظرية وبرهانها عن??د: محم??د ب??اقر الص??در،2

.208 ? 190األسس المنطقية لالستقراء:

1هو 1 واحتمال خروج وجه الكتاب??ة ه??و 2

أيض??ا، ف??إذا كررن??ا2 الرمي عشرة آالف م?رة، فس?نجد أن المع??ادالت الرياض??ية

م??رة، ووج??ه4999س??تعطينا أن وج??ه الص??ورة س??يخرج مرة، أو العكس أو قريب من ذلك.5001الكتابة سيخرج

إن نظرية برنولي هذه يمكن تطبيقها بشكل ما في ب??اب??ه عن??دما يس??تخير اإلنس??ان الل??ه ع??بر االستخارات، وذلك أن??دة مثال، ??دة أو غ??ير جي الس??بحة مثال، ف??إن النتيج??ة إم??ا جي والواقع هو أن هذا الفعل إما حسن أو غير جيد، فقد تصيب االستخارة الواقع وقد ال تصيب، واحتمال إصابتها الواقع هو

11 واحتمال عدم إصابتها الواقع هو أيضا 2

??ه2 ، وه??ذا يع??ني أن كلم??ا زاد ع??دد االس??تخارات بين الن??اس، فمن الط??بيعي أن يرتفع حجم االستخارات التي تصيب الواقع حتى لتكاد تبل??غ النصف أيضا، فيمكننا اآلن أن نخمن بأن م??ا ه??و ق??ريب من نصف االستخارات الواقعة مصيب للواق?ع بال حاج?ة لف?رض تدخل إلهي خاص أو خصوصية خاصة في االستخارات، فم??ا نس??ميه تجرب??ة شخص??ية أو تج??ارب، يرج??ع إم??ا إلى ح??االت خاصة استثنائية تحصل فيها إجاب??ة لل??دعاء ونح??رز ذل?ك من خالل مالبسات الموضوع وبعد احتمال الصدفة في??ه، أو إلى

منطق األشياء الطبيعي وفقا لنظرية برنولي. وهنا نضيف نقطة بالغة األهمي??ة له??ا تأثيره??ا الكب??ير على طبيع??ة تلقي األج??واء الديني??ة لظ??اهرة االس??تخارة، وهي دواعي النقل، فإن الجو الديني العام لديه توافر في دواعي نقل االستخارة الناجحة، فيما ال تتوفر ه??ذه ال??دواعي لنق??ل االس???تخارات غ???ير الناجح???ة، وله???ذا ف???المنقول في ب???اب االستخارات من القصص والتجارب من الط??بيعي أن يطغى عليه طابع االستخارة الناجح??ة، الس??يما وأن من يري??د نق??ل االستخارات غير الناجحة سوف يواجه بالكثير من النقد، وال أقل من أنه سيقال ل??ه: من ق??ال ل??ك ب??أن النتيج??ة لم تكن صحيحة، فلعل خسارتك في تجارتك فيها الخير لك بحس??ب

المآالت. % من االس??تخارات99وعليه، فالنقل ي??وحي ب??أن نس??بة

موفق، فيما مجموع المنقول ? قياسا بمجموع االس??تخارات1الواقع??ة في الخ??ارج ??? ال يزي??د عن نس??بة %، وكون??ه نقال

64 لالستخارات الناجحة سببه ت??وفر ال??دواعي للنق??ل، فال أج??د معنى لالستدالل ? علميا ? بالتجارب الشخص??ية أو القص??ص

المنقولة. نعم، ال مانع من حصول ذلك في عدد مح??دود واس??تثنائي

من االستخارات، وهذا غير إثبات الطريقية أو االستحباب. أضف إلى ذلك أن بعض االستخارات التي تق?دم بوص??فها?ه ل?و فع??ل ?د نجاحه?ا، إذ من ق?ال بأن ناجحة ال يوجد م?ا يؤك اإلنسان الخي??ار اآلخ??ر ال??ذي تخ??رج ب??ه االس??تخارة م??ا ك??ان سيأتيه خير أعظم؟! فكيف نجزم بمثل هذه األمور دون أن

نتورط برجم الغيب؟! وبهذا يظهر أن هذه األدلة كله��ا ال��تي س��اقوها إلثب��ات ش��رعية االس��تخارة واس��تحبابها ال تثبت

سوى أمرين: األول: ش���رعية االس���تخارة في ذاته���ا ب���دليل

بعد عدم ثبوت دلي??ل الحرم??ة، ش??رط ع??دم نس??بةالبراءة مؤداه??ا إلى الل??ه تع??الى بال دلي??ل، فإن??ه تق??ول علي??ه، وه??و

حرام. الثاني: استحباب االستخارة الدعائي��ة بعموم��ات األدعية، وكذلك الدعاء في االستخارة االستشارية

أم??ا غ??ير ذل??ك فه??ذه األدل??ة المتقدم??ة البالدليل نفسه،تثبته.

ومن هن??ا يت??بين أن العم??دة في بحث االس??تخارات ه??والنصوص الخاصة الواردة فيها، والتي يجب معالجتها بهدوء.

? مستند النصوص الخاصة في باب االس??تخارات،2 ? 6الدليل العمدة

الدليل السادس هنا � وهو األهم � هو النص��وصة ال��واردة في االس��تخارة بعنوانه��ا، وه??ذهالخاص��

النصوص عدي?دة، ويمكن جعله??ا على طوائ?ف ومجموع?اتلدراستها بشكل صحيح على الشكل التالي:

? النصوص العامة في باب االستخارات خاصة2 ? 6 ? 1 المجموع��ة األولى من النص��وص هي النص��وص العامة الحاثة أو المشرعنة لالستخارة، دون تحديد

ولهذا أمثلة كث?يرة ج?دا في الرواي?اتنوعها أو كيفيتها،

مثل: خبر عمرو بن حريث، قال: قال أبوعبد الله×: »ص??ل�1

ركعتين واستخر الله، فوالله ما استخار الله مس??لم إال خ??ار.(1)الله له«

خبر هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله× ق??ال: »من�2.(2)استخار الله راضيا بما صنع الله له خار الله له حتما«

خ??بر إدريس بن عبدالل??ه بن الحس??ن، عن جعف??ر بن�3??ا نتعلم االس??تخارة، كم??ا نتعلم محم??د، عن أبي??ه ق??ال: »كن

.(3)القرآن« وغيره??ا من الرواي??ات الكث??يرة الموج??ودة في مص??ادر المسلمين بمذاهبهم، مما يفوق االستفاض??ة حتم??ا، ب??ل ق??د ي???دعى علي???ه الت???واتر، فال حاج???ة إلى اإلطال???ة ب???ذكره

واستعراضه. وهذه المجموع??ة من الرواي??ات تنطب??ق بش?كل ت??ام على االستخارة الدعائية، وال موجب للتشكيك في صدقها عليه??ا، إال أن الكالم في دالل??ة ه??ذه المجموع??ة على االس??تخارة االستشارية، حيث يمكن االدعاء بأن المدلول اللغوي للكالم ال يفيد إال طلب الخير كما قلنا سابقا، وهو الدعاء، وأم??ا م??ا ه??و أزي??د من ذل??ك فمن الص??عب تحص??يله من خالل ألس??نة

هذه النصوص. نعم، توجد حال??ة واح??دة يمكن من خالله??ا إثب??ات ش??مول ه??ذه األح??اديث لالس??تخارة االستش??ارية، وهي دع??وى أن عن??وان )االس??تخارة( يطل??ق في الع??رف المتش??رعي عص??ر صدور النصوص المش??ار إليه??ا على االستش??ارية فض??ال عن الدعائية، أو ينصرف إلى االستش??ارية، كم??ا هي الح??ال في العص??ر الحاض??ر، حيث ب??ات إطالق ه??ذه الكلم??ة و بعض مش??تقاتها منص??رفا في معن??اه إلى االس??تخارة بالس??بحة أو الرقاع أو المصحف أو نحو ذلك، ويظهر من بعض الكلم??ات

.(4)ادعاء مثل هذا االنصراف وال يمكنن??ا اآلن البت في ه??ذا األم??ر قب??ل بحث رواي??ات

.179: 3؛ وتهذيب األحكام 470: 3)( الكافي 1.241: 8)( الكافي 2.160؛ وقريب منها غيرها، ص 159)( ابن طاووس، فتح األبواب: 3.210: 1، ق3)( راجع ? على سبيل المثال ?: ما وراء الفقه ج4

66 االستخارة االستشارية، فإنه إذا اثبتت تل??ك الرواي??ات بحيث كان ع??ددها أو نم??ط البي??ان ال??وارد فيه??ا ي??دل على وض??وح تحول هذا التعبير الى مدلول خاص جديد أو حقيقة ش??رعية أو متش??رعية فيمكن حينئ??ذ أن ي??دعى االنص??راف هن??ا أو الشمول على أقل تقدير لالس??تخارة االستش??ارية، وأم??ا إذا كانت روايات االستخارة االستشارية غير ثابتة وال يحرز أنها وقعت في عص??ر النص أو ك??ان ع??ددها قليال بحيث ال يح??رز مع??ه تبل??ور ع??رف داللي لكلم??ة )االس??تخارة( ومش??تقاتها، فالمفترض البقاء مع أص??الة ع??دم النق??ل اللغ??وي، والعم??ل على وف??ق الدالل??ة اللغوي??ة وع??رف أه??ل اللغ??ة ح??تى ي??أتي شاهد معاكس، ال سيما وأن بعض روايات ه??ذه المجموع??ة هن??ا وارد منس??وبا إلى رس??ول الل??ه‘ واإلم??ام علي× وبعض

الصحابة، وإثبات العرف الجديد معه ليس سهال.ة وس�وف ي�أتي بع�ون الل�ه أن النص�وص الخاص� اآلتية من الص��عب للغاي��ة أن ت��وفر لن��ا مث��ل ه��ذه األمور، من هنا فاالس��تدالل به��ذه المجموع��ة من

الروايات يفيد في االستخارة الدعائية فقط.

? النصوص الخاصة باالستخارة الدعائية2 ? 6 ? 2 المجموعة الثانية هنا هي النص��وص الدال��ة على

ة، بحيث يظه??ر منه??ا أنه??ا الاالستخارة الدعائي��ة خاص��تقصد إال الدعاء، وهي نصوص عديدة أيضا نذكر منها:

خبر معاوية بن ميسرة، عنه× أنه قال: »م??ا اس??تخار�1 الله عبد سبعين مرة بهذه االستخارة إال رماه الله عز وجل بالخيرة، يقول: يا أبصر الناظرين، ويا أسمع السامعين، وي??ا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، وي??ا أحكم الح??اكمين،

.(1)صل على محمد وأهل بيته وخر لي في كذا وكذا« خبر مرازم، عن أبي عبدالله× قال: »إذا أراد أح??دكم�2

شيئا فليصل ركعتين، ثم ليحمد الله عز وج??ل، وليثن علي??ه، وليصل على النبي‘ ويقول: اللهم إن ك??ان ه??ذا األم??ر خ??يرا لي في ديني ودنياي فيسره لي وق??دره لي، وإن ك??ان غ??ير

.(2)ذلك فاصرفه عني..« خ??بر ج??ابر، عن أبي جعف??ر× ق??ال: »ك??ان علي بن���3

.563: 1)( كتاب من ال يحضره الفقيه 1.562: 1)( المصدر نفسه 2

الحسين× إذا هم بأمر حج وعمرة أو بيع أو شراء أو عت??ق،

ركع??تي االس??تخارة، فق??رأ فيهم??ا بس??ورةتطه??ر، ثم ص??لى الحشر، وسورة الرحمن، ثم يقرأ المعوذتين وق??ل ه??و الل??ه أحد، إذا فرغ وهو جالس في دبر الركعتين، ثم يقول: اللهم إن كان كذا وكذا خيرا لي في ديني ودني??اي وعاج??ل أم??ريره لي على أحس??ن وآجل??ه، فص??ل على محم??د وآل??ه، ويس?? الوجوه وأجملها، اللهم وإن كان كذا وكذا شرا لي في ديني أو دنياي وآخرتي وعاجل أم??ري وآجل??ه، فص??ل على محم??د وآله واصرفه عني، رب ص??ل على محم??د وآل??ه واع??زم لي

.(1)على رشدي وإن كرهت ذلك أو أبته نفسي«وغير ذلك من الروايات واألحاديث العديدة.

وهذه المجموع??ة تثبت االس??تخارة الدعائي??ة بال ش??ك؛ وال تق??در على إثب??ات االس??تخارة االستش??ارية كم??ا ه??و واض??ح،??ة االس??تخارة ??? بم??ا ك??ان دع??اء الختصاصها ? عبر بي??ان كيفي محض??ا، لكنه??ا ??? كالمجموع??ة الس??ابقة ??? ال تنفي ش??رعية االستخارة االستشارية، وال تس??لب عنه??ا عن??وان االس??تخارة

أيضا. ولم نتعرض في هاتين المجموعتين لتحقيق حال الس??ند؛ ألن عدد رواياتهما كثير من جهة، وموافق لعمومات األدعية والمناج??اة م??ع الل??ه تع??الى من جه??ة ثاني??ة، فال تق??دم ه??ذه الروايات معطى إضافيا على ما في آيات ورواي??ات ال??دعاء ال??واردة في الق??رآن الك??ريم والس??نة الش??ريفة عن??د جمي??ع المسلمين. وقد ذكر بعضهم أن نصوص االستخارة الدعائية

.(2)تزيد على الثالثين من طرف الشيعة واالستخارة الدعائية لها أشكال وردت في النصوص، من حيث تكرار األدعية ثالث مرات أو سبع أو عش??ر أو س??بعين أو مائة، أو مائ??ة وواح??دة، وبعض األدعي??ة مختص??ر وبعض??ها طوي??ل، وبعض??ها مع??ه ص??الة وبعض??ها مع??ه ص??الة وص??وم، وبعض??ها مع??ه غس??ل وص??الة، وبعض??ها مع??ه غس??ل وص??دقة وصالة. كما أن فيها ما يفيد اختي??ار بعض األمكن??ة، كموض??ع رأس اإلم??ام الحس??ين، أو بعض األزمن??ة والمواق??ع، ك??آخر ركعة من صالة الليل، أو آخ??ر س??جدة من ص??الة الفج??ر، أو

.180: 3؛ وتهذيب األحكام 470: 3)( الكافي 1 )( سلمان الدهشوري، دراسة اس??تداللية ح??ول االس??تخارة، مص?در2

.58سابق:

68.(1)عقب الفريضة، أو غير ذلك

? النصوص الخاصة باالستخارة االستشارية2 ? 6 ? 3 المجموع���ة الثالث���ة هن���ا هي النص���وص ال���تي

وهي أيض??ا عدي??دة،ظاهرها االستخارة االستش��ارية، وهي التي وقعت مح??ل البحث من قب??ل العلم??اء والفقه??اء. وهذه المجموعة يمكن تصنيفها بدورها إلى طوائ??ف أص??غر منه??ا تنض??وي تحته??ا، ولتنظيم البحث نجعله??ا على الش??كل

التالي:أوال: االستخارة بالعدد )السبحة والحصى و..(

عندما نراج��ع الرواي��ات ال��واردة في االس��تخارةبالسبحة، نجدها على نوعين:

وهو الذي يفرض في هذه االستخارة ثالثةالنوع األول: أطراف )أمر، نهي، تخيير(، ولم نجد في ذل?ك س?وى رواي??ة واحدة، وهي الرواية التي ذكرها العالمة المجلس??ي بقول??ه: وج??دت في مؤلف??ات أص??حابنا نقال عن كت??اب الس??عادات،??ا عن اإلم??ام الص??ادق× ق??ال: »يق??رأ الحم??د م??رة، مروي واإلخالص ثالث???ا، ويص???لي على محم???د وآل محم???د خمس عش??رة م??رة، ثم يق??ول: اللهم إني أس??ألك بح??ق الحس??ين وجده وأبيه وأمه وأخيه واألئم??ة من ذريت??ه، أن تص??لي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي الخيرة في ه??ذه الس??بحة، وأن تريني م??ا ه??و األص??لح لي في ال??دين وال??دنيا، اللهم إن كان األصلح في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجل??ه فع??ل م??ا??ك على ك??ل ش?يء أنا عازم عليه، ف?أمرني، وإال ف??انهني، إن ق??دير. ثم يقبض الس??بحة ويع??دها، ويق??ول: س??بحان الل??ه والحم??د لل??ه وال إل??ه اال الل??ه، إلى آخرالقبض??ة، ف??إن ك??انت?ر بين الفع?ل وال?ترك، وإن األخيرة س?بحان الل?ه، فه??و مخي ك??ان الحم??د لل??ه، فه??و أم??ر، وإن ك??ان ال إل??ه إال الل??ه فه??و

.(2)نهي« ؛325 ? 324:?? 4؛ والع??روة ال??وثقى 237)( راج??ع: فتح األب??واب: 1

،304،? 301 ? 300،? 298،? 297،? 293:? 7وجامع أحاديث الشيعة و..314، 310، 308، 307

، ومرجعها إلى والد البحراني كم??ا251 ? 250:?? 88)( بحار األنوار 2سيظهر.

وقد وصف المحدث البحراني ه??ذه االس??تخارة بالغريب??ة، ونقلها عن والده في كتاب السعادات، وفسر األم??ر والنهي

، فيما ذك?ر الس?يد(1)فيها بأنه لإلرشاد ال للوجوب أو التحريم جواد العاملي أن النتيجة تتبع طبيعة قص??د المس??تخير، ف??إن قصد األرجحية فخرج نهي فله أن يستخير مرة أخ??رى على

??ه ل??و قص??د(2)الراجحية أو ع??دم الض??رر . ومفه??وم كالم??ه أنالحكم الشرعي فالزمه الكشف عنه ولو كشفا ناقصا.

هذا، وذكر المحدث النوري في المستدرك أن ناقل ه??ذه ، وهو الصحيح، أال وهو والد(3)الرواية هو من علماء البحرين

الش??يخ يوس??ف البح??راني في كت??اب الس??عادات، بحس??ب الشهادة المباشرة من الشيخ البح??راني نفس??ه، ويظه??ر أن العالم??ة المجلس??ي لم يص??له الكت??اب وإنم??ا نق??ل عن??ه في مؤلفات أخرى معاصرة له؛ ألن وال??د البح??راني يف??ترض أن

ه???،1186يكون معاصرا للمجلسي، فالبحراني ت??وفي ع??ام ه?، فيك??ون المجلس??ي ق??د1111فيما توفي المجلسي عام

نقل عن كتاب يعد في جيل تالمذته، ال عن كتاب هو مصدر أسبق منه. وبهذا يعلم أن النقل عن المحدث البحراني هن??ا أفضل من نقل هذه الرواية عن العالم??ة المجلس??ي، خالف??ا

.(4)لما جاء في جامع أحاديث الشيعة??ه ال نظ??ير له??ا في التقس??يم ويفهم من هذه االستخارة أن الثالثي للنتيج??ة، إال أن إثباته??ا في غاي??ة ال??وهن، كي??ف وق??د ظهرت في القرن الثاني عشر الهجري، وعلى أبع??د تق??دير في القرن الحادي عشر الهجري، وال ذكر لها قبل ذل??ك، وال يعلم لها مصدر فضال عن عدم وجود سند لها أساسا، ومثل

هذه المرويات ال قيمة لها تذكر. وهو الذي يجعل لالستخارة طرفين فقطالنوع الثاني:

)األمر والنهي(، وهو ما رواه السيد ابن طاووس في قس??م االستخارة بالقرعة، حيث قال عن??د بحث كيفي??ة االس??تخارةه: »وج??دت بخ??ط أخي الص??الح الرض??ي بالقرع??ة م??ا نص??

.529: 10)( الحدائق الناضرة 1.174: 12؛ وانظر: جواهر الكالم 264: 9)( مفتاح الكرامة 2.264: 6)( مستدرك الوسائل 3.331: 7)( جامع أحاديث الشيعة 4

70 القاضي اآلوي محمد بن محمد بن محمد الحسيني ض??اعف الله سعادته، وشرف خاتمته ما هذا لفظه: عن الص??ادق×: »من أراد أن يستخير الله تعالى فليقرأ الحمد عشر مرات،??ا أنزلن??اه عش??ر م??رات، ثم يق??ول: اللهم إني أس??تخيرك وإن لعلمك بعاقبة ]بعواقب[ األم??ور، وأستش??ريك لحس??ن ظني بك في المأمول والمحذور، اللهم إن ك??ان أم??ري ه??ذا مم??ا قط نيطت بالبركة أعجازه وبواديه، وحفت بالكرام??ة أيام??ه ولياليه، فخر لي بخيرة ت??رد شموس??ه ذل??وال، وتقعص أيام??ه سرورا. يا الله إما أمر فأأتمر، وإما نهي ف??أنتهي، اللهم خ??ر لي برحمتك خيرة في عافية، ثالث مرات، ثم يأخذ كف??ا من الحصى أو الس??بحة«، يق??ول علي بن موس??ى بن جعف??ر بن محمد بن محمد بن الط??اووس: ه??ذا لف??ظ الح??ديث، ولع??ل??ه المراد بأخذ الحصى والسبحة أن يكون قد قص??د بقلب??ه أن إن خرج عدد الحصى والسبحة فردا، كان: إفعل، وإن خرج

.(1)منه زوجا، كان: ال تفعل..« ه???( في كت??اب786ونق??ل ه??ذه الرواي??ة الش??هيد األول )

الذكرى إال أنه قبلها تماما، ذكر ن??اقال عن??ه المض??مون عين??ه تقريبا دون أن ينسبه إلى كتاب االستخارات )فتح األبواب(،??ه جع??ل الح??ديث منق??وال عن ص??احب األم??ر، وليس عن لكن

. وق??د ذك??ر ه??ذه االس??تخارة م??ع بعض(2)اإلم??ام الص??ادق ه???( في )الرس??ائل العش??ر(841االختالف ابن فه??د الحلي )

، وهك??ذا(3)دون أن ينسبها إلى إمام بعينه أو مص??در أساس??ا ه???( عن ابن ط??اووس1090ذكره??ا المحق??ق الس??بزواري )

.(5) وكذا غيره(4)مروية عن صاحب األمر??ة عن1091أم??ا الفيض الكاش??اني ) ه???( فاعتبره??ا مروي

.(6)اإلمام الصادق وقال: »وربما تروى عن صاحب زماننا« وق??د نقله??ا أو قريب??ا منه??ا العالم??ة المجلس??ي أيض??ا عن

.274 ? 272)( فتح األبواب: 1.270 ? 269: 4)( ذكرى الشيعة 2.103)( الرسائل العشر: 3.349: 2، ق 1)( ذخيرة المعاد ج4 ؛392 ? 391؛ والكفعمي، المصباح: 308:? 3)( انظر: هداية األمة 5

.272 ? 271: 53وبحار األنوار .1417: 9)( الوافي 6

الش??يخ يوس??ف بن الحس??ين، عن خ??ط الش??هيد األول دون نسبة إلى المعص??وم. ونق??ل أخ??رى أيض??ا عن خ??ط الش??هيد

.(1)األول فيها الزوج والفرد دون نسبة إلى المعصوم كذلك وعلى أية حال، فهذه الرواية ? س??واء نس??بت إلى اإلم??ام الصادق أم إلى اإلم??ام المه??دي ??? ال قيم??ة له??ا، فلم تظه??ر بالنسبة إلينا إال في القرن السابع الهج??ري، ف??ابن ط??اووس

??ه وج??د664ت??وفي ع??ام ه???، والقاض??ي اآلوي ال??ذي نق??ل أن654االستخارة هذه بخط?ه ت?وفي ع?ام ه??، وك??ان معاص?را

البن ط??اووس، حيث نق??ل عن??ه في كتب??ه بعض الحكاي??ات، وهذا يعني أنه ال يوجد سند أساسا له??ذه االس??تخارة، ب??ل ال??ة يوجد مصدر يمكن إرجاعها إليه في القرون الستة الهجري األولى، والفاص?ل بين ابن ط??اووس والغيب?ة الص?غرى أك?ثر من ثالث???ة ق???رون، فض???ال عن الفاص???ل بين???ه وبين اإلم???ام

الصادق×، على أنه لم ينقل لنا أحد قبله هذه االستخارة. ولهذا عندما تحدث الشهيد األول عن االس??تخارة بالع??دد، وهي تشمل السبحة والحصى، ناقال هذه الرواية المتقدم??ة، ق??ال عن ه??ذه االس??تخارة: »ولم تكن ه??ذه مش??هورة في العصور الماضية قبل زمان السيد الكبير العابد رضي الدين

.(2)محمد بن محمد بن محمد اآلوي..« هذه هي رواي??ات االس?تخارة بالس??بحة والع??دد، والغ??ريب

.(3)توصيف بعضهم لهذه الرواية بأنها صحيحة وعليه، فأضعف رواي??ات االس??تخارة االستش??ارية ??? بغض النظر عن استخارة الطيور اآلتية ?? هي رواي?ات االس?تخارة بالعدد أو االستخارة بالسبحة والحصى، وأما القول بأن مثل ه??ذه الرواي??ات المنقول??ة من بعض الص??الحين عن اإلم??ام المهدي ال معنى للسند فيها؛ ألنه حيث ال يكون له??ا عين وال أثر قبل ذلك، فهذا يقوي احتمال أن يكون هذا العبد الصالح قد أخذها من اإلمام المهدي مباشرة عبر لقائه له وإخب??اره بها، فيكون سندها قويا بواسطة واحدة حينئ??ذ.. ه??ذا الكالم ال أساس علمي له، فهو مج??رد اف??تراض، وكونه??ا لم تظه??ر

.251: 88)( راجع: بحار األنوار 1.269: 4)( ذكرى الشيعة 2.325: 1، ق 3)( محمد الصدر، ما وراء الفقه ج3

72 قبل ذلك ال يعني اللقيا، فق??د ظه??رت في الق??رون الالحق??ة على زمن العالمة الحلي الكثير من الروايات ال??تي لم يع??ثر لها على مص??در قب??ل ذل??ك إطالق??ا، رغم كونه??ا مروي??ة عن سائر األئمة غير اإلمام المهدي. ه??ذا كل??ه ل??و س??لمنا بلق??اء اإلمام وبصحة إدراك هذا الشخص الناقل للخبر عنه أن من

يحدثه هو اإلمام فعال، وتفصيله في محله. هذا، وق??د ذك??ر الس??يد الع??املي ص??احب مفت??اح الكرام??ة استخارة قال بأنها متعارفة عند أهل زمان?ه، وينس??بونها إلى اإلمام المه??دي، وهي أن يقبض على الس??بحة بع??د الق??راءة والدعاء، ويسقط ثماني??ة ثماني??ة، ف??إن بقي واح??دة فحس??نة في الجمل??ة، وإن بقي اثن??ان فنهي واح??د، وإن بقي ثالث??ة فصاحبها بالخيار؛ لتساوي األمرين، وإن بقي أربعة فنهي??ان، وإن بقي خمس??ة فعن??د بعض أنه??ا يك??ون فيه??ا تعب، وعن??د بعض أن فيها مالم?ة، وإن بقي س?تة فهي الحس?نة الكامل?ة التي تحب العجلة، وإن بقي سبعة فالحال فيها ما ذك??ر في الخمسة من اختالف الرأيين أو الرواي??تين، وإن بقي ثماني??ة

.(1)فقد نهي عن ذلك أربعة مرات.. وال يعلم أن هذه االستخارة لها رواية أساسا، وقد ظهرت في القرن الثالث عشر الهجري، وقد نبه على ذل??ك الش??يخ

، بل قد اعترف العاملي والنجفي بعدم وجود هذه(2)النجفي االس??تخارة في كتب األص??حاب ق??ديمها وجدي??دها فروعه??ا

وحديثها.

السبحة بين الخصوصية والمثالية ه???( عن??د تعرض??ه1228ذكر السيد محمد جواد العاملي )

لبحث االستخارة بالسبحة والعدد أنه هل السبحة والحص??ى فيها خصوصية هنا أم هي مجرد طريق لك??ل ش??يء مع??دود

.(3)ويقبل العد؟ محتمال أظهرية الطريقية وما استقربه وجيه بنظر العرف، حيث ال خصوصية، نعم، لو جعلت السبحة من تربة أحد المعصومين ألمكن احتم??ال الخصوصية، إال أن ذكرها بنحو مطلق مع إضافة الحصى لو

.263: 9)( مفتاح الكرامة 1.173: 12)( جواهر الكالم 2.260: 9)( مفتاح الكرامة 3

?ة للوص??ول بالع??دد إلى أراد، ش??اهد يق?وي احتم?ال الطريقي الفرد أو الزوج، أو للوصول إلى نقطة النهاية ح??ال التلف??ظ ب???ذكر معين، كم???ا ج???اء في الرواي???ة األولى من رواي???تي االستخارة بالسبحة، ومن هنا كان من األنس??ب عنون??ة ه??ذا الن??وع من االس??تخارة باالس??تخارة بالع??دد، كم??ا فعل??ه بعض الفقهاء، ويدرج تحته عن?وان االس?تخارة بالس?بحة والحص?ى

وغير ذلك. وأما ح?ديث بعض??هم عن س??يرة العلم??اء على االس?تخارة

، فال وجه له كما هو واض??ح،(1)بالسبحة فتكون لها خصوصية ولهذا عدل عنه بعدم إح??راز اتص??ال الس??يرة، ب??ل ح??تى ل??و احرزت ال يعني ذلك الخصوص??ية، والنص ال يح??رز انص??رافه عن مثل البيض والجوز؛ ألن المستدل هنا يلغي الخصوصية

العرفية، وإلغاؤه وجيه. وبناء عليه، ال معنى لتخص??يص الس??بحة بكونه??ا من ترب??ة اإلمام الحسين، بل تش?مل ترتبت?ه وترب??ة غ??يره من األنبي??اء واألوصياء، بل مطلق ال??تراب، حيث ال تخص??يص في النص. ودعوى انصراف السبحة لم??ا ص??نع من الترب??ة الحس??ينية ال وج??ه له??ا؛ لع??دم إح??راز غلب??ة الوج??ود، فض??ال عن غلب??ة االستعمال للس??بحة فيم??ا ص??نع من ترب??ة الحس??ين× عص??ر

النص. ونتيجة البحث في االستخارة بالعدد هو ض��عفها ج��دا على ك��ل المب��اني في ب��اب حجي��ة األخب��ار، وعلى تقديره فال اختصاص بالس��بحة أو بالحص��ى. وقد استفتي الس��يد الخ��وئي ��� فيم��ا نق��ل عن��ه � فأج���اب بع���دم عث���وره على رواي���ة معت���برة في

، وهو ما توصلنا إليه.(2)االستخارة بالسبحة

ثانيا: االستخارة بالمصحف الشريف االستخارة بالمصحف الش��ريف من االس��تخارات الش��ائعة الي��وم، وله��ا ط��رق أيض��ا ن��ذكرها على

التوالي، ونبين الموقف فيها:.313 ? 312: 3)( المازندراني، مباني الفقه الفعال 1.1، هامش111)( انظر: فضل الله، القرعة واالستخارة: 2

74 وإنوهي الطريقة المعروفة الي??وم،الطريقة األولى:

كنا نطبقها بشكل مختلف قليال، بأن نفتح المص??حف وننظ??ر فيه، فأول ما نرى فيه هو ال??ذي نأخ??ذه، والي??وم و إن ك??انوا يالحظون أول الصفحة من جهة يمين المستخير، ويق??رؤون اآلية األولى في أعلى الصفحة، لكنه شيء ال خصوص??ية ل??ه على مستوى هذه الطريقة، بل ق??د يق??ع نظ??ر الن??اظر على

آية أخرى في وسط الصفحة، فتكون هي المطلوبة.وهذه الطريقة توجد فيها عدة روايات، وهي:

وهي ال??تي رواه??ا الش??يخ الطوس??يالرواي��ة األولى: بسنده إلى اليسع القمي، ق??ال: قلت ألبي عبدالل??ه×: أري??د الشيء فأستخير الله فيه، فال يوف??ق في??ه ال??رأي، أفعل??ه أو أدعه؟ فقال: »انظر إذا قمت إلى الص??الة، ف??إن الش??يطان أبعد ما يكون من اإلنسان إذا ق?ام إلى الص?الة، ف?انظر إلى شيء يقع في قلبك فخذ ب??ه، وافتح المص??حف، ف??انظر إلى

.(1)أول ما ترى فيه، فخذ به إن شاءالله تعالى« وق??د نق??ل العالم??ة المجلس??ي ه??ذه الرواي??ة عن كت??اب الغايات لجعف??ر القمي ص??احب كت??اب الع??روس والمك??ارم،

، وك??ذلك فع??ل(2)عن أبي علي اليس??ع بن عب??د الل??ه القمي.(3)المحدث النوري في المستدرك

هذا الخبر يفيد ? كما يذكر الفيض الكاشاني ? أن الس??ائل كأنه حاول عدة مرات أن يحصل على قرار وعزم في أح??د??ه لم يكن يوف??ق في ذل??ك، الخي??ارات المت??وفرة أمام??ه، وأن فدله اإلمام على ط??ريقين: أح??دهما م??ا يق??ع في قلب??ه بع??د

. ه??ذا م??ا يف??رض(4)الص??الة، وثانيهم??ا النظ??ر في المص??حف تفس??ير )ال??واو( في قول??ه )وافتح المص??حف( بأنه??ا بمع??نى

)أو(، و إال أشكل أمر الحديث. وقد اعتبر السيد جواد العاملي هذا الخبر بأنه األص??ل في االس??تخارة بالمص??حف الش??ريف، بطريق??ة فتح??ه والنظ??ر

.310: 3)( تهذيب األحكام 1.243: 88)( بحار األنوار 2.258: 6)( مستدرك الوسائل 3 ؛ وج??واهر الكالم257:?? 9؛ ومفت??اح الكرام??ة 1416:?? 9)( ال??وافي 4

.517: 2، ق2؛ ومصباح الفقيه ج157: 12

.(1)فيه

وأما كيفية فهم اآلية الكريمة التي وقع النظر عليه??ا فه??و أمر يختلف، وقد ذكر بعضهم أن العبرة بما يتبادر من لف??ظ

ذقT إنكQ أQنتQ﴿، مثال: (2)اآلية نفسها ال بمقامه??ا وال بس??ياقها ﴾ ق??د يتب??ادر منه??ا الخ??ير، م??ع أن مقامه??االTعQزيز الTك��Qريم

وسياقها وقع في الذم.لكن، قد يواجه هذا الحديث مشاكل:

من حيث س??نده، وذل??ك أن اليس??عالمش��كلة األولى: القمي، وه??و اليس??ع بن عبدالل??ه القمي، رج??ل مهم??ل لم

، ومعه ال يمكن إثبات الحديث. بل بع??د(3)يترجمه الرجاليون التتبع يكاد ال يكون له أكثر من عدد أصابع اليد الواح??دة من الرواي??ات، وربم??ا ل??ذلك لم ي??ذكره الرج??اليون المهتم??ون بالمصنفات والكتب، كما أن الراوي عن اليسع بحسب سند التهذيب ه??و )أب??و علي(، وه??و ش??خص لم نس??تطع معرفت??ه إطالقا، ومحتمالته ال يوجد ما يثبت وثاقتها، إال إذا قي??ل ب??أن السند ينتهي ب??أبي علي بن اليس??ع القمي، ف??ترتفع مش??كلة اليسع نفسه، ولكننا لم نعثر على ش??خص به??ذا االس??م، ب??ل كل من وال??ده اس??مه اليس??ع فه??و أيض??ا مجه??ول الح??ال، و

مهمل. ه��ذا، وق��د اجيب عن إش��كال الض��عف الس��ندي

، وبقيام السيرة(4)بشهرة العمل بهذا الحديث بين األصحاب المتش?????رعية على االس?????تخارة ب?????القرآن من?????ذ زمن المعص??ومين^، كم??ا أن االعتب??ار يس??اعد على ذل??ك؛ ألن االستخارة تك??ون ب??أي قص??د وليس أش??رف من الق??رآن أن يس?تخار ب?ه، على أن في??ه ك?ل العل?وم، فح?ل مش?كلة ه?ذا المستخير البد وأن تك?ون موج??ودة في??ه، وطري?ق المعرف?ة

.(5)حينئذ يكون ? عرفا ومتشرعيا ? باالستخارة المشار إليها.257: 9)( مفتاح الكرامة 1)( المصدر نفسه.2 ،13724، رقم: 134 ? 133:?? 21)( انظر: معجم رج??ال الح??ديث 3

13726..539: 2)( حسين البروجردي، تفسير الصراط المستقيم 4.227 ? 226: 1، ق3)( انظر: محمد الصدر، ما وراء الفقه ج5

76ويمكن رد هذا الجواب:

كي??ف عرفن??ا اش??تهار العم??ل به??ذا الح??ديث بينأوال: األصحاب على نح??و االس?تناد إلي??ه، إذ قلم?ا أش??اروا ل?ه في كتبهم الفقهية واالستداللية، علما أن قاعدة الج??بر الس??ندي ال تصح فيما إذا علم مستند اعتمادهم على الخبر وكنا على??ا، وفي مث??ل المق??ام خالف معهم في??ه، بحيث ك??ان اجتهادي حيث كان مورد الخبر أمرا مستحبا ومن??دوبا، وحيث اش??تهر بين األصحاب األخذ بقاع?دة التس?امح في أدل??ة الس??نن، فال نحرز بعد ذلك أن اعتمادهم على هذا الحديث كان من جهة تص??حيح ص??دوره ع??بر الس??ند أو غ??يره، فلعل??ه من جه??ة التسامح في مسألة صدوره لك??ون م??ورده من المن??دوبات، وبهذا ال يصح تطبيق قاعدة الجبر الس??ندي هن??ا، ل??و س??لمنا

االعتماد على الحديث من قبل المتقدمين. إن إثبات قيام سيرة المتشرعة عصر المعصومينثانيا:

على االستخارة بالمصحف بالغ الصعوبة، فعدد روايات هذه االستخارة قليل ج??دا، وأغلب??ه منق??ول عن الكتب المت??أخرة كم??ا س??وف ن??رى، فكي??ف نع??رف اش??تهار ه??ذه االس??تخارة بينهم، فلعله كان المشهور نوعا آخر من االس??تخارات، ولم??ق يقم المدعي هنا أي شاهد على الشهرة ه??ذه، ولعل??ه طب

االستصحاب القهقرائي الذي طبقه سابقا وناقشناه فيه. إن الحديث عن أولوية الق??رآن وأش??رفيته ص??حيح؛ثالثا:

لكن ما ربط ما نحن فيه به، فإن ه?ذه الس??بل توقيفي??ة، وال أرى ذل???ك س???وى استنس???ابا غ???ير ق???ائم على دلي???ل، وإال??ة فلنستنبط األحك??ام الش??رعية ولنس??تخرج العل??وم الطبيعي من القرآن بهذه الطريقة!! وقد سبق منا التعلي??ق على م??ا

يشبه هذا الكالم فراجع. سلمنا جدال أن في القرآن كل شيء بما في ذلكرابعا:

ح??ل مش??كلة ه??ذا المس??تخير، لكن كي??ف نثبت أن طري??ق معرفة الحل القرآني ??? عرف??ا ومتش??رعيا ??? ه??و االس??تخارة

بالمصحف؟! والغريب إضافة العرف في المقام!وعليه، فالخبر ضعيف السند غير منجبر بشيء.

م??ا ذك??ره بعض المعاص??رين، من أنالمشكلة الثانية: ظاهر مطلع الحديث أن الرج??ل ك??ان يس??تخير الل??ه تع??الى، ومع ذلك كان يظل متحيرا ال يهتدي ح??تى س??أل اإلم??ام كي يحسم له األمر، مع أن االستخارة ال تفشل أو أنها موضوعة

.(1)لرفع التحير؟

وق??د ح??اول بعض??هم ح??ل ه??ذه المش??كلة من خالل أن االستخارة لها شروط لصحتها، فإذا تحققت ه??ذه الش??روط

.(2)كانت ناجحة ورفعت التحير وإال فال فيما حاول بعض آخر أن يرف?ع ه??ذا اإلش?كال ب?أن ظ??اهر ه??ذه الرواي??ة أن ه??ذه االس??تخارة من ن??وع ال??دعاء، وأن االستخارة الدعائي??ة بحيث ي??دعو الل??ه تع??الى أن يحق??ق ل??ه??ر، العزم على الفعل أو الترك مثال ليس??ت مم??ا يرف??ع التحي واالستخارة التي يرتفع بها التحير إنما هي االستخارة بمث??ل

.(3)المصحف أو السبحة أو الرقاع كال هذين الحلين محتم??ل؛ إال أن الص??حيح في رف??ع ه??ذه??ر المشكلة هو الق??ول ب??أن وض??ع طري??ق ن??وعي لح??ل التحي ورفعه ال ينافي عدم تحق??ق الرف??ع من??ه في بعض الم??وارد، وال يوجد عندنا دليل على أن كل استخارة يفعله??ا الش??خص يجب أن ترفع تحيره، فهذا تماما كسائر األسباب التي يحث الش??ارع والعقالء على اتباعه??ا واألخ??ذ به??ا للوص??ول إلى الهدف، لكن مع ذلك ال يصل كث??يرون إلى اله??دف ول??و م??ع اتباعها، فإعالن طريق نوعي غالبي ال يمن??ع عن تخلف??ه في بعض الم??وارد. وق??د قلن??ا س??ابقا عن??د الح??ديث عن ال??دعاء واستجابته أن استجابة الدعاء مقيدة لبا بالمص??لحة وأمث??ال ذلك، ومثل هذه المف?اهيم من ش?أنها أن تظه?ر ال?دعاء في الخ??ارج غ??ير مس??تجاب دائم??ا، وإنم??ا غالب??ا أو في بعض

الموارد. إن ه??ذه الرواي??ة ذك??رت ط??ريقين:المشكلة الثالث��ة:

أحدهما ما يق??ع في القلب وثانيهم??ا االس??تخارة بالمص??حف، وعطفت بينهما بحرف الواو، وه??ذا يع??ني أن ه??ذا الش??خص لكي يرفع تحيره عليه أن يفعل االثنين معا، فالذي يق??ع في قلبه مع ما يخرج له في المصحف يكون هو الح??ل، وه??ذا ال يحل مشكلة السائل الذي جاء يعاني من أزمة ع??دم تحق??ق العزم عنده بعد كل استخارة، حيث ف??رض الح??ل في نفس

؛ ومباني الفقه الفعال في228:? 1، ق 3)( راجع: ما وراء الفقه ج1.286: 3القواعد الفقهية األساسية

.228: 1، ق 3)( انظر: ما وراء الفقه ج2.287 ? 286: 3)( مباني الفقه الفعال 3

78الطريق الذي جاء السائل يبين معاناته معه.

وق??د ح??اول بعض العلم??اء الخ??روج من ه??ذه المش??كلة ب??افتراض تفس??ير )ال??واو( في قول??ه: »وافتح المص??حف«،

، والب??د أن(1)على أنه??ا بمع??نى )أو(، فيك??ون الم??راد التخي??ير يقصدوا هنا أنك بالخي??ار أن تفع??ل األول أو الث??اني، ومع??نى أنك مخير في فع??ل األول ه??و أن ل??ك االس??تمرار في نفس الطريقة السابقة حتى يحصل العزم، غاية األمر أن الرواي??ة ذكرت له بعض العناصر المؤثرة في حصول المطل??وب في الطريق األول، وهو عبارة عن استغالل وقت الصالة وح??ال القيام إليها باعتباره الحال التي يكون فيها الش??يطان بعي??دا

من اإلنسان. واحتمال أنه في مقام بيان ط??رق متع??ددة وليس طريق??ا واحدا وارد، باعتبار تكرار األمر بقوله: »فخ??ذ ب??ه«، فيك??ون

ما ذكره هؤالء العلماء غير بعيد. م??ا نقل??ه الس??يد ابن ط??اووس، عنالرواي��ة الثاني��ة:

اإلمام الشيخ الخطيب المستغفري& بسمرقند في دعواته: »إذا أردت أن تتف??أل بكت??اب الل??ه ع??ز وج??ل ف??اقرأ س??ورة اإلخالص ثالث م??رات، ثم ص??ل على الن??بي‘ ثالث??ا، ثم ق??ل: اللهم إني تفألت بكتابك، وتوكلت علي??ك، ف?أرني من كتاب??ك م??ا ه??و المكت??وم من س??رك، المكن??ون في غيب??ك، ثم افتح الجامع، وخذ الفأل من الخ??ط األول في الج??انب األول، من غير أن تعد األوراق والخطوط، كذا أورد مسندا إلى رسول

.(2)الله‘« وهذه االستخارة تط??ابق م??ا ه??و المعم??ول ب??ه الي??وم بين الناس، لكنها كما ه??و واض??ح مرس??لة مت??أخرة المص??در، فال

يحتج بها. ما ذكره العالمة المجلسي حيث ق??ال:الرواية الثالثة:

»وجدت بخط الش??يخ محم??د بن علي الجب??اعي& أن??ه وج??د بخط الشيخ+ رواي??ة حس??نة في التف??أل بالمص??حف، وذك??ر

؛ والوافي289:? 3؛ ومباني الفقه الفعال 244:? 88)( بحار األنوار 1 ؛ وشبر، إرشاد المستبصر في257:? 9؛ ومفتاح الكرامة 1416:? 9

.52االستخارات: ؛ وبح??ار304:?? 4؛ وانظر: مستدرك الوس??ائل 156)( فتح األبواب: 2

.241: 88األنوار

الرواية الثالثة من كتاب أبي القاسم بن قولوية، ق??ال: روى بعض أصحابنا، قال: كنت عند علي بن الحسين× فك??ان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس، فجاؤوه يوم ولد فيه زيد، فبشروه به بع??د ص??الة الفج??ر، ق??ال: ف??التفت إلى أصحابه، فق?ال: أي ش?يء ت?رون أن أس?مي ه?ذا المول?ود؟ قال: فقال كل رجل: سمه كذا سمه ك??ذا، ق??ال: فق??ال: ي??ا غالم علي بالمصحف، قال: فجاؤا بالمصحف، فوض??عه على حجره، ق??ال: ثم فتح??ه فنظ??ر إلى أول ح??رف من الورق??ة،

اع��دينQ﴿وإذا في??ه: QقTى الQلQع Qاه��دين QمجTالل��ه ال Qل وQفQضرا عQظيما TجQقال: ثم طبقه ثم فتح??ه ثالث??ا فنظ??ر، ف??إذاأ ،﴾

منينQ﴿في أول الورق???ة: Tم���ؤTال Qى من QرQت Tاش��� Qإن الل���ه اتلونQ في ��Qيق Qنة Qهم الجQن لQهم ب��أQال Qو��TمQأ Qو Tهم Qنفس��Qأ ا في ق Qه ح��TيQلQدا عTعQو QلونQت Tيق Qو Qتلون TقQي Qبيل الله ف Qس Qده من��TهQى بعQفTوQأ TنQمQآن و Tق��رTال Qاإلنجي��ل وQاة و QرTالتو Qه��و Qل��كQذ Qتم به وTعQايQعكم الذي بTيQبب T تQبTشروا Tاس Qالله ف

ز الTعQظيم Tو QفTثم قال: ه??و والل??ه زي??د، ه??و والل??ه زي??د،ال ،﴾ فسمى زيدا«.

وعلق المجلسي بعد ذك??ره الرواي??ة فق??ال: »لعل??ه× لم??ا كان أن الشهيد من أوالده في الجه?اد اس?مه زي?د، واآليت?ان ??ه يقات??ل ويستش??هد، فس??ماه زي??دا، وفي??ه أيض??ا دلتا على أن

.(1)إيماء بجواز استعالم األحوال من القرآن« والحديث ? كما ت??رى ??? وج??ادة في إرس??ال في جهال??ة، ال يصح االعتماد عليه، بل قضية الخط??وط ومعرفته??ا وإمك??ان التزوير بما يشابه خط ش?خص مث?ل الش?يخ الطوس?ي أم?ر يوقع لوحده في المشاكل اإلثباتية التاريخية والحديثي??ة. نعم ه??ذا الح??ديث موج??ود مرس??ال بال س??ند في مس??تطرفات

، والظاهر أن أصله من هناك.(2)السرائر البن إدريس الحلي كما ومن الواضح أن الرواية الثاني??ة والثالث??ة هن??ا تحوي??ان تفأال بالقرآن واستعالما، األمر الذي يضعهما في مواجهة ما سيأتي حول موضوع التفأل بالقرآن الك??ريم. ورواي??ة مول??د

؛ وش???بر، إرش???اد المستبص???ر في243:??? 88)( بح???ار األن???وار 1.53االستخارات:

.638 ? 637)( مستطرفات السرائر: 2

80 زي??د ال إطالق فيه??ا، فغايت??ه تثبت االس??تخارة في تس??مية

المولود ال مطلقا. بل إن غاية الرواية فعل معصوم، وال نستطيع ? بعد ع??دم تكرر الفعل ? فهم االستحباب، مع احتمال خصوصية الحاجة

لذلك. والنتيجة عدم ص��حة الطريق��ة األولى من ط��رقاالستخارة بالمصحف وعدم ثبوتها بطريق معتبر.

وهي طريق??ة ع??د األوراق والس??طورالطريقة الثانية: أو أس??ماء الجالل??ة. وق??د وردت في كيفيته??ا بعض الرواي??ات

التي تختلف في اآلليات وهي:??ه الرواي��ة األولى: م??ا ذك??ره العالم??ة المجلس??ي، وأن

وجده بخط جد الشيخ البه?ائي، وه?و الش?يخ ش?مس ال?دين محمد بن علي بن الحسن الجباعي، نقال عن خ??ط الش??هيد، نقال عن خ??ط محم??د بن أحم??د بن الحس??ين بن علي زي??اد،ل بن وصوال إلى عثمان بن عيسى، عن س??يف، عن المفض?? عم??ر ق??ال: بينم??ا نحن عن??د أبي عب??د الل??ه×، إذ ت??ذاكرنا أم??ا ربم??ا الكتاب، فقال رجل من القوم: جعلني الل??ه ف??داك إن

فنتناول المصحف فنتفكر في الحاج??ة ال??تي هممنا بالحاجة، نري???دها، ثم نفتح في أول ال???وقت، فنس???تدل ب???ذلك على حاجتن??ا، فق??ال أب??و عبدالل??ه×: »وتحس??نون؟ والل??ه م??ا تحسنون«. قلت: جعلت فداك وكيف نصنع؟ قال: »إذا كان ألحدكم حاجة وهم بها، فليصل صالة جعفر، وليدع ب??دعائها، ف??إذا ف??رغ من ذاك فليأخ??ذ المص??حف، ثم ين??وي ف??رج آل محم??د ب??دءا وع??ودا، ثم يق??ول: اللهم إن ك??ان في قض??ائك??ك وحجت??ك في خلق??ك في عامن??ا وقدرك أن تف??رج عن ولي هذا أو في شهرنا هذا، فأخرج لنا آية من كتابك نس??تدل به??ا على ذلك. ثم يع??د س??بع ورق??ات، ويع??د عش??رة أس??طر من خلف الورقة السابعة، وينظر ما يأتي??ه في األح??د عش??ر من??ه ي??بين ل??ك حاجت??ك، ثم تعي??د الفع??ل ثاني??ة الس??طور، فإن

.(1)لنفسك« والبحث في ه���ذه الرواي���ة ت���ارة يك���ون على

؛ ومك??ارم277؛ وانظ??ر: فتح األب??واب: 245:?? 88)( بح??ار األن??وار 1.324األخالق:

مس��توى المص��در والس��ند، وأخ��رى على مس��توى

الداللة والمتن: فق??د وص??ف الس??ندأ ��� أم��ا من الناحي��ة الس��ندية،

هم بالص??حيح والمعت??بر على التحقيق ، إال أن مص??در(1)بعض?? ه??ذا الح??ديث يرج??ع إلى ثالث??ة كتب وهي: بح??ار األن??وار

ه???( في664ه?(، والس??يد ابن ط??اووس )1111للمجلسي ) ه??(،548فتح األبواب، ومكارم األخالق للش?يخ الطبرس?ي )

لكن الصيغة المطولة التي ذكرناها ترج??ع لمتن كت??اب بح??ار األنوار، وهذا يعني أن أقدم مصدر لهذه الرواي??ة ه?و الق?رن السادس الهجري، ثم ذكرها ابن طاووس، وظني أنه أخذها من الطبرسي، ثم نقلها المجلسي آخذا لها من كتاب حصل عليه بالوجادة من جد الشيخ البهائي الذي يظهر أنه حص??ل على الرواية أيض??ا بكت??اب ع??ثر علي??ه وج??ادة للش??هيد األول الذي نقلها عن ابن زياد من خالل الوجادة أيضا، عن الشيخ الطوسي بسند يصل إلى المفضل بن عمر، فيكون طري??ق

البحار هو الطريق الوحيد المسند. ولو رجعنا إلى ابن طاووس والطبرسي فالخبر ال سند له أساس??ا، ح??تى المفض??ل بن عم??ر غ??ير م??ذكور، فال اعتب??ار بالحديث، ولو قاربناه بسند البحار ف??إن س??ند البح??ار يظه??ر منه أنه أخذه من الشيخ الطوسي، مع أن ابن ط??اووس لم

ينقله عنه.والسند في البحار فيه:

مشكلة الوجادة المتكررة المتض??منة لإلرس??ال منأوال:??ه بحس??ب الق??رن الح??ادي عش??ر إلى الق??رن الخ??امس، ألن السند يوجد بين المجلسي والطوسي ثالثة أش??خاص فق??ط خالل مدة ستة قرون، ولو وصله هذا الكتاب أو الرواية عبر طرق اإلجازات عند المتأخرين لم??ا تح??دث عن وج??ادة، ب??ل لذكر أن الح??ديث عن الطوس??ي بأس??انيدنا إلي??ه، واالعتم??اد على هذه الوج?ادات غ??ير معل??وم الص??حة ول?و اطم??أن ه??ذا

العالم أو ذاك بصحة الخط، مع هذا الفاصل الزمني. إن في السند محم??د بن جعف??ر بن أحم??د بن بط??ةثانيا:

)( سلمان الدهشوري، دراسة اس??تداللية ح??ول االس??تخارة، مص?در1.294: 3؛ ومباني الفقه الفعال 167سابق:

82 أبوجعفر القمي الم??ؤدب، وق??د ق??ال في??ه النجاش??ي: »ك??ان كبير المنزلة بقم، كثير األدب والفضل والعلم، يتس??اهل في الحديث، ويعلق األسانيد باإلجازات، وفي فهرست م??ا رواه غلط كثير، وقال ابن الوليد: كان محم??د بن جعف??ر بن بط??ة

.(1)ضعيفا مخلطا فيما يسنده« وهذا النص ? مع عدم ترجمة أحد من المتق??دمين ل??ه ??? ال يفيد أنه رجل كذاب، لكنه يفيد عدم الثقة بحديثه ونقل??ه م??ا لم يحتف بالقرائن؛ فإن الوثاقة تارة تنسب للراوي وأخ??رى لحديثه، ولو نسبناها للراوي وقلنا رجل ثقة فتارة نعني أن??ه ال يكذب وأخرى نعني أنه يركن لحديثه، وما ه??و الحج??ة في باب األخبار هو الثاني، ولهذا قلنا في محله ب??أن خ??بر الثق??ة??ه ال أفضل من خبر العدل؛ ألن حيثية العدال??ة يكفي فيه??ا أن يتعمد الكذب، فيما حيثية الوثاق??ة ال??تي ترج??ع إلى االعتم??اد والركون تشمل الضبط والدق??ة والحف??ظ ونح??و ذل??ك، ومن هنا قلنا أيضا بأنه لو شهدوا لشخص بالوثاقة فلعل??ه يش??مل ضبطه بخالف الشهادة بالعدال??ة، وفي ه??ذه الح??ال فم??ا لم يحتف خبر المؤدب بأخبار أخر توجب الركون إليه فال يعتمد على خبره بعد هاتين الشهادتين من النجاشي وابن الولي??د. والغريب أن الش?يخ الطوس?ي أهم?ل ذك??ر ه??ذا الرج?ل في

مصنفاته الرجالية بينما ورد بكثرة في طرقه.وعليه، فالخبر ضعيف السند ال يركن إليه.

