2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · web viewلأن عدد الحصا...

17
القرطبي تفس سورةنمل ال الشيخ الدكتور معا ر ي ض خ ل له ا ل د ا ب ع ن ب م ي ر لك د ا ب ع ماء ل ع لر ا ا ب ك" ة$ ئ ي ه و ض ع اء" ت ف- والإ" ه ئ م ل ع ل ا2 وث ح ب ل ل" مه$ ئ الدا: ة; ئ ج ل ل و ا ض ع و: " رة ض حا م ل ا خ ي ار" ت: مكان ل ا

Upload: doankhanh

Post on 26-Apr-2018

227 views

Category:

Documents


4 download

TRANSCRIPT

Page 1: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسري القرطبيالنملسورة

معايل الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

تاريخالمكان:المحاضرة:

Page 2: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

2

السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.بسم هللا الرحمن الرحيم

وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.هللاالحمد هلل رب العالمين، وصلى قال اإلمام القرطبي- رحمه هللا تعالى-:

عرون أيان يبعث��ون"قوله تعالى: ا يش�� وم�� ماوات� واألرض� الغيب إ�ال هللا }قل ال يعلم من ف�ي الس��ون{65) ���ا عم نه�� �ل هم م ا ب�� نه�� �ك م ل هم ف�ي ش�� رة� ب�� ���لمهم ف�ي اآلخ �ارك ع ل� اد :( ب�� � ]س��ورة النم��ل

65-66.]{قوله تع��الى: ماوات� واألرض� الغيب إ�ال هللا [، وعن65 ]س��ورة النم��ل:}ق��ل ال يعلم من ف�ي الس��

بعضهم: أخفى غيبه عن الخلق، ولم يطلع عليه أحد؛ لئال ي��أمن أح��د من عبي��ده مك��ره، وقي��ل:نزلت في المشركين حين سألوا النبي -صلى هللا عليه وسلم-:"

ألن العب11د إذا اطل1ع على الغيب، وع1رف م11ا في المس1تقبل، وم11ا يع11رض ل1ه، وم11ا يحص11ل ل11ه فإن11ه{ي11111أمن من ه11111ذا، يح11111ترز مم11111ا يعتري11111ه، �ر ن الخي��� �تكثرت م ]س11111ورة}ول���و كنت أعلم الغيب الس���

[، وم111ع األس111ف أن111ه ش111اع بين الن111اس في الس111نوات األخ111يرة لم111ا انتش111رت تج111ارة188األع111راف: األسهم، ادعاء الغيب من كث11ير ممن ي11زاول ه11ذه المهن11ة، وم11ع األس11ف من بعض من ينتس11ب إلى طلب العلم الش111رعي، تج111د الواح111د منهم يتص111ل على اآلخ111ر فيق111ول: اش111تر في الش111ركة الفالني111ة، فإنه11ا خالل أس11بوع س11وف تتض11اعف أس11همها، تتض11اعف أقيامه11ا، وس11تذكر م11ا أق11ول ل11ك، واش11تر في كذا، وبع في كذا؛ ألنها تخسر وتنزل، هذا ادعاء علم الغيب، اإلخب11ار عم11ا في الغ11د من علم

الغيب. ويؤك11دون ذل11ك وأحيان11fا باأليم11ان، وك11ل ه11ذا داخ11ل في ه11ذه اآلي11ة دخ11والf أوليا، وانتش11ر ه11ذا ح11تى حصل ما حصل من الكارثة التي ص11ارت في س1وق األس1هم، ص1اروا يعض11ون أنام11ل الن1دم حيثا، كما يق1ول fا مستشارfال ينفعهم الندم، وتبرؤوا ممن اغتروا بهم، وقال قائلهم: ليتني لم أتخذ فالن

{القائ11ل: aيال�ا خل ��aذ فالن ���ا ويلتى ليتن�ي لم أتخ [، إذا ب11ان س11وء العاقب11ة فه11ذه28 ]س111ورة الفرق11ان:}ي�� هي النتيج11ة، وك11ل ه11ذا من ش11ؤم ادع11اء علم الغيب م11ع م11ا يحت11ف به11ذه األس11هم من ش11بهات، ب11ل

محرمات أحيانfا. فعلى اإلنسان أن يحتاط لدينه، وأن ينتبه لهذا األمر؛ ألن ال1ذي ي1زعم أن11ه يعلم م1ا في الغيب ه1ذا ك11افر، نس11أل هللا العافي11ة، مخ11الف للنص11وص القطعي11ة، مص11ادم للنص11وص القطعي11ة، الن11بي- علي11ه الصالة والسالم- ال يعلم من الغيب إال ما أطلعه هللا عليه، وهؤالء يذكرون م11ا في الغ1د، ب1ل م1افي بعد أسبوع أو بعد أشهر، ويحلفون على ذلك، ويؤكدون، ثم بعد ذلك تظهر النتائج عكسية.

وقد يس1تدرج اإلنس11ان، يق1ع م11ا توقع1ه، ثم يستبص11ر في ذل11ك، وال يش11عر وال ي11دري أن11ه منك11ر ب11ه،ويستدرج، نسأل هللا السالمة والعافية.

Page 3: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

"وقي��ل: ن��زلت في المش��ركين حين س��ألوا الن��بي- ص��لى هللا علي��ه وس��لم- عن قي��ام الس��اعة،و)من( في موضع رفع."

قيام الساعة، ال يعلم متى تقوم إال هللا- ج11ل وعال-، وال ت11أتي إال بغت11ة، وه11ذا أم11ر مجم11ع علي11ه، وجاء في حديث جبريل- عليه السالم- حينما سأل النبي- عليه الص11الة والس11الم- عن الس11اعة،

فهما مستويان في الجهل بها؛ ألنه ال يعلمها إال هللا-»ما المسئول عنها بأعلم من السائل«قال: ج1111ل وعال-، وم1111ع األس1111ف أن من بحث في أش1111راط الس1111اعة زعم أن الس1111اعة تق1111وم س1111نة أل1111ف وأربعمائة وسبعة، وهذا الكالم قيل قبل أربعمائة س11نة، يق11ول: تق11وم الس11اعة س11نة أل11ف وأربعمائ11ةبت بحس11111اب الجم11111ل يظه11111ر الن11111اتج أل11111ف وس11111بعة بن11111اءf على حس11111اب الجم11111ل؛ ألن بغت11111ة إذا حس11111 وأربعمائة وسبعة، مع أن النصوص القطعية من الكتاب والس11نة ت11دل على أن11ه ال يعلمه11ا أح11د إال

هللا- جل وعال-. [، يع11ني على ض11وء قواع11د العربي11ة:15 ]س11ورة ط11ه:}أكاد أخف�يها{وأم11ا ق11ول هللا- ج11ل وعال-:

أن11ه أظهره11ا، لكن}أكاد أخف�يها{كاد إذا كانت مثبتة تختلف عم11ا إذا ك11انت منفي11ة، فمفه11وم قول11ه: ا؛ ألن مث11111ل ه11111ذا النص ي1111رد إلى 11111fعلى إظه1111ار ق11111ريب من الخف11111اء، وليس ه1111ذا ه1111و الم11111راد قطع

ح11تى عن}أكاد أخف�يها{النص11وص المفس11رة، فق11ال من ق11ال من المفس11رين -ول11و وج11ه ظ11اهر-: نفسي، هذا مبالغة في إخفائها، فالنصوص القطعية تدل على أنه ال يعلمها أحد كائنfا من كان.