ب � وأما من الناحي��ة الداللي��ة والمتني��ة، فيمكنإثارة تساؤلين:

ع??دم التط??ابق بين ال??دعاء والقص??دالتس��اؤل األول: المرتبط بالدعاء وبين النتيجة، فالدعاء مربوط بمعرفة ه??ل س??يخرج اإلم??ام المه??دي أم ال، فيم??ا النتيج??ة هي تحدي??د الموقف من العمل وأنه يقدم عليه أم ال. ما لم نرجع )على ذلك( إلى الفعل ال إلى اإلمام، ويك??ون المع??نى: إن ق??درت خروجه ه??ذا الع??ام ف??أخرج لن??ا آي??ة نس??تدل به??ا على فعلن??ا

ومدى حسنه، وإن كان خالف ظاهر الحديث. لم يفهم م??ا مع??نى الجمل??ة األخ??يرةالتساؤل الثاني:

اآلمرة بإعادة الفعل لنفسه، فما الذي كان أوال، مع أنه قال.373 ? 372)( النجاشي، الرجال: 1

له بأنه تكون قد بينت حاجته؟

وه???ذا م???ا يض???ع متن الح???ديث في بعض االض???طرابوالتشوش.

وعلى أية حال، فقد جاءت هذه الرواي??ة م??رة أخ??رى في بح??ار األن??وار، حيث ق??ال المجلس??ي معلق??ا على الرواي??ة األولى، ما نصه: وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه قال: مما نقل من خط الشيخ يوسف بن الحس?ن القطيفي& م??ا ه??ذا ص??ورته: نقلت من خ??ط الش??يخ العالم??ة جم??ال ال?دين الحسن بن المطه??ر ط??اب ث??راه: روي عن الص??ادق× ق??ال »إذا أردت االس???تخارة من الكت???اب العزي???ز، فق???ل بع???د البسملة: إن كان في قض??ائك وق??درك أن تمن على ش??يعة آل محمد بفرج وليك وحجتك على خلقك، ف??أخرج إلين??ا آي??ة من كتابك نستدل به?ا على ذل?ك، ثم تفتح المص?حف، وتع?د

.(1)ست ورقات، ومن السابعة ستة أسطر، وتنظر ما فيه« واس??تظهر في البح??ار س??قوط جمل??ة »ثم تعي??د ذل??ك لنفس??ك«، معتم??دا ??? على م??ا يب??دو ??? على التش??ابه بين الروايتين، وهو أمر ممكن، وإن كان ظاهر هذه الرواي??ة ل??و بقينا معها لوحدها عدم ارتباطها أساسا باالس??تخارات ال??تي نحن فيها، بل كأنه??ا مرتبط??ة باس??تعالم ح??ال ظه??ور اإلم??ام المه??دي. ومهم??ا يكن فهي رواي??ة مرس??لة في مرس??لة ال ت??رقى إلى مس??توى االعتب??ار الت??اريخي والح??ديثي كم??ا ه??و

واضح. وعن???دي مالحظ???ة عام???ة على ه???ذه الرواي???ة بنقليه???ا المختلفين في عدد الصفحات واألسطر، وهي أنها مرتبط??ة بظهور اإلمام، ولنفرض أن اإلنسان وكل شيعي فع??ل ذل??ك منذ عصر الصادق× إلى يومنا هذا، ألن يع??ني ذل??ك تك??ذيب االستخارة؟ ألن المفروض أنه لو خرجت لنس??تدل به??ا على ظهوره، وكانت إيجابية، وبالتأكي??د س??تخرج كث??يرا على ه??ذا??ه ب??تراكم التج??ارب س??وف نك??ذب النح??و، فه??ذا يع??ني أن

االستخارة التي تخبرنا بأنه سيخرج هذا العام.??ه من المنطقي أضف إلى ذلك أن ظاهر ه??ذا الح??ديث أن أن يصنع مضمونه بعد الغيبة، فما معنى أن ي??أمرهم اإلم??ام به قبلها مع العلم ب??أن األئم??ة اثن??ا عش??ر وآخ??رهم المه??دي بالنصوص المروية في كتب اإلمامي??ة وغ??يرهم؟ إال إذا قي??ل

.246 ? 245: 88)( بحار األنوار 1

84??ك مرب??وط بالس??ماح لألئم??ة ب??أن اإلف??راج عن حجت??ك وولي بالخروج ال بكونهم المهدي المنتظر، ولهذا الموضوع ارتباط بمسألة الب??داء، وفي??ه بعض الرواي??ات ال??تي تش??بهه نع??رض

عنها الساعة. والمتحصل أن هذه الرواية بصيغها غير ص��حيحة

وال معتمدة. ما ذكره العالمة المجلس?ي أيض??ا حيثالرواية الثانية:

ق??ال: وروى لي بعض الثق??ات؛ عن الش??يخ الفاض??ل الش??يخ??ه رأى في بعض مؤلف??ات أص??حابنا جعف??ر البحري??ني&، أن اإلمامية، أنه روي مرسال عن الصادق× قال: »م??ا ألح??دكم إذا ضاق باألمر ذرع??ا، أن ال يتن??اول المص??حف بي??ده عازم??ا على أمر يقتضيه من عند الله، ثم يقرأ فاتح??ة الكت??اب ثالث??ا واإلخالص ثالثا و آية الكرسي ثالثا وعنده مفاتح الغيب ثالث??ا والق??در ثالث??ا والحم??د ثالث??ا والمع??وذتين ثالث??ا ثالث??ا، ويتوج??ه ب?القرآن ق?ائال: اللهم إني أتوج??ه إلي??ك ب?القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته، وفيه اسمك األكبر وكلماتك التامات، ي??ا سامع كل صوت، ويا جامع كل فوت، ويا بارئ النفوس بع??د الم???وت، ي???ا من ال تغش???اه الظلم???ات، وال تش???تبه علي???ه األصوات، أس??ألك أن تخ??ير لي بم??ا أش??كل علي ب??ه، فإن??ك عالم بكل معل?وم، غ??ير معلم، بح?ق محم?د وعلي وفاطم?ة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العس??كري والخل??ف الحج??ة من آل محم??د علي??ه وعليهم الس??الم. ثم تفتح المص??حف، وتع??د الجالالت التي في الص??فحة اليم??نى، ثم تع??د بق??درها أوراق??ا، ثم تع??د بعددها أسطرا من الصفحة اليسرى، ثم تنظر آخ??ر س??طر،

.(1)تجده كالوحي فيما تريد إن شاء الله« وقد ذكر بعض المعاصرين أن »إشارة الرواية إلى االسم األعظم وعد أسماء األئمة وفاطم??ة÷، وع??د اس??م الجالل??ة، مما يوجب االعتناء بالرواية. والتجرب??ة بإص??ابة الواق??ع أيض??ا من مؤيدات الرواية، وال بأس بالعمل بها رجاء، خصوصا مع

.(2)إسنادها إلى اإلمام׫ل كم??ا ص??ار واض??حا، إال أن ذلك كل??ه ال يرج??ع إلى محص??

.245 ? 244: 88)( المصدر نفسه 1.69)( الدهشوري، دراسة استداللية في االستخارة، مصدر سابق: 2

والرواي??ة غارق??ة في الجهال??ة واإلرس??ال وع??دم معلومي??ة المص??در ال??ذي نق??ل عن??ه الش??يخ جعف??ر البحري??ني، وبين المجلسي واإلمام الصادق قرابة أل??ف ع??ام. ومن المعل??وم??ه ق?د يفتح المص??حف أن هذه االس?تخارة ق?د ال تتحق??ق؛ ألن على آخ???ر الص???فحات فيض???طر لإلع???ادة، علم???ا أن بعض الصفحات ليس فيها اسم جاللة أساسا، وه??ذا كل??ه لم تج??ر اإلشارة إليه في الرواية. وإذا ك??انت الرواي??ة به??ذه األهمي??ة فكي???ف اختفت ح???تى عن ال???ذين ص???نفوا في المن???دوبات??ة والمستحبات وغيرها؟! وق??د س??بق أن تح??دثنا عن مرجعي

فه��ذه الرواي��ة بالغ��ةالتجرب??ة في ه??ذه االس??تخارات. الضعف.

م??ا نقل??ه الس??يد ابن ط??اووس ق??ال:الرواي�ة الثالث��ة: »وحدثني ب??در بن يعق??وب المق??رئ األعجمي رض??وان الل??ه عليه بمشهد الكاظم صلوات الله عليه، في صفة الفال في المص???حف ]ثالث رواي???ات من غ???ير ص???الة فق???ال: تأخ???ذ المصحف[ وتدعو فتقول: اللهم إن كان من قضائك وقدرك??ك فعج??ل أن تمن على أمة نبيك بظهور وليك وابن بنت نبي ذلك ويسره وسهله وكمله، وأخرج لي آية اس??تدل به??ا على أمر فأئتمر، أو نهي فانتهي ??? أو م??ا تري??د في??ه الف??ال ??? في عافية، ثم تعد سبع ورقات، ثم تع??د في الوجه??ة الثاني??ة من الورقة السابعة ستة أسطر، وتتفأل بما يك??ون في الس??طر??ه ي??دعو بال??دعاء، ثم يفتح السابع. وقال في رواية أخرى: إن المصحف الشريف، ويعد سبع قوائم، ويع??د م??ا في الوجه??ة الثاني??ة من الورق??ة الس??ابعة، وم??ا في الوجه??ة األولى من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جل جالله، ثم يع??د ق??وائم بعدد لفظ اسم الله، ثم يعد من الوجهة الثاني??ة من القائم??ة التي ينتهي العدد إليها، ومن غيرها مما يأتي بعدها سطورا، بعدد لفظ اسم الله جل جالله، يتفأل بآخر سطر من ذل??ك.??ه إذ دع??ا بال??دعاء ع??د ثم??اني وق??ال في الرواي??ة الثالث??ة: إن قوائم، ثم يع??د في الوجه?ة األولى من الورق?ة الثامن?ة أح?د عشر سطرا، ويتفأل بما في السطر الحادي عشر، وهذا ما

.(1)سمعناه في الفأل بالمصحف قد نقلناه كما حكيناه«.279 ? 278)( فتح األبواب: 1

86 وهذه الرواية بطرقها الثالثة مرسلة مجهولة المص??در فال قيم??ة له??ا س??نديا، وإذا لم تحم??ل على التع??دد في أس??اليب اكتشاف المراد فإنها س??تكون متعارض??ة فيم??ا بينه??ا. إال أن الرواية األولى الواردة في نص ابن ط??اووس آنف??ا بإمكانه??ا أن تشرح لنا السقط الذي كان موجودا في بعض الرواي??ات السابقة، حيث إن الش?رط ك?ان ه??و التف?ريج عن ولي الل?ه فيما جواب??ه ك??ان أن يدل??ه الل??ه على م??ا ينبغي أن يفع??ل أو ي??ترك، ال أن يدل??ه على م??ا س??يحدث م??ع اإلم??ام المه??دي، فيرتفع اإلشكال الذي سجلناه سابقا من ه??ذه الناحي??ة على

هذه الرواية هنا. وقد حاول السيد ابن طاووس تفسير الحديث عن الفرج لإلمام في هذه الروايات بقول?ه: »مع?نى قول?ه في ك??ل م?ا??ه ق??ال »في عامن??ا ه??ذا« أن يك??ون العلم ب??الفرج عن ولي وحجته في خلقه يتوقف على معرف??ة أم??ور كث??يرة، فيك??ون كل وقت يدعى له بذلك في عامي هذا، وفي ش??هري ه??ذا، يفرج الله جل جالله أمرا من تلك األمور الكث??يرة، فيس??مى

.(1)ذلك فرجا« إال أن ه??ذا التفس??ير إنم??ا يص??ح على تق??دير ع??دم فهم العرف من ه??ذه الجمل??ة في الوس??ط المتش??رعي الخ??روج من الغيب??ة، وإال فال يك??ون في ه??ذا التفس??ير غ??ير مج??رد

التأويل والتكلف. ما نقله المحدث الن??وري عن العالم??ةالرواية الرابعة:

المجلس??ي في )رس??الة مف??اتيح الغيب( المخصص??ة لبحث االستخارة، أنه قال: »ورأيت ه??ذا [ه??ذه[ االس??تخارة بخ??ط بعض الفضالء، هكذا: يقرأ آية الكرسي إلى هم ]وهم[ فيه??ا خالدون، وعنده مف??اتيح الغيب إلى كت??اب م??بين، ثم يص??لي على محمد وآله عشر م??رات، ثم يق??ول: اللهم إني ت??وكلت عليك، وتفألت بكتابك، فأرني م??ا ه??و المكن??ون، في س??رك المخزون في علم غيبك، برحمتك يا أرحم ال??راحمين. اللهم أرني الح??ق حق??ا ح??تى أتبع??ه، وأرني الباط??ل ب??اطال ح??تى

. ومقص??وده من(2)أجتنبه، ثم يفتح المصفح، ويصنع كما مر« م??ا م??ر م??ا ج??اء في الرواي??ة المتقدم??ة عن الش??يخ جعف??ر

البحريني..278)( المصدر نفسه: 1.261: 6)( النوري، مستدرك الوسائل 2

وهذه الرواية ض��عيفة أيض��ا وال تمل��ك س��ندا وال

مصدرا. هذه هي نصوص االستخارة بالمصحف الش��ريفي والتتب���ع وليس فيه���ا إال الرواي���ة بع���د التقص��� األولى من المصادر األص��لية، وهي مس��ندة لكنه��ا ضعيفة السند، وأما باقي الروايات فكلها ظه��رت في القرن السابع الهجري والعاشر وما بعد، ع��دا رواي��ة تس��مية زي��د ال��تي وردت في مس��تطرفات الس��رائر، فإثب��ات اس��تخارة بالمص��حف معت��برة شرعا ال دليل عليه. وق��د نق��ل عن الخ��وئي ع��دم

.(1)وجود أحاديث معتبرة في استخارة المصحف بين االس??تخارة بالمص??حف والتف??أل ب??ه، فض االش??تباك

بين الروايات تواج??ه االس??تخارة بالمص??حف الش??ريف إش??كالية عام??ة تط?ال ك?ل رواي?ات ه??ذه االس?تخارة، وهي التف?أل ب?القرآن الكريم حيث ورد النهي عنه في بعض النصوص، مما يجع??ل هذه الروايات هن??ا معارض??ة لم??ا دل على النهي عن التف??أل بالقرآن الكريم، وهذا ما يعزز الموق??ف ال?رافض الس??تخارة

المصحف، ويضعها أمام مشكلة إضافية. والحديث الذي يقف مش??كلة هن??ا ه??و مرس??ل محم??د بن

،(2)عيسى، عن أبي عب??د الل??ه× ق??ال: »ال تتف??أل ب??القرآن« حيث دل الخ??بر ص??راحة على النهي عن التف??أل بالكت??اب

الكريم.وثمة محاوالت لتجاوز إشكالية هذا الخبر، وهي:

ما ذكره غير واحد من العلم??اء، منالمحاولة األولى: أن هذا الخبر الوحيد في النهي عن التفأل بالقرآن الك??ريم،

، فهو من جهة مرسل حيث يرويه محمد بن(3)ضعيف السند عيسى عن بعض رجاله، ففيه من لم يسم، ومن جهة ثاني??ة

فيه سهل زياد، ولم تثبت وثاقته على التحقيق. وهذه المحاولة في حد نفسها جي??دة، ل??و ص??ح س??ند خ??بر

.1، هامش 111)( انظر: فضل الله، القرعة واالستخارة: 1.629: 2)( الكافي 2.227: 1، ق 3؛ وما وراء الفقه ج171: 12)( انظر: جواهر الكالم 3

88 من أخبار االستخارة بالمصحف، أما حيث لم يصح سندا أي منها، بل هناك رواي??ة واح??دة تع??ود لعص??ر مص??ادر الح??ديث األساس??ية، ف??إن الق??وة االحتمالي??ة في رواي??ات االس??تخارة بالمصحف سوف تضعف بعد مجيء هذه الرواي??ة الض??عيفة السندة؛ ألن معارضة خبر ضعيف السند آلخر مثل??ه يض??عف القوة االحتمالية في االثنين معا، األمر ال??ذي يزي??د من وهن

روايات االستخارة بالمصحف الشريف.المحاولة الثانية: ، من(1) م??ا ذك??ره بعض العلم??اء أيض??ا

التمييز بين االستخارة وبين التفأل، فاالس??تخارة ي??راد منه??ا??ه ه??ل ه??و معرفة الرشد في الفعل أو طلب الخير منه، وأن فعل حسن أم ال، ومما ينبغي فعل??ه أم ال؟ أم??ا التف??أل فه??و نحو من استعالم الغيب لمعرفة المس??تقبل كش??فاء م??ريض أو نجاح طالب في االمتحانات أو توفيق شخص للسفر إلى الخ??ارج أو غ??ير ذل??ك، فهن??اك اختالف مفه??ومي ج??ذري بين االثنين، وهذا ما يرفع التعارض من رأس، فالمنهي عن??ه في خبر التفأل غير المأمور به في أخبار االستخارة بالمصحف. وعلة النهي عن التفأل بالقرآن أنه يفض??ي إلى س??وء الظن به في النهاية على تق??دير ع??دم تحق??ق األم??ر المنظ??ور في??ه ك??ان المستقبل مثال، أما في الفعل فحتى ل??و ظه??ر ل??ه أن??ه ك??ان األفض??ل ل??ه من بين الخي??ارات ??ه يبقى أن س??يئا إال أن المتوفرة أم??را محتمال، فلع??ل الخ??ير ل??ه في أن يخس?ر في تجارته لمص??الح ال يعرفه??ا إال الل??ه س??بحانه، أو لعل??ه األق??ل

سوءا. وهذا ال ين??افي مب??دأ التف??اؤل ال??ذي حثت علي??ه النص??وص والذي هو ضد التش??اؤم وأن من تف??اءل ب??الخير وج??ده؛ ألن??ة ه??ذا مب??دأ نفس??ي، فيم??ا ال??ذي نحن في??ه محاول??ة معرفي الستعالم المس??تقبل والع??واقب، وله??ذا ح??رم بعض العلم??اء الف??أل مطلق??ا إذا ب??نى اإلنس??ان علي??ه واعتق??د فص??ار أم??را إدراكيا علميا، والمف??روض أن يك??ون أم??را محتمال لكن م??ع

233،? 227:? 1، ق 3؛ وما وراء الفقه ج1417:? 9)( انظر: الوافي 1 ؛ ولطف الل??ه الص??افي،83:?? 3؛ والحر العاملي، هداية األمة 235?

؛ واإلي???رواني، دروس تمهيدي???ة في130:??? 1مجموع???ة الرس???ائل .38 ? 37: 2القواعد الفقهية

.(1)توجه النفس إليه

وقد نوقشت هذه المحاولة: بم??ا ذك??ره المحق??ق النجفي، من أن التف??أل إن لمأوال:

يكن أق??رب إلى موض??وع االس??تخارة من علم الغيب فه??و.(2)صادق على كل منهما ونسبته إليهما على حد سواء

والظاهر أن مراده أن اإلنسان عندما تخرج له آية معين??ة في االستخارة فإنه تحصل له هذه الحالة عينها التي تحصل لمن يتفأل، فكما يتفأل إنسان برؤي??ة ش??يء م??ا ك??ذا يتف??أل بالمصحف، والبد أن يكون مقصوده من الصدق عليهما ه??و الصدق عليهما معا ال إمكان الصدق، وإال فهو لوحده ال يفيد داللة الحديث على نفس مورد االس??تخارة كم??ا ه??و واض??ح،

فال يحرز المعارض. ولعله يمكن أن يكون مقصود النجفي ما سيأتي قريبا إن

شاء الله. ما ذكره العالم??ة فض??ل الل??ه، من أن ه??ذا التمي??يزثانيا:

الدقيق المذكور في كلم??ات الفيض الكاش??اني وأمثال??ه بين االستخارة والتفأل ال يتوفر لإلنسان عادة، فاإلنسان ال يميز بين اكتش??اف المس??تقبل واكتش??اف المص??لحة الكامن??ة في الفعل، بل الثاني يستبطن األول، فمن أراد السفر للتجارة،

ع��QلQ لQكم﴿فاس??تخار فخ??رج قول??ه تع??الى: Qالذي ج Qه��و ق��ه Tز ا وQكلوا من ر QاكبهQن Qشوا في مTام Qلوال فQذ Qض TرQ Tاأل

ور Qي��Tه النش�� إل Q15﴾ )المل??ك: و (، فه??و س??يأخذ انطباع??ا.(3)مستقبليا عن نجاح تجارته في سفره

وه??ذا اإلش??كال مرجع??ه إلى نق??د م??ا يمارس??ه المؤمن??ون الي???وم في طريق???ة تع???املهم م???ع االس???تخارة، وليس إلى التفكيك الذي مارسه الفيض الكاشاني، فإذا استطعنا تربية الن??اس على أنهم عن??دما يفتح??ون الق??رآن الك??ريم وتك??ون نتيج??ة االس??تخارة جي??دة، ف??إن عليهم أن يعرف??وا أن ه??ذا ال ربط له باستكشاف حال نتيجة الفعل المنظ??ورة لهم ك??ربح التجارة، بل أن يفهموا بأن هذا غايته حسن الفع?ل والرش?د فيه، وأن الحسن قد يج??امع الخس??ارة المادي??ة انطالق??ا من

.108: 22)( انظر: النجفي، جواهر الكالم 1.171: 12)( المصدر نفسه 2.117 ? 116)( فضل الله، القرعة واالستخارة: 3

90ى﴿ Qس��QعQو Tر لكم��Tي Qخ Qه��وQئا وTي Qش Tهوا QرTكQن تQى أ QسQعQو..

Tر لكم Qش�� Qه��وQئا وTي Qش�� Tن تحبواQ(، ف??إذا216﴾ )البق??رة: أ أمكن إيصال هذه الفكرة وتم االعتياد عليه??ا ارتف??ع إش??كال العالمة فضل الله، ودعوى التالزم القهري غ??ير واض??حة ل??و

كانت هي ما يريده&. ما ذك??ره العالم??ة فض??ل الل??ه أيض??ا، من أن تمي??يزثالثا:

المح??دث الكاش??اني بين س??وء الظن بالل??ه ال??ذي يحص??ل بالتفأل وبين االستخارة ال واقعية ل??ه، فل??و اس??تخار ش??خص م?ا، وك??انت نتيج?ة االس?تخارة أن الل?ه أرش?ده إلى الفع?ل، ففعله، فبانت المفس?دة في??ه ف?إن ه?ذا ي??وجب س?وء الظن بالله تعالى أيضا، فسوء الظن باالستخارة يفضي إلى س??وء .(1)الظن بالله تعالى أيضا وهذه المالحظة ال ترد أيضا على المحدث الكاشاني؛ ألن مرجعها إلى أن المستخير لم يفهم بش??كل ص??حيح الغ??رض من االستخارة، وهذا ال تتحم??ل االس??تخارة مس??ؤوليته، فل??و فهمن??ا الغ??رض من االس??تخارة، م??ا أس??أنا الظن بالل??ه؛ ألن معنى حسن الفعل أن الله سبحانه يريدنا أن نبتلي بخسارة تجارتنا وأن في ذلك مصلحة اآلجل بالنسبة لن??ا، وه??ذا غ??ير التفأل بمعنى استعالم الغيب، ففي التفأل أنا أقصد معرف??ة هل سنربح أم ال؟ فإذا تفألت بالقرآن وكانت النتيج??ة جي??دة فهذا معناه اإلخبار اإللهي لي بالربح، ف??إذا خس??رت انعكس ذلك سلبا علي؛ لوضوح التن??افي بين اإلخب??ار ب??الربح وواق??ع الخسارة، أما في االستخارة فقد اعلمت بحسن الفعل ولم يقم عن??دي دلي??ل على قبح??ه م??ا دمت مح??دود االطالع وال أعلم خفايا األم??ور، فف??رق بينهم??ا، فه??ذا تمام??ا كس??وء ظن بعض??هم بالل??ه ألن??ه ابتاله بص??رف النظ??ر عن االس??تخارة والتفأل، حيث نجيبه بأنه لعل في االبتالء المص??لحة ل??ك في اآلجلة إن لم يكن في العاجلة، وأن الله يعلم وأنت ال تعلم، األمر الذي يحول دون اتهامه هذا لله تعالى، وهو ما يحصل

أيضا عندما يدعو اإلنسان الله فال يجد اإلجابة في العاجل. ما يمكننا تسجيله في المقام، وه??و أن??ه بن??اء علىرابعا:

ما قاله المحدث الكاش??اني ينبغي أن ال يك??ون في نص??وص االستخارة بالمصحف الش??ريف م??ا ي??وحي بقض??ية اس??تعالم

.116)( المصدر نفسه: 1

المستقبل أو االرتباط بالتفأل وهذا يع??ني ض??رورة اس??تبعاد الروايات المصرحة بتعبير التفأل ب??القرآن، كالرواي??ة الثاني??ة من الطريقة األولى )خبر الخطيب المس??تغفري(، والرواي??ة الثالث???ة من الطريق???ة الثاني???ة )خ???بر المق???رئ األعجمي(، والرواية الرابعة من الطريق??ة الثاني??ة )خ??بر رس??الة مف??اتيح

الغيب(. وبهذا تخس??ر رواي??ات االس??تخارة بالمص??حف ثالث??ة منه??ا، ويض??عف ب??ذلك حجمه??ا الس??ندي وقوته??ا االحتمالي??ة في

الصدور. بل ق??د يفض??ي التأم??ل في بعض الرواي??ات إلى اعتباره??ا نوعا من استعالم الغيب وإن لم يرد فيها تعبير التفأل، ففي رواي??ة والدة زي??د بن علي )الرواي??ة الثالث??ة من الطريق??ة األولى( نحن نالحظ بناء على التفسير المتقدم للرواي??ة، أن اإلمام زين العاب?دين ق??د اس?تعلم مس?تقبل ول??ده ه?ذا ع?بر اآليات القرآني??ة، وأن ه??ذا الول??د س?يكون مجاه??دا وش??هيدا، فعلم أن??ه زي??د، فس??ماه ب??ذلك، وه??ذا أيض??ا ال عالق??ة ل??ه بخصوص استعالم الرشد في الفعل، بل له بع??د اس??تعالمي

مطل على الخارج ومستقبلياته. كما أن الرواي??ة األولى من الطريق??ة الثاني??ة، وهي رواي??ة المفضل بن عمر، قد جاء فيها االستدالل على خروج اإلمام المهدي من خالل الكتاب؛ وهذا أيضا فيه نوع من االستعالم للغيب، واألوضح منها ما أوردناه في ذيلها من رواية الش??يخ القطيفي نقال عن خ??ط العالم??ة الحلي، فإنه??ا واض??حة في فتح المصحف الستعالم حال ظهور اإلمام المه??دي، ول??ذلك اضطر العالمة المجلسي الفتراض س??قط فيه??ا كي يربطه??ا

باالستخارة على فعل معين. وبه??ذا يظه??ر أن ح??والي س??ت رواي??ات هن??ا راجع??ة إلىره الش??يخ التفأل بالقرآن بمعنى اس??تعالم الغيب، كم??ا فس?? الكاشاني، وأن قرابة ثالثة رواي??ات أخ??رى فق??ط ليس فيه??ابه أيض??ا من تل??ك ه??ذا األم??ر، وإن ك??ان لس??انها في??ه ش?? النص??وص، وه??ذا يع??ني أن ظه??ور خ??بر النهي عن التف??أل بالمصحف سوف يفقدنا الوث??وق بنص??وص االس??تخارة؛ ألن??ه سوف يقللها بحث تصبح ? مع ضعفها السندي ? مما يص??عب تحصيل الوثوق بصدروه، فمآل تخريج المحدث الكاش??اني ?

92 إذا كان تخريجا صحيحا ? إلى سقوط حجية أدلة االس??تخارة بالمص??حف على تق??دير كس??بها الحجي??ة من عنص??ر التك??اثر

والتظافر. ما ذكره السيد محمد الصدر، من أنالمحاولة الثالثة:

رواي??ة النهي عن التف??أل وردت بص??يغة المف??رد »ال تتف??أل??ه من الممكن أن يك??ون ه??ذا ب??القرآن«، وه??ذا يع??ني أنا بش??خص المخ??اطب ال??ذي يوج??ه اإلم??ام الخط??اب خاص?? الصادق الكالم إلي??ه، األم??ر ال??ذي يف??رض أن يك??ون التف??أل

.(1)بالقرآن منهيا عنه لطبقة معينة، دون سائر الطبقات ولعله لهذا وجدنا في خبر المفض??ل بن عم??ر الجعفي أن??ة فتح المص??حف اإلم??ام اعت??بر أن الش??يعة ال يعرف??ون كيفي حيث ق??ال: »وتحس??نون؟ والل??ه م??ا تحس??نون«، ثم علمهم الكيفية، األمر الذي يع??ني أن بعض الن??اس ال تحس??ن ذل??ك، بل لع??ل م??ا يق??وي ه??ذا ه??و أن اإلم??ام زين العاب??دين تف??أل??ه ة ول??ده زي??د، وحيث إن بنفس??ه مس??تعلما الغيب في قص?? معصوم يعلم الكتاب لذا كان ذلك جائزا له. وعلي??ه ف??النهي عن التف??أل بالمص??حف نهي شخص??ي وليس عام??ا لجمه??ور

المسلمين، فال يعارض أخبار االستخارة. وهذه الطريقة في معالجة الموضوع ق��د تواج��ه

مشاكل:1��� ا ??ه كم??ا يحتم??ل أن يك??ون النهي عن التف??أل خاص?? إن

بالش???خص المخ???اطب ك???ذلك يحتم???ل أن يك???ون تج???ويز االس??تخارة بالمص??حف خاص??ا بفري??ق خ??اص أو بالمخ??اطب أيضا، فنحن لو راجعنا مجمل روايات االستخارة بالمصحف، لوجدناها أيضا تعليما ألشخاص مخاطبين بأعيانهم ومن ذلك رواية اليسع القمي، وهي الرواية األهم في الباب، فم??ا ه??و الموجب لترجيح البعد الشخصي في رواية التف??أل بالكت??اب على احتمال البعد الشخصي في رواية االستخارة؟ وتك??ون النتيج???ة إم???ا أن االس???تخارة تك???ون لبعض الن???اس أو أن االستخارة والتفأل جاءا لحاالت خاصة، ال تستخدم من قب??ل

الجميع. واإلفراد والجمع ليس لهما قيمة في خصوصية المخاطب

؛ وانظ??ر: س??لمان الدهش??وري،227:?? 1، ق3)( م??ا وراء الفق??ه ج1 :60 ? 59دراسة استداللية حول االستخارة، مص??در س??ابق، الع??دد

103 ? 105.

وع??دم خصوص??يته، خالف??ا لم??ا ه??و ظ??اهر مداخل??ة الش??هيد الصدر الثاني&، فإنه حتى لو كانت العبارة جمعا ق??د يك??ون المراد منها جملة الحاضرين في مجلس الخطاب، نعم إنما نخ??رج من ذل??ك بالخطاب??ات الظ???اهرة في التعميم مث??ل المس??لمون والمؤمن??ون، بع??د تج??اوز إش??كالية اختص??اص الخطاب بالمشافهين وبالمقصودين باإلفهام والتي تخطاه??ا

علماء أصول الفقه. إن أصل التخصيص للمخاطب في صورة اإلفراد في??ه�2

نظر؛ فإن قصد أن ذلك قاعدة جارية في ك??ل الم??وارد، فال دليل عليه??ا، ب??ل ال يق??ول به??ا ص??احب اإلش??كال نفس??ه في أبحاثه األصولية والفقهية، وإن قصد أن األخذ بها إنما يكون في حال التعارض، فه??ذا يحت??اج إلى إب??راز م??رجح احتم??الي ع??رفي، ف??إذا لم يكن لص??يغة اإلف??راد دالل??ة عرفي??ة قابل??ة??ه ال يص??ح اعتباره??ا لتوفير الجم??ع الع??رفي في المق??ام، فإن مرجعا لرف??ع التع??ارض الب??دوي، ويك??ون ذل??ك محض ت??برير لرفع التعارض دون إبراز تخريج أص??ولي له??ذا الت??برير. وإذا كان هذا التخريج هو احتمال الخصوصية فإنه إذا أفاد الكالم العموم ظه??ورا لم ينف??ع احتم??ال الخصوص??ية ثبوت??ا، وإال لم تكن معارض??ة من األول، ول??و بقين??ا نحن ورواي??ة التف??أل بالكت??اب، بص??رف النظ??ر عن المعارض??ة فم?ا ه??و الم??وجب لتخصيصها، إال اختصاص الخطاب بالمقص??ودين باإلفه??ام أو المشافهين أو غير ذلك من النظري??ات ال??تي يتس??اوى فيه??ا خبر التفأل وخبر االستخارة، فلم نخ??رج بم?برر واض??ح له??ذا

الترجيح المدعى. والحاصل أن احتمال الخصوصية إن كان أص??ال يعم??ل ب??ه في فهم النصوص مطلقا فهذا يشمل أخبار االستخارة، وإال

فالبد من ذكر المبرر إلجرائه في نصوص التفأل خاصة. ما ذكره السيد الصدر الثاني أيض??ا،المحاولة الرابعة:

من أن الس????يرة منعق????دة على االس????تخارة بالمص????حف الشريف، فتكون السيرة نافية لصدق الخبر المعارض، وهو التفأل، فيس??قط عن االعتب??ار، ويؤخ??ذ بنص??وص االس??تخارة

.(1)الموافقة للسيرة بال معارض.228 ? 227: 1، ق 3)( ما وراء الفقه ج1

94 وهذا الكالم متين منهجيا، غير أنه يفتق?ر إلى إثب?ات قي?ام السيرة على االس??تخارة بالمص??حف الش??ريف بحيث تك??ون??ه في غاي??ة الص??عوبة، متص??لة بعص??ر النص، وق??د تق??دم أن فالترجيح بموافقة السيرة ال واقعية له هنا صغرويا، والسير

المتأخرة ال تفيد شيئا كما هو واضح. ما ذكره بعض المعاص??رين ??? م??عالمحاولة الخامسة:

اض??طراب كلمات??ه وبع??د رده كالم الفيض الكاش??اني ??? من حمل النص??وص المج??وزة على االس??تخارة بمع??نى التع??رف واالستطالع على ما هو الخير واقعا في علم الله، وه??و في الحقيقة من قبيل التعرف على الغيب المستور الث??ابت في علم الل??ه تع??الى، وأم??ا النهي عن التف??أل فمحم??ول على???ة مج???رد االطالع على المغيب???ات وكش???ف األم???ور الخفي المجهول???ة من دون أن يك???ون في مق???ام االس???تخارة وال للتعرف على ما هو الخير واقعا في األمر الذي يري?د فعل?ه. وبه??ذا يك??ون التف??أل مطابق??ا لبعض مع??اني االس??تخارة ال

.(1)لجميعها وال??ذي أفهم??ه من كالم??ه بطول??ه أن اإلنس??ان إذا فتح الق??رآن الك?ريم قاص??دا اس??تعالم غيب فعل??ه ال??ذي س?يقدم عليه كان ذلك اس??تخارة حس??نة، أم??ا إذا لم يكن في مق??ام الفعل وكشف حاله، بل فتح القرآن ليستعلم أمرا ال عالق??ة لفعله به، كأن يرى ه??ل س??يحدث زل??زال ه??ذا الع??ام أم ال؟

فهذا هو التفأل المنهي عنه. إال أن ه��ذا التمي��يز لم أفهم ل��ه وجه��ا لغوي��ا

م??ا لم يقص??د من??ه أن النهي عن التف??أل بالكت??ابوعرفيا، عام بينما األمر باالستخارة خاص بمعرفة مس??تقبل الفع??ل،، ويتم الجم??ع الع??رفي حينئ??ذ، فيقيد هذا الخاص ه??ذا الع??ام وه???و تفس???ير متف???رع على ع???دم ص???حة محاول???ة الفيض الكاش??اني أو المح??اوالت األخ??رى ال??تي تفهم التب??اين بين مفه???ومي االس???تخارة والتف???أل، إذ م???ع التب???اين ال مع???نى

للتخصيص؛ الختالف النسبتين. ولعل ما يواجه كل ه��ذه التفاس��ير والمح��اوالت

حيث إن الف??أل في لغ??ة الع??ربالتوفيقي�ة ه�و اللغ�ة، ?302:?? 3)( علي أكبر السيفي المازندراني، مباني الفقه الفع??ال 1

307.

??ر والتش??اؤم، فالحال??ة النفس??ية بمع??نى م??ا ين??اقض التطي واالستبشار واإلحساس باألمل والشعور بأن األم??ور س??وف

تكون خيرا وذات نتيجة حسنة هو مضمون التفأل. ،(1)قال الفراهيدي: »الفال معروف.. وذلك ضد الط??يرة«

وذكر ابن السكيت األهوازي: ».. والف??أل أن يك??ون الرج??ل مريضا فيسمع آخر يقول: يا سالم، أو يكون طالب??ا فيس??مع

??ر عن الط??يرة بالف??أل(2)آخ??ر يق??ول: ي??ا واج??د« . وله??ذا عب . ولهذا كان التيمن بالفأل عند العرب، كما أن هذا(3)الرديء

هو المعنى العرفي السائد بين الناس، فال يق??ال لمن يطل??ع على الغيب: إنه يتفأل، بل يق??ال بأن??ه ينجم أو ه??و ك??اهن أو عراف أو متنبئ أو نحو ذلك، فالفأل له بعد نفسي بالدرج??ة األولى فيما ستصير األمور إليه وس??يحدث، فيق??ع االنقب??اض والقلق أو االنبساط والبشر النفساني، وليس بع??دا معرفي??ا

صرفا في كشف المغيبات. وبناء عليه، فالنهي عن التفأل بالقرآن إذا ش??مل الط??يرة على أساس أنها الفأل ال??رديء فيك??ون المع??نى: ال تفتح??وا القرآن لتتشاءموا أو تتيمنوا من خالل??ه بفع??ل س??تفعلونه أو بحدث قد يق??ع، وأم??ا إذا اختص بم??ا قاب??ل الط??يرة، فيك??ون المع??نى: ال تجعل??وا الق??رآن م??ادة لالستبش??ار في األم??ور، والمتحصل: ال تجعلوا القرآن ك??البوم أو الم??اعز تتش??اءمون

به.رناها؛ وهذا المعنى كله موجود في االس??تخارة مهم??ا فس?? ألن االستخارة ??? س??واء ك??انت لطلب الرش??د في الفع??ل أو الستعالم حال العواقب ? تستبطن هذه الحالة النفسية التي تستدعي اإلقدام على الفعل واالستبشار به أو اإلحجام عنه والقلق من عواقبه ولو األخروية، ولهذا تجد بعض??هم ينقبض من مخالفة االستخارة فيذهب نحو التصدق، وليس ذل??ك إال ألن االستخارة تفرض وجود ه??ذه الحال??ة النفس??ية ش??ئنا أم أبينا، والفأل والطيرة يستدعيان ذلك عادة أيضا، فقد كانت ه??ذه هي ع??ادة الع??رب، فتك??ون رواي??ة النهي عن التف??أل بالقرآن متداخلة مع روايات االس??تخارة ب??ه، وله??ذا ورد في

.336: 8)( العين 1.1788: 5؛ والصحاح 286)( ترتيب إصالح المنطق: 2.728: 2)( الجوهري، الصحاح 3

96 بعضها التعبير بالتف??أل ب??القرآن الك??ريم في إش??ارة ض??منية

لهذا التداخل. ولعل ما يهون الخطب أن رواية النهي عن التفأل ضعيفة غ??ير مس??ندة بم??ا يجبره??ا وإال ل??زم التس??اقط إن لم نق??ل

بالتخصيص كما تقدم. والحاص���ل أن���ه لم يثبت ب���دليل معت���بر خ���اص مشروعية االستخارة بالمص��حف الش��ريف، فض��ال عن استحباب ذل��ك، ب��ل خ��بر التف��أل بالكت��اب ق��د يجعل االحتياط ولو االس��تحبابي قائم��ا على ت��رك

هذه االستخارة.

ثالثا: االستخارة بالرقاع أو االستخارة ذات الرقاع اس????تخارة ذات الرق????اع من االس????تخارات المعروف????ة المتداول??ة بين مت??أخري المتش??رعة في الح??د األدنى، وق??د وردت فيها مجموع??ة من النص??وص والرواي??ات ال??تي يمكن إرجاعه??ا إلى ع??دة ط??رق أو أش??كال تابع??ة لع??دد الرق??اع

المأخوذة فيها، وذلك كما يلي: وق??د وردت فيه??ا بعضأ��� االس��تخارة ب��الرقعتين:

الروايات وهي: مرفوعة علي بن محمد، عنهم×، أن??هالرواية األولى:

قال لبعض أصحابه، وق??د س??أله عن األم??ر يمض??ي في??ه، وال??ك«، ق??ال: يجد أحدا يشاوره، فكيف يصنع؟ قال: »شاور رب فقال له: كيف؟ قال له: »إنو الحاجة في نفس??ك، ثم اكتب رقع???تين، في واح??دة ال، وفي واح??دة نعم، واجعلهم??ا في بندقتين من طين، ثم صل ركع??تين، واجعلهم??ا تحت ذيل??ك، وق??ل: ي??ا الل??ه، إني أش??اورك في أم??ري ه??ذا، وأنت خ??ير مستشار ومشير، فأشر علي بما فيه صالح وحس??ن عافي??ة. ثم أدخل يدك فإن كان فيها نعم فافعل، وأن كان فيها ال، ال

.(1)تفعل. هكذا شاور ربك« وق??د ذك??ر الفيض الكاش??اني أن ه??ذا الح??ديث ال ينحص??ر بالبندقة والطين والرقاع بقرينة س??ائر رواي??ات االس??تخارة،

، ويفهم من???ه ع???دم(2)وإنم???ا هي مج???رد ط???رق تعليمية.182: 3؛ وتهذيب األحكام 473: 3)( الكافي 1.1413 ? 1412: 9)( الوافي 2

خصوصيتها وإمكان التعدي عنها.

??ر عن ونتيجة استخدام البنادق في مث??ل ه??ذه الرواي??ة عب?ر هذه االستخارات أحيانا بأنه??ا اس?تخارة بالبن?ادق، فيم??ا عب آخرون بأنها استخارة الرقاع، وتعد مثل هذه الرواية ??? كم??ا

??? من الرواي??ات ال??تي جمعت تعب??ير الرق??اع(1)ذك??ر بعض??هموالبنادق واالستشارة.

والبندقة في اللغة هي ما يرمى به، وهي آل??ة ي??رمى به??ا الصيد، ولع??ل أص??له من الفارس??ية، وق??د ذك??ر بعض??هم أنه??ا

.(2)طينة مدورة مجففة، وقد يرادفه كلمة الجالهق والمقص??ود به??ا هن??ا بندق??ة من طين أو نح??وه تجع??ل فيه??ا

الرقاع المطوية.وهذه الرواية:

ظاهرها أن االستخارة بالرق??اع أو البن??ادق مورده??اأوال: في القدر المتيقن من الرواية هو فق??دان مج??ال استش??ارة اآلخرين، وكأن السائل قد ركز في ذهنه مفه??وم استش??ارة الغ??ير، ولم??ا لم يج??د س??أل، فأجاب??ه اإلم??ام على مف??روض??ه يق??ره على ذل??ك، فال يؤخ??ذ ب??إطالق ه??ذه الس??ؤال، وكأن

. إال إذا قي??ل بالحس??ن ال??ذاتي(3)الرواي??ة لغ??ير ه??ذه الح??اللمشاورة الله دوما وهو صعب اإلثبات بهذه الطريقة.

إن المصدر األساسي والوحي??د للرواي??ة ه??و ك??افيثانيا: الكليني، وقد ورد فيه الح??ديث مرفوع??ا إلى إم??ام ال بعين??ه، فيكون مرسال مرفوعا لم تثبت حجيت??ه الس??ندية، وال ش??اهد

في الرواية على حضور محمد بن علي المجلس. م??ا ذك??ره الس??يد ابن ط??اووس حيثالرواية الثاني��ة:

قال: »ووجدت بخط الشيخ علي بن يح??يى الحاف??ظ ??? ولن??ا منه إجازة بكل ما يرويه ? م??ا ه??ذا لفظ??ه: اس??تخارة موالن??ا أمير المؤمنين علي بن أبي ط??الب علي??ه الص??الة والس??الم. وهي أن تضمر ما ش??ئت، وتكتب ه??ذه االس??تخارة وتجعله??ا في رقعتين، وتجعلهما في مث??ل البن??دق، ويك??ون ب??الميزان، وتض??عهما في إن??اء في??ه م??اء، ويك??ون على ظه??ر أح??دهما:

.285 ? 284: 3)( مباني الفقه الفعال 1 :10؛ ولسان العرب 1452:? 4؛ والصحاح 261:? 5)( انظر: العين 2

.48: 13؛ وتاج العروس 141: 5؛ ومجمع البحرين 29 )( بعد أن كتبت هذا التعليق رأيت ما هو قريب من??ه عن??د الس??يد3

.95فضل الله، القرعة واالستخارة:

98 إفعل. واألخرى: ال تفعل. وهذه كتابتها: م??ا ش?اء الل?ه ك??ان، اللهم إني أس??تخيرك خي??ار من ف??وض إلي??ك أم??ره، وأس??لم إلي??ك نفس??ه، واستس??لم إلي??ك في أم??ره، وخال ل??ك وجه??ه، وتوكل عليك فيما نزل به، اللهم خر لي وال تخ??ر علي، وكن لي وال تكن علي، وانص??رني وال تنص??ر علي، وأعني وال تعن علي، وأمكني وال تمكن مني، واه??????دني إلى الخ??????ير وال تضلني، وأرضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، إنك تفع??ل ما تشاء، وتحكم ما تريد، وأنت على كل شيء ق??دير. اللهم إن كانت لي الخيرة في أمري هذا في ديني ودنياي وعاقبة أمري فسهله لي، وإن كان غير ذلك فاصرفه عني ي??ا أرحم الراحمين، إنك على كل شيء قدير. فأيهما طلع على وج??ه الماء فافعل به، وال تخالفه إن شاء الله تعالى، وحسبنا الله

.(1)ونعم الوكيل« والرواي??ة من ط??رق االس??تخارة ب??الرقعتين ع??بر البن??ادق أيضا، وال سند لها كما هو واضح من القرن السابع الهج??ري إلى القرن األول )بناء على روايتها عن اإلمام علي× وأنه??ا لذلك عبر عنها باس??تخارة أم??ير المؤم??نين×(، فهي ش??ديدة الضعف على مستوى السند والمصدر. كما أن النهي الوارد في آخره??ا عن المخالف??ة ربم??ا ال يك??ون من نص اس??تخارة األمير، ب??ل من كالم ابن ط??اووس أو من كالم الش??يخ علي

الحافظ نفسه.الرواية الثالث��ة: م??ا ذك??ره الس??يد ابن ط??اووس أيض??ا

حيث قال: »وجدت في كتاب ع??تيق في??ه دع??وات ورواي??ات من طريق أصحابنا تغمدهم الله ج??ل جالل??ه بالرحم??ات، م??ا هذا لفظه: تكتب في رقع??تين، في ك??ل واح??دة: بس??م الل??ه الرحمن الرحيم، خيرة من الله العزيز الحكيم، لعب??ده فالن بن فالن. وتذكر حاجتك، وتقول في آخرها: أفعل يا م??والي. وفي األخ??رى: أتوق??ف ي??ا م??والي. واجع??ل ك??ل واح??دة من الرقاع في بندقة من طين، وتقرأ عليها الحمد سبع م??رات، وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات، وس??ورة والض??حى س??بع مرات، وتطرح البندقتين في إناء فيه ماء بين يديك، فأيهم??ا انش??قت ]انبعث ??? انبثقت[ ووقفت قب??ل األخ??رى، فخ??ذها

.265 ? 264)( فتح األبواب : 1

.(1)واعمل بما فيها إن شاء الله«

والرواية مجهولة المصدر والسند، بل لم تنس??ب ص??راحة إلى إم???ام أو ن???بي، وإن اس???توحي من مطل???ق كالم ابن

طاووس أنها رواية، فاالعتماد عليها مشكل جدا. م??ا ذك??ره ابن ط??اووس أيض??ا ق??ال:الرواية الرابع��ة:

»ورأيت بخطي على المصباح، وم??ا أذك??ر اآلن من رواه لي وال من أين نقلته، ما ه??ذا لفظ??ه: االس??تخارة المص??رية عن موالنا الحجة ص??احب الزم??ان×: تكتب في رقع??تين: خ??يرة من الل??ه ورس??وله لفالن بن فالن??ة ]فالن بن فالن[ وتكتب في إح??داهما: إفع??ل. وفي األخ??رى: ال تفع??ل. وت??ترك في بن??دقتين من طين، وت??رمى في ق??دح في??ه م??اء، ثم تتطه??ر وتص??لي، وت??دعو عقيبهم??ا: اللهم إني أس??تخيرك خي??ار من??ل علي??ك في فوض إليك أم??ره، وأس??لم إلي??ك نفس??ه، وتوك أمره، واستسلم بك ]لك[ فيما نزل به من أمره، اللهم خ??ر لي وال تخ?????ر علي، وأعني وال تعن علي، ومكني وال تمكن مني، واهدني للخير وال تض??لني، وأرض??ني بقض??ائك، وب??ارك لي في قدرك، إنك تفعل م??ا تش??اء وتعطي م??ا تري??د، اللهم إن كانت الخيرة لي في أمري هذا وه??و ك??ذا وك??ذا، فمكني من??ه، وأق??درني علي??ه، وأم??رني بفعل??ه، وأوض??ح لي طري??ق الهداي??ة إلي??ه. وإن ك??ان اللهم غ??ير ذل??ك فاص??رفه عني إلى الذي هو خير لي منه، فإنك تقدر وال أق??در، وتعلم وال أعلم، وأنت عالم الغي??وب، ي??ا أرحم ال??راحمين. ثم تس??جد وتق??ول فيها: أس??تخير الل??ه خ??يرة في عافي??ة، مائ??ة م??رة. ثم ترف??ع رأس??ك، وتتوق??ع البن??ادق، ف??إذا خ??رجت الرقع??ة من الم??اء

.(2)فاعمل بمقتضاها إن شاء الله« وحال الرواية من حيث الس??ند والمص??در واض??ح الض??عف والوهن، بما ال حاجة لتوضيحه، حتى أن ابن طاووس نفسه

ال يعلم من أين حصل على هذه الرواية. ه?(548 ما ذكره الشيخ الطبرسي )الرواية الخامسة:

في االحتج??اج، في مكاتب??ة الحم??يري لإلم??ام المه??دي: عن الرج??ل يع??رض ل??ه الحاج??ة مم??ا ال ي??دري أن يفعله??ا أم ال،

.261)( المصدر نفسه: 1.266 ? 265)( المصدر نفسه: 2

100 فيأخذ خاتمين، فيكتب في أحدهما: نعم إفعل. وفي اآلخ??ر: ال تفع??ل. فيس??تخير الل??ه م??رارا، ثم ي??رى فيهم??ا، فيخ??رج أحدهما فيعمل بها يخرج، فهل يجوز ذلك أم ال؟ والعامل به والتارك له أهو مثل االستخارة أم هو سوى ذل??ك؟ فأج??اب: »الذي س?نة )س?نه( الع??الم× في ه?ذه االس?تخارة بالرق?اع

.(1)والصالة« وهذه الرواية كأنه??ا تجع??ل للرق?اع خصوص??ية، خالف?ا لم?ا تقدمت اإلش??ارة إلي??ه في بعض الكلم??ات، وق??د حكم الح??ر العاملي بعدم جواز االس??تخارة ب??الخواتيم انطالق??ا من ه??ذه

.(3). وسماها بعضهم باالستخارة بالخاتم(2)الرواية وإنم??ا وض??عنا ه??ذه الرواي??ات في نص??وص االس??تخارة بالرقعتين؛ ألن الج?واب فيه?ا لم يؤاخ?ذ س?وى على الخ?اتم دون س??ائر األم??ور، مم??ا ي??وحي ب??أن االس??تخارة ب??الرقعتين

مكان الخاتمين مشروع، وربما يكون مستحبا. ه??ذا، والخ??بر مرس??ل، إذ بع??د ع??دم العث??ور على ه??ذه المكاتب??ة وأمثاله??ا مم??ا نقل??ه لن??ا الطبرس??ي عن الحم??يري، وبينهم??ا قراب??ة ثالث??ة ق??رون، وع??دم وج??ود س??ند، يص??عب

االحتجاج بمثل هذه الرواية. م??ا ذك??ره الس??يد ابن ط??اووس فيالرواية السادسة:

موضع آخر من كتابه بعد نقله خبر الكلي??ني المتق??دم، حيث قال: »ما وجدت إلى حين تأليف هذا الكتاب في االستخارة برقعتين غير هذه الرواية، وهي مرسلة كم??ا رويناه??ا، وك??ذا رواها جدي أبو جعفر الطوسي رضي الل?ه عن??ه في ته??ذيب األحكام، وفي المصباح الكبير، وما وجدت لها إسنادا متصال إال إلى علي بن محمد الذي رفعها. أقول: وما وجدت رواية مس??ندة أيض??ا بص??الة ركع??تين ورقع??تين من غ??ير أن تك??ون الرقعتان في بندقتين، بل وجدت عن الكراجكي رحمة الله عليه، ق??ال: وق??د ج??اءت رواي??ة أن تجع??ل رق??اع االس??تخارة اثن???تين، في إح???داهما: إفع???ل. وفي األخ???رى: ال تفع???ل. وتسترهما عن عينك، وتصلي صلواتك، وتسأل الل??ه الخ??يرة

.314: 2)( االحتجاج 1.73: 8)( تفصيل وسائل الشيعة 2 ؛ والبروجردي، جامع101)( انظر: فضل الله، القرعة واالستخارة: 3

.333: 7أحاديث الشيعة

في أمرك، ثم تأخذ منهما واحدة فتعمل بما فيها. ه??ذا آخ??ر

.(1)ما ذكره ولم أجد الرواية بذلك بإسنادها« والرواي??ة يحتم??ل أنه??ا إح??دى الرواي??ات الس??ابقة، وابن طاووس ينقلها عمن نقلها عن الكراجكي، ووضعها السندي

ضعيف كما هو واضح. ه??ذا م??ا عثرن??ا علي??ه من رواي??ات الرقع??تين، وهي أغلب رواي???ات االس???تخارة بالبن???ادق أيض???ا، ولم نف???رد للبن???ادق

؛ ألنه??ا ال تغ??اير بعض ط??رق(2)اس??تخارة، خالف??ا لبعض??هماالستخارة بالرقاع بل هي ضمنها كما الحظنا.

وبهذا ظهر أن روايات االس��تخارة برقع��تين ق��د تص��ل إلى س��ت رواي��ات، كله��ا مرس��لة وض��عيفة

السند جدا. وفيها روايتان:ب � االستخارة بثالث رقاع:

م??ا رواه الس??يد ابن ط??اووس، عنالرواي��ة األولى: أحمد بن محمد بن يحيى، ق??ال: أراد بعض أوليائن??ا الخ??روج للتجارة، فقال: ال أخرج حتى آتي جعفر بن محم??د’ فأس??لم عليه، وأستشيره في أمري هذا، وأس??أله ال??دعاء لي، ق??ال: فأتاه فقال: ي??ا ابن رس??ول الل??ه إني ع??زمت على الخ??روج للتج??ارة، وإني آليت على نفس??ي أال أخ??رج ح??تى ألق??اك وأستشيرك، وأسألك الدعاء لي، ق??ال: ف??دعا لي، وق??ال×: »عليك بصدق اللسان في حديثك، وال تكتم عيب??ا يك??ون في تجارت??ك، وال تغبن المسترس??ل ف??إن غبن??ه رب??ا، وال ت??رض للناس إال ما ترضاه لنفسك، وأعط الح??ق وخ??ذه، وال تخ??ف وال تخن، فإن التاجر الص??دوق م??ع الس??فرة الك??رام ال??بررة يوم القيام??ة، واجتنب الحل??ف، ف??إن اليمين الف??اجرة ت??ورث ص??احبها الن??ار، والت??اجر ف??اجر إال من أعطى الح??ق وأخ??ذه، وإذا ع??زمت على الس??فر أو حاج??ة مهم??ة ف??أكثر ال??دعاء واالستخارة، فإن أبي حدثني عن أبيه، عن ج??ده أن رس??ول الله‘ كان يعلم أصحابه االستخارة كما يعلمهم الس??ورة من القرآن، وإنا لنعم??ل ذل??ك م??تى هممن??ا ب??أمر، ونتخ??ذ رقاع??ا لالستخارة، فما خرج لنا عملنا عليه، أحببنا ذلك أم كرهنا«. فقال الرجل: يا م??والي فعلم??ني كي??ف أعم??ل؟ فق??ال: »إذا

.229 ? 228)( فتح األبواب: 1 )( مثل: السيد عبدالله ش??بر، إرش??اد المستبص??ر في االس??تخارات:2

67 ?72.

102 أردت ذلك فأسبغ الوضوء وصل ركعتين، تقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد مائة مرة، فإذا سلمت فارفع يديك

بالدعاء. وقل في دعائك: يا كاشف الكرب ومف??رج الهم وم??ذهب الغم ومبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا من يفزع الخلق إليه في حوائجهم ومهماتهم وأمورهم، ويتوكل??ون علي??ه، أم??رت بال??دعاء وض??منت اإلجاب??ة، اللهم فص??ل على محم??د وآل محمد، وابدأ بهم في كل أمري، وأفرج همي، ونفس كربي، وأذهب غمي، واكشف لي عن األمر ال?ذي ق?د التبس علي، وخر لي في جميع أموري خيرة في عافية، فإني أس??تخيرك اللهم بعلم??ك، وأس??تقدرك بق??درتك، وأس??ألك من فض??لك، وألجأ إليك في كل أموري، وأبرأ من الحول والقوة إال ب??ك، وأتوكل عليك، وأنت حسبي ونعم الوكي??ل، اللهم ف??افتح لي??ك ر لي جمي??ع أم??وري، فإن أبواب رزق??ك وس??هلها لي، ويس?? تق??در وال أق??در، وتعلم وال أعلم، وأنت عالم الغي??وب. اللهم إن كنت تعلم أن ]ه??ذا[ األم?ر ?? وتس?مي م??ا ع?زمت علي??ه وأردته ? هو خ??ير لي في دي??ني ودني??اي، ومعاش??ي ومع??اديره وعاقبة أم??وري، فق??دره لي، وعجل??ه علي، وس??هله ويس?? وبارك لي فيه،وإن كنت تعلم أنه غير ن??افع لي في العاج??ل واآلجل، بل هو شر علي فاصرفه عني واصرفني عنه، كيف ش??ئت وأنى ش??ئت، وق??در لي الخ??ير حيث ك??ان وأين ك??ان، ورضني يا رب بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى ال أحب تعجيل ما أخرت، وال تأخير ما عجلت، إن?ك على ك??ل ش??يء قدير، وهو عليك يسير. ثم أك??ثر الص??الة على محم??د الن??بي وآله صلوات الله عليهم أجمعين، ويك??ون مع??ك ثالث رق??اع قد اتخذتها في قدر واحد، وهيئة واحدة، واكتب في رقعتين منه????ا: اللهم ف????اطر الس????ماوات واألرض، ع????الم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما ك??انوا في??ه يختلف??ون،???ك تعلم وال أعلم، وتق???در وال أق???در، وتقض???ي وال اللهم إن أقضي، وأنت عالم الغي??وب، ص??ل على محم??د وآل محم??د، وأخ??رج لي أحب الس??همين إلي??ك، وخيرهم??ا لي في دي??ني ودنياي وعاقبة أموري، إنك على كل شيء قدير، وهو عليك

يسير. وتكتب في ظه??ر إح??دى الرقع??تين )إفع??ل(، وعلى ظه??ر

األخرى )ال تفع??ل( وتكتب على الرقع??ة الثالث??ة: ال ح??ول وال قوة إال بالله العلي العظيم، اس??تعنت بالل??ه، وت??وكلت )على الله(، وهو حسبي ونعم الوكي??ل، ت??وكلت في جمي??ع أم??وري على الل??ه الحي ال??ذي ال يم??وت، واعتص??مت ب??ذي الع??زةنت ب??ذي الح??ول والطول والملك??وت، والج??بروت، وتحص?? وسالم على المرسلين، والحمد لل??ه رب الع??المين، وص??لى

الله على محمد النبي وآله الطاهرين. ثم تترك ظهر هذه الرقعة أبيض، وال تكتب عليه شيئا. ثم تطوي الثالث رقاع طيا شديدا على صورة واح??دة، وتجع??ل في ثالث بن??ادق ش??مع أو طين، وعلى هيئ??ة واح??دة، ووزن واح??د، وادفعه??ا إلى من تث??ق ب??ه، وت??أمره أن ي??ذكر الل??ه، ويصلي على محمد وآله، ويطرحه??ا إلى كم??ه، وي??دخل ي??ده اليم?نى فيجيله?ا في كم?ه، ويأخ?ذ منه?ا واح?دة من غ??ير أن ينظر إلى شيء من البنادق، وال يتعمد واحدة بعينه??ا، ولكن أي واحدة وقعت عليها يده من الثالث أخرجها، فإذا أخرجها أخذتها منه وأنت تذكر الله عز وجل، وتس??أله الخ??يرة فيم??ا خرج لك، ثم فضها واقرأها، واعمل بما يخرج على ظهره??ا. وإن لم يحضرك من تثق به، طرحتها أنت إلى كمك وأجلتها بي??دك، وفعلت كم??ا وص??فت ل??ك، ف??إن ك??ان على ظهره??ا )إفعل( فافع??ل وامض لم??ا أردت، فإن??ه يك??ون ل??ك في??ه إذا فعلته الخيرة إن شاء الله تعالى، وإن كان على ظهره??ا )ال??ك إن خ??الفت لقيت تفعل(، فإياك أن تفعله أو تخ??الف، فإن

عنتا، وإن تم لم يكن لك فيه الخيرة. وإن خ??رجت الرقع??ة ال??تي لم تكتب على ظهره??ا ش??يئا فتوقف إلى أن تحضر صالة مفروضة، ثم قم فصل ركعتين كما وصفت لك، ثم صل الصالة المفروضة، أو ص??لهما بع??د الف??رض م??ا لم تكن الفج??ر أو العص??ر، فأم??ا الفج??ر فعلي??ك بع??دها بال??دعاء إلى أن تنبس??ط الش??مس ثم ص??لهما، وأم??ا العصر فصلهما قبله??ا، ثم ادع الل??ه ع??ز وج??ل ب??الخيرة كم??ا ذكرت ل?ك، وأع?د الرق??اع، واعم??ل بحس??ب م??ا يخ??رج ل??ك، وكلما خرجت الرقعة ال??تي ليس فيه??ا ش??يء مكت??وب على ظهره??ا، فتوق??ف إلى ص??الة مكتوب??ة كم??ا أمرت??ك، إلى أن

.(1)يخرج لك ما تعمل عليه إن شاء الله«.164? 160)( فتح األبواب: 1

104 وقد نقل العالمة المجلسي هذه الرواي??ة أيض??ا عن كت??اب

ال??ذي ذك??ر المح??دث الن??وري والس??يد(1)مجم??وع ال??دعوات??ه للش??يخ أبي محم??د ه??ارون بن موس??ى عبدالل??ه ش??بر أن

.(2)التلعكبري ومن الواض??ح أن الرواي??ة ض??عيفة الس??ند ح??تى ل??و ثبتت نسخة التلعكبري؛ ألن أحمد بن محمد بن يحيى ال ي??ذكر لن??ا سنده وطريقه الى الرواية، و بينه وبين الحدث قراب??ة أك??ثر من قرن من الزمان. هذا فضال عن عدم ثبوت وثاقة أحم??د بن محمد بن يحيى العطار القمي نفس??ه، كم??ا حققن??اه في

محله. هذا وإثبات الطريق إلى ابن يحيى مشكل أيضا. م??ا ذك??ره الس??يد ابن ط??اووس، عنالرواي��ة الثاني��ة:

ش???يخه محم???د بن نم???ا والش???يخ أس???عد بن عب???د الق???اهر اإلص??فهاني، بإس??نادهما عن الحس??ن بن محب??وب، عن علي بن رئاب، عن عب??د ال??رحمن بن س??يابة، ق??ال: خ??رجت إلى مكة ومعي متاع كثير، فكس??د علين??ا، فق??ال بعض أص??حابنا: ابعث به إلى اليمن، فذكرت ذلك ألبي عبدالله× فق??ال لي: »ساهم بين مصر واليمن، ثم ف??وض أم??رك إلى الل??ه، ف??أي البل??دين خ??رج اس??مه في الس??هم، ف??ابعث إلي??ه متاع??ك«، فقلت: كيف أساهم؟ فق??ال: »اكتب في رقع??ة: بس??م الل??ه ال???رحمن ال???رحيم، اللهم إن???ه ال إل???ه إال أنت ع???الم الغيب والشهادة، أنت العالم وأنا المتعلم، ف??انظر في أي األم??رين

خيرا لي حتى أتوكل عليك فيه وأعمل به. ثم اكتب: مصرا إن شاء الل?ه. ثم اكتب في رقع??ة أخ?رى مثل ذلك، ثم اكتب: اليمن إن شاء الله تعالى. ثم اكتب في رقعة أخرى مثل ذلك، ثم اكتب: يحبس إن شاءالله تع??الى، وال يبعث به إلى بلدة منهما. ثم اجم??ع الرق??اع فادفعه??ا إلى من يس??ترها عن??ك، ثم أدخ??ل ي??دك فخ??ذ رقع??ة من الثالث رقاع، فأيهما وقعت في يدك فتوكل على الله، فاعم??ل بم??ا

.(3)فيها إن شاء الله تعالى«.235: 88)( بحار األنوار 1 ؛ وإرشاد المستبصر في251:? 13، و250:? 6)( مستدرك الوسائل2

.67االستخارات: .268? 267)( فتح األبواب: 3

والرواية مجهولة السند إلى الحسن بن محب??وب، وجالل??ة

ال ي???وجب(1)ق???در الش???يخين واعتم???اد ابن ط???اووس عليها تصحيح الس??ند. ه??ذا مض??افا لع??دم ثب??وت وثاق??ة ابن س??يابة

نفسه. وطريقتها تحتاج إلى تأمل في الثالثية والخماسية. هذا، وقد نق??ل الس??يد ابن ط??اووس طريق??ة ثالثي??ة أيض??ا ناس???با له???ا إلى عم???رو بن أبي المق???دام دون نس???بة إلى

.(2)المعصوم، وال سند لها أساسا في هذا المجال والمتحصل عدم ثب��وت خ��بر معت��بر في رواي��ات

االستخارة بثالث رقاع. وهذه أشهر االس??تخاراتج � االستخارة بست رقاع:

ذات الرقاع، وقد وردت فيها مجموعة من الروايات وهي: وهي من أهم الرواي??ات، وق??د ذكره??االرواية األولى:

الشيخ الكليني في الكافي بالس??ند إلى ه??ارون بن خارج??ة، عن أبي عبد الله× قال: »إذا أردت أمرا فخ??ذ س??ت رق??اع، فاكتب في ثالث منها: بسم الله الرحمن الرحيم، خيرة من الله العزيز الحكيم لفالن بن فالن??ة افعل??ه، وفي ثالث منه??ا: بسم الله ال??رحمن ال??رحيم، خ??يرة من الل??ه العزي??ز الحكيم لفالن بن فالن??ة ال تفع??ل. ثم ض??عها تحت مص??الك، ثم ص??ل ركعتين، فإذا فرغت فاسجد سجدة، وق??ل فيه??ا مائ??ة م??رة: أس??تخير الل??ه برحمت??ه خ??يرة في عافي??ة، ثم اس??تو جالس??ا، وقل: اللهم خير لي واخ??تر لي في جمي??ع أم??وري في يس??ر منك وعافية، ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوش??ها وأخ??رج واحدة، فإن خرج ثالث متواليات )إفعل(، فافعل األمر الذي تريده، وإن خرج ثالث متواليات )ال تفع??ل(، فال تفعل??ه، وإن خ??رجت واح??دة )إفع??ل( واألخ??رى )ال تفع??ل(، ف??أخرج من الرقاع إلى خمس، فانظر أكثرها فاعمل ب??ه ودع السادس??ة

.(3)ال تحتاج إليها« وجاء في كتاب المقنعة ? بعد نقل الرواية.: »قال الشيخ:??ا أوردناه??ا وه??ذه الرواي?ة ش?اذة، ليس?ت كال?ذي تق?دم، لكن

.(4)للرخصة دون تحقيق العمل بها«.281: 3)( مباني الفقه الفعال 1.269)( فتح األبواب: 2 534؛ ومصباح المتهجد: 219؛ والمقنعة: 471 ? 470: 3)( الكافي3

.182? 181: 3؛ وتهذيب األحكام 322؛ ومكارم األخالق: 535? .219)( المقنعة: 4

106 وقد اهتم الس??يد ابن ط??اووس به??ذه االس??تخارة اهتمام??ا??داتها، مم??ا س??يأتي عظيما، وبالغ في حشد أس??انيدها و مؤي

قريبا بعون الله تعالى. وذك??ر العالم??ة المجلس??ي أن ه??ذه »أش??هر ط??رق ه??ذه

، وق??د ق??ال في(1)االستخارة وأوثقها، وعليه عمل أص??حابنا« »م??رآة العق??ول« معلق??ا على ه??ذا الح??ديث في الك??افي:

??ه ي??رى رأي??ا آخ??ر(2)»ضعيف على المشهور« ، مما ي??وحي أنفي الحديث غير الضعف.

وقد ذكر بعضهم أن هذه االستخارة مشهورة عليها م??دار عمل األصحاب وعمل مش??هور المتش??رعة، ونح??و ذل??ك من

.(3)التعابير من هن��ا، الب��د لن��ا من وقف��ة م��ع ه��ذه الرواي��ة

وغيرها سندا ومتنا: ف??داللتها واض??حة، إال أنأم��ا من الناحي��ة المتني��ة،

??ة هن??ا، الس??يد الش??هيد محم??د الص??در ق??دم مداخل??ة نقدي وحاص??لها أن الرواي??ة اس??تخدمت تعب??ير: »فالن بن فالن??ة«، وه??ذا التعب??ير مع??ارض للق??رآن الك??ريم ال??ذي ي??أمر بنس??بة

ادTع�وهمT آلب��QائهمT ه��وQ﴿األوالد إلى آب??ائهم، ق??ال تع??الى: ط عن��دQ الله Qس��TقQكم???ا أن النس???بة إلى األم تتض???منأ ،﴾

التش??كيك ب??أبوة األب، وه??و أم??ر غ??ير وارد بالنس??بة إلى الكثيرين من الش??رفاء والص?الحين، له?ذا ف?األولى مناقش??ة

.(4)الرواية سندا أو إيكال علمها إلى أهلها فإن اآلية القرآنيةإال أن هذه المناقشة غير واردة،

تأمر بنسبتهم إلى اآلباء الحقيق??يين في مقاب??ل النس??بة إلى األب المتبني، ال أن النسبة لألب واجب مس??تقل، وإال يل??زم عدم إمكان مخاطبة شخص باسمه إال مع ضم اس??م وال??ده إلي??ه، ف??األمر بالنس??بة لألب في مقاب??ل التبني ال في ح??د نفس??ه. علم?ا أن اآلي?ة واردة في عالقتن??ا ب??األوالد اآلخ?رين، والمف??روض في الح?ديث أن?ه ال يوج?د خط??اب وإنم?ا يق?وم

.231: 88)( بحار األنوار 1.452: 15)( مرآة العقول 2 :1، ق3؛ وم??ا وراء الفق??ه ج137:?? 5)( انظ??ر: ري??اض الس??الكين 3

230..231: 1، ق3)( الصدر، ما وراء الفقه ج4

الشخص بكتابة اسم نفسه، فال يكون موردا لآلي??ة الكريم??ة

حتى يدعى معارضة الحديث للقرآن الكريم. وأما التشكيك بأبوة األب، فهذا يصح مع القصد، وإال فق??د يكون المورد تعبديا دون أن يقصد الفاعل التش??كيك بنس??به هو نفسه. طبعا ه??ذا التعب??ير »فالن بن فالن??ة« موج??ود في لغة الروايات، ويستحق التأمل. والغريب أن بعض الروايات أش??ارت إلى أن الل??ه ي??دعو الن??اس ي??وم القيام??ة بأس??ماء

، ولع??ل القض??ية أن النس??بة لألم(1)أمه??اتهم س??ترا عليهم افتراضية ال بمعنى التشكيك، وإنما بمعنى أن النسبة لألم ال

مجال للكالم فيها على خالف النسبة لألب. وعلي��ه، فلم يظه��ر لن��ا إش��كال مت��ني في ه��ذه

الرواية. فق??د ح??اولأما من الناحي��ة الس��ندية والتوثيقي��ة،

السيد ابن طاووس حشد الش??واهد لتص??حيح ه??ذه الرواي??ة، ، م??ع(2)وغاية ما يمكن قوله هنا ??? مم??ا ذك??ره ابن ط??اووس

إضافة وتنظيم وبيان منا ? ما يلي: � السبيل التوثيقي السندي، ويتألف من ع��دة1

نقاط:?هأ � جالل?ة الكلي??ني وكون?ه من أوث??ق الن?اس وأثبتهم وأن

??ه ع??اش في بقي عشرين سنة في تأليف كتابه الكافي، وأنزمن السفراء األربعة.

ي والبحث في جمي??ع كتب المتق??دمينب ��� بع??د التقص?? والمتأخرين لم يتم العثور أو السماع بأن شخصا أبطل هذه االس???تخارة وال م???ا يج???ري مجراه???ا من الرق???اع، إال بعض المتق??دمين ??? وه??و م??ا ج??اء في عب??ارة موج??ودة في كت??اب المقنعة للشيخ المفي??د من جع??ل بعض رواي??ات االس??تخارة بالرقاع على سبيل الرخصة ? ومقصوده أنها أمر ج??ائز غ??ير مؤكد، وهو اعتراف بجواز العم??ل عن??ده أيض??ا. كم??ا أن ابن إدريس الحلي جع??ل العم??ل بغ??ير اس??تخارة الرق??اع أولى،

والحكم باألولوية معناه القبول بالجواز. نقلت هذه االستخارة في عدة مص??ادر ك??الكليني فيج �

.564: 2)( انظر: علل الشرائع 1 ؛ والدهشوري، دراسة استداللية192 ? 181)( انظر: فتح األبواب: 2

.66 ? 65حول االستخارة، مصدر سابق:

108 الك??افي، والمفي??د في المقنع??ة، والطوس??ي في الته??ذيب، والشهيد األول في الذكرى، والكفعمي في المصباح والبل??د األمين، والحر العاملي في تفصيل وسائل الشيعة، والعالمة المجلس??ي في بح??ار األن??وار وغ??يرهم، وق??د تق??دمت بعض

كلماتهم في أهميتها. إن لهذه الرواية طريقا آخر ? يشير إليه ابن ط??اووسد �

? يبدأ مع أبي نصر محم??د بن أحم??د بن حم??دون الواس??طي ]عن أحمد بن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي[ قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: ح??دثنا غ??ير واح??د.. وس??اق س??ند الح??ديث ال??ذي ينتهي إلى ه??ارون بن خارج??ة، والنصمتحد مع نص الرواية التي نقلناها سابقا مع اختالف يسير.

اختيار الشيخ أبي جعف??ر الطوس?ي ه?ذه االس?تخارةه� � في جملة ما اختاره من الرواي??ات، وكت??اب المص??باح كت??اب عمل ودراية، وليس هو على سبيل مجرد الرواية، فالب??د أن يكون ما فيه قد اعتق??د بص??دقه وص??حته، وإال ك??ان ص??احب

بدعة. ثم ذكر ابن طاووس طرقه المتع??ددة إلى كت??اب مص??باح

المتهجد إلثبات الكتاب نفسه. وعندما اختصر الطوسي المصباح الكب?ير واخت??ار ص??فوه، وضع هذه الرواية في المختصر أيضا، والبن طاووس ط??رق??ه إلى جالل??ة ه??ذه االس??تخارة للمختصر أيضا. وهذا كل??ه ينبعند الطوسي المجمع على علمه وورعه ومعرفته باألخبار.

وجود رواية أخرى في الرقاع قال ابن طاووس فيه??او � م???ا يلي: »ذك???ر من نقلته???ا من كتاب???ه أنه???ا منقول???ة عن الك??راجكي، وه??ذا لف??ظ م??ا وقفت علي??ه منه??ا: ه??ارون بن حماد، عن أبي عبدالله الصادق× قال: إذا أردت أم??را فخ??ذ رقاع، فاكتب منهن: بسم الله ال??رحمن ال??رحيم، خ??يرة من الله العزيز الحكيم ? ويروى العلي الك??ريم ??? لفالن بن فالن )إفعل( كذا إن شاء الله، واذكر اسمك وما تريد فعله، وفي ثالث منهن: بس??م الل??ه ال??رحمن ال??رحيم، خ??يرة من الل??ه العزي??ز الحكيم لفالن بن فالن ال تفع??ل ك??ذا، وتص??لي أرب??ع ركعات، تقرأ في كل ركعة خمسين مرة قل ه?و الل?ه أح?د، وثالث مرات إنا أنزلناه في ليلة الق??در، وت??دع الرق??اع تحت

سجادتك، وتقول بعد ذلك: اللهم إنك تعلم وال أعلم، وتق??در وال أق??در، وأنت عالم الغي??وب، اللهم آمنت ب??ك فال ش??يء أعظم منك، صل على آدم صفوتك، ومحمد خيرت??ك، وأه??ل بيته الط??اهرين، ومن بينهم من نبي وص??ديق وش??هيد وعب??د صالح وولي مخلص ومالئكتك أجمعين. إن ك??ان م??ا ع??زمت عليه من الدخول في س??فري إلى بل??د ك??ذا وك??ذا خ??يرة لي في البدو والعاقبة، ورزق تيسر لي منه فسهله وال تعس??ره، وخر لي فيه، وإن كان غيره فاصرفه عني، وبدلني من??ه م??ا هو خير منه، برحمتك يا أرحم ال??راحمين. ثم تق??ول س??بعين مرة: خ?يرة من الل??ه العلي الك??ريم، ف??إذا ف??رغت من ذل?ك عفرت خدك ودعوت الله وسألته ما تريد، قال: وفي رواي??ة أخ??رى، ثم ذك??ر في أخ??ذ الرق??اع م??ا تق??دم في الرواي??تين

األوليين. يقول علي بن موسى بن جعف?ر بن محم??د بن محم?د بن طاووس: أم??ا ه??ارون بن خارج??ة لعل??ه الص??يرفي الك??وفي، راوي الحديث بصالة االستخارة، فقد ذكر الشيخ الجليل أبو الحس??ين أحم??د بن علي بن العب??اس النجاش??ي في كتاب??ه فهرست المصنفين عن ه??ارون بن خارج??ة م??ا ه??ذا لفظ??ه: ه??ارون بن خارج?ة ك??وفي ثق??ة وأخ?وه م??راد، روى عن أبي عبدالل??ه×. وأم??ا الح??ديث الث??اني في االس??تخارة بالرق??اع المتضمن للزيادة فيحتمل أن يك??ون من ه??ارون بن خارج??ة األنصاري، أيض?ا ك??وفي، ويكون?ان ح?ديثين عن اث?نين، وك??ل منهم??ا من أص??حاب موالن??ا الص??ادق×. وأم??ا الح??ديث في االستخارة بالرق??اع عن ه??ارون بن حم??اد، فم??ا وج??دت في رجال موالنا الصادق× ه??ارون بن حم??اد، ولعل??ه ه??ارون بن زياد ، فقد يقع االش??تباه في الكتاب??ة بين لف??ظ زي??اد وحم??اد في بعض الخطوط. أق??ول: فه??ذه أح??اديث ق??د اعتم??د على نقلها وروايتها من يعتمد على نقله وأمانته، فإذا كنت عالم??ا بأخبار مثلها في الفروع الشرعية واألحكام الدينية فيلزم??ك العم??ل به??ا، واالنقي??اد له??ا، وإال فالحج??ة لل??ه ج??ل جالل??ه ولرس??وله‘ ولمن ش???ارعه في ذل???ك الزم??ة علي??ك، ونحن نحاكم??ك إلى عقل??ك وإنص??افك في مجلس حكم الل??ه ج??ل

110.(1)جالله المطلع عليك«

ويقص??د الس??يد بن ط??اووس هن??ا أن الح??ديث ه??و في الحقيقة ثالث رواي??ات ال رواي??ة واح??دة مم??ا يق??وي الوث??وق بص??دوره، أم??ا الح??ديث األول، فيقص??د من??ه خ??بر الكلي??ني الموجود بين أيدينا عن هارون بن خارجة، الذي هو الك??وفي الثقة بحسب نص النجاشي، وأما الحديث الثاني فيقصد ب??ه ما وصله عن أبي نصر الواسطي عن أحمد الك??وفي، ق??ال: حدثنا محمد بن يعقوب، كما قدمنا نقله آنفا، وأم??ا الح??ديث الثالث فهو هذا الخ??بر المنتهي الى ه??ارون بن حم??اد ال??ذي

اعتبره هارون بن زياد. عمل األصحاب بهذه الرواية وقيام سيرة المتش??رعةز �

عليما كما تق?دم وي?أتي كالمهم في ه?ذا، ح?تى ق?ال الس?يد علي خان المدني الشيرازي: »االستخارة المش??هورة ال??تي

.(2)مدار عمل األصحاب عليها« وه??و الس??بيل ال?ذي � السبيل التوثيقي التجربي:2

اعت???بر ابن ط???اووس أن???ه ال يحت???اج ص???احبه إلى الط???رق واألسانيد، مكتفيا باليقين والمشاهدات، حيث إن االستخارة

بالرقاع قد دل عليها الله جل جالله. هذه هي غاية المحاولة التي قام بها الس��يد ابن طاووس وغيره في مجال إثبات ص�حة االس�تخارة

بالرقاع الست.والبد لنا من ذكر بعض التعليقات هنا:

ال ش??ك في جالل??ة الكلي??ني، لكنن??ا ??? وكث??ير منأوال: الب??احثين والعلم??اء ??? أثبتن??ا أن كت??اب الك??افي وس??ائر كتب الحديث ? مع جاللة ومكانة مؤلفيها ? ال ت??رقى إلى مس??توى تصحيح أحاديثها، وأن جاللتهم ال تعطي وثوق??ا بص??دور ه??ذه الروايات، وك??ل ق??رائن اليقين ال??تي ذكره??ا اإلخب??اريون في حق أمهات كتب الحديث الشيعية أو ذكرها أهل الس??نة في حق الصحيحين تعرضنا لها بالتفصيل وال??رد، ول??و ص??ح ه??ذا ل??زم الق??ول بص??حة الكتب األربع??ة وعم??وم كتب الص??دوق

وغيره من العلماء!!.191? 189)( فتح األبواب: 1.137: 5)( رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين 2

إن ع??دم إبط??ال أح??د له??ذه االس??تخارة ال يفي??دثاني��ا:

تصحيحهم لها أو لسندها أو ح??تى اقتن??اعهم بمض??مونها، ب??ل يجامع عدم اهتمامهم بها، والس??بب هن??ا ه??و أن الم??ورد من موارد السنن واألدعي??ة ال??تي يتس??امحون فيه??ا ع??ادة، وم??ع احتمال إجرائهم التس??امح في أدل??ة الس??نن كي??ف نس??تطيع استكشاف قوة توثيقية من سكوتهم؟! ه??ذا فض??ال عن أنن??ا سنبحث قريبا بإذن الله في رأي ابن إدريس والشيخ المفيد والمحق??ق الحلي وغ??يرهم في الموض??وع، ل??نرى ه??ل ك??ان

هناك مخالف ومعارض من العلماء لهذه االستخارة أم ال؟ إن حشد مصادر رواية االستخارة بالرقاع الست الثالثا:

يهم فيه تكثير أسماء الكتب، بل المهم تحديد الذين أخرجوا هذا الحديث وشكلوا مصدرا مستقال ل??ه، وك??ان لهم طري??ق مس??تقل ال يرج??ع إلى المص??در األول، فل??و أخ??ذنا رواي??ة الكليني هنا فنحن نعتبرها مصدرا، ولو أخ??ذنا رواي??ة المفي??د??ه في المقنع??ة، فحيث لم ي??ذكر طريق??ه فمن المحتم??ل أن أخذها من الكليني، كما ومن المحتمل أنه أخذها من مصدر آخر، فيصبح نص المقنعة محتمل المصدرية. ولو رجعنا إلى كت??اب الته??ذيب للطوس??ي لوج??دنا مطل??ع الح??ديث هك??ذا: »محمد بن يعقوب، عن غير واح??د، عن س??هل بن زي??اد..«، وهذا يعني أن الطوسي قد أخذ الح??ديث من الكلي??ني، كم??ا أخذناه نحن، فال يشكل مص??درا جدي??دا، وك??ذلك الح??ال في رواية الطوس??ي في المص??باح، ف??إن فيه??ا اس??م ه??ارون بن خارجة، وهذا يعزز احتمال أنه الحظ عين الرواي??ة ال??تي في الك??افي، وال??تي نقله??ا بنفس??ه مس??ندة في الته??ذيب. وأم??ا الكتب المتأخرة كتفصيل وسائل الش??يعة أو البح??ار أو كتب الكفعمي أو الش??هيد األول، فمن الواض??ح أن مرجعه??ا م??ا??ا إال مص??درا واح??دا ه??و ك??افي تق??دم. فنحن ال نمل??ك عملي الكليني، وآخر محتمال، وهو مقنعة المفيد، والباقي كله نقل عنهما، فحش??د أس?ماء الكتب هن??ا ال ي??وجب زي??ادة الوث??وق،??ر أحيان??ا عن التس??امح وهذه من األخطاء الشائعة ال??تي تعب

والتساهل في التوثيق التاريخي والحديثي. إن الطريق اآلخ?ر ال?ذي ي?ذكره لن??ا ابن ط??اووسرابعا:

عن ابن حم??دون الواس??طي عن ابن س??عيد الك??وفي عن الكليني.. ال يصلح لتقوية شيء؛ ألننا لو كنا نشك في ص??حة

112 النسخة التي بين أيدينا للكافي لكانت هذه الرواي??ة مفي??دة، لكن المفروض أنه ال شك في ص??حة النس??خة، ولم ين??اقش أحد في وجود رواية الرقاع الست في الكافي حتى نح??اول حشد الشواهد، فكل ما يفعل??ه ه??ذا الطري??ق الث??اني إثب??ات نسبة الرواية للكليني ال ظهور رواية جديدة وال سند جدي??د. فبعد الكليني في السند يوجد نفس الرواة الم??ذكورون في الكافي، والمتن هو نفسه مع اختالف?ات يس?يرة تحص??ل في أي نقلين، وهذا معناه أن الرواية نفسها نقله??ا الكلي??ني في الك??افي وح??دث به??ا أيض??ا، وأين ه??ذا من تع??دد الرواي??ة أو

السند؟! هذا كله، فض??ال عن أن الس??ند ال??ذي ذك??ره ابن ط??اووس للكليني هنا فيه س??قط واض??ح، فكي??ف يمكن أن ي??روي ابن??ه تفص??له عن??ه طاووس عن الكليني بواسطتين فقط، مع أن

أزيد من ثالثة قرون؟! إن ذكر الشيخ الطوس??ي للرواي??ة في المص??باحخامسا:

ومختصره ال يفيد هنا؛ فإنه حيث كان المورد الذي ذكر في??ه هذه الرواية هو صالة االستخارة، وك??ان ذكره??ا عن??د حديث??ه عن بعض الص???لوات المندوب???ة كص???الة الش???كر وص???لوات??ه وض??عها ض??من الحوائج وصالة االستس??قاء، فه??ذا يع??ني أن المندوبات، وتبنيه لها هنا قد يك??ون راجع??ا الختي??اره نظري??ة التسامح في السنن وفضائل األعمال، فال يكشف ذل??ك عن??ة ال??تي نحن تقويته حيثية الص??دور في الرواي??ة، وهي الحيثي بص???ددها. وهك???ذا الح???ال في قرين???ة عم???ل األص???حاب أو المتش??رعة به??ذه الرواي??ة ل??و ثبت العم??ل ص??غرويا، وليس

بمعلوم في وسط المتقدمين. إن ما نقله ابن طاووس من رواية الك??راجكي،سادسا:

ت??ارة يبحث في س??نده وأخ??رى في كون??ه رواي??ة ثاني??ة، أم??ا الس??ند فه??و واض??ح الض??عف، فلم يس??م لن??ا ابن ط??اووس الكت??اب ال??ذي نق??ل من??ه ه??ذا النق??ل عن الك??راجكي!! وال الطريق إلى الكراجكي من صاحب ذل??ك الكت??اب، والرواي??ة لم يعثر عليها أحد فيما نعلم، ولم نعثر عليها أيض??ا في كتب الكراجكي المتوفرة اليوم، وال بين الطري??ق بين الك??راجكي

ه???( وبين ه??ارون بن حم??اد ال??ذي يف??ترض أن يك??ون449) عاش أواسط القرن الث??اني، بفاص??ل ق??رنين عن??ه، على أن

هارون بن حماد وهارون بن زياد ال توثيق لهما إطالقا، وم??ع

مثل هذه الحال كيف يعتمد على هذا السند؟! وأما أن هذا الحديث هو رواية ثاني??ة فه??و محتم??ل؛ نظ??را لبعض االختالفات بين متني الحديثين )ما في الك??افي و م??ا في ه??ذه الرواي??ة(؛ لكن م??ع ذل??ك، فم??ا ذك??ره الس??يد ابن طاووس في تحديد هوية ه??ارون غ??ير واض??ح، ف??إن تمي??يزه بين هارون بن خارجة األنصاري وهارون بن خارجة الكوفي وه??و أخ م??راد، ال دلي??ل علي??ه في الرواي??ة بع??د أن ذك??رت هارون بن خارجة بنحو مطلق، فما ه??و م??وجب التع??دد بع??د وحدة المتن واإلمام×؟! ب??ل ل??و س??لمنا ف??إن الج??زم بتع??دد هارون بن خارجة صعب، فإن النجاشي ذك??ر أن ه??ارون بن

، وك??ذلك ذك?ر الطوس?ي في(1)خارجة كوفي وأنه أخو م??راد ، وذك??ر(2)الرج??ال الحس??ن بن ه??ارون بن خارج??ة الك??وفي

الطوسي أيضا هارون بن خارجة في الرج??ال م??رتين: م??رة بعنوان الص??يرفي م??ولى ك??وفي وه??و أخ??و م??راد الص??يرفي وابنه حسن، وأخرى ? بعد فاص??ل رج??ل واح??د ??? ه??ارون بن

.(3)خارجة األنصاري، كوفي وه??ذا كل??ه يفي??د تع??دد ه??ارون بن خارج??ة بين الص??يرفي الك?وفي، واألنص??اري، لكن الس?يد الخ??وئي ج?زم بوح??دتهما

لعنصرين: ذكر الطوسي والنجاشي في الفهرست والبرقياألول:

والص??دوق في المش??يخة اس??مه دون توص??يف، ول??و ك??انمتعددا لبينوا الوصف، وأنه األنصاري أو الكوفي.

إن هارون بن خارجة الصيرفي أخو مراد، ومرادالثاني: .(4)وصف باألنصاري، فيكون هارون أنصاريا أيضا والملفت أن الذي وصف م??راد بن خارج??ة بأن??ه أنص??اري

،(5)كوفي معا هو الشيخ الطوسي في كت??اب الرج??ال نفسه مما يؤكد أنه وقع في اش??تباه والتب??اس، األم??ر ال??ذي ي??رجح

وحدة الرجلين، وإن لم يبلغ رتبة الجزم. كم??ا أن اف??تراض ابن ط??اووس أن ه??ارون بن حم??اد ه??و

.437)( النجاشي، الفهرست: 1.181)( الرجال: 2.318)( المصدر نفسه: 3.248 ? 247: 20)( انظر: معجم رجال الحديث 4.311)( الرجال: 5

114 هارون بن زياد، وأنه ال يوجد شخص باسم هارون بن حماد،??ه م??ع وأن ذلك م??وجب لتص??حيح الرواي??ة، غ??ير ص??حيح؛ فإن وجود هارون بن حماد في أح??د أس??انيد الط??بري في دالئ??ل

، ف??إن ه??ارون بن زي??اد غ??ير موث??ق، وزي??اد وإن(1)اإلمامة اقتربت من حماد، لكن األحرف الثالثة األولى من )خارج??ة(

قريبة من )حماد( أيضا. وعلى أية حال، ف??رغم ذل??ك نحن نقب??ل ??? على مض??ض ? بوجود روايتين هنا، غايته أن رواية هارون بن حم??اد ض??عيفة

السند جدا. إن الطريق التجربي الذي ذكره لنا ابن طاووسسابعا:

سبق أن ناقشناه، وال يمكن بمثل هذه التج??ارب الشخص??يةالمحدودة بناء وثوق نوعي، أو تصحيح األخبار.

والحاص??ل أن ه??ذه الرواي??ة غاي??ة م??ا تفي??ده محاول??ة ابن طاووس معها هو اعتبارها رواي??تين، وه??ذا ال يبل??غ بالح??ديث درج??ة الوث??وق والق??وة، كي??ف وه??ذه الرواي??ة رغم ح??ديث الفقهاء عن الصلوات المستحبة لكنن??ا لم نج??د له??ا ذك??را أو تبنيا عند المتقدمين غير المفي??د والطوس??ي والكلي??ني وابن ط??اووس، فع??دم ذك??ر البقي??ة له??ا كالمرتض??ى والص??دوق والكراجكي وابن حم??زة وأبي الص??الح الحل??بي وابن ال??براج الطرابلس??ي وابن إدريس وابن زه??رة وأمث??الهم، م??ع ع??دم وجوده??ا إال في مص??درين ح??ديثيين، وهم??ا ك??افي الكلي??ني

وتهذيب الطوسي كله يخفف من درجة الوثوق بالصدور. ويبقى البحث في أص��ل إس��ناد الش��يخ الكلي��ني

في الكافي، فهل هذا السند صحيح أم ال؟ نقل الكليني الرواية بهذا السند: غير واحد، عن سهل بن زي??اد، عن أحم??د بن محم??د البص??ري، عن القاس??م بن عب??د ال????رحمن الهاش????مي، عن ه????ارون بن خارج????ة، عن أبي

.(2)عبدالله×.. أم??ا غ??ير واح??د، فهم ع?دة الكلي?ني لس?هل بن زي?اد، � 1

وفيهم الثقة العين، مثل علي بن محمد بن عالن. وأما سهل بن زياد، فق??د رجحن??ا ع??دم توثيق??ه إن لم �2

نقل بضعفه..465)( انظر: دالئل اإلمامة: 1.470: 3)( الكافي 2

أما أحمد بن محمد البصري، فقد ذك??ر النم??ازي أنهم �3

، ومال السيد الخوئي إلى اعتباره أحم??د بن(1)»لم يذكروه«??ة ح??ال(2)محمد بن سيار الضعيف المغالي المتهم . وعلى أي

فال دليل على توثيقه. وأما القاسم بن عبدالرحمن الهاش??مي، فق??د ذك??رت �4

له ثالث روايات، ولم يترجم في كتب الرجال، لكن:??ةأ � يحتم??ل أن يك??ون الزي??دي ال??ذي ع??دل إلى اإلمامي

بعدما رأى معجزتين على ي??د اإلم??ام الج??واد، لكن ال ش??يء يؤكد ذل?ك، ول?و ك??ان فلم تثبت وثاق??ة ه?ذا الزي??دي نفس?ه،ومجرد عدوله إلى االعتقاد بمذهب اإلمامية ال يثبت وثاقته.

من البعي??د أن يك??ون الم??راد من??ه القاس??م بن عب??دب � الرحمن األنصاري؛ ألن األنصاري ي??روي عن اإلم??ام الب??اقر، والقاس??م هن??ا ي??روي عن ه??ارون بن خارج??ة عن اإلم??ام الصادق؛ فال وحدة في الطبقة إطالقا وال تناسب، ول??و ك??ان هو فلم تثبت وثاقة ذاك أيض??ا إذ لم يوثق??ه أح??د. وق??د ذك??ر الشيخ الطوسي في الرجال عدة أشخاص اسمهم القاس??م

.(3)بن عبد الرحمن كم??ا يبع??د أن يك??ون القاس??م بن عب??دالرحمن أب??وج ���

??ه من طبق??ة اإلم??ام الس??جاد كم??ا ذك??ر الش??يخ القاس??م؛ ألنالطوسي، وهذا هنا من طبقة اإلمام الكاظم.

ويحتمل أن يك??ون القاس??م بن عب??دالرحمن الخثعميد � ال??ذي ه??و في طبق??ة اإلم??ام الص??ادق وال دلي??ل على ه??ذا

االحتمال، ولو صح فالخثعمي لم يوثقه أحد. ويحتمل أن يكون القاسم بن عبد ال??رحمن المق??ريه� �

الذي هو في أصحاب الصادق، لكن ال دليل يؤكد ذل??ك، ول??وثبت فلم ينص أحد على وثاقة المقري.

ويحتمل أن يكون القاسم بن عبد الرحمن الص??يرفيو � الثقة الذي هو في طبقة اإلمام الصادق، وال شيء يؤكد هذا

االحتمال. وبناء عليه، فالقاس?م بن عب??د ال?رحمن الهاش?مي مهم?ل

.425: 1)( مستدركات علم رجال الحديث 1.71: 3)( انظر: معجم رجال الحديث 2. 247: 6)( انظر: مستدركات علم رجال الحديث 3

.272، 271، 119)( الطوسي، الرجال:

116??ه أح??د المس?مين به??ذا االس?م، جدا، ويحتمل ? افتراضا ?? أن وبعض االحتماالت بعيد، وبعضها ال نافي له لكن ال مثبت ل??ه أيضا، بل لم يق??ل أح??د ب??ه، وعلى تق??ديره فك??ل من س??مي بالقاسم بن عبد الرحمن ال دليل على وثاقته إال الص??يرفي،ولم يعلم بوجه من الوجوه أنه هو، فالرجل لم تثبت وثاقته.

وأما هارون بن خارجة فهو ثقة. �5وعليه، فسند الحديث ضعيف من ثالث جهات:

عدم ثبوت وثاق??ة س??هل بن زي??اد إن لمالجهة األولى:نقل بضعفه.

ع??دم ثب??وت وثاق??ة أحم??د بن محم??دالجه��ة الثاني��ة:البصري إن لم نقل بضعفه على تقدير كونه ابن سيار.

ع???دم ثب???وت وثاق???ة القاس???م بنالجه���ة الثالث���ة:عبدالرحمن الهاشمي، بل هو مهمل.