ا ف�يهن111اك األم1111ور الخمس1111ة ال1111تي اس1111تأثر هللا بعلمه111ا في آخ1111ر س1111ورة لقم1111ان، ومنه1111ا: }ويعلم م��}�ام [، وه1111ذه اآلي1111ة أش1111كلت على كث1111ير من الن11111اس، نعم ال يعلم م1111ا في34 ]س11111ورة لقم1111ان:األرح���

األرح111ام إال هللا- ج111ل وعال-؛ ألنه111ا من الخمس ال111تي ال يعلمه111ا إال هللا، وج111اء النص الص111حيح ال ينفي أن يك11ون غ11يره يعلم، إال}يعلم ما ف�ي األرحام�{المفس11ر له11ذه اآلي11ة؛ ألن11ه ق11د يق11ول قائ11ل:

»في خمس ال يعلمه1111ا إال هللا«،أن الن1111بي- ص1111لى هللا علي1111ه وس1111لم-ق1111ال في الح1111ديث الص1111حيح: فالحصر دل على أن ما في األرحام ال يعلمه إال هللا- ج1ل وعال-، وق1د يق1ول قائ1ل: إن األطب1اء اآلن ب1أجهزتهم يخ1برون النس1اء الحوام1ل عم1ا في بط11ونهن، ه1ل ه1و ذك1ر أو أن1ثى، ولكن ال ش1ك أن الحم111ل إذا خ111رج عن دائ111رة الغيب وعرف111ه المل111ك أمكن معرفت111ه، وقب111ل ذل111ك ال يمكن بح111ال؛

ألنه من الخمس المغيبات التي ال يعلمها إال هللا. "والمعنى: قل ال يعلم أحد الغيب إال هللا، فإنه بدل م�ن )من( قال��ه الزج��اج. وق��ال الف��راء: وإنم��ا

رفع ما بعد )إال(؛ ألن ما قبلها جحد." يعني ليس استثناءf تاما موجبا، إنما هو سالب؛ ألن ما قبلها جح11د، يع11ني منفي من، تق11دمت علي11ه

إذا كان االستثناء منفيا يرفع، وإذا كان المستثنى تاما موجبfا فإنه ينصب.}قل ال يعلم{

Page 4: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

4

"كقوله: ما ذهب أحد إال أبوك، والمعنى واحد، قال الزجاج: ومن نصب نصب على االستثناء،ا، وق��ال: أخ��اف ��aيعني في الكالم، قال النحاس: وسمعته يحتج بهذه اآلية على من ص��دق منجم

أن يكفر بهذه اآلية." نعم، من ي111زعم أن111ه ي111دعي علم الغيب، ولم تكن لدي111ه ش111بهة يتش111بث به111ا ال ش111ك أن111ه ك111افر، ال111ذي يدعي علم ما نفاه هللا- ج11ل وعال- ال ش11ك في كف1ره، إال إذا ك11انت لدي11ه ش11بهة عن11ده لدي11ه ش11بهة،

فتزال هذه الشبهة قبل الحكم عليه.ا يعلم م��ا في aى، وق��الت عائش��ة: من زعم أن محم��دaقلت: وقد مض��ى ه��ذا في )األنع��ام( مس��توف"

غد فقد أعظم على هللا الفرية.." غالة الص1111وفية جعل1111وا ل1111ه من العل1111وم جمي1111ع م1111ا يعلم1111ه هللا- ج1111ل وعال-، غالتهم يزعم1111ون أن النبي- عليه الصالة والس1الم- يعلم الغيب، ب1ل جعل1وا ل1ه ك1ل م11ا يخص ب1ه ال1رب- ج1ل وعال-،

نسأل هللا السالمة والعافية.{"وهللا تعالى يقول: ماوات� واألرض� الغيب إ�ال هللا [،65 ]س��ورة النم��ل:}ق��ل ال يعلم من ف�ي الس��

خرجه مسلم، وروي أنه دخ��ل على الحج��اج منجم فاعتقل��ه الحج��اج، ثم أخ��ذ حص��يات فع��دهن،ثم قال: كم في يدي من حصا؟ فحسب المنجم، ثم قال: كذا، فأصاب."

ألن ع11دد الحص11ا ليس من علم الغيب ال11ذي ال يعلم11ه إال هللا، وإنم11ا يعلم11ه الحج11اج؛ ألن11ه ع11دها، فخرج عن دائرة الغيب، ومع ذلكم هو غيب، ال يعلمه ه1ذا المنجم، ف11إن زعم أن1ه يعلم م1ا في ي1د الحج11اج من الحص11ى ول11و ع1دها الحج11اج هي غيب، م11ا وراء ه11ذا الج11دار ال يمكن أن يعرف11ه من دون1111ه؛ ألن11111ه غيب، إال بإعان1111ة الش1111ياطين، فتع1111ود المس1111ألة من كونه11111ا غيب1111fا إلى كونه1111ا اس1111تعانة بالشياطين، ومع1روف أن الش11ياطين ال يعين11ون إال من اس11تعان بهم، وق11دم لهم، نس11أل هللا الس1المة والعافي111ة؛ ألن111ه لن يع111رف ه111ذا الع111دد بمف111رده بمج111رده إال بإعان111ة من يس111تطيع الوق111وف على ه111ذا

العدد؛ ألنه خرج عن دائرة الغيب. "ثم اعتقل��ه فأخ��ذ حص��يات لم يع��دهن فق��ال: كم في ي��دي؟ فحس��ب فأخط��أ، ثم حس��ب فأخط��أ؟ ثم قال: أيها األمير أظنك ال تعرف عددها، ق�ال: ال، ق�ال: ف�إني ال أص�يب، ق�ال: فم��ا الف��رق؟ ق�ال:

}ال يعلم من ف�يإن ذل�����ك أحص�����يته فخ�����رج عن ح�����د الغيب، وه�����ذا لم تحص�����ه فه�����و غيب. و} ماوات� واألرض� الغيب إ�ال هللا وقد مضى هذا في )آل عمران(، الحمد هلل.الس

رة�{قوله تعالى: �لمهم ف�ي اآلخ �ارك ع [، هذه ق��راءة أك��ثر الن��اس، منهم66 ]سورة النمل:}بل� اد عاصم وشيبة ونافع ويحيى بن وثاب واألعمش وحمزة والكسائي، وقرأ أبو جعفر وابن كث��ير

من اإلدراك، وق�رأ عط��اء بن يس��ار وأخ��وه س��ليمان ين يس��ار}ب�ل أدرك{وأبو عم�رو وحمي�د: رك{واألعمش: ا، وقرأ ابن محيصن.."}بل اد aغير مهموز مشدد

Page 5: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

ذك11ر األعمش في الق11راءة األولى والثالث11ة، لكن أك11ثر كتب التفس11ير ال ت11ذكر األعمش في الق11راءةارك{الثالثة، إنما المعروف عنه القراءة األولى: .}بل� اد

"وقرأ ابن محيصن: "بل آدرك" على االستفهام، وقرأ ابن عباس: "بلى" بإثبات الي��اء، و"أدارك" بهمزة قطع والدال مش��ددة وأل�ف بع�دها، ق�ال النح�اس: وإس�ناده إس��ناد ص�حيح ه�و من ح�ديث شعبة يرفعه إلى ابن عب��اس، وزعم ه��ارون الق��ارئ أن ق�راءة أبي "ب��ل ت��دارك علمهم"، وحكى الثعل�بي أنه�ا في ح�رف أبي "أم ت�دارك"، والع�رب تض�ع )ب�ل( موض�ع )أم( و )أم( موض�ع )ب�ل(

إذا كان في أول الكالم استفهام كقول الشاعر:أم القول أم كل إلي حبيبفوهللا ال أدري أسلمى تقولت

أي بل كل. ت��دارك، أدغمت ال��دال}أدارك{قال النحاس: القراءة األولى واألخيرة معناهما واحد؛ ألن أص��ل

في التاء وجيء بألف الوصل، وفي معناه قوالن: أحدهما أن المعنى."ا، الح11رف المش11دد عب11ارة عن ح11رفين أولهم11ا fا مش11دد f11ا واح11دfألن11ه إذا أدغم الحرف11ان فص11ارا حرف

ساكن، وال يمكن االبتداء بالساكن، فيتوصل إلى االبتداء به بمتحرك، فتتحد القراءتان. "وفي معناه قوالن، أحدهما أن المعنى: بل تكامل علمهم في اآلخرة؛ ألنهم رأوا كل م��ا وع��دوا ب��ه معاين��ة فتكام��ل علمهم ب��ه، والق��ول اآلخ��ر أن المع��نى: ب��ل تت��ابع علمهم الي��وم في اآلخ��رة،