وعلي??ه، فه??ذا الح??ديث ال ي??رقى إلى مس??توى الح??ديث المعت??بر س??ندا، فض??ال عن حص??ول الوث??وق واالطمئن??ان

بصدوره. ه���ذه هي نص���وص االس���تخارة بالرق���اع على أنواعها، وقد ظه�ر أنه�ا بأجمعه�ا ��� بع�د اف�تراض رواية الست روايتين � تص��ل إلى عش��رة رواي��ات، بينه��ا مرفوع��ة علي بن محم��د في الرقع��تين، و خ��بر ه��ارون بن خارج��ة في الس��ت رق��اع، رويت قبل القرن السادس للهجري، فيم��ا ج��اءت رواي��ة االحتج��اج في االس��تخارة ب��الرقعتين في الق��رن السادس الهج�ري، وب��اقي الرواي�ات الس�بع كله��ا وجادات وطرق ضعيفة لم نعرفها قبل الس��يد ابن طاووس الحلي في القرن الس��ابع الهج��ري. ه��ذا وك��ل ه��ذه الرواي��ات ض��عيفة الس��ند، ب��ل أكثره��ا ضعيف الس��ند ج��دا، ب��ل بعض��ها مجه��ول المص��در أساسا، ولعله لهذا قال المحق��ق الس��بزواري عن أس��انيد رواي��ات االس��تخارة بالرق��اع بأنه��ا غ��ير

.(1)نقية وقف???ة م???ع موق???ف: المفي???د وابن ادريس والحلي من

.348: 2، ق1)( انظر: ذخيرة المعاد )ط ? ق( ج1

استخارة الرقاع

وسط هذه النصوص الداعمة الستخارة الرقاع والبن??ادق، تظهر ثالثة مواقف معارضة: أحدها موق??ف الش??يخ المفي??د. وثانيه??ا: موق??ف الش??يخ ابن إدريس الحلي، وثالثه??ا موق??ف

المحقق الحلي. فق??د ظه??ر موقف??ه فيه�(،413أما الشيخ المفيد )

تعليقه الذي أسلفناه، على رواي??ة ه??ارون بن خارج??ة، حيثه: »ق??ال الش??يخ: وه??ذه ذك??ر أنه??ا رواي??ة ش??اذة، وه??ذا نص?? الرواية شاذة، ليست كالذي تقدم، لكنن?ا أوردناه?ا للرخص?ة

.(1)دون تحقيق العمل بها« ، فقد قاله�(598وأما الشيخ ابن إدريس الحلي )

بعد ذكره وتبني??ه االس??تخارة بال??دعاء، ثم فع??ل م??ا يق??ع في القلب: »فأما الرقاع والبنادق والقرعة، فمن أضعف أخب??ار??ة ملعون??ون، مث??ل اآلحاد، وشواذ األخب??ار؛ ألن رواته??ا فطحيا بروايت??ه، زرعة ورفاعة وغيرهم??ا، فال يلتفت إلى م??ا اختص??لون من أص??حابنا م??ا يخت??ارون في وال يعرج عليه. والمحص?? كتب الفق??ه إال م??ا اخترن??اه، وال ي??ذكرون البن??ادق والرق??اع والقرع??ة إال في كتب العب??ادات، دون كتب الفق??ه، فش??يخنا أب??و جعف??ر الطوس??ي& لم ي??ذكر في نهايت??ه ومبس??وطه واقتصاده إال ما ذكرناه واخترناه، ولم يتعرض للبنادق. وكذا شيخنا المفيد في رسالته إلى ولده، لم يتع??رض للرق??اع وال للبنادق. بل أورد روايات كث??يرة فيه??ا ص??لوات وأدعي??ة، ولم يتعرض لشيء من الرقاع. والفقيه عبد العزيز بن ال??براج& أورد ما اخترناه، فقال: وقد ورد في االستخارة وجوه عدة، وأحسنها م??ا ذكرن?اه ]ثم ذك??ر بن إدريس مع??نى االس?تخارة في لغ??ة الع??رب وأنه??ا ال??دعاء ثم ق??ال:[ فمع??نى ص??الة

.(2)االستخارة على هذا أي صالة الدعاء« فبع??ده���(، 676وأما المحقق نجم ال��دين الحلي )

حديث??ه عن ص??الة االس??تخارة ال??تي أورد له??ا بعض رواي??ات االستخارة العامة أو الدعائية، قال: »أم??ا الرق??اع، فيتض??من

.(3)افعل وال تفعل، وفي خبر ]خبره[ الشذوذ، فال عبرة بها« هذه النصوص الثالث??ة من المفي??د وابن إدريس والمحق??ق

.219)( المقنعة: 1.314 ? 313: 1)( السرائر 2.376: 2)( الحلي، المعتبر 3

118 الحلي ???? ال س???يما الث???اني منه???ا ???? وقعت معرك???ة لآلراء واألقوال، فشن العالمة الحلي هجوما نقديا شديدا على ابن إدريس، وأفرد الس??يد ابن ط??اووس عن??د حديث??ه عن س??بب إنكار بعض الناس لالستخارة وت??وقفهم فيه??ا، أقوام??ا ك??انت لهم منطلق??ات في رفض االس??تخارة وأن الفري??ق الراب??ع منهم هم: »ق??وم وج??دوا كالم??ا لش??يخنا المفي??د محم??د بن محمد بن النعمان في المقنعة، وكالما للشيخ الفقيه محم??د بن إدريس في كتاب السرائر، فاعتق??دوا أن ذل??ك م??انع من االستخارة بالرقاع المذكورة فتوقفوا عنها، وفاتهم فوائ??دها

ثم علق على العالمة وابن طاووس آخرون.. (1)المأثورة« ولكي ننظ��ر في األم��ر، نتوق��ف أوال عن��د نص المقنع��ة، ثم ن��رى الموق��ف من المعرك��ة ال��تي

وقعت بين ابن إدريس والعالمة الحلي: فقد ركز السيد ابن ط??اووس نظ??رهأما نص المقنعة،

عليه مشككا في وجوده تارة، وفي داللته أخرى. أما التشكيك في وجوده، فقد حاول نفي وج??ود ه??ذا �1

المقطع في كتاب المقنع??ة، ف??ذكر أن عن??ده نس??خة عتيق??ة جليلة، ي??دل حاله??ا على أنه??ا كتبت في زم??ان حي??اة الش??يخ المفيد نفسه، وأن عليها قراءة ومقابلة، وأنه??ا أص??ل يعتم??د عليه.. هذه النسخة فيها متن الرواية وليس فيها التعلي?ق أو الطعن، معتبرا أنها أقرب إلى التحقيق. والشاهد على ذل??ك عن??ده أن الش??يخ الطوس??ي كتب كت??اب »ته??ذيب األحك??ام« شرحا لكتاب المقنعة، وفي هذا الموض??ع لم ي??ذكر أي كالم للمفيد طعنا على هذه الرواية. بل إن الطوسي أل??ف كتاب??ه االستبصار ألجل ما اختلف من األخبار، فلو كان هناك خالف??ه ال وج??ود ل??ه في التحقي??ق ل??ذكره في االستبص??ار م??ع أن??ه وج??د بعض نس??خ أساسا أيضا. ب??ل ي??ذكر ابن ط??اووس أن المقنعة فيها زيادة على حاشية المقنع??ة، مم?ا يث??ير احتم?اال في أن تكون من كالم شخص آخر غير الش??يخ المفي??د، وأن الناسخين أدرجوه??ا ونقلوه??ا ف??دخلت في األص??ل. وه??و م??ا

.(2)احتمله السيد عبد الله شبر أيضا

.286 ? 285)( فتح األبواب: 1.24)( انظر: شبر، إرشاد المستبصر: 2

وأما التشكيك في داللة هذا المقطع، فقد ذكر السيد �2

ابن طاووس: إن تعب??ير »ه??ذه الرواي??ة ش??اذة« ال يع??ني أن ك??لأوال:

رواية وردت في االستخارة فهي ش??اذة، وال ذك??ر أن س??بب شذوذها وجود الرقاع فيه??ا، وال ق??ال ب??أن العم??ل به??ا ش??اذ،

وإنما قال: هذه الرواية شاذة، وهو كالم يحتمل وجوها: لعل مراده أن راوي هذه الرواية لم ي??روالوجه األول:

عن األئمة غير ه??ذه الرواي??ة، والمفي??د لم ي??ذكر اس??م رواة الحديث، فيكون الش??ذوذ بمالحظ??ة ح??ال ال??راوي من حيث

روايته غير هذا الحديث عن أهل البيت وعدمه.ةالوجه الثاني: لعل مراده أن راوي هذه الرواية خاص??

كان رجال مجهوال ال يعرف بالرواية عن أهل البيت.??ة والفرق بين األول والثاني ? حسب الظاهر ? هو مجهولي

الراوي هنا وعدم مجهوليته في الوجه األول. لع??ل الش??ذوذ في المتن، لتض??من ه??ذهالوجه الثالث:

الرواية تعب??ير )فالن بن فالن(، دون )فالن بن فالن??ة(، حيثإن الثاني هو المألوف المعروف.

لع??ل الش??ذوذ أيض??ا في المتن، ف??إنالوج��ه الراب��ع: الرواية تضمنت »بسم الله الرحمن الرحيم، خيرة من الل??ه العزيز الحكيم لفالن بن فالن. إفعل« ولم يقل: إفعله، فإن

الثانية هي المألوفة المعروفة. لع??ل الش??ذوذ في المتن أيض??ا، منالوج��ه الخ��امس:

حيث إنها بدأت »فإن خرجت ال تفعل..« مع أن ع??ادة كث??ير من أخبار النبي واألئمة أنه مع تردد األم??ر بين )إفع??ل( و)ال

تفعل( غلبة البدء بخيار )إفعل(. إن تعبير »أوردناها على س??بيل الرخص??ة..«، يفي??دثانيا:

الجواز، وأنها ليست مثل الرواي??ات ال??تي ق??دم ذكره??ا قب??ل ه?ذه الرواي?ة، فل?و لم يكن العم?ل به?ا ج?ائزا ك?انت بدع?ة، وحاشاه أن يودع كتابه بدعة، بل كان يسقطها أصال، مع أن كتابه ألفه ليكون إماما للمسترشدين ودليال للط??البين، كم??ا

.(1)قال هو نفسه وقد دعم بعض الالحقين على الس??يد ابن ط??اووس بعض

.289 ? 286)( انظر: المقنعة: 1

120 كالم??ه، مث??ل احتم??ال ك??ون ه??ذا المقط??ع م??درجا من قب??ل

،(1)آخ??رين في متن المقنع??ة اش??تباها، كالعالم??ة المجلسي وذكر بعض المعاصرين أنه بعد تتبع كتب الش??يخ المفي??د لم نجد تعبير »قال الشيخ« في كتبه بما يفيد أنها مقالت??ه مم??ا

.(2)يرجح أنها من إدراجات الناسخين ه���ذا، ويمكن التوق���ف عن���د كالم الس���يد ابن

طاووس وغيره هنا، وذلك كما يلي: احتم??ل المحق??ق الش??يخ محم??د تقيالوقف�ة األولى:

التس??تري أن تك??ون جمل??ة: »ق??ال الش??يخ« هي للش??يخ الطوسي، فإن الشيخ الطوسي في التهذيب عندما يريد أن ينق??ل كالم??ا للمفي??د في المقنع??ة يب??دؤه بجمل??ة: »ق??ال الشيخ«، أما مقول قول الشيخ فال يمكن أن يكون من غ??ير الش??يخ المفي??د؛ إذ ل??و ك??ان من غ??يره لك??ان ينبغي تغي??ير??ه ??ا أوردناه??ا«، حيث الب??د أن تص??بح »لكن الض??مائر »لكن أوردها«، بل لو كانت هذه الجمل??ة من غ??ير الش??يخ المفي??د لما كان لها معنى؛ إذ عليه سوف يصبح نص الش??يخ المفي??د مقتص??را على ذك??ر الرواي??ة وه??و في كت??اب فقهي، وه??ذا اإلرسال للرواية إرسال المس??لمات، ال يمكن أن يفهم من??ه اإليراد للرخصة دون العمل، فكيف يقول ش??خص آخ??ر ب??أن المفيد أوردها للرخصة دون العمل. بل لو ك??ان النص لغ??ير الشيخ المفيد، بحيث أوردها الش??يخ بال طعن، لتبع??ه ??? كم??ا هي الع??ادة ??? غ??يره مث??ل المرتض??ى والطوس??ي وال??ديلمي والحلبيون والقاضي. وبهذا كل??ه نفهم م??ا ي??رجح أن الجمل??ة

.(3)للشيخ المفيد إن ما ذكره المحقق التستري من احتم??ال رج??وع »ق??ال الشيخ« إلى كالم الطوسي وارد، والطوسي كثيرا ما يق??ول هذه الكلمة في التهذيب الذي هو شرح المقنعة، إال أن هذا االحتمال سيفض??ي بن??ا إلى مش??كلة أو تس??اؤل: لم??اذا نق??ل كالم الشيخ الطوسي هنا »ق??ال الش??يخ« ولم ي??ذكر في أي

؛ وبح??ار318:?? 5)( انظ??ر: مالذ األخي??ار في فهم ته??ذيب األخب??ار 1.288: 88األنوار

)( الدهشوري، دراسة استداللية ح??ول االس??تخارة، مص??در س??ابق،2.91: 58العدد

.83: 3)( راجع: التستري، النجعة في شرح اللمعة 3

موض??ع آخ??ر من المقنع??ة؟ فه??ل ك??ان المستنس??خ يق??وم باستنساخ كتاب المقنع??ة، ثم وج??د ه??ذه الجمل??ة في كت??اب الطوسي ناقال لها عن الشيخ المفيد، ف??أحب إدراجه??ا هن??ا؟ ولو كان األمر ك??ذلك فلم??اذا لم نش??هد ه??ذه الجمل??ة »ق?ال

« في مواضع أخر؟ ولو صح ذل??ك ف??أين ق??ال الش??يخالشيخ الطوسي جملة »قال الشيخ:..« حين نقلها عنه المستنسخ م??ع أن جمل??ة المفي??د ه??ذه غ??ير موج??ودة في أي من كتب الطوس???ي ال???تي بين أي???دينا؟ ينبغي الج???واب عن ه???ذه

التساؤالت كي يكون هذا االحتمال مقنعا. وأم??ا ح?ديث التس??تري عن أن مق??ول الق??ول ال يمكن أن يكون لشخص آخر وإال تغيرت الضمائر، فه?و ص?حيح ل?و أن شخصا آخر يتح?دث عن الش?يخ المفي??د؛ لكن ال?ذي يش?كك في الجمل??ة كالس??يد ابن ط??اووس ال يق??ول بالض??رورة ب??أن ه??ذه الجمل??ة ينقله??ا ش??خص عن ح??ال الش??يخ وأن المفي??د أوردها للرخص??ة، ب??ل يحتم??ل أيض??ا أن تك??ون ه??ذه الجمل??ة كالما لشخص آخر نقل الرواية في كتابه وعل??ق ه??و عليه??ا، وأن هذا الكالم التعليقي نقل??ه ش??خص على ه??امش نس??خةاخ بع??د ذل??ك، بمع??نى لنف??رض أن المقنع??ة، فأدرج??ه النس?? الطوسي قام أيضا بنقل هذه الرواية في أحد كتبه، ثم علق عليها بهذه الجملة قاص??دا ??? الطوس??ي ??? ت??برير نقل??ه له??ذه الرواية، ثم جاء شخص وعل??ق على ه??امش المقنع??ة النص الت??الي: ق??ال الش??يخ )يقص??د الطوس??ي(، ثم ينق??ل كالم??ون أن ه??ذه الجمل??ة هي اخ فيظن الطوسي. وهنا يأتي النس?? من متن المقنع??ة، فت??دخل في المتن، وبه??ذا يص??حح ونفهم معنى كلمة )قال الشيخ(، وفي ال??وقت نفس??ه نفهم طبيع??ة الضمائر، فلم ينف لنا التس??تري مث??ل ه??ذا االف??تراض ال??ذي

يمكن أن يكون قد حصل. نعم، مثل هذا االفتراض، مع حذف اسم الشيخ، يع??ني أن هذا الشيخ الذي نقلت الجمل?ة من كتاب?ه، ش?خص مع??روف ولو نسبيا، فيثبت أن أحد العلماء قد كان يق??ول ??? قب??ل ابن??ه ل??و وق??ع ه??ذا األم??ر طاووس ? بهذا القول، وأنا أحتم??ل أن وصدقنا هذا االفتراض، فإن المراد بالش??يخ ه??و ابن إدريس الحلي نفس??ه ال??ذي حكم ب??أن ه??ذه الرواي??ات في الرق??اع شاذة، وفي الوقت عينه يوردونه??ا في كتب العب??ادات ال??تي يتساهل فيها وهناك مجال للرخص?ة به?ا والفس?حة، فيك?ون

122 الناق??ل ال??ذي وض??ع الحاش??ية ق??د نق??ل كالم ابن إدريس??ة ابن إدريس فق??د أطل??ق كلم??ة ب??المعنى، ونظ??را لمعروفي

»الشيخ« عليه. وبهذا يظهر أن إرسال المفيد لها إرسال المسلمات وإن??ه أورده??ا للرخص??ة ??? ل??و لم يكن يس??مح ب??التقول علي??ه بأن سلمناه ? إال أن ما احتملناه إنما هو راجع لغير المفيد، ال له

حتى نقول بأنه أرسله إرسال المسلمات. من هن��ا، يب��دو لي أن محاول��ة الش��يخ التس��تري

غير كافية بهذا المقدار. إن محاول??ة الس??يد ابن ط??اووس فيالوقفة الثاني��ة:

التشكيك بأصل نسبة هذا لمقطع للشيخ المفيد معقولة منالجهات التالية:

وجود نس??خة عن??ده يخ??بر عنه??ا بأنه??ا خالي??ة من ه??ذا �1المقطع.

وج??ود نس??خ أخ??رى يخ??بر ه??و عنه??ا أيض??ا تض??ع ه??ذا �2المقطع على هامش الصفحة ال في المتن.

وجود جملة: )قال الشيخ( في هذا الموضع فقط من �3كتب المفيد.

فإن هذه العناصر الثالثة مجتمعة تحدث الشك في نس??بة??ه ال توج??د أص??ول النص للمفي??د، وق??د حققن??ا في محل??ه أن عقالئية مثل أصالة عدم الزيادة وأصالة عدم النقيص??ة دون وجود مرجحات متصلة بهذا المورد أو ذاك، وهذه الش??واهد الثالث هنا ترجح افتراض الزيادة السهوية من النساخ، ول??و??ة س??ائر النس??خ المتداول??ة ال??تي فيه??ا ه??ذه س??اوت مرجحي الزيادة، لبلغ بنا الحال الشك في النسبة، وه??و ك??اف لع??دم

إمكان الجزم بنسبة هذا النص للشيخ المفيد. أما الشواهد األخرى التي ذكره��ا فال قيم��ة له��ا

إال بنحو التأييد لو كان: أم??ا قول??ه ب??أن الش??يخ الطوس??ي لم ي??ذكر ذل??ك فيأ �

التهذيب، فهذا ال يضر لو غضض??نا الط??رف عن المالحظ??ات الثالث المتقدمة؛ ألن الشيخ الطوسي كان يري??د في كت??اب??ه عن??دما أنهى تقريب??ا الته??ذيب ش??رح كت??اب المقنع??ة، ولكن كتاب الطهارة عدل عن هذه الطريقة، كما يقول هو نفس??ه

نظرا لط??ول البحث واإلطن??اب، وله??ذا نج??د،(1)في التهذيب

طريقته أنه قد يذكر في مقدم??ة بعض األب??واب مطل??ع كالم الش??يخ المفي??د في ه??ذا الب??اب، ويحي??ل الق??ارئ إلى نص المقنعة، ثم يذكر الروايات. وكثيرا ما ال ي??أتي بكالم الش??يخ المفيد على تفصيله. ف??إذا لم يش??ر هن??ا إلى تعليق??ة الش??يخ المفي??د فه??ذا ال يض??ر بوجوده??ا؛ إذ ال يحص??ل اإلنس??ان من مراجعة التهذيب على نص المقنعة كل??ه. كم??ا لعل??ه رأى أن

المورد من موارد المندوبات فلم ير حاجة للتعرض له. وأم??ا حديث??ه عن ع??دم إي??راد ذل??ك في االستبص??ار،ب �

فمرجع??ه إلى أن االستبص??ار موض??وع لألخب??ار المختلف??ة، ال لألخبار التي عليها نقاش بالضرورة، وخبر الرق??اع الس??ت ال يدخل ضمن األخبار المتعارضة؛ ألن القدماء كم??ا رجحن??ا لم يتركوا لنا سوى خبر واح??د في الرق??اع الس??ت، فال م??وجب لفرض التعارض حتى يستحضر الطوسي هذا الخبر ? لزوما ??? في االستبص??ار. وق??ول المفي??د ب??أن خ??بر الرق??اع ليس بمستوى سائر أخبار االستخارة ال يعني فرض التع??ارض؛ إذ كلها مثبتات ال يوجد ما يلزمن??ا بواح??دة منه??ا فق??ط، وط??رح

البقية حتى تقع فرضية التعارض. وهذا يعني أن المعطى الوحي??د للتش??كيك ه??و نفس كالم ابن ط??اووس وادع??اؤه وج??ود نس??خ أخ??رى تع??زز اف??تراض إقحام النساخ لهذه الجملة، وكل النس??خ المخطوط??ة ال??تي اعتمد عليها في تحقيق كتاب المقنعة مؤخرا ??? وهي ترج??ع إلى ما بعد عصر ابن ط??اووس ??? متفق??ة على إض??افة ه??ذه الجملة بال اختالف بينه??ا حس??ب الظ??اهر. وإال فجمل?ة )ق??ال

الشيخ( لوحدها ال تكفي للتشكيك.اخ، ويك??ون نعم، يحتمل أن يك??ون حص??ل خط??أ من النس?? المراد الشيخ الطوسي إذ هو المنص??رف إلي??ه إطالق لف??ظ الش??يخ عن??دما نس??تبعد الش??يخ المفي??د، ويك??ون ه??ذا الكالم إضافة وضعها أحد النساخ نقال عن الشيخ الطوس??ي، ال في كتبه بل في نقله أو في كتبه التي لم تصلنا، وهذا كله يعني أن هناك شخصا معروف??ا ش??كك في ه??ذا الح??ديث ووص??فه

بالشاذ..)شرح المشيخة(.4: 10)( تهذيب األحكام 1

124 إن محاولة السيد ابن طاووس تفس??يرالوقفة الثالثة:

الشذوذ، يوجد في بعض جوانبها غرابة، وذلك: ال يقال عن الرواية التي يرويها شخص مجه??ول بأنه??اأ �

شاذة، فهذا التعب??ير غ??ير مت??داول بين الفقه??اء والمح??دثين، فالوجه الثاني من الوجوه التي ذكرها ابن ط??اووس غ??ريب هنا، فالشذوذ في اللغة شيء مقاب??ل المش??هور والمت??داول??ة ??د من قب??ل الغ??ير، ف??أي رب??ط ل??ه بمجهولي والسائد والمؤي

الراوي وعدم مجهوليته؟! أما الوجوه الثالث??ة ال??تي ذكره??ا لش??ذوذ المتن فهيب �

غريبة حقا، فلو ك??ان ك??ذلك ل??زم توص??يف غ??الب الرواي??ات بالشذوذ، ومثل ه??ذه االختالف??ات الطفيف??ة ال ت??وجب إطالق توصيف رواية بأنها شاذة بم??ا ي??وحي بطعنه??ا، ففيم??ا ذك??ره

تكلف واضح، وهل مثل هذا االختالف يوجب ذلك؟! والصحيح أن الش??ذوذ في االص??طالح معن??اه الخ??بر ال??ذي يتفرد بروايته راو، وال يروى بأي طريق آخر غيره، وكلم??ات المحدثين في الموقف من الح?ديث الش?اذ مختلف?ة، ففيم?ا ذهب كثيرون إلى أن الح??ديث الش??اذ يش??مل م??ا يتف??رد ب??ه الثقة أو غيره، رأى آخرون أن الشاذ هو ما يتف?رد ب?ه الثق??ة خاصة، وقالوا: إذا تفرد به وخالف غ??يره من رواي??ة الثق??ات رد الخبر الشاذ، فيما قال آخرون بأن??ه ي??رد مطلق??ا ول??و لم يخالف خبرا لثقة آخر. ومنهم من قب??ل رواي??ة الخ??بر الش??اذ مطلقا، وقال آخرون بأن الخبر الشاذ يقارن بغيره لمعرف??ة??ه ما هو األقوى. وفسر الش??اذ عن??د بعض اإلمامي??ة أيض??ا بأن

.(1)المخالف لما عمل عليه األصحاب، أي المهجور المتروك??ه لموض??وع ب??الغ إال أنه على الصعيد الش??يعي ينبغي التنب األهمي?ة، وه?و أن مص?طلحات علم الح?ديث والدراي?ة، ه??ل كانت معتمدة عن??د العلم??اء الش??يعة ح??تى الق??رن الخ??امس الهجري بنفس معانيها المطروحة عند أهل الس??نة أم ال، أمي كلم??اتهم ومتابع??ة اس??تخدامهم أن الص??حيح ه??و تقص?? للمصطلح للنظر في طبيعة المعنى السائد بينهم؟ الص??حيح هوالثاني ما لم نحرز متابعتهم في المصطلح أله??ل الس??نة؛

؛ ووص??ول األخي??ار79 ? 76)( انظر: ابن الص??الح، عل??وم الح??ديث: 1 ؛ والميرداماد، الرواشح الس??ماوية:109 ? 108إلى أصول األخبار:

242.

ألن علم مص??طلح الح??ديث لم يف??رد عن??دهم بالت??دوين في هذه القرون حتى نعرف ماذا يقص?دون من ه??ذه الكلم?ة أو??ه أخ??ذ تلك، ومن هنا نالح??ظ على أمث??ال الش??هيد الث??اني أن مصطلح الحديث من أهل السنة ونقله بحرفيت??ه، وك??ان مني المص??طلح عن??د اإلمامي??ة المناس??ب ل??ه أن يق??وم بتقص?? ليصوغ هذا المعنى للمصطلح وفقا للس??ائد بينهم. نعم، ق??د ب??ذل ه??و ومن بع??ده كالميردام??اد ووال??د الش??يخ البه??ائي??ة، وغيرهم جهدا أضافوا من خالل??ه بعض م??ا يختص باإلمامي ولهذا نقترح صياغة مصطلح علم الحديث عند اإلمامي??ة من

خالل تتبع االستعماالت أيضا. ول??و رجعن??ا هن??ا إلى ه??ذا المص??طلح )الش??اذ(، لرأين??ا أن األنسب أن يك??ون م??راد المتق??دمين من??ه ه??و الح??ديث غ??ير المشهور وال المتداول، بحيث يكش??ف ع??دم ش??هرته وع??دم تداوله عن عدم عملهم به، سواء ك??ان ل??ه طري??ق واح??د أو أكثر من طري??ق، وس??واء ك??ان في??ه رواي??ة واح??دة أم أك??ثر، وس??واء ك??ان روات??ه ثقات??ا أم ال، فك??ل ح??ديث غ??ير مت??داول وليس ه??و بالس??ائد المعم??ول ب??ه والمرج??ع والمت??داول في العلوم الدينية فهو حديث شاذ. ومن القريب جدا أن يك??ون مصطلح الشاذ عند اإلمامي??ة م??أخوذا من الح??ديث الم??روي عندهم »خذ بالمجمع عليه بين أصحابك ودع الشاذ النادر«، ومن هنا وجدنا الشيخ المفي??د ي??ذكر في بعض كتب??ه التعب??ير التالي: ».. إال أنه يك?ون دافع?ا للمت?واتر من األخب?ار منك?را

،(1)للمشهور من اآلثار، معتم??دا على الش??اذ من الرواي??ات« جامعا كلمة »الروايات« مع وصف الجمع بالشذوذ، ومق??ابال بينه وبين التواتر والشهرة. وكلم??ات اآلخ??رين تس??اعد على .(2)هذا لمعنى العام أيضا وه??ذا كل??ه يع??ني أن كلم??ة الش??اذ عن??د المتق??دمين من اإلمامية الب??د أن تحم??ل على المع??نى الع??رفي الع??ام، وه??و الحديث غير المشتهر وال المعمول به، في مقاب??ل الح??ديث المعمول ب??ه والمش??تهر والس??ائد والمت??داول، فعن??دما ق??ال

.338، وانظر: 272)( الفصول المختارة: 1 ؛ والك??راجكي، التعجب من63:?? 1)( انظ??ر: المرتض??ى، األم??الي 2

،95:?? 2؛ والس??رائر227،?? 156؛ وك??نز الفوائ??د: 92أغالط العامة: و..96

126 الشيخ المفيد ? أو غيره ??? الجمل??ة المتقدم??ة فق??د قص??د أن حديث االستخارة بالرقاع غير متداول وال سائد بين اإلمامية وال يشبه ما هو المتداول بينهم، وإنما المتداول هو ما تق??دم من االستخارة بمعنى الدعاء وبمعنى ما يقع في القلب وما??ه كي??ف يك??ون حال??ه شابه ذلك، وذلك بصرف النظ??ر عن أن سنديا من حيث وثاق??ة رجال??ه، ففي ه??ذا النص م??ا يكش??ف عن مهجورية العمل برواية االستخارة بالرق??اع الس??ت عن??د المتقدمين، ويزيد إلى ال??وهن الموج??ود في ه??ذه الرواي??ات

وهنا. إذا كان السيد ابن ط??اووس يري??د منالوقفة الرابعة:

تحليل المقط??ع األخ??ير من نص الش??يخ المفي??د أن يثبت أن الشيخ المفيد ال ي??رى حرم??ة اس??تخارة الرق??اع، في مقاب??ل بعض أهل عصره الذين احتج?وا بق?ول المفي?د لل?ذهاب إلى حرمة اس??تخارة الرق??اع.. إذا ك??ان ه??ذا ه??و م??راده فكالم??ه صحيح، فإن نص الشيخ المفيد ال يفهم من??ه الق??ول بحرم??ة استخارة الرقاع، إذ غايته عدم ثبوته??ا، وله??ذا ال يص??ح وض??ع الشيخ المفيد ضمن القائلين بتحريم بعض أنواع االس??تخارة فهذا غير واضح إطالق??ا، ف??إن ظ??اهر الكالم أن المفي??د بع??د اعتق??اده بش??ذوذ ه??ذه الرواي??ة ومهجوريته??ا بين األص??حاب وغرابتها عن السائد في الوسط الحديثي والفقهي، أراد أن يبين عذره في ذكرها في كتابه الذي جعله ? كما يق??ول ه??و

??ه ي??رى(1)نفسه ? إماما للمسترشدين ودليال للط??البين، فكأن أن ذكر ه??ذا الح??ديث الش??اذ ين??افي عن??وان عمل??ه في ه??ذا الكتاب، حيث ال يصح العمل بمثل هذه الروايات المهجورة، فبرر األمر بأنه ذكره ال لتحقي??ق العم??ل به??ا، ب??ل للرخص??ة، بمعنى أنه حيث المورد من موارد األمور المسنونة الج??ائزة في حد نفسها، فيكون ذلك الفعل جائزا، ال بمع??نى انتس?ابه إلى ال??دين والعم??ل بمقتض??اه، ب??ل بمع??نى ج??واز مض??مونه والرخصة فيه ال غ??ير، فالص??الة خ??ير موض??وع، ونفس فع??ل االستخارة بالرقاع ال حرمة فيه. فهذا النص يزي??د اس??تخارة الرقاع ضعفا وال يمكن اعتب??اره تش??ريعا له??ا وإال أدخ??ل في كتابه ما هو بدعة، كيف وقد علق علي??ه بمث??ل ه??ذا التعلي??ق

.27)( المقنعة: 1

الموجب لفراغ الذمة.

وعليه، فإذا صح أن هذا المقطع للشيخ المفيد، وتجاهلن??اخ المعلوم??ات ال??تي أعطان??ا إياه??ا ابن ط??اووس ح??ول النس?? والتي توجب التشكيك في نسبة المقطع للمفيد، فإنه يفي??د أن اس??تخارة الرق??اع هي اس??تخارة مهج??ورة متروك??ة غ??ير متداولة بين اإلمامية في القرون األولى رغم وجود روايته??ا في كافي الشيخ الكليني، وهذه الشهادة ? كما قلنا ? تعطي ال??وهن في نص??وص االس??تخارة بالرق??اع ال??تي هي ض??عيفة

السند من األول.??ه وأخيرا، ألفت إلى أن ما ذكره بعض المعاص??رين من أن ال يمكن أن نأخ??ذ رأي الش??يخ المفي??د في االس??تخارة من

، ال معنى له ل??و تجاهلن??ا(1)كتاب المقنعة؛ ألنه كتاب مختصر غرابت??ه الش??ديدة، حيث يعتم??د العلم??اء ع??بر الت??اريخ على المقنعة في معرفة رأي الشيخ المفيد؛ كما أن االختصار قد يكون أوجب في الداللة على الرأي النهائي، تمام??ا ك??الفرق

بين الرسالة العملية والبحوث المطولة. وأما نص الشيخ ابن إدريس الحلي في السرائر: فقد وقع محل اع??تراض أيض??ا، وأهم من س??جل االع??تراض علي??ه ك??ان الس??يد ابن ط??اووس والعالم??ة الحلي والش??هيد األول و.. ونحن ن???ذكر م???داخالت ه???ؤالء األعالم ثم نعل???ق

عليها: المداخل����ة األولى: وهي مداخل����ة الس����يد ابن

طاووس، وتتخلص في النقاط التالية: إن ق??ول ابن إدريس ب??أن »األولى م??ا ذكرن??اه« ي??دلأ �

على أنه ما أنكر استخارة الرقاع، وإنما اعتبر ما اختاره ه??ومن االستخارة أولى.

إن قوله بأن هذه الروايات من أض??عف األخب??ار؛ ألنب � رواتها فطحية ملعونون كزرعة وسماعة، غ??ير ص??حيح؛ إذ ال توجد في رواي?ات االس?تخارة بالرق?اع أي رواي?ة يرويه?ا لن?ا زرعة أو سماعة، بل إن الروايات الواردة كلها عن أشخاص يقبل ابن إدريس بروايتهم، فلم يعد هناك م??وجب العتباره??ا عنده أخب??ارا ض??عيفة ش?اذة. ب?ل ليس ك??ل أخب??ار الفطحي??ة

.90 ? 89: 1)( محمد رضا نكونام، دانش استخارة 1

128 وفرق الشيعة باطلة بالكلي?ة، ب?ل فيهم من ه?و ثق?ة اعتم?د

عليه الشيوخ واألصحاب كثيرا. إن قوله بأن األصحاب ما ذك??روا االس??تخارة بالرق??اعج �

والبن??ادق والقرع??ة في كتب الفق??ه، ب??ل في كتب العب??ادات لعل??ه من س??هو الناس??خين أو ل??ه ع??ذر في ذل??ك؛ ألن كتب الفق??ه متض??منة للقرع??ة وأنه??ا في ك??ل أم??ر مش??كل، وهي

شاملة للمستخير. إن االس??تخارة بالرق??اع وردت في ك??افي الكلي??نيد ���

وتهذيب الطوس??ي، وهم??ا من أعظم كتب الفق??ه، ولم نج??دأحدا أبطل روايات هذه االستخارة.

وأما حديثه عن كتب العبادات، فلعل عنده عذر غ??يره� � ظاهر؛ ألن الفقه إنما كان ل??ه حكم في الش??رائع وال??ديانات??ه من جمل??ة العب??ادات، ول??واله لك??ان عبث??ا أو س??اقط ألن الرواي??ات، فلعل??ه أراد من »كتب العب??ادات« كتب العم??ل، وعلى أية ح??ال فعن??دما يؤل??ف المص??نف كتاب??ا يري??ده بنح??و الفتوى والعمل فهو ال يذكر إال األحك??ام الش??رعية وإال ك??ان داعيا للبدع، وبهذا تصير كتب العبادات أظه??ر في االحتج??اج من كتب الفقه أو الروايات؛ ألنه??ا تص??نف للعم??ل والطاع??ة

.(1)والعبادة، فلو لم يكن مشروعا كان بدعة المداخلة الثاني��ة: وهي مداخل��ة العالم��ة الحلي، وبقدر ما كانت مداخلة ابن ط??اووس هادئ??ة تلتمس الع??ذر،??ة عنيف??ة ش??ديدة النق??د كانت مداخلة العالمة الحلي هجومي

والقسوة، ويمكن تلخيص أهم نقاطها فيما يلي: إن كالم ابن إدريس في غاي??ة ال??رداءة؛ إذ م??ا الف??رقأ �

بين ذكره???ا في كتب الفق???ه وكتب العب???ادات، ف???إن كتب العبادات هي المختصة به، مع ذلك فق??د ذكره??ا المفي??د في المقنع??ة، وه??و كت??اب فق??ه وفت??وى، وذكره??ا الطوس??ي في التهذيب، وهو أصل الفق??ه، وأي محص??ل أعظم من ه??ذين؟

وهل استفيد الفقه إال منهما؟ نس??بة الطري??ق إلى زرع??ة وس??ماعة خط??أ، ف??إنب ���

المنقول روايتان: واحدة لهارون بن خارجة، والثاني??ة رواه??ا الكلي??ني عن علي بن محم??د، وليس في طري??ق الرواي??تين

.184? 183، 293 ? 289)( انظر: فتح األبواب: 1

??ة زرع??ة زرع??ة وال رفاع??ة. ب??ل يمكن التش??كيك في فطحي ورفاع??ة »وه??ذا كل??ه ي??دل على قل??ة معرفت??ه بالرواي??ات والرج??ال، وكي??ف يج??وز ممن حال??ه ه??ذا أن يق??وم على رد الرواي??ات والفت??اوى، ويس??تبعد م??ا نص علي??ه األئم??ة^ وهال استبعد القرعة، وهي المشروعة إجماعا.. وأمر االس??تخارة

سهل..«. . وق??د عل??ق(1)بهذا انتق??د العالم??ة الحلي على ابن إدريس

المحقق النجفي على رد العالمة الحلي بالقول: »ولقد أجاد.(2)الفاضل في المختلف..«

المداخل��ة الثالث��ة: وهي مداخل��ة الش��هيد األول، حيث ذك??ر أن: »إنك??ار ابن إدريس االس??تخارة بالرق??اع ال مأخذ له، مع اشتهارها بين األص??حاب وع??دم راد له??ا س??واه ومن أخذ أخذه، كالشيخ نجم الدين في المعت??بر حيث ق?ال: هي في حيز الشذوذ فال عبرة بها. وكيف تكون ش??اذة وق??د دونها المحدثون في كتبهم والمصنفون في مصنفاتهم، وقد ص??نف الس??يد الع??الم العاب??د، ص??احب الكرام??ات الظ??اهرة والمآثر الباهرة رضي الدين أب??و الحس??ن علي بن ط??اووس الحس??ني ??? رحم??ه الل??ه ??? كتاب??ا ض??خما في االس??تخارات، واعتمد في??ه على رواي??ة الرق??اع، وذك??ر من آثاره??ا عج??ائب

.(3)وغرائب أراه الله تعالى إياها..« ب??ل ذك??ر الش??هيد الث??اني في روض الجب??ان أن اس??تخارة

.(4)ذات الرقاع الست أشهر االستخارات??ه إذا ه??ذا، وأورد بعض المعاص??رين على إبن إدريس بأن??ة الخ??بر المعل??وم بالص??دور في??ه، ف??إن كان يب??ني على حجي أخبار االستخارة مستفيضة بين الف??ريقين الس??نة والش??يعة،

.(5)وليست بآحاد ه���ذه هي مهم الم���داخالت النقدي���ة على ابن

إدريس الحلي، والبد لنا من بعض التعليقات: إن ق???ول ابن ط???اووس ب???أن تعب???يرالتعلي��ق األول:

.356 ? 355: 2)( راجع: مختلف الشيعة 1.167: 12)( جواهر الكالم 2.267 ? 266: 4)( ذكرى الشيعة 3.326)( روض الجنان: 4 )( الدهشوري، دراسة اس??تداللية ح??ول االس??تخارة، مص??در س??ابق5

58 :91.

130 »األولى« يفيد أن ابن ادريس ال ينكر استخارة الرقاع، غ??ير??ه خالف ت??رتيب كالم ابن إدريس، ف??إن ه??ذه ص??حيح، فإن الجملة جاءت كالتالي: »والرواي??ات في ه??ذا الب??اب ]يقص??د ب??اب االس??تخارة[ كث??يرة، واألم??ر فيه??ا واس??ع، واألولى م??ا ذكرناه. فأما الرقاع والبنادق والقرع??ة، فمن أض??عف أخب??ار

.(1)اآلحاد..« وهذا يعني أن »األولوية« ال??تي ي??ذكرها ابن إدريس إنم??ا هي لما نقله في االستخارة التي هي دعاء عن??ده، ف??إن له??ا صيغا وأشكاال في الروايات، فرجح م??ا نقل??ه، ثم ع??رج على اس??تخارة الرق??اع فرفض??ها، فكالم??ه واض??ح في رفض??ها وإنكارها ال في كونها األولى أو عدمه. نعم من الخطأ اعتبار ابن ادريس قائال بالحرمة، إذ غايته أنه لم ي??ر له??ا م??ا يثبته??ا شرعا، ال أنه يرى فعلها حراما كما كان يرى الشيخ محم??ود

شلتوت فعل االستخارة مطلقا ? غير الدعائية ? حراما. لقد فتش??نا ق??در اإلمك??ان في مجم??وعالتعليق الثاني:

روايات االستخارة بالرقاع والبن??ادق فلم نج??د عين??ا وال أث??را لزرعة ورفاعة وأمثالهما، بل فتش?نا عن ه?ارون بن خارج?ة وعلي بن محمد فلم نجد ما يشير إلى فطحيتها، كما فتشنا في روايات القرعة نفسها ? بصرف النظر عن االس??تخارة ? عل ابن إدريس اشتبه عليه األمر أو قصد القرعة، فلم نجد??د أن ابن إدريس لهما وألمثالهما ذك??را أساس??يا، فمن المؤك قد سها قلمه هنا أو التبست عليه األمور فأورد هذا اإلي??راد،

فالحق ما ذكره نقاده هنا. لكن ه???ذا ال يس???مح للعالم???ة الحلي باالنتق???اص من ابن إدريس هن??ا، كي??ف والعالم??ة الحلي ق??د وق??ع في تهافت??ات معروفة في مجال الحديث وتقويم الرواة والروايات يعرفها المطلعون، وأش??رنا لبعض??ها في كتابن??ا )نظري??ة الس??نة في الفك??ر اإلم??امي الش??يعي(. ب??ل لع??ل للرواي??ات طرق??ا فيه??ا

، أو لع??ل ابن(2)فطحية ولم تصل إلينا كم??ا احتمل??ه الع??املي إدريس وهم فق??رأ كلم??ة )رفع??ه( في خ??بر الك??افي الث??اني )رفاع??ة(، ثم ب??دل راوي س??ماعة برفاع??ة، فزرع??ة راوي

.313: 1)( السرائر 1.253: 9)( انظر: مفتاح الكرامة 2

س??ماعة، وزرع??ة واقفي محق??ق، وس??ماعة رمي ب??الوقف فتوهم كون فساد مذهبهما هو الفطحية، كم??ا احتم??ل ذل??ك

.(1)كله الشيخ التستري بل حتى لو ثبت أن في طريق هذه الرواي??ات فطحي??ة أو واقفية، فهذا ال يوجب التضعيف؛ لما حققناه في أبحاثنا من???ة ه???و الوثاق???ة أو الوث???وق، ال العدال???ة أو أن مالك الحجي

االعتقاد، فالحق ما ذكره السيد ابن طاووس هنا. إن ما ذك??ره الس??يد ابن ط??اووس منالتعليق الثالث:

وجود القرع??ة في كتب الفق??ه خالف??ا لم??ا قال??ه ابن إدريس??ه فهم كالم ابن إدريس خط??أ، ف??إن صحيح؛ لكن يبدو لي أن ابن إدريس لما قال: الرقاع والبنادق والقرعة، ك??ان يقص??د أمرا واحدا وه??و اس??تخارة الرق??اع؛ ألن فيه??ا البن??ادق، وألن فيها القرعة، ال أنه يريد بالقرعة مسألة مطلق القرعة ول??و خ??ارج بحث االس??تخارة. والش??اهد على م??ا نق??ول أن ابن إدريس الحلي عق??د فص??ال في »الس??رائر« ح??ول أحك??ام

??ق فيه??ا القرعة ، ب??ل إن??ه(2)القرعة، وذكر ص??ورا عدي??دة طب قال هناك صريحا: »وكل أمر مشكل مجهول يش??تبه الحكم فيه، فينبغي أن يستعمل فيه القرع??ة؛ لم??ا روي عن األئم??ة األطه??ار^، وت??واترت ب??ه اآلث??ار، وأجمعت علي??ه الش??يعة

. فه??ذا الكالم ص??ريح في تبني الرج??ل للقرع??ة،(3)اإلمامية«وقد فهم كالمه خطأ في هذا المجال.

??ه ال نعم، شمول القرعة للمستخير هو وجه??ة نظ??ر، إال أنلنا من يمكن إلزام ابن إدريس بها، فلعله ي??رى ??? كم??ا توص?? قبل ? انصراف أدلة القرعة عن باب االستخارات، وهذا غير

إنكار القرعة بوصفها قاعدة فقهية معروفة. إن قول ابن طاووس والعالمة أن ذاتالتعليق الرابع:

الرقاع مذكورة في المقنعة والتهذيب والك??افي وهي أعظم كتب الفقه، وق??ول الش??هيد األول والث??اني بأنه??ا االس??تخارة المشهورة أو األشهر.. يمكن أن يناقش ب??أن ذل??ك ال يعطي تداول هذه االستخارة في كتب الفقه ? لو سلمنا أن الكافي

.83: 3)( راجع: النجعة في شرح اللمعة 1.174 ? 172: 2)( انظر: السرائر 2.173: 2)( المصدر نفسه 3

132 والتهذيب كتابان فقهيان وغضضنا الطرف عن طعن المفيد برواي??ة الرق??اع رغم إي??راده له??ا ??? ف??إن المحق??ق الع??املي??ه لم صاحب مفتاح الكرامة ? وهو المعروف ب??التتبع يق??ر بأن يع???ثر على اس???تخارة الرق???اع عن???د الص???دوق في الفقي???ه والمقنع، وال عند أبي المجد الحلبي في إش??ارة الس??بق، وال المفي??د والص??دوق في رس??التيهما إلى ول??ديهما، وال س??الر الديلمي وال ابن حمزة وال العماني وال ابن الجنيد ذكروا هذا

، والحق معه، فلم نعثر على استخارة الرقاع(1)أو نقل عنهم ? وأحيانا مطلق االستخارة ? عند الص??دوق والمرتض??ى وابن البراج وابن حمزة وأبي الصالح الحلبي وابن زه??رة الحل??بي وس??الر ال??ديلمي وابن الجني??د االس??كافي وابن أبي عقي??ل العماني وال غيرهم فضال عن علماء المرحلة السابقة كعلي بن إب?راهيم القمي ومحم?د بن الحس?ن الص?فار والحم?يري والجعفي وغيرهم ولم تذكر إال عند المفيد في نص يحتم??ل أنه طعن فيه فيها، وعند الطوسي والكليني، إلى جانب نقد ابن إدريس والمحقق الحلي، فكيف نقول بأنها مشهورة أو األشهر أو ذكرها المصنفون والمح??دثون كم??ا ق??ال الش??هيد األول والثاني و..؟! فإذا كان هذا يكفي للشهرة فأي ش??يء

إذا ال تثبت له الشهرة؟! واللطيف في األمر أن العالم??ة وابن ط??اووس لم يج??دوا غ??ير المقنع??ة والك??افي والته??ذيب )وق??د نق??ل عن الك??افي( ليذكروه، فلو كانوا قد عثروا على مص??ادر أخ??رى ل??ذكروها، وهذا كله يؤكد مهجورية هذه االستخارة عند القدماء، وأنه??ا بدأت تش??تهر بفع??ل ت??أثير الس??يد ابن ط??اووس كم??ا يظه??ر ت??أثيره في كلم??ات الش??هيد األول، وب??دأت تأخ??ذ رواجه??ا انطالقا من عناصر الوثوق بشخصيته الروحي??ة ومن قص??ص الغ??رائب والعج??ائب ال??تي تتناق??ل، وق??د رأين??ا كي??ف أن ابن طاووس نفسه بذل قصارى جهده في حشد الرواي??ات له??ا، ول??و ك??انت متداول??ة في كتب الح??ديث والفق??ه لع??ثر على مصادر لرواياته وطرق??ا، ب??دل الوج??ادات والمراس??يل ال??تي

ذكرها لنا. وأما عدم وجدان أحد أبط??ل ه??ذه االس??تخارة فه??ذا ليس

.255: 9)( راجع: مفتاح الكرامة 1

دليال على ص??حتها عن??دهم؛ إذ فض??ال عن وج??ود ابن إدريس ونص المفي???د المحتم???ل ونص المحق???ق الحلي، وهم من أركان الفقه، وفضال عن هجرانها في كتب الفقهاء كما بينا، فإنهم كثيرا م??ا يتغاض??ون عن األم??ور المس??تحبة ويتركونه??ا لقاعدة التسامح في أدلة السنن، فسكوتهم ال يع??ني تبنيهم أو ع??دم رفض??هم له??ا، بق??در م??ا يع??ني ع??دم اهتم??امهم به??ا

وبتحقيق حالها. كيف عرف الس??يد ابن ط??اووس أنالتعليق الخامس:

رواة روايات اس??تخارة الرق??اع يقب??ل بهم ابن إدريس، ومن ثم فال يصح ل??ه أن يحكم بأنه??ا رواي??ات ض??عيفة أو ش??اذة؟! فه??ل يقب??ل ابن إدريس بمرس??ل محم??د بن علي؟! فلعل??ه يضعفه لإلرسال. وهل يقبل بخ??بر ه??ارون بن خارج??ة وفي??ه شخصان ال توثي??ق لهم??ا إن لم نق??ل ثالث??ة: س??هل بن زي??اد، وأحم???د بن محم???د البص???ري، والقاس???م بن عب???دالرحمن الهاش??مي؟ م??ع أن ابن ادريس ال يعم??ل ب??الخبر المجه??ول

??ه(1)راويه ، فكيف نحرز تصحيحه لهذه الروايات لو أحرزنا أنأخطأ في موضوع زرعة ورفاعة؟!

??ة خ??بر هذا كله، مضافا إلى أن ابن إدريس ال يؤمن بحجي الواح??د الظني، ب??ل الع??برة عن??ده في تق??ويم األخب??ار ه??و الوث??وق، ومث??ل ه??اتين الرواي??تين م??ع مهجوريتهم??ا وع??دم توافقها م??ع الس??ائد من الرواي??ات ??? وه??و مع??نى الش??ذوذ ? وإع???راض الفقه???اء والعلم???اء عنهم???ا تص???بحان ض???عيفتين وش??اذتين ح??تى ل??و ك??ان س??ندهما ص??حيحا عن??ده، فال يص??ح

مؤاخذته بهذه الطريقة من قبل ابن طاووس. إن ما ذك??ره بعض المعاص??رين، منالتعليق السادس:

استفاضة روايات الرقاع وعدم كونها آحادا حتى ينكرها ابن??ة ه حجي إدريس، أو قول بعضهم اآلخر بأنه لو حذفها لرفض??

.. غير ص??حيح، ف??إذا(2)خبر الواحد النسد باب العلم والعلمي قصد من االستفاضة ما يبلغ حد التواتر فهو غريب جدا!! إذ كيف يحصل تواتر من أخبار حالها كما أس??لفنا؟! وإن قص??د

،355،?? 304،?? 95:?? 2، و495،?? 313،?? 267:?? 1)( راجع: الس??رائر1.273، 253: 3، و676 ? 675

.88: 1)( انظر: نكونام، دانش استخارة 2

134 أن لها سندين فه??و ص??حيح لكن وج??ود س??ندين لرواي??تين ال يصير الخبر اآلحادي معلوم الصدور، السيما عن??د أمث??ال ابن إدريس كما يعلم من منهجه وطريقته، فاالحتجاج عليه به??ذا

الشكل غير صحيح.لنا وأما كبرى اإلشكال عليه بمس??ألة االنس??داد، فق??د فص????ة الس??نة وحجي??ة الح??ديث، الكالم فيها في مباحثنا في حجي وتبين أنها غير صحيحة، فال نطيل، فما أك??ثر العلم??اء ال??ذين

رفضوا أخبار اآلحاد، ومع ذلك قدموا لنا فقها مقبوال. التعلي��ق الس��ابع: يحتم��ل في وج��ه الف��رق بين

كتب الفقه والعبادات: ما ذكره الش??يخ التس??تري نق??دا على العالم??ة الحلي �1

في مس??ألة ع??دم التمي??يز بين كتب الفق??ه وكتب العب??ادات، من أن »الفرق بينهم?ا كث?ير، فمب?نى كتب الفق?ه على ذك?ر??ة المس??تندة إلى األخب??ار المت??واترة دون األحك??ام القطعي المظنونة المستندة إلى أخبار اآلحاد، بخالف كتب العب??ادات الموضوعة لبي??ان المس??تحبات، فمبناه??ا على التس??امح في األدلة، وقد ذكر الشيخ صالة النيروز وص??الة الهدي??ة إليهم^ وصالة أي??ام األس??بوع ولياليه??ا وص??لوات أخ??ر من قبله??ا في مصباحه ولم يذكرها في نهايته، كم??ا لم يروه??ا في تهذيب??ه، ويش??هد ل??ذلك أن كتب الق??دماء عن??ونت ص??الة االس??تخارة،

.(1)وذكرت أقساما مقطوعة دون ذات الرقاع والقرعة« وهذ الذي ذك??ره محتم??ل؛ حيث يالح??ظ وج??ود نم??اذج ل??ه

بالجمع والتقريب. م???ا ذك??ره ابن ط??اووس كم??ا تق??دم من أن كتب ���2

??ة العب??ادات هي كتب العم??ل، أي م??ا يش??به الرس??الة العملي للمراج??ع الي??وم، فتك??ون كتب العم??ل والعب??ادات أق??وى في الداللة من كتب الفقه، التي هي أش??به ب??الكتب االس?تداللية

التخصصية اليوم. م??ا ذك??ره العالم??ة الحلي كم??ا تق??دم، من أن كتب ���3

العبادات هي الكتب الفقهية التي تدور حول العبادات، مث??ل كت??اب الص??الة، وكت??اب الص??وم، وكت??اب الحج وغ??ير ذل??ك،

فتكون أخص من كتب الفقه.??د أن ابن إدريس لم يقص??د تفس??ير العالم??ة ومن المؤك

.82: 3)( محمد تقي التستري، النجعة في شرح اللمعة 1

الحلي؛ إذ لن يكون لكالمه مع??نى، وأم?ا قص?ده تفس?ير ابن ط???اووس فه???و بعي???د؛ إذ فض???ال عن أن كتب كث???ير من??ة( خالي??ة غالب??ا المتقدمين ليست سوى كتب )رس??الة عملي من االس??تدالالت، ال س??يما قب??ل كت??اب المبس??وط للش??يخ

ه???(، لن يك??ون هن??اك وج??ه لتس??ميتها بكتب460الطوسي )ة به???ا، ب???ل فيه???ا العب???ادات؛ ألن كتب العم???ل غ???ير خاص???

المعامالت أيضا، كما يظهر من مثل كتب )العلم والعمل(. من هنا، يكون احتمال المحقق التستري أقوى، ومع ذلك فما أرجح??ه أن يك??ون م??راد ابن إدريس من كتب العب??ادات??ة، تل??ك الكتب ال??تي توض??ع تس??هيال لش??ؤون األم??ور العبادي وتحوي الصلوات واألذكار والزي??ارات والمن??دوبات العبادي??ة، تماما ككتاب )مفاتيح الجنان( للشيخ القمي، وكتاب )مفتاح الجن??ات( للس??يد محس??ن األمين الع??املي، وغ??ير ذل??ك مني في الكتب ال??تي ال تب??نى ??? ع??ادة ??? على البحث والتقص?? إثبات مضمونها، انطالقا إم??ا من قاع??دة التس??امح في أدل??ة السنن أو من كون مض??مونها مم??ا يش?مله عم?وم أو إطالق يندب لفعل صالة أو ذكر أو غس??ل أو دع??اء أو زي??ارة أو م??ا شابه ذل?ك، وه?ذا ه?و ال?ذي دف?ع ابن إدريس للتعب?ير بكتب العبادات دون كتب العمل، ومن ثم لعله يقص??د حينئ??ذ ورود

بعض المرويات في مثل كتاب المصباح للشيخ الطوسي. وبناء عليه، حيث ك??ان م??ورد ه??ذه الكتب أم??ورا مندوب??ة، فمن المرجح ? ولو وضعت للعم??ل ??? أن يغلب عليه??ا ط??ابع إجراء التسامح في أدلة السنن، وهو ما يفسر ع??دم ذكره??ا في كتب الفق???ه إال قليال ودون تحقي???ق س???ندي أو مت???ني لألدعي??ة والزي??ارات واألذك??ار والص??لوات ونح??و ذل??ك ع??ادة، األمر الذي يضعف من قوة احتم??ال ص??دور ه??ذه النص??وص الواردة في هذه األمور، السيما بناء على مبنى حجية الخ?بر المطمأن بصدوره ? كم??ا ه??و األق??وى ??? وه??و المب??نى ال??ذي

يعمل عليه الشيخ ابن إدريس الحلي. ونتيجة البحث في معركة الرأي بين ابن إدريس الحلي وخص���ومه أن ك���ل اإلي���رادات علي���ه غ���ير صحيحة، باستثناء نس��بة الرواي��ات إلى الفطحي��ة، وعدم عمله بروايات غير اإلمامية، وباقي ما ذكره ليس بعي��دا عن الص��واب بحس��ب فهمي القاص��ر، بصرف النظر عن طريقته في التعب��ير أو طريق��ة

136نقاده.

نتيجة الكالم في استخارة الرقاع وال??راجح بنظ??ري المتواض??ع أن اس??تخارة ذات الرق??اع والبنادق غير ثابت??ة ب??دليل معت??بر، ب??ل األرجح كونه??ا مم??ا ال ش??اهد على االعتم??اد علي??ه إن لم نق??ل بمهجوريته??ا عن??د الق???دماء، وعلي???ه فاس???تخارة الرق???اع والبن???ادق والقرع???ة

والسبحة والمصحف الشريف كلها غير ثابتة وال معتمدة.رابعا: استخارة الطير

مم??ا ذك??ر العالم??ة الطه??راني كتاب??ان في االس??تخارة، أح??دهما: كت??اب خ??يرة الط??ير للش??يخ أحم??د بن س??الم بن عيسى البحراني، وثانيهما: كتاب خ??يرة الطي??ور في التف??ألللح??اج الم??يرزا محم??د حس??ين المرعش??ي الشهرس??تاني )

ه?( المعاصر له. وذكر في الكتاب األول عند تعريف??ه1344 له بأنه أخذ بخ??يرة الط??ير بع??د التجرب??ة، وأن الخ??يرة كأنه??ا

.(1)منسوبة إلى اإلمام الرضا× ونسب إلى الشيخ يوسف البحراني كت??اب خ??يرة الطي??ور

، ويفهم من الطه???راني في كالم???ه المتق???دم أن(2)المجربة نفس كتاب خيرة الطير للشيخ أحمد البحراني نقله الش??يخ يوسف البحراني بتمام??ه في كش?كوله المطب?وع م??ع نقص، كما طبع الكتاب نفسه ضمن كتاب آخر، وهو مجمع األن??وار

في علم األسرار وتعبير المنام للشيخ عبدالله بن سيرين. وبالفعل فقد نقله??ا البح??راني كامل??ة في الكش??كول دون أن يعلق عليها ال سلبا وال إيجابا، وهو ما يفهم من??ه س??كوته دون إمكان معرفة تبنيه أو عدمه، الس??يما وأن الكت??اب ه??و )الكشكول( المبني على الجمع والضم ال التحقيق واالستناد واإلفتاء، فخيرة الطيور ليس كتابا للشيخ يوسف البح??راني، وإنما هو نقله لكتاب الش??يخ أحم??د بن س??الم البح??راني في

كشكوله نقال حرفيا كامال. ولم يرد الحديث عن هذه االستخارة إال في ه??ذه الكتب،

.287: 7)( الذريعة 1 ؛ وال??درر161)( محمد هادي األميني، معجم المطبوعات النجفي??ة: 2

)المقدمة(.40 )المقدمة(؛ والشهاب الثاقب: 29: 1النجفية

وأقدم مص??در له??ا بالنس??بة إلين??ا ه??و عص??ر الش??يخ يوس??ف

ه?(، أي القرن الثاني عش??ر الهج??ري، ولم1186البحراني ) ت??رد وال ح??تى اس??مها في أي من الكتب ال في الح??ديث وال في الفقه، حتى أن ابن طاووس لم ي??ذكرها وال ح??تى بنح??و اإلش?ارة، رغم استقص?ائه الت??ام لك?ل ش??اردة وواردة ح?ول االس??تخارات. وس??وف ننق??ل النص الكام??ل ال??ذي نقل??ه لن??ا

الشيخ يوسف البحراني في الكشكول.??ه يق??ول: »بس??م الل??ه ال??رحمن ال??رحيم. بع??د الحم??د إن والصالة. فيقول منمق هذه الكلمات واألحرف كثير ال??زالت قليل التأسف، فريد عصره في ال?ذنوب بال ث?اني، أحم?د بن س????الم بن عيس????ى البح????راني: وقفت على بعض اآلث????ار المنقولة عن األئمة األطه??ار^ في ب??اب االس??تخارات، وه??و »ما حار من استخار« فتتبعتها من مظانه??ا، ف??إذا هي أن??واع شتى فوجهت نفسي في تحصيل ما تطمئن به النفس منها??ة عن ث??امن األئم??ة، بالتجارب، فاخترت منها الخيرة المروي الشهيرة بخيرة الطير، فجربته??ا م??رارا ال تخرص?ا، فوج??دتها

ي ي��وحQى﴿كما ق??ال الل??ه تع??الى: TحQإال و Qهو Tولكنإن ،﴾ العمل بها موقوف على معرف?ة عش?رة دوائ?ر، أربع?ة منه?ا كبار، وستة ص??غار، ولك??ل من ال??دوائر األرب??ع فيه??ا مطلب، وكل مطلب فيها فهو مذكور في الدوائر الست وب??العكس. وأيضا في وسط كل دائرة من الدوائر العشر دائرة صغيرة فيها ح??رف من ح??روف التهجي، وبع??د ه??ذه ال??دوائر دائ??رة عظيمة مشتملة على أربع وعشرين زاوية، وفي كل زاوي??ةمنها حرفان من حروف التهجي، وفي كل زاوية اسم طير. فإذا أردت العم??ل ف??انظر حاجت??ك أوال في زواي??ا ال??دوائر األرب??ع، ثم انظره??ا من زواي??ا ال??دوائر الس??ت، وخ??ذ ح??رفلهما من التهجي من الدائرتين اللتين فيهما حاجتك، ثم حص?? أح??د زواي??ا ال??دائرة العظيم??ة، ثم ق??ارع آخ??ر، ثم ع??د بع??دد القرعة طيورا وابت??دئ )وهن??ا يض??ع الش??يخ أحم??د بن س??الم البح???راني رس??وما ودوائ??ر يمكن مراجعته??ا في النس???خة

بالطير ال??ذياألصلية من كشكول الشيخ يوسف البحراني( في سمت الح??رفين الل??ذين في ال??دوائر العظيم??ة، ثم خ??ذ

الطير الذي انتهى إليه العدد، فهو المطلب. وينبغي أن تق??رأ قب??ل المقارع??ة الفاتح??ة واإلخالص ثالث??ا

138 و)عن???ده مف???اتح الغيب( إلى آخره???ا، وعلي???ك باالعتق???اد

والطهارة قبل ذلك. )الط??اوس ج ط( س??ؤالك عن قض??اء الحاج??ة، إعم??د إلى ع??دد القرع??ة تج??د المطلب. س??ؤالك عن التحوي??ل والنق??ل أسرع تنال كل ما تريد. سؤالك عن طي??ف رأيت??ه فه??و مليح وتعبيره إلى خير. س??ؤالك عن مش??تري األمالك اش??تر فإن??ه مليح إن شاء الله تعالى. سؤالك عن المن??اظرة والمرافع??ة إلى القاض??ي تنص??ر وتظف??ر. س??ؤالك عن الخالص من الغم أبشر تسر وتقر إن شاء الله تع??الى. س??ؤالك عن الطالق ال??ه ليس في??ه خ??ير وال غنيم??ة. س??ؤالك عن عم??ارة تعجل فإن األمالك اعمر واشتر ترى في??ه الفائ??دة. س??ؤالك عن الح??ظ من السلطان ترى من??ه الح??ظ ال??وافر الكث??ير. س??ؤالك عن

الوصول إلى المرام اصبر تصل إلى ما تريد إن شاء الله. )العصفور ك ح( س??ؤالك عن الس??فر اعم??د إلى القرع??ة تجد المطلب. سؤالك عن قضاء الحاجة تقضى س??ريعا كم??ا تحب وتريد. سؤالك عن التحويل والتنق??ل ال تعج??ل والخ??ير??ه يع??بر ب??الخير وبم??ا في الصبر. سؤالك عن طيف رأيته فإن يس??رك. س??ؤالك عن مش???تري األمالك اجه??د وج??د تلقى??ه ال الفائدة. سؤالك عن المناظرة إلى القاض??ي فاح??ذر فإن خير فيه. سؤالك عن الخالص من الغم أبشر فإن الله يفرج??ك ال ت??رى في??ه عن قريب. سؤالك عن الطالق ال تفع??ل فإن خ??يرا. س??ؤالك عن عم??ارة األمالك ت??رى الخ??ير والفائ??دة والبركة. سؤالك عن التوجه إلى السلطان اقصد ترى الخير

والبركة. )الكركي ج م( سؤالك عن الظفر بالعدو اعم??د إلى ع??دد القرعة تجد المطلب. سؤالك عن السفر اعزم تجد الفائدة والربح والخير. سؤالك عن قضاء الحاجة أبشر فإنها تقضى كما تحب. سؤالك عن النقل والحركة أسرع ترى الس??عادة. سؤالك عن طيف رأيته ال تظهره ألحد واكتم??ه عن الن??اس. سؤالك عن مشتري األمالك اشتر وأبشر بالفائ??دة. س??ؤالك عن المحاكمة إلى القاضي احترز من ذلك واح??ذر. س??ؤالك عن الخالص من الغم أبشر ترى الف??رح والس??رور. س??ؤالك عن الطالق احذر كي ال تندم وتخس??ر. س??ؤالك عن عم??ارة

األمالك بادر وأسرع ترى الفائدة.

)الهدهد ج ف( سؤالك عن حال المريض اعم??د إلى ع?دد القرع??ة تج??د المطلب. س??ؤالك عن األع??داء ومن??اظرتهم اح??ذرهم تنج??و من ش??رهم. س??ؤالك عن الس??فر اح??ذر كيال ترى الخسارة والشدة والتعب. س??ؤالك عن قض??اء حاجت??كرة فال تعج??ل. س??ؤالك عن التنق??ل والتحوي??ل الحاجة متعس?? اصبر ال تعجل فليس في??ه فائ??دة. س??ؤالك عن طي??ف رأيت??ه أبشر فإن تعبيره خير يسرك. س??ؤالك عن مش??تري األمالك في وقت آخر يس?هل. س?ؤالك عن المحاكم?ة إلى القاض??ي??ل ت??رى الظف??ر. س??ؤالك عن الخالص من الغم اع??زم وتوك اص??بر أيام?ا ت?رى الف?رج. س?ؤالك عن الطالق ال تعج?ل كي

تندم. )الديك ج ي( سؤالك عن الغائب اقصد عدد القرعة تج??د المطلب. سؤالك عن حال المريض أبشر يش??ف س??ريعا إن شاء الله تعالى. سؤالك عن العدو أبشر تظفر به سريعا إن??ه مليح شاء الله تعالى. سؤالك عن السفر اعزم وتوكل فإن فيه خير وسعادة. سؤالك عن قضاء حاجتك تقض??ى س??ريعا كما تحب وترض?ى. س?ؤالك عن التنق?ل والتحوي?ل ال تعج?لف. س??ؤالك عن طي??ف رأيت??ه اكتم??ه وال كيال تن??دم وتتأس?? تظهره ألحد. سؤالك عن مشتري األمالك اشتر ترى الخ??ير والفائ??دة. س??ؤالك عن المحاكم??ة إلى القاض??ي اح??ذر ف??إن الخص??م غ??الب. س??ؤالك عن الخالص من الغم أبش??ر ف??إن

الفرج قريب والفرح كثير. )الباشق ج ال( سؤالك عن الض??ائعة اقص??د ع??دد القرع??ة تجد المطلب. سؤالك عن الغائب يصل بعد م??دة بالس??المة?ام من والخير والبركة. سؤالك عن الم?ريض يش?فى بع?د أي غير ضرر إن شاء الله تعالى. سؤالك عن الع??دو اح??ذر من??ه??ه ليس فال تظف??ر علي??ه إال بتعب. س??ؤالك عن الس??فر فإن مناسبا في هذا الوقت. س??ؤالك عن قض??اء حاجت??ك تقض??ى??ه كما تريد وتحب. سؤالك عن النقل والحركة بادر إلي??ه فإن مليح ومناسب. سؤالك عن طيف رأيت??ه تعب??يره مليح وفي??ه الخير والمسرة. سؤالك عن مش??تري األمالك اح??ذر ف??إن ال فيه فائدة. سؤالك عن المحاكم??ة إلى القاض??ي أبش??ر ف??إن

لك الظفر. )الصقر ص ط( سؤالك عن الحامل اقص??د ع??دد القرع??ة

140 تجد المطلب. سؤالك عن الضائعة تأمل الخير فإن الرج??وع يحصل. سؤالك عن الغائب يبطيء في سفره فاستعذ بالله عز وجل. سؤالك عن المريض يشفى من مرضه سريعا إن شاء الله تعالى. سؤالك عن العدو وال تظفر منه اح??ذر من??ه غاية الحذر. سؤالك عن السفر احذر فإن ما في??ه فائ??دة وال خير وال بركة. سؤالك عن قضاء حاجتك تقضى إن شاء الله تعالى. سؤالك عن التحويل والنقل والحركة في هذا الوقت ال ينفع أبدا. سؤالك عن طيف رأيته تعبيره الخير والس??عادة والتوفيق. سؤالك عن مشتري األمالك اشتر فإنه مليح نافع

مجرب. )العقاب ص ك( سؤالك عن المحبة اقص??د ع??دد القرع??ة تجد المطلب. سؤالك عن الحامل تل??د أن??ثى مبارك??ة الق??دم وفيها الخير. س??ؤالك عن الض??ائعة ال ي??أس من رحم??ة الل??ه فإنك تظفر. سؤالك عن الغائب يصل إليك سريعا كما تحب وتريد. سؤالك عن المريض يبطي في مرضه والعاقب??ة إلى خير وسالمة. سؤالك عن الع??دو أبش??ر ف?إن الظف?ر ل?ك إن شاء الله تعالى. س??ؤالك عن الس??فر أخ??ره إلى وقت تنج??و من المالمة. سؤالك عن قضاء الحاج?ة فإنه?ا موقوف?ة على الصبر والتأمل. سؤالك عن التحويل والنق??ل ليس في ذل??ك صواب وال خير. سؤالك عن طي??ف رأيت??ه أبش??ر ينال??ك خ??ير

كثير. )البط ص ي( سؤالك عن التجارة اقصد عدد القرعة تجد المطلب. سؤالك عن المحبة والمحبوب تظف??ر ب??المطلوب س??ريعا. س??ؤالك عن الحام??ل فإنه??ا تل??د ول??دا مبارك??ا ذك??را ميمون??ا. س??ؤالك عن الض??ايعة آمن بالل??ه تج??د م??ا ض??يعت ويرجع س??ريعا. س??ؤالك عن الغ??ائب يجيء س??ريعا على م??ا تريد وتهوى وتطلب. سؤالك عن الم??ريض يش??فى إن ش??اء الله تعالى ويع??افى من مرض??ه. س??ؤالك عن األع??داء تح??ذر منهم ال يظف??روا علي??ك. س??ؤالك عن الس??فر ال تتح??رك من مكانك تنجو من المالمة. س??ؤالك عن قض??اء الحاج??ة أبش??ر فإنها تقضى سريعا بإذن الله. سؤالك عن النق??ل والتحوي??ل

ال تتحرك فإنه غير نافع. )ال??دراج ص ف( س??ؤالك عن مش??تري الحيوان??ات اقص??د ع??دد القرع??ة تج??د المطلب. س??ؤالك عن التج??ارة م??ا فيه??ا مصلحة وال فائدة وال بركة. سؤالك عن المحبوب تظف??ر ب??ه

على ما تريد وتهوى وتشتهي. سؤالك عن الحامل تلد ول??دا مباركا في أسرع وقت وحين. سؤالك عن الضائعة ال تص??ل إليك إال بالتعب والمشقة واألذى. سؤالك عن الغائب يجيء بإذن الله تعالى سالما سريعا غانما. سؤالك عن األعداء هم يجدون ل??ك في المض??رة واح??ذرهم. س??ؤالك عن الس??فر ال فيه فائ??دة وال مض??رة وال خ?ير وال ش?ر. س??ؤالك عن قض??اء

حاجتك تقضى بعد أيام إن شاء الله تعالى. )العلق ص ي( سؤالك عن المعاش وال??رزق اقص??د ع??دد القرع??ة تج??د المطلب. س??ؤالك عن مش??تري الحيوان??ات ال تشتري فإن ما فيه فائدة. سؤالك عن المحب??وب تظف??ر ب??ه سريعا وتن??ال مطلوب??ك وم??رادك. س??ؤالك عن الحام??ل تل??د أنثى مباركة القدم والبركة فيها. سؤالك عن الضائع تص??دق بشيء تراه إن شاء الله تعالى. سؤالك عن الغ??ايب يبطيء ولكنه يجيء سريعا سالما مس??لما ب??إذن الل??ه. س??ؤالك عن المريض يش?فى بع??د أس??بوعين إن ش?اء الل??ه. س??ؤالك عن العدو أبشر ف??إن الل??ه يظف??رك علي??ه ويعين??ك. س??ؤالك عن

السفر قر عينك وتلقى ما تريده وترجاه. )العقعق ص ال( سؤالك عن البيع اعمد إلى ع??دد القرع??ة تجد المطلب. سؤالك عن المعاش بعد يومين إن شاء الل??ه ترزق خيرا كثيرا. سؤالك عن مشتري الحيوانات اشتر ترى الفائدة. سؤالك عن التجارة موافقة للفائدة وفيها المنفع??ة والربح. سؤالك عن المحبوب تظفر به إن شاء الله تع??الى. سؤالك عن الحامل تلد ولد مباركا جميال ب??إذن الل??ه تع??الى. س??ؤالك عن الض??ائعة تص??ل إلي??ك كم??ا تحب وتري??د وت??ود. سؤالك عن المريض يكون أياما في زحمة عظيمة ومشقة.

سؤالك عن األعداء تظفر بهم إن شاء الله وتنصر عليهم. )الرخم س ط( سؤالك عن الحج اعمد إلى عدد القرع??ة??ك تأس??ف وتن??دم تجد المطلب. سؤالك عن البيع ال تب??ع فإن??ك تن??ال خ??يرا كث??يرا وتخسر. سؤالك عن المعاش أبشر فإن مباركا. سؤالك عن مشتري الحيوان??ات ال تش??تر ف??إن ليس فيه فائ??دة. س??ؤالك عن التج??ارة ت??رى في??ه مكس??با وراح??ة??ه ليس بص??ادق وسعة رزق. س??ؤالك عن المحب??وب اعلم أن معك وال موافق لك. سؤالك عن الحامل تل??د أن??ثى مبارك??ة القدم واالقدام. سؤالك عن الضائعة تصل إليه س??ريعا كم??ا تحب وترضى. سؤالك عن الغائب تراه قريبا كما تريد ب?إذن

142الله تعالى.

)القن??برة س ك( س??ؤالك عن ال??زواج اعم??د إلى ع??دد القرعة تجد المطلب. سؤالك عن الحج توجه ت??رى الفائ??دة والبركة والخير. سؤالك عن البيع بع وتوكل على الل??ه ت??رى الفائدة والبركة. سؤالك عن المع??اش وال??رزق ت??رى الخ??ير والبركة والسعة. سؤالك عن مشتري الحيوانات اشتر ت??رى خيرا كثيرا وس??عة. س??ؤالك عن التج??ارة اع??زم ت??رى الخ??ير والبركة وسعة الرزق. سؤالك عن المحبوب ترى م??ا ته??وى من مرام الخ??اطر والم??راد. س??ؤالك عن الحام??ل تل??د ول??دا مباركا إن شاء الله تعالى. سؤالك عن الضائعة تلقاه??ا بع??د مدة طويلة وأيام كثيرة. س??ؤالك عن الغ??ائب يجيء س??ريعا

إن شاء الله تعالى. )الب??ازي س م( س??ؤالك عن الش??ركة اقص??د إلى ع??دد القرعة تجد المطلب. سؤالك عن ال??زواج م??ا في??ه في ه??ذا الوقت خير وال فائدة. سؤالك عن الحج توقف ال تعج??ل في??ل على الل??ه هذا الوقت واصبر. س??ؤالك عن ال??بيع ب??ع وتوك فإنه مبارك طيب. سؤالك عن المعاش والرزق يأتيك رزق??ا واسعا كثيرا. سؤالك عن مشتري الحيوان?ات اح?ذر م??ا في??هر في ه?ذا وال بركة وال خ?ير. س?ؤالك عن التج?ارة م?ا يتيس? الوقت اصبر وتأمل. سؤالك عن المحبوب هو مشغول عنك بغيرك وتاركك. سؤالك عن الحامل تلد أنثى مبارك??ة الق??دم واالقدام. سؤالك عن الضائعة ال تقنط من رحمة الله يرج??ع

بإذن الله. )الطوطي ف س( سؤالك عن الوصول إلى المرام اعمد إلى عدد القرعة تجد المطلب. سؤالك عن الشركة ش??ارك تجد الخير والبركة والسعة. سؤالك عن ال??زواج ت??زوج ت??رى الخير واليمن والبركة والهناء. سؤالك عن البيع فإن ما في??ه بركة ال تبع وتأمل. سؤالك عن الحج ال تعج??ل ف??إن م??ا في??ه فائدة وال مصلحة. سؤالك عن المعاش وال??رزق ت??رى رزق??ا واسعا وخيرا كثيرا. سؤالك عن مشتري الحيوانات ال تش??تر فإن ما فيه فائدة. سؤالك عن التجارة في ه??ذا ال??وقت م??ا فيه فائدة وال خير. سؤالك عن المحبوب ما معك قرب ابعد

منه واتركه. سؤالك عن الحامل تلد أنثى مباركة القدم. )الحمامة ي س( سؤالك عن الح??ظ اقص??د ع?دد القرع??ة

تجد المطلب. سؤالك عن الوصول إلى المرام أبشر تظف??ر بما تروم وتطلب. سؤالك عن الش??ركة اح??ذر ف??إن م??ا في??ه فائدة وال خير وال بركة. سؤالك عن الزواج ال تعجل فإن م??ا في??ه خ??ير وال برك??ة. س??ؤالك عن الحج ال تعج??ل في ه??ذا الوقت فإنك ال تجد المطل??وب. س??ؤالك عن ال??بيع ال تعج??ل فإن ما فيه فائدة وال برك??ة. س??ؤالك عن المع??اش وال??رزق توجه إليك اإلقبال سريعا. سؤالك عن مشتري الحيوانات ال تشتر ما هو بنافع. س??ؤالك عن التج??ارة ال تع??زم عليه??ا في هذا الوقت اصبر وتأمل. سؤالك عن المحب??وب ه??و متعل??ق

بغيرك ال ترجاه وال تهواه. )الغ??راب س ال( س??ؤالك عن عم??ارة األمالك اعم??د إلى عدد القرعة تج??د المطلب. س??ؤالك عن الس??لطان والح??ظ من??ه اح??ذر م??ا ل??ك في??ه فائ??دة. س??ؤالك عن الوص??ول إلى المرام تصل إليه بعد المشقة والتعب. سؤالك عن الشركة ما لك فيها فائدة وال صالح وال خير. سؤالك عن الحج اعزم عليه فيه اليمن والخير والصالح والبركة. س??ؤالك عن ال??بيع ال تعجل فإن ما في??ه فائ??دة وال خ??ير وال برك??ة. س??ؤالك عن المع?اش وال?رزق تن??ال ال?رزق س?ريعا وت?ربح. س?ؤالك عن مشتري الحيوانات اشتر فإنه مبارك جيد تربح. س??ؤالك عن

التجارة فإن ما فيها فائدة وال مكسب وال مغنم. )الحضرمي ط ع(س?ؤالك عن الطالق اعم??د إلى القرع?ة تجد المطلب. سؤالك عن عمارة األمالك اعمر وعجل ت??رى حاجتك تقضى. سؤالك عن الحظ من السلطان اقصد ت??رى الحظ والفائدة. س??ؤالك عن الوص??ول إلى الم??رام تبل??غ م??ا تروم إن شاء الله تعالى. سؤالك عن الشركة احذر فإن م??ا فيها فائدة وال خ??ير وال برك??ة. س??ؤالك عن ال??زواج اص??بر الف. س??ؤالك عن الحج أس??رع تعجل لئال تندم وتخسر وتتأس?? ترى الخير والفائدة والسعادة. سؤالك عن المعاش والرزق ترى ما تروم بالتمام. سؤالك عن مشتري الحيوانات اش??تر

فإن فيها الراحة. )الشاهين ك ع( سؤالك عن الخالص من الغم اقصد عدد القرعة تجد المطلب. سؤالك عن الطالق إن عزمت طل??ق فإنه مليح مبارك. سؤالك عن عمارة األمالك عج??ل واعم??ر ترى الخير والبركة. سؤالك عن الح??ظ من الس??لطان ابع??د

144 عنه في هذا الوقت. سؤالك عن الوصول إلى المرام تص??ل إلى ما تروم وتريد إن شاء الله. سؤالك عن الشركة اع??زم وشارك ترى الخ??ير والفائ?دة والبرك?ة. س?ؤالك عن ال?زواج??ه تزوج ترى الخير والفائدة والسعادة. سؤالك عن الحج فإنر ل??ك إن ش??اء الل??ه تع??الى فعج??ل تن??ال المطل??وب. متيس????ه ليس في??ه سؤالك عن البيع والشراء ال تبع وال تش??ري فإن فائدة. سؤالك عن المعاش والرزق ت??رى الس??عادة وال??رزق

الواسع. )طوطي م ع( سؤالك عن المحاكمة اقصد ع??دد القرع??ة تجد المطلب. سؤالك عن الخالص من الهم ترى الفرج عن قريب إن شاء الله. سؤالك عن الطالق اح??ذر لكي ال تن??دم وتغتم وتهتم. س??ؤالك عن عم???ارة األمالك عج???ل وأس???رع واعمر ترى الخير. س??ؤالك عن الح??ظ من الس??لطان يص??ل إليك منه ص??لة وش??فقة. س??ؤالك عن الوص??ول إلى الم??رام تبل??غ م??ا ت??روم إن ش??اء الل??ه تع??الى. س??ؤالك عن الش??ركة مليحة والعاقبة إلى خير وعافية. سؤالك عن ال??زواج أبش??ر تراها جميال حسنا وترزق منه خير كثير. سؤالك عن الحج ال تعزم فإنه في غير هذا ال??وقت أيس??ر وأجم??ل. س??ؤالك عن

البيع فإنه مليح في العاقبة إن شاء الله تعالى. )البلبل ق ع( سؤال عن مشتري األمالك اعم??د إلى ع??دد القرعة تجد المطلب. س??ؤالك عن المحاكم??ة إلى القاض??ي ترى الظفر والغلب بإذن الله. س?ؤالك عن النج??اة من الغم ت??رى الف??رج عن ق??ريب إن ش??اء الل??ه تع??الى. س??ؤالك عن الطالق اح??ذر ال تطل??ق تن??دم وتهتم. س??ؤالك عن عم??ارة األمالك ما لك فيها فائدة وال برك??ة. س??ؤالك عن الح??ظ من السلطان تنال العز والخيرات والرزق. سؤالك عن الوصول إلى المرام ال يتيسر في هذا ال??وقت. س??ؤالك عن الش??ركة ش??ارك واع??زم ت??رى الفاي??دة. س??ؤالك عن ال??زواج فإنه??ا??ه مليح موافقة مباركة لك. س??ؤالك عن الحج ب??ادر إلي??ه فإن

في الغاية. )الورشان ي ع( سؤالك عن طيف رأيت??ه اعم??د إلى ع??دد القرعة تجد المطلب. سؤالك عن مشتري األمالك ال تش??تر ليس فيه فائدة. سؤالك عن المناظرة إلى القاضي احذر ال خ??ير في??ه. س??ؤالك عن الخالص من الغم ت??رى الف??رج في

ق??ريب. س??ؤالك عن الطالق ال تعج??ل ليس بمليح. س??ؤالك عن عم??ارة األمالك ب??ادر إلي??ه ت??رى الفائ??دة, س??ؤالك عن النصيب من السلطان بادر إلي??ه ت??رى الفائ?دة. س??ؤالك عن الوص??ول إلى الم??رام تلقى مرام??ك س??ريعا. س??ؤالك عن الشركة احذر فإنها ال فائدة فيها. سؤالك عن ال??زواج ت??زوج

ترى الخير والفائدة. )النعامة ال ع( سؤالك عن النقل والحركة اعمد إلى ع??دد القرعة تجد المطب. سؤالك عن طيف رأيته الب??د أن يص??ل??ه ليس في??ه فائ??دة. إليك. س??ؤالك عن مش??تري األمالك فإن س??ؤالك عن المحاكم??ة إلى القاض??ي اعم??د ت??رى الظف??ر. س??ؤالك عن الخالص من الغم اص??بر إلى أن يأتي??ك الف??رج. سؤالك عن الطالق إن عزمت طلق فإنه??ا مليح??ة. س??ؤالك عن عمارة األمالك تأخر عن ذلك ال صالح فيه. س??ؤالك عن الح??ظ من الس??لطان تن??ال من الج??اه والع??ز. س??ؤالك عن الوصول إلى الم??رام اطم?ع فإن?ه يحص?ل ل?ك. س??ؤالك عن

الشركة احذر ال تشارك ليس فيه خير. وإذا لم يكمل عدد المقارعة حيث انقطع إلى هنا فليرجع

.(1)إلى السؤال ويكمل العدد من هناك« هذا هو نص الكتاب مع حذف ال??دوائر والرس??وم. ومع??نى هذا كله أنه لو أراد شخص االستخارة إما أخذ تس??ع ورق??ات وجعلها كمن يريد أخ?ذ القرع?ة منه?ا، أو يض?عها على ورق?ة واحدة مكتوبة عليه??ا ه??ذه األرق??ام بش??كل مبع??ثر، ثم يض??ع إصبعه بطريقة عشوائية ليرى الرقم الذي خرج له. هذا بعد الوضوء ونحو ذلك، فإذا نظم األح??رف ووص??ل إلى ال??دائرة الكبيرة عند )ص ال( مثال، وكان قد خ??رج ل??ه رقم )خمس??ة( فإن???ه يع???د )ص ال( رقم واح???د ويص???عد إلى أن يص???ل إلى الخامس وسوف يكون )س ف(، أي الطوطي، فيذهب إلى الشرح فإن كان أراد بيع شيء فسيجد هناك جملة )ما في??ه

بركة ال تبع وتأمل( وتكون هذه هي نتيجة االستخارة. وعلى أية حال، فهذه االستخارة لم نع??ثر له??ا على أص??ل قبل القرن الثاني عشر الهج??ري، أي م??ع كت??اب الكش??كول الذي ينقلها عن الشيخ البحراني ال??ذي وص??فه الش??يخ علي

.108 ? 97: 2)( يوسف البحراني، الكشكول 1

146 البح????راني في )أنوارالب????درين( بالع????الم العام????ل التقي

.(1)الرباني وقد انتقد السيد محسن األمين الع??املي ??? عن??د ترجمت??ه لهذا الش?يخ ?? ه?ذه االس?تخارة، وق?ال: ».. فهي المعروف?ة بقرعة الطيور.. وهي نوع من الحي??ل والش??عبذة، ق??د رتبت على ت??رتيب خ??اص.. ونس??بتها إلى جعف??ر الص??ادق× زور وبهتان، فإن كان هذا الش??يخ ه??و ال??ذي عمله??ا ورتبه??ا فهي

.(2)إلى القدح فيه أقرب من المدح له..« وذكره لإلمام جعفر الصادق، لعل سببه هو صاحب أن??وار الب???درين على الظ???اهر، م???ع أن الموج???ود في كش???كول البحراني روايتها عن اإلمام الرضا×، ولعل لها مصدرا آخ??ر ال نعلمه. وأما كونها من الحيل والش??عبذة، فلع??ل م??ا دفع??ه إليه هو وجود ه?ذه ال?دوائر فيه??ا بطريق?ة تش?به الطالس??م،??ه ق??د يتمكن من ف??إذا فعله??ا ش??خص آخ??ر للمس??تخير فإن معرف??ة نيت??ه، إال أن إثب??ات وص??ف الحي??ل والش??عبذة فيه??ا

صعب. وقد نقل يوسف إليان سركيس في )معجم المطبوع??ات العربي??ة( كتاب??ا اس??مه »قرع??ة الطي??ور إلس??تخراج الف??ال

??ه طب??ع على الحج??ر في مصر ، وه??ذا(3)والضمير«، وقال بأن يعني احتمالية استخدامها من قبل طرف ثان، ولعل??ه نفس

كتاب البحراني أو الشهرستاني. وعلى أية ح??ال، فهي اس??تخارة غ??ير ثابت??ة ويص??عب ج??دا نسبتها إلى أحد األنبياء أو األئم??ة، ب??ل هي في غاي??ة ال??وهن بعد فقدان المصدر والسند، وبعد إعراض المت??أخرين عنه??ا،

فضال عن المتقدمين.خامسا: استخارة القلب أو العزم

ورد ه???ذا الن???وع من االس???تخارة االستش???ارية في بعض النص???وص، ويقص???د ب???ه أن يق???وم العب???د ببعض األعم???ال المقدمية كالطهارة والصالة أو ال??دعاء، ثم يتوج??ه إلى الل??ه

.112)( انظر: أنوار البدرين: 1.595: 2)( محسن األمين، أعيان الشيعة 2.179: 1)( سركيس، معجم المطبوعات العربية 3

تعالى، فما يحس به في قلبه أو يلهمه الله إياها فينفثه في روعه يكون هو المطلوب والمرغوب له، ف??إذا ن??وى الس??فر فعل ذلك فإن ش??عر في قلب??ه بع??دها ب??إرادة الس??فر ك??انت

االستخارة إيجابية وإن شعر بالعدم كانت سلبية. وأهم النص���وص ال���واردة في ه���ذا الن���وع من

االستخارة هو: خ??بر المنص??وري، عن عم أبي??ه، عنالرواي��ة األولى:

اإلم??ام علي بن محم??د، ق??ال: ح??دثني أبي محم??د بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسى قال: ح??دثني أبي موس??ى بن جعف??ر×ق??ال: ق??ال س??يدنا الص??ادق×: »إذا عرض??ت ألحدكم حاجة فليستشر الله ربه، فإن أشار عليه اتب??ع، وإن لم يشر عليه توقف« ق??ال: فقلت: ي??ا س??يدي، وكي??ف أعلم ذلك؟ قال: »تسجد عقيب المكتوبة، وتقول: اللهم خ??ر لي، مائة مرة، ثم تتوسل بنا، وتص?لي علين?ا، وتستش?فع بن?ا، ثم

.(1)تنظر ما يلهمك تفعله، فهو الذي أشار عليك به« وه??ذه الرواي??ة تتص??ل مباش??رة بفك??رة االستش??ارة دون??ه بع??دها ي??ذكرها ط تعب??ير االس??تخارة في البداي??ة، لكن توس?? صراحة في الدعاء. إال أن إثبات صدور هذه الرواية يبدو لي صعبا؛ إذ فضال عن أن س??ندها ينتهي باإلم??ام الك??اظم ال??ذي يفترض أنه سأل اإلمام الصادق، مع وج??ود تع??ابير )س??يدي( في سؤال السؤال، مع حديثه معه عن االستشفاع بهم )م??ا لم نجعل السؤال الثاني راجعا جوابه إلى اإلمام العسكري، فيما النقل خاصا بما قبل سؤال السائل(، فإنه ? أي الس??ند ? ض??عيف؛ ف??إن محم??د بن أحم??د بن عبي??د الل??ه المنص??وري ال??وارد في الس??ند ي??روي عن??ه الطوس??ي بواس??طة ش??يخه

، وه??و من(2)المفيد، فه??و من مش??ايخ المفي??د&، كم??ا يظهر مشايخ الفحام الذي هو أيضا شيخ الطوسي، كما هو ظ??اهر هذه الرواية نفسها، وهذا الرجل لم يوثق??ه أح??د من علم??اء

، كما أن )عم أبيه((3)الشيعة والسنة، وإن كان شيخا للمفيد واسمه عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور أبو موس??ى

،(4)الس???ر من رائي مجه???ول الح???ال، حيث لم يوثق???ه أحد.275)( الطوسي، األمالي: 1.11: 10؛ وبحار األنوار 87: 2؛ وحلية األبرار 155)( األمالي: 2.14 ? 13: 16)( انظر حوله: معجم رجال الحديث 3.195 ? 194: 14)( راجع: المصدر نفسه 4

148فالسند ضعيف.

معت??برة علي بن أس??باط، ق??ال: كنتالرواية الثاني��ة: حملت معي متاعا إلى مكة فبار علي، ف??دخلت ب??ه المدين??ة على أبي الحسن الرضا× وقلت ل??ه: إني حملت متاع??ا ق??د بار علي، وقد عزمت على أن أصير إلى مصر، ف??أركب ب??را أو بح??را؟ فق??ال..: »ال علي??ك أن ت??أتي ق??بر رس??ول الل??ه‘، فتصلي عنده ركعتين، فتستخير الله مائة مرة فما عزم لك

.(1)عملت به..« وق??د اعت??بر العالم??ة المجلس??ي ه??ذا الح??ديث حس??نا أو . وفي الخبر داللة على أن الع??زم والحال??ة النفس??ية(2)موثقا هي المعيار في الموضوع، والخ??بر معت??بر من حيث الس??ند، إال إذا قيل: إن غايته الدعاء والعمل بعده، ال كاشفية الع??زم

عن الخير. خبر الفقه الرض??وي ق??ال: »وإذا أردتالرواية الثالثة:

أمرا فصل ركعتين، واستخر الله مائة مرة ومرة، وما ع??زم.(3)لك فافعل، وقل في دعائك..«

ولكن هذا الخبر ضعيف السند؛ إذا احرز كونه خبرا، وق??د نقل الشيخ الصدوق أن والده قال له.. وذكر شبيه م??ا ج??اء

، وهو من مرجحات الق??ول ب??أن الفق??ه(4)في الفقه الرضوي الرض??وي ق??د يك??ون للص??دوق األول ال لإلم??ام الرض??ا علي??ه

السالم. ويأتي في هذا الخبر أيضا ما أثرناه من احتمال داللي في

الخبر الثاني المتقدم. م??ا ذك??ره الس??يد ابن ط??اووس عنالرواي��ة الرابع��ة:

كتاب رس??ائل األئم??ة للش??يخ الكلي??ني، فيم??ا يختص باإلم??ام الجواد× قال: ومن كتاب إلى علي بن أسباط: ».. وفهمت م??ا اس??تأمرت في??ه من أم??ر ض??يعتيك الل??تين تع??رض ل??ك السلطان فيهما، فاستخر الله مائة م??رة خ??يرة في عافي??ة، فإن أحل??ولى في قلب??ك بع??د االس??تخارة فبعهم??ا، واس??تبدل

.471: 3، و257 ? 256: 5)( الكافي 1.325: 19)( انظر: مرآة العقول 2.152)( فقه الرضا: 3 ؛ وفتح563:?? 1؛ وكت??اب من ال يحض??ره الفقي??ه 151)( المقن??ع: 4

.231األبواب:

.(1)غيرهما إن شاء الله..«

،(2)وهذه الرواية ذكرها الشيخ الكليني نفسه في الك??افي لكنه لم يذكر المقطع المتص??ل باالس??تخارة، وال??ذي نقلن??اه آنفا، ونقله عنه في التهذيب دون أي نق??ل لنص االس??تخارة ، كم??ا أتى على ذك??ر ه??ذه الرواي??ة ??? دون مقط??ع(3)أساس??ا

.(4)االستخارة ? الطبرسي في كتابه مكارم األخالق وعلى أية حال، ال يمكن الجزم بص??حة المقط??ع المختص باالستخارة؛ إذ لو اعتبرنا أن كت??اب رس??ائل األئم??ة للكلي??ني ق??د وص??لت نس??خة من??ه بطري??ق معت??بر إلى الس??يد ابن طاووس، ف??إن نق??ل ابن ط??اووس لم ي??أت على ذك??ر س??ند الكليني نفس??ه إلى علي بن أس??باط. نعم، الس??ند الموج??ود في الكافي صحيح ومعتبر، لكن المقطع غ??ير موج??ود، ومن غير المعلوم أن نفس سند الكلي??ني في الك?افي ه?و س?نده??ه ق??د وص??لته الرواي??ة في رسائل األئم??ة، إذ من الممكن أن بط??ريقين: أح??دهما م??ا في الك??افي فنقل??ه هن??اك دون ذك??ر مقطع االستخارة، وثانيهما ما في رسائل األئمة، وقد يك??ون مرسال وقد يكون لو انكشف لن??ا ض??عيفا بأح??د ال??رواة، وإن كان من المظن??ون وح??دة الس??ند، ولكن الظن هن??ا ال يغ??ني

من الحق شيئا. وعلى أية حال، فداللة الرواية ال بأس بها. م??ا نقل??ه الس??يد ابن ط??اووس عنالرواية الخامس��ة:

كتاب فردوس األخبار أن النبي‘ ق??ال: »ي??ا أنس، إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي سبق

.(5)إلى قلبك، فإن الخيرة فيه« ويعد هذا الحديث من األخبار النبوية الن??ادرة ال??تي وردت في االستخارة االستشارية، وقد ذكر الشوكاني والعي??ني أن ابن الس??ني ذك??ر ه??ذا الح??ديث من ح??ديث أنس مرفوع??ا، ونقل عن النووي أن السند غريب، فيه من ال أعرفهم، فيما

. وق??د نقل??ه(6)نق??ل عن الع??راقي أنهم معروف??ون بالض??عف.144 ? 143)( فتح األبواب: 1.347: 5)( الكافي 2.396: 7)( تهذيب األحكام 3.340: 3؛ وانظر: عوالي اللئالي 205 ? 204)( مكارم األخالق: 4.156)( فتح األبواب: 5 ؛ وفيض225:?? 7؛ وعم??دة الق??اري 90:?? 3)( راج??ع: ني??ل األوط??ار 6

150.(1)بعض متأخري محدثي أهل السنة

وعلى أية حال، فالطريق ضعيف. خ??بر إس??حاق بن عم??ار، عن أبيالرواي��ة السادس��ة:

عبدالل??ه× ق??ال: قلت ل??ه: ربم??ا أردت األم??ر يف??رق مني فريقان: أحدهما يأمرني واآلخر ينه??اني؟ ق??ال: فق??ال: »إذا كنت كذلك فصل ركعتين واستخر الله مائة م??رة وم??رة، ثم انظ??ر أح??زم األم??رين ل??ك فافعل??ه، ف??إن الخ??يرة في??ه إن شاءالله، ولتكن استخارتك في عافية، فإنه ربما خير للرجل

. وق??د نقل??ه في(2)في قطع يده وموت ولده وذه??اب مال??ه«.(4) عن محاسن البرقي، وهو فيه(3)بحاراألنوار

??ة ??ة الحال??ة القلبي والحديث واضح في الداللة على معياري وكشفها عن الخير للمستخير، فال مشكلة من حيث الداللة، إنما الكالم في السند ومدى صحته، وقد وص??ف المجلس??ي

، وهو الص??حيح؛ ف??إن في(5)الخبر بأنه ضعيف على المشهورالسند سهل بن زياد.

م??ا نق??ل عن الش??يخ الص??دوق فيالرواي��ة الس��ابعة: عي??ون أخب??ار الرض??ا×، عن الص??ادق× أن??ه ق??ال: »يس??جد عقيب المكتوب??ة، ويق??ول: اللهم خ??ر لي ??? مائ??ة م??رة ??? ثمل ب??النبي واألئم??ة×، ويص??لي عليهم، ويستش??فع بهم، يتوس??

.(6)وينظر ما يلهمه الله فيفعل، فإن ذلك من الله تعالى« ولكن لم أعثر على الحديث في العيون، فضال عن العثور على سند له، ويبدو لي أن هذا الخبر هو نفسه خ??بر أم??الي الطوس??ي المتق??دم عن المنص??وري. وعلي??ه فه??ذا الخ??بر

ضعيف السند. صحيحة ابن فضال قال: سأل الحسنالرواية الثامنة:

بن الجهم أبا الحسن الرض??ا× البن أس??باط، فق??ال ل??ه: م??ا.576: 1القدير

.813: 7، و135: 1)( راجع: كنز العمال 1 :3؛ وته??ذيب األحك??ام 534؛ ومصباح المتهجد: 472:?? 3)( الكافي 2

.232؛ وفتح األبواب: 322؛ ومكارم األخالق: 181.277: 88)( بحار األنوار 3.599: 2)( المحاسن 4.454: 15)( مرآة العقول 5 ؛ وش??بر، إرش??اد254:?? 6)( انظ??ر: الن??وري، مس??تدرك الوس??ائل 6

.238؛ وابن طاووس، فتح األبواب: 46المستبصر:

ترى له ? وابن أسباط حاضر ? ونحن جميعا نركب البح??ر أو ال??بر إلى مص??ر، وأخ??بره بخ??بر طري??ق ال??بر، فق??ال: »إئت المسجد في غير وقت صالة فريضة فصل ركعتين، واستخر الله مائة مرة، ثم انظر أي شيء يقع في قلبك فاعمل به«

.(1)وقال له الحسن: البر أحب إلي، قال: وإلي والخ??بر معت??بر س??ندا، وداللت??ه ال ب??أس به??ا بع??د تج??اوز

اإلشكالية المتقدمة في الحديث الثاني. إال أن المشكلة تكمن في أن هذا الحديث المعت??بر س??ندا يفيد أن ابن أسباط قد كان حاضرا لحظة سؤال ابن فضال عن الموضوع، والموضوع نفسه والحالة نفس??ها ج??اءت في الرواية الثاني?ة المتقدم?ة بس?ند معت??بر ك??ذلك، تفي??د أن ابن أسباط هو ال??ذي س??أل اإلم??ام الرض??ا×، فيحص??ل ن??وع من التغاير في نقل الحديث بين المعت??برتين، وكي??ف تم س??ؤال

اإلمام فيهما، مما قد يضعف الوثوق بالصدور. إال أنه قد يقال بأن علي بن اسباط قد نقل في المعت??برة حواره م??ع اإلم??ام، فيم?ا لم ينق?ل ح?واره هن??ا في خ?بر ابن فضال، فلعل ابن الجهم فتح الموض??وع م??ع اإلم??ام بحض??ور ابن أسباط فنقلت لنا ه??ذه الرواي?ة األخ?يرة ذل?ك، ثم ص??ار حديث بين اإلمام وابن أس??باط مباش??رة، وه??و ال??ذي نقلت??ه المعتبرة السابقة، وربما لم يكن يريد ابن أس??باط أن ي??ذكر اسم الحسن بن الجهم في الموض??وع، فال يحص??ل تن??اف أو تك??اذب بين الح??ديثين، ب??ل يتقوي??ان بض??مهما إلى بعض??هما

بعضا. خ??بر اليس??ع القمي المتق??دم فيالرواي��ة التاس��عة:

االستخارة بالمص??حف، حيث ج??اء في??ه الرج??وع إلى القلب. وقد تقدم تفصيل الكالم في ه??ذه الرواي??ة، كم??ا تق??دم أنه??ا

غير ثابتة سندا. هذا ه��و مهم رواي��ات االس��تخارة ب��القلب، وق��د

تبين أنها: � تشتمل على ما هو الصحيح سندا.1 � أغلب مص��ادرها ترج��ع إلى الق��رن الخ��امس2

:3؛ والك??افي 533؛ ومصباح المتهج??د: 311:?? 3)( تهذيب األحكام 1471.