ا قوالن". aفقالوا: تكون، وقالوا: ال تكون، والقراءة الثانية فيها أيض ما التدارك؟ من اإلدراك، ومعن11اه على التت11ابع ظ11اهر؛ ألن من يتب11ع غ1يره ق11د يدرك11ه، فت1دارك أو ادارك علمهم في اآلخ11رة يع11ني ت11دارك وتت11ابع علمهم في اآلخ11رة، فع11اينوا م11ا ك11انوا يش11كون في11ه،ا قابالf للشك على حد زعمهم، لعدم إيمانهم، صار يقينfا، بل ص11ار عين اليقين، fفبعد أن كان خبر

وحينئذ يتتابع علمهم عليه، ويتواطؤون عليه، وال يمكن أحد منهم أن ينكره.ا ق�والن: أح�دهما: أن معن�اه: كم�ل في اآلخ�رة وه�و مث�ل األول، ق�ال aالقراءة الثاني�ة فيه�ا أيض�" مجاه��د: معن��اه ي��درك علمهم في اآلخ��رة ويعلمونه��ا إذا عاينوه��ا حين ال ينفعهم علمهم؛ ألنهم ك��انوا في ال��دنيا مك��ذبين، والق��ول اآلخ��ر: أن��ه على مع��نى اإلنك��ار وه��و م��ذهب أبي إس��حاق،

نها عم�ون{واستدل على صحة هذا القول بأن بعده � [، أي لم يدرك66 ]سورة النمل:}بل هم م ي اآلخ��رة، فليس لهم فيه��ا علم، والق��راءةعلمهم علم اآلخرة، وقيل: بل ض��ل وغ��اب علمهم ف

رك" فهي بمع��نى ارك{ الثالث��ة: "ب��ل اد ل� اد ، وق��د يجيء افتع��ل وتفاع��ل بمع��نى؛ ول��ذلك ص��حح}ب��ازدوجوا حين كان بمعنى تزاوجوا."

يعني يأتي المفاعلة التي هي في األصل بين طرفين، بمعنى الفعل الذي هو لطرف واحد، ي11أتي، قلت: سافر زيد، ال يع1ني أن ه1ذه المفاعل1ة المس1افرة وقعت بين ط11رفين، تق1ول: fكالمسافرة مثال

Page 6: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

6

طارق زيد النعل، المطارقة هذه ال تعني أنها بين اثنين، وإن كان بابها واألصل فيها أنها تكونبين اثنين كالمضاربة والمكاتبة وما أشبه ذلك.

"والقراءة الرابعة: ليس فيه��ا إال ق�ول واح��د يك��ون في�ه مع��نى اإلنك�ار، كم��ا تق��ول: أأن��ا قاتلت��ك؟ لم يدرك، وعلي�ه ترج��ع ق�راءة ابن عب��اس، ق�ال ابن عب�اس: "بلى آدارك علمهمفيكون المعنى لم يدرك. قال الفراء: وهو قول حسن كأنه وجهه."في اآلخرة" أي

قوله: أأنا قاتلتك؟ هذا االستفهام إنكاري، يراد به إنكار المقاتلة. تكذب��ه: بلى"وه��و ق��ول حس��ن كأن��ه وجه��ه إلى االس��تهزاء بالمك��ذبين ب��البعث، كقول��ك لرج��ل

لعمري قد أدركت الس��لف، ف��أنت ت��روي م��ا ال أروي، وأنت تكذب��ه، وق��راءة س��ابعة: "ب��ل أدرك"ل{ الالم ع��دل إلى الفتح��ة لخفته��ا، وق��د حكى نح��و ذل��ك عن قط��رب في بفتح ]س��ورة}قم� اللي��

[ فإنه عدل إلى الفتح."2المزمل:."بل أدرك"فتح الالم التي في )بل(

"وقراءة سابعة: "بل أدرك" بفتح الالم عدل إلى الفتحة لخفتها، وقد حكى نحو ذلك عن قط��ربل{في [ فإن��ه ع��دل إلى الفتح، وك��ذلك و"ب��ع الث��وب" ونح��وه. وذك��ر2 ]س��ورة المزم��ل:}قم� اللي��

الزمخشري في الكتاب: وقرئ "بل أأدرك" بهمزتين "بل أأدرك". الفتح، فتح الالم ال1111تي هي في األص1111ل مكس1111ورة، وع1111دل عنه11111ا إلى الفتح للتخفي1111ف، ال ش1111ك أن

رك األول منهم111ا بالكس111ر، {األص111ل ه111و الكس111ر؛ ألن111ه إذا ت111والى س111اكنان، ح111 ]س111ورة}يرف��ع� هللا [، ق11د يق11ول قائ11ل: الفع11ل م11ا يج11ر، نق11ول: نعم، ح11رك بالكس11ر؛ لئال يجتم11ع س11اكنان،11المجادل11ة:

ك ب1الرفع والمض11ارع ر طيب لماذا لم يحرك بالفتح أو لم يحرك بالرفع؟ هو محله الجزم، فإذا ح11، وأن محله الرف11ع، وك11ذلك fيرفع إذا تجرد عن العوامل الناصبة والجازمة ظن أنه مرفوع أصال إذا ح11رك بالنص11ب ظن أنه منص11وب؛ ل11دخول العام11ل الناص11ب علي11ه؛ ألن من ش11أن الناص11ب أن ينص11ب، والتج11رد يرف11ع، والمض11ارع إنم11ا يرف11ع إذا تج11رد عن العوام11ل، وينص11ب إذا دخ11ل علي11ه ناص111ب، ويج111زم إذا دخ111ل علي111ه ج111ازم، وحينئ111ذ يلج111أ إلى حرك111ة ال توج111د في الح111االت الثالث، ليعرف أن هذا ليست حركة إعراب، الحركة التي عليه ليس11ت حرك11ة إع11راب، وإنم11ا هي حرك11ة

تخلص، فيلجأ إلى الكسر لهذا، وإال فاألصل أن الفعل ال يجر. "وذكر الزمخشري في الكت��اب: وق�رئ "ب��ل أأدرك" بهم��زتين "آأدرك" ب��ألف بينهم��ا "بلى أأدرك"،

"أم تدارك"، "أم أدرك" فهذه ثنتا عشرة قراءة. ثم أخذ يعلل وجوه القراءات وقال: فإن قلت فما وجه قراءة "بل أأدرك" على االس��تفهام؟ قلت: هو استفهام على وج��ه اإلنك��ار إلدراك علمهم، وك��ذلك من ق��رأ: "أم أدرك" و "أم ت��دارك"؛ ألنه��ا )أم( ال���تي بمع���نى )ب���ل( والهم���زة، وأما من ق���رأ: "بلى أأدرك" على االس���تفهام، فمعن���اه: بلى

يبعثون، ثم أنكر علمهم بكونها، وإذا أنكر علمهم بكونها لم يتحص��ل لهم ش��عوريشعرون متى

Page 7: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

رة�{وقت كونه�ا؛ ألن العلم ب�وقت الك��ائن ت��ابع للعلم بك�ون الك��ائن. ��� في ش��أن اآلخ��رة،}ف�ي اآلخا{ومعناها نه� �ك م ل هم ف�ي ش� ون{ أي في ال�دنيا. }ب� ��ا عم نه� �ل هم م [، أي66 ]س�ورة النم�ل:}ب�

بقلوبهم، واحدهم عمو، وقيل: عم، وأصله عميون، حذفت الي��اء؛ اللتق��اء الس��اكنين، ولم يج��زتحريكها لثقل الحركة فيها."

جم11ع م1ذكر س11الم، جم11ع عم، واح1دهم عم، وأص11له ن1اقص، مخت1وم بالي11اء، والن1اقص في}عم�ون{ حال11ة الرف11ع تح11ذف ي11اؤه إذا لم يق11ترن ب111 )أل(، ج11اء ق11اض، فه11و في مح11ل الرف11ع مح11ذوف الي11اء،

ويجمع على قاضون، مثل عمون.روا{"قول��ه تع��الى: ين كف�� �ا[، يع��ني مش��ركي مك��ة، 67 ]س��ورة النم��ل:}وق��ال الذ ��aذا كنا تراب� }أئ

هكذا يقرأ نافع هنا، وفي سورة: )العنكبوت(."وآباؤنا أئ�نا لمخرجون{ا أن111ه يفس111ر اآلي111ات على fالمؤل111ف، المفس111ر على ق111راءة ن111افع؛ ل111ذا تج111دون مث111ل م111ا كررن111ا م111رار

قراءته، ويشير إلى القراءات األخرى.ا باس��تفهامين إال aوقرأ أبو عمرو باستفهامين إال أنه خفف الهمزة، وقرأ عاص��م وحم��زة أيض��" أنهما حققا الهمزتين، وكل م��ا ذكرن��اه في الس��ورتين جميع��aا واح��د، وق�رأ الكس��ائي وابن ع��امر ورويس ويعق��وب: "أئ��ذا" بهم��زتين، "إنن��ا" بن��ونين على الخ��بر في ه��ذه الس��ورة، وفي س��ورة:

)العنكبوت( باستفهامين.قال أبو جعفر النحاس: القراءة "إذا كنا ترابaا وآباؤنا آينا لمخرجون" موافقة للخط حسنة،.."

هي خبر قراءة، القراءة حسنة."وقد عارض فيها أبو حاتم فقال: وهذا معنى كالمه"ا أن المراد بأبي حاتم هو السجستاني. fومر بنا مرار

فكيف يجوز أن يعم��ل م��ا}إن{ استفهام، وفيه وهذا معنى كالمه: "إذا" ليس باستفهام و "آينا""ا}إن{في حيز االستفهام فيما قبله؟ وكيف يجوز أن يعمل ما بعد aفيما قبلها؟ وكيف يجوز غ��د

ا خ�ارج؟ ف�إذا ك��ان في��ه اس�تفهام ك�ان أبع��د، وه�ذا إذا س��ئل عن�ه ك��ان مش��كالa لم��ا ذك��ره، aإن زيد وقال أبو جعفر:"

ألن ما بعد االستفهام ال يعمل فيما قبله. "وقال أبو جعفر: وسمعت محمد بن الوليد يقول: سألنا أبا العباس عن آي��ة من الق��رآن ص��عبة

لمش��كلة، وهي قول��ه هللا تع��الى: قتم ك�� �ز ل ينب�ئكم إ�ذا م�� دلكم على رج�� روا ه��ل ن�� ين كف�� � }وق��ال الذي��د{ �ق جد ق إ�نكم لف�ي خل�� ز ؛}ين��بئكم{ }إذا{[، فق��ال: إن عم��ل في 7 ]س��ورة س��بأ:مم�� aك��ان مح��اال

ألنه ال ينبئهم ذلك الوقت".إن عمل.

Page 8: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

8

؛ ألن��ه ال ين��بئهم ذل��ك ال��وقت، وإن عم��ل في��ه م��ا}ينبئكم{ }إذا{ " فقال: إن عمل في aكان محاال ا". aكان المعنى صحيح ) بعد )إن

ما بعد إن.ا، وك��ان خط��أa في العربي��ة أن يعم��ل م��ا قب��ل aك��ان المع��نى ص��حيح ) " وإن عم��ل في��ه م��ا بع��د )إن( فيم��ا بع��دها، وه��ذا س��ؤال بي�ن رأيت أن ي��ذكر في الس��ورة ال��تي ه��و فيه��ا، فأم��ا أب��و عبي��د )إن فم��ال إلى ق��راءة ن��افع، ورد على من جم��ع بين اس��تفهامين، واس��تدل بقول��ه تع��الى: واس��تدل

.بقوله تعالى""، جواب هذا اإلشكال.262يعني جوابه في الجزء الرابع عشر صفحة "

[. "144 ]سورة آل عمران:}أفإ�ن مات أو قت�ل انقلبتم على أعقاب�كم{"واستدل بقوله تعالى: سبأ، سبأ الجزء الرابع عشر، مائتين اثنين وستين؟

طالب:.......... يقول: وال يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد )إن(؛ ألنه ال يعمل فيما قبله، وأال يتق1دم عليه1ا م1ااج أن يكون العامل فيها محذوفfا. التقدير: إذا م11زقتم ك11ل مم11زق بعدها وال معمولها، وأجاز الزج بعثتم، أو أنبئكم بأنكم تبعثون إذا مزقتم -هذا الجواب ال1ذي أح1ال علي1ه هن1ا- ق11ال المه11دوي: وال يعمل فيه مزقتم؛ ألنه مضاف إليه، والمضاف إليه ال يعمل في المض11اف. لم11اذا؟ اآلن المض11اف إلي11111ه مج11111رور، مج11111رور بالمض11111اف، فالمض11111اف ه11111و العام11111ل في المض11111اف إليهم، وهن11111ا يق11111ول: المض11اف إلي11ه ال يعم11ل في المض11اف - ه11ذا ط11بيعي، ه11ذا أن11ه إذا ك11ان العام11ل ه11و المض11اف في

المضاف إليه ال ينعكس- وأجازه بعضهم على أن يجعل )إذا( للمجازاة.لكن هل يجوز أن يكون المضاف إليه عامالf بمعنى أنه يأتي منه الحال؟

طالب:..........يأتي منه الحال؟

إال إذا اقتضى المضاف عملهوال تجز حاالf من المضاف لهيعaا{ �عكم جم �يعaا{[،11 4 ]سورة يونس:}إ�ليه� مرج � حال من الكاف المضاف إليه، ول11ذا المض11اف}جم

إليه معمول وليس بعامل. إال إذا اقتضى المضاف عمله

كما في هذا.أو مثل جزئه فال تحريفأو كان جزء ما له أضيف

المقصود أن المضاف إليه األصل فيه أنه معمول وليس بعامل. "فأم���ا أب���و عبي���د فم���ال إلى ق���راءة ن���افع ورد على من جم���ع بين اس���تفهامين، واس���تدل بقول���ه

اب�كم{تع��الى: [، وبقول��ه تع��الى:144 ]س��ورة آل عم��ران:}أف��إ�ن مات أو قت���ل انقلبتم على أعق��

Page 9: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

[، وه�ذا ال��رد على أبي عم��رو وعاص�م وحم��زة34 ]س��ورة األنبي��اء:}أف�إ�ن م�ت فهم الخال���دون{ا، والف�رق بينهم�ا أن aوطلحة واألعرج ال يلزم منه شيء، وال يشبه م�ا ج�اء ب�ه من اآلي�ة ش�يئ

[،34 ]س�ورة األنبي�اء:}أف�إ�ن م�ت فهم الخال��دون{الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد، ومع�نى: أفإن مت خلدوا، ونظير هذا: أزيد منطلق، وال يقال: أزيد أمنطلق؛ ألنه�ا بمنزل��ة ش��يء واح��د،

وليس كذلك اآلية؛ ألن الثاني جملة قائمة بنفسها فيصلح فيها االستفهام." }فهم الخال�دون{ألن منطل11ق كلم11ة، أزي11د منطل11ق، منطل11ق: خ11بر زي11د، ال يق11وم بنفس11ه، أم11ا جمل11ة

[ جملة كاملة من مبتدأ وخبر، يختلف الحكم في هذا عن هذا.34]سورة األنبياء: "واألول كالم يصلح فيه االستفهام، فأما من حذف االستفهام من الثاني وأثبته في األول فق��رأ:

"أئذا كنا ترابaا وآباؤنا إننا" فحذفه من الثاني؛ ألن في الكالم دليالa عليه بمعنى اإلنكار.ل�ين{قوله تعالى: ير األو �اط دنا هذا نحن وآباؤنا م�ن قبل إ�ن ه��ذا إ�ال أس�� � ]س��ورة النم��ل:}لقد وع

[، تق��دم في س��ورة )المؤمن��ون(، وك��انت األنبي��اء يقرب��ون أم��ر البعث مبالغ��ة في التح��ذير،68وكل ما هو آت فقريب."