152 الهج��ري وم��ا قبل��ه مث��ل: الك��افي، والته��ذيب، ومك���ارم األخالق، ومص���باح المتهج���د، وأم���الي الطوسي، وفقه الرض��ا، ومن ال يحض��ره الفقي��ه،

والمقنع. � إن بعضها موج��ود في مص��ادر الح��ديث عن��د3

أهل السنة.مناقشات حول استخارة العزم، تعليقات وردود

ورغم هذا كل��ه، إال أن��ه ق��د تعرض��ت االس��تخارةبالقلب � وتتعرض � لمناقشات، أبرزها:

ما ذكره السيد محم??د الص??در، منالمناقشة األولى: أن اإلنسان العادي متوسط اإليمان بل من هو فوقه، فض??ال??ه من اإلله??ام عمن هو دونه، ال ينحصر ما يجده في قلب??ه أن والتس??ديد، ب??ل هن??اك الش??يطان، وهن??اك النفس األم??ارة بالسوء، وهناك الهوى وغيرها من العوام??ل ال?تي تجع??ل م??ا يقع في القلب باطال، ومع هذا حيث ال تعين أنه من اإلله??ام

.(1)ال يجوز العمل به ما لم يحصل االطمئنانوهذا اإلشكال يمكن تقديم أكثر من تفسير له:

أن يقصد القول بأننا ال نعلم هل الذيالتفسير األول: خط??ر في قلب المس??تخير من الل??ه أم ال؟ ومع??ه ال يمكنن??ا

االعتماد عليه. ألنوه��ذا التفس��ير ال يمكن األخ��ذ بمض��مونه؛

رواي??ات االس??تخارة بم??ا يق??ع في القلب ال ت??بين بالض??رورة??ا ال يتخل??ف، ب??ل هي ترش??د إلى س??بيل يغلب طريق??ا يقيني الظن بمطابقته للواقع، وه??ذا المق??دار من الطريقي??ة ك??اف??ة في إمك??ان األخ??ذ بمض??مون النص??وص هن??ا، تمام??ا كحجي الظهور أو أخبار اآلحاد، فإن نفس اإلشكال يج??ري، فالح??ل

هناك هو الحل هنا. أن يقصد أن تعب?ير »اإلله?ام« ال?واردالتفسير الثاني:

ط في هذه النصوص خاص بما يلقيه الله، واإلنس??ان متوس?? اإليمان يصعب عليه إحراز الموضوع هن??ا، أي إح??راز أن م??ا ألقي في قلب??ه ه??ل ه??و من الل??ه تع??الى ح??تى ي??رتب األث??ر??ه ليس من الموجود في النصوص والعمل باالستخارة أم أن

.232: 1، ق3)( محمد الصدر، ما وراء الفقه ج1

الله حتى ال يكون معنى لترتيب األث??ر، بع??د ف??رض أن األث??ر ترتب على اإللهام الذي يكون من الله ويوقعه الله س??بحانه

في قلب العبد.ويناقش:

إن ه???ذا االش???كال مب???ني على ف???رض القض???يةأوال:??ة، فل??و ك??ان التقديري??ة في النص??وص، ال القض??ية الخبري مضمون النصوص تقديريا، أي إذا ألهمك الله في قلبك كان هذا هو الذي فيه الخير، فهنا ي??رد اإلش??كال، وأم??ا إذا ك??انت النصوص بنحو اإلخبار، أي: إن ما وقع في قلب??ك ه??و إله??ام الله تعالى لك، فهنا ال معنى لإلشكال؛ ألن النصوص بنفسها تتعه??د ك??ون الملقى في القلب ه??و من الل??ه، وتخ??بر عن تحقق الموضوع. وبعض النصوص ظ??اهر في اإلخب??ار، مث??ل

الخبر الخامس الذي رواه ابن طاووس. إن بعض النص??وص لم يكن اإلله??ام المنتس??ب إلىثانيا:

الله هو الموضوع فيها، بل مطلق م??ا يق??ع في القلب، مث??ل (، وخبر إسحاق بن عم??ار8صحيحة ابن فضال )حديث رقم

(. نعم بعضها ظاهر في أخذ قيد اإللهام اإللهي مثل6)رقم (.7خبر الصدوق )رقم

تارة نأخذ هنا األحاديث كلها بنظر االعتبار، وأخ??رىثالثا: نأخذ ما صح سنده وداللته، فعلى األول نجد النص??وص فيه??ا ما يرد عليه هذا اإلشكال فنطرحه، وفيه??ا م??ا ال ي??رد ??? كم??ا قلنا ? فنبقيه، وال موجب لطرح الجميع نتيجة ض??عف البعض

فقط. وأما إذا أخذنا ما صح سنده، وه??و خ??بر ابن أس??باط )رقم

(، و خ??بر رس??ائل األئم??ة على8( وخ??بر ابن فض??ال )رقم 2 (، فهذه النص??وص تعل??ق الموق??ف على4تقدير صحته )رقم

مطلق ما يقع في القلب، فتص??لح، وال ي??رد عليه??ا اإلش??كال ويكفي في حيثيتها كثرة مطابقة ما يقع في القلب للواق??ع، فتكون في مقام إعطاء العبد سبيال معتبرا راجحا للعمل وال

ضير في ذلك. هذا كله فضال عن أن من هو عالي اإليمان أنى لهرابعا:

ا أن يجزم باإللهام اإللهي، فال يكون اإلشكال ? لو تم ? خاص??بمن هو متوسط الحال. م??ا ذك??ره الس??يد الص??در أيض??ا، منالمناقشة الثانية:

154 إعراض مشهور العلماء وس??يرة المتش??رعة من??ذ زمن غ??ير ق??ريب عن ه??ذه االس??تخارة، ولع??ل ذل??ك لم??ا ج??اء في المناقشة األولى أو غيره??ا، و إعراض??هم ك??اف في س??قوط رواياتها عن الحجية أو جعلها على خالف االحتياط على أقل

.(1)تقدير??ع لم أج??د الفقه??اء ??ني بع??د الفحص والتتب إال أن الح??ق أن المتقدمين ذكروا هذه االستخارة، عدا الص??دوق في المقن??ع نقال عن رس??الة وال??ده، وس??ائر مص??ادرها إنم??ا هي كتب الحديث، فغايته يمكن القول ب??أن الكلي??ني والص??دوق أخ??ذا بهذه االستخارة، ويصعب الجزم بأخذ غيرهم??ا به??ا كالمفي??د والمرتض??ى وابن ال??براج وابن حم??زة وابن إدريس وس??الر??ني على ه??ذا المنهج فالب??د لن??ا أن ننتهي وغيرهم، لكن إذا ب إلى م??ا انتهى إلي??ه ابن إدريس من حص??رها بال??دعاء قب??ل??ه الق??در الم??تيقن الفعل، فإن هذا هو الذي يمكن القول بأن من الكلم??ات، ومع??ه فال يص??ح من المستش??كل هن??ا جع??ل اس??تخارة المص??حف أو الس??بحة مثال هي المعتم??دة وت??رك استخارة القلب بحجة اإلعراض، فإن اإلعراض لو اس??تحكم لم يسلم منه سوى مطل??ق ال??دعاء، وإذا لم نقب??ل ب??ه ك??ان لزوما علينا األخذ بروايات اس?تخارة القلب لوج?ود الص??حيح

فيها وتداولها في المصادر األم. يضاف إلى ذلك أن إعراض المتش??رعة عن ذل??ك أو قل??ة عملهم به ربما يرجع إلى أن العبد يظل متحيرا عادة، فكأنه يطلب من يعطي??ه الج??واب خ??ارج ذات??ه، في??ذهب ناحي??ة

الوسائل األخرى، ال لضعف هذه االستخارة. على أنني لم أفهم الوجه في كون هذه االستخارة خالف االحتياط دون غيرها، فإن قصد أن إعراض??هم يس??قطها عن الحجية فتصبح بمثابة الخ?بر الض?عيف والعم?ل ب?ه من ب?اب التسامح ال مانع من??ه، حيث إن المستش??كل يعم??ل بقاع??دة التس??امح، كم??ا يظه??ر من س??ائر كتب??ه، فم??ا وج??ه مخالف??ة االحتياط حينئذ؟! وإن قص??د أن??ه ال يح??رز مطابقته??ا للواق??ع ألج??ل احتم??ال دخ??ول اله??وى والش??يطان، ف??إن االحتم??ال الم??ذكور ??? أي ع??دم المطابق??ة للواق??ع ??? يج??ري عن??ده في

)( المصدر نفسه.1

مطل??ق ال??دعاء عن??دما ال تتحق??ق ش??روطه، فل??و اس??تخار اإلنسان العادي بالمصحف لجرى األمر عينه، الحتمال ع??دم االستجابة بعد عدم تحقق شروط الدعاء منه، والتي بينها& نفسه، فما وجه مخالفة االحتياط هنا دونه هناك؟ هذا ما لم

يتضح لي. م???ا ألمحت إلي???ه آنف???ا، من أنالمناقش���ة الثالث���ة:

الروايتين المعتبرتين ليس فيهما إشارة إلى حيثية الكش??ف وترتيب األث?ر وج?واب االستش?ارة، ب?ل غاي?ة م?ا فيهم?ا ه?و الدعاء والعمل بما يقع في قلبه، وه?ذا غ??ير حيثي?ة الكش?ف ال??تي بينته??ا الرواي??ات األخ??رى، فالص??حيح من الرواي??ات ال??ة أن الل??ه يوق??ع في القلب، ب??ل يثبت هذه االس??تخارة بحيثي تثبت الدعاء، ثم العمل بم??ا يق??ع في القلب، والض??عيف من الروايات بعضه يفي??د الكاش??فية، وعلي??ه فالمق??دار الص??حيح س???ندا أو الموث???وق ص???دورا من النص???وص ال يثبت ه???ذه االس??تخارة ب??المعنى الكش??في المت??داول في االس??تخارات??ر وهي االستشارية، وإنم?ا يثبت وظيف?ة مح?ددة ح?ال التحي

فعل االستخارة ثم العمل على ما صار عليه العزم. إال ان هذه المناقشة فيه��ا ض��رب من الت��دقيق،??ر، واإلم??ام أعط??اه فالحالة جاءت في سياق ح??ال من التحي الحل، وهو االستخارة، ثم العمل بما عزم عليه بعدها، وهذا??ر، وه??ذا كاش??ف عرف??ا عن أن االس??تخارة ترف??ع ه??ذا التحي معناه أن ما هو الخير له هو العم?ل بم?ا ع?زم علي??ه، نتيج??ة توجيه اإلمام له بفعل ذلك، وهذا ك??اف في البع??د الكش??في

لالستخارة. إن اس?تخارة القلب ثابت??ة باألخب??ار المتع??ددة،والنتيجة:

وبعض??ها ص??حيح، وهي أق??وى ثبوت??ا من س??ائر االس??تخارات??ة االستش??ارية، لكنه??ا أق??ل ق??وة من االس??تخارة الدعائي المحض??ة، إن لم نق??ل ??? على احتم??ال ول??و ض??عيف ??? بأنه??ا

ليست غيرها.سادسا: االستخارة باالستشارة

يقصد بهذه االستخارة أن يقوم الشخص بالتوجه إلى الله تعالى كما يفعل في سائر االستخارات، وي??دعوه، ثم يتوج??ه إلى اآلخرين فيستشيرهم، فما ش?اروا ل??ه علي??ه ك??انت في??ه

156 مشورة الله، ويعمل به، فإن قالوا له أن يفعل الفعل كانت نتيج??ة االس??تخارة هي اإليج??اب، وإن أش??اروا علي??ه بترك??ه، كانت النفي وال??ترك وهك??ذا، أو على األق??ل أن الل??ه يج??ري

الحق على لسان واحد منهم. وتمت??از ه??ذه االس??تخارة عن س??ائر أن??واع االس??تخارات??دة بك??ل النص??وص القرآني??ة والحديثي??ة االستشارية أنها مؤي الدالة على الحث على مشاورة اآلخرين واالس??تفادة منهم، إذ على س??ائر رواي??ات وط??رق االس??تخارة س??وف تتقلص مج??االت المش??ورة على خالف ه??ذه، وه??ذه نقط??ة امتي??از لص???الح ه???ذه االس???تخارة ح???تى عن اس???تخارة القلب، إذ اس??تخارة القلب ليس فيه??ا دع??وة للتفك??ير، ب??ل للتس??ليم،

فليالحظ. وق��د وردت في ه��ذه االس��تخارة مجموع��ة من

الروايات ال بأس بذكرها هنا وهي: ما ذك??ره الش??يخ المفي??د وغ??يره ق??ال:الرواية األولى:

روي عن الص??ادق× أن??ه ق??ال: »إذا أراد أح??دكم أم??را فال يشاور فيه أحدا، حتى يبدأ، فيشاور الله ع??ز وج??ل«، فقي??ل ل???ه: وم???ا ومش???اورة )م???ا يش???اوره( الل???ه ع???ز وج???ل؟??ه إذا فقال:»يستخير الله تعالى فيه أوال، ثم يشاور فيه، فإن بدأ بالله، أجرى الله له الخير على لس?ان من ش?اء )يش?اء(

.(1)من الخلق« وجاء الخبر في المصادر األخ??رى بالس??ند إلى ه??ارون بن

خارجة، والسند صحيح في المحاسن. والحديث واضح في ضرورة التوجه إلى الله تع??الى قب??ل التوج??ه للتش??اور م??ع أح??د غ??يره، وتك??ون نتيج??ة مش??اورته

ظاهرة على لسان أحد من الخلق. ??? رواي??ة المقنع??ة(2)وقد جعل بعضهم ??? كص??احب البح??ار

على حدة، ورواية ه??ارون بن خارج??ة واح??دة ثاني??ة، م??ع أن مقارنة المتن تعطي وثوق??ا بأنهم??ا وغيرهم??ا رواي??ة واح??دة، غايته أن المفيد لم يذكر اس??م ال??راوي، فاألفض??ل في ه??ذه

؛ ومع??اني األخب??ار:598:?? 2؛ والمحاس??ن 217 ? 216)( المقنع??ة: 1 ؛ وفتح األبواب:562:? 1؛ وكتاب من ال يحضره الفقيه 145 ? 144.318؛ ومكارم األخالق: 138 ? 137

.48 ? 47؛ وإرشاد المستبصر: 252: 88)( بحار األنوار 2

الم??وارد ع??دهما رواي??ة واح??دة ال تكث??ير الرواي??ات بال دلي??ل موجب لفرض التعدد بعد وحدة اإلمام المروي عنه ووح??دة

المتن بدرجة عالية جدا، وعدم ثبوت تغاير الراوي. خبر إس??حاق بن عم??ار ق??ال: ق??ال أب??والرواية الثانية:

عبدالله×: »إذا أراد أحدكم أن يشتري أو يبيع أو ي??دخل في أم??ر فليب??دأ بالل??ه ويس??أله« ق??ال: قلت: فم??ا يق??ول؟ ق??ال: »يقول: اللهم إني أريد ك??ذا وك??ذا، ف??إن ك??ان خ??يرا لي في ديني ودنياي فاصرفه عني، رب اعزم لي على رشدي، وإن كرهته وأبته نفسي، ثم يستشير عشرة من المؤمنين، ف??إن لم يقدر على عشرة ولم يصب إال خمسة فليستشر خمسة م???رتين، ف???إن لم يص???ب إال رجلين، فليستش???رهما خمس

.(1)مرات، فإن لم يصب إال رجال، فليستشره عشر مرات« ومص??در الخ??بر حس??ب الظ??اهر ه??و الس??يد ابن ط??اووس

. والس?يد ابن ط?اووس نق?ل(2)وبعده نق?ل اآلخ?رون الرواية ه??ذا النص عن كت??اب ال??دعاء لس??عد بن عبدالل??ه، وأن في كتاب س??عد الس??ند الت??الي: حس??ين بن علي، عن أحم??د بن هالل، عن عثم???ان بن عيس???ى، عن إس???حاق بن عم???ار. وبصرف النظر عن طريق ابن ط??اووس إلى كت??اب ال??دعاء

ه???(، إال أن في301 أو 299لس??عد بن عب??د الل??ه القمي ) ه???(، ولم267الطري??ق الالح??ق أحم??د بن هالل العبرت??ائي )

تثبت وثاقته. كما أن الحسين بن علي هنا هو )الحس??ن( بن علي الزيتوني األشعري، وهو أيض??ا مجه??ول الح??ال. فس??ند

هذا الحديث غير واضح الصحة وال بنقي. بل إن محقق كتاب فتح األبواب البن ط??اووس، ق??د ذك??ر في بعض اله??وامش أن النس??خة )ش( من كت??اب الفتح ق??د سقط منها كل م??ا نقل??ه ابن ط??اووس عن س??عد في كت??اب

، ومقص???وده من )ش( نس???خة مكتب???ة(3)ال???دعاء أو األدعية التي يظهر أنها ترجع للقرن العاش??ر الهج??ري،(4)المرعشي

وهذا ما يضعف الوث??وق أك??ثر بنق??ل ابن ط??اووس في الفتح.139)( فتح األبواب: 1 :6؛ ومس??تدرك الوس??ائل 269 ? 268:?? 4)( انظر: ذكرى الش??يعة 2

.253 ? 252: 88؛ وبحار األنوار 257.2، هامش132، 97)( انظر ? على سبيل المثال ?: فتح األبواب: 3، المقدمة.97 ? 96)( انظر: فتح األبواب: 4

158 عن كتاب الدعاء لسعد بن عبد الله األشعري، ال س??يما م??ع

كون المتوفر لفتح األبواب عند تحقيقه ثالث نسخ فقط. هذا، وق??د أك??ثر العلم??اء هن??ا ??? ممن كتب في االس??تخارة كصاحب البحار والسيد عبدالل??ه ش??بر وغيرهم??ا ??? من ذك??ر روايات حسن المشورة والشورى، مع أنها عامة ال ربط لها ببحث االستخارة إال من باب الضم والتأييد، وعمدة رواي??ات االستخارة باالستشارة ترجع إلى م??ا نقلن??اه من الرواي??تين، وفيهم??ا م??ا ه??و الص??حيح س??ندا بن??اء على األخ??ذ بكت??اب

المحاسن للبرقي. والنتيج��ة: إن رواي��ات االس��تخارة باالستش��ارة قليلة العدد وفيها الصحيح سندا بناء على تص��حيح نس��خة المحاس��ن، وهي مؤي��دة بك��ل من نص��وص الدعاء والمشورة، إذ هي ليست إال ه��ذين االث��نين

مع ترجيح ما يصل إليه رأي المشار.

المقاربة اإلجمالية ألنواع االستخارة االستشارية كان ما استعرضناه ه?و ك?ل أو ال أق?ل األغلبي?ة الس?احقة من رواي??ات االس??تخارة االستش??ارية بأنواعه??ا، وق??د قمن??ا بممارسة تحليل تجزيئي لكل نوع منها ومروياته، وال ب??د لن??النا إلي??ه، كي ندرس??ه بش??يء من هنا من وضع نتائج ما توص??

التحليل اإلجمالي الكلي هذه المرة.لقد الحظنا في سلسلة البحث ما يلي:

لم نعثر على رواية صحيحة الس??ند في ك??ل أح??اديث �1 االس???تخارة االستش???ارية، إال في اس???تخارة القلب، وك???ذا استخارة االستشارة )على مبنى تصحيح كت??اب المحاس??ن(. أما استخارة الرقاع والبنادق والطير والس??بحة و المص??حف

فكلها ضعيفة السند. المالح???ظ أن أق???ل االس???تخارات من حيث ع???دد ����2

الروايات ?? بغض النظ?ر عن خ?يرة الطي?ور ال?تي هي أوهن االستخارات ? هي االس?تخارة باالستش?ارة، لكنه??ا في نفس??دة من الخ??ارج بنص??وص ال??وقت أك??ثر االس??تخارات المؤي

الدعاء والمشورة. إن اس??تخارة الس??بحة إنم??ا ظه??رت من??ذ الس??يد ابن �3

طاووس الحلي في القرن السابع الهج??ري، وب??دت واض??حة

ه????(، وليس له???ا أي1111في زمن العالم???ة المجلس???ي )

حضور على اإلطالق عند المحدثين أو الزه??اد أو الفقه??اء أو المفس???رين المس???لمين من الم???ذاهب قب???ل عص???ر ابن طاووس، حتى أن ال??ذين انتق??دوا االس??تخارة غ??ير الدعائي??ة

ه????( لم يش???يروا أساس???ا إلى598ك???ابن إدريس الحلي ) اس??تخارة الس??بحة ال??تي م??ع ت??أخر زم??ان ظهوره??ا ك??انت رواياته??ا قليل??ة ج??دا ال تزي??د عن رواي??تين ض??عيفتين كلتاه??ا وجادة. من هنا ينبغي بحق أن نقول: إن اس??تخارة الس??بحة أض??عف االس??تخارات االستش??ارية بع??د خ??يرة الطي??ور ال??تيظهرت في القرن الثاني عشر الهجري بال سند وال مصدر.

لو أتينا إلى استخارة المصحف، سنجد رواي??ة واح??دة �4??ة، وهي ض??عيفة فق??ط ظه??رت في عص??ر المص??ادر الحديثي السند، أما باقي الروايات فكلها مت??أخرة بط??رق مرس??لة أو بنحو الوجادة مما ال يمكن االعتماد عليه إطالقا. نعم، ما قد يفي??د النهي عن اس??تخارة المص??حف من النهي عن التف??أل بالكتاب العزيز، لم يصح سندا، وإن كان متداخال معها بعض

الشيء داللة. والملفت في اس???تخارة الس???بحة والمص???حف والطي???ور مهجوريتها عند المتقدمين، بل هذا ما رجحناه في اس??تخارة

الرقاع أيضا. إن استخارة الرقاع أكثر االس??تخارات من حيث ع??دد �5

الروايات، تليها استخارة القلب، ثم المص??حف، ثم الس??بحةواالستشارة، ثم خيرة الطيور.

وقد بلغت روايات استخارة القرعة والرقاع والبن??ادق م??ا يصل إلى عشرة روايات، بينها ثالث فقط ترجع إلى ما قبل عصر ابن طاووس، وكلها ضعيفة السند، بل أكثرها ض??عيف

السند جدا، بل بعضها ? كما قلنا ? مجهول المصدر. يضاف إلى ذلك وجود نصوص في كلمات المفي??د ??? على تقدير صحة النسبة ? وابن إدريس الحلي والمحق??ق الحلي، تفيد مهجورية هذه االستخارة، وهو ما يظهر أو يتأيد بالتتبع، مما يكشف أكثر فأكثر عن أن المروج لها والذي دافع عنه??ادفاعا شديدا هو العالم العابد الس??يد ابن ط??اووس الحلي )

ه?(، وإال فهي مجهولة متروكة معرض عنها. وق?د ت?بين664 أن الحق م??ع ابن إدريس في موقف??ه من اس??تخارة الرق??اع

160 باستثناء خطأ اتصل بكالمه يرجع إلى طبيعة الرواة الراوين

الستخارة الرقاع.??ة خ??بر الثق??ة في �6 إذا أردنا إعمال منهج الوثاقة وحجي

بحث االستخارة االستشارية ينبغي الق??ول بثب??وت اس??تخارة القلب واستخارة االستشارة، وأم??ا غيره??ا فلم يثبت ب??دليل

معتبر حتى على قاعدة الجبر السندي. وأما إذا أخذنا ? كما ه??و ال??رأي الص??حيح ??? بحجي??ة الخ??بر الموثوق بصدوره أو صدور مضمونه على األقل، فإن ك??ثرة روايات االستخارة االستش??ارية على أنواعه??ا ال يفي??د وثوق??ا بالصدور بعد كل هذا الوض??ع الص??دوري الت??الف له??ا وج??ادة وإرساال وجهالة في المصدر وال??راوي، وت??أخر ظه??ور أغلب رواياتها عن القرن الس??ابع الهج??ري، ب??ل بعض??ها ظه??ر بع??د الق??رن العاش??ر الهج??ري، ب??ل أغلبه??ا مهج??ور م??تروك عن??د المتق??دمين، فم??ا نج??ده األق??وى وثوق??ا من حيث القرين??ة الخارجي??ة ه??و اس??تخارة االستش??ارة رغم قل??ة رواياته??ا من حيث العدد، إذ هي األوف??ق ب??القرآن والس??نة المت??واترة في??ة في موض??وعي ال??دعاء واالستش??ارة، نعم، الكاش??فية ظني

نفس االستخارة. وبهذا يظهر أن جريان سيرة المتشرعة بل العلم??اء على ترك استخارة االستش??ارة أو القلب، والرك??ون إلى غيرهم??ا يبدو لي مبدئيا من الغرائب على مس??توى البحث الت??وثيقي والعلمي، وه???و م???ا س???يدفعنا لتحلي???ل الس???بب في ذل???ك والعناصر التي تدفع أو دفعت لمثل هذا التح??ول الكب??ير في

الثقافة اإليمانية العامة.تحليل عام لظاهرة تنامي االستخارة االستشارية

يتلخص الس?ؤال ال?ذي نح?اول اإلجاب??ة عن??ه بم?ا يلي: م??ا السبب في شيوع االستخارة االستشارية متشرعيا وفقهائيا في القرون األخيرة ? عدا القلب واالستش??ارة ??? فيم??ا ك??ان المشهد على العكس قديما؟ وهذا السؤال يجر إلى تساؤل مهم آخر: لماذا صادف أن أغلب روايات هذه االستخارات ? عدا القلب واالستشارة ? ظهرت منذ القرن السابع الهجري

وما بعد؟! يمكن هن??ا تق??ديم أك??ثر من اف??تراض، وق??د تلتقي ه??ذه

االفتراضات فيكون مجموعها افتراضا أيضا، وال نح??اول هن??ا

سوى تقديم تحليالت ظنية ترجيحية، والفرضيات هنا هي: أن نفترض بأن شخص??ية الس??يد ابنالفرضية األولى:

طاووس& لعبت دورا كبيرا في خل??ق ثقاف??ة إيماني??ة، ف??ابن طاووس عثر على روايات مهج??ورة عن طري??ق الوج??ادة أو غيرها فقام ببعث الروح فيه??ا انطالق??ا من نزعت??ه الص??وفية??ز على االرتب??اط وفتح العالق??ة م??ع الل??ه والزهدية ال??تي ترك س??بحانه مباش??رة ورب??ط العب??د ك??ل أم??وره ب??الرب تع??الى، ونظرا لشخصيته الروحية، والشخصيات الروحي??ة له??ا نف??وذ شعبي كب??ير ع??ادة وله??ا الق??درة على خل??ق ع??ادات جدي??دة محملة بحموالت روحية عميقة.. ونظرا للبعد التجربي الذي ألقاه ابن طاووس بالخص??وص على االس??تخارة، ح??تى ذك??ر لها عجائب وغرائب أذهلت مث??ل الش??هيد األول بع??د ق??رنين من الزمن.. فإننا نجد من الطبيعي أن تترك هذه الشخصية تأثيرا على الجيل الالحق، وتبدأ تتبلور ثقافة جدي??دة لم تكن من قبل. وحيث جئنا إلى مث??ل العص??ر اإلخب??اري المع??روف بجمع??ه للح??ديث مهم??ا ك??ان فس??وف يتلقى م??ا نقل??ه ابن طاووس من مرويات ض??عيفة مجهول??ة المص??در غالب??ا على??ه ح??ديث ش??ريف، وين??درج في الموس??وعات الحديثي??ة أن ??دا كالوسائل والبح??ار والمس??تدرك وغيره??ا من الكتب، مؤي ذلك كله بمن??اخ قاع??دة التس??امح في أدل??ة الس??نن، وب??الجو

الروحي الذي صنعه ابن طاووس رحمه الله. أعتقد أن المعطيات التاريخية المتوفرة تسمح بمثل ه??ذا االف??تراض، ال س??يما وأن طبيع??ة الشخص??يات الروحي??ة له??اة في االقتن??اع ب??األمور، ة وطريقته??ا الخاص?? أنظمته??ا الخاص??فمن المترقب شيء من هذا القبيل من مثل ابن طاووس.

أن نأخ??ذ بالفرض??ية األولى، لكن الالفرض��ية الثاني��ة: نعتبرها لوحدها كافية في ذلك، بل نضم إليها سياقا تاريخي??ا واجتماعيا وحضاريا حافا، وهو أن عصر السيد ابن ط??اووس هو عصر انهي?ار الدول?ة العباس?ية وت?داعي ق?وة المس?لمين ودخول التتار إلى العالم اإلسالمي بقيادة هوالكو، وس??قوط

ه??ن أي قب?ل وف?اة ابن ط??اووس بح??والي656بغ?داد ع?ام ه???، وبع??د تأليف??ه )فتح664ثمان سنوات؛ ألن??ه ت??وفي ع??ام

162??ه ف??رغ من األبواب( بثمان سنوات؛ ألنه ذكر في خاتمت??ه أن

، كم??ا ذك??ر في مقدمت??ه أن ب??دايات(1)ه???648تأليف??ه ع??ام .(2)ه?642شروعه في ذلك كان عام

والعقود األخيرة من العصر العباسي ك??انت تمث??ل ت??دهور ح??ال المس??لمين وتراج??ع دولتهم وتم??زق ش??ملهم وته??اوي نف??وذهم وس??لطانهم، وه??ذا المن??اخ من ال??تراجع الحض??اري والفشل السياسي واالجتماعي يخلق بطبيعته إحباطا عام??ا وس??عيا لله??رب من الواق??ع، فيظه??ر على العق??ل ال??ديني

والجمعي تياران: التيار التاريخي الماضوي، وهو التيار الذيالتيار األول:

يرغب في الفرار من ج??رح الواق??ع نح??و الماض??ي الجمي??ل، ماضي األمجاد والقامات الشامخات والشخصيات المقدسة الط??اهرة، وهن??ا تظه??ر عن??د ه??ذا التي??ار مق??والت الت??اريخ والعقائد أكثر من أي مق??والت أخ??رى، فبه??ذه الطريق??ة يتم تن??اول مخ??در الماض??ي للف??رار من مس??ؤوليات الحاض??ر??ة القائم??ة وأوجاعه، وتنمو في هذا المناخ الثقافات المذهبي على صراعات الماضي وخالفات الجيل اإلسالمي األول بعد الن??بي، وق??د رأين??ا كي??ف أن الق??رن الس??ادس ش??هد ه??ذه الصراعات، ورأينا كيف كان سقوط عصر االزدهار الب??ويهي على يد السالجقة منتصف القرن الخامس الهجري ما ع??زز

هذا المناخ بشدة. التي??ار الص??وفي أو ال??روحي الب??اطنيالتي��ار الث��اني:

االنعزالي، الذي يحاول التقلي??ل من حجم البع??د االجتم??اعي والسياسي والتربوي و.. في المنظومة الدينية لصالح البع??د ال??روحي الف??ردي، فتنم??و عن??ده مق??والت قل??ة الكالم وقل??ة الطعام وقلة النيام، وقلة االختالط، وتتركز عن??ده العب??ادات

والتوكل والتسليم والذكر والدعاء والتأمل و..ول??و الحظن??ا س??نجد أن الش??يخ محي ال??دين ابن ع??ربي )

، والش??اعر الص??وفي أب??و القاس??م عم??ر بن علي(3)ه?(638.310)( انظر: فتح األبواب: 1.113)( راجع: المصدر نفسه: 2 )( الملفت أن الشيخ ابن عربي تح??دث في كالم ل??ه أن االس??تخارة3

هي تع??يين م??ا اخت??ار الل??ه له??ذا العب??د فعل??ه أو ترك??ه، مم??ا يق??رب تفس??يره من االس??تخارة االستش??ارية غ??ير الرائج??ة في األوس??اط

ه???(،632الحم??وي المص??ري، المع??روف ب??ابن الف??ارض )

ص??احب التائي??ة المش??هورة، ق??د ظه??را وأمثالهم??ا في ه??ذا العصر، ذلك كله يشير إلى نف??وذ الثقاف??ة الروحي??ة القائم??ة على التج??ارب الذاتي??ة إلى ج??انب نص??وص مهم??ا ك??انت

ضعيفة، وهذا بالضبط ما رأيناه مع ابن طاووس. إذن، يمكن الق??ول ب??أن الس??ياق الحض??اري الع??ام لألم??ة اإلسالمية وظهور شخصية ابن طاووس في الحياة الشيعية آنذاك، والحاجة الروحية لمثل كتبه ال??تي تمأل فراغ??ا باطني??ا في اإلنس??ان.. ذل??ك كل??ه ت??رك أث??را عظيم??ا على حيات??ه

واألجيال الالحقة. وعن??دما ن??دخل في قض??ايا تتص??ل به??ذا الس??ياق، فمن الطبيعي أن نجد رواجا عظيما لمثل ذلك، ال أق??ل في بعض الف??ترات الزمني??ة، وفي مث??ل عص??ور االنحط??اط يظه??ر م??ا يعرف ب? »العقل المس??تقيل« ال??ذي ي??رغب في التخلي عنمهماته لصالح االنفراد بنفسه وتسفيه المسؤوليات العامة.

أن نس??لم بالفرض??يتين الس??ابقتينالفرض��ية الثالث��ة: ونضيف إليهما ما نسميه طب??ائع األش??ياء، وه??و أن اإلنس??ان يحب بطبع??ه معرف??ة المس??تقبل، واالس??تخارة ??? ال س??يما بالطريقة التي أسس لها السيد ابن طاووس ? تقوم بشكل كبير على العنصر التجريبي، حيث رأين??ا أك??ثر من واح??د من??ز علي??ه، العلم??اء إلى يومن??ا ه??ذا يش??يد به??ذا العنص??ر ويرك ويتحدث عن سمة »مجربة أو مجربات« لتأكي??د ه??ذا الن??وع من االستخارات، ومن الطبيعي أن ينشد الن??اس نح??و ذل??ك ويرغب??وا في الحص??ول على معلوم??ات المس??تقبل بأقص??ر الطرق، ال سيما في مثل عص??ور االنحط??اط، وب??األخص في

مثل الجو الشيعي المقهور والمطارد. ولعل هذا هو معنى ما ذكره العالمة السيد محمد حس??ين فض??ل الل??ه حين ق??ال: »إن رواي??ات ذات الرق??اع والس??بحة

، ورغم أنه488:? 1السنية المذهبية، فانظر له: الفتواحات المكية وعد هنا بأن تفصيل االستخارة سيأتي الحق??ا وسيش??رح الموض??وع،???ه عن???دما ع???اد وتع???رض لالس???تخارة في محل???ه لم ي???ذكر إال لكن??ة، جري??ا على طريق??ة االستخارة السائدة، وهي االس??تخارة الدعائي سائر علماء أهل السنة وقدماء اإلمامية وك??ذلك ق??دماء المتص??وفة

.538 ? 537: 1كما فعل الغزالي أيضا، فانظر: الفتوحات المكية

164 كانت تتحرك في الدائرة الشعبية التي ال تت??داول المس??ائل ب??المنحى العلمي النق??دي، ب??ل تتع??اطى م??ع هك??ذا أم??ور ? خصوصا التي تتعلق بأمور المستقبل ??? بطريق??ة أس??طورية

.(1)وفيها شيء من التسليم للخرافة« فالس??يد فض??ل الل??ه ال يري??د هن??ا اته??ام أس??اطين ال??دين والفقهاء الشامخين والسادات العارفين السالكين، كما ذكر

، بق??در م??ا يري??د التأكي??د ??? عقب بيان??ه للض??عف(2)بعض??هم السندي لنصوص االس??تخارة ??? أن س??بب نفوذه??ا وش??ياعها الحقا هو طبيعة التلقي الش??عبي لمث??ل ه??ذه القض??ايا ال??تي تريح اإلنسان عادة وتربطه بالمطلق، فيقوم بنسج تصوراته الدينية ح??ول الموض??وع من منطل??ق غ??ير علمي وال نق??دي، وإنما من المنطل??ق األس??طوري ال??ذي يث??ير القص??ص ح??ول

ذلك ويعتمد الغرائب والعجائب. إذا ضممنا العناصر التالية قد نفهم الجواب عما

تقدم من سؤال: � دخول المسلمين في عص��ر االنحط��اط ال��ذي1

استمر قرونا. ���� شخص���ية الس���يد ابن ط���اووس الروحي���ة2

واإليمانية.� القهر والمطاردة بالنسبة للشيعة.3 ��� رواج النزع��ات الص��وفية والروحي��ة بش��كل4

واسع جدا منذ القرن السابع الهجري. � الطبيع��ة الش��عبية في تلقي ه��ذه األم��ور، ال5

سيما مع عقل مستقيل. ���� اعتم���اد العص���ر اإلخب���اري على النص���وص6

الضعيفة، بما أدى إلى دخول نصوص ابن طاووس وغيرها مجال الموسوعات الحديثي��ة، األم��ر ال��ذي

شكل عنصرا مساندا لترويج هذه النصوص. هذا كله ? وربما عناصر أخرى أيض??ا ??? س??اعد في ح??دوثر لن??ا كي??ف أن ه??ذه تحول ثقافي إزاء هذا الموضوع، ويفس?? االستخارات كانت مهجورة سابقا وصارت مش??هورة الي??وم،ر لن??ا الرب??ط بين ثقاف??ة االس??تخارة والنزع??ات كم??ا يفس??

.110)( القرعة واالستخارة: 1.123)( حسين كريمي القمي، قاعدة القرعة: 2

العرفانية والصوفية كما نشاهد اليوم أيضا.

وهي ت??رى بطالن ك??ل الفرض??ياتالفرض�ية الرابع�ة: السابقة وتقول: إن العلماء السابقين تركوا ه??ذه النص??وص ألنه???ا من???دوبات، ثم اهتم بجمعه???ا الس???يد ابن ط???اووس??ة، وس??بب ض??عف وأعطاها حقه??ا فع??ادت لمكانته??ا الطبيعي سندها ليس أنها مجعولة، بل هو عدم االهتمام بها من قب??ل المتقدمين، حيث ن??رى الفقه??اء عموم??ا ال يع??يرون اهتمام??ا كب??يرا لألم??ور المندوب??ة وتبقى مهمل??ة، وال ي??رى المح??دثون ض??رورة لألس??انيد فيه??ا، كونه??ا من أعم??ال الخ??ير، فعناص??رالضعف المجتمعة في االستخارة، ال تعني ضعفها الواقعي.

وأعتقد أن هذا التحليل ممكن، ومن مجمل ما تق??دم من أبحاث سابقة يتبين أنه تحليل معقول، لكن من الص??عب أن نعت??بره ال??راجح، ال س??يما م??ع هج??ران المتق??دمين لنص??وص االس??تخارة ح??تى في كتب األعم??ال والعب??ادات ال??تي فيه??ا??ه من غ??ير الص??حيح الق??ول بهج??رانهم المستحبات، علم??ا أن ذكر المندوبات، فهذه كتبهم مش??حونة ب??ذلك. على أن كتب الح??ديث ق??د جمعت الغث والس??مين والص??حيح والض??عيف، فما السر في غياب نصوص االس??تخارة، ال س??يما اس??تخارة الطي??ور والس??بحة ال??تي ال عين له??ا وال أث??ر في الق??رون الغابرة؟! هذا مع أن كتبهم قد تعرضت لالستخارة وصالتها، فلماذا غابت نصوص استخارة الط??ير والس??بحة والمص??حف وأمثالها ? بحسب غالبها ? فيما ظهرت في كتب المتق??دمين??ة؟ نصوص استخارة القلب واالستشارة واالستخارة الدعائير له??ذا األم??ر بع??د ف??رض تعرض??هم ألص??ل فم??ا ه??و المفس??

االستخارات؟! إنني أعتقد بأن الفرضية الجامع??ة بين الفرض??يات الثالث األولى أرجح من الفرض??ية الرابع??ة، دون أن يزي??د ذل?ك عن

الظن ال أكثر، وإنما هي محاولة تحليل، والعلم عند الله. قاع??دة التس??امح في ب??اب االس??تخارات، الموق??ع

والدور والوظيفة ينب��ني البحث في جري��ان قاع��دة التس��امح في

باب االستخارات على أمرين: ع??دم ثب??وت ه??ذه االس??تخارات ب??دليل ش??رعياألول:

166 معتبر، وإنم?ا برواي?ات ض?عيفة اإلس?ناد لكنه?ا غ??ير معلوم??ة

الكذب.لنا إلي???ه في بعض أن???واع االس???تخارة وه???ذا م???ا توص???

االستشارية على األقل. أن نعت??بر االس??تخارة فعال من??دوبا ومن ش??ؤونالث��اني:

األعم??ال ال??تي يتوق??ع عليه??ا الث??واب، بحيث تك??ون رواي??ات االستخارة الضعيفة السند مصداقا لرواي??ات من بل??غ. وه??ذا

هو الذي يظهر من بعض العلماء والفقهاء الكالم فيه. ولعل من أوائل النص??وص ال??تي أش??ارت لوج??ود مش??كلة في جري??ان قاع??دة التس??امح هن??ا، ه??و م??ا ذك??ره المحق??ق

ه????(، حيث ت???ريث في البداي???ة في إج???راء1266النجفي ) قاع??دة التس??امح على أس??اس أن االس??تخارة ليس??ت من السنن، بل هي من تعرف الغيب، لكنه ج??زم بع??د ذل??ك في

. ثم تبع??ه في ذل??ك الس??يد(1)اندراجها تحت قاعدة التس??امح اليزدي في العروة، حيث ذكر أنه ال ب??أس بالعم??ل برواي??ات

.(2)االستخارة من باب التسامح ويب??دو من بعض الفقه??اء الحكم باس??تحباب االس??تخارة، فهي عن??دهم فع??ل من??دوب، فيف??ترض أن يك??ون مش??موال

لقاعدة التسامح. لكن قد يمنع عن جريان القاع��دة هن��ا بم��ا ألمح

من أن االس??تخارة إنم??ا هي تع??رفإليه الشيخ النجفي، على الغيب، فك??أن الرواي??ات ال??واردة فيه??ا تري??د أن تق??ول بأنك إذا أردت معرفة مستقبل الفعل الذي ستفعله، وما له من األفعال نتائج حس??نة دون غ??يره، فيمكن??ك اعتم??اد ه??ذه الطريقة، وهي االستخارة، وهذا غير أن تحث هذه الروايات على االس??تخارة بنفس??ها. فموض??وع قاع??دة التس??امح ه??و الفع??ل المن??دوب إلي??ه والم??رغب في??ه، أم??ا هن??ا فموض??وع روايات االستخارة هو تعرف الغيب بهذه الطريق??ة أو تل??ك، ال الدعوة إلى هذا األمر، فال موضوع لقاع??دة التس??امح في المقام. ولعله لهذا استشكل المحقق الهمداني في ش??مول

.(3)عمومات من بلغ لباب االستخارات.165: 12)( جواهر الكالم 1.323: 4)( العروة الوثقى 2.518: 2، ق2)( انظر: الهمداني، مصباح الفقيه )ط ق( ج3

ونوقش هذا الكالم؛ ويمكن أن يناقش:

إن األصحاب أدرج??وا االس??تخارة في المس??تحبات،أوال:.(1)وهذا ما يجعلها من ضمن ما تنطبق عليه قاعدة التسامح

أن موضوع قاع??دة التس??امح ه??و البل??وغ عنويرد عليه المعصوم، وإفتاء الفقه??اء المت??أخرين الن??اتج عن اجته??ادهم في النصوص الواردة الواصلة إلينا ال يصحح عن??وان البل??وغ، فال يكون ذلك كافيا في إج??راء قاع??دة التس??امح. نعم بعض الفقه??اء المتق??دمين ال??ذين يع??رف عن كتبهم الفقهي??ة أنه??ا متون روايات، يمكن إجراء ذلك في حق ما يقولونه لو صح

ذلك، إال أن هذا األمر منعدم في مورد حديثنا كما تقدم.??رت عن االس??تخارة بأنه??ا منثانيا: إن بعض األخب??ار عب

السنن، كما في الرواية المتقدمة: »ال??ذي س??نه الع??الم..«، وهذا معناه أن روايات االس??تخارة ص??رحت ب??أن االس??تخارة

.(2)مصداق لقاعدة التسامح التي موضوعها السنن أن المعتمد من أحاديث من بلغ لم ي??رد في??هويرد عليه

التعبير بالسنن، وإنما هذه تسمية فقهية لقاع??دة التس??امح، والوارد في أخبار من بلغ هو أن يبلغنا عن النبي شيء في??ه ثواب. والرواية المشار إليها آنفا غاية م??ا ت??دل في تعبيره??ا المتقدم أن اإلمام سن شيئا هن??ا، ومفه??وم س??ن الش??يء ال يساق مفهوم استحباب الشيء أو جعل الثواب علي??ه، فق??د??ه جع??ل هن??ا لمن يري??د التع??رف على يك??ون المع??نى أن المستقبل هذه الطريقة، فال تصلح هذه الرواية جواب??ا على

المانع المشار إليه هنا. إن المستخير إنما يقدم على االستخارة برج??اء أنثالثا:

يحص??ل على الخ??ير ال??ذي وعدت??ه ب??ه رواي??ات االس??تخارة، فعندما يستخير بالسبحة وتخ??رج النتيج??ة عب??ارة عن حس??ن الفع??ل، فه??و يق??دم على الفع??ل برج??اء أن يحص??ل على م??ا وعدته به رواي??ات االس??تخارة من الخ??ير اآلتي ل??ه من جه??ة فعل االستخارة، وبه??ذا يك??ون في رواي??ات االس??تخارة وع??د ب??الثواب ال???دنيوي واألخ??روي فتك??ون مش??مولة لقاع??دة

التسامح. )( الدهشوري، دراسة استداللية ح??ول االس??تخارة، مص??در س??ابق،1

.93: 60 ? 59العدد )( المصدر نفسه.2

168 أن المأخوذ في قاعدة التسامح بلوغ الثوابويرد عليه

على فعل، ال حكاية فعل )وهو االس??تخارة( عن نت??ائج فع??ل معين لو أقدم عليه، فإن ذلك إرش??اد ليس إال، ه??ذا إذا فهم

من روايات من بلغ شمول الثواب للثواب الدنيوي. م??ا ه??و األص??ح في الج??واب، وه??و أن المط??العرابع��ا:

لنص??وص االس??تخارة على أنواعه??ا يج??د لس??ان التوجي??ه والترغيب من أه??ل ال??بيت على القي??ام به??ذا الفع??ل والحث على مشاورة الله تعالى قبل مشاورة العبيد، بل هن??اك في جملة من النصوص استخدام ص??يغ األم??ر، مث??ل: »إذا أردت??ك..«، أمرا فصل ركعتين..«، »إذا هممت بأمر فاس??تخر رب »ما ألحدكم إذا ضاق به األمر ذرعا أن ال يتن??اول المص??حف بيده..«، »إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع..«. وه??ذا الس??ياق العام ? مهما كان مالكه وأنه لمعرف??ة الرش??د في الفع??ل أو لمعرفة مستقبل الفعل ??? ه??و س?ياق ح??اث على ه??ذا األداء قبل القي??ام ب??أي فع??ل. نعم، جمل??ة من رواي??ات االس??تخارة يصعب فيها ذلك، كأن تك??ون معلق??ة على إرادة االس??تخارة

»إذا أردت االستخارة فافعل كذا وكذا..«. وعليه، فنصوص االستخارة يمكن من بينها الحصول على نص??وص ال يختل??ف لس??انها عن لس??ان س??ائر المن??دوبات

المشمولة لقاعدة التسامح في أدلة السنن. هذا كله جريا على طريق��ة الفقه��اء المل��تزمين بقانون التسامح في أدلة السنن، والحق أن األم��ر

مبنائي، وذلك: إن ش??مول االس??تخارة لق??انون التس??امح مب??ني على �1

ثبوت قاعدة التسامح، وقد حققن??ا في أبحاثن??ا األص??ولية أن هذه القاعدة غير ثابتة، بل لم يثبت حجية رواياته??ا أساس??ا،??ة بالمطم??أن بص??دوره، اعتمادا على قانون اختصاص الحجي ف??إن ال??دال منه??ا ??? على م??ا حققن??اه ??? ال يزي??د عن ثماني??ة روايات بينها واحدة صحيحة السند فقط، وقد شرحنا هن??اك األسباب التي تحول دون انعقاد اطمئنان بصدور هذا الع??دد القلي??ل من النص??وص، فض??ال عن وج??ود مع??نى آخ??ر له??ذه

النصوص شرحناه في محله. إن أخبار من بل??غ تثبت ??? على تق??ديره ??? ك??ل م??ا ل??ه �2

دخل ببلوغ الث??واب، أم??ا الج??وانب ال??تي ال دخ??ل له??ا ببل??وغ

الثواب، من الكشف عن المستقبل فال عالقة له??ا بالقاع??دة هنا؛ وذل??ك لم??ا قلن??اه في بحث قاع??دة التس??امح من ع??دم شمولها لألخبار الخبرية المتعلقة بالتكوينيات أو التاريخي??ات أو التفسير )غالبا( أو نحو ذلك، فإن ه??ذه األخب??ار ال يص??دق عليها عرفا أنه??ا تخ?بر عن ث??واب و.. ف?إذا فهم من نص??وص االستخارة أنها تخ??بر ول??و التزام??ا عن الث??واب أمكن إج??راء قاعدة التسامح في خصوص النصوص التي فيها ه??ذا األم??ر ال في مطلق روايات االس??تخارة، وال في الج??وانب األخ??رى للرواي??ات ال??تي فيه??ا بل??وغ ث??واب، فتأم??ل جي??دا؛ ف??إن تل??ك

الجوانب ? كتلك الروايات األخرى ? غير مشمولة للقاعدة.

المبحث الثالث االستخارة، أحكامها حدودها مدياتها

وفروعهاتمهيد

ندرس في ه?ذا القس?م من بحث االس?تخارة مجموع?ة من األمور التي تتص??ل باالس??تخارة وأحكامه??ا وم??ا يتف??رع عليها، ومن الضروري دراستها لتكتم??ل الص??ورة، )وبحثن??ا مب??ني هن??ا على فرض??ية ثب??وت االس??تخارة االستش??ارية(،

ونرتبها على شكل أبحاث متتالية كما يلي:? متعلق االستخارة )الفعل المستخار له(1

ه??ل يمكن لإلنس??ان أن يس??تخير على أي ش??يء يري??د فعله، سواء كان واجبا أم مندوبا أم مباحا أم غير ذلك، أم أن الفعل الذي يراد أن يستخار ل??ه الب??د وأن يك??ون نوع??ا

خاصا من األفعال؟??ة ??ز هن??ا بين نوعي وقبل الح??ديث عن ذل??ك يجب أن نمي الفعل المستخار له وبين محل االستخارة وموقعه??ا، ففي األول نحن نبحث عن مث??ل ش??رط اإلباح??ة أو االس??تحباب في الفعل المستخار له، أم??ا في الث??اني فنحن نبحث في االستخارة هل هي خاصة بحال الجهل أو التردد أو تشمل مطل??ق الح??االت. ونحن نتعم??د التمي??يز بين األم??رين هن??ا??ا، خالف??ا لمن خل??ط بينهم??ا، لضمان س??المة البحث منهجي

وكالمنا اآلن في األول، ونقسمه إلى ثالثة محاور:المحور األول: من حيث الحكم التكليفي

ويمكن هنا أن تكون أمامنا فروض عدة، وهي: أن تكون االستخارة ثابت??ة في ك??لالفرضية األولى:

األفع??ال بال اس??تثناء، أي بم?ا فيه?ا األعم??ال المحرم?ة فيالشريعة اإلسالمية.

وهذا االفتراض يفترض عدم القبول به؛ إذ ما مع??نى أن??ة في فع??ل المح??رم، ح??تى تك??ون هن??اك اس??تخارة دعائي يتوج??ه اإلنس??ان لل??ه بال??دعاء أن يجع??ل ل??ه الخ??ير فيم??ا س??يفعل؟! كم??ا ال مع??نى لالس??تخارة االستش??ارية هن??ا بأنواعها كي يعرف اإلنسان حسن الفعل أو قبحه بع??د أن ثبت بالدليل الشرعي المعت??بر أن ه??ذا الفع??ل ق??بيح نهان??ا

المولى عنه، أو حسن أمرنا الشارع به. نعم، لو جعلت االستخارة طريقا ش??رعيا إلثب??ات الحكم الشرعي، ألمكن اس??تخدامها لمعرف??ة حكم الفع??ل ال??ذي ثبت بسائر األدلة حرمته، ولكن ه??ذا ليس اس??تخارة على

الفعل بل استخارة على معرفة حكم الفعل شرعا. والصحيح أن نصوص االستخارة ورواياتها منص??رفة عنة بالموض??وعات واألفع??ال ب??اب األحك??ام الش??رعية وخاص?? الخارجية من تس?مية الول?د أو الس?فر أو التج?ارة أو نح?و ذل?ك، كي??ف ول?و ك??انت طريق??ا معت??برا في ب??اب االجته??اد الش??رعي لل??زم ش??يوع ه??ذا األم??ر بق??وة وتداول??ه بين المتشرعة أو كبار الفقهاء المعاصرين لزمن المعص??وم أو قريبي العهد منه، مع أنه ال عين وال أث??ر ل??ذلك إلى يومن??ا هذا، ول??و ك??انت طريق??ا ش??رعيا إلثب??ات األحك??ام ألعط??اه األئمة للناس في حل تعارض األدل??ة، وهي مس??ألة مبتلى بها، وفي معرفة الحكم عند ع?دم لقي??ا اإلم??ام وم?ا ش?ابه ذلك، ولهذا يمكن الجزم بعدم صلة بحث االس??تخارة به??ذا

الباب أساسا. وبناء علىه، فالفرض??ية األولى، وهي أوس??ع الفرض??يات، غير ص??حيحة، والفقه??اء ال??ذين يس?توحى من كلم??اتهم أن االس??تخارة تج??ري في ك??ل األم??ور، الب??د من فهم كالمهم منصرفا عن هذه الحال. ولهذا قال الشيخ المفيد، حس??ب نقل السيد ابن طاووس: »وال ينبغي لإلنسان أن يس??تخير الله تع??الى في فع??ل ش??يء نه??اه عن??ه، وال حاج??ة ب??ه في

.(1)استخارة ألداء فرض، وإنما االستخارة في المباح« إن متعلق االس??تخارة ش??امل لك??لالفرضية الثانية:

األفع??ال، س??وى األفع??ال المحرم??ة، فيش??مل ال??واجبوالمندوب والمكروه والمباح بالمعنى األخص.

وهذه الفرضية ال يمكن القبول به??ا في مج??ال ال?واجب بع??د ثب??وت وجوب??ه وتعين??ه على المكل??ف، لنفس الس??بب المتق???دم في نق???د الفرض???ية األولى. نعم ال م???انع من?ه ال مع??نى االستخارة الدعائية هنا كما ه?و واض??ح، كم?ا أن للق??ول بحس??ن االس??تخارة في م??ورد ال??واجب م??ع ع??دم العمل به??ا ل?و خ?رجت على النهي عن فعل?ه، ف??إن من??اط

.176)( فتح األبواب: 1

االس??تخارة االستش??ارية ليس ذات الفع??ل فق??ط، ب??ل ه??و البناء على النتيجة وترتيب األثر واألخذ بما يخرج ل??ه، فل??وعطلنا هذه العناصر كلها لصارت استخارة دعائية تقريبا.