ومع ذلك مضى أك11ثر»بعثت أنا والساعة كهاتين«، يقربون أمر الساعة التي هي مقدمة البعث، من أل11ف وأربعمائ111ة س111نة م111ا ق111امت الس111اعة، ك111ل م111ا ه11و آت ق111ريب. ويقربونه111ا؛ كي يس111تعد له111ا

الناس.{"قوله تع��الى: �يروا ف�ي األرض �يروا{ له��ؤالء الكف��ار }ق��ل{[، أي 69 ]س��ورة النم��ل:}ق��ل س�� � }س��

ان عاق�ب����ة أي بقل����وبكم وبص����ائركم }ف����انظروا{في بالد الش����ام والحج����از واليمن، ف ك���� }كي����ين{ �م �م{ المكذبين لرسلهم. المجر �[، أي على كفار.."70 ]سورة النمل:}وال تحزن عليه

} �يروا ف�ي األرض � [ األرض جنس، يش11مل م11ا ذك11ر في بالد الش11ام والحج11از69 ]س11ورة النم11ل:}س واليمن، ويش111مل غيره111ا من بالد المش111رق والمغ111رب، كله111ا فيه111ا ع111بر وآي111ات، فه111ل من م111دكر؟ الن1111اس ينظ1111رون في اآلف1111اق، وينظ1111رون في األرض على اختالف ألوانه1111ا وأش1111كالها، ومناخه1111ا، وتضاريس111ها، وم111ع ذل111ك ال اعتب111ار وال ادك111ار، وكث111ير من الن111اس ي111ذهب إلى الس111ياحة والفرج111ة والمتعة، ويرى من آيات هللا ما يخل1ع القل1وب، وم1ع ذل1ك ك11أن ش1يئfا لم يكن، وي1زاول في س1ياحته ه11111ذه ال11111تي األص11111ل أن يس11111تفيد منه11111ا ويعت11111بر، ي11111زاول فيه11111ا م11111ا ح11111رم هللا- ج11111ل وعال-. -فاهلل

المستعان-.م{" �زن عليه }وال تكن ف�ي[، أي على كف����ار مك����ة إن لم يؤمن����وا، 70 ]س����ورة النم����ل:}وال تح����

ما يمكرون{ في حرج، ضيق{ � نزلت في المستهزئين الذين اقتس��موا عق��اب مك��ة، وق��د تق��دم}ميق" بالكسر، وقد مضى في آخر )النحل(. �ذكرهم، وقرئ: "في ض

Page 10: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

10

د{ }إ�ن كنتم[، أي وقت يجيئن��ا الع��ذاب بتك��ذيبنا، 71 ]س��ورة النم��ل:}ويقول��ون متى ه��ذا الوع��ق�ين{ �".صاد

اس11تبعاد لع11ذاب هللا، وم11ا أش11به الليل11ة بالبارح11ة، يوج11د اآلن على وج11ه األرض من يس11تبعد وينك11ر العذاب، وحال كثير من المسلمين، وإن لم يقولوا بلسان المقال، بل م11ا اش11تمل علي11ه ح11الهم كأنه11ا

حال مكذب، وهللا المستعان.ف لكم{"قول��ه تع��الى: �ى أن يك��ون رد [، أي اق��ترب لكم ودن��ا منكم72 ]س��ورة النم��ل:}ق��ل عس��

لون{ �ي تستعج �. أي: من العذاب"}بعض الذ ألن الردي11ف ق11ريب من مرادف11ه، الردي11ف ق11ريب من مرادف11ه، لص11يق ل11ه، مج11اور ل11ه، ف11إذا ردف

ا لهم كان قريبfا منهم. fلهم بعض الذي يستعجلون قرب منهم، إذا كان رديف "أي من الع��ذاب، قال��ه ابن عب��اس، وه��و من ردف��ه إذا تبع��ه، وج��اء في أث��ره، وتك��ون )الالم( أدخلت؛ ألن المعنى اقترب لكم ودنا لكم، أو تكون متعلقة بالمص�در، وقي�ل: معن�اه معكم، وق�ال

ابن شجرة: تبعكم، ومنه ردف المرأة؛ ألنه تبع لها من خلفها، ومنه قول أبي ذؤيب:ا في مفارقه aا ببياض الشيب إذ ردفاعاد السواد بياضaال مرحب

أوض111ح من111ه: الردي111ف على الداب111ة، الداب111ة ي111ركب عليه111ا االثن111ان والثالث111ة إذا ك111انت تطي111ق ذل111ك يج11وز، وج11اء في أح11اديث عن أك11ثر من ثالثين ص11حابيا، ك11ل منهم يق11ول: )كنت ردي11ف الن11بي-ا فيمن ردف الن1111بي- ص1111لى هللا علي1111ه fص1111لى هللا علي1111ه وس1111لم-(، وألف ابن من1111ده في ذل1111ك ج1111زء وسلم- فصاروا أكثر من ثالثين، هذا أوضح من ردف المرأة؛ ألن الردف مالص11ق، وي11أتي م11ع

ال يأتي بعد، أما الرديف الذي يركب خلف الراكب فهذا ليس بمالصق له. "قال الجوهري: وأردفه أمر لغة في ردفه، مثل تبع��ه وأتبع��ه بمع��نى، ق��ال خزيم��ة بن مال��ك بن

نهد:ظننت بآل فاطمة الظنوناإذا الجوزاء أردفت الثريا

يعني فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين."القارظين، القارظ بن عنزة، ذهب ولم يعد.

إذا ما القارظ العنزي آبامعلق عليه األمور المستحيلة، ذهب لحاجة من الحاجات ولم يرجع.

ف لكم{"وق��ال الف��راء: � . وقي��ل: ردف��ه وردف ل��ه بمع��نى، ف��تراد}لكم{ دن��ا لكم، وله��ذا ق��ال: }ردالالم للتوكيد".

فتزاد.ا:" aفتزاد الالم للتوكيد، عن الفراء أيض"

وإال فاألصل أنه متعد بنفسه.

Page 11: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

"كما تقول: نفدته ونقدت له".نقدته ونقدت له.

لون{"نقدته ونقدت ل�ه، وكلت�ه ووزنت�ه وكلت ل�ه ووزنت ل�ه، ونح�و ذل�ك. �تعج }بعض الذ�ي تس�[، من العذاب فكان ذلك يوم بدر، وقيل: عذاب القبر.72]سورة النمل:

} �ل على الناس [، في ت���أخير العقوب���ة وإدرار ال���رزق،73 ]س���ورة النم���ل:}وإ�ن ربك ل���ذو فض��� فضله ونعمه.}ولك�ن أكثرهم ال يشكرون{

دورهم{قول���ه تع���الى: ا تك�ن ص��� [، أي تخفي ص���دورهم،74 ]س���ورة النم���ل:}وإ�ن ربك ليعلم م���{ يظهرون من األمور، وقرأ ابن محيصن وحميد: }وما يعل�نون{ من كننت الش��يء إذا}ما تكن

سترته هنا، وفي )القصص( تقديره: ما تكن صدورهم عليه.."يعني ما تنطوي عليه وما تخفيه.

{"وك��أن الض��مير ال��ذي في الص��دور كالجس��م الس��ائر، ومن ق��رأ: فه��و المع��روف، يق��ال:}تكنماء واألرض� إ�ال ف�يأكننت الشيء إذا أخفيته في نفسك. قوله تع��الى: ة ف�ي الس�� ن غائ�ب�� �ا م }وم��

[، ق�ال الحس��ن: الغائب�ة هن�ا القيام�ة، وقي�ل: م�ا غ�اب عنهم من75 ]س�ورة النم�ل:ك�تاب مب�ين{ عذاب السماء واألرض، حكاه النقاش، وقال ابن شجرة: الغائبة هنا جميع م��ا أخفى هللا تع��الى

إش��ارة إلى الجم��ع، أي:}غائ�ب��ة{عن خلقه وغيبه عنهم، وهذا ع��ام، وإنم��ا دخلت )اله��اء( في ما من خصلة غائبة عن الخلق إال وهللا ع�الم به�ا ق�د أثبته��ا في أم الكت��اب عن��ده، فكي��ف يخفى

ر هؤالء وما يعلنونه، وقيل: أي كل شيء هو مثبت في أم الكتاب." �عليه ما يسالعموم في الغائبة؛ ألنها نكرة في سياق النفي، وأكد هذا العموم ب1 )من(.