لكن هذا ال يمنع أن يستخار لشكل من أش??كال اإلتي??ان بالواجب، كأن يستخير على اإلتيان بصالة الظهر في ه??ذا المكان أو ذاك، أو البسا هذه الثياب أو تلك، أو نحو ذل??ك، ف??إن ه??ذه اس??تخارة على ف??رد ال??واجب ال على أص??ل الواجب، وفرد الواجب الخاص ليس هو المأمور به بعينه،

السيما بعد تعلق األحكام بالطبائع ال األفراد. وهكذا لو كان الواجب تخييريا شرعيا كخصال الكفارة،??ه ال م??انع من االس??تخارة على أح??دها لكي يق??وم ب??ه، فإن??ه ل??و فع??ل وخ??رج النهي فال يمكن??ه االس??تخارة على لكن األخير الذي لم يع??د ل??ه ب??دل إال وورد النهي عن??ه بحس??ب نتيجة االستخارة، إذ ال معنى لذلك حينئذ تمام??ا ك??الواجب

التعييني. أن يك??ون متعل??ق االس??تخارة ه??والفرضية الثالث��ة:

المستحب واآلداب والطاعات. وهذا ه??و ال??ذي ذهب إلي??ه الس??يد ابن ط??اووس، منطلق??ا من وجه??ة نظ??ر عام??ة فية في ب?اب باب األفعال المباح?ة، ال من وجه??ة نظ?ر خاص?? االس??تخارة، حيث ذهب إلى أن م??ا من فع??ل من األفع??ال المباح??ة إال وق??د وض??عت الش??ريعة والعق??ل له??ا آداب??ا، والمباحات الخالصة التي ليس عليها آداب إنما وجدها ابن طاووس متعلقة بغير المكلفين من الحيوان??ات وال??دواب، ولهذا قال اإلمام علي×: »في حالله??ا حس??اب«، ومع??نى ذلك كله أنه لن يكون للمكلف مباح مطلق??ا يس??تخير في??ه ح???تى تتعل???ق االس???تخارة بالمباح???ات، فيك???ون متعل???ق

االستخارة دائما هو المندوبات واآلداب والطاعات. وقد طرح ابن طاووس نظرته هذه رادا على المعتزل??ة

.(1)وبعض علماء اإلمامية في وجود المباح إال أن هذه النظرية مح??ل نق??اش، وذل??ك أن ع??دم خل??و فع??ل من األفع??ال إال وق??د وض??عت ل??ه الش??ريعة آداب??ا ومن?دوبات ال يع??ني أن الفع??ل نفس?ه ?? على تق?دير ع?دم

.177 ? 167)( انظر تفصيل رأيه في: فتح األبواب: 1

إرادة فعل مالزماته المندوبة ??? ق??د ص??ار من??دوبا، ب??ل ه??و مباح، فكون الفعل ذو صبغة مندوبة بمالحظة مقارنات??ه ال يصيره في نفس??ه من??دوبا. وإمكاني??ة أن يجع??ل العب??د ك??ل مباحات??ه قرب??ات ل??ه ال يع??ني أن الش??رع ق??د جع??ل ه??ذه المباح?ات من??دوبات، ب?ل بمع?نى أن الش??رع ن??دب لقص??د القربة في المباح، وقصد القرب??ة عنص??ر مالزم أو مق??ارن للفعل المباح حسب الف??رض، فأص??ل ه??ذه النظري??ة غ??ير

صحيح.الفرضية الرابعة: أن يكون متعلق االستخارة ش??امال

للمباحات بالمعنى األعم، وهو يشمل المندوب والمك??روه والمباح بالمعنى األخص، دون الواجب والح??رام. بال ف??رق?????ة واالس?????تخارة في ذل?????ك بين االس?????تخارة الدعائي

.(1)االستشارية وقد تواج��ه ه��ذه الفرض��ية إش��كالية أساس��ية، وهي: أن االس??تخارة الدعائي??ة وإن لم يكن فيه??ا مش??كلة هن???ا، لكن االس???تخارة االستش???ارية ال مع???نى له???ا؛ ألن المف??روض أن الغ??رض منه??ا ه??و معرف??ة حس??ن الفع??ل وقبح???ه، وه???ذا معل???وم مس???بقا في م???ورد المس???تحب والمك??روه، ف??إن مع??نى االس??تحباب ه??و حس??ن الفع??ل، ومعنى الكراهة هو أنه ق??بيح بدرج??ة م??ا، فال يك??ون هن??اك مورد لالستخارة بعد أن كان غرضها متحقق?ا مس?بقا ع?بر

أدلة المستحب والمكروه. ب??أن المس??تخير الوربما يجاب عن هذه اإلشكالية

يريد معرفة حسن الفعل في ذات??ه، ف??إن ه??ذا معل??وم ل??هة والم??ورد ب??دليل االس??تحباب، إنم??ا يري??د الحال??ة الخاص?? الج????زئي له????ذا الفع????ل من حيث مقارنات????ه ولوازم????ه ومزاحماته وكونه األهم أو يوجد ما ه??و أهم من??ه، فعن??دما يستخير للذهاب إلى الحج فهو ال يريد معرفة حسن الحج المندوب بالعنوان الكلي للموضوع، بل يريد الفرد الخاص وأنه هل في??ه مص??لحة أم يوج??د خط??ر في الطري??ق؟! أم هناك فعل أهم من??ه ينبغي اإلق??دام علي??ه؟ أم له??ذا الف??رد

)( ظ??اهر كالم الش??يخ كاش??ف الغط??اء اس??تحبابها ح??تى لألم??ور1 المندوبة، بل حتى لترك المندوب أو فعل المك??روه ل??و ش??ك في

.300، 299: 3بقاء الرجحان فيهما، فانظر: كشف الغطاء

مفسدة بمالحظة خصوصياته الزمانية والمكانية؟

بأن هذا الكالم ل??و ص??حلكن قد يناقش مرة أخرى لك???ان من المف???ترض أن يص???ح في م???ورد الواجب???ات والمحرم??ات أيض??ا، ففي الحج ال??واجب نحن ال نس??تخير على أصل الحج، بل نستخير بمالحظة هذا الف??رد الخ??اص?ه ال يص??ح ه??در الواقع في إطار الزمان والمكان، وكم?ا أن إطالق دلي??ل الوج??وب باالس??تخارة، ك??ذلك ال يص??ح ه??در

إطالق دليل االستحباب أيضا، فما هو الفرق بينهما؟ نعم، يمكن قب??ول جري??ان االس??تخارة في المن??دوبات وأمثاله??ا عن??د ال??تزاحم، كم??ا ل??و ك??ان أمام??ه جمل??ة من المندوبات التي يمكنه إتيانه??ا اآلن، ولم يح??رز األهم منه??ا والمقدم شرعا، فيمكنه االس??تخارة لمعرف??ة أي من ه??ذه األفعال هو الحسن الفعلي في ظرف التزاحم؟ وأي منها هو الذي ينبغي ل??ه أن يخت??اره؟ ففي ه??ذا الم??ورد يمكنن??ا

قبول جريان االستخارة. كم??ا يمكن القب??ول في ك??ل م??ورد وق??ع ال??تزاحم بينك ب??إطالق دلي??ل المالكات فيه بحيث صعب إمكان التمس?? االس??تحباب، كم??ا في م??ورد ال??زواج من ش??خص ظ??اهره الصالح بحيث ارتاب الطرف اآلخر في حسن الزواج من??ه والمصلحة فيه، انطالقا من الش??ك في ص??الحه ال??واقعي. وأما في غير ذلك فال أجد مع??نى لالس??تخارة االستش??ارية إال بن??اء على تفس??يرها بتع??رف الغيب ال باس??تعالم ح??ال

الفعل من حيث الحسن والقبح. أن يق??ال ب??أن م??ورد االس??تخارةالفرضية الخامسة:

هو كل حالة لم يثبت حس??ن الفع??ل فيه??ا أو قبح??ه ب??دليل شرعي، فيكون شامال للمباح بالمعنى األخص، وكذا لغ??ير المحرم عند التزاحم وعدم إمكان الترجيح، وك??ذا الختي??ار األفراد التي تمثل الواجب أو المستحب والتي يكون العبد مخيرا بينها عقليا أو شرعيا وأمث??ال ذل??ك، ففي ك??ل ه??ذه الموارد تجري االستخارة، وبها نفهم ما ورد من اس??تخارة اإلمام زين العابدين لل?ذهاب إلى العم?رة أو الحج أو نح?و ذلك ? بناء على عدم اختص??اص ه??ذه الرواي??ة باالس??تخارة الدعائية، وقد رجحنا سابقا االختصاص ? خالف??ا لم??ا فهم??ه بعضهم من استخارة اإلمام زين العاب??دين من كونه??ا دليال

على جريان االستخارة في المن??دوبات مطلق??ا الكالم في، ما لم يرجع إلى ما قلناه.(1)ذلك

وهذه الفرضية األخ��يرة هي الراجح��ة بنظ��ري ولعلها هي ما قصده الشيخ مرتض??ى األنص??اريالقاصر،

حين ق??ال: »فالقرع??ة الس??تخراج ال??راجح به??ذه ال??تراجيح??ة، فهي نظ??ير االس??تخارة في األم??ور الخالي??ة عن الخفي

. ب??ل(2)الم??رجح الظ??اهر الش??رعي لبعض??ها على بعض..«??ر يأخ??ذ بم??ا لعل كل من جعل مورد االس??تخارة ه??و التحي??دا عن??د ??ر تعب قلناه هنا أو يلزمه األخذ بذلك؛ الرتفاع التحي

شمول إطالقات وعمومات األدلة الشرعية للمورد.المحور الثاني: من حيث األهمية وعدمها

إذا تجاوزن??ا تع??يين متعل??ق االس??تخارة من حيث حكم??ه التكليفي، يطرح هنا سؤال آخر، وهو هل كل فعل تج??ري فيه االستخارة مهما كان بسيطا وحق??يرا وغ??ير ه??ام ك??أن يتناول الجبنة صباح ه??ذا الي??وم أو يتن??اول الزيت??ون، أم أن موردها األمور الهامة في حياة اإلنسان ك??الزواج والطالق والتجارة والس??فر والحج والعم??رة وتس??مية الول??د وطلب

هذا العلم أو ذاك وما شابه ذلك؟ من الواض??ح أن م??ورد بعض النص??وص أم??ر ه??ام مث??ل تسمية اإلمام زين العابدين لولده زيد، أو قضايا التج??ارة، أو الحج والعمرة أو ال??زواج، ب??ل في بعض??ها »إذا ع??زمت على السفر أو حاجة مهم??ة«، وك??ذا »الرج??ل تع??رض ل??ه الحاج??ة«. لكن الكالم في أن س??ائر النص??وص ليس فيه??ا ه??ذا التقيي??د الم??وردي، فه??ل ينعق??د له??ا إطالق ي??دعو

لالستخارة في كل فعل من األفعال أم ال؟ فال إشكال في شمولهاأ � أما االستخارة الدعائية،

لكل األفعال بعد إطالقات أدلة الدعاء، ما لم يلزم محذورأو مزاحم.

فظ??اهر غ??يرب � وأم��ا االس��تخارة االستش��ارية، واحد من النصوص هو اإلطالق »إذا أردت أم??را« »األم??ر

.106: 9)( انظر: السبزواري، مهذب األحكام 1 ؛ وانظر: اآلشتياني، كتاب119)( األنصاري، القضاء والشهادات: 2

.301القضاء )ط.ق(:

يمضي فيه«، »أريد الشيء وأستخير الله فيه«، »إذا أرادك ب??ه إلثب??ات أح??دكم أم??را..«، ومقتض??اه ض??رورة التمس??

شمول استحباب االستخارة لكل فعل مهما كان حقيرا. إال أنه م??ع ذل?ك في النفس ش?يء من ه?ذا اإلطالق؛ إذ من الممكن أن يق??ال ب??أن مث??ل ه??ذه التع??ابير منص??رفة ? بحسب الس??ياق ??? عن الم??وارد الحق??يرة، ب??ل يفهم منه??ا??ه يحظى عرفا أنه يريد أن يقدم على أمر، مما ظ??اهره أن??دا ذل??ك بس??ائر ??ة، ال أن يرف??ع ي??ده أو ينزله??ا، مؤي بأهمي

النصوص المتقدمة الواردة في موارد هامة كما قلنا. هذا كله، على تقدير أخذ مجموع الرواي??ات في الب??اب، أما لو اقتصرنا على الصحيح سندا، فس??نجد خ??بر علي بن أس???باط )وابن فض???ال( في اس???تخارة القلب ومطلع???ه: »كنت حملت معي متاع??ا إلى مك??ة فب??ار علي..«، وه??و??ة الم??ورد وخ??وف الطري??ق ال??بري أو واض??ح في أهمي البحري، وكون المسألة تجارة كبيرة. وكذا لو اعتبرنا خبر الكلي??ني ص??حيحا هن??اك وال??ذي نقل??ه ابن ط??اووس عن رسائل األئمة، ف?إن في??ه ح??ديثا عن خ??وف أخ??ذ الس??طان

للضيعتين، وهو أمر هام جدا. فالنصوص الص??حيحة واردة في األم??ر المهم، إال رواي??ة واح??دة وردت في اس??تخارة االستش??ارة ومطلعه??ا: »إذا أراد أحدكم أمرا فال يشاور في??ه أح??دا ح??تى يب??دأ فيش??اور الله عز وجل..«، وهذا الخ??بر وإن ب??دا على إطالق??ه، لكن تعبيره بمشاورة الله قبل مش??اورة الخل??ق واض??ح في أن طبيعة األمر مما يشاور فيه، فيكون مهما ال تافها حق??يرا،??ا وش??رعا إذ األمور التافهة الحق??يرة ال تق??ع عرف??ا وعقالئي موردا للمشاورة، وعليه فالنص??وص الص??حيحة دال??ة أيض??ا على اختص??اص م??ورد االس??تخارة ب??األمور المهم??ة ول??و

متوسطة األهمية. وأما لو أردنا تطبيق قانون الوث??وق، ع??بر األخ??ذ بالق??در المتيقن من مجموع نصوص االستخارة االستشارية، ف??إن القدر المتيقن الممكن أن نثق بصدوره هو االستخارة في

األمر المهم، بعد ما تقدم آنفا. فالصحيح ثبوت االستخارة في مهم�ات األم�ور

، وال أق��ل من(1)ال حقيرها، وفاقا لصريح بعضهم.224 ? 222: 1، ق3)( انظر: الصدر، ما وراء الفقه ج1

عدم االطمئنان بانعقاد إطالقات شاملة لص��غائراألمور واألفعال.

???ة االجتماعي???ة المح???ور الث???الث: من حيث العموميوالخصوصية الفردية

نقص??د به??ذا العن??وان أن االس??تخارة ه??ل تج??ري فية ك???الزواج والس???فر ???ة لإلنس???ان خاص??? الش???ؤون الفردي

، أم??ا أنه??ا(1)والتجارة ونحو ذل??ك، كم??ا ذهب إلي??ه بعض??هم تج??ري أيض??ا في الش??ؤون العام??ة ل??ه، ك??إدارة المجتم??عحه في والعمل السياسي، كأن يس??تخير في اختي??ار مرش?? االنتخابات، أو يستخير التخ??اذ ق??رار سياس??ي في الح??زب المعين، أو لشن حرب أو لتوقيع معاهدة ص??لح أو اتفاقي??ة أمني???ة أو عس???كرية أو اقتص???ادية أو نح???و ذل???ك. فه???ل

االستخارة تجري في هذه األمور أم ال؟ ظ??اهر إطالق غ??ير واح??د من النص??وص المتقدم??ة ه??و الجريان في االس??تخارة االستش??ارية فض??ال عن الدعائي??ة؛ فإن ذلك مشمول لعنوان )الشيء ??? األم??ر..( ال??وارد في النص، وإن ك??انت بعض النص??وص مورده??ا والموج??ه إلي??ه الكالم فيها مما يفهم منه أن الحالة شخصية، إال أن ذل??ك

ال يوجب هدر اإلطالق في سائر النصوص. إن اس???تخداموق���د يق���ال في مقاب���ل ذل���ك:

االستخارة في مثل هذه الم??وارد غ??ير عقالئي، حيث الب??د فيها من البحث والتأمل وموازنة المصالح والمفاسد، وإال فلو كانت تدار مثل هذه األمور به??ذه الطريق??ة فال حاج??ة إلى خصوص??يات الح??اكم أو المت??ولي للش??ؤون العام??ة أو لبعض هذه الشؤون، ال سيما بناء على شرعية النيابة في االستخارة، بل ك??ان يمكن ألي ش??خص أن يتص??دى لمث??ل هذا المنصب مادام يستخدم طريقة االستخارة هذه. نعم،

االستخارة الدعائية ال مانع منها. ونتيج??ة ع??دم عقالئي??ة ه??ذا األم??ر وبع??ده عن نص??وص الش??ريعة في مج??ال الش??ؤون العام??ة ن??دعي انص??راف نص??وص االس??تخارة عن مث??ل ه??ذه الم??وارد. ويع??زز ه??ذا االنص????راف أن س????يرة الن????بي| واألئم????ة^ والص????حابة

.86: 2)( راجع: المدني الكاشاني، براهين الحج 1

واألصحاب األخيار رضوان الله عليهم لم تكن قائم??ة على

??ة أو(1)ذلك ، فقد كانوا يعلل??ون للن??اس أعم??الهم االجتماعي السياس???ية وغيره???ا بتعليالت ش???رعية أو عقالئي???ة، على مس??توى الس??لم والح??رب والمعارض??ة والم??واالة وس??ائر األم??ور، ولم نج??د منهم ت??برير أي خط??وة فعلوه??ا ب??أنهم اس??تخاروا الل??ه تع??الى اس??تخارة استش??ارية كالس??بحة أو المص??حف أو الرق??اع أو غ???ير ذل??ك، فل??و ك???ان ذل??ك ? والمفروض عمومية االستحباب لكل األفع??ال ??? لنق??ل لن??ا ووصل ولو بطري?ق ض??عيف، وه??و من الش??ؤون العام??ة ال الشخص??ية ال??تي ق??د ال تص??ل. والمف??روض ع??دم وص??ول شيء، فيكشف ذلك عن عدمه؛ لبعد ترك كل هؤالء له??ذا

المستحب طيلة ثالثة قرون وبهذه الطريقة. علما أن النصوص دلت على الش??ورى في إدارة البالد، وحث الن??بي على مش??اورة أص??حابه، وه??ذا كل??ه ين??افي

اإلطالق المدعى هنا ولو بنحو التأييد. إال أن ه??ذا الكالم كل??ه الب??د أن يف??ترض بن??اؤه على أن االس??تخارة تج??ري مطلق??ا وتس??تحب مطلق??ا في ك??ل?ر وعدم?ه، وم?ع الي??أس من الح?ل الح?االت، أي م??ع التحي وعدمه، أما لو قلنا بأن االستخارة تج??ري فق??ط في ح??ال???ة والعقالئي???ة فق???دان المكل???ف ك???ل المرجح???ات العقلي??ر الت??ام وال??تردد والشرعية للفعل، بمعنى بل?وغ ح??د التحي التام المسبوقين باس??تفراغ الوس??ع في البحث والفحص، ففي هذه الح??ال أي م??انع ??? والم??ورد قلي??ل ??? من إج??راء االستخارة بعد انسداد الطرق بأكمله??ا دون م??رجح لخي??ار على خيار آخر؟ نعم، لو بني على إطالق دليل االس??تخارة لحاالت عدم التحير المشار إليه لكان ما أشرنا إلي??ه قب??ل قلي??ل منبه??ا وج??دانيا يعي??ق االطمئن??ان بانعق??اد إطالق في

النصوص. وه??ذا الكالم كل??ه، ينبغي أن نخ??رج من??ه ??? إلى ج??انب االس??تخارة الدعائي??ة ??? االس??تخارة بالمش??ورة؛ ألن ه??ذا الطريق يتحد تقريبا مع السبيل العقالئي في اتخاذ القرار في الشؤون العام??ة، فال م??وجب له??در إطالق مث??ل دلي??ل

)( الدهشوري، دراسة استداللية حول االستخارة، مصدر س??ابق،1.79: 58العدد

االستخارة بالمشورة وفيه ما هو الصحيح سندا كما تق??دم م??ا لم يط??رأ عن??وان آخ??ر. وك??ذلك الح??ال في االس??تخارة بالقلب بناء على تفسيرها بالتأمل والتفكير ثم اإللقاء في

القلب، وحدوث العزم الناتج عن قناعة موضوعية. ??? نتيج??ة االس??تخارة، والموق??ف الش??رعي من2

مخالفتها ل?و اس?تخار ش?خص باالس?تخارة االستش?ارية فخ?رجت النتيج??ة بالفع??ل أو ال??ترك، الس??يما في مث??ل الرق??اع أو المصحف، فهل هذه النتيجة تشريعية يجب العم??ل به??ا أو يس?تحب بحيث يك??ون له?ا بع??د مول?وي، أم أنه??ا إرش??ادية فق??ط إلى حس??ن الفع??ل ورجحان??ه من حيث المص??الح والمفاسد، ولإلنسان بعد ذلك أن يختار، ولو أراد مخالف??ة االس??تخارة ك??ان ل??ه ذل??ك بال مح??ذور، وإنم??ا يطلب من??ه

التصدق مثال لدفع البالء؟ ، وقد يس??تند(1)ظاهر بعض الكلمات هو البعد التشريعي

له أن جملة من نصوص االستخارة المتقدمة تذكر بأنه لو خرجت النتيجة كذا وكذا فافعل وإال فال تفعل، وهي ص??يغ أمر ونهي من اإلمام نفسه، فيفهم حصول وج??وب ث??انوي م??ترتب على االس??تخارة أو ال أق??ل من اس??تحباب ث??انوي كذلك، ويكون ه??ذا االس??تحباب له??ذا الفع??ل ق??د اخ??ذ في موضوعه تقدم االستخارة به، وال ض??ير في ذل??ك وي??ترتب

على فعله كل ما يترتب على فعل المستحب حينئذ.??ه ق??د يق??ال في مقاب??ل ذل??ك: إن م??ا يفهم من إال أن مجموع نصوص االستخارة هو أن هن??اك شخص??ا يري??د أن يقدم على شيء، ويري??د أن تك??ون ل??ه بص??يرة من أم??ره، فيق?دم على االس??تخارة فيعم??ل بنتيجته??ا، فاإلم??ام عن??دما ق??ال )افع??ل( أو )ال تفع??ل( لم يكن بقص??د إنش??اء جع??ل تشريعي أو ال يحرز كونه في هذا المق??ام، ب??ل ه??و بص??دد إنشاء بيان للنتيجة، بمعنى أنه لو خرجت الرقاع كذا، فإن هذا معناه الفع??ل أو ال??ترك، تمام??ا كم??ا نق??ول نحن ذل??ك ونستخدم مثل هذه التعابير في باب االستخارات دون أن

.210: 1، ق3)( انظر: محمد الصدر، ما وراء الفقه ج1

نقصد الجعل التشريعي أو اإلخبار عن الجعل التش??ريعي، فاإلم??ام ك??ان في مق??ام بي??ان كيفي??ة االس??تخارة وطري??ق العمل بها، ونشك في كونه في مقام بيان جعل تش??ريعي

ثانوي مترتب على االستخارة. ويتعزز ذلك بخبر اليسع القمي في استخارة المص??حف حيث جاء فيها: »فانظر إلى أول ما ترى فخذ به إن ش??اء الله«، ومثله بعض أخبار الرق?اع، ف?إن مث??ل ه??ذا اللس??ان ليس لس??ان جع??ل تش??ريعي، فنحن ال نق??ول: ص??ل ص??الة الظهر إن شاء الله، في مقام بيان الحكم الشرعي، مم??ا يكشف عن إرادة بيان الراجح في نفسه بحسب المصالح والمفاسد. وهكذا نالحظ في استخارة االستشارة ما يفيد أن الله يجري الخير على لسان من يستشيرهم اإلنس??ان في أم????وره، وه????و ظ????اهر في اإلرش????ادية، وفي بعض النصوص: إذا خرجت ك??ذا نهي ال تفع??ل وإذا خ??رجت ك??ذا

فهي افعل. ولعل ما يؤيد ذلك عدم وجود أي س??ؤال ح??ول مخالف??ة??ه م??ورد ابتالء، مم??ا االستخارة من قبل المتشرعة، م??ع أن يكش??ف عن ع??دم وج??ود مح??ذور ش??رعي في األم??ر أو

مرجوحية. وال تنفى اإلرش???ادية عنه???ا لمج???رد إيجابه???ا انس???الخ المطلوبية والرجحان النفسي عن ج??ل األوام??ر الش??رعية كم??ا ذك??ره بعض، متوص??ال للق??ول ب??أن غايته??ا اس??تحباب

لنا(1)موافق??ة االس??تخارة ال اس??تحباب الفعل ، فق??د توص?? سابقا إلى أن مورد االستخارة هو المب??اح ال األم??ور ال??تي??ة ذات إف??ادة لرجح??ان نفس??ي وردت فيه??ا أحك??ام تكليفي حتى يلزم ما ذكر، على أنه لو كانت نتيجة االستخارة هي استحباب الموافقة فقط، فأي معنى لكاشفية االس??تخارة حينئ??ذ؟ وأي مع??نى لقول??ه: إن الل??ه يج??ري الح??ق على لس??انه؟ أو أن في??ه الخ??ير؟ مم??ا ظ??اهره أن االس??تخارة حاكية عن رجاحة الفعل من حيث المصالح والمفاس??د، ال أنها بنفسها موضوع مستقل الستحباب ث??انوي بالموافق??ة

وعدمها..530 ? 529: 10)( الالري، مجموعة رسائل 1

والمتحصل أن النظر في مجموع النصوص يفض??ي إلى ترجيح احتمال اإلرشادية للحسن والرجحان، وال مانع بع??د ذلك من إثبات استحباب هذا الفع??ل ال ب?دليل االس?تخارة، بل باألدلة العامة المرجح??ة لفع??ل م??ا ه??و حس??ن وراجح، وهذا غير ثبوت اس??تحباب ث??انوي، ب??ل ه??و من ب??اب تنقيح الموضوع حينئذ، حيث تنقح االستخارة موضوع اس??تحباب القيام بالفعل الراجح واألحسن على تقدير ثبوت مثل هذا

االستحباب. وبناء عليه، فمخالفة نتيجة االستخارة ال دليل موثوق به على حرمته أو حتى كراهته في نفس??ه، فليس في األم??ر جع??ل تش??ريعي. نعم، ل??و أراد المخالف??ة ك??انت الص??دقة حس??نة من ب??اب دف??ع البالء، س??واء على تق??دير اف??تراض

المولوية أم على تقدير افتراض اإلرشادية. ولعل مجمل م??ا قلن??اه ه??و الظ??اهر من نس??ق معالج??ة الفقهاء للموضوع، حيث ال نجدهم يطرحون ه??ذا األم??ر أو

في متعل??ق االس??تخارة بع??د تحققه??ا(1)يفتون باالس??تحباب فيه، وال يتغير حكم اإلباحة عن??دهم إلى وج??وب أو حرم??ة،

(2)وال يقول أحد بذلك، بل صريح كلمات بعض المعاصرين

الذين تحدثوا عن هذا الموضوع ? لندرة الحديث فيه ? ه??و??ه ال ينبغي أو عدم حرمة مخالفة االستخارة وإن ق??الوا بأن

يحسن التصدق قبل المخالفة. نعم، ذكر الشيخ كاشف الغطاء أنه ل??و احتم??ل مفاس??د

،(3)عظيمة من المخالفة ل??زم العم??ل بم??ؤدى االس??تخارة وهذا خارج عن محل الكالم، وحجيته نفس ذاك االحتم??ال

ال دليل االستخارة. وذهب المحق??ق الكلباس??ي إلى التفص??يل بين الض??رر النفس??ي فيجب العم??ل بمؤداه??ا لوج??وب دف??ع الض??رر المظنون عن النفس، وبين الضرر المالي ف??الحكم مب??ني

)( لم أج???د من أف???تى باالس???تحباب إال عب???د الحس???ين الالري،1 ، حيث ذهب إلى اس???تحباب موافق???ة530مجموع???ة رس???ائل:

االستخارة أو كراهة مخالفتها. ؛ والخامنئي،81:? 9، و403:? 6)( راجع: التبريزي، صراط النجاة 2

؛31؛ والسيس??تاني، اس??تفتاءات: 122:?? 2أجوب??ة االس??تفتاءات .500، 223: 1وناصر مكارم الشيرازي، الفتاوى الجديدة

.299: 3)( كشف الغطاء 3

،(1)على الموقف من وجوب دفع الضرر المالي المظنون

وحال????ه ح????ال كالم كاش????ف الغط????اء من حيث ع????دم الخصوصية لالستخارة ودليلها هنا، غايته تحقيقها لموضوع الظن بالضرر ال غير، فلو قلن?ا بع??دم وج?وب دف??ع الض??رر

الدنيوي لما وجب شيء هنا.? محل االستخارة، موقعها وموردها3

المقص??ود به??ذا البحث أن ن??درس ه??ل أن االس??تخارة تجري في كل الحاالت أم أنها خاصة بحال التحير وال??تردد وع??دم وض??وح األم??ر عن??د اإلنس??ان؟ فه??ل يمكن??ني أن أستخير حتى في الحال التي ال تردد عندي فيها، بل ل??دي وض???وح في الرؤي???ة وع???زم على الفع???ل أم أن مح???ل االستخارة ال يكون إال بعد انسداد الطري??ق أم??ام ال??ترجيح??ر لفعل على آخ??ر، ألي س??بب من أس??باب االنس??داد وتحي

اإلنسان في االختيار؟ الظاهر من كلمات غير واحد من الفقهاء المتأخرين أن االستخارة لرفع الحيرة وال??تردد، وأنه??ا ال مع??نى له??ا على تقدير توفر السبل لإلنسان لرفع حيرته وتردده بأي سبيل آخ???ر، فاس???تحكام الح???يرة هي اللحظ???ة الزمني???ة ال???تي تس?تدعي تفعي??ل دلي??ل االس??تخارة، تمام??ا كالقرع??ة حيث

. ب??ل لع??ل ك??ل من ق??ال(2)االنسداد التام هو الذي يفرضها بأن محل االستخارة هو الجهل بالمنافع والمضار الدنيوي??ة??ر ? كالمحقق الالري ? يكون مرجع كالم??ه إلى حال??ة التحي

.62)( مجموعة الرسائل )رسالة االستخارة(: 1 ؛119:?? 6)( انظ??ر: الطباطب??ائي، الم??يزان في تفس??ير الق??رآن 2

؛ وحس??ين ك??ريمي132 ? 130وفضل الله، القرعة واالستخارة: ؛ وسيفي المازن??دراني، مب??اني الفق??ه79القمي، قاعدة القرعة:

:1، ق3؛ ومحمد الصدر، ما وراء الفقه ج236 ? 235:? 3الفعال ؛ ومحمد علي كرامي، موقعه االلكتروني الشخصي،223 ? 221

:9، و311:? 3، و417:? 2مصدر سابق؛ والتبريزي، صراط النجاة ؛122،???? 121:???? 2؛ والخ????امنئي، أجوب????ة االس????تفتاءات 81

?327، وفقه المغ??تربين: 405،?? 303والسيستاني، استفتاءات: ؛ وه??و500:?? 1؛ وناصر مكارم الشيرازي، الفتاوى الجديدة 328

ظاهر كالم محمد الحسيني الشيرازي، الفقه )القواعد الفقهية(: ؛ وينقل عن الس??يد محم??د ب??اقر الص??در كم??ا ج??اء في كت??اب60

.287 ? 286: 2محمد باقر الصدر، السيرة والمسيرة

.(1)هذه??ر ه??و بعض والذي يمكن أن يستند إليه لرفع قي??د التحي اإلطالقات والعموم??ات ال??واردة في نص??وص االس??تخارة، كما أسلفناها مكررا فيما مضى، فإن مقتضى إطالق »إذا??ر وعدم??ه، فال م??وجب أردت أمرا..« الشمول لحال التحي

للتقييد بهذه الحال كما بتنا نراه عند المتأخرين. قد يقال بأن االس��تخارة الدعائي��ة ال ش��ك في ش����مولها للتحي����ر وعدم����ه، إنم����ا الكالم في االس��تخارة االستش��ارية، حيث ال ش��ك أيض��ا في لزوم اختي��ار اختصاص��ها بح��ال الجه��ل وال��تردد؛وذلك لمجموع أمور ال لكل واحد منها على حدة:

ك??ون ذل??ك ه??و م??ورد بعض رواي??ات االس??تخارة ���1 نفسها، كقضية ال??ذي يف??رق ل??ه في األم??ر فريق??ان ينه??اه ويأمره، كما جاء في خبر إسحاق بن عم??ار في اس??تخارة القلب، أو قضية المتاجرة بالمال في طريق البر أو البحر

أو غير ذلك. إن النصوص الكثيرة ق??د دلت على حس??ن التفك??ير �2

والت??دبر في األم??ور قب??ل اإلق??دام عليه??ا، وعلى حس??ن المش??ورة والرج??وع إلى أه??ل الخ??برة، فل??و ك??ان دلي??ل االستخارة شامال للمقام لما كان لهذه الط??رق ال??تي علم ت??رغيب الش??ارع فيه??ا مع??نى. ب??ل ق??د يق??ال ??? كم??ا ذهب

? إلى أن محل االستشارة هو التردد مع وجود من(2)بعض له خبرة باألمر بحيث يمكنه المساعدة في ال??ترجيح، أم??ا االس??تخارة فمورده??ا ال??تردد ح??تى ممن لدي??ه الخ??برة

والدراية لو سئل. لو كانت االستخارة تجري في ك??ل ش??يء لش??اعت �3

?ة في الق?رون األولى، لك??ثرة محله??ا، وعرفت بين اإلمامي وحيث لم تع?رف نستكش?ف أن مورده?ا قلي?ل الحص?ول،

وهو عند الجهل التام والتحير الكامل. إال أن هذه المحاول��ة لحص��ر م��ورد االس��تخارة

بحال التحير قابلة للمناقشة، وذلك:??ر ال يف??رضأوال: إن كون مورد بعض األخبار ه??و التحي

.500)( مجتبى الالري، مجموع الرسائل: 1.82 ? 81: 58)( الدهشوري، مصدر سابق، العدد 2

تقييد سائر األخبار التي تحوي إطالق??ا، الس??يما في أخب??ار

الرقاع. إن ما دل على حسن التدبر والمشاورة والتفكرثانيا:

ال ينافي ما دل على حسن االستخارة؛ ألن ذل??ك من ب??اب ضم طريق إرشادي للخير إلى آخر مثل??ه، وك??أن مجم??وع هذه النصوص يريد أن يق??ول ب??أن أمام??ك طرق??ا لمعرف??ة حس??ن الفع??ل والخ??ير في??ه، منه??ا الت??دبر ال??ذاتي، ومنه??ا مشاورة الغير، ومنه??ا االس??تخارة، فال يوج??د تم??انع بينه??ا، فكم??ا أن دلي??ل المش??ورة ال يلغي دلي??ل حس??ن الت??دبر ال??ذاتي، ك??ذلك الح??ال في دلي??ل االس??تخارة، فك??أن ه??ذه األدلة تثبت استحبابا تخييريا لهذه الثالثة وبإمكان اإلنسان أن يخت???ار ه???ذه الس???بل م???ا دامت لإلرش???اد، تمام???ا

كالمستحبات الكثيرة التي يصعب الجمع بينها. إن ع??دم ش??يوع االس??تخارة االستش??ارية فيثالث��ا:

القرون الهجرية األولى، لو تغاضينا عن كون??ه كاش??فا عن عدم وجودها أساسا، قد يك??ون لع??دم اختي??ار الن??اس ه??ذا السبيل إال عند انس??داد س??ائر الس??بل، وت??رجيحهم س??بيل الت??دبر ال??ذاتي أو االستش??ارات بحس??ب ثق??اقتهم العام??ة، تمام??ا كم??ا هي الح??ال الي??وم حيث ن??در أن يج??ري أح??د االستخارة في كل شيء من مهماته ح??تى بع??د ش??يوعها. ويش??هد ل??ه طبيع??ة األس?ئلة في رواي??ات االس?تخارة حيث يفهم من كث??ير منه??ا أنهم يس??ألون بع??د الح??يرة، كم??ا أن االس??تخارة ش??أن شخص??ي وليس طقس??ا من الطق??وس حتى يشتهر بين أبناء المذاهب، السيما لو قلنا بعدم جواز

االستنابة فيها. من هنا، فالصحيح في معالج��ة ه��ذا الموض��وع

هو:ة، ف??إنأ � أما إذا أخذنا الروايات الصحيحة السند خاص??

??ر، كم??ا في ص??حيحة ابن إس??باط موردها ك??ان ح??ال التحية )وابن فض??ال( في تج??ارة ال??بر والبح??ر، وكم??ا في قص?? الض??يعتين الل??تين يخش??ى عليهم??ا من الس??لطان، ف??إن

ظاهرها أن المورد فيه تحير. نعم، الخبر الصحيح في االستخارة بالمشورة ليس في??ه ذلك، وهذا ال بأس ب??ه؛ ألن االس??تخارة بالمش??ورة ليس??ت

س??وى ان??دكاك بين االس??تخارة واالستش??ارة وال??ترجيحالعقالني. وأم??ا إذا أخ??ذنا بالمق??دار الموث??وق من مجم??وعب ���

الرواي??ات، فال ب??د بع??د ه??ذا كل??ه من االقتص??ار على ح??ال??ر، الس??يما وأن الكث??ير من الرواي??ات ال??تي الجه??ل والتحي مرت معنا سابقا ال تحكي عن المورد، بل تشرع مباش??رة ببي??ان الكيفي??ة »إذا أردت االس??تخارة فك??ذا وك??ذا« مثال، فيك???ون ع???دد الرواي???ات المبين???ة للم???ورد قليال واألخ???ذة بع??دما بالمطمأن بصدوره يفرض تض??ييق ال??دائرة خاص?? تقدم، وخاصة بعد كون جملة من الروايات غير الص??حيحة??ر، مث??ل خ??بر الفاض??ل البح??راني: »م??ا فيه إشارات للتحي ألحدكم إذا ضاق به األمر ذرعا أن يتناول المصحف..«. أو خبر الحميري: »عن الرجل تعرض له حاجة مم??ا ال ي??دريأن يفعلها أم ال..« أو »ال يجد أحدا يشاوره كيف يصنع«.

وأم??ا ل??و ص??ححنا جمي??ع الرواي??ات، ف??األرجح ع??دمج �التقييد بحال التحير لوجود ما ظاهره اإلطالق.

وقد تقدم عدم صحة جميع الروايات، فاألرجح االقتصار في االس??تخارة االستش??ارية ??? غ??ير اس??تخارة المش??ورة ???ر الن??اتجين عن انس??داد األم??ور على ح??ال ال??تردد والتحي

والسبل األخرى، وفاقا لما ذهب إليه بعض المتأخرين. ? النيابة في االستخارة4

لع??ل أول من تع??رض له??ذا الموض??وع ه??و الس??يد ابن??ه لم يع??ثر على ح??ديث664ط??اووس ) ه???(، حيث ذك??ر أن

??ه ح??اول تخ??ريج صريح في استخارة اإلنس??ان لغ??يره، لكن سنوردهما بعد قليل إن ش??اء(1)االستخارة النيابية بوجهين

الله. كم??ا ذك??ر المح??دث البح??راني مث??ل ذل??ك، معت??برا أن ظواهر األخبار ال??واردة في االس??تخارة تفي??د أن المباش??ر لها هو صاحب الحاجة، مشيرا إلى أن عم??ل أه??ل عص??ره على النيابة، ومؤكدا أن أحدا لم يط??رح ه??ذا إال الش??ريف أبي الحس??ن الع??املي في ش??رحه على المف??اتيح، وش??يخ البح??راني الش??يخ س??ليمان البح??راني في كت??اب الفوائ??د

.282 ? 281)( انظر: فتح األبواب: 1

.(1)النجفية

إال أن العلم��اء بع��د ابن ط��اووس ��� رغم ن��درةتعرضهم لهذا الموضوع � اختلفوا فيه:

ف??ذهب بعض??هم إلى مش??روعية االس??تخارة النيابي??ةأ � ، الس??يما في مث??ل أيامن??ا(2)وأنه ال ضير فيها، وهو الش??ائع

ه???ذه، حيث ب???رزت شخص???يات كب???يرة ع???رفت بالزه???د??ة، وص??ار الكث??ير واألخالق أو بنزعاته??ا الص??وفية والعرفاني من الناس يقص??دونها مباش??رة أو بالواس??طة من مختل??ف البل??دان، لكي تس??تخير لهم، ب??ل في ك??ل منطق??ة ومحل??ة ص??ار علم??اء ال??دين فيه??ا أو بعض المت??دينين المع??روفين محجة لكي يستخير الن??اس عن??دهم، انطالق??ا من أن ه??ذا الشخص أو ذاك أكثر تدينا من صاحب االستخارة، فيتوقع استجابة دعائ?ه ودق??ة فهم??ه لآلي??ات الكريم??ة أيض??ا كون??ه

عادة من العلماء. وق??د تع??ززت ه??ذه الظ??اهرة في عص??رنا الحاض??ر من خالل طبيعة اإلخبارات ال??تي ي??ذكرها مث??ل ه??ؤالء العلم??اء لمن يطلب االس???تخارة، حيث ي???دخلون في بي???ان بعض التفاصيل التي يفهم من خاللها طالب االستخارة ما يشبه اطالعهم على الغيب، فيعرف???ون قص???ده من االس???تخارة ونيته دون أن يخبرهم، ويذكرون ل??ه تفاص??يل مذهل??ة في بعض األحيان. كما أن حدوث وقائع الحقة على االستخارة قد يخبرهم بها هذا العالم مسبقا تثير ال??ذهول واإلعج??اب أيضا وتدفع الناس للتمسك ب??الرجوع إلي??ه في االس??تخارة انطالق???ا من ص???دقية كالم???ه وإخبارات???ه. ح???تى أن بعض??ه ك??ان العلماء ? كالسيد محمد باقر الصدر ? ينقل عن??ه أن

.(3)كثيرا ما يستخير لغيره ونادرا ما يستخير لنفسه وفي المقاب??ل، ش??كك بعض العلم??اء في ش??رعيةب �

.532: 10)( انظر: الحدائق الناضرة 1 )( حتى عبر السيد عبد الله شبر بقوله: »المعروف ال??ذي ج??رت2

؛ وذك??ر76عليه سيرة الخلق«، ف??انظر ل??ه: إرش??اد المستبص??ر: السيد محمد الصدر بأن هذا ما جرت عليه سيرة المتشرعة من??ذ

.235:?? 1، ق3زمن غير مع??روف، ف??انظر ل??ه: م??ا وراء الفق??ه ج ،532:?? 10؛ والح??دائق الناض??رة 299:?? 3وانظر: كشف الغطاء

:12؛ وجواهر الكالم 103: 9؛ والسبزواري، مهذب األحكام 533175.

.286: 2)( أحمد أبو زيد، محمد باقر الصدر، السيرة والمسيرة 3

النيابة في االستخارة، وأن هذا األمر غير م??أثور وال يوج??د ما يبرره، رافضين مجمل هذا الظواهر التي تح??دثنا عنه??ا

آنفا. ومن الواض??ح أن االس??تخارة المباش??رة ال??تي يس??تخير فيه??ا اإلنس??ان لنفس??ه هي الق??در الم??تيقن من نص??وص االس??تخارة، إال أن الكالم في ش??رعية النياب??ة فيه??ا، فه??ل

هناك ما يشرعن ذلك أم ال؟هنا اتجاهان:

االتج��اه األول: ه��و اتج��اه ش��رعية النياب��ة فياالستخارات

وحاصل ما يمكن بيانه من أدلة شرعية النياب��ةواالستنابة هنا أمور، هي:

ما ذك??ره الس??يد ابن ط??اووس وتناقل??هالوجه األول: العلم??اء بع??ده، من أن النص??وص الكث??يرة ق??د حثت على قض??اء ح??وائج اإلخ??وان من الل??ه ع??ز وج??ل بال??دعواتالت، وال ش??ك أن االس??تخارة من جمل??ة موارده??ا والتوس?? قضاء حوائج اإلخوان ومن موارد الدعوات أيضا، فال م??انعك به??ذا الن??وع من العموم??ات إلثب??ات ج??واز من التمس??

.(1)االستخارة النيابية وقد ذكر السيد محمد الصدر أن هذا الوجه ال يخل??و من

، لكنه لم يبين وجه المناقشة فيه، ولعل الوج??ه(2)مناقشة فيه أن دليل قضاء حاجة اإلخوان ليس له إطالق، ب??ل ه??و شامل لكل حاجة يمكن أن تقضى ش??رعا وعقال، ف??إذا لم يكن باإلمكان االس??تخارة بالنياب??ة بحيث لم يكن مش??روعا شرعا، لم يندرج ذلك ضمن عمومات الدعاء للغير وقضاء

حاجته. وبعب??ارة أخ??رى إن الحث على قض??اء ح??وائج اإلخ??وان مقيد بإمكان ذلك عقال وشرعا، فما لم تحرز في المرحلة السابقة مشروعية ذلك، ال نستطيع قضاء حاجت??ه ش??رعا،

والمانع الشرعي كالمانع العقلي في ذلك.إال أنه يجب التمييز بين حالتين:

أن يقوم دلي??ل على ع??دم مش??روعيةالحالة األولى: النيابة في االستخارة، وفي هذه الحال يك??ون دلي??ل ع??دم

.281)( راجع: فتح األبواب: 1.237: 1، ق3)( ما وراء الفقه ج2

المشروعية موجبا لخروج المورد عن إطالقات وعمومات الحث على قض??اء الح??وائج لنفس الس??بب المش??ار إلي??ه

أعاله. أن ال يق????وم دلي????ل على ع????دمالحال���ة الثاني���ة:

المش??روعية، وفي نفس ال??وقت يص??دق عن??وان قض??اء الحاجة عرفا على مثل ه??ذا الم??ورد، وفي ه??ذه الح??ال ال مانع من شمول اإلطالق??ات والعموم??ات للم??ورد، ويك??ون

هذا الشمول كاشفا عن ترتيب اآلثار. وهنا ينبغي القول بأن صدق قضاء الحاجة عرفا إنما هو بمالحظة أن النائب ق??ام بفع??ل االس??تخارة، لكن الس??ؤال هل للمنوب عنه أن يتعامل مع هذه االس??تخارة على أنه??ا االس??تخارة المش??روعة ذات األث??ر بالنس??بة إلي??ه أم ال؟ وبعبارة أخ??رى: الس??ؤال ه??و ه??ل ه??ذه االس??تخارة تعت??بر ش??رعا ??? من حيث التعام??ل معه??ا وت??رتيب األث??ر عليه??ا ? كاالستخارة الص??ادرة من اإلنس??ان لنفس??ه وغايات??ه أم ال؟ فما لم نثبت ذلك بحسب دليل االستخارة نفسه ال يتحقق عنوان قضاء الحاج??ة به??ذا اللح??اظ كم??ا ه??و واض??ح. ف??أن يصلي شخص عن آخر فيه قضاء الحاجة، لكن مش??روعية ذل??ك بعن??وان قض??اء الحاج??ة متف??رع على اعتب??ار أن تل??ك الصالة بمثابة صالة الذات تسقط التكليف عن الفرد، وإال فال يتحقق واقع قضاء الحاجة وإن تحققت الصورة، فالب??د من الرج??وع ألدل??ة الص??الة لمعرف??ة ذل??ك ال دلي??ل قض??اء

الحاجة أو عنوان الدعاء للغير. والنتيجة أن استخارة الغير لي هي فعل قض??اء للحاج??ة من طرف??ه، أم??ا من ط??رفي وإمك??ان البن??اء على ه??ذه االستخارة وترتيب اآلثار فهذا غير مأخوذ في دلي??ل قض??اء الحاجة كما هو واضح. وأمثل??ة ذل??ك في الم??وارد األخ??رى كثيرة، فاالستناد إلى دليل قضاء الحاجة غ??ير ص??حيح، وإال لزم إمكان االكتف??اء بفع??ل الن??ائب في أغلب المس??تحبات

وربما غيرها! م??ا ذك??ره ابن ط??اووس أيض??ا، من أنالوجه الثاني:

االستخارة النيابية تع??ني أن الحاج??ة ص??ارت لل??ذي يباش??ر االستخارة، فيستخير لنفسه وللذي يكلفه االستخارة، أم??ا استخارته لنفسه فهي في أنه هل المصلحة موج??ودة في

أن يقول النتيجة لمن يكلف??ه االس??تخارة، وأم??ا اس??تخارته.(1)للغير فهي في أن الفعل صالح لهذا الغير أم ال؟

وهذا التق?ريب في?ه جم?ع بين ص?ورتين: اس?تخارة على القول للموكل، واستخارة لطبيعة فعل الموكل وه??ل ه??و

جيد أم ال؟ والجم??ع بين الص??ورتين ??? كم??ا ه??و ظ??اهر كالم ابن طاووس ??? ال مع??نى ل??ه؛ إذ من الممكن أن يك??ون الفع??ل حسنا بالنسبة لصاحب االس??تخارة، لكن من غ??ير الحس??ن أن يقول له المباشر ذلك؛ لخصوص??ية م??ا، فقص??د أم??رين قد يتوقع تنافيهما ال معنى له هنا، كمن يستخير باستخارة واحدة أن يسافر وأن يبيع شيئا قبل أن يسافر، فإن ه??ذه االستخارة على أمرين معا غير معقولة بحس??ب إمكان??ات المسألة؛ الحتمال المص??لحة في أح??دهما والمفس??دة في اآلخر، وإال لصح لشخص واحد أن يس??تخير ألل??ف ش??خص

باستخارة واحدة! نعم لو جعل األمران مع??ا بنح??و المجم??وع ألمكن ذل??ك، فل??و خ??رجت النتيج??ة حس??نة ك??ان المجم??وع حس??نا، ول??و خرجت س??لبية ك??ان أح??دهما س??لبيا ال كالهم??ا بالض??رورة،??ل النتيج??ة على ومعه ال يمكن أن يقول المس??تخير للموك تقدير السلبية؛ الحتمال ك??ون العنص??ر الس??لبي كامن??ا في??ه على الخل??ط إخباره له ال في نفس فعله، وهذا كل??ه منب ال??ذي وق??ع في الص??ورة ال??تي ق??دمها لن??ا الس??يد ابن

طاووس. من هنا؛ البد من التفكيك، ف??إذا أخ??ذنا الص??ورة الثاني??ة، وهي االستخارة لفعل الموكل، وه??ل ه??و جي??د أم ال، فهي ليست بدليل، بل هي عين موضوع البحث ال??ذي نعالج??ه،

فال يصح جعلها دليال هنا. أما لو قلنا بأن االستخارة النيابية هي استخارة مباشرة في أن أقول لصاحب االستخارة أم ال، فهذا معن??اه تع??ديال جوهريا في االستخارة؛ ألنه س??وف أقص??د منه??ا أن أق??ول ل??ه: نعم وجي??دة، ف??إذا خ??رجت نعم، قلت ل??ه: نعم، وإذا خرجت بالنفي، لم أقل له نعم ب??ل أل??تزم الص??مت، وه??ذا

غير واقع االستخارات النيابية القائمة والشائعة..282 ? 281)( راجع: فتح األبواب: 1

ثم، لو صح هذا وك??ان من المناس?ب أن أق?ول ل?ه نعم، ي??أتي الس??ؤال ه??ل ه??ذا يع??د اس??تخارة بالنس??بة لص??احب االس??تخارة يمكن??ه ت??رتيب األث??ر عليه??ا، فل??و أعطت??ني االستخارة حس??ن أن أق??ول ل??ه نعم، فه??ل ه??ذا اس??تخارة بالنسبة إليه يرتب عليها األثر أم ال؟ هذا هو م??ا نري??ده، ال أنه يحسن لي أن أق??ول نعم أو ال. إال إذا أخ??ذنا بال??دالالت االلتزامية على حسن الفعل منه، وأن حسن أن أقول ل??ه نعم، دال بالداللة االلتزامية على حس??ن الفع??ل من??ه، م??ع أنه ال دلي??ل على ص??حة المالزم??ة هن??ا دائم??ا، إذ لع??ل في

األمر خصوصيات أخرى. وبص??رف النظ??ر عم??ا تق??دم، يل??زم هن??ا ع??دم الحاج??ة??ه لالستنابة أساسا، بل أي إنسان يعلم من إنسان آخ??ر أن س??يفعل فعال م??ا، يمكن??ه أن يس??تخير أن يق??ول ل??ه: )نعم افعل( أو )ال تفعل( ويترتب األثر علي??ه، فه??ل يل??تزم به??ذا أيضا أم ال؟ وعلى تقديره لو فع??ل ذل??ك عش??رة أش??خاص وخرجت لبعضهم بإفعل ولبعضهم بال تفعل فما هو موقف

الطرف صاحب العالقة هنا؟! من هنا، يظهر أن تخريج ابن طاووس ه??ذا ?? ال?ذي ق?د

??? في??ه تكل??ف ش?ديد(1)يستوحى من بعضهم عدم ممانعته وربط لألمور باللوازم غ??ير المح??رزة، فض??ال عن مخالفت??ه للمفهوم النيابي المبحوث عن??ه والش??ائع الي??وم. والعجيب أن العالمة المجلسي جعل هذا الوج??ه لعل??ه من أفض??لها، .(2)وإن اعتبر أن األولى واألحوط هو عدم التوكيل أساسا

االستناد إلى إطالقات الوكالة، بمع??نىالوجه الثالث: أن صاحب االستخارة يوكل الن??ائب في أن يطلب ل??ه من الله تعالى أن يجلي له األمر ويعرفه الص??الح من الفاس??د في الفع??ل، فب??دل أن يطلب ص??احب االس??تخارة بنفس??ه يوكل غيره ليطلب عنه، والمولى سبحانه وتعالى بدل أن??ل مباش??رة الج??واب، يعطي الوكي??ل، وي??د يعطي الموك الوكيل كيد األصيل، فتصبح استخارة الوكيل هي استخارة

األصيل صاحب الحاجة.وقيمة هذا الدليل:

.237 ? 236: 1، ق3)( الصدر، ما وراء الفقه ج1.285: 91)( بحار األنوار 2

إنه قاب??ل للتعميم من مفه??وم الوكال??ة إلى مفه??وم �1 الوالية ولو من دون توكيل، كاألب أو الجد بالنسبة لعم??ل ابنه أو حفيده، فحيث له والية عليه ك??ان فع?ل ال?ولي ه?و فع??ل الم??ولى علي??ه. نعم ثبوته??ا بالوالي??ة العام??ة للفقي??ه

مشكل. ع??دم ص??حة االس??تخارة عن الغ??ير إن لم تكن بين �2

الط??رفين والي??ة أو وكال??ة أو وص??اية؛ ف??إن مش??روعية استخارة الغير عن الغ??ير ترج??ع إلى مث??ل ه??ذه العن??اوين،

فمع عدمها ال معنى لالستخارة عن الغير. ه???ذا حاص???ل م???ا ذك???ره بعض الفقه???اء المت???أخرين

.(1)والمعاصرين هنا ولع��ل ه��ذا الوج��ه من أق��وى الوج��وه ال��تي ذكروه���ا، والب���د في���ه من أن نثبت أن مفه���ومالوكالة يجري في هذا أيضا، وذلك من ناحيتين:

أن نخرج مفهوم الوكال??ة عن دائ??رةالناحية األولى: التعاقدات المالية والمعاملية إلى دائ?رة أوس?ع، ونف?ترض أن الوكالة مفهوم عقالئي وعرفي يجري في ك??ل األم??ور

بالنظرة العقالئية إال ما خرج بالدليل. أن نفترض أن مورد االستخارة ليسالناحية الثانية:

فيه مانع يمنع من التوكيل، مما سيأتي الحديث عن??ه عن??د استعراض أدلة المانعين، فلو قلن?ا ب?أن االس?تخارة عب?ادة ودعاء، وأنه ال معنى للتوكيل في هذه األمور، بحيث يكون فعل الوكيل هو فعل الموكل، فمن الص??عب االس??تناد إلى

دليل صحة الوكالة للشمول لهذا المورد.??ه يس??قط مفه??وم من هن??ا، فمش??كلة ه??ذا ال??دليل أن الوكالة، والذي هو مفهوم عقالئي يستخدمه البش??ر فيم??ا بينهم على مس???توى المع???امالت واالتفاق???ات والعق???ود والتنظيمات.. يسقطه على عالقة العبد بالله تعالى، فه??ل نوع العالقة م??ع الل??ه مم??ا يمكن مع??ه التوكي??ل، فب??دل أن أخاطب الله أوكل شخص??ا يخاطب??ه عني، ويك??ون خطاب??ه خطابي؟ وهل هناك عموم في دليل الوكالة يش??مل مث??ل هذا األمر عقالئيا ونصا؟ أال يعني ذلك إمكان التوكي??ل في

؛299:?? 3)( راج??ع: جعف??ر كاش??ف الغط??اء، كش??ف الغط??اء 1 ؛ ومحمد الص??در، م??ا وراء103:?? 9والسبزواري، مهذب األحكام

.136؛ وفضل الله، القرعة واالستخارة: 237: 1، ق 3الفقه ج

التوب??ة واالس??تغفار أيض??ا؛ وإمك??ان إج??راء التوكي??ل في الدعاء، فبدل أن أدعو الله أوكل شخص??ا ب??أن ي??دعو الل??ه عني!! ه??ل يفهم من الش??ارع القب??ول بش??مول ق??انون الوكالة لمثل هذا األمر وأنه يرضى من اإلنسان أن يرسل غيره ليدعوه أو يتوب عنه أو ما ش??ابه ذل??ك، واالس??تخارة

دعاء؟! لوصح هذا فما المانع من شموله لمطلق العبادات؟ بل ربما لالعتقادات، وله??ذا من??ع الفقه??اء إج??راء أدل??ة النياب??ة واإلجارة والتبرع في مورد األمور العبادية ول??و المس??تحبة??ه بحاج??ة عن األحي??اء، معتبرين??ه على خالف القاع??دة، وأن ل??دليل خ??اص، وأن ه??ذه األم??ور تج??ري في ب??اب األم??ور

. وسيأتي مزيد(1)االعتبارية كالعقود والمعامالت ونحو ذلك توضيح لكون ذلك على خالف القاعدة. من هنا فم??ا نقل??ه المحدث البحراني عن بعض مشايخه من االس??تدالل ب??أن كل ما جازت فيه المباشرة جاز في??ه التوكي??ل إال م??ا ج??اء

ة وليس هن??ا منها ، غ??ير ص??حيح، ب??ل(2)في مواض??ع خاص?? األصل هو المباشرة إال ما خرج بالدليل، وسيأتي بيان?ه إن

شاء الله. هذا، ويجب أن نميز هن??ا بين مفه??وم االستش??فاع اآلتي وبين مفهوم الوكالة، فأن تضع شخصا ما شفيعا ل??ك عن??د??ه فع??ل فعل??ك، ب??ل الله أو الحاكم، ال يعني أنه وكيلك، وأن غايته أن تطلب منه التدخل عند الحاكم إلقناع??ه مثال ب??أن يتخذ قرارا ما في حقك، وهذا غير مفه??وم الوكال??ة ال??ذي

يصبح الوكيل معه وكأنه الموكل، فليالحظ جيدا. م??ا ذك??ره المح??دث البح??راني وتبع??هالوجه الراب��ع:

غ??يره، من االس??تناد إلى مفه??وم االستش??فاع، بمع??نى أن يكون النائب شفيعا إلى الله تعالى للش??خص المس??تنيب،

.(3)فيشفعه الله تعالى ويجري تعرف المصلحة على يديه لكن مقتض??ى ه??ذا ال??دليل الخ??روج عن ب??اب النياب??ة

)( انظر ? على سبيل المثال ?: الخوئي، الصالة )موسوعة اإلمام1.202 ? 201(: 16الخوئي

.533 ? 532: 10)( البحراني، الحدائق الناضرة 2 ؛ وفضل الل??ه، القرع?ة واالس??تخارة:533:?? 10)( المصدر نفسه 3

136.