"وقيل: أي كل شيء هو مثبت في أم الكتاب يخرجه لألجل المؤجل له، فال��ذي يس��تعجلونه من الع�ذاب ل�ه أج�ل مض�روب، ال يت�أخر عن�ه وال يتق�دم علي�ه، والكت�اب الل�وح المحف�وظ، أثبت هللا

فيه ما أراد ليعلم بذلك من يشاء من مالئكته.ي هم ف�ي��ه� يختل�ف��ون{قول��ه تع��الى: �رائ�يل أكث��ر الذ رآن يقص على بن�ي إ�س�� ]س��ورة}إ�ن ه��ذا الق��

ا ف����نزلت،76النم����ل: aوذل����ك أنهم اختلف����وا في كث����ير من األش����ياء ح����تى لعن بعض����هم بعض���� ،] والمعنى: إن هذا القرآن يبين لهم ما اختلفوا فيه ل��و أخ��ذوا ب��ه، وذل��ك م��ا حرف��وه من الت��وراة

"واإلنجيل، وما سقط من كتبهم من األحكام. س11111بب اختالفهم الكث11111ير فيم11111ا بينهم، وإن ك11111ان ل11111ديهم كت11111اب م11111نزل، لكنهم اس11111تحفظوا علي11111ه فلم يحفظوه، استؤمنوا واستحفظوا فلم يحفظ11وا، فغ1يروا وب1دلوا، وك11ل واح11د منهم يرج1ع إلى م11ا بي1دهرفت ل111ه، فال يرجع111ون إلى أص111ل واح111د، ول111ذا حص111ل االختالف من الت111وراة ال111تي حرفه111ا أو ح111 الكبير بينهم؛ ألن كل واحد يح11رف نس1خته على م1ا يش1اء، على م11ا يري1د، أو تح11رف ل1ه، أو يتب1ع

Page 12: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

12

غ11يره ممن يح11رف، المقص11ود أن ك11ل واح11د بي11ده غ11ير م11ا بي11د اآلخ11ر، فل11ذا ك11ل يرج11ع إلى نس11خته فيحص11ل االختالف. ول11ذا ذك11ر الحاف11ظ ابن كث11ير -رحم11ه هللا- أن عش11رة من النص11ارى اجتمع11وا

، لماذا؟ fلبحث مسألة فصدروا عن أحد عشر قوال ألنهم ال يرجع111ون إلى أص111ل يمكن أن يحتكم111وا إلي111ه، وال111ذين بحث111وا في ال111روح ال111تي حجب هللا عن الخل11ق معرف111ة ماهيته111ا وكنهه111ا، اختلف11وا على أك111ثر من مائ111ة ق111ول، والس111بب في ذل11ك أن11ه ال

ر� رب�ي{يوج11د أص11ل يرجع11ون إلي11ه، ال يوج11د أص11ل، هللا- ج11ل وعال- يق11ول: ن أم� �وح م }قل� الر [، وهم يخوض11ون في تعريفه11ا، ولم11ا لم يوج11د األص11ل ال11ذي يمكن أن يعتم11د85]س11ورة اإلس11راء:

عليه ويرجع إليه حصل مثل هذا االختالف، وه1ذا التب1اين الكب1ير في أق11والهم في ح1دها وماهيته11اوكيفيتها.

ن�ين{ يعني الق��رآن، }وإ�نه{" �ة ل�لم��ؤم ى ورحم�� aد [، خص المؤم��نين؛ ألنهم77 ]س��ورة النم��ل:}له��ي بينهم ب�حكم�ه�{المنتفعون به �.."}إ�ن ربك يقض

[، والكتب9 ]س111ورة الحج111ر:}وإ�نا له لحاف�ظون{نعم، ألنه كتاب محفوظ، تكفل هللا بحفظه، قال: األخ11رى اس11تحفظوا عليه11ا، لكنهم لم يحفظوه11ا، فكتابن11ا -وهلل الحم11د- محف11وظ، ومن يرج11ع إلي11ه ويتحاكم إليه ال ب1د أن يص11ل إلى الح11ق، والق1ول ال1راجح المعتم11د على النص الص11حيح، ق11د يك11ون النص في داللت1111ه ش1111يء من اإلجم1111ال، ثم يختل1111ف أه1111ل العلم بس1111بب ذل1111ك، وفي النهاي1111ة يع1111رف

الراجح والمرجوح بالمرجحات المعتبرة عند أهل العلم."}�ي بينهم ب�حكم�ه � [، أي يقضي بين بني إسرائيل فيما اختلفوا78 ]سورة النمل: }إ�ن ربك يقض

فيه في اآلخ��رة، فيج��ازي المح��ق والمبط��ل، وقي��ل: يقض��ي بينهم في ال��دنيا فيظه��ر م��ا حرف�وه،يز{ � الذي ال يخفى عليه شيء.}العل�يم{ المنيع الغالب الذي ال يرد أمره، }وهو العزل على هللا�{قول��ه تع��الى: ض إلي��ه أم��رك واعتم��د علي��ه فإن��ه79 ]س��ورة النم��ل:}فتوك � [، أي ف��و

{ناصرك، � أي الظاهر، وقيل: المظهر لمن تدبر وجه الصواب."}إ�نك على الحق� المب�ينبين لغ11يره، الح11ق الم11بين لم111ا ا م11 f11الم11بين: ال11بين الواض11ح الظ111اهر، ال11ذي ال خف11اء في11ه، وه11و أيض

يختلف فيه.وتى{" ع الم�� �م [، يع��ني الكف��ار؛ ل��تركهم الت��دبر، فهم ك��الموتى ال80 ]س��ورة النم��ل: }إ�نك ال تس��

عاء{حس لهم وال عقل، وقيل: هذا فيمن علم أنه ال ي��ؤمن م ال�د ع الص�� �م يع��ني الكف��ار}وال تس�� ال��ذين هم بمنزل��ة الص��م عن قب��ول المواع��ظ، ف��إذا دع��وا إلى الخ��ير أعرض��وا وول��وا ك��أنهم ال

[، كم�ا تق�دم. وق�رأ ابن محيص�ن وحمي�د18 ]س�ورة البق�رة:}صم بكم عمي{يسمعون، نظيره: }الص��م{ بفتح الياء والميم. }وال يسمع{وابن كثير وابن أبي إسحاق وعباس عن أبي عمرو:

نصبaا.}الصم{ مضارع أسمعت }تسمع{رفعaا على الفاعل، والباقون

Page 13: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

مسألة: وقد احتجت عائشة- رضي هللا عنها- في إنكارها أن النبي- ص�لى هللا علي�ه وس��لم- أسمع موتى بدر بهذه اآلية، فنظرت في األمر بقياس عقلي ووقفت م��ع ه��ذه اآلي��ة، وق�د ص��ح

."»ما أنتم بأسمع منهم«عن النبي- صلى هللا عليه وسلم- أنه قال: ا ق11د م11اتوا؟ ق11ال: f11م11ا أنتمنعم، لم11ا خ11اطب أه11ل القليب، قليب ب11در، فقي11ل ل11ه: كي11ف تخ11اطب أناس«

وال شك أن هذا الس11مع خ11اص، وال يع1ني أن جمي1ع األم1وات يس1معون أوبأسمع منهم لما أقول« وتى{يس111مع منهم، لكن األص111ل ع الم�� �م [، وخص منهم من خاطب111ه80 ]س111ورة النم111ل:}إ�نك ال تس��

النبي- عليه الصالة والسالم-، وأخبر أنهم سمعوا، فال يضرب العام بالخاص. "قال ابن عطي�ة: فيش��به أن قص�ة ب�در خ�رق ع�ادة لمحم�د- ص�لى هللا علي�ه وس�لم- في أن رد هللا إليهم إدراكaا سمعوا به مقاله، ول�وال إخب�ار رس��ول هللا- ص�لى هللا علي�ه وس�لم- بس�ماعهم لحملن���ا ن���داءه إي���اهم على مع���نى الت���وبيخ لمن بقي من الكف���رة، وعلى مع���نى ش���فاء ص���دور

المؤمنين." ابن القيم -رحمه هللا- بحث هذه المسألة، وأط11ال البحث في كت11اب ال1روح، ف11يرجع إلي11ه من أراد

المزيد. "قلت: روى البخاري -رضي هللا عنه-: حدثني عبد هللا بن محم��د س��مع روح بن عب��ادة ق��ال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلح��ة أن ن��بي هللا- ص��لى هللا علي��ه وس��لم- أم��ر ي��وم ب��در بأربع��ة وعش��رين رجالa من ص��ناديد ق��ريش، فق��ذفوا في ط��وي من أط��واء� ب��در خ��بيث مخبث، وك��ان إذا ظه��ر على ق��وم أق��ام بالعرص��ة ثالث لي��ال، فلم��ا ك��ان بب��در الي��وم الث��الث أم��ر براحلت��ه فش��د عليه��ا رحله��ا، ثم مش��ى وتبع��ه أص��حابه، ق�الوا: م��ا نرى ينطلق إال لبعض حاجته، ح��تى ق��ام على ش��فير ال��ركي، فجع��ل ين��اديهم بأس��مائهم وأس��ماء

»يا فالن بن فالن، ويا فالن بن فالن، أيسركم أنكم أطعتم هللا ورسوله، فإنا قد وج��دناآبائهم: ا؟« ا، فه��ل وج��دتم م�ا وع�د ربكم حق ق�ال: فق�ال عم�ر: ي�ا رس�ول هللا م�ا تكلمما وعدنا ربن�ا حق

»وال�ذي نفس محم�د بي�ده م��امن أجساد ال أرواح له�ا؟ فق�ال الن�بي -ص�لى هللا علي�ه وس�لم-: اأنتم بأس��مع لم��ا أق��ول منهم«. aا وتص��غير ��aق��ال قت��ادة: أحي��اهم هللا ح��تى أس��معهم قول��ه؛ توبيخ

ا. aا، خرجه مسلم أيض aونقمة وحسرة وندم ق��ال البخ��اري: ح��دثنا عثم��ان ق��ال ح��دثنا عب��دة عن هش��ام عن أبي��ه عن ابن عم��ر ق��ال: وق��ف

ا« النبي- صلى هللا عليه وسلم- على قليب بدر فقال: ��aثم ق�ال:»ه��ل وج��دتم م��ا وع�د ربكم حق ثم قرأت.."»إنهم اآلن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق«

يعني عائشة.ع الموتى{" ثم قرأت � حتى قرأت اآلية."}إ�نك ال تسم

Page 14: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

14

طالب: فيه سقط يا شيخ. يقول؟ماذا

ط���الب: ق���ال المحق���ق: م���ا بين المعق���وفين س���قط من نس���خ األص���ل، والمس���تدرك من ص���حيحالبخاري وبه يستقيم السياق.

.«إنهم اآلن» طالب: إنهم ليسمعون ما أقول فذكر ذلك لعائش�ة- رض�ي هللا عنه��ا- فق��الت: إنم�ا ق�ال الن�بي-

.»إنهم اآلن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق«صلى هللا عليه وسلم-: .«إنهم اآلن ليعلمون »نعم موجود ثم قال:

السقط: يسمعون ما أقول، فذكر ذلك لعائشة فقالت: إنما ق�ال الن�بي- ص�لى هللا علي�ه وس��لم-:.»إنهم اآلن..«

تس11تدل به1ا عائش11ة على«ليعلم11ون». ف11رق بين يس1معون ويعلم11ون، رواي11ة «إنهم اآلن ليعلمون»ع الموتى{أنهم ال يس11معون، عمالf بعم11وم اآلي11ة: � ك11ونهم يعلم11ون، نعم يعلم، خالص}إ�نك ال تسم

حق اليقين، وهذا سقط ال بد منه؛ ألن السياق الذي ساقه المؤلف فيه خفاء، أقول فيه خفاء تبينهعندك؟ماذا. «إنهم اآلن..» ثم قال: «هل وجدتم ما وعد ربكم حقfا»الرواية الصحيح،

يسمعون ما أقول.طالب: . «إنهم اآلن يسمعون ما أقول»

فذكر ذل�ك لعائش��ة فق�الت: إنم�ا ق�ال الن�بي- ص�لى هللا علي�ه وس�لم-:يس11معون م11ا أق11ول طالب:. »إنهم اآلن..«

، سقط سطر الظاهر، وجاءنا في أك1ثر من موض11ع يس1قط س1طر كام1ل، م1ر«إنهم اآلن ليعلمون» علين111ا س111قوط س111طر في أك111ثر من موض111ع، الس111قط بين قول111ه: )ثم ق111ال( في آخ111ر الس111طر الث111اني،وبين قوله: )إنهم اآلن( في أول السطر الثالث، يعني سطر كامل سقط، وإال فالكالم فيه إيهام.

فذكر ذلك لعائشة فقالت: إنم��ا ق��ال الن��بي- ص��لى هللا»إنهم اآلن ليسمعون ما أقول«" ثم قال: ع ثم ق��رأت »إنهم اآلن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق«عليه وسلم-: �م }إ�نك ال تس��

حتى قرأت اآلية. وق�د عورض�ت ه�ذه اآلي�ة بقص�ة ب�در، وبالس��الم على القب�ور، وبم�االموتى{ روي في ذل��ك من أن األرواح تك��ون على ش��فير القب��ور في أوق��ات، وب��أن الميت يس��مع ق��رع النعال إذا انصرفوا عنه إلى غير ذل�ك، فل�و لم يس�مع الميت لم يس�لم علي�ه، وه��ذا واض�ح وق�د

بيناه في كتاب التذكرة."ع الموتى{إذfا كيف يحمل قول هللا- جل وعال-: � هل المراد به إسماع تترتب عليه}إ�نك ال تسم

فائدت11ه من اإلجاب11ة، يع11ني ول11و ذك11رت لهم م11ا ذك11رت وس11معوا من11ك م11ا ذك11رت م11ا اس11تفادوا؛ ألن

Page 15: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

15

اإلجاب111ة مس111تحيلة، بع111د الم111وت، بع111د المعاين111ة، وبع111د الغرغ111رة ال ينف111ع توب111ة، ف111أنت ال تس111معهما ينتفع111ون ب111ه، وق111د نفي الس111مع من الكف11ار، ال يس111معون به11ا، هم fا ينف111ع، ال تس11معهم س11ماع fس111ماع ا ينف11ع، س11ماع إجاب11ة، ال، ف11إذا حم11ل النفي هن11ا fيس11معون س11ماع أص11وات، لكن ال يس11معون س11ماع على الس111ماع الن111افع المج111دي ثبت الس111ماع في الجمل111ة ال111ذي ال ينف111ع؛ ألن111ه بع111د المعاين111ة ال ينف111ع،

فيستقيم الكالم في نفسه. ومن يق1111ول: إن األص1111ل أنهم ال يس1111معون، أن الم1111وتى ال يس1111معون، يس1111تثنى من ذل1111ك م1111ا ج1111اء اس111تثنائه في مث111ل أه111ل القليب ونح111وهم، ق111د يس111معون لحكم111ة يراه111ا هللا- ج111ل وعال-، وك111ونهما مح1111ل نظ1111ر، ومح1111ل خالف بين أه1111ل العلم، األص1111ل أنهم ال يس1111معون، ق1111د f1111يس1111معون ه1111ذا أيض يحص111ل لهم م111ا يحص111ل من ع111ذاب، لكن ه11ذا الع111ذاب ال يس111مع ه111ذا ه11و األص111ل، والن11بي- علي111ه الصالة والسالم- قرر أنهم يعذبون في قبورهم، وأن11ه يس11معهم، يس11مع ض11رب المرزب11ة، يس1معها