والوكالة والدخول في مجال آخر، وه??و أن تك??ون العالق??ة الحقيقية بين النائب والله تعالى، ويكون مض??مونها عم??ل ش??خص ث??الث، فيس??أل الن??ائب الل??ه تع??الى أن ي??بين ل??ه المصلحة في فعل زيد، في??بين ل??ه المص??لحة في??ه، فيخ??بر?ه تح?دث م??ع الل?ه وأعط??اه الج??واب، وأن النائب زي?دا بأن فعلك في??ه المص??لحة. فهن??ا لم تحص??ل اس??تخارة من زي??د أساس??ا ال بنفس??ه وال بغ??يره، ك??ل م??ا حص??ل ه??و أن زي??دا طلب من الن??ائب أن يت??ولى ه??و س??ؤال الل??ه تع??الى عن

المصلحة، ثم يخبره بنتيجة ذلك. وه???ذا في الحقيق???ة ليس امتث???اال ألدل???ة اس???تحباب االستخارة، وإنما هو محض ثق??ة باس??تجابة دع??اء الش??فيع??ه من قبل الله تعالى، ب??ل فع??ل الش??فيع نفس??ه ال يعلم أن مشمول لدليل االستخارة؛ ألنه يدعو الله تعالى أن يعرفه??ات الس??بحة، المصلحة في فعل شخص آخر، ثم يأخ??ذ حب وه??ذه الص??ورة منص??رفة عن م??ورد رواي??ات االس??تخارة أساسا وليست مشمولة لها بع??د فق??دان مفه??وم الوكال??ة والنيابة، وإن كانت في حد نفسها مما ال مانع من??ه ال على المستخير وال على زيد، وإنما هي تقوم على عنصر الثق??ة

بالله وبشفاعة زيد.??ه ال وعليه، فاالستشفاع ال مانع منه في حد نفس??ه، لكن يكون اس??تخارة ال في ح??ق ص??احب القض??ية وال في ح??ق

الشفيع. م??ا ذك??ره بعض الفقه??اء أيض??ا، منالوجه الخامس:

إطباق العلماء في العصور المتأخرة على ش??رعية النياب??ة.(1)في االستخارات

والجواب واضح، فإنه بصرف النظر عن أدلة الم??انعين، ال قيمة للشهرة عند المتأخرين خاصة بعد وضوح مدركية ش??هرتهم واعتم??ادهم في ذل??ك على الوج??وه واألنظ??ار، فالشهرة الفتوائية ال قيمة لها في حد نفس??ها م??ا لم تكن حالة خاصة، فكيف م??ع م??دركيتها، وكي??ف م??ع اختصاص??ها بالمتأخرين؟! إذ المتق??دمين قب??ل الس??يد ابن ط??اووس ال عين وال أث????ر في كلم????اتهم عن موض????وع النياب????ة في

االستخارات..533: 10)( انظر: الحدائق الناضرة 1

إرج??اع االس??تنابة إلى المباش??رة،الوج��ه الس��ادس:

وذلك ب?أن يعت?بر فع??ل االس?تنابة بنفس?ه ج?زءا من عم?ل المباشرة لالستخارة، كأن يطلب شخص من شخص آخ??ر أن يس??تخير ل??ه ويك??ون لس??ان حال??ه ح??ال االس??تنابة ه??و الدعاء إلى الله بالقول: يا رب إذا ك??ان في الفع??ل ال??ذي أستخير عليه مفسدة أو مصلحة فأظهر لي ذل?ك على ي??د فالن، وبه??ذا تك??ون االس??تنابة بنفس??ها فع??ل اس??تخارة

.(1)مباشرة وهذا الوجه جيد من طرف صاحب االس??تخارة وال م??انع منه، وهو مبني على أن الطرق المنصوص??ة ال??تي ذك??رت في االس???تخارات غ???ير متعين???ة، ب???ل يمكن لإلنس???ان أن

يستخدم أي طريق آخر، وهذا واحد منها. إال أن المشكلة هنا تكمن في فعل النائب، فماذا يقصد??ة النياب??ة حينئ??ذ ح??ال االس??تخارة؟ كم??ا تكمن في جدوائي

وترك االستخارة المباشرة؟ أما فعل النائب، فال دليل على كونه مش??موال لنص??وص االس??تخارة؛ ألن المف??روض أن دالل??ة نص??وص االس??تخارة كانت على الفعل الذي يريد المستخير لنفسه القي??ام ب??ه، ونحن نس??أل: م??ا ه??و الوج??ه في ش??رعية أن يس??تخير اإلنس??ان لغ??يره؟ وه??ل يك??ون فعل??ه ه??ذا من??دوبا بوص??فه اس??تخارة مش??روعة ت??ترتب عليه??ا اآلث??ار ويص??دق عليه??ا

العنوان؟ وأما جدوائي??ة االس??تنابة حينئ??ذ، فال أدري م??ا هي؟ فم??ا الفرق حينئذ بين أن يحرك اإلنسان حبات السبحة بيده أو??ذكر يكون التحريك بيد غيره؟ وه??ل الخصوص??يات ال??تي ت لالستنابة من حيث سمات الشخص الذي يستناب ستظل على حاله??ا أم ستص??بح بال مع??نى؟ واألهم هن??ا أن واق??ع االس??تنابات القائم??ة في الخ??ارج ليس??ت ك??ذلك، وال ح??تى بلس??ان الح??ال، وال يعلم كفاي??ة لس??ان الح??ال في تحق??ق

االستخارة. وعلى أية حال، لو تمت هذه الطريقة فهي غير ما نحن??ه ليس من بصدده، ولعله لذلك قال المحقق النجفي: »إن

؛ وفض??ل الل??ه، القرع??ة532:?? 10)( راج??ع: المص??در نفس??ه 1.137 ? 136واالستخارة:

??ه ص??الحه النيابة ما ل??و دع??ا المس??تخير لنفس??ه وس??أل رب واس??تناب غ??يره في قبض الس??بحة أو فتح المص??حف أو

.(1)نحوهما، وإن دعا هو معه« وبه يظهر اإلشكال في استناد مثل الس??يد الس??بزواري لرواي??ة »وادفعه??ا إلى من تث??ق ب??ه« المتقدم??ة في بعض

، فال(2)ص??يغ اس??تخارة ذات الرق??اع، إلثب??ات ج??واز النيابةنطيل.

إن االس??تخارة مش??اورة لل??ه تع??الى،الوجه السابع: والمش??اورة تص??ح النياب??ة فيه??ا، فكم??ا يمكن لإلنس??ان أن

.(3)يستشير شخصا بنفسه يمكنه أن يكلف غيره بذلك وهذا الكالم يبدو على ظاهره أنه سليم، لكن مشكلته ??ه لم يأخ?ذ بعين االعتب?ار أن كبعض الوج?وه الس?ابقة ?? أن ه??ذه المش??اورة ليس??ت ك??أي مش??اورة، وإنم??ا ترج??ع في جوهرها إلى عالقة عبادية دعائية مع الله تع??الى كم??ا ه??و ظ??اهر مجم??ل نص??وص االس??تخارة، والس??ؤال ه??و: ه??ل المش???اورات ال???تي تك???ون من ه???ذا الن???وع يمكن فيه???ا المباشرة والتكليف أم أنها بطبعها من شؤون المباشرة؟ ول??و أن إنس??انا كل??ف غ??يره فه??ل ق??ام بفع??ل مس??تحب االستخارة أم ال؟ لقد غفلنا هنا عن نقط??ة مهم??ة وهي أن االستخارة ترجع إلى جانب طريقي لمعرفة حسن الفعل، وآخر موضوعي وهو العالقة مع الله تعالى؛ ألنها اس??تجابة لدعاء حسب الفرض، ال محض مشورة، فأين ه??و ال??دعاء الذي يراد اس??تجابته هن??ا عن??دما ال يتوج??ه العب??د إلى الل??ه أساسا، بل يكل??ف غ??يره فع??ل ذل??ك. والحاص??ل أن هن??اك عدم مسانخة بين مشاورة الله تع?الى ومش?اورة الن?اس، فتسرية حكم مش??اورة الن??اس إلى مش??اورة الل??ه تع??الى

غير واضح. ومن هنا يظهر ما في مقارب??ة بعض المعاص??رين، حيث ذك???ر أن االس???تخارة كالقرع???ة فكم???ا ورد في القرع???ة استحباب الدعاء معها مع أنها تجوز ح?تى بالنياب??ة فك??ذلك

.(4)الحال في االستخارة.176: 12)( جواهر الكالم 1.104 ? 103: 9)( انظر: السبزواري، مهذب األحكام 2.533: 10)( راجع: الحدائق الناضرة 3.355: 3)( المازندراني، مباني الفقه الفعال 4

فإن القرعة غير متقومة بال??دعاء وإن اس??تحب ال??دعاء معها، أما االستخارة فالبد من تحقيق ه??ل هويته??ا عبادي??ة دعائية أم ال؟ فال تقع االستخارة بدون دع??اء وأمثال??ه، أم??ا القرعة فال تحتاج ال لقصد القربة وال للدعاء وال ألي توج??ه إلى الل??ه تع??الى. من هن??ا فمرك??ز البحث في االس??تخارة

ينبغي أن يكون في هويتها من هذه الناحية.??ه ل??و ج??ازت االس??تخارة النيابي??ة هذا كل??ه، فض??ال عن أن لكان المفترض أن تكون مرجوح??ة؛ ألن فيه??ا ت??رك دع??اء الل??ه، واألرجح لإلنس??ان أن تك??ون عالقت??ه الدعائي??ة بالل??ه

تعالى والمرجوح ترك ذلك ولو بتفويض الغير. االتجاه الثاني: وهو اتجاه التحف��ظ عن النياب��ة

في االستخاراتومرجع أدلة هذا الفريق ما يلي:

م??ا ذك??ره العالم??ة المجلس??ي بوص??فهالوجه األول: مرجحا من مرجح??ات االحتي??اط بع??دم االس??تنابة، من أن??ه »لو كان ذلك جائزا أو راجح??ا لك??ان األص??حاب يلتمس??ون من األئمة^ ذلك، ولو كان ذلك لك??ان منق??وال ال أق??ل في

. واستخارة المعصوم متيقنة النت??ائج، على خالف(1)رواية«.(2)استخارة اإلنسان لنفسه

??دة؛ فأه??ل ال??بيت^ لهم وه??ذا الوج??ه من الوج??وه الجي??ة مكانة عظيمة عند مواليهم فلو ك??انت االس??تخارة النيابي أمرا مشروعا ? فضال عن كونه راجحا أو مرغوب??ا ??? لك??ان من الطبيعي أن تتوافر الدواعي عن??د المتش??رعة لطلبه??ا من النبي أو اإلمام، لما فيها من ضمان اإلجابة أو ال أق??ل من أرجحية اإلجابة جدا على اس??تخارة نفس??ه، وك??ان من المناسب لألئمة^ أن يستجيبوا للناس؛ لم??ا في ذل??ك من قض??اء ح??وائج اإلخ??وان وال??دعاء لهم، كم??ا ه??و مس??تند المجيزين هنا، فعدم ظهور أي عين وال أثر من هذا األم??ر على اإلطالق شاهد أن المتشرعة كان مركوزا في ذهنهم أن االس??تخارة ش??أن شخص??ي، ال يدخل??ه مث??ل النياب??ة والتوكيل وم??ا ش??ابه ذل??ك، فت??وفر دواعي الفع??ل، وت??وفر دواعي االستجابة من األئمة، وتوفر دواعي نقل مثل هذه

.285: 88)( المجلسي، بحار األنوار 1 ، وإن ك?ان رأي?ه النه?ائي135)( فضل الله، القرعة واالستخارة: 2

هو جواز النيابة.

األخبار.. كله يفيد أن مج??ال اس??تعالم األح??وال بالوس??ائط لم يكن بابا مطروحا ش??رعا، وه??ذا م??ا يكفي في حص??ول ش???ك حقيقي في ش???مول العن???اوين العام???ة لظ???اهرة

االستخارة، وسيأتي ما يفيد في نكتة ذلك. اعتراف ابن طاووس وغيره كما تقدمالوجه الثاني:

بعدم وجود أي نص في التوكيل أو النيابة في االس??تخارة،ولو ضعيف السند.

إال أن ه???ذا الوج???ه ال يكفي لوح???ده، إلمك???ان اتك???ال النصوص على عمومات النياب??ة والتوكي??ل وغ??ير ذل??ك من الوج??وه الس??ابقة، نعم، ينف??ع ه??ذا الوج??ه مكمال للوج??ه

السابق، حيث يعزز من قوته. م??ا ذك??ره العالم??ة المجلس??ي، من أنالوجه الثالث:

المض??طر أولى باإلجاب??ة، ودع??اؤه أق??رب إلى الخل??وص،.(1)وصاحب الحاجة هو المضطر

??ة االس??تنابة ال ع??دموين��اقش أوال: غايت??ه مرجوحيمشروعيتها، ولعل ظاهر كالمه أنه يريد ذلك.

??ة المض??طر لالس??تجابة، إذ ق??دثانيا: عدم ص??دق أولوي يكون غيره متوفرا على خصوصيات االستجابة أك??ثر من??ه، ومثاله دعاء النبي لشخص ودعاء الشخص لنفسه، فإنه ال

دليل على أولوية إجابة الثاني دون األول. إن االس??تخارة ??? كم??ا ه??و واض??ح منالوجه الراب��ع:

لية نصوص??ها ??? ن??وع من المس??تحبات الدعائي??ة والتوس??.(2)والتقربية، والعباديات ال تقبل النيابة

وهذا الوجه له صغرى وكبرى: فق??د اتفق??وا عليه??ا، وهي أن العب??ادات الأما الكبرى

تقب???ل النياب???ة إال ب???دليل خ???اص، كم???ا في م???ورد الحج، ومقتضى األصل فيه??ا المباش??رة، ب??ل إن كالم األص??وليين في أن مقتض??ى إطالق ص??يغ األم??ر ه??و المباش??رة، وأن

االستحباب ال يسقط باالستنابة جار هنا أيضا. ف??إن من يراج??ع مجم??ل نص??وصوأم��ا الص��غرى،

االستخارة في كل األبواب ال ينتابه ش??ك في أنه??ا ص??يغت على شكل دعاء وتوجه إلى الله تعالى، وإن كانت غايته??ا

.285: 88)( بحار األنوار 1 ، وإن ك??ان رأي??ه136 ? 135)( فضل الله، القرعة واالس??تخارة: 2

النهائي هو جواز النيابة.

معرف???ة ح???ال أم???ر من األم???ور، إال أن البع???د الق???ربي والتوسلي والدعائي ال ينبغي هدره فيه??ا، كي??ف وحقيقته??ا اللغوية والمصطلحية ? كما تقدم ? تق??وم على الطلب، والل ع??بر يص??دق ال??دعاء وال الطلب وال التض??رع وال التوس?? النياب??ة كم??ا ه??و واض??ح، كي??ف وغ??الب الن??اس إن لم يكن جميعهم يستنيبون وال يستحض??رون الل??ه ودع??اءه أساس??ا هنا، فكيف يمكن تحصيل جوهر االستخارة ??? وه??و ج??وهر??ه فع??ل لي ??? بمث??ل النياب??ة؟ وه??ل يص??دق أن عب??ادي توس??

مستحبا عندما استناب؟! وعلي��ه، فاالس��تخارة الدعائي��ة واالستش��ارية يفترض فيها المباشرة، ونحن نشكك في كفاي��ة االس��تنابة فيه��ا بحيث تحق��ق ه��ذه االس��تنابة عن���وانQ اإلتي���ان باالس���تخارة من قب���ل الموكل

وتحقيقه للمستحب.نعم، يمكن تخريج الحالة القائمة اليوم:

إما على طريقة االستشفاع، ولكنها غ??ير النياب??ة والأ � تحقق ثواب االستخارة لصاحب الحاجة، وتبنى على الثقة

بالشفيع، فهي أمر أجنبي عما نحن فيه. أو على طريق??ة أن يك??ون الن??ائب نائب??ا في مج??ردب �

قبض حبات السبحة مثال، وهذا ال بأس به؛ لعدم اش??تراط اتحاد المستخير مع قابض السبحة أو عاد الحصى أو فاتح المصحف أو مفسره، كم??ا أش??ار إلى ذل??ك الش??يخ جعف??ر

.(1)كاشف الغطاء وكال ه??ذين الفرض??ين ال يتم??اهى م??ع واق??ع النياب??ات???نيب الي???وم في االس???تخارة ال يحق???ق ???ة، فمن ي الحالي االستخارة المستحبة وال يحرز تحصيله لثوابها، وأما عمل?ه بنتائج استخارة النائب فه??و ج??ائز الم??انع من??ه في نفس??ه، وهو مبني على الثقة، لكنه غير ب??اب االس??تخارة ب??المعنى

الدقيق.? إجازة االستخارة5

لم أر ه??ذا البحث إال عن??د بعض مت??أخري المت??أخرين،.299: 3)( كشف الغطاء 1

ويظهر رواج??ه عن??د بعض المتش??رعة في بعض األوس??اط اليوم، حتى أن أحد الفقهاء الذين طرح??وا ه??ذه المس??ألة

.(1)نسبه إلى المتشرعة والمقصود بإجازة االستخارة أن من شروط االس??تخارة أن يكون فاعلها مجازا، بمعنى أن لديه إجازة مسبقة من ش??خص آخ??ر يس??مح ل??ه فيه??ا بممارس??ة االس??تخارة، وإال ك??انت اس??تخارته باطل??ة، وه??ذا الش??خص اآلخ??ر إم??ا ه??و المعص??وم أو ش??خص ل??ه مق??ام روحي س??ام، أو ه??و ولي

األمر. ولدي ظن ب??أن ه??ذه الفك??رة ال??تي ظه??رت ح??ديثا ق??د تكون من تأثيرات العقل الصوفي والعرفاني الذي ي??ؤمن???ة القطب أو األس???تاذ، وب???أن األوراد واألذك???ار بمرجعي??ة الب??د وأن تك??ون تحت إش??راف الش??يخ وال??برامج العبادي وبإجازته، وأن المريد ال يمكنه االستبداد بذلك قبل بلوغ??ه

مرتبة سلوكية وكمالية خاصة. وقد سمعنا شفاها عن المرجع الديني المعاص??ر الس??يد??ه ينق??ل عن وال??ده الس??يد موس??ى الش??بيري الزنج??اني أن???ه التقى باإلم???ام المه???دي وأعط???اه إج???ازة أحم???د أن باالستخارة، كما أج??از ل??ه أن يج??يز، فأج??از الوال??د لول??ده

السيد موسى بذلك. م(1999كما يذكر أن السيد عبد الك??ريم الكش??ميري )

المع??روف بتق??واه وروحانيت??ه حص??ل على ع??دد كب??ير من إج??ازات االس??تخارة من الس??ابقين علي??ه، وتت??داول ه??ذه القضية في بعض األوساط المعروف??ة بمج??ال االس??تخارة أيضا. وقد ج??اء في بعض الكتب ال??تي تح??دثت عن حيات??ه??ه أخ??ذ من ش??يخه برنامج??ا لالس??تخارة، وك??ان أنه قال بأن شيخه هو الشيخ علي أكبر األراكي، وبعد مدة رأى اإلمام??ا× في المن??ام ومع??ه الن??بي ن?وح×، وأن اإلم??ام علي??ا علي أعطاه سبحة، كما رأى مناما آخر أن الس??يد أب??و الحس??ن اإلصفهاني قد أعطاه في ص??حن أم??ير المؤم??نين، س??بحة ، األمر الذي فسر على أنه تفويض ل??ه باالس??تخارة(2)أيضا

.218: 1، ق3)( ما وراء الفقه ج1 ؛ وللمؤلف نفس??ه44)( انظر: علي أكبر صداقت، آفتاب خوبان: 2

أيضا: روح وريحان، شرح أحواالت ومكاش??فات آيت الح??ق س??يد

وإجازة.

وي??ذكر بعض??هم ??? مث??ل الش??يخ محم??د علي الك??رامي المعاصر المعروف بمجال االستخارة أيض??ا ??? أن اإلج??ازةة التي يحصل عليها اإلنسان لالستخارة تكون بطرق خاص?? أيضا كالمنام والرؤيا ونحو ذل??ك، مم??ا يفهم من??ه أن مث??ل الس??يد الكش??ميري في منام??ه ق??د حص??ل على إج??ازة. ويذهب الشيخ الكرامي حفظه الله إلى تأثير اإلج??ازة في االستخارة، حتى أنه يرى أن المستخير لو كان مج??ازا من

.(1)أهل البيت^ كانت استخارته أقوى من شهادة عدلين هو أن بعض الرواي??ات وردوالمستند المطروح هنا

فيه تعبير »استخار أو يستخير« فعندما سئل اإلم??ام م??اذا يفعل فالن، قال: »يستخير«، وهذا التعب??ير مش??ابه تمام??ا لتعبير »يروي عني«، بمعنى أنني أجيزه في الرواية عني، فيك??ون الم??راد أن اإلم??ام هن??ا يج??يز للط??رف اآلخ??ر أن

.(2)يستخير، وهذا ما يثبت مفهوم اإلجازةوهذا الكالم واضح الضعف، وذلك:

لظهور هذه الروايات في بيان الموقف الشرعيأوال: والوظيف??ة، ال في اإلج??ازة، وإال ل??زم في ك??ل األحك??ام الشرعية أن نفترض كونها مشروطة باإلجازة، فل??و س??ئل فقال: »يغس??ل ي??ده«، أو »يتوض??أ« أو »يعي??د ص??الته« أو »يبيع« أو »يطلق« وغير ذلك، لزم فهمه?ا بأنه?ا إج?ازات، وهذا في غاية الغراب??ة، وال م??برر ل??ه ال لغ??ة وال عرف??ا وال

نصا. إن مثال: »يروي عني« وم??ا ش??ابهه إنم??ا فهمن??اثانيا:

منه اإلجازة، إما بمناس??بات الحكم والموض??وع، أو بقرين??ة »عني« الظاهرة في أنه في مقام الترخيص بشأن يتصل

به شخصيا، وأين هذا مما نحن فيه؟! لو كان ذلك صحيحا لل??زم ش??يوع ه??ذه الظ??اهرةثالثا:

في الق??رون األولى؛ ألن المس??ألة مح??ل ابتالء، ولم ينق??لة ص??ريحة في أي رواية أو حديث، ال إجازة عامة وال خاص??

تدل على هذا األمر..65 ? 64عبدالكريم كشميري:

)( انظر: موقعه الشخصي، مصدر سابق.1.218: 1، ق3)( انظر: ما وراء الفقه ج2

وبه���ذا يظه���ر أن فك���رة اإلج���ازة في ب���اب وق??د وج??دتاالستخارات ال أصل له��ا وال مس��تند، . ويتعزز ذل??ك(1)بعض المعاصرين يفتي صراحة بذلك أيضا

بأن االستخارة ظاهرة قربية ودعائية روحها االنفت??اح على الل??ه تع??الى، وه??و أم??ر ال حاج??ة مع??ه إلى إج??ازة أو إذن مسبق كما هو المعروف من م??ذاق الش??ارع، الس??يما في??ة، ومع??ه فال حاج??ة للبحث عن ص??فات االستخارة الدعائي

، وإن رفض فك??رة اإلج??ازة،(2)المج??يز كم??ا فع??ل بعض??هم وهل المجيز هو مرج??ع التقلي??د أو ولي األم??ر أو الوال??د أو

غير ذلك؟? االستخارة بعد االستخارة أو تكرر االستخارة6

ه??ل يمكن لإلنس??ان بع??د أن اس??تخار على فع??ل م??ا وخرجت له النتيجة سلبا أو إيجابا، أن يستخير مرة أخرى

على نفس الفعل أم ال؟???ه ال م???انع من ذل???ك في االس???تخارة من الواض???ح أن الدعائية، فقد ورد الحث على الدعاء واإللحاح في??ه، وأم??ا االستخارة االستشارية فإذا لم يحصل الجواب فيه??ا، كم??ا لو قام باستخارة القلب فلم يلق في قلبه ش??يء أو فع??ل اس??تخارة المص??حف الش??ريف فلم يفهم ش??يئا من اآلي??ة الكريمة ولم يجد من يعنه، فال مانع من تكرار االس??تخارة

هنا؛ لعدم تحقق الجواب فيها عمال حسب الفرض. إال أن الكالم في حال??ة تحق??ق الج??واب في االس??تخارة االستش??ارية، حيث ق??د يق??ال بش??مول إطالق??ات األدل??ة

لتكرار االستخارة ثانيا وثالثا.??ه ال دالل??ة على ش??مول األدل??ة لث??اني إال أن الص??حيح أن االستخارات وثالثها مع وحدة الموضوع وخ??روج الج??واب،

، ف?إن(3)وفاقا لظاهر فتاوى بعض المت??أخرين من الفقه??اء هذا ه??و المفه??وم من لس??ان األدل??ة، حيث يق??ول ل??ه ب??أن

.81: 9)( راجع: التبريزي، صراط النجاة 1.221 ? 220: 1، ق3)( ما وراء الفقه ج2 ؛ والخ?امنئي،419 ? 418:? 2)( راج??ع: الخ?وئي، ص?راط النج?اة 3

327؛ والسيستاني، فقه المغتربين: 122:? 2أجوبة االستفتاءات ؛417:? 10؛ والتبريزي، صراط النجاة 669، واستفتاءات: 328?

.223: 1وناصر مكارم الشيرازي، الفتاوى الجديدة

يفعل كذا وكذا؟ فإذا خرج ك??ذا وك??ذا فافع??ل أو ال تفع??ل، وهذا ما يفهم منه العرف أن النكتة الغرض??ية ق??د تحققت وأنه قد تم االنتق??ال إلى مرحل??ة العم??ل، له??ذا طلب من??ه

الفعل أو عدم الفعل. يض?اف إلى ذل?ك أن االس?تخارة ?? ل?و بنين?ا على كونه?ا مش??روطة ب??التحير كم??ا ه??و الص??حيح ??? فالب??د من ف??رض ارتفاعه ولو تعبدا بنصوص االستخارة نفسها بعد إجرائه??ا، فإن النص عندما يقول: افعل، ففي هذه الح??ال ه??و يلغي التحير ولو تعبدا فال معنى لالستخارة بع??د االس??تخارة، وال موضوع لها، فتكون الثانية لغوا ال يحرز شمول األدلة لها، فهذا كمن يسأل عن شيء فيج??اب، ثم يس??أل عن??ه م??رة ثانية. هذا، وإن لم يتم إلغاء التحير واقعيا، فإن االستخارة??ا نحتم??ل الض??رر من ش??يء ال تغير رؤيتنا للواق??ع، فل??و كن فاستخرنا فبانت جيدة، فإن احتمال الض??رر ??? كم??ا يق??ول

? ال يزول بنتيجة االستخارة.(1)السيد الخوئي نعم، لو تغير الموضوع، كما لو مضت مدة زمني??ة معت??د به??ا على االس??تخارة األولى، أو ط??رأت بعض الحيثي??ات المؤثرة في موضوع المسألة ال??تي ي??راد االس??تخارة له??ا، فال م??انع من التك??رار، ب??ل ليس بتك??رار حقيق??ة كم??ا ه??و

واضح، وإنما هو استخارة على أمر جديد. وكذا لو استخار على مجموع أم??ور، فل??ه ??? كم??ا يق??ول

? االستخارة بعدها على كل واحدة( 2)الشيخ كاشف الغطاءعلى حدة؛ لتغاير المتعلق في االستخارتين.

وأما م??ا يفعل??ه بعض المتش??رعة في عص??رنا ??? الس??يما عندما ال تعجبه نتيج??ة االس??تخارة، مم??ا ق??د ين??افي الرض??ا??ل ??? من التص??دق، ثم االس??تخارة م??رة ثاني??ة، على والتوك أساس احتمال رفع المفس??دة بفع??ل التص??دق، فه??و غ??ير واضح عندي، فإن مقتضى االستصحاب بقاء الوض??ع على??ر موض??وعي بالص??دقة، ف??إن ما هو عليه وعدم ثب??وت تغي الصدقة تدفع البالء، لكن ال يحرز ذلك في كل الص??دقات، إذ لعل هناك مانع، بل حتى لو فرضناه ال يحرز رف??ع ه??ذه الصدقة لهذا البالء الخاص المتعل??ق بموض??وع االس??تخارة مادام من الممكن رفع بالء آخر به??ا ال نعلم??ه، ب??ل رفعه??ا

.311: 3)( راجع: الخوئي، صراط النجاة 1.300: 3)( كشف الغطاء 2

للبالء بنحو االقتضاء على قول. فالص???حيح لغوي???ة االس???تخارة التكراري???ة؛ النع???دام الموضوع، والبق??اء على االس??تخارة األولى، فل??و فعله??ا ال

. نعم االستخارة الثانية(1)معنى للتحير بعد ذلك لو تعارضتا ليست حراما شرعا، إنما الكالم في شمول النصوص له??ا وكونها مشمولة لالستحباب أو لآلثار المترتب??ة، م??ع نس??بة

ذلك للمولى سبحانه، وهو ما ال دليل عليه.? استخارة الترك، واالستخارة على االستخارة7

الستخارة الترك معنيان: أن يك??ون ال??ترك فعال يق??دم علي??هالمع��نى األولى:

المكلف، كما ل??و ك??ان موظف??ا وأراد ت??رك وظيفت??ه، ففي??ه هذه الحال ال شك في ش??مول أدل??ة االس??تخارة ل??ه؛ ألن

عرفا يريد اإلقدام على فعل.المعنى الثاني: أن يكون المراد ب??الترك أم??را س??لبيا

ع??دميا، ك??أن يس??تخير على ال??زواج فتك??ون اس??تخارته استخارة فعل، ويستخير على ع??دم اإلق??دام على ال??زواج فتكون استخارته استخارة ترك غير مسبوق بوض??ع معين

يخرج منه بالترك. وق??د راجت ه??ذه االس??تخارة ??? ب??المعنى الث??اني ??? في الف??ترة األخ??يرة، ح??تى أن بعض الن??اس يس??تخيرون على الفعل، ثم يستخيرون على تركه، فإذا خرجت جيدة فيهما

دل ذلك على التخيير عندهم. ولم أجد أحدا طرح هذا الموض??وع قب??ل الس??يد ش??هاب

ه???(، إال الش??يخ جعف??ر1410ال??دين المرعش??ي النجفي ) ه?(، حيث ق??ال: »ل?و اس??تخار على1228كاشف الغطاء )

?ه ق??ال: »وال م??انع من(2)الفعل وال?ترك فال م??انع« ، ب?ل إن االستخارة على االستخارة واالستشارة، واالستشارة على

.(3)االستشارة واالستخارة« نعم، ج???اء الوض???وح في كلم???ات الس???يد المرعش???ي??ه ق??د التقى باإلم??ام النجفي، حيث ذك??ر في وص??يته أن

:10)( حول تعارض االستخارات راجع: الالري، مجموعة مسائل 1532 ? 533.

.300: 3)( كشف الغطاء 2)( المصدر نفسه.3

المهدي وأنه الذي قال له أن يستخير خ??يرة ال??ترك، وأن??ه إذا أراد االس??تخارة اس??تخار أوال على الفع??ل، ثم اس??تخار

على الترك. وعليه، ف��البحث هن��ا، ت��ارة في مقتض��ى أدل��ة االستخارة، وثانية في ما ذكره السيد المرعشي

النجفي: فمنأما أدلة االس��تخارة المت��وفرة بين أي��دينا،

الواضح أن نظرها إلى القيام ب??أمر فيس??تخير الل??ه علي??ه، وال يفهم الع??رف في اس??تخارة ال??ترك أن??ه اس??تخار على

القيام بأمر، بل هو استخار على عدم القيام به.??ه حين ين??وي الفع??ل كم??ا أن ظ??اهر أدل??ة االس??تخارة أن الفالني ويستخير عليه، فإن المطلوب حينئذ ت??رتيب األث??ر على هذه النتيجة كما ت??دل نفس النص??وص، وه??ذا من??اف بظ??اهره لف??رض اس??تخارة أخ??رى متعلق??ة ب??الترك بع??د اس??تخارة الفع??ل، ثم ت??رتيب األث??ر على مجموعهم??ا مثال، فإن هذا خالف طريقة النص??وص ال??واردة في االس??تخارة

والمرشدة إلى كيفية التعاطي معها، ومع نتائجها. إن تعبير النصوص ب? »إذا أردت القيام بأمر« أو »أردت شيئا«، فض??ال عن موارده??ا يفهم من??ه الع??رف االس??تخارة على فعل هذا األم??ر ال على ترك??ه، وله??ذا رأين??ا اس??تخارة الرقاع تنظر إلى »افعل« ألخذ النتيج??ة في اإلق??دام على الفع??ل، ال أنه??ا تنظ??ر إلى ص??يغة »افع??ل« ح??تى إذا م??ا خ??رجت ت??رك اإلنس??ان الفع??ل. فم??ا أفهم??ه من مجم??ل النص???وص أن جوه???ا الع???ام ومورده???ا وظ???اهر أجزائه???ا وتركيبتها.. ذلك كله يساعد على االس??تخارة على اإلق??دام على شيء، فضال عن غرابة النص??وص وبع??دها عن م??ورد القي???ام باس???تخارتين للفع???ل الواح???د: إح???داهما للفع???ل

واألخرى لترك هذا الفعل نفسه. وأما ما نقله الس??يد المرعش??ي النجفي، فه??و حج??ة ل??ه وعليه بموجب اطمئنان??ه الشخص??ي، إال أن االعتم??اد على خ?بر الواح?د في عص?ر الغيب?ة ن??اقال عن اإلم??ام المه??دي، س??واء ادعى الرؤي??ة في المن??ام أم في اليقظ??ة مش??كل؛ ألس??باب ع??دة ال نس??تأنف به??ا بحث??ا اآلن، وال أق??ل من أن حصول االطمئنان للرائي نفسه ب??أن من رآه ه??و المه??دي

ال يثبت كون المرئي واقعا هو اإلم??ام المه??دي نفس??ه، ل?و سلم إمك??ان رؤيت??ه في عص??ر الغيب??ة، إذ م??ا ال??دليل على ذلك؟ وما الدليل على أن اطمئنانه ه??ذا مط??ابق للواق??ع؟ بل حتى لو قال له ذل??ك الش??خص ب??أنني المه??دي م??ا ه??و الم????وجب لتص????ديقه إن لم يقم دليال على دع????واه من معجزة أو غير ذل??ك، فالب??د إلثب??ات ذل??ك كل??ه من ش??واهد وقرائن إضافية تحف بالحادثة إلثبات صحتها. على أنه من الممكن أن تحصل أم??ور غريب??ة لكن ش??خص ال??رائي ه??و ال??ذي يس??قط عن??وان »المه?دي« على الش?خص الم?رئي صاحب الكرامة ال??تي وقعت، دون أن نلتفت إلى أن ه??ذا اإلسقاط كان من عنده، كأن ي??رى شخص??ا في الص??حراء فج???أة فيس???اعده، ثم ال يع???ود ي???راه، فيس???قط عن???وان )المهدي( عليه بال دليل، وإنما لشدة الربط الذهني، ومن

الممكن أن يكون شخصا آخر أو وليا من األولياء. وأم??ا االس??تخارة على االس??تخارة.. مم??ا ذك??ره الش??يخ جعفر كاشف الغطاء، فإذا قلنا بشرط التحير وحص??ل ل??ه تردد في أن يعتمد االستخارة في ه??ذا الم??ورد أم ال، فل??ه اإلق???دام على االس???تخارة على االس???تخارة، م???ا لم يكن الم???ورد مش???موال بخصوص???ياته لنص???وص ال???دعوة إلى االستخارة، وأما في غير ذلك فهو خالف ظاهر النص??وص؛ ألن النص??وص تجع??ل متعل??ق االس??تخارة الفع??ل لتع??رف ص??الحه، وهي منص??رفة عن االس??تخارة على االس??تخارة السيما مع عدم أخذ قيد التحير، على أن??ه ل??و ك??انت أدل??ة االس???تخارة مطلق???ة لل???زم المح???ال، حيث يس???تحب أن يس??تخير على االس??تخارة ال??تي متعلقه??ا اس??تخارة أخ??رى متعلقه??ا اس??تخارة أخ??رى وهك??ذا، وه??ذه الم??وارد يك??اد يطمئن اإلنس???ان بأنه???ا منص???رفة عن لس???ان األح???اديث

الواردة. فإما أن تكون االستخارة بنفسها موجبة لتحير اإلنس??ان في اإلقدام عليها بحيث تك??ون هي ح??دثا في ح??د نفس??ه، فيجوز االستخارة عليها على تأمل وارتياب، وإما غير ذلك

فاألدلة منصرفة عنها تماما. ? خصوصيات كيفيات االستخارة8

ه??ل أن الكيفي??ات الم??ذكورة في نص??وص االس??تخارات??ه يمكن ة ويجب االل??تزام به??ا ألداء االس??تخارة أم أن خاص?? لإلنس??ان فع??ل أي كيفي??ة أخ??رى ض??من الس??بحة أو ح??تى خارجه??ا؟ وذل??ك ب??أن ين??وي طريق??ة أخ??رى يعتم??دها ف??إذا خرجت حبات السبحة واحدة فهي غير جيدة، وإذا خرجت اثنتين فهي جيدة أو ب??العكس أو يس??تخدم طريق??ة أخ??رى

غير السبحة والرقاع ونحوهما، فهل هذا ممكن أم ال؟ وهذا يعني أن كل التفاصيل ال??واردة في الرواي??ات هي خصوص??يات إض??افية اخ??ذت على نح??و تع??دد المطل??وب،??ات حص??رية، فيمكن لإلنس??ان ال??دعاء ب??أي وليس??ت كيفي صيغة يش??اء، وليس من الض??روري أن يحص??ر نفس??ه في

الصيغة الدعائية الواردة في النص. يقول الش??يخ جعف??ر كاش??ف الغط??اء: »والمس??تفاد من??ه ال يتعين فيه??ا ص??الة، وال دع??اء، وال مجموع الرواي??ات أن قراءة، وال ذكر، وال رقاع، وال قرآن، وال س??بحة، وال ع??دد، وإنم??ا هي بمنزل??ة ال??دعاء في أن يخ??ير ل??ه، وي??دفع عن??ه الشر، من غير بيان، أو مع البيان في القلب، أو مع البيان في المص??حف، أو الس??بحة، أو الحص??ى، أو األع??واد، أو

،(1)الحبوب، أو بمالقاة شيء، أو مص??ادفته، أو غ??ير ذل??ك« وقد مال بعض الفقهاء إلى عدم وج??ود خصوص??ية لط??رق االستخارة وكيفياتها، شرط عدم قصد الورود بما هو غ??ير

.(2)منصوص وفي هذا المضمار توجد قاعدة تداولها العلماء أو جروا??دات في عليها في باب المستحبات، فقد قالوا ب??أن المقي المس???تحبات ال ت???وجب تقيي???د المطلق???ات، ب???ل تفي???د خصوص??يات إض??افية بنح??و تع??دد المطل??وب، على خالف القاعدة في الواجبات، فإن مقتضى القاعدة ه??و التقيي??د، فلو ج?اء دلي??ل: »ص?ل الظه?ر« ف?دل على وج?وب ص?الة??ه الظهر، ثم جاء دلي??ل »ص??ل الظه??ر في المس??جد«، فإند إطالق دليل »صل الظهر« بدليل كونها في المسجد يقي مثال على كالم وتفص??يل لهم هن??اك. أم??ا ل??و ج??اء دلي??ل استحباب الوضوء لق??راءة الق??رآن الك??ريم، ثم ج??اء دلي??ل

.298: 3)( كشف الغطاء 1 ؛ والس??بزواري، مه??ذب11)( انظ??ر: ال??يزدي، س??ؤال وج??واب: 2

.101: 9األحكام

اس??تحباب المضمض??ة ح??ال الوض??وء لق??راءة الق??رآن فال??د األول بالث??اني، ب??ل نثبت كلي االس??تحباب، ونثبت يتقية للوض??وء المش??تملة على اس??تحبابا آخ??ر للص??يغة الخاص??

المضمضة مثال. وغالب الظن أنهم لجؤوا إلى هذا األمر بعد بنائهم على قاعدة التسامح في أدلة السنن، إذ ظه??ر ع??دد هائ??ل من النصوص الواردة في المستحبات، حتى المستحب الواحد??ات وح??االت وأش??كال وطرائ??ق، ف??أرادوا ص??ارت ل??ه كيفي التوفيق بينه?ا والجم?ع، وإال وق?ع تع??ارض كب?ير من وجه?ة نظرهم، فجرهم ذلك إلى فكرة تعدد المطل??وب في ب??اب

المستحبات. والحق أن نظ??ام الفهم اللغ??وي والع??رفي ال ف??رق في??ه بين اس????تحباب ووج????وب من حيث ق????وانين العم????وم والخصوص واإلطالق والتقييد م??ا لم يعلن المتكلم نظام??ا

خاصا له وعليه:??د تن??افي ���1 ف??إذا ك??ان التن??افي بين المطل??ق والمقي

المثبت والنافي أو تنافي الحكوم?ة المض?يقة أو م?ا ش?ابه ذلك، فالبد من تقييد المطلق، ومن هذا القبي??ل م??ا أش??ار??ة قاع??دة ع??دم ل??ه الس??يد محس??ن الحكيم منتق??دا إطالقي??د في المس??تحبات، من ك??ون حم??ل المطل??ق على المقي??ات النصوص المقيدة ق??د ج??اءت في س??ياق ش??رح الماهي والكيفيات وما يعتبر في الشيء وم??ا ال يعت??بر، ففي ه??ذه??ة ??ة والش??رطية والمانعي الم??وارد تج??ري ق??وانين الجزئي

.(1)والقاطعية والرافعية وغيرها وأم??ا إذا ك??انت النس??بة هي النس??بة بين مثب??تين، ���2

ة ال??تي ق??ررت في أص??ول الفق??ه فيرجع لقواع??ده الخاص??اإلسالمي.

وأما فهم تعدد المطلوب، فهو مختلف بين الموارد �3 بحس???ب طريق???ة البي???ان والس???ياق ومناس???بات الحكم

والموضوع. وعليه، فإذا رجعنا إلى نصوص االستخارة، فإن ظاهرها بيان الماهية والكيفية والطريق??ة، ال س??يما وأن مث??ل خ??بر المفضل بن عمر المتق??دم ق??د ورد في??ه أنهم يس??تخيرون

.595: 5)( محسن الحكيم، مستمسك العروة الوثقى 1

بكذا وكذا فعرض بهم اإلمام وق??ال: »وتحس??نون؟! والل??ه ما تحسنون«. ثم ذكر لهم طريقا خاصا، وه??و م??ا ظ??اهره??ات، األم??ر ال??ذي ال م??وجب مع??ه بي??ان الكيفي??ات والماهي للخروج عن مورده??ا. نعم، عن??دما تص??ح مجم??وع رواي??ات االس??تخارة نفهم أن هن??اك ع??دة ط??رق له??ا ذكره??ا أه??ل البيت، ولعل هن?اك طرق?ا أخ?رى أيض??ا لم تص??لنا، أم??ا أن نعتمد نحن طريقة خاصة بنا غير واردة في النص فهذا ما

يحتاج إلى دليل. من هنا، قد يقال بأن الدليل هو الروايات العامة الحاثةك بإطالقه??ا ??ة، فيتمس?? على االس??تخارة دون بي??ان الكيفي ونثبت صحة وجواز االستخارة ب??أي طريق??ة يص??دق عليه??ا??ات الخاص??ة عرف??ا أنه??ا اس??تخارة، وأم??ا رواي??ات الكيفي

ة في االس??تخارة ذات امتي??از ، بع??د(1)فنعتبرها طرقا خاص??ضعف سند مثل خبر المفضل بن عمر المتقدم.

إال أن في النفس ش??يئا هن??ا من ه??ذا، ل??و أخ??ذ مجم?وع??ا نقب??ل ب??ه في ب??اب ??ه وإن كن الروايات بعين االعتب??ار؛ ألن??ة ??ة حاث االستخارة الدعائية لوجود عمومات قرآنية وحديثي على مطلق الدعاء، مع ترغيب باختيار األدعية المنصوصة المأثورة، ونقبل به لو كان دليل مشروعية االستخارة ه??و عموم???ات القرع???ة، إال أنن???ا ال نح???رز وج???ود عموم???ات ومطلقات ن??اظرة إلى االس??تخارة االستش??ارية، كم??ا بين??اا عام??ا في االس??تخارات االستش??ارية سابقا، وال نملك نص????ات والط??رق. نعم من الممكن غ??ير نفس نص??وص الكيفي إلغاء بعض الخصوصيات الجزئية عرف??ا ??? كم??ا تق??دم عن??د الحديث عن استخارة العدد والسبحة ? تجعل الجوز مكان حبات السبحة، أو نحو ذلك مما قد يساعد الفهم الع??رفي عليه، أما ما ه??و أزي??د من ذل??ك فمن الص??عب إثبات??ه بع??د البعد العبادي الموجود في االستخارات. ولعله لهذا احتاط

.(2)جدا بعض الفقهاء المعاصرين هنا? آداب االستخارة و المستخير9

.105)( انظر: فضل الله، القرعة واالستخارة: 1.233 ? 232: 1، ق3)( محمد الصدر، ما وراء الفقه ج2

قد ذكرت لالستخارة آداب عدة، ومنها: مالحظة شرف المكان كالمسجد.�1 مالحظة شرف الزمان كيوم الجمعة. �2 مالحظة شرف الحال، كحال السجود والطهارة. �3ر ب?أن يق??ول: �4 القطع في ال??دعاء على ال?وتر، وفس??

استخير الله برحمته خيرة في عافي??ة، خمس??ا أو س??بعا أومائة وواحد.

عدم التكلم في أثناء االستخارة. �5 طلب العافية عند االستخارة. �6 قراءة الدعاء والكيفيات الخاصة عند االستخارة. �7 التوج??ه الب??اطني والترك??يز، وأن تك??ون ص??الته ���8

واستخارته صالة مضطر. التسليم للنتيجة والرضا والتوكل. �9

مراعاة آداب الدعاء والصالة والسؤال. �10 التوبة واالستغفار. �11

، وج??اءت ببعض??ها(1)إلى غيرها من اآلداب ال??تي ذكروها النصوص في االستخارة بعينه??ا كم??ا تق??دم، وبعض??ها وارد في مطلق األدعية ال في خص??وص االس??تخارات، وبعض??ها قد يناقش في ال??دليل علي??ه بخصوص??ه، وال نطي??ل الكالم

فيها.خاتمة في نتائج بحث االستخارة

أبرز النتائج التي توصلنا إليها هنا نش��ير إليه��اباختصار بالغ، ما يلي:

عدم حرمة االستخارة مطلقا، بل ثبوت االس??تخارة �1ة، وخص??وص اس??تخارة القلب واالستش??ارة الدعائية خاص?? على أبع??د تق??دير من االس??تخارات االستش??ارية، وع??دم ثبوت كل من استخارة السبحة والرقاع والبن??ادق والط??يرلنا إلي?ه ذك?ر بعض الفقه?اء ? والمصحف. ولعل?ه لم?ا توص?

?? أن(2)مث?ل الس?يد السيس?تاني والش?يخ ج?واد الت?بريزي :1)( انظر تفاصيلها عند: محم??د رض??ا نكون??ام، دانش اس??تخارة 1

؛ وموسوعة الفقه اإلسالمي طبقا لمذهب أهل البيت289? 185.300 ? 298؛ وفتح األبواب: 289 ? 288: 11

؛ والسيس??تاني، فق??ه553:?? 1)( انظر: التبريزي، صراط النج??اة 2.328 ? 327المغتربين:

االستخارة يؤتى بها رجاء، مما يكشف عن عدم استحبابها

عنده. إن متعلق االستخارة االستشارية هو األمر المب??اح، �2

??ة لألم??ر غ??ير المح??رم وال المب??اح أو الخصوص??يات الفردي بالمعنى األخص على تفصيل، أم??ا الدعائي??ة فتش??مل ك??ل

الموارد الجائزة، بل تشمل فعل الواجب وترك الحرام. اختص???اص م???ورد االس???تخارة االستش???ارية دون ���3

الدعائية باألمور المهمة والفردية على تفصيل. جواز مخالفة االستخارة. �4??ة ? �5 اختصاص االستخارة االستشارية ??? دون الدعائي

بحال التحير على تفصيل. بطالن النيابة فيها وكذلك بطالن اشتراط االج??ازة، �6

نعم االستشفاع جائز فيها وهو غير النيابة. بطالن استخارة الترك واالستخارة على االستخارة �7

على تفصيل.??ر �8 بطالن تكرار االستخارات غير الدعائية ما لم يتغي

الموضوع. ثبوت خصوصيات االس??تخارات االستش??ارية م??ا لم �9

تل??غ ب??الفهم الع??رفي كخصوص??ية الس??بحة في اس??تخارةالعدد.

وغير ذلك من النتائج التي توصلنا إليه��ا بحم��دالله تعالى.

هذا حاصل ما أردنا بيانه من بحث االس��تخارة،ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لكل خير.