«»ل11وال أن ت11دافنكل شيء إال الثقلين، ولو سمعها اإلنسان لصعق، وجاء في الحديث الصحيح: ف1111دل على أن الس1111ماع الخ1111اص ال يع1111ني الس1111ماع «»ل1111وال أن ال ت1111دافنوا ألس1111معتكموفي رواي1111ة:

العام، ال منهم وال إليهم. فاألص11ل أنهم ال يس11معون وال يس11معون، ولكن ج11اء في النص11وص م11ا ي11دل على ش11يء يس11ير من ذل11ك مس11تثنى من ه11ذا الع11ام، ف11إذfا قص11ة القليب وأنهم س11معوا، وأن الميت ال يس11مع ق11رع نع11الهم، وم11ا أش11به ذل11ك، لكن ال يع11ني أن11ه ك11ل من ذهب إلى ص11احب ق11بر أن11ه يس11مع كالم11ه، ي11ا فالن ي11ا

فالن، يسمع كالمه، ال يلزم، وقل في مثل هذا العكس.طالب:..........

الس11الم، أما بالنس11بة للن11بي- علي11ه الص11الة والس11الم- ف111ترد روح11ه، وأم11ا بالنس11بة لغ11يره فيحص111ل األجر بالسالم، وكونه يجيب أو ال يجيب فهذه مسألة هللا أعلم بها، كونها ترد الروح هذا خاص

بالنبي- عليه الصالة والسالم-.طالب:.........

مع111روف، ه111ذا الش111ريط ال111ذي س111مع من روس111يا، وأنهم س111جلوا أص111واتfا، وزعم111وا أنه111ا أص111واتا، وحجبوا الشريط ومنعوا تداوله، على fا قاطعfأموات يعذبون، وأنهم نفوا ذلك فيما بعد، نفوه نفي كل حال كل ه1ذا من خط11ط الكف1ار ال1ذين يري1دون تش1كيكنا في دينن1ا، وم1ا جاءن1ا عن نبين1ا- علي1ه

ف11دل على أن ه1ذا»ألس1معتكم«، يعني من ك1ثرة األم11وات »لوال أن ال تدافنوا«الصالة والسالم- ليس باإلمك11ان س11ماعه إال على طريق11ة خ11رق الع11ادة للن11بي- علي11ه الص11الة والس11الم-، وق11د يك11ون هناك موعظة لشخص بعينه يتعظ بها فيخرق هللا له هذه العادة فيسمع شيئfا من هذا، أما األصل

فإنه ال يسمع وال يسمع.طالب:..............

Page 16: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

تفسير القرطبي-سورة النمل(005)

16

ك111ل ه111ذا إم111ا أن يك111ون رؤى ومنام111ات كم111ا ذك111ر ذل111ك الحاف111ظ ابن رجب في أه111وال القب111ور، أو يكون من باب االعتبار واالتعاظ لشخص بعينه، أراد هللا ل11ه- ج11ل وعال- ه11ذه الموعظ11ة ليعت11بر وي11دكر، كم11ا حص11ل لبعض من دفن ميت11ه ثم ع11اد إلي11ه؛ ألن11ه وق11ع في ق11بره ش11يء، فوج11ده يع11ذب،

يعني هذه خوارق نادرة ال يعمم الحكم بها.م{"قوله تعالى: �ي العمي� عن ضاللت�ه � [، أي كف��رهم، أي ليس81 ]س��ورة النم��ل:}وما أنت ب�هاد

في وسعك خلق اإليمان في قلوبهم، وقرأ حمزة: "وما أنت تهدي العمي عن ضاللتهم".."م{ �ي العمي� عن ضاللت�ه � ه11ذه هداي11ة التوفي11ق والقب11ول ال11تي ال يملكه11ا إال هللا- ج11ل}وما أنت ب�هاد

ي إ�لىوعال-، وأم1111ا هداي1111ة الدالل1111ة واإلرش1111اد فهي ل1111ه- علي1111ه الص1111الة والس1111الم-: �د }وإ�نك لته���راط مستق�يم{ �[، له وألتباعه من دعاة الحق.52 ]سورة الشورى:ص

ي العمي{"وق��رأ حم��زة: "وم��ا أنت ته��دي العمي عن ض��اللتهم"، كقول��ه: �د ]س��ورة}أف��أنت ته��[، الباقون: "بهادي العمي" وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم وفي )الروم( مثله.43يونس:

اد�ي{وكلهم وق����ف على ا}ب�ه���� ����aبالي����اء في ه����ذه الس����ورة، وبغ����ير )ي����اء( في )ال����روم( اتباع للمصحف."

يعني وقوفfا مع الرسم، ال يتعدى. "إال يعقوب فإن��ه وق��ف فيهم��ا جميع��aا بالي��اء، وأج��از الف��راء وأب��و ح��اتم: "وم��ا أنت به��اد العمي"

}إ�ال من أي م��ا تس��مع }إن تس��مع{وهي األص��ل، وفي ح��رف عب��د هللا "وم��ا أن ته��دي العمي"، ن ب�آيات�نا{ � قال ابن عباس: أي إال من خلقته للسعادة فهم مخلصون في التوحيد."يؤم

القراءة ال1تي أجازه1ا أو الوج1ه ال1ذي أج1ازه الف1راء وأب1و ح1اتم ب1القطع عن اإلض1افة "م1ا أنت به11اداها{العمي"، ويج111وز اإلض111افة هن111ا، ويج111وز القط111ع يج111وز الوجه111ان ر من يخش�� �ا أنت من��ذ }إ�نم��

ا: "من11ذر من يخش11اها"، إال أن11ه من حيث المع11نى هن11اك ف11رق45]س11ورة النازع11ات: f11يج11وز أيض ،] لطيف يلحظ في ترجيح أحد الوجهين.

ا، أو ق11ال: أن11ا قات11ل عم1رو، الف1رق بينهم11ا أن1ه fإذا قلت، أو إذا قال زيد من الناس: أنا قات1ل عم11رو ا، يه1دد، يه1دده بالقت1ل. أم1ا إذا ق11ال: أن1ا قات1ل عم1رو، فإن1ه يق1ر ب1ذلك على fإذا قال: أنا قات1ل عم1رو نفسه، وأن القتل قد حصل في المض11ي، وأم11ا بالنس1بة للتهدي11د فس11وف يحص11ل بالمس11تقبل، والكالم

ا. على الدابة طويل جدنقف على هذا.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ه11ذا يس11أل عن بعض التفاس11ير، وبعض الكالم لبعض المخ11الفين وهن11ا يق11ول: كأن11ه س11ؤال موج11ه

إلى من تقدم لعالم يقول:في مسلم ذنوبه ضخامماذا يقول شيخنا اإلمام

Page 17: 2shkhudheir.com/files/د0040_027_سورة النمل_005.docx · Web viewلأن عدد الحصا ليس من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وإنما

17

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

17

عذالf لها بهمة عن الورىضاقت عليه نفسه فقررمن ضعفها وكثرة األسقاممع ما يرى في أمة اإلسالم

هذا يسأل عن العزلة، متى تترجح؟ والخلطة متى تكون راجحة؟ أو متى تتعين العزلة، أو م11تىتتعين الخلطة؟

على كل حال إذا كان اإلنسان بمنزلة بحيث يؤثر وال يتأثر ه11ذا يتعين علي11ه الخلط11ة، وال تج11وز ل11ه العزل11ة، وإذا ك11ان ب11العكس يت11أثر بأعم11ال الن11اس وأفع11الهم وش11رورهم ومنك11راتهم وال يس11تطيع الت11أثير فيهم، ف11إن مث11ل ه11ذا تتعين علي11ه العزل11ة، وإذا ك11ان األم11ر س11جاالf ي11ؤثر ويت11أثر فينظ11ر إلى

الغالب، ينظر إلى الغالب فيحكم به.وهللا أعلم.

وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.